Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أث

أَثر

(أَثــر) ظَلَّت ناقَتُه مَــأَثُــورة: إِذا حُبسَتْ على غَيْر عَلَفِ. 
أَثــر
: (} الــأَثَــرُ، محرَّكَةً: بَقِيَّةُ الشيْءِ. ج {آثَارٌ} وأُثُــورٌ) ، الأَخيرُ بالضَّمِّ. وَقَالَ بعضُهم: الــأَثَــرُ مَا بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ. . (و) الــأَثَــرُ: (الخَبَرُ) ، وجَمْعُه الآثارُ.
وفلانٌ مِن حَمَلَةِ {الآثَارِ. وَقد فَرقَ بَينهمَا أَئمَّةُ الحديثِ، فَقَالُوا: الخَبَرُ: مَا كَانَ عَن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم،} والــأَثَــرُ: مَا يُرْوَى عَن الصَّحَابَة. وَهُوَ الَّذِي نَقَلَه ابنُ الصَّلاحِ وغيرُه عَن فُقَهاءِ خُراسانَ، كَمَا قَالَه شيخُنا.
(الحُسَيْنُ بنُ عبدِ المَلِكِ) الخَلَّالُ ثِقةٌ مشهورٌ تُوِفِّيَ سنَةَ 532 هـ، (وعبدُ الكريمِ بنُ منصورٍ) العُمَرِيُّ المَوْصِلِيّ، عَن أَصحاب الأُرمويّ، نَقله السَّمْعَانِيُّ، مَاتَ سنة 490 هـ، ( {الــأَثَــرِيّانِ: مُحَدِّثَانِ) .
وممَّن اشْتَهَر بِهِ أَيضاً: أَبو بكر سعيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليَ الطُّوسِيُّ، وُلِدَ سنة 413 هـ بنَيْسَابُورَ، ومحمّدُ بنُ هياج بن مبادر} - الآثاريُّ الأَنصاريُّ التَّاجِر، من أَهل دِمشقَ، وَرَدَ بغدَادَ، وبابا جَعْفَرُ بنُ محمّدِ بنِ حُسَيْنٍ {- الــأَثَــرِيُّ، رَوَى عَن أَبي بكرٍ الخَزَرِيِّ.
(و) يُقَال: (خَرَجَ) فلانٌ (فِي} إِثْرِهِ) ، بكسرٍ فسكونٍ، (وأَثَــرِهِ) ، مُحَرِكةً وَالثَّانِي أَفصحُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ، مَعَ تَأَمُّلٍ فِيهِ، وأَوردهما ثعلبٌّ فِيمَا يُقَال بلُغَتَيْن من فَصِيحِه، وصَوَّبَ شيخُنا تقديمَ الثّانِي على الأَوّل. وَلَيْسَ فِي كلامِ المصنِّف مَا يدلُّ على ضَبْطِه قَالَ: فإِن جَرَيْنَا على اصطلاحِه فِي الإِطلاق كَانَ الأَوْلُ مَفْتُوحًا، وَالثَّانِي مُحْتَملاً لوجوهٍ، أَظهرُها الكَسْرُ والفَتْحُ، وَلَا قائلَ بِهِ، إِنما يُعْرَفُ فِيهِ التَّحْرِيكُ، وَهُوَ أَفصحُ اللُّغَتَيْن وَبِه وَرَدَ القرآنُ: (بَعْدَه) . هاكذا فَسَّرَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيُّ. ووقَعَ فِي شُرُوح الفَصيح بَدَلَه: عَقِبَه.
وَقَالَ صاحِبُ الواعِي: الــأَثَــرُ مُحرَّك هُوَ مَا {يُؤَثِّرُه الرَّجُلُ بِقَدَمِه فِي الأَرض، وَكَذَا كلُّ شيْء} مُؤَثَّرٌ {أَثَــرٌ، يُقَال: جئتُكَ على أَثَــر فلانٍ، كأَنَّكَ جئتَه تَطَأُ} أَثَــرَه.
قَالَ: وكذالك! الإِثْرُ، ساكنُ الثّاني مكسورُ الهمزةِ، فإِن فتحتَ الهمزةَ فتحتَ الثّاءَ، تَقول: جئتُكَ على أَثَــره وإِثْرِه، وَالْجمع آثارٌ.
( {وائْتَثَرَه: تَبعَ أَثَــرَه) ، وَفِي بعض الأُصول: تَتَبَّعَ أَثَــرَه. وَهُوَ عَن الفارسيِّ.
(} وأَثَّــر فِيهِ {تَــأْثِــيراً: تَرَكَ فِيهِ أَثَــراً) .
} والتَّــأْثِــيرُ: إِبقاءُ الــأَثَــرِ فِي الشَّيْءِ.
( {والآثارُ: الأَعْلَامُ) ، واحِدُه الــأَثَــرُ.
(} والــأَثْــرُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (فِرِنْدُ السَّيْفِ) ورَوْنَقُه، (ويُكْسَرُ) ، وبضَمَّتَيْن على فُعُل، وَهُوَ واحدٌ لَيْسَ بجَمْعٍ، ( {كالــأَثِــير. ج} أُثُــورٌ) ، بالضمِّ. قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرَصِ:
ونحنُ صَبَحُنَا عامِراً يومَ أَقْبَلُوا
سُيُوفاً عليهنَّ {الــأُثُــورُ بَواتِكَا
وأَنشدَ الأَزهريُّ:
كأَنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيَةٌ
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بهَا} الــأُثُــرُ
أَثْــرُ السَّيْفِ: تَسَلْسُلُه ودِيبَاجَتُه، فأَمَّا مَا أَنشدَه ابنُ الأَعرابيِّ من قَوْله:
فإِنِّي إِنْ أَقَعْ بكَ لَا أُهَلِّكْ
كوَقعِ السَّيْفِ ذِي} الــأَثَــرِ الفِرِنْدِ
قَالَ ثعلبٌ: إِنّمَا أَرادَ ذِي الــأَثْــر، فحَرَّكَه للضَّرورة. قَالَ ابْن سِيدَه: وَلَا ضَرورةَ هُنَا عِنْدِي؛ لأَنّه لَو قَالَ: (ذِي الــأَثْــر) فسَكَّنه على أَصلِه لصار (مُفَاَعلَتُنْ) إِلى (مَفَاعِيلُنْ) : وهاذا لَا يكْسِر البَيْتَ لاكن الشّاعر إِنما أَرادَ تَوْفِيَةَ الجزْءِ، فحَرَّك لذالك، ومثلُه كثيرٌ، وأَبْدَلَ الْفِرِنْدَ من الــأَثَــر.
وَفِي الصّحاح: قَالَ يَعْقُوب: لَا يَعرفُ الأَصمعيُّ الــأَثْــرَ إِلّا بِالْفَتْح، قَالَ: وأَنشدَنِي عِيسَى بنُ عُمَر لخُفَافِ بنِ نَدْبَةَ:
جَلَاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها
خِفَافاً كلُّها يَتْقِي! بــأَثْــرِ
أَي كلُّها يستقبُلكَ بفرِنْدِه. ويَتْقِي، مخفَّف مِن يَتَّقِي، أَي إِذا نَظَر النّاظرُ إِليها اتَّصلَ شُعَاعُها بعينِه فَلم يَتمَكَّن من النَّظَرِ إِليها.
ورَوَى الإِيادِيُّ عَن أَبي الهَيْثَمِ أَنْه كَانَ يَقُول: {الإِثْرُ بكَسْر الهَمْزةِ لخُلَاصَةِ السَّمْنِ، وأَمّا فِرِنْدُ السَّيْفِ فكلُّهُم يَقُول:} أُثْــر.
وَعَن ابْن بُزُرْج: وَقَالُوا: {أُثْــرُ السَّيْفِ، مضمومٌ: جُرْحُه،} وأَثْــرُه، مفتوحٌ: رَوْنَقُه الّذِي فِيهِ.
قلتُ: وزَعم بعضٌ أَن الضَّمَّ أَفصحُ فِيهِ وأَعرَفُ.
وَفِي شَرْح الفَصِيح لِابْنِ التَّيّانِيِّ: أثْــرُ السَّيفِ مثالُ صَقْر، {وأُثُــرُه، مِثَال طُنُبٍ: فِرِنْدُه.
وَقد ظهرَ بِمَا أَوردنا من النُّصُوص أَنّ الكسْرَ مسموعٌ فِيهِ، وأَرودَه ابْن سِيدَه وغيرُه، فَلَا يُعَرَّجُ على قَول شيخِنَا: إِنه لَا قائلَ بِهِ من أَئِمَّة اللغةِ وأَهلِ العربيّة. فَهُوَ سَهْوٌ ظاهرٌ، نَعم،} الــأُثْــر بضمَ، على مَا أَوردَه الجوهَرِيُّ وغيرُه، وَكَذَا {الــأُثُــر، بضمَّتَيْن على مَا أَسْلَفْنَا، مسْتَدْرَكٌ عَلَيْهِ، وَقد أُغْفِلَ شيخُنا عَن الثّانية.
} والــأَثِــيرُ، كأَمِيرِ الَّذِي ذكرَه المصنِّفُ أَغفلَه أَئِمَّةُ الغَرِيب.
وحَكَى اللَّبْلِيُّ فِي شرح الفَصِيح: {لــأُثْــرَةُ اللسَّيفِ بِمَعْنى} الــأَثْــر، جمعُه أُثَــر كغُرَفٍ، وَهُوَ مُستدَركٌ على المصنِّف.
(و) الــأَثْــرُ: (نَقْلُ الحديثِ) عَن القَوم (ورِوايتُه، {كالــأَثَــارةِ) بِالْفَتْح، (} والــأُثْــرَةِ، بالضّمِّ) ، وهاذه عَن اللِّحْيَانِّي.
وَفِي الْمُحكم أَثَــرَ الحديثَ عَن القومِ ( {يَــأْثِــرُه) ، أَي من حدِّ ضَرَبَ، (} ويَــأْثُــره) أَي من حدِّ نَصَرَ: أَنْبأَهم بِمَا سُبِقُوا فِيهِ من الــأَثَــر، وَقيل: حَدَّثَ بِهِ عَنْهُم فِي {آثَارهم. قَالَ: والصحيحُ عِنْدِي أَنَّ} الــأُثْــرَةَ الاسمُ، وَهِي المَــأْثَــرَةُ والمَــأْثُــرَةُ.
وَفِي حَدِيث عليَ فِي دَعَائِه على الخَوَارج: (وَلَا بَقِيَ مِنْكُم {آثِرٌ) ، أَي مُخْبِرٌ يَرْوِي الحَدِيث.
وَفِي قولِ أبي سُفيانَ فِي حديثِ قَيْصَرَ: (لَوْلَا أَنْ} تَــأْثُــرُوا عنِّي الكذبَ) ، أَي تَرْوُون وتحكُون.
وَفِي حَدِيث عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (فَمَا حَلَفتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا {آثِراً) ، يريدُ مُخْبِراً عَن غيرِه أَنَّه حَلَفَ بِهِ، أَي مَا حلفْتُ بِهِ مُبتدئِاً مِن نفسِي، ولَا رَوَيْتُ عَن أَحدٍ أَنّه حَلَف بهَا.
وَمن هاذا قيل: حديثٌ} مَــأْثُــورٌ، أَي يُخْبِرُ الناسُ بِهِ بعضُهم بَعْضًا، أَي يَنقلُه خَلَفٌ عَن سَلَفٍ، يُقَال مِنْهُ: {أَثَــرْتُ الحديثَ فَهُوَ مَــأْثُــور، وأَنا آثِرٌ، وَقَالَ الأَعْشَى:
إِنَّ الَّذِي فِيهِ تَمَارَيْتُمَا
بُيِّنَ للسّامِعِ} والآثِرِ.
(و) الــأَثْــر: (إِكْثَارُ الفَحْلِ مِن ضِرَاب النّاقَة) وَقد أَثَــر يَــأْثُــر، مِن حَدِّ نَصَرَ.
(و) الــأُثْــر، بالضّمِّ: أَثَــرُ الجِرَاحِ يَبقَى بعد البُرْءِ. ومثلُه فِي الصِّحَاح. وَفِي التَّهْذِيب: أُثْــرُ الجُرْحِ: {أَثَــرُه يَبقَى بعد مَا يَبْرَأُ. وَقَالَ الأَصمعيُّ: الــأُثْــرُ بالضّمّ من الجُرْحِ وغيرِه فِي الجَسَد يَبْرَأُ ويبقَى} أَثَــرُه. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَال فِي هاذا: أَثْــرٌ وأُثْــرٌ، والجمعُ {آثارٌ، ووجهُه} إِثَارٌ، بِكَسْر الأَلفِ، قَالَ: وَلَو قلتَ أُثُــورٌ، كنتَ مُصِيباً.
(و) فِي المُحكم: {الــأُثْــر: (ماءُ الوجهِ ورَوْنَقُه، و) قد (تُضَمُّ ثاؤُهما) ، مثل عُسْرٍ وعُسُر، ورَوَى الوَجْهَيْن شَمِرٌ، والجمعُ آثارٌ. وأَنشدَ ابنُ سِيدَه:
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بهَا} الــأُثُــرُ
وأَوردَه الجوهريُّ هاكذا: (بيضٌ مضاربُهَا) قَالَ: وَفِي النَّاس مَن يَحْمِلُ هاذا على الفِرِنْد. (و) الــأُثْــر: (سِمَةٌ فِي بَاطِن خُفِّ البعيرِ يُقْتَفَى بهَا أَثَــرُه) ، والجمعُ أُثُــور.
وَقد {أَثَــرَه} يَــأْثُــره {أَثْــراً،} وأَثَّــره: حَزَّه.
(و) رَوَى الإِياديُّ عَن أَبي الهَيْثم أَنه كَانَ يَقُول: الإِثْرُ (بِالْكَسْرِ: خُلاصةُ السَّمْنِ) إِذا سُلِيءَ، وَهُوَ الخِلاصُ، وَقيل: هُوَ اللَّبَنُ إِذا فارَقَه السَّمْنُ. (و) قد (يُضَمُّ) ، وهاذا قد أَنْكَره غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة، وَقَالُوا: إِن المضمومَ فِرِنْدُ السَّيْفِ.
(و) {الــأَثُــرُ، بِضَم الثّاءِ (كعَجُزٍ، و) الــأَثِــرُ ك (كَتِفٍ: رجلٌ} يَستــأْثِــرُ على أَصحابِه) فِي القَسْم، (أَي يَختارُ لنفْسه أَشياءَ حَسنةً) ، وَفِي الصّحاح: أَي يحتاجُ لنَفسِهِ أَفعالاً وأَخلاقاً حَسَنَة.
(والاسمُ {الــأَثَــرَةُ، محرّكةً، والــأُثْــرَةُ، بالضّمّ، و) } الإِثْرَة، (بِالْكَسْرِ، و) {الــأُثْــرَى، (كالحُسْنَى) ، كِلَاهُمَا عَن الصَّغَانِّي.
(و) قد (} أَثِــرَ على أَصحابه، كفَرِحَ) ، إِذا (فَعَلَ ذالك) .
وَيُقَال: فلانٌ ذُو {أُثْــرَةٍ، بالضمّ، إِذا كَانَ خاصًّا.
وَيُقَال: قد أَخَذَه بِلَا} أَثَــرَةٍ، وَبلا {إِثْرَةٍ، وَبلا} استئثارٍ، أَي لم يَستــأْثِــر على غيرِه وَلم يَأْخُذ الأَجْوَدَ.
وجمْعُ {الإِثْرَة، بِالْكَسْرِ،} إِثَرٌ. قَالَ الحُطَيئةُ يمدحُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ:
مَا {آثَرُوكَ بهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا
لاكنْ لأَنْفسِهِمْ كانتْ بكَ} الإِثَرُ
أَي الخِيَرَةُ {والإِيثارُ.
وَفِي الحَدِيث: (لما ذُكِرَ لَهُ عُثْمَانُ بالخلافةِ فَقَالَ: أَخْشَى حَفْدَه} وأَثَــرَتَه) ، أَي! إِيثارَه، وَهِي {الإِثْرَةُ، وكذالك} الــأُثْــرَةُ {والــأَثْــرَةُ} والــأُثْــرَى قَالَ:
فقلتُ لَهُ يَا ذئْبُ هَل لكَ فِي أَخٍ
يُوَاسى بِلَا أُثْــرَى عليكَ وَلَا بُخْلِ
( {والــأُثْــرَةُ، بالضّمِّ: المَكْرُمةُ) ؛ لأَنها} تُؤْثَرُ، أَي تُذْكَر، ويَــأْثُــرها قَرْنٌ عَن قَرْنٍ يتحدَّثُون بهَا. وَفِي المُحكَم: المَكْرُمةُ (المُتَوارَثَة، {كالمَــأْثَــرَةِ) ، بِفَتْح الثاءِ (} والمَــأْثُــرَةِ) بضمهَا، ومثلُه من الكلامِ المَيْسَرَة والمَيْسُرة، ممّا فِيهِ الوَجْهَانِ، وَهِي نَحْو ثَلَاثِينَ كلمة جَمَعَها الصّغانيّ فِي ح ب ر.
وَقَالَ أَبو زيد: مَــأْثُــرَةٌ ومآثِرُ، وَهِي القدَمُ فِي الحَسَب. {ومآثِرُ العَرَب: مَكارمُها ومَفاخرُها الَّتِي} تُؤْثَرُ عَنْهَا، أَي تُذْكَرُ وتُرْوَى. ومثلُه فِي الأَساس.
(و) {الــأُثْــرَةُ: (البَقِيَّةُ من العِلْم} تُؤْثَرُ) ، أَي تُرْوَى وتُذْكَر، ( {كالــأَثَــرَةِ) محرَّكَةً، (} والــأَثــارةِ) ، كسَحَابةٍ. وَقد قُرِىءَ بهَا، والأَخيرةُ أَعْلَى.
وَقَالَ الزَّجّاج: {أَثَــارةٌ فِي معنَى عَلامة، ويجوزُ أَن يكونَ على معنى بَقِيَّة من عِلْمٍ، ويجوزُ أَن يكونَ على مَا} يُؤْثَرُ من العِلْم. وَيُقَال: أَوْ شَيْءٌ {مَــأْثُــورٌ من كُتُب الأَوَّلِين، فمَن قرأَ: (أَثَــارَة) فَهُوَ المصدرُ، مثل السَّمَاحة، ومَن قرأَ: (} أَثَــرةٍ) فإِنه بناهُ على الــأَثَــر مثْل قَتَرَةٍ، ومَن قَرأَ: ( {أَثْــرة) فكأَنه أَراد مثلَ الخَطْفَةِ والرجْفة.
(و) } الــأَثْــرَة، بالضّمّ: (الجَدْبُ، والحالُ غيرُ المَرْضِيَّة) ، قَالَ الشَّاعِر:
إِذا خافَ مِن أَيْدِي الحَوَادث {أُثْــرَةُ
كَفَاهُ حِمارٌ مِن غِنى مَقَيَّدُ
وَمِنْه قولُ النّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلّم: (إِنّكم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي} أُثْــرَةً فاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْنِي على الحَوْضِ) . ( {وآثَره: أَكرَمه) ، وَمِنْه: رجلٌ} أَثِــيرٌ، أَي مَكِينٌ مُكْرَمٌ. وَالْجمع {أُثَــراءُ والأُنْثَى} أَثِــيرَةٌ.
( {والــأَثِــيرَةُ: الدّابَّةُ العظيمةُ الــأَثَــرِ فِي الأَرضُ بحافِرِا) وخُفَّيْهَا، بَيِّنةُ} الإِثارةِ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (فَعَلَ) هاذا (آثِراً مّا، {وآثِرَ ذِي أَثِــيرٍ) ، كلاها على صِيغَةِ اسمِ الْفَاعِل، وكذالك آثِراً، بِلَا (مَا) . وَقَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
فقالُوا مَا تُرِيدُ فقلتُ أَلْهُو
إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِــيرِ
هاكَذَا أَنشده الجوهريُّ. قَالَ الصّغَانيُّ: والروايةُ: (وقالتْ) ، يَعْنِي امرأَتَه أُمَّ وَهْبٍ واسْمُها سَلْمَى.
(و) يُقَال: لَقِيتُه (أَوَّلَ ذِي أَثِــيرٍ،} وأَثِــيرَةَ ذِي أَثِــيرٍ) ، نَقله الصَّغانيّ.) ، {وأُثْــرَة ذِي أَثِــيرٍ، بالضّمِّ) وضَبَطَه الصّاغانيُّ بالكَسْر.
وَقيل: الــأَثِــيرُ: الصُّبْحُ، وذُو أَثِــيرٍ: وَقْتُه.
(و) حَكَى اللِّحْيَانيّ: (إِثْرَ ذِي} أَثِــيرَيْن، بالكَسْر. ويُحرَّك) ، {وإِثْرَةً مّا.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: ولَقِيتُه (آثِرَ ذاتِ يَدَيْنِ، وذِي يَدَيْنِ، أَي أَوَّلَ كلِّ شَيْءٍ) .
قَالَ الفَرّاءُ: ابْدَأْ بهاذا آثِراً مّا،} وآثِرَ ذِي أَثِــيرٍ، {وأَثِــيرَ ذِي أَثِــيرٍ، أَي ابدَأْ بِهِ أَوَّلَ كلِّ شيءٍ.
ويُقَال: افْعَلْه} آثِراً مّا، {وأَثِــراً مّا، أَي إِن كنتَ لَا تفعلُ غيرَه فافْعَلْه.
وقيلَ: افْعَلْهُ} مُؤْثِراً لَهُ على غيرِه، و (مَا) زائدةٌ، وَهِي لازمةٌ لَا يجوزُ حذفُها؛ لأَنّ مَعْنَاهُ افعلْه آثِراً مُخْتَارًا لَهُ مَعْنِيًّ بِهِ، مِن قَوْلك: {آثَرتُ أَن أَفعلَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ المبرِّد: فِي قولِهم: خُذْ هاذا آثِراً مّا، قَالَ: كَأَنّه يريدُ أَن يأْخذَ مِنْهُ وَاحِدًا وَهُوَ يُسَامُ على آخَرَ، فَيَقُول: خُذْ هاذا الواحِدَ آثِراً، أَي قد} آثرتُكَ بِهِ، و (مَا) فِيهِ حَشْوٌ.
(و) يُقَال: (سَيفٌ مــأْثــورٌ: فِي مَتْنِه أَثَــرٌ) ، وَقَالَ صاحبُ الواعِي: سَيفٌ {مَــأْثُــورً، أُخِذَ من الــأَثَــر، كأَنّ وَشْيَهُ أَثَّــرَ فِيهِ، (أَو مَتْنُه حَدِيدٌ أَنِيثٌ، وشَفْرَتهُ حَدِيدٌ ذَكَرٌ) ، نَقَلَ القَوْلَيْن الصَّغَانيُّ. (أَو هُوَ الَّذِي) يُقَال إِنه (يَعْمَلُه الجِنُّ) ، وَلَيْسَ من الــأَثْــرِ الَّذِي هُوَ الفِرِنْد. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
إِنِّي أُقَيِّدُ} بالمَــأْثُــورِ راحِلَتِي
وَلَا أُبالِي وَلَو كُنَّا على سَفَرِ
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعَدَني أَنّ! الْمَــأْثُــورَ مَفْعُولٌ لَا فِعْلَ لَهُ، كَمَا ذهَب إِليه أَبو عليّ فِي المَفْؤُود الَّذِي هُوَ الجَبان.
أَثِــرَ يَفْعَلُ كَذَا، كفَرِحَ: طَفِقَ) ، وذالك إهذا أَبْصَرَ الشَّيءَ وضَرِيَ بمعرفتِه وحَذِقه، وكذالك طَبِنَ (وَطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ) وفَطِنَ، كَذَا فِي نَوادِر الأَعرابِ.
وَقَالَ ابْن شُمَيل: إِن أَثِــرْتَ أَن تَأْتِيَنَا فأْتِنَا يومَ كَذَا وَكَذَا، أَي إِن كَانَ لَا بُدَّ أَن تَأْتِيَنَا فأْتِنَا يومَ كَذَا وَكَذَا.
ويُقَال: قد أَثِــرَ أَن يَفْعَلَ ذالك الأَمْرَ، أَي فَرَغَ لَهُ. (و) أَثِــرَ (على الأَمرِ: عَزَمَ) ، قَالَ أَبو زيد: قد أَثِــرْتُ أَن أَقولَ ذالك: أَي عَزَمْتُ. (و) أَثِــرَ (لَهُ: تَفَرَّغَ) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: لقد أَثِــرْتُ أَن أَفْعَلَ كَذَا وكذَا، وَهُوَ هَمٌّ فِي عَزْمٍ.
(وآثَرَ: اخْتارَ) وفَضَّلَ، وقَدَّمَ، وَفِي التَّنْزِيل: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} (يُوسُف: 91) قَالَ الأَصمعي: آثرتُكَ إِيثاراً، أَي فَضَّلْتُكَ.
(و) آثَرَ (كَذَا بِكَذَا: أَتْبَعَه إِيّاه) ، وَمِنْه قولُ مُتَمِّمِ بِن نُوَيرةَ يَصفُ الغَيثَ:
{فآثَرَ سَيْلَ الوادِيَيْنِ بدِيمَةٍ
تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا مِن النَّبْتِ خِرْوَعَا
أَي أَتْبَعَ مَطراً تقدَّم بدِيمَةٍ بعدَه.
(} والتُّؤْثُورُ) وَفِي بعض الأُصُول التؤْرُورُ، أَي على تُفْعُول بالضّمّ: (حَدِيدَةٌ يُسْحَى بهَا باطِنُ خُفِّ البعيرِ، ليُقْتَصَّ أَثَــرُه) فِي الأَرض ويُعْرَفَ، ( {كالمِئْثَرةِ) .
ورأَيت} أُثْــرَته، أَي مَوْضِعَ {أَثَــرِه من الأَرض.
وَقيل:} الــأُثْــرَةُ {والتُّؤْثُورُ} والتَّــأْثُــورُ، كلُّها علاماتٌ تَجعلُهَا الأَعرابُ فِي باطنِ خُفِّ البَعيرِ، وَقد تَقدَّم فِي كَلَام المصنِّف.
(و) {التُّؤْثُورُ: (الْجِلْوَازُ) ، كالتُّؤْرُورِ واليُؤْرُورِ، بالياءِ التَّحْتِيَّة، كَمَا سيأْتي فِي أَرّ، عَن أَبي عليّ.
(} واستــأْثــرَ بالشيْءِ: استبدَّ بِهِ) وانفردَ. (و) {استــأْثــرَ بالشيْءِ على غيرِه: (خَصَّ بِهِ نفْسَه) ، قَالَ الأَعشى:
استَــأْثَــرَ اللهُ بالوفاءِ وبال
عَدْله ووَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلَا
وَفِي حَدِيث عُمَرَ: (فوَاللَّه مَا} أَستْــأثِــرُ بهَا عَلَيْكُم، وَلَا آخذُها دُونَكم) .
(و) استــأْثَــرَ (اللهُ تَعَالَى) فلَانا، و (بفلانٍ، إِذا ماتَ) وَهُوَ مِمَّنْ يُرْجَى لَهُ الجَنَّةُ (ورُجِيَ لَهُ الغُفْرَانُ) .
(وَذُو الآثارِ) : لَقَبُ (الأُسوَد) بن يَعْفُرَ (النَّهْشَلِيّ) ، وإِنا لُقِّب بِهِ (لأَنَّه) كَانَ (إِذا هَجَا قَوماً تَرَكَ فيهم آثاراً) يُعْرَفون بهَا، (أَو) لأَنّ (شِعْره فِي الأَشعار {كآثارِ الأَسدِ فِي آثارِ السِّباع) لَا يَخْفَى.
(و) يُقَال: (فلانٌ} - أَثِــيرِي، أَي مِن خُلَصَائِي) . وَفِي بعض الأُصول: أَي خُلْصانِي. وفلانٌ أَثِــيرٌ عِنْد فلانٍ وَذُو أُثْــرةٍ، إِذا كَانَ خاصًّا.
ورجلٌ أَثِــيرٌ: مَكِينٌ مُكْرَمٌ.
وَفِي الأَساس: وَهُوَ {- أثِــيرِي، أَي الَّذِي أُوثِرُه وأُقَدِّمُه.
(و) شيْءً (كَثِيرٌ أَثِــيرٌ، إِتباعٌ) لَهُ، مثلُ بَثِير.
(و) } أُثَــيْرٌ (كزُبَيْرٍ ابنُ عَمْرٍ والسَّكُونِيُّ الطَّبِيبُ) الكُوفيُّ، وإِليه نُسِبتْ صحراءُ أُثَــيْرٍ بالكُوفة.
(ومُغِيرَةُ بنُ جَمِيلِ بنِ {أُثَــيْر، شَيخٌ لأَبِي سَعِيدٍ) عبدِ الله بن سَعِيدٍ (الأَشَجِّ) الكوفيّ أَحد الأَئمّة: قَالَ ابْن القرابِ مَاتَ سنة 357 هـ.
وجوادُ بنُ أُثَــيْرِ بنِ جَوادٍ الحَضْرميّ، وَغَيرهم.
(وقَولُ عليَ رَضِيَّ اللهُ عَنهُ: (ولستُ} بمَــأْثُــورٍ فِي دِينِي)) ، أَي لستُ ممَّن {يُؤْثَرُ عنِّي شَرٌّ وتُهمَة فِي دِينِي. فيكونُ قد وَضَعَ} الْمَــأْثُــورَ مَوضِعَ المــأْثُــورِ عَنهُ. وَقد تقدَّم (فِي أَب ر) ومَرّ الكلامُ هُنَاكَ.
وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
الــأَثَــرُ، بالتَّحْرِيك: مَا بَقِيَ من رَسْمِ الشَّيْءِ، والجَمْعُ الآثارُ.
{والــأَثَــرُ، أَيضا: مُقَابِلُ العَيْنِ، وَمَعْنَاهُ العَلَامةُ. وَمن أَمثالهم: (لَا أَثَــرَ بعد العَيْنِ) . وسَمَّى شيخُنَا كتابَه: (إِقرار العَيْنِ ببقاءِ الــأَثَــرِ بعدَ ذَهابِ العَيْنِ) .
} والمَــأْثُــور: أَحدُ سُيُوفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عيْه وسلَّم. كَمَا ذَكَره أَهْل السِّيَرِ.
وحَكَى اللِّحْيَانيُّ عَن الكِسائيِّ: مَا يُدْرَى لَهُ أَينَ أَثَــرٌ، وَلَا يُدْرَى لَهُ مَا أَثَــرٌ، أَي مَا يُدْرَى أَين أَصْلُه وَمَا أَصْلُه.
{والإِثْارُ، ككِتَاب: شِبْهُ الشِّمَالِ يُشَدُّ على ضَرْعِ العَنْزِ شِبْهُ كِيسٍ لئلَّا تُعَانَ.
وَفِي الحَدِيث: (مَنْ سَرَّه أَن يَبْسُطَ اللهُ لَهُ فِي رِزْقه وَيَنْسَأَ فِي أَثَــرِه فلْيَصِلْ رَحمَه) .} الــأَثَــرُ الأَجَلُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه يَتْبَعُ العُمرَ، قَالَ زُهَيْر:
والمرءُ مَا عاشَ مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلٌ
لَا يَنْتَهِي العمْرُ حتَّى يَنْتَهي الــأَثَــرُ
وأَصلُه مِن {أَثَّــرَ مَشْيُه فِي الأَرض، فإِنَّ مَن ماتَ لَا يَبْقَى لَهُ أَثَــرٌ، وَلَا يُرَى لأَقدامِه فِي الأَرض أَثَــرٌ. وَمِنْه قولُه للَّذِي مَرَّ بَين يَدَيْه وَهُوَ يُصَلِّي: (قَطَعَ صَلاتَنا قَطَعَ اللهُ} أَثَــرَه) ، دُعَاءٌ عَلَيْهِ بالزَّمَانَة؛ لأَنه إِذا زَمِنَ انقطعَ مَشْيُه فانقطعَ أَثَــرُه.
وأَمّا {مِيثَرةُ السَّرْجِ غيرُ مَهمُوزةٍ.
وقولُه عَزّ وجَلّ: {وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَ} آثَارَهُمْ} (يللهس: 12) ، أَي نكتُب مَا أَسْلَفُوا مِن أَعمالِهم.
وَفِي اللِّسَان: وسَمِنَت الإِبلُ والنّاقةُ على أَثَــارةٍ. أَي على عَتِيقِ شَحْمٍ كَانَ قبلَ ذالك، قَالَ الشَّمّاخُ:
وذاتِ {أَثَــارةٍ أَكَلتْ عَلَيْهِ
نَبَاتاً فِي أَكِمَّتِه قَفَارَا
قَالَ أَبو مَنْصُور: ويُحْتَملُ أَن يكونَ قولُه تَعَالَى: {أَوْ أَثَــارَةٍ مّنْ عِلْمٍ} (الْأَحْقَاف: 4) مهن هاذا؛ لأَنها سَمِنَت على بَقِيَّةِ شَحْمٍ كَانَت عَلَيْهَا، فكأَنَّها حَمَلَتْ شَحْماً على بَقِيَّةِ شَحْمِها.
وَفِي الأَساس: وَمِنْه: أَغضَبَني فلانٌ عَن أثــارةِ غَضَبٍ، أَي كَانَ قبل ذالك. وَفِي المُحْكَم والتَّهْذِيب: وغَضِبَ على أَثَــارةٍ قبْلَ ذالك، أَي قد كَانَ قبْلَ ذالِكَ مِنْهُ غَضَبٌ، ثمَّ ازْدادَ بعد ذالك غَضَباً. هاذه عَن اللِّحْيَانِّي.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاس: {أَو} أَثــارةٍ مِنْ عِلْمٍ} ، إِنّه عِلْمُ الخَطِّ الَّذِي كَانَ أُوتِيَ بعض الأَنبياءِ.
وأَثْــرُ السَّيْفِ: دِيباجَتُه وتَسَلْسُلُه. وَيُقَال: أَثَّــرَ بوَجْهِه وبِجَبِينِه السُّجُودُ. وأَثَّــرَ فِيهِ السَّيْفُ والضَّرْبَةُ. وَفِي الأَمثال: يُقال للكاذب: (لَا يَصْدُقُ {أَثَــرُه) ، أَي} أَثَــرُ رجْلِه.
وَيُقَال: افعَلْه {إِثْرَةَ ذِي} أَثِــيرٍ بِالْكَسْرِ وأَثْــرَ ذِي أَثِــيرٍ، بِالْفَتْح. لغتانِ فِي: آثِر ذِي أَثِــيرٍ، بالمدّ، نقلَه الصّاغانيُّ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: افْعَلْ هاذه {أَثَــراً مّا محرَّكةً مِثل قَوْلك:} آثِراً مّا.
واستدرك شيخُنا.
الــأَثِــيرُ: كأَمِيرٍ وَهُوَ الفَلَكُ التّاسِعُ الأَعْظَمُ الحاكمُ على كلِّ الأَفلاكِ؛ لأَنّهُ {يُؤَثِّرُ فِي غَيره.
وأَبناءُ الــأَثِــيرِ: الأَئِمَّةُ المَشَاهِيرُ، الأَخوةُ الثلاثةُ: عِزُّ الدِّين عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ عبد الواحدِ الشَّيْبَانِيُّ الجَزَرِيُّ، اللُّغَوِيُّ، المحدِّثُ، لَهُ التاريخُ والأَنسابُ، ومعرفةُ الصَّحابةِ، وغيرُها، وأَخُوه مَجْدُ الدِّينِ أَبو السَّعَاداتِ، لَهُ جامعُ الأُصولِ، والنِّهَايَةُ، وغيرُهما، ذَكَرهما الذَّهَبِيُّ فِي التَّذْكرة، وأَخُوهما الثّالثُ ضِياءُ الدِّين أَبو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ، لَهُ المَثَلُ السّائرُ، وغيرُه، ذَكَره مَعَ أَخَويْه ابنُ خلِّكانَ فِي الوَفَيات. قَالَ شيخُنا: ومِن لَطائفِ مَا قِيلَ فيهم:
وبَنُو الــأَثِــيرِ ثلاثةٌ
قد حازَ كلٌّ مُفْتَخَرْ
فمُؤَرِّخٌ جَمَع العُلُو
مَعَ وآخَرٌ وَلِيَ الوَزَرْ
ومُحَدِّثٌ كَتَب الحَدِي
ثَ لَهُ النِّهَايةُ فِي الــأَثَــرْ
قَالَ: والوَزِيرُ هُوَ صاحبُ (المَثَلِ السّائِرِ) . وَمَا أَلْطَفَ التَّوْريَةَ فِي النِّهَاية.
وصحراءُ} أُثَــيْرٍ، كزُبَيْرٍ: بالكُوفة حيثُ حَرَقَ أَميرُ الْمُؤمنِينَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنهُ النَّفَرَ الغَالِين فِيهِ.

أثر

أثــر: {آثرك}: فضلك. {أثــارة}: بقية تؤثر عن الأولين.
(أ ث ر) : (أَثَــرَ) الْحَدِيثَ رَوَاهُ وَمِنْهُ مَا حَلَفْتُ بِهَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا أَيْ مَا تَلَفَّظْتُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي هِيَ (بِأَبِي) لَا ذَاكِرًا بِلِسَانِي ذِكْرًا مُجَرَّدًا عَنْ النِّيَّةِ وَلَا مُخْبِرًا عَنْ غَيْرِي أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِهَا (وَالْمَــأْثُــرَةُ) وَاحِدَةُ الْمَآثِرِ وَهِيَ الْمَكَارِمُ لِأَنَّهَا تُؤْثَرُ أَيْ تُرْوَى وَالْإِيثَارُ الِاخْتِيَارُ مَصْدَرُ آثَرَ عَلَى أَفْعَلَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الطَّلَاقِ عَلَى أَنْ تُؤْثِرَ الْعَذَابَ عَلَى صُحْبَتِهِ أَيْ تَخْتَارَهُ.
أث ر

فيه أثــر السيف وآثاره. قال:

أداعيك ما مستصحبات على السري ... حسان وما آثارها بحسان

وجاء على أثــره وإثره، وكان هذا إثر ذاك أي بعده. وما تــأثــر إلي أثــراً إذا لم يصطنعك بشيء. ووجدت ذلك في الــأثــر أي السنة، وفلان من حملة الآثار. وفرس أثــير: عظيم أثــر الحافر. وحديث مــأثــور يــأثــره أي يرويه قرن عن قرن. ومنه السيف المــأثــور: للقديم المتوارث كابراً عن كابر، وقيل الذي له أثــر أي فرند. يقال: ما أحسن أثــر هذا السيف وإثره! ولهم مآثر أي مساع يــأثــرونها عن آبائهم. وسمنت الناقة على أثــارةٍ من شحم وهي البقية منه. وعن ابن الأعرابي: أغضبني فلان على أثــارة غضب أي على أثــر غضب كان قبل ذلك. وهم على أثــارة من علم أي بقية منه يــأثــرونها عن الأولين، وتقول: إذا أثــرت فأعلم آثر، وإن عثرت فأسلم عاثر. وعن النضر: أثــرت أن أفعل كذا بوزن علمت، وآثرت أن أقول الحق، وهو أثــيري أي الذي أوثره وأقدمه، وله عندي أثــرة: وهو ذو أثــرة عند الأمير. واستــأثــر عليك بكذا، واستــأثــر الله تعالى بفلان إذا مات مرجواً له الرحمة. وإذا استــأثــر الله بشيء فآله عنه. وفي الحديث: " سترون بعدي أثــرة " أي يستــأثــر أمراء الجور بالفيء. وافعل هذا آثراً ما وآثر ذي أثــير أي أولاً قال الحارث بن مرارة الحنظلي:

رأتني قد بللت برأس طرف ... طويل الشخص آثر ذي أثــير
أثــر قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: ذَاكِرًا فَلَيْسَ من الذ
الــأثــر: له ثلاثة معانٍ: الأول، بمعنى: النتيجة، وهو الحاصل من الشيء، والثاني بمعنى العلامة، والثالث بمعنى الجزء.
(أثــر) عَلَيْهِ أثــرا وأثــرة وأثــرة وأثــرى فضل نَفسه عَلَيْهِ فِي النَّصِيب فَهُوَ أثــر وَأَن يفعل كَذَا فضل وعَلى الْأَمر عزم وَله فرغ لَهُ وَبِه حذقه ومرن عَلَيْهِ
أثــرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهِيَ تَحت قدمَي هَاتين مِنْهَا دم ربيعَة بْن الْحَارِث إِلَّا سدانة الْكَعْبَة وسقاية الْحَاج.
أ ث ر: (الْــأَثْــرُ) بِوَزْنِ الْأَمْرِ فِرِنْدُ السَّيْفِ، وَ (الْمَــأْثُــورُ) السَّيْفُ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَلَيْسَ مِنَ (الْــأَثْــرِ) الَّذِي هُوَ الْفِرِنْدُ وَ (أَثَــرَ) الْحَدِيثَ ذَكَرَهُ عَنْ غَيْرِهِ فَهُوَ (آثِرٌ) بِالْمَدِّ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَمِنْهُ حَدِيثٌ (مَــأْثُــورٌ) أَيْ يَنْقُلُهُ خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ، وَفِي الْحَدِيثِ «أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ» قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا (آثِرًا) أَيْ مُخْبِرًا عَنْ غَيْرِي أَنَّهُ حَلَفَ بِهِ يَعْنِي لَمْ أَقُلْ: إِنَّ فُلَانًا قَالَ وَأَبِي لَا أَفْعَلُ كَذَا، وَقَوْلُهُ ذَاكِرًا لَيْسَ مِنَ الذِّكْرِ بَعْدَ النِّسْيَانِ بَلْ مِنَ التَّكَلُّمِ كَقَوْلِكَ ذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ كَذَا، وَخَرَجَ فِي (إِثْرِهِ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ فِي أَثَــرِهِ، وَ (الْــأَثَــرُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ وَضَرْبَةِ السَّيْفِ، وَسُنَنُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (آثَارُهُ) وَ (اسْتَــأْثَــرَ) بِالشَّيْءِ اسْتَبَدَّ بِهِ وَالِاسْمُ (الْــأَثَــرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاسْتَــأْثَــرَ اللَّهُ بِفُلَانٍ إِذَا مَاتَ وَرُجِيَ لَهُ الْغُفْرَانُ، وَ (الْمَــأْثَــرَةُ) بِفَتْحِ الثَّاءِ وَضَمِّهَا الْمَكْرُمَةُ لِأَنَّهَا تُؤْثَرُ أَيْ يَذْكُرُهَا قَرْنٌ عَنْ قَرْنٍ وَ (آثَرَهُ) عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْإِيثَارِ، وَ (أَثَــارَةٌ) مِنْ عِلْمٍ بَقِيَّةٌ مِنْهُ، وَكَذَا الْــأَثَــرَةُ بِفَتْحَتَيْنِ، وَ (التَّــأْثِــيرُ) إِبْقَاءُ الْــأَثَــرِ فِي الشَّيْءِ. 
[أثــر] الــأَثْــرُ: فِرِنْدُ السيفِ. قال يعقوب: لا يعرفه الأصمعيُّ إلاّ بالفتح. قال وأنشدني عيسى ابن عمر الثَقفيّ : جَلاها الصَيْقَلونَ فأَخْلَصوها * خِفافاً كُلَّهَا يَتَقي بــأَثْــرِ - أي كلُّها يستقبلك بفِرِنْده. والمــأثــورُ: السَيفُ الذي يقال إنَّه من عمل الجنِّ. قال الأصمعي: وليس من الــأثْــرِ الذي هو الفرِنْد. والــأَثْــرُ أيضاً: مصدر قولك أَثَــرْتُ الحديثَ، إذا ذكرْتَه عن غيرك. ومنه قيل: حديثٌ مــأثــورٌ، أي ينقلُه خَلَفٌ عن سلفٍ. قال الأعشى: إنَّ الذي فيه تَمارَيْتما * بُيِّنَ للسامع والآثر - ويروى: " بين ". وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع عمر رضى الله عنه يحلف بأبيه، فنهاه عن ذلك، قال عمر: " فما حلفت به ذاكرا ولا آثرا " أي مخبرا عن غيرى أنه حلف به. يقول: لا أقول إن فلانا قال: وأبى لا أفعل كذا وكذا. وقوله ذاكرا ليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما يعنى متكلما به، كقولك: ذكرت لفلان حديث وكذا وكذا. والاثر بالضم: أثــر الجِراحِ يَبقى بعد البرء، وقد يثقَّل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. قال الشاعر:

بيض مفارقها باق بها الاثر * وفى الناس من يحمل هذا على الفرند والاثره أيضا: أن يسحى باطنُ خفِّ البعير بحديدةٍ لُيقْتَصَّ أثــره. تقول منه: أثــرت البعير فهو مــأثــور، وتلك الحديدة مئثرة وتؤثور أيضا على تفعول بالضم. وأما ميثرة السرج فغير مهموز والاثر بالكسر أيضا: خلاصة السَمْن. وتقول أيضاً: خرجْت في إثْرِهِ، أي في أَثَــرِهِ. والــأَثَــرُ بالتحريك: ما بقي من رسْم الشئ وضربة السيف. وسنن النبي صلى الله عليه وسلم: آثاره. واستــأثــر فلان بالشئ، أي استبد به، والاسم الــأَثَــرَةُ بالتحريك. واسْتَــأْثَــرَ الله بفلان، إذا ماتَ ورُجيَ له الغفرانُ. وحكى ابن السكيت: رجل أثــر على فعل بضم العين، إذا كان يستــأثــر على أصحابه، أي يختار لنفسه أفعالاً وأخلاقاً حسنةً. والمَــأْثــرَة بفتح الثاء وضمها: المكرمة، لانها تؤثر، أي تذكر ويــأثــرها قرن عن قرن يتحدثون بها. وآثرت فلانا على نفسي، من الإيثار. وقولهم: أَفعلُ هذا آثِراً مَّا، وآثِرَ ذي أَثــيرٍ، أي أوَّلَ كلَّ شئ. قال عروة بن الورد: وقالوا ما تَشاء فقلتُ أَلْهو * إلى الإصباحِ آثِرَ ذي أَثــيرِ - وفلان أثــيرى، أي خلصاني. وشئ كثير أثــير، إثباع له مثل بَثيرٌ. أبو زيد: الــأَثــيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الــأَثَــر في الأرض بخْفِّها أو حافرها. وأَثــارَةٌ من عِلمٍ، أي بقيّة منه. وكذلك الاثرة بالتحريك. ويقال: سمنت الابل على أثــازة، أي بقية شحم كان قبل ذلك. والتــأثــير: إبقاء الاثر في الشئ.
أثــر سدن رفد قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهُوَ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حُسَيْنِ قَوْله: المــأثــرة هِيَ المكرمة. وَيُقَال: إِنَّهَا إِنَّمَا سميت مــأثــرة لِأَنَّهَا تُؤثر ويــأثــرها قرن عَن قرن أَي يتحدث بهَا كَقَوْلِك: أثــرتُ الحَدِيث آثُرهُ أثــرا وَلِهَذَا قيل: حَدِيث مــأثــور فمــأثُــره مفعُلة من هَذَا - أَي من أثــرت. قَالَ: سَمِعت الْكسَائي يَقُول: الْعَرَب تَقول فِي كل الْكَلَام: فعلت فعلة بِفَتْح الْفَاء إِلَّا فِي حرفين: حَجَجْتُ حُجّة وَرَأَيْت رُؤية. وَأما قَوْله: سدانة الْبَيْت فَإِنَّهُ يَعْنِي خدمته يُقَال مِنْهُ: سَدَنْتُه أسدُنه سدانة وَهُوَ رَجُل سَادِن من قوم سدنة وهم الخدم وَكَانَت السِدانة واللواء فِي الْجَاهِلِيَّة فِي بني عَبْد الدَّار وَكَانَت السِقاية والرفادة إِلَى هَاشم بْن عَبْد منَاف ثُمَّ صَارَت إِلَى عَبْد الْمطلب ثُمَّ إِلَى الْعَبَّاس وَأقر ذَلِك رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم عَليّ حَاله فِي الْإِسْلَام والسَّدانة هِيَ الحِجابة. وَأما قَوْله: دم ربيعَة بْن الْحَارِث فَإِن ابْن الْكَلْبِيّ أَخْبرنِي أَن ربيعَة لم يقتل وَقد عَاشَ بعد رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم دهرًا إِلَى زمَان عُمَر وَلكنه قتل ابْن لَهُ صَغِير فِي الْجَاهِلِيَّة فأهدر النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم دَمه فِيمَا أهْدر قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ: دم ربيعَة بْن الْحَارِث لِأَنَّهُ ولي الدَّم فنسبه إِلَيْهِ. وَأما الرفادة فَإِنَّهَا شَيْء كَانَت [قُرَيْش -] ترافد بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة فَيخرج كل إِنْسَان مِنْهُم بِقدر طاقته فَيجْمَعُونَ من ذَلِك مَالا عَظِيما أَيَّام الْمَوْسِم فيشترون بِهِ الجَزَر وَالطَّعَام وَالزَّبِيب للنبيذ فَلَا يزالون يُطعِمون النَّاس حَتَّى يَنْقَضِي الْمَوْسِم وَكَانَ أول من قَامَ بذلك وسنه هَاشم بْن عَبْد منَاف وَيُقَال: إِنَّه سمي هَاشم لهَذَا لِأَنَّهُ هشم الثَّرِيد واسْمه عَمْرو وَفِيه يَقُول الشَّاعِر: [الْكَامِل]

عَمْرو العُلا هَشَمَِ الثريدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَال مَكَّة مُسْنِتَون عِجَافُ

ثُمَّ قَامَ بعده عبد الْمطلب ثُمَّ الْعَبَّاس فَقَامَ الْإِسْلَام وَذَلِكَ فِي يَد الْعَبَّاس وكَانَ فِي زمن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ثُمَّ لم تزل الْخُلَفَاء تفعل ذَلِك إِلَيّ الْيَوْم. وَقَوله: تَحت قدمي هَاتين يَعْنِي أَنِّي قد أهدرت ذَلِك كُله وَهَذَا كَلَام الْعَرَب يَقُول الرجل للرجل إِذا جرى بَينهمَا شَرّ ثُمَّ أَرَادَ الصُّلْح: اجْعَل ذَلِك تَحت قَدَمَيْك أَي أبْطلهُ وارجع إِلَى الصُّلْح.
أثــر: أَثِــرْتُ بأنْ أفْعَلَ كذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ: أي اخْتَرْتُ.
وافْعَلْ هذا آثِراً مَا وإثْراً مَا وآثِرَ ذي أثِــيْرٍ: أي إنْ أخَّرْتَ ذلك الفِعْلَ فافْعَلْ هذا إمَّا لا؛ وقيل: إمّا لي: أي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. ويُقالُ: أثِــيْرَةَ ذي أثِــيْرٍ وإثْرَةَ ذي أثِــيْرٍ: أي افْعَلْهُ مُؤْثِراً له على غَيْرِه.
وهذا أمْرٌ يُؤْثَرُ به الدَّهْرُ: أي يُصْلَحُ به، وهو في الكَذِبِ وما شابَهَه. والــأَثَــرُ: بَقِيَّةُ ما تَرَى من كُلِّ شَيْءٍ.
وأَثَــرُ السَّيْفِ: ضَرْبَتُه. وأُثْــرُهُ: فِرِنْدُه ووَشْيُه، والسَّيْفُ مَــأْثُــوْرٌ، ويَجُوْز أنْ يَكونَ الذي يَــأْثُــرُه قَرْنٌ عن قَرْنٍ.
وأثْــرُ الحَدِيْثِ: أنْ يَــأْثُــرَه قَوْمٌ عن قَوْمٍ؛ أي يُحَدَّثُ به في آثارِهم أي من بَعْدِهم. والمَصْدَرُ: الــأَثَــارَةُ. والــأَثِــرُ: الحاكي للحَدِيْثِ.
ومَرَرْتُ بالأرْنَبِ فاسْتَثَرْتُها، وكذلك الصَّيْدُ.
والإِثْرُ: الاسْتِقْفاءُ والاتِّبَاعُ، والــأَثَــرُ أيضاً، ذَهَبْتُ في إثْرِه، وهذا أَثَــرُه.
وأغْضَبَني على أثَــارَةِ غَضَبٍ: أي على أَثَــرِ غَضَبٍ:انَ.
وسَمِنَتِ الإِبِلُ على أثَــارَةٍ. ومنه قوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " أوْ أَثَــارَةٍ من عِلْمٍ " أي بَقِيَّةٍ منه، وجَمْعُها أَثَــارَاتٌ.
والــأَثَــارُ: الــأثَــرُ بوَزْنِ فَلاَحٍ وفَلَحٍ. والإِثَارُ: جَمْعُ أثَــرٍ.
والمَــأْثُــرَةُ: المَكْرُمَةُ التي يَــأْثِــرُها قَوْمٌ عن آبَائهم ويَتَوَارَثُوْنَها، والجَمِيْعُ المَآثِرُ، وهي المَــأْثَــرَةُ أيضاً.
والــأثِــيْرُ: الكَرِيْمُ عليكَ الذي تُؤْثِرُه بفَضْلِكَ وصِلَتِكَ، والمَرْأَةُ أثِــيْرَةٌ، والمَصْدَرُ الــأَثَــرَةُ.
والــأَثَــرَةُ أيضاً: الحاجَةُ.
وإنَّ عليهم لــأَثَــرَةَ ذاك: أي سِيْمَاه.
ودارٌ أَثِــرَةٌ: كَثِيْرَةُ الآثَارِ.
والــأَثِــيْرَةُ من الدَّوَابِّ: العَظِيْمَةُ الــأَثَــرِ في الأرْضِ بحافِرِها.
وأَثَــرَ فلانٌ فِعْلَ أبيه: اقْتَفَاه؛ يَــأْثُــرُه أُثُــوْراً.
واسْتَــأْثَــرَ اللهُ بفلانٍ: إذا ماتَ.
ورَجُلٌ أَثَــرٌ: يَسْتَــأْثِــرُ على أصْحَابِه، وهي الإِثْرَةُ. وأخَذْتُه بلا أُثْــرى عليكَ ولا أَثْــرَةَ: أي لم أسْتَــأْثِــرْ عليكَ.
وما تَــأَثَّــرَ فلانٌ إليَّ أَثَــراً: أي لم يَصْطَنِعْ عندي صَنِيْعَةً.
والمِئْثَرَةُ مَهْمُوْزَةٌ: سِكِّيْنٌ يُؤَثَّرُ بها في بَطْنِ فِرْسِنِ البَعِيْرِ.
والــأُثُــوْرُ: جَمْعُ أُثْــرٍ وهي سِمَةٌ في باطِنِ خُفِّ البَعِيْرِ يُقْتَفَرُ بها أثَــرُه.
والــأَثِــرُ والواثِرُ: الذي يُؤَثِّرُ تَحْتَ خُفِّ البَعِيْرِ؛ الرَّفِيْقُ بذلك.
والإِثْرُ: خِلاَصُ الزُّبْدِ والسَّمْنِ، وجَمْعُه أُثُــوْرٌ.
والإِثَارُ: عِصَابَةٌ يُشَدَّ بها ضَرْعُ الشّاةِ إذا كانَ عَظِيماً طَوِيْلاً، يُقال: عَنْزٌ مَــأْثُــوْرَةٌ.
وأرْضٌ مَــأْثُــوْرَةٌ: إذا كانَ المالُ يَرْعاها.
وبِئْرٌ مَــأْثُــوْرَةٌ: قد اخْتُفِيَتْ قَبْلَكَ فانْدَفَنَتْ ثُمَّ أثَــرْتَها أنْتَ.
والتُّؤْثُوْرُ: سِمَةٌ تكونُ في باطِنِ الخُفِّ، والحَدِيْدَةُ التي يُعْلَمُ بها: المِئْثَرَةُ؛ ويُرْشَمُ بها الطَّعَامُ في البَيْدَرِ. وهو أيضاً: الجِلْوَازُ.
[أثــر] نه- فيه: ستلقون بعدي "أثــرة"- بفتحتين اسم من أثــر يؤثر إيثاراً إذا أعطى- أراد أنه يستــأثــر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء. والاستيثار: الانفراد بالشيء، ومنه: حديث إذا "استــأثــر" الله بشيء. وحديث عمر رضي الله عنهكالصف الأول وإنما هو في الحظوظ الدنيوية. وفيه: ودنيا "مؤثرة" مفعولة من الإيثار- أي يختارون الدنيا على الآخرة ويحرصون على جمع المال. و"إعجاب المرء برأيه" أن لا يرجع إلى العلماء فيما فعل بل يكون مفتي نفسه فيه. و"رأيت أمراً" يشرح في "الأمر". وفيه "أثــرنا" ولا "تؤثر" علينا- أي لا تختر علينا غيرنا فتعززه وتذللنا أي لا تغلب علينا أعداءنا. و"أرضنا" من الإرضاء أي أرضنا عنك. نه: كل دم و"مــأثــرة" في الجاهلية- أي مكارمها ومفاخرها التي تؤثر أي تروى.
[أث ر] الــأَثَــرُ بقِيَّةُ الشَّيْءِ والجمعُ آثارٌ وأُثُــورٌ وخَرَجْتُ فِي إِثْرِه وفي أَثَــرِه أَي بَعْدَه وائْتَثَرْتُه وتَــأَثَّــرْتُه تَبِعْتُ أَثَــرَه عن الفارِسيِّ وأَثَّــرَ في الشَّيْءِ تَرَك فيه أَثَــرًا والآثارُ الأَعْلامُ والــأَثِــيرَةُ من الدَّوابِّ العَظِيمَةُ الــأَثَــرِ في الأَرْضِ بخُفِّها وحافِرِها بَيِّنَةُ الــأثــارَةِ وحكى اللِّحْيانِيُّ عن الكِسائيِّ ما يُدْرَى لَهُ أَيْنَ أَثَــرٌ وما يُدْرَى لَهُ ما أَثَــرٌ أَي ما يُدْرَى أَيْنَ أَصْلُه ولا ما أَصْلُه وأَثَــرَ خُفَّ البَعِيرِ يَــأْثُــرُه أَثْــرًا وأَثَّــرَه حَزَّهُ والــأَثَــرُ سِمَةٌ في باطِنِ خُفِّ البَعِيرِ يُقْتَفى بها أَثَــرُه والجمع أُثُــورٌ والمِئْثَرَةُ والتُّؤْثُورُ حَدِيدَةٌ يُؤْثَرُ بها أَسْفَلُ خُفِّ البَعِيرِ ليُعْرَف أَثَــرُه في الأَرْضِ وقِيلَ الــأُثْــرَةُ والثُّؤْثُورُ والثَّــأْثُــورُ كُلُّها عَلامَةٌ تَجْعَلُها الأَعْرابُ في باطِنِ خُفِّ البَعِير ورَأَيْتُ أُثْــرَتَه وثُؤْثُورَه أَي مَوْضِعَ أَثَــرِه من الأَرْضِ والــأَثَــرُ الخَبَرُ والجمعُ آثارٌ وقولَهُ تَعالَى {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} يس 12 أَي نَكْتُب ما أَسْلَفُوا من أَعْمالِهم ونَكْتُبُ آثارَهُم أَي من سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كُتِبَ له ثَوابُها ومن سَنَّ سُنَّةٌ سَيِّئَةً كُتِبَ عَلَيه عِقابُها وأَثَــرَ الحِدِيثَ عن القَوْمِ يَــأْثُــرُه ويَــأْثِــرُه أَثْــرًا وأَثــارَةً وأُثْــرَةً الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِيِّ أَنْبَأَهُم بما سُبِقُوا فيهِ من الــأَثَــرِ وقِيلَ حَدَّثَ به عَنْهُم في آثارِهِم والصَّحِيحُ عنِدي أَنّ الــأُثْــرَةَ الاسمُ وهي المَــأْثَــرَةُ والمَــأْثُــرَة وأُثْــرَةُ العِلْمِ وأَثَــرَتُه وأَثــارَتُه بَقِيَّةٌ مِنه تُؤْثَرُ أَي تُرْوَى وتُذكَرُ وقُرِىءَ {أو أَثْــرَةٍ من علم} و {أو أَثَــرَةٍ من علم} و {أو أثــارة} الأحقاف 4 والأَخيرةُ أَعْلَى وقالَ الزَّجّاجُ أَثــارَةٌ في مَعْنى عَلامَة ويَجُوز أَنْ يكونَ عَلَى مَعْنَى بَقِيَّةٍ ويَجُوزُ أَن يكونَ ما يُؤْثَرُ من العِلْمِ وسَمِنَت النّاقَةُ على أَثــارَةٍ أَي عَلَى عَتِيقِ شَحْمٍ كانَ قَبْل ذلِكَ قالَ الشَّمّاخُ

(وذَاتِ أَثــارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْه ... نَباتًا في أَكِمَّتِهِ قَفارًا)

وغَضِبَ على أَثــارَةٍ قَبْلَ ذاك أَي قَدْ كانَ قَبْلَ ذلك مِنْهُ غَضَبٌ ثم ازْدادَ بعد ذلِك غَضَبًا هذه عن اللِّحْيانِيّ والــأُثْــرَةُ والمَــأْثَــرَةُ والمَــأْثَــرَةُ المَكْرُمَةُ المُتَوارَثَةُ وأَثَــرَه أَكْرَمَه ورَجُلٌ أَثِــيرٌ مَكِينٌ مُكْرَمٌ والجَمْعُ أُثَــراء والأُنْثَى أَثِــيرَةٌ وآثَرَه عَلَيه فَضَّلَه وفي التَّنْزِيلِ {لَقَدْءَاثَركَ اللهُ عَلَيْنَا} يوسف 91 وأَثِــرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذا أَثَــرًا وأَثَــرَ وآثَرَ كُلِّه فَضَّلَ وقَدَّم واسْتَاْثَرَ بالشَّيْءِ على غَيْرِه خَصَّ به نَفْسَه قال الأَعْشَى

(اسْتَــأْثَــرَ اللهُ بالوَفاءِ وبالعَدْلِ ... وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلاَ)

وفي الحَدِيثِ إِذا اسْتَــأْثَــرَ اللهُ بشَيْءٍ فالْهَ عَنْهُ ورَجُلٌ أَثُــرٌ وأَثِــرٌ يَسْتَــأْثِــرُ على أَصْحابِه في القَسْمِ وفي الــأَثَــرَةُ وكذلِكَ الــأُثْــرَةُ والإثْرَةُ قالَ

(ما آثَرُوكَ بها إِذْ قَدَّموكَ لَها ... لكِن بكَ اسْتَــأْثَــرُوا إِذْ كانَت الإثَرُ)

وهي الــأُثْــرَى قالَ

(فقُلْتُ لَه يا ذِئْب هَلْ لكَ في أَخٍ ... يُواسِي بِلا أُثْــرَى عليكَ ولا بُخْلِ)

واسْتَــأْثَــرَ اللهُ فلانًا وبفُلانٍ إِذا ماتَ وهو مِمَّنْ تُرْجَى له الجَنَّةُ والــأَثْــرُ والإثْرُ والــأُثْــرُ فِرِنْدُ السَّيْفِ ورَوْنَقُه والجَمْعُ أُثــورٌ قال عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ

(بِيضٍ عَلَيْهِنَّ الــأُثُــورُ بواتِكَا ... )

فأَمّا ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ من قولِه

(فإِنِّي إِن أَقَعْ بكَ لا أُهَلِّل ... كَوقْعِ السَّيْفِ ذِي الــأَثَــرِ الفِرِنْدِ)

فإِنَّ ثَعْلَبًا قالَ إِنّما أَرادَ ذِي الــأَثْــرِ فحَرّكَه للضَّرُورَةِ ولا ضَرُورَةَ هُنا عِنْدِي لأَنَّه لو قالَ ذِي الــأَثْــرِ فسَكَّنَه عَلَى أَصْلِه لصارَ بِ مُفاعَلَتُن إِلى مَفاعِيلُنْ وهذا لا يَكْسِرُ البَيْتَ لكنَّ الشاعِرَ إِنَّما أَرادَ تَوْفِيَةَ الجُزْءِ فحَرَّكَ لذلك ومِثْلُه كَثِيرٌ وأَبْدَل الفِرِنْد من الــأَثَــرِ وسَيْفٌ مَــأْثُــورٌ في مَتْنِه أَثْــرٌ وقيلَ هُوَ الَّذِي يُقالَ إِنَّه تَعْمَلُه الجِنُّ ولَيْسَ من الــأَثْــرِ الَّذِي هو الفِرِنْدُ قال ابنُ مُقْبِلٍ

(إِنِّي أُقَيِّدُ بالمَــأْثُــورِ راحِلَتِي ... ولا أُبالِي ولو كُنّا عَلَى سَفَرٍ)

وعِنْدِي أَنَّ المَــأْثُــورَ مَفْعُولٌ لا فِعْلَ لَه كما ذَهَبَ إِليه أَبُو عَليٍّ في المَفْؤُودِ الَّذِي هو الجَبانُ وأَثَــرُ الوَجْهِ وأُثُــرُه ماؤُه ورَوْنَقُه وأَثَــرُ السَّيْفِ ضَرْبَتُه وأَثْــرُ الجُرْحِ أَثَــرُه يَبْقَى بعدَما يَبْرَأُ والإثْرُ والــأُثْــرُ خُلاصَةُ السَّمْنِ إِذا سُلِئَ وقِيلَ هو اللَّبَنُ إِذا فارَقَه السَّمْنُ قالَ

(والإثْرُ والصَّرْبُ مَعًا كالآصِيَةْ ... )

الآصِيَةُ حَساءٌ يُصْنَعُ بالتَّمْرِ ويُقالُ افْعَلْهُ آثِرًا ما وأَثِــرًا ما أَي إِن كُنْتَ لا تَفْعَلُ غَيْرَه فافْعَلْه وقِيلَ افْعَلْه مُؤْثِرًا له على غيرِه وما زائِدة وهي لازِمَةٌ لا يَجُوزُ حَذْفُها لأَنَّ مَعْناهُ افْعَلْه آثِرًا مُخْتارًا له مَعْنِيّا له مِن قَوْلِكِ آثَرْتُ أَنْ أَفْعَلَ كذا وكذا ولَقِيتُه آثِرًا ما وأَثِــرَ ذاتِ يَدَيْنِ وذِي يَدَيْنِ وآثِرَ ذِي آثِيرٍ أَي أَوَّلَ شَيْءٍ ولَقِيتُه أَوَّلَ ذِي أَثِــيرٍ وافْعَلْه أَوَّلَ ذِي آثِيرٍ وإِثْرَ ذِي أَثِــيرٍ وقِيلَ الــأثِــيرُ الصُّبْحُ وذُو أَثِــيرٍ وَقْتُه قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ (فقالُوا ما تُرِيدُ فقُلْتُ أَلْهُو ... إِلى الإصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِــيرِ)

وحَكَى اللِّحْيانِيُّ إِثْرَ ذي أَثِــيرَيْنِ وإِثَرَ ذِي أَثِــيرَيْنِ وإِثْرَةً ما والــأُثْــرَةُ الجَدْبُ والحالُ غَيْرُ المَرْضِيَّةِ قال الشّاعِرُ

(إِذا خافَ من أَيْدِي الحَوادِث أُثْــرَةً ... كَفاهُ حِمارٌ من غَنِيٍّ مُقَيَّدُ)

ومنه قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَــرَةً فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الحَوْضِ وأَثَــرَ الفَحْلُ الناقَةَ يَــأْثُــرُها أَثْــرًا أَكْثَرَ ضِرابها

أثــر: الــأَثــر: بقية الشيء، والجمع آثار وأُثــور. وخرجت في إِثْره وفي

أَثَــره أَي بعده. وأْتَثَرْتُه وتَــأَثَّــرْته: تتبعت أَثــره؛ عن الفارسي.

ويقال: آثَرَ كذا وكذا بكذا وكذا أَي أَتْبَعه إِياه؛ ومنه قول متمم بن نويرة

يصف الغيث:

فَآثَرَ سَيْلَ الوادِيَّيْنِ بِدِيمَةٍ،

تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً، من النَّبْتِ، خِرْوعا

أَي أَتبع مطراً تقدم بديمة بعده.

والــأَثــر، بالتحريك: ما بقي من رسم الشيء. والتــأْثــير: إِبْقاءُ الــأَثــر في

الشيء. وأَثَّــرَ في الشيء: ترك فيه أَثــراً. والآثارُ: الأَعْلام.

والــأَثِــيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الــأَثَــر في الأَرض بخفها أَو حافرها بَيّنَة

الإِثارَة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرى له أَيْنَ أَثــرٌ وما

يدرى له ما أَثَــرٌ أَي ما يدرى أَين أَصله ولا ما أَصله.

والإِثارُ: شِبْهُ الشِّمال يُشدّ على ضَرْع العنز شِبْه كِيس لئلا

تُعانَ.

والــأُثْــرَة، بالضم: أَن يُسْحَى باطن خف البعير بحديدة ليُقْتَصّ

أَثــرُهُ. وأَثَــرَ خفَّ البعير يــأْثُــرُه أَثْــراً وأَثّــرَه: حَزَّه. والــأَثَــرُ:

سِمَة في باطن خف البعير يُقْتَفَرُ بها أَثَــرهُ، والجمع أُثــور.

والمِئْثَرَة والثُّؤْرُور، على تُفعول بالضم: حديدة يُؤْثَرُ بها خف

البعير ليعرف أَثــرهُ في الأَرض؛ وقيل: الــأُثْــرة والثُّؤْثور والثَّــأْثــور،

كلها: علامات تجعلها الأَعراب في باطن خف البعير؛ يقال منه: أَثَــرْتُ

البعيرَ، فهو مــأْثــور، ورأَيت أُثــرَتَهُ وثُؤْثُوره أَي موضع أَثَــره من

الأَرض. والــأَثِــيَرةُ من الدواب: العظيمة الــأَثــرِ في الأَرض بخفها أَو

حافرها.وفي الحديث: من سَرّه أَن يَبْسُطَ اللهُ في رزقه ويَنْسَأَ في أَثَــرِه

فليصل رحمه؛ الــأَثَــرُ: الأَجل، وسمي به لأَنه يتبع العمر؛ قال زهير:

والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أَمَلٌ،

لا يَنْتَهي العمْرُ حتى ينتهي الــأَثَــرُ

وأَصله من أَثَّــرَ مَشْيُه في الأَرض، فإِنَّ من مات لا يبقى له أَثَــرٌ

ولا يُرى لأَقدامه في الأَرض أَثــر؛ ومنه قوله للذي مر بين يديه وهو يصلي:

قَطَع صلاتَنا قطع الله أَثــره؛ دعا عليه بالزمانة لأَنه إِذا زَمِنَ

انقطع مشيه فانقطع أَثَــرُه. وأَما مِيثَرَةُ السرج فغير مهموزة.

والــأَثَــر: الخبر، والجمع آثار. وقوله عز وجل: ونكتب ما قدّموا وآثارهم؛

أَي نكتب ما أَسلفوا من أَعمالهم ونكتب آثارهم أَي مَن سنّ سُنَّة حَسَنة

كُتِب له ثوابُها، ومَن سنَّ سُنَّة سيئة كتب عليه عقابها، وسنن النبي،

صلى الله عليه وسلم، آثاره.

والــأَثْــرُ: مصدر قولك أَثَــرْتُ الحديث آثُرُه إِذا ذكرته عن غيرك. ابن

سيده: وأَثَــرَ الحديثَ عن القوم يــأْثُــرُه ويــأْثِــرُه أَثْــراً وأَثــارَةً

وأُثْــرَةً؛ الأَخيرة عن اللحياني: أَنبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الــأَثَــر؛

وقيل: حدّث به عنهم في آثارهم؛ قال: والصحيح عندي أَن الــأُثْــرة الاسم وهي

المَــأْثَــرَةُ والمَــأْثُــرَةُ. وفي حديث عليّ في دعائه على الخوارج: ولا

بَقِيَ منكم آثِرٌ أَي مخبر يروي الحديث؛ وروي هذا الحديث أَيضاً بالباء

الموحدة، وقد تقدم؛ ومنه قول أَبي سفيان في حديث قيصر: لولا أَن يَــأْثُــرُوا

عني الكذب أَي يَرْوُون ويحكون. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه حلف

بأَبيه فنهاه النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذلك، قال عمر: فما حلفت به

ذاكراً ولا آثراً؛ قال أَبو عبيد: أَما قوله ذاكراً فليس من الذكر بعد

النسيان إِنما أَراد متكلماً به كقولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، وقوله ولا

آثِراً يريد مخبراً عن غيري أَنه حلف به؛ يقول: لا أَقول إِن فلاناً قال

وأَبي لا أَفعل كذا وكذا أَي ما حلفت به مبتدئاً من نفسي، ولا رويت عن أَحد

أَنه حلف به؛ ومن هذا قيل: حديث مــأْثــور أَي يُخْبِر الناسُ به بعضُهم

بعضاً أَي ينقله خلف عن سلف؛ يقال منه: أَثَــرْت الحديث، فهو مَــأْثــور وأَنا

آثر؛ قال الأَعشى:

إِن الذي فيه تَمارَيْتُما

بُيِّنَ للسَّامِعِ والآثِرِ

ويروى بَيَّنَ. ويقال: إِن المــأْثُــرة مَفْعُلة من هذا يعني المكرمة،

وإِنما أُخذت من هذا لأَنها يــأْثُــرها قَرْنٌ عن قرن أَي يتحدثون بها. وفي

حديث عليّ، كرّم الله وجهه: ولَسْتُ بمــأْثــور في ديني أَي لست ممن يُؤْثَرُ

عني شرّ وتهمة في ديني، فيكون قد وضع المــأْثــور مَوْضع المــأْثــور عنه؛ وروي

هذا الحديث بالباء الموحدة، وقد تقدم. وأُثْــرَةُ العِلْمِ وأَثَــرَته

وأَثــارَتُه: بقية منه تُؤْثَرُ أَي تروى وتذكر؛ وقرئ:

(* قوله: «وقرئ إلخ»

حاصل القراءات ست: أثــارة بفتح أو كسر، وأثــرة بفتحتين، وأثــرة مثلثة

الهمزة مع سكون الثاء، فالــأثــارة، بالفتح، البقية أي بقية من علم بقيت لكم من

علوم الأولين، هل فيها ما يدل على استحقاقهم للعبادة أو الأمر به، وبالكسر

من أثــار الغبار أريد منها المناظرة لأنها تثير المعاني. والــأثــرة بفتحتين

بمعنى الاستئثار والتفرد، والــأثــرة بالفتح مع السكون بناء مرة من رواية

الحديث، وبكسرها معه بمعنى الــأثــرة بفتحتين وبضمها معه اسم للمــأثــور المرويّ

كالخطبة اهـ ملخصاً من البيضاوي وزاده). أَو أَثْــرَةٍ من عِلْم

وأَثَــرَةٍ من علم وأَثــارَةٍ، والأَخيرة أَعلى؛ وقال الزجاج: أَثــارَةٌ في معنى

علامة ويجوز أَن يكون على معنى بقية من علم، ويجوز أَن يكون على ما يُؤْثَرُ

من العلم. ويقال: أَو شيء مــأْثــور من كتب الأَوَّلين، فمن قرأَ:

أَثــارَةٍ، فهو المصدر مثل السماحة، ومن قرأَ: أَثَــرةٍ فإِنه بناه على الــأَثــر كما

قيل قَتَرَةٌ، ومن قرأَ: أَثْــرَةٍ فكأَنه أَراد مثل الخَطْفَة

والرَّجْفَةِ. وسَمِنَتِ الإِبل والناقة على أَثــارة أَي على عتيق شحم كان قبل ذلك؛

قال الشماخ:

وذاتِ أَثــارَةٍ أَكَلَتْ عليه

نَباتاً في أَكِمَّتِهِ فَفارا

قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون قوله أَو أَثــارة من علم من هذا لأَنها

سمنت على بقية شَحْم كانت عليها، فكأَنها حَمَلَت شحماً على بقية شحمها.

وقال ابن عباس: أَو أَثــارة من علم إِنه علم الخط الذي كان أُوتيَ بعضُ

الأَنبياء. وسئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الخط فقال: قد كان نبيّ

يَخُط فمن وافقه خَطّه أَي عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه من الخَطَّاطِين خَطَّ

ذلك النبيّ، عليه السلام، فقد علِمَ عِلْمَه. وغَضِبَ على أَثــارَةٍ قبل

ذلك أَي قد كان

(* قوله: «قد كان إلخ» كذا بالأصل، والذي في مادة خ ط ط

منه: قد كان نبي يخط فمن وافق خطه علم مثل علمه، فلعل ما هنا رواية، وأي

مقدمة على علم من مبيض المسودة). قبل ذلك منه غَضَبٌ ثم ازداد بعد ذلك

غضباً؛ هذه عن اللحياني. والــأُثْــرَة والمــأْثَــرَة والمــأْثُــرة، بفتح الثاء

وضمها: المكرمة لأَنها تُؤْثر أَي تذكر ويــأْثُــرُها قرن عن قرن يتحدثون بها،

وفي المحكم: المَكْرُمة المتوارثة. أَبو زيد: مــأْثُــرةٌ ومآثر وهي القدم

في الحسب. وفي الحديث: أَلا إِنَّ كل دم ومــأْثُــرَةٍ كانت في الجاهلية

فإِنها تحت قَدَمَيّ هاتين؛ مآثِرُ العرب: مكارِمُها ومفاخِرُها التي تُؤْثَر

عنها أَي تُذْكَر وتروى، والميم زائدة. وآثَرَه: أَكرمه. ورجل أَثِــير:

مكين مُكْرَم، والجمع أُثَــرَاءُ والأُنثى أَثِــيرَة.

وآثَرَه عليه: فضله. وفي التنزيل: لقد آثرك الله علينا. وأَثِــرَ أَن

يفعل كذا أَثَــراً وأَثَــر وآثَرَ، كله: فَضّل وقَدّم. وآثَرْتُ فلاناً على

نفسي: من الإِيثار. الأَصمعي: آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك. وفلان

أَثِــيرٌ عند فلان وذُو أُثْــرَة إِذا كان خاصّاً. ويقال: قد أَخَذه بلا

أَثَــرَة وبِلا إِثْرَة وبلا اسْتِئثارٍ أَي لم يستــأْثــر على غيره ولم يأْخذ

الأَجود؛ وقال الحطيئة يمدح عمر، رضي الله عنه:

ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها،

لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ

أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ، وكأَنَّ الإِثَرَ جمع الإِثْرَة وهي

الــأَثَــرَة؛ وقول الأَعرج الطائي:

أَراني إِذا أَمْرٌ أَتَى فَقَضَيته،

فَزِعْتُ إِلى أَمْرٍ عليَّ أَثِــير

قال: يريد المــأْثــور الذي أَخَذَ فيه؛ قال: وهو من قولهم خُذْ هذا

آثِراً. وشيء كثير أَثِــيرٌ: إِتباع له مثل بَثِيرٍ.

واسْتــأْثَــرَ بالشيء على غيره: خصَّ به نفسه واستبدَّ به؛ قال الأَعشى:

اسْتَــأْثَــرَ اللهُ بالوفاءِ وبالـ

ـعَدْلِ، ووَلَّى المَلامَة الرجلا

وفي الحديث: إِذا اسْتــأْثــر الله بشيء فَالْهَ عنه. ورجل أَثُــرٌ، على

فَعُل، وأَثِــرٌ: يسْتَــأْثــر على أَصحابه في القَسْم. ورجل أَثْــر، مثال

فَعْلٍ: وهو الذي يَسْتَــأْثِــر على أَصحابه، مخفف؛ وفي الصحاح أَي يحتاج

(*

قوله: «أي يحتاج» كذا بالأصل. ونص الصحاح: رجل أثــر، بالضم على فعل بضم العين،

إذا كان يستــأثــر على أصحابه أي يختار لنفسه أخلاقاً إلخ). لنفسه أَفعالاً

وأَخلاقاً حَسَنَةً. وفي الحديث: قال للأَنصار: إِنكم ستَلْقَوْنَ

بَعْدي أَثَــرَةً فاصْبروا؛ الــأَثَــرَة، بفتح الهمزة والثاء: الاسم من آثَرَ

يُؤْثِر إِيثاراً إِذا أَعْطَى، أَراد أَنه يُسْتَــأْثَــرُ عليكم فَيُفَضَّل

غيرُكم في نصيبه من الفيء. والاستئثارُ: الانفراد بالشيء؛ ومنه حديث عمر:

فوالله ما أَسْتَــأْثِــرُ بها عليكم ولا آخُذُها دونكم، وفي حديثة الآخر

لما ذُكر له عثمان للخلافة فقال: أَخْشَى حَفْدَه وأَثَــرَتَه أَي إِيثارَه

وهي الإِثْرَةُ، وكذلك الــأُثْــرَةُ والــأَثْــرَة؛ وأَنشد أَيضاً:

ما آثروك بها إِذ قدَّموك لها،

لكن بها استــأْثــروا، إِذا كانت الإِثَرُ

وهي الــأُثْــرَى؛ قال:

فَقُلْتُ له: يا ذِئْبُ هَل لكَ في أَخٍ

يُواسِي بِلا أُثْــرَى عَلَيْكَ ولا بُخْلِ؟

وفلان أَثــيري أَي خُلْصاني. أَبو زيد: يقال قد آثَرْت أَن أَقول ذلك

أُؤَاثرُ أَثْــراً. وقال ابن شميل: إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتينا فأْتنا يوم كذا

وكذا، أَي إِن كان لا بد أَن تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا. ويقال: قد

أَثِــرَ أَنْ يَفْعلَ ذلك الأَمر أَي فَرغ له وعَزَم عليه. وقال الليث: يقال

لقد أَثِــرْتُ بأَن أَفعل كذا وكذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ. ويقال: افعل هذا

يا فلان آثِراً مّا؛ إِن اخْتَرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إِمَّا لا.

واسْتَــأْثــرَ الله فلاناً وبفلان إِذا مات، وهو ممن يُرجى له الجنة ورُجِيَ له

الغُفْرانُ.

والــأَثْــرُ والإِثْرُ والــأُثُــرُ، على فُعُلٍ، وهو واحد ليس بجمع:

فِرِنْدُ السَّيفِ ورَوْنَقُه، والجمع أُثــور؛ قال عبيد بن الأَبرص:

ونَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً يَوْمَ أَقْبَلوا

سُيوفاً، عليهن الــأُثــورُ، بَواتِكا

وأَنشد الأَزهري:

كأَنَّهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ،

عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الــأُثُــرُ

وأَثْــرُ السيف: تَسَلْسُلُه وديباجَتُه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي

من قوله:

فإِنِّي إِن أَقَعْ بِكَ لا أُهَلِّكْ،

كَوَقْع السيفِ ذي الــأَثَــرِ الفِرِنْدِ

فإِن ثعلباً قال: إِنما أَراد ذي الــأَثْــرِ فحركه للضرورة؛ قال ابن سيده:

ولا ضرورة هنا عندي لأَنه لو قال ذي الــأَثْــر فسكنه على أَصله لصار

مفاعَلَتُن إِلى مفاعِيلن، وهذا لا يكسر البيت، لكن الشاعر إِنما أَراد توفية

الجزء فحرك لذلك، ومثله كثير، وأَبدل الفرنْدَ من الــأَثَــر. الجوهري: قال

يعقوب لا يعرف الأَصمعي الــأَثْــر إِلا بالفتح؛ قال: وأَنشدني عيسى بن عمر

لخفاف بن ندبة وندبة أُمّه:

جَلاهَا الصيْقَلُونَ فأَخُلَصُوها

خِفاقاً، كلُّها يَتْقي بــأَثْــر

أَي كلها يستقبلك بفرنده، ويَتْقِي مخفف من يَتَّقي، أَي إِذا نظر

الناظر إِليها اتصل شعاعها بعينه فلم يتمكن من النظر إِليها، ويقال تَقَيْتُه

أَتْقيه واتَّقَيْتُه أَتَّقِيه. وسيف مــأْثــور: في متنه أَثْــر، وقيل: هو

الذي يقال إِنه يعمله الجن وليس من الــأَثْــرِ الذي هو الفرند؛ قال ابن

مقبل:إِني أُقَيِّدُ بالمــأْثُــورِ راحِلَتي،

ولا أُبالي، ولو كنَّا على سَفَر

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ المَــأْثــور مَفْعول لا فعل له كما ذهب إِليه

أَبو علي في المَفْؤُود الذي هو الجبان. وأُثْــر الوجه وأُثُــرُه: ماؤه

ورَوْنَقُه وأَثَــرُ السيف: ضَرْبَته. وأُثْــر الجُرْح: أَثَــرهُ يبقى بعدما

يبرأُ. الصحاح: والــأُثْــر، بالضم، أَثَــر الجرح يبقى بعد البُرء، وقد يثقل مثل

عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ وأَنشد:

عضب مضاربها باقٍ بها الــأُثــر

هذا العجز أَورده الجوهري:

بيضٌ مضاربها باقٍ بها الــأَثــر

والصحيح ما أَوردناه؛ قال: وفي الناس من يحمل هذا على الفرند. والإِثْر

والــأُثْــر: خُلاصة السمْن إِذا سُلِئَ وهو الخَلاص والخِلاص، وقيل: هو

اللبن إِذا فارقه السمن؛ قال:

والإِثْرَ والضَّرْبَ معاً كالآصِيَه

الآصِيَةُ: حُساءٌ يصنع بالتمر؛ وروى الإِيادي عن أَبي الهيثم أَنه كان

يقول الإِثر، بكسرة الهمزة، لخلاصة السمن؛ وأَما فرند السيف فكلهم يقول

أُثْــر. ابن بُزرُج: جاء فلان على إِثْرِي وأَثَــري؛ قالوا: أُثْــر السيف،

مضموم: جُرْحه، وأَثَــرُه، مفتوح: رونقه الذي فيه. وأُثْــرُ البعير في ظهره،

مضموم؛ وأَفْعَل ذلك آثِراً وأَثِــراً. ويقال: خرجت في أَثَــرِه وإِثْرِه،

وجاء في أَثَــرِهِ وإتِْرِه، وفي وجهه أَثْــرٌ وأُثْــرٌ؛ وقال الأَصمعي:

الــأُثْــر، بضم الهمزة، من الجرح وغيره في الجسد يبرأُ ويبقى أَثَــرُهُ. قال

شمر: يقال في هذا أَثْــرٌ وأُثْــرٌ، والجمع آثار، ووجهه إِثارٌ، بكسر الأَلف.

قال: ولو قلت أُثُــور كنت مصيباً. ويقال: أَثَّــر بوجهه وبجبينه السجود

وأَثَّــر فيه السيف والضَّرْبة.

الفراء: ابدَأْ بهذا آثراً مّا، وآثِرَ ذي أَثِــير، وأَثــيرَ ذي أَثــيرٍ

أَي ابدَأْ به أَوَّل كل شيء. ويقال: افْعَلْه آثِراً ما وأَثِــراً ما أَي

إِن كنت لا تفعل غيره فافعله، وقيل: افعله مُؤثراً له على غيره، وما زائدة

وهي لازمة لا يجوز حذفها، لأَن معناه افعله آثِراً مختاراً له مَعْنيّاً

به، من قولك: آثرت أَن أَفعل كذا وكذا. ابن الأَعرابي: افْعَلْ هذا

آثراً مّا وآثراً، بلا ما، ولقيته آثِراً مّا، وأَثِــرَ ذاتِ يَدَيْن وذي

يَدَيْن وآثِرَ ذِي أَثِــير أَي أَوَّل كل شيء، ولقيته أَوَّل ذِي أَثِــيرٍ،

وإِثْرَ ذي أَثِــيرٍ؛ وقيل: الــأَثــير الصبح، وذو أَثــيرٍ وَقْتُه؛ قال عروة بن

الورد:

فقالوا: ما تُرِيدُ؟ فَقُلْت: أَلْهُو

إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِــير

وحكى اللحياني: إِثْرَ ذِي أَثِــيرَيْن وأَثَــرَ ذِي أَثِــيرَيْن وإِثْرَةً

مّا. المبرد في قولهم: خذ هذا آثِراً مّا، قال: كأَنه يريد أَن يأْخُذَ

منه واحداً وهو يُسامُ على آخر فيقول: خُذْ هذا الواحد آثِراً أَي قد

آثَرْتُك به وما فيه حشو ثم سَلْ آخَرَ. وفي نوادر الأَعراب: يقال أَثِــرَ

فُلانٌ بقَوْل كذا وكذا وطَبِنَ وطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ، وذلك

إِذا إِبصر الشيء وضَرِيَ بمعرفته وحَذِقَه.

والــأُثْــرَة: الجدب والحال غير المرضية؛ قال الشاعر:

إِذا خافَ مِنْ أَيْدِي الحوادِثِ أُثْــرَةً،

كفاهُ حمارٌ، من غَنِيٍّ، مُقَيَّدُ

ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدي أُثْــرَةً

فاصبروا حتى تَلْقَوني على الحوض.

وأَثَــر الفَحْلُ الناقة يــأْثُــرُها أَثْــراً: أَكثَرَ ضِرابها.

أثــر
أثَــرَ يَــأثُــر، أَثْــرًا وأَثَــارةً، فهو آثِر، والمفعول مَــأْثــور
أثَــر المجرمَ: تبع أثــره.
أثَــر الحديثَ: نقله ورواه عن غيره "لم يُؤْثَر عنه مثل هذا القول- {إِنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ}: يُورث ويُنقل عن السلف". 

أثِــرَ/ أثِــرَ على يَــأثَــر، أثَــرًا وأثَــرةً وأُثْــرةً وأُثْــرى، فهو أثِــر، والمفعول مَــأْثــور (للمتعدِّي)
أثِــر أن يدرُس: فضّل "أثِــر أن يهاجر من بلاده: ".
أثِــر عليه: فضَّل نفسه عليه في النصيب. 

آثرَ يُؤثر، إيثارًا، فهو مُؤثِر، والمفعول مُؤثَر
• آثر الشَّيءَ: فَضَّله واختاره "آثر البقاءَ بجوار والديه- {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} ".
• آثره بسِرِّه: اختصّه به.
• آثره على نفسه: قدَّمه واختصَّه بالخير " {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ". 

أثَّــرَ بـ/ أثَّــرَ على/ أثَّــرَ في يؤثِّر، تــأثــيرًا، فهو مُؤثِّر، والمفعول مُؤثَّر به
أثَّــر الحادثُ بصحَّته/ أثَّــر الحادثُ على صحَّته/ أثَّــر الحادثُ في صحَّته: ترك أثــرًا فيها "أثَّــر الاستعمارُ في الشُّعوب- {فَــأَثَّــرْنَ بِهِ نَقْعًا} [ق]: أظهرن أثــرًا". 

ائتثرَ يأتثر، ائْتِثارًا، فهو مُؤتثِر، والمفعول مُؤتثَر
• ائتثره: تتبّع أثــره. 

استــأثــرَ/ استــأثــرَ بـ يستــأثــر، استئثارًا، فهو مُستــأثِــر، والمفعول مُستــأثَــر
• استــأثــر اللهُ فلانًا/ استــأثــر اللهُ بفلان: توفّاه.
• استــأثــر بالشَّيء: خصّ به نفسه، استبدَّ وانفرد به "استــأثــر البخيلُ بماله- الاستئثار بالحكم أمر يتنافى ومبادئ الحرِّيَّة- استــأثــر الموضوع باهتمام كبير" ° استــأثــر بالانتباه: استرعاه- استــأثــر بالسُّلطة: استبدَّ بها- استــأثــر بحصّة الأسد: أعطى لنفسه النصيب الأكبر.
• استــأثــره بالشّيء: أعطاه إيَّاه دون غيره من الناس "استــأثــره بعطفه وكرمه". 

تــأثَّــرَ/ تــأثَّــرَ بـ/ تــأثَّــرَ لـ/ تــأثَّــرَ من يتــأثَّــر، تــأثُّــرًا، فهو مُتــأثِّــر، والمفعول مُتــأثَّــر (للمتعدِّي)
• تــأثَّــر الشَّخصُ: ظهر عليه الــأثــر "تــأثَّــر نفسيًّا بوفاة صديقه".
• تــأثَّــر الشَّيءَ: تتبّع أثــره.
• تــأثَّــر الشَّاعرُ بمن سبقه: سار على نهجه أو تطبَّع به، جعل منه أثــرًا فيه "تــأثَّــر الكاتبُ بأساليب الأدب الغربيّ- رفض أن يتــأثّــر بالأحداث الجارية".
• تــأثَّــر بمصابنا/ تــأثَّــر لمصابنا: حزن حزنًا شديدًا "ظهرت عليه علامات التــأثُّــر".
• تــأثَّــرَ من تحامل رئيسه عليه: غضب، انفعل معنويًّا. 

أَثَــارة [مفرد]:
1 - مصدر أثَــرَ.
2 - بقيَّة؛ مابقي من الشّيء أو من أصوله " {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَــارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} ".
3 - علامة. 

أثْــر [مفرد]: مصدر أثَــرَ. 
59 - 
أَثَــر [مفرد]: ج آثار (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِــرَ/ أثِــرَ على.
2 - علامة، بقيَّة، رسم متخلِّف من شيء ما "آثار أقدام/ ديار متهدّمة- يخفي آثار جريمته/ العدوان- لا تطلب أَثَــرًا بعد عين [مثل]: يُضرب لمن يطلب أثــر الشّيء بعد فوات عينه- كيف أُعاوِدك وهذا أثــر فأسك [مثل]: يُضرب لمن لا يَفِي بالعهد- {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَــرِ السُّجُودِ} " ° أصبح أثــرًا بعد عين/ صار أثــرًا بعد عين: غاب بعد أن كان حاضرًا، زال، اندثر واختفى- اقتفى أثــره: تتبَّعه خطوة خطوة- على أَثَــره/ في أَثَــره: في عقبه مباشرة، بعده.
3 - تــأثــير، انطباع "لا أثــر له- كان للخبر أثــر عميق في نفسي" ° أبعد الــأَثَــر/ أعمق الــأَثَــر/ أكبر الــأَثَــر: تــأثــير عظيم- بَعيد الــأَثَــر: ذو أثــر كبير.
4 - عمل " {وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءَاثَارًا فِي الأَرْضِ}: فسِّرت الآثار هنا بالحصون والقصور والتقاليد الموروثة- {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} ".
5 - ما خلّفه السَّابقون " {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} ".
6 - عمل أدبيّ أو فكريّ ونحوه، مؤلَّف أو كتاب "ترك العقَّاد آثارًا كثيرة".
7 - سبب أو نتيجة "تُوفّي من أَثَــر الجرح الذي أُصيب به- آثار مترتّبة على حضوره المؤتمر".
8 - حديث، خبر مرويّ أو سُنّة باقية "جاء في الــأَثَــر- وجدت ذلك في الــأَثَــر".
9 - بقيّة قليلة، أو قدر ضئيل "أَثَــر من المرارة".
• علم الآثار: العلم الخاصّ بدراسة القديم من تاريخ الحضارات الإنسانيّة، أو علم معرفة بقايا القوم من أبنية وتماثيل ونقود وفنون وحضارة ° عالِم الآثار: من يدرس الآثار ويهتمّ بمعرفتها- دار الآثار: متحف يضم آثارًا معيَّنة.
• الــأَثَــر الرَّجعيّ: (قن) سريان قانون جديد على المدَّة التي سبقت صدوره. 

أَثِــر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أثِــرَ/ أثِــرَ على. 

إثْر [مفرد]: عقِب، بَعْد "يسير/ خرج في إثْره- تساقطت الضحايا إثْر وقوع الانفجار- تُوفّي إثْر حادث أليم- {قَالَ هُمْ أُولاَءِ عَلَى إِثْرِي} [ق] " ° في إثره: في عقبه مباشرة. 

أَثَــرة [مفرد]: ج أَثَــرات (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِــرَ/ أثِــرَ على.
2 - أنانيّة، تفضيل الإنسان نفسه على غيره "سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَــرَةً [حديث]: يستــأثــر أمراء الجور بالفيء".
3 - أثــارة؛ بقيَّة " {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَــرَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [ق] ".
4 - منزلة "لفلان عندي أَثَــرة".
• الــأَثَــرة: (نف) الأنانيَّة وحُبّ النَّفس، وتطلق على ما لا يهدف إلاّ إلى نفعه الخاصّ، عكسها الإيثار. 

أُثْــرة [مفرد]: مصدر أثِــرَ/ أثِــرَ على. 

أُثْــرى [مفرد]: مصدر أثِــرَ/ أثِــرَ على. 

أَثَــريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أَثَــر: "اكتشاف أَثَــريّ".
2 - عالم آثار، عالم متخصِّص في معرفة القديم من تاريخ الحضارات الإنسانيّة "لهذا الــأَثَــريّ الفضل في اكتشاف معظم منجزات الحضارة الإسلاميّة".
3 - قديم مــأثــور، خاصّ بآثار شيء لم يعد موجودًا "قطعة أَثَــريّة: ذات قيمة- لُغة أَثَــريّة: قديمة ميِّتة، غير مستعملة". 

أَثــير [مفرد]: مفضَّل على غيره "إنّه كاتب أَثــير عندي".
• الــأَثــير:
1 - (فز) وسط افتراضيّ يعمّ الكون ويتخلّل جميع أجزائه، وُضِعَ لتعليل انتقال الضَّوء أو الصَّوت أو الحرارة في الفراغ "نقلت وقائع المؤتمر عبر موجات الــأَثــير" ° على جناح الــأَثــير: بواسطة المذياع أو الرَّاديو والموجات الكهربائيّة.
2 - (كم) سائل عضويّ طيّار، لا لون له، يُستخدم مذيبًا في الصِّناعة، ومخدِّرًا في الطِّبّ.
• الــأثــير الملحيّ: (كم) مركَّب عضويّ منتشر في الموادّ الدسمة والأزهار والثِّمار. 

أثــيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أَثــير: "مادة أثــيريّة".
2 - مصدر صناعيّ من أَثــير: حالة من الخفة والنشاط والشفافيّة والنقاوة "إنها تتميّز بجمال خلاّب وأثــيريّة شفّافة". 

إيثار [مفرد]: مصدر آثرَ.
• الإيثار:
1 - (نف) مذهب يرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشخصيّ، وعكسه الــأَثَــرة.
2 - (نف) اتِّجاه اهتمام الإنسان وميول الحبّ فيه نحو غيره وقبل ذاته، سواء أكان هذا عن فطرة أم عن اكتساب. 

إيثاريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إيثار.
• الإيثاريَّة:
1 - (سف) مذهب يعارض الــأَثَــرة، ويرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشَّخصيّ.
2 - (نف) اتّجاه اهتمام الإنسان وميول الحبّ فيه نحو غيره وقبل ذاته سواء أكان هذا عن فطرة أم عن اكتساب. 

استئثاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استئثار.
 2 - مصدر صناعيّ من استئثار: أنانيَّة، حبّ النفس ورفض إشراك الآخرين في الشَّيء "تغلبه نزعته الاستئثاريَّة دائمًا". 

تــأثُّــر [مفرد]:
1 - مصدر تــأثَّــرَ/ تــأثَّــرَ بـ/ تــأثَّــرَ لـ/ تــأثَّــرَ من.
2 - رقَّة الحِسّ. 

تــأثُّــريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تــأثُّــر: انفعاليَّة.
• التَّــأثُّــريَّة:
1 - (بغ) الانطباعيّة، مذهب يرى أن النَّقد الأدبيّ لا يخضع لقواعد عقليّة بقدر ما يخضع للذّوق الشّخصيّ والتَّــأثــر الذّاتيّ.
2 - (دب) حركة أدبيَّة تهتمّ باستخدام التَّفاصيل والأشياء المترابطة في الذِّهن وتصوّر انطباعات حسّيَّة وغير موضوعيَّة ولا تخضع لتصوير الواقع الموضوعيّ.
3 - (طب) القدرة على الاستجابة للمنبّهات.
4 - (فن) اتِّجاه يقوم على التَّعبير عن تــأثّــرات الفنَّان أكثر من التَّعبير عن ظاهر الأشياء. 

تــأثــير [مفرد]:
1 - مصدر أثَّــرَ بـ/ أثَّــرَ على/ أثَّــرَ في ° تــأثــير جانبيّ: مفعول سلبيّ لدواء ونحوه- دواء ذو تــأثــير سحريّ: قويّ المفعول.
2 - نفوذ، قدرة على إحداث أثــر قويّ "فلان ذو تــأثــير كبير- تحت تــأثــير السُّكْر/ المرض- وافق تحت تــأثــير والده".
3 - انفعال في العقل والقلب، تحرُّك المشاعر أو اهتزازها "تــأثــير الخوف".
• التَّــأثــير: (نف) إحساس قويّ مُلْحَق بعواقب فعّالة. 

تــأثــيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تــأثــير.
2 - مصدر صناعيّ من تــأثــير: قدرة العمل الفنِّيّ على تحريك مشاعر المتلقِّي والتــأثــير فيها.
3 - (حي) حساسية خاصَّة في الكائنات الحيَّة تجعلها مستجيبة للمنبهات "تــأثــيريّة خلويّة".
4 - (دب) تــأثــير أديب أو تيار أدبيّ على آخر.
• التَّــأثــيريَّة: (فز) خاصّيّة في الدَّائرة الكهربائيَّة تتميَّز بحثّ القوَّة الدَّافعة الكهربائيَّة في الدَّائرة نفسها أو المجاورة لها عند تغيُّر التيّار في أيّ من الدَّائرتين. 

مُؤثِّر [مفرد]: ج مُؤثِّرات:
1 - اسم فاعل من أثَّــرَ بـ/ أثَّــرَ على/ أثَّــرَ في.
2 - فعَّال أو ذو أثــر قويّ "ألقى خطبة مؤثِّرة- دواء مُؤثِّر- قوَّةٌ مُؤثِّرة للأمم المتّحدة".
3 - عامل "يخضع الوضع في المنطقة لمُؤثِّرات خارجيَّة وداخليَّة".
• المُؤثِّر: (شر) منتهى عصبيّ يوصِّل التَّنبيه العصبيّ إلى العضلة أو الغدّة أو أيّ عضو كان.
• المُؤثِّرات الصَّوتيَّة: (فن) الأصوات المصاحبة التي يتمّ تسجيلها ومزجها على الحوار والتعليق أثــناء الفيلم أو المسرحيّة عن طريق استخدام التسجيلات المحفوظة، كاستخدام الأصوات المقلِّدة لصوت الرَّعْد أو الانفجار أو غيرهما. 

مآثِرُ [جمع]: مف مــأثُــرة: أعمال خيّرة، مكارم متوارَثة، أفعال حميدة "صاحب مآثِر حميدة في الجمعيّة- من مآثِر هذا العالم الجليل النزاهة والصدق". 

مــأثــور [مفرد]: ج مــأثــورات: اسم مفعول من أثَــرَ ° قول مــأثــور/ كلمة مــأثــورة: مثَل سائر أو حكمة تداولها الناس تميّزت بالدلالة مع الإيجاز، ولزمت صورة معيّنة لا تتغيّر في الاستعمال كلامًا وكتابة.
• المــأثــورات الشَّعبيَّة: (دب، فن) الإبداع الشفاهيّ للشعوب البدائيّة والمتحضِّرة على السّواء، ويشمل الكلمات المنظومة أو المنثورة، والملاحم والسِّيَر الشَّعبيّة والرّقصات والأغاني والأمثال والألغاز والحكايات الشعبيّة، وتدخل فيها أيضًا المعتقدات والعادات والتقاليد، وتضمّ إلى هذه العناصر: الفنون والحِرف اليدويّة التقليديّة. 
(أثــر) فِيهِ ترك فِيهِ أثــرا
أثــر
أَثَــرُ الشيء: حصول ما يدلّ على وجوده، يقال: أثــر وأثّــر، والجمع: الآثار. قال الله تعالى: ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا [الحديد/ 27] ، وَآثاراً فِي الْأَرْضِ [غافر/ 21] ، وقوله: فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ [الروم/ 50] .
ومن هذا يقال للطريق المستدل به على من تقدّم: آثار، نحو قوله تعالى: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ [الصافات/ 70] ، وقوله: هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَــرِي [طه/ 84] .
ومنه: سمنت الإبل على أثــارةٍ ، أي: على أثــر من شحم، وأَثَــرْتُ البعير: جعلت على خفّه أُثْــرَةً، أي: علامة تؤثّر في الأرض ليستدل بها على أثــره، وتسمّى الحديدة التي يعمل بها ذلك المئثرة.
وأَثْــرُ السيف: جوهره وأثــر جودته، وهو الفرند، وسيف مــأثــور. وأَثَــرْتُ العلم: رويته ، آثُرُهُ أَثْــراً وأَثَــارَةً وأُثْــرَةً، وأصله: تتبعت أثــره.
أَوْ أَثــارَةٍ مِنْ عِلْمٍ [الأحقاف/ 4] ، وقرئ: (أثــرة) وهو ما يروى أو يكتب فيبقى له أثــر.
والمآثر: ما يروى من مكارم الإنسان، ويستعار الــأثــر للفضل، والإيثار للتفضل ومنه:
آثرته، وقوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ [الحشر/ 9] وقال: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا [يوسف/ 91] وبَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا [الأعلى/ 16] .
وفي الحديث: «سيكون بعدي أثــرة» أي:
يستــأثــر بعضكم على بعض.
والاستئثار: التفرّد بالشيء من دون غيره، وقولهم: استــأثــر الله بفلان، كناية عن موته، تنبيه أنّه ممّن اصطفاه وتفرّد تعالى به من دون الورى تشريفاً له. ورجل أَثِــرٌ: يستــأثــر على أصحابه.
وحكى اللحياني : خذه آثراً ما، وإثراً ما، وأثــر ذي أثــير .
أثــر: آثره به: اختصه به، ففي أخبار ص152: مؤاثرتك بكتبك (راجع: استــأثــر).
وآثر شيئا على شيء: فضله عليه غير أن المفعول يحذف أحيانا فيكون معنى الفعل أيضا: أعطاه وأداه (معجم المختارات).
وآثر على فلان بالشيء، أو آثر إلى فلان بالشيء: أعطاه إياه وهذا تفسير كاترمير، ويقول مونج ص365 وما يليها: ((آثر معناه فضل فلانا على فلان أو شيئا على شيء، ومنه هنا صار معناها: فضل فلانا على نفسه في ملك شيء. وأخيرا أصبحت تعني أيضا أكثر من العطاء عطاء الدراهم والأشياء الثمينة. وقد نقل هذا النص: ((الإيثار بالشيء أن تعطيه لغيرك مع احتياجك إليه)) وهو يرى أن معنى آثره به هو آثره به على نفسه. (راجع رياض النفوس ص47 و) ففيه: ((وقد حضر ما يأكل غير إنه آثر بها الفقير على نفسه)) وبعد ذلك ((آثرنا بما عندنا هذا الرجل الفقير)) وهو يذكر أمثلة كثيرة. وأضيف اليها ما جاء في عباد 2: 115 (راجع 3: 208) وابن جبير 288، وابن بطوطة 1: 104، 232، 234، 345، 2: 25، 54، 72، 138، 166، 179، 338، 3: 255، 269، 337، 4: 286، والمقدمة 2: 238، وتاريخ البربر 1: 407، وكرتاس 36، 42، 189، 221. والمقري 1: 590، 595، 597، والخطيب 72 ق. وتعني كلمة إيثار في كل هذه الأمثلة الكرم والإحسان.
واستــأثــر: اختص به (بيديا 31، راجع ما ذكرنا في آثر)، واستــأثــره بالشيء: أعطاه إياه خاصا به عن غيره من الناس. (تاريخ البربر 1: 130).
أثــر: رفاة الأولياء وما بقي من ذخائرهم (بطوطة 1: 95)، وأثــر وجمعها آثار: المنقول كالــأثــاث وغيره (الإدريسي 103، ألف ليلة 3: 8).
ولما كانت كلمة أثــر تعني الخبر المنقول والسنة الباقية وكان الكثير من هذه الأخبار المنقولة تعني غالبا بالكشف عن المستقبل (راجع المقدمة 2: 179) فان لفظ ((أثــر حدثاني)) (جبير 76) صار يعني ((التنبؤات المكتوبة)) (بدرون 212، أخبار 154، بيان 2: 275) وصحح بهذا المعنى ما جاء في معجم ألفاظ بدرون ومعجم ألفاظ البيان. وكلمتا عين وأثــر اللتان وردتا في عباد 1: 306) تدلان على معناهما المعروف ومصراع البيت فيه ومعناه ((وانك لا تقول لي شيئا غير معروف)).
والــأثــر: التــأثــير الدائم المستمر وبخاصة أثــر الأفلاك (المقدمة 1: 191، 202، 204، 2: 187، 3: 108، وفي حيان - بسام (2: 116 و): كان بصيرا بالآثار العلوية عالماً بالأفلاك والهيئة.
والــأثــر خط المحراث (المعجم اللاتيني وهمبرت 178).
والــأثــر وجمعه آثار: الأرض الزراعية تتوارثها أسرة واحدة (صفة مصر 11: 488 أثْــرَة: أثــر، انطباع ومجازاً: الإحساس والشعور (بوشر).
آثر: أفضل، (معجم المختار، عبد الواحد 109) وفي حيان - بسام (3: 142 و) ((وملأ قلبه وعينه بالمطعم الذي كان آثر الأشياء عنده)).
أثــارة: بقية الشيء، ففي المقدمة (2: 185) اثارة من النبوة، أي بقية من النبوة.
ويقال: أثــارة من علم، وأثــارة علم.
واثارة وحدها (راجع: لين) تعني التنبؤ بالمستقبل. (بربر 1: 23، 136، 2: 11. المقري 2: 752، راجع فليشرب) وفي ابن عبد الملك (86ق): ذكر لأصحابه قبل موته بمدة ما يتوقع من حلول الفتنة على رأس أربعمائة وما يحملها فيها من أثــارة. ومعنى هذه الكلمة ((أثــارة)) ليس واضحا لدي في نص تاريخ البربر (1: 476): ((لــأثــارة من الخير والعبادة وصلت بينهم وبينه. وقد ترجمها دى سلان بما معناه: لقد وصلت بينه وبينهم العبادة وأفعال الخير)).
مَــأثْــرة وجمعها مآثر: اثر الفكر ونتاجه (عباد 1: 12) والحيلة (بطوطة 4: 356 أن صحت كتابتها).
مُؤَثّر. قوة مؤثرة: ذات أثــر، وقوة النفس المبتكرة والفكر المبدع (بوشر).

اثر

اثر

1 أَثَــرَ خُفَّ البَعِيرِ, aor. ـُ inf. n. أَثْــرٌ, He made an incision in the foot of the camel [in order to know and trace the footprints]; as also ↓ أثّــرهُ. (M.) And أَثَــرَ البَعِيرِHe made a mark upon the bottom of the camel's foot with the iron instrument called مِئْثَرَةin order that the footprints upon the ground might be known: (T, TT:) or he scraped the inner [i. e. under] part of the camel's foot with that instrument in order that the footprints might be traced. (S.) A2: أَثَــرَ الحَدِيثَ, (T, S, M, A, &c.,) عَنِ القَوْمِ, (M,) aor. اَثُرَ(S, M, Msb, K) and اَثِرَ, (M, K,) inf. n. أَثْــرٌ(T, S, M, Msb, K) and أَثَــارَهٌand أُثْــرَهٌ, (M, K,) the last from Lh, but in my opinion, [says ISd,] it is correctly speaking a subst., and syn. with مَــأْثُــرَهٌand مَــأْثَــرَهٌ, (M,) He related, or recited, the tradition, narrative, or story, as received, or heard, from the people; transmitted the narrative, or story, by tradition, from the people: (T, S, * M, A, L, Msb, * K: *) or he related that wherein they had preceded [as narrators: so I render أَنْبَأَهُمْ بِمَا سَبَقُوا فِيهِ, believing همto have been inserted by a mistake of a copyist in the M, and hence in the L also:] from الــأَثَــرُ. (M, L.) [See أَثَــرٌ.] You say also, أثَــرَ عَنْهُ الكَذِبَ, meaning He related, as heard from him, what was false. (L, from a trad.) b2: أَثْــرٌ, aor. ـُ (M,) inf. n. أَثْــرٌ, (M, K.) also signifies Multum inivit camelus camelam. (M, K.) A3: أَثِــرَ لِلْأَمْرِ, aor. ـَ He applied, or gave, his whole attention to the thing, or affair, having his mind unoccupied by other things. (K.) A4: أَثِــرَ عَلَي الْأَمْرِHe determined, resolved, or decided, upon the thing, or affair. (T, K.) A5: لَقَدْ أَثِــرْتُ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا و كَذَا, (Lth, T, L,) inf. n. أَثْــرٌand أَثَــرٌ, (L,) I have assuredly purposed to do such and such things. (Lth, T, L.) A6: See also 4.

A7: And see 10.2 أثّــر فِيهِ, inf. n. تَــأْثِــيرٌ, He, or it, made, (Msb,) or left, (M, K,) or caused to remain, (S,) an impression, or a mark, or trace, upon him, or it. (S, * M, Msb, K. *) It is said of a sword, [meaning It made, or left, a mark, or scar, upon him, or it,] and in like manner of a blow. (T, TA.) [Whence,] أَثَّــرَ فِى عِرْضِهِcross; [He scarred his honour]. (K in art. وخش.) You say also, أَثَّــرَ بِوَجْهِهِ وَبِجَبِينِهِ السُّجُودُ [Prostration in prayer made, or left, a mark, or marks, upon his face and upon his forehead]. (T, * TA.) See also 1, first sentence.

A2: He, or it, made an impression, or produced an effect, upon him, or it; impressed, affected, or influenced, him, or it. (The Lexicons passim.) A3: أَثَّــرَ كَذَا بِكَذَا, (T, TT,) or ↓ آثَرَ, (K,) He, or it, made such a thing to be followed by such a thing. (T, TT, K. *) 4 آثَرَ see 2, last sentence.

A2: [Hence, app.,] آثرهُ, (As, T, M, Msb,) inf. n. إِيثَارٌ, (As, T,) He preferred him, or it. (As, T, M, Msb, TA.) Yousay, آثرهُ عَلَيْهِ He preferred him before him: so in the Kur xii. 91. (As, M.) And آثَرْتُ فُلاَنًا عَلَى نَفْسِى [I preferred such a one before myself], from الإِيثَار. (S.) And قَدْ آثَرْتُكَ I have preferred for thee it; I have preferred to give thee it, rather than any other thing. (T.) and آثَرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He preferred doing such a thing; as also ↓ أَثِــرَ, inf. n. أَثَــرٌ; and أَثَــرَ. (M.) A3: آثر also signifies He chose, or elected, or selected. (K.) A4: And آثِرهُ He honoured him; paid him honour. (M, K.) 5 تــأثّــر It received an impression, or a mark, or trace; became impressed, or marked. (Msb.) A2: He, or it, had an impression made, or an effect produced, upon him, or it; became impressed, affected, or influenced. (The Lexicons passim.) A3: See also 8.8 ائْتَثَرَهُ, [written with the disjunctive alif اِيتَثَرَهُ,] and ↓ تــأثّــرهُ, He followed his footsteps: (M, K:) or did so diligently, or perseveringly. (TA.) 10 استــأثــر عَلَى أَصْحَابِهِ; (ISk, S, K;) and عَلَيْهِمْ ↓ أَثِــرَ, aor. ـَ (K;) He chose for himself [in preference to his companions] (ISk, S, K) good things, (K,) in partition, (TA,) or good actions, and qualities of the mind. (ISk, S.) And استــأثــر بالشَّىْءِ, (S, K,) or الشَّىْءَ, (Msb,) He had the thing to himself, with none to share with him in it: (S, Msb, K:) and the former signifies he appropriated the thing to himself exclusively, (M, K,) عَلَى غَيْرِهِin preference to another or others. (M.) It is said in a trad., إِذَا اسْتَــأْثَــرَ اللّٰهُ بِشَىْءٍ فَالْهَ عَنُهُ When God appropriateth a thing to Himself exclusively, then be thou diverted from it so as to forget it. (M.) And one says, اِسْتــأْثَــرَ اللّٰهُ بِفُلَانٍ, (and فُلَانًا, TA,) [God took such a one to Himself,] when a person has died and it is hoped that he is forgiven. (S, M, A, K.) أَثْــرٌ, (Az, T, S, A, L, K, &c.,) said by Yaakoob to be the only form known to As, (S,) and ↓ أَثَــرٌ, which is a form used by poetic licence, (M, L,) and ↓ أثْــرَةٌ, (M, L, K,) and ↓ أُثُــرٌ, (M,) and ↓ أُثُــرٌ, which is in like manner a sing., not a pl., (T, L,) and ↓ أثْــرَةٌ, (El-Leblee,) and ↓ أَثِــيرْ, (K,) The diversified wavy marks, streaks, or grain, of a sword; syn. فِرِنْدٌ; (As, T, S, M, A, L, K;) and تَسَلْسُلٌ; and دِيبَاجَةُ; (Az, T;) and its lustre, or glitter: (M, L:) pl. [of the first] أُثُــرْ: (T, M, L, K:) the pl. of أُثْــرَةٌ is أُثَــرٌ. (El-Leblee.) Khufáf Ibn-Nudbeh Es-Sulamee says, [describing swords,] جَلَاهَا الصَّيْقَلُونَ فَإَخْلَصُوهَا خِفَافاً كُلُّهَا يَتْقِى بِــأَثْــرِ [The furbishers polished them, and freed them from impurities, making them light: each of them preserving itself from the evil eye by means of its lustre]: i. e., each of them opposes to thee its فِرِنْد: (S, L:) يَتْقِى is a contraction of يَتَّقِى; and the meaning is, when a person looks at them, their bright rays meet his eye, so that he cannot continue to look at them. (L.) أُثْــرٌ The scar of a wound, remaining when the latter has healed; (As, Sh, T, S, M, K;) as also ↓ أُثُــرٌ(S, K) and ↓ أَثَــرٌ: (Sh, T:) pl. آثَارٌ, though properly إِثَارٌ, with kesr to the ا [but why this is said, I do not see; for آثَارٌis a regular pl. of all the three forms of the sing.;] and إُثُورٌmay be correctly used as a pl. (Sh, T, L.) A2: A mark made with a hot iron upon the inner [i. e. under] part of a camel's foot, by which to trace his footprints: (M, K:) pl. أُثُــورٌ. (M.) [See also أُثْــرَةٌ.]

A3: Lustre, or brightness, of the face; as also ↓ أُثُــرٌ. (M, K.) A4: See أَثْــرٌ.

A5: See also إِثْرٌ.

إِثْرٌ: see أَثَــرٌ, in three places: b2: and أَثْــرٌ: b3: and see آثِرٌ, in two places.

A2: Also, (S, M, K,) and ↓ أُثْــرٌ, (M, K,) but the latter is disallowed by more than one authority, (TA,) What is termed the خُلَاصَة[q. v.] of clarified butter: (S, M, K:) or, as some say, the milk when the clarified butter has become separated from it. (M.) [See also قِشْدَةٌ.]

أَثَــرٌ A remain, or relic, of a thing; (M, Msb, K;) as of a house; as also ↓ أَثَــارَةٌ: (Msb:) a trace remaining of a thing; and of the stroke, or blow, of a sword: (S:) see also أُثْــرٌ: a sign, mark, or trace; opposed to the عَيْن, or thing itself: (TA:) a footstep, vestige, or track; a footprint; the impression, or mark, made by the foot of a man [&c.] upon the ground; as also ↓ إِثْرٌ: and an impress, or impression, of anything: (El-Wá'ee:) pl. آثَارٌح (M, Msb, K) and إُثُورٌ. (M, K.) [The sing. is also frequently used in a pl. sense: and the former of these pls. is often used to signify Remains, or monuments, or memorials, of anti-quity, or of any past time.] It is said in a prov., لَا أَطْلُبُ أَثَــرًا بَعْدَ عَيْنٍI will not seek a trace, or vestige, [or, as we rather say in English, a shadow,] after suffering a reality, or substance, to escape me: or, as some relate it, لَا تَطْلُبْ seek not thou. (Har pp. 120 and 174.) And one says, قَطَعَ اللّٰهُ أَثَــرَهُ [May God cut short his footsteps]: meaning may God render him crippled: for when one is crippled, his footsteps cease. (TA.) And فُلَانٌ لَيَصْدُقُ أَثَــرُهُ, and أَثَــرَهُ, Such a one, if asked, will not tell thee truly whence he comes: (M in art. صدق:) a prov. said of a liar. (TA.) and خَرَجْتُ, (S, M, * K,) and جَئْتُ, (El-Wá'ee, Msb,) فيِ أَثَــرِهِ, and ↓, في إِثْرِهِ, (T, S, M, Msb, K,) the former of which is said by more than one to be the more chaste, (TA,) [but the latter seems to be the more common,] and عَلَى أَثَــرِهِ, and ↓ على إِثْرِهِ, (El-Wá'ee, Msb,) I went out, (S, &c.,) and I came, (El-Wá'ee, Msb,) after him: (M, A, K:) or at his heel: (Expos. of the Fs:) or following near upon him, or hard upon him, or near after him, or following him nearly: (Msb:) as though treading in his footsteps. (El-Wá'ee.) and أَثَــرَ ذِى أَثِــيرَيْنِ: see آثِرٌ. (K.) b2: An impress or impression, a mark, stamp, character, or trace, in a fig. sense; an effect. (The Lexicons passim.) You say, عَلَى مَاشِيَتِهِ أَثَــرٌ حَسَنٌUpon his camels, or sheep, or goats, is an impress of a good state, or condition; of fatness, and of good tending; like إِصْبَعٌ. (TA in art. صبع.) And إِنَّهُ لَحَسَنُ الــأَثَــرِفِى مَالِهِ Verily he has the impress of a good state, or condition, in his camels, or sheep, or goats; like حَسَنُ الإِصْبَعِ, and المَسِ. (TA ubi suprà.) and عَلَيْهِ أَثَــرُ كَذَا He, or it, bears the mark, stamp, character, or trace, of such a thing. (The Lexicons passim.) b3: [The pl.] آثَارٌ also signifies Signs, or marks, set up to show the way. (K.) b4: Also the sing., i. q. أَثْــرٌ, q. v. (M, L.) b5: Also i. q. خَبَرٌ [both of which words are generally held to be syn., as meaning A tradition, or narration relating or describing a saying or an action &c., of Mo-hammad]: (M, K:) or, accord. to some, the former signifies what is related as received from [one or more of] the Companions of Mohammad; (TA;) but it may also be applied to a saying of the Prophet; (Kull p. 152;) and the latter, what is from Mohammad himself; (TA;) or from another; or from him or another: (Kull p. 152:) or the former signifies i. q. سُنَّةٌ[a practice or saying, or the practices and sayings collectively, of Mo-hammad, or any other person who is an authority in matters of religion, namely, any prophet, or a Companion of Mohammad, as handed down by tradition]: (S, A:) pl. آثَارٌ. (S, M.) You say, وَجَدْتُهُ فِي الــأَثَــرِ [I found it in the traditions of the practices and sayings of the Prophet; &c.]: and فُلَانٌ مِنْ حَمَلَةِ الآثَارِ[Such a one is of those who bear in their memories, knowing by heart, the traditions of the practices and sayings of the Prophet; &c.]. (A.) b6: A man's origin; as in the sayings, مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ أَثَــرٌIt is not known where was his origin; and مَا يُدْرَى لَهُ مَا أثَــرٌIt is not known what is his origin. (Ks, Lh, M.) b7: The term, or period, of life: so called because it follows life: (Msb, TA:) or from the same word as signifying the print of one's foot upon the ground; because when one dies, his footprints cease to be seen. (TA.) b8: [For the former of these two reasons,] آثَارَهُمْ in the Kur xxxvi. 11 means The rewards and punishments of their good and evil lives. (M, L.) A2: آثَارٌ is also a pl. of ثَأْرٌ, q. v.; formed by transposition from أَثْــآرٌ. (Yaa-Koob, and M in art. ثأر.) أَثُــرٌ A man who chooses for himself [in preference to his companions] (ISk, S, M, K) good things, (K,) in partition, (M, TA,) or good actions, and qualities of the mind; (ISk, S;) as also ↓ أَثِــرٌ (M, K.) أَثِــرٌ: see أَثُــرٌ.

أُثُــرٌ: see أُثْــرٌ, in two places: b2: and see أَثْــرٌ.

أَثُــرٌ: see أَثَــارَةٌ.

أُثْــرَةٌ: see أَثَــارَةٌ. b2: A mark which is made by the Arabs of the desert upon the inner [i. e. under] part of a camel's foot; as also ↓ تَــأْثُــورٌ, and, accord. to some, ↓ تُؤْثُورَهُ, whence one says, رَأَيْتُ أُثْــرَتَهُ, and ↓ تُؤْثُورَهُ, I saw the place of his footsteps upon the ground: (M:) or the abrasion of the inner [i. e. under] part of a camel's foot with the instrument of iron called مِئْثَرَةand تُؤْثُور, in order that his footprints may be traced. (S.) [See also أُثْــرٌ.] b3: See also أَثْــرٌ. b4: And see مَــأْثُــرَةٌ. b5: Preference. (A.) You say, لَهُ عِنْدِى أُثْــرَةٌ He has a preference in my estimation. (A.) and هُوَ ذُو أُثْــرَةٍ عِنْدَ الأَمِيرِHe has a preference in the estimation of the prince, or commander. (A.) And فُلَانٌ ذُو أُثْــرَةٍ عِنْدَ فُلَانٍ, (TA,) or ↓ أَثَــرَةٍ, (T,) Such a one is a favourite with such a one. (T, TA.) See also أَثَــرَةٌ, in two places. b6: أُثْــرَةَ ذِى أَثِــيرٍ: see آثِرٌ.

A2: Dearth, scarcity, drought, or sterility, (جَدْبٌ[in the CK جَذْب],) and an unpleasant state or condition. (M, K.) إِثْرَةٌ: see أَثَــرَةٌ. b2: إِثْرَةً: see آثِرٌ.

أَثَــرَةٌ: see أَثَــارَةٌ. b2: A subst. [signifying The appropriation of a thing or things to oneself exclusively: the having a thing to oneself, with none to share with him in it:] from اِسْتَــأْثَــرَ بِالشَّىْءِ. (S, M.) And, as also ↓ أُثْــرَةٌand ↓ إِثْرَةٌand ↓ إُثْرَى, The choice for oneself [in preference to his companions] of good things, (M, * K, * TA,) in partition; (M, TA;) the choice and preference of the best of things, and taking it, or them, for oneself: (TA:) the pl. of the second is أُثَــرٌ. (TA.) You say, أَخَذَهُ بِلَا أَثَــرَةٍ, and ↓ بلا أُثْــرَةٍ, [&c.,] He took it without a choice and preference of the best of the things, and the taking the best for himself. (T, TA.) And a poet says, فَقُلْتَ لَهُ يَا ذِئْبُ هَلْ لَكَ فىِ أَخٍ عَلَيْكَ وَلَا بُخْلِ ↓ يُؤَاسِي بِلَا أُثْــرَي [And I said to him, O wolf, hast thou a desire for a brother who will share without choice of the best things for himself in preference to thee, and without niggardness?]. (M, TA.) See also أُثْــرَةٌ.

أُثْــرَى: see أَثَــرَةٌ, in two places.

أَثِــيرٌ: see أَثَــرَةٌ. b2: [That makes a large footprint, or the like.] You say, دَابَّةٌ أَثِــيَرةٌ A beast that makes a large footprint upon the ground with its hoof, (Az, S, M, K,) or with its soft foot, such as that of the camel. (Az, S.) b3: A man possessing power and authority; honoured: pl. أُثَــرَآءُ: fem. أَثِــيرَةٌ. (M.) b4: فُلَانٌ أَثِــيرِى Such a one is my particular friend: (S, K:) or is the person whom I prefer. (A.) فُلَانٌ أَثِــيرٌعِنْدَ فُلَانٍSuch a one is a favourite with such a one. (T.) b5: آثِرَ ذِى أَثِــيرٍ, and أَوَّلَ ذِى أَثِــيرٍ, &c.: see آثِرٌ. b6: شَىْءٌ كَثِيرٌ أَثِــيرٌ [A thing very abundant, copious, or numerous]: اثيرis here an imitative sequent, (S, K, *) like بَثِيرٌ. (S.) A2: الــأَثِــيرُ ὁ αἰθήρ, The ether;] the ninth, which is the greatest, sphere, which rules over [all] the other spheres: [said to be] so called because it affects the others (يُؤَثِرُ فِى غَيْرِهِ). (MF.) [It is also called فَلَكُ الأَطْلَسِ, and فَلَكُ العَرْشِ; and is said to be next above that called فَلَكُ الكُرْسِىِّ.]

أَثَــارَةٌ: see أَثَــرٌ. You say, سَمِنَتِ الإبِلُ عَلَى أَثَــارَةٍ, (S, M, *) or على أَثَــارَةٍ مِنْ شَحْمٍ, (A,) The camels acquired fat, upon, or after, remains of fat. (S, M, * A.) And غَضِبَ عَلَي أَثَــارَةٍ قِبْلَ ذَاكَ He became angry the more, having been angry before that. (Lh, M.) And أَغْضَبَنِي فُلَانٌ عَلَى أَثَــارَةِ غَضَبٍ Such a one angered me when anger yet remained in me. (A.) And أَثَــارَةٌ مِنْ عِلْمٍ, and ↓ أَثَــرَةٌ, (T, S, M, K,) and ↓ أُثْــرَةٌ, (M, K,) or ↓ أَثْــرَةٌ, (T,) the first of which is the most approved, (M,) and is [originally] an inf. n., [see أَثَــرَ الآحَدِيثَ,] (T,) signify A remain, or relic, of knowledge, (Zj, T, S, M, K, and Jel in xlvi. 3 of the Kur,) transmitted, or handed down, (K, Jel,) from the former generations: (Jel:) or what is transmitted, or handed down, of knowledge: (Zj, M:) or somewhat transmitted from the writings of the former generations: (TA:) by the knowledge spoken of [in the Kur ubi suprà] is meant that of writing, which was given to certain of the prophets. (I'Ab.) آثِرٌ One who relates, or recites, a tradition, narrative, or story, or traditions, &c., as received, or heard, from another, or others; a narrator thereof. (T, S, * L.) The saying of 'Omar, on his being forbidden by Mohammad to swear by his father, مَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِراً وَلَا آثِرًا, means I did not swear by him uttering (the oath) as proceeding in the first instance from myself, nor repeating (it) as heard from another particular person. (A'Obeyd, T, S, TA.) b2: أَفْعَلُ هذَا آثِرًا مَّا, (IAar, T, S, K,) and آثِرًاwithout ما, (IAar, T,) and ↓ آثِرَ ذِى أَثِــيرٍ, (S, K,) mean I will do this the first of every thing. (S, K. *) And in like manner, after لَقِيتُهُ[I met him, or it], one says, آثِرًا مَّا, [and ↓ آثِرَ ذِى أَثِــيرٍ,] and ↓ أَوَّلَ ذِى أَثِــيرٍ, (M, K,) and آثِرَ ذَاتِ يَدِى, (M,) or ذَاتِ يَدَيْنِ, (K,) and ذِى يَدَيْنِ, (IAar, M, K,) and ↓ أَثِــيرَةَ ذِى أَثِــيرٍ, and ↓ ذِى أثِــيرَيْنِ ↓ إُثْرَةَ, (K,) and ↓ آثِرَ ذِى أَثِــيرَيْنِ, (M, as from Lh,) or ↓ ذِى أَثِــيرَيْنِ ↓ أَثَــرَ, (K,) and ↓ ذِى أَثِــيرَيْنِ, ↓ إِثْرَ and مَّا ↓ إِثْرَةً : (Lh, M, K:) or, as some say, ↓ الــأَثِــيرُsignifies the daybreak, or down; and ↓ ذُو أَثِــيرٍ, the time thereof. (M, TA.) Fr says that اِبْدَأْ بِهذَا آثِرًا مَّا, and ↓ آثِرَ ذِى أَثِــيرٍ, and ↓ أَثِــيرَ ذِى أَثِــيرٍ, signify Begin thou with this first of every thing. (TA.) One says also, اِفْعَلْهُ, آثِرًا مَّا, (T, M, TA,) and مَّا ↓ إِثْرًا, (M, TA,) meaning Do thou it [at least], if thou do nothing else: (T, M, TA:) or, as some say, do thou it in preference to another thing, or to other things: ماbeing redundant, but [in this case] not to be omitted, because [it is a corroborative, and] the meaning of the phrase is, do thou it by choice, or preference, and with care. (M, TA.) Mbr says that the phrase خُذْ هذَا آثِرًا مَّاmeans Take thou this in preference; i. e., I give it thee in preference; as though one desired to take, of another, one thing, and had another thing offered to him for sale: and ماis here redundant. (T, TA.) تَــأْثُــورٌ: see آُثْرَةٌ.

تُؤْثُورٌ: see آثْرَةٌ, in two places: and see مِئْثَرَةٌ, in two places.

مَــأثُــرَةٌ (T, S, M, K, &c.) and مَــأْثَــرَةٌ (S, M, K) and ↓ أُثْــرَةٌ(M, K) A generous quality or action; (Az, S;) so called because related, or handed down, by generation from generation: (S:) or a generous quality that is inherited by generation from generation: (M, K:) a generous quality, or action, related, or handed down by tradition from one's ancestors: (A:) a cause of glorying: (Az:) and precedence in أُثْــرَةٌ[or grounds of pretension to respect, &c.]: pl. of the first and second, حَسَب. (Az, T.) مِئْثَرَةٌand ↓ تُؤْثُورٌ An iron instrument (S, M, K) with which the bottom of a camel's foot is marked, in order that his footprints upon the ground may be known: (M:) or, with which the inner [i. e. under] part of a camel's foot is scraped, in order that his footprints may be traced: (S, K:) or ↓ تؤثورhas a different meaning, explained above, voce أُثْــرَةٌ. (M.) The مِيثَرَةof a horse's saddle is without hemz. (S.) مَــأْثُــورٌ A camel having a mark made upon the bottom of his foot with the iron instrument called مِئْثَرَة, in order that his footprints upon the ground may be known: (T:) or having the inner [i. e. under] part of his foot scraped with that instrument, in order that his footprints may be traced. (S.) b2: A sword having in its مَتْن[or broad side; or the middle of the broad side, of the blade,] diversified wavy marks, streaks, or grain, or lustre or glitter: (M, K: [in some copies of the latter of which, instead of أَثْــرٌ, I find أَثَــرٌ:]) or having its متنof female, or soft, iron, and its edge of male iron, or steel: (K:) or that is said to be of the fabric of the jinn, or genii; (S, M, K*) and not from الــأَثْــر, as signifying الفِرِنْد: (S, M:) so says As: (S:) [ISd says,] مــأثــورis in my opinion a pass. part. n. that has no verb: (M:) or it signifies an ancient sword, which has passed by inheritance from great man to great man. (A.) b3: A tradition, narrative, or story, handed down from one to another, from generation to generation. (T, S, A.)

أثث

أثــث: الــأثــاث: المتاع.
[أثــث] ك: "أثــاثا" ورثيا- أي مالاً ومنظرا. غ: هو المتاع، وتــأثــثته: اتخذته.
(أ ث ث) : (مِسْطَحُ بْنُ أُثَــاثَةَ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفِي الْكَرْخِيِّ مَا يُتَــأَثَّــثُ بِهِ يُتَفَعَّلُ مِنْ أَثَــاثِ الْبَيْتِ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ.
أ ث ث: (الْــأَثَــاثُ) مَتَاعُ الْبَيْتِ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْــأَثَــاثُ الْمَالُ أَجْمَعُ: الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ وَالْعَبِيدُ وَالْمَتَاعُ، الْوَاحِدَةُ (أَثَــاثَةٌ) . 
[أثــث] أَثَّ النباتُ يَئِثُّ أثــاثه ، أي كَثرَ والتفَّ. ونبات أَثــيثٌ وشَعَرٌ أثــيثٌ. ونساء أَثــائِثُ: كثيراتُ اللحم. قال رؤبة:

ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الــأثــائِثُ * والــأثــاث: متاع البيت. قال الفراء: لا واحد له. وقال أبو زيد: الــأثــاثُ المالُ أجمعُ: الإبلُ، والغنم، والعبيدُ، والمتاعُ. الواحدة أثــاثة. وتــأثــث فلان، إذا أصاب رياشا. وأثــاثة بالضم: اسم رجل. 
أثــث
أثَّــثَ يؤثِّث، تَــأْثــيثًا، فهو مُؤثِّث، والمفعول مُؤثَّث
أثَّــث البيتَ: فرشه وجهَّزه بالــأثــاث، أعدَّه للسكن. 

تــأثَّــثَ يتــأثَّــث، تــأثُّــثًا، فهو مُتــأثِّــث
• تــأثَّــث البيتُ: مُطاوع أثَّــثَ: فُرِش بالــأثــاث، أصبح مجهَّزًا بالــأثــاث. 

أَثــاث [جمع]: جج أُثُــث، مف أثــاثة:
1 - متاع البيت والمكتب ونحوهما من فِراش وغيره "اشترى أثــاثًا جديدًا- {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَــاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} ".
2 - مال كثير " {هُمْ أَحْسَنُ أَثَــاثًا وَرِئْيًا} ". 

أثــث: الــأَثــاثُ والــأَثــاثةُ والــأُثــوثُ: الكثرة والعِظَمُ من كل شيء؛ أَثَ

يَــأَثُّ ويَئِثُّ ويَؤُثُّ أَثًّــا وأَثــاثةً، فهو أَثٌّ، مقصور؛ قال ابن

سيده: عندي أَنه فَعْلٌ، وكذلك أَثِــيثٌ، والأُنثى أَثِــيثة، والجمع

أَثــائِثُ وأَثــايِثُ.

ويقال: أَثَّ النباتُ يَئِثُّ أَثــاثةً أَي كثُر والتَفَّ، وهو أَثِــيثٌ،

ويوصف به الشَّعَر الكثير، والنباتُ المُلْتف؛ قال امرؤ القيس:

أَثِــيثٌ كَقِنْوِ النَّخْلة المُتَعَثْكِلِ

وشَعَر أَثِــيثٌ: غزير طويل، وكذلك النبات، والفعل كالفعل؛ ولِحْية

أَثَّــة كَثَّة: أَثِــيثة.

وأَثَّــتِ المرأَةُ تَئِثُّ أَثًّــا: عَظُمَتْ عجيزتُها؛ قال

الطِّرِمَّاح:إِذا أَدْبَرَتْ أَثَّــتْ، وإِنْ هي أَقْبَلَتْ،

فَرُؤْدُ الأَعالي، شَخْتةُ المُتَوَشَّحِ

وامرأَةٌ أَثِــيثةٌ: أَثِــيرة، كثيرة اللحم، والجمع إِثاثٌ وأَثــائثٌ؛ قال

رؤبة:

ومن هَوايَ الرُّجُحُ الــأَثــائثُ،

تُمِيلُها أَعجازُها الأَواعِثُ

وأَثَّــثَ الشيءَ: وَطَّأَه ووثَّرَه.

والــأَثــاثُ: الكثير من المال؛ وقيل: كثرةُ المال؛ وقيل: المالُ كلُّه

والمتاعُ ما كان من لِباسٍ، أَو حَشْوٍ لفراشٍ، أَو دِثارٍ، واحدتُه

أَثــاثةٌ؛ واشتقه ابن دريد من الشيء المُؤَثَّثِ أَي المُوَثَّر. وفي التنزيل

العزيز: أَثــاثاً ورِئْياً؛ الفراء: الــأَثــاثُ المَتاع، وكذلك قال أَبو زيد.

والــأَثــاثُ: المالُ أَجمع، الإِبل والغنم والعبيد والمتاع. وقال الفراء:

الــأَثــاثُ لا واحد لها، كما أَن المَتاع لا واحدَ له، قال: ولو جمعتَ

الــأَثــاثَ، لقلت: ثلاثةُ آثَّةٍ، وأُثُــتٌ كثيرة.

والــأَثــاثُ: أَنواعُ المَتاع من متاع البيت ونحوه.

وتــأَثَّــثَ الرجلُ: أَصابَ خيراً؛ وفي الصحاح: أَصابَ رِياشاً.

وأَثــاثةُ: اسم رجل، بالضم؛ قال ابن دريد: أَحسِبُ أَن اشتقاقه من هذا.

[أث ث] الــأَثــاثُ والــأثــاثَةُ والــأُثــوثَةُ الكثرة والــأُثُــوثَةَ والعِظَمُ من كُلِّ شَيْءٍ أَثَّ يــأَثُّ ويَئِثُّ ويَؤُثُّ أَثّــا وأَثــاثَةً فَهُو أَثٌّ مَقْصُور وعِنْدِي أَنَّه فَعْلٌ وكذلِك أَثِــيثٌ والأُنْثَى أَثِــيثَةٌ والجَمْعُ إِثاثُ وأَثــائِث وشَعرٌ أَثِــيثٌ غَزِيرٌ طَوِيلٌ وكَذلِكَ النِّباتُ والفِعْلُ كالفِعْلِ ولِحْيَةٌ أَثَّــة كَثَّةٌ أَثِــيثَةٌ وأَثَــث المَرْأَةُ تَئِثُّ أَثّــا عَظْمَتْ عَجِيزَتُها قال الطِّرْمّاحُ

(إِذا أَدْبَرَتْ أَثَّــثْ وإِنْ هِيَ أَقْبَلَت ... فُرؤْدُ الأَعالِي شَخْتَةُ المُتَوَشَّحِ)

وامْرَأَةٌ أَثِــيثَةٌ وَثِيرَةٌ كَثِيرَةُ اللَّحْمِ والجَمْعُ إِثاثٌ وأَثــائِثُ قالَ

(ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ والــأَثــائِثُ ... ) (تُمِيلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ ... )

وأَثَّــثَ الشَّيْءَ وَطَّاَه ووَثَّرَه والــأَثــاثُ الكَثِيرُ من المالِ وقِيلَ كَثْرَةُ المالِ وقِيلَ المالُ كُلُّه والمَتاعُ ما كانَ من لِباسٍ أَو حَشْوٍ لِفراشٍ أَو دِثارٍ واحِدتَهُ أَثــاثَةٌ واشْتَقَّهُ ابنُ دُرَيْدٍ من الشَّيْءِ المُؤَثَّثِ أَي المُوَثَّرِ وفي التَّنزِيلِ العَزِيزِ {أثــاثا ورئيا} مريم 74 وتــأَثَّــثَ الرَّجُلُ أَصابَ خَيْرًا وأُثــاثَةُ اسمُ رَجُلٍ قال ابنُ دُرَيْدٍ أَحْسَبُ أَنَّ اشْتِقاقَه من هذا

أَثث

أَثــث
: ( {أَث النّباتُ} يَئِثُّ) {وَيَــأَثُّ} ويَؤُثُّ (مُثَلَّثَةً) {أَثًّــا، و (} أَثَــاثَةً {وأَثَــاثاً} وأُثُــوثاً) ، بِالضَّمِّ فِي الأَخِير (: كَثُرَو الْتَفَّ) .
{والــأَثَــاثُ (} والــأَثَــاثَةُ) والــأُثُــوثُ (الكَثْرَةُ و) العِظَمُ من كُلّ شَيْءٍ. ويُوصَفُ بِهِ الشَّعَرُ الكَثِير والنَّبَاتُ المُلْتَفُّ.
(و) {أَثَّــت (المَرْأَةُ) } تَؤُثُّ أَثًّــا (: عَظُمَت عَجيزَتُهَا) ، قَالَ الطِّرِمّاح:
إِذا أَدْبَرَتْ {أَثَّــتْ وإِنْ هِيَ أَقْبَلَتْ
فَرُؤْدُ الأَعَالِي شَخْتَةُ المُتَوَشَّحِ
(} وأَثَّــثَهُ) إِذا (وَطَّأَهُ) تَوْطِئَةً، (وَوَثَّرَهُ) تَوْثِيراً، فِرَاشاً كَانَ أَو بِسَاطاً، عَن ابْن دُرَيْد.
(وَهُوَ أَثٌّ) مَقْصور، قَالَ ابنُ سِيدَه: عِنْدي أَنه فَعْلٌ، ( {وأَثِــيثٌ) ، أَي (كَثِيرٌ عَظِيمٌ) ، وشَعَرٌ} أَثِــيثٌ، أَي غَزِيرٌ طَويلٌ، وَكَذَلِكَ النَّبَاتُ، والفِعْلُ كالفِعْل، قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
أَثِــيث كقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
(ج {إِثاثٌ) ، بِالْكَسْرِ، كَكَرِيم وكِرَامٍ، (} وأَثَــائِثُ) بالياءِ وبالهَمْزة، كَذَا ضُبِط.
(وَهِي) {أَثِــيثَةٌ، (بهاءٍ) ، يُقَال: لِحْيَةٌ} أَثِــيثَةٌ، وامرأَةٌ أَثِــيثَةٌ، أَي أَثِــيرَةٌ كثيرةُ اللَّحْمِ.
(والجَمْعُ كالجَمْعِ) أَي {إِثاثٌ} وأَثــائِثُ، هَكَذَا فِي سائِر الأُمَّهاتِ، وَقد ضبط شيخُنا هُنَا بِمَا لَا يُجْدِي نَفْعاً.
( {والــأَثــائِثُ: الكَثِيراتُ اللَّحْمِ، أَو الطِّوَالُ التَّامّاتُ مِنْهُنّ) قَالَ رؤبة:
وَمن هَوايَ الرُّجُحُ} الــأَثــائِثُ
تُمِيلُها أَعْجَازُهَا الأَواعِثُ
(والــأَثَــاثُ) ، كسَحَابٍ: الكَثِيرُ من المالِ. وَقيل: كَثْرَةُ المَالِ.
وَقيل: (مَتَاعُ البَيْتِ) مَا كَانَ من لِباسٍ، أَو حَشْوٍ لفِراشٍ، أَو دِثَارٍ، قَالَ الفَرّاءُ: هُوَ (بِلَا وَاحِدٍ) ، كَمَا أَنّ المَتَاعَ لَا واحِدَ لَهُ، وكذالك قَالَ أَبُو زَيْد.
(أَو) هُوَ (المالُ أَجْمَعُ) أَي كلّه: الإِبِلُ والغَنَمُ والعَبِيدُ والمَتَاعُ، (والوَاحِدةُ {أَثَــاثَةٌ) ، بِالْفَتْح، وَفِي التَنْزِيل الْعَزِيز {} أَثَــاثاً وَرِءياً} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 74) .
قَالَ الفرّاءُ: وَلَو جَمَعْتَ {الــأَثَــاثَ لقُلْتَ: ثَلاَثَةُ} آثَّةٍ، {وأُثُــثٌ كثِيرَةٌ.
وَقَالَ شيخُنا: قَالَ بعض اللّغويّين:} الــأَثَــاثُ: مَا يُتَّخَذُ للاسْتِعْمَال والمَتاعِ لَا لِلتِّجارةِ. وَقيل: هما بِمَعْنًى.
وَقيل: الــأَثــاثُ: مَا جَدَّ من متاعِ البَيْتِ لاما رَثَّ وبَلِيَ، وَبِه جَزم القُرْطَبِيّ.
وَفِي الصِّحَاح: {تَــأَثَّــثَ فُلان، إِذا أَصابَ رِيَاشاً.
(} - والــأَثَــاثِيُّ: الــأَثَــافِيُّ) وَزحناً وَمَعْنًى، وهِيَ حِجَارَةٌ تُنْصَبُ وتُجْعَلُ القِدْرُ عَلَيْهَا.
قَالَ شيخُنا: هُوَ مِمَّا عدُّوه فِيمَا أُبْدلتْ الثّاءُ فِيهِ من الفاءِ؛ كمُغْفُورٍ ومُغْثُور، وَلم يَتَعَرّض لَهُ هُنا الجَوْهَرِيُّ وَلَا ابنُ مَنْظُور، وَلَا غيرُهما من أَئمّة اللُّغَةِ والتَّصْرِيف، بِنَاء على أَنّ الهَمْزَةَ زائدَة، والثَّاءَ جُعِلَتْ بدَلَ الفاءِ.
قلت: وَهُوَ لُغَة تميمٍ خاصَّة، كَمَا نَقله الصَّاغَانيّ.
(و) الــأَثــافِيّ بن الخُزَزِ بن ذِي الصُّوفَةِ بن أَعْوَجَ (فرسٌ للحَبِطاتِ) .
( {وأُثَــاثَةُ، كثُمَامَة، ويُفْتَح) : اسمُ (رَجُل) ، افْتَحْ عَن ابْن دُرَيْد.
(و) } أُثَــاثَةُ: اسمُ (والِد مِسْطَحٍ الصَّحابِيّ) ، رَضِي الله عَنهُ، قريب سيّدنا أَبِي بَكْرٍ الصّدّيق، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَحْسَبُه مُشْتَقًّا من هاذا، يَعْنِي من {تَــأَثَّــثَ الرَّجُلُ، وسيأْتي.
قلت: وَكَذَا أُخْتُه هِنْد بنتُ} أُثَــاثَةَ وعَمْرُو بنُ أَبي أُثَــاثَةَ العَدَوِيّ صحابِيّانِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لِحْيَةٌ {أَثَّــةٌ،} وأَثِــيتَةٌ، أَي كَثَّةٌ.
! وَتَــأَثَّــثَ الرَّجُلُ: أَصابَ خَيْراً، وَفِي الصّحاح: أَصابَ رِياشاً. 

أثم

(أ ث م) : (الْمَــأْثَــمُ) الْإِثْمُ.

أثــم: الإِثْمُ: الذَّنْبُ، وقيل: هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له. وفي

التنزيل العزيز: والإِثْمَ والبَغْيَ بغير الحَقّ. وقوله عز وجل: فإِن

عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً؛ أَي ما أُثِــم فيه. قال الفارسي: سماه

بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك، وقد أَثِــم يــأْثَــم؛

قال:

لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ

أَراد ما في قومها أَحد يفْضُلها. وفي حديث سعيد بن زيد: ولو شَهِدْتُ

على العاشر لم إِيثَم؛ هي لغة لبعض العرب في آثَم، وذلك أَنهم يكسرون

حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم، فلما كسروا الهمزة في إِــأْثَــم

انقلبت الهمزة الأَصلية ياء.

وتــأَثَّــم الرجل: تابَ من الإِثْم واستغفر منه، وهو على السَّلْب كأَنه

سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما. وفي حديث

مُعاذ: فأَخْبر بها عند موتِه تَــأَثُّــماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم؛ يقال:

تــأَثَّــم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم، كما يقال تَحَرَّج

إِذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج؛ ومنه حديث الحسن: ما عَلِمْنا أَحداً منهم

تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تــأَثُّــماً، وقوله تعالى:

فيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما؛

قال ثعلب: كانوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا،

فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة، والإِثْم القِمارُ، وهو أَن يُهْلِك الرجلُ

ويذهِب مالَه، وجمع الإِثْم آثامٌ، لا يكسَّر على غير ذلك.

وأَثِــم فلان، بالكسر، يــأْثَــم إثْماً ومَــأْثَــماً أَي وقع في الإِثْم، فهو

آثِم وأَثِــيمٌ وأَثُــومٌ أَيضاً. وأَثَــمَه الله في كذا يَــأْثُــمُه

ويــأْثِــمُه أَي عدَّه عليه إِثْماً، فهو مَــأْثُــومٌ. ابن سيده: أَثَــمَه الله

يَــأْثُــمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ وقال الفراء: أَثَــمَه الله يَــأْثِــمُه إِثْماً

وأَثــاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم، فالعبد مــأْثــومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه،

وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود؛ قال ابن بري: وليس بنُصيب الأَسود المَرواني

ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي:

وهَلْ يَــأْثِــمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها،

وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ؟

ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها: لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب

المرواني، وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي، مولى بني

الحُبَيك بن عبد مناة ابن كِنانة، يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي

بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي، ويروى بكسر الثاء وضمها، وقال في الحاشية

المذكورة: قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس يغلَط في هذا البيت،

يرويه النَّفَرْ، بفتح الفاء وسكون الراء، قال: وليس كذلك، وقيل: هذا البيت

من القصيد التي فيها:

أَما والذي نادَى من الطُّور عَبْدَه،

وعَلَّم آياتِ الذَّبائح والنَّحْر

لقد زادني للجَفْر حبّاً وأَهِله،

ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الجَفْر

وهل يَــأْثِــمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها،

وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النَّفْر؟

وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً،

وما بالمَطايا من كَلال ومن فَتْرِ

والــأَثــامُ: الإِثْم. وفي التنزيل العزيز: يَلْقَ أَثــاماً، أَراد

مُجازاة الــأَثــام يعني العقوبة. والــأَثــامُ والإِثامُ: عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخيرة

عن ثعلب. وسأَل محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل: يَلْفُ أَثــاماً، قال:

عُقوبةً؛ وأَنشد قول بشر:

وكان مقامُنا نَدْعُو عليهم،

بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثــامُ

قال أَبو إسحق: تأْويلُ الــأَثــامِ المُجازاةُ. وقال أَبو عمرو الشيباني:

لَقِي فلان أَثــامَ ذلك أَي جَزاء ذلك، فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى

أَن معناه يَلْقَ جَزاء الــأَثــامِ؛ وقول شافع الليثي في ذلك:

جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى

عَقُوقاً، والعُقوقُ له أَثــامُ

أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق، وهي قطيعة الرَّحِم. وقال الليث: الــأَثــامُ

في جملة التفسير عُقوبة الإِثمِ، وقيل في قوله تعالى، يَلقَ أَثــاماً،

قيل: هو وادٍ في جهنم؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ

الــأَثــام. وفي الحديث: مَن عَضَّ على شِبذِعِه سَلِمَ من الــأَثــام؛

الــأَثــامُ، بالفتح: الإِثمُ. يقال: أَثِــمَ يَــأْثَــم أَثــاماً، وقيل: هو جَزاء

الإِثمِ، وشِبْذِعُه لسانه. وآثَمه، بالمدّ: أَوقعه في الإِثمِ؛ عن الزجَّاج؛

وقال العجاج:

بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثِمِ

وأَثَّــمه، بالتشديد: قال له أَثِــمْت. وتــأَثَّــم: تحَرَّجَ من الإِثمِ

وكَفَّ عنه، وهو على السَّلْب، كما أَن تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً؛ قال

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:

تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تــأَثُّــماً،

إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثمُ

ورجل أَثَّــامٌ من قوم آثمين، وأَثِــيمٌ من قوم أُثَــماء. وقوله عز وجل:

إِنَ شَجرَةَ الزَّقُّوم طَعامُ الــأَثِــيم؛ قال الفراء: الــأَثِــيمُ الفاجر،

وقال الزجاج: عُنِيَ به هنا أَبو جهل بن هِشام، وأَثُــومٌ من قوْم أُثُــمٍ؛

التهذيب: الــأَثِــيمُ في هذه الآية بمعنى الآثِم. يقال: آثَمَهُ اللهُ

يُؤْثمه، على أَفْعَله، أَي جعله آثِماً وأَلفاه آثِماً. وفي حديث ابن مسعود،

رضي الله عنه: أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ

طَعام الــأَثِــيم، وهو فَعِيل من الإِثم. والمَــأْثَــم: الــأَثــامُ، وجمعه

المَآثِم.

وفي الحديث عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: اللّهم إِني أَعوذ بك من

المَــأْثَــمِ والمَغْرَمِ؛ المَــأْثَــمُ: الأَمرُ

الذي يَــأْثَــمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع

الاسم. وقوله تعالى: لا لَغْوٌ فيها ولا تــأْثِــيمٌ، يجوز أَن يكون مصدر

أَثِــمَ، قال ابن سيده: ولم أَسمع به، قال: ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب

إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت:

فلا لَغْوٌ ولا تــأْثــيمَ فيها،

وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ

والإِثمُ عند بعضهم: الخمر؛ قال الشاعر:

شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي،

كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ

قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم،

قال: وقال رجل في مجلس أَبي العباس:

نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا،

وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا

أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قال: والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ،

ويقال: هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه، ويقال: هو إِناء كان

يشرَب فيه المِلك. قال أَبو بكر: وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف،

ولم يصح فيه ثبت صحيح. وأَثِــمَتِ الناقة المشي تــأْثَــمُه إِثْماً:

أَبطأَت؛ وهو معنى قول الأَعشى:

جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف،

إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا

يقال: ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات. قال ابن بري: قال ابن

خالويه كذب ههنا خفيفة الذال، قال: وحقها أَن تكون مشدّدة، قال: ولم تجئ

مخففة إِلا في هذا البيت، قال: والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ

يَقْوَيْن على الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِــمْنَ.

(أثــم) - في حديث سَعِيد بن زَيْد في كتاب سُنَنِ أَبى دَاوُد: "ولو شَهِدتُ على العَاشِرِ لم إيثَم".
هو لُغَةٌ لبعض العَرَب يَقولُون: إِيثَم مكان آثم، وله نَظائِر في كلامهم قالوا: تِيجَع وتِيجَل، مكان تَوجَع وتَيجَل.
أث م

تقول: فلان من الحياء يتلثم، ومن اللمم يتــأثــم أي يتحرج. وتقول: كانوا يفزعون من الأنام أشد ما يفزعون من الــأثــام، وهو وبال الإثم، قال:

لقد فعلت هذي النوى بي فعلة ... أصاب النوى قبل الممات أثــامها
أثــم: أَثِــمَ: وَقَعَ في الإِثْمِ. وتَــأَثَّــمَ: تَحَرَّجَ منه وكَفَّ عنه. والــأَثَــامُ: عُقُوْبَةُ الإِثْمِ، والآثَامُ جَمْعُه. وفلانٌ مُؤْثِمٌ: أي ادَّعى الإثْمَ. والــأثِــيْمُ والــأَثِــيْمَةُ: في كَثْرَةِ رُكُوْبِ الإِثْمِ. والآثِمُ: الفاعِلُ. ويَقُولُونَ: لا يَــأْثِــمُني اللهُ في كذا ولا يُؤْثِمُني بمَعْنىً واحِدٍ: أي لا يَجْزِيْني الــأَثَــامَ.
والإِثْمُ: من أسْماءِ الخَمْرِ؛ في قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ والإِثْمَ ".
والمُؤَاثِمُ: الذي يَكْذِبُ في السَّيْرِ.
[أثــم] الــأثْــمُ: الذنْبُ. وقد أَثِــمَ الرجل بالكسر إّثماً ومَــأَثَــماً، إذا وقع في الإثم، فهو آثِمٌ وأَثــيمٌ، وأَثــومٌ أيضاً. وأَثَــمَهُ الله في كذا يَــأْثُــمُهُ ويَــأْثــمُهُ، أي عَدَّه عليه إثماً، فهو مَــأْثُــومُ. وأنشد الفرّاء : فهَلْ يَــأْثُــمَنِّي اللهُ في أَنْ ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النفر يروى بكسر الثاء وضمها. وآثمه بالمد: أوقعه في الإثم. وآثمَهُ بالتشديد، أي قال له: أَثِــمْتَ. وقد تُسَمَّى الخمرُ إثماً. وقال: شربتُ الاثم حتى ضل عقلي كذاك الإثْمُ تذهب بالعقولِ وتَــأَثــمَ، أي تحرَّجَ عنه وكفّ. والــأَثــامُ: جزاء الإثْم. قال تعالى: (يلْقَ أَثــاماً) . وناقة آثمة ونوق آثمات، أي مبطئات. قال الاعشى: جمالية تغتلى بالرداف إذا كذب الآثمات الهجيرا
أ ث م: (الْإِثْمُ) الذَّنْبُ وَقَدْ أَثِــمَ بِالْكَسْرِ إِثْمًا وَمَــأْثَــمًا إِذَا وَقَعَ فِي الْإِثْمِ فَهُوَ (آثِمٌ) وَ (أَثِــيمٌ) وَ (أَثُــومٌ) أَيْضًا وَــأَثَــمَهُ اللَّهُ فِي كَذَا بِالْقَصْرِ يَــأْثُــمُهُ وَيَــأْثِــمُهُ بِضَمِّ الثَّاءِ وَكَسْرِهَا أَثَــامًا عَدَّهُ عَلَيْهِ إِثْمًا فَهُوَ (مَــأْثُــومٌ) ، قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ: أَثَــمَهُ اللَّهُ يَــأْثُــمُهُ إِثْمًا وَــأَثَــامًا جَازَاهُ جَزَاءَ الْإِثْمِ فَهُوَ مَــأْثُــومٌ أَيْ مَجْزِيٌّ جَزَاءَ إِثْمِهِ وَ (آثَمَهُ) بِالْمَدِّ أَوْقَعَهُ فِي الْإِثْمِ وَ (أَثَّــمَهُ) تَــأْثِــيمًا قَالَ لَهُ أَثِــمْتَ وَقَدْ تُسَمَّى الْخَمْرُ إِثْمًا وَقَالَ:

شَرِبْتُ الْإِثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلِي ... كَذَاكَ الْإِثْمُ تَذْهَبُ بِالْعُقُولِ
وَ (تَــأَثَّــمَ) أَيْ تَحَرَّجَ عَنِ الْإِثْمِ وَكَفَّ وَ (الْــأَثَــامُ) جَزَاءُ الْإِثْمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يَلْقَ أَثَــامًا} [الفرقان: 68] .
أثــم
أثِــمَ يَــأثَــم، إِثْمًا وأَثَــامًا ومَــأْثَــمًا، فهو آثِم وأثــيم
أثِــم الشَّخْصُ: عمِل ما لا يَحِلّ، أذنب وارتكب إساءة أو خطيئة، وقع في الإثم "أخذ يستغفر الله بعد أن أثِــم- {فَإِنَّهُ أَثِــمَ قَلْبُهُ} [ق]- {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِــيمٍ} - {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا} ". 

أثَّــمَ يُؤثِّم، تَــأْثــيمًا، فهو مُؤَثِّم، والمفعول مُؤَثَّم
أثَّــم الشَّخْصَ:
1 - قال له: أثِــمتَ.
2 - عزا إليه ارتكاب الإثم "لا تؤثِّمه وهو بريء- {فَإِنَّهُ أَثَّــمَ قَلْبَهُ} [ق] ". 

تــأثَّــمَ يتــأثَّــم، تــأثُّــمًا، فهو مُتــأثِّــم
• تــأثَّــم الشَّخصُ: كفّ عن الذنوب، وتاب من الإثم واستغفر "بعد فترة جنوح طويلة تــأثّــم واستقام".
• تــأثَّــم الوَرِعُ: تجنَّب الإثم "لو لم أترك الكذب تــأثُّــمًا لتركته تذمُّمًا- فلان من الحياء يتلثَّم ومن اللَّمم يتــأثَّــم". 

آثِم [مفرد]: ج آثِمون وأَثَــمة: اسم فاعل من أثِــمَ: " {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ} ". 

أَثَــام [مفرد]:
1 - مصدر أثِــمَ.
2 - عقوبة وعذاب شديد جزاء الإثم " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَــامًا} ". 

إثْم [مفرد]: ج آثام (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِــمَ.
2 - ذنب ومعصية، خطيئة تستحق على صاحبها الذمّ، إساءة تستلزم الصفح أو التعويض "الخمر جماع الإثم- إنّي وَجَدْتُ الأمرَ أرشدُهُ ... تقوى الإله وشرُّه الإثمُ- {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا} " ° أمُّ الآثام: الخمر- ظاهر الإثْم وباطنه: أفعال الجوارح، (وباطنه اعتقادات القلوب).
3 - ما يحمل على قلق النَّفْس "تفنى اللَّذاذة ممَّن نالَ صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثمُ والعارُ- َالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ [حديث] ".
4 - كَذِب. 

أثُــوم [مفرد]: كذَّاب، فاجر. 

أَثــيم [مفرد]: ج أُثَــماءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أثِــمَ: ممعن في ارتكاب الإثم، كثير الوقوع في المعصية ° يد أثــيمة: شديدة الإجرام. 

تــأثــيم [مفرد]:
1 - مصدر أثَّــمَ.
2 - عمل يوجب إثمًا كالكذب والشتم وغيرهما " {لاَ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَــأْثِــيمٌ} ". 

مَــأْثَــم [مفرد]: ج مآثِمُ، مؤ مــأثــمة، ج مؤ مآثِمُ:
1 - مصدر ميميّ من أثِــمَ.
2 - ذنب، ما يــأثــم به الإنسان "وقع في مآثِمَ كثيرة- عوقب على مَــأْثَــمه عقابًا قاسيًا". 

مَــأْثَــمة [مفرد]: ج مآثِمُ: إثم، فِعْل ما لا يَحِلّ "ارتكب مَــأْثَــمة وندِم عليها". 
[أث م] الإِثْمُ الذَّنْبُ وقِيلَ هو أَنْ يَعْمَلَ ما لا يَحِلُّ له وفي التَّنْزِيلِ {والإثم والبغي بغير الحق} الأعراف 33 وقولُه عَزَّ وجَلَّ {فإن عثر على أنهما استحقا إثما} المائدة 107 أَي ما أُثِــمَ فيه قال الفارِسِيُّ سَمّاه بالمَصْدرِ كما جَعَل سِيبَوَيْهِ المَظْلَمَةَ اسمَ ما أُخِذَ منك وقد أَثِــمَ يَــأْثــمُ قال

(لو قُلتَ ما فِي قَوْمِها لَمْ تِيثَمِ ... )

(يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ ... )

أَرادَ ما فِي قَوْمِها أَحَدٌ يَفْضُلُها وتَــأَثَّــمَ الرَّجُلُ تابَ من الإثْمِ واسْتَغُفَر منه وهو عَلَى السَّلْبِ كأّنَّه سَلَبَ ذاتَه الإثْمَ بالتَّوْبةِ والاسْتِغفارِ أو رامَ ذلك بِهما وقولُه تَعالَى {فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} البقرة 219 قالَ ثَعْلَبٌ كانُوا إِذا قامَرُوا فَقَمَرُوا أَطْعَمُوا منه وتَصدَّقُوا فالإطْعامُ والصَّدَقَةُ مَنْفَعَةٌ والإثْمُ القِمارُ وهو أَنْ يُهْلِكَ الرَّجُلَ ويُذْهِبَ مالَه وجَمْعُ الإثْمِ آثامٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك وأَثِــمَ وَقَعَ في الإثْمِ وأَثَــمَه اللهُ يَــأْثِــمُه عاقَبَه بالإثْمِ قالَ نُصَيْبٌ

(وهَلْ يَــأْثِــمَنِّي اللهُ في أَنْ ذَكَرْتُها ... وعَلَّلْتُ أَصحابِي بها لَيلَةَ النَّفْرِ)

وآثَمَه أَوْقَعَه في الإثْمِ عن الزَّجّاجِ وقالَ العَجّاجُ

(بَلْ قُلْتُ بعضَ القَوْلِ غَيْرَ مُؤْثِمِ ... )

وتَــأَثَّــمَ تَحَرَّجَ من الإثْمِ وهو عَلَى السَّلْبِ كما أَنَّ تَحَرَّجَ على السَّلْبِ أَيضًا قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ

(تَجَنَّبَتْ هِجْرانَ الحَبِيبِ تَــأَثُّــمًا ... ألا إِن هِجْرانَ الحَبِيبِ هو الإثْمُ)

والــأثــامُ والإثامُ عُقُوبَةُ الإثْمِ الأخيرةُ عن ثَعْلَبٍ وقالَ الزَّجّاجُ في قَوْلِه تَعالى {ومن يفعل ذلك يلق أثــاما} الفرقان 68 أَرادَ مَجازاةَ الــأثــامِ ورَجُلٌ أَثّــامٌ من قَوْمٍ أَثّــامِينَ وأَثِــيمٌ من قَوْمِ أُثَــماءُ وقولُه تعالَى {إِنَّ شَجَرَت الزَّقُّومَ طَعَامُ الــأَثــيمِ} الدخان 43 44 قالَ الزَّجّاجُ عُنِيَ بهِ هاهُنا أَبُو جَهْلِ ابنُ هِشامٍ لَعَنه اللهُ وأَثُــومٌ من قَوْمٍ أُثُــمٍ والــأثِــيمُ والــأَثِــيمَةُ كَثْرَةُ رُكُوبِ الإثْمِ والمَــأْثَــمُ الــأَثــامُ وقولُه تَعالَى {ومن يفعل ذلك يلق أثــاما} قِيلَ هو وادٍ في جَهَنَّمَ والصَّوابُ عِنْدِي أَنّ مَعناهُ يَلْقَ عِقابَ الــأَثــامِ وقولُه تَعالَى {لا لغو فيها ولا تــأثــيم} الطور 23 يَجُوزُ أَنْ يكونَ مَصْدَرَ أَثَّــمَ ولم أَسْمَعْ به ويَجُوزُ أَن يكونَ اسْمًا كما ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ في التَّنْبِيتِ والتَّمْتِينِ وقالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ

(فلا لَغْوٌ ولا تَــأْثِــيمَ فِيها ... وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ)

والإثْمُ عند بعضِهم الخَمْرُ قالَ الشاعِرُ

(شَرِبْتُ الإثْمَ حَتّى زالَ عَقْلِي ... كذاكَ الإثْمُ يَذْهَبُ بالعُقُولِ)

وعِنْدِي أَنَّه إِنَّما سَمّاها إِثْمًا لأَنَّ شُرْبَها إِثمٌ وأَثِــمَت النّاقةُ المَشْيَ تَــأْثَــمُه إِثْمًا أَبْطَأتْ وهو مَعْنَى قولِ الأَعْشَى

(جُمالِيَّةٌ تَغْتَلِي بالرِّدافِ ... إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا)
أثــم

(} الإِثْمُ، بالكَسْرِ: الذَّنْبُ) ، قَالَ الرَّاغِب: هُوَ أَعَمُّ من العُدْوانِ. وَقَالَ غَيْرُه، هُوَ فِعْلٌ مُبَطِّىءٌ عَن الثَّواب وقَوْله تَعَالَى: { {وَالْإِثْم وَالْبَغي} قَالَ الفرّاء: الإِثْم: مَا دُونَ الحَدّ، (و) قيل: الإِثْمُ: (الخَمْرُ) ، قَالَ:
(شَرِبْتُ الإِثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلِي ... كَذاكَ الإِثْمُ تَصْنَع بالعُقُولِ)
كَذَا فِي العُباب والصّحاح، وقولُ الجوهريّ: وَقَدْ يُسمَّى الخَمْرُ} إِثْمًا يُشِير إِلَى مَا حَقَّقه ابنُ الأَنْباريّ، وَقد أَنْكَر ابنُ الأَنْبارِي تَسْمِيَة الْخمر إِثْمًا وجَعَلَه من المَجاز وأطالَ فِي رَدّ كَوْنِه حَقِيقَةً، نَقله شَيْخُنا. (و) الإِثْمُ: (القِمارُ) ، وَهُوَ أَن يُهْلِك الرجلُ مَالَهُ ويُذْهِبَه، وَقَوله تعالَى: {قل فيهمَا إِثْم كَبِير وَمَنَافع للنَّاس} قَالَ ثَعْلَب: كَانُوا إِذا قامَرُوا فَقَمَرُوا أَطْعَمُوا مِنْهُ وتَصَدَّقُوا فالإِطعامُ والصَّدَقة مَنْفعة. (و) قيل: الإِثْمُ (أَنْ يَعْمَلَ مَا لَا يَحِلُّ) لَهُ، وَقد ( {أَثِــمَ، كَعَلِمَ،) } يَــأْثَــمُ ( {إِثْمًا) ، كعِلْم، (} وَمَــأْثَــمًا) ، كَمَقْعَد: وَقَعَ فِي الإِثْم، قَالَ:
(لَوْ قُلْتَ مَا فِي قَوْمِها لم {تِيثَمِ ... )
أَرَادَ مَا فِي قَوْمِها أحدٌ يَفْضُلُها. وَفِي حَدِيث سَعِيدِ بن زَيْد: " ولَوْ شَهِدْتُ على العاشِرِ لم} اِيْثَمْ " هِيَ لغةٌ لبَعض العَرَب فِي {آثَم وَذَلِكَ أَنَّهم يَكْسِرُون حُرُوف المُضارَعَة فِي نَحْو نِعْلَم وِتِعْلم، فلمّا كَسَرُوا الْهمزَة فِي} آثَمُ انقلبت الهمزةُ الأصليّة يَاء، (فَهُوَ آثِمٌ {وأَثــيمٌ} وأَثَّــامٌ) ، كَشَدّاد، ( {وأَثُــومٌ) ، كصبور. (} وَــأَثــمَه اللَّه تعالىَ فِي كَذَا، كَمَنَعَهُ وَنَصَرَه: عَدَّهُ عَلَيْهِ {إِثْمًا) ، قَالَ شَيْخُنا: المعروفُ أَنَّهُ كَنَصَر وضَرَب، وَلَا قائلَ إِنّه كَمَنَع، وَلَا وَرَدَ فِي كَلَام مَنْ يُقْتَدَى بِهِ، وَلَا هُنا موجِبٌ لفَتْح الْمَاضِي والمضارع مَعًا، لأنَّ ذَلِك إِنَّما ينشأ عَن كَون العَيْن واللّام حَلْقِيًّا، وَلَا كَذَلِك} أَثَــمَ. وَفِي اقْتِطاف الأزاهر فِيمَا جَاءَ على " فَعَلَ " بِفَتْح عَيْن الماضِي وضَمّها أَو كَسْرِها فِي الْمُضَارع مَعَ اخْتِلَاف المَعْنى أَو اتّفاقِه وَبَاب الهَمْزة من المُتَّفِق مَعْنًى: {أَثَــمَه اللَّهُ فِي كَذَا} يَــأْثِــمُه {ويَــأْثُــمُه: عَدَّهُ عَلَيْهِ] } إِثمًا [ (فَهُوَ {مَــأْثُــومٌ) ، وَفِي الْمُحكم: عاقَبَهُ} بالإثْم، وَقَالَ الفرّاء: أَثَــمَهُ اللَّهُ يَــأْثُــمُه إِثْمًا {وأثــامًا: جازاهُ جَزاء} الإِثْمِ، فالعَبْدُ! مَــأْثــومٌ، أَي: مَجْزِيٌ جَزَاء الإِثْم، وَأنْشد لنُصَيْبٍ، قَالَ ابْن بَرّي ] لَيْسَ بنُصَيب [الأَسْوَدِ المرواني] و [لَا بِنَصِيب الْأَبْيَض الهاشِمِيّ، وَقَالَ ابنُ السيرافي: هُوَ لنُصَيْب بن رِياح الْأسود الحُبَكِيّ مَوْلَى بني الحُبَيْك بنِ عَبْدِ مَناةَ بن كِنانة:
(وهَلْ {يَــأْثِــمُنيِّ اللَّهُ فِي أَنْ ذَكَرْتُها ... وَعَلَّلْتُ أصْحابِي بهَا لَيْلَةَ النَّفْرِ)
مَعْنَاهُ: هَلْ يَجْزِيَنِّي اللَّهُ جَزاء} إِثْمِي بأنْ ذكرتُ هَذِه المرأةَ فِي غِنائِي، ويُرْوى بكَسْر الثَّاء وضَمّها، كَمَا فِي الصّحاح. ( {وآثَمَهُ) ، بالمَدِّ: (أَوْقَعَهُ فِيهِ) أَي: فِي الْإِثْم، كَمَا فِي الصّحاح، (} وَــأَثَّــمَهُ {تَــأْثِــيًما: قَالَ لَهُ:} أثِــمْتَ) ، كَمَا فِي الصّحاح، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا لَغْو فِيهَا وَلَا {تــأثــيم} . (} وَتَــأَثَّــمَ) الرجلُ: (تابَ مِنْهُ) أَي: من {الإِثْمِ واستَغْفَرَ مِنْهُ، وَهُوَ على السَّلْب كأنّه سُلِبَ ذَات الإِثْم بالتَّوْبة وَالِاسْتِغْفَار، أَو رامَ ذلِكَ بهما. (و) أَيْضًا فَعَل فِعْلًا خَرَج بِهِ من الإِثْم، كَمَا يُقال (تَحَرَّجَ) : إِذا فعل فِعْلًا خرج بِهِ من الحَرَج. وَفِي حَدِيث مُعاذٍ: " فَأَخْبَرَ بهَا عِنْدَ مَوْتِهِ} تَــأَثُّــمًا " أَي: تَجَنُّبًا {للإِثْم. (و) } الــأَثــامُ، (كَسَحابٍ: وادٍ فِي جَهَنَّم) نعوذُ باللَّه مِنْهَا. (و) الــأَثــامُ، (العُقُوبَةُ) ، وَفِي الصِّحَاح: جَزاءُ الإثْم. وَمن سَجَعات الأساس: كَانُوا يَفْزَعُونَ من الأنامِ أشَدَّ مَا يَفْزَعُون من الــأَثــام. وبكُلّ مِنْهُمَا فُسِّرت الْآيَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمن يفعل ذَلِك يلق {أثــاما} ، (ويُكْسَرُ) فِي المَعْنَى الْأَخير وَهُوَ مَصْدر أَثَــمَه يَــأْثِــمُهُ} إثِاما، بالكَسْر والفَتْح، قَالَه الفَرّاء. وَقيل: الإثْم {والإثامُ، بكَسْرِهما: اسمٌ للأفعال المُبَطّئة عَن الثَّواب، (} كالمَــأْثَــمِ) كمَقْعَد. ( {والــأَثِــيمُ) : الكَذَّابُ،} كالــأَثُــومِ) ، قَالَ المَناوِيُّ: وتسميةُ الكَذِبِ {إِثْمًا كَتَسْمِيَة الْإِنْسَان حَيوانًا؛ لأنّه من جُمْلَته، وَقَوله تعالَى: {كل كفار أثــيم} أَي: مُتَحَمّل} للإثم، وَقيل أَي: كَذّاب. (و) {الــأَثِــيمُ: (كَثْرَةُ رُكوبِ} الإِثْمِ، {كالــأَثِــيمَةِ) بِالْهَاءِ. (و) قَوْله تعالىَ: {طَعَام الــأثــيم} جَاءَ فِي التَّفْسِير أنّه (أَبُو جَهْلٍ) لَعَنَه الله، وَقيل: الكافِر. (} والتَّاْثِيمُ: الإثْمُ) وَبِه فُسِّرَتْ الآيةُ أَيْضًا: {لَا لَغْو فِيهَا وَلَا {تــأثــيم} (} والمُؤاثِمُ: الَّذِي يَكْذِبُ فِي السَّيْرِ) ، نَقله الصاغانيُّ. (و) فِي الصّحاح: نَاقَة {آثِمَةٌ و (نُوقٌ} آثِماتٌ) ، أَي: (مُبْطِئاتٌ مُعْيِياتٌ) ، قَالَ الأَعْشَى:
(جُمالِيَّةٍ تَغْتَلِي بالرِّداف ... إِذا كَذَّبَ {الآثماتُ الهَجِيرَا)
قَالَ الصاغانيّ: ويروى بِالتَّاءِ الفوقِيّة كَمَا تقدّم، قَالَ: وَقَالَ الفَرّاء فِي نَوادره: كَانَ المُفَضَّل يُنْشِده " الواثِمات "، من وَثَم وَوَطَس، أَي: كَسَر.

أَثَرَ 

(أَثَــرَ) الْهَمْزَةُ وَالثَّاءُ وَالرَّاءُ، لَهُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: تَقْدِيمُ الشَّيْءِ، وَذِكْرُ الشَّيْءِ، وَرَسْمُ الشَّيْءِ الْبَاقِي. قَالَ الْخَلِيلُ: لَقَدْ أَثِــرْتُ بِأَنْ أَفْعَلَ كَذَا، وَهُوَ هَمٌّ فِي عَزْمٍ. وَتَقُولُ افْعَلْ يَا فُلَانُ هَذَا آثِرًا مَا، وَآثِرَ [ذِي] أَثِــيرٍ، أَيْ: إِنِ اخْتَرْتَ ذَلِكَ الْفِعْلَ فَافْعَلْ هَذَا إِمَّا لَا. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَعْنَاهُ افْعَلْهُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: وَقَالُوا مَا تَشَاءُ فَقُلْتُ أَلْهُو ... إِلَى الْإِصْبَاحِ آثِرَ ذِي أَثِــيرِ

وَالْآثِرُ بِوَزْنِ فَاعِلٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ: «مَا حَلَفْتُ بَعْدَهَا آثِرًا وَلَا ذَاكِرًا» فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ آثِرًا مُخْبِرًا عَنْ غَيْرِي أَنَّهُ حَلَفَ بِهِ. يَقُولُ لَمْ أَقُلْ إِنَّ فُلَانًا قَالَ وَأَبِي لَأَفْعَلَنَّ. مِنْ قَوْلِكَ أَثَــرْتُ الْحَدِيثَ، وَحَدِيثٌ مَــأْثُــورٌ. وَقَوْلُهُ: " وَلَا ذَاكِرًا "، أَيْ: لَمْ أَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ نَفْسِي. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْآثِرُ الَّذِي يُؤَثِّرُ خُفَّ الْبَعِيرِ. وَالْــأَثِــيرُ مِنَ الدَّوَابِّ: الْعَظِيمُ الْــأَثَــرِ فِي الْأَرْضِ بِخُفِّهِ أَوْ حَافِرِهِ.

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْــأَثَــرُ بَقِيَّةُ مَا يُرَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَمَا لَا يُرَى بَعْدَ أَنْ تَبْقَى فِيهِ عَلَقَةٌ. والْــأَثَــارُ الْــأَثَــرُ، كَالْفَلَاحِ وَالْفَلَحِ، وَالسَّدَادِ وَالسَّدَدِ. قَالَ الْخَلِيلُ: أَثَــرُ السَّيْفِ ضَرْبَتُهُ. وَتَقُولُ: " مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي وَهَذَا أَثَــرُهُ " يَضْرِبُ لِلْمُجَرَّبِ الْمُخْتَبَرِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْمِئْثَرَةُ مَهْمُوزٌ: سِكِّينٌ يُؤَثَّرُ بِهَا فِي بَاطِنِ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، فَحَيْثُمَا ذَهَبَ عُرِفَ بِهَا أَثَــرُهُ، وَالْجَمْعُ الْمَآثِرُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْــأَثَــرُ الِاسْتِقْفَاءُ وَالِاتِّبَاعُ، وَفِيهِ لُغَتَانِ أَثَــرَ وَإِثْرَ. وَلَا يُشْتَقُّ مِنْ حُرُوفِهِ فِعْلٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَلَكِنْ يُقَالُ: ذَهَبْتُ فِي إِثْرِهِ. وَيَقُولُونَ: " تَدَعُ الْعَيْنَ وَتَطْلُبُ الْــأَثَــرَ " يُضْرَبُ لِمَنْ يَتْرُكُ السُّهُولَةَ إِلَى الصُّعُوبَةِ. وَالْــأَثِــيرُ: الْكَرِيمُ عَلَيْكَ الَّذِي تُؤْثِرُهُ بِفَضْلِكَ وَصِلَتِكَ. وَالْمَرْأَةُ الْــأَثِــيرَةُ، وَالْمَصْدَرُ الْــأَثَــرَةُ، تَقُولُ عِنْدَنَا أَثَــرَةٌ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ أَثِــيرٌ عَلَى فَعِيلٍ، وَجَمَاعَةٌ أَثِــيرُونَ، وَهُوَ بَيِّنُ الْــأَثَــرَةِ، وَجَمْعُ الْــأَثِــيرِ أُثَــرَاءُ. قَالَ الْخَلِيلُ: اسْتَــأْثَــرَ اللَّهُ بِفُلَانٍ: إِذَا مَاتَ وَهُوَ يُرْجَى لَهُ الْجَنَّةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا اسْتَــأْثَــرَ اللَّهُ بِشَيْءٍ فَالْهُ عَنْهُ» ، أَيْ: إِذَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ فَاتْرُكْهُ. أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: أَخَذْتُ ذَلِكَ بِلَا أثَــرَةٍ عَلَيْكَ، أَيْ: لَمْ أَسْتَــأْثِــرْ عَلَيْكَ. وَرَجُلٌ أَثُــرٌ عَلَى فَعُلٍ، يَسْتَــأْثِــرُ عَلَى أَصْحَابِهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَخَذْتُهُ بِلَا أُثْــرَى عَلَيْكَ. وَأَنْشَدَ:

فَقُلْتُ لَهُ يَا ذِئْبُ هَلْ لَكَ فِي أَخٍ ... يُوَاسِي بِلَا أُثْــرَى عَلَيْكَ وَلَا بُخْلِ

وَفِي الْحَدِيثِ: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَــرَةً» ، أَيْ: [مَنْ] يَسْتَــأْثِــرُونَ بِالْفَيْءِ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: آثَرْتُهُ بِالشَّيْءِ إِيثَارًا، وَهِيَ الْــأَثَــرَةُ والْإِثْرَةُ، وَالْجَمْعُ الْإِثَرُ. قَالَ:

لَمْ يُؤْثِرُوكَ بِهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا ... لَا بَلْ لِأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِكَ الْإِثَرُ

وَالْــأَثَــارَةُ: الْبَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَثَــارَاتٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ أَثَــارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْإِبِلُ عَلَى أَثَــارَةٍ، أَيْ: عَلَى شَحْمٍ قَدِيمٍ. قَالَ: وَذَاتِ أَثَــارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْهَا ... نَبَاتًا فِي أَكِمَّتِهِ تُؤَامَا

قَالَ الْخَلِيلُ: الْــأَثْــرُ فِي السَّيْفِ شِبْهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْفِرِنْدُ، وَيُسَمَّى السَّيْفُ مَــأْثُــورًا لِذَلِكَ. يُقَالُ مِنْهُ أَثَــرْتُ السَّيْفَ آثُرُهُ أَثْــرًا: إِذَا جَلَوْتُهُ حَتَّى يَبْدُوَ فِرِنْدُهُ. الْفَرَّاءُ: الْــأَثَــرُ مَقْصُورٌ بِالْفَتْحِ أَيْضًا. وَأَنْشَدَ:

جَلَاهَا الصَّيْقَلُونَ فَأَبْرَزُوهَا ... فَجَاءَتْ كُلُّهَا يَتَقِي بِــأَثْــرِ

قَالَ: وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ: أَثَــرُ السَّيْفِ، مُحَرَّكَةٌ، وَيَنْشُدُ:

كَأَنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمَانِيَةٌ ... صَافٍ مَضَارِبُهَا بَاقٍ بِهَا الْــأَثَــرُ

قَالَ النَّضْرُ: الْمَــأْثُــورَةُ مِنَ الْآبَارِ الَّتِي اخْتُفِيَتْ قَبْلَكَ ثُمَّ انْدَفَنَتْ ثُمَّ سَقَطْتَ أَنْتَ عَلَيْهَا، فَرَأَيْتَ آثَارَ الْأَرْشِيَةِ وَالْحِبَالِ، فَتِلْكَ الْمَــأْثُــورَةُ. حَكَى الْكَلْبِيُّ أُثِــرْتُ بِهَذَا الْمَكَانِ، أَيْ: ثَبَتُّ فِيهِ. وَأَنْشَدَ:

فَإِنْ شِئْتَ كَانَتْ ذِمَّةُ اللَّهِ بَيْنَنَا ... وَأَعْظَمُ مِيثَاقٍ وَعَهْدُ جِوَارِ

مُوَادَعَةً ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَلَمْ أَدَعْ ... قَلُوصِي وَلَمْ تَــأْثَــرْ بِسُوءِ قَرَارِ

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: طَرِيقٌ مَــأْثُــورٌ، أَيْ: حَدِيثُ الْــأَثَــرِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذَا تَخَلَّصَ اللَّبَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَخَلَصَ فَهُوَ الْــأُثْــرُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْــأُثْــرُ بِالضَّمِّ. وَكَسَرَهَا يَعْقُوبُ. وَالْجَمْعُ الْــأُثُــورُ. قَالَ:

وَتَصْدُرُ وَهِيَ رَاضِيَةٌ جَمِيعًا ... عَنَ امْرِي حِينَ آمُرُ أَوْ أُشِيرُ

وَأَنْتَ مُؤَخَّرٌ فِي كُلِّ أَمْرٍ ... تُوَارِبُكَ الْجَوَازِمُ وَالْــأُثُــورُ

تُوَارِبُكَ، أَيْ: تَهُمُّكَ، مِنَ الْأَرَبِ وَهِيَ الْحَاجَةُ. وَالْجَوَازِمُ: وِطَابُ اللَّبَنِ الْمَمْلُوَّةُ.

نأث

نــأث: نَــأَثَ يَنْــأَثُ نَــأْثــاً: إذا اجْتَهَدَ في السَّعْيِ.
(نــأث)
عَنهُ نــأثــا بعد وَأَبْطَأ

نــأث: نَــأَثَ يَنْــأَثُ نَــأْثــاً: أَبْطأً، وسَيرٌ مِنْــأَثٌ: بَطيءٌ؛ قال

رؤبة:

واعْتَرَقوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْــأَثِ

أث] نَــأَثَ يَنْــأَثُ نَــأْثًــا أَبْطَأَ وسَيْرٌ مِنْــأَثٌ بَطِيءٌ قالَ رُؤْبَةُ

(واعْتَرَفُوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْــأَثِ ... )

ن

أث1 نَــأَثَ عَنْهُ

, aor. نَاَ^َ

, (inf. n. نَــأْثْ, TA,) He became distant, or far removed, from him, or it. (K.) b2: نَــأَثَ, aor. نَاَ^َ

, inf. n. نَــأْثٌ He was slow, or tardy. (TA.) b3: Also, inf. n. نَــأْثٌ and مَنْــأَثٌ, He walked, or went, syn. سَعَى, (K,) at a slow pace. (TA.) 4 انــأثــهُ

, inf. n. إِنْآثٌ, He removed him, or it, far off; put him, or it, at a distance. (TA.) سَيْرٌ مَنْــأثٌ [so accord. to a marginal note in the L, in the handwriting of SM] A slow pace, or going, or journeying. (TA.)

دأَث

دأَث
: (} الدَّــأْثُ: الأَكْلُ) ، {دَــأَثَ الطَّعَامَ} دَــأْثــاً: أَكَلَه.
(و) قيل: {الدَّــأْثُ (: الثِّقَل) .
(و) الدَّــأْثُ (: الدَّنَسُ) ، والجمعُ أَدْآثٌ، قَالَ رُؤبة:
وإِنْ فشَتْ فِي قَوْمِكِ المَشَاعِثُ
من أَصْرِ} أَدْآث لَهَا {دَآئِثُ
(و) الدَّــأْثُ (التَّدْنِيسُ) ، أَي يُسْتَعْملُ لَازِما ومتعدِّياً، قَالَ رُؤْبَةُ:
فِي طَيِّبِ العِرْقِ وطِيبِ المَحْرَثِ
أَحْرَزْتَهُ فِي خَالِدٍ لم} يُدْــأَثِ
أَي فِي حَسَبٍ خَالِدِ.
(و) {الدِّئْثُ (بالكَسْرِ: حِقْدٌ لَا يَنْحَلُّ) ، وكذالك الدِّعْثُ.
(} والدَّــأَثَــاءُ، و) قد (يُحَرَّكُ) لمَكَان حرْفِ الحلْقِ، وَهُوَ نادِرٌ؛ لأَن فَعَلاءَ بفتْحِ العَيْنِ لم يَجِيء فِي الصّفت وإِنما جاءَ حَرفانِ فِي الأَسماءِ فَقَط، وهما: فَرَمَاءُ، وجَنَفَاءُ، وهما مَوْضِعان، هَكَذَا ذكر الجوهَرِيّ فِي (فرم) والصّواب مَا ذَكره أَبو زَكَرِيّا عَن سيبويهِ قَرَماءُ، بِالْقَافِ (: الأَمَةُ) الحمْقَاءُ، وَقيل: الأَمةُ، اسمٌ لَهَا (ج {دآثٍ مُخَفَّفَة) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
أَصْدرهَا عَن طَثْرَةِ} الدَّآثِ
صاحِبُ لَيْلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ
(وابنُ! دَــأْثَــاءَ: الأَحْمَقُ) ، يقالُ ذالك لَهُ. ( {والدَّآئِثُ) كصَحَائِفَ (: الأُصُولُ) وَبِه فُسّر قولُ رؤبةَ المتقدّم.
(} والأَدْــأَثُ) كأَحْمدَ (: رَمْلٌ) معرُوف، يُسْمَعُ بِهِ عزِيفُ الجِنّ، قَالَ روبَةُ:
والضِّحْكه لَمْعَ البَرْقِ فِي التَّحَدُّثِ
تَأَلُّقَ الجِنِّ بِرَمْلِ {الأَدْــأَثِ
(} والدِّئْثَانُ بِالْكَسْرِ: الجَاثُومُ) كَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ تَصحيفٌ صوابُه الحُلْقُوم، كَمَا فِي التكملة.
( {- والدُّؤْثِيُّ) ، بالضّمِّ (: الدَّيُّوثُ) نَقله الصاغَانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الدِّئْثُ العَدَاوَةُ، عَن كُرَاع.
{والدَّآثُ، كسَحابٍ: وادٍ. قَالَ كُثَيِّر:
إِذا حَلَّ أَهْلِيَ بالأَبْرَقَيْ
نِ: أَبْرَقِ ذِي جُدَدٍ} أَودَآثَا
وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ فغَيَّرَه:
بِحَيْثُ هَرَاقَ فِي نَعْمَانَ مِيثٌ
دَوافِعُ فِي بِراقِ {الأَدْــأَثِــينَا

أثل

أثــل
قال تعالى: ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَــأَثْــلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ/ 16] .
أَثْــل: شجر ثابت الأصل، وشجر متــأثّــل:
ثابت ثبوته، وتــأثّــل كذا: ثبت ثبوته.
وقوله صلّى الله عليه وسلم في الوصيّ: «غير متــأثّــل مالًا» أي: غير مقتنٍ له ومدّخر، فاستعار التــأثّــل له، وعنه استعير: نحتّ أثــلته: إذا اغتبته .
(أثــل) الرجل كثر عِنْده الْغنم أَو الصُّوف وفمه سَقَطت أَسْنَانه وَالشَّيْء هَدمه
أثــل: تــأثــل: حاول الاستيلاء على مدينة والتولي عليها (بربر 2: 135). أَثْــل: أثــل العذبة: شجر الــأثــل (بوشر).
أُثــال: في اصطلاح الكيمياء أوعية أو امبيقات مفتوحة من أعلاها وأسفلها متداخل بعضها في البعض الآخر بحيث يمكن أن يكون منها أنبوب يختلف طولا وقصرا حسب ما يراد منه (معجم الأسبانية 187، ديفي 28).
أ ث ل: (الْــأَثْــلُ) شَجَرٌ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الطَّرْفَاءِ، الْوَاحِدَةُ (أَثْــلَةٌ) وَالْجَمْعُ أَثَــلَاتٌ وَ (التَّــأَثُّــلُ) اتِّخَاذُ أَصْلِ مَالٍ، وَفِي الْحَدِيثِ فِي وَصِيِّ الْيَتِيمِ «أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنْ مَالِهِ غَيْرَ مُتَــأَثِّــلٍ مَالًا» . 
(أثــل) - قال الله تَعالَى: {وأَثْــلٍ} .
الــأَثْــلُ: شَجَرٌ شَبيهٌ بالطرَّفاء إلا أنه اعظَمُ منه. تُصنَع منه الأقداحُ.
- ومن ذلك الحديث: "أَنَّ مِنبرَ النبىِّ - صلى الله عليه وسلم - كان من أَثْــل الغَابَة".
والغَابَة بالبَاءِ المنقوطة بواحدة: أَرضٌ على تِسعَةِ أميالٍ من المَدِينة، كانت إِبلُ النبىِّ - صلى الله عليه وسلم - مُقِيمةً بها للرَّعْى، وبها وَقَعَت قِصَّةُ العُرَنِيِّينَ الذين أغارُوا على سَرْحِه.
(أثــل)
أثــولا تأصل وَقدم

(أثــل) أثــالة أثــل فَهُوَ أثــيل يُقَال شرف أثــيل أصيل

(أثــل) كثر مَاله وَالشَّيْء أَصله قَالَ امْرُؤ الْقَيْس

(ولكنما أسعى لمجد مؤثل وَقد يدْرك الْمجد المؤثل أمثالي)
ومالا ادخره ليستثمره وَفِي الحَدِيث فِي الْوَصِيّ على الْيَتِيم إِنَّه يَأْكُل من مَاله غير متــأثــل مَالا وَمَاله نماه وَأَهله كساهم وأعزهم وَفُلَانًا بِمَال أَو بِرِجَال أعزه بهم
أث ل

الــأثــلة السمرة، وقيل شجرة من العضاه طويلة مستقيمة الخشبة تعمل منها القصاع والأقداح، فوقعت مجازاً في قولهم تحت أثــلته إذا تنقصه، وفلان لا تنحت أثــلته. قال الأعشى:

ألست منتهياً عن نحت أثــلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل

ولفلان أثــلة مال أي أصل مال. ثم قالوا: أثــلت مالاً وتــأثــلته، وشرف مؤثل وأثــيل. وقد أثــل أثــالة، حتى سمي المجد بالــأثــال بالفتح. تقول: له أثــال، كأنه أثــال، أي مجد كأنه الجبل.
[أثــل] فيه ح: منبره من "أثــل" الغابة، وهو شجر شبيه بالطرفاء إلا أنه أعظم منه. وح: فليأكل منه غير "متــأثــل" مالا- أي غير جامع، وأثــلة الشيء أصله. ومنه: وإنه لأول مال "تــأثــلته". قس: وهو متكلم ماضي التفعل. و"أثــل" الغابة بمفتوحة فساكنة شجر لا شوك له وخشبه جيد يعمل منه القصاع، وورقه اشنان، وخمط وأثــل أي شجر الطرفاء. ن: "تــأثــلته" أي اقتنيته فليأكل بالمعروف أي بالمعتاد. ط ومنه: كل من مال يتيمك غير مبادر ولا "متــأثــل" أي جامع مالا عن مال اليتيم فيتجر فيه فإذا بلغ أعطاه رأس ماله وأخذ الربح لنفسه و"مبادر" في "الباء".
(أ ث ل) : (الْــأَثْــلُ) شَجَرٌ يُشْبِهُ الطَّرْفَاءَ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو قُتَيْلَةَ صَبْرًا وَ (تَــأَثَّــلَ) الْمَالَ جَمَعَهُ وَاتَّخَذَهُ لِنَفْسِهِ أَثْــلَةً أَيْ أَصْلًا وَ (مِنْهُ) الْحَدِيثُ غَيْرَ (مُتَــأَثِّــلٍ) مَالًا وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ «غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ» وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ لُغَةً (وَالْــأُثَــالُ) بِالضَّمِّ الْمَالُ وَالْمَجْدُ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَــالٍ الْحَنَفِيِّ وَإِيَّاكَ وَالتَّصْحِيفَ.
أثــل
أَثْــل [جمع]: جج أُثــول، مف أَثْــلَة: (نت) شجر طويل مستقيم الخشب جيِّده يكثر قرب المياه في الأراضي الرمليّة، وتصنع من خشبه القصاع والجفان، وثمره حبّ أحمر لا يؤكل " {وَــأَثْــلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} ". 

أَثــيل [مفرد]: أصيل ذو مكانة، نبيل كريم، شريف الأصل "مجد أثــيل".
• الــأثــيل: (كم) مجموعة أحاديّة التكافؤ، مكوّنة من ذرّتين من الكربون وخمس ذرات من الهيدروجين. 

مُؤثَّل [مفرد]: عريق الأصول، شريف قديم، أصيل "ولكنّما أسعى لمجد مؤثَّل ... وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي". 
أثــل: الــأَثْــلُ: شَجَرَةٌ كالطَّرْفَاءِ إلاَّ أنَّه أعْظَمُ منه؛ تُصْنَعُ منه الأقْدَاحُ.
والــأَثْــلَةُ من النَّبَاتِ: كالخِذْرَافِ. وأثَّــلَ فلانٌ تَــأْثِــيْلاً وتَــأَثَّــلَ: كَثُرَ مالُه.
وأثَّــلَ الله مُلْكَه: أي عَظَّمَه، وتَــأثَّــلَ المُلْكُ، وأَثَــلَ أيضاً يَــأْثِــلُ أُثُــوْلاً.
والــأَثَــالُ: المالُ.
وأثْــلَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أصْلُه. ومالٌ أثِــيْلٌ: أَصِيْلٌ.
والاسْتِيْثَالُ: أخْذُ المالِ قَهْراً وظُلْماً.
ومَجْدٌ مُؤثَّلٌ: قَدِيْمٌ، وآثِلٌ: مِثْلُه. والــأَثَــالُ: المَجْدُ.
وتَــأَثَّــلْتُ البِئْرَ: إذا حَفَرْتَها.
والمُتَــأَثِّــلُ من فُرُوْعِ الأشْجَارِ: الــأَثِــيْثُ.
وشَعرٌ أثِــيْلٌ: أَثِــيْثٌ.
وتَــأَثَّــلَتْ أُمُوْرُه: أي اجْتَمَعَتْ. وفلانٌ أثْــلٌ مالٍ: أي يَجْمَعُه.
أخَذْتُ أثْــلَةَ الشِّتَاءِ: أي أُهْبَتَه.
وأثَّــلْتُ عليه الدُّيُوْنَ: أي جَمَّعْتها عليه.
وأُثَــالُ: جَبَلٌ.
[أث ل] أَثَــلَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَصْلُه وأَثَــلَ يَــأْثِــل أُثُــولاً وتَــأثَّــلَ تَأَصًّلَ وأَثَّــلَ مالَه أَصَّلَه وتَــأَثَّــلَ مالاً اكْتَسَبَه واتَّخَذَه وأَثَّــلَ اللهُ مالَه زَكّاهُ وأَثَّــلَ مُلْكَه عَظَّمَه وتَــأَثَّــلَ هُوَ عَظُمَ وكُلُّ شَيْءٍ قِدِيمٍ مُؤَصَّلٍ أَثِــيلٌ ومُؤثَّلٌ ومُتَــأَثّــلٌ والــأثــالُ المَجْدُ ومَجْدٌ مُؤَثَّلٌ قَدِيمٌ منه والــأَثْــلَةُ والــأَثَــلَةُ مَتاعُ البَيْتِ وبِزَّتُه وتَــأَثًّــلَ فُلانٌ بعدَ حاجَةٍ أَي اتَّخَذَ أَثْــلَةً والــأَثْــلَةُ الميرَةُ وأَثَــلَ أَهْلَه كَساهُم أَفْضَلَ الكُسْوَةِ وقِيلَ أَثَّــلَهُم كَساهُم وأَحْسَنَ إِليهم وأَثَّــلَ كَثُرَ مالُه قالَ طُفَيْلٌ

(فــأَثَّــلَ واسْتَرْخَى بهِ الخَطْبُ بَعْدَما ... أَسافَ ولَوْلا سَعْيُنا لَمْ يُؤَثَّلِ)

وروايَةُ أَبي عُبَيْدٍ فأَبَّلَ ولم يُؤَبِّلِ وتَــأَثَّــلَ البِئْرَ حَفَرَها قال أَبو ذُؤَيْبٍ وشَبَّهَ القَبْرَ بالبِئْرِ

(وقَدْ أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم فَتــأَثَّــلُوا ... قَلِيبًا سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ)

وقَوْلُه أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ

(تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عليَّ القَضاءَ ... فرَبِّي يُغَيِّرُ أَعْمالَها)

فَسَّرَه فقالَ تُؤَثِّل أَي تُلْزِمُنِي ولا أَدْرِي كَيْفَ هذا والــأَثَــلُ شَجَرٌ يُشْبِه الطَّرْفاءَ إِلاّ أَنّه أَعْظَمُ منه وأَجْوَدُ عُودًا قالَ أَبو حَنِيفَةَ قال أَبُو زِيادٍ من العِضانِ الــأَثْــلُ وهو طُوَالٌ في السَّماء مُسْتَطِيلُ الخَشَبِ وخَشَبُه جَيِّدٌ يُحْمَلُ إِلى القُرَى فتُنْبَى عليه بُيوتُ المَدَرِ ووَرَقُه هَدَبٌ طُوالٌ دُقاقٌ وليسَ له شَوْكٌ ومنه تُصْنَعُ القِصاعُ والجِفانُ وله ثَمَرةٌ حَمْراءُ كأَنَّها أُبْنَةٌ يَعْنِي عُقْدَةَ الرِّشاءِ واحِدَتُه أَثْــلَةٌ وجَمْعُه أُثُــولٌ كتَمْرٍ وتُمُورٍ قال طُرَيْحٌ

(ما مُسْبِلٌ زَجِلُ البعُوضِ أَنِيسُه ... يَرْمِي الجِراعَ أُثُــولَها وأَراكَهَا)

قالَ ولسُمُوِّ الــأَثْــلَةِ واسْتِوائها وحُسْنِ اعْتِدالِها شَبَّهَ الشُّعراءُ المَرْأَة إِذا تَمَّ قَوامُها واسْتَوَى خَلْقُها بها قال كُثَيِّرٌ

(وإِنْ هِيَ قامَتْ فما أَثْــلَة ... بعَلْيَا تُناوِحُ رِيحًا أَصِيلاً)

(بأَحْسَنَ مِنْها وإِنْ أَدْبَرَتْ ... فَإِرْخٌ بجُبَّةَ تَقْرُو خَمِيلاً)

الأَرْخُ والإرْخُ الفَتِيُّ من البَقَرِ وأُثــالُ بالقَصِيم مِن بِلادِ بَنِي أَسَد قالَ

(قاظَتْ أُثــالَ إِلى المَلاَ وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ)

وذُو المَــأْثُــولِ وادٍ قال كُثَيِّرُ عَزَّة

(فلمّا أَنْ رَأَيْتُ العِيسَ صَبَّت ... بِذي المَــأْثُــولِ مُجْمَعَةَ التَّوالِي)

أثــل: أَثْــلَةُ كل شيء: أَصله؛ قال الأَعشى:

أَلَسْتَ مُنْتَهياً عن نَحْتِ أَثْــلَتِنا؛

ولَسْتَ ضائِرَها، منا أَطَّتِ الإِبلُ

يقال: فلان يَنْحَِتُ أَثْــلَتَنا إِذا قال في حَسبَه قبيحاً.

وأَثَــلَ يــأْثِــل أُثــولاً وتَــأَثَّــل: تأَصَّل. وأَثَّــل مالَه: أَصَّله.

وتَــأَثَّــل مالاً: اكتسبه واتخذه وثَمَّره. وأَثَّــل اللهُ مالَه: زكاه.

وأَثَّــل مُلْكَه: عَظَّمه. وتَــأَثَّــل هو: عَظُم.

وكلُّ شيء قديم مُؤَصَّلٍ: أَثــيلٌ ومُؤَثَّل ومُتــأَثِّــل، ومال مؤَثَّل.

والتَّــأَثُّــلُ: اتخاذ أَصل مال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه قال في وصيّ اليتيم: إِنه يأْكل من ماله غَيْرَ مُتَــأَثِّــل مالاً؛ قال:

المتــأَثــل الجامع، فقوله غير متــأَثــل أَي غير جامع، وقال ابن شميل في

قوله، صلى الله عليه وسلم: ولمن وليها أَنْ يَأْكُل ويُؤْكِلَ صَديقاً غيرَ

مُتَــأَثِّــلٍ مالاً، يقال: مال مُؤَثَّل ومَجْدٌ مؤثَّل أَي مجموع ذو أَصل.

قال ابن بري: ويقال مال أَثِــيلٌ؛ وأَنشد لساعدة:

ولا مال أَثِــيل

وكل شيء له أَصل قديم أَو جُمِعَ حتى يصير له أَصل، فهو مُؤَثَّل؛ قال

لبيد:

لله نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضل،

وله العُلى وأَثِــيثُ كُلِّ مُؤَثَّل

ابن الأَعرابي: المؤَثَّل الدائم. وأَثَّــلْتُ الشيءَ: أَدَمْتُه. وقال

أَبو عمرو: مُؤَثَّل مُهَيَّأٌ له. ويقال: أَثَّــلَ اللهُ مُلْكاً آثِلاً

أَي ثَبَّته؛ قال رؤبة:

أَثَّــل مُلْكاً خِنْدِفاً فَدَعَما

وقال أَيضاً:

رِبابَةً رُبَّتْ ومُلْكاً آثِلا

أَي ملكاً ذا أَثْــلَةٍ. والتــأْثــيل: التأْصيل. وتــأْثــيل المجد: بناؤه. وفي

حديث أبي قتادة: إِنه لأَوَّلُ مال تَــأَثَّــلْتُه. والــأَثــال، بالفتح:

المحد، وبه سمي الرجل. ومجد مُؤَثَّل: قديم، منه، ومجد أثــيل أَيضاً؛ قال

امرؤ القيس:

ولكِنَّما أَسْعى لمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ،

وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المؤثَّل أَمثالي

والــأَثْــلَةُ والــأَثَــلَةُ: متاع البيت وبِزَّتُه. وتَــأَثَّــلَ فلان بعد

حاجة أَي اتخذ أَثْــلَةً، والــأَثْــلة: المِيرةُ. وأَثَّــل أَهْلَه: كساهم

أَفضل الكُسوة، وقيل: أَثَّــلهم كساهم وأَحسن إِليهم. وأَثَّــلَ: كَثُرَ مالُه؛

قال طفيل:

فَــأَثَّــلَ واسْتَرْخَى به الخَطْبُ بعدما

أَسافَ، ولولا سَعْيُنا لم يُؤَثِّل

ورواية أَبي عبيد: فأَبّل ولم يُؤَبِّل. ويقال: هم يَتَــأَثَّــلون الناسَ

أَي يأْخذون منهم أَثــالاً، والــأَثــال المال. ويقال: تــأَثَّــل فلان بئراً

إِذا احتفرها لنفسه. المحكم: وتَــأَثَّــلَ البئر حَفَرها؛ قال أَبو ذؤيب يصف

قوماً حفروا بئراً، وشبه القبر بالبئر:

وقد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم، فَتَــأَثَّــلوا

قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِد

أَراد أَنهم حفروا له قبراً يُدْفَن فيه فسماه قليباً على التشبيه،

وقيل: فتــأَثّــلوا قليباً أَي هَيَّأُوه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَليَّ القَضاء،

فَرَبِّي يُغَيِّرُ أَعمالَها

فَسَّره فقال: تؤثل أَي تُلْزِمني، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.

والــأَثْــلُ: شجر يشبه الطَّرْفاء إِلا أَنه أَعظم منه وأَكرم وأَجود

عُوداً تسوَّى به الأَقداح الصُّفْر الجياد، ومنه اتُّخِذ مِنبر سيدنا محمد

رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ وفي الصحاح: هو نوع من الطَّرْفاء.

والــأَثْــل: أُصول غليظة يسوّي منها الأَبواب وغيرها وورقه عَبْلٌ كورق الطرفاء.

وفي الحديث: أَن منبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان من أَثْــل

الغابة، والغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة، قال

أَبو حنيفة: قال أَبو زياد من العضاه الــأَثْــل وهو طُوَال في السماء مستطيل

الخشب وخشبه جيد يحمل من القرى فتبنى عليه بيوت المدر، وورقُه هَدَبٌ

طُوَال دُقَاق وليس له شوك، ومنه تُصنع القِصَاع والجِفَان، وله ثمرة حمراء

كأَنها أُبْنَة، يعني عُقْدة الرِّشاء، واحدته أَثْــلة وجمعه أُثــول كتَمْر

وتُمور؛ قال طُرَيح:

ما مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه،

يَرْمي الجِراعَ أُثُــولَها وأَراكَها

وجمعه أَثَــلاث. وفي كلام بَيْهَسٍ الملقب بنَعامةَ: لكِنْ بالــأَثَــلات

لَحْمٌ لا يُظَلِّل؛ يعني لحم إِخوته القَتْلى؛ ومنه قيل للأَصل أَثْــلة؛

قال: ولسُمُوّ الــأَثــلة واستوائها وحسن اعتدالها شبه الشعراء المرأَة إِذا

تم قَوامها واستوى خَلْقها بها؛ قال كُثَيِّر:

وإِنْ هِيَ قامت، فما أَثْــلَةٌ

بعَلْيا تُناوحُ رِيحاً أَصيلا،

بأَحْسَنَ منها، وإِن أَدْبَرَتْ

فأَرْخٌ بِجُبَّةَ تَقْرْو خَمِيلا

الأَرْخُ والإِرْخُ: الفَتيُّ من البَقَر. والــأُثَــيْل: مَنْبِتُ

الأَراك.وأُثَــيْل، مصغَّر: موضع قرب المدينة وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب

عليه السلام.

وأُثــال، بالضم: اسم جبل، وبه سمي الرجل أُثــالاً. وأُثــالة: اسم. وأَثْــلة

والــأَثِــيل: موضعان؛ وكذلك الــأُثَــيْلة. وأُثــال: بالقَصِيم من بلاد بني

أَسد؛ قال:

قاظَتْ أُثَــالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ

بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَع

وذو المــأْثــول: وادٍ، قال كُثَيِّر عَزَّة:

فلما أَنْ رأَيْتُ العِيسَ صَبَّتْ،

بِذِي المــأْثــولِ، مُجْمِعَةَ التَّوالي

أثــل
{أَثَــلَ} يَــأْثِــلُ {أُثُــولاً بالضمِّ} وتَــأَثَّــلَ أَي: تَأَصَّلَ.
أثَّــلَ اللهُ تَعالَى مالَه} تَــأْثِــيلاً: زَكّاهُ، وقِيلَ: أَصَّلَهُ وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه مَجْدٌ {مُؤَثَّلٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيسِ:
(ولكنّما أَسْعَى لمَجْدٍ مُؤثَّلٍ ... وقَدْ يُدْرِكُ المَجْدَ المؤُثَّلَ أَمْثالِي)
وَقيل: المَجْدُ} المُؤثَّلُ: هُوَ القَدِيمُ.
(و) {أثَّــلَ اللهُ مُلْكَه، أَي: عًظّمَه.
وأثَّــلَ الأَهْلَ: إِذا كَساهُم أَفْضَلَ كِسوَةٍ وأَحْسَنَ إِلَيهِم.
وأثَّــلَ الرَّجُلُ: كَثُرَ مالُه وَهُوَ مجَاز.
} وتَــأَثَّــلَ: عَظُمَ.
(و) {تَــأَثَّــلَ المالَ: اكْتَسَبَه وجَمَعَه واتَّخَذَه لنَفْسِه، وَهُوَ مجازٌ، وَبِه فُسرَ الحَدِيث فِي وَصِيِّ اليتِيمِ: أنّه يَأْكُلُ مِنْ مالِه غَيرَ} مُتَــأثِّــلٍ أَي: غير جامِع.
وتَــأَثَّــلَ البِئْرَ: احْتَفَرَها لنَفْسِه قَالَ أَبُو ذُؤيب:
(وَقد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم {فتَــأَثَّــلُوا ... قَلِيبًا سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ)
وتَــأَثَّــلَ فُلانٌ بعدَ حاجَةٍ: اتَّخَذَ} أَثْــلَةً، أَي: مِيرَةً وقِيل:! التَّــأثــل: اتِّخاذُ أَصْلِ مالٍ، ومِنْه حَدِيثُ جابِرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُ فِي اليتِيمِ: غير واقٍ مالَكَ بمالِه وَلَا مُتَــأثــل من مالِه مَالا. وتــأَثَّــل الشَّيْء: تجَمَّع.
{والــأَثْــلةُ بالفتْحِ ويُحَرَّكُ: مَتاعُ البَيتِ وبزَّتُه.
} والــأَثْــلُ بالفتحِ: شَجر وَهُوَ نَوْعٌ من الطَّرفاءِ واحِدَتُه أَثْــلَةٌ وَقد خالَفَ هُنَا اصْطِلاحَه، وَفِي الأَساسِ: هِيَ السَّمُرَةُ، أَو عِضاهَةٌ طَوِيلَةٌ قَوِيمَةٌ يُعْمَلُ مِنْها نَحْو الأَقْداحِ ج: {أَثَــلاتٌ مُحَرَّكَة، وأثُــولٌ بالضمِّ قَالَ طُرَيْحٌ:
(مَا مُسبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه ... يَرمِي الجِراعَ} أثُــولَها وأَراكَها)
وَفِي كلامِ بَيهَسٍ المُلَقَّبِ بالنَّعامَةِ: لكِنَّ {بالــأَثَــلاثِ لَحْمٌ لَا يُظَلَّلُ يَعْنِي لَحْمَ إِخْوَتِه القَتْلَى، ويُروَى} بالــأَثْــلاثِ، وَقد تَقَدّم.
{والــأَثــالُ، كسَحابٍ وغُراب: المَجْدُ والشَّرَفُ تَقُول: لَهُ} أَثــالٌ كأَنَّه أثــالٌ: أَي مَجْدٌ كأَنَّه الجَبَلُ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) {أُثــالٌ كغُراب: عَلَمٌ مُرتَجَلٌ، أَو من قولِهِم:} تَــأَثَّــلْتُ بِئْراً: إِذا حَفَرتَها، وَهُوَ جَبَل، وقِيل: ماءٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِ النّاسُ إِذا خَرَجوا من البَصْرَةِ إِلى المَدِينَةِ ثَلاثَة أَمْيالٍ لعَبس بنِ بَغِيضٍ، وَهُوَ مَنْزِلٌ لأَهْلِ البَصْرَةِ إِلى المَدِينَةِ بعد قَو، وقَبل النّاجِيَة أَو حِصْنٌ بِبِلادِ عَبسٍ، بالقربِ من بلادِ بني أَسَدٍ.)
وأُثــالُ أَيْضًا: بالقاعَةِ يُقالُ لَهَا: أُثــالُ مالِكٍ، مِلكٌ لبني سَعْدِ.
وأَيْضًا: اسمُ وادٍ يَصُبُّ فِي وادِي السِّتارَةِ وَهُوَ المَعْرُوف بقُدَيْدٍ، يَسِيلُ فِي وادِي خَيمَتَى أُمِّ مَعْبَدٍ، قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(قاظَتْ أُثــالَ إِلى المَلاَ وتَرَبَّعَت ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ)
وأَيْضًا: ماءٌ قُربَ غُمازَةَ وغُمازَةُ كثمامَةٍ: عينُ ماءٍ لقومٍ من بني تَمِيمٍ ولِبني عائِذَةَ بنِ مالِكٍ، قَالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّي:
(وأَقْرَبُ مَوْرِدٍ مِنْ حَيثُ راحَا ... أُثــالٌ أَوْ غُمازَةُ أَو نَطَاعُ) وقالَ كُثَيِّرٌ:
(إِذْ هُنَّ فِي غَلَسِ الظّلامِ قَوارِبٌ ... أَوْرادُ عَيْنٍ من عُيُونِ أُثــالِ)
وأَيْضًا: بَيْنَ الغُمَيرِ وبُستان ابنِ عامِرٍ وَبِه فُسرَ قولُ كُثَيرٍ الَّذِي سبق.
وأُثــالُ: فَرَسُ ضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ النَّهْشَلِي وَهُوَ القائِلُ فِيهِ:
(فَلَو لاقَيتَني {وأثــالُ فِيها ... أَعَنْتَ العَبدَ يَطْعُنُ فِي كُلاهَا)
وأُثــالُ بنُ النُّعْمانِ: صَحَابِيّ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ غلطٌ، إِنّما الصحابيُ هُوَ ثُمامَةُ بنُ أُثــالِ بنِ النّعْمانِ من بني حَنِيفَةَ، كَمَا هُوَ فِي المَعاجِمِ، وَهُوَ الَّذِي رَبَطُوهُ بسارِيَةٍ فِي المَسجِدِ، ثمَّ أَسْلَمَ، قَالَ محمَّدُ بنُ إِسحاق: لمَّا ارْتدَّ أَهلُ اليَمامَةِ ثَبَتَ ثُمامَةُ فِي قومِه على الإِسْلام، وَكَانَ مُقِيمًا باليمامَةِ يَنْهاهُم عَن اتِّباعِ مُسيلِمَةَ، فَلَمَّا عَصَوْهُ فارَقَهُم، وخَرجَ فِي طائِفَةٍ يُرِيدُ البَحْرَيْن، وصادَفَ مُرُور العَلاءِ بن الحَضْرَمي لقِتالِ الحُطَمِ ومَنْ تَبِعَه من المُرتَدِّينَ، فشَهِدَ مَعَهُ قِتالَهم، فأَعْطَى العَلاء ثُمامَةَ خَمِيصةً للحُطَمِ يَفْتَخِرُ بِها، فاشْتَراها ثُمامَةُ، فَلَمَّا رجَعَ ثُمامَةُ قالَ جماعَةُ الحطم أَنْت قَتَلْتَ الحُطَمٍ، قَالَ: لم أَقْتُلْه وَلَكِن اشْتَرَيت خَمِيصَة من المَغْنَمِ، فقَتَلُوه وَلم يَسمَعُوا مِنْهُ رَضِي الله تعالَى عَنهُ.
} والــأَثْــلَةُ: الأُهْبَةُ يُقال: أَخَذْتُ {أَثْــلَةَ الشتاءِ، أَي أهْبتَه، عَن ابنِ عَبّادٍ.
قالَ: (و) } الــأَثْــلَةُ أَيْضًا: الأَصْلُ يُقال: لَهُ أَثْــلَةُ مالٍ، أَي: أَصْلُ مالٍ. {إِثالٌ كجِبالٍ.
وَمن المَجازِ: هُوَ يَنْحِتُ فِي} أَثْــلَتِنا هكَذَا فِي النسَخِ، والصوابُ {أَثْــلَتَنا، أَي: يَطْعَنُ فِي حَسَبنا وَفِي العُبابِ: يَنْحِتُ أَثْــلَتَنا: إِذا قَالَ فِي حَسَبِهِ قَبِيحًا، قالَ الأَعْشَى:
(أَلَستَ مُنْتَهِيًا عَن نَحْتِ أَثْــلَتِنا ... ولَستَ ضائِرَها مَا أَطَّت الإِبِلُ)
وَفِي الأَساسِ: نَحَتَ} أَثْــلَتَه: تَنَقَّصَه وذَمَّه، وَكَذَا فلَان لَا تُنْحَت أَثــلاتُه، وَمن أَبْياتِ الحَماسَةِ: مَهْلاً بني عَمِّنا عَنْ نَحْتِ أَثْــلَتِنَا)
جعلَ الــأَثْــلَةَ مَثَلاً للعِرضِ، قالَهُ المرزُوقيُ فِي شَرحِ الحَماسَةِ، وَقَالَ المُناوِيّ فِي التَّوْقِيفِ: نَحَتَ أَثْــلَةَ فُلانٍ: إِذا اغْتابَهُ ونَقَصَه، وَهُوَ لَا تُنْحَتُ أَثْــلَتُه، أَي لَا عَيبَ فيهِ وَلَا نَقْص.
والــأَثْــلَةُ: قُربَ المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ، قَالَ قَيسُ بنُ الخَطِيمِ:
(بَلْ لَيتَ أَهْلِي وأَهْلَ أَثْــلَةَ فِي ... دارٍ قَرِيبٍ مِنْ حَيْث تَخْتَلِفُ)
هكَذا فَسّرَه الصّاغاني وياقُوت، زَاد الأَخِيرُ: والظّاهِرُ أَنّه اسمُ امْرَأَة. قلتُ: ويُؤيدُ هَذَا القَولَ قولُ أبي الطَّيِّبِ، وَهُوَ حُجَةٌ:
(دَرَّ دَرُّ الصَّبى أأيّامَ تَجْرِي ... رِ ذُيُولِي بدارِ أَثْــلَةَ عُودِي)
والــأَثْــلَةُ: ببَغْدادَ على فَرسَخٍ واحِدٍ بالجانِب الغَربي.
والــأَثْــلَةُ: ببِلادِ هُذَيْلٍ وقدْ أَهْمَلَه ياقُوت والصّاغاني.
(و) {أُثَــيلٌ، كزُبَيرٍ: وادٍ بنَواحِي المَدِينَةِ على ساكِنها أَفضَلُ الصّلاةِ والسَّلامِ. أَو هُوَ ذُو أُثَــيل: بينَ بَدْرٍ ووادِي الصَّفْراءِ كَثِيرُ النَّخْلِ وهُناكَ عينُ ماءٍ، وَهُوَ لآلِ جَعْفَر بنِ أَبي طالِبٍ، قالَتْ قُتَيلَةُ بِنْتُ النَّضْرِ:
(يَا راكِبًا إِنَّ الــأُثَــيلَ مَظِنَّةٌ ... من صُبحِ خامِسَةٍ وأَنْتَ مُوَفَّقُ)
(و) } أَثِــيلٌ كأَمِيرٍ: فِي بلادِ هُذَيْلٍ بتِهامَةَ، قَالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُ:
(بَغَيتُهُمُ مَا بَيْنَ حَدّاءَ والحَشَا ... وأَوْرَدْتُهُم ماءَ {الــأَثِــيلِ وعاصِمَا)
وذُو} المَــأْثُــولِ، وذاتُ! الــأَثْــلِ، {والــأثَــيلَةُ كجُهَينَةَ: مواضِعُ. أَما ذُو} المَــأْثُــولِ فَفِي قَوْلِ كُثَيِّرٍ:
(فلَمّا أَنْ رَأَيْتُ العِيسَ صَبَّتْ ... بذِي المَــأْثُــولِ مُجْمِعَةَ التَّوالِي)
وأَما ذاتُ {الــأَثْــلِ فَفي بلادِ تَيمِ الله بنِ ثَعْلَبَةَ كَانَت لَهُم بِها وَقْعَةٌ مَعَ بني أَسَد، ولَعًلّ الشاعِرَ إِيّاها عَنَى بقولِهِ:
(فإِنْ تُرجِعِ الأَيّام بَيني وبَينَها ... بِذِى الــأَثْــلِ صَيفًا مِثْلَ صَيفي ومَربَعي)
وأَمّا} الــأُثَــيلَة فإِنّها لبني ضَمرَةَ من كِنانَةَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: فلانٌ {أَثْــلُ مَال: أَي يَجْمَعُه، عَن ابنِ عَبّاد.
} وأَثَــلَ المُلْكُ أُثُــولاً: عَظُمَ.
ويُقال: شَعْرٌ {أَثِــيلٌ، أَي: أَثِــيثٌ.)
} وأثّــلْتُ عَلَيْهِ الديُونَ {تَــأثِــيلاً: جَمَعْتُها عليهِ.
} وأثَّــلْتُه برِجالٍ: كَثَّرته بهم، قَالَ الأَخْطَلُ:
(أَتَشْتُمُ قَوْمًا {أثَّــلُوكَ بنَهْشَلٍ ... ولَوْلاهُمُ كُنْتُمْ كعُكْلٍ مَوالِيَا)
} والتَّــأْثِــيلُ: اتِّخاذُ أَصْلِ المالِ.
أثَــيلَةُ، كجُهَينَةَ: من أَعلامِ النِّساءِ، قَالَ وَضّاحُ بنُ إِسْماعِيلَ:
(صَبَا قَلْبِي وَمَال إِليكِ مَيلاَ ... وأَرَّقَنِي خَيالكِ يَا} أُثَــيلاَ)
وَكَذَا {أَثْــلَةُ من أَعلامِهنَّ، وَبِه فُسِّرَ قولُ قَيسِ بنِ الخَطِيمِ السابِقُ.
} وأَثَــلَ مَالا أُثُــولاً: مثل {تَــأَثَّــلَه.
وشَرَفٌ} أَثِــيلٌ: قَدِيمٌ، وَقد {أَثُــلَ} أَثــالَةً.
وأُثــالٌ، كغُرابٍ: اسمُ ماءٍ لبني سُلَيمٍ، كَذَا فِي كِتابِ الجامِعِ للغُورِيِّ.
وأَيْضًا: موضِعٌ باليَمامَةِ لبني حَنِيفَةَ، نَقَلَه ياقوت. {والــأَثْــلُ: مَوْضِعٌ قَالَ حَضْرَمِي بنُ عامِرٍ:
(وَقد عَلِمُوا غَداةَ} الــأَثْــلِ أَنِّي ... شَديدٌ فِي عَجاجِ النّقْعِ ضَرى)
وقِيلَ: ذاتُ الــأَثْــلِ بعَينِه الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ.
أُثَــيلٌ، مُصَغَّراً مُشَدَّدا: موضِعٌ وَهُوَ وادٍ مُشْتَرَكٌ بينَ بني شيبَةَ وضَمْرَةَ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ السِّكِّيتِ، وأَنْشَدَ قولَ بِشْر:
(فشِراجِ ريمَة قَدْ تَقادَمَ عَهْدُها ... بالسَّفْحِ بينَ} أثَــيلٍ فبَعَالِ)
أثَّــلَ} تَــأْثِــيلاً: كَثُرَ مالُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ طُفَيل:
(فــأَثَّــلَ واسْتَرخَى بِهِ الخَطْبُ بَعْدَما ... أَسافَ ولَوْلاَ سَعْيُنا لَم {يُؤَثَّلِ)
ويُروَى بالباءِ، وَقد تَقدَّم.
وَذُو} الــأثــولِ: موضِعٌ فِي أَرْضِ خُوزِسْتانَ لَهُ ذِكْرٌ فِي الفُتُوحِ، قَالَ سَلْمَى ابنُ القَيْنِ:
(قَتَلْنَاهُمْ بأَسْفَلِ ذِي {أُثُــولٍ ... بخَيفِ النَّهْرِ قَتْلاً عَبقَرِيّا)
أَي هُوَ عَبقَرِي، نَقله ياقوت.
وقالَ ابنُ الأَعْرابِي} المُؤَثَّلُ: الدّائِمُ وَقد {أثَّــلْتُ الشَّيْء: أَدَمْتُه.
وَقَالَ أَبو عَمْرو:} مُؤَثَّلٌ: مُهَيَّأ لَهُ.)
ومُلْكٌ {آثِلٌ: ذُو} أَثْــلَةٍ.
وهم {يَتَــأَثَّــلُوِنَ النّاسَ، أَي يَأْخُذُونَ مِنْهُم} أَثــالاً، {والــأثــالُ: المالُ.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ فِي قَوْلٍ الشّاعِرِ:
(} تُؤَثِّلُ كَعْبٌ علَىَ القَضاءَ ... فرَبِّي يُغَيِّرُ أَعْمالَها)
أَي تُلْزِمْني، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كيفَ هَذَا.
{والــأَثْــلَةُ: المَرأَةُ إِذا تَمَّ قَواِمُها فِي حُسنِ الاعْتِدالِ، على التَّشْبِيهِ} بالــأثْــلَةِ لسُمُوِّها. {والــأَثِــيلُ: مَنْبِتُ الأَراكِ.
أثــل: الــأثْــل: شجر شبيه بالطرفاء.
أثــل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي ولي الْيَتِيم أَنه يَأْكُل من مَاله غير متــأثــل مَالا. قَالَ أَبُو عُبَيْد: المتــأثــل الْجَامِع وكل شَيْء لَهُ أصل قديم أَو جمع حَتَّى يصير لَهُ أصل فَهُوَ مؤثل ومتــأثــل قَالَ لبيد: [الْكَامِل]

لله نافلةُ الأجَلَ الْأَفْضَل ... وَله العلى وأثــيث كلِ مؤثَّلِ

وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: [الطَّوِيل]

ولكِنَّمَا أسْعَى لِمَجْدٍ مُؤَثَّل ... وَقَدْ يُدْرِكُ الْمَجْدَ الْمُؤثَّلَ أمثاليِ

وأثــلة الشَّيْء أَصله وَأنْشد الْأَعْشَى: [الْبَسِيط]

أَلَسْت مُنْتَهِياً عَن نَحْتِ أثْــلَتِنَا ... وَلَسْتَ ضائرَها مَا أطَتِ الإبلَ

وَمن ذَلِك حَدِيث عُمَر فِي أرضه بِخَيْبَر الَّتِي أمره رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَن يحبس أَصْلهَا ويجعلها صَدَقَة فَفعل وَاشْترط فَقَالَ: ولمن وَليهَا أَن يَأْكُل مِنْهَا ويؤكل صديقا غير متــأثــل فِيهِ - ويروى: غير مُتَمَوّل. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَن الرجل / إِذا وقف وَقفا فَأحب أَن 23 / الف يشْتَرط لنَفسِهِ أَو لغيره فِيهِ شرطا سوى الْوَجْه الَّذِي جعل الْوَقْف فِيهِ كَانَ لَهُ ذَلِك بمالمعروف. أَلا ترَاهُ يَقُول: ويؤكل صديقا فَهَذَا لَيْسَ من الْوَقْف فِي شَيْء ثُمَّ اشْترط شرطا آخر فَقَالَ: غير متــأثــل فِيهِ - أَو غير مُتَمَوّل [فِيهِ -] فَإِنَّمَا هُوَ بِالْقَصْدِ وَالْمَعْرُوف وَكَذَلِكَ الشَّرْط على ولي الْيَتِيم.

أُثَيْرٌ

أُثَــيْرٌ:
كأنه تصغير أثــر: صحراء أثــير بالكوفة.
ينسب إلى أثــير بن عمرو السّكوني الطبيب الكوفي يعرف بابن عمريّا. قال عبد الله بن مالك:
جمع الأطبّاء لعليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، لما ضربه ابن ملجم، لعنه الله تعالى، وكان أبصرهم بالطب أثــير، فأخذ أثــير رئة شاة حارّة فتتبّع عرقا فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة عليّ ثم نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ وإذا الضربة قد وصلت إلى أمّ رأسه فقال: يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميّت. وفي صحراء أثــير حرّق عليّ الطائفة الغلاة فيه.

أُثالُ

أُثــالُ:
بضم أوله وتخفيف ثانيه وألف ولام: علم مرتجل، أو من قولهم تــأثّــلت بئرا إذا احتفرتها، قال أبو ذؤيب:
وقد أرسلوا فرّاطهم، فتــأثّــلوا ... قليبا، سفاها للاماء القواعد
وهو جبل لبني عبس بن بغيض بينه وبين الماء الذي ينزل عليه الناس إذا خرجوا من البصرة إلى المدينة ثلاثة أميال، وهو منزل لأهل البصرة إلى المدينة بعد قوّ وقبل الناجية. وقيل أثــال حصن ببلاد عبس بالقرب من بلاد بني أسد. وأثــال أيضا موضع على طريق الحاجّ بين الغمير وبستان ابن عامر، قال كثيّر:
نرمي الفجاج، إذا الفجاج تشابهت ... أعلامها، بمهامه أغفال
بركائب، من بين كل ثنيّة، ... سرح اليدين وبازل شملال
إذ هنّ، في غلس الظلام، قوارب ... أعداد عين من عيون أثــال
وأثــال من أرض اليمامة لبني حنيفة. وأثــال أيضا ماء قريب من غمازة، وغمازة بالغين المعجمة والزاي، وهي عين ماء لقوم من بني تميم ولبني عائذة بن مالك.
وأثــال مالك أيضا قرية بالقاعة قاعة بني سعد ملك لهم. وفي كتاب الجامع للغوري: أثــال اسم ماء لبني سليم وقيل لبني عبس وقيل هو جبل. وقال غيره:
أثــال اسم واد يصبّ في وادي السّتارة وهو المعروف بقديد يسيل في وادي خيمتي أمّ معبد. وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار والأشعار. قال متمّم بن نويرة:
ولقد قطعت الوصل، يوم خلاجه، ... وأخو الصريمة في الأمور المزمع
بمجدّة عنس، كأنّ سراتها ... فدن، تطيف به النبيط مرفّع
قاظت أثــال إلى الملا، وتربّعت ... بالحزن عازبة، تسنّ وتودع
حتى إذا لقحت وعولي فوقها ... قرد، يهمّ به الغراب الموقع
قرّبتها للرّحل، لمّا اعتادني ... سفر أهمّ به وأمر مجمع

أثافِتُ

أثــافِتُ:
بالفتح والفاء مكسورة والتاء فوقها نقطتان:
اسم قرية باليمن ذات كروم كثيرة. قال الهمداني:
وتسمّى أثــافة بالهاء، والتاء أكثر. قال وخبّرني الرئيس الكباري من أهل أثــافت قال: كانت تسمّى في الجاهلية درنا، وإياها أراد الأعشى بقوله:
أقول للشّرب في درنا، وقد ثملوا: ... شيموا، وكيف يشيم الشارب الثّمل
وكان الأعشى كثيرا ما يتّجر فيها وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ما جزل له أهل أثــافة من أعنابهم.
قال الأصمعي: وقفت باليمن على قرية فقلت لامرأة:
بم تسمّى هذه القرية؟ فقالت: أما سمعت قول الشاعر الأعشى:
أحبّ أثــافة ذات الكرو ... م، عند عصارة أعنابها
وأهل اليمن يسمّونها ثافت بغير همزة، وبين أثــافت وصنعاء يومان.

أَثَاثًا وَرِئْيًا

{أَثَــاثًا وَرِئْيًا}
وسأله عن معنى قوله تعالى: {أَثَــاثًا وَرِئْيًا} .
قال: الــأثــاث المتاع، والرئى الشراب. واستشهد بقول الشاعر:
كأن على الحمول غداةَ ولَّوْا. . . من الرئى الكريم من الــأثــاث
(تق، ك، ط) وفيهما: الرى
= الكلمة من آية مريم 74:
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَــاثًا وَرِئْيًا}
ومعها أثــاث في آية النحل 80:
{جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَــاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ}
وأما رئِى، فوحيدة الصيغة في القرآن، على كثرة ما جاء فيه من المادة في الرؤية والرأى والرؤيا، ورثاء والمراءاة والترائي. . .
وتفسير الــأثــاث في المسألة بالمتاع، أخرجه البخاري في كتاب التفسير عن ابن عباس وأسنده الطبري عنه. وقال الفراء في معنى الآية: الــأثــاث المتاع، لا واحد لهما، وقد يجمعان. وخص الأزهري الــأثــاث بمتاع البيت. وخصه الهروى في (الغريبين) بما يلبس ويفترش.
ويظهر من استقراء الآيات في الكلمتين أن الــأثــاث يستعمل، أكثر ما يستعمل، في متاع البيت بخاصة، ومع ملحظ الوفرة والكثرة. وقلما استعمل في المعنوي. وأما المتاع، فعامَّ فيما هو من متاع الدنيا، غير مقصور على الــأثــاث. وتتصرف العربية في المتاع، على سبيل المجاز بمثل قولهم: متع النهار متوعاً، إذا ارتفع غاية الارتفاع ما قبل الزوال؛ وشيء ماتع: بالغ في الجودة، ورجل ماتع: كامل في خصال الخير (س)
ويَقْوَى هذ الملحظ في الفرق بين خصوص الــأثــاث وعموم المتاع، بعطف أحدهما على الآخر في آية النحل. مع تدبر آياتٍ في المتاع، لا يقبل سياقها أن تُحمل الكلمة على معنى الــأثــاث.
الحجر 88: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} معها: آية طه 131
البقرة 36: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} معها: الأعراف 24
المائدة 96: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ}
الرعد 17: {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ}
يس 44: {إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ}
البقرة 241: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}
معها: البقرة 236 والنساء 24 والأحزاب 49، 28
محمد 12: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ}
آل عمران 14: {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}
آل عمران 185: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} معها: الحديد 35
الأنبياء 111: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}
واضح أن المتاع فيها، عام لمتع الحياة الدنيا، وليس كذلك "الــأثــاث" بخصوص دلالته في آيتيه من الكتاب المحكم.
وتفسير "رئى" بأنه: من الشراب، كأنه أُخِذ من الرَّىَّ، وليست قراءة الأئمة السبعة، وفيها قال الطبري: وقرأ الجمهور "ورئيا" من رؤية العين، فِعْل بمعنى مفعول كالطِحْنِ والسِقى. ثم أسند عن ابن عباس قال: الرئى المنظر. وفي رواية عنه: المنظر الحسن. والمهموزُ من مادة رأى، لا تنفك عنه دلالة الرؤية بالحاسة، أو الرأى بالفكر والعقل، والرؤيا لما يُرى في المنام. فكذلك الرئى، فيه ما يُرى شُهوداً، أو بالوهم والتخييل كقولهم للتابع من الجن: رَئِى.
ولا يدبو لي وجهُ تقريبٍ لتفسير الرئى، من الشراب. في {هُمْ أَحْسَنُ أَثَــاثًا وَرِئْيًا} بل تظل لة دلالة الرؤية الملحوظة في سائر استعمال العربية للمادة؛ فيقرُب أن يكون: مشهداًَ، ومنظرا يُرى بالعين أو يُتخيل على الوهم والظن والفتنة.
كما ر يبدو تخريج الشاهد الشعري على معنى: * من الشراب الكريم من الــأثــاث * قريباً. وأقرب منه أن نفهمه بمعنى المشهد المرئي والمنظر.

أُثَيفِيَةُ

أُثَــيفِيَةُ:
بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وفاء مكسورة وياء خفيفة تصغير أثــفية القدر: قرية لبني كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة وأكثرها لولد جرير بن الخطفى الشاعر، وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة: أثــيفية قرية وأكيمات وإنما شبّهت بــأثــافيّ القدر لأنها ثلاث أكيمات وبها كان جرير وبها له مال وبها منزل عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير، فقال عمارة في بني نمير:
إن تحضروا ذات الــأثــافي، فإنكم ... بها أحد الأيام عظم المصائب
وقال نصر: أثــيفية حصن من منازل تميم، وقال راعي الإبل:
دعونا قلوبنا بــأثــيفيات، ... وألحقنا قلائص يعتلينا
آخر كلامه ... وقد دلّنا على أن أثــيفية وأثــيفيات وأثــيفات وذات الــأثــافي: كلّه واحد. وذو أثــيفية موضع في عقيق المدينة.

أَثَاب على

أَثَــاب على
الجذر: ث و ب

مثال: أَثَــابَه على ما فعل
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام حرف الجر «على» بدلا من حرف الجر «الباء».

الصواب والرتبة: -أَثَــابه بما فعل [فصيحة]-أَثَــابه على ما فعل [فصيحة]
التعليق: ورد هذا الفعل في لغة العرب متعديا لمفعولين بنفسه، فقيل: أثــابه الله ثوابه، ومتعديًا لواحد بنفسه، كقول الرسول: «أثِــيبوا أخاكم»، كما ورد متعديًا إلى مفعوله الثاني بالباء كما في قوله تعالى: {فَــأَثَــابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا} المائدة/85، ومتعديًا بحرف الجر «على» كما في قول عليٍّ (ض): «التي عليها يثيب ويعاقب» فكل هذا فصيح لا غبار عليه.

أَثْبَط

أَثْــبَط
الجذر: ث ب ط

مثال: أَثْــبَطَ عزيمته
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «ثبط» لا يتعدى بالهمزة.
المعنى: أَوْهَنَ

الصواب والرتبة: -ثَبَّطَ عزيمته [فصيحة]-ثَبَطَ عزيمته [فصيحة]-أَثْــبَطَ عزيمته [صحيحة]
التعليق: ذكرت المعاجم القديمة ثَبَطه وثبَّطه بمعنى: عوقه. أما أثــبطه فيمكن أن يستدل على صحتها بقول المعاجم: أثــبطه المرض إذا لم يكد يفارقه.

أَثَلَ 

(أَثَــلَ) الْهَمْزَةُ وَالثَّاءُ وَاللَّامُ يَدُلُّ عَلَى أَصْلِ الشَّيْءِ وَتَجَمُّعِهِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْــأَثْــلُ شَجَرٌ يُشْبِهُ الطَّرْفَاءَ إِلَّا أَنَّهُ أَعْظَمُ مِنْهُ وَأَجْوَدُ عُودًا مِنْهُ، تُصْنَعُ مِنْهُ الْأَقْدَاحُ الْجِيَادُ. قَالَ أَبُو زِيَادٍ: الْــأَثْــلُ مِنَ الْعِضَاهِ طُوَالٌ فِي السَّمَاءِ، لَهُ هَدَبٌ طُوَالٌ دُقَاقٌ لَا شَوْكَ لَهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " هُوَ مُولَعٌ بِنَحْتِ أَثْــلَتِهِ "، أَيْ: مُولَعٌ بِثَلْبِهِ وَشَتْمِهِ. قَالَ الْأَعْشَى:

أَلَسْتَ مَنْتَهِيًا عَنْ نَحْتِ أَثْــلَتِنَا ... وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أَطَّتِ الْإِبِلُ

قَالَ الْخَلِيلُ: تَقُولُ أَثَّــلَ فُلَانٌ تَــأْثِــيلًا: إِذَا كَثُرَ مَالُهُ وَحَسُنَتْ حَالُهُ.

وَالْمُتَــأَثِّــلُ: الَّذِي يَجْمَعُ مَالًا إِلَى مَالٍ. وَتَقُولُ أَثَّــلَ اللَّهُ مُلْكَكَ، أَيْ: عَظَّمَهُ وَكَثَّرَهُ. قَالَ:

أَثَّــلَ مُلْكًا خِنْدِفِيًّا فَدْغَمَا

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْــأَثَــالُ الْمَجْدُ أَوِ الْمَالُ. وَحَكَاهَا الْأَصْمَعِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا وَــأَثَــلَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَصْلُهُ. وَتَــأَثَّــلَ فُلَانٌ اتَّخَذَ أَصْلَ مَالٍ. وَالْمُتَــأَثِّــلُ مِنْ فُرُوعِ الشَّجَرِ الْــأَثِــيثُ. وَأَنْشَدَ:

وَالْأَصْلُ يَنْبُتُ فَرْعُهُ مُتَــأَثِّــلًا ... وَالْكَفُّ لَيْسَ بَنَانُهَا بِسَوَاءِ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَثَّــلْتُ عَلَيْهِ الدُّيُونَ تَــأْثِــيلًا، أَيْ: جَمَعْتُهَا عَلَيْهِ، وَــأَثَّــلْتُهُ بِرِجَالٍ، أَيْ: كثَّرْتُهُ بِهِمْ. قَالَ الْأَخْطَلُ:

أَتَشْتُمُ قَوْمًا أَثَّــلُوكَ بِنَهْشَلٍ ... وَلَوْلَا هُمُ كُنْتُمْ كَعُكْلٍ مَوَالِيَا

وَيُقَالُ: تَــأَثَّــلْتُ لِلشِّتَاءِ، أَيْ: تَأَهَّبْتُ لَهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أُثــالٌ اسْمُ جَبَلٍ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِ: تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَلَيَّ الْقَضَاءَ ... فَرَبِّي يُغَيِّرُ أَعْمَالَهَا

قَالَ: تُؤَثِّلُ، أَيْ: تُلْزِمُنِيهِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَالْأَصْمَعِيُّ: تَــأَثَّــلْتُ الْبِئْرَ حَفَرْتُهَا. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

وَقَدْ أَرْسَلُوا فُرَّاطَهُمْ فَتَــأَثَّــلُوا ... قَلِيبًا سَفَاهَا كَالْإِمَاءِ الْقَوَاعِدِ

وَهَذَا قِيَاسُ الْبَابِ، لِأَنَّ ذَلِكَ إِخْرَاجُ مَا قَدْ كَانَ فِيهَا مُؤَثَّلًا.

أَثَّر على

أَثَّــر على
الجذر: أ ث ر

مثال: أَثَّــرَ عليه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «أَثَّــرَ» لا يتعدّى بـ «على».

الصواب والرتبة: -أثَّــرَ فيه [فصيحة]-أثَّــرَ عليه [صحيحة]
التعليق: الفعل «أَثَّــرَ» يتعدّى بـ «في»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ومجيء «على» بمعنى «في» وارد في الكلام الفصيح، ومنه قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} القصص/15، أي في حين غفلة بتضمين «على» معنى «في»، وقد ورد الفعل «أثَّــر» في بعض المعاجم الحديثة متعديًا بـ «على» لملاحظة معنى الاستعلاء، وتعلّق الــأثــر بالسطح الخارجي (بخلاف «في» التي تدلّ على الظرفية وعمق الــأثــر).

أَثْمَر

أَثْــمَر
الجذر: ث م ر

مثال: أَثْــمَرَت الشجرةُ تفاحًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدّي الفعل بنفسه، مع أنه لازم.

الصواب والرتبة: -أثْــمَرَت الشجرةُ [فصيحة]-أثْــمَرَت الشجرةُ تفاحًا [فصيحة]
التعليق: يجوز استخدام الفعل «أَثْــمَرَ» لازمًا ومتعديًا؛ ففي التاج: «أثــمر يكون لازمًا، وهو المشهور الوارد في الكتاب العزيز
.... ووَرَد متعديًا كما في قول الأزهري في تهذيبه: يُثمر ثمرًا فيه حموضة». وقد استعمله متعديًا كثير من الفصحاء، كعبد القاهر الجرجاني، وابن المعتز، وابن نباتة وغيرهم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.