هــيد: هادَه الشيءُ هَــيْداً وهاداً: أَفزَعَه وكرَبَه. وما يَهِــيدُــه ذلك
أَي ما يكْتَرِثُ له ولا يُزْعِجُه. تقول: ما يَهِــيدُــني ذلك أَي ما
يُزْعِجُني وما أَكتَرِثُ له ولا أُبالِيه. قال يعقوب: لا يُنطق بِيَهِــيدُ
إِلا بحرف جَحْدٍ. وفي الحديث: كلوا واشربوا ولا يَهِــيدَــنَّكم الطالِعُ
المُصَعِدُ أَي لا تَنْزَعِجوا للفجر المستطيلِ فتمتنِعوا به عن السَّحورِ
فإِنه الصُّبْحُ الكذَّابُ. قال: وأَصل الهَــيْدِ الحركَةُ. وفي حديث
الحسن: ما من أَحَدٍ عَمِلَ لله عملاً إِلا سارَ في قلبِه سَوْرتان فإذا كانت
الأُولى منهما لله فلا تَهِــيدَــنَّه الآخرةُ أَي لا يَمْنَعَنَّه ذلك الذي
تقدَّمت فيه نيته لله ولا يُحَرِّكَنَّه ولا يُزِيلَنَّه عنها، والمعنى:
إِذا أَراد فعلاً وصحت نيته فيه فوَسوس له الشيطانُ فقال إِنك تريد بهذا
الرِّياءَ فلا يمنعه هَــيْداً وهَــيَّدَــه: حَرَّكَه وأَصلَحَه. وفي
الحديث: أَنه قيل للنبي، صلى الله عليه وسلم، في مسجده: يا رسول الله، هِدْه،
فقال: بل عَرْشٌ كَعَرْشِ موسى؛ قوله هِدْه: كان ابن عيينة يقول معناه
أَصْلِحْه؛ قال: وتأْويله كما قال وأَصله أَن يُرادَ به الإِصلاحُ بعدَ
الهَدْم أَي هُدَّه ثم أَصْلِحْه. وكلُّ شيءٍ حَرَّكْتَه، فقد هِدْتَه
تَهِــيدُــه هَــيْداً، فكأَنّ المعنى أَنه يُهْدَمُ ويُسْتأْنَفُ بناو ه ويُصْلَح.
وفي الحديث: يا نارُ لا تَهــيدِــيه أَي لاتَزْعِجيه. وفي حديث ابن عمر: لو
لَقِيتُ قاتِلَ أَبي في الحرم ما هِدْتُه؛ يريد ما حَرَّكْتُه ولا
أَزعَجْتُه. وما هادَه كذا وكذا أَي ما حَرَّكَه. وما هَــيَّدَ عن شَتْمِي أَي
ما تأَخَّرَ ولا كذَّب؛ وقد ذُكِرَ ذلك في النون لأَنهما لغتان هَنَّدَ
وهَــيَّدَ. وقال بعضهم في قوله: ما هَــيَّدَ عن شَتْمِي، قال: لا يُنْطَقُ
بِيَهِــيدُ في المستقبل منه إِلا مع حرف الجحد. ولا يَهِــيدَــنَّكَ هذا عن
رَأْيِكَ أَي لا يُزِيلَنَّكَ. وما لَهُ هَــيْدٌ ولا هادٌ أَي حركة؛ قال ابن
هرمة:
ثم اسْتَقامَتْ له الأَعْناقُ طائعةً،
فما يُقالُ له هَــيْدٌ ولا هادُ
قال ابن بري: صواب إِنشاده: فما يقال له هَــيْدٌ ولا هادِ، فيكون هَــيْدِ
مبنيّاً على الكسر وكذلك هادِ؛ وأَول القصــيدة:
إِني إِذا الجارُ لم تُحْفَظْ مَحارِمُه،
ولم يُقَلْ دُونَه هَــيْدِ ولا هادِ،
لا أَخْذُل الجارَ بل أَحْمِي مَباءَتَه،
وليس جاري كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ
وقيل: معنى ما يقال له هَــيْد ولا هاد أَي لا يحرك ولا يُمْنَع من شيء
ولا يُزْجَرُ عنه. تقول: هِدْتُ الرجل وهَــيَّدْــتُه؛ عن يعقوب. وهِدْتُ
الرجل أَهِــيدُــه هَــيْداً إِذا زَجَرْتَه عن الشيء وصرفته عنه. يقال: هِدْه يا
رجل أَي أَزِلْه عن موضعه؛ وأَنشد بيت ابن هرمة:
فَما يُقالُ له هَــيْدٌ ولا هادُ
قال ابن بري: صواب إِنشاده: فما يقال له هَــيْدٌ ولا هادِ، فيكون هَــيْدِ
مبنيّاً على الكسر وكذلك هادِ؛ وأَول القصــيدة:
إِني إِذا الجارُ لم تُحْفَظْ مَحارِمُه، ولم يُقَلْ دُونَه هَــيْدِ ولا
هادِ، لا أَخْذُل الجارَ بل أَحْمِي مَباءَتَه،
وليس جاري كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ
وقيل: معنى ما يقال له هَــيْد ولا هاد أَي لا يحرك ولا يُمْنَع من شيء
ولا يُزْجَرُ عنه. تقول هِدْتُ الرجل وهَــيَّدْــتُه، عن يعقوب. وهِدْتُ الرجل
أَهِــيدُــه هَــيْداً إِذا زَجَرْتَه عن الشيء وصرفته عنه. يقال: هِدْه يا
رجل أَي أَزِلْه عن موضعه؛ وأَنشد بيت ابن هرمة:
فَما يُقالُ له هَــيْدٌ ولا هادُ
أَي لا يحرَّك ولا يمنع من شيء ولا يزجر عنه، ويجوز ما يقال له هَــيْدِ
بالخفض في موضع رفع حكاية مثل صهْ وغاقِ ونحوه. والهَــيْدُ: من قولك هادَني
هَــيْدٌ أَي كربني. وقولُهم ما له هَــيْد ولا هاد أَي ما يقال له هَــيْد
ولا هاد. ويقال: أَتى فلان القوم فما قالوا له هَــيد ما لَك أَي ما سأَلوه
عن حاله؛ وأَنشد:
يا هَــيْدَ مالَكَ مِنْ شَوْقٍ وإِيراقِ،
ومَرِّ طَيْفٍ على الأَهْوالِ طَرّاقِ
ويروى: يا عِــيدُ مالَكَ. وقال اللحياني: يقال لَقِيَه فقال له: هَــيْدَ
مالَك، ولقِيتُه فما قال لي: هَــيْدَ ما لك. وقال شمر: هِــيَد وهَــيْدَ
جائزان. قال الكسائي: يقال يا هَــيْدَ ما لِصحابِك ويا هَــيْدَ ما لأَصْحابِك.
قال: وقال الأَصمعي: حكى لي عيسى بن عمر هَــيْدَ مالك أَي ما أَمْرُكَ.
ويقال: لو شَتَمَني ما قلتُ هَــيْدَ مالَك. التهذيب: والعرب تقول: هَــيْدَ
مالك إِذا استفهموا الرجل عن شأْنه، كما تقول: يا هذا مالك. أَبو زيد: قالوا
تقول: ما قال له هَــيْدَ مالك فنصبوا وذلك أَن يَمُرَّ بالرجل البعيرُ
الضالُّ فلا يعُوجه ولا يتلفت إِليه؛ ومرَّ بَعِيرٌ فما قال له هَــيْدِ
مالَك؛ فَجَرُّ الدال حِكايةٌ عن أَعرابي؛ وأَنشد لكعب بن زهير:
لوْ أَنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها:
يا هَــيْدِ مالَكِ، أَو لو آذَنَتْ نَصَفَا
ورجل هَــيْدان: ثقِيلٌ جَبانٌ كَهِدانٍ. والهَــيْدانُ: الجَبانُ،
والهَــيْدُ: الشيءُ المُضْطَرِبُ. والهَــيْدُ: الكَبِيرُ؛ عن ثعلب،
وأَنشد:أَذاكَ أَمْ أُعْطِيتَ هَــيْداً هَــيْدَــبَا
وهادَ الرجلَ هَــيْداً وهاداً: زَجَرَه. وهَــيْدٌ وهِــيدٌ وهِــيدِ وهادِ
(*
قوله «وهــيد وهاد» في شرح القاموس كلاهما مبني على الكسر.): من زَجْر
الإِبل واسْتِحْثاثِها؛ وأَنشد أَبو عمرو:
وقد حَدَوْناها بِهَــيدٍ وهَلا،
حتى تَرَى أَسْفَلَها صارَ عَلا
والهِــيد في الحُداءِ كقول الكميت:
مُعاتَبة لَهُنَّ حَلا وحَوْبا،
وجُلُّ غِنائِهِنَّ هَنا وهِــيدِ
وذلك أَن الحادِي إِذا أَراد الحُداءَ قال: هــيد هــيد ثم زَجِلَ بصوته.
والعرب تقول: هِــيدْ، بسكون الدال، مالك إِذا سأَلوه عن شأْنه. وأَيامُ
هَــيْدٍ: أَيامُ مُوتانٍ كانت في العرب في الدهر القديم، يقال: مات فيها اثنا
عشر أَلْف قتيل. وفلان يعطي الهَــيْدانَ والزَّــيْدانَ أَي يُعْطِي مَنْ
عَرَفَ ومَنْ لم يَعْرِفْ. وهَيُودٌ: جبل أَو موضع.
وفي حديث زينب: ما لي لا أَزالُ أَسْمَعُ الليل أَجمع هِــيدْ؛ قيل: هذه
عير لعبد الرحمن بن عوف: هِــيدْ، بالسكون: زجر للإِبل وضرب من الحُداءِ.