نَفَــحَ الرِّيحُ يَــنْفُــحُ نَفْــحاً، وله نَفْــحَةٌ طَيِّبة. أي:
هُبُوبٌ مِنَ الخيرِ، وقد يُسْتَعارُ ذلك للشرِّ. قال تعالى: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْــحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ
[الأنبياء/ 46] ونَفَــحَتِ الدَّابَّةُ: رَمَتْ بحافرها، ونَفَــحَهُ بالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ به، والــنَّفُــوحُ من النُّوق:
التي يخرُج لَبَنُهَا من غير حَلْبٍ، وقَوْسٌ نَفُــوحٌ:
بعيدةُ الدَّفْعِ للسَّهْم، وأَــنْفِــحَةُ الجَدْيِ معروفةٌ.
نفــح
نَفَــحَ(n. ac. نَفْــح
نُفَــاْح
نُفُــوْح
نَفَــحَاْن)
a. Diffused its odour (fragrance).
b.(n. ac. نَفْــح), Blew.
c. Bled (vein).
d. [acc. & Bi], Grazed with.
e. Struck; knocked.
f. [acc. & Bi], Tossed to; gave to.
g. Tossed about.
h. see III (b)
نَاْفَحَa. Contended with.
b. ['An], Defended.
إِنْتَفَحَ
a. [Bi], Opposed.
b. [Ila], Returned to.
نَفْــحَة
(pl.
نَفَــحَات)
a. Breath; puff, whiff; breeze.
b. Odour, smell.
c. Gift; favour.
d. Gush ( of blood ).
e. Churning.
مِــنْفَــحa. see 30
مِــنْفَــحَةa. see 26 (c)
&
إِــنْفَــحَة (a. a ).
نَاْفِحa. Fragrant, odourous.
نَفِــيْحَةa. see 26 (c)
نَفُــوْحa. Boisterous (wind).
b. Kicking.
c. Strong (bow).
d. see 28t
نَفَّــاْحa. Beneficent, bountiful.
b. see 21
نَفَّــاْحَةa. Deep (stab).
نِفِّــيْحa. Meddlesome, interfering.
إِــنْفَــحَة (pl.
أَنَاْفِحُ)
a. Rennet-bag; rennet.
b. A tree.
نِيَّة نَفَــح
a. Long meditated plan.
نَفَــحَ الطَّيْبُ يَــنْفَــحُ نَفْــحاً ونُفُــوْحاً. وله نَفْــحَةٌ طَيِّبَةٌ وخَبِيْثَةٌ. ونَفَــحَتِ الدَّابَّةُ: رَمَتْ بِحَدِّ حافِرِها. ونَفَــحَه بالسَّيْفِ: إذا تَنَاوَلَه من بَعِيْدٍ شَزْراً. ونَفَــحَه بالمالِ: ولا تَزَالُ له نَفَــحَاتٌ من المَعْروف. والــنَّفْــحَةُ من الألْبَانِ: هي المَحْضَةُ.
والإنْفَــحَةُ: لكُلِّ ذي كَرِشٍ، وقد يُكْسَرُ الفاءُ، وقيل: هو الجُبْنُ، وتُشَدَّدُ الحاءُ منه. وهي أيضاً: شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الباذِنْجَانَ وثَمَرَتُها تُسَمّى الحِصْرَمَ. والمِــنْفَــحَةُ: الإنْفَــحَةُ. ونِيَّةٌ نَفَــحٌ ونَزَحٌ: بَعِيْدَة. ونافَحَ الرَّجُلُ عن قَوْمِهِ ودَافَعَ: واحِدٌ. ونافَحَه بالكَلامِ مُنَافَحَةً: سابَّه. وانْفَــتَحَ فلانٌ بفلانٍ: إذا عارَضَه واعْتَرَضَ له، وإنَّه لَــنَفٍــيْحٌ: أي عَرِيضٌ. وهو يَــنْفَــحُ لِمَّتَه: إذا حَرَّكَها. وانْفَــتَحْنا إلى مَوْضِعِ كذا: أي انْقَلَبْنا.
نفــح عنه= نافح عنه: في (15: Akhtal) : يقال له لسان مضر لــنفــحه عنهم وفخره لهم (رايت).
نافح: تضوع عطرا (ويجرز 24: 9).
نفــحة: في (محيط المحيط): (الــنفــحة مكيال لأهل بخارى سبعة وخمسون منا حنطة).
نفــاح: الغلمة (بوشر).
نفــاح: عطري، ناشر للرائحة الطيبة (فوك، المقري 364).
نفــاح: رقي، حببس، بطيخ احمر ذو رائحة عطرة (ابن العوام 2: 224: 2 و231) مع ملاحظة أن تقرأ الكلمة بالتشديد.
حر نفــاحة: وجدها (رايسك) في ديوان الهذليين (50 البيت الثاني): ترمض من حر نفــاحة مع التعليق ترمض توجع من حر هذه التي نفــحته.
نافحة والجمع نوافح: عطر (عباد 1: 170).
نوافح المسك: عامية نوافج المسك أي وعاؤه (ألف ليلة 1: 320 ترجمة -لين- 1: 516 رقم 5 - فليشر- في طبعة- برسل 12، المقدمة ص58).
انفــحة: الميجنة التي تروب أو تخثر الحليب (بوشر، معجم المنصوري): اللبن الجامد في كروش الحيوان الرضيع يعقد بها الحيوان وفي مخطوطة اللبن (انظر ابن البيطار 3: 39).
إذا أولموا لم يولموا بالانافح
نفــح الطّيب نفــحاً، وله نفــحةٌ ونفــحاتٌ طيّبة، ونافجة نافحة، ونوافج نوافح، وجبّن اللبن بالإنفــحة. قال:
كم قد تمشّشت من قصٍّ وإنفــحة ... جاءت بذاك إليك الأضؤن السود
وقال الشّماخ:
وإني من القوم الذين علمتهم ... إذا ألوموا لم يولموا بالأنافح
ومن المجاز: لا تزال له نفــحات من المعروف. والله الــنفّــاح بالخيرات. قال:
والله نفّــاح اليدين بالخير
ورجل نفّــاعٌ نفّــاحٌ. ونفــحه بالمال. ونفــحه بالسيف: ضربه ضربة خفيفة، ومنه: نفــحت عن فلان ونافحت عنه: دافعت. وكان حسان رضي الله تعالى عنه ينافح عن رسل الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال:
وكم مشهدٍ نافحت عنك خصومه ... وكلّهم عضب اللسان منافح
ونفــحته الدّابة: ضربته بحدّ حافرها. ونفــحت الريح: نسمت وتحرّكت أوائلها. وأصابه لفح من حر ونفــح من برد. ونفــح اللبن نفــحة: مخضه مخضةً واحدة. وطعنة نفّــاحة: تــنفــح بالدم إذا نزا الدم منها نزواً. وقوس نفــوح: بعيدة الدفع للسهم. وناقة نفــوح: يخرج لبنها بغير حلب. وهو يــنفــح لمّته: يحرّكها ويكفّئها. قال:
ونفــحتم لمماً لكم ... عصلاً كأذناب الثعالب
عصلاً: متجعّدة.
: أي خاصِمُوا وَقاتِلُوا . وقيل: المُنَافَحَةُ: هي المُخاصَمَةُ يَقرُب أَحدُهم مِن الآخر، بحيث يَصِل نَفْــحُ كلَّ واحدٍ إلى صاحبه .
- ومنه الحديث: "إن جبْريلَ عليه الصَّلاة والسّلام مع حَسَّان ما نافح عَنِّى" : أي دَافع، ونَفَــحْتُ الرجُلَ بالسَّيفِ: تَناوَلْتُه به من بُعْدٍ شَزْرًا، ونفَــحَتْه الدَّابّةُ برِجلهَا: أصَابتهُ بحَدِّ حَافِرِهَا، ونافَحَه بالكَلام: سَابَّه.
وَالــنّفْــحَةُ تُستَعملُ في العَطِيَّةِ والعَذاب.
- ومنه قولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "تَعَرَّضُوِ لِــنَفَــحاتِ رَحْمَةِ الله"
ونَفْــحُ الرِّيح: هُبُوبُها، ونَفْــحُ الطِّيبِ أيضًا. ونَفَــح: أَعْطَى، وأنشدَ:
لَمَّا أتيتُكَ أرْجُو فَضْلَ نائِلكُم
نَفَــحْتَنى نَفــحةً طابَتْ لَهَا العَرَبُ
العَرَبُ: الــنَّفْــسُ.
وأمَّا في العذاب فَقولُه تَعالَى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْــحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ} .
- في الحديث: "المُكْثِرُون هم المُقِلُّون إلَّا مَن نَفَــح فيه يَمينَه وشِمالَه"
: أي ضَرَب يَدَيه فيه بالعَطاء منه.
ونَفْــحُ الرَّائِحَةِ: انتِشارُها واندِفَاعُها.
وَالــنَّفْــحَةُ الْعَطِيَّةُ.
وَــنَفَــحَتْ الدَّابَّةُ نَفْــحًا ضَرَبَتْ بِحَافِرِهَا وَالْإِــنْفَــحَّةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَفَتْحِ الْفَاءِ وَتَثْقِيلِ الْحَاءِ أَكْثَرُ مِنْ تَخْفِيفِهَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَحَضَرَنِي أَعْرَابِيَّانِ فَصِيحَانِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ فَسَأَلْتُهُمَا عَنْ الْإِــنْفَــحَةِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لَا أَقُولُ إلَّا إنْفَــحَةً يَعْنِي بِالْهَمْزَةِ.
وَقَالَ الْآخَرُ: لَا أَقُولُ إلَّا مِــنْفَــحَةً يَعْنِي بِمِيمٍ مَكْسُورَةٍ ثُمَّ افْتَرَقَا عَلَى أَنْ يَسْأَلَا جَمَاعَةً مِنْ بَنِي كِلَابٍ فَاتَّفَقَتْ جَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِ هَذَا وَجَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِ هَذَا فَهُمَا لُغَتَانِ وَالْجَمْعُ أَنَافِحُ وَمَنَافِحُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَالْإِــنْفَــحَةُ هِيَ الْكَرِشُ وَفِي التَّهْذِيبِ لَا تَكُونُ الْإِــنْفَــحَةُ إلَّا لِكُلِّ ذِي كَرِشٍ وَهُوَ شَيْءٌ يُسْتَخْرَجُ مِنْ بَطْنِهِ أَصْفَرُ يُعْصَرُ فِي صُوفَةٍ مُبْتَلَّةٍ فِي اللَّبَنِ فَيَغْلُظُ كَالْجُبْنِ وَلَا يُسَمَّى إنْفَــحَةً إلَّا وَهُوَ رَضِيعٌ فَإِذَا رَعَى قِيلَ اسْتَكْرَشَ أَيْ صَارَتْ إنْفَــحَتُهُ كَرِشًا وَنَقَلَ ابْنُ الصَّلَاحِ مَا يُوَافِقُهُ فَقَالَ الْإِــنْفَــحَةُ مَا يُؤْخَذُ مِنْ الْجَدْيِ قَبْلَ أَنْ يَطْعَمَ غَيْرَ اللَّبَنِ فَإِنْ طَعِمَ غَيْرَهُ قِيلَ مَجْبَنَةٌ.
وَقَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ: يُشْتَرَطُ فِي طَهَارَةِ الْإِــنْفَــحَةِ أَنْ لَا تُطْعَمَ السَّخْلَةُ غَيْرَ اللَّبَنِ وَإِلَّا فَهِيَ نَجِسَةٌ وَأَهْلُ الْخِبْرَةِ بِذَلِكَ يَقُولُونَ إذَا رَعَتْ السَّخْلَةُ وَإِنْ كَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ اسْتَحَالَتْ إلَى الْبَعْرِ.
نفَــحَ يَــنفَــح، نَفْــحًا ونُفــوحًا ونَفَــحانًا، فهو نافح، والمفعول مــنفــوح (للمتعدِّي)
• نفَــح الطِّيبُ: انتشرت رائحتُه.
• نفَــحت النَّسائمُ: نسمت، هبَّت وتحرّكت أوائِلُها "نفــحتنا أنسامُ الصَّباح".
• نفَــح العِرْقُ: نزا منه الدّمُ.
• نفَــحَه مالاً/ نفَــحَه بالمال: أعطاه إيّاه "نَفَــحَهُ بهديَّة" ° نفــحه بالسَّيف: ضربه ضربةً خفيفةً.
نافحَ/ نافحَ عن ينافح، مُنافحةً، فهو مُنافِح، والمفعول مُنافَح
• نافح ظالمًا: كافَحه وقاومه، وقف في وجهه متصدِّرًا له "نافح الشُّرطيُّ المجرمَ".
• نافح عن صديقه: دافَع عنه "ينافح الجيش عن الوطن".
إنْفَــحة [مفرد]: ج أنافحُ:
1 - جزء من معِدَة صغار العجول والجِداء ونحوهما.
2 - مادّة خاصّة تُستخرج من الجزء الباطنيّ من معِدَة الرَّضيع من العجول أو الجِداء أو نحوهما من الحيوانات المجترّة بها خميرة تجبِّن اللّبنَ.
مِــنْفَــحة [مفرد]: ج منافِحُ: إنْفَــحة.
نَفْــح [مفرد]:
1 - مصدر نفَــحَ.
2 - برد عكسه لفْح (حرّ).
نَفَــحان [مفرد]: مصدر نفَــحَ.
نَفْــحَة [مفرد]: ج نَفَــحات ونَفْــحَات:
1 - اسم مرَّة من نفَــحَ: نسَمٌ سريع يهُبُّ على فترات متقطّعة "نفــحة ريحٍ باردة: دفعة منها- هبّت علينا نفــحات من عطرها الفوّاح" ° نفــحة الإنعاش: إحدى حالات الإسعافات الأوليَّة، حيث يرسل شخصٌ سليم نفــخةً من فمه في فم آخر مصاب بإغماء أو غريق فتبعث فيه الوعي والحياة.
2 - طيب ترتاح له الــنفــس "يعرف حبيبَه من نفــحتِه" ° نفــحة الطِّيب: رائحته.
3 - عطيَّة "صاحبُ كرمٍ ونَفَــحات" ° لا تزال له نَفَــحات من المعروف: لا يزال يُجزل الهبات.
4 - أوّل فورة تفور من الدَّم.
5 - حَرٌّ وغمٌّ وكرب "أصابتهم نفــحةٌ من سموم- {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْــحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ} ".
6 - قطعة يسيرة أو دفعة من الشّيء دون معظمه " {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْــحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا} ".
نَفّــاح [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نفَــحَ.
2 - منتشر الرائحة
"غاز نفَّــاح".
3 - مِعْطاء.
نَفــوح [مفرد]: صيغة مبالغة من نفَــحَ: كثير الــنَّفْــح ° بقرةٌ نفــوح: يسيل لبنُها من غير حلْب- ريحٌ نفــوح: شديدة الهبوب- ضِرع نفــوح: لا يحبس اللبنَ- قوس نفــوح: بعيدة الدَّفع أو المرمى.
نُفــوح [مفرد]: مصدر نفَــحَ.
نفــح: نَفَــح الطِّيبُ يَــنْفَــحُ نَفْــحاً ونُفُــوحاً: أَرِجَ وفاحَ، وقل:
الــنَّفْــحةُ دُفْعَةُ الريح، طَيِّبَةً كانت أَو خبيثة؛ وله نَفْــحة طيبة
ونَفْــحة خبيثة. وفي الصحاح: وله نَفْــحة طيبة. ونَفَــحَتِ الريحُ: هَبَّت. وفي
الحديث: إِن لربكم في أَيام دهركم نَفَــحاتٍ، أَلا فَتَعَرَّضُوا لها.
وفي حديث آخر: تَعَرَّضُوا لــنَفَــحاتِ رحمة الله. وريحٌ نَفُــوحٌ: هَبُوبٌ
شديدة الدفع؛ قال أَبو ذؤيب:
ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه،
ببَلْقَعَةٍ، شَآميةٌ نَفُــوحُ
ونَفَــحَتِ الدابة تَــنْفَــح نَفْــحاً وهي نَفُــوحٌ: رَمحتْ برجلها ورمت بحدّ
حافرها ودَفَعَتْ؛ وقيل: الــنَّفْــحُ بالرِّجل الواحدة والرَّمْحُ
بالرجلين معاً. الجوهري: نَفَــحَتِ الناقةُ ضربت برجلها. وفي حديث شُرَيْح: أَنه
أَبطل الــنَّفْــحَ؛ أَراد نَفْــحَ الدابة برجلها وهو رَفْسُها، كان لا
يُلْزِم صاحبَها شيئاً.
وقوسٌ نَفُــوحٌ: شديدة الدفع والحفز للسهم، حكاه أَبو حنيفة، وقيل: بعيدة
الدفع للسهم.
التهذيب: ويقال للقوس الــنَّفِــيحةُ وهي المِــنفَــحة؛ ابن السكيت:
الــنَّفِــيحةُ للقوس وهي شَطِيبَةٌ من نَبْع؛ وقال مُلَيحٌ الهذلي:
أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها
نَفــائِحُ نَبْعٍ، لم تَرَبَّعْ، ذَوابِلُ
والــنَّفــائحُ: القِسِيُّ، واحدتها نَفــيحة.
ونَفَــحة بشيء أَي أَعطاه. ونَفَــحه بالمال نَفْــحاً: أَعطاه. وفي الحديث:
المُكْثِرونَ هم المُقِلُّون إِلاَّ من نَفَــح فيه يمينَه وشمالَه أَي ضرب
يديه فيه بالعطاء. الــنَّفْــحُ: الضربُ والرمي؛ ومنه حديث أَسماء: قال لي
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَــنْفِــقي وانْضَحي وانْفَــحِي ولا تُحْصِي
فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ.
ولا يزال لفلان من المعروف نَفَــحاتٌ أَي دَفعاتٌ؛ قال الشاعر:
لما أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم،
نَفَــحْتَني نَفْــحَةً، طابتْ لها العَرَبُ
أَي طابتْ لها الــنفــس؛ قال ابن بري: هذا البيت للرَّمَّاحِ بن مَيَّادة
واسم أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وميادة اسم أُمه، ومدح بهذا البيت الوليد
بن يزيد بن عبد الملك، وقبله:
إِلى الوليدِ أَبي العباسِ ما عَمِلَتْ،
ودونَها المُعْطُ، من تُبانَ، والكُثُبُ
الكُثُبُ: جمع كثيب. والعَرب: جمع عَرَبة وهي الــنفــس. والمُعْطُ: اسم
موضع
(* قوله «والمعط اسم موضع إلخ» أَما تبان، بضم المثناة وتخفيف الموحدة،
فموضع كما قال ونص عليه المجد وياقوت. وأَما المعط فلم نر فيما بيدنا من
الكتب أَنه اسم موضع، بل هو اما جمع أمعط أو معطاء، رمال معط، وأَرضون
معط: لا نبات فيهما كما نص عليه المجد وغيره والمعنى في البيت صحيح على
ذلك فتأمل.)، وكذلك تُبانُ. قال ابن بري: وقول الجوهري طابت لها العرب أَي
طابت لها الــنفــس ليس بصحيح، وصوابه أَن يقول طابت لها الــنفــوس إِلا أَن
يجعل الــنفــس جنساً لا يخص واحداً بعينه؛ ويروى البيت:
لما أَتَيْتُك من نَجْدٍ وساكِنه
الصحاح: ونَفْــحَةٌ من العذاب قطعة منه. ابن سيده: ونَفْــحَةُ العذاب
دفعةٌ منه.
وقال الزجاج: الــنَّفــحُ كاللفح إِلا أَن الــنَّفْــحَ أَعظم تأْثيراً من
اللَّفْح. ابن الأَعرابي: اللَّفْحُ لكل حار والــنَّفــحُ لكل بارد؛ وأَنشد
أَبو العالية:
ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ،
إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْــحُ،
وإِن جَفَفْتِ، فترابٌ بَرْحُ
والــنَّفْــحةُ: ما أَصابك من دُفْعَة البرد. الجوهري: ما كان من الرياح
نَفْــحٌ فهو بَرْدٌ، وما كان لَفْحٌ فهو حر؛ وقول أَبي ذؤيب:
ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه
ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُــوحُ
يعني الجَنُوب تَــنْفَــحُه ببردها، قال ابن بري: متحيِّر يريد ماء كثيراً
قد تحير لكثرته ولا مَــنْفَــذ له؛ يصف طيب فم محبوبته وشبهه بخمر مُزِجَتْ
بماء؛ وبعده:
بأَطْيَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما
دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَم النُّبُوحُ
قال: والنُّبوح ضَجَّة الحي وأَصوات الكلاب. الليث عن أَبي الهيثم: أَنه
قال في قول الله عز وجل: ولئن مَسَّتْهم نَفْــحةٌ من عذاب ربك؛ يقال:
أَصابتنا نَفْــحةٌ من الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه. وأَصابتنا
نَفْــحةٌ من سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ؛ وأَنشد في طِيب الصَّبا:
إِذا نَفَــحَتْ من عن يَمينِ المَشارِقِ
ونَفَــحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ ريحه؛ وقال جِرانُ العَوْدِ يذكر امرأَته:
لقد عالجَتْني بالقَبيح، وثوبُها
جَديدٌ، ومن أَرْدانها المِسكُ يَــنفَــحُ
أَي يَفوحُ طِيبُه فجعل الــنَّفْــحَ مَرَّة أَشدَّ العذاب لقول الله عز
وجل: ولئن مستهم نفــحةٌ من عذاب ربك؛ وجعله مرةً رِيحَ مِسْكٍ؛ قال
الأَصمعي: ما كان من الريح سَمُوماً فله لَفْحٌ، باللام، وما كان بارداً فله
نَفْــحٌ، رواه أَبو عبيد عنه. وطَعْنة نَفَّــاحة: دَفَّاعة بالدم، وقد نَفَــحتْ
به.
التهذيب: طعنة نَفُــوحٌ يَــنْفَــحُ دَمُها سريعاً. وفي الحديث: أَوّلُ
نَفْــحةٍ من دَمِ الشهيدِ؛ قال خالد ابن جَنْبة: نَفْــحةُ الدم أَوّل فَوْرة
تَفور منه ودُفْعةٍ؛ قال الراعي:
يَرْجُو سِجالاً من المعروفِ يَــنْفَــحُها
لسائليه، فلا مَنٌّ ولا حَسَدُ
أَبو زيد: من الضُّروع الــنَّفُــوحُ، وهي التي لا تَحْبِسُ لَبَنَها.
والــنَّفُــوح من النوق: التي يخرج لبنها من غير حلب.
ونَفَــح العِرْقُ يَــنْفَــح نَفْــحاً إِذا نزا منه الدم.
التهذيب: ابن الأَعرابي: الــنَّفْــحُ الذَّبُّ عن الرجل؛ يقال: هو
يُنافِحُ عن فلان؛ قال وقال غيره: هو يُناضِحُ. ونافَحْتُ عن فلان: خاصَمْتُ
عنه. ونافَحُوهم: كافَحوهم. وفي الحديث: إِن جبريل مع حَسَّان ما نافَحَ عني
أَي دافع؛ والمُنافَحة والمُكافَحة: المُدافعة والمُضاربة. ونَفَــحْتُ
الرجلَ بالسيف: تناولته به؛ يريد بمنافحته هجاء المشركين ومجاوبتهم على
أَشعارهم. وفي حديث علي، رضي الله عنه، في صِفِّين: نافِحوا بالظُّبى أَي
قاتلوا بالسيوف، وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل
نَفْــحُ كل واحد منهما إِلى صاحبه، وهي ريحه ونَفَــسُه.
ونَفْــحُ الريح: هُبوبها.
ونَفَــحه بالسيف: تناوله من بعيد شَزْراً. وفي الحديث: رأَيت كأَنه وضع
في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُــخْهما أَي ارْمِهما
وأَلقهما كما تَــنْفُــخ الشيءَ إِذا دفعته عنك؛ قال ابن الأَثير: وإِن
كانت بالحاء المهملة، فهو من نَفَــحْتُ الشيء إِذا رميته؛ ونَفَــحَتِ الدابةُ
برجلها.
التهذيب: والله تعالى هو الــنَّفَّــاحُ المُنْعِمُ على عباده؛ قال
الأَزهري: لم أَسمع الــنَّفَّــاح في صفات الله عز وجل، التي جاءت في القرآن
والسُّنة، ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يوصف الله تعالى بما ليس في كتابه، ولم
يبينها على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم؛ وإِذا قيل للرجل: إِنه
نَفَّــاح فمعاه الكثير العطايا.
والــنَّفِــيحُ والــنِّفِّــيحُ؛ الأَخيرة عن كراع، والمِــنْفَــحُ والمِعَنُّ:
كلُّه الداخل على القوم، وفي التهذيب: مع القوم وليس شأْنُه شأْنهم؛ وقال
ابن الأَعرابي: الــنَّفِــيح الذي يجيء أَجنبيّاً فيدخل بين القوم ويُسْمِلُ
بينهم ويُصْلِح أَمرهم. قال الأَزهري: هكذا جاء عن ابن الأَعرابي في هذا
الموضع: الــنَّفِــيح، بالحاء، وقال في موضع آخر: الــنَّفِــيجُ، بالجيم، الذي
يعترض بين القوم لا يصلح ولا يفسد. قال: هذا قول ثعلب. ونَفَــحَ
جُمَّتَه: رَجَّلَها.
والإِــنفَــحة، بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة: كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي
ما لم يأْكل، فإِذا أَكلَ، فهو كرش، وكذلك المِــنْفَــحة، بكسر الميم؛ قال
الراجز:
كم قد أَكلْتُ كَبِداً وإِــنْفَــحَه،
ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه
الأَزهري عن الليث: الإِــنْفَــحة لا تكون إِلاَّ لذي كرش، وهو شيء يتخرج
من بطن ذيه، أَصفرُ يُعْصَرُ في صوفة مبتلة في اللبن فيَغْلُظُ كالجُبْنِ؛
ابن السكيت: هي إِــنْفَــحَة الجَدْي وإِــنْفَــحَّته، وهي اللغة الجيدة ولم
يذكرها الجوهري بالتشديد، ولا تقل أَــنْفَــحَة؛ قال: وحضرني أَعرابيان
فصيحان من بني كلاب، فقال أَحدهما: لا أَقول إِلاَّ إِــنْفَــحَة، وقال الآخر: لا
أَقول إِلا مِــنْفَــحة، ثم افترقا على أَن يسأَلا عنهما أَشياخ بني كلاب،
فاتفقت جماعة على قول ذا وجماعة على قول ذا فهما لغتان. قال ابن
الأَعرابي: ويقال مِــنْفَــحة وبِــنْفَــحة. قال أَبو الهيثم: الجَفْرُ من أَولاد
الضأْن والمَعَزِ ما قد اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بعد خمسين يوماً من الولادة
وشهرين أَي صارت إِــنْفَــحَتُه كَرِشاً حين رَعَى النبت، وإِنما تكون إِــنْفَــحة
ما دامت تَرْضَعُ. ابن سيده: وإِــنْفَــحة الجَدْي وإِــنْفِــحَتَه
وإِــنْفَــحَّتُه ومِــنْفَــحَتُه شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن
فيغلظ كالحُبْن، والجمع أَنافِحُ: قال الشَّمَّاخُ:
وإِنَّا لمن قومٍ على أَن ذَمَمْتهم،
إِذا أَولَمُوا لم يُولِمُوا بالأَنافِحِ
وجاءت الإِبل كأَنها الإِــنْفَــحَّة إِذا بالغوا في امتلائها وارتوائها،
حكاها ابن الأَعرابي.
ونَفَّــاحُ المرأَة: زوجها؛ يمانية عن كراع.
: (نَفَــحَ الطِّيبُ، كَمَنَعَ) ، يَــنفَــح، إِذا أَرِجَ و (فاحَ، نَفْــحاً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ونُفَــاحاً) ونُفُــوحاً، (بالضّمِّ) فِيهما، (ونَفــحَاناً) ، محرّكةً. وَله نَفْــحَةٌ ونَفَــحَاتٌ طَيّبة، ونافِجَةٌ نافِحةٌ، ونوافِجُ نوافِحُ.
(و) من الْمجَاز: نَفَــحَت (الرِّيحُ: هَبَّتْ) ، أَي نَسَمَت وتَحرَّكَ أَوائِلُهَا، كَمَا فِي (الأَساس) . ورِيحٌ نَفــوحٌ: هَبُوبٌ شديدةُ الدَّفْعِ. قَالَ أَبو ذُؤيب يَصف طِيبَ فَمِ مَحبوبته وشَبَّهَه بخَمرٍ مُزِجت بماءٍ:
وَلَا مُتحيِّرٌ باتتْ عليهِ
ببَلْقَةٍ يَمانيَةٌ نَفــوحُ
بأَطْيب مِن مُقبَّلِها إِذا مَا
دَنا العَيّوقُ واكتَتَمَ النُّبوحُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: المتحيِّر: الماءُ الكثيرُ قد تَحيَّرَ لكثْرته وَلَا مَــنْفَــذَ لَهُ. والــنَّفــوحُ: الجَنُوب، تَــنَفــحُه ببَرْدِهَا. والنُّبُوح: ضَجَّةُ الحَيِّ. وَقَالَ الزّجّاج: الــنَّفْــح كاللَّفْح، إِلاّ الــنَّفْ أَعظمُ تأْثيراً من اللَّفْح. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ اللَّفْح لكلِّ حارَ، والــنَّفْــحُ لكلّ باردٍ. ومثْله فِي (الصّحاح) و (المِصْباح) ، وَرَوَاهُ أَبو عُبيدٍ عَن الأَصمعيّ.
(و) من الْمجَاز: نفَــحَ (العِرْقُ) يَــنْفَــح نَفْــحاً، إِذا (نَزَا مِنْهُ الدَّمُ) وطَعْنَةٌ نَفّــاحَةٌ: دَفّاعة بالدَّم، وَقد نَفَــحَتْ بِهِ. (و) نَفَــحَ (الشَّيءَ بالسَّيفِ تَنَاوَلَهُ) من بعيدٍ شَزْراً. ونَفَــحَه بالسَّيْف: ضرَبه ضَرْباً خَفِيفا.
(و) من الْمجَاز: نَفَــحَ (فُلاناً بشيْءٍ: أَعْطَاهُ) . وَفِي الحَدِيث: (المُكْثِرُون هم المُقِلُّون إِلاّ مَنْ نَفَــحَ فِيهِ يمينَه وشِمَالَه) ، أَي ضَرب يدَيْه فِيهِ بِالعَطَاءِ. وَمِنْه حَدِيث أَسماءَ، (قَالَ لي رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَــنفِــقِي وانضَحِي وانفَــحِي وَلَا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْك) .
(و) من الْمجَاز: نَفَــحَ (اللِّمَّةَ: حَرَّكها) ولَفَّهَا. وَفِي (اللِّسَان) : نَفَــحَ الجُمَّةَ: رَجَّلَها. وهما متقاربانِ.
(و) فِي مصــنّفــات الغريبِ: (الــنَّفْــحَة من الرِّيح) فِي الأَصل (الدَّفْعةُ) ، تَجوُّزٌ بهَا عَن الطِّيب الَّذِي تَرتاح لَهُ الــنَّفْــسُ، مِنْ نَفَــحَ الطَّيبُ إِذا فاحَ. (و) الــنَّفْــحَة (من العَذَاب: القِطْعَة) . قَالَ اللّيث عَن أَبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قَول الله عزّ وجلّ: {7. 011 ولئك مستهم نفــحة من عَذَاب رَبك} (الأَنبياء: 46) : يُقَال أَصابَتْنا نَفْــحَةٌ من الصَّبَا، أَي رَوْحَةٌ وطِيبٌ لَا غَمَّ فِيهِ، وأَصابَتْنَا نَفْــحَةٌ من سَمُومٍ أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ.
وَفِي (الصّحاح) : وَلَا يزَال لفُلانٍ من الْمَعْرُوف نَفَــحَاتٌ، أَي دَفَعَاتٌ. قَالَ ابْن مَيّادةَ:
لمَّا أَتَيتُكَ أَرْجُو فضْلَ نائِلكُمْ
نَفَــحْتَني نَفْــحَةً طابَتْ لَهَا العَرَبُجمْع عَرَبة، وَهِي الــنَّفْــسُ
(و) قَالَ أَبو زيد: من الضُّروع (الــنَّفُــوحُ) ، أَي (كصَبور) ، وَهِي الَّتِي لَا تَحبِسُ لَبَنَها. و (من النُّوق: مَا تُخرِج لَبنَها من غَيْر حَلْبٍ) ، وَهُوَ مَجاز. (و) الــنَّفُــوحُ (من القِسِيِّ: الطَّرُوحُ) ، وَهِي الشَّدِيدةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ. وَقيل: بَعيدةُ الدَّفْعِ للسَّهْم، كَمَا فِي (الأَساس) ، وَهُوَ مَجاز، (كالــنَّفِــيحَة) والمِــنْفَــحةِ، وهما اسْمان لِلقوس.
وَفِي (التَّهْذِيب) عَن ابْن الأَعرابيّ: الــنَّفْــحُ: الذَّبّ عَن الرَّجلِ، (و) قد (نافَحَه) إِذا (كافَحَه وخَاصَمَه) كنَاضَحَه. وَقد تقدّم. وَفِي الحديثِ (أَن جِبريلَ مَعَ حَسَّانَ مَا نافَحَ عنِّي) ، أَي دَافَع. والمُنَافَحَة والمُكافحة: المُدافعةُ والمُضارَبَة، وَهُوَ مَجاز. يُرِيد بمنافحتِه هِجَاءَ الْمُشْركين ومُجَاوَبَتَهُم على أَشعارِهم.
وَفِي حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ فِي صِفِّينَ (نافِحُوا بالظُّبا) ، أَي قاتِلُوا بالسُّيوف. وأَصْله أَن يَقرُب أَحَدُ المقاتِلين من الآخَر بحَيث يَصِلُ نَفْــحُ كلِّ واحدٍ مِنْهُمَا إِلى صاحِبه، وَهِي رِيحُه ونَفَــسُه.
(والإِــنفَــحَة، بِكَسْر الْهمزَة) ، وَهُوَ الأَكثرُ كَمَا فِي (الصّحاح) و (الفصيح) ، وصرَّحَ بِهِ ابْن السِّكِّيت فِي إِصلاح المنْطق فَقَالَ: وَلَا تَقُلْ أَــنْفَــحَة، بِفَتْح الْهمزَة. قَالَ شيخُنَا: وهاذا الّذي أَنكروه قد حكَاه ابنُ التّيّانيّ وصاحبُ العَين. (وَقد تُشدّد الحاءُ) . فِي هَامِش (الصّحاح) مَنْقُولًا من خطّ أَبي زكريّا: وَهُوَ أَعلَى. وَفِي (الْمِصْبَاح) : هُوَ أَكثرُ: وَهُوَ أَعلَى. وَفِي (الْمِصْبَاح) : هُوَ أَكثرُ. وَقَالَ ابْن السِّكّيت: هِيَ اللُّغَة الجيّدَة. (وَقد تُكسَر المفاءُ) ولاكنّ الفتحَ أَخفُّ، كَمَا فِي (اللِّسَان) : (والمِــنْفَــحَة) ، بِالْمِيم بدل الْهمزَة، و (البِــنْفَــحَة) ، بالموحَّدة بَدَلا عَن الْمِيم، حَكَاهُمَا ابنُ الأَعْرَابيّ والقَزَّازُ وَجَمَاعَة. قَالَ ابْن السِّكِّيت: وحَضَرَني أَعرابيّان فصيحانِ من بني كِلاَب، فَقَالَ أَحدُهما: لَا أَقولُ إِلاّ إِــنفــحَة، وَقَالَ الآخَرُ: لَا أَقولُ إِلاّ مِــنْفَــحَة. ثمّ افتَرَقَا على أَن يَسأَلاَ عَنْهُمَا أَشياخَ بني كِلاَب، فاتَّفقت جَماعَةٌ على قولِ ذَا وجماعةٌ على قولِ ذَا، فهما لغتانِ قَالَ الأَزهريّ عَن اللَّيْث: الإِــنْفَــحَة لَا تكون إِلاّ لذِي كَرِشٍ، وَهُوَ (شيْءٌ يُستخرَج من بطْنِ الجَدْيِ الرَّضيعِ أَصفرُ، فيُعصَر فِي صُوفةٍ) مُبتَلَّة فِي الَّبن (فيَغْلُظُ كالجُبْن) . والجمْع أَنافِحُ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
وإِنَّا لمن قَومٍ علَى أَنْ ذَمَمْتِهِمْ
إِذا أَوْلَموا لم يُولِمُوا بالأَنافحِ
(فإِذا أَكلَ الجَدْيُ فهُوَ كَرِشٌ) . وهاذِه الجملةُ الأَخيرة نقلهَا الجوهريّ عَن أَبِي الفصيح: هِيَ آلةٌ تَخْرُج من بَطْنِ الجَدْي فِيهَا لَبَنٌ مُنْعَقِدٌ يُسمَّى اللِّبَأَ، ويُغيَّر بِهِ اللّبَنُ الحليبُ فيَصير جُبْناً. وَقَالَ أَبو الهَيثم: الجَفْر من أَولادِ الضَّأْن والمعز: مَا قد استكرَشَ وفُطِم بعدَ خمسينَ يَوْمًا من الْولادَة أَو شِرينِ، أَي صارَتْ إِــنْفــحَتُه كَرِشاً حِين رَعَى النَّبْتَ. وإِنّمَا تكون إِــنفَــحةً مَا دَامَتْ تَرْضَع. (وَتَفْسِير الجوهريّ الإِــنفــحةَ بالكَرِشِ سَهْوٌ) . قَالَ شيخُنا نَقلاً عَن بعضِ الأَفاضِل: ويَتعيَّن أَنّ مُرادَه بالإِــنفــحة أَوَّلاً مَا فِي الكَرِش، وعبَّر بهَا عَنهُ مجَازًا لعلاقةِ المُجاورةِ. قلْت: وَهُوَ مَبنيٌّ على أَنّ بَينهمَا فَرْقاً، كَمَا يُفيده كلامُ ابْن دُرُسْتَوَيْه. وَالظَّاهِر أَنه لَا فَرْقَ. وَقَالَ فِي شرْح نظْم الفصيح: الجوهريّ لم يُفسِّر الإِــنفــحةَ بمُطْلَق الكَرِشِ حتّى يُنْسَبَ إِلى السَّهو، بل قَالَ: هُوَ كَرِشُ الحَمَلِ أَو الجَدْي مَا لم يَأْكُل، فكأْنّه يَقُول: الإِــنفــحة: المَوْضِعُ الّذي يُسَمَّى كَرِشاً بعد الأَكلِ، فعبارتُه عِنْد تحقيقها هِيَ نفْــسُ مَا أَفاده المجْد. ونَسِبَتُه إِيّاه إِلى السّهو بمثلِ هاذا من التَّبَجُّحَاتِ، ثمَّ قَالَ: وَقَوله بعدُ: فإِذا أَكلَ فَهِيَ كَرِشٌ، صريحٌ فِي أَنّ مُسَمَّى الإِــنفَــحة هُوَ الكَرِش قَبْل الأَكل، كَمَا لَا يَخفَى، كالسَّجْل والكأْ والمائدة، ونحوِهَا من الأَسماءِ الَّتِي تَختلف أَسماؤُها باختِلافِ أَحوالِها.
(والأَنَافِحُ كلُّهَا لَا سيَّما الأَرنبُ) من خواصِّها (إِذا عُلِّقَ مِنْهَا على إِبهامِ المحموم شُفِيَ) ، مجرَّب، وذكَرَه داوودُ فِي تذكِرته، والدَّمِيرِيّ فِي حَياةِ الْحَيَوَان.
(و) يُقَال: (نِيَّةٌ نَفَــحٌ) ، محرّكَةً، أَي (بَعيدةٌ) . (و) الــنَّفِــيح، كأَمِير، والــنِّفِّــيح (كَسِكِّين) ، الأَخيرة عَن كُراع، (و) الْمِــنْفَــحُ، ك (منْبرٍ: الرّجُلُ المِعَنّ) ، بكسْر الْمِيم وفتْح العَين الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون، وَهُوَ الدّاخل على القَوم، وَفِي (التَّهْذِيب) : مَعَ القَوْم وَلَيْسَ شأْنُه شأْنَهم. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الــنَّفِــيح: الَّذِي يَجيءُ أَجْنبيًّا فيَدخل بَين القَوْم ويُسْمِل بَينهم ويُصلِح أَمرَهم. قَالَ الأَزْهَرِيّ: هاكذا جاءَ عَن ابْن الأَعْرَابِيّ فِي هاذا المَوضعِ، الــنّفِــيح بالحاءِ. وَقَالَ فِي موضعٍ آخَر: الــنَّفــيجِ بِالْجِيم: الَّذِي يَعترض بيَن القَوم لَا يُصلِح وَلَا يُفْسِد. قَالَ: هاذا قَول ثَعْلَب.
(وانتفحَ بِهِ: اعْتَرَضَ لَهُ. و) انتَفَحَ (إِلى مَوضِعِ كَذَا: انقَلَبَ) .
(و) الله هُوَ (الــنَّفّــاح) بالخَير، وَهُوَ (الــنَّفّــاح المُنْعِم على الخَلْق) ، وَهُوَ مَجاز. قَالَ الأَزهريّ: لم أَسمَع الــنَّفّــاحَ فِي صِفَات الله تَعَالَى الَّتِي جاءَت فِي الْقُرْآن والسُّنَّة، وَلَا يجوز عِنْد أَهل الْعلم أَن يُوصف الله تَعَالَى بِمَا لَيْسَ فِي كتبه وَلم يُبيِّنها على لِسَان نَبيِّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإِذا قيل للرّجل: إِنّه نَفّــحٌ، فَمَعْنَاه الكثيرُ العَطَايَا.
(و) الــنَّفّــاحُ: (زَوجُ المرأَةِ) ، يَمانِيَة، عَن كُرَاع.
(و) عَن ابْن السِّكّيت: (الــنَّفــيحة) للقَوْس: (شَطِيبةٌ من نَبْعٍ) ، قَالَ مُلَيْحٌ الهُذليّ:
أَنَاخُوا مُعِيدَاتِ الوَجِيفِ كأَنّهَا
نَفَــائِحُ نَبْعٍ لم تَرَيَّعْ ذَوابِلُ
(والإِــنْفَــحة) بِالْكَسْرِ: (شَجرٌ كالباذِنْجَانِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلهم: لَهُ نَفَــحَاتٌ من مَعروف، أَي دَفَعَاتٌ. وَفِي الحَدِيث: (تَعرَّضُوا لــنَفَــحَاتِ رَحمة الله) . وَهُوَ مجَاز.
والــنَّفْــح: الضَّرْبُ والرَّمْيُ. وَفِي (التَّهْذِيب) : طَعْنَةٌ نَفُــوحٌ: يَــنفَــحُ دَمْهَا سَريعاً. ونَفْــحَةُ الدَّمِ: أَوّل فَوْرَةِ تَفُور مِنْهُ ودَفْعَةٍ، قَالَه خالدُ بنُ جَنْبةَ. ونَفَــحَ الشيْءَ، إِذا دَفَعَه عَنهُ. وَفِي حَدِيث شُرَيحٍ (أَنَّه أَبطلَ الــنَّفْــحَ) أَراد نَفْــحَ الدَّابّة برِجْلِهَا، وَهُوَ رَفْسُهَا، كَانَ لَا يُلِزم صاحبَها شَيْئا.
ونَفَــحَت الدّابّة تَــنْفَــح نَفْــحاً، وَهِي نَفُــوحٌ: رَمَحَت بِرِجْلها ورَمَت بِحَدِّ حافِرِها ودَفَعَت. وَقيل: الــنَّفْــح بالرِّجْل الواحدةِ، والرَّمْح بالرِّجلَيْنِ مَعًا، وَفِي (الصّحاح) نَفَــحَت النَّاقَةُ: ضَرَبَتْ برِجْلِها. وجاءَت الإِبلُ كأَنَّهَا الإِــنْفَــحة، إِذا بالَغُوا فِي امْتلائِها وارْتوائِها. وَفِي (المعجم) : قَالُوا: بالعِرْض من اليَمَامَة وادٍ يَشقُّهَا من أَعلاهَا إِلى أَسفَلِهَا، وإِلى جانِبه مَــنفــوحةُ، قَرية مَشْهُورَة من نواحِي اليَمامَة، كَانَ يَسكُنها الأَعشَى، وَبهَا قَبرُه. قَالَ:
بِقَاعِ مَــنْفُــوحَةَ ذِي الحائرِ
وَهِي لبني قَيسِ بن ثَلبةَ بن عُكَابةَ.