Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مع_السلامة

لدغ

لدغ: اللَّدْغُ: عَضُّ الحَيّةِ والعقرب، وقيل: اللَّدْغُ بالفم

واللَّسْعُ بالذَّنَب، قال الليث: اللَّدْغُ بالناب، وفي بعض اللغات: تَلْدَغُ

العَقْرَبُ. وقال أَبو وجْزةَ: اللَّدْغةُ جامِعةٌ لكل هامّةٍ تَلْدَغُ

لَدْغاً؛ يقال: لَدَغَتْه تَلْدَغُه لَدْغاً وتَلْداغاً؛ ورجل مَلْدُوغ

ولَدِيغٌ، وكذل الأُنثى، والجمع لَدْغَى ولُدَغاءُ ولا يجمع جمع السلامة

لأَن مؤنثه لا يدخله الهاء، والسَّلِيمُ: اللَّدِيغُ.

ويقال: أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا أَرْسَلْتَ إِليه حَيّةً تَلْدَغُه. وفي

الحديث: وأَعوذُُ بكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغاً؛ اللَّدِيغُ: المَلْدُوغُ،

فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ.

ولَدَغَه بكلمة يَلْدَغُه لَدْغاً: نَزَغَه بها، ورجل مِلْدَغٌ: يفعل

ذلك بالناس، وأَصابه منه ذُبابٌ لادِغٌ أَي شرًّ، عن ابن الأَعرابي؛ وهو

على المثل.

لدغ
لدَغَ يَلدَغ، لَدْغًا وتَلْداغًا، فهو لادغ، والمفعول مَلْدوغ ولديغ
• لدَغته الحَيَّةُ ونحوُها: عضَّته وأنشبت فيه نابَها "لدغته العقربُ- لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ [حديث] " ° مَنْ لدغته الحيَّةُ يخاف من الحبْل [مثل]: يعني أنّ مَنْ تعرَّض لتجربةٍ قاسيةٍ يذكرها دائمًا، فيُضاعف الحَذَر خشية تكرارها.
• لدَغه بكلمةٍ جارحة: طعَنه بها أو ساءه بها? أصابه منه ذُبابٌ لادغٌ: ناله منه شرٌّ. 

تَلْداغ [مفرد]: مصدر لدَغَ. 

لَدَّاغة [مفرد]: صيغة مبالغة من لدَغَ: طعَّان في أعراض النَّاس "رَجُلٌ لدَّاغة لا يَسْلَم من شَرِّه أحدٌ". 

لَدْغ [مفرد]: مصدر لدَغَ. 

لَديغ [مفرد]: ج لَدْغَى ولُدَغاءُ، مؤ لَديغ، ج مؤ لُدَغاءُ ولَدْغَى: صفة ثابتة للمفعول من لدَغَ: ملدوغ، مَنْ عضَّته حيَّة ونحوُها "عالج الطَّبيبُ اللَّديغَ وأخرج منه سُمَّ العقرب" ° قومٌ لَدْغَى: أي: يَلدغون النَّاسَ بكلامهم. 
[لدغ] لَدَغَتْهُ العقرب تَلْدَغُهُ لَدْغاً وتلداغا، فهو ملدوع ولديغ ويقال لَدَغَهُ بكلمةٍ، أي نَزَغَهُ بها.
ل د غ: (لَدَغَتْهُ) الْعَقْرَبُ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَ (تَلْدَاغًا) أَيْضًا فَهُوَ (مَلْدُوغٌ) وَ (لَدِيغٌ) . 

لدغ


لَدَغَ(n. ac. لَدْغ
تَلْدَاْغ).
a. Stung.

لَدْغَةa. Sting.

مِلْدَغa. Sarcastic, caustic; sneerer.

لَدِيْغ
(pl.
لَدْغ a. yaلُدَغَآءُ), Stung.
لُدَّاْغa. Thorn; prickle

لُدَّاْغَةa. Sarcasm, irony.

N. P.
لَدڤغَa. see 25
ل د غ

لدغته الحية والعقرب: ورجل لديغ، وقوم لدغى، وألدغته: أرسلت عليه حية أو عقرباً فلدغته.

ومن المجاز: لدغته بكلمة: نزعته بها. وفلان قرّاصة لدّغة، وله عقارب لدّاغةٌ.
ل د غ : لَدَغَتْهُ الْعَقْرَبُ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً لَدْغًا مِنْ بَابِ نَفَعَ لَسَعَتْهُ وَلَدَغَتْهُ الْحَيَّةُ لَدْغًا عَضَّتْهُ فَهُوَ لَدِيغٌ وَالْمَرْأَةُ لَدِيغٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ لَدْغَى مِثْلُ جَرِيحٍ وَجَرْحَى وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ فَيُقَالُ
أَلْدَغْتُهُ الْعَقْرَبَ إذَا أَرْسَلْتَهَا عَلَيْهِ فَلَدَغَتْهُ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: اللَّدْغُ بِالنَّابِ وَفِي بَعْضِ اللُّغَاتِ تَلْدَغُ الْعَقْرَبُ وَيُقَالُ اللَّدْغَةُ جَامِعَةٌ لِكُلِّ هَامَّةٍ تَلْدَغُ لَدْغًا. 
(ل د غ)

اللَّدغ: عض الْحَيَّة وَالْعَقْرَب.

وَقيل: اللَّدغ، بالفم، واللَّسْع، بالذنَب.

لدغَتْه تَلْدغه لَدغًا.

وَرجل مَلْدوغ ولَدِيغ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى. وَالْجمع: لَدْغَى، ولُدَغَاء، وَلَا يجمع جمع السَّلامَة لِأَن مؤنثه لَا تدخله الْهَاء.

ولَدغه بِكَلِمَة يَلدغه لدغا: نزَغه.

ورَجل مِلْدَغ، يفعل ذَلِك بِالنَّاسِ.

وأصابه مِنْهُ ذُباب لادِغ، أَي: شَرّ، عَن ابْن الاعرابي، وَهُوَ على الْمثل. 
لدغ
لَدَغَتْه العقرب تَلْدَغُه وتَلْدَاغاً؛ فهو مَلْدُوْغٌ ولَدِيْغٌ، ومنه قول النبي - صلى الله عله وسلم -: لا يُلْدَغُ المؤمن من حجر مرتين. وقوم لَدْغى ولُدَغَاءُ.
ويقال - أيضاً -: قوم لَدْغى ولُدَغَاءُ: وقاع في الناس.
وقال ابن دريد: لَدَغَتْه الحية لَدْغاً.
ولَدَغْتُ فلانا بكلمة: إذا نزغته بها، قال رؤبة:
وذاق حيات الدواهي اللُّدَّغِ ... مني مقاذيف مدق مِفْدَغِ
ورجل مِلْدَغٌ: إذا كان يفعل ذلك بالناس.
وقال ابن عباد: اللُّدَّاغُ - بالضم والتشديد -: الشوك وطرفه المحدد.
واللُّدّاغَةُ: القارصة من الرجال.
لدغ: عامية لثغ (محيط المحيط مادة لثغ: وبعض العامة تقول يبدل الثاء دالاً في كل ذلك فيقول لدَغ) واللثغ أنواع ومنه اللثغ بالراء: لدغ في حرف الراء (بوشر).
لدّغ: تلجلج، تعتع (هلو).
لدّغ (بالتشديد):من اصطلاح الطب البيطري والمقصود فصد الفرس بالمشرط (ابن العوام 672:2 و673 كليمنت موليه 2:2، 210).
لدّغ: انظرها في مادة لدّغ.
ألدغ فلاناً العقربَ: أرسلها عليه تلدغه (محيط المحيط، المقري 262:2).
التدغ: انظرها في المعجم اللاتيني في مادة moedere.
لدْغة: شكَة، غرزة (حيان، بسام 1، 274): كان لديه خمسمائة مغنية وربما لم يكن حظ الحسناء منهن غير لدغة العضة (القِضة أو القَضة) ثم لا يعود الدهر إليها).
لدغة: تعب ولدغة (وفي معجم اللاتيني vexatio) .
لُدغة: عامية لُثْغة (محيط المحيط): لجلج، تلجلج (هلو).
لُدغة: لهجة، طريقة تلفّظ خاصة لشعب أو منطقة ما (بوشر).
لداغ: شائك، غارز، قارص (باين سميث 1666).
ألدغُ عامية ألثغُ: لثغ بالراء (بوشر).
[لدغ] نه: فيه: أعوذ بك أن أموت "لديغًا"، أي ملدوغًا. ط: تعوذه صلى الله عليه وسلم من مثله تعليم لأمته وإلا فهو معصوم من مثله. ومنه: مروا بماء فيه "لديغ" أو سليم، أي بأهل ماء أي حي نازلين عليه، وضمير فيه للمضاف المحذوف، واللدغ لذوات السموم من حية أو عقرب، وأكثر استعماله فيمن لدغته العقرب، والسليم فيمن لسعته الحية تفاؤلًا، وفيه جواز الاستئجار على قراءة القرآن، ولا ينافي ح القوس، لأن صاحبه كان محتسبًا لا أجيرًا، وحتى- غاية قالوا: أخذتَ! أي لم يزالوا ينكرون عليه في الطريق حتى قدموا. وفيه: "لا يلدغ" المؤمن من جحر مرتين، يروى على الخبر بمعنى أن المؤمن الممدوح هو الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى، وقيل: إنه في المخادع في أمر الآخرة دون ايا، وعلى النهي بمعنى لا يخدعن المؤمن من ناحية الغفلة فيقع في مكروه، وهذا يصلح في أمر الدنيا والآخرة، يريد أنه ليس من شيم المؤمن الحازم الغضوب لله والذاب عن دينه أن يتخدع من مثل الغادر المتمرد ويحلم مرة بعد أخرى، بل ينتقم لله وينتصر من عدوه- ويتم في لسع. ن: ورد حين أسر النبي صلى الله عليه وسلم أبا غزة الشاعر يوم بدر فمن عليه وعاهده أن لا يحرض عليه ولا يهجوه، فلحق قومه ثم رجع إلى التحريض والهجاء، ثم أسره يوم أحد فسأله المن فقاله. ش: فأمر فضرب عنقه، روى أنه سئل عن عمر فقيل: كان كالطير الحذر الذي يرى أن له في كل طريق شركًا يأخذه. ك: هو على النهي بكسر غين وصلا. ن: ومنه: أما إني لم أكن في صلاة- بخفة ميم- ولكني "لدغت"، أي أصبت بسم عقرب أو غيرها.
لدغ
لدَغَتْهُ العَقْرَبُ، زادَ ابنُ دُرَيدٍ: والحَيَّةُ، كمَنَعَ، تَلْدَغُ لَدْغاً، وقيلَ: اللَّدْغُ بالفَمِ، واللَّسْعُ بالذَّنَبِ، وقالَ الليثُ: اللَّدْغُ بالنّابِ، وَفِي بَعْضِ اللُّغاتِ تَلْدَغُ العَقْرَبُ.
قالَ شَيْخُنَا: واللَّدْغُ للحَارّاتِ، كالنّارِ ونَحْوِها، ومَن جَوَّزَ إعْجَامَ الذّالِ مَعَ الغَيْنِ المُعْجَمَةِ فِي مَعْنَاهُ فقدْ وَهِمَ، لما عُلِمَ أنَّ الذّالَ والغَيْنَ المُعْجَمَتَيْنِ لَا يَجْتَمِعانِ فِي كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ انْتهى.
وقالَ أَبُو وَجْزَةَ: اللَّدْغَةُ جامِعَةٌ لِكُلِّ هامَّةٍ تَلْدَغُ لَدْغاً، وتَلْدَاغاً بفَتْحِهِمَا فهُوَ مَلْدُوغٌ، ولَدِيغٌ، ومنهُ الحديثُ: وأعُوذُ بكَ أنْ أمُوتَ لَدِيغاً، وهُوَ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، وكذلكَ الأُنْثَى، وقَوْمٌ لَدْغَى، ولُدَغاءُ، وَلَا يُجْمَعُ جَمْعَ السَّلامَةِ، لأنَّ مُؤَنَّثَهُ لَا تَدْخُلُه الهاءُ.
وَمن المَجَازِ: قَوْمٌ لَدْغَى، ولُدَغاءُ: وُقّاعٌ فِي النّاسِ.
وَمن المَجَازِ أيْضاً: لَدَغَهُ بكَلِمَةٍ لَدْغاً، أَي: نَزَغَهُ بهَا، نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ.
والمِلْدَغُ كمِنْبَرٍ: مَنْ كانَ ذلكَ فِعْلُه ودَأْبُه، وهُوَ مجازٌ أيْضاً.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: اللُّدّاغُ، كزُنّارٍ: الشَّوْكُ، وطَرَفُه المُحَدَّدُ، وَهُوَ مجازٌ أيْضاً.
وَمن المَجَازِ أيْضاً: اللّدّاغَةُ بهاءٍ ومَقْتَضاهُ أنْ يَكُونَ بالضَّمِّ والصَّوابُ أنَّه بالفَتْحِ مَعَ التَّشْدِيدِ وَهُوَ القارِصَةُ منَ الرِّجَالِ، كَمَا هُو نَصُّ المُحِيطِ، وَفِي الأساسِ: فلانٌ قَرّاصَةٌ لدّاغَة.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: ألْدَغْتُه: إِذا أرْسَلْتَ إليْه حَيَّةً تَلْدَغُه، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
واللُّدَّغُ، كسُكَّرٍ: جَمْعُ لادِغٍ، وحَيَّةٌ لادِغَةٌ، وحَيّاتٌ لُدَّغٌ، ومنْهُ قَوْلُ رُؤُبَةَ: وذاقَ حَيّاتُ الدَّوَاهِي اللُّدَغ مِنِّي مَقَاذِيفَ مِدَقٍّ مِفْدَغِ ويُقَالُ: أصَابَهُ منْهُ ذُبابٌ لادِغٌ، أَي: شَرٌّ، عنِ ابْنِ الأعْرَابِيِّ وهُوَ مجازٌ. واللَّدْغَةُ فِي اللِّسانِ: اللُّثْغَةُ، عامِّيَّةُ.)

دَار السَّلَام

دَار السَّلَام: الْجنَّة قَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله أَنه مركب إضافي سميت الْجنَّة بِهِ إِمَّا لِأَن أَهلهَا سَالم عَن الْآفَات أَو لأَنهم مخاطبون بِالسَّلَامِ لِأَن خَزَنَة الْجنَّة تَقول لأَهْلهَا سَلام عَلَيْكُم طبتم فادخلوها خَالِدين. وعَلى هذَيْن التَّقْدِيرَيْنِ يكون لفظ السَّلَام مصدرا. أَو لِأَن السَّلَام من أَسْمَائِهِ تَعَالَى أضيفت الْجنَّة إِلَيْهِ تَشْرِيفًا لَهَا كَمَا يُقَال بَيت الله لمَسْجِد الله الْحَرَام فَحِينَئِذٍ يكون لفظ السَّلَام صفة مشبهة انْتهى. فَإِن قيل مَا وَجه تَخْصِيص إِضَافَة الدَّار إِلَى هَذَا الِاسْم من أَسْمَائِهِ تَعَالَى دون اسْم آخر مِنْهَا مَعَ أَن التشريف حَاصِل بِغَيْرِهِ أَيْضا قُلْنَا: لما كَانَت الْجنَّة دَار السَّلامَة أضيفت إِلَى اسْم فِيهِ معنى السَّلامَة للتعظيم والتشريف فَوجه التَّخْصِيص وجود معنى السَّلامَة فِي كل مِنْهُمَا فَافْهَم. وَمعنى السَّلَام على تَقْدِير كَونه من أَسْمَائِهِ تَعَالَى ذُو السَّلامَة عَن النقائص أَو الَّذِي مِنْهُ السَّلامَة فِي المبدأ وَبِه السَّلامَة فِي الْمعَاد أَي الْمُعْطِي للسلامة.

ضطر

[ضطر] نه: من يعذرني من هؤلاء "الضياطرة"، هم الضخام الذين لا غناء عندهم، جمع ضيطار.
ضطر: الضَّيْطَرُ: اللَّئيمُ من الرِّجَالِ الضَّخْمُ، وكذلك الَضيْطارُ، وهُمُ الضَّيْطارُوْنَ. والَضَوْطَرُ: العَظِيْمُ في خَلْقِه. ويقولونَ: يا أبا الضَّوْطَرى، يُقال ذلك في الاسْتِحْقَارِ مَقْصُوراً. وضاطِرٌ: لَقَبٌ في شِعْرِ جَرِيْرٍ.
[ضطر] الضَيْطَرُ: الرجل الضخم الذي لا غناء عنده. وكذلك الضوطر والضوطرى. وقال جرير: تعدون عقر النيب أفضل مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا - يريد: هلا الكمى. وكذلك الضيطار، والجمع الضيطارون. وقال الشاعر : تعرض ضيطارو فعالة دوننا * وما خير ضيطار يقلب مسطحا - يقول تعرض لنا هؤلاء القوم ليقاتلونا، وليسوا بشئ لانه لا سلاح معهم سوى المسطح. وفعالة: كناية عن خزاعة. وكذلك الضياطرة، مثل بيطار ويباطرة. وأنشد الاخفش لخداش بن زهير: وتلحق خيل لا هوادة بينها * وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر - أراد: وتشقى الضياطرة بالرماح، فقلبه.
الضاد والطاء والراء ض ط ر

الضَّوْطَرُ العظيم وكذلك الضَّيْطَرُ والضَّيْطارُ وقيل هو الضخمُ اللَّئِيمُ وقيل الضَّيْطَرُ والضَّيْطَريُّ الضَّخْمُ الجَنْبيْن العظيمُ الاستِ والجمع ضَيَاطِرُ وضَيَاطِرةٌ وقالوا ضَيَاطِرُون كأنهم جمعُوا ضَيْطَراً على ضَياطِر ثم جَمَعُوا ضَيَاطِر جَمْعَ السَّلامَة وقولُه

(ونَرْكَبُ خَيْلاً لا هَوَادَةَ بَيْنَها ... وتَشْقَى الرِّماحُ بالضَيَاطِرةِ الحُمْرِ)

يجوز أن يكون عَنَى أن الرِّماح تَشْقَى بهم أي أنهم لا يُحسِنُون حَمْلَها ولا الظَّعْنَ بها ويجوز أن يكون على القَلْب أي أنهم لا يُحْسِنُونَ حَمْلَها ولا الظعنَ بها ويجوز أن يكون على القَلْبِ أي تَشْقَى الضَّياطِرةُ بالرِّماحِ يعني أنهم يُقْتَلُونَ بها وهو الصحيح والضَّيْطَارُ التاجر لا يَبْرَحُ مكانَه وبنو ضَوْطَرَى حيٌّ معروفٌ وقيل الضَوْطَرَى الحَمْقَى قال جريرٌ

(تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أفْضَلَ مَجْدِكُمْ ... بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المُقَنَّعا)

وأبو ضَوْطَرَى كُنيةُ الجُوعِ
ضطر
: (الضَّوْطَرُ، والضَّيْطَرُ، والضَّيْطَارُ: العَظِيمُ) من الرّجالِ.
(أَو) الضَّيْطَرُ: الرَّجُلُ (الضَّخْمُ) الَّذِي لَا غَنَاءَ عنْدَه وكذالك الضَّوْطَر والضَّوْطَرَى، قالَه الجَوْهَرِيّ.
وَقيل: هُوَ الضَّخْمُ (اللَّئِيمُ) ، قَالَ الراجز:
صاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لذاكَ الضَّيْطَرِ
وَقيل: الضَّيْطَرُ، والضَّيْطَرَى: الضَّخْمُ الجَنْبَيْنِ (العَظِيمُ الاسْتِ، ج: ضَيَاطِرَةٌ، وضَيْطَارُونَ) ، وأَنشَد أَبو عَمْرو لعوف بنِ مالِكٍ:
تَعَرَّضَ ضَيْطَارُو فُعَالَةَ دُونَنَا
ومَا خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحَا وَقَالَ ابْن بَرّيّ: البيتُ لمالكِ بنِ عَوْفِ النّضرِيّ، وفُعَالَة: كِنَايَةٌ عَن خُزَاعَةَ، يَقُول: لَيْسَ فيهِم شيءٌ ممّا يَنْبَغِي أَن يكونَ فِي الرّجالِ إِلاّ عِظَم أَجسامِهِم، وَلَيْسَ لَهُم مَعَ ذالك صَبْرٌ وَلَا جَلَدٌ، وأَيّ خيرٍ عِنْد ضَيْطارٍ سِلاَحُه مِسْطَحٌ يُقَلِّبُه فِي يَدِه؟ .
وَفِي حَدِيث عليّ رضيَ الله عَنهُ: (مَنْ يَعْذِرُنِي من هاؤُلاءِ الضَّيَاطِرَةِ) . هم الضِّخامُ الَّذين لَا غَنَاءَ عِنْدهم، الْوَاحِد ضَيْطَارٌ، والياءُ زائدَةٌ، وَقَالُوا: ضَياطِرُون، كأَنّهم جَمَعُوا ضَيْطَراً على ضَيَاطِرَ وجمعوا ضَياطر جمع السَّلامَة.
(والضَّيْطَارُ: التَّاجِرُ لَا يَبْرَحُ مكانَه) ، كأَنَّه لضَخَامَتِه وثِقَلِه.
(والضَّيْطَرَى مَقْصُورَةً، والضَّوْطَارُ: من يَدْخُلُ السُّوقَ بِلَا رَأْسِ مالٍ، فيَحْتَالُ للكَسْبِ) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(وبَنُو ضَوْطَرَى: الجُوعُ. وحَيٌّ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ.
والصَّواب: وأَبُو ضَوْطَرَى: كُنْيَةُ الجُوعِ، وبَنُو ضَوْطَرَى: حَيٌّ معروفٌ، كَذَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ أَيضاً: وَقيل: الضَّوْطَرَى: الحَمْقَى، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح.
قَالَ: ويُقَال للقَوْم إِذا كانُوا لَا يُغْنُون غَنَاءً: بَنو ضَوْطَرَى، وَمن قولُ جَرِير يُخَاطِب الفَرَزْدَق حِين افتخرَ بعَقْرِ أَبِيهِ غالِبٍ فِي مُعَاقَرَةِ سُحَيْم بنِ وَثِيل الرِّيَاحِيّ مائَةَ ناقَة بِموضع يُقَال لَهُ صَوْأَر، على مَسِيرَةِ يومِ من الكُوفَة، ولذالك يَقُول جرير أَيضاً:
وَقد سَرَّنِي أَن لَا تَعُدَّ مُجَاشِعُ
من المَجْدِ إِلاَّ عَقْرَنِيبٍ بصَوْأَرِ
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وسَببُ ذالِك أَن غالِباً نَحَرَ بذالك الْموضع نَاقَة، وأَمَرَ أَن يُصْنَع مِنْهَا طعامٌ، وجعلَ يُهْدِي إِلى قَوم من بني تَمِيمٍ جِفَاناً، وأَهْدَى إِلى سُحَيْم جَفْنَةً فكَفَأَهَا، وَقَالَ: أَمُفْتَقِرٌ أَنا إِلى طَعَامِ غَالِبٍ إِذا نَحَرَ نَاقَةً؟ فنَحَر غالبٌ ناقَتَيْنِ، فنَحَرَ سُحَيْمٌ مثلَهما، فنَحَر غالبٌ ثَلَاثًا، فنحرَ سُحيمٌ مِثْلَهُنّ، فعَمَدَ غالبٌ فنَحَرَ مائَةَ ناقَةٍ، ونَكَلَ سُحَيْم، فافْتَخَر الفَرَزدقُ فِي شِعْره بكرمِ أَبِيهِ غالبٍ فَقَالَ:
تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُم
بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلَا الكَمِيَّ المُقَنَّعَا
يُريد: هَلاّ الكَمِيَّ، ويُروَى المُدَجَّجَا، وَمعنى تَعُدُّونَ: تَجْعَلُونَ وتَحْسَبُون، ولهاذا عَدّاه إِلى مفعولين.

ضطر: الضَّوْطَرُ: العظِيمُ، وكذلك الضَّيْطَرُ والضَّيْطارُ، وقيل: هو

الضَّخْمُ اللئيمُ، وقيل: الضَّيْطَرُ والضَّيْطَرَى الضخمُ الجَنْبينِ

العظيمُ الاسْت، وقيل: الضَّيْطَرُ الضخمُ الجَنْبينِ العظيمُ الاسْت،

وقيل: الضَّيْطَرُ العظيمُ من الرجالِ، والجمعُ ضَياطِرُ وضَياطِرةٌ

وضَيْطارُونَ؛ وأَنشد أَبو عمرو لعَوْفِ بن مالك:

تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالَةَ دُونَنا،

وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحَا؟

يقول: تَعَرَّضَ لنا هَؤُلاءِ القَوْمُ ليُقاتِلُونا ولَيْسوا بشيءٍ

لأَنَّه لا سِلاَحَ معهم سوى المِسْطَح؛ وقال ابن بزي: البيت لمالك بن عوف

النَّضْرِيّ. وفُعالةُ: كنايةٌ عن خُزاعةَ، وإِنما كَنَى هو وغيرُه عنهم

بفُعالَة لكَونِهم حُلَفاءَ لِلّنبيّ، صلى الله عليه وسلم، يقول: ليس فيهم

شيءٌ مما يَنْبَغِي أَن يكونَ في الرجالِ إِلاَّ عِظَمَ أَجْسامِهم،

وليس لهم مع ذلك صَبْرٌ ولا جَلَدٌ، وأَيُّ خَيْرٍ عند ضَيْطارٍ سِلاحُه

مِسْطَحٌ يُقَلِّبُه في يده؟ وقيل: الضَّيْطَرُ اللئيمُ؛ قال الراجز:

صَاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لِذاكَ الضَّيْطَرِ؟ الجوهري: الضَّيْطَرُ الرجلُ

الضخمُ الذي لا غَناءَ عِنْدَه، وكذلك الضَّوْطَرُ والضَّوْطَرَى. وفي

حديث عليّ، عليه السلام: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ هؤلاءِ الضَّياطِرةِ؟ هم

الضَّخامُ الذين لا غَناءَ عندهم، الواحدُ ضَيْطارٌ، والياء زائدة، وقالوا

ضَيَاطِرُون كأَنَّهم جَمَعُوا ضَيْطَراً على ضَياطِرَ جَمْعَ السلامةِ؛

وقول خِداش

بنِ زُهَير:

ونَرْكَبُ خَيْلاً لا هَوَادَةَ بَيْنَها،

وتَشْقَى الرِّماحُ بالضَّياطِرة الحُمْرِ

قال ابن سيده يجوز أَن يكونَ عَنَى أَن الرماحَ تَشْقَى بهم أَي أَنهم

لا يُحْسِنون حَمْلَها ولا الطَّعْنَ بها، ويجوز أَن يكونَ على القَلْبِ

أَي تَشقى الضياطرَةُ الحُمْرُ بالرماح يعني أَنَّهم يُقْتَلُون بها.

والهَوادةُ: المُصالحَةُ والمُوادعةُ. والضَّيْطارُ: التاجرُ لا يَبْرحُ

مكانَه.

وبَنُو ضَوْطَرى: حَيٌّ معروف، وقيل: الضَّوْطَرَى الحَمْقى، قال ابن

سيده: وهو الصحيح. ويقال للقوم إِذا كانوا لا يَغْنون غَناءً: بَنُو

ضَوطَرَى؛ ومنه قول جرير يُخاطبُ الفرزدقَ حين افتخر بعَقْرِ أَبيه غالب في

معاقرة سُحَيم بن وُثَيلٍ الرِّياحِي مائةَ ناقة بموضع يقال له صَوْأَرٌ على

مسيرة يوم من الكوفة، ولذلك يقول جرير أَيضاً:

وقد سرّني أَنْ لا تَعُدَّ مُجَاشِعٌ

من المَجْد إِلاَّ عَقْرَ نِيبٍ بصَوأَرِ

قال ابن الأَثير: وسببُ ذلك أَن غالباً نحرَ بذلك الموضعِ ناقةً وأَمَر

أَنْ يُصْنعَ منها طعامٌ، وجعَلَ يُهْدُِي إِلى قومٍ من بني تميمٍ

جِفاناً، وأَهْدَى إِلى سُحَيم جَفنةً فكفأَها، وقال: أَمُفتَقِرٌ أَنا إِلى

طعامِ غالبٍ إِذا نَحرَ ناقَةً؟ فَنَحَرَ غالبٌ ناقتين فَنَحَرَ سُحيمٌ

مثْلَهما، فنحر غالبٌ ثلاثاً فنَحر سُحَيمٌ مثلَهن، فعَمَدَ غالبٌ فَنَحَرَ

ما ناقةٍ ونَكَلَ سُحَيْمٌ، فافتخر الفرزدقُ في شِعْره بكَرم أَبيه غالب

فقال:

(* قوله: «فقال» يعني جريراً كما يفيده كلام المؤلف بعد).

تَعُدُّون عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكم،

بَني ضَوْطَرَى، لولا الكَمِيَّ المُقَنَّعا

يُريدُ: هَلاَّ الكَمِيَّ، ويروى: المُدَجَّجا، ومَعْنى تَعُدُّون

تَجْعَلُون وتَحْسَبون، ولهذا عدَّاه إِلى مفعولين؛ ومثله قول ذي

الرُّمَّة:أَشَمّ أَغَرّ أَزْهَر هِبْرِزِيّ،

يَعُدُّ القاصِدِينَ له عِيالا

قال: ومثله للكميت:

فأَنتَ النّدَى فيما يَنُوبُك والسَّدَى،

إِذا الخَوْدُ عَدّتْ عُقْبةَ القِدْر مالَها

قال: وعليه قول أَبي الطيب:

ولَو انَّ الحياةَ تَبْقَى لِحَيٍّ،

لَعَدَدْنا أَضَلَّنا الشُّجْعانا

قال: وقد يجوز أَن يكون تَعُدّون في بيت جرير من العدّ، ويكون على

إِسقاط من الجار، تقديرُه تَعُدّون عقر النيب من أَفْضلِ مجدِكم، فلما أَسقط

الخافض تَعَدّى الفعلُ فنَصب.

وأَبو ضَوْطَرَى: كُنْيَة الجُوع.

شطأ

شطأ: الشَّطءُ: شَطْءُ الشَّجَرِ والنَّباتِ؛ وهو ما خَرَجَ من حَوْلِ الأصْلِ، الواحِدُ شَطْءٌ، والجَميعُ أشْطَاءٌ. وأشْطَأَتِ الشَّجَرَةُ. وشَطَّأْتُ الشَّيْءَ: أثْقَلْتُه. وشَطَأْتُ القَوْمَ: رَكِبْتَهم بما لا يُحِبُّونَ. وشَطَأْتُ المَرْأةَ شَطْأً: وَطِئْتَها. وشَطَاَ الرَّجُلُ النّاقَةَ يَشْطَؤها: إذا شَدَّها بالرَّحْلِ. ولَعَنَ اللهُ أُمّاً شَطَأَتْ به: أي رَمَتْ به. والشَّواطِىءُ في الدَّلْوِ: كالشَّرَاكِيْنِ في أسْفَلِها. وشاطِىءُ البَحْرِ: مَعْروفٌ، والشُّطْآنُ جَمْعُه.
شطو وشطى: شَطَاةُ: مَوْضِعٌ، والنِّسْبَةُ إليه شَطَوِيٌّ، فيه ثِيَابُ كَتّانٍ. وانْشَطَى مِنّا فلانٌ: أي انْشَعَبَ. وقُدِّمَ طَعَامٌ فما شَطَّيْناه: أي ما أفْنَيْناه. والتَّشْطِيَةُ: التَّفْرِيْقُ والتَّقْسِيْمُ، شَطَّيْتُ اللَّحْمَ. وفَرَّقَه أشْطاءً: أي أقْسَاماً. والشَّطِيُّ: دَبَرَةٌ من دِبَارِ الأرْضِ بوَزْنِ الشَّقيِّ، والجَميعُ شِطْيَانٌ.
شطأ: واد مشطئ: قد سال شطّاه ولم يسل بأجمعه (ابن دريد، رايت).
(شطأ)
الزَّرْع شطئا وشطوءا خرج شطؤه وَالأُم بِالْوَلَدِ وَلدته وَالرجل مَشى على الشاطئ
شطأ: {شطأه}: فراخه. أشطأ: أفرخ. {شاطئ}: شط، وهو الجانب. 
ش ط أ

شاطأت صاحبي إذا مشيت على شاطيء وهو على آخر. وأشطا الشجر والنبات: أخرج شطأه وهو ما ينبت حواليه. وتقول: طال أشاؤه، وكثرت أشطاؤه.
ش ط أ: (شَطْءُ) الزَّرْعِ وَالنَّبَاتِ فِرَاخُهُ، وَقَالَ الْأَخْفَشُ: طَرَفُهُ وَقَدْ (أَشْطَأَ) الزَّرْعُ خَرَجَ (شَطْؤُهُ) وَشَاطِئُ الْوَادِي شَطُّهُ وَجَانِبُهُ وَيُقَالُ: (شَاطِئُ) الْأَوْدِيَةِ وَلَا يُجْمَعُ. 
[شطأ] شطء الزرع والنبات: فراخه، والجمع: أشطاءُ. وقد أَشْطَأَ الزَّرعُ: خرج شَطْؤُهُ. قال الأخفش: في قوله تعالى (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) أي طَرَفَهُ. أبو عمرو: شطَأت الناقة شَطْأً، شَددْتُ عليها الرَحْلَ. وشاطئُ الوادي: شَطُّهُ، وجانبُهُ. وتقول: شَاطِئُ الأودية، ولا تجمَعُ. وشاطَأْتُ الرجُلَ: إذا مشيت على شاطئٍ، ومشى هو على الشاطئ الآخر.
الشين والطاء والهمزة ش ط أ

الشَّطْءُ فرِاخُ الزَّرْعِ والنَّخْلِ وقيل هو وَرَقُ الزَّرْعِ وفي التنزيل {كزرع أخرج شطأه} الفتح 29 وَشَطْءُ الشَّجَرِ ما خَرَجَ حَوْلَ أَصْلِه والْجَمْعُ أَشْطَاءٌ وَأَشْطَأَ الشَّجَرُ بِغُصُونِهِ أَخْرَجَها وأشْطَأ الرَّجُلُ بَلَغَ وَلَدُهُ مَبْلَغَ الرِّجَالِ فَصَارَ مِثْلَهُ وَشَطْءُ الوادِي والنَّهْرِ جَانِبُهُ والْجَمْعُ شُطُوءٌ وَشَاطِئُه كَشَطْئِهِ والجمعُ شَوَاطِئُ وَشُطْآنٌ على أن شُطْآناً قد يكُونُ جمع شَطْءٍ قال

(وَتصَوَّحَ الْوَسْمِيُّ من شُطْآنِهِ ... بَقْلٌ بِظَاهِرِه وَبَقْلُ مِتَانِهِ)

وشاطِئُ الْبَحْر ساحِلُهُ وشَطِئَ مَشَى على شَاطِئِ النَّهْرِ ووادٍ مُشْطِئٌ سَالَ شاطئِاهُ ومنه قولُ بعضِ العربِ مِلْنَا الوادِيَ كذا وكذا فَوَجَدْنَاهُ مُشْطِئاً وَشَطَأَ المرْأَةَ يَشْطَؤُها شَطْأً نَكَحَهَا وَشَطَأَ الرَّجُلَ شَطْأً قَهَرَهُ وَشَطأَ بِالْحِمْلِ شَطْأْ أَثْقَلَهُ وشَطْيَأً الرَّجُلُ في رأيه كَرَهْيَأَ
شطأ
شَطءُ الزرع والنبات: فِراخُهُما، والجمع أشطاءٌ، وقال الخفش في قوله تعالى:) أخْرَجَ شَطْأَهُ (أي طرفه.
أبو عمرو: شَطَأْتُ الناقة شَطْأً: شَدَدْتُ عليها الرَّحْلَ.
وشَطَأَ المرأة: جامعها، قال:
يَشْطَؤُها بفَيْشَةٍ مِثِل أجَا ... لو وُجِئَ الفِيْلُ بها لَما نَجَا
ويُقال: لعن الله أُما شَطَأتْ به: أي طَرَحَتْه.
وقال ابن السكِّيت: شَطَأْتُ بالحمل: أي قَوِيْتُ عليه. وشَطَأْتُ البعير بالحمل: أثْقَلْته، وبكلَيهما فسِّر قول أبي حزام غالب بن الحارث العُكلي:
لأرْآدِها ولِزُؤّابِها ... كَشَطْئِكَ بالعِبءِ ما تَشْطَؤُهْ
وشاطئُ الوادي: شطُّه وجانبه. وتقول: شاطئ الأودية ولا يُجمع، كذا قال بعضهم، والصحيح أنه يُجمع شُطْآناً و
شواطئ. وشَطَأْتُ في شاطئ الوادي شَطْأً وشُطُوْءً: مشيتُ.
وأشْطَأَ الزرع: خرج شَطْؤه.
وأشْطَأَ الرجل: بلغ ابنه مبلغ الرجال: أي صار مثله، عن الدّيْنوري، مثل أصحب.
وشاطَأْتُ الرجل: إذا مَشَيْتَ على شاطئ ومشى هو على الشاطئ الآخر.
وشطَّأَ الوادي تَشْطِيْئاً: سال جانباه، عن ابن الأعرابي.
شطأ
شطَأَ يَشطَأ، شطْئًا وشُطُوءًا، فهو شاطئ
• شطَأ الزّرعُ: خرجت فروعُه أو سنابلُه، أو أوّلُ ما يظهر منه " {وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} ".
• شطَأ الرجلُ: مشى على الشّاطئ. 

أشطأَ يُشطئ، إشطاءً، فهو مُشْطِئ
• أشطأ الزَّرعُ: شطَأ؛ أورق "أشطأ الشّجرُ: أخرج غصونَه". 

شاطأَ يشاطئ، مشاطأةً، فهو مُشاطِِئ، والمفعول مُشاطَأ
• شاطأ صديقَه: مشى معه على الشاطئ. 

شاطِئ [مفرد]: ج شُطْآن وشواطئُ: يابس على طول حافّة محيط أو بحر أو بحيرة أو نهر " {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} " ° شاطئ السَّلامة/ شاطئ الأمان: النجاة من الخطر. 

شَطْء1 [مفرد]: ج أشطاء (لغير المصدر) وشُطوء (لغير المصدر):
1 - مصدر شطَأَ.
2 - أوّل ما يظهر من الشّجر أو الزرع " {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} ". 

شَطْء2 [مفرد]: ج شُطُؤ: جانب البحر أو النّهر أو الوادي. 

شُطوء [مفرد]: مصدر شطَأَ. 

شطأ: الشَّطْءُ: فَرْخُ الزَّرْع والنخل. وقيل: هو ورق الزَّرْع. وفي التنزيل: كزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ؛ أَي طَرَفَه وجمعه شُطُوءٌ. وقال الفرّاءُ: شَطْؤُه السُّنْبُل تُّنْبِت الحَبَّةُ عَشْراً وثمانياً وسَبْعاً،

فيَقْوَى بعضُه ببعض، فذلك قوله تعالى: فآزَرَه أَي فأَعانَه. وقال

الزجاج: أَخْرَج شَطْأَه أَخرج نباتَه. وقال ابن الأَعرابي: شَطْأَه:

فِراخَه. الجوهري: شَطْءُ الزَّرْعِ والنَّباتِ: فِراخُه. وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه في قوله تعالى: أَخرج شَطْأَه فآزَرَه. شَطْؤُهُ: نباتُه وفِراخُه. يقال: أَشْطَأَ الزَّرْعُ، فهو مُشْطِئٌ، إِذا فَرَّخَ.

وشاطِئُ النَّهرِ: جانِبُه وطَرَفُه.

وشَطَأَ الزَّرْعُ والنخلُ يَشْطَأُ شَطْأً وشُطُوءاً: أَخرج شَطْأَه.

وشَطْءُ الشجرِ: ما خَرج حول أَصله، والجمع أَشْطاءٌ. وأَشْطَأَ الشجرُ بغُصونه: أَخرجها. وأَشْطَأَتِ الشجرةُ بغُصونها إِذا أَخرجت غُصونَها. وأَشْطَأَ الزرعُ إِذا فَرَّخ.

وأَشطأَ الزرعُ: خَرجَ شَطْؤُه، وأَشْطَأَ الرجلُ: بَلغ ولَدُه مَبْلَغَ

الرِّجالِ فصار مثله.

وشَطْءُ الوادي والنَّهَر: شِقَّته، وقيل: جانبُه، والجمع شُطُوءٌ.

وشاطِئُه كشَطْئِه، والجمع شُطوءٌ وشَواطِئُ وشُطْآنٌ ،على أَن شُطْآناً قد يكون جمع شَطْءٍ. قال:

وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ مِنْ شُطْآنِه، * بَقْلٌ بِظاهِرِه، وبَقْلُ مِتانِه

وشاطِئُ البحر: ساحِلُه. وفي الصحاح: وشاطِئُ الوادي: شَطُّه وجانِبُه، وتقول: شاطِئُ الأَوْدِيةِ، ولا يُجمَعُ.

وشَطَأَ مَشَى على شاطِئِ النَّهرِ.

وشاطأْتُ الرَّجُل إِذا مَشَيْتَ على شاطئٍ ومَشَى هو على الشاطِئِ

الآخَر.

ووادٍ مُشْطِئٌ: سالَ شاطِئَاه. ومنه قول بعض العرب: مِلْنا لِوادِي

كذا وكذا، فوَجَدْناه مُشْطِئاً.

وشَطَأَ المرأَةَ يَشْطَؤُها شَطْأً: نَكَحَها. وشَطَأَ الرجلَ شَطْأً:

قَهَرَه. وشَطَأَ الناقةَ يَشْطَؤُها شَطْأً: شَدَّ عليها الرَّحْلَ.

وشَطَأَه بالحِمْلِ شَطْأً: أَثْقَلَه.

وشَطْيَأَ الرَّجُلُ في رَأْيِهِ وأَمرِهِ كَرَهْيَأَ.

ويقال: لَعَنَ اللّهُ أُمّاً شَطَأَتْ به وفَطَأَتْ به أَي طَرَحَتْه.

ابن اسكيت: شَطَأْتُ بالحِمْلِ أَي قَوِيتُ عليه، وأَنشد:

كشَطْئِكَ بالعِبْءِ ما تَشْطَؤُهْ

ابن الأَعرابي: الشُّطْأَةُ(1)

(1 قوله «الشطأة إلخ» كذا هو في النسخ هنا بتقديم الشين على الطاء والذي في نسخة التهذيب عن ابن الأعرابي بتقديم الطاء في الكلمات الأربع وذكر نحوه المجد في فصل الطاء ولم نرَ أَحداً ذكره بتقديم الشين، ولمجاورة شطأ طشأ طغا قلم المؤلف فكتب ما كتب.)

: الزُّكامُ، وقد شُطِئَ إِذا زُكِمَ، وأَشْطَأَ إِذا أَخَذَتْه الشُّطْأَةُ.

شط

أ1 شَطَأَ: see 4.

A2: Also He walked on the شَاطِئ, i. e. bank, or side, of the river. (K, * TA.) A3: And He cut lengthwise [into slices, or strips,] the hump of a camel, and a skin, or hide. (TA.) A4: He subdued, overcame, overpowered, or mastered, a man. (K.) b2: He compressed his wife. (K.) [And سَطَأَ and طَشَأَ signify the same.]

b3: شَطَأَالنَّاقَةَ, (AA, S, K,) aor. ـَ [as in other senses], (TA,) inf. n. شَطْءٌ, (AA, S,) He bound the saddle upon the she-camel. (AA, S, K.) b4: And شَطَأَ بِالحِمْلِ He burdened heavily, or overburdened, the camel with the load; (K;) inf. n. as above. (TA.) [But see what follows.]

A5: Accord. to ISk, (TA,) this last phrase signifies also, (K,) or شَطَأَتْ بِالحِمْلِ, as in the L, (TA,) He, (a man, K,) or she, (a camel, L, TA,) had strength, or power, to bear the load. (L, K, TA.) A6: شَطَأَتْ بِهِ She (his mother) cast him forth [from her womb]. (K.) One says, لَعَنَ اللّٰهُ أُمًّا شَطَأَتْ بِهِ, and so فَطَأَتْ به, May God curse a mother who cast him forth [from her womb]. (TA.) 2 شطّأ, inf. n. تَشْطِىْءٌ, It (a valley) had its two sides (شَاطِئَاهُ, TA) flowing [with water]. (IAar, K.) 3 شَاطَأْتُهُ I walked upon one شَاطِئ [i. e. bank, or side, of a river or valley,] while he walked upon the other شاطئ. (S, K. *) 4 اشطأ; (S, Msb;) or ↓ شَطَأَ, aor. ـَ inf. n. شَطْءٌ and شُطُوْءٌ; (K;) or both; (TA;) It put forth its شَطْء [or sprouts, &c.]; (S, K;) syn. فَرَّخَ; (Msb;) said of seed-produce; (S, Msb, K;) and in like manner said of palm-trees (نَخْل); and the former verb, said of trees (شَجَر), they put forth sprouts around their bases, or stems. (K.) And اشطأت الشَّجَرَةُ بِغُصُونِهَا The tree put forth its branches. (TA.) b2: And the former verb, (assumed tropical:) He (a man) had a son who had attained to manhood and become like him; (AHn, K;) like أَصْحَبَ. (TA.) Q. Q. 1 شَطْيَأَ, (K, TA,) said of a man, (TA,) i. q. رَهْيَأَ, (K, TA,) meaning He was weak (TA) in his opinion, or judgment, (K, TA,) and in his affair. (TA.) شَطْءٌ (S, Msb, K, &c.) and ↓ شَطَأٌ (TA as from the K [but not in the CK nor in my MS. copy of the K, though a known dial. var. of the former as will be shown in what follows,]) The فِرَاخ [or sprouts] of seed-produce, (IAar, S, Msb, K,) and of plants, or herbage, (S,) and of palm-trees: or the leaves thereof; (K. TA;) i. e. of seed-produce: (TA:) and the shoots that come forth (Msb, K) from, (Msb,) or around, (K,) the bases, or stems, (Msb, K,) of plants, or herbage, (Msb,) or of trees: (K:) pl. أَشْطَآءٌ, (S,) or شُطُوْءٌ. (K.) أَخْرَجَ شَطْأَهُ, in the Kur xlviii. last verse, means That has put forth its فِرَاخ [or sprouts]: (Bd, Jel:) or, accord. to Akh, its extremity: (S:) or its ears, (Msb, TA,) accord. to Fr; each grain, he says, producing ten, or eight, or seven: or, accord. to Zj, its plants: (TA:) and some read ↓ شَطَأَهُ, (Bd, Jel,) which is a dial. var.; and شَطَاهُ, and شَطَآءَهُ, and شَطَهُ, and شَطْوَهُ. (Bd.) b2: [See also شَطْأَةٌ.]

A2: And see شَاطِئٌ.

شَطَأٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

شَطْأَةٌ [app. a n. un. of شَطْءٌ, q. v. b2: Also] A green palm-branch: one says, لَهَا قَدٌّ كَالشَّطْأَةِ She has a figure like the green palm-branch. (A, TA.) b3: And A slice, or strip, i. e. a piece cut lengthwise, of a camel's hump, and of a skin, or hide. (A, TA.) شَاطِئٌ (S, Msb, K) and ↓ شَطْءٌ (K) The bank, or side, (شَطّ, S, K, and جَانِب, S, Msb,) of a valley (S, Msb, K) and of a river: (K:) and some say that the former signifies the extremity, or edge, or side, (طَرَف,) of a river; and the shore of the sea: the pl. of the latter is شُطُوْءٌ; and of the former, شَوَاطِئُ and شُطْآنٌ; (K, TA;) or this last, as is said in the M, may be pl. of شَطْءٌ. (TA.) Accord. to the S, one says also شَاطِئُ الأَوْدِيَةِ [meaning The sides of the valleys]; not assigning to شاطئ any pl.: but the truth is that the pl. is as stated above. (TA.)
شطأ
: (} الشَّطْءُ، يُحرَّكُ: فِرَاخُ النَّخْلِ والزَّرْعِ أَو) هُوَ (وَرَقُه) أَي الزَّرْع (ج {شُطُوءٌ) كقُعود (} وشَطَأَ) الزرعُ والنخلُ (كَمنَع) {يَشْطَأُ (} شَطْأً {وشُطُوءًا: أَخْرجَهَا) أَي فِراخَ الزَّرْع، قَالَ ابْن الأَعرابيّ:} شَطْؤُه: فِراخه، وَقَالَ الجوهريّ: شَطْءُ الزرعِ والنباتِ: فِراخُه، وَفِي التَّنْزِيل {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ {شَطْأَهُ} (الْفَتْح: 29) قيل أَي طَرَفه قَالَ الأَخفش، وَقَالَ الفَرَّاءُ: شَطْؤُه: السُّنبُل، تُنْبِتُ الحبَّةُ عَشْراً وثَمانِياً وسبْعاً، فيَقْوَي بعضُه ببعضٍ، فَذَلِك قَوْله {1. 020 فآزره} أَي فَأَعانَه، وَقَالَ الزّجّاج أَخرج شَطْأَه: نَباتَهُ وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: شَطْؤُه: نَباتُه وفِراخُه.
(و) الشَّطْءُ (مِنَ الشَّجَرِ: مَا خَرَجَ حَوْلَ أَصْلهِ ج} أَشْطَاءُ) كَفَرْخٍ وأَفراخ.
( {وأَشْطَأَ) الشجرُ بغُصونه (: أَخْرَجَها) ،} وأَشطأَت الشجرةُ بغصونها إِذا أَخرجت غُصونَها، وأَشطَأَ الزرعُ فَهُوَ مُشْطِيءُ إِذا فَرَّخَ، وأَشطَأَ الزرعُ: خَرَجَ شَطْؤُهُ.
وَفِي الأَساس: وَلها قَدٌّ {كالشَّطْأَةِ، وَهِي السَّعفة الخضراءُ، وأَعْطِني شَطْأَةً، وَهِي السَّعفة الخضراءُ، وأَعْطِني شَطْأَةً من سَنامٍ أَو أَديم، قِطْعَة مِنْهُ تُقطَع طُولا} وشطأَه قطعَه طُولاً.
(و) أَشطَأَ (الرَّجُلُ: بَلَغَ وَلَدُه) مَبلَغ الرِّجالِ (فصارَ مِثْلَهُ) ، عَن الدِّينورِيّ، مثل أَصْحَبَ.
(وشَطْءُ) الْوَادي و (النَّهْرِ: شَطُّه) وشقَّتُه، وَقيل: جانِبُه (ج {شُطُوءٌ) كفُلُوسٍ (} كشَاطِئه) وَيُقَال: شاطىءُ النَّهر: طَرَفُه، {وشاطىءُ الْبَحْر: ساحلُه، وَفِي (الصِّحَاح) : شاطِىءُ الْوَادي: شَطُّه وجانبُه، وَتقول:} شاطِىءُ الأَوْدِيَة، وَلَا يُجْمَع، كَذَا قَالَه بَعضهم، وَالصَّحِيح أَن (ج {شَوَاطِىءٌ) سَماعاً وقِياساً (} وشُطْآنٌ) باضم كَراكِبٍ ورُكْبَان، وَفِي (الْمُحكم) : على أَن شُطْآناً قد يكون جَمْعَ شَطْءٍ، قَالَ الشَّاعِر:
وَتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ مِنْ {شُطْآنِهِ
بَقْلٌ بِظَاهِرِهِ وبَقْلُ مِتَانِهِ
(} وَشَطَأَ: مَشَى عَلَيْهِ) أَي شاطىءِ النَّهر.
(و) شَطَأَ الرجلُ (النَّاقَةَ) ! يَشْطَؤُها شَطْأً (: شَدَّ عَلَيْهَا الرَّحْلَ) عَن أَبي عَمْرو.
(و) شَطَأَ (امرأَتَه) يَشْطَؤُها: (جَامَعَها) قَالَ:
يَشطَؤُهَا بِفَيْشَةٍ مِثْلِ أَجَا
لَوْ وُجِيءَ الفِيلُ بِهِ لَمَا وَجَا
(و) شَطَأَ (البَعِيرَ بِالحِمْل) شَطْأً (: أَثْقَلَه، و) قَالَ ابنُ السكّيت شَطَأَ (الرَّجُلُ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) شَطَأَت الناقةُ (بِالحِمْلِ: قَوِيَ عَليه) وبكلَيْهِما فُسِّر قولُ أَبي حِزامٍ غالبِ بن الْحَارِث العُكْلِيِّ:
لأَرْؤُدِهَا وَلِزُؤَّبِهَا
كَشَطْئِكَ بِالعِبْءِ مَا تَشْطَؤُهْ (و) شَطَأَت (الأُمُّ بِهِ) ، وَقَالَ: لعن اللَّهُ أُمًّا شَطَأَتْ بِهِ، وفَطَأَت بِهِ أَي (طرَحَتْهُ) .
(و) شَطَأَ الرجلُ (فُلاناً: قَهَرَهُ) .
( {وشَطَّأَ الوَادِي) بِالتَّشْدِيدِ (} تَشْطِيئاً) على الْقيَاس، فَهُوَ {مُشَطِّىءٌ (: سَالَ) شاطِئَاه أَي (جَانِباه) عَن ابْن الأَعرابيّ، وَمِنْه قولُ بعضِ الْعَرَب مِلْنَا لِوَادِي كَذَا وَكَذَا فوجدْناه} مُشَطِّئاً.
( {وشَطْيَأَ) الرجلُ (فِي رَأْيِه) وأَمره (: رَهْيَأَ) أَي ضَعُف، وزنا وَمعنى.
(} وشَاطَأْتُه) أَي الرجلَ (: مَشى كُلٌّ مِنَّا على شاطِىءٍ) أَي مشيت على شاطِىءٍ وَمَشى هُوَ على الشاطىءِ الآخَرِ.

فأد

ف أ د: (الْفُؤَادُ) الْقَلْبُ وَجَمْعُهُ (أَفْئِدَةٌ) . 
فأد: فئاد: ذكرها فريتاج، ولا وجود لهذه الكلمة. (أنظر فليشر معجم ص33).
مُفْأد: محرك بالمفأد وهو عود تحريك به النار. (ديوان امرئ القيس ص48 البيت 8، وشرح ديوان امرئ القيس ص126).
ف أ د

رجل مفؤود: مصاب الفؤاد، وقد فئد، وفأده الفزع، وفأدت الظبي: رميته فأصبت فؤاده. وتقول: فلان إن أبصرت زاده فمزؤود، وإن مررت بمفتأده فمفؤود. والمفتأد: موقد النار للشواء. وافتأدوا: أوقدوا ناراً ليشتووا.
فأد الفُؤادُ - مَهْمُوْز - القَلْبُ؛ سُميَ لتَفَؤُّدِه وتَوَقدِه.
وفُئِدَ الرجُلُ فهو مَفْؤُوْد: أصَابَه داءٌ في فُؤَادِه، وفَئِدَ: مِثْلُه. وفَئِيْد: ذاهِبُ الفُؤَادِ. وفَأدْتُه: أصَبْت فُؤَادَهُ.
وافْتَأدَ القَوْمُ: أوْقَدُوا ناراً ولَهْوَجُوا عليها لَحْماً. والمِفْأدُ: المِسْجَرَةُ. وفَأدْتُ لَحْماً: شَوَيْته. والأفْؤُوْدُ: المَوْضِعُ الذي يُفْأدُ فيه اللحْمُ أي يُشْوى.
فأد
فؤاد [مفرد]: ج أفئِدة:
1 - قلب "انفطر فؤادُ الأمِّ على ولدها- {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} - {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} - {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ} " ° حديد الفؤاد: متوقِّد الذهن- فارغ الفؤاد: خال من الهمّ والحزن أو سيِّئ الحال لا أمل فيه.
2 - عقل "إنّه راجح الفُؤاد- {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} ". 
[فأد] الفُؤادُ: القلبُ، والجمع الأفْئِدَةُ: وفَأَدْتُهُ فهو مَفْؤودٌ: أصبت فُؤادَهُ، وكذلك إذا أصابه داء فؤاده. الكسائي: رجلٌ مَفْؤودٌ وفَئيدٌ: لا فؤادَ له. وفَأَدْتُ الخُبْزَةَ: مَلَلُتها. وفَأدْتُ للخُبْزَةِ إذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه. وذلك الموضع أُفْؤُودٌ، على أفعول. والخَشَبةُ التي يحرَّك بها التنُّور مِفْأَدٌ، والجمع مَفائِدُ. والمِفأدُ أيضاً: السَفُّودُ، وكذلك المِفْأدةُ. وهو من فَأدْتُ اللحمَ وافْتَأدْتُهُ، إذا شويتَه. ولحم فئيد، أي مشوى.
(فأد) - في الحديث : "إنَّك رَجُلٌ مَفْؤُودٌ"
: أي أُصِيبَ فؤادُه وَوَجِعَ. والفُؤَاد: وَسَطُ القَلْب .
قيل: سُمِّي به لتفَؤُّدِه: أي حَرَارَته وتَوقُّدِه، والمِفآد: السَّفُّود . وفَأَدْتُ الخُبْزةَ: مَلَلْتُها . واللَّحمَ: شَوَيتُه؛ فهو فَئِيد : أي مَشْوِيّ.
وقيل: فُئِد الرجلُ فهو مَفْئودٌ وفَئِدٌ أيضا. ويقال: فَئِيد بمعنى مَفْئُود. وفَأدتُه فَأْداً: أَصَبتُ فُؤادَه. وقيل: الفُؤادُ: غِشاءُ القَلْب، والقَلبُ حَبَّتُه وسُوَيْدَاؤه، ويُشبِه أنه كان مَصْدُورا فكَنَي بالفُؤاَد عنه؛ لأنه مَحَلُّ الفُؤادِ.
فأد
الْفُؤَادُ كالقلب لكن يقال له: فُؤَادٌ إذا اعتبر فيه معنى التَّفَؤُّدِ، أي: التّوقّد، يقال: فَأَدْتُ اللّحمَ: شَوَيْتُهُ، ولحم فَئِيدٌ: مشويٌّ. قال تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى [النجم/ 11] ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ [الإسراء/ 36] ، وجمع الفؤاد: أَفْئِدَةٌ.
قال: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ [إبراهيم/ 37] ، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ
[الملك/ 23] ، وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم/ 43] ، نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ [الهمزة/ 6- 7] . وتخصيص الأفئدة تنبيه على فرط تأثير له ، وما بعد هذا الكتاب من الكتب في علم القرآن موضع ذكره.
[فأد] نه: عاد سعدًا وقال: إنك رجل "مفؤود"، أي أصيب فؤاده بوجع، من فئد فهو مفؤود، فأدته: أصبت فؤاده. ط: واثت الحارث بن كلدة، وإنما نعت له العلاج بعد ما أحاله إلى الطبيب لما رأى هذا النوع من العلاج أيسر وأنفع، أو يثق على قول الطبيب إذا رآه موافقًا لما نعته؛ وفيه جواز مشاورة الكافر في الطب إذ لم يصح إسلام الحارث، قوله: يتطبب- أي يعلم الطب، فليأخذ- أي الحارث، فليجأهن مع نواهن- أي يكسرهن بالدق مع النواة، وأمر الطبيب به لأنه أعلم باتخاذ كيفية الاستعمال، ومرض سعد هذا كان بمكة عام الفتح. نه: ومنه ح عطاء: قيل له: رجل "مفؤود" ينفث دمًا، أحدث هو؟ قال: لا، والفؤاد القلب أو وسطه أو غشاؤه- أقوال، والقلب حبته وسويداؤه، وجمعه أفئدة. ومنه ح اليمين: هم أرق "أفئدة" وألين قلوبًا. ش: فيه تفنن على اتحاد القلب والفؤاد، وأريد باللين الخشية وسرعة الإجابة والتأثر بقوارع التذكير والسلامة عن غلظ وقساوة في قلوب الفدادين. ط: فإن الفؤاد- وهو غشاء القلب- إذا رق نفذ القول فيه ووصل إلى ما وراءه، والقلب إذا لان نفذ الشيء إلى داخله، وعلى اتحادهما كرر المعنى الواحد مبالغة.

فأد: فأَد الخبزة في المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً: شواها. وفي التهذيب:

فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها في المَلَّةِ.

والفَئِيدُ: ما شُوِيَ وخِبِزَ على النار. وإِذا شوي اللحمُ فوق

الجمْرِ، فهو مُفْأَدٌ وفئيد. والأُفؤُودُ: الموضع الذي تُفْأَدُ فيه.

وفَأَدَ اللحمَ في النار يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه: شواه.

والمِفْأَدَةُ: السَّفُّودُ، وهو من فأَدت اللحم وافتأَدته إِذا شويته. ولحم

فَئِيدٌ أَي مشويٌّ. والفِئد: الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود. قال

مرضاوي يخاطب خويلة:

أَجارَتَنا، سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ

عليَّ، وتَشْهادُ النَّدامَى مع الخمرِ

كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ، وما ارتمتْ

به بين جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ

(* قوله «ملوذر» أراد من الوذر).

والمِفْأَدُ: ما يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى به؛ قال الشاعر:

يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً

مع الذئْبِ، يَعْتَسَّانِ ناري ومِفْأَدي

ويقال له المِفْآدُ على مِفْعالٍ. ويقال: فَحَصْت للخُبزَةِ في الأَرض

وفَأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً، والاسم أُفْحُوصٌ وأُفْو ودٌ، على

أُفْعُول، والجمع أَفاحيصُ وأَفائِيدُ. ويقال: ففَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جعلت

لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه.

والخشبة التي يحرَّك بها التنور مِفْأَدٌ، والجمع مفائِدُ

(* قوله

«والجمع مفائد» في القاموس والجمع مفائيد.) وافْتَأَدُوا: أَوقدوا ناراً.

والفئِيدُ: النارُ نفسُها؛ قال لبيد:

وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى،

وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ

والمُفْتَأَدُ: موضع الوَقُود؛ قال النابغة:

سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفّتَأَدِ

والتَّفَؤُّدُ: التَّوَقُّد. والفؤاد: القلبُ لِتَفَوُّدِه وتوقُّدِه،

مذكر لا غير؛ صرح بذلك اللحياني، يكون ذلك لنوع الإِنسان وغيره من أَنواع

الحيوان الذي له قلب؛ قال يصف ناقة:

كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ، أَما فُؤادُها

فَصَعْبٌ، وأَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ

والفؤادُ: القلب، وقيل: وسَطُه، وقيل: الفؤاد غِشاءُ القلبِ، والقلبُ

حبته وسُوَيْداؤُه؛ وقول أَبي ذؤيب:

رآها الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه،

نِيافاً من البيضِ الحِسانِ العِطائِلِ

رأَى ههنا من رؤية القلب وقد بينه بقوله رآها الفؤاد والمفعول الثاني

نيافاً، وقد يكون نيافاً حالاً كأَنه لما كانت محبتها تلي القلب وتدخله صار

كأَن له عينين يراها بهما؛ وقول الهذلي:

فقامَ في سِيَتَيْها فانْحَنى فَرَمى،

وسَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ

يعني ببنات الجَوْف الأَفئدةَ، والجمع أَفئدةٌ؛ قال سيبويه: ولا نعلمه

كُسِّر على غير ذلك. وفي الحديث: أَتاكم أَهلُ اليمن هم أَرقُّ أَفئِدةً

وأَلْيَنُ قلوباً. وفأَده يَفْأَدُه فَأْداً: أَصاب فؤاده. وفَئِدَ

فَأَداً: شكا فُؤَادَه وأَصابه داء في فؤَاده، فهو مَفؤُودٌ. وفي الحديث: أَنه

عاد سعداً وقال إِنك رجل مَفْؤُودٌ. المفؤُودُ: الذي أُصيب فوادُه بوجه.

وفي حديث عطاء: قيل له: رجل مَفؤُودٌ يَنْفُثُ دماً أَحَدَثٌ هو؟ قال:

لا؛ أَي يُوجعهُ فُؤَادُه فَيَتَقَيَّأُ دماً. ورجل مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ: لا

فؤَادَ له؛ ولا فِعْل له. قال ابن جني: لم يُصَرِّفُوا منه فِعلاً،

ومفعول الصفة إِنما يأْتي على الفعل نحو مَضْرُوب من ضُرِب ومقتول من قُتِلَ.

التهذيب: فأَدْت الصيْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه.

ف

أد1 فَأَدَهُ, (T, S, M, A, L, K,) aor. ـَ inf. n. فَأْدٌ, (M, L,) He, or it, hit, struck, smote, affected, or hurt, his (a man's, K) فُؤَاد [or heart, &c.]: (S, M, L, K:) he hit, or smote, him, (Az, T,) or shot, or shot at, and hit, or smote, him, namely a gazelle, (A,) or an animal of the chase, (Az, T,) in his فُؤَاد. (Az, T, A.) b2: And, said of a disease, (S,) and of fear, (A,) It smote, or affected, his فُؤَاد: (S, A:) or, said of fear, it rendered him cowardly. (K.) b3: And فُئِدَ, (T, M, A, L, K,) inf. n. فَأْدٌ; (M, L;) and فَئِدَ; (K;) He had a disease in his فُؤَاد: (T:) or he had a complaint thereof: (M, L, K:) or he had a pain therein: (K:) or he was, or became, hit, struck, smitten, affected, or hurt, therein. (A.) A2: فَأَدَ الخُبْزَةَ, (T, S, M, L,) or الخُبْزَ, (K,) aor. as above, and so the inf. n., (M, L,) He put the cake of bread, or lump of dough, (T, S,) or the bread, (K,) into the hot ashes; (T, S, K;) and baked it therein: (T:) or he toasted [or baked] (M, L) the cake of bread, or lump of dough, [or the bread,] in the hot ashes. (M, * L.) and فَأَدَ اللَّحْمَ (S, M, L, K) فِى النَّارِ, (M, L, K,) aor. and inf. n. as above, (L,) He roasted the flesh-meat [in the fire]; as also ↓ افتأدهُ. (S, M, L, K.) b2: And فَأَدَ لِلْخُبْزَةِ, (S, L,) aor. and inf. n. as above, (L,) He made for the cake of bread, or lump of dough, a place in the hot ashes, or in the fire, to put it therein [for the purpose of baking it]. (S, L.) A3: فَأَدَ لِفُلَانٍ He acted well, or kindly, to such a one, in his affair, in absence: so in the “ Nawádir ” of Lh. (TA.) 5 تفأّد i. q. تَوَقَّدَ [i. e., when said of fuel, It burned, burned up, burned brightly or fiercely, blazed, or flamed]: (M, L, K:) [and] so when said of the heart [i. e. It became excited with ardour, or eagerness]. (M, L, K. *) And i. q. تَحَرَّقَ [It burned much, as a quasi-pass. v.]: (so in copies of the K, in SM's copy and in my MS. copy and in the CK:) or, as in MF's copy of the K, تَحَرَّكَ [it was, or became, in a state of motion, or commotion]: (TA:) [See what is said of the derivation of فُؤَادٌ.]8 افتأدوا They lighted a fire (M, A, L, K) for the purpose of roasting. (A) A2: See also 1, latter half.

فَأْدٌ: [see 1, of which it is the inf. n.: and] see the paragraph here following.

فُؤَادٌ (S, M, A, Msb, K, &c.) and فَوَادٌ, which is strange, (K,) but said by Esh-Shiháb to be a dial var., and to be without reason disallowed by AHát; (TA;) of the masc. gender only; (Lh, M, L, K, &c.;) The heart; syn. قَلْبٌ [q. v.]; (S, M, A, L, Msb, K, &c.;) of man, and of an animal other than man: (M, L:) so called because of its تَفَأُّد (T, M, L, K) i. e. تَوَقُّد [or ardour]; (M, L, K;) or because of its pulsation, and commotion; [for which reason also the heart is said to be called القَلْبُ, from التَّقَلُّبُ;] for it is said that the primary meaning of ↓ فَأْدٌ is “ motion,” and the “ putting in motion: ” (MF, TA:) or the heart is thus called only when its تَفَأُّد, i. e. its تَوَقُّد, is regarded: and most authors make a distinction between فُؤَاد and قَلْبٌ; the latter of which is said to have a more special signification than the former: (TA:) and the former is said to be [the pericardium,] the غِشَآء, (L, TA,) or the وِعَآء, (TA,) of the قَلْب: (L, TA:) or the middle thereof: (L:) or the interior thereof: (TA:) the قَلْب being its حَبَّة [q. v.], (L, TA,) or its سُوَيْدَآء: (L:) or فُؤَادٌ signifies the appendages of the مَرِىْء [or œsophagus], consisting of the liver and lungs and قَلْب [or heart]: (K:) pl. أَفْئِدَةٌ, (S, M, A, Mgh, Msb, K, &c.,) the only pl. thereof known to Sb. (M, L.) b2: Also The mind, or intellect: and this, it is said, may be the meaning of the phrase [in the Kur liii. 11], مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى, (TA,) or ما كَذَّبَ, another reading, i. e. [The mind] did not disacknowledge, or deem improbable, what he saw. (Jel.) [Hence,] حِدَّةُ الفُؤَادِ i. q. ذَكَآءٌ [meaning Sharpness, or acuteness, of mind, in a man: and sharpness of spirit in a beast]. (S in art. ذكو.) [And حَدِيدُ الفُؤَادِ i. q. ذَكِئٌّ meaning Sharp, or acute, in mind, applied to a man: and sharp in spirit, applied to a beast:] one says فَرَسٌ حَدِيدَةُ الفُؤَادِ [A mare sharp in spirit]; and in like manner نَاقَةٌ [a she-camel]: (S and K in art. روع:) and نَاقَةٌ رُوَاعَةُ الفُؤَادِ, and رُوَاعُ الفُؤَادِ, a quick, spirited, vigorous, she-camel; sharp in spirit; syn. شَهْمَةٌ ذَكِيَّةٌ. (K in that art.) [and طَارَ فُؤَادُهُ His mind or intellect, fled: and his courage. (See شَعَاعٌ: and طَارَ.)]

فَئِيدٌ: see مَفْؤُودٌ, in two places.

A2: Also, (T, M, L,) applied to bread [or dough], (M, L,) and so ↓ مَفْؤُودٌ, (M, L, K,) and ↓ مُفْتَأَدٌ, and ↓ أُفْؤُودٌ, (K,) Baked on the fire: (T:) or put into hot ashes, (L, K,) and baked therein: (L:) or toasted [or baked] in hot ashes. (M, L.) And the first, (T, S, M, &c.,) applied to flesh-meat, (S, M, L,) Roasted, (T, S, M, L, K,) as also ↓ مَفْؤُودٌ, (M, L, K,) on the fire: (T:) or roasted upon live coals; as also ↓ مُفْأَدٌ [evidently, I think, a mistranscription for ↓ مُفْتَأَدٌ]. (L.) b2: And فَئِيدٌ signifies also Fire or a fire [for baking &c.]. (T, L, K.) أُفْؤُودٌ A place which one makes, for a cake of bread, or lump of dough, in hot ashes, or in a fire, to put it therein [for the purpose of baking it]: (S, M, * L, K: *) pl. أَفَائِيدُ. (L.) b2: See also فَئِيدٌ.

مُفْأَدٌ: see فَئِيدٌ.

مِفْأَدٌ (T, S, M, L, K) and ↓ مِفْأَدَةٌ (S, L, K) and ↓ مِفْآدٌ (T, M, L, K) The [iron instrument, with which flesh-meat is roasted, called] سَفُّود, (T, S, M, L, K,) [or] with which one roasts and bakes. (L, TA.) And [in the CK “ or ”] the first, (S, L, K,) and the second and third also, (accord. to the K,) the piece of wood, or wooden implement, with which the [fire in the kind of oven called] تَنُّور is stirred: pl. مَفَائِدُ. (S, L, K.) مِفْأَدَةٌ: see the next preceding paragraph.

مِفْآدٌ: see the next preceding paragraph.

مَفْؤُودٌ Hit, struck, smitten, affected, or hurt, in his فُؤَاد [or heart, &c.]: (S, A, L:) smitten, or affected, by a disease therein: (S, L:) or by pain therein. (L.) b2: A man without a heart; having no heart; as also ↓ فَئِيدٌ: (Ks, S, L:) weak-hearted: (T, L:) a coward; (T, M, L, K;) and so ↓ فَئِيدٌ: (T, K:) in this sense it has no verb. (AAF, IJ, M, L.) A2: See also فَئِيدٌ, in two places.

مُفْتَأَدٌ: see فَئِيدٌ, in two places. b2: Also A place of fuel: (T, L:) a place in which a fire is lighted for roasting. (A.)

إلى

(إلى) : التِّغلِيَةُ: أن تُسَلِّمَ من بَعِيد وتُشِيرَ، قال مُدْركٌ:
فتَغْدُو تُغَلِّي بالسَّلامِ كأَنَّها ... عَقيلَةُ بَيْضٍ لم تَدَنَّسْ ثِيابُها. 
(إلى) - وفي الحديث: "والشَّرُّ ليسَ إليْك".
قال الخَلِيلُ: معناه: لا يُتَقَرَّبُ به إليك. وقال غَيرُه: هو كقَوْل القائِلِ: فلان إلى بَنى تَمِيم، إذا كان عِدادُه فيهم وصَغْوهُ معهم، كما يقول الرجلُ لِصَاحِبِه: أَنَا بِك وإليك: أي الْتِجائِي وانْتِمائى إليك.
- في الحديث: "كانوا يَجْتَبّون أَلْيات الغَنَم أَحياءً".
الأَلْيات: جمع الأَلْية، ويَجْتَبّون ويَجُبّون: أي يَقطعَون ويَسْتَأصِلُون.
- وفي حَديثِ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "اللَّهُمَّ إليك.
: أي خُذْنى إليك، أو أشكُو إليك.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: "أنَّه كان يقوم له الرجلُ من إليَتِه، فما يَجِلسُ في مَجلِسه". قال ابنُ الأَعرابى: إنما هو من إِلْيِه: أي مِنْ ذاتِ نفسه، ويروى: من لِيَته ويُذكَر في باب اللَّام.
- في حديث البَراء "السُّجودُ على أَلْيَتَى الكَفِّ.
أراد أَليةَ الِإبهام وضَرَّةَ الخِنْصر، فغَلَّب كالعُمَرَيْن والقَمَرين.
إلى: حرفُ جَرٍّ يَأْتِي لاِنتهاءِ الغايةِ زَمَانِيَّةً: {ثم أتِمُّوا الصِّيامَ إلى الليلِ} ، ومكانِيَّةً: {من المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الأقْصَى} ، وللمَعِيَّةِ: وذلك إذا ضَمَمْتَ شيئاً إلى آخَرَ: {مَن أَنْصارِي إلى الله} ، الذَّوْدُ إلى الذَّوِدِ إِبِلٌ، وللتَّبْيِينِ: وهي المُبَيِّنَةُ لِفاعِلِيَّةِ مجرورِها بعدَ ما يُفِيدُ حُبًّا أو بُغْضاً من فِعْلِ تَعَجُّبٍ أو اسمِ تَفْضيلٍ: {ربِّ السِّجْنُ أحَبُّ إلَي} ، ولِمُرَادَفَةِ اللامِ: {والأمرُ إلَيْكِ} ، ولِمُوافَقَةِ في: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يومِ القيامةِ} ، وللاِبْتِداءِ بها، قال:
تقولُ وقد عالَيْتُ بالكُورِ فَوْقَها ... أيُسْقَى فلا يَرْوَى إليَّ ابنُ أحْمَرَا.
أي مِنِّي، ولِمُوافَقَةِ عندَ، قال:
أمْ لا سَبِيلَ إلى الشَّبابِ وذِكْرُهُ ... أشْهَى إليَّ من الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ
وللتَّوْكِيدِ، وهي الزائدةُ: {فاجْعَلْ أفْئدَةً من الناسِ تَهْوَى إليهم} بفتح الواوِ، أي: تَهْواهُم.
وإليكَ عَنِّي، أي: أمْسِكْ، وكُفَّ.
وإليكَ كذا، أي: خُذْهُ.
واذْهَبْ إليكَ، أي: اشْتَغِلْ بنفسِكَ.
إلى: إلى: حرف من حروف الصّفات. والآلاء: النّعم، واحدتُها: إِلىً. وأَليّة: يمين ومنها أُلْوة، قال:

يكذِّب أقوالي ويحنث أُلْوَتي 

وتفتح الهمزةُ أَيضاً، وقال:

أتاني على النّعمان جَوْرُ أَليّةٍ ... يجور بها من مُتْهِمٍ بعدَ مُنْجِدِ 

والأليّة: محمولةٌ على فَعُولة، وأَلْوة على فَعْلَةٍ، والفِعْل: آلَيْت إيلاء. وتقول: ما ألَّيْتُ عن الجهْد في حاجتك. وما أَلَوْتك نصحاً، والمَصْدَرُ: الأُلِيُّ والأُلُوّ، بمنزلة العُتِيّ والعُتُوّ، إلاّ أنّ الأُلِيّ أكثر، وقال في الفترة والعَجْز:

آلٍ وما في ضَبْرها أُلِيُّ

ولولا اضطرارُه إلى إقامة البَيْت لكان البَيْت قد وَصَفه بالعجز وهو يُريدُ معنىً غير آل. 

والأَلُوّة: عُودٌ يدخّن به ويُتَبَخَّر يُسَمَّى عُودَ الأَلُوّة، وهو أَجْوَدُ العُود. [وألا يألو، أي: لم يَدَعْ] قال:

نحن فضلنا جهدنا لم نأتَلِهْ 

وتقول عن الأئتلاء: تألّى، إذا اجترأ على أمر غيب فحلف عليه. والائتلاء والإيلاء واحد. والأَلْيةُ: أَلْيَةُ الشّاة وأَلْيةُ الإنسان. وكَبْشٌ أليان، ونعجةٌ أليانة، ويجوز في الشِّعْر: آلَى بوزن أفعل، وألياء بوزن فَعْلاء. وأَلْيَةُ الخِنْصِر: اللّحمة التي تحتها، وهي ألية اليد. والمِئلاة: خرقة مع النائحة سوداء تُشير بها، والجميع: المآلي، قال :

كأن مصفحات في ذراه ... وأنواحا عليهن المآلي
إلى
إلى: حرف يحدّ به النهاية من الجوانب الست، وأَلَوْتُ في الأمر: قصّرت فيه، هو منه، كأنه رأى فيه الانتهاء، وأَلَوْتُ فلانا، أي: أوليته تقصيرا نحو: كسبته، أي: أوليته كسبا، وما ألوته جهدا، أي: ما أوليته تقصيرا بحسب الجهد، فقولك: «جهدا» تمييز، وكذلك: ما ألوته نصحا. وقوله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا
[آل عمران/ 118] منه، أي: لا يقصّرون في جلب الخبال، وقال تعالى: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ
[النور/ 22] قيل: هو يفتعل من ألوت، وقيل: هو من: آليت: حلفت. وقيل: نزل ذلك في أبي بكر، وكان قد حلف على مسطح أن يزوي عنه فضله .
وردّ هذا بعضهم بأنّ افتعل قلّما يبنى من «أفعل» ، إنما يبنى من «فعل» ، وذلك مثل:
كسبت واكتسبت، وصنعت واصطنعت، ورأيت وارتأيت.
وروي: «لا دريت ولا ائتليت» وذلك:
افتعلت من قولك: ما ألوته شيئا، كأنه قيل: ولا استطعت.
وحقيقة الإيلاء والأليّة: الحلف المقتضي لتقصير في الأمر الذي يحلف عليه. وجعل الإيلاء في الشرع للحلف المانع من جماع المرأة، وكيفيته وأحكامه مختصة بكتب الفقه.
فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ
[الأعراف/ 69] أي:
نعمه، الواحد: ألًا وإِلًى، نحو أناً وإنًى لواحد الآناء. وقال بعضهم في قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ [القيامة/ 22- 23] :
إنّ معناه: إلى نعمة ربها منتظرة، وفي هذا تعسف من حيث البلاغة .
و «أَلَا» للاستفتاح، و «إِلَّا» للاستثناء، وأُولَاءِ في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران/ 119] وقوله: أولئك: اسم مبهم موضوع للإشارة إلى جمع المذكر والمؤنث، ولا واحد له من لفظه، وقد يقصر نحو قول الأعشى:
هؤلا ثم هؤلا كلّا أع طيت نوالا محذوّة بمثال 
إلى
إلى [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جَرّ، يفيد انتهاء الغاية الزمانيَّة أو المكانيَّة "انتظرته من الساعة الثالثة إلى الخامسة- {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} - {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} " ° إلامَ: إلى ما- إلى آخِره: وغير ذلك، أو ما شابه ذلك، وتكتب أحيانًا مختزلة بلفظ إلخ- إلى الجنوب منه: جنوبه- إلى اللِّقاء: مع السلامة أو حتى نلتقي- إلى جانب ذلك/ إلى غير ذلك: بالإضافة إلى- إلى غد: حتى نلتقي غدًا- إلى متى: حتى أي وقت- إلى يمينه: في الجانب الأيمن منه- أنا منك وإليك: التجائي وانتمائي إليك- وما إليه: وأمثال ذلك.
2 - حرف جَرّ بمعنى عند "أم لا سبيل إلى الشباب وذكرهُ ... أشهى إليّ من الرحيق السلسلِ: أشهى عندي- {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} ".
3 - حرف جَرّ للمعيّة أو الإضافة "القليل إلى القليل كثير".
4 - حرف جَرّ بمعنى على " {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ} ".
5 - حرف جَرّ بمعنى في " {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ".
6 - حرف جَرّ بمعنى اللاّم "ياربّ أمري إليك- {وَالأَمْرُ إِلَيْكِ} ".
7 - حرف جَرّ زائدٌ للتوكيد. 

إليكَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى تَنَحَّ منقول عن حرف الجر (إلى) والكاف المتصرفة بحسب أحوال المخاطب ° إليك عنِّي: ابتعد عنّي، اتركني.
2 - اسم فعل أمر، منقول عن الجار والمجرور، بمعنى خُذْ "إليك هذا الكتابَ". 
إ ل ى : وَإِلَى مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي تَكُونُ لِانْتِهَاءِ الْغَايَةِ تَقُولُ سِرْت إلَى الْبَصْرَةِ فَانْتِهَاءُ السَّيْرِ كَانَ إلَيْهَا وَقَدْ يَحْصُلُ دُخُولُهَا وَقَدْ لَا يَحْصُلُ
وَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى الْمُضْمَرِ قُلِبَتْ الْأَلِفُ يَاءً وَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ مِنْ الضَّمَائِرِ ضَمِيرُ الْغَائِبِ فَلَوْ بَقِيَتْ الْأَلِفُ وَقِيلَ زَيْدٌ ذَهَبْت إلَاه لَالْتَبَسَ بِلَفْظِ إلَهٍ الَّذِي هُوَ اسْمٌ وَقَدْ يَكْرَهُونَ الِالْتِبَاسَ اللَّفْظِيَّ فَيَفِرُّونَ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُونَ الِالْتِبَاسَ الْخَطِّيَّ ثُمَّ قُلِبَتْ مَعَ بَاقِي الضَّمَائِرِ لِيَجْرِيَ الْبَابُ عَلَى سَنَنٍ وَاحِدٍ.
وَحَكَى ابْنُ السَّرَّاجِ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُمْ قَلَبُوا إلَيْك وَلَدَيْك وَعَلَيْك لِيُفَرِّقُوا بَيْنَ الظَّاهِرِ وَالْمُضْمَرِ لِأَنَّ الْمُضْمَرَ لَا يَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهِ بَلْ يَحْتَاجُ إلَى مَا يَتَوَصَّلُ بِهِ فَتُقْلَبُ الْأَلِفُ يَاءً لِيَتَّصِلَ بِهَا الضَّمِيرُ وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَخَثْعَمٌ بَلْ وَكِنَانَةُ لَا يَقْلِبُونَ الْأَلِفَ تَسْوِيَةً بَيْنَ الظَّاهِرِ وَالْمُضْمَرِ وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ يَاءٍ سَاكِنَةٍ مَفْتُوحٍ مَا قَبْلَهَا يَقْلِبُونَهَا أَلِفًا فَيَقُولُونَ إلَاك وَعَلَاكَ وَلَدَاكَ وَرَأَيْت الزَّيْدَانِ وَأَصَبْت عَيْنَاهُ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
طَارُوا عَلَاهُنَّ فَطِرْ عَلَاهَا 
أَيْ عَلَيْهِنَّ وَعَلَيْهَا وَتَأْتِي إلَى بِمَعْنَى عَلَى وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 4] وَالْمَعْنَى وَقَضَيْنَا عَلَيْهِمْ وَتَأْتِي بِمَعْنَى عِنْدَ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33] أَيْ ثُمَّ مَحِلُّ نَحْرِهَا عِنْدَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَيُقَالُ هُوَ أَشْهَى إلَيَّ مِنْ كَذَا أَيْ عِنْدِي وَعَلَيْهِ يَتَخَرَّجُ قَوْلُ الْقَائِلِ أَنْتِ طَالِقٌ إلَى سَنَةٍ وَالتَّقْدِيرُ عِنْدَ سَنَةٍ أَيْ عِنْدَ رَأْسِهَا فَإِنَّهَا لَا تَطْلُقُ إلَّا بَعْدَ انْقِضَاءِ سَنَةٍ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
إلى: إذا استعمل هذا الحرف بمعنى حتى لانتهاء الغاية فقد تسبق أحيانا بالواو الرابطة ففي كليلة ودمنة ((243)) مثلا: ومنذ مجيئه والى الآن لم يطلع له على خيانة. (كما في العبرية إلاّ وإلى).
وحين تكرر إلى فمعناها حتى، ففي مملوك (1: 34) مثلا: عدة من مائتي فارس إلى مائة فارس إلى سبعين فارس.
ومرادف عند إذا أرادوا استعمالها بهذا المعنى (انظر لين) ففي المقري (1: 578) مثلا: رجل إلى جانبه أي عند جانبه.
ومرادف بعد، ففي أخبار ((44)) مثلا: مات إلى أيام يسيرة، أي بعد أيام يسيرة. وفي المقرى (1: 465): فلم ينتبهوا إليه إلا إلى زمن، أي بعد زمن.
بمعنى حسب، بمقدار، باعتبار، ففي المقدمة (2: 48) مثلا: وكانت دنانير الفرس ودراهمهم بين أيديهم يردونها في معاملتهم إلى الوزن.
ومعناها في الرهان: مقابل، بدل، ضد، ففي ألف ليلة (برسل 4: 177) مثلا: والرهان بيني وبينك بستان النزه إلى قصرك قصر التماثيل، (لأن هذا هو الصواب في قراءتها كما قال لين وهو مصيب، وليس: وقصر، وقد ترجمها لين بما معناه: ((يكون رهاننا أنى أراهن ببستان النزه مقابل قصرك قصر التماثيل)).
وتستعمل إلى بدل ((ل)) فيقال مثلا: ردي إلى الجواب = ردي للجواب. وانقاد إليه = انقاد له. (انظر فليشر في تعليقه على المقري 1: 310، بريشت 181، 182).
كان إلى: بلغ، وصل، ففي لطائف الثعالبي ((68)) مثلا حيث يقول علي ليؤكد أن الرجال قد أصبحوا في كل جيل منهم أقصر من الذين قبلهم: ((كنت إلى منكب أبي، وكان أبي إلى منكب جدي)).
كان إلى: أي تابع، بمعنى كان مضموماً إلى، ويؤيد هذا المعنى ما جاء في البلاذري ((132)): وذكروا أن الجزيرة كانت إلى قنسرين، أي تابعة لها. قارن هذا بقوله (ص1): ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى الخ. غير إنه كثيراً ما يحذف الفعل كأن يقال: الزراعة وما إليها، أي وما يتبعها ويختص بها. (ابن العوام 1: 10) ومثله: ومن إليهم (بربر 1: 2) وقد تكررت مرتين، 3: 28، 139، وفي الحلل المراكشية (31ق) يقول بعد أن ذكر أسماء عدة مدن في الثغر الأعلى: وما إلى ذلك كله. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (57ق): فاحتشد جميع أهل شرق الأندلس ومن إليه. (بتجرس 130، 131، بربر 1: 32، 41، 45 الخ، ابن بطوطة 4: 273، أماري ديب 87، 88، 89، 131، وأمثلة أخرى في بحوثي 1: 75، رقم 1 الطبعة الأولى). وهذا التعبير بإيجاز الحذف يكثر استعماله كثرة لم يتصورها ويجرز، وقد خلط يونج بينه وبين ما سبقه. وقد حرفه وغيره بعض المحققين الناشرين، من غير ما سبب، مثل دي ساسي، ديب 9: 470، وناشري رحلة ابن بطوطة 2: 138، (انظر التعليقات)، وفليشر في تعليقاته على أماري 497، (غير أن فليشر قد اعترف بخطئه في الملحق).
وإيجاز حذف آخر نجده في رياض النفوس (99ق): فقالوا: الشيخ يدعوك، فقال: إليه، فقد حذف هنا الفعل لنذهب.
وفي جمل مثل: كان إلى الطول ما هو، انظرها في: ما.

إلى: حرف خافض وهو مُنْتَهىً لابتداء الغاية، تقول: خرجت من الكوفة إلى

مكة، وجائز أَن تكون دخلتها، وجائز أَن تكون بلغتها ولم تدْخُلْها لأَنّ

النهاية تشمل أَول الحدّ وآخره، وإنما تمنع من مجاوزته. قال الأزهري :

وقد تكون إلى انتهاء غايةٍ كقوله عز وجل: ثم أَتِمُّوا الصِّيامَ إلى

الليلِ. وتكون إلى بمعنى مع كقوله تعالى: ولا تأْكلوا أَموالهم إلى

أَموالِكم؛ معناه مع أَموالِكم، وكقولهم: الذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ إبِلٌ. وقال

الله عز وجل: مَن أَنصاري إلى الله؛ أَي مع اللهِ. وقال عز وجل: وإذا

خَلَوْا إلى شياطينهم. وأَما قوله عز وجل: فاغسِلوا وجوهَكُم وأَيَدِيَكم

إلى المرافِق وامْسَحُوا برُؤوسكم وأَرْجُلِكم إلى الكعبينِ؛ فإن العباس

وجماعة من النحويين جعلوا إلى بمعنى مع ههنا وأَوجبوا غسْلَ المَرافِق

والكعبين ، وقال المبرد وهو قول الزجاج: اليَدُ من أَطراف الأَصابع إلى

الكتف والرِّجل من الأَصابع إلى أَصل الفخذين، فلما كانت المَرافِق

والكَعْبانِ داخلة في تحديد اليدِ والرِّجْل كانت داخِلةً فيما يُغْسَلُ

وخارِجَةً مما لا يُغسل ، قال: ولو كان المعنى مع المَرافِق لم يكن في المَرافِق

فائدة وكانت اليد كلها يجب أَن تُغسل، ولكنه لَمَّا قيل إلى المَرافِق

اقتُطِعَتْ في الغَسْل من حدّ المِرْفَق. قال أَبو منصور: وروى النضر عن

الخليل أَنه قال إذا اسْتأْجرَ الرجلُ دابَّةً إلى مَرْوَ ، فإذا أَتى

أَدناها فقد أَتى مَرْوَ، وإذا قال إلى مدينة مرو فإذا أَتى باب المدينة فقد

أَتاها. وقال في قوله تعالى: اغسلوا وجوهكم وأَيديكم إلى المرافق؛ إنَّ

المرافق فيما يغسل. ابن سيده قال إلى مُنتهى لابتداء الغاية. قال سيبويه:

خرجت من كذا إلى كذا، وهي مِثْلُ حتى إلاَّ أَن لحتى فِعلاً ليس لإلى.

ونقول للرجل: إنما أَنا إليك أَي أَنت غايتي ، ولا تكونُ حتى هنا فهذا

أَمْرُ إلى وأَصْلُه وإن اتَّسَعَتْ، وهي أَعمُّ في الكلام من حتى، تقول :

قُمْتُ إليه فتجعله مُنْتَهاك من مكانك ولا تقول حَتَّاه. وقوله عز وجل:

مَن أَنصاري إلى الله؛ وأَنت لا تقول سِرْتُ إلى زيد تريد معه، فإنما جاز

مَن أَنصاري إلى الله لما كان معناه مَن ينضافُ في نُصرتي إلى الله فجاز

لذلك أَن تأْتي هنا بإلى؛ وكذلك قوله تعالى: هل لَكَ إلى أَن تَزَكَّى؛

وأَنت إنما تقول هل لك في كذا، ولكنه لما كان هذا دعاء منه، صلى الله عليه

وسلم ، له صار تقديره أَدعوك أَو أُرْشِدُكَ إلى أَن تزكَّى؛ وتكون إلى

بمعنى عند كقول الراعي :

صَناعٌ فقد سادَتْ إليَّ الغوانِيا

أَي عندي. وتكون بمعنى مع كقولك: فلانٌ حليمٌ إلى أَدبٍ وفقْهٍ؛ وتكون

بمعنى في كقول النابغة:

فلا تَتْرُكَنِّي بالوَعِيدِ كأَنَّني

إلى الناسِ مَطْلِيٌّ به القارُ أَجْرَبُ

قال سيبويه: وقالوا إلَيْكَ إذا قلت تَنَحَّ، قال: وسمعنا من العرَب

مَن يقال له إلَيْكَ، فيقول إلي، كأَنه قيل له تَنَحَّ، فقال أَتَنَحَّى ،

ولم يُستعمل الخبر في شيء من أَسماء الفعل إلاَّ في قول هذا الأَعرابي.

وفي حديث الحج: وليس ثَمَّ طَرْدٌ ولا إلَيْكَ إلَيْكَ؛ قال ابن الأثير:

هو كما تقول الطريقَ الطريقَ، ويُفْعَل بين يدي الأُمراء، ومعناه تَنَحَّ

وابْعُدْ، وتكريره للتأْكيد؛ وأَما قول أَبي فرعون يهجو نبطية استسقاها

ماء:

إذا طَلَبْتَ الماء قالَتْ لَيْكا،

كأَنَّ شَفْرَيْها، إذا ما احْتَكَّا،

حَرْفا بِرامٍ كُسِرَا فاصْطَكَّا

فإنما أَراد إلَيْكَ أَي تَنَحَّ، فحذف الأَلف عجمة؛ قال ابن جني: ظاهر

هذا أَنَّ لَيْكا مُرْدَفة، واحْتَكّا واصْطَكا غير مُرْدَفَتَين، قال:

وظاهر الكلام عندي أَن يكون أَلف ليكا رويًّا، وكذلك الأَلف من احتكا

واصطكا رَوِيٌّ، وإن كانت ضمير الاثنين؛ والعرب تقول إلَيْكَ عني أَي

أَمْسِكْ وكُفَّ، وتقول: إليكَ كذا وكذا أَي خُذْه؛ ومنه قول القُطامي:

إذا التَّيَّارُ ذو العضلاتِ قُلْنا:

إلَيْك إلَيْك، ضاقَ بها ذِراعا

وإذا قالوا: اذْهَبْ إلَيْكَ، فمعناه اشْتَغِلْ بنَفْسك وأَقْبِلْ

عليها؛ وقال الأَعشى:

فاذْهَبي ما إلَيْكِ ، أَدْرَكَنِي الحِلْـ

ـمُ، عَداني عن هَيْجِكُمْ إشْفاقي

وحكى النضر بن شميل عن الخليل في قولك فإني أَحْمَدُ إلَيْكَ الله قال:

معناه أَحمد معك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال لابن عباس، رضي

الله عنهما: إني قائل قولاً وهو إلَيْكَ، قال ابن الأثير: في الكلام إضمار

أَي هو سِرٌّ أَفْضَيْتُ به إلَيْكَ. وفي حديث ابن عمر: اللهم إلَيْكَ

أَي أَشْكو إليك أَو خُذْني إليك. وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: أَنه

رأَى من قَوْمٍ رِعَةً سَيِّئَةً فقال اللهم إلَيْكَ أَي اقْبِضْني إليْكَ؛

والرِّعَةُ: ما يَظهر من الخُلُقِ. وفي الحديث: والشرُّ ليس إليكَ أَي

ليس مما يُتقرَّب به إليك، كما يقول الرجل لصاحبه: أَنا منكَ وإليك أَي

التجائي وانْتمائي إليك. ابن السكيت: يقال صاهَرَ فلان إلى بني فلان

وأَصْهَرَ إليهم؛ وقول عمرو:

إلَيْكُم يا بني بَكْرٍ إلَيْكُم،

أَلَمّا تَعْلَموا مِنَّا اليَقِينا؟

قال ابن السكيت: معناه اذهبوا إليكُم وتَباعَدوا عنا. وتكون إلى بمعنى

عند؛ قال أَوس:

فهَلْ لكُم فيها إليَّ، فإنَّني

طَبيبٌ بما أَعْيا النِّطاسِيِّ حِذْيَما

وقال الراعي:

يقال ، إذا رادَ النِّساءُ: خَريدةٌ

صَناعٌ، فقد سادَتْ إليَّ الغَوانِيا

أَي عندي ، وراد النساء: ذَهَبْنَ وجِئن، امرأةٌ رَوادٌ أَي تدخل وتخرج.

جدا

(جدا)
فلَانا وَعَلِيهِ جدوا وجدا أعطَاهُ وَسَأَلَهُ الجدوى
[جدا] نه فيه: أتى صلى الله عليه وسلم "بجدايا" وضغابيس هي جمع جداية وهي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرا كان أو أنثى بمنزلة الجدي في المعز، ومنه ح: فجاء "بجدي" و"جداية". وفيه: اللهم اسقنا "جدا" طبقاً، الجد المطر العام، ومنه: أخذ "جدا" العطية والجدوى. ومنه: في مدح الصديق.
ليس لشيء غير تقوى جداً ... وكل خلق عمره للفنا
هو من أجدى عليه يجدي إذا أعطاه. ومنه ح زيد بن ثابت: كتب إلى معاوية يستعطفه لأهل المدينة يشكو انقطاع أعطيتهم، وقال فيه: وقد عرفوا أنه ليس عند مروان مال يجادونه عليه، جدى واجتدى واستجدى إذا سأل وطلب، والمجاداة مفاعلة منه أي ليس عنده مال يسألونه عليه. وفيه: رميت سهيلاً فقطعت نساء فانثعبت "جدية" الدم أي أول دفعة من الدم، وروى: فانبعثت، أي سالت، وروى: فاتبعت "جدية" الدم، قيل: هي الطريقة من الدم تتبع ليقتفي أثرها. وفيه: رمى طلحة يوم الجمل بسهم فشل فخذة إلى "جدية" السرجع، الجدية بسكون دال شيء يحشى ثم يربط تحت دفتي السرج والرحل، وتجمع على جديات وجدى بالكسر. ومنه ح أبي أيوب: أتى بدابة سرجها نمور فنزع الصفة يعني الميثرة فقيل: الجديات نمور، فقال: إنما ينهى عن الصفة.
(جدا) - في حَديثِ أَبِي بَكْر: "أَنَّ خُفافَ بنَ نُدبَة السَّلمِي، ارَتدَّ قَومُه فَثَبَت هو عَلَى الِإسلام وقال شِعْراً قَوافِيه مَحدُودَة مُقَيَّدة وهو : لَيْسَ لِشىءٍ غَيرِ تَقْوَى جَدَاء ... وكُلُّ خَلْقٍ عُمْرهُ لِلْفَناءْ
إِنَّ أَبَا بَكْر هو الغَيثُ إِذْ ... لم تُرْزِغِ الأَمطارُ بَقْلًا بماءْ
المُعْطِيَ الجُرْدَ بِأَرسانِها ... والنَّاعِجاتِ المُسْرعاتِ النَّجَاءْ
واللهِ لا يُدرِكُ أَيَّامَه ... ذو طُرَّةٍ نَاشٍ وَلَا ذُو رِدَاءْ
مَنْ يَسْعَ كَيْ يُدرِكَ أَيَّامَه ... يَجْتَهِدُ الشَّدَّ بأَرضٍ فَضَاءْ
الجَدَاء كالغَنَاء، من قَولِهم: أَجْدى عليه، والِإرزَاغُ: البَلُّ البَلِيغُ.
ومنه الرَّزَغَة، وكَذَلك الرَّدْغَة، والمُعْطِيَ: نُصِبَ على المَدْح، والنَّاعِجاتُ: الِإبلُ السِّراع، وقد نَعَجت.
وقِيل: الكِرامُ: الحِسانُ الألوانِ من النَّعَج، ويَجْتَهِد الشَّدَّ أي: يَجْتَهِدُه ويَبلُغ أقصَى ما يُمِكن منه، من قَولِهم: اجْتَهدَ رَأْيَه.
- في حَديثِ زَيدِ بنِ ثَابِت : "لَيس عِندَ مَرْوَان مَالٌ يُجادُونه عليه".
يُقالُ: هُوَ من الجَدَا، وهو العَطَاء، وجَدَا عليه ولَهُ يَجْدُو جَدْوًا. والاسْمُ الجَدْوَى، وأَجْدَى أَيضا: أَعطى، والجَداءُ بالمَدِّ: الغَنَاءُ وما يُجدِي عنك كذا: أي ما يُغْنِي: وجَدَا أَيضًا: سَأَل,: أي يُسائِلُونه عليه، وهذا أَولَى.
- وفي حَديِث مَرْوان : "أَنَّه رَمَى طَلْحةَ بنَ عُبَيْد الله بسَهْم فَشَكَّ فَخِذَه إلى جَدْيَةِ السَّرج.
الجَدْيَة: قطعة من الأَكْسِية تُحشَى، ثم تُربَط على الدَّفَّتَيْن وتحت ظَلِفَات الرَّحْلِ على جَنْبِ البَعِير، والجَمْع جَدْيات، بفَتْح الدَّالِ وسُكونِها، في قول الأَصْمعِي، وجَدًى في قَوِل أَبيِ عُبَيْدَة.

جدا: الجَدَا، مقصور: المَطَرُ العامّ. وغيثٌ جَداً: لا يُعرف أَقصاه،

وكذلك سماءٌ جَداً؛ تقول العرب: هذه سماءٌ

جداً ما لها خَلَفٌ، ذكَّروه لأَن الجَدَا في قوة المصدر. ومَطَرٌ جداً

أَي عامّ. ويقال: أَصابنا جَداً أَي مطر عامّ. ويقال: إنها لسماءٌ

جَداً ما لها خَلَفٌ

أَي واسع عامّ. ويقال للرجل: إنّ خيره لَجَداً على الناس أَي عامّ واسع.

ابن السكيت: الجَدَا يكتب بالياء والأَلف. وفي حديث الاستسقاء: اللهم

اسْقِنا غَيْثاً غَدَقاً وجَداً طَبَقاً، ومنه أُخِذ جَدَا العَطِيّةِ

والجَدْوَى؛ ومنه شعر خُفاف بن نُدْبة السُّلَمي يمدح الصّدّيق:

ليسَ لشَيءٍ غيرِ تَقْوَى جَداً،

وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُه للفَنَا

هو من أَجْدَى عليه يُجْدي إذا أَعطاه. والجَدَا، مقصور: الجَدْوَى وهما

العطية، وهو من ذلك، وتثنيته جَدَوان وجَدَيان؛ قال ابن سيده: كلاهما عن

اللحياني، فَجَدوانِ على القياس، وجَدَيانِ على المُعاقبة. وخَيْرُه

جداً على الناس: واسع. والجَدْوى: العطية كالجَدَا، وقد جَدَا عليه يَجْدُو

جَداً. وأَجْدَى فلان أَي أَعطى. وأَجْداه أَي أَعطاه الجَدْوَى.

وأَجْدَى أَيضاً أَي أَصاب الجَدْوَى، وقوم جُدَاةٌ ومُجْتَدُون، وفلان قليل

الجَدَا على قومه. ويقال: ما أَصَبْتُ من فلان جَدْوَى قط أَي عطية؛ وقول

أَبي العيال:

بَخِلَتْ فُطَيْمةُ بالَّذِي تُولِينِي

إلاَّ الكلامَ، وقَلَّمَا تُجْدِينِي

أَراد تُجْدي عَلَيّ فحذف حرف الجر وأَوصل. ورجل جادٍ: سائِل عافٍ طالبٌ

للجَدْوَى؛ أَنشد الفارسي عن أَحمد بن يحيى:

إليه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرّاً،

فلَيْسَ بِقائِلٍ هُجْراً لِجَادِ

وكذلك مُجْتَدٍ؛ قال أَبو ذؤيب:

لأُنْبِئْت أَنَّا نَجْتَدِي الحَمْدَ، إنَّمَا

تَكَلَّفُهُ مِن النُّفوسِ خِيارُها

أَي تطلُب الحمد؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

إنِّي لَيَحْمَدُنِي الخَلِيلُ إذا اجْتَدَى

مَالِي، ويَكْرَهُني ذَووُ الأَضْغَانِ

والجادِي: السائلُ العافِي؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز:

أَما عَلِمْتَ أَنَّني مِنْ أُسْرَهْ

لا يَطْعَمُ الجادِي لَدَيْهِم تَمْرَهْ؟

ويقال: جَدَوْته سأَلته وأَعطيته، وهو من الأَضداد؛ قال الشاعر:

جَدَوتُ أُناساً مُوسِرينَ فما جَدَوْا،

أَلا اللهَ فاجْدُوهُ إذا كُنتَ جادِيَا

وجَدَوْته جَدْواً وأَجْدَيْته واسْتَجْدَيْته، كلُّه بمعنى: أَتيته

أَسأَله حاجة وطلبت جَدْواه؛ قال أَبو النجم:

جِئْنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِيكا

مِن نائِل اللهِ الّذِي يُعْطِيكَا

وفي حديث زيد بن ثابت أَنه كتب إلى معاوية يستعطفه لأَهل المدينة ويشكو

إليه انقطاع أَعْطِيَتهم والمِيرَةِ عنهم وقال فيه: وقد عَرَفوا أَنَّه

عندَ مَرْوان مالٌ

يُجَادُونَهُ عَلَيه؛ المُجادَاةُ: مفاعلة من جَدَا واجْتَدى واسْتَجْدى

إذا سأَل، معناه ليس عنده مال يسائلونه عليه؛ وقول أَبي حاتم:

أَلا أَيُّهَذَا المُجْتَدِينا بِشَتْمِهِ،

تأَمَّلْ رُوَيْداً، إنَّني من تَعَرَّفُ

لم يفسره ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد أَيُّهذا الذي

يستقضينا أَو يسأَلنا وهو في خلال ذلك يَعِيبُنا ويشتمنا. ويقال: فلان

يَجْتَدي فلاناً ويَجْدوه أَي يسأَله. والسُّؤَّالُ الـطالبون يقال لهم

المُجْتَدُون. وجَدَيته: طلبت جَدْواه، لغة في جَدَوته. والجَداءُ:

الغَنَاءُ، ممدود. وما يُجْدي عنك هذا أَي ما يُغْني. وما يُجْدِي عليَّ شيئاً

أَي ما يُغْني. وفلان قليل الجَدَاءِ عنك أَي قليل الغَنَاء والنفْعِ؛ قال

ابن بري: شاهده قول مالك بن العَجْلانِ:

لَقَلَّ جَدَاء على مَالِكٍ،

إذا الحَرْب شبَّتْ بِأَجْذالِها

ويقال منه: قلَّمَا يُجْدي فلان عنك أَي قلما يغني. والجُدَاءُ، ممدود:

مبلغ حساب الضرب، ثلاثةٌ في اثنين جُداءُ ذلك ستة.

قال ابن بري: والجُدَاءُ مبلغ حساب الضرب كقولك ثلاثة في ثلاثة جُداؤُها

تسعة. ولا يأْتيك جَدَا الدهر أَي آخرَه. ويقال: جَدَا الدهر أَي يَدَ

الدهر أَي أَبَداً.

والجَدْيُ: الذكر من أَولاد المَعَز، والجمع أََجْدٍ وجِدَاءٌ، ولا تقل

الجَدَايا، ولا الجِدَى، بكسرٍ الجيم، وإذا أَجْذَع الجَدْي والعَناقُ

يسمى عَريضاً وعَتُوداً. ويقال للجَدْيِ: إمَّرٌ وإمَّرة وهِلَّعٌ

وهِلَّعة. قال: والعُطْعُط الجَدْيُ. ونجم في السماء يقال له الجَدْيُ

قريب من القُطْب تعرف به القِبْلة، والبُرْجُ الذي يقال له الجَدْي

بِلِزْقِ الدَّلْو وهو غير جَدْيِ القطب. ابن سيده: والجَدْي من النجوم

جَدْيانِ: أَحدهما الذي يدور مع بنات نعش، والآخر الذي بِلِزْقِ الدلو، وهو من

البروج، ولا تعرفه العرب، وكلاهما على التشبيه بالجَدْي في مَرآة العين.

والجَدايةُ والجِداية جميعاً: الذكر والأُنثى من أَولاد الظِّباء إذا

بلغ ستة أَشهر أَو سبعة وعَدَا وتشدَّد، وخص بعضهم به الذكر منها. غيره:

الجِدايةُ بمنزلة العَناق من الغنم، قال جِرانُ العَوْد واسمه عامر بن

الحرث:

لقد صَبَحْت حَمَلَ بْنَ كُوزِ

عُلالةً من وَكَرَى أَبُوزِ

تُريحُ، بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ،

إراحةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ

وفي الحديث: أُتِيَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بجَدَايا

وضَغابِيسَ؛ هي جمع جَداية من أَولاد الظِّباء. وفي الحديث الآخر: فجاءه بجَدْيٍ

وجَدَاية. والجَدْيةُ والجَدِيَّةُ: القطعة من الكساء المحشوّة تحت

دَفَّتَي السرج وظَلِفَةِ الرَّحْل، وهما جَدِيَّتانِ؛ قال الجوهري: والجمع

جَداً وجَدَياتٌ، بالتحريك، قال: وكذلك الجَدِيَّةُ، على فعيلة والجمع

الجَدَايا. قال: ولا تقل جَدِيدَةٌ والعامّة تقوله؛ قال ابن بري عند قول

الجوهري والجمع جَداً قال: صوابه والجمع جَدْيٌ

مثل هَدْيةٍ وهَدْيٍ وشَرْيةٍ وشَرْيٍ؛ وقال ابن سيده: قال سيبويه جمع

الجَدْيَةِ جَدَيات، قال: ولم يكسِّرُوا الجَدْية على الأَكثر استغناء

بجمع السلامة إذ جاز أَن يَعْنُوا الكثيرَ، يعني أَن فعْلة قد تُجْمع

فَعَلاتٍ يُعْنَى به الأَكثر كما أَنشد لحَسّانَ:

لنا الجَفَناتُ

وجَدَّى الرَّحْلَ: جعل له جَدْيَةً، وقد جَدَّيْنا قَتَبَنا

بجَدِيَّةٍ. وفي حديث مروان: أَنه رَمَى طَلْحةَ بن عُبَيْد الله يوم الجَمَل بسهم

فَشَكَّ فخذه إلى جَدْيَةِ السرج. ومنه حديث أَبي أَيوب: أُتِيَ بدابة

سَرْجُها نُمُور فنَزَع الصُّفَّةَ يعني المِيثَرَةَ، فقيل: الجَدَياتُ

نُمُور، فقال: إنما يُنْهَى عن الصُّفَّةِ. والجَدِيَّة: لون الوَجْه،

يقال: اصفرّت جَدِيَّةُ وجهه؛ وأَنشد:

تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فيها،

غَداةَ الرَّوْعِ، جَادِيّاً مَدُوفا

والجَادِيُّ: الزعفران.

وجادِيَةُ: قرية بالشام ينبت بها الزعفران، فلذلك قالوا جادِيٌّ.

والجَدِيَّةُ من الدَّم: ما لَصِقَ بالجَسد، والبَصِيرَةُ: ما كان على

الأَرض. وتقول: هذه بَصِيرةٌ من دَم وجدية من دم. وقال اللحياني:

الجَدِيَّة الدم السائل، فأَما البَصِيرة فإنه ما لم يسل. وأَجْدَى الجُرْحُ:

سالت منه جَدِيَّةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وإنْ أَجْدَى أَظلاَّها ومَرَّتْ،

لَمَنْهَبِها، عَقامٌ خَنْشَلِيلُ

(* قوله «لمنهبها» هكذا في الأصل والمحكم هنا، وأنشده في مادة عقم

لمنهلها تبعاً للمحكم أيضاً).

وقال عَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ:

سُيول الجَدِيَّةِ جَادَتْ،

مُراشاة كلّ قَتِيل قَتِيلا

(* قوله «سيول الجدية إلخ» هذان البيتان هكذا في الأَصل، وكذا قوله بعد

مأخوذ من جدية وجديات»).

سليم ومن ذا مثلهم،

إذا ما ذَوُو الفَضْل عَدُّوا الفُضُولا

مراشاة أَي يعطي بعضهم بعضاً من الرشوة، مأْخوذ من جَدِيَّة لأَنه من

باب الناقص مثل هَدِيَّة وهَدِيّات، أَراد جَدِيَّة الدم. والجَدِيَّة

أَيضاً: طريقة من الدم، والجمع جَدَايا. وفي حديث سعد قال: رميت يوم بدر

سُهَيْلَ بنَ عمرو فقطعت نَسَاهُ فانْثَعَبَت جَدِيَّة الدم؛ هي أَول دفعة من

الدم، ورواه الزمخشري: فانبعث جدية الدم؛ قيل: هي الطريقة من الدم

تُتَّبع ليُقْتَفَى أَثَرُها.

والجادِي: الجراد لأَنه يَجْدِي كل شيء أَي يأْكله؛ قال عبد مناف

الهذلي:صَابوا بستة أَبْياتٍ ووَاحِدَة،

حتَّى كأَنَّ عَلَيها جادِياً لُبَدا

وجَدْوى: اسم امرأة؛ قال ابن أَحمر:

شَطَّ المَزارُ بِجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ

القدرة

القدرة:
[في الانكليزية] Power ،capacity ،free will
[ في الفرنسية] Pouvoir ،capacite ،libre arbitre
بالضم هي صفة تؤثّر تأثير وفق الإرادة فخرج ما لا يؤثّر كالعلم إذ لا تأثير له وإن توقّف تأثير القدرة عليه، وكذا خرج ما يؤثّر لا وفق الإرادة كالطبيعة للبسائط العنصرية. وقيل القدرة ما هو مبدأ قريب للأفعال المختلفة.
والمراد بالمبدإ هو الفاعل المؤثّر، والقريب احتراز عن البعيد الذي يؤثّر بواسطة كالنفوس الحيوانية والنباتية، فإنّها مبادئ لأفعال مختلفة مثل التنمية والتغذية والتوليد لكنها بعيدة لكونها مبادئ باستخدام الطبائع والكيفيات، وفيه بحث لأنّ المؤثّر في هذه الأفاعيل إن كان هو الطبائع والكيفيات كانت هذه النفوس خارجة بقيد المبدأ، وإن كان المؤثّر فيها هو النفوس وكانت الطبائع والكيفيات آلات لها لم يخرج بقيد القريب لأنّ الفاعل القريب قد يحتاج إلى استعمال الآلة. وقد يقال معنى استخدامها إياهما أنّها تنهضهما للتأثير في هذه الأفاعيل، وهذا الإنهاض أشبه الفاعل كالقاسر في الحركة فإنّه يسخّر طبيعة المقسور للتحريك، فكانت بحسب الظاهر داخلة في المبدأ خارجة بالقريب. فالنفس الفلكية قدرة على التفسير الأول لأنّها تؤثّر وفق الإرادة دون التفسير الثاني لأنّها ليست مبدأ لأفاعيل مختلفة بل لفعل واحد. فعلى هذا، الصفة تتناول الجوهر والعرض معا وفيه بعد، والقوة النباتية بالعكس أي قدرة على التفسير الثاني لكونها مبدأ قريبا لأفاعيل مختلفة دون التفسير الأول إذ لا شعور لها بأفاعيلها، والقوة الحيوانية قدرة على التفسيرين لكونها صفة مؤثّرة وفق الإرادة ومبدأ قريبا لأفاعيل مختلفة، والقوة العنصرية ليست قدرة على التفسيرين إذ لا إرادة لها ولا شعور وليست أفعالها مختلفة بل على نهج واحد. ويرد على التفسيرين القدرة الحادثة على رأي الأشاعرة فإنّها لا تؤثّر في فعل أصلا، فلا يدخل في التفسير الأول. وليست مبدأ لأثر قطعا فلا يدخل في الثاني وإن كان لها تعلّق بالفعل يسمّى ذلك التعلّق كسبا. ونفى جهم القدرة الحادثة وقال لا قدرة للعبد أصلا وهذا غلوّ في الجبر لا توسّط بين الجبر والتفويض كما هو الحقّ، لأنّ الفرق بين الصاعد بالاختيار وبين الساقط عن علو ضروري فالأول له اختيار أي له صفة توجد الصعود عقيبها ويتوهّم كونها مؤثّرة فيه، وتسمّى تلك الصفة قدرة واختيارا دون الثاني أي الساقط من العلو ليس له تلك الصفة. فإن قال جهم لا نريد بالقدرة إلّا الصفة المؤثّرة وإذ لا تأثير فلا قدرة كان منازعا لنا معاشر الأشاعرة في التسمية، فإنّا نثبت للعبد ذات الصفة المعلومة بالبديهة ونسمّيها قدرة، فإذا اعترف جهم بتلك الصفة وقال إنّها ليست قدرة لعدم تأثيرها كان نزاعه معنا في إطلاق لفظ القدرة على تلك الصفة، وهو بحث لفظي. وإن قال حقيقة القدرة وماهيتها أنّها صفة مؤثّرة منعناه، فإنّ التأثير من توابع القدرة وقد ينفكّ عنها كما في القدرة الحادثة عندنا.
فائدة:
اتفقت الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم على أنّ القدرة وجودية يتأتّى معها الفعل بدلا عن الترك والترك بدلا عن الفعل. وقال بشر بن المعتمر القدرة الحادثة عبارة عن سلامة البنية عن الآفات، فجعلها صفة عدمية. قال فمن أثبت صفة وجودية زائدة على سلامة البنية فعليه البرهان. واختار الإمام الرازي مذهبه في المحصّل. وقال ضرار بن عمرو بن هشام بن سالم إنّها بعض القادر فالقدرة على الأخذ عبارة عن اليد السليمة، والقدرة على المشي عبارة عن الرجل السليمة. وقيل القدرة الحادثة بعض المقدور وفساده أظهر.
فائدة:
قال الأشعري وأكثر أصحابه القدرة الواحدة لا تتعلّق بمقدورين مطلقا سواء كانا متضادين أو متماثلين أو مختلفين لا على سبيل البدل ولا معا، بل إنّما تتعلّق بمقدور واحد وذلك لأنّ القدرة مع المقدور. لا شكّ أنّ ما نجده عند صدور أحد المقدورين منا مغاير لما نجده عند صدور الآخر. وقال أكثر المعتزلة تتعلّق بجميع مقدوراته أي المتضادة وغيرها.
وقال الإمام الرازي القدرة تطلق على مجرّد القوة هي مبدأ الأفعال المختلفة الحيوانية وهي القوة العضلية التي هي بحيث متى انضمّ إليها إرادة أحد الضدين حصل ذلك الضدّ، ومتى انضمّ إليها إرادة الضدّ الآخر حصل ذلك الآخر وهي قبل الفعل، وعلى القوة المستجمعة بشرائط التأثير، ولا شكّ أنّها تتعلّق بالضّدين معا بل بالنسبة إلى كلّ مقدور غيرها بالنسبة إلى المقدور الآخر لاختلاف الشرائط وهي مع الفعل. ولعلّ الشيخ أراد بالقدرة القوة المستجمعة والمعتزلة مجرّد القوة.
فائدة:
العجز عرض مضاد للقدرة باتفاق الأشاعرة وجمهور المعتزلة خلافا لأبي هاشم في آخر أقواله، حيث ذهب إلى أنّه عدم القدرة مع اعترافه بوجود الأعراض وخلافا للأصمّ فإنّه نفى الأعراض مطلقا. قال الإمام الرازي لا دليل على كون العجز صفة وجودية وما يقال من أنّ جعل العجز عبارة عن عدم القدرة ليس أولى من العكس ضعيف، لأنّا نقول كلاهما محتمل وإذا لم يقم دليل على أحدهما كان الاحتمال باقيا. وفي نقد المحصّل أنّ القدرة إن فسّرت بسلامة الأعضاء فالعجز عبارة عن آفة تعرض للأعضاء وتكون القدرة أولى بأن لا تكون وجودية لأنّ السلامة عدم الآفة، وإن فسّرت القدرة بهيئة تعرض عند سلامة الأعضاء وتسمّى بالتمكّن أو بما هو علّة له، وجعل العجز عبارة عن عدم تلك الهيئة كانت القدرة وجودية والعجز عدميا. وإن أريد بالعجز ما يعرض للمرتعش ويمتاز به حركة الارتعاش عن حركة الاختيار فالعجز وجودي. ولعلّ الأشاعرة ذهبوا إلى هذا المعنى فحكموا بكونه وجوديا.
فائدة:
القدرة مغايرة للمزاج لأنّ المزاج من جنس الكيفيات المحسوسة دون القدرة، وأيضا المزاج قد يمانع القدرة كما عند اللّغوب فإنّ من أصابه لغوب وإعياء يصدر عنه أفعال بقدرته واختياره ومزاجه يمانع قدرته في تلك الأفعال.
فائدة:
هل النوم ضدّ القدرة؟ فاتفاق المعتزلة وكثير من الأشاعرة على امتناع صدور الأفعال المتقنة الكثيرة من النائم وجواز صدور الأفعال المتقنة القليلة منه بالتجربة. فعلى هذا فالنوم لا يضادّ القدرة. وقال الأستاذ أبو إسحاق هي غير مقدورة له، فعلى هذا هو يضادّها، وتوقّف القاضي أبو بكر وكثير من الأشاعرة، كذا في شرح المواقف. وقد سبق ما يتعلّق بهذا في لفظ الاختيار.
القدرة: إظهار الشيء من غير سبب ظاهر، ذكره الحرالي. وقال ابن الكمال. الصفة التي يتمكن بها الحي من الفعل، وتركه بالإرادة.

صعق

الصعق: الفناء في الحق عند التجلي الذاتي الوارد بسبحات، يحترق ما سوى الله فيها.
صعق: صعق: مصدره صَعْق (فوك، الكامل ص404، 504).
صعق: انظره في مادة دعق.
أصعْق. أصعق السحاب: أرسل صاعقة (بدرون ص99).
انصعق: أصابته الصاعقة (فوك).
صَعْقَة: انظرها في مادة دَعْقة.
صَعِيق: مغمي عليه، مغشيّ عليه (معجم الطرائف).
ص ع ق

صعقتهم السماء وأصعقتهم: أصابتهم بصاعقة وهي نار لا تمر بشيء إلا أحرقته مع وقع شديد. وصعق الرعد فهو صاعق. وسمعت صعاق الرعد وهو صوته إذا اشتد. وصعق الرجل وصعق إذا غشي عليه من هدّة أو صوت شديد يسمعه، وصعق إذا مات.
ص ع ق : صَعِقَ صَعَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ مَاتَ وَصَعِقَ غُشِيَ عَلَيْهِ لِصَوْتٍ سَمِعَهُ وَالصَّعْقَةُ الْأُولَى النَّفْخَةُ وَالصَّاعِقَةُ النَّازِلَةُ مِنْ الرَّعْدِ وَالْجَمْعُ صَوَاعِقُ وَلَا تُصِيبُ شَيْئًا إلَّا دَكَّتْهُ وَأَحْرَقَتْهُ. 
صعق: غُشِيَ عليه من صوتٍ يسمعُه. وماتَ أيضاً. والحِمارُ وغيرُه صَعِقُ الصوتِ: شَديده.
والمصدر: الصعْقُ والصُّعاق.
والصاعِقَة: الوقع الشديد من صوت الرعْد يسقطُ معه قطعة من نار. وصَوْتُ العَذاب أيضاً. وقد صَعَقَتْهُم السماء وأصْعَقَتْهُم. والصاعِقُ: البعيرُ المهزولُ مُخهُ رَارٌ.
ورجُلٌ صَعِق: متَوَقع صاعقةً.
(صعق) الْحَيَوَان صعقا وصعقا وصعاقا اشْتَدَّ صَوته يُقَال صعق الْحمار وصعق الثور وَالرجل أَصَابَته الصاعقة وَغشيَ عَلَيْهِ وَهلك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض} فَهُوَ صعق وَهِي صعقة

(صعق) أَصَابَته الصاعقة فَهُوَ مصعوق

صعق


صَعَقَ(n. ac. صَاْعِقَة)
a. Struck (thunderbolt); struck with
lightning.
صَعِقَ(n. ac. صَعَق)
a. Roared, crashed (thunder).
b.(n. ac. صَعْق
صَعْقَة
صَعَق
تَصْعَاْق) [& pass.], Swooned, fainted; was stunned.
أَصْعَقَa. Made to faint; stunned.

صَعْقَةa. see 21t
صَعَقa. Noise, uproar.
b. Swooning.
c. Death.

صَاْعِقَة
(pl.
صَوَاْعِقُ)
a. Thunderbolt.
b. Terrible punishment, chastisement.
c. Cries of pain.
ص ع ق: (الصَّاعِقَةُ) نَارٌ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ فِي رَعْدٍ شَدِيدٍ يُقَالُ: صَعَقَتْهُمُ السَّمَاءُ مِنْ بَابِ قَطَعَ إِذَا أَلْقَتْ عَلَيْهِمُ الصَّاعِقَةَ. وَ (الصَّاعِقَةُ) أَيْضًا صَيْحَةُ الْعَذَابِ. وَ (صَعِقَ) الرَّجُلُ بِالْكَسْرِ (صَعْقًا) غُشِيَ عَلَيْهِ وَ (تَصْعَاقًا) أَيْضًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: 68] أَيْ مَاتَ. 
[صعق] أبو زيد: الصاعِقَةُ: نارٌ تسقُط من السماء في رعدٍ شديدٍ. يقال: صَعَقَتْهُم السماءُ، إذا ألقت عليهم الصاعقَةَ. والصاعِقَةُ أيضاً: صيحة العذاب. ويقال صعق الرجل صَعْقَةً وتَصْعاقاً، أي غُشِيَ عليه، وأصعقة غيره. قال ابن مقبل: ترى النعرات الزرق تحت لبانه أحاد ومثنى أصعقتها صواهله وقوله تعالى: {فصعق مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض} ، أي مات. وحمارٌ صَعِقَ الصوت، أي شديده. والصعق: اسم رجل. قال الشاعر : أبى الذى أخنب رجل ابن الصعق إذا كانت الخيل كعلباء الغنق
صعق
الصَّاعِقَةُ والصّاقعة يتقاربان، وهما الهدّة الكبيرة، إلّا أن الصّقع يقال في الأجسام الأرضيّة، والصَّعْقَ في الأجسام العُلويَّةِ. قال بعض أهل اللّغة: الصَّاعِقَةُ على ثلاثة أوجه:
الموت، كقوله: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
[الزمر/ 68] ، وقوله: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ [النساء/ 153] .
والعذاب، كقوله: أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ
[فصلت/ 13] .
والنار، كقوله: وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ
[الرعد/ 13] . وما ذكره فهو أشياء حاصلة من الصَّاعِقَةِ، فإنّ الصَّاعِقَةَ هي الصّوت الشّديد من الجوّ، ثم يكون منها نار فقط، أو عذاب، أو موت، وهي في ذاتها شيء واحد، وهذه الأشياء تأثيرات منها.
[صعق] فيه: فإذا موسى باطش بالعرش فلا أدري أجوزي "بالصعقة"، الصعق أن يغشى عليه من صوت شديد يسمعه وربما مات منه ثم استعمل في الموت كثيرًا، فالصعقة للمرة ويريد به: "وخر موسى صعقًا". ك: فإن قيل: موسى عليه السلام قد مات فكيف تدركه الصعقة؟ وأيضًا أجمعوا على أن نبينا صلى الله عليه وسلم أول من ينشق عنه الأرض؟ قلت: هذه الصعقة غشية بعد البعث عند النفخة الأكبر، والمراد بالبعث الإفاقة لقوله: أفاق قبلي. ن: وقيل قوله: لا أدري، يحتمل أنه قبل أن يعلم أنه أول من ينشق، أو أراد أنه من زمرة هم أولهم وهم زمرة الأنبياء - ومر ومر في جزي. نه: ومنه ح السحاب: فإذا زجر رعدت وإذا رعد "صعقت"، أي أصابت بصاعقة وهي نار مع رعد شديد، يقال: صعق وصُعق وصعقته الصاعقة؛ وتكرر اللفظ فيه وكلها راجع إلى الموت والغشي والعذاب. ومنه ح: ينتظر "بالمصعوق" ثلاثًا ما لم يخافوا عليه نتنًا، هو المغشي عليه أو من يموت فجاءة لا يعجل دفنه. ك: لو سمعه الإنسان "لصعق"، أي لو سمع صوتها بالويل المزعج لغشي عليه بالموت أو يموت من شدة هوله، وهذا في غير الصالح لأن الصالح من شأنه اللطف، نعم يحتمل الصعق من كلامه لكونه غير مألوف، وروي: لو سمعه لصعق من المحسن والمسيء، فإن كان المراد به المفعول دل على وجود الصعق عند كلام الصالح. ط: الصعقة نفخ الصور وهو مبدأ الساعة ومقدمة النشأة وهو النفخة الأولى والصواعق جمعها.
(ص ع ق)

صَعِق الْإِنْسَان صَعْقا وصَعَقا، فَهُوَ صَعِق: غُشِيَ عَلَيْهِ وَذهب عقله، من صَوت يسمعهُ كالهدة الشَّدِيدَة. وصَعِقَ صَعْقا وصَعَقا، فَهُوَ صَعِق: مَاتَ. وَقَوله عز وَجل: (فأخَذْتكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُم تَنْظُرُونَ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الصاعقة مَا تَصْعَقونَ مِنْهُ، أَي تموتون. وَفِي هَذِه الْآيَة ذكر الْبَعْث بعد موت وَقع فِي الدُّنْيَا، مثل قَوْله عز وَجل: (فأماته الله مِئَةَ عامٍ ثمَّ بعَثَه) .

وأصعقه: قَتله، قَالَ ابْن مقبل:

تَرَى النُّعَرَاتِ الخُضْرَ تَحت لَبانه ... فُرَادَى ومَثْنَى أصْعَقها صَوَاهِلُهْ

فَأَما قَوْله تَعَالَى: (وَخَرَّ مُوسَى صَعِقا) فَإِنَّمَا هُوَ غشي لَا موت، لقَوْله تَعَالَى بعد هَذَا: (فلمَّا أفاقَ) وَلم يقل: فَلَمَّا نُشر. وَأما قَوْله تَعَالَى: (فَصَعِق مَنْ فِي السَّمَوَات ومَنْ فِي الأرْضِ) فَقَالَ ثَعْلَب: الصَّعق: يكون الْمَوْت، وَيكون ذهَاب الْعقل.

والصَّعِق: الشَّديد الصَّوْت، بيَّن الصَّعَق. قَالَ رؤبة:

إِذا تَتَلاَّهُنّ صَلْصَالُ الصَّعَق

وصَعَق الثور يَصْعَق صُعاقا: خار خوارا شَدِيدا.

والصَّاعقة: الْعَذَاب. وَقيل هِيَ قِطْعَة من نَار، تسْقط بإثر الرَّعْد، لَا تأتى على شَيْء إِلَّا أحرقته. وصعق الرجل فَهُوَ صَعِقٌ، وصُعِق: أَصَابَته صَاعِقَة. وصعقتهم السَّمَاء وأصعقتهم: أَلْقَت عَلَيْهِم صَاعِقَة.

والصَّعق الْكلابِي: أحد فرسَان الْعَرَب، سمي بذلك، لِأَنَّهُ أَصَابَته صَاعِقَة. وَقيل سمي بذلك، لِأَن بني تَمِيم ضربوه على رَأسه، فأمته، فَكَانَ إِذا سمع الصَّوْت الشَّديد صَعَق، فَذهب عقله.

قَالَ أَبُو سعيد السيرافي: كَانَ يطعم النَّاس فِي الجدب بتهامة، فَهبت الرّيح، فهالت التُّرَاب فِي قِصاعة، فسب الرّيح، فأصابته صَاعِقَة فَقتلته. واسْمه خويلد، وَفِيه يَقُول الْقَائِل:

بأنَّ خُوَيْلِداً فابْكي علَيْه ... قتيلُ الرّيح فِي البَلَد التَّهامِي

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: فلَان ابْن الصَّعق. والصَّعق: صفة تقع على كل من أَصَابَهُ الصَّعْق، وَلكنه غلب عَلَيْهِ، حَتَّى صَار بِمَنْزِلَة زيد وَعَمْرو، علما كالنجم. وَالنّسب إِلَيْهِ صَعَقىّ على الْقيَاس، وصِعِقىّ على غير الْقيَاس، لأَنهم يَقُولُونَ فِيهِ قبل الْإِضَافَة صَعَق، على مَا يطرد فِي هَذَا النَّحْو، مِمَّا ثَانِيه حرف من حُرُوف الْحلق، فِي الِاسْم وَالْفِعْل، وَالصّفة فِي لُغَة قوم.

وصَعِقَت الرَّكية صَعَقا: انقاضَت فانهارت.

وصُواعق: مَوضِع.

صعق

1 صَعَقَتْهُمُ السَّمَآءُ, (S, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. صَاعِقَةٌ, (O, K,) The sky smote them with what is termed صَاعِقَة [i. e. a thunderbolt]. (S, O, K.) [And صَقَعَتْهُم signifies the same.] b2: صَعِقَ is quasi-pass. of the verb in the phrase above; (Z, TA in art. سرف;) signifying He was smitten by a صَاعِقَة; (TA in art. صقع;) as also صَقِعَ; (K and TA in that art.;) and so صُعِقَ and صُقِعَ. (O in that art.) b3: And صَعِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. صَعَقٌ, (Msb,) or صَعْقَةٌ, (S, O,) or both, and صَعْقٌ, (K,) and تَصْعَاقٌ, (S, O, K,) He (a man, S, O) swooned, or became insensible, (S, O, Msb, K, TA,) and lost his reason, (TA,) in consequence of a sound that he heard, (Msb, TA,) such as the vehement sound of the fall of a wall or the like or of a part of a mountain; (TA;) as also صُعِقَ. (Msb, TA. *) b4: and صَعِقَ, aor. ـَ inf. n. صَعْقٌ and تَصْعَاقٌ, He (a man) died. (TA.) فَصَعِقَ مَنْ فِى السَّمٰوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ, in the Kur [xxxix. 68], means and those in the heavens and those upon the earth shall die: (S, TA:) or shall fall down dead, or in a swoon: (Bd:) or shall lose their reason. (TA.) b5: And صَعِقَتِ الرَّكِيَّةُ, inf. n. صَعَقٌ, The well fell in ruins, or to pieces; or collapsed. (TA.) b6: صُعَاقٌ [as an inf. n.] signifies The sounding of thunder: and صَعِقَ, aor. ـَ inf. n. صُعَاقٌ, is said of a bull, meaning He bellowed, or lowed: (TA:) and likewise of a man [app. as meaning he bel-lowed, or roared]. (ISk, TA in art. ام.) 4 أَصْعَقَتْهُ الصَّاعِقَةُ The صاعقة [or thunderbolt] smote him. (TA.) b2: And اصعقهُ He, or it, caused him to swoon, or become insensible. (S.) b3: And He, or it, killed, or slew, him. (TA.) صَعْقٌ: see the next paragraph.

صَعَقٌ is an inf. n. of صَعِقَ [q. v.]: (Msb, K:) and primarily signifies A swooning, or becoming insensible, in consequence of a vehement sound that one hears; and sometimes, such that one dies in consequence thereof: b2: afterwards often used as meaning Death. (TA.) b3: [Also] Vehemence of sound or voice: (O, K:) and vehemence of braying of an ass; used in this sense by Rubeh; (O, * TA;) and said by Az to be originally ↓ صَعْقٌ. (TA.) صَعِقٌ Expecting, or looking for, a صَاعِقَة [or thunderbolt]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: Also Swooning, or becoming insensible; (K, TA;) and so ↓ مَصْعُوقٌ; or the latter signifies dying suddenly: and the former, swooning, or becoming insensible, and losing his reason, in consequence of a sound that he has heard, such as the vehement sound of the fall of a wall or the like or of a part of a mountain. (TA.) b3: And Dying, or dead. (TA.) b4: Also, (K, TA,) or صَعِقُ الصَّوْتِ, (S, O,) Vehement in voice, (S, O, K, TA,) and in braying; (TA;) applied to an ass. (S, O, TA.) صَعْقَةٌ: see صَاعِقَةٌ. b2: Also The sound proceeding from a صَاعِقَة [or thunderbolt]. (TA.) b3: الصَّعْقَةُ الأُولَى means The first blast [of the horn on the day of resurrection]. (Msb.) b4: and صَعْقَةٌ also signifies A death. (TA.) صَاعِقٌ A camel meagre in his marrow. (Ibn-'Abbád, O.) صَاعِقَةٌ [A thunderbolt; i. e.] a thing descending from the thunder, that smites not anything but it alters it and burns it: (Msb:) or fire that falls from the sky, (Az, S, O, K,) in vehement thunder: (Az, S, O:) or fire that God sends with vehement thunder: (TA:) or the scourge (مِخْرَاق) that is in the hand of [the angel who is] the driver of the clouds, and that comes not upon anything but it burns it: (O, K:) or a vehement sound from a thundering with which falls a piece of fire: or the sound of thunder: (TA:) Wahb Ibn-Munebbih, being asked respecting it, whether it were a tangible thing or fire or what else, answered that he thought no one knew it except God: (O, TA:) accord. to some, (TA,) it signifies also the cry, or vehement cry, or shout, [that is an efficient] of punishment: (S, O, K:) and death; (O, K;) so accord. to Katádeh (O, TA) and Mukátil: (TA:) or a cause of death: (Zj, TA:) and any destructive punishment: (O, K:) and ↓ صَعْقَةٌ and صَاقِعَةٌ are dial. vars. thereof: (TA:) the pl. is صَوَاعِقُ. (O, Msb, TA.) مَصْعُوقٌ: see صَعِقٌ.
صعق
صعَقَ يَصعَق، صَعْقًا وصاعِقةً، فهو صاعِق، والمفعول مَصْعوق
• صعَق التَّيَّارُ الكهربيّ الرَّجلَ: أصابه.
• صَعَقتِ السَّماءُ النَّاسَ: ألقت عليهم صاعقة.
• صعَقتِ الصَّاعقةُ القومَ: أصابتهم.
• صعَقتِ الكارثةُ النَّاسَ: أذهلتهم، كان لها وقع شديد عليهم "صعقه نبأ مفجع- فلانٌ مَصْعوق بخبر الوفاة" ° صعَقه النَّبأُ السَّيِّئُ: نزل عليه كالصَّاعقة. 

صعِقَ يَصعَق، صَعَقًا وصُعاقًا، فهو صَعِق

• صعِق الناسُ: هلكوا " {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} " ° صعِق في مكانه: مات في حينه.
• صعِق الرّجُلُ: مات أو غُشِيَ عليه "صعِق الرَّجُلُ من هول الصَّدمة".
• صعِق الرّعدُ: اشتدّ صوتُه. 

صُعِقَ يُصعَق، صَعْقًا، والمفعول مَصْعوق
• صُعق الشَّخصُ: أصابته صاعقة أو صَعْقة كهربائيَّة، أصابه أمرٌ عظيم، غُشِيَ عليه، وذهب عقلُه من صوت يسمعه كالهدّة الشّديدة " {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} ". 

أصعقَ يُصعق، إصعاقًا، فهو مُصْعِق، والمفعول مُصْعَق
• أصعقتِ السَّماءُ النَّاسَ: صعقتهُم؛ ألقت عليهم صاعقةً ° أصعقه بكلامه: أثَّر فيه تأثيرًا شديدًا.
• أصعقتِ الصَّاعقةُ القومَ: صعقتهُم؛ أصابتهُم. 

صاعِقة [مفرد]: ج صاعقات (لغير المصدر) وصَواعِقُ (لغير المصدر):
1 - مصدر صعَقَ.
2 - (فك) جسم ناريّ مشتعل يسقط من السماء في رعدٍ شديد وهو ناجم عن تفريغ كهربيّ بين سحابة مكهربة والأرض أو بين سحابتين مكهربتين "اقتلعتِ الصاعقةُ الأشجارَ".
3 - نار من السَّماء، عذاب مُهلك، صيحة العذاب " {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} " ° صبَّ اللهُ عليه صاعقة: أرسلها عليه.
• قوّات الصّاعقة: جيش للتدخُّل السّريع.
• مانعة الصواعق: (جو) عُمد من الحديد ونحوه تُقام في أعلى المنازل لتقيها الصواعق الكهربائيّة، وذلك بسحبها وإيصالها إلى جوف الأرض. 

صُعاق [مفرد]: مصدر صعِقَ. 

صَعْق [مفرد]:
1 - مصدر صُعِقَ وصعَقَ.
2 - (سف) فناء في الله عند التجلِّي الذاتيّ. 

صَعَق [مفرد]: مصدر صُعِقَ وصعِقَ. 

صَعِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صعِقَ: مغشيّ عليه " {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} ". 

صَعْقة [مفرد]: ج صَعَقات وصَعْقات: اسم مرَّة من صعِقَ: صيحة يُغشى منها على من يسمعها أو يموت " {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [ق] " ° الصَّعقة الأولى: النفخة الأولى. 

صعق: صَعِقَ الإِنسان صَعْقاً وصَعَقاً، فهو صَعِقٌ: غُشِيَ عليه وذهب

عقله من صوت يسمعه كالهَدَّة الشديدة. وصَعِقَ صَعقَاً وصَعْقاً وصَعْقةً

وتَصْعاقاً، فهو صَعِقٌ: ماتَ، قال مقاتل في قول أَصابته صاعِقةٌ:

الصاعِقةُ الموت، وقال آخرون: كلُّ عذاب مُهْلِك، وفيها ثلاث لغات: صاعِقة

وصَعْقة وصاقِعة؛ وقيل: الصاعِقةُ العذاب، والصَّعْقة الغَشْية، والصَّعْقُ

مثل الغشي يأْخذ الإِنسان من الحرِّ وغيره، ومثلُ الصاعِقة الصوتُ الشديد

من الرعدة يسقط معها قطْعةُ نارٍ، ويقال إِنها المِخْراقُ الذي بيد

المَلَك لا يأْتي عليه شيء إِلا أَحْرَقَه. ويقال: أَصْعَقَتْه الصاعقة

تُصْعِقُه إِذا أَصابته، وهي الصَّواعِقُ والصَّواقِعُ. ويقال للبَرْق إِذا

أَحرق إِنساناً: أَصابته صاعِقةٌ؛ وقال لبيد يذكر أَخاه أَرْبَد:

فَجَعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بالـ

ـفارِس، يَوْمَ الكَريهةِ، النَّجِدِ

أَبو زيد: الصاعِقةُ

نار تسقط من السماء في رعد شديد، والصاعِقةُ صَيْحةُ العذاب. قال ابن

بري: الصَّعْقةُ الصوت الذي يكون عن الصاعقةِ، وبه قرأَ الكسائي: فأَخذتهم

الصَّعْقة؛ قال الراجز:

لاحَ سَحابٌ فرأَينا برقَه،

ثم تدلَّى فسمعنا صَعْقَه

وفي حديث خزيمة وذكَر السحابَ: فإِذا زَجَرَ رَعَدَتْ وإِذا رَعَدَتْ

صَعَقَتْ أَي أَصابت بصاعِقةٍ.

والصَّاعِقةُ: النار التي يرسلها الله مع الرعد الشديد. يقال: صَعِق

الرجلُ وصُعِق. وفي حديث الحسن: يُنْتَظرُ بالمَصْعوقِ

ثَلاثاً ما لم يخافوا عليه نَتْناً؛ هو المغْشِيّ عليه أَو الذي يموت

فجأَة لا يعجَّل دفنه. وقوله عز وجل: فأَخَذَتْكم الصّاعِقةُ وأَنتم

تَنْظُرون؛ قال أَبو إِسحق: الصاعِقةُ ما يَصْعَقون منه أَي يموتون؛ وفي هذه

الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا مثل قوله تعالى: فأَماتَه الله

مائةَ عام ثم بَعَثَه؛ فأَما قوله تعالى: وخرَّ موسى صَعِقاً، فإِنما هو

غَشْيٌ لا مَوْتٌ لقوله تعالى: فلما أَفاقَ، ولم يقل فلما نُشِرَ، ونَصَب

صَعِقاً على الحال، وقيل: إِنه خَرَّ مَيّتاً، وقوله فلما أَفاقَ دليل على

الغَشْي لأَنه يقال للذي غُشِيَ عليه، والذي يذهب عقله: قد أَفاق. وقال

تعالى في الذين ماتوا: ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ مَوتِكم. والصاعِقةُ

والصَّعْقةُ: الصيحةُ يُغْشَى منها على من يسمعها أَو يموت. وقال عز وجل:

ويُرْسِلُ الصَّواعق فيُصِيب بها مَن يشاء؛ يعني أَصوات الرعد ويقال لها

الصَّواقِعُ أَيضاً. وفي الحديث: فإِذا موسى باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدري

أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لا؛ الصَّعْقُ: أَن يُغشى على الإِنسان من صوت شديد

يسمعه وربما مات منه، ثم استعمل في الموت كثيراً، والصَّعْقة المرَّة

الواحدة منه؛ وأَما قوله: فصَعِقَ مَنْ في السَّموات، فقال ثعلب: يكون

الموتَ ويكون ذهابَ العقل، والصَّعْقُ يكون موتاً وغَشْياً. وأَصْعَقَه:

قتَله؛ قال ابن مقبل:

ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ، تحت لبَانِه،

فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ

أَي قتَلَتها. وقوله عز وجل: فذَرْهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه

يَصْعَقُون، وقرئت: يُصْعَقُون، أَي فذرهم إِلى يوم القيامة حتى ينفخ في الصور

فيَصْعَق الخلقُ أَي يموتون. والصَّعِقُ: الشديدُ الصوت بيّن الصَّعَقِ؛

قال رؤبة:

إِذا تَتَلاَّهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ

قال الأَزهري: أَراد الصَّعْقَ فثقّله وهو شدة نهيقه وصوته. وصَعَقَ

الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً: خار خُواراً شديداً. والصّاعِقةُ: العذابُ،

وقيل: قطعة من نار تسقط بإِثْرِ

الرعد لا تأْتي على شيء إِلا أَحرقته. وصَعِقَ الرجلُ، فهو صَعِقٌ،

وصُعِق: أَصابته صاعِقةٌ قال عمرو بن بحر: الإنسانُ يَكْرَه صوتَ الصاعِقة

وإِن كان على ثقة من السلام من الإِحراق، قال: والذي نشاهِد اليوم

الأَمْرَعليه أَنه متى قَرُب من الإِنسان قتَلَه؛ قال: ولعل ذلك إِنما هو لأَنّ

الشيء إِذا اشتدَّ صَدْمُه فسخ القُوّة، أَو لعل الهواء الذي في الإِنسان

والمحيطَ به أَنه يَحْمَى ويستحيل ناراً قد شارك ذلك الصوت من النار،

قال: وهم لا يجدون الصوت شديداً جيّداً إِلا ما خالط منه النار. وصَعَقَتهم

السماءُ وأَصْعَقَتْهم أَلْقَتْ عليهم صاعِقةً.

والصَّعِقُ الكِلابيّ: أَحدُ فُرْسان العرب، سمي بذلك لأَنه أَصابته

صاعِقةٌ، وقيل: سمي بذلك لأَن بني تميم ضربوه على رأْسه فأَمُّوه، فكان إِذا

سمع الصوتَ الشديد صَعِقَ فذهب عقله؛ قال أَبو سعيد السيرافي: كان

يُطْعِمُ الناس في الجدب بتهامة فهبّت الريحُ فهالَ الترابَ

في قصاعِه، فسَبَّ الريح فأَصابته صاعِقةٌ فقتلته، واسمه خُوَيْلِد؛

وفيه يقول القائل:

بِأَنَّ خُوَيْلِداً، فابْكِي عليه،

قَتِيلُ الرَّيحِ في البَلَد التِّهامِي

قال سيبويه: قالوا فلان ابن الصَّعِق، والصَّعِقُ صفة تقع على كل من

أَصابه الصَّعقِ، ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد وعمرو علماً كالنجم،

والنسب إِليه صَعَقِيّ على القياس، وصِعَقِيٌّ على غير القياس لأَنهم

يقولون فيه قبل الإِضافة صِعِق، على ما يطَّرد في هذا النحو مما ثانيه حرف من

حروف الحلق في الاسم والفعل والصفة في لغة قوم.

وصَعِقَت الركية صَعَقاً: انْقاضَتْ فانهارَتْ. وصُواعق: موضع.

والصَّعِقُ: اسم رجل؛ قال تميم بن العَمَرّد وكان العَمَرّد طعَن يزيدَ بن الصعق

فأَعْرَجَه:

أَبي الذي أَخْنَبَ رجْلَ ابنِ الصَّعِقْ،

إِذْ كانت الخيلُ كعِلْباء العُنُقْ

ويروى لابن أَحمر، ومعنى أَخنب رجله: أَوهَنها.

صعق
الصّاعِقَةُ: المَوْتُ قَالَه مُقاتِل وقَتادَةُ فِي تفْسير قولِه: أصابَتْهُ صاعِقَة وَقَالَ أَبُو إسْحاقَ فِي قولِه تَعَالَى:) فأخَذَتْكُم الصّاعِقَةُ وأنتُم تَنظُرون (أَي: مَا يصْعَقون مِنْهُ، أَي: يموتُون. وَفِي هَذِه الْآيَة ذَكَر البَعْثَ بعدَ مَوْتٍ وقَعَ فِي الدُنْيا. وَقَالَ آخَرون: كُلُّ عَذابٍ مُهلِكٍ وَفِي ثلاثُ لُغاتٍ: صاعِقَة، وصَعْقَة، وصاقِعَة. وقيلَ: الصّاعِقَة: صَيْحَةُ العَذاب. وقيلَ: هُوَ الصّوتُ الشّديدُ من الرّعْدَةِ يسْقُط مَعهَا قِطْعَةُ نارٍ، ويُقال: إنّها المِخْراقُ الَّذِي بيَدِ المَلَكِ سائِق السّحابِ، وَلَا يأتِي علَى شيءٍ إِلَّا أحْرَقَه. ويُقال: هِيَ النّارُ الَّتِي يُرْسِلُها اللهُ مَعَ الرّعْدِ الشّديد، أَو نارٌ تسْقُط من السّماءِ لَها رَعْدٌ شَديدٌ، قَالَه أَبُو زيدٍ. والجَمْعُ: صَواعِقُ، قَالَ عَزّ وجلّ:) ويُرسِلُ الصّواعِقَ فيُصيبُ بِها مَنْ يَشاءُ (يَعْنِي أصواتَ الرّعد، ويُقال لَهَا: الصّواقِعُ أَيْضا. وَقَالَ لَبيدٌ رضيَ اللهُ عَنهُ يرْثي أَخَاهُ أرْبَدَ، وَكَانَ أصابَتْه صاعِقَة فقتلَتْهُ:
(فجّعَنِي الرّعْدُ والصّواعِقُ بالْ ... فارِسِ يومَ الكَريهَةِ النَّجِدِ)
وَعَن ابنِ عمرَ رضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم إِذا سمِعَ الرّعْد والصّواعق قَالَ: اللهُم لَا تَقْتُلْنا بغضبِك، وَلَا تُهلِكْنا بعَذابِك. وسُئل وهْبُ بنُ مُنَبِّه عَن الصّاعِقة: أشَيْء إيهامِيّ، أم هِيَ نارٌ، أم مَا هِي قَالَ: مَا أظنُّ أحدا يعلَمُها إلاّ اللهُ تَعالَى. وَقَالَ عَمْرو بنُ بحْر الجاحِظ: الإنسانُ يكْره صوْتَ الصاعِقَة وَإِن كَانَ على ثِقَة من السّلامَةِ من الإحْراقِ، قَالَ: والّذي نُشاهِد اليَوْمَ الْأَمر عَلَيْهِ أنّه متَى قَرُب من الإنسانث قتَلَه، قَالَ: ولعلّ ذَلِك إنّما هُوَ لأنّ الشيءَ إِذا اشتدّ صَدْمُه فسخَ القوّة، أَو لعلّ الهَواءَ الَّذِي فِي الإنْسانِ والمُحيطَ بِهِ إِنَّه يحْمَى ويسْتَحيلُ نَارا قد شارَكَ ذلِك الصّوت من النّار، قَالَ: وهم لَا يجِدون الصّوت شَديداً جيّداً إِلَّا مَا خالَطَ مِنْهُ النّار. وصعَقَتْهُمُ السّماءُ، كمنَع صاعِقَةً وَهُوَ مصْدَر على فاعِلَة كالرّاغِيةِ والثّاغِية، والصّاهِلة للإبِل والشّاء والخَيْلِ: أصابَتْهُم بِها. وَفِي حَدِيث خُزَيْمة وذَكَر السّحابَ فَإِذا زَجَر رعَدَتْ، وَإِذا رَعَدَتْ صعِقَت أَي: أصابَتْ بِصاعِقَة. وصعِقَ الرّجلُ كسمِعَ صَعْقاً بِالْفَتْح، ويحَرَّك، وصَعْقَةً، وتَصْعاقاً بفَتْحِهما، فَهُوَ صَعِقٌ ككَتِفٍ: إِذا غُشِيَ عَلَيْهِ وذهَبَ عقْلُهُ من صوْت يسْمَعُه، كالهَدّةِ الشّديدةِ. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: الصّعْقَةُ: الصّوتُ الَّذِي يكونُ عَن الصّاعِقَة، وَبِه قَرَأَ الكِسائِيُّ) فأخَذَتْهُم الصّعْقَةُ (قَالَ الرّاجِز: لاحَ سَحابٌ فرأيْنا برْقَهْ)
ثمَّ تدلّى فسمِعْنا صَعْقَهْ وَفِي الحَدِيث: فَإِذا موسَى باطِشٌ بالعَرشِ، فَلَا أدْري أفاقَ قَبْلي، أمْ جِوزِيَ بصَعْقَةِ الطّور.
والصّعَق، مُحَرّكةً: شِدّة الصّوت قَالَ رؤبَة يصِفُ حِماراً وأُتُنَه: إِذا تَتَلاّهُنّ صَلْصالُ الصَّعَقْ كَمَا فِي العُباب. وَقَالَ الأزهريّ: أرادَ الصّعْقَ فثقّلَه، وَهُوَ شدّة نهيقِه وصوتِه. وَمِنْه حِمارٌ صعِقٌ ككَتِف وَهُوَ: الشّديدُ الصّوْت والنّهيق. وَقَالَ ابنُ عبّادِ: الصّعِقُ: المُتَوقِّعُ صاعقَةً.
والصَّعِقُ: لقَبُ خُوَيْلِد بنِ نُفَيْل بنِ عمْرو بنِ كِلاب. وقولُ عَمْرو بنِ أحْمَر الباهِليّ: أبي الَّذِي أخْنَبَ رِجْلَ ابنِ الصّعِقْ إذْ كَانَت الخَيْلُ كعِلْباءِ العُنُقْ وَلم يكُنْ يردُّه الخُنْسُ الحُمُقْ يُريدُ يَزيدَ بنَ عمْرو بنِ خُوَيْلِد المذْكورَ، كَمَا فِي العُبابِ. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: هُوَ لتَميم بن العَمَرّدِ.
وَكَانَ العمَرّدُ طعَنَ يَزيدَ بنَ الصّعِقِ، فأعرَجَه. والصّعِقُ أَيْضا: لقَبُ فارِسٍ لبَني كِلاب نقَله ابنُ دُرَيْد. قُلتُ: وَهُوَ خُوَيْلِدٌ الَّذِي تقدّم ذِكرُه، فإنّه من بَني كِلاب ويُقالُ فِيهِ أَيْضا: الصِّعِقُ، كإبِلٍ أَي بكَسْرَتَيْن. قَالَ سيبَوَيْهِ: قَالُوا فُلانُ ابْن الصَّعِق، والصَّعِق: صِفَة تقَعُ على كُلِّ مَنْ أصابَه الصَّعْق، ولكنّه غلَبَ عَلَيْهِ، حتّى صَار بمَنْزِلة زيْدٍ وعمْرو عَلَماً، كالنّجْم. والنِّسبةُ إِلَيْهِ صعَقيٌّ، مُحَرَّكَةً على القِياس، كنَمِرٍ ونَمَريٍّ وصِعَقِيّ، كعِنَبيّ على غيْر قِياس لأنّهم يَقُولُونَ فِيهِ قبْل الْإِضَافَة: صِعِق، على مَا يطّرِدُ فِي هَذَا النّحْوِ، مِمَّا ثانِيهِ حرْفٌ من حُروفِ الحَلْقِ فِي الاسْم والفِعْل والصِّفَة. واختُلِفَ فِي سَبَب لقَبه، فقالَ ابنُ دُرَيد: لُقِّبَ بذلِك لأنّ تَميماً أصابُوا رأسَهُ بضَرْبَةٍ فَأتوهُ فَكَانَ إِذا سمِعَ صوْتاً شَدِيدا صَعِق فذَهَب عقْلُه، فَلذَلِك قالَ دَجاجَةُ بن عِتْر:
(وإنّك من هِجاء بَني تَميم ... كمُزدادِ الغَرامِ الى الغَرامِ)

(وهم تَركوكَ أسلحَ من حُبارَى ... رأتْ صَقْراً وأشرَدَ من نَعامِ)

(وهم ضَرَبوكَ أُمَّ الرأْسِ حتّى ... بدَتْ أمُّ الدِّماغِ من العِظامِ)
قَالَ: وقيْس تَدفَعُ هَذَا أَو لأنّه اتّخذَ طَعاماً، فكفأَت الرّيحُ قُدورَه هَذَا نصُّ ابنِ دُرَيْد نقلا عَن قَيْس، وَقَالَ أَبُو سَعيدٍ السّيرافيّ: كَانَ يُطعِمُ النّاسَ فِي الجَدْب بتِهامَةَ، فهبّت الرّيحُ، فهالت التُرابَ فِي قِصاعِهِ، فلعَنَها وسَبّها، فأرْسَل اللهُ تَعالَى عَلَيْهِ صاعِقَةً فقتلَتْه، قَالَ السّيرافي واسمُه) خُوَيْلد، وَفِيه يَقولُ القائِلُ: (بأنّ خُوَيْلِداً فابْكي عَلَيْهِ ... قَتيلُ الرّيحِ فِي البَلَدِ التِّهامي)
وصُعائِقُ، بالضمِّ: ع بنَجْد لبَني أسَد. وصُعَق كزُفَر: ع بل هُوَ ماءٌ بجَنْبِ المَرْدَمة، كَمَا فِي العُباب. وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: صَعِقَ الرجلُ، كفَرِح، صَعْقاً، وصَعَقاً، وتَصْعاقاً، فَهُوَ صَعِقٌ: مَاتَ. وأصعَقَتْه الصاعِقَة: أصابَتْهُ. وصُعِق الرّجل كعُنِي: غُشِي عَلَيْهِ. والمَصْعوق: المَغْشيُّ عَلَيْهِ، أَو الَّذِي يَموتُ فجْأة، وَمن حَديثُ الحسَن: يُنتَظَر بالمَصْعوق ثَلاثاً مَا لم يَخافوا عَلَيْهِ نَتْناً والصّعْقُ أصلُه فِي الغَشْي من صَوْتٍ شَديدٍ يسمَعُه، وربّما مَاتَ مِنْهُ، ثمّ استُعمِل فِي المَوْت كثيرا. والصّعْقَةُ: المَرّةُ الواحدةُ مِنْهُ. وقولُه تَعَالَى) وخرّ مُوسَى صَعِقاً (قيل: مغشِيّاً عَلَيْهِ، وَقيل: مَيِّتاً، ولكنّ قولَه:) فلمّا أفاقَ (دَليلٌ على الغَشْيِ. وَأما قولُه:) فصَعِقَ مَن فِي السّمواتِ ومَنْ فِي الأَرْض (فقالَ ثَعْلَبٌ: يكونُ الموْت، ويكونُ ذَهابُ العَقْلِ. وأصْعَقَه: قتَله، وَقَالَ ابنُ مُقبِل:
(تَرى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحْت لَبانِهِ ... فُرادَى ومَثْنَى أصْعَقَتْها صواهِلُه)
أَي: قتلَتْها. وقولُه تَعالى:) فذَرْهُم حتّى يُلاقُوا يومَهُم الَّذِي فِيهِ يُصْعَقون (وقُرِئَ: يصْعَقون، أَي: فذَرْهُم الى يومِ القِيامَةِ حتّى يُنْفَخَ فِي الصّور، فيَصْعَقَ الخَلْق، أَي: يَموتَون. وصعَقَ الثّورُ يَصْعَق صُعاقاً: خارَ خُواراً شَديداً. وصُعاقُ الرّعْدِ: صَوتُه. والصّاعِقُ: البَعيرُ المَهْزولُ، مُخُّه رار، نقَلَهُ ابنُ عبّاد. وصعِقَت الرّكِيّةُ، كفَرِحَ، صعَقَاً: انْقاضَت فانْهارَتْ.

سَلِمَ 

(سَلِمَ) السِّينُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ مُعْظَمُ بَابِهِ مِنَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ ; وَيَكُونُ فِيهِ مَا يَشِذُّ، وَالشَّاذُّ عَنْهُ قَلِيلٌ، فَالسَّلَامَةُ: أَنْ يَسْلَمَ الْإِنْسَانُ مِنَ الْعَاهَةِ وَالْأَذَى. قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ هُوَ السَّلَامُ ; لِسَلَامَتِهِ مِمَّا يَلْحَقُ الْمَخْلُوقِينَ مِنَ الْعَيْبِ وَالنَّقْصِ وَالْفَنَاءِ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] ، فَالسَّلَامُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَدَارُهُ الْجَنَّةُ. وَمِنَ الْبَابِ أَيْضًا الْإِسْلَامُ، وَهُوَ الِانْقِيَادُ ; لِأَنَّهُ يَسْلَمُ مِنَ الْإِبَاءِ وَالِامْتِنَاعِ. وَالسِّلَامُ: الْمُسَالَمَةُ. وَفِعَالٌ تَجِيءُ فِي الْمُفَاعَلَةِ كَثِيرًا نَحْوَ الْقِتَالِ وَالْمُقَاتَلَةِ. وَمِنْ بَابِ الْإِصْحَابِ وَالِانْقِيَادِ: السَّلَمُ الَّذِي يُسَمَّى السَّلَفَ، كَأَنَّهُ مَالٌ أَسْلَمُ وَلَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ إِعْطَائِهِ. وَمُمْكِنٌ أَنْ تَكُونَ الْحِجَارَةُ سُمِّيَتْ سِلَامًا لِأَنَّهَا أَبْعَدُ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْفَنَاءِ وَالذَّهَابِ ; لِشِدَّتِهَا وَصَلَابَتِهَا. فَأَمَّا السَّلِيمُ وَهُوَ اللَّدِيغُ فَفِي تَسْمِيَتِهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ أُسْلِمَ لِمَا بِهِ. وَالْقَوْلُ الْآخَرُ أَنَّهُمْ تَفَاءَلُوا بِالسَّلَامَةِ. وَقَدْ يُسَمُّونَ الشَّيْءَ بِأَسْمَاءٍ فِي التَّفَاؤُلِ وَالتَّطَيُّرِ. وَالسُّلَّمُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِنَ السَّلَامَةِ أَيْضًا ; لِأَنَّ النَّازِلَ عَلَيْهِ يُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ. وَالسَّلَامَةُ: شَجَرٌ، وَجَمْعُهَا سَلَامٌ.

وَالَّذِي شَذَّ عَنِ الْبَابِ السَّلْمُ: الدَّلْوُ الَّتِي لَهَا عُرْوَةٌ وَاحِدَةٌ. وَالسَّلَمُ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ سَلَمَةٌ. وَالسَّلَامَانُ: شَجَرٌ.

وَمِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ السَِّلْمُ وَهُوَ الصُّلْحُ، وَقَدْ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61] . وَالسَّلِمَةُ: الْحَجَرُ، فِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ:

ذَاكَ خَلِيلِي وَذُو يُعَاتِبُنِي ... يَرْمِي وَرَائِيَ بِالسَّهْمِ وَالسَّلِمَهْ

وَبَنُو سَلِمَةَ: بَطْنٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْسَ فِي الْعَرَبِ غَيْرُهُمْ. وَمِنَ الْأَسْمَاءِ سَلْمَى: امْرَأَةٌ. وَسَلْمَى: جَبَلٌ. وَأَبُو سُلْمَى أَبُو زُهَيْرٍ، بِضَمِّ السِّينِ، لَيْسَ فِي الْعَرَبِ غَيْرُهُ.

فوز

فوز: {بمفازة}: من الفوز وهو الظفر.
(فوز) الرجل دخل الْمَفَازَة ورحل وَهلك 
[فوز] نه: فيه: "فاز" فاز لم به، من فاز يفوز -إذا مات، وروى بدال -ومر. ومنه ح: واستقبل سفرا بعيدا و "مفازا"، هو البرية القفر وجمعه المفاوز، سميت به لأنها مهلكة، من فوز - إذا مات؛ وقيل: التفاؤل، من الفوز: النجاة. غ: «"بمفازة" من العذاب»، أي ببعد أو بمنجاة، و "فاز" لقي ما يغتبط به ومات. 

فوز


فَازَ (و)(n. ac. فَوْز)
a. [Bi], Seized, took, carried off; gained, won; obtained
acquired.
b. [Bi], Saved (himself); escaped.
c. [Min], Escaped, fled from.
d. see II (a) (b).
فَوَّزَa. Entered, traversed the desert.
b. Went away, departed; ran away, fled; perished
died.
c. Was, became apparent.

أَفْوَزَ
a. [acc. & Bi], Made to obtain, gain, win.
تَفَوَّزَa. see II (a)
فَوْزa. Success; victory.
b. Safety; escape; deliverance, rescue.

فَوْزَة []
a. see 1
فَازَة [] (pl.
فَوْز]
a. Tent with two poles.

مَفَاز []
a. see 17t (b)
مَفَازَة [] ( pl.
reg. &
مَفَاْوِزُ)
a. Place of safety; escape; security.
b. Desert; place of destruction.

فَائِز []
a. Successful; victorious; winner; victor.
ف و ز: (الْفَوْزُ) النَّجَاةُ وَالظَّفَرُ بِالْخَيْرِ. وَهُوَ الْهَلَاكُ أَيْضًا وَبَابُهُمَا قَالَ. وَ (أَفَازَهُ) اللَّهُ بِكَذَا (فَفَازَ) بِهِ أَيْ ذَهَبَ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} [آل عمران: 188] أَيْ بِمَنْجَاةِ مِنْهُ. وَ (الْمَفَازَةُ) أَيْضًا وَاحِدَةُ (الْمَفَاوِزِ) قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا مَهْلَكَةٌ مِنْ (فَوَّزَ تَفْوِيزًا) أَيْ هَلَكَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ تَفَاؤُلًا بِالسَّلَامَةِ وَالْفَوْزِ. 
فوز:
فاز: أحرز، نال، حصل على. وهو فعل يتعدى بنفسه لا بالياء فقط ففي رحلة في الصحراء للعبدري (ص46 ق): وأما القوت يتسبب (فيتسبب) فيه إذا كان صحيحا وقل ما يفوزه التسبب لكثرة الخلق.
فاز: نال الخلد، نال الحياة السرمدية. (المقدمة 3: 228).
فاز ب: استفاد، استغل، استثمر. (بوشر).
فاز بالجائزة: ربح الجائزة. (عباد 3: 64 رقم 36).
فوز من: نجا من، تخلص من (فوك).
فوز: فاز بالجائزة، ربح الجائزة. (عباد 3: 64 رقم 36).
فوز: يا فوز من: يا سعادة من (بوشر).
الفوز: الجنة. (فوك).
فوز. تحريف الكلمة العبرية فذ، بمعنى صاف، صريح، خالص، صرف، قح. (السعدية النشيد 19 ص119).
مفاز ومفازة: صحراء. الأولى في ديوان الهذليين (ص200، البيت 29) والجمع مفازات. (أبو الوليد ص607).
مفازي: ساكن المفازة وهي الصحراء. (أبو الوليد ص607).
ف و ز

طوبى لمن فاز بالثواب، وفاز من القعاب؛ أي ظفر ونجا. وهو بمفازة من العذاب أي بمنجاة منه: وضربوا الفازات أي الفساطيط. وتقول: تلك الفازه، فيها المفازه؛ أي المفلحة. ومن المجاز: المفازة للفلاة: سمّيت باسم المنجاة على سبيل التفاؤل. وفوّز المسافر: ركب المفازة ومضى فيها. قال حسّان:

لله درّ رافع أنّى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى

وفوّز بإبله. وفوّز الرجل: مات فصار في مفازة ما بين الدنيا والآخرة من البرزخ الممدود أو لأن المفازة صارت اسماً للمهلكة فأخذ منها فوّز بمعنى هلك. وفاز سهمه، وخرج له سهم فائز إذا غلب. وفاز بفائزة أي بشيء يسرّه ويصيب به الفوز. وتقول: فاز فلان بفائزة هنيّة، وأجيز بجائزة سنيّه.
فوز
كُلُ مَنْ أصَابَ خَيْراً فقد فازَ به: أي أفْلَحَ. والفَوْزُ: الظَفَرُ. وقَوْلُه: أفلا تَحْسَبَنَّهُم بمَفَازَةٍ من العَذَابِ " أي بمَنْجَى. وفازَ فلانٌ بفائزَةٍ: أي ظَفِرَ بأيَ شَيْءٍ كانَ. والمَفَازَةُ: سُمَيَت لأنَّ الناسَ يُفَوِّزُوْنَ فيها لا يَهْتَدُونَ، من فَوَّزَ الرَّجُلُ: إذا ماتَ. وقيل: سُمِّيَتْ من الفَوْزِ والسَّلاَمَةِ. وفَوَّزَ الرَّجُلُ: رَكِبَ الفَلاَةَ والمَفَازَةَ ومَضى فيها. وفوَزَ الطَرِيْقُ: بَدَا وظَهَرَ. وقيل: انْقَطَعَ. والتفْوِيْزُ: الخُرُوجُ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ. وإذا تَسَاهَمَ القَوْمُ على المَيْسِرِ فكُلَما خَرَجَ قِدْحٌ قِيْلَ: فازَ فَوْزاً. والفازَةُ: من أبْنِيَةِ الخِرَقِ في العَسْكَرِ.
[فوز] الفَوْزُ: النجاة والظفر بالخير. والفَوْزُ أيضاً: الهلاك. تقول منهما: فازَ يَفوزُ. وفَوَّزَ، أي مات. ومنه قول الشاعر : فمَنْ للقوافي شانَها من يَحوكها * إذا ما ثوى كعب وفوز جرول * وقال الكميت: وما ضرها أن كعبا ثوى * وفوز من بعده جرول * وأفازه الله بكذا فَفازَ به، أي ذَهَبَ به. وقوله تعالى: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ من العَذابِ} ، أي بمَنْجاةٍ منه. والمَفازَةُ أيضاً: واحدة المفاوِزِ. قال ابن الأعرابي: سمِّيت بذلك لأنها مَهْلَكة، من فَوَّزَ أي هلك. وقال الأصمعيُّ: سمِّيت بذلك تفاؤلا بالسلامة والفوز. ويقال: فَوَّزَ الرجلُ بإبله، إذا ركب بها، المفازة. ومنه قول الراجز :

فوز من قراقر إلى سوى * وهما ماءان لكلب. والفازة: مظلة تمد بعمود، عربي فيما أرى.
فوز
الْفَوْزُ: الظّفر بالخير مع حصول السّلامة.
قال تعالى: ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ
[البروج/ 11] ، فازَ فَوْزاً عَظِيماً
[الأحزاب/ 71] ، ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [الجاثية/ 30] ، وفي أخرى الْعَظِيمُ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ
[التوبة/ 20] ، والمَفَازَةُ قيل: سمّيت تفاؤلا لِلْفَوْزِ، وسمّيت بذلك إذا وصل بها إلى الْفَوْزِ، فإنّ الفقر كما يكون سببا للهلاك فقد يكون سببا للفوز، فيسمّى بكلّ واحد منهما حسبما يتصوّر منه ويعرض فيه، وقال بعضهم: سمّيت مَفَازَةً من قولهم: فَوَّزَ الرّجل: إذا هلك ، فإن يكن فوّز بمعنى هلك صحيحا فذلك راجع إلى الفوز تصوّرا لمن مات بأنه نجا من حبالة الدّنيا، فالموت- وإن كان من وجه هلكا- فمن وجه فَوْزٌ، ولذلك قيل: ما أحد إلّا والموت خير له ، هذا إذا اعتبر بحال الدّنيا، فأما إذا اعتبر بحال الآخرة فيما يصل إليه من النّعيم فهو الفوز الكبير: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ
[آل عمران/ 185] ، وقوله: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ
[آل عمران/ 188] ، فهي مصدر فَازَ، والاسم الفَوْزُ، أي: لا تحسبنّهم يَفُوزُونَ ويتخلّصون من العذاب.
وقوله: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً
[النبأ/ 31] ، أي: فَوْزاً، أي: مكان فوز، ثم فسّر فقال: حَدائِقَ وَأَعْناباً الآية [النبأ/ 32] ، وقوله: وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ إلى قوله فَوْزاً عَظِيماً أي: يحرصون على أغراض الدنيا، ويعدّون ما ينالونه من الغنيمة فوزا عظيما.
[ف وز] الفَوزُ: النَّجاءُ والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّةِ والخَيرِ: فَازَ بِه فَوْزاً ومَفَازاً ومَفازَةً. وقَوْلُه تَعالَى: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} [النبأ: 31 - 32] أنَّما أَرادَ مُوجِبَاتِ مَفازٍ، ولا يَجُوزُ أَنْ يكونَ المَفازُ هُنَا اسْمَ المَوْضِعِ؛ لأَنَّ الحَدائِقَ والأَعْنابَ والكَواعِبَ لَسْنَ مَواضِعَ. وفي التَّنْزيلٍ: {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب} [آل عمران: 188] . وفَازَ القِدْحُ فَوْزاً: أَصَابَ، وقِيلَ: خَرَجَ قَبلَ صَاحِبِه، قَالَ الطِّرمَّاحُ:

(مِنْ فَوْزِ قِدْحِ مَنْسُوبَةٍ تَلُدُه ... )

والمَفَازَةُ: الَمهْلكَةُ عَلَي التَّطُّيرِ، وكُلُّ قَفْرٍ مَفَازَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ من الأَرَضِينَ: ما بَيْنَ الرّبُع من وِرْد الإِبِل والغِبِّ من وِرِدْ غَيِرها. وفَوَّزَ: صار إلي المَفَازِةَ، وَقِيلَ: رَكِبَها، وقِيلَ: فَوَّزَ: خَرَج من أَرضٍ إلى أَرْضٍ كَهَاجَرَ، وتَفوَّزَ كَفَوَّزَ قال النَّابَغَةُ الجَعْدِيُّ:

(ضَلالَ حَوَِيٍّ إِذْ تَفَوَّزَ عَنْ حِمًي ... ليَشْرَبَ غِبّا بالنِّباجِ وثَيْتَلاَ)

وفَازَ الرَّجُلُ، وفَوَّزَ: هَلَكَ. والفَازَةُ: بِناءٌ من خِرَقٍ يُبُنَي في العَسَاكِرِ. والجَمْعُ: فَازٌ، وأَلِفُها مَجْهُولَةُ الانْقِلابِ، ولكِنْ أَحْمِلُها على الواوِ، لأنَّ بَدَلَها مِن الواوِ أكْثَرُ مِنَ اليَاءِ، ولذلك إِذا حَقَّرَ سِيَبوَيه شَيئاً مِن هَذَا النَّحْوِ، أو كَسَّرَه، حَمَلَه على الوَاوِ أَخّذاً بالأَغْلَبِ.
فوز
فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من يَفوز، فُزْ، فَوْزًا، فهو فائِز، والمفعول مفوزٌ به
• فاز بالجائزة: نالها، ظفِر بها "فاز بجائزة الدولة التقديرية/ التشجيعية- {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}: سعد ونجا ونال غاية مطلوبه- {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}: مقرّبون، مكرَمون، ناجون من عذاب النّار- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} ".
• فاز على خصمه: تغلّب عليه.
• فاز في السِّباق: انتصر، غَلَب، ظفِر "فاز في الحرب/ الانتخابات/ مباراة الأمس- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} ".
• فاز من العقاب: نجا منه "فاز من الخطر/ الشر/ الضياع- {فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} ". 

فائز [مفرد]: اسم فاعل من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من. 

فَوْز [مفرد]: مصدر فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من. 

مَفاز [مفرد]: مصدر ميميّ من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من. 

مَفازة [مفرد]: ج مفازات ومفاوزُ:
1 - مصدر ميميّ من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من.
2 - صحراء، أرض مقفرة (سميت كذلك تفاؤلاً بالفوز، أي النجاة) "ضلَّت سيَّارة السُّيّاح في المفازة وكادوا يهلكون".
3 - اسم مكان من فازَ بـ/ فازَ على/ فازَ في/ فازَ من: مكان فوز ونجاة " {فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} ". 

فوز

1 فَازَ, aor. ـُ inf. n. فَوْزٌ (S, A, O, Msb, K) and مَفَازٌ and مَفَازَةٌ, (TA,) He attained, acquired, gained, or won, good, or good fortune, (S, A, O, Msb, * K,) or his wish or desire, or what he desired or sought; (Bd in iii. 182, and TA;) he met with, or experienced, that for which one would be regarded with a wish to be in the like condition, without its being desired that it should pass away from him; he became far from what was disliked, or hated, or evil: (TA:) he succeeded, or was successful: he won, or gained the victory: (Msb:) [he had his arrow drawn, or] his arrow came forth [from the رِبَابَة], in the game called المَيْسِر: and (tropical:) it (an arrow) won; or came forth before its fellow [or fellows in that game]. (O, * TA.) Yousay, فَازَ بِهِ He attained it, acquired it, gained it, or won it; (Kh, A, O, Msb, K;) namely, good, or good fortune; (Kh, O;) or reward: (A:) and he took it away, went away with it. (S, K.) b2: He became safe, or secure; he escaped. (S, A, O, Msb, K.) You say, فَازَ مِنهُ He became safe, or secure, from it; he escaped it; (A, O, K;) namely, evil; (TA;) or punishment. (A, O, TA.) And طُوبَى لِمَنْ فَازَ بِالثَّوَابِ وَفَازَ مِنَ العِقَابِ A happy end is his who gains reward and escapes punishment. (A.) A2: And فَازَ, (S, O, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فَوْزٌ, (S, A, K,) (tropical:) He perished: (S, A, K:) he died; and so ↓ فَوَّزٌ: (S, A, O, Msb, K:) thus the former bears two contr. significations: (A, K:) but IB says that, accord. to some, the latter is not used in this sense unless preceded by another phrase such as in the following ex.: فُلَانٌ بَعْدَهُ ↓ مَاتَ فُلَانٌ وَفَوَّزَ [Such a one died and such a one died after him]: and accord. to others, ↓ فوّز signifies (tropical:) he became in the مَفَازَة [or state of temporary safety] which is between the present life and that which is to come. (TA.) [This last signification is given in the A.] b2: See also 2.2 فوّز (assumed tropical:) He went, or his course brought him, to the مَفَازَة: (IAar, TA:) or (tropical:) he went upon the مفازة: (A, TA:) or (assumed tropical:) he went away. (IAar, O, K:) or (tropical:) he went away into the مفازة: (A:) and ↓ فَازَ signifies (assumed tropical:) he traversed the مفازة. (Msb.) You say, فوّز بِإِبِلِهِ (S, A, O, K) (tropical:) He entered upon the مفازة with his camels. (S, O, K.) b2: Also (assumed tropical:) He went forth from one land or country to another: and ↓ تفوّز signifies the same as فوّز. (TA.) b3: See also 1, latter part, in three places.

A2: And, said of a road, It was, or became, apparent: (O, K:) and Sgh adds. [but not in the O,] and it stopped, or came to an end. (TA.) 4 افازهُ بِكَذَا He (God, S, O, K, or a man, Msb) caused him to attain, acquire, gain, or win, such a thing. (S, O, Msb, K.) 5 تَفَوَّزَ see 2.

فَازٌ: see what next follows.

فَازَةٌ A [tent such as is called] مِظَلَّة, (S, K.) with two poles, (K,) or that is extended with a pole: (S; in which is added, “it is in my opinion an Arabic word: ”) pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ فَازٌ. (ISd, TA.) فَائِزَةٌ (tropical:) A thing that rejoices one, and by which one attains good or the object of his desire: you say, فَازَ بِفَائِزَةٍ (tropical:) He attained, acquired, gained, or won, a thing that rejoiced him, &c. (A, O, * TA.) مَفَازٌ: see the following paragraph, near the end.

مَفَازَةٌ A place of safety, security, or escape. (S, A, O, K.) So in the Kur [iii. 185], فَلَا تَحْسِبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ [Do thou by no means reckon them to be in a place of security from punishment]: (S, A, * O:) or, accord. to Fr, the meaning here is, far from punishment. (TA.) b2: A cause, or means, of prosperity, or success, or of the attainment or acquisition of that which one desires or seeks, or of what is good, or of that whereby one becomes in a happy or good state; syn. مَفْلَحَةٌ. (A.) b3: (tropical:) [The state of temporary safety which is between the present life and that which is to come. See 1, last signification.]

A2: (tropical:) A place of perdition, or destruction: (Msb, K: *) or i. q. فَلَاةٌ: (A:) [i. e.] a desert; syn. بَرِّيَّةٌ; any [desert such as is called] قَفْرٌ: (TA:) or a desert in which is no water: (ISh, O, K:) and a desert in which is no water for the space of a journey of two nights or more: when there is none for the space of a journey of a night and a day, it is not thus called. (ISh, O, TA:) or a tract in which two wateringplaces are so far apart that camels are kept from drinking two days, with a portion of the day preceding them and of the day following them, [accord. to that which is generally preferred of the explanations of the term رِبْعٌ which is here employed,] and other animals [that journey quicker] drink on alternate days; as also فَلَاةٌ: or such as is between that in which camels are kept from drinking two days &c. as above, and that in which other animals drink on alternate days; as also فَيْفَاةٌ: (TA:) so called to prognosticate good fortune, and safety. (As, IF, S, A, O, Msb,) as meaning a place of safety, (A,) from فَازَ signifying “ he became safe: ” (Msb:) or from فَوَّزَ, (IAar, S, O, * Msb,) or فَازَ. (AHei, TA.) signifying “ he perished,” (IAar, S, O, * AHei,) or “ he died: ” (Msb, TA:) AHei condemns the former of these assertions; but Az and ISd say that it is the more commonly approved, though the latter is the more agreeable with analogy: (TA:) or it is so called because he who comes forth from it, having traversed it, is safe: (IAar, TA:) the pl. is مَفَاوِزُ: (S:) and ↓ مَفَازٌ signifies the same as مَفَازَةٌ. so in a trad. of Kaab Ibn-Málik; فَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا [and he saw before him, or looked forward to, a far journey and a desert, or a waterless desert, &c.]. (TA.)

فوز: الفَوْزُ: النَّجاءُ والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّة والخيرِ، فازَ به

فَوْزاً ومَفازاً ومَفازَةَ. وقوله عز وجل: إِن للمتقين مَفازاً حَدائِقَ

وأَعْناباً؛ إِنما أَراد مُوجِبات مَفاوِز ولا يجوز أَن يكون المَفازُ هنا

اسْمَ الموضع لأَن الحدائق والأَعناب لسن مواضع. الليث: الفَوْزُ

الظَّفَرُ بالخير والنَّجاةُ من الشر. يقال: فازَ بالخير وفازَ من العذاب

وأَفازَهُ الله بكذا ففازَ به أَي ذهب به. وفي التنزيل العزيز: فلا

تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازةٍ من العذاب؛ قال الفراء: معناه ببعيد من العذاب، وقال

أَبو إِسحق: بمنْجاةٍ من العذاب، قال: وأَصل المَفازَةِ مَهْلَكَةٌ

فتفاءلوا بالسلامة والفَوْزِ. ويقال: فازَ إِذا لَقِيَ ما يُغْتَبَطُ، وتأْويله

التباعد من المكروه. والمَفازَةُ أَيضاً: واحدةُ المفاوِزِ، وسميت بذلك

لأَنها مَهْلَكة من فَوَّزَ أَي هَلَكَ، وقيل: سميت تفاؤلاً من الفَوْزِ

النَّجاةِ. وفازَ القِدْحُ فَوْزاً أَصابَ، وقيل: خرج قبل صاحبه؛ قال

الطرماح:

وابْن سَبِيلٍ قَرَيْتُه أُصُلاً

من فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ

وإِذا تساهم القوم على المَيْسِرِ فكلما خرج قِدْح رجل قيل: قد فازَ

فَوْزاً.والفَوْزُ أَيضاً: الهلاك. فازَ يَفُوزُ وفَوَّزَ أَي مات؛ ومنه قول

كعب بن زهير:

فَمَنْ للقَوافي شَانَها من يَحُوكُها،

إِذا ما تَوى كَعْبٌ، وفَوَّزَ جَرْوَلُ؟

يقولُ، فلا يَعْيا بشيءٍ يَقُولُه،

ومن قائلِيها من يُسِيءُ ويَعْمَلُ

قوله شانها أَي جاء بها شائنة أَي معيبة. وتوى: مات وكذا فَوَّزَ. قال

ابن بري: وقد قيل إِنه لا يقال فوّز فلان حتى يتقدم الكلامَ كَلامٌ فيقال:

مات فلانٌ وفَوَّزَ فلان بعده، يشبه بالمُصَلِّي من الخيل بعد

المُجَلِّي. وجَرْوَلٌ: يعني به الحُطَيْئَةَ؛ وقال الكميت:

وما ضَرَّها أَنَّ كَعْباً تَوَى،

وفَوَّزَ من بعدِه جَرْوَلُ

قال ابن الأَعرابي: فوَّز الرجل إِذا مات؛ وأَنشد:

(* قوله «فوّز إلخ»

الذي في ياقوت:

لله درّ رافع أنى اهتدى * فوّز من قراقر إلى سوى

خمساً إذا ما سارها الجبس بكى * ما سارها من قبله انس يرى

ورواها في قراقر على غير هذا الترتيب فقدّم وأخر وجعل بدل الجبس الجيش.

ولعله روى بهما اذ المعنى على كل صحيح، ثم ان المؤلف استشهد بالبيت على

أن فوّز بمعنى هلك وعبارة ياقوت: قراقر واد نزله خالد بن الوليد عند قصده

الشام وفيه قيل لله در إلخ ا هـ. ففوّز فيه بمعنى مضى فالانسب ما ذكره

المؤلف بعد وهو الذي اقتصر عليه الجوهري.)

فَوَّزَ من قُراقِر إِلى سُوَى

خَمْساً، إِذا ما ركب الجِبسُ بَكَى

ويقال للرجل إِذا مات: قد فَوَّزَ أَي صار في مَفازَةٍ ما بين الدنيا

والآخرة من البرزخ الممدود؛ وفي حديث سَطِيح:

أَمْ فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ

أَي مات. قال ابن الأَثير: ويروى بالدال، وقد تقدم. ويقال: فَوَّزَ

الرجل بإِبله إِذا ركب بها المَفَازَةَ؛ ومنه قول الراجز:

فَوَّزَ من قُراقِر إِلى سُوَى

وهما ماءان لكلب. وفي حديث كعب بن مالك: واسْتَقْبَلَ سفراً بعيداً

ومَفازاً؛ المَفازُ والمَفازَةُ: البَرِّيَّةُ القَفْرُ، وتجمع المَفاوِزَ.

ويقال: فاوَزْتُ بين القوم وفارَضْتُ بمعنى واحد. والمَفازَة: المَهْلَكة

على التَّطَيُّر، وكلُّ قَعْرٍ مَفازَةٌ؛ وقيل: المَفازَةُ والفَلاة إِذا

كان بين الماءين رِبْعٌ من وِرْدِ الإِبل وغِبٌّ من سائر الماشية، وقيل:

هي من الأَرضين ما بين الرِّبْع من وِرْدِ الإِبلِ من الغِبِّ من وِردِ

غيرها من سائر الماشية، وهي الفَيفاةُ، ولم يعرف أَبو زيد الفَيْفَ. ابن

الأَعرابي: سميت الصحراء مفازَة لأَن من خرج منها وقطعها فاز. وقال ابن

شميل: المفازة التي لا ماء فيها وإِذا كانت ليلتين لا ماء فيها فهي مَفازة

وما زاد على ذلك كذلك، وأَما الليلة واليوم فلا يعدّ مَفازة. قال ابن

الأَعرابي: سميت المفازة من فَوَّزَ الرجل إِذا مات. ويقال: فَوَّزَ إِذا

مضى. وفَوَّزَ تَفْوِيزاً: صار إِلى المَفازة، وقيل: ركبها ومضى فيها،

وقيل: فَوَّزَ خرج من أَرض إِلى أَرض كهاجَرَ. وتَفَوَّزَ: كَفَوَّزَ؛ قال

النابغة الجعدي:

ضَلال خَوِيّ إِذ تَفَوَّزَ عن حِمًى،

ليَشْرَبَ غِبًّا بالنِّباجِ ونَبْتَلا

(* قوله« بالنباج» ونبتلا» هما اسما موضعين كما في ياقوت.)

وفازَ الرجلُ وفَوَّزَ: هلك؛ وقيل: إِن المَفازة مشتقة من هذا، والأَول

أَشهر وإِن كان الآخر أَقيس.

والفَازَةُ: بناء من خِرَقٍ وغيرها تبنى في العساكر، والجمع فازٌ،

وأَلفها مجهولة الانقلاب؛ قال ابن سيده: ولكن أَحملها على الواو لأَن بدلها من

الواو أَكثر من الياء، وكذلك إِذا حَقَّرَ سيبويه شيئاً من هذا النحو

أَو كَسَّرَه حمله على الواو أَخذاً بالأَغلب. قال الجوهري: والفازَةُ

مِظَلَّةٌ تمدّ بعمود، عَرَبيٌّ فيما أُرى.

فوز
{الفَوْزُ: النَّجاةُ من الشَّرِّ، والظَّفرُ بِالْخَيرِ والأُمنية، يُقَال:} فازَ بِالْخَيرِ، وفازَ من العذابِ. {الفَوْزُ أَيضاً: الهَلاكُ، وَهُوَ ضِدُّ، يُقال:} فازَ {يَفُوزُ: ماتَ وهلَكَ. فازَ بِهِ} فَوْزاً {ومَفازاً} ومَفازَةً: ظَفِرَ، وَيُقَال: فازَ، إِذا لَقِيَ مَا يُغْتَبَطُ، وتأْويلُه التَّباعُد من المَكروه. فازَ مِنْهُ {فَوْزاً} ومَفازاً: نَجا. الفَوْزُ: ة، بحِمْصَ، نَقله الصَّاغانِيّ. {وأَفازَه الله بِكَذَا: أَظْفَرَه، ففازَ بِهِ، أَي ذهبَ بِهِ.} المَفازَةُ: المَنْجاةُ، وَبِه فَسَّرَ أَبو إسحاقَ قولَه تَعَالَى: فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ {بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ أَي بمَنْجاةٍ مِنْهُ، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَي ببعيدٍ مِنْهُ. قيل: أَصْلُ} المَفازَةِ: المَهْلَكَةُ، من {الفَوزِ بِمَعْنى الهَلاكِ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: سُمِّيَتِ المَفازَةُ، من} فوَّزَ الرَّجلُ، إِذا ماتَ، وَقيل: سُمِّيَتْ تَفاؤُلاً بالسَّلامة، من الفَوز: النَّجاة، وَهَذَا قَول الأَصمعيّ حقَّقه ابنُ فَارس فِي المُجمَل وَغَيره، وَقد أَنكرَه أَبو حيَّانَ فِي شرح التَّسهيل حَيْثُ قَالَ: السَّليمُ للَّدِيغ، مِنْ سَلَمَتْه الحَيَّةُ: لدَغَتْه، وَلَا تَنْظُر إِلَى قَول من قَالَ: إنَّه على طَريقَة التَّفاؤُلِ، فقد غَلِطَ فِي ذَلِك جماعةٌ من العلماءِ، كَمَا غَلِطُوا فِي قَولِهم: إنَّ {المَفازَةَ سُمِّيَتْ من الفَوْزِ، على التَّفاؤُل، وإنَّما سُمِّيَتْ من فازَ الإنسانُ فَوْزاً، إِذا هلَك. قَالَ شيخُنا: وَمَا نفاهُ وجعلَه غَلَطاً فقد رواهُ جماعةٌ عَن الأَصمعيِّ، وَقد ذَكَروا فِيهَا أَقوالاً، مِنْهَا مَا ذَكَرناهُ، وَمِنْهَا التَّأْويلُ، وصَحَّحَ أَقْوامٌ مَا ذهب إِلَيْهِ أَبو حَيَّان، وأَنشدوا:
(أَحَبَّ الفالَ حينَ رَأَى كَثيراً ... أَبوهُ عَن اقتناءِ المجْدِ عاجِزْ)
فسَمَّاه لقِلَّته كَثيراً، كتَسْمِيَة المَهالِكِ} بالمَفاوُزِ. قلتُ: والأَقوالُ ذَكرَها ابْن سِيده والأَزْهَرِيُّ وَقَالا: الأَوَّل أَشهَر، وَإِن كَانَ الآخَرُ أَقْيَسُ. المَفازَةُ: البَرِّيَّةُ، وكُلُّ قَفْرٍ مَفازَةٌ. وَقيل: المَفازَةُ: الفَلاةُ الَّتِي لَا ماءَ بهَا، قَالَه ابْن شُمَيْلِ. وَقَالَ بَعضهم: إِذا كَانَت لَيْلَتَيْنِ لَا مَاء فِيهَا فَهِيَ مَفازَةٌ، وَمَا زَاد على ذَلِك كَذَلِك، وأَمّا الليلةُ واليومُ فَلَا يُعَدُّ مَفازَةً. وَقيل: {المَفازَةُ والفَلاةُ، إِذا كَانَ بَين الماءينِ رِبْعٌ من ورودِ الْإِبِل وغِبٌّ من سَائِر الْمَاشِيَة. وَقيل: هِيَ من الأَرَضين: مَا بَين الرِّبْعِ من وُرودِ الْإِبِل وَمَا بَين الغِبِّ من وُرُود غَيرهَا من سَائِر الْمَاشِيَة، وَهِي الفَيْفَاءُ، وَلم يعرف أَبو زيدٍ الفَيْفَ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ أَيضاً: سُمِّيَتِ الصَّحراءُ} مَفازَةً لأَنَّ من خرجَ مِنْهَا وقطَعها فَازَ.
{وفوَّزَ الرَّجُلُ: ماتَ، قَالَ كَعْب بن زُهَيْر:
(فَمَن لِلقوافي شَانَها مَن يَحوكُها ... إِذا مَا تَوَى كَعْبٌ} وفَوَّزَ جَرْوَلُ)

(يقولُ فَلَا يَعْيا بشيءٍ يَقولُه ... ومِن قائليها مَنْ يُسيءُ ويَعْمَلُ)

قولُه: شانَها، أَي جَاءَ بهَا شائنةً، أَي مَعيبَةً، وتَوَى: ماتَ. وَكَذَا فوَّزَ. قَالَ ابْن برّيٍّ: وَقد قيل إنَّه لَا يُقالُ فوَّزَ فُلانٌ حتّى يتقدّم الكلامَ كلامٌ، فَيُقَال: مَاتَ فلانٌ، وفَوَّزَ فلانٌ بعده، يشبِّه بالمُصَلِّي من الخَيْلِ بعدَ المُجَلِّي، وجَرْوَلٌ يَعْنِي بِهِ الحُطَيْئَةَ. وَقَالَ الكُمَيْت:
(وَمَا ضَرَّها أَنَّ كَعْبًا تَوَى ... {وفَوَّزَ من بعدِه جَرْوَلُ)
وَقَالَ غيرُه: يُقَال للرجلِ إِذا ماتَ: قد} فَوَّزَ، أَي صارَ فِي مَفازَة مَا بَين الدُّنيا والآخرةِ من البَرْزَخِ المَمْدُود. فَوَّزَ الطَّريق: بَدا وظَهَرَ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَزَاد بعدَه: أَو انقطَعَ، وتركَه المُصنّف قُصوراً. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: وَيُقَال فَوَّزَ الرجل إِذا صارَ إِلَى المَفازَة. وَقيل: رَكِبَها ومَضى فِيهَا. يُقال: فَوَّزَ الرَّجلُ بإبلِه، إِذا ركِبَ بهَا {المَفازَةَ، وَمِنْه قَول الرَّاجِز:
(فَوَّزَ من قُراقِرٍ إِلَى سُوى ... خِمْساً إِذا مَا سارَها الجِبْسُ بَكى.)
وقُراقِرُ وسُوى: ماءانِ لِكَلْب.} والفازَةُ: مِظَلَّةٌ بعمودين، ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: مِظَلَّةٌ تُمَدُّ بعَمُودٍ، عربيٌّ فِيمَا أُرَى. وَقَالَ ابْن سيدَه: أَلِفُها مُنقلبةٌ عَن الْوَاو، والجَمْع فازٌ. {وفازَةُ: ع، بالأَهوابِ من ساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ بِالْقربِ من زَبِيدَ.} والفائزُ: سَيْفُ سعيدِ بنِ زيدِ بن عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. نَقله الصَّاغانِيّ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {فازَ القِدْحُ} فَوْزاً: أَصابَ، وَقيل: خَرَجَ قبل صَاحبه قَالَ الطِّرْماحُ:
(وابنِ سبيلٍ قَرَيْتُه أُصُلاً ... مِنْ {فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ)
وَإِذا تَساهَمَ القَوْمُ على المَيْسِرِ فكلَّما خرَجَ قِدْحُ رجلٍ قيل: قد} فازَ {فَوْزاً.} والمَفازُ: {المَفازَةُ، وَمِنْه حَدِيث كَعْبِ بنِ مالكٍ: فاسْتقبِلْ سَفَراً بَعيدا} ومَفازاً. {وفَوَّز الرَّجلُ: خرَجَ من أَرْضٍ إِلَى أَرض، كهاجَرَ.} وتَفَوَّزَ {كفَوَّزَ. قَالَ النّابغةُ الجَعْدِيُّ:
(ضَلال خَوِيٍّ إذْ} تَفَوَّزَ عَن حِمىً ... ليَشْرَبَ غِبّاً بالنِّباجِ ونَبْتَلاَ)
وَيُقَال: {فَاوَزْتُ بينَ القَوْمِ وفارَصْتُ بِمَعْنى واحدٍ. وَقد سَمَّوا} فَوْزاً. وخَطَّاب بن عثمانَ {- الفَوْزِيُّ: مُحَدِّثٌ. وفازَ} بفائزَةٍ: أَي بشيءٍ يَسُرُّه ويصيبُ بِهِ الفَوْزَ.
ف و ز : فَازَ يَفُوزُ فَوْزًا ظَفِرَ وَنَجَا وَيُقَالُ لِمَنْ أَخَذَ حَقَّهُ مِنْ غَرِيمِهِ فَازَ بِمَا أَخَذَ أَيْ سَلِمَ لَهُ وَاخْتَصَّ بِهِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَفَزْتُهُ بِالشَّيْءِ وَفَازَ قَطَعَ الْمَفَازَةَ وَالْمَفَازَةُ الْمَوْضِعُ الْمُهْلِكُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ فَوَّزَ بِالتَّشْدِيدِ إذَا مَاتَ لِأَنَّهَا مَظِنَّةُ الْمَوْتِ وَقِيلَ مِنْ فَازَ إذَا نَجَا وَسَلِمَ وَسُمِّيَتْ بِهِ تَفَاؤُلًا بِالسَّلَامَةِ. 

يمم

(ي م م) : (تَيَمَّمَ) فِي (ام) .
يمم: {اليم}: البحر. {فتيمموا}: اقصدوا.
(يمم) - في حديث الغَارِ: "أطَارَ أبو بَكرٍ - رضي الله عنه - ما فيه مِن اليَمامِ"
وهو جَمعُ يَمامَةٍ، وهو طَائرٌ أصغَرُ من الوَرَشَان يكون بالجَبَلِ، وإذا كان الشِّتاء شَتَّى بالعِرَاق والحجاز، ويسمَّى أيضًا الدَّيْلَم.
قال الأصمعىّ: اليَمامُ: حَمَامٌ بَرِّيٌّ. قَال الكسَائى: اليَمام التي في البيوت، والحمَامُ البَرِّيُّ.
[يمم] نه: فيه: ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في "اليم"، اليم: البحر. وفيه "التيمم" للصلاة بالتراب، وأصله القصد، ويقال: أممته وتأممته - بالهمز. ومنه ح كعب: "فيممت" بها التنور، أي قصدت. ن: "فتياممت" بها التنور، لغة في تيممت. ومنه: فانطلقت "أتأمم"، أي أقصد. ن: "فتيمم" النبي صلى الله عليه وسلم، أي قصده. نه: و"اليمامة" الصقع المعروف شرقي الحجاز، ومدينتها العظمى حجر اليمامة.
ي م م: (يَمَّمَهُ) قَصَدَهُ. وَ (تَيَمَّمَهُ) تَقَصَّدَهُ. وَ (تَيَمَّمَ) الصَّعِيدَ لِلصَّلَاةِ وَأَصْلُهُ التَّعَمُّدُ وَالتَّوَخِّي مِنْ قَوْلِهِمْ تَيَمَّمَهُ وَتَأَمَّمَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُ - تَعَالَى -:{فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] أَيِ اقْصِدُوا لِصَعِيدٍ طَيِّبٍ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ (التَّيَمُّمُ) مَسْحَ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ بِالتُّرَابِ. (وَيَمَّمَ) الْمَرِيضُ (فَتَيَمَّمَ) لِلصَّلَاةِ. الْأَصْمَعِيُّ: (الْيَمَامُ) الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ الْوَاحِدَةُ (يَمَامَةٌ) ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ. (وَالْيَمَامَةُ) اسْمُ جَارِيَةٍ زَرْقَاءَ كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. يُقَالُ: أَبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ الْيَمَامَةِ. وَالْيَمَامَةُ أَيْضًا بِلَادٌ وَكَانَ اسْمُهَا الْجَوَّ فَسُمِّيَتْ بِاسْمِ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لِكَثْرَةِ مَا أُضِيفَ إِلَيْهَا، وَقِيلَ: جَوُّ الْيَمَامَةِ. وَ (الْيَمُّ) الْبَحْرُ. 
ي م م : الْيَمَامُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ هُوَ الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ الْوَاحِدَةُ يَمَامَةٌ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ الْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَتَقَدَّمَ فِي الْحَمَامِ.

وَالْيَمَامَةُ بَلْدَةٌ مِنْ بِلَادِ الْعَوَالِي وَهِيَ بِلَادُ بَنِي حَنِيفَةَ قِيلَ مِنْ عَرُوضِ الْيَمَنِ وَقِيلَ مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ.

وَالْيَمُّ الْبَحْرُ وَيَمَّمْتُهُ قَصَدْتُهُ وَتَيَمَّمْتُهُ تَقَصَّدْتُهُ.

وَتَيَمَّمْتُ الصَّعِيدَ تَيَمُّمًا وَتَأَمَّمْتُ أَيْضًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَوْله تَعَالَى {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] أَيْ اقْصِدُوا الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ التَّيَمُّمُ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ عِبَارَةً عَنْ اسْتِعْمَالِ التُّرَابِ فِي الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ عَلَى هَيْئَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَيَمَّمْتُ الْمَرِيضَ فَتَيَمَّمَ وَالْأَصْلُ يَمَّمْتُهُ بِالتُّرَابِ. 
[يمم] يممته: قصدته. وقال رؤبة: أزهر لم يولَد بِنَجْمِ الشُحِّ مُيَمَّمُ البيت كريم السنخ وتيممته: تقصدته. وتَيَمَّمْتُ الصعيدَ للصلاة، وأصله التعمُّد والتوخِّي، من قولهم: تَيَمَّمْتُكَ وتَأَمَّمْتُكَ.. قال ابن السكيت: قوله تعالى: (فتَيَمَّموا صعيداً طيِّباً) أي اقصدوا لصعيدٍ طيِّبٍ. ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتَّى صار التَيَمُّمُ مسحَ الوجه واليدين بالتراب. ويَمَّمْتُهُ برمحى تيميما، أي توخيته وقصدته دون من سواه. وقال  يممته الرمح صدراً ثم قلتُ له هذي المروءةُ لا لِعْبُ الزَحاليقُ ويَمَّمْتُ المريضَ فتَيَمَّمَ للصلاة. الأصمعيّ: اليَمامُ: الحمامُ الوحشي، الواحدة يَمامَةٌ. وقال الكسائي. هي التى تألف البيوت. واليمامة: اسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام. يقال: " أبصر من زرقاء اليمامة ". واليمامة: بلاد كان اسمها الجو، فسميت باسم هذه الجارية لكثرة ما أضيف إليها، وقيل جو اليمامة. والنسبة إلى اليمامة يمامى. واليم: البحر. وقديم الرجل فهو مَيْمومٌ، إذا طرح في البحر.
[ي م م] اليَمُّ البَحْرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُهُ وقالَ الزجَّاجُ اليَمُّ البَحْرُ وكذلك هي في الكُتبِ الأُوَلِ ولا يُكَسَّرُ ولا يُجْمعُ جَمْعَ السَّلاَمَةِ وزَعَم بعضُهُم أَنَّها لُغَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ ويُمَّ الرَّجُلُ غَرِقَ في اليَمِّ ويُمَّ الساحِلُ يَمّا غَطَّاهُ اليَمُّ واليَمَامُ طائِرٌ قِيلَ هُوَ أَعَمُّ من الحمامِ وقِيلَ هُوَ ضَرْبٌ منه وقيلَ اليمامُ الذي يُسْتَفْرَخُ والحمامُ هو البَرِّيُّ الذي لا يَأْلَفُ البُيُوتَ وقِيلَ اليَمَامُ البَرِّيُّ من الحمامِ الذي لا طَوْقَ لَهُ والحَمَامُ كُلُّ مُطَوَّقِ كالقُمْرِيِّ والدُّبْسِيِّ والفَاخِتَةِ ولما فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قولَهُ

(صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعًا ... وعَديٌّ كمِثلِ سَيْلِ الطَّرِيقِ)

قال اليَمَامُ طائرٌ فلا أَدْرِي أَعَنَى هذا النَّوْعَ مِنَ الطَّيْرِ أَمْ نَوْعًا آخَرَ واليَامُومُ فَرْخُ الحَمَامَة كأنَّهُ مِنَ اليَمَامَةِ وقيلَ هو فَرْخُ النَّعَامَةِ وأَمَّا التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوخِّي فاليَاءُ فيهِ بَدَلٌ من الهَمْزَةِ وقد تَقَدَّمَ واليَمَامَةُ مَوضِعٌ كان اسْمُهُ جَوّا وإِنَّما سُمِّي اليَمَامَةَ باسمِ امرَأَةٍ كَانَتْ فيهِ صُلِبَتْ على بابِهِ وقولُ العَرَبِ اجْتمعَتْ أَهلُ اليَمَامَةِ أَصْلُهُ اجتَمَع أَهْلُ اليَمَامَةِ ثم حُذِفَ المُضَافُ فأُنِّثَ الفِعْلُ فصارَ اجتَمَعتِ اليَمَامَةُ ثم أُعِيدَ المَحْذُوفُ فَأُقِرَّ التَّأنِيثُ الذي هو الفَرْعُ بحالِهِ فقيلَ اجتَمَعَتْ أهلُ اليَمَامَةِ وقالُوا هُوَ يَمَامَتِي ويَمَامِي كأَمَامِي
يمم
يُمَّ يُيَمّ، يَمًّا، والمفعول مَيْموم
• يُمّ الرَّجُلُ: أُلقِيَ في اليَمّ (البحر) "يُمَّ سيدُنا موسى فسار به الموجُ إلى قصر فرعون".
• يُمّ السَّاحلُ: غطَّاه البحرُ بمائه وطمَى عليه. 

تيمَّمَ/ تيمَّمَ لـ يَتيمَّم، تَيَمُّمًا، فهو مُتَيَمِّم، والمفعول مُتَيَمَّم
• تيمَّم فلانٌ الشَّيءَ: قصده، توخّاه وتعمّده، أصله: تأمَّم، أبدلت الهمزة ياء " {وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} ".
• تيمَّم الرَّجلُ/ تيمَّم الرَّجلُ للصَّلاة: مسَح يديه ووجهه بالتراب أو الحجر عند غياب الماء أو تعذُّر استخدامه "تيمَّم المسافرُ/ المريضُ- {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} ". 

يمَّمَ/ يمَّمَ لـ ييمِّم، تيميمًا، فهو مُيمِّم، والمفعول مُيمَّم
• يمَّم فلانٌ المَكانَ: قصَده واتّجه نحوه "يمَّم المصلّي وجهه نحو القِبْلة- يمَّموا المدينةَ- رجل ميمَّم: ظافر بمطالبه- {وَلاَ تُيَمِّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [ق] ".
• يمَّم الشَّخصُ للصلاة: تيمَّم؛ مسَح وجهه ويديه بالتراب في حال انعدام الماء كالسفر أو تعذّر استخدامه كالمرض "يمَّم المسافرُ/ المريضُ للصلاة". 

تَيَمُّم [مفرد]:
1 - مصدر تيمَّمَ/ تيمَّمَ لـ.
2 - (فق) استعمال التراب في الوجه واليدين على هيئة مخصوصة "وإذا عدمت الماء عند طِلابه ... جازَ التيمُّم بالصعيد الطيِّبِ". 

يَمام [جمع]: مف يمامة: (حن) نوع من الحمام البريّ من الفصيلة الحماميَّة ورتبة الحماميّات، مشهور بخفَّة طيرانه، حمام وحشيّ ° زرقاء اليَمامة: تضرب العرب بها المثل في جودة البصر، وحدّة النظر. 

يَمّ1 [مفرد]: ج يُموم (لغير المصدر):
1 - مصدر يُمَّ.
2 - بَحْر؛ مُتَّسع من الأرض أصغر مِن المحيط مغمور بالماء المِلْح أو العَذب "شاطئ اليَمّ- {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ".
3 - جهة، ناحية "جاء من يمِّي". 

يَمّ2 [جمع]: يمام، حمام وَحْشيّ. 

يمم: الليث: اليَمُّ البحرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه،

ويقال: اليَمُّ لُجَّتُه. وقال الزجاج: اليَمُّ البحرُ، وكذلك هو في الكتاب،

الأَول لا يُثَنَّى ولا يُكَسَّر ولا يُجْمَع جمعَ السلامة، وزَعَم

بعضُهم أَنها لغة سُرْيانية فعرّبته العرب، وأَصله يَمَّا، ويَقَع اسمُ

اليَمّ على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب

الماء، وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ

عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو

نَهَرُ النيل بمصر، حماها الله تعالى، وماؤه عَذْبٌ. قال الله عز وجل:

فلْيُلْقِهِ اليَمُّ بالساحل؛ فَجَعل له ساحِلاً، وهذا كله دليلٌ على بطلان

قول الليث إِنه البحر الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه. وفي الحديث:

ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ

أَحدُكم إِصْبَعه في اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؛ اليَمُّ:

البحرُ. ويُمَّ الرجلُ، فهو مَيْمومٌ إِذا طُرِح في البحر، وفي المحكم: إِذا

غَرِقَ في اليَمِّ. ويُمَّ الساحلُ يَمّاً: غَطَّاه اليَمُّ وطَما عليه

فغلَب عليه. ابن بري: واليَمُّ الحيَّةُ.

واليَمامُ: طائرٌ، قيل: هو أَعمُّ من الحَمام، وقيل: هو ضربٌ منه، وقيل:

اليَمامُ الذي يَسْتَفْرِخُ، والحَمامُ

هو البرِّي لا يأْلفُ البيوت. وقيل: اليَمامُ البري من الحَمام الذي لا

طَوْقَ له. والحَمامُ: كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْريّ والدُّبْسي

والفاخِتَةِ؛ ولما فسر ابن دريد قوله:

صُبَّة كاليَمامِ تَهْوي سِراعاً،

وعَدِيٌّ كمثْلِ سَيرِ الطريقِ

قال: اليمامُ طائرٌ، فلا أَدري أَعَنى هذا النوعَ من الطير أَمْ نوعاً

آخر. الجوهري: اليمامُ الحَمامُ الوَحْشيّ، الواحدة يَمامةٌ؛ قال

الكسائي: هي التي تأْلفُ البيوت. واليامومُ: فرخُ الحمامةِ كأَنه من اليمامةِ،

وقيل: فرخُ النعامة. وأَما التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوَخِّي، فالياء فيه

بدلٌ من الهمزة، وقد تقدم. الجوهري: اليمامةُ اسمُ

جارية زَرْقاء كانت تُبْصِرُ الراكب من مسيرةِ ثلاثة أَيام، يقال:

أَبْصَرُ من زَرْقاء اليمامةِ. واليمامةُ: القَرْيَةُ التي قصَبتُها حَجْرٌ

كان اسمُها فيما خلا جَوّاً، وفي الصحاح: كان اسمُها الجَوَّ فسُمِّيت باسم

هذه الجارية لكثرة ما أُضيفَ إِليها، وقيل: جوُّ اليمامة، والنِّسْبةُ

إِلى اليمامةِ يَماميٌّ. وفي الحديث ذكر اليمامةِ، وهي الصُّقْعُ المعروف

شرْقيَّ الحِجاز، ومدينتُها العُظْمى حَجْرُ اليمامة، قال: وإِنما سُمِّي

اليمامةَ باسم امرأَة كانت فيه تسْكُنه اسمها يَمامة صُلِبَت على بابه.

وقولُ العرب: اجتَمعت اليمامةُ، أَصله اجتمعَ أَهلُ اليمامةِ ثم حُذف

المضاف فأُنِّث الفعلُ فصار اجتمَعت اليمامةُ، ثم أُعيد المحذوف فأُقرَّ

التأْنيث الذي هو الفرع بذاته، فقيل: اجتمعت أَهلُ اليمامةِ. وقالوا: هو

يَمامَتي ويَمامي كأَمامي. ابن بري: ويَمامةُ كلِّ

شيء قَطَنُه، يقال: الْحَقْ بيَمامَتِك؛ قال الشاعر:

فقُلْ جابَتي لَبَّيْكَ واسْمَعْ يَمامتي،

وأَلْيِنْ فِراشي، إِنْ كَبِرْتُ، ومَطعَمي

يمم


يَمَّ [ pass.
a. يُمَّ ] يُيَمُّ(n. ac. يَمّ), Was thrown into the sea.
b. Was inundated by the sea.

يَمَّمَa. Purposed, intended.
b. [acc. & Bi], Aimed, struck at .... with.
c. Bade to do, enjoined.
d. [acc. & La], Washed with sand; helped ( one sick ).

تَيَمَّمَa. see II (a)b. Performed his ablutions with sand.

يَمّ
(pl.
يُمُوْم)
a. Sea, ocean.
b. see 22 (b)c. [ coll. ], Side, part.

يَمَمa. see 22 (b)
يَمَاْمa. Intention, purpose.
b. Wood-pigeon.

يَمَاْمَةa. see 22 (a) (b).
c. [art.], A province of Arabia.
N. P.
يَمڤمَa. Submerged.

N. P.
يَمَّمَa. Prosperous, blessed.

يَمَامِي يَمَامَنِي
a. For my part, as for me.

مِن يَمِّي
a. [ coll. ]
see supra.

يَُمْخُور
a. Long; tall.
يمم
(! اليَمُّ: البَحْرُ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وهكذَا قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وزَادَ اللَّيْثُ: الذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، ولاَ شَطَّاهُ، ويُقَالُ: اليَمُّ: لُجَّةُ البَحْرِ، قالَ الأزْهَرِيُّ: ويَقَعُ اسمُ اليَمِّ عَلَى مَا كانَ مَاؤُهُ مِلْحًا زُعَاقًا، وعَلَى النَّهْرِ الكَبيرِ العَذْبِ المَاءِ، وأُمِرَتْأُمُّ مُوسَى حِينَ وَلَدَتْهُ، وَخَافَتْ عَلَيْهِ فِرْعَوْنَ أنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ ثُمَّ تَقْذِفَهُ فِي اليَمِّ، وهُوَ نَهْرُ النِّيلِ بِمِصْرَ، ومَاؤُهُ عَذْبٌ، قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {فليلقه اليم بالسَّاحل} فَجَعَلَ لَهُ سَاحِلاً، وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى بُطْلاَنَ قَوْلِ اللَّيْثِ: إنَّهُ البَحْرُ الَّذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَلَا شَطَّاه. لَا يُثَنَّى، و (لَا يُكَسَّرُ، ولاَ يُجْمَعُ، جَمْعَ السَّلاَمَةِ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أنَّهَا لٌ غَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ، فَعَرَّبَتْهُ العَرَبُ وَأصْلُهُ: {يَمَّا. (} وَيُمَّ) الرَّجُلُ، (باِلضَّمِّ، فَهُوَ {مَيْمُومٌ: طُرِحَ فيهِ) ، وَفِي الصِّحَاح: فِي اليَمِّ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِهِ: فِي البَحْرِ، وَفِي المُحْكَمِ: إذَا غَرِقَ فِي اليَمِّ. (و) اليَمُّ: (الحَمَامُ الوَحْشِيُّ،} كاليَمَامِ، {واليَمَمِ، مُحَرَّكَةً) ، الأخِيرَةُ عنِ ابنِ الأنْبَارِي، وأقَرَّهُ أبُو القَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ، كَذَا فِي المُعْجَمِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ:} اليَمَامُ: الحَمَامُ الوَحْشِيُّ، الوَاحِدَةُ: {يَمَامَةٌ، وقالَ الكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تَأْلَفُ البُيُوتَ، وقالَ غَيْرُهُ:} اليَمَامُ الَّذِي يَسْتَفْرِخُ، والحَمَامُ: هُوَ البَرِّيُّ الذِي لَا يَأْلَفُ البُيُوتَ، وقِيلَ: اليَمَام: البَرِّيُّ من الحَمَامِ الَّذِي لاَ طَوْقَ لَهُ، والحَمَامُ: كُلُّ مُطَوَّقٍ، كالقُمْرِيِّ، والدُّبْسِيِّ، والفَاخِتَةِ. (و) {اليَمُّ: (سَيْفُ الأَشْتَرِ) النَّخْعِيِّ، عَلَى التَّشْبيهِ بِالبَحْر. (و) اليَمُّ: (مَاءٌ بِنَجْدٍ) ، نَقَلَهُ ياقوتٌ. (} والتَّيَمُّمُ: التَّوْخِّي، والتَّعَمُّدُ، اليَاءُ: بَدَلٌ من الهَمْزَةِ) ، يُقالُ: {تَيَمَّمْتُهُ،} وتَأمَّمْتُهُ. ( {ويَمَّمَهُ) بِرُمْحِهِ} تَيْمِيماً {وَأَمَّمَهُ: (قَصَدَه) وتَوَخَّاه دونَ سِوَاهُ، وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(} يَمَّمْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ... هذِي المُرُوءَةُ لاَ لِعْبُ الزَّحَالِيقِ)
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: قولُهُ تَعَالى: {! فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} أيْ: اقْصِدُوا لِصَعِيدٍ طَيِّبٍ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهذِهِ الكَلِمَةِ، حتَّى صَارَ {التَّيَمُّمَ: مَسْحَ الوَجْهِ واليَدَيْنِ بالتُّرَابِ. (و) } يَمَمَّ (المَرِيضَ لِلصَّلاَةِ) {تَيْمِيمًا: (مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ) بالتُّرَابِ، (فَتَيَمَّمَ هُوَ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. (} واليَمَامَةُ: القَصْدُ، {كاليَمَامِ) ، يُقَالُ: هُوَ} يَمَامَتِي، {ويَمَامِي، أَيْ: قَصْدِي. (و) } اليَمَامَةُ: اسْمُ (جَارِيَةٍ زَرْقَاءَ، كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مَسِيرة ثَلاَثَةِ أيَّامٍ) زَعَمُوا، يُقال: " أَبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ " كمَا فِي الصِّحَاح، وهِيَ ابْنَةُ سَهْمٍ، ووَقَعَ فِي قِصَّةِ مَسِيرِ تُبَّعٍ إِلَى بِلاَدِهَا مَا نَصُّهُ: قَالَ رِيَاحٌ الطَّسْمِيُّ: تَوَقَّفْ أيُّهَا المَلِكُ، فَإِنَّ لنَا أُخْتًا مُتَزَوِّجَةً فِي جَدِيسٍ، يُقالُ لَهَا: {يَمَامَةُ، وهِيَ أبْصَرُ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى عَلَى بُعْدٍ، فإِنَّهَا لَتَرَى الشِّخْصَ مِنْ مَسِيرَةِ يَوْمٍ ولَيْلةٍ، وإنِّي أَخَافُ أنْ تَرَانَا، وتُنْذِرَ بِنَا القَوْمَ، وقِصَّتُهَا طَوِيلَةٌ. (وبَلاَدُ الجَوِّ: مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا، وسُمِّيَتْ باسْمِها) قالَ أهْلُ السِّيَرِ: كَانَتْ مَنَازِلُ طَسْمٍ، وَجَدِيسٍ، اليَمَامَةَ، وكَانَتْ تُدْعَى جَوًّا، وَكَانَت أحْسَنَ بِلادَ اللهِ أرْضًا و (أَكْثَرَهَا) خَيْرًا وشَجَرًا و (نَخِيلاً من سَائِرِ الحِجَازِ) ، ولَمَّا فَتَحَ تُبَّعٌ حُصُونَ الجَوِّ امْتَنَعَ عَلَيْهِ الحِصْنُ الذِي كَانَ فِيهِ زَرْقَاءُ اليَمَامَةِ، فَصَابَرَهُ تُبَّعٌ حَتَّى افْتَتَحَهُ، وقَبَضَ عَلَى زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ، وأَمَرَ بِقَلْعِ عَيْنَيْهَا، فَوَجَدَ عُرُوقَها كُلَّها مَحْشُوَّةً بِالإِثْمِدِ، وأَمَرَ بِصَلْبِها عَلَى بَابِ جَوٍّ، وأنْ تُسَمَّى بِاسْمِها، وفِيهِ يَقُولُ تُبَّعٌ:
( [وَ] سَمَّيْتُ جَوًّا} ! بِاليَمَامَةِ بَعْدَمَا ... تَرَكْتُ عُيُونًا باليَمَامَةِ هُمَّلاَ)

(فَلَا تُدْعَ جَوٌّ مَا بَقِيتُ بِاسْمِها ... ولكِنَّها تُدْعَى اليَمَامَةَ مُقْبِلاَ)
(وبِهَا تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ) وقُتِلَ فِي أيَّامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ، وأَمِيرُ المُسْلِمِينَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَفَتَحَها عَنْوَةً، ثُمَّ صُولِحُوا، (وَهِيَ دُونَ المَدِينةِ، فِي وَسَطِ الشَّرْقِ عَنْ مَكَّةَ، عَلَى سِتَّ عَشْرَةَ مَرْحَلَةً مِنَ البَصْرَةِ، وعَنِ الكُوفَةِ: مِثْلَها) . وقَالَ ياقوتٌ: بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَحْرَيْنِ: عَشَرَةُ أيَّامٍ، وهِيَ مَعْدُودَةٌ منْ نَجْدٍ، وقَاعِدَتُهَا: حَجْرٌ، انْتهى، وقالَ الشِّهَابُ فِي شَرْحِ الشِّفَاءِ: اليَمَامَةُ: مَدِينَةٌ مِنْ جَانِبِ اليَمَنِ، عَلى مَرْحَلَتَيْن مِنَ الطَّائِفِ، وأَرْبَعٍ مِنْ مَكَّةَ، وسِتَّ عَشْرَةَ منِ المَدِينَةِ. (والنِّسْبَةُ) إِلَى اليَمَامَةِ (يَمَامِيٌّ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ( {وَيُمَّ السَّاحِلُ، بَالضَّمِّ) } يَمًّا: إذَا (غَلَبَهُ البَحْرُ) وغَطَّاه (فَطَمَا) عَلَيْهِ. (و) {مُيَمَّمٌ، (كَمُعَظَّمٍ: ظَافِرٌ بِمَطَالِبِهِ) ، وأَنْشدَ الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ:
(أَزْهَرُ لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ ... )

(مُيَمَّمُ البَيْتِ كَرِيمُ السِّنْحِ ... )
(} واليَمَّةُ: ع) . (وبَنُو {يَمٍّ: بَطْنٌ) مِنَ العَرَبِ. (وَامْضِ} يَمَامِي) ، {وَيَمامَتِي، أَيْ: أمَامِي) . (} ويَمَّى، كَحَتَّى: نَهْرٌ بالبَطِيحَةِ، جَيِّدُ السَّمَكِ) ، نَقَلَهُ ياقوتٌ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {اليَامُومُ: فَرْخُ الحَمَامَةِ، وقِيلَ: فَرْخُ النَّعَامَةِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي:} يَمَامَةُ كُلِّ شَيْءٍ: قَطَنُهُ، يُقالُ: الْحَقْ بِيَمَامَتِك. قالَ: واليَمُّ: الحَيَّةُ.

صلع

(ص ل ع) : (الْأَصْلَعُ) فَوْقَ الْأَجْلَهِ وَهُوَ الَّذِي انْحَسَرَ شَعْرُ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ رَاجِعْ جَلَحَ.
(صلع)
فلَان صلعا انحسر شعر مقدم رَأسه أَو وَسطه وَيُقَال صلع رَأسه والشجرة وَنَحْوهَا سَقَطت رُؤُوس أَغْصَانهَا أَو أكلتها الْمَاشِيَة
(صلع) - في الحديث: "كأني أنظر إلى صَلْعَته"
الصَّلْعَة: مَوضع الصَّلَع، والصَّلَع نَفسُه. وأَصلُ الصَّلْع: ذَهاب الشَّىءِ من أعَلا الشَّىْءِ.
ص ل ع: رَجُلٌ (أَصْلَعُ) بَيِّنُ (الصَّلَعِ) وَهُوَ الَّذِي انْحَسَرَ شَعْرُ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَمَوْضِعُهُ (الصَّلَعَةُ) بِفَتْحِ اللَّامِ، وَالصُّلْعَةُ بِوَزْنِ الْجُرْعَةِ. 

صلع


صَلِعَ(n. ac. صَلَع)
a. Was bald.

تَصَلَّعَa. Became clear (sky).
b. see VII
إِنْصَلَعَa. Rose, culminated (sun).
إِصْتَلَعَ
(ط)
a. Was polluted.

صَلَعa. Baldness.

صُلَّعa. Bare, barren, hard (ground).
b. Broad.

أَصْلَعُ
(pl.
صُلْع)
a. Bald.
b. see 11
صَلِيْعa. see 11
صُلَّاْعa. see 11
صلعم
a. Abbreviation of the formula:
صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (
God's blessing & peace be upon him).
صلع: صَلَّع (بالتشديد): جعله أصلع. (فوك، ألكالا، الكامل ص333).
صلَّع الأمر: بالغ في تكشيفه وهو من كلام العامة (محيط المحيط).
تصلَّع: صار أصلع (فوك، الكالا).
صَلْعَة: جبهة، جبين (ردب ص84).
صُلْعَة أو صَلَعَة: صَلَع، جلح (بوشر).
صُلْعَة: رأس أصلع (أخبار ص72: ابن القوطية ص10 و).
صُلُوعَة وصُلُّوعَةَ: صَلَع، جلَح (فوك).
أصْلَعُ. الصُلْع: الدنانير التي لا أثر للنقش عليها. (البكري ص181).
ص ل ع : صَلِعَ الرَّأْسُ صَلَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ انْحَسَرَ
الشَّعْرُ عَنْ مُقَدَّمِهِ وَمَوْضِعُهُ الصَّلَعَةُ بِفَتْحِ اللَّامِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الْإِسْكَانُ لُغَةٌ وَلَكِنْ أَبَاهَا الْحُذَّاقُ فَالرَّجُلُ أَصْلَعُ وَالْأُنْثَى صَلْعَاءُ وَرَأْسٌ أَصْلَعُ وَصَلِيعٌ قَالَ ابْنُ سِينَا وَلَا يَحْدُثُ الصَّلَعُ لِلنِّسَاءِ لِكَثْرَةِ رُطُوبَتِهِنَّ وَلَا لِلْخُصْيَانِ لِقُرْبِ أَمْزِجَتِهِمْ مِنْ أَمْزِجَةِ النِّسَاءِ. 
[صلع] رجلٌ أَصْلَعُ بيِّن الصَلَعِ، وهو الذي انحسر شعر مقدَّم رأسه، وموضعه الصَلَعَةُ بالتحريك، وكذلك الصُلْعَةُ بالضم. وعُرْفَطَةٌ صَلْعاءُ: سقطتْ رءوس أغصانها. والصَلْعاءُ: الداهيةُ. والصَلْعاءُ من الرمال: ما ليس فيه شجر. والأُصَيْلِعُ من الحيّات: الدقيقُ العنق، كأن رأسه بندقة. والصلاع بالضم والتشديد: العريض من الشجر، الواحدة صُلاَّعَةٌ. وكذلك الصُلَّعُ، كأنَّه مقصور منه. قال الأصمعيُّ: الصُلَّعُ: الموضعُ الذي لا يُنْبِتُ. وأصله من صلع الرأس.
[صلع] نه: في ح لقمان: وأن لا أرى مطمعًا فوقاع "بصلع"، هي أرض لا نبات فيها، من صلع الرأس: انحسار شعره. ومنه ح: ما جرى اليعفور "بصلع"، والصلعاء بمعناه. ومنه ح: تحترش بها الضباب من الأرض "الصلعاء". وح: تكون جبروة "صلعاء"، أي ظاهرة بارزة. وح: سئل عن "الصليعاء" والقريعاء، هو مصغر الصلعاء. وقالت عائشة لمعاوية حين ادعى زيادًا: ركبت "الصليعاء"، أي الداهية والأمر الشديد أو السوأة الشنيعة البارزة المكشوفة. غ: "تصلعت" الشمس، خرجت من الغيم. نه: وفي ح هادم الكعبة: كأني به أفيدع "أصيلع"، هو مصغر أصلع: منحسر شعر رأسه. ومنه ح بدر: ما قتلنا إلا عجائز "صلعًا"، أي مشايخ عجزة عن الحرب، ويجمع الأصلع على صلعان أيضًا. ومنه ح: أيما أشرف "الصلعان" أو الفرعان.
صلع
صَلِعَ صَلَعاً وصُلْعَةً، وهو صَلِيْع وأصْلَعُ، وجَمْعُ الأصْلع: الصُلْعُ والصُلْعانُ.
والصًلَعَةُ: مَوضعُ الصًلَع من الرأس. وصَلَعَتِ الشَمْسُ وانْصَلَعَت: بَزَغَت. ويَوْمٌ أصْلَع: شَديد الحَر. وقيل: انْصلاعُ الشَمْس: تَكَبدُها وَسْطَ السًماء. وصِلاَعُ الشمْس: حَرُها.
والصُلاّع: العَرِيْضُ منِ الصًخْر، الواحدة: صلاعَة. والصُلعُ: المَوْضِعُ لانبْتَ فيه.
وقيل: هو الحَجَر. والصًلْعَاءُ: الأرضُ المُسْتَويةُ الواسِعةُ الخالية. والداهِيَةُ الشَديدة. وصَلَعَتِ الجَبْأَةُ: بَرَزَتْ لا تُرابَ عليها. وصَلَعَ الرجُلُ: وَضَعَ بِسُلاحِه مَبْسوطاً على الأرض. وصَلِعَتِ العُرْفُطَةُ صَلَعاً: سَقَطَتْ رؤوسُ أغْصانها، أو أكَلَها الإبلُ. والأصَيْلِعُ: الحَيةُ الدقيقُ العنُقِ كأن رأسَه بُنْدقَة. وهو كِنايَة عن رأس الذكَر أيضاً.
ص ل ع

رأس أصلع وصليع. قال عمرو ابن معد يكرب:

وسوق كتيبة دلفت لأخرى ... كأن زهاءها رأس صليع هامة صلعاء، وهام صلع. وصكه على صلعته.

ومن المجاز: نزلوا بالصلعاء: بالصحراء الخالية. قال عمارة بن عقيل:

ترى الضيف بالصلعاء تغسق عينه ... من الجوع حتى تحسب الضيف أرمداً

ورملة صلعاء: بلا شجر. وشجرة صلعاء. قال الشماخ:

إن تمس في عرفط صلع جماجمه ... من الأسالق عاري الشوك مجرود

أكلت أغصانها. وجاؤا بسوأة صلعاء: مكشوفة وحلت بهم صلعاء صيلم. قال:

فلما أحلوني بصلعاء صليم ... بإحدى زبى ذي اللبدتين أبي الشبل

ويوم أصلع: شديد الحر. قال:

يا قردة خشيت على أظفارها ... حر الظهيرة تحت يوم أصلع

وصلعت الشمس: بزغت. وصلع رأسه: حلقه.
صلع
صلِعَ يَصلَع، صَلَعًا، فهو أصلعُ
• صلِع الشَّخصُ: سقط شعرُ مُقدَّم رأسه أو وسطه "صلِع رأسُ فلانٍ- في طريقه إلى الصَّلع". 

تصلَّعَ يتصلَّع، تصلُّعًا، فهو مُتَصَلِّع
• تصلَّع الرَّأسُ: صلِع؛ انحسر الشَّعرُ عن مقدمه ووسطه. 

أَصْلَعُ [مفرد]: ج صُلْع وصُلْعان، مؤ صَلْعاءُ، ج مؤ صلعاوات وصُلْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صلِعَ: أجلحُ، مَنْ سقط شعر مُقدَّم رأسه أو وسطه "رأس أصلعُ" ° أصلعُ تمامًا: ليس في رأسه شعرة واحدة- يَوْمٌ أصلعُ: شديد الحرّ.
• النَّسر الأصلع/ النِّسر الأصلع: (حن) نسر يعيش في أمريكا الشَّماليَّة، له جسم لونه أسود مائل للبنِّيِّ، ورأس وذيل أبيضا اللَّون. 

صَلَع [مفرد]:
1 - مصدر صلِعَ.
2 - (طب) انحسار الشّعر عن مقدّم الرأس أو وسطها. 

صَلْعة [مفرد]: ج صَلَعات وصَلْعَات: جِلْدة الرَّأس إذا انحسر عنها الشَّعرُ "يحمي صلعتَه بالقبَّعة". 

صَلَعة [مفرد]: صَلْعة. 

صليع [مفرد]: ج صُلَعاءُ، مؤ صليعة، ج مؤ صلائعُ:
1 - أصلعُ.
2 - ما لا نبات فيه ولا شجر. 
(ص ل ع)

الصَّلَعُ: ذهَاب الشّعْر من مقدم الرَّأْس. صَلِعَ صَلَعا، وَهُوَ أصْلَعُ، وَامْرَأَة صَلْعاء. وأنكرها بَعضهم، قَالَ إِنَّمَا هِيَ زعراء، وقزعاء.

والصَّلَعَة والصُّلْعة: مَوضِع الصَّلَع. وَقَوله: أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

يَلوُحُ فِي حافاتِ قَتْلاهُ الصَّلًعْ

أَي يتَجَنَّب الأوغاد، وَلَا يقتل إِلَّا الْأَشْرَاف، وذوى الْأَسْنَان، لِأَن أَكثر الْأَشْرَاف وَذَوي الْأَسْنَان صُلْع، كَقَوْلِه:

فقُلتُ لَهَا لَا تُنْكرِيني فقلَّما ... يَسودُ الْفَتى حَتَّى يَشِيبَ ويَصْلَعا

وَأَرْض صَلْعاء: لَا نَبَات فِيهَا.

وصَلِعَت العرفطة صَلَعا، وَهِي صَلْعاء: إِذا سَقَطت رُءُوس أَغْصَانهَا، أَو أكلتها الْإِبِل، قَالَ الشماخ فِي وصف الْإِبِل: إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جماجمُهُ... من الأُسالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ

والصَّلْعاء: الداهية، على الْمثل. أَي أَنه لَا مُتَعَلق مِنْهَا، كَمَا قيل لَهَا مرمريس، من المراسة، أَي الملاسة.

والأصْلَعُ: رَأس الذّكر، مكنى عَنهُ. والأصْلَع: حَيَّة دقيقة الْعُنُق مدحرجة الرَّأْس، كَأَن رَأسهَا بندقة. وَأرَاهُ على التَّشْبِيه بذلك.

والصَّلَع والصُّلَّع: الْموضع الَّذِي لَا نبت فِيهِ.

وَقَول لُقْمَان: " إِن أر مَطْمَعي فحِدأ وُقَّع، وَإِلَّا أر مَطمَعي فوَقَّاعٌ بصُلَّع ": قيل: هُوَ الْجَبَل الَّذِي لَا نبت عَلَيْهِ. والصُّلَّع: الْحجر.

والصُّلاَّع: الصفاح العريض، الْوَاحِدَة: صُلاَّعة.

والتَّصْليع: السِّلَاح، اسْم، كالتنبيت والتمتين. وَقد صَلَّعَ: إِذا بَسطه.

وصُلاَع الشَّمْس: حرهَا. وَقد صَلَعَتْ: تكبدت وسط السَّمَاء. وانْصَلَعَتْ: بَدَت فِي شدَّة الْحر، لَيْسَ دونهَا شَيْء يَسْتُرهَا.

وَيَوْم أصْلَع: شَدِيد الْحر.

وصَيْلَع: مَوضِع.

صلع: الصَّلَعُ: ذَهابُ الشعر من مقدَّم الرأْس إِلى مُؤَخره، وكذلك إِن

ذهب وسَطُه، صَلِعَ يَصْلَعُ صَلَعاً، وهو أَصْلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ،

وهو الذي انْحَسَرَ شعَرُ مُقَدَّم رأْسِه. وفي حديث الذي يَهْدِمُ

الكعبةَ: كأَني به أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ؛ هو تصغيرُ الأَصْلَعِ الذي انحسَرَ

الشعرُ عن رأْسِه. وفي حديث بدر: ما قتلنا إِلاَّ عجائزَ صُلْعاً أَي

مشايِخَ عَجَزَةً عن الحرب، ويجمع الأَصْلَعُ على صُلْعانٍ. وفي حديث عمر:

أَيُّما أَشرَفُ الصُّلعْانُ أَو الفُرْعانُ؟ وامرأَةٌ صَلْعاءُ، وأَنكرها

بعضهم قال: إِنما هي زَعْراءُ وقَزْعاءُ. والصَّلَعةُ والصُّلْعةُ: موضِعُ

الصَّلَعِ من الرأْس، وكذلك النَّزَعةُ والكَشَفةُ والجَلَحَةُ جاءَتْ

مُثَقَّلاتٍ كلُّها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يَلُوحُ في حافات قَتْلاهُ الصَّلَعْ

أَي يَتَجَنَّبُ الأَوْغادَ ولا يقتُل إِلاَّ الأَشرافَ وذَوِي

الأَسْنانِ لأَن أَكثر الأَشرافِ وذوِي الأَسنانِ صُلْع كقوله:

فَقُلْتُ لَها: لا تُنْكِرِيني فَقَلَّما يَسُودُ الفَتَى حتى يشِيبَ

ويَصْلَعا

والصَّلْعاءُ من الرِّمال: ما ليس فيها شجر. وأَرضٌ صَلْعاءُ: لا نبات

فيها. وفي حديث عمر في صفة التمر

(* قوله« حديث عمر في صفة التمر» كذا

بالأصل، والذي في النهاية هنا وفي مادة حرش أيضا: حديث أبي حثمة في صفة التمر،

وساق ما هنا بلفظه): وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ من الأَرضِ الصَّلْعاء؛ يريد

الصحراء التي لا تنبت شيئاً مثل الرأْس الأَصْلَعِ، وهي الحَصَّاءُ مثل

الرأْس الأَحَصّ.

وصَلِعَتِ العُرْفُطة صَلَعاً، وعُرْفُطةٌ صَلْعاءُ إِذا سقطت رُؤُوس

أَغصانِها أَو أَكلَتْها الإِبل؛ قال الشماخ في وصف الإِبل:

إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه

من الأَسالِقِ، عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ

(* قوله« إن تمس إلخ» جوابه في البيت بعده كما في شرح القاموس:

تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقاً

من طيّب الطعم حلو غير مجهود)

والصَّلْعاءُ: الداهيةُ الشديدةُ، على المَثَل، أَي أَنه لا مُتَعَلَّقَ

منها، كما قيل لها مَرْمَريسٌ من المَراسةِ أَي المَلاسةِ، يقال: لَقِيَ

منه الصَّلْعاءَ؛ قال الكميت:

فَلَمّا أَحَلُّوني بِصَلْعاءَ صَيْلَمٍ

بإحْدَى زُبى ذِي اللِّبْدَتَيْنِ أَبي الشِّبْلِ

أَراد الأَسد. وفي الحديث: أَن معاوية قَدِمَ المدينة فدخل على عائشة،

رضي الله عنها، فذكرت له شيئاً فقال: إِنَّ ذلك لا يَصْلُح، قالت: الذي لا

يَصْلُح ادِّعاؤُك زِياداً، فقال: شَهِدَت الشهودُ، فقالت: ما شَهِدَت

الشُّهودُ ولكن رَكِبْتَ الصُّلَيعاء

(* قوله« ركبت الصليعاء» هو بهذا الضبط

في القاموس والناية ونص القاموس بعد قولها ركبت الصليعاء: تعني في ادعائه

زياداً وعمله بخلاف الحديث الصحيح: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وسمية لم

يكن لأبي سفيان فراشاً)؛ معنى قولها ركبت الصُّليعاء أَي شَهِدوا بِزُور؛

وقال ابن الأَثير: أَي الداهيةَ والأَمرَ الشديدَ أَو السَّوْءةَ

الشنيعةَ البارزة المكشوفة؛ قال المعتمر: قال أَبي الصُّلَيْعاءُ الفخْرُ.

والصَّلْعاءُ في كلام العرب: الداهيةُ والأَمر الشديد؛ قال مُزَرِّدٌ أَخو

الشمّاخ:

تَأَوُّهَ شَيْخٍ قاعِدٍ وعَجوزه،

حَرِيَّيْنِ بالصَّلْعاءِ أَو بالأَساوِدِ

والأَصْلَعُ: رأْس الذكر مُكَنًّى عنه. وفي التهذيب: الأُصَيْلِعُ الذكر،

كنى عنه ولم يُقَيِّدْ برأْسه. والأَصْلَعُ: حيّة دقيقة العنق

مُدَحْرَجةُ الرأْس كأَنّ رأْسها بندقة، ويقال الأُصيلع، وأَراه على التشبيه بذلك.

وقال الأَزهري: الأُصَيْلِعُ من الحيّاتِ العريضُ العُنُق كأَنّ رأْسه

بندقة مدحرجة. والصَّلَعُ والصُّلَّعُ: الموضع الذي لا نَبْتَ فيه. وقول

لقمانَ بن عادٍ: إِن أَرَ مَطْمَعي فَحِدَأٌ وُقَّعٌ، وإِلاَّ أَرَ

مَطمَعي فوَقَّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قيل: هو الحبْل الذي لا نبت عليه أَو الأَرض التي

لا نبات عليها، وأَصله من صَلَعِ الرأْس وهو انحِسارُ الشعَر عنه. وفي

الحديث: يكون كذا وكذا ثم تكون جَبَرُوّةٌ صَلْعاءُ؛ قال: الصلعاءُ ههنا

البارزةُ كالجبل الأَصْلَعِ البارزِ الأَمْلسِ البرّاقِ؛ وقول أَبي ذؤيب:

فيه سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُ

أَي بَرَّاق أَمْلَسُ؛ وقال آخر:

يَلوحُ بها المُذَلَّقُ مُذْ رماه

خُروجَ النَّجْمِ من صَلَعِ الغِيامِ

وفي الحديث: ما جَرى اليَعْفورُ بصُلَّعٍ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً

سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الصُّلَيْعاء والقُرَيْعاء؛ هي تصغير

الصلعاء الأَرض التي لا تُنْبِتُ.

والصُّلَّعُ: الحجر. والصُّلاّعُ، بالضم والتشديد: الصُّفّاحُ العريضُ

من الصخْر، الواحدة صُلاّعةٌ. والصُّلَّعةُ: الصخرة الملساء. وصَلَّع

الرجلُ إِذا أَعْذَرَ، وهو التَّصْلِيعُ، والتصْلِيعُ، والسُّلاحُ، اسم

كالتَّنْبيت والتَّمْتين، وقد صَلَّع إِذا بَسَطه. والصَّوْلَعُ: السَّنانُ

المَجْلُوُّ.

وصِلاعُ الشمسِ: حرُّها، وقد صَلَعَتْ: تكبَّدَتْ وسَطَ السماء،

وانْصَلَعَت وتصَلَّعَت: بدت في شدّة الحرّ ليس دونها شيء يسترها وخرجت من تحت

الغَيمِ. ويوم أَصلع: شديد الحرّ. وتصَلَّعتِ السماء تَصَلُّعاً إِذا انقطع

غَيمُها وانجَرَدت، والسماء جَرْداء إِذا لم يكن فيها غيم.

وصَيْلَعٌ: موضع.

قال ابن بري: ويقال صَلَّعَ الرجلُ إِذا أَحدَث. ويقال للعِذْيَوْطِ

إِذا أَحدَث عند الجماع: صَلَّعَ.

صلع

1 صَلِعَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. صَلَعٌ, (S, * O, * Msb, K, * TA,) He (a man, S, O, K *) was, or became, bald in the fore part of the head: (S, * O, * Msb, K: * but in the Msb it is said in this sense of the head:) or in the fore part of the head to the kinder part thereof: and likewise in the middle of the head. (TA.) [See also ?? and جَلَحٌ.] Accord. to Ibn-Seenà, the baldness termed صَلَعٌ does not happen to women, because of the abundance of their moisture; nor to eunuchs, because their constitutions are nearly like those of women. (Msb.) b2: [Hence,] صَلِعَتِ العُرْفُطَةُ, inf. n. as above, (tropical:) The عرفطة [a species of mimosa] dropped the heads of its branches: and had them eaten by the camels. (TA.) b3: See also 7.

A2: صَلَعَ رَأْسَهُ [perhaps a mistranscription for ↓ صَلَّعَ, and primarily signifying He made his head bald in the fore part:] (tropical:) he shaved his head. (Z, TA.) A3: صَلَعَ said of such as is termed عِذْيَوْط, [but the verb in this sense is probably ↓ صَلَّعَ, (see this latter,)] He voided his ordure (أَحْدَثَ) on the occasion of جِمَاع. (TA.) 2 صلّع: see above, last sentence but one. b2: صلّعت الحَيَّةُ (tropical:) The serpent came forth from concealment (بَرَزَت) without any earth, or dust, upon it. (Ibn- 'Abbád, O, K, TA. [But in the O, the verb in this and the following senses is carelessly written without the sheddeh.]) A2: صلّع, inf. n. تَصْلِيعٌ, (said of a man, IAar, TA,) i. q. أَعْذَرَ [meaning He voided his ordure: see تَصْلِيعٌ as a subst., below; and what here follows]. (IAar, K, TA.) And صلّع فُلَانٌ, (inf. n. as above, TA,) Such a one put his hand evenly expanded (K, TA) on the ground (TA) and voided his ordure or his ordure in a thin state (سَلَحَ): (K, TA:) thus expl. by Lth. (TA.) See also 1, last sentence.5 تصلّعت السَّمَآءُ (assumed tropical:) The sky became bared by the disruption of its clouds. (TA.) b2: See also what next follows.7 انصلعت الشَّمْسُ (tropical:) The sun rose, or began to rise: syn. بَزَغَت: or culminated: or came forth from the clouds, (O, K, TA,) appearing in the time of intense heat, with nothing intervening and concealing it; (TA;) and so ↓ تِصلّعت, (O, K, TA,) and ↓ صَلَعَت [or more probably صَلِعَت]. (TA.) 8 اصطلع, accord. to Reiske, as stated by Freytag, signifies He, or it, was defiled, or polluted; “ conspurcatus fuit: ” but he names no authority.]

صَلَعٌ Baldness in the fore part of the head: (S, O, Msb, K:) or in the fore part of the head to the hinder part thereof: and likewise in the middle of the head. (TA. [See صَلِعَ, of which it is the inf. n.: and see also جَلَحٌ.]) b2: Also a dial. var. of صُلَّعٌ, q. v. (TA.) b3: One says also, لَأُقِيمَنَّ صَلَعَكَ meaning [I will assuredly straighten] thy [natural] crookedness; like ضَلَعَكَ. (TA in art. ضلع, from the T and M.) صَلْعَةٌ: see what next follows.

صُلْعَةٌ: see what next follows.

صَلَعَةٌ A place of baldness such as is termed صَلَعٌ; (S, O, Msb, K;) as also ↓ صُلْعَةٌ; (S, O, K;) and ↓ صَلْعَةٌ is said to be a contraction of the first, (O, Msb,) by Lth, (O,) but it is disallowed by the thoroughly learned. (Msb.) صَلَاعٌ, (O, K,) accord. to Ibn-'Abbád, with kesr, (O,) like كِتَابٌ, (K,) in the L [written] with damm, (TA,) The heat of the sun. (O, K.) صَلِيعٌ: see أَصْلَعُ. b2: [Hence,] (tropical:) A mountain having upon it no plants, or herbage. (O, K, TA.) صُلَيْعَآءُ: see أَصْلَعُ, in six places.

صُلَّعٌ: see صُلَّاعٌ. b2: Accord. to As, (S, O, TA,) (tropical:) A place that produces no plants, or herbage; (S, O, K, TA;) whether it be a mountain or land; (TA;) from صَلَعٌ in relation to the head; (S, O, TA;) and ↓ صَلَعٌ is also syn. with صُلَّعٌ in the sense expl. above. (TA.) And [the n. un.] صُلَّعَةٌ signifies A smooth rock. (TA.) صُلَّاعٌ, (S, O, K,) or ↓ صُلَّعٌ, (K,) or the latter also, which is app. a contraction of the former, (S, O,) (assumed tropical:) Broad, (S, O, K, TA,) hard, (K, TA,) smooth, (TA,) rock: (S, O, K, TA:) n. un. (of the former, S, O, [and of the latter also,]) with ة. (S, O, K.) صَوْلَعٌ: see the next paragraph.

أَصْلَعُ, applied to a man, (S, O, Msb,) Bald in the fore part of the head; (S, Mgh, O, Msb, K;) denoting more than أَجْلَحُ: (Mgh:) or bald in the fore part of the head to the hinder part thereof: (TA:) and likewise, (TA,) or accord. to As, (O,) bald in the middle of the head: (O, TA:) and applied also to a head, (Msb, TA,) meaning bald in the fore part: (Msb:) and ↓ صَلِيعٌ signifies the same, applied to a head, (Msb, TA,) and to a man: (Msb:) fem. صَلْعَآءُ; (K;) but some disapprove this, and say that the fem. epithet is زَعْرَآءُ, and قَرْعَآءُ: (TA:) the pl. is صُلْعٌ (O, Msb, K) and صُلْعَانٌ: (O, K:) ↓ أُصَيْلِعُ is the dim. of the masc., [and ↓ صُلَيْعَآءُ is that of the fem.,] meaning as expl. above. (TA.) b2: [Hence,] the fem., applied to a tree such as is termed عُرْفُطَة, [a species of mimosa,] (tropical:) That has dropped the heads of its branches: (S, TA:) and that has had its branches eaten by the camels. (TA.) b3: And, applied to a tract of sand, (رَمْلَةٌ, S, O, K,) and to a land, (أَرْضٌ, K,) (tropical:) In which are no trees: (S, O, TA:) and (TA) in which is no herbage. (O, K, TA.) It also occurs, alone, as meaning (assumed tropical:) A desert (صَحْرَآء) that produces nothing; like the head termed أَصْلَع. (TA.) And ↓ صُلَيْعَآءُ, applied to a land, (assumed tropical:) That produces no plants, or herbage. (TA.) b4: And the masc., applied to a mountain, (assumed tropical:) Open to view, smooth, and glistening. (TA.) b5: And, applied to a spear-head, (tropical:) Glistening and smooth: (O, TA:) or polished; (K;) and so ↓ صَوْلَعٌ. (O, K.) b6: [Hence also,] ↓ الأُصَيْلِعُ signifies (tropical:) The penis. (O, K, TA.) And الأَصْلَعُ is said to signify (tropical:) The head of the penis. (TA.) b7: And ↓ الأُصَيْلِعُ, (S, O, K, TA,) or الأَصْلَعُ, (TA,) (assumed tropical:) A certain serpent, slender in the neck, (S, O, K, TA,) or, accord. to Az, wide in the neck, round in the head, (TA,) its head being like a hazel-nut: (S, O, K, TA:) thought by Az to be so called as being likened to the penis. (TA.) b8: أَصْلَعُ applied to an affair, or event, (أَمْرٌ,) means (assumed tropical:) Hard, distressing, or calamitous; (TA;) and so applied to a day; as also أَجْلَحُ: (A and TA in art. جلح:) or, applied to a day, (tropical:) intensely hot. (Ibn-'Abbád, Z, O, TA.) b9: Also, the fem., [used as a subst.,] (tropical:) Any notorious affair or event; or any such affair that is dubious, of great magnitude or moment, to accomplish which, or to perform which, one finds not the way: (O, K, TA:) and (tropical:) a calamity, or misfortune, (S, O, K, TA,) [or] such as is hard to be borne; [as though it were smooth and slippery;] because there is no escape from it: (TA:) and [in like manner]

↓ صُلَيْعَآءُ (O, K, TA) and صَلْعَآءُ, and سَوْءَةٌ صَلْعَآءُ and ↓ صُلَيْعَآءُ, (TA,) an evil, abominable, or unseemly, action or saying, such as is apparent, manifest, or unconcealed: (O, K, TA:) or a calamity, or misfortune, hard to be borne: (K, TA:) and hence the saying of 'Áïsheh to Mo'áwiyeh, (O, K, TA,) when she reproached him for his having asserted the relationship to him of Ziyád, and he replied that the witnesses gave testimony, (O, K, * TA, [see Abulfedæ Annales, i. 360,]) مَا شَهِدَتِ الشُّهُودُ وَلٰكِنْ رَكِبْتَ

↓ الصُّلَيْعَآءَ [The witnesses did not bear witness (in the CK, erroneously, ما شَهِدْتَ الشُهُودَ,) but thou committedst that which was an evil, abominable, or unseemly, action, &c.]. (O, K, TA.) b10: ↓ صُلَيْعَآءُ is also said to signify (assumed tropical:) The act of glorying, or boasting; syn. فَخْرٌ. (TA.) أُصَيْلِعُ, dim. of أَصْلَعُ: (TA:) see the latter, in three places.

تَصْلِيعٌ inf. n. of 2 [q. v.]. (K, TA.) b2: And a subst., like تَمْتِينٌ and تَنْبِيتٌ, signifying Ordure, or dung; or such as is thin; syn. سُلَاحٌ: (TA:) thus expl. by Lth. (O.)
صلع
الصَّلَعُ، محركةً: انحِسارُ شعرِ مُقدَّمِ الرّأْسِ إِلَى مُؤَخَّرِه، وَكَذَلِكَ إِن ذهبَ وسَطهُ، قَالَ الرَّئيسُ: لِنُقصانِ مادَّةِ الشَّعْرِ فِي تلكَ البُقعَةِ، وقُصورِها عَنْهَا، واستيلاءِ الجَفافِ عَلَيْهَا، ولِتطامُنِ الدِّماغِ عمّا يُماسُّه من القِحْفِ، فَلَا يَسقيه سَقيَهُ إيّاهُ، وَهُوَ مُلاقٍ، هَذَا قولُ الأَطِبّاءِ، قَالَ الأَعشى: (وأَنْكَرَتْني وَمَا كانَ الَّذِي نَكِرَتْ ... من الحَوادِثِ إلاّ الشَّيْبَ والصَّلَعا)
صَلِعَ، كفَرِحَ يصلَعُ صَلَعاً وَهُوَ أَصلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ وَهِي صَلعاءُ، وأَنكرَها بعضُهُم، وَقَالَ: إنَّما هِيَ زَعراءُ وقَزعاءُ، ج: صُلْعٌ وصُلعانٌ، بضَمِّهِما، وَفِي حديثِ بَدرٍ: مَا قَتَلْنا إلاّ عَجائِزَ صُلْعاً، أَي مَشايِخَ عَجَزَةً عَن الحَربِ، وَفِي حَدِيث عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: أَيُّما أَشرَفُ: الصُّلْعانُ أَو الفُرْعانُ فَقَالَ: الفُرعانُ خَيرٌ، أَرادَ تفصيلَ أَبي بَكْرٍ رَضِي الله عَنهُ على نَفسه. وكانَ عُمَرُ أَصلَعَ، وأَبو بَكْرٍ أَفْرَعَ، رَضِي الله عَنْهُمَا، وَقَالَ نصر بنُ الحَجّاجِ لَمّا حلَقَ عُمَرُ رَضِي الله عَنهُ لِمَّتَهُ:
(لقَدْ حَسَدَ الفُرْعانُ أَصْلَعُ لَمْ يَكُنْ ... إِذا مَا مَشى بالفَرْعِ بالمُتَخايِلِ)
وَقَالَ آخَرُ:
(كَبِرْتُ وَقَالَت هِنْدُ: شِبْتَ وإنَّما ... لِداتِيَ صُلْعانُ الرِّجالِ وشِبْهُها)
ومَوضِعُ الصَّلَعِ من الرَّأْسِ: الصَّلْعَةُ، مُحَرَّكَةً أَيضاً، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وكذلكَ النَّزَعَةَ، والكَشَفَةُ، والجَلَحَةُ، جَاءَت مُثَقَّلاتٍ، وَقَالَ الليثُ: وَفِي بعضِ الحَديثِ: إنَّ الصَّلَعَ تَطهيرٌ، وعلامَةُ أَهلِ الصَّلاح، قَالَ: وكذلكَ وجدَه أَهلُ التّوراةِ عندَهم، فحلَقوا أَوساطَ رُؤوسِهِم تَشَبُّهاً بالصَّالِحينَ.
قلتُ: وَمن ذلكَ مَا أَنشدَه ابْن الأَعْرابِيِّ: يَلوحُ فِي حافاتِ قَتلاهُ الصَّلعْ قَالَ: أَي يَتَجَنَّبُ الأَوغادَ، وَلَا يَقتلُ إلاّ الأَشرافَ، وذَوي الأَسنانِ، لأَنَّ أَكثرَ الأَشرافِ وذَوي الأَسنانِ صُلْعٌ، كقولِه:
(فقلتُ لَهَا لَا تُنكِريني، فقَلَّما ... يَسودُ الْفَتى حتّى يَشيبَ ويَصلَعا) ويُضَمُّ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وصَيْلَعٌ، كصَيْقَلٍ: جَبَلٌ، أَو: ع، قَالَ امْرؤُ القَيْسِ:
(أَتاني وأَصحابي على رأْسِ صَيْلَعٍ ... حَديثٌ أَطارَ النَوْمَ عنِّي فأَنعَما)
منَ المَجاز: جَبَلٌ صَليعٌ، كأَميرٍ: مَا عَلَيْهِ نَبْتٌ، قَالَ عَمرو بن مَعدِي كَرِب، رَضِي الله عَنهُ:)
(وزَحْفُ كَتيبَةٍ للِقاءِ أُخْرى ... كأَنَّ زُهاءَها رأْسٌ صَليعُ)
هَكَذَا أَنشدَه فِي العُبابِ، وكأَنَّه أَرادَ رأْسَ جَبَلٍ. والأَصْلَعُ، والصَّوْلَعُ: السِّنانُ المَجْلُوُّ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يصفُ شُجاعَينِ:
(وكِلاهُما فِي كَفِّه يَزَنِيَّةٌ ... فِيهَا سِنانٌ كالمَنارَةِ أَصْلَعُ)
أَي بَرّاقٌ أَمْلَسُ، وَهُوَ مَجازٌ. والصَّوْلَعُ، ذكرَه ابْن الأَعْرابِيِّ، وَقد تقدَّم ذِكرُه فِي سلع استِطراداً. والأُصَيْلِعُ، مُصَغَّراً: الذَّكَرُ، كُنِيَ عَنهُ، كَذَا فِي التَّهذيبِ. وَقَالَ غيرُه: الأَصلَعُ الرَّأْسِ: الذَّكَرُ، يُكنَى عَنهُ، فقيَّدَه بالرَّأْسِ. الأَصلَعُ، ويُقال: الأُصَيْلِعُ: حَيَّةٌ دقيقةُ العُنُقِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ الأَزهريُّ: عريضَةُ العُنُقِ، رأْسُها مُدَحْرَجٌ كبُنْدُقَةٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأَراه على التَّشْبِيه بالذَّكَر. منَ المَجاز: الصَّلعاءُ عندَ العربِ: كُلُّ خُطَّةٍ مَشهورَةٍ، قَالَ الشّاعِر:
(ولاقيتُ من صَلْعاءَ يَكبو لَها الفَتى ... فلَمْ أَنْخَنِعْ فِيهَا، وأُوعِدْتُ مُنكَرا) وَفِي الحديثِ: يكونُ كَذا وَكَذَا، ثُمَّ تكونُ جَبَرُوَّةٌ صَلعاءُ. منَ المَجاز: الدَّاهِيَةُ الشَّديدَةُ، لأَنَّه لَا مُتَعَلَّقَ مِنها، كَمَا قيل لَهَا: مَرْمَريسٌ، من المَراسَةِ، أَي السَّلامَةِ، يُقَال لَقِيَ مِنْهَا الصَّلْعاءَ، وحَلَّتْ بهَا صَلْعاءُ صَيْلَمٌ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(فلَمّا أَحَلُّوني بصَلْعاءَ صَيْلَمٍ ... بإحْدى زُبَى ذِي اللَّبْدَتينِ أَبي الشِّبْلِ)
أَرادَ الأَسَدَ. من المَجاز: الصَّلعاءُ: الأَرضُ، أَو الرَّملَة لَا نباتَ فيهمَا وَلَا شجَر، وَفِي حَدِيث عمرَ فِي صفةِ التَّمْرِ: وتَحْتَرِشُ بِهِ الضَّبابُ من الصَّلعاءِ، يُريدُ الصَّحراءَ الَّتِي لَا تُنبِتُ شَيْئا، مثل الرَّأْسِ الأصلعِ، وَهِي الحَصَّاءُ، مثلُ الرَّأْسِ الأحَصِّ. وصَلعاءُ النَّعامِ: ع، بدِيارِ بَني كِلابٍ حيثُ ذاتُ الرِّمْثِ، أَو بدِيارِ بَني غَطَفانَ، وَهِي رابِيَةٌ بينَ النُّقْرَةِ والمُغيثَةِ، قَالَه نصْرٌ، لَهُ يَوْمٌ، وهما مَوضِعانِ، ويُعرَفُ الثّاني بالصَّلْعاءِ، من غير إضافةٍ أَيضاً، ولِكُلٍّ مِنْهُمَا يَومٌ، فالصّوابُ إِذن: وغَطَفانَ، بواو العَطفِ. أَمّا يومُ المَوضِعِ الأَوّلِ: فَقَالَ أَبو أَحمد العسكرِيُّ: يومُ الأَلِيل: يومٌ كَانَت فِيهِ وَقعةٌ بصَلْعاءِ النَّعامِ، أُسِرَ فِيهِ حَنظَلَةُ بنُ الطُّفَيْلِ الرَّبَعِيُّ، أَسَرَه هَمام بنُ بشامَةَ التَّميمِيُّ، وَفيه قَالَ شَاعِرهمْ:
(لَحِقنا بصَلْعاءِ النَّعامِ وقدْ بدا ... لنا منهُمُ حامِي الذِّمارِ وخاذِلُه) (أَخَذْتُ خِيارَ ابْنَي طُفَيْلٍ فأَجْهَضَتْ ... أَخاهُ وقدْ كادَتْ تُنالُ مَقاتِلُهْ)
وأَمّا يومُ المَوضِعِ الثّاني: فَقَالَ أَبو محمَّد الأَسودُ: أَغارَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ على أَشْجَعَ بالصَّلْعاءِ،)
وَهِي بَين حاجِر والنُّقْرَةِ، فَلم يُصِبْهُم، فَقَالَ من قصيدةٍ:
(ومُرَّةَ قدْ أَدْرَكْنَهُمْ فلَقِينَهُم ... يَروغونَ بالصَّلعاءِ رَوْغَ الثَّعالبِ)
والصُّلَيعاءُ، كالحُمَيراءِ: ع، آخَرُ. منَ المَجاز: جاءَ بالصَّلعاءِ والصُّلَيعاءِ، والسَّوْأَةُ الصَّلْعاءُ والصُّلَيعاءُ: الشنيعة البارزة المَكشوفة، أَو الدَّاهية الشَّديدة، وَمِنْه، أَي من المَعنى الأَخير، والصَّوابُ أَنَّ قولَ عائشَةَ رَضِي الله عَنْهَا فُسِّرَ بهما، كَمَا فِي النهايةِ، رُوِيَ أَنَّها قَالَت: لمعاويةَ، رَضِي الله عَنهُ، حِين قدِمَ المَدينةَ، فدخلَ عَلَيْهَا، فذَكَرَتْ لَهُ شَيْئا، فَقَالَ: إنَّ ذلكَ لَا يَصلُحُ، فَقَالَ: الَّذِي لَا يَصلُحُ ادِّعاؤُكَ زِياداً. فَقَالَ: شَهِدَتِ الشُّهودُ. فَقَالَت: مَا شهِدَتِ الشُّهودُ، وَلَكِن رَكِبْتَ الصُّلَيْعاءَ. تَعني فِي ادِّعائه زِياداً، وعمَلِهِ بخِلافِ الحَديثِ الصَّحيح المَرفوعِ الّذي أَطْبَقَتْ الأُمَّةُ على قَبولِه، وَهُوَ قولُه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: الوَلَدُ لِلفِراشِ، ولِلعاهِرِ الحَجَرُ وسُمَيَّةُ لم تكُنْ لأَبي سُفيانَ فِراشاً. وَقيل: فِي معنى الحَديثِ رَكِبْتَ الصُّلَيْعاءَ: أَي شَهِدوا بِزورٍ، وزِيادٌ هَذَا يُعرَفُ بابنِ سُمَيَّةَ، ويُعرَفُ أَيضاً بابنِ أَبيه، لأَنَّه لمْ يُعرَفْ لهُ أَبٌ، وَهُوَ مُلْحَقٌ بأَبي سُفيانَ، على الصَّحيحِ. قَالَه ابنُ أَبي عِمرانَ النَّسَّابَةُ، وَله قِصَّةٌ مَذكورَةٌ فِي غُنْيَةِ المُسافِرِ.
والصُّلَيْعِيَّةُ، كزُبَيرِيَّةٍ: ماءَةٌ من مياهِ بَني قُشَيْرٍ. الصُّلاّعُ، كرُمّانٍ، أَو سُكَّرٍ: الصَّخْرُ الأَملَسُ العريضُ الشَّديدُ، ويُقال: الصُّلَّعُ مَقصورٌ من الصُّلاّعِ، الواحِدُ بهاءٍ. قَالَ الأَصمعيُّ: الصُّلَّعُ، كسُكَّرٍ: المَوضِعُ الَّذِي لَا يُنبِتُ شَيْئا، سَوَاء كَانَ جبلا أَو أَرضاً، وَهُوَ مجازٌ. وأَصلُه من صَلَعِ الرأسِ، وَمِنْه قولُ لُقمانَ بن عادٍ: إنْ أَرَ مَطْمَعي فَحِدَأٌ وُقَّع، وإلاّ أَر مَطمَعي فوَقَّاعٌ بصُلَّع.
وصِلاعُ الشّمْسِ، ككِتابٍ: حَرُّها، نَقله ابنُ عَبّادٍ، وَهُوَ فِي اللِّسَان بالضَّمِّ. قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: صَلَّعَ الرَّجُلُ تَصليعاً: أَعْذَرَ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: صَلَّعَتِ الحَيَّةُ، إِذا برَزَت لَا تُرابَ عَلَيْهَا، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ الليثُ: يُقال: صَلَّعَ فلانٌ تَصليعاً، يُقَال ذلكَ للمُجْعِسِ إِذا وضَعَ يَدَهُ مُستَوِيَةً مَبسوطَةً على الأَرضِ فسَلَحَ. فِي المُحيطِ وَاللِّسَان: انْصَلَعَت الشَّمْسُ: بَزَغَتْ، أَو تكَبَّدَتْ وَسَطَ السَّماءِ، أَو بدَتْ فِي شِدَّةِ الحَرِّ، وليسَ دونَها شيءٌ يسترُها، وخرجَت من تحتِ الغَيمِ، كتَصَلَّعَتْ، وَهُوَ مَجازٌ. ومِمّا يُستدْرَكُ عَلَيْهِ: الأُصَيْلِع، تصغيرُ الأَصْلَع: الَّذِي انْحَسرَ الشَّعرُ عَن رَأسه، وَقد وُصِفَ بِهِ الَّذِي يَهْدِمُ الكَعبَةَ كأنِّي بِهِ أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ وَفِي حديثِ عَبْد الله بن سَرْجِسَ المُزَنِيِّ، رَضِي الله عَنهُ: رَأَيْتُ الأُصَيْلِعَ عُمرَ يُقَبِّلُ الحَجرَ، وَيَقُول: رأيتُ رسولَ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يُقَبِّلُك. والصَّلْعَةُ، بالفَتْح: لغةٌ فِي الصَّلَعة، بِالتَّحْرِيكِ، مُخَفَّفٌ عَنهُ، نَقله الصَّاغانِيّ عَن)
اللَّيْث. وصَلِعَتِ العُرْفُطَةُ، كفَرِح، صَلَعَاً، وعُرْفُطَةٌ صَلْعَاء: إِذا سَقَطَتْ رؤوسُ أَغْصَانِها، وأَكَلَتْها الإبلُ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ الشَّمَّاخُ يذكرُ الإبلَ:
(إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... مِن الأسالِقِ عاري الشَّوْكِ مَجْرُودِ)

(تُصبِحْ وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها غُرَقاً ... من طَيِّبِ الطَّعمِ حُلْوٍ غَيْرِ مَجْهُودِ)
وَقَالَ المُعْتَمِرُ: قَالَ أبي: الصُّلَيْعاء: الفَخر. والصَّلْعاء: الأمرُ الشَّديد. والصَّلَع، محرّكةً: لغةٌ فِي الصُّلَّع، كسُكَّرٍ، وَهُوَ: الموضِعُ لَا يُنبِتُ شَيْئا. وجبَلٌ أَصْلَعُ: بارِزٌ أَمْلَسُ بَرّاقٌ. والصُّلَيْعاء: الأرضُ لَا تُنبِتُ، خِلافُ الفُرَيْعاء. والصُّلَّعَةُ، كسُكَّرَة: الصخرةُ المَلساء. والتَّصْليع: السُّلاَح: اسمُ، كالتَّمتين والتَّنْبيت. وصَلَّعَتِ الشمسُ: مثلُ تصَلَّعَتْ. ويومٌ أَصْلَعُ: شديدُ الحَرِّ، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ وابْن عَبَّادٍ وصاحبُ اللِّسان، وَهُوَ مَجاز. وَتَصَلَّعَتِ السماءُ تصَلُّعاً: إِذا انقطعَ غَيْمُها، وانْجَردَتْ. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: يُقَال للعِذْيَوْطِ إِذا أَحْدَثَ عندَ الجِماعِ: صَلَّعَ. ورأسٌ صَليعٌ: مثلُ أَصْلَعَ. وَصَلَعَ رَأْسَه: حَلَقَها، وَهُوَ مَجاز، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ.،

بَلَغَ

(بَلَغَ)
- فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «وَاجْعَلْ مَا أنْزَلْتَ لَنَا قُوّة وبَلَاغاً إِلَى حِينٍ» البَلَاغ مَا يَتَبَلَّغُ ويُتَوَصَّل بِهِ إِلَى الشَّيْءِ الْمَطْلُوبِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُلُّ رَافِعَة رَفَعَت عَنا مِنَ البَلَاغِ فَلْتُبَلِّغْ عنَّا» يُروى بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، فَالْفَتْحُ لَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مَا بَلَّغَ مِنَ الْقُرْآنِ والسُّنن، وَالْآخَرُ مِنْ ذَوِي الْبَلَاغِ، أَيِ الذين بَلَّغُونَا يَعْنِي ذوِي التَّبْليغ، فَأَقَامَ الِاسْمَ مَقَامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، كَمَا تَقُولُ أَعْطَيْتُهُ عطَاء. وَأَمَّا الْكَسْرُ فَقَالَ الْهَرَوِيُّ: أَرَاهُ مِنَ المُبَالغين فِي التَّبْليغ. يقال بَالَغَ يُبَالِغُ مُبَالَغَةً وبِلَاغاً إذا اجتهدوا فِي الْأَمْرِ، وَالْمَعْنَى فِي الْحَدِيثِ. كُلُّ جَمَاعَةٍ أَوْ نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنَّا وَتُذِيعُ مَا نَقُولُهُ فَلْتُبَلِّغْ وَلْتَحْكِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ لعليَ يَوْمَ الْجَمَلِ قَدْ بَلَغْتَ مِنَّا البُلَغِين» يُروى بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا مَعَ فَتْحِ اللَّامِ. وَهُوَ مَثَل. مَعْنَاهُ قَدْ بَلَغْت مِنَّا كُلَّ مَبْلَغ. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: لَقِيتُ مِنْهُ البُرَحِينَ ، أَيِ الدَّواهِي، وَالْأَصْلُ فِيهِ كَأَنَّهُ قِيلَ خَطْب بُلَغٌ أَيْ بَلِيغٌ، وأمْرٌ بُرَحٌ أَيْ مُبَرِّح، ثُمَّ جُمِعا جَمْع السَّلَامَةِ إيذَاناً بأنَّ الْخُطُوبَ فِي شِدَّةِ نِكَايَتِهَا بِمَنْزِلَةِ العُقَلاَء الَّذِينَ لَهُمْ قَصْدٌ وتَعَمُّد.
بَلَغَ المكانَ بُلوغاً: وَصَلَ إليه، أو شارَفَ عليه،
وـ الغُلامُ: أدْرَكَ.
وثَناءٌ أبْلَغُ: مُبالَغٌ فيه.
وشيءٌ بالِغٌ: جَيِّدٌ، وقد بَلَغَ مَبْلَغاً.
وجارِيَةٌ بالِغٌ وبالِغَةٌ: مُدْرِكَةٌ.
وبُلِغَ الرجُلُ، كعُنِيَ: جُهِدَ.
والتَّبْلِغَةُ: حَبْلٌ يُوصَلُ به الرِشاءُ إلى الكَرَبِ، ج: تَبالِغُ.
وأحْمَقُ بَلْغٌ، ويُكسَرُ،
وبَلْغَةٌ، أي: مَعَ حَماقَتِهِ يَبْلُغُ ما يُريدُ، أو نهايَةٌ في الحُمقِ.
واللَّهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ، وسَمْعاً لا بَلْغاً، ويُكْسرانِ، أي: نَسْمَعُ به ولا يَتمُّ، أو يقولهُ مَن سَمِعَ خَبَرَاً لا يُعْجِبُه.
وأمْرُ اللهِ بَلْغٌ، أي: بالغٌ نافذٌ، يَبْلُغُ أينَ أُريدَ به،
وجَيْشٌ بَلْغٌ: كذلك.
ورجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ، بكسرهما: خَبيثٌ.
والبَلْغُ، ويكسرُ، وكعِنَبٍ وسَكارَى وحُبارَى: البَليغُ الفَصيحُ، يَبْلُغُ بِعِبارَتِهِ كُنْهَ ضَميره، بَلُغَ ككَرُمَ.
والبَلاغُ، كسَحابٍ: الكِفايَةُ،
والاسمُ من الإِبْلاغِ والتبليغِ، وهما: الإِيصالُ. وفي الحديثِ: "كلُّ رافِعَةٍ رَفَعَتْ علينا مِن البَلاغِ"، أي: ما بَلَغَ من القرآنِ والسُّنَنِ، أو المَعْنَى من ذَوِي البَلاغِ، أي: التَّبْليغِ، أقامَ الاسمَ مُقامَ المَصْدَرِ، ويُرْوَى بالكسر، أي: من المُبالِغِينَ في التَّبْليغِ،
من بالَغَ مُبالَغَةً وبِلاغاً: إذا اجْتَهَدَ ولم يُقَصِّر.
والبَالِغاءُ: الأَكارِعُ، مُعَرَّبُ "بايْهَا".
والبَلاغاتُ: الوِشاياتُ.
والبُلْغَةُ، بالضم: ما يُتَبَلَّغُ به مِنَ العَيْشِ.
والبِلَغِينُ، في قولِ عائشةَ، رضي اللهُ تعالى عنها، لِعَلِيٍّ، رضي الله تعالى عنه: بَلَغْتَ مِنَّا البِلَغِينَ، ويضم أوّلُهُ: الداهِيَةُ، أرَادَتْ: بَلَغْتَ مِنَّا كلَّ مَبْلَغٍ، وقد يُجْرَى إعرابُهُ على النونِ، والياءُ يُقَرُّ بِحَالِهِ، أو تُفْتَحُ النونُ ويُعْرَبُ ما قَبْلَهُ.
وبَلَّغَ الفارِسُ تَبْليغاً: مَدَّ يَدَهُ بِعِنانِ فَرَسِهِ لِيَزيدَ في جَرْيِهِ.
وتَبَلَّغَ بكذا: اكتَفَى به،
وـ المَنزِلَ: تَكَلَّفَ إليه البُلوغَ حتى بَلَغَ،
وـ به العلَّةُ: اشْتَدَّتْ.
وبالَغَ في أمري: لم يُقَصِّرْ.

العدالة

العدالة: لغة: الاستقامة. وشرعا: الاستقامة في طريق الحق بتجنب ما هو محظور في دينه. وقيل صفة توجب مراعاتها التحرز عما يخل بالمروءة عادة ظاهرا فالمرة الواحدة من صغار الهفوات وتحريف الكلام لا تخل بالمروءة ظاهرا لاحتمال الغلط والسهو والتأويل بخلاف ما إذا عرف منه ذلك وتكرر فيكون الظاهر الإخلال، ويعتبر عرف كل شخص وما يعتاد في لبسه، كذا في المفردات. وفي جمع الجوامع وشرحه: العدالة ملكة راسخة في النفس تمنع عن اقتراف كل فرد فرد من الكبائر وصغائر الخس كسرقة لقمة وتطفيف ثمرة، والرذائل الجائزة كبول بطريق وأكل غير سوقي به.
العدالة:
[في الانكليزية] Justice ،equity
[ في الفرنسية] Justice ،equite
بالفتح وتخفيف الدال في اللغة الاستقامة.
وعند أهل الشرع هي الانزجار عن محظورات دينية وهي متفاوتة وأقصاها أن يستقيم كما أمر، وهي لا توجد إلّا في النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاعتبر ما لا يؤدّي إلى الحرج وهو رجحان جهة الدين والعقل على الهوى والشهوة. فهذا التفسير عام شامل للمسلم والكافر أيضا لأنّ الكافر ربّما يكون مستقيما على معتقده. ولهذا يسأل القاضي عن عدالة الكافر إذا شهد كافر عند طعن الخصم على مذهب أبي حنيفة رحمه الله. نعم لا يشتمل الكافر إذا فسّرت بأنّها الاتصاف بالبلوغ والإسلام والعقل والسلامة من أسباب الفسق ونواقض المروءة كما وقع في خلاصة الخلاصة.
وقيل العدالة أن يجتنب عن الكبائر ولا يصرّ على الصغائر ويكون صلاحه أكثر من فساده، وأن يستعمل الصدق ويجتنب عن الكذب ديانة ومروءة، وهذا لا يشتمل الكافر لأنّ الكفر من أعظم الكبائر. وفي العضدي العدالة محافظة دينيّة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة من غير بدعة. فقولنا دينية ليخرج الكافر وقولنا على ملازمة التقوى والمروءة ليخرج الفاسق.
وقولنا من غير بدعة ليخرج المبتدع. وهذه لما كانت هيئة نفسية خفية فلا بد لها من علامات تتحقّق بها، وإنّما تتحقّق باجتناب أمور أربعة:
الكبائر والإصرار على الصغائر وبعض الصغائر وهو ما يدلّ على خسّة النفس ودناءة الهمّة كسرقة لقمة والتّطفيف في الوزن بحبّة وكالأكل في الطريق والبول في الطريق، وبعض المباح وهو ما يكون مثل ذلك كاللعب بالحمام والاجتماع مع الأراذل في الحرف الدنيّة كالدّباغة والحجامة والحياكة مما لا يليق به ذلك من غير ضرورة تحمله على ذلك انتهى. وفي حاشية للتفتازاني في كون البدعة مخلّة بالعدالة نظر. ولهذا لم يتعرّض له الإمام وقال هي هيئة راسخة في النفس من الدين تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة جميعا انتهى. ويقرب منه ما قيل هي ملكة في النفس تمنعها عن اقتران الكبائر والإصرار على الصغائر وعن الرذائل المباحة. ويقرب منه أيضا ما قال الحكماء هي التوسّط بين الإفراط والتفريط وهي مركّبة من الحكمة والعفّة والشجاعة وقد مرّ في لفظ الخلق.
اعلم أنّ العدالة المعتبرة في رواية الحديث أعمّ من العدالة المعتبرة في الشهادة فإنّها تشتمل الحرّ والعبد بخلاف عدالة الشهادة فإنّها لا تشتمل العبد كذا في مقدمة شرح المشكاة.
واعلم أيضا أنّهم اختلفوا في تفسير عدالة الوصف أي العلة، فقال الحنفية هي كونه بحيث يظهر تأثيره في جنس الحكم المعلّل به في موضع آخر نصا أو إجماعا، فهي عندهم تثبت بالتأثير، كذا ذكر فخر الإسلام في بعض مصنّفاته. وقال بعض أصحاب الشافعي هي كونه بحيث يخيّل، فهي عندهم تثبت بكونه مخيلا أي موقعا في القلب خيال القبول والصحة، ثم يعرض بعد ثبوت الإخالة على الأصول بطريق الاحتياط لا بطريق الوجوب ليتحقّق سلامته عن المناقضة والمعارضة. وقال بعضهم بل العدالة تثبت بالعرض فإن لم يردّه أصل مناقض ولا معارض صار معدلا وإلّا فلا، هكذا يستفاد من المفيد شرح الحسامي وغيره.

علم الفرائض

علم الفرائض
هو علم بقواعد وجزئيات تعرف بها كيفية صرف التركة إلى الوارث بعد معرفته وموضوعه التركة والوارث لأن الفرضي يبحث عن التركة وعن مستحقها بطريق الإرث من حيث إنها تصرف إليه إرثا بقواعد معينة شرعية ومن جهة قدر ما يحرزه ويتبعها متعلقات التركة.
ووجه الحاجة إليه الوصول إلى إيصال كل وارث قدر استحقاقه:
وغايته الاقتدار على ذلك وإيجاده وما عنه البحث فيه هو مسائله.
واستمداده من أصول الشرع كذا في أقدار الرائض.
واختلف في قوله صلى الله عليه وسلم: "إنها نصف العلم" فقال: طائفة سماهم في ضوء السراج وغيره وهم أهل السلامة لا ندري وليس علينا ذلك بل يجب علينا اتباعه عقلنا المعني أو لم نعقل لاحتمال خطأ التأويل. وأول الآخرون على أربعة عشر قولاً.
والأول: سماعا نصفا باعتبار البلوى رواه البيهقي.
والثاني: لأن الخلو بين طوري الحياة والممات قاله في النهاية وعليه الأكثرون.
الثالث: إن سبب الملك اختياري وضروري فالاختياري كالشراء وقبول الهبة والوصية والضروري كالإرث قاله صاحب الضوء وغيره.
الرابع: تعظيما لها كذا في الابتهاج.
الخامس: لكثرة شعبها وما يضاف إليها من الحساب قاله صاحب إغاثة اللهاج.
السادس: لزيادة المشقة قاله نزيل حلب.
السابع: باعتبار العلمين لأن العلم نوعان: علم يحصل به معرفة أسباب الإرث وعلم يعرف به جميع ما يجب قاله صاحب الضوء وغيره.
الثامن: باعتبار الثواب لأنه يستحق الشخص بتعليم مسئلة واحدة من الفراض مائة حسنة وبتعليم مسئلة واحدة من الفقه عشر حسنات ولو قدرت جميع الفراض عشر مسائل وجميع الفقه مائة مسئلة يكون حسنات كل واحد منهما ألف حسنة وحينئذ تكون الفرائض باعتبار الثواب مساوية لسائر العلوم.
التاسع: باعتبار التقدير يعني أنك لو بسطت علم الفرائض كل البسط لبلغ حجم فروعه مثل حجم فروع سائر الكتب كما في شرح السراجية.
العاشر: سماها نصف العلم ترغيبا لهم في تعلم هذا العلم لما علم أنه أول علم ينسى وينتزع من بين الناس.
وورد أنها ثلث العلم وفي الجمع بينهما ما أجاب ابن عبد السلام المالكي في شرحه لفروع ابن الحاجب أن الجمع ليس واجبا على الفقيه قال الفقيه الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر المتوفى سنة تسع وعشرين وأربعمائة في كتاب الرد علي الجرجاني في ترجج مذهب أبي حنيفة:
إنه أدعى تقدمهم في الفرائض ونقض بسعيد بن جبير وعبيدة وأبو الزناد وفي زمن أبي حنيفة كان ابن أبي ليلى وابن شبرمة قد صنفا في الفرائض ولأصحاب مالك والشافعي أيضا كتب منها كتاب أبي ثور وكتاب الكرابيسي وكتاب رواه الربيع عن الشافعي وأبسط الكتب فيها كتب أبي العباس ابن سريج وأبسط من الجميع كتاب محمد بن نصر المروزي وما صنف فيها أتقن وأحكم منه وحجمه يزيد على خمسين جزءا قال: وكتابنا في الفرائض يزيد على ألف ورقة. قال ابن السبكي: وهو كتاب جليل القدر لا مزيد على حسنه انتهى1 وبالله التوفيق

هنن

(هنن) - وفي حديث الجنِّ: "فإذا هو بَهنِين كأنهم الزُّطُّ."
جمعه جمع السَّلامةِ، مثل كُرةٍ وكُرِين.

هنن


هَنَّ(n. ac. هَنّ
هَنِيْن)
a. Wept.
b. [Ila], Sighed after.
هَنّa. Thing.

هَاْنِنَةa. see 24t
هُنَاْنَةa. Marrow.

هُنَّ [ fem. ]
a. They.
b. ( suffixed to a verb or a prep. ), Them.
c. ( suffixed to a noun ), Their.
[هنن] الفراء: هَنَّ يَهِنُّ هَنيناً، أي حن. وقال: حنت ولات هنت * وأنى لك مقروع وقد يكون بمعنى بكى، وأنشد يعقوب: لما رأى الدار خلاء هنا * وكاد أن يظهر ما أجنا وقول الراعى:

نعم لاتَ هَنَّا إنَّ قلبك مِتْيَحُ * يقول: ليس الأمر حيث ذهبتَ. ويقال: ما بالبعير هُنانَةً بالضم، أي ما به طِرْقٌ. وأهَنَّه الله فهو مَهْنونٌ. والهِنَنَةُ: ضربٌ من القنافذ.
هـنن
هُنَّ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ضمير رفع منفصل لجمع المؤنّث الغائب "هُنَّ فتيات مؤمنات- {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} ".
2 - ضمير متَّصل لجمع المؤنّث الغائب، يكون في محلّ نصب مع الفعل، وفي محلّ جرّ مع الاسم، وفي محلّ نصب أو جرّ مع الحرف "رأيتهنَّ قادمات- مررتُ بِهِنَّ". 
[هنن] أبو زيد: التهتان: نحو من الديمة. وأنشد: يا حبذا نضحك بالمشافر * كأنه تهتان يوم ماطر وقال النضر بن شُميلٍ: التَهْتان: مطر ساعةٍ ثم يفتُرْ ثم يعود. وأنشد للشماخ: أرسل يوما ديمة تهتانا * سيل المتان يملا القريانا يقال: هتن المطر والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتوناً وتَهْتاناً ، إذا قطر متتابعا. (*) وسحاب هاتن، وسحائب هُتَّنٌ، مثل راكِعٍ ورُكَّعٍ. وسحابٌ هَتونٌ، والجمع هُتُنٌ مثل عمودٍ وعمد.

هنن: الهانَّةُ والهُنانَة: الشحمة في باطن العين تحت المُقْلة. وبعير

ما به هانَّةٌ

ولا هُنانة أَي طِرْق. قال أَبو حاتم: حضرتُ الأَصمعي وسأَله إنسان عن

قوله ما ببعيري هَانَّة ولا هُنانَةٌ، فقال: إنما هو هُتَاتة، بتاءين؛ قال

أَبو حاتم: قلت إنما هو هانَّة وهُنانة، وبجنبه أَعرابي فسأَله فقال: ما

الهُتاتة؟ فقال: لعلك تريد الهُنَانَة، فرجع إلى الصواب؛ قال الأَزهري:

وهكذا سمعته من العرب؛ الهُنَانَةُ، بالنون: الشحم. وكل شحمة هُنَانة.

والهُنَانة أَيضاً: بقية المخ. وما به هانَّة أَي شيء من خير، وهو على

المثل. وما بالبعير هُنَانة، بالضم، أَي ما به طِرْقٌ؛ قال الفرزدق:

أَيُفايِشُونَكَ، والعِظَامُ رقيقةٌ،

والمُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانة رارُ؟

وأَورد ابن بري عجز هذا البيت ونسبه لجرير. وأَهَنَّه اللهُ، فهو

مَهْنُونٌ.

والهِنَنَةُ: ضرب من القنافذ.

وهَنّ يَهِنُّ: بكى بكاء مثل الحنين؛ قال:

لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا،

وكادَ أَن يُظْهِرَ ما أَجَنَّا

والهَنِينُ: مثل الأَنين. يقال: أَنَّ وهَنَّ، بمعنى واحد. وهَنَّ

يَهِنُّ هنِيناً أَي حَنَّ؛ قال الشاعر:

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ،

وأَنِّي لكِ مَقْرُوعُ

(* قوله «حنت ولات هنت» كذا بالأصل والصحاح هنا وفي مادة قرع أيضاً بواو

بعد حنت، والذي في التكملة بحذفها وهي أوثق الأصول التي بأيدينا وعليها

يتخرج هذا الشطر من الهزج وقد دخله الخرم والحذف).

قال: وقد تكون بمعنى بكى. التهذيب: هَنَّ وحَنَّ وأَنَّ، وهو الهَنِينُ

والأَنينُ والحَنينُ قريبٌ بعضها من بعض؛ وأَنشد:

لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا

أَي حَنَّ وأَنَّ. ويقال: الحَنِين أَرفعُ من الأَنين؛ وقال آخر:

لاتَنْكِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ،

عُجَيِّزاً كأَنَّها شَيْطَانَهْ

يريد بالهَنّانة التي تبكي وتَئِنّ؛ وقول الراعي:

أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ؟

أَجَلْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قلبَك متْيَحُ

يقول: ليس الأَمر حيث ذهبتَ. وقولهم: يا هَناه أَي يا رجل، ولا يستعمل

إلا في النداء؛ قال امرؤ القيس:

وقد رابَني قولُها: يا هَنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ

هـ ن ن : الْهَنُ خَفِيفُ النُّونِ كِنَايَةٌ عَنْ كُلِّ اسْمِ جِنْسٍ وَالْأُنْثَى هَنَةٌ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ فَفِي لُغَةٍ هِيَ هَاءٌ فَيُصَغَّرُ عَلَى هُنَيْهَةٍ وَمِنْهُ يُقَالُ مَكَثَ هُنَيْهَةً أَيْ سَاعَةً لَطِيفَةً.
وَفِي لُغَةٍ هِيَ وَاوٌ فَيُصَغَّرُ فِي الْمُؤَنَّثِ عَلَى هُنَيَّةِ وَالْهَمْزُ خَطَأٌ إذْ لَا وَجْهَ لَهُ وَجَمْعُهَا هَنَوَاتٌ وَرُبَّمَا جُمِعَتْ هَنَاتٌ عَلَى لَفْظِهَا مِثْلُ عِدَاتٍ وَفِي الْمُذَكَّرِ هُنَيُّ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ هُنَيُّ مَوْلَى عُمَرَ مَذْكُورٌ فِي إحْيَاءِ الْمَوَاتِ وَكُنِّيَ بِهَذَا الِاسْمِ عَنْ الْفَرْجِ وَيُعْرَبُ
بِالْحُرُوفِ فَيُقَالُ هَنُوهَا، وَهَنَاهَا، وَهَنِيهَا مِثْلُ أَخُوهَا وَأَخَاهَا وَأَخِيهَا وَقِيلَ الْمَحْذُوفُ نُونٌ وَالْأَصْلُ هَنٌّ بِالتَّثْقِيلِ فَيُصَغَّرُ عَلَى هُنَيْنٍ

وَهُنَا ظَرْفٌ لِلْمَكَانِ الْقَرِيبِ يُقَالُ اجْلِسْ هُنَا وَهَهُنَا.

وَهَنُؤَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ مَعَ الْهَمْزِ هَنَاءَةً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ تَيَسَّرَ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ وَلَا عَنَاءٍ فَهُوَ هَنِيءٌ وَيَجُوزُ الْإِبْدَالُ وَالْإِدْغَامُ.

وَهَنَّأَنِي الْوَلَدُ يَهْنَؤُنِي مَهْمُوزٌ مِنْ بَابَيْ نَفَعَ وَضَرَبَ وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي الدُّعَاءِ لِيَهْنِئْكَ الْوَلَدُ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَبِإِبْدَالِهَا يَاءً وَحَذْفُهَا عَامِّيٌّ وَمَعْنَاهُ سَرَّنِي فَهُوَ هَانِئٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَهَنَّأْتُهُ هَنْئًا بِاللُّغَتَيْنِ أَعْطَيْتُهُ أَوْ أَطْعَمْتُهُ وَهَنَأَنِي الطَّعَامُ يَهْنَؤُنِي سَاغَ وَلَذَّ وَأَكَلْتُهُ هَنِيئًا مَرِيئًا أَيْ بِلَا مَشَقَّةٍ وَيَهْنُؤُ بِضَمِّ الْمُضَارِعِ فِي الْكُلِّ لُغَةٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ يَفْعُلُ بِالضَّمِّ مَهْمُوزًا مِمَّا مَاضِيهِ بِالْفَتْحِ غَيْرُ هَذَا الْفِعْلِ وَهَنَّأْتُهُ بِالْوَلَدِ بِالتَّثْقِيلِ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ. 
هنن
: ( {هَنَّ} يَهِنُّ: بَكَى) بُكاءً مِثْل الحَنِينَ؛ قالَ:
لما رأَى الدارَ خَلاءً {هَنَّا وكادَ أَن يُظْهِرَ مَا أَجَنَّا (و) } هَنَّ {هَنِيناً: (حَنَّ) ؛) قالَ:
حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْوأَنِّي لكِ مَقْرُوعُوقالَ اللَّيثُ: حَنَّ وأَنَّ} وهَنَّ وَهُوَ الحَنِينُ والأنِينُ {والهَنِينُ، قَرِيبٌ بَعْضها مِن بعضٍ. ويقالُ: الحَنِينُ أَرْفَعُ مِن الأنينِ.
(} والهانَّةُ) ، بالتَّشْديدِ، ( {والهُنانَةُ، بالضَّمِّ: الشَّحْمَةُ فِي باطِنِ العَيْنِ تَحْتَ المُقْلَةِ) .
(وقيلَ:} الهُنانَةُ كلُّ شحْمٍ.
(ويقالُ: مَا بِيَعيرِى {هانَّةٌ وَلَا} هُنانَةٌ.
(و) {الهُنانَةُ أَيْضاً: (بَقِيَّةُ المُخِّ) ، نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.
(و) قيلَ: مَا بالبَعيرِ} هُنانَةٌ أَي (الطِّرْقُ بالجَمَلِ) ؛) قالَ الفَرَزْدَقُ: أَيُفايُشُونَكَ والعِظَامُ رقيقةٌ والمُخُّ مُمْتَخَرُ {الهَنانَةِ رارُ؟ وقيلَ: مَا بِهِ} هانَّةٌ، أَي شيءٌ من خيرٍ؛ وَهُوَ على المَثَلِ.
( {وأَهَنَّهُ اللَّهُ فَهُوَ} مَهْنُونٌ) ، كأَحَمَّه فَهُوَ مَحْمومٌ؛ وَله نَظائِرُ تقدَّمَتْ.
( {والهِنَنَةُ، كعِنَبةٍ: ضَرْبٌ مِن القَنافِذِ) ، وتقدَّمَ لَهُ فِي منن أَنَّ المنَنَةَ أُنْثى القَنافِذِ.
(و} هُونِينُ، بالضَّمِّ: د) فِي جِبالِ عامِلَةَ مُطِلٌّ على نواحِي حمْصَ.
( {وهَنِّنُ، بكسْرِ النُّونِ) الأُولى (المُشَدَّدَةِ: ة) باليَمِنِ؛ عَن ياقوت، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، وَهِي غيرُ أُمِّ حنين الَّذِي تقدَّمَ ذِكْرُها.
(} والهَنُ) ، مُخَفَّفاً: (الفَرْجُ، أَصْلُهُ هَنٌّ) بالتَّشْديدِ، (عِنْد بعضِهم، فيُصَغَّرُ {هُنَيْناً) ؛) وأَنْشَدَ بعضُهم:
يَا قَاتل اللَّهُ صُبياناً تَجِيء بهم أُمُّ} الهُنَيْنين من زَنْدٍ لَهَا وارِي وَأحد {الهنيين} هنين والمكبر تَصْغِيرُه! هنَّ، ثمَّ يُخَفَّفُ فيُقالُ: هَنُ، وسَيَأْتي ذِكْرُه فِي المُعْتَلِّ.
(و) قَوْلُهم: (تَنَحَّ هَا هُنا وَهَا هُنَّا) ، وَهَذِه بتَشْديدِ النُّونِ، (وهَهُنَّا) ، بتَشْديدِ النّونِ مَعَ حَذْفِ الألفِ، أَي (أُبْعُد قَلِيلاً.
(أَو يقالُ للحَبيبِ هَهُنا وهُنَا) ، مُخَفَّفَتَيْن: (أَي اقْتَرِبْ؛ وللبَغِيضِ هَهَنَّا) ، بفَتْحَتَيْن وتَشْديدِ النونِ، (وهَنَّا) ، كحَتَّى: (أَي تَنَحَّ، ويَجِيءُ فِي الياءِ إنْ شاءَ اللَّهُ تَعَالَى) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الهَنَّانَةُ: الَّتِي تبْكِي وتَئِنُّ؛ قالَ:
لَا تَنْكحي أَبداً} هَنَّانَهْ عُجَيِّزاً كأَنَّها شَيْطانَهْوقوْلُ الرَّاعِي:
أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُك تَلْمَحُأَجَلْ لاتَ هَنَّا إِنَّ قلبَك مِتْيَحُيقولُ: ليسَ الأمرُ حيثُ ذَهَبْتَ.
ويقُولونَ: يَا هَناهُ، أَي رجُلُ، وَلَا يُسْتَعْملُ إلاَّ فِي النِّداءِ؛ وسيَأْتي فِي المُعْتلِّ مُفَصَّلا.
{وهُنَيْنُ، كزُبَيْرٍ: ناحِيَةٌ من سَواحِلِ تلمسان.
} وهَنَه {يَهِنُه} هَناً: أَصابَ مِنْهُ! هَناً، كأنَّه أَصابَ شَيْئا من أَعْضائِه.
قالَ الهَرَويُّ: عَرَضْتُ ذلِكَ على الأَزْهرِيّ فأَنْكَرَه وقالَ: إنَّما هُوَ وَهَنَه وَهْناً إِذا أَضْعَفَه.

سُلْمَانَان

سُلْمَانَان:
بضم أوّله، وتكرير النون، علم مرتجل بلفظ التثنية: اسم موضع عند برقة، ذكرت في موضعها، قال جرير:
هل ينفعنّك، إن جرّبت، تجريب، ... أم هل شبابك بعد الشيب مطلوب؟
أم كلّمتك بسلمانين منزلة، ... يا منزل الحيّ جادتك الأهاضيب!
كلّفت من حلّ ملحوبا وكاظمة، ... هيهات كاظمة منّا وملحوب!
قد تيّم القلب حتى زاده خبلا ... من لا يكلّم إلّا وهو محجوب
ويروى سلمانين، بكسر النون الأولى وفتح الثانية، بلفظ جمع السلامة لسلمان، وهو الأكثر، فأما من روى بلفظ التثنية فقال هما واديان في جبل لغني يقال له سواج، ومن روى بلفظ جمع السلامة لسلمان فقال سلمانين واد يصبّ على الدهناء شمالي الحفر حفر الرّباب بناحية اليمامة بموضع يقال له الهرار، والهرار: قفّ، والقول فيه كالقول في نصيبين إلّا أنا لم نسمع فيه إلّا سلمانين بلفظ الجرّ والنصب.

الإنسان المثالى

الإنسان المثالى
أجمل الله الإنسانية المثالية وما ينتظرها من الجزاء المادى والروحى في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (البينة 7، 8). فالإنسان المثالى هو ذلك الذى يؤمن ويعمل صالحا، وقد فصل القرآن في مواضع كثيرة هذا العمل الصالح فمنه ما يرتبط بالله، ومنه ما يرتبط بالناس، ومنه ما يعود إلى الشخص نفسه.
أما ما يرتبط بالله فأن يؤدّى فرائضه في محبة وخشوع، ويصلى ذاكرا جلاله، وعظمته، وإذا أصغى إلى آيات الله سجد لما فيها من عظمة وحكمة قائلا: سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (الإسراء 108)، لا يغيب ذكر الله عنه، مفكرا في خلق السموات والأرض، رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (آل عمران 191 - 194). وفي ذكر الله ورقابته دائما إحياء للضمير الإنسانى، وإقامة هذا الضمير رقيبا على أعمال المرء، فلا يفعل منفردا ما يخجل من فعله مع الجماعة، وإذا حيى الضمير، وقويت شوكته، كان للإنسان منه رقيب على نفسه، فى كل ما يأتى من الأمور وما يدع، وتربية الضمير هو الهدف الرئيسى للتربية، والغرض الأول الذى يرمى إليه المربون.
أما صلته بالناس فصلة رفق وحب وعطف، يفى بالعهد إن عاهد، ويؤدى الأمانة إن اؤتمن، ويربأ بنفسه عن اللغو، فلا يضيع وقته سدى فيه، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (المؤمنون 1 - 8). وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (المعارج 24، 25). ويؤتون: الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ (البقرة 177). يأمرون بالصدقة والمعروف، ويصلحون بين الناس، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (النساء 114). وهو هنا لا يكتفى بأن يكون المرء صالحا في نفسه، بل لا بدّ أن يكون عضوا نافعا في جماعته، وقوة عاملة فيها، فهو يتصدق، ويأمر غيره بالصدقة، ويصلح بين الناس ويأمر غيره بالإصلاح بينهم، ولا يكتفى القرآن بأن يقف المرء موقف الواعظ المرشد فحسب، بل من الواجب أن يأخذ بحظه من الخير الذى يدعو إليه ولهذا وبخ القرآن أولئك الذين يدعون إلى الخير، وينسون أنفسهم فى قوله: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (البقرة 44).
والإنسان الكامل هو ذلك الذى يبذل جهده في خدمة جماعته، ويعمل على النهوض بها، فلا يعيش كلّا، ولا يقبل أن يرضى غروره، بأن يسمع ثناء على ما لم يفعل، أما هؤلاء الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (آل عمران 188).
ومن أكبر سماته أنه يدفع السيئة بالحسنى، فيؤلف القلوب النافرة، ويستل الخصومة من صدر أعدائه، وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (فصلت 34، 35). وأنت ترى القرآن يعترف بأن هذا الخلق لا يتصف به إلا من كان ذا قدم عظيمة في التفوق في مراتب الكمال، وذا حظ عظيم منه. ويتصل بهذه الصفة كظم الغيظ والعفو عن الناس، وهما مما مجد القرآن إذ قال: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران 133، 134). وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (الشورى 37).
وهو عادل، يقول الحق ولا يحيد عنه، ولا يصرفه عن قوله ذو قرابة أو عداوة، وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى (الأنعام 152). كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (المائدة 8).
قد طهر قلبه، فلا يحمل لأحد غلا ولا موجدة، ويسأل الله السلامة من شر ذلك قائلا: وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (الحشر 10). ولا يسعد إنسان في حياته، إذا كان يحمل في قلبه ضغنا على أحد، أو حسدا أو غلا، فإن ذلك يقلب الحياة شقاء، وينغص على المرء أيامه ولياليه فضلا عن ضياع الوقت، وما أجمل الحياة إذا طهر قلب المرء، وبعد عنه ما يئوده من هموم الحقد والحسد، حينئذ يعمل في طمأنينة، ويجاهد في سكينة.
وحسنت صلته بجاره ذى القربى والجار الجنب، ولذلك أثره في سعادة الحياة، والطمأنينة فيها، ويعامل الناس برفق، فلا يغره منصب يظفر به، ولا مال يحويه، ولا
يدفعه ذلك إلى تعاظم أو كبر، ولا يخرجه ما يظفر به إلى البطر والمرح، وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان 18، 19).
يرد التحية بأحسن منها، وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (النساء 86). ولا يدخل بيتا غير بيته حتى يستأذن، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (النور 27، 28). ويجلس مع الناس في رفق. فلا يجد غضاضة في أن يفسح لغيره من مجلسه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (المجادلة 11).
وإذا كانت السخرية بالغير، بأى لون من ألوان السخرية، مدعاة إلى تأصل العداء، وتقطع الصلات، كان الإنسان النبيل هو من يجتنب السخرية من الناس، وعيبهم، ولمزهم بألقاب يكرهونها، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الحجرات 11).
ومن أهم أخلاق الإنسان المثالى الصبر، وقد أثنى به الله كثيرا، وحث عليه كثيرا، وجعله خلة لا يظفر بها إلا الممتازون من الناس، ذوو الحظ الكبير من الرقى الخلقى، قال سبحانه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة 155 - 157). وقال: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ (الحج 34، 35). وقال: إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (الزمر 10). ومما يرتبط بالصبر شديد الارتباط مقابلة الأحداث ونوازل الحياة، بل ما تأتى به من سعادة وخير، فى هدوء وطمأنينة، فلا يستفزه فرح، ولا يثيره حزن ولا ألم، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (الحديد 23).
ويسير في إنفاقه سيرا مقتصدا لا تقتير فيه ولا تبذير، وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (الفرقان 67)، وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُوراً وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (الإسراء 26 - 29). وهو لذلك يأكل ويشرب، ويستمتع، فى غير إسراف ولا خيلاء، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف 31)، ويأخذ بحظه من الحياة الدنيا في غير تكالب عليها، ولا جعل الاستمتاع بها الهدف الأساسى في الحياة.
ويكره القرآن للمرء أن يتبجّح بالقول، فيدعى أنه سيفعل ويفعل، ثم تنجلى كثرة القول عن تقصير معيب في العمل، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (الصف 2، 3).
ويحسن أن أوجه النظر هنا إلى أن القرآن لا يبرئ الإنسان من فعل السوء، ولا ينزهه عن الإثم، ولكن الذى يأخذه عليه هو أن يتمادى في العصيان، ويصرّ على ما يفعل، فلا يندم، ولا يتوب، أما أبواب الجنة فمفتحة لأولئك وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (آل عمران 135، 136).
وهذه بعض آيات من القرآن يصف بها أولئك المثاليين، إذ يقول: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (الفرقان 63 - 67).

لجي

لجي
: (ي ( {الْتَجَى إِلَى غيرِ قَوْمِه) :) أَهْمَلَهُ الجَوْهرِي والصَّاغاني.
وقالَ غَيْرُه: أَي (ادَّعَى) وانْتَسَبَ؛ وتقدَّم فِي الهَمْزةِ: الْتَجَأَ إليهِ: اعْتَصَمَ بِهِ.
وذَكَرَ ابنُ سِيدَه هُنَا:} اللَّجَا هُوَ الضِّفْدَعُ، وَهِي {لَجاةٌ، والجَمْعُ} لَجَواتٌ، قالَ: وإنَّما جِئْنا بِهَذَا الجَمْع وَإِن كانَ جَمْع سَلامَة ليتَبَيَّن لكَ أَن أَلفَ {اللَّجاةِ مُنْقَلِبَةٌ عَن واوٍ، وإلاَّ فجمْع السَّلامَة فِي هَذَا مطَّرد.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.