Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مع_السلامة

أَفَقَ 

(أَفَقَ) الْهَمْزَةُ وَالْفَاءُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى تَبَاعُدِ مَا بَيْنَ أَطْرَافِ الشَّيْءِ وَاتِّسَاعِهِ، وَعَلَى بُلُوغِ النِّهَايَةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْآفَاقُ: النَّوَاحِي وَالْأَطْرَافُ، وَآفَاقُ الْبَيْتِ مِنْ بُيُوتِ الْأَعْرَابِ: نَوَاحِيهِ دُونَ سَمْكِهِ. وَأَنْشَدَ يَصِفُ الْخِلَالَ:

وَأَقْصَمَ سَيَّارٍ مَعَ النَّاسِ لَمْ يَدَعْ ... تَرَاوُحُ آفَاقِ السَّمَاءِ لَهُ صَدَرَا

وَلِذَلِكَ يُقَالُ: أَفَقَ الرَّجُلُ: إِذَا ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ. وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الدِّينَوَرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لِلسَّمَاءِ آفَاقٌ وَلِلْأَرْضِ آفَاقٌ، فَأَمَّا آفَاقُ السَّمَاءِ فَمَا انْتَهَى إِلَيْهِ الْبَصَرُ مِنْهَا مَعَ وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ نَوَاحِيهَا، وَهُوَ الْحَدُّ بَيْنَ مَا بَطَنَ مِنَ الْفَلَكِ وَبَيْنَ مَا ظَهَرَ مِنَ الْأَرْضِ، قَالَ الرَّاجِزُ:

قَبْلَ دُنُوِّ الْأُفْقِ مِنْ جَوْزَائِهِ

يُرِيدُ: قَبْلَ طُلُوعِ الْجَوْزَاءِ; لِأَنَّ الطُّلُوعَ وَالْغُرُوبَ هُمَا عَلَى الْأُفُقِ. وَقَالَ يَصِفُ الشَّمْسَ:

فَهِيَ عَلَى الْأُفْقِ كَعْينِ الْأَحْوَلِ

وَقَالَ آخَرُ:

حَتَّى إِذَا مَنْظَرُ الْغَرْبِيِّ حَارَ دَمًا ... مِنْ حُمْرَةِ الشَّمْسِ لَمَّا اغْتَالَهَا الْأُفُقُ

وَاغْتِيَالُهُ إِيَّاهَا تَغْيِيبُهُ لَهَا. قَالَ: وَأَمَّا آفَاقُ الْأَرْضِ فَأَطْرَافُهَا مِنْ حَيْثُ أَحَاطَتْ بِكَ. قَالَ الرَّاجِزُ:

تَكْفِيكَ مِنْ بَعْضِ ازْدِيارِ الْآفَاقْ ... سَمْرَاءُ مِمَّا دَرَسَ ابْنُ مِخْرَاقْ

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ أُفُقِيٌّ وَأَفَقِيٌّ، وَكَذَلِكَ الْكَوْكَبُ إِذَا كَانَ قَرِيبًا مَجْرَاهُ مِنَ الْأُفُقِ لَا يُكَبِّدُ السَّمَاءَ، فَهُوَ أُفُقِيٌّ وَأَفَقِيٌّ. إِلَى هَاهُنَا كَلَامُ أَبِي حَنِيفَةَ. وَيُقَالُ: الرَّجُلُ الْآفِقُ الَّذِي بَلَغَ النِّهَايَةَ فِي الْكَرَمِ. وَامْرَأَةٌ آفِقَةٌ. قَالَ الْأَعْشَى:

آفِقًا يُجْبَى إِلَيْهِ خَرْجُهُ ... كُلُّ مَا بَيْنَ عُمَانٍ فَمَلَحْ

أَبُو عَمْرٍو: الْآفِقُ: مِثْلُ الْفَائِقِ، يُقَالُ: أَفَقَ يَأْفِقُ أَفْقًا: إِذَا غَلَبَ، وَالْأُفُقُ الْغَلَبَةُ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ أُفُقٌ عَلَى فُعُلٍ، أَيْ: رَائِعَةٌ. فَأَمَّا قَوْلُ الْأَعْشَى:

وَلَا الْمَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لَقِيتُهُ ... [بِغِبْطَتِهِ] يُعْطِي الْقُطُوطَ وَيَأْفِقُ

فَقَالَ الْخَلِيلُ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَأْخُذُ مِنَ الْآفَاقِ. قَالَ: وَاحِدُ الْآفَاقِ أُفُقٌ، وَهِيَ النَّاحِيَةُ مِنْ نَوَاحِي الْأَرْضِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ أَفَقِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْآفَاقِ، جَاءَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَدْ قِيلَ أُفُقِيٌّ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَفَقُ الطَّرِيقِ مِنْهَاجُهُ، يُقَالُ: قَعَدْتُ عَلَى أَفَقِ الطَّرِيقِ وَنَهْجِهِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَفَقَةُ الْخَاصِرَةُ، وَالْجَمَاعَةُ الْأَفَقُ. قَالَ:

يَشْقَى بِهِ صَفْحُ الْفَرِيصِ والْأَفَقْ

وَيُقَالُ: شَرِبْتُ حَتَّى مَلَأْتُ أَفَقَتَيَّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: دَلْوٌ أَفِيقٌ: إِذَا كَانَتْ فَاضِلَةً عَلَى الدِّلَاءِ. قَالَ:

لَيْسَتْ بِدَلْوٍ بَلْ هِيَ الْأَفِيقُفَإِنْ يَكُ فِي جَيْشِ الْغَبِيطِ مَلَامَةٌ ... فَجَيْشُ الْعَُظَالَى كَانَ أَخْزَى وَأَلْوَمَا

وَفَرَّ أَبُو الصَّهْبَاءِ إِذْ حَمِسَ الْوَغَى ... وَأَلْقَى بِأَبْدَانِ السِّلَاحِ وَسَلَّمَا

فَلَوْ أَنَّهَا عُصْفُورَةٌ لَحَسَبْتَهَا ... مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْدًا وَأَزْنَمَا

وَهَذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ الْإِيَادِ، الَّذِي يَقُولُ فِيهِ جَرِيرٌ:

وَمَا شَهِدَتْ يَوْمَ الْإِيَادِ مُجَاشِعٌ ... وَذَا نَجَبٍ يَوْمَ الْأَسِنَّةُ تَرْعَُفُ

سَلامٌ

سَلامٌ:
مدينة السلام بغداد، ودار السلام: الجنة، ويجوز أن تكون سميت بذلك على التشبيه أو التفاؤل لأن الجنّة دار السلامة الدائمة، والسلام في اللغة على أربعة معان: مصدر سلّمت سلاما، والسلام: جمع سلامة، والسلام: من أسماء الباري جلّ وعلا، والسلام: اسم شجر، قال ابن الأنباري: سميت بغداد مدينة السلام لقربها من دجلة، وكانت دجلة
تسمى نهر السلام، وقد ذكر ما قيل في ذلك في ترجمة بغداد، ونسب إليها سلاميّ. وقصر السلام:
من أبنية الرشيد بالرقّة. وسلام أيضا: موضع قرب سميساط من بلاد الروم، وفي أخبار هذيل:
فخرج حذيفة بن أنس الهذلي بالقوم فطالع أهل الدار من قلّة السلام. والسلام: جبل بالحجاز في ديار كنانة. وذو سلام، وقيل بضم السين: من المواضع النجدية.

أَشِيرُ

أَشِيرُ:
بكسر ثانيه، وياء ساكنة، وراء: مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر، كان أول من عمّرها زيري بن مناد الصنهاجي، وكان سيّد هذه القبيلة في أيامه، وهو جدّ المعزّ بن باديس وملوك إفريقية بعد خروج الملقّب بالمعزّ منها، وكان زيري هذا في بدء أمره يسكن الجبال، ولما نشأ ظهرت منه شجاعة أوجبت له أن اجتمع إليه طائفة من عشيرته فأغار بهم على من حوله من زناتة والبربر، ورزق الظفر بهم مرّة بعد مرّة فعظم جمعه وطالبته نفسه بالإمارة، وضاق عليه وعلى أصحابه مكانهم فخرج يرتاد له موضعا ينزله فرأى أشير، وهو موضع خال وليس به أحد مع كثرة عيونه وسعة فضائه وحسن منظره، فجاء بالبنّائين من المدن التي حوله، وهي: المسيلة وطبنة وغيرهما، وشرع في إنشاء مدينة أشير، وذلك في سنة 324 فتمّت إلى أحسن حال، وعمل على جبلها حصنا مانعا ليس إلى المتحصّن به طريق إلّا من جهة واحدة تحميه عشرة رجال، وحمى زيري أهل تلك الناحية وزرّع الناس فيها، وقصدها أهل تلك النواحي طلبا للأمن والسلامة فصارت مدينة مشهورة، وتملكها بعده بنو حمّاد وهم بنو عمّ باديس، واستولوا على جميع ما يجاورها من النواحي، وصاروا ملوكا لا يعطون أحدا طاعة، وقاوموا بني عمّهم ملوك إفريقية آل باديس، ومن أشير هذه الشيخ الفاضل أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري إمام أهل الحديث والفقه والأدب بحلب خاصّة وبالشام عامّة، استدعاه الوزير عون الدين أبو المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة وزير المقتفي والمستنجد، وطلبه من الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي فسيّره إليه، وقرأ كتاب ابن هبيرة الذي صنّفه وسمّاه الإيضاح في شرح معاني الصحاح، بحضوره، وجرت له مع الوزير منافرة في شيء اختلف فيه، أغضب كلّ واحد منهما صاحبه، وردف ذلك اعتذار من الوزير وبرّه برّا وافرا، ثم سار من بغداد إلى مكة ثم عاد إلى الشام، فمات في بقاع بعلبكّ في سنة 561.

السَّلْمُ

السَّلْمُ: الدَّلْوُ بعُرْوَةٍ واحدَةٍ، كدَلْوِ السَّقَّائينَ
ج: أسْلُمٌ وسِلامٌ، ولَدْغُ الحَيَّةِ، وبالكسر: المُسالِمُ، والصُّلْحُ، ويُفْتَحُ، ويُؤَنَّثُ، والسَّلامُ، والإِسْلامُ. وبالتحريكِ: السَّلَفُ، والاسْتِسْلامُ، وشجرٌ، الواحِدَةُ: بهاءٍ.
وأرضٌ مَسْلوماءُ: كثيرَتُهُ، والاسْمُ من التَّسْلِيمِ، والأَسْرُ، والأَسيرُ.
والسَّلِمَةُ، كفرِحَةٍ: الحِجارَةُ
ج: ككِتابٍ، والمرأةُ الناعمَةُ الأَطْرافِ، وابنُ قَيْسٍ الجَرْمِيُّ وابنُ حَنْظَلَةَ السُّحَيْمِيُّ: صَحابِيَّانِ،
وبنو سَلِمَةَ: بَطْنٌ من الأَنْصارِ، وابنُ كهْلاء: في بَجيلَةَ، وابنُ الحَارِثِ في كِنْدَةَ، وابنُ عَمْرِو بنِ ذُهْلٍ، وابنُ غَطَفانَ بنِ قَيْسٍ، وعُمَيْرَةُ بنُ خُفافِ بن سَلِمَةَ، وعبدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ البَدْرِيُّ الأُحُدِيُّ، وعَمْرُو بنُ سَلِمَةَ الهَمْدانِيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ المُرادِيُّ،
وأخْطَأَ الجَوْهَرِيُّ في قولِهِ: وليس سَلِمَةُ في العربِ غيرَ بَطْنِ الأَنْصَارِ.
وسَلَمَةُ، محرَّكةً: أربعونَ صَحابياً، وثلاثونَ محدِّثاً، أو زُهاؤُهُما.
وسَلَمَةُ الخَيْرِ، وسَلَمَةُ الشَّرِّ: رجُلانِ م.
وأُمُّ سَلَمَةَ: بنْتُ أُمَيَّةَ، وبنْتُ يَزيد، وبنْتُ أبي حَكيمٍ،
أو هي أُمُّ سُلَيْمٍ أو أُمُّ سُلَيْمانَ: صَحابيَّاتٌ.
والسَّلامُ: من أسماء الله تعالى.
والسَّلامَةُ: البَرَاءةُ من العُيوبِ، واللَّدِيغُ،
كالسَّليمِ والمَسْلُومِ،
وع قُرْبَ سُمَيْساطَ، واسمُ مكةَ، وجبلٌ بالحجازِ.
وقصْرُ السَّلامِ: للرشيدِ بالرَّقَّةِ، وشجرٌ ويكسرُ. قيلَ لأَعرابِيٍّ: السَّلامُ عليكَ. قال: الجَثْجاثُ عليكَ. قيل: ما هذا جوابٌ؟ قال: هُما شَجَرانِ مُرَّانِ، وأنتَ جَعَلْتَ علَيَّ واحِداً، فَجَعَلْتُ عليكَ الآخَرَ. وككتابٍ: ماءٌ.
وكغرابٍ: ع. وكزبيرٍ: ابنُ مَنْصُورٍ، أبو قَبيلَةٍ من قَيْسِ عَيْلانَ، وأبو قَبيلَةٍ من قَيْسِ عَيْلانَ، وأبو قَبيلَة من جُذامَ، وخمسةَ عَشَرَ صَحابياً.
وأُمُّ سُلَيْمٍ بنتُ مِلْحانَ، وبنْتُ سُحَيْمٍ: صَحابيَّتانِ.
وذاتُ السُّلَيْمِ: ع.
ودَرْبُ سُلَيْمٍ: بِبِغْدَادَ. وكجُهَيْنَةَ: اسْمٌ. وأبو سُلْمى، كبُشْرَى: والِدُ زُهَيْرٍ الشاعِرِ. وكسَكْرَى: كُنْيَةُ الوَزَغِ.
وسَلْمَانُ: جبلٌ، وبطنٌ من مُرادٍ، منهم عُبَيْدَةُ السَّلْمانِيُّ وغيرُهُ.
وابنُ سَلاَمَةَ، وابنُ ثُمامَةَ، وابنُ خالِدٍ، وابنُ صَخْرٍ، وابنُ عامِرٍ،
وابنُ الإِسْلامِ الفارِسِيُّ: صَحابيُّونَ.
وأبو سَلْمَانَ: الجُعَلُ.
والسُّلَّمُ، كسُكَّرٍ: المِرْقاةُ، وقد تُذَكَّرُ
ج: سَلاليمُ وسَلاَلِمُ، والغَرْزُ، وَفَرَسُ زَبَّانَ بنِ سَيَّارٍ، وكواكِبُ أسْفَلَ من العانَةِ عن يَمِينِها، والسَّبَبُ إلى الشيء.
وسَلَمَ الجِلْدَ يَسْلِمُهُ: دَبَغَهُ بالسَّلَمِ،
وـ الدَّلْوَ: فَرَغَ من عَمَلِها، وأحْكَمَهَا.
وسَلِمَ من الآفَةِ، بالكسر، سلامةً،
وسَلَّمَهُ اللُّه تعالى منها تَسْلِيماً.
وسَلَّمْتُهُ إليه تَسْلِيماً فَتَسَلَّمَهُ: أعْطَيْتُهُ فَتناوَلَهُ.
والتَّسْلِيمُ: الرِّضا، والسَّلامُ.
وأسْلَمَ: انْقادَ، وصارَ مُسْلِماً،
كتَسَلَّمَ،
وـ العَدُوَّ: خَذَلَهُ،
وـ أمْرَهُ إلى الله تعالى: سَلَّمَه.
وتَسالَمَا: تَصَالَحَا.
وسالَمَا: صالَحا.
واسْتَلَمَ الحَجَرَ: لَمَسَه إما بالقُبْلَةِ أو باليَدِ،
كاسْتَلأَمَهُ،
وـ الزَّرْعُ: خَرَجَ سُنْبُلُه.
وهو لا يُسْتَلَمُ على سَخَطِه: لا يُصْطَلَحُ على ما يَكْرَهُهُ.
والأْسَيْلِمُ: عِرْقٌ بين الخِنْصِرِ والبِنْصِرِ.
واسْتَسْلَمَ: انْقاد،
وـ ثَكَمَ الطريقِ: رَكِبَهُ ولم يُخْطِئْهُ.
وكان يُسَمَّى محمداً، ثم تَمَسْلَمَ، أي: تَسَمَّى بِمُسْلِمٍ.
وأُسالِمُ، بالضم: جَبَلٌ بالسَّراةِ.
ومدينةُ سالِمٍ: بالأَنْدَلُسِ.
والسَّلامِيَّةُ: ماءةٌ لبني حَزْنٍ بجَنْبِ الثَّلْماءِ، وماءةٌ أُخْرى.
وكَشَدَّادٍ: ة بالصَّعيدِ.
وخَيْفُ سَلاَّمٍ: بمكة.
وسَلَمْيَةُ، مُسَكَّنَةَ الميمِ مُخَفَّفَةَ الياء: د، منه عَتيقٌ السَّلَمانِيُّ، محرَّكةً.
وذو سَلَمٍ، مُحَرَّكَةً: ع.
وذو سَلَمِ: بنُ شَديدِ بنِ ثابِتٍ.
وسَلْمَى، كسَكْرَى: ع بنَجْدٍ، وأُطُمٌ بالطائِفِ، وجبَلٌ لِطَيِّئٍ شَرْقِيَّ المدينةِ، وحَيٌّ، ونَبْتٌ وصحابيانِ، وسِتَّ عَشْرَةَ صَحَابِيَّةً.
وأُمُّ سَلْمَى: امرأةُ أبي رافِعٍ.
وكحُبْلَى: سُلْمَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلْمَى، وابنُ غِياثٍ، وابنُ مُنْقِذٍ،
وأبو سُلْمَى القَتَبانِيُّ، أو هو كَسَكْرَى.
والسُّلامانُ: شجرٌ، وماءٌ لبني شَيْبَانَ،
واسمٌ وكسحابٍ: عبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ الحِبْرُ، وأخوهُ سَلَمَةُ بنُ سَلامٍ،
وابنُ أخيهِ سلامٌ،
سَلامُ بنُ عَمرٍو: صحابِيُّونَ،
وأبو علِيٍّ الجُبَّائِيُّ المُعْتَزِلِيُّ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ،
ومحمدُ بنُ موسى بنِ سَلامٍ السَّلامِيُّ نِسْبَةٌ إلى جَدِّهِ،
وبالتشديدِ: ابنُ سَلْمٍ،
وابن سُلَيْمٍ،
وابنُ سُلَيْمَانَ،
وابنُ أبي سَلاَّمٍ، وابنُ شُرَحْبيلٍ، وابنُ أبي عَمْرَةَ، وابنُ مِسْكِينٍ، وابنُ أبي مُطيعٍ: محدِّثونَ.
واخْتُلِفَ في سَلاَّمِ بنِ أبي الحُقَيْقِ،
وسَلاَّمِ بنِ محمدِ بنِ ناهِضٍ،
وسعدِ بنِ جعفَرِ بنِ سَلاَّمٍ،
ومحمدِ بنِ سَلاَّمٍ البيْكَنْدِيِّ،
وبالتخفيفِ: دارُ السَّلامِ: الجنةُ.
ونَهْرُ السلامِ: دَجْلَةُ.
ومدينَةُ السلامِ: بَغْدَادُ،
وإليها نُسِبَ الحافِظُ محمدُ بنُ ناصِرٍ، وعبدُ اللهِ ابنُ موسَى المُحَدِّثَانِ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعرُ السَّلامِيُّونَ.
وسلامَةُ بنُ عُمَيْرِ بنِ أبي سَلامَةَ: صَحابِيُّ
وسَيَّارُ بنُ سَلامَةَ: مُحدِّثٌ. وبِنْتُ الحُرِّ الأَزْدِيَّةُ، وبِنْتُ مَعْقِلٍ الخُزَاعِيَّةُ،
وسَلامَةُ حاضِنَةُ إبراهيمَ بنِ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم: صحابِيَّاتٌ، وبالتشديدِ: بنتُ عامِرٍ مَوْلاةٌ لعائِشَةَ،
وسَلاَّمَةُ المُغَنِّيَةُ التي هَوِيها عبدُ الرحمن بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ،
وهي سَلاَّمَةُ القَسِّ.
والسَّلاَّمِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: ة بالمَوْصِلِ، منها عبدُ الرحمنِ بنُ عِصْمَةَ المُحدِّثُ، وآخرونَ.
والسُّلامَى، كحُبارَى: عَظْمٌ في فِرْسِنِ البعيرِ، وعِظامٌ صِغارٌ طولُ إصْبَعٍ أو أقَلُّ في اليَدِ والرِجْلِ
ج: سُلامَياتٌ. وكَسكارَى: ريحُ الجَنوبِ.
والسَّليمُ: اللَّديغُ، أو الجَريحُ الذي أشْفَى على الهَلَكَةِ،
وـ من الحافِرِ: بَينَ الأَمْعَزِ والصَّحْنِ من باطِنِه،
والسالِمُ من الآفاتِ
ج: سُلَماءُ.
وهو لا يَتَسالَمُ خَيْلاهُ، أي: لا يَقُولُ صِدْقاً فَيُسْمَعَ منه.
وإذا تَسالَمَتِ الخَيْلُ: تَسايَرَتْ لا يَهيجُ بعضُها بعضاً.
وقولُ الجَوْهَرِيِّ: يُقالُ للجِلْدَةِ بينَ العَينِ والأَنْفِ: سالِمٌ، غَلَطٌ، واسْتِشْهَادُهُ بِبَيْتِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ باطِلٌ.
وذاتُ أسْلامٍ: أرْضٌ تُنْبِتُ السَّلَمَ. وسَلْمُ بنُ زُرَيْرٍ، وابنُ جُنادَةَ، وابنُ إبراهيمَ، وابنُ جَعْفَرٍ، وابنُ أبي الذُّبالِ، وابنُ عبدِ الرحمنِ، وابنُ عَطِيَّةَ، وابنُ قُتَيْبَةَ، وابنُ قَيْسٍ: مُحدِّثونَ.
وبابُ سَلْمٍ: مَحَلَّةٌ بأَصْبَهانَ،
وبِشِيرازَ يُشْبِهُ أن يكونَ من إحْدَاهُما أبو خَلَفٍ محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ السَّلْمِيُّ الطَّبَرِيُّ، مُؤَلِّفُ كتابِ الكتابَةِ، وهو بَديعٌ في فَنِّهِ.
وسُلَّمِيُّ بنُ جَنْدَلٍ، كسُكَّرِيٍّ: فَرْدٌ.
وسُلْمانينُ، بالضمِّ وكسر النونِ: ع.
وذو السَّلومَةِ: من ألْهانِ بنِ مالِكٍ،
وسَلُّومَةُ، مُشَدَّدَةً وتُضَمُّ: بنْتُ حُرَيْثِ بنِ زَيْدٍ، امْرَأةُ عَدِيِّ بنِ الرِقاعِ.
ولا بذي تَسْلَمُ، كتَسْمَعُ، أي:
لا واللهِ الذي يُسَلِّمُكَ،
ويقالُ: بِذي تَسْلَمانِ وتَسْلَمونَ وتَسْلَمِينَ وتَسْلَمْنَ،
واذْهَبْ بذي تَسْلَمُ،
واذْهَبَا بذي تَسْلَمانِ،
أي: اذْهَبْ بِسَلامَتِكَ،
لا تُضَافُ ذو إلاَّ إلى تَسْلَمُ، كما لا تَنْصِبُ لَدُنْ غير غُدْوَةٍ.
وأَسْلَمْتُ عنه: تَرَكْتُه بعدَما كُنْتُ فيه.
وقولُ الحُطَيْئَة:
جَدْلاء مُحْكَمَةٌ من صُنْعِ سَلاَّمِ
أرادَ من صُنْعِ داوُدَ، فَجَعَلَهُ سُلَيْمَانَ، ثم غَيَّرَهُ ضَرورَةً.
وسُلَيْمانُ ابْنُ أبي سُلَيْمانَ، وابنُ ط أبي ط صُرَدٍ، وابنُ عَمْرٍو، وابنُ مُسْهِرٍ، وابن هاشمٍ وابن أكَيمَةَ صحابيونَ وأم سليمان صَحابِيَّتانِ.
ومُسْلِمٌ، كمُحْسِنٍ: زُهاءُ عشرينَ صَحابياً، وكَمَرْحَلَةٍ: مَسْلَمَةُ بنُ مخلدٍ، وابنُ أسْلَمَ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ هانِئٍ، وابنُ شَيْبَانَ: صحابِيُّونَ. وكمُحْسِنٍ ومُعَظَّمٍ وجبَلٍ وعَدْلٍ ومُحْسِنَةٍ ومَرْحَلَةٍ وأحمدَ وآنُكٍ وجُهَيْنَةَ: أسْماءٌ.
والسُّلالِمُ، بالضم: حِصْنٌ بخَيْبَرَ.
وسَلَمونُ، مُحَرَّكةً: خمسةُ مَواضِعَ.

قَصَّ

قَصَّ أثَرَه قَصّاً وقَصيصاً: تَتَبَّعَه،
وـ الخَبَرَ: أعْلَمَهُ.
{فارْتَدَّا على آثارِهِما قَصَصًا} ، أي: رَجَعا من الطَّرِيقِ الذي سَلَكاهُ يَقُصَّانِ الأَثَرَ.
و {نحنُ نَقُصُّ عليك أحْسَنَ القَصَصِ} : نُبَيِّنُ لك أحْسَنَ البَيانِ.
والقاصُّ: مَنْ يَأتِي بالقِصَّةِ.
والقَصَّةُ: الجَصَّةُ، ويُكْسَرُ.
وفي الحَدِيثِ: "حَتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيضاءَ"، أي: تَرَيْنَ الخِرْقَةَ بَيْضَاءَ كالقَصَّةِ
ج: قِصاصٌ، بالكسر.
وذُو القَصَّةِ: ع بينَ زُبالةَ والشُّقوقِ، وماءٌ في أجَأ لِبَنِي طَريفٍ.
وقَصَّ الشَّعَرَ والظُّفُرَ: قَطَعَ منهما
بالمِقَصِّ، أي: المِقْراضِ، وهُما مِقَصَّانِ.
وقُصاصُ الشَّعَرِ: حيثُ تَنْتَهِي نِبْتَتُه من مُقَدَّمِه أو مُؤَخَّرِهِ،
وـ من الوَرِكَيْنِ: مُلْتَقاهُما. وكَسحابٍ: شَجَرٌ يَجْرُسُه النَّحْلُ، ومنه: عَسَلُ قَصاصٍ. وكغُرابٍ: جَبَلٌ، وبهاءٍ: ع.
والقَصُّ والقَصَصُ: الصَّدْرُ، أو رَأسُهُ، أو وَسَطُه، أو عَظْمُه
ج: قِصاصٌ، بالكسر،
وـ من الشَّاةِ: ما قُصَّ من صُوفِها.
وقَصَّتِ الشاةُ أو الفرسُ: اسْتَبانَ حَمْلُها، أوْ ذَهَبَ وِداقُها، وحَمَلَتْ،
كأَقَصَّتْ فيهما، وهي مُقِصٌّ، من مقَاصَّ.
والقَصْقَصُ والقَصيصُ: مَنْبِتُ الشَّعَرِ من الصَّدْرِ، والصَّوْتُ.
وقَصيصٌ: ماءٌ بأجَأَ.
والقَصيصةُ: البعيرُ يَقُصُّ أثَرَ الرِّكابِ، والقِصَّةُ، والزَّامِلَةُ الصغيرَةُ، والطائفَةُ المُجْتَمِعَةُ في مكان.
ورَجُلٌ قُصْقُصٌ وقُصْقُصةٌ وقُصاقِصٌ، بِضَمّهِنَّ،
وقَصْقاصٌ: غَليظٌ، أو قَصيرٌ وأسَدٌ قُصاقِصٌ وقُصْقُصةٌ وقَصْقاصٌ: كُلُّ ذلك نَعْتٌ، وجَمْعُ القُصاقِصِ المُكَسَّرُ: قَصاقِصُ، بالفتح، وجَمْعُ السَّلامةِ: قُصاقِصاتٌ، بالضم.
وحَيَّةٌ قُصاقِصٌ: خَبيثةٌ.
وجَمَلٌ قُصاقِصٌ: قَوِيٌّ.
وقُصاقِصةُ: ع.
والقِصَّةُ، بالكسر: الأَمْرُ، والتي تُكْتَبُ
ج: كعِنَبٍ، وبالضم: شَعَرُ النَّاصيَةِ
ج: كصُرَدٍ ورِجالٍ. وشُجاعُ بنُ مُفَرِّجِ بنِ قُصَّةَ: مُحَدِّثٌ.
والقِصاصُ، بالكسر: القَوَدُ،
كالقِصاصاءِ والقُصاصاءِ، وبالضم: مَجْرَى الجَلَمَيْنِ من الرَّأسِ في وسَطِه، أو حَدُّ القَفا، أو نِهايَةُ مَنْبِتِ الشَّعَرِ.
وأقَصَّ البَعيرُ هُزالاً: لا يَسْتطيعُ أنْ يَنْبَعِثَ،
وـ الأَميرُ فُلاناً من فُلانٍ: اقْتَصَّ له منه فَجَرَحَه مِثلَ جَرْحِهِ، أو قَتَلَهُ قَوَداً،
وـ الأرضُ: أنْبَتَتِ القَصيصَ،
وـ الرجُلُ من نفسِه: مَكَّنَ من الاقْتِصاصِ منه.
وأقَصَّهُ الموتُ وقَصَّهُ: دَنَا منه.
وضَرَبَهُ حتى أقَصَّه من الموتِ، وقَصَّه على المَوْتِ: أدْناهُ منه.
وتَقْصيصُ الدَّارِ: تَجْصيصُها.
واقْتَصَّ أثَرَهُ: قَصَّه،
كتَقَصَّصَهُ،
وـ فلاناً: سأله أن يُقِصَّه،
كاسْتَقَصَّه،
وـ منه: أخَذَ القِصاصَ،
وـ الحديثَ: رواهُ على وَجْهِه.
وتَقاصَّ القومُ: قاصَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحِبَه في حِسابٍ وغيرِه.
وقَصْقَصَ بالجِرْوِ: دَعاهُ.
وتَقَصَّصَ كلامَه: حَفِظَه.

الفوز

الفوز: الظفر بالخير مع حصول السلامة ومنه سميت المفازة تفاؤلا بالسلامة. والفوز: الفوق يستعمل في المكان والزمان، والجسم والعدد والمنزلة والكل في القرآن.

السَّلَام

السَّلَام: من أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لسلامته تَعَالَى عَن النقائص وَبِمَعْنى السَّلامَة عَن الْآفَات فِي الدَّاريْنِ وَبَعض أَحْكَامه فِي التَّكَلُّم فَانْظُر فِيهِ. 
(السَّلَام) اسْم من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَالتَّسْلِيم والتحية عِنْد الْمُسلمين والسلامة والبراءة من الْعُيُوب والأمان وَالصُّلْح والنشيد الوطني الرسمي (محدثة) وَضرب من الشّجر وَدَار السَّلَام الْجنَّة وَمِنْه فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَهُم دَار السَّلَام} وبغداد

خَلْصَت

خَلْصَت
الصورة التركية للاسم خلصة من (خ ل ص) المرة من الخلاص: صفاء الشيء والسلامة من الشيء والنجاة. يستخدم للإناث.
خَلْصَت
الصورة التركية للكلمة العربية خلصة: المرة من خلص: الصفاء والسلامة والنجاة، واعتزال القوم. يستخدم للإناث.

هَنَنَ

(هَنَنَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي الأحْوص الجُشَميِّ «فتَجْدَع هَذِهِ وَتَقُولُ: صَرْبَى، وتَهُنُّ هَذِهِ وَتَقُولُ: بَحيرة» الْهَنُ والْهَنُّ، بالتَّخفيف وَالتَّشْدِيدِ: كِنَايَةٌ عَنِ الشَّيْءِ لَا تَذْكُره باسْمِه، تَقول:
أتانِي هَنٌ وهَنَةٌ، مُخَفَّفًا وَمُشَدَّدًا، وهَنَنْتُهُ أَهُنُّهُ هَنّاً، إِذَا أصَبْتَ مِنْهُ هَناً. يُرِيدُ أَنَّكَ تشُقُّ أُذُنَها أَوْ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ أعضائِها.
قَالَ الْهَرَوِيُّ: عَرَضْتً ذَلِكَ عَلَى الْأَزْهَرِيِّ فأنْكَره. وَقَالَ: إِنَّمَا هُو «وتَهِنُ هَذِهِ» : أَيْ تُضْعِفُه. يُقَالُ: وَهَنْتُهُ أَهِنُهُ وَهْناً فَهُوَ مَوْهُونٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَنِي» يَعْنِي الفَرْجَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَن تَعزَّى بعَزَاء الجاهِليَّة فأعِضُّوه بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا» أَيْ قُولوا لَهُ: عَضَّ أيْرَ أبيكَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «هَنٌ مِثْلُ الخَشَبَة غَيرَ أَنِّي لا أكْني» يَعْني أنه أفْصَحَ باسْمِه؛ فيكُون قَدْ قَالَ: أَيْرٌ مثْلُ الخَشَبَة، فلمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْكِيَ كَنَى عَنْهُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وذَكَر لَيْلَة الجِنِّ فَقَالَ «ثُمَّ إِنَّ هَنِيناً أتَوْا عَلَيْهِمْ ثِيابٌ بِيضٌ طِوالٌ» هَكَذَا جَاءَ فِي «مُسْنَد أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ» فِي غَيْر مَوْضِع مِنْ حديثِه مضْبُوطا مُقيَّدا، وَلَمْ أجِدْه مشْروحاً فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُب الغرِيب، إِلَّا أنَّ أَبَا مُوسَى ذَكَر فِي غَرِيبه عَقيبَ أَحَادِيثِ الهَنِ والهَنَاة :
[س] وَفِي حَدِيثِ الجِنّ «فَإِذَا هُوَ بهَنِينٍ كأنَّهم الزُّطُّ» ثُمَّ قَالَ: جَمْعُهُ جَمْعَ السَّلامة، مِثْل كُرَةٍ وكُرِين، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ الْكِنَايَةَ عَنْ أشخاصِهِم.

قصر العَبّاس

قصر العَبّاس:
بن عمرو الغنوي: كان أميرا مشهورا في أيام المقتدر بالله يتولّى أعمال ديار مضر في وزارة ابن الفرات، وأنفذ العباس بن عمرو في أيام المعتضد في سنة 278 إلى البحرين لقتال أبي سعيد الجنّابي فالتقيا فظفر الجنّابيّ وقتل جميع من كان مع العباس وأسر العباس ثم أطلقه ثم ولي عدة ولايات، ومات في سنة 305 وهو يتقلد أمور الحرب بديار مضر، فرتب مكانه وصيف البكتمري فلم يقدر على ضبط العمل فعزل وولي مكانه جنّي الصفواني، وقرأت في كتاب ألفه عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الوزير: حدثني أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين أمير البطيحة قال: كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلّد ما بين سنجار ونصيبين ثم نزلنا فاستدعاني بعد النزول وقد نزل بقصر هناك مطلّ على بساتين ومياه كثيرة يعرف بقصر العباس بن عمرو الغنوي، فدخلت عليه وهو قائم في القصر يتأمل كتابة على الحائط، فلما وقع بصره عليّ قال: اقرأ ما ههنا، فتأملت فإذا على الحائط مكتوب:
يا قصر عباس بن عم ... رو كيف فارقك ابن عمرك؟
قد كنت تغتال الدّهور ... فكيف غالك ريب دهرك؟
واها لعزك بل لجودك ... بل لمجدك بل لفخرك!
وتحته مكتوب: وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة 331 وهو سيف الدولة، وتحته ثلاثة أبيات:
يا قصر ضعضعك الزّما ... ن وحطّ من علياء فخرك
ومحا محاسن أسطر ... شرفت بهنّ متون جدرك
واها لكاتبها الكري ... م وقدرها الموفي بقدرك!
وتحته: وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 362، قلت أنا: وهو أبو تغلب
ناصر الدولة ابن أخي سيف الدولة، وتحته مكتوب:
يا قصر ما فعل الألى ... ضربت قبابهم بقعرك؟
أخنى الزمان عليهم ... وطواهم تطويل نشرك
واها لقاصر عمر من ... يحتال فيك وطول عمرك
وتحته مكتوب: وكتب المقلد بن المسيب بن رافع بخطه سنة 388، قلت: هذا والد قرواش بن المقلد أحد أمراء بني عقيل العظماء، وتحت ذلك مكتوب:
يا قصر أين ثوى الكرا ... م الساكنون قديم عصرك؟
عاصرتهم فبددتهم، ... وشأوتهم طرّا بصبرك
ولقد أطال تفجّعي، ... يا ابن المسيّب، رقم سطرك
وعلمت أني لاحق ... بك مدئب في قفي إثرك
وتحته مكتوب: وكتب قرواش بن المقلد سنة 401، قال أبو الهيجاء: فعجبت من ذلك وقلت له متى كتب الأمير هذا؟ قال: الساعة وقد هممت بهدم هذا القصر فإنه مشؤوم إذ دفن الجماعة، فدعوت له بالسلامة وانصرفت ثم ارتحلنا بعد ثلاث ولم يهدم القصر، وبين ما كتب سيف الدولة ومعتمدها سبعون سنة كاملة فعل الزمان بأعيانه ما ترى، قال: وكتب الأمير أبو الهيجاء تحت الجميع:
إنّ الذي قسم المعيشة في الورى ... قد خصّنى بالسير في الآفاق
متردّدا لا أستريح من العنا، ... في كل يوم أبتلى بفراق

علم آداب الصحبة والمعاشرة

علم آداب الصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق
ولا بد أن يكون الغرض من الصحبة النفع الديني كاستفادة العلم والعمل وكاستفادة العز والجاه تحصنا به عن أذى من يشوش القلب وكاستفادة المال للاكتفاء به عن إضاعة الأوقات في طلب الأقوات وكالاستعانة في المهمات فيكون عدة في المصائب وقوة في الأهوال والنوائب وكالتبرك بمجرد الدعاء وكانتظار الشفاعة في الآخرة.
ومن حقوق الصحبة: الاشتراك في المال مع عقد الأخوة والإعانة في قضاء الحاجات والسكوت عن ذكر عيوبه في حضرته وغيبته وذكر مناقبه في الغيب والعفو عن الزلات والهفوات والدعاء للأخ في حياته وبعد مماته والوفاء والإخلاص في المعاملة وترك التكليف في الصحبة.
وهذا العلم من فروع علوم العادات على ما ذكره في مدينة العلوم. علم آداب العزلة
ولها فضائل وآفات وآداب
أما الفضائل فست
أولها: الفراغ للعبادات والاستيناس بمناجاة رب الأرباب عن مناجاة المخلوقات والاستكشاف بأسرار الله تعالى في أمر الدنيا والآخرة وملكوت السماء والأرض.
وثانيها: التخلص بالعزلة عن المعاصي التي لا يسلم منها الإنسان عند الصحبة إلا نادرا.
ثالثها: الخلاص من الفتن والخصومات وصيانة الدين والنفس.
رابعها: الخلاص من شر الناس من الغيبة له وسوء الظن به والتهمة عليه والاقتراحات والأطماع الكاذبة التي يعد الوفاء بها.
خامسها: انقطاع طمع الناس عنه وانقطاع طمعه عنهم.
سادسها: الخلاص من مشاهدة الثقلاء السفهاء ومقاساة أخلاقهم.
وأما الآفات: فأولها فوات التعليم والتعلم وهما أعظم العبادات.
ثانيها: فوات النفع والانتفاع لأن كلا منهما بالمخالطة.
ثالثها: فوات التأدب والتأديب بكسر النفس وقهر الشهوات بتحمل أذى الناس.
رابعها: فوات الاستيناس والإيناس بالصلحاء الأتقياء.
خامسها: فوات نيل الثواب وإنالته.
أما النيل: فبحضور الجمعة والجماعات والجنائز وعيادة المرضى وحضور العيدين.
وأما الإنالة: فهي سد باب التعزية والتهنية والعيادة والزيارة إن كان عالما تقيا ففي هذه الصورة ينبغي أن يوازن ثواب هذه بآفاتها ويرجح ما ترجح.
سادسها: فوت التجارب إذ العقل الغريزي غير كاف بها.
وأما آدابها: فهي أن ينوي بعزلته كف شره عن الناس أولا ثم طلب السلامة من الأشرار.
ثانيا: ثم الخلاص من آفات الاختلاط.
ثالثا: التجرد بكنه الهمة لعبادة الله.
رابعا: ثم المواظبة في الخلوة على العلم والعمل والفكر والذكر والخلاص عن استماع أخبار الناس وأراجيف البلد اللذين يشوشان القلب لا سيما في الصلاة وهذا العلم ذكره في مدينة العلوم في العلوم المتعلقة بالعادات.

زَكْرَم

زَكْرَم:
إمّا قرية بإفريقية أو الأندلس وإمّا قبيلة من البربر، قال السلفي: أنشدني أبو القاسم ذربان بن عتيق بن تميم الكاتب قال: أنشدني أبو حفص العروضي الزكرمي بإفريقية ممّا قاله بالأندلس وقد طولب بمكس يتولاه يهوديّ:
يا أهل دانية لقد خالفتم ... حكم الشّريعة والمروّة فينا
ما لي أراكم تأمرون بضدّ ما أمرت، ترى نسخ الإله الدينا كنّا نطالب لليهود بجزية، وأرى اليهود بجزية طلبونا ما إن سمعنا مالكا أفتى بذا لا لا ولا من بعده سحنونا هذا ولو أن الأئمة كلّهم حاشاهم بالمكس قد أمرونا ما راجب مثلي لوكس عدله لو كان يعدل وزنه قاعونا ولقد رجونا أن ننال بعدلكم رفدا يكون على الزمان معينا فالآن نقنع بالسّلامة منكم، لا تأخذوا منّا ولا تعطونا

بَرَأَ 

(بَرَأَ) فَأَمَّا الْبَاءُ وَالرَّاءُ وَالْهَمْزَةُ فَأَصْلَانِ إِلَيْهِمَا تَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ: أَحَدُهُمَا الْخَلْقُ، يُقَالُ: بَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ يَبْرَؤُهُمْ بَرْءًا. وَالْبَارِئُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54] ، وَقَالَ أُمَيَّةُ:

الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: التَّبَاعُدُ مِنَ الشَّيْءِ وَمُزَايَلَتُهُ، مِنْ ذَلِكَ الْبُرْءُ وَهُوَ السَّلَامَةُ مِنَ السُّقْمِ، يُقَالُ: بَرِئْتُ وَبَرَأْتُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَقُولُ أَهْلُ الْحِجَازِ: بَرَأْتُ مِنَ الْمَرَضِ أَبْرُؤُ بُرُوءًا. وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: [بَرَأْتُ أَبْرَأُ] بَرْءًا. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنْ حَقِّكَ. وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: أَنَا بَرَاءٌ مِنْكَ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ أَنَا بَرِيءٌ مِنْكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف: 26] وَفِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْقُرْآنِ {إِنِّي بَرِيءٌ} [الأنعام: 78] ، فَمَنْ قَالَ أَنَا بَرَاءٌ لَمْ يُثَنِّ وَلَمْ يُؤَنِّثْ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْبَرَاءُ وَالْخَلَاءُ مِنْ هَذَا. وَمَنْ قَالَ بَرِيءٌ قَالَ بَرِيئَانِ وَبَرِيئُونَ، وَبُرَآءُ عَلَى وَزْنِ بُرَعَاءِ، وَبُرَاءُ بِلَا أَجْرٍ نَحْوَ بُراعٍ، وَبِرَاءٌ مِثْلَ بِرَاعٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْعَيْبِ وَالْمَكْرُوهِ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ إِلَّا بَرِئَ يَبْرَأُ. وَبَارَأْتُ الرَّجُلَ، أَيْ: بَرِئْتُ إِلَيْهِ وَبَرِئَ إِلَيَّ. وَبَارَأَتِ الْمَرْأَةُ صَاحِبَهَا عَلَى الْمُفَارَقَةِ، وَكَذَلِكَ بَارَأْتُ شَرِيكِي وَأَبْرَأْتُ مِنَ الدَّيْنِ وَالضَّمَانِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الْبَرَاءَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَبَرُّؤِ الْقَمَرِ مِنَ الشَّهْرِ. قَالَ:

يَوْمًا إِذَا كَانَ الْبَرَاءُ نَحْسَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْيَوْمُ الْبَرَاءُ السَّعْدُ، أَيْ إِنَّهُ بَرِيءٌ مِمَّا يُكْرَهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: الِاسْتِبْرَاءُ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ جَارِيَةً فَلَا يَطَأَهَا حَتَّى تَحِيضَ. وَهَذَا مِنَ الْبَابِ لِأَنَّهَا قَدْ بُرِّئَتْ مِنَ الرِّيبَةِ الَّتِي تَمْنَعُ الْمُشْتَرِيَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا. وَبُرْأَةُ الصَّائِدِ نَامُوسُهُ وَهِيَ قُتْرَتُهُ وَالْجَمْعُ بُرَأٌ; وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، لِأَنَّهُ قَدْ زَايَلَ إِلَيْهَا كُلَّ أَحَدٍ. قَالَ:

بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الْفَسِيلِ الْمُكَمَّمِ

الْحَج

الْحَج: بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَقيل بِالْكَسْرِ لُغَة نجد وبالفتح لغَيرهم وَقيل بِالْفَتْح اسْم وبالكسر مصدر وَقيل بِالْعَكْسِ كَمَا فِي فتح الْبَارِي وَهُوَ فِي اللُّغَة الْقَصْد إِلَى الشَّيْء الْمُعظم. وَفِي الشَّرْع قصد زِيَارَة بَيت الله الْحَرَام بِصفة مَخْصُوصَة فِي وَقت مَخْصُوص وَهُوَ أشهر الْحَج بِفعل مَخْصُوص وَهُوَ الطّواف وَالسَّعْي بشرائط مَخْصُوصَة كالإحرام وَغَيره كَمَا بَين فِي الْفِقْه. وَفِي فتح الْقَدِير الْحَج عبارَة عَن الْأَفْعَال الْمَخْصُوصَة من الطّواف وَالْوُقُوف فِي وقته محرما بنية الْحَج سَابِقًا ثمَّ الْحَج نَوْعَانِ: الْحَج أكبر هُوَ حج الْإِسْلَام وَالْحج الْأَصْغَر هُوَ الْعمرَة. وَالْحج فَرِيضَة بدلائل مَقْطُوعَة حَتَّى يكفر جاحدها وَأَنه لَا يجب فِي الْعُمر إِلَّا مرّة وَهُوَ فرض على الْفَوْر لَا على التَّرَاخِي وَهُوَ الْأَصَح فَلَا يُبَاح لَهُ أننا خير بعد الْإِمْكَان وَوُجُود الشَّرَائِط إِلَى الْعَام الثَّانِي فَلَو آخرا ثمَّ وَلَو آخِره وَأدّى بعد ذَلِك وَقع أَدَاء. وَعند مُحَمَّد رَحمَه الله يجب على التَّرَاخِي والتعجيل أفضل وَلَكِن هَذَا إِذا كَانَ غَالب ظَنّه السَّلامَة إِمَّا إِذا كَانَ ظَنّه الْمَوْت إِمَّا بِسَبَب الْهَرم أَو الْمَرَض فَإِنَّهُ يتضيق عَلَيْهِ الْوُجُوب إِجْمَاعًا كَذَا فِي الْجَوَاهِر النيرة وَثَمَرَة الْخلاف تظهر فِي حق المأثم حَتَّى يفسق وَترد شَهَادَته عِنْد من يَقُول على الْفَوْر وَلَو حج فِي آخر عمره فَلَيْسَ عَلَيْهِ الْإِثْم بِالْإِجْمَاع وَلَو مَاتَ وَلم يحجّ أَثم بِالْإِجْمَاع كَذَا فِي التَّبْيِين. الْحجاب: فِي اللُّغَة بِالْفَارِسِيَّةِ برده. وكل شَيْء مطلوبك سوى الله تَعَالَى فَهُوَ حجاب عِنْد أَرْبَاب السلوك. وَأَيْضًا قَالُوا الْحجاب انطباع الصُّور الكونية فِي الْقلب الْمَانِعَة لقبُول تجلي الْحق. نعم قَول الصائب.
(كذشتم ازسر مطلب تَمام شدّ مطلب ... نقاب جهره مَقْصُود بود مطلب هَا)
(الْحَج) أحد أَرْكَان الْإِسْلَام الْخَمْسَة وَهُوَ الْقَصْد فِي أشهر مَعْلُومَات إِلَى الْبَيْت الْحَرَام للنسك وَالْعِبَادَة
و (الْحَج الْأَكْبَر) هُوَ الَّذِي يسْبقهُ الْوُقُوف بِعَرَفَة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأذان من الله وَرَسُوله إِلَى النَّاس يَوْم الْحَج الْأَكْبَر}
و (الْحَج الْأَصْغَر) الَّذِي لَيْسَ فِيهِ وقُوف بِعَرَفَة وَيُسمى الْعمرَة

نَقَعَ 

(نَقَعَ) النُّونُ وَالْقَافُ وَالْعَيْنُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِقْرَارِ شَيْءٍ كَالْمَائِعِ فِي قَرَارِهِ، وَالْآخَرُ عَلَى صَوْتٍ مِنَ الْأَصْوَاتِ.

فَالْأَوَّلُ نَقَعَ الْمَاءُ فِي مَنْقَعِهِ: اسْتَقَرَّ. وَاسْتَنْقَعَ الشَّيْءُ فِي الْمَاءِ.

وَالنَّقُوعُ: مَا نُقِعَ فِي الْمَاءِ، كَدَوَاءٍ أَوْ نَبِيذٍ. وَالْمِنْقَعُ ذَلِكَ الْإِنَاءُ. وَالْمِنْقَعُ كَالْقُدَيْرَةِ لِلصَّبِيِّ يُطْرَحُ فِيهِ اللَّبَنُ وَيُطْعَمُهُ. وَيُقَالُ لَهُ مِنْقَعُ الْبُرَمِ، وَيَكُونُ مِنْ حِجَارَةٍ. وَالنَّقِيعُ: شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنْ زَبِيبٍ، كَأَنَّ الزَّبِيبَ يُنْقَعُ لَهُ. وَالنَّقِيعُ: الْحَوْضُ يُنْقَعُ فِيهِ التَّمْرُ. وَالنَّقِيعُ وَالنَّقْعُ: الْمَاءُ النَّاقِعُ. وَمَاءٌ نَاقِعٌ كَالنَّاجِعِ، كَأَنَّهُ اسْتَقَرَّ قَرَارَهُ فَكَسَرَ الْغُلَّةَ. وَكَذَلِكَ النَّقُوعُ. وَالنَّقِيعُ: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ. وَنَقْعُ الْبِئْرِ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: مَاؤُهَا، كَأَنَّهَا قَرَارٌ لَهُ. وَالْأُنْقُوعَةُ: وَقْبَةُ الثَّرِيدِ. وَقَوْلُهُمْ: " هُوَ شَرَّابٌ بِأَنْقُعٍ "، أَيْ مُعَاوِدٌ لِلْأَمْرِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. كَذَا يَقُولُونَ، وَوَجْهُهُ عِنْدَنَا أَنَّ الطَّائِرَ الْحَذِرَ لَا يَرِدُ الْمَشَارِعَ حَذَرًا عَلَى نَفْسِهِ، لَكِنَّهُ يَأْتِي الْمَنَاقِعَ يَشْرَبُ لِيَسْلَمَ ; وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ الْكَيِّسُ الْحَذِرُ، لَا يَتَقَحَّمُ إِلَّا مَوَاضِعَ السَّلَامَةِ فِي أُمُورِهِ. وَالنَّقِيعَةُ: الْمَحْضُ مِنَ اللَّبَنِ. فَأَمَّا النَّقِيعَةُ، فَقَالَ قَوْمٌ: مَا يُحْرَزُ مِنَ النَّهْبِ قَبْلَ الْقَسْمِ. قَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّا لَنَضْرِبُ بِالسُّيُوفِ رُءُوسَهُمْ ... ضَرْبَ الْقُدَارِ نَقِيعَةَ الْقُدَّامِ

وَيُقَالُ: بَلِ النَّقِيعَةُ: الطَّعَامُ يُتَّخَذُ لِلْقَادِمِ مِنَ السَّفَرِ، كَأَنَّهُ إِذَا أُعِدَّ لَهُ فَقَدْ نُقِعَ أَيْ أُقِرَّ. وَهَذَانَ الْوَجْهَانِ أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ، لِأَنَّهُمَا أَقْيَسُ. وَيَقُولُونَ: النَّقِيعَةُ: الْجَزُورُ تُنْقَعُ عَنْ عِدَّةِ إِبِلٍ، كَالْفَرَعَةِ تُذْبَحُ عَنْ غَنَمٍ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَالنَّقِيعُ: الصُّرَاخُ، وَهُوَ النَّقْعُ أَيْضًا. وَنَقَعَ الصَّوْتُ: ارْتَفَعَ. قَالَ: فَمَتَى يَنْقَعْ صُرَاخٌ صَادِقٌ ... يَحْلِبُوهَا ذَاتَ جَرْسٍ وَزَجَلْ

وَيُقَالُ: النَّقْعُ: صَوْتُ النَّعَامَةِ. وَالنَّقَّاعُ: الرَّجُلُ يَتَكَثَّرُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، كَأَنَّهُ يَصِيحُ بِهِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: انْتُقِعَ لَوْنُهُ، فَهُوَ مِنَ الْإِبْدَالِ، وَالْأَصْلُ امْتُقِعَ، وَقَدْ ذَكَرْ [نَا] هُ.

القَاضي

القَاضي: هو الذي تُعُيِّن ونُصِبَ من جهة مَن له الأمرُ لأِجْل القضاء، أي فصل الخصومات وحسم الدعاوى والمنازعات وغير ذلك، قال النسفي: "القاضي الحاكم المُحكَّم أي المُنَفِّذ المُتقن" قال في "البحر": "شرائط القاضي ثمانية وفصّلها بقوله: وفي الحاكم العقل والبلوغ والإسلام والحُرّية والسمعُ والبصر والنطق، والسلامة عن حد القذف، ويكون مُوَلَّى للحكم دون سماع الدعوى فقط". 
وفي "الكنز": "أهلُه أهلُ الشهادة، والفاسقُ أهل للقضاء إلا أنه لا ينبغي أن يقلد، ولو كان عدلاً ففسق لا ينعزل". وفي "رد المحتار": "ثم القاضي تتقيّد ولايتُه بالزمان والمكان والحوادث".

هَوَدَ 

(هَوَدَ) الْهَاءُ وَالْوَاوُ وَالدَّالُ: أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِرْوَادٍ وَسُكُونٍ. يَقُولُونَ: [التَّهْوِيدُ] : الْمَشْيُ الرُّوَيْدُ. وَيَقُولُونَ: هَوَّدَ، إِذَا نَامَ. وَهَوَّدَ الشَّرَابُ نَفْسَ الشَّارِبِ، إِذَا خَثَرَتْ لَهُ نَفْسُهُ. وَالْهَوَادَةُ: الْحَالُ تُرْجَى مَعَهَا السَّلَامَةُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وَالْمُهَاوَدَةُ: الْمُوَادَعَةُ. فَأَمَّا الْيَهُودُ فَمِنْ هَادَ يَهُودُ، إِذَا تَابَ هَوْدًا. وَسُمُّوا بِهِ لِأَنَّهُمْ تَابُوا عَنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ. وَفِي الْقُرْآنِ: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: 156] ، وَفِي التَّوْبَةِ هَوَادَةُ حَالٍ وَسَلَامَةٌ.

البَعوضَةُ

البَعوضَةُ:
بالفتح، بلفظ واحدة البعوض، بالضاد المعجمة: ماءة لبني أسد بنجد قريبة القعر، قال الأزهري: البعوضة ماءة معروفة بالبادية، قال ابن مقبل:
أإحدى بني عبس ذكرت، ودونها ... سنيح، ومن رمل البعوضة منكب
وبهذا الموضع كان مقتل مالك بن نويرة، لأن خالد ابن الوليد، رضي الله عنه، بعث إليهم وهم بالبطاح فأقروا فيما قيل بالإسلام، فاستدعاهم إليه وهو نازل على البعوضة فاختلفوا فيهم فمن المسلمين من شهد أنهم أذّنوا ومنهم من شهد أنهم لم يؤذّنوا، فأمر خالد بالاحتياط، وكانت ليلة باردة فقال خالد: أدفئوا أسراكم، وادفئوا في لغة كنانة اقتلوا، فقتلوهم عن آخرهم، فنقم عمر، رضي الله عنه، على خالد في قصة طويلة، وكان فيمن قتل مالك بن نويرة اليربوعي، فقال أخوه متمم بن نويرة:
لعمري! وما عمري بتأبين هالك ... ولا جزع، والدهر يعثر بالفتى
لئن مالك خلّى عليّ مكانه، ... فلي أسوة إن كان ينفعني الأسى
كهول ومرد من بني عمّ مالك، ... وأيفاع صدق قد تملّيتهم رضى
على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي، ... لك الويل! حرّ الوجه أو يبك من بكى
على بشر منهم أسود وذادة، ... إذا ارتدف الشر الحوادث والرّدى
رجال أراهم من ملوك وسوقة، ... جنوا بعد ما نالوا السلامة والغنى

أَنِفَ

(أَنِفَ)
(هـ) فِيهِ «الْمُؤْمِنُونَ هيّنُون لَيّنُون كَالْجَمَلِ الأَنِف» أَيِ المَأْنُوف، وَهُوَ الَّذِي عقَرَ الخِشَاشُ أنْفَه فَهُوَ لَا يَمْتَنِع عَلَى قائدِه للْوَجَع الَّذِي بِهِ. وَقِيلَ الأَنِفُ الذَّلُول. يُقَالُ أَنِفَ الْبَعِيرُ يَأْنَفُ أَنَفاً فَهُوَ أَنِفٌ إِذَا اشْتَكَى أنْفَه مِنَ الخِشَاش. وَكَانَ الْأَصْلُ أَنْ يُقَالَ مَأْنُوف لِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، كَمَا يُقَالُ مَصْدورٌ ومَبْطُون لِلَّذِي يشْتَكي صَدْرَهُ وبَطْنه. وَإِنَّمَا جَاءَ هَذَا شَاذًّا، ويروَى كَالْجَمَلِ الآنِفِ بِالْمَدِّ، وهُو بِمَعْنَاهُ.
وَفِي حَدِيثِ سَبْقِ الحدثِ فِي الصَّلَاةِ «فليأخُذ بِأَنْفِهِ ويَخْرُج» إِنَّمَا أَمَرَهُ بِذَلِكَ لِيُوهِمَ الْمُصَلِّينَ أَنَّ بِهِ رُعافا، وَهُوَ نَوْع مِنَ الْأَدَبِ فِي ستْر العَوْرة وَإِخْفَاءِ الْقَبِيحِ، وَالْكِنَايَةِ بالأحْسَن عَنِ الأقْبح، وَلَا يَدخُل فِي بَابِ الْكَذِبِ وَالرِّيَاءِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ التَّجمُّل وَالْحَيَاءِ وَطَلَبِ السَّلَامَةِ مِنَ النَّاسِ.
[هـ] وَفِيهِ «لِكُلِّ شَيْءٍ أُنْفَةٌ وأُنْفَةُ الصَّلَاةِ التَّكْبيرَةُ الْأُولَى» أُنْفَةُ الشَّيْءِ: ابْتِدَاؤُهُ، هَكَذَا رُوِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَالصَّحِيحُ بِالْفَتْحِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «إِنَّمَا الْأَمْرُ أُنُفٌ» أَيْ مُسْتَأْنَفٌ اسْتِئْنَافاً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ سَبَقَ بِهِ سَابِقُ قَضَاءٍ وَتَقْدِيرٍ، وَإِنَّمَا هو [مقصور] على اختيارك ودخولك فيه. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: اسْتَأْنَفْتُ الشَّيْءَ إِذَا ابْتَدَأْتَهُ، وفَعَلْتُ الشَّيْءَ آنِفًا، أَيْ فِي أَوَّلِ وَقْتٍ يقرُب مِنِّي.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُنْزِلَتْ عليَّ سُورَةٌ آنِفاً» أَيِ الْآنَ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ «وَوَضَعها فِي أُنُفٍ مِنَ الْكلإ وَصَفْوٍ مِنَ الْمَاءِ» الأُنُف- بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ-: الْكَلَأُ الَّذِي لَمْ يُرعَ وَلَمْ تَطَأْهُ الْمَاشِيَةُ.
وَفِي حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ «فَحَمِيَ مِنْ ذَلِكَ أَنَفاً» يُقَالُ أَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ يَأْنَفُ أَنَفاً إِذَا كَرِهَهُ وَشَرُفَتْ نَفْسُهُ عَنْهُ، وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا أخَذَتْه الْحَمِيَّةُ مِنَ الغيْرة والغَضَب. وَقِيلَ هُوَ أَنْفاً بِسُكُونِ النُّونِ لِلْعُضْوِ، أَيِ اشْتَدَّ غيظُه وَغَضَبُهُ، مِنْ طَرِيقِ الْكِنَايَةِ، كَمَا يُقَالُ للمتغَيّظ وَرِم أَنْفُهُ:
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ فِي عَهْدِه إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِالْخِلَافَةِ «فكُلُّكُم ورِمَ أَنْفُهُ» أَيِ اغْتاظ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ أحْسن الْكِنَايَاتِ، لأنَّ الْمُغْتَاظَ يرِمُ أَنْفُهُ ويَحْمَرّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَمَا إِنَّكَ لَوْ فعلتَ ذَلِكَ لجَعْلتَ أَنْفَكَ فِي قَفَاكَ» يُرِيدُ أَعْرَضْتَ عَنِ الْحَقِّ وَأَقْبَلْتَ عَلَى الْبَاطِلِ. وَقِيلَ أَرَادَ إِنَّكَ تُقْبل بِوَجْهِكَ عَلَى مَنْ ورَاءك مِنْ أَشْيَاعِكَ فتؤثرهُم بِبرَّك.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.