Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كر

الفكر والذكر والآية

الفــكر والذكر والآية
"الفــكر": هو النظر فيما وراء الشيء، وربما يسمى "اعتباراً". فهو سُلَّمٌ إلى فوق. فإذا انتهى إلى ما هو المنتهى رجع القهقرَى، أو وقف. ولكن التوقف ليس من شأن الفــكر، فلا بدّ من رجعة بعد المنتهى. ولذلك منع عن الفــكر في ذات الله إلى الفــكر في آلائه. وهذا يشبه انعكاس كل قوة إلى نفسها إذا صادف ما لا تستطيع أن تجاوزه: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّــتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} .
وأما "الذكر" فهو: القيام على الشيء، وحفظه، والتجرد له. فهو سكون، كما أن "الفــكر" حرَكة. والذكر بعد النِّسيان أو الغفلة مثل ردّ السكون إلى الشيء بعد الذهاب أو الالتفات عنه.
وأما "الآية" فتتعلق بكليهما. فبالآية تذكر ما نسيت، وكذلك تحثّك على الفــكر، فهي محرّكة لكلتا القوتين. والآية لا تكون آية إلا لمن هو أهل النظر والبصيرة. والآية -لكونها مطيّة النظر والفــكر والذكر- تسمى "بصيرة". ومن لا يتنبه للآية فهو كالأعمى، كما قال تعالى:
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} .
والآية تنبّه على الذكر، والفــكر، والنظر. وعلى التأثر من هذه الثلاث من عواطف النفس مثل الشــكر والخشية والإنابة والتضرع والعزم والثبات وغيرها. فتأمل في قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْــكُرُــونَ اللَّهَ ......................... المِيعَادَ} .

الفكر

الفــكر: ترتيب أمور معلومة للتأدي إلى مجهول ذكره ابن الكمال. وقال الأكمل: الفــكر حركة النفس من المطالب إلى الأوائل، والرجوع منها إليها. وقال العكبري: الفــكر جولان الخاطر في النفس. وقال الراغب: الفــكر قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفــكر جريان تلك القوة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان لا للحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب. وقيل الفــكر مقلوب عن الفرك، لكن يستعمل الفــكر في المعاني وهي فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقتها. 
الفــكر:
[في الانكليزية] Thought ،reflection
[ في الفرنسية] Pensee ،reflexion
بالكسر وسكون الكاف عند المتقدّمين من المنطقيين يطلق على ثلاثة معان. الأول حركة النفس في المعقولات بواسطة القوة المتصرّفة، أيّ حركة كانت، أي سواء كانت بطلب أو بغيره، وسواء كانت من المطالب أو إليها، فخرج بقيد الحركة الحدس لأنّه الانتقال من المبادئ إلى المطالب دفعة لا تدريجا. والمراد بالمعقولات ما ليست محسوسة وإن كانت من الموهومات فخرج التخيّل لأنّه حركة النفس في المحسوسات بواسطة المتصرّفة، وتلك القوة واحدة لكن تسمّى باعتبار الأول متفــكّرة وباعتبار الثاني أي باعتبار حركة النفس بواسطتها في المحسوسات تسمّى متخيّلة؛ هذا هو المشهور.
والأولى أن يزاد قيد القصد لأنّ حركة النفس فيما يتوارد من المعقولات بلا اختيار كما في المنام لا تسمّى فــكرا. ولا شكّ أنّ النفس تلاحظ المعقولات في ضمن تلك الحركة، فقيل الفــكر هو تلك الحركة والنظر هو الملاحظة التي في ضمنها، وقيل لتلازمهما أنّ الفــكر والنظر مترادفان. والثاني حركة النفس في المعقولات مبتدئة من المطلوب المشعور بوجه ما، مستغرقة فيها طالبة لمبادئه المؤدّية إليه إلى أن تجدها وترتّبها، فترجع منها إلى المطلوب، أعني مجموع الحركتين، وهذا هو الفــكر الذي يترتّب عليه العلوم الكسبية ويحتاج في تحصيل جزئيه المادّية والصورية جميعا إلى المنطق، ويجيء تحقيق ذلك في لفظ النظر، ويرادفه النظر في المشهور بناء على التلازم المذكور. وقيل هو هاتان الحركتان والنّظر هو ملاحظة المعقولات في ضمنهما، وهذا المعنى أخصّ من الأوّل كما لا يخفى. والثالث هو الحركة الأولى من هاتين الحركتين أي الحركة من المطلوب إلى المبادئ وحدها من غير أن توجد الحركة الثانية معها وإن كانت هي المقصودة منها، وهذا هو الفــكر الذي يقابله الحدس تقابلا يشبه تقابل الصاعدة والهابطة، إذ الانتقال من المبادئ إلى المطالب دفعة يقابله عكسه الذي هو الانتقال من المطالب إلى المبادي، وإن كان تدريجا، لكنّ شارح المطالع جعل الحدس بإزاء مجموع الحركتين، فإنّه لا يجامعه في شيء معيّن أصلا ويجامع الحركة الأولى، كما إذا تحرّك في المعقولات فاطّلع على مباد مترتّبة فانتقل منها إلى المطلوب دفعة. وأيضا الحدس عدم الحركة في مسافة فلا يقابل الحركة في مسافة أخرى. والتحقيق أنّ الحدس بحسب المفهوم يقابل الفــكر بأيّ معنى كان إذ قد اعتبر في مفهومه الحركة وفي مفهوم الحدس عدمها. وأمّا بحسب الوجود بالنسبة إلى شيء معيّن فلا يجامع مجموع الحركتين ويجامع الأوّل والثالث كما عرفت، ولا ينافي ذلك كون عدم الحركة معتبرا في مفهومه لأنّ الحركة التي لا تجامعه ليست جزءا من ماهيته ولا شرطا لوجوده. ثم إنّ هذا المعنى أخصّ من الأول أيضا وأعمّ من الثاني لعدم اعتبار وجود الحركة الثانية فيه. وعند المتأخّرين هو الترتيب اللازم للحركة الثانية كما هو المشهور. وذكر السّيّد السّند في حاشية العضدي أنّ الحركة الثانية يطلق عليها الفــكر على مذهب المتأخّرين انتهى.
ويرادف الفــكر النظر في القول المشهور. وقيل الفــكر هو الترتيب والنظر ملاحظة المعقولات في ضمنه، هكذا ذكر أبو الفتح في حاشية الحاشية الجلالية، ويجيء توضيح ذلك في لفظ النظر أيضا.
فائدة:
قالوا الفــكر هو الذي يعدّ في خواصّ الإنسان، والمراد الاختصاص بالنسبة إلى باقي الحيوانات لا مطلقا.
فائدة:
قالوا حركة النفس واقعة في مقولة الكيف لأنّها حركتها في صور المعقولات التي هي كيفيات، وهذا على مذهب القائلين بالشّبح والمثال. وأمّا على مذهب من يقول إنّ العلم بحصول ماهيات الأشياء أنفسها فتلك الحركة من قبيل الحركة في الكيفيات النفسانية لا من الحركات النفسانية.
فائدة:
الفــكر يختلف في الكيف أي السرعة والبطء وفي الكم أي القلّة والكثرة، والحدس يختلف أيضا في الكم وينتهي إلى القوة القدسية الغنية عن الفــكر بالكلّية. بيان ذلك أنّ أول مراتب الإنسان في إدراك ما ليس له حاصلا من النظريات درجة التعلّم، وحينئذ لا فــكر له بنفسه، بل إنّما يفــكر المتعلّم حين التعلّم بمعونة المعلّم، وفي هذا خلاف السّيّد السّند، فإنّ عنده لا فــكر للمتعلّم، ثم يترقّى إلى أن يعلم بعض الأشياء بفــكره بلا معونة معلّم، ويتدرّج في ذلك أي يترقّى درجة درجة في هذه المرتبة إلى أن يصير الكلّ فــكريّا أي يصير كلما يمكن أن يحصل له من النظريات فــكريا أي بحيث يقدر على تحصيله بفــكره بلا معونة معلّم، ثم يظهر له بعض الأشياء بالحدس ويتكثّر ذلك على التدريج إلى أن يصير الأشياء كلها حدسية، وهي مرتبة القوة القدسية، ومعناه أنّه لو لم يكن بعض الأشياء حاصلة بالفــكر فهو يعلمه الآن بالحدس.
فإن قيل في تأخّر هذه المرتبة نظر إذ لا يتوقّف صيرورة الأشياء حدسيا على صيرورة الكلّ فــكريا. قلت: ليس معنى صيرورة الكلّ فــكريا كون الكلّ حاصلا بالفــكر بل التمكّن منه كما عرفت، ولا يراد بالتمكّن الاستعداد القريب بالنسبة إلى الجميع الذي يحصل بحصول مبادئ الجميع بالفعل ولا الاستعداد البعيد الذي حصل للعقل الهيولاني، بل الاستعداد القريب ولو بالنسبة إلى البعض. ولا خفاء في تأخّر هذه المرتبة عنه وإن كان لا يخلو عن نوع تكلّف.
ثم المراد بالقوة القدسية القوة المنسوبة إلى القدس وهو التنزّه هنا عن الرذائل الإنسانية والتعلّقات انتهى.
قال الحكماء هذه القوة القدسية لو وجدت لكان صاحبها نبيا أو حكيما إلهيا، فظهر أنّ الاختلاف في الكيف مختصّ بالفــكر والاختلاف في الكم يعمّهما، هكذا يستفاد من شرح الطوالع وشرح المطالع وحواشيه في تقسيم العلم إلى الضروري والنظري.
قال الصوفية الفــكر محتد الملائكة سوى إسرافيل وجبرائيل وعزرائيل وميكائيل عليهم السلام من محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
اعلم أنّ الدقيقة الفــكرية أحد مفاتيح الغيب الذي لا يعلم حقيقتها إلّا الله، فإنّ مفاتيح الغيب نوعان: نوع حقّي ونوع خلقي. فالنوع الحقّي هو حقيقة الأسماء والصفات والنوع الخلقي هو معرفة تراكيب الجوهر الفرد من الذات أعني ذات الإنسان المقابل بوجوهه وجود الرحمن والفــكر أحد تلك الوجوه. بلا ريب فهو مفتاح من مفاتيح الغيب، لكنه أبّن ذلك النور الوضاح الذي يستدلّ به إلى أخذ هذا المفتاح، فتفــكر في خلق السموات والأرض لا فيهما، فإذا أخذ الإنسان في الترقّي إلى صور الفــكر وبلغ حدّ سماء هذا الأمر أنزل الصور الروحانية إلى عالم الإحساس واستخرج الأمور الكتمانية على غير قياس، وعرج إلى السموات وخاطب أملاكها على اختلاف اللغات. وهذا العروج نوعان. فنوع على صراط الرحمن، من عرج على هذا الصراط المستقيم إلى أن بلغ من الفــكر نقطة مركزه العظيم، وجال في سطح خطه القويم ظفر بالتجلّي المصون بالدّرّ المكنون في الكتاب المكنون الذي لا يمسّه إلّا المطهرون، وذلك اسم أدغم بين الكاف والنون مسماه إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، وسلّم المعراج إلى هذه الدقيقة هي من الشريعة والحقيقة وأمّا النوع الآخر فهو السّحر الأحمر المودع في الخيال والتصوير المستور في الحقّ بحجب الباطل، والتزوير هو معراج الخسران وصراط الشيطان إلى مستوى الخذلان كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فينقلب النور نارا والقرار بوارا، فإن أخذ الله يده وأخرجه بلطفه بما أيّده جاز منه إلى المعراج الثاني فوجد الله تعالى عنده، فعلم مأوى الحقّ ومآبه، وتميّز في مقعد الصدق عن الطريق الباطل ومن يذهب ذهابه، وأحكم الأمر الإلهي فوفّاه حسابه. وإن أهمل انهلك في ذلك النار وترك على ذلك الفرار وطفح ناره على ثياب طبائعه فأكلها، ثم طلع دخانه إلى مشام روحه الأعلى فقتلها، فلا يهتدي بعدها إلى الصواب ولا يفهم معنى أمّ الكتاب، بل كلما يلقيه إليه من معاني الجمال أو من تنوّعات الكمال يذهب به إلى ضيع الضلال فيخرج به على صورة ما عنده من المحال، فلا يمكن أن يرجع إلى الحقّ.
اعلم أنّ الله خلق الفــكر المحمدي من نور اسمه الهادي الرشيد، وتجلّى عليه باسميه المبدئ والمعيد، ثم نظر إليه بعين الباعث الشهيد، فلمّا حوى الفــكر أسرار هذه الأسماء الحسنى وظهر بين العالم بلباس هذه الصفات العليا، خلق الله من فــكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم أرواح ملائكة السموات والأرض كلهم لحفظ الأسافل والعوالي، فلا تزال العوالم محفوظة ما دامت بهذه الملائكة ملحوظة، فإذا وصل الأجل المعلوم قبض الله أرواح هذه الملائكة ونقلهم إلى عالم الغيب بذلك القبض، فالتحق الأمر بعضه ببعض وسقطت السموات بما فيها على الأرض، وانتقل الأمر إلى الآخرة كما ينتقل إلى المعاني أمر الألفاظ الظاهرة، فافهم، كذا في الإنسان الكامل. ويقول في كشف اللغات ولطائف اللغات: الفــكر في اصطلاح السّالكين هو سير السّالك بسير كشفي من الكثرة والتعيّنات (التي هي باطلة في الحقيقة أي هي عدم) إلى الحقّ، يعني بجانب وحدة الوجود المطلق الذي هو الحقّ الحقيقي. وهذا السّير عبارة عن وصول السّالك إلى مقام الفناء في الله، وتلاشي وامّحاء ذوات الكائنات في أشعّة نور وحدة الذّات كالقطرة في اليم.

السّكر

السّــكر:
[في الانكليزية] Drunkenness ،intoxication
[ في الفرنسية] Ivresse

بالضم وسكون الكاف بمعنى: فقدان الوعي، ونبيذ التّمر وكلّ ما هو مســكر، كما في المنتخب. وقال العلماء: السّــكر بمعنى مستى- فقدان الوعي- حالة تعرض للإنسان من امتلاء دماغه من الأبخرة المتصاعدة من الخمر وما يقوم مقامها إليه، فيتعطّل معه عقله المميّز بين الأمور الحسنة والقبيحة. قيل السّــكر غفلة تعرض للإنسان مع الطّرب والنشاط وفتور الأعضاء من غير مرض ولا علّة بمباشرة ما يوجبها من المأكول والمشروب والمشموم. وقيل هو فتور يغلب على العقل من غير أن يزيله. وقيل هو معنى يزيل به العقل. وفي كشف الكبير:
قيل هو سرور يغلب على العقل بمباشرة بعض الأسباب الموجبة له، فيمنع الإنسان عن العمل بموجب عقله من غير أن يزيله، ولهذا بقي السّــكران أهلا للخطاب انتهى. وقال أبو حنيفة:
السّــكران هو الذي لا يعقل مطلقا قليلا ولا كثيرا، ولا الرجل من المرأة. وعندهما هو الذي يهذي ويختلط جدّه بهزله ولا يستقرّ على شيء في جواب وخطاب، وإليه مال أكثر المشايخ كما في الهداية. وفي فتاوى قاضي خان، قال أبو حنيفة: السّــكران من لا يعرف الأرض من السماء ولا الرجل من المرأة. وقال صاحباه إذا اختلط كلامه بالهذيان فهو ســكران وعليه الفتوى. وفي الملتقط عن أبي يوسف هو الذي لا يستطيع أن يقرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ كذا في البرجندي. أقول هذا الاختلاف إنّما هو في وجوب الحدّ بالسّــكر في غير الخمر. يعني ما قال الإمام الأعظم في حدّ السّــكر إنما هو في وجوب الحدّ عليه بالمســكر غير الخمر. أمّا في حدّ الحرمة فقوله مثل قولها. وأمّا في وجوب الحدّ بالخمر فلا يشترط السّــكر بل يجب الحدّ بشرب القليل من الخمر ولو بقطرة، كما قال في شرح الوقاية: حدّ الشرب ثمانون سوطا بشرب الخمر ولو قطرة.
فمن أخذ بريح الخمر أو ســكران زائل العقل بنبيذ إلى قوله يحد صاحبا. اعلم أنّ الســكر عند أبي حنيفة في وجوب الحدّ بشرب الأشربة التي هي غير الخمر هو أن لا يعرف شيئا حتى الأرض من السماء؛ وفي حق الحرمة أن يهذو، وعندهما يهذو مطلقا أي في وجوب الحرمة والحدّ وإليه مال أكثر المشايخ. وعند الشافعي أن يظهر أثره في مشيه وحركاته وأطرافه. هذا خلاصة ما في شرح الوقاية.
والسّــكر عند الصوفية دهش يلحق سرّ المحبّ في مشاهدة جمال المحبوب فجأة، لأنّ روحانية الإنسان التي هي جوهر العقل لمّا انجذبت إلى جمال المحبوب بعد شعاع العقل عن النفس وذهل الحسّ عن المحسوس، وألمّ بالباطن فرح ونشاط وهزّة وانبساط لتباعده عن عالم التفرقة، وأصاب السرّ دهش ووله وهيجان لتحيّر نظره في شهود جمال الحقّ. وتسمّى هذه الحالة ســكرا لمشاركتها السّــكر الظاهر في الأوصاف المذكورة إلّا أنّ السبب لاستتار نور العقل في السّــكر المعنوي غلبة نور الشهود، وفي السّــكر الظاهر غشيان ظلمة الطبيعة لأنّ النور كما يستتر بالظلمة كذلك يستتر بالنور الغالب كاستتار نور الكواكب بغلبة نور الشمس. وقلنا فجأة لأنّ صدمة نور الجمال في النظرة الأولى أكثر وفي النظرات بعدها تقلّ على التدريج لحصول الأنس بوصول الجنس، حتى إذا استقرّ نازل حال المشاهدة ونزل كل جزء من أجزاء الوجود إلى أصله عاد شعاع العقل إلى عالم النّفس والعقل وظهر التمييز بين المتفرّقات من المعقولات والمحسوسات. وتسمّى هذه الحالة صحّوا، نظيره في هذا العالم محبوب دخل على محبّه فجأة فأذهله عما فيه من الأمر بحيث غاب متحيّرا في مشاهدته عن العقل والتمييز فلمّا كرّــر النظر إلى محاسنه وجماله واستأنس بلقائه ووصاله عاد التمييز والتبصير وزال الدهش والتحير. والسّــكر حال شريف يعتور عليه صحوان: صحو قبله وهو تفرقة محضة ليس من الأحوال بشيء، وصحو بعده، ويسمّى الصحو الثاني وصحو الجمع والصحو بعد المحو، وهو حال يصير مقاما ويكون أعزّ من السّــكر لاشتماله على الجمع والتفرقة، ولكونه لا ينال إلّا بعد العبور على ممر السّــكر والجمع.
فالصحو الأول حضيض النقصان لإفادته إثبات الحدث. والسّــكر معراج السالكين لإفادته محو الحدث. والصحو الثاني أوج الكمال لإفادته إثبات القدم وإفادة السّــكر محو الحدث لأنه نتيجة مشاهدة جمال القدم، ونور القدم يزيل ظلمة الحدث، إلّا أنّ حال الشهود لا تدوم في البداية بل تلوح وتخفي سريعا كالبوارق فلا يزيل نوره ظلمة وجود السيّار بالكلية بل يزول تارة ويعود أخرى. ويتردد السائر بين الصّحو الأوّل المثبت للحدث والسّــكر الماحي له، وتسمّى هذه الحالة تلوينا. فإذا استقرّ حال المشاهدة دام محو الحدث وإثبات القدم، وتسمّى هذه الحالة تمكينا لدوام الوجدان. وصاحب السّــكر لا يدوم وجدانه بل يجد تارة ويفقد أخرى، ويكون مأسورا تحت تصرّف التلوين. ومناط تلوينه الوجود الذي هو مثار الصّحو الأوّل. والسالك لا يستغني عن السّــكر ما لم يخلص عن الصّحو الأوّل، فإذا خلص إلى الصّحو الثاني صار غنيا عن السّــكر.
اعلم أنّ السّــكر الزائل في الصّحو الثاني هو الذي يظهر من مشاهدة جمال الصّفات، ولا تستقرّ من حال الشهود إلّا هذه. والسّــكر الواقع في الصّحو الثاني هو الذي يظهر من مشاهدة جمال الذات فلا يزول لعدم استقرار حال شهود الذات، فإنّه لا تحصل لأحد منها في الدنيا إلّا لمحات يسيرة كقوله عليه السلام: «لي مع الله وقت» عبارة عنها وموطن استقرارها الآخرة، والرؤية الموجودة في الآخرة لأهلها هي هذه، والمقام المحمود لعله عبارة عنها، كذا في شرح القصيدة الفارضية.

كِرْمَانُ

كِرْــمَانُ:
بالفتح ثم السكون، وآخره نون، وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة، وكرمان في الإقليم الرابع، طولها تسعون درجة، وعرضها ثلاثون درجة:
وهي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومــكران وسجستان وخراسان، فشرقيّها مــكران ومفازة ما بين مــكران والبحر من وراء البلوص، وغربيّها أرض فارس، وشماليّها مفازة خراسان، وجنوبيّها بحر فارس، ولها في حدّ السيرجان دخلة في حد فارس مثل الكمّ وفيما يلي البحر تقويس، وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع تشبّه بالبصرة في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيرات، قال محمد بن أحمد البنّاء البشاري: كرمان إقليم يشاكل فارس في أوصاف ويشابه البصرة في أسباب ويقارب خراسان في أنواع لأنه قد تاخم البحر واجتمع فيه البرد والحرّ والجوز والنخل وكثرت فيه التمور والأرطاب والأشجار والثمار، ومن مدنه المشهورة جيرفت وموقان وخبيص وبمّ والسيرجان ونرماسير وبردسير وغير ذلك، وبها يكون التوتيا ويحمل إلى جميع البلاد، وأهلها أخيار أهل سنّة وجماعة وخير وصلاح إلا أنها قد تشعثت بقاعها واستوحشت معاملها وخربت أكثر بلادها لاختلاف الأيدي عليها وجور السلطان بها لأنها منذ زمن طويل خلت من سلطان يقيم بها إنما يتولّاها الولاة فيجمعون أموالها ويحملونها إلى خراسان، وكل ناحية أنفقت أموالها في غيرها خربت إنما تعمر البلدان بسكنى السلطان، وقد كانت في أيام السلجوقية والملوك القارونية من أعمر البلدان وأطيبها ينتابها الركبان ويقصدها كل بــكر وعوان، قال ابن الكلبي:
سميت كرمان بــكرمان بن فلوج بن لنطي بن يافث ابن نوح، عليه السّلام، وقال غيره: إنما سميت بــكرمان بن فارك بن سام بن نوح، عليه السّلام، لأنه نزلها لما تبلبلت الألسن واستوطنها فسميت به، وقال ابن الفقيه: يقال إن بعض ملوك الفرس أخذ قوما فلاسفة فحبسهم وقال: لا يدخل عليهم إلا الخبز وحده، وخيروهم في أدم واحد فاختاروا الأترج، فقيل لهم: كيف اخترتموه دون غيره؟ فقالوا: لأن قشره الظاهر مشموم وداخله فاكهة وحمّاضه أدم وحبه دهن، فأمر بهم فأسكنوا كرمان، وكان ماؤها في آبار لا يخرج إلا من خمسين ذراعا، فهندسوه حتى أظهروه على وجه الأرض ثم غرسوا بها الأشجار فالتفّت كرمان كلها بالشجر فعرف الملك ذلك فقال: أسكنوهم الجبال، فأسكنوها فعملوا الفوّارات وأظهروا الماء على رؤوس الجبال، فقال الملك: اسجنوهم، فعملوا في السجن الكيمياء وقالوا: هذا علم لا نخرجه إلى أحد، وعملوا منه ما علموا أنه يكفيهم مدة أعمارهم ثم أحرقوا كتبهم وانقطع علم الكيمياء، وقد ذكر في بعض كتب الخراج عن بعض كتّاب الفرس أن الأكاسرة كانت تجبي السواد مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم سوى ثلاثين ألف ألف من الوضائع لموائد الملوك، وكانوا يجبون فارس أربعين ألف ألف، وكانوا يجبون كرمان ستين ألف ألف درهم لسعتها وهي مائة وثمانون فرسخا في مثلها، وكانت كلها عامرة وبلغ من عمارتها
أن القناة كانت تجري من مسيرة خمس ليال، وكانت ذات أشجار وعيون وقنيّ وأنهار، ومن شيراز إلى السيرجان مدينة كرمان أربعة وستون فرسخا وهي خمسة وأربعون منبرا كبار وصغار، وأما في أيامنا هذه فقصبتها وأشهر مدنها جواشير، ويقال كواشير، وهي بردسير، وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ولّى عثمان بن العاص البحرين فعبر البحر إلى أرض فارس ففتحها ولقي مرزبان كرمان في جزيرة بركاوان فقتله فوهى أمر أهل كرمان ونخبت قلوبهم، فلما سار ابن عامر إلى فارس في أيام عثمان بن عفّان أنفذ مجاشع بن مسعود السلمي إلى كرمان في طلب يزدجرد، فهلك جيشه بميمند من مدن كرمان، وقيل من رساتيق فارس، ثم لما توجه ابن عامر إلى خراسان ولّى مجاشعا كرمان ففتح ميمند واستبقى أهلها وأعطاهم أمانا بذلك، وله بها قصر يعرف بقصر مجاشع، ثم فتح مجاشع بروخروه ثم أتي السيرجان مدينة كرمان فتحصن أهلها منه ففتحها عنوة، وقد كان أبو موسى الأشعري وجّه الربيع ابن زياد الحارثي ففتح ما حول السيرجان وصالح أهل بمّ والأندغان ثم نكث أهلها فافتتحها مجاشع بن مسعود وفتح جيرفت عنوة وسار في كرمان فدوّخها وأتى القفص وقد اجتمع إليه خلق ممن جلا من الأعاجم فواقعهم وظفر عليهم فهربت جماعة من أهل كرمان فركبوا البحر ولحق بعضهم بسجستان ومــكران فأقطعت العرب منازلهم وأرضيهم فعمّروها وأدّوا العشر فيها واحتفروا القنيّ في مواضعها، فعند ذلك قال حمير السعدي:
أيا شجرات الــكرم لا زال وابل ... عليكنّ منهلّ الغمام مطير
سقيتنّ ما دامت بنجد وشيجة، ... ولا زال يسعى بينكنّ غدير
ألا حبّذا الماء الذي قابل الحمى ... ومرتبع من أهلنا ومصير
وأيامنا بالمالكية، إنّني ... لهنّ على العهد القديم ذكور
ويا نخلات الــكرخ لا زال ماطر ... عليكنّ مستنّ السحاب درور
سقيتنّ ما دامت بــكرمان نخلة ... عوامر تجري بينهنّ نهور
لقد كنت ذا قرب فأصبحت نازحا ... بــكرمان ملقى بينهنّ أدور
وولى الحجاج قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شدّاد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال الهلالي فارس وكرمان، وهو الذي انتهى إلى نهر فلم يقدر أصحابه على عبوره فقال: من جازه فله ألف درهم، فجازوه فوفى لهم، وكان ذلك أوّل يوم سميت الجائزة جائزة، وقال الجحّاف بن حكيم:
فدى للأكرمين بني هلال ... على علّاتهم أهلي ومالي
هم سنّوا الجوائز في معدّ ... فصارت سنّة أخرى الليالي
رماحهم تزيد على ثمان ... وعشر حين تختلف العوالي
وكرمان أيضا: مدينة بين غزنة وبلاد الهند وهي من أعمال غزنة: بينهما أربعة أيام أو نحوها، وبنيسابور محلة يقال لها مربّعة الــكرمانية، ينسب إليها أبو يوسف يعقوب بن يوسف الــكرماني النيسابوري الشيباني الفقيه
الحافظ المعروف بابن الأخرم، أطال المقام بمصر وكان بينه وبين المزني مكاتبة، سمع إسحاق بن راهويه وقتيبة ابن سعيد ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم، وسمع بالعراق والشام وخراسان والجزيرة ومصر، روى عنه أبو حامد ابن الشرقي وعلي بن جمشاد العدل، توفي سنة 287.

سكر

الســكر: هو الذي من ماء التمر، أي الرطب، إذا غُلِي واشتد وقذف بالزبد، فهو كالباذق في أحكامه.

الســكر: غفلة تعرض بغلبة السرور على العقل، بمباشرة ما يوجبها من الأكل والشرب، وعند أهل الحق: الســكر هو غيبة بواردٍ قوي، وهو يعطي الطرب والالتذاذ، وهو أقوى من الغيبة وأتم منها، والســكر من الخمر، عند أبي حنيفة: ألا يعلم الأرض من السماء، وعند أبي يوسف، ومحمد، والشافعي: هو أن يختلط كلامه، وعند بعضهم: أن يختلط في مشيته إذا تحرك.
(س ك ر) : (سَــكَرَ) النَّهْرَ سَدَّهُ سَــكْرًــا (وَالسِّــكْرُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ وَقَدْ جَاءَ فِيهِ الْفَتْحُ عَلَى تَسْمِيَتِهِ بِالْمَصْدَرِ وَقَوْلُهُ لِأَنَّ فِي السِّــكْرِ قَطْعَ مَنْفَعَةِ الْمَاءِ يَحْتَمِلُ الْأَمْرَيْنِ (وَالسَّــكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ عَصِيرُ الرُّطَبِ إذَا اشْتَدَّ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ سَــكِرَ مِنْ الشَّرَاب سُــكْرًــا وَسَــكَرًــا وَهُوَ سَــكْرَــانُ وَهِيَ سَــكْرَــى كِلَاهُمَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَبِهِ سَــكْرَــةٌ شَدِيدَةٌ (وَمِنْهَا) سَــكَرَــاتُ الْمَوْتِ لِشَدَائِدِهِ (وَالسُّــكَّرُ) بِالتَّشْدِيدِ ضَرْبٌ مِنْ الرُّطَبِ مُشَبَّةٌ بِالسُّــكَّرِ الْمَعْرُوفِ فِي الْحَلَاوَةِ (وَمِنْهُ) بُسْرُ السُّــكَّرِ وَمَنْ فَسَّرَهُ بِالْغَضِّ مِنْ قَصَبِ السُّــكَّرِ فَقَدْ تَرَكَ الْمَنْصُوصَ عَلَيْهِ.
(ســكر) - في حديث أُمِّ حَبِيبةَ في المُسْتَحاضَة: "اســكُرِــيه"
: أي سُدَّيه بعِصابةٍ من السَّــكْر.
ســكر: {ســكرت}: سدت، من ســكرت النهر: سددته، وقيل: من ســكر الشراب. {ســكرة الموت}: اختلاط العقل. {ســكرا}: طعما، وقيل: خمرا، ونسخ.
(ســكر)
سكورا وســكرانا فتر وَسكن يُقَال ســكرت الرّيح وســكر الْحر وعينه سكنت عَن النّظر والإناء وَنَحْوه ســكرا ملأَهُ وَالنّهر وَنَحْوه سَده وحبسه

(ســكر) الْحَوْض وَنَحْوه ســكرا امْتَلَأَ وَيُقَال ســكر من الْغَضَب اشْتَدَّ غَضَبه أَو امْتَلَأَ غيظا وَفُلَان من الشَّرَاب ســكرا وســكرا وســكرانا غَابَ عقله وإدراكه فَهُوَ ســكر وســكران وَهِي ســكرة وســكرى وســكرانة أَيْضا

(ســكر) الْبَحْر وَنَحْوه ركد وبصره حبس عَن النّظر
ســكر
السُّــكَرُ: مَعْروفٌ. وهو - أيضاً -: ضَرْبُ من التَّمْرِ. وسَــكْرَــةُ المَوْتِ: غَشْيَتُه. والسَّــكَرُ: الغَضَبُ، سَــكِرَ سَــكَراً. والسَــكَرُ: شَرابٌ يُتَخَذُ من التَّمْرِ والكُشُوْثِ. ورَجُلٌ سَــكْرَــان، وامْرَأة سَــكْرى، وقَوْمٌ سُكارى وسَــكْرى. وسِكيْرٌ: لا يَزَالُ ســكْرانَ. وسَــكَرْــتُه تَسْكِيراً: وهو الغَتُّ في الخَنْق حتّى يُغْشى عليه. وهو من التًّسْكِيْرِ الذي هو التَضيِيْقُ، من قَوْله عَزَّ وجلَّ: " لَقالُوا إنَّما سُــكرَــتْ أبصارُنا " أي سُدَّتْ. والسَــكْرُ: سَدُّكَ بَثْقَ الماء ومُنْفَجَرَه. والســكْرُ: السَّدَادُ. وماءٌ ساكِر: بمعنى ساكِن لا يَجْري. والســكُرْــكَةُ: شَرَابٌ يُعْمَلُ من الذُّرَةِ.
ســكر
السُّــكْرُ: حالة تعرض بيت المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشّراب، وقد يعتري من الغضب والعشق، ولذلك قال الشاعر:
ســكران: ســكر هوى، وســكر مدامة
ومنه: سَــكَرَــاتُ الموت، قال تعالى:
وَجاءَتْ سَــكْرَــةُ الْمَوْتِ
[ق/ 19] ، والسَّــكَرُ:
اسم لما يكون منه السّــكر. قال تعالى: تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَــكَراً وَرِزْقاً حَسَناً
[النحل/ 67] ، والسَّــكْرُ: حبس الماء، وذلك باعتبار ما يعرض من السّدّ بين المرء وعقله، والسِّــكْرُ: الموضع المسدود، وقوله تعالى: إِنَّما سُــكِّرَــتْ أَبْصارُنا
[الحجر/ 15] ، قيل: هو من السَّــكْرِ، وقيل: هو من السُّــكْرِ، وليلة سَاكِرَــةٌ، أي: ساكنة اعتبارا بالسّكون العارض من السّــكر.

ســكر


سَــكَرَ(n. ac. سَــكْر)
a. Filled.
b. Stopped up; dammed up (river).
c.(n. ac. سُكُوْر
سَــكَرَــاْن), Became still; dropped, fell (wind).

سَــكِرَ(n. ac. سَــكَر)
a. Was, became full.
b. ['Ala], Was enraged at, with.
c.(n. ac. سَــكْر
سُــكْر
سَــكَر
سِــكَر
سُــكُر
سَــكَرَــاْن) [Min], Was intoxicated, inebriated, drunk with;
intoxicated himself with.
سَــكَّرَa. Choked, throttled.
b. [ coll. ], Bolted (
door ).
c. [ coll. ], Was sugared
sweetened.
أَسْــكَرَa. Intoxicated, inebriated.

تَسَاْــكَرَa. Feigned drunkenness.

سِــكْر
(pl.
سُكُوْر)
a. Dam, dyke.
b. Canal; stream.

سُــكْرa. Drunkenness, intoxication.

سَــكَرa. Intoxicating drink, stimulant; wine.

سَــكِرa. see 33
سُــكَّر
P.
a. Sugar.

سُــكَّرِــيّa. Sugary, saccharine.
b. Cake containing sugar with almonds &c.

سَكُوْر
سِكِّيْر
30a. Addicted to drink; drunkard, tippler, toper.

سَــكْرَــاْنُ
(pl.
سَــكْرَــى
سَكَاْر a. yaسُكَاْرَى), Drunken, intoxicated; drunkard.
مِسْكِيْر
a. see 26
سُــكُرَُّــجَة سُــكُرْــجَة
P.
a. Saucer.
[ســكر] فيه: حرمت الخمر بعينها و"الســكر" من كل شراب، هو بفتحتين الخمر المعتصر من العنب، وقد يروى بضم سين وسكون كاف، يريد حالة الســكران فيجعلون التحريم للســكر لا لنفس المســكر فيبيحون قليله الذي لا يســكر، وقيل: الســكر بالحركة الطعام وأنــكروه. ومنه ح: من أصابه الصفر فنعت له "الســكر" فقال: لم يجعل شفاءكم في حرام. وفيه قال للمستحاضة: "اســكريه" أي سديه بخرقة وشديه بعصابة، شبه بســكر الماء. ك: (("ســكرًــا" ورزقًا حسنًا)) الســكر ما حرم شربه من ثمرتها والرزق ما أحل. وفيه: كل "مســكر" حرام، دخل فيه قليله وكثيره، فيبطل قول من زعم: الإسكار للشربة الأخيرة أو إلى جزء يظهر به الســكر، لأنه لا يختص بجزء دون جزء وإنما يوجد على سبيل التعاون كالشبع بالمأكول. و"ســكرات" الموت شدته وهمه وغمه التى تغلبه وتغير فهمه وعقله كالســكر من الشراب. وفيه: باب "ســكر" الأنهار، هو بفتح فسكون من ســكرت النهر إذا سددته. غ: ((تتخذون منه "ســكرًــا")) أي مســكرًــا، وكان هذا قبل تحريم الخمر. و (("ســكرت" ابصارنا)) سدت ومنعت النظر، أو لحقها ما لحق شارب المســكر. ش: ((لفي "ســكرتهم" يعمهون)) أي ضلالهم من ترك البنات يتحيرون.
س ك ر: (السَّــكْرَــانُ) ضِدُّ الصَّاحِي وَالْجَمْعُ (سَــكْرَــى)
وَ (سَكَارَى) بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا وَالْمَرْأَةُ (سَــكْرَــى) وَلُغَةٌ فِي بَنِي أَسَدٍ (سَــكْرَــانَةٌ) . وَ (سَــكِرَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَالِاسْمُ (السُّــكْرُ) بِالضَّمِّ وَ (أَسْــكَرَــهُ) الشَّرَابُ. وَ (الْمِسْكِيرُ) كَثِيرُ السُّــكْرِ وَ (السِّكِّيرُ) بِالتَّشْدِيدِ الدَّائِمُ السُّــكْرِ. وَ (التَّسَاكُرُ) أَنْ يُرِيَ مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (السَّــكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ نَبِيذُ التَّمْرِ وَفِي التَّنْزِيلِ: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَــكَرًــا} [النحل: 67] وَ (سَــكْرَــةُ) الْمَوْتِ شِدَّتُهُ. وَ (سَــكَرَ) النَّهْرَ سَدَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (السِّــكْرُ) بِالْكَسْرِ الْعَرِمُ وَهُوَ الْمُسَنَّاةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {سُــكِّرَــتْ أَبْصَارُنَا} [الحجر: 15] أَيْ حُبِسَتْ عَنِ النَّظَرِ وَحُيِّرَتْ: وَقِيلَ غُطِّيَتْ وَغُشِّيَتْ وَقَرَأَهَا الْحَسَنُ مُخَفَّفَةً وَفَسَّرَهَا سُحِرَتْ. وَ (السُّــكَّرُ) فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَاحِدَتُهُ سُــكَّرَــةٌ. 
[ســكر] السَــكْرانُ: خلافُ الصاحي، والجمع سَــكْرى وَسَكارى . والمرأةُ سَــكْرى. ولغةٌ في بني أسد سَــكْرانَةٌ. وقد ســكر يســكر ســكرا، مثل بطر يبطر بطرا. والاسم الســكر بالضم. وأَسْــكَرَــهُ الشرابُ. والمِسْكيرُ: الكثير السُــكْرِ. والسِكِّيرُ : الدائم السُــكْرِ. والتَساكُرُ: أن يُرِيَ من نفسه ذلك وليس به سُــكْرٌ. والسَــكَرُ بالفتح: نبيذُ التمر. وفي التنزيل:

(تَتَّخِذون منه سَــكَراً) *. والسَكَّارُ: النَبَّاذُ. وسَــكْرَــةُ الموتِ: شِدَّته. والسَــكْرُ: مصدرُ سَــكَرْــتُ النهرَ أَسْــكُرُــهُ سَــكْراً، إذا سَدَدْته. والسِــكْرُ بالكسر: العَرِمُ. وسَــكَرَــتِ الريحُ تَسْــكُرُ سُكوراً. سكنتْ بعد الهبوب. وليلةٌ ساكِرَــةٌ، أي ساكنةٌ. قال أوس ابن حجر: تزاد ليالى في طولِها * ولَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَــهْ - وسَــكَّرَــهُ تَسْكيراً: خَنَقَهُ. والبعيرُ يُسَــكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقتُله. والمُسَــكَّرُ: المخمورُ. قال الشاعر الفرزدق: أَبا حاضِرٍ مِنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زناؤُهُ * ومَنْ يَشْرَبِ الخُرطومَ يُصْبِحْ مُسَــكَّرا - وقوله تعالى:

(سُــكِّرَــتْ أَبْصَارُنا) *، أي حُبِسَتْ عن النظَر وحُيِّرَتْ. وقال أبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ. وقرأها الحسن مخففة. وفسرها سحرت. والســكر فارسي معرب، الواحدة ســكرة.
س ك ر

ســكر من الشراب ســكراً وســكرا بوه ســكرة شديدة، وأســكره الشراب، وتساكر. أنشد سيبويه:

أســكران كان ابن المراغة إذا هجا ... تميماً بجوف الشأم أم متساكر

ورجل ســكران وســكر وسكير، وقوم ســكرى وسكارى وامرأة ســكرى، وشرب الســكر وهو النبيذ. وقيل: شراب يتخذ من التمر والكسب والآس وهو أمر شراب في الدنيا. وفلان يشرب الســكر والســكركة وهي نبيذ الحبش. وبثقوا الماء وســكروه: فجروه وسدوه، والبثق والســكر: ما يبثق ويســكر.

ومن المجاز: غشيته ســكرة الموت. وران به ســكر النعاس. قال الطرماح:

وركب قد بعثت إلى رذايا ... طلائح مثل أخلاق الجفون

مخافة أن يرين النوم فيهم ... بســكر سناته كل الريون

وقال عمر بن أبي ربيعة:

بينما أنظرها في مجلس ... إذ رماني الليل منه بســكر

لم يرعني بعد أخذي هجمة ... غير ريح المسك منها والقطر منه من الليل. وســكر عليّ فلان، وله عليّ ســكر: غضب شديد. قال:

فجاءونا لهم ســكر علينا ... فأجلى اليوم والســكران صاحي

وســكر الحر: فتر، وكذلك الطعام والماء الحارّ إذا سكنت فورته. تقول: اصبر حتى يســكر. قال:

جاء الشتاء واجتال القبر ... وساتخفت الأفعى وكانت تظهر

وجعلت عين الحرور تســكر

وســكرت الريح وســكرت: سكنت، وريح ساكرة، وليلة ساكرة: ساكنة الريح. وماء ساكر: دائم لا يجري. قال:

أأن غرّدت يوماً بواد حمامة ... بكيت ولم يعذرك بالجهل عاذر

تغنى الضحى والعصر في مرجحنة ... نياف الأعالي تحتها الماء ساكر

وســكرت أبصارهم وســكرت: حبست من النظر
س ك ر : سَــكَرْــتُ النَّهْرَ سَــكْرًــا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَدَدْتُهُ وَالسِّــكْرُ بِالْكَسْرِ مَا يُسَدُّ بِهِ وَالسُّــكَّرُ مَعْرُوفٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَأَوَّلُ مَا عُمِلَ بِطَبَرْزَذَ وَلِهَذَا يُقَالُ سُــكَّرٌ طَبَرْزَذِيٌّ وَالسُّــكَّرُ أَيْضًا نَوْعٌ مِنْ الرُّطَبِ شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ النَّخْلَةِ نَخْلُ السُّــكَّرِ الْوَاحِدَةُ سُــكَّرَــةٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي بَابِ الْعَيْنِ الْعَمْرُ نَخْلُ السُّــكَّرِ وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ.

وَالسَّــكَرُ بِفَتْحَتَيْنِ يُقَالُ هُوَ عَصِيرُ الرُّطَبِ إذَا اشْتَدَّ وَسَــكِرَ سَــكَرًــا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَكَسْرُ السِّينِ فِي الْمَصْدَرِ لُغَةٌ فَيَبْقَى مِثْلُ: عِنَبٍ فَهُوَ سَــكْرَــانُ وَكَذَلِكَ فِي أَمْثَالِهَا وَامْرَأَةٌ سَــكْرَــى وَالْجَمْعُ سُكَارَى بِضَمِّ
السِّينِ وَفَتْحُهَا لُغَةٌ.
وَفِي لُغَةِ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ فِي الْمَرْأَةِ سَــكْرَــانَةٌ وَالسُّــكْرُ اسْمٌ مِنْهُ وَأَسْــكَرَــهُ الشَّرَابُ أَزَالَ عَقْلَهُ وَيُرْوَى «مَا أَسْــكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» وَنُقِلَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ أَعَادَ الضَّمِيرِ عَلَى كَثِيرُهُ فَيَبْقَى الْمَعْنَى عَلَى قَوْلِهِ فَقَلِيلُ الْكَثِيرِ حَرَامٌ حَتَّى لَوْ شَرِبَ قَدَحَيْنِ مِنْ النَّبِيذِ مَثَلًا وَلَمْ يَسْــكَرْ بِهِمَا وَكَانَ يَسْــكَرُ بِالثَّالِثِ فَالثَّالِثُ كَثِيرٌ فَقَلِيلُ الثَّالِثِ وَهُوَ الْكَثِيرُ حَرَامٌ دُونَ الْأَوَّلَيْنِ وَهَذَا كَلَامٌ مُنْحَرِفٌ عَنْ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ لِأَنَّهُ إخْبَارٌ عَنْ الصِّلَةِ دُونَ الْمَوْصُولِ وَهُوَ مَمْنُوعٌ بِاتِّفَاقِ النُّحَاةِ وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى إعَادَةِ الضَّمِيرِ مِنْ الْجُمْلَةِ عَلَى الْمُبْتَدَإِ لِيُرْبَطَ بِهِ الْخَبَرُ فَيَصِيرُ الْمَعْنَى الَّذِي يُسْــكِرُ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُ ذَلِكَ الَّذِي يُسْــكِرُ كَثِيرُهُ حَرَامٌ وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي الْحَدِيث فَقَالَ «كُلُّ مُسْــكِرٍ حَرَامٌ» «وَمَا أَسْــكَرَ الْفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ» وَلِأَنَّ الْفَاءَ جَوَابٌ لِمَا فِي الْمُبْتَدَإِ مِنْ مَعْنَى الشَّرْطِ وَالتَّقْدِيرُ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ يُسْــكِرُ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُ ذَلِكَ الشَّيْءِ حَرَامٌ وَنَظِيرُهُ الَّذِي يَقُومُ غُلَامُهُ فَلَهُ دِرْهَمٌ وَالْمَعْنَى فَلِذَلِكَ الَّذِي يَقُومُ غُلَامُهُ وَلَوْ أُعِيدَ الضَّمِيرُ عَلَى الْغُلَامِ بَقِيَ التَّقْدِيرُ الَّذِي يَقُومُ غُلَامُهُ فَلِلْغُلَامِ دِرْهَمٌ فَيَكُونُ إخْبَارًا عَنْ الصِّلَةِ دُونَ الْمَوْصُولِ فَيَبْقَى الْمُبْتَدَأُ بِلَا رَابِطٍ فَتَأَمَّلْهُ وَفِيهِ فَسَادٌ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى أَيْضًا لِأَنَّهُ إذَا أُرِيدَ فَقَلِيلُ الْكَثِيرِ حَرَامٌ يَبْقَى مَفْهُومُهُ فَقَلِيلُ الْقَلِيلِ غَيْرُ حَرَامٍ فَيُؤَدِّي إلَى إبَاحَةِ مَا لَا يُسْــكِرُ مِنْ الْخَمْرِ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْإِجْمَاعِ. 
ســكر: ســكر: شرب الخمر. ففي ألف ليلة (يرسل 9: 238): فأكلوا وســكروا = (ص239) أكل وشرب مداماً.
ســكر: رشف، مص، مصمص (هلو).
ســكر (بالتشديد): سدَّ (لين تاج العروس برجون، بوشر، شمبرت ص192، محيط المحيط، ألف ليلة يرسل 4: 331) وقد صفحت الكلمة في معجم الكالا فصارت سَرَّك (انظر الكلمة) وانظر المصدر تسكير.
سَــكّر الشيء: صار كالســكّر (محيط المحيط) - ســكَّر: تبلور الســكّر (بوشر).
أســكر. أســكر الباب: ســكَرّــها وسدّها (باين سميث 1502).
تسُــكّر: سَدّ (بوشر).
تســكَّر: سُدَّ (بوشر) ففي حكاية باسم الحداد (ص58): فقال له الرشيد كنت رُحُتَ إلى حمام الخليفة فقال أول ما تســكَّر هي قال له كنت سُرت إلى حمام الست زبيدة قال والآخرة أيضاً سُــكرّــت.
سُــكْر: دهش الصوفية (المقري 1: 569، 580، 582).
سُــكْر: قوة مســكرة. ففي المستعيني: داذي: يُدَقُّ ويُلْقَى في نبيذ التمر ببغداد فيقوى سُــكْره ويطيب رائحته (وضبط الكلمات في مخطوطة ن).
سَــكْرَــة: إغماء، فقدان الحس (ألف ليلة 1: 803) سَــكْرَــة: جرعة خمر. ففي ألف ليلة (يرسل 9: 238): فقالت لهم اقصدوا جبري في لقمة وســكرة فأدخلتهم فأكلوا وســكروا. وفيها أيضاً عليك أن تقرأ سَــكْرَــة طبقاً للمخطوطة (انظر ص35).
وفي لطائف الثعالبي (ص36): وســكْرةٍ من نبيذ دِبْسٍ والناشر الذي لا يعرف هذا المعنى لكلمة ســكرة قد أبدلها بكلمة زُــكْرة التي وجدها في نسخة أخرى من هذه القصيدة. (كول ص89) وهي تدل أيضاً على معنى جيد، غير إنه ليس من الضروري الابتعاد عن مخطوطة اللطائف. وأخيراً فمن الممكن أن تنطقها سُــكْرة، وهي إذا بمعنى زُــكرة. (انظر المادة التالية).
سُــكْرَــة = زُــكْرَــة: زقّ (باين سميث 1147) وانظر المادة السابقة.
سُــكْرِــيّ: ســكران، ثمل (بوشر).
خام ســكري: النوع الرقيق من القماش القطني الذي يصنع في مدينة كليكوت في مالطة (اسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 152) وفيها: سُــكْري.
ســكران: من أصابه الدهش الصوفي (المقري 1: 580).
خَمِيس السُكارَى: خميس المرفع، وهو الخميس الذي يسبق الأحد الواقع قبل أربعاء الرماد أي الخميس قبل الصوم الكبير. (بوشر).
سِــكْران وجمعها سَكارِين: تصحيف سَــكْران (ألكالا).
سَــكَران: سُــكْر صوفي، دهش صوفي (المقري 1: 582).
سَكِير: ســكران، ثمل (المعجم اللاتيني - العربي سُــكَّر. ســكر العُشَر (انظر فريتاج في مادة غشَر): اسمه العلمي: calotropis gigantea وهو صمغ قليل الحلاوة يؤخذ من شجرة العُشَر (ابن البيطار 2: 36، 524، الجريدة الآسيوية 1853، 1: 164) وقد وصفه بلون (ص334).
ســكر مُمَسَّك: ماء حلى بالســكر ووضع فيه مسك (ألف ليلة 1: 84). سَكاكر: جمع ســكّر: حلويات (بوشر).
سُــكَّرة: مغلاق من خشب (همبرت ص193، محيط المحيط).
سُــكَّري. كمثري ســكري: كمثرى حلو كأنه حلى بالســكر (ابن العوام 1: 441 وموز ســكرى كذلك (ألادريسى ج1، فصل7).
سُــكَّريَّة: مصنع الســكر، معمل الســكر (بوشر).
سُــكَّرَــيَّة: وعاء الســكر (بوشر).
سَكَّار: سِكِيّر (ألكالا، هلو).
سَكَّار: عامل يشتغل في السدود (معجم الماوردي).
سكــكري: قفّال، حداد يصنع الأقفال (همبرت ص85).
سَكاكِريّ: عطار، عقاقيري، يقّال (هلو، مجلة الشرق والجزائر 2: 265، دوماس عادات ص259).
سيــكران: نبات اسمه العلمي: Hyosciamus albus L وهو بنج تفعل أوراقه فعل الأفيون. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 347، غراس ص332، دوماس عادات ص383، ابن البيطار 1: 175، 2: 74).
سيــكران الحوت: نبات اسمه العلمي: Verbascum ( ابن البيطار 2: 74) وفي 1: 118) منه، زهر سيــكران الحوت. وفي (1: 184): وعامتنا بالأندلس تسمّيه بالبرباشكة (بالبرباشكوه في مخطوطة ب) باللطينية وهو عندهم سيــكران الحوت أيضاً (2: 460، 527).
سَيْــكَران الدَّور (هذا الضبط في مخطوطتنا): اسم تطلقه العامة على البنج أو Hyociamus albus L ( معجم المنصوري مادة بنج). تَسْكِير. التسكير والحبس المديد في الدير: النذر بعدم الخروج من الدير (بوشر).
مُسْــكِر: تقابل العبرية شــكر: سَــكَر. كل شراب يســكر (جسنيوس 1410، السعدية النشيد 69 البيت 13، أبو الوليد ص432 رقم8) مســكرة: في طرابلس الشام: مسطار، سلاف، عصير العنب (باين سميث 1635) مســكرة، في اليمن: مرض الحبوب، وربما كان داء القمح وهو يشبه الصدأ، شَقِران (نيبور رحلة ص34 وفيه مُسْــكُرَــه. مُسَــكَّرات: حلويات (ألف ليلة يرسل 1: 149) مَسْكُور وجمعها مسكورية: من يقوم بالتأمين على البضائع (بوشر) وهو يذكر سكورتا أي تأمين، وهي الكلمة الإيطالية sicurta. وكلمة مسكور من نفس هذا الأصل.
(س ك ر)

الســكر: نقيض الصحو.

وَمِنْه: ســكر الشَّبَاب، وســكر المَال، وســكر السُّلْطَان.

وســكر ســكرا، وســكراً، وســكراً، وســكراً وســكراناً.

فَهُوَ ســكر، عَن سِيبَوَيْهٍ، وســكران.

وَالْأُنْثَى: ســكرة، وســكرى، وســكرانة، الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ فِي التَّذْــكِرَــة، قَالَ: وَمن قَالَ هَذَا وَجب عَلَيْهِ أَن يصرف " سَــكرَــان " فِي النــكرَــة.

وَالْجمع: سكارى، وسكارى، وســكرى، وَقَوله تَعَالَى: (لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى) قَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا قيل هَذَا قبل أَن ينزل تَحْرِيم الْخمر، وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا عَنى هُنَا ســكر النّوم، يَقُول: لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم روبى.

وَرجل سكير، ومسكير، وســكر، وسكور: كثير الســكر، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد لعَمْرو بن قميئة:

يَا رب من أسفاه أحلامه ... أَن قيل يَوْمًا إِن عمرا سكور

وَجمع الســكر: سكارى، كجمع سَــكرَــان لاعتقاب " فعل " و" فعلان " كثيرا على الْكَلِمَة الْوَاحِدَة.

وَقد اســكره الشَّرَاب. وتساكر الرجل: أظهر الســكر وَاسْتَعْملهُ، قَالَ الفرزدق:

أسَــكرَــان كَانَ ابْن المراغة إِذْ هجا ... تميما بجوف الشَّام أم متساكرا

تَقْدِيره: أكَانَ سَــكرَــان ابْن المراغة؟؟.

فَحذف الْفِعْل الرافع، وَفَسرهُ بِالثَّانِي، فَقَالَ: كَانَ ابْن المراغة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَهَذَا إنشاد بَعضهم، واكثرهم ينصب السَّــكْرَــان وَيرْفَع الآخر، على قطع وَابْتِدَاء، يُرِيد أَن بعض الْعَرَب يَجْعَل اسْم كَانَ: " سَــكرَــان " و" متساكر " وخبرها: ابْن المراغة وَقَوله: وَأَكْثَرهم ينصب السَّــكْرَــان وَيرْفَع الآخر على قطع وَابْتِدَاء، يُرِيد: أَن " سَــكرَــان " خبر كَانَ مضمرة، تفسرها هَذِه المظهرة، كَأَنَّهُ قَالَ: أكَانَ سَــكرَــان ابْن المراغة كَانَ سَــكرَــان، وَيرْفَع " متساكر " على أَنه خبر ابْتِدَاء مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ: أم هُوَ متساكر؟؟ وَقَوْلهمْ: ذهب بَين الصحوة والســكرة: إِنَّمَا هُوَ بَين أَن يعقل وَلَا يعقل.

وَالســكر: الْخمر نَفسهَا.

وَالســكر: شراب يتَّخذ من التَّمْر والكشوث والآس، وَهُوَ محرم كتحريم الْخمر.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الســكر: يتَّخذ من التَّمْر والكشوث، يطرحان سافاً سافاً، وَيصب عَلَيْهِ المَاء، قَالَ: وَزعم زاعم أمه رُبمَا خلط بِهِ الآس فزاده شدَّة.

وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي الســكر، الَّذِي فِي التَّنْزِيل: إِنَّه الْخلّ، وَهَذَا شَيْء لَا يعرفهُ أهل اللُّغَة.

وســكرة الْمَوْت: غَشيته، وَكَذَلِكَ: ســكرة الْهم وَالنَّوْم وَنَحْوهمَا، وَقَوله:

فجاءونا بهم ســكر علينا ... فَأجلى الْيَوْم والســكران صاحي

أَرَادَ: " ســكر " فأتبع الضمُّ الضمَّ ليسلم الْجُزْء من العصب.

وَرِوَايَة يَعْقُوب: " ســكر " وَقَالَ اللحياني: وَمن قَالَ " ســكر علينا " فَمَعْنَاه: غيظ وَغَضب.

وســكر بَصَره: غشي عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل: (لقالوا إِنَّمَا ســكرت ابصارنا) والتسكير للْحَاجة: اخْتِلَاط الرَّأْي فِيهَا قبل أَن يعزم عَلَيْهَا، فَإِذا عزم عَلَيْهَا ذهب اسْم التسكير.

وَقد ســكر.

وســكر النَّهر يســكره ســكرا: سد فَاه. وكل شقّ سد: فقد ســكر.

وَالســكر: مَا سد بِهِ.

وَالســكر: العرم.

وَالســكر، أَيْضا: المسناة.

والجميع: سكور.

وســكرت الرّيح تســكر سكورا، وســكرانا: سكنت بعد الهبوب.

وَلَيْلَة ساكرة: سَاكِنة، قَالَ أَوْس بن حجر:

تزاد ليَالِي فِي طولهَا ... فَلَيْسَتْ بطلق وَلَا ساكره

وســكر الْبَحْر: ركد. انشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة بَحر:

يقيء زعب لحر حِين يســكر

كَذَا انشده: " يســكر " على صِيغَة فعل الْمَفْعُول، وَفَسرهُ بيركد، على صِيغَة فعل الْفَاعِل.

وَالســكر من الْحَلْوَى: فَارسي مُعرب. قَالَ:

يكون بعد الحسو والتمزر ... فِي فَمه مثل عصير الســكر

إِنَّمَا أَرَادَ: مثل الســكر فِي الْحَلَاوَة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَالســكر: عِنَب يُصِيبهُ المرق فينتثر فَلَا يبْقى فِي العنقود إِلَّا أَقَله، وعناقيده أوساط وَهُوَ أَبيض رطب صَادِق الْحَلَاوَة عذبٌ، من طرائف الْعِنَب ويزبب أَيْضا.

وَالســكر: بقلة من الْأَحْرَار، عَن أبي حنيفَة. قَالَ وَلم يبلغنِي لَهَا حلية.

والســكرة: المريراء الَّتِي تكون فِي الْحِنْطَة.

والســكران: مَوضِع، قَالَ كثير يصف سحابا: وعرس بالســكران يَوْمَيْنِ وارتكي ... يجر كَمَا جر المكيث الْمُسَافِر

والسيــكران: نبت، قَالَ:

وشفشف حر الشَّمْس كل بَقِيَّة ... من النبت إِلَّا سيــكراناً وحلبا

قَالَ أَبُو حنيفَة: السيــكران مِمَّا تدوم خضرته القيظ كُله، قَالَ: وَسَأَلت شَيخا من أَعْرَاب الشَّام عَن السيــكران، فَقَالَ: السخر، وَنحن ناكله رطبا، أَي أكل، قَالَ: وَله حب أَخْضَر كحب الرازيانج.
ســكر
ســكَرَ يســكُر، سُكورًا وسَــكَرانًا، فهو ساكر
• ســكَر البصرُ: سكن وفتر " {لَقَالُوا إِنَّمَا سَــكَرَــتْ أَبْصَارُنَا} [ق] ". 

ســكِرَ/ ســكِرَ من يَســكَر، سَــكْرًــا وسُــكْرًــا، فهو سَــكْرانُ/ سَــكْرانٌ وسَــكِر، والمفعول مَسكور منه
• ســكِر بصرُه: سُدّ وغُطّي " {لَقَالُوا إِنَّمَا سَــكِرَــتْ أَبْصَارُنَا} [ق] ".
• ســكِر الشَّخصُ من الشَّراب: غاب عقلُه وإدراكُه، نقيض صحا "شرب الخمرَ حتى سِــكر". 

أســكرَ يُســكِر، إسكارًا، فهو مُسْــكِر، والمفعول مُسْــكَر
• أســكَره الخمرُ: جعَله يســكَر، أذهب عنه وعيَه ° أســكرته الفرحةُ: جعلته كالفاقِد وعيَه- أســكره النَّصرُ: أثار نشوتَه وحماسَه.
• أســكره زميلُه: أعطاه ما يُسْــكِره، سقاه خمرًا حتى سَــكِر "أســكره أصحابَه ليضحكوا عليه- إدمان المسْــكرات: مداومة
 شُرب الكحول". 

تساكرَ يتساكر، تساكُرًــا، فهو مُتساكِر
• تساكر الشَّخصُ: أظهر السُّــكْرَ وليس بســكران "تساكر مع أصدقائه في معرض الدُّعابَة". 

ســكَّرَ يُســكِّر، تسكيرًا، فهو مُسَــكِّر، والمفعول مُسَــكَّر
• ســكَّر فلانًا: بالغ في إسكارِه، جعله يَسْــكَر.
• ســكَّر الشَّيءَ: أغلقه "ســكَّر الحنفيّةَ/ البابَ".
• ســكَّر الماءَ ونحوَه: حلاّه بالسُّــكّر "ســكّر قهوتَه".
• ســكَّر بصرَه: حيَّره، حبسه عن النظر " {لَقَالُوا إِنَّمَا سُــكِّرَــتْ أَبْصَارُنَا} ". 

سَكارِين [مفرد]: (كم) سَــكَرين، سُــكّرِــين؛ من نواتج قطران الفحم، بيضاء اللّون، بلّوريّة، تزيد حلاوته حوالي 400 مرّة على حلاوة الســكر المعروف؛ لذا يستعمل لتحلية الطعام للممنوعين من تناول الســكر وهم مرضى البول الســكّريّ. 

سَــكْر [مفرد]: مصدر ســكِرَ/ ســكِرَ من. 

سَــكَر [مفرد]:
1 - كلّ ما يُسْــكِر من خَمْرٍ وشراب.
2 - نقيع التّمر الذي لم تمسّه النار، ما لا يُســكر من الأنبذة " {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَــكَرًــا وَرِزْقًا حَسَنًا} ". 

سَــكِر [مفرد]: مؤ سَــكِرَــة وسَــكْرَــى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ســكِرَ/ ســكِرَ من. 

سُــكْر [مفرد]:
1 - مصدر ســكِرَ/ ســكِرَ من.
2 - غيبوبة العقل واختلاطه من الشّراب المســكر "أغرق همّه في السُّــكْر- {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سُــكْرِــهِمْ يَعْمَهُونَ} [ق] ".
3 - ما يعتري الإنسانَ من نشوة "سُــكْر الظفر/ العِشْق". 

سَــكْرانُ/ سَــكْرانٌ [مفرد]: ج سَكارَى/ ســكرانون وسُكارَى/ ســكرانون وسَــكْرَــى/ ســكرانون، مؤ سَــكْرَــى/ سَــكْرانة، ج مؤ سَكارَى/ ســكرانات وسُكارَى/ ســكرانات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ســكِرَ/ ســكِرَ من: مخمور، غائب العقل ذاهب الوعي من شرب الخمر.
2 - ثمل نشوان، مأخوذ بهوًى عاطفيّ أو شعور انفعاليّ "ســكران من الفرح/ الكبرياء". 

سَــكَران1 [مفرد]: مصدر ســكَرَ
2557 - 
سَــكَران2 [جمع]: (نت) جنس نبات مُعَمَّر من الفصيلة الباذنجانيّة، ينبت في الصحاري المصريّة والهند وله أغصان كثيرة تخرج من أصل واحد، أوراقه عصيريّة، وأزهاره بنفسجيّة، يستعمل في الطبّ. 

سَــكْرَــة [مفرد]: ج سَــكَرات وسَــكْرات:
1 - اسم مرَّة من ســكِرَ/ ســكِرَ من: جهل، غفلة، ضلال "غشيته ســكرةُ الموت- {إِنَّهُمْ لَفِي سَــكْرَــتِهِمْ يَعْمَهُونَ} " ° ذهَب بين الصَّحوة والسَّــكْرة: بين أن يعقل ولا يعقل.
2 - غمرة وشدّة " {وَجَاءَتْ سَــكْرَــةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} ". 

سَــكرين [مفرد]: (كم) سكارين، سُــكَّرِــين؛ من نواتج قطران الفحم، بيضاء اللّون، بلّوريّة، تزيد حلاوته حوالي 400 مرّة على حلاوة الســكر المعروف؛ لذا يستعمل لتحلية الطعام للممنوعين من تناول الســكر وهم مرضى البول الســكّريّ. 

سُــكَّر [مفرد]:
1 - مادّة حلوة تُستخرج غالبًا من عصير القصب أو البنجر، وتستعمل لتحلية بعض أنواع الطعام والشراب "احتكار السُّــكّر- سُــكّر خام/ النبات- معمل تــكرير الســكر" ° ســكَّر الدَّم: ســكّر على شكل جلوكوز في الدم- ســكَّر نبات: حلوى شفّافة تصنع بغلي الســكر مع إضافة خلاصة الشعير.
2 - (طب) مرض يظهر فيه السُّــكّر في الدم أو البول نتيجة اضطراب وظائفي وأسبابه متعدِّدة أهمها نقص هرمون الأنسولين ويعرف أيضًا بالسّــكّريّ.
• سُــكَّر الشَّعير: (كم) نوع من السُّــكّر يمكن الحصول عليه من النّشا، وهو أقل حلاوة من ســكَّر القصب.
• سُــكَّر العنب: (كم) ســكر بلوريّ عديم اللّون حلو المذاق يذوب في الماء، ويوجد في العنب والفواكه وعسل النحل.
• سُــكَّر الفاكهة: (كم) ســكر بلوريّ أبيض حلو الطّعم، يوجد في الفاكهة الناضجة ورحيق الأزهار وعسل النحل.
• قصب السُّــكَّر: (نت) جنس نبات مُعَمَّر من فصيلة النجيليّات، مهده البلاد الآسيويّة الحارّة، أزهاره صغيرة الحجم، سُوقه منتصبة مصقولة يُستخرج منها السُّــكَّر، وتُعطى أوراقه علفًا للماشية.
 • ســكَّر الرَّصاص: (كم) خلاَّت الرصاص، مادة بيضاء بالغة السُّمِّيَّة، متبلورة، ذات طعم حلو، تستخدم كمادة مثبِّتة في صبغ المنسوجات. 

سُــكَّروز [مفرد]: (انظر: س ك ك ر و ز - سُــكَّروز). 

سُــكَّرِــين [مفرد]: سكارين، سَــكَرين؛ أحد نواتج قطران الفحم أبيض اللّون بلوريّ تزيد حلاوته حوالي 400 مرّة على حلاوة الســكر المعروف؛ لذا يستعمل لتحلية الطعام للممنوعين من تناول الســكر وهم مرضى البول الســكّريّ. 

سُــكَّرِــيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سُــكَّر: "محلول سُــكَّريّ".
• البوْل السُّــكَّريّ/ الدَّاء السُّــكَّريّ: (طب) مرض يظهر فيه ســكَّر العنب في البول وأهمّ أسبابه نقص هرمون الأنسولين الذي ينظِّم احتراق السُّــكَّر في خلايا الجسم، يسبِّب إفرازًا مفرطا للبول، واستمراريَّة الإحساس بالعطش. 

سُــكَّرِــيَّة [مفرد]: وعاء يوضع فيه السُّــكّر "وضع السُّــكَّريّة بجوار الفنجان". 

سِكِّير [مفرد]: صيغة مبالغة من ســكِرَ/ ســكِرَ من: مدمن، غائب الوعي لا يكاد يفيق، منغمس في شراب الكحول والخمر. 

سُكور [مفرد]: مصدر ســكَرَ

مُسْــكِرات [جمع]: مف مُســكِر
• المُسْــكِرات: الخمور، المشروبات الرُّوحيّة. 

ســكر

1 سَــكِرَ, aor. ـَ inf. n. سَــكَرٌ (S, Mgh, Msb, K) and سُــكْرٌ, (A, Mgh, K,) or this is a simple subst., (S, Msb,) and سُــكُرٌ and سَــكْرٌ (K) and سِــكَرٌ (Msb) and سَــكَرَــانٌ, (K,) He was, or became, intoxicated, inebriated, or drunken; (MA, KL, &c.;) contr. of صَحَا. (S, A, K.) [See also سُــكْرٌ, below.] b2: [Hence,] سَــكِرَ عَلَىَّفُلَانٌ, (A,) inf. n. سَــكَرٌ, (K,) (tropical:) Such a one was, or became, violently angry with me: (A:) or angry; or enraged. (K.) and لَهُ عَلَىَّ سَــكَرٌ (tropical:) He has violent anger against me. (A.) b3: And سَــكِرَــتْ أَبْصَارُنَا; and سَــكِرَــت أَبْصَارُ القَوْمِ; and سَــكِرَــتْ عَيْنُهُ: see 2. b4: Also سَــكِرَ, aor. ـَ (TK,) inf. n. سَــكَرٌ, (IAar, K,) It (a wateringtrough, or tank, TK) was, or became, full. (IAar, K, TK.) b5: And سَــكِرَــتِ الرِّيحُ, (A, and so in my MS. copy of the K,) or سَــكَرَــت, (S, O, and so in the CK,) aor. ـُ (S, O,) or, as some relate a verse of Jendel Ibn-El-Muthennà Et-Tuhawee, in which it occurs, سَــكَرَ, (O,) [indicating that the pret. is سَــكِرَــت or that the aor. is irreg.,] inf. n. سُكُورٌ (S, O, K) and سَــكَرَــانٌ, (K,) (tropical:) The wind became still, (S, A, O, K,) after blowing. (S.) And سَــكَرَ, [or سَــكِرَ,] inf. n. سُكُورٌ, (tropical:) It (water) became still, ceasing to run: so says Az: and (tropical:) it (the sea) became calm, or motionless: so says IAar. (TA.) And سَــكِرَ, (A,) or سَــكَرَ, aor. ـُ (TA,) (tropical:) It (food [in a cooking-pot], or hot water, A, or a hot thing, TA) ceased to boil, or estuate, (A, TA,) or to burn, or be hot: (TA:) and (assumed tropical:) it (heat) became allayed, or it subsided. (TA.) A2: سَــكَرَــهُ: see 4. b2: Also, (IAar, TA,) aor. ـُ (TK,) inf. n. سَــكْرٌ, (K,) He filled it. (IAar, K, * TA.) b3: Also, (S, Mgh, Msb,) aor. as above, (S, Msb,) and so the inf. n.; (S, Mgh, Msb, K;) and ↓ ســكّرهُ, inf. n. تَسْكِيرٌ; (MF;) He stopped it up, or dammed it; namely, a river, or rivulet. (S, Mgh, Msb, K, MF.) And hence, سَــكَرَ البَابَ, and ↓ ســكّرهُ, (assumed tropical:) He closed, or stopped up, the door. (TA.) b4: سُــكِرَــتْ أَبْصَارُنَا: see 2.2 ســكّرهُ: see 4. b2: And see also 1, last two explanations. b3: سُــكِرَــتْ أَبْصَارُنَا, in the Kur [xv. 15], means (tropical:) Our eyes have been prevented from seeing, and dazzled: (S, K:) or have been covered over: (Aboo-' Amr Ibn-El-' Alà, S, K:) and ↓ سُــكِرَــتْ, without teshdeed, have been prevented from seeing: (Fr, K: *) or this latter, which is the reading of El-Hasan, means, accord. to him, have been enchanted: (S:) or both mean, have been covered and closed by enchantment, so that we imagined ourselves to behold things which we did not really see: (T, TA:) Mujáhid explains the latter reading as meaning, have been stopped up; i. e., have been covered by that which prevented their seeing, like as water is prevented from flowing by a سِــكْر [or dam]: (A 'Obeyd:) and another reading is ↓ سَــكِرَــتْ, meaning, have become dazzled, like those of the intoxicated: (Ksh, Bd: *) AO says that أَبْصَارُ القَوْمِ ↓ سَــكِرَــتْ means (tropical:) The people became affected by a giddiness; and an affection like cloudiness of the eye, or weakness of the sight, came over them, so that they did not see; and Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà says that this signification is derived from سُــكْرٌ; as though their eyes were intoxicated: Zj says that عَيْنُهُ ↓ سَــكِرَــتْ means (assumed tropical:) his eye became dazzled, and ceased to see. (TA.) b4: سُــكِّرَ لِلْحَاجَةِ, meaning (assumed tropical:) His judgment, or opinion, was confused respecting the object of want, is said of a man only before he has determined upon the thing alluded to. (TA.) b5: ســكّرهُ, inf. n. تَسْكِيرٌ, also signifies He squeezed his throat, or throttled him. (S, K.) One says, البَعِيرُ يُسَــكِّرُ آخَرَ بِذِرَاعِهِ حَتَّى يَكَادُ يَقْتُلُهُ [The camel throttles another with his arm so that he almost kills him]. (S.) 4 اســكرهُ It (wine, or beverage,) intoxicated, or inebriated, him; (S, A;) or deprived him of his reason; (Msb;) as also, accord. to some, ↓ سَــكَرَــهُ; (MF, TA;) but the former is that which commonly obtains; (TA;) [and ↓ ســكّرهُ has the same signification; or its inf. n.] تَسْكِيرٌ signifies the causing, or making, to be affected with the remains of intoxication. (KL. [See the pass. part. n. of this last, below.]) The first is also said of قريض [app. a mistranscription for قريص, which may be syn. with قَارِصٌ, meaning “ sour milk,” for this has an effect like intoxication when too much of it has been drunk]; and thus applied it is tropical. (TA.) 6 تساكر He feigned intoxication, or a state of drunkenness. (S, A. *) 8 استــكر الضَّرْعُ The udder became full of milk. (MA.) b2: And استــكرت السَّمَآءُ The sky rained vehemently. (MA.) سَــكْرٌ: see سَــكْرَــانُ: A2: and سِــكْرٌ.

A3: Also A certain herb, or leguminous plant, (بَقْلَةٌ,) of such as are termed أَحْرَار [pl. of حُرٌّ], (Aboo-Nasr, K,) which is of the best of بُقُول: (TA as from the K: [but not in my MS. copy of the K nor in the CK:]) AHn says that no description of its general attributes or qualities had come to his knowledge. (TA.) سُــكْرٌ an inf. n., (A, Mgh, K,) or a simple subst., signifying Intoxication, inebriation, or drunkenness; i. e. the state thereof; (S, Msb;) a state that intervenes as an obstruction between a man and his intellect; mostly used in relation to intoxicating drinks: but sometimes as meaning (assumed tropical:) such a state arising from anger, or from the passion of love: a poet says, سُــكْرَــانِ سُــكْرُ هَوًى وَسُــكْرُ مُدَامَةٍ

أَنَّى يُفِيقُ فَتًى بِهِ سُــكْرَــانِ [Two intoxications, the intoxication of love and the intoxication of wine: how shall a youth recover his senses in whom are two intoxications?]. (Er-Rághib, TA.) سِــكْرٌ a subst. from السَّــكْرُ (Mgh, K) as meaning “ the stopping up, or damming,” of the river, or rivulet; (K;) i. e. A dam; a thing with which a river, or rivulet, is stopped up; (S, * Msb, K, TA;) and ↓ سَــكْرٌ, originally an inf. n., occurs in the same sense: (Mgh:) the pl. of the former is سُكُورٌ. (K.) سَــكَرٌ Wine: (K:) so, accord. to Fr and others in the Kur [xvi. 69], تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَــكَرًــا وَرِزْقًا حَسَنًا, meaning, ye obtain therefrom wine, and raisins and dried dates and the like; this being said before wine was prohibited: (TA:) and the [beverage called] نَبِيذ (S, A) prepared from dried dates: (S:) so in the Kur, ubi suprà: (S:) or the expressed juice of fresh ripe dates when it has become strong; (Mgh, Msb;) originally an inf. n.: (Mgh:) or an infusion of dried dates, untouched by fire: (A 'Obeyd:) a beverage, (A,) or نَبِيذ, (K,) made from dried dates and from كَشُوث [a species of cuscuta, or dodder] (A, K) and myrtle, آس, (A,) which is the most bitter beverage in the world, (A,) and forbidden like wine; (TA;) or made from dried dates and كشوث, disposed layer upon layer, upon which water is poured; and some assert that sometimes myrtle (آس) is mixed with it, and this increases its strength: (AHn:) also anything that intoxicates: (K:) and what is forbidden [that is obtained] from fruit (I'Ab, T, K) [of the palm-tree and grape vine], meaning wine, before its being forbidden; and الرِّزْقُ الحَسَنُ is what is lawful [that is obtained] from grapes and dates: (I 'Ab, T, TA:) and vinegar; (K;) accord. to some of the expositors of the Kur, ubi suprà; but this is a meaning unknown to the leading lexicologists: (B, TA:) and food: (K:) so accord. to AO alone; as in the following saying of a poet; جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الــكِرَــامِ سَــكَرَــا [Thou hast made the reputations of the generous to be food: or] thou hast made the vituperation of the generous to be food to thee: but the leading lexicologists disallow this; and Zj says that the more probable meaning here is wine. (TA.) سَــكِرٌ: see سَــكْرَــانُ: b2: and سِكِيرٌ.

سَــكْرَــةٌ A fit of intoxication: (A, Mgh:) pl. سَــكَرَــاتٌ. (Mgh.) You say, ذَهَبَ بَيْنَ الصَّحْوَةِ وَالسَّــكْرَــةِ He went away in state between that of sensibility and insensibility, or mental perception and inability thereof. (TA.) b2: and (tropical:) A fit of anger. (TA.) b3: And (tropical:) An overpowering sensation of delight, affecting youth. (TA.) b4: سَــكْرَــةُ المَوْتِ (tropical:) [The intoxication of death; meaning] the confusion of the intellect by reason of the severity of the agony of death: (B, TA:) the oppressive sensation attendant upon death, which deprives the sufferer of reason: (Bd in 1. 18:) the oppressive sensation, (S, A, * Mgh, K,) and disturbance of the mind, and insensibility, (K,) attendant upon death. (S, * A, Mgh, K.) And in like manner, سَــكْرَــةُ الهَمِ, (K,) and النَّوْمِ, (TA,) (tropical:) The oppressive sensation, &c., attendant upon anxiety, (K,) and upon sleep. (TA.) سَــكَرَــةٌ I. q. شَيْلَمٌ; (K;) [or resembling the شَيْلَم; (see زُؤَانٌ;) a certain plant, app. called by the former name because a decoction thereof is used as an anæsthetic; said to be] the same that is called مُرَيْرَآءُ, that is [often found] in wheat. (TA.) سَــكْرَــانُ (S, A, Mgh, Msb, K) and سَــكْرَــانٌ, (TA,) which latter is seldom used, and is of the dial. of the Benoo-Asad, as is said in the S and Msb of its fem., (TA,) and ↓ سَــكْرٌ; (K; [in the TA ↓ سَــكِرٌ, but this is afterwards mentioned in the K as an intensive epithet;]) fem. [of the first,] سَــكْرَــى; (S, Mgh, Msb, K;) and [of the second,] سَــكْرَــانَةٌ; (S, Msb, K;) and [of the third,] سَــكْرَــةٌ; (K; [in the TA سَــكِرَــهٌ;]) Intoxicated; inebriated; drunken: (S, Msb, K:) [see سُــكْرٌ:] pl. سُكَارَى [which is said in the TA to be also pl. of سَــكِرٌ] and سَكَارَى, (S, Msb, K:) of which the former is the more common, or, as some say, the latter, and the former of which is said to be the only instance of the kind, except كُسَالَى and عُجَالَى and غُيَارَى, (TA,) [to which should be added حُيَارَى, and probably some other instances,] and سَــكْرَــى; (S, K;) or this is a fem. sing. applied as an epithet to a pl. n.; (Fr;) and in the Kur iv. 46, ElAamash read سُــكْرَــى, with damm, which is very strange, since no pl. of the measure فُعْلَى is known. (TA.) Th says that the words of the Kur [iv. 46] لَا تَقْرَبُواالصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى [Engage ye not in prayer when ye are intoxicated] was said before the prohibition of wine was revealed: others say that the meaning is, when ye are intoxicated with sleep. (TA.) سُــكُرْــكَةٌ, written by Sh سُــكْرُــكَةٌ: see art. ســكرك. (TA.) سَكُورٌ: see سِكِيرٌ.

سُــكَّرٌ [Sugar;] a certain sweet substance, (TA,) well known: (Msb, TA:) a Pers\. word, (S,) arabicized, (S, K,) from شَــكَرْ: (K:) n. un. with ة [signifying a piece of sugar]: (S, K:) it is hot and moist, accord. to the most correct opinion; but some say, cold: and the best sort of it is the transparent, called طَبَرْزَذٌ; and the old is more delicate than the new: it is injurious to the stomach, engendering yellow bile; but the juice of the لَيْمُون and نَارَنْج counteract its noxiousness: it is said to be a word recently introduced; but some say that it occurs in one trad. (TA.) b2: Also Like سُــكَّر [or sugar] in sweetness: so used by Aboo-Ziyád El-Kilábee. (TA.) b3: Also A certain kind of sweet fresh ripe dates; (K;) a sort of fresh ripe dates, likened to sugar in sweetness: (Mgh:) or a kind of very sweet dates; (AHát, T, Msb;) known to the people of ElBahreyn, (T,) and in Sijilmáseh and Dar'ah, and, as some say, in El-Medeeneh, where, how-ever, they require to be dried artificially. (MF.) b4: A kind of grapes, which, being affected by what is termed مَرَق, fall off, (K,) for the most part: their bunches are of middling size; and they are white, juicy, and very sweet, (TA,) of the best kinds of grapes; (K;) and are made into raisins. (TA.) سُــكَّرِــىٌّ [Sugary; saccharine. b2: And] Cake containing sugar, or barley-sugar, with almonds, or pistachio-nuts. (MA.) سَكَّارٌ One who makes, or sells, the beverage called نَبِيذ; syn. نَبَّاذٌ. (S, K.) سِكِّيرٌ One who intoxicates himself much, or often; a drunkard; a tippler; (K;) as also ↓ مِسْكِيرٌ (S, K) and ↓ سَكُورٌ (IAar, K) and ↓ سَــكِرٌ: (K:) or constantly intoxicated: (S:) the pl. of سَــكِرٌ is سُكَارَى, which is also pl. of سَــكْرَــانُ. (TA.) رِيحٌ سَاكِرَــةٌ (tropical:) Wind becoming still. (A.) and لَيْلَةٌ سَاكِرَــةٌ (tropical:) A still night; a night in which the wind is still; (S, * A;) a night in which there is no wind. (TA.) And مَآءٌ سَاكِرٌ (tropical:) Still, not running, water. (Az, TA.) سَيْــكُرَــانٌ A certain plant, always green, the grain whereof is eaten: (K: [but this description seems to be an incorrect abstract of what here follows:]) Ed-Deenawaree [i. e. AHn] says, it is of the plants that continue green throughout the whole of the summer: I asked a sheykh of the Arabs of Syria, and he said, it is the سُخَر, [correctly سُخَّر,] and we eat it in its fresh state, with what an eating! and, he said, it has green grains, like the grain of the رَازِيَانَج [or fennel], except that they are round: (O:) [in the present day, it is applied to henbane, or a species thereof: accord. to Forskål, (Flora Aegypt. Arab., p. lxiii.,) hyoscyamus datora. See also شَيْــكُرَــانٌ.]

مُسَــكَّرٌ Affected with the remains of intoxication. (S, K.) مِسْكِيرٌ: see سِكِيرٌ.

ســكر: السَّــكْرَــانُ: خلاف الصاحي. والسُّــكْرُ: نقيض الصَّحْوِ.

والسُّــكْرُ ثلاثة: سُــكْرُ الشَّبابِ وسُــكْرُ المالِ وسُــكْرُ السُّلطانِ؛ سَــكِرَ

يَسْــكَرُ سُــكْراً وسُــكُراً وسَــكْراً وسَــكَراً وسَــكَرَــاناً، فهو سَــكِرٌ؛ عن

سيبويه، وسَــكْرانُ، والأُنثى سَــكِرَــةٌ وسَــكْرَــى وسَــكْرَــانَةٌ؛ الأَخيرة

عن أَبي علي في التذكرة. قال: ومن قال هذا وجب عليه أَن يصرف سَــكْرَــانَ في

النــكرة. الجوهري: لغةُ بني أَسد سَــكْرَــانَةٌ، والاسم السُّــكْرُ، بالضم،

وأَسْــكَرَــهُ الشَّرَابُ، والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَــكْرَــى، وقوله

تعالى: وترى الناسَ سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى؛ وقرئ: سَــكْرَــى وما هم

بِسَــكْرَــى؛ التفسير أَنك تراهم سُكَارَى من العذاب والخوف وما هم بِسُكَارَى

من الشراب، يدل عليه قوله تعالى: ولكنَّ عذاب الله شديد، ولم يقرأْ أَحد

من القراء سَكَارَى، بفتح السين، وهي لغة ولا تجوز القراءة بها لأَن

القراءة سنَّة. قال أَبو الهيثم: النعت الذي على فَعْلاَنَ يجمع على فُعَالى

وفَعَالى مثل أَشْرَان وأُشَارى وأَشَارى، وغَيْرَانَ وقوم غُيَارَى

وغَيَارَى، وإِنما قالوا سَــكْرَــى وفَعْلى أَكثر ما تجيء جمعاً لفَعِيل بمعنى

مفعول مثل قتيل وقَتْلى وجريح وجَرْحَى وصريع وصَرْعَى، لأَنه شبه

بالنَّوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى لزوال عقل السَّــكْرَــانِ، وأَما النَّشْوَانُ

فلا يقال في جمعه غير النَّشَاوَى، وقال الفرّاء: لو قيل سَــكْرَــى على أَن

الجمع يقع عليه التأْنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً؛ وأَنشد بعضهم:

أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ،

إِنِّي عَفَوْتُ، فَلا عارٌ ولا باسُ

وقوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصلاة وأَنتم سُكارَى؛ قال ثعلب: إِنما قيل

هذا قبل أَن ينزل تحريم الخمر، وقال غيره: إِنما عنى هنا سُــكْرَ

النَّوْمِ، يقول: لا تقربوا الصلاة رَوْبَى. ورَجُلٌ سِكِّيرٌ: دائم السُّــكر.

ومِسْكِيرٌ وسَــكِرٌ وسَكُورٌ: كثير السُّــكْرِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد لعمرو ابن قميئة:

يا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه

أَن قِيلَ يوماً: إِنَّ عَمْراً سَكُورْ

وجمع السَّــكِر سُكَارَى كجمع سَــكرْــان لاعتقاب فَعِلٍ وفَعْلان كثيراً

على الكلمة الواحدة. ورجل سِكِّيرٌ: لا يزال ســكرانَ، وقد أَســكره الشراب.

وتساكَرَ الرجلُ: أَظهر السُّــكْرَ واستعمله؛ قال الفرزدق:

أَسَــكْرَــان كانَ ابن المَرَاغَةِ إِذا هجا

تَمِيماً، بِجَوْفِ الشَّامِ،أَم مُتَساكِرُ؟

تقديره: أَكان ســكران ابن المراغة فحذف الفعل الرافع وفسره بالثاني فقال:

كان ابن المراغة؛ قال سيبويه: فهذا إِنشاد بعضهم وأَكثرهم ينصب الســكران

ويرفع الآخر على قطع وابتداء، يريد أَن بعض العرب يجعل اسم كان ســكران

ومتساكر وخبرها ابن المراغة؛ وقوله: وأَكثرهم ينصب الســكران ويرفع الآخر على

قطع وابتداء يريد أَن ســكران خبر كان مضمرة تفسيرها هذه المظهرة، كأَنه

قال: أَكان ســكران ابن المراغة، كان ســكران ويرفع متساكر على أَنه خبر ابتداء

مضمر، كأَنه قال: أَم هو متساكر.

وقولهم: ذهب بين الصَّحْوَة والسَّــكْرَــةِ إِنما هو بين أَن يعقل ولا

يعقل.

والمُسَــكَّرُ: المخمور؛ قال الفرزدق:

أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ،

ومَنْ يَشرَبِ الخُرْطُومَ، يُصْبِحْ مُسَــكَّرا

وسَــكْرَــةُ الموت: شِدَّتُهُ. وقوله تعالى: وجاءت سَــكْرَــةُ الموت بالحق؛

ســكرة الميت غَشْيَتُه التي تدل الإِنسان على أَنه ميت. وقوله بالحق أَي

بالموت الحق. قال ابن الأَعرابي: السَّــكْرَــةُ الغَضْبَةُ.

والسَّــكْرَــةُ: غلبة اللذة على الشباب.

والسَّــكَرُ: الخمر نفسها. والسَّــكَرُ: شراب يتخذ من التمر والكَشُوثِ

والآسِ، وهو محرّم كتحريم الخمر. وقال أَبو حنيفة: السَّــكَرُ يتخذ من التمر

والكُشُوث يطرحان سافاً سافاً ويصب عليه الماء. قال: وزعم زاعم أَنه

ربما خلط به الآس فزاده شدّة. وقال المفسرون في السَّــكَرِ الذي في التنزيل:

إِنه الخَلُّ وهذا شيء لا يعرفه أَهل اللغة. الفراء في قوله: تتخذون منه

سَــكَراً ورزقاً حسناً، قال: هو الخمر قبل أَن يحرم والرزق الحسن الزبيب

والتمر وما أَشبهها. وقال أَبو عبيد: السَّــكَرُ نقيع التمر الذي لم تمسه

النار، وكان إِبراهيم والشعبي وأَبو رزين يقولون: السَّــكَرُ خَمْرٌ. وروي

عن ابن عمر أَنه قال: السَّــكَرُ من التمر، وقال أَبو عبيدة وحده:

السَّــكَرُ الطعام؛ يقول الشاعر:

جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الــكِرامِ سَــكَرا

أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك. وقال الزجاج: هذا بالخمر أَشبه منه

بالطعام؛ المعنى: جعلت تتخمر بأَعراض الــكرام، وهو أَبين مما يقال للذي

يَبْتَرِكُ في أَعراض الناس. وروى الأَزهري عن ابن عباس في هذه الآية قال:

السَّــكَرُ ما حُرِّمَ من ثَمَرَتها، والرزق ما أُحِلَّ من ثمرتها. ابن

الأَعرابي: السَّــكَرُ الغَضَبُ؛ والسَّــكَرُ الامتلاء، والسَّــكَرُ الخمر،

والسَّــكَرُ النبيذ؛ وقال جرير:

إِذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ مِن سَــكَرٍ

نادَيْنَ: يا أَعْظَمَ القِسِّينَ جُرْدَانَا

وفي الحديث: حرمت الخمرُ بعينها والسَّــكَرُ من كل شراب؛ السَّــكَر، بفتح

السين والكاف: الخمر المُعْتَصَرُ من العنب؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه

الأَثبات، ومنهم من يرويه بضم السين وسكون الكاف، يريد حالة السَّــكْرَــانِ

فيجعلون التحريم للسُّــكْرِ لا لنفس المُسْــكِرِ فيبيحون قليله الذي لا

يســكر، والمشهور الأَول، وقيل: الســكر، بالتحريك، الطعام؛ وأَنــكر أَهل اللغة

هذا والعرب لا تعرفه. وفي حديث أَبي وائل: أَن رجلاً أَصابه الصَّقَرُ

فَبُعِثَ له السَّــكَرُ فقال: إِن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.

والسَّكَّار: النَّبَّاذُ. وسَــكْرَــةُ الموت: غَشْيَتُه، وكذلك سَــكْرَــةُ

الهَمِّ والنوم ونحوهما؛ وقوله:

فجاؤونا بِهِمْ، سُــكُرٌ علينا،

فَأَجْلَى اليومُ، والسَّــكْرَــانُ صاحي

أَراد سُــكْرٌ فأَتبع الضم الضم ليسلم الجزء من العصب، ورواه يعقوب

سَــكَرٌ. وقال اللحياني: ومن قال سَــكَرٌ علينا فمعناه غيظ وغضب. ابن الأَعرابي:

سَــكِرَ من الشراب يَسْــكَرُ سُــكْراً، وسَــكِرَ من الغضب يَسْــكَرُ سَــكَراً

إِذا غضب، وأَنشد البيت. وسُــكِّرَ بَصَرُه: غُشِيَ عليه. وفي التنزيل

العزيز: لقالوا إِنما سُــكِّرَــتْ أَبصارُنا؛ أَي حُبِسَتْ عن النظر

وحُيِّرَتْ. وقال أَبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ، وقرأَها

الحسن مخففة وفسرها: سُحِرَتْ. التهذيب: قرئ سُــكِرت وسُــكِّرت، بالتخفيف

والتشديد، ومعناهما أُغشيت وسُدّت بالسِّحْرِ فيتخايل بأَبصارنا غير ما نرى.

وقال مجاهد: سُــكِّرَــتْ أَبصارنا أَي سُدَّت؛ قال أَبو عبيد: يذهب مجاهد

إِلى أَن الأَبصار غشيها ما منعها من النظر كما يمنع السَّــكْرُ الماء من

الجري، فقال أَبو عبيدة: سُــكِّرَــتْ أَبصار القوم إِذا دِيرَ بِهِم

وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ فلم يُبْصِرُوا؛ وقال أَبو عمرو بن العلاء: سُــكِّرَــتْ

أَبصارُنا مأْخوذ من سُــكْرِ الشراب كأَن العين لحقها ما يلحق شارب

المُســكِرِ إِذا ســكِرَ؛ وقال الفراء: معناه حبست ومنعت من النظر. الزجاج: يقال

سَــكَرَــتْ عَيْنُه تَسْــكُرُ إِذا تحيرت وسَكنت عن النظر، وســكَرَ الحَرُّ

يَسْــكُرُ؛ وأَنشد:

جاء الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ،

وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَسْــكُرُ

قال أَبو بــكر: اجْثَأَلَّ معناه اجتمع وتقبَّض. والتَّسْكِيرُ للحاجة:

اختلاط الرأْي فيها قبل أَن يعزم عليها فإِذا عزم عليها ذهب اسم التكسير،

وقد سُــكِرَ.

وسَــكِرَ النَّهْرَ يَسْــكُرُــه سَــكْراً: سَدَّفاه. وكُلُّ شَقٍّ سُدَّ،

فقد سُــكِرَ، والسِّــكْرُ ما سُدَّ بِهِ. والسَّــكْرُ: سَدُّ الشق ومُنْفَجِرِ

الماء، والسِّــكْرُ: اسم ذلك السِّدادِ الذي يجعل سَدّاً للشق ونحوه. وفي

الحديث أَنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم: اسْــكُرِــيه، أَي

سُدِّيه بخرقة وشُدِّيه بعضابة، تشبيهاً بِسَــكْر الماء، والسَّــكْرُ المصدر.

ابن الأَعرابي: سَمَرْتُه ملأته. والسِّــكْرُ، بالكسر: العَرِمُ.

والسِّــكْرُ أَيضاً: المُسَنَّاةُ، والجمع سُكُورٌ. وسَــكَرَــتِ الريحُ تَسْــكُرُ

سُكُوراً وسَــكَراناً: سكنت بعد الهُبوب. وليلةٌ ساكِرَــةٌ: ساكنة لا ريح فيها؛

قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

تُزَادْ لَياليَّ في طُولِها،

فَلَيْسَتُ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَــهْ

وفي التهذيب قال أَوس:

جَذَلْتُ على ليلة ساهِرَهْ،

فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكرهْ

أَبو زيد: الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذي لا يجري؛ وقد سَــكَر

سُكُوراً. وسُــكِرَ البَحْرُ: رَكَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة بحر:

يَقِيءُ زَعْبَ الحَرِّ حِينَ يُسْــكَرُ

كذا أَنشده يســكر على صيغة فعل المفعول، وفسره بيركد على صيغة فعل

الفاعل.والسُّــكَّرُ من الحَلْوَاءِ: فارسي معرَّب؛ قال:

يكونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ

في فَمِهِ، مِثْلَ عصير السُّــكَّرِ

والسُّــكَّرَــةُ: الواحدة من السُّــكَّرِ. وقول أَبي زياد الكلابي في صفة

العُشَرِ: وهو مُرُّ لا يأْكله شيء ومَغافِيرهِ سُــكَّرٌ؛ إِنما أَراد مثل

السُّــكَّرِ في الحلاوةِ. وقال أَبو حنيفة: والسُّــكَّرُ عِنَبٌ يصيبه

المَرَقُ فينتثر فلا يبقى في العُنْقُودِ إِلاَّ أَقله، وعناقِيدُه أَوْساطٌ،

هو أَبيض رَطْبٌ صادق الحلاوة عَذْبٌ من طرائف العنب، ويُزَبَّبُ

أَيضاً. والسَّــكْرُ: بَقْلَةٌ من الأَحرار؛ عن أَبي حنيفة. قال: ولم

يَبْلُغْنِي لها حِلْيَةٌ.

والسَّــكَرَــةُ: المُرَيْرَاءُ التي تكون في الحنطة.

والسَّــكْرَــانُ: موضع؛ قال كُثيِّر يصف سحاباً:

وعَرَّسَ بالسَّــكْرَــانِ يَوْمَيْنِ، وارْتَكَى

يجرُّ كما جَرَّ المَكِيثَ المُسافِرُ

والسَّيْــكَرَــانُ: نَبْتٌ؛ قال:

وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ

من النَّبْتِ، إِلاَّ سَيْــكَراناً وحُلَّبَا

قال أَبو حنيفة: السَّيْــكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ

قال: وسأَلت شيخاً من الأَعراب عن السَّيْــكَرانِ فقال: هو السُّخَّرُ ونحن

نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ، قال: وله حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازيانج.

ويقال للشيء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه: قد سَــكَرَ يَسْــكُرُ.

وسَــكَّرَــهُ تَسْكِيراً: خَنَقَه؛ والبعيرُ يُسَــكِّرُ آخر بذراعه حتى

يكاد يقتله. التهذيب: روي عن أَبي موسى الأَشعري أَنه قال: السُّــكُرْــكَةُ

خمر الحبشة؛ قال أَبو عبيد: وهي من الذرة؛ قال الأَزهري: وليست بعربية،

وقيده شمر بخطه: السُّــكْرُــكَةُ، الجزم على الكاف والراء مضمومة. وفي الحديث:

أَنه سئل عن الغُبَيْراء فقال: لا خير فيها، ونهى عنها؛ قال مالك:

فسأَلت زيد بن أَسلم: ما الغبيراء؟ فقال: هي الســكركة، بضم السين والكاف وسكون

الراء، نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وهي لفظة حبشية قد عرّبت، وقيل:

السُّقُرْقَع. وفي الحديث: لا آكل في سُــكُرُّــجَة؛ هي، بضم السين والكاف

والراء والتشديد، إِناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ، وهي فارسية،

وأَكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها.

ســكر
: (سَــكِرَ، كفَرِحَ، سُــكْراً) ، بالضمّ، (وسُــكُراً) ، بِضَمَّتَيْنِ، (وسَــكْراً) ، بِالْفَتْح، (وسَــكَراً) ، محَرَّكَةً، وَهُوَ الْمَنْصُوص عَلَيْهِ فِي الأُمّهات، (وسَــكَراناً) ، بالتَّحْرِيك أَيضاً: (نَقِيضُ صَحَا) ، ومله فِي الصّحاحِ والأَساسِ والمِصباح.
وَالَّذِي فِي الْمُفْردَات للراغب، وَتَبعهُ المُصَنِّف فِي البَصَائِرِ: أَن السُّــكْرَ: حالَةٌ تَعْتَرِضُ بَين الْمرءِ وعَقْلِه، وأَكثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ ذالك فِي الشّراب المُسْــكِرِ، وَقد يكونُ من غَضَب وعِشْقٍ، ولذالك قَالَ الشّاعر:
سُــكْرانِ سُــكْرُ هُوًى وسُــكْرُ مُدَامَةٍ
أَنَّى يُفِيقُ فَتًى بِهِ سُــكْرَــانِ
(فهُوَ سَــكِرٌ) ، ككَتِفٍ، (وسَــكْرانُ) بِفَتْح فسُكُون، وَهُوَ الأَكثر.
(وَهِي سَــكِرَــةٌ) ، كفَرِحَة، (وسَــكْرَــى) ، بالأَلف المَقحصُورَة، كصَرْعَى وجَرْحَى.
قَالَ ابنُ جِنِّي، فِي المُحْتَسِب: وذالك لأَنَّ السُّــكْرَ عِلَّةٌ لَحِقَتْ عُقُولَهُم، كَمَا أَنّ الصَّرَعَ والجُرْحَ عِلَّة لَحقَتْ أَجسامَهم، وفَعْلَى فِي التَّكْسِيرِ مِمَّا يَخْتَصُّ بِهِ المُبْتَلَوْنَ.
(وسَــكْرَــانَةٌ) ، وهاذِه عَن أَبي عليّ الهَجَرِيّ فِي التَّذْــكِرَــة، قَالَ: وَمن قَالَ هاذا وَجَبَ عَلَيْهِ أَن يَصْرِفَ سَــكْرَــان فِي النَّــكِرَــة، وعَزَاهَا الجَوْهَرِيّ والفَيُّومِيّ لبَنِي أَسَدَ، وَهِي قَلِيلَةٌ كَمَا صَرَّح بِهِ غَيرُهُما، وَزَاد المُصَنِّف فِي البَصَائِر فِي النُّعوتِ بعد سَــكْرَــانَ سِكِّيراً، كسِكِّيت.
وَقَالَ شيخُنَا عِنْد قَوْله: وَهِي سَــكِرَــة: خالَفَ قاعِدَتَه، وَلم يَقُلْ وَهِي بهاءٍ، فوجَّه أَن سَــكْرَــى فِي صِفَاتِها وَلَو قَالَ: (وَهُوَ سَــكِرٌ وسَــكْرَــان، وَهِي بهاءٍ فيهِمَا وسَــكْرَــى، لجَرَى على قاعِدَتِه، وَكَانَ أَخْصَرَ) .
(ج سُكَارَى) ، بالضَّمّ، وَهُوَ الأَكْثَرُ، (وسَكَارَى) ، بالفَتْحِ، لُغَةٌ للبَعْضِ، كَمَا فِي المِصْباحِ.
وَقَالَ بعضُهُمْ: المَشْهُورُ فِي هاذه البِنْيَةِ هُوَ الفَتْحُ، والضَّمّ لُغَةٌ لكثيرٍ من العَرَبِ، قَالُوا: وَلم يَرِدْ مِنْهُ إِلاّ أَرْبَعَةُ أَلْفاظٍ: سَكَارَى وكَسَالَى وعَجَالَى وغَيَارَى، كَذَا فِي شرحِ شيخِنَا.
وَفِي اللّسَانِ قولُه تَعَالَى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى} (الْحَج: 2) ، لم يَقْرَأُ أَحَدٌ من القُرَّاءِ سَكارَى، بِفَتْح السِّين، وَهِي لُغَة، وَلَا تجوزُ القرَاءَةُ بهَا؛ لأَنّ القراءَةَ سُنَّة.
(و) قُرِىءَ (سَــكْرَــى) وَمَا هُم بسَــكْرَــى، وَهِي قراءَةُ حَمْزَةَ والكِسائِيّ، وخَلَف الْعَاشِر، والأَعْمَش الرَّابِع عشر، كَذَا فِي إِتْحَافِ البَشَرِ تَبَعاً للقَباقِبِيّ فِي مِفْتَاحه، كَذَا أَفَادَهُ لنا بعضُ المُتْقِنِينَ، ثمَّ رأَيت فِي المُحْتَسِب لِابْنِ جِنِّي قد عَزا هاذه القراءَةَ إِلى الأَعْرَج والحَسَن بِخِلَاف.
قَالَ شيخُنَا: وَحكى الزَّمَخْشَرِيّ عَن الأَعْمَش أَنه قُرِىءَ: سُــكْرَــى، بالضّمّ، قَالُوا: وَهُوَ عريب جِدّاً؛ إِذ لَا يُعْرَف جمْعٌ على فُعْلَى بالضمّ، انْتهى.
قلْت: ويَعْنِي بِهِ فِي سُورَة النساءِ: {12. 005 لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم ســكرى} (النِّسَاء: 43) ، وَهُوَ رِوَايَة عَن المطوّعيّ عَن الأَعمش، صرَّح بذالك ابنُ الجَزَرِيّ فِي النّهَاية، وَتَابعه الشيخُ سُلْطَان فِي رسائِلِه، وظاهِرُ كلامِ شيخِنَا يَقْتَضِي أَنه رِوَايَة عَن الأَعْمَش فِي سُورَةِ الحَجّ، وَلَيْسَ كذالك وَلذَا نَبَّهْتُ عَلَيْهِ، فتأَمَّل.
ثمَّ رأَيت فِي المُحْتَسِب لِابْنِ جِنِّي قَالَ: ورَوَيْنَا عَن أَبي زُرْعَة أَنه قَرَأَها يَعْنِي فِي سُورَة الحَجّ سُــكْرى، بضمّ السِّين، وَالْكَاف سَاكِنة، كَمَا رَوَاهُ ابنُ مُجَاهِد عَن الأَعْرَجِ والحَسَن بِخِلَاف.
وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: النَّعْتُ الَّذِي على فَعْلان يُجْمَع على فَعَالَى وفُعالَى مثل أَشْران وأَشارَى وأُشارَى، وغَيْرَان وقومٌ غَيارَى وغُيَارى.
وإِنما قَالُوا: سَــكْرَــى، وفَعْلَى أَكْثَرُ مَا تجيءُ جَمْعاً لفَعِيلٍ بِمَعْنى مَفْعُول، مثل: قَتِيل وقَتْلَى وجَرِيح وجَرْحَى وصَرِيع وَصَرْعَى؛ لأَنه شُبّه بالنَوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى؛ لزوالِ عَقْلِ السَّــكْرَــان، وأَما النَّشْوَانُ فَلَا يُقَال فِي جَمْعِه غير النِّشاوَى.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لَو قِيلَ: سَــكْرَــى، على أَنَّ الجَمْعَ يقعُ عليهِ التَّأْنِيثُ، فَيكون كالواحِدَةِ، كَانَ وَجْهاً، وأَنشد بعضُهم:
أَضْحَتْ بَنُو عامِرٍ غَضْبَى أُنُوفُهمُ
إِني عَفَوْتُ فَلَا عارٌ وَلَا بَاسُ وَقَالَ ابنُ جِنِّي فِي المُحْتَسِب: أَمّا السَّكَارَى بِفَتْح السِّين فتَكْسِيرٌ لَا مَحَالَة، وكأَنّه مُنْحَرَفٌ بِهِ عَن سَكَارِينَ، كَمَا قَالُوا: نَدْمَانُ ونَدَامَى، وكأَنَّ أَصْلَه نَدَامِين، كَمَا قَالُوا فِي الِاسْم: حَوْمانَة وحَوامِين، ثمَّ إِنَّهُم أَبدَلُوا النّون يَاء، فَصَارَ فِي التَّقْدِيرِ سَكَارِيّ، كَمَا قَالُوا: إِنْسَانٌ وأَناسِيّ، وأَصلُها أَناسِينُ، فأَبْدَلُوا النونَ يَاء، وأَدْغَمُوا فِيهَا يَاء فَعاليل، فَلَمَّا صَار سَكَارِيّ حَذَفُوا إِحدَى الياءَيْن تَخْفِيفًا، فَصَارَ سَكارِي، ثمَّ أَبدلوا من الكسرةِ فَتْحَةً، وَمن الياءِ أَلفاً، فَصَارَ سَكَارَى، كَمَا قَالُوا فِي مدارٍ وصحارٍ ومعايٍ مدارَا وصَحارَا ومَعايَا.
قَالَ: وأَما سُكارَى بالضّم، فظاهرُه أَن يكون اسْما مُفْرَداً غير مُكَسَّرٍ، كحُمَادَى وسُمَانَى وسُلامى، وَقد يجوزُ أَن يكون مُكَسَّراً، ومِمّا جاءَ على فُعال، كالظُّؤارِ والعُرَاقِ والرُّخالِ، إِلاّ أَنَّه أُنِّثَ بالأَلِف، كَمَا أُنِّثَ بالهاءِ فِي قَوْلهم: النُّقاوَة. قَالَ أَبو عليّ: هُوَ جمع نَقْوَة، وأُنِّث كَمَا أُنِّثَ فِعَالٌ، فِي نَحْو حِجَارَة وذِكَارَةٍ وعِبَارَة، قَالَ: وأَمّا سُــكْرَــى، بضمّ السِّين فاسمٌ مُفْرَدٌ على فُعْلَى، كالحُبْلَى والبُشْرَى، بهاذا أَفتانِي أَبو عليّ وَقد سأَلْتُه عَن هاذا. انْتهى.
وَقَوله تَعَالَى: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلَواةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} (النِّسَاء: 43) . قَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا قِيلَ هاذا قَبْلَ أَن يَنْزِل تَحْرِيمُ الخَمْرِ. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا عَنَى هُنَا سُــكْرَ النَّوْم، يَقُول: لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ رَوْبَى.
(والسِّكِّيرُ) ، كسِكِّيت، (والمِسْكِيرُ) ، كمِنْطِيقٍ، (والسَّــكِرُ) ، ككَتِف، (والسَّكُورُ) ، كصَبُورٍ، الأَخِيرَةُ عَن ابْن الأَعرابيّ: (الكَثِيرُ السُّــكْرِ) .
وَقيل: رَجُلٌ سِكِّيرٌ، مثل سِكِّيتٍ: دائِمُ السُّــكْرِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابِيّ لعَمْرِو بنِ قَميئَةَ:
يَا رُبَّ من أَسْفَاهُ أَحْلامُه
أَنْ قِيلَ يَوْماً إِنَّ عَمْراً سَكُورْ وأَنشدَ أَبو عَمْرٍ وَله أَيضاً:
إِن أَكُ مِسْكِيراً فَلَا أَشرَبُ الوَغْ
لَ وَلَا يَسْلَمُ منِّي البَعِيرْ
وجَمْعُ السَّــكِر، ككَتِفٍ، سُكَارَى، كجمْع سَــكْرَــان؛ لاعْتِقابِ فَعِل وفَعْلان كَثِيراً على الْكَلِمَة الْوَاحِدَة.
(و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَــكَرًــا وَرِزْقًا حَسَنًا} (النَّحْل: 67) .
قَالَ الفَرّاءُ: (السَّــكَرخ، مُحَرَّكَةً: الخَمْرُ) نفسُها قبل أَن تُحَرَّم، الرِّزْقُ الحَسَنُ: الزَّبِيبُ والتَّمْرُ وَمَا أَشبَهَهُمَا، وَهُوَ قولُ إِبراهِيم، والشَّعْبِيّ وأَبي رُزَيْن.
(و) قَولهم: شَرِبْتُ السَّــكَرَ: هُوَ (نَبِيذُ) التَّمْرِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ نَقِيعُ التَّمْرِ الَّذِي لم تَمَسّه النّارُ، ورُوِيَ عَن ابْن عُمَر، أَنّه قَالَ: السَّــكَرُ من التَّمْر، وَقيل: السَّــكَرُ شرابٌ (يُتَّخَذُ من التَّمْرِ والكَشُوثِ) والآسِ، وَهُوَ مُحَرَّم، كتَحْرِيمِ الخَمْر.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: السَّــكَرُ يُتَّخَذُ من التَّمْر والكَشُوثِ، يُطْرَجَان سافاً سافاً، ويُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ، قَالَ: وزعمَ زاعمٌ أَنه رُبَّمَا خُلِطَ بِهِ الآسُ فزادَهُ شِدَّةً. وَقَالَ الزَّمَحْشَرِيّ فِي الأَساس: وَهُوَ أَمَرُّ شرابٍ فِي الدُّنْيَا.
(و) يُقَال: السَّــكَرُ: (كُلّ مَا يُسْــكِرُ) وَمِنْه قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (حُرِّمَت الخَمْرُ بعَينِها والسَّــكَرُ من كُلِّ شَرَابٍ) ، رَوَاهُ أَحمد، كَذَا فِي البصائر للمُصَنّف، وقالابنُ الأَثِيرِ: هاكذا رَوَاهُ الأَثْباتُ، وَمِنْهُم من يَرْوِيه بضَمّ السِّين وَسُكُون الْكَاف؛ يريدُ حالةَ السَّــكْرَــان، فيجعلون التَّحْرِيم للسُّــكْرِ لَا لنفْس المُسْــكِر، فيُبِيحُون قليلَه الَّذِي لَا يُسْــكِرُ، وَالْمَشْهُور الأَوّل.
(و) رُوِيَ عَن ابنِ عبّاس فِي هاذه الْآيَة: السَّــكَر: (مَا حُرِّمَ من ثَمَرَةٍ) قَبْلَ أَنْ تُحَرَّم، وَهُوَ الخَمْرُ، والرِّزْقُ الحَسَن: مَا أُحِلَّ من ثَمَرَةٍ، من الأَعْنَابِ والتُّمُورِ، هاكذا أَورده المصنِّف فِي البصائر. ونصّ الأَزهريّ فِي التَّهْذِيب عَن ابنِ عَبّاس: السَّــكَرُ: مَا حُرِّمَ من ثَمَرَتِهَا، والرِّزْقُ: مَا أُحِلّ من ثَمَرَتِها. (و) قَالَ بعضُ المُفَسِّرينَ: إِنَّ السَّــكَرَ الَّذِي فِي التَّنْزِيل، هُوَ: (الخَلُّ) ، وهاذا شَيْءٌ لَا يَعْرفُه أَهلُ اللُّغة، قَالَه المُصَنّف فِي البصائر.
(و) قَالَ أَبو عُبَيْدَة وَحده: السَّــكَرُ: (الطَّعَامُ) ، يَقُول الشّاعر:
جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الــكِرَــامِ سَــكَرَــا
أَي: جَعَلْتَ ذَمَّهُمْ طُعْماً لَك، وأَنْــكَره أَئِمَّةُ اللُّغَة.
وَقَالَ الزَّجَّاج: هاذا بالخَمْرِ أَشْبَهُ مِنْهُ بالطَّعَام، والمَعْنَى: تَتَخَمَّرُ بأَعْرَاضِ الــكِرَــامِ. وَهُوَ أَبْيَنُ مِمَّا يُقال للَّذي يَبْتَرِك فِي أَعْرَاضِ النّاسِ.
(و) عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: السَّــكَرُ: (الامْتِلاءُ والغَضَبُ والغَيْظُ) ، يُقَال: لَهُم عليَّ سَــكَرٌ، أَي غَضَبٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ مَجَاز، وأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيّ، وابنُ السِّكِّيتِ:
فجَاؤُونَا بِهمْ سَــكَرٌ عَلَيْنَا
فأَجْلَى اليَوْمُ والسَّــكْرَــانُ صاحِي
(و) السَّــكَرَــةُ، (بهاءٍ: الشَّيْلَمُ) ، وَهِي المُرَيْرَاءُ الَّتِي تكونُ فِي الحِنْطَة.
(والسَّــكْرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (المَلْءُ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ، يُقَال: سَــكَرْــتُهُ: مَلأْتُه.
(و) السَّــكْرُ: (بَقْلَةٌ مِنَ الأَحْرَارِ) ، عَن أَبي نَصْر، (وهُوَ مِنْ أَحْسَنِ البُقُولِ) ، قَالَ أَبو حنيفَة: وَلم تبْلُغْنِي لَهَا حِلْيَةٌ.
(و) السَّــكْرُ: (سَدُّ النَّهْرِ) ، وَقد سَــكَرَــه يَسْــكُرُــه، إِذا سَدَّ فاهُ، وكلُّ بَثْق سُدَّ فقدْ سُــكِرَ.
(و) السِّــكْرُ، (بالكَسْرِ: الاسْمُ مِنْهُ) ، وَهُوَ العَرِمُ، (و) كلّ (مَا سُدَّ بِهِ النَّهْرُ) والبَثْقُ ومُنْفَجَرُ الماءِ، فَهُوَ سِــكْرٌ، وَهُوَ السِّدَادُ، وَفِي الحَدِيث: (أَنه قَالَ للمُسْتَحاضَةِ لمّا شَكَتْ إِليه كَثْرَةَ الدَّمِ: اسْــكُرِــيه) أَي سُدِّيهِ بِخِرْقَةٍ، وشُدِّيهِ بعِصابَةٍ، تشْبِيهاً بسَــكْرِ الماءِ.
(و) السِّــكْرُ أَيضاً: (المُسَنَّاةُ، ج: سُكُورٌ) ، بالضمّ.
(و) من المَجاز: (سَكعرَتِ الرّيحُ) تَسْــكُرُ (سُكُوراً) ، بالضمّ، (وسَــكَراناً) ، بالتَّحْرِيك: (سَكَنَتْ) بعد الهُبُوبِ، ورِيحٌ ساكِرَــةٌ، (وليلَةٌ ساكِرَــةٌ: ساكِنَةٌ) لَا رِيحَ فِيهَا، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر:
تُزَادُ لَيالِيّ فِي طُولِهَا
فلَيْسَتْ بطَلْقٍ وَلَا ساكِرَــهْ
(والسَّــكْرَــانُ: وادٍ بمَشَارِف الشَّام) من نَجْد، وَقيل: وادٍ أَسْفَلَ من أَمَج عَن يَسَارِ الذَّاهِب إِلى المَدِينَة، وَقيل: جَبَلٌ بالمدِينَة أَو بالجَزِيرَةِ، قَالَ كُثَيِّر يصفُ سَحاباً:
وعَرّسَ بالسَّــكْرَــانِ يَوْمَيْنِ وارْتَكَى
يَجُرّ كَمَا جَرّ المَكِيثَ المُسَافِرُ
(والسَّيْــكَرانُ) ، كضَيْمَران: نَبْتٌ. قَالَ ابنُ الرِّقاعِ:
وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ
من النَّبْتِ إِلاّ سَيْــكَرَــاناً وحُلَّبَا
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ (دائِمُ الخُضْرَةِ) القَيْظَ كُلَّه، (يُؤْكَلُ) رَطْباً، و (حَبُّه) أَخْضَرُ، كحَبِّ الرّازِيانَج إِلا أَنّه مُسْتَدِيرٌ، وَهُوَ السُّخَّرُ أَيضاً.
(و) السَّيْــكَرَــانُ: (ع) .
(و) ســكر (كزُفَر: ع، على يَوْمَيْنِ من مِصْر) من عَملِ الصَّعِيدِ، قيل: إِنّ عبدَ العَزِيزِ بنَ مَرْوانَ هَلَكَ بِهَا. قلت: ولعلّه أَسْــكَرُ العَدَوِيَّة، من عملِ إِطْفِيح، وَبِه مَسْجِدُ موسَى عَلَيْهِ السّلام، قَالَ الشَّريشي فِي شرح المقامات: وَبهَا وُلِد.
(والسُّــكَّر، بالضمّ وشَدّ الكافِ) ، من الحَلْوَى، مَعْرُوف، (مُعَرّبُ شَــكَرَ) ، بِفتْحَتَيْنِ، قَالَ:
يَكُونُ بعدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ
فِي فَمِه مِثْلَ عَصيرِ السُّــكَّرِ
(واحِدَتُه بهاءٍ) وقولُ أَبِي زِيَاد الكِلابيّ فِي صفة العُشَرِ: وَهُوَ مُرٌّ لَا يأْكُلُه شيْءٌ، ومَغَافِيرُه سُــكَّرٌ، إِنّمَا أَرادَ مثلَ السُّــكَّرِ فِي الحَلاوَة.
ونقلَ شيخُنا عَن بعضِ الحُفّاظ أَنّه جاءَ فِي بعض أَلفاظِ السُّنّةِ الصَّحِيحة، فِي وَصْف حَوْضِه الشَّرِيفِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ماؤُه أَحْلَى من السُّــكَّرِ) قَالَ ابْن القَيِّمِ وَغَيره: وَلَا أَعْرِفُ السُّــكَّر جاءَ فِي الحَدِيث إِلاّ فِي هاذا المَوْضِع، وَهُوَ حادِثٌ لم يَتَكَلَّمْ بِهِ مُتَقَدِّمُوا الأَطِبّاءِ وَلَا كَانُوا يَعْرِفُونَه، وَهُوَ حارٌّ رَطْبٌ فِي الأَصَحّ، وَقيل: بارِدٌ، وأَجودُه الشَّفّاف (الطَّبَرْزَدْ) وَعَتِيقُه أَلْطَفُ من جَدِيدِه، وَهُوَ يَضُرّ المَعِدَةَ الَّتِي تَتَولَّدُ مِنْهَا الصَّفْرَاءُ؛ لاستِحَالَتِه إِليها، ويَدْفَعُ ضَرَرَهُ ماءُ اللِّيمِ أَو النّارَنْجِ.
(و) السُّــكَّرُ: (رُطَبٌ طَيِّبٌ) ، نَوْع مِنْهُ شَدِيدُ الحَلاَوَةِ، ذَــكَرَــه أَبو حَاتِم فِي كِتَابِ النَّخْلَة، والأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيبِ، وَزَاد الأَخِيرُ: وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْد أَهْلِ البَحْرَيْنِ، قَالَ شيخُنا: وَفِي سّهلْمَاسَة ودَرْعَة، قَالَ: وأَخبرَنا الثِّقَاتُ أَنّه كثيرٌ بِمَدِينَة الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلاّ أَنّه رُطَبٌ لَا يُتْمِرُ إِلاّ بالعِلاَجِ.
(و) السُّــكَّرُ: (عِنَبٌ يُصِيبُه المَرَقُ فيَنْتَثِرُ) فَلَا يَبْقَى فِي العُنْقُودِ إِلا أَقَلّه، وعَنَاقِيدُه أَوْسَاطٌ، وَهُوَ أَبْيَضُ رَطْبٌ صادِقُ الحَلاوَةِ عَذْبٌ، (وهُوَ من أَحْسَنِ العِنَبِ) وأَظْرَفِه، ويُزَبَّبُ أَيضاً، والمَرَقُ، بالتَّحْرِيك: آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ.
(والسُّــكَّرَــةُ: ماءَةٌ بالقَادِسِيَّةِ) ، لحَلاَوَةِ مائِها.
(وابْنُ سُــكَّرَــةَ: مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ) ابنِ مُحَمَّد، أَبو الحَسَن (الشَّاعِرُ) المُفْلِقُ (الهَاشِمِيُّ الزَّاهِدُ المَعْرُوفُ) بَغْدَادِيٌّ، من ذُرِّيَّةِ المَنْصُورِ، كَان خَلِيعاً مَشْهُورا بالمُجُون، تُوِفِّيَ سنة 385.
(و) أَبو جَعْفَر (عبدُ اللَّهِ بنُ المُبَارَكِ بنِ الصَّبّاغِ، يُعْرَفُ بابْنِ سُــكَّرَــةَ) ، رَوَى عَن قاضِي المَرِسْتَان.
(والقَاضِي أَبو عَلِيَ) الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُهَيْرَةَ بنِ حَيُّونَ السَّرَقُسْطِيّ الأَنْدَلُسِيُّ الحافِظ (ابْن سُــكَّرَــةَ) ، وَهُوَ الَّذِي يُعَبِّر عَنهُ القاضِي عِياضٌ فِي الشِّفَا بالشَّهِيد، وبالصَّدَفِيّ، (إِمامٌ) جليلٌ وَاسع الرِّحْلَةِ والحِفْظِ والرِّوَايَةِ والدِّراية والكِتَابة والجِدّ، دَخَل الحَرَمَيْن وبَغْدَادَ والشّام، ورَجَعَ إِلى الأَنْدَلُس بعِلْم لَا يُحْصَر، وَله ترْجَمَةٌ وَاسِعَة فِي شُروحِ الشِّفَاءِ.
(وسُــكَّرٌ) ، بِلَا لَام وهاءٍ: (لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ) ، وَفِي بعض النُّسخ: أَحْمَد بن سَلْمَانَ (الحَرْبِيّ) المُحَدّث، مَاتَ بعد السِّتِّمَائَة. (و) أَبُو الحَسَنِ (عليُّ بنُ الحَسَنِ) ، وَيُقَال: الحُسَيْن (بنِ طَاوُوسِ بنِ سُــكَّرِ) بنِ عبدِ الله، الدَّيرُ عاقُولِيّ (مُحَدِّثٌ) واعظٌ، نزيلُ دِمَشْق، رَوَى بهَا عَن أَبي القاسِمِ بنِ بِشْرَانَ وغيرِه، وَمَات بِصُور سنة 484.
وفَاتَهُ:
عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ عُبَيْد بن سُــكَّر القارِىء المِصْرِيّ، كتب عَنهُ السِّلَفِيّ.
وأَمَةُ العَزِيز سُــكَّرُ بنْتُ سَهْلِ بنِ بِشْرٍ، رَوَى عَنْهَا ابنُ عَسَاكِر.
ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بن ضِرْغَام، عُرِفَ بِابْن سُــكَّرٍ الْمِصْرِيّ نَزِيلُ مكّة، سمعَ الكَثِيرَ، وقرأَ القِرَاءَات، وكتبَ شَيْئا كثيرا.
وأَخوه أَحْمَدُ بنُ عَلِيّ بن سُــكَّر الغَضَائِرِيّ، حَدَّث عَن ابنِ المِصْرِيّ وَغَيره.
قلْت: وَقد رَوَى الحافظُ بنُ حَجَر عَن الأَخِيرَيْنِ.
قلْت: وأَبُو عَلِيَ الحَسَنُ بنُ علِيَ بن حَيْدَرَةَ بنِ مُحَمّدِ بنِ القاسِمِ بن مَيْمُونِ بنِ حَمْزَةَ العَلَوِيّ، عُرِفَ بِابْن سُــكَّر، من بيتِ الرِّياسَةِ والنُّبْلِ، حَدَّثَ، تَرْجَمَه المُنْذِرِيّ. وعَمّ جَدِّه، أَبو إِبراهيمَ أَحمَدُ بنُ القَاسِم الحافِظ المُكْثِرُ.
(وككَتِفٍ، سَــكِرٌ الواعِظُ، ذَــكَرَــهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخِه) ، هاكذا فِي سائِرِ النُّسَخ الَّتِي بأَيْدِينا، وَقد راجَعْتُ فِي تارِيخِ البُخَارِيّ فَلم أَجِدْهخ، فرأَيْتُ الحافِظَ بنَ حَجَر ذَــكَرَــهُ فِي التَّبْصِيرِ أَنه ذَــكَرَــهُ ابنُ النّجّار فِي تَارِيخه، وأَنه سمِعَ مِنْهُ عُبَيْدُالله بن السَّمَرْقَنْدِيّ. فظهَرَ لي أَنّ الَّذِي فِي النُّسَخِ كلِّهَا تَصْحِيفٌ.
(والسَّكَّارُ) ، ككَتّانٍ: (النَّبّاذُ) والخَمّارُ.
(و) من المَجَاز: (سَــكْرَــةُ المَوْتِ والهَمِّ) والنَّوْمِ: (شِدَّتُه وهَمُّه وغَشْيَتُه) الَّتِي تَدُلّ الإِنسانَ على أَنَّه مَيَّتٌ. وَفِي البصائر فِي سَــكْرَــةِ المَوْتِ قَالَ: هُوَ اخْتِلاطُ العَقْلِ؛ لشِدَّةِ النَّزْعِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَاءتْ سَــكْرَــةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ} (قلله: 19) ، وَقد صَحّ عَن رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ وَفاتِه يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الماءِ، فيَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ، يقولُ: لَا إِلاه إِلاّ الله، إِنّ للمَوْتِ سَــكَرَــاتٍ، ثمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فجَعَلَ يقولُ: الرَّفِيق الأَعْلَى، حتَّى قُبِضَ، ومالَتْ يَدُه) .
(وسَــكَّرَــه تَسْكِيراً: خَنَقَه) ، والبَعِيرُ يُسَــكِّرُ آخَرَ بذِراعِه حتّى يكَاد يَقْتُلُه.
(و) من المَجَاز: سُــكِرَــتْ أَبْصَارُهُم وسُــكِّرَــتْ، وسُــكِّرَ بَصَرُهُ: غُشِيَ عَلَيْه، و (قَوْله تَعَالَى) :: {لَقَالُواْ إِنَّمَا سُــكّرَــتْ أَبْصَارُنَا} (الْحجر: 15) ، أَي حُبِسَتْ عَنِ النَّظَرِ، وحُيِّرَتْ، أَو) معناهَا (غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ) ، قَالَه أَبو عَمْرِو بن العَلاءِ، (و) قرأَها الحَسَن (سُــكِرَــتْ، بالتَّخْفِيفِ) ، أَي سُحرَتْ، وَقَالَ الفَرّاءُ: (أَي حُبِسَتْ) ومُنِعَتْ من النَّظَرِ.
وَفِي التَّهْذِيب: قُرِىءَ سُــكِرَــتْ وسُــكِّرَــتْ، بِالتَّخْفِيفِ والتشيد، ومعناهما: أُغْشِيَتْ وسُدَّتْ بالسِّحْر، فيتَخَايَلُ بأَبْصَارِنَا غَيْرُ مَا نَرَى.
وَقَالَ مُجاهد: {سُــكّرَــتْ أَبْصَارُنَا} أَي سُدَّتْ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَذْهَبُ مُجَاهِدٌ إِلى أَنَّ الأَبْصارَ غَشِيَهَا مَا مَنَعَها من النَّظَر، كَمَا يَمْنَع السّــكْرُ الماءَ من الجَرْيِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سُــكِّرَــتْ أَبصارُ القَوْمِ، إِذا دِيرَ بِهِمْ، وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ، فَلم يُبْصِرُوا.
وَقَالَ أَبو عَمْرو بن العَلاءِ: مأْخُوذٌ من سُــكْرِ الشَّرَابِ، كأَنّ العينَ لَحِقَهَا مَا يَلْحَقُ شارِبَ المُسْــكِرِ إِذا سَــكِرَ.
وَقَالَ الزَّجّاج: يُقَال: سَــكَرَــتْ عينُه تَسْــكُر، إِذا تَحَيَّرَتْ وسَكَنَتْ عَن النَّظَرِ.
(و) المُسَــكَّرُ، (كمُعَظَّم: المَخْمُورُ) ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
أَبَا حَاضِرٍ مَنْ يَزِنِ يُعْرَفْ زِنَاؤُه
وَمن يَشْرَبِ الخُرْطُومَ يُصْبِحْ مُسَــكَّرَــا
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَسْــكَرَــه الشّرَابُ، وأَسْــكَرَــه القريصُ وَهُوَ مَجاز.
وَنقل شَيخنَا عَن بعضٍ تَعْدِيَتَه بنفْسه، أَي من غير الْهمزَة، وَلَكِن الْمَشْهُور الأَوَّل.
وتَساكَرَ الرَّجُلُ: أَظْهَرَ السُّــكْرَ واسْتَعْمَلَه، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
أَسَــكْرَــانَ كانَ ابنُ المَراغَةِ إِذ هَجَا
تَمِيماً بجَوْفِ الشَّأْمِ أُم مُتَساكِرُ
وقولُهم: ذَهَبَ بينَ الصَّحْوَةِ والسَّــكْرَــة إِنّمَا هُوَ بَيْنَ أَن يَعْقِلَ وَلَا يَعْقِل.
والسَّــكْرَــةُ: الغَضْبَةُ.
والسَّــكْرَــةُ: غَلَبَةُ اللَّذَّةِ على الشّبَابِ. وسَــكِرَ من الغَضَبِ يَسْــكَرُ، من حَدّ فَرِحَ، إِذا غَضِبَ.
وسَــكَرَ الحَرُّ: سَكَنَ، قَالَ:
جاءَ الشِّتَاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ
وجَعَلَتْ عَيْنُ الحَرُورِ تَسْــكُرُ
والتَّسْكِيرُ للحَاجَةِ: اخْتِلاطُ الرَّأْيِ فِيهَا قَبْلَ أَن يعزم عَلَيْهَا، فإِذا عزمَ عَلَيْهَا ذَهَب اسْم التَّسْكِير، وَقد سُــكِرَ.
وَقَالَ أَبو زَيْد: الماءُ السّاكِرُ: السَّاكِن الَّذِي لَا يَجْرِي، وَقد سَــكَرَ سُكُوراً، وَهُوَ مَجاز. وسُــكِرَ البحرُ: رَكَدَ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ، وَهُوَ مَجاز.
وسُكَيْرُ العَبّاسِ، كزُبَيْرٍ: قريةٌ على شاطىءِ الخابُورِ، وَله يومٌ ذَــكَرَــه البلاذُرِيّ.
ويُقَال للشَّيْءِ الحَارِّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه: قد سَــكَرَ يَسْــكُرُ.
وَيُقَال: سَــكَرَ البابَ وسَــكَّرَــهُ، إِذا سَدَّه، تَشْبيهاً بسَدِّ النَّهْرِ، وَهِي لُغَة مَشْهُورَةٌ، جاءَ ذِــكرُــها فِي بعضِ كُتُب الأَفعالِ، قَالَ شَيخنَا: وَهِي فاشِيَةٌ فِي بَوَادِي إِفْرِيقِيَّةَ، ولعلَّهُمْ أَخذوها من تَسْكِيرِ الأَنْهَارِ.
وَزَاد هُنَا صاحِبُ اللِّسَانِ، وَغَيره:
السُّــكْرُــكَةُ، وَهِي: خَمْرُ الحَبَشَةِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ من الذُّرَةِ.
وَقَالَ الأَزهريّ: لَيست بعربيّة، وقيَّدَه شَمِرٌ بضَمّ فسُكونٍ، والراءُ مضمومةٌ، وَغَيره بِضَم السِّين والكافِ وسكونِ الرّاءِ، ويُعَرّب السُّقُرْقَع، وسيأْتي للمصنّف فِي الْكَاف، وتُذكر هُنَاكَ، إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وأَسْكُوران: من قُرَى أَصْفَهَان، مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ الأَسْكُورانِيّ، توفِّي سنة 493.
وأَسْــكَرُ العَدَوِيّة: قَرْيَةٌ من الصَّعِيدِ، وَبهَا وُلِد سيدُنا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، كَمَا فِي الرَّوْضِ، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه.
والسُّــكَّرِــيّة: قريةٌ من أَعمالِ المُنُوفِيّة.
وَبَنُو سُكَيْــكِر: قَومٌ.
والسَّــكْرَــانُ: لقبُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ القاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ الأَفْطس الحَسَهيّ؛ لِكَثْرَة صَلاتِه باللّيل. وعَقِبُه بمِصْرَ وحَلَبَ.
وَهُوَ أَيضاً: لقبُ الشَّرِيفِ أَبي بَــكْرِ بنِ عبد الرّحْمانِ بنِ محمَّدِ بنِ عليّ الحُسَيْنِيّ، باعلوي، أَخِي عُمَرَ المِحْضَار، ووالدِ الشَّرِيفِ عبدِ اللَّهِ العَيْدَرُوس توفِّي سنة 831.
وَبَنُو سَــكْرَــةَ، بِفَتْح فَسُكُون: قومٌ من الهاشِمِيِّين، قَالَه الأَميرُ. والسَّــكرانُ بنُ عَمْرِو بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ وُدَ، أَخُو سَهْلِ بن عَمْرٍ والعامِرِيّ، من مُهاجِرَةِ الحَبَشةِ.
وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ عبد العَزِيزِ الخَطِيب، عِمَاد الدِّين السُّــكَّرِــيّ، حدَّثَ، وتوفِّيَ بِمصْر سنة 713.
(ســكر) : السَّــكَرَــةُ الشَّيْلمُ.
صَفوانَ أَبي صُهْبانَ المُدْلِجيِّ 

كرب

(كرب) : أَــكْرَــب الرَّجُلُ: إذا طَلَب التَّمْرَ في كَرب النَّخْل.
(كرب) : الــكَرَــبةُ: الزِّرُّ، وهو الَّذِي يكونُ فيه رَأَسَ عَمُودِ البَيْتِ.
كرب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا قَالَ لَهُ: يَا رَسُول الله إِنَّا قوم نتساءل أَمْوَالنَا فَقَالَ: يسْأَل الرجل فِي الْجَائِحَة والفَتْق فَإِذا اسْتغنى أَو كرب استعف.
(ك ر ب) : (كَرَــبَتْ) الشَّمْسُ دَنَتْ لِلْغُرُوبِ (وَمِنْهُ) الْــكَرُــوبِيُّونَ وَالْــكَرُــوبِيَّةُ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ الْمُقَرَّبُونَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ (وَــكَرَــبَ) الْأَرْضَ كِرَــابًا قَلَبَهَا لِلْحَرْثِ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَتَــكْرِــيبُ) النَّخْلِ تَشْذِيبُهُ وَالتَّرْكِيبُ فِي مَعْنَاهُ تَصْحِيفٌ.
(كرب)
فلَان كربا زرع فِي الــكريب وَأخذ الــكرب من النّخل وَأكل الــكرابة وَالشَّيْء كروبا دنا وَالشَّمْس للمغيب دنت وَيُقَال كرب يفعل كَذَا وَكَذَا وكرب أَن يَفْعَله قَارب أَن يَفْعَله وَهُوَ من أَفعَال المقاربة وَفُلَانًا الْأَمر وَالْغَم والعبء اشْتَدَّ عَلَيْهِ وَثقل فَهُوَ مــكروب وكرب الْحَبل وَغَيره كربا فتله وَالْأَرْض كربا وكرابا قَلبهَا للحرث وأثارها للزَّرْع والدلو جعل لَهَا كربا
كرب
الــكَرْــبُ: الغمّ الشّديد. قال تعالى: فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْــكَرْــبِ الْعَظِيمِ
[الأنبياء/ 76] .
والــكُرْــبَةُ كالغمّة، وأصل ذلك من: كَرْــبِ الأرض، وهو قَلْبُها بالحفر، فالغمّ يثير النّفس إثارة ذلك، وقيل في مَثَلٍ: الــكِرَــابُ على البقر ، وليس ذلك من قولهم: (الكلاب على البقر) في شيء. ويصحّ أن يكون الــكَرْــبُ من:
كَرَــبَتِ الشمس: إذا دنت للمغيب. وقولهم: إناء كَرْــبَانُ، أي: قريب. نحو: قَرْبانَ، أي: قريب من الملء، أو من الــكَرَــبِ، وهو عقد غليظ في رشا الدّلو، وقد يوصف الغمّ بأنه عقدة على القلب، يقال: أَــكْرَــبْتُ الدّلوَ.
ك ر ب: (الْــكُرْــبَةُ) بِالضَّمِّ الْغَمُّ الَّذِي يَأْخُذُ بِالنَّفْسِ وَكَذَا (الْــكَرْــبُ) تَقُولُ (كَرَــبَهُ) الْغَمُّ أَيِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (كَرَــبَ) أَنْ يَفْعَلَ كَذَا بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْضًا أَيْ كَادَ أَنْ يَفْعَلَ. وَــكَرَــبَ الْأَرْضَ أَيْضًا قَلَبَهَا لِلْحَرْثِ. وَ (مَعْدِي كَرِــبَ) فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: مَعْدِي كَرِــبُ بِرَفْعِ الْبَاءِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ. وَمَعْدِي كَرِــبَ بِفَتْحِ الْبَاءِ مُضَافٌ إِلَيْهِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لِأَنَّ كَرِــبَ عِنْدَ صَاحِبِ هَذِهِ اللُّغَةِ مُؤَنَّثٌ مَعْرِفَةٌ. وَمَعْدِي كَرِــبٍ مُضَافٌ إِلَيْهِ مَصْرُوفٌ.
وَيَاءُ مَعْدِي سَاكِنَةٌ بِكُلِّ حَالٍ. 
[كرب] نه: فإذا استغنى أو "كرب" استعف، كرب أي دنا وقرب فهو كارب. ومنه: أيفع الغلام أو "كرب"، أي قارب الإيقاع. و"الــكروبيون" سادة الملائكة هم المقربون، ويقال لكل حيوان وثيق المفاصل إنه لمــكرب الخلق- إذا كان شديد القوى، والأول أشبه. وفيه: إذا أتاه الوحي "كرب" له، أي أصابه الــكرب فهو مــكروب، ومن كربه فهو كارب. ن: "كرب" لذلك وتربد، بضم كاف وكسر راء. وح: "فــكربت كربة" ما "كربت" مثله، بضم الكافين، وضمير مثله للــكربة بمعنى الهم والــكرب وهو غم يأخذ بالنفس. شم: "فــكربت كربًا"، هو بفتح كاف: غم يأخذ النفس. ك: ومنه: من فرج "كربة". وح: وا "كرب" أباه، وألفه للندبة، قيل: وإنما كان كربه شفقة على أمته لما علم من وقوع الفتن، وفيه فإن هذا الغم لا ينقطع بموته بل دائمة فهو ما كان يجده من كرب الموت فإنه كان يجده أشد وإن كان صبره عليه أحسن كما أن أجره أكثر فانقطع ذلك بالرحلة إلى نعيم دائم. ومنه: يدعو عند "الــكرب". نه: وفي صفة نخل الجنة: "كربها" ذهب، هو بالحركة أصل السعف، وقيلك ما يبقى من أصوله في النخلة بعد القطع كالمراقي. غ: أبُنيَّ إن أباك "كارب" يومه فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل، أي قريب من يوم أجله.
ك ر ب : الْــكَرَــبُ أُصُولُ السَّعَفِ الَّتِي تُقْطَعُ مَعَهَا الْوَاحِدَةُ كَرَــبَةٌ مِثْلُ قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَبِسَ وَــكَرَــبَ أَنْ يُقْطَعَ أَيْ حَانَ لَهُ يُقَالُ كَرَــبَتِ الشَّمْسُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا دَنَتْ لِلْمَغِيبِ وَــكَرَــبَتِ الْأَرْضُ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا كِرَــابًا بِالْكَسْرِ قَلَبْتُهَا لِلْحَرْثِ وَــكَرَــبْتُ النَّخْلَ شَذَّبْتُهُ وَــكَرَــبَهُ الْأَمْرُ كَرْــبًا أَيْضًا شَقَّ عَلَيْهِ وَبِمُصَغَّرِ الْمَصْدَرِ سُمِّيَ وَمِنْهُ كُرَــيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكُنْيَتُهُ أَبُو رِشْدِينَ بِكَسْرِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا ثُمَّ نُونٍ وَهُوَ رَجُلٌ مَــكْرُــوبٌ مَهْمُومٌ وَالْــكُرْــبَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَالْجَمْعُ كُرَــبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالْــكِرْــبَاسُ الثَّوْبُ الْخَشِنُ وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ بِكَسْرِ الْكَافِ وَالْجَمْعُ كَرَــابِيسُ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ بَيَّاعُهُ فَيُقَالُ كَرَــابِيسِيٌّ وَهُوَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - 
كرب: كَرِــب: ناح، أعول، انتحب تأوه، شكا بأنين ونواح، تذمّر، توجَّع. (همبرت ص33 جزائرية).
كَرَّــب (بالتشديد): كَرَــب عند فريتاج: ربط، شدَّ بخيط أو حبل أو شريط. (زيشر 75:22، 120).
كَرَّــب: أغمَّ، أحزن. (فوك).
كَرَّــب: تستعمل بمعنى حرّ خانق. (المعجم الجغرافي).
كرْــب: قمّة، ذروة، أوج، (عند العياشي) (بربروجر ص13).
كُرْــب: عدد كبير من ضربات السوط، مائة ضربة سوط. (ألكالا).
كَرَــب: غَمّ، حزن. (بوشر). وهذا هو ضبط الكلمة وليس كَرْــب.
كَرَــب: نَوْح، نحيب، انتحب، غويل، شكوى يصحبها أنين وصراخ. (همبرت ص33).
كَرِــب: منزل كَرِــب: منزل ضيّق، وموضع فيه المنازل ضيقة. ومؤنثة كربة. (المعجم الجغرافي).
كرب: فُواق، شهقة. (بوشر).
كرب: نير، خشبة معترضة فوق عنق الثور أو عنقي الثورين المقرونين لجر المحراث. (بوشر).
كُرْــبَة: تعب، مشقة، عناء الجسم والروح. (ألكالا).
مفرّج الــكربات: مواسي المــكروبين والمحزونين. (بوشر).
كُرْــبى (بضم الكاف وفتحها) والجمع كرابي: هو في الجزائر كوخ، بيت حقير. (همبرت ص180 جزائرية، هلو وفيه قربى، شوا: 316، جرابيرج ص36، دوماس صحارى ص189، وســكرياك ص305) وعند دي يونج فان رودنبورج (ص22): (أهل الجرابة: العرب الفلاحون؛ وجرابة جمع جروبي: خُصّ، كوخ من الموص والحلفاء).
كروب وكروبيّ والجمع كروبيون: ملاك مقرَّب. (باين سميث 1809).
كريب (بالإسبانية cribo) : غربال، منخل. (ألكالا). كرابة: (اسم جمع) حقول، مزارع. ففي (باين سميث 1808): سقيت كرابتها وحقولها (النشيد 65 ص10).
كَرَّــاب (بالسريانية كُوريا): فلاّح، حرَّاث، أكَّار. (باين سميث 1810، أبو الوليد ص45).
كاروبيّ: ملاك مقرّب. (باين سميث 1810).
مــكرب: مُلِحّ، لجوج. (بوشر).
مَــكْرُــوب: مَنْ تضايق من كثرة الأكل والشرب عند بعض العامة. (محيط المحيط).

كرب


كَرَــبَ(n. ac. كَرْــب)
a. Troubled, distressed, grieved; overloaded
overburdened; overworked, overtasked.
b.(n. ac. كُرُــوْب), Approached, drew near; was near, nigh to; was on the
point of.
c.(n. ac. كَرْــب
كِرَــاْب), Was low ( sun, fire ).
d. Ploughed, turned over (ground).
e. Rolled out (dough).
f. ( n. ac.
كَرْــب), Twisted (rope).
g. Tied a rope to (bucket).
h. [acc. & 'Ala], Bound tightly with.
i. Tightened.
f. Lopped (palm-tree).
k. see II (c)
. —
كَرِــبَ(n. ac. كَرَــب)
a. Broke (rope).
b. see VIII
كَرَّــبَa. see I (e) (g).
c. Sowed.

كَاْرَبَa. Approached, drew near to.

أَــكْرَــبَa. see I (a) (g).
c. Hastened, sped along, ran.
d. Filled.

تَــكَرَّــبَa. Picked dates.

إِنْــكَرَــبَ
a. [ coll. ], Was surfeited, had
the stomach overloaded.
إِكْتَرَبَa. Was grieved, distressed, afflicted.

كَرْــب
(pl.
كُرُــوْب)
a. Grief, sorrow, distress, affliction; anxiety.

كَرْــبَة
a. [ coll. ], Indigestion, surfeit.

كُرْــبَة
(pl.
كُرَــب)
a. see 1
كَرَــبa. Base of a palm-branch.
b. Well-rope.

كَرَــبَة
(pl.
كَرَــب)
a. Joist.
b. (pl.
كِرَــاْب), Channel.
كَاْرِبa. Approaching; near, nigh.
b. Afflicting, oppressive.

كَرَــاْبَةa. see 24t & 25t
كِرَــاْبa. Ploughing.

كُرَــاْبَة
(pl.
أَــكْرِــبَة)
a. Scattered dates.

كَرِــيْبa. Rolling-pin.
b. Baker's peel or shovel.
c. Knot, joint.
d. (pl.
كِرَــاْب), Land ready for sowing.
e. see N. P.
I (a)
كَرِــيْبَة
(pl.
كَرَــاْئِبُ)
a. Misfortune, calamity; adversity.

كَرُــوْب
H.
a. Cherub.

كَرُــوْبِيّ
(pl.
كَرُــوْبِيُّوْن
كَرُــوْبِيَّة )
a. see 26
كَرْــبَاْنُ
(pl.
كَرْــبَى
1ya
كِرَــاْب)
a. Nearly full (vessel).
كَرْــبَآءُa. fem. of
كَرْــبَاْنُ
N. P.
كَرڤبَa. Afflicted, distressed.
b. see N. P.
أَــكْرَــبَ
(b).
c. [ coll. ], Surfeited.

N. Ag.
أَــكْرَــبَa. see 21 (b)
N. P.
أَــكْرَــبَa. Tight.
b. Firm, compact; strong.
c. Sinewy.

N. Ac.
أَــكْرَــبَa. Haste, promptness.

كَُرْــبُحَا
a. Thereabouts, nearly so.

دَلْو مُــكْرَــبَة
a. Bucket with a rope attached to it.

مَا بِالدَّار كَرَّــاب
a. There is no one in the house.
كرب
الــكَرْــبُ والــكُرْــبَةُ: الغم يأْخُذُ بالنَّفْس، كَرَــبَه الأمْرُ يَــكْرُــبُه، وإِنَّه لَمَــكْرُــوْبٌ.
وأمْرٌ كارِبٌ. والــكَرِــيْبُ: المَــكْرُــوْبُ.
وكُرِــبَتِ الإِبلُ: إذا أُثْقِلَتْ بالأحمال والأوقارِ.
وكُلُّ شَيْءٍ دانى أمْراً: فقد كَرَــبَ. وكَرَــبَتِ الشَّمْسُ أنْ تَغِيْبَ. والــكِرَــابُ: القِرَابُ. وقَدَحٌ كَرْــبَانُ: قارَبَ المِلْءَ.
وهي على كِرَــابِه: أي ثُلُثَيْهِ.
وله كَرْــبُ مائةٍ ونَهْزُ مائةٍ.
وتَــكَربَ حتّى لا مُتَــكَرب: أي تَقَرَّبَ.
والــكَرْــبُ: العَقْدُ الغَلِيْظُ في رِشَاءِ الدَّلْوِ يُلَفُّ على ثِنائِهِ رِبَاطاً وَثيْقاً، واسْمُ ذلك المَوْضِع: الــكَرَــبُ، والفِعْلُ الإِــكْرَــابُ، يُقال: كَرَــبْتُ الدَّلْوَ أيضاً.
والمَفَاصِلُ الشَّدِيدَةُ: مُــكْرَــبَةٌ.
والمُــكْرَــبُ من الخَيْل: المُمَرُّ الخَلْقِ.
وتقول العَرَبُ: خُذْ رِجْلَيْكَ بإكْرَــابٍ: أي اعْجَلْ بالذَّهاب وأسْرِعْ. والإكْرابُ: الألْوانُ من العَدد.
والــكَرَــابُ: كَرْــبُكَ الأرْضَ حِيْنَ تَقْلِبُها، فهي مَــكْرُــوْبَةٌ. وفي مَثَل: الــكرابُ على البَقَر لأنَّها تَــكْرُــبُ الأرضَ.
والمِــكْرَــبَةُ: الخَشَبَةُ العَرِيْضَةُ يُذَرّى بها البُرُّ.
والــكَرِــيْبُ: كَعْبٌ من قَصَبٍ وقَنَاةٍ. والمِحْوَرُ الذي يُبْسَطُ به العَجِيْنُ. وقَصَبُ الحائكِ.
والــكُرَــابَةُ: مِثْلُ الجُرَامَةِ من التَّمْرِ وهو ما الْتُقِطَ منه بَعْدَ ما يُصْرَمُ. وقد تَــكَرَّــبَ الناسُ النَخْلَ: صَرَمُوه.
وكَرَــبَ النَّخْلَةَ: قَطَعَ كَرَــبَها.
وكَرَّــبْتُ الخَيْلَ: إذا أحْسَنْتَ صَنْعَتَها، وهو من تَــكْرِــيْبِ النَّخْل. والــكِرَــابُ: مَجاري الماءِ، الواحِدَةُ كَرَــبَةٌ.
وأكْرَــبْتُ السِّقَاءَ: مَلأته.
وكَرَّــبَ الرجُلُ في القِتال: أقْدَمَ.
وما بها كَرّــابٌ: أي أحَدٌ.
والمُــكْرَــبَاتُ: الإِبلُ التي أصابَها الدُّخَانُ.
[كرب] الــكُرْــبَةُ بالضم: الغمّ الذي يأخذ بالنفس، وكذلك الــكرب على مثال الضرب. تقول منه: كَرَــبَهُ الغمُّ، إذا اشتدَّ عليه. والــكرائب: الشدائد، الواحدة كَريبَة. وقال : فيال رزام رشحوا بى مقدما * إلى الموت خواضا إليه الــكرائبا وكَرَــبْتُ القيدَ، إذا ضيَّقته على المقيد. وقال : ازجر حمارك لا يرتع بروضتنا * إذن يرد وقيد العير مــكروب وكرب أن يفعل كذا، أي كاد يفعل. وكَرَــبْتُ الأرضَ، إذا قلبتها للحرث. وفى المثل: " الــكراب على البقر " ويقال: " الكلاب على البقر ". وكرب الشئ، أي دنا. وإناءٌ كَرْــبانُ، إذا كَرَــبَ أن يمتلئ. وكَرَــبَت الشمسُ، أي دَنت للغروب. يقال كَرَــبَت حياةُ النارِ، أي قرُب انطفاؤها. وقال : أبنى إن أباك كارب يومه * فإذا دُعيت إلى المكارم فاعْجَلِ وكَرَــبْتُ الناقةَ: أوْقَرْتها. وكَرَــبُ النخل: أصول السعف أمثال الكتف. وفى المثل:

متى كان حكم الله في كَرَــبِ النخل * والــكَرَــبُ: الحبل الذي يشدّ في وسط العَراقيّ ثمَّ يُثَنَّى ويثلَّث ليكون هو الذي يلي الماءَ فلا يعفن الحبل الكبير. تقول منه: أكْرَــبْتُ الدَلْوَ فهي مُــكْرَــبَةٌ. والــكَرْــبَةُ أيضاً: واحدة الــكراب، وهى مجارى الماء. قال أبو ذؤيب يصف نحلا: جوارسها تأوى الشعوف دوائبا * وتنصب ألهابا مصيفا كرابها والمصيف: المعوج، من صاف السهم. وأبو كرب اليماني بكسر الراء: أحد التتابعة، واسمه أسعد بن مالك الحميرى. ومعدى كرب فيه ثلاث لغات: معدى كرب برفع الباء لا يصرف، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ويصرف كربا، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ولا يصرف كربا يجعله مؤنثا معرفة. والياء من معدى ساكنة على كل حال. وإذا نسبت إليه قلت معدى، وكذلك النسب في كل اسمين جعلا واحدا مثل بعل بك وخمسة عشر تنسب إلى الاسم الاول تقول: بعلى وخمسى وتأبطي. وكذلك إذا صغرت تصغر الاول. والمــكرب: الشديد الاسر من الدواب، بضم الميم وفتح الراء. وتقول: ما بالدار كَرَّــابٌ بالتشديد، أي أحدٌ. وأكْرَــبَ، أي أسرع. تقول: خُذْ رجليك بإكْرابٍ، إذا أمرته أن يسرعَ السعي. والــكُرابَةُ بالضم: ما يُلْتَقَط من التمر في أصول السعف بعد ما يُصْرَم.
كرب
كرَــبَ يَــكرُــب، كَرْــبًا وكُروبًا، فهو كارِب، والمفعول مَــكْروب
كرَــبه الغمُّ: اشتدَّ عليه وأحزنه.
كرَــبه العِبءُ الذي حلَّ به: اشتدّ عليه وثقُل.
كرَــب يفعل كذا/ كرَــب أن يفعل كذا: (نح) من أفعال المقاربة بمعنى كاد، أوشك، يكثر تجريدُ خبرها من أن ويقلّ اقترانه بها "كرَــبتِ الشّمسُ تغيب: دنت، قاربت". 

أكربَ يُــكرب، إكرابًا، فهو مُــكرِــب، والمفعول مُــكرَــب
• أكربه الدَّيْنُ: أغمّه وأحزنه. 

اكتربَ لـ يكترب، اكترابًا، فهو مُكتَرِب، والمفعول مُكترَب له
• اكترب الأبُ لإخفاق ولده: اغتمَّ واشتدّ حزنُه. 

انــكربَ ينــكرب، انــكرابًا، فهو مُنــكَرِــب
• انــكرب الشَّخصُ: ثقُل عليه الحزنُ والهمّ. 

كَرْــب [مفرد]: ج كُروب (لغير المصدر):
1 - مصدر كرَــبَ.
2 - حُزْن وغمّ يأخذ بالنَّفس "فرّج اللهُ كربَه- {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْــكَرْــبِ الْعَظِيمِ}: الغرق".
• الــكَرْــبان: الغداة والعشيّ. 

كُرْــبة [مفرد]: ج كُرُــبات وكُرْــبات وكُرَــب: غُمّة، حُزْنٌ وغمٌّ يأخذ بالنفس "فرَّج اللهُ كُرْــبتك- مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْــبةً مِنْ كُرَــبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْــبَةً مِنْ كُرَــبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ [حديث] ". 

كروب [مفرد]: مصدر كرَــبَ. 

مِــكْروب [مفرد]: ج مِــكْروبات: (طب) كائن حيّ لا يُرى بالعين المجرّدة، بل بواسطة المجهر. وحيد الخليّة يعيش في الماء والدّم والهواء، ينقل الأمراضَ المُعدية من المرضى إلى
 الأصحّاء، يختلف في شكله أو غذائه أو حاجته للأكسجين، بعضه يعيش بشكل مستقلّ وقد يكون رمِّيًّا أي: يتغذّى على الموادّ العضويّة الميِّتة العَفِنة، وبعض تلك الأنواع مُسبِّب للجراثيم. 
الْكَاف وَالرَّاء وَالْبَاء

الــكَرْــب: الحُزْن الَّذِي يَأْخُذ بِالنَّفسِ. وَجمعه: كُرُــوب.

وكَرَــبه الْأَمر يَــكْرُــبه كَرْــبا، فَهُوَ مــكروب، وكَرِــيب.

وَالِاسْم: الــكُرْــبة.

واكترب لذَلِك: اغتمّ.

وكَرَــب الْأَمر يــكرُــبُ كُروبا: دنا، قَالَ خُفَاف بن عبد القَيْس البُرْجُمِيّ:

أبُنَيّ إِن اباك كاربُ يومِه ... فَإِذا دُعِيتَ إِلَى المكارم فاعَجلِ

وَقد كَرَــب أَن يكون وكَرَــب يكون، وَهِي عِنْد سِيبَوَيْهٍ: أحد الْأَفْعَال الَّتِي لَا يسْتَعْمل اسْم الْفَاعِل مِنْهَا مَوضِع الْفِعْل الَّذِي هُوَ خَبَرهَا لَا تَقول: كَرَــب كَائِنا.

وكَرَــبت الشَّمْس للمغيب: دَنَتْ.

وكِرَــاب المكوك وَغَيره من الْآنِية: دون الجمام.

وإناء كَرْــبان، وجُمْجُمة كَرْــبى.

وَالْجمع: كَرْــبى، وكِرَــاب.

وَزعم يَعْقُوب أَن كَاف كَرْــبان بَدَل من قَاف قَرْبان، وَلَيْسَ بِشَيْء.

وأكرب الإناءَ: قَارب مَلأه.

وَهَذِه إبِلٌ مائةٌ أَو كَرْــبُها: أَي نَحْوهَا وقُرَابتها.

وكَرَــب وَظِيفَيِ الحِمار أَو الجَمَل: دَانَى بَينهَا بِحَبْل أَو قَيد.

وكارب الشيءَ: قاربه.

وأكرب الرجلُ: أَسرع.

وخُذْ رِجْليك بإكراب: إِذا أُمِر بالسرعة.

وأكرب الفَرَسُ وَغَيره مِمَّا يعدو: أسْرع، هَذِه وَحدهَا عَن اللحياني.

والــكَرَــب: أصُول السَعَف الغِلاَظُ العِرَاض الَّتِي تَيْبَسُ فَتَصِير مثل الكَتِف، واحدتها: كَرَــبة.

والــكَرَــابة، والــكُرَــابة: التَّمْرة الَّتِي تُلْتَقَطُ من اصول الــكَرَــب بعد الجِدَاد، والضمّ أَعلَى.

وَقد تــكَّربها. والــكَرَــب: حَبل يُشَدّ على عَراقِي الدّلْو ثمَّ يثنّى ثمَّ يُثلَّث وَالْجمع: أكراب.

وَقد كَرَــبها يــكرُــبها كَرْــبا، وأكربها، وكَرَّــبها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

كالدلو بُتَّتْ عُراها وهيْ مُثْقَلة ... وخانها وَذَمٌ مِنْهَا وتَــكْريبُ

على أَن التــكريب قد يجوز أَن يكون هُنَا اسْما كالتّنْبِيتِ والتَّمتين، وَذَلِكَ لعطفها على الوَذَم الَّذِي هُوَ اسْم لَكِن الْبَاب الأول أشْيَع وأوسع، أَعنِي: أَن يكون مصدرا وَإِن كَانَ مَعْطُوفًا على الِاسْم الَّذِي هُوَ الوَذَم.

وكلُّ شَدِيد العَقْد من حَبْل أَو بِناء أَو مَفْصِل: مُــكْرَــب.

ووَظِيف مُــكْرَــب: امْتَلَأَ عَصَبا.

وحافر مُــكْرَــب: صُلْب، قَالَ:

يَتْرك خَوَّارَ الصَفَا رَكُوباً ... بِمُــكْرَــباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا

وفَرَس مُــكْرَــب: شدِيد.

وكرَــبَ الأَرْض يَــكْرُــبها كَرْــبا، وكِرَــابا: أثارها للزَّرْع، وَفِي الْمثل: " الــكِرابُ على البَقَر " لِأَنَّهَا تــكرب الأرضَ، وَبَعْضهمْ يَقُول: " الكِلابَ على البَقَر ".

والمُــكْرَــبات: الْإِبِل الَّتِي يُؤْتى بهَا إِلَى أَبْوَاب الْبيُوت فِي شدَّة البَرْد ليصيبها الدُّخَانُ فتدفأ.

والــكِرَــاب: مجاري المَاء فِي الْوَادي، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف النَحْل:

جَوارِسُها تَأوى الشُّعُوفَ دوائباً ... وتنْصَبّ ألْهابا مَصِيفا كرابُها

واحدتها: كَرَــبة، وَقَوله:

كَأَنَّمَا مَضْمَضت من مَاء أكْرِــبة ... على سَيَابةِ نخلٍ دونه مَلَقُ

قَالَ أَبُو حنيفَة: الأكرِــبة هَاهُنَا: شعاف يسيل مِنْهَا مَاء الْجبَال، واحدتها: كَرَــبة، وَهَذَا لَيْسَ بقويّ، لِأَن فعلا لَا يُجمع على أفعلة. وَقَالَ مرّة: الأكرِــبة: جمع كُرابة، وَهُوَ مَا يَقع من ثَمَر النَّخل فِي أصُول الــكَرَــب قَالَ: وَهُوَ غَلَط وَكَذَلِكَ قَوْله: عِنْدِي غلط أَيْضا، لِأَن فُعَالة لَا يُجمع على أفعلة، اللهمّ إلاّ أَن يكون على طرح الزَّائِد، فَيكون كَأَنَّهُ جمع فُعالا.

وَمَا بِالدَّار كرَّــاب: أَي أحد.

والــكَرِــيب: الكَعْب من القَصب أَو القَنَا.

والــكَرِــيب أَيْضا: الشُوبَق، عَن كُرَــاع.

وَأَبُو كرِــب: مَلِك من مُلُوك حِمْيَر.

وكُرَــيب، معد يــكرب: اسمان.

كرب

1 كَرَــبَ, aor. ـُ inf. n. كُرُــوبٌ, It was, or became, near; drew near; approached. (S, K.) [Compare قَرُبَ.] b2: [You say] كَرَــبَ أَنْ يَكُونَ, and كَرَــبَ يَكُونُ, He, or it, was near, or nigh, to being b3: . (TA.) This is one of the verbs to which one does not give as its enunciative the act. part. n. of the verb which is its proper enunciative: [so that] you do not say, كَرَــبَ كَائِنًا: [in which كَرَــبَ implies the pron. هُوَ, which is called its noun; and كائنا is put for يَكُونُ, or أَنْ يَكُونَ, its proper enunciative]. (Sb.) كَرَــبَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He was near, or nigh, to doing so; he well nigh, or almost, did so. (S, K.) b4: كَرَــبَتِ الشَّمْسُ The sun was, or became, near to setting. (S, K.) b5: كربت الجَارِيَةُ ان تُدْرِكَ The girl was near to coming of age. (TA.) b6: كَرَــبَتْ حَيَاةُ النَّارِ The fire was near to becoming extinguished. (S, K.) A2: كَرَــبَ He bound near together the two pasterns of an ass or of a camel with a rope or with shackles. (TA.) b2: كَرَــبَ القَيْدَ He straitened, or made narrow, the shackle, or shackles, (S, K, TA,) upon the [animal] shackled. (S, K.) 'Abd-Allah Ibn-'Anameh Ed-Dabbee says, أَزْجُرْ حِمَارَكَ لَا يَرْتَعْ بِرَوْضَتِنَا

إِذًا يُرَدَّ وَقَيْدُ العَيْرِ مَــكْرُــوبُ [Check thine ass: let him not pasture at large in our meadow: in that case he will be sent back with the ass's shackles straitened]: (S:) meaning Do not venture to revile us; for we are able to shackle this ass, and to prevent his acting as he pleaseth. (L.) See Ham, p. 290. b3: كَرَــبَ, aor. ـُ He loaded a she-camel. (S, K.) A3: كَرَــبَهُ, (aor.

كَرُــبَ, inf. n. كَرْــبٌ, TA,) It (sorrow, grief, &c., S, K, or an affair, Msb, TA) afflicted, distressed, or oppressed, him, (S, Msb, K,) so that it filled his heart with rage. (Msb.) See also 8.

A4: كَرَــبَ الدَّلْوَ, aor. ـُ (inf. n. كَرْــبٌ, TA,) and ↓ كرّــبها, (K,) and ↓ اكربها, (S, K,) He put or attached, a كَرَــب to the bucket. (S, K.) b2: كَرِــبَ, aor. ـَ The rope called كَرَــب of his bucket broke. (K.) كَرَــبَ, aor. ـُ and ↓ كرّــب; explained by the words طَقْطَقَ الــكَرِــيبَ لِخَشَبَةِ الخَبَّازِ [app. meaning, He caused the كريب (a baker's wooden implement) to make a sound, or a reiterated sound, such as is termed طَقْطَقَة]. (K.) A5: كَرَــبَ; (accord. to the K;) or ↓ كرّــب, inf. n. تَــكْرِــيبٌ; (accord. to IM;) He sowed land such as is called كَرِــيبٌ. (K.) b2: كَرَــبَ الأَرْضَ, aor. ـُ inf. n. كَرْــبٌ and كِرَــابٌ, He turned over the ground for sowing, (K,) or for cultivating. (S, Msb.) A6: كَرَــبَ, aor. ـُ He took the كَرَــب (or lower parts, or ends, of the branches) from the palm-trees. (IAar, K.) He lopped a palmtree. (Msb.) A7: كَرَــبَ, aor. ـُ and ↓ كرّــب; He ate the dates called كُرَــابَة. (K.) A8: كَرَــبَ, aor. ـُ inf. n. كَرْــبٌ, He twisted [a rope &c.] (قُتَلَ: accord. to some copies of the K) or he slew (قَتَلَ: accord to other copies of the same).2 كَرَّــبَــكرّــب: see 1 in four places.3 كاربه i. q. قاربه, He, or it, approached, or was or became near to, him, or it. (K.) The ك is substituted for ق. (TA.) 4 أَــكربهُ [He, or it, affected him with كَرْــب, i. e. sorrow, grief, distress, or affliction: occurring in the TA in several places.]

A2: اكرب, inf. n. إِــكْرَــابٌ, He filled (K) a skin. (TA.) b2: اكرب الإِنَاءَ He nearly filled the vessel: [as also اقربه]. (TA.) b3: See 1.

A3: اكرب, inf. n. إِــكْرَــابٌ, (tropical:) He hastened, or sped: (S, K:) he ran, in the manner termed إِحْضَار and عَدْو. (Az.) You say, خُذْ رِجْلَيْكَ بِإِــكْرَــابٍ [Take up thy feet with speed,] when you order one to hasten in his pace. (S.) In this sense, أَــكْرَــبَ is said of a man, but seldom; and of a horse, or other animal that runs. (Lth, Lh.) 5 تــكرّــب He picked the dates called كُرَــابَة (K) from among the roots of the branches (TA) [after the racemes of fruit had been cut off]; and تــكرّــب النَّخْلَةَ he picked the dates that were among the roots of the branches of the palm-tree, as also تَخَلَّلَهَا. (AHn, TA in art. خل.) 8 اكترب He became afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, &c., (K,) or by an affair (TA) so also ↓ كَرِــبَ, aor. ـَ (TA.) كَرْــبٌ [an inf. n. of 1, q. v.] b2: [You say]

هٰذَهِ إِبِلٌ مِائَةٌ أَوْ كَرْــبُهَا (this is the right reading; and some say that ↓ كُرْــبُهَا is correct: TA: [the latter is the reading in the CK:]) There are a hundred camels, or about that number; or nearly so. (K.) كرب is syn. with قُرْبٌ. (L.) A2: كَرْــبٌ (S, O, K) and ↓ كُرْــبَةٌ (S, O, Msb, K) Grief [or distress, that affects the breath or respiration, [lit.] that takes away the breath: (S, O, and so accord. to some copies of the K, [agreeably with present usage, see بَهْرٌ, last sentence:]) or the soul: (so [erroneously] accord. to some copies of the K) or anxiety, solicitude, or disquietude of the mind: (Msb:) [or grief, or anxiety, that presses heavily upon the heart:] or both signify anxiety, grief, or intense grief: (MA:) pl. of the former كُرُــوبٌ, (K,) and of the latter كُرَــبٌ. (Msb.) كُرْــبٌ: see كَرْــبٌ.

كَرَــبٌ The rope that is tied to the bucket after the مَنِين, which is the first [or main] rope, so that it (the كرب) remains if the منين break: or the rope that is tied to the middle of the cross-bars of the bucket, (and is then doubled, and then trebled, S,) so as to be that which is next the water, in order that the great rope may not rot: (S, K:) but in a marginal note in a copy of the S, it is said that this latter explanation properly applies to the دَرَك; not to the كرب: (IM:) pl. أَــكْرَــابٌ. (TA.) A2: كَرَــبٌ [coll. gen. n.] The lower parts, or ends, of palm-branches, (S, K,) which are thick and broad, (K,) like shoulderblades: (S:) or the stumps of the branches, or what remain upon the palm-tree, of the lower parts, or ends, of the branches, after the lopping, like steps: n. un. with ة. (TA.) Hence the proverb, مَتَى كَانَ حُكْمُ اللّٰهِ فِى كَرَــبِ النَّخْلِ [When was the wisdom of God in the stumps, or lower ends, of palm-branches?] (S.) Said by Jereer, in reply to Es-Salatán El-'Abdee, who had pronounced El-Ferezdak superior to Jereer in point of lineage, and Jereer superior to ElFerezdak as a poet. IB denies it to be a proverb; but IM contends against him that it is, [The meaning is, When was God's wisdom in husbandmen, and possessors of palm-trees? for the region of Es-Salatán's tribe abounded in palm-trees. The words are applied to a man who provokes another to a contest for excellence, being unworthy of the contest. See Freytag, Arab. Prov., ii. 628.]

كُرْــبَةٌ: see كَرْــبٌ.

كَرَــبَةٌ sing. of كِرَــابٌ, which latter signifies The channels in which water flows (S) in a valley: (K:) or the upper parts (صُدُور) of valleys. (AA.) Aboo-Dhu-eyb says, describing bees, جَوَارِسُهَا تَأْوِى الشُّعُوفَ دَوَائِبًا وَتَنْصَبُّ أَلْهَابًا مَصِيفًا كِرَــابُهَا [The eaters, or feeders, among them, resort to the upper parts of the mountains, busily engaged, and pour down (into) ravines with crooked water-channels]. (S.) [جوارس, شعوف, and مصيف, are explained as above in the TA: and الهاب is said in the S and TA, art. لهب, to be here pl. of لِهْبٌ. In a copy of the S, this last is erroneously written إِلْهَابًا.]

A2: كَرَــبَةٌ (in the TA, written كَرَــبٌ,) The piece of wood (زِرّ) in which is inserted the head of a tent-pole. (K.) كَرْــبَانُ A vessel nearly full: (S:) fem. كَرْــبَاءُ; pl. كَرْــبَى and كِرَــابٌ. (TA.) Yaakoob asserts, that the ك in this word is a substitute for the ق in قَرْبَانُ; but ISd denies this. (TA.) كرابُ إِنَاءٍ [app. كِرَــاب or كُرَــاب] What is less than جُمَامُ إِنَاوِ; [i. e., what is nearly equal to the full, or piled-up, contents, or measure, of a vessel]. (TA.) See قِرَابٌ.

الــكِرَــابُ عَلَى البَقَرِ [The turning over of the soil is the work of the oxen]: a proverb. (S, K.) See art. كِلب: [where other readings, namely الــكِرَــابَ and الكِلَابَ and الكِلَابُ, are mentioned]. (K.) كَرِــيبٌ i. q. قَرَاحٌ [Land which has neither water nor trees: or land that is cleared for sowing and planting: pl., app., كِرَــابٌ: see an ex. near the end of the first paragraph of art. ختم:] (K:) and جَادِسٌ [land that is not cultivated nor ploughed], that has never been sowed. (TA.) See also جَرِيبٌ.

A2: A wooden implement of a baker, or maker of bread, with which he forms the cakes of bread (يُرَغِّفُ). (K.) [In the TA is added “ in the oven ”: but I doubt the propriety of this addition.]

A3: A knot, or joint, (كَعْبٌ), of a reed or cane. (K.) A4: Accord. to IAar, i. q. شُوبَقٌ, which is the same as فَيْلَكُونٌ. [شوبق is an arabicised word, from the Persian شُوبَجْ, or چُوبَهْ, both of which signify a rolling-pin, and this meaning is given to شوبق and شوبك in the present day. It should be remarked, however, that كَرْــنِيب (with ن), which is probably a corruption of كَرِــيبٌ, is a name often given in Egypt, in the present day, to a baker's peel.] In the L, كريب is explained, as on the authority of Kr, by سَوِيقٌ; but this is probably a mistake for شوبق. (TA.) See مَــكْرُــوبٌ.

كَرَــابَةٌ: see كُرَــابَةٌ كُرَــابَةٌ (S, K) and ↓ كَرَــابَةٌ (K), but the former is the more approved word, (TA,) Dates that are picked from among the roots of the branches (S, K) after the racemes of fruit have been cut off: (S:) the scattered dates that remain at the roots of the branches: (AHn, TA voce خُلَالَةٌ, which signifies the same:) pl. أَــكْرِــبَةٌ, in the formation of which, the augmentative letter (meaning the fem. ة, TA,) seems to have been rejected [or disregarded]; for فُعَالَةٌ (this is the right reading; TA; but in some copies of the K we read فُعَالَى, and in others فُعَال;) does not form a pl. on the measure أَفْعِلَةٌ. (K.) b2: AHn says, that in this verse of Aboo-Dhu-eyb, كَأَنَّمَا مَضْمَضَتْ مِن مَّاءِ أَــكْرِــبَةٍ

عَلَى سَيَابَةِ نَخلٍ دُونَهُ مَلَقُ اكربة signifies Mountain-tops, from which the water of the mountains flows down; and that its pl. is كَرْــبَةٌ: but ISd remarks, that this assertion is not valid; because a sing. of such a measure does not form a pl. on the measure أَفْعِلَةٌ. He also says, in one place, that اكربة is [said to be] pl. of كرابة, which signifies “ dates that fall among the roots of the palm-branches; ” but [that] this is a mistake: upon which ISd remarks, In like manner, [this] his saying is in my opinion a mistake. (TA.) كَرِــيبَةٌ A misfortune; a calamity: (S:) or a severe misfortune, or calamity: (K:) pl. كَرَــائِبُ. (S.) الــكَرُــوبِيُّونَ (K) and الــكَرُّــوبِيُّونَ, or this latter is a mistake, and الــكَرُــوبِيَّةُ, (TA,) [Hebr. כְּרֻבִים

Cherubim,] the chiefs, or princes, of the angels; the archangels; (K;) of whom are Jebraeel and Meekáeel and Isráfeel; who are also called المُقَرَّبُونَ, accord. to Abu-l-'Áliyeh: (TA:) the nearest of the angels to the bearers of the throne: so called from كرب as signifying “ nearness ” or the “ being near: ” (L:) or from their firmness, or compactness, of make; [see مُــكْرَــبٌ] because of their strength, and their patience in worship: or from كَرَــبٌ, “ sorrow &c., ” because of their fear and awe of God. (MF.) Sh quotes the following of Umeiyeh: كَرُــوبِيَّةٌ مِنْهُمْ رُكُوعٌ وَسُجَّدٌ [Archangels, among whom are (some) that bend down the body, and (some) that prostrate themselves]. (TA.) مَا بِالدَّارِ كَرَّــابٌ There is not any one in the house. (S, K.) كَارِبٌ [Becoming near; drawing near; approaching]: near; nigh. (TA.) b2: 'Abd-Keys Ibn-Khufáf El-Burjumee says, أَبُنَىَّ إِنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ فَإِذَا دُعِيتَ إِلَى المَكَارِمِ فَاعْجَلِ [O my child, verily thy father is near to his day (of death): therefore when thou shalt be called to (the performance of ) generous actions, make haste]. (S.) A2: أَمْرٌ كَارِبُ An afflicting, distressing, or oppressive, affair. (TA.) مُــكْرَــبٌ (assumed tropical:) A joint full of sinews (K.) b2: (assumed tropical:) A hard hoof. (TA.) b3: (assumed tropical:) A firm, or compact, beast of carriage: (S:) a horse of strong and firm make: (AA:) a firm, or compact, (or strongly compacted, TA,) rope, building, joint, or horse: (K:) a strong horse. (ISd.) b4: مُــكْرَــبُ المَفَاصِلِ, (A,) and المفاصل ↓ مَــكْرُــوبُ, (Lth,) (tropical:) An animal of firm joints. (Lth, A.) b5: مُــكْرَــبُ الخَلْقِ (assumed tropical:) Of firm make. (TA.) A2: مُــكْرَــبَاتٌ Camels that are brought to the doors of the tents, or dwellings, in the season of severe cold, in order that they may be warmed by the smoke: (K:) [or] i. q. مُقْرَبَاتٌ: see مُقْرَبٌ. (TA.) A3: دَلْوٌ مُــكْرَــبَةٌ A bucket having a كَرَــب attached to it. (S.) مَــكْرُــوبٌ and ↓ كَرِــيبٌ Afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, or anxiety. (K, Msb.) A2: See also مُــكْرَــبٌ.

كرب: الــكَرْــبُ، على وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ: الـحُزْنُ والغَمُّ الذي يأْخذُ بالنَّفْس، وجمعه كُرُــوبٌ. وكَرَــبه الأَمْرُ والغَمُّ يَــكْرُــبهُ

كَرْــباً: اشْتَدَّ عليه، فهو مَــكْرُــوبٌ وكَرِــيبٌ، والاسم الــكُرْــبة؛ وإِنه

لـمَــكْرُــوبُ النفس. والــكَرِــيبُ: الـمَــكْروبُ. وأَمْرٌ كارِبٌ. واكْترَبَ

لذلك: اغْتَمَّ. والــكَرائِبُ: الشدائدُ، الواحدةُ كَرِــيبةٌ؛ قال سَعْدُ

بن ناشِبٍ المازِنيُّ:

فيالَ رِزامٍ رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً * إِلى الـمَوْتِ، خَوّاضاً إِليه الــكَرائِـبا

قال ابن بري: مُقَدَّماً منصوب برَشِّحُوا، على حذف موصوف، تقديره: رَشِّحُوا بي رَجُلاً مُقَدَّماً؛ وأَصل التَّرْشيح: التَّرْبِـيَةُ

والتَّهْيِئَةُ؛ يقال: رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَي هُيِّـئَ لها، وهو لها كُفؤٌ.

ومعنى رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً أَي اجْعَلُوني كُفؤاً مُهَـيَّـأً لرجل

شُجاع؛ ويروى: رَشِّحُوا بي مُقَدِّماً أَي رجلاً مُتَقَدِّماً، وهذا

بمنزلة قولهم وَجَّهَ في معنى توجَّه، ونَبَّه في معنى تَنَبَّه، ونَكَّبَ في معنى تَنكَّبَ. وفي الحديث: كان إِذا أَتاه الوحيُ كُرِــبَ

له (1)

(1 قوله «إذا أتاه الوحي كرب له» كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال: وكرب كسمع أصابه الــكرب ومنه الحديث إلخ مغتراً بضبط شكل محرف في بعض الأصول فجعله أصلاً برأسه وليس بالمنقول) أَي أَصابَهُ الــكَرْــبُ، فهو مَــكْروبٌ. والذي كَرَــبه كارِبٌ.

وكَرَــبَ الأَمْرُ يَــكْرُــبُ كُرُــوباً: دَنا. يقال كَرَــبَتْ حياةُ النارِ

أَي قَرُبَ انْطِفاؤُها؛ قال عبدُالقيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِـيُّ (2)

(2 قوله «قال عبدالقيس إلخ» كذا في التهذيب. والذي في المحكم قال خفاف بن عبدالقيس البرجمي.) :

أَبُنَيَّ! إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ، * فإِذا دُعِـيتَ إِلى الـمَكارِمِ فاعْجَلِ

أُوصِـيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ، لك، ناصِحٍ، * طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ

اللّهَ فاتَّقْهِ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ، * وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ

والضَّيْفَ أَــكْرِــمْهُ، فإِنَّ مَبِـيتَه * حَقٌّ، ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ

واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِـرُ أَهْلِه * بمَبِـيتِ لَيْلَتِه، وإِنْ يُسْـأَلِ

وَصِلِ الـمُواصِلَ ما صَفَا لك وُدُّه، * واجْذُذْ حِـبالَ الخَائِن الـمُتَبَذِّلِ

واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ، لا تَحْلُلْ به، * وإِذا نَبَا بَكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ

واسْـتَـأْنِ حِلْمَكَ في أُمُورِكَ كُلِّها * وإِذا عَزَمْتَ على الهوى فَتَوَكَّلِ

واسْتَغْنِ، ما أَغْناكَ رَبُّك، بالغِنَى، * وإِذا تُصِـبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ

وإِذا افْتَقَرْتَ، فلا تُرَى مُتَخَشِّعاً * تَرْجُو الفَواضلَ عند غيرِ الـمِفْضَلِ

وإِذا تَشاجَرَ في فُؤَادِك، مَرَّةً، * أَمْرانِ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ

وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ، * وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ

وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِـينَ إِلى النَّدَى * غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ

فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَرُوا به، * وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ، فانْزِلِ

ويروى: فابْشَرْ بما بَشِرُوا به، وهو مذكور في الترجمتين.

وكُلُّ شيءٍ دَنا: فقد كَرَــبَ. وقد كَرَــبَ أَن يكون، وكَرَــبَ يكونُ،

وهو، عند سيبويه، أَحدُ الأَفعال التي لا يُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذي هو خبرها؛ لا تقول كَرَــب كائناً؛ وكَرَــبَ أَن يَفْعَلَ كذا أَي كادَ يَفْعَلُ؛ وكَرَــبَتِ الشمسُ للـمَغِـيب: دَنَتْ؛ وكَرَــبَتِ الشمسُ: دَنَتْ للغُروب؛ وكَرَــبَتِ الجاريةُ أَن تُدْرِكَ. وفي الحديث: فإِذا اسْتَغْنَى أَو كَرَــبَ اسْتَعَفَّ؛ قال أَبو عبيد: كَرَــبَ أَي دَنا من ذلك وقَرُبَ. وكلُّ دانٍ قريبٍ، فهو كارِبٌ. وفي حديث رُقَيْقَةَ: أَيْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَــبَ أَي قارَبَ الإِيفاع.

وكِرابُ الـمَكُّوكِ وغيره من الآنِـيَةِ: دونَ الجِمام. وإِناءٌ كَرْــبانُ إِذا كَرَــبَ أَنْ يَمْتَلِـئَ؛ وجُمْجَمَة كَرْــبى، والجمع كَرْــبى وكِرابٌ؛ وزعم يعقوب أَن كافَ كَرْــبانَ بدل من قاف قَرْبانَ؛ قال ابن سيده: وليس بشيءٍ.

الأَصمعي: أَــكْرَــبْتُ السِّقاءَ إِــكْراباً إِذا مَلأْتَه؛ وأَنشد:

بَجَّ الـمَزادِ مُــكْرَــباً تَوْكِـيرَا

وأَــكْرَــبَ الإِناءَ: قارَبَ مَلأَه. وهذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْــبُها أَي نحوُها وقُرابَتُها.

وقَيْدٌ مَــكْرُــوبٌ إِذا ضُيِّقَ. وكَرَــبْتُ القَيْدَ إِذا ضَيَّقْتَه على الـمُقَيَّدِ؛ قال عبداللّه بن عَنَمَة الضَّبِّـيُّ:

ازْجُرْ حِمارَك لا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا، * إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَــكْرُــوبُ

ضَرَبَ الحمارَ ورَتْعَه في رَوْضتِهم مثلاً أَي لا تَعَرَّضَنّ

لشَتْمِنا، فإِنا قادرون على تقييد هذا العَيْرِ ومَنْعه من التصرف؛ وهذا البيت في شعره:

أُرْدُدْ حِمارَك لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه، * إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَــكْرُــوبُ

والسَّويَّةُ: كِساءٌ يُحْشَى بثُمام ونحوه كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ على ظهر الحمار وغيره، وجزم يَنْزِعْ على جواب الأَمر، كأَنه قال: إِنْ

تَرْدُدْهُ لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه التي على ظهره. وقوله: إِذاً يُرَدُّ جوابٌ، على تقدير أَنه قال: لا أَرُدُّ حِمارِي، فقال مجيباً له: إِذاً يُرَدُّ. وكَرَــبَ وظِـيفَيِ الحِمار أَو الجمل: دانى بينهما بحبل أَو

قَيْدٍ.وكارَبَ الشيءَ: قارَبه.

وأَــكْرَــبَ الرجلُ: أَسْرَعَ. وخُذْ رِجْلَيْكَ بأَــكْرابٍ إِذا أُمِرَ بالسُّرْعة، أَي اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قال الليث: ومن العرب من يقول: أَــكْرَــبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَيْه بأَــكْرابٍ، وقَلَّما يقال: وأَــكْرَــبَ الفرسُ وغيرُه مما يَعْدُو: أَسْرَعَ؛ هذه عن اللحياني. أَبو زيد: أَــكْرَــبَ

الرجلُ إِــكْراباً إِذا أَحْضَرَ وعَدا. وكَرَــبْتُ الناقةَ: أَوقَرْتُها.

الأَصمعي: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هي الــكَرانِـيفُ، واحدتُها

كِرْــنافةٌ، والعَريضَة التي تَيْبَسُ فتصيرُ مِثلَ الكَتِفِ، هي الــكَرَــبة. ابن الأَعرابي: سُمِّيَ كَرَــبُ النخل كَرَــباً لأَنه اسْتُغْنِـيَ عنه، وكَرَــبَ أَن يُقْطَعَ ودَنا من ذلك.

وكَرَــبُ النخلِ: أُصُولُ السَّعَفِ؛ وفي المحكم: الــكَرَــبُ أُصُولُ

السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التي تَيْبَسُ فتصيرُ مثلَ الكَتِفِ، واحدتُها

كَرَــبةٌ. وفي صفة نَخْلِ الجنة: كَرَــبُها ذَهَبٌ، هو بالتحريك، أَصلُ

السَّعَفِ؛ وقيل: ما يَبْقَى من أُصوله في النخلة بعد القطع كالـمَراقي؛ قال الجوهري هنا وفي المثل:

متى كان حُكمُ اللّه في كَرَــبِ النخلِ؟

قال ابن بري: ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلاً، وإِنما هو عَجُزُ بَيْتٍ لجرير؛ وهو بكماله:

أَقولُ ولم أَمْلِكْ سَوابقَ عَبْرةٍ: * متى كان حُكْمُ اللّهِ في كَرَــبِ النخلِ؟

قال ذلك لَـمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضَّلَ الفرزدقَ عليه في النَّسِـيب، وفَضَّلَ جريراً على الفرزدق في جَوْدَةِ الشِّعْر في قوله:

أَيا شاعِراً لا شاعِرَ اليومَ مِثْلُه، * جَريرٌ، ولكن في كُلَيْبٍ تَواضُعُ

فلم يَرْضَ جريرٌ قولَ الصَّلَتان، ونُصْرَتَه الفرزدقَ. قلت: هذه

مشاحَّةٌ من ابن بري للجوهري في قوله: ليس هذا الشاهدُ مثلاً، وإِنما هو عجز بيت لجرير. والأَمثال قد وَرَدَتْ شِعْراً، وغيرَ شِعْرٍ، وما يكون شعراً لا يمتنع أَن يكون مَثَلاً.

والــكَرَــابة والــكُرابَة: التَّمْر الذي يُلْتَقَطُ من

أُصول الــكَرَــب، بَعْدَ الجَدَادِ، والضمُّ أَعْلى، وقد تَــكَرَّــبَها. الجوهري: والــكُرَــابة، بالضم، ما يُلْتَقَطُ من التَّمْر في أُصُول السَّعَفِ بعدما تَصَرَّمَ. الأَزهري: يقال تَــكَرَّــبْتُ الــكُرَــابَةَ إِذا تَلَقَّطْتَها، من الــكَرَــب.والــكَرَــبُ: الـحَبْلُ الذي يُشَدُّ على الدَّلْو، بعد الـمَنِـينِ، وهو الـحَبْل الأَوّل، فإِذا انْقَطَع المنِـينُ بقي الــكَرَــبُ. ابن سيده: الــكَرَــبُ حَبْل يُشَدُّ على عَرَاقي الدَّلْو، ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ، والجمع أَــكْرابٌ؛ وفي الصحاح: ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ ليكونَ هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير. رأَيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثوق بها قولَ الجوهري: ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير، إِنما هو من صفة الدَّرَك، لا الــكَرَــبِ. قلت: الدليل على صحة هذه الحاشية أَن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أَيضاً، فقال: والدَّرَكُ قطعةُ حَبْل يُشَدُّ في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو، ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وسنذكره في موضعه إِن شاءَ اللّه تعالى؛ وقال الحطيئة:

قَوْمٌ، إِذا عَقَدوا عَقْداً لجارِهمُ، * شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا، فَوْقَه، الــكَرَــبَا

ودَلْو مُــكْرَــبة: ذاتُ كَرَــب؛ وقد كَرَــبَها يَــكْرُــبُها كَرْــباً، وأَــكْرَــبَهَا، فهي مُــكْرَــبةٌ، وكَرَّــبَها؛ قال امرؤُ القيس:

كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُراها وهي مُثْقَلَةٌ، * وخانها وَذَمٌ منها وتَــكْريبُ

على أَنَّ التَّــكْريبَ قد يجوز أَن يكون هنا اسماً، كالتَّنْبِـيتِ والتَّمْتين، وذلك لعَطْفِها على الوَذَم الذي هو اسم، لكنَّ البابَ

الأَوَّلَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ. قال ابن سيده: أَعني أَن يكون مصدراً، وإِن كان معطوفاً على الاسم الذي هو الوَذَمُ. وكلُّ شديدِ العَقْدِ، من حَبْل، أَو بناءٍ، أَو مَفْصِل: مُــكْرَــبٌ. الليث: يقال لكل شيءٍ من الحيوان إِذا كان وَثيقَ الـمَفاصِل: إِنه لـمَــكْروب المفاصِل. وروى أَبو الرَّبيع عن أَبي العالية، أَنه قال: الــكَروبيُّون سادَةُ الملائكةِ، منهم جبريلُ ومِـيكائيلُ وإِسرافيل، هم الـمُقَرَّبُونَ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة:

كَرُــوبِـيَّةٌ منهم رُكُوعٌ وسُجَّدُ

ويقال لكل حيوانٍ وَثِـيقِ الـمَفاصِلِ: إِنه لَـمُــكْرَــبُ الخَلْقِ إِذا كان شَديدَ القُوى، والأَول أَشبه؛ ابن الأَعرابي: الــكَريبُ الشُّوبَقُ،

وهو الفَيْلَكُونُ؛ وأَنشد:

لا يَسْتَوي الصَّوْتانِ حينَ تَجاوَبا، * صَوْتُ الــكَريبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِر

والــكَرْــبُ: القُرْبُ.

والملائكة الــكَرُــوبِـيُّونَ: أَقْرَبُ الملائكة إِلى حَمَلَةِ العَرْش.

ووَظِـيفٌ مُــكْرَــبٌ: امْتَلأَ عَصَباً، وحافرٌ مُــكْرَــبٌ: صُلْبٌ؛ قال:

يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا، * بمُــكْرَــباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِـيبا

والـمُــكْرَــبُ: الشديدُ الأَسْرِ من الدَّوابِّ، بضم الميم، وفتح الراءِ.

وإِنه لـمُــكْرَــبُ الخَلْق إِذا كان شديدَ الأَسْر. أَبو عمرو: الـمُــكْرَــبُ من الخيل الشديدُ الخَلْق والأَسْرِ. ابن سيده: وفرسٌ مُــكْرَــبٌ

شديدٌ.وكَرَــبَ الأَرضَ يَــكْرُــبُها كَرْــباً وكِراباً:

قَلَبها للـحَرْثِ، وأَثارَها للزَّرْع. التهذيب: الــكِرابُ: كَرْــبُكَ الأَرضَ حتى تَقلِـبَها، وهي مَــكْرُــوبة مُثَارَة.

التَّــكْريبُ: أَن يَزْرَع في الــكَريبِ الجادِسِ. والــكَريبُ: القَراحُ؛

والجادِسُ: الذي لم يُزْرَعْ قَطُّ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف جَرْوَ

الوَحْشِ:

تَــكَرَّــبنَ أُخرى الجَزْءِ، حتى إِذا انْقَضَتْ * بَقاياه والـمُسْتَمْطَراتُ الرَّوائِحُ

وفي المثل: الــكِرابُ على البَقَرِ لأَنها تَــكْرُــبُ الأَرضَ أَي لا تُــكْرَــبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر. قال: ومنهم مَن يقول: الكِلابَ على البقر، بالنصب، أَي أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ. وقال ابن السكيت:

المثل هو الأول.

والـمُــكْرَــباتُ: الإِبلُ التي يُؤْتى بها إِلى أَبواب البُيوت في شِدَّة

البرد، ليُصِـيبها الدُّخانُ فتَدْفأَ.

والــكِرابُ: مَجاري الماءِ في الوادي. وقال أَبو عمرو: هي صُدُورُ الأَوْدية؛ قال أَبو ذُؤَيْب يصف النَّحْلَ:

جَوارِسُها تَـأْري الشُّعُوفَ دَوائِـباً، * وتَنْصَبُّ أَلْهاباً، مَصِـيفاً كِرابُها

واحدتها كَرْــبَة. الـمَصِـيفُ: الـمُعْوَجُّ، مِن صافَ السَّهْمُ؛ وقوله:

كأَنما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَــكْربةٍ، * على سَيابةِ نَخْلٍ، دُونه مَلَقُ

قال أَبو حنيفة: الأَــكْرِــبةُ ههنا شِعافٌ يسيلُ منها ماءُ الجبالِ،

واحدَتُها كَرْــبةٌ؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويٍّ، لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ. وقال مرَّة: الأَــكْرِــبَةُ جمع كُرابةٍ، وهو ما يَقَعُ من ثمر النخل في أُصول الــكَرَــبِ؛ قال: وهو غلط. قال ابن سيده: وكذلك قوله عندي غَلَط أَيضاً، لأَن فُعالَةَ لا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة، اللهم إِلا أَن يكون على طرح الزائد، فيكون كأَنه جَمَعَ فُعالاً. وما بالدار كَرَّــابٌ، بالتشديد، أَي أَحَدٌ.

والــكَرْــبُ: الفَتْلُ؛ يقال: كَرَــبْتُه كَرْــباً أَي فَتَلْتُه؛ قال:

في مَرْتَعِ اللَّهْو لم يُــكْرَــبْ إِلى الطِّوَلِ

والــكَريبُ: الكَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنا؛ والــكَريبُ أَيضاً: الشُّوبَقُ، عن كراع.

وأَبو كَرِــبٍ اليَمانيُّ، بكسر الراءِ: مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْير، واسمه

أَسْعَدُ بن مالكٍ الـحِمْيَريُّ، وهو أَحد التبابعة.

وكُرَــيْبٌ ومَعْدِيَــكرِــبَ: اسمانِ، فيه ثلاث لغات: معديــكربُ برفع

الباءِ، لا يُصرف، ومنهم من يقول: معديــكربٍ يُضيف ويَصْرِفُ كَرِــباً، ومنهم مَن يقول: معديــكربَ، يُضيف ولا يَصرف كرباً، يجعله مؤَنثاً معرفة، والياءُ من معديــكرب ساكنة على كل حال. وإِذا نسبت إِليه قلت: مَعْديّ، وكذلك النسب في كل اسمين جُعلا واحداً، مثل بَعْلَبَكَّ وخَمْسَةَ عَشَر وتَـأَبـَّطَ شَرّاً، تنسب إِلى الاسم الأَول؛ تقول بَعْليٌّ وخَمْسِيٌّ وتَـأَبـَّطيٌّ، وكذلك إِذا صَغَّرْتَ، تُصَغِّرُ الأَوَّل، واللّه أَعلم.

كرب
: (الــكَرْــبُ) على وزن الضَّرْب، مجزوم: (الحُزْنُ) ، والغَمُّ الَّذي (يَأْخُذُ بالنَّفْسِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وضُبِطَ فِي بعض النُّسَخِ مُحَرَّكةً، ومِثْلُه فِي الصَّحاح: (كالــكُرْــبَة بالضَّمِّ. ج) أَي: جَمْعُ الــكَرْــبِ (كُرُــوبٌ) ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ. وأَما الــكُرْــبَةُ، فَجَمعه كُرَــبٌ، كصُرَدٍ، فَفِي عبارَة المؤلّف إِيهام.
كَرَــبَهُ) الأَمرُ و (الغَمُّ) يَــكْرُــبُهُ كَرْــباً: اشْتَدَّ عَلَيْهِ، (فاكْتَرَبَ) لذالك: اغْتَمَّ، (فَهُوَ مَــكْرُــوبٌ وكَرِــيبٌ) ، وإِنَّه لَمَــكْرُــوبُ النَّفْس. والــكَرِــيبُ: المَــكْرُــوبُ، وأَمْرٌ كارِبٌ.
(و) الــكَرْــبُ: (الفَتْلُ) ، يُقَال: كَرَــبَتْه كَرْــباً، أَي: فَتَلْتُهُ، وقالَ الكُمَيْتُ:
فَقَدْ أَرَانِيَ والأَيْفاعَ فِي لِمَةٍ
فِي مَرْتَعِ اللَّهْوِ لم يُــكْرَــبْ لِيَ الطِّوَلُ
أَي: لم يُفْتَل.
(و) الــكَرْــبُ: (تَضْيِيقُ القَيْدِ) . وقَيْدٌ مَــكروبٌ: إِذا ضُيِّق. وَفِي الصّحاح: كَرَــبْتُ القَيْدَ: إِذا ضَيَّقتَهُ (على المُقَيَّد) ، وَقَالَ عبدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمَةَ الضَّبِّيُّ:
ازْجُرْ حِمارَك لَا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا
إِذاً يُرَدُّ وَقيْدُ العَيْرِ مــكرُــوبُ
فِي لِسَان الْعَرَب: ضَرَبَ الحِمَارَ وَرتْعَهُ فِي رَوْضَتِهم مَثَلاً، أَي: لَا تَعَرَّضَنَّ لِشَتْمِنا، فإِنّا قادرونَ على تَقْيِيد هاذا العَيْر، وَمَنْعِه من التَّصَرُّف. هَذَا البيتُ فِي شعره:
ارْدُدْ حِمارَكَ لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَهُ
إِذاً يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَــكْرُــوبُ
والسَّوِيَّةُ: كِساءٌ، يُحْشَى بِثُمامٍ ونَحْوِه، كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ على ظَهْرِ الحِمَارِ وغيرِهِ. وَجزم (يَنْزِع) على جَوَاب الأَمر، كأَنَّه قَالَ: إِنْ تَرْدُدْهُ لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَهُ الّتي على ظَهرِه، وَقَوله: (إِذاً يُرَدُّ) جوابٌ، على تقديرِ أَنّه قَالَ: لَا أَرُدُّ حِمَارِي، فَقَالَ مُجِيباً لَهُ: إِذاً يُرَدّ. انْتهى.
(و) الــكَرْــبُ (إِثَارَةُ الأَرْضِ) للحَرْث. وكَرَــبَ الأَرْضَ، كَرْــباً: قَلَبَهَا، وأَثارَهَا (للزَّرْعِ) . وَفِي الصَّحاح: للزِّراعة، وبخطِّه فِي الْحَاشِيَة: لِلحَرْث، (كالــكِرَــابِ) ، بالكَسْر. وإطلاقُه مُوهُمٌ للفَتْح؛ وَمِنْه المَثَلُ الآتِي ذِــكْرُــهُ. وَفِي التّهذيب: الــكِرَــابُ: كَرْــبُكَ الأَرْضَ حِين تَقْلِبُهَا، وَهِي مَــكروبَةٌ: مُثَارةٌ.
(و) الــكَرَــبُ، (بالتَّحْرِيك: أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ) هِيَ الــكَرَــانيف، واحِدُها كِرْــنافَةٌ، قَالَه الأَصْمَعِيّ. وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: سُمِّيَ كَرَــبُ النَّخْلِ كَرَــباً، لأَنه استُغْنِيَ عَنهُ، وكَرَــبَ أَنْ يُقْطَعَ ودَنَا من ذالك. وَفِي المُحْكَم: الــكَرَــبُ: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ (العِرَاضُ) الّتي تَيْبَسُ، فتصيرُ مِثْلَ الكَتِفِ. وبخطِّ الجَوْهَرِيِّ: أَمثالَ الكَتِف، واحدتُها: كَرَــبَةٌ. وَفِي صفةِ نخلِ الجَنَّةِ: (كَرَــبُها ذَهَبٌ) . وقيلَ الــكَرَــب: هُوَ مَا يَبْقَى من أُصوله فِي النَّخلة بعدَ القَطْعِ، كالمَراقِي. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَفِي المَثَل:
مَتَى كانَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كَرَــبِ النَّخْلِ
وَجَدْتُ فِي هَامِش الصّحاح هاذا المَثَل لجَرِيرٍ، قَالَه لَمَّا سَمِعَ بيتَ الصَّلَتانِ العَبْدِيُّ:
أَيا شاعِراً لاَ شاعِرَ اليَومَ مِثْلُهُ
جَرِيرٌ ولكِنْ فِي كُلَيْبٍ تَوَاضُعُ
فَقَالَ جَرِيرٌ:
أَقُولُ ولَمْ أَمْلِكْ سَوابِقَ عَبْرَةٍ
مَتى كانَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كَرَــبِ النَّخْلِ
انْتهى. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: لَيْسَ هاذا الشَّاهِدُ الّذِي ذكرهُ الجَوْهَرِيّ مَثَلاً، وإِنّما هُوَ عَجُزُ بَيْتٍ لِجَرِيرٍ، فَذكره، قَالَ ذَلِك لَمَّا بَلَغَهُ أَنّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضّلَ الفَرَزْدَقَ عَلَيْهِ فِي النَّسَب، وفَضَّلَ جَرِيراً عَلَيْهِ فِي جَوْدَة الشِّعْر، فِي قَوْله: (أَيا شَاعِرًا) إِلى آخِره، فَلم يَرْضَ جَرِيرٌ قولَ الصَّلَتانِ، ونُصْرَتَهُ الفَرزْدق.
قَالَ ابْنُ مَنْظُور: قلتُ: هاذه مُشاحَّةٌ من ابنِ بَرِّيّ للجَوْهَرِيّ فِي قَوْله: (لَيْسَ هاذا الشّاهد مثلا، وإِنّما هُوَ عَجُزُ بيتٍ لجَرير) ، والأَمثالُ قد وَردت شِعْراً وغيرَ شعرٍ، وَمَا يكون شِعراً لَا يمْتَنع أَن يكونَ مثلا. انْتهى.
وللشّيخ عليّ المَقْدِسيّ هُنا فِي حَاشِيَته كلامٌ يقرُبُ من كَلَام ابْن مَنْظُور، بل هُوَ مأْخوذٌ مِنْهُ، نَقله شيخُنا، وكفانا مُؤْنَةَ الرَّدِّ عَلَيْهِ.
(و) الــكَرَــبُ: (الحَبْلُ) الَّذي يُشَدُّ على الدَّلْوِ بعد المَنِينِ، وَهُوَ الحبلُ الأَوّلُ، فإِذا انْقَطع المَنِينُ، بَقِيَ الــكَرَــبُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الــكَرَــبُ: الحبْلُ الّذِي (يُشَدُّ فِي وَسَطِ) ، وَفِي أُخْرَى: على وَسَطِ (العَرَاقِي) ، أَي: عَرَاقِي الدَّلْوِ، ثُمّ يُثْنَى، ثُمّ يُثَلَّثُ (لِيَلِيَ) . فِي الصَّحاح: لِيكونَ هُوَ الّذي يَلِي (الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الحَبْلُ الكَبِيرُ) ، والجَمْعُ أَــكْرَــابٌ. قَالَ ابنُ منظورٍ: رأَيتُ فِي حاشيةِ نُسْخَةٍ من الصَّحاح الموثوقِ بهَا قولَ الجوهريّ: (لِيكونَ هُوَ الّذي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الحبلُ الكَبِيرُ، إِنّما هُوَ من صِفَةِ الدَّرَك لَا الــكرب) .
قلت: الدّليل على صحّة هَذِه الْحَاشِيَة أَنَّ الجوهريّ ذكر فِي تَرْجَمَة دَرك هاذه الصُّورة أَيضاً. فَقَالَ: والدَّرَكُ: قِطْعَة حَبْلٍ، يُشَدُّ فِي طَرَفِ الرِّشَاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدَّلْو، ليكونَ هُوَ الّذي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وسنذكره فِي مَوْضِعه.
قلتُ: ومِثْلهُ فِي كِفاية المُتَحَفِّظ وكلامُ المُصَنِّفِ فِي الدَّرَك، قريبٌ من كَلَام الجوهريّ فِي كونِ كِلَيْهِما بِمَعْنى.
وَقَالَ الحُطَيْئَةُ:
قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا عَقْداً لِجارِهِمُ
شَدُّوا العِنَاجَ وشَدُّوا فَوْقَهُ الــكَرَــبا
وأَوّلُه:
سِيرِي أَمامِي فإِنّ الأَكْثَرِينَ حَصًى
والأَــكْرَــمِينَ إِذا مَا يُنْسَبُونَ أَبَا
وآخِرُهُ:
أُولَئكَ الأَنْفُ والأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ
ومَنْ يُسَاوِي بأَنْفِ النّاقَةِ الذَّنَبَا
وأَنشدني غيرُ واحدٍ من شُيُوخنَا قَول الفضلِ بْنِ العبّاس بْن عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ:
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ ماجِداً
يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الــكَرَــبْ
(وَقد كَرَــبَ الدَّلْوَ) ، يَــكْرُــبُها، كَرْــباً (وأَــكْرَــبَها) ، فَهِيَ مُــكْرَــبَةٌ؛ (وكَرَّــبَها) ، بالتّشدِيده. قَالَ امْرُؤُ القيسِ:
كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُرَاهَا وَهْيَ مُثْقَلَةٌ
وخَانَها وَذَمٌ مِنْها وَتَــكْرِــيبُ
ومثلُهُ فِي هَامِش الصِّحاح. زادَ ابنُ منظورٍ: على أَنّ التَّــكْرِــيب قد يجوزُ أَن يكونَ هُنَا اسْماً، كالتَّنْبِيت والتَّمْتِينِ وذالك لِعَطْفِها على الوَذَم الّذي هُوَ اسْمٌ، لاكنَّ البابَ الأَوّلَ أَوسعُ وأَشيعُ.
(والمُــكْرَــبُ) ، بضمّ الْمِيم وَفتح الرّاءِ (من المَفَاصِلِ: المُمْتَلِىءُ عَصَباً) . ووَظِيفٌ مُــكْرَــبٌ: امتلأَ عَصَباً.
وحافِرٌ مُــكْرَــب: صُلْبٌ، قَالَ:
يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَاً
بمُــكْرَــبَاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا
وَعَن اللّيث: يقالُ لكلّ شَيْءٍ من الحَيوان إِذا كَانَ وَثِيقَ المَفاصِل: إِنّهُ لَمُــكْرَــبُ المَفاصلِ. وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: هُوَ مُــكْرَــبُ المَفَاصِل: مُوَثَّقُهَا. (و) المُــكْرَــبُ: (الشَّدِيدُ الأَسْرِ) من الدَّوَابّ. وإِنّهُ لَمُــكْرَــبُ الخَلْقِ: إِذا كَانَ شديدَ الأَسْرِ، وَعَن أَبي عَمْرٍ و: المُــكْرَــبُ من الخَيْلِ: الشَّدِيدُ الخَلْقِ والأَسْرِ. وَقَالَ غيرُهُ: كُلّ العَقْدِ (من حَبْلٍ، وبِنَاءٍ، ومَفْصِلٍ) : مُــكْرَــبٌ. وَفِي بعض النُّسَخ: أَو مَفْصِلٍ (و) عنِ ابْنِ سِيدَهْ: (فَرَسٌ) مُــكْرَــبٌ، أَي: شَدِيدٌ.
(والإِــكْرَــابُ) مصدرُ أَــكْرَــبَ: (المَلْءُ) . يُقَال: أَــكْرَــبْتُ السِّقاءَ، إِــكراباً: إِذا ملأْتَهُ، قَالَه ابْنُ دُرَيْدٍ، وأَنشدَ:
بَجَّ المَزَادِ مُــكْرَــباً تَوْكِيرَا
وَقيل: أَــكْرَــبَ الإِنَاءَ: قَارَبَ مَلأَهُ.
(و) الإِــكْرَــابُ: (الإِسْرَاع) ، يُقال: خُذْ رِجْلَيْكَ بِإِــكْرَــابٍ، إِذا أُمِرَ بِالسُّرْعة أَي: اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قَالَ اللَّيْثُ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول: أَــكْرَــبَ الرَّجُلُ، إِذا أَخَذَ رِجْلَيْهِ بإِــكرابٍ، وقَلَّما يُقَالُ.
وأَــكْرَــبَ الفَرَسُ وغيرُه ممّا يَعْدُو، وَهَذِه عَن اللحْيانيّ. وَقَالَ أَبو زيدٍ: أَــكْرَــبَ الرَّجُلُ إِــكْرَــاباً: إِذا أَحْضَرَ، وعَدَا. والإِــكرابُ، بمعنَيَيْهِ، من المَجَاز. (والــكُرَــابَةُ، بالضَّمِّ وَالْفَتْح) : التَّمْرُ الّذِي يُلْتَقطُ من أُصول الــكَرَــبِ بَعْدَ الجَدَادِ، والضَّمُّ أَعلَى. وَقَالَ الجوهريُّ: الــكُرَــابَةُ، بالضّمّ: (مَا يُلْتَقَطُ من التَّمْرِ فِي أُصولِ السَّعَفِ) بعد مَا يُصْرَمُ. (ح: أَــكْرِــبَةٌ) ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
كَأَنَّما مَضْمَضَتْ من ماءٍ أَــكْرِــبَةٍ
على سَيَابَةِ نَخْلٍ دُونَهُ مَلَقُ
قَالَ أَبو حنيفَة: الأَــكْرِــبَةُ، هُنَا: شِعافٌ يَسِيلُ مِنْهَا ماءُ الجِبالِ، واحدتُها كَرْــبَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وهاذا لَيْسَ بقَوِيّ؛ لأَنّ فَعْلاً، لَا يُجْمع على أَفْعِلة. وَقَالَ مَرَّة: الأَــكرِــبَة: جمعُ كُرابَةٍ، وَهُوَ مَا يَقَعُ من ثَمَر النَّخْل فِي أُصولِ الــكَرَــبِ. قَالَ: وَهُوَ غَلطٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وكذالك قَوْله عِنْدِي غَلَط، أَيضاً، (وكأَنَّه على طَرْحِ الزّائِدِ) الّذي هُوَ هاءُ التَّأْنِيثِ، هاكذا فِي نسختنا، وَهُوَ الصَّواب. وَفِي نُسْخَة شيخِنا: (على طرح الزّوائد) أَي: بِالْجمعِ، فاعتُرِضَ؛ (لأَنّ فُعالاً) ، بالضّمّ. هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الأُصُولِ. وَهُوَ خطأٌ، وصوابُهُ: (لأَن فُعالَةً) أَي: كثُمامَةٍ، ومثلُهُ فِي المُحْكَم ولسان الْعَرَب، (لَا يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ) . قَالَ شيخُنا: ثمَّ ظاهرُ كلامِهِما، أَي: ابْن سِيدَهْ وابْنِ منظورٍ، بل صَرِيحُهُ أَنّ فُعَالَةً لَا يُجمَعُ على أَفْعِلَةٍ مُطلقاً، فإِذا سقطتِ الهاءُ جَازَ الجمعُ، وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ أَفْعِلَةً من جُموعِ القِلّة الْمَوْضُوعَة لكلِّ اسْمٍ رُباعيّ ممدودِ مَا قبلَ الآخِرِ، مُذكّر، فيشمَلُ ف 2 عالاً، مُثَلَّث الأَوّل، كطَعامٍ وحِمارٍ وغُرَاب، وفَعِيل كرَــغِيفٍ، وفَعُولٍ كعَمُود. فكلّ هاذه الأَمثلة مَعَ مَا شابَهها ممّا توفّرتْ فِيهِ الشُّرُوط الْمَذْكُورَة يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ، كأَطْعِمَةٍ وأَحْمِرَةٍ، وأَغْرِبَة وأَرْغِفَةٍ، وأَعْمِدَةٍ، وَمَا لَا يُحْصَى. وكُرَــابَةٌ على مَا ذكره ابْنُ سِيدَهْ وابْنُ مَنْظُورٍ، وقلَّدَهما المُصَنِّف يحْتَاج إِلى إِسقاط الزّائد، وَهُوَ الهاءُ، كَمَا هُوَ صَرِيح كلامِ ابْنِ سِيدَهْ وغيرِه، ويُزاد عليهِ الحُكْمُ بالتَّذْكِير بِاعْتِبَار مَعْنَاهُ؛ لأَنّه الْبَاقِي. وأَمّا مَعَ التّأْنيث فَلَا يجوز، لاِءَنّ فِعَالاً إِذا كَانَ مُؤَنَّثاً، كذِراعٍ وعَناق، لَا يُجْمَعُ هاذا الجمعَ، كَمَا صرّحَ بِهِ الشَّيْخُ ابْنُ مالكٍ، وابْنُ هِشامٍ، وأَبُو حَيّان، وغيرُهم من أَئمّة النّحْو، ثُمّ قَالَ: ولِعَلِيَ الْقَارِي فِي نامُوسه هُنَا التَّفْرِقَةُ بينَ المضموم والمفتوح، فجَوَّز الجمعَ فِي المفتوح دُونَ المضموم، وَهُوَ غلطَّ مَحْضٌ، والصّوابُ مَا قَرَّرناه. انْتهى.
(و) قَالَ الأَزهريُّ: (تَــكَرَّــبَها) ، أَي: الــكُرَــابَةَ، إِذا (التَقَطَها) . وَفِي بعض النُّسَخ: تَلَقَّطَها، أَي: من الــكَرَــب.
كَرَــبَ) الأَمْرُ، يَــكْرُــب، (كُروباً: دَنَا) . وكلّ شَيْءٍ دَنا، فقد كَرَــبَ. وقَدْ كَرَــبَ أَنْ يكون، وكَرَــب يَكُونُ. وَهُوَ، عندَ سِيبَوَيْه، أَحدُ الأَفْعَالِ الّتي لَا يُسْتَعملُ اسْمُ الفاعلِ مَعَها مَوْضِعَ الفِعْل الّذي هُوَ خَبَرُهَا لَا تَقول: كَرَــبَ كَائِنا. (و) كَرَــبَ (أَنْ يَفْعَلَ) كَذَا: أَيْ (كادَ يَفْعَلُ) .
(و) كَرَــبَ الرَّجُلُ: (أَكَلَ الــكُرَــابَةَ، كــكَرَّــبَ) بالتَّشديد، وهاذه عَن الصّاغانيّ.
(و) كَرَــبَتِ (الشَّمْسُ: دَنب للمَغِيبِ) ، وكَرَــبَت الشّمْسُ: دَنَت للغُرُوب، وكَرَــبَت الجاريةُ أَن تُدْرِكَ وَفِي الحَديثِ: (فإِذا استغنَى، أَو كرَــبَ استعَفَّ) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَرَــبَ، أَي دَنا من ذالك وقَرُبَ. وكلّ دَان قرِيبٍ فَهُوَ كارِبٌ، وَفِي حديثِ رُقَيْقَة. (أَيْفَع الغُلاَمُ، أَو كَرَــب) ، إِذا قارَبَ الإِيفاعَ.
وإِناءٌ كَرْــبَانُ: إِذَا كَرَــبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ وجُمْجُمَةٌ كَرْــباءُ، والجَمع كَرْــبَى وكِرَــابٌ، وَزعم يعقوبُ أَنَّ كافَ كَرْــبانَ بَدلٌ من قَاف قَرْبانَ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ؛ وَلَيْسَ بشَيْءٍ. وكِرَــابُ المَكُّوكِ، وغيرِه من الآنيةِ: دُونَ الجِمَامِ.
(و) يُقَال: كَرَــبَتْ (حَيَاةُ النَّارِ) ، أَي: (قَرُبَ انطِفاؤُهَا) ؛ قَالَ عَبْدُ قَيْسِ بْنُ خُفَافٍ البُرْجُمِيُّ:
أَبُنَيَّ إِنَّ أَباكَ كاربُ يَوْمِهِ
فإِذَا دُعِيتَ إِلى المَكَارِمِ فاعْجَلِ
(و) كَرَــبَ (النَّاقَةَ: أَوْقَرَها) ، ومثلُه فِي الصَّحاح.
(و) كَرَــبَ (الرَّجُلُ: طَقْطَقَ الــكَرِــيبَ) وَهُوَ الشُوبَقُ، والفَيْلَكُونِ، اسْم (لخَشَبَة الخَبَّازِ، كــكَرَّــبَ) مشدَّداً. نَقله الصّاغانيُّ.
(و) كَرِــبَ الرَّجُلُ، (كسَمِعَ: انقَطَع كَرَــبُ) ، بالتَّحْرِيك، وَهُوَ حَبْلُ (دَلْوِهِ) نَقله الصّاغانيُّ.
(و) كَرَــبَ، (كنَصَر: أَخَذَ الــكَرَــبَ من النَّخْلِ) ، نَقله الصّاغانيُّ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيُّ. (و) كَرَــبَ الرَّجُلُ: (زَرَعَ فِي الــكَرِــيبِ) الجادِسِ.
(و) الــكَرِــيبُ: (هُوَ القَراحُ من الأَرْضِ) ، والجادِسُ: الَّذِي لم يُزْرَعُ قَطُّ، قَالَه ابْنُ الأَعْرَابيّ. وجعَلَ ابْنُ منظورٍ: مَصْدَرَهُ التَّــكْرِــيبَ. وظاهرُ عبارَة المؤلِّف، أَنّه من الثُّلاثيّ المُجَرّد، وكِلاهُمَا صحيحانِ.
(و) الــكَرِــيبُ أَيضاً: (خَشَبَةُ الخَبَّازِ يُرَغِّفُ بهَا) فِي التَّنُّورِ ويُدَوِّرُهُ بهَا، قَالَ:
لَا يَسْتَوِي الصَّوْتَانِ حِينَ تَجَاوَبَا
صَوْتُ الــكَرِــيبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِرِ
أَي: لأَنَّ صوتَ الــكَرِــيبِ لَا يكون إِلاّ فِي عُرْسٍ أَو خِصْبٍ، وصَوْتَ الذِّئبِ لَا يكونُ إِلاّ فِي قَحْطٍ أَو قَفْر، كَمَا نقلَه أَبو عَمْرو عَن الدُّبَيْرِيَّةِ. (و) الــكَرِــيبُ: (الكَعْبُ من القَصَبِ) أَو القَنَا؛ نَقله ابْنُ دُرَيْدٍ.
(والــكَرُــوبِيُّونَ، مُخَفّفَةُ الرّاءِ) ، وحُكِي التَّشْديدُ فِيهِ، وَهُوَ مسموع جائزٌ على مَا حَكَاهُ الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاءِ، على أَنه جَزَم فِي أَثناءِ سُورَةِ غافرٍ فِي العِنَايَة بأَنَّ التَّشديد خطأٌ كَمَا نَقله شيخُنا. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ ثلاثُ مُبَالَغاتٍ: إِحْداها أَنَّ كَرَــبَ أَبلَغُ من قَرُبَ، الثّانية زِيادَةُ الياءِ فِيهِ للمُبَالَغَة كأَحْمَريّ. قلتُ: وكَونُ كَرَــبَ أَبلغَ من قرُبَ، يحتاجُ إِلى نقلٍ صَحِيح يُعتمَدُ عَلَيْهِ: (سادَةُ المَلاَئِكةِ) ، مِنْهُم: جِبْرِيلُ، ومِيكائِيلُ وإِسرافيلُ، هم المُقَرَّبُونَ؛ رَوَاهُ أَبو الرَّبيع، عَن أَبي العاليةِ. وأَنشدَ شَمِرٌ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ:
مَلاَئِكَةٌ لَا يَفْتُرُونَ عِبَادَةً
كَرُــوبِيَّةٌ مِنْهُم رُكُوعٌ وسُجَّدُ
ومِثْلُهُ فِي الفَائِق، وَبِه أَجاب أَبو الخَطّابِ بْنُ دِحْيَةَ، حِين سُئِلَ عَنْهُم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: الــكَرْــبُ: القُرْبُ والمَلائِكةُ الــكَرُــوبِيُّونَ: أَقربُ الملائكةِ إِلى حَمَلَةِ العرشِ. قلتُ: فكلامهُ صريحٌ فِي أَنَّه من الــكَرْــب، بِمَعْنى القُرْب، وَقيل: إِنّه من كَرْــبِ الخَلْقِ، أَي: فِي قُوَّتِهِ وشِدَّتِه، لقُوَّتِهِمْ وصَبْرِهم على العِبَادَةَ. وَقيل: من الــكَرْــب، وَهُوَ الحُزْنُ، لشِدَّة خَوْفِهم من الله تَعَالَى وخَشْيتِهِم إِياه، أَشارَ لَهُ شيخُنا.
(وكارَبَهُ) ، أَي: (قَارَبَهُ) ودَنَاه، فَهُوَ مُكارِبٌ لَهُ مُقارِبٌ، وَالْكَاف بدل من الْقَاف.
(والــكِرَــابُ: مَجارِي الماءِ فِي الوادِي) واحدُهُ كَرْــبَةٌ، كَمَا فِي الصَّحاح. وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: هِيَ صُدُورُ الأَودِيَة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النَّحْلَ:
جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً
وَتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفاً كِرابُها الجَوارِس: جمع جَارِسٍ، من: جَرَسَتِ النَّحْلُ النّباتَ والشَّجَرَ: إِذَا أَكَلَتْه. والمَصِيفُ: المُعْوَجُّ، من: صَاف السَّهْمُ. والشُّعُوفُ: أَعالِي الجِبالِ، كالشِّعاف.
(والمُــكْرَــباتُ) ، بِضَم الْمِيم وَفتح الرّاءِ: (الإِبِلُ) الّتي (يُؤْتَى بِهَا إِلى أَبوابِ البُيُوتِ فِي) أَيّام (شِدَّةِ البَرْدِ، لِيُصيبَها الدُّخَانُ، فتَدْفَأَ) ، وَهِي المُقْرَباتُ.
(و) يُقَالُ: (مَا بالدّارِ كَرّــابٌ، كشَدّاد) ، أَي: (أَحَدٌ) .
(وأَبو كَرِــبٍ) : أَسْعَدُ بْنُ مالكٍ الحِمْيَرِيُّ (اليَمَانِيُّ، ككَتِفٍ) . وَقد سَقَطَ من بَعض النُّسَخ. وَهُوَ مَلِكٌ (مِنْ) مُلُوكِ حِمْيَرَ، أَحَدُ (التَّبابِعَةِ) .
(والــكَرَــبَةُ، مُحَرَّكة: الزِّرُّ) ، بالكَسْر (يكونُ فِيهِ رَأْسُ عَمُودِ البَيْتِ) من الخَيْمة.
كُرْــبَةُ، بالضَّمّ: لَقَبُ) أَبي نصرٍ (مَحْمُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ) بْنِ أَبي مَطَرٍ (قاضِي بَلْخَ) ، حدّث عَن الفضلِ الشَّيْبَانيّ.
(و) كُرَــيْبٌ، (كزُبَيْرٍ، تَابِعِيٌّ) ، وهم أَرْبَعَةٌ: كُرَــيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الهاشِميُّ، وكُرَــيْبُ بْنُ سليمٍ الكِنْدِيُّ، وكُرَــيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ، وكُرَــيْبُ بنُ شِهاب.
(و) كُرَــيْبٌ: اسْمُ (جماعةٍ) من المُحَدِّثِينَ وغَيْرِهم. وحَسَّانُ بْنُ كُرَــيْبٍ الحِمْيَرِيُّ البِصْرِيُّ: تابِعِيٌّ.
(وأَبُو كُرَــيْب: محمّدُ بْنُ العَلاَءِ بْنِ كُرَــيْب) ، الهَمْدَانِيُّ الحافظُ: (شيخٌ للبُخَارِيِّ) صاحبِ الصَّحِيح. رَوَى عَن هُشَيْمٍ، وابْنِ المُبَارَك. وَعنهُ الجماعةُ، والسَّرّاجُ، وابْنُ خُزَيْمَة تُوُفِّيَ سنة 248. وَكَانَ أَكبرَ من أَحمدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبلٍ بثلاثِ سِنينَ، وظَهر بِما تقدَّم أَنه شيخُ الجَمَاعَةِ، فَلَا أَدرِي مَا وَجْهُ تخصيصِ المُؤَلِّفِ بقولِه: شيخٌ للبُخَارِيّ، فتأَمَّلْ.
(وذُو كُرَــيْبٍ: ع) ، أَنشدَ الأَصمَعِيُّ: تَرَبَّعَ القُلَّةَ فالغَبِيطَيْنْ
فَذَا كُرَــيْبٍ فجُنوبَ الفَاوَيْنْ
(ومَعْدِيــكَرِــبُ) : اسْمانِ، و (فِيهِ لُغَاتٌ) ثلاثةٌ: (رَفْعُ الباءِ مَمْنُوعاً) من الصّرْف، (والإِضافَةُ مَصْرُوفاً) فَتَقول مَعْدِي كَرِــبٍ، (و) الإِضافَةُ (مَمْنُوعاً) من الصَّرْف بجعله مؤنَّثاً معرِفَةً. والياءُ من (مَعْدِي) ساكِنَةٌ على كلِّ حالٍ. وإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ، قُلْتُ: مَعْدِيٌّ. وكذالك النَّسَبُ فِي كُلِّ اسْمَيْنِ جُعِلا وَاحِدًا، مثل: بَعْلَبَكَّ، وخَمْسَةَ عَشَرَ، وتَأَبَّطَ شَرّاً، تَنْسِبُ إِلى الِاسْم الأَوّل، تَقُول: بَعْلِيٌّ، وخَمْسِيٌّ، وتَأَبَّطِيٌّ. وكذالك إِذا صَغَّرْتَ تُصَغِّرُ الأَوّل. كَذَا فِي الصَّحاح ولسان الْعَرَب، وصرَّح بِهِ أَئمّةُ النَّحْوِ.
(والــكَرِــيبَةُ: الدّاهِيَةُ الشَّدِيدَةُ) . والَّذِي فِي الصَّحاح: الــكَرَــائِبُ: الشَّدَائِدُ، الواحدةُ: كَرِــيبَةٌ، قَالَ سَعْدُ بْنُ نَاشِبٍ المازِنِيُّ:
فَيالَ رِزَامٍ رَشِّحُوا بِي مُقَدَّماً
إِلى المَوْتِ خَوَّاضاً إِليهِ الــكَرائِبَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: مُقَدَّماً: منصوبٌ برَشِّحُوا، على حذف موصوفٍ، تقديرُهُ: رَشِّحُوا بِي رَجُلاً مُقَدَّماً، أَي: اجْعَلُوني كُفُؤاً مُهَيَّأً لرجلٍ شُجَاع. ووجدتُ، فِي هَامِش الصَّحاح مَا نَصُّهُ بخطّ أَبي سهل: (رَشِّحُوا بِيَ مُقْدِماً) ، بتحريك الياءِ، ومُقْدِماً: كَمُحْسِنٍ.
(و) يُقَال: (هاذِهِ إِبِلٌ مِائَةٌ، أَوْ كَرْــبُها) بِالْفَتْح على الصَّواب، وصَوَّب بعضُهم الضَّمَّ فِيهِ (أَي: نَحْوُها. وقُرابُها) بالضّم، وَفِي نسخةٍ: قُرابَتُهَا.
(و) فِي المَثَل: (الــكِرَــابُ على البَقَرِ) لاِءَنَّها تَــكْرُــبُ الأَرْضَ، أَيْ: لَا تُــكْربُ الأَرْضُ إِلاّ بالبَقَر، وَمِنْهُم من يقولُ: الكِلاَبَ على البَقَرِ، بالنَّصْب. أَي: أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المَثَلُ هُوَ الأَوّلُ. وسيأْتي بيانُهُ فِي كلب إِنْ شاءَ الله تَعَالَى قَرِيبا.
(و) أَبو عبدِ الله (عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كُرَــبَ) بْنِ غُصَصَ، (كَزُفَرَ: مُتَكَلِّمٌ مَكِّيٌّ، م) ، وَهُوَ شيخُ الصُّوفِيّة، صاحِبُ التَّصانِيف، فِي رَأْسِ الثَّلاثمائة، كَمَا نَقله الحافظُ.
وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ:
كَرِــبَ الرَّجُلُ كسَمِعَ: أَصابهُ الــكَرْــبُ، وَمِنْه الحديثُ: (كَانَ إِذا أَتاه الوَحْيُ كَرِــبَ) .
وكِرَــابُ المَكُّوكِ وغَيْرِهِ من الآنِيَة: دُونَ الجِمَامِ.
وكَرَــبَ وَظِيفَيِ الحِمَار، أَوِ الجَمَلِ: دَانَى بينَهما بحَبْل، أَو قَيدٍ.
وكُورابُ، بالضّمّ: قَريةٌ بالجَزيرة، مِنْهَا القاضِي المُعَمَّرُ شمسُ الدّينِ عليُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخَضِر، الــكُرْــدِيُّ، حَدَّثَ عَنهُ الذَّهَبِيُّ.
(كرب) - في الحديث: "كان إذَا أَتاهُ الوَحْىُ كُرِــبَ لَه"
: أي أَصابَه الــكَرْــبُ فهو مَــكْرُــوبٌ، والذى كرَــبَه كَارِب. وقد يُقال: مُــكْرِــبٌ، ولا يَصِحّ.
- في حديث سعيد بن جُبَيْر - في صِفةِ نَخْل الجنَّةِ -: "كَرَــبُها ذَهَبٌ"
الــكَرَــبُ: أصل السَّعَفِ، ومَجْرَى الماء، لا أن السَّعَفَ كَرَــب أن يُقطَع: أي قَرُبَ، والجَمْعُ: الــكِرابُ. وقيل الــكَرَــبُ: مَا يَبقَى في النَّخلِ كالمَراقي .
ك ر ب

قيدٌ وعقد مــكربٌ ومــكروب وكريب: موثّق. وكربه الأمر. غمّه وأخذ بنفسه. ورجل مــكروب وكريب. وغمٌّ كاربٌ، واعتراه كرب وكربةٌ وكروب وكربٌ. وشدّ عقد الــكرب وهو الحبيل الموصول بالرّشاء الملويّ على العراقي. وأكرب الأمر: اشتدّ قربه وكاد يقع. وكربت الشمس أن تغرب. وكاربه: قاربه، وتــكرّــب حتى لا متــكرّــبٌ أي تقرّب، ومنه: الــكروبيّون والــكروبية من الملائكة. قال أمية:

كوربيّة منهم ركوع وسجد

وإناء كربان وهو فوق القربان. وقطع كرب النخل: أصول سعفها وهي الــكرانيف. قال جرير:

متى كان حكم الله في كرب النخل

وكربت الأرض: قلبتها كراباً. وهو من بقر الــكراب. وما بها كرّــابٌ: أحد.

ومن المجاز: هو مــكرب المفاصل: موثقها. وأكرب في سيره إذا شدّ، ويقال: خذ رجليك بإكراب أي عجّل الذهاب. وملأت السقاء حتى أكربته وكظظته.
باب الكاف والراء والباء معهما ك ر ب، ك ب ر، ر ك ب، ب ك ر، ر ب ك، ب ر ك كلهن مستعملات

كرب: الــكَرْــبُ، مجزوم، [هو] الغم الذي يأخذ بالنفس. [يقال] : كَرَــبه أمر، وإنه لمــكروب ُالنفس. والــكُربة: الاسم، والــكَريبُ: المــكروبُ. وأمر كاربٌ. والــكُرُــوبُ: مصدر كَرَــبَ يــكْرُــبُ. وكل شيء داني أمراً فقد كَرَــب، [يقال] : كَرَــبَتِ الشمس أن تغيب، و [كربت] الجارية أن تدرك، وكَرَــبَ الأمر أن يقطع. والــكَرَــبُ: الــكِرْــناف، وهو أصل السعفة، قال جرير :

[أقول ولم أملك سوابق عبرة] ... متى كان حكم الله في كَرَــب النخل

والــكَرَــبُ: عقد غليظ في رشاء الدَّلْو إذا جعل طرفه في عروة العرقرة، ثني ثم لف على ثنائه رباط وثيق، فاسم ذلك الموضع: الــكرب. والإكراب: الفعل من ذلك، قال :

يملأ الدلو إلى عقد الــكَرَــبْ

ويقال ذلك في كل عقد. ويقال: خذ رجلك بإكراب، أي: اعجل بالذهاب، وأسرع. وقد يقال: أَــكْرَــبَ الرجل فهو مُــكْرِــبٌ، أي: أخذ رجليه بإِــكْراب، وقلما يقال والــكِراب: كَرْــبُك الأرض حتى تقلبها فهي مــكروبةٌ مثارة. ومثل: الــكراب على البقر، لأنها تــكرُــبُ الأرض. ويقال: الكِلاب على البقر، نصب، مأخوذ من صيدهم البقر الوحشية بالكلاب، معناه: ينبغي لصاحب الأمر أن يقوم به.

كبر: الكَبَرُ: طبل له وجه بلغة أهل الكوفة. والكِبرُ: الإثم الكبير من الكبيرة، كالخِطء من الخطيئة. والكُبْرُ: أكبرُ ولد الرجل، ويجمع: أكابر. وكُبْرُ كل شيء: عظمه. وقوله عز وجل: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ

. يعني عظم هذا القذف. ومن قرأ : كِبْرَه يعني: إثمه وخطأه. قال علقمة :

بدت سوابق من أولاه نعرفها ... وكُبْرُهُ في سواد الليل مستور

والكُبّار: الكَبير، قال الله تعالى: وَمَــكَرُــوا مَــكْراً كُبَّاراً . والكَبرَةُ: السن، يقال: علته كَبرَةٌ. والكُبْرُ: رفعه في الشرف، قال المدار بن منقذ :

ولي الأعظم من سلافها ... ولي الهامة فيها والكُبُرْ

يعني سلاف عشيرته. والكِبْرِياءُ: اسم للتكبر والعظمة. والكِبْرُ: مصدر الكبير في السن من الناس والدواب. فإذا أردت الأمر العظيم قلت: كَبُرَ علينا كَبارةً. والكبار في معنى الكبير، قال :

إذا رَكِبَ الناس أمراً كُبارا

وتقول: ورثوا المجد كابراً عن كابرٍ، أي: كَبيراً عن كَبيرٍ في الشرف والعز. وكابَرَني فكَبَرْتُه، أي: غلبته. والملوك الأكابرُ جمع الأكبرِ. لا يجوز النِــكّرة، لأنه ليس بنعت إنما هو تعجب، ولأنك لا تقول: رجل أكبرُ حتى تقول: من فلان. وكبيرة من الكبائر، يعني الذنوب التي توجب لأهلها النار. ويقال للسهم والنصل العتيق الذي أفسده الوسخ: قد علته كَبْرَة، قال الطرماح :

سلاجم يثرب اللاتي علتها ... بيثرب كَبْرَةٌ بعد الجرون

أي: بعد اللين.. يصف السهام.

ركب: رَكِبَ (فلان فلاناً) يَرْكَبُهُ ركبا، إذا قبض على فودي شعره، ثم ضربه على جبهته برُكْبَتَيْهِ. ورُكبةُ البعير في يده، وقد يقال لذوات الأربع كلها من الدواب: رُكَبٌ. ورُكْبتا يدي البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك. وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. والرِّكْبَةُ: ضرب من الركوب، وإنه لحسن الرِّكبة، ورَكِبَ فلان فلاناً بأمر، وارتكبه، وكل شيء علا شيئاً فقد رَكِبَهُ، ورَكِبَهُ الدين ونحوه. ورواكِبُ الشحم: طرائق بعضها فوق بعض في مقدم السنام، فأما الذي في المؤخر فهو الروادف، الواحدة: راكبة ورادفة. والرّكابة: شبه فسيلة يخرج في أعلى النخلة عند قمتها ربما حملت مع أمها، وإذا قلعت كان أفضل للأم، ويقال: إنما هو راكُوبة. والرّاكوبُ: ما ينبت في جذوع النخل، ليس له في الأرض عروق، والجميع: الرَّواكيب. وركّابُ السفينة: الذين يركبونها. وأما الرُّكبان والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ فراكبو الدابة. وارْتكَبَت الناقة البو، أي: رئمته، ونوق مُرْتكبات. والرّكوبُ: الذلول من المراكب. والرَّكيب: ما بين نهري الــكرم، وهو الظهر الذي بين النهرين. والرَّكيبُ: اسم للمركب في الشيء، مثل: الفص ونحوه، لأن المُفَعَّل والمُفْعَلُ، والمفعول كله يرد إلى فَعِيل، يقال: ثوب مُجدد جديد، ورجل مطلق طليق، ومقتول قتيل. والمَرْكَبُ: الدابة، وهو المصدر وموضع الركوب أيضاً. والمُرَكَّبُ: الذي يغزو على فرس غيره. والمُرَكَّبُ: المثبت في الشيء، كتركيب الفصوص. رجل كريم المُرَكَّب، أي: كريم أصل منصبه في قومه. والرَّكُوبُ والرَّكوبةُ: اسم ما يركب، كالحمول والحمولة، ويكون كالحلوبة اسماً للواحد والجميع، وقول رؤبة في مطالع النجوم : وراكبُ المقدار والرديف

يعني بالرّاكب: الطالع، وبالرديف: الناظر من النجوم. يريد: راكبٌ لما أمامه من النجوم. والدبران ورِكاب للثريا، لأنه رديفها. ورِكابُ السرج، والجميع: الرُّكُبُ. والرِّكابُ: الإبل التي تحمل القوم، أو أريد الحمل عليها ... جماعة، لا يفرد. والرياح رِكابُ السحاب في قول أمية :

تردد والرياح لها رِكابُ

والأَرْكابُ للنساء خاصة.

بــكر: البَــكْرُ من الإبل: ما لم يبزل بعد، والأنثى بَــكْرة، فإذا بزلا جميعاً فجمل وناقة. والبِــكْرَــة والبِــكَرة، لغتان: التي يسقى عليها، وهي خشبة مستديرة في وسطها محز للحبل، وفي جوفها محور تدور عليه. والقعو: الخشبة التي تعلق عليها البــكْرة. والبــكَراتُ: الحلق التي في حلية السيف كأنها فتوخ النساء. والبِــكْرُ: التي لم تمس من النساء بعد. والبــكرُ: أول ولد الرجل غلاماً كان أو جارية. و (يقال) : أشد الناس بِــكرٌ ابن بــكرين، والثنيُ: ما يكون بعد البِــكر، (يقال) : ما هذا الأمر منك بــكراً ولا ثِنياً، أي: ما هو بأول ولا ثانٍ. والبــكرُ من كل شيء: أوله. وبقرةٌ بــكرٌ ، أي: فتية لم تحمل. وابتــكَرَ الرجل المرأة، أي: أخذ قضتها. وبــكَّر في حاجته، وبــكَر وأَبْــكَرَ: واحد. وبنو بَــكْر: إخوة بني ثعلب بن وائل. وبنو بــكر بن عبد مناة بن كنانة، (وإذا نسب إليهما قالوا: بَــكْرِــيٌّ) . والبُــكَرُ: جمع البُــكْرَــة وهي الغداة. والتّبكيرُ والبُكور والابتكار: المضي في ذلك الوقت. والإبكارُ: السيرورة فيه. والإبكارُ: مصدر للبــكرة، كالإصباح للصبح. وباكرت الشيء، أي: بــكَرت له. والباكورُ: المبــكر في الإدراك من كل شيء، والأنثى: باكورة. وغيث باكور وهو المبــكر في أول الوسمي. وهو الساري في آخر الليل وأول النهار، وجمعه: بــكر، قال :

(جرر السيل بها عثنونه) ... وتهادتها مداليج بُــكُرْ

وسحابة مدلاج، أي: بَكُور. وأتيته باكراً، فمن جعل الباكر نعتاً قال للأنثى: باكِرة، جاءته باكِرةً. وقول الفرزدق :

(إذا هن ساقطن الحديث كأنه ... جنى النخل، أو] أَبْكارُ كرم تقطف

واحدها: بِــكْر، وهو الــكرم الذي حمل أول حمله . وأبكار كرم يعني: العنب. وعسل أبكار يعسله أبكار النحل، أي: أفتاؤها ، ويقال: بل الأبكار من الجواري تلينه.

ربك: الرَّبكُ: إصلاح الثريد. والرَّبكُ: إلقاؤك إنساناً في الوحل، فيرتبك فيه، ولا يستطيع الخروج منه. والصيد يرتَبِكُ في الحبالة، [إذا نشب فيها] وارتبك الرجل في كلامه: تتعتع فيه، وصلى أعرابي خلف ابن مسعود فتتعتع في قراءته، فقال: ارتبك الشيخ، فقال حين فرغ: يا أعرابي! إنه والله ما من نسجك، ولا من نسج أبيك، ولكنه عزيز من عند عزيز نزل. والرَّبكُ: أن تربك السويق، أو الدقيق بالسمن، أو بالزيت، أي: تخوضه به، واسم الذي رُبِكَ: الرَّبيكة. ومن أمثالهم: قد جاء غرثان فاربكوا له.

برك: البَرْك: الإبل البوارك ، اسم لجماعتها. قال طرفة :

وبَرْكٍ هجودٍ قد أثارت مخافتي ... [نواديها أمشي بعضب مجرد] وأَبْرَكْتُ الناقة فَبَرَكَتْ. والبَرْكُ: كلكلُ البعير وصدره الذي يدوك به الشيء تحته، يقال: حكه ودكه [ببركه] . قال :

فأقعصتهم وحكت بَرْكَها بهم ... وأعطت النهب هيان بن بيان

والبِرْكَةُ: ما ولي الأرض من جلد البطن وما يليه من الصدر من كل دابة. اشتق من مبرك البعير، لأنه يبرك عليه. والبِرْكةُ والبِرْكُ: شبه حوض يحفر في الأرض [ولا] يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، قال :

وأنت التي كلفتني البِركَ شاتياً ... وأوردتنيه فانظري أي مورد

والبِرْكة: حلبة الغداة، ويقال بفتح الراء، قال الكميت:

ذو بِركةٍ لم تغض قيداً تشيع به ... من الأفاويق في أحيانها الوظب

والبُرْكةُ، والبُرَكُ جمعه: من طير الماء، أبيض. وابترك الرجل في الآخر يقصبه، إذا اجتهد في ذمه. وابتركوا في الحرب: جثوا على الركب ثم اقتتلوا [ابتراكاً] ، والبراكاء: الاسم منه. قال :

ولا ينجي من الغمرات إلا ... بُراكاءُ القتال أو الفرار

وابترك السحاب: ألح بالمطر على موضع. والبَرَكةُ: الزيادة والنماء . والتَّبْريك: الدعاء بالبَرَكة. والمباركة: مصدر بورك فيه، وتبارك الله: تمجيد وتجليل. والبِرْكانُ، والواحدة بِركانة: من دق الشجر. وسميت الشاة الحلوب بَرَكَة.

وفي الحديث: من كان عنده شاة كانت بَرَكة، والشاتان بركتان.

شكر

شــكر

1 شَــكَرَ لَهُ, and شَــكَرَــهُ, (S, Mgh, K,) but the former is the more chaste, (S,) and the latter is for شَــكَرَ نِعْمَتَهُ, (A,) aor. ـُ (TA,) inf. n. شُــكْرٌ and شُــكْرَــانٌ (S, A, * Msb, K) and شُكُورٌ, (S, K) which last, in the Kur lxxvi. 9, may be either an inf. n. or pl. of شُــكْرٌ [used as a simple subst.], (S,) He thanked him; or praised, eulogized, or commended, him, for a benefit or benefits: (S:) he was grateful, or thankful, to him; or he acknowledged his beneficence, and spoke of it largely: (S, * K: [but in the S, the verb in the former sense has شُــكْرٌ only for its inf. n., and it is implied that in the latter sense it has for its inf. n. only شُــكْرَــانٌ, as will be seen below:]) and شَــكَرَ لِلّٰهِ, and شَــكَرَ اللّٰهَ, (Lh, Msb, K,) which latter is less common than the former, and even disallowed by As in prose, though allowed by him in verse, (Msb,) and شَــكَرَ بِاللّٰهِ and شَــكَرَ نِعْمَةَ اللّٰهِ, and شَــكَرَ بِنِعْمَةِ اللّٰهِ, (Lh, K,) and شَــكَرَ لِلّٰهِ نِعْمَتَهُ, (A,) inf. n. شُــكْرٌ and شُــكْرَــانٌ (Msb) [and شُكُورٌ], He thanked, or praised, God for his beneficence: (A:) he was grateful, or thankful, to God; or acknowledged his beneficence, and spoke of it largely: (K:) he acknowledge the beneficence of God, and acted in the manner incumbent on him in rendering Him obedience and abstaining from disobedience; so that شُــكْر is in word and in deed: (Msb:) and لَهُ ↓ تَشَــكَّرَ signifies the same as شَــكَرَ لَهُ: (S, A, Msb, K:) you say, لَهُ مَا صَنَعَ ↓ تَشَــكَّرْــتُ [I thanked him, &c., for what he did]: (A:) and لَهُ بَلَآءَهُ ↓ تشــكّر [He was grateful to Him, &c., i. e. to God, for his probation]: (K:) and أَشْــكُرُ إِلَيْكَ نِعَمَ اللّٰهِ [I praise to thee, or mention to thee with thanks, the favours of God]: (L in art. حمد:) [but there are many explanations of شَــكَرَ beside those given above: its meanings will be more fully shown by what here follows:] شُــكْرٌ is the thanking a benefactor; or praising, eulogizing, or commending, him, (S, A,) for a benefits: (S:) or the being grateful, or thankful; or acknowledging beneficence; and speaking of it largely; and [in the copies of the K, “or,” but this is evidently a mistake,] it is only on account of favour received; (K;) and شُــكْرَــانٌ is [the same, being] contr. of كُفْرَانٌ: (S:) شُــكْرٌ [sometimes] differs from حَمْدٌ; (Msb in art. حمد;) for شــكر is only on account of favour received; whereas حمد is sometimes because of favour received, (Th, Az, TA in art. حمد, and Msb ubi suprà,) and sometimes form other causes; (Th ubi suprà;) [and thus] the latter is of more common application than the former; (S in art. حمد;) therefore you do not say شَــكَرْــتُهُ عَلَى

شَجَاعَتِهِ, but you say حَمِدْتُهُ على شجاعته: (Msb ubi suprà:) or شُــكْرٌ is more common than حَمْدٌ with respect to its kinds and means, and more particular with respect to the objects to which it relates; and the latter is more common with respect to the objects to which it relates, and more particular with respect to the means; for the former is, with the heart, the being humble, or lowly, and submissive; and with the tongue, the act of praising, eulogizing, or commending; and acknowledging beneficence; and with the members, the act of obeying, and submitting one's self; and the object to which it relates is the benefactor, exclusively of his essential qualities; therefore one does not say شَــكَرْــنَا اللّٰهَ عَلَى حَيَاتِهِ [we thanked God for his existence, or praised Him, &c.]; but He is مَحْمُود on that account, like as He is for his beneficence; and شُــكْرٌ is also for beneficence: thus حَمْدٌ relates to every object to which, as an object, شُــكْرٌ relates; but the reverse is not the case: and everything whereby is حمد, thereby is شــكر; but the reverse is not the case; for the latter is by means of the members, or limbs, and the former is by means of the tongue: شُــكْرٌ is of three kinds; with the heart, or mind, which is the forming an [adequate] idea of the benefit; and with the tongue, which is the praising, eulogizing, or commending, the benefactor; and with the members, or limbs, which is the requiting the benefit according to its desert: it rests upon five foundations; humility of him who renders it towards him to whom it is rendered; his love of him; his acknowledgment of his benefit; the eulogizing him for it; and his not making use of the benefit in a manner which he [who has conferred it] dislikes: it is also explained as devotion of the heart to love of the benefactor, and of the members to obey him, and the employment of the tongue in mentioning him and eulogizing him: [and there are several other explanations of it which it is unnecessary to add:] some say that it is formed by transposition from كَشْرٌ, the “ act of uncovering, or exposing to view: ” others, that it is from عَيْنٌ شَــكْرَــى “ a full fountain, or eye; ” accord. to which etymology it would signify the being full of the praise of the benefactor. (B, TA.) b2: شُــكْرٌ on the part of God signifies (tropical:) The requiting and commending [a person]: (K:) or (assumed tropical:) the forgiving a man: or (tropical:) the regarding him with content, satisfaction, good will, or favour: and hence, necessarily, (tropical:) the recompensing, or rewarding, him: the saying شَــكَرَ اللّٰهُ سَعْيَهُ signifies (tropical:) May God recompense, or reward, his work, or labour. (TA.) A2: شَــكِرَــتْ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. شَــكَرٌ, (S,) (tropical:) Her (a camel's) udder became full (S, K, TA) of milk: (S, TA:) or she (a camel) obtained a good share of leguminous herbage, or [other] pasturage, and in consequence abounded with milk after having had little milk: (T, TA:) and she (a beast;) became fat, (K, TA,) and her udder became full of milk. (TA.) b2: And شَــكِرَ (tropical:) He was, or became, liberal, or bountiful, (A, K,) after having been niggardly: (A:) or he gave largely after having been niggardly. (K.) A3: شَــكِرَــتْ said of a tree (شَجَرَةٌ), (Fr, S, A, K,) aor. ـَ inf. n. شَــكَرٌ, (S,) (assumed tropical:) It produced, or put forth, what are termed شَكِير, (Fr, S, K,) i. e. what grow around it, from its أَصْل [i. e. root, or base, or stem]; (S;) as also ↓ اشــكرت, (Fr, TA,) and ↓ اشتــكرت: (Sgh, TA:) or its شَكِير, i. e. sappy twigs or shoots, from its stem, or small leaves beneath the large, became abundant. (A.) b2: and شَــكِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَــكَرٌ; (TA;) and شَــكَرَ, aor. ـُ and ↓ اشــكر; (K;) said of palm-trees (نَخْلٌ), (assumed tropical:) They had many شَكِير, i. e. offsets, or suckers. (AHn, K, * TA.) b3: And شَــكَرَ and ↓ اشــكر and ↓ اشتــكر are all verbs from شكِيرٌ. (K.) [It is said in the K that these verbs are from شكير in all of certain significations there mentioned; app. meaning, all that are there mentioned after the next preceding verb: and hence they seem to have the significations here following: b4: said of palmtrees (نَخْل), (assumed tropical:) They put forth leaves around their branches:: b5: and, said of trees in general شَجَرَ, (assumed tropical:) They put forth branches: b6: and (assumed tropical:) They produced bark: b7: and, said of a grape-vine, (assumed tropical:) it grew from a shoot planted: b8: in the TA it seems to be implied that, said of a vine, they signify (assumed tropical:) It put forth long shoots, or upper shoots.]3 شَاكَرْــتُهُ I showed him that I was thankful, or grateful, (A, O, K,) to him. (A.) A2: and شَاكَرْــتُهُ الحَدِيثَ I commenced with him discourse. (O, K.) 4 اشــكر القَوْمُ (assumed tropical:) The people's camels had their udders full of milk (شَــكِرَــتْ إِبِلُهُمْ): (K:) or the people's camels became fat: (TA:) or the people milked a camel or sheep or goat having her udder full of milk, i. e., such as is termed شَــكِرَــة: (S:) or the people milked camels or sheep or goats having their udders full of milk, one such after another: (O, TA: [but for اِحْتَلَبُوا شَــكْرَــةً شَــكْرَــةً in the O, and شُــكْرَــةً شُــكْرَــةً in the TA, I read احتلبوا شَــكِرَــةً شَــكِرَــةً, agreeably with what here next precedes:]) or the people, having alighted in a place where their camels found herbs, or leguminous plants, had abundance of milk from them. (T, TA.) b2: اشــكر said of an udder: see 8. b3: اشــكرت الأَرْضُ (assumed tropical:) The land produced fresh herbage after other herbage that had become dried up and dusty. (TA.) b4: See also 1, near the end of the paragraph, in three places.5 تشــكّر: see 1, in three places. b2: Also [He affected, or made a show of, thankfulness, or gratitude: (see تَحَمَّدَ:) or] he seemed, or appeared, thankful, or grateful. (KL.) 8 اشتــكر (tropical:) It (an udder) became full (S, K, TA) of milk; (S, TA;) as also ↓ اشــكر. (K.) b2: اشتــكرت السَّمَآءُ (assumed tropical:) The rain fell vehemently: (S:) or the sky rained much. (K.) b3: اشتــكرت الرِيَاحُ (assumed tropical:) The winds brought rain: (K:) or blew violently: or, as is said on the authority of A'Obeyd, were contrary; but ISd says that this is a mistake. (TA.) b4: Also اشتــكر (assumed tropical:) It (heat, and cold,) became intense. (K.) b5: (tropical:) He (a man) strove, exerted himself, or did his utmost, in his running. (K, TA.) A2: Also (assumed tropical:) It became what is termed شَكِير [q. v.]. (TA.) b2: See also 1, near the end of the paragraph, in two places. b3: [Hence, app.,] (tropical:) It (a fœtus) put forth downy hair. (A.) شَــكْرٌ The vulva, or pudendum, of a woman: (S, M, Msb, K:) or the flesh thereof: (M, K, * MF:) as also ↓ شِــكْرٌ, in either of these senses: (K:) pl. شِكَارٌ: (Msb, TA:) لَحْمُهَا, in the K, as the second explanation, is a mistake for لَحْمُهُ. (MF.) It is said in a trad., نَهَى عَنْ شَــكْرِ البَغِىِ, meaning He forbade the giving hire for prostitution; the word ثَمَنِ being understood as prefixed to شــكر. (TA.) b2: Also i. q. نِكَاحٌ [i. e. The act of compressing, or of contracting marriage with, a woman]. (TS, K.) شُــكْرٌ and inf. n. of شَــكَرَ: (S, A, * Msb, K:) and it may [be used as a simple subst., and, as such,] have for its pl. شُكُورٌ. (S. [See 1.]) شِــكْرٌ: see شَــكْرٌ.

شُــكْرَــةٌ (assumed tropical:) [Fulness of the udder of a camel; and so ↓ شَــكَرِــيَّةٌ is expl. in the TK;] a subst. from أَشْــكَرَ القَوْمُ [q. v.]. (K.) One says, هٰذَا زَمَنُ الشُّــكْرَــةِ, so in the L and other lexicons, (TA,) or ↓ الشَّــكَرَــةِ, (so in my copies of the S,) or ↓ الشَّــكَرِــيَّةِ, (so in the O and K,) (assumed tropical:) [This is the time of the fulness of the udder,] when the camels abound with milk, or have their udders full, (إِذَا حَفَلَتْ, q. v.,) from the [herbage called] رَبِيع. (S, O, L, K.) شَــكَرَــةٌ: see the next preceding paragraph.

شَــكِرَــةٌ (tropical:) A she-camel, (As, S, A, K,) and ewe or she-goat, (A,) having her udder full (As, S, A, K) of milk, (S,) whatever be the fodder, or herbage, she has eaten; (A;) as also ↓ مِشْكَارٌ: (K:) or the former, that has obtained a good share of leguminous herbage, or of [other] pasture, and in consequence abounds with milk after having had little milk: (T, TA:) and ↓ the latter, that abounds with milk though having had but a small share of pasture: (TA:) or that abounds with milk in summer and ceases in winter: (IAar, TA:) pl. of the former شَكَارَى, (S, K,) applied to camels and to sheep or goats, (S,) and شَــكْرَــى (K) and شَــكِرَــاتٌ: (S, K:) and شَكَارَى is applied to camels, and sheep or goats, as meaning abounding with milk, or having their udders full, (إِذَا حَفَلَتْ,) from the [herbage called] رَبِيع. (S, TA.) [↓ شَــكْرَــى is also a sing. epithet, having a similar signification: as well as a pl.] One says ↓ ضَرَّةٌ شَــكْرَــى (tropical:) An udder abounding with milk: (A:) or having much milk. (S.) And ↓ عَيْنٌ شَــكْرَــى (assumed tropical:) A full source or eye. (B, TA.) And ↓ فِدْرَةٌ شَــكْرَــى (assumed tropical:) A fat piece of flesh-meat: (K:) or (tropical:) [a piece of flesh-meat] flowing with grease, or gravy: (A: [but in my copy, قِدْرَةٌ is erroneously put for فِدْرَةٌ:]) pl. شَكَارَى. (A.) شَــكْرَــى: see the next four preceding sentences.

شَــكَرِــيَّةٌ: see شُــكْرَــةٌ, in two places.

شَكُورٌ an intensive epithet, (TA,) signifying كَثِيرُ الشُّــكْرِ [i. e. One who thanks much; or who is very thankful or grateful: see 1]: (K, TA:) and one who is earnest, or does his utmost, in thanking his Lord, or in being thankful or grateful to Him, by obedience to Him, performing his appointed religious services: (TA:) or one who does his utmost in showing his thankfulness, or gratitude, with his heart and his tongue and his members, or limbs, with firm belief, and with acknowledgment [of benefits received]: or who sees his inability to be [sufficiently] thankful or grateful: or who renders thanks, or is thankful or grateful, for probation: or, for what is denied him: (KT:) pl. شُــكُرٌ. (TA.) b2: (tropical:) A beast that is sufficed by little fodder or herbage, (S, A,) and that fattens upon it: (A:) or that fattens upon little fodder or herbage: (K:) as though thankful for that small benefit. (TA.) b3: الشَّكُورُ, applied to God, (tropical:) [He who approves, or rewards, or forgives, much, or largely:] He who gives large reward for small, or few, works: He in whose estimation small, or few, works performed by his servants increase, and who multiplies his rewards to them. (TA.) شَكِيرٌ (tropical:) The shoots that grow around a tree, from its أَصْل [i. e. root, or base, or stem]: (S:) or sappy twigs or shoots, that grow from the stem of a tree: or small leaves beneath the large: (A:) or fresh and tender twigs or shoots, that grow among such as have become thick and tough: and what grow at, or upon, the أُصُول [i. e. roots, or bases, or stems,] of large trees: or small leaves that grow at, or upon, the root, or base, or stem, of a tree: (IAar, TA:) and offsets, or suckers, or sprouts, of palm-trees: (K:) and the leaves that are around the branches of the palm-tree: (Yaa-koob, K:) and plants, and hair, and feathers, and abundant ostrich-feathers (عِفَآء, K, TA, in the CK عَفاء), such as are small, growing among such as are large: or the first, of herbage, growing after other herbage that has become dried up and dusty: (K:) and downy hair, or down: and any soft, fine hair: (A:) or hair growing among the plaits: pl. شُــكُرٌ: and weak hair: (TA:) and hair at the roots of a horse's mane, (K, TA,) like down, and in the forelock: (TA:) and the hair that is next to the face and the back of the neck: (A, K:) and branches: (AHn, K: [in the CK, والغُصُونِ is erroneously put for والغُصُونُ:]) and the bark (لِحَآء) of trees: pl. شُــكُرٌ: (K:) and the pl. also signifies the long shoots of a grape-vine: or its higher, or highest, shoots: (AHn, TA:) and the sing., a grape-vine growing from a planted shoot. (AHn, K, TA.) b2: Also (tropical:) Young men: (A:) or young offspring. (TA, from a trad.) b3: And (tropical:) The young ones of camels: (K, TA:) as being likened to the شَكِير of palm-trees. (TA.) شَكَائِرُ (assumed tropical:) Forelocks: (K, TA:) as though pl. of شَكِيرَةٌ [which may be n. un. of شَكِيرٌ]. (TA.) شِكُورِيَةٌ a name applied in the present day to Cichorium, intybus and endivia; wild and garden-succory, and endive; as also هِنْدَبَى, correctly هِنْدَبًى.]

شَاكِرِــىٌّ A hired man, or hireling; one taken as a servant: an arabicized word, from [the Pers\.] چَاكَرْ. (O, K.) شَوْــكَرَــانٌ: see the next paragraph.

شَيْــكُرَــانٌ (S, K) and شَيْــكَرَــانٌ, (K,) [in the CK, erroneously, شَــكْرَــان and with damm to the ك,] or the correct form is شَيْــكُرَــانٌ, with damm to the ك as Ibn-Hishám El-Lakhmee and El-Fárábee have expressly affirmed; (TA;) or it is correctly with س, (K,) unpointed, and so it is mentioned by AHn; (TA;) [but see سَيْــكُرَــانٌ;] or correctly ↓ شَوْــكَرَــانٌ, (K,) as Sgh holds to be the case, (TA,) [and thus it is written in several medical books, from the Pers\. شَوْــكَرَــانْ; accord. to Golius, Cicuta herba, and applied in the present day to conium, i. e. hemlock, or a species thereof; and this is probably what is meant by Golius, as the conium maculatum, or common hemlock, is called by some cicuta;] a certain plant, (S, K,) of the kind called حَمْض, (so in a marginal note in a copy of the S,) the stem of which is like that of the رَازِيَانَج [or fennel], and the leaves of which are like those of the [species of cucumber called.]

قِثَّآء, or, as some say, like those of the يَبْرُوح [q. v.], and smaller; having a white flower, and a slender stem, without any fruit; and its seed is like [that of] the نَانَخَوَاة [or ammi], or [of] the أَنِيسُون [or anise], without taste or odour, and mucilaginous. (TA.) أَشْــكَرُ [More, and most, thankful, or grateful, &c.: see an ex. voce بَرْوَقٌ].

عُشْبٌ مَشْــكَرَــةٌ (O, K, TA, in the CK مُشْــكِرَــةٌ,) (assumed tropical:) Herbage that causes milk to be copious. (O, K, TA. [In the CK, مُغْزَرَةُ اللَّبَنِ is erroneously put for مَغْزَرَةٌ لِلَّبَنِ.]) مِشْكَارٌ: see شَــكِرَــةٌ, in two places.

رِيحٌ مُشْتَــكِرَــةٌ (assumed tropical:) A violent wind: (O, K:) or, as some say, a contrary wind; (O, TA;) but ISd, says that this is a mistake. (TA.)
(شــكر) في الخبر "فَشَــكَرتُ الشَّاةَ":
أي أَبدَلْتُ شَــكرَــها؛ وهو الفَرْجُ.
(ش ك ر) : (شَــكَرَــهُ) لُغَةٌ فِي شَــكَرَ لَهُ وَفِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ نَشْــكُرُــكَ كَمَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَامَّةِ لَيْسَ بِمُثْبَتٍ فِي الرِّوَايَةِ أَصْلًا.
ش ك ر: (الشُّــكْرُ) الثَّنَاءُ عَلَى الْمُحْسِنِ بِمَا أَوْلَاكَهُ مِنَ الْمَعْرُوفِ. وَقَدْ (شَــكَرَــهُ) يَشْــكُرُــهُ بِالضَّمِّ (شُــكْرًــا) وَ (شُــكْرَــانًا) أَيْضًا. يُقَالُ: شَــكَرَــهُ وَشَــكَرَ لَهُ وَهُوَ بِاللَّامِ أَفْصَحُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9] يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا كَقَعَدَ قُعُودًا وَأَنْ يَكُونَ جَمْعًا كَبُرْدٍ وَبُرُودٍ وَكُفْرٍ وَكُفُورٍ. وَ (الشُّــكْرَــانُ) ضِدُّ الْكُفْرَانِ. وَ (تَشَــكَّرَ) لَهُ مِثْلُ شَــكَرَ لَهُ. 
ش ك ر : شَــكَرْــتُ لِلَّهِ اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِهِ وَفَعَلْتُ مَا يَجِبُ
مِنْ فِعْلِ الطَّاعَةِ وَتَرْكِ الْمَعْصِيَةِ وَلِهَذَا يَكُونُ الشُّــكْرُ بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَيَتَعَدَّى فِي الْأَكْثَرِ بِاللَّامِ فَيُقَالُ شَــكَرْــتُ لَهُ شُــكْرًــا وَشُــكْرَــانًا وَرُبَّمَا تَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ شَــكَرْــتُهُ وَأَنْــكَرَــهُ الْأَصْمَعِيُّ فِي السَّعَةِ وَقَالَ بَابُهُ الشِّعْرُ وَقَوْلُ النَّاسِ فِي الْقُنُوتِ نَشْــكُرُــكَ وَلَا نَكْفُرُكَ لَمْ يَثْبُتْ فِي الرِّوَايَةِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ عُمَرَ عَلَى أَنَّ لَهُ وَجْهًا وَهُوَ الِازْدِوَاجُ وَتَشَــكَّرْــتُ لَهُ مِثْلُ شَــكَرْــتُ لَهُ. 
شــكر
الشُّــكْرُ: عِرْفانُ الإِحْسَانِ ونَحْوِه، وهو الشُّكُوْرُ أيضاً.
والشَّكُوْرُ من الدَّوابِّ: ما يَكْفِيه للسِّمَن العَلَفُ القَليلُ.
والشَّــكِرَــةُ من الحَلُوْباتِ: التي تُصِيْبُ حَظّاً من بَقْل أو مَرْعىً فَتَغْزُرُ عليه. وأشْــكَرَ القَوْمُ. وهم يَحْتَلِبُونَ شَــكْرَــةً. وشَــكِرَــتِ الحَلُوبَةُ.
وشَــكِرَ فلانٌ بَعْدَ البُخْل: أي صار سَخِيّاً.
والشَّكِيْرُ من الشَّعرِ والنَّبات: ما يَنْبُتُ من الشَّعر بين الضَّفَائر، وفي ساقٍ الشَّجَرَةِ من قُضْبانٍ غَضَّةٍ، والجميع الشُــكُرُ.
والشَّكَايِرُ: النواصي.
والمُشْتَــكِرَــةُ من الرياح: الشَّدِيدةُ، وقيل: هِيَ المُخْتَلِفَةُ.
ويَشْــكُرُ: قَبِيْلَةٌ من رَبِيْعَةَ.
وشاكِرٌ: من اليَمَن.

شــكر


شَــكَرَ(n. ac. شُــكْر
شُكُوْر
شُــكْرَــاْن)
a. Thanked; praised; rewarded.

شَــكِرَ(n. ac. شَــكَر)
a. Became fat.
b. Was, became generous, liberal, bountiful.
c. Had much milk.

شَاْــكَرَa. Proved grateful to.
b. Entered into (conversation) with.

أَشْــكَرَa. Had much milk.

تَشَــكَّرَ
a. [La], Thanked; praised; was grateful to.
إِشْتَــكَرَa. Became full.

شَــكْر
(pl.
شِكَاْر)
a. Vulva, pudendum.

شَــكْرَــىa. Full.

شِــكْرa. see 1
شُــكْر
(pl.
شُكُوْر)
a. Thanks; thanksgiving, praise.

مَشْــكَرَــةa. Milk-producing (herbage).
شَاْــكِر
(pl.
شُــكَّر)
a. Thankful, grateful.

شَاْــكِرِــيّ
(pl.
شَاْــكِرِــيَّة), P.
a. Servant, hireling.

شَاْــكِرِــيَّةa. Hire, wages.
b. [ coll. ], A kind of poniard.

شَكَاْرَة
(pl.
شَكَاْئِرُ)
a. Part, portion.
b. Seed-plot.

شَكِيْر
(pl.
شُــكُر)
a. Shoot, sprout, sucker.
b. Hair, feathers.

شَكُوْرa. see 21b. Paying; profitable, remunerative.

شُــكْرَــاْنa. Gratitude, thankfulness.

شَوْــكَرَــان
P.
a. Hemlock.
ش ك ر

شــكرت لله تعالى نعمته. " واشــكروا لي " وقد يقال: شــكرت فلاناً، يريدون نعمة فلان، وقد جاء زياد الأعجم بهما في قوله:

ويشــكر تشــكر من ضامها ... ويشــكر لله لا تشــكر

وعليه: فلان محمود مشكور، وهو كثير الشــكر والشــكران والشكور. ورجل شكور، وقوم شــكر، وتشــكرت له ما صنع، وكاشرته وشاكرته: أريته أني شاكر له.

ومن المجاز: دابة شكور: يكفيها قليل العلف وهي تسمن عليه وتصلح، وناقة وشاة شــكرة: تعتلف أي علف كان ويصبح ضرعها ملآن، وقد شــكرت حلوبتهم، وضرة شــكرى: حفول بالدرة. قال الراعي:

أغن غضيض الطرف باتت تعله ... صرى ضرة شــكرى فأصبح طاوياً وفردة شــكرى، وفدر شكارى: سيالة دسماً. قال الراعي:

تبيت المحال الغرّ في حجراتها ... شكارى مراها ماؤها وحديدها

وشــكر فلان: بعد أن كان شحيحاً صار سخياً. وشــكرت الشجرة: كثر شكيرها وهي قضبان غضة تنبت من ساقها أو ورق صغار تحت ورقها الكبار. واشتــكر الجنين: نبت عليه الشكير وهو الزغب، وكل شعر لين رقيق فهو شكير كشعر الشيخ والنابت تحت الضفائر، وفلانة ذات شكير وهو ما ولي الوجه والقفا. وقال عمر بن عبد العزيز لهلال بن مجاعة: هل بقي من شيوخ مجاعة أحد؟ فقال: نعم وشكير كثير، يريد الأحداث.
[شــكر] الشُــكْرُ: الثناء على المحسِن بما أولا كه من المعروف. يقال: شَــكَرْــتُهُ وشَــكَرْــتُ له، وباللام أفصح. وقوله تعالى:

(لا نُريدُ منكُمْ جَزاء ولا شُكوراً) *، يحتمل أن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعوداً، ويحتمل أن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرودٍ، وكُفْرٍ وكُفورٍ. والشُــكْرانُ: خلاف الكفران. وتشــكرت له: مثل شَــكَرْــتُ له. والشَكورُ من الدوابّ: ما يكفيه العلَفُ القليل. وشَــكْرُ المرأة فَرْجُهَا. قال الهذَليّ: صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَــكْرِــها * جَوادٌ بقوتِ البطنِ والعِرْقُ زاخِرُ - واشْتَــكَرَــتِ السماءُ: اشتد وقعها. قال امرؤ القيس يصف مطرا: تظهر الود إذا ما أَشْجَذَتْ * وتُواريهِ إذا ما تَشْتَــكِرْ - ويروى: " تعتــكر ". واشتــكر الضرع: املا لبناً. تقول منه: شَــكِرَــتِ الناقةُ بالكسر تَشْــكَرُ شَــكَراً، فهي شَــكِرَــةٌ. قال الحطيئة: إذا لم تكن إلا الا ما ليس أصبحت * لها حلق ضَرَّاتُها شَــكِراتُ - وأَشْــكَرَ القومُ، أي يحلبون شــكرة. وهذا زمن الشــكرة، إذا حفَلتْ من الربيع. وهي إبلٌ شَكارى، وغنمٌ شَكارى. وضَرَّةٌ شَــكْرى، إذا كانت ملأى من اللبن وشَــكِرَــتِ الشجرة أيضاً تَشْــكَرُ شَــكَراً، أي خرج منها الشِكيرُ، وهو ما ينبت حول الشجرة من أصلها. قال الشاعر : ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً * شَكِيرُ جحافله قد كتن - والشيــكران : ضرب من النبت. 
[شــكر] نه: "الشكور" تعالى من يزكو عنده العمل القليل فيضاعف
شــكر
الشُّــكْرُ: تصوّر النّعمة وإظهارها، قيل: وهو مقلوب عن الكشر، أي: الكشف، ويضادّه الكفر، وهو: نسيان النّعمة وسترها، ودابّة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، وقيل: أصله من عين شــكرى، أي:
ممتلئة، فَالشُّــكْرُ على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. والشُّــكْرُ ثلاثة أضرب:
شُــكْرُ القلب، وهو تصوّر النّعمة.
وشُــكْرُ اللّسان، وهو الثّناء على المنعم.
وشُــكْرُ سائر الجوارح، وهو مكافأة النّعمة بقدر استحقاقه.
وقوله تعالى: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُــكْراً [سبأ/ 13] ، فقد قيل (شــكرا) انتصب على التّمييز . ومعناه: اعملوا ما تعملونه شــكرا لله.
وقيل: (شــكرا) مفعول لقوله: (اعملوا) ، وذكر اعملوا ولم يقل اشــكروا، لينبّه على التزام الأنواع الثّلاثة من الشّــكر بالقلب واللّسان وسائر الجوارح. قال: اشْــكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ
[لقمان/ 14] ، وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِــينَ
[آل عمران/ 145] ، وَمَنْ شَــكَرَ فَإِنَّما يَشْــكُرُ لِنَفْسِهِ
[النمل/ 40] ، وقوله: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ
[سبأ/ 13] ، ففيه تنبيه أنّ توفية شــكر الله صعب، ولذلك لم يثن بالشّــكر من أوليائه إلّا على اثنين، قال في إبراهيم عليه السلام: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ
[النحل/ 121] ، وقال في نوح: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً
[الإسراء/ 3] ، وإذا وصف الله بالشّــكر في قوله:
وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [التغابن/ 17] ، فإنما يعنى به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموه من العبادة. ويقال: ناقة شَــكِرَــةٌ: ممتلئة الضّرع من اللّبن، وقيل: هو أَشْــكَرُ من بروق ، وهو نبت يخضرّ ويتربّى بأدنى مطر، والشَّــكْرُ يكنّى به عن فرج المرأة، وعن النكاح. قال بعضهم :
أإن سألتك ثمن شــكرها وشبرك أنشأت تطلّها
والشَّكِيرُ: نبت في أصل الشّجرة غضّ، وقد شَــكَرَــتِ الشّجرةُ: كَثُرَ غصنها.
شــكر: شــكر: اللغة الفصحى تفرق بين شــكر وحمد (انظر لين). غير انهما اصبحا مترادفين بمعنى واحد وهو عظّم، فخم، مجد، زكى، أطرى، مدح (دلابورت ص90، 97) وبمعنى أطرى ومدح يقال: شــكره عند الناس أي مدح. وشــكر روحه أو نفسه: تبجح تباهى، تفاخر (بوشر). وفي طرائف دي ساسي (2: 178): شــكرت سيرته أي حمدت (أماري ص151، 323، المقري 2: 552، ألف ليلة 1: 458، 2: 296، 3: 205، 231، برسل 4: 111 ويقال: شــكر فيه أو شــكره وفي طبعة ماكن 1: 417): الجارية التي تمدحها وتشــكر فيها وفي عقلها وأدبها.
شــكر: استغنى عن، رفت، صرف، سرّح، إنظر زيشر (11: 685 رقم4).
انشــكر: استغنى عنه، صُرف، سُرّح (فوك).
شُــكْر (بالأسبانية Suegro) وكذلك شُقْر: حمو، والد الزوج أو الزوجة، وزوج الأم (فوك).
شُــكْر: مدح، ثناء حمد (الكالا) وفيه = حَمْو.
شُــكْر: جائزة، مكافأة (ألكالا).
شُــكْر: نوع من التمر (ينبور رحلة 2: 215).
شَكُور. الوجه الشكور عند العامة: الذي لا يهزل مع هزال جسم صاحبه إذا مرض (محيط المحيط).
شكور (بالأسبانية): ( Segur) فأس، بلطة وكذلك شاكور وجمعها شواكر (مارسيل، بوشر) (بربرية). وانظر: شُقُور.
الشَكَارَة وجمعها شَكائر عند العامة: ما يزرعه الخولي لنفسه في قطعة صغيرة من أرض المالك (محيط المحيط).
الشكارة: ما يريبه الخباز من دود القز ويجمع له ورقاً من عند الذين يخبزون عنده.
الشكارة: الحصة من غير دود القز كالشرذمة من الجراد ونحوها. وجمعها شكائر (محيط المحيط).
شِكَارَة وجمعها شكائر: كيس، جراب (فوك، الكالا، هلو، دلابورت ص133، دوماس حياة العرب ص110، مارسيل معجم البربرية) وكيس كبير، جوالق للحبوب (بوشر) وخرج، عدل (هلو، ابن بطوطة 2: 352، 4: 39، المقدمة 1: 328، العقد الغرناطي، تاريخ تونس ص39.
شكائر: أكياس مملوءة تراباً (همبرت ص144 جزائرية) ومجلس الحرب.
شِكارَة: كيس نقود، صرة (دومب ص82).
شَكّار: مصفّق، مستحسن (بوشر).
شكار روحه: متشدق، مدّع، متبجح، (بوشر).
شاكر: مجز، مكسب، مثيب. (بوشر).
شاكريّ: ساع (في سوريا) (باين سميث 1426).
شكورية: هندباء، لعاعة (771) (بوشر).
شكورية: خندرلي، بقل بري من الفصيلة المركبة قريب من الهندباء (بوشر).
شاكِرِــيَة: راتب الشاكري أي الأجير المستخدم (محيط المحيط).
شاكِريّة: سيف ضَلَعٌ، سيف عريض ومعقوف أصلاً.
(بوشر، همبرت ص143) وخنجر في وسط كل صفحة منه حرف ناتئ.
شاكِرِــيّة: طعام من اللحم المطبوخ باللبن (محيط المحيط).
شاكور: انظر شكور.
أشْــكُر: نوع من التمر (نيبور رحلة 2: 215). اشكاراً: بوضوح، بصراحة، واضحاً، جلياً (بوشر).
شــكر
شــكَرَ/ شــكَرَ لـ يَشــكُر، شُــكْرًــا وشُــكرانًا وشُكورًا، فهو شاكر، والمفعول مَشْكور (للمتعدِّي)
• شــكَر اللهَ/ شــكَر للهِ: حمِده، ذكر نعمته وأثنى عليه "من شــكر القليل استحق الجزيل- لا يشــكر اللهَ من لا يشــكر النَّاس- اشــكرْ من أنعم عليك، وأنعِمْ على من شــكرك [مثل]- {لَئِنْ شَــكَرْــتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} - {أَنِ اشْــكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} ".
• شــكَر اللهُ عبدَه: رضي عنه وأثابه " {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} - {فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} " ° شــكَر الله سعيَك: أثابك.
• شــكَر عملَه: أثابه عليه "اجتهدتُ فشــكر الأستاذُ عملي".
• شــكَره على نصائحه: أعرب له عن امتنانه بها. 

تشــكَّرَ لـ يتشــكّر، تشــكُّرًــا، فهو مُتشــكِّر، والمفعول مُتشــكَّر له
• تشــكَّر لصديقه: شــكره وأثنى عليه لحُسن صنيعه. 

شاكر [مفرد]: اسم فاعل من شــكَرَ/ شــكَرَ لـ.
• الشَّاكر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المادح لمن يُطيعه المُثني عليه، المُثيب للشَّاكر على شــكره، المُجازي على الحسنة بأضعافها. 

شَكَائرُ [جمع]: نواصٍ، شعر مُقدّم الرأس "شابت شكائرهم". 

شِكارة [مفرد]: ج شكائِرُ: كيس من قماش أو ورق متين تعبَّأ فيه موادّ البناء في الغالب "شكارة أسمنت/ جبس". 

شُــكْر [مفرد]: مصدر شــكَرَ/ شــكَرَ لـ ° أسدَى له الشُّــكرَ: وجَّهه إليه- بمزيد الشُّــكر: بوافر الشــكر- شــكرًــا جزيلاً- شــكرًــا لك- لا شــكر على واجب- مدين بالشّــكر

شُــكران [مفرد]: مصدر شــكَرَ/ شــكَرَ لـ. 

شَكور [مفرد]: ج شكورون وشُــكُر، مؤ شكورة وشَكور، ج مؤ شكورات وشُــكُر: صيغة مبالغة من شــكَرَ/ شــكَرَ لـ: كثير الشــكر (للمذكر والمؤنث) "أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا [حديث]- {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ".
• الشَّكور: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المثيب للشَّاكر على شــكره، المجازي على الحسنة بأضعافها " {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} ". 

شُكور [مفرد]: مصدر شــكَرَ/ شــكَرَ لـ. 
(ش ك ر)

الشُّــكْر: عرفان الْإِحْسَان ونشره.

قَالَ ثَعْلَب: الشُّــكْر لَا يكون إِلَّا عَن يَد، وَقد قدمنَا أَن الْحَمد يكون عَن يَد وَعَن غير يَد، فَهَذَا الْفرق بَينهمَا.

وَالشُّــكْر من الله تَعَالَى: المجازاة وَالثنَاء الْجَمِيل.

شــكره، وشــكر لَهُ، يشْــكر شــكرا، وشكورا، وشــكراناً، قَالَ أَبُو نخيلة:

شــكرتك إِن الشُّــكْر حَبل من التقى ... وَمَا كل من اوليه نعْمَة يقْضى

وَهَذَا يدل على أَن الشُّــكْر لَا يكون إِلَّا عَن يَد، أَلا ترى أَنه قَالَ:

وَمَا كل مَا اوليته نعْمَة يقْضى

أَي: لَيْسَ كل من اوليته نعْمَة يشــكرك عَلَيْهَا.

شــكرت الله، وشــكرت لله، وشــكرت بِاللَّه، وَكَذَلِكَ: شــكرت نعْمَة الله.

وتشــكر لَهُ بلاءه: كشــكره، وَفِي حَدِيث يَعْقُوب: " أَنه كَانَ لَا يَأْكُل شحوم الْإِبِل تشــكراً لله عز وَجل " انشد أَبُو عَليّ:

وَإِنِّي لآتيكم تشــكر مَا مضى ... من الْأَمر واستحباب مَا كَانَ فِي الْغَد

أَي: لتشــكر مَا مضى، وَأَرَادَ: مَا يكون فَوضع الْمَاضِي مَوضِع الْآتِي.

وَرجل شكور: كثير الشُّــكْر، وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّه كَانَ عبدا شكُورًا) وَفِي الحَدِيث: " حِين رئي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد جهد نَفسه بِالْعبَادَة، فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله، أتفعل هَذَا وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر؟؟ أَنه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: أَفلا أكون عبدا شكُورًا " وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

والشكور من الدَّوَابّ: الَّذِي يسمن على قلَّة الْعلف، كَأَنَّهُ يشْــكر، وَإِن كَانَ ذَلِك الْإِحْسَان قيلا، وشــكره: ظُهُور نمائه وَظُهُور الْعلف فِيهِ، قَالَ الْأَعْشَى:

ولابد من غَزْوَة فِي الرّبيع ... حجون تكل الوقاح الشكورا

والشــكرة، والمشكار من الحلوبات: الَّتِي تغزر على قلَّة الْحَظ من المرعى. ونعت اعرابي نَاقَة فَقَالَ: " إِنَّهَا معشار مشكار مغبار ". فَأَما المشكار: فَمَا ذكرنَا، وَأما المعشار، والمغبار: فقد تقدما.

وَجمع الشــكرة: شكارى، وشــكرى.

وضرة شــكرى: ممتلئة.

وَقد شــكرت شــكرا.

وأشــكر الضَّرع، واشتــكر: امْتَلَأَ.

وأشــكر الْقَوْم: شــكرت إبلهم.

وَالِاسْم: الشــكرة.

واشتــكرت السَّمَاء: جد مطرها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

تخرج الود إِذا مَا أشجذت ... وتواليه إِذا مَا تشتــكر

واشتــكرت الرِّيَاح: أَتَت بالمطر.

واشتــكرت الرِّيَاح: اخْتلفت، عَن أبي عبيد، وَهُوَ خطأ.

وشكير الْإِبِل: صغارها.

والشكير: الشّعْر الَّذِي فِي اصل عرف الْفرس كَأَنَّهُ زغب: وَكَذَلِكَ: فِي الناصية.

والشكير من الشّعْر والريش والعفا والنبت: مَا نبت من صغاره بَين كباره. وَقيل: هُوَ أول النبت على اثر الهائج المغبر. وَقد أشــكرت الأَرْض.

وَقيل: هُوَ الشّجر ينْبت حول الشّجر.

وَقيل: الْوَرق الصغار ينْبت بعد الْكِبَار.

والشكير، أَيْضا: مَا ينْبت من القضبان الرُّخْصَة بَين القضبان العاسية.

والشكير: مَا ينْبت فِي اصول الشّجر الْكِبَار.

وشكير النّخل: فِرَاخه.

وشــكر النّخل شــكرا: كثر فِرَاخه.

وشــكر النّخل: فِرَاخه، عَن أبي حنيفَة.

وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ من النّخل: الخوص الَّذِي حول السعف، وانشد لكثير:

بروك باعلى ذِي البليد كَأَنَّهَا ... صريمة نخل مغطئل شكيرها

مغطئل: كثير متراكب.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشكير: الغصون.

والشكير: لحاء الشّجر، قَالَ هَوْذَة بن عَوْف العامري:

على كل خوار الْعَنَان كَأَنَّهَا ... عَصا أرزن قد طَار عَنْهَا شكيرها

وَالْجمع: شــكر.

وشــكر الْــكَرم: قضبانه الطوَال.

وَقيل: قضبانه الاعالي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشكير: الْــكَرم يغْرس من قضيبه.

وَالْفِعْل من كل ذَلِك: أشــكرت، واشتــكرت وشــكرت.

وَالشُّــكْر: فرج الْمَرْأَة.

وَقيل: لحم فرجهَا، قَالَ:

صناع بإشفاها حصان بشــكرها ... جواد بقوت الْبَطن وَالْعرض وافر وَقيل: الشُّــكْر: بضعهَا، وَالشُّــكْر: لُغَة فِيهِ، وَرُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ بَيت الْأَعْشَى:

.....خلوت بشــكرها ... و.... " بشــكرها "

وَبَنُو شــكر: قَبيلَة فِي الأزد.

وشاكر: قَبيلَة بِالْيمن، قَالَ:

معاوي لم رع الْأَمَانَة فارعها ... وَكن شاكراً لله وَالدّين شَاكر

أَرَادَ: لم رع الْأَمَانَة شاكرٌ، فارعها، وَكن شاكراً لله وَالدّين، فَاعْترضَ بَين الْفِعْل وَالْفَاعِل جملَة أُخْرَى، والاعتراض للتشديد، قد جَاءَ بَين الْفِعْل وَالْفَاعِل، والمبتدأ وَالْخَبَر، والصلة والموصول، وَغير ذَلِك، مجيئا كثيرا فِي الْقُرْآن وفصيح الْكَلَام.

وَبَنُو شَاكر: فِي هَمدَان.

وشوكر: اسْم.

ويشــكر: قَبيلَة فِي ربيعَة.

وَبَنُو يشْــكر: قَبيلَة فِي بــكر بن وَائِل.

شــكر: الشُّــكْرُ: عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه، وهو الشُّكُورُ أَيضاً.

قال ثعلب: الشُّــكْرُ لا يكون إِلاَّ عن يَدٍ، والحَمْدُ يكون عن يد وعن غير

يد، فهذا الفرق بينهما. والشُّــكْرُ من الله: المجازاة والثناء الجميل،

شَــكَرَــهُ وشَــكَرَ له يَشْــكُرُ شُــكْراً وشُكُوراً وشُــكْراناً؛ قال أَبو

نخيلة:

شَــكَرْــتُكَ، إِنَّ الشُّــكْرَ حَبْلٌ منَ التُّقَى،

وما كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يَقْضِي

قال ابن سيده: وهذا يدل على أَن الشــكر لا يكون إِلا عن يد، أَلا ترى

أَنه قال: وما كل من أَوليته نعمة يقضي؟ أَي ليس كل من أَوليته نعمة يشــكرك

عليها. وحكى اللحياني: شــكرت اللهوشــكرت لله وشَــكَرْــتُ بالله، وكذلك شــكرت

نعمة الله، وتَشَــكَّرَ له بلاءَه: كشَــكَرَــهُ. وتَشَــكَّرْــتُ له: مثل

شَــكَرْــتُ له. وفي حديث يعقوب: إِنه كان لا يأْكل شُحُومَ الإِبل تَشَــكُّراً لله

عز وجل؛ أَنشد أَبو علي:

وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَــكُّرَ ما مَضَى

من الأَمْرِ، واسْتيجابَ ما كان في الغَدِ

أَي لِتَشَــكُّرِ ما مضى، وأَراد ما يكون فوضع الماضي موضع الآتي. ورجل

شَكورٌ: كثير الشُّــكْرِ. وفي التنزيل العزيز: إِنه كان عَبْداً شَكُوراً.

وفي الحديث: حين رُؤيَ، صلى الله عليه وسلم، وقد جَهَدَ نَفْسَهُ

بالعبادة فقيل له: يا رسول الله، أَتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك

وما تأَخر؟ أَنه قال، عليه السلام: أَفَلا أَكونُ عَبْداً شَكُوراً؟ وكذلك

الأُنثى بغير هاء. والشَّكُور: من صفات الله جل اسمه، معناه: أَنه يزكو

عنده القليلُ من أَعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، وشُــكْرُــه لعباده:

مغفرته لهم. والشَّكُورُ: من أَبنية المبالغة. وأَما الشَّكُورُ من عباد الله

فهو الذي يجتهد في شــكر ربه بطاعته وأَدائه ما وَظَّفَ عليه من عبادته.

وقال الله تعالى: اعْمَلُوا آلَ داودَ شُــكْراً وقليلٌ من عِبادِيَ

الشَّكُورُ؛ نصب شُــكْراً لأَنه مفعول له، كأَنه قال: اعملوا لله شُــكْراً، وإِن

شئت كان انتصابه على أَنه مصدر مؤكد. والشُّــكْرُ: مثل الحمد إِلا أَن

الحمد أَعم منه، فإِنك تَحْمَدُ الإِنسانَ على صفاته الجميلة وعلى معروفه،

ولا تشــكره إِلا على معروفه دون صفاته. والشُّــكْرُ: مقابلة النعمة بالقول

والفعل والنية، فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته ويعتقد أَنه

مُولِيها؛ وهو من شَــكَرَــتِ الإِبل تَشْــكُر إِذا أَصابت مَرْعًى فَسَمِنَتْ

عليه. وفي الحديث: لا يَشْــكُرُ الله من لا يَشْــكُرُ الناسَ؛ معناه أَن

الله لا يقبل شــكر العبد على إِحسانه إِليه، إِذا كان العبد لا يَشــكُرُ

إِحسانَ الناس ويَكْفُر معروفَهم لاتصال أَحد الأَمرين بالآخر؛ وقيل: معناه

أَن من كان من طبعه وعادته كُفْرانُ نعمة الناس وتركُ الشُّــكْرِ لهم، كان

من عادته كُفْرُ نعمة الله وتركُ الشــكر له، وقيل: معناه أَن من لا يشــكُر

الناس كان كمن لا يشــكُر الله وإِن شَــكَرَــهُ، كما تقول: لا يُحِبُّني من

لا يُحِبُّك أَي أَن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أَحبني يحبك ومن لم يحبك لم

يحبني؛ وهذه الأَقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه. والشُّــكْرُ:

الثناءُ على المُحْسِنِ بما أَوْلاكَهُ من المعروف. يقال: شَــكَرْــتُه

وشَــكَرْــتُ له، وباللام أَفصح. وقوله تعالى: لا نريد منكم جزاءً ولا شُكُوراً؛

يحتمل أَن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً، ويحتمل أَن يكون جمعاً مثل

بُرْدٍ وبُرُود وكُفْرٍ وكُفُورٍ. والشُّــكْرانُ: خلاف الكُفْرانِ.

والشَّكُور من الدواب: ما يكفيه العَلَفُ القليلُ، وقيل: الشكور من الدواب الذي

يسمن على قلة العلف كأَنه يَشْــكُرُ وإِن كان ذلك الإِحسان قليلاً،

وشُــكْرُــه ظهورُ نمائه وظُهُورُ العَلَفِ فيه؛ قال الأَعشى:

ولا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ في الرَّبيعِ

حَجُونٍ، تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا

والشَّــكِرَــةُ والمِشْكارُ من الحَلُوباتِ: التي تَغْزُرُ على قلة الحظ

من المرعى. ونَعَتَ أَعرابيٌّ ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ

مِغْبارٌ، فأَما المشكار فما ذكرنا، وأَما المعشار والمغبار فكل منهما مشروح في

بابه؛ وجَمْعُ الشَّــكِرَــةِ شَكارَى وشَــكْرَــى. التهذيب: والشَّــكِرَــةُ من

الحلائب التي تصيب حظّاً من بَقْل أَو مَرْعًى فَتَغْزُرُ عليه بعد قلة

لبن، وإِذا نزل القوم منزلاً فأَصابتْ نَعَمُهم شيئاً من بَقْلٍ قَدْ

رَبَّ قيل: أَشْــكَرَ القومُ، وإِنهم لَيَحْتَلِبُونَ شَــكِرَــةَ حَيْرَمٍ، وقد

شَــكِرَــتِ الحَلُوبَةُ شَــكَراً؛ وأَنشد:

نَضْرِبُ دِرَّاتِها، إِذا شَــكِرَــتْ،

بِأَقْطِها، والرِّخافَ نَسْلَؤُها

والرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ. وضَرَّةٌ شَــكْرَــى إِذا كانت مَلأَى من

اللبن، وقد شِــكْرَــتْ شَــكَراً.

وأَشْــكَرَ الضَّرْعُ واشْتَــكَرَ: امتلأَ لبناً.

وأَشْــكَرَ القومُ: شَــكِرتْ إِبِلُهُمْ، والاسم الشَّــكْرَــةُ. الأَصمعي:

الشَّــكِرَــةُ الممتلئة الضرع من النوق؛ قال الحطيئة يصف إِبلاً غزاراً:

إِذا لم يَكُنْ إِلاَّ الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ

لَها حُلَّقٌ ضَرَّاتُها، شَــكِرات

قال ابن بري: ويروى بها حُلَّقاً ضَرَّاتُها، وإِعرابه على أَن يكون في

أَصبحت ضمير الإِبل وهو اسمها، وحُلَّقاً خبرها، وضراتها فاعل بِحُلَّق،

وشــكرات خبر بعد خبر، والهاء في بها تعود على الأَمالِيسِ؛ وهي جمع

إمْلِيسٍ، وهي الأَرض التي لا نبات لها؛ قال: ويجوز أَن يكون ضراتها اسم

أَصبحت، وحلقاً خبرها، وشــكرات خبر بعد بعد خبر؛ قال: وأَما من روى لها حلق،

فالهاء في لها تعود على الإِبل، وحلق اسم أَصبحت، وهي نعت لمحذوف تقديره

أَصبحت لها ضروع حلق، والحلق جمع حالق، وهو الممتلئ، وضراتها رفع بحلق

وشــكرات خبر أَصبحت؛ ويجوز أَن يكون في أَصبحت ضمير الأَبل، وحلق رفع

بالإِبتداء وخبره في قوله لها، وشــكرات منصوب على الحال، وأَما قوله: إِذا لم يكن

إِلاَّ الأَماليس، فإِنَّ يكن يجوز أَن تكون تامة، ويجوز أَن تكون ناقصة،

فإِن جعلتها ناقصة احتجت إِلى خبر محذوف تقديره إِذا لم يكن ثَمَّ

إِلاَّ الأَماليس أَو في الأَرض إِلاَّ الأَماليس، وإِن جعلتها تامة لم تحتج

إِلى خبر؛ ومعنى البيت أَنه يصف هذه الإِبل بالــكرم وجودة الأَصل، وأَنه

إِذا لم يكن لها ما ترعاه وكانت الأَرضُ جَدْبَةً فإِنك تجد فيها لبناً

غزيراً. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: دَوابُّ الأَرض تَشْــكَرُ شَــكَراً،

بالتحريك، إِذا سَمِنَت وامتلأَ ضَرْعُها لبناً. وعُشْبٌ مَشْــكَرَــة: مَغْزَرَةٌ

للبن، تقول منه: شَــكِرَــتِ الناقة، بالكسر، تَشْــكَرُ شَــكَراً، وهي

شَــكِرَــةٌ. وأَشْــكَرَ القومُ أَي يَحْلُبُون شَــكِرَــةً. وهذا زمان الشَّــكْرَــةِ

إِذا حَفَلتْ من الربيع، وهي إِبل شَكَارَى وغَنَمٌ شَكَارَى. واشْتَــكَرَــتِ

السماءُ وحَفَلَتْ واغْبَرَّتْ: جَدَّ مطرها واشتْدَّ وقْعُها؛ قال امرؤ

القيس يصف مطراً:

تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ،

وتُوالِيهِ إِذا ما تَشْتَــكِرْ

ويروى: تَعْتَــكِرْ. واشْتَــكَرَِــت الرياحُ: أَتت بالمطر. واشْتَــكَرَــتِ

الريحُ: اشتدّ هُبوبُها؛ قال ابن أَحمر:

المُطْعِمُونَ إِذا رِيحُ الشِّتَا اشْتَــكَرَــتْ،

والطَّاعِنُونَ إِذا ما اسْتَلْحَمَ البَطَلُ

واشْتَــكَرَــتِ الرياحُ: اختلفت؛ عن أَبي عبيد؛ قال ابن سيده: وهو خطأُ.

واشْتَــكَرَ الحرُّ والبرد: اشتدّ؛ قال الشاعر:

غَداةَ الخِمْسِ واشْتَــكَرَــتْ حَرُورٌ،

كأَنَّ أَجِيجَها وَهَجُ الصِّلاءِ

وشَكِيرُ الإِبل: صغارها. والشَّكِيرُ من الشَّعَرِ والنبات: ما ينبت من

الشعر بين الضفائر، والجمع الشُّــكْرُ؛ وأَنشد:

فَبَيْنا الفَتى لِلْعَيْنِ ناضِراً،

كعُسْلُوجَةٍ يَهْتَزُّ منها شَكِيرُها

ابن الأَعرابي: الشَّكِيرُ ما ينبت في أَصل الشجرة من الورق وليس

بالكبار. والشَّكيرُ من الفَرْخِ: الزَّغَبُ. الفراء: يقال شَــكِرَــتِ

الشَّجَرَةُ وأَشْــكَرَــتْ إِذا خرج فيها الشيء.

ابن الأَعرابي: المِشْكارُ من النُّوقِ التي تَغْزرُ في الصيف وتنقطع في

الشتاء، والتي يدوم لبنها سنتها كلها يقال لها: رَكُودٌ ومَكُودٌ

وَوَشُولٌ وصَفِيٌّ. ابن سيده: والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الذي في أَصل عُرْفِ

الفَرَسِ كأَنه زَغَبٌ، وكذلك في الناصية. والشَّكِيرُ من الشعر والريش

والعَفا والنَّبْتِ: ما نَبَتَ من صغاره بين كباره، وقيل: هو أَول النبت على

أَثر النبت الهائج المُغْبَرِّ، وقد أَشْــكَرَــتِ الأَرضُ، وقيل: هو الشجر

ينبت حول الشجر، وقيل: هو الورق الصغار ينبت بعد الكبار. وشَــكِرَــتِ الشجرة

أَيضاً تَشْــكَرُ شَــكَراً أَي خرج منها الشَّكِيرُ، وهو ما ينبت حول

الشجرة من أَصلها؛ قال الشاعر:

ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكِيرُها

قال: وربما قالوا للشَّعَرِ الضعيف شَكِيرٌ؛ قال ابن مقبل يصف فرساً:

ذَعَرْتُ بِهِ العَيرَ مُسْتَوْزِياً،

شَكِيرُ جَحَافِلِهِ قَدْ كَتِنْ

ومُسْتَوْزِياً: مُشْرِفاً منتصباً. وكَتِنَ: بمعنى تَلَزَّجَ

وتَوَسَّخَ. والشَّكِيرُ أَيضاً: ما ينبت من القُضْبانِ الرَّخْصَةِ بين

القُضْبانِ العاسِيَةِ. والشَّكِيرُ: ما ينبت في أُصول الشجر الكبار. وشَكِيرُ

النخلِ: فِراخُه. وشَــكِرَ النخلُ شَــكَراً: كثرت فراخه؛ عن أَبي حَنيفة؛ وقال

يعقوب: هو من النخل الخُوصُ الدر حول السَّعَفِ؛ وأَنشد لكثيِّر:

بُرُوكٌ بأَعْلى ذِي البُلَيْدِ، كأَنَّها

صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها

مغطئل: كثير متراكب. وقال أَبو حنيفة: الشكير الغصون؛ وروي الأَزهري

بسنده: أَن مَجَّاعَةَ أَتى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فقال

قائلهم:ومَجَّاعُ اليَمامَةِ قد أَتانا،

يُخَبِّرُنا بِمَا قال الرَّسُولُ

فأَعْطَيْنا المَقادَةَ واسْتَقَمْنا،

وكانَ المَرْءُ يَسْمَعُ ما يَقُولُ

فأَقْطَعَه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وكتب له بذلك كتاباً: بسم

الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ كَتَبَهُ محمدٌ رسولُ الله، لِمَجَّاعَةَ

بنِ مُرارَةَ بن سَلْمَى، إِني أَقطعتك الفُورَةَ وعَوانَةَ من العَرَمَةِ

والجَبَل فمن حاجَّكَ فإِليَّ. فلما قبض رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، وَفَدَ إِلى أَبي بــكر، رضي الله عنه، فأَقطعه الخِضْرِمَةَ، ثم وَفَدَ

إِلى عمر، رضي الله عنه، فأَقطعه أَكثر ما بالحِجْرِ، ثم إِن هِلالَ بنَ

سِراجِ بنِ مَجَّاعَةَ وَفَد إِلى عمر بن عبد العزيز بكتاب رسولُ الله،

صلى الله عليه وسلم، بعدما استخلف فأَخذه عمر ووضعه على عينيه ومسح به

وجهه رجاء أَن يصيب وجهه موضع يد رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فَسَمَرَ

عنده هلالٌ ليلةً، فقال له: يا هلال أَبَقِيَ من كُهُولِ بني مَجَّاعَةَ

أَحدٌ؟ ثقال: نَعَمْ وشَكِيرٌ كثير؛ قال: فضحك عمر وقال: كَلِمَةٌ

عربيةٌ، قال: فقال جلساؤه: وما الشَّكير يا أَمير المؤمنين؟ قال: أَلم تَرَ

إِلى الزرع إِذا زكا فأَفْرَخَ فنبت في أُصوله فذلكم الشَّكيرُ. ثم أَجازه

وأَعطاه وأَــكرمه وأَعطاه في فرائض العيال والمُقاتِلَةِ؛ قال أَبو منصور:

أَراد بقوله وشَكِير كثير أَي ذُرِّيَّةٌ صِغارٌ،. شبههم بشَكِيرِ الزرع،

وهو ما نبت منه صغاراً في أُصول الكبار؛ وقال العجاج يصف رِكاباً

أَجْهَضَتْ أَولادَها:

والشَّدِنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النَّغَرْ،

خُوصُ العُيونِ مُجْهِضَاتٌ ما اسْتَطَرْ،

مِنْهُنَّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَــكَرْ

ما اسْتَطَرَّ: من الطَّرِّ. يقال: طَرَّ شَعَرُه أَي نبت، وطَرَّ شاربه

مثله. يقول: ما اسْتَطَرَّ منهنَّ. إِتمام يعني بلوغ التمام.

والشَّكِيرُ: ما نبت صغيراً فاشْتَــكَر: صار شَكِيراً.

بِحاجِبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ

مِنْهُنَّ سِيساءٌ، ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ

والشَّكِيرُ: لِحاءُ الشجر؛ قال هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العامِريّ:

على كلِّ خَوَّارِ العِنانِ كأَنها

عَصَا أَرْزَنٍ، قد طارَ عَنْهَا شَكِيرُها

والجمع شُــكُرٌ. وشُــكُرُ الــكَرْــمِ: قُضْبانَه الطِّوالُ، وقيل: قُضبانه

الأَعالي. وقال أَبو حنيفة: الشَّكِير الــكَرْــم يُغرَسُ من قضيبه، والفعل

كل ذلك أَشْــكَرَــتْ واشْتَــكَرَــت وشَــكِرَــتْ.

والشَّــكْرُ: فَرْجُ المرأَة وقيل لحم فرجها؛ قال الشاعر يصف امرأَة،

أَنشده ابن السكيت:

صَناعٌ بإِشْفاها، حَصانٌ بِشَــكْرِــها،

جَوادٌ بِقُوتِ البَطْنِ، والعِرْضُ وافِرُ

وفي رواية: جَوادٌ بزادِ الرَّكْبِ والعِرْق زاخِرُ، وقيل: الشَّــكْرُ

بُضْعُها والشَّــكْرُ لغة فيه؛ وروي بالوجهين بيت الأَعشى:

خَلَوْتُ بِشِــكْرِــها وشَــكرها

(* قوله: «خلوت إلخ» كذا بالأَصل).

وفي الحديث: نَهَى عن شَــكْرِ البَغِيِّ، هو بالفتح، الفرج، أَراد عن

وطئها أَي عن ثمن شَــكْرِــها فحذف المضاف، كقوله: نهى عن عَسِيبِ الفَحْلِ أَي

عن ثمن عَسْبِهِ. وفي الحديث: فَشَــكَرْــتُ الشاةَ، أَي أَبدلت شَــكْرَــها

أَي فرجها؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمُر لرجل خاصمته إِليه امرأَته في

مَهْرِها: أَإِنْ سأَلَتْكَ ثمن شَــكْرِــها وشَبْرِك أَنْشأْتَ تَطُلُّها

وتَضْهَلُها؟ والشِّكارُ: فروج النساء، واحدها شَــكْرٌ. ويقال للفِدرَة من اللحم

إِذا كانت سمينة: شَــكْرَــى؛ قال الراعي:

تَبِيتُ المَخالي الغُرُّ في حَجَراتِها

شَكارَى، مَراها ماؤُها وحَدِيدُها

أَراد بحديدها مِغْرَفَةٍ من حديد تُساطُ القِدْرُ بها وتغترف بها

إِهالتها. وقال أَبو سعيد: يقال فاتحْتُ فلاناً الحديث وكاشَرْتُه وشاكَرْــتُه؛

أَرَيْتُه أَني شاكِرٌ.

والشَّيْــكَرانُ: ضرب من النبت.

وبَنُو شَــكِرٍ: قبيلة في الأَزْدِ. وشاكر: قبيلة في اليمن؛ قال:

مُعاوِيَ، لم تَرْعَ الأَمانَةَ، فارْعَها

وكُنْ شاكِراً للهِ والدِّينِ، شاكِرُ

أَراد: لم تَرْعَ الأَمانةَ شاكرٌ فارعها وكن شاكراً لله، فاعترض بين

الفعل والفاعل جملةٌ أُخرى، والاعتراض للتشديد قد جاء بين الفعل والفاعل

والمبتدإِ والخبر والصلة والموصول وغير ذلك مجيئاً كثيراً في القرآن وفصيح

الكلام. وبَنُو شاكرٍ: في هَمْدان. وشاكر: قبيلة من هَمْدان باليمن.

وشَوْــكَرٌ: اسم. ويَشْــكُرُ: قبيلة في ربيعة. وبنو يَشْــكُرَ قبيلة في بــكر بن

وائل.

شــكر
: (الشُّــكْرُ، بالضَّمّ: عِرْفانُ الإِحْسَانِ ونَشْرُه) ، وَهُوَ الشُّكُورُ أَيضاً، (أَو لَا يَكُونُ) الشُّــكْرُ (إِلاّ عَنْ يَدٍ) ، والحَمْدُ يكونُ عَن يَدٍ وَعَن غَيْرِ يَدٍ، فهاذا الفَرْقُ بَينهمَا، قَالَه ثَعْلَبٌ، واستدلَّ ابنُ سِيدَه على ذالك بقول أَبي نُخَيْلَة:
شَــكَرْــتُكَ إِنَّ الشُّــكْرَ حَبْلٌ من التُّقَى
وَمَا كُلُّ من أَوْلَيْتَه نِعْمَةً يَقْضِي
قالَ: فهاذا يَدُلُّ على أَن الشُّــكْرَ لَا يكونُ إِلاّ عَن يَدٍ، أَلاَ تَرَى أَنّه قَالَ: وَمَا كُلُّ من أَوْلَيْتَهُ الخ، أَي لَيْسَ كُلُّ مَن أَوْلَيْتَه نِعْمَةً يَشْــكُرُــكَ عَلَيْهَا. وَقَالَ المصنِّفُ فِي البصائر: وَقيل: الشُّــكْرُ مقلوبُ الكَشْرِ، أَي الكَشْفِ، وَقيل: أَصلُه من عَيْنٍ شَــكْرَــى أَي مُمْتَلِئَةٍ، والشُّــكْرُ على هاذا: الامتِلاءُ من ذِــكْرِ المُنْعِم.
والشُــكْرُ على ثَلَاثَة أَضْرُبٍ: شُــكْر بالقَلْبِ، وَهُوَ تَصَوُّرُ النِّعْمَة، وشُــكْر بِاللِّسَانِ، وَهُوَ الثَّناءُ على المُنْعِم، وشُــكْر بالجَوَارِحِ، وَهُوَ مكافَأَةُ النِّعْمَةِ بقدرِ استحقاقِه.
وقالَ أَيضاً: الشُّــكْرُ مَبْنِيٌّ على خَمْسِ قَوَاعِدَ: خُضُوع الشّاكِرِ للمَشْكُورِ، وحُبّه لَهُ، واعترافه بنِعْمتِهِ، والثَّنَاء عَلَيْهِ بهَا، وأَن لَا يَسْتَعْمِلَها فِيمَا يــكْرَــه، هاذه الخَمْسَة هِيَ أَساسُ الشُّــكْرِ، وبناؤُه عَلَيْهَا، فإِن عَدِمَ مِنْهَا واحدَة اختَلّت قاعدةٌ من قواعِدَ الشُّــكْرِ، وكلّ من تَكَلَّمَ فِي الشُّــكْرِ فإِن كلامَه إِليها يَرْجِعُ، وَعَلَيْهَا يدُورُ، فقيلَ مَرَّةً: إِنّه الاعترافُ بنِعْمَة المُنْعِم على وَجْهِ الخُضُوعِ. وَقيل: الثَّناءُ على المُحْسِنِ بذِــكْرِ إِحْسانِه، وَقيل: هُوَ عُكُوفُ القَلْبِ على مَحَبَّةِ المُنْعِمِ، والجَوَارِحِ على طاعَتِه، وجَرَيَان اللّسَانِ بذِــكْرِــه والثَّنَاء عَلَيْهِ، وَقيل: هُوَ مُشَاهَدَةُ المِنَّةِ وحِفْظُ الحُرْمَةِ.
وَمَا أَلْطَفَ مَا قالَ حَمْدُونُ القَصّارُ: شُــكْرُ النِّعْمَة أَنْ تَرَى نَفْسَك فِيهَا طُفَيْلِيّاً.
ويَقْرُبُه قولُ الجُنَيْدِ: الشُّــكْرُ أَنْ لَا تَرَى نَفْسَك أَهْلاً للنِّعْمَةِ.
وَقَالَ أَبو عُثْمَان: الشُّــكْرُ معرِفَةُ العَجْزِ عَن الشُّــكْرِ، وَقيل: هُوَ إِضافَةُ النِّعَمِ إِلى مَوْلاها.
وَقَالَ رُوَيْمٌ: الشُّــكْرُ: اسْتِفْراغُ الطَّاقَةِ، يعنِي فِي الخِدْمَةِ.
وَقَالَ الشِّبْلِيّ: الشُّــكْرُ رُؤْيَةُ المُنْعِمِ لَا رَؤْيَةُ النِّعْمَة، وَمَعْنَاهُ: أَن لَا يَحْجُبَه رُؤْيةُ النِّعْمَةِ ومُشَاهدَتُها عَن رُؤْيَةِ المُنْعِمِ بهَا، والكَمَالُ أَن يَشْهَدَ النِّعْمَةَ والمُنْعِمَ؛ لأَنّ شُــكْرَــه بِحسَبِ شُهوِه للنِّعْمَة، وكُلَّما كَانَ أَتَمَّ كَانَ الشُّــكْرُ أَكمَلَ، واللَّهُ يُحِبُّ من عَبْدِه أَن يَشْهَد نِعَمَه، ويَعْتَرِفَ بهَا، ويُثْنِيَ عَلَيْهِ بهَا، ويُحِبَّه عَلَيْهَا، لَا أَنْ يَفْنَى عَنْهَا، ويَغِيبَ عَن شُهودِهَا.
وَقيل: الشُّــكْرُ قَيْدُ النِّعَمِ المَوْجودةِ، وصَيْدُ النِّعمِ المَفْقُودةِ.
ثمَّ قَالَ: وتكلَّم الناسُ فِي الفَرْقِ بَين الحَمْدِ والشُّــكْرِ، أَيُّهُما أَفْضَلُ؟ وَفِي الحَدِيث: (الحَمْدُ رَأْسُ الشُّــكْرِ، فَمن لم يَحْمَدِ اللَّهَ لم يَشْــكُرْــه) ، والفَرْقُ بَينهمَا أَنَّ الشُّــكْرَ أَعمُّ من جِهَةِ أَنواعِه وأَسبابِه، وأَخَصُّ من جِهَةُ مُتَعلَّقاتِه، والحَمْدُ أَعَمُّ من جِهَةِ المُتَعَلّقات وأَخَصُّ من جِهَةِ الأَسبابِ، ومعنَى هاذا أَنَّ الشُّــكْرَ يكونُ بالقَلْبِ خُضُوعاً واستكانَةً، وباللِّسانِ ثَنَاءَ واعترافاً، وبالجوارِحِ طاعَةً وانْقِياداً، ومُتَعَلَّقَه المُنْعِمُ دونَ الأَوْصافِ الذّاتِيّة، فَلَا يُقَال: شَــكَرْــنا اللَّهَ على حَيَاتِه وسَمْعِه وبَصرِه وعِلْمِه، وَهُوَ المَحْمُودُ بهَا، كَمَا هُوَ مَحمودٌ على إِحسانِه وعَدْله، والشُّــكْرُ يكون على الإِحسانِ والنِّعَمِ، فكلُّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الشُّــكْرُ يَتَعَلَّق بِهِ الحَمْدُ، من غَيْرِ عَكْسٍ، وكُلُّ مَا يَقَعُ بِهِ الحَمْدُ يَقع بِهِ الشُّــكْرُ، من غير عكس، فإِنّ الشُّــكْرَ يَقَعُ بالجَوَارِحِ، والحَمْدُ بِاللِّسَانِ.
(و) الشُّــكْرُ (منَ اللَّهِ المُجَازاةُ والثَّنَاءُ الجَمِيلُ) .
يُقَال: (شَــكَرَــه و) شَــكَرَ (لَهُ) ، يَشْــكُرُــه (شُــكْراً) ، بالضَّمّ، (وشُكُوراً) ، كقُعُودٍ، (وشُــكْراناً) ، كعُثْمَان، (و) حَكَى اللِّحْيَانِيّ: (شَــكَرْ) تُ (اللَّهَ، و) شَــكَرْــتُ (لِلَّهِ، و) شَــكَرْــتُ (بِاللَّهِ، و) كذالك شــكَرْــتُ (نِعْمَةَ اللَّهِ، و) شَــكَرْــتُ (بِهَا) .
وَفِي البصائِرِ للمصَنّف: والشُّــكْرُ: الثَّنَاءُ على المُحْسِنِ بِمَا أَوْلاَكَه من المَعْرُوفِ، يُقَال: شَــكَرْــتُه، وشَــكَرْــتُ لَهُ، وباللامِ أَفْصَحُ. قَالَ تَعالَى: {وَاشْــكُرُــواْ لِي} (الْبَقَرَة: 152) ، وَقَالَ جَلّ ذِــكْرُــه: {أَنِ اشْــكُرْ لِى وَلِوالِدَيْكَ} (لُقْمَان: 14) ، وَقَوله تَعَالَى: {لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآء وَلاَ شُكُوراً} (الْإِنْسَان: 9) ، يحْتمل أَن يكون مَصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً، وَيحْتَمل أَن يكونَ جَمْعاً مثْل بُرْدٍ وبُرُودٍ. (وتَشَــكَّرَ لَهُ بَلاءَه، كشَــكَرَــهُ) ، وتَشَــكَّرْــتُ لَهُ، مثل شَــكَرْــتُ لَهُ، وَفِي حديثِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ: (أَنّه كَانَ لَا يَأْكُلُ شُحُومَ الإِبِلِ تَشَــكُّراً لِلَّهِ عزَّ وجَلَّ) . أَنشد أَبو عَليَ:
وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَــكُّرَ مَا مَضَى
من الأَمْرِ واسْتِيجَابَ مَا كَانَ فِي الغَدِ
(والشَّكُور) ، كصَبُورٍ: (الكَثِيرُ الشُّــكْرِ) والجمعُ شُــكُرٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} (الْإِسْرَاء: 3) ، وَهُوَ من أَبْنِيَةِ المُبَالغة، وَهُوَ الَّذِي يَجْتَهِدُ فِي شُــكْرِ رَبِّه بطاعَتِه، وأَدائِه مَا وَظَّفَ عَلَيْهِ من عبادَتِه.
وأَما الشَّكُورُ فِي صِفاتِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فَمَعْنَاه: أَنه يَزْكُو عندَه القَلِيلُ من أَعمالِ العِبَادِ فيُضَاعِفُ لَهُم الجَزَاءَ، وشُــكْرُــه لِعِبَادِه مَغْفِرَتُه لَهُم.
وَقَالَ شيخُنَا: الشَّكُورُ فِي أَسمائِه هُوَ مُعْطِي الثَّوابِ الجَزِيلِ بالعمَلِ القَلِيلِ؛ لاستِحالة حَقِيقَتِهِ فِيهِ تَعَالَى، أَو الشُّــكْرُ فِي حَقِّه تَعَالَى بمَعنَى الرِّضَا، والإِثَابَةُ لازمَةٌ للرِّضا، فَهُوَ مَجَازٌ فِي الرِّضا، ثمَّ تُجُوِّزَ بِهِ إِلى الإِثابَةِ.
وقولُهم: شَــكَرَ اللَّهُ سَعْيَه، بمعنَى أَثَابَهُ.
(و) من المَجاز: الشَّكُورُ: (الدّابَّةُ) يَكفِيها العَلَفُ القَلِيلُ. وَقيل: هِيَ الَّتِي (تَسْمَنُ على قِلَّةِ العَلَفِ) ، كأَنَّها تَشْــكُرُ وإِنْ كانَ ذالك الإِحسانُ قَلِيلاً، وشُــكْرُــهَا ظَهُورُ نَمَائِها وظُهُورُ العَلَفِ فِيهَا، قَالَ الأَعْشَى:
وَلَا بُدَّ من غَزْوَةٍ فِي الرَّبِيعِ
حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا
(والشَّــكْرُ) ، بالفَتْح (الحِرُ) ، أَي فَرْجُ المَرْأَةِ، (أَو لحْمُهَا) ، أَي لحْمُ فَرْجِهَا، هاكذا فِي النُّسخ، قَالَ شيخُنا: والصوابُ أَو لَحْمُه، سواءٌ رَجَعَ إِلى الشَّــكْرِ أَو إِلى الحِرِ، فإِنَّ كلاًّ مِنْهُمَا مُذَــكّر، والتأْوِيلُ غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه. قلْت: وكأَن المُصَنِّفَ تَبِع عبارَةَ المُحْكَم على عَادَته، فإِنّه قَالَ: والشَّــكْرُ: فَرْجُ المَرْأَةِ، وَقيل: لَحْمُ فَرْجِهَا، ولاكِنه ذَــكَرَ المرأَةَ، ثمَّ أَعادَ الضَّمير إِليها، بِخلاَف المُصَنّف فتَأَمَّل، ثمَّ قَالَ: قَالَ الشَّاعر يَصِفُ امرأَةً، أَنْشَدَه ابنُ السِّكِّيتِ:
صَنّاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَــكْرِــهَا
جَوَادٌ بِقُوتِ البَطْنِ والعِرْضُ وافِرُ
وَفِي رِوَايَة:
جَوادٌ بِزَادِ الرَّكْبِ والعِرْقُ زاخِرُ
(ويُكْسَرُ فِيهِما) ، وبالوَجْهَيْن رُوِيَ بيتُ الأَعشى:
(خَلَوْتُ بِشِــكْرِــهَا) و (بشَــكْرِــهَا)
والجَمْعُ شِكَارٌ، وَفِي الحَدِيثِ: (نَهَى عَن شَــكْرِ البَغِيّ) ، وَهُوَ بِالْفَتْح الفَرْجُ، أَراد مَا تُعْطَى علَى وَطْئها، أَي عَن ثَمَنِ شَــكْرِــهَا، فحَذَف المُضَافَ، كقولِهِ: (نَهَى عَن عَسْبِ الفَحْلِ) أَي عَن ثَمَن عَسْبِه.
(و) الشَّــكْرُ: (النِّكَاحُ) ، وَبِه صَدَّر الصَّاغانيّ فِي التكملة.
(و) شَــكْرٌ، بالفَتْح: (لَقَبُ وَالاَنَ ابنِ عَمْرٍ و، أَبِي حَيَ بالسَّرَاةِ) ، وَقيل: هُوَ اسمُ صُقْعٍ بالسَّرَاةِ، ورُوِيَ أَنّ النّبِيّ، صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، قَالَ يَوْماً: (بأَيّ بلادِ اللَّهِ شَــكْرٌ: قَالُوا: بموضِعِ كَذَا، قَالَ: فإِنّ بُدْنَ اللَّهِ تُنْحَرُ عِنْدَه الآنَ، وَكَانَ هُنَاكَ قومٌ من ذالك المَوْضِعِ، فلمّا رَجَعُوا رَأَوْا قَوْمَهُم قُتِلُوا فِي ذالِكَ اليَومِ) ، قَالَ البَــكْرِــيُّ: وَمن قَبَائِلِ الأَزْدِ شَــكْرٌ، أُراهُم سُمُّوا باسمِ هاذا المَوضعِ.
(و) شَــكْرٌ: (جَبَلٌ باليَمَنِ) ، قريبٌ من جُرَشَ.
(و) من المَجَاز: (شَــكَرَــت النّاقَةُ، كفَرِحَ) ، تَشْــكَرُ شَــكَراً: (امْتَلأَ ضَرْعُهَا) لَبَناً (فَهِيَ شَــكِرَــةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (ومِشْكَارٌ، من) نُوقٍ (شَكَارَى) ، كسَكَارَى، (وشَــكْرَــى) ، كسَــكْرَــى، (وشَــكِرَــاتٍ) .
ونَعتَ أَعرابيٌّ ناقَةً فَقَالَ: إِنّهَا مِعْشَارٌ مِشْكَارٌ مِغْبَارٌ. فالْمِشْكَارُ من الحُلُوباتِ هِيَ الَّتِي تَغْزُرُ على قِلَّةِ الخَطِّ من المَرْعَى.
وَفِي التَّهْذِيب: والشَّــكِرةُ من الحَلائِبِ الَّتِي تُصِيبُ حَظّاً من بَقْلٍ أَو مَرْعًى فتَغْزُرُ عَلَيْهِ بعْدَ قِلَّةِ لَبنٍ، وَقد شَــكِرَــت الحَلُوبَةُ شَــكَراً، وأَنشد:
نَضْرِبُ دِرّاتِهَا إِذَا شَــكِرَــتْ
بأَقْطِها والرِّخَافَ نَسْلَؤُهَا
الرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ، وضَرَّةٌ شَــكْرَــى، إِذا كانَت مَلأَى من اللَّبَنِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الشَّــكِرَــةُ: المُمْتَلِئَةُ الضَّرْعِ من النُّوقِ، قَالَ الحُطَيْئَةُ يَصِفُ إِبِلاً غِزَاراً:
إِذا لَمْ يَكُنْ إِلاّ الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ
لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَــكِراتُ
قَالَ ابنُ بَرّيّ: الأَمالِيسُ: جَمْعُ إِمْلِيسٍ، وَهِي الأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ لَهَا، والمعنَى: أَصْبَحَت لَهَا ضُرُوعٌ حُلَّقٌ، أَي مُمْتَلِئاتٌ، أَي إِذا لم يَكُنْ لَهَا مَا تَرْعَاهُ وكانَت الأَرْضُ جَدْبَةً فإِنَّكَ تَجِدُ فِيهَا لَبَنًا غزيراً.
(والدَّابَّةُ) تَشْــكَرُ شَــكَراً، إِذا (سَمِنَتْ) وامْتَلأَ ضَرْعُها لَبَناً، وَقد جاءَ ذالك فِي حديثِ يأْجوجَ ومَأْجُوجَ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: المِشْكَارُ من النُّوقِ: الَّتِي تَغْزُرُ فِي الصَّيْفِ، وتَنْقَطع فِي الشِّتَاءِ، والَّتِي يَدُومُ لبَنُهَا سَنَتها كُلَّها يُقَال لَهَا: رَفُودٌ، ومَكُودٌ، ووَشُولٌ، وصَفِيٌّ.
(و) من المَجَاز: شَــكِرَ (فُلانٌ) ، إِذَا (سَخَا) بمَالِه، (ءَو غَزُرَ عَطَاؤُه بعدَ بُخْلِه) وشُحِّه.
(و) من المَجَاز: شَــكِرَــت (الشَّجَرَةُ) تَشْــكَرُ شَــكَراً، إِذَا (خَرَجَ مِنْهَا الشَّكِيرُ) ، كأَميرٍ، وَهِي قُضْبانٌ غَضَّةٌ تَنْبُتُ من ساقِها، كَمَا سيأْتي، وَيُقَال أَيضاً: أَشْــكَرَــتْ، رَوَاهُمَا الفَرّاءُ، وسيأْتي للمصنِّف، وزادَ الصاغانيّ: واشْتَــكَرَــتْ.
(و) يُقَال: (عُشْبٌ مَشْــكَرَــةٌ) ، بِالْفَتْح، أَي (مُغْزَرَةٌ للَّبَنِ) .
(و) من المَجَاز: (أَشْــكَرَ الضَّرْعُ: امْتَلأَ) لَبَناً، (كاشْتَــكَرَ) .
(و) أَشْــكَرَ (القَوْمُ: شَــكِرَــتْ إِبِلُهُمْ) أَي سَمِنَتْ، (والاسْمُ: الشُّــكْرَــةُ) ، بالضّمّ.
وَفِي التَّهْذِيب: وإِذا نَزَلَ القومُ مَنْزِلاً فأَصَابَ نَعَمُهُم شَيْئا من بَقْلٍ قَدْ رَبَّ، قيل: أَشْــكَرَ القَوْمُ، وإِنّهُم ليَحْتَلِبُونَ شَــكِرَــة.
وَفِي التكملة: يُقَال: أَشْــكَرَ القَوْمُ: احْتَلَبُوا شَــكِرَــةً شَــكِرَــةً.
(واشْتَــكَرَــتِ السَّمَاءُ) وحَفَلَتْ وأَغْبَرَتْ: (جَدّ مَطَرُها) ، واشْتَدَّ وَقْعُهَا، قَالَ امرُؤُ القَيْس يَصِف مَطَراً:
تُخْرِجُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ
وتُوَارِيهِ إِذا مَا تَشْتَــكِرْ
ويُرْوَى: تَعْتَــكِر.
(و) اشْتَــكَرَــت: (الرِّياحُ: أَتَتْ بالمَطَرِ) ، وَيُقَال: اشْتَــكَرَــت الرِّيحُ، إِذَا اشتَدَّ هُبُوبُهَا، قَالَ ابْن أَحْمَر:
المُطْعِمُون إِذا رِيحُ الشِّتَا اشْتَــكَرَــتْ
والطّاعِنُونَ إِذَا مَا اسْتَلْحَمَ الثَّقَلُ
هاكذا رَوَاه الصّاغانيّ.
(و) اشْتَــكَرَ (الحَرُّ والبَرْدُ: اشْتَدّا) ، قَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
غَدَاةَ الخِمْسِ واشْتَــكَرَــتْ حَرُورٌ
كَأَنَّ أَجِيجَها وَهَجُ الصِّلاءِ
(و) من المَجَاز: اشْتَــكَر الرَّجُلُ (فِي عَدْوِه) إِذا (اجْتَهَدَ) .
(والشَّكِير) ، كأَمِيرٍ: (الشَّعرُ فِي أَصْلِ عُرْفِ الفًرًسِ) كأَنَّه زَغَبٌ، وكذالِك فِي النّاصَيَةِ.
(و) من المَجَاز: فُلانَةُ ذَاتُ شَكِيرٍ، هُوَ (مَا وَلِيَ الوَجْهَ والقَفَا مِن الشَّعرِ) ، كَذَا فِي الأَساسِ.
(و) الشَّكِيرُ (من الإِبِلِ: صِغَارُها) ، أَي أَحْدَاثها، وَهُوَ مَجاز، تَشْبِيهاً بشَكِيرِ النَّخلِ.
(و) الشَّكِيرُ (مِنَ الشَّعرِ والرِّيش والعِفَاءِ والنَّبْتِ) : مَا نَبَتَ من (صِغاره بَيْنَ كِبَارِه) ، وربّما قَالُوا للشَّعْرِ الضَّعِيفِ شَكِيرٌ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصفُ فَرَساً:
ذَعَرْتُ بِهِ العَيْرَ مُسْتَوْزِياً
شَكِيرُ جَحَافِلِه قَدْ كَتِنْ
(أَو) هُوَ (أَوّلُ النَّبْتِ على أَثَرِ النَّبْتِ الهائِجِ المُغَبَرِّ) ، وَقد أَشْــكَرَــتِ الأَرْضُ.
(و) قيل: الشَّكِيرُ: (مَا يَنْبُتُ من القُضْبانِ) الغَضَّةِ (الرَّخْصَة بينَ) القُضْبانِ (العَاسِيَةِ) .
وَقيل: الشَّكِيرُ من الشَّعرِ والنّباتِ: مَا يَنْبُتُ من الشَّعرِ بَين الضّفائِرِ، والجَمْعُ الشُّــكُرُ، وأَنشد:
وبَيْنَا الفَتَى يَهْتَزُّ للعَيْنِ ناضِراً
كعُسْلُوجَةٍ يَهْتَزُّ منْهَا شَكِيرُهَا
(و) قيل: هُوَ (مَا يَنْبُتُ فِي أُصولِ الشَّجَرِ الكِبَارِ) .
وَقيل: مَا يَنْبَتُ حَوْلَ الشَّجرةِ من أَصْلِهَا.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الشَّكِيرُ: مَا يَنْبُت فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ من الوَرَقِ لَيْسَ بالكِبَارِ.
(و) الشَّكِيرُ: (فِرَاخُ النَّخْلِ، والنَّخْلُ قد شَــكَرَ) وشَــكِرَ، (كَنَصَرَ، وفَرِحَ) ، شَــكراً كَثُرَ فِراخُه، هَذَا عَن أَبي حنيفَة.
(و) قَالَ الفَرّاءُ: شَــكِرَــت الشَّجَرَةُ، و (أَشْــكَرَ) تْ: خَرَج فِيهَا الشَّكِيرُ.
(و) قَالَ يَعْقُوب: الشَّكِيرُ: هُوَ (الخُوصُ الَّذِي حَوْلَ السَّعَفُ) ، وأَنشد لكُثَيِّرٍ:
بُرُوك بأَعْلَى ذِي البُلَيْدِ كأَنَّها
صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلَ شَكِيرُهَا
(و) قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّكِيرُ: (الغُصُونُ) .
(و) الشَّكِيرُ أَيضاً: (لِحَاءُ الشَّجَرِ) ، قَالَ هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العَامِرِيّ:
علَى كُلِّ خَوَّارِ العِنَانِ كأَنَّهَا
عَصَا أَرْزَنٍ قد طَارَ عَنْهَا شَكِيرُها
(ج: شُــكْرٌ) ، بضَمَّتَيْنِ.
(و) قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الشَّكِيرُ: (الــكَرْــمُ يُغْرَسُ من قَضِيبِه) ، وشُــكُرُ الــكَرْــمِ: قُضْبانُه الطِّوَالُ، وَقيل: قُضْبَانُه الأَعالِي.
(والفِعْلُ من الكُلِّ أَشْــكَرَ، وشَــكَرَ، واشْتَــكَرَ) .
ويروى أَنَّ هِلاَلَ بنَ سِرَاجِ بنِ مَجّاعَةَ بنِ مُرَارَة بنِ سَلْمَى، وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ بكتَابِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلملجَدّه مَجَّاعَة بالإِقطاع، فوضَعَه على عَيْنَيْهِ، ومَسَحَ بِهِ وَجْهَه؛ رَجَاءَ أَن يُصِيبَ وَجْهَه مَوضِعُ يَدِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَجازَه وأَعْطَاهُ وأَــكْرَــمه، فسَمَرَ عنْدَه هِلالٌ لَيلةً، فَقَالَ لَهُ: يَا هِلالُ، أَبَقِيَ من كُهُولةِ بَنِي مَجّاعَةَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وشَكِيرٌ كثيرٌ، قَالَ: فضَحِكَ عُمَرُ، وَقَالَ: كَلِمَةٌ عَربيّةٌ، قَالَ: فَقَالَ جُلَساؤُه: وَمَا الشَّكِيرُ يَا أَميرَ الْمُؤمنِينَ؟ قَالَ: أَلمْ تَرَ إِلى الزَّرْعِ إِذا زَكَا، فَأَخْرَجَ، فنَبَتَ فِي أُصوله؟ فذالكم الشَّكِيرُ، وأَرادَ بقَوله: وشَكِيرٌ كثير: ذُرِّيَّةً صِغَاراً، شَبَّهَهم بشَكِيرِ الزَّرْعِ، وَهُوَ مَا نَبَتَ مِنْهُ صِغَاراً فِي أُصول الكبارِ.
وَقَالَ العجَّاج يَصِفُ رِكَاباً أَجْهَضَتْ أَوْلاَدَها: والشَّدَنِيَّاتُ يُساقِطْنَ النُّغَرْ
خُوصُ العُيُونِ مُجْهِضَاتٌ مَا اسْتَطَ
مِنْهُنّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَــكَرْ
والشَّكِيرُ: مَا نَبَتَ صَغِيراً، فاشْتَــكَر: صَار شَكِيراً.
(و) يُقال: (هاذَا زَمَانُ الشَّــكَرِــيَّةِ، مُحَرَّكَةً) ، هاكذا فِي النُّسخ، والَّذِي فِي اللِّسَانِ وغيرِه: هاذا زَمانُ الشَّــكْرَــةِ، (إِذا حَفَلَت الإِبِلُ من الرَّبِيعِ) ، وَهِي إِبِلٌ شَكَارَى، وغَنَمٌ شَكَارَى.
(ويَشْــكُرُ بنُ عَلِيّ بنِ بَــكْرِ بنِ وائِلِ) بنِ قاسِطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْضَى بنِ دُعْمِيِّ بن جَدِيلَة بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ. (ويَشْــكُرُ بنُ مُبَشِّرِ بنِ صَعْبٍ) فِي الأَزْدِ: (أَبَوَا قَبِيلَتَيْنِ) عَظيمتيْنِ.
(و) شُكَيْرٌ، (كزُبَيْرٍ: جَبَلٌ بأَنْدَلُسِ لَا يُفَارِقُه الثَّلْجُ) صيفاً وَلَا شِتَاءً.
(و) شُــكَرُ، (كزُفَرَ: جَزِيرَةُ بهَا) شَرْقِيّها، ويُقَال: هِيَ شَقْرٌ بالقَاف، وَقد تقدّم.
(و) شَــكَّرُ، (كبَقَّم: لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ المُنْذِر السُّلَمِيّ الهَرَوِيّ (الحَافظ) ، من حُفّاظِ خُراسانَ.
(وشُــكْرٌ، بالضَّمّ، وَ) شَوْــكَرٌ، (كجَوْهَرٍ: من الأَعْلامِ) ، فَمن الأَوّل: الوَزِيرُ عبدُ اللَّهِ بن عَلِيّ بنِ شُــكْرٍ، والشّرِيفُ شُــكْرُ بنُ أَبِي الفُتُوح الحَسَنِيّ، وَآخَرُونَ.
(والشَّاكِرِــيّ: الأَجِيرُ، والمُسْتَخْدَمُ) ، وَهُوَ (مُعَرَّبُ جَاكَر) ، صَّحَ بِهِ الصَّاغانيُّ فِي التكملة.
(والشَّكَائِرُ: النَّوَاصِي) ، كأَنَّه جَمْع شَكِيرَة.
(والمُشْتَــكِرَــةُ من الرِّيَاح: الشَّدِيدَةُ) وَقيل: المُخْتَلِفَة.
ورُوِيَ عَن أَبي عُبَيْدٍ: اشْتَــكَرَــت الرِّيَاحُ: اخْتَلَفَتْ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ خَطأٌ.
(والشَّيْــكَرَــانُ، وتُضَمُّ الكَافُ) ، وضَمُّ الكافِ هُوَ الصَّواب، كَمَا صَرَّحَ بِهِ ابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِيّ فِي لَحْنِ العامّة، والفارابِيّ فِي ديوانِ الأَدبِ: (نَبْتٌ) ، هُنَا ذَــكَرَــه الجوهريّ، (أَو الصوابُ بالسّينِ) الْمُهْملَة، كَمَا ذَــكره أَبو حنيفَة، (ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ) فِي ذِــكْرِــه فِي الْمُعْجَمَة، (أَو الصّوابُ الشَّوْــكَرَــانُ) ، بِالْوَاو، كَمَا ذَهَبَ إِليه الصَّاغانيّ، وَقَالَ: هُوَ نَبَاتٌ ساقُه كسَاقِ الرّازِيَانَجِ ووَرَقُه كوَرَقِ القِثَّاءِ، وَقيل: كَوَرَقِ اليَبْرُوحِ وأَصغَرُ وأَشَدُّ صُفْرَةً وَله زَهرٌ أَبيضُ، وأَصلُه دَقِيقٌ لَا ثَمَرَ لَهُ، وبَزْرُهُ مِثْلُ النّانَخَواةِ أَو الأَنِيسُونِ من غير طَعْمٍ وَلَا رَائِحَة، وَله لُعَابٌ.
وَقَالَ البَدْرُ القَرَافِيّ: جَزَمَ فِي السّينِ المُهْمَلَةِ مُقْتَصِراً عَلَيْهِ، وَفِي الْمُعْجَمَة صَدَّر بِمَا قَالَه الجوهريّ، ثمَّ حَكَى مَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ فِي المُهْمَلَةِ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ، وعَبّر بأْو إِشارةً إِلى الْخلاف، كَمَا هِيَ عَادَته بالتَّتَبُّع، ومثْلُ هاذا لَا وَهَمَ؛ إِذ هُوَ قَوْلٌ لأَهْلِ اللُّغَة، وَقد صَدَّرَ بِهِ، وَكَانَ مُقْتَضَى اقتصارِه فِي بَاب السِّين المُهْمَلَة أَن يؤَخِّرَ فِي الشين الْمُعْجَمَة مَا اقتصرَ عَلَيْهِ الجوهريّ، ويُقَدِّم مَا وَهِمَ فِيهِ الجَوْهَرِيّ، انْتهى.
(وشاكَرْــتُه الحَدِيثَ) ، أَي (فَاتَحْتُه، و) قَالَ أَبو سَعيدٍ: يُقَالُ: فاتَحْتُ فلَانا الحَدِيثَ وكَاشَرْتُه، و (شَاكَرْــتُه، أَرَيْتُه أَنّى) لَهُ (شاكِرٌ) .
(والشَّــكْرَــى، كسَــكْرَــى: الفِدْرَةُ السَّمِينَةُ من اللَّحْمِ) ، قَالَ الرّاعِي:
تَبِيتُ المَحَالُ الغُرُّ فِي حَجَراتِهَا
شَكَارَى مَرَاها مَاؤُهَا وحَدِيدُها
أَرادَ بحدِيدِها مِغْرَفَةً من حَدِيدٍ تُسَاطُ القِدْرُ بهَا، وتُغْتَرَفُ بهَا إِهالَتُها.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:.
اشْتَــكَر الجَنِينُ: نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّكِيرُ، وَهُوَ الزَّغَبُ.
وبَطَّنَ خُفَّه بالأُشْكُزِّ ورجلٌ شَكّازٌ: معربد، وَهُوَ من شَكَزَه يَشْكُزُه، إِذا طَعَنَه ونَخَسَه بالإِصبع، كل ذالك من الأَساس.
وبَنُو شاكِر: قَبِيلَةٌ فِي اليَمَن من هَمْدان، وَهُوَ شاكِرُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ مالِكِ بن مُعَاوِيَةَ بنِ صَعْبِ بنِ دَوْمان بنِ بَكِيلٍ.
وبنُو شُــكْرٍ: قَبِيلَةٌ من الأَزْدِ.
وَقد سَمَّوْا شاكِراً وشَــكْراً، بالفَتْح، وشَــكَرَــاً مُحَرَّكةً.
وعبدُ الْعَزِيز بنُ عليّ بن شَــكَرٍ الأَزَجِيّ المُحَدِّث، مُحَرَّكَةً: شيخٌ لأَبي الحُسَيْنِ بن الطّيُورِيّ.
وَعبد اللَّهِ بنُ يُوسُفَ بنِ شَــكَّرَــةَ، مَفْتُوحًا مشدَّداً، أَصْبَهَانِيّ، سَمِعَ أَسِيدَ بنَ عَاصمٍ، وَعنهُ الشريحانيّ.
وأَبو نَصْرٍ الشَّــكَرِــيّ الباشَانِيّ، مُحَرَّكَةً: شيخٌ لأَبي سَعْدٍ المالينِيّ، وبالضّمّ: ناصِرُ الدّينِ محمّدُ بن مَسْعُود الشُّــكرِــيّ الحَلَبِيّ عَن يوسفَ بنِ خليلٍ مَاتَ سنة 678.
ومدينَةُ شاكِرَــةَ بالبَصْرَة، وَفِي نسخةٍ: بالمنصورة.
والشّاكِرِــيَّةُ: طائِفَةٌ مَنسوبَةٌ إِلى ابنِ شاكِرٍ، وفيهِم يقولُ القائِلُ:
فنَحْنُ على دِينِ ابنِ شاكِر
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمّد بن شَوْــكرٍ المُعَدِّل البَغْدَادِيّ: ثِقَةٌ، رَوَى عَن أَبي القاسِم البَغَوِيّ.
وَالْقَاضِي أَبو مَنْصُور محمّدُ بنُ أَحمد بن عليّ بن شُــكْرَــوَيه الأَصْبَهَانِيّ آخرُ من رَوَى عَن أَبي عليَ البَغْدَادِيّ، وابنُ خُرشِيد قَوْلَه، تُوُفِّي سنة 482.
(شــكر) : اشْتَــكَر في عَدْوِه: اجْتَهد.
الشــكر: عبارة عن معروف يقابل النعمة، سواء كان باللسان أو باليد أو بالقلب، وقيل: هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فالعبد يشــكر الله، أي يثني عليه بذكر إحسانه الذي هو نعمة، والله يشــكر العبد، أي يثني عليه بقبوله إحسانه الذي هو طاعته.

الشــكر اللغوي: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل على النعمة من اللسان والجنان والأركان.

الشــكر العرفي: هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع والبصر وغيرهما إلى ما خلق لأجله، فبين الشــكر اللغوي والشــكر العرفي عموم وخصوص مطلق، كما أن بين الحمد العرفي والشــكر العرفي أيضًا كذلك، وبين الحمد اللغوي والحمد العرفي عموم وخصوص من وجه، كما أن بين الحمد اللغوي والشــكر اللغوي أيضًا كذلك، وبين الحمد العرفي والشــكر العرفي عموم وخصوص مطلق، كما أن بين الشــكر العرفي والحمد اللغوي عمومًا وخصوصًا من وجه، ولا فرق بين الشــكر اللغوي والحمد العرفي.

كرم

(ك ر م) : (الْخِتَانُ) سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ (وَمَــكْرُــمَةٌ) لِلنِّسَاءِ أَيْ مَحَلٌّ لِــكَرَــمِهِنَّ يَعْنِي بِسَبَبِهِ يَصِرْنَ كَرَــائِمَ عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ وَقَوْلُهُ نُهِيَ عَنْ أَخْذِ (كَرَــائِمِ) أَمْوَالِ النَّاسِ هِيَ خِيَارُهَا وَنَفَائِسُهَا عَلَى الْمَجَازِ (وَالتَّــكْرِــمَةُ) بِمَعْنَى التَّــكْرِــيمِ وَقَوْلُهُ «وَلَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يُقْعَدُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَــكْرِــمَتِهِ» قَالُوا هِيَ الْوِسَادَةُ تُجْلِسُ عَلَيْهَا صَاحِبَكَ إكْرَــامًا لَهُ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ (وَالْــكَرَّــامِيَّةُ) فِرْقَةٌ مِنْ الْمُشَبِّهَةِ نُسِبَتْ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّــامٍ وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَى أَنَّ لِمَعْبُودِهِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتِقْرَارًا وَأَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَيْهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُبْطِلُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
(كرم)
فلَان كرما وكرامة أعْطى بسهولة وجاد فَهُوَ كريم (ج) كرام وكرماء وَهِي كَرِــيمَة (ج) كرائم وضد لؤم وَالشَّيْء عز وَنَفس والسحاب جاد بالغيث وَالْأَرْض زكا نباتها
الــكرم: هو الإعطاء بسهولة.
(كرم) السَّحَاب جاد بمطره وَيُقَال كرم الْمَطَر كثر مَاؤُهُ وَفُلَانًا أكْرمه وفلنا فَضله
كرم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: يَأْتِي على النَّاس زمَان يكون أسعد النَّاس بالدنيا لُكَع بْن لُكَع [و -] خير النَّاس يَوْمئِذٍ مُؤمن بَين كريمين. وَقَوله: بَين كريمين قد أَكثر النَّاس فِيهِ فَمن قَائِل يَقُول: بَين الْحَج وَالْجهَاد وَقَائِل يَقُول: بَين فرسين يَغْزُو عَلَيْهِمَا وَآخر يَقُول: بَين بَعِيرَيْنِ يَسْتَقِي عَلَيْهِمَا ويعتزل أَمر النَّاس وكل هَذَا لَهُ وَجه حسن.
(كرم) - في الحديث: "ولا يَجلِسُ على تَــكْرِــمَتِه إلَّا بإذْنِهِ"
: أي فِراشِه وسَرِيره، ومَا يُعَدُّ لإكرَــامِه؛ مِن وطاءٍ وغَيره. وقيل: هي المائدةُ. والــكَرَــمُ: الصَّفْحُ والجوُدُ.
- وقوله عليه الصّلاة والسلام: "لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الــكَرْــمَ "
قال الأزهرى: إنما سُمِّى كَرْــمًا لــكَرَــمه؛ وذلك أَنّه ذُلِّلَ لِقَاطفِه، وليس عليه سُلَّاءٌ فيعقِرَ جانِيه.
- وقَد يَحمِل الأَصلُ منه مع ضَعْفِه، مثل ما تَحمِلُ النَّخلةُ أو أكثر. وكلُّ شيءٍ كَثُر فقد كَرُــمَ، والأَصلُ كَرَــمٌ، ثم تسَكَّن الرَّاءُ منه، وقَومٌ كَرَــمٌ: أي كِرَــامٌ. - في الحديث: "خَيْرُ النّاسِ يومَئذٍ مُؤمِنٌ بَينْ كرِــيمَين"
قال الطَّحاوِىّ: أي بَيْن أَبٍ مُؤمنٍ هو أَصْلُه، وابنٍ هو فَرْعُه، فيرفَع إلى دَرَجته؛ لِتَقَرَّ بِه عَينُه كما في الحديث، وكما قال الله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} ؛ وقد ذَــكرَــه الهروِيُّ بغيره .
قال أبو محمد بن طاهر الأبهرى: الــكريمُ: الذي كرّــم نَفْسَه عن التَّدنُّس بشىءٍ من مُخالَفَةِ رَبّه عزَّ وجّل.
- في حديث أمّ زَرْعٍ: "كَرِــيم الخِلّ ، لا تُخادِن أحَدًا في السِّرِّ"
وإنَّما لم تَقُلْ كَرِــيمة، ذهبَتْ به إلى الشَّخصِ ونَحوهِ.
ك ر م

كرم علينا فلان كرامةً، وله علينا كرامةٌ. وأكرمه الله وكرّــمه. وأكرم نفسه بالتقوى، وأكرمها عن المعاصي. وهو يتــكرّــم عن الشوائن. قال أبو حيّة:

ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتــكرّــما

وإن أجلّ المكارم، اجتناب المحارم، وهم الأطيبون الأكارم. وتقول: نعم وكرامةً أي وأكرمك إكراماً. وأفعل ذلك وكرماً لك وكرمةً لك وكرمى لك. وقلت لمدنيٍّ: رافع كريّي: محملي، فقال: نعم وكرمتين. وما منهم رجل يــكرمك: يكون أكرم منك. قال:

ما مدّ باعاً فتًى يوماً لمــكرمة ... إلا ستــكرمه بالحلم والجود

يقال: كارمته فــكرمته. وكارمت فلاناً: أهديت إليه ليكافئني. وفي الحديث: " إن الذي حرمّها حرّم أن يكارم بها " وهو كريمة قومه. وفي الحديث: " إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " ورجل كرامٌ. ويقال لمن أتى له ولد كرامٌ: لقد أكرمت.

ومن المجاز: قوم كرمٌ. قال:

وأن يعرين إن كسيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف

وهذه الكورة إنما هي كرمة ونخلة إذا كثر ذلك فيها، كما يقال: إنما هي سمنة وعسلة. وكرّــم السحاب تــكريماً: جاد بمطره. وأرض مــكرمةٌ للنبات إذا جاد نباتها، وكرمت الأرض، زكا نباتها. ولا يــكرم الحب حتى يكثر العصف. واستــكرم فلان المناكح إذا نكح العقائل. وفي مثل " استــكرمت فارتبط ".
كرم
الــكَرَــمُ: مَعْروفٌ، كَرِــيْمٌ وكِرَــامٌ وكَرَــمٌ. ورَجُلٌ كُرِّــامٌ وكُرَــامٌ - مُخَفَّف -.
والــكَرِــيْمُ: الصَّفوحُ. والحَسَنُ أيضاً، من قَوْله عَز وجَل: " وقُلْ لهما قَوْلاً كريما ". والشَّرِيْفُ أيضاً، من قَوْله تعالى: " ونُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِــيما " أي شَرِيفاً فاضِلاً.
وتَــكَّرّــمَ الرَّجُلُ: تَنزَّهَ عن أشْيَاءَ أكْرَــمَ نَفْسَه عنها ورَفَعَها.
وكَرُــمَ الرجُلُ يَــكْرُــمُ كَرَــماً، وكَرُــمَ علينا كَرَــامَةً. والــكَرَــامَةُ: اسْمٌ للإكْرُــام مِثْلُ الطاعَة للإِطاعَة. وهو كَرِــيْمُ قَوْمِه وكَرِــيْمَةُ قَوْمِه.
ويُقال: أفْعَلُ ذاكَ وكُرْــمى لكَ وكُرْــمَةً وكُرْــماً: أي وكَرَــامَةً لك، ومَــكْرُــمَةً، ومــكرمٌ للجميع.
وما فيهم رَجُلٌ يَــكْرُــمُكَ: أي يكونُ أكْرَــمَ منك.
والــكَرِــيْمُ: الكَثِيرُ، من قوله عَزَّ ذِــكْرُــه: " ورِزْقٌ كَرِــيمٌ ".
ورَجُلٌ مَــكْرَــمَانُ وامْرَأةٌ مَــكْرَــمَانَةُ - لا يُصْرَفُ -: أي كَرِــيْمٌ.
وإذا جادَ السَّحَابُ بغَيْثِه قيل: كَرُــمَ وكَرَّــمَ تَــكْرِــيماً.
والــكَرْــمَةُ: الطاقَةُ الواحدةُ من الــكَرْــم. وفي الحَدِيث: " لا تُسَمُّوا العِنَبَ الــكرْــمَ فإِنَّ الــكَرْــمَ هو الرَّجُلُ المُسْلِمُ ".
والــكَرْــمُ: أرْضٌ مُثَارَةٌ مُنَقّاةٌ من الحِجارَة. والقِلادَةُ، وجَمْعُها كروم. وهي العُنُقُ أيضاً.
والــكَرَــامَة: طَبَقٌ يُوْضعُ على رَأسِ الحُبِّ.
والــكُرْــكُمَةُ والــكُرْــكُمُ: الزَّعْفَرَانُ، وقيل: العُصْفرُ.
والــكُرْــكُمَانُ: الرِّزْقُ.
والــكُرْــمَةُ: رَأسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيْرُ كأنَها جَوْزَةٌ، وجَمْعُها كُرُــوْمٌ.
كرم
الــكَرَــمُ إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر، نحو قوله: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِــيمٌ
[النمل/ 40] ، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الــكَرَــمُ كالحرّيّة إلّا أنّ الحرّيّة قد تقال في المحاسن الصّغيرة والكبيرة، والــكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله، وتحمّل حمالة ترقئ دماء قوم، وقوله تعالى: إِنَّ أَــكْرَــمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ
[الحجرات/ 13] فإنما كان كذلك لأنّ الْــكَرَــمَ الأفعال المحمودة، وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التّقيّ، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكلّ شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالــكرم. قال تعالى:
فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِــيمٍ [لقمان/ 10] ، وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِــيمٍ [الدخان/ 26] ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِــيمٌ [الواقعة/ 77] ، وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِــيماً [الإسراء/ 23] .
والإِــكْرَــامُ والتَّــكْرِــيمُ: أن يوصل إلى الإنسان إكرام، أي: نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كَرِــيماً، أي: شريفا، قال: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُــكْرَــمِينَ
[الذاريات/ 24] . وقوله: بَلْ عِبادٌ مُــكْرَــمُونَ
[الأنبياء/ 26] أي: جعلهم كراما، قال: كِراماً كاتِبِينَ
[الانفطار/ 11] ، وقال: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ [عبس/ 15 16] ، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُــكْرَــمِينَ [يس/ 27] ، وقوله: ذُو الْجَلالِ وَالْإِــكْرامِ [الرحمن/ 27] منطو على المعنيين.
ك ر م : كَرُــمَ الشَّيْءُ كَرْــمًا نَفُسَ وَعَزَّ فَهُوَ كَرِــيمٌ وَالْجَمْعُ كِرَــامٌ وَــكُرَــمَاءُ وَالْأُنْثَى كَرِــيمَةٌ وَجَمْعُهَا كَرِــيمَاتٌ وَــكَرَــائِمُ وَــكَرَــائِمُ الْأَمْوَالِ نَفَائِسُهَا وَخِيَارُهَا وَأَــكْرَــمْتُهُ إكْرَــامًا وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مُــكْرَــمٌ عَلَى الْبَابِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مُــكْرَــمُ مِنْ بَنِي جَعْوَنَةَ كَانَ الْحَجَّاجُ بَعَثَ مَعَهُ عَسْــكَرًــا فَأَقَامَ بِالْعَسْــكَرِ عَلَى قَرْيَةٍ بِالْأَهْوَازِ وَأَحْدَثَ بِهَا الْبُنْيَانَ وَعَمَرَهَا فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ لَهَا عَسْــكَرُ مُــكْرَــمٍ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ تُسْتَرَ عَلَى نَحْوِ ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَبِهَا الْعَقَارِبُ الْمَشْهُورَةُ بِسُرْعَةِ الْقَتْلِ بِلَدْغِهَا.

وَالْمَــكْرُــمَةُ بِضَمِّ الرَّاءِ اسْمٌ مِنْ الْــكَرَــمِ وَفِعْلُ الْخَيْرِ مَــكْرُــمَةٌ أَيْ سَبَبٌ لِلْــكَرَــمِ أَوْ التَّــكْرِــيمِ وَيُطْلَقُ الْــكَرَــمُ عَلَى الصَّفْحِ وَــكَرَّــمْتُهُ تَــكْرِــيمًا وَالِاسْمُ التَّــكْرِــمَةُ وَلَا يَجْلِسُ عَلَى تَــكْرِــمَتِهِ قِيلَ هِيَ الْوِسَادَةُ وَهَذَا التَّفْسِيرُ مَثَلٌ فِي كُلِّ مَا يُعَدُّ لِرَبِّ الْمَنْزِلِ خَاصَّةً تَــكْرِــمَةً لَهُ دُونَ بَاقِي أَهْلِهِ وَــكَرَّــامٌ بِفَتْحِ الْكَافِ مُثَقَّلٌ وَالِدُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّــامٍ الْمُشَبِّهِ الَّذِي أَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ اسْتَقَرَّ عَلَى الْعَرْشِ وَنُسِبَ إلَيْهِ مَنْ أَخَذَ بِقَوْلِهِ فَقِيلَ كَرَّــامِيَّةٌ نُقِلَ التَّشْدِيدُ عَنْ صَاحِبِ نَفْيِ الِارْتِيَابِ وَنَصَّ عَلَيْهِ الصَّغَانِيّ وَالْــكَرْــمُ وِزَانُ فَلْسٍ الْعِنَبُ وَــكَرْــمَانُ وِزَانُ سَــكْرَــانَ مَوْضِعٌ.
ك ر م: (الْــكَرَــمُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ اللُّؤْمِ، وَقَدْ (كَرُــمَ) بِالضَّمِّ (كَرَــمًا) فَهُوَ (كَرِــيمٌ) وَقَوْمٌ (كِرَــامٌ) وَ (كُرَــمَاءُ) وَنِسْوَةٌ (كَرَــائِمُ) وَرَجُلٌ (كَرَــمٌ) أَيْضًا، وَكَذَا الْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ. وَ (الْــكُرَــامُ) بِالضَّمِّ الْــكَرِــيمُ، فَإِذَا أَفْرَطَ فِي الْــكَرَــمِ قِيلَ: (كُرَّــامٌ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَ (الْــكَرِــيمُ) الصَّفُوحُ وَ (أَــكْرَــمَهُ) يُــكْرِــمُهُ. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَــكْرَــمَهُ لِي وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَطَّرِدُ فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُــكْرَــمٍ» بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ مِنْ إِــكْرَــامٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ وَالْمُدْخَلِ. وَ (الْــكَرْــمُ) شَجَرُ الْعِنَبِ. وَالْــكَرْــمُ أَيْضًا الْقِلَادَةُ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فِي عُنُقِهَا كَرْــمًا حَسَنًا مِنْ لُؤْلُؤٍ. وَ (الْمَــكْرُــمَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَكَارِمِ) . وَ (الْمَــكْرُــمُ) الْمَــكْرُــمَةُ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ. وَعِنْدَ الْفَرَّاءِ: هُوَ جَمْعُ مَــكْرُــمَةٍ. وَ (الْأُــكْرُــومَةُ) مِنَ الْــكَرَــمِ كَالْأُعْجُوبَةِ مِنَ الْعَجَبِ. وَ (التَّــكَرُّــمُ) تَكَلُّفُ الْــكَرَــمِ وَقَالَ:
تَــكَرَّــمْ لِتَعْتَادَ الْجَمِيلَ فَلَنْ تَرَى أَخَا كَرَــمٍ إِلَّا بِأَنْ يَتَــكَرَّــمَا وَ (أَــكْرَــمَ) الرَّجُلُ أَتَى بِأَوْلَادٍ كِرَــامٍ. وَ (اسْتَــكْرَــمَ) اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَرِــيمًا. وَ (التَّــكْرِــيمُ) وَ (الْإِــكْرَــامُ) بِمَعْنًى. وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْــكَرَــامَةُ) . وَيُقَالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الْــكَرَــامَةَ
وَهُوَ مِثْلُ النُّزُّلِ. وَسَأَلْتُ عَنْهُ بِالْبَادِيَةِ فَلَمْ يُعْرَفْ. 

كرم


كَرَــمَ(n. ac. كَرْــم)
a. Surpassed, excelled in generosity, in
liberality.

كَرُــمَ(n. ac. كَرَــم
كَرَــمَة
كَرَــاْمَة)
a. Was generous, liberal, beneficent; was noble
illustrious; was highminded.
b. Rained much.

كَرَّــمَa. Declared, called generous; honoured, exalted.

كَاْرَمَa. Vied with in generosity.

أَــكْرَــمَa. see II (a)
& V (a).
c. Had generous, high-minded children.

تَــكَرَّــمَa. Displayed, showed generosity, liberality.
b. ['An], Was exempt, free from (dishonour);
was spotless, stainless, irreproachable.
تَكَاْرَمَ
a. ['An]
see V (b)
إِسْتَــكْرَــمَa. Sought after that which was noble &c.

كَرْــم
(pl.
كُرُــوْم)
a. Vine.
b. Grapes.
c. Coin-necklace.
d. see 4 (d)
كَرْــمَةa. see 1 (a)b. Vinebranch.

كُرْــمa. see 4 (a)
كَرَــمa. Generosity, high-mindedness, magnanimity, nobility of
character.
b. Generosity, liberality, munificence.
c. see 25 (a)d. Good, fertile, rich (soil).
أَــكْرَــمُa. Nobler; more generous &c.

مَــكْرَــم
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. Noble, generous.

مَــكْرَــمَة
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. see 17b. Noble, generous deed, action.

مَــكْرُــمa. see 17 & 17t
(b).
مَــكْرُــمَةa. see 17t (b)
كَرَــاْمَةa. Respect, consideration; honour.
b. Wonder, marvel, prodigy.
c. see 4 (a) (b).
كُرَــاْمa. see 25 (a)
كَرِــيْم
(pl.
كِرَــاْم كُرَــمَآءُ
43)
a. Generous; noble-minded; liberal; good, kind;
beneficent; benevolent; kindly, gracious.
b. Noble, illustrious.
c. see 4 (d)d. [ coll. ], A species of
turtle-dove.
كَرِــيْمَة
(pl.
كِرَــاْم كَرَــاْئِمُ
& reg. )
a. fem. of
كَرِــيْمb. Precious object; choice thing.
c. High-born lady.
d. Any nobler part of the body.

كَرَّــاْمa. Vine-dresser.

كُرَّــاْم
كُرَّــاْمَةa. Very generous; very noble.

مِــكْرَــاْمa. see 29
N. P.
كَرڤمَ
a. [ coll. ], Favoured.

N. P.
كَرَّــمَa. Respected, esteemed, honoured; venerated.

N. Ac.
كَرَّــمَa. Honour, respect, courtesy, hospitable welcome.

N. P.
أَــكْرَــمَa. see N. P.
كَرَّــمَ
N. Ac.
أَــكْرَــمَa. see N. Ac.
كَرَّــمَ
تَــكْرِــمَة
a. see N. Ac.
كَرَّــمَb. Seat of honour; cushion.

الــكَرِــيْمَتَانِ
a. The eyes.

أُــكْرُــوْمَة
a. see supra
17t (b)
مَــكْرَــمَان
a. see 29
كُرْــمًا لَهُ
كُرْــمَةً لَهُ
كُرْــمَى لَهُ
كَرَــامَةً لَهُ
a. Out of respect for him.
إِــكْرَــامًَ لَهُ
a. In honour of him: for his sake.
باب الكاف والراء والميم معهما ك ر م، ك م ر، ر ك م، م ك ر، ر م ك مستعملات

كرم: الــكَرَــم: شرف الرجل. رجل كريمٌ وقوم كرَــمٌ وكِرامٌ، نحو أديم وأدم، [وعمود وعمد] ، وكثر ما يجيء فعل في جمع فعيل وفعول، قال الشاعر :

[وأن يعدين إن كُسِيَ الجواري] ... فتنبو العينُ عن كَرَــمٍ عجاف

ورجل كُرامٌ، أي: كريم. وتــكرّــم [عن الشائنات] ، أي: تنزه، وأكرم نفسه عنها ورفعها. والــكَرامةُ: طبق يوضع على رأس الحب. والــكَرامةُ: اسم للإكرام، مثل الطاعة للإطاعة ونحوه من المصادر. والمَــكْرَــمانُ: الــكَريمُ، [نقيض] الملامان. وكرُــم كرَــماً، أي: صار كريماً. والــكَرْــمُ: القلادة. والــكَرْــمةُ: طاقة من الــكَرْــم، قال أبو محجن الثقفي :

إذا مت فادفني إلى أصل كَرْــمةٍ ... تروي عظامي بعد موتي عروقها

و [العرب] تقول: هذه البلدة إنما هي كَرْــمةٌ ونخلة، يعني بذلك الكثرة. والعرب تقول: هي أكثر الأرض سمنة وعسلة. وإذا جاد السحاب بغيثه قيل: كَرَّــم. وكَرُــمَ فلان علينا كَرامة. والــكَرَــمُ: أرض مثارة منقاة من الحجارة. قال الضرير: يقال: أكرمت فاربط، أي: استفدت كريماً فارتبطه .

كمر: الكَمَرُ: جماعة الكمرة.

ركم: الرِّكمُ: جمعك شيئاً فوق شيء، حتى تجعله رُكاماً مَركوماً كرُــكام الرمل والسحاب ونحوه من الشيء المرتكم بعضه على بعض، قال الله عز وجل: فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً وثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً . مــكر: المَــكْرُ: احتيال [في خفية] ، والمَــكْرُ: احتيال بغير ما يضمر، والاحتيال بغير ما يبدي هو الكيد، والكيد في الحرب حلال، والمــكر في كل حال حرام. والمَــكْرُ: ضرب من النبات، الواحدة: مَــكْرةٌ، وسميت (لارتوائها) وأما مُكُور الأغصان فهي شجرة على حدة، وضروب من الشجر تسمى المكور، مثل الرغل ونحوه. والمــكْرُ: حسن خدالة الساق، فهي مرتوية خدلة، [شبهت بالمَــكْر من النبات] ، كما قال :

عجزاء ممكورةٌ خمصانة (قلق)

ورجل مَكْوَرَّى، أي: قصير، عريض، لئيم الخلقة، يقال: يا ابن مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول: قذف كأنما توصف بزنية . والمَــكْرُ: المغرة.

رمك: الرَّمكَةُ: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل، والجميع: الرَّمَكُ والأرماك. والرَّامِكُ: شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سكاً، قال : إن لك الفصل على صحبتي ... والمسك قد يستصحب الرّامِكا

والرُّمكةُ: لون في ورقة وسواد، من ألوان الإبل. والنعتُ: أرمكٌ ورَمكاءُ.
[كرم] الــكَرَــمُ: ضدُّ اللؤم. وقد كَرُــمَ الرجل بالضم فهو كَريمٌ، وقومٌ كِرامٌ وكُرَــماءُ، ونسوةٌ كَرائِمُ. ويقال: رجلٌ كَرَــمٌ أيضاً، وامرأةٌ كرم، ونسوة كرم. وقال  * فتنبو العين عن كرم عجاف * والــكرام بالضم، مثل الــكَريمِ. فإذا أفرط في الــكَرَــم قيل كُرَّــامٌ بالتشديد. وكارَمْتُ الرجل، إذا فاخرتَه في الــكَرَــمِ، فــكَرَــمْتُهُ أكْرُــمُهُ بالضم، إذا غلبتَه فيه. والــكَريمُ: الصَفوحُ. وكَرُــمَ السحابُ، إذا جاء بالغيث. وأكْرَــمْتُ الرجل أكرمه، وأصله أؤــكرمه مثل أدحرجه، فاستثقلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أتبعوا باقى حروف المضارعة الهمزة. وكذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يعد (*) استثقالا لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم أسقطوا مع الالف والتاء والنون. فإن اضطر الشاعر جاز له أن يرده إلى أصله، كما قال:

فإنه أهل لان يؤــكرما * فأخرجه على الاصل. ويقال في التعجب: ما أكرمَه لي. وهو شاذٌّ لا يطرد في الرباعي. قال الاخفش: وقرأ بعضهم: (ومن يهن الله فما له من مــكرم) بفتح الراء، أي إكرام. وهو مصدر مثل مخرج ومدخل. والــكرم: كرم العنب. والــكَرْــمُ أيضاً القِلادةُ. يقال: رأيت في عنقها كَرْــماً حسناً من لؤلؤ. قال الشاعر: ونَحْراً عليه الدُرُّ تُزْهي كُرومُهُ ترائِبَ لا شُقْراً يُعَبْنَ ولا كُهْبا والــكَرْــمَةُ: رأس الفخذِ المستدير كأنَّه جوزة تدور في قَلْتِ الوِرك. وقال في صفة فرس: أمرت عزيزاه ونِيطتْ كُرومه إلى كَفَلٍ رابٍ وصلب موثق والمَــكْرُــمَةُ: واحدة المكارِمِ. وأرضٌ مَــكْرَــمَةٌ للنبات، إذا كانت جيِّدة النبات. قال الكسائي: المــكرم: المــكرمة. قال. ولم يجئ على مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مــكرم، ومعون وأنشد :

ليوم روع أو فعال مــكرم * وقال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته على كثرة الواشين أي معون وقال الفراء: هو جمع مــكرمة ومعونة. وعنده أن مفعلا ليس من أبنية الكلام. والاكرومة من الــكَرَــمِ، كالأعجوبة من العَجَبِ. ويقال للرجل: يا مَــكْرَــمانُ، بفتح الراء، نقيض قولك: ياملامان، من اللؤم والــكرم. والتَــكَرُّــمُ: تكلُّفُ الــكَرَــمِ. وقال : تَــكَرَّــم لتعتاد الجميلَ فلن تَرى أخا كَرَــمٍ إلا بأن يتــكَرَّــما وأكْرَــمَ الرجل: أتى بأولاد كِرامٍ. واسْتَــكْرَــمَ: استحدث عِلقاً كريما. وفي المثل: " استــكرمت فاربط ". (*) والــكرام، بالضم والتشديد: أكرم من الــكريم، والجمع الــكرامون. والتــكريم الاكرام بمعنى، والاسم منه الــكَرامَةُ. والــكَرامَةُ أيضاً: طَبَقٌ يوضع على رأس الحُبّ. ويقال: حمل إليه الــكرامة. وهو مثل النزل. وسألت عنه في البادية فلم يعرف. ويقال: نَعَمْ وحُبًّا وكَرامة. قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبًّا وكُرْــماً بالضم، وحبا وكرمة. قال: وحكى عن زياد بن أبى زياد: ليس ذلك لهم ولا كرمة.

كرم

1 كَرُــمَ

, inf. n. كَرَــمٌ, It (a thing) was, or became, highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare: (Msb:) followed by عَلَيْهِ: see 1 in art. فجع. b2: كَرُــمَتْ

أَرْضُهُ His land yielded increase of its seed-produce, (ISh, K,) and its soil became good, (ISh,) being manured; (ISh, K;) [or it was, or became, generous, or good; i. e., productive, or fertile]. b3: كَرُــمْتُ عَلَيْهِ, (S, K, art. عز,) I exceeded him in generosity, or nobleness. (TK, voce عَزٌّ.) 2 كَرَّــمَهُ عَلَىَّ [He honoured him above me]. (Kur, xvii. 64). b2: كَرَّــمَهُ عَنْ كَذَا [He preserved him from such a thing]: see an ex. in a verse cited in art. عل (conj. 3): and see, here, 4 and 5. b3: كَرَّــمَ He highly regarded a horse or the like. b4: See تَــكْرِــمَةٌ.4 أَــكْرَــمَهُ He treated him with honour, or courtesy. b2: أَــكْرَــمَ, and ↓ اِسْتَــكْرَــمَ, He found a generous horse (فَرَسًا كَرِــيمًا). (TA in art. ربط.) See رَبَطَ. b3: أَــكْرَــمْتُ عَنْهُ عِرْضِى

I preserved myself from it. (S in art. عرض. See also 2.) 5 تَــكَرَّــمَ عَنْهُ

, and ↓ تَكَارَمَ, He shunned it; avoided it; kept, or removed, himself far from it; or preserved himself from it; (K;) for in stance, from foul speech. (TA in art. دقع.) b2: تَــكَرَّــمَ He affected, or constrained himself, to be generous. (S.) 6 تَكَاْرَمَ see 5.10 اِسْتَــكْرَــمَ الشَّىْءَ

: see 10 in art. فره. b2: See also 4.

إِبْنُ الــكَرْــمِ The قِطْف [i. e. grape, or bunch of grapes]. (T in art. بنى.) كَرَــمٌ in a horse, &c., generous quality. See حَسَبٌ; and see كَرِــيمٌ, and مَــكْرُــمَةٌ, and شَرِيفٌ.

ذُو الجَلَالِ وَالإِــكْرَــامِ (Kur, lv. 27) Possessed of majesty, or greatness, and bounty: (Jel:) or, of absolute independence and universal bounty. (Bd.) الــكُرْــكُمُ الصَّغِيرُ

: see العُرُوقُ الصُّفْرُ.

كَرِــيمٌ Generous; liberal; honourable: noble; high-born; contr. of لَئِيمٌ. (K, &c.) b2: [A generous, a noble, a high-bred, a well-born, or an excellent, horse, &c.; of generous, high, or good, breed or quality.] b3: A thing highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare. (Msb.) b4: [أَرْضٌ كَرِــيمَةٌ Productive land. See كَرُــمَتْ أَرْضُهُ.] b5: بَعِيرٌ كَرِــيمٌ عَلَى أَهْلِهِ [A camel held in high estimation by his owner]. (TA in art. دفع.) b6: [وَجْهُ اللّٰهِ الــكَرِــيمُ means The glorious face of God: see an ex. voce سُبْحَةٌ.] b7: كَراَئِمُ المَالِ (TA) or الأَمْوَالِ (Mgh, Msb) Such as are held in high estimation, precious, or excellent, of cattle or other possessions; (Mgh, Msb, TA;) the choice, or best, thereof. (Mgh, Msb.) حُبًّا وَــكَرَــامَةٌ

, see حُبٌّ. b2: لَا وَلَا كَرَــامَةً

No; nor a jar-cover: i. e., No: (I will not give thee, or I will not do, what thou requirest,) nor anything else. See حُبٌّ; and see تَــكْرِــمَة. b3: كَراَمَةٌ, the kind of miracle so called: pl. كَرَــامَاتٌ; like the term χαρίσματα as used by St. Paul in 1 Cor. xii. 9: it may be well rendered thaumaturgy: and صاَحِبُ كَراَمَاتٍ a thaumaturgus, or thaumaturgist: see مُعْجِزَهٌ, and قَرَاسَةٌ.

أَــكْرَــمُ in the sense of كَرِــيمٌ, as in أَــكْرَــمُهُمْ أَبًا: see بَيَاضٌ.

تَــكْرِــمَةٌ

, syn. with تَــكْرِــيمٌ; (Mgh;) subst. from كَرَّــمْتُهُ; as also ↓ كَرَــامَةٌ. (Msb.) مَــكْرَــمَةٌ A means. or cause, of attaining honour. (Mgh, Msb.) مَــكْرُــمٌ

: see أَلُوكٌ and يُسْرٌ.

مَــكْرُــمَةٌ A generous, or honourable, quality or action. (Msb, &c.) b2: عَلِىَ فِى المَكَارِمِ [He became eminent in generous, or honourable, actions or practices or qualities or dispositions]. (Msb in art. علو.) b3: مَكَارِمُ may often be rendered Excellencies.

أَرْضٌ مَــكْرُــمَةٌ and ↓ كَرَــمٌ (tropical:) Generous, good, land: (K, TA:) [good and fertile land:] or dunged and tilled land. (TA.) And أَرْضٌ مَــكْرُــمَةٌ لِلنَّبَاثِ (tropical:) Land producing good herbage or plants. (S, TA. [In some copies of the S, good for herbage or plants.])
[كرم] نه: في أسمائه "الــكريم" تعالى، هو الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه وهو الــكريم المطلق، والــكريم: الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل. ومنه: إن "الــكريم" ابن الــكريم ابن الــكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق، لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورئاسة الدنيا والدين، فهو نبيوالهاء للمبالغة. ومنه ح الزكاة: واتق "كراثم" أموالهم، أي نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها لأنها جامعة للكمالات، جمع كريمة. ن: كغزارة اللبن وجمال الصورة وكثرة اللحم أو الصوف. نه: وح: غزو تنفق فيها "الــكريمة" ومر في غز. وفيه: خير الناس يومئذٍ مؤمن بين "كريمين"، أي بين أبوين مؤمنين، وقيل: بين أب مؤمن وابن مؤمن فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن، والــكريم: من كرّــم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه. غ: وقيل: بين فرسين يغزو عليهما. نه: وفي ح أم زرع: "كريم" الخل لا تخادن أحدًا في السر، أرادت المرأة بتأويل شخص. وفيه: لا يجلس على "تــكرمته" إلا بإذنه، هو موضع خاص لجلوسه من فراش أو سرير مما يُعد لإكرامه. ن: هي بفتح تاء وكسرها. ط: كفراش وسجادة ونحوهما، وقيل: هي مائدته. ن: "تــكرمة" الله هذه الأمة، بالنصب مفعول به أي لا يكون الأمراء من غيركم لتــكريم الله هذه الأمة. ك: يحرم من خراسان أو "كرمان"، بضم خاء وكسر كاف، ولبعض بفتحها. و"الــكرم" بالسكون شجر العنب، والمراد في بيع الزبيب نفس العنب. ط: من كان له شعر "فليــكرمه"، أي فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهن ولا يتركه متفرقًا. غ: ""كرمنا" بني آدم" أي بالنطق والتميز، أو بالأكل باليد. و"مروا" كرامًا"" أي أكرموا أنفسهم من الدخول فيه. و"رزق "كريم"" أكرم من الانقطاع والتنغيص. و"كاتب "كريم"" مختوم، أو لابتدائه بالتسمية. و"قرآن "كريم"" كثير الخير. ونخلة "كريمة" طاب ثمرها أو كثر. والعنب "كرم" يحمل مثل ما يحمل النخلة أو أكثر، أو ذلل لقاطفه.
كرم: كرّــم (بالتشديد): مسمّد الأرض بالدمال (ابن العوام 172:1، 343:6).
كرّــم: لم يتضح لي المعنى الذي أراده المقري (11، 89) بقوله: لم يلبث أن جاءه بطيفورية مغطاة مــكرّــمة بطابع مختوم عليها من فضة.
كارم: أنفق بسخاء على أحدهم (ويجرز 26، 3، ابن البيطار 151، 12) (اسم المصدر عند ابن الابار كِرم) وورد عند ابن البيطار ابن القوطية 47 بمكارمة ابن حجاج وإسلام.
كارم: في معجم الطرائف بعد جملة ثم أشار بدر ابنه إليه ورد مثال آخر لهذه الكلمة في مادة قشح ومعناها قدم له هدية أملاً في الثواب.
أكرم تشييعه: قادة بموكب ضخم. (عباد 224:1).
أكرم: الضيف إكراماً بالغاً (معجم الطرائف).
أكرم .. على أو ب: خصص، أعطى، منح (بوشر).
تــكرم: بكل سرور، بطيبة خاطر (بوشر).
تــكرم: أي الله كريم (الجريدة الآسيوية 1851، 1، 62).
تكارم: عند الحديث المتعلق بشخصين يُقال تكارما أي كانا يتبادلان الاحترام كثيراً (أبحاث 2).
كرم والجمع كروم لم يحسن فريتاج تفسيرها فهي لغةً اسم ومعناها دوالي العنب (فلشر في شرحه لكتاب أبي المحاسن 66، 6 - معجم التنبيه).
كرم والجمع كروم وكرمات (يرى فوك ومصدره معجم الجغرافيا أن الكلمة إسبانية): عنب أو متسع من الأرض مزروع بالعنب، كرمة (بوشر، همبرت 54) حديقة عنب (من هنا يرد المصطلح الغرناطي carem - ( معجم الإسبانية 250 - تقوم 75، 5 - لافونيت - سجلات غرناطة 170) وفي ذلك يقول ابن الخطيب (18): كان يقرأ في شبيبته على الأستاذ الصالح أبي .. الخ - بــكرم له خارج الحضرة على أميال منها في فضل العصير قال وجهني يوماً بقُلة من الرُّبَ لأبيعه بالبلد.
يقدم (محيط المحيط). التعريف الآتي: الــكرم: العنب وأرض يحوطها حائط فيه أشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها.
وفي (محيط المحيط) أيضاً في مادة بستان: كل أرض يحيطها حائط وفيها نخيل متفرقة وأعناب وأشجار يمكن زراعة ما بينها من الأرض فإن كانت الأشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها فهي كرم وقيل البستان الجنة إن الجنة إن كان من نخل والفردوس إن كان من كرم.
كرم تين: شجرة تين (الجريدة الآسيوية 1813، 220:2).
كرم: زجاجة، قارورة. وإذا كانت الكتابة صحيحة (فيما أورده برسل في ألف ليلة 295:3) يقال كرمين نبيذ.
كرمة: عنب، الأرض التي تثمر العنب (جوليوس) (بوشر) (عبد الواحد 15:24: (عباد 152:2 وانظر 221:3).
كرمة: تينة أو شجرة التين (دومب 69، بوشر بربرية، همبرت الجزائر 53، الجريدة الآسيوية 1853، 151:1 تريبولي؛ وجمعها كرم (شيرب ديال 168).
كرمة: نوع من أنواع خطوط الكتابة (وصف مصر 507:11).
الــكرمة البيضاء: عنب، فاشرة (جنس نباتات طيبة من الفصيلة القرعية) (بوشر) (برجرن 835 المستعيني هزار جشان ابن البيطار 131:1 الخ ابن العوام 384:2).
الــكرمة السوداء: وهي الفاشرشين (أنظر بروانيا في هذا المعجم) (المستعيني 101).
كرمة شائكة: الفشغ وهي القريولة بعجمية الأندلس وثمرها الأحمر هو المعروف عند عامتهم وفي المغرب بحب النعام (ابن البيطار الجزء الثالث مادة فشغ والجزء الرابع ص57 مادة كرمة شائكة).
كرمان= حضض: أنظر المستعيني في مادة حضض.
شالة كرمان: شال من غير صنع كشمير (بوشر).
كروم الجمل: moricandia suffruticosa ( براكس 282:8).
كريم وتجمع على أكرما (فوك).
الله كريم: (وقتها يحلّها ألف حلاّل) أو (لكل حديث حادث حديث) (بوشر).
كريم: جنس طير يُقال إنه يردد يا كريم (محيط المحيط)؛ أنظر كريمة.
كرامة: اسم المصدر لما تقدم (معجم الادريسي وكرتاس 154، 3).
كرامة: جميل، معروف، فضل. زوّل أفقد الحظوة (ألكالا).
كرامة: فضل فائق (دي سلين ومقدمة ابن خلدون 3، 64).
كرامة: علامة التقدير والاحترام (معجم الادريسي والجريدة الآسيوية 1866:2).
كرامة: علامة الاعتزاز (ألكالا) علامات الشرف، تذكارات أو مجموعة أسلحة تذكاراً لنصر (ألكالا).
كرامة: كرم، سخاء (هيلو).
كرامة: فضل، إحسان (ألكالا).
كرامة: حسن ضيافة (معجم الطرائف)؛ دار كرامة، دار هيأت فيها مائدة للضيوف (ابن جبير 5:126). كرامة: وجبة: (فوك).
كرامة: شهرة (ألكالا) (شهرة مع مزيد من الشرف؛ بــكرامة بشهرة) (ألكالا).
كرامة: عظمة ورفعة وبذخ (ألكالا).
كرامة: غرامة، نوع من أنواع الضرائب (بارث 544:5).
لا ولا كرامة: لا سبيل أبداً (الأغاني 39، 7، المقري: 451:2) ولست به ولا كرامة المقصود: لا حباً ولا كرامة (دي ساسي أنيس 502:1) وقد صححها فليشر في ملاحظاته على هذا الكتاب.
هي في كرامتك: يبدو ان معناها: عفوت عنه مراعاة لك (ألف ليلة 442:3).
كرامة خاطرك: من أجلك، حباً لك (بوشر).
كرامة: القدرة على ارتياد العالَم الروحي عند المتصوفة (ابن خلدون 199:1).
أكلناها مشبعة كرامتهم: أتعبتمونا (بوشر).
كرامّي: نوع تمر من تمور الصرة (الكامل الجغرافيا).
كريمة: يقال هو كريمة قومه (الكامل لابن المبرّد108:10).
كرائم المال: نفائسها وخيارها (محيط المحيط) (الحماسة 1:1) (البربرية 637:1).
كريمة: نوع جراد (زيشر 478:10). أنظر: كريم.
فرد كريمة: أعور (همبرت8).
كرّــام: صاحب الــكرم (باين سميث 1831) (جوليوس) (بوشر، همبرت 182) (بار علي 4871) كرّــامي: منسوب إلى صاحب الــكرم (فليشر 39).
كارم: كهرمان أصفر (بوشر).
كارمي: وجمعها كارم وأكارم (ابن بطوطة 49:4) تحريف لفظة كانمي من نسل الكانم الزنوج الذين استوطنوا مصر واشتغلوا بتجارة الافاويه وغيرها المستوردة من اليمن. ويطلق عليها، أيضاً، اسم تجار الكارم والتجار الكارمية واصطلاح البهار الكارمي (أنظر ابن بطوطة 4، 49، 259).
إكرام: أجرة، راتب، مكافأة شريفة. (معجم الادريسي، كارتاس 5، 1).
اكرومية: يبدو أن لها معنى خاصاً لدى المصابين بالشذوذ الجنسي (المقري 1، 423، 3).
تــكرمة: وهي ما يختص به الإنسان من فرش أو وسادة ونحوهما وهذا هو المشهور وقال القاضي أبو الطيب وقيل المائدة (مخطوطة النويري ص445).
مَــكرُــمة: دليل التقدير والاحترام (رياض النفوس: 26) وفي غرفة الانتظار جلب له أحد العبيد مائدة محملة بالأطعمة ففــكرت بيني وبين نفسي وقلت أهذه مــكرمة أم منقصة ما أرى هذه إلا منقصة (وهكذا عند مسلم ص73).
مستــكرم: شجرة يُقال لها مستــكرم وهي على مثال الــكراث لا زائدة ولا ناقص وهي موجودة كثيرة في الحشائش (المختار في كشف الأسرار للجوبري 175).
الْكَاف وَالرَّاء وَالْمِيم

الــكَرَــم: نقيض اللؤم، يكون فِي الرجل بِنَفسِهِ وَإِن لم كن لَهُ آبَاء.

وَيسْتَعْمل فِي الْخَيل وَالْإِبِل والشّجَر وَغَيرهَا من الْجَوَاهِر إِذا اعَنَوُا العِتْقَ، وَأَصله فِي النَّاس.

قَالَ ابْن الأعرابيّ: كَرَــمُ الفَرَس: أَن يَرِق جِلْدُه ويلين شَعرَه وتطيب رَائِحَته.

وَقد كَرُــم الرجل وَغَيره كَرَــما، وكَرَــامة، فَهُوَ كريم، وكريمة، وكِرْــمة، ومَــكْرَــم، ومَــكْرَــمَة، وكُرَــام، وكُرَّــام، وكُرَّــامة.

وَجمع الْــكَرِــيم: كُرَــماء، وكِرام.

وَجمع الــكُرَّــامِ: كُرَّــامون.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يكسَّر كُرَّــام، استغنوا عَن تكسيره بِالْوَاو وَالنُّون.

وَإنَّهُ لــكريم من كرائم قومه، على غير قِيَاس، حكى ذَلِك أَبُو زيد.

وَإنَّهُ لــكريمة من كرائم قومه، وَهَذَا على الْقيَاس.

وَرجل كَرَــم: كريم، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث، لِأَنَّهُ وَصْف بِالْمَصْدَرِ، قَالَ:

لقد زَاد الْحَيَاة إِلَى حُبّا ... بَنَاتِي إنهنّ من الضِّعَاف

مخافةَ أَن يَرَين الْبُؤْس بعدِي ... وَأَن يشربن رَنْقا بعد صَاف

وَأَن يَعْرَين إِن كَسِى الْجَوَارِي ... فتنبو الْعين عَن كَرَــم عِجافِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ من المصادر على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره ولكنّه فِي معنى التعجّب قَوْلك: كَرَــما وصلفا كَأَنَّهُ يَقُول: أكرمك الله وأدام لَك كَرَــما، وَلَكنهُمْ خَزَلوا الْفِعْل هُنَا لِأَنَّهُ صَار بَدَلا من قَوْلك: أكْرم بِهِ وأصلِفْ.

وممّا يُخَصّ بِهِ النداء قَوْلهم: يَا مَــكْرَــمان، حَكَاهُ الزجّاجيّ.

وَقد حُكى فِي غير النداء، فَقيل: رجل مــكرمان عَن أبي العَمَيثل الاعرابيّ، وَقد حَكَاهَا أَيْضا أَبُو حَاتِم.

وكارمني فــكرَــمْتُه أكرُــمه: كنت أكْرم مِنْهُ.

وَأكْرم الرجل، وكرَّــمه: أعظمه ونَزَّهه.

وَرجل مِــكرام: مُــكْرِــم، وَهَذَا بِنَاء يخصّ الْكثير.

وَله عَليّ كَرَــامَة: أَي عزّازة.

واستــكرم الشَّيْء: طلبه كَرِــيمًا أَو وجده كَذَلِك.

وَلَا افْعَل ذَلِك وَلَا حُبّا وكُرْــما وَلَا كُرْــمةً، وَلَا كَرَــامة، كل ذَلِك لَا تظهر لَهُ فِعْلا.

قَالَ اللحيانيّ: افْعَل ذَلِك وكرامةً لَك، وكُرْــمَى لَك، وكُرْــمة لَك وكرما لَك، وكُرْــمَة عين.

وتــكرَّــم عَن الشَّيْء، وتكارم: تنزَّه.

والمَــكْرُــمة، والمَــكْرُــم: فعل الْــكَرم، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا مَعُون من العون، لِأَن كل " مَفْعُلة " فالهاء لَهَا لَازِمَة إلاّ هذَيْن، قَالَ:

ليَوْم بُؤس أَو فَعالِ مَــكْرُــم

وَقَالَ جميل:

بُثَيْن الزمي لَا إنّ لَا إِن لزِمْتِه ... على كَثْرَة الواشين أيُّ مَعُونِ

قَالَ بَعضهم: مَــكْرُــم: جمع مَــكْرُــمة، ومَعُون: جمع مَعُونة.

والأُــكْرومة: المــكرُــمة. وَأَرْض مَــكْرَــمة، وكَرَــم: كَرِــيمَة طيبَة.

وَقيل: هِيَ المعدونة المُثارة.

وأرضان كَرَــم، وأرضون كَرَــم.

والــكَرْــم: شَجَرَة العِنَب، واحدتها: كَرْــمة، قَالَ:

إِذا مُتّ فادفِنّي إِلَى جَنْب كَرْــمة ... تروِّى عِظَامِي بعد موتِي عروقُها

وَقيل: الــكَرْــمة: الطَّاقَة من الــكَرْــم.

وجمعهما: كُرُــوم.

والــكَرْــم: القِلادَة من الذَّهَب وَالْفِضَّة.

وَقيل: الــكَرْــم: نوع من الصياغة الَّتِي تصاغ فِي المخانق.

وَجمعه: كُرُــوم، قَالَ:

تَبَاهَي بصَوْغ من كُرُــوم وفضَّة.

وكرَّــم الْمَطَر، وكُرِّــم: كثر مَاؤُهُ، قَالَ أَبُو ذيب يصف سحابا:

وهيَ خَرْجُة واسْتُجيل الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّــم ماءٌ صَريحا

وَرَوَاهُ بَعضهم: " وغُرِّم مَاء صَرِيحا ".

قَالَ أَبُو حنيفَة: زعم بعض الروَاة أَن غُرِّم خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ: وكُرِّــم مَاء صَرِيحًا وَقَالَ أَيْضا: يُقَال للسحاب إِذا جاد بمائه: كُرِّــم، وَالنَّاس على غُرِّم، وَهُوَ أشبه بقوله: وَهِي خَرْجه.

والــكرامة: الطَبَق الَّذِي يوضع على الحُبّ. وكَرْــمان، وكِرْــمان: مَوضِع بِفَارِس.

والــكَرْــمة: مَوضِع أَيْضا، فَأَما قَول أبي خِرَاش:

وأيقنتِ أَن الْجُود مِنه سجِيَّة ... وَمَا عشتِ عَيْشًا مثل عيشك بالــكَرْــم

قيل: أَرَادَ الــكَرْــمة فجمعها بِمَا حواليها.

قَالَ ابْن جنيّ: وَهَذَا بعيد، لِأَن مثل هَذَا إِنَّمَا يسوغ فِي الْأَجْنَاس الْمَخْلُوقَات، نَحْو بُسْرة وبُسر، لَا فِي الاعلام، وَلكنه حذف الهء للضَّرُورَة، واجراه مُجْرَى مَا لَا هَاء فِيهِ.

والــكرمة: مُنْقَطع الْيَمَامَة فِي الدهْنَاء عَن ابْن الْأَعرَابِي.
كرم
كرُــمَ يَــكرُــم، كَرَــمًا وكرامةً، فهو كريم
كرُــم الرّجلُ:
1 - أعطى عن طِيب خاطر وجاد دون انتظار مقابل، عكسُه بخِل "كرُــم السّحابُ: جاد بالغيث النافع- كرُــمتِ الأرضُ: زكا نباتُها".
2 - نبُل وعزَّ، عكسه لؤم "الــكريم إذا وعد وفى- إذا أنت أكرمت الــكريم ملكتهُ ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا".
كرُــمت هديَّتُه: نفُست وعزَّت "كرُــمت خيولُ السِّباق- أحجار كريمة: نفيسة، كالماس مثلاً". 

أكرمَ يُــكرم، إكرامًا، فهو مُــكرِــم، والمفعول مُــكرَــم
• أكرم الشَّخصَ: شرَّفه ونزَّهه، رفَع شأنَه وفضّله، أحسن معاملتَه "أكرم والديه/ ضيفَه- ما أكرمه لي: ما أشدَّ تــكريمه لي- عند الامتحان يــكرم المرءُ أو يهان- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَــكْرَــمَهُ وَنَعَّمَهُ} - {كَلاَّ بَل لاَ تُــكْرِــمُونَ الْيَتِيمَ} " ° أكرم مَثْواه: أنزله مُنزلاً كريمًا- أكرم نفسَه عن التَّبذّل: صانها- أكرم وفادَتَه: أكرمه وقام بما يجب القيام به تجاهه. 

تــكرَّــمَ/ تــكرَّــمَ على يتــكرَّــم، تــكرُّــمًا، فهو مُتــكَرِّــم، والمفعول مُتــكَرَّــم عليه
• تــكرَّــم الشَّخصُ:
1 - تكلَّف الــكرَــمَ.
2 - تلطَّف وتفضَّل وتعامل بِنُبْل "لو تــكرَّــمتَ بالجواب".
• تــكرَّــم على غيره: عامله بــكَرَــم وسخاء "تــكرَّــم على تلميذه بهديّة ثمينة". 

كرَّــمَ يُــكرِّــم، تَــكريمًا وتَــكْرِــمَةً، فهو مُــكرِّــم، والمفعول مُــكرَّــم
كرَّــمت أسرةُ التعليم مُديرَها: قدّمت له التــكريمَ أو التقدير لنبوغه ° حَفْلة التَّــكريم: حفلة تقام تقديرًا لشخص واعترافًا بفضله وخدماته.
كرَّــم فُلانًا: أكرمه؛ فضَّله وشرَّفه " {وَلَقَدْ كَرَّــمْنَا بَنِي ءَادَمَ} "? كرَّــم اللهُ وَجْهَه: شرَّفه. 

إكرام [مفرد]:
1 - مصدر أكرمَ: عكسه إهانة ° إكرامًا له:
 من أجله.
2 - عطاء ورزق.
• ذو الجلال والإكرام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُستحِقّ للتعظيم والإكرام فلا يُجحَد ولا يُكفَر به، الذي يُــكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدُّنيا وبقبوله أعمالَهم في الآخرة. 

إكراميَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إكرام: عَطيّة تُعطى للعامل زيادة على أجره. 

أكرمُ [مفرد]: اسم تفضيل من كرُــمَ.
• الأكرم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الــكريم الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله نظير. 

أكرمان [مثنى]: مف أكرم
• الأكرمان:
1 - الدِّين والعِرْض.
2 - القلب والكبد.
3 - الرُّكن والحجر الأسود في الكعبة الشَّريفة. 

تــكرِــمة [مفرد]:
1 - مصدر كرَّــمَ.
2 - وسادة الرَّجل التي يقعد عليها "وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلاَ يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَــكْرِــمَتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ [حديث] ". 

كرامة [مفرد]:
1 - مصدر كرُــمَ ° حُبًّا وكرامة: بكلّ سرور وطيب خاطر- له عليّ كرامة: عِزّة.
2 - احترام المرء ذاته، وهو شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما انتقص قَدْره.
كرامة الإنسان:
1 - (سف) مبدأ أخلاقيّ يُقرِّر أنّ الإنسان ينبغي أن يعامل على أنّه غاية في ذاته لا وسيلة، وكرامته من حيث هو إنسان فوق كلِّ اعتبار.
2 - (سف) أمر خارق للعادة غير مقرون بالتحدِّي ودعوى النبوّة، يُظهره الله على أيدي أوليائه "وليٌّ صاحب كرامات". 

كَرْــم [جمع]: جج كُروم، مف كَرْــمَة:
1 - عِنَب ° ابنة الــكَرْــم: الخَمْر.
2 - (نت) شجر متسلِّق يحمل ثمارَ العنب ويُصنع منه النبيذ.
3 - (نت) نبات عشبيّ طبِّيّ مُعترش ذو ساق ضعيفة، يحصل على قوَّته من التزحلق أو الزحف على السطح. 

كَرَــم [مفرد]: مصدر كرُــمَ.
• بقلة الــكَرَــم: (نت) أحد أنواع النباتات كثيرة العُصارة ذات عناقيد من الأزهار الأرجوانيّة. 

كَرْــميّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين، عديدة التّويجيّات سُفليَّة الأسديّة تشمل الــكرم والــكَرْــميَّة. 

كَرْــميّة [جمع]: (نت) نباتات مُعترشات فيها أنواع تصلح للتزيين. 

كُرُــوم [مفرد]: (انظر: ك ر و م - كُرُــوم). 

كَرِــيم [مفرد]: ج كِرام وكُرَــماءُ، مؤ كريمة، ج مؤ كِريمات وكرائمُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرُــمَ ° حَجَر كريم: نفيس- مرَّ مرور الــكِرام: لم يعرِّج، لم يهتمّ بالأمر ولم يقف عنده طويلاً.
2 - صفة لكلّ ما يُرضي ويُحمَد في بابه "وصلني خطابُك الــكريم- وجه كريم: مُرضٍ في محاسنه- خُلُق كريم: نبيل سامٍ- قول كريم: مُرضٍ في معانيه وجزالة ألفاظه" ° رزق كريم: كثير- كريم الأصل/ كريم السلالة/ كريم العنصر/ كريم المحتد: شريف.
3 - صفة للقرآن العظيم " {إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِــيمٌ} ".
• الــكريم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الشّريف الطّاهر الرّفيع المنزلة، الذي لا يمنُّ إذا أعطى، والذي تكثر منافعه وفوائده، والصّفوح عن الذّنوب " {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْــكَرِــيمِ} ". 

كَريمة [مفرد]: ج كِريمات وكرائمُ: مؤنَّث كَريم: "كرائمُ الأموال: نفائسها وخيارها".
كريمة الرّجل: ابنته، وهي تستعمل في المواقف الرسميَّة "عقد الأبُ قِرانَ كريمته".
• الــكريمتان: العينان "إِذَا أَخَذْتُ كَرِــيمتَيْ عَبْدِي فَصَبَرَ عَوَّضتُّهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ [حديث قدسيّ] ". 

مُــكرَّــمة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول كرَّــمَ: "بُقعة مُــكرَّــمة- {فِي صُحُفٍ مُــكَرَّــمَةٍ} " ° مُــكرَّــمات الحرب: امتياز يُمنح للجيش المهزوم، وذلك بإبقائه حاملاً سلاحه.
• المُــكَرَّــمة: صفة لـ (مكّة) المدينة المقدَّسة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، التي يحجّ إليها المسلمون من كافّة أرجاء الأرض. 

مَــكرَــمة/ مَــكْرُــمة [مفرد]: ج مــكرَــمات/ مــكرُــمات
 ومكارِمُ:
1 - فعل الــكَرَــم والخير "على قَدْر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قَدْر الــكرام المَكارمُ- إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ [حديث]: لأتمِّم الأخلاقَ الــكريمة المحمودة".
2 - سبب الــكَرَــم والتــكريم "فعل الخير مــكرُــمة". 
كرم
(الــكَرَــمُ، مُحَرَّكَةً ضِدُّ اللُّؤْمِ) يَكُونُ فِي الرَّجُلِ بِنَفسِه، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آباءٌ، ويُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْلِ والإِبِلِ والشَّجَر، وغَيْرِها من الجَواهِرِ إِذَا عَنَوْا العِتْقَ وأَصْلُه فِي النَّاسِ. قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: كَرَــمُ الفَرَسِ: أَن يَرِقَّ جِلْدُه، ويَلِينَ شَعرُه، وتَطِيبَ رائِحَتُه. وَقَالَ بَعْضُهم: ((الــكَرَــمُ: مِثلُ الحُرِّيَّةِ إلاَّ أَنَّ الحُرِّيَّةَ قد تُقالُ فِي المَحَاسِنِ الصَّغِيرَةِ والكَبِيرَةِ، والــكَرَــمُ لَا يُقالُ إِلَّا فِي المَحَاسِنِ الكَبِيرَةِ، كإِنْفَاقِ مَالٍ فِي تَجْهِيزِ غَزَاةٍ، وتَحَمُّلِ حَمَالَةٍ يُوقَى بِهَا دَمُ قَوْمٍ، وقِيلَ: الــكَرَــمُ: إِفَادَةُ مَا يَنْبَغِي لَا لِغَرضٍ، فَمَنْ وَهَبَ المَالَ لِجَلْبِ نَفْعِ اَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ، أَوْ خَلاصٍ من ذَمٍّ فَلَيْس بــكَرِــيمٍ.
وَقد (كَرُــمَ) الرَّجُلُ وغَيرُه، (بِضَمِّ الرَّاءِ كَرَــامَةً) على القِياس والسَّمَاعِ (وكَرَــمًا وكَرَــمَةً، مُحَرَّكَتَيْنِ) سَمَاعِيَّان، (فَهُوَ كَرِــيمٌ، وكَرِــيمَةٌ، وكِرْــمَةٌ، بِالكَسْرِ، ومُــكْرَــمٌ، ومُــكْرَــمَةٌ) ، بِضَمِّهِمَا، (وكُرَــامٌ، كَغُرَابٍ و) إِذا أَفْرَطَ فِي الــكَرَــمِ قِيلَ: كُرَّــام، مثل: (رُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ) .
(ج:) أَي: جَمْعُ الــكَرِــيمِ (كُرَــمَاءُ، وكِرَــامٌ) ، بِالكَسْر.
(و) إِنَّه لَــكَرِــيمٌ مِنْ (كَرَــائِمِ) قَومِه، على غَيرِ قَياسٍ، حَكَى ذَلِكَ أَبُو زَيْد. وإنَّه لَــكَرِــيمَةٌ مِنْ كَرَــائِمِ قَومِهِ، وهَذَا على الْقيَاس، وَإِلَيْهِ أَشَارَ الجَوهَرِيُّ بقَوْلِه: ونِسْوَةٌ كَرَــائِمُ.
(وجَمْعُ الــكُرَّــامِ) كَرُــمَّانٍ: (الــكُرَّــامُونَ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّرُ كُرَّــامٌ اسْتَغْنُوْا عَن تَكْسِيرِهِ بِالوَاوِ والنُّونِ.
(ورَجُلٌ كَرَــمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِــيمٌ) ، يُسْتَعْمَلُ (لِلوَاحِدِ) وَهُوَ ظَاهِرٌ، (والجَمْعِ) ، كَأَدِيمِ وأَدَمٍ، وكَذَلِكَ: امْرأَةٌ كَرَــمٌ ونِسْوَةٌ كَرَــمٌ؛ لأنَّه وَصْفٌ بِالمَصْدَرِ، نَقَلَه اللَّيْثُ. وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِسَعِيدِ بنِ مَسْحوجٍ الشَّيْبَانِيِّ كَذَا ذَــكَرَــه السِّيرَافِيُّ، وذَــكَر أَيْضا أَنَّه لرَجُلٍ من تَيْمِ اللاَّتِ بنِ ثَعْلَبَةَ اسمُه عِيسَى، وذَــكَرَ المُبَرِّدُ فِي أَخْبارِ الخَوَارِج أنَّه لأبِي خَالِدٍ القَنانِيِّ:
(لقد زَادَ الحَياةَ إليَّ حُبًّا ... بَناتِي إِنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ)

(مَخَافَةَ أَنْ يَرَيْنَ البُؤْسَ بَعْدِي ... وأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقًا بَعْدَ صَافِي)

(وأَنْ يَعْرَيْنَ إِنْ كُسِيَ الجَوَارِي ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَن كَرَــمٍ عِجَافِ)

قَالَ الأزْهَرِيُّ: ((والنَّحَوِيُّونَ يُنْــكِرُــونَ مَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا يُقالُ: رَجُلٌ كَرِــيمٌ وقَوْمٌ كِرَــامٌ ثُمَّ يُقالُ: رَجُلٌ ورِجَالٌ كَرَــمٌ كَمَا يُقالُ: رَجُلٌ عَدْلٌ وقَوْمٌ عَدْلٌ)) .
قَالَ سِيبَوَيْهِ: (و) مِمَّا جَاءَ من المَصَادِرِ على إِضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوكِ إِظْهَارُه، ولكِنَّه فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ قَولُك: (كَرَــمًا) وصَلَفًا (أَيْ:) أَــكْرَــمَكَ الله و (أَدَامَ الله لَكَ كَرَــمًا) ؛ ولَكِنَّهُم خَزَلُوا الفِعْلَ هُنَا لأنَّه صَارَ بَدَلاً مِن قَولِك: أَــكرِــمْ بِهِ وأَصْلِفْ.
(و) مِمَّا يُخَصُّ بِهِ النِّداءُ قَولُهم: (يَا مَــكْرَــمانُ) - بِفَتْحِ المِيمِ والرَّاءِ - حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ، وَقد حُكِيَ فِي غَيْرِ النِّداء فَقِيلَ: رَجُلٌ مَــكْرَــمَان عَن أَبِي العَمَيْثَلِ الأعْرابِيِّ (للــكَرِــيمِ الواسِعِ الخُلُقِ) والصَّدْرِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد حَكَاها أَيْضا: أَبُو حَاتِمٍ، وَهُوَ نَقِيضُ قَوْلِك: يَا مَلأَمَانُ.
(وكَارَمَه) : فَاخَرَهُ فِي الــكَرَــمِ (فَــكَرَــمَهُ، كَنَصَرَهُ) أَي: (غَلَبَهُ فِيهِ) أَي: الــكَرَــمْ.
(وأَــكْرَــمَهُ) إِــكْرَــامًا (وكَرَّــمَهُ) تَــكْرِــيمًا: (عَظَّمَه ونَزَّهَهُ) ، والاسْمُ مِنْهُما: الــكَرَــامَةُ، قَالَ أَبُو المُثَلّم:
(ومَنْ لَا يُــكَرِّــمْ نَفْسَهُ لَا يُــكَرَّــمِ ... )
وقِيل: الإكرامُ والتَّــكْرِــيمُ: أَن يُوصَلَ إِلَى الإنْسَانِ بنَفْعٍ لَا تَلْحَقُه فِيهِ غَضَاضَةٌ، أَو يُوصَل إِلَيْهِ بشيءٍ شَرِيفٍ، وَقَالَ الشاعِرُ:
(إِذَا مَا أَهانَ امرؤٌ نَفْسَه ... فَلا أَــكرمَ اللهُ مَنْ اَــكْرَــمَهْ)

(والــكَرِــيمُ: الصَّفُوحُ) عَن الذَّنْبِ، واختْلَفُوا فِي مَعْنَى الــكَرِــيم على ثَلاثِين قَولاً كَمَا فِي البَصَائِرِ للمُصّنِّف.
(ورَجلٌ مِــكْرامٌ: مُــكْرِــمٌ لِلنَّاسِ) ، وَهَذَا بِناءٌ يَخُصُّ الكَثِيرَ.
(وَله عَليَّ كَرامَةٌ أَيْ: عَزَازَةٌ) ، وَهُوَ اسْم من الإكْرام يوضَعُ مَوْضِعَه كَمَا وُضِعَتْ الطَّاعةُ مَوْضِعَ الإطَاعَةِ والغارَةُ مَوْضِع الإغارَةِ.
(واسْتَــكْرَــمَ الشَّيءَ: طَلَبَه كَرِــيمًا) . وَفِي الصِّحاحِ: اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَريمًا، وَمِنْه اسْتَــكْرَــمَ العَقَائِلَ، إِذَا نَكَحَ النَّجِيباتِ.
(أوِ) اسْتَــكْرَــمَه: (وَجَدَه كَرِــيمًا) ، وَمِنْه قَولُهم: اسْتَــكْرَــمْتَ فارْتَبِطْ.
(و) قَالَ اللَّحْيَانِيُّ: (افْعَلْ كَذَا وكَرَــامَةً لَكَ، بِالفَتْح، وكُرْــمًا، وكُرْــمَةً، وكُرْــمَى، وكُرْــمَةَ عَيْنٍ، وكُرْــمَانًا، بِضَمِّهِنَّ) . الأخِيرَةُ لَيْست فِي نَوَادِرِه، وإِنَّمَا وُجِدَتْ بخَطِّ أبِي سَهْلٍ وأبِي زَــكَرِــيَّا فِي نُسْخَة الإصْلاح لابنِ السِّكِّيتِ. وقَولُهم: لَيْسَ لَهُم ذَلِك وَلَا كُرْــمَة، حُكِيَ عَن زِيادِ بن أبي زِيادٍ، نَقَلَه ابنُ السِّكِّيت، وَكَذَلِكَ نَعِيمَ عَيْنٍ ونَعْمَةَ عَيْنٍ، ونُعامَى عَيْنٍ، عَن اللِّحياني، قَالَ غَيرُه: وَلَا أَفْعَلُ ذَلِك وَلَا حُبًّا وَلَا كَرَــامَةً وَلَا كُرْــمَةً وَلَا كُرْــمًا، كُلُّ ذَلِك (وَلَا تُظْهِر لَهُ فِعْلاً) .
(وتَــكَرَّــم عَنْه وتَكَارَم: تَنَزَّهَ) ، قَالَ اللَّيْثُ: تــكرَّــم فُلانٌ عَمَّا يَشِينُه، إِذَا تَنَزَّهَ وأَــكرمَ نَفسَه عَن الشِّائِنَاتِ.
(والمَــكْرُــمُ والمَــكْرُــمَةُ، بِضَمِّ رَائِهِما والأُــكْرُــومَةُ، بِالضَّمِّ: فِعلُ الــكَرَــمِ) كالأُعْجُوبَة من العَجَب. وَفِي الصّحاح: المَــكْرُــمَةُ: واحِدَةُ المَكَارِم. وَقَالَ الكِسَّائِيُّ: المَــكْرُــمُ: المَــكْرُــمَةُ، ولَمْ يَجِئ [على] مَفْعُلٌ للمُذَــكَّر إِلَّا حَرْفان نَادِرَانِ، لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا: مَــكْرُــمٌ ومَعْوُنٌ. وأنْشَدَ لأبِي الأخْزَرِ الحِمَّانِيِّ.
(نِعْمَ أخُو الهَيْجَاءِ فِي الْيَوْمِ اليَمِى ... )

(لِيَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعَالِ مَــكْرُــمِ ... )

وَقَالَ جَمِيلٌ:
(بُثَيْنَ الْزَمِي " لَا " إِنّ " لَا " إِنْ لَزِمْتِه ... على كَثْرةِ الوَاشِينَ أَيُّ مَعُونِ)

وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَــكْرُــمَةٍ ومَعُونَةٍ، وعِنْدَه أنّ مَفْعُلا لَيْسَ من أَبْنِيَة الكَلام. قُلتُ: وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي " م ل ك " مُفَصَّلا فراجِعْه.
(وأَرضٌ مَــكْرُــمَةٌ) ، بِضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِها (وكَرَــمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِــيمَةٌ طَيِّبَةٌ) ، وقِيلَ: هِيَ المَعْدُونَةُ المُثَارَةُ، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: أرضٌ مَــكرَــمةٌ للنَّبَاتِ إِذا كَانَت جَيِّدَةً للنّبَاتِ، وَفِي بَعضِ نُسَخِه: مَــكْرَــمَةٌ للنَّبَاتِ.
(وأرضٌ) كَرَــمٌ (وأَرْضَانِ) كَرْــمٌ (وأَرَضُونَ كَرَــمٌ) : مُثَارَةٌ مُنَقَّاةٌ من الحِجَارَةِ. (والــكَرْــمُ) ، بِفَتْح فَسُكُونٍ (العِنَبُ) ، واحِدَتُهُ: كَرْــمةٌ، قَالَ:
(إذَا مُتُّ فادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ كَرْــمَةٍ ... يُرَوِّي عِظَامِي بعدَ مَوْتِي عُروقُها)

وقِيلَ: الــكَرْــمةُ: الطَّاقَةُ الوَاحِدَةُ من الــكَرْــمِ.
وَمن المَجَازِ: هَذِه الكُورةُ إِنَّمَا هِيَ كَرْــمَةٌ ونَخْلَةٌ، يَعْنِي بِذَلِكَ الكَثْرَةَ، كَمَا يُقالُ: إنّما هِيَ سَمْنَةٌ وعَسْلَةٌ.
(و) الــكَرْــمُ: (القِلادَةُ) . يُقال: (رأَيتُ فِي عُنُقِها كَرْــمًا حَسَنًا من لُؤْلُؤٍ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وقِيل: هِيَ القِلادَةُ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وأنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِير:
(لقد وَلَدَتْ غَسَّانَ ثالِبَةُ الشَّوَى ... عَدُوسُ السُّرَى لَا يَقْبَلُ الــكَرْــمَ جِيدُها)
وأنشَدَ غَيرُه:
(فيا أَيَّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه ... بــكَرْــمَيْنِ كَرْــمَيْ فِضَّةٍ وفَرِيدِ)

(وأَرْضٌ) كَرْــمٌ: مُثَارَةٌ (مُنْقَّاةٌ من الحِجَارَةِ) ، والصَّحِيح أَنه بالتَّحْرِيك كَمَا تَقَدَّم قَرِيبًا.
(و) قِيلَ: الــكَرْــمُ (نَوعٌ من الصِّيَاغَةِ) الَّتِي تُصاغُ (فِي المَخَانِقِ) .
(أَو بَناتُ كَرْــمٍ: حَلْيٌ كَانَ يُتَّخَذُ فِي الجَاهِلِيَّةِ) .
(ج: كُرومٌ) وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ.
(ونَحْرًا عَلَيه الدُّرُّ تُزْهِي كُرومُه ... تَرائِبَ لَا شُقْرًا يُعَبْنَ وَلَا كُهْبَا)

وَقَالَ آخرُ:
(تَبَاهَى بِصَوْغٍ من كُرومٍ وفِضَّةٍ ... مُعَطَّفةٍ يَكْسُونَها قَصَبًا خَدْلا)

وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِيرٍ فِي أُمِّ البَعيثِ: (إِذَا هَبَطَتْ جَوَّ المَرَاغِ فَعَرَّسَتْ ... طُرُوقًا وأَطْرَافُ التَّوَادِي كُرُــومُها)

(و) الــكَرَــمُ، (بِالتَّحْرِيكِ: ع) ، وبِه فُسِّرَ قَولُ أبِي ذُؤَيْب:
(وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ منْه سَجِيَّةٌ ... ومَا عِشْتَ عَيْشًا مِثْلَ عَيْشِكِ بِالــكَرَــمِ)

(و) كَرْــمَى، (كَسَــكْرَــى: ة بِتَــكْرِــيتَ) .
(و) من المَجازِ: (كَرَّــمَ السَّحابُ تَــكْرِــيمًا) : جَادَ بِمَطَرِه.
(و) كُرِّــم السَّحابُ، (تُضَمُّ كَافُه) ، إِذَا (كَثُرَ مَاؤُهُ) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِف سَحَابًا:
(وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّــمَ مَاءً صَرِيحا)

ورَواهُ بَعضُهم: وغُرِّمَ مَاء صَرِيحا. قَالَ أَبُو حَنِيفَة: زَعَمَ بَعضُ الرُّواةِ أَنَّ غُرِّمَ خَطَأٌ، وَهُوَ أَشْبَه بقَولِه: ((وَهِي خَرْجُه)) .
كَرْــمَانُ) ، بِالفَتْحِ (وقَدْ يُكْسَرُ، أَو) الكَسْرُ (لَحْنٌ) ، اقْتَصَرَ الرُّشاطِيُّ على الفَتْحِ، وهَكَذا نَقَلَه الجَوَالِيقِيِّ عَن ابنِ الأنْبَارِيِّ، قَالَه نَصْرٌ، وجَمَع بَيْنَهما ابنُ الأثِير، وفَرَّقَ ابنُ خِلِّكان فَقَالَ: الفَتْحُ فِي البَلْدَةِ والكَسْرُ فِي الإقْلِيمِ، والصَّوابُ: بِالعَكْسِ، وخُطِّئَ ياقُوتُ فِي الفَتْحِ فِيهِما، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: كَرْــمَانُ: اسْمُ بَلَدٍ، بَالفَتْحِ، وَقد أُوْلِعَتِ العامَّةُ بِكَسْرِها، قَالَ: وَقد كَسَرَها الجَوْهَرِيّ فِي (رَحَب) فَقَالَ يَحْكِي قَولَ نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ: " أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ فِي طَاعَة الــكِرْــمَانِيُّ " (إِقْلِيمٌ بَيْنَ فارِسَ وسِجِسْتَان) قَالَ ابنُ خُرْدَاذْبَه: هِيَ مِائَةٌ وثَمَانونَ فَرْسَخًا فِي مِثْلِها، افْتَتَحها عَبدُ الرّحْمن بنُ سَمُرَةَ بنِ جُنْدِبٍ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ.
(و) كِرْــمانُ، بِالكَسْرِ، وضَبَطه ابنُ خِلِّكان، بالفَتْح: (د قُربَ غَزْنَةَ ومَــكْرانَ) ، بَيْنَه وبَيْنَ حُدودِ الهندِ أربعةُ أيَّام.
(والــكَرْــمَةُ: ع) وبِه فُسِّر قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ: ((مِثْلَ عَيْشِك بِالــكُرْــم)) قِيل: أَرادَ بِالــكُرْــمَةِ هَذَا المَوضِع فجَمَعَها بِمَا حَوَالَيْها، واسْتَبْعَدَه ابنُ جِنِّي.
(و) أَيضًا: (ة بِطَبَسَ) .
(و) أَيْضا: (رَأْسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيرُ) كَاَنَّه جَوْزَةٌ تَدُورُ فِي قَلْتِ الوَرِك، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ فِي صِفَة فَرَسٍ:
(أُمِرَّتْ عَزِيزَاه ونِيطَتْ كُرومُه ... إِلَى كَفَلٍ رَابٍ وصُلْبٍ مُوثَّقِ)

(و) الــكُرْــمَةُ، (بِالضَّمِّ: نَاحِيَةٌ بِاليَمَامَةِ) . قَالَ ابنُ الأَعْرِابِيّ: هُو مُنْقَطَعُ اليَمَامَةِ بِالدَّهْناء.
(والــكَرَــامَةُ: طَبَقٌ) يُوضَعُ على (رَأْسِ الحُبِّ) والقِدْرِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُقالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الــكَرَــامَةَ، وَهُوَ مِثْلُ النُّزُلِ، وسَأَلتُ عَنهُ فِي البَادِيَةِ فَلم يُعْرَفْ. قُلتُ: وبِه فَسَّرَ بَعضٌ قَولَهم: حُبًّا وكَرَــامَةً، كَمَا تَقَدَّم فِي " ح ب ب ".
(و) كَرَــامَةُ: (جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ) العِجْلِيِّ مَوْلاهُم (شَيْخِ البُخَارِيِّ) وأبِي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ وابنِ ماجَةَ وابنِ صَاعِدٍ والمَحَامَليِّ وأبِي مَخْلَدٍ، وقَد رَوَى عَن أبِي أُسَامَةَ وطَبَقَتِه، مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْن وخَمسِين ومِائَتَيْن، وَكَانَ صاحبَ حَديثٍ.
(و) كَرَــامَةُ (بنُ ثَابِتٍ) الأنْصَارِيُّ (مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، ذَــكَرَــه ابنُ الكَلْبِيِّ فيمَن شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عليٍّ من الصَّحَابة.
(والــكَرِــيمَانِ) همَا (الحَجُّ والجِهَادُ، منْه) الحَدِيثُ: (خَيْرُ النَّاسِ) يَوْمَئِذٍ (مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِــيمَيْن) ، أَوْ مَعْنَاه بَيْنَ فَرسَيْن يَغْزُو عَلَيْهِما، أَو بَعِيرَيْن يَسْتَقِي عَلَيْهِما، (و) قِيلَ: بَيْنَ أَبَوَيْن مُؤْمِنَيْن. و (أَبَوَانِ كَرِــيمَان مُؤْمِنَان) أَي: بَيْنَ أبٍ مُؤْمِنٍ هُوَ أَصْلُه وابنٍ مُؤْمِنٍ هُوَ فَرْعُه، فَهُوَ بَيْنَ مُؤْمِنَيْنِ هُمَا طَرَفَاه وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
كَرِــيمَتُك: أَنفُكَ) .
(و) قِيلَ: (كُلُّ جَارِحَةٍ شَرِيفَةٍ كَالأُذُن) والعَيْنِ (واليَدِ) فَهُوَ: كَرِــيمَةٌ.
وَقَالَ شَمِر: كُلُّ شيءٍ مُــكرَــم عَلَيْك فَهُوَ: كَرِــيمُك وكَرِــيمَتُك.
(والــكَرِــيمَتَان: العَيْنَانِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ القُدْسِيُّ: " إنّ الله يَقولُ إِذَا أَنَا أَخذتُ من عَبْدِي كَرِــيمَتَيْه وَهُوَ بِهما ضَنِينٌ، فَصَبر لِي لَمْ أَرْضَ لَهُ بهما ثَوابًا دُونَ الجَنَّة " يُرِيد جَارِحَتَيْه أَي: الــكَرِــيمَتَيْن عَلَيْهِ، وهما العَيْنان. ويُروَى: كَرِــيمَتُه بِالإفْرَاد. قَالَ شَمِر: قَالَ إسحاقُ ابنُ مَنْصُورٍ: قَالَ بَعضُهم: يُرِيدُ أَهْلَهُ، قَالَ: وبَعضُهم يَقولُ: [يُرِيد] عينه.
(وسَمَّوْا كَرَــمًا، كَجَبَلٍ، وكِتَابٍ، وعَزِيزٍ، وزُبَيْرٍ، وسَفِينَةٍ، ومُعَظَّمٍ، ومُــكَرَّــمٍ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّواب: ومُــكْرَــمًا. فمِنَ الأولِ: كَرَــمٌ، وَأَبُو الــكَرَــم، كَثِيرُونَ.
وَمن الثّانِي: أَبُو أَحْمَدَ إلياسُ بنُ كِرَــامٍ البُخَارِيُّ، عَن أحْمَدَ بنِ حَفْصٍ، وأبُو الــكِرام عَبدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عليٍّ الجَعْفَرِيُّ المَدَنِيُّ وابْنُه محمّدٌ، لَهُ أخْيارٌ، وحَفِيدُه دَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن مَالِكٍ، وعبدُ الوَهَّاب بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ أبِي الــكِرَــامِ، عَن أحمدَ بنِ محمدِ بنِ المُهَنْدِس الهَرَوِيّ، وأُمُّ الــكِرام بنتُ الحَسَنِ بنِ زَــكَرِــيّا، رَوَى عَنْهَا السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الــكِرَــامِ جَعْفَرُ بنُ مُحمّدِ بنِ عَبْد السَّلامِ من شُيوخِ ابنِ جَمِيع. وَأَبُو الــكِرام مُحَمَّدُ بنُ أحمدَ البَزَّازُ المِصْرِيُّ عَن المَنْجَنِيقِيّ.
وَمن الثَّالِثِ: كَرِــيمُ بنُ أبِي حازِمٍ، رَوَى عَنهُ أبانُ بنُ عبدِ الله البَجَلِيُّ، وزُرَيْقُ بن كَريمٍ عَن عَبد الله بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ يُونُسَ بنُ عُبَيْدٍ، وكَرِــيمُ بنُ عَفِيفٍ الخَثْعَمِيُّ كَانَ مَحْبُوسًا عِنْدَ مُعاوِيَةَ بنِ أبِي سُفْيان، فَشفعَ فِيه عبدُ الله بنُ شَمِرٍ فَقالَ: يَا أميرِ المُؤْمِنين: هَبْ لي ابنَ عَمِّي فإنّه كَرِــيمٌ كاسْمِه، فوَهَبَه لَهُ، وكَرِــيمُ ابنُ الحارِثِ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه، وَقد رَوَى عَن أَبِيه، وضَبَطَه البُخَارِيُّ بِالضَّمِّ والصَّوابُ: الفَتْح، نَبَّه عَلَيْهِ الحافِظُ، روى عَنهُ ابنُه زُرَارَةٌ، وكَرِــيمُ الدِّينِ عَبدُ الــكَرِــيمِ بنُ عَبدِ الله [بنِ] مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ جَدٌّ لِشَيْخِنَا العَلاَّمةِ محمدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَبْد الــكَرِــيم الــكَرِــيمِيِّ.
وَمن الرَّابِع: كُرَــيْمٌ شَيْخٌ لأبِي إسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، جَزَم فِيهِ ابنُ مَاكُولا بِالضَّمِّ، وكُرَــيْمٌ بنُ أبِي مَطَرٍ المَرْوَزِيُّ عَن عِــكْرِــمَةَ، وَأَبُو كُرَــيْمٍ الهَمَدَانِيُّ، قُتِلَ بِنَهَاوَنْدَ، ويُوسُفُ بنُ عِيسى بنِ يُوسُفَ. ابنِ عِيسى بنِ كُرَــيْمٍ العَفِيفُ الدِّمْيَاطِيُّ، مِمَّن أَخَذَ عَن الشَّرَفِ الدِّمْيَاطِيِّ، وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ زَيْدِ بنِ عُيَيْنَةَ بنِ كُرَــيْمٍ الأنْصَارِيُّ مَدَنيٌّ عَن أَنَسٍ.
وَمن الخَامِس: كَرِــيمَةُ المَرْوَزِيَّةُ رَاوِيَةُ البُخَارِيِّ، وعِدَّةُ نِسْوَةٍ غَيْرِها، وأَبُو كَرِــيمَةَ الحُرُّ بنُ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يــكَرِــبَ، لَهُ صُحْبَةٌ.
وَمن السَّادِس: هِبَةُ الله بنُ مُــكَرَّــمٍ عَن أَبِي البطر، وابنُه مُــكَرَّــمُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَن قَاضِي المَارِسْتَان وأَخُوه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ ابنُ هِبَةِ الله، سَمِعَ أَبَا الوَقْتِ، وابنُ أخِيهِ عَلِيُّ بن مُــكَرَّــمِ بنِ هِبَةِ الله عَنْ أبِي شَاتِيل، والجَمَالُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الصَّدْرِ الأوْحَدِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي العِزِّ مُــكَرَّــمِ ابنِ الشَّيْخِ نَجِيبِ الدِّينِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ الأنْصَارِيُّ الرُّوَيْفِعِيُّ الخَزْرَجِيُّ مُؤَلِّفُ لِسانُ العَرَبِ الَّذِي مِنْهُ مادَّةُ كِتَابِي هَذَا، ولِدَ بِالقَاهِرة سنة ثَلاثِين وسِتِّمِائة، وعُمِّرَ وَتَفَرَّدَ بالعَوَالِي، وسَمِع مِنْهُ الذَّهَبِيُّ والسُّبْكِيُّ والبِرزالِيُّ الحُفَّاظُ، وتُوفِّي سَنَةَ إحدَى عَشَرَ وسَبْعِمائةٍ، وأَبُوه من أَكَابِر الفُضَلاء، وولَدُه قُطْبُ الدِّينِ حَدَّثَ أَيْضا، ومُــكَرَّــمُ بنُ المُظَفَّرِ العيزربي من شُيُوخ الدِّمياطيِّ، مَاتَ سنة اثْنَتَيْن وسَبْعِين وسِتِّمِائة.
وَمن السَّابع: مُــكْرَــمُ بنُ أبِي الصَّقْرِ وطَائِفَة.
(ومُحَمَّدُ بنُ كَرَّــامٍ، كَشَدَّادٍ) بنِ عِراقِ بن حِزَابَة أبُو عَبْدِ الله السِّجْزِيُّ (إِمَامُ الــكَرَّــامِيَّةِ) ، جَاورَ بِمَكَّةَ خَمسَ سِنِين، وَوَرد نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه طاهرُبنُ عَبدِ الله، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الشَّامِ، وَعَاد إِلَى نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه مُحَمَّدُ بنُ طاهِرٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنها فِي سَنَة إحدَى وخَمْسِين ومِائَتَيْن إِلَى القُدْسِ، فَمَاتَ بِها فِي سنةِ خَمسٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْن، حَدَّث عَن مَالِكِ بنِ سُلَيْمَانَ الهَرَوِيِّ. وعَلِيِّ بنِ حَجَرٍ، وصَحِبَ أحمدَ بنَ حَرْبٍ الزَّاهدَ، وأَكْثَر عَن أحمدَ بنِ عَبدِ الله الجُوَيْبَارِيِّ، وَعنهُ مُحمدُ بنُ إسمْاعِيلَ بنِ إسْحاقَ، وإبْراهِيمُ بنُ مُحمدِ بنِ سُفْيَانَ، صَاحِبُ مُسلِمٍ، ومِنْ مَشَاهِيرِ اصْحَابِه أَبُو يَعْقُوبَ إسْحَاقُ بنُ مَحْمِشٍ الوَاعِظُ إِمامُهم فِي عَصْرِه، أَسلَمَ على يَدِهِ من أهْلِ الكِتَابَيْن والمَجُوس نَحوٌ من خَمْسَةِ آلَاف مَا بَين رَجُلٍ وامْرَأَةٍ، وماتَ سنَةَ ثَلاثٍ وثَمانِينَ وثَلاثِمِائَةٍ، وَقد ذَــكَرَــهُ العُتْبِيُّ فِي التَّارِيخِ اليَمَنِيِّ وأَثْنَى عَلَيْهِ، واخْتُلِفَ فِي رَاءِ مُحمّدِ بنِ كَرَّــام فَقِيلَ: هَكَذَا بالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ المَشْهُورُ يُقالُ: كانَ أَبُوهُ يَحْفَظُ الــكَرْــمَ، وبِهِ سُمِّي. قَالَ الحافِظُ: وَوَقَعَ فِي سِفْرِ أبي الغتم البُسْتِيِّ بِالتَّخْفِيفِ، ووَقَعَتْ فِي ذَلِك قِصَّةٌ للصَّدْرِ بنِ الوَكِيلِيِّ، ذَــكَرَــهَا الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكيُّ. قُلتُ: وإلَيْه مَالَ العُتبِيُّ وأَنشَدَ فِي تَارِيخِه:
(إِنَّ الذينَ بِجَهْلِهِمْ لَمْ يَقْتَدُوا ... بُمُحَمَّدِ بنِ كِرَــامِ غَيرُ كِرامِ)

(الرّأْيُ رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ وَحْدَهُ ... والدِّينُ دِينُ مُحمّدِ بنِ كِرَــامِ)

وَبِه استدَلَّ ابنُ السُّبْكِيِّ على التَّخْفِيفِ، وأَيَّدَه بأنّ وَالِدَه الشَّيخَ الإمَامَ كَانَ يَسْمَعُهُما ويقرِّهُما، وَهُوَ (القَائِلُ بِأَنَّ مَعْبُودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأَنَّه جَوْهَرٌ) فِي مَكَان مُمَاسٍٍّ لعَرْشِه فَوقَه (تَعالَى الله عَن ذَلِكَ) عُلُوًّا كَبِيرًا، وقَدْ أَوْرَدَ هذِه المَقالَةَ عَنهُ الشّهْرسْتَانِيُّ فِي المِلَلِ والنِّحْلِ ويَاقُوتُ وغَيْرُهُما من العُلماءِ، ووَافَقَه على هذِه خَلْقٌ لَا يُحْصَوْن بِنَيْسَابُور وهَرَاةَ.
(والتَّــكْرِــمَةُ: التَّــكْرِــيمُ) مَصْدر كَرَّــمَ وَله نَظَائِرُ.
(و) أَيْضا (الوِسَادَةُ) وَهُوَ المَوْضِعُ الخَاصُّ لِجُلُوسِ الرَّجُلِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ سَرِيرٍ، ممّا يُعَدُّ لإكرامِه، وهِي تَفْعِلَةٌ مِن الــكَرَــامة، وَمِنْه الحَدِيث: " وَلَا يُجْلَسُ على تَــكْرِــمَتِه إِلَّا بإذْنِه ".
(و) كِرْــمانُ، ويُقالُ (كِرْــمَانِيُّ بنُ عَمْرِو) بنِ المُهَلَّبِ المُغَنِّي (بِالكَسْرِ) ويَاءِ النِّسْبَةِ: أَخو مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ البَصرِيِّ (مُحَدِّثٌ) عَن حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَعنهُ إِسْحَاقُ بنُ إبراهيمَ بن شَاذَانَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (كَرُــمَتْ أَرْضُه) العَامَ (بِضَمِّ الرَّاءِ) إذَا (دَمَلَهَا) بالسِّرْقِينِ ونَحْوه، (فَزَكَا زَرْعُها) ، وطَابَتْ تُرْبَتُها، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. قَالَ: وَلَا يَــكْرُــم الحَبُّ حَتَّى يكونَ كثيرَ العَصْفِ، يَعْنِي التِّبْنَ والوَرَقَ.
كُرَــمِيَّةُ بِالضَّمِّ وفَتْحِ الرَّاءِ) وتَشْدِيدِ اليَاءِ (ة) .
كَرَــمِينِيَّةُ) بفَتْح الكَافِ والرَّاء وكَسْرِ المِيمِ وتَشْدِيدِ اليَاءِ (وتُخَفَّفُ، أَوْ) هِيَ (كَرْــمِينَةُ) بِغَيْرِ يَاءٍ مُشَدَّدَةٍ (د ببخارى) . وَقَالَ ابنُ الأثِير: بينَها وبَيْن سَمَرْقَنْدَ. وَمِنْهَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ ورَّاقُ أَبِي بَــكْرٍ بنِ دُرَيْدٍ ذَــكَره الأمِيرُ وأَبُو عَبْد الله مُحَمَّدُ بنُ ضَوْءِ بنِ المُنْذِرِ الشَّيْبانِيُّ الــكَرْــمِينِيُّ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلاَّمٍ، وأَبُو الفَرَج عَزِيزُ بنُ عبدِ الله البُخارِيُّ الــكَرْــمِينِيُّ الشَّافِعِيُّ أَحَدُ المُناظِرِينِ بِبُخَارَا.
(وأَــكْرَــمَ) الرَّجُل: (أَتَى بِأَوْلادٍ كِرَــامٍ) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وأَعْتَدْنَا لَهَا (زرْقًا كَرِــيمًا} } أَيْ: (كَثِيرًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وَقل لَهما قولا كَرِــيمًا} أَيْ: (سَهْلاً لَيِّنًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: (ويُدْخِلْكم مُدْخَلاً كَرِــيمًا) أَيْ: حَسَنًا، وَهُوَ الجَنَّةَ.
(وَفِي الحَدِيثِ) الَّذِي رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ أَنَّه صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: " لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الــكَرْــمَ فَإِنَّمَا الــكَرْــمُ الرَّجلُ المُسْلِمُ " قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((أَرادَ أَنْ يُقَرِّبَ ويُسَدِّدَ مَا فِي قَولِه عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ أَــكْرَــمَكُم عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ) بِطَرِيقَةٍ أَنِيقَةٍ ومَسْلَكٍ لَطِيفٍ (ولَيْسَ الغَرَضُ حَقِيقَةَ النَّهْيِ عَن تَسْمِيِتَه) أَي العِنَب (كَرْــمًا، ولكِنَّهُ رَمْزٌ إِلَى أَنَّ هَذَا النَّوعَ مِنْ غَيْر الأناسِيِّ المُسَمَّى بِالاسْمِ المُشْتَقِّ من الــكَرَــمِ أنتُم أَحِقَّاءُ بأَنْ لَا تُؤَهِّلُوهُ لِهَذِه التَّسْمِيَةِ غَيْرَةً للمُسْلم التَّقِيِّ أَنْ يُشَارَكَ فِيمَا سَمَّاهُ الله تَعالَى، وخَصَّهُ بِأَنْ جَعَلَهُ صِفَتَه، فَضْلاً أنْ تُسَمُّوا بالــكَرِــيمِ مَنْ لَيْسَ بمُسْلِمٍ، فَكَأَنَّه قَالَ: إِنْ تَأَتَّى لَكُم أَنْ لَا تُسَمُّوهُ مَثَلاً باسْمِ الــكَرَــمِ، وَلَكِن بالجَفْنَةِ أَو الحَبَلَةِ) أَو الزَّرْجُونِ (فافْعَلُّوا)) ) . قَالَ: (وقَوْلُه: فإنَّمَا الــكَرْــمُ أَيْ فَإِنَّمَا المُسْتَحِقُّ لِلاسْمِ المُشْتَقِّ من الــكَرَــمِ) الرَّجُلُ (المُسْلِمُ) .
وَقَالَ الأزهَرِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ الــكَرَــمَ الحَقِيقِيَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ الله تَعالَى، ثُمَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ مَنْ آمَنَ بِه وأَسْلَمَ لأمْرِهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَامُ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فيُقَالُ: رَجُلٌ كَرَــمٌ، ورَجُلانِ كَرَــمٌ، ورِجَال كَرَــمٌ، وامْرَأَة كَرَــمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ أُقِيمَ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فَخَفَّفَتِ العَرَبُ الــكَرْــمَ وهم يُرِيدُون كَرَــمَ شَجَرَةِ العِنَبِ لِمَا ذُلِّلَ من قُطُوفِهِ عِنْدَ اليَنْعِ، وكَثُرَ مِنْ خَيْرِهِ القَاطِفَ. ونَهَى صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم عَن تَسْمِيَتِهِ بِهَذَا الاسْم، لِأَنَّهُ يُعْتَصَرُ مِنْهُ المُسْــكِرُ المَنْهِيُّ عَن شُرْبِهِ، وأَنَّه يُغَيِّرُ عَقْلَ شَارِبِهِ، ويُورِثُ شُرْبُه العَدَاوةَ والبَغْضَاءَ وتَبْذِيرَ المَالِ فِي غير حَقِّهِ. وقَالَ: الرَّجُلُ المُسلِمُ أَحقُّ بِهذِه الصِّفَةِ من هَذِه الشّجَرة.
وَقَالَ أَبُو بَــكْرِ: سُمِّيَ الــكَرْــمُ كَرْــمًا لأنَّ الخَمرَ المُتَّخَذَةَ مِنْهُ تَحُثُّ على السَّخَاءِ والــكَرَــمِ وتَأْمُر بِمَكَارِمِ الأخْلاَقِ، فاشتَقُّوا لَهُ اسْمًا من الــكَرَــم للــكَرْــم الَّذِي يَتَولَّدُ مِنْهُ، فــكَرِــهَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم أَنْ يُسَمَّى أَصلُ الخَمْر باسْمٍ مَأْخُوذٍ من الــكَرَــم، وجَعَلَ المُؤْمِنَ أَولَى بِهذَا الاسْمِ الحَسَنِ، وأَنْشَدَ:
(والخَمْرُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الــكَرَــمِ ... )
ولِذَلكَ يُسَمَّى الخمْرُ رَاحًا لأَنَّ شَارِبَها يَرْتَاحُ للعَطَاءِ أَي يَخِفُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الــكَرِــيمُ مِنْ صِفَاتِ الله تَعَالَى وأَسْمَائِهِ، وَهُوَ الكَثِيرُ الخَيْرِ، وقِيلَ: الجَوَادُ، وقِيل: المُعْطِي الَّذِي لَا يَنْفَدُ عَطَاؤُه، وقِيلَ: هُوَ الجَامِعُ لأَنْوَاعِ الخَيْرِ والفَضَائِلِ والشَّرَفِ، وقِيلَ: حَمِيدُ الفِعَالِ، وَقيل: العَظِيمُ، وقِيلَ: المُنَزَّهُ عَمّا لَا يَلِيقُ، وقِيلَ: الفَضُولُ، وقِيلَ: العَزِيزُ، وقِيلَ: الصَّفُوحُ، وَقد ذَــكَره المُصَنِّفُ، فهَذَا مَا قِيل فِي تَفْسِير اسْمِه تَعَالَى، وَقَالَ بَعْضُهم: الــكَرَــمُ إِذا وُصِفَ تَعالَى بِهِ فَهُوَ اسمٌ لإحْسَانِهِ وإِنْعَامِهِ، وَإِذا وُصِفَ بِهِ الإنسانُ فَهُوَ اسمٌ للأَخْلاقِ والأَفْعَالِ المَحْمُودَةِ الَّتِي تَظْهَرُ مِنْهُ، وَلَا يُقالُ: هُوَ كَرِــيمٌ حتّى يَظْهَرَ مِنْهُ ذَلِكَ.
والــكَرِــيمُ أَيضًا: الحُرُّ.
والنَّجِيبُ.
والسَّخِيُّ.
والطَّيِّبُ الرَّائِحَة.
والطَّيِّبُ الأَصْلِ.
وَالَّذِي كَرَّــمَ نَفسَه عَن التَّدنُّسِ بِشَيءٍ من مُخَالَفَةِ رَبِّهِ.
وَأَيْضًا الرَّقِيقُ الطَّبْعِ.
والحَسَنُ الأَخْلاقِ.
والواسِعُ الصَّدْرِ.
والحَسِيبُ.
والمُخْتَارُ المَزيِّنُ.
والمُحْسِنُ.
والعَزِيزُ عِندَك.
والحَجُّ.
وأَيضًا: الجِهَادُ.
وفَرسٌ يُغْزَى عَلَيْهِ.
والبَعِير يُسْتَقَى بِهِ. وَهَذِه الأَرْبَعَةُ ذَــكَرَــها المُصنِّف.
وكِتابٌ كَرِــيم، أَي: مَخْتُومٌ أَو حَسَنٌ مَا فِيهِ.
وقرآنٌ كَرِــيمٌ: يُحْمَدُ مَا فِيهِ من الهُدَى والبَيَانِ والعِلْمِ والحِكْمَةِ.
وقَولٌ كَرِــيمٌ: سَهْلٌ لَيِّنٌ.
ورِزقٌ كَرِــيمٌ أَيْ: كَثِيرٌ، وَقد ذَــكَرَــهُمَا المُصَنِّفُ.
ومَدْخَلٌ كَرِــيمٌ: حَسَنٌ.
والــكَرِــيمُ أَيْضا: الرَّئِيسُ.
والعَفِيفُ.
والجَمِيلُ.
والعَجِيبُ الغَرِيبُ.
والعَالِمُ، والنَّفِيسُ.
والمَطَرُ الجَوْدُ.
والمُعْجِزُ.
والذَّلِيلُ على التَّهَكُّم، فهَذِه نَيْفٌ وثلاثُون قَولاً فِي مَعْنَى الــكَرِــيم، وَلم أَرَه مَجْمُوعًا فِي كِتابٍ.
قَالَ الفَرَّاء: العَربُ تَجْعَلُ الــكَرِــيمَ تَابِعًا لِكُلِّ شَيءٍ نَفَتْ عَنهُ فِعْلاً تَنْوِي بِهِ الذَّمَّ، ويُقالُ: أَسَمِينٌ هَذَا؟ فَيُقال: مَا هُوَ بِسَمينٍ وَلَا كَرِــيمٍ، وَمَا هَذِه الدَّارُ بِوَاسِعَةٍ وَلَا كَرِــيمَةٍ. والمُكَارَمَةُ: أَنْ تُهْدِيَ لإنْسانٍ شَيْئًا ليُكافِئَكَ عَلَيْه، وَهِي مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْــكَرَــمِ، وَمِنْه الحَدِيثُ فِي الخَمْرِ: " إِنَّ الله حَرَّمَها وحَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا "، وَمِنْه قَولُ دُكَيْن:
(إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قَطَنِ بْنِ دَارِمِِ ... )

(أَطْلُبُ دَيْنِي مِنْ أَخٍ مُكَارِمِ ... )
أَي: يُكافِئُني على مَدْحِي إيَّاهُ.
وأَــكْرَــمتُ الرَّجُلَ أُــكْرِــمُه وأَصْله أُأَــكْرِــمُه، كَأُدَحْرِجُه فَإن اضْطُرَّ جَازَ لَهُ أَن يُرَدَّهُ إِلَى أَصْلِه كَمَا قَالَ:
(فإنَّه أَهْلٌ لأَنْ يُؤَــكْرَــمَا ... )
نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ويُقالُ فِي التّعَجُّبِ: مَا أَــكْرَــمَهُ لِي، وَهُوَ شَاذٌّ، لَا يَطَّردُ فِي الرُّبَاعِيِّ.
قَالَ الأخْفَشُ: وقَرَأَ بَعْضهم: {مَا لَهُ من مــكرم} بفَتْح الرَّاء، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ: مُخْرَجٍ ومُدْخَلٍ.
وتَــكَرَّــمَ: تَكَلَّفَ الــكَرَــمَ قَالَ المُتَلَمِّسُ:
(تَــكَرَّــمْ لِتَعْتَادَ الجَمِيلَ ولَنْ تَرَى ... أَخَا كَرَــمٍ إلاَّ بأَنْ يَتَــكَرَّــمَا)

والــكَرِــيمَةُ: الأهْلُ، وقِيلَ: شَقِيقَةُ الرَّجُل، والجَمْعُ: الــكَرَــائِم.
وكَرائِمُ المَالِ: نَفَائِسُه.
والــكَرِــيمَةُ: الحَسِيبُ، يُقال: هُوَ كَرِــيمَةُ قَومِه قَالَ:
(وأَرَى كَرِــيمَكَ لَا كَرِــيمَةَ دُونَه ... وأَرَى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأجْوَادِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا أَتَاكُمْ كَرِــيمَةُ قَوْمٍ فَأَــكْرِــمُوه " أَي: كَرِــيمُ قَومٍ. وقَولُ صَخْرِ بنِ عَمْرٍ و:
(أَبَى الفَخْرَ أَنَّي قَدْ أَصَابُوا كَرِــيمَتِي ... وأَنْ لَيْسَ إِهْدَاءُ الخَنَا مِنْ شِمَالِيَا)

يَعنِي بِقَوْلِه: كَرِــيمَتي أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ بنَ عَمْرٍ و.
والتَّــكْرِــيمُ: التَّفْضِيلُ.
وَفِي الحَدِيثِ: " إِنَّ الــكَرِــيمَ ابنَ الــكَرِــيمِ ابنِ الــكَرِــيم يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ [ابنِ إسحقَ] بنِ إبراهِيمَ "؛ لأنَّه اجتَمَع لَهُ شَرَفُ النَبوّةِ والعِلْمِ والجَمَالِ والعِفَّةِ وكَرَــمِ الأخْلاقِ [والعَدلِ] ، ورِياسةِ الدُّنْيَا والدِّينِ.
والأكَارِمُ جَمْع: كِرَــام، وكِرَــامٌ جَمْعُ: كَرِــيمٍ.
والــكَرَــامَةُ: أمرٌ خَارِقٌ للعَادَةِ غَيرُ مُقَارَنٍ بِالتَّحَدِّي ودَعْوَى النُّبُوَّةِ.
والــكَرَّــامُ، كشَدَّادٍ: حَافِظُ الــكَرْــمِ.
وكَرَــامٌ، كَسَحَابٍ: والِدُ مُحَمَّدٍ رَئِيسِ الــكَرَــامِيّة، أَحَدُ الأقْوال فِي ضَبْطِه كَما فِي لِسَان الميزَانِ.
وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ كَرَّــامٍ الإسْكَنْدَرانِيُّ، وراشِدُ بنُ نَاجِي، وأَبو كَرَّــامٍ كِلاهُمَا كَشَدَّادٍ كَتَب عَنْهُمَا السِّلَفِيُّ.
والمُــكَرِّــمِيَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى أبِي المُــكَرِّــمِ.
وكِرْــمانِيَّةُ، بِالكَسْر: قَرْيَةٌ بِفارِس.
وكرمون: عَلَمٌ.
وكذَا: كُرَــيِّمٌ، مُصَغَّرًا مُشَدَّدًا.
وبَنُو كَرامَةَ: بُطَيْنٌ بِطَرَابْلسِ الشَّامِ.
ومَحَلَّةُ كرمين: قريَة بمِصْر من أَعمالِ الغَرْبِيَّة.
ومَحَلَّةُ الــكُرُــوم: قَرْيَتَان بالبُحَيْرة.
وَفِي المَثَل: ((لَا يأْبَى الــكَرَــامَةَ إِلَّا حِمارٌ)) ، المُرادُ بِهِ الوِسَادَةُ فِي أَصْلِ المَثَل، قَالَه المفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ، وأولُ من قَالَه عَلِيٌّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ، ثمَّ اسْتُعْمِل لنَوْعٍ من المُقَابَلَةِ.

كرم: الــكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ

المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الــكريم المطلق. والــكَريم: الجامع

لأَنواع الخير والشرَف والفضائل. والــكَريم. اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عز

وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الــكريم العظيم. ابن سيده: الــكَرَــم نقيض

اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل

والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس قال ابن

الأَعرابي: كَرَــمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.

وقد كَرُــمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَــماً وكَرامة، فهو كَرِــيم وكَرِــيمةٌ

وكِرْــمةٌ ومَــكْرَــم ومَــكْرَــمة

(* قوله «ومــكرم ومــكرمة» ضبط في الأصل

والمحكم بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد، وقال السيد مرتضى فيهما بالضم).

وكُرامٌ وكُرَّــامٌ وكُرَّــامةٌ، وجمع الــكَريم كُرَــماء وكِرام، وجمع

الــكُرَّــام كُرَّــامون؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر كُرَّــام استغنوا عن تكسيره بالواو

والنون؛ وإنه لــكَرِــيم من كَرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد.

وإنه لَــكَرِــيمة من كَرائم قومه، وهذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم

وقوم كَرَــمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، ونسوة كَرائم. ابن

سيده وغيره: ورجل كَرَــمٌ: كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول:

امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَــم لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوح

(* قوله

«مسحوح» كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات) الشيباني: كذا ذكره

السيرافي، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة، اسمه عيسى،

وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ، وأَنه منعته الشفقة

على بناته، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني

فقال: ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي

خالد القَناني:

أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ،

وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ

أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى،

وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ؟

فكتب إليه أَبو خالد:

لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً

بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ

مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي،

وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ

وأنْ يَعْرَيْنَ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي،

فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَــمٍ عِجافِ

ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري،

وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ

أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا،

وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ؟

قال أَبو منصور: والنحويون ينــكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كَرِــيم

وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار، ولكن يقال رجل كَرَــم ورجال

كَرَــم أي ذوو كَرَــم، ونساء كَرَــم أي ذوات كرَــم، كما يقال رجل عَدْل وقوم

عدل، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ. وقال أَبو عبيد: رجل

كَرِــيم وكُرَــامٌ وكُرَّــامٌ بمعنى واحد، قال: وكُرام، بالتخفيف، أبلغ في

الوصف وأكثر من كريم، وكُرّــام، بالتشديد، أَبلغ من كُرَــام، ومثله ظَرِيف

وظُراف وظُرَّاف، والجمع الــكُرَّــامون. وقال الجوهري: الــكُرام، بالضم، مثل

الــكَرِــيم فإذا أفرط في الــكرم قلت كُرّــام، بالتشديد، والتَّــكْرِــيمُ

والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الــكَرامة؛ قال ابن بري: وقال أَبو

المُثَلم:ومَنْ لا يُــكَرِّــمْ نفْسَه لا يُــكَرَّــم

(* هذا الشطر لزهير من معلقته).

ابن سيده: قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك

إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَــماً وصَلَفاً، كأَنه يقول أَــكرمك الله

وأَدام لك كَرَــماً، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك

أَــكْرِــمْ به وأَصْلِف، ومما يخص به النداء قولهم يا مَــكْرَــمان؛ حكاه الزجاجي،

وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَــكْرَــمان؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي؛

قال ابن سيده: وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم. ويقال للرجل يا مَــكرمان، بفتح

الراء، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والــكَرَــم. وروي عن النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله

حَرَّمها، فقال الرجل: أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ؟ فقال: إن الذي حرَّمها حرَّم

أن يُكارَم بها؛ المُكارَمةُ: أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه،

وهي مُفاعَلة من الــكَرَــم، وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها

إليهم ليُثِيبوني عليها؛ ومنه قول دكين:

يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ،

إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ،

أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ

أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه، يقول: لا أَطلب جائزته بغير

وَسِيلة. وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الــكرم، فــكَرَــمْته أَــكْرُــمه،

بالضم، إذا غلبته فيه. والــكَريم: الصَّفُوح. وكارَمنى فــكَرَــمْته أَــكْرُــمه:

كنت أَــكْرَــمَ منه. وأَــكْرَــمَ الرجلَ وكَرَّــمه: أَعْظَمه ونزَّهه. ورجل

مِــكْرام: مُــكْرِــمٌ وهذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أَــكْرَــمْتُ الرجل

أُــكْرِــمُه، وأَصله أُأَــكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا

الثانية، ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، وكذلك يفعلون، ألا تراهم

حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع

الأَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما

قال:فإنه أَهل لأَن يُؤَــكْرَــما

فأَخرجه على الأصل. ويقال في التعجب: ما أَــكْرَــمَه لي، وهو شاذ لا يطرد

في الرباعي؛ قال الأخفش: وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من

مُــكْرَــم، بفتح الراء، أي إكْرام، وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل. وله عليَّ

كَرامةٌ أَي عَزازة. واستَــكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِــيماً أَو وجده كذلك. ولا

أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْــماً ولا كُرْــمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا

تُظهر له فعلاً. وقال اللحياني: أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْــمَى لك

وكُرْــمةً لك وكُرْــماً لك، وكُرْــمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ

ونُعامَى عَينٍ

(* قوله «ونعامى عين» زاد في التهذيب قبلها: ونعم عين أي بالضم،

وبعدها: نعام عين أي بالفتح). ويقال: نَعَمْ وحُبّاً وكَرْــامةً؛ قال ابن

السكيت: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْــماناً، بالضم، وحُبّاً وكُرْــمة. وحكي عن

زياد بن أَبي زياد: ليس ذلك لهم ولا كُرْــمة.

وتَــكَرَّــمَ عن الشيء وتكارم: تَنزَّه. الليث: تــكَرَّــمَ فلان عما يَشِينه

إذا تَنزَّه وأَــكْرَــمَ نفْسَه عن الشائنات، والــكَرامةُ: اسم يوضع

للإكرام

(* قوله «يوضع للإكرام» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: يوضع موضع

الإكرام)، كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة، والغارةُ موضع الإغارة.

والمُــكَرَّــمُ: الرجل الــكَرِــيم على كل أَحد. ويقال: كَرُــم الشيءُ الــكَريمُ

كَرَــماً، وكَرُــمَ فلان علينا كَرامةً. والتَّــكَرُّــمُ: تكلف الــكَرَــم؛ وقال

المتلمس:

تــكَرَّــمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى

أَخَا كَرَــمٍ إلا بأَنْ يتَــكَرَّــما

والمَــكْرُــمةُ والمَــكْرُــمُ: فعلُ الــكَرَــمِ، وفي الصحاح: واحدة المَكارمِ

ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها

لازمة إلا هذين؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني:

مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي،

ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَــكْرُــمِ

ويروي:

نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي

وقال جميل:

بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِه،

على كَثرةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

قال الفراء: مَــكْرُــمٌ جمع مَــكْرُــمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ.

والأُــكْرُــومة: المَــكْرُــمةُ. والأُــكْرُــومةُ من الــكَرَــم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.

وأَــكْرَــمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام. واستَــكْرَــمَ: استَحْدَث عِلْقاً

كريماً. وفي المثل: استَــكْرَــمْتَ فارْبِطْ. وروي عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِــيمته وهو

بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا

أَخذت من عبدي كَرِــيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد

أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان،

يريد جارحتيه أي الــكريمتين عليه. وكل شيء يَــكْرُــمُ عليك فهو كَريمُكَ

وكَريمتُك. قال شمر: وكلُّ شيء يَــكْرُــمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.

والــكَرِــيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد:

وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه،

وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ

(* قوله «منقع الاجواد» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً

لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش).

أَراد من يَــكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَــكْرُــم عليك. وأَما قوله،

صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِــيمين، فقال قائل: هما

الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين

كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين

هما طَرَفاه وهو مؤْمن. والــكريم: الذي كَرَّــم نفْسَه عن التَّدَنُّس

بشيءٍ من مخالفة ربه. ويقال: هذا رجل كَرَــمٌ أَبوه وكَرَــمٌ آباؤُه. وفي حديث

آخر: أَنه أكْرَــم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه

بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَــكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم،

والهاء للمبالغة؛ قال صخر:

أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي،

وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا

يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو. وأَرض مَــكْرَــمةٌ

(* قوله «وأرض

مــكرمة» ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال

شارحه: هي بالضم والفتح) وكَرَــمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة،

وأَرْضان كَرَــم وأَرَضُون كَرَــم. والــكَرَــمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من

الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت

هذه بُقْعَة مَــكْرَــمة. الجوهري: أَرض مَــكْرَــمة للنبات إذا كانت جيدة

للنبات. قال الكسائي: المَــكْرُــمُ المَــكْرُــمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر

إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَــكْرُــمٌ ومَعُون. وقال الفراء: هو جمع

مَــكْرُــمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام،

ويقولون للرجل الــكَريم مَــكْرَــمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.

وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه

حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله

الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب

كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.

وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الــكريم تابعاً

لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم. يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال:

ما هو بسَمِين ولا كَرِــيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة. وقال: إنه

لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم

والحِكمة.

وقوله تعالى: وقل لهما قولاً كَريماً؛ أَي سهلاً ليِّناً. وقوله تعالى:

وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً؛ أي كثيراً. وقوله تعالى: ونُدْخِلْكم

مُدْخَلاً كريماً؛ قالوا: حسَناً وهو الجنة. وقوله: أَهذا الذي كَرَّــمْت

عليّ؛ أي فضَّلْت. وقوله: رَبُّ العرشِ الــكريم؛ أَي العظيم. وقوله: إنَّ

ربي غنيٌّ كريم؛ أي عظيم مُفْضِل. والــكَرْــمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْــمة؛

قال:

إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْــمةٍ

تُرَوِّي عِظامي، بَعْدَ مَوْتي، عُرُوقُها

وقيل: الــكَرْــمة الطاقة الواحدة من الــكَرْــم، وجمعها كُروُم. ويقال: هذه

البلدة إنما هي كَرْــمة ونخلة، يُعنَى بذلك الكثرة. وتقول العرب: هي أَكثر

الأرض سَمْنة وعَسَلة، قال: وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّــمَت.

وفي حديث أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا

تُسَمُّوا العِنب الــكَرْــم فإنما الــكَرْــمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهري: وتفسير

هذا، والله أَعلم، أن الــكَرَــمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة

مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره، وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال: رجل

كَرَــمٌ ورجلان كرَــم ورجال كرَــم وامرأَة كرَــم، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث

لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الــكَرْــم، وهم يريدون كَرَــمَ

شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال

وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن

تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المســكر المنهي عن شربه، وأَنه يغير عقل

شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه، وقال:

الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بــكر: يسمى الــكَرْــمُ

كَرْــماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والــكَرَــم وتأْمر

بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الــكَرَــم للــكرم الذي يتولد منه، فــكره

النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الــكَرَــم

وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن؛ وأَنشد:

والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الــكَرَــمِ

وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛

وقال الزمخشري: أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل: إن أَــكْرَــمَكم

عند الله أَتْقاكم، بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وليس الغرض حقيقة

النهي عن تسمية العنب كَرْــماً، ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن

لا يُشارَك فيما سماه الله به؛ وقوله: فإنما الــكَرْــمُ الرجل المسلم أَي

إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الــكَرَــمِ الرَّجلُ المسلم. وفي الحديث:

إنَّ الــكَريمَ ابنَ الــكريمِ ابنِ الــكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه

اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَــم الأَخلاق

والعَدل ورِياسة الدنيا والدين، فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع

أربعة في النبوة. ويقال للــكَرْــم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون.

وقوله في حديث الزكاة: واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق

بها نفْسُ مالكها، ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في

حقّها، وواحدتها كَرِــيمة؛ ومنه الحديث: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الــكَريمةُ أي

العزيزة على صاحبها.

والــكَرْــمُ: القِلادة من الذهب والفضة، وقيل: الــكَرْــم نوع من الصِّياغة

التي تُصاغُ في المَخانِق، وجمعه كُروُم؛ قال:

تُباهِي بصَوْغ من كُرُــوم وفضَّة

يقال: رأَيت في عُنُقها كَرْــماً حسناً من لؤلؤٍ؛

قال الشاعر:

ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُــومُه

تَرائبَ لا شُقْراً، يُعَبْنَ، ولا كُهْبا

وأَنشد ابن بري لجرير:

لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى،

عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الــكَرْــمَ جِيدُها

ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث:

إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ

طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها

والــكَرْــمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء

العرب. وقال ابن السكيت: الــكَرْــم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد

غيره تقوية لهذا:

فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه

بــكَرْــمَيْنِ: كَرْــمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ

وقال آخر:

تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُــومٍ وفِضّةٍ،

مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا

وفي حديث أُم زرع: كَرِــيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛

أَطْلَقَت كرِــيماً على المرأَة ولم تقُل كرِــيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.

وفي الحديث: ولا يُجلس على تَــكْرِــمتِه إلا بإذنه؛ التَّــكْرِــمةُ: الموضع

الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه، وهي تَفْعِلة من

الــكرامة.

والــكَرْــمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من

الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس:

أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُــومُه

إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ

وكَرَّــمَ المَطَرُ وكُرِّــم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً:

وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا

بُ مِنْه، وكُرِّــم ماءً صَرِيحا

ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن

غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّــم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا

جاد بمائه كُرِّــم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه.

الجوهري: كَرُــمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.

والــكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر. ويقال:

حَمَلَ إليه الــكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم

يُعرف. وكَرْــمان وكِرْــمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْــمانُ اسم بلد، بفتح

الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب

فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة

الــكِرْــمانيّ؟ والــكَرْــمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي

خِراش:وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ،

وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالــكَرْــمِ

قيل: أَراد الــكَرْــمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل

هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام،

ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال

أَبو ذؤيب

(* قوله «أبو ذؤيب إلخ» انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب،

إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش) في الــكُرْــم:

وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية،

وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالــكُرْــم

قال: أَراد بالــكُرْــمِ الــكَرامة. ابن شميل: يقال كَرُــمَتْ أَرضُ فلان

العامَ، وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: ولا يَــكْرُــم الحَب حتى يكون

كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق. والــكُرْــمةُ: مُنْقَطَع اليمامة في

الدَّهناء؛ عن ابن الأعرابي.

كَسْكَرُ

كَسْــكَرُ:
بالفتح ثم السكون، وكاف أخرى، وراء، معناه عامل الزرع: كورة واسعة ينسب إليها الفراريج الكســكرية لأنها تكثر بها جدّا، رأيتها أنا، تباع فيها أربعة وعشرون فرّوجا كبارا بدرهم واحد، قال ابن الحجاج:
ما كان قطّ غذاءها ... إلا الدجاج المصدر
والبط يجلب إليها لكن يجلب من بعض أعمال كســكر، وقصبتها اليوم واسط القصبة التي بين الكوفة والبصرة، وكانت قصبتها قبل أن يمصّر الحجاج واسطا خسرو سابور، ويقال إن حدّ كورة كســكر من الجانب الشرقي في آخر سقي النهروان إلى أن تصبّ دجلة في البحر كله من كســكر فتدخل فيه على هذا البصرة ونواحيها، فمن مشهور نواحيها: المبارك، وعبدسي، والمذار، ونغيا، وميسان، ودستميسان، وآجام البريد، فلما مصّرت العرب الأمصار فرّقتها، ومن كســكر أيضا في بعض الروايات: إسكاف العليا، وإسكاف السفلى، ونفّر، وسمّر، وبهندف، وقرقوب، وقال الهيثم بن عدي: لم يكن بفارس كورة أهلها أقوى من كورتين كورة سهلية وكورة جبلية، أما السهلية فكســكر وأما الجبلية فأصبهان، وكان خراج كل واحدة منهما اثني عشر ألف ألف مثقال، قالوا: وسميت كســكر بكســكر بن طهمورث الملك الذي هو أصل الفرس، وقد ذكر في فارس، وقال آخرون: معنى كســكر بلد الشعير بلغة أهل هراة، وقال عبيد الله بن الحرّ:
أنا الذي أجليتكم عن كســكر ... ثم هزمت جمعكم بتستر
ثم انقضضت بالخيول الضّمّر ... حتى حللت بين وادي حمير
وسمع عمران بن حطّان قوما من أهل البصرة أو الكوفة يقولون: ما لنا وللخروج وأرزاقنا دارّة وأعطياتنا جارية وفقرنا نائم، فقال عمران بن حطّان:
فلو بعثت بعض اليهود عليهم ... تؤمّهم أو بعض من قد تنصّرا
لقالوا: رضينا إن أقمت عطاءنا ... وأجريت ما قد سنّ من برّ كســكرا

الشّكر

الشّــكر:
[في الانكليزية] Thanking ،gratefulness ،praise
[ في الفرنسية] Remerciement ،reconnaissance ،louange
بالضم وسكون الكاف لغة هو الحمد.
عرفا وهو فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما. وذلك الفعل إمّا فعل القلب أعني الاعتقاد باتّصافه بصفات الكمال والجلال، أو فعل اللسان أعني ذكر ما يدلّ عليه، أو فعل الجوارح وهو الإتيان بأفعال دالّة على ذلك، وهذا شــكر العبد لله تعالى. وشــكر الله للعبد أن يثني على العبد بقبول طاعته وينعم عليه بمقابله ويــكرمه بين عباده، هكذا في تعريفات الجرجاني. والشــكر عرفا صرف العبد جميع ما أنعم الله عليه من السّمع والبصر وغيرهما إلى ما خلق له وأعطاه لأجله، كصرفه النّظر إلى مطالعة مصنوعاته والسّمع إلى ما تلقى ما ينبئ عن مرضياته والاجتناب عن منهياته. وفي الصحائف ورد في الصفحة الثامنة عشرة: إنّ شــكر أهل الكمال يكون أكثر في حال المصائب والبلايا، فهم راضون بالهموم والغموم. ومن هنا ثمّة أقوام ليس عندهم خبر عن الغم أو السّرور، فهم برءاء من الغمّ والفرح والمحنة والراحة، انتهى.
ثم الفرق بين الشّــكر والحمد اللغويين أنّ الحمد أعمّ منه باعتبار المتعلّق، فإنّ متعلّقه النعمة وغيرها، ومتعلّق الشــكر النعمة فقط؛ والشّــكر أعمّ من الحمد باعتبار المورد، فإنّ مورد الشــكر اللسان والجنان والأركان، ومورد الحمد هو اللسان فقط، فكان بينهما عموم وخصوص من وجه؛ وكذا الحال بين الشّــكر والمدح سواء كان المدح أعمّ من الحمد أو مرادفا له، وكذا الحال بين الحمد اللغوي وبين الحمد العرفي، وكذا الحال بين الشّــكر العرفي والحمد اللغوي؛ والشــكر اللغوي والحمد العرفي مترادفان كما عرفت. هكذا يستفاد من شرح المطالع وحواشيه. وأمّا الفرق بين الشّــكر اللغوي والعرفي فأقول إنّ الشّــكر اللغوي أعمّ من العرفي لأنّ صرف العبد جميع ما أنعم الله الخ يصدق عليه أنّه فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب الإنعام ولا ينعكس كما لا يخفى، لأنّ اللغوي كما يكون لله تعالى كذلك يكون لغيره.

قال عليه السلام: «من لم يشــكر الناس لم يشــكر الله» بخلاف العرفي فإنّه مختصّ بالله تعالى.
وكذا الحال بين الحمد العرفي والشّــكر العرفي كما لا يخفى.

هكر

[هــكر] نه: فيه: أقبلت من "هــكران" وكوكب، هما جبلان معروفان.
هــكر
هَــكِرَ الرَّجُلُ: إذا اعْتَرَاه نُعَاسٌ واسْتَرْخَتْ عِظامُه. وإذا بَقِيَ مُتَعَجِّباً. وهَــكْرٌ: مَوْضِعٌ.
(هــكر)
هــكرا وهــكرا اشْتَدَّ عجبه واعتراه نُعَاس فاسترخت عِظَامه ومفاصله يُقَال هــكر الرجل اشْتَدَّ نَومه وســكر مِنْهُ فَهُوَ هــكر وهــكر
[هــكر] هَــكِرَ الرجلُ يَهْــكَرُ هَــكَراً وهــكرا: اشتد عجبه، عن أبي عبيد، مثال عشق يعشق عشقا وعشقا. قال أبوكيبر الهذلى:

فأعجب لذلك ريب دَهْرٍ واهْــكَرِ * قال: والهَــكِرُ: المتعجِّبُ.

هــكر


هَــكَرَ(n. ac. هَــكْر
هِــكْر)
a. Was amazed.

هَــكِرَ(n. ac. هَــكَر)
a. see supra.
b. Was sleepy; was fast asleep.

تَهَــكَّرَa. see I
هَــكْر
هِــكْر
هَــكَرa. Astonishment, amazement.

هَــكِرa. Sleepy, drowsy; asleep.
b. Wonderful.

هَــكُرa. see 5 (a)
مَهْــكَر
مَهْــكَرَــةa. Marvel.
(هــكر) - في الحديث: "وقَفَت امرأَةٌ عَلى عُمَرَ - رضي الله عنه - فقالَت: إنّى امرأَةٌ طَهْمَلَةٌ جُحَيْمِرٌ أقْبَلتُ مِن هَــكْرَــانَ وكَوْكَب"
وهما جبلان ، وجُحَيْمِرُ: تَصغِير جَحْمَرِش: وهو الصَّغيرُ.
الْهَاء وَالْكَاف وَالرَّاء

الهَــكَرُ: الْعجب، وَقيل: الهَــكَرُ: أَشد الْعجب، هَــكِرَ هَــكَراً فَهُوَ هَــكِرٌ: اشْتَدَّ عجبه، قَالَ أَبُو كَبِير: فَقَدَ الشَّبابَ أبوكِ إِلَّا ذِــكَره ... فَاعجَبْ لِذلك رَيبَ دَهرٍ واهــكَرِ

وَفِيه مَهْــكَرَــة، أَي عجب.

وهَــكِرَ الرجل هَــكَراً: ســكر من النّوم، وَقيل: اشْتَدَّ نَومه، وَقيل: هُوَ أَن يَعْتَرِيه نُعَاس فتسترخي عِظَامه ومفاصله.

وتَهــكَّرَ: تحير.

وهَــكْرٌ وهَــكِرٌ: مَوضِع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

لدَى جُؤذَرَينِ أَو كَبعضِ دُمَى هَــكِرْ

وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ دمى هَــكْرٍ فَنقل الْحَرَكَة للْوَقْف، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم هَذَا البَــكُرْ، وَمن البَــكِرْ.

هــكر: الهَــكْرُ: العَجَبُ، وقيل: الهَــكْرُ أَشدُّ العجبِ.

هَــكِرَ يَهْــكَرُ هَــكَراً وهِــكْراً، فهو هَــكِرٌ: اشتدَّ عَجَبُه، مثال

عَشِقَ يَعشَقُ عِشْقاً وعَشَقاً؛ قال أَبو كَبِير الهذلي:

أَزُهَيْرُ، وَيْحَكِ لِلشَّبابِ المُدْبِرِ

والشَّيْبُ يَغْشَى الرأْسَ غَيْرَ المُقْصِرِ

فَقَدَ الشَّبابَ أَبوكِ إِلا ذِــكْرَــه،

فاعْجَبْ لذلك، رَيْبَ دَهْرٍ، واهْــكَرِ

بدأَ بخطاب ابنته زهيرة ثم رجع فخاطب نفسه فقال: اعجب لذلك واهْــكَر أَي

تعجب أشدّ العجب. والهَــكِرُ: المُتَعَجِّبُ.

وفي حديث عمر والعجوز: أَقبلت من هَــكْرانَ وكَوكَبٍ؛ هما جبلان معروفان

ببلاد العرب. وفيه مَهْــكَرَــة أَي عُجْبٌ.

والهَــكُرُ والهَــكِرُ: الناعِسُ. وقد هَــكِرْــتُ أَي نَعِسْتُ. وهَــكِرَ

الرجلُ هَــكَراً: سَــكِرَ من النوم، وقيل: اشتد نومه، وقيل: هو أَن يعتريه

نُعاس فتسترخي عظامه ومفاصله. وتَهَــكَّرَ: تَحَيَّرَ. وهَــكْرٌ وهَــكِرٌ:

موضع؛ قال امرؤ القيس:

لَدَى أَو كَبَعْضِ دُمى هَــكِرْ

وقد يجوز أَن يكون أَراد دُمى هَــكْرِ فنقل الحركة للوقف كما حكاه سيبويه

من قولهم: هذا البَــكُرْ ومن البَــكِرْ. قال الأَزهري: هَــكِرٌ موضع أَو

دَيْرٌ، قال: أُراه رُومِيًّا، وأَنشد بيت امرئ القيس.

باب الهاء والكاف والراء معهما هـ ك ر، ك هـ ر، ك ر هـ مستعملات،

هــكر : الهَــكْرُ: مُنْتَهَى العَجَب. قال أبو كبير:

فاعجب لذلك فِعلَ دهرٍ وآهــكَرِ

وهَــكْرانُ: غديرٌ. قال حميد:

بهَــكرانَ في موجٍ كثيرٍ بصائرُهْ

. أي: من يُبصِرُهُ. كهر: كَهَرْتُ الرّجلَ أكهَرُهُ كَهْراً، إذا إستَقْبلته بوجهٍ عابسٍ تَهاوُناً به، وبه تفسير قراءة ابن مسعود: فأمّا اليتيمَ فلا تكْهَرْ . وكَهْرُ النَّهار: ارتفاعُهُ في شَدَّة الحَرّ.

كره: يقال فَعَلْتُهُ على كُرْــهٍ وفعلته كُرْــهاً، إذا ضمّوا وخفّفوا قالوا: كُرْــه وإذا فتحوا قالوا: كَرْــه. والــكَرْــه: المــكروهُ. ورجلٌ كَرْــهٌ مُتــكَرِّــهٌ. وأمرٌ كريهٌ مُسْتــكرَــهٌ، مــكروهٌ. وامرأةٌ مُسْتَــكْرِــهةٌ: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُــكْرِــهَتْ على ذلك. وأكرهته: حملته على أمرٍ وهو كارهٌ. والــكَريهةُ: الشّدِةَّ في الحرب، وكذلك الــكرائه [وهي] نوازلُ الدّهر. وتقول: كَرِــهْتُه كَراهةً وكَراهِيَة ومَــكْرَــهَةً. وكرَّــهَ إليّ كذا تــكريهاً: صيّره عندي بحالِ كراهةٍ. وجَمَلُ كَرْــهٌ، شديد الرّأس. قال: 

كَرْــهِ الحِجاجَيْنِ شديدِ الأَرْاَدْ

والــكَرْــهاءُ: أعلى النُّقْرةِ بلغة هُذَيل . 
هــكر
الهَــكْرُ: العَجَبُ أَو أَشَدُّه، ويُكسَر ويُحرَّك، وَالْفِعْل كضَرَبَ وفَرِحَ، يُقَال: هَــكِرَ يَهْــكَرُ هَــكراً، مثل عَشِقَ يعْشَقُ عِشْقاً وعَشَقاً. والهَــكِرُ: المُتَعَجِّبُ، وَيُقَال: اعجبْ لذَلِك واهْــكَرْ، أَي تعَجَّبْ أَشَدَّ العَجَبِ، قَالَ أَبو كَبِير الهُذَليّ:
(أَزُهَيْرَ وَيْحَكِ للشَّبابِ المُدْبِرِ ... والشَّيْبُ يَغْشَى الرَّأْسَ غيرَ المُقْصِرِ) (فقَدَ الشَّبابَ أَبوكِ إلاّ ذِــكْرَــهُ ... فاعْجَبْ لذلكَ رَيْبَ دَهْرٍ واهْــكَرِ)
بدأَ بخطاب ابْنتِه زُهَيْرَةَ، ثمَّ رَجَعَ فخاطبَ نفسَه فَقَالَ: اعْجَبْ لذَلِك واهْــكَرِ. يُقَال: مَا فِيهِ مَهْــكَرٌ ومَهْــكَرَــةٌ أَي مَعْجَبٌ ومَعْجَبَة. والهَــكْرُ، بِالْفَتْح ويُحرَّك: اعْتِراءُ النُّعاسِ أَو اشْتداد النَّوْم. وَقد هَــكِرَ، كفَرِحَ، هَــكَراً: نَعَس أَو سَــكِرَ من النَّوم أَو اشْتدَّ نومُه أَو اعْتراه نُعاسٌ فاسْتَرْخَتْ عِظامُه ومَفاصِلُه. الهَــكرُ، ككَتِفٍ ونَدُسٍ: الناعِسُ أَو السَّــكِرُ فِي نومِه. هَــكِرَ ككَتِف: د، باليَمَن لمالِك بن سُقَار من مَذْحِج، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ من أَعمال ذَمار، أَو دَيْرٌ رُومِيٌّ، قَالَه الأَزهريّ، أَو مَوضِع آخر، أَو قَصْرٌ، قَالَه الصَّاغانِيّ، وبكلِّ مَا ذُــكر فُسِّر بَيت امْرِئ الْقَيْس:
(كناعِمَتَيْنِ من ظِباءِ تَبَالَةٍ ... على جُؤْذُرَيْنِ أَو كبَعْضِ دُمَى هَــكِرْ)
وَفِي اللِّسَان: وَقد يجوز أَن يكون أرادَ دُمَى هَــكْر، فنقلَ الحركَة للوقْف، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: هَذَا بَــكُرْ ومرَرْت بِبَــكِرْ. فِي حَدِيث عُمَرَ والعجوز: أَقْبَلْتُ من هَــكْرانَ وكَوْكَب: ع أَو جبَلٌ حِذاءَ مَرَّانَ، قَالَه عَرَّام وأَنشد: أَعيان هَــكْرَــانَ الخُدارِيَّات وَكَذَلِكَ كَوْكَبٌ جبَلٌ آخَرُ مَعروفٌ، وهُــكْرانُ: قَلِيل النَّبات فِي أَصلِه ماءٌ يُقَال لَهُ الضَّيْعَة. والهَكّارِيَّةُ، مُشَدَّدةً: ناحيةٌ وقُرىً فوقَ المَوْصِلِ فِي جَزِيرَة ابنِ عُمَرَ يسكنهَا أَــكرادٌ يُقَال لَهُم الهَكّاريَّة، وإليها يُنْسَب الوَليّ المَشهور أَبو)
المَفَاخِر عَدِيُّ بن صَخْرِ بن مُسافِر الأُمَوِيّ الهَكّاريّ. وتَهَــكَّرَ الرَّجلُ، إِذا تَعَجَّبَ، وأَيضا: ً تَحَيَّر، والأَخير فِي اللِّسَان والتكملة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: هَــكْرٌ، بِالْفَتْح: مَوْضِعٌ، وَبِه فُسِّر قولُ امرئِ القَيْس السَّابِق. وهَــكِرٌ، ككَتِف: موضِعٌ على نَحْو أَربعين ميلًا من الْمَدِينَة، قَالَه الحازِمِيّ. وهَــكُرٌ، بضَمِّ الْكَاف: موضِعٌ آخَر جاءَ ذِــكره فِي كتاب، وَقيل فِيهِ بِفَتْح الْكَاف.

نكر

(نــكر) الشَّيْء غَيره بِحَيْثُ لَا يعرف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ نــكروا لَهَا عرشها} وَالِاسْم (عِنْد النُّحَاة) جعله نــكرَــة

نــكر

1 نَــكِرَــهُ: see 4, in several places.

A2: نَــكُرَ, inf. n. نَكَارَةٌ, [He was, or became, ignorant: or perhaps only the inf. n. of the verb in this sense is used: see نَكَارَةٌ, below. b2: And, contr., He possessed cunning; meaning both intelligence with craft and forecast; and simply intelligence, or skill and knowledge: or perhaps only the inf. n. of the verb in this sense is used: see نَــكْرٌ. b3: ] It (a thing, or an affair,) was, or became, مُنْــكَر [app. here meaning disapproved; or bad, evil, abominable, or foul; or disallowed]. (A.) b4: Also, (S, K,) inf. n. نَكَارَةٌ, (TK,) or نُــكْرَــةٌ, (TA,) It (a thing, or an affair,) was, or became, difficult, hard, arduous, or severe. (S, K. *) 2 نــكّرهُ, (inf. n. تَنْكِيرٌ, Msb,) He changed, or altered, him or it, (S, A, Msb, TA,) to an unknown state, (S, TA,) so as not to be known; (TA;) [he disguised him or it.] It is said in the Kur, [xxvii. 41,] نَــكِّرُــوا لَهَا عَرْشَهَا Alter ye her throne so that it may not be known to her. (TA.) See also 4, last signification but one. b2: [In grammar, He made it (a noun) indeterminate.]3 ناكرهُ, (S, TA,) inf. n. مُنَاكَرَــةٌ, (A, K,) He strove, or endeavoured, to outwit, deceive, beguile, or circumvent, him; or he practised with him mutual deceit, guile, or circumvention; syn. خَادَعَهُ and دَاهَاهُ: the inf. n. is also explained by مُرَاوَغَةٌ as well as مُخَادَعَةٌ [both of which signify the same]. (TA.) b2: Hence, (TA,) He contended with him in fight; (S, K;) and in war, or hostility. (A, K.) It is said of Mohammad, by Aboo-Sufyán (S, TA) Ibn-Harb, (TA,) لَمْ يُنَاكِرْ أَحَدًا إِلَّا كَانَتْ مَعَهُ الأَهْوَالُ, (S, TA,) meaning, He did not war with any one without being aided by terror [cast into the hearts of his opponents]. (TA.) And one says, بَيْنَهُمَا مُنَاكَرَــةٌ Between them two is war, or hostility, (A, TA, *) and fighting. (TA.) 4 انــكرهُ, (S, A, Msb, K, &c.,) inf. n. إِنْكَارٌ; (Msb, &c.;) and ↓ نَــكِرَــهُ, (S, A, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (L,) or it does not admit the variations of tense like other verbs, (IKtt, Msb,) it is not used in the future tense, nor in commanding nor in forbidding, (Lth,) inf. n. نَــكَرٌ (K) and نُــكْرٌ and نُكُورٌ (S, K) and نَكِيرٌ; (K;) and ↓ استنــكرهُ; (S, M, A, K;) and ↓ تناكرهُ; (M, K;) signify the same; (S, A, Msb, K, &c.;) i. e., He ignored, was ignorant of, did not know, failed to know, or [rather] was unacquainted with, it (i. e. a thing, or an affair, IKtt, K) or him (a man, S); syn. جَهِلَهُ; (Kr, K;) or contr. of عَرَفَهُ: (S, * IKtt, Msb:) [see also نَكَارَةٌ:] some, however, say, the نَــكِرَ has a more intensive signification than أَنْــكَرَ: and some, that نَــكِرَ has for its objective complement an object of the mind; and أَنْــكَرَ, an object of the sight: (A, TA:) or [the converse is the case;] نَــكِرَ has for its objective complement an object of the sight; and أَنْــكَرَ, an object of the mind: (Kull, p. 81:) [but both forms seem to have been generally used indiscriminately.] ElAashà says, وَأَنْــكَرَــتْنِى وَمَا كَانَ الَّذِى نَــكِرَــتْ مِنَ الحَوَادِثِ إِلَّا الشَّيْبَ وَالصَّلَعَا [And she did not know me; and the accidents which she did not know were none others than hoariness, and baldness of the fore part of the head]. (S, TA.) And it is said in the Kur, [xi. 73,] وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةٌ ↓ نَــكِرَــهُمْ [He knew not what they were, and conceived a fear, or a kind of fear, of them]: (TA:) نَــكِرَــهُمْ here signifies أَنْــكَرَــهُمْ: (Jel:) or it means أَنْــكَرَ ذٰلِكَ مِنْهُمْ [q. v. infra]. (Bd.) b2: أَنْــكَرَــهُ also signifies He denied, or disacknowledged, it; (L, art. جحد; [and this signification, as well as the first, may be meant to be indicated by those who say that أَنْــكَرَــهُ signifies the contr. of عَرفَهُ;]) [and so ↓ نَــكِرَــهُ; for] إِنْكَارٌ signifies i. q. جُحُودٌ, (S, TA,) and so نُــكْرَــانٌ [which is an inf. n. of نَــكِرَــهُ]. (TA.) [In this sense it is doubly trans.:] you say, أَنْــكَرْــتُهُ حَقَّهُ, meaning, I denied, or disacknowledged, to him his right. (Msb.) The cause of إِنْكَار with the tongue is إِنْكَار with the mind, but sometimes the tongue denies, or disacknowledges, (يُنْــكِرُ,) a thing when the image thereof is present in the mind; and this is lying; as is the case in the following passage of the Kur, [xvi. 85,] يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللّٰهِ ثُمَّ يُنْــكِرُــونَهَا [They confess, or acknowledge, the favour of God; then they deny, or disacknowledge, it]. (B.) See also نَكِيرٌ.

A2: Also, He deemed it strange, extraordinary, or improbable. (MF, voce عَجَبٌ.] b2: [Also He denied, or negatived, it. b3: He disbelieved it. b4: and He disapproved it; he disliked it; he deemed it, or declared it to be, bad, evil, abominable, or foul; he disallowed it: so accord. to explanations of the pass. part. n., q. v. infra; and accord. to common usage of classical and of modern times.] It is said of Abraham, when the angels came to him, and he saw that their hands did not touch the meat which be had brought to them, نَــكِرَــهُمْ, meaning, أَنْــكَرَ ذٰلِكَ مِنْهُمْ [He deemed that conduct of their's evil, or disapproved it: or, perhaps, he did not know what that conduct of their's was, or what it indicated]: ↓ نَــكِرَ and أَنْــكَرَ and ↓ استنــكر [of which last see an ex. voce تَهِمَ] signify the same. (Bd, xi. 73.) And you say, أَنْــكَرْــتُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ, meaning, I blamed, or found fault with, his deed, and forbade it; I disapproved and disallowed his deed. (Msb:) [and I manifested, or showed, or declared, disapproval, or disallowance, of his deed: and in like manner, أَنْــكَرْــتُ عَليْهِ, elliptically; فِعْلَهُ, (his deed,) or قَوْلَهُ, (his saying;) or the like, being understood; like عَيَّرَ عَلَيْهِ for عَيَّرَ عَلَيْهِ فِعْلَهُ or the like: see نَكِيرٌ.] b5: إِنْكَارٌ also signifies The changing [a thing; like تَنْكِيرٌ]: (T, Msb, TA:) or the changing what isمُنْــكَر [here app. meaning disapproved: see نَكِيرٌ, which is syn. with it, but is a simple subst.]. (S, TA.) b6: مَا أَنْــكَرَــهُ How great it his cunning! meaning both his intelligence, and craft, and forecast; and simply, his intelligence, or skill and knowledge. (TA.) And مَا كَانَ أَنْــكَرَــهُ How great was his cunning, &c. (TA.) 5 تنــكّر He, or it, changed, or altered, himself, or itself; or became changed, or altered; (S, A, Msb, TA;) to an unknown state: (S, TA:) [he assumed an unknown appearance: he disguised himself; or became disguised:] he became changed or altered in countenance by anger so that he who saw him did not know him: (Har, p. 144:) or تَنَــكُّرٌ signifies the changing, or altering oneself, or itself; or becoming changed, or altered; from a state which pleases one to a state which one dislikes. (T, K.) b2: إِيَّاكَ وَالتَّنَــكُّرَ Avoid thou evil disposition. (Mgh.) b3: تَنَــكَّرَ لِى

فُلاَنٌ Such a one [became changed, or altered, in countenance to me by anger so that I did not know him; or] met me in a morose manner (A, TA.) [In art. شنف in the K, تَنَــكَّرَــهُ occurs.]6 تناكرهُ: see 4, first signification. b2: تناكر He feigned ignorance. (S, A, K.) b3: تناكروا They acted with mutual hostility. (TS, A, K.) 10 اشتنــكرهُ: see 4, first signification, and also in the latter part. b2: اِسْتِنْكَارٌ also signifies The inquiring respecting, or seeking to understand, a thing, or an affair, which one disapproves; (K, TA;) when one disapproves confirming, or establishing, the opinion expressed by an inquirer, or disapproves that his opinion should be contrary to what he has expressed. (TA.) نَــكْرٌ: see نُــكْرٌ.

A2: See also نَــكِرٌ.

نُــكْرٌ (S, K) and ↓ نَــكْرٌ [but the former is the more common] and ↓ نَكَارَةٌ (S, A, K) and ↓ نَــكْرَــآءُ (A, K) Cunning; meaning both intelligence mixed with croft and forecast; and [simply] intelligence, or sagacity, or skill and knowledge; syn. دَهَآءٌ; (S, A, K;) and فِطْنَةٌ. (A, K.) See also نَــكُرَ.

You say of a man who is intelligent and evil, or cunning, مَا أَشَدَّ نُــكْرَــهُ, and ↓ نَــكْرَــهُ [How great is his cunning, &c.!] (S.) And فَعَلَهُ مِنْ نُــكْرِــهِ, and ↓ نَكَارَتِهِ, He did it of his cunning, &c. (TA.) And it is said in a trad. of Mo'áwiyeh, إِنِّى لَأَــكْرَــهُ النَّكَارَةَ فِى الرَّجُلِ Verily I hate cunning (الدَّهَآءَ) in the man. (TA.) A2: نُــكْرٌ, as an epithet, applied to a thing, or an affair, Difficult, hard, arduous, or severe; as also ↓ نُــكُرٌ (M, A, K) and ↓ نَكِيرٌ: (TA:) and i. q. مُنْــكَرٌ, q. v. (S, A, K.) نَــكَرٌ [app. Difficulty, hardness, arduousness, or severity;] a subst. from نَــكُرَ, in the sense of صَعُبَ [It was difficult, &c.]. (IKtt, TA.) نَــكُرٌ: see نَــكِرٌ, in two places.

نَــكِرٌ and ↓ نَــكُرٌ (S, K) and ↓ نُــكُرٌ and ↓ مُنْــكَرٌ, (K,) epithets applied to a man, Possessing cunning; or intelligence mixed with cunning and forecast; (S, K;) and [simply] intelligent, or skilful and knowing: (K:) and so, applied to a woman, ↓ نُــكُرٌ (K) and ↓ نَــكْرٌ (L, TA [but this is probably a mistake for ↓ نُــكُرٌ]) and ↓ نَــكْرَــآءُ, but أَنْــكَرُ is not applied to a man in this sense, (Az, TA,) nor is مُنْــكَرَــةٌ to a woman: (TA:) pl. of the first and second (S, K,) and third, (K,) أَنْكَارٌ: (S, K:) and of the last, مَنَاكِيرُ: (Sb, S, K:) or, applied to men, مُنْــكَرُــونَ; and to other things, مَنَاكِيرُ [which is irreg.]. (Az, TA.) b2: Also, نَــكِرٌ and ↓ نَــكُرٌ One who disapproves what is bad, evil, abominable, or foul; expl. by أَلَّذِى يُنْــكِرُ الْمُنْــكَرَ: pl. as above. (S.) نُــكُرٌ: see نُــكْرٌ, and مُنْــكَرٌ.

A2: See also نَــكِرٌ, in two places.

نَــكَرَــةٌ a subst. from إِنْكَارٌ, (K,) with which it is syn., [app. signifying (like نَــكِرَــةٌ) Ignorance: or denial: or disapproval, or the like]. (TK,) like نَفَقَةٌ from إِنْفَاقٌ. (K.) It is said, in a certain trad, كُنْتَ لِى أَشَدَّ نَــكَرَــةً, (TA,) i. e. إِنْكَارًا, (TK,) [Thou wast to me most ignorant. &c.]

نَــكِرَــةٌ Ignorance, &c., (إِنْكَار,) of a thing; (TA;) contr. of مَعْرِفَةٌ; (S, K;) and so ↓ نَكَارَةٌ; syn. جَهَالَةٌ; as in the phrase فِيهِ نَكَارَةٌ [In him is ignorance]. (A.) See also نَــكَرَــةٌ. b2: [As contr. of مَعْرِفَةٌ, it is also, in grammar, an epithet applied to a noun, signifying Indeterminate, or indefinite.]

نَــكْرَــآءُ: see مُنْــكَرٌ. b2: A calamity: (K:) rigour, or severity, of fortune; (A, TA;) as also [its dim.] نُكَيْرَآء. (TA.) A2: See also نُــكْرٌ.

A3: and see نَــكِرٌ.

نَكِيرٌ i. q. إِنْكَارٌ [in the sense of Denial]. (K.) It is said in the Kur, xlii. 46. فَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ

And there shall be for you no [power of] denial of your sins. (Bd, Jel.) And one says, شُتِمَ فُلَانٌ فَمَا كَانَ عِنْدَهُ نَكِيرٌ [Such a one was reviled and he had no denial to make]. (A.) b2: [Also, i. q. إِنْكَارٌ in the sense of Disapproval, or the like: and manifestation thereof. See what here follows.]

b3: Also, i. q. إِنْكَارٌ in the sense of The changing [a thing]: (T, Msb, TA:) or the changing what is مُنْــكَر [here app. meaning disapproved]: (S, TA:) a simple subst. (T, TA.) The words of the Kur, [xxii. 43 and lxvii. 18,] فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ are explained as signifying And how was my changing [of their condition]! (TA:) or the meaning is, and how was my manifestation of disapproval of their conduct, (إِنْكَارِى عَلَيْهِمْ,) by changing favour into trial, and life into destruction, and a flourishing condition into a state of ruin! (Bd, xxii. 43.) In [some of] the copies of the K, it is said that نَكِيرَةٌ [but in a MS. copy I find نَكِيرٌ and so in the CK] is a subst. from تَنَــكُّرٌ as signifying the changing, or altering, oneself, or itself; or becoming changed, or altered; from a state which please one to a state which one dislikes: but a different statement is found in the T: [see above.] and نكيرة is not mentioned by any authority. (TA.) A2: A strong fortress. (Sgh, K.) See نُــكْرٌ.

A3: See also مُنْــكَرٌ.

نَكَارَةٌ: see نَــكِرَــةٌ.

A2: See also نُــكْرٌ.

أَنْــكَرُ Worse, and worst; more, and most, evil, abominable, or foul. So it is explained as occurring in the Kur. [xxxi. 18,] إِنّ أَنْــكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ [Verily the most abominable of voices is the voice of asses]. (TA.) b2: See also نَــكِرٌ: and the fem., نَــكْرَــآءُ, see above.

مُنْــكَرٌ contr. of مَعْرُوفٌ: (K:) [an explanation including several significations, here following.]

b2: [Ignored, or unknown; as also ↓ مَنْكُورٌ, for مَنْكُورٌ is syn. with مَجْهُولٌ [the pass. part. n. of the verb by which أَنْــكَرَــهُ is explained by Kr and in the K]; (TA;) and ↓ مُسْتَنْــكَرٌ signifies the same. (L.) For the pls. of مُنْــكَرٌ, see نَــكِرٌ. b3: [Denied, or disacknowledged. (See the verb.) b4: Deemed strange, extraordinary, or improbable, (See again the verb.)] b5: Any action disapproved, or disallowed, by sound intellects; or deemed, or declared, thereby, to be bad, evil, hateful, abominable, foul, unseemly, ugly, or hideous; or pronounced to be so by the law because the mind deliberates respecting the regarding it as such: and thus it is used in the Kur, ix. 113 [and other places]: (B, TA:) or anything pronounced to be bad, evil, hateful, abominable, or foul, and forbidden, and disapproved, disliked, or hated, by the law: (TA:) a saying, or an action, unapproved, not approved, unaccepted, or not accepted, by God: (KT:) unbecoming, indecent, or indecorous. (KL.) See مَعْرُوفٌ, voce عُرْفٌ. مُنْــكَرٌ and ↓ نُــكْرٌ and ↓ نُــكُرٌ (S, A, Msb, K) and ↓ نَــكْرَــآءُ (S, Msb K) are all syn., (S, A, Msb, K,) [and are used as epithets in which the quality of a subst. predominates,] signifying a bad, an evil, a hateful, an abominable, a foul, an unseemly, an ugly, or a hideous, [and a formidable,] thing or affair [or action or saying or quality, &c.]: (Msb:) [in this sense, its pl. is مُنْــكَرَــاتٌ and مَنَاكِيرُ; as will be seen below:] ↓ نُــكْرٌ is contr. of عُرْفٌ [which is syn. with مَعْرُوفٌ]. (TA.) You say فِيهِمُ الْمَعْرُوفُ وَالْمُنْــكَرُ, and العُرْفُ والنُّــكْرُ, [In them are good and evil qualities.] And هُمْ يَرْكَبُونَ الْمُنْــكَرَــاتِ, and المَنَاكِيرَ, [They commit bad, evil, abominable, or foul, actions.] (A.) And it is said in the Kur, [xviii. 73,] لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُــكْرًــا [Verily thou hast done a bad, an evil, an abominable, or a foul, thing]. (S.) A2: The name of one of two angels, the other of whom is named نَكِيرٌ; (S;) who are the two triers of [the dead in] the graves. (ISd, K.) A3: See also نَــكِرٌ.

مَنْكُورٌ: see مُنْــكَرٌ, first signification. The pl. is مَنَاكِيرُ, [which is also a pl. of مُنْــكَرٌ,] accord. to Sb, who mentions it because, accord. to rule, the pl. of a sing. of this class is formed by the addition of و and ن for the ـكَّرٌ">masc., and ا and ت for the fem. (Abu-l-Hasan, TA.) خَرَجَ مُتَنَــكِّرًّــا He went forth disguised; or changed in outward appearance, or state of apparel. (TA.) مُسْتَنْــكَرٌ: see مُنْــكَرٌ, first signification.

طَرِيقٌ يَنْكُورٌ A road, or way, in a wrong direction. (S, K.)
(ن ك ر) : (التَّنَــكُّرُ) أَنْ يَتَغَيَّرَ الشَّيْءُ عَنْ حَالِهِ حَتَّى يُنْــكَرَ وَقَوْلُهُ (وَإِيَّاكَ وَالتَّنَــكُّرَ) يَعْنِي سُوءَ الْخُلُقِ.
نــكر: {نــكرا}: منــكرا. {نكيري}: إنكاري. {نــكرهم}: أنــكرهم. {أنــكر الأصوات}: أقبحها. 
(نــكر)
فلَان نــكرا ونــكرا ونكارة فطن وجاد رَأْيه فَهُوَ وَهِي نــكر (ج) أنكار وعَلى فلَان فعل بِهِ مَا يروعه فَهُوَ ناكر وَالشَّيْء جَهله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا رأى أَيْديهم لَا تصل إِلَيْهِ نــكرهم}

(نــكر) الْأَمر نَكَارَة صَعب وَاشْتَدَّ وَصَارَ مُنْــكرا
ن ك ر : أَنْــكَرْــتُهُ إنْكَارًا خِلَافُ عَرَفْتُهُ وَنَــكَرْــتُهُ مِثَالُ تَعِبْتُ كَذَلِكَ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَتَصَرَّفُ وَالنَّكِيرُ الْإِنْكَارُ أَيْضًا وَالنَّــكْرَــاءُ وِزَانُ الْحَمْرَاءِ بِمَعْنَى الْمُنْــكَرِ وَالنُّــكْرُ مِثْلُ قُفْلٍ مِثْلُهُ وَهُوَ الْأَمْرُ الْقَبِيحُ وَأَنْــكَرْــتُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ إنْكَارًا إذَا عِبْتَهُ وَنَهَيْتَهُ.

وَأَنْــكَرْــتُ حَقَّهُ جَحَدْتُهُ وَنَــكَّرْــتُهُ تَنْكِيرًا فَتَنَــكَّرَ مِثْلُ غَيَّرْتُهُ تَغْيِيرًا فَتَغَيَّرَ وَزْنًا وَمَعْنًى. 
ن ك ر: (النَّــكِرَــةُ) ضِدُّ الْمَعْرِفَةِ وَقَدْ (نَــكِرَــهُ) بِالْكَسْرِ (نُــكْرًــا) وَ (نُكُورًا) بِضَمِّ النُّونِ فِيهِمَا. وَ (أَنْــكَرَــهُ) وَ (اسْتَنْــكَرَــهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (نَــكَّرَــهُ) (فَتَنَــكَّرَ) أَيْ غَيَّرَهُ فَتَغَيَّرَ إِلَى مَجْهُولٍ. وَ (الْمُنْــكَرُ) وَاحِدُ (الْمَنَاكِيرِ) وَ (النَّكِيرُ) وَ (الْإِنْكَارُ) تَغْيِيرُ الْمُنْــكَرِ. وَ (مُنْــكَرٌ) وَ (نَكِيرٌ) اسْمَا مَلَكَيْنِ. وَ (النُّــكْرُ) الْمُنْــكَرُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُــكْرًــا} [الكهف: 74] وَقَدْ يُحَرَّكُ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ. وَ (الْإِنْكَارُ) الْجُحُودُ. 
نــكر
النُــكْرُ: الدَّهَاءُ، والجَميعُ الأنكارُ، وكذلك النَّكَارَة والنَّــكْرُ. وما أشَدَّ نُــكْرَــه. ونَــكُرَ يَنْــكُرُ نَكَارَةً. وامْرَأةٌ نُــكْر. ورَجُل مُنْــكَرٌ وقَوْمٌ مُنْــكَرُــوْنَ ومَنَاكِيْرُ.
ونَظَروا بأوْجُهٍ أنْكَارٍ، واحِدُها نُــكْرٌ.
والنُّــكْرُ: المُنْــكَرُ نَفْسُه.
والنَّــكِرَــةُ: إنْكارُكَ الشَّيْءَ، وهو نَقِيْضُ المَعْرِفَةِ، أنْــكَرْــتُه أُنْــكِرُــه إنْكاراً، ونَــكِرْــتُه: لُغَةٌ فيه.
والاسْتِنكارُ: اسْتِفْهامُكَ أمْراً تُنْــكِرُــه.
ويُقال: نَــكِرَ نِــكْراً - بالقَلْب -، وأنْــكَرَ إنْكاراً - بالعَيْن. والتَّنــكُرُ: التَّغَيُّرُ عن حالٍ تَسُركَ إلى حالٍ تَــكْرَــهُها.
والنَّكِيْرُ: اسْمُ الإِنْكارِ. ومُنْــكَرٌ ونَكِيْرٌ: اسْمُ مَلَكَيْن. وحِصْنٌ نَكِيْر: أي حَصِيْنٌ.
وناكَرَــه مُنَاكَرَــةً: أي حارَبَه.
والنَّــكِرَــةُ: اسْمٌ لِمَا خَرَجَ من الحُوَلاء والخُرّاج من قَيْح أو دَم. واسْتَمْشى فلانٌ نَــكْرَــاءَ - بالمَدِّ -: أي لَوْناً ممّا يُسْهِلُه عند شُرْب الدَّواء.
[نــكر] النُــكِرة: ضد المعرفة. وقد نَــكِرْــتُ الرجلَ بالكسر نُــكْراً ونُكوراً، وأَنْــكَرْــتُهُ واسْتَنْــكَرْــتُهُ، بمعنًى. قال الأعشى: وأنــكرتني وما كان التى نــكرت * من الحوادث إلا الشيبَ والصَلَعا - وقد نَــكَّرَــهُ فتَنَــكَّرَ، أي غيَّره فتغيَّر إلى مجهول. والمُنْــكَرُ: واحد المَناكِرِ. والنَكيرُ والإنْكارُ: تغيير المُنْــكَرِ. ومنــكر ونكير: اسما ملكين. ورجل نَــكِرٌ ونَــكَرٌ ، أي داهٍ مُنْــكَرٌ. وكذلك الذي يُنْــكِرُ المُنْــكَرَ. وجمعها أنكار، مثل عضد وأعضاد، وكبد وأكباد. والنــكر: المنــكر. قال الله تعالى:

(لقد جئتَ شيئاً نــكرا) *. وقد يحرك، مثل عسر وعسر. قال الشاعر :

وكانوا أتونى بشئ نــكر * والنــكراء مثله. والنَكارَةُ: الدهاءُ، وكذلك النُــكْرُ بالضم. يقال للرجل إذا كان فطناً مُنْــكَراً: ما أشدَّ نُــكْرَــهُ ونَــكَرَــهُ أيضاً بالفتح. وقد نَــكُرَ الأمر بالضم، أي صَعُبَ واشتدَّ. والانكار: الجحود. وناكره، أي قاتله. قال أبو سفيان: " إنَّ محمداً لم يُناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال ". والتَناكُرُ: التجاهلُ. وطريقٌ ينكور: على غير قصد.
نــكر
الإِنْكَارُ: ضِدُّ العِرْفَانِ. يقال: أَنْــكَرْــتُ كذا، ونَــكَرْــتُ، وأصلُه أن يَرِدَ على القَلْبِ ما لا يتصوَّره، وذلك ضَرْبٌ من الجَهْلِ. قال تعالى: فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَــكِرَــهُمْ
[هود/ 70] ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْــكِرُــونَ
[يوسف/ 58] وقد يُستعمَلُ ذلك فيما يُنْــكَرُ باللّسانِ، وسَبَبُ الإِنْكَارِ باللّسانِ هو الإِنْكَارُ بالقلبِ لكن ربّما يُنْــكِرُ اللّسانُ الشيءَ وصورتُه في القلب حاصلةٌ، ويكون في ذلك كاذباً. وعلى ذلك قوله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْــكِرُــونَها
[النحل/ 83] ، فَهُمْ لَهُ مُنْــكِرُــونَ
[المؤمنون/ 69] ، أَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْــكِرُــونَ
[غافر/ 81] والمُنْــكَرُ: كلُّ فِعْلٍ تحكُم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحِهِ، أو تتوقَّفُ في استقباحِهِ واستحسانه العقولُ، فتحكم بقبحه الشّريعة، وإلى ذلك قصد بقوله: الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْــكَرِ [التوبة/ 112] ، كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنــكَرٍ فَعَلُوهُ [المائدة/ 79] ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْــكَرِ [آل عمران/ 104] ، وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْــكَرَ [العنكبوت/ 29] وتَنْكِيرُ الشَّيْءِ من حيثُ المعنى جعْلُه بحيث لا يُعْرَفُ. قال تعالى: نَــكِّرُــوا لَها عَرْشَها
[النمل/ 41] وتعريفُه جعْلُه بحيث يُعْرَفُ. واستعمال ذلك في عبارة النحويِّين هو أن يُجْعَلَ الاسم على صِيغَةٍ مخصوصةٍ، ونَــكَرْــتُ على فُلَانٍ وأَنْــكَرْــتُ: إذا فَعَلْتُ به فِعْلًا يَرْدَعُهُ. قال تعالى:
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ
[الملك/ 18] أي:
إِنْكَارِي. والنُّــكْرُ: الدّهاءُ والأمْرُ الصَّعْبُ الذي لا يُعْرَفُ، وقد نَــكَرَ نَكَارَةً ، قال تعالى: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُــكُرٍ
[القمر/ 6] . وفي الحديث: «إِذَا وُضِعَ المَيِّتُ فِي القَبْرِ أَتَاهُ مَلَكَانِ مُنْــكَرٌ وَنَكِيرٌ» ، واستُعِيرَتِ المُنَاكَرَــةُ للمُحَارَبَةِ.
[نــكر] نه: فيه: إن محمدًا "لم يناكر" أحدًا قط إلا كانت معه الأهوال، أي لم يحارب، لأن كلًا من المتحاربين يناكر الآخر أي يداهيه ويخادعه، والأهوال: المخاوف والشدائد، وهو كقوله: نصرت بالرعب. ومنه ح أبي وائل في أبي موسى: ما كان "أنــكره"، أي أدهاه، من النــكر- بالضم- وهو الدهاء والأمر المنــكر، ويقال للرجل الفطن: ما أشد نــكره- بالضم والفتح. وح: إني لأكره "النكارة" في الرجل، أي الدهاء. وفيه: كنت لي أشد "نــكرة"، هو بالحركة اسم من الإنكار كالنفقة من الإنفاق، والمنــكر ضد المعروف، وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه وأنــكره فهو منــكر، ونــكره فهو منكور، واستنــكره، والنكير: الإنكار وهو الجحود، ومنــكر ونكير: اسما ملكين. ك: لأنهما خلقًا بديعًا لا أنس فيهما للناظر أسودان أزرقان، ونكير بمعنى منــكر- بفتح كاف، لأن الميت لم يعرفهما ولم ير صورة مثل صورتهما، وذكر أن اسم السائلين للمطيع بشير ومبشر. ط: النكير من نــكر- بالكسر، وصور بالصورة القبيحة ليخاف الكافر ويتحير في الجواب وليمتحن المؤمنون، ومن خاف الله في الدنيا لم يخف في القبر. ك: قد "أنــكرت" بصري، أراد به ضعف بصره أو عماه، وأنا أصلي لقومي أي أكون إمامًا لهم. وح: لما حدثني الحكم "لم أنــكره" من ح عبد الملك، أي ما أنــكرت على الحكم من جهة أنه مدلس لأنه تقوى برواية عبد الملك. وقالت عائشة: "أنــكرت" ذلك، أي قول فاطمة في سكنى المعتدة وعدم وجوبه. ن: واي قلب "أنــكرها": ردها. و"شيئًا "نــكرا"" قرئ بسكون كاف وضمها أي منــكرًــا. وإني "أنــكرته"، أي استغربت في قلبي أن يكون مني لا أنه نفاه عن نفسه. وحتى "تنــكرت" لي الأرض، أي توحشت على أي تغير كل شيء حتى الأرض فما هي بأرض أعرفها كأنها أرض لم أعرفها لتوحشها. ط: حتى تتغير أو "تتنــكر"- مر في فجهزت من ج. غ: "نــكرهم": أنــكرهم واستنــكرهم. و"أن "أنــكر" الأصوات" أقبحها. و"فكيف كان "نكير"" أي إنكاري، و"وما لكم من "نكير"" أي لا تقدرون أن تنــكروا ذنوبكم، ش: وأسمى به بعد "النــكرة"، وروى: واشهد به، أي أعرف به ما تنــكر أي تغير وصار مجهولًا من قواعد الدين الحنفية وأركانها.

نــكر


نَــكِرَ(n. ac. نُــكْر
نَــكَر
نَكِيْر
نُكُوْر)
a. Was ignorant of.
b. Misunderstood, mistook; misjudged.
c. Disapproved; repudiated, rejected; condemned;
disacknowledged, negatived, disavowed, ignored;
disbelieved.
d.(n. ac. نَكِيْر), Changed.
نَــكُرَ(n. ac. نَكَاْرَة)
a. Was arduous.
b. Was ignorant.
c. Was astute.

نَــكَّرَa. Disguised; disfigured.
b. Left vague, undefined, indeterminate.

نَاْــكَرَa. Strove, fought with; disputed with.

أَنْــكَرَa. see 1 (a) (b), (c).
d. [acc. & 'Ala], Disliked, objected to ... in; blamed for;
mistrusted in.
e. ['Ala], Displeased.
تَنَــكَّرَa. Became unrecognizable; disguised himself.
b. [La], Showed antipathy to.
تَنَاْــكَرَa. see I (a)b. Behaved as strangers.
c. Feigned ignorance.
d. see III
إِسْتَنْــكَرَa. see I (a)b. Asked of.
c. Disapproved.

نَــكْرa. see 2 (a) (b) &
نَــكِر
نِــكْرa. Acuteness; astuteness; guile.
b. Forecast, foresight.

نُــكْرa. see 2 (a) c. Painful, disagreeable.
d. Unknown.

نَــكَرa. Hardness, arduousness.

نَــكَرَــةa. Denial; negation.
b. Refusal; rejection.
c. Disapprobation, disapproval.
d. Ignorance.

نَــكِر
(pl.
أَنْكَاْر)
a. Acute, crafty; astute.

نَــكِرَــةa. Indefinite, indeterminate.
b. see 4t (d)c. Misfortune.
d. Blood; discharge, flux, isue.

نَــكُرa. see 5
نُــكُرa. see 3 (c)نَــكِر
&
نَــكْرَــآءُ
(e).
أَنْــكَرُa. Worse; worst.

نَكَاْرَةa. see 2 (a) (b) &
نَــكَرَــة
(d).
نَكِيْرa. see 4t (a) (b), (c).
d. Impregnable (fortress).
e. Disagreeable, invidious, objectionable.
f. Corrupt, degenerate.
g. One of the angels of death.

نُــكْرَــاْنa. Denial, disavowal; retraction.
b. Ingratitude.

أَنْكَاْرa. see 5
نَوَاْــكِرُa. Hardships.

نَــكْرَــآءُa. see 2 (a) (b) &
نَــكِرd. Misfortune, accident.
e. Evil.

مَنَاْكِيْرُa. Bad actions, abominations.

N. P.
نَكڤرَa. Uncertain, misleading (road).
b. see N. P.
أَنْــكَرَ
(a).
N. P.
نَــكَّرَa. Indefinite, indeterminate; vague; general.

N. Ag.
أَنْــكَرَa. Mistrustful, incredulous.

N. P.
أَنْــكَرَa. Unknown; ignored.
b. Denied.
c. Disapproved; forbidden, unlawful; iniquitous.
d. (pl.
مَنَاْكِيْرُ)
see 5e. Strange, improbable.
f. see 25 (g)g. see 42 (e)
N. Ac.
أَنْــكَرَa. see 4t
N. Ac.
تَنَــكَّرَa. Disguise; incognito.
b. Change into a lower state.

N. P.
إِسْتَنْــكَرَa. see N.P.
أَنْــكَرَ
(a).
b. Absurd.

مُنْــكَرَــات
a. Iniquities.

يَنْكُوْر
a. see N. P.
نَكڤرَ
(a).
مُتَنَــكِّرًــا
a. Disguised, incognito.
نَاكِر الجَمِيْل
a. Ungrateful, thankless.

مَا أَنْــكَرَــهُ
a. How astute is he!
(ن ك ر)

النــكر، والنــكراء: الدهاء والفطنة.

وَرجل نــكر، ونــكر، ونــكر، ومنــكر، من قوم مَنَاكِير: داه فطن، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

قَالَ ابْن جني: قلت لأبي عَليّ فِي هَذَا وَنَحْوه: أفنقول هَذَا؟؟ لِأَنَّهُ قد جَاءَ عَنْهُم " مفعل " و" مفعال " فِي معنى وَاحِد كثيرا، نَحْو: مُذَــكّر ومذكار، ومؤنث ومئناث، ومحمق ومحماق وَغير ذَلِك. فَصَارَ جمع أَحدهمَا كجمع صَاحبه، فَإِذا جمع " محمقاً " فَكَأَنَّهُ جمع " محماقا " وَكَذَلِكَ: مسم ومسام، كَمَا أَن قَوْلهم: درع دلاص، وأدرع دلاص، وناقة هجان، كسر فِيهِ " فعال " على " فعال " من حَيْثُ كَانَ " فعال " و" فعيل " اختين كلتاهما من ذَوَات الثَّلَاثَة، وَفِيه زَائِدَة مُدَّة ثَالِثَة، فَكَمَا كسروا " فعيلا " على " فعال " نَحْو: ظريف وظراف، وشريف وشراف، كَذَلِك: كسروا " فعالا " على " فعال " فَقَالُوا " درع دلاص، وأدرع دلاص وكذل نَظَائِره، فَقَالَ أَبُو عَليّ لست أدفَع ذَلِك وَلَا آباه.

وَامْرَأَة نــكرٌ، وَلم يَقُولُوا: مُنــكرَــة وَلَا غَيرهَا من تِلْكَ اللُّغَات.

والنــكر، والنــكر: الْأَمر الشَّديد.

والنــكرة: خلاف الْمعرفَة.

ونــكر الْأَمر نكيرا، وَأنْــكرهُ إنكارا، ونــكراً: جَهله، عَن كرَــاع.

وَالصَّحِيح: أَن الْإِنْكَار. الْمصدر، والنــكر: الِاسْم.

واستنــكره، وتناكره، كِلَاهُمَا: كنــكره، وَمن كَلَام ابْن جني الَّذِي رأى الْأَخْفَش فِي الْمطِي، من أَن المبقاة إِنَّمَا هِيَ الْيَاء الأولى، حسن، لِأَنَّك لَا تتناكر الْيَاء الأولى إِذا كَانَ الْوَزْن قَابلا لَهَا.

وَالْإِنْكَار: الِاسْتِفْهَام عَمَّا يُنــكره، وَذَلِكَ إِذا انــكرت أَن تثبت رَأْي السَّائِل على مَا ذكر. أَو تنــكر أَن يكون رَأْيه على خلاف مَا ذكر، وَذَلِكَ كَقَوْلِه: ضربت زيدا، فَتَقول مُنْــكرا لقَوْله: أزيدنيه؟ ومررت بزيد، فَتَقول: أزيدنيه؟ وَجَاءَنِي زيد، فَتَقول: أزيدنيه؟ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: صَارَت هَذِه الزِّيَادَة علما لهَذَا الْمَعْنى كعلم الندبة، قَالَ: وتحركت النُّون، لِأَنَّهَا كَانَت سَاكِنة وَلَا يسكن حرفان.

وَالْمُنــكر من الْأَمر: خلاف الْمَعْرُوف.

وَالْجمع: مَنَاكِير، عَن سِيبَوَيْهٍ. قَالَ أَبُو الْحسن وَإِنَّمَا ذكر مثل هَذَا الْجمع، لِأَن حكم مثله أَن يجمع بِالْوَاو وَالنُّون فِي الْمُذكر، وبالألف وَالتَّاء فِي الْمُؤَنَّث.

والنــكر، والنــكراء، مَمْدُود: الْمُنــكر.

والتنــكر: التَّغَيُّر.

وَالِاسْم: النكير.

والنــكرة: مَا يخرج من الحولاء وَالْخَرَاج من دم أَو قيح كالصديد.

ومنــكر، وَنَكِير: فتانا الْقُبُور.

وَابْن نــكرَــة: رجل من تيم، كَانَ من مدركي الْخَيل السوابق، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَبَنُو نــكرَــة: بطن من الْعَرَب.

وناكور: اسْم.

تمّ المجلد بِحَمْد الله وعونه وَحسن توفيقه /// الْكَاف وَالرَّاء وَالْفَاء كَرَــف الشَّيْء: شَمَّه.

وكَرَــف الْحمار يَــكْرُــف ويَــكْرِــف كَرْــفا وكِرَــافا، وكَرَّــف: شم الروث أَو الْبَوْل أَو غَيرهمَا، ثمَّ رفع رَأسه. وَكَذَلِكَ الْفَحْل إِذا شم طَرُوقَته ثمَّ رفع رَأسه نَحْو السَّمَاء وكشر.

وحمار مِــكراف: يــكرِــفُ الابوال.

والــكِرْــفة: الدَلْو من جِلد وَاحِد كَمَا هُوَ، أنْشد يَعْقُوب:

أكُلَّ يومٍ لَك ضَيْزَتانِ

على إزاء الحوضِ مِلْهَزانِ

بــكِرْــفَتين يتواهقان

يتواهقان: يتباريان.

والــكِرْــفِئ: قِطَع من السَّحَاب متراكبة صغَار واحدتها: كِرْــفِئة، قَالَ:

كــكِرفئة الغَيْثِ ذَات الصَبي ... ر ترمي السَّحَاب ويُرْمى لَهَا

وتَــكَرِــفَأ السَّحَاب: تراكب، وَجعله بعض النَّحْوِيين رباعيّا.

والــكِرْــفئ: قشرة الْبَيْضَة الْعليا الْيَابِسَة.
نــكر: وليس نَــكِر وإنما نــكر التي وردت عند (فوك) و (الكالا).
نــكر: أنــكر، جحد، أبى، (فوك، بوشر): nier.
نــكر: نفي، رفض، أنــكر: nier un fait ( بوشر).
نــكر أهله: تجاهلهم، تخلى عنهم، تنصل عن أقاربه (بوشر).
نــكر: تنصل عما قاله لنا أو فعله الآخر بنا (بوشر).
نــكر: عدل عن كلامه، خطأ نفسه، استدرك قوله (الكالا). ينــكر النعمة: يكفر بها، أي الكنود (فوك)، نــكر الجميل: جاحد (بوشر). وفي محيط المحيط): (والمولدون يقولون ملحه على ذيله أي ناكر الجميل). وهناك ايضا نــكر المعروف، أي كفر بالنعمة Payer d'ingratitude ( بوشر).
نــكر الحكم: دفع بعدم اختصاص محكمة (بوشر).
نــكر: دافع عن نفسه، نفي التهمة عن نفسه، نبرأ (بوشر).
نــكر عليه: استهجن، تعاذل desapprouver ( دي سلان، المقدمة 1: 87): لم يكن ذلك من شأن من رافقته من القضاة فنــكروه علي. أما في طبعة بولاق، فقد حلت منى محل على (البربرية 1: 416 و2: 435، ألف ليلة 1: 88): وأنا أطلقك تروح ولا أنــكر عليك.
نــكر: من الغريب أن (فوك) قد ذكر ينــكر على بالفتح.
نــكر: ستر، دلس (بوشر).
ناكر: رفض (فوك).
ناكره: كذبه، نفى صحة ما قاله (البــكري 186: 7): قالت هل لي من ضيف، قال نعم هو ذاك في البيت الكذا، فناكرته فقام إليه فاستخرجه.
ناكره: استهجنه (البربرية 1: 59).
أنــكره: لم يتحقق منه (بدرون 88: 5). وهناك أيضا أنــكر على عادتها فلما شمتني نفرت عني وأنــكرت علي.
أنــكره: تبرا من أبيه (على سبيل المثال) (ابن بطوطة 3: 47).
أنــكر عليه: أعلن بأنه لم يوجه لفلان بأن يفعل الشيء الفلاني (بوشر).
أنــكر أن شك، ارتاب في .. que revoquer en doute ( ابن بطوطة 3: 359): فأنــكر الأمير أن يعطي التجار مثل ذاك السرج.
أنــكر أمره: (ابن بطوطة 3: 207) في قوله: أنــكر الناس أمره.
أنــكر على .. منــكر: محترز، محاذر mefiant ( هلو).
أنــكر: نقد لام، استهجن، أنــكر عليه (محيط المحيط، بوشر -وعنه أنــكر الشيء على أحد): استهجن، رفض، نبذ مذهبا (دي إنكار ولا نكير: للتعبير عن: دون أن يجد أحد أصغر عيب أو مطعن في .. (دي ساسي كرست 1: 224: 15).
أنــكر: بمعنى رفض وكذلك أنــكر من (بدرون 285: 4): وما أنــكرت من أن يكون الأمر على ما بلغك.
أنــكر نفسه: جعل (خادمته) تنــكر وجوده في بيته بناء على طلبه حين يكون فيه (ألف ليلة 1: 289: 3 و2: 216).
تنــكر: تخفى. تنــكر بزي النسوان (بوشر، معجم بدرون، معجم الطرائف).
تنــكر: قلق، احتار s'inquieter ( شكوري 187): أراد الطبيب أن يلجأ إلى الفصد فتنــكر العليل لذلك وخاف منها.
تنــكر: شكا من (دي ساسي كرست: 1: 6): قدم كتاب تيمورلنك يتضمن الإرعاد والإبراق وتنــكر قتل رسله.
تنــكر: من ول وعلى: انزعجن نكدر (معجم الطرائف، مملوك 1: 1: 210).
تنــكر عليه: أغاظه، أحزنه (مملوك 1: 1: 214): تنــكر على الملك الظاهر حاله.
تنــكر: انظرها في (فوك) في مادة apelativum. تناكر: استهجن (معجم الماوردي).
استنــكر: وردت عند (فوك) في مادة negare.
استنــكر: جحد، خالف، رفض، لم يتفق مع .. (بوشر).
استنــكر: استهجن، استقبح (معجم الطرائف، معجم مسلم، أخبار 142: 7).
استنــكر: استغرب، وجد الشيء مخالفا للمألوف (معجم الطرائف).
استنــكر: استخفف (معجم الطرائف، فوك).
نــكر: انكماش، انقباض، تقصر (اصطلاح طبي) وعند (الكالا) retraction desnegamiento.
نــكر: في (البربرية 1: 545: 5): ولما تنقد العرب الاعياص دلهم على نــكرته بعض أهل عرفانه، أي الغموض الذي يحيط بميلاده.
نــكران: نفى (بوشر، باين سميث 1800) وعند (الكالا): انقباض.
نــكران المعروف: نــكران الجميل، عقوق (بوشر).
نكير: غير معروف (دي ساسي، دبلوماسية 9: 403: 7): وجلالة خطره وخطر سلفه ليست بنكيرة.
نكير: ملوم، مستحق اللوم blamable ( الماوردي 405: 5).
نكير: جاحد، لا يقر بالجميل (دي ساسي كرست 2: 37):
صرف الزمان وحادث المقدور ... تركا نكير الخطب غير نكير
أي أن الدواهي الدهماء التي بدأت، هذه الأيام، تحدثها صروف الزمن وتصاريف الأقدار جعلت النوازل شيئا يكاد أن لا يذكر أمامها. (ألف ليلة 1: 899): لا ترى بعد هذه الليلة من نكير.
نكير: ابن محروم من الإرث وأبوه ما زال حيا (الكالا).
نكارية: إنكار، نفي (بوشر).
نكار: ملحد، من الخوارج Kharidjite ( البربرية 1: 129): النكارة إحدى طوائف الخوارج (البربرية 1: 644: 3). وهناك أيضا النكارية (معجم الجغرافية).
ناكر والجمع نكار: ملحد، خارجي (معجم الادريسي، البربرية 2: 17: 13).
ناكر: رافض، مرتد، كافر (بوشر). إنكار: نفي (بوشر).
إنكاري: نفي (بوشر).
إنكاري: رفضي (بوشر).
منــكر: قوة لم يسمع بها، قوي جدا (للهجوم) (النويري أسبانيا 483): فحملت الفرنج عليهم حملة منــكرة.
منــكر: مفسد (الادريسي 139: 4): هواؤها وبئ غير موافق منــكر لمن دخلها من الطارئين.
منــكر: حديث مستندة ضعيف ولا يتفق مع حديث آخر مسنده ضعيف أيضا (دي سلان، المقدمة 2: 483).
منــكر: سخيف (فوك).
منــكر: بمعنى أن يكون الفعل مما يعرض صاحبه للمؤاخذة واللوم، أو أن يكون محرما ... الخ ولا يجمع على منــكرات فحسب، بل على مناكر أيضا (دي ساسي كرست 2: 80، عبد الواحد 128: 6)؛ لذلك ينبغي تعديل منــكرات التي وردت عند (فريتاج) وجعلها منــكرات.
منكور: سخيف (فوك).

نــكر: النُّــكْرُ والنَّــكْراءُ: الدَّهاءُ والفِطنة. ورجل نَــكِرٌ ونَــكُرٌ

ونُــكُرٌ ومُنْــكَرٌ من قوم مَناكِير: دَاهٍ فَطِنٌ؛ حكاه سيبويه. قال ابن

جني: قلت لأَبي عليّ في هذا ونحوه: أَفتقول إِنّ هذا لأَنه قد جاء عنهم

مُفْعِلٌ ومِفْعالٌ في معنى واحد كثيراً، نحو مُذْــكِرٍ ومِذْكارٍ

ومُؤْنِثٍ ومِئْناثٍ ومُحْمِق ومِحْماقٍ وغير ذلك، فصار جمع أَحدهما كجمع صاحبه،

فإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكأَنه جمع مِحْماقاً، وكذلك مَسَمٌّ ومَسامّ،

كما أَن قولهم دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وناقة هِجانٌ ونوقٌ هِجانٌ

كُسِّرَ فيه فِعالٌ على فِعالٍ من حيث كان فِعالٌ وفَعِيلٌ أُختين،

كلتاهما من ذوات الثلاثة، وفيه زائدة مَدَّة ثالثة، فكما كَسَّرُوا فَعِيلاً

على فِعالٍ نحو ظريف وظراف وشريف وشراف، كذلك كَسَّرُوا فِعالاً على فِعال

فقالوا درع دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ، وكذلك نظائره؟ فقال أَبو عليّ: فلست

أَدفع ذلك ولا آباه. وامرأَة نَــكرٌ، ولم يقولوا مُنْــكَرَــةٌ ولا غيرها من

تلك اللغات. التهذيب: امرأَة نَــكْراء ورجل مُنْــكرٌ دَاهٍ، ولا يقال

للرجل أَنْــكَرُ بهذا المعنى. قال أَبو منصور: ويقال فلان ذو نَــكْراءَ إِذا

كان داهِياً عاقلاً. وجماعة المُنْــكَرِ من الرجال: مُنْــكَرُــونَ، ومن غير

ذلك يجمع أَيضاً بالمناكير؛ وقال الأُقيبل القيني:

مُسْتَقْبِلاً صُحُفاً تدْمى طَوابِعُها،

وفي الصَّحائِفِ حَيَّاتٌ مَناكِيرُ

والإِنْكارُ: الجُحُودُ. والمُناكَرَــةُ: المُحارَبَةُ. وناكَرَــهُ أَي

قاتَلَهُ لأَن كل واحد من المتحاربين يُناكِرُ الآخر أَي يُداهِيه

ويُخادِعُه. يقال: فلان يُناكِرُ فلاناً. وبينهما مُناكَرَــةٌ أَي مُعاداة

وقِتالٌ. وقال أَبو سفيان بن حرب: إِن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً إِلا كانت معه

الأَهوالُ أَي لم يحارب إِلا كان منصوراً بالرُّعْبِ.

وقوله تعالى: أَنْــكَرَ الأَصواتِ لَصَوْتُ الحمير؛ قال: أَقبح الأَصوات.

ابن سيده: والنُّــكْرُ والنُّــكُرُ الأَمر الشديد. الليث: الدَّهاءُ

والنُّــكْرُ نعت للأَمر الشديد والرجل الداهي، تقول: فَعَلَه من نُــكْرِــه

ونَكارَتِه. وفي حديث معاوية، رضي الله عنه: إِني لأَــكْرَــهُ النَّكارَةَ في

الرجل، يعني الدَّهاءَ. والنَّكارَةُ: الدَّهاء، وكذلك النُّــكْرُ، بالضم.

يقال للرجل إِذا كان فَطِناً مُنْــكَراً: ما أَشدّ نُــكْرَــه ونَــكْرَــه أَيضاً،

بالفتح. وقد نَــكُرَ الأَمر، بالضم، أَي صَعُبَ واشتَدَّ. وفي حديث أَبي

وائل وذكر أَبا موسى فقال: ما كان أَنْــكَرَــه أَي أَدْهاهُ، من النُّــكْرِ،

بالضم، وهو الدَّهاءُ والأَمر المُنْــكَرُ.

وفي حديث بعضهم:

(* قوله« وفي حديث بعضهم» عبارة النهاية: وفي حديث عمر

بن عبد العزيز) كنتَ لي أَشَدَّ نَــكَرَــةٍ؛ النــكرة، بالتحريك: الاسم من

الإِنْكارِ كالنَّفَقَةِ من الإِنفاق، قال: والنَّــكِرَــةُ إِنكارك الشيء،

وهو نقيض المعرفة. والنَّــكِرَــةُ: خلاف المعرفة. ونَــكِرَ الأَمرَ نَكِيراً

وأَنْــكَرَــه إِنْكاراً ونُــكْراً: جهله؛ عن كراع. قال ابن سيده: والصحيح أَن

الإِنكار المصدر والنُّــكْر الاسم. ويقال: أَنْــكَرْــتُ الشيء وأَنا

أُنْــكِرُــه إِنكاراً ونَــكِرْــتُه مثله؛ قال الأَعشى:

وأَنْــكَرَــتْني، وما كان الذي نَــكِرَــتْ

من الحوادثِ إِلا الشَّيْبَ والصَّلَعا

وفي التنزيل العزيز: نَــكِرَــهُمْ وأَوْجَسَ منهم خِيفَةً؛ الليث: ولا

يستعمل نَــكِرَ في غابر ولا أَمْرٍ ولا نهي. الجوهري: نَــكِرْــتُ الرجلَ،

بالكسر، نُــكْراً ونُكُوراً وأَنْــكَرْــتُه واسْتَنْــكَرْــتُه كله بمعنى. ابن سيده:

واسْتَنْــكَرَــه وتَناكَرَــه، كلاهما: كنَــكِرَــه. قال: ومن كلام ابن جني:

الذي رأَى الأَخفشُ في البَطِيِّ من أَن المُبْقاةَ إِنما هي الياءُ

الأُولى حَسَنٌ لأَنك لا تَتَناكَرُ الياءَ الأُولى إِذا كان الوزن قابلاً لها.

والإِنْكارُ: الاستفهام عما يُنْــكِرُــه، وذلك إِذا أَنْــكَرْــتَ أَن

تُثْبِتَ رَأْيَ السائل على ما ذَــكَرَ، أَو تُنْــكِرَ أَن يكون رأْيه على خلاف

ما ذكر، وذلك كقوله: ضربتُ زيداً، فتقول مُنْــكِراً لقوله: أَزَيْدَنِيهِ؟

ومررتُ بزيد، فتوقل: أَزَيْدِنِيهِ؟ ويقول: جاءني زيد، فتقول:

أَزَيْدُنِيه؟ قال سيبويه: صارت هذه الزيادة عَلَماً لهذا المعنى كعَلمِ

النَّدْبَةِ، قال: وتحركت النون لأَنها كانت ساكنة ولا يسكن حرفان. التهذيب:

والاسْتِنْكارُ استفهامك أَمراً تُنْــكِرُــه، واللازمُ من فَعْلِ النُّــكْرِ

المُنْــكَرِ نَــكُرَ نَكارَةً.

والمُنْــكَرُ من الأَمر: خلاف المعروف، وقد تــكرر في الحديث الإِنْكارُ

والمُنْــكَرُ، وهو ضد المعروف، وكلُّ ما قبحه الشرع وحَرَّمَهُ وكرهه، فهو

مُنْــكَرٌ، ونَــكِرَــه يَنْــكَرُــه نَــكَراً، فهو مَنْكُورٌ، واسْتَنْــكَرَــه فهو

مُسْتَنْــكَرٌ، والجمع مَناكِيرُ؛ عن سيبويه. قال أَبو الحسن: وإِنما

أَذكُرُ مثل هذا الجمع لأَن حكم مثله أَن الجمع بالواو والنون في المذكر

وبالأَلف والتاء في المؤنث. والنُّــكْرُ والنَّــكْراءُ، ممدود: المُنْــكَرُ. وفي

التنزيل العزيز: لقد جئت شيئاً نُــكْراً، قال: وقد يحرك مثل عُسْرٍ

وعُسُرٍ؛ قال الشاعر الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ:

أَتَوْني فلم أَرْضَ ما بَيَّتُوا،

وكانوا أَتَوْني بِشيءٍ نُــكُرْ

ِلأُنْكِحَ أَيِّمَهُمْ مُنْذِراً،

وهل يُنْكحُ العبدَ حُرٌّ لِحُرّْ؟

ورجل نَــكُرٌ ونَــكِرٌ أَي داهٍ مُنْــكَرٌ، وكذلك الذي يُنْــكِرُ

المُنْــكَرَ، وجمعهما أَنْكارٌ، مثل عَضُدٍ وأَعْضادٍ وكَبِدٍ وأَكباد.

والتَّنَــكُّرُ: التَّغَيُّرُ، زاد التهذيب: عن حالٍ تَسُرُّكَ إِلى حال

تَــكْرَــهُها منه. والنَّكِيرُ: اسم الإِنْكارِ الذي معناه التغيير. وفي

التنزيل العزيز: فكيف كان نَكِيري؛ أَي إِنكاري. وقد نَــكَّرَــه فتَنَــكَّرَ

أَي غَيَّرَه فتَغَيَّرَ إِلى مجهولٍ. والنَّكِيرُ والإِنكارُ: تغيير

المُنْــكَرِ. والنَّــكِرَــةُ: ما يخرج من الحُوَلاءِ والخُراجِ من دَمٍ أَو

قَيْحٍ كالصَّدِيد، وكذلك من الزَّحِيرِ. يقال: أُسْهِلَ فلانٌ نَــكِرةً

ودَماً، وليس له فِعْلٌ مشتق.

والتَّناكُرُ: التَّجاهُلُ. وطريقٌ يَنْكُورٌ: على غير قَصْدٍ.

ومُنْــكَرٌ ونَكِيرٌ: اسما ملَكَينِ، مُفْعَلٌ وفَعيلٌ؛ قال ابن سيده:

مُنْــكَرٌ ونَكِيرٌ فَتَّانا القبور. وناكُورٌ: اسم. وابن نُــكْرَــةَ: رجل من

تَيْمٍ كان من مُدْرِكي الخيلِ السوابق؛ عن ابن الأَعرابي. وبنو

نُــكْرَــةَ: بطن من العرب.

نــكر
نــكُرَ يَنــكُر، نَكارةً، فهو نُــكُر
• نــكُر الأمرُ:
1 - صعُب واشتدّ "نــكُرت الأيَّام- نكارةُ العمل- نــكُر العبء المُلْقى على كاهله- {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُــكُرٍ} ".
2 - قبُح وكرهته النَّفس وصار مُنْــكرًــا. 

نــكِرَ يَنــكَر، نَــكَرًــا ونُــكْرًــا ونَكارةً، فهو نــكِر وناكِر، والمفعول مَنْكور (للمتعدِّي)
• نــكِر الرجلُ حين اكتهل: فَطِن وجاد رأيُه.
• نــكِر الشّيءَ:
1 - جَهله ونفر منه "نــكِر وجهَ زميلَه- اكتشفنا كتابًا قيِّمًا لكاتب منكور- {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَــكِرَــهُمْ}: جهلهم واستوحش منهم ونفر".
2 - جحده ولم يعترف به ° ناكر الجَميل/ ناكر المعروف: الذي لا يحفظ جميلاً ولا يعترف به، جاحد الإحسان.
أنــكرَ يُنــكر، إنكارًا، فهو مُنــكِر، والمفعول مُنــكَر
• أنــكر الشَّيءَ:
1 - جهلَه مع علمٍ به "أنــكَر صديقًا/ ابنَه- أنــكر كلامًا: لم يعترف بأنّه صادر منه- إنكار تام: نفي قاطع- وأنــكرتني وما كان الذي نــكِرتْ ... من الحوادث إلاّ الشيب والصلعا".
2 - نــكِره؛ جحَده ولم يعترف به "أنــكر دينَه/ حقّه/ عقيدة حزب/ فضلَ والديه- لا يُنــكر شيئًا: لا يخفيه أو يداريه- أمر لا يمكن إنكاره- {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنْــكِرُــونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} " ° إنكار الجميل/ إنكار النِّعمة: عدم الاعتراف بالفضل.
• أنــكر على ولدِه الكذبَ: عابه عليه ونهاه عنه. 

استنــكرَ يستنــكر، استِنكارًا، فهو مُستنــكِر، والمفعول مُستنــكَر
• استنــكر سلوكَ صديقه:
1 - أنــكره، استقبحه، وعابه عليه "استنــكر موقفًا- استنــكر سياسةَ الاعتداءات والاستفزازات الاستعماريّة- تصرُّف مستنــكر- استنكارُ المشاهدين- موجة/ نظرة استنكار".
2 - أنــكره واستفهمه. 

تناكرَ يتناكر، تناكُرًــا، فهو مُتناكِر، والمفعول مُتناكَر (للمتعدِّي)
• تناكر الزُّملاءُ: تعادَوا وتجاهل بعضُهم بعضًا "تناكر التلاميذُ/ الأهلُ".
• تناكر الأمرَ: تجاهلَه، ولم يعترف به "تناكر الحقيقةَ/ توقيعًا- تناكر الموضوعَ حين سُئِل عنه". 

تنــكَّرَ/ تنــكَّرَ لـ يتنــكَّر، تنــكُّرًــا، فهو مُتنــكِّر، والمفعول مُتنــكَّر له
• تنــكَّر الشَّخصُ:
1 - مُطاوع نــكَّرَ: تغيّر عن حالِه حتَّى لا يُعرف "تنــكّر الرّاقصون في الحفل- تنــكّر في لبس بحّار- تنــكّر الهاربُ بزيّ شُرطيّ" ° حَفْلةٌ تنــكّريَّة: حفلة راقصة يظهر فيها الأشخاصُ بوجوه مستعارة وثياب متغيِّرة حتّى لا يُعرفوا.
2 - أساءَ لمن أحسن إليه.
• تنــكَّر لمبادِئه السياسيَّة: تخلَّى عمّا كان يعتقده ويسير عليه ويُسلِّم به "تنــكّر لواجباته/ لوعوده/ لدينه- تنــكّر لأصحابه بعد أن علا منصبُه" ° تنــكَّر له فلان: أخذ يُسيء إليه بعد أن كان يحسن. 

ناكرَ يناكر، مُناكرةً، فهو مُناكِر، والمفعول مُناكَر
• ناكر منافسَه:
1 - خادَعه وراوَغه وداهاه "ناكر الجيشُ الأعداءَ".
2 - قاتله وحاربه "بينهما مُناكرة- لم يناكر المسلمون عدوًا ظالمًا إلاّ انتصروا عليه". 

نــكَّرَ ينــكِّر، تنكيرًا، فهو مُنــكِّر، والمفعول مُنــكَّر
• نــكَّر الشّيءَ: غيّره حتى أصبح لا يُعرف "نــكَّر وجْهَه- {قَالَ نَــكِّرُــوا لَهَا عَرْشَهَا}: غيّروا شكلَه وهيئتَه".
• نــكَّر الاسمَ: (نح) جعله نــكرة، حذف منه أو لم يُضف إليه
 (أل) المعرِّفة "اسم منــكَّر- التعريف والتنكير". 

إنكار [مفرد]:
1 - مصدر أنــكرَ.
2 - (فق، قن) خلاف الإقرار "أصرّ المتّهمُ على إنكار ما نُسب إليه".
• إنكار الذَّات: اجتناب الأثرة والتَّضحية في سبيل الآخرين. 

أنْــكَرُ [مفرد]: مؤ نــكراءُ: اسم تفضيل من نــكُرَ: أكثر بشاعة وأشدّ قبحا "أنــكرُ الأصوات- {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْــكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} ". 

مُنــكَر [مفرد]: ج منــكرات:
1 - اسم مفعول من أنــكرَ.
2 - (فق) كلُّ فعلٍ أو قولٍ تحكم العقولُ الصحيحةُ بقُبحه، أو يقبِّحه الشَّرعُ ويــكرهه، عكسه معروف "الغيبةُ والنميمةُ من المنــكرات- نهى عن المنــكر- مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْــكَرًــا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ [حديث]- {كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْــكَرٍ فَعَلُوهُ} " ° مُنــكر ونكير: ملكان يسألان الميِّتَ في قبره وهما فَتّانا القبور. 

نَكارَة [مفرد]: مصدر نــكُرَ ونــكِرَ

نَــكَر [مفرد]: مصدر نــكِرَ

نَــكِر [مفرد]: ج أنكار: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نــكِرَ

نُــكْر [مفرد]:
1 - مصدر نــكِرَ.
2 - مُنــكَر، كلُّ قول أو فعل تحكم العقولُ الصحيحة بقُبحه " {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُــكْرًــا} ".
3 - صعب شديد " {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُــكْرًــا} ". 

نُــكُر [مفرد]: ج أنكار:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نــكُرَ.
2 - مُنــكر، يقبِّحه الشّرعُ والعقلُ "جريمة نُــكُرة- عملٌ نُــكُر". 

نــكراءُ [مفرد]:
1 - مؤنَّث أنْــكَرُ.
2 - منــكرة، يستقبحها الشّرعُ والعقلُ، وتــكرهها النفسُ "جريمةٌ/ فعلةٌ نــكراءُ".
3 - دهاء وفطنة وكيد "امرأة نــكراء".
4 - شدَّة "أصابتهم من الدَّهر نــكراءُ- ابتسامةٌ نــكراء: شرّيرة فاسدة". 

نُــكران [مفرد]: جحود وعدم اعتراف أو إقرار "نُــكرانُ حقّ- نُــكرانُ الجميل خيانة للشَّرف والأمانة" ° لا نُــكران أنَّ: لا جدال أنّ/ من المسلَّم به أنّ- نُــكران الذّات: اجتنابُ الأثَرَةِ والتضحية في سبيل الغير. 

نَــكِرة [مفرد]: ج نَــكِرات: شخصٌ غير معروف أو غير مهمّ "بالأمس نــكِرة واليوم مشهور- هو نــكِرة في بلده".
• النَّــكِرة: (نح) اسم يدلُّ على مسمًّى شائع في جنس موجود أو مقدَّر، عكسه المَعْرِفة. 

نَكير [مفرد]:
1 - إنكار، جحود "وبّخه رئيسُه فما أبدى نكيرًا- {مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ} ".
2 - عذاب، عقوبة رادعة " {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} " ° أمرٌ نكير: صعبٌ شديد- حِصْن نكير: حصين- شَدَّ عليه النَّكير: وبّخه. 
نــكر
النَّــكْرُ والنَّكارَةُ والنّــكْراءُ، بِالْفَتْح فِي الكُلِّ، والنُّــكْرُ، بالضّمّ: الدَّهاءُ والفِطْنَةُ، يُقَال للرجل إِذا كَانَ فَطِناً مُنْــكَراً: مَا أَشدَّ نَــكْرَــهُ ونُــكْرَــه، بِالْفَتْح والضّمّ، وَمن ذَلِك حَدِيث مُعَاوِيَة: إنِّي لأَــكْرَــهُ النَّكارَةَ فِي الرّجُل، أَي الدهاءَ. رَجُلٌ نَــكرٌ، كفَرِحٍ ونَدُسٍ وجُنُبٍ: داهٍ مُنْــكَر من قومٍ أَنْكارٍ، مثل عَضُد، وأَعضادٍ وكبد وأَكباد. رجلٌ مُنْــكَرٌ، كمُــكْرَــم، أَي بِفَتْح الرَّاءِ، للْفَاعِل: داهٍ فَطِنٌ، وَلَا يُقال للرجل: أَنْــكَرُ، بِهَذَا الْمَعْنى، من قومٍ مناكيرَ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ ابنُ جِنّي: قلتُ لأَبي عليٍّ فِي هَذَا ونحوِه: أَفنقول إنَّ هَذَا لأَنَّه قد جَاءَ عَنْهُم مُفْعِلٌ ومِفعال فِي معنى واحدٍ كثيرا، نَحْو مُذْــكِر ومِذْكار، ومُؤْنِث ومِئْناث، ومُحْمِق ومِحْماق، وَنَحْو ذَلِك فَصَارَ جمع أَحدِهما كجَمع صاحِبِه، فَإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكّأَنَّه جَمَعَ مِحْماقاً فَقَالَ أَبُو عليّ: فلستُ أَدْفَعُ ذَلِك وَلَا آباهُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَجَمَاعَة المُنْــكَرِ من الرِّجال مُنْــكَرُــونَ، وَمن غير ذَلِك يُجْمَع أَيضاً بِالْمَنَاكِيرِ، وَقَالَ الأُقَيْبِل القَيْنِيّ:
(مُسْتَقْبِلاً صُحُفاً تَدْمَى طَوابِعُها ... وَفِي الصّحائفِ حَيّاتٌ مَناكِيرُ)
والنُّــكْرُ بالضّمِّ، وبضَمَّتين: المُنْــكَرْ كالنَّــكْراءِ، ممدوداً، وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُــكْراً وَقد يُحَرَّك، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، قَالَ الأَسودُ بنُ يَعفُر:
(أَتَوْني فلَمْ أَرْضَ مَا بَيَّتوا ... وَكَانُوا أَتَوْني بشيءٍ نُــكُرْ)

(لأُنْكِحَ أَيِّمَهم مُنْذِراً ... وَهل يُنْكِحُ العبدَ حُرٌّ لحُرّْ) قَالَ ابْن سِيدَه: النُّــكْرُ والنُّــكُر: الأَمر الشَّديدُ، قَالَ اللَّيْث: الدهاءُ والنُّــكْرُ نَعْتٌ للأَمر الشَّديد، والرَّجل الدّاهي، تقولُ: فَعَلَه من نُــكْرِــه ونَكارَتِه. وَفِي حَدِيث أَبي وَائِل وذَــكَر أَبا مُوسَى فَقَالَ: مَا كَانَ أَنْــكَرَــه، أَي أَدْهاهُ، من النُّــكْر وَهُوَ الدَّهاءُ والأَمر المُنْــكَر.
والنَّــكرَــةُ: إنكارُكَ الشَّيءَ، وَهُوَ: خلافُ المَعرِفَة، والنَّــكِرَــةُ: مَا يخرُجُ من الحُوَلاءِ والخُراجِ من دمٍ أَو قَيْحٍ، كالصَّديد، وَكَذَلِكَ من الزّحير، يُقَال: أَسْهَلَ فلانٌ نَــكِرَــةً ودَماً، وَمَا لَهُ فِعْلٌ مُشتقّ. ونُــكْرةُ بنُ لُكَيْز بن أَفْصى بن عبد الْقَيْس، بالضّمّ، أَبو قَبيلَة، قَالَ ابْن الكلبيّ: كلُّ مَا فِي بني أَسَد من الأَسماء نُــكْرَــة، بالنُّون، وَذكر ابْن مَاكُولَا جمَاعَة مِنْهُم فِي الجاهليَّة، نَقله الْحَافِظ، وَعَمْرو بن مَالك، صَدوقٌ، سَمِعَ أَبا الجَوْزاءِ. وابنُه يحيى، حَدِيثه عِنْد التِّرْمِذِيّ، وَكَانَ حَمّادُ بنُ زَيد يرميه بِالْكَذِبِ. وحفيدُه مالكُ بن يحيى، رَوى عَن أَبيه، كنيتُه أَبو غَسّان، جَرَّحَه ابنُ حِبّان، وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّورَقيّ الْحَافِظ، وَأَخُوهُ أَحمد بن إِبْرَاهِيم، أَبُو عبد الله الْحَافِظ، وَابْن أَخيه، الضّمير رَاجع إِلَى يَعْقُوب، وَلَو قَالَ وابنُه عبدُ الله بن أَحمد كانَ أَحْسَنَ، سمعَ عبدُ الله هَذَا عمرَو بن مَرزوق وطبقتَه، وأَبو سعيد، سمعَ ابنَ جُرَيْح، وخِداشٌ، حدَّثَ عَنهُ جَهيرُ بن يزِيد، النُّــكْرِــيُّونَ، مُحَدِّثون. وفاتَه: أَبانٌ النُّــكْريّ، حدَّث عَن ابْن جُرَيْج، وَعنهُ عُمَرُ بنُ)
يونُس اليماميّ، ذكره الأَمير، ومَكِّيُّ بنُ عَبْدانَ بن محمّد بن بَــكرِ بن مُسلِم الْحَافِظ النَّيْسابورِيّ النُّــكْرِــيّ، قَالَ ابنُ نُقْطَة: كنتُ أَظُنُّه مَنسوباً إِلَى جَدِّه بَــكْر بن مُسلِم، ثمَّ رأَيتُه مَضبوطاً بخطِّ أَبي عامِر العَبْدَرِيّ بالنُّون، وَقد صحَّحَ عَلَيْهَا ثَلَاث مرَّاتٍ. وَقَالَ لي رفيقنا ابْن هلالة: إنَّه منسوبٌ إِلَى نُــكْر، بالنُّون، قريةٍ بنَيْسابورَ. واستَمْشى فُلانٌ نَــكْراءَ، بِالْفَتْح ممدوداً، كَمَا ضبطَه الصَّاغانِيّ بخطِّه، أَي لَوناً ممّا يُسْهِلُه عندَ شُرْبِ الدَّواءِ. كَذَا فِي التكملة. ونَــكُرَ الأَمْرُ، كَــكَرُــمَ، نَكارَةً فَهُوَ نَكيرٌ: صَعُبَ واشتدَّ نُــكْرُــه. وَالِاسْم النَّــكَر، مُحَرَّكَةً، قَالَه ابْن القطّاع. وطَريقٌ يَنْكورٌ، بِتَقْدِيم التَّحْتِيَّة على النُّون، أَي على غير قصدٍ. وتَنَاكَرَ: تَجاهَلَ، كَمَا فِي الأَساس، تَناكَرَ القومُ: تَعادَوا، فهم مُتناكِرون، كَمَا فِي التكملة والأَساس. ونَــكِرَ فلانٌ الأَمرَ، كَفَرِحَ، نَــكَراً، مُحَرَّكَةً، ونُــكْراً ونُكُوراً، بضَمِّهما، ونَكيراً، كأَمير، وأَنْــكَرَــه إنكاراً، واسْتَنْــكَرَــه وتَناكَرَــه إِذا جهِلَه، عَن كُراع. قَالَ ابْن سِيدَه: والصَّحيح أَنَّ الإنكارَ المَصدر والنُّــكْر الِاسْم، وَيُقَال: أَنْــكَرْــت الشَّيْءَ وأَنا أُنْــكِرُــه إنكاراً، ونَــكِرْــتُه، مثلُه، قَالَ الأَعشى:
(وأَنْــكَرَــتْنِي وَمَا كانَ الّذي نَــكِرَــتْ ... منَ الحَوادِثِ إلاّ الشَّيْبَ والصَّلَعا)
وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز نَــكِرَــهُم وأَوْجَسَ منهُم خِيفَةً قَالَ اللَّيْث: وَلَا يُستعمَل نَــكِرَ فِي غابرٍ وَلَا أَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ. وَقَالَ ابْن القطّاع: ونَــكِرْــتُ الشَّيْءَ وأَنْــكَرْــتُه، ضِدُّ عَرَفْتُه، إلاّ أَنَّ نَــكِرْــت لَا يتصَرَّف تصَرُّفَ الأَفعالِ. وَقَالَ ابْن سِيده: واسْتَنْــكَرَــه وتَناكَرَــه، كِلَاهُمَا كَنَــكِرَــهُ. وَفِي الأَساس: وَقيل: نَــكِرَ أَبلَغُ من أَنْــكَرَ، وَقيل: نَــكِرَ بالقلبِ. وأَنْــكَرَ بالعينِ. وَفِي البصائر: وَقد يسْتَعْمل ذَلِك مُنــكِراً بِاللِّسَانِ الإنكارَ بِالْقَلْبِ، لَكِن ربّما يُنْــكِرُ اللسانُ الشيءَ وصورتُه فِي القلبِ حاضِرَةٌ، وَيكون ذَلِك كَاذِبًا، وعَلى هَذَا قولُه تَعَالَى: يَعرِفونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنْــكِرونَها. وَفِي اللِّسَان: ونَــكِرَــه يَنْــكَرُــه نَــكْرَــاً فَهُوَ مَنْكُورٌ، واسْتَنْــكَرَــه، فَهُوَ مُستَنْــكَرٌ، وَالْجمع مَناكير عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ أَبُو الْحسن: وَإِنَّمَا أذكر مثل هَذَا الجمعَ لأنَّ حكم مثله أَن يُجمَع بِالْوَاو وَالنُّون فِي المذكَّر، وبالألف وَالتَّاء فِي المؤنَّث. والمُنْــكَر: ضدّ المَعروف، وكلّ مَا قَبَّحه الشَّرعُ وحرَّمه وكَرِــهَه فَهُوَ مُنــكَر. وَفِي البصائر: المُنــكَر: كلُّ فعلٍ تَحْكُم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحه، أَو تتوَقَّفُ فِي استِقْباحِه العقولُ فتحكُم الشريعةُ بقُبْحِه، وَمن هَذَا قَوْلُهُ تَعالى: الآمِرونَ بالمَعروفِ والنَّاهونَ عَن المُنــكَر قلتُ: وَمن ذَلِك قَوْلُهُ تَعالى: وتأَتونَ فِي ناديكُمُ المُنْــكَر. يُقَال: أصابَتْهم من الدَّهر نَــكْرَــاء، النَّــكْراء، ممدوداً: الدَّاهيةُ والشِّدَّة.
ومُنــكَرٌ ونَكيرٌ، كمُحسِن وكَريم، اسْما مَلَكَيْن. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هما فَنَّانا القَبور. والاسْتِنْكارُ: استفِهامُك أمرا تُنــكِره.
والإنْكار: الاستفهامُ عمَّا يُنْــكره، وَذَلِكَ إِذا أَنْــكَرتَ أَن تُثبِتَ رأيَ السَّائِل على مَا ذكر، أَو تُنــكِر أَن يكون رأيُه على خلاف مَا ذُــكر. فِي حَدِيث بَعضهم: كنتَ لي أشدَّ نَــكَرَــةً. النَّــكَرَــة، بِالتَّحْرِيكِ: اسمٌ من الْإِنْكَار، كالنَّفَقَةِ من الْإِنْفَاق.
وسَمَيْفَع، كَسَفَرْجل، ابْن ناكور بن عَمْرو بن يُغْفِر بن يزِيد بن النُّعمان، هُوَ ذُو الكَلاع الْأَصْغَر الحِميَرِيّ، كتب إِلَيْهِ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم مَعَ جَرير بن عَبْد الله وقُتل مَعَ مُعَاوِيَة، وَابْنه شُرَحْبيل بن سَمَيْفَع، قُتل يَوْم الْجَارُود.)وَتَنَــكَّر لي فلانٌ: لَقيني لِقاءً بَشِعَاً. ونَــكْرَــاءُ الدَّهرِ: شِدَّته. ورجلٌ نَــكِرٌ ونَــكُرٌ، ككَتِف ونَدُسٍ: يُنــكِرُ المُنــكَر، وجمعهما أَنْكَارٌ.
والنَّكير والإنْكار: تَغْيِير المُنــكَر. ونَــكَّرَ الشيءَ من حيثُ الْمَعْنى: جعله بحيثُ لَا يُعرَف، قَالَ تَعَالَى: نَــكِّروا لَهَا عَرْشَها. وابنُ نُــكْرَــة، بالضمّ، رجلٌ من تَيْمٍ، كَانَ من مُدركي الخَيلِ السّوابِق، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. قلت: هُوَ أُهبان بن نُــكرَــة من تَيْمِ الرِّباب، وَأما الَّذِي فِي بني أَسد فإنّه نُــكْرَــة بن نَوْفَل بن الصَّيداء بن عَمْرو بن قُعَيْن بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن دُودان بن أَسد، وَمِنْهُم قَيْسُ بن مُسهِر النُّــكْرِــيّ، من شيعةِ الحُسين بن عليّ، رَضِي الله عَنْهُمَا. ونُــكْرَــةُ: قريةٌ بنَيْسابور، مِنْهَا مَكّيّ بن عَبْدَان الَّذِي تقدّم ذِــكرُــه عَن ابنِ نُقطة. واليَنْكير: جبلٌ طويلٌ لبني قُشَيْر. وناكور، بِفَتْح الْكَاف: مدينةٌ بِالْهِنْدِ، وَمِنْهَا الشَّيْخ حَميدُ الدّين الصُّوفي النّاكوريّ الملقَّب بسُلطان التاركين، من قدماء الشُّيُوخ.
والبَــكَرات: موضعٌ، قَالَ امرؤُ الْقَيْس:
(غَشِيتُ دِيارَ الحَيِّ بالبَــكَرات ... فعارِمَةٍ فبُرْقَهِ العِيَرات)
ن ك ر

أنــكر الشيء ونــكره وساتنــكره، وقيل: نــكر أبلغ من أنــكر. وقيل: نــكر بالقلب وأنــكر بالعين. قال الأعشى:

وأنــكرتني وما كان الذي نــكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا وفيهم العرف والنــكرن والمعروف والمنــكر. وشتم فلان فما كان عنده نكير. وهم يركبون المنــكرات والمناكير، وهو من مناكير قوم لوط. وقد نــكر الأمر نكارة: صار منــكراً. ونــكّرته فتنــكّر: غيّرته. وخرج متنــكّراً. وتنــكّر لي فلان: لقيني لقاء بشعاً. وتناكر فلان: تجاهل. وبينهما مناكرة: محاربة. وعن أبي سفيان: أنّ محمداً لم يناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال. وتناكروا: تعادوا. وفلان فيه نكارة ونــكر بالفتح ونــكراء: دهيٌ وفطنة، وإنه لذو نــكراء: وأصابتهم من الدّهر نــكراء: شدّة.

كَرْخُ جُدّانَ

كَرْــخُ جُدّانَ:
بضم الجيم وسمعت بعضهم يفتحها والضم أشهر، والدال مشدّدة، وآخره نون، زعم بعض أهل الحديث أن كرخ باجدّا وكرخ جدّان واحد، وليس بصحيح، فأما باجدّا: فهو كرخ سامرّا، وأما كرخ جدّان: فإنه بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خانقين عن بعد وهو الحد بين ولاية شهرزور والعراق، وإلى هذا الــكرخ ينسب الشيخ معروف الــكرخي ابن الفيرزان أبو محفوظ وأخوه عيسى بن الفيرزان، حكى عن أخيه، وقد روي أن معروفا من كرخ باجدّا، قالوا: وبيته معروف إلى الآن يزار فيها، وقال أبو بــكر الخطيب: إنه من كرخ بغداد، والله أعلم، وإلى كرخ جدّان ينسب عبد الله بن الحسن بن دلهم أبو الحسن الــكرخي، سكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرمي، روى عنه ابن حيّويه وابن شاهين وغيرهما، وهو المصنّف على مذهب أبي حنيفة، مات في رمضان سنة 340، ومولده سنة 260، وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن سلامة بن عبد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد الــكرخي المعروف بابن الرّطبي من أهل كرخ جدّان، ولي القضاء والاسجال نيابة عن قاضي القضاة روح ابن أحمد الحديثي وغيره عدّة نوب وولي الحسبة عدّة نوب، ومات في سنة 527.

بَكَرَ 

(بَــكَرَالْبَاءُ وَالْكَافُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَرْجِعُ إِلَيْهِ فَرْعَانِ هُمَا مِنْهُ. فَالْأَوَّلُ أَوَّلُ الشَّيْءِ وَبَدْؤُهُ. وَالثَّانِي مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَالثَّالِثُ تَشْبِيهٌ. فَالْأَوَّلُ الْبُــكْرَــةُ وَهِيَ الْغَدَاةُ، وَالْجَمْعُ الْبُــكَرُ. وَالتَّبْكِيرُ وَالْبُكُورُ وَالِابْتِكَارُ الْمُضِيُّ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَالْإِبْكَارُ: الْبُــكْرَــةُ، كَمَا أَنَّ الْإِصْبَاحَ اسْمُ الصُّبْحِ. وَبَاكَرْــتُ الشَّيْءَ إِذَا بَــكَرْــتَ عَلَيْهِ.

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَبَــكَرْــتُ الْوِرْدَ إِبْكَارًا، وَأَبْــكَرْــتُ الْغَدَاءَ، وَبَــكَرْــتُ عَلَى الْحَاجَةِ وَأَبْــكَرْــتُ غَيْرِي، بَــكَرْــتُ وَأَبْــكَرْــتُ. وَيُقَالُ رَجُلٌ بَــكُِرٌ صَاحِبُ بُكُورٍ. كَمَا يُقَالُ حَذُِرٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: غَيْثٌ بَاكُورٌ وَهُوَ الْمُبَــكِّرُ فِي أَوَّلِ الْوَسْمِيِّ، وَهُوَ أَيْضًا السَّارِي فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوَّلِ النَّهَارِ. قَالَ:

جَرَّتِ الرِّيحُ بِهَا عُثْنُونَهَا ... وَتَهَادَتْهَا مَدَالِيجُ بُــكُرْ

يُقَالُ: سَحَابَةٌ مِدْلَاجٌ بَكُورٌ. وَيُقَالُ بَــكَّرَــتِ الْأَمْطَارُ تَبْكِيرًا وَبَــكَرَــتْ بُكُورًا، إِذَا تَقَدَّمَتْ. الْفَرَّاءُ: أَبْــكَرَ السَّحَابُ وَبَــكَرَ، وَبَــكَّرَ، وَبَــكَرَــتِ الشَّجَرَةُ وَأَبْــكَرَــتْ وَبَــكَّرَــتْ تُبَــكِّرُ تَبْكِيرًا وَبَــكَرَــتْ بُكُورًا، وَهِيَ بَكُورٌ، إِذَا عَجَّلَتْ بِالْإِثْمَارِ وَالْيَنْعِ، وَإِذَا كَانَتْ عَادَتُهَا ذَاكَ فَهِيَ مِبْكَارٌ، وَجَمْعُ بَكُورٍ بُــكُرٌ، قَالَ الْهُذَلِيُّ:

ذَلِكَ مَا دِينُكَ إِذْ جُنِّبَتْ ... فِي الصُّبْحِ مِثْلَ الْبُــكُرِ الْمُبْتِلِ

وَالتَّمْرَةُ بَاكُورَةٌ، وَيُقَالُ هِيَ الْبَكِيرَةُ وَالْبَكَائِرُ. وَيُقَالُ أَرْضٌ مِبْكَارٌ، إِذَا كَانَتْ تُنْبِتُ فِي أَوَّلِ نَبَاتِ الْأَرْضِ. قَالَ الْأَخْطَلُ:

غَيْثٌ تَظَاهَرَ فِي مَيْثَاءَ مِبْكَارِ

فَهَذَا الْأَصْلُ الْأَوَّلُ، وَمَا بَعْدَهُ مُشْتَقٌّ مِنْهُ. فَمِنْهُ الْبَــكْرُ مِنَ الْإِبِلِ، مَا لَمْ يَبْزُلْ بَعْدُ. وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي فَتَاءِ سِنِّهِ وَأَوَّلِ عُمُرِهِ، فَهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الَّذِي قَبْلَهُ، فَإِذَا بَزَلَ فَهُوَ جَمَلٌ. وَالْبَــكْرَــةُ الْأُنْثَى، فَإِذَا بَزَلَتْ فَهِيَ نَاقَةٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَجَمْعُهُ بِكَارٌ، وَأَدْنَى الْعَدَدِ ثَلَاثَةُ أَبْــكُرٍ. وَمِنْهُ الْمَثَلُ: " صَدَقَنِي سِنُّ بَــكْرِــهِ " وَأَصْلُهُ أَنَّ رَجُلًا سَاوَمَ آخَرَ بِبَــكْرٍ أَرَادَ شِرَاءَهُ وَسَأَلَ الْبَائِعَ عَنْ سِنِّهِ، فَأَخْبَرَهُ بِغَيْرِ الصِّدْقِ فَقَالَ: بَــكْرٌ - وَكَانَ هَرِمًا - فَفَرَّهُ الْمُشْتَرِيَ، فَقَالَ: " صَدَقَنِي سِنُّ بَــكْرِــهِ ".

قَالَ التَّمِيمِيُّ: يُسَمَّى الْبَعِيرُ بَــكْرًــا مِنْ لَدُنْ يُرْكَبُ إِلَى أَنْ يُرْبِعَ، وَالْأُنْثَى بَــكْرَــةٌ. وَالْقَعُودُ الْبَــكْرُ. قَالَ: وَيَقُولُ الْعَرَبُ: " أَرْوَى مِنْ بَــكْرِ هَبَنَّقَةَ " وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُحَمَّقُ ; وَكَانَ بَــكْرُــهُ يَصْدُرُ عَنِ الْمَاءِ مَعَ الصَّادِرِ وَقَدْ رَوِيَ، ثُمَّ يَرِدُ مَعَ الْوَارِدِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْكَلَأِ.

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْبِــكْرُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَمْ تُمْسَسْ قَطُّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذَا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ وَاحِدًا فَهِيَ بِــكْرٌ أَيْضًا. قَالَ الْخَلِيلُ: يُسَمَّى بِــكْرًــا أَوْ غُلَامًا أَوْ جَارِيَةً. وَيُقَالُ أَشَدُّ النَّاسِ بِــكْرٌ ابْنُ بِــكْرَــيْنِ. قَالَ: وَبَقَرَةٌ بِــكْرٌ فَتِيَّةٌ لَمْ تَحْمِلْ. وَالْبِــكْرُ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ أَوَّلُهُ. وَيَقُولُ: مَا هَذَا الْأَمْرُ بِبَكِيرٍ وَلَا ثَنِيٍّ، عَلَى مَعْنَى مَا هُوَ بِأَوَّلَ وَلَا ثَانٍ. قَالَ:

وُقُوفٌ لَدَى الْأَبْوَابِ طُلَّابُ حَاجَةٍ ... عَوَانًا مِنَ الْحَاجَاتِ أَوْ حَاجَةً بَــكْرًــا

وَالْبِــكْرُ: الْــكَرْــمُ الَّذِي حَمَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ. قَالَ الْأَعْشَى:

تَنَخَّلَهَا مِنْ بِكَارِ الْقِطَافِ ... أُزَيْرِقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا

قَالَ الْخَلِيلُ: عَسَلٌ أَبْكَارٌ تُعَسِّلُهُ أَبْكَارُ النَّحْلِ، أَيْ أَفْتَاؤُهَا، وَيُقَالُ بَلِ الْأَبْكَارُ مِنَ الْجَوَارِي يَلِينَهُ. فَهَذَا الْأَصْلُ الثَّانِي، وَلَيْسَ بِالْبَعِيدِ مِنْ قِيَاسِ الْأَوَّلِ. وَأَمَّا الثَّالِثُ فَالْبَــكَرَــةُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا. وَلَوْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهَا أُعِيرَتِ اسْمَ الْبَــكْرَــةِ مِنَ النُّوقِ كَانَ مَذْهَبًا، وَالْبَــكَرَــةُ مَعْرُوفَةٌ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

كَأَنَّ هَادِيَهَا إِذْ قَامَ مُلْجِمُهَا ... قَعْوٌ عَلَى بَــكْرَــةٍ زَوْرَاءَ مَنْصُوبُ

وَثَمَّ حَلَقَاتُ فِي حِلْيَةِ السَّيْفِ تُسَمَّى بَــكَرَــاتٍ. وَكُلُّ ذَلِكَ أَصْلُهُ وَاحِدٌ.

كره

(كره) إِلَيْهِ الْأَمر صيره كريها إِلَيْهِ
(كره)
الشَّيْء كرها وَــكَرَــاهَة وكراهية خلاف أحبه فَهُوَ كريه ومــكروه

(كره) الْأَمر والمنظر كَرَــاهَة وكراهية قبح فَهُوَ كريه
(كره) - في الحديث: "إسْبَاغ الوُضُوء على المكَارِه "
يعني: البَرْدَ الشّديدَ، والعِلَّةَ تُصِيبُ الإنسَانَ يتضرَّرُ معها بمَسِّ الماءِ، ويجوز أن يُرادَ به إعْوازُ الماءِ وضِيقُه، حتى لا يُقدَرُ عليه إلاَّ بالثَّمن الغالى.
وهو جَمْعُ: المَــكْرَــه، ضِدّ المَنْشَطِ.
- في حديث الأُضْحِيَّة: "هذا يَوْمٌ اللَّحْمُ فيه مَــكْروه"
والــكُره: المشَقَّة، كأَنه يعني أنّ طَلَبه في هذا اليوم شَاقٌّ . والــكَرِــيهةُ: شِدَّةُ الحَرْب.
ك ر هـ: (كَرِــهْتُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ سَلِمَ (كَرَــاهِيَةً) أَيْضًا فَهُوَ شَيْءٌ (كَرِــيهٌ) وَ (مَــكْرُــوهٌ) . وَ (الْــكَرِــيهَةُ) الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ. الْفَرَّاءُ: (الْــكُرْــهُ) بِالضَّمِّ الْمَشَقَّةُ وَبِالْفَتْحِ (الْإِــكْرَــاهُ) يُقَالُ: قَامَ عَلَى كُرْــهٍ أَيْ عَلَى مَشَقَّةٍ. وَأَقَامَهُ فُلَانٌ عَلَى كَرْــهٍ أَيْ أَــكْرَــهَهُ عَلَى الْقِيَامِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَ (أَــكْرَــهَهُ) عَلَى كَذَا حَمَلَهُ عَلَيْهِ كُرْــهًا. وَ (كَرَّــهْتُ) إِلَيْهِ الشَّيْءَ (تَــكْرِــيهًا) ضِدُّ حَبَّبْتُهُ إِلَيْهِ. وَاسْتَــكْرَــهْتُ الشَّيْءَ. 
[كره] كرهت الشئ أكرهه كراهة وكراهية، وفهو شئ كريه ومــكروه. والــكَريهَةُ: الشدَّة في الحرب. وذو الــكَريهة: السيف الماضي في الضريبة، عن أبى عبيدة. الفرّاء: الــكُرْــهُ بالضم: المَشَقَّةُ. يقال: قُمتُ على كُرْــهٍ، أي على مشقَّة. قال: ويقال أقامني فلانٌ على كرْــهٍ بالفتح، إذا أكْرَــهَكَ عليه. قال: وكان الكسائي يقول: الــكره والــكره لغتان. وأكْرَــهْتُهُ على كذا: حملتُهُ عليه كرها. وكرهت إليه الشئ تــكريها: نقيض حببته إليه. واستــكرهت الشئ. والــكره: الجمل الشديد الرأس. (*)
(ك ر هـ) : (كَرِــهْتُ) الشَّيْءَ كَرَــاهَةً وَــكَرَــاهِيَةً فَهُوَ مَــكْرُــوهٌ إذَا لَمْ تُرِدْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ (وَأَــكْرَــهْتُ) فُلَانًا إكْرَــاهًا إذَا حَمَلْتَهُ عَلَى أَمْرٍ يَــكْرَــهُهُ (وَالْــكَرْــهُ) بِالْفَتْحِ الْإِــكْرَــاهُ وَمِنْهُ الْقَيْدُ (كَرْــهٌ) (وَالْــكُرْــهُ) بِالضَّمِّ الْــكَرَــاهَةُ (وَعَنْ) الزَّجَّاجِ كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْــكُرْــهِ فَالْفَتْحُ فِيهِ جَائِزٌ إلَّا قَوْله تَعَالَى {وَهُوَ كُرْــهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ (وَقَوْلُهُمْ) شَهَادَتُهُمْ تَنْفِي صِفَةَ الْــكَرَــاهَةِ عَنْ الرَّجُلِ الصَّوَابُ صِفَةُ الْإِــكْرَــاهِ (وَاسْتُــكْرِــهَتْ) فُلَانَةُ غُصِبَتْ أُــكْرِــهَتْ عَلَى الزِّنَا.
كره: كره من: (وردت في المفصل للزمخشري 17:58) كرّــه في: (بالتشديد) نفر من (بوشر) (أنظرها عند فوك في مادة cogere) .
اكره: استنصف الحسن لأن واحداً من عبيده أكره امرأته الفاحشة (أخبار بني الأغلب).
تكاره: (أساء فريتاج ترجمة هذه الكلمة حين وردت في كليلة ودمنة): تحمَّل على مضض، تجرَّع الأمر قسراً أو كراهة منه له.
انــكرَــه: أنظر كلمة كره حين ترد في معجم (فوك) على وزن انفعل في مادة abhominari.
استــكره: تباغض، تنافر (ألكالا).
كراهة: دناءة، خسة (ألكالا).
كريهة: عدو لدود، الشخص الذي نــكرهه (بوشر).
مــكروه: فاحش، وقح، سفيه (دون أن يصل إلى حد الإجرام) (برتون 69:1).
مــكروه: قبيح، نذل، غير شريف (ألكالا).
مــكروه: فعلٌ يُلام عليه (داسكيراك).
مــكروه: إلحاف، إزعاج، مضايقة، تحمَّل بتثاقل. (ألكالا).
مــكروه: وجمعها مكاريه: شرور (بوشر).
كره
الــكُرْــهُ: المَشَقَّةُ من غَيْرِ أنْ تُكَلَّفَها، والــكَرْــهُ: المَشَقَّةُ تُكَلَّفُها فتحمِلُها على كُرْــهٍ والــكُرْــهُ: المَــكْرُــوْهُ. وكَرِــهْتُ الأمْرَ كَرَــاهِيَةً وكَرَــاهَةً ومَــكْرَــهَةً. ورَجُلٌ كَرِــيْهٌ مُتْــكَرِّــهٌ. وجَمَلٌ كَرْــهٌ: شَديدُ الرَّأْسِ. وأمْرةٌ كَرِــيْهٌ مُسْتَــكْرَــهٌ مَــكْرُــوْهٌ. وامْرَأَةٌ مُسْتَــكْرَــهَةٌ: غُصِبَتْ نَفْسُها. والــكَرِــيْهَةُ: الشِّدَّةُ في الحَرْب. وكَرَــائهُ الدَّهْرِ: نَوازِلُه. وكُرِّــهَ إلَيِّ هذا الأمْرُ: أي صُيِّرَ عندي بحالٍ كَرِــيهةٍ. والــكَرَــاهِيْنُ: الــكَرَــاهَةُ. ونِسْوَةٌ مَــكْرِــهٌ: كَرِــيْهَاتٌ، في قول ابن مقبلٍ. وفي المَثَلِ: مُــكْرَــهٌ أخُوكَ لا بَطَلٌ. والــكَرْــهَاءُ: أعلى النُّقْرَةِ، بلُغَةِ هُذَيْلٍ، والــكُرْــهَيَاتُ والــكُرْــهى مِثْلُه.
ك ر هـ

أمر كريه. ووجه كريه، وقد كره كراهة، وكرهته فهو مــكروه. وتــكرّــه الشيء: تسخّطه، وفعله على تــكرهٍ وتكاره، ومتــكرّــهاً ومتكارهاً. وقال الطّرمّاح:

تكاره أعداء العشيرة رؤيتي ... وبالكفّ عن مسّ الخشاش كعوع

وهو الحيّة. وكرّــه إليه ابخل وحبّب إليه الجود. واستــكره القفية. ولا يجوز تكسير السّفرجل وتصغيره إلا على استــكراه. واستــكرهت فلانة: غصبت نفسها. ولقيت دونه كرائه الدهر ومكارهه. وجئته على كراهةٍ وكراهية وعلى كرهٍ. ومــكرهٍ، وأدخلني في ذلك على إكراهٍ وكرهٍ.

ومن المجاز: شهدت الــكريهة: الحرب. وضربته بذي الــكريهة: بالسيف الماضي. وكريهته: بادرته التي تــكره منه. قال الطّرماح:

أنخت بها مستبطناً ذا كريهة ... على عجل والنوم بي غير رائن

استبطنته: جعلته يلي بطني أي جعلته ضجيعاً لي، كما قال: وهو كمعى.

كره


كَرِــهَ(n. ac. كَرْــه
كُرْــه
مَــكْرَــهَة
مَــكْرُــهَة
كَرَــاْهَة
&
كَرَــاهِيَة )
a. Abhorred, loathed, detested, disliked.

كَرُــهَ(n. ac. كَرَــاْهَة
كَرَــاهِيَة )
a. Was disagreeable, offensive; was loathsome.

كَرَّــهَa. Disgusted with, rendered loathsome to.

أَــكْرَــهَ
a. [acc. & 'Ala], Forced, compelled to.
تَــكَرَّــهَتَكَاْرَهَa. see (كَرِــهَ).

إِسْتَــكْرَــهَa. Deemed, considered loathsome &c.; abhorred &cكَرْــه كُرْــه
Dislike, aversion; repugnance; loathing, abhorrence
horror, disgust.
كَرِــهa. Disagreeable; offensive; horrid, disgusting; loathsome
abominable.

مَــكْرَــهَة
(pl.
مَكَاْرِهُ)
a. Dislike.
b. Unpleasantness; vexation; contrariety;
disagreeableness.

كَرَــاْهَةa. see 1
كَرِــيْهa. see 5
كَرِــيْهَة
(pl.
كَرَــاْئِهُ)
a. see 5b. Anything disagreeable: horror; adversity; war.

كَرَــاْئِهُ
a. [art.], The horrors, the miseries of war.
N. P.
كَرڤهَa. Abhorred, detested; detestable.

N. Ac.
تَــكَرَّــهَa. see 1
مَــكْرُــوْهَة
a. Misfortune, adversity.

كَرَــاهِيَة
a. see 1
إِــكْرَــاهًا كَرْــهًا
عَلَى إِــكْرَــاهٍ عَلَى كَرْــهٍ
عَلَى كَرَــاهِيةٍ
a. Unwillingly, reluctantly; involuntarily
mechanically.

ذُو الْــكَرِــيْهَة
a. Sharp sword.
ك ر هـ : كَرُــهَ الْأَمْرُ وَالْمَنْظَرُ كَرَــاهَةً فَهُوَ كَرِــيهٌ مِثْلُ قَبُحَ قَبَاحَةً فَهُوَ قَبِيحٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَــكَرَــاهِيَةً بِالتَّخْفِيفِ أَيْضًا وَــكَرِــهْتُهُ أَــكْرَــهُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ كُرْــهًا بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِهَا ضِدُّ أَحْبَبْتُهُ فَهُوَ مَــكْرُــوهٌ.

وَالْــكَرْــهُ بِالْفَتْحِ الْمَشَقَّةُ وَبِالضَّمِّ الْقَهْرُ وَقِيلَ بِالْفَتْحِ الْإِــكْرَــاهُ وَبِالضَّمِّ الْمَشَقَّةُ.

وَأَــكْرَــهْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ إكْرَــاهًا حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ قَهْرًا يُقَالُ فَعَلْتُهُ كَرْــهًا بِالْفَتْحِ أَيْ إكْرَــاهًا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {طَوْعًا أَوْ كَرْــهًا} [التوبة: 53] فَقَابَلَ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ قَالَ الزَّجَّاجُ كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْــكُرْــهِ بِالضَّمِّ فَالْفَتْحُ فِيهِ جَائِزٌ إلَّا قَوْلَهُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْــهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] وَالْــكَرِــيهَةُ الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ. 

كره

1 كَرِــهَهُ [He disliked, was displeased with, disapproved of, hated, him or it.] الــكَرَــاهَةُ is the contr. of الإِرَادَةُ and الرِّضَى. (Marg. note in TA.) b2: كَرِــهَهُ (Mgh, Msb), inf. n. كَرَــاهَةٌ and كَرَــاهِيَةٌ, (Mgh,) or كُرْــهٌ and كَرْــهٌ, (Msb,) He did not desire it; he disapproved it, or was displeased or discontented with it; (Mgh;) he disliked it; disapproved it; hated it; contr. of حَبَّهُ. (Msb.) b3: كَرِــهَ and ↓ تَــكَرَّــهَ: see سَخِطَ.2 كَرَّــهْتُ إِلَيْهِ الشَّىْءَ

, inf. n. تَــكْرِــيهُ, I made the thing to be an object of dislike, disapprobation, or hatred, to him. (S, K. *) 4 أَــكْرَــهْتُهُ عَلَى كَدَا I made him to do such a thing against his will. (S.) 5 تَــكَرَّــهَهُ He showed, or expressed, dislike, disapprobation, or hatred, of it; see تَاَجَّمَهُ and تَسَخَّطَهُ: and عَليْهِ ↓ تَكَارَهَ signifies the same; see قَنَحَ. b2: تَــكَرَّــهَ He expressed dislike, displeasure, disapprobation, discontent, or hatred. (IbrD.) See examples in the K, voce أَخّْ, and voce أَفّْ, &c. The above is the prevailing signification, and often occurs. b3: تَــكَرَّــهَهُ i. q.

كَرِــهَهُ, q. v. (K, * TA.) See also تَأَجَّمَهُ.6 تَكَاْرَهَ see 5.

كَرِــيهٌ Disliked, disapproved of, blamed, or hated; hateful, blameable, displeasing, or odious; as also ↓ مَــكْرُــوهٌ.

الــكَراَهِيَةُ للشَّىْءِ signifies البُغْضُ لَهُ and عَدَمَ مُلَاءَمَتِهِ. (MF in art. ابى.) كَارِهٌ Unwilling: see an ex. voce أَسَآءَ.

مَــكْرَــهٌ A thing that one dislikes, disapproves, or hates, or that one dislikes to do: opposed to مَنْشَطٌ: (TA in art. نشط:) [a thing, or an event, that is an object of dislike or hatred].

مَــكْرُــوهٌ Foul, abominable, or evil; i. q. سَيِّئٌ; (Beyd, xvii. 40;) and شَرٌّ: (TA:) [held in aversion]. See كَرِــيهٌ. b2: مَكَارِهُ, a pl. of مَــكْرُــوهٌ. b3: مَكَارِهُ الدَّهْرِ The afflictions, or calamities, of fortune; syn. نَوَازِلُهُ and شَدَائِدُهُ. (TA.) See also مَــكْرَــهٌ.

مُسْتَــكْرَــهٌ

: see an ex. voce عَرَضٌ.
(ك ر هـ)

الــكَرْــهُ: الإباء وَالْمَشَقَّة تكلفها فتحتملها.

والــكُرْــهُ: الْمَشَقَّة تحتملها من غير أَن تكلفها، يُقَال: فعل ذَلِك كَرْــها وعَلى كُرْــهٍ، وَحكى يَعْقُوب: أقامني على كَرْــهٍ وكُرْــهٍ.

وَقد كَرِــهَه كَرْــها، وكُرْــها، وكَراهَةً، وكَراهِيَة ومَــكرَــهَةً، قَالَ:

لَيلَةَ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها ... أوْغَلْتُها ومَــكْرَــهٌ إيغالُها

وَأنْشد ثَعْلَب:

تَصَيَّدُ بِالحُلْوِ الحَلالَ وَلَا تُرَى ... على مَــكرَــهٍ يَبدو بهَا فَيَعِيبُ

يَقُول: لَا تَتَكَلَّم بِمَا يُــكرَــه فيعيبها.

واستَــكرَــهَه: كَرِــهَه، وَفِي الْمثل: " أَسَاءَ كارِهٌ مَا عمل " وَذَلِكَ أَن رجلا أكرَــهَهُ أحد على عمل فأساء عمله. يضْرب هَذَا للرجل يطْلب الْحَاجة فَلَا يُبَالغ فِيهَا، وَقَول الخثعمية:

رأيتُ لهمْ سِيماءَ قَومٍ كَرِــهتُهُمْ ... وأهلُ الغَضا قَومٌ عَليَّ كِرامُ

إِنَّمَا أَرَادَت كَرِــهتُهم لَهَا، أَو من اجلها.

وَشَيْء كَرْــهٌ: مَــكروهٌ قَالَ:

وحَمْلَقَتْ حَولِيَ حَتَّى احْوَلاَّ ... مَأقانِ كَرْــهانِ لَهَا واقْبَلاَّ وَكَذَلِكَ شَيْء كَرِــيهٌ.

وأكرهَه عَلَيْهِ فتَكارَهَه.

وتــكرَّــه الْأَمر: كَرِــهه.

وَامْرَأَة مُستَــكْرَــهَة: غُصِبَتْ نَفسهَا فأُــكرِــهت على ذَلِك.

وكَرَّــهَ إِلَيْهِ الْأَمر: صيره كَريها إِلَيْهِ.

وَمَا كَانَ كَريها وَلَقَد كَرُــهَ كَراهَةً، وَعَلِيهِ نُوجِّه مَا أنْشدهُ ثَعْلَب من قَول الشَّاعِر:

حَتَّى اكتَسى الرأسُ قِناعا أشهَبا

أملَحَ لَا لَذًّا وَلَا مُحَبَّبا

أكرَــهَ جِلبابٍ لِمَنْ تَجَلبَبا

إِنَّمَا هُوَ من كَرُــهَ لَا من كَرِــهتُ، لِأَن الجلباب لَيْسَ بكارِهٍ، فَإِذا امْتنع أَن يحمل على كَرِــهَ، إِذْ الــكُرْــه إِنَّمَا هُوَ للحيوان، لم يحمل إِلَّا على كَرُــهَ الَّذِي هُوَ للحيوان وَغَيره.

وَوجه كَرْــهٌ وكَريهٌ: قَبِيح، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَنَّهُ يُــكْرَــه.

وَأَتَيْتُك كَراهينَ أَن تغْضب، أَي كَراهِيَةَ أَن تغْضب، وجئتك على كَراهينَ، أَي كُرْــهٍ لذَلِك، قَالَ الحطيئة:

لِلــكَراهينِ فارِكِ

والــكَرِــيهة: النَّازِلَة والشدة فِي الْحَرْب.

وَذُو الــكَريهة: السَّيْف الَّذِي يمشي على الضرائب الشداد لَا ينبو عَن شَيْء مِنْهَا.

وَرجل ذُو مَــكروهَة، أَي شدَّة، قَالَ:

وفارسٍ فِي غِمارِ الموتِ مُنغَمِسٍ ... إِذا تألَّى على مَــكروهَةٍ صَدقا

وجمل كَرْــهٌ: شَدِيد الرَّأْس.

والــكَرْــهاء: أَعلَى النقرة، هذلية.

والــكَرْــهاء: الْوَجْه وَالرَّأْس أجمع. 
كره
قيل: الْــكَرْــهُ والْــكُرْــهُ واحد، نحو: الضّعف والضّعف، وقيل: الــكَرْــهُ: المشقّة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بِإِــكْرَــاهٍ، والــكُرْــهُ:
ما يناله من ذاته وهو يعافه، وذلك على ضربين:
أحدهما: ما يعاف من حيث الطّبع.
والثاني: ما يعاف من حيث العقل أو الشّرع، ولهذا يصحّ أن يقول الإنسان في الشيء الواحد:
إني أريده وأَــكْرَــهُهُ، بمعنى أنّي أريده من حيث الطّبع، وأكرهه من حيث العقل أو الشّرع، أو أريده من حيث العقل أو الشّرع، وأَــكْرَــهُهُ من حيث الطّبع، وقوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْــهٌ لَكُمْ
[البقرة/ 216] أي: تَــكْرَــهُونَهُ من حيث الطّبع، ثم بيّن ذلك بقوله: وَعَسى أَنْ تَــكْرَــهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
[البقرة/ 216] أنه لا يجب للإنسان أن يعتبر كَرَــاهِيَتَهُ للشيء أو محبّته له حتى يعلم حاله. وكَرِــهْتُ يقال فيهما جميعا إلّا أنّ استعماله في الــكره أكثر. قال تعالى: وَلَوْ كَرِــهَ الْكافِرُونَ
[التوبة/ 32] ، وَلَوْ كَرِــهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة/ 33] ، وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ
[الأنفال/ 5] ، وقوله: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَــكَرِــهْتُمُوهُ [الحجرات/ 12] تنبيه أنّ أكل لحم الأخ شيء قد جبلت النّفس على كَرَــاهَتِهَا له وإن تحرّاه الإنسان، وقوله: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْــهاً [النساء/ 19] وقرئ:
كرها ، والإِــكْرَــاهُ يقال في حمل الإنسان على ما يــكرهه، وقوله: وَلا تُــكْرِــهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ [النور/ 33] فنهي عن حملهنّ على ما فيه كَرْــهٌ وكُرْــهٌ، وقوله: لا إِــكْراهَ فِي الدِّينِ
[البقرة/ 256] فقد قيل: كان ذلك في ابتداء الإسلام، فإنه كان يعرض على الإنسان الإسلام فإن أجاب وإلّا ترك .
والثاني: أنّ ذلك في أهل الكتاب، فإنّهم إن أرادوا الجزية والتزموا الشّرائط تركوا .
والثالث أنه لا حكم لمن أكره على دين باطل فاعترف به ودخل فيه، كما قال تعالى: إِلَّا مَنْ أُــكْرِــهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل/ 106] .
الرابع: لا اعتداد في الآخرة بما يفعل الإنسان في الدّنيا من الطاعة كرها، فإنّ الله تعالى يعتبر السّرائر ولا يرضى إلّا الإخلاص، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «الأعمال بالنّيّات» ، وقال: «أخلص يكفك القليل من العمل» .
الخامس: معناه لا يحمل الإنسان على أمر مَــكْرُــوهٍ في الحقيقة مما يكلّفهم الله بل يحملون على نعيم الأبد، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «عجب ربّكم من قوم يقادون إلى الجنّة بالسّلاسل» .
السادس: أنّ الدّين الجزاء. معناه: أنّ الله ليس بِمُــكْرَــهٍ على الجزاء بل يفعل ما يشاء بمن يشاء كما يشاء.
وقوله: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ إلى قوله: طَوْعاً وَــكَرْــهاً
[آل عمران/ 83] قيل معناه: أسلم من في السموات طوعا، ومن في الأرض كرها. أي: الحجّة أكرهتهم وألجأتهم، كقولك: الدّلالة أكرهتني على القول بهذه المسألة، وليس هذا من الــكره المذموم.
الثاني: أسلم المؤمنون طوعا، والكافرون كرها إذ لم يقدروا أن يمتنعوا عليه بما يريد بهم ويقضيه عليهم.
الثالث: عن قتادة: أسلم المؤمنون طوعا والكافرون كرها عند الموت حيث قال: فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا الآية [غافر/ 85] .
الرابع: عني بالــكره من قوتل وألجئ إلى أن يؤمن.
الخامس: عن أبي العالية ومجاهد أنّ كلّا أقرّ بخلقه إيّاهم وإن أشركوا معه، كقوله:
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف/ 87] .
السادس: عن ابن عباس: أسلموا بأحوالهم المنبئة عنهم وإن كفر بعضهم بمقالهم، وذلك هو الإسلام في الذّرّ الأوّل حيث قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى [الأعراف/ 172] وذلك هو دلائلهم التي فطروا عليها من العقل المقتضي لأن يسلموا، وإلى هذا أشار بقوله: وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ [الرعد/ 15] .
السابع: عن بعض الصّوفيّة: أنّ من أسلم طوعا هو من طالع المثيب والمعاقب لا الثّواب والعقاب فأسلم له، ومن أسلم كرها هو من طالع الثّواب والعقاب فأسلم رغبة ورهبة، ونحو هذه الآية قوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَــكَرْــهاً [الرعد/ 15] .
كرهـ
كرُــهَ يَــكرُــه، كَرَــاهةً وكراهيةً، فهو كَرِــيه
كرُــه الشّيءُ: قبُح وأثار الاشمئزاز والبُغضَ "كرُــهت رائحةُ المستنقعات- رائحة كريهة- كريهة المنظر". 

كرِــهَ يَــكرَــه، كُرْــهًا وكَرْــهًا وكَراهةً وكراهِيَةً وكراهيَّةً، فهو كاره، والمفعول مَــكْروه وكَرِــيه
كرِــه الشّخصُ فعلَ السّوءِ: مقتَه، ولم يحبّه، أبغضه، نفَر منه "كرِــه التدخينَ: عافَه- {وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِــهَ الْكَافِرُونَ} - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْــهًا} " ° فعلته كَرْــهًا: إكراهًا. 

أكرهَ يــكرِــه، إكراهًا، فهو مُــكرِــه، والمفعول مُــكرَــه
• أكره الشَّخصَ على الأمر: أجبره عليه، أرغمه وقهره "اعترف تحت الإكراه- مُــكْرَــهٌ أخاك لا بَطَل [مثل]: يُضرَب لمن يُــكْرَــه على القيام بعمل ليس من شأنه- {إلاَّ مَنْ أُــكْرِــهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} - {وَمَا أَــكْرَــهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ} " ° بالإكراه: عَنْوة. 

استــكرهَ يستــكره، استــكراهًا، فهو مُستــكرِــه، والمفعول مُستــكرَــه
• استــكره سماعَ الكلامِ البذيءِ: كرِــهه؛ استقبحه، وعدَّه كريهًا.
• استــكرهه على شربِ الخمر: أجبره على شُربها "استــكره المرأةَ: أجبرها على الفجور". 

كرَّــهَ يــكرِّــه، تــكريهًا، فهو مُــكرِّــه، والمفعول مُــكرَّــه
كرَّــهه الشرَّ/ كرَّــه إليه الشرَّ: بغَّضه إليه وجعله يمقته "كرَّــه إليه التدخين- {وَــكَرَّــهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} ". 

إكراه [مفرد]:
1 - مصدر أكرهَ.
2 - (فق، قن) استخدام الضَّغط أو القوَّة استخدامًا غير مشروع أو غير مطابق للفقه أو للقانون من شأنه التَّأثير على إرادة فرد ما.
• الإكراه الملجئ: الذي يكون بالضَّرب الشَّديد المؤدِّي إلى إتلاف النَّفس أو قطع عُضْو.
• الإكراه غير الملجئ: الذي يوجب الألمَ فقط، كالضَّرب والحبس. 

كَراهة [مفرد]: مصدر كرُــهَ وكرِــهَ. 

كَراهِيَة [مفرد]:
1 - مصدر كرُــهَ وكرِــهَ.
2 - نفور. 

كراهيَّة [مفرد]: مصدر كرِــهَ. 

كَرْــه/ كُرْــه [مفرد]:
1 - مصدر كرِــهَ.
2 - ما أُرغم الإنسانُ عليه، وهو غير مُحَبَّب إليه "قام بهذا العمل على كَرْــهٍ منه" ° كُرْــهًا/ على كُرْــه/ على كُرْــه منه: رغمًا وقسْرَا.
3 - مشقّة " {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَرْــهًا وَوَضَعَتْهُ كَرْــهًا} [ق]- {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْــهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْــهًا} ". 

كَريه [مفرد]: مؤ كَرِــيهة، ج مؤ كَرِــيهات وكَرَــائِهُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرُــهَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من كرِــهَ. 

كَريهة [مفرد]: ج كَرَــائِهُ:
1 - مؤنَّث كَريه.
2 - نازلة وداهية ° كرائه الدهر: شدائده. 

مكارِهُ [جمع]: مف مَــكرَــه: ما يبغضه الإنسانُ ويشقّ عليه "لقيت دونه مكارِه الدّهر- الصبر على المكاره- تأتي المكارهُ حين تأتي جملة ... وأرى السرورَ يجيء في الفلتاتِ- إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ [حديث] ". 

مَــكروه [مفرد]: ج مــكروهون ومــكروهات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من كرِــهَ.
2 - شِدَّة وشرّ "وقاك الله كلّ مــكروهٍ".
3 - (فق) ما يُثاب المرءُ على تركه، ولا يُعاقب على فعله، فإن كان إلى الحرام أقرب تكون كراهتُه تحريميّة وإن كان إلى الحلّ أقرب يكون تنزيهيًّا "مساواة الإمام في الركوع والسجود مــكروهة". 

كره: الأَزهري: ذكر الله عز وجل الــكَرْــهَ والــكُرْــهَ في غير موضع من

كتابه العزيز، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها، فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه

قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة البقرة: وهو كُرْــهٌ لكم بالضم في

هذا الحرف خاصة، وسائر القرآن بالفتح، وكان عاصم يضم هذا الحرف أَيضاً،

واللذيْنِ في الأَحقاف: حَمَلَتْه أُمُّه كُرْــهاً ووَضَعْته كُرْــهاً،

ويقرأُ سائرَهُن بالفتح، وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه

الحروفَ الثلاثةَ، والذي في النساء: لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء

كُرْــهاً، ثم قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح، قال: وقال بعض أَصْحابنا نختار ما

عليه أَهل الحجاز أَن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة،

فإن القراء أَجمعوا عليه. قال أَحمد بن يحيى: ولا أَعلم بين الأَحْرُف

التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ

تُتَّبع، ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا

أَنه اسم، وبقية القرآن مصادرُ، وقد أَجمع كثير من أَهل اللغة أَن الــكَرْــهَ

والــكُرْــهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ، إلا الفراء فإنه زعم أَن

الــكُرْــهَ ما أَــكْرهْتَ نَفْسَك عليه، والــكَرْــه ما أَــكْرَــهَكَ غيرُكَ عليه،

تقول: جئْتُكَ كُرْــهاً وأَدْخَلْتَني كَرْــهاً، وقال الزجاج في قوله

تعالى: وهو كُرْــهٌ

لكم؛ يقال كَرِــهْتُ الشيءَ كَرْــهاً وكُرْــهاً وكَراهةً وكَرَــاهِيَةً،

قال: وكل ما في كتاب الله عز وجل من الــكرْــه فالفتح فيه جائز، إلا في هذا

الحرف الذي في هذه الآية، فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على

ضمِّه، قال: ومعنى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِــهُوه على جِنْسِ

غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه، لا أَن المؤمنين يَــكْرَــهُونَ فَرْضَ الله، لأَن

الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح. وقال الليث في الــكَرْــه

والــكُرْــه: إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْــهٌ، وإذا فتحوا قالوا كَرْــهاً،

تقول: فعلتُه على كُرْــهٍ وهو كُرْــهٌ، وتقول: فعلتُه كَرْــهاً، قال: والــكَرْــهُ

المــكروهُ؛ قال الأَزهري: والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ

جَمِيل، وما قاله الليث فقد قاله بعضهم، وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ

الواضح. الفراء: الــكُرْــه، بالضم، المَشقَّةُ. يقال: قُمْتُ على كُرْــهٍ

أَي على مشقَّةٍ. قال: ويقال أَقامني فلان على كَرْــهٍ، بالفتح، إذا أَــكرهك

عليه. قال ابن بري: يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه: وله أَسْلَم

مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْــهاً؛ ولم يقرأ أَحد بضم الكاف. وقال

سبحانه وتعالى: كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْــهٌ لكم؛ ولم يقرأ أَحد بفتح

الكاف فيصير الــكَره، بالفتح، فعل المضْطَرّ، الــكُرْــه، بالضم، فعل

المختار. ابن سيده: الــكَرْــهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها،

والــكُرْــهُ، بالضم، المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها. يقال: فعلَ

ذلك كَرْــهاً وعلى كُرْــهٍ. وحكى يعقوب: أَقامَني على كَرْــهٍ وكُرْــهٍ، وقد

كَرِــهَه كَرْــهاً وكُرْــهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَــكْرَــهاً ومَــكْرَــهةً؛

قال:

لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها،

أَوْغَلْتُها ومُــكْرَــهٌ إيغالُها

وأَنشد ثعلب:

تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى

على مَــكْرَــهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ

يقول: لا تَتَكَلَّمُ بما يُــكْرَــه فيَعيبُها. وفي الحديث: إِسْباغ

الوُضوء على المَكارِه؛ ابن الأَثير: جمع مَــكْرَــهٍ وهو ما يَــكْرَــههُ الإنسان

ويشقُّ عليه. والــكُرْــهُ، بالضم والفتح: المَشَقَّةُ؛ المعنى أَن

يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء، ومع

إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن

الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة. وفي حديث عبادة: بايَعْتُ

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المَنْشَطِ والمَــكْرَــه؛ يعني المَحْبوبَ

والمَــكْروهَ، وهما مصدران. وفي حديث الأُضْحية: هذا يومٌ اللحمُ فيه

مــكروهٌ، يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ. قال ابن الأَثير: كذا قال أَبو

موسى، وقيل: معناه أَن هذا اليومَ يُــكْرَــه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة،

إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن

النُّسُك، هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مــكروهٌ، والذي جاء في البخاري هذا

يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ، وهو ظاهر. وفي الحديث: خُلِقَ المــكروهُ يوم

الثَّلاثاءِ، وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء؛ أَرادَ بالمَــكْرُــوهِ ههنا

الشرَّ لقوله: وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء، والنُّورُ خيرٌ، وإنما

سُمّيَ الشرُّ مَــكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب. ابن سيده: واسْتَــكْرَــهَه

كــكَرِــهَهُ. وفي المثل: أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ، وذلك أَن رجلاً أَــكْرَــهَه

آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا

يُبالِغ فيها؛ وقول الخَثْعَمِيَّة:

رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِــهْتُهم،

وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ

إنما أَراد كَرِــهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها. وشيءٌ كَرْــهٌ: مــكروهٌ؛

قال:

وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ

مَأْقانِ كَرْــهانِ لها واقْبَلاَّ

وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومــكروهٌ. وأَــكْرَــهَه عليه فتكارَهَه. وتــكَرَّــهَ

الأَمْرَ: كَرِــهَه. وأَــكْرهْتُه: حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ، وجمع

المــكروه مَكارِهُ. وامرأَة مُسْتَــكْرِــهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُــكْرِــهَتْ على

ذلك. وكَرَّــهَ إليه الأَمْرَ تــكرِــيهاً: صيَّره كريهاً إليه، نقيض

حَبَّبَه إليه، وما كانَ كَرِــيهاً ولقد كَرُــهَ كَراهةً؛ وعليه توجَّه ما أَنشده

ثعلب من قول الشاعر:

حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا

أَمْلَحَ، لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا،

أَــكْرَــهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا

إنما هو من كَرُــه لا مِنْ كَرِــهْت، لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ، فإذا

امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِــهَ إذ الــكُرْــه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا

على كَرُــهَ الذي هو للحيوان وغيره. وأَمْرٌ كَريهٌ: مَــكروهٌ. ووَجْهٌ

كَرْــهٌ

وكَريهٌ: قبيحٌ، وهو من ذلك لأَنه يُــكْرَــه. وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ

تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ. وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْــه؛ قال

الحُطَيْئة:

مُصاحبةٍ على الــكَراهينِ فارِكِ

(* قوله «مصاحبة إلخ» صدره كما في التكملة: وبــكر فلاها عن نعيم غزيرة).

أَي على الــكراهة، وهي لغة. اللحياني: أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ

ذلك بمعنىً واحد. والــكَرِــيهةُ: النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ، وكذلك

كَرائهُ نَوازلُ الدهر. وذو الــكَريهةِ: السَّيْفُ الذي يَمْضِي على

الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء منها. قال الأَصمعي: مِنْ أَسماء السيوف

ذُو الــكَريهة، وهو الذي يَمْضِي في الضرائب. الأَزهري: ويقال للأَرض

الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْــهةٌ. ورجل ذو مَــكْروهةٍ أَي

شدة؛ قال:

وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس

إذا تأَلَّى على مَــكْروهة صَدَقا

ورجل كَرْــهٌ: مُتَــكرِّــهٌ. وجمل كَرْــهٌ: شديد الرأْس؛ وأَنشد:

كَرْــه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد

والــكَرْــهاءِ: أَعْلى النُّقْرة، هُذَليَّة، أَراد نُقْرَة القَفا.

والــكَرْــهاءُ: الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع.

كره
: (الــكَرْــهُ) ، بالفتْحِ (ويُضَمُّ) ، لُغتانِ جَيِّدتانِ بمعْنَى (الإبَاء) ، وسَيَأْتِي فِي أَبَى يَأْبَى تَفْسِيرُ الإباءِ بالــكُرْــه على عادَتِه، وسَيَأْتِي الفَرْقُ بَيْنهما.
(و) قيلَ: (المَشَقَّةُ) ، عَن الفرَّاء.
قالَ ثَعْلَب: قَرَأَ نافِعٌ وأَهْلُ المَدينَةِ فِي سُورَةِ البَقَرةِ {وَهُوَ كُرْــهٌ لكُم} ، بالضَّمِّ فِي هَذَا الحَرْفِ خاصَّةً، وسائِر القُرْآنِ بالفتْحِ، وكانَ عاصِمُ يَضُمُّ هَذَا الحَرْفَ وَالَّذِي فِي الأحْقافِ: {حَمَلَتْه أُمُّه كُرْــهاً ووضَعَتْه كُرْــهاً} ، ويَقْرأُ سائِرَهُنَّ بالفتْحِ.
وكانَ الأعْمَش وحَمْزَةُ والكِسائي يَضُمُّونَ هَذِه الحُرُوفَ الثلاثَةَ، وَالَّذِي فِي النِّساءِ: {لَا يَحِلُّ لكُم أَنْ تَرِنُوا النِّساءَ كُرْــهاً} ، ثمَّ قَرأُوا كلَّ شيءٍ سِواها بالفتْحِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: ونَخْتارُ مَا عَلَيْهِ أَهْلَ الحِجازِ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي القُرْآن بالفتْحِ إلاَّ الَّذِي فِي البَقَرةِ خاصَّةً، فإنَّ القرَّاءَ أَجْمَعُوا عَلَيْهِ.
قالَ ثَعْلَب: وَلَا أَعْلَم بينَ الأَحْرُف الَّتِي ضمَّها هَؤُلَاءِ وبينَ الَّتِي فَتحُوها فَرْقاً فِي العَربيَّة وَلَا فِي سُنَّةٍ تُتَّبع، وَلَا أَرى الناسَ اتَّفقُوا على الحرْفِ الَّذِي فِي سُورَةِ البَقَرةِ خاصَّةً إلاَّ أنَّه اسمٌ، وبَقِيَّة القُرْآنِ مَصادِرُ.
(أَو بالضَّمِّ: مَا أَــكْرَــهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ. وبالفتْحِ: مَا أَــكْرَــهَكَ غيرُكَ عَلَيْهِ) .) تقولُ: جِئْتُكَ كُرْــهاً، وأَدْخَلْتَنِي كَرْــهاً؛ هَذَا قَوْلُ الفرَّاء.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَقد أَجْمَعَ كثيرٌ مِن أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الــكَرْــهَ والــكُرْــهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لُغَةٍ وَقَعَ فجائِزٌ، إلاَّ الفرَّاء فإنَّه فَرَّقَ بَيْنَهما بِمَا تقدَّمَ. وقالَ ابنُ سِيدَه: الــكَرْــهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلَّفُها فَتَحْتَمِلُها؛ وبالضمِّ: المشَقَّةُ تَحْتَمِلُها من غيرِ أَن تُكَلَّفَها؛ يقالُ: فَعَلَ ذلكَ كُرْــهاً وعَلى كُرْــهٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويدلُّ لصحَّةِ قَوْل الفرَّاء قوْلُ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: {وَله أَسْلَم مَنْ فِي السَّمواتِ والأرضِ طَوْعاً وكَرْــهاً} ؛ وَلم يَقْرأْ أَحَدٌ بضمِّ الكافِ؛ وقالَ سُبْحَانَهُ: {كُتِبَ عَلَيْكُم القِتالُ وَهُوَ كُرْــهٌ لكُم} ، وَلم يَقْرَأْ أَحَدٌ بفتْحِ الكافِ فيَصِيرَ الــكَرْــه بالفتْحِ فعْلَ المُضْطَرّ، والــكُرْــه بالضمِّ فعْلُ المُخْتارِ.
وقالَ الراغِبُ: الــكَرْــهُ، بالفتْحِ، المشَقَّةُ الَّتِي تنالُ الإنْسانَ مِن خارِجٍ ممَّا يَحْملُ عَلَيْهِ بإكْراهٍ، وبالضمِّ مَا ينالُهُ مِن ذاتِهِ، وَهِي مَا يعافه وذلكَ إمَّا مِن حيْثُ العَقْلِ أَو الشَّرْعِ، وَلِهَذَا يقولُ الإنْسانُ فِي شيءٍ واحِدٍ أُريدُه وأَــكْرَــهُه، بمعْنَى أُرِيدُه مِن حيثُ الطَّبْعِ وأَــكْرَــهُه من حيثُ العَقْل أَو الشَّرْعِ.
(كَرِــهَهُ، كسَمِعَهُ، كَرْــهاً) ، بالفتْحِ (ويُضَمُّ، وكَراهَةً وكَراهِيَةً، بالتّخْفِيفِ) ويُشَدَّدُ، (ومَــكْرَــهَةً) ، كمَرْحَلَةٍ (وتُضَمُّ رَاؤُه) كمَــكْرُــمَةً، (وتَــكَرَّــهَهُ) بمعْنًى واحِدٍ.
(وشيءٌ كَرْــهٌ، بالفَتحِ، و) كَرِــهٌ (كخَجِلٍ وأَميرٍ) :) أَي (مَــكْروهٌ.
كَرَّــهَهُ إِلَيْهِ تَــكْريهاً: صَيَّرَهُ كَرِــيهاً) إِلَيْهِ، نَقِيضُ حَبَّبَهُ إِلَيْهِ؛ (وَمَا كانَ كَرِــيهاً فَــكَرُــهَ، كــكَرُــمَ) ، كَراهَةً.
(وأَتَيْتُكَ كَراهِينَ أَنْ تَغْضَبَ: أَي كَرَــاهَة أَنْ تَغْضَبَ) ، عَن اللّحْيانيِّ، قالَ الحُطَيْئة:
مُصاحِبَةٍ على الــكَراهينِ فارِكِ أَي على الــكَراهَةِ، وَهِي لُغَةٌ نَقَلَها اللّحْيانيُّ.
(والــكَرْــهُ: الجَمَلُ الشَّديدُ) الَّرأْسِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ قالَ الرَّاجزُ:
كَرْــه الحَجاجَيْنِ شَدِيدُ الأرْآد (والــكَراهَةُ، كسَحابَةٍ: الأرضُ الغَليظَةُ الصُّلْبَةُ) ، مثْل القفِّ وَمَا قارَبَهُ.
وَالَّذِي فِي التهْذِيبِ: هِيَ الــكَرْــهَةُ، وَهُوَ الصَّوابُ، ومثْلُه بخطِّ الصَّاغانيّ.
(والــكَرِــيهُ: الأسَدُ) لأنَّه يُــكْرَــهُ.
(و) مِن المجازِ: شَهِدَ (الــكَرِــيهَةَ) ، أَي (الحَرْبَ أَو الشِّدَّةَ فِي الحَرْبِ.
(و) أَيْضاً: (النَّازِلَةَ) .) وكَرائِهُ الدَّهْرِ: نَوازِلُهُ.
(و) مِن المجازِ: ضَرَبْتُه بِذِي الــكَرِــيهَةِ. (ذُو الــكَرِــيهَةِ: السَّيفُ الصَّارِمُ) الَّذِي يمضِي على الضَّرائبِ الشِّدادِ (لَا يَنْبُو عَن شيءٍ) مِنْهَا.
وقالَ الأصْمعيُّ: مِن أَسْماءِ السُّيوفِ ذُو الــكَرِــيهَةِ، وَهُوَ الَّذِي يمضِي فِي الضَّرائبِ.
قالَ الزَّمَخْشريُّ: (وكَرِــيهَتُه بادِرَتُه الَّتِي تُــكْرَــهُ مِنْهُ.
(والــكَرْــهاءُ) بالمدِّ (ويُضَمُّ مَقْصوراً) ، وَهَذِه عَن الصَّاغانيّ؛ قالَ شيْخُنا: فالقَصْرُ خاصٌّ بالضمِّ، لأنَّ الضمَّ والمدَّ لَا قائِل بِهِ مَعَ قلَّةِ نَظِيرِه فِي الكَلامِ؛ (أَعْلَى النُّقْرَةِ) ؛) هُذَليَّةٌ؛ أَرادَ نُقْرَةَ القَفَا.
(و) أَيْضاً: (الوَجْهُ مَعَ الرَّأْسِ) أَجْمَع.
أَو المَمْدودُ بمعْنَى أَعْلى النُّقْرَةِ؛ والمَقْصورُ بمعْنَى الوَجْهِ والرَّأْسِ. (ورجُلٌ ذُو مَــكْرُــوهَةٍ) :) أَي (شِدَّةٍ) ؛) قالَ:
وفارِس فِي غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِسإذا تَأَلَّى على مَــكْروهة صَدَقا (وتَــكَرَّــهَهُ: تَسَخَّطَهُ. و) يقالُ: (فَعَلَهُ على تَــكَرُّــهٍ وتَكارُهٍ، و) فَعَلَهُ (مُتَكارِهاً) ومُتَــكَرِّــهاً؛ كلُّ ذلكَ فِي الأساسِ.
(واسْتُــكْرِــهَتْ فلانَةُ: غُصِبَتْ نَفْسَها) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
زادَ غيرُهُ: فأُــكْرِــهَتْ على ذلكَ، وَهِي امْرأَةٌ مُسْتَــكْرهَةٌ.
(واسْتَــكْرَــهَ القافِيَةَ) :) كَرِــهَهَا.
(و) يقالُ: (لَقِيتُ دُونَه كَرائِهَ) الدَّهْرِ (ومَكَارِهَ) الدَّهْرِ: وَهِي نَوازِلُه وشَدائِدُه، الأولى جَمْعُ كَرِــيهَةٍ والثانِيَةُ جَمْعُ مَــكْرُــوهٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المَــكْرَــهُ، كمقْعَدٍ: الــكَراهِيَةُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (على المَنْشَطِ والمَــكْرَــهِ) ، وهُما مَصْدرَانِ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ وَلَا تُرَى على مَــكْرَــهٍ يَبْدُو بهَا فيَعيبُيقولُ: لَا تَتَكَلَّمُ بِمَا يُــكْرَــه فيَعيبُها.
وَفِي الحدِيثِ: (إسْباغُ الوُضوءِ على المَكارِهِ) ، هُوَ جَمْعُ مَــكْرَــهٍ لمَا يَــكْرَــههُ الإنْسانُ ويشقُّ عَلَيْهِ، والمُرادُ بهَا الوُضُوء مَعَ وُجودِ الأسْبابِ الشاقَّةِ.
والمَــكْرُــوهُ: الشَّرُّ؛ وقوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشَدَه ثَعْلَب:
أَــكْرَــهَ جِلْبابٍ لمَنْ تَجَلْبَبا إنَّما هُوَ مِن كَرُــهَ كــكَرُــمَ لَا مِنْ كَرِــهْت، لأنَّ الجِلْبابَ ليسَ بكارهٍ.
ووَجْهٌ كَرْــهٌ وكَرِــيهٌ: قَبيحٌ.
ورجُلٌ كَرْــهٌ: مُتَــكَرِّــهٌ.
[كره] فيه: إسباغ الوضوء على "المكاره"، هي جمع مــكره: ما يــكرهه شخص ويشق عليه، والــكره- بالضم والفتح: المشقة، أي يتوضأ مع برد شديد وعلل يتأذى معها بمس الماء ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله أو ابتياعه بالثمن الغالي ونحوها مما يشق. غ: هو بالضم المشقة وبالفتح ما أكرهت عليه، وقيل لغتان. ن: جمع مــكره بفتح ميم، وتسخين الماء لا يمنع الثواب. ط: وإسباغه: استيعاب المحل وتطويل الغرة وتــكرار المسح والغسل ثلاثًا. مف: أي لا ينقص شيئًا من مواضع الفرض والسنة عند شدة البرد. ش: الوضوء- بفتح واو، أي إيصال ماء الوضوء بالمبالغة مواضع الفرض والسنن. ط: حفت الجنة "بالمكاره"، كالاجتهاد في العبادات الشاقة والصبر عن المعاصي وكظم الغيظ والعفو. نه: ومنه: بايعته صلى الله عليه وسلم على المنشط و"المــكره"، يعني المحبوب والمــكروه، وهما مصدران. وفي ح الأضحية: هذا يوم اللحم فيه "مــكروه"، أي طلبه فيهذا اليوم شاق، أو يــكره فيه ذبح شاة للحم خاصة، إنما تذبح للنسك وليس عندي إلا شاة لحم لا تجزى عن النسك- كذا في مسلم، وما في البخاري: هذا يوم يُشتهى فيه اللحم، وهو ظاهر. ن: وقيل: صوابه: اللحم- بفتح حاء، وهو اشتهاء اللحم، أي ترك الذبح وبقاء الأهل بلا لحم حتى يشتهوه مــكروه، وروي: مقروم- بقاف، أي يشتهي فيه اللحم. نه: وفيه: خلق "المــكروه" يوم الثلاثاء، أراد بالمــكروه الشر لقوله: خلق النور يوم الأربعاء، والنور خير، وسمي الشر مــكروهًا لأنه ضد المحبوب. وفي ح الرؤيا: رجل "كريه" المرآة، أي قبيح المنظر، فعيل بمعنى مفعول، والمرآة المرأى. ك: سئل عن أشياء "كرهها"، لأنه ربما كان فيها شيء سببًا لتحريم شيء فيشق عليهم، وكان منها السؤال عن الساعة، فلما أكثر عليه- بضم همزة- غضب، لتعنتهم في السؤالاثنين وثلاثة. وح: فلا "أكره" شدة الموت لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، تعني لما رأيت شدة وفاته، علمت أن ذلك ليس دليل سوء العاقبة للمتوفي، وأن هون الموت ليس من المــكرمات، وإلا كان صلى الله عليه وسلم أولى به، ولا أكره الموت ولا أغبط أحدًا لموت من غير شدة. وح: ثم رفع الميزان فرأيت "الــكراهية"، لأنه علم به أن قرارة الدين في حياته وبعد مماته إلى زمان عثمان ثم يظهر الفتن واختلاف الصحابة، لأن رفعه كناية عنه، وقيل: لم يوزن عثمان وعلي لأن خلافة على يكون مع افتراق بين الصحابة، إذ لم يبايعه فرقة معاوية. وح: إلا أن تأخذوا "كرهًا"، لأنهم كانوا لا يجدون ما يشترون به الطعام من الثمن، فأذن لهم أن يأخذوا من قوم مروا عليهم إن لم يؤثروهم ببيع ولا ضيافة.

كرج

(كرج)
الشَّيْء كرجا فسد وعلاه خضرَة يُقَال كرج الْخبز
كرج
الــكُرَّــج: دَخِيْلٌ مُعَرَّب.
وقيل: الــكَرَــارِجَةُ سَمَكٌ خُضْرٌ أقْصَرُ من الشِّبْرِ مُدَحْرَجَةٌ، وكذلك الــكُرَــيْرِجُ. ورَجُلٌ كُرجِي: مُخَنَّثٌ. وهو شَيْءُ يُخْرَجُ في اللَّعب.
[كرج] الــكُرَّــجُ معرب، وهو بالفارسيَّة " كُرَّــه ". قال جرير: لبستُ سِلاحي والفَرَزْدَقُ لعبةٌ عليه وِشاحاً كُرَّــجٍ وجَلاجِلُهْ وكَرَّــجَ الخبزُ وتَــكَرَّــج ، أي فسد وعلاه خضرة.
باب الكاف والجيم والراء معهما ك ر ج يستعمل فقط

كرج: الــكُرَّــجُ دخيل [معرب] ، وهو شيء يلعب به، وربما قالوا: كرق. قال جرير :

لبست سلاحي والفرزدق لعبة ... عليها وشاحاً كرج وجلاجله

كرج


كَرَــجَ(n. ac. كَرْــج)
a. [ coll. ], Flowed together
gathered; streamed down (water).
b. [ coll. ], Ran, trotted.
c. [ coll. ], Read fluently.

كَرِــجَ(n. ac. كَرَــج)
a. Was, became mouldy, musty; was spoilt.

كَرَّــجَأَــكْرَــجَتَــكَرَّــجَa. see (كَرِــجَ)

كَرْــج
a. [ coll. ], Fluent reading.

كُرْــجa. Georgia.

كُرْــجِيّa. Georgian.

كُرَّــج
P.
a. Colt.
b. Wooden horse.

كُرَّــجِيّa. Sodomite.

كَاْرِجa. Musty, mouldy.

كرج

1 كَرِــجَ, aor. ـَ (or كَرَــجَ, inf. n. كَرَــجٌ, as in the L,) and ↓ اكرج; (K;) and ↓ كرّــج; (S, K;) and ↓ تــكرّــج; (S, MA, K;) It (bread) spoiled, or became bad, or corrupt, (S, MA, K,) and was overspread with greenness; (S, K;) it became mouldy or musty. (MA.) b2: كَرَــجَ It (a thing) became corrupt. (IAar, L.) b3: ↓ تــكرّــج It (wheat, or food, طَعَام,) became spoiled, and overspread with greenness. (L.) 2 كَرَّــجَ see 1.4 أَــكْرَــجَ see 1.5 تَــكَرَّــجَ see 1.

كُرَّــجٌ A مُهْر [lit. a horse-colt, but app. meaning a mock colt, or hobby horse,] (K,) with which one plays: (TA:) [a thing] made (يُتَّخَذُ) like a horse-colt, upon which one plays: (Lth:) an arabicized word, from كُرَّــهْ, (S, K,) which is the name of it in Persian. (S.) [Jereer, in two verses, mentions the جَلَاجِل, or little round bells, of a كرّــج.]

خُبْزٌ كَارِجٌ i. q. مُــكَرَّــجٌ [Bread that is spoiled, and overspread with greenness; mouldy bread]. (IAar, L.)

كرج: الــكُرَّــجُ: الذي يُلْعَبُ به، فارسي معرّب، وهو بالفارسية كُرَــهْ.

الليث: الــكُرَّــجُ دَخيلٌ معرَّب لا أَصل له في العربية؛ قال جرير:

لَبِسْتُ سِلاحي، والفَرَزْدَقُ لُعْبةٌ،

عليها وِشاحَا كُرَّــجٍ وجَلاجِلُهْ

وقال:

أَمْسى الفَرزْدَقُ في جَلاجِلِ كُرَّــجٍ،

بَعْدَ الأُخَيطِلِ، ضَرَّةً لِجَرِيرِ

الليث: الــكُرَّــجُ يُتَّخَذُ مِثلَ المُهْرِ يُلعب عليه. وتَــكَرَّــجَ

الطَّعامُ إِذا أَصابه الــكَرَــجُ. ابن الأَعرابي: كَرِــجَ الشيءُ إِذا فَسَدَ،

قال: والكارِجُ الخُبزُ المُــكَرَّــجُ، يقال: كَرِــجَ الخُبْزُ وأَــكْرَــجَ

وكَرَّــجَ وتَــكَرَّــجَ أَي فَسَدَ وعَلاهُ خُضْرةٌ.

والــكَرَــجُ: موضع. التهذيب: الــكرج اسم كُورَةٍ معروفة.

كرج: كَرَــج الشيءُ: اندفع متدحرجاً وهو من كلام العامة (محيط المحيط).
أكرج: كرِــج، كَرَّــج، أكرج، تــكَرَّــج. (فريتاج. محيط المحيط).
كُرج: اسم الحيوان الأربع قوائم مثل البقر والوعل وثور الجبل وثور البر وجؤذر والتيس الجبلي. وقد كتبت كرغ أيضاً (وهذا فيما أرى صواب الكلمة في مخطوطة ك بدل الــكرغ) وكرك. (باين سميث 1612، بار علي 4479).
كريج: اسم آلة موسيقية في مدينة اشبيلية.
(المقري 143:2) ويرى السيد سيمونيه (ص88 رقم 3) إنها الكلمة الإسبانية carrizo ( كَرّــيزو). ومعناها glaieul وهو النبات المسمى دلبوث، سيف الغراب، ذنب الفرس. وبذلك تصبح الكلمة كَرَّــيج.
كُرَّــج: تعريب الكلمة الفارسية كُرَّــة بمعنى مُهر.
وقد أطلق على مُهر خشبي (فوك) وقد ضبطت فيه كُرَّــج والجمع كرارج. وهي لعبة للأطفال (لعبة عند الجوهري والجواليقي ص130 وليس اسم لعبة كما في معجم فريتاج).
والــكرّــج: الذين يتحدث عنهم ابن الخلدون (المقدمة (361:23) هم تماثيل خيل مسرجة من الخشب معلقة بأطراف أقبية يلبسها النسوان ويحاكين بها امتطاء الخيل فيــكرّــون ويفرّون ويثاقفون، إنما هي فيما يقول السيد دي سلان لعب للأطفال تسمى بالفرنسية بما معناه خيل ذات تّنورات وخيل مسرجة. ونجد هذه في الأندلس، ففي عباد (324:1): ذُــكِر إنه كان ساعتئذٍ يُلْعب بين يديه بالــكرج. والمواد الثلاثة في معجم فريتاج وهي: كرج وكُرج، وكُرَّــج يجب أن تُدمج في مادة واحدة كما لاحظ ذلك السيد سخاو.
كرج
: (الــكَرَــجُ، محرَّكَة: بَلَد) الأَميرِ المشهورِ بالجُود والشَّجاعة (أَبي دُلَف) بن عِيسَى بنِ إِدريسَ بن مَعْقِلِ بنِ شَيْخِ بن عُمَيرٍ (العِجْلِيّ) ، بِكَسْر الْعين، مَنْسُوب إِلى عِجْلِ بنِ لُجَيمٍ: قبيلةٍ، وَهُوَ أَبو دُلَف الَّذِي قِيل فِيهِ:
إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبو دُلَفٍ
بَين بَادِيهِ ومُحُتَضَرِهْ
فَإِذَا وَلَّى أَبو دُلَفٍ
وَلَّتِ الدُّنْيَا على أَثَرِه
وَتُوفِّي سنة 225، وَبَين الــكَرَــجِ ونَهَاوَنْدَ مَرّحلتانِ. ونُسب إِليها أَبو الحُسين محمّدٌ الأَصَمُّ، وأَبو العبّاس القَاضِي المُقيم بمكَّةَ؛ ذكرهم عبد الغنيّ. وَقَالَ ابْن الأَثير: هِيَ معدينة بالجَبَل بَين أَصبهانَ وهَمَذَانَ، ابتدأَ بعِمارتها عِيسَى بنُ إِدريسَ، وأَتَمَّها ابنُه أَبو دُلَف. (و: ة، بالدِّينَوَرِ) . وَفِي (التَّهْذِيب) : اسْم كُورةٍ مَعْرُوفَة. والــكَرَــجُ أَيضاً: مَوضِع.
(و) والــكُرَّــجُ، (كقُبَّرٍ: المُهْرُ) الّذي يُلْعَبَ بِهِ، (مُعرَّبُ كُرَّــهْ) . وَقَالَ اللّيث: يُتَّخذ مهثْلَ المُهْرِ يُلْعَب عَلَيْهِ، وَهُوَ دَخيل لَا أَصلَ لَهُ فِي العربيّة. قَالَ جرير:
لَبِسْتُ سِلاَحي والفَرَزْدَقُ لُعْبَةٌ
عَلَيْهَا وِشَاحَا كُرَّــجٍ وجَلاجِلُهْ
وَقَالَ:
أَمْسَى الفَرزْدقُ فِي جَلاجلِ كُرَّــجٍ
بعْدَ الأُخَيْطلِ ضَرَّةً لجَريرِ
(والــكُرَّــجِيّ: المُخنَّث) .
(والــكَرارِجَة: سَمَكٌ خُضْرٌ قِصارٌ، كالــكُرَــيْرِجِ، كقُذَعْمِلٍ) .
والــكُرْــجُ، بالضّمّ: جِيلٌ من النَّصارَى. وَمِنْهُم من جَعلَها نَاحيَة من الرُّوم بثُغورِ أَذْرَبيجانَ.
كَرِــجَ الخُبْزُ، كفَرِحَ، وأَــكْرَــجَ وكَرَّــجَ) ، بِالتَّشْدِيدِ (وتَــكرَّــجَ) ، أَي (فَسَدَ وعَلَتْه خُضْرةٌ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: كَرِــجَ الشيءُ، إِذا فَسَدَ. والكارِجُ: الخُبْزُ المُــكرَّــجُ.
وتَــكَرَّــجَ الطَّعامُ: إِذا أَصابه الــكَرَــجُ.

كرنك

كرنك: تمترس (بوشر).
كرنك: وجمعها كرانك: متراس (بوشر) كرنك: خندق، أعمال التخندق (بوشر).
كرنك: أعمال التمترس (بوشر).
كرنك: متراس، مرمى سهام (بوشر).
كرنك: فتحة في جدار تَرمى منها القنابل (بوشر).
كرنك: كوة المدفع (بوشر).

عَكِرَ

(عَــكِرَ)
(هـ) فِيهِ «أنْتُم العَكَّارُون، لاَ الفَرّارُون» أَيِ الــكَرّــارُون إِلَى الحَرْب والعَطَّافُون نَحْوَها، يُقال للرَّجُل يُوَلِّي عَنِ الحَرْب ثُمَّ يــكُرُّ رَاجعاً إِلَيْهَا: عَــكَرَ واعْتَــكَرَ. وعَــكَرْــتُ عَلَيْهِ إِذَا حَملْتَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنَّ رجُلاً فَجر بامْرأةٍ عَكْوَرَةٍ» أَيْ عَــكَرَ عَلَيْهَا فتَسَنَّمها وغَلبَها عَلَى نَفْسها.
(هـ) وَحَدِيثُ أَبِي عُبَيدة يَوْمَ أُحدٍ «فعَــكَرَ عَلَى إحْدَاهُما فنَزعَها فسَقَطَت ثَنِيَّتُه، ثُمَّ عَــكَرَ عَلَى الأخْرى فنَزعها فَسَقطت ثَنِيَّتُه الأخْرى» يَعْنِي الزَّرَدَتَيْن اللَّتَين نَشِبَتَا فِي وَجه رَسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّهُ مَرَّ بِرَجل لَهُ عَــكَرَــةٌ فَلَمْ يَذْبح لَهُ شَيْئًا» العَــكَرَــة بِالتَّحْرِيكِ: مِنَ الإبِل مَا بَيْنَ الخَمْسين إِلَى السَّبْعِينَ. وَقِيلَ: إِلَى الْمِائَةِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّة «وَعَلَيْهِ عَــكَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» أَيْ جَمَاعَةٌ. وأصلُه مِنَ الاعْتِكَار، وَهُوَ الازْدِحام والكَثْرة. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرو بْنِ مُرَّة «عِنْد اعْتِكَار الضَّرائر» أَيِ اخْتِلاَطِها. والضَّرائر: الأمُور المُخْتلِفة، ويُروى بِاللَّامِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَتادة «ثُمَّ عَادُوا إِلَى عِــكْرِــهِم عِــكْرِ السَّوء» أَيْ إِلَى أصْل مَذْهَبهم الرَّديء.
وَمِنْهُ الْمَثَلُ «عَادَت لعِــكْرِــها لَمِيسٌ» وَقِيلَ العِــكْر: الْعَادَةُ والدَّيْدَن. وَرُوِيَ «عَــكَرهم» بِفُتْحَتَيْنِ، ذَهاباً إِلَى الدَّنَس والدَّرَن، مِنْ عَــكَر الزَّيتِ، والأوّل الوجه.

فكر

ف ك ر

يقال: لا فــكر لي في هذا إذا لم تحتج إليه ولم تبال به، وما دار حوله فــكري، وتقول: لفلان فــكر، كلها فقر، ومازالت فــكرتك مغاص الدرر.
فــكر: فــكر (بالتشديد) فــكر في: ذكَّر ب، فطن ب. ويقال: فــكرني فيه أي ذكَّرني به. (بوشر).
تفــكر: تذكر، تفطن. (بوسييه، شولتنز، تاريخ العرب القديم ص48، وأقرأ فيه فتفــكر، ألف ليلة 1: 76).
تفــكر في: تذكر من جديد، استعاد الذكرى (بوشر).
افتــكر: تذكره استذكر. (بوسييه). وفي قصة عنتر (ص28): فافتــكر أخاه ولم يزل يبكي وينوح.
افتــكر القديم: تذكر الماضي فثلبه وطعن فيه وسبه. (بوشر).
فــكرة: خيال. (الكالا) وفيه: خيال.
فــكرة: قلق هم، انشغال بال. (الكالا).
وفي عباد (1: 53): سكن فؤادك ى تذهب به الفــكر. وفي بوشر: لا يكون لك فــكرة، أي لا تقلق.
فــكري: غيبي، ما وراء الطبيعة. (بوشر).
فــكرون وأفــكر: سلحفاة. وقد ذكر تفــكرون عند دومب (ص66) وهوست (ص295) وباجني (ص91) وفيه فــكرم. وجاكسون (ص 59).
وعند جرابرج (ص135): بوفــكرون.
وذكرت أفــكر عند دومب (ص67) وفيه: (أفــكر الماء: سلحفاة الماء، وأفــكر الصحري: سلحفاة الأرض) وهذه الكلمة من أصل بربري. ويقول كارسيل أن السلحفاة تسمى بلغة البربر ايفــكروم والجمع ايفــكر. وفي معجم البربرية: إيفــكر والجمع ايفــكران فاكورة، والجمع فواكير: مزلاج، سقاطة (محيط المحيط).
أفــكر: أنظر فــكرون.
تفــكرة: مفــكرة. مذكرة. مذكرة بما يجب عمله ما يكتب للذكرى، دفتر مذكرات. (بوشر).
مفــكر خيالي. (بوشر).
مفــكر الشر: مرتاب، ظنون، حذر. محترس. (الكالا).
فــكر
. الفِــكْر، بالكَسْر، ويُفْتَح: إِعمالُ النَّظَر هَكَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي المُحْكَمِ: إِعمالُ الخاطِر فِي الشَّيْءِ، كالفِــكْرَــة، والفِــكْرَــى، بكسْرِهما، الأَخِيرَة نَقَلَهَا اللَّيْث، قَالَ: وهِيَ قليلةٌ، ج أَفْكَارٌ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.
وَقَالَ سِيبَوَيْه: وَلَا يُجْمَعُ الفِــكْرُ وَلَا العِلْمُ وَلَا النَّظَرُ. وَقد فَــكّرَ فِيهِ، وأَفْــكَرَ، وفَــكَّرَ تَفْكِيراً وتَفَــكَّرَ، وَفِي اسْتِعْمَالِ العامَّة: افْتَــكَرَ، والمَعْنَى: تَأَمَّل. وَهُوَ فِكَّيرٌ، كسِكَّيت، وفَيْــكَرٌ، كصَيْقَل: كَثِيرُ الفِــكْرِ، الأَخِيرَةُ عَن كُرَــاع. وَفِي الصّحاح: التَّفَــكُّر: التَّأَمُّل، والاسمُ الفِــكْرُ والفِــكْرَــةُ، والمصدرُ الفَــكْرُ، بِالْفَتْح. وَقَالَ يَعْقُوبُ: مالِي فِيهِ فَــكْرٌ، بالفَتْح، وَقد يُكْسَر، أَي لَيْسَ فِيهِ حاجَة. قَالَ: والفَتْحُ فِيهِ أَفْصَح من الكَسْر كَذَا فِي الصّحاح. وَفِي الأَساس: يُقَال: لَا فِــكْرَ لِي فِي هَذَا، إِذا لم تَحْتَجْ إِلَيْهِ وَلم تُبَال بهِ. وَمن سَجَعَاتِه: لفُلان فِــكَرٌ، كلُّها فِقَرٌ. ومازَالَتْ فِــكْرَــتُك مَغَاصَ الدُّرَرِ.
الفــكر: ترتيب أمور معلومة للتأدي إلى مجهول. 
(فــكر)
فِي الْأَمر فــكرا أعمل الْعقل فِيهِ ورتب بعض مَا يعلم ليصل بِهِ إِلَى مَجْهُول
فــكر
الفِــكْرُ والتَفَــكُرُ: واحِدٌ. ورَجُلٌ فِكَيْرٌ: كثيرُ الإِقْبَالِ على الفِــكْرَــةِ. والفِــكْرى: الفِــكْرَــةُ كالذِّــكْرَــى والذِّــكْرَــة.
والفَــكْرُ: الحاجَةُ، لا فَــكْرَ لي فيه.
(فــكر) فِي الْأَمر مُبَالغَة فِي فــكر وَهُوَ أشيع فِي الِاسْتِعْمَال من فــكر وَفِي المشكلة أعمل عقله فِيهَا ليتوصل إِلَى حَلفهَا فَهُوَ مفــكر وَفُلَانًا بِالْأَمر أخطره بِبَالِهِ (محدثة)
[فــكر] التَفَــكُّرُ: التأملُ. والاسم الفِــكْرُ والفِــكْرَــةُ. والمصدر الفَــكْرُ بالفتح. قال يعقوب: يقال ليس لي في هذا الأمر فِــكْرٌ، أي ليس لي فيه حاجة. قال: والفتح فيه أفصح من الكسر. وأفْــكَرَ في الشئ وفــكر فيه وتفــكر، بمعنى. ورجل فكير، مثال فسيق: كثير التفــكر.
ف ك ر: (التَّفَــكُّرُ) التَّأَمُّلُ وَالِاسْمُ (الْفِــكْرُ) وَ (الْفِــكْرَــةُ) وَالْمَصْدَرُ (الْفَــكْرُ) بِالْفَتْحِ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (أَفْــكَرَ) فِي الشَّيْءِ وَ (فَــكَّرَ) فِيهِ بِالتَّشْدِيدِ. وَ (تَفَــكَّرَ) فِيهِ بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ (فِكِّيرٌ) بِوَزْنِ سُكَيْتٍ كَثِيرُ التَّفَــكُّرِ
(ف ك ر)

الفَــكْر، والفِــكْر: إِعْمَال الخاطر فِي الشَّيْء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُجْمَع الفِــكْر وَلَا العِلْم وَلَا النَظَر.

وَقد حَكَى ابْن دُرَيد فِي جَمْعه: أفكاراً.

والفِــكرة: كالفِــكْر.

وَقد فــكَّر فِي الشَّيْء، وأفــكر، وتفــكَّر.

وَرجل فِكِّير، وفَيْــكَر: كثير الفِــكْر. الْأَخِيرَة عَن كُرَــاع.

فــكر


فَــكَرَ(n. ac.
فَــكْر
فِــكْر)
a. [Fī], Thought, pondered over, reflected, meditated
mused upon; considered.
فَــكَّرَa. see Ib. [ coll. ], Reminded of, recalled
to.
أَفْــكَرَa. V, VIII
see I
فَــكْرa. Need, want.

فِــكْر
(pl.
أَفْكَاْر)
a. Thought, idea; opinion.
b. Consideration, reflection.
c. see 1
فِــكْرَــة
(pl.
فِــكَر)
a. see 1 & 2
(a), (b).
فِــكْرَــىa. see 2 (a) (b).
فِكِّيْرa. Thoughtful, pensive; thinker.

فَاْكُوْرَة
(pl.
فَوَاْكِيْرُ)
a. [ coll. ], Window-fastening.

فَيْــكَر
a. see 30
لَا فَِــكرَ لِي فِي ذٰلِكَ
a. I have no need of that: I care not for it.
ف ك ر : الْفِــكْرُ بِالْكَسْرِ تَرَدُّدُ الْقَلْبِ بِالنَّظَرِ وَالتَّدَبُّرِ لِطَلَبِ الْمَعَانِي وَلِي فِي الْأَمْرِ فِــكْرٌ أَيْ نَظَرٌ وَرَوِيَّةٌ وَالْفَــكْرُ بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ فَــكَرْــتُ فِي الْأَمْرِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَتَفَــكَّرْــتُ فِيهِ وَأَفْــكَرْــتُ بِالْأَلِفِ وَالْفِــكْرَــةُ اسْمٌ مِنْ الِافْتِكَارِ مِثْلُ الْعِبْرَةِ وَالرِّحْلَةِ مِنْ الِاعْتِبَارِ وَالِارْتِحَالِ وَجَمْعُهَا فِــكَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَيُقَالُ الْفِــكْرُ تَرْتِيبُ أُمُورٍ فِي الذِّهْنِ يُتَوَصَّلُ بِهَا إلَى مَطْلُوبٍ يَكُونُ عِلْمًا أَوْ ظَنًّا. 

فــكر: الفَــكْرُ والفِــكْرُ: إِعمال الخاطر في الشيء؛ قال سيبويه: ولا يجمع

الفِــكْرُ ولا العِلْمُ ولا النظرُ، قال: وقد حكى ابن دريد في جمعه

أَفكاراً. والفِــكْرة: كالفِــكْر وقد فَــكَر في الشيء

(* قوله« وقد فــكر في الشيء

إلخ» بابه ضرب كما في المصباح) وأَفْــكَرَ فيه وتَفَــكَّرَ بمعنىً. ورجل

فِكِّير، مثال فِسِّيق، وفَيْــكَر: كثير الفِــكْر؛ الأَخيرة عن كراع.

الليث: التَّفَــكُّر اسم التَّفْكِير. ومن العرب من يقول: الفِــكْرُ

الفِــكْرَــة، والفِــكْرى على فِعْلى اسم، وهي قليلة. الجوهري: التَّفَــكُّر

التأَمل، والاسم الفِــكْرُ والفِــكْرَــة، والمصدر الفَــكْر، بالفتح. قال يعقوب:

يقال: ليس لي في هذا الأَمرِ فــكْرٌ أَي ليس لي فيه حاجة، قال: والفتح فيه

أَفصح من الكسر.

فــكر
الْفِــكْرَــةُ: قوّة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتَّفَــكُّرُ: جولان تلك القوّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب، ولهذا روي: «تَفَــكَّرُــوا في آلاء الله ولا تَفَــكَّرُــوا في الله» إذ كان الله منزّها أن يوصف بصورة. قال تعالى:
أَوَلَمْ يَتَفَــكَّرُــوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ
[الروم/ 8] ، أَوَلَمْ يَتَفَــكَّرُــوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ [الأعراف/ 184] ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَــكَّرُــونَ [الرعد/ 3] ، يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَــكَّرُــونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ [البقرة/ 219- 220] . ورجل فَكِيرٌ: كثير الْفِــكْرَــةُ، قال بعض الأدباء: الْفِــكْرُ مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفــكر في المعاني، وهو فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقتها.

فــكر

1 فَــكَرَ فِيهِ, (O, * Msb, K,) aor. ـُ (O, TK,) or ـِ (Msb,) inf. n. فَــكْرٌ; (S, O, Msb, K; *) and ↓ أَفْــكَرَ; (S, O, Msb, K;) and ↓ فــكّر, (S, O, K,) [which is more common than either of the first and second,] inf. n. تَفْكِيرٌ; (O, TA;) and ↓ تفــكّر; (S, O, Msb, K;) and ↓ افتــكر, (Msb, TA,) but this last is vulgar; (TA;) He thought upon it, considered it, or examined it [mentally]; (Msb;) he considered it in order to obtain a clear knowledge of it; (S, O, * TA;) he employed his mind, (M, TA,) or his consideration, (K, TA,) upon it. (M, K, TA.) [See also فِــكْرٌ.]2 فَــكَّرَ 4, 5, and 8: see the preceding paragraph.

فَــكْرٌ inf. n. of 1 [q. v.]. b2: لَيْسَ لِى فِى هٰذَا الأَمْرِ فَــكْرٌ, (Yaakoob, S, O, K, *) which is more chaste than ↓ فِــكْرٌ, [in this case,] (Yaakoob, S, O,) but the latter is sometimes used, (K,) means I have no want, or need, of this thing: (Yaakoob, S, O, K: *) or, as is said in the A, لَا فَــكْرَ لِى فِى هٰذَا i. e. I have no want, or need, of this, nor do I care for it. (TA.) فِــكْرٌ and ↓ فِــكْرَــةٌ (S, O, Msb, K) and ↓ فِــكْرَــى, (Lth, O, K,) are simple substs., (S, O, Msb, *) but the last is of rare occurrence, (Lth, O,) signifying Thought, consideration, or [mental] examination, فِى أَمْرٍ [respecting a thing]; (Msb;) consideration [of a thing] in order to obtain a clear knowledge [of it]; (S, TA;) the employment of the mind, (M, TA,) or of the consideration, (K, TA,) upon a thing: (M, K, TA:) or repeated consideration for the purpose of seeking [to discover] meanings: or the arranging of things in the mind in order, by them, to arrive at some object of which the attainment is desired, though it be but a preponderating opinion: (Msb:) or the arranging of known things [in the mind] in order to attain to [the knowledge of] an unknown [thing]: (KT:) pl. of the first أَفْكَارٌ: (IDrd, K;) but Sb says that neither فِــكْرٌ nor عِلْمٌ nor نَظَرٌ has any pl.: (TA:) the pl. of ↓ فِــكْرَــةٌ is فِــكَرٌ. (Msb.) One says, لِفُلَانٍ فِــكَرٌ كُلُّهَا فِقَرٌ [Such a one has thoughts all of which are points of wit]. (A, TA.) A2: See also فَــكْرٌ.

فِــكْرَــةٌ: see the next preceding paragraph; the former in two places.

فِــكْرَــى: see the next preceding paragraph; the former in two places.

فِكِّيرٌ [Thoughtful;] having much فِــكْر; (IF, S, O, K;) as also ↓ فَيْــكَرٌ. (Kr, K.) فَيْــكَرٌ: see what next precedes.
فــكر
افتــكرَ يفتــكر، افتكارًا، فهو مفتــكِر، والمفعول مفتــكَر
• افتــكر الموعدَ: تذكّره "افتــكر اسمَه/ ذكرياته معها". 

تفاكَرَ يتفاكر، تفاكُرًــا، فهو مُتفاكِر
• تفاكر المجتمِعون: تبادلوا الآراء والأفكار في أمرٍ ما، تحاوروا "يسعى المجتمع الدولي إلى التفاكر مع كلّ أطراف النزاع- تمّ التفاكر في الاجتماع حول المقترحات المقدَّمة". 

تفــكَّرَ/ تفــكَّرَ في يتفــكَّر، تفــكُّرًــا، فهو مُتفــكِّر، والمفعول متفــكَّر فيه
• تفــكَّر الشَّخصُ: تدبَّر واعتبر واتَّعظ " {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَــكَّرُــونَ} ".
• تفــكَّر في الطَّبيعة: تأمّل، أعمل العقل فيها ليصل إلى نتيجة أو حل "لا تُفَــكِّر فلها مُدَبِّر- تفــكَّر في آلاء الله تعالى- {وَيَتَفَــكَّرُــونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

فــكَّرَ/ فــكَّرَ في يفــكِّر، تفكيرًا، فهو مُفــكِّر، والمفعول مفــكَّر فيه
• فــكَّر الشخصُ: مارس نشاطه الذِّهنيّ "أنا أفــكر، إذًا أنا موجود- يفــكِّر باستمرار- يفــكِّر بصوت عالٍ- العبد في التفكير والرب في التدبير [مثل]: للدلالة على الإيمان بقدرة الله تعالى والتوكل عليه".
• فــكّر في الأمر:
1 - تفــكَّر فيه، تأمّله، أعمل العقل فيه ليصل إلى نتيجة أو حلّ أو قرار "فــكّر في المستقبل- يفــكِّر في حل مشاكله بهدوء- {إِنَّهُ فَــكَّرَ وَقَدَّرَ} ".
2 - اهتم به "على المرء أن يفــكّر في الآخرين" ° يفــكِّر في نفسه فقط:
 أنانيّ يحب نفسه أكثر من الآخرين. 

تفــكُّر [مفرد]:
1 - مصدر تفــكَّرَ/ تفــكَّرَ في.
2 - (سف) تجربة باطنيّة تنصب على النشاط الذهنيّ الداخليّ؛ فهو معرفة تكون فيها الذات العارفة والموضوع المعروف شيئًا واحدًا. 

تَفْكير [مفرد]:
1 - مصدر فــكَّرَ/ فــكَّرَ في.
2 - (سف) ما يقابل الوجدان والنزوع. 

فِــكْر [مفرد]: ج أفكار:
1 - نشاط ذهني، إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول "نتاج الفِــكْر- فِــكْر صائب/ صبيانيّ" ° أجهد فِــكْرَــه: أمعن في التفكير- بنت الفــكر: فــكرة أو خطَّة مبتــكرة منسوبة إلى شخص معين أو مجموعة معيّنة- رجال الفِــكْر: المفــكِّرون- شارد الفِــكْر: ذاهل, ساهٍ أو مستغرق في التفكير- علم الأفكار: علم يدرس الأفكار وقوانينها وأصولها- مشوَّش الفِــكْر: مُضطرب، مرتبك.
2 - نشاط أو نتاج فــكريّ لفترة أو مجموعة معيَّنة "فِــكْر السَّبعينيّات- فِــكْر الضُّباط الأحرار".
3 - رأْي، نَظَر "يكفل الدستور حرية الفــكر- ساورته أفكار سوداء- استغرق في أفكاره" ° بناتُ الأفكار: الخواطر- قطَع سِلسلة أفكاري- لي في الأمر فِــكْر: لي في الأمر نظر ورويَّة. 

فِــكْرة [مفرد]: ج فِــكْرات وفِــكَر:
1 - صورة ذهنيّة لأمر ما، رأي، نظر، انطباع "فِــكْرة صائبة- كوّن فــكرة عامة عن الموضوع" ° الفــكرة المبطَّنة: التّدبّر العقليّ للأمور- الفــكرة المستدركة: فــكرة أو تفسير أو ردّ فعل يخطر على البال فيما بعد.
2 - ما يجول في الخاطر، وجهة نظر، رأي خاص، خاطِرة "أدرك فِــكْرة المؤلِّف- عبّر عن فِــكْرته في قصة جديدة- لاحت له فِــكْرة" ° على فِــكْرة: عبارة تستخدم لجذب انتباه السَّامع لما سوف يقال- قراءة الأفكار: القدرة على معرفة أفكار الغير بطرق اتِّصال خارجة عن نطاق الإدراك الحسّيّ.
3 - (سف) عند (كانط {تصوُّر ذهنيّ يجاوز عالم الحسّ وليس له ما يماثله في عالم التجربة، وعند أنصار المذهب الحسِّيّ وأوّلهم عند} أرسطو) هي الصورة الذهنيّة المستمدّة من العالم الخارجيّ وعند (أفلاطون) النموذج العقليّ للأشياء الحسِّيّة. 

فــكريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى فِــكْر.
• مدرسة فــكريّة: مجموعة من الفلاسفة والفنّانين والكُّتاب الذين تعكس أفكارهم وأعمالهم وأساليبهم أصلاً مشتركًا أو تأثيرًا أو اعتقادًا. 

مُفــكِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فــكَّرَ/ فــكَّرَ في.
2 - مُثقَّف "طبقة المفــكِّرين".
3 - من يأتي بأفكار عميقة، ويُبدي آراء جديدة "سُقراط وأفلاطون من المفــكرين القدماء". 

مُفــكِّرة [مفرد]:
1 - مُذكِّرة؛ دفتر صغير تُقيَّد فيه المذكرات والأعمال اليوميّة والمواعيد "مُفــكِّرة يوميّة- كل هذا مُدوَّن في مفــكِّرتي".
2 - مذكِّرة تحدِّد النِّقاط الرَّئيسيَّة لبحث أو اتفاقيّة.
3 - جدول بأشهر وأسابيع وأيّام عام واحد على الأقلّ. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.