Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حتى

مظاهر الطبيعة

مظاهر الطبيعة
دعا القرآن في مواضع شتى إلى التفكير فيما يحيط بالإنسان من مظاهر الكون، لأن هذا التفكير يدفع إلى إجلال خالقه، والإيمان العميق بقدرته وحكمته، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164)، وأثنى على أولئك الذين تدفعهم مظاهر الكون إلى التفكير فيها، لإدراك ما أودع فيها من أسرار، وما تدل عليه من أن مودع هذه الأسرار عليم قدير، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (آل عمران 190، 191).
ونعى على هؤلاء الذين يمرون بهذه المظاهر، فلا تسترعى انتباههم، ولا تدفعهم إلى التدبر، والتفكير أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (يوسف 105).
ولأن القرآن كتاب دين اتجه، وهو يتحدث عن مظاهر الطبيعة، إلى تلك الناحية التى تقود إلى الإيمان بالله، وقدرته التى لا يعجزها شىء، ووجه النظر إلى أن كثيرا من تلك المظاهر يقود إلى الإيمان بالبعث والحياة الثانية. فهو يوجه النظر إلى قدرة الله في خلق السموات والأرض إذ يقول: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (فاطر 41). وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (الحج 65).
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (الرعد 2 - 4). إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164). إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (الأعراف 54). وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس 37 - 40).
وأَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (النحل 79). وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم 25). أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (النمل 60، 61). أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (الأنبياء 30 - 33). أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية 17 - 20).
تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (الفرقان 61). أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (ق 6 - 7). فهو في كل هذه الآيات يدل بمظاهر الطبيعة على قدرته، وهو من أجل ذلك يوجه النظر إلى السموات والأرض وما فيهما، طالبا التدبر والتأمل، لنصل بذلك إلى الإيمان بقدرته وجلال سلطانه، ولا أريد أن أطيل ببيان ما تفهمها.
وفي التأمل في مظاهر الكون، فضلا عن الإيمان بقدرته، دعوة إلى عبادته، وهى دعوة مقرونة بأسبابها ودواعيها، والقرآن من أجل ذلك يقرن هذه المظاهر بالحديث عما في خلقها من نعم يسعد بها الإنسان، وفي توجيه النظر إلى هذه النعم تحريك الطبيعة الإنسانية النبيلة إلى عبادة خالق تلك النعم ومسديها، فشكر الجميل سجية من سجايا الإنسان الكريم، واستمع إلى القرآن يعدد النعم قائلا: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (يس 33 - 35). وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (يس 41، 42). الله الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (طه 53، 54). وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (الزخرف 12، 13). هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
(الملك 15). وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً (نوح 19، 20). أو ليس في تذليل الأرض وتمكيننا من الانتفاع بها، ما مهد لنا سبيل الحياة عليها، والانتفاع الكامل بها؟
ويذكر نعمته في تمكيننا من الأرض، ننتفع بها كما نشاء، فيقول: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الأعراف 10). ويوجه نظرهم إلى السماء وما فيها من زينة وإلى الأرض وما ينبت بها من زرع بهيج، أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ (ق 6 - 11). أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ (السجدة 27). وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (النازعات 30 - 33). هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (النحل 10، 11). الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (طه 53، 54). وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (الحجر 22). وإلى نعمة خلق الشمس والقمر، هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ (يونس 5). ونعمة خلق النجوم والكواكب، فهى زينة وجمال، تزدان بها السماء في الليل، إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (الصافات 6). وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً (فصلت 12). وهى أعلام يهتدى الناس بها في الظلمات، وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأنعام 97).
وأكثر القرآن من توجيه النظر إلى ما في اختلاف الليل والنهار من نعمة على الإنسان، وإلى ما خلق له الليل من الهدوء والاستقرار والسكن فيه، وما خلق له النهار من الجهاد في سبيل العيش»، هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً (يونس 67). وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (القصص 73). وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (النبأ 10، 11). وإلى نعمة النوم، إذ قال: وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (الروم 23). ولما في اختلاف الليل والنهار من نعمة السكون استعدادا لطلب الرزق نهارا، تساءل القرآن موجها النظر إليها في قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (القصص 71، 72).
ويتخذ القرآن من مظاهر الطبيعة وسيلة لإقناعنا بالبعث، فهذه الأرض الهامدة لا يلبث المطر أن ينزل عليها حتى تحيا وتخضر وتثمر، وهذه الظاهرة نراها بأعيننا في كل حين، تقرب إلى أذهاننا فكرة الحياة بعد الموت، وقد كرر القرآن ذلك المعنى حتى تقبله النفس، ويثبت فيها، وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأعراف 57). وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (فاطر 9). وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج 5، 6)، وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (فصلت 39).
ومن ذلك يبدو أن مظاهر الطبيعة التى نراها بأعيننا، قد وجه القرآن النظر إليها، ليصل بها إلى تثبيت الإيمان في النفس إيمان منشؤه الاقتناع ويدعمه الحب الذى يدفع إلى العبادة. وإن ما يدركه العلماء كل يوم مما أودع في الطبيعة من أسرار، ليزيد النفوس يقينا بقدرة الخالق وحكمته. والقرآن يتخذ ما عليه الكون من نظام دقيق حجة على وحدانية الله، ودليلا على تفرده بالصنع والإتقان، فيقول: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا (الأنبياء 22)، ولا جرم يفسد النظام، إذا كان يدير الكون إلهان، ويشعر كل منهما بالقوة والسلطان، وإذا كان الله هو المنفرد بخلق السموات والأرض فلا معنى لأن يشرك به سواه ممن لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج 73، 74).

عضد

(عضد) : العَضادُ من المَعَزِ: إِذا فُطِمَ عن أُمِّه، وهو الذَّكَرُ.
(عضد) : رَمى فأَعْضَدَ: إذا ذَهَب يَمِيناً وشِمالاً، وكذلك عَضَّدَ.
(عضد) عضدا أَصَابَهُ دَاء فِي عضده

(عضد) شكا عضده
(ع ض د) : (الْعَضْدُ) قَطْعُ الشَّجَرِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) «وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا» (وَالْمِعْضَدُ) كَالسَّيْفِ يُمْتَهَنُ فِي قَطْعِ الْأَشْجَارِ.
عضد: عَضَّد = عَضَد. في معجم فريتاج ومعجم لين، (معجم البلاذري).
عضادة: تجمع على عضائد. (الكالا)، البكري ص23، العبدري ص17 ق وعليك أن تقرأها عِضَادة، ص38 ق.
عِضادة: دعام، عماد، عمود (بوشر).
عِضادة: ذراع متحركة في الإسطرلاب. معجم الأسبانية ص140).
يَعْضِيد: هو ليس الأشخيص أو الاداد، لأن ابن البيطار (1: 155) يميزه عنه، بل هو خندريلي (ابن البيطار 1: 395، 2: 512).
ع ض د [عضدك]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ .
قال: العضد: المعين الناصر على أمره.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
في ذمة من أبي قابوس منقذة ... للخائفين ومن ليست له عضد 
ع ض د: (الْعَضُدُ) السَّاعِدُ وَهُوَ مِنَ الْمِرْفَقِ إِلَى الْكَتِفِ. وَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: (عَضُدٌ) بِضَمِّ الضَّادِ وَكَسْرِهَا وَسُكُونِهَا. وَ (عُضْدٌ) بِوَزْنِ (قُفْلٍ) . وَ (عَضَدَهُ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَعَانَهُ. وَعَضَدَ الشَّجَرَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعَهُ. وَ (الْمُعَاضَدَةُ) الْمُعَاوَنَةُ وَ (اعْتَضَدَ) بِهِ اسْتَعَانَ. وَ (الْمِعْضَدُ) بِالْكَسْرِ الدُّمْلُجُ. 
عضد
العَضُد: ما بين المرفق إلى الكتف، وعَضَدْتُهُ: أصبت عضده، وعنه استعير: عَضَدْتُ الشّجر بالمِعْضَد، وجمل عاضد: يأخذ عضد النّاقة فيتنوّخها، ويقال: عَضَدْتُهُ: أخذت عضده وقوّيته، ويستعار العضد للمعين كاليد قال تعالى:
وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً
[الكهف/ 51] . ورجل أَعْضَدُ: دقيق العضد، وعَضِدٌ:
مشتك من العضد، وهو داء يناله في عضده، ومُعَضَّدٌ: موسوم في عضده ويقال لسمته عِضَادٌ، والمِعْضَد: دملجة، وأَعْضَاد الحوض: جوانبه تشبيها بالعضد.
ع ض د

المؤمن معضود بتوفيق الله، ومعتضد به. واعتضده وتعضده: احتضته.

ومن المجاز: " سنشد عضدك بأخيك " وهو عضدي، وهم أعضادي. وفتّ في عضده. واملك أعضاد الإبل: قوّم مسيرها حتى لا تذهب يميناً وشمالاً. قال حيّان بن جزء بن ضرار:

قالت سليمى لست بالحادي المدلّ ... مالك لا تملك أعضاد الإبل

وفلان ما لسمرته عاضد، ولا لسدرته خاضد. ووهنت أعضاد بيته. وارفع أعضاد الدبرة وهي جدرها التي تمسك الماء. وحوض مثلّم الأعضاد وهي نواحيه. قال ذو الرمة:

عفت غير آريٍّ وأعضاد مسجد ... وسفع مناخات رواحل مرجل

وفلان عضادة فلان إذا كان لا يفارقه. ويقول الرجل لصاحبيه: كفاني بكما عضادتين أي معينين، والأصل: عضادتا الباب، ووقفا كأنهما عضادتان. وفي أعضادهنّ المعاضد وهي الدمالج، الواحد: معضد. وهن رافلات في الوشي المعضّد وهو المضلع.

عضد


عَضَدَ(n. ac. عَضْد)
a. Hit, hurt, broke the arm of.
b. Helped, aided, assisted.
c. [pass.], Had a pain in the arm.
d.(n. ac. عَضْد), Lopped, pruned (tree).
عَضَّدَa. Swerved, glanced aside (arrow).

عَاْضَدَa. see I (b)
أَعْضَدَa. see II
تَعَاْضَدَa. Helped, aided one another.

إِعْتَضَدَa. Took, put on his arm, on his shoulder.
b. [Bi], Asked help, assistance of.
إِسْتَعْضَدَa. see I (d)b. Plucked, gathered (fruit).
عَضْد
(pl.
أَعْضُد
أَعْضَاْد
38)
a. Arm; upper arm.
b. Side.
c. see 6
عِضْد
عُضْدa. see 1 (a)
عَضَدa. see 1 (a) (b).
عَضُدa. Help, support, aid, stay; helper; auxiliary.
b. see 1 (a) (b).
عُضُدa. see 1 (a)
أَعْضَدُa. Slenderarmed; short-armed; having one arm shorter than
the other.

مِعْضَد
(pl.
مَعَاْضِدُ)
a. Pruning-hook.
b. see 23 (a)
عَضَاْدa. Short, thick-set.

عَضَاْدِيّa. Big in the arm, stout-armed.

عِضَاْدa. Bracelet, armlet.
b. Hook.

عِضَاْدَة
(pl.
عَضَاْئِدُ)
a. Wall, enclosure.
b. Side, post.

عِضَاْدِيّ
عُضَاْدِيّa. see 22yi
عَضِيْد
(pl.
عِضْدَاْن)
a. Row of palm-trees.
b. Dwarf palm-tree.

مِعْضَاْدa. see 23 (a)b. Chopper, cleaver.

N. P.
عَضڤدَa. Lopped, cut off.

عَاضِدَانِ
a. Two rows of palmtrees along the riverside.
(باب العين والضاد والدال معهما) (ع ض د يستعمل فقط)

عضد: العضد فيه ثلاث لغات: عَضُدٌ، وعُضُد، وعُضْد. وعضُدان وأعضاد، وهو من المرفق إلى الكتف . وفلان يعْضُدُ فلاناً: يعينه. وعَضَدني عليه، أي: أعانني. والعَضَدُ: داء يأخذ في أعضاد الإبل خاصة. قال:

................ ... طعن المبيطر إذ يَشفي من العَضَد

ورجل عَضُد: دقيق العَضُد. وأعضاد كل شيء ما يشد من حواليه من البناء وغيره، مثل أعضاد الحوض، وهي صفائح من حجارة ينصبن حول شفيرة. وأحدها: عَضُد. قال لبيد:

راسخ الدمن على أعضاده ... ثلمته كل ريح وسبل وعِضادتا الباب: ما كان عليهما يطبق الباب إذا أُصْفِقَ . وعِضادتا الإبزيم من الجانبين. وما كان من نحوه فهو عضادة. وللرَّحْل عَضُدان وهما خشبتان لزيقتان بأسفل الواسطة. قال زائدة: العَضْد القطع. عَضَدْتُ الشجرةَ قَطَعْتُها. (والَيْعِضيد: بقلةٌ فيها مرارة، تؤكل، وهو الطَّرْخَشْقوق ) والعَضْدُ: المعونة. وأخو الرّجُل عَضُدُه.
[عضد] نه: فيه: نهى أن "يعضد" شجرها، أي يقطع. عضدته عضدًا، والعضد- بالتحريك: المعضود، ومنه ح: لوددت أني شجرة "تعضد". ط: وهو بكلام أبي ذر أشبه، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بالله من أن يتمنى عليه حالًا أوضع عما هو فيه. وح: لا "يعضد" شوكها، دال على منع قطع أشجار سوى الشوك بالأولى. نه: ومنه: و"نستعضد" البرير، أي نقطعه ونجنيه من شجره للأكل. ومنه: يخبطون "عضيدها" ويأكلون حصيدها، العضيد والعضد ما قطع من الشجر، أي يضربون ليسقط ورقه فيتخذونه علفًا لإبلهم. وفيه: وملأ من شحم "عضدي"، هو ما بين الكتف والمرفق، وأراد به كل الجسد فإنه إذا سمن العضد سمن سائره. وفي ح حمار الوحش: فناولته "العضد" فأكلها، يريد الكتف. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: إنه كان أبيض "معضدًا"، أي الموثق الخلق- كذا روى، والمحفوظ: مقصدًا. وفيه: إن سمرة كانت له "عضد" من نخل في حائط رجل، أي طريقة من النخل، قويل: إنما هو عضيد من نخيل، وإذا صار للنخلة جذع يتناول منه فهو عضيد. ط: قالوا للطريقة من النخل: عضيدًا، لأنها متشاطرة في جهة، وقيل: إفراد الضمائر يدل على أنه فرد نخل، وايضًا لو كانت طريقة من النخل لم يأمره بقطعها لكثرة الضرر، واعتذر بأن إفرادها لإفراد اللفظ، قوله: يطلب أن يناقله، أي يبادله بنخيل من موضع آخر، ولك كذا أي الجنة، قوله: أمر رغبة فيه، أي فهبه لي، أمر على سبيل الترغيب والشفاعة، وهو نصب على الاختصاص، أو حال أي قال أمرًا مرغبًا فيه. ج: والمعشد آلة القطع. ك: وجعلوا "عضادتيه" الحجارة، هو بكسر عين ما كان عليهما يعلق إذا صفق، وهما خشبتان من جانبي الباب، وأعضاد كل شيء ما يسد من حواليه. غ: "عضدًا" أعوانًا، واعتضد: تقوى، وعضد اليد يوضع موضع العون، وعاضده: أعانه، وعضد واستعضد الشجرة: قطع.
ع ض د : عَضَدْتُ الشَّجَرَةَ عَضْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهَا.

وَالْمِعْضَدُ وِزَانُ مِقْوَدٍ سَيْفٌ يُمْتَهَنُ فِي قَطْعِ الشَّجَرِ وَالْمِعْضَدُ أَيْضًا الدُّمْلُجُ.

وَعَضَدْتُ الدَّابَّةَ أَعْضِدُهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا عُضُودًا مَشَيْتُ إلَى جَانِبِهَا يَمِينًا أَوْ شِمَالًا وَمِنْهُ.

سَهْمٌ عَاضِدٌ إذَا وَقَعَ عَنْ يَمِينِ الْهَدَفِ أَوْ يَسَارِهِ وَالْجَمْعُ عَوَاضِدُ.

وَعَضَدْتُ الرَّجُلَ عَضْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصَبْتُ عَضُدَهُ أَوْ أَعَنْتُهُ فَصِرْتُ لَهُ عَضُدًا أَيْ مُعِينًا وَنَاصِرًا وَتَعَاضَدَ الْقَوْمُ تَعَاوَنُوا.

وَالْعَضْدُ مَا بَيْنَ الْمِرْفَقِ إلَى الْكَتِفِ وَفِيهَا خَمْسُ لُغَاتٍ وِزَانُ رَجُلٍ وَبِضَمَّتَيْنِ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَقَرَأَ بِهَا الْحَسَنُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف: 51] وَمِثَالُ كَبِدٍ فِي لُغَةِ بَنِي أَسَدٍ وَمِثَالُ فَلْسٍ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ وَبَكْرٍ وَالْخَامِسَةُ وِزَانُ قُفْلٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ أَهْلُ تِهَامَةَ يُؤَنِّثُونَ الْعَضُدَ وَبَنُو تَمِيمٍ يُذَكِّرُونَ وَالْجَمْعُ أَعْضُدٌ وَأَعْضَادٌ مِثْلُ أَفْلُسٍ وَأَقْفَالٍ.

وَفُلَانٌ عَضُدِي أَيْ مُعْتَمَدِي عَلَى الِاسْتِعَارَةِ.

وَالْعِضَادَةُ بِالْكَسْرِ جَانِبُ الْعَتَبَةِ مِنْ الْبَابِ.

وَرَجُلٌ عُضَادِيٌّ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا عَظِيمُ الْعَضُدِ. 
[عضد] العَضُدُ: الساعد، وهو من المِرفق إلى الكتف. وفيه أربع لغات: عضد وعضد ، مثال حذر وحذر، وعضد وعضد، مثال ضعف وضعف وعَضَدْتُهُ أعْضُدُهُ بالضم: أعَنْتُهُ، وكذلك إذا أصبت عَضُدَهُ. وعَضَدتُ الشجر أعضِدُهُ بالكسر، أي قطعته بالمِعْضَدِ، فهو مَعْضودٌ وعَضَدٌ بالتحريك. ومنه قول الهذليّ :

ضَرْبُ المُعَوِّلِ تحت الديمةِ العَضَدا * والمُعاضدة: المعاونة. واعْتَضَدْتُ بفلان، أي استعنت به. واعْتَضَدْتُ الشئ جعلته في عضدي. والمعضد والمِعْضاد: سيفٌ يُمتَهَنُ في قطع الشجر. والمِعْضَدُ: الدُمْلُجُ. والعاضِدان: سطران من النخَل على فَلَجٍ. والعاضِدُ: الجمل يأخذ عَضُدَ الناقة فيتنوَّخها. الأصمعيّ: إذا صار للنخلة جذعٌ يتناول منه المتناولُ فتلك النخلة العَضِيد، وجمعها عِضدانٌ . قال: فإذا فاتَتُ اليدَ فهي جبَّارةٌ. ورجلٌ أعضدُ: دقيق العَضُدِ. وعُضادِيٌّ: عظيم العَضُدِ. ويدٌ عَضِدَةٌ، إذا قصرت عضدها. عن ابن السكيت. وأعضاد كل شئ: ما يُشَدُّ حواليه من البناء وغيره، كأعْضادِ الحوض، وهي حجارة تنصب حول شَفيرِه. وكذلك عِضادَتا الباب، وهما خشبتاهُ من جانبيه. والعَضَدُ بالتحريك: داءٌ يأخذ الإبل في أعْضادِها فتُبَطُّ. تقول منه عَضِدَ البعير بالكسر. قال النابغة. شَكَّ الفريصة بالمدرى فأَنْفَذَها * شَكَّ المبَيْطِرِ إذ يَشْفي من العضد - والمعضد: الثوب الذي له عَلَمٌ في موضع العضد من لا بسه. قال زهير يصف بقرة: فجالتْ على وَحْشِيِّها وكأنَّها * مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيٍّ معضد - وإبل معضدة: موسومة في أعضادها، والسمة عضاد. والمعضدة بكسر الضاد: البسرة التي يبدو الترطيب في أحد جانبيها. واليعضيد: بقلة ، وهى الطر خشقوق.
عضد
عَضْدٌ وعُضْدٌ وعَضُدٌ وعَضِدٌ بالكَسْر أيضاً.
والأعْضَدُ والعَضِدُ: الدَقِيْقُ العَضد. والني إحْدى عَضُدَيْه أقْصَرُ من الأخرى.
وعَضُدُ الحَوْض: من إزائه إلى عُقْرِه. وأعْضادُ كُل شي: ما يُسَدُ من حَوالَيْه من البناء وغيره؟ مثلُ أعْضَادِ الحَوُض وهي صَفَائحُ من حجارةٍ يُنْصَبْنَ حول شَفِيْره الواحِدُ عَضُدٌ، ومثْلُ أعْضَادِ الدَيَار: جُدرُه.
وعَضُدُ الرحْل: خَشَبَتانِ لَزِيْقَتانِ بالواسِطَةِ بأسْفَلِها.
والعَضْدُ: المَعُوْنَةُ، وقد عَضدَه. وأخو الرًجُلَ: عَضُده.
والعَضَدُ: داءٌ في العَضُد، وقيل: هو في الإبلخاصَةً. وعضَدْتُ الشَجَرَ عَضْداً: قَطَعْته. والشَجَرُ: عَضَدٌ. وعَضَدَ السهْمُ: مَالَ عن الهَدَف.
والعَضَادي - مُخَفًفُ الياء - والعَضَادُ: القَصِيْرُ المُكَتَلُ.
وامرأةٌ عَضَادٌ: غَليظةُ العَضُدِ سَمْجَتُها. النَسْبَةِ إلى غِلَظِ العَضُد: عَضَاديٌ وعُضَادي بالضَم أيضاً.
والعَضَادُ: البَطيءُ المَشْي.
وهو عَضَادُ مَالً: خِلافُ " إزاؤه ".
والعَاضِدُ: الجَمَلُ يأخُذُ بِعُنُق الناقةِ فَيَتَنوخُها. والسائِقُ سَوْقاً حَثِيْثاً، وكذلك العَضِدُ.
والعَاضِدَتانِ: جَانِبا الشرَاك. والعِضَادُ: سِمَةَ في العَضُد. وعَضَدْتُ الرحْلَ: جَعَلْتَ له عِضَادةً.
وعِضَادَتا البَابِ: مِسَاكانِ عليهما تَطْبِيْقُ البابِ إذا أسْفِقَ. وعِضَادَتا الإبْزِيْم: من جَانِبَيْه.
والعِضَادُ والمِعْضَادُ والمِعْضَدُ: الدُّمْلُجُ. وسَاطُوْرُ القَصّاب. والسيْفُ الكَهَام. وحَدِيْدَةٌ كالمِنْجَل يَهْصِرُ بها الرّاعي فرُوْعَ الشَّجَر على إبِله. والعِضادَتانِ: العُوْدَانِ في نِيْرِ الثوْر.
والمِعْضدَةُ: هِمْيَانُ الدَّراهم. والعَضِيْدُ - وجَمْعُه عِضْدَانٌ -: الجَبّارُ من النَّخْل.
واليَعْضِيْد: بَقْلَة مُرًةٌ تُؤْكَلُ في الرَّبيع.
والمُعَضَدُ من الثِّيَابِ: المُضَلعُ الذي فيه عُضَد صُفْر، ويُقال: الأعَاضِيْدُ أيضاً، يَعْني الوَشْيَ.
وحُكِيَ عنهم: إِذا نَخَرَت الريْحُ من هذه العَضُدِ أتاكَ الغَيْث: يَعْني ناحِيةَ اليَمَن.
العين والضاد والراء
عضد
عضَدَ يَعضُد، عَضْدًا، فهو عاضِد، والمفعول مَعْضود
• عضَد صديقَه في شدَّته: أعانه ونصره، وأسعفه وأنجده "عَضَد بائِسًا محتاجًا- أسرة متماسكة يعضُد بعضُها بعضًا". 

اعتضدَ/ اعتضدَ بـ يعتضد، اعتضادًا، فهو مُعتضِد، والمفعول مُعتضَد
• اعتضد الشَّيءَ: احتضنه بين عضديه.
• اعتضد بفلان: استعان به وتقوَّى. 

تعاضدَ يتعاضد، تعاضُدًا، فهو متعاضِد
• تعاضد الأصدقاءُ: تعاونوا وتناصروا وساعد بعضُم بعضًا "تعاضد الأهلُ/ الجيرانُ- الأعضاء تعاضدوا وقت الشِّدَّة- ندر أن يتعاضد الأقوياءُ والضُّعفاءُ". 

تعضَّدَ يتعضَّد، تعضُّدًا، فهو مُتعضِّد
• تعضَّدت الثِّقةُ بينهما: قوِيت واشتدت "تعضَّدت الأواصرُ بين العائلتين". 

عاضدَ يعاضد، مُعاضدةً، فهو مُعاضِد، والمفعول مُعاضَد
• عاضد صديقَه: عضده؛ عاونه وناصره وأسعفه وأنجده "عاضَدَ جارَه- الصَّديقُ مَنْ عاضد صديقَه في الشَّدائد". 

عَضَّدَ يعضِّد، تعضيدًا، فهو مُعَضِّد، والمفعول مُعَضَّد
 • عضَّد صديقَه: عضده؛ أعانه ونصره وأسعفه وأنجده "عضَّد جارَه/ أخاه/ والدَه/ مبدأً/ قضية- يحتاج إلى تعضيد موقفه". 

عِضادَة [مفرد]: ج عضادات وعضائد:
1 - ركِيزة أو دعامة لشّيء ما أو أمر ما يقوم عليها بانتظام "استخدم المعماريّ عضائد أكثر سمكًا".
2 - ذراع متحرِّكة للآلات التي تُستعمل في قياس المسافات الزاوِيَّة.
• عِضادتا الباب: خشبتان منصوبتان مثبتتان في الحائط على جانبيه "عِضادتا الرَّجل: رفيقاه ومعاوناه". 

عَضْد [مفرد]: مصدر عضَدَ. 

عَضُد [مفرد]: ج أعضاد وأَعْضُد:
1 - (شر) جُزْء الذّراع، ما بين المِرْفق إلى الكتف، السَّاعد (مؤنّث) "عَظْمُ العَضُد- أُصيب في عَضُده".
2 - معينٌ وناصر "اللّهمَّ أنت عَضُدُنا- {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} " ° شَدَّ عَضُدَه: قوّاه، أعانه- فتَّ في عَضُدِه: أضعفه، وثبّط عزيمتَه، أوهن قوَّته. 

يَعْضيد [مفرد]: (نت) بقلة برِّيَّة من الفصيلة المركَّبة، تنبت في الأراضي الرَّمليَّة، العامّة في مصر يسمّونها الجُعْضيض. 
الْعين وَالضَّاد وَالدَّال

العَضُد، والعَضْد، والعُضُد، والعُضْدُ، والعَضِد، من الْإِنْسَان وَغَيره: مَا بَين الْمرْفق إِلَى الْكَتف. وَالْكَلَام الْأَكْثَر: العَضُد. وَحكى ثَعْلَب العَضَد، بِفَتْح الْعين وَالضَّاد، كل ذَلِك يذكر وَيُؤَنث. قَالَ اللَّحيانيّ: العَضُد: مُؤَنّثَة لَا غير وَجَمعهَا أعضاد، لَا يكسر على غير ذَلِك. وَاسْتعْمل سَاعِدَة بن جؤية الأعضاد للنحل، فَقَالَ: وَكَأن مَا جَرَسَتْ على أعْضَادِها ... حَيْثُ اسْتَقَلَّ بهَا الشَّرائع مَحْلَب

شبَّه مَا على سوقها من الْعَسَل بالمحلب.

وَرجل عُضادِيّ وعَضَادي: عَظِيم العَضُد.

وأعْضَدُ: دَقِيق العَضُد.

وعَضَدَه يَعْضِدُه عَضْداً: أصَاب عَضُدَه. وعَضِد عَضَداً: أَصَابَهُ دَاء فِي عَضُده. وعُضِد عَضْداً: شكا عَضُده. يطرد على هَذَا الْبَاب فِي جَمِيع الْأَعْضَاء.

وأعْضَد الْمَطَر، وعَضَّد: بلغ ثراه العَضُد.

وعَضُدٌ عَضِدَة: قَصِيرَة. وَيَد عَضِدة: قَصِيرَة العَضُد.

والعِضَاد والمِعْضَد: مَا شدّ فِي العَضُد من الخرز. وَقيل: المِعْضَدَة: الدُّمْلُج، لِأَنَّهُ على العَضُد يكون. حَكَاهُ اللَّحيانيّ. والمِعْضَدة أَيْضا: الَّتِي يشد الْمُسَافِر على عَضِده، وَيجْعَل فِيهَا نَفَقَته، عَنهُ أَيْضا.

وثوب مُعَضَّد: مخطط على شكل العَضُد. وَقَالَ اللَّحيانيّ: هُوَ الَّذِي وَشْيُه فِي جوانبه.

والعَضُد: الْقُوَّة، لِأَن الْإِنْسَان إِنَّمَا يقوى بعَضُدِه، فسميت الْقُوَّة بِهِ. وَفِي التَّنْزِيل: (سَنَشُدُّ عَضُدَك بأخِيكَ) . والعَضُد: الْمعِين. على الْمثل بالعَضُد من الْأَعْضَاء. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً) أَي أعْضادا. وَإِنَّمَا افرد لتعتدل رُءُوس الْآي بِالْإِفْرَادِ.

وعَضَدَه يَعْضُدُه عَضْداً، وعاضَدَه: أَعَانَهُ.

وعَضُدُ الْبناء وَغَيره وعَضَدُه: مَا شُدَّ من حواليه كالصفائح المنصوبة حول شَفير الْحَوْض. وعَضُدُ الْحَوْض: من إزائه إِلَى مؤخره. وَقيل: عَضُداه: جانباه، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالْجمع أعضاد وعُضود. قَالَ الراجز:

فارْفَتَّ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضُودُ

مِنْ عَكَرَاتٍ وَطْؤُها وَئِيدُ

وعَضُد الركائب: مَا حواليها. وعَضَدَ الرَّكائب يَعْضُدها عَضْداً: أَتَاهَا من قبل أعْضادِها، فضم بَعْضهَا إِلَى بعض. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا مَشَى لم يَعْضُدِ الرَّكائِبَا

وعَضُدُ الطَّريق وعِضَادته: ناحيته. وعَضُدُ الْإِبِط وعَضَدُهُ: ناحيته أَيْضا. وَقيل: كل نَاحيَة عَضُد، وعَضَد. وعَضُدُ الرحل: خشبتان تلزقان بواسطته. وعَضُد النَّعْل، وعِضادتاها: اللَّذَان يقعان على الْقدَم. وعِضادتَا الْبَاب والإبزيم: ناحيتاه. والعَضُد من النّخل: الطَّرِيقَة مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: أَن سَمُرَة كَانَت لَهُ عَضُدٌ من نخل، فِي حَائِط رجل من الْأَنْصَار. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغربيين.

وَرجل عَضُد، وعَضِد، وعَضْدٌ: قصير. الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَامْرَأَة عَضَاد: قَصِيرَة، قَالَ:

ثَنَتْ عُنُقا لم تَثْنَهِ جَيْدَرِيَّة ... عَضادٌ وَلَا مكْنُوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ

الضمزر: الغليظة اللئيمة.

وعَضَدَ الشّجر يَعْضِدُهُ عَضْداً، فَهُوَ مَعضُود وعَضِيد، واسْتَعْضَدَه: قطعه. الْأَخِيرَة عَن الْهَرَوِيّ. قَالَ: وَمِنْه حَدِيث طهفة: " ونسْتعضِد البرير ".

والعَضَد: مَا تكسر من الشّجر أَو قطع. قَالَ عبد منَاف بن ربع الْهُذلِيّ:

الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌ ... ضَرْبَ المُعَوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدا

والمِعْضَد والمِعْضاد من السيوف: الممتهن فِي قطع الشّجر. أنْشد ثَعْلَب:

سَيْفا بِرِنْداً لم يكُنْ مِعْضَادا

وعَضَد الشّجر: نثر وَرقهَا لإبله، عَن ثَعْلَب. وَاسم ذَلِك الْوَرق: العَضَد.

والمِعْضاد: مثل المنجل، لَيْسَ لَهَا أشر، يرْبط نصابها إِلَى عَصا أَو قناة، ثمَّ يقصم الرَّاعِي بهَا على غنمه أَو إبِله فروع غصون الشّجر. قَالَ:

كأنَّمَا تُنْحِى عَلى القَتادِ

والشَّوْكِ حَدَّ الفأْسِ والمِعْضَادِ

قَالَ أَبُو حنيفَة: كل مَا عُضِد بِهِ الشّجر فَهُوَ مِعْضَد. قَالَ: وَقَالَ اعرابي: المِعْضَد عندنَا: حَدِيدَة ثَقيلَة، فِي هَيْئَة المنجل، يقطع بهَا الشّجر.

والعَضِيد: النَّخْلَة الَّتِي لَهَا جذع يتَنَاوَل مِنْهُ المتناول. وَجمعه: عِضْدان.

والعَواضد: مَا ينْبت من النّخل على جَانِبي النَّهر.

وبُسْرَة مُعَضَّدة: بَدَأَ الترطيب فِي أحد جانبيها.

واليَعْضِيد: بقلة زهرتها أَشد صفرَة من الورس. وَقيل: هِيَ من الشّجر. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اليَعْضيد: بقلة من الْأَحْرَار، مرّة، لَهَا زهرَة صفراء، تشتهيها الْإِبِل وَالْغنم، وَالْخَيْل أَيْضا تعجب بهَا، وتخصب عَلَيْهَا. قَالَ النَّابِغَة، وَوصف خيلا:

يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أشْدَاقِها ... صُفْراً مناخِرُها من الجَرْجارِ

عضد: العَضُدُ والعَضْدُ والعُضُدُ والعُضْدُ والعَضِدُ من الإِنسان

وغيره؛ الساعدُ وهو ما بين المرفق إِلى الكتف، والكلام الأَكثر العَضُدُ:

وحكى ثعلب: العَضَد، بفتح العين والضاد، كلٌّ يذكر ويؤْنث. قال أَبو زيد:

أَهل تِهامة يقولون العُضُد والعُجُزُ ويُذكرون. قال اللحياني: العضد

مؤنثة لا غير، وهما العَضُدانِ، وجمعها أَعضادٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك.

وفي حديث أُمّ زرع: وملأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ؛ العضد ما بين الكَتِفِ

والمِرْفَقِ ولم ترده خاصة، ولكنها أَرادت الجسد كله فإِنه إِذا سَمِن العضد

سمن سائر الجسد؛ ومنه حديث أَبي قتادة والحمارِ الوحشي: فناولْتُه

العضدَ فأَكلها، يريد كتفه.وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان أَبيض

مُعَضَّداً؛ هكذا رواه يحيى بن معين وهو المُوَثَّقُ الخَلْق؛ والمحفوظ في

الرواية: مُقَصّداً؛ واستعمل ساعدةُ بنُ جؤيَّةَ الأَعضاد للنحل، فقال:

وكأَنَّ ما جَرَسَتْ على أَعضادِها،

حَيْثُ اسْتَقَلَّ بها الشرائعُ مَحْلَبُ

شبه ما على سوقها من العسل بالمحلب.

ورجل

(* قوله «ورجل إلخ» في القاموس ورجل عضادي مثلثة إلخ.) عُضِاديٌّ:

عظيم العضد، وأَعْضَدُ: دَقيق العضد.

وعَضَدَه يَعْضِدُه عَضْداً: أَصاب عَضُدَه؛ وكذلك إِذا أَعَنْتَه وكنتَ

له عضداً. وعَضِدَ عَضَداً: أَصابه داءٌ في عَضُدِه. وعُضِدَ عَضْداً:

شكا عَضُدَه، يطَّرد على هذا بابٌ في جميع الأَعضاءِ. وأَعْضَدَ المطرُ

وعَضَّدَ: بلغ ثراه العَضُدَ وعَضُدٌ عَضِدَةٌ: قصيرة. ويَدٌ عَضِدَةٌ:

قصيرة العَضُد.

والعِضادُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ في العضد عرضاً؛ عن ابن حبيب من

تذكرة أَبي عليّ. وإِبِلٌ مُعَضَّدَةٌ: موسومة في أَعضادها. وناقةٌ عَضادٌ:

وهي التي لا تَرِدُ النَّضيحَ حتى يَخْلو لهَا، تَنْصرِمُ عن الإِبل ويقال

لها القَذُورُ. والعِضادُ والمِعْضَدُ: ما شُدَّ في العَضُدِ من

الحِرْزِ؛ وقيل: المِعْضَدَةُ والمِعْضَد الدُّمْلُجُ لأَنه على العضد يكون؛

حكاه اللحياني، والجمع مَعاضِدُ.

واعْتَضَدْتُ الشيء: جعلته في عضدي.

والمِعْضَدَةُ أَيضاً: التي يشدّها المسافرُ على عضده ويجعل فيها نفقته،

عنه أَيضاً.

وثوب مُعَضَّدٌ: مخطط على شكل العضد؛ وقال اللحياني: هو الذي وَشْيُه في

جوانبه. والمُعَضَّدُ: الثوب الذي له عَلَم في موضع العضد من لابسه؛ قال

زهير يصف بقرة:

فجالَتْ على وحْشِيِّها، وكأَنَّها

مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيٍّ مُعَضَّدِ

والعَضُدُ: القوة لأَن الإِنسان إِنما يَقْوى بعضده فسميت القوّة به.

وفي التنزيل: سَنَشُدُّ عضدك بأَخيك؛ قال الزجاج: أَي سنعينك بأَخيك. قال:

ولفظ العضد على جهة المثل لأَن اليد قِوامُها عَضُدُها. وكل مُعين، فهو

عَضُدٌ. والعَضُدُ: المُعين على المثل بالعضد من الأَعضاءِ. وفي التنزيل:

وما كنتَ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً؛ أَي أَعضاداً وإِنما أَفرد

لتعتدل رؤوس الآي بالإِفراد. وما كنتَ متخذ المضلين عضداً؛ أَي ما كنت يا

محمد لتتخذ المضلين أَنصاراً. وعَضُدُ الرجلِ: أَنصاره وأَعوانه. والعرب

تقول: فلانٌ يَفُتُّ في عضد فلان ويقدح في ساقه؛ فالعضد أَهل بيته وساقه

نفسه. والاعْتِضادُ: التَّقَوِّي والاستعانة. وفلان يَعْضُدُ فلاناً أَي

يُعِنيه. ويقال: فلان عَضُدُ فلانٍ وعِضادَتُه ومُعاضِدُه إِذا كان يعاونه

ويرافقه؛ وقال لبيد:

أَوْ مِسْحَل سَنِق عِضادَة سَمْحَجٍ،

بِسَراتها نَدَبٌ له وكُلومُ

واعتضدت بفلان: استعنت. وعَضَدَه يَعْضُدُه عَضْداً وعاضَدَه: أَعانه.

وعاضدني فلان على فلان أَي عاونني. والمُعاضدَة: المُعاونة. وعَضُدُ

البِناء وغيره وعَضَدُه وأَعْضاده: ما شُدَّ من حواليه كالصفائح المنصوبة

حول شَفِير الحوض. وعَضُدُ الحوض: من إِزائها إِلى مُؤَخّره، وإِزاؤُه

مَصَبُّ الماء فيه، وقيل: عضده جانباه؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع أَعضاد؛ قال

لبيد يصف الحوض الذي طال عهده بالواردة:

راسِخُ الدِّمْنِ على أَعْضادِه،

ثَلَمَتْه كلُّ رِيحٍ وسَبَلْ

وعُضود؛ قال الراجز:

فَارْفَتَّ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضودُ

مِنْ عَكَراتٍ، وَطْو ها وئِيدُ

وعَضُدُ الركائبِ: ما حواليها. وعَضَدَ الركائبَ يَعْضُدُها عَضْداً:

أَتاها من قبَلِ أَعْضادِها فضمَّ بعضها إِلى بعض؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا مَشى لم يَعْضُدِ الرَّكائبا

والعاضِدُ: الذي يمشي إِلى جانب دابة عن يمينه أَو يساره. وتقول: هو

يَعْضُدُها يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها، وقد عَضَدَ

يَعْضُدُ عُضُوداً، والبعيرُ معضود؛ قال الراجز:

ساقَتُها أَربعةٌ بالأَشْطانْ،

يَعْضُدُها اثْنانِ، ويَتْلوها اثنانْ

يقال: اعْضُدْ بَعِيرَك ولا تَتْلُه. وعَضَدَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ

بِعَضُدِه فَصَرَعَه، وضَبَعَه إِذا أَخذ بِضَبْعَيْهِ. والعاضِدُ:

الجمل يأْخُذُ عَضُدَ الناقة فَيَتَنَوَّخُها. وحِمارٌ عَضِدٌ وعاضِدٌ إِذا

ضَمَّ الأُتنَ من جوانبها. وعَضُدُ الطريقِ وعِضادَتُه: ناحيته. وعَضُدُ

الإِبْطِ وعَضَدُه: ناحيته؛ وقيل: كلُّ ناحية عَضُدٌ وعَضَدٌ. وأَعْضادُ

البيت: نواحِيه. ويقال: إِذا نَخَرَتِ الرِّيحُ من هذه العَضُدِ أَتاك

الغيثُ، يعني ناحيةَ اليمن. وعضُدُ الرَّحْلِ: خشبتان تَلزقان بواسطته؛

وقيل: بأَسفل واسطته. وعضَدَ القَتَبُ البعيرَ عَضْداً: عَضَّه فَعَقَرَه؛

قال ذو الرمة:

وهُنَّ على عَضْدِ الرِّحالِ صَوابِرُ

وعَضَدَتْها الرِّحالُ إِذا أَلَحَّتْ عليها. أَبو زيد: يقال لأَعْلى

ظَلِفَتَي الرَّحْلِ مما يَلي العَراقي: العَضُدان، الواسِط والمُؤخَّرَةِ.

وعَضُدُ النعل وعِضادَتاها: اللتان تقعان على القدم. وعِضادتا البابِ

والإِبْزيمِ: ناحيتاه. وما كان نحو ذلك، فهو العِضادة. وعِضادَتا الباب:

الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله. والعِضادتان: العُودان

اللذان في النِّير الذي يكون على عنق ثور العجلة، والواسِطُ: الذي يكون وسط

النير. والعاضِدان: سَطْران من النخل على فَلَج. والعَضُدُ من النخل:

الطريقة منه. وفي الحديث: أَنّ سَمُرة كانت له عَضُدٌ من نخل في حائط رجل من

الأَنصار؛ حكاه الهرويّ في الغريبين؛ أَراد طريقة من النخل، وقيل: إِنما

هو عَضِيدٌ من النخل. ورجل عَضُدٌ وعَضِدٌ وعَضْدٌ؛ الأَخيرة عن كراع.

وامرأَة عَضادٌ

(* قوله «وامرأة عضاد» في القاموس والعضاد كسحاب القصير من

الرجال والنساء والغليظة العضد.) قصيرة؛ قال الهذلي:

ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِه جَيْدَرِيَّةٌ

عَضادٌ، ولا مَكْنوزَةُ اللحمِ ضَمْزَرُ

الضمزرُ: الغليظة اللئيمة. قال المؤرّخ: ويقال للرجل القصير عَضادٌ.

وعضَدَ الشجرَ يَعْضِدُه، بالكسر، عَضْداً، فهو مَعْضود وعَضِيدٌ،

واسْتَعْضَدَه: قطعه بالمِعْضَد؛ الأَخيرة عن الهرويّ؛ قال: ومنه حديث طهفة:

ونَسْتَعْضِدُ البَريرَ أَي نقطعه ونَجْنِيه من شجره للأَكل. والعَضَدُ:

ما عُضِدَ من الشجر أَو قطع بمنزلة المعضود؛ قال عبد مناف بن ربع

الهُذَلي:الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ، والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌ،

ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدَا

الشغشغة: صوت الطَّعْن. والهيقعة: صوت الضرب بالسيف. والمُعَوِّلُ: الذي

يبني العالَةَ، وهي ظُلَّةٌ من الشجر يُسْتَظَلُّ بها من المطر. وفي

حديث تحريم المدينة: نهى أَن يُعْضَدَ شجرُها أَي يقطع. وفي الحديث:

لوَدِدْتُ أَني شجرةٌ تُعْضَد. وفي حديث ظبيان: وكان بنو عمرو بن خالد من

جَذيمَةَ يخبِطون عَضِيدَها ويأْكلون حَصِيدَها؛ العَضِيدُ والعَضَدُ: ما قُطِع

من الشجر أَي يضربونه ليسقط ورقه فيتخذوه عَلَفاً لإِبلهم. وعَضَدَ

الشجرَ: نَثَر ورَقَها لإِبله؛ عن ثعلب، واسم ذلك الورَقِ العَضَدُ.

والمِعْضَدُ والمِعْضادُ من السيوف: المُمْتَهَنُ في قطع الشجر؛ أَنشد

ثعلب:سَيْفاً بِرِنْداً لم يكن مِعْضاداً

قال: والمِعْضادُ سيف يكون مع القصّابين تقطع به العظام. والمعضاد: مثل

المِنْجل ليس لها أُشُرٌ

(* قوله «أشر» كشطب وشطب، بفتح الشين وضمها كما في الصحاح والقاموس،

وقوله نصابها كذا فيه وفي شرح القاموس ولعله نصالها باللام لا بالباء).

يُرْبَط نِصابُها إِلى عصا أَو قناة ثم يَقْصِمُ الراعي بها على غنمه

أَو إِبله فُروعَ غُصونِ الشجر؛ قال:

كأَنما تُنْحي، على القَتادِ

والشَّوْكِ، حَدَّ الْفَأْسِ والمِعْضادِ

وقال أَبو حنيفة: كل ما عُضِد به الشجر فهو مِعْضَد. قال: وقال أَعرابي:

المِعْضَدُ عندنا حديدة ثقيلة في هيئة المِنْجل يقطع بها الشجر.

والعَضِيدُ: النخلة التي لها جِذْعٌ يَتناولُ منه المتناول، وجمعه

عِضْدانٌ؛ قال الأَصمعي: إِذا صار للنخلة جذع يتناول منه المتناول فتلك النخلة

العَضِيدُ، فإِذا فأَتت اليد فهي جَبَّارَةٌ. والعَواضِدُ: ما ينبت من

النخل على جانبي النهر. وبُسْرَةٌ مُعَضِّدة، بكسر الضاد: بدا الترطيب في

أَحد جانبيها.

وقال النضر: أَعضادُ المزارع حدودها يعني الحدود التي تكون فيما بين

الجار والجار كالجُدْران في الأَرضين. والعضد، بالتحريك: داء يأْخذ الإِبل

في أَعضادها فَتُبَطُّ، تقول منه: عَضِدَ البعير، بالكسر؛ قال النابغة:

شَكَّ الفَريصَةَ بالمِدْرى فَأَنْفَذَها،

شَكَّ المُبَيْطِر إِذ يَشفِي من العَضَدِ

واليَعْضِيدُ: بقلة، وهو الطَّرْخَشْقوق، وفي التهذيب: التَّرْخَجْقوق.

قال ابن سيده: واليعضيد بقلة زهرها أَشد صفرة من الوَرْس، وقيل: هي من

الشجر، وقيل: هي بقلة من بقول الربيع فيها مَرارة. وقال أَبو حنيفة:

اليعضيد بقلة من الأَحرار مرة، لها زهرة صفراء تشتهيها الإِبل والغنم والخيل

أَيضاً تُعْجِبُ بها وتُخْصِبُ عليها؛ قال النابغة ووصف خيلاً:

يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها،

صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ

عضد

1 عَضَدَهُ, aor. ـُ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَضْدٌ, (Msb,) He hit, or hurt, his عَضُد [or upper arm, between the elbow and the shoulder-blade]; (S, O, Msb, K;) i. e., a man's. (Msb.) b2: And, aor. as above, (S, A, &c.,) and so the inf. n., (Msb,) (tropical:) He aided, or assisted, him; (S, A, O, Msb, K;) he was, or became, an عَضُد i. e. aider, or assistant, to him: (Msb:) thus used, it is doubly tropical; for عَضُدٌ primarily [and properly] relates to the arm, then it was metaphorically applied to signify an aider, or assistant, then they formed the verb in this meaning, and it obtained so extensively as to become a حَقِيقَة عُرْفِيَّة [i. e. a word so much used in this tropical sense as to be, in the said sense, conventionally regarded as proper]; therefore it is not mentioned by Z [in the A] as tropical; (TA;) and ↓ عاضدهُ, (K, * TA,) inf. n. مُعَاضَدَةٌ, (S, A, O, TA,) likewise signifies he aided him against another. (S, * K, * TA.) b3: Also, عَضَدَهُ, He (a camel) took him (another camel) by his عَضُد [i. e. arm], and threw him down. (L.) b4: عَضَدَهُ فِى العَضُدِ [He bound it, or attached it, upon the عضد (or upper arm)]; namely, a thong, or the like; (O, K, TA;) such, for instance, as an amulet. (TA.) b5: عَضَدَ الدَّابَّةَ, aor. ـِ [thus I find it in this instance,] inf. n. عُضُودٌ [in the TA عضد,] He walked by the side [as though by the عَضُد (or arm)] of the beast, (L, Msb,) on the right or left, (Msb,) or sometimes on its right and sometimes on its left, not quitting it. (L.) b6: عَضَدَ الرَّكَائِبَ, (L, K,) aor. ـُ inf. n. عَضْدٌ, (L,) He came to the camels, or other beasts, used for riding, from the tracts, or parts, surrounding them, and gathered them together. (L, K. *) b7: See also 4. b8: عَضَدَ الشَّجَرَ, aor. ـِ (S, Mgh, O, &c.,) inf. n. عَضْدٌ, (Mgh, Msb,) (tropical:) He cut, or lopped, the trees (S, Mgh, O, Msb, K *) with a مِعْضَد; (S;) as also ↓ استعضدهُ. (Hr, O, K. *) b9: And عَضَدَ الشَّجَرَةَ (tropical:) He scattered the leaves from the tree for his camels. (Th, TA.) b10: عَضَدَهُ القَتَبُ, (O, K,) inf. n. عَضْدٌ, (TA,) The saddle galled and wounded him; namely, a camel. (O, K.) A2: عُضِدَ, (L, K,) a verb like عُنِىَ, (K,) He had a complaint of his عَضُد [or upper arm]. (L, K.) And in like manner are formed verbs relating to all other members, or parts of the body. (L.) A3: عَضِدَ He (a camel) had the disease termed عَضَدٌ [q. v.]. (S, O, K.) 2 عَضَّدَ see 4, in two places.3 عَاْضَدَ see 1, second sentence.4 اعضد المَطَرُ, and ↓ عضّد, The moisture of the rain reached [or penetrated] to the [measure of the] عَضُد [or upper arm]. (L.) b2: رَمَى فَأَعْضَدَ; as also ↓ عضّد, inf. n. تَعْضِيدٌ; [and app. ↓ عَضَدَ likewise, said of an arrow; (see its part. n. عَاضِدٌ;)] (tropical:) He shot, or cast, and it [i. e. the arrow or other missile] went to the right and left (O, K) [or fell on the right, or left, of the butt: see عَاضِدٌ].5 تَعَضَّدَ see 8.6 تعاضدوا (tropical:) They aided, or assisted, one another. (O, Msb, K.) 8 اعتضدهُ He put it, or placed it, (i. e. a thing, S,) upon (فِى) his عَضُد [or upper arm]: (S, O, K:) [or] he placed it under his arm; as also ↓ تعضّدهُ; syn. اِحْتَضَنَهُ. (A.) A2: اعتضد (tropical:) He became strong; or he strengthened himself. (TA.) b2: اعتضد بِهِ (assumed tropical:) He asked, begged, or desired, aid, or assistance, of him. (S, A, O, K.) 10 استعضده: see 1, last quarter. b2: Also He gathered it; namely, fruit; (O, K;) he cut it off and gathered it from a tree, to eat it. (Hr, O. *) عَضْدٌ: see عَضُدٌ, first sentence: b2: and عَضَادٌ.

عُضْدٌ: see عَضُدٌ, first sentence.

عِضْدٌ: see عَضُدٌ, first sentence.

عَضَدٌ A certain disease in the أَعْضَاد [or arms (pl. of عَضُدٌ)] of camels, (S, O, K,) on account of which they are slit [in those parts]. (S, O.) A2: And (tropical:) What is cut, or lopped, of trees; (S, O, K;) as also ↓ عَضِيدٌ (TA) and ↓ مَعْضُودٌ: (S, O:) or العَضَدُ signifies what is cut, or lopped, from trees; or the leaves that are made to fall by beating trees, and used as food for camels: as also ↓ عَضِيدٌ: (TA:) or the leaves scattered off from a tree for camels. (Th, TA.) A3: See also عَضُدٌ, first sentence: b2: and again, near the middle, in two places.

عَضُدٌ, (S, O, Msb, K,) which is the most common form of the word, (TA,) and ↓ عَضِدٌ, (S, O, Msb, K,) of the dial. of Asad, (O, Msb,) and ↓ عُضُدٌ, (Az, O, Msb, K,) of the dial. of Tihámeh, (Az, TA,) or of El-Hijáz, (Msb,) and ↓ عَضَدٌ, (Th, TA,) and ↓ عَضْدٌ, (S, O, Msb, K,) of the dials. of Temeem and Bekr, (O, Msb,) and ↓ عُضْدٌ, (S, O, Msb, K,) and ↓ عِضْدٌ, (K,) the last three of which are said to be contractions of the first or second, or variants thereof formed to assimilate them to other words preceding them; (TA;) all masc. and fem.; (L;) or fem. only; (Lh, TA;) or masc. in the dial. of Tihámeh; (Az, L;) or fem. in the dial. of Tihámeh, and masc. in the dial. of Temeem; (Az, Msb;) i. q. سَاعِدٌ, (S, L,) i. e. [The upper arm, or upper half of the arm,] from the elbow to the shoulder-blade, (S,) or the part between the elbow and the shoulderblade, (L, O, Msb, K,) of a human being: (L:) [and in a beast, the arm; (see أَبَضَهُ &c.;) in this case like ذِرَاعٌ:] pl. أَعْضُدٌ and أَعْضَادٌ, (Msb,) or only the latter, (L,) which is used in a poem of Sá'ideh Ibn-Ju-eiyeh as meaning the legs of bees. (TA.) مَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدِى, in the story of Umm-Zara, means (assumed tropical:) He filled with fat, not peculiarly my عَضُد, but my whole body; for when the عَضُد becomes fat, the whole body becomes so. (O, L.) b2: [Hence,] عَضُدٌ [in the CK العَضْدُ is erroneously put for العَضُدُ] signifies also (tropical:) An aider, or assistant; (L, K, TA;) and so [app. any of its variants mentioned above, and] ↓ عَاضِدٌ (TA) and ↓ عِضَادَةٌ. (L, TA.) And it is also used for [its pl.] أَعْضَادٌ; as in the Kur xviii. 49, in which the sing. form is said to be employed for the sake of agreement with the other verses [preceding and following], that they may all end with singulars: (TA:) but one also says, هُمْ عَضُدِى and أَعْضَادِى (tropical:) [They are my aiders, or assistants]. (O, K, TA.) And one says, فُلَانٌ عَضُدِى, meaning (assumed tropical:) Such a one is my support, or stay. (Msb.) And فَتَّ فِى عَضُدِهِ (assumed tropical:) He broke some of the intentions, purposes, or designs, of his aiders, or assistants, (or of the people of his house, TA,) and separated, or dispersed, them from him: (O, K:) or he sought to injure him by diminishing, or impairing, [in number or power,] the people of his house; (T and O in art. فت;) and in like manner, فَتَّ فِى أَعْضَادِهِ. (TA in the present art.) And فَتَّ فِى عَضُدِى وَهَدَّ رُكْنِى (assumed tropical:) He broke my strength, and dispersed, or separated, my aiders, or assistants: (TA in art. فت:) [for] عَضُدٌ signifies also (tropical:) Strength, because the part so called, of a man, is a mean of strength to him. (L.) سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ, in the Kur [xxviii. 35], means, accord. to Zj, (tropical:) We will aid thee, or assist thee, by thy brother. (L.) b3: Also (assumed tropical:) The side of the armpit; and so ↓ عَضَدٌ. (L.) And (assumed tropical:) A side of a road; (O, L; [in this sense written in the TA عَضْدٌ;]) as also ↓ عِضَادَةٌ. (L.) (assumed tropical:) The side, or quarter, from which the wind blows. (L.) (assumed tropical:) A side; or a lateral, or an outward, or adjacent, part, or portion; a quarter region, or tract; (O, L, K;) of a house, and of anything: pl. أَعْضَادٌ. (L.) [Hence,] عَضُدُ الرَّكَائِبِ (assumed tropical:) The tract, or part, surrounding the camels, or other beasts, used for riding. (L.) One says, اِمْلِكْ أَعْضَادَ الإِبِلِ (tropical:) [lit. Have thou possession of the tracts adjacent to the camels], meaning direct thou aright the course of the camels, so that they may not wander away to the right and left. (A.) b4: Also, and ↓ عَضَدٌ, (L,) and أَعْضَادٌ, (S, L, K,) which last is a pl. of the two preceding words, as is also عُضُودٌ, (L,) (tropical:) A raised enclosing border, or such borders, of built work, (S, O, L, K,) &c., (S, L,) of a watering-trough or tank, and of a road, &c., (K,) or of anything, (S, O,) such as the أَعْضَاد of a watering-trough or tank, which are stones, (S,) or broad and thin stones, (L,) set up around the brink; (S, L;) also called عَضُدٌ; extending from the place whence the water flows into it, to its hinder part: (L:) or عَضُدٌ signifies the two sides of a watering-trough or tank: (IAar, L:) or its side: (O, TA:) and its أَعْضَاد are its sides: and the أَعْضَاد of a portion of sown land that is separated from the parts adjacent to it by ridges of earth, for irrigation, are its raised borders that confine the water; (A;) أَعْضَادُ المَزَارِعِ signifying the [raised] boundaries between the portions of sown land. (En-Nadr, L.) b5: عَضُدٌ (O, K, in the CK عَضْد,) is also syn. with ↓ عَضِيدٌ, (K,) or ↓ عَضِيدَةٌ, (O,) as signifying (assumed tropical:) A row of palm-trees: (O, K:) the first of these words is mentioned by Hr as occurring in a trad., and is thus expl.: but others say that it is ↓ عَضِيدٌ, (TA,) which, accord. to As, signifies a palm-tree having such a [low] trunk that one can reach from it [the fruit or branches]; (S, TA;) and the pl. is عِضْدَانٌ: (S, K:) he adds that when it exceeds the reach of the hand it is called جَبَّارَةٌ. (S, TA.) b6: عَضُدَا النَّعْلِ and ↓ عِضَادَتَاهَا [and عَضُدَا شِرَاكِ النَّعْلِ signifies (assumed tropical:) The two branches of the شِرَاك of the sandal, described voce أُذُنٌ, q. v.;] the two appertenances, of the sandal, that lie upon the foot. (L.) b7: عَضُدَا الرَّحْلِ (assumed tropical:) The two pieces of wood that are attached to the fore part of the camel's saddle, (L,) or to the lower portions of its fore part (the وَاسِط): (Lth, O, L:) or, accord. to Az, the upper portions of the ظَلِفَتَانِ [a mistake for the حِنْوَانِ] of the camel's saddle, next [the pieces of wood called] the عَرَاقِى; below them being the ظَلِفَتَانِ, which are the lower parts of the حِنْوَانِ of the وَاسِط and of the مُؤَخَّرَة. (O, L. [See ظَلِفَةٌ. In a similar manner, also, the term عَضُدَانِ is used in relation to a horse's saddle: see قَرَبُوسٌ.]) b8: See also عَضَادٌ.

عَضِدٌ Having a complaint of his عَضُد [or upper arm]. (O, K.) b2: A camel having the disease termed عَضَدٌ. (TA.) b3: One that has drawn near, or approached, to the عَضُدَانِ [i. e. the two sides] (O, TA) of the watering-trough, or tank. (O, K.) b4: A male [wild] ass that has drawn together the she-asses (الأُتُنَ) from their several quarters (مِنْ جَوَانِبِهَا); as also ↓ عَاضِدٌ: (O, K:) the former occurs in a verse of El-Akhtal, describing a sportsman shooting at [wild] asses. (O.) b5: يَدٌ عَضِدَةٌ An arm of which the عَضُد [or portion between the elbow and the shoulder-blade] is short. (ISk, S, O, K.) And عَضُدٌ عَضِدَةٌ A short upper arm. (TA.) A2: See also عَضُدٌ, first sentence. b2: And see عَضَادٌ.

عُضُدٌ: see عَضُدٌ, first sentence.

عَضَادٌ and عَضَادٍ A woman thick and ugly in the عَضُد [or upper arm]: (Fr, O, * K:) or, as some say, short. (TA.) And the former, applied to a man and to a woman, signifies Short: (O, K:) or this epithet is applied to a woman, and ↓ عَضُدٌ and ↓ عَضِدٌ and ↓ عَضْدٌ are applied in this sense to a man. (L.) And عَضَادٍ, [in the CK and my MS. copy of the K عَضَادٌ, but it is] like رَبَاعٍ, applied to a boy, or young man, Short, compact, of moderate dimensions, (O, K, TA,) firm in make. (TA.) b2: نَاقَةٌ عَضَادٌ A she-camel that does not come to the watering-trough, or tank, to drink, until it is left to her unoccupied; that cuts herself off from the other camels: (O, L:) such is also termed قَذُورٌ. (L.) عِضَادٌ: see مِعْضَدٌ, in three places. b2: Also A mark made with a hot iron upon the عَضُد [or arm] of a camel, (Ibn-Habeeb, S, O, TA,) crosswise. (Ibn-Habeeb, TA.) عَضِيدٌ: see عَضَدٌ, in two places: A2: and see عَضُدٌ, latter half, likewise in two places.

عِضَادَةٌ: see عَضُدٌ, in three places. b2: عِضَادَتَانِ also signifies (tropical:) The two sides, (L,) or wooden sideposts, of a door, (S, O, L,) which are on the right and left of a person entering it. (L.) One says, وَقَفَا كَأَنَّهُمَا عِضَادَتَانِ (tropical:) They two stood still as though they were two side-posts of a door. (A.) And فُلَانٌ عِضَادَةُ فُلَانٍ (tropical:) Such a one is the close attendant of such a one; not quitting him. (A.) [See also عَنْجَةُ الهَوْدَجِ, in art. عنج.] b3: Also The two sides of a buckle and the like: each of them is called عِضَادَةٌ. (L.) b4: And The two sides [or branches] of a bit. (Az, TA voce قَيْقَبٌ.) b5: And Two pieces of wood in the yoke that is upon the neck of a bull that draws a cart or the like: the piece that is in the middle is called الوَاسِطُ. (O, L.) عَضِيدَةٌ: see عَضُدٌ, latter half.

عُضَادِىٌّ (S, O, Msb, K) and عِضَادِىٌّ (O, Msb, K) and عَضَادِىٌّ (O, K) A man large in the عَضُد [or upper arm]. (S, O, Msb, K.) عَاضِدٌ: see عَضُدٌ, former half: b2: and see also عَضِدٌ. b3: Also A he-camel that takes the عَضُد [or arm] of a she-camel, and makes her lie down that he may cover her. (S, O, K.) b4: And One who walks by the side of a beast, (O, K,) on the right or left thereof. (O.) b5: And (assumed tropical:) An arrow that falls on the right or left of the butt: pl. عَوَاضِدُ. (Msb.) b6: عَاضِدَانِ (assumed tropical:) Two rows of palmtrees upon [the two sides of] a river, or rivulet: and [the pl.] عَوَاضِدُ palm-trees growing upon the sides of a river. (L.) A2: And A cutter; or lopper, of trees. (TA.) أَعْضَدُ A man (S) slender in the عَضُد [or upper arm]. (S, O, K.) And Having one عَضُد shorter than the other; (O;) short in one of his عَضُدَانِ. (K.) مِعْضَدٌ An amulet that is bound upon the عَضُد [or upper arm]; as also ↓ عِضَادٌ: (TA:) and ↓ مِعْضَادٌ signifies a thong, or the like, (O, K,) such as an amulet, (TA,) which thou bindest, or attachest, (عَضَدْتَةُ,) upon the عَضُد; (O, K;) called in Pers\. بَازُدْبَنْد. (TA.) Also, (O, K,) مِعْضَدٌ (S, O, Msb, K) and ↓ مِعْضَادٌ and ↓ عِضَادٌ (O, K) An armlet, or bracelet for the arm; syn. دُمْلُجٌ; (Lh, S, O, Msb, K;) which is thus called because it is [worn] upon the عَضُد, like a مِعْضَدَة: (Lh, TA:) pl. of the first مَعَاضِدُ. (A.) b2: and An instrument with which trees are cut, or lopped; (O, K;) as also ↓ مِعْضَادٌ: (TA:) anything with which this is done: described by an Arab of the desert as a heavy iron instrument in the form of a reaping-hook, with which trees are cut, or lopped: (AHn, TA:) ↓ مِعْضَادٌ also, (TA,) or ↓ عِضَادٌ, (O, K,) signifies an iron instrument like a reaping-hook, (O, K, TA,) without teeth, having its handle bound to a staff or cane, (TA,) with which the pastor draws down the branches of trees to his camels, (O, K, TA,) or his sheep or goats: (TA:) and مِعْضَدٌ, a sword which is commonly, or usually, employed for cutting, or lopping, trees; (S, Mgh, O, Msb, K;) and so ↓ مِعْضَادٌ; (S, O, K;) which also signifies a sword wherewith a butcher cuts bones. (O, K.) مِعْضَدَةٌ A purse for money; (O, K;) the thing that the traveller binds upon his عَضُد [or upper arm], and wherein he puts the money for his expenses. (Lh, TA.) مُعَضَّدٌ (tropical:) A garment having some figured, or embroidered, work on the place of the عَضُد [or upper arm] (S, O, K) of its wearer: (S, O:) or marked with stripes in the form of the عَضُد: (TA:) or of which its figured work is in its sides: (Lh, TA:) or i. q. مُضَلَّعٌ [q. v.]. (A, TA.) b2: إِبِلٌ مُعَضَّدَةٌ Camels branded upon the عَضُد [or arm] with the mark called عِضَاد. (S, O, L.) b3: In a description of the Prophet, as related by Yahyà Ibn-Ma'een, the epithet مُعَضَّدٌ is applied to him, meaning Firmly made: but accord. to the relation commonly retained in the memory, it is مُقَصَّد [q. v.]. (TA.) بُسْرٌ مُعَضِّدٌ (assumed tropical:) Dates beginning to ripen on one side. (S, O, K.) مِعْضَادٌ: see مِعْضَدٌ, in five places.

مَعْضُودٌ: see عَضَدٌ.

يَعْضِيدٌ [a word of a very rare measure (see يَعْقِيدٌ)] A certain herb, or leguminous plant; (S, O, K;) also called طَرَخْشَقُوقٌ, (S, O, TA, [and hence supposed by Golius to be the taraxicon, with which the description has little agreement,] in the T تَرَخْجَقُوق, TA,) this being an Arabicized word from [the Pers\.] تَلْخ كُوك: accord. to Aboo-Ziyád, it is a herb, or leguminous plant, of those termed أَحْرَار, bitter, and having a yellow blossom, desired by the camels and the sheep or goats, and liked also by the horses, which thrive upon it; and it has a viscous milk: (O:) it is a herb, or leguminous plant, of which the blossom is more intensely yellow than the وَرْس [q. v.]: or, as some say, it is of the class of trees (مِنَ الشَّجَرِ [but this term شجر is often applied to small plants]): and some say that it is of the herbs, or leguminous plants, of [the season called] the رَبِيع, having in it a bitterness: thus in the M. (TA.)
عضد
: (العَضْدُ، بِالْفَتْح) ، لُغَة تَمِيم، كَمَا فِي الْمِصْبَاح، و (بالضّمّ وبالكسر، وككَتِفٍ) ، وهاذه لُغَة أَسَدٍ، (و) الْكَلَام الأَكْثر: العَضُد، مثل (نَدُسٍ) وحكَى ثعلبٌ: العَضَد، بِفَتْح الْعين والضّاد، كلٌّ يُذْكَّر ويُؤنَّث. (و) قَالَ أَبو زيد: أَهلُ تِهَامَةَ يَقُولُونَ: العُضُد، مثْل (عُنُقٍ) ، ويذُكِّرون. وقرأَ بهَا الحَسَنُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلّينَ عَضُداً} (الْكَهْف: 51) وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: العَضُد مؤنّثةٌ لَا غيرُ، وهما العَضُدانِ وَجَمعهَا: أَعضادٌ، لَا يُكسَّر علَى غيرِ ذالِك. فهاذه سِتُّ لُغاتٍ، ذكَرَها المصنِّفُ، وأَغفل السابِعةَ، وَهِي التَّحْرِيكُ، عَن ثعْلَب.
وَلَو قَالَ: العَضُد، كنَدْسٍ، وكَتِفٍ وعُنُقٍ، ويُثَلَّث، ويُحَرَّك لَكَانَ أَوْفَق لقاعدتِهِ، وأَمْيلَ لطريقتِه، وَفِيه تَقْدِيم الأَفصحِ المشهورِ على غيرِه، مَعَ أَنَّ التَّثليث إِنَّمَا هُوَ تخفيفٌ أَو إِتباعٌ على قياسِ أَمثالِه من المضمومِءَوسَطِ، أَو المكسورِ، وأَوردَه شيخُنَا أَيضاً وَلم يَتعرَّضْ لقَوْل ثعلبٍ، كَمَا أَغفَلَ المصباحُ السادسةَ.
وَفِي حَدِيثه أُمِّ زَرْعٍ: (وملأَ مِن شَحْمٍ عَضُدَيَّ) العَضُد من الإِنسان وغيرِه: السّاعِدُ وَهُوَ (مَا بَيْنَ المِرْفَقِ إِلى الكَتِفِ) وَلم تُرِدْه خاصَّةً، ولاكنَّهَ أَرادَت الجَسَدَ كُلَّه، فإِنه إِذا سَمِنَ العَضُدُ سَمِنَ سائِرُ الجَسَدِ.
(والعَضُدَ) بِفَتْح فَسُكُون، من الطَّرِيق: (الناحِيَة) كالعِضادة، بِالْكَسْرِ وعَضُدُ الإِبط، وعَضَدُه كنَدُسٍ، وَجَبَلٍ: ناحِيَتُه، وَقيل: كلُّ ناحِيَةٍ: عَضُدٌ وعَضَدٌ. وأَعضادُ البَيت: نَواحِيه، وَيُقَال إِذا نَخَرَت الرِّيحُ من هاذه العَضُدِ أَتاكَ الغَيْثُ، يَعنِي ناحِيَة اليَمَنِ.
(و) من الْمجَاز: العَضُد: (الناصِر والمُعِينُ) ، على المَثَلِ بالعَضُد من الأَعضاد، وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلّينَ عَضُداً} (الْكَهْف: 51) أَي أَعْضاداً، أَي أَنْصَاراً، وعَضُدُ الرَّجلِ: أَنصارُه وأَوانُه، وإِنَّا أَفْردَ لتَعتَدِلَ رؤُوسُ الآيِ بالإِفرادِ، وَيُقَال: فلانٌ عَضُدُ فُلانٍ وعِضَادَتُه ومُعاضِدُه، إِذا كَانَ يُعاوِنه ويُرافِقُه. وَهُوَ مَجاز.
(و) يُقَال (هم عَضُدِي وأَعْضادِي) أَيضاً، قَالَ الأَحرد:
مَن كانَ ذَا عَضُدٍ تُدْرَكْ ظُلامَتُهُ
إِنَّ الذَّلِيلَ الذِي ليستْ لَهُ عَضُدُ
وَيُقَال فَتَّ فُلانٌ فِي عَضُدِه وأَعْضَاده، أَي كَسَرَ من نِيَّاتِ أَعوانِهِ، وفَرَّقَهم عَنهُ، (وَفِي بمعْنَى (مِنْ) ، وَيُقَال قَدَحَ فِي ساقِهِ، يعْنِي نَفْسَه.
(وأَعْضَادُ الحَوْضِ والطَّرِيقِ وغيرِه مَا يُشَدُّ) بالبناءِ للمعلوم والمجهول، وبالسين الْمُهْملَة والمعجمة (حَوَالَيْهِ مِن البناءِ) ، الواحدُ عَضَدٌ وعَضُدٌ.
وعَضُدُ البناءِ كالصَّفائِحِ المنصوبةِ حَوْلَ شَفِيرِ الحَوْض، وعَضُدُ الحَوّضِ من إِزائِهِ إِلى مُؤَخَّرِه، وإِزاؤُه: مَصَبُّ الماءِ فِيهِ. وَقيل عَضُدُه: جانِبَاه، عَن ابْن الأَعرابيِّ، وَالْجمع: أَعضادٌ وحَوْضٌ مُثَلَّمُ الأَعضادِ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الحَوْضَ الَّذِي طالَ عهدُه بالوَارِدَةِ:
راسِخُ الدِّمْنِ على أَعضادِهِ
ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْ
وَيجمع أَيضاً على عُضُودٍ، قَالَ الراجز:
فأرْفَتٌ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضُودُ
من عَكَرَاتٍ وَطَؤْها وَئِيدُ
(والعَضْدُ والعَضِيدُ: الطَّرِيقَةُ من النَّخْلِ) ، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ سَمُرةَ كَانَت لَهُ عَضُدٌ من نَخْلٍ فِي حائِطِ رَجُلٍ من الأَنصار) حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي (الغَرِيبَيْن) أَراد طَريقةً من النخْل وَقيل: إِنما هُوَ عَضِيدٌ من النَّخْلِ. وَقَالَ غَيره: العَضِيد: النَّخْلَةُ الَّتِي لَهَا جِذْعٌ، يَتَنَاولُ نه المُتَناوِلُ، (ج) : عِضْدانٌ (كغِرْبان) ، قَالَ الأَصمعيُّ: إِذا صَار للنَّخْلَةِ جِذْعٌ يَتَنَاوَلُ مِنْهُ المُتَناوِلُ فتِلْك النخلةُ العَضيدةُ، فإِذا فاتَت اليَدَ فَهِيَ جَبَّارةُ.
(و) من الْمجَاز: مَا لِسَمُرَتِهِ عاضِد، وَلَا لسِدْرته خاضِد، يُقَال: (عَضَدَهُ) أَي الشَّجَرَ (يَعْضِدُهُ) ، من حَدِّ ضرب، عَضْداً، فَهُوَ معضودٌ وعَضِيد: (قَطَعَهُ) بالمِعْضَدِ. وَفِي حَدِيث تحريمِ المدينَة: (نَهَى أَنْ يُعْضَد شَجَرُهَا) أَي يُقْطَع. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (لَوَدِدْتُ أَنِّي شجرةٌ تُعْضَدُ) : وَعَن ثَعْلَب: عَضَدَ الشَّجَرَةَ: نَثَرَ وَرَقَها لإِبِله، وَاسم ذالك الوَرَقِ: العَضَدُ.
(و) من مَجاز المِجاز: عَضَدَه (كنَصَره) عَضْداً: (أَعَانَهُ ونَصَرَهُ) ، وَفِي كتب الأَمثال مَا يَقْتضِي أَنه صارَ مُتَعارَفاً كالحقيقة، قَالُوا: عَضَدَه إِذا صارَ لَهُ عَضُداً، أَي مُعِيناً وناصِراً، وأَصلُ العَضُد فِي اليَدَيْنِ، فاستُعِيرَ للمُعِينِ، ثمَّ استَعْمَلوا مِن مَعْنَاهُ الفِعْلَ، ثمَّ شاع حتَّى صارَ حَقِيقَةً عُرْفِيَّةٌ.
قلْت: وَلذَا لم يذْكره الزَّمَخْشريّ فِي المَجَاز.
(و) عضَدَه يَعْضِده عَضْدا: (أَصابَ عَضُدَه. و) عُضِدَ عَضْداً، (كُعنِيَ شكا عَضُدَه) ، يَطَّرِد على هاذا بابٌ فِي جميعِ الأَعضاء.
والعَضِدُ، ككَتِفٍ مَن دَنا مِن عَضُدَيِ الحَوْضِ) : جانِبَيْهِ، (ومَن اشْتَكَى عَضُدَهُ. وحِمَارٌ) عَضِدٌ: (ضَمَّ الأُتُنَ من جَوانِبِها، كالعاضِدِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) العَضَدُ، (بِالتَّحْرِيكِ) : مَا عُضِدَ من (الشَّجَر) ، بِمَنْزِلَة (المَعْضُود) ، كالعَضِيد، أَي: مَا قُطِعَ من الشَّجَرِ، أَي يَضرِبُونه ليَسْقُطَ وَرَقُه فيتَّخذونه عَلَفاً لإِبِلِهم. وَفِي حَدِيث ظَبْيَنَ: وَكَانَ بَنو عَمْرِو بنِ خالدٍ من جَذِيمةَ يَخْبِطُون عَضيدَهَا، ويأْكُلون حَصِيدَها) .
(و) العَضَدُ: (دَاءٌ فِي أَعَضادِ الإِبِلِ) فَتُبَطُّ، تَقول مِنْهُ: (عَضِدَ) البَعِيرُ، (كفَرِحَ) ، فَهُوَ عَضِدُ. قَالَ النابِغَةُ:
شَكَّ الفَرِيصةَ بالمِدْرَى فأَنفَذَها
شَكَّ المُبَيْطِرِ إِذْ يشْفِي من العَضَدِ
(و) المِعْضَدُ، (كمِنْبَرٍ: مَا يُقْطَعُ بِه الشَّجَرُ) ، كالمِعْضَادِ، قَالَ أَبو حنيفَة: كُلُّ مَا عُضِدَ بِهِ الشَّجرُ فَهُوَ مِعْضَدٌ، قَالَ، وَقَالَ أَعرابِيٌّ: المِعْضَد عندنَا: حَدِيدةٌ ثَقِيلةٌ، فِي هَيْئةِ المِنْجَلِ يُقْطَع بهَا الشَّجَرُ.
(و) المِعْضَد: مَا شُدَّ فِي العَضُدِ من الحِرْزِ، وَقيل: هُوَ (الدُّمْلُجُ) ، لأَنَّه على العَضُد يكونُ، كالمِعْضَدَة. حَكَاهُ اللِّحْيَانيُّ، والجَمْع: مَعاضِدُ.
(و) المِعْضَدة، (بهاءٍ) أَيضاً: (هِمْيانُ الدَّراهِمِ) ، وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: هُوَ مَا يَشُدُّه المُسَافِرُ على عَضُدِه، ويَجْعَل فِيهَا نَفَقَتَهُ.
(والعَاضِدُ: الماشِي إِلى جانِبِ دَابَّة) عَن يَمينِه أَو يَسارِه، وَتقول: هُوَ يَعْضُدها: يكونُ مَرَّةً عَن يمِينِها، ومَرَّةً عَن يسارِها لَا يُفَارِقُها. وَقد عَضَدَ يَعْضُدُ عَضْداً والبَعِيرُ مَعْضُودٌ، قَالَ الراجز:
ساقَتْها أَرْبَعَةٌ بالأَشطَانْ
يَعْضُدُها اثنانِ وَيَتْلوها اثْنانْ
وَيُقَال: اعضُدْ بَعِيرَك وَلَا تَتْلُه.
(و) العَاضِدُ: (جَمَلٌ يَأْخُذُ عَضُدَ النَّاقَةِ فَيَتَنَوَّخُها) ، يُقَال: عَضَدَ البَعِيرُ البَعيرَ، إِذا أَخذَ بِعَضُدِه فصَرَعه وضَبَعَه، إِذا أَخذ بِضَبْعَيْهِ.
(والأَعْضَدُ: الدَّقِيقُ العَضُدِ، والّذِي إِحدَى عَضُدَيْهِ قَصِيرَةٌ، ويَدٌ، عَضِدَةٌ كَفَرِحَةٍ: قَصُرَتْ عَضُدُهَا) .
وعَضُدٌ عَضِدَةٌ: قصيرةٌ.
(وعَضَدَ القَتَبُ البَعِيرَ) عَضْداً: (عَضَّهُ فَعَقَرَهُ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وهُنَّ على عَضْدِ الرِّحالِ صَوابِرُ
وعَضَدَتْها الرِّحَالُ، إِذا أَلَحَّتْ عَلَيْهَا.
(و) عَضُدُ الرَّكَائِبِ: مَا حَوَالَيْهَا يُقَال: عَضَدَ (الرَّكائِبَ) يَعضُدها عَضْداً، إِذا (أَتَاهَا مِن قِبَلِ أَعضادِهَا، وضَمَّ بعضَهَا إِلى بعضٍ) : أَنشدَ ابنُ الأَعرابِيِّ:
إِذَا مَشَى لم يَعْضُدِ الرَّكائِبَا
(وغُلامٌ عَضَادٍ، كرَبَاعٍ) ، وشَنَاحٍ: (قَصِيرٌ مُكَتَّلٌ مُقْتَدِرُ الخَلْقِ) مُوَثَّقُهُ، قَالَ:
لعلَّكِ إِن زايَلْتنِي أَن تَبَدَّلِي
مِنَ القَوْمِ مِبْطَانَ القُصَيْرَى عَضَادِيَا
(وامرأَةٌ عَضَادٌ) ، كسَحَابٍ، (وعَضَادٍ) ، كرَباعٍ: (غَلِيظَةُ العَضُدِ سَمْجَتُهَا) كَذَا فِي نَوَادِر الفَرَّاءِ.
(والعَضَادُ، كَسَحَابٍ: القَصِيرُ من الرِّجالِ) ، قَالَه المُؤرِّج، وأَنشد قَوْلَ العُجَير السَّلُوليّ:
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهِ جَيْدَرِيَّةٌ
عَضَادٌ وَلَا مكْنُوزةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
الضَمْزَر: الغٍ ليظةُ اللَّئيمةُ (و) من (النساءِ) أَيضاً: عَضَادٌ، عَن المؤرِّج أَيضاً. (و) العَضَاد أَيضاً: (الغَليظة العَضُدِ) مِنْهُنّ، وَلَا يَخْفَى، أَنَّه مَعَ مَا قَبْلَه تَكرارٌ محْضٌ.
(و) العِضَادُ، (ككِتَابٍ) : مَا شُدَّ فِي العَضُدِ من الحِرْز و (الدُّمْلُج، كالمِعْضَادِ) والمِعْضَد (و) المِعْضَادُ (حَدِيدةٌ كالمِنْجَلِ) لَيْسَ لَهَا أُشُرٌ، يُربَطُ نِصَابُها إِلى عَصا أَو قَناةٍ، ثمَّ (يَهْصُرُ بهَا الرَّاعِي فُروعَ) غُصونِ (الشَّجَرِ على إِبِلِه) أَو غنمِه، قَالَ:
كأَنَّما تُنْحِي على القَتَادِ
والشَّوْكِ حَدَّ الفَأْسِ والمِعْضادِ (وعُضْدانُ، بالضّمّ، قَلْعَةٌ باليَمَنِ) من قِلَاعِ صنعاءَ، نَقله الصاغانيُّ.
(والمِعْضاد) أَيضاً: (سَيْفٌ للقَصَّابِ يَقْطَعُ بِهِ العِظَمَ) ، عَن ابْن شُمَيلٍ. .
(و) المِعْضَدُ والمِعْضاد: (مَا عَضَدْتَهُ فِي العَضُدِ مِنْ سَيْرٍ ونحْوِه) ، كالحِرْزِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَيُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: بازُوبَنْد.
(و) المِعْضاد: (سَيْفٌ يُمْتَهَنُ فِي قَطْعِ الشَّجَرِ، كالمِعْضَدِ) ، أَنشد ثَعْلَب:
سَيْفاً بِرِنْداً لم يَكُنِ مِعْضَادَا
(وعُضَيْدَةُ) بنُ عَبَّاس (الظِّهْرِيُّ، كجُهَيْنَةَ: مُحَدِّثٌ) ، منسوبٌ إِلى الظِّهْرِ بِالْكَسْرِ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وبَطْنٌ من حِمْيَر، وسيأْتي، يَرْوِي عَن أَبِيه، عَن جَدِّه، وَعنهُ ابنُه يَعقوبُ بنُ عُضَيْدَةَ.
(اليَعْضِيدُ، كَيَبْرِينَ) ، وَفِي بعض النّسخ: كيَقْطين: (بَقْلَةٌ) زَهرُها أَشدُّ صُفْرةً من الوَرْسِ. وَقيل: هِيَ من الشَّجَرِ، وَقيل: من بُقول الرَّبيعِ، فِيهَا مرارةٌ. كَذَا فِي الْمُحكم. وَقَالَ أَبو حنيفَة: هِيَ بَقْلَةٌ من الأَحرارِ، مُرَّة، لَهَا زَهرةٌ صَفراءُ، تَشْتَهِيها الإِبِلُ والغَنَمُ، والخَيْلُ أَيضاً تُعجَب بهَا وتُخْصِب عَلَيْهَا، قَالَ النابغةُ وَوصفَ خيلاً:
يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْدَاقِها
صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ
وَقيل: هِيَ الطَّرْخَشْقُوقُ، وَفِي التَّهْذِيب: التَّرْخَجْقُوق.
(وَرَمَى فأَعْضَدَ ذَهَبَ يَمِيناً وشِمَالاً، كعَضَّدَ تعَضيداً) ، وهاذا مِمَّا استُدرِك بِهِ على اللِّسَان.
(و) من الْمجَاز: هُنَّ رافلاتٌ فِي الوَشْيِ المُعَضَّد. المُعضَّد، (كمُعَظَّمٍ: ثوبٌ لَهُ عَلَمٌ فِي مَوْضِعِ العَضُدِ) مِن لابِسِهِ، قَالَ زُهَيْر، يصف بقرة:
فجالَتْ على وَحْشِيِّها وكأَنَّها
مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيَ مُعَضَّدِ. وَقيل: ثَوبٌ مُعَضد: مُخَطَّط على شَكْ العَضُدِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الّذي وَشْيُه فِي جوانِبِهِ.
وَفِي الأَساس: ثَوبٌ مُعَضَّد: مُضلَّع.
(و) المُعَضِّدُ (كَمُحَدِّثٍ بُسْرٌ يَبْدُو التَّرْطِيبُ فِي أَحَدِ جانِبَيْهِ) وبُسْرَةٌ مُعَضِّدة.
(واعْتَضَدْتُه: جَعَلْتُ فِي عَضُدِي) واحتَضَنْته، كتَعَضَّدْته، وَمِنْه قَول الحَرِيرِيّ: اعتضَدَ شِكْوتَه، وتَأَبَّط هِرَاوَتَه.
(و) الاعتِضادُ: التَّقَوِّي والاستعانةُ، يُقَال: اعتضَدتُ (بِهِ) ، أَي (أستَعَنْت بِه) .
(واستعضَدَ الشَّجَرةَ: عَضَدَها) ، أَي قَطَعَها بالمِعْضَدِ، عَن الهَرَوِيّ.
(و) استَعَضَدَ (الثَّمَرَةَ: اجتَناها) ، قَالَ الهَرَويّ: وَمِنْه حَدِيث طَهْفَةَ: (ونَسْتَعْضِدُ البَرِيرَ) أَي نَقطه ونَجْنِيه مِن شَجَرِهِ للأَكْل. يُقَال: عَضَدَ واستَعْضَد، وعَلَا واستَعْلَى، وقَرَّ واستَقَرَّ.
(ورَجُلٌ عُضَادِيٌّ، مُثَلَّثَةً) ، الْفَتْح والكسْر عَن الكِسائِيِّ: (عَظِيمُ العَضُدِ) ، وأَعْضَدُ، دَقِيقُها. وَقد تقدَّم.
(والعَضَدِيَّةُ محرَّكَةً ماءٌ شَرْقِيَّ فَيْدَ) ، وَفِي التكملة: غَرْبِيَّ فَيْدَ، قَريبٌ من أَجَإِ وسَلْمَى.
(و) الْعَرَب تَقول: (فَتَّ) فُلانٌ (فِي عَضُدِهِ) ، إِذا (كَسَر مِن نِيَّاتِ أَعوانِهِ) ، وهم أَهْلُ بيتِه، (وفَرَّقَهُم عَنْهُ) ، وقَدَح فِي ساقِه يَعْنُون نَفْسَه. و (فِي) بِمَعْنى: (من) ، كقولِ امرىءِ القَيْسِ:
وهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ
ثَلاثِينَ حَوْلاً فِي ثَلاثةِ أَحوالِ.
أَي من ثلاثةِ أَحوالٍ.
(وتَعَاضَدُوا: تَعَاوَنُوا) .
(وعَاضَدُوا) مُعَاضدةً: (عاوَنُوا) ، وعاضَدَنِي فلانٌ على فُلانٍ: أَعانَنِي، وَهُوَ مُعَاضِدُه: مُرَافِقُه، ومُعَاوِنه، كَعاضِدِه. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم (كانَ أَبيَضَ مُعَضَّداً) . هاكذا رَوَاهُ يَحْيَى بن مُعِين وَهُوَ المُوَثَّق الخَلْقِ. والمَحْفوظُ فِي الرِّواية (مُقَصَّداً) واستَعْمَل ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الأَعضادَ للنَّحْل، فَقَالَ:
وكَأَنَّمَا جَرَسَتُ على أَعضَادِهَا
حَيْثُ استقَلَّ بهَا الشَّرَائعُ مَحْلَب
شَبَّه مَا عَلى سُوقِهَا من العَسَلِ بالمَحْلَب.
وأَعضَد المَطَرُ وعَضَّدَ: بَلَغَ ثَرَاه العَضُدَ.
(والعِضَادُ، ككِتَابِ من سِمَاتِ الإِبل وَسْمٌ فِي العَضُد عَرْضاً، عَن ابنِ حبيب من (تذكرة) أَبي عليَ (وإِبلٌ مُعَضَّدَة مَوسومة فِي أَعْضادهَا. وناقَة أَعضَادٌ وَهِي الَّتِي لَا تَرِدُ النَّضِيحَ حتَّى يَخْلُوَ لَهَا تَنْصَرِم عَن الإِبل) وَيُقَال لَهَا القَذُورُ.
والعَضْد: القُوَّةُ، لأَن الإِنسانَ إِنَّمَا يَقْوَى بعَضُده، فسُمِّيَت القُوَّةُ بِهِ.
وَفِي التَّنْزِيل: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} (الْقَصَص: 35) قَالَ الزّجَّاج: أَي سَنُعِ بِأَخِيك. قَالَ: ولَفْظُ العَضُد على جِهَةِ المَثَلِ لأَنَّ اليَدَ قِوَامُهَا عَضُدَها.
واملِكْ أعَضادَ الإِبِلِ: قَوِّمْ مَسِيرَها، حتَّى لَا تَذهبَ يَمِينا وَلَا شِمالاً.
وفُلانٌ عِضَادَةُ فُلانٍ، أَي لَا يُفَرِقه. وهما من المَجَاز.
وعَضُدَا الرَّحْلِ خَشَبتان تَلْزَقانِ بواسِطَته، وَقيل: بأَسْفَلِ واسِطَتِه. وَقَالَ أَبو زيد: يُقَال لأَعْلَى ظَلِفَتَي الرَّحْلِ مِمَّا يلِي العَرَاقِيَ: الَضُدانِ، وأَسْفَلِهما: الظَّلِفَتانِ، وهما مَا سَفَلَ من الحِنْوَيْنِ، الواسِطِ والمُؤَخَّرةِ.
وعَضُدُ النَّعْلِ، وعِضَادَتاهَا: اللَّذَانِ يَقَعَانِ على القَدَمِ. وعِضادَتَا البابِ الإِبْزِيمِ: ناحِيَتَاه، وَمَا كَانَ نحْوَ ذالك فَهُوَ العِضَادة. وعِضَادَتا الْبَاب: الخَشَبَتَانِ المَنْصُوبتانِ عَن يَمِينِ الداخِلِ مِنْهُ وشِمَاله. والعِضادَتانِ: العُودانِ اللَّذَانِ فِي النِّير الّذِي يكون على عُنُقِ ثَوْرِ العَجَلَةِ. والوَاسِطُ: الّذِي يكونُ وَسْطَ النِّير.
والعاضِدَانِ: سَطْرَانِ من النَّخْل على فَلَجٍ.
ورَجلٌ عَضُدٌ وعَضِدٌ وعَضْدٌ، الأَخيرةُ عَن كُرَاع: قَصِيرٌ.
والعَوَاضِد: مَا يَنْبُت من النَّخْلِ على جانِبَيِ النَّهرِ.
وَقَالَ النَّضْر: أَعضادُ المَزارِعِ: حُدودُهَا، يَعْنِي الحدُودَ الّتي تكون فِيمَا بينَ الجارِ والجارِ كالجُدْرَانِ فِي الأَرَضِينَ.
وَفِي الأَساس، فِي الْمجَاز: وارْفَعْ أَعْضَادَ الدَّبْرَةِ (وَهِي) جُدُرُهَا الَّتِي تُمسِكُ الماءَ.
ووَقَفا كأَنَّهُما عِضادَتانِ.
ودَارَةُ اليَعْضِيد: من دارَاتِهم (و) ونَاقةٌ عَضَادٌ، وَهِي الّتي لَا تَرِدُ النَّضِيحَ حتَّى يَخْلُو لَهَا، تَنْصَرِمُ عَن الإِبل.
وَقَالَ أَبو زيد: يُقَال إِذا نَخَرَت الرِيحُ من هاذه العَضُدِ أَتاكَ الغَيْث، يعنِي ناحِيَةَ اليَمنِ.
وسَمَّوْا مِعْضاداً، كمِحْرَابٍ.

الزَّابُ

الزَّابُ:
بعد الألف باء موحدة، إن جعلناه عربيّا أو حكمنا عليه بحكمه، فقد قال ابن الأعرابي: زاب الشيء إذا جرى، وقال سلمة: زاب يزوب إذا انسلّ هربا، والذي يعتمد عليه أنّ زاب ملك من قدماء ملوك الفرس، وهو زاب بن توركان بن منوشهر ابن إيرج بن أفريدون حفر عدّة أنهر بالعراق فسمّيت باسمه، وربما قيل لكل واحد زابي، والتثنية زابيان، قال أبو تمّام وكتب بها من الموصل إلى الحسن بن وهب:
قد أثقب الحسن بن وهب للندى ... نارا جلت إنسان عين المجتلي
ما أنت حين تعدّ نارا مثلها ... إلّا كتالي سورة لم تنزل
قطعت إليّ الزّابيين هباته ... والتاث مأمول السّحاب المسبل
ولقد سمعت فهل سمعت بموطن ... أرض العراق يضيف من بالموصل
وقال الأخطل وهو بزاذان:
أتاني، ودوني الزّابيان كلاهما ... ودجلة، أنباء أمرّ من الصّبر
أتاني بأن ابني نزار تناجيا، ... وتغلب أولى بالوفاء وبالعذر
وإذا جمعت قيل لها الزوابي: وهي الزاب الأعلى بين الموصل وإربل ومخرجه من بلاد مشتكهر، وهو حد ما بين أذربيجان وبابغيش، وهو ما بين قطينا والموصل من عين في رأس جبل ينحدر إلى واد، وهو شديد الحمرة ويجري في جبال وأودية وحزونة وكلّما جرى صفا قليلا حتى يصير في ضيعة كانت لزيد ابن عمران أخي خالد بن عمران الموصلي، بينها وبين مدينة الموصل مرحلتان وتعرف بباشزّا، وليست التي في طريق نصيبين، فإذا وصل إليها صفا جدّا، ثمّ يقلب في أرض حفيتون من أرض الموصل حتى يخرج في كورة المرج من كور الموصل ثمّ يمتد حتى يفيض في دجلة على فرسخ من الحديثة، وهذا هو
المسمّى بالزاب المجنون لشدّة جريه، وأمّا الزاب الأسفل فمخرجه من جبال السّلق سلق أحمد بن روح بن معاوية من بني أود ما بين شهرزور وأذربيجان ثمّ يمرّ إلى ما بين دقوقا وإربل، وبينه وبين الزاب الأعلى مسيرة يومين أو ثلاثة ثمّ يمتدّ حتى يفيض في دجلة عند السنّ، وعلى هذا الزاب كان مقتل عبيد الله بن زياد ابن أبيه، فقال يزيد بن مفرغ يهجوه:
أقول لمّا أتاني ثمّ مصرعه ... لابن الخبيثة وابن الكودن النابي:
ما شقّ جيب ولا ناحتك نائحة، ... ولا بكتك جياد عند أسلاب
إنّ الذي عاش ختّارا بذمّته ... ومات عبدا قتيل الله بالزّاب
العبد للعبد لا أصل ولا ورق ... ألوت به ذات أظفار وأنياب
إنّ المنايا إذا حاولن طاغية ... ولجن من دون أستار وأبواب
وبين بغداد وواسط زابان آخران أيضا ويسميان الزاب الأعلى والزاب الأسفل، أمّا الأعلى فهو عند قوسين وأظن مأخذه من الفرات ويصبّ عند زرفامية وقصبة كورته النعمانية على دجلة، وأمّا الزاب الأسفل من هذين فقصبته نهر سابس قرب مدينة واسط، وزاب النعمانية أراد الحيص بيص أبو الفوارس الشاعر بقوله:
أجأ وسلمى أم بلاد الزّاب، ... وأبو المظفّر أم غضنفر غاب؟
وعلى كلّ واحد من هذه الزوابي عدّة قرى وبلاد، وإلى أحد هذين نسب موسى الزابي له أحاديث في القراءات، قال السلفي: سمعت الأصمّ المنورقي يقول:
الزاب الكبير منه بسكرة وتوزر وقسنطينية وطولقة وقفصة ونفزاوة ونفطة وبادس، قال:
وبقرب فاس على البحر مدينة يقال لها بادس، قال:
والزاب أيضا كورة صغيرة يقال لها ريغ، كلمة بربريّة معناها السبخة، فمن كان منها يقال له الريغي. والزاب أيضا: كورة عظيمة ونهر جرّار بأرض المغرب على البرّ الأعظم عليه بلاد واسعة وقرى متواطئة بين تلمسان وسجلماسة والنهر متسلط عليها، وقد خرج منها جماعة من أهل الفضل، وقيل: إن زرعها يحصد في السنة مرّتين، ينسب إليها محمد بن الحسن التميمي الزابي الطّبني كان في أيّام الحكم المستنصر، وقال مجاهد بن هانئ المغربي يمدح جعفر بن علي صاحب الزاب:
ألا أيّها الوادي المقدس بالنّدى ... وأهل الندى، قلبي إليك مشوق
ويا أيّها القصر المنيف قبابه ... على الزّاب لا يسدد إليك طريق
ويا ملك الزّاب الرفيع عماده، ... بقيت لجمع المجد وهو نزيق
على ملك الزّاب السّلام مردّدا، ... وريحان مسك بالسّلام فتيق
ويوم الزاب: بين مروان الحمار بن محمد وبني العباس كان على الزاب الأعلى بين الموصل وإربل.

مُؤتَةُ

مُؤتَةُ:
بالضم ثم واو مهموزة ساكنة، وتاء مثناة من فوقها، وبعضهم لا يهمزه، وأما ثعلب فإنه قال في الفصيح: موتة بمعنى الجنون غير مهموز، وأما البلد الذي قتل به جعفر بن أبي طالب فإنه مؤتة بالهمزة، قلت: لم أظفر في قول بمعنى مؤتة مهموز فأما غير مهموز فقالوا هو الجنون، وقال النضر: الموتة الذي يصرع من الجنون أو غيره ثم يفيق، وقال اللحياني:
الموتة شبه الغشية، ومؤتة: قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، وقيل: موتة من قرى البلقاء في حدود الشام، وقيل: موتة من مشارف الشام وبها كانت تطبع السيوف وإليها تنسب المشرفية من السيوف، قال ابن السكيت في تفسير قول كثيّر:
إذا الناس ساموكم من الأمر خطّة ... لها خطمة فيها السمام المثمّل
أبى الله للشّمّ الأنوف كأنهم ... صوارم يجلوها بمؤتة صيقل
قال المهلبي: مآب وأذرح مدينتا الشراة، على اثني عشر ميلا من أذرح ضيعة تعرف بمؤتة بها قبر جعفر ابن أبي طالب بعث النبي، صلّى الله عليه وسلّم، إليها جيشا في سنة ثمان وأمّر عليهم زيد بن حارثة مولاه وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب الأمير، وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فساروا حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها موتة فالتقى الناس عندها فلقيتهم الروم في جمع عظيم فقاتل زيد حتى قتل فأخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل فأخذ الراية عبد الله بن رواحة فكانت تلك حاله فاجتمع المسلمون إلى خالد بن الوليد فانحاز بهم حتى قدم المدينة فجعل الصبيان يحثون عليهم التراب ويقولون: يا فرّار فررتم في سبيل الله! فقال النبي، صلّى الله عليه وسلّم: ليسوا بالفرّار لكنهم الكرّار إن شاء الله، وقال حسان ابن ثابت:
فلا يبعدنّ الله قتلى تتابعوا ... بموتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيد وعبد الله هم خير عصبة ... تواصوا واسباب المنية تنظر.

لقح

لقح: {لواقح}: وملاقح تلقح الشجر والسحاب كأنها تنتجه. ويقال: لواقح حوامل، جمع لاقح؛ لأنها تحمل السحاب وتقلبه وتصرفه.
(ل ق ح) : (اللَّقَاحُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ (لَقِحَتْ) النَّاقَةُ فَهِيَ (لَاقِحٌ) إذَا عَلِقَتْ وَمِنْهُ قَوْلُهُ " اللَّقَاحُ وَاحِدٌ " يَعْنِي سَبَبَ الْعُلُوقِ.
(لقح) النَّخْلَة أبرها وَيُقَال جرب الْأُمُور فلقحت عقله وَالنَّظَر فِي العواقب تلقيح الْعُقُول وَفُلَان ملقح منقح مجرب مهذب وجسم الانسان أَو الْحَيَوَان أَدخل فِيهِ اللقَاح (مو)
(لقح) هو - في حديث رُقْيَة العَين: "أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلّ مُلْقِحٍ ومُحِيلٍ "
تفسيرُه في الحديث أنّ المُلْقِحَ: الذي يُولَد له، والمُحِيل الذي لا يُولَد له.
يُقال: ألقَح الفَحْلُ النَّاقَةَ: أَوْلَدَها، وكذلك أَلقَحَت الرِّيحُ الشَّجَرَ، وألقَحتُ النَّخلةَ ولَقحتُها.
- ومنه الحديث: "أَنّه مَرَّ بقَومٍ يُلَقِّحون النَّخْلَ"
وهو أن يُؤخَذ شَعْبٌ منِ طَلْعِ فُحَّال النَّخل فَيُودَع الثّمر أَوَّلَ ما يَنْشَقُّ الطَّلْعُ فيكون لَقاحاً لَهُ بإذْنِ الله عزّ وجَلّ فيَلْقَح . 
لقح
يقال: لَقِحَتِ الناقة تَلْقَحُ لَقْحاً ولَقَاحاً ، وكذلك الشجرة، وأَلْقَحَ الفحل الناقة، والريح السّحاب. قال تعالى: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ
[الحجر/ 22] أي: ذوات لقاح، وأَلْقَحَ فلان النّخل، ولَقَّحَهَا، واسْتَلْقَحْتُ النّخلة، وحرب لَاقِحٌ: تشبيها بالناقة اللاقح، وقيل: اللّقْحَةُ:
الناقة التي لها لبن، وجمعها: لِقَاحٌ ولُقَّحٌ، والْمَلَاقِيحُ: النّوق التي في بطنها أولادها، ويقال ذلك أيضا للأولاد، و «نهي عن بيع الملاقيح والمضامين» . فَالْمَلَاقِيحُ هي: ما في بطون الأمّهات، والمضامين: ما في أصلاب الفحول.
واللِّقَاحُ: ماء الفحل، واللَّقَاحُ: الحيّ الذي لا يدين لأحد من الملوك، كأنه يريد أن يكون حاملا لا محمولا.
ل ق ح: (أَلْقَحَ) الْفَحْلُ النَّاقَةَ وَالرِّيحُ السَّحَابَ. وَرِيَاحٌ (لَوَاقِحُ) . وَلَا تَقُلْ: مَلَاقِحُ. وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ.
وَقِيلَ: الْأَصْلُ فِيهِ (مُلْقِحَةٌ) وَلَكِنَّهَا لَا تُلْقِحُ إِلَّا وَهِيَ فِي نَفْسِهَا (لَاقِحٌ) كَأَنَّ الرِّيَاحَ (لَقِحَتْ) بِخَيْرٍ فَإِذَا أَنْشَأَتِ السَّحَابَ وَفِيهَا خَيْرٌ وَصَلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ. وَ (تَلْقِيحُ) النَّخْلِ إِبَارُهُ. يُقَالُ: (لَقَّحَ) النَّخْلَةَ (تَلْقِيحًا) وَ (أَلْقَحَهَا) . وَ (الْمَلَاقِحُ) الْفُحُولُ. وَهِيَ أَيْضًا الْإِنَاثُ الَّتِي فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا. وَ (الْمَلَاقِيحُ) مَا فِي بُطُونِ النُّوقِ مِنَ الْأَجِنَّةِ الْوَاحِدَةُ (مَلْقُوحَةٌ) مِنْ قَوْلِهِمْ (لُقِحَتْ) كَالْمَحْمُومِ مِنْ حُمَّ وَالْمَجْنُونِ مِنْ جُنَّ. 
لقح
اللُّقَاحُ: ماءُ الفَحْلِ. واللَقَاحُ: مَصْدَرُ لَقِحَتِ النّاقَةُ لقَاحاً: إذا حَمَلَتْ. وإذا اسْتَبَانَ حَمْلُها قيل: اسْتَبَانَ لَقَاحُها، فهي لاقِحٌ. والمَلْقَحُ: مَصْدَرٌ كاللِّقَاح. وأوْلادُ المَلاقِيْحِ: نُهِيَ عنها في المُبَايَعَةِ، وهي أوْلادُ الشّاءِ في بُطُوْنِ الأُمَّهَاتِ. واللِقْحَةُ: النّاقَةُ الحَلُوْبُ، فإذا جَعَلْتَها نَعْتاً قُلْتَ: ناقَةٌ لَقُوْحٌ. واللِقَاحُ: جَمَاعَةُ اللِّقْحَةِ. واللُّقُحُ: جَمَاعَةُ اللَّقُوْحِ. وإذا وَضَعَتِ الإِبِلُ كُلُّها فهي: لِقَاحٌ. وجَرْبٌ لاقِحٌ: تِشْبيهاً بالأُنثى الحامِلِ. والإِلْقَاحُ: مَصْدَرُ ما يُلْقِحُ به النَّخْلَ من الفُحّالَة، ألْقَحْتُها، ولَقَّحْتُها للمُبَالغَة. واسْتَلْقَحَتِ النَّخْلَةُ: أنى لها أنْ تُلْقَحَ. وألْقَحَتِ الرِّيْحُ الشَّجِرِةَ. واللَّوَاقِحُ من الرِّيَاحِ: التي تَحْمِلُ النَّدى ثمَّ تَمُجُّه في السَّحَاب. وحَيٌّ لَقَاحٌ: لم يُمْلِكُوا قَطّ. ورَجُلٌ مُلَقَّحٌ: مُجَرَّبٌ مُنَقَّحٌ. وتَلَقَّحْتُ لِفُلانٍ: تَجَنَّيْتَ عليه ما لم يُذْنِبْه. وقد مَرَّ في الذَال. واللِّقْحَةُ: العُقَابُ، قال:
كأنها لِقْحَةٌ طَلُوْبُ

لقح


لَقَحَ(n. ac. لَقْح)
a. see IV (a)b. [ coll. ], Threw, cast, flung
hurled.
لَقِحَ(n. ac. لَقْح
لَقَح
لَقَاْح)
a. Was fecundated, fertilized; conceived, became
pregnant.

لَقَّحَa. see IV (a)b. [ coll. ]
see I (b)
أَلْقَحَa. Fecundated, fertilized; impregnated.
b. [Bain], Engendered, caused (mischief)
between.
تَلَقَّحَa. Feigned pregnancy (camel).
b. Was fecundated (palm-tree).
c. ['Ala], Accused falsely, libelled.
d. [ coll. ], Lay down, stretched
himself out.
إِلْتَقَحَa. Was fecundated, fertilized; was quickened.
b. [ coll. ]
see V (d)
إِسْتَلْقَحَa. Was fit for fecundation (palm-tree).

لَقْحa. Pollen.
b. Fecundation, fertilization; impregnation.

لَقْحَةa. see 2t
لِقْحَة
(pl.
لِقَح لِقَاْح)
a. Pregnant (camel).
b. Milchcamel.
c. Suckling woman.

لَاْقِح
(pl.
لَوَاْقِحُ)
a. see 2t (a)b. Terrible (war).
لَقَاْحa. see 1
لِقَاْحa. Sperm, semen genitale.

لَقُوْح
(pl.
لِقَاْح
لَقَاْئِحُ)
a. see 2t (a) (b).
لَقَّاْحa. Fecundator.

لَوَاْقِحُa. Fertilizing; fertile (winds).

مَلَاْقِحُa. see 41
N. P.
لَقڤحَa. see مَلْقُوْحَة
(a).
N. P.
لَقَّحَa. Experienced.
b. [ coll. ], Lying down.

N. Ag.
أَلْقَحَ
(pl.
مَلَاْقِحُ)
a. Stallioncamel.
b. Father.

مَلْقُوْحَة (pl.
مَلَاْقِيْحُ)
a. Embryo, fœtus.
b. Mother, dam.

مُلْقَحَة (pl.
مَلَاْقِحُ)
a. see 2t (a)
[لقح] نه: فهي: نعم المنحة "اللقحة"، هو بالفتح والكسر: الناقة القريبة العهد بالنتاج، والجمع لقح، وقد لقحت لقحًا ولقاحًا، والناقة لقوح- إذا كانت غزيرة، ولاقح- إذا كانت حاملًا، ونوق لواقح واللقاح: ذوات ألبان. ك: اللقاح- بكسر لام جمع لقوح. نه: ومنه ح: "اللقاح" واحد، وهو بالفتح اسم ماء الفحل، أراد أن ماء الفحل الذي حملت منه واحد، واللبن الذي أرضعت كل واحدة منهما كان أصله ماء الفحل، ويحتمل أن يكون اللقاح في هذا الحديث بمعنى الإلقاح، من ألقح الفحل الناقة، وأصله للإبل ثم استعير للناس. ومنه رقية العين: أعوذ بك من شر كل "ملقح" ومخبل، وفسر أن الملقح الذي يولد له، والمخبل الذي لا يولد له. وفيه: أدروا "لقحة" المسلمين، أي عطاءهم، وقيل: أراد درة الفيء والخراج الذي منه عطاؤهم، وإدراره: جبايته وجمعه. وفيه: إنه نهى عن "الملاقيح" والمضامين، لأنه غرر، وهو جمع ملقوح وهو جنين الناقة، من لقحت الناقة، وولدها ملقوح به فحذف الجار والناقة ملقوحة- ومر في ض. وفيه: مر بقوم "يلقحون" النخل، تلقيحه: وضع طلع الذكر في طلع الأنثى أول ما ينشق. وفيه: أما أنا فأتفوقه تفوق "اللقوح"، أي أقرؤه متمهلًا شيئًا بعد شيء بتدبر وتفكر كاللقوح تحلب فواقًا بعد فواق لكثرة لبنه، فإذا أتى عليه ثلاثة أشهر حلبت غدوة وعشيا.
لقح ضمن حَبل قَالَ أَبُو عبيد: وَأما حَدِيثه أَنه نهىعن بيع الملاقيح والمضامين. قَالَ: الملاقيح مَا فِي الْبُطُون وَهِي الأجنة والواحدة مِنْهَا ملقوحة. وأنشدني الْأَحْمَر لمَالِك بن الريب: [الرجز]

إِنَّا وجدنَا طَرَدَ الهَوَامِلِ ... خيرا من التأنانِ والمسائِلِ

وعِدَةَ العامِ وعامٍ قابِلِ ... ملقوحةٍ فِي بطن نابٍ حائلٍ

يَقُول: هِيَ ملقوحة فِيمَا يُظهر لي صَاحبهَا وَإِنَّمَا أمهَا حَائِل فالملقوحة هِيَ الأجنة الَّتِي فِي بطونها. وَأما المضامين فَمَا فِي أصلاب الفحول وَكَانُوا يبيعون الْجَنِين فِي بطن النَّاقة وَمَا يضْرب الْفَحْل فِي عَامه أَو فِي أَعْوَام. [قَالَ أَبُو عبيد -] : وَأما حَدِيثه أَنه نهى عَن حَبل الحبلة. فَإِنَّهُ ولد ذَلِك الْجَنِين الَّذِي فِي بطن النَّاقة. قَالَ ابْن علية: هُوَ نتاج النِّتَاج. قَالَ أَبُو عُبَيْد: والمعني فِي هَذَا كُله وَاحِد أَنه غرر فَنهى النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام عَن هَذِه الْبيُوع لِأَنَّهَا غرر.
[لقح] ألْقَحَ الفحلُ الناقةَ، والريحُ السحابَ. ورياحٌ لَواقِحُ، ولا يقال مَلاقِحُ. وهو من النوادر. وقد قيل: الاصل فيه ملقحة ولكنها لا تُلْقِحُ إلا وهي في نفسها لاقِحٌ، كأن الرياح لَقِحَتْ بخيرٍ، فإذا أنشأت السحابَ وفيها خيرٌ وصلَ ذلك إليه. ولَقِحَتِ الناقةُ بالكسر لَقَحاً ولَقاحاً بالفتح فهي لاقِحٌ. واللَقاحُ أيضاً: ما تلقح به النخلة. ويقال أيضا: حَيٌّ لَقاحٌ، للذين لا يدينون للملوك، أو لم يُصِبْهُم في الجاهلية سِباءٌ. واللِقاحُ بالكسر: الإبلُ بأعيانها، الواحدة لَقوحٌ، وهي الحلوب، مثل قلوص وقلاص. قال أبو عمرو: إذا نُتِجَتْ فهي لَقوحُ شهرين أو ثلاثةً، ثم هي لَبونٌ بعد ذلك. وقولهم: لِقاحانِ أسودان، كما قالوا قَطيعان، لأنهم يقولون: لِقاحٌ واحدةٌ، كما يقولون: قطيعٌ واحد، وإبلٌ واحد. واللِقْحَةُ : اللَقوحُ، والجمع لِقَحٌ مثل قربة وقرب. وتَلْقيحُ النخل معروف. يقال: لَقَّحوا نخلَهم، وألْقَحوا نخلهم. وقد لُقِّحَتِ النخيل. ويقال في النخلة الواحدة: لقحت، بالتخفيف. الفراء: تلقحت الناقة، إذا أرَتْ أنها لاقِحٌ ولا تكون كذلك. والمَلاقِحُ: الفحول، الواحد مُلْقِحٌ. والمَلاقِحُ أيضاً: الإناث التي في بطونها أولادها، الواحدة مُلْقَحَة بفتح القاف. والمَلاقيحُ: ما في بطون النوق من الأجنّة، الواحدة مَلْقوحة، من قولهم لقحت، كالمحموم من حم، والمجنون من جن. قال الراجز:إنا وجدنا طرد الهوامل * خيرا من التأنان والمسائل وعدة العام وعام قابل * ملقوحة في بطن ناب حائل
ل ق ح

ناقة لاقح، ونوق لواقح ولقّح، وقد لقحت لقاحاً ولقحاً وتلقّحت، وألقحها الفحل ولقّحها. وعندي لقحة ولقوح: درور وهي الحلوب وجمعها لقاح.

قال:

ألسنا المكرمين لمن أتانا ... إذا ما حاردت خور اللقاح

لأن اللبن باللقاح يكون. ويقال: اللقوح الرّبعيّة مالٌ وطعامٌ. " ونهي عن بيع الملاقيح والمضامين " أي الأجنّة والتي هي نطف في الأصلاب جمع: ملقوح. قال مالك بن الرّيب:

إنا وجدنا طرد الهوامل ... خيراً من التأنان والمسائل

وعدة العام وعامٍ قابل ... ملقوحة في بطن نابٍ حائل

وهو مفعول من لقحت به أمّه.

ومن المجاز: لقحت النّخلة، وهذا وقت لقاح النخل، وألقح فلان نخلة ولقّحها باللقاح وهو ما يلقح به من طلع فحّال يدق ويذرّ في جوف الجفّ، واستلقح نخله: حان له أن يلقح. وألقحت الريح السّحاب والشجر " وأرسلنا الرياح لواقح ": ذات لقاحٍ. وحربٌ لاقح، وقد لقحت. قال:

قرّبا مربط النّعامة مني ... لقحت حرب وائل عن حيال

وجرب الأمور لفقّحت عقله، والنظر في العواقب تلقيح العقول. وفلان ملقح منقّح: مجرّب مهذّب. وتلقّحت يداه إذا تكلّم فأشار شبّهت يده بذنب اللاقح. قال يصف خطباء بلغاء:

تلقّح أيديهم كأن زبيبهم ... زبيب الفحول الصّيد وهي تلمّح وألقح بينهم شراً: سدّاه وسبّب له. ويقال: إنّ لي لقحةً تخبّرني عن لقاح الناس: يريد نفسه ونفوسهم أي إن أحببت لهم خيراً أو شراً أحبّوه لي. ويقال: اتّق الله ولا تلقح سلعتك بالأيمان.
ل ق ح : أَلْقَحَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ إلْقَاحًا أَحْبَلَهَا فَلُقِّحَتْ بِالْوَلَدِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ مَلْقُوحَةٌ عَلَى أَصْلِ الْفَاعِلِ قَبْلَ الزِّيَادَةِ مِثْلُ أَجَنَّهُ اللَّهُ فَجُنَّ وَالْأَصْلُ أَنْ يُقَالَ فَالْوَلَدُ مَلْقُوحٌ بِهِ لَكِنْ جُعِلَ اسْمًا فَحُذِفَتْ الصِّلَةُ وَدَخَلَتْ الْهَاءُ وَقِيلَ مَلْقُوحَةٌ كَمَا قِيلَ نَطِيحَةٌ وَأَكِيلَةٌ قَالَ الرَّاجِزُ مَلْقُوحَةٌ فِي بَطْنِ نَابٍ حَائِلٍ وَالْجَمْعُ مَلَاقِيحُ وَهِيَ مَا فِي بُطُونِ النُّوقِ مِنْ الْأَجِنَّةِ وَيُقَالُ أَيْضًا لَقِحَتْ لَقَحًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فِي الْمُطَاوَعَةِ فَهِيَ لَاقِحٌ وَالْمَلَاقِحُ الْإِنَاثُ الْحَوَامِلُ الْوَاحِدَةُ مُلْقَحَةٌ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ أَلْقَحَهَا وَالِاسْمُ اللَّقَاحُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنْ رَجُلٍ لَهُ امْرَأَتَانِ أَرْضَعَتْ إحْدَاهُمَا غُلَامًا وَالْأُخْرَى جَارِيَةً فَهَلْ يَتَزَوَّجُ الْغُلَامُ الْجَارِيَةَ فَقَالَ لَا لِأَنَّ اللِّقَاحَ وَاحِدٌ فَأَشَارَ إلَى أَنَّهُمَا صَارَا وَلَدَيْنِ لِزَوْجِ الْمَرْأَتَيْنِ فَإِنَّ اللَّبَنَ الَّذِي دَرَّ لِلْمَرْأَتَيْنِ كَانَ بِإِلْقَاحِ الزَّوْجِ إيَّاهُمَا.

وَأَلْقَحْتُ النَّخْلَ إلْقَاحًا بِمَعْنَى أَبَّرْتُ وَلَقَّحْتُ بِالتَّشْدِيدِ مِثْلُهُ وَاللَّقَاحُ بِالْفَتْحِ أَيْضًا اسْمُ مَا يُلَقَّحُ بِهِ النَّخْلُ وَاللِّقْحَةُ بِالْكَسْرِ النَّاقَةُ ذَاتُ لَبَنٍ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ لِقَحٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ أَوْ مِثْلُ قَصْعَةٍ وَقِصَعٍ وَاللَّقُوحُ بِفَتْحِ اللَّامِ مِثْلُ اللِّقْحَةِ وَالْجَمْعُ لِقَاحٌ مِثْلُ قَلُوصٍ وَقِلَاصٍ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اللِّقَاحُ
جَمْعُ لِقْحَةٍ وَإِنْ شِئْتَ لَقُوحٌ وَهِيَ الَّتِي نُتِجَتْ فَهِيَ لَقُوحٌ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً ثُمَّ هِيَ لَبُونٌ بَعْدَ ذَلِكَ. 
لقح: لقح: واسم مصدر لقُح ولقاح: برعمَ، تبرعمَ، دفع، أنبت، أنمى: البراعم أو الأوار أو الفروع (المعجم اللاتيني العربي) ( germino) pullulo ألقَحُ، لاقِح (فوك): Frondere وعند (الكالا) المرادفات والصيغ الآتية بالأسبانية القديمة بلهجة قشتالة (قطالونيا): brotar, echar las plantas, erbolecer crerere en yerva, hogecer los arboles, rabentar planta o simiente, renovar el arbol a yerva, retonecre los arboles, tallecer yerva,
( ابن العوام1، 169، 9 وما بعده 1، 184، 14 (انظر الاسم) 190، 2، 191، 3 ... الخ. المقدمة 3، 368، 13).
لقح: تأصل النبات أو أعرق (الكالا): prendar la planta.
لقح: (في محيط المحيط): (لقحت الحرب والعداوة: هاجتا بعد سكون).
لقح: لقح ألقاه وهو من كلام العامة (انظر أيضاً ألف ليلة برسل 308:9) حيث ورد في طبعة ماكني: رمى.
لقّح: تولّد. أنتج (الثعالبي لطائف 4: 108): ولو كان في العالم شيء هو شر من الأفعى والجرارة لما قصرتْ قصبة الأهواز عن توليده وتلفيحه.
لقّح الجدري: طعّم. لقّح الجدري البقري (بوشر).
تلقح: نام، استلقى (ألف ليلة برسل 286:3، 10، 310، 8، 381، 10).
تلقح على: اتجه إلى (زيتشر 22، 77، 4).
التقح: أحذف من فريتاج المعنى الأول لأنه يتعلق بتلقح.
التقح: أحذف أيضاً منه كلمة intumuit التي تفيد معنى التورم والانتفاخ: في (ألف ليلة برسل 250:1) وردت كلمة التقحت التي حاول (هابيشت)، عبثاً، لثبات صحتها لذا يجب حذفها ووضع كلمة وانتفخت وفقاً لما بيّنه السيد فليشر في معجمه (42) وكان على حق في ما ذهب إليه.
لقْح: الواحدة لقحة والجمع لُقُوح ولِقاح: شطأ (ينبت من جذر الشجرة) (باللاتينية recidiva لَقح - المعجم اللاتيني العربي) وعند (الكالا بالأسبانية القديمة).
Cagollo o cohllo de arbol و renuevo de arbol.
و retono de arbol.
( ابن العوام 1، 155) (وهو اللقاح الذي أحسن تصويبه كليمنت موليه) 13: 502 (واللقوح وفقاً لمخطوطتنا ومخطوطة الاسكوريال 14: 506 و1: 507).
لَقاح: كانت مكة بلداً أي لم يكونوا في دين ملك (الكامل 85:21).
لقاح: إبار، إخصاب (بوشر).
لَقوح والجمع لقائح (في تعليق ورد في ديوان جرير) (رايت).
لِقاحة جوز: شقرة، صهبة (الكالا- بالأسبانية القديمة lenado color) .
تلقيحة: عاصفة قصيرة المدة (سواء بالمعنى المجازي أو الحقيقي) (بوشر).
تليقحة ريح: عاصفة، ثوران أو هيجان الريح (بوشر).
تلقيحة ريح تهبّ من البر: هبة شديدة تأتي من البر (بوشر).
لقح
لقَحَ يَلقَح، لَقْحًا، فهو لاقح، والمفعول مَلْقوح (للمتعدِّي)
• لَقَحتِ المرأةُ: حَمَلت.
• لقَحَ النّخلَ: أبَّره، أي: وضع طلعَ الذُّكور في الإناث. 

لقِحَ يَلقَح، لَقْحًا ولَقَاحًا، فهو لاقح
• لقِحتِ النَّخلةُ: أُدْخِل فيها اللَّقاح.
• لقِحت الحربُ/ لقِحت العداوةُ: هاجت بعد سكون. 

ألقحَ يُلقح، إلقاحًا، فهو مُلْقِح، والمفعول مُلْقَح
• ألقح الفَحْلُ النَّاقةَ: أحبلها.
• ألقح الفلاَّحُ النَّخلةَ: لَقَحها؛ أدخل فيها اللَّقاح (طلع الذَّكَر) لتثمر.
• ألقحتِ الرِّياحُ الأشجارَ: نقلت اللَّقاحَ من عضو التَّذكير إلى عضو التأنيث.
• ألقح بينهم شرًّا: تسبَّب فيه. 

لقَّحَ يلقِّح، تلقيحًا، فهو مُلقِّح، والمفعول مُلقَّح
• لقَّح النَّخلةَ ونحوَها: ألقحها؛ لَقَحها؛ أدخل فيها طلع الذَّكر لتُثْمِر "تلقيح ذاتيّ".
• لقَّح الشَّجرةَ: (رع) طعَّمها بعنصر آخر "لقَّح شجرة المشمش خوخًا".
• لقَّح جسمَ الإنسان أو الحيوان: (طب) طعَّمه بجُرْثومةٍ مرضيّة لإكسابه المناعة "لقَّحه ضِدّ الجُدَريّ- لقَّح الأطفالَ بلقاح السُّلِّ" ° رَجُل مُلَقَّح: مُجَرَّب- لقّحت عقلَه التجاربُ: مكنته من التفكير بعمق في الأمور- هو مُلَقَّح مُنَقَّح: مجرَّب مهذَّب. 

إلقاح [مفرد]:
1 - مصدر ألقحَ.
2 - (حي) إدخال الأحياء الدقيقة في النسيج الحيّ لحيوان أو نبات أو في مزرعة استنبات.
3 - (طب) إدخال الأحياء الدقيقة أو الأمصال أو الموادّ المُعدية في الحيوان أو النبات لكي يكتسب مناعة عليها بما يتكوّن فيه من أجسام مضادّة.
• إلقاح ذاتيّ: (حي) إخصاب في نفس الحيوان كما في الخنثى، أو في نفس الزّهرة عن طريق اللِّقاح. 

تلاقُح [مفرد]: إدخال عناصر من نسل في نسل آخر "غيرُ مرغوبٍ في تلاقُح الأقارب" ° تلاقُح الأفكار: تبادل استفادة الأفكار بعضها من بعض أو اجتماعها لتوليد أفكار أسمى. 

تِلْقاح [مفرد]: (نت) أثر مباشر على النَّبتة المهجَّنة ينشأ عند انتقال لقاح من فصيلة إلى بذرة من فصيلة أخرى. 

تلقيح [مفرد]:
1 - مصدر لقَّحَ.
2 - (حي) اتِّحاد الأمشاج (الخلايا التناسليّة) الذّكريّة والأنثويّة لتكوين اللاقحة.
3 - (طب) تطعيم؛ إدخال ميكروب مرضيّ في الجسم لأغراض طبيّة مُعيَّنة.
• تلقيح اصطناعيّ: (طب) عمليّة نقل السائل المنويّ إلى البويضة لغرض التلقيح عن طريق الاتِّصال اللاَّجنسيّ، حيث ينتقل السائلُ المنويّ من الزوج إلى الرَّحم ويتمّ الإخصاب والحمل.
• تلقيح ريحيّ/ تلقيح ذاتيّ: (نت) نقل حبوب اللِّقاح من الطَّلع (عضو التذكير) إلى الميسم (عضو التأنيث) بواسطة الرِّياح. 

لاقِح [مفرد]: ج لُقَّح ولواقِح: اسم فاعل من لقَحَ ولقِحَ ° حَرْبٌ لاقحٌ: أي: شديدة عظيمة وهو على تشبيه الحرب بالأنثى الحامل التي لا يُدرى ما تلد. 

لاقحة [مفرد]: ج لاقحات ولُقّح ولواقِح: صيغة المؤنَّث
 لفاعل لقَحَ ولقِحَ.
• ثنائيّ اللاَّقحة: (حي) ناشئ من بويضتين ملقحتين بشكل منفصل، تستخدم خاصّة لتوءمي بويضتين. 

لَقاح [مفرد]:
1 - مصدر لقِحَ.
2 - ماءُ الفحل من الإبل أو الخيل أو غيرهما.
3 - (طب) مستحضر يحتوي على قدر يسير من الجراثيم يُدْخَل في جسم الإنسان أو الحيوان ليُكْسبه مناعة ضد المرض ووقاية منه، ويقال له: طُعْم "لَقاح الحُمَّى الصَّفراء/ الجُدَريّ".
4 - (نت) ما تُلَقَّح به النَّخلةُ وغيرُها لتُثْمِر، طَلْع، وهو غبار أصفر ينشأ في المئبر في الزهريّات.
• مستحضَرات اللَّقاح: (طب) خلاصات تستخرج من اللَّقاحات النباتيّة لتشخيص الحساسية ضدّ المرضى بالتَّحساس. 

لِقاح [مفرد]: لَقاح؛ ماءُ الفحل من الإبل أو الخيل أو غيرهما. 

لَقْح [مفرد]:
1 - مصدر لقَحَ ولقِحَ.
2 - (حي) سائل نطفيّ أو منيّ السّمك. 
(ل ق ح)

اللِّقاحُ: اسْم مَاء الْفَحْل من الْإِبِل وَالْخَيْل. وَقد ألقح لفحل النَّاقة، ولَقِحت هِيَ لَقَاحا ولَقَحاً ولَقْحا: قَبِلَتْه. وَهِي لاقحٌ من إبل لواقحَ ولَقوحٌ من إبل لُقُحٍ. وَفِي الْمثل: اللَّقُوحُ الربعيَّة مَال وَطَعَام. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّاقة لَقوحٌ أول نتاجها شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة، ثمَّ يَقع عَنْهَا اسْم اللقوح. وَقيل: اللقوحُ الحلوبة. وَجمع اللقوحِ لُقُحٌ ولَقائحُ ولِقَاحٌ.

والملقُوحُ والملقوحةُ: مَا لَقِحته هِيَ من الْفَحْل. وَقد يُقَال للأمهات: الملاقيحُ. وَنهى عَن أَوْلَاد الملاقيح وَأَوْلَاد المضامين فِي الْمُبَايعَة، لأَنهم كَانُوا يتبايعون أَوْلَاد الشَّاء فِي بطُون الْأُمَّهَات وأصلاب الْآبَاء، فالملاقيحُ الْأُمَّهَات، والمضامين الْآبَاء. واللِّقْحَةُ: النَّاقة من حِين يسمن سَنَام وَلَدهَا، لَا يزَال ذَلِك اسْمهَا حَتَّى تمْضِي لَهَا سَبْعَة اشهر ويفصل وَلَدهَا وَذَلِكَ عِنْد طُلُوع سُهَيْل، وَالْجمع لِقَحٌ ولِقاحٌ، فَأَما لِقَحٌ فَهُوَ الْقيَاس، وَأما لِقاحٌ فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسروا فِعلة على فِعال كَمَا كسروا فُعلةَ عَلَيْهِ حِين قَالُوا: جُفرة وجِفار، قَالَ: وَقَالُوا لِقاحانِ أسودان، جعلوها بِمَنْزِلَة قَوْلهم: إبلان، أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ: لِقاحةٌ وَاحِدَة، كَمَا يَقُولُونَ قِطْعَة وَاحِدَة؟ قَالَ: وَهُوَ فِي إبل أقوى لِأَنَّهُ لَا يكسر عَلَيْهِ شَيْء. وَقيل: اللَّقْحةُ واللِقْحةُ: النَّاقة الحلوب، وَلَا يُوصف بِهِ، وَلَكِن يُقَال لِقحةُ فلَان، وَجمعه كجمع مَا قبله. وَقَوله:

وَلَقَد تقيَّل صَاحِبي من لِقْحةٍ ... لَبَنًا يحِلُّ ولحمُها لم يُطعَمِ

عَنى باللِّقْحةِ فِيهِ الْمَرْأَة الْمُرضعَة، وَجعل الْمَرْأَة لِقْحةً لتصح لَهُ الأحجية، وتقيل: شرب القيل وَهُوَ شرب نصف النَّهَار.

واستعار بعض الشُّعَرَاء اللَّقْحَ لإنبات الْأَرْضين المجدبة فَقَالَ يصف السَّحَاب:

لَقحَ العِجافُ لَهُ لسابعِ سبعةٍ ... فشربن بعد تحلُّؤٍ فرَوِينا

يَقُول: قبلت الأرضون مَاء السَّحَاب كَمَا تقبل النَّاقة مَاء الْفَحْل.

وَقد أسرَّت النَّاقة لَقَحا ولَقاحا وأخفت لَقَحا ولَقاحا، قَالَ غيلَان:

أسَرَّت لَقاحا بعد مَا كَانَ راضَها ... فِرَاسٌ وفِيها عِزَّةٌ ومَياسرُ

أسَرَّت: كتمت وَلم تبشر بِهِ، وَذَلِكَ أَن النَّاقة إِذا لقحت شالت بذنبها وزمت بأنفها واستكبرت فَبَان لَقْحُها، وَهَذِه لم تفعل من هَذَا شَيْئا، ومياسر: لين، وَالْمعْنَى إِنَّهَا تصعب مرّة وتذل أُخْرَى. قَالَ:

طوَت لَقْحا مثلَ السِّرَار فبشرت ... بأسحمَ ريَّانِ العسيبةِ مُسبِلِ

قَوْله: مثل السرَار، أَي مثل الْهلَال فِي لَيْلَة السرَار. وَقيل: إِذا نتجت بعض الْإِبِل وَلم تنْتج بَعْضهَا فَهِيَ عشار، فَإِذا نتجت كلهَا فَهِيَ لِقاحٌ.

وتلقَّحت النَّاقة، شالت بذنبها لتوهم أَنَّهَا لاقحٌ، وَلَيْسَت كَذَلِك.

واللَّقَحُ أَيْضا: الْحَبل، يُقَال: امْرَأَة سريعة اللَّقَح، وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي كل أُنْثَى، فإمَّا أَن يكون أصلا وَإِمَّا أَن يكون مستعارا.

وألقَح النَّخْلَة بالفحالة ولقَّحها، وَذَلِكَ أَن يدع الكافور، وَهُوَ وعَاء طلع النّخل، لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا بعد انفلاقه، ثمَّ يَأْخُذُونَ شمراخا من الفحال، قَالَ: وأجوده مَا قد عتق وَكَانَ من عَام أول، فيدسون ذَلِك الشمراخ فِي جَوف الطلعة، وَذَلِكَ بِقدر، قَالَ: وَلَا يفعل ذَلِك إِلَّا رجل عَالم بِمَا يفعل مِنْهُ، لِأَنَّهُ إِن كَانَ جَاهِلا فَأكْثر مِنْهُ أحرق الكافور فأفسده، وَإِن أقل مِنْهُ صَار الكافور كثير الصيصاء - يَعْنِي بالصيصاء مَا لَا نوى لَهُ - وَإِن لم يفعل ذَلِك بالنخلة لم ينْتَفع بطلعها ذَلِك الْعَام. واللَّقحُ: اسْم مَا أَخذ من الْفَحْل ليدس فِي الآخر. وجاءنا زمن اللَّقاح أَي التلقيح. واستلقحَت النَّخْلَة: آن لَهَا أَن تُلْقَحَ.

وألقحت الرّيح الشَّجَرَة وَنَحْوهَا من كل شَيْء. واللواقحُ من الرِّيَاح: الَّتِي تحمل الندى ثمَّ تمجه فِي السَّحَاب فَإِذا اجْتمع فِي السَّحَاب صَار مَطَرا، وَقيل: إِنَّمَا هِيَ ملاقحُ، فَأَما قَوْلهم لواقحُ فعلى حذف الزَّائِد، قَالَ الله سُبْحَانَهُ: (وأرْسلنا الرياحَ لواقحَ) ، قَالَ ابْن جني: قِيَاسه ملاقحُ، لِأَن الرّيح تُلقِحُ السَّحَاب، وَقد يجوز أَن يكون على لَقِحت هِيَ، فَإِذا لَقِحت فزكت ألقحت بالسحاب، فَيكون هَذَا مِمَّا اكْتفى فِيهِ بِالسَّبَبِ من الْمُسَبّب، وضده قَول الله تَعَالَى: (فَإِذا قَرَأت الْقُرْآن فاستَعِذْ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ) أَي، فَإِذا أردْت قِرَاءَة الْقُرْآن، فَاكْتفى بالمسبب الَّذِي هُوَ الْقِرَاءَة من السَّبَب الَّذِي هُوَ الْإِرَادَة. وَنَظِيره قَول الله تَعَالَى: (يَا أَيهَا الذينَ آمنُوا إِذا قُمتُم إِلَى الصلاةِ) أَي إِذا أردتم الْقيام إِلَى الصَّلَاة. وريحٌ لاقحٌ، على النّسَب، تَلقَح الشّجر عَنْهَا، كَمَا قَالُوا فِي ضِدّه: عقيم. وحربٌ لاقحٌ: مثل بِالْأُنْثَى الْحَامِل، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذا شمَّرت باليأسِ شهباءُ لاقحٌ ... عوانٌ شديدٌ همزُها وأظَلَّتِ

يُقَال همزته بناب، أَي عضضته، وَقَوله:

ويك يَا علقمةَ بنَ ماعزِ ... هَل لَك فِي اللَّواقح الحرائزِ

قيل: عَنى باللواقحِ السِّيَاط، لِأَنَّهُ لص خَاطب لصا.

وشقيحٌ لقيحٌ، إتباع. واللِّقْحةُ واللَّقحةُ: الْغُرَاب.

وَقوم لَقَاحٌ: لم يدينوا وَلم يملكُوا وَلم يصبهم سباء، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

لَعَمْرُ أبِيكَ والأنباءُ تَنْمِى ... لنَعِمَ الحَيُّ فِي الجُلَّى رِياحُ

أبَوْا دينَ الملوكِ فهم لَقاحٌ ... إِذا هِيجوا إِلَى حربٍ أشاحوا

وَقَالَ ثَعْلَب: الحيُّ اللَّقاحُ، مُشْتَقّ من لقاحِ النَّاقة لِأَن النَّاقة إِذا لَقِحت لم تطاوع الْفَحْل. وَلَيْسَ بِقَوي.

لقح

1 لَقِحَتْ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. لَقَحٌ (S, Msb, K,) and لَقْحٌ (K) and لَقَاحٌ; (S, K;) and لُقِحَتْ بِالْوَلَدِ, in the pass. form; (Msb;) She (a camel) conceived, or became pregnant; (Msb, TA;) received [into her womb] the seed of the stallion. (K.) b2: لَقِحَتْ (inf. n. لَقَحٌ, syn. حَبَلٌ, K, TA: in the CK جَبَلٌ:) (tropical:) She (a woman) conceived, or became pregnant. (Sh, T, L.) b3: اِمْرَأَةٌ سَرِيعَةُ اللَّقَحِ A woman quick in conceiving, or becoming pregnant. The like is said with respect to any female. Perhaps the word thus used has this signification properly, or perhaps tropically. (TA.) b4: أَسَرَّتْ لَقَحًا, and لَقَاحًا, She (a camel) concealed her having conceived, or become pregnant: i. e., she did not show signs of her having conceived by raising her tail and elevating her nose. (L.) b5: لَقِحَتِ النَّخِيلُ, or لُقِحَت, (as in different copies of the S,) (tropical:) [The palm-trees became fecundated by the process termed إِلْقَاحٌ: see 4]: and of a single palm-tree (نَخْلَةٌ) you say لَقِحَتْ, or لُقِحَتْ, without teshdeed; (so, again, in different copies of the S;) and ↓ تَلَقَّحَتْ. (S, art. أبر) b6: لَقِحَ العِجَافُ, inf. n. لَقَحٌ, (tropical:) The lands in which was no good became fecundated. (L.) [See also أَعْجَفُ.] b7: لَقِحَتِ الحَرْبُ: see a verse cited voce عن.2 لَقَّحَ see 4.4 القح الفَحْلُ النَّاقَةَ, (S, Msb,) inf. n. إِلْقَاحٌ; (Msb;) and ↓ لقّحها, (A,) [inf. n. تَلْقِيحٌ;] The stallion-camel made the she-camel to conceive, or become pregnant; impregnated her; got her with young. (Msb.) b2: القح النَّخْلَةَ, inf. n. إِلْقَاحٌ, [and quasi-inf. n. لَقَاحٌ, q. v.; et vide infra;] and ↓ لقّحها, inf. n. تَلْقِيحٌ; (S, Msb, A, K;) and ↓ لَقَحَهَا, inf. n. لَقْحٌ; (K;) (tropical:) He fecundated the palm-tree by means of the ↓ لَقَاح, or spadix of the male tree, which is bruised, or brayed, and sprinkled [upon the spadix of the female]: (A:) or, by inserting a stalk of a raceme of the male tree into the spathe [of the female, after shaking off the pollen of the former upon the spadix of the female; for such is the general practice]: this is done in the following manner: you leave the spathe of the [female] palm-tree two or three nights after its bursting open: then you take a stalk of a raceme of the male tree, which is best if old, of the preceding year, and insert it into the spadix [of the female, after shaking off the pollen, as above mentioned]; and this you do according to a certain measure: it should not be done but by a man acquainted with the manner of proceeding in this case; for if he be ignorant, and do too much, he turns the spathe, and mars it; and if he do too little, many of the dates produced will be without stones; and if he do it not at all to the palm-tree, he will derive no advantage from the spadix thereof that year: (L:) ↓ لَقَحٌ is the name of that which is taken from the male palm-tree (الفُحَّال: so in the L: in the K, الفَحْل:) to be inserted in the other, [namely the spathe of the female]. (L, K.) [See also لَقَاحٌ.

In the CK, for إِسْمُ مَا أُخِذَ الخ, we find اسم ماءٍ

اخذ الخ, giving a different and false meaning.]

جَآءَنَا زَمَنُ اللَّقَاحِ, or ↓ التَّلْقِيحِ, The time of the fecundating of the palm-trees has come to us. (L.) b3: أَلْقَحَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ (S) (tropical:) The wind impregnated, or fecundated, the cloud, or clouds; (L;) and in like manner, القحت الرِّيَاحُ الشَّجَرَ وَنَحْوَهُ [The winds fecundated the trees] (K) [and the like]. (TA.) b4: القح بَيْنَهُمْ شَرًّا (tropical:) He engendered, or caused, evil, or mischief, between them. (A.) b5: عَقْلَهُ ↓ جَرَّبَ الأُمُورَ فَلَقَّحَتْ (tropical:) [He became experienced in affairs, and they fecundated his intellect]. (A.) b6: النَّظَرُ فِى عَوَاقِبِ الْأُموُرِ الْعُقُولِ ↓ تَلْقِيحُ (tropical:) [Consideration of the results, or issues, of things is (a means of) fecundation of the intellects]. (A.) b7: لَا تُلْقِحْ سِلْعَتَكَ بِالأَيْمَانِ (tropical:) [Make not thy merchandise productive of a high price by means of oaths]. (A.) 5 تلقّحت She (a camel) pretended that she had conceived, or become pregnant, (by raising her tail, in order that the stallion might not approach her, TA,) when this was not really the case. (Fr, S, K.) b2: See 1.10 استلقحت النَّخْلَةُ (tropical:) The palm-tree attained to the proper period for its being fecundated by the process termed إِلْقَاحٌ: [see 4: or required to be so fecundated]. (K.) لَقَحٌ: inf. n. of 1. q. v. b2: see أَلْقَحَ النَّخْلَةَ, and see لَقَاحٌ.

لَقْحَةٌ: see لِقْحَةٌ and لَقُوحٌ.

لِقْحَةٌ (K) and ↓ لَقْحَةٌ (TA) (assumed tropical:) A woman suckling; or a woman who suckles. (K.) b2: See لَقُوحٌ.

لَقَاحٌ (tropical:) The thing [namely flowers or pollen] with which a female palm-tree is fecundated, (S, L, K,) taken from a male palm-tree; (L;) the spadix of a male palm-tree, (A, K,) with which a female palm-tree is fecundated, it being bruised, or brayed, and sprinkled [upon the spadix of the female]. (A.) [See also لَقَحٌ, voce أَلْقَحَ, and لِقَاحٌ]

A2: حَىٌّ لَقَاحٌ A tribe that does not submit to kings, (S, K,) and that has not been governed by a king: (L:) or, that has not suffered captivity in the time of paganism. (S, K.) b2: See 1.

لِقَاحٌ The semen genitale (L, K) of a stallion camel, and horse, and (tropical:) of a man. (L.) I'Ab, being asked respecting a man who had two wives, one of whom suckled a boy, and the other a girl, [not his own children,] whether the boy might marry the girl, answered “ No; because the لقاح [i. e., لِقَاح or ↓ لَقَاح, as shown below,] is one: ” meaning, says Lth, that the semen genitale which impregnated them both, and which was the source of the milk of both, was one, and that the two sucklings had thus become as though they were the children of the two women's husband: but, says Az, لقاح may here be a quasi-inf. n., syn. with إِلْقَاحٌ; like عَطَآءٌ and إِعْطَآءٌ &c.: (L:) [and the like is said in the Msb.]

↓ لَقَاحٌ and لِقَاحٌ, with fet-h and kesr, are substs. from أَلْقَحَ, [q. v.] syn. with إِلْقَاحٌ, signifying impregnation, or the getting with young; and so in the answer of I'Ab above mentioned. (Msb.) لَقُوحٌ A camel (S, K) itself: (S:) pl. لِقَاحٌ. (S, K.) b2: See لَاقِحٌ. b3: لَقُوحٌ and ↓ لِقْحَةٌ (S, Msb, K) and ↓ لَقْحَةٌ, (Msb, K,) applied to a she-camel, i. q. حَلُوبٌ [meaning Milch, and a milch camel]: (S, Msb, K:) but Az says, that the former only is used as an epithet; you say ناقة لَقُوحٌ, and not ناقةٌ لِقْحَةٌ, but هٰذِهِ لِقْحَةٌ فُلَانٍ: (TA:) or لَقُوحٌ is [an epithet] applied to a she-camel during the first two or three months after her having brought forth; and after this she is termed لَبُونٌ: (AA, S, K:) and accord. to some, ↓ لِقْحَةٌ signifies a milch camel abounding with milk: or a she-camel from the time when the hump of her young one becomes fat, until the expiration of seven months, when she weans her young one, and this she does at the [auroral] rising of Canopus: (TA:) [which rising, in central Arabia, about the commencement of the era of the Flight was between the 30th of July and the 12th of August:] also ↓ لِقْحَةٌ and ↓ لَقْحَةٌ a she-camel that has lately brought forth: (L:) pl. of لَقُوحٌ, لِقَاحٌ (S, Msb, K) and لَقَائِحُ; (ISh;) and pl. of ↓ لِقْحَةٌ (and of ↓ لَقْحَةٌ, K, TA,) لِقَحٌ (S, Msb, K) and لِقَاحٌ. (ISh, Th, Msb.) b4: The Arabs also said لِقَاحَانِ أَسْوَدَانِ [Two black herds of milch camels], like as they said قَطِيعَانِ; for they said لِقَاحٌ وَاحِدَةٌ in like manner as they said قَطِيعٌ وَاحِدٌ and إِبِلٌ وَاحِدَةٌ. (S.) b5: المُسْلِمِينَ ↓ أَدِرُّوا لِقْحَةَ (tropical:) Milk ye the milch camel of the Muslims: occurring in a trad., alluding to the tribute (فَىْء and خَرَاج) whence were derived the stipends and fixed appointments of the persons addressed, and to the collecting it with equity. (TA.) لَقَّاحٌ A fecundator of palm-trees. (Az, TA in art. جنى.) لاقِحٌ (IAar, S, K) and ↓ لَقُوحٌ (K) and ↓ مَلْقُوحَةٌ (Msb) A she-camel having just conceived, or become pregnant; (IAar, K;) as also قَارِحٌ: afterwards, when her pregnancy has become manifestly apparent, she is termed خَلِفَةٌ: (IAar:) pl. of the former لَوَاقِحُ (K) and لُقَّحٌ; (TA;) and of the second, لُقُحٌ. (L, K, TA: in the CK لُقَّحٌ.) b2: رِيَاحٌ لَوَاقِحُ (S, K, &c.,) (tropical:) Pregnant winds; so called because they bear the water and the clouds, and turn the latter over and about, and then cause them to send down rain; (TA;) or because they become pregnant, and then impregnate the clouds: (IJ:) the sing. is رِيحٌ لَاقِحٌ, the contr. of which is termed رِيحٌ عَقِيمٌ [or “ a barren wind ”]: (ISd:) or ريح لاقح signifies ذَاتُ لَقَلَاحٍ [possessing that which impregnates]; like as دِرْهَمٌ وَازِنٌ signifies ذُو وَزْنِ; رَجُلٌ رَامِحٌ, ذُو رُمْحٍ: (AHeyth:) or رياح لواقح signifies impregnating, or fecundating, winds; (S, K;) as also ↓ مَلَاقِحُ [pl. of مُلْقِحَةٌ]: (K:) or it is not allowable to say مَلَاقِحُ; (S;) but this is the regular form of the word; because the wind impregnates the clouds; (IJ;) and thus لواقح is extr.: or, as some say, the proper original word is مُلْقِحَةٌ; but the winds do not impregnate unless they are themselves pregnant; as though they were pregnant with good, and, when they raised the clouds, transmitted to them that good. (S.) b3: حَرْبٌ لَاقِحٌ (K) (tropical:) War pregnant [with great events.] (TA.) مُلْقِحٌ A stallion camel: pl. مَلَاقِحُ. (S, K.) b2: See لَاقِحٌ. b3: (tropical:) A man to whom offspring is born. Occurring in a trad. (TA.) مُلْقَحَةٌ A female camel that has her young one in her belly: pl. مَلَاقِحُ: (S, K:) a pass. part. n. from أَلْقَحَ. (Msb.) مَلْقُوحَةٌ (IAar, S, K, &c.) and مَلْقُوحٌ, (IAar,) which latter is also used in a pl. sense, (As,) What is in the belly of a she-camel: (A 'Obeyd, T, S, K, &c.:) or what is in the back of the stallion camel; [meaning his progeny in the elemental state;] (Aboo-Sa'eed, K;) but the former, says Az, is the correct signification: (L:) مَلْقُوحَةٌ is for مَلْقُوحٌ بِهِ, converted into a subst., (Msb,) from لُقِحَتْ, like مَحْمُومٌ from حُمَّ, and مَجْنُونٌ from جُنَّ: (S:) pl. مَلَاقِيحُ. (A 'Obeyd, S, K, &c.) The Muslims are forbidden to sell مَلَاقِيح and مَضَامِين. (L.) [See the latter of these words.] b2: المَلَاقِيحُ is also used (sometimes, TA) to signify The mothers: and its sing. is مَلْقُوحَةٌ. (K.) b3: See لَاقِحٌ.

لقح: اللِّقاحُ: اسم ماء الفحل

(* قوله «اللقاح اسم ماء الفحل» صنيع

القاموس، يفيد أَن اللقاح بهذا المعنى، بوزن كتاب، ويؤيده قول عاصم: اللقاح

كسحاب مصدر، وككتاب اسم، ونسخة اللسان على هذه التفرقة. لكن في النهاية

اللقاح، بالفتح: اسم ماء الفحل اهـ. وفي المصباح: والاسم اللقاح، بالفتح

والكسر.) من الإِبل والخيل؛ وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل كانت له

امرأَتان أَرضعت إِحداهما غلاماً وأَرضعت الأُخرى جارية: هل يتزوَّج الغلامُ

الجارية؟ قال: لا، اللِّقاح واحد؛ قال الأَزهري: قال الليث: اللِّقاح

اسم لماء الفحل فكأَنَّ ابن عباس أَراد أَن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد،

فاللبن الذي أَرضعت كل واحدة منهما مُرْضَعَها كان أَصله ماء الفحل،

فصار المُرْضَعان ولدين لزوجهما لأَنه كان أَلْقَحهما. قال الأزهري: ويحتمل

أَن يكون اللِّقاحُ في حديث ابن عباس معناه الإِلْقاحُ؛ يقال: أَلْقَح

الفحل الناقة إِلقاحاً ولَقاحاً، فالإِلقاح مصدر حقيقي، واللِّقَاحُ: اسم

لما يقوم مقام المصدر، كقولك أَعْطَى عَطاء وإِعطاء وأَصلح صَلاحاً

وإِصلاحاً وأَنْبَت نَباتاً وإِنباتاً. قال: وأَصل اللِّقاح للإِبل ثم استعير

في النساء، فيقال: لَقِحَتِ إِذا حَمَلَتْ، وقال: قال ذلك شمر وغيره من

أَهل العربية. واللِّقاحُ: مصدر قولك لَقِحَتْ الناقة تَلْقَحُ إِذا

حَمَلَتْ، فإِذا استبان حملها قيل: استبان لَقاحُها.

ابن الأَعرابي: ناقة لاقِحٌ وقارِحٌ يوم تَحْمِلُ فإِذا استبان حملها،

فهي خَلِفَةٌ. قال: وقَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَتْ تَلْقَح لَقاحاً

ولَقْحاً وهي أَيام نَتاجِها عائذ.

وقد أَلقَح الفحلُ الناقةَ، ولَقِحَتْ هي لَقاحاً ولَقْحاً ولَقَحاً:

قبلته. وهي لاقِحٌ من إِبل لوَاقِح ولُقَّحٍ، ولَقُوحٌ من إِبل لُقُحٍ.

وفي المثل: اللَّقُوحُ الرِّبْعِيَّةُ مالٌ وطعامٌ. الأَزهري:

واللَّقُوحُ اللَّبُونُ وإِنما تكون لَقُوحاً أَوّلَ نَتاجِها شهرين ثم ثلاثة

أَشهر، ثم يقع عنها اسم اللَّقوحِ فيقال لَبُونٌ، وقال الجوهري: ثم هي لبون

بعد ذلك، قال: ويقال ناقة لَقُوحٌ ولِقْحَةٌ، وجمع لَقُوحٍ: لُقُحٌ

ولِقاحٌ ولَقائِحُ، ومن قال لِقْحةٌ، جَمَعها لِقَحاً. وقيل: اللَّقُوحُ

الحَلُوبة. والمَلْقوح والملقوحة: ما لَقِحَتْه هي من الفحلِ؛ قال أَبو الهيثم:

تُنْتَجُ في أَوَّل الربيع فتكون لِقاحاً واحدتُها لِقْحة ولَقْحةٌ

ولَقُوحٌ، فلا تزال لِقاحاً حتى يُدْبِرَ الصيفُ عنها. الجوهري: اللِّقاحُ،

بكسر اللام. الإِبلُ بأَعيانها، الواحدة لَقُوح، وهي الحَلُوبُ مثل

قَلُوصٍ وقِلاصٍ. الأَزهري: المَلْقَحُ يكون مصدراً كاللَّقاحِ؛ وأَنشد:

يَشْهَدُ منها مَلْقَحاً ومَنْتَحا

وقال في قول أَبي النجم:

وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً ملقوحا

يعني لَقِحَتْه من الفَحل أَي أَخذته.

وقد يقال للأُمَّهات: المَلاقِيحُ؛ ونهى عن أَولادِ المَلاقِيح وأَولاد

المَضامِين في المبايعة لأَنهم كانوا يتبايعون أَولاد الشاء في بطون

الأُمهات وأَصلاب الآباء. والمَلاقِيحُ في بطون الأُمهات، والمَضامِينُ في

أَصلاب الآباء. قال أَبو عبيد: الملاقيح ما في البطون، وهي الأَجِنَّة،

الواحدة منها مَلْقُوحة من قولهم لُقِحَتْ كالمحموم من حُمَّ والمجنونِ من

جُنَّ؛ وأَنشد الأَصمعي:

إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ

وعِدَةِ العامِ، وعامٍ قابلِ،

مَلْقوحةً في بطنِ نابٍ حائِلِ

يقول: هي مَلْقوحةٌ فيما يُظْهِرُ لي صاحبُها وإِنما أُمُّها حائل؛ قال:

فالمَلْقُوح هي الأَجِنَّة التي في بطونها، وأَما المضامين فما في

أَصلاب الفُحُول، وكانوا يبيعون الجَنينَ في بطن الناقة ويبيعون ما يَضْرِبُ

الفحلُ في عامه أَو في أَعوام. وروي عن سعيد بن المسيب أَنه قال: لا رِبا

في الحيوان، وإِنما نهى عن الحيوان عن ثلاث: عن المَضامِين والمَلاقِيح

وحَبَلِ الحَبَلَةِ؛ قال سعيد: فالملاقِيحُ ما في ظهور الجمال، والمضامين

ما في بطون الإِناث، قال المُزَنِيُّ: وأَنا أَحفظ أَن الشافعي يقول

المضامين ما في ظهور الجمال، والملاقيح ما في بطون الإِناث؛ قال المزني:

وأَعلمت بقوله عبد الملك بن هشام فأَنشدني شاهداً له من شعر العرب:

إِنَّ المَضامِينَ، التي في الصُّلْبِ،

ماءَ الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ،

ليس بمُغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبِ

وأَنشد في الملاقيح:

منيَّتي مَلاقِحاً في الأَبْطُنِ،

تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعد أَزْمُنِ

(* قوله «منيتي ملاقحاً إلخ» كذا بالأصل.)

قال الأَزهري: وهذا هو الصواب. ابن الأَعرابي: إِذا كان في بطن الناقة

حَمْلٌ، فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مَضامِينُ وضَوامِنُ، والذي في بطنها

مَلْقوح ومَلْقُوحة، ومعنى الملقوح المحمول ومعنى اللاقح الحامل. الجوهري:

المَلاقِحُ الفُحولُ، الواحد مُلقِحٌ، والمَلاقِحُ أَيضاً الإِناث التي

في بطونها أَولادها، الواحدة مُلْقَحة، بفتح القاف. وفي الحديث: أَنه نهى

عن بيع الملاقيح والمضامين؛ قال ابن الأَثير: الملاقيح جمع مَلْقوح، وهو

جنين الناقة؛ يقال: لَقِحَت الناقةُ وولدها مَلْقُوحٌ به إِلاَّ أَنهم

استعملوه بحذف الجار والناقة ملقوحة، وإِنما نهى عنه لأَنه من بيع الغَرَر،

وسيأْتي ذكره في المضامين مستوفى. واللِّقْحَةُ: الناقة من حين يَسْمَنُ

سَنامُ ولدها، لا يزال ذلك اسمها حتى يمضي لها سبعة أَشهر ويُفْصَلَ

ولدها، وذلك عند طلوع سُهَيْل، والجمع لِقَحٌ ولِقاحٌ، فأَما لِقَحٌ فهو

القياس، وأَما لِقاحٌ فقال سيبويه كَسَّروا فِعْلَة على فِعالٍ كما كسَّروا

فَعْلَة عليه، حتى قالوا: جَفْرَةٌ وجِفارٌ، قال: وقالوا لِقاحانِ

أَسْودانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ، أَلا تَرَى أَنهم يقولون لِقاحة واحدة

كما يقولون قِطعة واحدة؟ قال: وهو في الإِبل أَقوى لأَنه لا يُكَسَّر

عليه شيء. وقيل: اللِّقْحة واللَّقحة الناقة الحلوب الغزيرة اللبن ولا يوصف

به، ولكن يقال لَقْحة فلان وجمعه كجمع ما قبله؛ قال الأَزهري: فإِذا

جعلته نعتاً قلت: ناقة لَقُوحٌ. قال: ولا يقال ناقة لَِقْحة إِلا أَنك تقول

هذه لَِقْحة فلان؛ ابن شميل: يقال لِقْحةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقائح.

واللِّقاحُ: ذوات الأَلبان من النوق، واحدها لَقُوح ولِقْحة؛ قال

عَدِيُّ بن زيد:

من يكنْ ذا لِقَحٍ راخِياتٍ،

فَلِقاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرا

بل حَوابٍ في ظِلالٍ فَسِيلٍ،

مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا

فَتَهادَرْنَ لِذاك زماناً،

ثم مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا

وفي الحديث: نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحة اللقحة، بالفتح والكسر: الناقة

القريبة العهد بالنَّتاج. وناقة لاقِحٌ إِذا كانت حاملاً؛ وقوله:

ولقد تَقَيَّلَ صاحبي من لَِقْحةٍ

لَبناً يَحِلُّ، ولَحْمُها لا يُطْعَمُ

عنى باللِّقْحة فيه المرأَة المُرْضِعَة وجعل المرأَة لَِقْحة لتصح له

الأُحْجِيَّة. وتَقَيَّلَ: شَرِبَ القَيْل، وهو شُربُ نصف النهار؛ واستعار

بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة؛ فقال يصف سحاباً:

لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ،

فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا

يقول: قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل.

وقد أَسَرَّت الناقة لَقَحاً ولَقاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقاحاً؛ بقال

غَيْلان:

أَسَرَّتْ لَقَاحاً، بعدَما كانَ راضَها

فِراسٌ، وفيها عِزَّةٌ ومَياسِرُ

أَسَرَّتْ: كَتَمَتْ ولم تُبَشِّر به، وذلك أَن الناقة إِذا لَقِحَتْ

شالت بذنبها وزَمَّت بأَنفها واستكبرت فبان لَقَحُها وهذه لم تفعل من هذا

شيئاً. ومَياسِرُ: لِينٌ؛ والمعنى أَنها تضعف مرة وتَدِلُّ أُخرى؛ وقال:

طَوَتْ لَقَحاً مثلَ السِّرارِ، فَبَشَّرتْ

بأَسْحَمَ رَيَّان العَشِيَّة، مُسْبَلِ

قوله: مثل السِّرار أَي مثل الهلال في ليلة السِّرار. وقيل: إِذا

نُتِجَتْ بعضُ الإِبل ولم يُنْتَجْ بعضٌ فوضع بعضُها ولم يضع بعضها، فهي

عِشارٌ، فإِذا نُتِجَت كلُّها ووضَعَت، فهي لِقاحٌ.

ويقال للرجل إِذا تكلم فأَشار بيديه: تَلَقَّحتْ يداه؛ يُشَبَّه بالناقة

إِذا شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ لئلا يَدْنُوَ منها الفحلُ فيقال

تَلَقَّحتْ؛ وأَنشد:

تَلَقَّحُ أَيْدِيهم، كأَن زَبِيبَهُمْ

زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ، وهي تَلَمَّحُ

أَي أَنهم يُشيرون بأَيديهم إِذا خَطَبُوا. والزبيبُ: شِبْهُ الزَّبَدِ

يظهر في صامِغَي الخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه. وتَلَقَّحَت الناقة:

شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ وليست كذلك.

واللَّقَحُ أَيضاً: الحَبَلُ. يقال: امرأَة سَريعة اللَّقَحِ وقد

يُستعمل ذلك في كل أُنثى، فإِما أَن يكون أَصلاً وإِما أَن يكون

مستعاراً.وقولهم: لِقاحانِ أَسودان كما قالوا: قطيعان، لأَنهم يقولون لِقاحٌ

واحدة كما يقولون قطيع واحد، وإِبل واحد.

قال الجوهري: واللِّقْحَةُ اللَّقُوحُ، والجمع لِقَحٌ مثل قِرْبَة

وقِرَبٍ. وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه أَوصى عُمَّاله إِذ بعثهم فقال:

وأَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين؛ قال شمر: قال بعضهم أَراد بِلِقْحة المسلمين

عطاءهم؛ قال الأَزهري: أَراد بِلِقْحةِ المسلِمين دِرَّةَ الفَيْءِ

والخَراج الذي منه عطاؤهم وما فُرض لهم، وإِدْرارُه: جِبايَتُه وتَحَلُّبه،

وجمعُه مع العَدْلِ في أَهل الفيء حتى يَحْسُنَ حالُهُم ولا تنقطع مادّة

جبايتهم.

وتلقيح النخل: معروف؛ يقال: لَقِّحُوا نخلَهم وأَلقحوها. واللَّقاحُ: ما

تُلْقَحُ به النخلة من الفُحَّال؛ يقال: أَلْقَح القومُ النخْلَ

إِلقاحاً ولَقَّحوها تلقيحاً، وأَلْقَحَ النخل بالفُحَّالةِ ولَقَحه، وذلك أَن

يَدَعَ الكافورَ، وهو وِعاءُ طَلْع النخل، ليلتين أَو ثلاثاً بعد انفلاقه،

ثم يأْخذ شِمْراخاً من الفُحَّال؛ قال: وأَجودُه ما عَتُقَ وكان من عام

أَوَّلَ، فيَدُسُّون ذلك الشِّمْراخَ في جَوْفِ الطَّلْعة وذلك بقَدَرٍ،

قال: ولا يفعل ذلك إِلا رجل عالم بما يفعل، لأَنه إِن كان جاهلاً فأَكثر

منه أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده، وإِن أَقلَّ منه صار الكافورُ كثيرَ

الصِّيصاء، يعني بالصيصاء ما لا نَوَى له، وإِن لم يُفعل ذلك بالنخلة لم

ينتفع بطلعها ذلك العام؛ واللَّقَحُ: اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في

الآخر؛ وجاءنا زَمَنُ اللَّقَاح أَي التلْقيحِ. وقد لُقِّحَتِ النخيلُ،

ويقال للنخلة الواحدة: لُقِحتْ، بالتخفيف، واسْتَلْقَحَتِ النخلةُ أَي آن

لها أَن تُلْقَح. وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل

شيء يحمل.

واللَّواقِحُ من الرياح: التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب،

فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً؛ وقيل: إِنما هي مَلاقِحُ، فأَما قولهم

لواقِحُ فعلى حذف الزائد؛ قال الله سبحانه: وأَرسلنا الرياح لوَاقِحَ؛

قال ابن جني: قياسه مَلاقِح لأَن الريح تُلْقِحُ السحابَ، وقد يجوز أَن

يكون على لَقِحَت، فهي لاقِح، فإِذا لَقِحَت فَزَكَتْ أَلْقَحت السحابَ

فيكون هذا مما اكتفي فيه بالسبب من المسبب، وضِدُّه قول الله تعالى؛ فإِذا

قرأْتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ أَي فإِذا أَردت قراءة

القرآن، فاكتفِ بالمُسَبَّب الذي هو القراءة من السبب الذي هو الإِرادة؛

ونظيره قول الله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا قمتم إِلى الصلاة؛ أَي

إِذا أَردتم القيام إِلى الصلاة، هذا كله كلام ابن سيده؛ وقال الأَزهري:

قرأَها حمزة: وأرسلنا الرياحَ لَواقِحَ، فهو بَيِّنٌ ولكن يقال: إِنما

الريح مُلْقِحَة تُلْقِحُ الشجر، فقيل: كيف لواقح؟ ففي ذلك معنيان: أَحدهما

أَن تجعل الريح هي التي تَلْقَحُ بمرورها على التراب والماء فيكون فيها

اللِّقاحُ فيقال: ريح لاقِح كما يقال ناقة لاقح ويشهد على ذلك أَنه وصف ريح

العذاب بالعقيم فجعلها عقيماً إِذ لم تُلْقِحْ، والوجه الآخر وصفها

باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح كما قيل ليلٌ نائمٌ والنوم فيه وسِرٌّ كاتم،

وكما قيل المَبْرُوز والمحتوم فجعله مبروزاً ولم يقل مُبْرِزاً، فجاز مفعول

لمُفْعِل كما جاز فاعل لمُفْعَل، إِذا لم يَزِدِ البناءُ على الفعل كما

قال: ماء دافق؛ وقال ابن السكيت: لواقح حوامل، واحدتها لاقح؛ وقال أَبو

الهيثم: ريح لاقح أَي ذات لقاح كما يقال درهم وازن أَي ذو وَزْن، ورجل رامح

وسائف ونابل، ولا يقال رَمَحَ ولا سافَ ولا نَبَلَ، يُرادُ ذو سيف وذو

رُمْح وذو نَبْلٍ؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله: أَرسلنا الرياح لواقح أَي

حوامل، جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه، ثم

تَسْتَدِرُّه فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى؛ ومنه قول أَبي

وَجْزَةَ:

حتى سَلَكْنَ الشَّوَى منهنّ في مَسَكٍ،

من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ، مِهْداجِ

سَلَكْنَ يعني الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَي قوائمهن في مَسَكٍ أَي

فيما صار كالمَسَكِ لأَيديهما، ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد،

فجعل الماء للريح كالولد لأَنها حملته، ومما يحقق ذلك قوله تعالى: هو الذي

يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بين يَدَيْ رَحْمَتِه حتى إِذا أَقَلّتْ

سَحاباً ثِقالاً أَي حَمَلَتْ، فعلى هذا المعنى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقِحٌ

بمعنى ذي لَقْحٍ، ولكنها تَحْمِلُ السحاب في الماء؛ قال الجوهري: رياحٌ

لَواقِحُ ولا يقال ملاقِحُ، وهو من النوادر، وقد قيل: الأَصل فيه

مُلْقِحَة، ولكنها لا تُلْقِحُ إِلا وهي في نفسها لاقِحٌ، كأَن الرياحَ لَقِحَت

بخَيْرٍ، فإِذا أَنشأَتِ السحابَ وفيها خيرٌ وصل ذلك إِليه. قال ابن

سيده: وريح لاقحٌ على النسب تَلْقَحُ الشجرُ عنها، كما قالوا في ضِدِّهِ

عَقِيم. وحَرْب لاقحٌ: مثل بالأُنثى الحامل؛ وقال الأَعشى:

إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ،

عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها، وأَظَلَّتِ

يقال: هَمَزَتْه بناب أَي عضَّتْه؛ وقوله:

وَيْحَكَ يا عَلْقَمةُ بنَ ماعِزِ

هل لك في اللَّواقِحِ الجَوائِزِ؟

قال: عنى باللَّواقح السِّياط لأَنه لصٌّ خاطب لِصَّاً. وشَقِيحٌ

لَقِيحٌ: إِتباع. واللِّقْحةُ واللَّقْحةُ: الغُراب. وقوم لَقَاحٌ وحَيٌّ

لَقاحٌ لم يدِينُوا للملوك ولم يُمْلَكُوا ولم يُصِبهم في الجاهلية سِباءٌ؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

لَعَمْرُ أَبيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي،

لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِياحُ

أَبَوْا دِينَ المُلُوكِ، فهم لَقاحٌ،

إِذا هِيجُوا إِلى حَرْبٍ، أَشاحوا

وقال ثعلب: الحيُّ اللَّقاحُ مشتق من لَقاحِ الناقةِ لأَن الناقة إِذا

لَقِحتْ لم تُطاوِع الفَحْلَ، وليس بقويّ.

وفي حديث أَبي موسى ومُعاذٍ: أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ

اللَّقُوحِ أَي أَقرؤه مُتَمَهِّلاً شيئاً بعد شيء بتدبر وتفكر، كاللَّقُوحِ

تُحْلَبُ فُواقاً بعد فُواقٍ لكثرة لَبَنها، فإِذا أَتى عليها ثلاثة أَشهر

حُلِبتْ غُدْوَةً وعشيًّا.

الأَزهري: قال شمر وتقول العرب: إِن لي لَِقْحَةً تُخْبرني عن لِقاحِ

الناس؛ يقول: نفسي تخبرني فَتَصدُقني عن نفوسِ الناس، إِن أَحببت لهم خيراً

أَحَبُّوا لي خيراً وإِن أَحببت لهم شرًّا أَحبوا لي شرًّا؛ وقال يزيد

بن كَثْوَة: المعنى أَني أَعرف ما يصير إِليه لِقاح الناس بما أَرى من

لَِقْحَتي، يقال عند التأْكيد للبصير بخاصِّ أُمور الناس وعوامِّها.

وفي حديث رُقْية العين: أَعوذ بك من شر كل مُلْقِحٍ ومُخْبل تفسيره في

الحديث: أَن المُلْقِح الذي يولَد له، والمُخْبِل الذي لا يولَدُ له، مِن

أَلْقَح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها. وقال الأَزهري في ترجمة صَمْعَر،

قال الشاعر:

أَحَيَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيَّةٌ

أَحَبُّ إِليكم، أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ؟

قال: أَراد باللَّواقِح العقارب.

لقح
: (لقَحَت النّاقَةُ كسَمِعَ) تَلْقَح (لَقْحاً) ، بفتْح فَسُكُون، (ولَقَحاً، محرّكة، ولَقَاحاً) ، بِالْفَتْح، إِذا حَمَلَتْ، فإِذا اسْتبانَ حَمْلُهَا قيل: استَبانَ لَقَاحُها. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: قَرَحَت تَقرَحُ قُرُوحاً، ولَقِحَت تَلْقَح لَقَاحاً ولَقْحاً: (قَبِلَت الِلَّقَاحَ) ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح مَعًا، كَمَا ضُبط فِي نُسختنا بالوَجْهَين. وَرُوِيَ عَن ابْن عبّاسٍ (أَنه سُئل عَن رجُل كَانَت لَهُ امرأَتان أَرضَعتْ إِحداهما غُلاماً، وأَرضعت الأُخرى جاريةٍ، هَل يتزوّج الغُلام الْجَارِيَة؟ قَالَ: لَا، اللِّقَاحُ واحدٌ) . قَالَ اللَّيْث: أَراد أَن ماءَ الفَحْل الَّذِي حَمَلَتَا مِنْهُ واحدٌ، فاللَّبَن الَّذِي أَرضعتْ كلُّ واحدةٍ مِنْهُمَا مُرْضَعَها كَانَ أَصلُه ماءَ الفَّحْلِ، فَصَارَ المُرْضَعَانِ وَلدَيْن لزوجِهِما، لأَنّه كَانَ أَلقحَهما. قَالَ الأَزهريّ: وَيحْتَمل أَن يكون اللّقاح فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس مَعْنَاهُ الإِلقاح، يُقَال أَلقَحَ الفَحلُ النّاقةَ إِلقاحاً ولَقَاحاً، فالإِلقاحُ مصدرٌ حقيقيّ، واللَّقاحُ اسمٌ لما يقوم مَقَامع المصدرِ، كَقَوْلِك أَعطَى عَطاء وإِعْطاءً وأَصلَح صَلاَحاً وإِصلاحاً، وأَنبتَ نباتاً وإِنباتاً. (فَهِيَ) ناقَةٌ (لاقِحٌ) وقارِحٌ يومَ تَحمِل، فإِذا استبانَ حَملُهَا فَهِيَ خَلِفَةٌ قَالَه، ابْن الأَعرابيّ، (مِنْ) إِبلٍ (لَوَاقحَ) ولُقَّحٍ كقُبَّرٍ، (ولَقُوحٌ) ، كصَبور (مِنْ) إِبلٍ (لُقُحٍ) ، بِضَمَّتَيْنِ.
(و) اللَّقَاحُ (كسَحاب: مَا تُلْقَح بِهِ النَّخْلَةُ، وطَلْعُ الفُحَّالِ) ، بضمّ فتشديد، وَهُوَ مَجَاز.
(والحَيّ) اللَّقَاح، والقَوْمُ اللَّقَاح وَمِنْه سُمِّيَت بَنو حنيفةَ باللَّقَاح، وإِيَّاهم عَنَى سعدُ بنُ ناشبٍ:
بِئُسَ الخلائفُ بَعدَنا
أَولادُ يِشْكُرَ واللَّقَاحُ
وَقد تقدَّم فِي برح فراجِعْه (الَّذين لَا يَدِينُون للمُلوك) وَلم يُملَكوا، (أَو لم يُصِبْهُم فِي الجاهِليَّة سِباءٌ) أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
لعَمْرُ أَبيكَ والأَنباءُ تَنْمِي
لَنِعْمَ الحَيُّ فِي الجُلَّى رِيَاحُ أَبْوَا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقَاحٌ
إِذَا هِيجُوا إِلى حرْبٍ أَشَاحُوا
وَقَالَ ثَعْلَب: الحَيّ اللَّقاح مشتقٌّ من لَقَاح النَّاقَةِ: لأَنّ النَّاقة إِذَا لَقِحَتْ لم تُطَاوِع الفَحْلَ. وَلَيْسَ بقَويّ.
(و) فِي (الصّحاح) : اللِّقَاحُ. (كَكِتَاب: الإِبلُ) بأَعْيَانها. (واللَّقُوح، كصَبُورٍ واحِدتُها، و) هِيَ (النّاقَةُ الحَلُوبُ) ، مثل قَلُوصٍ وقِلاَص، (أَو) النّاقَة (الّتي نُتِجَتْ لَقُوحٌ) أَوّلَ نتَاجِهَا (إِلى شَهْرَين أَو) إِلى (ثلاثةٍ، ثمَّ) يَقَعَ عَنْهَا اسمُ اللَّقُوح، فَيُقَال (هِيَ لَبُون) . وَعبارَة (الصّحاح) : ثمَّ هِيَ لَبونٌ بعد ذالك.
(و) من الْمجَاز: اللِّقَاح (: النُّفُوس) وَهِي (جمْع لِقْحَة، بِالْكَسْرِ) ، قَالَ الأَزهَرِيّ: قَالَ شَمهرٌ: وَتقول الْعَرَب: إِنّ لي لِقْحَةً تُخْبِرني عَن لِقَاحِ النّاسِ. يَقُول: نفْسِي تُخْبرني فتصْدُقني عَن نُفوس النَّاس، إِن أَحْبَبْتُ لهُم خَيراً أَحبُّوا لِي خعيْراً وإِنْ أَحبَبت لَهُم شَرًّا أَحبُّوا لِي شَرًّا، وَمثله فِي (الأَساس) . وَقَالَ يزِيد بن كثُوَة: المَعْنَى أَنّى أَعرِف إِلى مَا يصير إِليه لِقَاحُ الناسِ بِمَا أَرى من لِقْحَتي: يُقَال عِنْد التأْكيد للبصيرِ بخاصِّ أُمورِ النّاسِ وعَوامّها.
(و) اللِّقاح: اسمُ (ماءِ الفَحْلِ) من الإِبل أَو الْخَيل، هاذا هُوَ الأَصل، ثمَّ استُعير فِي النِّساءِ فَيُقَال: لَقِحَت، إِذَا حَمَلَت: قَالَ ذالك شَمِرٌ وغيرُه من أَهل العربيّة.
(واللِّقْحَةُ) ، بِالْكَسْرِ: النّاقَةُ من حِين يَسمَن سَنامُ وَلدِهَا، لَا يَزال ذالك اسمَهَا حتّى تَمضِيَ لَهَا سبعَةُ أَشهر ويُفصَل وَلدُهَا، وذالك عِنْد طُلوع سُهَيْل وَقيل: اللِّقْحَة هِيَ (اللَّقُوح) ، أَي الحَلُوب الغَزيرَةُ اللَّبنِ، (وَيفتح) ، وَلَا يُوصفُ بِهِ، ولاكن يُقَال لِقْحةُ فُلانٍ، قَالَ الأَزهريّ: فإِذا جَعلْتَه نعْتاً قُلْت: ناقَةٌ لَقُوحٌ. قَالَ: وَلَا يُقَال: ناقةٌ لِقْحَةٌ إِلاّ أَنّك تَقول هاذه لِقْحَةُ فُلانٍ (ج لِقَحٌ) ، بِكَسْر فَفتح، (ولِقَاحٌ) ، بِالْكَسْرِ، الأَوّلُ هُوَ القيَاسُ، وأَمّا الثَّانِي فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسرُوا فِعْلَة على فِعَالٍ كَمَا كَسَّروا فُعْلة عَلَيْهِ، حتّى قَالُوا جُفْرَة وجِفار قَالَ: وَقَالُوا لِقَاحانِ أَسودَانِ، جعلوها بِمَنْزِلَة قَوْلهم إِبلانِ: أَلا تَرَى أَنّهم يَقُولُونَ لِقَاحَةٌ وَاحِدَة، كَمَا يَقُولُونَ قِطْعَة وَاحِدَة. قَالَ: وَهُوَ فِي الإِبل أَقوَى لأَنّه لَا يُكسَّر عَلَيْهِ شيءٌ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال لِقْحَةٌ ولِقَحٌ، ولَقُوحٌ. ولَقَائحُ. واللِّقَاحُ ذَوَاتُ الأَلبانِ من النُّوق، واحدُهَا لَقُوحٌ ولِقْحَة. قَالَ عديّ بن زيد:
مَن يكُنْ ذَا لِقَحٍ رَاخِيَاتٍ
فلِقَاحِي مَا تَذُوقُ الشَّعِيرَا
بلْ حَوَابٍ فِي ظِلاَلِ فَسِيلٍ
مُلِئتْ أَجْوافُهنَّ عَصيرَا
(و) اللِّقْحَة واللَّقْحَة: (العُقَابُ) الطّائرُ المعوف. (و) اللِّقْحَة واللَّقْحَةُ: (الغُرَاب. و) اللِّقْحَة واللَّقْحَة فِي قَول الشَّاعِر:
ولقدْ تَقيَّلَ صَاحِبي مِن لِقْحَةٍ
لَبَناً يَحِلّ ولحمْهَا لَا يُطْعَمُ
عَنَى بهَا (المرأَة المُرْضِعَة) . وَجعلهَا لِقْحَةً لتصحَّ لَهُ الأُحجِيَّة. وتَقَيَّل: شَرِبَ القَيْل، (وَهُوَ شُرْبُ نِصْفِ النَّهَار) .
(واللَّقَح، محرَّكةً: الحَبَلُ) . يُقَال امرأَةٌ سَريعةُ اللَّقَحِ. وَقد يُستعمل ذالك فِي كلّ أُنثَى، فإِنّا أَن يكون أَصلاً، وإِمّا أَن يكون مستعاراً. (و) اللَّقَح أَيضاً: (اسمُ مَا أُخِذ من الفَحْل) ، وَفِي بعض الأُمّهات: الفِحَال (ليُدَسَّ فِي الآخَر) .
والإِلقَاحُ والتَّلقيح: أَن يَدَعَ الكَافُورَ، وَهُوَ وِعاءُ طَلْع النَّخْل، لَيلتَينِ أَو ثَلَاثًا بعد انْفلاقه ثمّ يَأَخذَ شِمْرَاخاً من الفُحَّال. قَالَ الأَزهريّ: وأَجوَدُه مَا عَتُقَ كانَ من عَامِ أَوّل، فيدُسُّونَ ذالك الشِّمْرَخَ فِي جَوْفِ الطَّلْعَةِ، وذالك بقَدرٍ. قَالَ: وَلَا يفعل ذالك إِلاّ رَجلٌ عالمٌ بِما يَفعَل مِنْهُ، لأَنّه إِن كَانَ جاهِلاً فأَكْثَرَ مِنْهُ أَحرَقَ الكَافُورَ فأَفسدَه، وإِنْ أَقلَّ مِنْهُ صارَ الكافُورُ كثيرَ الصِّيصاءِ، يعنِي بالصِّيصاءِ مَا لَا نَوَى لَهُ. وإِن لم يَفعل ذالك بالنَّخلة لم يُنتَفع بطَلْعِها ذالك العامَ.
(و) فِي (الصّحاح) : (المَلاَقِح: الفُحول، جمع مُلْقِحٍ) ، بِكَسْر الْقَاف. (و) المَلاَقِح أَيضاً: (الإِناث الَّتِي فِي بُطونِها أَولادُهَا، جمع مُلْقَحَة، بِفَتْح الْقَاف. و) قد يُقَال: (المَلاَقِيح: الأُمَّهَات. و) نُهِيَ عَن أَولاد المَلاقيح وأَولاد المَضَامين فِي المُبَايَعة، لأَنّهم كَانُوا يَتَبَايَعُون أَولادَ الشّاءِ فِي بطُون الأُمّهاتِ وأَصلاب الآباءِ. والمَلاَقِيحُ فِي بُطون الأُمُّهات، والمَضامِينُ فِي أَصْلاب الآباءِ. وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: المَلاَقيح: (مَا فِي بُطونها) أَي الأُمَّهاتِ (من الأَجِنَّة. أَو) المَلاَقيحُ: (مَا فِي ظُهُورِ الجمَال الفُحولِ) . رُوِيَ عَن سعيدِ بن المسيِّب أَنّه قَالَ: (لَا رِبَا فِي الحَيَوَانِ، وإِنّما نُهِيَ عَن الحيوانِ عَن ثَلاث: عَن المَضَامين والمَلاقيح وحَبَلِ الحَبَلَةِ) . قَالَ سعيد فالملاقِيح مَا فِي ظُهُورِ الجِمال، والمَضَامِينِ مَا فِي بُطون الإِناث. قَالَ المُزَنّي: وأَنا أَحفَظ أَنّ الشافعيّ يَقُول: المَضَامِينُ مَا فِي ظُهُور الجِمال، والمَلاَقيح مَا فِي بُطونِ الإِناث. قَالَ المُزَنيّ: وأَعلَمْت بقولِه عبدَ الْملك بنَ هِشَامٍ، فأَنشدني شَاهدا لَهُ من شِعر الْعَرَب:
إِنَّ المضامينَ الَّتِي فِي الصُّلْب
مَاءَ الفُحُول فِي الظّهُور الحُدْبِ
ليسَ بمغْنٍ عَنْك جُهْدَ اللَّزْب
وأَنشدَ فِي الملاقيح:
مَنَّيْتَنِي مَلاقِحاً فِي الأَبطُنِ
تُنْتَجُ مَا تَلْقَحُ بَعْدَ أَزمُنِ
قَالَ الأَزهريّ: وهَذَا هُوَ الصّواب. (جَمْعُ مَلْقُوحةٍ) . قَالَ ابْن الأَعرابيّ: إِذَا كَان فِي بَطْنِ النَّاقةِ حَمْلٌ فَهِيَ مِضْمانٌ وضامِنٌ، وَهِي مضامِينُ وضَوَامِنُ، والّذي فِي بطْنها مَلقُوحٌ ومَلْقُوحةٌ. وَمعنى المَلْقوحِ: المحمولُ، واللاّقح: الحامِلُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: واحدةُ الملاقِيحِ مَلْقُوحةٌ، من قَوْلهم لُقِحَت، كالمَحْمومِ من حُمّ، وَالْمَجْنُون من جُنّ، وأَنشد الأَصمعيّ:
وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابلِ
مَلقُوحَةً فِي بطن نابٍ حائلِ
يَقُول: هِيَ مَلقوحَةٌ فِيمَا يُظهِرُ لي صاحِبُها، وإِنّما أُمُّهَا حائلٌ. قَالَ فَالملقُوحُ هِيَ الأَجِنّة الَّتِي فِي بطونِها، وأَما المَضَامينُ فَمَا فِي أَصلاب الفُحول، وكانُوا يَبيعُون الجَنينَ فِي بطْن الناقةِ، ويَبيعون مَا يَضْرِبُ الفَحلُ فِي عامِهِ أَو فِي أَعوامٍ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(وتَلقَّحَتِ النّاقَةُ) ، إِذا شلَتْ بذَنَبها و (أَرَتْ أَنَّها لاقِحٌ) لئلاَّ يدْنُوَ مِنْهَا الفَحْلُ (وَلم تَكُنْ) كَذالك.
(و) تَلقَّحَ (زيدٌ: تَجَنَّى عليَّ مَا لم أُذْنِبْه. و) من الْمجَاز: تَلقَّحَتْ (يَداه) ، إِذَا (أَشارَ بهما فِي التَّكلُّم) ، تَشْبِيها بالنّاقَة إِذا شالَتْ بذَنَبِها. وأَنشد:
تَلَقَّحُ أَيْديهمْ كأَنَّ زَبِيبَهم
زَبِيبُ الفُحُولِ الصِّيدِ وَهِي تَلَمَّحُ
أَي أَنهم يُشِيرُون بأَيديهم إِذَا خَطَبُوا. والزَّبِيب شِبْه الزَّبَد يَظْهَر فِي صامِغِيِ الخَطِيب إِذَا زَبَّبَ شِدْقَاه.
(وإِلقاح النَّخْلةِ وتَلْقيحُها: لَقْحُهَا) وَهُوَ دَسُّ شِمْراخِ الفُحّالِ فِي وِعاءِ الطَّلْع، وَقد تقدَّم، وَهُوَ مَجاز، فإِنَّ أَصْل الَّقَاح للإِبل. يُقَال: لَقَحوا نَخْلَهم وأَلْقحوها. وجاءَنا زمَنُ اللَّقاح، أَي التلقيح. وَقد لَقَّحْت النَّخيلَ تَلقِيحاً.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (أَلقَحَتِ الرِّيَاحُ الشَّجرَ) والسَّحابَ ونحوَ ذالك فِي كلِّ شَيْءٍ يَحْمِل (فهيَ، لَوَاقِحُ) ، وَهِي الرِّياح الَّتِي تَحمِل النّدَى ثمَّ تَمُجُّه فِي السَّحابِ، فإِذا اجتَمَعَ فِي السَّحَاب صارَ مَطَراً. (و) قيل: إِنّما هِيَ (مَلاقحُ) . فأَمّا قَوْلهم: لواقحُ، فعلَى حذفِ الزَّائِد، قَالَ الله تَعَالَى: {الرّيَاحَ لَوَاقِحَ} (الْحجر: 22) قَالَ ابْن جنّي: قياسُه مَلاقِح، لأَنَّ الرِّيح تَلْقَح السَّحابَ. وَقد يجوز أَن يكون على لَقِحَتْ فَهي لاقحٌ، فإِذا لَقِحَت فزَكَت أَلْقحَت السّحَابَ، فَيكون هاذا مِمَّا اكتُفِيَ فِيهِ بالسَّبَب عَن المُسبَّب، قَالَه ابْن سَيّده.
وَقَالَ الأَزهريّ: قرأَها حمزةُ {لَوَاقِحَ} فَهُوَ بيِّن، وَلَكِن يُقَال إِنّمَا الرِّيحُ مُلقِحَة تُلقِح الشّجرَ فكيفَ قيل لوَاقح؟ فَفِي ذالك معْنيانِ: أَحدهما أَنْ تجْعَل الرِّيح هِيَ الَّتِي تَلْقَحُ بمرورِهَا على التُّراب والماءِ، فَيكون فِيهَا اللِّقَاح، فَيُقَال: رِيحٌ لاقحٌ، كَمَا يُقَال: ناقةٌ لاقِحٌ، ويَشهد، على ذالك أَنّه وَصَفَ رِيحَ العذابِ بالعَقِيم، فَجَعلهَا عَقيماً إِذْ لم تُلفِح. والوجهُ الآخر: وَصْفُها باللَّقْح وإِن كَانَت تُلْقِح، كَمَا قيل لَيْلٌ نَائِم، والنومُ فِيهِ، وسرٌّ كاتمٌ، وكما قيل المَبروزُ والمَختوم، فَجعله مَبروزاً وَلم يقل مُبرَزاً فَجَاز مفعول لمُفْعَل كَمَا جَازَ فاعلٌ لمُفعِل. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: ريحٌ لاقحٌ، أَي ذَات لِقاحٍ، كَمَا يُقَال دِرْهم وازِنٌ، أَي ذُو وَزْن، وَرجل رامِحٌ وسائفٌ ونابِلٌ، وَلَا يُقَال رَمَحَ وَلَا سَافَ وَلَا نَبَلَ، يُرَاد ذُو سيفٍ وَذُو نَبْل وَذُو رُمْح. قَالَ الأَزهريّ: وَمعنى قَوْله: {7. 006 واءَرسلنا الرِّيَاح لَوَاقِح} ، أَي حَوامل، جَعلَ الريحَ لاقِحاً لأَنّها تحمِل الماءَ والسحابَ وتقلِّبَهُ وتُصرِّفه ثمَّ تَستَدرّه، فالرِّياح لَواقحُ، أَي حَوامِلُ على هاذا المعنَى. وَمِنْه قَول أَبي وَجْزَةَ:
حتّى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنهنَّ فِي مَسَك
من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْدَاجِ سَلَكْن يَعْنِي الأُتن، أَدخلْن شَوَاهنّ، أَي قوائمهنّ فِي مَسَك، أَي فِيمَا صارع كالمَسَك ولأَيديها. ثمَّ جعل ذالك الماءَ من نَسْل رِيحٍ تَجُوب البلادَ. فجَعَلَ الماءَ للرِّيح كالوَلد، لأَنّها حمَلَتْه. وممّا يحقِّق ذالك قولُه تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ الرّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} (الأَعراف: 57) أَي حَمَلَت. فعلَى هاذَا المعنَى لَا يحْتَاج إِلى أَن يكون لاقحٌ بمعنَى ذِي لَقْح، ولكنّها تَحمل السّحابَ فِي الماءِ. قَالَ الجوهريّ ريَاحٌ لَواقحُ وَلَا يُقَال مَلاقحُ، وَهُوَ من (النَّوَادِر) ، وَقد قيل: الأَصْل فِيهِ مُلقِحَة، ولاكنها لَا تُلقِح إِلاّ وَهِي فِي نفْسها لاقحٌ، كأَنَّ الرِّياح لَقِحَتْ بخَير، فإِذا أَنشأَت السّحابَ وفيهَا خَيرٌ وصلَ ذالك إِليه.
قَالَ ابْن سَيّده: ورِيحٌ لاقِحٌ، على النّسب، تَلقَح الشّجَرُ عَنْهَا، كَمَا قَالُوا فِي ضدّه: عَقيمٌ. (وحَرْبٌ لاقِحٌ على المَثَل) بالأُنْثَى الْحَامِل. وَقَالَ الأَعشى:
إِذا شَمَّرَت بالنَّاسِ شَهْبَاءُ لاقِحُ
عَوَانٌ شدّ يدٌ هَمْزُهَا وأَظلَّت
يُقَال هَمَزَتْه بنابٍ، أَي عَضَّتْه.
(و) من الْمجَاز: يُقَال للنخلَةِ: الْوَاحِدَة: لَقِحَت، بِالتَّخْفِيفِ. و (استَلْقَحَتِ النّخْلَةُ) أَي (آنَ لَهَا أَنْ تُلْقَحَ. و) فِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز (رَجلٌ مُلقَّح) كمُعظَّم، أَي (مُجرَّب) منقَّح مُهذَّب.
(وشَقِيحٌ لَقِيحٌ، إِتباعٌ) ، وَقد تقدّم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نِعْمَ المِنْحةُ اللِّقْحَةُ، وَهِي النّاقة القَريبةُ العَهْدِ بالنّتاج.
واللَّقَح: إِنبات الأَرَضين المجدِبة. قَالَ يصف سحاباً:
لَقَحَ العِجَافُ لَهُ لِسَابعِ سَبْعَةِ
فشَرِبْنَ بعْدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا
يقولُ: قَبِلَت الأَرَضونَ ماءَ السحابِ كَمَا تَقبَلُ الناقةُ ماءَ الفَحْل، وَهُوَ مَجاز. وأَسَرّت الناقَةُ لَقَحاً وَلَقَاحاً، وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقَاحاً. قَالَ غَيلانُ:
أَسَرَّت لَقَاحاً بعدَ مَا كانَ رَاضَها
فِرَاسٌ وفيهَا عِزّةٌ ومَيَاسِرُ
أَسرَّتْ أَي كَتَمَتْ وَلم يُبشِّر بِهِ، وذالك أَنَّ النَّاقَة إِذا لَقِحَتْ شالَتْ بذَنَبها وزَمَّت بأَنْفِهَا واستكبَرَت، فبَانَ لَقَحُهَا، وهاذه لم تَفعلِ من هاذا شَيْئا. ومَيَاسِرُ: لِينٌ. والمعنَى أَنها تَضْعُفُ مرَّةً وتَدِلّ أُخرى. قَالَ:
طَوَتْ لَقَحاً مِثْل السَّرار فَبشَّرتْ
بأَسْحَمَ رَيّانِ العَشِيَّةِ مُسْبَلِ
مثل السّرار، أَي مثل الهِلال فِي السّرار. وَقيل: إِذا نُتِجَت بعضُ الإِبل وَلم يُنْتَج بعضٌ، فوضَعَ بعضُها ولَم يَضَعْ بعضُها فَهِيَ عِشَار، فإِذا نُتِجتْ كلُّهَا ووَضَعت فَهِيَ لِقاحٌ. و (أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلِمينَ) فِي حَدِيث عُمَر، المُرَاد بهَا الفَيْءُ والخَرَاجُ الَّذِي مِنْهُ عَطاؤُهم وَمَا فُرِضَ لَهُم. وإِدرارُه: جِبَايَتُه وتَحَلُّبه (وجَمعُه مَعَ العَدْلِ فِي أَهل الفَيْءِ، وَهُوَ مجَاز. واللَّواقح: السِّياطُ. قَالَ لِصٌّ يُخَاطب لِصًّا:
وَيْحَك يَا عَلْقمةَ بنَ ماعِزِ
هَل لكَ فِي اللَّوَاقِح الحَرائزِ
وَهُوَ مَجاز. وَفِي حَدِيث رُقْيَة العَيْنِ: (أَعُوذُ بك من شَرّ كُلّ مُلْقِح ومُخْبِلٍ) . المُلْقِح: الَّذِي يُولَد لَهُ، والمُخْبِل الَّذِي لَا يُولَد لَهُ، من أَلقَحَ الفَحْلُ الناقةَ إِذَا أَولَدَها. وَقَالَ الأَزهريّ: فِي تَرْجَمَة صمعر: قَالَ الشَّاعِر:
أَحَيّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيّةٌ
أَحَبُّ إِليكْم أَمْ ثَلاثٌ لوَاقِحُ
قَالَ: أَرادَ باللَّواقحِ العَقارِبَ.
وَمن الْمجَاز: جَرَّب الأُمورَ فَلَقَّحَت عَقْلَه. والنَّظرُ فِي عَواقبِ الأُمورِ تَلقيحُ العقولِ. وأَلْقَحَ بَينهم شرًّا: سَدَّاه وتَسبَّب لَهُ وَيُقَال اتّقِ الله وَلَا تُلْقِح سِلْعتَك بالايْمان.

قال

قال
عن التركية بمعنى إذابة سبائك المعادن وتصفيتها.
قال: وكانت المرأة زوج الرجل لما كان لا يستقل أمره في النسل والسكن إلا بها.
السين والراء والنون س ن ر السَّنَرُ ضِيقُ الخُلُقِ والسُّنَّارُ والسنور الهِرُّ مشْتَقٌّ منه والسِّنَّوْرُ فَقَارَةُ عُنُقِ البَعِيرِ قال (بَيْنَ مَقَذَّيْهِ إلى سِنَّوْرِهِ ... )

والسِّنَّوْرُ السَّيِّدُ والسَّنَوَّرُ جُمْلَةُ السِّلاحِ وخصَّ بعضُهم به الدُّرُوعَ والسَّنَوَّرُ لَبُوسٌ من قِدٍّ يُلْبَسَ في الحَرْبِ
[قال]  : وما كان شرابهم؟ فقال: الجدف. وتفسيره في الحديث أنه ما لا يغطى من الشراب. ويقال: نبات يكون باليمن لا يحتاج الذى يأكله أن يشرب عليه الماء. قال الاصمعي: التجديف هو الكفر بالنعم. يقال منه: جَدَّفَ تَجْديفاً. وقال الأمويّ: هو استقلال ما أعطاه الله تعالى. وفي الحديث " لا تُجَدِّفوا بنعم الله ". والجنادف بالضم: القصير الغليظ الخلقة. قال جندل بن الراعى، يهجو عدى بن الرقاع : جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرأس مَنْكِبُهْ كأنَّه كودن يوشى بكلاب والمرأة جنادفة.
بَاب القال

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو بن أبي الشَّيْبَانِيّ عَن أَبِيه قَالَ القال خَشَبَة فِيهَا طول وَمَعَهَا أُخْرَى صَغِيرَة يُقَال لَهَا الْقلَّة والضارب بهَا يُقَال لَهُ القالي والآل الشَّخْص والآل الْأَحْوَال جمع آلَة والآل آل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والبال الْقلب والبال جمع بالة وَهُوَ الجراب الضخمة والجال جَانب الْبِئْر وَغَيرهَا وَالْحَال الحمأة وَالْحَال الرماد الْحَار وَالْحَال لحم الْمَتْن

وَالْحَال الكارة يحملهَا الرجل على ظَهره يُقَال مِنْهُ تحولت حَالا وَالْحَال امْرَأَة الرجل وَالدَّال جمع دَالَّة وَهِي الشُّهْرَة والضال السدر الْبري والعال جمع عَالَة وَهِي الحديدة والوال جمع والة وَهِي البعرة ووالة قَبيلَة

قال: والمُتَعَيِّدُ الغَضْبانُ. وقال أَبو سعيد: تَعَيِّدَ العائنُ على

ما يَتَعَيَّنُ إِذا تَشَهَّقَ عليه وتَشَدَّدَ ليبالغ في إِصابته

بعينه. وحكي عن أَعرابي: هو لا يُتَعَيَّنُ عليه ولا يُتَعَيَّدُ؛ وأَنشد ابن

السكيت:

كأَنها وفَوْقَها المُجَلَّدُ،

وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ،

غَيْرَى على جاراتِها تَعَيِّدُ

قال: المُجَلَّدُ حِمْل ثقيل فكأَنها، وفوقها هذا الحمل وقربة ومزود،

امرأَة غَيْرَى. تعيد أَي تَنْدَرِئُ بلسانها على ضَرَّاتها وتحرّك

يديها.والعَوْدُ: الجمل المُسِنُّ وفيه بقية؛ وقال الجوهري: هو الذي جاوَزَ في

السنِّ البازِلَ والمُخْلِفَ، والجمع عِوَدَةٌ، قال الأَزهري: ويقال في

لغة عِيَدَةَ وهي قبيحة. وفي المثل: إنّ جَرْجَدَ العَوْدَ فَزِدْه

وقْراً، وفي المثل: زاحِمْ بعَوْد أَو دَعْ أَي استعن على حربك بأَهل السن

والمعرفة، فإِنَّ رأْي الشيخ خير من مَشْهَدِ الغلام، والأُنثى عَوْدَةٌ

والجمع عِيادٌ؛ وقد عادَ عَوْداً وعَوَّدَ وهو مُعَوِّد. قال الأَزهري: وقد

عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً إِذا مضت له ثلاث سنين بعد بُزُولِه أَو

أَربعٌ، قال: ولا يقال للناقة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ؛ قال: وسمعت بعض العرب

يقول لفرس له أُنثى عَوْدَةٌ. وفي حديث حسان: قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا

إِلى هذا العَوْدِ؛ هو الجمل الكبير المُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به.

وفي حديث معاوية: سأَله رجل فقال: إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة،

فقال: بُلَّها بعَطائكَ حتى تَقْرُبَ، أَي برَحِمٍ قديمةٍ بعيدة النسب.

والعَوْد أَيضاً: الشاة المسن، والأُنثى كالأُنثى. وفي الحديث: أَنه، عليه

الصلاة والسلام، دخل على جابر بن عبد الله منزلَهُ قال: فَعَمَدْتُ إِلى

عَنْزٍ لي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ، فقال، عليه السلام: يا جابر لا تَقْطَعْ

دَرًّا ولا نَسْلاً، فقلت: يا رسول الله إِنما هي عَوْدَة علفناها البلح

والرُّطَب فسمنت؛ حكاه الهروي في الغريبين. قال ابن الأَثير: وعَوَّدَ

البعيرُ والشاةُ إِذا أَسَنَّا، وبعير عَوْد وشاة عَوْدَةٌ. قال ابن

الأَعرابي: عَوَّدَ الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن؛ وأَنشد:

فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا

أَي صار عَوْداً كبيراً. قال الأَزهري: ولا يقال عَوْدٌ لبعير أَو شاة،

ويقال للشاة عَوْدة ولا يقال للنعجة عَوْدة. قال: وناقة مُعَوِّد. وقال

الأَصمعي: جمل عَوْدٌ وناقة عَوْدَةٌ وناقتان عَوْدَتان، ثم عِوَدٌ في جمع

العَوْدة مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مثل هِرٍّ وهِرَرَةٍ،

وفي النوادر: عَوْدٌ وعِيدَة؛ وأَما قول أَبي النجم:

حتى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه،

وانْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه،

وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه

فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح، وأَراد بالعود الشمس. والعَوْدُ: الطريقُ

القديمُ العادِيُّ؛ قال بشير بن النكث:

عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ،

يَمُوتُ بالتَّركِ، ويَحْيا بالعَمَلْ

يريد بالعود الأُول الجمل المسنّ، وبالثاني الطريق أَي على طريق قديم،

وهكذا الطريق يموت إِذا تُرِكَ ويَحْيا إِذا سُلِكَ؛ قال ابن بري: وأَما

قول الشاعر:

عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ

فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ، والعَوْدُ الثاني جمل مسنّ، والعود الثالث

طريق قديم. وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ على المثل؛ قال الطرماح:

هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدى،

وَرَأْبُ الثَّأَى، والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ؟

وعادَني أَنْ أَجِيئَك أَي صَرَفَني، مقلوب من عَداني؛ حكاه يعقوب.

وعادَ فِعْلٌ بمنزلة صار؛ وقول ساعدة بن جؤية:

فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة،

قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ

لا يكون عاد هنا إِلا بمعنى صار، وليس يريد أَنه عاود حالاً كان عليها

قبل، وقد جاء عنهم هذا مجيئاً واسعاً؛ أَنشد أَبو علي للعجاج:

وقَصَباً حُنِّيَ حَتَّى كادَا

يَعُودُ، بَعْدَ أَعْظُمٍ، أَعْوادَا

أَي يصير. وعاد: قبيلة. قال ابن سيده: قضينا على أَلفها أَنها واو

للكثرة وأَنه ليس في الكلام «ع ي د» وأَمَّا عِيدٌ وأَعْيادٌ فبد لازم. وأَما

ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة فلا يدل ذلك أَن

أَلفها من ياء لما قدّمنا، وإِنما أَمالوا لكسرة الدال. قال: ومن العرب

من يدَعُ صَرْفَ عاد؛ وأَنشد:

تَمُدُّ عليهِ، منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ،

بُحُورٌ له مِنْ عَهْدِ عاد وتُبَّعا

جعلهما اسمين للقبيلتين. وبئر عادِيَّةٌ، والعادِيُّ الشيء القديم نسب

إِلى عاد؛ قال كثير:

وما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ،

به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكُرُورُ

(* قوله «وكرور» كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالالف

وأورد بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها).

وعاد: قبيلة وهم قومُ هودٍ، عليه السلام. قال الليث: وعاد الأُولى هم

عادُ بن عاديا بن سام بن نوح الذين أَهلكهم الله؛ قال زهير:

وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا

وأَما عاد الأَخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله

فَمُسخُوا نَسْناساً، لكل إِنسان منهم يَدٌ ورجل من شِقّ؛ وما أَدْري أَيُّ

عادَ هو، غير مصروف

(* قوله «غير مصروف» كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس

ولو اريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع

بالصرف.) أَي أَيّ خلق هو.

والعِيدُ: شجر جبلي يُنْبِتُ عِيداناً نحو الذراع أَغبر، لا ورق له ولا

نَوْر، كثير اللحاء والعُقَد يُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطري فيلتئم،

وإِنما حملنا العيد على الواو لأَن اشتقاق العيد الذي هو الموسم إِنما هو من

الواو فحملنا هذا عليه.

وبنو العِيدِ: حي تنسب إِليه النوق العِيدِيَّةُ، والعيدِيَّة: نجائب

منسوبة معروفة؛ وقيل: العِيدية منسوبة إِلى عاد بن عاد، وقيل: إلى عادِيّ

بن عاد إِلا أَنه على هذين الأَخيرين نَسَبٌ شاذٌّ، وقيل: العيدية تنسب

إِلى فَحْلٍ مُنْجِب يقال له عِيدٌ كأَنه ضرب في الإِبل مرات؛ قال ابن

سيده: وهذا ليس بقويّ؛ وأَنشد الجوهري لرذاذ الكلبي:

ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجِيَةٌ

عِيدِيَّةٌ، أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ

وقال: هي نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب. قال شمر:

والعِيدِيَّة ضَرْب من الغنم، وهي الأُنثى من البُرِْقانِ، قال: والذكر خَرُوفٌ

فلا يَزالُ اسمَه حتى يُعَقَّ عَقِيقَتُه؛ قال الأَزهري: لا أَعرف

العِيدِيَّة في الغنم وأَعرف جنساً من الإِبل العُقَيْلِيَّة يقال لها

العِيدِيَّة، قال: ولا أَدري إِلى أَي شيء نسبت.

وحكى الأَزهري عن الأَصمعي: العَيْدانَةُ النخلة الطويلة، والجمع

العَيْدانُ؛ قال لبيد:

وأَبْيَض العَيْدانِ والجَبَّارِ

قال أَبو عدنان: يقال عَيْدَنَتِ النخلةُ إِذا صارت عَيْدانَةً؛ وقال

المسيب بن علس:

والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَها،

تحتَ الأَشاءِ، مُكَمَّمٌ جَعْلُ

قال الأَزهري: من جعل العيدان فَيْعالاً جعل النون أَصلية والياء زائدة،

ودليله على ذلك قولهم عيْدَنَتِ النخلةُ، ومن جعله فَعْلانَ مثل

سَيْحانَ من ساحَ يَسِيحُ جعل الياء أَصلية والنون زائدة. قال الأَصمعي:

العَيْدانَةُ شجرة صُلْبَة قديمة لها عروق نافذة إِلى الماء، قال: ومنه هَيْمانُ

وعَيْلانُ؛ وأَنشد:

تَجاوَبْنَ في عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ

مِنَ السِّدْرِ، رَوَّاها، المَصِيفَ، مَسِيلُ

وقال:

بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدانا

قال الجوهري: والعَيدان، بالفتح، الطِّوالُ من النخل، الواحدة

عيْدانَةٌ، هذا إِن كان فَعْلان، فهو من هذا الباب، وإِن كان فَيْعالاً، فهو من

باب النون وسنذكره في موضعه.

والعَوْدُ: اسم فرَس مالك بن جُشَم. والعَوْدُ أَيضاً: فرس أُبَيّ بن

خلَف.

وعادِ ياءُ: اسم رجل؛ قال النمر بن تولب:

هَلاَّ سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه

والخلِّ والخمرِ، الذي لم يُمْنَعِ؟

قال: وإِن كان تقديره فاعلاء، فهو من باب المعتل، يذكر في موضعه.

حَرَضًا

{حَرَضًا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا}
قال: الحرض البالي. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم أما سمعت طرفة حيث يقول:
أمِنْ ذِكْرِ ليلى أنْ نأتْ غربةُ النوَى. . . كأنك حَمَّ للأطباء مُحرَضُ
(ظ) في الروايتين وفي (وق) : الفاسد الدنف، وفي (طب) : البالي. والشاهد فيها بيت طرفة. وفي (تق ك) : الحرض الدنف الهالك من شدة الوجع. والشاهد فيهما بيت طرفة، غير منسوب. = الكلمة من آية يوسف 85، في أبيه عليهما السلام، وإخوته:
{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}
وحيدة الصيغة، وليس معها في القرآن من مادتها سوى فعل الأمر "حَرَّضْ" المؤمنين على القتال في آيتى الأنفال 85، والنساء 84.
يقال: حَرَضٌ، للمذكر والمؤنث، الواحد والاثنين والجمع، وصف بالمصدر.
ويقال حارض وحارضة فيثنى ويجمع. وهو الفاسد في جسمه أو عقله (معاني القرآن للفراء 2 / 54)
وعن أبي عبيدة: الحرض الفاسد في الجسم، أو العقل من الحزن أو العشق أو الهرم. وفي (تهذيب الألفاظ) : الحارض: الرذل الفسل الذاهب العقلي، والحرض الذي لا يُرجَى خيره ولا يخاف منه. وفي (س) المنُهك المشفي على المهلاك. ومعه في (ق) الكالّ المعيِى، والمضنىّ مرضاً وسقماً. . . وفي (المقاييس) لمادة حرض أصلان. أحدهما بنت - الأشنان، وإلا حريص العصفر، والآخر دليل التلف والإشراف على الهلاك، ومنه {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} .
واوله آخرون بالتالف الدنف من المرض وهو دون الموت، عن ابن عباس ومجاهد. وقيل اليابس الجلد على العظم، والذائب من الهم. (الطبري والقرطبي) وهي معان متقاربة، وفي قولٍ: هالكا، وليس السياق.
وفسره الراغب بنحو ما نقلناه عن ابن السكيت والزمخشري.
تأويله في المسألة بالبالي، لا يفيد دلالة من أذابه الهم وأضناه الأسف والحزن. وتأويله بالهالك، يمنعه سياق الآية {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} فالأقرب إلى حرض، المشفي على الهلاك. والله أعلم.

بُحَيْرَةُ أَرْجيشَ

بُحَيْرَةُ أَرْجيشَ:
وهي بحيرة خلاط التي يكون فيها الطّرّيخ، قال ابن الكلبي: من عجائب أرمينية بحيرة خلاط، فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع ولا سمكة، وشهران في السنة يظهر بها حتى يقبض باليد ويحمل إلى جميع البلاد حتى إنه ليحمل إلى بلاد الهند، وقيل: إن قباذ الأكبر لما أرسل بليناس يطلسم بلاده طلسم هذه البحيرة فهي إلى الآن عشرة أشهر لا تظهر فيها سمكة، قلت: وهذا من هذيان العجم وإنما هناك سرّ خفيّ. وفي كتاب الفتوح:
سار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان بن عفان حتى نزل بأرجيش وأنفذ من غلب على نواحيها وجبى جزية رؤوس أهلها وقاطعهم على خراج أرضها، وأما بحيرة الطرّيخ فلم يعرض لها ولم تزل مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة
وأرمينية فحوى صيدها وأباحه.

الدّلالة

الدّلالة:
[في الانكليزية] Semantic
[ في الفرنسية] Semantique
بالفتح هي على ما اصطلح عليه أهل الميزان والأصول والعربية والمناظرة أن يكون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر هكذا ذكر الچلپي في حاشية الخيالي في بحث خبر الرسول، والشيء الأوّل يسمّى دالا والشيء الآخر يسمّى مدلولا. والمراد بالشيئين ما يعمّ اللفظ وغيره فتتصور أربع صور. الأولى كون كلّ من الدّال والمدلول لفظا كأسماء الأفعال الموضوعة لألفاظ الأفعال على رأي. والثانية كون الدّال لفظا والمدلول غير لفظ كزيد الدّال على الشخص الإنساني. والثالثة عكس الثانية كالخطوط الدّالة على الألفاظ. والرابعة كون كلّ منهما غير لفظ كالعقود الدّالة على الأعداد.
والمراد بالعلمين الإدراك المطلق الشامل للتصوّر والتصديق اليقيني وغيره فتتصور أربع صور أخرى. الأولى أن يلزم من تصوّر الدال تصوّر المدلول. الثانية أن يلزم من التصديق به التصديق بالمدلول. الثالثة أن يلزم من تصوّره التصديق بالمدلول. الرابعة عكس الثالثة.
والمراد بالشيء الآخر ما يغاير الشيء الأول بالذات كما في الأمثلة السابقة أو بالاعتبار كما في النار والدّخان، فإنّ كلا منهما دال على الآخر ومدلول له. واللزوم إن أريد به اللزوم في الجملة يصير هذا التعريف تعريفا على مذهب أهل العربية والأصول فإنّهم يكتفون باللزوم في الجملة، ولا يعتبرون اللزوم الكلّي فيرجع محصّل التعريف عندهم إلى أنّ الدّلالة كون الشيء بحالة يلزم أي يحصل من العلم به العلم بشيء آخر ولو في وقت. وما قيل إنّ الدلالة عندهم كون الشيء بحيث يعلم منه شيء آخر، فالمراد منه كونه بحيث يحصل من العلم به العلم بشيء آخر في الجملة لأنّه المتبادر من علم شيء من شيء عرفا، فلا يتوجّه أنّه لا يصدق على دلالة أصلا، إذ لا يحصل العلم بالمدلول من نفس الدال، بل من العلم به. وإن أريد به اللزوم الكلّي بمعنى امتناع انفكاك العلم بالشيء الثاني من العلم بالشيء الأول في جميع أوقات تحقّق العلم بالشيء الأول وعلى جميع الأوضاع الممكنة الاجتماع معه يصير تعريفا على مذهب أهل الميزان، إذ المعتبر عندهم هو الدلالة الكلّية الدائمة والمعتبر فيه اللزوم بالمعنى المذكور.
وبالجملة أهل الميزان والأصول وغيرهم متفقون في هذا التفسير وإن اختلفوا في معناه، وهذا مراد الفاضل الچلپي.

فإن قيل: قوله يلزم صفة لقوله حالة وليس فيه عائد يعود إلى الحالة مع أنّ الصفة إذا كانت جملة يلزم فيها من عائد إلى الموصوف، والقول بالتقدير تكلّف. قلنا: العائد لا يجب أن يكون ضميرا بل كون الجملة مفسّرة للموصوف يكفي عائدا إذ المقصود هو الربط وبه يحصل ذلك.
وأورد على تعريف المنطقيين أنّه لا يكاد يوجد دال يستلزم العلم به العلم بشيء آخر بل هو مخيّل في نفسه. وأجيب بأنّ المراد اللزوم بعد العلم بالعلاقة أي بوجه الدلالة أعني الوضع واقتضاء الطبع والعليّة والمعلولية، أو بوجه القرينة كما في دلالة اللفظ على المعنى المجازي، إلّا أنّه ترك ذكر هذا القيد لشهرة الأمر فيما بينهم، ولكون هذا القيد معتبرا عندهم. قال صاحب الأطول: الصحيح عندهم أن يقال الدلالة كون الشيء بحيث يلزم من العلم به العلم بشيء آخر عند العلم بالعلاقة، وحينئذ لا بدّ من حمل العلم على الالتفات والتوجّه قصدا حتى لا يلزم تحصيل الحاصل وفهم المفهوم فيما إذا كان المدلول معلوما عند العلم بالدال. ولا يرد أنّ بعض المدلولات قد يكون ملتفتا إليه عند الالتفات إلى الدال، فلا يتحقّق اللزوم الكلّي في الالتفات أيضا وإلّا لزم التفات الملتفت، لأنّا لا نسلّم ذلك لامتناع الالتفات إلى شيئين في زمان واحد. وهاهنا أبحاث تركناها مخافة الإطناب، فإن شئت الوقوف عليها فارجع إلى كتب المنطق.
التقسيم
الدلالة تنقسم أولا إلى اللفظية وغير اللفظية، لأنّ الدال إن كان لفظا فالدلالة لفظية، وإن كان غير اللفظ فالدلالة غير لفظية. وكل واحدة من اللفظية وغير اللفظية تنقسم إلى عقلية وطبيعية ووضعية. وحصر غير اللفظية في الوضعية والعقلية على ما وقع من السّيد السّند ليس على ما ينبغي، كيف وأمثلة الطبعية الغير اللفظية كدلالة قوّة حركة النبض على قوة المزاج وضعفها على ضعفه، وأمثالها كنار على علم هذا هو المشهور. ويمكن تقسيم الدلالة أولا إلى الطبيعية والعقلية والوضعية، ثم يقسم كل منهما إلى اللفظية وغير اللفظية، هكذا ذكر الصادق الحلوائي في حاشية الطيبي. فالدلالة العقلية هي دلالة يجد العقل بين الدال والمدلول علاقة ذاتية ينتقل لأجلها منه إليه. والمراد بالعلاقة الذاتية استلزام تحقّق الدال في نفس الأمر تحقّق المدلول فيها مطلقا سواء كان استلزام المعلول للعلة كاستلزام الدّخان للنار أو العكس كاستلزام النار للحرارة أو استلزام أحد المعلولين للآخر كاستلزام الدخان الحرارة، فإنّ كليهما معلولان للنار. وتطلق العقلية أيضا على الدلالة الالتزامية وعلى التضمنية أيضا كما سيجيء. والدلالة الطبيعية دلالة يجد العقل بين الدال والمدلول علاقة طبيعية ينتقل لأجلها منه إليه. والمراد من العلاقة الطبيعية إحداث طبيعة من الطبائع سواء كانت طبيعة اللافظ أو طبيعة المعنى أو طبيعة غيرها عروض الدّال عند عروض المدلول كدلالة أح أح على السعال وأصوات البهائم عند دعاء بعضها بعضا، وصوت استغاثة العصفور عند القبض عليه، فإنّ الطبيعة تنبعث بإحداث تلك الدوال عند عروض تلك المعاني، فالرابطة بين الدّال والمدلول هاهنا هو الطبع، هكذا في الحاشية الجلالية وحاشية لأبي الفتح. وفي شرح المطالع الدلالة الطبيعية اللفظية هي ما يكون بحسب مقتضى الطبع. قال السّيد الشريف في حاشيته أراد به طبع اللافظ فإنّه يقتضي تلفظه بذلك اللفظ عند عروض المعنى له. ويحتمل أن يراد به طبع معنى اللفظ لأنّه يقتضي التلفظ به. وأن يراد به طبع السامع فإنّ طبعه يتأدّى إلى فهم ذلك المعنى عند سماع اللفظ لا لأجل العلم بالوضع.
قال المولوي عبد الحكيم الطبع والطبيعة والطّباع بالكسر في اللغة السّجيّة التي جبل عليها الإنسان. وفي الاصطلاح يطلق على مبدأ الآثار المختصّة بالشيء سواء كان بشعور أو لا؛ وعلى الحقيقة فإن أريد طبع اللافظ فالمراد به المعنى الأوّل فإن صورته النوعية أو نفسه يقتضي التلفّظ به عند عروض المعنى. وإن أريد طبع معنى اللفظ أي مدلوله فالمراد به المعنى الثاني. وإن أريد طبع السامع فالمراد به مبدأ الإدراك أي النفس الناطقة أو العقل انتهى.
ثم اعلم أنّه لا يقدح في الدلالة الطبيعية وجود دلالة عقلية مستندة إلى علاقة عقلية لجواز اجتماع الدلالتين باعتبار العلاقتين، بل ربّما يجتمع الدلالات الثلاث باعتبار العلاقات الثلاث كما إذا وضع لفظ أح أح للسعال، بل نقول كل علاقة طبيعية تستلزم علاقة عقلية، لأنّ إحداث الطبيعة عروض الدال عند عروض المدلول إنّما يكون علاقة للدلالة الطبيعية باعتبار استلزم تحقّق الدّال تحقّق المدلول على وجه خاص، لكن الدلالة المستندة إلى استلزام الدّال للمدلول بحسب نفس الأمر مطلقا مع قطع النظر عن خصوص المادة دلالة عقلية والدلالة المستندة إلى الاستلزام المخصوص بحسب مادة الطبيعة طبيعية فلا إشكال. نعم يتّجه على ما ذكروه في العلاقة الطبيعية من إحداث الطبيعية عروض الدّال عند عروض المدلول أنّه إنما يدلّ على استلزام المدلول للدّال وهو غير كاف في الدلالة عندهم، لجواز أن يكون اللازم أعمّ، بل لا بدّ من استلزام الدال للمدلول وإلّا لكان مطلق لفظ أح أح مثلا دالا على السعال أينما وقع وكيف وقع وهو باطل، بل الدّال عليه هو ذلك اللفظ بشرط وقوعه على وجه مخصوص يستلزم السعال. اللهم إلّا أن يقال المراد عند عروض المدلول فقط أي حصول الدال الذي هو على وجه إحداث الطبيعة عند حصول المدلول فقط. وحاصله استلزام الدّال للمدلول بطريق مخصوص وفيه بعد لا يخفى.
قيل حصر الدلالة الطبيعية في اللفظية كما اختاره السّيد الشّريف منقوض بدلالة الحمرة على الخجل والصفرة على الوجل وحركة النبض على المزاج المخصوص منها. قال المولوي عبد الحكيم ولعلّ السّيد الشريف أراد أن تحقّقها للّفظ قطعي، فإنّ لفظة أح لا تصدر عن الوجع، وكذا الأصوات الصادرة عن الحيوانات عند دعاء بعضها بعضا لا تصدر عن الحالات العارضة لها، بل إنّما تصدر عن طبيعتها بخلاف ما عدا اللفظ فإنّه يجوز أن تكون تلك العوارض منبعثة عن الطبيعة بواسطة الكيفيات النفسانية والمزاج المخصوص فتكون الدلالة طبيعية ويجوز أن تكون آثار النفس تلك الكيفيات والمزاج المخصوص فلا يكون للطبيعة مدخل في تلك الدلالة فتكون عقلية.
قال الصادق الحلوائي في حاشية الطيبي وقد يقال الظاهر أنّ تسمية الدّال بمدخلية الطبع طبعية على قياس أخويها لا طبيعية. ويجاب بأنّ الطّبع مخفف الطبيعة، فروعي في النسبة حال الأصل.
والدلالة الوضعية دلالة يجد العقل بين الدّال والمدلول علاقة الوضع ينتقل لأجلها منه إليه. والحاصل أنّها دلالة يكون للوضع مدخل فيها على ما ذكروا فتكون دلالة التضمّن والالتزام وضعية، وكذا دلالة المركّب ضرورة أنّ لأوضاع مفرداته دخلا في دلالته، ودلالة اللفظ على المعنى المجازي داخلة في الوضعية لأنها مطابقة عند أهل العربية، لأنّ اللفظ مع القرينة موضوع للمعنى المجازي بالوضع النوعي كما صرّحوا به. وأمّا عند المنطقيين فإن تحقّق اللزوم بينهما بحيث يمتنع الانفكاك فهي مطابقة وإلّا فلا دلالة على ما صرّح به السّيد الشريف في حاشية شرح المطالع. والمبحوث عنها في العلوم هي الدلالة الوضعية اللفظية، وهي عند أهل العربية والأصول كون اللفظ بحيث إذا أطلق فهم المعنى منه للعلم بالوضع. وعند المنطقيين كونه بحيث كلّما أطلق فهم المعنى للعلم بالوضع.
وتعريفها بفهم المعنى من اللفظ عند إطلاقه بالنسبة إلى من هو عالم بالوضع ليس كما ينبغي لأنّ الفهم صفة السامع والدلالة صفة اللفظ فلا يصدق التعريف على دلالة ما.
وأجيب بأنّا لا نسلّم أنّه ليس صفة اللفظ، فإنّ معنى فهم السامع المعنى من اللفظ انفهمامه منه هو معنى كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى.
غاية ما في الباب أنّ الدلالة مفردة يصحّ أن يشتقّ منه صفة تحمل على اللفظ كالدال. وفهم المعنى من اللفظ وانفهمامه منه مركّب لا يمكن اشتقاقه منه إلّا برابط مثل أن يقال اللفظ منفهم منه المعنى. ألا ترى إلى صحة قولنا اللفظ متّصف بانفهام المعنى منه كما أنّه متّصف بالدلالة نعم كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى أوضح في المقصود، فاختياره أحسن وأولى.
وأجيب أيضا بأنّ هاهنا أمورا أربعة الأول اللفظ. والثاني المعنى. والثالث الوضع وهو إضافة بينهما أي جعل اللفظ بإزاء المعنى عل معنى أنّ المخترع قال إذا أطلق هذا اللفظ فافهموا هذا المعنى. والرابع إضافة ثانية بينهما عارضة لهما بعد عروض الإضافة الأولى وهي الدلالة. فإذا نسبت إلى اللفظ قيل إنّه دال على معنى كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى العالم بالوضع عند إطلاقه، وإذا نسبت إلى المعنى قيل إنّه مدلول هذا اللفظ بمعنى كون المعنى منفهما عند إطلاقه، وكلا المعنيين لازمان لهذه الإضافة فأمكن تعريفها بأيّهما كان. بقي أنّ الدلالة ليست كون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى عند الإطلاق، بل كونه بحيث يفهم منه المعنى العالم بالوضع عند حضور اللفظ عنده سواء كان بسماعه أو بمشاهدة الخطّ الدال عليه أن يتذكّره. فالصحيح الأخصر أن يقال هي فهم العالم بالوضع المعنى من اللفظ.
تقسيم
الدلالة الوضعية في الأطول مطلق الدلالة الوضعية إمّا على تمام ما وضع له وتسمّى دلالة المطابقة بالإضافة وبالدلالة المطابقية بالتوصيف أيضا كدلالة الإنسان على مجموع الحيوان الناطق. وإمّا على جزئه أي جزء ما وضع له وتسمّى دلالة التضمّن بالإضافة وبالدلالة التضمّنية بالتوصيف أيضا كدلالة الإنسان على الحيوان أو الناطق. وإمّا على خارج عنه أي عمّا وضع له وتسمّى دلالة الالتزام والدلالة الالتزامية أيضا كدلالة الإنسان على الضاحك، إلّا أنّهم خصّوا هذا التقسيم بدلالة اللفظ الموضوع لأنّ الدلالة الوضعية الغير اللفظية على الجزء أو الخارج في مقام الإفادة غير مقصودة في العادة لأنّه لا يستعمل الخط ولا العقد ولا الإشارة في جزء المعنى ولا لازمه، وكذا دلالة الخط على أجزاء الخط موضوعة بإزاء جزء ما وضع له الكل لا محالة. ولفظ التمام إنّما ذكر لأنّ العادة أن يذكر التمام في مقابلة الجزء حتى كأنّه لا تحسن المقابلة بدونه. وهذه الأسماء على اصطلاح أهل الميزان.
وأمّا أهل البيان فيسمون الأولى أي ما هو على تمام ما وضع له دلالة وضعية لأنّ منشأه الوضع فقط ويسمّون الأخريين دلالة عقلية.
فالدلالة العقلية عندهم هي الدلالة على غير ما وضع اللفظ له وإنّما سمّيتا بها لأنّه انضمّ فيهما إلى الوضع أمران عقليان، وهما توقّف فهم الكلّ على الجزء وامتناع انفكاك فهم الملزوم عن اللازم. فالدلالة الوضعية لها معنيان، أحدهما أعمّ مطلقا من المعنى الآخر والدلالة العقلية لها معنيان متباينان.
وصاحب مختصر الأصول قد خالف التقسيم المشهور فقسّم الدلالة اللفظية الوضعية إلى قسمين: لفظية وهي أن ينتقل الذهن من اللفظ إلى المعنى وهي دلالة واحدة، لكن ربّما تضمّن المعنى الواحد جزءين فيفهم منه الجزءان، وهو بعينه فهم الكلّ، فالدلالة على الكلّ لا تغاير الدلالة على الجزءين ذاتا، بل بالاعتبار والإضافة، فهي بالنسبة إلى كمال معناها تسمّى دلالة مطابقية وإلى جزئه تسمّى دلالة تضمنية وغير لفظية وتسمّى عقلية بأن ينتقل الذهن من اللفظ إلى معناه ومن معناه إلى معنى آخر، وهذا يسمّى دلالة التزام. وإن شئت توضيح هذا فارجع إلى العضدي وحواشيه.
ثم قال صاحب الأطول ويرد على التقسيم أنّ اللفظ قد يراد به نفسه كما يقال زيد علم، وحينئذ يصدق على دلالته على نفسه دلالة اللفظ على تمام ما وضع له، وعلى دلالته على جزئه دلالته على جزء ما وضع له، وعلى دلالته على لازمه دلالته على خارجه عنه مع أنّها لا تسمّى مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما.
والجواب أنّ من قال بوضع اللفظ لنفسه جعل ذلك الوضع ضمنيا، والمتبادر من إطلاقه الوضع القصدي، ومن لم يقل بدلالة اللفظ على نفسه ولا باستعماله [فيه] ووضعه له وهو التحقيق، وإن كان الأكثرون على خلافه فلا إشكال [على قوله]. وهاهنا سؤال مشهور وهو أنّ تعريف كلّ من الدلالات الثلاث ينتقض بالآخر إذ يجوز أن يكون اللفظ مشتركا بين الكلّ والجزء وبين الملزوم واللازم.
وأجيب أنّ قيد الحيثية معتبر أي من حيث إنّه تمام ما وضع له أو جزؤه أو لازمه. وهذا وإن يدفع الخلل في الحدّ لكنّه يختلّ به ما اشتهر فيما بينهم أنّ تقسيم الدلالة الوضعية إلى الأقسام الثلاث تقسيم عقلي، يجزم العقل بمجرّد ملاحظة مفهوم القسمة بالانحصار ولا يجوز قسما آخر. كيف ودلالة اللفظ الموضوع لمجموع المتضايفين على أحدهما بواسطة أنّه لازم جزء آخر ليست دلالة على الجزء من حيث إنّه جزء، بل من حيث إنّه لازم جزء آخر، فلا يكون تضمنا ولا التزاما لأنّه ليس بخارج، فخرجت القسمة عن أن تكون عقلية بل عن الصحّة لانتفاء الحصر [والضبط بوجه ما] ويختل أيضا [بيان] اشتراط اللزوم الذهني لأنّ اعتبار اللزوم في مفهومه يجعل هذا الاشتراط لغوا محضا.

فإن قلت: المعتبر في مفهومه مطلق اللزوم والبيان لاشتراط اللزوم الذهني. قلت: يجب أن يعتبر في المفهوم اللزوم الذهني لأنّ مطلق اللزوم لا يصلح أن يكون سببا لدلالة اللفظ على الخارج، وإلّا لكان اللازم الخارجي مدلولا. قال ونحن نقول دلالة اللفظ باعتبار كل وضع للفظ على انفراده، أمّا على تمام ما وضع له أو على جزئه أو على الخارج عنه إذ المعنى الوضعي باعتبار الوضع الواحد لا يمكن أن يكون إلّا أحدها. فالحصر عقلي والتعريفات تامّة والاشتراط مفيد، فهذا مراد القوم في مقام التقسيم، ولم يتنبّه المتأخّرون فظنّوا التعريفات مختلّة فأصلحوها بزيادة قيود وأخلّوا إخلالا كثيرا.
فائدة:
المنطقيون اشترطوا في دلالة الالتزام اللزوم الذهني المفسّر بكون المسمّى بحيث يستلزم الخارج بالنسبة إلى جميع الأذهان وبالنسبة إلى جميع الأزمان لاشتراطهم اللزوم الكلّي في الدلالة كما سبق. وأهل العربية والأصول وكثير من متأخري المنطقيين والإمام الرازي لم يشترطوا ذلك. فالمعتبر عندهم مطلق اللزوم ذهنيا كان أو خارجيا لاكتفائهم باللزوم في الجملة في الدلالة.
فائدة:
دلالة الالتزام مهجورة في العلوم.
والتحقيق أنّ اللفظ إذا استعمل في المدلول الالتزامي فإن لم يكن هناك قرينة صارفة عن [إرادة] المدلول المطابقي دالّة على المراد لم يصح إذ السابق إلى الفهم هو المدلول المطابقي. أمّا إذا قامت قرينة معيّنة للمراد فلا خفاء في جوازه. غايته التجوّز لكنه مستفيض شائع في العلوم حتى إنّ أئمة المنطقيين صرّحوا بتجويزه في التعريفات. نعم إنها مهجورة في جواب ما هو اصطلاحا بمعنى أنّه لا يجوز أن يذكر فيه ما يدلّ على المسئول عنه أو على أجزائه بالالتزام، كما لا يجوز ذكر ما دلالته على المسئول عنه بالتضمّن لاحتمال انتقال الذهن إلى غيره أو غير أجزائه فلا تتعيّن الماهية المطلوبة وأجزاؤها، بل الواجب أن يذكر ما يدلّ على المسئول عنه مطابقة وعلى أجزائه إمّا بالمطابقة أو التضمن. فالالتزام مهجور كلّا وبعضا، والمطابقة معتبرة كلّا وبعضا، والتضمّن مهجور كلّا معتبر بعضا كذا في شرح المطالع.
فائدة: قيل الدلالة لا تتوقّف على الإرادة لأنّا قاطعون بأنّا إذا سمعنا اللفظ وكنّا عالمين بالوضع نتعقّل معناه سواء أراده اللافظ أولا، ولا نعني بالدلالة سوى هذا. والحق التوقّف لأنّ دلالة اللفظ الوضعية، إنّما هي بتذكّر الوضع، وبعد تذكّر الوضع يصير المعنى مفهوما لتوقّف التذكّر عليه فلا معنى لفهمه إلّا فهمه من حيث إنّه مراد المتكلّم والتفات النفس إليه بهذا الوجه. نعم الإرادة التي هي شرط أعمّ من الإرادة بحسب نفس الأمر، ومن الإرادة بحسب الظاهر، فظهر أنّ الدلالة تتوقّف على الإرادة مطلقا مطابقة كانت أو تضمنا أو التزاما، وجعل المطابقة مخصوصة به تصرّف من القاصر بسوء فهمه كذا في الأطول.
وبالجملة فأهل العربية يشترطون القصد في الدلالة فما يفهم من غير قصد من المتكلّم لا يكون مدلولا للفظ عندهم، فإنّ الدلالة عندهم هي فهم المراد لا فهم المعنى مطلقا، بخلاف المنطقيين، فإنّها عندهم فهم المعنى مطلقا سواء أراده المتكلّم أولا. وقيل ليس المراد أنّ القصد معتبر عندهم في أصل الدلالة حتى يتوجّه أنّ الدلالة ليست إلّا فهم المعنى من اللفظ، بل إنّها غير معتبرة إذا لم يقارن القصد، فكأنّه لا يكون مدلولا عندهم.
فعلى هذا يصير النزاع لفظيّا في اعتبار الإرادة في الدلالة وعدم اعتبارها، هكذا في حواشى المختصر في بيان مرجع البلاغة في المقدّمة.

الْوُجُود

(الْوُجُود) ضد الْعَدَم وَهُوَ ذهني وخارجي (مج)
الْوُجُود: قوي الْوُجُود. عَزِيز الْوُجُود. عَظِيم الشَّأْن. رفيع الْبَيَان. الْفَهم لَا يعرج معارجه. وَالْعقل لَا يصعد مدارجه. السُّكُوت فِي معرض بَيَانه أولى. الْعَجز فِي مضمار تبيانه أَحْرَى لَكِن لما لم يُنَاسب أَن تَخْلُو هَذِه الحديقة الْعليا من أَشجَار ذكره. وَهَذِه الرَّوْضَة الرعنا من أثمار فكره. أَقُول معتصما بِاللَّه أَن الحكم على الشَّيْء مَسْبُوق عَن مَعْرفَته فَلَا بُد من معرفَة الْوُجُود أَولا.

فَاعْلَم أَن فِي تَعْرِيفه ثَلَاثَة مَذَاهِب: الأول: أَنه بديهي التَّصَوُّر فَلَا يجوز أَن يعرف إِلَّا تعريفا لفظيا. وَالثَّانِي: أَنه كسبي يُمكن أَن يعرف. وَالثَّالِث: أَنه كسبي لَا يتَصَوَّر أصلا وَمن ادّعى أَنه بديهي التَّصَوُّر فدعواه إِمَّا بديهي جلي فَلَا احْتِيَاج إِلَى الْإِثْبَات بِالدَّلِيلِ أَو التَّنْبِيه أصلا أَو خَفِي فَلَا بُد من التَّنْبِيه أَو كسبي فَلَا بُد من الدَّلِيل بِأَن الْوُجُود الْمُطلق جُزْء وجودي لِأَن الْمُطلق جُزْء للمقيد بِالضَّرُورَةِ وَالْعلم بِوُجُود الْمُقَيد بديهي لِأَن من لَا يقدر على الْكسْب حَتَّى البله وَالصبيان يعلم وجوده فَيكون الْوُجُود الْمُطلق بديهيا لِأَن مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ البديهي بديهي وَفِيه نظر مَشْهُور بِأَنا لَا نسلم أَن الْعلم لوُجُود الْمُقَيد بالكنه بديهي - وَإِن سلمنَا فَلَا نسلم أَن الْمُطلق جُزْء مِنْهُ إِذْ تصَوره جُزْء من تصَوره لِأَن الْوُجُود الْمُطلق يَقع على الموجودات وُقُوع الْعَارِض على المعروض وَلَيْسَ الْعَارِض جُزْء للمعروض وَمن يَقُول إِنَّه كسبي يُمكن تَعْرِيفه يسْتَدلّ بِوَجْهَيْنِ: الأول: أَنه إِمَّا نفس الْمَاهِيّة كَمَا هُوَ مَذْهَب الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ فَلَا يكون بديهيا كالماهيات فَإِنَّهُ لَيْسَ كنه شَيْء مِنْهَا بديهيا عِنْده إِنَّمَا البديهي بعض وجوهها. وَإِمَّا زَائِد على الماهيات كَمَا هُوَ مَذْهَب غير الْأَشْعَرِيّ فَيكون حِينَئِذٍ من عوارض الماهيات فيعقل الْوُجُود تبعا لَهَا لِأَن الْعَارِض لَا يسْتَقلّ بالمفهومية لَكِن الماهيات لَيست بديهية فَلَا يكون الْوُجُود بديهيا أَيْضا لِأَن التَّابِع للكسبي أولى بِأَن يكون كسبيا.
وَالْجَوَاب لَا نسلم أَنه إِذا كَانَ عارضا للماهية يعقل تبعا لَهَا إِذْ قد يتَصَوَّر مَفْهُوم الْعَارِض بِدُونِ مُلَاحظَة معروضة كَذَا فِي شرح المواقف. أَقُول إِن قَوْله لِأَن التَّابِع للكسبي أولى بِأَن يكون كسبيا أَيْضا مَمْنُوع كَيفَ فَإِن الكسبي مَا يكون حُصُوله مَوْقُوفا على النّظر وَالْكَسْب لَا مَا يكون تَابعا للكسبي لجَوَاز أَن يكون بديهيا فِي نَفسه عارضا للكسبي وَمن يَقُول إِنَّه كسبي لَا يتَصَوَّر أصلا بل هُوَ مُمْتَنع التَّصَوُّر اسْتدلَّ بِأَن التَّصَوُّر حُصُول الْمَاهِيّة فِي النَّفس أَي الْمَاهِيّة الْحَاصِلَة فِيهَا فَيحصل مَاهِيَّة الْوُجُود فِيهَا على تَقْدِير كَونه متصورا وللنفس وجود آخر وَإِلَّا امْتنع أَن يتَصَوَّر شَيْئا فيجتمع فِي النَّفس مثلان أَي وجودهَا وَوُجُود المتصور فِيهَا واجتماع المثلين فِي مَحل وَاحِد محَال لِأَن المثلين متحدان فِي الْمَاهِيّة فَلَو اجْتمعَا فِي مَحل وَاحِد لاتحدا بِحَسب الْعَوَارِض الْحَاصِلَة بِسَبَب حلولهما فِي الْمحل أَيْضا وَهُوَ محَال لَا محَالة وَفِيه مَا فِيهِ كَمَا لَا يخفى.
وَالْجَوَاب إِن مَا ذكرْتُمْ من أَن التَّصَوُّر حُصُول الْمَاهِيّة فِي النَّفس قَول بالوجود الذهْنِي والمتكلمون ينكرونه - وَإِن سلم الْوُجُود الذهْنِي بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور فَلَا نسلم ذَلِك فِيمَا نَحن فِيهِ لِأَن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ فِي الْأُمُور الْخَارِجَة عَن النَّفس وَأما فِي الْأُمُور الْقَائِمَة بهَا فَيَكْفِي فِي تصورها حُصُول أَنْفسهَا والوجود من جُمْلَتهَا وَهَذَا بِنَاء على مَا قَالُوا من أَن الْعلم بالأمور الْخَارِجَة عَن النَّفس علم حصولي انطباعي وَالْعلم بِالنَّفسِ والأمور الْقَائِمَة بهَا علم حضوري يَكْفِي فِيهَا حُضُورهَا بِنَفسِهَا عِنْد النَّفس بِمَعْنى أَنه لَا يحْتَاج إِلَى حُصُول صُورَة منتزعة مِنْهَا لَا بِمَعْنى أَن مُجَرّد قِيَامهَا بِالنَّفسِ كَاف فِي الْعلم حَتَّى يرد أَنه لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ جَمِيع الصِّفَات الْقَائِمَة بِالنَّفسِ والأمور الذاتية والعارضة لَهَا مَعْلُومَة لنا والوجدان يكذبهُ وَإِن سلم أَن الْعلم بالوجود حصولي فَلَا نسلم مماثلة الصُّورَة الْكُلية الَّتِي هِيَ مَاهِيَّة الْوُجُود للوجود الجزئي الثَّابِت للنَّفس وَلَو سلم الْمُمَاثلَة بَينهمَا فَأَقُول الْمُمْتَنع أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا حَالا فِي مَحل وَاحِد حُلُول الْأَعْرَاض لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يلْزم اتِّحَاد المثلين ضَرُورَة اتِّفَاقهمَا فِي الْمَاهِيّة والتشخص الْحَاصِل بِسَبَب الْحُلُول فِي الْمحل - والوجود الْقَائِم بِالنَّفسِ لَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ أَمر انتزاعي مَحْض تتصف بِهِ الْأَشْيَاء فِي الذِّهْن وَلَيْسَ أمرا زَائِدا على الْمَاهِيّة فِي الْخَارِج وَمن قَالَ إِن الْوُجُود كسبي يُمكن تَعْرِيفه عرفه بعبارات يلْزم من كل وَاحِد مِنْهَا تَعْرِيف الشَّيْء بالأخفى بل الدّور أَيْضا. الْعبارَة الأولى الْوُجُود ثُبُوت الْعين. وَالثَّانيَِة مَا بِهِ يَنْقَسِم الشَّيْء إِلَى فَاعل ومنفعل وَإِلَى حَادث وقديم. وَالثَّالِثَة مَا يَصح بِهِ أَن يعلم الشَّيْء ويخبر عَنهُ - وَوجه الخفاء والدوران الْجُمْهُور يعْرفُونَ معنى الْوُجُود وَلَا يعْرفُونَ شَيْئا مِمَّا ذكر فِي هَذِه الْعبارَات. وَأَيْضًا الثُّبُوت يرادف الْوُجُود فَلَا يَصح تَعْرِيفه بِهِ تعريفا حَقِيقِيًّا بل تَعْرِيفه بِهِ لَفْظِي وَهُوَ لَا يُنَافِي البداهة وَالْفَاعِل مَوْجُود لَهُ أثر فِي الْغَيْر والمنفعل مَوْجُود فِيهِ أثر من الْغَيْر. وَالْقَدِيم مَوْجُود لَا أول لَهُ والحادث وَأَن يُطلق على المتجدد مُطلقًا فَيشْمَل الْمَعْدُوم الَّذِي لَهُ أول أَيْضا لَكِن الْحَادِث فِي تَعْرِيف الْوُجُود مَوْجُود لَهُ أول. فَلَا يَصح أَخذ شَيْء مِنْهَا فِي تَعْرِيف الْوُجُود وَصِحَّة الْعلم والإخبار إِمْكَان وجودهما - فَإِن مَعْنَاهَا إِمْكَان الْعلم والإخبار. والإمكان لَا يتَعَلَّق بِشَيْء إِلَّا بِاعْتِبَار وجوده فِي نَفسه أَو وجوده لغيره فَيكون مَعْنَاهَا إِمْكَان وجودهما فالتعريف بِهَذِهِ الصِّحَّة أَيْضا دوري.
ثمَّ اعْلَم أَن فِي الْوُجُود ثَلَاثَة مَذَاهِب أَيْضا. الأول: أَنه مُشْتَرك معنى بَين الْجَمِيع، وَالثَّانِي: أَنه لَيْسَ بمشترك أصلا، وَالثَّالِث: أَنه مُشْتَرك لفظا بَين الْوَاجِب والممكن لكنه مُشْتَرك معنى بَين الممكنات. والدلائل فِي المطولات وَأَيْضًا فِيهِ أَرْبَعَة مَذَاهِب: الأول: أَنه نفس الْمَاهِيّة فِي الْكل وَهُوَ مَذْهَب الشَّيْخ الْأَشْعَرِيّ والصوفية، وَالثَّانِي: أَنه زَائِد عَلَيْهَا فِي الْكل وَهُوَ مَذْهَب الْمُتَكَلِّمين، وَالثَّالِث: أَنه نَفسهَا فِي الْوَاجِب تَعَالَى وزائد فِي الْمُمكن وَهُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء الْمَشَّائِينَ، وَالرَّابِع: أَنه نفس الْوَاجِب تَعَالَى مَعَ المباينة الْمَخْصُوصَة وَهُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء الإشراقيين. وَلَيْسَ مُرَادهم بالوجود الْمَعْنى المصدري الْمعبر عَنهُ بالكون والحصول فَإِنَّهُ عرض عَام فِي جَمِيع الموجودات وَمن المفهومات الاعتبارية الَّتِي لَا تحقق لَهَا إِلَّا فِي الذِّهْن. فَمَا قيل إِن من ذهب إِلَى أَنه زَائِد على الْمَاهِيّة أَرَادَ بِهِ الْكَوْن. وَمن ذهب إِلَى أَنه نفس الْمَاهِيّة أَرَادَ بِهِ الذَّات لَيْسَ بِشَيْء لِأَن النزاع حِينَئِذٍ لَفْظِي وَلَيْسَ كَذَلِك - فَإِن مَحل النزاع هُوَ أَن الْوُجُود بِمَعْنى مصدر الْآثَار المختصة إِمَّا عين الذَّات فِي الْكل - أَو زَائِد على الذَّات فِي الْكل - أَو عين الذَّات فِي الْوَاجِب وزائد فِي الْمُمكن فالنزاع معنوي وَالتَّفْصِيل فِي المطولات.
وَمَا ذهب إِلَيْهِ الطَّائِفَة الْعلية الصُّوفِيَّة الصافية قدس الله تَعَالَى أسرارهم أَن الْوُجُود عين الْوَاجِب تَعَالَى. وتفصيل هَذَا الْإِجْمَال أَنهم قَالُوا إِن كل مَا فِي الْخَارِج وَله آثَار مُخْتَصَّة تترتب عَلَيْهِ إِمَّا مُحْتَاج فِي ترَتّب تِلْكَ الْآثَار إِلَى ضميمة مَا لم يَنْضَم بهَا لم يَتَرَتَّب عَلَيْهِ تِلْكَ الْآثَار أَو لَيْسَ بمحتاج إِلَى ضميمة فِي ذَلِك التَّرْتِيب بل يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْآثَار بِلَا اشْتِرَاط انضمام أَمر مغائر لَهُ. وَالْأول: يعبر عِنْدهم بالممكن. وَالثَّانِي: بِالْوَاجِبِ تَعَالَى وَتلك الضميمة بالوجود. وذهبوا بالكشف وَالشُّهُود إِلَى أَن الْوَاجِب تَعَالَى هُوَ عين تِلْكَ الضميمة الَّتِي هِيَ الْوُجُود وَهُوَ مُحِيط بِذَاتِهِ بِجَمِيعِ الْأَشْيَاء وَهُوَ الساري فِي الْجَمِيع. وَإِلَى أَن للممكن عِنْد اقترانه بِتِلْكَ الضميمة وجود بِمَعْنى الْكَوْن والحصول وللواجب بِدُونِ ذَلِك الاقتران. فالوجود بِمَعْنى الْكَوْن والحصول عرض عَام لجَمِيع الموجودات وَمن المفهومات الاعتبارية والمعقولات الثانوية الَّتِي لَا يحاذى بهَا أَمر فِي الْخَارِج وَيحمل على الْوَاجِب والممكن بالاشتقاق بِأَن تشتق لفظ الْمَوْجُود من الْوُجُود بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور وَيحمل على الْكل. وَأما الْوُجُود الْحَقِيقِيّ الَّذِي هُوَ عين الْوَاجِب يحمل عَلَيْهِ تَعَالَى بالمواطأة من غير احْتِيَاج إِلَى اشتقاق مِنْهُ وَلَا بَأْس باشتقاق لفظ الْمَوْجُود من الْوُجُود الْحَقِيقِيّ وَحمله على الْوَاجِب لِأَن مَعْنَاهُ حِينَئِذٍ ذُو الْوُجُود أَعم من أَن يكون لَهُ وجود من نَفسه أَو من غَيره كَمَا أَن الْمَعْنى يحمل وَيُطلق على الضَّوْء بِمَعْنى أَن لَهُ ضوءا من نَفسه لَا من غَيره.
فَإِن قيل قد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْوَاجِب مَوْصُوف بالوجود بِمَعْنى الْكَوْن والحصول فَهُوَ أَيْضا مُحْتَاج فِي ترَتّب الْآثَار المختصة إِلَى انضمام ضميمة هِيَ الْوُجُود قُلْنَا ترَتّب الْآثَار المختصة على الْوَاجِب لَيْسَ بِوَاسِطَة عرُوض الْوُجُود الَّذِي بِمَعْنى الْكَوْن والحصول لَهُ تَعَالَى بل ترَتّب الْآثَار عَلَيْهِ تَعَالَى لذاته. وَمن جملَة تِلْكَ الْآثَار اتصافه تَعَالَى بالوجود الْمَذْكُور الَّذِي هُوَ عرض عَام فَإِن ثُبُوته فرع وجود الْمُثبت لَهُ. وَكَذَا الْحَال فِي الممكنات إِلَّا أَن عرُوض الْوُجُود الْعَام لَهَا لَا بذواتها بل بِوَاسِطَة موجوديتها بالوجود الْحق تَعَالَى. والنزاع بَين من قَالَ إِن الْوُجُود عين الْوَاجِب وَمن قَالَ إِنَّه غَيره تَعَالَى زَائِد عَلَيْهِ معنوي بِأَن الْأَمر الَّذِي بانضمامه واقترانه بالماهيات تترتب عَلَيْهَا الْآثَار وَالْأَحْكَام ويعبر عَنهُ بالوجود هَل هُوَ ذَات الْوَاجِب بِعَينهَا أَو أَمر عرضي لَا لَفْظِي كَمَا وهم. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي الْحَوَاشِي على الشَّرْح الْقَدِيم للتجريد: وَهَا هُنَا مقَالَة أُخْرَى قد أَشَرنَا فِيمَا سبق من أَنَّهَا لَا يُدْرِكهَا إِلَّا أولو الْأَبْصَار والألباب الَّذين خصوا بحكمة بَالِغَة وَفصل الْخطاب فلنفصلها هَا هُنَا بِقدر مَا يَفِي بِهِ قُوَّة التَّحْرِير وتحيط بِهِ دَائِرَة التَّقْرِير. فَنَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. وَهُوَ نعم الرفيق. كل مَفْهُوم مغائر للوجود كالإنسان مثلا فَإِنَّهُ مَا لم يَنْضَم إِلَيْهِ الْوُجُود بِوَجْه من الْوُجُوه فِي نفس الْأَمر لم يكن مَوْجُودا فِيهَا قطعا وَمَا لم يُلَاحظ الْعقل انضمام الْوُجُود إِلَيْهِ لم يُمكن لَهُ الحكم بِكَوْنِهِ مَوْجُودا فَكل مَفْهُوم مغائر للوجود فَهُوَ مُمكن وَلَا شَيْء من الْمُمكن بِوَاجِب فَلَا شَيْء من المفهومات المغائرة للوجود بِوَاجِب وَقد ثَبت بالبرهان أَن الْوَاجِب مَوْجُود فَهُوَ لَا يكون إِلَّا عين الْوُجُود الَّذِي هُوَ مَوْجُود بِذَاتِهِ لَا بِأَمْر مغائر لذاته. وَلما وَجب أَن يكون الْوَاجِب جزئيا حَقِيقِيًّا قَائِما بِذَاتِهِ وَيكون تعينه لذاته لَا بِأَمْر مغائر لذاته وَجب أَن يكون الْوُجُود أَيْضا كَذَلِك إِذْ هُوَ عينه فَلَا يكون الْوُجُود مفهوما كليا يُمكن أَن يكون لَهُ أَفْرَاد بل هُوَ فِي حد ذَاته جزئي حَقِيقِيّ لَيْسَ فِيهِ إِمْكَان تعدد وَلَا انقسام قَائِم بِذَاتِهِ منزه عَن كَونه عارضا لغيره فَيكون الْوَاجِب هُوَ الْوُجُود الْمُطلق أَي المعرى عَن التَّقْيِيد لغيره والانضمام إِلَيْهِ. وعَلى هَذَا لَا يتَصَوَّر عرُوض الْوُجُود للماهيات الممكنة فَلَيْسَ معنى كَونهَا مَوْجُودَة إِلَّا أَن لَهَا نِسْبَة مَخْصُوصَة إِلَى حَضْرَة الْوُجُود الْقَائِم بِذَاتِهِ. وَتلك النِّسْبَة على وُجُوه مُخْتَلفَة وأنحاء شَتَّى يتَعَذَّر الِاطِّلَاع على ماهياتها. فالموجود كلي وَإِن كَانَ الْوُجُود جزئيا حَقِيقِيًّا. هَذَا ملخص مَا ذكره بعض الْمُحَقِّقين من مَشَايِخنَا وَقَالَ وَلَا يُعلمهُ إِلَّا الراسخون فِي الْعلم انْتهى. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن هَذَا طور وَرَاء طور الْعقل لَا يتَوَصَّل إِلَيْهِ إِلَّا بالمشاهدات الكشفية دون المناظرات الْعَقْلِيَّة.
وَاعْلَم أَن الْوُجُود الَّذِي هُوَ عين الْوَاجِب لَيْسَ بكلي لِأَن الكليات لَيْسَ بموجودة فِي الْخَارِج إِلَّا فِي ضمن الْأَفْرَاد فَلَو كَانَ كليا يلْزم أَن لَا يكون الْوَاجِب مَوْجُودا إِلَّا فِي ضمن الْأَفْرَاد وَهُوَ سفسطة وَأَيْضًا يصدق الْكُلِّي على أَفْرَاده فَيلْزم أَن يصدق الْوَاجِب على المتعدد فَيلْزم تعدد الْوَاجِب لذاته وَهُوَ يُنَافِي التَّوْحِيد بل هُوَ كفر صَرِيح وإلحاد قَبِيح. بل هُوَ جزئي حَقِيقِيّ مُتَعَيّن بتعين هُوَ عينه كَمَا هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء وَبَعض الْمُحَقِّقين من أهل النّظر وَأَصْحَاب الْكَشْف. وَمَا وَقع فِي كَلَام بعض الصُّوفِيَّة من أَنه لَا كلي وَلَا جزئي فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ متصفا بِالْكُلِّيَّةِ وَلَا بالجزئية فِي الْخَارِج لِأَنَّهُ ارْتِفَاع النقيضين إِذْ لَيْسَ بَين معنى الجزئي والكلي وَاسِطَة. بل مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ عين الْكُلية والجزئية وَأَنه لَيْسَ شَيْء مِنْهُمَا دَاخِلا فِيهِ بل الْجُزْئِيَّة زَائِدَة عَلَيْهِ وَهُوَ متصف بهَا فِي الْخَارِج. وَهَذَا كَمَا يُقَال لَا هُوَ فِي مرتبَة اللاتعين لَيْسَ عَالما وَلَا قَادِرًا وَلَا مرِيدا وَكَذَا جَمِيع الصِّفَات بل لَا اسْم وَلَا رسم هُنَاكَ. يَعْنِي اعْتبرنَا الذَّات البحت مُجَردا عَن جَمِيع الصِّفَات والأسماء ومطلقا عَن جَمِيع الْقُيُود والاعتبارات حَتَّى عَن قيد الْإِطْلَاق أَيْضا لَا أَن لَيْسَ لَهُ هَذِه الصِّفَات والأسماء فِي نفس الْأَمر بل مَعْنَاهُ أَنه وَإِن كَانَ لَهُ صِفَات وَأَسْمَاء فِي الْوَاقِع إِلَّا أَن الذَّات من حَيْثُ هِيَ هِيَ مَعَ قطع النّظر عَن الْقُيُود والاعتبارات حَتَّى عَن قيد الْإِطْلَاق أَيْضا مرتبَة اللاتعين وَالْإِطْلَاق. وَهَذَا هُوَ المُرَاد بقَوْلهمْ الْوَاجِب هُوَ الْوُجُود الْمُطلق أَي الْوُجُود البحت مُطلقًا عَن التَّقْيِيد بالقيود ومنزه عَن الْعرُوض وَالْحَال فِيهَا. لَا بِمَعْنى أَنه الْوُجُود الْكُلِّي الَّذِي لَا وجود لَهُ إِلَّا فِي ضمن الْأَفْرَاد كَمَا هُوَ مَذْهَب الْمَلَاحِدَة. فَالْحَاصِل أَن الْجُزْئِيَّة وَكَذَا جَمِيع الْقُيُود والاعتبارات لَيست عينه وَلَا دَاخِلَة فِيهِ بل هِيَ زَائِدَة عَلَيْهِ وَهُوَ متصف بهَا فِي نفس الْأَمر إِلَّا أَنه لَيْسَ تِلْكَ الصِّفَات والأسماء.
فَإِن قلت الْوُجُود فِي مرتبَة الْإِطْلَاق لَا يحصل إِلَّا فِي الذِّهْن فَهُوَ مُقَيّد لَا محَالة وَلَا أقل من تَقْيِيده بالحصول فِي الذِّهْن فَكيف يكون الْوَاجِب هُوَ الْوُجُود الْمُطلق. وَقد اشْتهر بَين الصُّوفِيَّة أَن كل مَا يعقل وَيتَصَوَّر ويتخيل ويوهم فَالْوَاجِب منزه عَنهُ لِأَنَّهُ لَا اسْم وَلَا رسم هُنَاكَ والكلية والجزئية من أَقسَام الْمَفْهُوم وكل مَا لَا يفهم لَا يكون كليا وَلَا جزئيا لَا محَالة فَلَا يكون الْوَاجِب جزئيا قلت لَيْسَ المُرَاد بِالْمَفْهُومِ الْمَفْهُوم بالكنه بل أَعم من أَن يكون بالكنه أَو بِوَجْه مَا والوجود البحت مَفْهُوم بِوَجْه مَا إِجْمَالا كَيفَ لَا وهم يحكمون عَلَيْهِ بِأَنَّهُ مرتبَة اللاتعين وَالْإِطْلَاق وَلَا يتَصَوَّر الحكم على الشَّيْء من غير تصَوره بِوَجْه مَا وَلَا معنى لتصور الشَّيْء إِلَّا أَن يحصل صُورَة مِنْهُ عِنْد الْعقل لِأَنَّهُ لَا يحصل عينه عِنْد الْعقل. وَالْوَجْه الْمَذْكُور الَّذِي حصل عِنْد الْعقل صُورَة معنوية مَأْخُوذَة مِنْهُ لَا محَالة. وَهَذَا معنى كَونه مفهوما بِوَجْه مَا إِجْمَالا غَايَة الْأَمر أَنه لَيْسَ صُورَة مُطَابقَة لَهُ لِأَنَّهُ مُطلق وَهَذِه الصُّورَة مُقَيّدَة وَلَا يلْزم مِنْهُ أَن لَا يكون مفهوما بِوَجْه مَا لِأَن الْعلم هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل سَوَاء كَانَت مُطَابقَة لَهُ أَو لَا وَلِهَذَا رجح هَذَا التَّعْرِيف على حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل لِأَن الْمُتَبَادر من صُورَة الشَّيْء الصُّورَة الْمُطَابقَة لَهُ - وَمَا قَالُوا إِن كل مَا يعقل فالوجود البحت مُطلق ومنزه عَنهُ فَمَعْنَاه أَن كل مَا يعقل لَيْسَ عينه وَلَا صُورَة مُطَابقَة لَهُ لِأَنَّهُ مُطلق وَهَذِه الصُّورَة مُقَيّدَة وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ بِمَفْهُوم بِوَجْه مَا أصلا - لِأَن هَذِه الصُّورَة الْمقيدَة صَارَت آلَة ومرآة لملاحظة ذَلِك الْمُطلق إِلَّا أَنه لَيست مُطَابقَة لَهُ وَهَذَا معنى كَونه مفهوما بِوَجْه مَا. وَهَذَا كَمَا يُقَال معنى من غير مُسْتَقل لِأَن الْمَحْكُوم عَلَيْهِ فِي هَذَا الحكم مُتَصَوّر بِصُورَة مُسْتَقلَّة وَهُوَ مَدْلُول لفظ معنى من لِأَنَّهُ اسْم وَالِاسْم يدل على معنى مُسْتَقل إِلَّا أَن هَذِه الصُّورَة المستقلة آلَة ومرآة لملاحظة الصُّورَة الْغَيْر المستقلة الَّتِي هِيَ مدلولة كلمة من فَمَعْنَى من حَيْثُ إِنَّه مَدْلُول عَلَيْهِ بِلَفْظ الِاسْم وَهُوَ لفظ معنى من معنى مُسْتَقل يَصح أَن يَقع مَحْكُومًا عَلَيْهِ لِأَن الْمَحْكُوم عَلَيْهِ يجب أَن يكون معنى مُسْتقِلّا. وَمن حَيْثُ إِن هَذِه الصُّورَة المستقلة آلَة ومرآة لملاحظة وَهُوَ الْمَدْلُول عَلَيْهِ بِكَلِمَة من غير مُسْتَقل يَصح أَن يحكم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ غير مُسْتَقلَّة فَلهُ حيثيتان بحيثية الِاسْتِقْلَال صَار مَوْضُوعا وبحيثية عدم الِاسْتِقْلَال ثَبت لَهُ الْمَحْمُول وَهُوَ عدم الِاسْتِقْلَال. وَهَذِه الصُّورَة المستقلة آلَة ومرآة لملاحظة تِلْكَ الصُّورَة الْغَيْر الْمُتَّصِلَة وَغير مُطَابقَة لَهَا فَلَا يلْزم التَّنَاقُض. وَهَذَا التَّحْقِيق مثل مَا مر فِي الْمَجْهُول الْمُطلق والموجبة. وَإِذا ثَبت أَن الْوُجُود الْمُطلق مَفْهُوم بِوَجْه مَا فَهُوَ إِمَّا يمْنَع نفس تصَوره بِوَجْه مَا إِجْمَالا الشّركَة بَين كثيرين أَو لَا وَلَا وَاسِطَة بَين النَّفْي وَالْإِثْبَات فَهُوَ إِمَّا كلي أَو جزئي وَلَا يكون كليا وجزئيا مَعًا لِأَنَّهُ جمع بَين النقيضين. وَلما كَانَ كليته محالا لما مر ثَبت أَنه جزئي حَقِيقِيّ. فَظهر أَن الْوُجُود البحت الَّذِي صَارَت الصُّورَة الْمقيدَة آلَة ومرآة لَهُ عين وَاجِب الْوُجُود ومتعين بتعين هُوَ عينه وَأَن وجود جَمِيع الممكنات أَعنِي مَا بِهِ تحققها هُوَ ذَلِك الْوُجُود الْمُطلق الْمَوْجُود فِي الْخَارِج الْمُتَعَيّن بتعين هُوَ عينه. وَهَذَا معنى وحدة الْوُجُود عِنْد الْمُحَقِّقين يَعْنِي أَن الْوُجُود الْمَوْجُود فِي الْخَارِج وَاحِد بالشخص قَائِم بِذَاتِهِ غير عَارض لشَيْء من الممكنات وَلَا حَالا فِيهِ وَلَا محلا لَهُ. وعَلى هَذَا لَا معنى لوُجُود الْمُمكن إِلَّا أَن لَهُ تعلقا وَنسبَة خَاصَّة مَجْهُولَة الكنه بذلك الْوُجُود الْقَائِم بِذَاتِهِ عَنْهَا ويعبر عَنْهَا بِنِسْبَة القيومية والمعية والمبدئية وإشراق نور الْوُجُود وَلَيْسَت نِسْبَة الْحُلُول وَالْعرُوض والاتصال والاتحاد بل هِيَ أم النّسَب لَيْسَ لَهَا مِثَال مُطَابق فِي الْخَارِج وَإِنَّمَا يمثل بِمَا يمثل من بعض الْوُجُوه تَقْرِيبًا إِلَى فهم الْمُبْتَدِئ وَهُوَ من وَجه تقريب وَمن وَجه تبعيد. وَتلك النِّسْبَة على أنحاء شَتَّى بِحَسب قابلية الممكنات يتَعَذَّر الِاطِّلَاع على هيئاتها.
(درين مشْهد زكويائي مزن دم ... سخن را ختم كن وَالله اعْلَم)

عير

عير: العَيْر: الحمار، أَيّاً كان أَهليّاً أَو وَحْشِيّاً، وقد غلب على

الوَحْشِيْ، والأُنثى عَيْرة. قال أَبو عبيد: ومن أَمثالهم في الرضا

بالحاضر ونِسْيان الغائب قولهم: إِن ذَهَب العَيْرُ فعَيْرٌ في الرِّباط؛

قال: ولأَهل الشام في هذا مثل: عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عشرة. وكان خلفاء

بني أُميّة كلما مات واحد منهم زاد الذي يخلُفه في عطائهم عشرة فكانوا

يقولون هذا عند ذلك. ومن أَمثالهم: فلان أَذَلُّ من العَيُرِ، فبعضهم يجعله

الحمار الأَهلي، وبعضهم يجعله الوتد؛ وقول شمر:

لو كُنْتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّة،

أَو كُنْتَ عَظْماً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيح

أَراد بالعَيْر الحمارَ، وبِكْسرِ القبيح طرف عظم المِرْفق الذي لا لحم

عليه؛ قال: ومنه قولهم فلان أَذلُّ من العَيْر. وجمع العَيْر أَعْيارٌ

وعِيارٌ وعُيورٌ وعُيُورة وعِيَارات، ومَعْيوراء اسم للجمع. قال الأَزهري:

المَعْيُورا الحَمِير، مقصور، وقد يقال المَعْيوراء ممدودة، مثل

المَعْلوجاء والمَشْيُوخاء والمَأْتوناء، يمد ذلك كله ويقصر. وفي الحديث: إِذا

أَرادَ اللهُ بَعْبَدٍ شَرّاً أَمْسَك عليه بذُنوبِه حتى يُوافيه يوم

القيامة كأَنه عَيْر؛ العَيْر: الحمار الوحشي، وقيل: أَراد الجبَل الذي

بالمدينة اسمه عَيْر، شبَّه عِظَم ذنوبه به. وفي حديث عليّ: لأَنْ أَمْسْح على

ظَهْر عَيْر بالفلاة أَي حمارِ وحْشٍ؛ فأَما قول الشاعر:

أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغلْظةً،

وفي الحَرْب أَشباهَ النّساء العَوارك؟

فإِنه لم يجعلهم أَعْياراً على الحقيقة لأَنه إِنما يخاطب قوماً، والقوم

لا يكونون أَعياراً وإِنما شبّههم بها في الجفاء والغلظة، ونصبه على

معنى أَتَلَوّنون وتَنَقّلون مرة كذا ومرة كذا؟ وأَما قول سيبويه: لو

مَثَّلْت الأَعْيار في البدل من اللفظ بالفعل لقلت: أَتَعَيَّرون إِذا أَوضحت

معناه، فليس من كلام العرب، إِنما أَراد أَن يصوغُ فعلاً أَي بناءَ

كَيْفِيَّة البدل من اللفظ بالفعل، وقوله لأَنك إِنما تُجْرِيه مُجْرى ما له

فعل من لفظه، يُدلّك على أَن قوله تَعَيّرون ليس من كلام العرب. والعَيرُ

العظم الناتئ وسط الكف

(* قوله: «وسط الكف» كذا في الأَصل، ولعله الكتف.

وقوله: معيرة ومعيرة على الأَصل، هما بهذا الضبط في الأَصل وانظره مع

قوله على الأَصل فلعل الأَخيرة ومعيرة بفتح الميم وكسر العين). والجمع

أَعْيارٌ. وكَتِفٌ مُعَيَّرة ومُعْيَرة على الأَصل: ذات عَيْر. وعَيْر النصل:

الناتئ في وسطه؛ قال الراعي:

فصادَفَ سَهْمُه أَحْجارَ قُفٍّ،

كَسَرْن العَيْرَ منه والغِرارا

وقيل: عَيْرُ النَّصل وسطه. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو عمرو: نصل

مُعْيَر فيه عَيْر. والعَيْر من أُذن الإِنسان والفرسِ ما تحت الفَرْع من باطنه

كعَيْر السهم، وقيل: العَيْرانِ مَتْنا أُذُنَى الفرس. وفي حديث أَبي

هريرة: إِذا تَوضَّأْتَ فأَمِرَّ على عِيَار الأُذُنين الماء؛ العِيارُ جمع

عَيْرٍ، وهو الناتئ المرتفع من الأَذن. وكل عظم ناتئ من البدن:

عَيْرٌ. وعَير القدم: الناتئ في ظهرها. وعَيرُ الوَرقة: الخط الناتئ في وسطها

كأَنه جُدَيِّر. وعَيرُ الصخرة: حرفٌ ناتئ فيها خلقة، وقيل: كل ناتئ

في وسط مستو عَيرٌ. وعَيْرُ الأُذن: الوتد الذي في باطنها. والعَيْر:

ماقيء العين؛ عن ثعلب، وقيل: العَيْر إِنسانُ العين، وقيل لَحْظُها؛ قال

تأَبَّطَ شَرّاً:

ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْد وَهْنٍ،

بدارٍ ما أُرِيدُ بها مُقاما

سوى تَحْلِيل راحِلة وعَيْرٍ،

أُكالِئُه مَخافةَ أَن يَناما

وفي المثل: جاءَ قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى أَي قبل لحظة العين. قال أَبو

طالب: العَيْر المِثال الذي في الحدقة يسمى اللُّعْبة؛ قال: والذي جرى

الطَّرْفُ، وجَرْيُه حركته؛ والمعنى: قبل أَن يَطْرِف الإِنسانُ، وقيل:

عَيْرُ العين جَفْنُها. قال الجوهري: يقال فعلت قبل عِيْرٍ وما جرى. قال

أَبو عبيدة: ولا يقال أَفعل؛ وقول الشماخ:

أَعَدْوَ القِبِصَّى قبل عَيْرٍ وما جَرى،

ولم تَدْرِ ما خُبْرِي، ولم أَدْرِ ما لَها؟

فسره ثعلب فقال: معناه قبل أَن أَنظر إِليك، ولا يُتَكلّم بشيء من ذلك

في النفي. والقِبِصَّى والقِمِصَّى: ضَرْبٌ من العَدْو فيه نَزْوٌ. وقال

اللحياني: العَيْرُ هنا الحمار الوحشي، ومن قال: قبل عائرٍ وما جرى، عنى

السهم. والعَير: الوَتد. والعَيْر: الجَبلُ، وقد غلب على جبل بالمدينة.

والَعيْر: السيّد والمَلِك. وعَيْرُ القوم: سيّدُهم؛ وقوله:

زعَمُوا أَنّ كلَّ مَن ضَرَبَ العَيْـ

ـر مَوالٍ لنا، وأَنَّى الوَلاءُ؟

(* في معلقة الحرث بن حِلْزة: «مُوال لنا ـــــ وأَنّا الوَلاء» ولا

يمكن إِصلاح هذا البيت على ما هو عليه في المعلقة لأَن له شرحاً يناسب

روايته هنا لاحقاً).

قيل: معناه كلُّ مَن ضرب بِجفنٍ على عَيْرٍ، وقيل: يعني الوتد، أَي من

ضرب وتِداً من أَهل العَمَد، وقيل: يعني إِياداً لأَنهم أَصحاب حَمِير،

وقيل: يعني جبلاً، ومنهم من خص فقال: جبلاً بالحجاز، وأَدخل عليه اللام

كأَنه جعله من أَجْبُلٍ كلُّ واحد منها عَيْر، وجعل اللام زائدة على

قوله:ولقد نَهَيْتُك عن بناتِ الأَوْبَرِ

إِنما أَراد بنات أَوبر فقال: كل من ضربه أَي ضرب فيه وتداً أَو نزله،

وقيل: يعني المُنْذِر بن ماء السماء لِسيادتهِ، ويروي الوِلاء، بالكسر،

حكى الأَزهري عن أَبي عمرو بن العلاء، قال: مات مَنْ كان يحسن تفسير بيت

الحرث بن حلزة: زعموا أَن كلَّ مَنْ ضَرَب العَيْر (البيت).

قال أَبو عمر: العَيْر هو الناتئ في بُؤْبُؤِ العين، ومعناه أَن كل من

انْتَبَه من نَوْمِه حتى يدور عَيْرُه جَنى جناية فهو مَوْلًى لنا؛

يقولونه ظلماً وتجَنّياً؛ قال: ومنه قولهم: أَتيتك قبل عَيْرٍ وما جَرى أَي

قبل أَن ينتبه نائم. وقال أَحمد بن يحيى في قوله: وما جرى، أَرادوا

وجَرُيه، أَرادوا المصدر. ويقال: ما أَدري أَيّ مَن ضرب العَيْر هو، أَي أَيّ

الناس هو؛ حكاه يعقوب. والعَيْرانِ: المَتْنانِ يكتنفان جانبي الصُّلْب.

والعَيْرُ: الطَّبْل.

وعارَ الفرسُ والكلبُ يَعِير عِياراً: ذهب كأَنه مُنْفَلت من صاحبه

يتردد ومن أَمثالهم: كَلْبٌ عائرٌ خيرٌ مِن كَلْبٍ رابِضٍ؛ فالعائرُ المتردد،

وبه سمي العَيْرُ لأَنه يَعِير فيتردّد في الفلاة. وعارَ الفرسُ إِذا

ذهب على وجهه وتباعد عن صاحبه. وعارَ الرجلُ في القوم يضربُهم: مثل عاث.

الأَزهري: فرسٌ عَيّارٌ إِذا عاثَ، وهو الذي يكون نافراً ذاهباً في الأَرض.

وفرس عَيّار بأَوصالٍ أَي بَعِير ههنا وههنا من نشاطه. وفرس عَيّار إِذا

نَشِط فرَكِبَ جانباً ثم عدل إِلى جانب آخر من نشاطه؛ وأَنشد أَبو عبيد:

ولقد رأَيتُ فوارِساً مِن قَوْمِنا،

غَنَظطُوك غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ

قال ابن الأَعرابي في مثل العرب: غَنَظُوه غَنْظَ جرادة العيّار؛ قال:

العَيّار رجل، وجرادة فرس؛ قال: وغيره يخالفه ويزعم أَن جرادة العيّار

جَرادةٌ وُضِعَت بين ضِرْسيه فأَفْلَتت، وقيل: أَراد بجرادة العَيَّار جرادة

وضعها في فيه فأَفْلَتت من فيه، قال: وغَنَظَه وركَظَعه يَكِظُه

وَكْظاً، وهي المُواكَظَة والمُواظبة، كل ذلك إِذا لازمه وغمَّه بشدة تَقاضٍ

وخُصومة؛ وقال:

لو يُوزَنون عِياراً أَو مُكايَلةً،

مالُوا بسَلْمَى، ولم يَعْدِلهْمُ أَحَدُ

وقصيدة عاثرة: سائرة، والفعل كالفعل،د والاسم العِيَارة. وفي الحديث:

أَنه كان يمُرّ بالتمرة العاثِرةِ فما يَمْنعُه من أَخذها إِلاَّ مَخافةُ

أَن تكون من الصدقة؛ العائرة: الساقطة لا يُعْرَف لها مالك، من عارَ

الفرسُ إِذا انطلق من مرْبطه مارّاً على وجهه؛ ومنه الحديث: مَثقَلُ المُنافِق

مَثَلُ الشاةِ العائرة بين غَنَمْينِ أَي المتردّدة بين قَطِيعين لا

تَدْري أَيّهما تَتْبَع. وفي حديث ابن عمر في الكلب الذي دخل حائِطَه: إِنما

هو عائرٌ؛ وحديثه الآخر: أَنَّ فرساً له عارَ أَي أَفْلَت وذهب على

وجهه. ورجل عَيّار: كثير المجيء والذهاب في الأَرض، وربما سمي الأَسد بذلك

لتردده ومجيئه وذهابه في طلب الصيد: قال أَوس بن حجر:

لَيْثٌ عليه من البَرْدِيّ هِبْرِية،

كالمَزبَرانيّ، عَيَّارٌ بأَوْصالِ

(* قوله: «كالمزبراني إلخ» قال الجوهري في مادة رزب ما نصه: ورواه

المفضل كالمزبراني عيار بأوصال، ذهب إِلى زبرة الأسد فقال له الأَصمعي: يا

عجباه الشيء يشبه بنفسه وإِنما هو المرزباني ا هـ. وفي القاموس والمرزبة

كمرحلة رياسة الفرس وهو مرزبانهم بضم الزاي).

أَي يذهب بها ويجيء؛ قال ابن بري: من رواه عيّار، بالراء، فمعناه أَنه

يذهب بأَوْصال الرِّجال إِلى أَجَمَته، ومنه قولهم ما أَدري أَي الجراد

عارَِه، ويروى عَيَّال، وسنذكره في موضعه؛ وأَنشد الجوهري:

لَمّا رأَيتُ أَبَا عمرو رَزَمْتُ له

مِنِّي، كما رَزَمَ العَيَّارُ في الغُرُفِ

جمع غَرِيف وهو الغابة. قال: وحكى الفراء رجل عَيَّار إِذا كان كثير

التَّطْواف والحركة ذكِيّاً؛ وفرس عَيَّار وعيّال؛ والعَيْرانة من الإِبل:

الناجية في نشاطه، من ذلك، وقيل: شبّهت بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها، وليس

ذلك بقوي؛ وفي قصيد كعب:

عَيْرانة قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ

هي الناقة الصلبة تَشْبيهاً بِعَيْر الوحش، والأَلف والنون زائدتان. ابن

الأَعرابي: العَيِّرُ الفرس النشيط. قال: والعرب تمدح بالعَيَّار

وتَذُمّ به، يقال: غلام عَيّار نَشِيط في المعاصي، وغلام عَيّار نشيط في طاعة

الله تعالى. قال الأَزهري: والعَيْر جمع عائِر وهو النشيط، وهو مدح

وذدمٌّ.عاورَ البَعِيرُ عَيَراناً إِذا كان في شَوْل فتركها وانطلق نحوَ

أُخْرَى يريد القَرْع،. والعائِرةُ التي تخرج من الإِبل إِلى أُخْرَى ليضربها

الفحل. وعارَ الأَرض يَعِير أَي ذهب، وعارَ الرجلُ في القوم يضربهم بالسيف

عَيَراناً: ذهب وجاء؛ ولم يقيده الأَزهري بضرب ولا بسيف بل قال: عارَ

الرجلُ يَعِير عَيَراناً، وهو تردّدهُ في ذهابه ومجيئه؛ ومنه قيل: كلْبٌ

عائِرٌ وعَيّار، وهو من ذوات الياء، وأَعطاه من المال عائرةَ عينين أَي ما

يذهب فيه البصر مرة هنا ومرة هنا، وقد تقدم في عور أَيضاً.

وعيرانُ الجراد وعَوائِرهُ: أَوائلُِ الذاهبة المفْترقة في قلة. ويقال:

ما أَدري أَيّ الجراد عارَه أَي ذهب به وأَتْلَفه، لا آتَي له في قول

الأَكثر،

(* هكذا في الأصل). وقيل:

يَعِيره ويَعُوره؛ وقول مالك بن زغبة:

إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح، أَتَتْهُمُ

عوائرُ نَبْلٍ، كالجرادِ نُطِيرُها

عنى به الذاهبة المتفرقة؛ وأَصله في الجراد فاستعاره قال المؤرج: ومن

أَمثالهم؛ عَيْرٌ عارَه وَتِدُه؛ عارَه أَي أَهلكه كما يقال لا أَدري أَيّ

الجراد عارَه. وعِرْث ثوبه: ذهبت به. وعَيَّر الدينارَ: وازَنَ به آخر.

وعَيَّر الميزان والمكيال وعاوَرَهما وعايَرَهُما وعايَرَ بينهما

مُعايَرَة وعِياراً: قدَّرَهما ونظر ما بينهما؛ ذكر ذلك أَبو الجراح في باب ما

خالفت العامة فيه لغة العرب. ويقال: فلان يُعايرُ فلاناً ويُكايلُه أَي

يُسامِيه ويُفاخِره. وقال أَبو زيد: يقال هما يتعايبانِ ويَتَعايَران،

فالتعايُرُ التسابّ، والتَعايُب دون التَّعايُرِ إِذا عاب بعضهم بعضاً.

والمِعْيار من المكاييل: ما عُيِّر. قال الليث: العِيَار ما عايَرْت به

المكاييل، فالعِيَار صحيح تامٌّ وافٍ، تقول: عايَرْت به أَي سَوَّيْتُه،

وهو العِيَار والمِعْيار. يقال: عايِرُوا ما بين مكاييلكم ومَوازِينكم،

وهو فاعِلُوا من العِيَار، ولا تقل: عَيِّروا.

وعَيَّرْتُ الدنانير: وهو أَن تُلْقِي ديناراً ديناراً فتُوازِنَ به

ديناراً ديناراً، وكذلك عَيَّرْت تْعْييراً إِذا وَزَنْت واحداً واحداً،

يقال هذا في الكيل والوزن. قال الأَزهري: فرق الليث بين عايَرْت وعَيَّرْت،

فجعل عايَرْت في المكيال وعَيَّرْت في الميزان؛ قال: والصواب ما ذكرناه

في عايَرْت وعَيَّرت فلا يكون عَيَّرْت إِلاَّ من العار والتَّعْيِير؛

وأَنشد الباهلي قول الراجز:

وإِن أَعارَت حافراً مُعارا

وَأْباً، حَمَتْ نُسوُرَهُ الأَوْقارا

وقال: ومعنى أَعارَت رفعت وحوّلت، قال: ومنه إِعارةُ الثياب والأَدوات.

واستعار فلانٌ سَهْماً من كِنانته: رفعه وحوَّله منها إِلى يده؛ وأَنشد

قوله:

هتَّافة تَحْفِض مَن يُدِيرُها،

وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها،

شَهْباءُ تَروي الرِّيشَ مِن بَصِيرها

شهباء: مُعْبَلة، والهاء في مُسْتَعِيرها لها. والبَصِيرة: طريقة الدّم.

والعِيرُ، مؤنثة: القافلة، وقيل: العِيرُ الإِبل التي تحمل المِيرَة، لا

واحد لها من لفظها. وفي التنزيل: ولَمَّا فَصَلت العِيرُ؛ وروى سلمة عن

الفراء أَنه أَنشده قول ابن حلِّزة:

زعموا أَنَّ كلّ مَن ضَرَبَ العِير

بكسر العين. قال: والعِيرُ الإِبل، أَي كلُّ من رَكِب الإِبل مَوالِ لنا

أَي العربُ كلهم موالٍ لنا من أَسفل لأَنا أَسَرْنا فيهم قلَنا نِعَمٌ

عليهم؛ قال ابن سيده: وهذا قول ثعلب، والجمع عِيَرات، قال سيبويه: جمعوه

بالأَلف والتاء لمكان التأْنيث وحركوا الياء لمكان الجمع بالتاء وكونه

اسماً فأَجمعوا على لغة هذيل لأَنهم يقولون جَوَزات وبَيّضات. قال: وقد قال

بعضهم عِيرات، بالإِسكان، ولم يُكَسَّر على البناء الذي يُكَسَّر عليه

مثله، جعلوا التاء عوضاً من ذلك، كما فعلوا ذلك في أَشياء كثيرة لأَنهم مما

يستغنون بالأَلف والتاء عن التكسير، وبعكس ذلك، وقال أَبو الهيثم في

قوله: ولما فَصَلَت العِيرُ كانت حُمُراً، قال: وقول من قال العِيرُ الإِبلُ

خاصّة باطلٌ. العِيرُ: كلُّ ما امْتِيرَ عليه من الإِبل والحَمِير

والبغال، فهو عِيرٌ؛ قال: وأَنشدني نُصَير لأَبي عمرو السعدي في صفة حَمِير

سماها عِبراً:

أَهكذا لا ثَلَّةٌ ولا لَبَنْ؟

ولا يُزَكِّين إِذا الدَّيْنُ اطْمَأَنّْ،

مُفَلْطَحات الرَّوْثِ يأْكُلْن الدِّمَنْ،

لا بدّ أَن يَخْترْن مِنِّي بين أَنْ

يُسَقْنَ عِيراً، أَو يُبَعْنَ بالثَّمَنْ

قال: وقال نصيرٌ الإِبل لا تكون عِيراً حتى يُمْتارَ عليها. وحكى

الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: العيرُ من الإِبل ما كان عليه حملُه أَو لم

يكن. وفي حديث عثمان: أَنه كان يشتري العِيرَ حُكْرة، ثم يقول: من

يُرْبِحُني عُقْلَها؟ العِيرُ: الإِبل بأَحْمالها. فِعْلٌ من عارَ يَعير إِذا سار،

وقيل: هي قافلة الحَمِير، وكثرت حتى سميت بها كل قافلة، فكل قافلة عِيرٌ

كأَنها جمع عَيْر، وكان قياسها أَن يكون فُعْلاً، بالضم، كسُقْف في

سَقْف إِلاَّ أَنه حوفظ على الياء بالكسرة نحو عِين. وفي الحديث: أَنهم كانوا

يترصّدون عِيَرات قُرَيْش؛ هو جمع عِير، يريد إِبلهم ودوابهم التي كانوا

يتاجرون عليها. وفي حديث ابن عباس: أَجاز لها العْيَرات؛ هي جمع عِيرٍ

أَيضاً؛ قال سيبويه: اجتمعوا فيها على لغة هذيل، يعني تحريك الياء،

والقياس التسكين؛ وقول أَبي النجم:

وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها،

من حَسَكِ التَّلْع ومن خافورها

إِنما استعاره للنمل، وأَصله فيما تقدم.

وفلان عُيَيْرُ وَحْدِه إِذا انفرد بأَمره، وهو في الذمِّ، كقولك:

نَسِيج وحده، في المدح. وقال ثعلب: عُيَيْرُ وَحْدِه أَي يأْكل وحده. قال

الأَزهري: فلانٌ عُيَيْرُ وحده وجُحَيْش وَحْدِه. وهما اللذان لا يُشاوِران

الناس ولا يخالطانهم وفيهما مع ذلك مهانة وضعف. وقال الجوهري: فلان

عُيَيْرُ وَحْدِه وهو المعجب برأْيه، وإِن شئت كسرت أَوله مثل شُيَيْخٍ

وشِيَيْخٍ، ولا تقل: عُوَير ولا شُوَيخ.

والعارُ: السُّبّة والعيب، وقيل: هو كل شيء يلزم به سُبّة أَو عيب،

والجمع أَعْيارٌ. ويقال: فلان ظاهرُ الأَعْيارِ أَي ظاهر العيوب؛ قال

الراعي:ونَبَتَّ شَرَّ بَني تميم مَنْصِباً،

دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ الأَعْيارِ

كأَنه مما يُعَيَّر به، والفعل منه التَّعْيير، ومن هذا قيل: هم

يَتَعَيَّرون من جيرانِهم الماعونَ والأَمتعة؛ قال الأَزهري: وكلام العرب

يَتَعَوَّرون، بالواو، وقد عيّره الأَمرَ؛ قال النابغة:

وعَيَّرَتْني بنو ذُبْيانَ خَشيَتَه،

وهل عليّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عار؟

وتعايرَ القومُ: عَيَّر بعضُهم بعضاً، والعامة تقول: عيّره بكذا.

والمَعايرُ: المعايب؛ يقال: عارَه إِذا عابَه؛ قالت ليلى الأَخيلية:

لعَمْرُك ما بالموت عارٌ على امرئٍ،

إِذا لم تُصِبْه في الحياة المَعايرُ

وتعايرَ القومُ: تعايَبُوا. والعارِيَّة: المَنيحة، ذهب بعضهم إِلى

أَنها مِن العارِ، وهو قُوَيل ضعيف، وإِنما غرّهم منه قولهم يَتَعَيَّرون

العَواريِّ، وليس على وضعه إِنما هي مُعاقبة من الواو إِلى الياء. وقال

الليث: سميت العاريّة عاريَّةً لأَنها عارٌ على من طلبها. وفي الحديث: أَن

امرأَة مخزومية كانت تَسْتَعِير المتاعَ وتَجْحَده فأَمر بها فقُطعَت

يدُها؛ الاستعارةُ من العاريّة، وهي معروفة. قال ابن الأَثير: وذهب عامة أَهل

العلم إِلى أَن المُسْتَعِير إِذا جحد العاريَّة لا يُقْطَع لأَنه جاحد

خائن، وليس بسارق، والخائن والجاحد لا قطع عليه نصّاً وإِجماعاً. وذهب

إِسحق إِلى القول بظاهر هذا الحديث، وقال أَحمد: لا أَعلم شيئاً يدفعه؛ قال

الخطابي: وهو حديث مختصرُ اللفظ والسياقِ وإِنما قُطِعَت المخزومية

لأَنها سَرَقت، وذلك بََيِّنٌ في رواية عائشة لهذا الحديث؛ ورواه مسعود بن

الأَسود فذكر أَنها سرقت قَطِيفة من بيت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

وإِنما ذكرت الاستعارة والجحد في هذه القصة تعريفاً لها بخاصّ صفتها إِذ

كانت الاستعارة والجحد معروفة بها ومن عادتها، كما عُرِّفت بأَنها

مخزوميَّة، إِلاَّ أَنها لما استمر بها هذا الصنيع ترقَّت إِلى السرقة، واجترأَت

عليها، فأَمر بها فقطعت. والمُسْتَعِير: السَّمِين من الخيل. والمُعارُ:

المُسَمَّن. يقال: أَعَرْت الفرس أَسْمنْتُه؛ قال:

أَعِيرُوا خَيْلَكم ثم ارْكُضوها،

أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ

ومنهم من قال: المُعار المنتوف الذنب، وقال قوم: المُعار المُضَمَّر

المُقَدَّح، وقيل: المُضَمَّر المُعار لأَن طريقة متنه نتأَت فصار لها عيرٌ

ناتئ، وقال ابن الأَعرابي وحده: هو من العاريَّة، وذكره ابن بري أَيضاً

وقال: لأَن المُعارَ يُهان بالابتذال ولا يُشْفَق عليه شفقة صاحبه؛ وقيل

في قوله :

أَعيروا خيلكم ثم اركبوها

إِن معنى أَعيروها أَي ضَمِّروها بترديدها، من عارَ يَعير، إِذا ذهب

وجاء. وقد روي المِعار، بكسر الميم، والناس رَوَوْه المُعار؛ قال: والمِعارُ

الذي يَحِيد عن الطريق براكبه كما يقال حادَ عن الطريق؛ قال الأَزهري:

مِفْعَل من عارَ يَعِير كأَنه في الأَصل مِعْيَر، فقيل مِعار. قال

الجوهري: وعارَ الفَرَسُ أَي انفَلَت وذهب ههنا وههنا من المَرَح، وأَعارَه

صاحبُه، فهو مُعَار؛ ومنه قول الطِّرمَّاح:

وجَدْنا في كتاب بني تميمٍ:

أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ

قال: والناسُ يَرَوْنه المُعار من العارِيَّة، وهو خَطَأ؛ قال ابن بري:

وهذا البيت يُروى لِبشْر بن أَبي خازِم.

وعَيْرُ السَّراة: طائر كهيئة الحمامة قصير الرجلين مُسَرْوَلُهما أَصفر

الرِّجلين والمِنقار أَكحل العينين صافي اللَّوْن إِلى الخُضْرة أَصفر

البطن وما تحت جناحيه وباطن ذنبه كأَنه بُرْدٌ وشِّيَ، ويُجمَع عُيُورَ

السَّراةِ، والسَّراةُ موضع بناحية الطائف، ويزعمون أَن هذا الطائر يأْكل

ثلثمائة تِينةٍ من حين تطلعُ من الوَرقِ صِغاراً وكذلك العِنَب.

والعَيْرُ: اسم رجُل كان له وادٍ مُخْصِب، وقيل:

هو اسم موضع خَصيب غيَّره الدهرُ فأَقفر، فكانت العرب تستوحشه وتضرب به

المَثَل في البلَد الوَحْش، وقيل: هو اسم وادٍ؛ قال امرؤ القيس:

ووادٍ، كجَوْف العَيْرِ، قَفْرٍ مَضِلَّةٍ،

قطعتُ بِسَامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حَسَّانِ

قال الأَزهري: قوله كجَوْف العَيرِ، أَي كوادي العَيرِ وكلُّ وادٍ عند

العرب: جوفٌ. ويقال للموضع الذي لا خيرَ فيه: هو كجوف عَيرٍ لأَنه لا شيء

في جَوْفه يُنتفع به؛ ويقال: أَصله قولهم أَخلى من جَوْف حِمار. وفي حديث

أَبي سفيان: قال رجل: أُغْتال محمداً ثم آخُذُ في عَيْرٍ عَدْوي أَي

أَمْضي فيه وأَجعلُه طريقي وأَهْرب؛ حكى ذلك ابن الأَثير عن أَبي موسى.

وعَيْرٌ: اسم جَبلَ؛ قال الراعي:

بِأَعْلام موَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَعُزَّبٍ،

مَغَانِيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ ما هِيَا

وفي الحديث: أَنه حَرَّم ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ؛ هما جبلان، وقال

ابن الأَثير: جبلان بالمدينة، وقيل: ثَوْرٌ بمكة؛ قال: ولعلّ الحديث ما بين

عَيْرٍ إِلى أُحُد، وقيل: بمكة أَيضاً جبل يقال له عَيْرٌ.

وابْنَةُ مِعْيَرٍ الداهية. وبنَاتُ مِعْيَرٍ: الدواهي؛ يقال: لقيت منه

ابْنَةَ مِعْيَرٍ؛ يُريدون الداهية والشدّة.

وتِعَارٌ، بكسر التاء: اسم جبَل؛ قال بِشْر يصف ظُعْناً ارتحلن من

منازلهن فشبّههنَّ في هَوَادِجِهِن بالظِّباء في أَكْنِسَتِها:

وليل ما أَتَيْنَ عَلى أَرُومٍ

وَشابَة، عن شمائِلها تِعارُ

كأَنَّ ظِباءَ أَسْنِمَة عليها

كَوانِس، قالِصاً عنها المَغَارُ

المَغارُ: أَماكن الظِّباء، وهي كُنُسها. وشابَة وتِعار: جبَلان في

بِلاد قيس. وأَرُوم وشابة: موضعان.

عير: {العير}: الإبل تحمل الميرة.
ع ي ر

يقال للموضع الذي لا خير فيه: " هو كجوف العير " وهو الحمار لأنه ليس في جوفه ما ينتفع به. وقيل: رجل خرّب الله واديه. قال:

لقد كان جوف العير للعين منظراً ... أنيقاً وفيه للمجاور منفس

وقد كان ذا نخلٍ وزرع وجامل ... فأمسى وما فيه لباغٍ معرّس

وفلان نسيج وحده، وعيير وحده. و" فعل ذلك قبل عيرٍ وما جرى " أي قبل عيرٍ وجريه: يراد السرعة. وقيل: العير: إنسان العين أي قبل لحظةٍ. وسهم عائر: غرب. وفرس عائر وعيّار. وقصيدة عائرة: سائرة، وما قالت العرب بيتاً أعير منه. وهمّة عائرة. وتعاير القوم: تعايبوا. ويقال: إن الله يغيّر، ولا يعيّر. وعاير المكاييل والموازين: قايسها.
عير
العِيرُ: القوم الذين معهم أحمال الميرة، وذلك اسم للرّجال والجمال الحاملة للميرة، وإن كان قد يستعمل في كلّ واحد من دون الآخر. قال تعالى: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ [يوسف/ 94] ، أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ [يوسف/ 70] ، وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها [يوسف/ 82] ، والْعَيْرُ يقال للحمار الوحشيّ، وللنّاشز على ظهر القدم، ولإنسان العين، ولما تحت غضروف الأذن، ولما يعلو الماء من الغثاء، وللوتد، ولحرف النّصل في وسطه، فإن يكن استعماله في كلّ ذلك صحيحا ففي مناسبة بعضها لبعض منه تعسّف. والْعِيَارُ:
تقدير المكيال والميزان، ومنه قيل: عَيَّرْتُ الدّنانير، وعَيَّرْتُهُ: ذممته، من العَارِ، وقولهم:
تَعَايَرَ بنو فلان، قيل: معناه تذاكروا العَارَ. وقيل:
تعاطوا الْعِيَارَةَ، أي: فِعْلَ العَيْرِ في الانفلات والتّخلية، ومنه: عَارَتِ الدّابّة تَعِيرُ إذا انفلتت، وقيل: فلان عَيَّارٌ.

عير


عَارَ (ي)(n. ac. عَيْر)
a. Roamed, roved, wandered about.
b. Became widely-known (poem).
c. Went away with.
d. see II (a)
عَيَّرَa. Reproached, upbraided; insulted, affronted.
b. Weighed, tested, gauged, verified ( money
&c. ).
c. Became slimy (water).
عَاْيَرَa. see II (a) (b).
c. [Bain], Compared; made equal.
أَعْيَرَa. Allowed to rove, to roam.
b. Fattened.

تَعَاْيَرَa. Reproached, upbraided, reviled, insulted each
other.

عَيْر (pl.
عِيَاْر
عُيُوْر
عُيُوْرَة
أَعْيَاْر
38)
a. Ass, wild ass.
b. Chief, lord.
c. Pupil of the eye; eyelid.
d. Projection, ridge, protuberance, prominence.
e. Spine.
f. Peg.

عَارa. Shame, ignominy, opprobrium, disgrace.

عِيْر (pl.
عِيَْرَات)
a. Caravan; train, file of beasts.

عَائِر []
a. Wandering, roving, roaming; chance;
stray (arrow).
b. Celebrated, famous (poem).
عِيَارa. Standard weight or measure; gauge; stamp.

عِيَارَة []
a. Celebrity ( of a poem ).
عَيَّار []
a. Rover; vagabond; adventurer, sharper.

مَعَائِر []
a. Faults, defects.

مِعْيَار [] (pl.
مَعَاْيِيْرُ)
a. see 23
هُوَ كَجَوْف عَيْر
a. There is not much good in him.

إِبْنَة مِعْيَر
a. Calamity; hardship.

عَيْر السَّرَاة
a. A kind of pigeon.
(عير) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَالْعِيرَ الَّتيِ أَقْبَلْنَا فِيهَا}
قيل: إنها جَمْع عَائِر؛ وهو الذي يَتَصَرَّف حَيثُ يَشَاء للمِيرَة وغَيرها. وجَمعْ العِير عِيراتٌ.
- وفي الحَديثِ: "أَنَّهم كانوا يتَرصَّدون عِيرات قُرَيشٍ"
- وفي الحَديثِ: "أَنَّ فرسًا لابنِ عُمَر - رضي الله عنهما - عَارَ"
: أي أَفْلَت وذَهَبَ على وَجْهِه. ومنه: العَيَّارُ للخَليع البَطَّال. - في حديث أَبِي سُفْيانَ: "قال رَجُلٌ: أَغْتالُ مُحمّدًا، ثم آخُذُ في عَيْر عَدْوى"
وهو اسْمُ جَبَل بمكَّة: أي أمضي فيه، وأَجعلُه طَرِيقي وأَهْرُب.
- في الحديث : "إذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ شَرًّا أَمسَك عليه بذُنُوبِه، حتى يُوافِيَه يَومَ القِيَامَة، كأَنَّه عَيْر"
قال أبو نُعَيْم الحَافِظ: عَيْرٌ: جَبَلٌ بالمَدِينة، شَبَّه عِظَمَ ذُنُوبِه وكَثْرَتِها به. وقال غَيرُه: هو الحِمارُ الوَحْشيّ.
- في حديث عُثْمان: "كان يَشْتَرِي العِيرَ حُكْرَة"
وهي الإِبِل بأَحْمالِها، من عَارَ يَعِير؛ إذا سَارَ. وقيل: هي قَافِلةُ الحَمِير، ثم كَثُرت حتى سُمِّيت بها كُلُّ قافِلَة كأَنَّها جمع عَيْر، وقِياسُها. فُعْل، كَسُقْف ولُدْن في جَمْع سَقْف ولَدْن، إلا أَنَّه حُوفِظَ على اليَاءِ بالكَسْرة نَحْو بِيْض وعِيْن.
- في حَديثِ ابنِ عَبَّاسٍ: "أَجازَ لها العِيَرات"
وهي جَمْع عِيرٍ. قال سِيبَويْه: اجتَمَعُوا فيها على لغة هُذَيْل. يَعنِي تَحرِيكَ الياء، والقِياسُ التَّسْكِين بَيَضات وعِيرَات. 
ع ي ر : عَارَ الْفَرَسُ يَعِيرُ مِنْ بَابِ سَارَ عِيَارًا أَفْلَتَ وَذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ وَالْعَارُ كُلُّ شَيْءِ يَلْزَمُ مِنْهُ عَيْبٌ أَوْ سَبٌّ وَعَيَّرْتُهُ كَذَا وَعَيَّرْتُهُ بِهِ قَبَّحْتُهُ عَلَيْهِ وَنَسَبْتُهُ إلَيْهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ قَالَ السُّيُوطِيّ فِي شَرْحِ الْحَمَاسَةِ وَالْمُخْتَارُ أَنْ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ قَالَ الشَّاعِرُ
أَعَيَّرْتَنَا أَلْبَانَهَا وَلُحُومَهَا ... وَذَلِكَ عَارٌ يَا ابْنَ رَيْطَةَ ظَاهِرُ
يَقُولُ عَيَّرْتَنَا كَثْرَةَ الْإِبِلِ وَاللَّبَنِ وَلَيْسَ ذَلِكَ لِلتِّجَارَةِ بَلْ لِلضُّيُوفِ وَذَلِكَ عَارٌ لَا يُسْتَحْيَا مِنْهُ وَعَيَّرْتُ الدَّنَانِيرَ تَعْيِيرًا امْتَحَنْتُهَا لِمَعْرِفَةِ أَوْزَانِهَا.

وَعَايَرْتُ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ مُعَايَرَةً وَعِيَارًا امْتَحَنْتُهُ بِغَيْرِهِ لِمَعْرِفَةِ صِحَّتِهِ وَعِيَارُ الشَّيْءِ مَا جُعِلَ نِظَامًا لَهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الصَّوَابُ عَايَرْتُ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ وَلَا يُقَالُ عَيَّرْتُ إلَّا مِنْ الْعَارِ هَكَذَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ عَايَرْتُ بَيْنَ الْمِكْيَالَيْنِ امْتَحَنْتُهُمَا لِمَعْرِفَةِ تُسَاوِيهِمَا وَلَا تَقُلْ عَيَّرْتُ الْمِيزَانَيْنِ وَإِنَّمَا يُقَالُ عَيَّرْتُهُ بِذَنْبِهِ.

وَالْعَيْرُ بِالْفَتْحِ الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ وَالْأَهْلِيُّ أَيْضًا وَالْجَمْعُ أَعْيَارٌ مِثْلُ ثَوْبٍ
وَأَثْوَابٍ وَعُيُورَةٌ أَيْضًا وَالْأُنْثَى عَيْرَةٌ.

وَعَيْرٌ جَبَلٌ بِمَكَّةَ وَنُقِلَ حَدِيثٌ أَنَّهُ حَرَّمَ الْمَدِينَةَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إلَى ثَوْرٍ وَتَقَدَّمَ فِي ثَوْرٍ.

وَالْعِيرُ بِالْكَسْرِ الْإِبِلُ تَحْمِلُ الْمِيرَةَ ثُمَّ غَلَبَ عَلَى كُلِّ قَافِلَةٍ.

وَسَهْمٌ عَائِرٌ لَا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ.

وَرَجُلٌ عَيَّارٌ كَثِيرُ الْحَرَكَةِ كَثِيرُ التَّطْوَافِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْعَيَّارُ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي يُخَلِّي نَفْسَهُ وَهَوَاهَا لَا يَرُوعُهَا وَلَا يَزْجُرُهَا. 
[عير] نه: فيه: إنه كان يمر بالتمرة "العائرة"، هي الساقطة لا يعرف لها مالك، من عار الفرس يعير إذا انطلق من مربطه مارًا على وجهه. ومنه ح: مثل المنافق مثل الشاة "العاثرة" بين غنمين، أي المترددة بين قطيعتين لا تدري أيهما تتبع. ط: هي التي تطلب الفحل فتردد بين التيسين فلا يستقر مع إحداهما كالمنافقاشتهر رواية، وقيل: إن عير جبل بمكة أيضًا، فالمعنى بحذف مضاف، أي حرمها قدر ما بين عير وثور في حرم مكة. نه: ومنه ح أبي سفيان: قال رجل: أغتال محمدًا ثم أخذ في "عير" عدوي، أي أمضي فيه وأجعله طريقي وأهرب. وفيه ح: إذا توضأت فأمر على "عيار" الأذنين الماء، العيار جمع عير وهو الناتئ المرتفع من الأذن وكل عظم ناتئ من البدن عير. وح عثمان: كان يشتري "العير" حكرة ثم يقول: من يربحني عقلها؟ العير الإبل بأحمالها، من عار يعير إذا سار، وقيل: هي قافلة الحمير فكثرت حتى سميت بها كل قافلة وكأنها جمع عير، وقياسه الضم كسقف في سقف والكسر لحفظ الياء. ومنه ح: إنهم كانوا يترصدون "عيرات" قريش، هي جمع عير، أي إبلهم ودوابهم التي كانوا يتاجرون عليها. وح: أجاز لها "العيرات"، هي جمع عير؛ سيبويه: حركوا الياء على لغة هذيل. ك: منه: إذ أقبلت "عير" من الشام، هو بكسر عين، وهو إبل تحمل طعامًا من الشام لدحية وعبد الرحمن ابن عوف. وح: ما صنعت "عير" أبي سفيان. ش: العير- بفتح عين وسكون تحتيته: حمار الوحش. ك: ساببت رجلًا "فعيرته"، أي شاتمته ونسبته إلى العار، وروى: فقلت: يا ابن الأسود- وقد مر في خول أن الرجل بلال.
[عير] والعير: الحمار الوحشى والاهلى أيضاً، والأنثى عَيْرَةٌ، والجمع أعْيارٌ ومعيوراء وعيورة، مثل فحل وفحولة. وعير العين: جفنها. ومنه قولهم: فعلت ذاك قبل عَيْرٍ وما جرى، أي قبل لحظ العينِ. قال أبو عبيدة: ولا يقال أفعل. قال الحارث بن حلزة. زعموا أن كل من ضرب العي‍ * - ر موال لنا وأنى الولاء - قال أبو عمرو بن العلاء: ذهب من كان يعرف هذا البيت . ويقال: ما أدري أيُّ من ضرب العَيْرَ هو، أيْ أي الناس هو، حكاه يعقوب. وعَيْرُ القوم: سيّدهم. وقولهم: " عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عَشَرَةٍ "، كان الخليفة من بني أمية إذا مات وقام آخر زاد في أرزاقهم عشرة دراهم. والعير: الوتد. وعير: جبل المدينة. وفى الحديث: " أنه حرم ما عير إلى ثور ". وعير النصل: الناتئ منه في وسطه. وكذلك عَيْرُ الكتفِ. وعَيْرُ القدم: الشاخصُ في ظهرها. وعَيْرُ الأذن: الوتد الذى في باطنها. وعير الورقة: الخط في وسطها. وعَيْرُ السَراة: طائرٌ كهيئة الحمامة. ويقال للموضوع الذى لا خير فيه: هو كجوف عيرٍ، لأنه لا شئ في جوفه ينتفع به. ويقال: أصله قولهم: أخلى من جوف حمار، وقد فسرناه. ويقال: العيرها هنا: الطبل. وقصيدة عائرة، أي سائرة. ويقال: ما قالت العربُ بيتاً أعْيَرَ من كذا، أي أسيَرَ. وفلانٌ عُيَيْرُ وحدِهِ، أي معجبٌ برأيه، وهو ذمٌّ. وإن شئت كسرت أوله مثل شييخ وشييخ. ولا تقل عوير ولا شويخ. وعار في الأرض يَعيرُ، أي ذهب. والعائِرةُ: الناقة تخرج من الإبل إلى الأخرى ليضربها الفحل. والجملُ عائِرٌ: يترك الشَوْل إلى أخرى. وعارَ الفرس، أي انفلت وذهب هاهنا وهاهنا، من مرحه. وأعارَهُ صاحبهُ فهو معار. ومنه قول الطرماح : وجدنا في كتابِ بني تميمٍ * أحق الخيل بالركض المعار - قال أبو عبيدة: والناس يرونه " المعار " من العارية، وهو خطأ. وفرس عيَّارٌ بأوصالِ، أي يعيرُ هاهنا وهاهنا من نشاطه. وسمِّي الأسدُ: عيارا، لمجيئه وذهابه في طلب صيده. قال الشاعر: لما رأيت أبا عمرو رزمت له * منى كما رزم العيار في الغرف - جمع غريف، وهى الغابة. وحكى الفراء: رجل عيار، إذا كان كثير التطواف والحركة ذكيًّا. ويقال: عارَ الرجل في القوم يضربهم، مثل عاث. وتعار بكسر التاء: اسم جبل. قال بشر:

وشابة عن شمائلها تعار * وهما جبلان في بلاد قيس. وعيره كذا من التعيير. والعامة تقول: عيره بكذا . قال النابغة: وعيرتني بنو ذبْيانَ رَهْبَتَهُ * وهل عَليَّ بأن أخشاكَ من عارِ - والعارُ: السبة والعيب. يقال: عاره، إذ عابه. والمَعايِرُ: المَعايِبُ. قالت ليلى الأخيليَّةُ: لعمرُكَ ما بالموتِ عارٌ على امرئٍ * إذا لم تُصِبْهُ في الحياةِ المَعايِرُ - وتَعايَرَ القوم: تعايَبوا. وعايَرْتُ المكاييل والموازين عِياراً وعاوَرْتُ بمعنًى. يقال: عايِروا بين مكاييلكم وموازينكم، هو فاعلوا من العِيارِ. ولا تقل: عَيِّروا. والمِعْيارُ: العِيارُ. وبناتُ مِعْيَرٍ: الدواهي. والعَيْرانَةُ: الناقة تشبّه بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها. والعيرُ بالكسر: الإبل التي تحمل الميرة، ويجوز أن تجمعه على عيرات .
عير: عير (بالتشديد): عاب، نسبه إلى العار وقبح فعله وقولهم عير ب الذي ينكره الفصحاء موجود مع ذلك عند كثير من الفصحاء فقد جاء مثلاً في شعر عمر بن أبي ربيعة في الأغاني (ص71) وفي حديث نقله صاحب محيط المحيط ويذكر دي يونج كثيراً من الأمثلة. ويمكن أن نضيف إليها ما نقله عبد الواحد (ص78) عن ابن عمار، وبيتاً من الشعر في ألف ليلة (1: 2).
وعير: اتهم. (بوشر).
عَيرَّ: قاس الإناء ليعرف إذا كان بالمقدار الذي يجب أن يكون عليه. (فان دن برج ص56 رقم 1).
عَيرَّ: امتحن الذهب والفضة. (فوك دومب ص131).
عايَر: وزن الإناء أو الوعاء قبل أن يملأه (بوشر).
تَعَيَّر: مطاوع عير بمعنى عاب ونسبه إلى العار. (فوك).
تعير: مصدر تعير، خزي، عار، فضيحة. (هلو).
تَعَيَّر: توازن، تعادل. (فوك).
يتعاير قابل القياس أو الكيل، ممكن قياسه أو كيله، يقاس، يكال. (بوشر).
عار، ارمى في العار: أخزى، فضح، أنب، وبخ. (الكالا).
كل عار. اوابن عار: دنيء، حقير، سافل، نذل، خسيس. (ألكالا) وابن عار عند (عباد 2: 233).
العار بن العار (المقري 3: 426) وأظن أنها اختصار عاهر ففي البكري ص101):
فقلت كذبتم بدَّد الله شملكم ... فما هو إلا عاهر وابن عاهر
عار: أسوأ، أردأ، أقبح، شر من. (الكالا).
عير: صنف من السمك. (ياقوت 1: 886). وكذلك في بعض مخطوطات القزويني (2: 119). وفي بعضها الاخر عبر. انظر القزويني (2: 396).
عير قبان= حمار قبان: (ابن البيطار 1: 330، 2: 568).
عير: شيء لا قيمة ل. ففي عباد (1: 323) (وتمَّ لابن عكاشة تدبيره، واستوسق له عيره ويسيره).
عيرة: انظر أصل الكلمة في مادة عور.
عَيْرُورَة: ذكرت في المعجم اللاتيني- العربي وهي مرادفة خطاء.
عيار: معاير، كيل. وهي مصدر عاير. (بوشر).
عيار: وسع سفينة لحمل النبيذ أو الحبوب (بوشر).
عيار: قياس، مقاس، وزن، كيل. (بوشر). (باين سميث 1713).
عيار الشراب: حصة الشراب ومقداره في كل وجبة طعام. (بوشر).
عيار، والجمع عيارات: ثقل من المعدن يوزن به. (فوك) وانظر في مادة سنجة.
عيار (والجمع عيارات: ثقالة، رجازة) ثقل موزان. وعصا البلهوان (الكالا) وهي بفتح العين.
عيار: دليل: ًإشارة الوزن. (هلو).
عيار: وصفة تركيب الادوية، اشارة إلى وزنها، أو نسبه مقاديرها كما ترجمها (رينو ص23).
عيار: ثقل إضافي يوضع في إحدى كفتي الميزان ليعادل وفق الوعاء الذي توضع فيه البضاعة عند وزنها. (الكالا) وهي فيه بفتح العين وكسرها، وجمعها عيارات.
عيار: مقدار العنصر الحر الصرف الذي تحتويه مادة معينة، مقدار المعدن الثمين من الذهب أو فضة الموجود في الحلي أو العملة المكسكوكة.
(بوشر، لين) وعيار المعادن. (بوشر، معجم البلاذري، المقدمة 3: 412، قصة عنتر ص67).
عيار: قطر الرصاص وحجمها وقطر ماسورة الأسلحة النارية. ويقال عيارهم واحد أي من وزن ومقياس واحد. (بوشر).
عيارة: ذو عيارة = عيار: رجل من سفلة الناس، متشرد، متسكع. (الماوردي)، متشرد، متسكع. (معجم الطرائف، المقدمة 2: 142و): أكثرهم صبية أغمار عيارون من نمطه.
عَياَّر: لص، قاطع طريق، كما جاء في العبارتين اللتين نقلهما فريتاج من ألف ليلة (1: 772: 801).
واقرأ عَيَّار في ألف ليلة (برسل 9: 277، 291).
عَيَّار: أريب، نبيه، محتال، داهية، شاطر. (بوشر) ويقال: اللص العيار (بركهارت أمثال ص28) أي اللص الماهر في السرقة، البارع فيها.
عَيَّار: أسلاك تثبيت الصاري. وتستعمل أيضاً لتحميل السفينة وتفريغ حمولتها. (الجريدة الآسيوية 1841،1: 588).
عائر: سهم عائر وهو الذي لا يدري من رماه وقد ذكره فريتاج نقلاً عن رايكه في مادة عور، وهذا صحيح. وكان يجب ذكره في هذه المادة في معجم الطرائف.
معيرة: ذكرت في المعجم اللاتيني العربي بمعنى إمتهان. (كوسج طرائف ص88 (صحح فيه الحركات) ألف ليلة 1: 70).
معيار: في فاكهة الخلفا (ص131): (وأنا أوصلك كل نهار دينار. ذهبا نضارا، كاملا وافيا معيارا) وقد نقلها فريتاج وهو يرى أن هذه الكلمة ليست وصفاً بل اسما بمعنى الذي يفي معيار.
مُعاير: معاير النقد، موازن النقد. (صفة مصر 16: 487 رقم 1).
عير
عارَ يَعِير، عِرْ، عَيْرًا وعَيَرانًا، فهو عائر، والمفعول مَعِير
• عار الشَّخصَ: عابه، ذكر من صفاته أو أعماله ما يدعو إلى الخجل أو الاستخذاء "عاره بهزيمته في المباراة/ برسوبه في الامتحان/ بفراره من المعركة". 

تعايرَ يتعاير، تعايُرًا، فهو مُتعايِر
• تعاير التَّلاميذُ: عيَّر بعضُهم بعضًا، تعايبوا، أي تبادلوا ذِكْر الصِّفات القبيحة "تعاير الجيران/ الخصمان". 

عايرَ يعاير، مُعايرةً وعِيارًا، فهو مُعايِر، والمفعول مُعايَر
• عاير الأرزَ بالميزان: قدَّره حَسْب كيله أو وزنه "عاير القمحَ بالمكيال/ اللّحمَ بالميزان/ الماءَ بالقدح".
• عاير الميزانَ: امتحنه بمقياسٍ آخر لمعرفة صحَّته "يحسن بالبائع أن يعاير ميزانَه بين مدَّة وأخرى".
• عايره بالجهل: لامه عليه ووبّخه. 

عيَّرَ يعيِّر، تعييرًا، فهو مُعيِّر، والمفعول مُعيَّر
• عيَّره ذنبَه/ عيَّره بذنبه: نسبه إلى العار، قبَّح عليه صفاتِه وفعلَه "عيَّره بجهله/ بهزيمته- عيَّره قلَّة وفائه- عيَّرتْني بالشَّيب وهو وقارُ ... ليتها عيّرتْ بما هو عارُ". 

عائر [مفرد]: اسم فاعل من عارَ. 

عار [مفرد]: ج أَعْيار: عيب، كلُّ ما يُعيَّر به الإنسان من فعلٍ أو قول أو يلزم منه سُبَّة "محا العارَ- جنَّبه العار: أبعده عنه- النار ولا العار [مثل]- لا تَنْهَ عن خلق وتأتيَ مثلَه ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ" ° وصمة عار: عمل مَعيب، سلوك مشين. 

عِيار1 [مفرد]: ج عِيارات (لغير المصدر):
1 - مصدر عايرَ.
2 - كلُّ ما يُتَّخذ أساسًا لتقدير كيل أو وزن الأشياء، أو يتَّخذ أساسًا للمقارنة، مِقْياس "استعمل عيارات مزوَّرة- من عيارات الكيل اللِّترُ والقدح- اشترى خاتمًا ذهبًا من عيار 21".
• عِيار النُّقود/ عيار الذَّهب: (قص) مقدار ما فيها من المعدن الخالص المعدود أساسًا لها بالنِّسبة لوزنها "اشتريت خاتمًا من عيار 21". 

عِيار2 [مفرد]: ج عِيارات (لغير المصدر) وأعيرة (لغير المصدر): مصدر عايرَ.
• العيار النَّاريّ: (سك) قذيفة تُطلق من المُسدَّس أو البندقيَّة أو المدفع على وزن خاصّ. 

عَيْر [مفرد]: ج أَعْيار (لغير المصدر):
1 - مصدر عارَ.
2 - حمار، حمار وحشيّ "رأى عيْرًا في حديقة الحيوان- افترس الأسدُ عَيْرًا- إن ذهب عَيْرٌ فعَيْرٌ في الرِّباط [مثل]: يُضرب في الرِّضا بالحاضر وترك الغائب". 

عِير [جمع]: جج عِيَرَات: قافلة الإبل أو الحمير أو البِغال يُجلب عليها الطَّعامُ وغيره "أقبل في العِير- {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} " ° فلانٌ لا في العير ولا في النَّفير: صغير القدر لا أهميَّة له. 

عَيَران [مفرد]: مصدر عارَ. 

معايرة [مفرد]:
1 - مصدر عايرَ.
2 - (كم) تقديرٌ بالحجم، بمحاليل قياسيّةٍ معروفةٍ قوَّتُها. 

مِعْيار [مفرد]: ج معاييرُ:
1 - عيار؛ مقياسٌ يُقاسُ به غيرُه للحكم والتَّقييم "اخترته حسب معايير معيّنة- معيار الذَّهب/ العيش- اختاروا الموظَّفين حسب معايير محدَّدة"
 ° غير مِعياريّ: مختلف أو غير ملتزم بمعيار معيَّن.
2 - (سف) نموذج متحقِّق أو متصوَّر لما ينبغي أن يكون عليه الشَّيء "مِعيار القبول". 

مِعْياريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِعْيار: "يُعَدّ احترام المواعيد من الضّوابط المعياريَّة للحياة العمليّة".
2 - مصدر صناعيّ من مِعْيار: إخضاع الأشياء لمقاييس محدَّدة تُقَيَّم من خلالها "معياريّة اقتصاديّة/ سياسيّة/ أخلاقيَّة- ناقش معياريّة التَّغير القِيَميّ في المجتمع".
• العلوم المعياريَّة: العلوم التي تهدف إلى صوغ القواعد والنَّماذج الضَّروريّة لتحديد القيم كالمنطق والأخلاق وعلم الجمال.
• اللاَّمِعيارِيَّة: فُقدان التَّنظيم الطَّبيعيّ أو القانونيّ "تتَّسم مرافعاته أمام المحاكم باللاَّمِعياريَّة". 
(ع ي ر)

العَيْرُ: الْحمار أياً كَانَ. وَقد غلب على الوحشي، وَفِي الْمثل " إِن ذهب عَيرٌ فَعَيرٌ فِي الرِّبَاط " وَالْجمع أعْيارٌ وعِيارٌ وعُيُورٌ وعُيُورَةٌ وعِيارَاتٌ. ومَعْيُورَاءُ اسْم للْجمع، فَأَما قَول الشَّاعِر:

أفِي السِّلْمِ أعْياراً جَفاءً وغِلْظَةً ... وَفِي الحرْبِ أشْباهَ النِّساءِ العوَارِكِ فَإِنَّهُ لم يجعلهم أعيارًا على الْحَقِيقَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُخَاطب قوما، وَالْقَوْم لَا يكونُونَ أعياراً، وَإِنَّمَا شبههم بهَا فِي الْجفَاء والغلظة، ونصبه على معنى أتلونون وتنقلون مرّة كَذَا وَمرَّة كَذَا؟ وَأما قَول سِيبَوَيْهٍ: لَو مثلت الأعيار فِي الْبَدَل من اللَّفْظ بِالْفِعْلِ لَقلت أتعيرون إِذا أوضحت مَعْنَاهُ، فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا أَرَادَ أَن يصوغ فعلا ليرينا كَيْفيَّة الْبَدَل من اللَّفْظ بِالْفِعْلِ. وَقَوله: لِأَنَّك إِنَّمَا تجريه مجْرى مَاله فعل من لَفظه، يدلك على أَن قَوْله أتعيرون لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.

والعَيْرُ: الْعظم الناتئ وسط الْكَتف وَالْجمع أعيار. وكتف مُعَيَّرَةٌ ومُعْيرَةٌ على الأَصْل: ذَات عَيْرٍ.

وعَيْرُ النصل وَالسيف: الناتئ وسطهما، قَالَ الرَّاعِي:

فَصَادَفَ سَهْمُه أحْجارَ قُفٍّ ... كَسَرْنَ العَيرَ مِنْهُ والغِرَارَا

وَقيل: عَيْرُ النصل: وَسطه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو عَمْرو: نصل مُعْيَرٌ: فِيهِ عَيْرٌ.

والعَيْرُ من إِذن الْإِنْسَان وَالْفرس: مَا تَحت الْفَرْع من بَاطِنه كعَيْرِ السهْم. وَقيل: العْيران: متْنا أُذُنِي الْفرس.

وعَيْرُ الْقدَم: الناتئ فِي ظهرهَا.

وعَيْرُ الورقة: الْخط الناتئ وَسطهَا كَأَنَّهُ جدير.

وعَيْرُ الصَّخْرَة: حرف ناتئ فِيهَا خلقَة.

وَقيل: كل ناتئ فِي وسط مستو: عَيْرٌ.

والعَيْرُ: مآقي الْعين، عَن ثَعْلَب. وَقيل: العَيْر: إِنْسَان الْعين، وَقيل: لحظها. وَقَالَ تأبط شرا:

ونارٍ قَدْ حَضَأْتُ بُعَيْدَ هَدْءٍ ... بِدَارٍ مَا أرِيدُ بهَا مُقاما

سِوَى تَحْلِيلِ رَاحِلَةٍ وعَيْرٍ ... أُكالِئُهُ مَخافَةَ أنْ يَناما

وَفِي الْمثل " جَاءَ قبل عَيْرٍ وَمَا جرى " أَي قبل لَحْظَة الْعين. وَقَوله: أعَدْوَ القِبِصَّي قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرى ... ولمْ تَدْرِ مَا خُبْرِي ولَمْ أدْرِ مَالهَا

فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ: قبل أَن أنظر إِلَيْك. وَلَا يتَكَلَّم بِشَيْء من ذَلِك فِي النَّفْي وَقَالَ اللحياني: العَيرُ هُنَا: الْحمار الوحشي. وَمن قَالَ: قَبْلَ عايرٍ وَمَا جرى: عَنى السهْم.

والعَيْر: ُ الوتد.

والعَيْرُ: الْجَبَل، وَقد غلب على جبل بِالْمَدِينَةِ.

والعَيْرُ: السَّيِّد والمَلِكُ. وَقَوله:

زَعمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْ ... رَ لَنا وأنَّى الوَلاءُ

قيل: مَعْنَاهُ: كل من ضرب بجفن على عير. وَقيل يَعْنِي الوتد أَي من ضرب وتدا من أهل الْعمد. وَقيل: يَعْنِي إياداً لأَنهم أَصْحَاب حمير، وَقيل: يَعْنِي جبلا، وَأدْخل عَلَيْهِ اللَّام كَأَنَّهُ جعله من أجبل كل وَاحِد مِنْهَا عَيْرٌ، أَو جعل اللَّام زَائِدَة على قَوْله:

ولقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَناتِ الأوْبَرِ

إِنَّمَا أَرَادَ بَنَات أوبر، فَقَالَ: كل من ضربه أَي ضرب فِيهِ وتدا أَو نزله، وَقيل: يَعْنِي الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء لسيادته، وَإِنَّمَا ذكره هَاهُنَا لِأَن شمرا قَتله يَوْم عين أُباغَ، وَقيل يَعْنِي كليبا أَيْضا لسيادته، ويروى الْوَلَاء بِالْكَسْرِ.

والعَيْرَانِ: المتنان يكتنفان ناحيتي الصلب.

والعَيْرُ: الطبل.

وعارَ الْفرس وَالْكَلب يعير عيارا: ذهب كَأَنَّهُ منفلت من صَاحبه يتَرَدَّد.

وقصيدة عائِرَةٌ: سائرة، وَالْفِعْل كالفعل وَالِاسْم العِيارَةُ.

وَرجل عيَّارٌ: كثير الْمَجِيء والذهاب وَرُبمَا سمى الْأسد بذلك لتردده فِي طلب الصَّيْد. قَالَ أَوْس بن حجر:

ليْثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِىّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرَانِيِّ عَيَّارٌ بأوْصَالِ أَي يذهب وَيَجِيء. ويروى عَيَّالٌ، وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي بَابه.

والعَيرانَةُ من الْإِبِل: النَّاجِية فِي نشاط. من ذَلِك. وَقيل: شبهت بالعير، وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

وعارَ الْبَعِير عَيَرَانا وعِياراً: إِذا كَانَ فِي شول فَتَركهَا وَانْطَلق نَحْو أُخْرَى يُرِيد القرع.

وعارَ الرجل فِي الْقَوْم يَضْرِبهُمْ بِالسَّيْفِ عَيَرَانا: ذهب وَجَاء.

وَأَعْطَاهُ المَال عائِرَةَ عينين أَيّمَا يذهب فِيهِ الْبَصَر مرّة هُنَا وَمرَّة هُنَا.

وعِيرَانُ الْجَرَاد وعَوَائِرُه: أَوَائِله الذاهبة المتفرقة فِي قلَّة.

وَمَا أَدْرِي أَي الْجَرَاد عارَهُ أَي ذهب بِهِ، لَا آتِي لَهُ، فِي قَول الْأَكْثَر. وَقيل: يَعِيرُه ويَعُورُه، وَقَول مَالك بن زغبة:

إِذا انْتَسئُوا فَوْتَ الرّماحِ أتَتْهُمُ ... عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجَرَادِ نُطِيرُها

عَنى بهَا الذاهبة المتفرقة، وَأَصله فِي الْجَرَاد فاستعاره.

وعِرْتُ ثَوْبه: ذهبت بِهِ.

وعَيَّرَ الدِّينَار: وازن بِهِ آخر.

وعَيَّرَ الْمِيزَان والمكيال وعايَرَهَمَا وعايَرَ بَينهمَا مُعايَرَةً وعِيَاراً: قدرهما وَنظر مَا بَينهمَا.

والمعْيارُ من المكاييل: مَا عُيِّر.

والعِيرُ - مُؤَنّثَة -: الْقَافِلَة. وَقيل: العِيرُ: الْإِبِل الَّتِي تحمل الْميرَة لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا، وَفِي التَّنْزِيل (ولمَّا فَصَلَتِ العِيرُ) وَقد روى قَوْله:

زَعمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَب العِيرَ....

بِالْكَسْرِ، أَي كل من ركب الْإِبِل لنا موَالٍ وَذَلِكَ لأَنا قد أسَرْنا فيهم وَلنَا عَلَيْهِم نِعَمْ هَذَا قَول ثَعْلَب. وَالْجمع عِيَرَاتٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جَمَعُوهُ بِالْألف وَالتَّاء لمَكَان التَّأْنِيث، وحركوا الْيَاء لمَكَان الْجمع بِالتَّاءِ وَكَونه اسْما فَأَجْمعُوا على لُغَة هُذَيْل لأَنهم يَقُولُونَ جوزات وبيضات. قَالَ: وَقد قَالَ بَعضهم: عِيرَاتٌ بالإسكان وَلم يكسر على الْبناء الَّذِي يكسر عَلَيْهِ مثله، جعلُوا التَّاء عوضا من ذَلِك فِي أَشْيَاء كَثِيرَة، لأَنهم مِمَّا يستغنون بِالْألف وَالتَّاء عَن التكسير وبعكس ذَلِك. وَقَول أبي النَّجْم:

وأتَتِ النمَّلُ القُرَى بعيرِها ... من حَسَكِ التَّلْعِ وَمن خافُورِها

إِنَّمَا استعاره للنمل، وَأَصله فِيمَا تقدم.

وَفُلَان عُيَيْرُ وَحده إِذا انْفَرد بأَمْره، وَهُوَ فِي الذَّم، كَقَوْلِك: نَسِيج وَحده فِي الْمَدْح، وَقَالَ ثَعْلَب عُيَيْرُ وَحده أَي يَأْكُل وَحده.

والعارُ: كل شَيْء لزم بِهِ عيب، وَالْجمع أعيارٌ قَالَ:

ونَبَتَّ شَرَّ بَنِي تَمِيم مَنْصِبا ... دَنِسَ المُرُوءَةِ ظاهِرَ الأعيارِ

وَقد عيَّره الْأَمر قَالَ:

وعَيَّرَتْنِي بَنو ذُبْيان خَشْيَتَه ... وهَلْ علىَّ بأنْ أخشاكَ مِنْ عارِ

وتعاير الْقَوْم: عَيَّر بَعضهم بَعْضًا.

والعارِيَّةُ: المنيحة، ذهب بَعضهم إِلَى أَنَّهَا من العارِ. وَهُوَ قَول ضَعِيف، وَإِنَّمَا غرهم مِنْهُ قَوْلهم: يَتَعَيَّرُون العَوَاريَّ، وَلَيْسَ على وَضعه إِنَّمَا هِيَ معاقبة من الْوَاو إِلَى الْيَاء.

والمُسْتَعِيرُ: السمين من الْخَيل.

والمُعارُ: المسمَّن قَالَ:

أعيرُوا خَيْلَكُمْ ثمَّ ارْكُضُوها ... أحَقُّ الخيلِ بالرَّكْضِ المُعارُ

وعَيْرُ السراة: طَائِر كَهَيئَةِ الْحَمَامَة قصير الرجلَيْن مسرولهما أصفر الرجلَيْن والمنقار أكحل الْعَينَيْنِ صافي اللَّوْن إِلَى الخضرة أصفر الْبَطن وَمَا تَحت جناحيه وباطن ذَنبه، كَأَنَّهُ برد وشي، وَيجمع عُيُورَ السراة، والسراة: مَوضِع بِنَاحِيَة الطَّائِف، ويزعمون أَن هَذَا الطَّائِر يَأْكُل ثَلَاث مائَة تينة من حِين تطلع من الْوَرق صغَارًا وَكَذَلِكَ الْعِنَب.

والعَيْرُ: اسْم رجل كَانَ لَهُ وَاد مخصب، وَقيل: هُوَ اسْم مَوضِع خصيب غيَّره الدَّهْر فأقفر، فَكَانَت الْعَرَب تستوحشه قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ ... قَطَعْتُ بِسامٍ ساهمِ الوَجْهِ حُسَّان

وعَيْرٌ: اسْم جبل. قَالَ الرَّاعِي:

بأعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَغُرَّبٍ ... مَغَانِيَ أُمّ الوَبْرِ إذْ هيَ ماهِيا

وَابْنَة مِعْيرٍ: الداهية. وَبَنَات مِعْيرٍ: الدَّوَاهِي.

عير

1 عَارَ, aor. ـِ He went, or journeyed. (TA.) b2: عَارَ فِى الأَرْضِ, aor. as above, He went away in, or into, the land, or country. (S.) b3: and عَارَ, (S, O, &c.,) aor. as above, (Msb, K,) inf. n. عِيَارٌ, (Msb, TA,) or this is a simple subst., (K,) He (a horse, S, Mgh, O, Msb, K, and a dog, K) went away (O, K, TA) hither and thither, (O, TA,) which action is also termed مُعَايَرَةٌ [inf. n. of ↓ عَايَرَ], (O,) as though he had made his escape (K, TA) from his master, going to and fro: (TA:) and the same is said of news: (IKtt, TA:) or escaped, or got loose, and went away hither and thither, by reason of his exceeding sprightliness: (S:) or escaped, or got loose, and went away at random: (Msb:) or went away hither and thither, by reason of his sprightliness: or strayed at random, nothing turning him: (Mgh:) or went away at random, far from his master. (TA.) b4: And عَارَ, (aor. as above, TA,) He (a man) came and went, (K,) moving to and fro. (TA.) b5: عَارَ فِى القَوْمِ يَضْرِبُهُمْ بِالسَّيْفِ, (S, * TA,) inf. n. عَيَرَانٌ, (TA,) He (a man) went and came among the people, (TA,) or did mischief among them, (S,) smiting them with the sword. (S, * TA.) b6: عَارَتِ القَصِيدَةُ (assumed tropical:) The ode became current. (K.) b7: عَارَ, (K,) aor. as above, inf. n. عِيَارٌ and عَيَرَانٌ, (TA,) He (a camel) left his females that were seven months gone with young, and went away to others, (IKtt, L, K,) to cover them. (IKtt, L.) In [some of] the copies of the K, شَوْلَهَا is put in the place of شَوْلَهُ, which latter is the reading in the Tahdheeb of IKtt [and in the CK]. (TA.) A2: عَارَهُ, aor. ـِ and يَعُورُهُ, (S and K in art. عور,) or the aor. is not used, or it is scarcely ever used, (TA in the same art.,) He, or it, took, and went away with, him, or it: (S and K in the same art.:) or destroyed him, or it. (K and TA in the same art.) See art. عور. You say عِرْتُ ثَوْبَهُ, I took, or went away with, his garment. (TA.) And it is said in a prov., عَيْرٌ عَارَهُ وَتِدُهُ An ass which his peg [to which he was tethered] destroyed [by preventing his escape from wild beasts that attacked him]. (Meyd, TA. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 87.]) A3: عَارَهُ, [aor. as above,] also signifies He blamed, or reproached, him; found fault with him; attributed or imputed to him, or charged him with, or accused him of, a vice, or fault, or the like. (S, O, TA.) [See also what next follows.]2 عيّرهُ كَذَا, (S, O, Msb, K,) and عيّره بِهِ, though the former is the more approved, (ElMarzookee, in his Expos. of the Hamáseh, and Msb, and MF,) or the latter is peculiar to the vulgar, (S, and El-Hareeree in the Durrat el-Ghowwás.) and should not be used, (O, K,) inf. n. تَعْيِيرٌ, (S, O,) He upbraided him with such a thing; reproached him for it; declared it to be bad, evil, abominable, or foal, and charged him with it. (Msb.) [You also say عيّرهُ عَلَي فِعْلِهِ He upbraided him, or reproached him, for his deed.] And عيّر عَلَيْهِ [is an elliptical phrase, signifying the same; فِعْلَهُ or the like being understood: or He upbraided him; charged him with acting disgracefully]. (TA, voce تعريب.) [See also 1, last signification.]

A2: عيّر الدَّنَانِيرَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He weighed the pieces of gold one after another: (K:) and he put, or threw down, the pieces of gold, one by one, and compared them, one by one. (TA.) The verb is [said to be] used in relation to measuring and weighing; but, says Az, Lth makes a distinction between عَايَرْتُ and عَيَّرْتُ, making the former to relate to a measure of capacity, and the latter to an instrument for weighing: and [SM adds,] F mentions the former in art. عور, and the latter in the present art. (TA.) See also 3, in five places.

A3: And عيّر المَآءُ The water became overspread with [the green substance termed] طُحْلُب: (O, K:) but [SM adds,] it is more probably أَغْثَرَ, with ا and غ and ث. (TA.) 3 عاير المَكَايِيلَ, (S, Mgh, and K in art. عور,) and المَوَازِينَ, (S, Mgh,) inf. n. عِيَارٌ; (S;) and عاورها, (S, K,) and عوّرها; (K;) signify the same, (S, K,) He measured, or compared, the measures of capacity, (Mgh, K,) and the instruments for weighing, one by, or with, another. (Mgh.) One should not say ↓ عيّر. (S.) The saying اِسْتَعَارَ

?? ↓ دَرَاهِمَ لِيُعَيِّرَ, meaning, [He borrowed pieces of money] that he might equalize [with them the weights of his balance], should be, correctly, لِيُعَايِرَ. (Mgh.) You say عَايَرْتُ المِكْيَالَ, and المِيزَانَ, inf. n. مُعَايَرَةٌ and عِيَارٌ, meaning I tried, or proved, the measure of capacity, and the instrument for weighing, [or gauged the former,] that I might know its correctness [or incorrectness]: this, says Az, is the correct form: one should not say ↓ عَيَّرْتُ, except from العَارُ, accord. to the leading lexicologists and ISk says, عَايَرْتُ بَيْنَ المِكْيَالَيْنِ signifies I tried, or proved, the two measure of capacity, that I might know their equality [or inequality]: you should not say المِيزَانَيْنِ ↓ عَيَّرْتُ, (Msb.) [But in the TA, الميزان ↓ عيّر and المكيال is mentioned without any remark of disapproval, with عاورهما and عايرهما.] You also say عاير بَيْنَهُمَا, inf. n. مُعَايَرَةٌ and عِيَارٌ, He measured, or compared, them two. each by, or with, the other, and examined what [difference] was between them. (K in art. عور.) b2: [Hence, عاير app. signifies also He assayed gold &c.]

A2: See also 1, third sentence.4 اعار الفَرَسَ, (S, K,) and الكَلْبَ, (K,) He (his master) made the horse, and the dog, to go away as though he had escaped, or got loose: (K:) or made him to escape; (TA:) or made him to escape, or get loose, and go away hither and thither, by reason of his exceeding sprightliness. (S.) A2: أَعْيَرَ النَّصْلَ He made to the iron head or blade of an arrow, or of a spear, or of a sword, or of a knife, or the like, what is called عَيْرٌ. (AA, K.) A3: أَعَارَتْ حَافِرًا means She (a mare) raised and shifted a hoof; b2: and hence, accord. to Az, إِعَارَةُ الثِّيَابِ [The lending of garments] &c. (L, TA. [See 4 in art. عور.]) A4: And اعارهُ is also said to signify He fattened him; namely, a horse: b2: and He plucked out the hair of his tail; like

أَعْرَاهُ: both of which meanings are mentioned by IKtt and others: b3: and i. q. ضَمَّرَهُ [He made him lean, or light of flesh, &c.]; from عَارَ “ he went and came. ” (TA.) 5 هُمْ يَتَعَيَّرُونَ مِنْ جِيرَانِهِمُ الأَمْتِعَةَ is said to mean يَسْتَعِيرُونَ [i. e. They ask of their neighbours the loan of the household-goods, &c.]: but Az says that the word used by the Arabs is يَتَعَيَّرُونَ. (TA. [See 10 in art. عور.]) 6 تعايروا They blamed, upbraided, or reproached, one another; found fault, one with another; i. q. تَعَايَبُوا, (S, O, Msb,) or عَيَّرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا: (K:) or they reviled, or vilified, one another; syn. تَسَابُّوا. (Az.) 10 استعار سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ: see art. عور.

عَارٌ A disgrace; a shame; a thing that occasions one's being reviled; a vice, or fault, or the like; (S, O;) a thing for which one is, or is to be, blamed, or dispraised; (B, in TA, art. عور;) anything that necessarily occasions blame or reproach, (Msb, K,) or disgrace: (Msb:) pl. أَعْيَارٌ: (TA:) and ↓ مَعَايِرُ, (S, O, K,) of which the sing. is app. ↓ مَعْيَرَةٌ, (O,) [is syn. with أَعْيَارٌ, for it] signifies things for which one is, or is to be, blamed, upbraided, reproached, or found fault with; syn. مَعَايِبُ. (S, O, K.) عَيْرٌ The ass; (S, O, Msb, K;) both the wild and the domestic; (S, O, Msb;) its predominant application is to the former: (K:) so called because he goes away hither and thither (يَعِيرُ فَيَتَرَدَّدُ) in the desert: (TA:) fem. with ة: (S, Msb:) pl. [of pauc.] أَعْيَارٌ, (S, O, Msb, K.) and [of mult.] عِيَارٌ and عُيُورٌ (K) and عُيُورَةٌ (S, O, Msb, K) and عِيَرَةٌ (O) and ↓ مَعْيُورَآءُ, (S, O, K,) like مَشْيُوخَآءُ &c., or this is [properly speaking] a quasi-pl. n., (TA,) and ↓ مَعْيُورَى, [also a quasipl. n.,] (Az, TA,) and pl. pl. عِيَرَاتٌ (O) and عِيَارَاتٌ. (K.) [Dim. عُيَيْرٌ, q. v. intra.] b2: It is said in a prov., relating to contentment with that which is present and forgetting what is absent, إِنْ ذَهَبَ العَيْرُ فَعَيْرٌ فِى الرِّبَاطِ [If the ass has gone away, there is an ass in the tether]. (A 'Obeyd.) b3: You say also, of a place in which is no good, هُوَ كَجَوْفِ عَيْرٍ [It is like the belly of an ass], (S, TA,) or كجوف العَيْرِ [like the belly of the ass]; (TA;) because there is nothing in his belly of which any use is made: (S, TA:) or this originated from the saying هُوَ أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ [It is more empty than the valley of Himar]; (S, O, * TA;) for حمار was the name of a certain unbeliever, who possessed a valley, which for his infidelity, God rendered waste and unproductive; (O, * TA;) and Imra-el-Keys, (O, TA,) as some say, but correctly Taäbbata-sharrà, (O,) quoting the above-mentioned saying, has substituted العير for حمار, for the sake of the metre. (O, TA.) b4: One says also أَذَلُّ مِنَ العَيْرِ More vile than the ass. (TA.) [But this is doubtful: see the same phrase expl. differently later in this paragraph. The wild ass is superior to every other kind of animal that is an object of the chase: (see فَرَأٌ:) and hence, app., the signification here next following.] b5: عَيْرٌ also signifies A lord, or chief, (S, O, K,) of a people: (S, O:) a king: (K:) pl. أَعْيَارٌ. (O.) b6: The saying (S, K) of the people of Syria, used by them proverbially, (TA,) عَيْرٌ بِعَيْرٍ وَزِيَادَةُ عَشَرَةٍ [A lord for a lord, or a lord is succeeded by a lord, and an increase of ten] is expl. by the fact that, when the Khaleefeh of the sons of Umeiyeh died, and another arose, he increased their stipends by ten dirhems: (S, O, K:) so they said thus on that occasion. (O, TA.) b7: عَيْرُ السَّرَاةِ is an appellation of A certain bird, (S, O, K, TA,) resembling the pigeon, (S, O, TA,) short in the legs, which are coved with feathers, yellow in the legs and bill, having the eye bordered with black, of a clear colour inclining to greenness, or dark dust-colour, (خُضْرَة,) yellow in the belly and the part beneath its wings and the inner part of its tail; as though it were a variegated بُرْد: pl. عُيُورُ السَّرَاةِ: السَّرَاةُ being a place in the district of Et-Táïf: they assert that this bird eats three hundred figs, from the time of their coming forth from among the leaves, small; and in like manner, grapes. (TA.) A2: Also The prominence, or ridge, in the middle of the iron head or blade of an arrow or of a spear or of a sword or of a knife or the like. (S, O.) [See ذُبَابٌ.]

b2: The prominent line, (S, O, TA,) like a little wall, (TA,) in the middle of a leaf; its middle rib. (S, O, TA.) b3: The spine, i. e. the prominent part, in the middle of the scapula, or shoulderblade. (S, O.) b4: The prominent, or projecting, bone in the middle of the hand: pl. أَعْيَارٌ. (TA.) [In the K, it is expl. simply by العَظْمُ النَّاتِئُ وَسَطَهَا: but this is a wrong reading, app. occasioned by an omission, which is supplied in the TA, though somewhat awkwardly: it seems that we should read وَمِنَ الكَفِّ العَظْمُ النَّتِئُ وَسَطَهَا; or, more probably, ومن الكَتِفِ الخ; for I incline to think that الكفّ in the TA is a mistake for الكتف, and that the last signification of عير, given here, is doubtful.] b5: The prominence, or protuberance, in the upper, or convex, part, or back, of the foot. (S, O, TA.) b6: Any prominent, or protuberant, bone in the body. (TA.) b7: An edge, or a ridge, of a rock, naturally prominent. (TA.) b8: Anything prominent, or protuberant, in an even thing, (K,) or in the middle of an even thing [or surface]. (TA.) b9: Each of the two portions of flesh and sinew next the back bone, one on either side thereof: both together are called عَيْرَانِ. (K, * TA.) [So called because it forms a kind of ridge.] b10: The prominent, or protuberant, part at the pupil (بُؤْبُؤ) of the eye: (AA, TA:) or the lid of the eye: (S, O, K:) or the inner angle [ for مَأٰقِى, in the CK, I read مَأْقَى, as in other copies of the K,] of the eye: (Th, K:) or the image that is seen in the black of the eye when a thing faces it; (Aboo-Tálib, L, K; *) also called لُعْبَةٌ: (Aboo-Tálib, L:) or the eye-ball: (TA:) or a looking from the outer angle (لَحْظ [or perhaps this signifies here the outer angle itself]) of the eye. (K.) Hence the saying, (S, O,) فَعَلْتُ ذَاكَ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى I did that before a look from the outer angle of the eye: (S, O, K: *) or before he winked [or could wink]; عير meaning the “ image that is seen in the black of the eye; ” and ما جرى, “what moved,” i. e., “the eye itself: ” (Aboo-Tálib:) or before I looked [or could look] at thee; not used with a negative: (Th:) nor do you say أَفْعَلُ ذاك [instead of فعلت ذاك in this phrase]: (A O, S:) or عير here signifies the wild ass. (Lh.) You say also أَتَيْتُكَ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى, meaning I came to thee before a sleeper awoke [or could awake]. (AA, TA.) b11: The وَتِد [or tragus] which is in the inner part of the ear: (S:) [see وَتِدٌ:] or the part of the interior of the ear which is below the فَرْع [or upper portion thereof], (K,) in a man and in a horse, like the عَيْر [of the head] of an arrow: (TA:) or the عَيْرَانِ are the مَتْنَانِ [app. meaning the two backs, though the word may have some other application in this case,] of the two ears of a horse: pl. عِيَارٌ. (TA.) A3: A wooden pin, peg, or stake, which is fixed in the ground or in a wall. (S, O, K.) Hence, as some say, the prov. فُلَانٌ أَذَلُّ مِنَ العَيْرِ [Such a one is more vile than the wooden pin, or peg, of a tent &c.]. (TA.) [See another explanation above: and see also مَذَلَّةٌ.] Hence also, accord. to some, (TA,) one says, مَا أَدْرِى أَىُّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هُوَ, meaning I known not what one of mankind is he. (Yaakoob, S, O, K, TA.) and hence too, as some say, the saying of El-Hárith Ibn-Hillizeh, (O, TA,) زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْ رَ مَوَالٍ لَنَا وَأَنَّا الوَلَآءُ of which Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà said that he had passed away, or died, who knew the meaning of this verse, (S, O, TA,) and which is differently related, some saying مَوَالٍ لَهَا, and some saying الوِلَآءُ: (TA:) but various meanings are assigned to العير in this instance; and some expl. it as a proper name: (O, TA:) and some, relating this verse, say العِيرَ [q. v.]: (TA:) [the following explanation of the verse has been given as preferable to others:] They (the Arákim, mentioned two verses before,) have asserted that all who have hunted the wild ass are the sons of our paternal uncles, and that we are the relations of them; الولآء being for أَصْحَابُ وَلَائِهِمْ: meaning that we are responsible for their crimes, or offences, as though we were their heirs. (EM p. 261.) A4: Also A certain piece of wood which is in the fore part of the [vehicle called] هَوْدَج. (O, K.) A5: And A drum. (O, K.) And so, as some say, in the verse cited above. (O, TA.) A6: And A mountain. (K.) And also the name of A mountain of El-Medeeneh: (K, TA:) and, as some say, of a mountain of Mekkeh. (TA.) A7: And الأَعْيَارُ (of which the sing. is العَيْرُ, TA) is a name of Certain bright stars in the track of the feet of سُهَيْل [or Canopus]. (O, K.) عِيرٌ A caravan; syn. قَافِلَةٌ; of the fem. gen.: (K:) from عَارَ “ he journeyed: ” (TA:) or camels that carry provision of corn: (S, Mgh, O, Msb, K:) then generally applied to any caravan: (Mgh, Msb:) or a caravan of asses; and then extended to any caravan; as though pl. of عَيْرٌ, being originally and regularly of the measure فُعُلٌ, [i. e.

عُيُرٌ,] like سُقُفٌ as pl. of سَقْفٌ; (TA;) but it has no proper sing.: (K:) or any beasts upon which provision of corn is brought, whether camels or asses or mules: (K:) the عير mentioned in the Kur xii. 94 consisted of asses; and the assertion of him who says that عير is applied specially to camels is false: (AHeyth, O, TA:) Nuseyr cites the poet Aboo-'Amr El-Asadee as applying this appellation to asses; and says that camels are not so called unless employed for bringing provision of corn: (AHeyth, TA:) IAar says that it is applied to camels bearing burdens, and not bearing burdens: (Az:) but camels are not thus called that bring corn for their owners: (TA, voce رِكَاب:) pl. عِيَرَاتٌ, (O, K,) with ا and ت because it is of the fem. gender, and, being a subst., with the ى movent, accord. to the dial. of Hudheyl, for they say جَوْزَاتٌ and بَيْضَاتٌ; (Sb;) and عِيْرَاتٌ (S, K) is allowable, (S,) and is the regular form, and occurs in a trad., meaning horses or the like, and camels carrying merchandise. (TA.) عَيْرَانٌ applied to a he-camel, (O,) and عَيْرَانَةٌ applied to a she-camel, (S, O, K,) Resembling the [wild] ass (العَيْر) in quickness and briskness: (S, O:) or the latter, swift, with briskness; (K, TA;) so termed because of her frequent going round about [or to and fro], rather than as being likened to the [wild] ass: and also hard, or hardy. (TA.) عِيرَانٌ: see عَائِرٌ in art. عور.

عِيَارٌ and ↓ مِعْيَارٌ are syn.; (S;) both signify [A standard of measure or weight;] a thing with which another thing is measured, or compared, and equalized; (Mgh;) [and with which it is assayed:] or a thing with which measures of capacity are measured, compared, or equalized: (Lth:) the عِيَار of a thing is that which is made, or appointed, a standard thereof, by which to regulate or adjust it; expl. by مَا جُعِلَ نِظَامًا لَهُ. (Msb.) b2: The عِيَار of dirhems, and of deenárs, is [The rate, or standard, of fineness;] the quantity of pure silver, and of pure gold, that is put into them. (Mgh.) A2: [See also 1.]

عِيَارَةٌ Currency of a poem. (K.) عُيَيْرٌ [dim. of عَيْرٌ]. You say, فُلَانٌ عُيَيْرُ وَحْدِهِ (assumed tropical:) Such a one is a person who is pleased with his own opinion; (S, O, K;) an expression of dispraise; (S;) like as نَسِيجُ وَحْدِهِ is one of praise: (TA:) or a person who does not consult others, nor mix with them, yet in whom is ignobleness and weakness; as also جُحَيْشُ وَحْدِهِ [q. v.]: (Az:) or a person who eats by himself. (Th, K.) Youmay also say عِيَيْرٌ, like شِيَيْخٌ for شُيَيْخٌ; but you should not say عُوَيْر, nor شُوَيْخ. (S, O.) عَيِّرٌ: see عَائِرٌ.

عَيَّارٌ: see the next paragraph, in five places.

عَائِرٌ That goes to and fro, and round about; as also ↓ عَيَّارٌ: both are applied [to a man and] also to a dog: (TA:) and ↓ the latter is also expl. as follows: a man (TA) often coming and going (K, TA) in the land: (TA:) often going round about, (Fr, S, Msb, K,) often in motion, (Fr, S, Msb,) and sharp, or quick, of intellect: (S, K:) it is used as an epithet of praise and as one of dispraise: for instance, applied to a boy, it signifies brisk in obeying God, and brisk in acts of disobedience: (IAar:) and ↓ عَيِّرٌ, applied to a horse, signifies brisk, lively, or sprightly: (IAar:) and ↓ عَيَّارٌ, so applied, mischievous; and that is brisk, lively, or sprightly, so that he goes on one side of the way, and then turns to the other side: (TA:) and, applied to a man, that goes to and fro without work: (Ajnás en-Nátifee, Mgh:) or that leaves himself to follow his natural desire, not restraining himself. (IAmb, Mgh, Msb.) It is said in a prov., كَلْبٌ عَائِرٌ خَيْرٌ مِنْ أَسَدٍ رَابِضٍ A dog going to and fro and round about is better [as a guard] than a lion lying down. (TA.) You say also شَاةٌ عَائِرَةٌ A sheep that goes to and fro between two flocks, not knowing which of them to follow: to such is a hypocrite likened. (TA.) And نَاقَةٌ عَائِرَةٌ A she-camel that goes forth from the other camels in order that the stallion may cover her (S, O, TA.) And جَمَلٌ عَائِرٌ A he-camel that leaves the females seven months gone with young, and goes to others. (S.) And بأَوْصَالٍ ↓ عَيَّارٌ A horse that goes away hither and thither, by reason of his sprightliness: (S, O:) or a lion that goes away with the joints, or whole bones. of men to his thicket. (IB.) ↓ العَيَّارُ is an appellation given to The lion, (S, O, K,) because of his coming and going in search of his prey. (S, O.) b2: قَصِيدَةٌ عَائِرَةٌ (assumed tropical:) An ode having currency. (O.) b3: سَهْمٌ An arrow from an unknown shouter. (Msb. [Mentioned also in art. عور.]) And ثَمَرَةٌ عَائِرَةٌ A fallen fruit, of which the owner is not known (TA.) A2: عَائِرُ العَيْنِ, and عَائِرَةُ عَيْنٍ or عَيْنَيْنِ, &c.: see art. عور.

مَا قَالَتِ العَرَبُ بَيْتًا أَعْيَرَ مِنْهُ The Arabs have not uttered a verse more current than it. (A, O, TA.) مُعَارٌ A horse, (S, K,) and a dog, (K.) made to go away as though he had escaped. or got loose: (K:) or made to escape: (TA:) or made to escape, or get loose, and go away hither and thither, by reason of his exceeding sprightliness. (S.) It is also expl. as signifying, applied to a horse, Fattened: and having the hair of is tail plucked out: these two explanations mentioned by IKtt and others: and made lean, or light of flesh. (TA. [See 4, last sentence.]) See also the next paragraph.

مِعَارٌ, (O, K,) as though originally مِعْيَرٌ, from عَارَ, aor. ـِ (Az, O,) A horse that turns away from the road with his rider. (O, K.) Hence the saying of Bishr Ibn-Abee-Házim, (K,) or Kházim, as written by Sgh, (TA,) not Et-Tirimmáh, J having made a mistake [in ascribing it to him (but in one of my copies of the S it is ascribed to Bishr Ibn-Abee-Házim and in the other to a poet unnamed)], أَحَقُّ الخَيْلِ بِالرَّكْضِ المِعَارُ [The most deserving, of horses, of being urged to run by the striking with the foot is he that turns away from the road with his rider]. (K.) Aboo-'Obeyd, (so in my copies of the S,) or Aboo-'Obeydeh, (so in the K and TA,) says that the people, in relating this, say ↓ المُعَارُ, [deriving it] from العَارِيَّة; which is a mistake: (S, K, TA:) the truth being that this is a mistake as to the damm and the derivation; which is the saying of IAar alone, and is mentioned by IB also: (TA:) or the last word is المُغَارُ. (TA in art. غور, q. v.) نَصْلٌ مُعْيَرٌ An iron head or blade, of an arrow or of a spear or of a sword or of a knife or the like, having what is termed عَيْرٌ. (AHn, from AA.) And كَفٌّ مُعْيِرَةٌ, and ↓ مُعَيِّرَةٌ, [so in the TA, but more probably مُعْيَرَةٌ and مُعَيَّرَةٌ,] A كَفّ [or hand] having what is so termed. (TA. [But I think that كَفٌّ is here a mistranscription for كَتِفٌ: see عَيْرٌ.]) اِبْنَةُ مِعْيَرٍ Calamity, (K, TA,) and hardship. (TA.) And بَنَاتُ مِعْيَرٍ Calamities. (S, O, TA,) and hardships. (TA.) مُعْيَرَةٌ, and the pl. مَعَايِرٌ: see عَارٌ كَفٌّ مُعَيَّرَةٌ [or كَتِفٌ?]: see مُعْيَرٌ.

مِعْيَارٌ: see عِيَارٌ.

مَعْيُورَى and مَعْيُورَآءُ: see عَيْرٌ, first sentence.

مُسْتَعِيرٌ Resembling the عَيْر [i. e. ass, or wild, ass,] in make. (O, K.)
ع ي ر
. {العَيْرُ، بالفَتْح: الحِمَارُ، أَهْلِيّا كانَ أَو وَحْشِيّاً، وَقد غَلَبَ عَلَى الوَحْشِيّ، والأُنْثَى عَيْرَةٌ. قَالَ شَمِرٌ:
(لَو كُنْتَ} عَيْراً كنتَ {عَيْرَ مَذَلَّةٍ ... أَو كُنْتَ عَظْماً كنتَ كِسْرَ قَبِيحِ)
أَراد بالعَيْرِ الحِمَارَ، وبكسرِ القَبِيح طَرَفَ عَظْمِ المِرْفَقِ الّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْه. قَالَ: ومِنْهُ قولُهُم: أَذَلُّ من العَيْر قِيلَ: سُمِّىَ بِهِ لأَنَّه} يَعِيُر فيَتَردَّدُ فِي الفُلاةِ، ج {أَعْيَارٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(أَفِي السّلْمِ} أَعْيَاراً جَفَاءً وغِلْظَةً ... وَفِي الحَرْبِ أَشْبَاهَ النِّسَاءِ العَوَاركِ)
{وعِيَارٌ، بالكَسْرِ،} وعُيُورٌ {وعُيُورَةٌ، بضمّهما،} ومَعْيُوراءُ، مَمْدُوداً، مِثْل المَعْلُوجاءِ والمَشْيُوخاءِ والمَأْتُوناءِ، ويُقْصَرُ فِي كُلّ ذَلِك قالَهُ الأزَهريّ. وقِيل: مَعْيُورَاءُ: اسْمٌ للجَمْع وجج، جَمْعُ الجَمْع {عِيارَاتٌ. والعَيْرُ: العُظَيمُ النّاتِئُ وَسَطَ الكَتِف. والجَمْع أَعْيَارٌ.} وعَيْرُ النَّصْلِ: الناتئ وَسَطَها. قَالَ الرّاعِي:
(فَصادَفَ سَهْمُه أَحْجَارَ قُفٍّ ... كَسَرْن العَيْرَ مِنْه والغِرَارَا)
وكلُّ عَظْمٍ ناتئٍ فِي البَدَن: عَيْرٌ. وعَيْرُ القَدَم: الناتِئُ فِي ظَهْرِهَا. وعَيْرُ الوَرَقَةِ: الخَطُّ الناتِئ فِي وَسَطها كأَنّه جُدَيِّر. وعَيْرُ الصَّخْرَةِ: حَرْفٌ ناتِئٌ فِيهَا خِلْقَةً. وقِيلَ: كُلُّ ناتِئٍ فِي وَسَطٍ مُسْتَوٍ: عَيْرٌ. والعَيْرُ: ماقِئُ العَيْنِ، عَن ثَعْلَب، أَو عَيْرُ العَيْنِ: جَفْنُها، أَو هُوَ إِنْسَانُهَا، وَقَالَ أَبُو طالِبٍ: العَيْرُ: هُوَ المِثَالُ الَّذِي فِي الحَدَقةِ ويُسَمّى اللُّعْبَةَ، أَو عَيْرُ العَيْنِ: لَحْظُهَا، قَالَ تَأَبَّط شَرّاً:
(ونارٍ قَدْ حَضأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ ... بِدارٍ مَا أُرِيدُ بهَا مُقامَا)

(سِوَى تَحْلِيلِ رَاحِلَةٍ وعَيْرٍ ... أُكالِئُهُ مَخَافَةَ أَن يَنَامَا)
والعَيْر: مَا تَحْتَ الفَرْعِ من باطِنِ الأُذُنِ، من الإِنْسَانِ والفَرَسِ، {كعَيْرِ السَّهْمِ. وَقيل:} العَيْرَانِ:) مَتْنَا أُذُنَيِ الفَرَسِ. والجَمْعُ {العِيَارُ. وَمِنْه حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَة رَضِيَ الله عَنهُ: إِذا تَوَضَّأْت فأَمِرَّ عَلَى} عِيارِ الأُذنَيْنِ الماءَ. وعَيْرٌ: اسمُ وادٍ بِعَيْنِه. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَيْر: اسْمُ ع كانَ مُخْصِباً فغَيَّرَهُ الدَّهرُ فأَقْفَرَهُ، هَكَذَا فِي النُّسخ كُلّها، ونصُّ اللَّيْث: فأَقْفَرَ، بِغَيْر هاءِ الضّمِير. ثمَّ قَالَ: فكانَت العَرَبُ تَضْرِبُ المَثَلَ فِي البَلَدِ الوَحْشِ. وقِيلَ: العَيْر: لَقَبُ حِمَارِ بنِ مُوَيْلِعٍ كافرٍ، وزَعَمَ ابنُ الكَلْبِيِّ أَنّه كَانَ مُؤْمِناً ثمَّ ارْتَدَّ. وَقد مَرَّ فِي ح م ر وَقد ضَرَبَت العَرَبُ المَثَل بكُفْرِه، فَيُقَال: أَكْفَرُ من حِمَار كانَ لهُ وادٍ فأَرْسَلَ اللهُ تَعالَى عليهِ نَارا فأَحْرَقَتْه، وَفِي نَصّ ابنِ الكَلْبِيِّ: فاسْوَدَّ فصارَ لَا يُنْبِتُ شَيْئا فضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فِي كُلِّ مُقَوٍ. وَبِه فُسِّر قولُ امرِئ الْقَيْس:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْر قَفْرٍ قَطَعْتُه ... بِهِ الذئبُ يَعْوِى كالخَلِيع المُعَيَّلِ)
وقِيلَ: كَانَ اسمُه حِماراً فجَعَلَه! عَيْراً لإِقامةٍ الوَزْن. هَكَذَا أَنشده الصاغانيّ وفَسَّره. وَفِي اللِّسَان قَالَ امُرؤُ القَيْس:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ ... قَطَعْتُ بسامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حُسّانِ)
قَالَ الأزهريّ: قولُه: كجَوْفِ العَيْرِ، أَي كوادِي العَيْرِ، وكُلُّ وادِ عِنْد العَرَب جَوْفٌ. ويُقال للمَوْضِع الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ: هُوَ كجَوْفِ عَيْرٍ، لأَنّه لاشَيْءَ فِي جَوْفِهِ يُنْتَفَعُ بِهِ. ويُقَال أَصْلُه قولُهم: أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمار. وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَريّ:
(لَقَدْ كانَ جَوْفُ العَيْرِ لِلْعَيْنِ مَنْظَراً ... أَنِيقاً وفِيه للمُجَاوِرِ مَنْفَسُ)

(وقَدْ كَانَ ذَا نَخْلٍ وزَرْعٍ وجامِلٍ ... فأَمْسَى وَمَا فِيه لِباغٍ مُعرَّسُ)
والعَيْرُ: خَشَبَةٌ تَكُونُ فِي مُقَدَّمِ الهَوْدَجِ، ذكره الصاغَانيّ. والعَيْرُ: الوَتِدُ، قِيلَ: وَمِنْه المَثَلُ: فُلانٌ أَذَلُّ مِنَ العَيْر. والعَيْرُ: الجَبَلٌ، وَقد غَلَبَ على جَبَلٍ بِالْمَدِينَةِ، كَمَا سيأْتِي. والعَيْرُ: السَّيِّدُ والمَلِكُ، وعَيْرُ القَوْمِ: سَيِّدُهُم وعَيْرٌ: اسمُ جضبَل، قَالَ الرّاعِي:
(بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فعَيْرٍ فغُرَّب ... مَغَانشيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هيَ مَا هيَا)
وَفِي الحَدِيث: أَنَّه حَرَّمَ مَا بَيْنَ عَيْرِ إِلى ثَوْر. قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ جَبَلٌ بالمَدِينَة شَرَّفها الله تَعَالَى. وقِيل: بمَكَّةَ أَيضاً جَبَلٌ يُقَال لَهُ: عَيْر. والعَيْرُ: الطَّبْلُ. والعَيْرُ: المَتْنُ فِي الصُّلْبُ، وهُمَا عَيْرَانِ يَكْتَنِفَانِ جانِبَيِ الصُّلْبِ. (و) {العِيْرُ، بالكَسْرِ، فِي قَوْله تَعَالَى: ولَمَّا فَصَلَتِ العيرُ: القافِلَةُ، مؤنَّثةً، من} عارَ {يَعِيرُ، إِذا سَارَ، أَو العِيرُ: الإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ المِيرَةَ، بِلَا واحِدٍ لَهَا مِن لَفْظِهَا.
وقيلَ: العِيرُ: قافِلَةُ الحَمِيرِ، ثمَّ كَثُرَتْ حَتَّى سُمِّيَتْ بهَا كُلُّ قافِلَةٍ، فكُلُّ قافِلضةٍ عِيرٌ، كأَنَّهَا جَمْعُ) عَيْرٍ. وكانَ قِيَاسُهَا أَن يَكُونَ فُعلاً بالضمّ كسُقفٍ فِي سَقْف، إِلاَّ أَنّه حُوفِظِ على الياءِ بالكَسْرَةِ، نَحْو عِين، أَو كُلّ مَا امْتِيرَ عَلَيْه، إِبِلاً كانَتْ أَو حَمِيراً أَو بِغَالاً فهوَ عِيرٌ. قَالَ أَبو الهَيْثَمِ فِي تَفْسِير قولِهِ تَعالَى الْمَذْكُور: العِيرُ: كانَتْ حُمُراً. قَالَ: وقَوْلُ مَنْ قَالَ العِيرُ الإِبِلُ خاصَّةً باطِلٌ.
قَالَ: وأَنْشَدَنِي نُصَيْرٌ لأَبِي عَمْروٍ الأَسَدِيّ فِي صِفة حَمِيرٍ سَمّاها} عِيراً:
(أَهكَذَا لَا ثَلَّةٌ وَلَا لَبَنْ ... وَلَا يُزَكِّينَ إِذا الدّينُ اطْمَأَنْ)

(مُفَلْطَحَات الرَّوْث يَأْكُلْنَ الدِّمَْن ... لابُدَّ أَنْ يَخْتَرَْن مِنّي بَيْنَ أَنْ)
يُسَقْن عِيراً أَو يُبَعْنَ بالثَّمَنْ قَالَ: وَقَالَ نُصير: الإِبِلُ لَا تَكُونُ عِيراً حتَّى يُمْتارَ عَلَيْهَا. وحَكَى الأَزهرِيّ عَن ابنِ الأَعرابيّ قَالَ: العِيْرُ مِنَ الإِبِلِ: مَا كانَ عَلَيْهِ{والعَيّارُ، كشَدَّادٍ، الرَّجُلُ الكَثِيرُ المَجِئِ والذَّهابِ فِي الأَرْض. وقِيلَ: هُوَ الذَّكِيّ الكَثِيرُ التَّطْوافِ والحَرَكَة، حَكاه الأَزْهَرِيّ عَن الفَرَّاءِ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: والعَرَبُ تَمْدَحُ} بالعَيّارِ وتَذُمُّ بِهِ. يُقَال: غُلاٌ م {عَيّارٌ: نَشِيطٌ فِي المَعَاصِي)
وغُلامٌ عَيّارٌ: نَشِيطٌ فِي طَاعَةِ الله عَزَّ وجَلّ. ورُبمَا سُمِّىَ الأَسَدُ بالعَيّارِ لِتَرَدُّدِه ومَجِيئه وذَهابِه فِي طَلَب الصَّيْد. قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(لَيْثٌ عَلَيْه من البَرْدِىِّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرَانِيِّ عَيّارٌ بأَوْصالِ)
قَالَ ابنُ بَرّىّ: أَي يَذْهَبُ بأَوْصَالِ الرِّجال إِلى أَجَمَتِهِ. ورُوِىَ بالّلام عَيّالٌ، وَهُوَ مَذْكُور فِي مَوْضِعه. وأَنشد الجوهريّ:
(لَمّا رَأَيْتُ أَبا عَمْرو رَزْمتُ لَهُ ... مِنّى كَمَا رَزَمَ العَيّارُ فِي الغُرُفِ)
جمع غَرِيفٍ، وَهُوَ الغَابَةُ: والعَيّار: اسمُ فَرَس خالدِ بن الوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنهُ، وكانَ أَشْقَرَ، فِيمَا يُقَال. وَقَالَ السِّراجُ البلْقينيّ فِي قَطْر السَّيل: لعلّه مأْخُوذٌ من قَوْلهم: رَجُلٌ عَيّارٌ، إِذا كَانَ كثيرَ التَّطْوافِ والحَرَكَة ذَكِيّا. وأَنشد لمُضْرِّسِ ابنِ أَنَس المُحَارِبيّ:
(ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ يَمَامَةٍ ... يَهْدِى المَقَانِبَ فارِسُ العَيّارِ)
والعَيّارُ: عَلَمٌ من أَعْلامِ الأَناسِيّ.} والعَيْرَانَةُ من الإِبِلِ: النّاجِيَةُ فِي نَشَاطٍ، سُمِّيَت لِكَثْرَة تَطْوَافِها وحَرَكَتِهَا. وَقيل: شُبِّهَت بالعَيْرِ فِي سُرْعَتِهَا ونَشَاطِهَا. وَلَيْسَ ذَلِك بقَويّ. وَفِي قَصِيد كَعْبٍ:! عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَن عُرُضٍ. هِيَ النّاقَةُ الصُّلْبَة تَشبيهاً بعَيْر الوَحش والأَلِفُ والنُّونُ زائدتان. {وعِيرَانُ، الجَرَادِ بالكَسْرِ: أَوائلُه الذاهِبَةُ المُتَفَرِّقَةُ فِي قِلَّةٍ،} كالعَوائِر. وأَعْطَاهُ من المَالِ عائِرَةَ عَيْنَيْنِ، أَي مَا يَمْلَؤُهما، وَقد ذُكِرَا فِي ع ور. والعارُ: السُّبَّة والعَيْبُ. وقِيلَ: هُوَ كُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ بِهِ سُبَّةٌ أَو عَيْبٌ، وَالْجمع أَعْيَارٌ. ويُقَال: فلانٌ ظاهِرُ الأَعْيارِ، أَي العُيُوب. وَقد {عَيَّرَهُ الأَمْرَ، وَلَا تَقُلْ: عَيَّرَه بالأَمْرِ، فإِنَّهُ قَولُ العَامَّة هَكَذَا صَوَّبَه الحَرِيرِيُّ فِي دُرّة الغَوّاص. وَقد صَرَّح المَرْزوقيّ فِي شَرْحِ الحَمَاسة بأَنّه يَتَعَدَّى بالباءِ، قَالَ: وَالْمُخْتَار تَعْديَتُه بنَفْسِه، قَالَه شَيْخُنا. وأَنشد الأَزهريُّ للنابِغَة:
(} - وعَيَّرَتْنِي بَنُو ذُبْيَانَ خَشْيَتَهُ ... وهَلْ عَلَيَّ بأَنْ أَخْشَاكَ من عَارِ)
{وتَعَايَرُوا: عَيَّر بَعْضُهم بَعْضاً قَالَ أَبو زَيْد: يُقَال: هُما يَتَعَايَبَان} ويَتَعَايَران، {فالتَّعَايُر: التَّسَابُّ، والتَّعَايُبُ دُونَ} التَّعَايُرِ، إِذا عابَ بَعْضُهم بَعْضاً. وابْنَةُ {مِعْيَرٍ، كمِنْبَرٍ: الدّاهِيَةُ والشِّدَّةُ يُقَال: لَقِيتُ مِنْهُ ابْنَةَ مِعْيَرٍ، وبَناتِ مِعْيَرٍ، أَي الدَّوَاهِي والشَّدَائد وأَبُو مَحْذُورَةَ أَوْسُ وقِيلَ: سَمُرَةُ بنُ مِعْيَر بنِ لَوْذانَ بنِ رَبِيعَةَ بن عُوَيجِ بنِ سَعْدِ بن جُمَحَ الجُمَحِيّ القُرَشِيُّ: الأَوّل قَوْلُ الزُّبَيْرِ ابنِ بَكّار وعَمّه، وإِليه ذَهَبَ ابنُ الكَلْبِيّ، صَحَابِيّ، وَهُوَ مُؤذِّنُ النَّبِيّ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم، وحَدِيثُه)
فِي التِّرمذيّ. وَقد أَشارَ لَهُ المُصَنّف أَيضاً فِي ح ذ ر. قلتُ: وأَخُوهُ أُنَيْسُ بنُ مِعْيَرٍ، قُتِلَ يَوْمَ بَدْر كافِراً قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ.} والمِعَارُ، بِالْكَسْرِ: الفَرَسُ الّذِي يَحِيدُ عَن الطَّرِيق بِراكِبِه، كَمَا يُقَالُ: حادَ عَن الطَّرِيق. قَالَ الأَزهريُّ: مِفْعَلٌ مِنْ عارَ يَعِيرُ، كأَنَّهُ فِي الأَصلِ {مِعْيَر فقِيلَ} مِعَارٌ، وَمِنْه قَوْلُ بِشْرِ بن أَبي خازِم، كَمَا أَنْشَدَه المُؤَوّخ، هَكَذَا بالخاءِ المُعْجَمَةِ كَمَا ضَبَطَه الصاغانيّ لَا الطِّرِمّاح، وغَلِط الجوهَرِيُّ. قَالَ شَيْخُنَا: لَا غَلَط، فإِنّ هَذَا الشَّطْرَ وُجِدَ فِي كَلاِم الطِّرِمّاح وَفِي كَلام بِشْر، كَمَا قَالَه رُوَاةُ أَشعارِ العَرَب. فكُلٌّ نَسَبَهُ كَمَا رَوَاه أَو وَجَدَهُ. فالتَّغْلِيطُ بمِثْلِه دُونَ إِحاطَةٍ وَلَا اسْتِقْراءٍ تامٍّ هُوَ الغَلَطُ، كَمَا لَا يَخْفَى. ووُقُوعُ الحافرِ على الحافِر فِي كَلامِهِم لَا يَكَادُ يُفَارِقُ أَكْثَرَ أَكابِرِهم وَلَا سِيَّما إِذا تَقَارَبَت القَرَائِحُ. انْتهى: وجَدْنا فِي كِتَابِ بَنِي تَمِيمٍ. وَقد يُنْشَد: بَنِي نُمَيْر أَيضاً. أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ! المِعَارُ. وَقَالَ الصاغانيّ: البَيْتُ لِبِشْرِ بن أَبي خازِمٍ، وهُوَ مَوْجُودٌ فِي شِعْرِ بِشْرٍ دُونَ الطِّرِمّاح. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: وَهَذَا البَيْتُ يُرْوَي لِبِشْرِ بن أَبي خازمٍ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: والنَّاسُ يَرْوُونَه: المُعَارُ، بضَمّ المِيمِ، من العارِيَّة، هكَذَا فِي الأُصُول الصَّحِيحَة يَرْوُونَه بالواوين من الرِّواية. وَقَالَ القَرَافِيّ: يَرَوْنه من الرُؤْيَة، أَي يَعْتَقِدُونَه، بالخَطَإِ فِي الاعْتِقَادِ لَا الضَّمّ. قَالَ شَيْخُنَا: وَفِيه مُخَالَفَةٌ ظاهِرَةٌ لِصَنِيع المُصَنّف، كَمَا لَا يَخْفَى. قلتُ: ومِثْلُ مَا قَال القَرَافِيُّ مَوْجُودٌ فِي نُسَخِ الصّحاح، ويَدُلّ عَلَى ذَلِك قَوْلُه فِيمَا بَعْد: وهُوَ خَطَأٌ. أَي اعْتِقَادُُهم أَنَّه من العَارِيَّةِ لَا الضَّمّ، فتَأَمَّل. هَكَذَا تَحْقِيقُ هَذَا المَقَامِ على مَا ذَهَبَ إِليه القرافيُّ.
والصَّوَابُ أَنَّ الخَطَأَ فِي الضَّمّ، وَفِي الاعْتِقَادِ أَنَّهُ من العارِيَّةِ، على مَا ذَهَب إِليه الجوهريّ. وَقد أَشارَ بذلك الرَّدّ على مَنْ يَقُولُ إِنّه بالضَّمّ من العارِيَّة، وَهُوَ قولُ ابنِ الأَعرابيّ وَحْدَهُ. وذَكَرَه ابنُ بَرّيّ أَيضاً وَقَالَ: لأَن المُعَارَ يُهَانَ بالابْتذال ِ وَلَا يُشْفَقُ عَلَيْه شَفَقَةَ صاحِبهِ. وقِيل: المُعَارُ هُنَا: المُسَمَّن من الخَيْلِ، مِنْ أَعَارَه يُعِيرُه، إِذَا أَسْمَنَهُ. ومِنْهُم من قَالَ: المُعارُ هُنا: المَنْتُوفُ الذَّنَبِ، من أَعَارَهُ وأَعْرَاهُ، إِذا هَلَبْتَ ذَنَبَهُ قالَهُمَا ابنُ القَطّاعِ وغَيْرُه. وَقيل: المُعارُ: المُضَمَّر المُقَدَّح. ومَعْنَى أَعِيرُوا خَيْلَكم، أَي ضَمِّرُوها بتَرْدِيدها، من عارَ يَعِيرُ، إِذا ذَهَبَ وجاءَ. فَهِيَ أَقْوالٌ أَرْبَعَةٌ غيرَ الَّذِي ذَكَرَه الجوهَريّ، أَشارَ بالرَدِّ على واحِدٍ مِنْهَا، وَهُوَ قولُ ابنِ الأَعْرَابِيّ وهُنَاكَ رِوَايَةٌ غَرِيبَةٌ تَفردَّ بهَا أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ، فَرَوَى المُغارُ، بالغَيْن المُعْجَمَة، وَقَالَ: مَعْنَاه المُضَمَّرُ كَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا من أَحَاسِن الكَلامِ ومَحَاسِن الكِرام فِي أَمْثَالِ العَرَب لأَبِي النُّعْمَان بِشْرِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الجَعْفَرِيّ التّبْرِيزِيّ. قَالَ: وَقد خَلَتْ عَنْهَا الدَّوِاوينُ، فَهُوَ نَقْلٌ غَرِيبٌ عَن غَرِيب.)
قلتُ: لَيْسَ بِغَرِيبٍ، فقد ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي غ ور حَيْثُ قَالَ: والمُغارُ من الفَرَسِ: الشَّدِيدُ المَفَاصِل. وَقَالَ الأَزهريّ مَعْنَاه شِدَّةُ الأَسْرِ، أَي كأَنَّه فُتِلَ فَتْلاً. ومِثْلُه قولُهم: حَبْلٌ مُغارٌ، إِلاّ أَنّهم لَمْ يُفْسِّروا بِهِ البيتَ. وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ فِي غ ور. ويُقَالُ: {عَيَّرَ الدَّنانِيرَ: وَزَنَهَا واحِداً بَعْدَ واحِدً، وَكَذَا إِذا أَلْقَاهَا دِينَاراً دِيناراً فوازَنَ بِهِ دِينَاراً دِينَاراً، يُقَال هَذَا فِي الكَيْلِ والوَزْنِ.
قَالَ الأَزْهريّ: فَرَّقَ اللَّيْثُ بَين عايَرْتُ وعَيَّرْتُ، فجَعَل عايَرْتُ فِي المِكْيَالِ،} وعَيَّرْتُ فِي المِيزانِ. قلتُ: وإِيّاه تَبِعَ المُصَنِّف، ففَرَّقَ بَينهمَا بالذَّكْرِ فِي المادَّتَيْن، فذَكَرَ المُعَايَرةَ فِي ع ور {والتَّعْيِيرُ هُنَا. وعَيَّرَ الماءُ، إِذا طَحْلَبَ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ أَغْثَرَ الماءُ بالأَلف والغَيْنِ الْمُعْجَمَة والمُثَلَّثَةِ، كَمَا سيأْتي.} والأَعْيَارُ: كواكِبُ زُهْرٌ فِي مَجْرَى قَدَمَيْ سُهَيْلٍ، نَقَلَه الصاغانيّ، واحِدُها العَيْرُ، شُبِّهَت بِعَيْرِ العَيْنِ، أَي حَدَقَتِهَا، أَو غَيْرِ ذلِك مِن مَعَانِي العَيْرِ ممّا تَقَدَّمت. {وأَعْيَرَ النَّصْلَ: جَعَلَ لَهُ عَيْراً ونَصْلٌ} مُعْيَرٌ: فِيهِ عَيْرٌ نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي عَمْرِو. وبُرْقَةُ {العِيَرَاتِ، بكَسْرِ العَيْنِ ثمّ فَتْحِ التَّحْتِيَّة: ع قَالَ امرُؤ القَيْس:
(غَشِيتُ دِيَارَ الحَيِّ بالبَكَرَاتِ ... فعارِمَةٍ فبُرْقَةِ العِيَرَاتِ)
وأَفْرَده الحُصَيْنُ بنُ بُكَيْرٍ الرَّبَعِيّ فَقَالَ:
(وارْتَبَعَتْ بالحَزْنِ ذاتِ الصِّيَرَهْ ... وأَصْيَفَتْ بَين اللَّوَى} والعِيَرَهْ)
وعَيْرُ السَّرَاةِ، بالفَتْح: طائرٌ كَهَيئَةِ الحَمَامَة، قَصِيرُ الرِّجْلَيْن مُسَرْوَلُهما، أَصفرُ الرِّجْلين والمِنْقَار، أَكْحَلُ العَيْنِ، صافِي اللَّوْنِ إِلى الخُضْرَة، أَصْفَرُ البَطْنِ وَمَا تَحْت جَناحَيْه، وباطنُ ذَنَبهِ كأَنّه بُرْدٌ مَوْشِىً. ويُجْمَع: {عُيُور السَّرَاةِ. والسَّرَاة: مَوضعٌ بناحِيَةِ الطَّائِف، ويَزْعُمون أَنّ هَذَا الطَّيْرَ يأْكل ثَلاَثمائةِ تِينَةٍ من حِين تَطْلُعُ من الوَرَقِ صِغَاراً وَكَذَلِكَ العِنَب. وَيُقَال: مَا أَدْرِى أَيُّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هُو، أَي أَيُّ الناسِ حَكَاهُ يَعْقُوبُ ويَعْنُونَ} بالعَيْرِ الوَتِد، وقِيلَ: جَفْنُ العَيْنِ. وقِيل غَيْرُ ذَلِك. وَمن أَمْثَالِ أَهلِ الشّأْم قَوْلُهم: عَيْرٌ! بَعِيْرٍ، وزِيَادةُ عَشَرَةٍ كَانَ الخَلِيفَةُ من بَنِي أُمَيّةَ إِذا ماتَ وقامَ آخرُ زادَ فِي أَرْزاقِهِم وعطاياهُمَ عَشَرَةَ دراهِمَ، فكانُوا يَقُولُونَ هَذَا عِنْد ذَلِك. وَفِي المَثَلِ: فَعَلْتُهُ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى: أَي قَبْلَ لَحْظِ العَيْنِ، قَالَ أَبو طالِبٍ: العَيْر: المِثالُ الّذي فِي الحَدَقَة، والَّذِي جَرَى الطَّرْفُ، وجَرْيُه حَرَكَتُه، والمَعْنَى قَبْلَ أَن يَطْرِفَ. وَفِي الصِّحَاح: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلَا يُقَال: أَفْعَلُ. وقولُ الشَّمّاخ:
(أَعَدْوَ القِبِصَّي قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى ... وَلم تَدْرِ مَا خُبُرِي ولَمْ أَدرِ مالِهَا)
) فَسَّره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ: قبلَ أَنْ أَنْظُر إِليك وَلَا يُتكلَّم بشيْءٍ من ذَلِك فِي النَّفْيِ. والقِبِصَّي والقِمِصَّي. ضَرْبٌ من العَدْوِ فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ اللّحيانيّ: العَيْر هُنَا: الحِمَارُ الوَحشيّ. {وتِعَارٌ، بالكَسْر: جضبَلٌ ببلادِ قَيْسٍ، بنَجْدٍ، قَالَ كُثَيِّر:
(وَمَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِي وَمَا ثَوَى ... مُقِيماً بنجْدٍ عَوْفُها} وتِعَارُهَا)
وَفِي اللّسان فِي ع ور: وَهَذِه الكلمةُ يحْتَمل أَن تَكُونَ فِي الثُّلاثِيّ الصحيحِ والثُّلاثيّ المُعْتَلِّ. ثمَّ قَالَ فِي عير: وتِعارٌ، بالكَسْر: اسمُ جَبَلٍ، قَالَ بِشْرٌ يصف ظُعُناً ارْتَحَلْنَ من منازِلِهن فشَّبَههُنّ فِي هَوادِجِهِنَّ بالظِّباءِ فِي أَكْنِسَتِها:
(بِلَيْلٍ مَا أَتَيْنَ على أَرُومٍ ... وشابَةَ عَن شَمائِلها تِعَارُ)

(كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمَةٍ عَلَيْها ... كَوانِسَ قالِصاً عَنْهَا المَغَارُ)
قَالَ المَغارُ: أَماكِنُ الظّبَاءِ، وَهِي كُنُسُها. وأَرُوم: موضِعٌ. وشابَةُ وتِعَار: جَبَلانِ فِي بِلَاد قَيْس.
قلتُ: وَقد ذكره المصنّف أَيضاً فِي ت ع ر. {والمَعَايِرُ: المَعايِبُ، يُقَال عارَه، إِذَا عابَه، قَالَت ليلى الأَخْيَلِيَّة:
(لَعَمْرُك مَا بالمَوْتِ عارٌ على امْرِئ ... إِذا لم تُصِبْهُ فِي الحَيَاةِ} المعَايِرُ)
{والمُسْتَعِيرُ: مَا كانَ شَبِيهاً} بالعَيْرِ فِي خِلْقَته، نَقله الصاغانيّ، فالسِّينُ فِيهِ للصَّيْرُورَة لَيست للطَّلَب. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: من أَمثالِهم فِي الرِّضا بالحاضِرِ ونِسْيَانِ الغَائب قولُهم: إِنْ ذَهَبَ العَيْرُ {فعَيْرٌ فِي الرِّباط قَالَه أَبو عُبَيْد. وكَتِفٌ} مُعَيَّرَةٌ {ومُعْيَرَة، على الأَصْل: ذاتُ عَيْر.} والعائرُ: المُتَردِّدُ، الجَوّال كالعَيّارِ. وَمِنْه المَثَلُ: كَلْبٌ {عائِرٌ خَيْرٌ من أَسَدٍ رابضٍ. ويُقَال: كَلْبٌ} عائِرٌ {وعَيّارٌ.} وعارَ الرَّجُلُ فِي القَوْمِ: عاثَوعَابَ ذكرهمَا ابنُ القطّاع، وَقد ذكر المصنّف الأَخيرَ، كَمَا تقدّم. وعارَ فِي القَوْم يَضْرِبُهُم بالسَّيْف عَيَرَاناً: ذَهَبَ وجَاءَ، وَلم يُقَيِّدْهُ الأَزهريّ بضَرْبٍ وَلَا بِسَيْفٍ. وفَرَسٌ {عَيّارٌ، إِذا عاثَ، وإِذَا نَشِطَ فرَكِبَ جانِباً ثمّ عَدَلَ إِلى جَانِبٍ آخَرَ. وجرادةُ} العَيَّارِ: مَثَلٌ، وَقد تقدّم فِي ج ر د. وَقيل: العَيّارُ: رجلٌ، وجَرادَةُ: فَرَسُه. وأَنشد أَبو عُبَيْد:
(ولَقَدْ رَأَيْتُ فَوارِساً من قَوْمِنا ... غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرادَةِ {العَيّارِ)
وثَمَرَةٌ عائِرَةٌ: ساقِطَةٌ لَا يُعْرَف لَهَا مالِكٌ. وشاةٌ} عائِرَةٌ: متردِّدَةٌ بَين قَطِيعَيْن لَا تَدْرِي أَيّهما تَتْبَع. وَقد مُثِّل بهَا المُنَافِق. {والعَيِّر، كسَيّدٍ: الفَرَسُ النَّشِيط قَالَه ابْن الأَعرابيّ والعَائِرَةُ من الإِبِلِ: الَّتِي تَخْرُج مِنْهَا إِلَى أُخْرَى لِيَضْرِبَها الفَحْلُ. وَمن أَمْثَالهم: عَيْرٌ} عارَه وَتِدُه أَي أَهْلَكه،)
كَمَا يُقَال: لَا أَدْرِي أَيُّ الجَرَادِ! عارَهُ، قَالَه المُؤَرّجُ. {وعِرْتُ ثَوْبَهُ: ذَهَبْتُ بِهِ. وأَنشد الباهِلِيّ قولَ الراجِز: وإِنْ} أَعَارَتْ حافِراً {مُعَارَا. أَي رَفَعَتْ وحَوَّلَت. قَالَ الأَزهريّ: وَمِنْه} إِعارَةُ الثِّيابِ والأَدَواتِ. {واسْتَعارَ فُلانٌ سَهْماً من كِنَانتِه: رَفَعَه وحَوَّلَه مِنْهَا، وأَنشد قَوْل الراجِز:
(هُتّافَةٌ تَخْفِضُ مِن نَذِيرِها ... وَفِي اليَدِ اليُمْنَى} لمُسْتَعِيرِها)
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِها وَذكره الزَّمخشريّ فِي ع ور وَقد تَقَدّم. وَيُقَال: هُمْ {يَتَعَيَّرُونَ من جيرانهم الأَمْتِعَةَ والقُمَاشَ، أَي} يَسْتَعِيرُون. قَالَ الأَزهريّ: وكلامُ العَرَب: يَتَعَوَّرُون، بِالْوَاو. وَفِي حَدِيث أَبِي سُفْيَانَ: قَالَ رجلٌ: أَغتالُ مُحَمَّداً ثمّ آخُذُ فِي عَيْرٍ عَدْوي، أَي أَمْضى فِيهِ وأَجْعَلُه طَرِيقِي وأَهْرُبُ حَكَى ذَلِك ابنُ الأَثِيرِ عَن أَبي مُوسَى. {وعِيَارٌ، ككِتَابٍ: هَضْبَةٌ فِي دِيارِ الأَزْدِ لِبَنِي الإِواس بن الحِجْر، مِنْهُم. والعَيْرَةُ، بالفَتْحِ: جَبَلٌ بأَبْطَح مَكّة.} وعَيْرٌ: جَبَلٌ آخَرُ بِمَكَّة، يُقَابِلُ الثَّنِيَّةَ المعروفَةَ بشِعْبِ الخُوزِ كَذَا فِي المعجم. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ: {العَيْرَةُ: الجَبَلُ الّذِي عِنْد المِيلِ، على يَمِين الذاهبِ إِلى مِنىً.} والعَيْرُ: الجَبَلُ الَّذِي يُقَابِلُه، فهُمَا {العَيْرَتانِ. وإِيّاهُمَا عَنَي الحارِث بنُ خالِدٍ المَخْزُومِيّ فِي قَوْله:
(أَقْوَى مِنَ الِ ظَلِيمَةَ الحَزْمُ ... } فالعَيْرَتَانِ فَأَوْحَشَ الخَطْمُ)
قَالَ: ولَيْسَ {بالعَيْرِ} والعَيْرَة اللَّتَيْن عِنْد مَدْخَلِ مَكّة مِمَا يَلِي خُمّ، انْتهى. وسَعِيدُ بنُ أَبِي سَعِيدٍ العَيّارُ: مُحَدِّث مشهورٌ. وراعِي العِيرِ: لَقَبُ والدِ بِشْرٍ الصَّحابيّ. تَكْمِيل: قَالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ:
(زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العَيْ ... رَ مَوَالٍ لَها وأَنَّى الوَلاءُ)
هَكَذَا أَنْشَدَه الصاغانيّ. وَفِي اللّسَان: مَوَال لنا. ويُرْوَى: الوِلاءُ، بالكسْر. وَقد اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى العَيْرِ فِي هَذَا البَيْتِ اخْتِلَافا كثيرا، حَتَّى حَكَى الأَزهريّ عَن أَبي عَمْرِو بن العَلاءِ أَنه قالَ: ماتَ مَنْ كانَ يُحْسِنُ تَفْسِيرَ بَيْتِ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ: زَعَمُوا أَنّ كُلَّ من ضَرَبَ العَيْر. إِلى آخِرِه.
وَهَا أَنا أَجْمَعُ لَك مَا تَشَتَّتَ من أَقْوَالهِم فِي الكُتُب، لئلاّ يَخْلُو هَذا الكِتَابُ عَن هَذِه الفائِدَة، فقِيلَ: العَيْرُ هُنا: كُلَيْبٌ، أَي أَنّهم قَتَلوهُ، فجَعَلَ كُلَيْباً عَيْراً. قَالَ ابنُ دُرَيْد: وأَنشدَ ابنُ الكَلْبِيّ لِرَجُلٍ من كضلْبٍ قَديمٍ فِيمَا ذكره، وجَعَلَ كُلَيْباً عَيْراً كَمَا جَعَلَه الحارِثُ. أَيضاً عَيْراً فِي شِعْره:
(كُلَيْبُ العَيْرُ أَيْسَرُ مِنْك ذَنْباً ... غَدَاةَ يَسُومُنَا بالفْتِكَرِينِ)
)
(فمَا يُنْجِيكُمُ مِنّا شِبَامٌ ... وَلَا قَطَنٌ وَلَا أَهْلُ الحَجُونِ)
كَذَا نقلَهُ الصاغانيّ. وَقيل: العَيْر: هُنَا سَيّدُ القَوْم ورَئِيسُهم مُطْلَقاً. وقِيل: بل المُرَادُ بِهِ هُوَ المُنْذِرُ بن ماءِ السَّمَاءِ، لِسِيادَتِه. وَقَالَ الصاغانيّ: لأَنَّ شَمِراً قَتَلَهُ يومَ عَيْنِ أُباغَ، وشَمِرٌ حَنَفِيٌّ، فَهُوَ مِنْهُم. وَقيل: المُرَاد! بالعَيْرِ هُنَا الطَّبْلُ. وَقيل: المُرَاد مَعْنَاه: كُلّ من ضَرَبَ بجَفْنٍ على عَيْر، أَي على مُقْلَة. وَقيل: المُرادُ بالعَيْر الوَتِدُ، أَي مَن ضَرَبَ وَتِداً من أَهْلِ العَمَدِ مُطْلَقاً. وَقيل: يَعْنِي إِياداً، لأَنّهُم أَصْحابُ حَمِيرٍ. وَقيل: يَعْنِي بالعَيْرِ جَبَلاً. وَمِنْهُم مَنْ خَصَّ فَقَالَ: جَبَلاً بالحِجَازِ، وأَدْخَلَ علَيْه الَّلامَ كأَنَّهُ جَعَلَهُ من أَجْبُلٍ، كُلُّ واحِدٍ مِنْهَا عَيْرٌ، أَو جَعَلَ اللَّام زائدَةً على قَوْله: ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَنَاتِ الأَوْبَرِ. إِنما أَراد: بَناتِ أَوْبَرَ، فَقَالَ: كلُّ من ضَرَبَهُ أَي ضَرَبَ فِيهِ وَتِداً أَو نَزَلَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: العَيْر: هُوَ النّاتِئُ فِي بُؤْبُؤِ العَيْن، وَمَعْنَاهُ أَنّ كُلّ من انْتَبَهَ من نَوْمِه حَتَّى يَدُورَ عَيْرُه جَنَى جِنَايَة فَهُوَ مَوْلىً لَنَا، يقولُونه ظُلْماً وتَجَنِّياً. قَالَ: ومِنْهُ قولُهم: أَتَيْتُكَ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى، أَي قَبْلَ أَن يَنْتَبِهَ نائمٌ. وَرَوَى سَلَمَةُ عَن الفَرّاءِ أَنّه أَنْشَدَهُ كلَّ مَنْ ضَرَبَ العِيرَ، بِكَسْر الْعين. والعِيُر: الإِبِلُ، أَي كُلّ مَنْ رَكِبَ الإِبِلَ مَوَالٍ لَنا، أَي العَرَب كُلّهم مَوالٍ لَنَا من أَسْفَل، لأَنَّا أَسَرْنَا فِيهِم فلَنَا نِعَمٌ عَلَيْهِم. فَهَذِهِ عَشَرَةُ أَقْوَالٍ، قَلَّمَا تُوجَدُ فِي مَجْمُوعٍ واحِدٍ، فاظْفَرْ بهَا، وَالله أَعْلَم.
ع ي ر: (الْعَيْرُ) الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ وَالْأَهْلِيُّ أَيْضًا وَالْأُنْثَى (عَيْرَةٌ) . وَ (عَيْرٌ) جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ حَرَّمَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ» وَفُلَانٌ (عُيَيْرُ) وَحْدِهِ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا أَيْ مُعْجَبٌ بِرَأْيِهِ. وَهُوَ ذَمٌّ. وَلَا تَقُلْ: عُوَيْرُ وَحْدِهِ. وَ (عَارَ) الْفَرَسُ انْفَلَتَ وَذَهَبَ هَا هُنَا وَهَا هُنَا مِنْ مَرَحِهِ وَ (أَعَارَهُ) صَاحِبُهُ فَهُوَ (مُعَارٌ) . وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:

أَحَقُّ الْخَيْلِ بِالرَّكْضِ الْمُعَارُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَالنَّاسُ يَرَوْنَهُ مِنَ الْعَارِيَّةِ وَهُوَ خَطَأٌ. وَفَرَسٌ (عَيَّارٌ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ يَعِيرُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا مِنْ نَشَاطِهِ. وَيُسَمَّى الْأَسَدُ عَيَّارًا لِمَجِيئِهِ وَذَهَابِهِ فِي طَلَبِ صَيْدِهِ. وَرَجُلٌ عَيَّارٌ أَيْ كَثِيرُ التَّطْوَافِ وَالْحَرَكَةِ ذَكِيٌّ. وَ (عَيَّرَهُ) كَذَا مِنَ (التَّعْيِيرِ) أَيِ التَّوْبِيخِ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَيَّرَهُ بِكَذَا. وَ (الْعَارُ) السُّبَّةُ وَالْعَيْبُ. وَ (عَايَرَ) الْمَكَايِيلَ وَالْمَوَازِينَ (عِيَارًا) وَلَا تَقُلْ: عَيَّرَ. وَ (الْمِعْيَارُ) بِالْكَسْرِ (الْعِيَارُ) . وَ (الْعِيرُ) بِالْكَسْرِ الْإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ الْمِيرَةَ. 
عير
العَيْرُ: العَظْمُ النّاتيءُ وَسْطَ الكَتِفِ، والجَمْعُ: عِيَرَةٌ. وَحَرْفٌ في وَسْطِ النَّصْل، وأعْيَرْتُ النّصْلَ: جَعَلْتَ له عَيْراً. وإنْسَانُ العَيْن، ومنه المَثَلُ: " قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى " والحِمَارُ الوَحْشِيُّ الأهْلِيُّ، والعُيُوْرُ جَمْعُه، ويُقال للأُنْثى: عَيْرَةٌ، والمَعْيُوْراء الجماعَةُ منه. وسَيِّدُ القَوْم. واسْمُ رَجُلٍ يُنْسَبُ إليه وادٍ خَصِبٌ فأقَفْرَ من بَعْدُ، وعلى هذا فُسِّرَ: ووَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ.....
واسْمُ وادٍ بِعَيْنِه باليَمن. والخَشَبَةُ التي تكونُ في مُقَدَّمِ الهَوْدَجِ. والوَتِدُ. واسْمُ جَبَلٍ بالمَدِينَة. وما عَارَ في الحِياض من الأقذاء، يُقال: عَيَّرَ الماءُ: إذا طَحْلَبَ. والأعْيَارُ: كَواكِبُ زُهْرٌ في مَجْرى قَدَمَيْ سُهَيْلٍ. ولا أدْري أيُّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هو: أيْ أيُّ الخَلْقِ هو. وفُلانٌ عَيْرُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه: أي هو لِنَفْسِه لا يَنْفَعُ أحَداً.
والمُسْتَعِيْرُ: ما كان شَبيهاً بالعَيْرِ في خِلْقَتِه. وعارَه عُيُوْراً: أخَذَه. وعَارَ الشَّيْءُ: ذَهَبَ، ومنه أُخِذَ العِيْرُ: وهي جَمَاعَاتُ السَّفْرِ، وهو جَمْعُ عائرٍ، كَعَائذٍ وعُوْذٍ، إلاّ أنَّ العَيْنَ كُسِرَتْ لِتَدُلَّ على الياء، ويُجْمَعُ العِيْرُ: عِيَرَات. والعَيْرَانُ: الجَمَلُ السَّرِيْعُ السَّيْرِ، والأُنْثى عَيْرَانَةٌ.
والعِيَارُ: فِعْلُ الفَرَسِ أو الكَلْبِ العائِر: وهو المُنْفَلِتُ. وقَصِيدَةٌ عائرَةٌ: سائرة، ومنه: العَيَّارُ والعِيَارَةُ. وَعيَّرْتُه كَذا، ولا يُقال: بِكَذا. وعايَرْتُ المِكْيَالَ بالعِيَار. وعَيَّرْتُ الدَّنانِيْرَ: وَزَنْتَها واحِداً واحِداً.

خبط

(خ ب ط) : تَخَبَّطَهُ) الشَّيْطَانُ أَفْسَدَهُ وَحَقِيقَتُهُ أَنْ يَخْبِطَهُ أَيْ يَضْرِبَهُ وَهُوَ مِنْ زَعَمَاتِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ.
(خبط) - في الحَدِيث: "كُنتَ تُعطِى المُخْتَبِط" .
الاخْتِباط: طَلبُ المَعروفِ من غير وَسِيلةٍ ولا مَعْرفةٍ، والفعل منه خَبَط واخْتَبَط، وهو من خَبْط الوَرَق، وهو ضَربُك الشَّجر بالعَصَا ليَسقُط ورقُه، والخَبْط والاختِباط أيضا: السَّيرُ على غير هِدَاية.
خ ب ط : خَبَطْتُ الْوَرَقَ مِنْ الشَّجَرِ خَبْطًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْقَطْتُهُ فَإِذَا سَقَطَ فَهُوَ خَبَطٌ بِفَتْحَتَيْنِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مَسْمُوعٌ كَثِيرًا وَتَخَبَّطَهُ الشَّيْطَانُ أَفْسَدَهُ وَحَقِيقَةُ الْخَبْطِ الضَّرْبُ وَخَبَطَ الْبَعِيرُ الْأَرْضَ ضَرَبَهَا بِيَدِهِ. 
خ ب ط: (خَبَطَ) الْبَعِيرُ الْأَرْضَ بِيَدِهِ ضَرَبَهَا. وَمِنْهُ قِيلَ: خَبْطُ عَشْوَاءَ. وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي فِي بَصَرِهَا ضَعْفٌ تَخْبِطُ إِذَا مَشَتْ لَا تَتَوَقَّى شَيْئًا. وَخَبَطَ الشَّجَرَةَ ضَرَبَهَا بِالْعَصَا لِيَسْقُطَ وَرَقُهَا وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَ (الْخُبَاطُ) بِالضَّمِّ كَالْجُنُونِ وَلَيْسَ بِهِ تَقُولُ مِنْهُ (تَخَبَّطَهُ) الشَّيْطَانُ أَيْ أَفْسَدَهُ. 
خبط
الخَبْط: الضّرب على غير استواء، كخبط البعير الأرض بيده، والرّجل الشّجر بعصاه، ويقال للمخبوط: خَبَطٌ ، كما يقال للمضروب: ضرب، واستعير لعسف السّلطان فقيل: سلطان خَبُوط، واختباط المعروف: طلبه بعسف تشبيها بخبط الورق، وقوله تعالى:
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ [البقرة/ 275] ، فيصحّ أن يكون من خبط الشّجر، وأن يكون من الاختباط الذي هو طلب المعروف، يروى عنه صلّى الله عليه وسلم: «اللهمّ إنّي أعوذ بك أن يتخبّطني الشّيطان من المسّ» .
خبط وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الله بن عَامر حِين مرض مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَدخل عَلَيْهِ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِيهِمْ ابْن عمر فَقَالَ: مَا ترَوْنَ فِي حَالي قَالُوا: مَا نشك لَك فِي النجَاة قد كنت تقري الضَّيْف وتُعْطي المُخْتَبِط قَالَ حدّثنَاهُ يزِيد عَن عَمْرو بن مَيْمُون بن مهْرَان.

بن قَالَ أَبُو عبيد: يعنيب المتختبط الرجل الَّذِي يسْأَله من غير معرفَة كَانَت بَينهمَا وَلَا يَد سلفت مِنْهُ إِلَيْهِ وَلَا قرَابَة -] .

حَدِيث قيس عَاصِم [رَحمَه الله -]

خبط


خَبَطَ(n. ac. خَبْط)
a. Beat violently, struck hard.
b. [acc. & Bi], Stamped, pawed; trampled with ( the
hoof ).
c. Beat the leaves off ( a tree ).
d. Asked a favour of.
e. [acc. & Bi], Bestowed, conferred upon ( benefit
favour ).
f. [pass.], Had a cold in the head.
تَخَبَّطَa. Beat, struck violently.
b. Injured, prostrated (demon).

إِخْتَبَطَa. Beat, struck violently.
b. Asked a favour of.
c. Beat the leaves off ( a tree )

خَبْطَة
(pl.
خِبَط)
a. Cold in the head.
b. Remainder.
c. Trifle, trace, touch.

خَبَطa. Leaves beaten off ( a tree ).
أَخْبَطُ
(pl.
خُبْط)
a. Stamping, pawing (horse).
مِخْبَط
(pl.
مَخَاْبِطُ)
a. Long stick, pole.

خَاْبِطa. see 14
خَبَاْطa. Dust.

خُبَاْطa. Insanity.

خَبِيْط
(pl.
خُبُط)
a. Watering-trough trampled on by cattle.
b. Clotted milk.
c. see 14
خَبُوْطa. see 14
مِخْبَاْط
(pl.
مَخَاْبِيْطُ)
a. Linenbeater.

N. P.
خَبڤطَa. One who has a cold in the head.
(خبط) خبطا طرح نَفسه حَيْثُ كَانَ لينام وعَلى الْبَاب دق وَيُقَال خبط الْبَاب دقه وَالشَّيْء وَطئه وطئا شَدِيدا يُقَال خبط الْبَعِير الأَرْض بيدَيْهِ ضربه ضربا شَدِيدا وَاللَّيْل سَار فِيهِ على غير هدى وَيُقَال فلَان يخبط فِي عمياء وَفُلَان يخبط خبط عشواء يَأْتِي مَا يَأْتِي بِجَهَالَة وَبِغير تبصر وَفُلَانًا سَأَلَهُ معروفه من غير معرفَة وَلَا وَسِيلَة وَلَا قرَابَة بَينهمَا وأنعم عَلَيْهِ من غير معرفَة وَلَا وَسِيلَة وَلَا قرَابَة بَينهمَا وَيُقَال خبط فيهم بِخَير نفعهم والشيطان فلَانا أَصَابَهُ بِشَيْء من الْجُنُون والصرع وَالْبَعِير وسمه بالخباط وَالْقَوْم بِسَيْفِهِ ضَربهمْ والشجرة بالمخبط ضربهَا بِهِ ليسقط وَرقهَا فَهُوَ خابط

(خبط) فلَان صرع بعلة وزكم فَهُوَ مخبوط
[خبط] نه في حرم مكة والمدينة: نهى أن "يخبط" شجرها، الخبط ضرب الشجر بالعصا ليتناثر، ورقها لعلف الإبل، والخبط بالحركة الورق الساقط بمعنى مخبوط. ومنه ح أبي عبيدة: خرج في سربة إلى أرض جهينة فأصابهم جوع فأكلوا "الخبط" فسموا "جيش الخبط". ط. ومنه: غزوت جيش "الخبط" وهو بالنصب بنزع الخافض، أي غزوت مصاحبًا لجيش، قوله: كلوه، استحضار لتلك الحالة استجماد لهم. نه ومنه ح: فضربتها ضرتها "بمخبط" هو بالكسر عصا يخبط بها الشجر. ح عمر: لقد رأيتني بهذا الجبل أحتطب مرة و"أختبط" أخرى، أي أضرب الشجر لينتثر الخبط. وح: هل يضر الغبط فقال: لا إلا كما يضر العضاه "الخبط" وسيبين في الغين. وفيه: أعوذ بك أن "يتخبطني" الشيطان، أي صرعني ويلعب بي، والخبط باليدين كالرمح بالرجلين. ومنه ح: "لا تخبطوا خبط" الجمل، نهاه أن يقدم رجله عند القيام من السجدة. وح: على: "خباط" عشوات، أي يخبط في اللام، وهو من يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل، فربما تردى في بئر أو سقط على سبع، وهو نحو يخبط في عمياء إذا ركب أمرا بجهالة. وفيه: كنت تعطى "المختبط" هو طالب الرفد من غير سابق معرفة ولا وسيلة، شبه بخابط الورق أو خابط الليل. ج: والخبط فعل الشيء على غير نظام وكذا في القول.
خ ب ط

خبط البعير بيده الأرض: ضربها ضرباً شديداً وتخبطها. وتخبطت الشيء: توطأته. وخبط الورق، وعلف دابته الخبط. وحوض خبيط: خبطته الإبل فهدمته. قال ذو الرمة:

ومستقوس قد ثلم السيل جرده ... شبيه بأعضاد الخبيط المهدم

ومن المجاز: خبط القوم بسيفه. وبات يخبط الظلماء. وما أدري أيّ خابط الليل هو. وهو خابط عشوة للجاهل. وخبطه الشيطان وتخبطه: مسه فخبله، وبه خبطة من مس وخباط. ورجل مخبوط: مزكوم. وبه خبطة وخبطت فلاناً واختبطته: سألته بغير وسيلة. قال زهير:

وليس مانع ذي قربي ولا رحم ... يوماً ولا معدماً من خابط ورقاً

أي ولا معدماً خابطاً ورقاً فأدخل من لتأكيد النفي.

وخبط في قومه بخير إذا نفعهم. قال عمرو بن شأس يخاطب الملك:

وفي كل حي قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك دنوب

وتخبطت البلاد واختبطت إذا وقعت فيها الفتن والغارات. وماله خابط ولا ناطح أي بعير ولا ثور، لمن لا شيء له.
خبط
الخَبْطُ: خَبْطُ وَرَق العِضاهِ يخْبَطُ بالعَصا.
والخَبْطُ: المَسُّ.
والخَبْطَةُ: مِثلُ الرّفْض من الماء واللَّبَن.
والخَبْطَةُ: شِدَّةُ الوَطْء بأيدي الدَّوابِّ، وكذلك خَبْطُ الشَّيطان. وبه خَبْطَةٌ من مَسّ. وهو الزُّكْمَةُ لا تصِيبُ في قُبُل الشِّتاء، خُبِطَ فهو مَخْبوطٌ.
والخُبَاطَةُ: رَجُلٌ فيه رُعُونَةٌ.
ويقولون: ما أدري أيُّ خابِطِ اللَيل هُوَ: أيْ أيُّ الخَلْق هو.
والخَبِيْطُ - والجميع الخُبُطُ -: حَوْضٌ قد خَبَطَتْه الإِبلُ حتّى هَدَمَتْه، وسُمًيَ بذلك لأنَّه يُخْبَطُ طِيْنُه بالأرْجُل. ولَبَنٌ رائبٌ يُصَبُّ عليه الحليبُ ثم يُضْرَب حتى يَخْتَلِط. والاخْتِباط: طَلَبُ المَعروف والكَسْب، خَبَطَه واخْتَبَطه. والمُخْتَبِطُ: الذي يَسألُكَ بلا وَسِيلةٍ ولا معرفةٍ.
والخَبِطُ من الخَيْل والخَبُوْطُ: الذي يَضْرِبُ بيَدَيْه.
والخِبَاطُ: سِمَة بالفَخِذ طويلةٌ عَرْضاً، وهو الساعَةُ.
والخِبْطَةُ: الجُرْعَة من الماء، وكذلك الخَبِيْطُ. وهي القِطعَةُ من كل شَيْءٍ.
والساعَةُ من الليل، ومَضَتْ خِبْطَةٌ من اللَيل: أي ساعَة. وكذلك الخبطة: المَطَرُ الضًعيف. والجَماعَةُ من الناس، وجَمْعها خِبَطٌ.
والخابِطُ: النائم.
والمُخْبِطُ: المُطْرِق.
والخُبّاط من السمَك: أولادُ الكَنْعَدِ الصغارُ.
[خبط] خَبَطَ البعيرُ الأرضَ بيده خَبْطاً: ضربها. ومنه قيل: خَبْطَ عَشْواءَ، وهي الناقة التي في بَصَرَها ضعفٌ، تَخْبِطُ إذا مشتْ، لا تتوقَّى شيئاً. وخَبَطَ الرجل، إذا طرَحَ نفسَه حيث كان لينام. قال الشاعر :

يشدخن بالليل الشجاع الخابطا * وخبطت الشجر خبطا، إذا ضربتها بالعصا ليسقط ورقها. قال الراجز:

والصقع من خابطة وجرز * واختبطنى فلانٌ، إذا جاءك يطلب معروفَك من غير آصرة. قال الشاعر: ومختبط لم يلق من دوننا كفى * وذات رضيع لم ينمها رضيعها * وخبطت الرجل، إذا أنعمتَ عليه من غير معرفةٍ بينكما. قال علقمة بن عبدة: وفي كُلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ * فَحُقَّ لِشَأْسٍ من نداك ذنوب * شأس: اسم أخى عَلقمة. وقولهم: ما أدري أيُّ خابِطِ ليلٍ هو؟ أيْ أيُّ الناسِ هو. والخُباطُ بالضم، كالجنونِ وليس به. تقول منه تَخَبَّطَهُ الشيطانُ، أي أفسَدَهُ. والخِباطُ، بالكسر: سِمَةٌ في الفخذ طويلةٌ عرضاً. تقول منه خَبَطَ بعيرَه خَبْطاً. والخِبْطَةُ، بالكسر: القليلُ من اللبن. وقال أبو زيد: الخِبْطُ من الماء: الرَفَضُ، وهو ما بين الثُلُثِ إلى النصف من السقاءِ، والحوضِ، والغديرِ، والإناء. قال: وفي القِرْبَةِ خِبْطَةٌ من ماءٍ، وهو مثل الجُرْعَةِ ونحوها. ولم يَعْرِف له فعلاً. ويقال أيضاً: كان ذلك بعد خِبْطَةٍ من الليل، أي بعد صدرٍ منه. والخِبْطَةُ أيضاً: القطعة من البيوت والناس، والجمع خبط.
خبط: خَبط. خبط على يديه: ضرب إحدى يديه بالأخرى علامة الدهشة أو الخوف (ألف ليلة 3: 475).
وخبط: ضرب، قرع (دلابورت 71).
وخبط في: اصطدم في - وخبط برأسه في الحائط: ضرب برأسه الحائط (بوشر).
وخبط: لبد، صقل الثياب (بوشر).
وخبط ثيابه: شرشها (خربطها) أو مزقها (ألف ليلة 1: 114 = برسل 1: 283).
وخبطه: ضرب به الأرض (المعجم اللاتيني - العربي). وفيه اخبط وأسرع وهذه الأخيرة تصحيف أصرع.
وخبط: أَنب، بكّت، وَّبخ (الكالا).
وخبط: أخطأ، غلط (المقري 2: 115) وانظر إضافات وتصحيحات. وينقل فليشر، في تعليقه المخطوط على هذه العبارة، شرح المدائني للمثل الرابع من حرف الألف إذ يقول: هذا مثل يخبط في تفسيره كثير من الناس. غير أن كاترمير حين نشر هذا النص (الجريدة الآسيوية 1838، 1: 5) ذكر تخَّبط بدل يخبط.
خبط: تخبط، اضطرب اضطراب الحيوان المذبوح (بوشر).
يخبط: يختلج، يرتجف، يضطرب وهو مصروع من غير شعور (بوشر) وفي ألف ليلة (2: 33) في الكلام عن رجل القي في البحر: خبط بيديه ورجليه وطبعة برسل (3: 356، 11: 170) حيث ذكر فليشر يخبط بالتشديد.
خَبَّط (بالتشديد): ضرب، قرع (ألف ليلة برسل 4: 16) وخبَّط الباب: دق (هلو).
وخَّبط، لبد الثياب وصقلها (بوشر).
وخَبَّط: أخطأ، غلط، ففي ابن البيطار (2: 450): وهذا تخبيط وعدم تحقيق في النقل. وفي (2: 542): وهذه المادة التي ذكرها ابن جزلة يجب حذفها لأن لا فائدة فيها لما اشتملت عليه من كثرة تخبيط وعظم تشويش وعدم تحقيق.
تخَّبط: تحرك، اهتز، تقلقل (دوماس حياة العرب 87) واهتاج (المصدر السابق ص500، ملر ص30). وتخبط: أخطأ وغلط (الجريدة الآسيوية 1838، 1: 5) وفي معجم المنصوري مادة شكاعا (34): كثر تخبط الناس في هذا الدواء. وفي ابن البيطار (1: 73): في كتاب المنهاج في هذا الدواء تخبط.
وفي كتاب العبدري (ص79 و): وكلمته في أشياء تخبط فيها وتعسف.
ويوجد هذا الفعل أيضاً في ألف ليلة (1: 94) غير أن هذا خطأ والصواب: تَخْبَط كما جاء في طبعة برسل (1: 240).
أتخبط. ذكر في معجم فوك في مادة Percuter وفي مادة Verberare.
اختبط في: اصطدم (ألف ليلة برسل 4: 103).
واختبط: اضطرب وتحرك كما يضطرب الحيوان المذبوح (بوشر) - ويختبط: يختلج وبرتعش وهو مستلق مغشي عليه (بوشر)، ألف ليلة (1: 93، 2: 341).
واختبط البلد: كان في اضطراب وفوضى (لريتاج مختارات ص61، أماري ص445).
خَبْطَة: رْضَّة داكنة، رضو زرقاء (بوشر).
خَبْطَة: صدمة، واصطدام شئ بآخر (ألف ليلة برسل 4: 101).
خَبْطَة: داء السكتة أو النقطة (المعجم اللاتيني العربي).
خَبْطة الرية: ذات الرئة، التهاب الرئة (المعجم اللاتيني العربي).
خُبَاط. خباط العقل: جنون، تعته، مس، ورب العقل، ويقال: في عقله خباط أي شاذ، غريب الأطوار، معتوه، مجنون، به مس (بوشر).
خَبَّاط: ذكرت في معجم فوك في مادة Percuter وفي مادة Verberare.
مخباط: مكبس، معصرة، مدك (بوشر).
اختباط: زعزعو، هزة، صدمة (بوشر).
واختباط: شذوذ، خلاف القياس، عدم النظام (بوشر).
خبط
خبَطَ/ خبَطَ على/ خبَطَ في يَخبِط، خَبْطًا، فهو خابِط، والمفعول مَخْبوط
• خبَطَ الشَّخصَ: ضربه ضربًا شديدًا "خبطه بقبضة يده- خبط اللّصّ بالعصا" ° خبَط كفًّا على كفٍّ: ضرب إحداهما على الأخرى.
• خبَطَ الشَّجرةَ: ضربها بشيء صلب؛ ليُسقط ورقها أو ثمرها "خبط الشجرة بالمخبط".
• خبَطَ الشَّيطانُ فلانًا: مسَّه فخَبَله، أصابه بشيء من الجنون والصَّرْع والأذى? خبَط في الطريق/ خبَط في اللَّيل: سار فيه على غير هدى- يَخبِط خَبْطَ عَشْواء: يتصرَّف على غير هدًى، يخطئ ويصيب- يَخبِط في عمياء/ خبَط في عمياء: سير على غير هدًى، يفعل الشّيءَ عن جهل.
• خبَطَ البعيرُ الأرضَ بيديه: ضربها، وطئها وطئًا شديدًا.
• خبَطَ البابَ/ خبَطَ على الباب: دقّه، طرقه "خبط طاولةً/ على طاولة: ضربها بيده بعنف".
 • خبَطَ في الشَّجرة وغيرِها: اصطدم بها "خبط في الحائط". 

اختبطَ/ اختبطَ في يختبط، اختباطًا، فهو مُختبِط، والمفعول مُختبَط (للمتعدِّي)
• اختبطَت البلادُ: وقعت فيها الفتن والاضطرابات.
• اختبطَ خصمَه: خبطه، ضربه ضربًا شديدًا.
• اختبطَ في شيء: خَبَط فيه، اصطدم به "اختبط في الحائط". 

تخبَّطَ/ تخبَّطَ في يتخبَّط، تخبُّطًا، فهو متخبِّط، والمفعول مُتخبَّط (للمتعدِّي)
• تخبَّطَ الشَّخصُ:
1 - تحرّك، اهتز، تقلقل "تخبَّط من الألم".
2 - أخطأ وغلط "تخبّط في اتِّجاهات مختلفة" ° تخبَّط في الجهل: بقي في حالة تخلُّف- تخبَّط في شقاء نفسيّ: تاه ووقع في حيرة من أمره.
3 - مشى باضطراب.
• تخبَّطَتِ البلادُ: اختبطت، وقعت فيها الفتن والاضطرابات.
• تخبَّطَ الشَّيطانُ فلانًا: مسّه وأفسده، أَوْقعه في الاضطراب وأصابه بشيء من الجنون والخبل " {لاَ يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ".
• تخبَّطَ في عمله: أدّاه بصورة عشوائيّة "تخبّط خبط عشواء- تخبّط في سيره: تصرّف بصورة عشوائيّة". 

خبَّطَ/ خبَّطَ على يخبِّط، تخبيطًا، فهو مُخبِّط، والمفعول مخبَّط (للمتعدِّي)
• خبَّطَ فلانٌ: أخطأ، غلط.
• خبَّطَ البابَ/ خبَّطَ على الباب: خَبَط، دقّ، قرع، ضرب ° خبّط على يديه: ضرب إحدى يديه بالأخرى علامة الدهشة أو الخوف أو الندم. 

خابِط [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خبَطَ/ خبَطَ على/ خبَطَ في ° خابِط ليل: سائر على غير هدى- ما له خابط ولا ناطح: أي ما له بعير ولا ثور، يقال لمن لا شيء له.
2 - ضربان في الرأس "أصيب بخابط". 

خَبْط [مفرد]: مصدر خبَطَ/ خبَطَ على/ خبَطَ في. 

خَبْطة [مفرد]: ج خَبَطات وخَبْطات:
1 - اسم مرَّة من خبَطَ/ خبَطَ على/ خبَطَ في: "أصيب بخبطة في رأسه- تعرَّض ساقه لعدّة خَبَطات" ° خَبْطة صحفيَّة: سَبْقٌ صحفيٌّ يكون له صدًى- خَبْطة عشواء: طائشة، أخطأت مقصودها.
2 - (طب) زكام يصيب الإنسانَ قبل الشتاء "أصابته خبطة".
3 - (طب) داء السكتة أو النقطة. 

مِخْبَط [مفرد]: ج مَخابِطُ: اسم آلة من خبَطَ/ خبَطَ على/ خبَطَ في: عصا يُضرب بها الشَّجر لجني الثِّمار "تقاتلوا بالمخابِط". 
خبط
البعير الأرض بيده يخبطها خبطاً: ضربها ومنه قليل: خبط عشواء وهي الناقة التي في بصرها ضعف؛ تخبط إذا مشت لا تتوقى شيئاً: قال زهير بن أبي سلمى:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته ومن تخطى يعمر فيهرم وفي حديث علي - رضى الله عنه -: خباط عشوات، أي يخبط في ظلمات. وخابط العشوة: نحو واطئ العشوة وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل؛ وربما تردى في بئر أو سقط على السبع.
ويقال: هو يخبط في عمياء: إذا ركب أمراً فهاله.
وفي حديث سعد - رضى الله عنه -: لا تخبطوا خبط الجمل ولا تمطوا بأمين " 22 - أ "، نهى أن تقدم الرجل عند القيام من السجود.
وفي حديث مكحول: انه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله وقال: لقد عوفيت، لقد دفع عنك، إنها ساعة مخرجهم؛ وفيها ينتشرون؛ وفيها تكون الخبتة. قال شمر: كان مكحول في لسانه لكنه، وإنما أراد: الخبطة.
وخبط الرجل: إذا طرح نفسه حيث كان لينام، قال:
بشدخن بالليل الشجاع الخابطا
وخبطت الشجرة خبطاً: إذا ضربتها بالعصا ليسقط ورقها، ومنه الحديث: أن تعضد أو تخبط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ع ض د.
والمخبط: العصا التي يخبط بها الورق، ومنه الحديث: أن امرأتين من هذيل كانت إحداهما حبلى فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت، فحكم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه بغرة. وقال كثير:
إذا ما رآني بارِزاً حالَ دونها ... بمخبطه يا حسن من أنت ضارب
وقال آخر:
لم تدر ما سا للحمير ولم ... تضرب بكف مخابط السلم
وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل يضر الغبط؟ فقال: لا؛ إلا كما يضر العضاة الخبط. والمعنى: أن أضرار الغبط لا يبلغ ضرار الحسد، لأنه ليس فيه ما في الحسد من تمني زوال النعمة عن المحسود. ومثل ما يلحق عمل الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بما يلحق العضاة من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها.
وخَبَطْتُ الرَّجُلَ: إذا انعمت عليه من غير معرفةٍ، قال عَلْقَمَةُ بن عبيدة يمدح الحارث بن أبي شمر ويستعطفه لأخيه شأسٍ:
وفي كلَّ حَيَّ قد خَبَطْتَ بِنعْمَةٍ ... فَحُقَّ لِشَأسٍ من نَدارك ذَنُوْبُ
فقال الحارث: نضعَمْ وأذْنِنَبة، وكان أسَر شَأسَ بن عبيدة يوم عَيْنِ أُباغَ، فأطلق شأساً وسبعين أسيراً من بني تميم.
وخَبَطَه أيضاً: سَأله، وهو مستعار من خبط الورق، قال زهير بن أبى سلمى يمدح هَرمَ بن سِنَانٍ:
وليس مانِعٍ ذي قُربى ولا رَحِمٍ ... يموماً ولا مُعْدِماً من خابطٍ وَرَقا
وقولهم: ما أدري أي خابِطِ لَيلٍ هو؟: أي الناس هو.
وقال ابن شُميل: الخَبْطَةُ: الزكام، وقد خُبِطَ الرجل؟ على ما لم يُسَمَّ فاعله -، وقال الليثي: الخَبْطَةُ كالزُّكمِة تصيب في قُبل الشتاء.
وقال ابن الأعرابي: الخَبْطَةُ والخِبْطَةُ: بقية الماء في الغدير والحوض والاناء.
وقال أبو زيد: الخِبْطَةُ - بالكسر - القليل من اللَّبَن. قال: والخِبْطُ من الماء: الرَّفَضُ، وهو ما بين الثلث إلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإناء. قال: وفي القِرْبَةِ خِبطَةٌ من ماءٍ، وهي مثل الجزْعَةِ ونحوها، ولم يعرف له فعلاً.
ويقال أيضاً: كان ذلك بعد خِبْطَةٍ من اللَّيلِ: أي بعد صدرٍ منه.
والخِبْطَةٌ أيضاً: القطعة من البيوت والناس، والجمع: خِبَطٌ وخَبَطَ بعيره خَبْطاً: وسمه بالخبَاط - بالكسر - والخِبَاطُ: سمة في الفخذ طويلة عرضاً؛ وهي لبني سعد، قال المنتخل الهذلي:
مَعَابِلَ غير أرصافٍ ولكن ... كُسِيْنَ ظُهَارَ أسْوَدَ كالخِبَاطِ
غير أرصاف: أي ليست بمشدودة بعقب وقال الليث: الخَبِطُ من الخيل والخبوطُ: الذي يَخْبِطُ بيديه أي يضرب بيديه.
وقال ابن بُزُرجَ: يقال: عليه خَبْطَةٌ جميلة أي مسحة جميلة في هيئته وسحنته وقال الليث:: الخَبِيْطُ: حوض قد خَبَطَته الإبلُ حتى هدمته، ويقال: إنما سمي خَبِيْطاً لأنه خُبِطَ طينه بالأرجل عند بنائه، وأنشد:
ونُؤي كأعْضَادِ ... الخَبِيْطِ المُهَدمِ
وقال أبو مالك: هو الحَوْضُ الصغير.
قال: والخَبيْطُ: لبن رائب أو مَخِيضٌ يصب عليه حليب من لبن ثم يضرب حتى يختلط، وأنشد:
أو فَيْضَهُ من حازرٍ خَبِيطِ ... والخَبِيْطُ من الماء: مثل الصُلْصُلةِ.
وقال ابن عباد: الخُبَّاطُ من السمك: أولاد الكَنْعَدِ الصغار.
والخَبَطُ - بالتحريك -: موضع بأرض جهينة بالقَبِليَّةِ على خمسة أيام من المدينة - على ساكنيها السلام - بناحية الساحل. والخَبَطُ - بالتحريك -: الورق المْخُبْوطُ، فعل بمعنى مفعول، كالهدم والنفض، وقال الدينوري: الخَبَطُ وَرَقُ الشجر ينفض بالمخَابِطِ، ثم يجفف ويطحن ويكون علفاً للإبل يخلط بدقيق أو غيره ويوخف بالماء ثم توجره الإبل، وسمي خَبَطاً لأنه يخبط بالعصا حتى ينتثر.
وسرية الخَبَطِ: من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم - أميرها أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - إلى حيَّ من جهينة بالقلّبَليَّة مما يلي ساحل البحر. وبينها وبين المدينة خمس ليالٍ. فأصابهم في الطريق جوع شديد فأكلوا الخَبَطَ. فسموا جَيْسَ لخَبَط وسرية الخَبَطِ.

وقال ابن عبادٍ: المخْبِطُ: المُطرِقُ.
وقوله تعالى:) لا يقُوموُنَ إلا كما يقوم الذي يَتَخِبَّطُه الشيطان من المَسَّ (أي كما يقوم المجنون في حال جنونه إذا صُرع فسقط، وكل من ضربه البعير بيده فَصرَعه فقد خَبَطَه وتَخَبَّطَه، وقيل: يَتَخَبَّطُه أي يفسده.
واخْتَبَطَني فلان: إذا جاءك يطلب معروفك من غير آصرةٍ، قال ابن فارس: الأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يَخْتَبِطَ الأرض؛ ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالباً جدوى: مُخْتَبِطُ، قال:
ومُخْتَبِطٍلم يَلقْ من دُوننا كُفَىَ ... وذات رَضيْعٍ لم يُنِمها رضيعها
الكُفى: جمع كُفْيَةٍ وهي القُوتُ.
وقال لبيد - رضي الله عنه -:
لِيَبك على النُّعْمان شَرب وقَيْيَنةٌ ... ومُخْتَبطات كالسَّعَالي أرامِلُ
ويقال: اخْتَبَطَ البعيرُ: أي خَبَطَ، قال جَسّاسُ ابن قُطيبٍ يصف فحلاً "
خَوّى قَليلاً غَيْر ما اخْتباطِ ... على مَثَاني عُسُبٍ سِبَاطِ
والتركيب يدل على وَطءٍ وضَربٍ.

خبط

1 خَبَطَ, aor. ـِ (Msb, K, TA,) inf. n. خَبْطٌ, (Msb, TA, &c.,) He struck, or beat, (Msb, TA,) anything: (TA:) or he struck, or beat, it, or him, vehemently: (M, K, TA:) or خَبْطٌ signifies a camel's striking, or beating, a thing with his fore foot: (T, TA:) or in the cases of beasts, (دَوَابّ, [generally meaning horses and mules and asses,]) the striking, or beating, with the fore feet; not with the hind feet: and in the case of the camel, with the fore foot and the hind foot: or vehement treading; or of the fore feet of beasts (دوابّ): (TA:) or, accord. to the Keshsháf, the act of striking, or beating, in a way that is not right: or, as some say, the going, or journeying, upon what is not the middle, or main part, of the road, or what is not the main road, or upon a road not open to view: or continuous, or consecutive, striking, or beating, in different ways: and afterwards tropically applied to any (tropical:)beating, or striking, that is not approved: or originally, the striking, or beating, with the fore foot or the hind foot, and the like: (MF, TA:) with the fore feet or legs, it is like رَمْحٌ with the hind feet or legs. (TA.) You say, of a camel, خَبَطَ الأَرْضَ, (Msb,) or خَبَطَ الأَرْضَ بِيَدِهِ, (S, K,) inf. n. as above, (S,) He struck, or beat, the ground with his fore foot: (S, Msb:) or he struck, or beat, vehemently the ground with his fore foot; and ↓ تخبّط and ↓ اختبط signify the same: (K:) it is said in the O that خَبَطَهُ signifies he struck him with his fore foot, or hand, and prostrated him, as also ↓ تخبّطهُ: and ↓ اختبط, said of a camel, is syn. with خَبَطَ: and in the T, that بِرِجْلِهِ ↓ تَخَبَّطَنِى is syn, with خَبَطَنِى. (TA.) Hence the trad., لَا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجَمَلِ [lit. Ye shall not beat the ground as the camel does with his fore foot in rising]; meant to forbid a man's putting forward his foot in rising from prostration [in prayer]. (TA.) And خَبَطَهُ, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) signifies also He trod him, or it, vehemently, (K, TA,) as the camel does with his fore foot. (TA.) b2: Hence, (S,) فُلَانٌ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَآءَ (S, * TA) (tropical:) [Such a one goes at random, in a headstrong and reckless manner,] like the weak-sighted she-camel that beats the ground with her fore feet (تَخْبِطُ) as she goes along, not guarding herself from anything. (S, TA.) It is a prov., applied to him who turns away from a thing as though he were not cognizant of it: or to him who is continually falling into a thing. (Har p. 239.) Zuheyr says, رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَآءَ مَنْ تُصِبْ تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ I saw the fates [treading mankind] like the treading of the weak-sighted she-camel; whom they smote, him they killed: and whom they missed, he was made to continue in life so that he lived to extreme old age. (TA, and EM p. 132.) In like manner you say, فُلَانٌ يَخْبِطُ فِى عَمْيَآءَ (tropical:) Such a one undertakes what he undertakes with ignorance. (TA.) And خَبَطَ أَمْرَهُ عَلَى غَيْرِ بَصيرَةٍ (assumed tropical:) [He prosecuted his affair without mental perception, or without certainty]. (S in art. عشو, q. v.) and يَخْبِطُ فِى الظَّلَامِ (tropical:) He goes in the night without a lamp, and so becomes confounded and perplexed, and unable to see his right course, and errs from the way, and perchance may fall into a well. (TA.) And خَبَطَ اللَّيْلَ, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He went, or journeyed, in the night without direction. (K, TA.) And بَاتَ يَخْبِطُ الظَّلْمَآءَ (tropical:) [He passed the night traversing the darkness without direction]. (TA.) خَبْطٌ is said to signify (assumed tropical:) The act of journeying, or going, without direction: or upon what is not the middle, or main part, of the road, or what is not the main road. (TA.) b3: [And hence, perhaps,] خَبَطَهُ (tropical:) He asked of him a benefit, or favour, without any tie of relationship; (K, * TA;) as also ↓ اختبطهُ: (IB, K:) or this is from خَبْطُ وَرَقِ الشَّجَرِ [explained in what follows]: (Har p. 425:) or the latter, [or both,] he came to him seeking his beneficence without any such tie: (S:) or he came to him seeking a gift; because he who does so must beat the ground with his feet: (IF:) and you also say, مَعْرُوفَهُ ↓ اختبط. (Aboo-Málik, TA.) [The latter verb is the more common. See also 10.] b4: And (tropical:) He conferred a benefit upon him without there having been any acquaintance between them, (S, K, TA,) and without there being anything to draw them near, and without there being any relationship: (TA:) and خَبَطَهُ بِخَيْرِ signifies the same: (TA:) or he bestowed on him a benefit, (K, TA,) being asked: (TA:) and you say also, بِخَيْرٍ ↓ اختبطهُ: (Aboo-Málik, TA:) and خَبَطَ فِيهِمْ بِخَيْرٍ signifies (assumed tropical:) He benefited them. (TA.) 'Alkameh Ibn-'Abadeh says, (S, TA,) praising El-Hárith Ibn-AbeeShemir, (TA,) وَفِى كُلِّ حَىٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ (assumed tropical:) [And upon every tribe thou hast conferred benefit, app. meaning without being related to them]: (S, TA:) but it is said in a marginal note to the S, that خَبَطَّ would be better; and so it is accord. to one relation: in the L, however, it is said that خَبَتَّ would be more agreeable with analogy. (TA.) Accord. to Az, خَبَطْتُ الرَّجُلَ, inf. n. خَبْطٌ, signifies (assumed tropical:) I held loving communion, commerce, or intercourse, with the man. (TA.) b5: [In respect of the places which I have given to the abovementioned significations of asking and conferring a benefit, I have followed the opinion of IF; but it is said in the TA, and, I think, with greater probability, that they are from what here next follows.] b6: خَبَطَ الوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ, aor. ـِ (Msb,) inf. n. خَبْطٌ, (Lth, T, Msb,) He made the leaves to fall from the trees: (Msb:) or he beat the leaves of the trees, (Lth, T,) meaning large trees of the kind called طَلْح, [acacia, or mimosa, gummifera,] with a staff, or stick, (Lth,) so that they fell off, or became scattered, (Lth, T,) after which he gave them as food to camels; (Lth;) refrainfrom injuring thereby the trunks and branches of the trees: (T:) and لَهُ خَبَطًا ↓ اختبط signifies the same as خَبَطَ. (TA.) And خَبَطَ الشَّجَرَةَ, (S, K,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (S,) He beat the tree with a staff, or stick, in order that its leaves might fall off: (S:) or he bound the tree, and then made its leaves to fall, (K, TA,) by beating it with a staff, or stick, to give them as food to camels and other beasts. (TA.) The leaves are stored up for the camels; and in wintertime are bruised, or broken up, for them, and moistened with water, and given to them as fodder. (Har p. 218.) Mohammad was asked, Does الغَبْط [i. e. “ the wishing for a blessing on the condition that it shall not become transferred from its possessor ”] injure [its author]? and he answered, لَا إِلَّا كَمَا يَضُرُّ العِضَاهَ الخَبْطُ [No, save as the beating off the leaves injures the trees called 'idáh]; i. e., it only diminishes, without annulling, its author's recompense, like the beating off the leaves of the 'idáh, without cutting them down and extirpating them; for the leaves will grow again. (TA.) [See also art. غبط.] b7: Hence, (A, TA,) خَبَطَ القَوْمَ بِسَيْفِهِ (tropical:) He struck the people with his sword. (A, K, TA.) b8: خَبَطَهُ الشَّيْطَانُ (tropical:) The devil touched him with a hurt, (K, TA,) so as to corrupt him, or disorder him, and render him insane; (TA;) as also ↓ تخبّطهُ: (K, TA:) or the latter, [which is the more common,] the devil corrupted him, or disordered him: (S, Mgh, Msb: *) lit., struck him: (Mgh, Msb:) or prostrated him, and sported with him: or trampled upon him, and prostrated him. (TA.) It is said in the Kur [ii. 276], ↓ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (tropical:) [They shall not rise save as he riseth whom the devil prostrateth by reason of possession, or insanity]; i. e., as he who is affected by diabolical possession rises, in his state of possession, when he is prostrated, and falls: or it means, whom the devil corrupts, or disorders, by rendering him insane. (K, * TA.) [You say also, of a drug, خبّط ↓ العَقْلَ (assumed tropical:) It disordered the intellect: see the act. part. n., below.] b9: خَبَطَ also signifies (assumed tropical:) He (a man) threw himself down (S, L, K) where he was, (S, L,) to sleep, (S, K,) or and slept. (L.) And (assumed tropical:) He (a man) slept. (A' Obeyd, TA.) In the K, قَامَ is erroneously put for نَامَ. (TA.) b10: خَبَطَ عَلَى البَابِ He knocked upon the door, or at the door. (TA.) b11: خَبَطَ العِرْقُ The vein beat, or pulsated. (TA.) 2 خَبَّطَ see 1, near the end of the paragraph.5 تخبّط It was, or became, in a state of commotion, agitation, convulsion, tumult, or disturbance; syn. اِضْطَرَبَ. (Az, TA in art. حبط.) A2: It is also trans.: see 1; second sentence, in three places; and again, near the end of the paragraph, in two places.8 إِخْتَبَطَ see 1, in six places. b2: You say also, النَّاقَةُ تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ (assumed tropical:) The she-camel eats the thorns. (Th, TA.) 10 استخبطهُ (assumed tropical:) He asked of him a means of access, nearness, intimacy, or ingratiation. (TA.) خَبَطٌ What is beaten by beasts, (K, TA,) with their feet, (TA,) and broken. (K, TA.) b2: Leaves (Msb, K) of any kind (K) that have been made to fall from a tree; (Msb, K;) by its being beaten with a staff, or stick; (K, * TA;) used as food for camels: (TA:) and leaves that have been beaten off with staves, or sticks, then dried, and ground, and mixed with flour or other substance, and beaten with the hand, and moistened in a basin, with water, until they have become viscous, or cohesive, when they are put into the mouths of camels. (AHn, K.) The word is of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like many other instances that have been heard, (Msb,) as نَفَضٌ and هَدَمٌ. (TA.) خَبْطَةٌ (tropical:) A touch, or stroke, of diabolical possession, or insanity. (TA.) You say also, بِفُلَانٍ

خَبْطَةٌ بِالمَسِّ (tropical:) [In such a one is a touch of diabolical possession, or insanity]. (TA.) b2: (assumed tropical:) A single act of a stallion-camel's covering of the female. (TA.) خُبَاطٌ A certain malady, (K,) like diabolical possession, or insanity, (S, K,) but not identical therewith: (S, TA:) the word is also related with ح (TA.) [See also حُبَاطٌ.]

فَرَسٌ خَبُوطٌ and ↓ خَبِيطٌ A horse that strikes, or beats, with his hind feet: (K:) or with his fore feet. (T, TA.) خَبِيطٌ A watering-trough beaten by the feet of the camels, and so demolished: (K:) or a wateringtrough; so called because its clay is beaten with the feet at its construction: (TA:) or a small watering-trough: (Aboo-Málik, TA:) pl. خُبُطٌ (K.) b2: See also خَبُوطٌ.

خُبَاطَةٌ, determinate, [and imperfectly decl.,] (assumed tropical:) The stupid: like خُضَارَةٌ applied to “ the sea. ” (TA.) خَبَّاطُ عَشَوَاتٍ (tropical:) One who [frequently] goes in the night without a lamp, and so becomes confounded and perplexed, and unable to see his right course, and errs from the way, and perchance may fall into a well: occurring in a trad. of ' Alee. (TA.) خَابِطٌ Going, or journeying, without direction: or one who beats the ground with his foot, and knows not in what land he is going; either because of the darkness or because he is blind. (Har p. 55.) You say, مَا أَدْرِى أَىُّ خَابِطِ لَيْلٍ هُوَ, (S, TA,) and أَىُّ خَابِطِ اللَّيْلِ, (TA,) (tropical:) I know not what man he is. (S, TA.) b2: مَا لَهُ خَابِطٌ وَلَا نَاطِحٌ, (tropical:) He has not a camel nor a bull; meaning he has not anything. (TA.) b3: خَابِطٌ also signifies A beating, or throbbing, in the head. (TA.) أَخْبَطُ That strikes, or beats, (K, TA,) the ground, (TA,) with his feet: (K, TA:) by poetic license written أَخْبَطُّ: (TA:) pl. خُبْطٌ. (K.) مُخْبِطٌ Still; motionless; like مُخْبِتٌ: (TA in art. خمد:) or i. q. مُطْرِقٌ [silent; not speaking: or lowering his eyes, looking towards the ground]. (JK, K, TA. [In the CK, مُخْبَط and مُطْرَق.]) b2: See also مُخْتَبِطٌ.

مِخْبَطٌ A staff, or stick, with which the leaves of trees are beaten off: (K:) and ↓ مِخْبَطَةٌ, also, signifies a staff, or stick; and a rod, or twig: (TA:) pl. of the former, مَخَابِطُ. (K, TA.) مِخْبَطَةٌ: see what next precedes.

مُخَبِّطٌ لِلْعَقْلِ [Disordering the intellect; said of a drug]. (K in art. بنج.) مُخْتَبِطٌ (tropical:) One who asks [a benefit or favour] of another without there being anything to draw him near, and without acquaintance. (JK, TA. * [In the latter, ↓ مُخْبِطٌ, which is doubtless a mistake, is explained in one place as signifying (tropical:) One who seeks a gift without any previous acquaintance.])

خبط: خَبَطَه يَخْبِطُه خَبْطاً: ضربه ضرْباً شديداً. وخبَط البعيرُ

بيده يَخْبِطُ خبْطاً: ضرب الأَرض بها؛ التهذيب: الخَبْطُ ضرب البعير الشيءَ

بخُفِّ يدِه كما قال طرفة:

تَخْبِطُ الأَرضَ بِصُمٍّ وُقُحٍ،

وصِلابٍ كالملاطِيسِ سُمُرْ

( ) روي هذا البيت في قصيدة طرفة على هذه الصورة:

جافلاتٍ، فوقَ عُوج عجُل، * رُكِّبَتْ فيها مَلاطِيسُ

سُمُرْ)

أَراد أَنها تَضْرِبُها بأَخْفافِها إِذا سارَتْ. وفي حديث سعد أَنه

قال: لا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجمَل ولا تَمُطُّوا بآمِينَ، يقول: إِذا قام

قدَّم رِجْلَه يعني من السُّجودِ، نهاه أَن يُقَدِّمَ رِجْلَه عند القيامِ

من السجود. والخَبْطُ في الدَّوابِّ: الضرْبُ بالأَيْدِي دون الأَرْجُلِ،

وقيل: يكون للبعير باليد والرجل. وكلُّ ما ضرَبه بيده، فقد خبَطه؛ أَنشد

سيبويه:

فَطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ،

دَوامِي الأَبْدِ، يَخْبِطْنَ السَّرِيحا

أَراد الأَيْدي فاضْطُرَّ فحذف. وتَخَبَّطَه: كَخَبَطَه؛ ومنه قيل

خَبْطَ عَشْواء، وهي الناقة التي في بَصرها ضَعْفٌ تَخْبِط إِذا مشت لا

تتوَقَّى شيئاً؛ قال زهير:

رأَيتُ المَنايا خَبْطَ عَشْواء مَنْ تُصِبْ

تُمِتْه، ومَنْ تُخْطِئُ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

يقول: رأَيتها تَخْبِطُ الخَلْقَ خَبْطَ العَشْواء من الإِبل، وهي التي

لا تُبْصِرُ، فهي تَخْبِطُ الكل لا تُبْقِي على أَحد، فممّن خَبَطَتْه

المَنايا من تُمِيتُه، ومنهم من تُعِلُّه فيبرأُ والهَرَمُ غايتُه ثم

الموت. وفلان يَخْبِط في عَمْياء إِذا رَكِبَ ما ركب بجَهالةٍ. ورجل أَخْبَطُ

يَخْبِطُ برجليه؛ وقوله:

عَنّا ومَدَّ غايَةَ المُنْحَطِّ،

قَصَّرَ ذُو الخَوالِع الأَخْبَطِّ

إِنما أَراد الأَخْبَطَ فاضطر فشدد الطاء وأَجْراها في الوصل مُجْراها

في الوقف. وفرس خَبِيطٌ وخَبُوطٌ: يخبِطُ الأَرض برجليه. التهذيب:

والخَبُوطُ من الخيل الذي يَخْبِط بيديه. قال شجاع: يقال تَخَبَّطَني برجله

وتخبَّزَني وخبَطَني وخبَزَني. والخَبْطُ: الوَطْء الشديد، وقيل: هو من أَيدي

الدَّوابّ. والخَبَطُ: ما خَبَطَتْهُ الدوابُّ. والخَبيطُ: الحَوْضُ

الذي خَبَطَتْه الإِبل فهدَمَتْه، والجمع خُبُطٌ، وقيل: سمي بذلك لأَن طينه

يُخبَطُ بالأَرجل عند بنائه؛ قال الشاعر:

ونُؤْي كَأَعضاد الخَبِيطِ المُهَدَّمِ

وخبَطَ القومَ بسيفه يَخْبِطُهُم خَبْطاً: جلدَهم. وخبَطَ الشجرة

بالعَصا يَخْبِطُها خَبْطاً: شدّها ثم ضرَبها بالعصا ونفَض ورَقها منها

ليَعْلِفَها الإِبلَ والدوابَّ؛ قال الشاعر:

والصَّقْع من خابِطةٍ وجُرْزِ

قال ابن بري: صواب إِنشاده والصقعِ، بالخفض، لأَن قبله:

بالمَشْرَفيَّات وطَعْنٍ وخْزِ

الوخْزُ: الطعْنُ غير النافذ. والجُرْزُ: عَمودٌ من أَعْمِدةِ الخِباء.

وفي التهذيب أَيضاً: الخَبْطُ ضرْبُ ورق الشجر حتى يَنْحاتَّ عنه ثم

يَسْتَخْلِف من غير أَن يَضُرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانِها. قال الليث:

الخَبَطُ خَبَطُ ورق العِضاهِ من الطَّلْحِ ونحوه يُخْبَطُ يُضْرَبُ بالعصا

فيتناثر ثم يُعْلف الإِبل، وهو ما خَبَطَتْه الدوابُّ أَي كسرَتْه. وفي

حديث تحريم مكة والمدينة: نَهَى أَن تُخْبَطَ شجرُها؛ هو ضرب الشجر بالعصا

ليتناثر ورقها، واسم الورق الساقطِ الخَبَطُ، بالتحريك، فَعَلٌ بمعنى

مَفْعول، وهو من عَلَفِ الإِبل. وفي حديث أَبي عبيدة: خرج في سرية إِلى

أَرض جُهَينةَ فأَصابهم جوع فأَكلوا الخَبَطَ فسُمُّوا جيشَ الخَبَطِ.

والمِخْبَطةُ: القَضِيبُ والعَصا؛ قال كثيِّر:

إِذا خَرَجَتْ مِنْ بيتِها حالَ دُونَها

بِمِخْطةٍ، يا حُسْنَ مَنْ أَنت ضارِبُ

يعني زوجها أَنه يخْبِطُها. وفي الحديث: فضَرَبَتْها ضَرَّتُها بمِخْبَط

فأَسْقَطَتْ جَنِيناً؛ المِخْبَطُ، بالكسر: العصا التي يُخبط بها الشجر.

وفي حديث عمر: لقد رأَيْتُني بهذا الجبل أَحْتَطِبُ مرة وأَخْتَبِطُ

أُخْرى أَي أَضرب الشجر لينتَثِرَ الورقُ منه، وهو الخَبَطُ. وفي الحديث:

سُئل هل يَضُرُّ الغَبْطُ؟ قال: لا إلا كما يَضُرُّ العِضاةَ الخَبْطُ؛

الغبْطُ: حسَدٌ خاصٌّ فأَراد، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَن الغَبْطَ لا يضرّ

ضَررَ الحَسَدِ، وأَنّ ما يَلْحَقُ الغابِطَ من الضَّررِ الراجع إِلى

نُقصان الثواب دونَ الإِحْباط بقدر ما يلحق العِضاهَ من خَبْط ورَقِها الذي

هو دون قَطْعِها واسْتئصالها، ولأَنه يعود بعد الخبْط ورقُها، فهو وإِن

كان فيه طرَفٌ من الحسَدِ فهو دونه في الإثم. والخَبَطُ: ما انْتَفَضَ من

ورقها إِذا خُبِطتْ، وقد اختبط له خبَطاً. والناقةُ تَخْتَبِطُ الشوكَ:

تأْكله؛ أَنشد ثعلب:

حُوكَتْ على نِيْرَيْن، إِذ تُحاكُ،

تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ، ولا تُشاكُ

(* قوله: حوكت؛ هكذا ورد على قلب الياء واواً، والقياس حيكت.)

أَي لا يُؤذِيها الشوكُ. وحُوكَتْ على نِيْرَيْنِ أَي أَنها شَحِيمةٌ

قويّةٌ مُكْتَنِزة، وخبَط الليلَ يَخْبِطُه خَبْطاً: سار فيه على غير

هُدىً؛ قال ذو الرمة:

سَرَتْ تخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبيْ قَسَا،

وحُبَّ بها من خابِطِ الليلِ زائر

وقولهم ما أَدري أَي خابِطِ الليلِ هو أَو أَيُّ خابِطِ ليلٍ هو أَي

أَيُّ الناس هو. وقيل: الخبط كلُّ سْيرٍ على غير هدى. وفي حديث علي، كرم

اللّه وجهه: خَبّاطُ عَشواتٍ أَي يخبط في الظّلام، وهو الذي يمشي في الليل

بلا مِصْباح فيتحير ويَضلّ، فربما تَردّى في بئر، فهو كقولهم يَخْبِط في

عَمْياء إِذا ركب أَمراً بجَهالة.

والخُباطُ، بالضم: داء كالجُنون وليس به. وخبَطَه الشيطانُ وتَخَبَّطَه:

مسَّه بأَذىً وأَفسَدَه. ويقال: بفلان خَبْطةٌ من مَسٍّ. وفي التنزيل:

كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطانُ من المَسِّ؛ أَي يتوَطَّؤُه فيصْرَعُه،

والمَسُّ الجُنون. وفي حديث الدعاء: وأَعوذ بك أَن يَتَخبَّطَني الشيطانُ أَي

يَصْرَعَني ويَلْعَبَ بي. والخَبْطُ باليدين: كالرَّمْح بالرّجْلَيْنِ.

وخُباطةُ معرفةً: الأَحْمَقُ كما قالوا للبحر خُضارةَ.

وروي عن مكحول: أَنه مر برجل نائم بعد العصر فدفَعَه برجله فقال: لقد

عُوفِيتَ، لقد دُفع عنك، إِنها ساعةُ مَخْرَجِهم وفيها يَنْتَشِرُون، ففيها

تكون الخَبْتةُ؛ قال شمر: كان مكحول في لسانه لُكْنةٌ وإِنما أَراد

الخَبْطةَ من تَخَبَّطَه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبْلٍ أَو جنُونٍ، وأَصل

الخَبْطِ ضرْبُ البعير الشيءَ بخُفِّ يده. أَبو زيد: خَبَطْتُ الرجلَ

أَخْبِطُه خَبْطاً إِذا وصلْته. ابن بزرج: قالوا عليه خَبْطةٌ جَمِيلةٌ أَي

مَسْحةٌ جميلةٌ في هيئته وسَحْنَتِه. والخَبْطُ: طَلَبُ المعروف، خَبَطَه

يَخْبِطُه خبْطاً واخْتَبَطَه. والمُخْتَبِطُ: الذي يَسْأَلُك بلا وسِيلة

ولا قَرابةٍ ولا معرفة. وخَبَطَه بخير: أَعطاه من غير معرفة بينهما؛ قال

عَلْقَمةُ بن عَبْدةَ:

وفي كلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ،

فَحُقَّ لشَأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ

وشَأْسٌ: اسم أَخي عَلْقَمةَ، ويروى: قد خَبَطَّ أَراد خَبَطْتَ فقلب

التاء طاء وأَدغم الطاء الأُولى فيها، ولو قال خَبَتَّ يريد خَبَطْتَ لكان

أَقْيَسَ اللغتين، لأَن هذه التاء ليست متصلة بما قبلها اتصال تاء

افْتَعَلْتَ بمثالِها الذي هي فيه، ولكنه شبه تاء خبطْتَ بتاء افتعل فقَلَبها

طاء لوقوع الطاء قبلها كقوله اطَّلَعَ واطَّرَدَ، وعلى هذا قالوا فحَصْطُ

برجلي كما قالوا اصْطَبَرَ؛ قال الشاعر:

ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دُونِنا كُفىً،

وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها

وقال لبيد:

لِيَبْكِ على النعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنةٌ،

ومُحْتَبِطاتٌ كالسَّعالي أَرامِلُ

ويقال: خبَطَه إِذا سأَلَه؛ ومنه قول زهير:

يَوْماً ولا خابِطاً من مالِه وَرِقا

وقال أَبو زيد: خَبَطْتُ فلاناً أَخْبِطُه إِذا وصلْتَه؛ وأَنشد في

ترجمة جزح:

وإِنِّي، إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِه،

لمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جازِحُ

قال ابن بري: يقال اخْتَبَطَني فلان إِذا جاءَ يَطْلُبُ المَعْروفَ من

غير آصِرةٍ؛ ومعنى البيت إِنّي إِذا بَخِل الرَّفُود برفْده فإِني لا

أَبْخَلُ بل أَكون مخْتَبِطاً لمن سأَلني وأُعْطِيه من تالِدِ مالي أَي

القديم. أَبو مالك: الاخْتِباطُ طلَبُ المعْروفِ والكسب. تقول: اخْتَبَطْت

فلاناً واخْتَبَطْتُ مَعْرُوفَه فاختبطني بخير. وفي حديث ابن عامر: قيل له

في مرضه الذي مات فيه قد كنت تَقْري الضيفَ وتُعْطِي المُخْتَبِطَ؛ هو

طالِبُ الرِّفْدِ من غير سابق معرفة ولا وَسِيلةٍ، شُبّه بِخابطِ الورَقِ

أَو خابِطِ الليل. والخِباطُ، بالكسرِ: سمةٌ تكون في الفخذ طويلةٌ عَرْضاً

وهي لبني سعد، وقيل: هي التي تكون على الوجه، حكاه سيبويه، وقال ابن

الأَعرابي: هي فوق الخَدّ، والجمعُ خُبُطٌ؛ قال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ:

أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَني الديّانِ مُوضِحةً،

شَنْعاء باقِيةَ التَّلْحِيمِ والخُبُطِ؟

وخَبَطَه خَبْطاً: وسَمه بالخِباطِ؛ قال ابن الرماني في تفسير الخِباط

في كتاب سيبويه: إِنه الوَسْمُ في الوجه، والعِلاطُ والعِراضُ في العُنُق،

قال: والعِراضُ يكون عَرْضاً والعِلاطُ يكون طُولاً. وخبَطَ الرجلُ

خبْطاً: طرح نفسَه حيث كان ونام؛ قال دبّاق الدُّبَيْرِيُّ:

قَوْداء تَهْدي قُلُصاً مَمارِطَا،

يَشْدَخْن باللّيلِ الشُّجاعَ الخابِطا

المَمارِطُ: السِّراعُ، واحدتها مِمْرَطةٌ. أَبو عبيد: خبَطَ مثل هَبَغَ

إِذا نامَ. والخَبْطةُ: كالزَّكْمةِ تأْخذ قبل الشّتاء، وقد خُبط، فهو

مَخْبُوطٌ. والخِبْطةُ: القِطْعةُ من كل شيء. والخِبْطُ والخِبْطةُ

والخِبِيطُ: الماء القليلُ يبقى في الحوْضِ؛ قال:

إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْواءُ والضَّروطُ،

يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ

والدَّفْواءُ والضَّرُوطُ: ناقَتانِ. والخِبْطة، بالكسر: اللبَنُ القليل

يبقى في السقاء، ولا فعل له. قال أَبو عبيد: الخِبْطةُ الجَرْعةُ من

الماء تَبْقَى في قِرْبةٍ أَو مَزادة أَو حَوْضٍ، ولا فعل لها؛ قال ابن

الأَعرابي: هي الخِبْطةُ والخَبْطةُ والحِقْلةُ والحَقْلَةُ والفَرْسَة

والفَراسة والسُّحْبةُ والسُّحابةُ، كله: بقية الماء في الغدير. والحَوْضُ

الصغير يقال له: الخَبِيطُ. ابن السكيت: الخِبْطُ والرَّفَضُ نحو من النصف

ويقال له الخَبِيطُ، وكذلك الصَّلْصلةُ. وفي الإِناء خِبْطٌ: وهو نحو

النِّصْفِ، ويقال خَبِيطٌ؛ وأَنشد:

يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ

ويقال خَبِيطةٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

هَلْ رامَني أَحَدٌ يُرِيدُ خَبِيطتي،

أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحَتي ومَكاني؟

والخِبْطةُ: ما بقي في الوِعاء من طعام أَو غيره. قال أَبو زيد:

الخِبْطُ من الماء الرَّفْضُ، وهو ما بين الثلث إِلى النصف من السقاء والحوض

والغدير والإِناء. قال: وفي القِربة خِبْطةٌ من ماء وهو مثل الجرْعة ونحوها.

ويقال: كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل أَي بعد صدْرٍ منه. والخِبْطةُ:

القِطْعة من البيوت والناس، تقول منه: أَتَوْنا خِبْطة خِبْطة أَي قِطْعة

قطعة، والجمع خِبَطٌ؛ قال:

افْزَعْ لِجُوفٍ قد أَتتك خِبَطا،

مِثل الظَّلام والنهار اخْتَلَطا

قال أَبو الربيع الكلابي: كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل وحِذْفةٍ وخدمة

(* قوله «خدمة» كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: خذمة.) أَي قِطْعة.

والخَبِيطُ: لبن رائب أَو مَخِيضٌ يُصَبُّ عليه الحليب من اللبن ثم يضرب

حتى يختلط؛ وأَنشد:

أَو قُبْضة من حازٍرٍ خَبِيط

والخِباطُ: الضِّرابُ؛ عن كراع. والخَبْطةُ: ضربة الفحلِ الناقةَ؛ قال

ذو الرمة يصف جملاً:

خَرُوجٌ من الخَرْقِ البعيدِ نِياطُه،

وفي الشَّوْلِ يُرْضَى خَبْطةَ الطَّرْقِ ناجِلُهْ .

شري

(ش ر ي) : (شَرَاهُ) بَاعَهُ وَاشْتَرَاهُ شِرًى (وَشِرَاءً وَالشُّرَاةُ) جَمْعُ الشَّارِي بِمَعْنَى الْبَائِعِ كَالْغَازِي وَالْهَادِي فِي الْغُزَاةِ وَالْهُدَاةِ وَهِيَ الْخَوَارِجُ كَأَنَّهُمْ بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِأَجْلِ مَا اعْتَقَدُوهُ وَقِيلَ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى اشْتَرَى أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا (وَشَارَاهُ) لَاجَّهُ مِنْ اشْتَرَى وَاسْتَشْرَى الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ إذَا لَجَّ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ «السَّائِبِ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - شَرِيكِي فَكَانَ خَيْرَ شَرِيكٍ لَا يُشَارِي وَلَا يُمَارِي وَلَا يُدَارِي» وَالْمُمَارَاةُ الْمُجَادَلَةُ وَالْمُدَارَأَةُ الْمُشَاغَبَةُ وَالْمُخَالَفَةُ وَتَخْفِيفُ الْهَمْزِ فِيهَا لُغَةٌ.
(شري) فِي الْأَمر شرى لج وَبَالغ يُقَال شرى الرجل فِي غَضَبه وشرى الْفرس فِي سيره والبرق تتَابع لمعانه وَالْعين بالدمع تابعت الهملان وَالشَّر بَينهم عظم وتفاقم فَهُوَ شري وَالْجَلد خرج عَلَيْهِ الشرى فَهُوَ شَرّ

شري


شَرِيَ(n. ac. شَرًى [ ])
a. Flashed, gleamed, played, darted about (
lightning ); was, became angry; ran at great speed
(horse).
b. Had an eruption, broke out into spots.

شَرَّيَa. Spread out to dry.

شَاْرَيَa. Made a bargain, had dealings with.

أَشْرَيَa. Flashed, gleamed &c.
b. Shook, jerked (bridle).
c. Made to incline, bent.
d. Filled.

تَشَرَّيَa. Was dispersed, scattered.

إِشْتَرَيَa. Bought, purchased; sold; exchanged, bartered.

إِسْتَشْرَيَ
a. [Fī], Applied himself to, was earnest about; exerted
himself in.
b. Was difficult (matter).
شَرْىa. Colocynth.

شَرْوَة []
a. Purchase.

شَرْوَى []
a. Equal, like, fellow, match.

شَرًىa. Pustules, pimples; eruption; itch.
b. see 4t
شَرَاة []
a. The best or the worst of cattle.

شِرًى (pl.
أَشْرِيَة [] )
a. Purchase; sale; bargain.

شَارٍ (pl.
شُرَاة [] )
a. Buyer, purchaser; seller; dealer.
b. Schismatic, heretic.

شِرَآء []
a. see 7
شِرَايَة []
a. Dealings; trade, traffic; conditions of sale.

شَرِيّa. Impetuous, fiery, mettlesome (horse).

شَرِيَّة []
a. Manner, fashion; nature, disposition.

شَرْيَان [] (pl.
شَرَايِيْن)
a. Artery.
b. see 1
المُشْتَرِي [ N.
Ag.
a. VIII], Jupiter (planet).
b. Buyer.
ش ر ي : شَرَيْتُ الْمَتَاعَ أَشْرِيهِ إذَا أَخَذْتُهُ بِثَمَنٍ أَوْ أَعْطَيْتُهُ بِثَمَنٍ فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ وَشَرَيْتُ الْجَارِيَةَ شِرًى فَهِيَ شَرِيَّةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَعَبْدٌ شَرِيٌّ وَيَجُوزُ مَشْرِيَّةٌ وَمَشْرِيٌّ وَالْفَاعِلُ شَارٍ وَالْجَمْعُ شُرَاةٌ مِثْلُ: قَاضٍ وَقُضَاةٍ وَتُسَمَّى الْخَوَارِجُ شُرَاةً لِأَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ شَرَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالْجَنَّةِ لِأَنَّهُمْ فَارَقُوا أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وَإِنَّمَا سَاغَ أَنْ يَكُونَ الشِّرَى مِنْ الْأَضْدَادِ لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا الثَّمَنَ وَالْمُثْمَنَ فَكُلٌّ مِنْ الْعِوَضَيْنِ مَبِيعٌ مِنْ جَانِبٍ وَمَشْرِيٌّ مِنْ جَانِبٍ وَيُمَدُّ الشِّرَاءُ وَيُقْصَرُ وَهُوَ الْأَشْهَرُ وَيُحْكَى أَنَّ الرَّشِيدَ سَأَلَ الْيَزِيدِيَّ وَالْكِسَائِيَّ عَنْ قَصْرِ الشِّرَاءِ وَمَدِّهِ فَقَالَ الْكِسَائِيُّ مَقْصُورٌ لَا غَيْرُ وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ يُقْصَرُ وَيُمَدُّ فَقَالَ لَهُ الْكِسَائِيُّ مِنْ أَيْنَ لَكَ فَقَالَ الْيَزِيدِيُّ مِنْ الْمَثَلِ السَّائِرِ لَا يُغْتَرُّ بِالْحُرَّةِ عَامَ هِدَائِهَا وَلَا بِالْأَمَةِ عَامَ شِرَائِهَا فَقَالَ الْكِسَائِيُّ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَجْهَلُ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ الْيَزِيدِيُّ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَفْتَرِي بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمَقْصُورِ قَلَبْتَ الْيَاءَ وَاوًا وَالشِّينُ بَاقِيَةٌ عَلَى كَسْرِهَا فَقُلْتُ شِرَوِيٌّ كَمَا يُقَالُ رِبَوِيٌّ وَحَمَوِيٌّ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمَمْدُودِ فَلَا تَغْيِيرَ . 
الشين والراء والياء ش ر ي

شَرَى الشَّيءَ يَشْرِيه شِرًى وشِرَاءً واشْتراهُ شَراءً وشَرَاهُ واشْتراه باعَه وفي التنزيل {وشروه بثمن بخس} يوسف 20 وقوله عز وجلَّ {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} البقرة 16 175 قال أبو إسحاقَ ليس هنا شِرَاءٌ وبَيْعٌ ولكن رَغْبَتهُم فيه بتَمَسُّكِهِم به كَرَغْبَةِ المُشْتَري بمالِهِ ما يَرْغَبُ فيه والعربُ تقول لكُلِّ من تَرَكَ شيئًا وتَمَسَّكَ بغيرِه فقد اشْتراهُ وشاراهُ مُشاراةً وشِرَاءً بايَعُه وقيل شاراهُ من الشِّراءِ والبَيْعِ جَميعاً وعلى هذا وَجّهَ بعضُهم مَدَّ الشِّرا وَشَرْوَى الشّيْءِ مثلُه وَاوُهُ مُبْدَلَةٌ من الياءِ لأن الشيءَ إنَّما يُشْرَى بِمثله ولكنَّها قُلِبَتْ ياءً كما قُلِبتْ في تَقْوَى ونحوِها وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ اضْطَرَبَ وشَرِيَ الشَّرُّ بَيْنَهما شَرًى اسْتطارَ وشَرِيَ البَرْقُ شَرًى لَمَعَ واسْتطارَ في وَجْهِ الغَيْمِ قال

(أَصَاحِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُمُوتُ فُواقًا ويَشْرِي فُواقًا)

وشَرِيَ الرَّجُلُ شَرًى واسْتَشْرَى غَضِبَ وَلَجَّ وَالشُّرَاةُ الْخَوارِجُ سُمُّوا بذلك لأنَّهم غَضِبُوا وَلَجُّوا وأمَّا هُمْ فقالُوا نحن الشُّراةُ لَقْوله عزَّ وَجَلَّ {ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ} البقرة 207 وقوله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} التوبة 111 ولذلك قال قَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَةِ وهو خارِجيّ

(رَأَتْ فِئَةً باعُوا الإِلهَ نُفُوسَهُمْ ... بِجَنَّاتِ عدْنٍ عِنْدَهُ وَنَعِيمِ)

وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيه أي يَلِجُّ وفي حديثِ أبي زَرْعٍ

رَكِبَ شَرِيّا

وشاراهُ مَشَاراةً لاجَّهُ وفي الحديث

لا يُشَارِي ولا يُشَارَى

يَعْنِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال ثعلبٌ لا يُشارِي لا يشتري الشَّرَ ولا يُمارِي لا يُدافِعُ عن الحَقِّ ولا يُرَدِّدُ الكَلامَ قال

(وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابْنَ عَمِّي وأَتَّقِي ... مُشاراتَهُ كَيْمَا يَرِيعَ ويَعْقِلا)

وقولُه أنشده ثَعلبٌ

(إذا أَوْقَدَتْ ناراً لَوَى جِلْدَ أنْفِهِ ... إلى النَّارِ يَسْتَشْرِي ذَرَى كلِّ حاطِبِ)

لم يُفسر يَسْتَشْرِي إلاَّ أن يكونَ يَلِجُّ في تَأَمُّلِهِ والشَّرَى شيءٌ يَخْرُج على الجَسَدِ كالدَّراهِمِ وقيل هو شِبْهُ البَثْرِ يَخْرُجُ فِي الجَسَدِ وقد شَرِيَ شَرًى فهو شَرٍ وتَشَرَّى القوْمُ تفرَّقُوا واسْتَشْرَتْ بينهم الأمورُ عَظُمتْ وفَعَلَ بهِ ما شَراهُ أيْ ما سَاءَهُ وإِبلٌ شَرَاةٌ كَسَرَاةٍ أي خِيارٌ والشَّرَى النَّاحيةُ وخصَّ بعضهُم به ناحيةَ النَّهر وقد يُمَدُّ والقَصْرُ أعْلَى والجَمْعُ أَشْراءٌ وأشراهُ ناحِيةَ كذا أَمَالَهُ قال

(اللهُ يَعْلَمُ أنَّا في تَلفُّتِنَا ... يَوْمَ الفِراقِ إلى أحْبَابِنَا صُورُ)

(وإنَّنِي حَوْثُمَا يُشْرِي الهَوَى بَصَرِي ... مِنْ حَيْثُ ما سَلَكُوا أَثْنِي فَأَنْظُورُ)

يُريدُ أَنْظُرُ فأشْبَعَ ضَمَّةَ الظَّاءِ فنَشأتْ عَنها واوٌ والشَّرَى الطَّريق مَقْصُورٌ والجَمْعُ كالجَمْعِ والشَّرْيُ الحَنْظَلُ وقيل شَجَرُ الحَنْظَلِ وقيل وَرَقُهُ واحِدَتُهُ شَرْيَةٌ وقال أبو حَنِيفَةَ يقالُ لِمثْلِ ما كان من شَجَرِ القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ كما يُقال لِشَجَر الحَنْظَلِ وقد أَشْرَتِ الشَّجَرَةُ واسْتَشْرَتْ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَرْيَةُ النَّخْلةُ التي تَنْبُتُ من النَّواةِ وتَزوَّج في شَرِيَّةِ نِسَاءٍ أي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ والشَّرْيَان شجرٌ من عِضاهِ الجِبالِ يُعْملُ منه القِسِيُّ واحدتُه شِرْيانةٌ وقال أبوحنيفةَ نباتُ الشَّريانِ نباتُ السِّدْرِ يَسْنُو كما يَسْنُو السِّدرُ وَيتَّسِعُ وله أيضا نَبِقَةٌ صَفراءُ حُلْوةٌ قال وقال أبو زياد تصنع القياس من الشِّريانِ قال وقَوْسُ الشِّريانِ جَيّدةٌ إلا أنَّها سواداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً وهو العِيدان وزعَمُوا أنَّ عُودَهُ لا يكادُ يَعْوَجُّ والشَّرَى موضع تُنْسَبُ إليه الأُسْدُ والشَّراةُ موضِعٌ وإنَّما قَضَيْنا على أَلِفِ الشَّرَى والشَّراة بأنها ياءٌ لكوْنِها لاماً وقد قدَّمنا أن اللامَ ياءٌ أكْثَرُ منها واواً وشِرْيانُ وادٍ قالت أُخْتُ عَمْرٍ

و (بأنَّ ذَا الكَلْبِ عَمْراً خَيْرَهم حَسَباً ... بِبَطْنِ شِرْيانَ يَعْوِي عِندَه الذِّيبُ)

وشَرَاءٌ وشَرَاءِ كَحَذَامِ موضِعٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلبٍ

(تأبَّدَ من أطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلٌ ... فقد أَقْفَرَتْ مِنْهَا شَراءٌ فَيَذْبُلُ)
شري
شرَى يَشرِي، اشْرِ، شِرًى وشِراءً، فهو شارٍ، والمفعول مَشرِيّ
• شرَى السِّلعةَ:
1 - أخذها بثَمَن "مقدرة على الشِّراء- قوّة الشِّراء- البيع والشِّراء متلازمان" ° شرَى المتاعبَ: جلبها على نفسه.
2 - باعَها "شَرَى بضاعة بالرُّخص- {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} ".
• شرَى الشَّرُّ بينهم: عظم وتفاقم. 

شرِيَ يَشْرَى، اشْرَ، شَرًى، فهو شَرٍ
• شرِي الجِلدُ: ظهرت عليه بُثورٌ حمراءُ حكّاكة مؤلمة.
• شرِي الشَّرُّ بينهم: عظم وتفاقم. 

استشرى/ استشرى في يستَشْري، استَشْرِ، استشراءً، فهو مُستشرٍ، والمفعول مُستَشْرًى فيه
• استشرى الشَّرُّ / الدَّاءُ ونحوُهما: تعاظم وتفاقم وزادت حدَّته "استشرى الفسادُ- استشرتِ الرّشوةُ- استشرى المرضُ في جسمه".
• استشرى في الأمر: لجّ فيه. 

اشترى يشتري، اشْتَرِ، اشتراءً، فهو مُشترٍ، والمفعول مُشترًى
• اشترى الشَّيءَ:
1 - شراه؛ أخذه بثَمَن، ملكه بالبَيْع "اشترى كتابًا- اشترى أسهمًا تجاريّة- {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} " ° اشترِ لنفسك وللسُّوق: الحثّ على الاحتياط للأمور وعمل حساب الأيّام والمستقبل.
2 - باعه " {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} ".
3 - اختاره وفضّله " {وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاًً} ".
• اشترى قمحًا بذرةٍ: استبدلها " {اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى} ". 

شارى يشاري، شارِ، شِراءً ومُشاراةً، فهو مُشارٍ، والمفعول مُشارًى
• شارَى فلانًا:
1 - بايَعه.
2 - لجَّ في جداله "شارى الجاهلُ العالمَ". 

استِشْراء [مفرد]: مصدر استشرى/ استشرى في. 

اشتِراء [مفرد]: مصدر اشترى. 

شارٍ [مفرد]: ج شَارونَ وشُراة: اسم فاعل من شرَى.
• الشُّراة: (سف) فرقة من الخوارج، سُمُّوا بذلك لقولهم: إنّنا شرينا (بعنا) أنفسنا بالجنَّة في طاعة الله حين فارقنا الجماعة الظَّالمة. 

شِراء [مفرد]: مصدر شارى وشرَى. 

شَرْوى [مفرد]: مثلٌ، نظير، شبيه "هو شَرْوَى أخيه في الجدّ والعمل" ° لا يملك شَرْوَى نقير [مثل]: يُضرب في القِلّة، مُعدِم لا يملك شيئًا. 

شَرًى [مفرد]: ج أشراء (لغير المصدر):
1 - مصدر شرِيَ.
2 - موضع تكثُر فيه الأُسْد ° هم أُسْدُ الشَّرَى: أشدّاءُ شجعان.
3 - (طب) طفح جلديّ بشكل بثور ناتئة يُسبّب حكاكًا. 

شِرًى [مفرد]: مصدر شرَى. 

شَرْي [جمع]: مف شَرْيَة:
1 - حنظل.
2 - فسائلُ النّخل تنبت من النّواة. 

شَرْيان/ شِرْيان [مفرد]: ج شِرْيانات وشرايينُ: (شر) وعاء دمويّ يحمل الدّم الصادر من القلب إلى أنسجة الجسم "شريان رئويّ/ أورطيّ- انسداد شريانيّ".
• الشَّرْيان التَّاجيّ/ الشِّرْيان التَّاجيّ: (شر، طب) شريان على هيئة التَّاج يُغذّي عضلة القلب بالدَّم.
• تصلُّب الشَّرايين: (طب) مرض عضويّ يصيب الإنسان في الدَّورة الدَّمويّة، ويمنع انسياب الدم في الشرايين، ويؤثِّر أحيانًا على المُخ. 

شَرِيَة [مفرد]: ج شَرِيات: امرأة لا تلدُ إلاّ إناثًا. 

مُشتَرٍ [مفرد]: اسم فاعل من اشترى.
• المُشترِي: (فك) أحد كواكب المجموعة الشّمسيَّة، وترتيبه الخامس قُربًا من الشَّمس، يسبقه المرِّيخ، ويليه زُحل، وهو أكبر الكواكب في المجموعة الشّمسيَّة من حيث الحجم، كتلته أكبر من كتلة الأرض بـ 316 مرّة. 

مُشترًى [مفرد]: ج مشتريات:
1 - اسم مفعول من اشترى.
2 - ما يشتريه الشَّخصُ من السِّلع المعروضة في الأسواق مقابل مبلغ من المال. 

شري: شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ، وشَراهُ

واشْتَراهُ: باعَه. قال الله تعالى: ومن الناس من يَشْري نفسَه ابْتِغاءَ

مَرْضاةِ اللهِ، وقال تعالى: وشَرَوْهُ بثمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدودةٍ؛

أَي باعوه. وقوله عز وجل: أُولئكَ الذين اشْتَرَوُا الضلالة بالهُدى؛ قال

أَبو إسحق: ليس هنا شِراءٌ ولا بيعٌ ولكن رغَبتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به

كرَغْبة المُشْتري بماله ما يَرغَبُ فيه، والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً

وتمسَّكَ بغيره قد اشْتراهُ. الجوهري في قوله تعالى: اشْتَرَوُا

الضلالةَ؛ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضمة على الياء فحذفت، فاجتمع

ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وحُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها

ساكن؛ قال ابن بري: الصحيح في تعليله أَن الياء لما تحركت في اشْتَرَيُوا

وانفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنين، قال: ويجمَع

الشِّرى على أَشْرِبةٍ، وهو شاذّ، لأَن فِعَلاً لا يجمع على أَفعِلَة. قال

ابن بري: ويجوز أَن يكون أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِية في

جمع قَفاً لأَن منهم من يمُدُّه. وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وقيل:

شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ

الشِّراءِ. أَبو زيد: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ. قال الله عز وجل:

ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به

أَنفسَهم، وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن يكون

شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا.

الجوهري: الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر. شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا

بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: شاهد

الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا

بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن

مُفَرِّع:

شَرَيْتُ بُرْداً، ولولا ما تكَنَّفَني

من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا

وقال أَيضاً:

وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني،

من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ

وفي حديث الزبير قال لابْنهِ عبد الله: واللهِ لا أَشْري عَملي بشيٍ

وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ.

وشَرْوى الشيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما

يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها. أَبو سعيد:

يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد:

وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبـ

صر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟

وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي

أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْواها من

الغنم أَي مِثْلَها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في الصدقة: فلا يأْخذ

إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ

إبلهِ. وفي حديث شريح: قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له

شَرْواها. وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال:

له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ. وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده

رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً

ثَريّاً؛ قال أَبو عبيد: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً

يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا

انكسارٍ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر: قد شَريَ فيه

واسْتَشْرى؛ قال أَبو عبيد: معناه جادُّ الجَرْي. يقال: شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ

واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ. وقال ابن السكيت: رَكِبَ شَرِيّاً أي

فرَساً خِياراً فائقاً.

وشَرَى المالِ وشَراتُه: خيارهُ. والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى: وهما

رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد. وأَشراءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد

شَرىً، مقصور. وشَرَى الفُراتِ: ناحيتهُ؛ قال القطامي:

لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني

بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ

وفي حديث ابن المسيب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه

وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً.

وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ. ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ

حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها: قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً

إذا كثُر اضطرابهُ. وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً: اسْتَطارَ. وشَرِيَ البرق،

بالكسر، شَرىً: لَمَع وتتابَع لمَعانُه، وقيل: اسْتَطارَ وتَفَرَّق في

وجه الغَيْمِ؛ قال:

أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ،

يَمُوتُ فُواقاً، ويَشْرَى فُواقَا

وكذلك اسْتَشْرَى؛ ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه:

شَرِيَ بَشْرَى شَرىً. واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه.

والمُشاراةُ: المُلاجَّةُ، يقال: هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه. وفي حديث

عائشة في صفة أَبيها، رضي الله عنهما: ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ

وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به، وقيل: هو مِنْ شَريَ البرقُ

واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ. ويقال: شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت

وتابَعَت الهَمَلان. وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً، وشَرِيَ الرجل شَرىً

واسْتَشرَى: غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ

شَرِبَت، وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ

شَرِيَتْ: لَجَّتْ، وعَرْشِيَّةٌ: منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ،

ومُتَهَدِّم: مُتهافِت لا يَتماسك.

والشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا،

وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل: ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي

نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد

وثَمَنُها الجنة، وقوله تعالى: إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم

وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ؛ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو

خارجيٌّ:

رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم

بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، ونَعِيمِ

التهذيب: الشُّراةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا

أنهم باعُوا أَنفسهم لله، وقيل: سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا

أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة،

والواحد شارٍ، ويقال منه: تَشَرَّى الرجلُ. وفي حديث ابن عمر: أنه جمع

بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا

بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم، وهُم الخَوارجُ، وخُروجِهم

عن طاعةِ الإمامِ؛ قال: وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم

شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها. وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها؛ قال

الشاعر:

فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى

والشِّرَى: يكون بيعاً واشْتِراءً. والشارِي: المُشْتَرِي. والشاري:

البائِعُ. ابن الأَعرابي: الشراء، ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا، قال: أَهلُ

نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه، قال: وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا

تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان

فَتَكَلَّمْت عنهم. وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم. شمر: أَشْرَيْتُ

الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه. وروي بيت الأَعشى: شَراة

الهِجانِ.

وقال الليث: شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ، قال أَبو تراب:

سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ

به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ.

وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ، فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ،

علي فعيل. ابن سيده: وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي

يَلِجُّ. وشاراهُ مُشاراةً: لاجَّهُ. وفي حديث السائب: كان النبي، صلى الله

عليه وسلم، شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي؛

المُشاراةُ: المُلاجَّةُ، وقيل: لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ،

فقلب إحدى الراءَيْن ياءً؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه الحديث

الآخر: لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ، وقال ثعلب في قوله لا

يُشارِي: لا يَستَشْري من الشَّرِّ، ولا يُمارِي: لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا

يُرَدِّدُ الكلامَ؛ قال:

وإني لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي، وأَتَّقي

مُشاراتََه كَيْ ما يَرِيعَ ويَعْقِلا

قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا

يُدارِي، قال: لا يُشارِي من الشَّرِّ، قال: ولا يُماري لا يخاصم في شيءٍ

ليست له فيه منفعة، ولا يُداري أَي لا يَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه،

إلى النارِ، يَسْتَشْري ذَرى كلِّ حاطِبِ

ابن سيده: لم يفسر يَسْتَشْري إلا أَن يكون يَلِجُّ في تأَمُّله.

ويقال: لَحاه الله وشَراهُ. وقال اللحياني: شَراهُ الله وأَوْرَمَه وعَظاهُ

وأَرْغَمَه. والشَّرى: شيءٌ يخرُجُ على الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدراهم،

وقيل: هو شِبْهُ البَثْر يخرج في الجسد. وقد شَرِيَ شَرىً، فهو شَرٍ على

فَعِلٍ، وشَرِيَ جلْدُه شَرىً، قال: والشَّرى خُراج صغار لها لَذْعٌ شديد.

وتَشَرّى القومُ: تَفَرَّقوا. واستَشْرَتْ بينهم الأُمورُ: عظُمت

وتفاقَمَتْ. وفي الحديث: حتى شَرِيَ أَمرُهما أََي عظُم

(* قوله «حتى شري

أمرهما أي عظم إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث المبعث فشري الأمر بينه وبين

الكفار حين سب الهتم أي عظم وتفاقم ولجو فيه، والحديث الآخر حتى شري

أمرهما وحديث أم زرع إلخ). وتَفاقَمَ ولَجُّوا فيه. وفَعَلَ به ما شراهُ أَي

ساءَه. وإبِلٌ شَراةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ؛ قال ذو الرمة:

يَذُبُّ القَضايا عن شَراةٍ كأَنَّها

جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ

والشَّرى: الناحية، وخَصَّ بعضُهم به ناحية النهر، وقد يُمَدُّ، والقَصر

أَعْلى، والجمع أَشْراءٌ. وأَشْراه ناحيةَ كذا: أَمالَهُ؛ قال:

أَللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا،

يومَ الفِراقِ، إلى أَحْبابِنا صورُ

وأَنَّني حَوْثُما يُشْري الهَوى بَصَري،

مِنْ حيثُ ما سَلَكوا، أَثْني فأَنْظورُ

(* قوله حوثما: لغة في حيثما).

يريد أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو. والشَّرى:

الطريقُ، مقصورٌ، والجمع كالجمع.

والشَّرْيُ، بالتسكين: الحَنْظَلُ، وقيل: شجرُ الحنظل؛ وقيل: ورقُه،

واحدته شَرْيَةٌ؛ قال رؤْبة:

في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ

ويقال: في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قال: والشَّرْيُ شجر الحنظل؛

قال الأعلم الهذلي:

على حَتِّ البُرايةِ زَمْخِرِيِّ السَّـ

واعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ

وفي حديث أَنس في قوله تعالى: كشجرة خَبيثة، قال: هو الشَّرْيان؛ قال

الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل، قال: ونحوهُما الرَّهْوانُ

والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْيَةٌ. وفي حديث لَقيط:

أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن

الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: والرواية شَرْبة،

بالباء الموحدة. وقال أَبوحنيفة:

يقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كما يقال

لشَجَرِ الحنظل، وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ. وقال أَبو حنيفة:

الشَّرْية النخلة التي تنبُت من النَّواةِ.

وتَزَوَّجَ في شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.

والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بفتح الشين وكسرها: شجرٌ من عِضاه الجبال

يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ، واحدته شِرْيانةٌ. وقال أَبو حنيفة: نَبات

الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كما يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ، وله

أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قال: وقال أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ

من الشِّرْيانِ، قال: وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ

مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، وهو من عُتْقِ العيدانِ وزعموا أَن عوده لا يَكادُ

يَعْوَجُّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة:

وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ

كَبْداءُ، وفي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ

وقال الآخر:

سَياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها

صِحابي، وأولي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما

المبرد: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ، ولكِنَّها

تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُمِ بِمَنابِتِها، فما كان منها في قُلَّة

جبَلٍ فهو النَّبْعُ، وما كان في سَفْحِهِ فهو الشِّرْيان، وما كان في

الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ.

والشِّرْياناتُ: عروقٌ دقاقٌ في جَسَدِ الإنسان وغَيره. والشَّرْيانُ

والشِّرْيانُ، بالفتح والكسر: واحد الشَّرايين، وهي العُروقُ النَّابضَة

ومَنْبِتُها من القَلْبِ. ابن الأَعرابي: الشِّريان الشَّقُّ، وهو

الثَّتُّ، وجمعه ثُتُوتٌ وهو الشَّقُّ في الصَّخْرة. وأَشْرى حوضَه: مَلأَه

وأَشْرى جِفانَه إذا مَلأَها، وقيل: مَلأَها للضِّيفانِ؛ وأَنشد أَبو

عمرو:نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها،

ونُشْري الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا

والشَّرى: موضعٌ تُنْسب إليه الأُسْدُ، يقال للشُّجْعانِ: ما هُمْ إلا

أُسودُ الشَّرى؛ قال بعضهم: شَرى موضع بِعَيْنهِ تأَْوي إليه الأُسْدُ،

وقيل: هو شَرى الفُراتِ وناحِيَتهُ، وبه غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ؛ قال

الشاعر:

أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ.

والشَّرى: طريقٌ في سَلْمى كثير الأُسْدِ. والشَّراةُ: موضِع.

وشِرْيانُ: وادٍ؛ قالت أُخت عمرو ذي الكلب:

بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خيرَهم حسَباًً،

ببَطْنِ شِرْيانَ، يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ

وشَراءٌ، وشَراءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قال النمر بن تولب:

تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ،

فقد أَقْفَرَت منها شَراءٌ فيَذْبُلُ

(* قوله «أطلال جمرة» هو بالجيم في المحكم).

وفي الحديث ذكر الشَّراةِ؛ هو بفتح الشين جبل شامخٌ من دونَ عُسْفانَ،

وصُقْعٌ بالشام قريب من دِمَشْق، كان يسكنه علي بن عبد الله بن العباس

وأَولاده إلى أَن أَتتهم الخلافة. ابن سيده: وشَراوَةُ موضعٌ قريب من

تِرْيَمَ دونَ مَدْين؛ قال كثير عزة:

تَرامى بِنا منها، بحَزْنِ شَراوَةٍ

مفَوِّزَةٍ، أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ

وشَرَوْرى: اسم جبل في البادية، وهو فَعَوْعَل، وفي المحكم: شَرَوْرى

جبل، قال: كذا حكاه أَبو عبيد، وكان قياسه أَن يقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه

لم ينوّنه أَحد من العرب، ولو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شيء يمنعه

من الصرف.

شري
: (ى (} شَراهُ {يَشْرِيهِ) } شِراً {وشِراءً، بالقَصْر والمدِّ، كَمَا فِي الصِّحاح، المدُّ لُغَةُ الحِجازِ، والقَصْرُ لُغَةُ نجْدٍ وَهُوَ الأَشْهَرُ.
فِي المِصْباح: يُحْكَى أنَّ الرَّشيدَ سألَ اليَزيِدي والكِسائي عَن قَصْرِ} الشِّراءِ ومَدِّه، فقالَ الْكسَائي: مَقْصورٌ لَا غَيْر؛ وقالَ اليَزيدِي: يُمَدُّ ويُقْصَرُ، فقالَ لَهُ الكِسائي: مِن أَيْن لكَ؛ فقالَ اليَزِيدي: من المَثَلِ السَّائِرِ: (لَا يُغْتَرُّ بالحرَّةِ عامَ هدِائِها وَلَا بالأَمَةِ عامَ {شِرائِها) ؛ فقالَ الكِسائي: مَا ظَنَنْت أَنَّ أَحداً يَجْهَل مثْلَ هَذَا؛ فقالَ اليَزِيدي: مَا ظننْتُ أَنَّ أَحَداً يَفْترِي بينَ يَدَيْ أَميرِ المُؤمنين مثْلَ هَذَا، انتَهى.
قَالَ المَناوِي: ولقائِلٍ أَنْ يقولَ: إنَّما مُدَّ الشِراء لازْدِواجِه مَعَ مَا قَبْله فيُحْتاجُ لشاهِدٍ غَيره.
قلْت: للمَدِّ وَجْهٌ وَجيهٌ وَهُوَ أَنْ يكونَ مَصْدر} شَارَاهُ {مُشارَاةً} وشِراءً، فتأَمَّل.
(مَلَكَهُ بالبَيْعِ؛ و) أَيْضاً (باعَهُ) .
فَمن {الشَّراء بمعْنَى البَيْع قوْله تَعَالَى: {ومِن الناسِ مَنْ} يَشْرِي نفسَه ابْتغاءَ مَرْضاةِ ا} ، أَي يَبيعُها؛ وقوْله تَعَالَى: { {وشَرَوْهُ بثمَنٍ بخْسٍ} ، أَي باعُوه؛ وَقَوله تَعَالَى: {ولبِئْسَ مَا} شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُم} ، أَي باعُوا.
قالَ الرّاغبُ: {وشَرَيْتُ بمعْنَى بِعْتُ أَكْثَر.
(} كاشْتَرى فيهمَا) ، أَي فِي المَعْنَيَيْن وَهُوَ فِي الابْتِياعِ أَكْثر.
قالَ الْأَزْهَرِي: للعَرَبِ فِي {شَرَوْا} واشْتَرَوا مَذْهبان، فالأكْثَر {شَرَوْا بمعْنَى باعُوا،} واشْتَرَوْا ابْتَاعُوا، ورُبَّما جَعَلُوهُما بمعْنَى باعُوا.
{والشارِي:} المُشْتَرِي والبائِعُ، (ضِدٌّ) .
قالَ الرَّاغبُ: {الشرِّاءُ والبَيْعُ مُتلازِمانِ،} فالمُشْتري دافِعُ الثَّمَن وآخِذُ المُثْمَن، والبائِعُ دافِعُ المُثْمَن وآخِذُ الثَّمَن، هَذَا إِذا كانتِ المُبايَعَةُ {والمُشارَاة بناضَ وسِلْعَةً، فأمَّا إِذا كانَ يَبيْعُ سلْعَةٍ بسلْعَةٍ صحَّ أَن يتصوَّرَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا} مُشْترِياً وبائِعاً، وَمن هَذَا الوَجْه صارَ لَفْظُ البَيْع {والشِّراءِ يُسْتَعْمل كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا فِي مَوْضِعِ الآخرِ؛ اه.
وَفِي المِصْباح: وإنَّما ساغَ أَن يكونَ} الشِّراءُ مِن الأَضْدادِ لأنَّ المُتبايعَيْن تَبايَعَا الثَمَنَ والمُثْمَنَ فكلٌّ مِن العِوَضَيْن مبيعٌ من جانِبٍ {ومَشْرِيٌّ من جانِبٍ.
(و) } شرى (اللَّحْمَ والثَّوْبَ والأَقِطَ) {يشري} شِرى: (شَرَّرَها) ، أَي بَسَطَها.
(و) {شرى (فلَانا) } شِرىً، بالكسْر: إِذا (سَخِرَ بِهِ.
(و) قالَ اللّحْياني: {شَراهُ اللَّهُ وأَوْرَمَه وعظاهُ و (أَرْغَمَهُ) بمعْنىً واحِدٍ.
(و) } شَرَى (بنَفْسِه عَن القَوْمِ) ؛ وَفِي التّكملةِ: للقوْمِ؛ إِذا (تقَدَّمَ بَيْنَ أَيْديهِمْ) إِلَى عَدُوِّهم (فقاتَلَ عَنْهُم) ؛ وَهُوَ مجازٌ، ونَصّ التكملةِ: فقاتَلَهُم.
(أَو) تقَدَّمَ (إِلَى السُّلْطانِ فتَكَلَّمَ عَنْهُم) ؛ وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
(و) شَرى (اللَّهُ فلَانا) {شَرىً: (أَصَابَهُ بعِلَّةِ} الشَّرَى) ، فشَرِيَ، كرَضِيَ، فَهُوَ {شَرٍ.
} والشَّرَى: اسْمٌ لشيءٍ يخرُجُ على الجَسَدِ كالدَّراهِم: أَو (لبُثُورٍ صِغارٍ حُمْرٍ حَكَّاكَةٍ مُكْرِبَةٍ تَحْدُثُ دَفْعَةً) واحِدَةً (غالِباً) ، وَقد تكونُ بالتَّدْرِيجِ (وتَشْتَدُّ لَيْلاً لبخارٍ حارَ يَثُورُ فِي البَدَنِ دَفْعَةً) واحدَةً؛ كَمَا فِي القانونِ لأَبي عليَ بنِ سينا.
(و) مِن المجازِ: (كلُّ مَنْ تَرَكَ شَيْئا وتمسَّك بغيرِهِ فقد {اشْتَراهُ) هَذَا قولُ العَرَب؛ (وَمِنْه) قوْلُه تَعَالَى: {أُولئِكَ الَّذين (} اشْتَرُوا الضَّلالَةَ بالهُدَى) } .
قالَ أَبو إسْحق: ليسَ هُنَا شِراءٌ وبَيْعٌ، وَلَكِن رغبَتُهم فِيهِ بتَمَسُّكِهم بِهِ كرَغْبةِ {المُشْتري بمالِهِ مَا يَرْغَبُ فِيهِ.
وَقَالَ الرَّاغبُ: ويجوزُ} الشِّراءُ {والاشْتراءُ فِي كلِّ مَا يَحْصَلِ بِهِ شيءٌ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الَّذين} يَشْتَرون بعَهْدِ اللَّهِ وأَيْمانِهم ثَمَناً قَليلاً} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {أُولئِكَ الَّذين {اشْتَرُوا الضَّلالَةَ بالهُدَى} وقالَ الجوهريُّ: أَصْلُ} اشْتَرَوْا: اشْتَرَيُوا فاسْتُثْقِلَت الضمَّةُ على الياءِ فحُذِفَتْ فاجْتَمع ساكِنانِ الْيَاء وَالْوَاو، فحذِفَت الياءُ وحُرِّكَتِ الواوُ بحَرَكتِها لمَّا اسْتَقْبلَها ساكِنٌ.
( {وشَاراهُ} مُشاراةً {وشِراءً) ، ككِتابٍ: (بايَعَهُ) ؛ وقيلَ:} شَاراهُ مِن {الشَّراءِ والبَيْعِ جَمِيعاً، وعَلى هَذَا وَجَّه بعضُهم مَدَّ الشِّراءِ.
(} والشَّرْوَى، كجَدْوَى: المِثْلُ) ، واوُه مُبْدَلةٌ من الياءِ، لأنَّ الشيءَ قد {يُشْترَى بمثْلِه، وَلكنهَا قُلِبَت يَاء كَمَا قُلِبَت فِي تَقْوَى ونحوِها؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجوهريُّ.
وَمِنْه حدِيثُ عُمَر فِي الصَّدَقةِ: (فَلَا يأْخذ إلاَّ تلْكَ السِّنَّ مِن} شَرْوَى إِبْلِه أَو قِيمةَ عَدْلٍ) .
وكانَ شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شَرْوَى الثَّوْبِ الَّذِي أَهْلَكَه، وقالَ الراجزُ:
مَا فِي اليآيىء يؤيؤ {شَرْوَاهُ أَي مِثْله.
(} وشَرِيَ الشَّرُّ بَيْنهم، كرَضِيَ) ، {يَشْرَى (} شَرًى) ، مَقْصور: (اسْتَطَارَ) .
وَفِي النِّهايَةِ: عَظُمَ وتَفاقَمَ؛ وَمِنْه حدِيثُ المبْعَث: ( {فشَرِيَ الأَمْرُ بَيْنه وبينَ الكفَّارِ حينَ سَبَّ آلهَتَهُم) .
(و) } شَرِيَ (البَرْقُ) {يَشْرَى} شَرىً: (لَمَعَ) واسْتطارَ فِي وَجْهِ الغيمِ.
وَفِي التهذيبِ: تفرَّقَ فِي وَجْهِ الغيمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: كَثُرَ لَمَعَانُه؛ وأَنْشَدَ لعبدِ عَمْرو بنِ عمَّار الطَّائِي:
أَصاح تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ
يَمُوتُ فُواقاً {ويَشْرَى فُواقَا (} كأَشْرَى) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني، تتابَعَ لَمَعانُه.
(و) {شَرِيَ (زيْدٌ) } يَشْرَى {شَرىً: (غَضِبَ) .
وَفِي الصِّحاح:} شَرِيَ فلانٌ غَضَباً إِذا اسْتَطارَ غَضَباً.
(و) {شَرِيَ أَيْضاً: إِذا (لَجَّ) وتَمادَى فِي غيِّه وفَسَادِه؛ (} كاسْتَشْرَى) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.
(وَمِنْه {الشُّراةُ) ، كقُضاةٍ، (للخَوارِجِ) ، سمُّوا بذَلكَ لأنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: قيلَ لَهُم الشُّراةُ لشدَّةِ غَضَبِهم على المُسْلمين، (لَا مِن) قَوْلهم: إنَّا (} شَرَيْنا أَنْفُسَنا فِي الطَّاعَةِ) ، أَي بِعْناها بالجنَّة حينَ فارَقْنا الأُمَّةَ الجائِرَةَ.
(ووَهِمَ الجوهرِيُّ) ، وَهَذَا التَّوْهِيم ممَّا لَا مَعْنى لَهُ، فقد سَبَقَ الجوهرِيّ غيرُ واحِدٍ من الأَئِمةِ فِي تَعْليل هَذِه اللَّفْظَةِ، والجوهريُّ ناقِلٌ عَنْهُم، والمصنِّفُ تَبِعَ ابنَ سِيدَه فِي قوْلِه إلاَّ أَنَّه قالَ فيمَا بَعْد: وأَمَّاهُم فَقَالُوا نَحْن الشُّراةُ لقوْله تَعَالَى: {ومِنَ النَّاسِ مَنْ {يَشْري نَفْسَه ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللَّهِ} وَقَوله تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ} اشْتَرَى مِن المُؤمِنين أَنْفُسَهم} ؛ ومِثْلُه فِي النهايةِ.
قالَ: وإنَّما لَزِمَهم هَذَا اللَّقَب لأنَّهم زَعَموا أنَّهم الخ، قالَ: {فالشُّراةُ جَمْعُ} شارٍ، أَي أَنَّه مِنْ {شَرَى} يَشْرِي، كرَمَى يَرْمِي، ثمَّ قالَ: ويجوزُ أَنْ يكونَ مِن {المُشارَاةِ أَي الملاجة، أَي لَا مِن} شَرِيَ كرَضِيَ كَمَا ذهَبَ إِلَيْهِ ابنُ سِيدَه والمصنِّفُ؛ وأَيْضاً شَرِيَ، كرَضِيَ، فاعِلُه {شَرٍ مَنْقوص، وَهُوَ لَا يُجْمَع على} الشُّراةِ؛ وممَّا يُسْتدلُّ على أَنَّه مِن {شَرَى} يَشْري، كرَمَى يَرْمِي قَوْلُ قَطَرِيّ بنِ الفُجاءَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الخَوارِجِ:
وإنَّ فِتْيةً باعُوا الإِلَه نفوسَهُم
بجنَّاتِ عَدْنٍ عِنْدَهُ ونَعِيمِوكَذلكَ قَوْلُ عَمْروِ بنِ هُبَيْرة، وَهُوَ أَحَدُ الخوارِجِ:
إنَّا! شَرَيْنا لدينِ اللَّهِ أَنْفُسَنا
نَبْغِي بذاكَ لديهم أَعْظَم الجاهِ وأَشارَ شيْخُنا إِلَى مَا ذَكَرْناه، لكنَّه بالاخْتِصارِ قالَ: وكَوْنهم سُمّوا للغَضَبِ يَسْتَلْزمُ مَا ذُكِرَ فَلَا وَهْم، بل هِيَ غَفْلَةٌ من المصنِّفِ وعَدَمُ مَعْرفةٍ بتَعْليلِ الأسْماءِ، واللَّهُ أَعْلم.
(و) {شَرِيَ (جِلْدُهُ) } يَشْرَى {شَرىً: وَرِمَ و (خَرَجَ عَلَيْهِ} الشَّرَى) ، المُتَقَدِّم ذِكْره، (فَهُوَ {شَرٍ) ، مَنْقوص.
(و) } شَرِيَ (الفَرَسُ فِي سَيْرِه) {شَرىً: (بَالَغَ) فِيهِ ومَضَى من غيرِ فُتورٍ؛ (فَهُوَ} شَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: وَمِنْه حدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ: (رَكِبَ {شَرِيّاً) ، أَي فَرَساً} يَسْتَشْرِي فِي سيرِهِ، يَعْني يَلجُّ ويَجِدُّ.
( {والشَّرْيُّ) ، بالتَّسْكين: (الحَنْظَلُ) . يقالُ: هُوَ أَحْلَى مِن الأرْي وأَمَرُّ من} الشَّرْي؛ وفلانٌ لَهُ طَعْمانِ: أَرْيٌ {وشَرْيٌ. (أَو شَجَرُهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِي للأعْلَم الهُذَلي:
على حَتِّ البريةِ زَمْحَرِيِّ ال
سَّواعِدِ ظَلَّ فِي} شَرْيٍ طِوالِالواحِدَةُ {شَرْيَةٌّ.
(و) } الشَّرْيُ: (النَّخْلُ يَنْبُتُ من النَّواةِ) ؛ الواحِدَةُ {شَرْيَةٌ.
(} والشَّرَى، كعَلَى، ووَهِمَ الجوهرِيُّ) ، أَي فِي تَسْكِينِه؛ (رُذَالُ المالِ) .
ونَصَّ الْجَوْهَرِي: {والشَّرْي أَيْضاً رُذَالُ المالِ مِثْل شَواهُ.
وقالَ البَدْر القَرافِي: إسْنادُ هَذَا الوَهْم إِلَى الجوْهرِي لَا يتمُّ إلاَّ أَنْ يكونَ مَنْصوص أَهْل اللّغَةِ مَنْع وُرُود ذلكَ فِيهَا، وإلاَّ فَمن حفظ حجَّة على مَنْ لم يَحْفظ.
(و) أَيْضاً: (خِيارُهُ} كالشَّراةِ) ؛
ونصّ المُحْكَم: وإِبِلٌ {شَراةٌ، كسَراةٍ: خيارٌ؛ (ضِدٌّ) ، نَصّ عَلَيْهِ ابنُ السِّكِّيت.
(و) } الشَّرَى: (الطَّرِيقُ) عامَّة.
(و) أَيْضاً: (طَرِيقٌ فِي) جَبَلِ (سَلْمَى كثيرَةُ الأُسْدِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ. وَمِنْه قوْلُهم للشُّجْعان: مَا هُم إلاَّ أُسُودُ {الشَّرَى؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
أُسودُ الشَّرَى لاقتْ أُسودَ خَفِيَّةٍ (و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بنَجْدٍ لطيِّىءٍ.
(وأَيْضاً) : (جَبَلٌ بتِهامَةَ كثيرُ السِّباعِ) ؛ نَقَلَهُما نَصْر فِي مُعْجمه.
(و) أَيْضاً: (وادٍ بينَ كَبْكَب ونَعْمانَ على لَيْلةٍ من عَرَفَةَ.
(و) الشَّرَى: (النَّاحِيَةُ) ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ ناحِيَةَ اليَمِين، وَمِنْه} شَرَى الفُراتِ ناحِيَتُه؛ قَالَ الشاعِرُ:
لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني
{بشَرَى الفْراتِ وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ (وتُمَدُّ) ، والقَصْرُ أَعْلى، (ج} أَشْراءٌ) ؛ وَمِنْه {أشْراءُ الحَرَمِ.
قالَ الجوهريُّ: الواحِدُ} شَرىً، مَقصور.
(وذُو {الشَّرَى: صَنَمٌ لدَوْسٍ) بالسَّراةِ، قالَهُ نصْر.
(} وأشْراهُ: مَلأَهُ) ؛ يقالُ: {أَشْرَى حَوْضَه: إِذا مَلأَهُ.
} وأَشْرَى جِفانَه: مَلأَها للضِّيفانِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْروَ: قالَ الشَّاعرُ:
{ونُشْرِي الجفان ومُقْرِي النَّزِيلا (و) } أَشْراهُ فِي ناحِيَةِ كَذَا: (أَمالَهُ) ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّا فِي تَلَفُّتِنا
يومَ الفِراقِ إِلَى أَحْبابِنا صورُوأَنَّني حَيْثُمَا {يَشْرِي الهَوى بَصَرِي
مِنْ حَوْثُما سَلَكوا أَرْنُو فأَنْظورُويُرْوَى: أَثْني فأَنْظُورُ.
(و) } أَشْرَى (الجَمَلُ: تَفَلَّقَتْ عَقيقَتُهُ) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) أَشْرَى (بَيْنهم) : مِثْلُ (أَغْرَى) ؛ نقلَهُ الْأَزْهَرِي.
( {والشَّرْيانُ) ، بالفتْح (ويُكْسَرُ) ، نقلَهُما الجوهريُّ والكَسْرُ أَشْهَر: (شَجَرٌ) مِن عِضاهِ الجِبالِ تُعْمَلُ مِنْهُ (القِسِيُّ) ، واحِدَتُه} شِرْيَانَةٌ، يَنْبتُ نَبات السِّدْر، ويَسْمُو كسُمُوِّه ويَتَّسِعُ وَله نَبِقَةٌ صَفْراءُ حلْوَةٌ؛ قالَهُ أَبو حَنيفَةَ.
قالَ: وقالَ أَبو زِيادٍ: تُصْنَعُ القياسُ مِن {الشّرْيانِ، وقوْسُه جيِّدَةٌ إلاَّ أنَّها سَوْداءُ مُسْتشربَة (14 حُمْرةً، وَهُوَ من عُتْقِ العيدانِ، وزَعَمُوا أنَّ عودَه لَا يَكادُ يعوَجُّ.
وَقَالَ المبرِّدُ: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ} والشِّرْيانُ شَجَرٌ واحِدٌ، لَكِن تَخْتَلفُ أَسْماؤُها وتَكْرُمُ بمنَابِتِها، فَمَا كانَ مِنْهَا فِي قُلَّةِ الجَبَلِ فَهُوَ النَّبْعُ، وَمَا كانَ مِنْهَا فِي سَفْحِهِ {فالشِّرْيانُ.
(و) } الشِّرْيان: (واحِدُ {الشَّرايِينِ للعُروقِ النَّابِضَةِ) ، ومَنْبتُها من القَلْبِ، نقلَهُ الجوهريُّ.
وَالَّذِي صرَّحَ بِهِ أَهْلُ التَّشْريحِ: أنَّ منْبتَ} الشَّرايِينِ من الكَبِدِ وتمرُّ على القَلْبِ، كَمَا أنَّ الوَرِيدَ مَنْبتُه القَلْب ويمرُّ على الكَبِدِ.
( {والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الطَّريقَةُ.
(و) أَيْضاً: (الطَّبيعَةُ.
(و) } الشَّرِيَّةُ (من النِّساءِ: اللاَّتي يَلِدْنَ الإِناثَ) . يقالُ: تَزَوَّج فِي {شَرِيَّةِ نِساءٍ: أَي فِي نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.
(} والمُشْتَرِي: طائِرٌ.
(و) أَيْضاً: (نَجْمٌ م) مَعْروفٌ من السَّبْعةِ؛ وأَنْشَدَنا شيخُنا السيِّد العيدروس لبعضِهم:
فوَجْنَتُه المَرِّيخُ والخَدُّ زهْرَةٌ
وحاجِبُه قوْسٌ فَهَل أَنْتَ {مُشْترِي (وَهُوَ} يُشارِيهِ) {مُشارَاةً: أَي (يُجادِلُهُ) .
وَفِي المُحْكَم: يُلاجه؛ وَمِنْه الحديثُ: (كانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا} يُشارِي وَلَا يُمارِي) .
وقالَ ثَعْلبٌ: أَي لَا {يَسْتَشْري بالشرِّ.
وقالَ الْأَزْهَرِي: (أَصْلُه يُشارِرُهُ فقُلِبَتْ) إحْدَى (الرَّاءَ) يْن يَاء، وقالَ الشَّاعرُ:
وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي وأَتَّقي
} مُشاراتِه كَيْما يَرِيعَ ويَعْقِلا ( {واشْرَوْرَى: اضْطَرَبَ.
(} والشَّراءُ، كسَماءٍ: جَبَلٌ) فِي بِلادِ كعْبٍ.
وقالَ نَصْر: وقيلَ هُما {شَراءانِ، البَيْضاءُ لأَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، والسَّوْداءُ لبَني عقيلٍ فِي أَعْرافِ غمرَةَ فِي أَقْصاهُ جَبَلان؛ وقيلَ: قَرْيتانِ وَراءَ ذاتِ عِرْقٍ فَوْقهما جَبَلٌ طَويلٌ يُسمَّى مَسُولاً.
(و) } شَراءِ، (كقَطامِ: ع) ؛ قَالَ النمرُ بنُ تَوْلب:
تأَبَّدَ من أطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ
فقد أَقْفَرَت مِنْهَا شَراءٌ فيَذْبَلُ ( {والشَّرَوانِ، محرَّكَةً: جَبَلانِ) بسَلْمى، كَانَ اسْمُهما فَخّ ومِخْزَمٌ، قالَهُ نَصْر.
(} والشَّراةُ: ع بَين دِمَشْقَ والمدينَةِ) .
وقالَ نَصْر: صُقْعٌ قرِيبٌ من دِمَشْقَ وبقَرْيَة مِنْهَا يقالُ الحُمَيمةُ كانَ سَكَنَ ولد عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ أَيَّامَ بَني مَرْوان؛ (مِنْهُ عليُّ بنُ مُسْلِم) بنِ الهَيْثم عَن إسْماعيلَ بنِ مَهْران، وَعنهُ الحَسَنُ بنُ عليَ العَنَزيُّ؛ (وأَحْمَدُ بنُ محمودٍ) عَن أَبي عَمْروٍ الحوضي، وَعنهُ سعيدُ بنُ أحمدَ العرّادِ، ( {والشَّرَوِيَّانِ) ، بالتَّحْرِيكِ، (المُحدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
(محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الشَّرَوِيُّ صاحِبُ أَبي نُواس، رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ العبَّاس بنِ زرقان.
(} وشَرْيانُ) ، بالفَتْح: (وادٍ) ؛ وَمِنْه قولُ أُخْت عَمْروِ ذِي الْكَلْب:
بأَنَّ ذَا الكَلْبِ عمرا خيرَهُم حَسَباً
ببَطْنِ! شَرْيانَ يَعْوي عِنْده الذِّيب ( {وتَشَرَّى: تَفَرَّقَ) .
ونَصَّ المُحْكم:} تَشرَّى القوْمُ: تفرَّقُوا.
قالَ: ( {واسْتَشْرَتْ) بَينهم (الأُمُورُ) : إِذا (تَفاقَمَت وعَظُمَتْ) ؛ ونقلَهُ الأَزهريُّ أَيْضاً.
(} والشَّرْوُ: العَسَلُ) الابيضُ، نقلَهُ الصَّاغاني، مَقْلوبُ الشَّوْرِ؛ (ويُكْسَرُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{شَرِيَ زمامُ الناقَةِ، كرضِيَ: اضْطَرَبَ. وَفِي الصِّحاحِ: كثُرَ اضْطِرَابُه.
} وشَرِيَ الفرسُ فِي لِجامِه: مدَّهُ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
{واسْتَشْرَى: لَجَّ فِي التَّأمُّلِ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ:
إِذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جلْدَ أَنْفِه
إِلَى النارِ} يَسْتَشْرِي درا كلِّ حاطِبِوفعلَ بِهِ مَا {شَراهُ: أَي سَاءَهُ.
} والشَّرْيُ، بالتَّسْكِين: مَا كانَ مِثْل شَجَرِ القَثَّاءِ والبطِّيخ.
وَقد أَشَرْتِ الشَّجَرَةُ {واسْتَشْرَتْ والمثل} كالشَّرْوى؛ قالَ الشاعرُ:
وتَرَى مالِكاً يَقْول أَلا تب
صر فِي مالِكٍ لهَذَا شَرِيَّا؟ {وشرِيَتْ عيْنُه بالدَّمْع: أَي لَجَّتْ وتتابَعَ الهَمَلان.
} والشِّرْيانُ، بالكسْر: الشَّقُّ، وَهُوَ الثَّتُّ جَمْعُه ثُتُوتٌ؛ نقلَهُ الأزهريُّ.
{وشَريَ الرَّجُلُ، كغَرِيَ زِنَةً ومعْنىً. ويقالُ: لَحاهُ اللَّهُ وشَراهُ.
} والشَّارِي: أَحدُ الشُّراةِ للخَوارِج، وليسَتِ الياءُ للنَّسَبِ، وإنَّما هُوَ صفَةٌ أُلْحِقَ بِهِ ياءُ النَّسَبِ تأْكِيداً للصِّفة كأَحْوَر وأحْوَري وصلبٍ وصلبي.
! وشَرَوْرَى: اسْمُ جَبَلِ بالبادِيَةِ.
قالَ الجوهريُّ: هُوَ فَعَوْعَل.
وقالَ نَصْر: جِبالٌ لبَني سُلَيْم.
{وشُراوَةُ، بالضمِّ: موضِعٌ قُرْبَ تِرْيَم دونَ مَدْيَن؛ قَالَ كثيِّرُ عزَّةَ:
تَرامى بِنا مِنْهَا بحَزْنِ} شَراوَةٍ
مفَوِّزَةٍ أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ {والشَّرِيُّ، كغَنِيَ: الفائِقُ الخِيارِ مِن الخَيْل.
وَفِي الأساسِ: المُخْتارُ.
} واسْتَشْرَى فِي دينِه: جَدّ واهْتَمّ.
{وأَشْرَى القوْمُ: صارُوا} كالشّراةِ فِي فِعْلِهم عَن ابنِ الْأَثِير.
{كتَشَرَّى؛ نقَلَهُ الجوهرِيُّ.
وهُما} يَتَشارَيَانِ: يَتَقاضَيَان؛ كَمَا فِي الأساسِ.
ويُجْمَعُ {الشِّرا، بالكسْرِ مَقْصوراً، أَي مَصْدَر} شَرَى {يَشْرِي، كرَمَى، على} أَشْرِيَةٍ، وَهُوَ شاذٌّ لأنَّ فِعَلاً لَا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة، نقلَهُ الجوْهرِي.
وَفِي المِصْباح: إِذا نَسَبْت إِلَى المَقْصورِ قَلَبْت الياءَ واواً والشِّين باقِيَة على كسْرِها، وقلْت {شَرَوِيّ، كَمَا يقالُ رَبَوِيّ وحَمَوِيّ، وَإِذا نسبْتَ إِلَى الممْدُودِ فَلَا تغيِّير.
} والشَّرْيانُ، بالفتْح: الحَنْظَلُ، أَو وَرَقُه، وَهِي لُغَةٌ فِي {الشَّرْيِ كرَهْوٍ ورَهَوان للمُطْمَئِنِّ من الأرْض؛ نقلَهُ الزمَخْشريُّ فِي الفائِقِ.
} والشَّراةُ، بالفَتْحِ: جبَلٌ شامِخٌ من دون عُسْفانَ، كَذَا فِي النهايَةِ.
وقالَ نَصْر: على يَسارِ الطائِفِ.
وذُو {الشَّرْي، بالتَّسْكِين: موْضِعٌ قرْبَ مكَّةَ.
} وشُرَيٌّ، كسُمَيَ: طرِيقٌ بينَ تِهامَةَ واليَمَن عَن نصر {والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ماءٌ قريبٌ مِن اليَمَنِ؛ وناحِيَةٌ مِن بِلادِ كلبٍ بالشامِ.
وأَشْرَى البَعيرُ: أسْرَعَ؛ نقلَهُ ابْن القطَّاع.
شري
إحدى الصيغ الإنجليزية للإسم شارون المأخوذ عن العبرية بمعنى أميرة أو ملكة. يستخدم للإناث.
شري
إحدى الصيغ الإنجليزية للإسم شارلوت. يستخدم للإناث.

نَعَرَ

(نَعَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «لَا أُقْلِعُ عَنْهُ حَتَّى أطَيِّر نُعَرَتَهُ» ورُوي «حَتَّى أنْزِع النُّعَرَةَ الَّتِي فِي أنْفِه» النَّعَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: ذُباب [كَبِيرٌ] أزْرَقُ، لَهُ إبْرة يَلْسَع بِهَا، ويَتَوَلَّع بِالْبَعِيرِ، ويدخُل فِي أنْفِه فَيَرْكَب رأسَه، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِنَعِيرِهَا وَهُوَ صوتُها، ثُمَّ اسْتُعِيرت للنَّخْوة والأنَفَة والكِبْر: أَيْ حَتَّى أُزِيلَ نَخْوَتَه، وأُخْرِج جَهْلَه مِنْ رأسِه.
أَخْرَجَهُ الْهَرَوِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ، وجَعله الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا مَرْفُوعًا .
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرْداء «إِذَا رأيتَ نُعَرَةَ النَّاسِ، وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّرَها، فدَعْها حَتَّى يكونَ اللَّهُ يُغَيِّرها» أَيْ كِبْرَهم وجَهْلَهم. [هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَعُوذُ باللَّه مِنْ شرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ» نَعَرَ العِرْقُ بِالدَّمِ، إِذَا ارْتَفَع وعَلا. وجُرْحٌ نَعَّارٌ ونَعُورٌ، إِذَا صَوّت دمُه عِنْدَ خُرُوجِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «كلَّما نَعَرَ بِهِمْ نَاعِرٌ اتبَعُوه» أَيْ ناهِضٌ يَدْعوهم إِلَى الْفِتْنَةِ، ويَصيح بِهِمْ إِلَيْهَا.

حَنَرَ

(حَنَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «لَوْ صَلَّيتم حَتَّى تَكُونُوا كالحَنَائِر مَا نَفَعَكُم حَتَّى تُحبُّوا آلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الحَنَائِرُ جَمْع حَنِيرَة: وَهِيَ القَوْس بلاَ وتَر. وَقِيلَ: الطَّاق المعْقُود وَكُلُّ شَيْءٍ منحنٍ فَهُوَ حَنِيرَة: أَيْ لَوْ تَعَبَّدْتُم حَتَّى تَنْحنِي ظُهُورُكُمْ.

سِنْجَارُ

سِنْجَارُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه ثمّ جيم، وآخره راء: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة، بينها وبين الموصل ثلاثة أيّام، وهي في لحف جبل عال، ويقولون: إن سفينة نوح، عليه السلام، لما مرّت به نطحته فقال نوح: هذا سنّ جبل جار علينا، فسميت سنجار، ولست أحقّق هذا، والله أعلم به، إلّا أن أهل هذه المدينة يعرفون هذا صغيرهم وكبيرهم ويتداولونه، وقال ابن الكلبي: إنّما سميت سنجار وآمد وهيت باسم بانيها، وهم بنو البلندى ابن مالك بن دعر بن بويب بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم، عليه السلام، ويقال: سنجار بن دعر نزلها، قالوا: ودعر هو الذي استخرج يوسف من الجبّ وهو أخو آمد الذي بنى آمد وأخو هيت الذي بنى هيت، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني قال: ويقال إن سفينة نوح نطحت في جبل سنجار بعد ستة أشهر وثمانية أيّام من ركوبه إيّاها فطابت نفسه وعلم أن الماء قد أخذ ينضب فسأل عن الجبل فأخبر به، فقال: ليكن هذا الجبل مباركا كثير الشجر والماء! ثمّ وقفت السفينة على جبل الجودي بعد مائة واثنين وتسعين يوما فبنى هناك قرية سماها قرية الثمانين لأنّهم كانوا ثمانين نفسا، وقال حمزة الأصبهاني: سنجار تعريب سنكار، ولم يفسره، وهي مدينة طيبة في وسطها نهر جار، وهي عامرة جدّا، وقدّامها واد فيه بساتين ذات أشجار ونخل وترنج ونارنج، وبينها وبين نصيبين ثلاثة أيام أيضا، وقيل: إن السلطان سنجر بن ملك شاه بن ألب أرسلان بن سلجوق ولد بها فسمّي باسمها، عن الزمخشري، قال في الزيج: طول سنجار ثلاثون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والشعر، قال أبو عبيدة: قدم خالد الزبيدي في ناس معه من زبيد إلى سنجار ومعه ابنا عمّ له يقال لأحدهما صابي وللآخر عويد، فشربوا يوما من شراب سنجار فحنّوا إلى بلادهم فقال خالد:
أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا ... مقيظا ولا مشتى ولا متربّعا
ويا جبلي سنجار هلّا بكيتما ... لداعي الهوى منّا شنينين أدمعا
فلو جبلا عوج شكونا إليهما ... جرت عبرات منهما أو تصدّعا
بكى يوم تلّ المحلبيّة صابئ، ... وألهى عويدا بثّه فتقنّعا
فانبرى له رجل من النمر بن قاسط يقال له دثار أحد بني حييّ فقال:
أيا جبلي سنجار هلّا دققتما ... بركنيكما أنف الزّبيديّ أجمعا
لعمرك ما جاءت زبيد لهجرة، ... ولكنّها كانت أرامل جوّعا
تبكّي على أرض الحجاز وقد رأت ... جرائب خمسا في جدال فأربعا
جرائب: جمع جريب، وجدال: قرية قرب سنجار، كأنّه يتعجب من ذلك ويقول كيف تحنّ إلى أرض الحجاز وقد شبعت بهذه الديار؟ فأجابه خالد يقول:
وسنجار تبكي سوقها كلّما رأت ... بها نمريّا ذا كساوين أيفعا
إذا نمريّ طالب الوتر غرّه ... من الوتر أن يلقى طعاما فيشبعا
إذا نمريّ ضاف بيتك فاقره ... مع الكلب زاد الكلب وازجرهما معا
أمن أجل مدّ من شعير قريته ... بكيت وناحت أمّك الحول أجمعا؟
بكى نمريّ أرغم الله أنفه ... بسنجار حتى تنفد العين أدمعا
وقال المؤيد بن زيد التكريتي يخاطب الحسين بن عليّ السنجاري المعروف بابن دبّابة ويلقّب بأمين الدين:
زاد أمين الدّين في وصفه ... سنجار حتى جئن سنجارا
فعاينت عيناي إذ جئتها ... مصيدة قد ملئت فارا
وقد نسب إلى سنجار جماعة وافرة من أهل العلم، منهم من أهل عصرنا: أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور الشاعر يعرف بالبهاء السنجاري أحد المجيدين المشهورين، وكان أوّلا فقيها شافعيّا ثمّ غلب عليه قول الشعر فاشتهر به وقدّم عند الملوك وناهز التسعين وكان جريّا ثقة كيّسا لطيفا فيه مزاح وخفة روح، وله أشعار جيدة، منها في غلام اسمه عليّ وقد سئل القول فيه فقال في قطعة وكان مرّ به ومعه سيف:
بي حامل الصارم الهنديّ منتصرا، ... ضع السّلاح قد استغنيت بالكحل
ما يفعل الظّبي بالسّيف الصّقيل وما ... ضرب الصّوارم بالضّروب بالمقل
قد كنت في الحبّ سنّيّا فما برحت ... بي شيعة الحبّ حتى صرت عبد علي
وخرج من الموصل في سنة تسع عشرة وستمائة.

إبط

[إبط] فيه ح: ليخرج بمسألته من عندي "يتأبطها"- أي يجعلها تحت إبطه. ومنه كانت رديته "التأبط"- وهو أن يدخل الثوب تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر. ومنه قول ابن العاص لعمر: إني ما "تأبطتني" الإماء- أم لم يحضنني. ط: يواريه "إبط" بلال- بسكون موحدة- ويتم بيانه في (اخفت).
إبط
الإبَط: ما تحت الجناح، يذكرَ ويؤنَثُ، وحكى الفراء عن بعض الأعراب: فرفع السوط حتى برقت إبطه، وروى عبد الله بن مالك وهو عبد الله بن بحينة - وهي أمَه - رضى الله عنه: أن النبي " صلى الله عليه وسلم " كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه، وفي حديث آخر: كان إذا سجد جافى عضديه حتى يرى من خلفه عفرة إبطيه. والإبط - مثال إبل - لغق فيه، وأنشد الأصمعي يصف جملاً:
كأنّ هراً في خواء إبطهَ 
... ليس بمنُهكَ البَروَك فرشطه
المنهك: المسترخي الذي يتفتح إذا برك. والجمع آباطَ، قال رَوبة:
ناج يَعنيهنّ بالإبعاط ... والماء نضاح من الآباط
وقال ذو الرمة:
وحومانة ورقاء يجري سرابَها ... بمَسحة الآباط حدب ظَهورها
أي: يرفع سرابها إبلا منسحة الآباط، ويروى:؟ بمسفوحة؟ وفسر ابن فارس الآباط في البيت بإباط الرمل.
والإبط من الرمل: منقطعَ معظمه.
والإبَط - أيضاً -: قرية من قرى اليمامة من ناحية الوشم لبني امرئ القيس.
ويقال للشوم: إبَط الشمال.
وذَو الإبط: لقب رجل من رجالات هذيل قال أبو جندب الهذلي لبني نفاثة:
أين الفتى أسامةُ بنُ لُعط ... هلاً تقُومُ أنت أو ذُو الإبط
لو أنّه ذو عزًّةً ومقًط ... لَمَنعَ الحيَرانَ بعضَ الهمط
المقطٌُ: الضُربُ. والشدّةُ أيضاً.
وأبطهُ اللهُ ووَبَطه وهبَطَه: بمعنى واحد.
وإباط - بالكسر - في قول المنتخل الهذلى يصف ماء ورده:
شَربتُ بجمّه وصَدَرتُ عنه ... وأبيَضُ صارِمُ ذَكَرَ إباطي
وروى ابن حبيب: " بأبيض صارم ذكر " من قولهم: السف إباط تحت إبطي، وقال السكري: نسبه إلى إبطه؛ أراد: " إباطي " يعني نفسه ثم خفف.
والتأبُطُ: الاضطباعُ؛ وهو أن يدخل رداء تحت إبطه الأيمن ثم يلقيه على عاتقه الأيسر. وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - رديته التًأبط.
وتَأبَط الشيء: أي جعله تحت إبطه، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
جَثَمَتَ ضِبَابُ ضَغِينتي من صَدرِه ... بَين النّيَاط وحبلهِ الُمتَأبطِ
وتَأبَّط شراً: شاعرُ، وأسمه ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولقب تَأبَط شراً لأنه - زعموا - كان لا يفارقه السيف، وقال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني: لقب بذلك لأن أمه رأته وقد وضع جفير سهامه تحت إبطه وأخذ القوس فقالت: تأبطت شراً، وقيل غير ذلك. قتلته هذيل، قال ابن الكلبي: قالت أختهُ ترثيه:
نِعمَ الفتى غادرتُمُ بَرخوان ... بَثابِتِ بنِِ جابرِ بن سفيان
وفي كتاب مقاتل الفرسان: قالت أمه ترثيه:
نِعمَ الفتى غادرتُمُ بِرخَمان
وفي أشعار هذيل: قالت أمه ترثيه
وَيلُ أمّ طرف غادَرُوا برخمان ... بِثابِتِ بن جابِر بن سُفيان
يُجدلُ القرنَ ويُرِوي الندمان ... ذُو ماقطٍ يحمِي ورَاءَ الإخوان
وتقول: جاءنيِ تَأبطَ شراَ ومررت بتأبَط شراَ؛ تدعه على لفظه، لأنك لم تنقله من فعل إلى اسم وإنما سميت بالفعل مع الفاعل جميعاً رجلاً، فوجب أن تحكيه ولا تغيره، وكذلك كل جملة تسمي بها؛ مثل برق نحره؛ وشاب قرناها؛ وذرى حبا فأن أردت أن تثني أو تجمع قلت: جاءني ذوا تأبط شراً وذُوو تَأبط شراً، أو تقول: كلاهما وكلهم ونحو ذلك. والنسبة إليه تأبطي، تنسب إلى الصدر، ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه.
وقال عمرو بن العاص لعمر - رضي الله عنهما - أنى والله ما تأبطتني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات الأمالي. أي لم يحضني ولم يتولين تربيتي، أراد: أنه ليس بابن أمةٍ.
واستأبَطَ فلانّ: إذا حفر حفرة ضيق رأسها ووسع أسفلها، قال عطية بن عاصم:
حَفرُ نامُوساً له مُستَابِطا ... ناحِيةّ ولا يحَلُ وسَطاً
وقال ابن عباد: إئتبط: اطمأن واستوى.
ونفسه موتبطة: أي خاثرةُ مثقلة.

صهر

بو منصور: وقد رويْنا عن ابن عباس في تفسير النَّسَبِ والصِّهْرِ خلافَ

ما قال الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال الزجاج. قال ابن عباس:

حرَّم الله من النسب سبعاً ومن الصِّهْرِ سبعاً: حُرّمَتْ عليكم أُمهاتُكم

وبناتُكم وأَخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وبناتُ الأَخِ وبناتُ الأُختِ من

النسب، ومن الصهر: وأُمهاتكم اللاتي أَرْضَعْنَكم وأَخواتُكم من الرَّضاعة

وأُمهاتُ نسائكم ورَبائِبُكُم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم

بهن وحلائلُ أَبنائِكم الذين من أَصلابكم ولا تنكحوا ما نكحَ آباؤكم من

النساء وأَن تجمعوا بين الأُختين؛ قال أَبو منصور: ونَحْوَ ما رويْنا عن

ابن عباس قال الشافعي: حرم الله تعالى سبعاً نَسَباً وسبعاً سَبَباً فجعل

السببَ القرابةَ الحادثةَ بسبب المُصاهَرَة والرَّضاع، وهذا هو الصحيح لا

ارْتِيابَ فيه.

وصَهَرَتَهُ الشمسُ تَصْهَرُه صَهْراً وصَهَدَتْهُ: اشتدَّ وقْعُها عليه

وحَرُّها حتى أَلِمَ دِماغهُ وانْصَهَرَ هو؛ قال ابن أَحمر يصف فرخ

قطاة:تَرْوِي لَقًى أُلْقِي في صَفْصَفٍ،

تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْصَهِرْ

أَي تُذُيبه الشمس فيَصْبر على ذلك. تَرْوي: تسوق إِليه الماء أَي تصير

له كالراوِيَةِ. يقال: رَوَيْتُ أَهلي وعليهم رَيّاً أَتيتهم بالماء.

والصَّهْرُ: الحارُّ؛ حكاه كراع، وأَنشد:

إِذ لا تَزالُِ لَكُمْ مُغَرْغِرَة

تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ

فعلى هذا يقال: شيء صَهْرٌ حارٌّ. والصَّهْرُ: إِذابَةُ الشَّحْم.

وصَهَرَ الشحمَ ونَحْوه يَصْهَرُه صَهْراً: أَذابه فانْصَهَرَ. وفي التنزيل:

يُصْهَرُ بِه ما في بطونهم والجلودُ؛ أَي يُذَاب. واصْطَهَرَه: أَذابه

وأَكَلَهُ، والصُّهارَةُ: ما أَذبت منه، وقيل: كلُّ قطعة من اللحم، صَغُرَت

أَو كَبُرت، صُهارَةٌ.

وما بالبعير صُهارَةٌ، بالضم، أَي نِقْيٌ، وهو المُخّ. الأَزهري:

الصَّهْر إِذابة الشحْم، والصُّهارَةُ ما ذاب منه، وكذلك الاصْطِهارُ في

إِذابته أَو أَكْلِ صُهارَتِهِ؛ وقال العجاج:

شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ

والصَّهْرُ: المَشْوِي. الأَصمعي: يقال لما أُذيب من الشحم الصُّهارة

والجَمِيلُ. وما أُذيب من الأَلْيَة، فهو حَمٌّ، إِذا لم يبق فيه الوَدَكُ.

أَبو زيد: صَهَرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارَة، فهو خبز مَصْهُورٌ

وصَهِيرٌ. وفي الحديث: أَن الأَسْوَد كان يَصْهَر رِجليه بالشحم وهو محرم؛

أَي كان يُذِيبه ويَدْهُنُهما به. ويقال: صَهَرَ بدنه إِذا دهنه

بالصَّهِيرِ. وصَهَرَ فلانٌ رأْسَه صَهْراً إِذا دهنه بالصُّهارَة، وهو ما أُذيب

من الشحم. واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهارَّ: تَلأْلأَ ظهره من شدة حر

الشمس، وقد، صَهَرَه الحرُّ. وقال الله تعالى: يُصْهَرُ به ما في بطونهم حتى

يخرج من أَدبارهم؛ أَبو زيد في قوله: يُصْهَرُ به قال: هو الإِحْراق،

صَهَرْته بالنار أَنَضَجتْه، أَصْهَرُه. وقولهم: لأَصْهَرَنَّكَ بِيَمِينٍ

مُرَّةٍ، كأَنه يريد الإِذابة. أَبو عبيدة: صَهَرْتُ فلاناً بيمينٍ كاذبةٍ

توجب له النار. وفي حديث أَهل النار: فَيُسْلَتُ ما في جوفه حتى

يَمْرُقَ من قدميه، وهو الصَّهْرُ. يقال: صَهَرْت الشحم إِذا أَذبته. وفي

الحديث: أَنه كان يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَصْهَرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بطنه؛

أَي يُدْنيه إِليه. يقال: صَهَرَه وأَصْهَرَه إِذا قرَّبه وأَدناه. وفي

حديث علي، رضي الله عنه: قال له ربيعة بن الحرث: نِلْتَ صِهْرَ محمد فلم

نَحْسُدْك عليه؛ الصِّهْرُ حرمة التزويج، والفرق بينه وبين النَّسَب: أَن

النسب ما يرجع إِلى ولادة قريبةٍ من جهة الآباء، والصِّهْر ما كان من

خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يحدثها التزويج.

والصَّيْهُورُ: شِبْهُ مِنْبر يُعمل من طين أَو خشب بوضع عليه متاع

البيت من صُفْرٍ أَو نحوه؛ قال ابن سيده: وليس بثبت.

والصَّاهُورُ: غِلاف القمر، أَعجمي معرب.

والصِّهْرِيُّ: لغة في الصِّهْرِيج، وهو كالحوض؛ قال الأَزهري: وذلك

أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة من الوادي الذي له مَأْزِمانِ فيبنون بينهما

بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ فيشربون به زماناً، قال: ويقال

تَصَهْرَجُوا صِهْرِيّاً.

حَرْب

حَرْب
من (ح ر ب) القتال بين فئتين والشديد الشجاع ومن الرجال.
(حَرْب) السنان وَنَحْوه أحده وَفُلَانًا أغضبهُ وَفُلَانًا على فلَان حرضه عَلَيْهِ
(حَرْب) حَربًا أَخذ جَمِيع مَاله وَاشْتَدَّ غَضَبه وَقَالَ واحرباه فَهُوَ حَرْب (ج) حربى
حَرْب
: (الحَرْبُ) نَقِيضُ السَِّلْمُ (م) لِشُهْرَتِهِ، يَعْنُونَ بِهِ القِتَال، وَالَّذِي حَقَّقَه السُّهَيْلِيُّ أَنَّ الحَرْبَ هُوَ التَّرَامِي بالسِّهَامِ، ثُمَّ المُطَاعَنَةُ بالرِّمَاحِ، ثمَّ المُجَالَدَة بالسُّيُوفِ، ثِمَّ المُعَانَقَةُ، والمُصَارَعَةُ إِذا تَزَاحَمُوا، قَالَه شَيخنَا، وَفِي (اللِّسَان) : والحَرْبُ أُنْثَى وأَصْلُهَا الصِّفَةُ، هذَا قَوْلُ السِّيرَافِيّ، وتصغيرُهَا حُرَيْبٌ، بغيرِ هَاءٍ، رِوَايَة عَن الْعَرَب لأَنَّهُ فِي الأَصل مصدرٌ ومِثْلُهَا ذُرَيْعٌ وقِوَيْسٌ وفِرَيْسٌ، أُنْثَى، كل ذَلِك يُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ، وحُرَيْبٌ: أَحَدُ مَا شَذَّ من هَذَا الوَزْنِ (وقَدْ تُذَكَّرُ) حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ، وأَنشد:
وهْوَ إِذَا الحَرْبُ هَفَا عُقَابُهُ
كَرْهُ اللِّقَاءِ تَلْتَظِى حِرَابُهُ
قَالَ: والأَعْرَفُ تَأْنِيثُهَا، وإِنَّما حِكَايَةُ ابنِ الأَعْرَابِيّ نادِرَةٌ، قَالَ: وَعِنْدِي (أَنه) إِنَّمَا حَمَلَه على مَعْنَى القَتْلِ أَوِ الهَرْجِ و (ج حُرُوبٌ) وَيُقَال: وَقَعَتْ بَيْنَهُم حَرْبٌ، وقامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ، وَقَالَ الأَزهريّ: أَنَّثُوا الحَرْبَ لأَنهم ذَهَبُوا بهَا إِلى المَحَارَبَةِ وَكَذَلِكَ السِّلْمُ، والسَّلْمُ، يُذْهَبُ بهما إِلى المُسَالَمَةِ فتُؤَنَّثُ.
(وَدَارُ الحَرْبِ: بِلاَدُ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ صُلْحَ بَيْنَنَا) مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ (وَبَيْنَهُمْ) ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ إِسْلاَمِيٌّ.
(وَرَجُلٌ حَرْبٌ) كَعَدْلٍ (وَمِحْرَبٌ) بِكَسْر الْمِيم (ومِحْرَابٌ) أَي (شَدِيدُ الحَرْبِ شُجَاعٌ) ، وَقيل: مِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ: صاحِبُ حَرْبٍ، وَفِي حَدِيث عليّ كرْم الله وَجهه (فابْعَث عَلَيْهِمْ رَجِلاً مِحْرَاباً) أَي مَعْرُوفا بالحَرْبِ عَارِفًا بِهَا، والمِيمُ مكسورةٌ، وَهُوَ من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ كالمِعْطَاءِ مِنَ العَطَاءِ، وَفِي حَدِيث ابنِ عباسٍ قَالَ فِي عَلِيَ: (مَا رَأَيْتُ مِحْرَباً مِثْلَهُ) ورَجُلٌ مِحْرَبٌ: مْحَارِبٌ لِعَدُوِّهِ، (و) يقالُ: (رَجُلٌ حَرْبٌ) لي، أَي (عَدُوٌّ مُحَارِبٌ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحَارِباً) ، يُسَتَعْمَلُ (للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ والوَاحِدِ) قَالَ نُصَيْبٌ.
وَقُولاَ لَهَا يَا أُمَّ عُثْمَانَ خُلَّتِي
أَسِلْمٌ لَنَا فِي حُبِّنَا أَنْتِ أَمْ حَرْبُ
(وقَوْمٌ) حَرْبٌ و (مِحْرَبَةٌ) كَذَلِكَ، وأَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَنِي، أَي عَدُوٌّ، وفِلاَنٌ حَرْبُ فُلاَن، أَي مُحَارِبُهُ، وذَهَبَ بعضُهم إِلى أَنَّه جَمْعُ حَارِبٍ أَوْ مُحَارِبٍ على حَذْفِ الزَّوَائِدِ، وقولُه تَعَالَى: {2. 018 فاءْذنوا بِحَرب. . وَرَسُوله} (الْبَقَرَة: 279) أَي بقَتْلٍ، وقولُه تَعَالَى: {الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (الْمَائِدَة: 33) أَي يَعْصُونَهُ.
(وَحَارَبَهُ مُحَارَبَةً وحِرَاباً، وتَحَارَبُوا واحْتَرَبُوا) وحَارَبُوا بِمَعْنًى.
(والحَرْبَةُ) بفَتْحٍ فسُكُونٍ (: الآلَةُ) دُونَ الرُّمْحِ (ج حِرَابٌ) قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: وَلَا تُعَدُّ الحَرْبَة فِي الرِّمَاحِ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: هُوَ العَرِيضُ النَّصْلِ، ومثلُه فِي (المَطَالع) .
(و) الحَرْبَةُ (: فَسَادُ الدِّينِ) ، بِكَسْر المُهْمَلَةِ، وحُرِبَ دِينَهُ أَيْ سُلِبَ يَعْنِي قَوْلَهُ: (فإِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه) .
(و) الحَرْبَةُ (: الطَّعْنَةُ: و) الحَرْبَةُ (: السَّلَبُ) بالتَّحْرِيك.
(و) حَرْبَةُ (بِلاَ لاَمٍ: ع ببلادِ هُذَيْلٍ) غَيْرُ مَصْرُوفٍ قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فِي رَبْرَبٍ يَلَقٍ حُورٍ مَدَامِعُهَا
كَأَنَّهُنَّ بِجَنْبَيْ حَرْبَةَ البَرَدُ
(أَوْ) هُوَ مَوْضِعٌ (بالشَّام، و) حَرْبَةُ مِنَ أَسَامِي (يَوْمِ الجُمُعَةِ) لاِءَنَّهُ زَمَانُ مُحَارَبَةِ النَّفْسِ، كَذَا فِي (الناموس) قُلْتُ: وَقَالَ الزجّاج: سُمِّيَت يَوْم الجُمُعَةِ حَرْبَةً لأَنَّهَا فِي بَيَانِهَا ونُورِهَا كالحَرْبَةِ (ج حَرَبَاتٌ) مُحَرَّكَةً (وحَرْبَاتٌ) بسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ قَلِيلٌ، قَالَه الصاغانيّ
(و) الحِرْبَةُ (بالكَسْرِ: هَيئَةُ الحَرْبِ) عَلَى القِيَاسِ.
(وحَرَبَهُ) يَحْرُبُهُ (حَرَباً كَطَلَبه) يَطْلُبُه (طَلَباً) ، وَهُوَ نَسُّ الجوهريّ وغيرِه، ومثلُه فِي (لِسَان الْعَرَب) ، ونقلَ شيخُنا عَن (الْمِصْبَاح) أَنَّه مِثْلُ تَعِبَ يَتْعَبُ، فَهُمَا، إِنْ صَحَّ، لُغَتَانِ، إِذا (سَلَبَ) أَخَذَ (مَالَهُ) وتَرَكَه بِلَا شَيءٍ (فَهُوَ مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ) ، و (ج حَرْبَى وحُرَبَاءُ) ، الأَخيرةُ على التَّشْبيه بالفَاعِل، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، من قَوْلهم: قَتِيلٌ وقُتَلاَءُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب، وعُرِف مَعَه: أَنَّ الجَمْعَ راجعٌ للأَخير، فإِنَّ مَفْعُولا لَا يُكَسَّر، كَمَا قَالَه ابْن هشامٍ نَقَلَه شيخُنا.
والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ: أَن يُسْلَبَ الرَّجُلُ مَالَهُ.
(وَحَرِيبَتُهُ: مَالُهُ الَّذِي سُلِبَهُ) ، مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، لاَ يُسَمَّى بذلكَ إِلاَّ بَعْدَمَا يُسْلَبُهُ، (أَو) حَريبَةُ الرَّجُلِ (: مَالُهُ الَّذِي يَعِيشُ بِهِ) ، وقيلَ: الحَرِيبَةُ: المَالُ مِنَ الحَرْبِ، وَهُوَ السَّلَبُ، وَقَالَ الأَزهريّ يُقَال: حَرِبَ فلانٌ حَرَباً أَي كَتَعِبَ تَعَباً، فالحَرَبُ: أَنْ يُؤْخَذَ مالُه كُلُّه، فَهُوَ رَجُلٌ حَرِبٌ، أَي نَزَلَ بِهِ الحَرَبُ، فَهُوَ مَحْرُوبٌ حَرِيبٌ، والحَرِيبُ: الَّذِي سُلِبَ حَرِيبَتَهُ، وَفِي الأَسَاس: أَخذت حَرِيبته وحرَابته: مَاله الَّذِي سُلِبَه، وَالَّذِي يَعِيشُ بِهِ، انْتهى، وَفِي حَدِيث بَدْرٍ (قَالَ المُشْرِكُونَ: اخْرُجُوا إِلَى حَرَائِبِكُمْ) قَالَ ابْن الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات بِالْبَاء المُوَحَّدَة جمع حَرِيبَةٍ، وَهُوَ مالُ الرجلِ الَّذِي يقومُ بِهِ أَمْرُه، والمعرُوفُ بالثَّاء الْمُثَلَّثَة (حَرَائِثِكُمْ) وسيأْتي، وَعَن ابْن شُميل فِي قَوْله: (اتصقُوا الدَّيْنَ فإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وآخِرَهُ حَرَبٌ) قَالَ: تُبَاعُ دَارُهُ وعَقَارُه، وهُوَ من الحَرِيبَةِ، وَقد رُوِيَ بِالتَّسْكِينِ أَي النِّزَاع وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَةِ (وإِلاَّ تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ) أَي مَسْلُوبِينَ مَنْهُوبِينَ، والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ: نَهْبُ مَالِ الإِنْسَانِ، وتَرْكُه لَا شَيْءَ (لَهُ) .
والمَحْرُوبَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي سُلِبَتْ وَلَدَهَا، وَفِي حَدِيث (المُغِيرَةِ (طَلاَقُهَا حَرِيبَة) أَي لَهُ مِنْهَا أَوْلاَدٌ إِذَا طَلْقهَا حُرِبُوا وفُجِعُوا بِهَا، فكأَنَّهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا، وَفِي الحَدِيث (الحَارِبُ المُشَلِّحُ أَي الغاصبُ النَّاهِبُ الَّذِي يُعَرِّي النَّاسَ ثِيَابَهُم.
(و) قَالَ ثَعْلَب: (لَمَّا مَاتَ حَرْبُ ابنُ أُمَيَّةَ) بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عبدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ بالمَدِينَة (قَالُوا) أَي أَهلُ مَكَّةَ يَنْدُبُونَه: (وَاحَرْبَا، ثُمَّ نَقَلُوا) وَفِي نُسْخَة ثَقَّلُوا (فَقَالُوا واحَرَبَا) بالتَّحْرِيكِ، قَالَ ابْن سَيّده: وَلاَ يُعْجِبُنِي. وَهَذِه الكَلِمَةُ اسْتَعْمَلُوهَا فِي مَقَامِ الحُزْنِ والتَّأَسُّفِ مُطْلَقاً، كمَا قَالُوا: وَا أَسَفَا، قَالَ:
وَالَهْفَ قَلْبِي وهَلْ يُجْدِي تَلَهُّفُهْ
غَوْثاً وَوَا حَرَبَا لَوْ يَنْفَعُ الحَرَبُ
وَهُوَ كثيرٌ حَتَّى تُنُوسِيَ فِيهِ هَذَا المَعْنَى، قيل: كَانَ حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ إِذَا مَاتَ لاِءَحَدٍ مَيتٌ سَأَلَهُمْ عَن حَالِهِ ونَفَقَتِهِ وكُسْوَتِهِ وجَمِيعِ مَا يَفْعَلُه، فَيَصْنَعُهُ لاِءَهْلِهِ وَيَقُومُ بِهِ لَهُمْ، فكانُوا لاَ يَفْقِدُونَ مِنْ مَيِّتِهِمْ إِلاَّ صَوْتَهُ فَيَخِفُّ حُزْنُهُم لذَلِك، فَلَمَّا مَاتَ حَرْبٌ بَكَى عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ ونَوَاحِيهَا، فَقَالُوا: واحَرْبَاهُ بالسُّكُونِ، ثمَّ فَتَحُوا الراءَ، واسْتَمَرَّ ذَلِكَ فِي البُكَاءِ فِي المَصَائِبِ، فقَالُوه فِي كُلِّ ميتٍ يَعِزُّ عَلَيْهِم، قَالَه شيخُنَا (أَوْ هِيَ مِنْ حَرَبَهَ: سَلَبَهُ) فهُوَ مَحُرُوبٌ وحَرِيبٌ، وَبِه صَدَّر فِي (لِسَان الْعَرَب) وَوَجَّهَهُ أَئمّةُ اللغةِ، فَلَا يُلتَفتُ إِلى قولِ شَيخنَا: اسْتَبْعَدُوهُ وضَعَّفُوهُ.
(وحَرِبَ) الرَّجُلُ بالكسْرِ (كَفَرِحَ) يَحْرَبُ حَرَباً: قَالَ وَاحَرَبَاهُ، فِي النُّدْبَةِ، و (كَلِبَ، واشْتَدَّ غَضَبُهُ، فَهُوَ حَرِبٌ، مِن) قَوْمٍ (حَرْبَى) مِثْلُ كَلْبَى، قَالَ الأَزهريّ: شُيُوخٌ حَرْبَى، والوَاحَد: حَرِبٌ، شَبِيهٌ بالكَلْبَى والكَلِبِ، وأَنشد قولَ الأَعشى:
وشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطَّىْ أَرِيكٍ
وَنسَاءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعَالِى
قَالَ: ولَمْ أَسْمَعِ الحَرْبَى بمَعْنَى الكَلْبَى إِلاَّ هَاهُنَا، قَالَ: ولعلّ شَبَهَهُ بالكَلْبَى أَنَّهُ على مِثَالِه وبِنَائِه.
(وحَرَّبْتُهُ تَحْرِيباً) أَغْضَبْتُه، مِثْلُ: حَرَّبْتُ علَيْهِ غَيْرِي، قَالَ أَبو ذُؤيب:
كَأَنَّ مُحَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ
يْنَازِلُهُمْ لِنَابَيْهِ قَبِيبُ
وَفِي حَدِيث عَلِيَ أَنه كتب إِلى ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُم: (لَمَّا رَأَيْتُ العَدُوَّ قَدْ حَرِبَ) أَي غَضِبَ، وَمِنْه حَدِيث عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ (حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنَ الحَرَبِ والحُزْنِ مَا أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِي) وَفِي حَدِيث الأَعْشَى الحِرْمَازِيّ:
فَخَلَفَتْنِي بِنِزَاعٍ وحَرَبْ
أَي بخُصُومَةٍ وغَضَبٍ. وَفِي حَدِيث ابنِ الزُّبَيْرِ عِنْد إِحْرَاقَ أَهْلِ الشَّامِ الكَعْبَةَ (يُرِيدُ أَنْ يُحَرِّبَهُمْ) أَيْ يَزِيدَ فِي غَضَبِهِم عَلَى مَا كَان من إِحْرَاقِهَا، وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: حَرِبَ الرَّجُلُ: غَضِبَ، فَهُوَ حَرِبٌ، وحَرَّبْتُهُ، وأَسَدٌ حَرِبٌ، ومُحَرَّب، شُبِّهَ بِمَنْ أَصَابَه الحَرَب فِي شِدَّةِ غَضَبِهِ، وبَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ وحَرْبٌ انْتهى.
قُلْتُ: والعَرَبُ تَقُولُ فِي دُعَائِهَا: مَالَهُ حَرِبَ وجَرِبَ، قد تَقَدَّم فِي جرب.
(والحَرَبُ مُحَرَّكَةً: الطَّلْعُ) ، يَمَانِية (واحِدتَهُ: حَرَبَةٌ) (و) قَدْ (أَحْرَبَ النخْلُ) إِذا أَطُلَعَ، وحَرَّبَهُ نَحْرِيباً) إِذا (أَطْعَمَهُ إِيَّاهُ) ، أَي الحَرَبَ، وَعَن الأَزهريّ: الحَرَبَةُ الطَّلْعَةُ إِذا كَانَت بقشْرهَا (وَيُقَال لقِشرها) إِذا نُزِع القَيْقَاءَةُ.
وسِنَانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ، إِذا كَانَ مَحَدَّداً. مُؤَلَّلاً (و) حَرَّبَ (السِّنَانَ: حَدَّدَهُ) مثلُ ذَرَّبَه، قَالَ الشَّاعِر:
سَيْصْبِحُ فِي سَرْح الرِّبَابِ وَرَاءَهَا
إِذَا فَزِعَتْ أَلْفَاسِنَانٍ مُحَرَّبِ (والحُرْبَةُ بالضِّمَّ: وِعَاءٌ كالجُوَالِقِ أَو) الحُرْبَةُ هَيَ (الغِرَارَةُ) السَّوْدَاءُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
وصَاحِبٍ صَاحَبْتُ غَيْرِ أَبْعَدَا
تَرَاهُ بَيْنَ الحُرْبَتَيْنِ مُسْنَدَا
(أَو) هِيَ (وِعَاءٌ) يُوضَعُ فِيهِ (زَادُ الرَّاعِي) .
(والمِحْرَابُ: الغُرْفَةُ) والموضِع العالِي، نقلَه الهَرَوِيُّ فِي غَريبه عَن الأَصمعيّ، قَالَ وَضَّاحُ اليَمَن:
رَبَّة مِحْرَابٍ إِذَا جِئءْتُهَا
لَمْ أَلْقَهَا أَوْ أَرْتَقِي سُلَّمَا
(و: صَدْرُ البَيْتِ، و: صَدْرُ البَيْتِ، و: أَكْرَمُ مَوَاضِعِه) وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 018 وَهل اءَتاك. . الْمِحْرَاب} (ص: 21) قَالَ: المِحْرَابُ: أَرْفَعُ بَيْتٍ فِي الدارِ، وأَرْفَعُ مكانٍ فِي المَسْجِدِ، قَالَ: والمِحْرَابُ هَا هُنَا كالغُرْفَةِ، وَفِي الحَدِيث أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بَعَثَ عُرْوَةَ بنَ مَسْعُودٍ إِلى قَوْمٍ لَهُ بالطَّائِفِ، فأَتَاهُمْ، وَدَخَلَ مِحْرَاباً لَه، فَأَشرفَ عَلَيْهِم عِنْدَ الفَجْرِ، ثُمَّ أَذَّنَ للصَّلاَةِ) قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّه الغُرْفَةُ يُرْتقَى إِليها، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المَحْرَابُ: أَشْرَفُ الأَمَاكِنِ وَفِي (الْمِصْبَاح) : هُوَ أَشْرَفُ المَجَالِسِ، (و) قَالَ الأَزهريّ: المِحْرَابُ عندَ العَامَّةِ الَّذِي يفهَمُه الناسُ: (مَقَامُ الإِمَامِ مِنَ المَسْجِدِ) قَالَ ابْن الأَنباريّ سُمِّيَ مِحْرَابُ المَسْجِدِ لاِنْفِرَادِ الإِمَامِ فِيهِ وبُعْدِه مِنَ القَوْمِ، وَمِنْه: يُقَالُ: فُلاَنٌ حَرْبٌ لِفُلاَنٍ إِذا كَانَ بينَهُمَا بُعْدٌ وتَبَاغُضٌ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : وَيُقَال: هُوَ مَأْخُوذٌ من المُحَارَبَةِ، لاِءَنَّ المُصَلِّيَ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ، ويُحَارِبُ نَفْسَهُ بِأَحْضَارِ قَلْبِهِ، (و) قِيلَ: المِحْرَابُ (: المَوْضِعُ) الَّذِي (يَنْفَرِدُ بهِ المَلِكُ فَيَتَبَاعِدُ عنِ النَّاسِ وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : المَحَارِيبُ: صُدُورُ المَجَالِسِ، وَمِنْه مِحْرَابُ المَسْجِدِ، وَمِنْه: مَحَارِيبُ غُمْدَانَ باليَمَنِ، والمِحْرَابُ: القِبْلَةُ، ومِحْرَابُ المَسْجِدِ: أَيْضاً: صَدْرُهُ، وأَشْرَفُ مَوْضِعٍ فِيهِ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ المَحَارِيبَ) أَي لم يَكُنْ يُحِبُّ أَنْ يَجْلِسَ فِي صَدْرِ المَجْلِسِ ويَتَرَفَّع عَلَى النَّاسِ، وقولُه تَعَالَى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} (مَرْيَم: 11) قالُوا: مِنَ المَسْجِدِ، والمِحْرَابُ: أَكْرَمُ مَجعًّلِسِ المُلُوكِ، عَن أَبُي حنيفةَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المِحْرَابُ: سَيِّدُ المَجَالِسِ ومُقَدَّمُهَا وأَشْرَفُهَا، قَالَ: وكذلكَ هُوَ من المَسَاجِدِ، وَعَن الأَصمعِيّ: العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْرَاباً لِشَرَفِهِ، وأَنشد:
أَوْ دُمْيَة صُوِّرَ مِحْرَابُهَا
أَوْ دُرَّصلى الله عَلَيْهِ وسلمشِيفَتُ إِلَى تَاجِرِ
أَرَادَ بالمِحْرَابِ القَصْرَ وبالدُّمْيَةِ الصُّورةَ، وروى الأَصمعيُّ عَن أَبي عمرِو بنِ العَلاَءِ: دَخَلْتُ مِحْرَاباً من مَحَارِيبِ حِمْيَر فَنَفَحَ فِي وَجْهِي رِيحُ المِسْكِ، أَرادَ قَصْراً أَو مَا يُشْبِهُهُ، وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله عز وَجل: {مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} (سبأ: 13) ذُكِرع أَنهَا صُوَرُ المَلاَئِكَةِ والأَنبِيَاءِ كَانَت تُصَوَّرُ فِي المَسَاجِدِ لِيَرَاهَا النَّاسُ فيَزْدَادُوا اعْتِبَارا، وَقَالَ الزجّاج: هِيَ وَاحِدَة المِحْرَاب الَّذِي يُصلَّى فِيهِ، وقيلَ: سُمِّيَ المِحْرَابُ مِحْرَاباً لاِءَنَّ الإِمَامَ إِذا قَامَ فِيهِ لَمْ يَأْمَنْ أنْ يَلْحَنَ أَو يُخْطِىءَ، فَهُوَ خَائِف مَكَانا كَأَنَّهُ مَأْوَى الأَسَدِ (و) المِحْرَابُ: (: الأَجَمَة) هِيَ مَأْوَى الأَسَدِ، يُقَالُ دَخَلَ فلانٌ على الأَسَدِ فِي مِحْرَابِه وغِيلِه وعَرِينِه، (و) عَن اللَّيْث: المِحْرَابُ (: عُنُقُ الدَّابَةِ) قَالَ الراجِز:
كَأَنَّهَا لَمَّا سَمَا مِحْرَابُهَا
أيْ عُنُقُهَا.
(وَمَحَارِيبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) هِيَ (مَسَاجِدُهُم) الَّتِي كانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا) كأَنَّه لِلْمَشُورَةِ فِي أَمْرِ الحَرْبِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الَّتِي يَجْتَمِعُونَ فِيهَا للصَّلاَةِ، ومثلُه قولُ ابنِ الأَعْرَابيّ: (المِحْرَابُ) : مَجْلِسُ النَّاسِ ومُجْتَمَعُهُم.
(والحِرْباءُ بالكَسْرِ: مِسْمَارُ الدِّرْعِ أَو) هُوَ (رَأْسُهُ فِي حَلْقَةِ الدِّرُعِ) والجَمْعُ الحَرَابِيُّ، وَهِي مَسَامِيرُ الدُّرُوعِ (و) الحِرْبَاءُ (: الظَّهُرُ، أَو) حِرْبَاءُ المَتْنِ (: لَحْمُه أَوْ سِنْسِنُه) أَي رَأْسُ فَقَارِهِ، والجَمْعُ: الحَرَابِيُّ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : حَرَابِيُّ المَتْنِ: لَحْمُهُ، وَاحِدُهَا: حِرْبَاءُ، شُبِّهَ بِحِرْبَاءِ الفَلاَةِ فَيَكُونُ مَجَازاً، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
فَفَارَتْ لَهُمْ يَوْماً إِلَى اللَّيْلِ قدْرُهَا
تَصُكُّ حَرَابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ
قَالَ كُرَاع: وَاحِدُ حَرَابِيِّ الظُّهُورِ: حِرْبَاءُ، على القِيَاسِ، فَدَلَّنا ذَلِك على أنَّه لَا يُعْرَفُ لَهُ واحدٌ من جِهَةِ السَّمَاع.
(و) الحِرْبَاءُ: (: ذَكَرُ أُمِّ حُبَيْنٍ) ، حَيَوَانٌ مَعْرُوفٌ (أَوْ دُوَيْبَّةٌ نحْوُ العَظايَةِ) أَو أَكْبَرُ (تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ) وَفِي نُسْخَة تُقَابلُ (برَأْسهَا) كأَنَّهَا تُحَاربُهَا وتكونُ مَعهَا كَيفَ دَارَتْ، يُقَال: إِنه إنَّمَا يَفْعَلُ (ذَلِك) لِيَقِيَ جَسَدَهُ بِرَأْسِهِ، وتتلوَّن أَلْوَاناً بحَرِّ الشَّمْسِ، والجَمْعُ الحَرَابِيُّ، والأُنْثى: الحِرْبَاءَة، يُقَال: حِرْبَاءُ تَنْضُبَ، كَمَا يُقَال: ذِئْبُ غَضًى، ويُضْرَبُ بِهَا المَثَلُ فِي الرَّجُلِ الحَازِمِ، لاِءَنَّ الحِرْبَاءَ لاَ تُفَارِقُ الغُصْنَ الأَوَّلَ حَتَّى تَثْبُتَ على الغُصْنِ الآخَرِ، والعَرَبُ تقولُ: انْتَصَبَ العُودُ فِي الحِرْبَاءِ، على القَلْبِ، وإِنما هُوَ انْتَصَبَ الحِرْبَاءُ فِي العُودِ، وَذَلِكَ أَن الحِرْبَاءَ تَنْتَصِبُ على الحِجَارَةِ، وعَلى أَجْذَالِ الشَّجَرِ، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإِذا زَالَت زَالَ معهَا مُقَابلا لَهَا، وَعَن الأَزهريّ: الحِرْبَاءُ: دُوَيْبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ ذَاتُ قَوَائِمَ أَرْبَعٍ، دَقِيقَةُ الرَّأْسِ مُخَطَّطَةُ الظَّهْرِ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ نَهَارَهَا، قَالَ: وإِنَاثُ الحَرَابِيِّ يُقَالُ لهَا أُمَّهَاتُ حُبَيْنٍ، الوَاحِدَةُ: أُمُّ حُبَيْنٍ، وهِيَ قَذِرَةٌ لاَ يأْكُلُهَا العَرَبُ البَتَّةَ (وأَرْضٌ مُحَرْبِئةٌ: كَثِيرَتُهَا) ، قَالَ: (و) أَرَى ثَعْلَباً قَالَ: الحِرْبَاءُ: النَّشْزُ مِنَ (الأَرْضِ) وَهِي (الغَلِيظَةُ) الصُّلْبَةُ، وإِنما المَعْرُوفُ الحِزْبَاءُ بالزَّاي.
(و) حَرْبَي (كَسَكْرَى: ة) على مَرْحَلَتَيْنِ (و) قِيلَ: بَلْ (: د بِبَغْدَادَ) وَهِي الأَخنونيّة.
(والحَرْبِيَّةُ: مَحَلَّةٌ بِهَا) بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ (بَنَاهَا حَرْبُ بنُ عبدِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيُّ قَائِدُ) الإِمَامِ (المَنصُورِ) باللَّهِ العَبَّاسِيِّ، وبِهَا قَبْرُ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، ومَنْصُورِ بنُ عَمَّارٍ، وبِشْرٍ الحَافِي، وأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ السمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ محمدَ بنَ عبدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيَّ يقولُ: إِذَا جَاوَزْتَ جامعَ المَنْصُورِ فَجَمِيعُ المَحَالِّ يقالُ لَهَا: الحَرْبِيَّةُ، وَقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من أَشْهَرِهم أَبُو إِسْحَاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسحاقَ الحَرْبِيُّ، صاحِبُ غَرِيب الحديثِ تُوُفِّي سنة 385.
(وَوَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ) قاتلُ سَيِّدِنَا حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ رَضِي الله عَنهُ (صَحَابِيٌّ) وابنُه حَرْبُ بنُ وَحْشِيَ تابعيٌّ، روى عَنهُ ابنُه وَحْشِيٌّ بنُ حَرْبٍ وَقد ذكره المُصَنّف أَيضاً فِي وَحش.
(وحَرْبُ بنُ الْحَارِث تابِعِيٌّ) ، وَهَذَا الأَخِيرُ لم أَجد فِي كتاب الثِّقَاتِ لابنِ حبّان.
وحَرْبُ بن ناحدة، وابنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وابنُ حِلاَلٍ وابنُ مَخْشِيّ تَابِعِيُّون.
(وعَلِيٌّ وأَحْمَدُ ومُعَاوِيَةُ أَوْلاَدُ حعرْبِ) بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حبَّانِ بنِ مازنٍ المَوْصِلِيِّ الطَّائِيِّ، أَمَّا عليٌّ فمِنْ رِجَالِ النَّسَائِيِّ صَدُوقٌ ماتَ سنةَ خَمْسٍ وسِتِّينَ، وَقد جَاوز التِّسْعِينَ، وأَخُوه أَحْمَدُ من رِجَالِ النَّسَائِيِّ أَيضاً مَاتَ سنة ثلاثٍ وستينَ عَن تِسْعِينَ، وأَمَّا عليُّ بنُ حَرْبِ بن عبد الرحمنِ الجُنْدَ يَسَابُورِيُّ فَلَيْسَ من رجال السِّتَّة.
ولَمْ أَجِدْ لِمُعَاوِيَةَ بنِ حَرْبٍ ذِكْراً.
(وحَرْبُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ) كَذَا فِي النُّسَخِ، وَالصَّوَاب: عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عُمَيْر الثَّقَفِيّ، لَيِّنُ الحديثِ (و) حَرْبُ بنُ (قَيْسٍ) مَوْلَى يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ مِن أَهْلِ المَدِينَةِ، يَرْوِي عَن نافِعٍ (و) حَرْبُ بنُ (خالدِ) بنِ جابرِ بنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ، مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، يَرْوِي عَن أَبِيه، عَن جَدِّه، وَعنهُ زَيْدُ بنُ الحُبَاب (و) أَبُو الخَطَّابِ حَرْبُ بنُ (شَدَّادٍ) العَطَّار اليَشْكُرِيّ من أَهلِ البَصْرَةِ يَرْوِي عنِ الحَسَنِ، وشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ مَات سنة 15 (و) أَبُو سُفْيَانَ حَرْبُ بنُ (شُرَيْحِ) بنِ المُنْذِرِ المِنْقَرِيُّ البصرِيُّ، صَدُوقٌ، وَهُوَ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ مُصَغَّراً وآخرُه حاءٌ مهملةٌ، كَذَا فِي نسختنا، وضبَطَه شيخُنا بالمُهْمَلَةِ والجِيمِ، وَهُوَ الصَّوَابُ (و) أَبُو زُهَيْرٍ حَرْبُ بنُ (زُهَيْرٍ) المِنْقَرِيُّ الضُّبَعِيُّ، يَرْوِي عَن عَبْدِ بن مُريدَةَ (و) أَبُو مُعَاذٍ حَرْبُ بنُ (أَبِي العالِيَةِ) البصريُّ، واسمُ أَبِي العَالِيَةِ: مِهْرَانُ يَرْوِي عنِ ابنِ الزُّبَيْرِ، وعنهُ أَبو دَاوُودَ الطَّيَالِسِيُّ ((و) حَرْب بن (صُبيح)) (و) أَبو عبدِ الرحمنِ حَرْبُ بنُ (مَيْمُونٍ) الأَصْغَرِ البَصْرِيِّ (صاحِبِ الأَعْمِيَةِ) مَتْرُوكُ الحَدِيثِ مَعَ كَثْرَةِ عِبَادَتاِهِ، كَذَا فِي (التَّقْرِيب) والأَعْمِيَة مضبوطٌ عندنَا بِالْعينِ الْمُهْملَة، وَضَبطه شيخُنَا بِالْمُعْجَمَةِ، وَهَكَذَا ضَبطه الْحَافِظ، وَقَالَ كأَنَّه جَمْع غِماءٍ ككِسَاء، وَهِي السُّقُوفُ (و) حَرْبُ (ابنُ مَيْمُونٍ) الأَكبَرِ (أَبِي الخَطَّابِ) الأَنْصَارِيّ، مَوْلاهُمْ البَصْرِيُّ صَدُوقٌ، من السابعةِ، وَفِي بعض النّسخ: زيادةُ ابْن بَين مَيْمُون وأَبي الْخطاب، وَهُوَ غلط، (وَهَذَا) أَي مَا ذُكِرَ من ابْن مَيْمُونٍ الأَصغرِ والأَكبرِ (مِمَّا وَهِمَ فِيهِ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ) رَضِي الله عَنْهُمَا (فَجَعَلاَهُما واحِداً) كأَنهما تَبِعَا مَن تَقَدَّمهُمَا من الحُفَّاظِ، فَحصل لَهما مَا حَصَلَ لغَيْرِهِمَا من التَّوْهِيمِ، والصحيحُ أَنِما اثنانِ، فالأَكبَرُ أَخرج لَهُ مسلمٌ والترمذيُّ، وأَما الأَصغرُ فإِنما يُذْكَر للتمييز، (مُحَدِّثُونَ) .
(وحَارِبٌ: ع بِحِوْرَانِ الشَّامِ) .
(وأَحْرَبَهُ) : وَجَدَهُ مَحْرُوباً، وأَحْرَبَه (: دَلَّهُ عَلَى) مَا يُحْرِبُهُ، وأَحْرَبْتُه: دَلَلْتُه على (مَا يَغْنَمُهُ مِن عَدُوَ) يُغير عَلَيْهِ (و) أَحْرَبَ (الحَرْبَ: هَيَّجَهَا) وأَثَارَهَا، (والتَّحْرِيبُ: التَّحْرِيشُ والتَّحْدِيدُ) يُقَال: حَرَّبْتُ فلَانا تَحْرِيباً، إِذا حَرَّشْتِهُ فأُولِعَ بِهِ وبعَدَاوَتِهِ، وحَرَّبْتُه: أَغْضَبْتُه وحَمَلْتُه على الغَضَبِ، وعَرَّفْتُه بِمَا يَغْضَبُ مِنْهُ، ويروى بالجيمِ والهَمْزَةِ.
(والمُحَرَّبُ كَمُعَظَّمَ والمُتَحَرِّبُ) مِنْ أَسَامِي (الأَسَدِ) ، وَمِنْه يُقَال: حَرِبَ العَدُوُّ: تسْتَحْرَبَ واسْتَأْسَدَ، والمِحْرَابُ: مَأْوَاهُ.
(و) بَنُو (مُحَارِبٍ: قَبَائِلُ) مِنْهُم: مُحَارِبُ (بن) خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ، ومُحَارِبُ بنُ فِهْرٍ، ومُحَاربُ بنُ عَمْرِو بنِ وَدِيعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ عبدِ القَيْسِ.
(والْحَارث الحَرَّابُ) بنُ معاويةَ بنِ ثَوْرِ بنِ مُرْتِعِ بنِ ثَوْرٍ (مَلِكٌ لكِنْدَةَ) ومِنْ وَلَدِهِ: مُعَاوِيَةُ الأَكْرَمِينَ بنِ الحارثِ بنِ معاويةَ بنِ الْحَارِث، قَالَ لبيد:
والحارثُ الحَرَّابُ حَلَّ بِعَاقِلٍ
جَدَثاً أَقَامَ بِهِ فَلَمْ يَتَحَوَّلِ
(وعُتَيْبَةُ) مُصَغَّرا (ابْن الحرَّابِ) الخَثْعَمِيُّ (شَاعِرٌ) فَارِس.
(وحُرَب كَزُفَرَ ابنُ مَظَّةَ فِي) بَنِي (مَذْحِجٍ، فَرْدٌ) لم يُسَمَّ بِهِ غيرُه، وَهُوَ قولُ ابنِ حَبِيبٍ، ونَصّه: كُلُّ شيءٍ فِي العَرَبِ فإِنه حَرْبٌ إِلاَّ فِي مَذْحَجٍ فَفِيهَا حُرَبُ بنُ مَظَّةَ يَعْنِي بالضَّمِّ الرَّاءِ، قَالَ الحافظُ: وَفِي قِضَاعَةَ: حُرْبُ بنُ قَاسِطٍ، ذكره الأَميرِ عَن الآمِدِيِّ مُتَّصِلاً بِالَّذِي قَبْلَهُ.
قلت: فإِذاً لاَ يَكونُ فَرْداً، فتأَمَّل.
(و) قَالَ الأَزهريّ فِي الرُّباعِيّ: (احْرَنْبَى) الرجُلُ وازبَأَرَّ مثلُ (احْرَنْبَأَ) بِالْهَمْز، عَن الكسائيّ: إِذا تَهَيَّأَ للغضَبِ والشَّرِّ، والياءُ للإِلحاقِ بافْعَنْلَلَ، وَكَذَلِكَ الدِّيكُ والكَلْبُ والهرُّ، وقِيلَ: احْرَنْبَى: إِذَا اسْتَلْقَى على ظَهْرِه ورَفَعَ رِجْلَيْهِ نحوَ السَّمَاءِ، والمُحْرَنْبِىءُ: الذِي يَنَامِ على ظهْرِهِ ويَرْفَعُ رِجْلَيْهِ إِلى السَّمَاءِ، واحْرَنْبَأَ المكانُ: اتَّسَعَ، وشَيْخٌ مُحْرَنْبٍ: قدِ اتَّسَعَ جِلْدُهُ، ورُوِيَ عَن الكسائيّ أَنه قالَ: مَرَّ أَعْرَابيٌّ بآخَرَ وَقد خَالَطَ كَلْبَةً، وقَدْ عَقَدَتْ عَلَى ذَكَرِهِ، وتَعَذَّرَ عَلَيْهِ نَزْعُ ذَكَرِهِ مِنْ عُقْدَتِهَا، فقَال: جَأْجَنْبَيْهَا تَحْرَنْبِ لَكَ، أَيْ تَتَجَافَى عَنْ ذَكَرِكَ، فَفَعَلَ وَخَلَّتْ عَنْهُ. والمُحْرَنْبىءُ: الَّذِي إِذا صُرِعَ وَقَعَ على أَحَدِ شِقَّيْهِ، أَنْشَدَ جابِرٌ الأَسَدِيُّ:
إِنّي إِذَا صُرِعَتُ لاَ أَحْرَنْبِى
وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ فِي قَول الجَعْدِيّ:
إِذَا أَتَى مَعْرَكاً مِنْهَا تَعرَّفُهُ
مُحْرَنْبِئاً عَلَّمَتْهُ المَوْتَ فانْقَفَلا
قَالَ: المُحْرَنْبِىءْ: المُضْمِرُ علَى دَاهِيَةٍ فِي ذاتِ نَفْسِه، ومَثَلٌ للعَرَبِ: تَرَكْتُهُ مُحْزَنْبِئاً لِيَنْبَاقَ، كل ذَلِك فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقد تقدم شَيْء مِنْهُ فِي بَاب الْهمزَة.
(وَمِمَّا بَقِي على الْمُؤلف:
حَرْبُ بنُ أَبِي حَرْبٍ أَبُو ثَابِتٍ، وحَرْبُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مُجَاشعٍ، وحَرْبُ بنُ مَيْسَرَةَ الخُرَاسَانِيُّ، وحَرْبُ بن قَطَنِ بنِ قَبِيصةَ، مُحَدِّثُونَ، وشُجَاعُ بنُ سَتكين الحَرَابِيُّ بالفَتْحِ مُخَفَّفاً عَن أَبِي الدُّرِّ ياقوتٍ الرُّومِيِّ، وَعنهُ أَبو الحَسَنِ القَطِيعِيُّ، وبالكَسْرِ أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الحِرَابِيُّ بَغْدَادِيٌّ، رَوَى عَن مُحَمَّدِ بنِ صالحٍ، ومُحْرِزُ بنُ حُرَيْبٍ الكَلْبِيُّ كزُبَيْرٍ الَّذِي اسْتَنْقَذَ مَرْوَانَ بنَ الحَكَمِ يَوْمَ المَرْجِ.
والحَرَّابةُ: الكَتِيبَةُ ذاتُ انْتِهَابٍ واسْتِلاَبٍ، قَالَ البُرَيْق:
بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابَةٍ
لَدَى مَتْنِ وَازِعِهَا الأَوْرَمُ
وحَرْبُ بنُ حُزَيْمَة: بَطْنٌ بالشَّأْمِ، ذَكَرَه السُّهَيليُّ، وَفِي (شرح أَمَالي القَالِي) : بَنو حَرْبٍ: عَشَرَةُ إِخْوَةٍ مِنْ بَنِي كاهِلِ بنِ أَسَدٍ، وحَرْبٌ: قَبِيلَةٌ بالحِجَازِ، وقَبِيلَةٌ باليَمَنِ، وقَبِيلَةٌ بالصَّعِيدِ، ومَنَازِلُهُمْ تِجَاه طَهْطَا.
وأَحَارِبُ كَأَنَّه جَمْعُ أَحْرَب اسْما نحوُ أَجَادِل وأَجْدَل أَو جَمْعُ الجَمْعِ نَحْو أَكَالِب وأَكْلُب: مَوْضِعٌ فِي شعر الجَعْدِيِّ:
وكَيْفَ أُرَجِّي قُرْبَ مَنْ لاَ أَزُورُهُ
وقَدْ بَعِدَتْ عَنِّي مَزَاراً أَحَالِبُ
نَقَله ياقوت.
ورجُلٌ محْرَابٌ: صَاحِبُ حَرْبٍ، كمِحْرَبٍ، نَقَلَه الصاغانيّ.
وأَبُو حَرْبِ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤلِيّ، عَنْ أَبِيهِ، وأَبُو حَرْبِ بنِ زَيْدِ بنِ خالدٍ الجُهَنِيُّ، عَن أَبِيه أَيضاً.

قزع

قزع



قَوْسٌ قَزَع

: see قُزَحَ.
(قزع) مُبَالغَة قزع
قزع: قزع قزعا من باب فرح، أو إنه يستعمل كذلك.
وفي المقدمة (2: 156): فيجمع الله له قوما قزع كقزع السحاب (انظر تعليقة السيد دي سلان) وقد ترجمها (إلى الفرنسية بما معناه): فيجمع الله حوله قوما عددهم عدد كبب البخار التي يتكون منها السحاب. (والشدة في نص الكلام زائدة).
قزعة: زعنفة، قزم، بحتر، قصير القامة. (بوشر، همبرت ص7).
(ق ز ع) : (فِي الْحَدِيثِ) نَهَى عَنْ (الْقَزَعِ) هُوَ أَنْ يُحْلَقَ الرَّأْسُ وَيُتْرَكَ شَعْرٌ مُتَفَرِّقٌ فِي مَوَاضِعَ فَذَلِكَ الشَّعْرُ قَزَعٌ (وَقَزَّعَ) رَأْسَهُ تَقْزِيعًا حَلَقَهُ كَذَلِكَ وَكَأَنَّهُ مِنْ (قَزَعَ) السَّحَابِ وَهُوَ قِطَعٌ مِنْهُ مُتَفَرِّقَةٌ صِغَارٌ جَمْعُ قَزَعَةٍ (وَمِنْهَا) الْحَدِيث «كَانَتْ السَّمَاءُ كَالزُّجَاجَةِ لَيْسَتْ فِيهَا قَزَعَةٌ» .

قزع


قَزَعَ(n. ac. قُزُوْع)
a. Ran swiftly, was fleet, quick.

قَزَّعَa. Sent off, dispatched; urged on.
b. [acc. & La], Employed in; instructed in.
c. Shaved partially (head).
أَقْزَعَ
a. [La & Fī], Burst out into invectives, inveighed against.

تَقَزَّعَa. Was ready to start.

قَزَعa. Tuft of hair, straggling lock.
b. Tufts, fleeces of wool.
c. Fleecy clouds.

قَزَعَةa. Rag, strip.

قُزَّعَةa. see 4 (a)
أَقْزَعُa. Losing the hair (goat).
قِزَاْعa. see 4t
قَزِيْعَةa. see 4 (a)
N. P.
قَزَّعَa. Agile, nimble.
b. Having little hair on the forelock ( horse).
قَزَاكَنْد
P.
a. Cuirass.
قزع
القَزَعُ: قِطَعٌ من السحاب رَقيقَة كالظل. ومن الصوف ما تَناثَرَ في الربيع. ومن السهْم ما رَق ريشُه. ومنه رَجُل وفَرَسٌ قَزع: للقليل الناصيةِ خِلقةً وغير خِلقةٍ؛ ولقليل شعر الرأس، وكذلك كبشٌ أقْزَع. وقد تَقَزعَ القومُ: تفرقوا. وتَقَزعَ الفَرَسُ: تَشمَرَ للعَدْو.
ومَر يَقْزَعُ قَزْعاً وقَزَعاناً: أسْرَعَ وأبْطأ جميعاً. ورسولٌ مُقَزع: مُخَفف. ويُقال لقوسِ قُزح: قوسُ قَزيع. وقَوْزَعَ الديكُ: نفشَ قَنازِعًه، ولا يُقال قَنْزَعَ. ويُقال: قُزعَة في قُنْزُعَة. وما عليه قِزَاغ ولا قَزعَة: أي شيء من الثياب.
ق ز ع: (الْقَزَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ قِطَعٌ مِنَ السَّحَابِ رَقِيقَةٌ الْوَاحِدَةُ (قَزَعَةٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الْخَرِيفِ» . وَ (الْقَزَعُ) أَيْضًا أَنْ يُحْلَقَ رَأْسُ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكَ فِي مَوَاضِعَ مِنْهُ الشَّعْرُ مُتَفَرِّقًا. وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وَ (الْقُنْزُعَةُ) بِضَمِّ الْقَافِ وَالزَّايِ وَاحِدَةُ (الْقَنَازِعِ) وَهِيَ الشَّعْرُ حَوَالَيِ الرَّأْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «غَطِّي عَنَّا قَنَازِعَكِ يَا أُمَّ أَيْمَنَ» . 
قزع قَالَ أَبُو عُبَيْد: القَزَع أَن يحلق رأسُ الصَّبِي وَيتْرك مِنْهُ مواضعُ فِيهَا الشّعْر مُتَفَرِّقَة. وَكَذَلِكَ كل شَيْء يكون قِطَعا مُتَفَرِّقَة فَهُوَ قَزَع وَمِنْه قيل لِقطع السَّحَاب فِي السَّمَاء: قَزَع. وَكَذَلِكَ حَدِيث عَليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ حِين ذكر فتْنَة تكون: فَإِذا كَانَ ذَلِك ضرب يعسوبَ الدَّين بِذَنبِهِ فيجتمعون إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قَزَع الخريف - يَعْنِي قطع السَّحَاب وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي زمن الخريف قَالَ ذُو الرمة يذكر مَاء وبلادا مُقْفرة لَيْسَ بهَا أنيس وَلَا شَيْء إِلَّا القطا:

[الوافر]

ترى عُصَبَ القطا هَمَلا عَلَيْهِ ... [كَأَن رِعالَه] قزعُ الجَهامِ

والجَهام: السَّحَاب الَّذِي لَا مَاء فِيهِ.
ق ز ع

كأنهم قزع السحاب وهي القطع المتفرقة. قال ذو الرمة:

ترى عصب القطا هملاً عليه ... كأن رعاله قزع الجهام

وتقزّع السحاب وتقشّع. وقوزع الديم فرّ من صاحبه.

ومن المجاز: نهيَ عن القزع والقنازع وهي بعض الشعر يترك غير محلوق. قال زهير:

وأشعث قد طالت قنازع رأسه ... دعوت على طول الكرى ودعاني

لطول اعتمامه في السفر. ورجل مقزّع. وذهب ماله ولم يبق إلا قزع وهي صغار الإبل. ورمى الوادي بالقزع. والفحل يرمي بالقزع وهو الغثاء والزبد وقطع اللغام. قال الأعشى:

طابت له الريح فامتدت غواربه ... ترى حواليه من تيّاره قزعاً

وقال ذو الرمة:

إذا استردف الحادي وقد آل صوته ... إلى النزر واعتمّت بذي قزعٍ شكل

ورسول مقزّعٌ: مستعجل، وقزّعوا إلى فلان رسولاً. وتقزّع القوم: تفرّقوا.
قزع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين ذكر [فضل -] إسباغ الْوضُوء فِي السبرات. قَالَ [أَبُو عُبَيْدَة -] : السبرة شدَّة الْبرد وَبهَا سمي الرجل سُبْرَة وَجَمعهَا سبرات. وقَالَ الحطيئة يذكر إبِله وَكَثْرَة شحومها: [الطَّوِيل]

عِظامُ مَقيلِ الهامِ غُلْبٌ رِقابُها ... يباكِرنَ جَرْعَ الماءِ فِي السبراتِ

مهاريسُ يُروِى رِسلُها ضَيفَ أهلِهَا ... إِذا النارُ أبدتْ أوجُهَ الخفراتِ

يَعْنِي شدَّة الشتَاء مَعَ الجدوبة يَقُول: فَهَذِهِ الْإِبِل لَا تجرع من برد المَاء لسمنها واكتناز لحومها وَقد كَانَ ذكر فِي هَذِه القصيدة قومه فنال مِنْهُم فَفِيهَا يَقُول لَهُ عُمَر فِيما يروي: بئس الرجل أَنْت تهجو قَوْمك وتمدح إبلك. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهى عَن القزع. 
[قزع] قَزَعَ الظبيُ وغيره يَقْزَعُ قزوعاً: أسرع وخفَّ. ومنه قولهم: قَوْزَعَ الديك، إذا غُلِبَ فهرب. قال يعقوب: ولا تقل قنزع ; لانه ليس بمأخوذ من قنازع الرأس، وإنما هو من قزع يقزع، إذا خف في عدوه هاربا. والقَزَعُ: قطعٌ من السحاب رقيقةٌ، الواحدة قزعة. قال الشاعر :

كأن رعاله قزع الجهام * وفى الحديث : " كأنهم قَزَعُ الخريف ". والقَزَعُ أيضاً: صِغار الإبل. والقَزَعُ: أيضاً أن يُحْلَقَ رأس الصبي ويُتركَ في مواضع منه الشعر متفرقا. وقد نهى عنه. وقزع رأسه تقزيعا، إذا حلق شعره وبقيت منه بقايا في نواحى رأسه. ورجل مقزع: رقيق شعر الرأس متفرقه. والمقزع: السريع الخفيف. قال ابن السكيت: يقال ما عليه قزاع، أي قطعة خِرقةٍ. وتَقَزَّعَ الفرسُ، أي تهيَّأ للركض. وقَزَّعته أنا فهو مُقَزَّعٌ. والقنزعة: واحدة القنازع وهى الشعر حوالي الرأس. قال حُميدٌ الأرقط يصف الصلع:

كأنَّ طَسًّا بين قنزعاته * وفى الحديث: " غطى عَنَّا قُنازِعَكِ يا أمَّ أيمن ".
قزع
قزَعَ يَقزَع، قَزْعًا، فهو قازع
• قزَع الحصانُ: أسرع وعدا عدوًا شديدًا. 

قزِعَ يقَزَع، قَزَعًا، فهو أقزعُ
• قزِع الصَّبيُّ: حُلِق رأسُه وترك بعض الشَّعْر متفرِّقًا في مواضعَ منه "ينهى الإسلام عن القَزَع". 

قزَّعَ يقزِّع، تقزيعًا، فهو مُقزِّع، والمفعول مُقزَّع
• قزَّع الصَّبيَّ: حلق رأسَه وترك بعضَ الشَّعر متفرِّقًا في مواضعَ من رأسه. 

أقْزَعُ [مفرد]: ج قُزْع، مؤ قَزْعاءُ، ج مؤ قَزْعاوات وقُزْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قزِعَ. 

قَزْع [مفرد]: مصدر قزَعَ. 

قَزَع1 [مفرد]:
1 - مصدر قزِعَ.
2 - غيمة بيضاء كثيفة زغبة، ذات قاعدة عريضة وقمّة متعدِّدة الدوائر، تتكوّن عادة نتيجة تصاعد كتل الهواء غير المستقرّة حراريًّا، قطع سحاب متفرِّقة في السَّماء. 

قَزَع2 [جمع]: مف قَزَعة:
1 - كلّ شيء يكون قطعًا متفرِّقة، ومنه قطع الشعر المتفرِّقة في الرأس، وقطع السحاب المتفرقة في السماء.
2 - نوع من السحب العالية، وهو سحاب صغير يتطاير في السماء. 

قَزَعة [مفرد]: ج قَزَعات: بقيَّة الشَّعر المُنْتَتَف. 
(ق ز ع)

القَزَع: قطع من السَّحَاب رقاق، كَأَنَّهَا ظلّ إِذا مرت من تَحت السحابة الْكَبِيرَة. قَالَ:

مَقانِبُ بَعْضُها يَبْرِي لبَعْضٍ ... كأنَّ زُهاءَها قَزََعُ الظِّلالِ

وَقيل القَزَع: السَّحَاب المتفرق. واكثر مَا يكون ذَلِك فِي الخريف. قَالَ:

تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلاً عَلَيْهِ ... كأنَّ رِعالَهُ قَزَع الجَهامِ وَقيل: القَزَع: المتفرق من كل شَيْء، واحدتهما قَزَعة. وَمَا فِي السَّمَاء قَزَعة وقِزاع: أَي لطيخة غيم.

والقَزَع من الصُّوف: مَا تناتف فِي الرّبيع، فَسقط.

وكبش أقْزَع، ونعجة قَزْعاء: سقط بعض صوفها وَبَقِي بعض. وَقد قَزِع قَزَعا.

وقَزَعُ السهْم: مَا رق من ريشه. والقَزَع أَيْضا اصغر مَا يكون من الريش.

وَسَهْم مُقَزَّع: ريش بريش صغَار.

والقُزَّعة والقُزْعَة: خصل من الشّعْر، تتْرك على رَأس الصَّبِي، كالذوائب، مُتَفَرِّقَة فِي نواحي الرَّأْس.

والقَزَع: بقايا الشّعْر المنتف، الْوَاحِدَة: قَزَعَة.

وَرجل مُقَزَّع ومُتَقَزِّع: لَا يرى على رَأسه إِلَّا شعيرات مُتَفَرِّقَة، تطاير مَعَ الرّيح.

والقَزَعة: مَوضِع الشّعْر المتقزّع من الرَّأْس.

والمُقَزَّع من الْخَيل: الَّذِي تنتتف ناصيته، حَتَّى ترق. وَقيل: هُوَ الرَّقِيق الناصية خلقَة.

وقَزَّع الشَّارِب: قصه.

والقَزَع: أَخذ بعض الشّعْر، وَترك بعضه، وَفِي الحَدِيث: " نَهَى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن القَزَع "، يَعْنِي أَخذ بعض الشّعْر وَترك بعضه.

والمُقَزَّع: السَّرِيع الْخَفِيف من كل شَيْء.

وقَزَعَ الفرسُ يقْزَع قَزْعا: مرَّ مرَّا شَدِيدا، أَو سهلا. وَقيل: عدا عدوا شَدِيدا، وَكَذَلِكَ الْبَعِير والظبي.

وقَوْزَعَ الديك: فر من صَاحبه.

وقَوْزَعُ: اسْم الخزي والعار، عَن ثَعْلَب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قلدته قلائد قَوْزَع، يَعْنِي الفضائح. وَأنْشد:

أبَتْ أمُّ دينارٍ فَأصْبح فرْجُها ... حَصانا وقُلِّدْتُمْ قلائدَ قَوْزَعا

وقَزَعَة وقُزَيْع، ومقزوع: أَسمَاء. وَأرى ثعلبا قد حكى فِي الْأَسْمَاء قَزْعة، بِسُكُون الزَّاي.

قزع: القَزَعُ: قطع من السحاب رقاق كأَنها ظلّ إِذا مرّت من تحت السحابة

الكبيرة. وفي حديث الاستسقاء: وما في السماء قَزَعةٌ أَي قِطْعةٌ من

الغيم؛ وقال الشاعر:

مَقانِبُ بعضُها يبْري لبعضٍ،

كأَنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ

وقيل: القَزَعُ السحاب المتفرق، واحدتها قَزَعةٌ. وما في السماء قَزَعةٌ

وقِزاعٌ أَي لَطْخةُ غيم. وفي حديث علي، كرم الله وجهه، حين ذكَر يَعْسُوبَ

الدِّينِ فقال: يجتمعون إِليه كما يجتمع قَزَعُ الخريف، يعني قِطَعَ

السحاب لأَنه أَوّل الشتاء، والسحابُ يكون فيه متفرّقاً غير متراكِم ولا

مُطْبِقٍ، ثم يجتمع بعضه إِلى بعض بعد ذلك؛ قال ذو الرمة يصف ماء في

فلاة:تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلاً عليه،

كأَنَّ رِعالَه قَزَعُ الجَهامِ

والقَزَعُ من الصُّوفِ: ما تَناتَفَ في الربيع فسقط. وكبشٌ أَقْزَعُ

وناقة قَزْعاء: سقط بعض صوفها وبقي بعض، وقد قَزِعَ قَزَعاً. وقَزَعُ

الوادِي: غُثاؤه، وقَزَعُ الجملِ: لُغامُه على نُخْرَتِه. قال أَبو تراب حكايةً

عن العرب: أَقْزَعَ له في المَنْطِقِ وأَقْذَعَ وأَزْهَفَ إِذا تعدّى في

القول. وفي النوادر: القَزَعةُ ولَد الزنا. وقَزَعُ السهم: ما رقَّ من ريشه.

والقزع أَيضاً: أَصغر ما يكون من الريش. وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ: رِيشَ

بِرِيشٍ صِغار. ابن السكيت: ما عليه قِزاعٌ ولا قَزَعَةٌ أَي ما عليه شيء من

الثياب.

والقُزَّعةُ والقُزْعةُ: خُصَلٌ من الشعر تترك على رأْس الصبي

كالذَّوائبِ متفِّرقةً في نواحي الرأْس. والقَزَعُ: أَن تَحْلِقَ رأْس الصبي وتترك

في مواضعَ منه الشعر متفرقاً، وقد نُهِيَ عنه. وقَزَّعَ رأْسَه تقزيعاً:

حلق شعره وبقيت منه بقايا في نواحي رأْسه. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن

القَزَعِ؛ هو أَن يُحْلَقَ رأْسُ الصبي ويترك منه مواضعُ متفرِّقةٌ غيرُ محلوقة

تشبيهاً بِقَزَعِ السحاب. والقَزَعُ: بقايا الشعر المُنْتَتِفِ، الواحدة

قزعة، وكذلك كل شيء يكون قِطَعاً متفرقة، فهو قَزَعٌ؛ ومنه قيل لقطع

السحاب في السماء قَزَعٌ. ورجل مُقَزَّعٌ ومُتَقَزِّعٌ: رقيق شعرِ الرأْسِ

متفرِّقُه لا يُرَى على رأْسه إِلا شعراتٌ متفرّقة تَطايَرُ مع الريح.

والقَزَعةُ: موضع الشعر المُتَقَزِّعِ من الرأْس. وقَزَّعْتُه أَنا، فهو

مُقَزَّعٌ. والمُقَزَّعُ من الخيل: الذي تُنْتَفُ ناصِيَتُه حتى تَرِقَّ؛

وأَنشد:

نَزائِعَ للصرِيحِ وأَعْوجِيٍّ

من الجُرْدِ المُقَزَّعةِ العِجالِ

وقيل: المُقَزَّعُ الرقيقُ الناصيةِ خِلْقةً، وقيل: هو المَهْلُوب الذي

جُزَّ عُرُفُه وناصيته، وقال أَبو عبيدة: هو الفرس الشديد الخَلْقِ

والأَسْرِ. وقَزَّعَ الشارِبَ: قصّه. والقَزَعُ: أَخذ بعض الشعر وترك بعضه. وفي

حديث ابن عمر: نهى رسول الله، عن القَزَعِ، يعني أَخذ بعض الشعر وترك

بعضه.والمُقَزَّعُ: السريع الخفيف من كل شيء؛ قال ذو الرمة:

مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، ليس له،

إِلا الضِّراءَ وإِلا صَيْدَها، نَشَبُ

وبَشِيرٌ مُقَزَّع: جُرِّد للبشارة؛ قال مُتَمِّمٌ:

وجِئْتَ به تَعْدُو بَشِيراً مُقَزَّعا

وكل إِنسان جَرَّدْته لأَمر ولم تَشْغَلْه بغيره، فقد أَقْزَعْتَه.

وقَزَعَ الفرسُ يَقْزَعُ قَزْعاً وقُزُوعاً: مَرّ مَرّاً شديداً أَو مَهْلاً،

وقيل: عَدا عَدْواً شديداً، وكذلك البعير والظَّبْي؛ ومنه قولهم:

قَوْزَعَ الديك إِذا غُلِبَ فهرَب أَو فَرَّ من صاحبه. قال يعقوب: ولا تقل

قَنْزَعَ لأَنه ليس بمأْخوذ من قَنازِعِ الناس، وإِنما هو قَزَعَ يَقْزَعُ

إِذا خَفَّ في عَدْوِه هارباً الأَصمعي: العامة تقول إِذا اقتتل الديكان

فهرب أَحدهما: قَنْزَعَ الديكُ، وإِنما يقال قَوْزَعَ الديكُ إِذا غُلِبَ

ولا يقال قنزع؛ قال أَبو منصور: والأصل فيه قَزَعَ إِذا عدا هارباً،

وقَوْزعَ فَوْعَلَ منه. قال البُشْتيّ: قال يعقوب بن السكيت: يقال قوزع الديك

ولا يقال قنزع، قال البشتي: يعني تنفيشه بَرائِلَه وهي قَنازِعُه؛ قال

أَبو منصور: وقد غَلِطَ في تفسير قَوْزَعَ بمعنى تنفيشِه قَنازِعَه، ولو كان

كما قال لجاز قنزع، وهذا حرف لهج به بعض عوامّ أَهل العراق. يقول: قنزع

الديكُ إِذا فرّ من الديكِ الذي يقاتله فوضعه أَبو حاتم في باب المذال

والمفسد وقال: صوابه قوزع، ووضعه ابن السكيت في باب ما يلحن فيه العامة؛ قال

أَبو منصور: وظن البشتي بحدسه وقلة معرفته أَنه مأْخوذ من القنزعة فأَخطأَ

ظنه. الأَصمعي: قَزَعَ الفرس يَعْدُو ومَزَعَ يَعْدُو إِذا أَحْضَر.

والتقْزِيعُ: الحُضْرُ الشديد. وقزَع قزْعاً ومزَع مَزْعاً: وهو مشي متقارب.

وتقزَّعَ الفرسُ: تهيَّأَ للركض. وقَزَّعْتُه أَنا، فهو مُقَزَّعٌ.

والقَزَعُ: صِغار الإِبل.

وقال ابن السكيت: ما عليه قِزاعٌ أَي قطعة خرقة.

وقَوْزَعٌ: اسم الخِزْي والعار؛ عن ثعلب. وقال ابن الأَعرابي:

قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَعٍ، يعني الفضائح؛ وأَنشد للكميت بن معروف، وقال ابن

الأَعرابي هو للكميت بن ثعلبة الفقعسي:

أَبَتْ أُمُّ دِينارٍ فأَصْبَحَ فَرْجُها

حَصاناً، وقُلِّدْتُمْ قَلائِد قَوْزَعا

خُذوا العَقلَ، إِن أَعطاكُم العَقْلَ قَوْمُكُمْ،

وكُونوا كَمَنْ سَنَّ الهَوانَ فأَرْبَعا

ولا تُكْثِرُوا فيه الضِّجاجَ، فإِنَّه

مَحا السَّيْفُ ما قال ابْن دارةَ أَجْمَعا

فَمَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تُعْطِكُمْ،

ومَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تَمْنَعا

وقال مرة: قَلائِدَ بَوْزَعٍ ثم رجع إِلى القاف. قال ابن بري:

والقَوْزَعُ الحِرْباء، وأَنشد هذا البيت الذي للكميت.

وقَزَعةُ وقُزَيْعةُ ومَقْزُوعٌ: أَسماء، وأَرى ثعلباً قد حكى في

الأَسماء قَزْعةَ، بسكون الزاي.

قزع
قَزَعَ الظَّبْيُ قُزُوعاً، كمَنَعَ: أسْرَع وعَدَا عَدْواً شَدِيداً، وَكَذَلِكَ البَعِيرُ والفَرَسُ. ويُقَال: قَزَعَ: خَفَّ فِي العَدْوِ هَارِباً.
وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: قَزَعَ أيْضاً، إِذا أبْطَأ، أَي سَار سَيْراً مَهْلاً ضِدٌّ والقَزَعُ، مُحَرَّكَةً: قِطَعٌ مِن السَّحَابِ رِقَاقٌ، كأنَّهَا ظِلٌ إِذا مَرَّتْ مِنْ تَحْتِ السَّحَابَةِ الكَبِيرَةِ الوَاحِدَةُ قَزَعَةٌ بهَاءٍ، وَمِنْه حَدِيثُ الاسْتِسْقَاءِ: ومَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، أَي: قِطْعَةٌ مِن الغَيْمِ، وَقَالَ الشاعِرُ:
(مَقانِبُ بَعْضُهَا يَبْرِي لِبَعْضٍ ... كأنَّ زُهَاءَها قَزَعُ الظِّلالِ)
وقِيل: القَزَعُ: السَّحَابُ المُتَفَرِّقُ، وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، أَي لَطْخَةُ غَيْمٍ.
وفِي كَلامِ عليٍّ رضيَ اللهُ تَعالى عَنهُ حِين ذَكَرَ الفِتَنَ فَقَالَ: إِذا كانَ ذلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بذَنَبِه، فَيَجْتَمِعُون إلَيْه كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَرِيفِ، أَي قِطَعُ السَّحَابِ، لأنَّه أوّلُ الشِّتَاءِ، والسَّحابُ يَكُونُ فِيهِ مُتَفَرِّقاً غَيْرَ مُتَرَاكِمٍ وَلَا مُطْبِقٍ، ثمّ يَجْتَمِعُ بعضُه إِلَى بَعْضٍ بَعْدَ ذلِكَ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يصِفُ مَاء فِي فَلاةٍ:
(تَرَى عُصَبَ القَطَا هَمَلاً عَلَيْه ... كَأنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الجَهَامِ)
لَا فِي الحَدِيثِ، كَمَا تَوَهَّم الجَوْهَرِيُّ قَالَ شيخُنَا: قُلْت: بل المُتَوَهِّمُ هُوَ ابنُ خالَةِ المُصَنِّفِ، وإلاَّ فاللَّفْظُ حَدِيثٌ خَرَّجَه الجماهِير عَن علِيٍّ رضِيَ اللهُ عَنهُ، وذَكَرَهُ ابنُ الأثِيرِ وغيرُه، وَلَيْسَ بمثَلٍَ، كَمَا توهَّمَهُ المُصَنِّفُ، وَقد أشارَ إِلَى ذلِكَ فِي النامُوسِ، ولكِنَّه لم يَذْكُرْ مَنْ خَرَّجَه وَلَا صَحابتَهَ، وَالله أعْلَم.
قلتُ: وَهَذَا مِن شيْخِنَا تَحَامَلُ مَحْضٌ، وتَعَصُّبٌ للجَوْهَرِيِّ من غيرِ مَعْنىً، والصّوابُ مَا قَالَهُ المُصَنِّف، فإنَّ الّذِي ذَكَرَه أصْحَابُ الغَرِيبِ كابنِ الأثِيرِ وغَيْرَه عَزَوْهُ لسّيدنا عليّ رَضِي اللهُ عَنهُ، وَلم يَعْزُوه إِلَى المُصْطَفَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ من جُمْلَةِ خُطَبِه المُخْتَارَةِ، وكَلامِهِ المَأْثُور الذِي شَرَحَه العَلاّمةُ ابنُ أبي الحَدِيد فِي شَرْحِه على نَهْجِ البَلاغَة، وَلَيْسَ فِي كَلامِ المُصَنِّفِ مَا يَدُّلُ)
على أنَّه مَثَلٌ حَتّى يُوَهَّم، فتأمَّل. والقَزَعُ: صِغَارُ الإِبِلِ، نَقله الجَوهَرِيّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمن المجَاز: القَزَعُ: أنْ يُحْلَقَ رَأسُ الصَّبِيِّ، ويُتْرَكَ مَوَاضِعُ منهُ مُتَفَرِّقَةً غيرَ مَحْلُوقَةٍ، تَشْبِيهاً بِقَزَع السَّحَابِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: نَهَى عَنِ القَزَعِ يَعْنِي: أخْذَ بَعْضِ الشَّعْرِ وتَرْكَ بَعْضِه، وَهُوَ مَجازٌ، وقالَ ابنُ الرِّقاعِ:
(حَتّى اسْتَتَمَ علَيْهَا تامِكٌ سَنِمٌ ... وطَارَما أنْسَلَت عَن جِلْدِها قَزَعَا)
والقَزَعُ مِنَ الصُّوفِ مَا يَتَحاتُّ ويَتَنَاتَفُ فِي الرَّبِيعِ فيَسْقُط.
وَمن المجازِ: القَزَعُ: غُثَاءُ الوَادِي، يُقَالُ: رمَى الوَادِي بالقَزَع، قالَهُ أبُو سَعِيدٍ والزَّمَخْشَرِيُّ.
وَمن المجَازِ: الفَحْلُ يَرْمِي بالقَزَعِ، وَهُوَ: لُغَامُ الجَمَلِ وزَبَدُه على نُخْرَتِه، قالَهُ أَبُو سَعيد والزَّمَخْشَرِيُّ.
والقَزَعَة، بهاءٍ: وَلَدُ الزِّنَا، كَذَا فِي النَّوادِرِ.
وقَزَعَةُ، بِلا لامٍ: عَلَم: جَماعَةٍ من المُحَدِّثِينَ، ذَكَرَهُم صاحبُ التَّقْرِيب، ويُسَكَّنُ للتَّخْفِيفِ، حكاهُ ثَعْلَبٌ. وكُزبَيْرٍ: قُزَيْعُ بنُ فِتْيَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ الغَوْثِ بنِ أنْمَار بنِ إراشٍ.
والرُّبَيْعُ بن قُزَيْعٍ، كزُبَيرٍ فيهمَا: التابِعِيُّ، عَن ابْنِ عُمَرَ، وَعنهُ شُعْبَةُ، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ للمُصَنِّفِ فِي ر ب ع ونَسبَه إِلَى غَطَفانَ.
قلتُ: وولَدُه قَيْسُ بنُ الرُّبَيْعِ، حَدَّث أيْضاً.
وكَبْشٌ أقْزَعُ، تَنَاتَفَ صُوفُه فِي أيّامِ الرَّبِيعِ، ذَهَب بَعْضٌ وَبَقِيَ بَعْضٌ، وكذلِكَ شَاةٌ قَزْعاءُ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: ونَاقَةٌ قَزْعاءُ كذلِك.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: مَا عِنْدَهُ قَزَعَةٌ، مُحَرَّكَةً، أَي شَيءٌ من الثِّيَابِ، وكذلِكَ مَا علَيْه قِزاعٌ، ككِتَابٍ: قِطْعَةُ خِرْقَةٍ، وَقد تَقَدَّم أنَّه صَحَّفَه بَعْضُهُم بالذّالِ المُعْجَمَة. والقَزِيعَة، كشَرِيفَةٍ: القُنْزُعَةُ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وَهِي وَاحِدَةُ القَنَاعزِع، وسيُذْكَر.
وزادَ ابنُ عَبّادٍ: وكذلِكَ القُزَّعَةُ، مثلُ قُبَّرةٍ بحَذْفِ إحْدَى النُّونَيْنِ، وإدْغامِها فِي الزّاي، وضَبَطَهُ غيرُه بضَمٍّ فسُكُونٍ، ومِثْلُه فِي اللِّسانِ، وَهِي الخُصْلَة من الشَّعرِ تُتْرَكُ على رَأسِ الصَّبِيِّ، وَهِي كالذَّوائب فِي نَوَاحِي الرَّأسِِ، أَو القَلِيلُ من الشَّعرِ فِي وَسَطِ الرَّأسِ خاصَّةً، كالقُنْزُعَةِ، بإظْهَارِ النُّونِ)
ويُذْكَر فِي قنزع لاخْتِلافِهِم فِي نُونِه، وهُنَا ذَكَره الجَوْهَرِيُّ وغيرُه من أئِمَّةِ التَّصْريفِ، وحَكَمُوا على زِيَادَةِ نُونِه.
وقولُهم: قُلِّدْتُمْ قَلائِدَ قَوْزَعٍ كجَوْهَرٍ، أَو لأُقُلِّدَنَّكَ يَا هَذَا قَلائِدَ قَوْزَعٍ، أَي طُوِّقْتُم أَطْواقاً لَا تُفَارِقُكُم أبدا، قالَهُ ابنُ الأعْرَابِيِّ على مَا فِي العُبَابِ، وأنْشَدَ:
(قلائدَ قُوزْعٍ جَرَّتْ عَلَيْكُم ... مَواسِمَ مِثْلَ أطْواقِ الحَمَامِ) وَقَالَ مرَّةً: قلائدَ بَوْزَعٍ ثمَّ رَجَع إِلَى القافِ، وَفِي اللِّسَان: قالَ الكُمَيْتُ بنُ مَعْرُوفٍ، وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: هُوَ للكُمَيْتِ بنِ ثَعْلَبَةَ الفَقْعَسِيِّ:
(أبَتْ أمُّ دِيَنارٍ فأصْبحَ فَرْجُهَا ... حَصاناً، وقُلِّدْتظُمْ قَلائِدَ قَوْزَعَا)

(خُذُوا العَقْلَ إنْ أعْطَاكُمُ العَقْلَ قَوْمُكُمْ ... وكُونُوا كمَنْ سَنَّ الهَوَانَ فأرْبَعَا)

(وَلَا تُكْثِرُوا فِيهِ الضِّجَاجَ فإنَّه ... مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابنُ دَارَةَ أجْمَعَا)
فَمهمْا تَشَأ مِنْهُ فَزارَةُ تُعْطِكْمومَهْمَا تَشَأْ مِنْهُ فَزَارَةُ تَمْنَعَا وقالَ أَبُو تُرابٍ حِكايةً عَن العَرَبِ: أقْزَعَ لهُ فِي المَنْطِقِ، وأقْذَعَ، وأزْهَفَ: إِذا تَعَدَّى فِي القَوْلِ.
والتَّقْزِيعُ: الحُضْرُ الشَّدِيدُ، وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: قَزَعَ الفَرَسُ يَعْدُو، ومَزَعَ يَعْدُو، إِذا أحْضَرَ. انتَهَى.
وكأنَّه شُدِّدَ للمُبَالغَةِ.
وَمن المجَازِ: التَّقْزِيعُ: تَجْرِيدُ الشَّخْصِ لأمْرٍ مُعَيَّنٍ، وَكَذَا إرْسَالُ الرَّسُولِ، شَبَّهُوه بقَزَع السَّحَابِ، أرادَ أنَّه يَسْعَى بخَبَرِه مُسْرِعاً إسْراعَ البَرِيدِ. وَمن المجاَزِ: المُقَزَّعُ، كمُعَظَّمٍ: السَّرِيعُ الخَفيفُ من الأفْراسِ والرُّسُلِ، قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضِيَ الله عَنهُ:
(أآثَرْتَ هِدْماً بَالياً وسَوِيَّةً ... وجِئْتَ بِهِ تَعْدُو بَشيراً مُقَزَّعَا)
ويُرْوَى: بَرِيداً والبَشِيرُ المُقَزَّع: الذِي جُرِّدَ للبِشَارَةِ وَمن كُلِّ شيءٍ، قالَ ذَو الرُّمَّةِ يَصِفُ صائداً: (مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطْمَارِ لَيْسَ لَهُ ... إلاّ الضِّراءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ)
والمُقَزَّعُ مِنَ الخَيْلِ مَا تُنْتَف ناصِيتَهُ حتَّى تَرِقَّ، قالَ الشاعِر:
(نَزائعَ للصَّرِيحِ وأعْوَجِيٍّ ... من الجُرْدِ المُقَزَّعَةِ العِجَالِ)
وقِيلَك هُوَ الخَفيفُ، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي اللِّسَانِ: الرَّقِيقُ الناصِيَةِ خِلْقَةً، وقِيلَ: هُوَ المَهْلُوبُ الّذِي جُزَّ عُرْفُه ونَاصِيتَهُ.)
والمُقَزَّعُ أيْضاً: مَنْ لَيْسَ على رَأسِه إلاّ شَعَراتٌ مُتَفَرِّقاتٌ تَطَايَرُ فِي الرِّحِ قالَهُ اللِّيثُ، وأنْشَدَ قولَ ذِي الرُّمَّةِ السابِقَ، وقالَ لَبِيدٌ رضيَ اللهُ عَنْه: أَنا لَبِيدٌ ثُمَّ هذِي المِنْزَعَهْ يَا رُبَّ هَيْجَا هِيَ خَيْرٌ مِن دَعَهْ أكُلَّ يَوْمٍ هامَتِي مَقَزَّعَهْ وقالَ الجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مُقَزَّعٌ: رَقِيقُ شَعرِ الرَّأْسِ، مُتَفَرِّقُه.
قالَ: وتَقَزَّعَ الفَرَسُ، أَي تَهَيَّأَ للرَّكْضِ، وقَزَّعَه تَقْزِيعاً: هَيَّأه لذلِكَ.
قالَ وقَزَّعَ رَأْسَهُ تَقْزِيعاً حَلَقَه. وفِي الصّحاحِ: حَلَقَ شَعرَه وبَقِيَتْ مِنْهُ بَقَايا فِي نَوَاحيِهِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقد نُهِيَ عَن ذلِكَ، لِما فِيهِ من تَشْويهِ الخِلُقَةِ، أَو لأنَّه زِيُّ الشَّيْطَانِ، أَو شِعارُ اليَهُودِ، أَو غيرُ ذلكَ ممّا هُوَ مبْسُوطٌ فِي شُرُوحِ الصَّحِيحَيْنِ.
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: كُلُّ مَنْ جَرَّدْتَه لِشَيءٍ، ولَمْ تَشْغَلْهُ بغَيْرِه، فقدْ قَزَّعْتَهُ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومَقْزُوعٌ: اسْمٌ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قَزَعُ السَّهْمِ، بالتَّحْرِيكِ: مَا رَق مِنْ رِيشِهِ.
وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ: رِيشَ برِيشٍ صِغارٍ. والقُزْعَةُ، بالضَّمِّ: خُصْلَةٌ من الشَّعْرِ.
ورَجُلٌ قُزْعَةٌ، بالضَّمِّ: للصَّغِيرِ الدَّاهِيَةِ، عامِّيَّة.
وكُلُّ شَيءٍ يَكُونُ قِطَعاً مُتَفَرِّقةً فَهُوَ قَزَعٌ، مُحَرَّكَةً.
ورَجُلٌ مُتَقَزِّعٌ: رقِيقُ شَعرِ الرَّأسِ، مُتَفَرِّقُه.
والقَزَعَةُ، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعُ الشَّعْرِ المُتَقَزِّع من الرأسِ.
وفَرَسٌ مُقَزَّعٌ: شَدِيدُ الخَلْقِ والأسْرِ، عَن أبي عُبَيْدَةَ.
وقَوْزَعَ الدِّيكُ قَوْزَعَةً، إِذا غُلِبَ فهَرَب أوْ فَرَّ من صاحِبهِ، قالَ يعْقُوبُ: وَلَا تَقْلْ: قَنْزَعَ، فإنَّ الأصْلَ فيهِ قَزَعَ: إِذا عَدَا هَارِباً، ونَسَبَهُ الأصمَعِيُّ للعامَّةِ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُه فِي قنزع مُفَصَّلاً، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه.
وقَوْزَعٌ، كجَوْهَرٍ: اسمُ الخِزْيِ والعَارِ، عَن ثَعْلَبٍ، وَمِنْه المَثَلُ:) قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَع وقالَ ابنُ الأعرَابيِّ: أَي الفَضَائح.
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: القَوْزَعُ: الحِرْبَاءُ وذَكَر المثَلَ، وقالَ المَيْدَانِيُّ، فِي مَجْمَعِ الأمْثَالِ: قَوْزَعٌ: الدّاهيَةُ والعارُ.
وقُزَيْعَةُ، كجُهَيْنَة: اسمٌ.
وتَقَزَّعَ السَّحَابُ، وتَقَشَّعَ، بمَعْنىً.
ورَجُلٌ مُقَزَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: ذَهَب مَالُه ولمْ يَبْقَ إلاّ القَزَع، وَهِي صِغارُ الإبِلِ، وَهُوَ مَجَازٌ، نَقَلَه الزَّمخْشَرِيُّ.
وتَقَزَّعُوا: تَفَرَّقُوا.
(قزع)
الْفرس وَالْبَعِير والظبي قزعا وقزوعا أسْرع وَعدا عدوا شَدِيدا

(قزع) الْكَبْش وَنَحْوه فَزعًا سقط بعض صوفه وَبَقِي بعضه مُتَفَرقًا وَالصَّبِيّ حلق رَأسه وَترك بعض الشّعْر مُتَفَرقًا فِي مَوَاضِع مِنْهُ فَهُوَ أقزع وَهِي قزعاء
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.