جمــش: الــجَمْــش: الصَّوتُ. أَبو عبيدة: لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْــشاً
يعني أَدنى صوتٍ؛ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً، ويقال
للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه. قال: وقال الكلابي لا تَسْمَعُ
أُذُنٌ جَمْــشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك، هذا
من الــجَمْــش وهو الصوت الخفيّ. والــجَمْــش: ضربٌ من الحَلْب لــجَمْــشها
بأَطراف الأَصابع. والــجَمْــش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب، وقد جَمَّــشَه وهو
يُــجَمِّــشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها. قال أَبو العباس: قيل
للمُغازَلة تَــجْمــيش من الــجَمْــش، وهو الكلام الخفيُّ، وهو أَن يقول لِهَواه: هَيْ
هَيْ. والــجَمْــش: حَلْق النُّورة؛ وأَنشد:
حَلْقاً كحَلْق الــجَمِــيش
وجَمَــش شَعره يَــجْمِــشُه ويَــجْمُــشه: حَلَقه. وجَمَــشَت النُّورةُ الشعَرَ
جَمْــشاً: حَلَقَتْه، وجَمَــشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه. ونُورة جَمُــوش
وجَمِــيش ورَكَبٌ جَمِــيش: مَحْلوقٌ، وقد جَمَــشه جَمْــشاً؛ قال:
قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِــيش، أَبْرَدُهْ
أَحْمَى من التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُهْ
قال أَبو النــجم:
إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِــيشاً،
أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا
أَبو عمرو: الدردان المَحْلوق
(* قوله «الدردان المحلوق» كذا بالأصل.).
ابن الأَعرابي: قيل للرجُل جَمَّــاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الــجَمِــيش.
والــجَمِــيش: المكانُ لا نبت فيه: وفي الحديث: بخَبْت الــجمــيش، والخَبْتُ
المَفازَة، وإِنما قيل له جَمِــيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق. وسنة جَمُــوش:
تُحْرِقُ النبات. غيرُه: سنةٌ جَمُــوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة:
أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الــجَمُــوشِ
أَبو عمرو: الــجِمــاشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا
طُوِيت بالحجارة، وقد جَمَــشَ يَــجْمُــشُ ويَــجْمِــشُ. وروي عن النبي، صلى
اللَّه عليه وسلم: لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه،
فقال عمرو ابن يثربيّ: يا رسول اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي
أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال: إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً
بِخَبْت الــجَمِــيش فلا تَهِجْها؛ يقال: إِنَّ خَبْتَ الــجَمِــيش صحراءٌ واسعةٌ
لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل، فقال: إِنْ
لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها، وإِنما خَصَّ
خَبْتَ الــجَمِــيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه
واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم، ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا
تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب، وإِن كان ذلك سهلاً، وهو معنى
قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ، وهو مثل قولهم:
حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، وقيل: خَبْتُ الــجَمِــيش كأَنه جُمِــش
أَي خُلِق.