للفقيه: داود بن محمد (بن موسى بن هارون) الأودني، الحنفي.
المتوفى: سنة...
وأودنه: بالضم، وفي القاموس: بالفتح، وفتح الدال، من: قرى بخارى.
أجــر: الــأَجْــرُ: الجزاء على العمل، والجمع أُجــور. والإِجارَة: من أَجَــر
يَــأْجِــرُ، وهو ما أَعطيت من أَجْــر في عمل. والــأَجْــر: الثواب؛ وقد أَجَــرَه
الله يــأْجُــرُه ويــأْجِــرُه أَجْــراً وآجَرَه الله إِيجاراً.
وأْتَجَرَ الرجلُ: تصدّق وطلب الــأَجــر. وفي الحديث في الأَضاحي: كُلُوا
وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلــأَجْــرِ بذلك. قال: ولا يجوز
فيه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الــأَجــر
لا من التجارة؛ قال ابن الأَثير: وقد أَجــازه الهروي في كتابه واستشهد
عليه بقوله في الحديث الآخر: إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي، صلى الله
عليه وسلم، صلاتَه فقال: من يَتّجِر يقوم فيصلي معه، قال: والرواية
إِنما هي يأْتَجِر، فإِن صح فيها يتجر فيكون من التجارة لا من الــأَجــر كأَنه
بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً؛ ومنه حديث الزكاة: ومن
أَعطاها مُؤْتَجِراً بها.
وفي حديث أُم سلمة: آجَرَني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها؛
آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الــأَجــر والجزاء، وكذلك أَجَــرَه
يَــأْجُــرُه ويــأْجِــرُه، والأَمر منهما آجِرْني وأْجُــرْني. وقوله تعالى: وآتيناه
أَجْــرَه في الدنيا؛ قيل: هو الذِّكْر الحسن، وقيل: معناه أَنه ليس من
أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم، على
نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: أَجْــرُه في الدنيا كونُ الأَنبياء من
ولده، وقيل: أَجْــرُه الولدُ الصالح. وقوله تعالى: فبشره بمغفرة وأَجْــر
كريم؛ الــأَجــر الكريمُ: الجنةُ.
وأَجَــرَ المملوكَ يــأْجُــرُه أَجــراً، فهو مــأْجــور، وآجره، يؤجره إِيجاراً
ومؤاجَرَةً، وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب؛ وآجرت عبدي أُوجِرُه إِيجاراً،
فهو مُؤْجَرٌ. وأَجْــرُ المرأَة: مَهْرُها؛ وفي التنزيل: يا أَيها النبي
إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجــورهنّ. وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ
نفسَها مؤاجَرَةً: أَباحَت نفسَها بــأَجْــرٍ؛ وآجر الإِنسانَ واستــأْجــره.
والــأَجــيرُ: المستــأْجَــرُ، وجمعه أُجَــراءُ؛ وأَنشد أَبو حنيفة:
وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه،
إِذا أُجَــرَاؤُه نَحَطُوا أَجــابا
والاسم منه: الإِجارةُ. والــأُجْــرَةُ: الكراء. تقول: استــأْجــرتُ الرجلَ،
فهو يــأْجُــرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجــيري. وأُتْجَرَ عليه بكذا: من
الــأُجــرة؛ وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي، والصحيح أَنه لمحمد بن بشير
الخارجي:يا أَحْسنَ الناسِ، إِلاّ أَنّ نائلَها،
قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها، عَسِرُ
وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به،
وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَجَرُ
هل تَذْكُريني؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ،
وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ
قَوْلي، ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ،
وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ:
يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي
عبدٌ لأَهلِكِ، هذا الشهرَ، مُؤْتَجَرُ
إن كان ذا قَدَراً يُعطِيكِ نافلةً
منَّا ويَحْرِمُنا، ما أَنْصَفَ القَدَرُ
جِنِّيَّةٌ، أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها،
ترمي القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ
قوله: يا ليت أَني بأَثوابي وراحلتي أَي مع أَثوابي. وآجرته الدارَ:
أَكريتُها، والعامة تقول وأَجــرْتُه. والــأُجْــرَةُ والإِجارَةُ والــأُجــارة: ما
أَعْطيتَ من أَجــرٍ. قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً حكى فيه الــأَجــارة،
بالفتح. وفي التنزيل العزيز: على أَن تــأْجُــرني ثماني حِجَجٍ؛ قال الفرّاءُ:
يقول أَن تَجْعَلَ ثوابي أَن ترعى عليَّ غَنمي ثماني حِجَج؛ وروى يونس:
معناها على أَن تُثِبَني على الإِجارة؛ ومن ذلك قول العرب: آجركَ اللهُ أَي
أَثابك الله. وقال الزجاج في قوله: قالت إحداهما يا أَبَتِ استــأْجِــرْهُ؛
أَي اتخذه أَجــيراً؛ إِن خيرَ مَن اسْتــأْجــرتَ القَويُّ الأَمينُ؛ أَي خيرَ
من استعملت مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة. قال وقوله: على
أَن تــأْجُــرَني ثمانيَ حِجَج أَي تكون أَجــيراً لي. ابن السكيت: يقال أُجِــرَ
فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَي ماتوا فصاروا أَجْــرَهُ.
وأَجِــرَتْ يدُه تــأْجُــر وتَــأْجِــرُ أَجْــراً وإِجاراً وأُجــوراً: جُبِرَتْ
على غير استواء فبقي لها عَثْمٌ، وهو مَشَشٌ كهيئة الورم فيه أَوَدٌ؛
وآجَرَها هو وآجَرْتُها أَنا إِيجاراً. الجوهري: أَجَــرَ العظمُ يــأْجُــر
ويــأْجِــرُ أَجْــراً وأُجــوراً أَي برئَ على عَثْمٍ. وقد أُجِــرَتْ يدُه أَي
جُبِرَتْ، وآجَرَها اللهُ أَي جبرها على عَثْمٍ. وفي حديث ديَة التَّرْقُوَةِ:
إِذا كُسِرَت بَعيرانِ، فإِن كان فيها أُجــورٌ فأَربعة أَبْعِرَة؛
الــأُجُــورُ مصدرُ أُجِــرَتْ يدُه تُؤْجَرُ أَجْــراً وأُجــوراً إِذا جُبرت على عُقْدَة
وغير استواء فبقي لها خروج عن هيئتها.
والمِئْجارُ: المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما يَصْلُبُ العظم
المجبور؛ قال الأَخطل:
والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ في شَرِيدِهِم،
كأَنه لاعبٌ يسعى بِمِئْجارِ
الكسائي: الإِجارةُ في قول الخليل: أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى
دالاً. وهذا من أُجِــرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ؛ وهو فِعَالَةٌ
من أَجَــرَ يــأْجُــر كالإِمارةِ من أَمَرَ.
والــأُجُــورُ واليَــأْجُــورُ والآجُِرُون والــأُجُــرُّ والآجُرُّ والآجُِرُ:
طبيخُ الطين، الواحدة، بالهاء، أُجُــرَّةٌ وآجُرَّةٌ وآجِرَّة؛ أَبو عمرو:
هو الآجُر، مخفف الراء، وهي الآجُرَة. وقال غيره: آجِرٌ وآجُورٌ، على
فاعُول، وهو الذي يبنى به، فارسي معرّب. قال الكسائي: العرب تقول آجُرَّة
وآجُرَّ للجمع، وآجُرَةُ وجمعها آجُرٌ، وأَجُــرَةٌ وجمعها أَجُــرٌ، وآجُورةٌ
وجمعها آجُورٌ.
والإِجَّارُ: السَّطح، بلغة الشام والحجاز، وجمع الإِجَّار أَجــاجِيرُ
وأَجــاجِرَةٌ. ابن سيده: والإِجَّار والإِجَّارةُ سطح ليس عليه سُتْرَةٌ.
وفي الحديث: من بات على إِجَّارٍ ليس حوله ما يَرُدُ قدميه فقد بَرِئَتْ
منه الذمَّة. الإِجَّارُ، بالكسر والتشديد: السَّطحُ الذي ليس حوله ما
يَرُدُ الساقِطَ عنه. وفي حديث محمد بن مسلمة: فإِذا جارية من الأَنصار على
إِجَّارٍ لهم؛ والأَنْجارُ، بالنون: لغة فيه، والجمع الإِناجِيرُ. وفي
حديث الهجرة: فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، في السوق
وعلى الــأَجــاجيرِ والأَناجِيرِ؛ يعني السطوحَ، والصوابُ في ذلك
الإِجَّار.ابن السكيت: ما زال ذلك إِجِّيراهُ أَي عادته.
ويقال لأُم إِسمعيلَ: هاجَرُ وآجَرُ، عليهما السلام.
أجــأ: أَجَــأ على فَعَلٍ بالتحريك: جبلٌ لطيِّىءٍ يذكَّر ويؤَنَّث. وهنالك ثلاثةُ أَجــبُل: أَجَــأ وسَلْمَى والعَوْجَاءُ.
وذلك أن أَجَــأً اسمُ رجُل تعشَّق سَلْمَى وجمعَتْهما العَوْجاءُ، فهرب أَجــأ بسَلمى وذهبَت معهما العوجاءُ، فتبِعهم بعلُ سلمى، فأَدركهم وقتلهم، وصلبَ أَجــأً على أَحدِ الــأَجْــبُلِ، فسمِّيَ أَجــأً، وصلب سلمى على الجبل الآخرِ، فسمِّيَ بها، وصلب العوجاءَ على الثالث، فسمِّيَ باسمها. قال:
إِذا أَجَــأ تَلفَّعتْ بشِعافِها * عليَّ، وأَمْستْ، بالعماءِ، مُكلَّله
وأَصْبَحَتِ العَوْجاءُ يَهتَزُّ جِيدُها، * كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَه
وقول أَبي النَّجم:
قدْ حيَّرَتْهُ جِنُّ سَلْمى وأَجــا
أَراد وأَجــأ فخفَّف تخفيفاً قياسيّاً، وعامَلَ اللفظ كما أَجــاز الخليل
رأْساً مع ناس، على غير التخفيف البدَلي، ولكن على معاملة اللفظ، واللفظُ كثيراً ما يراعَى في صناعة العربية. أَلا تَرى أَن موضوعَ ما لا ينصرف على ذلك، وهو عند الأَخفَش على البدل. فأَما قوله:
مِثْل خَناذِيذِ أَجــا وصخْرِه
فإِنه أَبدل الهمزةَ فقلبها حرف علَّة للضرورة، والخَناذِيذُ رؤُوس الجبال: أَي إِبل مثل قِطع هذا الجبل. الجوهري: أَجــأ وسلمى جبلان لطيىءٍ يُنْسب إليهما الــأَجــئِيّون مثل الــأَجــعِيُّون.
ابن الأَعرابي: أَجَــأَ إِذا فَرَّ.
نــأج: نائِجاتُ الهامِ: صوائحُها.
والنَّئِيج: الصَّوت.
ونــأَجَ البُومُ يَنْــأَجُ نــأْجــاً: صاح، وكذلك الإِنسان؛ وهو أَحْزَنُ ما
يكون من الدُّعاء وأَضْرَعُه وأَخْشَعُه. ورجلٌ نَأْآجٌ: رفيع الصوت.
ونَــأَجَ الثَّورُ يَنْئِج ويَنْــأَجُ نــأْجــاً ونُؤَاجاً: صاحَ. وثور نَأْآجٌ:
كثير النَّــأْجِ.
والنَّــأْجُ والنَّئِيجُ: السُّرعة. والنَّأْآج: السريع. وريحٌ نَؤُوجٌ:
شديدة المَرِّ. ورجل نَأْآج إِذا تضرع في دعائه. ونــأَجَ إِلى الله
يَنْــأَجُ أَي تضرَّعَ في الدعاء؛ وأَنشد:
ولا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ النُّؤَّجِ،
الخالجِينَ القَوْلَ كلَّ مَخْلَجِ
وقال العجاج في الهام:
واتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْــأَجَــا
والنائجات: الرِّياح الشَّديدة الهُبُوب. وفي الحديث: ادعُ ربك
بأَنْــأَجِ ما تَقْدِرُ عليه؛ أَي بأَبلَغ ما يكون من الدُّعاء واضْرَعْ. ونَــأَجَــت
الريحُ تَنــأَج نَئيجاً: تَحَرّكَتْ، فهي نَؤُوج، ولها نئِيجٌ أَي مَرٌّ
سريعٌ مع صَوْت، وتقول منه: نُئِجَ القومُ؛ قال الشاعر:
وتُنْــأَجُ الرُّكْعبانُ كلَّ منْــأَجِ،
به نَئِيجُ كلِّ ريحٍ سَيْهَجِ
ونَــأَجَــتِ الرِّيحُ الموضعَ: مَرَّتْ عليه مَرًّا شديداً؛ قال أَبو
حيَّة النميري:
إِلاّ خوالِدَ أَشْباهاً، بَقِينَ على
رَيبِ الحَوادِثِ، في مَرْكُوَّة جَدَدِ
(* قوله «الا خوالد إلخ» كذا بالأصل، ولا شاهد فيه.)
ونَــأَجَ في الأَرض يَنْــأَجُ نُؤُوجاً إِذا ذهب، وفي التهذيب: ونَــأَجَ
الخبر أَي ذهب في الأَرض. ونَــأَج الأَمرَ: أَخَّرَه، ونــأَجَــت الإِبِلُ في
سيرها؛ وأَنشد ابن السكيت:
قد عَلِم الأَحْماءُ والأَزاوِيجْ
أَنْ ليس عنْهُنَّ حديثٌ مَنْؤُوجْ
قال: المَنْؤُوجُ المعطوف.
أجــج: الــأَجِــيجُ: تَلَهُّبُ النار. ابن سيده: الــأَجَّــةُ والــأَجِــيجُ صوت
النار؛ قال الشاعر:
أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِــيج التَّنُّور،
كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور
وأَجَّــتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِــيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛
قال:
كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ
أَجِــيجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ
وكذلك ائْتَجَّتْ، على افْتَعَلَتْ، وتَــأَجَّــجَتْ، وقد أَجَّــجَها
تَــأْجــيجاً.
وأَجِــيجُ الكِيرِ: حفيفُ النار، والفعل كالفعل.
والــأَجُــوجُ: المضيءُ؛ عن أَبي عمرو، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً:
يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً،
أَغَرَّ، كمصباح اليَهُودِ، أَجُــوج
قال ابن بري: يصف سحاباً متتابعاً، والهاء في سناه تعود على السحاب،
وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب، وراتقاً حال من الهاء في سناه؛
ورواه الأَصمعي، راتق متكشف، بالرفع، فجعل الراتق البرق. وفي حديث
الطُّفَيْلِ: طَرَفُ سَوْطه يَتَــأَجَّــجُ أَي يضيء، من أَجِــيج النار
تَوَقُّدِها.وأَجَّــجَ بينهم شَرًّا: أَوقده. وأَجَّــةُ القوم وأَجِــيجُهم: اخْتِلاطُ
كلامهم مع حَفيف مشيهم. وقولهم: القومُ في أَجَّــة أَي في اختلاط؛ وقوله:
تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج
إِنما أَراد الأَوَاجَّ، فاضطر، ففك الإِدغام.
أَبو عمرو: أَجَّــج إِذا حمل على العدوّ، وجَــأَجَ إِذا وقف جُبْناً،
وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّــاً وأَجِــيجاً: سُمع حَفيفُه في
عَدْوِه؛ قال يصف ناقة:
فرَاحَتْ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ،
تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ
وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِــيجاً: صَوَّتَ؛ حكاه أَبو زيد، وأَنشد
لجميل:
تَئِجُّ أَجِــيجَ الرَّحْلِ، لمَّا تَحَسَّرَتْ
مَناكِبُها، وابْتُزَّ عنها شَليلُها
وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّــاً: أَسرع؛ قال:
سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره،
كــأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب
التهذيب: أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّــاً إِذا أَسرع وهرول؛ وأَنشد:
يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ
قال ابن بري: صوابه تؤُج بالتاء، لأَنه يصف ناقته؛ ورواه ابن دريد:
الظليم المُفَزَّعُ. وفي حديث خيبر: فلما أَصبح دعا عليّاً، فأَعطاه الراية،
فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ. الــأَجُّ: الإِسراعُ
والهَرْوَلةُ.
والــأَجِــيجُ والــأُجــاجُ والائْتِجاجُ: شدَّةُ الحرِّ؛ قال ذو الرمة:
بــأَجَّــةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ
والــأَجَّــةُ: شدة الحرِّ وَتَوَهُّجه، والجمع إِجاجٌ، مثل جَفْنَةٍ
وجِفَانٍ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً؛ قال رؤبة:
وحَرَّقَ الحَرُّ أُجــاجاً شاعلاَ
ويقال: جاءت أَجَّــةُ الصيف. وماءٌ أُجــاجٌ أَي ملح؛ وقيل: مرٌّ؛ وقيل:
شديد المرارة؛ وقيل: الــأُجــاجُ الشديد الحرارة، وكذلك الجمع. قال الله عز
وجل: وهذا مِلْحٌ أُجــاجٌ؛ وهو الشديد الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر. وقد
أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجــوجاً. وفي حديث علي، رضي الله عنه: وعَذْبُها
أُجــاجٌ؛ الــأُجــاج، بالضم: الماءُ الملح، الشديد الملوحة؛ ومنه حديث
الأَحنف: نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لها بالفلاة، وطَرَفٌ لها بالبحر
الــأُجــاج.
وأَجِــيجُ الماءِ: صوتُ انصبابه.
ويــأْجُــوجُ ومــأْجُــوجُ: قبليتان من خلف الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز
وغير همز. قال: وجاءَ في الحديث: أَن الخلق عشرة أَجــزاء: تسعة منها
يــأْجــوجُ ومــأْجــوجُ، وهما اسمان أَعجميان، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من
أَجَّــتِ النارُ، ومن الماء الــأُجــاج، وهو الشديد الملوحة، المُحْرِقُ من
ملوحته؛ قال: ويكون التقدير في يــأْجُــوجَ يَفْعول، وفي مــأْجــوج مفعول،
كأَنه من أَجِــيج النار.؛ قال: ويجوز أَن يكون يــأْجــوج فاعولاً، وكذلك مــأْجــوج؛
قال: وهذا لو كان الاسمان عربيين، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا
الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية؛ ومن لم يهمز، وجعل الأَلفين زائدتين
يقول: ياجوج من يَجَجْتُ، وماجوج من مَجَجْتُ، وهما غير مصروفين؛ قال
رؤبة:لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا،
وعَادَ عادٌ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا
ويَــأْجِــجُ، بالكسر: موضع؛ حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث، وحكاه سيبويه
يَــأْجَــجُ، بالفتح، وهو القياس، وهو مذكور في موضعه.
أجــل: الــأَجَــلُ: غايةُ الوقت في الموت وحُلول الدَّين ونحوِه. والــأَجَــلُ:
مُدَّةُ الشيء. وفي التنزيل العزيز: ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ
الكتاب أَجــله؛ أَي حتى تقضي عدّتها. وقوله تعالى: ولولا كلمة سبقت من ربك
لكان لِزاماً وأَجــلٌ مسمّى؛ أَي لكان القتل الذي نالهم لازماً لهم أَبداً
وكان العذاب دائماً بهم، ويعني بالــأَجــل المسمى القيامة لأَن الله تعالى
وعدهم بالعذاب ليوم القيامة، وذلك قوله تعالى: بل الساعة موعدهم، والجمع
آجال. والتــأْجــيل: تحديد الــأَجَــلِ. وفي التنزيل: كتاباً مؤجلاً. وأَجِــلَ
الشيءُ يــأْجَــل، فهو آجِل وأَجــيل: تأَخر، وهو نقيض العاجل. والــأَجِــيل:
المُؤَجَّل إِلى وقت؛ وأَنشد:
وغايَةُ الــأَجِــيلِ مَهْواةُ الرَّدَى
والآجلة: الآخرة، والعاجلة: الدنيا، والآجل والآجلة: ضد العاجل
والعاجلة. وفي حديث قراءة القرآن؛ يَتَعَجَّلونه ولا يتــأَجَّــلونه. وفي حديث آخر:
يتعجَّله ولا يتــأَجَّــله؛ التــأَجُّــل تَفَعُّلٌ من الــأَجَــل، وهو الوقت
المضروب المحدود في المستقبل أَي أَنهم يتعجلون العمل بالقرآن ولا يؤخرونه.
وفي حديث مكحول: كنا بالساحل مرابطين فَتَــأَجَّــل مُتَــأَجِّــل منا أَي
استأْذن في الرجوع إِلى أَهله وطلب أَن يضرب له في ذلك أَجــل، واسْتــأْجَــلْتُه
فــأَجَّــلَني إِلى مدّة.
والإِجْلُ، بالكسر: القطيع من بقر الوحش، والجمع آجال. وفي حديث زياد:
في يوم مَطير تَرْمَضُ فيه الآجال؛ هي جمع إِجْل، بكسر الهمزة وسكون
الجيم، وهو القطيع من بقر الوحش والظباء، وتــأَجَّــلَت البهائم أَي صارت آجالاً؛
قال لبيد:
والعِينُ ساكنةٌ، على أَطْلائِها،
عُوذاً، تــأَجَّــلُ بالفَضاءِ بِهامها
وتــأَجــل الصُّوارُ: صار إِجْلاً.
والإِجَّلُ: لغة في الإِيَّل وهو الذكر من الأَوعال، ويقال: هو الذي
يسمى بالفارسية كوزن، والجيم بدل من الياء كقولهم في بَرْنِيٍّ بَرْنِجّ؛
قال أَبو عمرو ابن العلاء: بعض الأَعراب يجعل الياء المشدَّدة جيماً وإِن
كانت أَيضاً غير طرف؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لأَبي النجم:
كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ،
مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ، قُرونَ الإِجَّلِ
قال: يريد الإِيَّل، ويروى قرون الإِيَّل، وهو الأَصل.
وتَــأَجَّــلوا على الشيء: تَجَمَّعوا.
والإِجْل: وَجَع في العُنُق، وقد أَجَــلَه منه يــأْجِــلُه؛ عن الفارسي،
وأَجَّــله وآجله عن غيره، كل ذلك: داواه فــأَجَــلَه، كحَمأَ البئرَ نزعَ
حَمْأَتها، وأَجَّــلَه كقَذَّى العَينَ نزع قَذاها، وآجله كعاجله، وقد أَجِــلَ
الرجلُ، بالكسر، أَي نام على عنقه فاشتكاها. والتــأْجــيل: المداواة، منه.
وحكي عن ابن الجَرَّاح: بي إِجْل فــأَجِّــلوني أَي داووني منه كما يقال
طَنَّيْته من الطَّنى ومَرَّضْتُه. ابن الأَعرابي: هو الإِجْل والإِدْل وهو
وجَع العنق من تَعادِي الوِساد؛ الأَصمعي: هو البَدَل أَيضاً . وفي حديث
المناجاة: أَجْــلَ أَن يُحْزِنَه أَي من أَجــله ولــأَجــله، والكل لغات وتفتح
همزتها وتكسر؛ ومنه الحديث: أَن تقتل ولدك أَجْــلَ أَن يأْكل معك. والــأَجْــلُ:
الضيق. وأَجَــلُوا مالَهم: حبسوه عن المَرعى.
وأَجَــلْ، بفتحتين: بمعنى نَعَمْ، وقولهم أَجَــلْ إِنما هو جواب مثل
نعَمْ؛ قال الأَخفش: إِلا أَنه أَحسن من نعم في التصديق، ونعم أَحسن منه في
الاستفهام، فإِذا قال أَنت سوف تذهب قلت أَجَــلْ، وكان أَحسن من نَعَمْ،
وإذا قال أَتذهب قلت نعَم، وكان أَحسن من أَجَــلْ. وأَجــل: تصديق لخبر يخبرك
به صاحبك فيقول فعل ذلك فتصدقه بقولك له أَجَــلْ، وأَما نعَمْ فهو جواب
المستفهم بكلام لا جَحْد فيه، تقول له: هل صليت؟ فيقول: نَعَمْ، فهو جواب
المستفهم.
والمَــأْجَــلُ، بفتح الجيم: مُسْتنقَع الماء، والجمع المآجل. ابن سيده:
والمــأْجَــل شبه حوض واسع يُؤَجَّل أَي يجمع فيه الماء إِذا كان قليلاً ثم
ويُفَجَّر إلى المَشارات والمَزْرَعة والآبار، وهو بالفارسية طرحه.
وأَجَّــله فيه: جمعه، وتــأَجَّــلَ فيه: تَجَمَّع. والــأَجِــيل: الشَّرَبَةُ وهو الطين
يُجْمع حول النخلة؛ أَزْديَّة، وقيل: المآجل الجِبَأَةُ التي تجتمع فيها
مياه الأَمطار من الدور؛ قال أَبو منصور: وبعضهم لا يهمز المــأْجــل ويكسر
الجيم فيقول الماجِل ويجعله من المَجْل، وهو الماء يجتمع من النَّفْطة
تمتليء ماءً من عَمَل أَو حَرَق. وقد تَــأَجَّــلَ الماء، فهو مُتَــأَجِّــل:
يعني اسْتَنْقَع في موضع. وماء أَجــيل أَي مجتمع. وفعلت ذلك من أَجْــلك
وإِجْلِك، بفتح الهمزة وكسرها، وفي التنزيل العزيز: من أَجــل ذلك كتبنا على بني
إِسرائيل، الأَلف مقطوعة، أَي من جَرَّا ذلك؛ قال: وربما حذفت العرب مِنْ
فقالت فعلت ذلك أَجْــلَ كذا، قال اللحياني: وقد قرئ من إِجْل ذلك،
وقراءة العامة من أَجــل ذلك، وكذلك فعلته من أَجْــلاك وإِجْلاك أَي من جَرَّاك،
ويُعَدَّى بغير مِنْ؛ قال عديّ ابن زيد:
أَجْــلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ،
فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بإِزار
وقد روي هذا البيت: إِجْلَ أَن الله قد فضلكم. قال الأَزهري: والأَصل في
قولهم فعلتُه من أَجــلك أَجَــلَ عليهم أَجْــلاً أَي جَنى عليهم وجَرَّ.
والتــأْجُّــل: الإِقبال والإِدبار، قال:
عَهْدي به قد كُسْيَ ثُمَّتَ لم يَزَلْ،
بدار يَزيدَ، طاعِماً يَتَــأَجَّــلُ
(* قوله «عهدي، البيت» هو من الطويل دخله الخرم وسكنت سين كسي للوزن)
والــأَجْــل: مصدر. وأَجَــل عليهم شَرّاً يــأْجُــله ويــأْجِــله أَجْــلاً: جَناه
وهَيَّجه؛ قال خَوَّات بن جُبَير:
وأَهلِ خباءٍ صالحٍ كُنتُ بينهم،
قد احْتَرَبوا في عاجل أَنا آجله
(* قوله «كنت بينهم» الذي في الصحاح: ذات بينهم)
أَي أَنا جانيه. قال ابن بري: قال أَبو عبيدة هو للخِنَّوْتِ؛ قال: وقد
وجدته أَنا في شعر زهير في القصيد التي أَولها:
صَحا القلبُ عن لَيْلى وأَقْصَرَ باطلُه
قال: وليس في رواية الأَصمعي؛ وقوله وأَهل مخفوض بواو رب؛ عن ابن
السيرافي؛ قال: وكذلك وجدته في شعر زهير؛ قال: ومثله قول تَوْبة بن مُضَرِّس
العَبْسي:
فإِن تَكُ أُمُّ ابْنَيْ زُمَيْلَةَ أُثْكِلَتْ،
فَيا رُبَّ أُخْرَى قد أَجَــلْتُ لها ثُكْلا
أَي جَلَبْت لها تُكْلاً وهَيَّجْته؛ قال: ومثله أَيضاً لتوبة:
وأَهلِ خِباءٍ آمِنِينَ فَجَعْتُهم
بشَيْء عَزيرٍ عاجلٍ، أَنا آجلُه
وأَقْبَلْتُ أَسْعى أَسأَل القَوْمَ ما لَهم،
سُؤَالَك بالشيء الذي أَنت جاهلُه
قال: وقال أُطَيْط:
وهَمٍّ تَعَنَّاني، وأَنت أَجَــلْتَه،
فعَنَّى النَّدَامَى والغَرِيرِيَّةَ الصُّهْبا
أَبو زيد: أَجَــلْتُ عليهم آجُلُ وآجِلُ أَجْــلاً أَي جَرَرْت جَريرة. قال
أَبو عمرو: يقال جَلَبْت عليهم وجَرَرْت وأَجَــلْت بمعنى واحد أَي
جَنَيت. وأَجَــل لأَهله يــأْجُــلُ ويــأْجِــلُ: كَسَب وجمَع واحتال؛ هذه عن
اللحياني.وأَجَــلى، على فَعَلى: موضع وهو مَرْعًى لهم معروف؛ قال الشاعر:
حَلَّتْ سُلَيْمى ساحةَ القَلِيب
بــأَجَــلى، مَحَلَّةَ الغَرِيب
(* قوله «ساحة القليب» كذا بالأصل، وفي الصحاح: جانب الجريب).
أجــم: أَجَــمَ الطعامَ واللبَّنَ وغيرَهما يَــأْجِــمُه أَجْــماً وأَجِــمَهُ:
كَرِهَه ومَلَّه من المُداومةِ عليه، وقد آجَمَهُ. الكسائي وأَبو زيد:
ذكره سيبويه على فَعِل فقال: أَجِــمَ يَــأْجَــم فهو أَجِــيمٌ، وسَنِقَ فهو
سَنِقٌ. الليث: أَكلْتُه حتى أَجِــمْتُه. وفي حديث معاوية: قال له عَمْرو بن
مسعود، رضي الله عنهما: ما تَسْأَل ُ عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِيرَتُه. وأَجِــمَ
النساءَ أَي كَرِهَهُنَّ وأَنشد ابن بري لرؤبة فقال:
جادَتْ بمَطْحونٍ لها لا تَــأْجِــمُهْ،
تَطْبُخُه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ،
يَمْسُد أَعْلى لَحْمِه ويَأْدِمُه
يصف إِبلاً جادتْ لها المَراعي باللبَن الذي لا يحتاج إلى الطَّحْن كما
يُطْحنُ الحبُّ، وليس اللبَن مما يَحتاج إِلى الطَّحْن بل الضروع
طَبَخَتْه، ويريد بِتَأْدِمُه تخلط بأُدْمٍ، وعَنى بالأُدْم ما فيه من الدَّسَم،
يريد أَن اللبَن يَشُدُّ لحمه، ومعنى يأْدمه يشدُّه ويُقَوّيه؛ يقال:
حَبْل مَأْدُومٌ إِذا أُحكم فَتْلُه، يريد أَن شرْب اللبَن قد شدَّ لحمه
ووثَّقَه؛ وقال الراعي:
خَمِيص البَطْن قد أَجِــمَ الحسارا
(* قوله «الحسارا» كذا في النسخ بحاء مهملة، والحسار، بالفتح: عشبة
خضراء تسطح على الأرض وتأكلها الماشية أكلاً شديداً كما تقدم في مادة
حسر).أَي كَرِهَه، وتَــأَجَّــمَ النهارُ تَــأَجُّــماً: اشتدَّ حَرُّه.
وتَــأَجَّــمَت النار: ذَكَتْ مثال تــأَجَّــجَتْ، وإِن لها لــأَجــيماً وأَجــيجاً؛ قال عبيد
بن أَيوب العَنْبري:
ويَوْمٍ كتَنُّورِ الإِماء سَجَرْنَهُ،
حَمَلْنَ عليه الجِذْل حتى تَــأَجّــما
رَمَيْت بنفْسي في أَجِــيج سَمُومِه،
وبالعَنْسِ حتى جاش مَنْسِمُها دَما
ويقال منه: أَجِّــمْ نارك. وتــأَجَّــمَ عليه: غَضِب من ذلك. وفلان
يَتــأَجَّــم على فلان: يَتَأَطَّمُ إِذا اشتَدَّ غضبهُ عليه وتَلَهَّف. وأَجَــمَ
الماءُ: تَغَيَّرَ
كــأَجَِــنَ، وزعم يعقوب أَن ميمَها بدَلٌ من النون؛ وأَنشد لعوف بن
الخَرِع:
وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياض تَسوفُهُ،
ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما
(* قوله «تسوفه» كذا في الأصل هنا، وفي مادة مرر وفي التكلمة والتهذيب:
تسوفها).
هكذا أَنشده بالميم. الأَصمعي: ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إِذا كان متغيِّراً،
وأَراد ابنُ
الخَرِع آجِناً، وقيل: آجِمٌ بمعنى مَــأْجــومٍ أَي تَــأْجِــمُه وتَكْرَهه.
ويقال: أَجَــمْت الشيء إِذا لم يُوافِقْك فكَرِهته.
والــأُجُــمُ: حِضْن بَناه أَهلُ
المدينة من حجارة. ابن سيده: الــأُجُــمُ الحِصْن، والجمع آجامٌ.
والــأُجْــمُ، بسكون الجيم: كل بيت مُرَبَّع مُسَطَّح؛ عن يعقوب، وحكى الجوهري عن
يعقوب قال: كلُّ بيت مربَّع مُسَطَّح أُجُــم؛ قال امرؤ القيس:
وتَيْماءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ
ولا أُجُــماً إِلاّ مَشِيداً بِجَنْدلِ
(* في معلَّقة امرئ القيس: ولا أُطُماً بدل أُجــماً).
قال: وقال الأَصمعي هو يخفَّف ويثقَّل، قال: والجمع آجامٌ مثل عُنُق
وأَعْناق.
والــأَجَــمُ: موضع بالشام قُرْب الفَراديس. التهذيب: الــأَجَــمَة مَنْبت
الشجر كالغَيْضة وهي الآجام.
والــأُجُــمُ: القَصْر بلغة أَهل الحجاز. وفي الحديث: حتى تَوارَتْ بآجامِ
المدينة أَي حُصونها، واحدها أُجُــم، بضمتين.
ابن سيده. والــأَجَــمَة الشجر الكثير الملتفُّ، والجمع أُجْــمٌ وأُجُــمٌ
وأُجَــمٌ وآجامٌ وإِجامٌ، قال: وقد يجوز أَن تكون الآجام والإِجامُ جمع
أَجَــمٍ، ونص اللحياني على أَن آجاماً جمع أَجَــمٍ. وتــأَجّــم الأَسدُ: دخَل في
أَجَــمَتِه؛ قال:
مَحَلاًّ، كَوعْساءِ القَنافِذِ ضارِباً
به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَــأَجِّــمِ
الجوهري: الــأَجَــمَةُ من القَصَب، والجمع أَجَــماتٌ وأُجَــمٌ وإِجامٌ
وآجامٌ وأُجُــمٌ، كما سنذكره
(* قوله «كما سنذكره إلخ» عبارة الجوهري: كما
قلناه في الاكمة). في أَكَم إِن شاء الله تعالى.
ذأج: ذَئِجَ من الشراب وذَــأَجَ يَذْــأَجُ ذَــأْجــاً وذَــأَجــاً: أَكثَرَ.
والذَّــأْجُ: الجَرْعُ الشديد. والذَّــأْجُ: الشُّربُ؛ عن أَبي حنيفة. وذَــأَجَ
إِذا أَكثر من شرب الماءِ. وذَــأَجَ الماءَ يَذْــأَجُــه ذَــأْجــاً إِذا
جَرَعَه جَرْعاً شديداً؛ قال:
خَوامِصاً يَشْرَبْنَ شُرْباً ذَــأْجَــا،
لا يَتَعَيَّفْنَ الــأُجــاجَ المَــأْجَــا
وذَئِجَ من الشراب ومن اللبن أَو ما كان إِذا أَكثر منه. الفراءُ:
ذَئِجَ وضَئِمَ وصَئِبَ وقَئِبَ إِذا أَكثر من شرب الماء. التهذيب: وذَــأَجَ
إِذا شرب قليلاً. وذَــأَجَ السِّقاءَ ذَــأْجــاً: خرقه. وذَــأَجَــهُ ذَــأْجــاً:
نفخه؛ وقال الأَصمعي: إِذا نَفَخْتَ فيه تَخَرَّقَ أَو لم يتخرق. وذَــأَجَ
النارَ ذَــأْجــاً وذَــأَجــاً: نَفَخَها، وقد روي ذلك بالحاءِ. وذَــأَجَــهُ
ذَــأْجــاً وذَــأَجــاً: قَتَلَه؛ عن كراع. التهذيب: وذَــأَجَــه إِذا ذبحه.