هيــت: هَيْــتَ: تَعَجُّبٌ؛ تقول العرب: هَيْــتَ للحِلْم وهَيْــتَ لك
وهِيــتَ لكَ أَي أَقْبِلْ. وقال الله، عز وجل، حكاية عن زَلِيخا أَنها قالت،
لما راوَدَت يوسفَ،عليه السلام، عن نَفْسه: وقالت هِيــتَ لكَ أَي هَلُمَّ
وقد قيل: هَيْــتُ لَكَ، وهَيْــتِ، بضم التاء وكسرها؛ قال الزجاج: وأَكثرها
هَيْــتَ لك، بفتح الهاء والتاء؛ قال: ورُوِيَتْ عن عليّ، عليه السلام:
هِيــتُ لكَ، قال: ورُوِيَتْ عن ابن عباس، رضي الله عنهما: هِئْتُ لَكَ،
بالهمز وكسر الهاء، من الــهَيــئة، كأَنها قالت: تَــهَيَّــأْتُ لك قال: فأَما
الفتح من هَيْــتَ فلأَنها بمنزلة الأَصوات، ليس لها فِعْل يَتَصَرَّفُ منها،
وفتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واخْتِير الفتح لأَني قبلها ياء، كما
فَعَلُوا في أَيْنَ، ومَن كسر التاء فلأَن أَصل التقاء الساكنين حركة
الكسر، ومَن قال هَيْــتُ، ضمَّها لأَنها في معنى الغايات، كأَنها قالت: دُعائي
لكَ؛ فلما حذفت الإِضافة، وتضمنت هَيْــتُ معناها، بنيت على الضم كما بنيت
حيث؛ وقراءةُ عليّ، عليه السلام: هِيــتُ لك، بمنزلة هَيْــتُ لك، والحجة
فيهما واحدة. الفراء في هَيْــتَ لك: يقال إِنها لغة، لأَهل حَوْرانَ،
سَقَطَتْ إِلى مكة فتكلموا بها، قال: وأَهلُ المدينة يقرؤُون هِيــتَ لكَ، يكسرون
الهاء ولا يهمزون؛ قال: وذُكِرَ عن عليّ وابن عباس، رضي الله عنهما،
أَنهما قرآ: هِئْتُ لك، يراد به في المعنى: تَــهَيَّــأْتُ لك، وأَنشد الفراء في
القراءة الأُولى لشاعر في أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب،عليه السلام:
أَبْلِغْ أَميرَ المُؤمِنِيـ
ـنَ، أَخا العراقِ إِذا أَتَيْتا:
إِنَّ العِراقَ وأَهْلَهُ
سِلْمٌ إِليكَ، فــهَيْــتَ، هَيْــتا
ومعناه: هَلُمَّ، هَلُمَّ وهَلُمَّ وتَعالَ، يستوي فيه الواحدُ والجمع
والمؤَنث والمذكر إِلاّ أَن العدد فيما بعده، تقول: هَيْــتَ لكما، وهَيْــتَ
لكنَّ. قال ابن بري: وُجِدَ الشعرُ بخط الجوهري إِن العراق، بكسر إِنَّ،
ويروى بفتحها؛ ويروى: عُنُقٌ إِليك، بمعنى مائلون إِليك؛ قال: وذكر ابن
جني أَن هَيْــتَ في البيت بمعنى أَسْرِعْ، قال: وفيه أَربع لغات: هَيْــتَ،
بفتح الهاء والتاء، وهِيــتَ، بكسر الهاء وفتح التاء، وهَيْــتُ بفتح الهاء َ
وضم التاء، وهِيــتُ بكسر الهاء وضم التاء. الفراء في المصادر: مَن قرأَ
هَيْــتَ لكَ: هَلُمَّ لكَ، قال: ولا مصدر لِــهَيْــتَ، ولا يُصَرَّفُ.
الأَخفش: هَيْــتَ لكَ، مفتوحة، معناها: هَلُمَّ لكَ؛ قال: وكَسَرَ بعضُهم التاء،
وهي لغة، فقال: هَيْــتِ لك، ورفع بعضٌ التاء، فقال: هَيْــتُ لك، وكسر بعضهم
الهاء وفتح التاء، فقال: هِيــتَ لك، كلُّ ذلك بمعنى واحد. وروى الأَزهري
عن أَبي زيد، قال: هَيْــتَ لكَ، بالعِبرانية هَيْــتالَجْ أَي تعالَ؛ أَعربه
القرآن.
وهَيَّــتَ بالرجل، وهَوَّتَ به: صَوَّتَ به وصاح، ودعاه، فقال له: هَيْــتَ
هَيْــتَ؛ قال:
قد رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا،
لو كان مَعْنِيّاً بها لَــهَيَّــتَا
وقال آخر:
تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ،
وأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ،
يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيَّــاتِ
وفي الحديث أَنه لما نزل قوله تعالى: وأَنْذِرْ عشيرتَكَ الأَقرَبينَ؛
باتَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، يُفَخِّذُ عَشيرتَه، فقال المشركون:
لقد باتَ يُهَوِّتُ أَي يُنادي عَشيرتَه.
والتَــهْيــيتُ: الصوتُ بالناس، وهو فيما قال أَبو زيد: أَن يقول يا هَيــاه.
ويقال: هَيَّــتَ بالقوم تَــهْيــيتاً، وهَوَّتَ بهم تَهْويتاً إِذا ناداهم؛
وهَيَّــتَ النذيرُ، والأَصلُ فيه حكايةُ الصوت، كأَنهم حَكَوْا في
هَوَّتَ: هَوْتَ هَوْتَ، وفي هَيَّــتَ: هَيْــتَ هَيْــتَ. يقال: هَوَّتَ بهم،
وهَيَّــتَ بهم إِذا ناداهم، والأَصل فيه حكاية الصوت؛ وقيل هو أَن يقول: ياهْ
ياهْ، وهو نداءُ الراعي لصاحبه من بعيد.
ويَــهْيَــهْتُ بالإِبل إِذا قلتَ لها: ياهْ ياهْ. والعربُ تقول للكلب إِذا
أَغْرَوْه بالصيد: هَيْــتاهْ هَيْــتاهْ؛ قال الراجز يذكر الذئب:
جاءَ يُدِلُّ كَرشاءِ الغَرْبِ،
وقُلْتُ: هَيْــتاهُ، فَتاه كَلْبي
ابن الأَعرابي: يقال للمَهْواة هَوْتة وهُوَّة وهُوتَةٌ؛ وجمع الهُوتةِ:
هُوتٌ. ويقال: هاتِ يا رجل، بكسر التاء، أَي أَعطني، وللإثنين: هاتِيا،
مثل آلآتِيا، وللجمع: هاتُوا،وللمرأَة: هاتي، بالياء، وللمرأَتين:
هاتِيا، وللنساء: هاتِينَ، مثل عاطِينَ. وتقول: هات لا هاتَيْتَ، وهاتِ إِن
كانت بك مُهاتاةٌ، وما أُهاتِيك كما تقول: ما أُعاطِيكَ، ولا يقال منه:
هاتَيْتُ، ولا يُنْهى بها. قال الخليل: أَصل هاتِ مِن آتَى يُؤَاتِي، فقلبت
الأَلف هاء.
والــهِيــتُ: الهُوةُ القَعِرةُ من الأَرض.
وهِيــتُ، بالكسر: بلد على شاطئ الفُرات، أَصلها من الهُوَّة؛ قال:
طِرْ بجنَاحَيْكَ، فقد دُــهِيــتا،
حَرَّانَ حَرَّانَ، فــهِيــتاً هِيــتا
وقيل: معناه اذْهَبْ في الأَرض. قال أَبو علي: ياء هِيــتَ، التي هي
أَرضٌ، واوٌ، وقد ذكرت. التهذيب: هِيــتٌ موضع على شاطئ الفُرات؛ قال
رؤْبة:والحُوتُ في هِيــتَ، رَداها هِيــتُ
قال الأَزهري: وإِنما قال رؤبة:
وصاحبُ الحُوتِ، وأَينَ الحُوتُ؟
في ظُلُماتٍ، تَحْتَهُنَّ هِيــتُ
ابن الأَعرابي: هِيــتُ أَي هُوَّة من الأَرض، قال: ويقال لها الهُوتَةُ؛
وقال بعض الناس: سميت هِيــتَ لأَنها في هُوَّة من الأَرض، انقلبت الواو
إِلى الياء، لكسرة الهاء؛ والذي جاء في الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه
وسلم، نفى مُخَنَّثَيْن: أَحدهما هِيــتٌ والآخر ماتِعٌ، إِنما هو هِنْبٌ،
فصحَّفه أَصحاب الحديث. قال الأَزهري: رواه الشافعي وغيره هِيــتٌ؛ قال:
وأَظُنُّه صواباً.