بَاب الْوَاو
بَاب الْوَاو
هيــط: ما زالَ مُنذ اليوم يَــهِيــطُ هَيْــطاً وما زال في هَيْــطٍ ومَيْطٍ
وهِيــاط ومِياطٍ أَي في ضِجاجٍ وشَرّ وجَلَبة، وقيل: في هيــاطٍ ومياطٍ في
دُنُوّ وتَباعُد. والــهِيــاطُ والمُهايطةُ: الصِّياح والجَلَبة. قال أَبو طالب
في قولهم ما زِلنا بالــهيــاط والمياط: قال الفراء الــهيــاط أَشدُّ السَّوْقِ
في الوِرْد، والمِياطُ أَشدُّ السوق في الصَّدَر، ومعنى ذلك بالمجيء
والذهاب. اللحياني: الــهيــاط الإِقبال، والمياط الإِدْبار. غيره: الــهِيــاطُ
اجتماع الناس للصلح، والمياطُ التفَرُّق عن ذلك، وقد أُميت فعل الــهيــاط.
ويقال: بينهما مُهايَطة ومُمايطة ومُعايَطةٌ ومُسايَطة، كلام مُخْتلف.
والهائط: الذَّاهب، والمائط: الجائي.
قال ابن الأَعرابي: ويقال هايَطَه إِذا استضعفه. ويقال: وقع القوم في
هِيــاط ومياط. وتَهايَط القومُ تَهايُطاً إِذا اجتمعوا وأَصْلحوا أَمرهم،
خِلاف التمايُط، وتمايَطوا تمايُطاً: تباعَدُوا وفسد ما بينهم، واللّه
أَعلم.
هيــث: هاثَ في ماله هَيْــثاً وعاث: أَفسد وأَصلح. وهاث في الشيء: أَفسد
وأَخذه بغير رفقٍ، وهَاثَ الذئبُ في الغنم، كذلك. وهاثَ في كيله هَيْــثاً:
حَثَا حَثْواً، وهو مثل الجُِزاف. وهاثَ لي من المال هَيْــثاً: أَصاب.
وهاثَ برجله التراب: نَبَثَهُ؛ أنشد ابن الأَعرابي:
كَأَنَّني، وقَدَمِي نَــهِيــثُ،
ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رَأْسُهُ نَكِيثُ
نكيث: مُتَشَعِّث رِخْوٌ ضعيف. وهِثْتُ له هَيْــثاً وهَيَــثاناً إِذا
أَعطيته شيئاً يسيراً. وهِثْتُ له من المال أَــهِيــثُ هَيْــثاً وهَيَــثَاناً إِذا
حَثَوْتَ له؛ قال رؤْبة؛
فأَصبَحَتْ لَوْ هَايَثَ المُهَايِثُ
والمُهَايَثةُ: المكاثَرة. ويقال: هَاثَ له من ماله؛ وقال في قوله:
ما زَالَ بَيْعُ السَّرَقِ المُهَايِثُ
قال: المُهايِثُ الكثير الأَخذِ. ويقال: هاثَ من المال يَــهِيــثُ هَيْــثاً
إِذا أَصاب منه حاجته. وهَاثَ القومُ يَــهِيــثُونَ هَيْــثاً وتَهَايَثُوا:
دخل بعضهم في بعض عند الخصومة.
وهَايِثَةُ القوم: جَلَبَتُهُمْ.
والــهَيْــثُ: الحركَةُ مثل الــهَيْــشِ.
والــهَيْــثَةُ: الجماعة من الناس مثل الــهَيْــشَةِ.
هيــب: الـــهَيْــبةُ: الـمَهابةُ، وهي الإِجلالُ والـمَخافة. ابن سيده:
الـــهَيْــبةُ التَّقِـيَّةُ من كل شيءٍ.
هابَهُ يَهابُه هَيْــباً ومَهابةً، والأَمْرُ منه هَبْ، بفتح الهاءِ، لأَن أَصله هابْ، سقطت الأَلف لاجتماع الساكنين، وإِذا أَخبرت عن نفسِك
قلتَ: هِـبْتُ، وأَصله هَيِـــبْتُ، بكسر الياءِ، فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلَت كسرتها إِلى ما قبلها، فَقِسْ عليه؛ وهذا الشيء مَــهْيَــبةٌ لكَ.
وهَيَّــبْتُ إِليه الشيءَ إِذا جَعَلْته مَــهيــباً عنده. ورجل هائِبٌ، وهَيُــوبٌ، وهَيَّــابٌ، وهَيَّــابة، وهَيُّــوبة، وهَيِّــبٌ، وهَيَّــبانٌ،
وهَيِّــبانٌ؛ قال ثعلب: الـــهَيَّــبانُ الذي يُهابُ، فإِذا كان ذلك كان الـــهَيَّــبانُ في معنى المفعول، وكذلك الـــهَيُــوب قد يكون الهائِبَ، وقد يكون الـمَــهِـيــبَ. الصحاح: رجل مَــهِـيــبٌ أَي يهابُه الناسُ، وكذلك رجل مَهُوبٌ، ومكانٌ مَهُوب، بُنيَ على قولهم: هُوبَ الرجلُ، لـمَّا نُقِلَ من الياءِ إِلى الواو، فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه؛ أَنشد الكسائي لـحُمَيْدِ بن ثَور:
ويأْوي إِلى زُغْبٍ مَساكينَ، دونَهُم * فَـلاً، لا تَخَطَّاه الرِّفاقُ، مَهُوبُ
قال ابن بري: صواب إِنشاده: وتأْوي بالتاءِ، لأَنه يصف قَطاةً؛ وقبله:
فجاءَتْ، ومَسْقاها الذي وَرَدَتْ به، * إِلى الزَّوْر، مَشْدودُ الوَثاقِ، كَتِـيبُ
والكَتِـيبُ: من الكَتْبِ، وهو الخَرْزُ؛ والمشهور في شعره:
تَعِـيثُ به زُغْباً مساكينَ دونَهم
ومكانٌ مَهابٌ أَي مَهُوبٌ؛ قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الـهُذَليُّ:
أَلا يا لَقَومِ لِطَيْفِ الخَيالْ، * أَرَّقَ من نازحٍ، ذي دَلالْ،
أَجازَ إِلينا، على بُعْدِهِ، * مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ
قال ابن بري: والبيت الأَول من أَبياتِ كتاب سيبويه، أَتى به شاهداً على فتح اللام الأُولى، وكسر الثانية، فرقاً بين الـمُسْتغاث به والمستغاث من أَجله. والطَّيفُ: ما يُطِـيفُ بالإِنسان في المنام من خَيال محبوبته.
والنازحُ: البعيد. وأَرَّقَ: مَنَعَ النَّومَ. وأَجازَ: قَطَع، والفاعل
المضمر فيه يعود على الخَيال. ومَهابٌ: موضعُ هَيْــبة. ومَهالٌ: موضع هَوْلٍ. والـمَهاوِي: جمعُ مَهْـوًى ومَهْواةٍ، لما بين الجبلين ونحوهما.
والخَرْقُ: الفَلاةُ الواسعة.
والـــهَيَّــبانُ: الجَبانُ.
والـــهَيُــوبُ: الجَبانُ الذي يَهابُ الناسَ. ورجل هَيُــوبٌ: جَبانٌ يَهابُ
من كلِّ شيءٍ. وفي حديث عُبَيدِ بن عُمَيْرٍ: الإِيمانُ هَيُــوبٌ أَي
يُهابُ أَهْلُه، فَعُولٌ بمعنى مفعول، فالناس يَهابونَ أَهلَ الإِيمان
لأَنهم يَهابونَ اللّهَ ويَخافونَه؛ وقيل: هو فَعُول بمعنى فاعل أَي إِن
المؤمنَ يَهابُ الذُّنوبَ والمعاصِـيَ فيَتَّقِـيها؛ قال الأَزهري: فيه وجهان: أَحدهما أَن المؤمن يَهابُ الذَّنْبَ فيَتَّقِـيه، والآخر: المؤمنُ هَيُــوبٌ أَي مَــهْيُــوبٌ، لأَنه يَهابُ اللّهَ تعالى، فيَهابُه الناسُ، حتى يُوَقِّرُوه؛ ومنه قول الشاعر:
لم يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ
أَي لم يُعَظِّمْها.
يقال: هَبِ الناسَ يَهابوكَ أَي وَقِّرْهُمْ يُوَقِّرُوكَ.
يقال: هابَ الشيءَ يَهابُه إِذا خافَه، وإِذا وَقَّرَه، وإِذا عظَّمَهُ. واهْتابَ الشَّيءَ كَهَابَهُ؛ قال:
ومَرْقَبٍ، تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ، * أَشْرَفْتُه مُسْفِراً، والشَّمْسُ مُهْتابَهْ
ويقال: تَــهَيَّــبَني الشيءُ بمعنى تَــهَيَّــبْتُه أَنا. قال ابن سيده: تَــهَيَّــبْتُ الشيءَ وتَــهَيَّــبَني: خِفْتُه وخَوَّفَني؛ قال ابن مُقْبِـل:
وما تَــهَيَّــبُني الـمَوْماةُ، أَرْكَبُها، * إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر
قال ثعلب: أَي لا أَتَــهَيَّــبُها أَنا، فنَقَلَ الفِعلَ إِليها. وقال الجَرْمِـيُّ: لا تَــهَيَّــبُني الـمَوْماةُ أَي لا تَمْـلأُني مَهابةً.
والـــهَيَّــبانُ: زَبَدُ أَفْواهِ الإِبلِ. والـــهَيَّــبانُ: الترابُ؛ وأَنشد:
أَكُلَّ يَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ؟ * نحْنُ إِذاً، في الـــهَيَّــبانِ، نَبْحَثُ
والـــهَيَّــبانُ: الرَّاعي؛ عن السيرافي. والـــهَيَّــبانُ: الكثيرُ مِن كل
شيءٍ. والـــهَيَّــبانُ: الـمُنْتَفِشُ الخَفيفُ؛ قال ذو الرمة:
تَمُجُّ اللُّغامَ الـــهَيَّــبانَ، كأَنهُ * جَنَى عُشَرٍ، تَنْفيه أَشداقُها الـهُدْلُ
وقيل: الـــهَيَّــبانُ، هنا، الخفيف النَّحِزُ. وأَورد الأَزهري هذا البيت
مستشهداً به على إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل، فقال: قال ذو الرمة يصف إِبلاً وإِزْبادها مشافِرَها. قال: وجَنى العُشَرِ يَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة
صغيرة، فتَنْشَقُّ عن مِثْلِ القَزّ، فَشَبَّه لُغامَها به، والبَوادي
يَجْعَلُونه حُرَّاقاً يُوقِدُونَ به النارَ.
وهابْ هابْ: مِن زَجْرِ الإِبل.
وأَهابَ بالإِبل: دَعاها. وأَهابَ بصاحِـبه: دَعاهُ، وأَصله في الإِبل.
وفي حديث الدُّعاءِ: وقَوَّيْتَني على ما أَهَبْتَ بي إِليه من طاعتِكَ.
يقال: أَهَبْتُ بالرجل إِذا دَعَوْتَه إِليك؛ ومنه حديث ابن الزبير في
بناءِ الكعبة. وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه أَي دَعاهم إِلى تَسويَتِه.
وأَهابَ الراعي بغَنَمِه أَي صاح بها لِتَقِفَ أَو لتَرْجِـعَ. وأَهاب
بالبعير؛ وقال طَرَفةُ بن العبد:
تَرِيعُ إِلى صَوْتِ الـمُــهِـيــبِ، وتَتَّقي، * بذِي خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ
تَرِيعُ: تَرْجِـعُ وتَعُودُ. وتتَّقِـي بِذي خُصَل: أَراد بذَنَبٍ ذي
خُصَل. ورَوْعات: فَزَعات. والأَكلَفُ: الفَحْلُ الذي يَشُوبُ حُمْرتَه
سَوادٌ. والـمُلْبِدُ: الذي يَخطِرُ بذَنَبِه، فيَتَلَبَّد البولُ على
وَرِكَيْه. وهابِ: زَجْرٌ للخَيْل. وهَبِـي: مِثلُه أَي أَقْدِمي وأَقْبِلي،
وهَلاً أَي قَرِّبي؛ قال الكميت:
نُعَلِّمها هَبِـي وهَـلاً وأَرْحِبْ
والهابُ: زَجْرُ الإِبل عند السَّوْق؛ يقال: هابِ هابِ، وقد أَهابَ بها الرجلُ؛ قال الأَعشى:
ويَكْثُرُ فيها هَبِـي، واضْرَحِـي، * ومَرْسُونُ خَيْلٍ، وأَعطالُها
وأَما الإِهابةُ فالصوت بالإِبل ودُعاؤها، قال ذلك الأَصمعي وغيره؛ ومنه قول ابن أَحمر:
إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً، فتَحْسَبُه * إِهابةَ القَسْرِ، لَيْلاً، حين تَنْتَشِرُ
وقَسْرٌ: اسمُ راعي إِبل ابن أَحمر قائلِ هذا الشعر. قال الأَزهري:
وسمعتُ عُقَيْلِـيّاً يقول لأَمَةٍ كانت تَرْعَى روائدَ خَيْلٍ، فَجَفَلَتْ
في يوم عاصفٍ، فقال لها: أَلا وأَــهِـيــبي بها، تَرِعْ إِليكِ؛ فجعَل دُعاءَ الخيل إِهابةً أَيضاً. قال: وأَما هابِ، فلم أَسْمَعْه إِلا في الخيل دون الإِبل؛ وأَنشد بعضهم:
والزَّجْرُ هابِ وَهَـلاً تَرَهَّبُهْ
هيــخ: هَيَّــخَ الهَريسَةَ: أَكثَر ودَكَها؛ عن كُراع؛ وأَنشد محمد بن سهل
للكُميتِ:
إِذا ابتَسَر الحربَ أَحلامُها
كِشافاً، وهَيَّــخَت الأَفحلُ
الابتسار: أَن يضرب الفحل الناقة على غير ضَبَعَةٍ. قال: وأَحلامها
أَصحابها. وهَيَّــخت: أُنيخت، وهو أَن يقال لها عند الإِناخة: هخ هخ إِخ إِخ؛
يقول: ذللت هذه الحرب للفحولة فأَناختها.
وقيل: التــهيــيخ دعاءُ الفحل للضراب، وهيــخ هيــخ لغة.
قال محمد بن سهل: هَيَّــخت الناقة إِذا أُنيخت ليقرعها الفحل، وهَيَّــخ
الفحلُ إِذا أُنيخ ليبرك عليها فيضربها، والهاءُ مبدلة من الهمزة في
هيــخت.