بنتا تثنية بنت، وهيــدة، بفتح الهاء وياء ساكنة: هضبتان في بلاد بني عامر بن صعصعة، قتل عندهما توبة بن الحميّر الخفاجي، ومرّت به ليلى الأخيلية فعقرت عليه جمل زوجها وقالت:
عقرت على أنصاب توبة مقرما ... بــهيــدة إذ لم تختفره أقاربه
هيــا: هَيُّ بن بَيّ، وهَيَّــانُ بن بَيّانَ: لا يُعرف هو ولا يُعرف
أَبوه. يقال: ما أَدري أَيُّ هَيِّ بن بَيٍّ هو، معناه أَي أَيُّ الخَلْقِ هو.
قال ابن بري: ويقال في النسب عَمرو بن الحرثِ بن مُضاض بن هَيِّ بن
بَيِّ ابن جُرْهُم، وقيل: هَيَّــانُ بن بَيَّانَ، كما تقول طامِرُ ابن طامِر
لمن لا يُعْرَف ولا يُعرف أَبوه، وقيل: هيّ بن بيٍّ كان من ولد آدم فانقرض
نسله، وكذلك هَيَّــانُ بن بَيَّانَ. قال ابن الأَعرابي: هو هَيُّ بن
بَيٍّ، وهَيَّــانُ بن بَيَّانَ، وبَيُّ بن بَيٍّ، يقال ذلك للرجل إِذا كان
خَسِيساً؛ وأَنشد ابن بري:
فأَقْعَصَتْهُمْ وحَطَّتْ بَرْكَها بِهِمُ،
وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّــانَ بنَ بَيَّانِ
وقال ابن أَبي عيينة:
بعِرْضٍ من بَني هَيِّ بن بَيٍّ؛
وأَنْذالِ المَوالي والعَبيدِ
الكسائي: يقال يا هَيَّ ما لي؛ معناه التَّلَهُّف والأَسى؛ ومعناه: يا
عَجَبا ما لي،وهي كلمة معناها التعجب، وقيل: معناها التأَسف على الشيء
يفوت، وقد ذكر في الهمز؛ وأَنشد ثعلب:
يا هَيَّ ما لي: قَلِقَتْ مَحاوِرِي،
وصار أَشْباهُ الفَغا ضَرائرِي
قال اللحياني: قال الكسائي يا هَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما أَصحابك، لا
يهمزان، قال: وما في موضع رفع كأَنه قال يا عَجَبي؛ قال ابن بري: ومنه قول
حميد الأَرقط:
أَلا هَيَّــما. مِمَّا لَقِيتُ وهَيَّــما،
ووَيْحاً لمَنْ لم يَدْرِ ما هُنَّ وَيْحَما
الكسائي: ومن العرب مَن يتعجب بــهَيَّ وفَيَّ وشَيَّ، ومنهم من يزيد ما
فيقول يا هَيَّــما ويا شَيَّما ويا فَيَّما أَي ما أَحسن هذا، وقيل: هو
تَلَهُّفٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد:
يا هَيَّ ما لي، مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه
مَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقْلِيبُ
الفراء: يقال ما هَيَّــانُ هذا أَي ما أَمْرُه؟ ابن دريد: العرب تقول
هَيِّــكَ أَي أَسْرِعْ فيما أَنت فيه. وهَيــا هَيــا: كلمة زَجْر للإِبل؛ قال
الشاعر:
وجُلُّ عِتابِهِنَّ هَيــا وهَيْــدُ
قال: وهِي وها من زجر الإِبل، هَيْهَيْــت بها هَيْــهاة وهَيْــهاء؛ وأَنشد:
مِنْ وَجْسِ هَيْــهاءٍ ومِنْ يَــهْيــائِه
وقال العجاج:
هَيْــهاتَ مِنْ مُنْخَرِقٍ هَيْــهاؤه
قال: وهَيْــهاؤه معناه البُعْدُ والشيء الذي لا يُرْجَى. أَبو الــهيــثم:
ويقولون عند الإِغراء بالشيء هِي هِي، بكسر الهاء، فإِذا بَنوا منه فعلاً
قالوا هَيْهَيْــتُ به أَي أَغْرَيْتُه. ويقولون: هَيَّــا هَيَّــا أَي
أَسْرِعْ إِذا حدوا بالمَطِيّ؛ وأَنشد سيبويه:
لَتَقْرُبِنَّ قَرَباً جُلْذِيّا
ما دامَ فِيهِنَّ فَصِيلٌ حَيَّا،
وقد دَجا الليلُ فَــهَيَّــا هَيَّــا
وحكى اللحياني: هاه هاه. ويحكى صوت الهادِي: هَيْ هَيْ ويَهْ يَهْ؛
وأَنشد الفراء:
يَدْعُو بِــهَيْــها مِن مُواصلةِ الكَرَى
ولو قال: بِــهَيْ هَيْ، لجاز.
وهَيــا: من حروف النداء، وأَصلها أَيا مثل هَراق وأَراق؛ قال الشاعر:
فأَصاخَ يَرْجُو أَنْ يكُونَ حَيّاً،
ويقُولُ مِنْ طَرَبٍ: هَيــا رَبَّا
(* قوله « فأصاخ يرجو إلخ» قبله كما في حاشية الامير على المغني:
وحديثها كالقطر يسمعه * راعي سنين تتابعت جدبا)
الفراء: العرب لا تقول هِيَّــاكَ ضَرَبْت ويقولون هِيَّــاك وزَيْداً؛
وأَنشد:
يا خالِ هَلاَّ قُلْتَ، إِذْ أَعْطَيْتها:
هِيَّــاكَ هِيَّــاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ
أَعْطَيْتَنِيها فانِياً أَضْراسُها،
لو تُعْلَفُ البَيْضَ به لم يَنْفَلِقْ
وإِنما يقولون هِيَّــاك وزَيْداً إِذا نَهَوْكَ، والأَخفش يجيز هِيَّــاكَ
ضَرَبْت؛ وأَنشد:
فَــهِيَّــاكَ والأَمْرَ الذي إِن تَوَسَّعَتْ
مَوارِدُه، ضاقَتْ عَلَيْكَ المَصادِرُ
وقال بعضهم: أَيَّاك، بفتح الهمزة ثم تبدل الهاء منها مفتوحة أَيضاً
فتقول هَيَّــاكَ. الأَزهري: ومعى هِيَّــاك إِياك، قلبت الهمزة هاء. ابن سيده:
ومن خفيف هذا الباب هِي، كناية عن الواحد المؤنث. وقال الكسائي: هي
أَصلها أَن تكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت، فيقال: هِيَّ فَعَلَت ذلك، وقال:
هِيَّ لغة هَمْدانَ ومَن في تلك الناحية، قال: وغيرهم من العرب يخففها،
وهو المجتمع عليه، فيقول: هِيَ فَعَلت ذلك. قال اللحياني: وحكى عن بعض بني
أَسد وقيس هِيْ فعلت ذلك، بإسكان الياء. وقال الكسائي: بعضهم يلقي الياء
من هي إِذا كان قبلها أَلف ساكنة فيقول حَتَّاه فَعَلَتْ ذلك، وإنَّماهِ
فعلت ذلك؛ وقال اللحياني: قال الكسائي لم أَسمعهم يلقون الياءَ عند غير
الأَلف، إِلا أَنه أَنشدني هو ونُعيم:
دِيارُ سُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا
بحذف الياء عند غير الأَلف، وسنذكر من ذلك فصلاً مستوفى في ترجمة ها من
الأَلف اللينة، قال: وأَما سيبويه فجعل حذف الياء الذي هنا ضرورة؛ وقوله:
فقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعاً وأَرْقَني
فقُلْتُ: أَــهْيَ سَرَتْ أَمْ عادَني حُلُمُ؟
إِنما أَراد هِي سَرَتْ، فلما كانت أَــهِيَ كقولك بَــهِيَ خفف، على قولهم
في بَــهِيَ بَــهْيَ، وفي عَلِمَ عَلْمَ، وتثنية هي هُما، وجمعها هُنَّ،
قال: وقد يكون جمع هَا من قولك رأَيتها، وجمع ها من قولك مررت بها.
هيــا: هَيــا: من حروفِ النَّداء، وأَصلها أَيا مثل هَراقَ وأَراقَ؛ قال
الشاعر:
فأَصاخَ يَرْجُو أَن يكون حَيّاً،
ويقولُ من طَرَبٍ: هَيــا رَبَّا