Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: معقول

هَذَى

هَذَى يَهْذِي هَذْياً وهَذَياناً: تَكَلَّمَ بغيرِ مَعْقولٍ لِمَرَضٍ أو غيرِه، والاسمُ: كدُعاءٍ.
ورجلٌ هَذَّاءٌ وهَذَّاءَةٌ: كثيرُهُ.
وأهْذَيْتُ اللَّحْمَ: أْنضَجْتُه حتى لا يَتَمَاسَكُ.

سبه

(سبه)
سبا شَتمه وَالشَّيْء قطعه وَالدَّابَّة عقرهَا

سبه


سَبَهَ
a. [pass.], Became tottering, weak (reason);
doted ( old man ).
سَبَهa. Dotage.

سُبَاْهa. Attack of apoplexy.
(سبه)
سبها وسباها ذهب عقله هرما فَهُوَ مسبوه

(سبه) سبه وَانْطَلق لِسَانه
[سبه] السَبَهُ: ذَهابُ العقل من هرم. ورجل مسبوه ومسبه. (*)
سبه
السَّبَهُ: ذَهَابُ العَقْلِ من هَرَمٍ. ورَجُلٌ مَسْبُوْهُ الفُؤادِ ومُسَبَّهُة: مِثلُ المُدَلَّةِ، سُبِّهَ تَسْبِيْهاً. والسَّبَاهُ: المُضَلَّلُ - على مِثال كَهَامٍ -. ورَجُلٌ سَبَاهِيَةٌ: مُتَكَبِّرٌ. والمُسَبَّهُ: الطَّليقُ اللِّسانِ السَّمْحُ. والقَليلُ العَقْلِ أيضاً.
(س ب هـ)

السَّبَه: ذهَاب الْعقل من الْهَرم.

وَرجل مَسْبوهٌ، ومُسبَّهٌ وسَباهٍ: مدله ذَاهِب الْعقل، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ومُنتَخَبٍ كأنَّ هالةَ أُمُّهُ ... سَباهِي الفُؤَادِ مَا يعيشُ بِــمَعْقُولِ هالَةُ هُنَا: الشَّمْس، وَمُنْتَخب: حذر كَأَنَّهُ لذكاء قلبه فزع، ويروى " كَأَن هَالة أمه " أَي هُوَ رَافع رَأسه صعدا كَأَنَّهُ يطْلب الشَّمْس، فَكَأَنَّهَا أمه.

وَقَالَ كرَاع: السُّباهُ، بِضَم السِّين: الذَّاهِب الْعقل، وَهُوَ أَيْضا الَّذِي كَأَنَّهُ مَجْنُون من نشاطه، وَالظَّاهِر من هَذَا انه غلط، إِنَّمَا السُّباهُ: ذهَاب الْعقل، أَو النشاط الَّذِي كَأَنَّهُ مَجْنُون.

وَرجل سَبِهٌ وسَباهٍ وسَباهِيَةٌ: متكبر.
سبه
: (السَّبَهُ، محرّكةً: ذَهابُ العَقْلِ من الهَرَمِ، وَهُوَ مَسْبُوهٌ ومُسَبَّهٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) رَجُلٌ (سَباهٍ، كثَمانٍ) :) مُدَلَّهٌ (ذاهِبُ العَقْلِ) ؛) أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَةَ أُمِّهسَباه الفُؤادِ مَا يَعِيش بــمعْقُولِــهالَةُ هُنَا: الشمسُ، ومُنْتَخَبٌ: حَذِرٌ كأَنَّه لذَكاءِ قلْبِه فَزِعٌ.
وقيلَ: هُوَ رَافِع رأْسه صُعُداً كأَنَّه يَطْلبُ الشمسَ فكأَنَّها أُمّه.
(وسُبِهَ، كعُنِيَ، سَبْهاً: ذَهَبَ عَقْلُه هَرَماً) ، فَهُوَ مَسْبُوهٌ.
(و) رَجُلٌ (سَبَهٌ) ، محرّكةً، (وسَباهٌ) كثَمان، (وسَباهِيَّةٌ) ، كعَلانِيَّةٍ: أَي (مُتَكَبِّرٌ.
(والسُّباهُ، كغُرابٍ: سَكْتَةٌ تأْخُذُ الإنْسانَ) يَذْهَبُ مِنْهَا عَقْلُه؛ عَن المُفَضَّلِ.
(وكسَحابٍ: المُضَلَّلُ.
(و) المُسَبَّهُ، (كمُعَظَّمٍ: الطَّليقُ اللِّسانِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: قالَ كُراعٌ: السُّباهُ، بالضمِّ، الذاهِبُ العَقْلِ، وَالَّذِي كأَنَّه مَجْنونٌ من نَشاطِهِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: صَوابُه السُّباهُ ذَهابُ العَقْلِ، أَو نَشاطُ الَّذِي كأَنَّه مَجْنونٌ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: رجُلٌ مُسَبَّهُ العَقْلِ ومُسَمَّهُ العَقْلِ أَي ذاهِبُه.
وسَباهِيُّ العَقْلِ: ضَعِيفُه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(سبربه)) سِبِربيه، بكسْرتَيْن: قَرْيةٌ بمِصْرَ من الغَرْبيةِ، وَقد دَخَلْتُها؛ هَكَذَا تَنْطقُه العامَّةُ، وَهِي تُكْتَبُ فِي الدِّيوانِ سبرباي.

ثنا

[ثنا] نه: "لاثنى" في الصدقة، هو بالكسر والقصر أن يفعل الشيء مرتين في الصدقة أي في أخذها أي لا تؤخذ الصدقة في السنة مرتين، وفيه: نهى عن "الثنيا" إلا أن تعلم، هي أن يستثنى في البيع شيء مجهول، وقيل: أن يباع الشيء جزافاً فلا يجوز أن يستثنى منه شيء قل أو كثر، والثنيا في المزارعة أن يستثنى بعد النصف أو الثلث كيل معلوم. ك: هو بضم مثلثة اسم من الاستثناء. ج: "لاثنيا" أي لا رجوع للمعطى في الهبة. ط: من استثنى فله "ثنياه" بوزن الدنيا أي له ما استثناه. نه وفيه: من أعتق أو طلق ثم استثنى فله "ثنياه" مثل أن يقول: طلقته ثلاثاً إلا واحدة، أو أعتقتهم إلا فلاناً. وفيه: كان لرجل ناقة نجيبة فمرضت فباعها واشترط "ثنياها" أراد قوائمها ورأسها. وفيه: الشهداء "ثنية الله" كأنه تأول "ونفخ فيهو في حق غير المنافقين والكفار وغير المتظاهر بالفسق والبدعة. ن: "فأثنى" عليه خيراً، المراد ئناء أهل الفضل ولا يكون عدواً ولا حاسداً ولا محباً مفرطاً بل موفقاً لأن الفسقة قد يثنون على الفاسق، وقيل: مقيد بمن أثنى أعماله، والصحيح أنه على عمومه فإن من الهم الناس في ثنائه يدل على مغفرته وبه يظهر فائدة الثناء. ط: وهذا تزكية لأمته وإظهار عدالتهم وفضلهم بصدق ظنونهم وسيجيء في "اذكروا". ومن حلف لا "يستثنى" بأن يقول: إن شاء الله. ن: فالتي ثنتين، كذا الرواية بتقدير أعني، وروى: اثنتان، والأول أصوب. وحتى "ثنى" عليه أربع مرات بخفة نون أي كرر أربع مرات. ك: "فانثنى" في جوفها بفتح مثلثة أي انعطف. وقرأ ابن عباس "يثنوني" اثنوني افعوعل من الثنى، وروى بلفظ المؤنث وبحذف ياء في آخره تخفيفاً، ويتخلى أي يدخل في الخلاء، كانوا يستحيون أن يكشفوا عورتهم في الخلاء وعند الجماع فيميلون صدورهم ويغطون رؤسهم، فقال "ويعلم ما يسرون وما يعلنون". غ: "يثنون" صدورهم" يطوونها على معاداة النبي صلى الله عليه وسلم.

سيط

سيط
} سُيوطُ، أَو! أُسْيُوطُ، بضَمِّهما أَهْمَلَهُ الجَماعَةُ، ونَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ هَكَذَا، بِأَو، لِتَنْويعِ الخِلافِ فقَلَّده المُصَنِّف. قالَ شَيْخُنا: بَلْ هُما ثابِتان، وكِلاهُما مُثَلَّث، فهما سِتُّ لُغاتٍ. وقولُهُم: القِياسُ فَعول بالفَتْحِ كَلامٌ غير مَعْقول، إذْ أَسْماءُ الأماكِنِ لَيْسَ فِيهَا قِياسٌ يُرْجَعُ إِلَيْهِ حتَّى يُعْلَم، فَضْلاً عَن أنْ يُدَّعَى. وَفِي كلامِ المُصَنِّف قُصورٌ من جِهاتٍ أوضَحْناها فِي شَرْحِ الاقْتِراب، وبَيَّنَّا مَا وَقَعَ لشارحه من الأوْهام. قُلْتُ: أمّا المَشْهورُ عَلَى ألْسِنَةِ العامَّة من أَهْلِها: {سَيوطُ، كصَبور، وَهُوَ الَّذي أَنْكَرَه شَيْخُنا، وعَلى ألْسِنَة الخاصَّةِ} أَسْيوط، بالفَتْحِ، وعَلى الْأَخير اقْتَصَرَ ياقوت فِي مُعْجَمِه. والتَّثْليثُ الَّذي نَقَلَهُ شَيْخُنا فيهمَا غَريبٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ فِيمَا يَرْويه ويَنْقُلُه. وقولُه: ة، عَجيبٌ من المُصَنِّف أَن يَجْعَلَ هَذِه المَدينَةَ العَظيمَةَ قَرْيَةً، وكَأَنَّهُ قَلَّدَ الصَّاغَانِيّ فِيمَا قَالَ، وَلَكِن فِي العُبَاب قَرْيَةٌ جَليلَةٌ، فَلَو قَيَّدها بهَا عَلَى عادَتِه فِي بعض القُرَى أَصابَ، والَّذي فِي المُعْجَم وَغَيره: مَدينةٌ بصَعيدِ مِصْرَ، فِي غَرْبِيِّ النِّيل، جَليلةٌ كَبِيرَة. قُلْتُ: وَلها كُورَةٌ مُضافَةٌ إِلَيْهَا مًشْتَمِلَةٌ عَلَى قُرًى جَليلةٍ يَأتي ذِكْرُ بَعْضِها فِي هَذَا الْكتاب. ثمَّ قالَ ياقوتٌ: قالَ الحَسَنُ بن إِبْرَاهِيم المِصْرِيّ: من عَمَل مِصْرَ! أَسْيوطُ، وَبهَا مَناسِجُ الأرْمَنِيّ والدَّبيقِيّ والمُثَلّث، وسائرُ) أَنواع السُّكَّرِ لَا يَخْلو مِنْهُ بَلَدٌ إسلاميٌّ وَلَا جاهِلِيٌّ وَبهَا السَّفَرْجَلُ يَزيدُ فِي كَثْرَتهِ عَلَى كُلِّ بَلَدٍ، وَبهَا يُعْمَلُ الأُفْيون، يُعْتَصَرُ من وَرَقَ الخَشْخاش الأسْوَد، والخَسّ، ويُحْمَلُ إِلَى سَائِر الدُّنيا.
وصُوِّرَت الدُّنْيا للرَّشيدِ فَلم يَسْتَحْسِنْ إلاَّ كورَة أَسْيوط، وَبهَا ثَلَاثُونَ ألْف فَدَّانٍ فِي اسْتواءٍ من الأَرْض لَو وَقَعتْ فِيهَا قَطْرَةُ ماسٍ لانْتَشَرَت فِي جَميعَها لَا يَظْمَأُ فِيهَا شِبْرٌ. وَكَانَت إحْدى مُتَنَزَّهات أَبي الجَيْشِ خمارَوَيْه بن أَحمَد بن طولون، ويُنْسَب إِلَيْهَا جماعةٌ، مِنْهُم: أَبُو الحَسَن عليُّ بن الخَضر بن عَبْدِ اللهِ {- الأسْيوطِيّ، توفّي سنة. وَغَيره. قُلْتُ: وَقَدْ دَخَلْتُها مرَّتَيْن، وشاهَدْتُ من عَجائِبها، وَهِي فِي سَفْحِ الجَبَل الغَرْبِيِّ المُشْتَمِلِ عَلَى أَسْرارٍ وغَرائِبَ، أُلِّف فِيهَا الكُتُب. ولهذه المَدينَةِ تاريخٌ حافِلٌ فِي مجلَّدَيْن، ألَّفهُ الحافِظُ جلالُ الدِّين عبد الرَّحمن بن أَبي بَكْرٍ الأسْيوطِيُّ خاتِمَةُ المُتَأَخّرين فِي سَائِر الفُنون، وَقَدْ تَقَدَّم ذِكرُه فِي خَ ض ر فراجِعْهُ. و} سِياطٌ، ككِتابٍ مُغَنٍّ مَشْهورٌ، قالَ الصَّاغَانِيّ: فإِنَّ جَعَلْتهُ جَمْع سَوْطٍ فمَوْضِعُ ذِكْرِه التَّرْكيب الَّذي قَبْلَه.
[سيط] فيه: معهم "سياط" كأذناب البقر، هو جمع سوط ما يجلد به ويجمع على أسواط أيضًا. ن: هم غلمان والي الشرطة ونحوه. نه: وفيه: نضربه "بأسياطنا" وقسينا، والقياس أسواطنا إذ لا كسرة يوجب القلب.

الله

الله
صور القرآن الله المثل الأعلى في جميع صفات الكمال، فهو السميع الخبير، على كل شىء قدير، غفور رحيم، عزيز حكيم، حى قيوم، واسع عليم، بصير بالعباد، يحب المحسنين والصابرين، ولا يحب الظالمين، ويمحق الكافرين، غنى حميد، واحد قهار، نور السموات والأرض، قوى، شديد العقاب، خالق كل شىء، لا إله إلا هو، على كلّ شىء شهيد، عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، الأول والآخر، والظاهر والباطن، الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، سريع الحساب، غنى عن العالمين، عليم بذات الصدور، بكل شىء محيط، علىّ كبير، عفو غفور، شاكر حليم، ليس بظلام للعبيد، يجزى المتصدقين، ولا يهدى كيد الخائنين، لا يخلف الميعاد، عزيز ذو انتقام، خير الرازقين، لطيف خبير، ذو القوة المتين. أوليس من يتصف بهذه الصفات المثالية جديرا بالعبادة والتقديس، وألا يتخذ له شريك، ولا من دونه إله.
ومن بين ما عنى القرآن به أكبر عناية إبراز صفة الإنعام التى يتصف بها الله سبحانه؛ فيوجه أنظارهم إلى النعمة الكبرى التى أودعها قلوبهم وهى نعمة الهدوء والسكينة يحسون بها، عند ما يعودون إلى بيوتهم، مكدودين منهوكى القوى، وإلى هدايتهم إلى بناء بيوت من جلود الأنعام، يجدونها خفيفة المحمل في الظعن
والإقامة، وإلى اتخاذ أثاثهم وأمتعتهم من أصوافها وأوبارها، وإلى نعمة الظل يجدون عنده الأمن والاستقرار، وإن للشمس وحرارتها لوقعا مؤلما في النفوس وعلى الأجسام، ومن أجمل وسائل الاستتار هذه الثياب تقى صاحبها الحر، وبها تتم نعمة الله، فيقول: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (النحل 79 - 81).
ويوجه أنظارهم إلى ما في خلق الزوج من نعمة تسكن إليها النفس، وتجد في ظلها الرحمة والمودة، فيقول: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 21). وهو الذى يرزقهم، ويرزق ما على الأرض من دواب، لا تستطيع أن تتكفل برزق نفسها، وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (العنكبوت 60). وينبههم إلى ما في اختلاف الليل والنهار من تجديد النشاط للجسم، وبعث القوة في الأحياء وما في الفلك المسخرة تنقل المتاجر فوق سطح البحر، فتنفع الناس، وفي الماء ينزل من السماء فيحيى الأرض بعد موتها، وفي الرياح تحمل السحاب المسخر بين السماء والأرض، ينبههم إلى نفع ذلك كله فيقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164). ويسأل عمن يلجئون إليه، حين يملأ قلبهم الرعب من ظلمة البر البحر، أليس الله هو الذى ينجيهم منه ومن كل كرب، فيقول:
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (الأنعام 63 - 64).
ويحدثهم عن نعمة تبادل الليل والنهار، وعما خلق له الليل من نعمة الهدوء والسكون، وعن الشمس والقمر يجريان في دقة ونظام، فيحسب الناس بهما حياتهم، وينظمون أعمالهم، وعن النجوم في السماء تزينها كمصابيح، ويهتدى بها السائر في ظلمات البر والبحر، وعن المطر ينزل من السماء، فتحيا به الأرض وتنبت به الجنات اليانعة، ذات الثمار المشتبهة وغير المشتبهة، وكان للمطر في الحياة العربية قدره وأثره، فعليه حياتهم، فلا جرم أكثر القرآن من الحديث عنه نعمة من أجلّ نعمه عليهم، فيقول: فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 96 - 99)، وتحدث عن هذه النعم نفسها مرارا أخرى كقوله:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم 32 - 34). وتحدث إليهم عما أنعم به عليهم من أنعام، فيها دفء ومنافع، وجمال، وعاد فذكرهم بنعمة المطر وإنباته الزرع، وخص البحر بالحديث عن تسخيره، وما نستخرجه منه من اللحم والحلى، وما يجرى فوقه من فلك تمخر عبابه، فقال: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 5 - 18)، وللأنعام في حياة العرب بالبادية ما يستحق أن يذكروا به، وأن يسجل فضله عليهم بها. ويوجه القرآن نظرهم إلى خلقهم وما منحهم الله من نعمة السمع والبصر والعقل، فيقول: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وكثيرا ما امتنّ عليهم بنعمة الرزق، فيقرّرها مرة، ويقررهم بها أخرى، فيقول حينا: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (غافر 64). ويقول حينا: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (يونس 31). ويسترعى انتباههم إلى طعامهم الذى هو من فيض فضله، فيقول: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً
لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ
(عبس 24 - 32).
وإن في إكثار القرآن من الحديث عن هذه النعم، وتوجيه أنظارهم إليها، وتقريرهم بها، ما يدفعهم إلى التفكير في مصدرها، وأنه جدير بالعبادة، وما يثير في أنفسهم شكرها وتقديس بارئها، ولا سيما أن تلك النعم ليست في طاقة بشر، وأنها باعترافهم أنفسهم من خلق العلىّ القدير. وهكذا يتكئ القرآن على عاطفة إنسانية يثيرها، لتدفع صاحبها عن طريق الإعجاب حينا، والاعتراف بالجميل حينا، إلى الإيمان بالله وإجلاله وتقديسه. كما أن ذلك الوصف يبعث في النفس حب الله المنعم، فتكون عبادته منبعثة عن حبه وشكر أياديه.
ومما عنى القرآن بإبرازه من صفات الله وحدانيته، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وقد أبرز القرآن في صورة قاطعة أنه لا يقبل الشرك ولا يغفره: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48)؛ ويعد الإشراك رجسا فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا (التوبة 28).
أوليس في هذا التصوير ما يبعث في النفس النفور منه والاشمئزاز؟!
والقرآن يعرض لجميع ألوان الإشراك، فيدحضها ويهدمها من أساسها، فعرض لفكرة اتخاذ ولد، فحدثنا في صراحة عن أنه ليس في حاجة إلى هذا الولد، يعينه أو يساعده، فكل من في الوجود خاضع لأمره، لا يلبث أن ينقاد إذا دعى، وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (البقرة 116، 117). وحينا يدفع ذلك دفعا طبيعيا بأن الولد لا يكون إلا إذا كان ثمة له زوجة تلد، أما وقد خلق كل شىء، فليس ما يزعمونه ولدا سوى خلق ممن خلق:
بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الأنعام 101، 102).
ويعرض مرة أخرى لهذه الدعوى، فيقرر غناه عن هذا الولد، ولم يحتاج إليه، وله ما في السموات وما في الأرض، فيقول: قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 68 - 70). ويعجب القرآن كيف يخيل للمشركين عقولهم أن يخصوا أنفسهم بالبنين ويجعلوا البنات لله، فيقول:
أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً (الإسراء 40).
ويصور القرآن- فى أقوى صور التعبير- موقف الطبيعة الساخطة المستعظمة نسبة الولد إلى الله، فتكاد- لشدة غضبها- أن تنفجر غيظا، وتنشق ثورة، وتخر الراسيات لهول هذا الافتراء، وضخامة هذا الكذب، وأصغ إلى تصوير هذا الغضب فى قوله: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91). أما هؤلاء الذين دعوهم أبناء الله، فليسوا سوى عباد مكرمين، خاضعين لأمره، ولن يجرؤ واحد منهم على ادعاء الألوهية، أما من تجرأ منهم على تلك الدعوى فجزاؤه جهنم، لأنه ظالم مبين، وهل هناك أقوى في هدم الدعوى من اعترف هؤلاء العباد أنفسهم الذين يدعونهم أبناء، بأنهم ليسوا سوى عبيد خاضعين، ومن جرؤ منهم على دعوى الألوهية كان جزاؤه عذاب جهنم خالدا فيها، قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (الأنبياء 26 - 29).
وعلى هذا النسق نفسه جرى في الرد على من زعم ألوهية المسيح، فقد جعل المسيح نفسه يتبرأ من ذلك وينفيه، إذ قال: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 116، 117).
وتعرض القرآن مرارا لدعوى ألوهية عيسى، وقوض هذه الدعوى من أساسها بأن هذا المسيح الذى يزعمونه إلها، ليس لديه قدرة يدفع بها عن نفسه إن أراد الله أن يهلكه، وأنه لا امتياز له على سائر المخلوقات، بل هو خاضع لأمره، مقر بأنه ليس سوى عبد الله، وليس المسيح وأمه سوى بشرين يتبوّلان ويتبرّزان، أو تقبل الفطرة الإنسانية السليمة أن تتخذ لها إلها هذا شأنه، لا يتميز عن الناس في شىء، ولا يملك لهم شيئا من الضر ولا النفع، ولننصت إلى القرآن مهاجما دعوى ألوهية عيسى قائلا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 17). لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(المائدة 72 - 76).
وإن الغريزة لتنأى عن عبادة من لا يملك الضرر ولا النفع. وتأمل جمال الكناية في قوله: يَأْكُلانِ الطَّعامَ. والمسيح مقر- كما رأيت- بعبوديته ولا يستنكف أن يكون لله عبدا، لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (النساء 172).
وهاجم القرآن بكل قوة الإشراك بالله، وهو يهاجم ببلاغته العقل والوجدان معا فيأخذ في نقاش المشركين، ليصلوا إلى الحق بأنفسهم، ويلزمهم الحجة، ويقودهم إلى الصواب، فيسألهم عمن يرزقهم، ومن يملك سمعهم وأبصارهم، ومن يخرج الحى من الميت، ويخرج الميت من الحى، ومن يدبر أمر العالم، ومن يبدأ الخلق ثمّ يعيده، ومن يهدى إلى الحق، وإذا كان المشركون أنفسهم يعترفون بأن ذلك إنما هو من أفعال الله، فما قيمة هؤلاء الشركاء إذا، وما معنى إشراكهم لله في العبادة، أو ليس من يهدى إلى الحق جديرا بأن يعبد ويتّبع، أما من لا يهتدى إلا إذا اقتيد فمن الظلم عبادته، ومن الجهل اتباعه، وليست عبادة هؤلاء الشركاء سوى جرى وراءه وهم لا يغنى من الحق شيئا، وتأمل جمال هذا النقاش الذى يثير التفكير والوجدان معا: يثير التفكير بقضاياه، ويثير الوجدان بهذا التساؤل عن الجدير بالاتباع، وتصويره المشرك، مصروفا عن الحق، مأفوكا، ظالما، يتبع الظن الذى لا يغنى عن الحق شيئا، وذلك حين يقول: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (يونس 31 - 36). وفي التحدث إليهم عن الرزق، وهدايتهم إلى الحق، ما يثير في أنفسهم عبادة هذا الذى يمدهم بالرزق، ويهديهم إلى الحق، واستمع إلى هذا النقاش الذى يحدثهم فيه عن نعمه عليهم، متسائلا:
أله شريك في هذه النعم التى أسداها، وإذا لم يكن له شريك فيما أسدى، فكيف يشرك به غيره في العبادة؟ فقال مرة: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (النمل 59 - 71). أو ليس في إنبات الحدائق ذات البهجة، وتسيير الأنهار خلال الأرض، وإجابة المضطر إذا دعا، وكشف السوء، وجعلهم خلفاء الأرض، ما يبعث الابتهاج في النفس، والحب لله، ويدفع إلى عبادته وتوحيده ما دام هو الملجأ في الشدائد، والهادى في ظلمات البر والبحر، ومرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته؟ ومرة يسائلهم قائلا: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (القصص 70 - 73). أوليس في الليل السرمد والنهار السرمد ما يبعث الخوف في النفس، والحب لمن جعل الليل والنهار خلفة؟!
وكثيرا ما تعجب القرآن من عبادتهم ما لا يضر ولا ينفع. والقرآن يبعث الخوف من سوء مصير هؤلاء المشركين يوم القيامة، فمرة يصورهم محاولين ستر جريمتهم بإنكارهم، حين لا يجدون لها سندا من الحق والواقع، فيقول:
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 22 - 24).
وحينا يصورهم، وقد تبرأ شركاؤهم من عبادتهم، فحبطت أعمالهم، وضل سعيهم، وذلك حين يقول: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 28 - 30).
وحينا يصورهم هلكى في أشد صور الهلاك وأفتكها، إذ يقول: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (الحج 31). أما المصير المنتظر لمن يشرك بالله فأن يلقى في جهنم ملوما مدحورا.
ومن أبرز صفات الله في القرآن قدرته، يوجّه النظر إلى مظاهرها، ويأخذ بيدهم ليدركوا آثار هذه القدرة، مبثوثة في أرجاء الكون وفي أنفسهم، فهذه الأرض هو الذى بسطها فراشا، وتلك السماء رفعها بناء، وهذه الجبال بثها في الأرض أوتادا، وهذه الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ووجه النظر إلى هذه الحبوب فلقها بقدرته، كما فلق النوى ليخرج منه النخل باسقات، ويوجه أنظارهم إلى ألوان المخلوقات وأنواعها وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النور 45). وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم 20 - 25). خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (لقمان 10). ويوجّه النظر إلى توالى الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، فيقول: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (لقمان 29، 30)؛ وكرر ذلك مرارا عدة، كقوله: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (ق 6 - 11).
ويوجّه أنظارهم إلى قدرته في خلقهم، إذ يقول: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). ويقول: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6).
صوّر القرآن قدرة الله الباهرة التى لا يعجزها شىء، والتى يستجيب لأمرها كل شىء، بهذا التّصوير البارع إذ قال: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس 82).
ولما وجّه النظر إلى مظاهر قدرته، اتخذ ذلك ذريعة إلى إقناعهم بأمر البعث، فحينا يتساءل أمن خلق السموات والأرض، ولم يجد مشقة في خلقها يعجز عن إحياء الموتى، فيقول: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأحقاف 33). ويقرر أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (غافر 57). ولذا صح هذا التساؤل ليقروا: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (النازعات 27 - 33). وسوف نكمل الحديث عن ذلك في فصل اليوم الآخر.
ومن أظهر صفات الله في القرآن علمه، وإحاطة علمه بكل شىء في الأرض وفي السماء وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (يونس 61). ويقول على لسان لقمان لابنه: يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (لقمان 16). أرأيت هذا التصوير المؤثر لإحاطة علم الله بكل شىء، فلا يغيب عنه موضع ذرّة بين طيات صخرة أو في طبقات السموات، أو في أعماق الأرض، ويعلم الله الغيب، ومن ذلك ما يرونه بأعينهم في كل يوم من أمور غيبيّة، يدركون أنها مستورة عليهم، مع قرب بعضها منهم، إذ يقول: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان 34). وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (طه 7). واقرأ هذا التصوير الشامل لعلمه في قوله: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (الأنعام 59). وهكذا يصور القرآن شمول علم الله تصويرا ملموسا محسا.
ومن أظهر صفاته كذلك شدة قربه إلى الناس، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة 7). وأمر الرسول بأن يخبر الناس بقربه، يسمعهم ويصغى إليهم إذا دعوا، فقال: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (البقرة 186). ولا يستطيع فرد أن يعيش بعيدا عن عينه، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد 4). بل هو أقرب شىء إلى الإنسان، يعلم خلجات نفسه، ويدرك أسراره وخواطره لا يغيب عنه منها شىء، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (ق 16).
والعدل، وقد أطال القرآن في تأكيد هذه الصفة، وأكثر من تكريرها، فكل إنسان مجزى بعمله وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (غافر 31). مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 146). ويقرر في صراحة إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). وإِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ (النساء 40).
وإن في تقرير هذه الصفات وتأكيدها لدفعا للمرء إلى التفكير قبل العمل، كى لا يغضب الله العالم بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، والقريب إليه قربا لا قرب أشد منه، وفي تأكيد صفتى العلم والقرب ما يبعث الخجل في الإنسان من أن يعمل ما يغضب الله وما حرمه، وفي تأكيد صفة العدل ما يبعث على محاسبة النفس لأن الخير سيعود إليها ثوابه، والشر سيرجع عليها عقابه.
وكان وصف القرآن لله بالرحمة والرأفة والحلم والغفران والشكر، أكثر من وصفه بالانتقام وشدّة العذاب، بل هو عند ما يوصف بهما، تذكر إلى جانبهما أحيانا صفات الرحمة؛ فكثيرا ما يكرر القرآن معنى قوله: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (البقرة 143). وقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (النساء 110). وأكّد هذا الوصف حتى قال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 54). وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (المؤمنون 118). أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (الأعراف 155). ويفتح باب رحمته وغفرانه، حتى لمن أسرف ولج في العصيان، إذ يقول: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر 53). وبذلك كانت الصورة التى رسمها القرآن مليئة بالأمل والرجاء، تحيى في النفس التفاؤل، كما أن كثرة وصفه بالرحمة وأخواتها، تجعل عبادة الله منبعثة عن الحب، أكثر منها منبعثة عن الرهبة والخوف، ولكن لما كان كثير من النفوس يخضع بالرهبة دون الرغبة وصف القرآن الله بالعزة والانتقام وشدة العذاب، يقرن ذلك بوصفه بالرحمة حينا، ولا يقرنها بها حينا آخر، فيقول مرة: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة 98). غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ (غافر 3). إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (فصلت 43). ويقول أخرى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (الحشر 7). عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (المائدة 95). إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (آل عمران 4). وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (الزمر 37). وبرغم وصفه بالعزّة والانتقام والجبروت كانت الصفة الغالبة في القرآن هى الإنعام والرحمة والتّفضّل وأنه الملجأ والوزر، يجيب المضطرّ إذا دعاه، ويكشف السوء، وينجّى في ظلمات البرّ والبحر، فهى صورة محبّبة إلى النفوس، تدفع إلى العبادة، عبادة من هو جدير بها، لكثرة فضله وخيره وإنعامه.
وأفحم القرآن من ادّعى الألوهية من البشر إفحاما لا مخلص له منه، وذلك في الحديث الذى دار بين إبراهيم وهذا الملك الذى ادعى أنه إله، إذ يقول: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة 258).
وأرشد القرآن إلى أن العقل السليم والفطرة المستقيمة يرشدان إلى وجود الله ويدلّان على وحدانيته، فهذا إبراهيم قد وجد قومه يتخذون أصناما آلهة، فلم ترقه عبادتهم، فمضى إلى الكون يلتمس إلهه، فلما رأى نورا يشع ليلا من كوكب في الأفق ظنه إلها، ولكنه لم يلبث أن رآه قد أفل، فأنكر على نفسه اتخاذ كوكب يأفل إلها، إذ الإله يجب أن يكون ذا عين لا تغفل ولا تنام، وهكذا أعجب بالقمر، واستعظم الشمس، ولكنهما قد مضيا آفلين، فأدرك إبراهيم أن ليس في كل هؤلاء من يستحق عبادة ولا تقديسا، وأنّ الله الحق هو الذى فطر السموات والأرض، واستمع إلى القرآن يصوّر تأمل إبراهيم في قوله: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 74 - 79).
كان الإيمان بالله ووحدانيته، أساس الدين الإسلامى، وقد رأينا كيف عنى القرآن بإبراز صفاته التى تتصل بالإنسان خالقا له، ومنعما عليه، وعالما بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، وقريبا منه أقرب إليه من حبل الوريد، ورحيما به، عادلا لا يظلمه، ولا يغبنه، يهبه الرزق، ويمنحه الخير، ويجيبه إذا دعاه. أو ليس من له هذه الصفات الكاملة جديرا من الناس بالعبادة والتقديس والتنزيه عن النقص والإشراك؟
الله: علم دَال على الْإِلَه الْحق دلَالَة جَامِعَة لمعاني الْأَسْمَاء الْحسنى كلهَا وَقد مر تَحْقِيقه فِي أول الْكتاب تبركا وتيمنا.
الله: وَإِنَّمَا افتتحت بِهَذِهِ الْكَلِمَة المكرمة المعظمة مَعَ أَن لَهَا مقَاما آخر بِحَسب رِعَايَة الْحَرْف الثَّانِي تيمنا وتبركا وَهَذَا هُوَ الْوَجْه للإتيان بعد هَذَا بِلَفْظ الأحمد وَالْأَصْحَاب وَاعْلَم أَنه لَا اخْتِلَاف فِي أَن لفظ الله لَا يُطلق إِلَّا عَلَيْهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي أَنه إِمَّا علم لذات الْوَاجِب تَعَالَى الْمَخْصُوص الْمُتَعَيّن أَو وصف من أَوْصَافه تَعَالَى فَمن ذهب إِلَى الأول قَالَ إِنَّه علم للذات الْوَاجِب الْوُجُود المستجمع للصفات الْكَامِلَة. وَاسْتدلَّ بِأَنَّهُ يُوصف وَلَا يُوصف بِهِ وَبِأَنَّهُ لَا بُد لَهُ تَعَالَى من اسْم يجْرِي عَلَيْهِ صِفَاته وَلَا يصلح مِمَّا يُطلق عَلَيْهِ سواهُ. وَبِأَنَّهُ لَو لم يكن علما لم يفد قَول لَا إِلَه إِلَّا الله التَّوْحِيد أصلا لِأَنَّهُ عبارَة عَن حصر الألوهية فِي ذَاته المشخص الْمُقَدّس. وَاعْترض عَلَيْهِ الْفَاضِل المدقق عِصَام الدّين رَحمَه الله بِأَنَّهُ كَيفَ جعل الله علما شخصيا لَهُ تَعَالَى لِأَنَّهُ لَا يتَحَقَّق إِلَّا بعد حُصُول الشَّيْء وحضوره فِي أذهاننا أَو القوى المثالية والوهمية لنا أَلا ترى أَنا إِذا جعلنَا العنقاء علما لطائر مَخْصُوص تصورناه بِصُورَة مشخصة بِحَيْثُ لَا يتَصَوَّر الشّركَة فِيهَا وَلَو بالمثال وَالْفَرْض وَهَذَا لَا يجوز فِي ذَاته تَعَالَى الله علوا كَبِيرا. فَإِن قلت وَاضع اللُّغَة هُوَ الله تَعَالَى فَهُوَ يعلم ذَاته بِذَاتِهِ وَوضع لفظ الله لذاته الْمُقَدّس، قلت هَذَا لَا يُفِيد فِيمَا نَحن فِيهِ لِأَن التَّوْحِيد أَن يحصل من قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله حصر الألوهية فِي عقولنا فِي ذَاته المشخص فِي أذهاننا وَلَا يَسْتَقِيم هَذَا إِلَّا بعد أَن يتَصَوَّر ذَاته تَعَالَى بِالْوَجْهِ الجزئي. هَذَا غَايَة حَاصِل كَلَامه وَقد أجَاب عَنهُ أفضل الْمُتَأَخِّرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله بِأَنَّهُ آلَة الْإِحْضَار وَهُوَ وَإِن كَانَ كليا لَكِن الْمحْضر جزئي وَلَا يخفى على المتدرب مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي الْوَاقِع فَهُوَ لَا يُفِيد حصر الألوهية فِي أذهاننا كَمَا هُوَ المُرَاد. وَإِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي عقولنا فَمَمْنُوع، فَإِن وَسِيلَة الْإِحْضَار والموصل إِلَيْهِ إِذا كَانَ كليا كَيفَ يحصل بهَا فِي أذهاننا محْضر جزئي وَمَا الْفرق بَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله وَبَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الْوَاجِب لذاته. فَإِن مَا يصدق عَلَيْهِ هَذَا الْمَفْهُوم أَيْضا جزئي فِي الْوَاقِع. فَإِن قلت التَّوْحِيد حصر الألوهية فِي ذَات مشخصة فِي نفس الْأَمر لَا فِي أذهاننا فَقَط. قلت فَهَذَا الْحصْر لَا يتَوَقَّف على جعل اسْم الله علما بل إِن كَانَ بِمَعْنى المعبود بِالْحَقِّ يحصل أَيْضا ذَلِك، وَلذَلِك يحصل بقولنَا لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَّا الْوَاجِب لذاته كَمَا سبق وَمن ذهب إِلَى الثَّانِي قَالَ إِنَّه وصف فِي أَصله لكنه لما غلب عَلَيْهِ تَعَالَى بِحَيْثُ لَا يسْتَعْمل فِي غَيره تَعَالَى وَصَارَ كَالْعلمِ أجري مجْرى الْعلم فِي الْوَصْف عَلَيْهِ وَامْتِنَاع الْوَصْف بِهِ وَعدم تطرق الشّركَة إِلَيْهِ. وَاسْتدلَّ، بِأَن ذَاته من حَيْثُ هُوَ بِلَا اعْتِبَار أَمر آخر حَقِيقِيّ كالصفات الإيجابية الثبوتية أَو غير حَقِيقِيّ كالصفات السلبية غير مَعْقُول للبشر فَلَا يُمكن أَن يدل عَلَيْهِ بِلَفْظ. ثمَّ على الْمَذْهَب الثَّانِي قد اخْتلف فِي أَصله فَقَالَ بَعضهم إِن لفظ الله أَصله إِلَه من إِلَه الآهة وإلها بِمَعْنى عبد عبَادَة والإله بِمَعْنى المعبود الْمُطلق حَقًا أَو بَاطِلا فحذفت الْهمزَة وَعوض عَنْهَا الْألف وَاللَّام لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال أَو للْإِشَارَة إِلَى المعبود الْحق وَعند الْبَعْض من إِلَه إِذا فزع وَالْعَابِد يفزع إِلَيْهِ تَعَالَى وَعند الْبَعْض من وَله إِذا تحير وتخبط عقله، وَعند الْبَعْض من لاه مصدر لاه يَلِيهِ ليها ولاها إِذا احتجب وارتفع وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِكَمَال ظُهُوره وجلائه مَحْجُوب عَن دَرك الْأَبْصَار ومرتفع على كل شَيْء وَعَما لَا يَلِيق بِهِ. وَالله أَصله الْإِلَه حذفت الْهمزَة إِمَّا بِنَقْل الْحَرَكَة أَو بحذفها وعوضت مِنْهَا حرف التَّعْرِيف ثمَّ جعل علما إِمَّا بطرِيق الْوَضع ابْتِدَاء وَإِمَّا بطرِيق الْغَلَبَة التقديرية فِي الْأَسْمَاء وَهِي تَجِيء فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
ثمَّ اعْلَم أَن حذف الْهمزَة بِنَقْل الْحَرَكَة قِيَاس وَبِغَيْرِهِ خلاف قِيَاس وَهُوَ هَا هُنَا يحْتَمل احْتِمَالَيْنِ لَكِن على الثَّانِي الْتِزَام الْإِدْغَام ووجوبه قياسي لِأَن السَّاقِط الْغَيْر القياسي بِمَنْزِلَة الْعَدَم فَاجْتمع حرفان من جنس وَاحِد أَولهمَا سَاكن وعَلى الثَّانِي الْتِزَامه على خلاف الْقيَاس لِأَن الْمَحْذُوف القياسي كالثالث فَلَا يكون المتحركان المتجانسان فِي كلمة وَاحِدَة من كل وَجه وعَلى أَي حَال فَفِي اسْم الله المتعال خلاف الْقيَاس فَفِيهِ توفيق بَين الِاسْم والمسمى لِأَنَّهُ تَعَالَى شَأْنه خَارج عَن دَائِرَة الْقيَاس وطرق الْعقل وَعند أهل الْحق وَالْيَقِين رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. حرف الْهَاء فِي لفظ الله إِشَارَة إِلَى غيب هويته تَعَالَى وَالْألف وَاللَّام للتعريف وَتَشْديد اللَّام للْمُبَالَغَة فِي التَّعْرِيف وَلَفظ الله اسْم أعظم من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَقد يُرَاد بِهِ وَاجِب الْوُجُود بِالذَّاتِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {قل هُوَ الله أحد} وَفِي قَوْلهم والمحدث للْعَالم هُوَ الله الْوَاحِد فَلَا يلْزم اسْتِدْرَاك الْأَحَد وَالْوَاحد فيهمَا وتفصيله فِي الْأَحَد إِن شَاءَ الله الصَّمد.
الله: علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى.
(الله) علم على إلاله المعبود بِحَق أَصله إِلَه دخلت عَلَيْهِ ال ثمَّ حذفت همزته وأدغم اللامان
الله: تَبَارَكَ وتَعالى وجَلَّ جَلاَلُهُ- هو عَلَم دالٌّ على الإله الحقِّ دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى كلها قاله السيد في "التعريفات".

الآية

الآية: العلامة الظاهرة، وحقيقته كل شيء ظاهر هو ملازم لشيء لا يظهر ظهوره فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته إذ كان حكمهما واحدا، ذلك ظاهر في المحسوس والــمعقول وقيل لكل جملة من القرآن دالة على حكم آية سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة. ويقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظي آية، وعليه اعتبار آيات السور التي تعد بها السورة.
الآية
ما تستدِلُّ به على أمر. وليست هي تمام الدليل، بل يُنَبِّهُك على الدليلِ. ووضوحُ الآية كونُها ظاهرة لمن يفهمها:
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} .
واستعملته العرب في هذا المعنى. قال الحارث بن حِلِّزَة : مَنْ لَنا عِندَه مِنَ الخيرِ آيا ... تٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِنَّ الْقَضَاءُ
أي كل منها كافية شافية لا تبقي شبهة.
الفرق بين الآية والدليل المنطقي من وجوه:
1 - الأول أن الآية ما عليه بناء الدليل المنطقي. مثلاً "العالم متغير، وكل متغير حادث" فتغيرُ العالَمِ هو الآيةُ على حدوثه.
2 - والثاني أن الآية هي التي تَبعث الفكرَ وتُلقي السؤالَ في القلب، وتُذكّره ما نسِي ، وتهيج فيه خُلقاً أودعه من الرحم والتقوى والصبر والشكر وغير ذلك.
3 - والثالث أن الآية موجودة في فطرة الفكرة، والدليل المنطقي أمر مفروض، فإن الفكرة تجري من تصور إلى تصور، مثلاً من تغير العالم إلى حدوثه. وإظهارُها في صورة القضايا مفروضٌ. وإنما فرضوها لأجل النظر فيها كما يقطِّعون البيت في الأفاعيل .
الآية:
[في الانكليزية] Verse ،signe
[ في الفرنسية] Verset ،signe
في اللغة العلامة، وجملة تامّة من القرآن، وعدة حروف منه. أصله أوية بالتحريك آي وآياء وآيات جمع، كذا في الصراح. وفي جامع الرموز الآية العلامة لغة وشرعا ما تبيّن أوله وآخره توقيفا من طائفة من كلامه تعالى بلا اسم، انتهى. وقوله بلا اسم احتراز عن السورة وهذا التعريف أصح. وقال صاحب الإتقان الآية قرآن مركّب من جمل ذو مبدأ ومقطع ومندرج في سورة، وأصلها العلامة ومنه أنّه آية ملكه لأنها علامة للفصل والصدق، أو الجماعة لأنها جماعة كلمات، كذا قال الجعبري.
وقال غيره الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها. وقيل هي الواحدة من المعدودات في السور سمّيت بها لأنها علامة على صدق من أتى بها وعلى عجز المتحدّى بها. وقيل لأنها علامة على انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعها مما بعدها. قال الواحدي وبعض أصحابنا: يجوز على هذا القول تسمية أقلّ من الآية آية لولا التوقيف وارد بما هي عليه الآن. وقال أبو عمر الدواني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلّا قوله تعالى: مُدْهامَّتانِ.

وقال غيره بل فيه غيرها مثل: والفجر والضحى والعصر، وكذا فواتح السور عند من عدّها آيات. وقال بعضهم: الصحيح أنّ الآية إنما تعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السّور. قال:
فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أوّل القرآن وعن الكلام الذي في آخر القرآن، وعمّا قبلها وما بعدها في غيرها، غير مشتمل على مثل ذلك. وقال: بهذا القيد خرجت السورة لأن السورة تشتمل الآيات بخلاف الآية فإنها لا تشتمل آية أصلا. وقال الزمخشري: الآيات علم توقيفي لا مجال للقياس فيه. ولذلك عدّوا آلم آية حيث وقعت ولم يعدوا المر والر. وعدّوا حم آية في سورها وطه ويس ولم يعدّوا طس.

وقال ابن العربي: تعديد الآي من معضلات القرآن. ومن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائه. وقال غيره سبب إختلاف السلف في عدد الآي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلّها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنّها فاصلة. وقد أخرج ابن الضريس من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس:
قال جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية وستّ عشرة آية، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وسبعون حرفا. وقال الدواني أجمعوا على أنّ عدد الآي ستة آلاف آية، ثم اختلفوا فيما زاد، فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال ومائة آية وأربع آيات. وقيل وأربع عشرة. وقيل وتسع عشرة. وقيل وخمس وعشرون. وقيل وست وثلثون.

ثم اعلم أنه قال ابن السّكّيت: المنزّل من القرآن على أربعة أقسام: مكّي ومدني وما بعضه مكّي وبعضه مدني وما ليس بمكّي ولا مدني. وللناس في المكّي والمدني ثلاثة اصطلاحات: أولها أشهر وهو أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعد الهجرة، سواء نزل بالمدينة أو بمكّة، عام الفتح أو عام حجّة الوداع أو بسفر من الأسفار، فما نزل في سفر الهجرة مكّي. وثانيها أنّ المكّي ما نزل بمكّة ولو بعد الهجرة والمدني ما نزل بالمدينة، فما نزل في الأسفار ليس بمكّي ولا مدني فثبت الواسطة. وثالثها أنّ المكّي ما وقع خطابا لأهل مكّة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة، انتهى ما في الإتقان.
والآية عند الصوفية عبارة عن الجمع، والجمع شهود الأشياء المتفرّقة بعين الواحديّة الإلهية الحقيقيّة. وفي الإنسان الكامل الآيات عبارة عن حقائق الجمع، كلّ آية تدلّ على جمع إلهي من حيث معنى مخصوص، يعلم ذلك الجمع الإلهي من مفهوم الآية المتلوّة. ولا بدّ لكلّ جمع من اسم جمالي وجلالي يكون التجلّي الإلهي في ذلك الجمع من حيث ذلك الاسم، فكانت الآية عبارة عن الجمع لأنها عبارة واحدة عن كلمات شتى، وليس الجمع إلّا شهود الأشياء المتفرّقة بعين الواحديّة الإلهية الحقيقيّة.

البعد

البعد: امتداد قائم بالجسم أو بنفسه عند القائلين بالخلاء كأفلاطون. والبعد ضد القرب وليس لهما حد محدود وإنما ذلك بحسب الاعتبار، يقال ذلك في المحسوس وهو الأكثر وفي الــمعقول نحو {ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} ، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك نحو {كَمَا بَعِدَتْ ثَمُود} .
البعد:
[في الانكليزية] Distance ،dimension ،interval
[ في الفرنسية] Eloignement ،distance ،dimension ،intervalle بالضمّ وسكون العين المهملة ضد القرب.
وهو عند الصوفية عبارة عن بعد العبد عن المكاشفة والمشاهدة ويجيء في لفظ القرب.
وفي عرف العلماء هو امتداد بين الشيئين لا أقصر منه، أي لا يوجد بينهما أقصر من ذلك الامتداد، سواء وجد مساويا لذلك الامتداد كما في بعد المركز من المحيط أو زائدا عليه كما في غيره. وهذا التفسير أولى مما قيل هو الامتداد الأقصر من الامتدادات المفروضة بين الشيئين لأنه لا يشتمل بعد المركز من المحيط فإنّه بقدر نصف القطر مع أنه ليس أقصر الخطوط الواصلة بينهما. ثم البعد عند المتكلّمين امتداد موهوم ولا شيء محض فهو عندهم امتداد موهوم مفروض في الجسم أو في نفسه صالح لأن يشغله الجسم وينطبق عليه بعده الموهوم ويسمّى خلاء أيضا. وعند الحكماء امتداد موجود، فعند القائلين منهم بالخلاء له نوعان: فإنهم قالوا إذا حلّ الامتداد الموجود في مادة فجسم تعليمي، وإن لم يحلّ فخلاء أي امتداد مجرّد عن المادة قائم بنفسه، ويسمّى بالبعد المفطور والفراغ المفطور. وبالجملة البعد عندهم إمّا قائم بجسم وهو عرض، وإمّا بنفسه وهو جوهر مجرد.
قال السيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين: إنهم قد صرّحوا بجوهرية البعد المجرّد حتى قالوا إن أقسام الجوهر ستة لا خمسة.
وعند النافين للخلاء المنكرين لوجود الامتداد المجرّد فله نوع واحد أعني الامتداد القائم بالجسم، هذا كله خلاصة ما في حواشي الخيالي ويجيء أيضا في لفظ الخلاء ولفظ المكان.
وأما أهل الهيئة فقد خصّوا البعد في اصطلاحهم ببعد الكوكب عن معدل النهار ولا يطلقونه على بعد أجزاء منطقة البروج عن معدل النهار. فالبعد عندهم قوس من دائرة الميل بين معدل النهار وبين الكوكب من الجانب الأقرب سواء كان للكوكب عرض أو لا، وقد يسمّى أيضا بميل الكوكب مجازا على سبيل التشبيه.
والبعض على أنّ الكوكب إن كان له عرض فبعده عن المعدل يسمّى بعدا وإن لم يكن له عرض فبعده عنه يسمّى ميلا أولا لذلك الكوكب، بخلاف العرض فإنه كما يطلق على بعد مركز الكوكب عن منطقة البروج كذلك يطلق على بعد أجزاء المعدل عن منطقة البروج الذي يسمّى بالميل الثاني. هذا كله خلاصة ما حققه الفاضل عبد العلي البرجندي في تصانيفه كشرح التذكرة وحاشية الچغميني وما حققه المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي. ويقول في رسالة الاستخراج، وهي رسالة في استخراج التقويم من زيج «الغ بيك». البعد: جزء أو ساعة من مكان معيّن مثلا من البرج أو نصف النّهار، وهو نوعان: ماض ومستقبل، فالماضي هو دور مضى من نصف النهار. وبعد المستقبل فهو دور من نصف النّهار الآتي. انتهى.

البهمة

(البهمة) الصَّغِير من الضَّأْن (الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء) (ج) بهم وبهام

(البهمة) الصَّخْرَة الصلدة الملساء والمعضل من الْأُمُور والشجاع يستبهم على قرنه وَجه غلبته وَمن اللَّيَالِي الَّتِي لَا يطلع فِيهَا الْقَمَر (ج) بهم
البهمة: الحجر الصلب ثم قيل لما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولــا مبهم. ويقال أبهمت الباب أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه. وأبهم الكلام إبهاما إذا لم يبينه. ويقال للمرأة التي لا يحل نكاحها هي مبهمة عليه، ومنه قول الشافعي رضي الله عنه: لو تزوجها ثم طلقها قبل الدخول لم تحل له أمها لأنها مبهمة عليه وتحل بنتها، وهذا التحريم يسمى المبهم لأنه لا يحل بحال.

التركيب

التركيب: كالترتيب لكن ليس لبعض الأشياء فيه نسبة إلى بعض بالتقدم والتأخر.
التركيب:
[في الانكليزية] Synthesis ،composition ،combination
[ في الفرنسية] Synthese ،composition ،combinaison
بالكاف لغة الجمع. وعرفا مرادف التأليف وهو جعل الأشياء المتعدّدة بحيث يطلق عليها اسم الواحد، ولا تعتبر في مفهومه النسبة بالتقديم والتأخير كما عرفت في لفظ الترتيب بخلاف التأليف فإنه تعتبر فيه المناسبة بين الأجزاء لأنه مأخوذ من الإلفة، صرّح بذلك السيّد الشريف في حاشية الكشاف. هكذا في شرح التهذيب لليزدي. فالمركّب على هذا هو مجموع الأشياء المتعدّدة المأخوذة بالحيثية المذكورة. وفي بعض كتب الصرف هذا معنى مطلق التركيب. وأمّا التركيب في اصطلاح الصرفيين فهو جمع حرفين أو حروف بحيث يطلق عليها اسم الكلمة انتهى. فالمركّب على هذا هو الكلمة التي فيها حرفان أو أكثر.
والتركيب عند النحاة مقابل الإفراد، وكذا عند المنطقيين، لكن بين الاصطلاحين فرقا يجيء بيانه في لفظ المفرد.
اعلم أنّ النحاة قالوا إن كان بين جزئي المركّب وهما اللفظان إسناد سمّي مركّبا إسناديا وجملة، فإن كان ما بينهما إسنادا أصليا مقصودا لذاته سمّي كلاما. فالجملة أعمّ من الكلام.
وإن لم يكن بينهما إسناد فإمّا أن تكون بينهما نسبة تقييدية بأن يكون أحد الجزءين قيدا للآخر يسمّى مركبا تقييديا، فإن كان أحدهما مضافا والآخر مضافا إليه سمّي مركبا إضافيا، وإن كان أحدهما موصوفا والآخر صفة سمّي مركبا توصيفيا. وأمّا المصادر والصفات مع فاعلها فإنها في حكم المركّبات التقييدية لكون إسنادها أيضا غير تام ويجيء ما يؤيّد هذا في بيان الإسناد التام وغير التام. وإمّا أن لا تكون بينهما نسبة تقييدية أيضا ويسمّى مركّبا غير تقييدي. فالمركّب الغير التقييدي ما ليس فيه نسبة إسنادية ولا تقييدية أصلا، لا في الحال ولا قبل التركيب، فخرج تأبّط شرا علما، إذ فيه نسبة قبل العلمية، وكذا نحو عبد الله علما، بخلاف بخت نصّر، فإنّ نصر قبل تركيبه مع بخت أيضا علم، فليست فيه نسبة أصلا.
والمفهوم من الضوء شرح المصباح أنّ المركّب التقييدي هو التوصيفي حيث قال في تعريف الكلام: التأليف إمّا على وجه التعداد كخمسة عشر أو الإضافة نحو غلام زيد أو التقييد أعني التوصيف نحو الرجل الذاهب أو غير ذلك انتهى. ثم المركّب الغير التقييدي إمّا أن يركب تركيبا به يصير في حكم الكلمة الواحدة معدودا في الأسماء أو لا. الثاني نحو بزيد ومنك، والأول إن تضمن الجزء الثاني منه حرفا سواء كان حرف عطف نحو خمسة عشر فإنه في الأصل خمسة وعشر أو غيره كحرف الجر نحو بيت بيت أي بيت منته إلى بيت، أو ملصق به يسمّى مركّبا تضمنيا. وإن لم يتضمن له سمّي مركبا مزجيا وامتزاجيا وذا المزاج أيضا كما في شرح التسهيل. والمزجي وإن كان مختوما بويه كسيبويه وعمرويه يسمّى مركّبا صوتيا. وفي الفوائد الضيائية في بحث أسماء العدد قال خمسة عشر مركّب امتزاجي. قال المولوي عصام الدين في حاشيته: الصواب أن يقال هو مركّب تضمني انتهى.
اعلم أنّ نحو ضاربة وبصري وسيضرب ونحوها مما يعدّ لشدة الامتزاج كلمة واحدة عرفا ليس من المركب بل هو داخل في المفرد على الصحيح، وإن جعله البعض داخلا في المركّب المزجي كما يجيء في لفظ المفرد، فيصح ما قالوا من أنّ الموجود من أقسام المزجي هو المركّب من اسمين حقيقة كبعلبك، فإن بعل اسم صنم وبك اسم سلطان فركّبا وجعلا اسما واحدا وسمّي به البلد الذي كانا فيه، كذا في الفوائد الضيائية. أو حكما كسيبويه فإنّ ويه حكاية صوت غير موضوع لمعنى، لكنه في حكم الاسم حيث أجري مجرى الأسماء المبنية. وسيب اسم بني مع كلمة ويه فجعلا اسما واحدا. وكذا عمرويه وسعدويه، كذا في الصراح. أو من اسم وفعل نحو بخت نصر فإنّ بخت معرب بوخت بمعنى الابن ونصر اسم صنم وهو ماض من باب التفعيل. هذا غاية جهدي في هذا المقام مستنبطا من الإرشاد واللباب والكافية وشروحها وغيرها، أو من فعل واسم نحو تأبّط شرا، فإنّ تأبط ماض من باب التفعل من الإبط يعني (در بغل گرفت بدي را) فإنّه مبني في الأحوال الثلاث. وكذا كل جملة يسمّى بها مثل برق نحره وذرّى حبا كذا في الصراح.
فائدة:
في الرضي ما يكون تركيبه للعلمية ضربان: إمّا أن يكون في الجزء الأخير قبل التركيب سبب البناء أو لا. فإن كان فالأشهر إبقاء الجزء الأخير على البناء، ويجوز إعراب ما لا ينصرف وتجوز على قلة إضافة الصدر إلى العجز كما جاءت في معد يكرب، فيجيء في المضاف إليه الصرف وتركه. وفيه أيضا وإن حذف حرف الجر أو العطف قبل العلمية فبناء الجزءين أولى بعد الجزءين، ويجوز إعراب الثاني مع منع الصرف مع التركيب، وتجوز فيه الإضافة أيضا مع صرف الثاني وتركه. وكذا كلّ ما يتضمن فيه الثاني حرفا يجوز فيه الأوجه الثلاثة بعد العلمية. وفي المنهل المركّب المتضمن للحرف نحو خمسة عشر قيل إنّه يحكى. وقيل يعرب غير منصرف. وفي شرح التسهيل ذو المزج قسمان أحدهما مختوم بغير ويه كمعديكرب ويجوز فيه ثلاث لغات.
الأولى أن يبنيا معا تشبيها له بخمسة عشر.
والثانية إعراب الثاني مع منع الصرف وهو الفصيح. والثالثة الإضافة. هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية حاشية الفوائد الضيائية في بحث غير المنصرف.
قال المنطقيون اللفظ المركّب يسمّى قولا ومؤلّفا. فهذه الألفاظ الثلاثة مترادفة بحسب الاصطلاح المشهور. وربّما يفرّق بين المركب والمؤلّف فيقال بتثليث القسمة. اللفظ إمّا أن لا يدلّ جزؤه على شيء أصلا وهو المفرد، أو يدلّ. فإمّا أن يدلّ على جزء معناه وهو المؤلّف أو لا على جزء معناه وهو المركّب، وهذا هو المنقول عن بعض المتأخرين. وقيل إنهم عرفوا المؤلّف بما عرّف به المركّب في المشهور، وهو ما تقصد بجزء منه الدلالة على بعض ما يقصد به حين ما يقصد به، والمركّب بما يدلّ جزؤه لا على جزء المعنى. وعلى هذا لا تكون القسمة حاصرة لخروج مثل الحيوان الناطق علما، إذ لا يدخل في المفرد وهو ظاهر ولا في المؤلّف لعدم الدلالة على جزء ما يقصد به، ولا في المركّب لأنه الذي يدلّ جزؤه لا على جزء معناه، اللهم إلّا أن يزاد في تعريف المركّب ويقال بأنه ما يدلّ جزؤه لا على جزء معناه دلالة مقصودة، أو ينقص من تعريف المؤلّف ويقال هو ما يدلّ جزؤه لا على جزء معناه مطلقا أي سواء كانت دلالته مقصودة أو لا. ويطلق المركب أيضا على الأعمّ من الملفوظ والــمعقول كما يطلق على الملفوظ.
التقسيم
المركّب إمّا تام ويسمّى كلاما وهو ما يفيد. فإن احتمل الصدق والكذب سمّي قضية وخبرا وإن لم يحتمل، فإن دلّ على طلب الفعل دلالة أوليّة فهو مع الاستعلاء أمر إن كان المطلوب غير كفّ وإن كان كفا فهو نهي، وإلّا فهو التنبيه، ويندرج فيه التمني والنداء والقسم والتّرجي. ومنهم من عدّ التمني والنداء والاستفهام من أقسام الطلب كالأمر والنهي.
وقد يقسم المركب إلى الخبر والإنشاء المتناول للطلب والتنبيه. وإمّا ناقص ويسمّى غير كلام وهو ما لا يفيد. فإمّا أن يكون الثاني فيه قيدا للأول أو لا. والأول المركّب التقييدي وهو إمّا مركب من اسمين أضيف أولهما إلى الثاني أو وصف به، أو من اسم متقدّم وفعل متأخر وقع صفة له أو صلة له، إذ لو تقدّم الفعل أو تأخّر ولم يكن صفة ولا صلة كان المركّب منهما كلاما. والثاني غير تقييدي كالمركّب من اسم وأداة أو فعل وأداة. هذا كله خلاصة ما في شرح المطالع وحاشيته للسيد الشريف.
وفي الجرجاني المركّب ما تقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه. وللمفرد من حيث هو إطلاقات أربعة: فتارة يراد به ما يقابل المثنى والمجموع فيقال هذا مفرد أي ليس مثنى ولا مجموعا، وتارة ما يقابل المضاف أو شبهه فيقال هذا مفرد أي ليس بمضاف ولا شبهه، وتارة ما يقابل الجملة أو شبهها فيقال هذا مفرد أي ليس بجملة ولا شبهها، وتارة ما يقابل المركّب كما مرّ. وينقسم المركّب على خمسة أقسام: مركّب إضافي كغلام زيد، ومركّب تعدادي كخمسة عشر، ومركّب مزجي كبعلبك، ومركّب صوتي كسيبويه، ومركّب إسنادي كقام زيد وزيد قائم انتهى.
والتركيب عند أهل التعمية يطلق على قسم من الأعمال التسهيلية وهو الإتيان بلفظ مركّب بحسب المعنى الشّعري ومفرد بحسب المعنى المعمائي، وهو المعنى المراد وليس اللفظ، ومثاله التعمية باسم مرشد في هذا البيت:
بما أنّ محبته هيأت مكانا لها في قلب الناس فيا جامي تعال نحو ذلك الجاذب للناس كذا في رسالة للمولوي عبد الرحمن الجامي. وعند المحاسبين يطلق على قسم من النسبة، وعلى كون العدد بحيث يعدّه غير الواحد كالأربعة تعدّها الاثنان والستة يعدها الثلاثة، وكذا الاثنان ويقابله الأوليّة، وهي كون العدد بحيث لا يعده غير الواحد كالثلاثة والخمسة والسبعة كذا في شرح المواقف في بحث الكيفيات المختصة بالكميات. فالعدد قسمان أول ومركّب، وتطلق المركب عندهم أيضا على كلّ من الفرد والزوج إذا لم يكن أوّلا أي في أول الأعداد كالأربعة والثلاثة، ويجيء في لفظ العدد. وعلى مقابل المفرد يفسّر بعدد مرتبته اثنتان فصاعدا كخمسة عشر فإنها الآحاد والعشرات، ويفسّر المفرد بعدد مرتبته واحدة فحسب كخمسة وخمسين وخمسمائة، كذا في ضابط قواعد الحساب. وقد يفسّر المفرد بما يعبّر عنه باسم واحد سواء كان خطّا أو سطحا كثلاثة أو جذر ثلاثة. فعلى هذا المركّب ما يعبّر عنه باسمين ويسمّى ذا الاسمين سواء كان خطّا أو سطحا كثلاثة وجذر ثلاثة مجموعين على ما في حواشي تحرير أقليدس.

الجعل

الجعل: بالفتح، إظهار أمر عن سبب وتصيير. والجعل بالضم، والجعالة بتثليث الجيم، والجعيلة ما يجعل للانسان على عمله، وهو أعم من الأجر والثواب. وشرعا التزام مال معلوم في مقابلة عمل معلوم لا على وجه الإجازة.
الجعل:
[في الانكليزية] Creation ،production
[ في الفرنسية] Creation ،production
بالفتح وسكون العين المهملة في اللغة بمعنى كردن على ما في الصّراح. وهو عند الحكماء على قسمين: جعل بسيط، وهو جعل الشيء وأثره نفس ذلك الشيء، فلا يستدعي إلّا أمرا واحدا، ولا يكون بحسبه إلّا مجعولا فقط.
وحاصله إخراج شيء من العدم إلى الوجود.
وقد أشير إليه في القرآن وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ. وجعل مركّب وهو جعل الشيء شيئا، وأثره مفاد الهيئة التركيبية الحملية، أعني اتصاف الماهية بالوجود من حيث إنّه غير مستقل بالمفهومية ومرآة لملاحظة الطرفين، وهو يتوسّط بين الشيئين فيستدعي مجعولا ومجعولا إليه.
فالإشراقيون ذهبوا إلى الأول فقالوا الفاعل يجعل نفس الماهية. والمشّائيون إلى الثاني أي الجعل المؤلّف، وقالوا الفاعل يجعل الماهية موجودة، كذا ذكر ميرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في الأمور العامة في مقصد الماهية مجعولة أم لا. واستدل على حقية الجعل البسيط بوجوه. منها أنّه يجب الانتهاء إلى جعل بسيط متعلق بالوجود أو الاتصاف به إذ كل ما يفرض أنّه مجعول فهو أيضا في نفسه ماهية فيحتاج إلى الجعل وهلمّ جرّا. ومنها أنّ الوجود أمر اعتباري وكذا وجود الاتصاف. وأثر الجعل كما هو الظاهر أمر عيني. ومنها أنّ مصداق حمل الوجود في الواجب تعالى الحقيقة من حيث هي، وفي الممكن الماهية من حيث إسنادها إلى الجاعل، فإذا فرض استغناؤها في نفسها عنه يصدق حمل الوجود عليها في مرتبة ذاتها، فلا يكون الممكن ممكنا. واستدل على حقيّة الجعل المؤلّف بوجهين. الأول أنّ توسّط الجعل بين الماهية ونفسها غير معقول، ولا يخفى أنه مبني على عدم تصوير الجعل البسيط، فإنّ الجعل المتوسط المتخلل بين الشيء ونفسه هو الجعل المؤلّف لا الجعل البسيط. والثاني أنّ علّة الاحتياج في الممكن هي الإمكان وهو كيفية نسبة الوجود إلى الماهية، فيكون المجعول الماهية باعتبار الوجود لا الماهية من حيث هي. ولا يخفى أنّ الإمكان علّة لاحتياج الماهية باعتبار الوجود لا لاحتياجها مطلقا، فلا يلزم رفع احتياجها من حيث هي. كيف ولها في كل مرتبة احتياج مع أنّ ما هو علّة الاحتياج هو الإمكان بمعنى مصداق الجعل وهو نفس الممكن، هكذا في حواشي السلّم. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى حواشى الزاهدية على شرح المواقف.

الجمال

الجمال: رقة الحسن، ذكره سيبويه. وقال الراغب: الحسن الكثير، وهو ضربان: أحدهما يختص بالإنسان في نفسه وفنه، الثاني ما يصل منه لغيره ومنه الحديث "إن الله جميل يحب الجمال" تنبيها أن منه تفيض الخيرات الكثيرة فيحب من يتصف بذلك، واعتبر فيه معنى الكثرة فقيل لكل جماعة غير منفصلة جملة، وقيل للحساب الذي لم يفصل والكلام الذي لم يبين تفصيله مجمل. قال الراغب: وقول الفقهاء المجمل ما يحتاج إلى بيان ليس بحد له ولا تفسير بل ذكر أحد أحوال بعض الناس معه، والشيء يجب بيان صفته في نفسه التي بها يتميز، وحقيقة المجمل هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير ملخصة.
الجمال:
[في الانكليزية] Beauty
[ في الفرنسية] Beaute
بالفتح وتخفيف الميم في اللغة الفارسيّة بمعنى خوب شدن وجمال الصورة والسيرة.
كما في المنتخب. وفي بحر الجواهر الجمال يطلق على معنيين. أحدهما الجمال الذي يعرفه كل الجمهور مثل صفاء اللون ولين الملمس وغير ذلك مما يمكن أن يكتسب، وهو على قسمين: ذاتي وممكن الاكتساب. وثانيهما الجمال الحقيقي وهو أن يكون كل عضو من الأعضاء على الفصل ما ينبغي أن يكون عليه من الهيئات والمزاج انتهى. والجمال في اصطلاح الصوفية: عبارة عن الالهام الوارد على قلب السّالك من عالم الغيب. وأيضا بمعنى: إظهار كمال المعشوق من العشق- وطلب- العاشق.
كذا في بعض الرسائل. وفي شرح القصيدة الفارضية: الجمال الحقيقي صفة أزلية لله تعالى شاهده في ذاته أولا مشاهدة علمية فأراد أن يراه في صنعه مشاهدة عينيه، فخلق العالم كمرآة شاهد فيه عين جماله عيانا ويجئ في لفظ المحبة. وفي الإنسان الكامل جمال الله تعالى عبارة عن أوصافه العلى وأسمائه الحسنى هذا على العموم. وأما على الخصوص فصفة الرحمة وصفة العلم وصفة اللطف والنعم وصفة الجود والرزّاقية والخلّاقية وصفة النفع وأمثال ذلك فكلها صفات جمال. ثم صفات مشتركة لها وجه إلى الجمال ووجه إلى الجلال كاسم الربّ، فإنه باعتبار التربية والإنشاء اسم جمال، وباعتبار الربوبية والقدرة اسم جلال، ومثله اسم الله واسم الرحمن، بخلاف اسمه الرحيم فإنه اسم جمال.
اعلم أنّ جمال الحق وإن كان متنوعا فهو نوعان. النوع الأول معنوي وهو معاني الأسماء والصفات، وهذا النوع مختص بشهود الحق إيّاه. والنوع الثاني صوري وهو هذا العالم المطلق المعبّر عنه بالمخلوقات على تفاريعه وأنواعه، فهو حسن مطلق إلهي ظهر في مجال إلهية سمّيت تلك المجالي بالخلق، وهذه التسمية لها من جملة الحسن الإلهي والقبيح من العالم كالمليح منه، باعتبار كونه مجلى الجمال الإلهي باعتبار تنوّع الجمال، فإنّ من الحسن أيضا إبراز جنس القبيح على قبحه لحفظ مرتبته من الوجود، كما أنّ من الحسن الإلهي هو إبراز جنس الحسن على وجه حسنه لحفظ مرتبته من الوجود.
واعلم أيضا أنّ القبح في الأشياء إنما هو بالاعتبار لا بنفس ذلك الشيء، فلا يوجد في العالم قبيح إلّا بالاعتبار، فارتفع حكم القبيح المطلق من الوجود، فلم يبق إلّا الحسن المطلق، إذ قبح المعاصي إنّما ظهر باعتبار النهي، وقبح الرائحة المنتنة إنّما هو باعتبار من لا يلائمها طبعه. وأما هي فعند الجعل ومن يلائم طبعه لها من المحاسن. والإحراق بالنار إنما قبيح باعتبار من يهلك فيها، وأما عند السمندل وهو طير لا يكون حياته إلّا في النار، فمن غاية المحاسن، فكل ما خلق ليس قبيحا بل مليح بالأصالة لأنّه صورة حسنه وجماله. ألا ترى أنّ الكلمة الحسنة في بعض الأحوال تكون قبيحة ببعض الاعتبارات وهي في نفسها حسنة؛ فعلم أنّ الوجود بكماله صورة حسنه ومظهر جماله. وقولنا إنّ الوجود بكماله يدخل فيه المحسوس والــمعقول والموهوم والخيالي، والأول والآخر والظاهر والباطن، والقول والفعل والصورة والمعنى.
اعلم أنّ الجمال المعنوي الذي هو عبارة عن أسمائه وصفاته إنما اختصّ الحق بشهود كمالها على ما هي عليه. وأما مطلق الشهود لها فغير مختص بالحق لأنّه لا بدّ لكل من أهل المعتقدات في ربّه اعتقاد أنه على ما استحقه من أسمائه وصفاته أو غير ذلك. ولا بدّ لكل من شهود صورة معتقدة، وتلك الصورة أيضا صورة جمال الله، فصار ظهور الجمال فيها ظهورا صوريا لا معنويا، فاستحال شهود الجمال المعنوي بكماله لغيره تعالى.

سوا

س و ا: (السَّوَاءُ) الْعَدْلُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58] وَسَوَاءُ الشَّيْءِ وَسَطُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 55] وَسَوَاءُ الشَّيْءِ غَيْرُهُ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَمَا عَدَلَتْ عَنْ أَهْلِهَا لِسَوَائِكَا
قَالَ الْأَخْفَشُ: (سِوَى) إِذَا كَانَ بِمَعْنَى غَيْرٍ أَوْ بِمَعْنَى الْعَدْلِ يَكُونُ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: إِنْ ضَمَمْتَ السِّينَ أَوْ كَسَرْتَ قَصَرْتَ. وَإِذَا فَتَحْتَ مَدَدْتَ تَقُولُ: مَكَانٌ سُوًى وَسِوًى وَسَوَاءٌ أَيْ عَدْلٌ وَوَسَطٌ فِيمَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَكَانًا سُوًى} [طه: 58] وَتَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ (سُوَاكَ) وَ (سِوَاكَ) وَ (سَوَائِكَ) أَيْ غَيْرِكَ. وَهُمَا فِي الْأَمْرِ (سَوَاءٌ) وَإِنْ شِئْتَ (سَوَاءَانِ) وَهُمْ (سَوَاءٌ) لِلْجَمِيعِ وَهُمْ (أَسْوَاءٌ) وَهُمْ (سَوَاسِيَةٌ) مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الْفَرَّاءُ: هَذَا الشَّيْءُ لَا يُسَاوِي كَذَا وَلَمْ يَعْرِفْ هَذَا لَا يَسْوَى كَذَا. وَهَذَا لَا (يُسَاوِيهِ) أَيْ لَا يُعَادِلُهُ. وَ (سَوَّيْتُ) الشَّيْءَ (تَسْوِيَةً فَاسْتَوَى) . وَقَسَمَ الشَّيْءَ بَيْنَهُمَا (بِالسَّوِيَّةِ) . وَرَجُلٌ (سَوِيُّ) الْخَلْقِ أَيْ (مُسْتَوٍ) وَ (اسْتَوَى) مِنِ اعْوِجَاجٍ. وَاسْتَوَى عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ أَيِ اسْتَقَرَّ. وَ (سَاوَى) بَيْنَهُمَا أَيْ سَوَّى. وَ (اسْتَوَى) إِلَى السَّمَاءِ قَصَدَ. وَاسْتَوَى أَيِ اسْتَوْلَى وَظَهَرَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

قَدِ اسْتَوَى بِشْرٌ عَلَى الْعِرَاقِ ... مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ وَدَمٍ مُهْرَاقٍ
وَاسْتَوَى الرَّجُلُ انْتَهَى شَبَابُهُ. وَقَصَدَ (سِوَى) فُلَانٍ أَيْ قَصَدَ قَصْدَهُ. قَالَ:

وَلَأَصْرِفَنَّ سِوَى حُذَيْفَةَ مِدْحَتِي
وَ (اسْتَوَى) الشَّيْءُ اعْتَدَلَ وَالِاسْمُ (السَّوَاءُ) يُقَالُ: سَوَاءٌ عَلَيَّ أَقُمْتَ أَمْ قَعَدْتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا (تَسَاوَوْا) هَلَكُوا» . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَوْلُهُمْ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَبَايَنُوا فَإِذَا تَسَاوَوْا هَلَكُوا، أَصْلُهُ أَنَّ الْخَيْرَ فِي النَّادِرِ مِنَ النَّاسِ فَإِذَا اسْتَوَوْا فِي الشَّرِّ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ ذُو خَيْرٍ كَانُوا مِنَ الْهَلْكَى. وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ حَدِيثٌ. وَكَذَا الْهَرَوِيُّ لَمْ يَذْكُرْهُ فِي شَرْحِ الْغَرِيبَيْنِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} [النساء: 42] أَيْ تَسْتَوِي بِهِمْ. 
(سوا) - في الحديث: "سألت ربّى عزّ وجلّ أَلَّا يُسَلِّطَ على أُمَّتِى عَدُوًّا من سَواءِ أَنفسِهم، فيَسْتَبِيحَ بَيْضتَهم"
: أي من غَير أهلِ دِينهم بمعنى سِوَى كالقِرَى والقَراء والقِلَى والقَلاء والصِّلى والصَّلاء. قال الأعشى:
تَجانَفُ عن جَوِّ اليَمامَةِ ناقَتى
وما عَدَلَت عن أهَلِها لسَوائِكَا
إذَا فَتحتَ مَدَدت، وإذا ضَممْتَ أو كسرتَ قَصَرتَ.
- وفي حديث هِنْد بن أَبِى هَالَة في صِفَته صلّى الله عليه وسلّم: "سَواءُ البَطْنِ والصَّدْر".
: أي أَنَّ بَطنَه غَيرُ مستَفِيض، فهو مساوٍ لصَدْره، وصَدرُه عريضٌ فهو مُساوٍ لبَطْنه.
وقال عِيسىَ بنُ عُمرَ: كنتُ أكتبُ حتى انْقَطَع سَوائِى : أي ظَهرى. وسَواء الشىَّءِ: وسَطُه، لاسْتِواء المَسافةِ إليه من الأَطرافِ. - وفي حديث مُطَرِّف: "الحَسَنَة بين السَّيِّئَتَين".
: أي الغُلوُّ سَيِّئة، والتَّقْصِير سيِّئَةٌ، والاقتِصاد بينهما حَسَنة.
- في حديث ابن مسعود: "يُوضَع الصِّراط على سَواءِ جهنّم"
: أي وسطها
- وفي حديث قُسٍّ: "فإذا بهَضْبة في تَسْوائِها".
: أي في الموضع المُستَوِى منها.
[سوا] غ: فيه ((ثلث ليال "سويًا")) أي من غير علة من خرس وغيره، أي وأنت سوي. و ((كلمة "سواء")) أي نصفة عدل أي ذات استواء. و (("سواء" السبيل)) وسطه. و ((مكانًا "سويًا")) متوسطًا. و (("سواء" عليهم)) أي مستو أو ذو سواء. و (("سواء" للسائلين)) أي تماما. ودرهم "سواء" أي وازن تاما. و ((صراطًا "سويًا")) مستقيمًا. و ((ثم "استوى" إلى السماء)) قصد لها وأقبل عليها. وقال مالك في (("استوى" على العرش)): الكيف غير معقول والاستواء غير مجهولالارتفاع المأمور إزالته ليس التسنيم ولا م يعرف به القبر كي يحترم وإنما هو ارتفاع كثير تفعله الجاهلية فإن التسنيم صفة قبره. وفيه: ما فيه من الأجر ما "يساوى" وروى: ما يسوى، أي ليس فيه أجر وإنما فيه كفارة لضربه. وفيه: وزواياه "سواء" أي طوله كعرضه. ط: و"استوت" به راحلته، أي رفعته مستويا على ظهرها. وأبعدكم "مساويكم" هي مع مسو وهو إما مصدر ميمي نعت به ثم جمع أو اسم مكان بمعنى أمر فيه سوء فأطلق على المنعوت به مجازا، وروى: أساويكم، والمراد بأبغضكم بغيضكم وبأحبكم التفضيل وإلا يكون المخاطبون بأجمعهم مشتركين في البغض والمحبة، وقيل: تديره: أحب المحبوبين وأبغض المبغوضين منكم، والخطاب عام يدخل فيه البر والفاجر والمنافق والموافق.
سوا
الْمُسَاوَاةُ: المعادلة المعتبرة بالذّرع والوزن، والكيل، يقال: هذا ثوب مُسَاوٍ لذاك الثّوب، وهذا الدّرهم مساو لذلك الدّرهم، وقد يعتبر بالكيفيّة، نحو: هذا السّواد مساو لذلك السّواد، وإن كان تحقيقه راجعا إلى اعتبار مكانه دون ذاته، ولاعتبار المعادلة التي فيه استعمل استعمال العدل، قال الشاعر:
أبينا فلا نعطي السُّوَاءَ عدوّنا
واسْتَوَى يقال على وجهين:
أحدهما: يسند إليه فاعلان فصاعدا، نحو:
اسْتَوَى زيد وعمرو في كذا، أي: تَسَاوَيَا، وقال:
لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ
[التوبة/ 19] .
والثاني: أن يقال لاعتدال الشيء في ذاته، نحو: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى
[النجم/ 6] ، وقال:
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ [المؤمنون/ 28] ، لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ [الزخرف/ 13] ، فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ
[الفتح/ 29] ، واستوى فلان على عمالته، واستوى أمر فلان، ومتى عدّي بعلى اقتضى معنى الاستيلاء، كقوله:
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى [طه/ 5] ، وقيل: معناه استوى له ما في السموات وما في الأرض، أي: استقام الكلّ على مراده بِتَسْوِيَةِ الله تعالى إيّاه، كقوله: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ [البقرة/ 29] ، وقيل: معناه استوى كلّ شيء في النّسبة إليه، فلا شيء أقرب إليه من شيء، إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحالة في مكان دون مكان، وإذا عدّي بإلى اقتضى معنى الانتهاء إليه، إمّا بالذّات، أو بالتّدبير، وعلى الثاني قوله: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ [فصلت/ 11] ، وتَسْوِيَةُ الشيء: جعله سواء، إمّا في الرّفعة، أو في الضّعة، وقوله:
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ
[الانفطار/ 7] ، أي:
جعل خلقتك على ما اقتضت الحكمة، وقوله:
وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها [الشمس/ 7] ، فإشارة إلى القوى التي جعلها مقوّمة للنّفس، فنسب الفعل إليها، وقد ذكر في غير هذا الموضع أنّ الفعل كما يصحّ أن ينسب إلى الفاعل يصحّ أن ينسب إلى الآلة، وسائر ما يفتقر الفعل إليه، نحو:
سيف قاطع. وهذا الوجه أولى من قول من قال:
أراد وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها [الشمس/ 7] ، يعني الله تعالى»
، فإنّ «ما» لا يعبّر به عن الله تعالى، إذ هو موضوع للجنس، ولم يرد به سمع يصحّ، وأمّا قوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى [الأعلى/ 1- 2] ، فالفعل منسوب إليه تعالى، وكذا قوله: فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي [الحجر/ 29] ، وقوله: رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها [النازعات/ 28] ، فَتَسْوِيَتُهَا يتضمّن بناءها، وتزيينها المذكور في قوله: إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ [الصافات/ 6] .
والسَّوِيُّ يقال فيما يصان عن الإفراط، والتّفريط من حيث القدر، والكيفيّة. قال تعالى: ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا [مريم/ 10] ، وقال تعالى: مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ [طه/ 135] ، ورجل سويّ: استوت أخلاقه وخلقته عن الإفراط والتّفريط، وقوله تعالى: عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ [القيامة/ 4] ، قيل: نجعل كفّه كخفّ الجمل لا أصابع لها، وقيل: بل نجعل أصابعه كلّها على قدر واحد حتى لا ينتفع بها، وذاك أنّ الحكمة في كون الأصابع متفاوتة في القدر والهيئة ظاهرة، إذ كان تعاونها على القبض أن تكون كذلك، وقوله: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها [الشمس/ 14] ، أي: سوّى بلادهم بالأرض، نحو: خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها [الكهف/ 42] ، وقيل: سوّى بلادهم بهم، نحو: لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ
[النساء/ 42] ، وذلك إشارة إلى ما قال عن الكفّار: يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
[النبأ/ 40] ، ومكان سُوىً، وسَوَاءٌ: وسط. ويقال: سَوَاءٌ، وسِوىً، وسُوىً أي: يستوي طرفاه، ويستعمل ذلك وصفا وظرفا، وأصل ذلك مصدر، وقال:
فِي سَواءِ الْجَحِيمِ [الصافات/ 55] ، وسَواءَ السَّبِيلِ [القصص/ 22] ، فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ
[الأنفال/ 58] ، أي: عدل من الحكم، وكذا قوله: إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران/ 64] ، وقوله: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ [البقرة/ 6] ، سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ [المنافقون/ 6] ، سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا
[إبراهيم/ 21] ، أي: يَسْتَوِي الأمران في أنهما لا يغنيان سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ [الحج/ 25] ، وقد يستعمل سِوىً وسَوَاءٌ بمعنى غير، قال الشاعر:
فلم يبق منها سوى هامد
وقال آخر:
وما قصدت من أهلها لِسَوَائِكَا
وعندي رجل سِوَاكَ، أي: مكانك، وبدلك، والسِّيُّ: المساوي، مثل: عدل ومعادل، وقتل ومقاتل، تقول: سِيَّانِ زيد وعمرو، وأَسْوَاءٌ جمع سِيٍّ، نحو: نقض وأنقاض، يقال: قوم أسواء، ومستوون، والمساواة متعارفة في المثمنات، يقال: هذا الثّوب يساوي كذا، وأصله من سَاوَاهُ في القدر، قال: حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ [الكهف/ 96] .
[سوا] السَواءُ: العدلُ. قال الله تعالى: (فانْبِذ إليهِمْ عَلى سَواءِ) . وسواء الشئ: وسطه. قال تعالى: (في سواء الجحيم) . وسواء الشئ: غيره. قال الاعشى:

وما عدلت عن أهلها لسوائكا * قال الاخفش: سوى إذا كان بمعنى غَيْرٍ أو بمعنى العَدْلِ يكون فيه ثلاث لغات: إن ضممت السين أو كسرتها قصرت فيهما جميعاً، وإن فتحت مددت لا غير. تقول: مكانٌ سُوّى وسِوّى وسَواءٌ، أي عدلٌ ووسطٌ فيما بين الفريقين. قال موسى بن جابرٍ الحنفيّ: وَجدنا أبانا كان حَلَّ ببلدةٍ * سَوّى بين قيس قيس عيلان والفرز وتقول: مررت برجلٍ سُواكَ وَسِواكَ وسَوائِكَ ; أي غيرك. وهما في هذا الأمر سَواءٌ وإن شئت سَواءانِ، وهم سَواءٌ للجميع وهم أَسْواءٌ، وهم سَواسِيَةٌ مثل ثمانية على غير قياس. قال الاخفش: ووزنه فعافلة، ذهب عنها الحرف الثالث وأصله الياء. قال: فأما سواسية أي أشباه فإن سواء فعال وسية يجوز أن تكون فعة أو فلة، إلا أن فعة أقيس لان أكثر ما يلغون موضع اللام، وانقلبت الواو في سية ياء لكثرة ما قبلها لان أصله سوية. وأسويت الشئ، أي تركته وأغفلته. هكذا حكاه أبو عبيد. وأنا أرى أن أصل هذا الحرف مهموز. وليلة السواء: ليلةُ ثلاث عشرة. الفراء: هذا الشئ لا يساوى كذا، ولم يعرف يَسْوي كذا. وهذا لا يساويه، أي لا يعادله. وسويت الشئ فاستوى. وهما على سوية من هذا الأمر، أي على سواء. وقسمت الشئ بينهما بالسوية. ورجلٌ سَوِيُّ الخَلْقِ، أي مُسْتَوِ. واسْتَوى من اعوجاجٍ. واستوى على ظهر دابته، أي علا واستقر. وساوَيْتُ بينهما، أي سَوَّيْتُ. واسْتَوى إلى السماء، أي قَصَدَ . واسْتَوى، أي استولى وظهَرَ. وقال: قد اسْتَوى بِشْرٌ على العِراقِ * من غير سيفٍ ودمٍ مُهْراقِ واسْتَوى الرجل، إذا انتهى شبابُه. وقصدتُ سِوى فلان، أي قصدت قصده. وقال قيس بن الخطيم: ولأصْرِفَنَّ سوى حذيفة مدحتي * لفتى العشى وفارسِ الأحزابِ والسَوِيَّةُ: كساءٌ محشُوٌّ بثمام ونحوه، كالبرذعة. قال عبد الله بن عنمة : فازجر حمارك لا تنزع سويته * إذا يرد وقيد العير مكروب والجمع سوايا. وكذلك الذي يجعل على ظهر الإبل، إلاّ أنّه كالحلْقَة لأجل السنام، ويسمى الحوية. واستوى الشئ: اعتدل. والاسم السَواءُ. يقال: سَواءٌ على أقمت أقعدت. الكسائي: يقال كيفف أصبحتم؟ فيقولون: مسوون صالحون، أي أولادنا ومواشينا سَوِيَّة صالحة. وفى الحديث : " إذا تساووا هلكوا ". وقوله تعالى: (لو تسوى بهم الأرضُ) ، أي تستوي بهم. وقول خالد بن الوليد:

فوز من قراقر إلى سوى * هما ماءان. (*)

ذو

ذو، معناها: صاحِب، كلمةٌ صِيغَت لِيُتَوَصَّلَ بها إلى الوصفِ بالأجْناسِ
ج: ذَوُونَ، وهي ذاتُ، وهُما ذاتانِ
ج: ذَواتُ.
و {ذاتَ بينِكم} ، أي: حقيقةَ وَصْلكُمْ.
أو ذاتُ البَيْنِ: الحالُ التي بها يَجْتَمِعُ المُسْلِمُونَ.
وهذا ذُو زَيْدٍ، أي: هذا صاحِبُ هذا الاسمِ.
وجاءَ من ذِي نفسِه،
ومن ذاتِ نفسِه، أي: طَبْعاً.
ويكونُ ذُو بمعنى: الذي، تُصاغُ لِيُتَوَصَّلَ بها إلى وصفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ، فتكونُ ناقِصةً لا يَظْهَرُ فيها إعْرابٌ، كما في الذي، ولا تُثَنَّى ولا تُجْمَعُ،
تقولُ: أتاني ذُو قال ذلك،
ولا أفعلُ ذلك بِذِي تَسْلَم وبِذِي تَسْلَمانِ، والمعنى: لا وَسَلاَمَتِكَ، أو لا والذي يُسَلِّمُكَ.
ذو: ذو اسمٌ ناقص تفسيره صاحب، كقولك: ذو مال، أي صاحبه، والتثنية ذَوانِ، والجمع ذَوون. وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابُه على حرفَيْن غيرُ سَبع كلماتٍ وهُنَّ: ذَو، وفو، وأخو، وحَمو، وأمرء وابنُم.... فأما فُو فمنهم من ينصِب الفاءَ في كُلٍّ، ومنهم من يُتبِع الفاءَ الميمَ، والأول أحسَنُ. وألأنثى ذات، ويجمَع ذواتُ مالٍ، فإذا وَقَفت على ذاتٍ، فمنهم من يَرُدُّ التّاء إلى هاء التأنيث، وهو القياس، ومنهم من يدع التاء على حالها ظاهرةً في الوقف لكثرة ما جَرَتْ على اللسان. وهُنَّ ذوات مال، وهما ذَواتا مال، وقد يجوز في الشعر ذاتا مال، وإتمامُها في التثنيةِ أحسن، قال:

وخَرْقٍ قد قَطَعتُ بلا دليلٍ ... بعَنْسَي رِجْلةٍ ذاتَي نِقال 

والذَّوون: هم الأَدْنَونَ الأوَّلُون، قال الكميت:

وقد عَرَفَت مَواليَها الذَّوينا 

أي الأَخَصِّين، وجاءتْ هذه النون لذَهاب الإضافة. ولقِيتُه ذا صَباحٍ، مثلُ ذاتَ صباحٍ، وذاتَ يومٍ أحسَنُ، لأن ذا وذات يُرادُ بهما في هذا المعنى وقتٌ مُضافٌ إلى اليَوْمِ والصَّباحِ. وتقول: قَلَّتْ ذات يده، وذا هاهنا اسمٌ لِما مَلَكَتْ يَداه، كأنّها تقَعُ على الأموال، وكذلك قولهم: عَرَفَه من ذاتِ نفسِه، كأنّه يعني به سَريرتَه المُضمَرة. وتقول في بعض الجواب: لا بذي تَسْلَم، كأنّه قال [لا واللهُ يُسلِّمُك، ما كان كذا وكذا] ، فتقول: لا [وسلامِتكَ ما كان كذا وكذا] ، كما يقال: لمن قال: ماذا صنَعْتَ؟ خَيرٌ وخَيراً، أي الذي صنعت هو خير، والنصب على وجه الفعل، ومنه قوله- عزَّ وجلَّ-: قُلِ الْعَفْوَ، أي الذي تُنفِقون هو العَفْوُ من أموالِكم، فإِياهُ فأَنفِقوا، في قِراءة من يرفَعُ، والنصب على وجه الفعل. وتقول في اليمين: لا أفعَلُ، وإذا أَقسَم عليه قال: لا ها الله.
(ذ و) : (ذُو) بِمَعْنَى الصَّاحِبِ يَقْتَضِي شَيْئَيْنِ مَوْصُوفًا وَمُضَافًا إلَيْهِ تَقُولُ جَاءَنِي رَجُلٌ ذُو مَالٍ بِالْوَاوِ فِي الرَّفْعِ وَبِالْأَلِفِ فِي النَّصْبِ وَبِالْيَاءِ فِي الْجَرِّ (وَمِنْهُ) ذُو بَطْنٍ بِنْتِ خَارِجَةَ جَارِيَةٌ أَيْ جَنِينُهَا وَأَلْقَتْ الدَّجَاجَةُ ذَا بَطْنِهَا أَيْ بَاضَتْ أَوْ سَلَحَتْ (وَأَمَّا حَدِيثُ) ابْنِ قُسَيْطٍ أَنَّ أَمَةً لَهُ قَدْ أَبَقَتْ فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَنَثَرَتْ لَهُ ذَا بَطْنِهَا فَالِاسْتِعْمَالُ نَثَرَتْ بَطْنَهَا إذَا أَكْثَرَتْ الْوَلَدَ وَإِنْ صَحَّ هَذَا فَلَهُ وَجْهٌ وَتَقُولُ لِلْمُؤَنَّثِ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَالٍ وَلِلثِّنْتَيْنِ ذَوَاتَا مَالٍ وَلِلْجَمَاعَةِ ذَوَاتُ مَالٍ هَذَا أَصْلُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ اقْتَطَعُوا عَنْهَا مُقْتَضَيَيْهَا وَأَجْرَوْهَا مُجْرَى الْأَسْمَاءِ التَّامَّةِ الْمُسْتَقِلَّةِ بِأَنْفُسِهَا غَيْرِ الْمُقْتَضِيَةِ لِمَا سِوَاهَا فَقَالُوا ذَاتٌ مُتَمَيِّزَةٌ وَذَوَاتٌ قَدِيمَةٌ أَوْ مُحْدَثَةٌ وَنَسَبُوا إلَيْهَا كَمَا هِيَ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرِ عَلَامَةِ التَّأْنِيثِ فَقَالُوا الصِّفَاتُ الذَّاتِيَّةُ وَاسْتَعْمَلُوهَا اسْتِعْمَالَ النَّفْسِ وَالشَّيْءِ (وَعَنْ) أَبِي سَعِيدٍ كُلُّ شَيْءٍ ذَاتٌ وَكُلُّ ذَاتٍ شَيْءٌ وَحَكَى صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ قَوْلَ الْعَرَبِ جَعَلَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا فِي ذَاته وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ
وَيَضْرِبُ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ فَيُوجَعُ
قَالَ شَيْخُنَا إنْ صَحَّ هَذَا فَالْكَلِمَةُ إذَنْ عَرَبِيَّةٌ وَقَدْ أَسْمَنَ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي اسْتِعْمَالِهِمْ الْقُدْوَةُ (وَأَمَّا) قَوْله تَعَالَى {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 119] وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ قَلِيلُ ذَاتِ الْيَدِ وَقَلَّتْ ذَاتُ يَدِهِ فَمِنْ الْأَوَّلِ لِأَنَّ الْمَعْنَى الْأَمْلَاكُ الْمُصَاحِبَةُ لِلْيَدِ وَكَذَا قَوْلُهُمْ أَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَذُو الْيَدِ أَحَقُّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ذو
ذو [كلمة وظيفيَّة]: ج ذوو، مث ذوا، مؤ ذات، ج مؤ ذوات: (نح) اسم من الأسماء الخمسة في حالة الرفع، بمعنى صاحب يُرفع بالواو ويُنصب بالألف ويُجرّ بالياء، يُثنَّى على (ذوان) و (ذوَيْن)، ويُجمع على (ذوون) و (ذوِين) وتُحذف النون من المثنّى والجمع عند الإضافة (انظر: ذ ا - ذا، ذ ي - ذي) "رجلٌ ذو شأن- والدان ذوا قَدْرٍ- جنود ذوو قلوبٍ يملؤها الإيمان- {وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} - {وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى} - {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} - {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} " ° أمرٌ ذو بال: مهمّ، ذو شأن- جاء من ذي نفسِه: طوعًا غير مُكْره، من تلقاء نفسه- ذو بطنه: أمعاؤه- ذو لونين/ ذو وجهين/ ذو لسانين: منافق، مخادع، مراءٍ- ذوو الأرحام: الأقارب، وفي الفقه: من ليسوا بذوي سهمٍ ولا عَصَبة.
• ذوالقِعْدة: الشهر الحادي عشر من شهور السَّنة الهجريّة، يأتي بعد شوَّال ويليه ذو الحجّة، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال.
• ذو الحِجَّة: الشهر الثاني عشر والأخير من شهور السنة الهجريّة، يأتي بعد ذي القعدة، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، وهو شهر الحجّ في الإسلام.
• ذو القرنَيْن:
1 - لقب ملك عادل ورد ذكره في القرآن الكريم.
2 - لقب الإسكندر الأكبر.
• ذو الكِفْل: عبدٌ صالح من بني إسرائيل، اختُلف في نبوّته " {إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} ".
• ذو النُّون: النبيّ يونس عليه السَّلام " {وذا النون إذ ذهب مُغاضبًا} ".
• ذو المعارج: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُعرج إليه بالأرواح والأعمال، وصاحب العلوّ والعظمة والدّرجات الفواضل والنّعم، وخالق السموات التي ترقى فيها الملائكةُ من سماءٍ إلى سماء.
• ذو القوَّة: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الكامِل القدرة على الشّيء، الذي لا يستولي عليه العجزُ في حالٍ من الأحوال.
• ذو الجلال الإكرام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُستحقّ للتعظيم والإكرام فلا يُجحَد ولا يُكفَر به، والذي يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدّنيا وبقبوله أعمالَهم في الآخرة.
• ذو الفضل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُنعم بما لا يلزمه.
• ذو الطَّول: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: صاحب السّعة والغنى والقدرة. 
[ذو] ذُو كَلِمَةٌ صِيغَتْ ليُتَوَصَّلَ بِها إلى الوَصْفِ بالأجْناسِ ومعناها صاحِب أَصْلُها ذَوًى ولِذلك إِذا سَمِّى بها الخَلِيلُ وسِيبَوَيْهِ قالا هذا ذَوًى قد جاءَ والتًّثْنِيَةُ ذَوانِ والجَمْعُ ذوُون والذَّوُونَ الأَمْلاكُ المُلَقَّبُونَ بذُو كذا كقَولكَ ذُو يَزَنَ وذُو رُعَينٍ وذُو فائِشٍ وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ قولَ الكُمَيْتِ

(فلا أَعْنِي بذلِكَ أَسْفَلِيكُمْ ... ولِكنِّى أُرِيدُ به الذَّوِينَا)

والأُنْثَى ذاتُ والتَّثْنِيةُ ذَواتَا والجمعُ ذَواتُ وقولُه تَعالَى {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} الأنفال 1 قالَ الزّجّاجُ مَعناه أَصْلِحُوا حَقِيقَةَ وَصْلِكُم أَي اتَّقُوا الله وكُونوا مُجْتَمٍ عينَ على أَمْرِ اللهِ ورَسُولِه وقولُهم اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذاتَ البَيْنِ أَي أَصْلِحْ الحالَ الَّتِي بها يَجْتَمِعُ المُسْلمونَ والإضافَةُ إِليها ذَوَوِيٌّ ولا يَجُوز في ذات ذاتِيّ لأَنَّ ياءَ النَّسَبِ مُعاقِبَةٌ لهاءِ التَّأْنِيث قالَ ابنُ جِنِّي ورَوَى أَحْمَدُ بنُ إِبراهيمَ أُستاذُ ثَعْلَب عن العَربِ هذا ذُو زَيْدٍ ومَعْناه هذا زَيْدٌ أَي هذا صاحِبُ هَذا الاسمِ الَّذِي هو زَيد قالَ

(إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُ)

أَي إِليكُم يا أَصْحابَ النَّبِيِّ هذا الاسم الَّذي هو قَوْلُنا ذَوُو آلِ النَّبِيَّ ولَقِيتُه أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوّلَ شيءٍ وكذلك افْعَلْه أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ وقالوا أَمّا أولُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِنِّي أَحمدُ الله وقولُهم رَأَيْتُ ذَا مالٍ ضارَعَتْ فيهِ الإِضافَةُ التَّأْنِيثَ فجاءَ الاسمُ المُتمكَّنُ على حَرْفينِ ثانِيهما حَرْفُ لِينٍ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين بالإضافَةِ كما قالُوا لَيْتَ شِعْرِي وإِنَّما الأَصْلُ شِعْرَتِي قالُوا شَعَرْتُ بهِ شِعْرَةً فحُذِفَ التاءُ لأَجْلِ الإضافةِ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين وتكونُ ذُو بمعنى الَّذي تُصاغُ ليُتَوَصَّلَ بها إلى وَصْفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ فتكونُ ناقِصَةً لا يَظْهَرُ فيها إعرابٌ كما لا يظهَرُ في الَّذِي ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ فتَقُول أَتانِي ذُو قالَ ذلِكَ وذُو قالا ذلكَ وذُو قالُوا ذلِكَ وقالُوا لا أَفْعَلُ ذلِكَ بذِي تَسْلَمُ وبذِي تَسْلَمانِ وبذِي تَسْلَمُونَ وبذي تَسْلَمِينَ وبذي تَسْلَمْنَ وهو كالمَثَلِ أُضِيفَتْ فيه ذُو إِلى الجُمْلَةِ كما أُضِيفَتْ إِليها أَسماءُ الزَّمانِ والمَعْنَى لا وسَلامَتِك ولا والَّذِي يُسَلِّمُكَ ويُقالُ جاءَ من ذِي نَفْسِه ومِن ذاتِ نَفْسِه أَي طَبْعًا
ذو
ذو على وجهين: أحدهما: يتوصّل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنّى ويجمع، ويقال في المؤنّث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلّا مضافا، قال: وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ [البقرة/ 251] ، وقال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى [النجم/ 6] ، وَذِي الْقُرْبى [البقرة/ 83] ، وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ [هود/ 3] ، ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى [البقرة/ 177] ، إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
[الأنفال/ 43] ، وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ [الكهف/ 18] ، وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ [الأنفال/ 7] ، وقال: ذَواتا أَفْنانٍ [الرحمن/ 48] ، وقد استعار أصحاب المعاني الذّات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النّفس والخاصّة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصّته، وليس ذلك من كلام العرب . والثاني في لفظ ذو:
لغة لطيّئ، يستعملونه استعمال الذي، ويجعل في الرفع، والنصب والجرّ، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد ، نحو:
وبئري ذو حفرت وذو طويت
أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنّث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنّى منهنّ إلّا هاتا، فيقال:
هاتان. قال تعالى: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ [الإسراء/ 62] ، هذا ما تُوعَدُونَ [ص/ 53] ، هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات/ 14] ، إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه/ 63] ، إلى غير ذلك هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ [الطور/ 14] ، هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ [الرحمن/ 43] ، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة: (ذَاكَ) و (ذلك) قال تعالى: الم ذلِكَ الْكِتابُ [البقرة/ 1- 2] ، ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ [الكهف/ 17] ، ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى [الأنعام/ 131] ، إلى غير ذلك. وقولهم: (ماذا) يستعمل على وجهين:
أحدهما. أن يكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي) ، فالأوّل نحو قولهم: عمّا ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لمّا لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر:
دعي ماذا علمت سأتّقيه
أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ [البقرة/ 219] ، فإنّ من قرأ: قُلِ الْعَفْوَ بالنّصب فإنّه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنّه قال: أيّ شيء ينفقون؟ ومن قرأ: قُلِ الْعَفْوَ بالرّفع، فإنّ (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ [النحل/ 24] ، و (أساطير) بالرّفع والنصب .
ذو: ذو ألف ورقة: انظر في ألف.
ذو ثلث حبات = زعرور (ابن البيطار 1: 474).
ذو ثلاث شوكات = شكاعا (ابن البيطار 1: 474).
ذو ثلاث ألوان: طريفليون (ابن البيطار 1: 474). ذو ثلاث ورقات: اسم يطلق على عدد من النباتات، يطلق على نوعي الحندقوقي، وعلى الحومانة، وعلى الفصفصة، وعلى نوع من خصاء الثعلب (ابن البيطار 1: 474).
ذو الاثني عشر: المِعَى الاثنا عشري، أول جزء في الأمعاء الدقاق (ابن البيطار 1: 279).
ذو خمسة أَجِنْحَة أو خمسة أقسام: بنطافلن (ابن البيطار 1: 475). ذو خمسة أصابع: نبات اسمه العلمي: Vitex Agnus Cartus L. ( ابن البيطار1: 475).
ذو مائة رأس أو ذو مائة شوكة: القرصعنة (ابن البيطار 1: 475). والمؤنث ذات تستعمل استعمال الجمع ذوات.
ففي الحلل السندسية (عباد 2: 183) الوقائع ذات الاعتبار (هكذا ورد في كل المخطوطات).
ذوات المدينة: أراضيها، ففي البيان (ص39 و): استدعى صاحب بطليوس من الأمير عبد الله تجديد الاسجال له على ما بيده منها ومن ذواتها. وفي عباد (2: 193): صاحب غرناطة وذواتها، وفي نسخة وأعمالها.
الذات: بمعنى ذات اليد وهي مرادفة للمال أي الملك والثروة. (عباد 2: 161، 3: 220).
ذات: جلالة (لقب شرف) (ألكالا).
الذات: حقيقة الشيء وهويته. وبذاته: بعينه، هوهو. وذات: نفس، عين. وكان هو ذاته أو بذاته أي كان هو نفسه. ورأيت الأمير ذاته أي رأيت الأمير بعينه. وأروح أنا بذاتي: أي أروح بنفسي. (بوشر، محيط المحيط).
ذات: موهبة، أهلية، استعداد طبيعي. مقابل أدوات أو المعرفة المكتسبة من الدراسة (عبد الواحد ص172) وفي كتاب الخطيب (ص18 ق): تَرَشَّح بذاته، وباهر أدواته إلى قضاء المدن النبيهة.
بذاته: بأسره، بكليته، ففي عباد (1: 58): منغمس في اللذات بذاته.
بذاته: مختص، خاص، منفرداً، على حدة. ففي طرائف دي ساسي (1: 335): انشقوا عنهم وجعلوا لهم كنائس بذاتهم وكاهنة بذاتهم.
قائم بذاته: مستقل، حر (بوشر، معجم الإدريسي ص373) ومنفرد، وحيد (معجم الإدريسي ص1).
ويقال مدينة قائمة بذاتها وسوق قائمة بذاتها أي كبيرة هامة. وكذلك يقال: قائم الذات (معجم الإدريسي ص).
ويظهر أن كلمة ذات تعني عَدَد في عبارة الإدريسي (ج1 فصل 8): أهلها في ذاتهم قِلَّة وفي أنفسهم أَذِلّة.
بذاته: سواء، غير مختلف، يقال: طبعه دائماً بذاته أي سواء غير مختلف (بوشر).
من ذاته: من تلقاء نفسه (بوشر، المقري 1: 237، 252، 2: 340).
ذات الله: هذا التعبير مستعمل بصورة فريدة عند هوجنلايت (ص49) غير أنه يجب تصحيح النص والترجمة فيه (ص71).
وكتب المتوكل إلى وزير سخط عليه وعزله يقول: ومن أسأل الله التوفيق له في ذاته إذ حُرِمَهُ في ذاتي. وشكل حرمه الذي ذكر موجود في القلائد، وعليك أن تقرأ في ذاتي. كما في مخطوطة ب من القلائد وكما في طبعة بريس منها (ص46) بدل من ذاتي. والمعنى: أسأل الله أن يوفقك فيما تفعله في عبادته وخدمته مادمت قد حرمت التوفيق في خدمتي.
ذات الإنسان: شخصيته (بوشر).
ذات الجنب البارد: ذكر هذا ابن البيطار (1: 179) وقد ترجمه سونثيمر بما معناه: ذات الجنب الحقيقي.
ذات الحجاب: ذات الجنب، جُناب، برسام (معجم المنصوري).
ذات الحلق: حلقة، آلة فلكية قديمة لتعيين الاعتدال والانقلاب، اخترعها بطليموس. (ألف استرون 2: 1) واقرأ فيه: ديت بدل دير.
ذات الأعين: تطلق في الأندلس على نبات اسمه العلمي: Lonicera Periclymenon ( ابن البيطار 1: 120).
ذات الكبد: كُباد، التهاب الكبد (بوشر).
ذات الكُرْسِيّ: لا تطلق على مجموعة النجوم التي تسمى ((كاسيوبه)) بل تطلق ع أيضاً على فلك السماء، القبة الزرقاء. (دورن ص 65، ألف استرون 1: 153) انظر كرسي.
ذات النَفْس: ما يضمره المرء، يقين، اعتقاد راسخ. ففي تاريخ البربر (1: 478): أظهر لهم ذات نفسه في الحاجة إلى استعماله. وفي كليلة ودمنة (ص8 وما يليها): ذات النفس مقابل ذات اليد، فالأولى تعني عاطفة الحب والحنان والصداقة. والثانية تعني الأشياء الملموسة التي يمكن أن تهدى إلى الآخرين دليلاً على الصداقة ولكنها ليست كذلك دائماً.
ذات اليد: انظر ما تقدم الآن، وتستعمل بمعنى المال. ويقال أيضاً: ذات أيديهم (عباد 1: 224). حب الذات: حب النفس، أنانية، غريزة البقاء (بوشر).
خِفّة الذات: خفة الروح، إيناس، لطافة، ظرافة (بوشر).
الذوات: أكابر الناس (محيط المحيط).
الذاتي في اصطلاح الفلسفة: المفهوم نفسه (المقدمة 2: 371).
ذاتياً: شخصياً (بوشر).
ذاتية مشابهة: تماثل، تطابق (بوشر).

ذو



ذُو meaning صَاحِب [i. e. A possessor, an owner, a lord, or a master, but often better rendered having, possessing, possessed of, or endowed with], (T, S, M, Mgh, Msb, K, but omitted in the CK,) used as a prefixed noun, (S, Mgh, Msb, &c.,) is originally ذَوًا, like عَصًا, the ا being changed from و; (S;) or it is originally ذَوَّى; and if one used it as a proper name, he would say, هٰذَا ذَوَّىقَدْ جَآءَ [This is Dhawà, he has come]; (M;) [not ذَوًا, as in copies of the S; i. e.,] its third radical letter is ى, not, as J says, و; this ى being afterwards suppressed; (IB;) [so that the word becomes ذَوٌ, and then, by reason of its being prefixed to another noun, ذُو, like as أَبَوٌ, the original form of أَبٌ, becomes أَبُو:] it is declined [like أَبُو] with و and | and ىِ; (Msb;) [i. e.,] the nom. case is ذُو, accus. ذَا, and gen. ذِى: (Mgh:) the fem. is ذَاتُ; (T, S, M, Mgh, Msb, K; in a copy of the M, ذاة, and the CK, ذَاةٌ [as though it were not a prefixed noun];) and in the case of a pause, some say ذَاتْ, and others say ذَاهْ: (Lth, T: the latter usage, only, is mentioned in the S:) dual. masc., ذَوَا, (S, * M,) [accus and gen. ذَوَىْ;] fem. ذَوَاتَا, (T, M, Mgh, Msb, K,) for which ذَاتَا is allowable in poetry, but ذَوَاتَا is better, (T,) [accus, and gen. ذَوَاتَىْ:] pl., masc., ذَوُو, (T, *, S, * M, Msb, K, but omitted in the CK,) [accus, and gen. ذَوِى;] fem. ذَوَاتُ, (T, S, * M, Mgh, Msb, K,) accus. and gen. ذَوَاتِ; (S;) and أُولُو and أُولَات are like ذَوُو and ذَوَات [in signification]. (T. [See art. الو.]) In this sense it is not used otherwise than as a prefixed noun: when used to characterize an indeterminate noun, prefixed to an indeterminate noun; and when used to characterize a determinate noun, prefixed to [a noun rendered determinate by] the article ال. (S.) [Thus you say رَجُلٌ ذُو مَالٍ A man a possessor of wealth; and الرَّجُلُ ذُو المَالِ The man the possessor of wealth.] In the phrase غَيْرَ ذَاتِ الشَوْكَةِ [Not those possessed of weapons, &c.], in the Kur [viii. 7], the fem. form is used as meaning the طَائِفَة [or party]. (T.) صَارَ ذَا ذَنْبٍ

[He became one having a sin, or crime, &c., attributable to him, i. e. he had a sin, &c., attributable to him,] means تَحَمَّلَ ذَنْبًا [he became chargeable with a sin, &c.]. (Msb in art. ذنب.) b2: Accord. to the S, it is not prefixed to a pronoun (مُضْمَر); nor to a proper name, such as زَيْد and عَمْرو and the like: but there are several instances of its being prefixed, in its pl. form, to a pronoun; among which is the saying of a poet, إِنَّمَا يَصْطَنِعُ المَعْرُوفُ فِى النَّاسِ ذَوُوهُ [Only they who are possessors thereof do that which is good among men]: (TA:) [this usage, however, is perhaps only allowable by poetic license: see another ex. (also here cited in the TA) in the Ham p. 442, and the remarks there appended to it:] and it is also prefixed to proper names, as is shown by the phrase, (TA,) هٰذَا ذُو زَيْدٍ (M, K, TA,) mentioned, as heard from the Arabs, by Ahmad Ibn-Ibráheem, the preceptor of Th, meaning This is Zeyd, (M, TA,) i. e., this is the owner of the name Zeyd; (M, K, TA;) and [perhaps] by the name ذُو الخَلَصَةِ, for الخلصة is [said by some to be] the name of a certain idol, and ذو is a metonymical appellation of its بَيْت; and by the proper names ذُو رُعَيْنٍ and ذُو يَزَنَ and [accord. to some] ذُو جَدْنٍ [and the like, of which several are mentioned in the S, as well as in the M &c.]. (IB, TA.) [But see a later portion of this paragraph, where, prefixed to a proper name, it is said to be redundant.] b3: ذَوُو الأَرْحَام, [or, as in the Kur viii. last verse, and xxxiii. 6, أُولُو الأَرْحَامِ, pls. of ذُو الرَّحِمِ,] in the classical language, means [The possessors of relationship; i. e.] any relations: and in law, any relations that have no portion [of the inheritances termed فَرَائِض] and are not [such heirs as are designated by the appellation] عَصَبَة [q. v.: they are so called because they are relations by the women's side: see رَحِمٌ]. (KT, TA.) b4: If you form a pl. from ذُومَالٍ, you say, هٰؤُلَآءِ ذَوُونَ [These are possessors of wealth]; because in this case the pl. is not a prefixed noun. (S.) Accord. to Lth, الذَّوُونَ signifies The former, or first, [of persons,] and the more, or most, distinguished. (T, TA. *) Also, (S, M,) and الأَذْوَآءُ, [which is another pl. of ذُو,] (S,) The kings (S, M) of El-Yemen, of the tribe of Kudá'ah, (S,) whose surnames commenced with ذُو, (M,) [i. e.] who were named [or rather surnamed] (S) ذُو يَزَنَ (S, M) and ذُو جَدَنٍ and ذُو نُوَاسٍ (S) and the like. (S, M.) قُرَشِىٌّ لَيْسَ مِنْ ذِى وَلَا ذُو, occurring in a trad., means A Kurashee in respect of lineage, not of the أَذْوَآء [above mentioned]. (TA.) b5: [ذُو and ذَات and ذَا and ذِى are also used as prefixed nouns in various expressions here following, in several thereof as meaning Something in possession, or the like; not a possessor: or, in these instances, as is said in explanation of the first of the following phrases, and also of the phrase ذَاتُ اليَدِ (mentioned below) in Har p. 93, that which is contained is made to be as though it were the possessor (صَاحِب) of that which contains.] b6: مَوَّتَ ذَابَطْنِهَا [He killed what was in her belly]. (Har ubi suprá.) And وَضَعَتِ المَرْأَةُ ذَا بَطْنِهَا, (T,) or ذَاتَ بَطْنِهَا, (TA,) The woman brought forth [her child]. (T, TA.) And نَثَرَتْ ذَا بَطْنِهَا She brought forth many children. (T in art. نثر; and Mgh there and in the present art., in the latter of which it is added that the usual phrase is نَثَرَتْ بَطْنَهَا.) And أَلْقَتِ الدَّجَاجَةُ ذَا بَطْنِهَا The hen laid her egg, or eggs: or muted. (Mgh.) And أَلْقَى الرَّجُلُ ذَا بَطْنِهِ The man ejected his excrement, or ordure. (T.) And الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بِذِى بَطْنِهِ The wolf is envied [for what is in his belly, or] for his distention of the belly [with food]. (TA.) b7: [In like manner,] ذَاتُ اليَدِ means (tropical:) Wealth; as though it were the possessor of that which contains it: (Har ubi suprá:) [or what is in the possession of the hand:] or what one possesses, of wealth; because gained by the hand and disposed of by the hand. (Har p. 66.) You say, قَلَّتْ ذَاتُ يَدِهِ (assumed tropical:) What his hand possessed became little in quantity; (Lth, T;) or the possessions accompanying his hand; (Mgh;) app. meaning his riches. (Lth, T.) b8: ذَاتُ الرِّئَةِ and ذَاتُ الجَنْبِ are Two well-known diseases. (TA. [See arts. رأى and جنب.]) b9: عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ, in the Kur iii. 115, means [Acquainted, or well acquainted,] with what is in the minds: (Ksh, Bd, Jel: [and the like is indicated in the Mgh:]) or with the true, or real, nature of the notions that are concealed in the minds: (IAmb, T:) or with the hidden things of the minds: or with the minds themselves. (Msb. [If the last meaning be correct, the phrase should be mentioned with others later in this paragraph.]) [And similar to this is the saying,] عَرَفَهُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ He knew it from what he conceived in his mind [without his being informed thereof; i. e. he knew it of himself]. (Lth, T.) And جَآءَ مِنْ ذِىنَفْسِهِ and مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ (M, K) He came [from a motive in his own mind; of himself;] of his own accord; or willingly; syn. طَيِّعًا: (M, TA:) in the copies of the K, طَبْعًا; but the former is the right explanation. (TA.) And مَا كَلَّمْتُ فُلَانًا ذَاتَ شَفَةٍ and ذَاتَ فَمٍ

I spoke not to such a one a word. (Az, T.) b10: ذَاتَ اليَمِينِ and ذَاتَ الشِّمَالِ [are adverbial expressions, and] mean In the direction of the right hand and of the left: properly in the direction that has the name of the right hand [and that has the name of the left hand]. (Bd in xviii. 16.) And أَتَيْنَا ذَا يَمِينٍ means We came on the right hand. (TA.) b11: ذَاتَ مَرَّةٍ and ذَا صَبَاحٍ [also, and the like,] are adverbial expressions, which may not be used otherwise than as such: (S:) you say, لَقِيتُهُ ذَاتَ مَرَّةٍ [I met him once, or once upon a time], (S,) and ذَاتَ المِرَارِ many times, (M and K in art. مر,) or sometimes, (S in that art.,) and ذَاتَ يَوْمٍ (Fr, T, S) i. e. مَرَّةً فِى يَوْمٍ [once upon a day, or one day], therefore you use the fem. form, (T,) and ذَاتَ لَيْلَةٍ [one night], (Fr, T, S,) and ذَاتَ غَدَاةٍ [one morning, or one morning between daybreak and sunrise], and ذَاتَ العِشَآءِ [once in the evening at nightfall], (S,) meaning, accord. to Th, in the hour, or time, in which is nightfall, (T,) and ذَاتَ الزُّمَيْنِ (Fr, T, S) [some time ago, or] three [or more, to ten,] seasons ago, (مُذْ ثَلَاثَةُ

أَزْمَانٍ, T, [by ازمان being app. meant periods of two, or three, or six, months,]) and ذَاتَ العُوَيْمِ (Fr, T, S) [some years ago, or] three years ago (T,) or three years ago or more, to ten; (Az on the authority of Az, TA in art. عوم;) and ذَا صَبَاحٍ [one morning], and ذَا مَسَآءٍ [one evening], (T, S,) and ذَا صَبُوحٍ [lit, at a time of drinking the morning-draught], and ذَا غَبُوقٍ [lit. at a time of drinking the evening-draught]; in these four instances without ة: and this mode of expression has been heard only in the cases of the times here mentioned: they did not say ذَاتَ شَهْرٍ nor ذَاتَ سَنَةٍ: (S:) or one may also well say ذَاتَ صَبَاحٍ, like ذَاتَ يَوْمٍ; for ذا and ذات both mean the time: and accord. to IAar, one says, أَتَيْتُهُ ذَاتَ الصَّبُوحِ and ذَاتَ الغَبُوقِ, as meaning I came to him in the morning, or in the morning between daybreak and sunrise, and in the evening, or in the evening between sunset and nightfall. (T.) b12: You say also, لَقِيتُهُ ذَاتَ يَدَيْنِ, (TA,) or لَقِيتُهُ أَوَّلَ ذِى

يَدَيْنِ (M) and ذَاتِ يَدَيْنِ, (Az, M, Msb, [whence it seems to be not improbable that the phrase in the TA is imperfectly transcribed,]) meaning I met him the first thing, (M,) or first of everything. (Az, Msb, TA.) And أَفْعَلُهُ أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ and ذَاتِ يَدَيْنِ [I will do it the first thing, or first of everything]. (M.) And أَمَّا أَوَّلَ ذَاتِ يَدَيْنِ فَإِنَّنِى

أَحْمَدُ اللّٰهَ, (Az, M, Msb,) i. e. [Whatever be the case, the first thing, or] first of everything, I praise God. (Az, Msb.) b13: [Respecting the phrase ذَاتُ البَيْنِ, which has two contr. meanings, see art. بين. It is inadequately explained in this art. in the T and M and K, as follows.] وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ, (T, M, K, *) in the Kur [viii. 1], accord. to Ahmad Ibn-Yahyà, means [And do ye rightly dispose, or arrange, or order,] the case that is between you: (T:) or, accord. to Zj, (M,) that wherein consists your union; (حَقِيقَةَ وَصْلِكُمْ, M, K;) i. e. be ye of one accord, or in unison, respecting that which God and his Apostle have commanded: (M:) or ذَاتُ البَيْنِ means the state of circumstances whereby the Muslims become of one accord, or in unison: (K:) this is the meaning in the saying, اَللّٰهُمَّ

أَصْلِحْ ذَاتَ البَيْنِ [O God, do Thou rightly dispose &c.]. (M.) b14: ذَاتٌ is sometimes used as a noun independent in its meaning, (Mgh, Msb,) so as to denote material [or real] things; (Msb;) and is described by the epithets مُتَمَيِّزَةٌ [or “ distinct ”] (Mgh, Msb) and قَدِيمَةٌ [as meaning “ that has existed from eternity ”] (Mgh) and مُحْدَثَةٌ [as meaning “ that has been brought into existence ”]. (Mgh, Msb.) Thus used, (Msb,) it signifies The essence of a thing, meaning that by being which a thing is what it is, or that in being which a thing consists; or the ultimate and radical constituent of a thing: and the essence as meaning the peculiar nature of a thing: syn. حَقِيقَةٌ, (T, IB, Msb, TA,) and مَاهِيَّةٌ, (Msb,) and خَاصَّةٌ: (T, IB, TA:) it is also used as meaning a thing's self: (Mgh, * Msb:) [a man's self, or person: (see شَخْصٌ:)] and a thing; a being; anything, whatever it be; every شَىْء being a ذَات, and every ذات being a شىء: (Aboo-Sa'eed, Mgh, Msb:) and particularly a substance, or thing that subsists by itself: [hence اِسْمُ ذَاتٍ meaning a real substantive; also termed اِسْمُ عَيْنٍ: opposed to اِسْمُ مَعْنًى, i. e. an ideal substantive:] and [hence] it signifies also a word that is independent in its meaning; [i. e. ذَاتٌ (alone), though oftener used in the sense assigned above to اِسْمُ ذَاتٍ, signifies also, absolutely, a substantive;] opposed to صِفَةٌ as signifying a word that is not independent in its meaning. (Kull p. 187.) Its application to God, in the sense of حَقِيقَةٌ and خَاصَّةٌ, is forbidden by most persons: (TA:) [for]

ذَاتُ اللّٰهِ [as meaning The essence of God], used by the scholastic theologians, is said to be an ignorant expression, because the names of God do not admit the fem. affix ة; so that one does not apply to Him the epithet عَلَّامَةٌ, though He is the all-surpassing in knowledge. (Msb.) The phrase فِى ذَاتِ اللّٰهِ is like فِى جَنْبِ اللّٰهِ [In, or in respect of, that which is the right, or due, of God; or in, or in respect of, obedience to God, or the means of obtaining nearness to God, or the way of God]: and like لِوَجْهِ اللّٰهِ [for the sake of God; or to obtain the countenance, or favour, or approbation, or recompense, of God]: (Msb:) or it means in obedience to God; and in the way of God or his religion: (TA:) [or it may be rendered for the sake of God Himself; and so لِوَجْهِ اللّٰهِ: it is said to have been used by the Arabs [of the classical age], as well as by Aboo-Temmám, [who was a Muwelled;] (Mgh, Msb, *) but some deny that it occurs in the old language. (Msb. [See, however, an ex. from a trad. voce

أُخَيْشِنُ.]) [It is said that] the phrase مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإِلٰهِ, used by En-Nábighah, (Msb,) i. e. EdhDhubyánee, (TA in art. جل,) means Their book is the service of God Himself: (Msb:) [but it seems more reasonable to render this phrase agreeably with the primary signification of ذات as meaning their book is that of God, in a sense like that in which a house of worship is said to be a house of God; for,] as some relate it, the phrase used by En-Nábighah is مَحَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإِلٰهِ, with حاء, [i. e. their abode is in a peculiar manner that of God,] meaning, their abode is one of pilgrimage and of sacred sites. (S and TA in art. جل.) b15: ذُو is sometimes redundant [in respect of meaning, though governing as a prefixed n.]; and so is its pl. (T, * TA.) Az says, (TA,) I have heard more than one of the Arabs say, كُنَّا بِمَوْضِعِ كَذَا مَعَ ذِى عَمْرٍو, i. e. We were in such a place with Amr: (T, TA:) and كَانَ مَعَنَا ذُو عَمْرٍو, i. e. 'Amr was with us: and أَتَيْنَا ذَا يَمَنٍ, meaning أَتَيْنَا اليَمَنَ [We came to El-Yemen]. (T.) [See an ex. similar to this last, and evidently belonging to the present art., in the latter half of art. ذا.

And see لَا ذَا جَرَمَ and لَا أَنْ ذَا جَرَمَ and لَا عَنْ ذَا جَرَمَ and لَا ذَا جَرَ (in which ذا is in like manner redundant, as are also أَنْ and عَنْ, the latter of which is a dial. var. of the former of them,) in art. جرم: perhaps belonging to the present art., like أَتَيْنَا ذَايَمَنٍ; or perhaps to art. ذا. See also what is said respecting ذُو prefixed to a proper name in an early portion of this paragraph.] b16: It is also used in the sense of اَلَّذِى, (T, S, M, K,) in the dial. of Teiyi, (T, S, TA,) for the purpose of qualifying a determinate noun (S, M, K) by means of a proposition which it connects with that noun: (M, K:) and when thus used, it [generally] retains the same form when it denotes a dual and a pl. (S, M, K) and a fem., (S,) and exhibits no sign of case: (M, K:) you say, أَنَا ذُو عَرَفْتُ [I who knew], and ذُو سَمِعْتُ [who heard]; and هٰذِهِ المَرْأَةُ ذُو قَالَتْ كَذَا [This is the woman who said such a thing: (S:) and أَتَانِى ذُو قَالَ ذٰلِكَ [He who said that came to me]; and أَتَانِى ذُو قَالَا ذٰلِكَ [They two who said that came to me]; and أَتَانِ ذُو قَالُوا ذٰلِكَ [They who said that came to me]. (M.) But Fr says, I heard an Arab of the desert say, بِالفَضْلِ ذُو فَضَّلَكُمْ اللّٰهُ بِهِ وَالكَرَامَةِ ذَاتُ أَكْرَمَكُمُ اللّٰهُ بِهَا [By the excellence wherewith God hath made you to excel, and the honour wherewith God hath honoured you]; thus they use ذَاتُ in the place of اَلَّتِى, and they make it to be with refa in every case: and they confuse [numbers and genders] in speaking of a dual number and a pl. number [and a fem.]; they sometimes say, [for ex.,] in the case of the dual, هٰذَانِ ذُو تَعْرِفُ and هَاتَانِ ذُو تَعْرِفُ [These two whom, or which, thou knowest]; and a poet says, [namely, Sinán Ibn-El-Fahl, of the tribe of Teiyi, (Ham p. 292,)]

فَإِنَّ المَآءَ أَبِى وَجَدِّى

وَبِئْرِى ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ [For verily the water is the water of my father and my grandfather, and my well which I dug and which I cased; making ذو to relate to a fem. noun]: and some, he adds, use the dual and pl. and fem. forms; thus they say, هٰذَانَ ذَوَا قَالَا ذَاكَ [These two who said that], and هٰؤُلَآءِ ذَوُوا قَالُوا [These who said], and هٰذِهِ ذَاتُ قَالَتْ [This female who said]; and he cites the saying of a poet, جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ سَوَابِقْ ذَوَاتُ يَنْهَضْنَ بِغَيْرِ سَائِقْ [I collected them from outstripping she-camels, that rise and hasten in their pace without a driver]; and the prov., أَتَى عَلَيْهِ ذُو أَتَى عَلَى

النَّاسِ, meaning الَّذِى أَتَى [i. e. What has come upon men in general has come, or came, upon him]. (T.) Accord. to the usage most in repute, ذُو in this sense is indecl., and has no variation of gender or number; but some decline it, like ذو in the sense of صَاحِب, except that they make ذَات and ذَوَات indecl., with damm for the termination, saying ذَاتُ and ذَوَاتُ in every case, if they adopt the chaste mode; otherwise, in the accus. and gen. cases, saying ذَاتِ, and in like manner ذَوَاتِ (I' Ak pp. 40 and 41.) b17: They said also, لَاأَفْعَلُ ذٰلِكَ بِذِى تَسْلَمُ (M, K) and بذى تَسْلَمِينَ, (M,) and بذى تَسْلَمَانِ, (M, K,) and بذى تَسْلَمُونَ and بذىتَسْلَمْنَ, (M,) meaning I will not do that by thy, and by your, safety: (M, K:) or by God who, (M,) or by Him who, (K,) maketh thee, and you, to be in safety. (M, K.) [See also art. سلم.]

ذَاتٌ fem. of ذُو [q. v. passim]. (T, S, M, &c.) ذَاتِىٌّ: see ذَوَوِىٌّ, below, in three places.

ذَاتِيَّةٌ [a post-classical word, used in philosophy, The essential property or quality, or the aggregate of the essential properties or qualities, of a thing]. The ذَاتِيَّة of a human being is [the essential property or quality of] rational animality; and is also termed مَاهِيَّةٌ. (Kull p. 148.) ذَوَوِىٌّ the rel. n. of ذُو; (S, TA;) and of ذَاتٌ also, (S, M, Msb, TA,) the ة of the original being rejected in forming the rel. n.: (S, Msb, * TA:) ↓ ذَاتِىٌّ, as rel. n. of ذَاتٌ, is not allowable: (M:) [but it is much used, mostly in philosophical and religious writings, as meaning Essential, &c.:] they say ↓ الصِّفَاتُ الذَّاتِيَّةُ [meaning The essential attributes]; (Mgh, Msb;) but this is a wrong expression: and ↓ عَيْبٌ ذَاتِىٌّ [An essential, or] a natural, an innate, an original, or a constitutional, fault or imperfection &c. (Msb.)

وتر

وتر


وَتَرَ
a. [ يَتِرُ] (n. ac.
وَتْر
تِرَة [وِتْرَة]), Hated; persecuted; defrauded.
b. Did apart.
c. Strung (bow).
d. Terrified; bullied.

وَتَّرَa. see I (b) (c).
وَاْتَرَa. Did at intervals.
b. Wrote one after another ( letters & c. ).
c. Fasted at intervals.

أَوْتَرَa. see I (b) (c).
تَوَتَّرَa. Was stretched & c.

تَوَاْتَرَa. Followed each other at intervals.

إِوْتَتَرَa. Dispersed.

وَتْرa. Single; alone; sole, unique.
b. A certain prayer of Muhammadans.
c. Diameter.
d. see 2 (a)
وِتْرa. Hatred, feud; grudge; vengeance; injustice.
b. see 1 (a) (b), (c).
وَتَر
(pl.
أَوْتَاْر)
a. Sinew, tendon, ligament; chord; string, cord.
b. Arc ( of a circle ).
وَتَرَة
(pl.
وَتَر
& reg. )
a. Septum of the nose; gristle, cartilage of the ear; skin
between the fingers.
b. Vein; sinew & c.

وَتِيْرَة
( pl.
reg. &
وَتَاْئِرُ)
a. Road, path.
b. Manner; style; custom.
c. Interruption, pause.
d. Grave.
e. Rose.
f. Tract of land.
g. see 2 (a) & 4t
(a).
N. P.
وَتڤرَa. Wronged.

N. P.
وَتَّرَa. Lyre.

N. Ag.
تَوَاْتَرَa. Successive.
b. A certain rhythm.
c. Authenticated story.

N. Ac.
تَوَاْتَرَa. Succession; authenticity.

وَِتْرًا وَِتْرًا
a. Singly, separately.

تِرَة
a. see 2 (a)
تِتْرَى
a. Consecutively.

بِتَوَاتُر مُتَوَاتِرًا
a. Frequently, repeatedly, often.
وتر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: قَلَّدوا الخيلَ وَلَا تقلدوها الأوتار. [قَالَ: و -] بَلغنِي عَن النَّضر بن شُمَيْل أَنه قَالَ: عرضت الْخَيل على عبيد الله بْن زِيَاد فمرت بِهِ خيل بني مَازِن فَقَالَ عبيد الله: إِن هَذِه لخيل قَالَ: والأحنف بن قيس جَالس فَقَالَ: إِنَّهَا لخيل لَو كَانُوا يضربونها وعَلى الأوتار فَقَالَ فلَان بْن مشجعَة الْمَازِنِيِّ قَالَ: لَا أعلمهُ إِلَّا قَالَ خَيْثَمَة وَقَالَ بعض النَّاس: يَقُول هَذَا الَّذِي رد على الْأَحْنَف فلَان بْن الهلقم أما يَوْم قتلوا إياك فقد ضربوها على الأوتار فَلم يسمع للأحنف سقطة غَيرهَا.فَمَعْنَى الأوتار هَهُنَا: الذحول يَقُول: لَا يطْلبُونَ عَلَيْهَا الذحول الَّتِي وتروا بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ أَبُو عبيد: هَذَا معنى يذهب إِلَيْهِ بعض النَّاس أَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الذحول وَغير هَذَا الْوَجْه أشبه عِنْدِي بِالصَّوَابِ قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن يَقُول: إِنَّمَا مَعْنَاهَا أوتار القسي وَكَانُوا يقلدونها تِلْكَ فتختنق يُقَال: لَا تقلدوها بهَا وَمِمَّا يصدق ذَلِك حَدِيث هُشَيْمٌ عَن أبي بشر عَن سلمَان الْيَشْكُرِي عَن جَابِر أَن النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام أَمر أَن تقطع الأوتار من أَعْنَاق الْخَيل. قَالَ [أَبُو عبيد -] وَبَلغنِي عَن مَالك بْن أنس [أَنه -] قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يفعل ذَلِك [بهَا -] مَخَافَة الْعين عَلَيْهَا. [قَالَ -] : حَدَّثَنِيهِ عَنْهُ أَبُو الْمُنْذر الوَاسِطِيّ: يَعْنِي أَن النَّاس كَانُوا يقلدونها لِئَلَّا تصيبها الْعين فَأمره النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بقطعها يعلمهُمْ أَن الأوتار لَا ترد من أَمر اللَّه شَيْئا وَهَذَا أشبه بِمَا كره من التمائم. 
(وتر) فلَان الصَّلَاة وترها والقوس شدّ وترها
(وتر) : وتَرْتُ الصّلاة، ووتَّرْتُها: مثلُ أَوْتَرْتُها.
وتر: {ولن يتركم}: ينقصكم. و {الوتر}: الفرد. {تترى}: فعلى من المواترة وهي المتابعة.

وتر



وَتَرَةٌ The vein (عِرْق [meaning the frenum]) that is in the inner side (بَاطِن) of the glans of the penis. (S, K, and Zj, in his “ Khalk el-Insán. ”) مَوْتُورٌ

: see voce ثَأْرٌ.
(وتر)
فلَانا (يتره) وترا وترة قتل حميمه وأدركه بمكروه وأفزعه وَالْقَوْم جعل شفعهم وترا وَالْعدَد أفرده وَالصَّلَاة جعلهَا وترا والقوس شدّ وترها وعلق عَلَيْهَا وترها وَفُلَانًا حَقه وَمَاله نَقصه إِيَّاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلنْ يتركم أَعمالكُم}
وتر
الوَتْرُ في العدد خلاف الشّفع، وقد تقدّم الكلام فيه في قوله: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ [الفجر/ 3] وأَوْتَرَ في الصلاة. والوِتْرُ والوَتَرُ، والتِّرَةُ: الذّحل، وقد وَتَرْتُهُ: إذا أصبته بمكروه.
قال تعالى: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ
[محمد/ 35] . والتَّواتُرُ: تتابع الشيء وترا وفرادى، وجاءوا تَتْرَى قال تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا [المؤمنون/ 44] ولا وتيرة في كذا، ولا غميزة، ولا غير، والوَتِيرَة: السّجيّة من التّواتر، وقيل للحلقة التي يتعلم عليها الرّمي: الوَتِيرَة، وكذلك للأرض المنقادة، والوَتِيرَة: الحاجز بين المنخرين.
(وتر) - في حديث عبد الرَّحمنِ بن عوف - رضي الله عنه - يَومَ الشُّورَى: "لا تُغمِدُوا السُّيُوفَ عن أعْدائِكم فَتُوتِرُوا أثْآرَكُم"
: أي يبقى الوِتْرُ وَالحِقدُ في نفُوسِكُمْ.
وقد وَتَرْتُ فُلاناً؛ إذا أصَبْتَه بِوِتْرٍ، وأوْتَرْتُه: [إذا] أوْجَدْتُه ذلك. وهذه اللفظَةُ تُروَى على وجُوهٍ. - في الحديث: "مَن جَلَس مَجْلِسًا لم يَذْكُرِ الله عزَّ وجلّ فيه كان عليه تِرَةً"
التِرَةُ: النَّقْصُ. وقيل: ها هنا التَّبِعَةُ. وقد وَتَرته تِرةً، مِثل وَعَدتُه عِدَةً.
- في الحديث: "في صِفَةِ الرُّكُوع ووَتَّر يدَيْه"
: أي قَوَّسَهُمَا، والتَّوْتِير: تَشَنُّج بقَوائمِ الفَرَس.
و ت ر

تواترت كتبه وواترها. وتواتر القطا والإبل. وجئن متواتراتٍ وتترى: متتابعاتٍ وتراً بعد وترٍ. وناقة مواترة: تضع إحدى ركبتيها ثم الأخرى. إذا شربتم فأوتروا. وأوتر: صلّى الوتر. وهم على وتيرةٍ واحدةٍ: على طريقة وسجية من التواتر، وفي الحديث: " ما زال على وتيرة واحدة حتى مات ". وغرّر الفرس بوتيرة وهي الغرّة الصغيرة المستديرة شبّهت بالوتيرة التي هي الوردة البيضاء. وخرم وترة أنفه ووتيرته وهي حجاز ما بين المنخرين. وما في عمله وتيرةٌ: فتورٌ. قال زهير:

نجاءٌ مجدّ ليس فيه وتيرة ... وتذبيبها عنها بأسحم مذود

ووترت الرجل: قتلت حميمه فأفردته منه. وطلب وتره وترته، وهو طلاّب الأوتار والتّرات. ويقال: ضربوا الخيل على الأوتار. وقال أبو زبيد:

لا ترةٌ عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة لمختلس

وفلان موفور، غير موتور. ووترت القوس ووتّرتها.

ومن المجاز: وترته حقّه. وفي الحديث: " كأنما وتر أهله وماله ". وقد توتّر عصبه. وفرس موتّر الأنساء: فيها شنجٌ كأنما وتّرت توتيراً.
(و ت ر) : (الْوِتْرُ) خِلَافُ الشَّفْعِ (وَأَوْتَرَ) صَلَّى الْوِتْرَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «إذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ» وَيُقَالُ هُمْ عَلَى (وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ) أَيْ طَرِيقَةٍ وَسَجِيَّةٍ وَأَصْلُهَا مِنْ التَّوَاتُرِ التَّتَابُعُ وَمِنْهُ (جَاءُوا تَتْرَى) أَيْ مُتَتَابِعِينَ وِتْرًا بَعْدَ وِتْرٍ (وَوَتَرْتُهُ) قَتَلْتُ حَمِيمَهُ وَأَفْرَدْتُهُ مِنْهُ وَيُقَالُ وَتَرَهُ حَقَّهُ أَيْ نَقَصَهُ وَمِنْهُ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ (فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ) وَمَالُهُ وَيُقَالُ (وَتَرَهُ) حَقَّهُ أَيْ نَقَصَهُ مِنْهُ وَمِنْ مَالِهِ بِالنَّصْبِ وَفِي بَابِ كَرَاهِيَةِ السَّيْرِ قَلِّدُوا الْخَيْلَ وَلَا تُقَلِّدُوهَا (الْأَوْتَارَ) جَمْعُ وَتَرِ الْقَوْسِ قِيلَ كَانُوا يُقَلِّدُونَهَا مَخَافَةَ الْعَيْنِ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ وَقِيلَ لِئَلَّا يَخْتَنِقَ الْمُقَلَّدُ وَقِيلَ هِيَ الذُّحُولُ وَالْأَحْقَادُ أَيْ لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الْأَوْتَارَ الَّتِي وُتِرْتُمْ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْنِي لَا تُقَاتِلُوا بِحَمِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ وَهَذَا التَّأْوِيلُ وَإِنْ كُنَّا سَمِعْنَاهُ وَقَرَأْنَاهُ غَيْرُ مُسْتَحْسَنٍ فِي هَذَا الْبَابِ.
وتر:
وَتَرَ: أهان بشدة (كليلة ودمنة 2:189، بدرون 4:51). وتَرّ القوس شدّها وترها (قرطاس 4:156): القس الموتورة.
أوتر: وردت في القسم الثاني من (فوك): نوتر على، موتور على. وفي القسم الأول وردت irasei إوْتار.
متوتراً: موّتراً القوس (الكالا) (وردت ضمن الظروف).
وَتْر. أدرك الوَتْر أو الأوتار: أشبع حقده (عباد 113:3).
وِتر: مفرد (بقطر معجم التنبيه). وتراً: واحد إثر آخر (معجم التنبيه).
وِتر: في (محيط المحيط): (الوِتر في الشرع اسم صلاة مخصوصة سميت به لأن عدد ركعاتها وتر لا شفع). هذه الركعات هي، في العادة، ثلاث أو أكثر من إحدى عشرة والحنفية: ينكرون أن تكون الصلاة بركعة واحدة يمكن أن تسمى ب: وتر (معجم الجغرافيا).
وِتر: في (محيط المحيط): (الوِتر عند المهندسين هو الخط المستقيم القاسم للدائرة سواءً كان منصفاً لها ويسمى قطراً أم لم يكن).
وتر زاوية قائمة شكل مثلث: (بقطر).
وَتر: الوتر المطلق والوتر المقيد (اصطلاح موسيقي) (زيتشر 284:4).
وتر: قطعة من مصارين الخروف تستعمل لمطّ أوتار الكمنجة من الحافة إلى الأعلى (لين طبائع مصر 75:2).
الأوتار: الموسيقى الآلية La musique instrumental ( دي ساسي كرست 133:1).
الأوتار: أنظر مقدمة ابن خلدون حول كيفية العمل في استخراج أجوبة المسائل من زايرجة الأوتار (ص431 المقدمة).
الوتر: عضو الذكر (ألف ليلة 91:4): اشتد عليه وتره.
الوتر: اصطلاح عند النجارين. ما يوتر به من الأعمدة الكبيرة في البيت (باين سميث 736، 1652، 1823.
وتار: من أنواع الحَمام (مخطوطة الأسكوريال 893).
وتير: اسم جمع مفرده وتيرة: ورد أبيض (المستعيني مادة ورد) (ابن البيطار 582:2 أقرأها هكذا)
و ت ر: (الْوِتْرُ) بِالْكَسْرِ الْفَرْدُ وَبِالْفَتْحِ الذَّحْلُ هَذِهِ لُغَةُ أَهْلِ الْعَالِيَةِ. وَأَمَّا لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ فَبِالضَّمِّ، وَلُغَةُ أَهْلِ تَمِيمٍ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَالْوَتَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَتَرُ الْقَوْسِ. وَ (الْوَتِيرَةُ) الطَّرِيقَةُ، يُقَالُ: مَا زَالَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (وَتَرَهُ) حَقَّهُ يَتِرُهُ بِالْكَسْرِ (وِتْرًا) بِالْكَسْرِ أَيْضًا نَقَصَهُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35] أَيْ فِي أَعْمَالِكُمْ، كَقَوْلِهِمْ: دَخَلْتُ الْبَيْتَ أَيْ فِي الْبَيْتِ. وَ (أَوْتَرَهُ) أَفَذَّهُ وَمِنْهُ أَوْتَرَ صَلَاتَهُ. وَأَوْتَرَ قَوْسَهُ وَ (وَتَّرَهَا تَوْتِيرًا) بِمَعْنًى. وَ (الْمُوَاتَرَةُ) الْمُتَابَعَةُ وَلَا تَكُونُ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَهُمَا فَتْرَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مُدَارَكَةٌ وَمُوَاصَلَةٌ. وَمُوَاتَرَةُ الصَّوْمِ أَنْ تَصُومَ يَوْمًا وَتُفْطِرَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ وَتَأْتِيَ بِهِ وِتْرًا وَلَا يُرَادُ بِهِ الْمُوَاصَلَةُ لِأَنَّ أَصْلَهُ مِنَ الْوِتْرِ. وَكَذَلِكَ (وَاتَرَ) الْكُتُبَ (فَتَوَاتَرَتْ) أَيْ جَاءَ بَعْضُهَا فِي إِثْرِ بَعْضٍ وِتْرًا وِتْرًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْقَطِعَ. وَ (تَتْرَى) فِيهَا لُغَتَانِ تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ: فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَهَا فِي الْمَعْرِفَةِ جَعَلَ أَلِفَهَا لِلتَّأْنِيثِ، وَهُوَ أَجْوَدُ وَأَصْلُهَا وَتْرَى مِنَ الْوِتْرِ وَهُوَ الْفَرْدُ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: 44] أَيْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَمَنْ نَوَّنَهَا جَعَلَ أَلِفَهَا مُلْحَقَةً. 
و ت ر : الْوَتَرُ لِلْقَوْسِ جَمْعُهُ أَوْتَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَوْتَرْتُ الْقَوْسَ بِالْأَلِفِ شَدَدْتُ وَتَرَهَا وَوَتَرَةُ الْأَنْفِ بِفَتْحِ الْكُلِّ حِجَابُ مَا بَيْنَ الْمَنْخِرَيْنِ وَالْوَتِيرَةُ لُغَةٌ فِيهَا.

وَالْوَتِيرَةُ الطَّرِيقَةُ وَهُوَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَيْسَ فِي عَمَلهِ وَتِيرَةٌ أَيْ فَتْرَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْوَتِيرَةُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الشَّيْءِ وَالْمُلَازَمَةُ وَهِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ التَّوَاتُرِ وَهُوَ التَّتَابُعُ يُقَالُ تَوَاتَرَتْ الْخَيْلُ إذَا جَاءَتْ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَمِنْهُ جَاءُوا تَتْرَى أَيْ مُتَتَابِعِينَ وِتْرًا بَعْدَ وِتْرٍ.

وَالْوِتْرُ الْفَرْدُ وَالْوِتْرُ الذَّحْلُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا لِتَمِيمٍ وَبِفَتْحِ الْعَدَدِ وَكَسْرِ الذَّحْلِ لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ وَبِالْعَكْسِ وَهُوَ فَتْحُ الذَّحْلِ وَكَسْرُ الْعَدَدِ لِأَهْلِ الْحِجَازِ وَقُرِئَ فِي السَّبْعَةِ {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] بِالْكَسْرِ عَلَى لُغَةِ الْحِجَازِ وَتَمِيمٍ وَبِالْفَتْحِ فِي لُغَةِ غَيْرِهِمْ وَيُقَالُ وَتَرْتُ الْعَدَدَ وَتْرًا مِنْ بَابِ وَعَدَ أَفْرَدْتُهُ وَأَوْتَرْتُهُ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَوَتَرْتُ الصَّلَاةَ وَأَوْتَرْتُهَا بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهَا وِتْرًا.

وَوَتَرْتُ زَيْدًا حَقَّهُ أَتِرُهُ مِنْ بَابِ وَعَدَ أَيْضًا نَقَصْتُهُ وَمِنْهُ مِنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ بِنَصْبِهِمَا عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ شُبِّهَ فِقْدَانُ الْأَجْرِ لِأَنَّهُ يُعَدُّ لِقَطْعِ الْمَصَاعِبِ وَدَفْعِ الشَّدَائِدِ بِفِقْدَانِ الْأَهْلِ لِأَنَّهُمْ يُعَدُّونَ لِذَلِكَ فَأَقَامَ الْأَهْلَ مُقَامَ الْأَجْرِ. 
وتر
الوِتْرُ: لُغَةٌ في الوَتْرِ وهو الفَرْدُ، ومنه: صَلَاةُ الوِتْرِ، والفِعْلُ أوْتَرَ إيْتَاراً. والوَاتِرُ والمُوْتِرُ: الفَرْدُ.
والوِتْرُ: ظُلامَةٌ في دَم. وإذا أدْرَكَه بمَكْرُوْهٍ فقد وَتَرَه. وأنا مَوْتُوْرٌ وهو وَاتِرٌ. والوَتِيْرُ: الوِتْرُ. وُيقال: وَتْرٌ أيضاً. وفي الحَدِيثِ: " قَلَدُوا الخَيْلَ ولا تُقَلَدُوْها الأوْتَارَ " على الذُّحُوْلِ، وكذلك قَوْلُه: " مَنْ فاتَتْه صَلاةُ العَصْرِ فكأنَما وترَ أهْلَه ومالَه ". والوَتِيْرَةُ: الغَمِيْزَةُ في الأمْرِ. والفُرْضَةُ في وَسَطِ الشفَةِ. والمُنْقَادُ من الأرْضِ المُرْتَفِعُ. وقِطْعَة منِ الأرْضِ مُطرِدَةٌ. والطرِيْقَةُ. والسجِيَّةُ. والوَرْدَةُ البَيْضَاءُ. وغُرَّةُ الفَرَسِ إذا كانتْ مُسْتَدِيْرَةً. وحَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ. والفَتْرَةُ عن العَمَلِ والمَشْيِ. والمُدَاوَمَةُ على الشَّيْءِ؛ مَأخُوْذٌ من التَّوَاتُرِ.
والمُوَاتَرَةُ: المُتَابَعَةُ.
وتَوَاتَرَتِ القَطَاةُ والإبِلُ: جاءَ بَعْضُها في إثْرِ بَعْض ولم يَجِئْنَ مُصْطَفّاتٍ. ومنه: وَاتِرْ كُتُبَكَ. وقَوْلُه عَزَّوجَلَّ: " ثُمَّ أرْسَلْنا رُسُلَنا تتْرى " من ذلك؛ ومعناه: وَتْرى، وُيقْرأ: تَتْراً - بالتَّنْوِين - ومعناه: بَعْثاً.
والمُوَاتِرَةُ من النُّوْقِ: التي إذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إحْدى يَدَيْها؛ فإذا اطْمَأنَّتْ وَضَعَتْهُما جَمِيعاً؛ ثُمَّ تَضَعُ وَرِكَيْها قَليلاً قَلِيلاً. وفُلانٌ ما يُوَاتِرُه الهَمُّ: أي يُفَارِقُه ولا يُغِبُّه. والوَتَرُ: وَتَرُ القَوْسِ، وجَمْعُه أوْتَارٌ. ووَتَّرَ قَوْسَه وأوْتَرَها.
والتَوْتِيْرُ في قَوَائم الفَرَسِ: كالشَّنَجِ. والوَتَرَةُ: جُلَيْدَةٌ بَيْنَ الإبْهَامِ والسَّبّابَةِ. والحاجِزُ بَيْنَ المَنْخِرَيْنِ: وَتَرَةٌ. ووتيْرَةٌ أيضاً - فيهما جَمِيعاً -. وأسَافِلُ ما بَيْنَ كُلِّ إصْبَعَيْنِ: وَتيْرَةٌ. والوَتَائِرُ: اللحْمَاتُ التي بَيْنَ مَخَالِبِ الضَّبُعِ وغَيْرِها من السَّبُعِ. والوَتَرَةُ: إطَارُ الكَمَرَةِ. ووَتَرَةُ الفَخِذِ: عَصَبَة باطِنِها.
ووَتَرَةُ البَيْتِ: ما يُوَتَّرُ بالأعْمِدَةِ.
والوَتْرَةُ: الفَتْرَةُ في السَّيْرِ.
[وتر] الوِتْرُ بالكسر: الفَرد والوَتْرُ بالفتح: الذَحْلُ . هذه لغة أهل العالية. فأمَّا لغة أهل الحجاز فبالضدِّ منهم. وأمَّا تميم فبالكسر فيهما. والوَترُ بالتحريك: واحد أوْتار القوس. والوَتَرَةُ: العِرقُ الذي في باطن الكَمَرة، وهو جُلَيْدَةٌ. ووَتَرةُ الانف: حجاب مابين المنخرين، وكذلك الوتيرة. ووترة كل شئ: حِتارُهُ . والوتيرَةُ: الطريقة. يقال: ما زال على وتيرة واحدة. والوتيرة أيضاً: الفترَةُ. يقال: ما في عمله وَتيرةٌ. وسيرٌ ليست فيه وَتيرَةٌ، أي فتورٌ. والوَتيرَةُ من الارض: الطريقة. قال الهذليُّ يصف ضَبُعاً نَبَشَتْ قَبْراً: فَذاحَتْ بالوَتائِرِ ثم بَدَّتْ * يَدَيْها عند جانبه تهيل - وقال أبو عمرو: الوتائر: ما بين أصابع الضبع. قوله: ذاحت، أي مشت. والموتور: الذى قتل له قتيل فلم يُدرك بدمِهِ. تقول منه: وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْراً وَتِرَةً. وكذلك وتَرَهُ حقَّه، أي نقصه. وقوله تعالى:

(ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ) * أي لن يتنقَّصكم في أعمالكم. كما تقول: دخلت البيت وأنت تريد دخلت في البيت. والوتيرة: حلقة من عقب يُتعلَّم فيها الطعنُ، وهي الدريئة أيضا. وقال يصف فرسا: تبارى قرحة مثل ال‍ * - وتيرة لم تكن مغدا - وأوتره، أي أفذه. يقال: أوتر صلاته. وأوتر قوسه ووترها، بمعنًى. وفي المثل: " إنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ ". والمُواتَرَةُ: المتابعةُ. ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهم فترة، وإلا فهى مُداركةٌ ومواصلةٌ. ومُواتَرَةُ الصوم: أن تصوم يوماً وتفطِر يوماً أو يومين، وتأتي به وِتْراً وِتْراً، ولا يراد به المواصلة، لأنَّ أصله من الوِتْرِ. وكذلك واتَرْتُ الكتب فتواترت، أي جاءت بعضها في إثر بعض وِتْراً وِتْراً، من غير أن تنقطع. وناقةٌ مُواتِرَةٌ : تضع إحدى ركبتيها أوَّلاً في البروك ثم تضع الأخرى، ولا تضعهما معاً فيُشقُّ على الراكب. وتترى فيه لغتان: تنون ولا تنون، مثل علقى. فمن ترك صرفها في المعرفة جعل ألفها ألف التأنيث وهو أجود، وأصلها وترى من الوِتْرِ، وهو الفرد، قال الله تعالى:

(ثمَّ أرسلْنا رُسُلَنا تَتْرى) * أي واحدا بعد واحد. ومن نونها جعل ألفها ملحقة. 
[وتر] نه: فيه: إن الله تعالى "وتر" يحب الوتر"فأوتروا"، الوتر: الفرد، ويكسر واوه ويفتح، فالله تعالى واحد في ذاته لا يقبل الانقسام، واحد في صفاته فلا شبه له ولا مثل، واحد في فعاله فلا معين له، ويحب الوتر أي يثيب عليه ويقبله من عامله، أوتروا - أمر بصلاة الوتر بأن يصلي في آخر ماصلى ركعة مفردة أو مضافة إلى ما قبلها من الركعات. ط: "أوتروا" يا أهل القرآن، يريد به قيام الليل على أصحاب القرآن، والمفهوم من أحاديث الوتر أن جميع صلاة الليل وتر، واختلف فيه. ومنه: وعبد الله يقول: "أوتر" النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون، يعني أني لا أقطع القول بوجوبه ولا بعدم وجوبه لأني إذا نظرت إلى فعله وفعل أصحابه ومواظبتهم ذهبت إلى الوجوب، وإذا فتشت
وتر
وتَرَ يَتِر، تِرْ، وَتْرًا وتِرَةً، فهو واتِر، والمفعول مَوْتور
• وتَرَ القَوْسَ:
1 - عَلَّق عليها وَتَرَها.
2 - شَدَّ وَتَرَها "وتَر آلةَ العود".
• وتَر الشّخصَ:
1 - أدركه بمكروه أو ظلم "أحْرَى بمَنْ وتَرَ الجفُون بلَحْظهِ ... ألاّ تلُوذ جفونُه بسُباتِ".
2 - أفزعه "وتَر
 الشخصَ بالنتيجة".
3 - قَتَل حَميمَه "أنا الموتور الثائر: صاحب الوَتْر الطالب للثأْر".
• وتَر العددَ: أفرَدَهُ "وتَر الصَّلاةَ: صلاّها وتْرًا".
• وتَر الشّخصَ حقَّهُ ومالَهُ: نقصه إيَّاه "وتَر الشخصَ وِرْثَهُ- {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}: في أعمالكم". 

أوترَ يُوتر، إيتارًا، فهو مُوتِر، والمفعول مُوتَر (للمتعدِّي)
• أوتَر الشَّخصُ: صلّى الوِتْرَ "أوتَرَ في صلاته".
• أوترَ القَوْسَ:
1 - وترَها؛ جعل لها وترًا.
2 - وترَها؛ شدَّ وترَها.
• أوتر العددَ: وتَره؛ جعله فردًا "أوتر الصلاة- أوتر عدد الورود التي سيقدمها هديّة".
• أوتر الأشياءَ: تابعها وترك بين كلّ اثنين منها فترةً "أوتر بين أخباره- أوتر المؤلّفُ كتبَه". 

تواترَ يتواتر، تَواتُرًا، فهو مُتواتِر
• تواترت عمليَّاتُ القصْف: مُطاوع واترَ: تتابعت مع فتراتٍ بينها "تواتر صوتُ صَفّارة الإنذار".
• تواترت الأحاديثُ/ تواترت الأخبارُ:
1 - توالت وتتابعت، جاءت بعضها في إثر بعض وتْرًا وتْرًا من غير أن تنقطع "أحاديث نبويَّة متواترة: إذا كثُر ورودها وتعدّد رواتها إلى حدّ يستحيل معه التواطؤ على الكذب- تواترت اللِّقاءات".
2 - حدَّث بها واحد عن واحد. 

توتَّرَ يتوتَّر، تَوتُّرًا، فهو مُتوتِّر
• توتَّر العَصَبُ والعِرْقُ: اشتدّ وتشنّج "موقف سياسيّ متوتِّر- توتَّرت العلاقةُ بين الدَّولتين: ساءت بعد وئام" ° توتَّر الوضعُ: تأزّم واشتد- متوتِّر الأعصاب: مضطرب، قلِق، سريع الانفعال. 

واترَ يواتر، مُواتَرةً، فهو مُواتِر، والمفعول مُواتَر
• واتر الجَريَ: تابعه مع فترة "واتر القِرَاءةَ/ الرَّمْيَ- واتر المُهندسُ تقدُّمَ إنجاز القنطرة".
• واتر الصَّومَ: صام يومًا وأفطر يومًا أو يومين "واتَر صيام شهر شعبان- واتر صيام ستة أيام من شوّال". 

وتَّرَ يوتِّر، توتيرًا، فهو مُوَتِّر، والمفعول مُوَتَّر
• وتَّرَ القَوْسَ:
1 - وتَرَها، شدّ وترها "وتّر الصَّيّادُ قوسَه ثمّ رَمَى".
2 - علّق عليها وترَها.
3 - زوَّدها بأوتار.
• وتَّرَ الصَّلاةَ: وتَرَها، أفردها، جعلها وِتْرًا.
• وَتَّر العلاقاتِ: أحدث اضطرابًا وتشنُّجًا "وتَّر صداقة حميمة- وتَّر الأعصابَ بأسئلته السَّخيفة: هَيّجها وأثارها- مُوَتَّر الأعصاب- دواء مُوَتِّر". 

إيتَار [مفرد]: مصدر أوترَ. 

تَتْرَى [مفرد]: متواترون، متتابعون، واحد بعد واحد وبين الجائي وسابقه فترة ومُهلة "جاء القومُ تترى- {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} ". 

تِرَة [مفرد]: مصدر وتَرَ. 

تَواتُر [مفرد]:
1 - مصدر تواترَ.
2 - (حد) روايةُ جمع عن جمع يُؤمَنُ تواطُؤُهم على الكذِب "التَّواتُر يفيد القَطْع- حديث مُتواتِر".
3 - (قن) نَقْلٌ مأثور.
• تواتُر الألفاظ: (لغ) شيوعها وكثرة استعمالها. 

توَتُّر [مفرد]:
1 - مصدر توتَّرَ ° تَوَتُّر العلاقات: سوء العلاقات واضطرابها بين دولتين أو أكثر أو بين أشخاص بعد الوئام وهي حالة قد تؤدي إلى قطع العلاقات.
2 - (سف) جهد باطنيّ يمنح الشَّيءَ انسجامًا وفق طبيعته.
3 - (فز) حالة سطح جسم مشدود من طرفيه.
4 - (فز) فرق الجُهد بين نقطتي دورة، قوّة التّيار بالفولت.
5 - (نف) شعور بالضيق واضطراب التوازن والاستعداد لتغيير السلوك.
• شدَّة التَّوتُّر: (طب) فرط القوّة.
• فرط التَّوتُّر: (طب) زيادة التوتُّر التناضُحي لسائل، توتُّر عضلي مفرط.
• قياس التَّوتُّر: (طب) قياس الضَّغط.
• نقص التَّوتُّر: (طب) عدم كفاية القوّة العضليّة.
• ناقص التَّوتُّر: (طب) الذي يكون ضغطه التّناضُحيّ أو الانتشاريّ أدنى من ضغط تناضحيّ آخر (خاصّة ضغط الدَّم).
• التَّوتُّر السَّطحيّ: (فز) خاصّيّة ارتفاع السَّوائل بالقرب من السَّطح ناتجة عن قوى الجزيئات وتؤدّي إلى وجود شبه غشاء
 رقيق وإلى الخاصّيّة الشِّعريّة.
• قياس التَّوتُّر السَّطحيّ: (فز) قياس التَّوتُّر السّطحيّ لسائل بتحديد وزن أو حجم نقطة ساقطة من السَّائل في طرف أُنبوب شَعريّ. 

مُتواتِر [مفرد]: اسم فاعل من تواترَ.
• حديث متواتر: (حد) صفة للخبر الثابت على ألسنة قوم لا يُتصوّر تواطؤهم على الكذب ولا اتفاقهم على الفهم الخاطئ. 

مَوْتور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وتَرَ.
2 - من قُتِل له قَتِيل فلم يُدرِك بدمه أي لم يثأر له. 

وَتْر1 [مفرد]: مصدر وتَرَ. 

وَتْر2/ وِتْر [مفرد]: ج أوتار: فرد، عكسه شَفْع "جاء وَترًا- {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ".
• الوَتْر/ الوِتْر:
1 - يوم عرَفَة.
2 - اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: المتّصف وحده بالقدم والوحدانيَّة، فهو واحد فرد، لا شفع له، أي لا زوج له من شكل أو ضدّ.
• صلاة الوِتْر: ركعة بعد الشَّفع إثر صلاة العشاء "اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا [حديث]- {وَالشَّفْعِ وَالْوِتْرِ} [ق] ". 

وَتَر [مفرد]: ج أوتار ووِتار:
1 - مُعلّق القَوس "وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَكْفَالِهَا وَقَلِّدُوهَا وَلاَ تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ [حديث] " ° ما حيلة الرَّامي إذا انقطع الوتر.
2 - أحد خيوط العود التي يُعزَف عليها "كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم ... والعُودُ ليس له صوتٌ بلا وَتَرِ" ° أصاب الوتر الحسّاس: أي نقطة الضَّعف- حرّك أوتار القلوب: أثّر في النفوس- ضرَب على الوتر الحسَّاس: مسَّ الموطن الحسّاس أو قلبَ الموضوع، عالج نقطة حسّاسة- يضرب على وتر واحد: يكرّر الشيء نفسه.
3 - (شر) حبلٌ من نسيج ضامّ قويّ قابل للانثناء، يربط أطراف العضلة بالعظم ونحوه.
4 - (هس) ضلع المثلث المقابل للزاوية القائمة.
5 - (هس) خطّ مستقيم يصل بين نقطتين على خطًّ مُنْحنٍ "وتر الدائرة".
• وتر مَأْبِضيّ: (شر) أحد وترين يحدّدان الحفرة المأبضيَّة خلف الرُّكبة.
• أوتار البدن: (شر) رباطات بين أعضائه.
• أوتار صوتيَّة: (لغ) ثنايا عضليّة غشائيّة في الحنجرة تخرج منها نبرات الصوت. 

وَتَرَة [مفرد]: ج وَتَرات ووَتَر:
1 - (شر) عصبة تحت اللِّسان.
2 - (شر) جُليدة بين كلّ أصبعين.
3 - (شر) غضروف صغير في أعلى الأذن، يأخذ من أعلى الصماخ.
• وَتَرَة الفَخِذ: (شر) عصيّة بين أسفل الفخذ وبين الصَّفَن. 

وَتْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى وَتْر2/ وِتْر.
• العدد الوَتْرِيّ: (جب) العدد الفرديّ الذي لا يقبل القسمة على 2 بدون باقٍ، مثل 3، 5، 7، يقابله العدد الشَّفعيّ. 

وَتَريَّة [مفرد]: ج وتريَّات: اسم مؤنَّث منسوب إلى وَتَر.
• آلة وتريَّة: (سق) آلة كالكمان يتمّ فيها إصدار الصّوت عن طريق نقر أو تحريك الأوتار المشدودة. 

وَتيرَة [مفرد]: ج وتائِرُ:
1 - مُداومة على الشيء وملازمة وهو مأخوذ من التّواتر والتَّتابع.
2 - فُتور، توانٍ "ما في عمله وتيرة".
3 - طريقة مُطّرِدَة "استمرّ في عمله على هذه الوتيرة- خطابٌ على وتيرة واحدة". 

وتر

1 وَتَرَهُ, aor. ـِ inf. n. وَتْرٌ; (Msb;) and ↓ اوترهُ; (S, Msb, K;) He made it, (a number, Msb,) sole; or one, and no more: syn. أَفَذَّهُ, (S, K,) or أَفْرَدَهُ. (Msb.) It is said that the latter verb only is used in relation to a number; but both are said to be thus used in the M [as well as in the Msb.] (TA.) b2: [And He made it to be an odd number.] You say, وَتَرَ القَوْمَ, (M, K,) aor. ـِ inf. n. وَتْرٌ; (M;) and ↓ أَوْتَرَهُمْ; (M, K;) He made the people, they being an even number, to be an odd number. (M, K, TA.) 'Atà says, كَانَ القَوْمُ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُمْ وَكَانُوا شَفْعًا فَوَتَرْتُهُمْ [The people were an odd number and I made them an even number, and they were an even number and I made them an odd number]. (TA.) You say also, وَتَرَ الصَّلَاةَ, (Msb, K,) and ↓ أَوْتَرَهَا, (T, S, Msb, K,) and ↓ وَتَّرَهَا, (K,) and فِىالصَّلَاةِ ↓ أَوْتَرَ, (Lh, M,) He made the prayer to be such as is termed وِتْر [i. e., to consist of an odd number of rek'as; as is done in the case of a prayer which is performed in the night, consisting of three rek'ahs, and particularly called صَلَاةُ الوِتْرِ]; (S, * Msb, K; *) he performed prayers of double rek'ahs, two and two together, and then performed the prayer of one rek'ah at the end, making what he performed an odd number: (T:) and ↓ أَوْتَرَ, alone, signifies he performed the prayer called الوِتْر [explained above]; (T, M, A, Mgh, K;) or he performed prayers of [an odd number of rek'ahs,] two and two together, and then a single rek'ah at the end. (TA.) It is said in a trad. إِنَّ اللّٰهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ [Verily God is one only: He loveth the odd number: therefore perform ye the prayer of an odd number of rek'ahs, O people of the Kur-án]. (T.) And in another trad., إِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ When thou employest stones in the purification termed إِسْتِنْجَآء, use an odd number; (TA;) i. e. use three stones for that purpose, or five, or seven, and not an even number. (T.) A2: وَتَرَهُ, (T, S, A, Mgh,) aor. ـِ inf. n. وَتْرٌ (S,) and وِتْرٌ and تِرَةٌ, (T, S,) He slew his relation, and so separated him from him, and rendered him solitary: (A, Mgh:) or he slew a person belonging to him, or related to him, without the latter's obtaining revenge, or retaliation, for the blood of the slain: (S:) or he slew a person belonging to him, or related to him; or took property belonging to him. (T.) It is also doubly trans.: you say, وَتَرَ فُلَانٌ فُلَانًا أَهْلَهُ Such a one committed a crime against such a one by slaying his family; or by taking them away: (T:) and وَتَرَةُ مَالَهُ (T, M, K) (assumed tropical:) he committed a crime against him by taking away his property: (T:) or (assumed tropical:) he made him to suffer loss or detriment in respect of his property; or he deprived him of it in part, or altogether; syn. نَقَصَهُ إِيَّاهُ: (T, * M, K:) and وَتَرَهُ حَقَّهُ, (S, A, Mgh, Msb,) aor. as above, (Msb,) (tropical:) he made him to suffer loss or detriment in respect of his right or due; or he abridged him, or deprived him, or defrauded him, of it partially, or wholly; syn. نقصهُ. (S, Mgh, Msb.) It is said in a trad., مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ العَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ (T, M, * Msb, * TA) By whomsoever the prayer of the afternoon passeth unobserved, he is as though he had his family slain and his property taken away: or as though he had his family and his property taken away: (T:) or as though he were deprived (نُقِصَ) of his family and his property, (T, M, Msb, TA,) and remained alone: (T, TA:) the loss of the family and property is thus likened to the loss of the recompense: اهله and ماله being in the accus. case as objective complements: (Msb:) اهله is a second objective complement: for the first is understood, as implied in the verb: but if we read أَهْلُهُ وَمَالُهُ, accord. to another relation, اهله supplies the place of the agent, nothing being understood, and the family and property are the objects to which the loss is made to relate. (TA.) And it is said in another trad., مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرِ اللّٰهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً (assumed tropical:) He who sitteth in an assembly in which God is not mentioned is obnoxious to detriment, or loss: or, as some say, to a claim of reparation for wrongful conduct. (TA.) And it is said in the Kur, [xlvii. 37,] وَلَنَ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (assumed tropical:) and He will not deprive you of aught of the recompence of your deeds: (Zj, T:) or will not make you to suffer loss in respect of your deeds; like as you say دَخَلْتُ البَيْتَ, meaning دَخَلْتُ فِى

البَيْتِ. (S.) b2: [Also,] وَتَرَهُ, (M, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. وَتْرٌ (M, K) and وِتْرٌ (TA) and تِرَةٌ, (M, K,) He executed blood-revenge upon him: or did so wrongfully: (M, * K, * TK:) expl. by أَصَابَهُ بِذَحْلٍ. (TK.) b3: He overtook him (أَدْرَكَهُ) with some displeasing, or abominable, or evil, action. (M, K.) b4: He frightened him; terrified him. (Fr, K.) A3: وَتَرَ القَوْسَ: see 2, in two places.2 وتّر الصَّلَاةَ: see 1, near the beginning.

A2: وتّر القَوْسَ He fastened, bound, firmly, or braced, the string of the bow; expl. by شَدَّ وَتَرَهَا; (Lh, M, K;) as also ↓ أَوْتَرَهَا; (Lh, M, Msb;) both these signify the same; (S, in which the meaning is not explained;) and ↓ وَتَرَهَا, (M, TA,) inf. n. وَتْرٌ: (TA:) or ↓ اوترها signifies he put to it a string: (M, K:) and ↓ وَتَرَهَا, (M, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. تِرَةٌ, (TA,) he attacked to it its string: (M, K:) this, accord. to some, is the proper signification of the last. (M.) It is said in a proverb, إِنْبَاضٌ بِغَيْرِ تَوْتِيرٍ [Twanging the bow without bracing the string]: (S:) or لَا تُعْجِلِ الإِنْبَاضَ قَبْلَ التَّوْتِيرِ [Hasten not the twanging of the bow before the bracing of the string]: alluding to the hastening a thing before its proper time. (M.) [See also art. نبض. And see 2 in arts. جنب and حنب.]3 واتر بَيْنَ أَخْبَارِهِ, (A, and so in some copies of the K,) or ↓ أَوْتَرَ, (M, and so in some copies of the K,) and بين كُتُبِهِ, (M,) and واتر أَخْبَارَهُ, (M, K; in the latter of which وَاتَرَهُ is put by mistake for وَاتَرَهَا, as is observed in the TA,) and كُتُبَهُ, (M, A, K,) inf. n. مُوَاتَرَةٌ (S, M, K,) and وِتَارٌ, (M, K,) He made his tidings, or narrations, and his writings, or letters, to follow one another: (M, A, K:) or with some intervals between them; for مواترة between things is only when there is some interval between them; otherwise it is مُدَارَكَةٌ and مُوَاصَلَةٌ: (S, K:) or واتر الكُتُبَ signifies he made the writings, or letters, to follow one another nearly, one by one, without ceasing: (S:) or he made them to follow one another with a small interval between every two: (T:) and وَاتر الخَبَرَ he made the tidings, or narration, to follow one part after another: or, accord. to As, with a small space between every two portions thereof: from وِتْرٌ in the sense of فَرْدٌ. (T.) Yousay also وَاتر بَيْنَ مِيَرِهِمْ He made their supplies of wheat to come to them without stopping; time after time. (TA, from a trad.) And it is said in a trad., لَا بَأْسَ أَنْ يُوَاتِرَ قَضَآءَ رَمَضَانَ There will be no harm in his performing the fast of Ramadán at intervals, fasting one day and breaking fast one day: (TA:) مُوَاتَرَةُ الصَّوْمِ is the fasting one day and breaking fast one day, or two; performing it separately: it does not mean المُوَاصَلَةُ, because it is from الوِتْرُ, (S, K, TA,) i. e., الفَرْدُ. (TA.) 4 أَوْتَرَ see 1, in seven places, first part. b2: اوتر بَيْنَ أَخْبَارِهِ: see 3.

A2: اوترهُ He made him to attain, or obtain, his blood-revenge. (Az, TA; and L in art. ثأر.) See an ex., voce ثَأْرٌ.

A3: اوتر القَوْسَ: see 2, in two places.5 توتّر (tropical:) It (a sinew, or nerve, T, M, A, K, and a vein, M, TA, not the neck, for العُنُقُ in the K is a mistake for العِرْقُ, TA) became tense, (M, K, TA,) like a bow-string. (M, TA.) 6 تواتر It was consecutive: or was so with intervals: (M, A, K:) or was so with separation, or interruption. (Msb.) You say, تواترت الإِبِلُ, and القَطَا, and so of any other things, The camels, and the birds of the kind called القطا, &c., came one near after another, not in a rank. (Lh, M.) And تواترت الخَيْلُ The horses came following one another. (Msb.) And تواترت الكُتُبُ The writings, or letters, came one near after another, separately. (S.) وَتْرٌ: see وِتْرٌ, throughout.

وِتْرٌ and ↓ وَتْرٌ, (T, S, M, A, Msb, K, &c.,) the former, [which is the more common,] in the dial. of Nejd, (Lh, M,) and of the tribe of Temeem, (T, S, M, Msb,) and of the people of El-'Áliyeh, (ISk, as on the authority of Yoo, and S) or the latter in the dial. of the people of El-'Áliyeh, (T, as on the authority of Yoo,) or of the people of El-Hijáz, (Lh, S, M,) Single; sole; only; one, and no more: syn. فَرْدٌ: (T, S, M, A, Msb, K:) or مَا لَمْ يُشْفَعْ مِنَ العَدَدِ: (M, A, K; except that in the K, instead of يُشْفَعْ, we find يَتَشَفَّعْ:) or contr. of شَفْعٌ: (Mgh:) [and an odd number:] all [even and odd] numbers are termed [respectively] شَفْعٌ and وَتْرٌ, whether many or few. (T.) b2: وِتْرًا وِتْرًا [Singly; separately; one by one]. (S, K.) [See شَفْعٌ.] b3: الوِتْرُ, one of the names of God, The Single; the Sole; the One; He who has no equal, or like; the Unequalled; syn. الفَذُّ and الفَرْدُ. (TA.) b4: صَلَاةُ الوَتْرِ, and الوِتْرُ alone: see 1, first part: it was sometimes said by Mohammad to be a single رَكْعَة. (T.) b5: In the words of the Kur, [89:2,] وَالشَّفْعٍ وَالْوَتْرِ by the former is meant all creatures which are created in pairs; and by the latter, God: (T:) or [by the former, Adam and his wife; and] by the latter, Adam, who was made a pair with his wife: (I' Ab, T:) or by the former, the day of the sacrifice; (T;) and by the latter, the day of 'Arafeh. (T, K.) (See more voce شَفَعٌ.]

A2: Also وِتْرٌ and ↓ وَتْرٌ, (T, S, M, A, Msb, K,) the former, [which is the more common,] in the dial. of Nejd, (Lh, M,) and of the tribe of Temeem, (Lh, T, S, M, Msb,) and of the people of El-'Áliyeh, (T, as on the authority of Yoo,) and El-Hijáz, (S,) or the latter in the dial. of the people of El-'Aliyeh, (ISk, as on the authority of Yoo, and S) and El-Hijáz, (Lh, M,) Blood-revenge; or retaliation of murder or homicide: or a seeking to revenge, or retaliate, blood: or a desire, or seeking, for retaliation of a crime or of enmity: syn. ذَحْلٌ: (T, S, M, Msb, K:) or wrongful conduct therein: as also ↓ تِرَةٌ and ↓ وَتِيرَةٌ, in either sense: (M, K:) or a crime which a man commits against another by slaughter or by plundering or by capture: (TA:) pl. [of وَتْرٌ]

أَوْتَارٌ and [of تِرَةٌ] تِرَاتٌ. (A.) وَتَرٌ The string, and the suspensory, syn. شِرْعَة and مُعَلَّق [the latter signifying properly the appendage, (see خَطَمَ القَوْسَ بِالوَتَرِ, and see نَياطٌ,)] (M, K,) of a bow: (S, M, Msb, K:) [and in like manner, a chord of a lute and the like:] pl. أَوْتَارٌ (S, M, Msb, K) and وِتَارٌ. (Fr, Sgh, TA.) b2: Also pl. [or rather coll. gen. n.] of وَتَرَةٌ [q. v.] in all the senses of the latter. (K.) وَتَرَةٌ, of the nose, The partition between the two nostrils [consisting of the septum and subseptum narium, or the subseptum alone]; (S, A, Msb;) as also ↓ وَتِيرَةٌ: (S, A, Msb, K:) or the former signifies what is between the two nostrils: (M:) or the junction that is between the two nostrils: (T:) or the edge of the nostril: (M, K:) accord. to Lh, (M,) what is between the tip of the nose and the سَبَلَة [or middle of the mustache; app. meaning, the subseptum narium]: (M, K:) and the latter, the partition between the two nostrils, of the fore part of the nose, exclusive of the cartilage; [i. e., app. the subseptum narium: (Az, T:) and the former, in a horse, what is between the tip of the nose and the upper part of the lip: (M:) pl. [or rather coll. gen. n.] of the former, in all its senses, وَتَرٌ. (K.) In a trad. in which it is said that the fine for destroying the وَتَرَة is a third of the fine for homicide, by this word is meant the وَتَرَة of the nose. (TA.) b2: The sinew, or nerve, (عَقَبَة,) of the back (متن). (M.) وَتِيرٌ: see وَتِيرَةٌ, near the end.

وَتِيرَةٌ: see وِتْرٌ.

A2: A way, course, mode, or manner of acting, or conduct, or the like: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) and nature, or disposition: (A, Mgh:) from تَوَاتَرَ: (Th, M, A, Mgh:) or a road keeping close to a mountain, (K, TA,) and pursuing a regular, uniform course: (TA:) or constancy, or perseverence, in a thing, (AO, T, Msb, TA,) or in a work. (TA.) You say, مَازَالَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ He ceased not to follow, or continue in, one way, (&c.,) of acting or the like: (T, S, M, A:) or one disposition. (A.) And هُمْ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ They follow, or con-tinue in, one way, &c. (A, Mgh, Msb.) A3: Remissness, or languor, syn. فَتْرَةٌ, (S, M, Msb, K,) in an affair: (M, K:) and syn تَوَانٍ [which signifies the same]: and faultiness; syn. غَمِيزَةٌ, (M, K,) [in some copies of the latter, غَمِيرَةٌ, with the unpointed ر.]) You say, مَا فِى عَمَلِهِ وَتِيرَةٌ There is no remissness, or languor, in his work. (S, A, Msb.) And سَيْرٌ لَيْسَ فِيهِ وَتِيرَةٌ A journeying, or pace, in which is no remissness, or languor. (S.) b2: Delay. (M, K.) b3: Confinement; restriction; restraint. (M, K.) A4: I. q. وَتَرَةٌ, as explained above.

A5: A ring (S, M, K) of عَقَب [or sinew], (S,) by aiming at which one learns the art of piercing with the spear; (S, M, K;) also called دَرِيْئَةٌ: (S:) or a ring that is made at the end of a spear or spear-shaft, by aiming at which one learns the art of shooting, or casting [the lance]; made of bow-string or of other string or thread. (M.) A6: A white rose: (S, M, A, K:) or red rose: (Kr, M, K:) or a rose-flower; a rose-blossom: (AHn, M, K: *) n. un. of ↓ وَتِيرٌ. (AHn. M.) A7: A star, or blaze, or white mark, on the forehead or face of a horse, when round, (T, M, A, K,) and small: (A:) when long, it is called شَادِخَةٌ: (AO, T:) likened to the ring above mentioned, thus called; (T;) or to a white rose, which is also thus called. (A.) See غُرَّةٌ.

تِرَةٌ: see وِتْرٌ. The ت is substituted for the elided و. (TA.) جَاؤُوا تَتْرَى, and تَتْرًى, with and without tenween, and with ت substituted for the original incipient و, (T, * S, * M, A, * Msb, * K,) in the former whereof, (S, M,) which is the better, (S,) and the more common, (Fr,) pronounced by Hamzeh and Ibn-'Ámir and Ks with imáleh, [i. e. tetrè,] (Bd, xxiii. 46,) the ا [which is written ى] is a sign of the fem. gender, and in the latter whereof it is an ا of quasi-coördination, (S, M,) from وِتْرٌ in the sense of فَرْدٌ, (S,) They came following one another; one after another; (A, Msb;) syn. مُتَوَاتِرِينَ: (M, K:) or interruptedly. (Yoo, T.) It is said in the Kur, [xxiii. 46,] ثَمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى, or تَتَرًى, Then we sent our apostles one after another: (S:) or interruptedly; at intervals: (Yoo, T, M:) or making a long time to intervene between every two. (T.) فَرَسٌ مُوَتَّرُ الأَنْسَآءِ (tropical:) A horse contracted in the [veins called] أَنْسَآء, [pl. of نَسًا,] as though they were braced, or made tense. (A, * TA.) See شَنِجٌ.

مَوْتُورٌ One who has his relation slain, and so is separated from him, and rendered solitary: (TA:) and one who has a person belonging to him, or related to him, slain, and has not obtained revenge, or retaliation, for his blood: (S, K, TA:) a seeker of blood-revenge, or retaliation; one to whom belongs the revenging of blood, or retaliation. (TA.) [See an ex. voce ثَأْرٌ.]

مُتَواَتِرٌ Consecutive, but with small intervals: thus differing from مُتَدَارِكٌ and مَتَتَابِعٌ. (Lh, M. [But see تَتَابَعَ.]) You say, جَاؤُوا مُتَوَاتِرِينَ: explained above, voce تَتْرَى. (M, K.) خَبَرٌ مُتَوَاتِرٌ Tidings, or a narration, told, or related, by one from another: (T:) or by one after another. (TA.)

وتر: الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ.

وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ. قال اللحياني: أَهل الحجاز يسمون الفَرْدَ

الوَتْرَ، وأَهل نجد يكسرون الواو، وهي صلاة الوِتْرِ، والوَتْرِ لأَهل

الحجاز، ويقرؤُون: والشَّفْعِ والوتْر، والكسر لتميم، وأَهل نجد يقرؤُون:

والشفع والوَتْرِ، وأَوْتَرَ: صَلَّى الوتر. وقال اللحياني: أَوتر في

الصلاة فعدّاه بفي. وقرأَ حمزة والكسائي: والوتِر، بالكسر. وقرأَ عاصم ونافع

وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر: والوَتر، بالفتح، وهما لغتان معروفتان.

وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال: الوتر آدم، عليه السلام،

والشَّفْع شُفِعَ بزوجته، وقيل: الشع يوم النحر والوتر يوم عرفة، وقيل:

الأَعداد كلها شفع ووتر، كثرت أَو قلت، وقيل: الوتر الله الواحد والشفع جميع

الخلق خلقوا أَزواجاً، وهو قول عطاء؛ كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم

وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم. ابن سيده: وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جعل

شفعهم وتراً. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِذا

اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً، معناه

استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو سبعة، ولا تستنج بالشفع، وكذلك يُوتِرُ

الإِنسانُ صلاةَ الليل فيصلي مثنى مثنى يسلم بين كل ركعتين ثم يصلي في

آخرها ركعة تُوتِرُ له ما قد صَلَّى؛ وأَوْتَر صلاته. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: إِن الله وِتْرٌ يحب الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يا أَهل القرآن.

وقد قال: الوتر ركعة واحدة. والوتر: الفرد، تكسر واوه وتفتح، وقوله:

أَوتروا، أَمر بصلاة الوتر، وهو أَن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها ركعة

مفردة ويضيفها إِلى ما قبلها من الركعات.

والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ: الظلم في الذَّحْل، وقيل:

عو الذَّحْلُ عامةً. قال اللحياني: أَهل الحجاز يفتحون فيقولون وَتْرٌ،

وتميم وأَهل نجد يكسرون فيقولون وِتْرٌ، وقد وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً.

وكلُّ من أَدركته بمكروه، فقد وَتَرْتَه. والمَوْتُورُ: الذي قتل له قتيل

فلم يدرك بدمه؛ تقول منه: وتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً. وفي حديث

محمد بن مسلمة: أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صاحب الوَتْرِ الطالبُ

بالثأْر، والموتور المفعول. ابن السكيت: قال يونس أَهل العالية يقولون:

الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْلِ، قال: وتميم تقول وِتر، بالكسر، في

العدد والذحل سواد. الجوهري: الوتر، بالكسر، الفرد، والوتر، بالفتح:

الذَّحْلُ، هذه لغة أَهل العالية، فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم، وأَما

تميم فبالكسر فيهما. وفي حديث عبد الرحمن في الشورى: لا تَغْمِدُوا

السيوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم. قال الأَزهري: هو من الوَتْرِ؛ يقال:

وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ، وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك، قال:

والثَّأْرُ ههنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر؛ المعنى لا تُوجِدوا

عدوَّكم الوَتْرَ في أَنفسكم. ووَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عن الفراء.

ووَترَهُ حَقَّه وماله: نَقَصَه إِياه. وفي التنزيل العزيز: ولن

يَتِرَكُمْ أَعمالكم. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر

فكأَنما وتر أَهله وماله؛ أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً؛ يقال:

وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً، وقيل: هو من

الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي، فشبه

ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله

وماله؛ ويروى بنصب الأَهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً لوُتِرَ

وأَضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله عائداً إِلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم

يضمر وأَقام الأَهل مقام ما لم يسم فاعله لأَنهم المصابون المأْخوذون،

فمن ردَّ النقص إِلى الرجل نصبهما، ومن ردّه إِلى الأَهل والمال رفعهما

وذهب إِلى قوله: ولم يَتِرَكُمْ أَعمالَكم، يقول: لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم

شيئاً. وقال الجوهري: أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم، كما تقول: دخلت

البيت، وأَنت تريد في البيت، وتقول: قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه،

وأَحد القولين قريب من الآخر. وفي الحديث: اعمل من وراء البحر فإِن الله

لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك. وفي الحديث: من جلس مجلساً

لم يَذْكُرِ الله فيه كان عليه تِرَةً أَي نقصاً، والهاء فيه عوض من

الواو المحذوفة مثل وَعَدْتُه عِدَةً، ويجوز نصبها ورفعها على اسم كان

وخبرها، وقيل: أَراد بالتِّرَةِ ههنا التَّبِعَةَ. الفراء: يقال وَتَرْتُ

الرجل إِذا قتلت له قتيلاً وأَخذت له مالاً، ويقال: وَتَرَه في الذَّحْلِ

يَتِرُه وَتْراً، والفعل من الوِتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ، ومن الوِتْرِ

الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ، بالأَلف. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه قال: قَلِّدوا الخيل ولا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ؛ هي جمع وِتر،

بالكسر، وهي الجناية؛ قال ابن شميل: معناه لا تَطْلُبوا عليها الأَوْتارَ

والذُّحُولَ التي وُتِرْتُمْ عليها في الجاهلية. قال: ومنه حديث عَلِيٍّ

يصف أَبا بكر: فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا. وفي الحديث: إِنها

لَخَيْلٌ لو كانوا يضربونها على الأَوْتارِ. قال أَبو عبيد في تفسير وقوله: ولا

تُقلدوها الأَوتار، قال: غير هذا الوجه أَشبه عندي بالصواب، قال: سمعت

محمد بن الحسن يقول: معنى الأَوتار ههنا أَوتار القِسِيِّ، وكانوا

يقلدونها أَوتار القِسِيِّ فتختنق، فقال: لا تقلدوها. وروي: عن جابر: أن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَمر بقطع الأَوْتارِ من أَعناق الخيل. قال أَبو

عبيد: وبلغني أَن مالك بن أَنس قال: كانوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ

لئلا تصيبها العين فأَمرهم بقطعها يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لا تَرُدُّ من

أَمر الله شيئاً؛ قال: وهذا شبيه بما كره من التمائم؛ ومنه الحديث: من

عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً، كانوا يزعمون أَن التَّقَلُّدَ

بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ ويدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك.

والتَّواتُرُ: التتابُعُ، وقيل: هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ

وفَتَراتٌ. وقال اللحياني: تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه

في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً؛ وقال حميد بن ثور:

قَرِينَةُ سَبْعٍ، وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً،

ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ

وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة. وقال مرة:

المُتَواتِرُ الشيء يكون هُنَيْهَةً ثم يجيء الآخر، فإِذا تتابعت فليست

مُتَواتِرَةً، وإِنما هي مُتَدارِكة ومتتابعة على ما تقدّم. ابن الأَعرابي: تَرى

يَتْري إِذا تَراخى في العمل فعمل شيئاً بعد شيء. الأَصمعي: واتَرْتُ

الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وبين الخبرين هُنَيْهَةٌ. وقال غيره: المُواتَرَةُ

المُتابَعَةُ، وأَصل هذا كله من الوَتِرْ، وهو الفَرْدُ، وهو أَني جعلت كل

واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً.

والمُتَواتِرُ: كل قافية فيها حرف متحرّك بين حرفين ساكنين نحو مفاعيلن

وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعتمد على حرف ساكن نحو

فَعُولُنْ فَلْ؛ وإِياه عنى أَبو الأَسود بقوله:

وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها،

كَسَرْدِ الصَّنَاعِ، ليس فيها تواتُرُ

أَي ليس فيها توقف ولا فتور. وأَوْتَرَ بين أَخباره وكُتُبه وواتَرَها

مُواتَرَةً ووِتاراً: تابَعَ وبين كل كتابين فَتْرَةٌ قليلة. والخَبَرُ

المُتَواتِرُ: أَن يحدِّثه واحد عن واحد، وكذلك خبر الواحد مثل

المُتواتِرِ. والمُواتَرَةُ: المتابعة، ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأَشياء إِلا

إِذا وقعت بينها فترة، وإِلا فهي مُدارَكَة ومُواصَلة. ومُواتَرَةُ الصوم:

أَن يصوم يوماً ويفطر يوماً أَو يومين، ويأْتي به وِتْراً؛ قال: ولا يراد

به المواصلة لأَن أَصله من الوِتْرِ، وكذلك واتَرْتُ الكُتُبَ

فَتَواتَرَت أَي جاءت بعضُها في إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غير أَن تنقطع. وناقة

مُواتِرَةٌ: تضع إِحدى ركبتيها أَوّلاً في البُرُوكِ ثم تضع الأُخرى ولا

تضعهما معاً فتشق على الراكب. الأَصمعي: المُواتِرَةُ من النوق هي التي

لا ترفع يداً حتى تستمكن من الأُخرى، وإِذا بركت وضعت إِحدى يديها، فإِذا

اطمأَنت وضعت الأُخرى فإِذا اطمأَنت وضعتهما جميعاً ثم تضع وركيها قليلاً

قليلاً؛ والتي لا تُواتِرُ تَزُجُّ بنفسها زَجّاً فتشق على راكبها عند

البروك. وفي كتاب هشام إِلى عامله: أَن أَصِبْ لي ناقة مُواتِرَةً؛ هي

التي تضع قوائمها بالأَرض وِتْراً وِتْراً عند البُروك ولا تَزُجُّ نفسها

زَجّاً فَتَشُقَّ على راكبها، وكان بهشام فَتْقٌ. وفي حديث الدعاء: أَلِّفْ

جَمْعَهُم وواتِرْ بين مِيَرِهم أَي لا تقطع المِيْرَةَ واجْعَلْها

تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة.

وجاؤوا تَتْرى وتَتْراً أَي مُتَواتِرِين، التاء مبدلة من الواو؛ قال

ابن سيده: وليس هذا البدل قياساً إِنما هو في أَشياء معلومة، أَلا ترى أَنك

لا تقول في وَزِير يَزِيرٌ؟ إِنما تَقِيسُ على إِبدال التاء من الواو في

افْتَعَل وما تصرف منها، إِذا كانت فاؤه واواً فإِن فاءه تقلب تاء وتدغم

في تاء افتعل التي بعدها، وذلك نحو اتَّزَنَ؛ وقوه تعالى: ثم أَرسلنا

رسلنا تَتْرى؛ من تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بين كل

رسولين فَتْرَةً، ومن العرب من ينوّنها فيجعل أَلفها للإِلحاق بمنزلة

أَرْطى ومِعْزى، ومنهم من لا يصرف، يجعل أَلفها للتأْنيث بمنزلة أَلف سَكْرى

وغَضْبى؛ الأَزهري: قرأَ أَبو عمرو وابن كثير: تَتْرًى منوّنة ووقفا

بالأَلف، وقرأَ سائر القراء: تَتْرى غير منوّنة؛ قال الفراء: وأَكثر العرب

على ترك تنوين تترى لأَنها بمنزلة تَقْوى، ومنهم من نَوَّنَ فيها وجعلها

أَلفاً كأَلف الإِعراب؛ قال أَبو العباس: من قرأَ تَتْرى فهو مثل شَكَوْتُ

شَكْوى، غير منوّنة لأَن فِعْلى وفَعْلى لا ينوّن، ونحو ذلك قال الزجاج؛

قال: ومن قرأَها بالتنوين فمعناه وَتْراً، فأَبدل التاء من الواو، كما

قالوا تَوْلَج من وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كما قال العجاج:

فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُورِي

أَرادَ وَيْقُورِي، وهو فَيْعُول من الوَقار، ومن قرأَ تَتْرى فهو أَلف

التأْنيث، قال: وتَتْرى من المواترة. قال محمد بن سلام: سأَلت يونس عن

قوله تعالى: ثم أَرسلنا رسلنا تترى، قال: مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً.

وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة؛ وكذلك الأَنبياء: بين كل نبيين دهر

طويل. الجوهري: تَتْرى فيها لغتن: تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى، فمن ترك

صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث، وهو أَجود، وأَصلها وَتْرى من

الوِتْرِ وهو الفرد، وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد، ومن نونها جعلها ملحقة.

وقال أَبو هريرة: لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً. وفي حديث أَبي

هريرة: لا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رمضان أَي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يوماً

ويُفْطِرَ يوماً ولا يلزمه التتابع فيه فيقضيه وِتْراً وِتْراً.

والوتيرة: الطريقة، قال ثعلب: هي من التَّواتُرِ أَي التتابع، وما زال

على وَتِيرةٍ واحدة أَي على صفة. وفي حديث العباس بن عبد المطلب قال: كان

عمر بن الخطاب لي جاراً فكان يصوم النهار ويقوم الليل، فلما وَلِيَ قلت:

لأَنظرنّ اليوم إِلى عمله، فلم يزل على وَتِيرَةٍ واحدة حتى مات أَي على

طريقة واحدة مطردة يدوم عليها. قال أَبو عبيدة:الوَتِيرَةُ المداومة على

الشيء، وهو مأْخوذ من التَّواتُرِ والتتابُع. والوَتِيرَةُ في غير هذا:

الفَتْرَةُ عن الشيء والعمل؛ قال زهير يصف بقرة في سيرها:

نَجَأٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتِيرَةٌ

ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ

يعني القَرْنَ. ويقال: ما في عمله وَتِيرَةٌ، وسَيْرٌ ليست فيه

وَتِيرَةٌ أَي فتور. والوَتِيرَةُ: الفَتْرَةُ في الأَمر والغَمِيزَةُ والتواني.

والوَتِيرَةُ: الحَبْسُ والإِبطاء.

ووَتَرَهُ الفخِذِ: عَصَبَةٌ بين أَسفل الفخذ وبين الصَّفنِ.

والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ في الأَنف: صِلَةُ ما بين المنخرين، وقيل: الوَتَرَةُ حرف

المنخر، وقيل: الوَتِيرَةُ الحاجز بين المنخرين من مقدّم الأَنف دون

الغُرْضُوف. ويقال للحاجز الذي بين المنخرين: غرضوف، والمنخران: خرقا

الأَنف، ووَتَرَةُ الأَنف: حِجابُ ما بين المنخرين، وكذلك الوَتِيرَة. وفي حديث

زيد: في الوَتَرَةِ ثلث الدية؛ هي وَتَرَةُ الأَنف الحاجزة بين

المنخرين. اللحياني: الوَترَةُ ما بين الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ. وقال الأَصمعي:

خِتارُ كل شيء وَتَرُه. ابن سيده: والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ

في أَعلى الأُذن يأْخُذُ من أَعلى الصِّماخ. وقال أَبو زيد: الوتيرة

غريضيف في جوف الأُذن يأْخذ من أَعلى الصماخ قبل الفَرْع. والوَتَرَةُ من

الفَرَسِ: ما بين الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ. والوَتَرَتان: هَنَتانِ

كأَنهما حلقتان في أُذني الفرس، وقيل: الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس

العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه.

والوَتَرَة من الذَّكر: العِرْقُ الذي في باطن الحَشَفَة، وقال اللحياني: هو

الذي بين الذكر والأُنثيين. والوترتان: عصبتان بين المأْبضين وبين رؤوس

العُرقوبين. والوَتَرَةُ أَيضاً: العَصَبَةُ التي تضم مَخْرَجَ رَوْثِ الفرس.

الجوهري: والوَتَرَةُ العرق الذي في باطن الكَمَرَة، وهو جُلَيْدَةٌ.

ووَتَرَةُ كل شيء: حِتارُه، وهو ما استدار من حروفه كَحِتارِ الظفر

والمُنْخُلِ والدُّبُر وما أَشبهه. والوَتَرَةُ: عَقَبَة المَتْنِ، وجمعها

وَتَرٌ. ووَتَرَةُ اليد ووَتِيرَتُها: ما بين الأَصابع، وقال اللحياني: ما بين

كل إِصبعين وَتَرَةٌ، فلم يخص اليد دون الرجل. والوَتَرَةُ

والوَتِيرَةُ: جُلَيْدَة بين السبابة والإِبهام. والوَتَرَةُ: عصبة تحت اللسان.

والوتِيرَةُ: حَلْقَةٌ يتعلم عليها الطعن، وقيل: هي حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ على

طَرَفِ قَناةٍ يتعلم عليها الرمي تكون من وَتَرٍ ومن خيط؛ فأَما قول أُم

سلمة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم:

حامي الحقيقةِ ماجِدٌ،

يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ

قال ابن الأَعرابي: فسر الوَتِرة هنا بأَنها الحَلْقَةُ، وهو غلط منه،

إِنما الوتيرة هنا الذَّحْلُ أَو الظلم في الذحلِ. وقال اللحياني:

الوَتِيرة التي يتعلم الطعن عليها، ولم يخص الحَلْقَةَ. والوَتِيرة: قطعة تستكن

وتَغْلُظ وتنقاد من الأَرض؛ قال:

لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بوجهها

مَنازِلَ ما بين الوَتائِرِ والنَّقْعِ

وربما شبهت القبور بها؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف ضَبُعاً نبشت

قبراً:

فَذاحَتْ بالوَتائِر ثم بَدَّتْ

يديها عند جانبها، تَهِيلُ

ذَاحَتْ: يعني ضَبُعاً نَبَشَتْ عن قبر قتيل. وقال الجوهري: ذاحت

مَشَتْ؛ قال ابن بري: ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سريعاً؛ قال: والوَتائِرُ جمع

وَتِيرَةٍ الطريقة من الأَرض؛ قال: وهذا تفسير الأَصمعي؛ وقال أَبو عمرو

الشَّيْبانيُّ: الوتائر ههنا ما بين أَصابع الضبع، يريد أَنها فَرَّجَتْ بين

أَصابعها، ومعنى بَدَّتْ يديها أَي فرّقت بين أَصابع يديها فحذف المضاف.

وتَهِيل: تَحْثُو الترابَ. الأَصمعي: الوَتِيرَةُ من الأَرض، ولم

يَحُدَّها. الجوهري: الوَتِيرَةُ من الأَرض الطريقة. والوَتِيرَةُ: الأَرض

البيضاء. قال أَبو حنيفة: الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ، واحدته وَتِيرَةٌ.

والوَتِيرَةُ: الوَرْدَةُ البيضاء. والوتِيرَةُ: الغُرّة الصغيرة. ابن سيده:

الوَتِيرَة غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة، فإِذا طالت فهي الشَّادِخَة. قال

أَبو منصور: شبهت غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة بالحلقة التي يتعلم عليها

الطعن يقال لها الوتيرة. الجوهري: الوتيرة حَلْقَةٌ من عَقَبٍ يتعلم

فيها الطعن، وهي الدَّرِيئَةُ أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً:

تُبارِي قُرْحَةً مثل الْـ

ـوَتِيرَةِ لم تكن مَغْدَا

المَغْدُ: النَّتْفُ، أَي مَمْغُودَةً، وضع المصدر موضع الصفة؛ يقول:

هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبيضَّ. والوتر، بالتحريك: واحد أَوتار القوس.

ابن سيده: الوَتَرُ شِرْعَةُ القوس ومُعَلَّقُها، والجمع أَوتارٌ.

وأَوْتَرَ القوسَ: جعل لها وَتَراً. وَوتَرَها وَوتَّرها: شدَّ تَرَها. وقال

اللحياني: وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها. وفي المثل: إِنْباضٌ بغير

تَوْتِير. ابن سيده: ومن أَمثالهم: لا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قبل

التَّوتِيرِ؛ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغ إِناه. قال: وقال بعضهم

وَتَرَها، خفيفة، عَلَّق عليها وترها. والوَتَرَةُ: مجرى السهم من القوس العربية

عنها يزل السهم إِذا أَراد الرامي أَن يرمي. وتَوَتَّرَ عَصَبُه: اشتدّ

فصار مثل الوَتَر. وتَوَتَّرَتْ عروقه: كذلك. كلُّ وَتَرَة في هذا الباب،

فجمعها وتَرٌ؛ وقول ساعدة بن جؤية:

فِيمَ نِساءُ الحَيِّ من وَتَرِيَّةٍ

سَفَنَّجَةٍ، كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ؟

قيل: هجا امرأَة نسبها إِلى الوتائر، وهي مساكن الذين هجا، وقيل:

وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ.

والوَتِيرُ: موضع؛ قال أُسامة الهذلي:

ولم يَدَعُوا، بين عَرْضِ الوَتِير

وبين المناقِب، إِلا الذِّئابا

وتر
{الوَِتْر، بِالْكَسْرِ، لُغَة أهلِ نَجْد وَيفتح، وَهِي لغةُ الْحجاز: الفَرْد، قَرَأَ حَمْزَة والكسائيّ: والشَّفْع} والوتْر بِالْكَسْرِ، وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع وابنُ كَثير وَأَبُو عمروٍ وابنُ عَامر: {والوَتْر، بِالْفَتْح، وهما لُغتان معروفتان، وَقَالَ اللِّحْيانيّ: أهل الْحجاز يُسمُّون الفَردَ} الوَتْر وأهلُ نَجْد يكسرون الْوَاو، وَهِي صَلاةُ {الوِتْرِ،} والوَتْرِ لأهل الْحجاز وَالْكَسْر لتميم، أَو مَا لم يَتَشَفَّع من العَدَد. ورُوي عَن ابْن عبّاس أنّه قَالَ: الوتْر آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، وشُفِعَ بِزَوْجَتِهِ. وَقيل: الشَّفْع: يَوْم النَّحْر، والوتْر: يَوْم عَرَفَةَ. وَقيل: الْأَعْدَاد كلّها شَفْعٌ {ووتْرٌ، كَثُرَت أَو قلّتْ. وَقيل: الوتْر الله الواحدُ، والشَّفْع: جميعُ الخَلْق، خُلقوا أَزْوَاجاً. الوتْر: وادٍ باليَمامة، ظاهرُه أنّه بِالْكَسْرِ، ورأيتُه فِي التكملة مضبوطاً بالضمّ ومُجوّداً. وَفِي مُخْتَصر البُلدان: أنّه جبلٌ على الطَّرِيق بينَ الْيمن إِلَى مكّة. وَفِي مُعْجم ياقوت: الوُتْر بالضمّ: من أَوْدِية الْيَمَامَة خَلْفَ العِرْض ممّا يَلِي الصَّبا، وعَلى شَفيرِه المَوضِع الْمَعْرُوف بالبادية والمُحرَّقة وَفِيه نَخلٌ ورُكيٌّ، قَالَ الْأَعْشَى:
(شاقَتْكَ من قَتْلَةَ أطْلالُها ... بالشَّطِّ} فالوَتْرِ إِلَى حاجِرِ)
وقرأْت فِي نُسْخَة مقروءةٍ على ابْن دُرَيْد من شعر الْأَعْشَى: الوِتْر. بِكَسْر الْوَاو، وَكَذَلِكَ قَرَأْتُه فِي كتاب الحفصيّ، وَقَالَ: شَطُّ الوِتْر، وَهُوَ مَكَان مَنْزِل عُبَيْد بن ثَعْلَبة، وَفِيه الحِصْن الْمَعْرُوف بمُعْنق، وَهُوَ الَّذِي تَحصَّن فِيهِ عُبَيْد بن ثَعْلَبة. الوِتْرُ: الذَّحْلُ عامَّةً، أَو الظُّلْمُ فِيهِ. قَالَ اللّحْيانيّ: يَفْتَحون فَيَقُولُونَ: وَتْر، وَتَمِيم وأهلُ نَجْدٍ يَكسرون فَيَقُولُونَ: وِتْر. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قَالَ يونُس: أهلُ العاليَة ِ يَقُولُونَ الوِتْرُ فِي الْعدَد، والوَتْر فِي الذَّحْل، قَالَ: وتميمٌ تَقول {وِتْرٌ بِالْكَسْرِ فِي العَدَدِ والذَّحْلِ سَوَاء. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الوِتْر، بِالْكَسْرِ: الفَرْدُ، والوَتْر، بِالْفَتْح: الذَّحْل، هَذِه لُغَة أهل العالِيَة، فأمّا لُغَة أهل الْحجاز فبالضدِّ مِنْهُم، وأمّا تَميمٌ فبالكسر فيهمَا،} كالتِّرَةِ، كعِدَة، {والوَتيرة، وَمِنْه قولُ أمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم:
(حامي الحقيقةِ ماجِدٌ ... يَسْمُو إِلَى طَلَبِ} الوَتِيرَهْ)
وَقد {وَتَرَه} يَتِرُه {وَتْرَاً} ووِتْراً {وتِرَةً، هَذَا فِي الوَتْرِ الذَّحْل وأمّا فِي الوِتْر العَدد فَلَا يُقَال إلاّ} أَوْتَر {يُوتِر. فِي المُحكَم: وَتَرَ القومَ} يَتِرُهم {وَتْرَاً: جعلَ شَفْعَهم} وِتْراً قَالَ عَطاءٌ: كَانَ القومُ وَتْرَاً فَشَفَعْتُهم، وَكَانُوا شَفْعَاً {فَوَتَرْتُهم،} كَأَوْتَرْتُهم، وَمِنْه الحَدِيث: إِذا اسْتَجْمَرْت فأَوْتِر أَي اجْعَل الحجارةَ الَّتِي تَستنجي بهَا فَرْدَاً. {وَتَرَ الرجلَ: أَفْزَعه، عَن الفَرَّاء، كلّ من أَدْرَكهُ بمَكْروهٍ فقد} وَتَرَه. {وَوَتَرَهُ مالَهُ وحقَّه: نَقَصَهُ إيّاه، وَهُوَ مَجاز، وَفِي التَّنْزِيل: وَلَنْ يَتِرَكُم أَعْمَالَكُم أَي لن يَنْقُصكم من ثوابكم شَيْئا. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَي لن يَنْتَقِصَكُم فِي أَعمالكُم، كَمَا تَقول: دخلتُ البيتَ، وَأَنت تُرِيدُ: فِي الْبَيْت، وأحدُ القَولين قريبٌ من الآخر. وَفِي الحَدِيث: مَن فاتَتْه صلاةُ العَصْرِ فكأنّما وُتِرَ أهلَه ومالَه أَي نُقص أهلَه ومالَه، وبَقِيَ فَرْدَاً، يُقَال:} وَتَرْتُه، إِذا نَقَصَته، فكأنّك جَعَلْته! وِتْراً بعد أَن كَانَ كثيرا. وَقيل: هُوَ من الوَتْر:)
الجِناية الَّتِي يَجنيها الرجلُ على غَيره من قَتْل أَو نَهْبٍ أَو سَبْيٍ، فشَبَّه مَا يلْحق مَن فاتتْه صلاةٌ بِمن قُتل حَميمُه أَو سُلِب أهلَه ومالَه. ويُروى بنصْب الْأَهْل ورَفعِه. فَمَنَ نَصَبَ جَعَلَه مَفْعُولاً ثَانِيًا {لوُتِرَ وأضمر فيهمَا مَفْعُولا لم يسمِّ فَاعله عَائِدًا إِلَى الَّذِي فَاتَتْهُ الصَّلاة، ومَن رَفَعَ لم يُضمر وأقامَ الأهلَ مُقامَ مَا لم يُسَمَّ فاعلُه، لأنّهم المصابون المأخوذون، فَمن رَدَّ النّقصَ إِلَى الرجُل نَصَبَهما، وَمن رَدَّه إِلَى الْأَهْل وَالْمَال رَفَعَهما. وَفِي حَدِيث آخر: مَن جَلَسَ مَجْلِساً لم يُذكَر الله فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ} تِرَةً أَي نَقْصَاً، والهاءُ فِيهِ عوضٌ عَن الْوَاو المحذوفة، وَقيل: أَرَادَ بهَا هُنَا التَّبِعةَ.
{والتَّواتُر: التَّتابُع: تَتابُع الْأَشْيَاء، أَو مَعَ فَتَرَاتٍ وَبَينهَا فَجَوَاتٌ. وَقَالَ اللّحيانيّ:} تواتَرَتْ الإبلُ والقَطا وكلُّ شيءٍ، إِذا جَاءَ بعضُه فِي إِثْر بعضٍ، وَلم تجئْ مُصْطَفَّةً. وَقَالَ حُمَيْد بن ثَوْر:
(قَرينةُ سَبْعٍ إنْ {تَواتَرْن مَرَّةً ... ضَرَبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنوبُ)
وَلَيْسَت} المُتواتِرَةُ كالمُتدارِكَة والمُتتابِعَة. وَقَالَ مَرّةً: {المُتواتِر: الشيءُ يكون هُنَيْهةً ثمّ يجيءُ الآخرُ، فَإِذا تتابَعت فَلَيْستْ} مُتواترةً، إِنَّمَا هِيَ مُتدارِكَة ومُتتابعة، على مَا تقدّم. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: تَرَىَ يَتْري، إِذا تَراخي فِي الْعَمَل فعَمِل شَيْئا بعد شيءٍ. وَقَالَ الأصمعيُّ: {واتَرْتُ الخَبرَ: أَتْبَعتُ وَبَين الخَبَرَيْن هُنَيْهةٌ. وَقَالَ غيرُه:} المُواتَرَة: المُتابَعة، وأصلُ هَذَا كلّه من {الوَتْر وَهُوَ الفَرْد، وَهُوَ أنِّي جَعَلْتُ كلَّ واحدٍ بعد صاحبِه فَرْدَاً فَرْدَاً. والخَبرُ} المُتَواتِرُ: أَن يُحَدِّثَه واحدٌ بعد واحدٍ، وَكَذَلِكَ خَبرُ الواحدِ مثلُ المُتواتر.! والمُتَواتِرُ: كلُّ قافيةٍ فِيهَا حرفٌ مُتحرِّكٌ بَيْنَ حرفَيْن ساكنَيْن، كمَفاعيلُنْ وفاعِلاتُنْ وفَعلاتُنْ ومَفْعولُنْ وفَعْلُن وفَلْ إِذا اعْتمد على حرف سَاكن، نَحْو فَعُولُنْ فِلْ، وإيّاه عَنى أَبُو الْأسود بقوله:
(وقافِيَةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها ... كسَرْدٍ الصَّناع لَيْسَ فِيهَا {تَواتُرُ)
} وأَوْتَرَ بَيْنَ أَخْبَارِه وكتُبِه، {وواتَرَه، هَكَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه واتَرَها} مُواتَرَةً {ووِتاراً، بِالْكَسْرِ: تابَعَ من غيرِ توَقُّف وَلَا فُتور.} والمُواتَرَة بَين كلّ كِتابَيْن فَتْرَةٌ قَليلَة، أَو لَا تكون المُواتَرَةُ بَين الأشياءِ إلاّ إِذا وَقَعَتْ فِيهَا فَتْرَةٌ، وإلاّ فَهِيَ مُدارَكة ومُواصَلِة، وأصلُ ذَلِك كلّه من الوِتْر، {ومُواتَرَةُ الصَّوْم: أَن تَصومَ يَوْمَاً وتُفطِرَ يَوْمًا أَو يَوْمَيْن وَتَأْتِي بِهِ} وِتْراً وِتْراً، قَالَ: وَلَا يُراد بِهِ المُواصَلة لأنّه مأخوذٌ من الوِتْر الَّذِي هُوَ الفَرْد، وَمِنْه حديثُ أبي هُرَيْرة: لَا بَأْسَ أنْ {يُواتِرَ قَضاءَ رَمَضَان أَي يُفَرِّقَه فيصومَ يَوْمًا ويُفطِرَ يَوْمًا، وَلَا يَلْزَمه التتابُعُ فِيهِ، فيقضيه وِتْراً وِتْراً. وَكَذَلِكَ} مُواتَرَةُ الْكتب، يُقَال: {واتَرْتُ الكُتبَ،} فَتَوَاتَرَتْ، أَي جاءَت بعضُها فِي إثْر بعضٍ وِتْراً وِتْراً من غير أَن تَنْقَطِع. وَفِي حَدِيث الدُّعاء: أَلِّفْ جَمْعَهُم، {وواتِرْ بينَ مِيَرِهم. أَي لَا تَقْطَع المِيرَة عَنْهُم، واجْعَلْها تَصِل إِلَيْهِم مرَّةً بعد مرَّةٍ. يُقَال: جَاءُوا} تَتْرَى، ويُنَوَّن، وأصلُها وَتْرَى: {مُتواتِرين. فِي الصّحاح تَتْرَى فِيهَا لُغَتَانِ، تُنَوَّن وَلَا تُنَوَّن، مثل عَلْقَى، فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَها فِي المَعرفة جَعَلَ أَلِفَها أَلِفَ تَأْنِيث، وَهُوَ أَجْوَد، وأصلُها وَتْرَى من الوِتْر وَهُوَ الفَرْد.} وتَتْرَى، أَي)
وَاحِدًا بعد واحدٍ. ومَن نَوَّنَها جَعَلَها مُلحَقَةً، انْتهى. وَفِي الْمُحكم: التاءُ مبدلةٌ من الْوَاو، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا البدلُ قِيَاسا، إنّما هُوَ فِي أَشْيَاء معلومةٍ، ثمّ قَالَ: وَمن الْعَرَب من يُنَوِّنُها فَيجْعَل ألَفها للإلْحاق بمنزلةِ أَرْطَى ومِعْزى، وَمِنْهُم من لَا يصرف، يَجْعَل أَلِفَها للتأنيث بِمَنْزِلَة ألفِ سَكْرَى وغَضْبَى. وَفِي التَّهْذِيب: قراَ أَبُو عَمْرو وابنُ كَثير: {تَتْرًى منوَّنةً، وَوَقَفا بِالْألف. وَقَرَأَ سائرُ القُرّاء} تَتْرَى غير منوّنة. قَالَ الفَرَّاء: وأكثرُ الْعَرَب على تَرْكِ تَنْوِينِ تَتْرَى، لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة تَقْوَى، وَمِنْهُم من نوَّن فِيهَا وَجعلهَا أَلِفَاً كأَلِف الْإِعْرَاب. وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام: سألتُ يونسَ عَن قَوْلُهُ تَعالى: ثمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرَى قَالَ: متَقَطِّعةً مُتفوِتَةً. وجاءَت الخيلُ تَتْرَى، إِذا جاءَت مُتقَطِّعةً، وَكَذَلِكَ الأنْبياءُ، بيم كلِّ نبيَّيْن دهرٌ طويلٌ. {والوَتيرَةُ: الطريقةُ، قَالَ ثَعْلَب: هِيَ من} التَّواتُر، أَي التَّتابُع، وَفِي الحَدِيث: فَلم يَزَلْ على {وَتِيرَةٍ واحدةٍ حَتَّى مَاتَ أَي على طريقةٍ واحدةٍ مُطَّرِدَةٍ يَدُوم عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة:} الوَتيرَةُ: المُداوَمَةُ على الشيءِ، وَهُوَ مأخوذٌ من {التَّواتُر والتّتابُع. أَو الوَتيرَةُ من الأَرْض: طريقٌ تُلاصِقُ الجبلَ وتَطَّرِد. قيل: الوَتيرَةُ: الفَترةُ فِي الْأَمر.
يُقَال: مَا فِي عمَلِه} وَتيرَةٌ. وسَيْرٌ ليسَت فِيهِ وَتيرَةٌ: أَي فُتور. الوَتيرَة: الغَمِيزَة والتَّواني، والوَتيرَة: الحَبْسُ، والإبْطاء.! وَتِيرَةُ الْأنف: حِجابُ مَا بَين المَنْخَرَيْن من مُقَدَّم الْأنف دونَ الغُرْضوف، وَيُقَال للحاجز الَّذِي بَين المَنْخرَيْن: غُرْضوف، والمَنْخران: خَرْقَا الْأنف. الوَتيرَة: غُرَيْضيفٌ فِي أَعلَى الأُذُن، وَفِي اللِّسَان والتكملة: فِي جَوْفِ الأُذُن يأخُذ من أَعلَى الصِّماخ قبل الفَرْع، قَالَه أَبُو زيد. الوَتيرَة: جُلَيْدةٌ بَين السَّبَّابَة والإبْهام. ووَتيرَةُ اليَد: مَا بَين الْأَصَابِع. وَقَالَ اللِّحيانيّ: مَا بَين كلِّ إصْبَعَيْن، وَلم يَخُصَّ اليدَ دونَ الرِّجْل. {الوَتيرَة: مَا يُوَتَّرُ بالأعمِدةِ من الْبَيْت،} كالوَتَرَة، مُحرَّكةً فِي الْأَرْبَعَة الْأَخِيرَة، الأخيرةُ عَن الصَّاغانِيّ. الوَتيرَة: حَلْقَةٌ يُتَعلَّم عَلَيْهَا الطَّعْن وَقيل: هِيَ حَلْقَة تُحَلِّق على طرفِ قَناة يُتعلَّم عَلَيْهَا الرميُ تكون من وَتَرٍ وَمن خَيْط. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: الوَتيرَة: الَّتِي يُتعلَّم الطعنُ عَلَيْهَا، وَلم يَخُصَّ الحَلْقة. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الوَتيرَة حلقةٌ من عَقَبٍ يُتعلَّم فِيهَا الطعنُ وَهِي الدَّريئَةُ أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر يصف فرسا:
(تُباري قُرْحَةً مثل ال ... وَتيرَةِ لم تكنْ مَغْدَا)
المَغْد: النَّتْف، أَي لم تكن مَمَغَودة. الوَتيرَة: قطعةٌ تَسْتَدِقُّ وتَطَّرِدُ وتَغلُظُ من الأَرْض، وَقَالَ الأصمعيّ: الوَتيرَة من الأَرْض، وَلم يَحُدَّها. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الوَتيرةُ من الأَرْض: الطَّرِيقَة، رُبمَا شُبِّه القبرُ بهَا، وَالْجمع {الوَتائر. قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ يصف ضَبُعاً نَبَشَت قَبْرَاً:
(فَذاحَتْ} بالوَتائرِ ثمَّ بَدَّتْ ... يَدَيْها عندَ جانِبها تَهيلُ)
ذاحَتْ يَعْنِي نَبَشَتْ عَن قَبْرِ قَتيلٍ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: ذاحَتْ: أَي مَشَتْ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: ذاحتْ: مَرّت مَرَّاً سَرِيعا، قَالَ: {والوَتائر: جمع وَتيرَةٍ: الطريقةُ من الأَرْض، قَالَ: وَهَذَا تَفْسِير الأصمعيّ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبانيّ: الوَتائر)
هُنَا: مَا بَيْنَ أصابِعِ الضَّبُع، يُرِيد أنّها فَرَّجَت بَين أصابعها. وَمعنى بَدَّت يَدَيْها أَي فَرَّقَت بَين أَصَابِع يَدَيْها. فَحَذَف المُضافَ. وتَهيل: تَحْثُو التُّرَاب، قيل:} الوَتيرة: الأرضُ الْبَيْضَاء. والوَتيرَة: الوردةُ الحمراءُ أَو البيضاءُ، ومنَ المَجاز: الوَتيرَة: غُرَّةُ الفرَسِ المُستَديرَة الصغيرةُ، فَإِذا طالتْ فَهِيَ الشّاذِحة، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: شُبِّهت بالوردة الْبَيْضَاء. وَقَالَ أَبُو مَنْصُور: شُبِّهت بالحَلْقة الَّتِي يُتَعَلَّم عَلَيْهَا الطَّعن. قَالَ أَبُو حنيفَة: الوَتيرَة: نَوْرُ الوَرْد. الوَتيرَة: ماءٌ بِأَسْفَل مَكَّةَ لخُزاعةَ، وَالَّذِي رَأَيْته فِي التكملة: هُوَ الوَتير، بِغَيْر هاءٍ، وَزَاد: وبعضُ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بالنُّون. قلتُ: وَمثله فِي مُعْجم ياقوت، قَالَ: وَرُبمَا قَالَه بعضُ المُحَدِّثين: الوَتين بالنُّون فِي قَول عَمْرِو بن سَالم الخُزاعيِّ يُخاطبُ رسولَ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم:
(وَنَقَضوا مِيثاقَكَ المُؤَكَّدا ... وَزَعَموا أنّ لَسْتَ تَدْعُو أَحَدَا)

(وهمْ أَذَلُّ وأَقَلُّ عَدَدَا ... همْ بَيَّتونا {بالوَتيرِ هُجَّدا)
وَبِه كَانَت الوَقعةُ بَين كِنانةَ وخُزاعةَ فِي سنة سبعٍ من الْهِجْرَة. (و) الوتيرة: (اسْم لعقد الْعشْرَة) } والوَتَرَة، محرّكةً: حَرْفُ المَنْخَر، وَقيل: صِلَةُ مَا بَين المَنخرَيْن، وَفِي حَدِيث زيد: فِي {الوَتَرَة ثُلثُ الدِّيَّةِ والمُرادُ بهَا} وَتَرَةُ الأنفِ. الوَتَرَة من الذَّكَر: العِرْقُ الَّذِي فِي باطِنِ الحَشَفَة. وَفِي الصّحاح: فِي باطنِ الكَمَرَة، وَهُوَ جُلَيْدةٌ، وَقَالَ اللّحيانيّ: وَهُوَ الَّذِي بَين الذَّكَر والأُنْثَيَيْن. الوَتَرَة: العَصَبَةُ الَّتِي تضمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الفرَس. وَقَالَ الأصمعيّ: حِتارُ كلِّ شيءٍ: وَتَرَةٌ، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ من حُرُوفه، كحِتارِ الظُّفُرِ والمُنْخُلِ والدُّبُرِ وَمَا أَشْبَهه. الوَتَرَة: عَصَبَةٌ تَحت اللِّسان. الوَتَرَة: عَقَبَةُ المَتْنِ. وَقَالَ اللِّحيانيّ: الوَتَرَة: مَا بَيْنَ الأرنبةِ والسَّبَلةِ. والوَتَرَة: مَجْرَى السَّهْمِ من القَوسِ العربيّة، عَنْهَا يَزِلّ السهمُ إِذا أَرَادَ الرَّامِي أَن يَرْمِي، جَمْعُ الكلِّ {وَتَرٌ، بِغَيْر هاءٍ.} والوَتَرُ، محرَّكةً، واحدُ {أوتارِ الْقوس. وَقَالَ ابنُ سِيدَه هُوَ شِرْعَةُ القَوسِ ومُعَلَّقُها، ج: أَوْتَارٌ.} وأَوْتَرها: جعلَ لَهَا {وَتَرَاً،} ووَتَّرَها {تَوْتِيراً: شَدَّ وَتَرَها، وَكَذَلِكَ} وَتَرَها {وَتْرَاً، بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ اللِّحيانيّ:} وَتَّرها {وأَوْتَرها: شَدَّ} وَتَرَها. قَالَ ابنُ سِيدَه: قَالَ بعضُهم: {وَتَرَها} يَتِرُها تِرَةً: عَلَّق عَلَيْهَا وَتَرَها. {وَتَوَتَّرَ العَصَبُ والعُنُقُ، هَكَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة، وصوابُه: والعِرْقُ: اشتَدَّ، أَي فَصَارَ مثل الوَتر، وَهُوَ مَجاز. وَمِنْه فرَسٌ} مُوَتَّرُ الأَنْساءِ، إِذا كَانَ فِيهَا شَنَجٌ كأنَّها {وُتِّرَتْ} توتيراً. كَمَا فِي الأساس. {والوَتير، كأَمير: ع، قَالَ أسامةُ الهُذَليّ:
(وَلَمْ يَدَعوا بينَ عَرْضِ الوَتِي ... رِ وبينَ المَناقِبِ إلاّ الذِّئابا)
يَقُول: تَحَمَّلوا عَن البلدِ فَتَرَكوا الذِّئابَ بعدَهم.} وأَوْتَرَ: صلَّى {الوِتْرَ، وَهُوَ أنْ يُصلِّي مَثْنَى مَثْنَى، ثمَّ يصلّي فِي آخرِها رَكعةً مُفردةً ويُضيفها إِلَى مَا قبلهَا من الرَّكعات، وَفِي الحَدِيث: إنَّ اللهَ} وِتْرٌ يحبُّ {الوِتْرَ،} فَأَوْتِروا يَا أهلَ الْقُرْآن وَقد {أَوْتَرَ صلاتَه. وَقَالَ اللّحيانيّ: أَوْتَرَ فِي الصَّلَاة. فعدّاه بفي. أَوْتَرَ الشيءَ: أَفَذَّه، أَي جَعَلَه فَذَّاً، أَي} وَتْراً. أَو {وَتَرَ الصلاةَ} وأَوْتَرها {ووتَّرَها بِمَعْنى وَاحِد. وناقةٌ} مُواتِرَةٌ: تَضَعُ إِحْدَى رُكبتَيْها أوّلاً فِي البُروك ثمَّ تضعُ الأُخرى، وَلَا)
تضَعُهما مَعًا فيَشُقَّ على الرّاكبِ. وَقَالَ الأصمعيّ:! المُواتِرَةُ من النُّوق هِيَ الَّتِي لَا تَرْفَعُ يدا حَتَّى تَسْتَمْكِن من الأُخرى، وَإِذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إِحْدَى يَدَيْها، فَإِذا اطمأنَّت وَضَعَت الأُخرى، فَإِذا اطمأنَّت وَضَعَتْهُما جَمِيعًا، ثمّ تضَع وَرِكَيْها قَلِيلا قَلِيلا، وَفِي كتاب هشامٍ إِلَى عاملِه: أَن أَصِبْ لي نَاقَة {مُواتِرَةً. قَالُوا: هِيَ الَّتِي تضعُ قَوائِمَها بالأرضِ وِتْراً وَتْراً عِنْد البُروك وَلَا تزُجُّ نَفْسَها زَجَّاً فيَشُقَّ على راكبِها وَكَانَ بهشامٍ فَتْقٌ.} والوَتَران، محرّكةً: د، وَفِي التكملة: مَوضِع بِبِلَاد هُذَيْل، وَالنُّون مكسورةٌ كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ، قَالَ أَبُو جندبٍ الهُذَليّ:
(فَلَا وَالله أَقْرَبُ بَطْنَ ضِيمٍ ... وَلَا {الوَتَرَيْنِ مَا نَطَقَ الحَمَامُ)
وممّا يدلُّ على أَن النُّون مكسورةٌ قولُ أبي بُثَيْنةَ الباهليّ:
(جَلَبْناهم على الوَتَرَيْن شَدّاً ... على أسْتاهِهمْ وَشَلٌ غَزيرُ)
أَرَادَ بالوَشَلِ السَّلْح.} والوَتار، كسَحَاب هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غلط، وصوابُه {الوَتائر كَمَا فِي الْأُصُول الصَّحِيحَة: ع بَين مكَّة والطائف، فِي شعر عمر بن أبي ربيعَة قَالَ:
(لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلَيْنَا بوَجْهِها ... مَساكِنَ مَا بَين الوَتائرِ والنَّقْعِ)
} والوَتيرُ، كأَمير: مَا بينَ عَرَفَةَ إِلَى أدام، وَبِه قُسِّر قَوْلُ أسامةَ الهُذَليّ السَّابِق. {والمَوْتُور: من قُتِل لَهُ قتيلٌ فَلم يُدرِك بدَمِه، وَمِنْه حَدِيث مُحَمَّد بن مَسْلَمة: أنّا} المَوْتور الثائرُ، أَي صاحبُ الوَتْر الطَّالِب بالثَّأْر. والمَوْتور الْمَفْعُول، وَتقول مِنْهُ: {وَتَرَه} يَتِرُه {تِرَةً} ووَتْرَاً، إِذا قَتَلَ حَميمَه فَأَفْرده مِنْهُ.! والوُتْرَةُ بالضمّ: ة بحَوْرانَ، من عملِ دمشق، بهَا مسجدٌ، ذَكروا أنّ مُوسَى بن عِمْران عَلَيْهِ السلامُ سكنَ ذَلِك المَوضع، وَبِه مَوْضِعُ عَصاه فِي الحَجَر، هَكَذَا ذَكَرَه ياقوت ولكنّه ضَبَطَ الوَتْر بِالْكَسْرِ فلينظرْ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الوَتْرُ من أسماءِ اللهُ تَعَالَى، وَهُوَ الفَذُّ الفَرْدُ، جلَّ جَلالُه. وَيُقَال:} وَتَرْتُ فلَانا، إِذا أَصَبْته {بوَتْرٍ،} وأَوْتَرْتُه: أوجدته ذَلِك، وَمِنْه حَدِيث الشُّورى: لَا تَعْمِدوا السيوفَ عَن أعدائكم {فتُوتِروا ثَأْرَكم قَالَ الأَزْهَرِيّ: الثأرُ هُنَا العَدوُّ، لأنّه مَوْضِعُ الثأْرِ، وَالْمعْنَى: لَا تُوجِدوا عَدوَّكم الوَتْرَ فِي أَنفسكُم. ويروى بالمُوَحَّدة، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه.} والوَتيرَة: المُداوَمة على الْعَمَل. {وَوَتَرةُ الفَخِذِ: عَصَبَةٌ بَين أسفلِ الفَخذ وَبَين الصَّفَن.} والوَتَرَة من الفرَس: مَا بَين الأرنبةِ وأَعْلَى الجَحْفَلَة. {والوَتَرَتان: هَنَتَان كأنّهما حَلْقَتان فِي أُذُنيِ الفرَسِ. وَقيل:} الوَتَران: العَصَبَتانِ بَين رؤوسِ العُرْقوبَيْن إِلَى المَأْبِضَيْن، وهما {الوَتَرَتان أَيْضا.} والوَتَرُ محرّكةً: جبلٌ لهُذَيْل على طَرِيق القادمِ من اليمنِ إِلَى مكّة، بِهِ ضَيْعَةٌ يُقَال لَهَا المَطْهَر، لقومٍ من بني كِنانة. {وَوَتَرٌ أَيْضا: مَوضعٌ فِيهِ نُخَيْلات من نَواحي اليَمامة، عَن الحفصيّ، وَهُوَ غير الَّذِي ذَكَرَه المُصنِّف. وَفِي المثَل: إنْباضٌ قبل} التَّوْتير. يُضرَب فِي استِعجالِ الأمرِ قبل بلوغِ إناه. وامرأةٌ {وَتَرِيَّة، محرَّكةً: صُلبَةٌ. جاءَ فِي شعر ساعدةَ بن جُؤَيَّة.
} والوِتار، بِالْكَسْرِ: جَمْع وَتَرِ القَوسِ، عَن الفَرَّاء نَقله الصَّاغانِيّ. {والوَتَّارُ، كشَدَّاد: لقبُ علاءِ الدِّين عليّ بن أبي)
الْعَلَاء القَوَّاس الأديب، حدّث عَن عمر الكَرْمانيّ. تذنيب: اختُلف فِي حَدِيث: قَلِّدوا الخَيلَ وَلَا تُقَلِّدوها الأَوْتار فَقيل: جَمْع وِتْر، بِالْكَسْرِ: وَهِي الجِنَاية، قَالَ ابنُ شُمَيْل: مَعْنَاهُ لَا تَطْلُبوا عَلَيْهَا الأوتارَ والذُّحول الَّتِي} وُتِرْتُم عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: وَعِنْدِي فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث غيرُ مَا ذُكِر، هُوَ أشبَهُ بالصّواب، سمعتُ مُحَمَّد بن الْحسن يَقُول: معنى الأوْتارِ هُنَا أَوْتَار القِسيّ فَتَخْتَنِق، فَقَالَ: لَا تُقَلِّدوها. ورُوي عَن جابرٍ: أنَّ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أَمَرَ بقَطعِ الأَوْتارِ من أَعْنَاقِ الخَيل. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَبَلَغني أنّ مالكَ بن أنس قَالَ: كَانُوا يُقَلِّدونها أَوْتَارَ القِسيّ لئلاّ تُصيبَها العَينُ، فَأَمَرهم بقَطعها، يُعْلِمُهُم أنّ الأوتارَ لَا تَرُدّ من أمرِ الله شَيْئا. قَالَ: وَهَذَا شبيهٌ بِمَا كَرِهَ من التّمائم، وَمِنْه الحَدِيث: مَن عَقَدَ لِحْيَتَه أَو تَقَلَّدَ وَتَرَاً وَكَانُوا يَزْعُمون أنّ التَّقَلُّدَ بالأوتار يَرُدّ العَينَ ويدْفَعُ عَنْهُم المَكارِه، فنُهوا عَن ذَلِك. وَالله أعلم.
باب التاء والراء و (وء ي) معهما وت ر، ر ت و، ت ور مستعملات

وتر: الوَتُر لغة في الوِتْر، وكل شيءٍ كان فَرْداً فهو وِتْر واحد، والثلاثة وِترٌ، وأَحَدَ عَشَرَ وِتْر، والفعل أَوْتَرَ يُوتِرُ. والوِتر والتِّرةُ: ظُلامةٌ في دَمٍ. والوَتَر معروف، وجمعُه أوتار. والوَتيرةُ من الأرض ، والوَتيرة: الطريقة. والوَتيرةُ: المُداوَمَةُ، وهي من التَّواترُ. والوَتيرةُ في قول زهير:

نَجاءٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتيرةٌ ... وتَذْبيبُها عنها بأسْحَمَ مِذْوَدِ

وهو التَعريج في المَشْي، يصف بَقَرةً في حُضْرِها. والوَتيرة: العَقَبة، قال بُرَيق الهُذَلّي:

لما رأيتُ بني نُفايةَ أقبَلوا ... يمشُونَ كُلَّ وتيرة وحجاب  والمُواتَرةُ: المتابعة،

وفي الحديث: لم يَزَلْ على وتيرةٍ حتى مات.

وقيل هي المداومة. والوَتيرةُ: خَرَزةٌ بيضاءُ تُعَلَّقُ في أعناق الإبل والصبيان بمزلةِ التّميمةِ، قال عياض بن حَزْرَة الهُذليّ:

لها قُرْحةٌ مثل الوتيرة زانها ... عبيق......... 

والوَتيرة: حَلْقةٌ أو شيء يُتَعَلَّم عليها الطَّعْنُ والرَّمْي، يقال: أخَذَ وتيرةً يتَعَلَّم عليها. وليس في الأمر وتيرةٌ، أي غَميزةٌ ولا فَترةٌ. وقد وَتَّرْتُ القوسَ توتيراً. والوَتَرةُ: جُلَيْدَةٌ بين الإِبهام والسَّبّابة، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فَرَسِه ونحو ذلك. والوَتَرةُ في الأَنف: صِلةُ ما بين المَنْخِرَيْنِ. والوَتيرة: غُرَّة الفَرَس إذا كانت مُستديرةً. وقوله تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا

فمن لم يُنَوِّنْ جَعَلَها مثلَ سَكرَى وجماعته، ومعناه: وترى، جعل بَدَل الواوِ تاءً، ومن نَوَّنَ يقول: معناه: أرسَلْنا بعثا، فجعل تَتْرا فِعْلَ الفِعل، وقيل: تَتْرَى أي رسولاً بعد رَسُولٍ. رتو: الرَّتوُ في المَشْي، وهو الخَطْوُ، وكلُّ خُطْوةٍ رَتْوةٌ، ورَتَا رَتوةً أي قامَ قَوْمَةً. وفلانٌ يَتَرَتَّى في مَشيه شَيئاً شيئاً أي خَطْواً ثمَّ خَطْواً. والرَّتوُ: شدة الشيءِ بالشيء مِثلُ الزِّرِّ بالعُرْوة. ويقال: رَتَا في ذَرْعِه، كما يقال: فَتَّ في عَضُدِه، ورتا وفت بمعنى أوهنْتَ قُوَّتَه.

تور: التَّوْرُ تُذكِّرُه العَرَبُ، وتارةٌ ألِفُها واوٌ، والجميع التِّيَرُ. واستَوْأَرَ القومُ: فَزِعُوا، والوَحشُ أيضاً إذا نَفَرَت، قال الكميت:

فاستوأرت بقري.... 

وأَتْأرْتُ إليه النَّظَرَ إذا حَدَّدْته.

خرق

[خرق] فيه: نهى أن يضحي بشرقاء أو "خرقاء" هي التي في أذنها ثقب مستدير، والخرق الشق. ومنه ح الزهراوين: كأنهما "خرقان" من طير صواف - كذا في بعضها، فإن حُفظ بالفتح فمن الخرق أي ما انخرق من الشيء وبان منه، وإن كسر فمن الخرقة القطعة من الجراد، واستصوب: حزقان - بحاء مهملة وزاي من الخرقة: الجماعة من الناس والطير ونحوهما. ومنه ح مريم عليها السلام: فجاءت "خزقة" من جراد فاصطادت وشوت. وفيه: الرفق يمن و"الخرق" شؤم وهو بالضم: الجهل والحمق، خرق يخرج فهو أخرق. ومنه ح: تعين صانعًا أو تصنع "لأخرق" أي جاهل بما يجب عليه أن يعلمه ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها. ومنه ح جابر: فكرهت أن أجيئهن "بخرقاء" مثلهن، أي حمقاء جاهلة وهي تأنيث أخرق. وفي ح تزويج فاطمة: فلما أصبح دعاها فجاءت "خرقة" من الحياء، أي خجلة مدهوشة، من الخرق: التحير، وروى: أتته تعثر في مرطها من الخجل. ومنه ج: فوقع "فخرق" أراد أنه وقع ميتًا. وفي ح علي: البرق "مخاريق" الملائكة، هي جمع مخراق، وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضًا، أراد أنه آلة تزجر الملائكة السحاب به وتسوقه، ويفسره ح ابن عباس البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب. ومنه: أن أيمن وفتية حلوا أزرهم وجعلوها "مخاريق" واجتلدوا بها فقال صلى الله عليه وسلم: لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروان وأم أيمن تقول: استغفر لهم، فبلأي ما استغفر لهم. وفيه: عمامة "خرقانية" كأنه لواها ثم كورها، كما يفعله أهل الرساتيق، وقد رويت بحاء مهملة وبضم وفتح وغير ذلك. غ: "خرقوا" له بنين، افتعلوا ذلك كذبا. و"لن "تخرق" الأرض" لن تبلغ أطرافها أو لن تقطعها. ك: و"خرقاء" هي ريطة بنت سعد صاحب كوكب الخرقاء. ج: معه "مخاريق" هي ثوب من خز أو صوف معلم.

خرق: الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه

واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره.

التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه. يقال: في ثوبه خَرق وهو في

الأَصل مصدر.

والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه. وخَرَقْت

الثوب إذا شَقَقْتَه. ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق

السِّرْبال. وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير

صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق

أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة

القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة والزاي، من

الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، عليها

السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله:

إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ،

بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ

فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها،

فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.

وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة. وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل:

ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ

الهُبوب. التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها

خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي:

كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ،

يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ

كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ

خَرِيقٍ، بين أَعْلامٍ طِوالِ

قال الجوهري: وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ، وهكذا أَنشد الجوهري؛ قال ابن

بري: والذي في شعره:

كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح

يصف ظليماً؛ وأَنشد لحميد بن ثور:

بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه

قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ

وأَنشد أَيضاً لزهير:

مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه

رِيحٌ خَريقٌ، لضاحي مائه حُبُكُ

ويقال: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها

المواضعَ.

والخَرْقُ: الأَرض البعيدة، مُستوية كانت أَو غير مستوية. يقال: قطعنا

إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً. والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك

لانْخِراق الريح فيها، والجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد

الهُذلي:وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ،

وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي

والنُّطف: جمع نُطْفة وهو الماء الصافي، والطوامي: المرتفعة. والخَرْقُ:

البُعْد، كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن، قال: وبُعدُ ما

بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ، وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ.

وقال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح، فهو خَرْق.

والخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة. تخرَّق في الكَرَم:

اتَّسع. والخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو

الفَتى الكريم الخَليقةِ، والجمع أَخراقٌ. ويقال: هو يَتخرَّقُ في السخاء

إذا توسَّع فيه؛ وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي:

فَتىً، إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى،

وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ

وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ:

خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه،

مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ

جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال.

والخِرِّيقُ من الرجال. كالخِرْق على مثال الفِسِّيق؛ قال أَبو ذؤيب يصف

رجلاً صَحِبَه رجل كريم:

أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ

أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشوُفُ

وجمعه خِرِّيقُون؛ قال: ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر

عند سيبويه.

والمِخْراقُ: الكريم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه

سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ

ابن الأعرابي: رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ

أَي سَخِيّ، قال: ولا جمع للخِرْق.

وأُذُن خَرْقاء: فيها خَرْق نافذ. وشاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً

مستديراً، وقيل: الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ

واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم،

نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال

الأَصمعي: الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين، والخرقاءُ من الغنم التي

يكون في أُذنها خَرق، وقيل: الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير.

والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سيده: والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض

عَرْضاً على غير طريق. واختِراقُ الرِّياح: مُرورها. ومنْخَرَقُ الرياح:

مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض. وريح خَرقاء: شديدة. واخترَقَ

الدَّار أؤ دار فلانٍ: جعلها طريقاً لحاجته. واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى

والشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة:

يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ

وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها. وخرقَ الأَرض يخرُقها: قطعها

حتى بلغ أَقْصاها، ولذلك سمي الثور مِخْراقاً. وفي التنزيل إنك لن تَخرِق

الأَرض. والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وهذا كما

قيل له ناشِطٌ، وقيل: إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ

البعيدة؛ ومنه قول عديّ:

كالنَّابِئِ المِخْراقِ

والتخَرُّق: لغة في التخلُّق من الكذب. وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه،

وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز وجل: وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير

علم سبحانه؛ قرأَنافع وحده: وخرَّقوا له، بتشديد الراء، وسائر القرّاء

قرؤوا: وخَرَقوا، بالتخفيف؛ قال الفراء: معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً

وكُفراً، وقال: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو

الهيثم: الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد.

ويقال: خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً،

وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه.

والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مصدره، وصاحبه

أَخْرَقُ. وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ: جهله ولم يُحسن عمله. وبعير أَخْرَقُ: يقع

مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة. وناقة خَرْقاء: لا

تَتَعَهَّد مواضع قوائمها. وريح خَرْقاء: لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها؛

وقال ذو الرمة:

بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم

وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق،

فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً. وفي الحديث: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ

شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل والحمق. وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو

تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة

يكتسِب بها. وفي حديث جابر: فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء

جاهلة، وهي تأنيث الأَخْرِق. ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعيدة.

والخَرْقُ: المَفازةُ البعيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْق أَملس. والخُرْق: الحُمق؛

خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، والأُنثى خرقاء. وفي المثل: لا تَعْدَمُ

الخَرْقاء عِلَّة، ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء

فَضلاً عن الكَيِّس. الكسائي: كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء، سوى الألوان،

فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة

أَحرف

(* قوله «ستة أحرف» بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم

بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله «والاسمن» كذا بالأصل ولعله محرف عن

أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءَت على فَعُلَ:

الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ . . . . يقال:

خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق،

وكذلك أَخواته.

والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء. وقد أَخْرَقْتُه

أَي أَدْهَشْته. وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش. وخَرِق

الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر،

إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر:

وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً:

وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه،

كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ

توائمُه في جانِبَيه كأنها

شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ

فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد،

وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق. وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله

عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة،

من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.

وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً. ابن الأَعرابي:

الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض. وقال الليث: الخرَقُ

شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ. قال: وخَرِق الرجل

إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم

يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ. والخَرَقِ مصدر الأَخْدق،

وهو الرفيق. وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد

خَرِق: لازِقٌ بالأرض. ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد

ذلك.والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ

المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم:

كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم

مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا

ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ

فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال:

أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً،

كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب

وهو عربي صحيح. وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البَرْقُ مخارِيقُ

الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل

عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة

تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من

نور تَزْجُر به الملائكة السحاب. وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً

معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، صلى

الله عليه وسلم، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا،

وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم. والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله:

وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه

وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف:

عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ

يُعَدُّ كَرِيماً، لا جَباناً ولا وَغْلا

وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً:

أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه

مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ

جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا يكون إلا هذا لأن

ضمير البرق واحد، والمَخاريقُ جمع. والمِخْراقُ: الطويل الحَسن الجسم؛

قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه، قال:

والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها.

وقال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بينا هُم

بأَرضٍ إذا هم بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون

ويتصرَّفون في وجُوه الخير.

والمَخْروق: المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى. وخَرَق في البيت

خُروقاً: أَقام فلم يَبرَح. والخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالخِرْقة؛

قال:قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ،

خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ

وجمعها خِرَق. والخُرَّقُ: ضَرْب من العصافير، واحدته خُرَّقةٌ، وقيل:

الخُرَّق واحد. التهذيب: والخُرَّق طائر.

والخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلي:

غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو،

وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب

ومِخْراقٌ ومُخارق: اسمان. وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جاهليّ من

شُعرائهم لَقَبٌ، واسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله:

لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها،

جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ

الجوهري: الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات. قال الفراء: يقال مررت

بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن. والمَسْحاء: أَرض لا نبات فيها.

والخَرِيقُ: الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات، والجمع الخُرُق؛ وأَنشد الفراء

لأَبي محمد الفَقْعَسِي:

تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها

إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها،

في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها

(* قوله «سميراء» في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بضم السين وفتح

الميم). وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها؛ قال الشاعر

يمدح قوماً:

لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ،

تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ

أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً،

وأَقْضَى للحُقُوقِ، وهم قُعودُ

وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ،

يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ

يقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم.

والخَرْقاء: صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن

صَعْصَعة.

ابن بري: قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على

الإبل فَيحمِلها على مكروهها؛ وأَنشد:

خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً،

لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا

وفي حديث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ

كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق؛ قال ابن الأَثير:

هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم وبالفتح وغير ذلك.

خربق: الخَرْبَقُ

(* قوله «الخربق» في القاموس الخربق كجعفر. وقوله «ولا

يقتله» في ابن البيطار: الافراط منه يقتل). نبت كالسمِّ يُغْشَى على

آكله ولا يقتله. وامرأة مُخْرَبقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سريعة المشي. ابن

الأَعرابي: يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة

ولُباخِيَّةٌ.

وخَرْبَقَ الشيء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب

وجَبَذَ. وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته. وخَرْبَق عَمَله: أَفسده. وجدَّ

في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ. ورجل خِرْباق: كثير الضَّرِط. وخَرْبَق

النبتُ: اتصل بعضه ببعض. والخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين.

والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ. وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ

ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهية

يريدها. الأَصمعي: من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب

مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، ولينباع ليَنْبَسط، وقيل: هو

المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه

الوثوب، ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع، وقيل: المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا

كُلِّم. ويقال: اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد:

صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا

فيه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا

يقال: رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح.

واخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع. واخْرنبقَ: لَطِئ بالأرض.

والمُخْرَنْبِق: اللاَّصِق بالأرض.

والخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِية.

خرق

1 خَرَقَهُ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (Mgh, Msb, K) and خَرُقَ, (K,) the former of which is the more chaste, (TA,) inf. n. خَرْقٌ, (S, Mgh, Msb, KL,) He made a hole in it, perforated it, pierced it, or bored it; (Msb, * KL;) syn. جَابَهُ [in this sense, as well as in another to be explained below], (K, [in the CK, erroneously, جاءَ بهِ,]) and ثَقَبَهُ: (TA:) and he cut it [so as to make a hole or a slit in it]: (Msb:) and he rent it, or tore it. (JK, K, KL.) You say, خَرَقَ الثَوْبَ, (JK, S, Mgh, K,) aor. ـِ [and خَرُقَ], inf. n. as above, (Mgh,) He [made a hole in, or] rent, or tore, the garment, or piece of cloth; (JK, K;) and الخُفَّ [the boot]; and the like. (Mgh.) And خَرَقَ الصَّخْرَةَ He made a hole in the rock; syn. جَابَهُ. (A in art. جوب.) [And خَرَقَ الحَائِطَ He made a hole in, or through, the wall: see خَرْقٌ, below.] And خَرَقَهُ بِالمِثْقَبِ He made a hole in it or through it, perforated it, pierced it, or bored it, with a drill or the like; syn. ثَقَبَهُ. (Msb in art. ثقب.) خَرَقَ السَّفِينَةَ [He made a hole in the ship], in the Kur xviii. 70, means that he did so by taking out, from the ship, with an axe, (Ksh, Bd, Jel,) a plank, (Jel,) or two planks. (Ksh, Bd.) b2: [Hence,] خَرَقَ الأَرْضَ, (JK, S, Msb,) or المَفَازَةَ, (Mgh, K, *) (tropical:) He traversed, crossed, or cut through by journeying, (JK, S, Mgh, Msb, K,) the earth, or land, (JK, S, Msb,) or the desert; (Mgh, K;) syn. قَطَعَهَا; (JK, Mgh, K; *) or جَابَهَا; (S, Msb;) so as to reach the furthest part thereof. (Mgh, TA.) [See also 8.] It is said in the Kur [xvii. 39], إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ, meaning, For thou shalt not reach the extremities of the earth: or, accord. to Az, thou shalt not traverse the earth in length and breadth: (TA:) or it means thou shalt not bore through the earth, (Jel, TA,) so as to reach the end thereof: (Jel:) or thou shalt not make a hole in the earth by thy vehement treading: (Ksh, Bd:) accord. to one reading, لن تَخْرُقَ. (Ksh, TA.) b3: [and خَرَقَتِ الرِّيحُ (assumed tropical:) The wind passed along: and (assumed tropical:) blew: for] the inf. n. خَرْقٌ signifies (assumed tropical:) the passing of the wind: and (assumed tropical:) the blowing thereof. (KL.) [See also 7 and 8.] b4: خَرَقَ الكَذِبَ (tropical:) He forged, or feigned, the lie; as also ↓اخترقهُ. (K, TA.) It is said in the Kur vi. 100, وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ, i. e. (tropical:) And they have feigned Him to have, or falsely attributed to Him, sons and daughters. (Ksh, Bd, Jel. [See also 2.]) And خَرَقَ [alone, the object being understood], (K,) inf. n. as above, (KL,) signifies (tropical:) He lied; told a lie: (K, KL, TA:) and ↓ تخرّق (tropical:) he forged, or feigned, a lie. (S, K, TA.) A2: خَرِقَتِ الشَّاةُ, aor. ـَ inf. n. خَرَقٌ, The sheep had in its ear a خَرْق, i. e. a round hole or perforation. (Msb.) A3: خَرِقَ فِى

البَيْتِ, aor. ـَ (JK, K,) inf. n. خُرُوقٌ, (JK,) or خَرَقٌ; (TK;) and خَرَقَ, inf. n. خُرُوقٌ; (K;) He remained in the house, or tent, not quitting it. (JK, * K.) b2: And خَرِقَ, aor. ـَ inf. n. خَرَقٌ, said of a gazelle, or young gazelle, (Msb, K, TA,) when hunted, (TA,) or when overtaken by the dog, (IAar,) It was frightened, (Msb, K, TA, [in the CK, اَنْ يَعْرَقَ is erroneously put for أَنْ يَفْرَقَ,]) so as to be unable to go away, (Msb,) or so as to be unable to rise, (K, TA,) and clave to the ground: (IAar, TA:) and in like manner said of a bird, (Msb, K,) it became frightened, (K,) or impatient, (TA,) so as to be unable to fly away. (K, TA.) b3: And hence, (Msb,) the same verb, (S, Msb, K,) with the same aor. , (Msb, K,) and the same inf. n., (S, Msb, K,) said of a man, (Msb,) He became confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or he became bereft of his reason or intellect, because of fear, or of shame: (S, Msb, K:) or he was confounded, perplexed, or amazed, [for يَتَهَيَّبَ in the CK, I read يَبْهَتَ, as in other copies of the K and in the TA,] opening his eyes, and looking: (K, TA:) and he remained confounded, or perplexed, and unable to see his right course, by reason of anxiety, or of hardship, or distress. (TA.) وَقَعَ فَخَرِقَ [He fell down and clave to the ground], occurring in a trad, means he fell down dead. (TA.) A4: خَرِقَ, aor. ـَ (JK, S, Msb, K,) inf. n. خَرَقٌ; (S, Msb, K; *) and خَرُقَ, aor. ـُ (JK, K,) [of which خُرْقٌ, said in the S and Msb to be a simple subst., may be the inf. n., like as حُسْنٌ is of حَسْنَ;] He was rough, ungentle, clumsy, or awkward, (S, Msb, K,) in doing, or making, a thing: (Msb:) and he was unskilful in work, and in the management of affairs: and he was foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding: (K:) or he was ignorant: (JK:) or the latter verb signifies he knew not his work with his hand, or his handicraft. (Msb.) and خَرُقَ بِالشَّىْءِ He was ignorant of the thing, (K, TA,) and did it not well. (TA.) 2 خرّقه, (S, Msb,) inf. n. تَخْرِيقٌ, (Msb, K,) is similar to خَرَقَهُ, but has an intensive signification; [He made holes in it; perforated it, pierced it, or bored it, in several, or many, places: he cut it so as to make holes or slits in it:] (Msb:) he rent it, or tore it, much, or in several, or many, places: (K, TA:) namely, a garment, (S, TA,) &c. (TA.) b2: And خرّق, (TA,) inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) He lied much. (K, TA.) Aboo-Jaafar and Náfi' read, [in the Kur vi. 100,] وَخَرَّقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ (assumed tropical:) [And they have very falsely attributed to Him sons and daughters]. (TA. [See also 1.]) 4 اخرقهُ He (a man, S) caused him to be confounded, or perplexed, so that he was unable to see his right course; or caused him to be bereft of his reason, or intellect. (S, K.) 5 تخرّق quasi-pass. of خَرَّقَ; [thus signifying It had holes made in it; became perforated, pierced, or bored, in several, or many, places: it became cut so as to have holes or slits made in it: it became rent, or torn, much, or in several, or many, places:] (S, * K:) as also ↓ انخرق; (K;) [or rather the latter, as is indicated in the S, is quasi-pass. of خَرَقَ, and thus signifies it had a hole made in it; became perforated, pierced, or bored: it became cut so as to have a hole or slit made in it: it became rent, or torn:] and ↓اخرورق signifies the same [as the former or as the latter]: all said of a garment [&c.]: (S:) and ↓ انخرق signifies also it became wide, or expanded. (TA.) b2: [Hence,] تخرّق فِى السَّخَآءِ (tropical:) He took a wide, or an ample, range, or was profuse, in liberality, bounty, or munificence; syn. توسّع. (S, K, TA.) b3: See also 1, in the middle of the paragraph. b4: And see what next follows, in two places.7 إِنْخَرَقَ see 5, in two places. b2: انخرقتِ الرِّيحُ (tropical:) The wind blew [app. in any manner, (see مُنْخَرَق,) or] irregularly; not in one uniform manner: (TA:) [and ↓تخرّفت app. signifies the same: for you say,] بَلَدٌ وَاسِعٌ تَنْخَرِقُ بِهِ الرِّيَاحُ [(assumed tropical:) A wide country in which the winds blow, or blow irregularly]: (El-Muärrij, TA:) and فِيهَا الرِّيَاحُ ↓ أَرْضٌ وَاسِعَةٌ تَتَخَرَّقُ [app. meaning, in like manner, (assumed tropical:) A wide land in which the winds blow, &c.]. (S, K.) 8 اخترق (tropical:) He, or it, passed through, or over, or across. (Mgh, K, * TA.) [See also 1, in the former half of the paragraph.] (tropical:) He traversed, or crossed, (Mgh, TA,) a desert, (Mgh,) or a land, (TA,) not following a road. (Mgh, TA.) [(assumed tropical:) He travelled a road: see an ex. voce ثُغْرَةٌ.] (tropical:) He made a mosque, (Mgh, TA,) and a house, (TA,) to be his way, or thoroughfare. (Mgh, TA.) Hence, اخترق الحِجْرَ (assumed tropical:) He entered into the midst of the حِجْر [q. v.], without going around the حَطِيم. (Mgh.) And الخَيْلُ تَخْتَرِقُ مَابَيْنَ القُرَى وَالأَرْضِ (tropical:) The horses, or horsemen, pass through the midst of the intervening spaces of the towns, or villages, and the land. (TA.) And اِخْتَرَقْتُ القَوْمَ (assumed tropical:) I stepped into the midst of the people, or party. (TA.) And الرَّيحُ تَخْتَرِقُ الأَشْجَارَ (assumed tropical:) [The wind passes, or blows, through the trees.] (JK.) اِخْتِرَاقُ الرِّيَاحِ signifies (assumed tropical:) The passing [or blowing] of the winds. (S.) [See also 1, in the middle of the paragraph; and see 7.] b2: اخترق الكَذِبَ: see 1, in the middle of the paragraph.12 إِخْرَوْرَقَ see 5.

خَرْقٌ, originally an inf. n., of 1: (S, Mgh, Msb, TA:) A hole, or perforation, (Mgh, Msb, KL,) in a garment, (S, TA,) and in a wall, (Msb, TA,) &c.: (Msb:) and a round hole, or perforation, in the ear of a sheep: (S, Msb:) pl. خُرُوقٌ. (S, Mgh, Msb.) Hence the saying, اِتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ [The hole was, or became, wide to the patcher]. (TA.) b2: And A part that has a hole made in it, or that is rent, or torn, of, or from, a thing. (TA.) b3: Also A desert; and so ↓ مَخْرَقٌ: (K:) or the former, a desert far extending, (JK, TA,) whether level or not level: and ↓ the latter, a wide desert in which the winds [blow, or] blow irregularly: (TA:) and the former, (El-Muärrij, K,) as also ↓ خَرْقَآءٌ, (K,) signifies likewise a wide land, (K,) or a wide country, (El-Muärrij,) in which the winds [blow, or] blow irregularly: (El-Muärrij, K: [see 7:]) ISh says, the space between El-Basrah and Hafr Abee-Moosà is a خَرْق, and that between En-Nibáj and Dareeyeh is a خَرْق: (TA:) pl. خُرُوقٌ. (K.) You say also خَوْقَآءُ ↓ مَفَازَةٌ خَرْقَآءُ A farextending desert. (TA.) And قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ أَرْضًا

↓ خَرْقَآءَ and ↓ خَرُوقًا [We have traversed, in journeying to you, a wide land, or a wide land in which the winds blow, &c.]. (TA.) A2: Also A certain plant, resembling the قُسْط [q. v.], (JK, Ibn-'Abbád, K,) having leaves. (JK, Ibn-'Abbád.) خُرْقٌ a subst. from خَرِقَ, (S, Msb,) [or perhaps inf. n. of خَرُقَ as syn. with خَرِقَ, (see 1, last two sentences,)] and ↓ خُرُقٌ, (TA,) Roughness, ungentleness, clumsiness, or awkwardness; contr. of رِفْقٌ; (JK, S, * Mgh, Msb, * K, TA;) in doing, or making, a thing: (Msb:) unskilfulness in work, and in the management of affairs: foolishness; stupidity; or unsoundness, or deficiency, in intellect or understanding; as also ↓ خُرْقَةٌ: (K:) and ignorance. (TA.) [Hence,] نَوْمَةُ الخُرْقِ The sleep of [the time of morning called] the ضُحَى. (Har p. 223. [See also حُمْقٌ and خُلُقٌ.]) A2: The first of these words is also pl. of أَخْرَقُ and of [its fem.] خَرْقَآءُ. (K.) A3: Also The she-camel's vulva. (JK.) خِرْقٌ and ↓ خِرِّيقٌ (tropical:) Liberal, bountiful, munificent, or generous; (S, K;) as also ↓ مِخْرَاقٌ: (IAar, K:) or ↓ the second signifies very liberal or bountiful &c.: (K: [so in a later part of the art.:]) or this and the first signify one who takes a wide, or an ample, range, or is profuse, in liberality or bounty &c.: (TA:) or a youth, or young man, (JK,) excellent, or elegant, in mind, manners, address, speech, person, and the like; or clever, or ingenious; with liberality, bounty, munificence, or generosity, (Lth, JK, K,) and courage: (Lth, JK:) and a goodly youth or young man, [for الفَتِىُّ in the CK, I read الفَتَى, as in other copies of the K,] of generous disposition: (K:) the pl. (of خِرْقٌ, TA) is أَخْرَاقٌ [a pl. of pauc.] (K) and خُرَاقٌ, or خُرَّاقٌ, (accord. to different copies of the K, [both anomalous, and perhaps it is خِرَاقٌ, agreeably with analogy,]) and خُرُوقٌ; (K;) and the pl. of ↓ خِرِّيقٌ is خِرِّيقُونَ; no broken pl. of it having been heard. (T, TA.) One says also, الكَفِّ بِالنَّوَالِ ↓ هُوَ مَتَخَرِّقُ (tropical:) [He has a liberal hand, largely beneficent]. (TA.) and الكّفِّ بِالنَّوَالِ ↓ هُوَ مَخْرُوقُ (tropical:) He is liberal, bountiful, munificent, or generous. (TA. [But see مَخْرُوقٌ below.]) b2: خِرْقٌ is also applied to a spear, meaning (assumed tropical:) Highly esteemed or prized; excellent; or rare. (TA.) خَرُقٌ: see أَخْرَقُ.

خَرِقٌ [part. n. of خَرِقَ, q. v.:] A young gazelle weak in the legs, (K, TA,) cleaving to the ground, and not rising: (TA:) a gazelle, or young gazelle, (K, TA,) when hunted, (TA,) frightened, so as to be unable to rise: (K, TA:) and in like manner a bird (K, TA) frightened, (K,) or impatient, (TA,) so as to be unable to fly away: (K, TA:) fem. with ة. (K.) b2: And [hence,] A man (Msb) confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or bereft of his reason or intellect, by reason of fear, or of shame: (S, Msb, K:) or confounded, perplexed, or amazed, opening his eyes, and looking. (K, TA.) See also أَخْرَقُ.

A2: Also Ashes: because they remain [cleaving to the ground] while the people thereof go away. (K.) خُرُقٌ: see خُرْقٌ.

خُرْقَةٌ: see خُرْقٌ.

خِرْقَةٌ A piece, (S, Msb, K,) or piece torn off, (TA,) of a garment, or of cloth; [a rag;] pl. خِرَقٌ. (S, Msb, TA.) b2: [A ragged, patched, garment: and particularly one worn by a devotee; also called مُرَقَّعَةٌ, q. v.: but this is probably postclassical. Hence, أَصْحَابُ الخِرَقِ The devotees.]

b3: (tropical:) A portion of a swarm of locusts, (K, TA,) less than a رِجْل; as also حِزْقَةٌ. (TA.) خَرُوقٌ: see the next paragraph: b2: and see also خَرْقٌ.

خَرِيقٌ A womb rent by the fœtus, and that consequently does not conceive (K, TA) afterwards; (TA;) [of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ;] as also ↓ مُتَخَرِّقَةٌ. (K.) b2: And A she-camel whose womb has been rent. (JK.) Applied to a well (بِئْر), it signifies الَّتِى

كُسِرَ جِبْلَتُهَاعَنِ المَآءِ: (JK, Ibn-' Abbád, K:) [in the CK جَبَلَتُها: neither of these readings affords an admissible meaning: the right reading I believe to be جِيلُهَا; and the meaning, Of which the side, or lateral part, is broken, from the water upwards:] pl. خَرَائِقُ (JK, Ibn-' Abbád, K, TA) and خُرُقٌ, (Ibn-' Abbád, K, TA, [the latter erroneously written in the CK خُرُوْقٌ,]) like سَفَائِنُ and سُفْنٌ. (TA.) b3: A channel of water that is not deep, and not without trees. (JK, Ibn-'Abbád, K.) b4: The place of expanding of a valley, where it ends. (JK, K.) b5: A low, or depressed, tract of land, containing herbage: pl. خُرُقٌ. (S, K.) One says, مَرَرْتُ بِخَرِيقٍ مِنَ الأَرْضِ بَيْنَ مَسْحَاوَيْنِ [I passed by a low tract of land, containing herbage, between two plain tracts containing small pebbles and without herbage]. (Fr, S.) b6: Hard ground. (A, TA.) b7: (tropical:) A violent wind; (A, TA;) as also ↓ رِيحٌ خَرْقَآءُ: (S, K:) the latter signifies (tropical:) a wind that blows violently: or, that does not continue to blow in the same direction: (TA:) or the former signifies (tropical:) a cold wind that blows violently; (S, K;) as also ↓ خَرُوقٌ: (K:) [it is an epithet; for] one says رِيحٌ خَرِيقٌ which is anomalous, as by rule one should say خَرِيقَةٌ: (S:) it is [also] one of the names for (tropical:) a cold wind that blows violently; (JK, T, TA;) as though it perforated, or rent; the agent [رِيحٌ] being unused: (T, TA:) and (as some say, TA) it signifies also (assumed tropical:) a gentle, soft, wind; thus bearing two contr. meanings: or that returns, and [then] continues its course: (K:) or, as in the L, does not continue its course: (TA:) or that blows long. (K.) خُرَّقٌ A certain bird, (JK, IDrd, K,) smaller than the قُنْبُر [or lark], (JK,) that cleaves to the ground: (IDrd:) or a kind of sparrow: (K:) so says AHát, in the “ Book of Birds: ” (TA:) pl. خَرَارِقُ. (JK, IDrd, K.) خِرِّيقٌ: see خِرْقٌ, in three places.

خَارِقٌ [act. part. n. of خَرَقَ]. b2: [And hence,] سَيْفٌ خَارِقٌ A sharp, or cutting, sword: pl. خُرُقٌ. (TA.) b3: [Hence also,] أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ (assumed tropical:) [An event breaking through, or infringing, the usual course of nature]. (KT, in a definition of مُعْجِزَةٌ, q. v.) b4: [In the present day, خَارِقٌ signifies also (assumed tropical:) Profound, or penetrating, in learning or science.]

أَخْرَقُ and [its fem.] خَرْقَآءُ have for their pl. خُرْقٌ. (K.) b2: The fem., applied to a ewe, signifies Having her ear perforated (S, Mgh, Msb, K) with a round hole. (S, Msb.) And, applied to an ear, Perforated, or bored. (TA.) b3: and the masc., applied to a camel, That puts his مَنْسِم [or toe] upon the ground before [the sole of] his خُفّ [or foot]: the doing of which is a result of generous quality. (JK, Ibn-'Abbád, K.) And the fem., applied to a she-camel, That does not retread (لَا تَتَعَاهَدُ), in the L لا تتعهّد,) [with her hind feet] the places of her [fore] feet (JK, L, K) upon the ground: mentioned by Ibn-'Abbád and Z. (TA.) b4: Applied to a man, (Mgh, Msb,) Rough, ungentle, clumsy, or awkward, (JK, S, Msb,) in doing, or making, a thing: (Msb:) unskilful in work [and in the management of affairs (see خَرِقَ]; as also ↓ خَرِقٌ and ↓ خَرُقٌ: (K:) or foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding: (Mgh, K:) ignorant: (TA:) not knowing his work with his hand, or his handicraft: (Msb:) fem. as above. (JK, S, Mgh, Msb, &c.) It is said in a prov., (JK, S,) لَا تَعْدَمُ الخَرْقَآءُ عِلَّةً

[The stupid woman is not in want of an excuse]: (JK, S, K:) used in forbidding excuses: (K:) i. e., excuses are many: the stupid woman is skilled in making them: how then must be the clever? (S, K:) applied to every one who excuses himself being able. (K in art. عل.) b5: خَرْقَآءُ applied to a desert, and to a land: see خَرْقٌ, in three places. b6: And applied to a wind: see خَرِيقٌ. b7: Hence, رِحْلَةٌ خَرْقآءُ (assumed tropical:) A hard journey. (Har p. 177.) مَخْرَقٌ: see خَرْقٌ, in two places. b2: مَخْرَقُ حَوْضٍ

A stone that is at the عُقْر [or hinder part] of a watering-trough, for the purpose of their [standing upon it, and] drawing forth the water from it, [i. e. the trough,] when they will. (K.) مَخْرِقٌ, though unheard by us, is the sing. of مَخَارِقُ signifying The orifices of the body; such as the mouth and the nose and the ears and the anus and the like. (Mgh.) مُخْرَقٌ [pass. part. n. of 4; Confounded, &c.: and hence,] silent. (JK: but there written without the vowel of the ر.) غَيْرُ مُخْرِقٍ, applied to a road, means [That does not cause one to be confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or] in which one is not confounded, or perplexed, so as to be unable to see his right course. (IAar in TA: but the latter word is there written without the vowel of the ر.) مِخْرَاقٌ A kerchief twisted for the purpose of beating therewith: (JK, S:) a genuine Arabic word: (S:) or a thing made of twisted rags, with which boys play: (TA:) or a twisted kerchief, or an inflated [skin such as is termed] زِقّ, or the like, with which boys play, beating one another therewith: so called because it rends (يَخْرِقُ) the air when they make use of it: (Ham p. 702:) pl. مَخَارِيقُ. (S, TA.) 'Amr Ibn-Kulthoom says, كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَّا وَمِنْهُمْ مَخَارِيقٌ بِأَيْدِى لَا عِبِينَا [As though our swords, ours and theirs, were kerchiefs twisted for beating therewith, in the hands of players]: (S:) or مخاريق in this verse [written with tenween by poetic license] is the pl. of مِخْرَاقٌ signifying a wooden sword with which boys play: the poet means, we cared not for the smiting with the swords, like as the players care not for the smiting with the مخاريق. (EM p. 198.) [See also another ex., in a verse cited voce خَرِيجٌ.] 'Alee is related, in a trad., to have said that the lightning is the مَخَارِيق of the angels; (S, TA;) meaning thereby the instruments with which the angels chide and drive the clouds. (TA.) b2: Also A garment, or piece of cloth. (JK. [But this I find not elsewhere.]) b3: And (tropical:) A sword [in the ordinary sense of the word]: so in the A and O and L: in the K, السَّيِّدُ is erroneously put for السَّيْفُ. (TA.) b4: (assumed tropical:) A man goodly in body, or person, whether tall or not tall. (JK, K.) b5: (assumed tropical:) One who falls not into a case without escaping, or extricating himself, therefrom. (Sh, TA.) b6: (assumed tropical:) One who exercises art in the management of affairs. (K.) b7: (tropical:) A wild bull: (As, K:) so called because he traverses far-extending districts: (As, TA:) or because the dogs pursue him and he escapes from them: said in the A to be called مِخْرَاقُ المَفَازَةِ. (TA.) b8: (assumed tropical:) A man who engages in wars, or fights, and is active therein. (S, K.) b9: See also خِرْقٌ.

مَخْرُوقٌ (tropical:) One who is denied good, or prosperity; into whose hand wealth falls not. (K, TA.) And مَخْرُوقُ الكَفِّ (assumed tropical:) A man who gains not, or gets not, anything. (JK.) See also خِرْقٌ.

مُخْرَوْرِقٌ One who goes round about camels, [meaning who has them within the compass of his rule and care,] (JK, K, TA,) and urges them against their will, (TA,) and is active, and exercises art in his management [of them]: (JK, K, TA:) mentioned by Sgh on the authority of Ibn-'Abbád. (TA.) مُخْتَرَقٌ (assumed tropical:) A passage, or place of passing. (S. [See خَوْخَةٌ, in two places.]) b2: [Hence,] بَلَدٌ بَعِيدُ المُخْتَرَقِ (assumed tropical:) [A country, or district, wide to traverse; lit., far extending in respect of the place of passing]. (TA.) b3: مُخْتَرَقُ الرِّيَاحِ (assumed tropical:) A place in which the winds blow: (K:) and الرِّيحِ ↓ مُنْخَرَقُ (assumed tropical:) a place in which the wind blows [in any manner, or irregularly: see 7]. (S.) مُتَخَرِّقُ: see the last paragraph in this art.: and see also خَرِيقٌ: b2: and خِرْقٌ.

مُنْخَرَقٌ: see مُخْتَرَقٌ.

مُنْخَرِقٌ [Having a hole made in it, &c.: see its verb]. رَجُلٌ مُنْخَرِقُ السِّرْبَالِ A man having his clothing rent, or torn, (JK, K,) by long travel; as also السِّرْبَال ↓ مُتَخَرِّقُ. (K.) b2: Also (assumed tropical:) Quick, or swift. (Ham p. 42.)
خرق: {وخرقوا}: افتعلوا واختلقوا كذبا. {لن تخرق}: تقطع.
(خرق) الثَّوْب وَغَيره وسع شقَّه وَالْكذب أَكثر اختلاقه
(خرق) : الخَرِيقَةُ تُتَّخَذُ للنَّخْلَةِ، وهي أَنْ تَحْفِرَ البَطْحاءَ وهي مَجْرَى السَّيلِ - حتى تَنتَهِيَ إلى الكُدْيَة، ثم تُحْشَى رَمْلاً، ثم تُوضَع النَّخلَةُ فيه.
الخرق الفاحش في الثوب: أن يستنكف أوساط الناس من لبيه مع ذلك الخرق، واليسير، ضده، وهو ما لا يفوت به شيء من المنفعة بل يدخل فيه نقصان، عيب مع بقاء المنفعة، وهو تفويت الجودة لا غير.
(خرق)
فِي الْبَيْت خروقا أَقَامَ فَلم يبرح وَالشَّيْء خرقا شقَّه ومزقه وَالْأَرْض قطعهَا حَتَّى بلغ أقصاها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّك لن تخرق الأَرْض وَلنْ تبلغ الْجبَال طولا} وَالْكذب اختلقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وخرقوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَات بِغَيْر علم سُبْحَانَهُ}

(خرق) خرقا حمق وَلم يرفق فِي عمله ودهش وتحير فَهُوَ خرق وَهِي خرقَة وَفِي حَدِيث تَزْوِيج فَاطِمَة (فَلَمَّا أصبح دَعَاهَا فَجَاءَت خرقَة من الْحيَاء) وَيُقَال خرق الظبي وخرق الطَّائِر دهش ولصق بِالْأَرْضِ إِذا رأى الصَّائِد فَلم يقدر على النهوض وَلَا الطيران من خوف وبالشيء جَهله وَلم يحسن عمله وَفِي الْبَيْت خرق فَهُوَ أخرق وَهِي خرقاء (ج) خرق

(خرق) خرقا حمق وبالشيء جَهله وَلم يحسن عمله
خ ر ق: (خَرَقَ) الثَّوْبَ وَ (خَرَّقَهُ) (فَانْخَرَقَ) وَ (تَخَرَّقَ) وَ (اخْرَوْرَقَ) وَيُقَالُ فِي ثَوْبِهِ (خَرْقٌ) وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (خَرَقَ) الْأَرْضَ جَابَهَا وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَ (اخْتِرَاقُ) الرِّيَاحِ مُرُورُهَا. وَ (التَّخَرُّقُ) لُغَةٌ فِي التَّخَلُّقِ مِنَ الْكَذِبِ. وَ (الْخِرْقَةُ) الْقِطْعَةُ مِنْ خَرْقِ الثَّوْبِ. وَ (الْمِخْرَاقُ) الْمَنْدِيلُ يُلَفُّ لِيُضْرَبَ بِهِ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْبَرْقُ (مَخَارِيقُ) الْمَلَائِكَةِ» وَأَمَّا (الْمَخْرَقَةُ) فَكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ. وَ (الْخَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرُ (الْأَخْرَقِ) وَهُوَ ضِدُّ الرَّفِيقِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَالِاسْمُ (الْخُرْقُ) بِالضَّمِّ. 
خرق خرقت الثوب إذا شققته، والأرض قطعتها. ويسمى الثور مخراقاً. والاختراق الممر في الأرض. والريح تخرق الأشجار. والخرق المفازة البعيدة. والخريق من أسماء الريح الباردة الشديدة الهبوب. والرجل المتمزق الثياب منخرق السربال. والاختراق كالاختلاق في الكذب. والخرق نقيض الرفق، وصاحبه أخرق، خرق يخرق. وخرق يخرق أي جهل. وخرق في البيت فلم يبرح، يخرق خروقاً. ورجل مخروق الكف لا يصيب شيئاً. ومثل " لا تعدم الخرقاء علة ". وناقة خرقاء لا تتعاهد مواضع قوائمها. وبعير أخرق يقع منسمه بالأرض قبل خفه، يعتري النجابة. والخرق من الفتيان الظريف في سماحة ونجدة، والجميع الخراق. والخرق شبه النظر من الفزع والدهش. واللاصق بالأرض خرق. وكذلك المتحير. والمخرق الساكت. والمخراق منديل يلوى فيضرب به. والخريق البئر التي كسر جبلتها عن الماء، وتجمع خرائق. وهو - أيضاً - مجرى الماء الذي ليس بقعير ولا يخلو من شجر. ومنفسح الوادي حيث ينتهي. والمخراق الحسن الجسم من الرجال طال أو لم يطل. والخرق حياء الناقة. وناقة خريق منخرقة الرحم. والخرق نبت كالسقط له أوراق. والخرق طائر أصغر من القنبر، والجميع الخرارق. والمخرورق الذي يدور على الإبل ويخف ويتصرف.
(خ ر ق) : (الْخَرْقُ) مَصْدَرُ خَرَقَ الثَّوْبَ وَالْخُفَّ وَنَحْوَهُمَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الثُّقْبَةُ وَلِذَا جُمِعَ فَقِيلَ خُرُوقٌ وَإِنَّمَا وَحَّدَهُ فِي قَوْلِهِ فَآثَارُ الْأَسَافِي خَرْقٌ فِيهِ نَظَرًا إلَى الْأَصْلِ وَمِثْلُهُ وَيُجْمَعُ الْخَرْقُ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ (والمخارق) الْمُعْتَادَةُ فِي الْبَدَنِ مِثْلُ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْأُذُنِ وَالدُّبُرِ وَنَحْوِهَا جَمْعُ مَخْرَقٍ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ (وَخَرَقَ) الْمَفَازَةَ قَطَعَهَا حَتَّى بَلَغَ أَقْصَاهَا (وَاخْتَرَقَهَا) مَرَّ فِيهَا عَرْضًا عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ (وَمِنْهُ) (لَا تَخْتَرِقْ) الْمَسْجِدَ أَيْ لَا تَجْعَلْهُ طَرِيقًا (وَاخْتَرَقَ) الْحِجْرَ دَخَلَ فِي جَوْفِهِ وَلَمْ يَطُفْ حَوْلَ الْحَطِيمِ (وَالْخُرْقُ) بِالضَّمِّ خِلَافُ الرِّفْقِ وَرَجُلٌ (أَخْرَقُ) أَيْ أَحْمَقُ وَامْرَأَةٌ (خَرْقَاءُ) وَبِهَا سُمِّيَتْ إحْدَى مَسَائِلِ الْجَدِّ الْخَرْقَاءُ لِكَثْرَةِ اخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ فِيهَا وَهِيَ الْحَجَّاجِيَّةُ وَأَمَّا (الْخَرْقَاءُ) مِنْ الشَّاءِ لِلْمَثْقُوبَةِ الْأُذُنِ فَذَلِكَ مِنْ الْأَوَّلِ.
خ ر ق : الْخَرْقُ الثَّقْبُ فِي الْحَائِطِ وَغَيْرِهِ وَالْجَمْعُ خُرُوقٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ خَرَقْتُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا قَطَعْتُهُ وَخَرَّقْتُهُ تَخْرِيقًا مُبَالَغَةٌ وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ فِي قَطْعِ الْمَسَافَةِ فَقِيلَ خَرَقْتُ الْأَرْضَ إذَا جُبْتَهَا وَخَرِقَ الْغَزَالُ وَالطَّائِرُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا فَزِعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الذَّهَابِ وَمِنْهُ قِيلَ خَرِقَ الرَّجُلُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضًا إذَا دَهِشَ مِنْ حَيَاءٍ أَوْ خَوْفٍ فَهُوَ خِرَقٌ وَخَرِقَ خَرَقًا أَيْضًا إذَا عَمِلَ شَيْئًا فَلَمْ يَرْفُقْ فِيهِ فَهُوَ أَخْرَقُ وَالْأُنْثَى خَرْقَاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَالِاسْمُ الْخُرْقُ بِضَمِّ الْخَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَخَرُقَ بِالشَّيْءِ مِنْ بَابِ قَرُبَ إذَا لَمْ يَعْرِفْ عَمَلَهُ بِيَدِهِ فَهُوَ أَخْرَقُ أَيْضًا وَخَرِقَتْ الشَّاةُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ فِي أُذُنِهَا خُرْقٌ وَهُوَ ثَقْبٌ مُسْتَدِيرٌ فَهِيَ خَرْقَاءُ وَالْخِرْقَةُ مِنْ الثَّوْبِ الْقِطْعَةُ مِنْهُ وَالْجَمْعُ خِرَقٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 

خرق


خَرَقَ(n. ac.
خَرْق)
a. Rent, tore, made a hole in; penetrated
pierced.
b. Traversed.
c. Lied.

خَرِقَ(n. ac. خَرَق)
a. Was confounded, stupefied, dazed.
b. see infra.

Bَِ(n. ac.
خُرُوْق)
a. [Fī], Stayed, stuck ( at home ).
خَرُقَ(n. ac. خُرْق
خَرَاْقَة)
a. Was awkward, clumsy, rough.
b. [Bi], Was ignorant of.
خَرَّقَa. Tore to rags.
b. Lied impudently, deliberately.

أَخْرَقَa. Stupefied, completely bewildered.

تَخَرَّقَa. Was torn, rent; ragged.
b. [Fī], Was lavish, profuse in.
إِنْخَرَقَa. Was torn &c.; was pierced through.

إِخْتَرَقَa. Traversed, passed through.
b. Invented ( a lie ); was quick
ready-witted.
خَرْق
(pl.
خُرُوْق), Rent, tear, split. b. Open country
champaign.

خِرْق
(pl.
خُرَّاْق
أَخْرَاْق)
a. Liberal, generous, open-handed.

خِرْقَة
(pl.
خِرَق)
a. Rag, tatter, piece, strip.

خُرْق
خُرْقَةa. Awkwardness, clumsiness, roughness.

أَخْرَقُ
(pl.
خُرْق)
a. Awkward, clumsy, loutish fellow.

مَخْرَق
(pl.
مَخَاْرِقُ)
a. Desert.

خَاْرِق
(pl.
خُرُق)
a. Tearing &c.
b. Keen, sharp (sword).
c. Liar.
d. (pl.
خَوَاْرِقُ), Extraordinary, marvellous.
c. Perfect.

خَرِيْق
(pl.
خَرَاْئِقُ)
a. Variable wind.
b. (pl.
خُرُق), Plain, low (land).
خِرِّيْقa. see 2
مِخْرَاْق
(pl.
مَخَاْرِيْقُ)
a. Handsome.
b. Experienced, expert.
c. Generous.
d. Knotted-rags, twisted kerchief ( boy's
plaything ).
خُرْكَاة
P.
a. Tent, pavilion.
خرق
الخَرْقُ: قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبّر ولا تفكّر، قال تعالى: أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها
[الكهف/ 71] ، وهو ضدّ الخلق، فإنّ الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام/ 100] ، أي: حكموا بذلك على سبيل الخرق، وباعتبار القطع قيل: خَرَقَ الثوبَ، وخَرَّقَه، وخَرَقَ المفاوز، واخْتَرَقَ الرّيح. وخصّ الخَرْق والخريق بالمفاوز الواسعة، إمّا لاختراق الريح فيها، وإمّا لتخرّقها في الفلاة، وخصّ الخرق بمن ينخرق في السخاء . وقيل لثقب الأذن إذا توسّع: خرق، وصبيّ أَخْرَقُ، وامرأة خَرْقَاء: مثقوبة الأذن ثقبا واسعا، وقوله تعالى: إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ
[الإسراء/ 37] ، فيه قولان:
أحدهما: لن تقطع، والآخر: لن تثقب الأرض إلى الجانب الآخر، اعتبارا بالخرق في الأذن، وباعتبار ترك التقدير قيل: رجل أَخْرَقُ، وخَرِقُ، وامرأة خَرْقَاء، وشبّه بها الريح في تعسّف مرورها فقيل: ريح خرقاء. وروي: «ما دخل الخرق في شيء إلّا شانه» . ومن الخرق استعيرت المَخْرَقَة، وهو إظهار الخرق توصّلا إلى حيلة، والمِخْرَاق: شيء يلعب به، كأنّه يخرق لإظهار الشيء بخلافه، وخَرِقَ الغزال : إذا لم يحسن أن يعدو لخرقه.
(خرق) - في الحديث: "تُعِين صانِعًا أو تَصنَع لأَخْرق" .
- وفي حديث جَابِر، رَضى الله عنه: "فكَرِهْت أن أجِيئَهنَّ بخَرْقاء مِثلِهِنُّ".
الخَرقَاء: التي تَجهَل ما يَجِب أن تَعلمَه، وقد خَرُق وخَرِق إذا لم يحسن العَملَ، فهو أَخْرق إذا لم يَكُن في يَدَيْه صَنْعَة. والخَرقاءُ: الحَمْقاء، والخَرقاءُ: المَثْقُوبة الأُذُن.
- في حديث مَكْحُول: "فقَعد فخَرِق" . : أي وَقَع مَيِّتًا، والأَصلُ فيه أن يُصِيب الِإنسان فَزعٌ أو نَحوُه فيبْقَى مَبهوتًا، والخَرَقُ: الدَّهَش، والحَيَاء، والتَّحَيُّر، واللُّصوق بالأرض.
- في الحديث: "أنَّ أَيمنَ وفِتيةً معه، رَضِي الله عنهم، حلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجتَلَدوا بها، فرآهم رَسولُ لله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا مِنَ اللهِ استَحْيَوْا، ولا من رَسُولِه استَتَرُوا، وأُمُّ أَيمَن تقول: استَغْفِر لَهُم، فبِلَأْيٍ ما استَغْفَر لهم".
المَخارِيق: شَيء يَلعَبَ به الصِّبْيان، يَضفِرون أُزُرَهم يَضرِب بها بَعضُهم بعضاً، قيل:
- ومنه حَدِيث ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما: " كان عليه عمامة خُرقَانِيَّة".
كأَنَّه قد لَوَاهَا، ثم كَوَّرَها، كما يَفعلُه أهل الرَّسَاتِيق ونَحوهُم، والثَّوبُ إذا لُوِي للضَّرب به سُمِّي مِخرَاقًا. وقد اختلفَتِ الرُّواةُ في هذه الكلِمة فروَوْها بألفاظٍ مُختَلِفةٍ لكل لَفْظ منها وَجْهٌ . 
باب الخاء والقاف والراء معهما خ ر ق مستعمل فقط

خرق: خَرَقْتُ الثوب إذا شققته. وخَرَقْتُ الأرض إذا قطعتها حتى بلغت أقصاها. وبه سمي الثور مِخْراقاً. والإختراقُ: المرورُ في الأرض غير طريقٍ عرضاً. واخْتَرَقْتُ دار فلان: جعلتها طريقا لحاجتك. والخَرقُ: الشق في حائطٍ، أو ثوبٍ ونحوه فهو مخروق. والخرق: المفازة البعيدة، اخْتَرَقَتْهُ الريح فهو خَرْقٌ أملسُ. والخريقُ: الريح الباردة الشَّديدةُ الهبوب، كأنها خُرِقَتْ، أماتوا الفاعل منه والمفعول. وانْخَرَقَتِ الريح الخَريقُ: مُنْخَرِيقُ: اشتد هبوبها، وتَخَلُّلُها المواضع. ويقال للرجل المُتَمَزِّقِ الثّيابِ: مُنْخَرِقُ السربالِ. والاخُتِراقُ كالاخْتِلاق، وتَخَرُّقُ الكذب كتَخَلُّقِهِ، وقوله [جل وعز] ، وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بالتخفيف أحسن. والمخارق: الأكاذيب. وريح خرقاءُ: لا تدوم على جهتها، قال :

[صعلٌ كأن جناحيه وجؤجؤه] ... بيت أطافت به خرقاءُ مهجومْ

ومفازة خرقاء: بعيدة، وناقة خَرْقاء: لا تتعاهدُ مواضعَ قوائمها، وبعير أَخْرَقُ: [يقع منسمه بالأرض قبل خفهِ يعتريه ذلك من النجابة] . والخَرَقُ: شبه النظر من الفزع، كما يَخْرَقُ الخشف إذا صيد، وهو الدهش. وخرق الرجل، بقي متحيراً من هم أو شدةٍ. وخرق في البيت خرقاً، فلم يبرح. وخَرِقَ يخرقُ فهو أخرق، إذا حمق. وخَرِقَ بالشيء: جهله ولم يحسن عمله. والخَرْقاءُ من الغنم: المثقوبة الأذن. والمِخراقُ: منديل أو نحوه، يلوي ويلعب به [وهو من لعب الصبيان] يقال: لعب بالمخاريق. وأَخْرَقَهُ الخوف [فخرق، أي: فزع] قال :

والطير في حافاتها خرقه

أي: فزعة. 
خ ر ق

خرق الثوب وخرقه: وسع شقه، وانخرق وتخرق، وهو منخرق السربال، وثوبه خرق ومزق، وفيه خرق واسع، وخروق، واتسع الخرق على الراقع. وشاة خرقاء: مثقوبة الأذن. وهم يلعبون بالمخاريق، وكأن سيفه مخراق لاعب. ومررنا بخريق من الأرض، وهي الواسعة الكثيرة النبات. وقد خرق في عمله، وفيه خرق، وهو أخرق، وهي خرقاء. وفي مثل " لا تعدم خرقاء علة ". وأصابه برق وخرق، وهو الدهش، من خرق الغزال خرقاً إذا أطيف به، فلزق بالأرض.

ومن المجاز: خرقت المفازة: قطعتها حتى بلغت أقصاها. والثور مخراق المفازة. ووقعت في الأرض خرقة من جراد. قال:

قد نزلت بساحة ابن واصل ... خرقة رجل من جراد نازل

واخترقت الأرض: مررت فيها عرضاً على غير طريق. ولا تخترق المسجد: لا تجعله طريقاً لحاجتك. والريح تخترق البلد. وبلد بعيد المخترق. والخيل تخترق ما بين القرى والشجر. واخترقت القوم: مضيت وسطهم. وخرق الكذب وخرقه واخترقه وتخرقه: اشتقه. وانخرقت الريح: اشتد هبوبها. قال:

يكل وفد الريح م حيث انخرق

وكأنه خريق في خريق أي ريح شديدة في متسع من الأرض. وفلان خرق يتخرق في السخاء: يتسع فيه. وهو منخرق الكف بالنوال، ومخروق الكف: لا يليق شيئاً. قال الشماخ:

معي كل حرق في الغزاة سميدع ... وفي الحي داري العشيات ذيال

الداري: المتطيب. وناقة خرقاء: لا تتعاهد مواضع قوائمها من الأرض. وريح خرقاء: لا تدوم على جهة في هبوبها، وصفت بالخرق، كما وصفت بالهوج. واستعار الخراق للسيف من قال:

أنا ابن تو ومعي مخراق ... أطن كل ساعد وساق

كما شبهه الآخر به في قوله:

كأن سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
[خرق] خَرَقْتُ الثوب وخَرَّقْتُهُ، فانْخَرَقَ وتَخَرَّقَ، واخْرَوْرَقَ. يقال: في ثوبه خَرْقٌ، وهو في الأصل مصدر. وخَرَقْتُ الأرض خَرْقاً، أي جُبْتُها. والخَرْقُ: الأرضُ الواسعة تَتَخَرَّقُ فيها الرياحُ وجمعها خُروقٌ. قال الهذليَّ :

وإنَّهُما لَجَوَّابا خُروقٍ * والخَريقُ: المطمئنُّ من الأرض وفيه نباتٌ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ من الأرض، بين مَسْحاوَيْنِ . والجمع خُرُقٌ وأنشد  * في خرق تشبع من رمرامها * والخَريقُ: الريحُ الباردةُ الشديدة الهبوب قال الشاعر : كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحِ خَريقٍ بين أَعْلامٍ طِوالِ وهو شاذٌّ، وقياسه خَريقَةٌ. واخْتِراقُ الرياح: مُرورُها. والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ومُنْخَرَقُ الريح: مَهَبُّها. والخِرْقُ بالكسر: السخيُّ الكريمُ. يقال: هو يَتَخَرَّقُ في السَخاء، إذا توسَّع فيه. وكذلك الخريق، مثال الفسيق. قال أبو ذؤيب يصف رجلا صحبه رجل كريم أتيح له من الفتيان خرق أخوثقة وخريق حشوف والتخرق: لغة في التَخَلُّقِ من الكذب. والخِرْقَةُ: القطعة من خرق الثوب. وذو الخرق الطهوى: شاعر جاهلي، سمى بذلك لقوله: لما رأت إبلى هزلى حمولتها جاءت عجافا عليها الريش والخرق والمخراق: المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ به، عربيٌّ صحيحٌ. قال عمرو بن كلثوم: كأنَّ سُيوفَنا مِنَّا ومنهم مَخاريقٌ بأيدى لاعبينا وفي حديث علي عليه السلام قال: " البرق مخاريق الملائكة ". وفلان مخراق حرب، أي صاحبُ حروبٍ يَخِفُّ فيها. قال الشاعر يمدح قوماً: وأَكْثَرَ ناشِئاً مِخْراقَ حربٍ يُعينُ على السيادة أو يسود يقول: لم أر معشراً أكثر فتيانَ حربٍ منهم. وأما المَخْرَقَةُ فكلمةٌ مولَّدةٌ. والخَرَقُ بالتحريك: الدَهَشُ من الخوف أو الحياء. وقد خَرِقَ بالكسر فهو خَرِقٌ. وأَخْرَقْتُهُ أنا، أي أدهشْتُهُ. والخَرْقُ أيضاً: مصدر الأَخْرَقِِ، وهو ضدُّ الرفيق. وقد خَرِقَ بالكسر يَخْرَقُ خَرَقاً. والاسم: الخُرْقُ بالضم. وفي المثل: " لا تعدمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً " ومعناه أنَّ العلل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرْقاءُ فضلاً عن الكَيِّس. والخَرْقاءُ من الغنم: التي في أذنها خَرْقٌ، وهو ثقب مستدير. وخرقاء: صاحبة ذى الرمة، وهى من بنى عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وريح خرقاء، أي شديدة.
خرق: خرق والمصدر منه مَخْرَقة بمعنى: قطع البلاد واجتاز بها (زيشر 5: 494)، وبمعنى كذب (الثعالبي لطائف ص35، ابن الأبار ص199، المقدمة 2: 284).
وخرق: نقب الجدار (بوشر).
وخرق: فتح برزخاً (المقدمة 1: 78). وخرق: حفر قناة (أماري ص211) غير إنه يقال أيضاً: خرق البحر إلى تونس. (أماري ص526، الجريدة الآسيوية 1852، 2: 69 رقم1) بمعنى: وأمر بحفر قناة لكي يصل ماء البحر إلى تونس.
وخرق: قطع، جذم، أكل، نخر (ابن العوام 1: 376).
وخرق: أغرق السفن (ابن بطوطة 1: 110).
وخرق الجند تركوا الجندية واستعفوا منها (أخبار ص150).
خَرق حَرْمته: فضحه وهتك ستره (بوشر).
خرق العادة: تجاوز المألوف، وكان عجيباً مذهلاً (انظر لين في مادة خارق) (ابن بطوطة 2: 68، البيضاوي 1: 2) وتستعمل خرق وحدها للدلالة على نفس المعنى (ألف ليلة برسل 9: 302) (زاج في طبعه ماكن).
وخرق بمعنى عمل أعمالاً غير مألوفة وتناقص العادة وغير معقولــة.
وفي حيان - بسام (3: 140ق) طبقاً لما جاء في مخطوطة ب: ومعاظم الأمور يديرها بجهله وخرقه واعتسافه وتهوره. وفيه (ص140 و): خرق في تدبير سلطانه واعتسف الأمور وأساء السيرة والتدبير.
وخرق العادة في معجم فوك = خلاف العادة.
وفي معجم بوشر: خرق العادة أو خرق عادته بمعنى تخلص من عادته وتخلى عنها.
خرق الناموس: ترك الطريق الشرعي، ترك العمل بالشريعة (المقري 1: 131).
خرق ناموسه: غمزه، وطعن فيه، وقدح فيه، وأساء إلى سمعته (بوشر).
وخرق: اكمن بمعنى أخفى ونصب كميناً (محيط المحيط).
خرّق (بالتشديد): أتلف، أفسد (الكالا) وفيه تخريق بمعنى إتلاف وإفساد.
وخرّق: تلوى، تعوج، تثنى (الكالا).
أخرق، أخرق البحر: حفر قناة لمياه البحر. مثل خَرَقَ (أماري ص 178) وفي رياض النفوس (ص5 ق): وأخرق حسان البحر فاحتفره وجعل دار الصناعة وأخرق البحر إليها.
وأخرق بفلان: أخذه بذنوبه وجازاه على سيئاته وأدبه (مملوك 1، 2: 105).
تخِّرق. تخرق في ماله: أجزل في عطاء ماله واتسع فيه (الفخري ص222).
وتخرق: تلوى، تعوج، تثنى، انساب (كوزج لطائف ص64). انخرق: صارت فيه اخاديد بمجاري المياه (معجم الادريسي).
وانخرق المركب: دخله الماء (بوشر) وبلد منخرق (ملر ص9) يظهر ان معناها: (بلد بيوته متفرقة) (= منقطع متفرق).
وتخرق: تلف، فسد، تعطل (معجم الادريسي).
وتخرق: صار كريماً متلافاً واتسع في الكرم. (معجم ابن جبير).
وانخرق العادة: ذكرت في معجم فوك بمعنى خلاف العادة.
اخترق: اجتاز، قطع، وتقال هذه بخاصة عن الأنهار والجداول التي تقطع البلاد. غير أن هذا الفعل يستعمل أيضاً بمعنى: انساب، وتلوى وتعرج (معجم الادريسي).
واخترق: حفر واحتفر (معجم الادريسي).
خَرْق: دبر، أست (الكالا، همبرت ص3).
وخَرْق: شعب، مجرى، قناة (فوك).
وخَرَّق: بقلة حمقاء، رجلة (سنج).
خرُق: حُمق (فوك).
خَرْقَة: البقلة الحمقاء (ابن البيطار 1: 363). وخَرْقة: انظر خَرْكاه.
خِرْقَة: بمعنى قطعة من الثوب الممزق تجمع أيضاً على خرُوق (فوك).
عين الخروق: عين الماء المتدفقة (ترجمة العقد الصقلي، ليلو18).
والخِرْقَة (وهي رداء قديم تمزق وخيطت مزقه) تسمى عند الصوفية خرقة التصوف (ابن الأثير 12: 66، ابن بطوطة 1: 126) أو خرقة المتصوفة (رياض النفوس ص85 و) أو الخرقة المباركة (رياض النفوس ص85 و) أو خرقة التبرك (مونج ص81). وهي تنتقل من الشيخ إلى مريده. والتي يلبسها المبتدءون في التصوف تسمى خرقة الإرادة (مونجص81). وقد يلبس المتصوف أحياناً خرقتين (ابن خلكان 1: 256)، وفي رياض النفوس (ص61 و): وعليه خرقتان. وهذا يعني أن شيخين من المتصوفة أوصى له كل واحد منهما بخرقته وعلمه ورياسته (دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 502) وفي عبارة في كلستان لسعدي (ص24 طبعة سيميلية) استعملت كلمة خرقة للدلالة على عمامة الصوفي (دستار).
وخرقة: قماط، ملف الأطفال (الملابس ص153 رقم 1، ص437، الكالا وفيه الجمع خَرَوق وهي موجودة أيضاً في المعجم اللاتيني العربي (انظرها في مادة أطماث).
وخرقة: كيس نقود، محفظة نقود.
(رايسكه في معجم فريتاج، ابن بطوطة 3: 234) وفي رياض النفوس (ص57 و): قال ليس لي مال لأعود إلى بلدي، فمد أبو هارون يده إلى خرقة مصرورة فدفعها إلي وقال لي أنفق منها حتى تصل إن شاء الله تعالى - وفي (ص58 و) أخرج الشيخ أبو هارون من جيبه خرقة حلها وأخرج منها دينارين (انظر مَخْرقَة).
خرقة شريف (كذا والصواب شريفة) وهي بردة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء بها السلطان سليم من مصر فيما يقول الأتراك. وقد أصبحت راية الحرب عند العثمانيين (برترن 1: 142).
خِرْقَة النسا: هي في المعجم اللاتيني العربي نقرس. وفي رأيي أنها تصحيف عرق النسا (انظر الكلمة) وهي تعني نقرس، داء المفاصل، داء الملوك.
خرقي: خبث فسالة معدن (المستعيني انظر خبث الفضة) وهذه اللفظة في مخطوطة لم منه وفي مخطوطة ن حرقي بالحاء المهملة.
خَرِيق: حفرة، الحفيرة في الأرض لدفن الميت (كرتاس ص183) وفي مخطوطة منه: حفرة.
خراقة: خرق، ثقب، ثغرة (بوشر) وخراقة والجمع خرائق: قطعة (كليلة ودمنة ص4).
خراقة: يرى كوزجراتن أن هذه اللفظة تعني في النص الذي نشره: رعب، ذعر، هلع، خوف شديد (مختارات ص110). خروقي: بائع الخرق وهي قطع القماش أو الثياب الخلق. وهي الخِرَق والخُروق. (الملابس ص153 رقم1).
خَريقة: خرق، ثقب، ثغرة (همبرت ص145) دواء خَرَّاق عند الأطباء هو ما ينفذ في مسام البدن إلى داخله كالخل ونحوه (محيط المحيط).
خارق ويجمع على خوارق مختصر: أمر خارق للعادة: معجزة (المقدمة 1: 165، 168، 169، 2: 14، 15، 16، 17 وما يليها، 359، 3: 138).
ورجل خارق ويجمع على خوارق أيضاً: رجل عجيب، غير مألوف، غير اعتيادي، قادر. (تاريخ البربر 1: 149).
وخارق: بالغ غاية الجودة (محيط المحيط).
شئ خارق: بضاعة من الباب الأولى، من الطرز الأول، لا أحسن منها (بوشر).
خوارق: روايات غير حقيقية، لا أسس لها، باطلة (المقدمة 2: 163). أَخْرَقُ. يَوْمٌ أخْرَقُ (الثعالبي لطائف ص113): يظهر أن معناه يوم يتغير فيه الطقس بلا انقطاع.
وأخرق، والأنثى خرقاء: معناها الأصلي: غير صناع، غير ماهر. وعند الشعراء صفة من صفات الخمر لأنهم يشبهونها بالعذراء التي لم تمس ولا خبرة لها (معجم مسلم).
تَخْرِيقَة: خِرقة، مزقة (الكالا).
مَخْرَقَة: محفظة نقود، كيس نقود (الكالا).
ومخرقة: شعبذة، شعوذة، حيلة المخرق والمشعبذ (بوشر، كرتاس ص65، وقرأ فيه: مَخْرقَة وفقاً لمخطوطتنا رقم 1350، تاريخ البربر 2: 41) ففي المختار في كشف الأسرار للجوبري (ص5ق): أَوْرتهم المخرقات.
ومخرقة عند باين سميث (1493) ترادف كلمة ضلال.
ومخرقة وتجمع على مَخَارِق: ملذّة، عذوبة (فوك).
مِخْرِاق: من مصطلح الشطرنج. فهناك مثلاُ: مخراق الرخ وذلك حين يكون عند كل لاعب رخ (قلعة) واحد. وكذلك مخراق الأفيال ومخراق البيادق الخ .. (انظر بلاند في جريدة الجمعية الأسيوية (18: 30، 31)).
إخترق: خاصية النفوذ، إمكان الخرق (بوشر).
خرق
خرَقَ يَخرُق ويَخرِق، خَرْقًا، فهو خارِق، والمفعول مَخْروق
• خرَق الثَّوبَ: مزَّقه، شقّه وثقبه "سيف خارق- خرق الأمنَ العام- {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} " ° فلانٌ مخروق الكفّ: سخيّ.
• خرَق الاتِّفاقَ: نقضه، خالفه "خرَقت إسرائيلُ معاهدةَ السَّلام- خرَق القانونَ: لم ينفذْه"? خرَق إشارةَ المرور: لم يتوقّف انتظارًا لظهور الضوء الأخضر- خرَق النَّاموس: ترك الطريقَ الشرعيّ، وطعن فيه.
• خرَق الحصارَ: نفَذ منه ومرّ من خلاله "رصاصة خارقة- يخرق طبلة الأذن"? خرَق خطَّ الدِّفاع: أحدث ثغرة فيه، تجاوزه.
• خرَق الأرضَ: جابها، قطعها حتى بلغ أقصاها " {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}: وقرئ (تَخْرُق) ".
• خرَق الكذِبَ: اختلقه وصنعه.
• خرَق الشَّيءَ: ادَّعاه كذِبًا " {وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ
 عِلْمٍ سُبْحَانَهُ} ".
• خرَق حُرْمتَه: فضحه وهتك ستره. 

خرُقَ/ خرُقَ بـ يخرُق، خُرْقًا، فهو خَرِق وأخرقُ، والمفعول مخروق به
• خرُق الرَّجلُ: حَمُق "لا تكن أخرق بمغامراتك الهوجاء".
• خرُق بعملِه: كان جاهلاً به، غير مُوفّق فيه "طرده ربُّ العمل إذ وجده أخرق: لا يُحسن صنعتَه". 

خرِقَ/ خرِقَ في يَخرَق، خَرَقًا، فهو خَرِق وأخرقُ، والمفعول مخروق فيه
• خرِق الرَّجلُ:
1 - خرُق، حمُق "شابٌّ خرِق/ أخرقُ".
2 - دَهِش وأصابته الحَيْرةُ "خرق عندما رأى الثعبَانَ يقترب منه".
• خرِق في عمله: خرُق فيه، كان جاهلاً به، غير موفَّق فيه. 

اخترقَ يخترق، اختراقًا، فهو مخترِق، والمفعول مخترَق
• اخترق الصُّفوفَ: خرقها ونفذ منها، مَرَّ من خلالها "اخترق الجيشُ الحدودَ- اخترقتِ الطائرةُ حاجزَ الصوت" ° اخترق الجيشُ الحصارَ: خرقه ونفذ منه- اخترق الرَّجلُ القوم: مضى وسطهم- اخترق السَّهم الرمِيَّة: نفذ فيها- اخترق العدوُّ الحدودَ: عبرها مهاجمًا- اخترق الكلامُ مسامعَه: وصل إليه بقوَّة- اخترق المسافرُ الأرضَ: مَرَّ فيها عَرْضًا على غير طريق معروف.
• اخترق الثَّوبَ: خرقه، شقَّه، ثقبه، مزَّقه. 

انخرقَ ينخرق، انخراقًا، فهو منخرِق
• انخرق جيبُ القميص: مُطاوع خرَقَ: انشقّ، صار فيه ثقبا أو فُرْجَةً "انخرق المركبُ: دخله الماء". 

تخرَّقَ/ تخرَّقَ في يتخرّق، تخرُّقًا، فهو متخرِّق، والمفعول متخرَّق (للمتعدِّي)
• تخرَّق الثَّوبُ: اتّسع شَقُّه، تمزّق، تقطّع، فسد، تلف "تخرّق جسدُه".
• تخرَّق الكذبَ: اختلقه "يتخرّق الطفلُ الكذبَ أحيانًا من غير قصد".
• تخرَّق في الكرم: توسَّع فيه. 

خرَّقَ يخرِّق، تخريقًا، فهو مخرِّق، والمفعول مخرَّق
• خرَّق الثَّوبَ: وسَّع شَقَّه "خرّق الرصاصُ جسَدَه".
• خرَّقَ الورقةَ: مزَّقها، أتلفها.
• خَرَّق الكذِبَ: أكثر اختلاقه. 

أَخْرَقُ [مفرد]: ج خُرْق، مؤ خَرْقاءُ، ج مؤ خرقاوات وخُرْق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرُقَ/ خرُقَ بـ وخرِقَ/ خرِقَ في ° يَوْمٌ أخرق: يوم يتغيّر فيه الطقس بلا انقطاع.
2 - مَنْ لا يُحسن عمله أو صنعتَه. 

اختراق [مفرد]:
1 - مصدر اخترقَ.
2 - خاصية النفوذ وإمكان الخرْق "أحسن وسيلة للتغلُّب على الصعاب اختراقها".
3 - تجاوُز مُعيق أو حاجز، والتغلّب عليه.
4 - (سك) هجوم يخترق مناطق العدو أو جبهة عسكريَّة. 

خارِق [مفرد]: ج خَوارِقُ، مؤ خارِقة، ج مؤ خارِقات وخَوارِقُ:
1 - اسم فاعل من خرَقَ.
2 - غير عاديّ، كلُّ ما خرج عن العادة، ما يخرق نظامَ الطبيعة كالمعجزات، ما يجاوز قدرةَ الإنسان "حدث/ عمل خارق- رؤيا خارقة- مشهد خارق" ° أمرٌ خارق للعادة: مجاوز لقدرة العبد أو لطبيعة المخلوقات، كالمعجزة والكرامة- المرأة الخارِقة- خوارق الطَّبيعة: عجائبها- سيف خارق: قاطع. 

خَرْق [مفرد]: ج خُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر خرَقَ.
2 - فُرْجة، ثقب في الثوب وغيره "أحدث هجومُ الجيش خَرْقًا في صفوف العدوّ- اتّسع الخَرْق على الرّاقع [مثل]: يضرب للمشكلة التي تتعاظم فيصعب حلُّها" ° خَرْق العادة: تجاوز وتقويض وإبطال المألوف- خَرْق القانون: الخروج عنه وعدم احترامه. 

خَرَق [مفرد]: مصدر خرِقَ/ خرِقَ في. 

خَرِق [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرُقَ/ خرُقَ بـ وخرِقَ/ خرِقَ في.
2 - مَن لا يُحسِن عمله، أو يجهل بصنعته. 

خُرْق [مفرد]:
1 - مصدر خرُقَ/ خرُقَ بـ ° نومة الخُرْق: نومةُ
 الضُّحى دلالةً على البلادة.
2 - جَهْل. 

خَرْقاءُ [مفرد]: مؤنَّث أَخْرَقُ ° ريحٌ خرقاءُ: لا تدوم على جهة هبوبها- سياسَةٌ خَرْقاءُ: لا تأبه بعواقب الأمور- لا تعدم خرقاء عِلَّة: يُضرب لمن لا يُحسن عملَه فيتخلّق الأعذارَ الكاذبة.
• أذنٌ خَرْقاءُ: مثقوبة أو مشقوقة، فيها ثقب نافذ "شاةٌ خَرْقاءُ: مثقوبة الأذن ثَقْبًا مستديرًا، أو في أذنها شقّ واحد في طرفها". 

خِرْقة [مفرد]: ج خِرْقات وخِرَق وخُروق:
1 - قطعة من الثوب الممزَّق، قطعة من القماش تستخدم للتنظيف والغَسْل ونَفْض الغُبار "مسح المنضدة بالخِرْقة- وضع خِْرقة لثوبه- كالخرقة الحمراء للثور الهائج: تُثير الغيظ" ° خِرْقةُ النَّسا: نقرس، داء المفاصل، عرق النَّسا، داء الملوك.
2 - (سف) ما يلبسه المريد من شيخه الذي دخل في إرادته أو سار على طريقته، وهي تمثل عتبة دخول المريد في صحبة الشيخ الذي يتولّى تربيته وتهذيب أخلاقه وتقويم سلوكه. 

مِخْراق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خرَقَ: نافِذ في الأمور.
2 - سَيْف. 

وضع

(وضع)
(وضع) فلَانا صيره وضيعا والباني الْحجر نضد بعضه على بعض والجبة خاطها بعد وضع الْقطن فِيهَا والنعامة بيضها وضعت بعضه فَوق بعض
(وضع) الرجل فِي تِجَارَته (يوضع) وضعا خسر فِيهَا

(وضع) الرجل (يوضع) ضعة ووضاعة صَار وضيعا أَي دنيئا فَهُوَ وضيع

(وضع) الرجل فِي تِجَارَته وضعا وضعة ووضيعة وضع فِيهَا فَهُوَ مَوْضُوع فِي تِجَارَته يُقَال لَا يزَال فلَان مَوْضُوعا فِي تِجَارَته (وَهَذِه الصِّيغَة أَكثر من وضع)
وضع وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه أَفَاضَ وَعَلِيهِ السكينَة وأوضع فِي وَادي مُحسَّر. قَالَ أَبُو عبيد: الإيضاع سير مثل الخبب وَهُوَ من سير الْإِبِل يُقَال لَهُ: الإيضاع وَقَالَ الشَّاعِر: [الوافر]

إِذا أُعطيت رَاحِلَة ورحلا ... فَلم أوضع فَقَامَ عَليّ ناعي
الوضع: في اللغة جعل اللفظ بإزاء المعنى، وفي الاصطلاح: تخصيص شيء بشيء متى أطلق، أو أحسن الشيء الأول، فهم منه الشيء الثاني، والمراد بالإطلاق: استعمال اللفظ وإرادة المعنى، والإحساس: استعمال اللفظ، أعم من أن يكون فيه إرادة المعنى أولًا، وفي اصطلاح الحكماء: هو هيئة عارضة للشيء بسبب نسبتين: نسبة أجزاء بعضها إلى بعض، ونسبة أجزائه إلى الأمور الخارجية عنه، كالقيام والقعود، فإن كلًا منهما هيئة عارضة للشخص بسبب نسبة أعضائه بعضها إلى بعض، وإلى الأمور الخارجية عنه.
(و ض ع) : (وَضَعَ) الشَّيْءَ خِلَافُ رَفَعَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ الْوَضْعُ لَا يَنُوبُ عَنْ الرَّمْيِ لِأَنَّهُ طَرْحٌ فِي إبْعَادٍ (وَوَضَعَ الْبَعِيرُ) عَدَا وَضْعًا (وَأَوْضَعْتُهُ) أَنَا إيضَاعًا وَمِنْهُ مَا رُوِيَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَأَوْضَعَ فِي وَادِي مُحَسِّرٍ» (وَوُضِعَ) فِي تِجَارَتِهِ وَضِيعَةً خَسِرَ وَلَمْ يَرْبَحْ (وَأُوضِعَ) مِثْلُهُ بِضَمِّ الْأَوَّلِ فِيهِمَا (وَمِنْهُ) قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي الْفَضْلِ فِي الْإِشَارَاتِ فَإِنْ كَانَ الْإِيضَاعُ قَبْلَ الشِّرَاءِ (وَالْوَضِيعَةُ) فِي مَعْنَى الْحَطِيطَةِ وَالنُّقْصَانِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ (وَبَيْعُ الْمُوَاضَعَةِ) خِلَافُ بَيْعِ الْمُرَابَحَةِ (وَاتَّضَعَتْ) السُّوقُ كَسَدَتْ وَانْحَطَّ السِّعْرُ فِيهَا (وَوَضْعُ الْعَصَا) كِنَايَةٌ عَنْ الْإِقَامَةِ (وَوَضْعُ السِّلَاح) فِي الْعَدُوِّ كِنَايَةٌ عَنْ الْمُقَاتَلَةِ.
و ض ع

وضع الشيء موضعه ومواضعه. والخياط يوضّع القطن على الثوب توضيعاً.

ومن المجاز: وضعه الشحّ ودناءة النسب. ووضع منه: غضّ منه. وتكلّمت بموضوع الكلام ومخفوضه. قال ذو الرمة:

يقطّع موضوع الحديث ابتسامها ... تقطّع ماء المزن في نطف الخمر

وهو من وضّاع اللغة والصناعة. ووضعت ولدها. ووضع في تجارته وأوضع، ولا أزال أوضع في تجاراتي، ولم أزل موضوعاً فيها. وكم من وضيعة وضعتها. وهو كثير الوضائع، في بيع البضائع. والدابة تضع في سيرها وهو سير دون. ولها موضوع ومرفوع. وأوضعتها. " ولأوضعوا خلالكم ". وواضعته على كذا، وتواضعنا عليه. وفي كلام بعضهم: إذا كان وجه السّحر فاقرع عليّ بابي حتى تعرف موضع رأيي. ورجل وضيع، وقد وضع ضعةً ووضاعة، واتضع وتواضع. وارمأة واضعٌ: لا خمار عليها. وتعال أواضعك الرهان. وفلان موضع. وفي كلامه توضيع: تخنيث وهو من وضّع الشجرة إذا هصرها. وجملٌ عارف الموضع أي يعرف التوضيع لأنه ذلول فيضع عند الركوب رأسه وعنقه. قال:

فعوّجت من بازل جلنفع ... رخو السنام عارف الموضّع

وضع

1 وَضَعَهُ He put it, or laid it, (KL, * PS,) in, or on, a place: (PS:) he put it, or threw it, down from his hand: (TA:) contr. of رَفَعَه: (Mgh:) syn. حَطَّهُ: (K, * TA, in art. حط:) but it has a more general sense than this last. (Er-Rághib, Kull.) b2: وَضَعَ He put down a thing: contr. of رَفَعَ. (K, voce نَصَبَ.) b3: وَضَعَتْ She brought forth. b4: وَضَعَ لَهُ He appointed to him, or for him, a sign, or token, &c.: see Msb in art. علم. b5: وَضَعَ عَلَيْهِ He imposed upon him a fine, or tax, &c. b6: وَضَعَ He remitted a tax or the like; did not exact it. (Mgh, Msb, in art. جوح.) b7: وَضَعُوا الحَرْبَ (assumed tropical:) [They gave over, or relinquished, war;] they made peace; opposed to رَفَعُوهَا. (Ham, pp. 179 and 180.) b8: وَضَعَ مِنْهُ, (S,) or عَنْهُ, (K,) He lowered his grade, rank, condition, (S, K,) or estimation. (K.) b9: وُضِعَ فِى تِجَارَتِهِ He lost, or suffered loss or diminution, in his traffic; (S, Mgh, Msb, K;) did not gain in it; (Mgh;) as also ↓ أُوْضِعَ. (Mgh.) b10: وَضَعَ He forged (a word:) he forged (poetry, على in the name of). (Mz, 8th نوع.) b11: وَضَعَ لَفْظًا لِشَىْءٍ He applied or assigned or appropriated a word, or phrase, to denote, or signify, a thing. (Kull, 371, &c.) See also إِزَآء. b12: وَضَعْتُ عَلَيْهِ الشَّىْءَ app. signifies I made the thing according to his, or its, measare. See قَدَرْتُ.2 فِى فُلَانٍ تَوْضِيعٌ

: see طُرْقَةٌ.4 أَوْضَعَ See 1. b2: مِنْ أَيْنَ أَوْضَعَ الرَّاكِبُ i. q.
و ض ع : وَضَعْتُهُ أَضَعُهُ وَضْعًا وَالْمَوْضِعُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ مَكَانُ الْوَضْعِ وَوَضَعْتُ عَنْهُ دَيْنَهُ أَسْقَطْتُهُ وَوَضَعَتْ الْحَامِلُ وَلَدَهَا
تَضَعُهُ وَضْعًا وَلَدَتْ وَوَضَعْتُ الشَّيْءَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَضْعًا تَرَكْتُهُ هُنَاكَ.
قَالَ الشَّافعِىُّ لَوِ اشْتَرَى جَاريةً مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لأَحَدِهما (المواضَعَةُ) والْمُرَادُ وضْعُها عنْدَ عَدْلٍ بلْ تُسَلَّمُ الجَارِيةُ لِمُشْتَرِيهَا وعَلَيْهِ أن لا يطَأَها حتَّى يَسْتَبْرِئَهَا
وَوُضِعَ فِي حَسَبِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ وَضَعَ أَيْ سَاقِطٌ لَا قَدْرَ لَهُ وَالِاسْمُ الضَّعَةُ بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا وَمِنْهُ قِيلَ وُضِعَ فِي تِجَارَتِهِ وَضِيعَةً إذَا خَسِرَ.

وَتَوَاضَعَ لِلَّهِ خَشَعَ وَذَلَّ وَوَضَعَهُ اللَّه فَاتَّضَعَ.

وَاتَّضَعْتَ الْبَعِيرَ خَفَضْتَ رَأْسَهُ لِتَضَعَ قَدَمَكَ عَلَى عُنُقِهِ فَتَرْكَبَ.

وَوَضَعَ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ افْتَرَاهُ وَكَذَّبَهُ فَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ. 
وضع
الوَضْعُ أعمّ من الحطّ، ومنه: المَوْضِعُ. قال تعالى: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ
[النساء/ 46] ويقال ذلك في الحمل والحمل، ويقال: وَضَعَتِ الحملَ فهو مَوْضُوعٌ. قال تعالى:
وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ
[الغاشية/ 14] ، وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ
[الرحمن/ 10] فهذا الوَضْعُ عبارة عن الإيجاد والخلق، ووَضَعَتِ المرأةُ الحمل وَضْعاً. قال تعالى: فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ
[آل عمران/ 36] فأما الوُضْعُ والتُّضْعُ فأن تحمل في آخر طهرها في مقبل الحيض. ووَضْعُ البيتِ: بناؤُهُ. قال الله تعالى:
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ
[آل عمران/ 96] ، وَوُضِعَ الْكِتابُ [الكهف/ 49] هو إبراز أعمال العباد نحو قوله: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً [الإسراء/ 13] ووَضَعَتِ الدابَّةُ تَضَعُ في سيرها وَضْعاً: أسرعت، ودابّة حسنةُ المَوْضُوعِ، وأَوْضَعْتُهَا: حملتها على الإسراع. قال الله عزّ وجلّ: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ
[التوبة/ 47] والوَضْعُ في السير استعارة كقولهم: ألقى باعه وثقله، ونحو ذلك، والوَضِيعَةُ: الحطيطةُ من رأس المال، وقد وُضِعَ الرّجلُ في تجارته يُوضَعُ: إذا خسر، ورجل وَضِيعٌ بيّن الضعَةِ في مقابلة رفيع بيّن الرّفعة.
و ض ع: (الْمَوْضِعُ) الْمَكَانُ وَالْمَصْدَرُ أَيْضًا. وَ (وَضَعَ) الشَّيْءَ مِنْ يَدِهِ يَضَعُهُ (وَضْعًا) وَ (مَوْضِعًا) وَ (مَوْضُوعًا) أَيْضًا، وَهُوَ أَحَدُ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى مَفْعُولٍ. (وَالْمَوْضَعُ) بِفَتْحِ الضَّادِ لُغَةٌ فِي (الْمَوْضِعِ) . (وَالْوَضِيعَةُ) وَاحِدَةُ (الْوَضَائِعِ) وَهِيَ أَثْقَالُ الْقَوْمِ، يُقَالُ: أَيْنَ خَلَّفُوا وَضَائِعَهُمْ. (وَالْوَضِيعَةُ) أَيْضًا نَحْوُ وَضَائِعِ كِسْرَى كَانَ يَنْقُلُ قَوْمًا مِنْ أَرْضٍ فَيُسْكِنُهُمْ أَرْضًا أُخْرَى وَهُمُ الشِّحَنُ وَالْمَسَالِحُ. وَ (الْوَضِيعُ) الدَّنِيءُ مِنَ النَّاسِ، وَقَدْ (وَضُعَ) الرَّجُلُ بِالضَّمِّ يَوْضَعُ (ضَعَةً) بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا أَيْ صَارَ وَضِيعًا. وَيُقَالُ: فِي حَسَبِهِ (ضَعَةٌ) بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا. وَ (الْمُوَاضَعَةُ) الْمُرَاهَنَةُ. وَالْمُوَاضَعَةُ أَيْضًا مُتَارَكَةُ الْبَيْعِ. وَ (وَاضَعَهُ) فِي الْأَمْرِ أَيْ وَافَقَهُ فِيهِ عَلَى شَيْءٍ. وَ (وَضَعَتِ) الْمَرْأَةُ (وَضْعًا) وَلَدَتْ. وَ (وَضَعَ) الْبَعِيرُ وَغَيْرُهُ أَسْرَعَ فِي سَيْرِهِ، وَ (أَوْضَعَهُ) رَاكِبُهُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ} [التوبة: 47] . وَ (وُضِعَ) الرَّجُلُ فِي تِجَارَتِهِ وَ (أُوضِعَ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فِيهِمَا أَيْ خَسِرَ. يُقَالُ: (وُضِعَ) فِي تِجَارَتِهِ فَهُوَ (مَوْضُوعٌ) فِيهَا. وَ (التَّوَاضُعُ) التَّذَلُّلُ. 
(وضع) - في الحديث: "أن رَجُلًا مِن خُزاعةَ يُقال له: هِيتٌ كان فيه تَوْضيعٌ"
: أي تَخْنِيث
قال سَلَمة: المُوضَّعُ: الذي ليس بمُحكم الخَلْق كالمخنَّث، والمُوضَّعُ من الخيل: الذي يَفرِشُ أوْظِفَتَه، وبَعِير عارِفُ المُوضَّعِ: أي ذَلُول عند الرَّكُوب. والمُوَضَّع المكَسَّرُ: المقطَّع، واتَضَعْتُه: رَكِبْته، واتّضَعْت رَقبَتَه: وطِئتُها.
- وفي الحديث: "يَنْزِل عيسىَ بن مريم فيَضَعُ الجِزْيَةَ"
: أي يَحملُ الناسَ على دِين الإسْلَامِ، فلا يَبْقَى ذَمِّىٌّ تَجْرى عليه الجِزْيَة، ويحتمل أنّه أراد لا يَبْقَى فَقيرٌ مُحْتاج لاسْتِغناء الناسِ، وكَثْرةِ الأَموالِ، فتُوضَع الجزْية وتَسْقُط؛ لأنها إنما شُرِعَت لِتَزيدَ في مَصالحِ المُسلمِين تَقْوِيةً لأهلِ الإسْلَام، فإذا لم [يَبْقَ] مُحتاجٌ لم تُؤْخَذ.
- في الحديث: "إنّ الله تعالى وَاضِعٌ يَدَه لِمُسىء اللّيل لِيَتُوبَ بالنَّهارِ، ولمُسىء النَّهارِ لِيَتُوبَ بالليل"
قال عَبدُ الغافِرِ: أي لا يُعَاجِلُه بالعُقُوبَةِ، بل يُمْهِلُه.
يُقَالُ: وَضَعَ يَدَه عن فلانٍ؛ إذا كَفَّ عنه، وعلى هذا الذي ذكره كان ينبغى أن يقول: واضِعٌ يدَهُ عن مُسىءِ الليل، ولكن معناه مَعنَى ما جاءَ في الرّوَايَة الأخرى: "إن الله بَاسِط يَدَهُ لِمُسىء اللَّيل" كأنّه يَتقَاضى المُذْنِبين بالتَّوْبَة لِيَقْبَلَ تَوْبَتَهُم.
- في حديث ابنِ الزُّبَيرِ - رضي الله عنهما -: "مَن شَهَر سَيفَه ثم وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ"
قال السِّينانِّي : وضَعَه: أي ضرب به مَنْ لَقِيه.
وضع
الوُضْعُ والتُّضْعُ: أنْ تَحْمِلَ المرأةُ في آخِرِ طُهْرِها وعِنْدَ مُقْبلِ الخَيْضَةِ، وقد وَضَعَتْ، وهي واضِعٌ. وقيل: هو أن تُجَامَعَ قَبْل تَمام الرَّضَاع. وكُلُّ مَنْ خَلَعَ ثِيابَها فقد وَضِعَها. وامْرأةٌ واضِعٌ: لا خِمَارَ عليها. وهي واضِعَةٌ: أي فاجِرَةٌ.
وإِبِلٌ واضِعَةٌ: تَرْعى ما حَوْلَ الماءِ لا تَبْرَحُ، وقد وَضَعَتْ وَضِيْعَةً، وأوْضَعَتْ، ووَضَعْتُها أنا أيضاً. وهم أصْحَابُ وَضِيْعَةٍ ووَضِيْعٍ: أي أصْحابُ حَمْضٍ. وإبِلٌ واضِعَةٌ: أي مُقِيْمَةٌ في الحَمْضِ. والوَضِيْعُ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ. وقيل: هو أنْ يَيْبَسَ قليلاً فَيُوْضَع في الأوْعِيَةِ.
والوَضِيْعَةُ: قَوْمٌ من الجُنْد تُجْعَل أسماؤهم في كُوْرَةٍ ولا يَغْزُوْنَ منها. والتَّوْضِيْعُ: التَّأَنُّثُ. والاسْتْرخاءُ، يُقال: في كَلامِه تَوْضِيْعٌ. واخْتِلافُ خَلْقِِ البَعِير، ويُقال: بَعِيرٌ مُوَضَّعُ العِظَام.
والمُوَضِّعُ من الخيْل: الذي تَذِلُّ رِجْلُه ويَفْرُشُ أوْظِفَتَه ثمَّ يَتَّبِعُ ذلك ما فَوْقَه من خَلْقِه.
وبَعيرٌ عارِفُ المُوَضَّعِ: أيْ ذَلُوْلٌ عند الرُّكُوْب. وأتَّضَعْتُه: رَكِبْتَه واتَّضَعْتُ رَقَبَتَه: وطِئْتها.
والمُوَضَّعُ: المُكَسَّرُ المُقَطَّعُ. وواضِعْ يا فلان: أي مُدَّ الحَبْلَ إلى أسْفَلَ في الأحْمَال، وواضَعْتُ العِدْلَ: هَبَّطْتَه. والوِضَاعُ: المُخَاطَرَةُ. والمُتَارَكَةُ، جَميعاً. وهو وَضِيْعَةٌ: أي دَعِيٌّ، وقد وَضُعَ. ووَضَعْتُ الشَّيْءَ وِضْعَةً، ووَضْعاً. وأُوْضِعْتُ في التّجَارَة: بمعْنى وُضِعْتُ. وهو وَضِيْعٌ، بَيِّنُ الضَعَةِ والضِّعَة. ولي عِنْدَه وَضِيْعَةٌ ووَضِيْعٌ: أي وَدِيْعَةٌ. وهَلُمَّ أُوَاضِعْكَ الرَّأْيَ: أي تُطلِعني على رأيك وأُطْلِعكَ على رأيي.
وأوْضَعْتُ النّاقَةَ فَوَضَعَتْ وأوْضَعَتْ - جَميعاً -: أي خَبَّتْ، وأنَّها لحَسَنَةُ المَوْضُوْعِ.

وضع


وَضَعَ
a. [ يَضَعُ] (n. ac.
وَضْع
مَوْضَع
مَوْضِع
مَوْضُوْع), Put down; set, placed.
b. ['An], Let off (creditor).
c. ['An], Lowered, degraded; dismissed; deposed.
d. [acc.
or
Min], Abased; humiliated.
e.(n. ac. وَضْع
وُضُوْع
ضَِعَة), Humbled, abased (himself).
f. [acc. & 'An], Forgave, pardoned, let off; remitted (
debt ).
g.(n. ac. وَضْع
وُضْع
يُضْع), Brought forth, bore; laid (eggs).
h.(n. ac. وَضْع
مَوْضَع
مَوْضِع
وَضِيْعَة), Committed, intrusted to.
i.(n. ac. وَضْع), Made up, invented; composed (book).
j. Let down (veil).
k.(n. ac. وَضِيْعَة), Grazed near the water (camel).
l. Made to graze.
m. see IV (a)
وَضِعَ(n. ac. وَضِيْعَة
&
a. ضَِعَة) [& pass.] [Fī], Had losses in (business).

وَضُعَ(n. ac. وَضِيْعَة
&
a. ضَِعَة ), Was base; was abased;
abased himself.
b.(n. ac. وَضَاْعَة), Was a bastard; was an adopted child.
وَضَّعَ
a. [acc.]
see I (d)b. Wadded (garment).
c. Laid eggs.

وَاْضَعَa. Betted, wagered with.
b. Sold on easy terms.
c. [acc. & Fī], Agreed with... about.
d. Gave (advice) to.
أَوْضَعَa. Sped along.
b. Urged on.
c. [pass.]
see (وَضِعَ).
d. see I (k)
تَوَاْضَعَa. Was humble, lowly.
b. [ 'Ala ], Agreed about.
إِوْتَضَعَ
(ت)
a. see (وَضُعَ) (a) & VI (a).
إِسْتَوْضَعَa. Asked for relief.

وَضْع
(pl.
أَوْضَاْع)
a. Position; situation; site.
b. Attitude, pose; posture; behaviour, manners.

وَضْعَةa. see 1 (a)
وَضْعِيّa. Positive.
b. Positional; local.

وِضْعَةa. see 1 (a)
مَوْضَع
مَوْضِع
(pl.
مَوَاْضِعُ)
a. see 1 (a)b. Place, locality; district.

مَوْضِعَةa. Affection.

وَاْضِعa. Placing; depositor.
b. Author; composer; inventor.
c. Unveiled (woman).
وَاْضِعَةa. Meadow.
b. Wanton.

وَضَاْعَةa. Humility, humbleness, lowliness, weakness;
humiliation.

وَضِيْع
(pl.
وُضَعَآءُ)
a. Humble.
b. Mean, base, low; plebeian.
c. Paltry, insignificant.
d. Preserved dates.
e. see 25t (d)
وَضِيْعَة
(pl.
وَضَاْئِعُ)
a. Luggage, baggage.
b. Tax; toll; rate.
c. Entry-book; book of proverbs &c.
d. Deposit; trust.
e. Illegitimate; bastard.
f. Adopted child.
g. Losses; bad bargain.
h. Flour mixed with butter.
i. Deduction, abatement.
j. Contumely.
k. Military station; garrison; out-post.
l. A certain plant.

N. P.
وَضڤعَa. Placed.
b. Fictitious; apocryphal.
c. (pl.
مَوَاْضِيْعُ
&
مَوْضُوْعَات )
a. Subject ( of a speech &c. ).
d. Task.
e. Loser.

N. P.
وَضَّعَa. Broken.
b. Sickly.

N. Ag.
تَوَاْضَعَa. Humble, meek.

N. Ac.
تَوَاْضَعَa. see 22t
مُتَّضِع [ N.
Ag.
a. VIII]
see N. Ag.
VI
إِتِّضَاع [ N.
Ac.
a. VIII]
see 22t
ضَِعَة
a. Abasement, degradation; baseness.
b. see 1 (a)
وَضَعَ عُنْقَهُ
a. He decapitated him.

وَضَعَ عَصَاهُ
a. He stopped.

تَوَاضَعَ مَا بَيْنَنَا
a. There is a great distance between us.
[وضع] المَوْضِعُ: المكان. والمَوْضِعُ أيضاً: مصدر قولك وضعت الشئ من يدي وَضْعاً، ومَوْضوعاً وهو مثل الــمعقول، ومَوْضِعاً. والموْضَعُ بفتح الضاد: لغة في الموضع، سمعها الفراء. ويقال في الحَجَر وفي اللبِن إذا بُنِي به: ضَعْهُ على غير هذه الوضعة والوضعة والضعة، كله بمعنى. والهاء في الضِعَةِ عوض من الواو. والوَضيعَةُ: واحدة الوضائِعِ، وهي أثقال القوم. ويقال: أين خَلَّفوا وضائِعَهم. والوَضيعَةُ أيضاً: نحو وَضائِعِ كِسرى، كان ينقلُ قوماً من أرض فيسكنهم أرضا أخرى، وهم الشِحَنُ والمَسالِحُ. والوَضيعُ: أن يؤخذ التمر قبل أن يلبس فيوضع في الجِرار. وتقول: وَضَعْتُ عند فلان وَضيعاً، أي استودعته وديعةً. والوضيع أيضا: الدنئ من الناس. ويقال: في حسبه ضَعَةٌ وضِعَةٌ، والهاء عوض من الواو. المواضعة: المراهنة. والمواضعة: متاركة البيع. وواضَعْتُهُ في الأمر، إذا وافقته فيه على شئ. والضعة: شجر من الحمض. هذا إذا جعلت الهاء عوضا من الواو الذاهبة من أوله، فأما إن كانت من آخره فهو من باب المعتل. يقال: ناقة واضعة، للتي ترعاها، ونوقٌ واضِعاتٌ. قال أبو زيد: إن رَعَتِ الحَمْضَ حول الماء ولم تبرح قيل: وضعت تضع وضيعة، فهى واضعة، قال: وكذلك وَضَعْتها أنا، وهي مَوْضوعةٌ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وهؤلاء أصحاب الوَضيعَةِ، أي أصحاب حَمْضٍ مقيمون فيه. ووَضَعَتِ المرأة خِمارها وامرأةٌ واضِعٌ، أي لا خِمار عليها. ووَضَعَتِ المرأة وَضْعاً بالفتح، أي وَلَدت. ووَضَعَتْ وُضْعاً بالضم، أي حملتْ في آخر طهرها من مُقْبَلِ الحَيضةِ ، فهي واضِعٌ، عن ابن السكيت، يقال: ما حملته أمه وضعا وتضعا أيضا وتضعا. قال الراجز: تقول والجردان فيها مكتنع * أما تخاف حبلا على تضع * ووضعَ البعير وغيره، أي أسرع في سيره. وقال دريد  يا ليتنى فيها جذع * أخب فيها وأضع * وبعير حسن الموضوع، قال طرفة: مَوْضوعُها زَوْلٌ ومَرْفوعُها * كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريحْ * وأوضعه راكبه. وأنشد أبو عمرو: إن دليما قد ألاح من أبى * وقال أنزلنى فلا إيضاعَ بي * أي لا أقدر على أن أسير. قال اليزيدى: يقال: وُضِعَ الرجل في تِجارته وأُوضِعَ، على ما لم يسمَّ فاعلُه، وَضْعاً فيهما، أي خَسِرَ. يقال: وُضِعْتَ في تجارتك فأنت مَوْضوعٌ فيها. ووُضِعَ الرجل بالضم يوضَعُ ضَعَةً وضِعَةً، أي صار وضيعاً. ووَضَعَ منه فلانٌ، أي حطَّ من درجته. والتَواضُعُ: التذلُّلُ. والاتِّضاعُ: أن تخفض رأسَ البعير لتضع قدمَك على عنقه فتركب. قال الكميت إذا اتضعونا كارهين لبيعة * أناخوا لأخرى والأَزِمَّةُ تُجْذَبُ * والتَوضيعُ: خياطة الجُبَّةِ بعد وضع القطن. ورجلٌ مُوَضَّعٌ، أي مُطَرَّحٌ ليس بمستحكم الخلق.
وضع:
وضع: ومضارعها بالعامية يوضع (بقطر).
وضع المسألة: طرح المسألة (بقطر).
وضع: أثبت حقيقة، أيد واقعةً (بقطر).
وضع الشطرنج: هيأ قطع اللعبة (ألف ليلة 1:97:1).
وضع نواميس: وضع قوانين (أبو الفرج 5:90)؛ واضع الشرائع: مشرّع (بقطر).
الواضع الشرعي: (المقدمة:385:2
10) أنظر الترجمة.
وضع في عهد عملاً أو مهمة لفلان (المقري 3:134:1): وإما خطة الاحتساب فإنها عندهم موضوعة في أهل العلم والفطن.
وضع: بنى أو أسس مدينة (دي ساسي كرست 6:231:1): واضع: مؤسس (بقطر).
وضع: اخترع (على سبيل المثال) الشطرنج (المقدمة 2:190:2)؛ واضع: خالق (بقطر)، موجد، (بقطر) (حيّان بسّام 41:1): أرسطو واضع علم المنطق.
وضع: أختلق حديثاً أو زورّ كتابة (م. المحيط) (مرنسج 6:11) (المقدمة 195:2) (ياقوت 20:138:2): وضع الحديث على رسول الله (2:139 و12:460 و7:375:3).
وضع: صاغ الكلمات (البربرية 5:7:2): وهذه الأقوال كلها ذهاباً إلى أن العرب وضعت كل شيء.
وضع: ألغى، أبطل abolir, supprimer ووضع لجميعهم صوم سبعة وعشرون يوماً من أيام رمضان وأبقى فرض صوم ثلاثة أيام والفطر الرابع.
وضع على: فرض الجزية tribute ( النويري أسبانيا 453): ثم وضع على أهل قرطبة عُشر الأطعمة في كل سنة.
وضعه على فلان: أرسله إلى فلان في مسعى خفي بحيث يبدو الرسول متصرفاً من لدن نفسه وأنه قد جاءهم من تلقاء ذاته ووضع عليهم مَنْ يقول لهم (ابن الأثير 16:139:11). وفي (7:140 من ابن الأثير أيضاً) ثم وضع عليهم بعضهم ممن يعتمد عليه فقال ... الخ. وفي (16:267) فوضع صلاح الدين على الرسول بعض مَنْ يثق إليه من النصارى. وفي (المقدمة 198:2): مثل آخر.
وضعه: تعني أيضاً إثارة، دفعه إلى قتل فلان بعدما أفسده بالمال (حياة صلاح الدين، 225 في الحديث عن سفاحين: وسئل عن هذا الأمر ومَنْ وضعهما عليه فقالا إن الانكتار وضعنا عليه. وفي (النويري أفريقيا 24): كان قد قتلهم ثلاثة من الخصيان وكان ابنه قد وضعهم عليه. وفي 44 منه فثبت عند يحيى أن ذلك بوضع منهما (أي بتحريض منهما) (ابن الأثير 13:360:7): قتله ثلاثة نفر من خدمه الصقالبة بوضع من ولده وحملوا فقتل الخدم وصلبهم وكان هو الذي وضعهم. وفي (348:10): وقيل بل خافه طغتكين فوضع عليه مَنْ قتلهن. أما في (موجز ابن الأثير لأبي الفداء) (378:3) فقد جاءت الجملة محرفة قليلاً: فوضع عليه فقتله. وبالرغم من أن هذا التعبير أقل متانة من سابقه إلا أنه يحمل المعنى نفسه إلا أن (رايسك) وتابعه في ذلك (فريتاج) أساء تفسيره.
وضع الجناية عن فلان: وقد فسّرها ب: أسقطها إلا أن (رايسك) ترجمها على نحو قليل الوضوح؛ فهي: أعفاه (أخبار 4:82): وكان ابن معاوية ذا بقية في مواليه فوضع ذلك الذنب إلا انه لم يبلغ كما بلغ بمثله من مواليه. أما تعبير وضع عليه جناية فهو عكس التعبير المتقدم (الأغاني 13:35:13 بولاق).
وضع عن غريمه: في (محيط المحيط): (وضع عنه حط من قدره، ووضع عن غريمه: نقص مما له عليه شيئاً) أي تنازل له عن جزء من الدين.
وضع ذلك عنده: أي أنزلني ذلك من قدري عنده (الأغاني 9:51).
وضع فيهم السيف: أي قتلهم بالسيف (بقطر)؛ واختصاراً وضع السيف (الأغلب 52، أماري 432). وضع في: خصّ فلاناً بالمال أوقفه لغرض ما (معجم البلاذري، حيّان 107): وبلغ ثمن سبية ثلاثة عشرة ألف دينار وضعها محمد بن عبد الملك في بنيان سور مدينة وشقة.
وضع من فلان: اغتابه، ثلبه، تحدث عنه بالشر، قلل من قدره (المقري 12:91:2): وذر بني أمية فوضع منهم وتنقّصهم؛ وفي (محيط المحيط): ( .. ووضع عنه حط من قدره).
وضعت الحرب: توقف القتال (منحول - الواقدي 7:55) (في الصحافة 106 من الملاحظات) كان (هاماكر) قد أبدى شككه، عن حق، في وجود حذف بلاغي - وضعت الحرب أوزارها في القرآن الكريم 5:47 وأن هذا الحذف الذي تخيله (فريتاج) غير موجود في غير مخيلته، إذ لا وجود لوضعوا الحرب في غيرها.
وضع عصاه: في (محيط المحيط): (أقام). في الحديث عن مسافر حطّ عصاه واستراح حيث وضل أو استقر في موضع ما وجعله مقراً له.
وضع عنقه: في (محيط المحيط): (ضربها) أي قطعها.
وضع يده أو يداً في (حيّان - بسّام 143:3): وضعوا أيديهم في نهب ما أصابوه من نشبه (أخبار 1:23): فوضع يداً في السؤال عن .. الخ؛ مع ملاحظة الفعل الماضي المسبوق بالفاء والواو (الأخبار 9:24): فوضع يداً فبنى القنطرة (محمد بن الحارث 264): ثم وضع يده فكتب إلى الأمير يسأله .. الخ. وفي (308 منه) ثم وضع يده فكتب إلى الأمير يخبره أن ... الخ. وهناك أيضاً وضع حين ترد وحدها مع اسم المصدر (أخبار 5:108): وضع الشراء في المماليك (أي شرع في شراء العبيد).
واضعه الحربَ: ابتدأه القتال أو شرع فيه (حيّان 14): فلما واضعوا موسى الحرب وحمى وطيسها انهزم لب بأصحابه. وفي ((106): وواضعهم الحرب فاشتدت بينهم).
أوضع: خلافاً للأصول أن يقال عن رجل أوضع في السير أي سار بسرعة (أخبار 3:122)؛ وفي (المقري 1:217:1) في الموضع نفسه يوضع السر. ومجازاً أخبَّ في ذلك وأوضع بمعنى شارك بنشاط في Prendre part ( البربرية 5:78:1 و8:200:2 و3:536)؛ وكذلك أوضع في الفتنة (حيّان 14).
أوضع في: تمادى في ذِكَّره (حيّان 25): وكان من أصحاب بقّى بن مخلد قال كنا إذا ذكرنا أبناء الخلفاء أوضع الشيخ بقّى في ذكر الولد عبد الله بن محمد وصفه بالصفات الجميلة والمذاهب الرضية. وفي (28 منه): فكان بقي يكثر الثناء على عبد الله والتزكية ويوضع في ذلك كثيراً إذا أجراه في مجالس أسمعته يستجلب دعاء الناس له.
أوضع على: بمعنى حث (رياض النفوس 42): وأوضع على راحلته وقال أسرعوا بنا ... الخ.
[وضع] نه: فيه: و"أوضع" في وادي محسر، من وضع البعير يضع وضعًا وأوضعه راكبه إيضاعًا - إذا حمله على سرعة السير. ومنه ح: و"أوضعت" بالراكب، أي حملته على أن يوضع مركوبه. وح: شر الناس في الفتنة الراكب "الموضع"، أي المسرع فيها. ط: ومنه: فإن البر ليس في "الإيضاع". وح: "أوضع" دابته وإن كان على دابة حركها، الإيضاع خاص بالراحلة ولذا ذكر الحركة في غيرها كالفرس والبغل والحمار. نه: وفيه: من رفع السلاح ثم "وضعه" فدمه هدر، أي قاتل به يعني في الفتنة، من وضع الشيء من يده - إذا ألقاه، فكأنه ألقاه في الضريبة. ومنه:
"فضع" السيف وارفع السوط حتى ... لا ترى فوق ظهرها أموياتحصيل ما هو واجب. ن: "وضع" يديه على فخذيه، ضميرهما لجبرئيل لأنه أقرب إلى التوقير، وقيل: ضمير فخذيه للنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه مفيد ممتحن لا مستفيد، ونداؤه باسمه مشعر بذلك، ولذا قالوا: تعجبنا من قوله: صدقت. تو: كان السواك من أذنه صلى الله عليه وسلم "موضع" القلم من أذن الكاتب، هو بكسر ضاد أفصح من فتحه، وموضعه - بفتح ضاد وبهاء لغة، وهو بالنصب ظرف خبر كان. وح: كتابًا "وضعه" عنده - مر في كتب. نه: وفي ح طهفة: لكم يا بني نهد ودائع الشرك و"وضائع" الملك، هي جمع وضيعة هي وظيفة تكون على الملك وهي ما يلزم الناس في أموالهم من الصدقة والزكاة، أي لكم الوظائف التي تلزم المسلمين لا نتجاوزها معكم ولا نزيد عليكم فيها، وقيل: معناه ما كان ملوك الجاهلية يوظفون على رعيتهم ويستأثرون به في الحروب وغيرها من المغنم، أي لا نأخذ ما كان ملوككم وظفوه عليكم بل هو لكم. ج: الهروي: أي لكم وظائف نوظفها على المسلمين في الملك لا نتجاوز ولا تزيد عليكم فيها شيئًا، وقيل: لا نأخذ منكم ما كان ملوككم وظفوه عليكم، والملك - على التفسير الأول بكسر ميم وسكون لام، وعلى الثاني بفتح ميم وكسر لام. نه: وفيه: إنه نبي وإن اسمه وصورته في "الوضائع"، هي كتب يكتب فيها الحكمة. وفيه: "الوضيعة" على المال والربح على ما اصطلحا عليه، الوضيعة: الخسارة، وضع في البيع يوضع وضيعة أي الخسارة من رأس المال. وكان في هيت "توضيع" أي تخنبث، وهو رجل من خزاعة.
(وض ع)

الوَضْعُ: ضد الرّفْع. وَضعه يَضَعُه وَضْعا ومَوْضُوعا. وَأنْشد ثَعْلَب. بَيْتَيْنِ فيهمَا:

مَوْضوع جُودِك ومَرْفُوعُه

عَنى بالموضوع مَا أضمره وَلم يتَكَلَّم بِهِ، وَالْمَرْفُوع: مَا أظهره وَتكلم بِهِ.

وَاسم الْمَكَان المَوْضِع والمَوْضَعُ، الْأَخير نَادِر لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مَفْعَلٌ مِمَّا فاؤه وَاو اسْما وَلَا مصدرا إِلَّا هَذَا، فَأَما موهب ومورق فللعلمية، وَأما ادخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، ففتحوه إِذْ كَانَ اسْما مَوْضُوعا لَيْسَ بمصدر وَلَا مَكَان وَإِنَّمَا هُوَ معدول عَن وَاحِد كَمَا أَن عمر معدول عَن عَامر، وَهَذَا كُله قَول سِيبَوَيْهٍ.

والمَوْضَعَةُ لُغَة فِي الْموضع حَكَاهُ اللحياني عَن الْعَرَب قَالَ: يُقَال: ارزن فِي مَوْضِعك ومَوْضَعَتِكَ.

وَإنَّهُ لحسن الوِضْعَةِ أَي الوضْعِ.

والوَضْعُ أَيْضا: الْمَوْضُوع، سمي بِالْمَصْدَرِ، وَله نَظَائِر، مِنْهَا مَا تقدم، وَمِنْهَا مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله، وَالْجمع أوضاعٌ.

والوَضيعُ: الْبُسْر الَّذِي لم يبلغ كُله فوُضِعَ فِي جؤن أَو جرار.

وَقَوله تَعَالَى (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ) قَالَ الزّجاج: قَالَ ابْن مَسْعُود: مَعْنَاهُ: أَن يَضعْنَ الملحفة والرداء. ووضَعَ عَنهُ الدَّين وَالدَّم وَجمع أَنْوَاع الْجِنَايَة يَضَعُه وَضْعا: أسقط عَنهُ.

وَدين وَضِيعٌ: مَوْضُوع، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لجميل:

فان غَلَبَتْك النَّفْسُ إلاَّ وُرُودَهُ ... فَذَنْبِي إِذا يَا بَثنَ عَنْكِ وَضِيعُ

ووضَع الشَّيْء وَضْعا: اختلقه.

وتَوَاضَع الْقَوْم على الشَّيْء: اتَّفقوا عَلَيْهِ.

والضَّعةُ والضِّعَةُ: خلاف الرّفْعَة فِي الْقدر، وَالْأَصْل وِضْعَةٌ حذفوا الْفَاء على الْقيَاس كَمَا حذفت من عدَّة، وزنة ثمَّ إِنَّهُم عدلوا بهَا عَن فِعْلَةٍ إِلَى فَعْلَةٍ فأقروا الْحَذف بِحَالهِ وَإِن زَالَت الكسرة الَّتِي كَانَت مُوجبَة لَهُ فَقَالُوا الضَّعَةُ، فتدرجوا بالضِّعَةِ إِلَى الضَّعَةِ وَهِي وَضْعَةٌ كجفنة وقصعة لَا لِأَن الْفَاء فتحت لأجل الْحَرْف الحلقي كَمَا ذهب إِلَيْهِ مُحَمَّد بن يزِيد.

وَضُعَ وَضَاعَةً وَضَعَةً وضِعَةً فَهُوَ وَضِيعٌ واتضَع ووَضَعَه ووَضَّعَه. وَقصر ابْن الْأَعرَابِي الضِّعَةَ - بِالْكَسْرِ - على الْحسب. والضَّعَةَ - بِالْفَتْح - على الشّجر والنبات الْمُتَقَدّم الذّكر.

ووضَعَ الرجل نَفسه يَضَعُها وَضْعا ووُضُوعا وضَعَةً وضِعَة قبيحة، عَن اللحياني.

وتواضَعَ الرجل: ذل.

وتَواضَعَتِ الأَرْض: انخفضت عَمَّا يَليهَا، وَأرَاهُ على الْمثل.

ووُضعَ فِي تِجَارَته ضَعَةً ووَضِيَعةً وأُوضعَ ووَضِعَ وَضَعا: غبن. وَصِيغَة مَا لم يسم فَاعله أَكثر قَالَ:

فَكانَ مَا رَبِحْتُ وَسْطَ الغَيْثَرهْ ... وَفِي الزّحام أنْ وُضِعْتُ عَشَرَهْ

ويروى وَضِعْتُ.

والوضْعُ: أَهْون سير الدَّوَابّ وَالْإِبِل، وَقيل: هُوَ ضرب من سير الْإِبِل دون الشد. وَقيل: هُوَ فَوق الخبب. وَضَعَتْ وَضْعا ومَوْضوعا قَالَ ابْن مقبل فاستعاره للسراب:

وهَلْ عَلِمْتَ إِذْ لاذَ الظِّباءُ وقَدْ ... ظَلَّ السَّرَابُ على حِزَّانِهِ يَضَعُ

وَقَالَ طرفَة: مَرْفُوعُها زَوْلٌ وموضُوعُها ... كمَرّغَيْثٍ لجِبٍ وَسْطَ رِيحْ

وأوْضَعُها هُوَ.

ووضَعَ الشَّيْء فِي الْمَكَان: أثْبته بِهِ.

والوَضِيَعةُ: قوم من الْجند يُوضَعُون فِي كورة لَا يغزون مِنْهَا.

والوَضِيعَةُ: قوم كَانَ كسْرَى ينقلهم من أَرضهم فيسكنهم أَرضًا أُخْرَى.

والوضِيعَةُ: حِنْطَة تدق، ثمَّ يصب عَلَيْهَا سمن فتؤكل.

والوَضائعُ: الْوَظَائِف، وَفِي حَدِيث طهفة " لكم يَا بني نهد ودائع الشّرك ووضائع الْملك ".

والوضائع: كتب تكْتب فِيهَا الْحِكْمَة، وَفِي الحَدِيث " إِنَّه نَبِي وَإِن اسْمه وَصورته فِي الوَضائع " وَلم أسمع لهاتين الْأَخِيرَتَيْنِ بِوَاحِد، حَكَاهُمَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

ووَضَّعَ الخائط الْقطن، والباني الْحجر: نضد بعضه على بعض.

والمُوَضَّعُ: الَّذِي تزل رجله ويفرش وظيفه ثمَّ يتبع ذَلِك مَا فَوْقه من خَلفه.

واتَّضَع بعيره: أَخذ بِرَأْسِهِ فَركب عُنُقه قَالَ رؤبة:

أعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أثْقَلُهُ

عَلَيْكَ مَأْجُوراً وأنْتَ جمَلُهْ

قُمْتَ بِه لم يَتَّضِعْكَ أجْلَلُهْ

وَقَالَ آخر:

إِذا مَا اتَّضَعْنا كارِهينَ لِبَيْعَةٍ ... أناخُوا لأخْرَى والأزِمَّةُ تُجْذَبُ

والوُضْعُ والتُّضْع - على الْبَدَل - كِلَاهُمَا: الْحمل على حيض، وَقيل: هُوَ الْحمل فِي مقبل الْحيض، قَالَ:

تَقُولُ والجُرْدانُ فِيهَا مُكْتَنعْ ... أما تَخاف حَبَلاً عَلى تُضُعْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوُضْعُ: الْحمل قبل الْحيض والتُّضْع: الْحمل فِي آخِره، قَالَت أم تأبط شرا: " وَالله مَا حَملته وضعا وَلَا وَضعته يَتْنا وَلَا أَرْضَعَتْه غيلا وَلَا أبته تئقا " وَيُقَال: مئقا، وَهُوَ أَجود الْكَلَام. فالوُضْعُ مَا تقدم ذكره. واليتن: أَن تخرج رِجْلَاهُ قبل رَأسه. والتئق: الغضبان والمئق من المأقة فِي الْبكاء وَزَاد ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول أم تأبط شرا " وَلَا سقيته هدبدا وَلَا أنمته ثئدا وَلَا أطعمته قبل رئة كبدا " الهدبد: اللَّبن الثخين المتكبد، وَهُوَ يثقل عَلَيْهِ فيمنعه من الطَّعَام وَالشرَاب. وتئد أَي على مَوضِع ند. والكبد ثَقيلَة فانتفت من إطعامها إِيَّاه كبدا.

ووَضَعَت الْحَامِل الْوَلَد تَضَعُه وَضْعا وتُضْعا وَهِي وَاضع: وَلدته.

ووَضَعَتِ الْمَرْأَة خِمارها، وَهِي وَاضع: خلعته.

وناقة واضِعٌ وواضعَةٌ: ترعى الحمض حول المَاء، وَقد وَضَعَتْ تَضَعُ وَضِيَعةً.

ووَضَعَها: ألزمها المرعى.

وَقوم ذَوُو وَضِيعَةٍ: ترعى إبلهم الحمض، وَقيل: هم المقيمون فِي الحمض.

والمُوَاضَعَةُ: المناظرة فِي الْأَمر.

وَبينهمْ وِضاعٌ أَي مراهنة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

ووَضعَ أَكْثَره شَعَراً: ضرب عُنُقه، عَن اللحياني.

ومَوْضُوعٌ: مَوْضعٌ. ودارة مَوْضُوعٍ هُنَالك.
وضع
وضَعَ1/ وضَعَ عن يضَع، ضَعْ، وَضْعًا، فهو واضع، والمفعول مَوْضوع
• وضَع الحديثَ: افتراه، وكذبه واختلقه "وضع فلان الخبرَ".
• وضَع الشَّيءَ أو الأمرَ:
1 - ألقاه منْ يديه وحطَّه، عكسه رفعه "وضَع حِمْلاً ثقيلاً من على كاهله/ من يده- وضَع حقائبَه على الأرض" ° فلانٌ لا يضع عصاه: بمعنى كثير السَّفر أو مؤدّب لأهله- وضَعت الحربُ أوزارَها: انقضت ولم يبق قتال- وضَع جانبًا: أهمل، أجَّل، أخّر- وضَع عَصَاهُ: توقّف عن السير وأقام.
2 - قَدّمه مُفَصَّلاً "وضَع مشروعًا للدرس/ اقتراحات مفيدة/ خطة الرحلة".
3 - أنشأه، سنّه، رسَمه "وضَع مبدأً للعمل- وضَع نظريّة: بناها وأوجدها وأقام الدليل عليها- {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}: أقامه ونصبَه" ° وضَع الكتاب: ألَّفه- وضَع قائمةً: كتبها وحرّرها- وضَع كلمة: استنبطها، أبدعها، ابتكرها.
• وضَع ثيابه: خلَعها "وضعتِ المرأةُ خمارَها".
• وضَعتِ الحامِلُ ولَدَها: وَلَدَته " {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} ".
• وضَع العالِمُ العِلْمَ: اهتدى إلى أصوله وأوّليّاته "وضَع الخليلُ علمَ العروض".
• وضَع نُصْبَ عينيه كذا: عيَّن لنفسه هدفًا وحدَّد لها غاية، وجَّه انتباهه إلى كذا وصبَّ اهتمامَه عليه "وضَعه موضع الشَّكِّ/ التَّنفيذِ".
• وضَع الشَّيءَ بين يديه: تَرَكَه? وضَعه على الرَّفّ: أهمله، تجاهله.

• وضَعه أمام الأمر الواقع: فرض عليه شيئًا لا يرغب فيه.
• وضَع النقاطَ على الحروف: بيَّن الأمر وأوضحه.
• وضَع يَدَه على كذا:
1 - استولى عليه "وضَع يَدَه على قطعة أرض" ° وضَع إصبعَه على الأمر: عرف حقيقة أمرٍ، اهتدى إلى سرٍّ- وضَع يدَه على العمل: باشره.
2 - اهتدى إليه، عرف ° وَضَعَ يدَه على الجُرْح: صادَفَ أساس المشكلة وأصاب حقيقتها، عرف سبب الشَّكوى.
• وضَع عينَه عليه: رغب في الحصول عليه.
• وضَع الشَّيءَ عنه: أسقطَهُ "وَضَع عنه الدَّيْن/ الجزية/ الجنابة- {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} ".
• وضَع الشَّيءَ في كذا:
1 - أثبته فيه "وضع الصُّورةَ في إطارها" ° وضَع السِّلاحَ في العَدُوّ: قاتله- وضَع الفأس في الرأس [مثل]: يُضرب في طلب العجلة وإنجاز الأمر.
2 - أدْخله فيه "وضع اللَّوحات في الصُّندوق/ السيارةَ في الجراج" ° وضَع البيض في سلَّة واحدة: اعتمد على شيء واحد اعتمادًا كلِّيًّا- وضَع ثقته فيه: أعطاه صلاحية كبيرة- وضَع قَدَمه في العمل: بدأ فيه- وضَعه في الصُّورة: أشركه في الأمر، أطلعه على الموضوع- وضَعه في جيبه: حازه، سيطر عليه.
3 - أَوْدَعه "وَضَع مالَه في مَصْرف".
• وضَع يدَه في الطعام: أكله.
• وضَعَ فلانًا في عِداد أصدقائه: عَدّه، حسَبَه واعتبرَه "وضعه في الحسبان/ حسابه".
• وضَعَ حدًّا لكذا:
1 - حسَمه، أنهاه "وضَعَ حَدًّا للخلافات بينهما".
2 - حَصَره وأوقفه "وضع حَدًّا لرغباته".
• وضَع للَّفظ مَعْنًى: (لغ) أعطاه إيَّاه للمرة الأولى.
• وضَع روحَه على كفّه: خاطر بها، غامر "وضع حياته على كفّه".
• وضَع يدَه عن فلان: كفّ عنه وتركه.
• وضَع عن غريمه: نقص ممّا له عليه شيئًا. 

وضَعَ2/ وضَعَ من يضَع، ضَعْ، وَضْعًا وضَعَةً وضِعَةً، فهو واضع، والمفعول مَوْضوع
• وضَعَ فلانًا/ وضَع من فلان: أذلّه، حطَّ من قدره وشأنه "وضَعه بُخْلُه ولُؤْمُهُ- وضَع الله المتكبِّرين- وضع نفسه: أذلها" ° وَضَع من قَدْر فلان: شوّه سمعته وسوَّدها. 

وضَعَ3 يضَع، ضَعْ، وَضيعةً، فهو واضع، والمفعول مَوْضوع
• وضَع فلانًا في ماله: نَقَصَه. 

وضُعَ يوضُع، ضَعَةً وضِعَةً ووَضاعةً، فهو وَضيع
• وضُع فلانٌ: لَؤُم وخَسَّ، صار دنيئًا "وضُع وانحطَّ عندما أصبح عبدًا للمال". 

أوضعَ/ أوضعَ في يُوضِع، إيضاعًا، فهو مُوضِع، والمفعول مُوضَع فيه
• أوضع فلانٌ بين القوم: أَفْسَد بينهم.
• أوضع الشَّخصُ في الشَّرِّ: أسرع فيه " {وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ}: أسرعوا فيما بينكم بالنّمائم وغيرها". 

اتَّضعَ يتَّضع، اتِّضاعًا، فهو مُتَّضِع
• اتَّضع فلانٌ: وضُع، صار دنيًّا مَحْطوط القدْر "يتَّضع مَن يكون شحيحًا".
• اتَّضع أمامَ السُّلطة: تذلَّل، تخشَّع، خضع "اتَّضع أمام رؤسائه". 

استوضعَ يستوضع، استيضاعًا، فهو مُستوضِع، والمفعول مُستوضَع
• استوضع فلانًا الشَّيءَ: سأله أن يضعه عنه "استوضع فلانًا في دَيْنهِ". 

تموضَعَ في يتموضع، تَمَوْضُعًا، فهو مُتموضِع، والمفعول مُتموضَع فيه (انظر: م و ض ع - تموضَعَ في). 

تواضعَ/ تواضعَ على يتواضع، تواضُعًا، فهو مُتواضِع، والمفعول مُتواضَع عليه
• تواضع العبدُ: تخاشَع، تذلَّل، عكسه تكبَّر "لا يتكبَّر إلا كلُّ وضيع ولا يتواضع إلا كلُّ رفيع- مَنْ تَوَاضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ [حديث] ".
 • تواضعتِ الأرضُ: انْخَفَضت عمّا يليها.
• تواضع القومُ على الأمر: اتّفقوا عليه "تواضع أهل اللُّغة على استعمال رموز معيَّنة لأداء أصوات معيّنة". 

واضعَ يُواضِع، مُواضَعةً ووِضاعًا، فهو مُواضِع، والمفعول مُواضَع
• واضع فلانًا في الأمر/ واضع فلانًا على الأمر: وافَقَه فيه "واضعه في جميع آرائه". 

وضَّعَ يوضِّع، تَوْضيعًا، فهو مُوضِّع، والمفعول مُوضَّع
• وضَّع فلانٌ فلانًا: أذلّه، صيَّره دنيًّا محطوطَ القَدْر.
• وضَّع الأحجارَ: رَصَّها فوق بعضها.
• وضَّع موضوعًا: جعله غير متحيِّز ومجرّدًا من الغَرض "وضَّع موقفَه من الإخوة- وَضَّع الكاتبُ أفكارَه". 

موضَعَ يموضع، مَوْضَعةً، فهو مُموضِع، والمفعول مُموضَع (انظر: م و ض ع - موضَعَ). 

تَواضُع [مفرد]:
1 - مصدر تواضعَ/ تواضعَ على.
2 - عدم التَّكبُّر والتعاظم، إبعاد الذَّات عن الأضواء، عكس الكِبْر "عليه تواضع العلماء: وقارهم- تاج المروءة التَّواضع" ° أخجلتم تواضعنا: أفضتم في الثَّناء علينا حتَّى استحى قدرُنا القليل من مديحكم. 

ضَعَة/ ضِعَة [مفرد]:
1 - مصدر وضُعَ ووضَعَ2/ وضَعَ من.
2 - خلاف الرِّفعة في القَدْر، الانحطاط، اللُّؤم، الخِسَّة، الدَّناءة "في حَسَب فلان ضَِعَة". 

مُواضَعة [مفرد]:
1 - مصدر واضعَ.
2 - صيغة المؤنَّث لمفعول واضعَ.
3 - ما تعارف النَّاس عليه، ويُعدّ أحد مقاييس الأخلاق أو أحد مبادئ العلم والمعرفة. 

مَوْضِع [مفرد]: ج مَواضِعُ:
1 - مصدر ميميّ من وضَعَ1/ وضَعَ عن.
2 - اسم مكان من وضَعَ1/ وضَعَ عن: محلّ أو مكان "مَوْضِع النُّطق- وضع السيارة في غير موضعها- موضع قدم- {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}: والمراد عن ألفاظه ومعانيه" ° عرف موضع الدَّاء: وجد سببه- مَوْضِع النَّظر: مأخوذ بعين الاهتمام- مَوْضِع خلاف: أساسه، سببه- مَوْضِع نزاع: مثارُه- وضَعه موضِع التَّنفيذ: نفَّذَه.
3 - ما تتَّجه إليه عاطفة أو يكون سببًا لشعور مُعيَّن "كان مَوْضِع إعجاب من جميع زملائه- مَوْضِع شُبْهة- ولو كان هذا مَوْضِع العتْب لاشْتفى ... فؤادي ولكنْ للعتاب مواضعُ". 

مَوْضِعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَوْضِع.
2 - خاصٌّ أو مؤثِّر على موضع محدَّد لا يتجاوزه "ألم/ علاج مَوْضِعيّ" ° تخدير مَوْضِعِيّ: تعطيل الإحساس في أحد أعضاء الجسم، أو في موضع محدّد منه. 

مَوْضوع [مفرد]: ج مَوْضُوعات ومَواضيعُ:
1 - اسم مفعول من وضَعَ1/ وضَعَ عن ووضَعَ2/ وضَعَ من ووضَعَ3.
2 - مادّة يبني عليها المتكَلِّم أو الكاتب كَلامَهُ "طَرَق الكاتبُ الموضوعَ بدقَّة- هذا الكلام في صُلْب الموضوع" ° في موضوع كذا: في خصوص أو شأن- مَوْضوع خلاف: مَثار نزاع.
3 - مسألة "فهرس الموضوعات" ° أدرك الموضوع: فطِن إليه- أصاب لُبّ المَوضوع: أدرك أساسه- غير ذي موضوع: أمر لا أساس له- قُتِل الموضوعُ بحثًا: درس الأمر من كلّ جوانبه- يلفّ ويدور حول الموضوع: يراوغ.
4 - (سف) مقول عنه، عكسه محمول.
5 - (سف) المدرك، ويقابل الذَّات.
6 - (قن) مادَّة يتناولها اتّفاق أو اختلاف أو نزاع قضائيّ "موضوع دعوى".
• موضوع العلم: ما يُبحث فيه عن عوارضه الذَّاتيَّة كجسم الإنسان لعلم الطِّبّ.
• حديث موضوع: (حد) كلام يُنسب إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم كذبًا واختلاقًا. 

موضوعانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مَوْضوع: على غير قياس.
• النَّزعة الموضوعانيَّة: (سف) مذهب يرى أنَّ المعرفة ترجع إلى حقيقة غير الذات المدركة، وعكسها النزعة الذاتيّة. 

مَوْضوعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَوْضوع.
2 - من أنصار الموضوعيَّة.
3 - ما هو مُجرَّد عن غاية شخْصيَّة، عكسه ذاتيّ "رأيٌ موضوعيّ- دراسة موضوعيَّة" ° غير موضوعيّ: خارج عن محور البحث.
4 - (سف) ما تتساوى علاقته بجميع المشاهدين برغم اختلاف الزَّوايا التي يشاهدون منها،
 ويستلزم ذلك كون الحقائق العلميَّة مستقلّة عن قائليها بعيدة عن التَّأثّر بأهوائهم وميولهم ومصالحهم. 

مَوْضوعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَوْضوع: "الآراء الموضوعيَّة لها قيمتها".
2 - مصدر صناعيّ من مَوْضوع: حياديّة وعدم تحيُّز "موضوعيَّة حكم: خالٍ من أيّ تحيُّز خاصّ".
• المَوْضوعيَّة: (سف) مذهب يرى أنَّ المعرفة ترجع إلى حقيقة غير الذَّات المدركة، وعكسها الذَّاتيّة "هو من أنصار الموضوعيَّة".
• اللاَّموضوعيَّة: تحيُّز شخصيّ تجاه فكرة ما أو نحوها "اتسمت نظرته إلى القضيّة باللاَّموضوعيّة". 

واضِع [مفرد]: اسم فاعل من وضَعَ1/ وضَعَ عن ووضَعَ2/ وضَعَ من ووضَعَ3 ° واضع الخُطَّة: راسمها- واضع الكتاب: مؤلِّفه.
• امرأة واضِع:
1 - ولدت حديثًا.
2 - وضيعة، فاجرة. 

وَضاعة [مفرد]: مصدر وضُعَ. 

وَضّاع [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من وضَعَ1/ وضَعَ عن ووضَعَ2/ وضَعَ من ووضَعَ3: "رجل وَضَّاع في الكلام".
2 - كذّاب مُفترٍ "رجل وَضَّاع في الكلام". 

وَضْع [مفرد]: ج أوضاع (لغير المصدر):
1 - مصدر وضَعَ1/ وضَعَ عن ووضَعَ2/ وضَعَ من ° وَضْعُ الأختام: وَضْع بصمة أو طبعة خاتم رسميّ على باب أو على شيء منقول بحيث لا يمكن أخذ شيء دون كسر الأختام- وَضْعُ الحدود: وضع علامات بين قطعتي أرض للدّلالة على الخطّ الذي يفصلهما.
2 - هيئة الشَّيء التي يكون عليها "وَضْع اقتصاديّ/ سياسيّ/ ثقافيّ- كان جالسًا في وَضْع غير مريح: هيئة الإنسان وهو جالس- هو في وَضْع حرج للغاية" ° الأوضاع الرَّاهنة: الأوضاع القائمة، الحالة الحاضرة- الوَضْع العائليّ: الحالة المدنيّة- وَضْع دفاعيّ: موقف- وَضْع نظام اجتماعيّ: هيئة، تركيب، بنية- يحسن وَضْعه: مركزه.
3 - وِلادة "عانت الأمُّ آلام الوَضْع".
• الوَضْع بالمؤخَّرة: (طب) وضع الجنين بظهور الأرجل أو المؤخّرة أوَّلاً بدلاً من رأسه.
• طاقة الوَضْع: (فز) الطَّاقة الكامنة في جزيئات أو نظام تُتَّخذ من نُقطة السُّكون أو الوقوف بدلاً من الحركة.
• الوَضْع الشَّرعيّ: (قن) السِّمة أو الحالة القانونيَّة لشخص أو شيء.
• وَضْع اليد: (قن) استيلاء، حقّ الملكيّة والتّصرُّف. 

وَضْعانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَضْع: على غير قياس "يدعو إلى رفض القراءة الوضعانيّة التي سادت في تلك الفترة".
2 - مصدر صناعيّ من وَضْع.
3 - (سف) وضعيّة؛ مذهب فلسفيّ يرى أن الفكر الإنسانيّ لا يدرك سوى الظواهر الواقعيَّة والمحسوسة وما بينها من علاقات أو قوانين دون أن يستطيع الكشف عن طبائعها "انتقد منهج الوضعانيّة الساذج الذي أسسه أوجست كونت". 

وَضْعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَضْع.
2 - ما كان مِنْ وَضْع البشر، عكسه شرعيّ أو طبيعيّ "القوانين/ القيم الوضعيَّة- حقائق وضعيَّة".
• العصر الوَضْعيّ: (سف) العصر التَّجريبيّ أو الاختباريّ. 

وَضْعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَضْع.
2 - مصدر صناعيّ من وَضْع: حالة يكون عليها الإنسان "هو في وضعيَّة صعبة".
• الوضعيَّة: (سف) مذهب فلسفيّ يرى أنَّ الفكر الإنسانيّ لا يدرك سوى الظَّواهر الواقعيَّة والمحسوسة وما بينها من علاقات أو قوانين. 

وَضيع [مفرد]: ج وُضعاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وضُعَ. 

وَضيعَة [مفرد]: ج وضيعات (لغير المصدر) ووضائِعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر وضَعَ3 ° الطَّبقة الوضيعة: عامّة النَّاس- مِنْ أصل وضيع: حقير.
2 - وَدِيعة.
3 - كتاب تُكتب فيه أقوال حِكميَّة.
4 - ما يأخذه المَلِك من الخَراج والعُشُور. 

وضع: الوَضْعُ: ضدّ الرفع، وضَعَه يَضَعُه وَضْعاً ومَوْضُوعاً، وأَنشد

ثعلب بيتين فيهما: مَوْضُوعُ جُودِكَ ومَرْفوعُه، عنى بالموضوع ما أَضمره

ولم يتكلم به، والمرفوع ما أَظهره وتكلم به. والمواضِعُ: معروفة، واحدها

مَوْضِعٌ، واسم المكان المَوْضِعُ والمضَعُ، بالفتح؛ الأَخير نادر لأَنه

ليس في الكلام مَفْعَلٌ مما فاؤه واوٌ اسماً لا مَصْدراً إِلا هذا، فأَما

مَوْهَبٌ ومَوْرَقٌ فللعلمية، وأَما ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ ففتحوه

إِذ كان اسماً موضوعاً ليس بمصدر ولا مكان، وإِنما هو معدول عن واحد كما

أَن عُمر معدول عن عامر، هذا كله قول سيبويه. والموضَعةُ: لغة في

الموْضِعِ؛ حكاه اللحياني عن العرب، قال: يقال ارْزُنْ في مَوضِعِكَ

ومَوْضَعَتِكَ. والموضِعُ: مصدر قولك وَضَعْتُ الشيء من يدي وَضْعاً وموضوعاً، وهو مثل

الــمَعْقُولِ، ومَوْضَعاً. وإِنه لحَسَنُ الوِضْعةِ أَي الوَضْعِ.

والوَضْعُ أَيضاً: الموضوعُ، سمي بالمصدر وله نَظائِرُ، منها ما تقدم ومنها ما

سيأْتي إِن شاء الله تعالى، والجمعُ أَوضاعٌ.

والوَضِيعُ: البُسْرُ الذي لم يَبْلُغْ كلُّه فهو في جُؤَنٍ أَو جِرارٍ.

والوَضِيعُ: أَن يُوضَعَ التمرُ قبل أَن يَجِفَّ فيُوضَعَ في الجَرِينِ

أَو في الجِرارِ. وفي الحديث: من رَفَعَ السِّلاحَ ثم وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ،

يعني في الفِتْنةِ، وهو مثل قوله: ليسَ في الهَيْشاتِ قَوَدٌ، أَراد

الفِتْنةَ. وقال بعضهم في قوله ثم وضَعَه أَي ضرَبَ به، وليس معناه أَنه وضعَه

من يده، وفي رواية: من شَهَرَ سيفَه ثم وضَعَه أَي قاتَلَ به يعني في

الفِتْنةِ. يقال: وضَعَ الشيءَ من يده يَضَعُه وَضْعاً إِذا أَلقاه فكأَنه

أَلقاه في الضَّرِيبةِ؛ قال سُدَيْفٌ:

فَضَعِ السَّيْفَ، وارْفَعِ السَّوْطَ حتى

لا تَرى فوْقَ ظَهْرِها أُمَوِيّا

معناه ضَعِ السيفَ في المَضْرُوبِ به وارفع السوْطَ لتَضْرِب به. ويقال:

وضَعَ يدَه في الطعام إِذا أَكله. وقوله تعالى: فليسَ عليهن جُناح أَن

يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غير مُتَبَرِجاتٍ بزينة؛ قال الزجاج: قال ابن مسعود

معناه أَن يَضَعْنَ المِلْحَفةَ والرِّداءَ.

والوَضِيعةُ: الحَطِيطةُ. وقد اسْتَوْضَعَ منه إِذا اسْتَحَطَّ؛ قال

جرير:

كانوا كَمُشْتَرِكِينَ لَمّا بايَعُوا

خَسِرُوا، وشَفَّ عليهِمُ واستَوْضَعُوا

ووَضعَ عنه الدَّيْنَ والدمَ وجميع أَنواعِ الجِنايةِ يَضَعُه وَضْعاً:

أَسْقَطَه عنه. ودَيْنٌ وضِيعٌ: مَوْضُوعٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد

لجميل:

فإِنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إِلاَّ وُرُودَه،

فَدَيْني إِذاً يا بُثْنُ عَنْكِ وضِيعُ

وفي الحديث: يَنْزِل عيسى بنُ مريمَ فيَضَعُ الجِزْيةَ أَي يَحْمِل

الناسَ على دينِ الإِسلامِ فلا يبقى ذِمِّيٌّ تَجْري عليه الجِزيةُ، وقيل:

أَراد أَنه لا يبقى فقير مُحْتاجٌ لاسْتِغْناءِ الناسِ بكثرة الأَمْوالِ

فتُوضَعُ الجِزيةُ وتسقط لأَنها إِنما شُرِعَت اتزيد في مَصالِحِ المسلمين

وتَقْوِيةً لهم، فإِذا لم يَبْقَ محتاجٌ لم تؤخذ، قلت: هذا فيه نظر، فإِن

الفرائِضَ لا تُعَلَّلُ، ويطرد على ما قاله الزكاةُ أَيضاً، وفي هذا

جُرْأَةٌ على وَضْعِ الفَرائِضِ والتَّعَبُّداتِ. وفي الحديث: ويَضَعُ العِلْمَ

(* قوله«ويضع العلم» كذا ضبط بالأصل وفي النهاية أيضاً بكسر أوله.) أَي

يَهْدِمُه يُلْصِقُه بالأَرض، والحديث الآخر: إِن كنتَ وضَعْتَ الحَرْبَ

بيننا وبينه أَي أَسْقَطْتَها. وفي الحديث: من أَنْظرَ مُعْسِراً أَو وَضَعَ

له أَي حَطَّ عنه من أَصْلِ الدَّيْنِ شيئاً. وفي الحديث: وإِذا أَحدهما

يَسْتَوْضِعُ الآخرَ ويَسْتَرْفِقُه أَي يَسْتَحِطُّه من دَيْنِه. وأَما

الذي في حديث سعد: إِنْ كان أَحدُنا ليَضَعُ كما تَضَعُ الشاةُ، أَراد

أَنَّ نَجْوَهُم كان يخرج بَعَراً ليُبْسِه من أَكْلِهِم ورَقَ السَّمُرِ

وعدمِ الغِذاء المَأْلُوفِ، وإِذا عاكَمَ الرجلُ صاحِبَه الأَعْدالَ بقولْ

أَحدهما لصاحِبه: واضِعْ أي أَمِلِ العِدْلَ على المِرْبَعةِ التي يحملان

العِدْلَ بها، فإِذا أَمره بالرفع قال: رابِعْ؛ قال الأَزهري: وهذا من

كلام العرب إِذا اعْتَكَمُوا. ووضَعَ الشيءَ وَضْعاً: اخْتَلَقَه.

وتَواضَعَ القومُ على الشيء: اتَّفَقُوا عليه. وأَوْضَعْتُه في الأَمر إِذا

وافَقْتَه فيه على شيء.

والضَّعةُ والضِّعةُ: خِلاف الرِّفْعةِ في القَدْرِ، والأَصل وِضْعةٌ،

حذفوا الفاء على القياس كما حذفت من عِدة وزنِه، ثم إِنهم عدلوا بها عن

فِعلة فأَقروا الحذف على حاله وإِن زالت الكسرة التي كانت موجبة له، فقالوا:

الضَّعة فتدرَّجوا بالضَّعةِ إِلى الضَّعةِ، وهي وَضْعةٌ كجَفْنةٍ

وقَصْعةٍ لا لأَن الفاء فتحت لأجل الحرف الحلقي كما ذهب إِليه محمد بن يزيد؛

ورجل وَضِيعٌ، وَضُعَ يَوْضُعُ وضاعةً وضَعةً وضِعةً: صاروَضِيعاً، فهو

وَضِيعٌ، وهو ضِدُّ الشريف، واتَّضَعَ، ووَضَعَه ووَضْعَه، وقصر ابن

الأَعرابي الضِّعةَ، بالكسر، على الحسَب، والضَّعةَ، بالفتح، على الشجرِ

والنباتِ الذي ذكره في مكانه. ووَضَعَ الرجلُ نفسَه يَضَعُها وَضْعاً ووُضوعاً

وضَعةً وضِعةً قبيحة؛ عن اللحياني، ووَضَعَ منه فلان أَي حَطَّ من درَجته.

والوَضِيعُ: الدَّنِيءُ من الناس، يقال: في حسبَه ضَعةٌ وضِعةٌ، والهاء

عوض من الواو، حكى ابن بري عن سيبويه: وقالوا الضِّعةَ كما قالوا

الرِّفْعةَ أَي حملوه على نقيضه، فكسروا أَوَّله وذكر ابن الأَثير في ترجمة ضعه

قال: في الحديث ذكر الضَّعةِ؛ الضَّعةُ: الذّلُّ والهَوانُ والدَّناءةُ، قال:

والهاء فيها عِوَضٌ من الواو المحذوفة.

والتَّواضُعُ: التَّذَلُّلُ. وتَواضَعَ الرجلُ: ذَلَّ. ويقال: دخل فلان

أَمْراً فَوَضَعَه دُخُولُه فيه فاتَّضَعَ. وتَواضَعَتِ الأَرضُ: انخفضت

عما يليها، وأَراه على المثل. ويقال: إِنَّ بلدكم لمُتَواضِعٌ، وقال

الأَصمعي: هو المُتَخاشِعُ من بُعْدِه تراهُ من بَعيدٍ لاصِقاً بالأرض.

وتَواضَعَ ما بيننا أَي بَعُدَ.

ويقال: في فلان تَوْضِيعٌ أَي تَخْنِيثٌ. وفي الحديث: أَن رجلاً من

خُزاعةَ يقال له هِيثٌ كان فيه تَوْضِعٌ أو تخْنيتٌ. وفلان مُوَضَّعٌ إِذا كان

مُخَنَّثاً.

ووضِعَ في تِجارتِه ضَعةً وضِعةً ووَضِيعةً، فهو مَوْضُوعٌ فيها،

وأُوضِعَ ووَضِعَ وَضَعاً: غُبِنَ وخَسِرَ فيها، وصِيغةُ ما لم يسم فاعله أَكثر؛

قال:

فكان ما رَبِحْت وَسْطَ العَيْثَرَهْ،

وفي الزِّحامِ، أَنْ وُضِعْت عَشَرَهْ

ويروى: وَضِعْت. ويقال: وُضِعْت في مالي وأُوضِعْتُ ووُكِسْتُ

وأُوكِسْتُ. وفي حديث شريح: الوَضِيعةُ على المال والريح على ما اصطلحا عليه؛

الوَضِيعةُ: الخَسارة. وقد وُضِعَ في البَيْعِ يُوضَعُ وَضِيعةً، يعني أضنَّ

الخَسارةَ من رأْس المال. قال الفراء. في قلبي مَوْضِعةٌ وموْقِعةٌ أَي

مَحَبّةٌ.

والوَضْعُ: أَهْوَنُ سَيْرِ الدوابِّ والإِبل، وقيل: هو ضَرْبٌ من سير

الإِبل دون الشدّ، وقيل: هو فَوْقَ الخَبَب، وضَعَتْ وَضْعاً وموْضُوعاً؛

قال ابنُ مُقْبِلٍ فاستعاره للسّراب:

وهَلْ عَلِمْت، إِذا لاذَ الظِّباءِ، وقَدْ

ظَلَّ السَّرابُ على حِزَّانهِ يَضَعُ؟

قال الأَزهري: ويقال وَضَعَ الرجلُ إِذا عَدا يَضَعُ وَضْعاً؛ وأَنشد

لدريد بن الصّمة في يوم هَوازِنَ:

يا لَيْتَني فيها جذَعْ،

أَخُبُّ فيها وأَضَعْ

أَقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ،

كأَنها شاةٌ صَدَعْ

أَخُبُّ من الخَبَبِ. وأَضَعُ: أَعْدُو من الوَضْعِ، وبعير حَسَنُ

الموضوعِ؛ قال طرَفةُ:

مَرْفُوعُها زَوْلٌ، ومَوْضُوعُها

كَمَرِّ غَيْثٍ لَجِبٍ، وَسْطَ رِيح

وأَوْضَعَها هو؛ وأَنشد أَبو عمرو:

إِنَّ دُلَيْماً قد أَلاحَ من أَبي

فقال: أَنْزِلْني، فلا إِيضاعَ بي

أَي لا أَقْدِرُ على أَن أَسير. قال الأَزهري: وضَعَتِ الناقةُ، وهو نحو

الرَّقَصانِ، وأَوْضَعْتُها أَنا، قال: وقال ابن شميل عن أَبي زيد:

وَضَعَ البعير إِذا عَدا، وأَوْضَعْتُه أنا إِذا حملته عليه. وقال الليث:

الدابّةُ تَضَعُ السير وَضْعاً، وهو سير دُونٌ؛ ومنه قوله تعالى: لأَوضَعُوا

خِلالَكم؛ وأَنشد:

بماذا تَرُدِّينَ امْراً جاءَ، لا يَرَى

كَوُدِّكِ وُدًّا، قد أَكَلَّ وأَوْضَعا؟

قال الأَزهري: قول الليث الوَضْعُ سَير دُونٌ ليس بصحيح، والوَضْعُ هو

العَدْوُ؛ واعتبر الليثُ اللفظَ ولم يعرف كلام العرب. وأَما قوله تعالى:

ولأَوْضَعُوا خِلالَكم يَبْغُونَم الفتنةَ، فإِنَّ الفراء قال: الإِيضاعُ

السير بين القوم، وقال العرب: تقول أَوْضَعَ الراكِبُ ووَضَعَتِ الناقةُ،

وربما قالوا للراكب وَضَعَ؛ وأَنشد:

أَلْفَيْتَني مُحْتَمَلاً بِذِي أَضَعْ

وقيل: لأَوْضَعُوا خِلالَكم، أَي أَوْضَعُوا مَراكِبَهم خِلالَكم. وقال

الأَخفش: يقال أَوْضَعْتُ وجئت مُوضِعاً ولا يوقِعُه على شيء. ويقال: من

أَيْنَ أوْضَعَ ومن أَين أَوْضَحَ الراكِبُ هذا الكلام الجيّدفقال أَبو

الهيثم: وقولهم إِذا طرأَ عليهم راكب قالوا من أَين أَوْضَحَ الراكِبُ

فمعناه من أَين أَنشأَ وليس من الإِيضاعِ في شيء؛ قال الأَزهريّ: وكلام العرب

على ما قال أَبو الهيثم وقد سمعتُ نحواً مما قال من العرب. وفي الحديث:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَفاض من عَرفةَ وعليه السكينةُ وأَوْضَعَ في

وادِي مُحَسِّرٍ؛ قال أَبو عبيد: الإِيضاعُ سَيْرٌ مثل الخَبَبِ؛ وأَنشد:

إِذا أُعْطِيتُ راحِلةً ورَحْلاً،

ولم أُوضِعْ، فقامَ عليَّ ناعِي

وضَعَ البعيرُ وأَوْضَعه راكِبُه إِذا حَملَه على سُرْعةِ السيْرِ. قال

الأَزهري: الإِيضاعُ أَن يُعْدِيَ بعيرَه ويَحْمِلَه على العَدْوِ

الحَثِيثِ. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، دَفَعَ عن عرفات وهو يَسِيرُ

العَنَقَ فإِذا وجَدَ فَجْوةً نَصَّ، فالنصُّ التحريك حتى يُسْتَخْرَجَ

من الدابة أَقْصَى سيْرِها، وكذلك الإِيضاعُ؛ ومنه حديث عمرو، رضي الله

عنه: إِنك واللهِ سَقَعْتَ الحاجِب وأَوْضَعْتَ بالراكِب أَي حملْته على

أَن يُوضِعَ مَرْكُوبَه. وفي حديث حذيفة بن أُسَيْدٍ: شَرُّ الناسِ في

الفتنةِ الراكِبُ المُوضِعُ أي المُسْرِعُ فيها. قال: وقد يقول بعض قيس

أَوْضَعْتُ بعِيري فلا يكون لَحْناً. وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه سمعه

يقول بعدما عُرِضَ عليه كلامُ الأَخفش هذا فقال: يقال وضَعَ البعيرُ

يَضَعُ وَضْعاً إِذا عَدا وأَسرَعَ، فهو واضِعٌ، وأَوْضَعْتُه أَنا أُوضِعُه

إِيضاعاً. ويقال: وضَعَ البعيرُ حَكَمَته إِذا طامَنَ رأْسَه وأَسرعَ،

ويراد بِحَكَمَتِه لَحْياه؛ قال ابن مقبل:

فَهنّ سَمامٌ واضِعٌ حَكَماتِه،

مُخَوِّنةٌ أَعْجازُه وكَراكِرُه

ووَضَعَ الشيءَ في المكانِ: أَثْبَتَه فيه. وتقول في الحَجَرِ واللَّبِنِ

إِذا بُنِيَ به: ضَعْه غيرَ هذه الوَضْعةِ والوِضْعةِ والضِّعةِ كله

بمعنًى ، والهاء في الضِّعةِ عِوَضٌ من الواو.

ووَضَّعَ الحائِطُ القُطْنَ على الثوب والباني الحجرَ توْضِيعاً:

نَضَّدَ بعضَه على بعض. والتوْضِيعُ: خِياطةُ الجُبَّةِ بعد وَضْعِ القُطن. قال

ابن بري: والأَوضع مثل الأَرْسَحِ؛ وأَنشد:

حتى تَرُوحُوا ساقِطِي المَآزِرِ،

وُضْعَ الفِقاحِ، نُشَّزَ الخَواصِرِ

والوضيعةٌ: قوم من الجند يُوضَعُون في كُورةٍ لا يَغْزُون منها.

والوَضائِعُ والوَضِيعةُ: قوم كان كِسْرى ينقلهم من أَرضهم فَيُسْكِنُهم أَرضاً

أُخرى حتى يصيروا بها وَضِيعةً أَبداً، وهم الشِّحْنُ والمَسالِحُ. قال

الأَزهري: والوَضِيعةُ الوَضائِعُ الذين وضَعَهم فهم شبه الرَّهائِنِ كان

يَرْتَهِنُهم وينزلهم بعض بلاده. والوَضِيعةُ: حِنْطةٌ تُدَقُّ ثم يُصَبُّ

عليها سمن فتؤكل. والوَضائعُ: ما يأْخذه السلطان من الخَراج والعُشور.

والوَضائِعُ: الوَظائِفُ. وفي حديث طَهْفَةَ: لكم يا بَني نَهْدٍ ودائِعُ

الشِّرْكِ ووضائِعُ المِلْكِ؛ والوَضائِعُ: جمع وَضيعةٍ وهي الوَظِيفةُ

التي تكون على المِلك، وهي ما يلزم الناسَ في أَموالهم من الصدَقةِ

والزكاةِ، أَي لكم الوظائِفُ التي تلزم المسلمين لا نَتجاوزها معكم ولا نَزِيدُ

عليكم فيها شيئاً، وقيل: معناه ما كان ملوك الجاهليةُ يُوَظِّفُون على

رعيتهم ويستأْثرون به في الحروب وغيرها من المَغْنَمِ، أَي لا نأْخذ منكم ما

كان ملوككم وضفوه عليكم بل هو لكم. والوَضائِعُ: كُتُبٌ يُكْتَبُ فيها

الحِكمةُ. وفي الحديث: أَنه نبيّ وأَن اسْمه وصورَتَه في الوَضائِعِ، ولم

أَسمع لهاتين الأَخيرتين بواحد؛ حكاهما الهروي في الغريبين، والوَضِيعةُ:

واحدة الوَضائع، وهي أَثقالُ القوم. يقال: أَين خَلَّفُوا وضائِعَهم وتقول:

وضَعْتُ عند فلان وَضِيعةً، وفي التهذيب: وَضِيعاً، أَي اسْتَوْدَعْتُه

ودِيعةً. ويقال للوَدِيعةِ وضِيعٌ.

وأَما الذي في الحديث: إِنّ الملائكةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتها لطالب العلم

أَي تَفْرُشُها لتكون تحت أَقدامه إِذا مشى. وفي الحديث: إِن الله واضِعٌ

يده لِمُسيء الليلِ لِيَتُوبَ بالنهارِ ولمُسِيء النهار ليتوب بالليل؛

أَراد بالوَضْعِ ههنا البَسْطَ، وقد صرح به في الرواية الأُخرى: إِن الله

باسِطٌ يده لمسيء الليل، وهو مجاز في البسط واليد كوضع أَجنحة الملائكة،

وقيل: أَراد بالوضع الإِمْهالَ وتَرْكَ المُعاجَلةِ بالعُقوبة. يقال: وضَعَ

يده عن فلان إِذا كفّ عنه، وتكون اللام بمعنى عن أَي يَضَعُها عنه، أَو

لام الأَجل أَي يكفّها لأَجله، والمعنى في الحديث أَنه يَتَقاضَى المذنبين

بالتوبة ليَقْبَلَها منهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه وضَعَ يدَه

في كُشْيةِ ضَبٍّ، وقال: إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يُحَرِّمه؛

وضعُ اليد كناية عن الأَخذ في أَكله.

والمُوَضِّعُ: الذي تَزِلُّ رِجْلهُ ويُفْرَشُ وظِيفُه ثم يَتْبَعُ ذلك

ما فوقه من خلفه، وخصّ أَبو عبيد بذلك الفرس، وقال: هو عيب. واتَّضَعَ

بعيرَه: أَخذ برأْسه وخَفَّضَه إِذا كان قائماً لِيَضَعَ قدمه على عنقه

فيركبه؛ قال رؤبة:

أَعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ

عليكَ مأْجُوراً، وأَنْتَ جَملُهْ،

قُمْتَ به لم يَتَّضِحْكَ أَجْلَلُهْ

وقال الكميت:

أَصْبَحْتَ فَرْعا قداد نابك اتَّضَعَتْ

زيْدٌ مراكِبَها في المَجْدِ، إِذ رَكِبوا

(* هكذا ورد هذا البيت في الأصل.)

فجعل اتَّضَعَ متعدّياً وقد يكون لازماً، يقال: وضَعْتُه فاتَّضَعَ؛

وأَنشد للكميت:

إِذا ما اتَّضَعْنَا كارِهِينَ لبَيْعةٍ،

أَناخُوا لأُخْرَى، والأَزِمّةُ تُجْذَبُ

ووَضَّعتِ النَّعامةُ بَيْضَها إِذا رَثَدَتْه ووضَعَتْ بعضَه فوق بعض،

وهو بيضٌ مُوَضَّعٌ منضُودٌ. وأَما الذي في حديثِ فاطمةَ بنت قيسٍ: لا

يَضَع عَصاه عن عاتِقِه أَي أَنه ضَرّاب للنساء، وقيل: هو كنايةٌ عن كثرة

أَسْفارِه لأَنّ المسافر يحمل عَصاه في سفَرِه.

والوُضْعُ والتُّضْعُ على البدل، كلاهما: الحَمْل على حيْضٍ، وكذلك

التُّضُعُ، وقيل: هو الحَمْلُ في مُقْتَبَلِ الحَيْضِ؛ قال:

تقولُ، والجُرْدانُ فيها مُكْتَنِعْ:

أَمَا تَخافُ حَبَلاً على تُضُعْ؟

وقال ابن الأَعرابي: الوُضْعُ الحمْل قبل الحيض، والتُّضْعُ في آخره،

قالت أُم تَأبَّطَ شرّراً: والله ما حمَلْتُه وُضْعاً، ولا وَضَعْتُه

يَتْناً، ولا أَرْضَعْتُه غَيْلاً، ولا أَبَتُّه تَئِقاً، ويقال: مَئِقاً، وهو

أَجود الكلام، فالوُضْعُ ما تقدّم ذكره، واليَتْنُ أَن تخرج رجلاه قبل

رأْسه، والتّئِقُ الغَضْبانُ، والمَئِقُ من المأَقة في البكاء، وزاد ابن

الأَعرابي في قول أُم تأَبط شرّاً: ولا سَقَيْتُه هُدَبِداً، ولا أَنَمْتُه

ثَئِداً، ولا أَطْعَمْتُه قبل رِئةٍ كَبِداً؛ الهُدَبِدُ: اللبن

الثَّخِينُ المُتَكَبِّدُ، وهو يثقل عليه فيمنعه من الطعام والشراب، وثَئِداً أَي

على موضِعٍ نَكِدٍ، والكَبِدُ ثقيلة فانْتَقَتْ من إِطْعامِها إِيَّاه

كَبِداً. ووضَعَتِ الحامِلُ الوَلَدَ تَضَعُه وَضْعاً، بالفتح، وتُضْعاً،

وهي واضِعٌ: ولدَتْه. ووضَعَت وُضْعاً، بالضم: حَمَلَتْ في آخِر طُهْرِها في

مُقْبَلِ الحَيْضةِ. ووضَعَتِ المرأةُ خِمارَها، وهي واضِعٌ، بغير هاء:

خَلَعَتْه. وامرأَةٌ واضِعٌ أَي لا خمار عليها.

والضَّعةُ: شجر من الحَمْضِ، هذا إِذا جَعَلْتَ الهاء عوضاً من الواو

الذّاهبة من أَوّله، فأَما إِن كانت من آخره فهو من باب المعتل؛ وقال ابن

الأَعرابي:

الحَمْضُ يقال له الوضِيعةُ، والجمع وضائِعُ، وهؤلاء أَصحابُ الوَضِيعةِ

أَي أَصحابُ حَمْضٍ مقيمون فيه لا يخرجون منه. وناقةٌ واضِعٌ وواضِعةٌ

ونُوقٌ واضِعاتٌ: تَرْعَى الحمضَ حولَ الماء؛ وأَنشد ابن بري قول

الشاعر:رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً،

وأَمْثالَها في الواضِعاتِ القَوامِسِ

وقد وَضَعَتْ تَضَعُ وَضِيعةً. ووضَعَه: أَلْزَمَها المَرْعى. وإِبِلٌ

واضِعةٌ أَي مقيمةٌ في الحمض. ويقال: وضَعَت الإِبلُ تَضَعُ إِذا رعت

الحمض. وقال أَبو زيد: إِذا رعت الإِبلُ الحَمض حول الماء فلم تبرح قيل وضَعَت

تَضَعُ وضِيعةً، ووضَعْتُها أَنا، فهي مَوْضُوعةٌ؛ قال الجوهريّ: يتعدّى

ولا يتهدّى. ابن الأَعرابي: تقول العرب: أَوْضِعْ بنا وأَمْلِكْ؛

الإِيضاعُ بالحَمْضِ والإِمْلاكُ في الخُلَّةِ؛ وأَنشد:

وضَعَها قَيْسٌ، وهِيْ نَزائِعُ،

فَطَرَحَتْ أَولادها الوَضائِعُ

نَزائِعُ إِلى الخُلَّةِ. وقومٌ ذَوُو وَضِيعةٍ: ترْعى إِبلُهم الحمضَ.

والمُواضَعةُ: مُتاركةُ البيع. والمُواضَعةُ: المُناظَرة في الأَمر.

والمُواضَعةُ: أَن تُواضِعَ صاحبك أَمراً تناظره فيه. والمُواضَعةُ:

المُراهَنةُ. وبينهم وِضاعٌ أَي مُراهنةٌ؛ عن ابن الأَعرابي.

ووضَع أَكثرَه شعَراً: ضرَب عنُقَه؛ عن اللحياني. والواضِعةُ:

الرَّوْضةُ.

ولِوَى الوَضِيعةِ: رَمْلةٌ معروفةٌ. ومَوْضُوعٌ: موْضِعٌ، ودارةُ

موضوعٍ هنالك. ورجلٌ مُوَضَّعٌ أَي مُطَرَّحٌ ليس بِمُسْتَحْكِم

الخَلْقِ.

وضع
{وَضَعَهُ منْ يَدِهِ،} يَضَعُه بفَتْحِ ضادِهِما، {وَضْعاً بالفَتْحِ،} ومَوْضِعاً، كمَجْلِسٍ، ويُفْتَحُ ضادُه وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، كَمَا فِي العُبابِ، والّذِي يَقْتَضِيهِ نَصُّ الصِّحاحِ: أنَّ {المَوْضَعَ، بالفَتْحِ، لُغَةٌ فِي} المَوْضِعِ بالكَسْرِ، فِي مَعْنَى اسْمِ المَكَانِ، وقالَ: سَمِعَها الفَرّاءُ، وَفِي اللِّسانِ: {المَواضِعُ مَعْرُوفةٌ، واحِدُها} مَوْضِعٌ بالفَتْحِ، وَاسم الْمَكَان الْموضع {والمَوْضَعُ بِالْفَتْح الْأَخير نادِرٌ، لأنَّه ليسَ فِي الكَلامِ مَفْعلٌ ممّا فاؤُه واوٌ اسْماً لَا مَصْدَراً إِلَّا هَذَا، فأمَّا مَوْهَبٌ، ومَوْرَقٌ فللعَلَمِيَّةِ، وأمّا: ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ ففَتَحُوهُ إِذْ كانَ اسْماً مَوْضُوعاً لَيْسَ بمَصْدَرٍ وَلَا مَكَانٍ، وإنَّمَا هُوَ مَعْدُولٌ عَن واحِدٍ، هَذَا كُلُّه قَوْلُ سِيَبَوَيْهِ فتأمَّلْ ذلكَ.
} ومَوْضُوعاً، وهُوَ مِثْلُ الــمَعْقُولِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ولَهُ نَظائِرُ تَقَدَّمَ بَعْضُها، والمَعْنَى: ألْقَاهُ منْ يَدِهِ وحَطَّهُ.
(و) {وَضَعَ عَنْهُ} وَضْعاً: حَطَّ منْ قَدْرِهِ.
ووَضَعَ عنْ غَرِيمهِ وَضْعاً، أَي: نَقَصَ ممّا لَهُ عَلَيْهِ شَيئاً، وَمِنْه الحديثُ: منْ أنْظَرَ مُعْسِراً أوْ {وَضَعَ لَهُ: أظَلَّهُ اللهُ تحتَ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّه.
وقالَ أَبُو زَيدٍ:} وَضَعَتِ الإبِلُ تَضَعُ {وَضِيعَةً: رَعَتِ الحَمْضَ حَوْلَ الماءِ ولمْ تَبْرَحْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ} كأوْضَعَتْ، وهذهِ عَن ابنِ عَبّادٍ، فهِيَ {واضِعَةٌ، هُوَ نَصُّ أبي زيْدٍ، وزادَ غَيْرُه:} وواضِعٌ {ومُوضِعَةٌ زادَهما صاحِبُ المُحِيطِ، قالَ أَبُو زَيْدٍ: وكذلكَ} وضَعْتُها أَنا، أَي: ألْزَمْتُها المَرْعَى فهِيَ {مَوْضُوعَةٌ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وأغْفَلَه المُصَنِّف تَقْصِيراً، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قَولَ الشّاعِرِ:
(رَأى صاحِبِي فِي العَادِياتِ نَجِيبَةً ... وأمْثَالَها فِي} الواضِعاتِ القَوَامِسِ)
هُوَ جَمْعُ! واضِعَةٍ. وَمن المَجَازِ: وضَعَ فُلانٌ نَفْسَهُ {وضْعاً،} ووُضُوعاً، بالضَّمّ {وَضَعَةً، بالفَتْحِ،} وضِعَةً قَبيحَةً بالكَسْرِ وهذهِ عنِ اللِّحْيَانِيِّ: أذَلَّهَا.
{والضَّعَةُ، بالفَتْحِ والكَسْرِ: خلافُ الرِّفْعَةِ فِي القَدْرِ، والأصْلُ} وِضْعَةٌ، حذَفُوا فاءَ الكَلِمَةِ على القِياسِ، كَمَا حُذِفَتْ من عِدَةٍ وزِنَةٍ، ثمّ إنَّهُم عَدَلُوا بهَا عنْ فِعْلَةٍ، فأقَرُّوا الحَذْفَ على حالِه، وإنْ زالتِ الكَسْرَةُ الّتِي كانَتْ مُوجِبَةً لَهُ، فقالُوا: الضَّعَةُ، فتدَرَجُّوا بالضِّعَةِ إِلَى الضَّعَةِ، وهِيَ وضْعَةٌ، كجَفْنَةٍ وقَصْعَةٍ، لَا لأنَّ الفاءَ فُتِحَتْ لأجْلِ الحَرْفِ الحَلْقِيِّ، كَمَا ذهبَ إليْهِ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ.
وَمن المَجَازِ: وضَعَ عُنُقَه: إِذا ضَرَبَها كأنَّهُ وضَعَ السَّيْفَ بهَا، ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ فِي النّوادِرِ: وَضَعَ)
أكْثَرَه شَعْراً، ضَرَبَ عُنُقَه.
{وضَعَ الجِنَايَةَ عنْهُ} وَضْعاً: أسْقَطَها عَنْهُ، وكذلكَ الدَّيْنَ.
{وواضِعٌ: مِخْلافٌ باليَمَنِ.
} والوَاضِعَةُ: الرَّوضَةُ، عَن أبي عَمْروٍ.
(و) {الوَاضِعَةُ: الّتِي تَرْعى الضَّعَةَ: اسمٌ لشَجَرٍ منَ الحَمْضِ، هَذَا إِذا جَعَلْتَ الهاءَ عِوَضاً عَن الواوِ الذّاهِبَةِ منْ أوَّلِها، فأمَّا إنْ كانَتْ منْ آخِرِهَا، وهُوَ قَوْلُ اللَّيثِ، فهِيَ منْ بابِ المُعْتَلِّ وسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى قالَ أعْرَابِيٌّ يَصِفُ رَجُلاً شَهْوانَ للَحْمِ: يَتُوقُ باللَّيْلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ تَثَاؤُبَ الذِّئبِ إِلَى جَنْبِ} الضَّعَهْ وقالَ الدَيَنَوَرِيُّ: قالَ أَبُو عَمْروٍ: الضَّعَةُ، نَبْتٌ كالثُّمامِ وَهِي أرَقُّ منْهُ، قَالَ: وتَقُولُ العَرَبُ: السَّبْطُ: خَبِيصُ الإبِلِ، والحَلِيُّ مِثْله،! والضَّعَةُ مِثْلُه، وكذلكَ السَّخْبَرُ، وقالَ أَبُو زِيادٍ: منَ الشَّجَرِ: الضَّعَةُ، يَنْبُتُ على نَبْتِ الثُّمامِ وطُولِه وعَرْضِهِ وَإِذا يَبِسَتِ ابْيَضَّتْ، وَهِي أرَقُّ عِيداناً، وأعْجَبُ إِلَى المالِ منَ الثُّمامِ، وَلها ثَمَرَةٌ حَبٌّ أسْوَدُ قَليلٌ، قالَ: والضَّعَةُ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَفِي الجَبَلِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ هُنَا زِيادَةٌ أَي النَّبْت بعدَ قَوْلِه الحَمْض وَهِي غَيرٌ مُحْتاجٍ إليْهَا.
والوَاضِعَةُ: المَرْأَةُ الفاجِرَةُ عَن ابنِ عبادٍ.
ويُقَالُ: فِي الحَجَرِ أَو اللَّبنِ إِذا بُنِيَ بهِ: ضَعِ اللّبِنَةَ غَيْرَ هَذِه الوَضْعَةِ، بالفَتْحِ ويُكْسَرُ والضَّعَةِ، بالفَتْحِ كُلُّه بمعْنىً، كَمَا فِي الصِّحاحِ قالَ: والهاءُ فِي الضَّعَةِ عِوَضٌ منَ الواوِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: {وَضَعَ البَعِيرُ حَكَمَتَه} وضْعاً {ومَوْضُوعاً: إِذا طاشَ رَأْسُه وأسْرَعَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي العُبابِ، والصَّوابُ: طامَن رَأْسَهُ وأسْرَعَ، كَمَا فِي اللِّسانِ، وحكَمَتُه مُحَرَّكَةً: ذَقَنُه ولَحْيُه، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الإبِلَ:
(وهُنَّ سِمامٌ} واضِعٌ حَكَماتِه ... مُخَوِّيَةٌ أعْجَازُه وكَراكِرُه)
(و) {وضَعَتِ المَرْأَةُ حَمْلَها} وُضْعاً {وتُضْعاً، بضَمِّهِمَا، الأخِيرَةُ على البَدَلِ، وتُفْتَحُ الأُولَى: وَلَدَتْهُ، وعَلى الفَتْحِ فِي مَعْنَى الوِلادَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.
ويُقَالُ:} وضَعَتْ {وُضْعاً} وتُضْعاً، بضَمِّهِمَا {وتُضُعاً بضَمَّتَيْنِ: إِذا حَمَلَتْ فِي آخِرِ طُهْرِهَا وقيلَ: حَمَلَتْ على حَيْضٍ، وقيلَ: فِي مُقْبَلِ الحَيْضَةِ كَمَا فِي الصِّحاحِ: فِي آخِرِ طُهْرِهَا منْ مُقْبَلِ الحَيْضَةِ، فهِيَ} واضِعٌ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وأنْشَدَ قَوْلَ الرّجِزِ: تَقُولُ والجُرْدانُ فِيهَا مُكْتَنِعْ أما تَخافُ حَبَلاً على {تُضُعْ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ:} الوُضْعُ: الحَمْلُ قَبْلَ الحَيْضِ، {والتُّضْعُ: فِي آخِره، قالتْ أُمُّ تَأبَّطَ شَرّاً تَرْثِيه: واللهِ مَا حَمَلْتُه} وُضْعاً، وَلَا {وَضعْتُه يَتْناً، وَلَا أرْضعْتُه غَيْلاً، وَلَا أبَتُّه تَئقاً، وزادَ ابنُ الأعْرَابِيّ: وَلَا سَقَيْتُه هُدَبِداً، وَلَا أنمتُه ثئِداً، وَلَا أطْعَمْتُه قَبْلَ رِئةٍ كَبِداً.
وَمن المَجَازِ:} وضَعَت النّاقَةُ {وَضْعاً} ومَوْضُوعاً: أسْرَعَتْ فِي سَيْرِهَا، {والوَضْعُ: أهْوَنُ سَيْرِ الدَّوَابِّ، وقيلَ: هُوَ ضَرْبٌ منْ سَيْرِ الإبِلِ، دُونَ الشَّدِّ، وَقيل: هُوَ فَوقَ الخَببِ، قالَ الأزْهَرِيُّ: ويُقَالُ:} وضَعَ الرَّجُلُ إِذا عَدَا، وأنْشَدَ لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة فِي يَوْم هَوَازِنَ: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ أخُبُّ فيهَا {وأضَعْ أقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ كأنَّها شاةٌ صَدَعْ أخُبُّ: منَ الخَبَبِ،} وأضَعُ: منَ {الوَضْعِ} كأوْضَعَتْ {إيضاعاً، قالَ: الأزْهَرِيُّ:} والوَضْعُ: نَحْوُ الرَّقصانِ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ عَن أبي زَيدٍ: {وضَعَ البَعِيرُ: إِذا عدا، وأوْضَعْتُه أَنا: إِذا حَمَلْتَهُ على العَدْوِ، وقالَ اللَّيثُ: الدّابَّةُ تَضَعُ السَّيْرَ} وضْعاً، وهُوَ سَيْرٌ دُونٌ، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: {ولأوْضَعُوا خِلالَكُم وأنْشَدَ:
(بِمَاذَا تَرُدِّينَاً امْرَءًا جاءَ لَا يَرَى ... كَوُدِّكِ وُدّاً قدْ أكَلَّ} وأوْضَعَا)
قالَ الأزْهَرِيُّ: وقَوْلُ اللَّيثِ: {الوَضْعُ: سَيْرٌ دُونٌ، لَيْسَ بصَحيحٍ، الوَضْعُ: هُو العَدْوُ، واعْتَبَرَ اللَّيثُ اللَّفْظَ، ولمْ يَعْرِفْ كَلامَ العَرَبِ، وقالَ أَبُو عُبَيدٍ: الإيضاعُ: سَيْرٌ مِثْلُ الخَبَبِ، وقالَ الفَرّاءُ:} الإيضاعُ: السَّيْرُ بينَ القَوْمِ. وَمن المَجَازِ: {وُضِعَ فِي تِجارَتِه} وَضْعاً، و {ضَعَةً، بالفَتْحِ،} وضِعَةً بالكَسْرِ، {ووَضِيعَةً، كعُنِيَ: خَسِرَ فِيهَا، ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن اليَزِيديِّ.
وقالَ ابنُ دُرَيدٍ:} وَضِعَ {يَوْضَعُ كوَجِلَ يَوْجَلُ لُغَةٌ فِيهَا، وصِيغَةُ مالَمْ يُسَمَّ فاعِلُه أكْثَرُ، وَبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ الشّاعِرِ:)
فكانَ مَا رَبِحْتُ وَسْطَ الغَثْيَرَةْ وَفِي الزِّحامِ أنْ} وُضِعْتُ عَشَرَهْ {وأُوضِعَ فِي مَالِهِ وتِجارَتِه، بالضَّمِّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن اليزيديِّ، وكذلكَ وُضِعَ: غُبِنَ، وخَسِرَ فِيهَا، وكذلكَ وُكِسَ وأُوكِسَ، وهُوَ} مَوْضُوعٌ فِيهَا، نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ، وَفِي حديثِ شُرَيحٍ: {الوَضِيعَةُ على المالِ، والرِّبْحُ على مَا اصْطَلَحا عَلَيْهِ يَعْنِي أنَّ الخَسَارَةَ منْ رَأْسِ المالِ.
وقالَ الفَرّاءُ:} المَوْضُوعَةُ منَ الإبِلِ: الّتِي تَرَكَهَا رِعَاؤُها وانْقَلَبُوا باللَّيْلِ، ثُمَّ أنْفَشُوها، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
{ومَوْضُوعٌ: ع فِي قَوْلِ حَسّانٍ، رَضِي الله عَنهُ:
(لَقَدْ أتَى عَن بَنِي الجَرْبَاءِ قَوْلُهُمُ ... ودُونَهُمْ قُفُّ جُمْدانٍ فمَوْضُوعُ)
ودَارَةُ} مَوْضُوعٍ: من داراتِ العَرَبِ، قالَ الحُصَيْنُ بنُ حُمامٍ المُرِّيُّ:
(جَزَى اللهُ أفْنَاءَ العَشِيرَةِ كُلَّهَا ... بِدَارَةِ مَوْضُوعٍ عُقُوقاً ومَأْثَما)
ودارَةُ {المَواضِيعِ: بالمَضْجَعِ، لعَبْدِ اللهِ بنِ كلابٍ.
ولِوَى الوَضِيعَةِ: رَمْلَةٌ، قالَ لَبِيدٌ، رَضِي الله عَنهُ:
(وَلَدَتْ بَنُو حُرْثَانَ فَرْخَ مُحَرِّقٍ ... بِلِوَى} الوَضِيعَةِ مُرْخِي الأطْنَابِ) كُلُّ ذلكَ {مَوَاضِعُ مَعْرُوفَةٌ فِي بِلادِ العَرَبِ.
وقالَ الفَرّاءُ: يُقَالُ: لَهُ فِي قَلْبِي} مَوْضِعَةٌ، ومَوْقِعَةٌ بالكَسْرِ فيهمَا، أَي: مَحَبَّةٌ.
وَمن المَجَازِ: الأحاديثُ {المَوْضُوعَةُ، هِيَ المُخْتَلَقَةُ الّتِي وُضِعَتْ على النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وافْتُرِيتْ عليْهِ وَقد} وَضَعَ الشَّيءَ {وَضْعاً: اخْتَلَقَهُ.
وَمن المَجَازِ: فِي حَسَبِه} ضَعَةٌ بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ أَي: انْحِطاطٌ ولُؤْمٌ وخِسَّةٌ ودَنَاءَةٌ، والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ. وحَكَى ابنُ بَرِّيٍّ عَن سِيبَوَيْهِ، وقالُوا: الضِّعَةِ، كَمَا قالُوا: الرِّفْعَةَ، أَي حَمَلُوهُ على نَقِيضِه، فكَسَرُوا أوَّلَه، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: {الضَّعِةُ: الذُّلُّ والهَوَانُ والدَّناءَةُ وَفِي اللِّسانِ: وقَصَرَ ابنُ الأعْرَابِيِّ الضِّعَةَ بالكَسْرِ على الحَسَبِ وبالفَتْحِ على الشَّجَرِ الّذِي سَبَقَ ذِكْرُهن وقَدْ وَضُعَ ككَرُمَ،} ضَعَةً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، {ووَضاعَةً، فهُوَ} وَضِيعٌ، {واتَّضَعَ، كِلاهُمَا: صارَ} وَضِيعاً، أَي: دَنِيئاً، {ووضَعَهُ غَيْرُهُ وَضْعاً،} ووَضَّعَه {تَوْضِيعاً.
} والضَّعَةُ: شَجَرٌ منَ الحَمْضِ، أَو نَبْتٌ كالثُّمامِ، وَقد تقدَّمَ تَحْقِيقُ ذلكَ قَرِيباً، وذكْرُهُ ثانِياً تَكْرَارٌ.)
{والوَضِيعُ: ضَدُّ الشَّرِيفِ وهُوَ المَحْطُوطُ القَدْرِ الدَّنِيءُ.
} والوَضِيعُ: الوَدِيعَةُ يُقَالُ: {وَضَعْتُ عِنْدَ فُلانٍ} وَضِيعاً، أَي: استْوَدْعْتُه وَدِيعَةً.
والوَضِيعُ: أنْ يُؤْخَذُ التَّمْرُ قَبْلَ أنْ يَيْبَسَ فيُوضَعَ فِي الجِرَارِ، أَو فِي الجَرِينِ، ويُقَالُ: هُوَ البُسْرُ الّذِي لمْ يَبْلُغْ كُلَّه، فيُوضَعَ فِي الجِرَارِ.
{والوَضِيعَةُ: الحَمْضُ عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: هم أصْحابُ} وَضِيعَةٍ، أَي: أصْحَابُ حَمْضٍ مُقِيمُونَ لَا يَخْرُجُونَ منْهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ {الوَضِيعَةُ، الحَطِيطَةُ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: الوَضِيعَةُ الإبِلُ النّازِعَةُ إِلَى الخُلَّةِ.
وقالَ غَيْرُه:} الوَضِيعَةُ مَا يَأْخُذُهُ السّلْطانُ من الخَراجِ والعُشُورِ جَمْعُه {الوَضائِعُ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الوَضِيعَةُ: الدَّعِيُّ، وقدْ} وَضُعَ، ككَرُمَ وَضَاعَةً.
والوَضِيعَةُ: كِتَابٌ تُكْتَبُ فيهِ الحِكْمَةُ، ج: {وَضائِعُ وَفِي الحديثِ: إنَّه نَبِيٌّ، وإنَّ اسْمَهُ وصُورَتَه فِي الوَضائِعِ وقالَ الهَرَوِيُّ: ولمْ أسْمَعْ لهاتَيْنِ يَعْنِي هَذِه ووَضائِعَ المِلْكِ الآتِي ذِكْرُها بواحِدٍ، كَذَا فِي الغَرِيبَيْنِ.
والوَضِيعَةُ: حِنْطَةٌ تُدَقُّ، فيُصَبُّ عَلَيْهَا السَّمْنُ، فتُؤْكَلُ.
وَفِي اللِّسانِ والمُحِيطِ: الوَضِيعَةُ: أسْمَاءُ قَوْمٍ منَ الجُنْدِ تُجْعَلُ إسْمَاؤُهُم فِي كُورَة لَا يَغزُونَ مِنْهَا.
والوَضِيعَةُ أيْضاً: واحِدَةُ الوَضائِعِ، لأثْقَالِ القَوْمِ، يُقَالُ: أيْنَ خَلَّفُوا وَضَائِعَهُم.
قالَ الأزْهَرِيُّ: وَأما الوَضائِعُ الّذِينَ} وَضَعَهُم كِسْرَى، فهُمْ شِبْهُ الرَّهائِنِ، كانَ يَرْتَهِنُهُمْ، ويُنْزِلُهُم بَعْضَ بِلادِه، وقالَ غَيْرُه: الوَضِيعَةُ، والوَضَائِعُ: قَوْمٌ كانَ كِسْرَى يَنْقُلُهُم من أرْضِهِمْ، فيُسْكِنَهُمْ أرْضاً أُخْرَى، حَتَّى يَصِيرُوا بهَا {وَضِيعَةً أبدا، وهُمُ الشِّحَنُ والمَسَالِحُ.
} ووَضائِعُ المِلْكِ بكسرِ المِيمِ، جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ وهُوَ حديثُ طَهْفَةَ بنِ أبي زُهَيْرٍ النَّهْدِيِّ، رَضِي الله عَنهُ، ونَصُّه: لكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْكِ، ووَضائِعُ المِلْكِ أَي: مَا! وُضِعَ عَلَيْهِمْ فِي مِلْكِهِمْ منَ الزَّكَواتِ، أَي: لَكُمْ الوَظَائِفُ الّتِي نُوَظِّفُهَا على المُسْلِمِينَ فِي المِلْكِ، لَا نَزِيدُ عَلَيْكُمْ فِيهَا شَيْئاً، وقيلَ: مَعْنَاهُ مَا كانَ مُلُوكُ الجَاهِلِيَّةِ يُوَظِّفُونَ على رَعِيَّتِهِمْ، ويَسْتأْثِرُونَ بهِ فِي الحُرُوبِ وغَيْرِهَا منَ المَغْنَمِ، أَي: لَا نأْخُذُ مِنْكُم مَا كانَ مُلُوكُكُمْ وَظَّفُوهُ عَلَيْكُمْ، بَلْ هُوَ لكُمْ.
وَمن المَجَازِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ولأوْضَعُوَا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ أَي: حَمَلُوا رِكَابَهُمْ على العَدْوِ السَّرِيعِ)
قالَ الصّاغَانِيُّ: وَمِنْه الحديثُ:} وأوْضَعَ فِي وادِي مُحَسِّرٍ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: عَلَيْكُم بالسَّكِينَةِ، فإنَّ البِرَّ لَيْسَ {بالإيضاعِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ: نَقْلاً عنِ الفَرّاءِ فِي تَفْسِيرِ هَذِه الآيَةِ:} الإيضاعُ: السَّيْرُ بينَ القَوْمِ، وقالَ: العَرَبُ تَقُولُ: {أوْضَعَ الرّاكِبُ، ووَضَعَتِ النّاقَةُ، ورُبَّما قالُوا للرّاكِبِ:} وَضَعَ، وقيلَ: {لأوْضَعُوا خِلالَكُم، أَي:} أوْضَعُوا مَرَاكِبَهُم خِلالَكُم.
{والتَّوْضِيعُ: خِياطَةُ الجُبَّةِ بَعْدَ} وَضْعِ القُطْنِ فِيهَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقدْ {وَضَّعَ الخائِطُ القُطْنَ على الثَّوْبِ: نَضَّدَهُ.
(و) } التَّوْضِيعُ: رَثْدُ النَّعامِ بَيْضَها، ونَضْدُهَا لَهُ أَي: وَضْعُ بَعْضِهِ فَوْقَ بَعْضٍ، وهُوَ بَيْضٌ {مُوَضَّعٌ: مُنَضَّدٌ.
(و) } المُوَضَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُكَسَّرُ المُقَطَّعُ كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ.
(و) {المُوَضَّعُ أيْضاً: هُوَ الرَّجُلُ المُطَرَّحُ غَيْرُ مُسْتَحْكِمِ الخَلْقِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ زادَ الصّاغَانِيُّ كالمُخَنَّثِ، ويُقَالُ: فِي فُلانٍ} تَوْضِيعٌ، أَي: تَخْنِيثٌ وقالَ إسماعِيلُ بنُ أُمَيَّةَ: إنَّ رَجُلاً منْ خُزاعَةَ يُقَالُ لهُ: هِيتٌ، كانَ فيهِ {تَوْضِيعٌ أَو تَخْنِيثٌ وَهُوَ} مُوَضَّعٌ: إِذا كانَ مُخَنَّثَاً، وَفِي الأساسِ: فِي كَلامِهِ {تَوْضِيعٌ أَي: تَخْنِيثٌ وَهُوَ مجازٌ، منْ} وَضَّعَ الشَّجَرَةَ: إِذا هَصَرَها. ومِنَ المجازِ: {تَوَاضَعَ الرَّجُلُ: إِذا تَذَلَّلَ، وقيلَ: ذَلَّ وتَخاشَعَ، وهُوَ مُطَاوِعُ} وَضَعَه {يَضَعُهُ} ضَعَةً {ووَضِيعَةً. وَمن الْمجَاز:} تَوَاضَعَ مَا بَيْننَا، أَي: بَعُدَ، ويُقالُ: إِنَّ بَلَدَكُم {مُتَواضِعٌ عنَّا، كَمَا يُقالُ: مُتَراخٍ، وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: هُوَ المُتَخاشِعُ مِنْ بُعدِه، تراهُ من بَعِيدٍ لاصِقاً بالأرْضِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(فَدَعْ ذَا ولكِنْ رُبَّ وَجْناءَ عِرْمِسٍ ... دَوَاءٍ لغَوْلِ النّازِحِ} المُتَوَاضِعِ)
{والاتِّضاعُ: أَن تخْفِضَ رَأْسَ البَعِير لِتَضَعَ قَدَمَكَ على عُنُقِه فتَرْكَبَ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهَذَا إِذا كَانَ قائِماً، وَأنْشد للكميت:
(إِذا} اتَّضَعُونا كارِهِينَ لِبِيْعَةٍ ... أناخُوالأُخْرَى، والأَزِمَّةُ تُجْذَبُ)
قلت: فَجعل {اتَّضعَ مُتَعَدِّياً، ومِثْلُه أَيْضا قولُ رُؤُبةَ: أعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ عَلَيْكَ مَأْجُوراً وأَنْتَ جَملُهْ قُمْت بِهِ لم} يَتَّضِعَّكَ اجلله وَقد يكونُ لازِماً، يُقالُ: وَضَعْتُه {فاتَّضَعَ، وقدْ تقدم.} والمُوَاضَعَةُ: المُرَاهَنَةُ وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه الحَدِيث: جِئْتُ {لأواضِعَكَ الرِّهَانَ. (و) } المُوَاضَعَةُ: مُتَارَكَةُ البَيْعِ. والمُوَاضَعَةُ: المُوافَقَةُ فِي الْأَمر،)
على شَيْء تناظرُ فِيهِ. ويقالُ: هلُمَّ {أُواضِعْكَ الرَّأْي، أَي: أطلعكَ على رَأْيي، وتُطْلِعْنِي على رأَيكَ.
وَقَالَ أَبُو سعيد:} اسْتَوْضَعَ مِنْهُ، أَي استَحَطَّ قَالَ جريرٌ: (كانُوا كمُشْتَرِكينَ لمّا بايَعُوا ... خَسِرُوا، وشَفَّ عَلَيْهِمُ {واسْتُوضِعُوا)
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} المَوْضَعَةُ: لُغَةٌ فِي {المَوْضِعِ، حَكاهُ اللحياني عَن الْعَرَب، قَالَ وَيُقَال: ارْزُنْ فِي} مَوضعِكَ {ومَوْضَعَتِك. وَإنَّهُ لحسنُ} الوِضْعَةِ، أَي: الوَضْعِ. {والوَضْعُ أَيْضا:} المَوْضُوعُ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، والجَمْعُ: {أَوْضاعٌ. ورَفَعَ السلاحَ ثمَّ} وَضَعَهُ، أَي: ضَرَب بِهِ، وَقَول سديفٍ:
( {فَضَعِ السَّيْفَ وارْفَعِ السوطَ حَتَّى ... لَا ترى فَوق ظهرِها أُمَوِيَّا)
أَي} ضَعْه فِي المَضْرُوبِ بِهِ. وَيُقَال: {وَضَعَ يَده فِي الطَّعَام: إِذا أكَلَه، وَهُوَ كِنَايَةٌ، ومنهُ حَدِيث عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ أَنَّه وَضَعَ يدهُ فِي كُشْيَةِ ضَبٍّ، وَقَالَ: إِن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمْ يُحَرِّمْه، وَلَكِن قَذَّرَهُ. ودَيْنٌ} وَضِيعٌ: مَوْضُوعٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لجميلٍ:
(فإنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إِلَّا وُرُودَهُ ... فدَيْنِي إِذَنْ يَا بَثْنَ عَنْكِ وَضِيعُ)
{ووَضَعَ الجزيَةَ: أسقَطَها، وَكَذَا الحَرْب. وَفِي الحَدِيث:} ويَضَعُ العلَمَ أَي يهدِمُه ويُلْصِقُه بِالْأَرْضِ.
{واسْتَوْضَعَهُ فِي دَيْنِه: اسْتَرْفَقهُ.} ووَضَعَ كَمَا! تَضَعُ الشاةَ: أَرادَ النَّجْوَ. وَإِذا عاكَمَ الرَّجُلُ صَاحبه الأَعْدَالَ يقُولُ أَحدهمَا لصَاحبه: {واضعْ أَي: أَمِلِ العِدْلَ مَعْنَاهُ: مُدَّه على المِرْبَعَةِ الَّتِي يَحْمِلانِ العِدْلَ بهَا، فَإِذا أمرهُ بالرَّبْع قَالَ: رابِعْ قالَ الْأَزْهَرِي: وَهَذَا من كَلَام الْعَرَب إِذا اعْتَكَمُوا.
ورجلٌ} وضّاعٌ: كَذّابٌ مُفْتَرٍ. {وتَوَاضَعَ القَوْمُ على الشَّيْء: اتَّفَقُوا عَلَيْهِ. وَيُقَال: دخَلَ فلانٌ أمرا} فوَضَعَهُ دُخُوله فِيهِ، {فاتَّضَعَ.} وتَوَاضَعَتِ الأرضُ: انْخَفَضَتْ عَمَّا يَلِيها، وَهُوَ مجازٌ. {ووَضَعَ السَّرَابُ على الآكامِ: لَمَعَ وسارَ، قَالَ ابْن مُقْبِلٍ:
(وهَلْ عَلِمْتِ إِذا لاذَ الظّبَاءُ وقَدْ ... ظَلَّ السَّرَابُ على حِزّانِهِ} يَضَعُ)
وبَعِيرٌ حَسَنُ {المَوْضُوعِ، وَأنْشد الْجَوْهَرِي لطرفة:
(مَوْضُوعُها زَوْلٌ ومَرْفُوعُها ... كمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيحْ)
وَقد تقدَّم فِي ر ف ع أَن صَوَاب إنشاده: مَرْفُوعُها زَوْلٌ} ومَوْضُوعُهَا)
{وأوْضَعَه} إيضاعاً: حَمله على السَّيرِ، رَوَاهُ المنْذري عَن أبي الْهَيْثَم. {والمُوضِعُ: المُسْرِعُ.} وأَوضَعَ بالرّاكِبِ: حمله على أَن يُوضِعَ مَرْكُوبَه. وَإِذا طَرَأَ علَيْهِم راكِبٌ قَالُوا: من أيْنَ {أَوْضَعَ وَأنْكرهُ أَبُو الْهَيْثَم، وَقَالَ: الكلامُ الجَيِّدُ: من أَيْن أوْضَحَ الرّاكِبُ أَي من أَينَ أنشَأَ، ولَيْسَ من} الإيضاعِ فِي شَيْء، وصَوَّبَ الْأَزْهَرِي قَول أبي الْهَيْثَم {ووَضَعَ الشيءَ فِي المَكانِ: أَثْبَتَه فِيهِ.} ووَضَعَتِ المَرْأَةُ خِمارَها، وَهِي {واضِعٌ: لَا خِمَارَ علَيْهَا، وَهُوَ مَجازٌ.} ووَضَعَ يَدَهُ عَن فلانٍ: كَفَّ عَنْهُ، ومِنْهُ الحديثُ: إِن الله {وَاضِعٌ يدَهُ لمُسِيءِ اللَّيْلِ أَي: لَا يُعَاجِلُهُ بالعُقُوبَةِ، واللامُ بمعنَى عَن.
} ووَضَّعَ البانِي الحَجَرَ {تَوْضِيعاً: نَضَّدَ بَعْضَهُ على بعْضٍ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ:} والأَوْضَعُ: مِثْلُ الأَرْسَحِ، والجَمِيعُ: {وُضْعٌ، بِالضَّمِّ، وأنشدَ: حَتَّى تَرُوحُوا ساقِطِي المَآزِرِ} وُضْعَ الفِقاحِ نُشَّزَ الخَوَاصِرِ {والوَضِيعَةُ: الوَديعَةُ.
} والمُوضِّعُ، كمُحَدِّثٍ: الَّذِي تَزِلُّ رِجْلُه، ويُفْرَشُ وظيفُه، ثمَّ يَتْبَعُ ذَلِك مَا فَوْقَه من خَلْفِه، وخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بذلك الفَرَسَ، وَقَالَ: وَهُوَ عَيْبٌ. وفلانٌ لَا {يَضَعُ العَصَا عنْ عاتِقِهِ، أَي: ضَرّابٌ للنِّساءِ، أَو كَثِيرُ الأَسْفَارِ، وَهُوَ مجازٌ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَقول العربُ:} أَوْضِعْ بِنَا وأَمْلِكْ، الإيضاعُ بالحَمْضِ، والإِمْلاكُ فِي الخُلَّةِ. قَالَ: وبَيْنَهُمْ {وِضَاعٌ أَي: مُرَاهَنَةٌ.} ووَضَعَ أَكْثَرَهُ شَعَراً: ضَرَب عُنُقَهُ، عَن اللحيانيِّ. وتَكَلَّمَ {بمَوْضُوع الْكَلَام ومَخْفُوضِهِ، أَي: مَا أَضْمَرَهُ وَلم يتَكَلَّمْ بهِ.
وَيُقَال: هُوَ من} وُضّاعِ اللغةِ والصناعَةِ وَهُوَ مجازٌ. {ووَضَعَ الشَّجَرَةَ: هَصَرَهَا.
وَهُوَ كَثِيرُ} الوَضَائِعِ: أَي: الخَسَاراتِ.
وجَمَلٌ عارِفُ {المُوَضَّعِ، أَي: يَعْرِفُ} التَّوْضِيعَ، لأنَّه ذَلُولٌ، {فيضَعُ عِنْدَ الرُّكُوبِ رَأْسَه وعُنُقَه.

وجه

وجه: {وجهة}: قبلة. {وجه النهار}: أول النهار. 

وجه: الوَجْهُ: معروف، والجمع الوُجُوه. وحكى الفراء: حَيِّ الأُجُوهَ

وحَيِّ الوُجُوه. قال ابن السكيت: ويفعلون ذلك كثيراً في الواو إذا

انضمت. وفي الحديث: أَنه ذكر فِتَناً كوُجُوهِ البَقَرِ أَي يُشْبِه بَعْضُها

بعضاً لأَن وُجُوهَ البقر تتشابه كثيراً؛ أَراد أَنها فِتَنٌ

مُشْتَبِهَةٌ لا يُدْرَى كيف يُؤْتَى لها. قال الزمخشري: وعندي أَن المراد تأْتي

نواطِحَ للناس ومن ثم قالوا نَواطِحُ الدَّهْرِ لنوائبه. ووَجْهُ كُلِّ شيء:

مُسْتَقْبَلُه، وفي التنزيل العزيز: فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وَجْهُ

اللهِ. وفي حديث أُمّ سلمة: أَنها لما وَعَظَتْ عائشة حين خرجت إلى

البصرة قالت لها: لو أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عَارَضَكِ ببعض

الفَلَواتِ ناصَّةً قَلُوصاً من مَنْهَلٍ إلى مَنْهَلٍ قد وَجِّهْتِ

سدافَتَه وتَرَكْتِ عُهَّيْداهُ في حديث طويل؛ قولها: وَجَّهْتِ

سِدافَتَه أَي أَخذتِ وَجْهاً هَتَكْتِ سِتْرَك فيه، وقيل: معناه أَزَلْتِ

سِدافَتَهُ، وهي الحجابُ، من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجَعَلْتِها

أَمامَكِ. القتيبي: ويكون معنى وَجَّهْتِهَا أَي أَزَلْتِهَا من المكان

الذي أُمِرْتِ بلزومه وجَعَلْتِهَا أَمامَكِ. والوَجْهُ: المُحَيَّا.

وقوله تعالى: فأَقِمْ وَجْهَكَ للدِّين حَنِيفاً؛ أَي اتَّبِع الدِّينَ

القَيِّمَ، وأَراد فأَقيموا وجوهكم، يدل على ذلك قوله عز وجل بعده:

مُنِيبِينَ إليه واتَّقُوهُ؛ والمخاطَبُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، والمراد

هو والأُمَّةُ، والجمع أَوْجُهٌ ووُجُوهٌ. قال اللحياني: وقد تكون

الأَوْجُهُ للكثير، وزعم أَن في مصحف أُبَيٍّ أَوْجُهِكُمْ مكان وُجُوهِكُمْ،

أُراه يريد قوله تعالى: فامسحوا بوُجُوهِكُمْ. وقوله عز وجل: كلُّ شيءٍ

هالكٌ إلا وَجْهَهُ؛ قال الزجاج: أَراد إلا إيَّاهُ. وفي الحديث: كانَتْ

وُجُوهُ بُيُوت أَصحابِهِ شارعةً في المسجد؛ وَجْهُ البيتِ: الخَدُّ

الذي يكون فيه بابه أَي كانت أَبواب بيوتهم في المسجد، ولذلك قيل لَخَدِّ

البيت الذي فيه الباب وَجْهُ الكَعْبةِ. وفي الحديث: لتُسَوُّنَّ

صُفُوفَكُمْ أَو لَيُخالِفَنَّ الله بين وُجُوهكم؛ أَراد وُجوهَ القلوب، كحديثه

الآخر: لا تَخْتَلِفُوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبكم أَي هَوَاها وإرادَتُها.

وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ: لا تَفْقَهُ حتى تَرَى للقرآن وُجُوهاً أَي

تَرَى له مَعَانيَ يحتملها فتَهابَ الإقْدامَ عليه. ووُجُوهُ البلد:

أَشرافُه. ويقال: هذا وَجْهُ الرأْيِ أَي هو الرأْيُ نَفْسُه. والوَجْه

والجِهَةُ بمعنىً، والهاء عوض من الواو، والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ، بكسر

الواو وضمها، والواو تثبت في الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ، وإنما لا تجتمع

مع الهاء في المصادر. واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي سَنَحَ، وهو افْتَعَلَ،

صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم بُنِيَ

عليه قولك قعدت تُجاهَكَ وتِجَاهَكَ أَي تِلْقاءَك. ووَجْهُ الفَرَسِ: ما

أَقبل عليك من الرأْس من دون مَنَابت شعر الرأْس. وإنه لعَبْدُ الوَجْهِ

وحُرُّ الوَجْهِ، وإنه لسَهْلُ الوَجْهِ إذا لم يكن ظاهر الوَجْنَةِ.

ووَجْهُ النهار: أَوَّلُهُ. وجئتك بوَجْهِ نهارٍ أَي بأَوّل نهار. وكان ذلك

على وَجْهِ الدهرأَي أَوَّلِهِ؛ وبه يفسره ابن الأَعرابي. ويقال: أَتيته

بوَجْهِ نهارٍ وشَبابِ نهارٍ وصَدْرِ نهارٍ أَي في أَوَّله؛ ومنه قوله:

مَنْ كان مَسْروراً بمَقْتَلِ مالِكٍ،

فليأْتِ نِسْوَتَنَا بوَجْهِ نهارِ

وقيل في قوله تعالى: وَجْهَ النهارِ واكْفُروا آخِرَهُ؛ صلاة الصبح،

وقيل: هو أَوّل النهار. ووَجْهُ النجم: ما بدا لك منه. ووَجْهُ الكلام:

السبيلُ الذي تقصده به.

وجاهاهُ إذا فاخَرَهُ.

ووُجُوهُ القوم: سادتهم، واحدهم وَجْهٌ، وكذلك وُجَهَاؤهم، واحدهم

وَجِيهٌ. وصَرَفَ الشيءَ عن وَجْهِهِ أَي سَنَنِهِ.

وجِهَةُ الأَمرِ وجَهَتُهُ ووِجْهَتُه ووُجْهَتُهُ: وَجْهُهُ. الجوهري:

الاسم الوِجْهَة والوُجْهة، بكسر الواو وضمها، والواو تثبت في الأَسماء

كما قالوا وِلْدَةٌ، وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادرِ. وما له جِهَةٌ

في هذا الأَمرِ ولا وِجْهَةٌ أَي لا يبصر وجْهَ أَمره كيف يأْتي له.

والجِهَةُ والوِجْهَةُ جميعاً: الموضعُ الذي تَتَوَجَّهُ إليه وتقصده.

وضَلَّ وِجْهَةَ أَمْرهِ أَي قَصْدَهُ؛ قال:

نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ،

لما اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَدِ

ويروى: هِدْيَةَ رَوْقِهِ. وخَلِّ عن جِهَتِه: يريد جِهَةَ الطريقِ.

وقلت كذا على جِهَةِ كذا، وفعلت ذلك على جهة العدل وجهة الجور؛ والجهة:

النحو، تقول كذا على جهة كذا، وتقول: رجل أَحمر من جهته الحمرة، وأَسود من

جهته السواد. والوِجهةُ والوُجهةُ: القِبلةُ وشِبْهها في كل وجهة أَي

في كل وجه استقبلته وأَخذت فيه. وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي توجهتُ،

لأَن أَصل التاء فيهما واو.وتوَجَّه إليه: ذهب. قال ابن بري: قال أَبو زيد

تَجِهَ الرجلُ يَتْجَهُ تَجَهاً. وقال الأَصمعي: تَجَهَ،بالفتح؛ وأَنشد

أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصين:

قَصَرْتُ له القبيلةَ، إذ تَجِهْنا

وما ضاقَتْ بشَدّته ذِراعي

والأَصمعي يرويه: تَجَهْنا، والذي أَراده اتَّجَهْنا، فحذف أَلف الوصل

وإحدى التاءين، وقَصَرْتُ: حبَسْتُ. والقبيلةُ: اسم فرسه، وهي مذكورة في

موضعها، وقيل: القبيلة اسم فرسٍ؛ أَنشد ابن بري لطُفيلٍ:

بناتُ الغُرابِ والوجِيهِ ولاحِقٍ،

وأَعْوَجَ تَنْمي نِسْبَةَ المُتَنسِّبِ

واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي سَنَحَ، وهو افْتَعَل، صارت الواو ياء لكسرة ما

قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم بني عليه قولك قعدت تُجاهَكَ

وتِجاهَكَ أَي تِلْقاءك. وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي توجهتُ لأَن أَصل التاء

فيهما واو. ووَجَّه إليه كذا: أَرسله، ووجَّهْتُهُ في حاجةٍ ووجَّهْتُ

وجْهِيَ لله وتوَجَّهْتُ نحوَكَ وإليك. ويقال في التحضيض: وَجِّهِ الحَجَرَ

وجْهةٌ مّا له وجِهَةٌ مّا له ووَجْهٌ مّا له، وإنما رفع لأَن كل حَجَرٍ

يُرْمى به فله وجْهٌ؛ كل ذلك عن اللحياني، قال: وقال بعضهم وجِّه

الحَجَرَ وِجْهةً وجِهةً مّا له ووَجْهاً مّا له، فنصب بوقوع الفعل عليه، وجعل

ما فَضْلاً، يريد وَجِّه الأَمرَ وَجْهَهُ؛ يضرب مثلاً للأَمر إذا لم

يستقم من جهةٍ أَن يُوَجِّهَ له تدبيراً من جِهةٍ أُخرى، وأَصل هذا في

الحَجَرِ يُوضَعُ في البناء فلا يستقيم، فيُقْلَبُ على وجْهٍ آخر فيستقيم.

أَبو عبيد في باب الأَمر بحسن التدبير والنهي عن الخُرْقِ: وَجِّهْ وَجْهَ

الحَجَرِ وِجْهةً مّا له، ويقال: وِجْهة مّا له، بالرفع، أَي دَبِّرِ

الأَمر على وجْهِه الذي ينبغي أَن يُوَجَّهَ عليه. وفي حُسْنِ التدبير

يقال: ضرب وجْهَ الأَمر وعيْنَه. أَبو عبيدة: يقال وَجِّه الحجر جهةٌ مّا

له، يقال في موضع الحَضِّ على الطلب، لأَن كل حجر يُرْمى به فله وجْهٌ،

فعلي هذا المعنى رفعه، ومن نصبه فكأَنه قال وَجِّه الحجر جِهَتَه، وما

فضْلٌ، وموضع المثل ضََعْ كلَّ شيء موضعه. ابن الأَعرابي: وَجِّه الحجر

جِهَةً مّا له وجهةٌ مّا له ووِجْهةً مّا له ووِجهةٌ مّا له ووَجْهاً مّا له

ووَجْهٌ مّا له.

والمُواجَهَةُ: المُقابلَة. والمُواجَهةُ: استقبالك الرجل بكلام أَو

وَجْهٍ؛ قاله الليث.

وهو وُجاهَكَ ووِجاهَكَ وتُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي حِذاءَكَ من تِلْقاءِ

وَجْهِكَ. واستعمل سيبويه التُّجاهَ اسماً وظرفاً. وحكى اللحياني: داريِ

وجاهَ دارِكَ ووَجاهَ دارِكَ ووُجاهَ دارك، وتبدل التاء من كل ذلك. وفي

حديث عائشة، رضي الله عنها: وكان لعلي، رضوان الله عليه، وَجْهٌ من

الناس حياةَ فاطمةَ، رِضوانُ الله عليها، أَي جاهٌ وعِزٌّ فقَدَهما

بعدها.والوُجاهُ والتُّجاهُ: الوجْهُ الذي تقصده. ولقيه وِجاهاً ومُواجَهةً:

قابَل وجْهَهُ بوجْهِه. وتواجَهَ المنزلانِ والرجلان: تقابلا. والوُجاهُ

والتُّجاه: لغتان، وهما ما استقبل شيء شيئاً، تقول: دارُ فلانٍ تُجاهَ دار

فلان. وفي حديث صلاة الخوف: وطائفةٌ وُجاهَ العدوّ أَي مُقابَلتَهم

وحِذاءَهم، وتكسر الواو وتضم؛ وفي رواية: تُجاهَ العدوِّ، والتاء بدل من

الواو مثلها في تُقاةٍ وتُخَمةٍ، وقد تكرر في الحديث.

ورجل ذو وَجْهينِ إذا لَقِيَ بخلاف ما في قلبه.

وتقول: توجَّهوا إليك ووَجَّهوا، كلٌّ يقال غير أَن قولك وَجَّهوا إليك

على معنى وَلَّوْا وُجوهَهُم، والتَّوَجُّه الفعل اللازم. أَبو عبيد: من

أَمثالهم: أَينما أُوَجِّهْ أَلْقَ سَعْداً؛ معناه أَين أَتَوَجَّه.

وقَدَّمَ وتَقَدَّمَ وبَيَّنَ وتبَيَّنَ بمعنى واحد. والوجْهُ: الجاهُ. ورجل

مُوَجَّهٌ ووَجِيهٌ: ذو جاه وقد وَجُهَ وَجاهةٌ. وأَوْجَهَه: جعل له

وجْهاً عند الناس؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس:

ونادَمْتُ قَيْصَرَ في مُلْكِه،

فأَوْجَهَني وركِبْتُ البَريدا

ورجل وَجِيهٌ: ذو وَجاهةٍ. وقد وَجُه الرجلُ، بالضم: صار وَجِيهاً أَي

ذا جاهٍ وقَدْر. وأَوجَهَه الله أَي صَيَّرَه وَجِيهاً. ووجَّهَه

السلطانُ وأَوجَهَه: شرَّفَه. وأَوجَهْتُه: صادَفْتُه وَجِيهاً، وكلُّه من

الوَجْهِ؛ قال المُساوِرُ بن هِنْدِ بن قيْس بن زُهَيْر:

وأَرَى الغَواني، بَعْدَما أَوْجَهْنَني،

أَدْبَرْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ: شيخٌ أَعْوَرُ

ورجل وَجْهٌ: ذو جاه. وكِساءٌ مُوَجَّهٌ أَي ذو وَجْهَينِ. وأَحْدَبُ

مُوَجَّهٌ: له حَدَبَتانِ من خلفه وأَمامه، على التشبيه بذلك. وفي حديث

أَهل البيت: لايُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ؛ حكاه الهروي في

الغريبين. ووَجَّهَتِ الأَرضَ المَطَرَةُ: صَيَّرتَهْا وَجْهاً واحداً، كما تقول:

تَرَكَتِ الأَرضَ قَرْواً واحداً. ووَجَّهَها المطرُ: قَشَرَ وَجْهَها

وأَثر فيه كحَرَصَها؛ عن ابن الأَعرابي.

وفي المثل: أَحمق ما يتَوَجَّهُ أَي لا يُحْسِنُ أَن يأْتي الغائط. ابن

سيده: فلان ما يتَوَجَّهُ؛ يعني أَنه إذا أَتى الغائط جلس مستدبر الريح

فتأْتيه الريح بريح خُرْئِه. والتَّوَجُّهُ: الإقبال والانهزام.

وتَوَجَّهَ الرجلُ: وَلَّى وكَبِرَ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

كعَهْدِكِ لا ظِلُّ الشَّبابِ يُكِنُّني،

ولا يَفَنٌ مِمَّنْ تَوَجَّهَ دالِفُ

ويقال للرجل إذا كَبِرَ سِنُّهُ: قد تَوَجَّهَ.ابن الأَعرابي: يقال

شَمِطَ ثم شاخ ثم كَبِرَ ثم تَوَجَّهَ ثم دَلَف ثم دَبَّ ثم مَجَّ ثم ثَلَّبَ

ثم الموت. وعندي امرأَة قد أَوْجَهَتْ أَي قعدت عن الولادة.

ويقال: وَجَّهَتِ الريحُ الحصى تَوْجِيهاً إذا ساقته؛ وأَنشد:

تُوَجِّهُ أَبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ

ويقال: قاد فلانٌ فلاناً فوَجَّه أَي انقاد واتّبع. وشيءٌ مُوَجَّهٌ إذا

جُعِلَ على جِهَةٍ واحدة لا يختلف. اللحياني: نظر فلانٌ بِوُجَيْهِ

سُوءٍ وبجُوهِ سُوءٍ وبِجيهِ سوءٍ. وقال الأَصمعي: وَجَهْتُ فلاناً إذا

ضربت في وجْهِه، فهو مَوْجوهٌ. ويقال: أَتى فلان فلاناً فأَوْجَهَهُ

وأَوْجَأَهُ إذا رَدَّهُ. وجُهتُ فلاناً بما كره فأَنا أَجُوهه إذا استقبلته به؛

قاله الفراء، وكأَن أَصله من الوَجْه فقُلِبَ، وكذلك الجاهُ وأَصله

الوَجْهُ. قال الفراء: وسمعت امرأَة تقول أَخاف أَن تجُوهَني بأَكثر من هذا

أَي تستقبلني. قال شمر: أُراه مأْخوذاً من الوَجْهِ؛ الأَزهري: كأَنه

مقلوب. ويقال: خرج القوم فوَجَّهُوا للناس الطريقَ توجيهاً إذا وَطِئُوه

وسَلَكوه حتى استبان أَثَرُ الطريق لمن يسلكه.

وأَجْهَتِ السماءُ فهي مُجْهِيَةٌ إذا أَصْبَحت، وأَجْهَت لك

السَّبيلُ أَي استبانت. وبيتٌ أَجْهَى: لا سِتْرَ عليه. وبيوتٌ جُهْوٌ، بالواو،

وعَنْزٌ جَهْواء: لا يستر ذَنَبُها حياءها. وهم وِجاهُ أَلْفٍ أَي زُهاءُ

أَلفٍ؛ عن ابن الأَعرابي.

ووَجَّهَ النخلةَ: غرسها فأَمالها قِبَلَ الشَّمال فأَقامتْها

الشَّمالُ. والوَجِيهُ من الخيل: الذي تخرج يداه معاً عند النِّتاج، واسم ذلك

الفعل التَّوْجيهُ. ويقال للولد إذا خرجت يداه من الرحم أَوّلاً: وَجِيهٌ،

وإذا خرجت رجلاه أََّْلاً: يَتْنٌ. والوجيهُ: فرس من خيل العرب نَجِيبٌ،

سمي بذلك.

والتَّوْجيهُ في القوائم: كالصَّدَفِ إلاَّ أَنه دونه، وقيل:

التَّوْجيهُ من الفَرَس تَدانِي العُجايَتَيْنِ وتَداني الحافرين والْتِواءٌ مِنَ

الرُّسْغَيْنِ. وفي قَوافي الشِّعْرِ التأْسيس والتَّوْجيهُ والقافيةُ،

وذلك في مثل قوله:

كِلِيني لهَمٍّ، يا أُمَيمَةَ، ناصِبِ

فالباء هي القافية، والأَلف التي قبل الصاد تأْسيسٌ، والصادُ تَوْجِيهٌ

بين التأْسيس والقافية، وإِنما قيل له تَوْجِيهٌ لأَن لك أَن تُغَيِّرَه

بأَيِّ حرفٍ شئتَ، واسم الحرف الدَّخِيلُ. الجوهري: التَّوْجيهُ هو الحرف

الذي بين أَلف التأْسيس وبين القافية، قال: ولك أَن تغيره بأَي حرف شئتَ

كقول امرئ القيس: أَنِّي أَفِرْ، مع قوله: جميعاً صُبُرْ، واليومُ

قَرّ، ولذلك قيل له تَوْجيهٌ؛ وغيره يقول: التوجيه اسم لحركاته إِذا كان

الرَّوِيُّ مُقَيَّداً. قال ابن بري: التَّوْجيهُ هو حركة الحرف الذي قبل

الرويِّ المقيد، وقيل له توجيه لأَنه وَجَّهَ الحرفَ الذي قبل الرَّوِيِّ

المقيد إِليه لا غير، ولم يَحْدُث عنه حرفُ لِينٍ كما حدث عن الرَّسِّ

والحَذْوِ والمَجْرَى والنَّفادِ، وأَما الحرف الذي بين أَلف التأْسيس

والرَّوِيِّ فإِنه يسمى الدَّخيلَ، وسُمِّي دَخِيلاً لدخوله بين لازمين، وتسمى

حركته الإِشباعَ، والخليل لا يجيز اختلاف التوجيه ويجيز اختلاف الإِشباع،

ويرى أَن اختلاف التوجيه سِنادٌ، وأَبو الحسن بضدّه يرى اختلاف الإِشباع

أَفحش من اختلاف التوجيه، إِلا أَنه يرى اختلافهما، بالكسر والضم،

جائزاً، ويرى الفتح مع الكسر والضم قبيحاً في التوجيه والإِشباع، والخليل

يستقبحه في التوجيه أَشدّ من استقباحه في الإِشباع، ويراه سِناداً بخلاف

الإِشباع، والأَخفش يجعل اختلاف الإِشباع بالفتح والضم أَو الكسر سِناداً؛

قال: وحكاية الجوهري مناقضة لتمثيله، لأَنه حكى أَن التَّوْجِيهَ الحرف

الذي بين أَلف التأْسيس والقافية، ثم مثَّله بما ليس له أَلف تأْسيس نحو

قوله: أَني أَفرْ، مع قوله: صُبُرْ، واليومُ قَرّ. ابن سيده: والتَّوْجِيهُ

في قَوافي الشِّعْرِ الحرفُ الذي قبل الرَّوِيّ في القافية المقيدة،

وقيل: هو أَن تضمه وتفتحه، فإِن كسرته فذلك السِّنادُ؛ هذا قول أَهل اللغة،

وتحريره أَن تقول: إِن التَّوْجيهَ اختلافُ حركة الحرف الذي قبل

الرَّوِيَّ المقيد كقوله:

وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ

وقوله فيها:

أَلَّفَ شَتَّى ليس بالراعي الحَمِقْ

وقوله مع ذلك:

سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوينَ العُقُقْ

قال: والتوجيه أَيضاً الذي بين حرف الروي المطلق والتأْسيس كقوله:

أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ

فالأَلف تأْسيس، والنون توجيه، والباء حرف الروي، والهاء صلة؛ وقال

الأَحفش: التَّوْجيهُ حركة الحرف الذي إلى جنب الرَّوِيّ المقيد لا يجوز مع

الفتح غيره نحو:

قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجَبَرْ

التزم الفتح فيها كلها، ويجوز معها الكسر والضم في قصيدة واحدة كما

مثَّلنا. وقال ابن جني: أَصله من التَّوْجِيه، كأَن حرف الرَّوِيّ مُوَجَّهٌ

عندهم أَي كأَنَّ له وجهين: أَحدهما من قبله، والآخر من بعده، أَلا ترى

أَنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقيداً نحو الحَمِقْ

والعُقُقْ والمُخْتَرَقْ؟ كما يستقبحون اختلافها فيه ما دام مطلقاً نحو

قوله:عَجْلانَ ذا زَادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ

مع قوله فيها:

وبذاك خَبَّرَنا الغرابُ الأَسْوَدُ

وقوله:

عَنَمٌ يكادُ من اللَّطافَةِ يُعْقَدُ

فلذلك سميت الحركة قبل الرويّ المقيد تَوجيهاً، إَعلاماً أَن للرويّ

وجهين في حالين مختلفين، وذلك أَنه إِذا كان مقيداً فله وَجْهٌ يتقدّمه،

وإِذا كان مطلقاً فله وَجْهٌ يتأَخر عنه، فجرى مجرى الثوب المُوَجَّهِ

ونحوِه؛ قال: وهذا أَمثل عندي من قول مَنْ قال إِنما سُمِّي تَوْجيهاً لأَنه

يجوز فيه وُجُوهٌ من اختلاف الحركات، لأَنه لو كان كذلك لمَا تَشدَّد

الخليل في اختلاف الحركات قبله، ولمَا فَحُشَ ذلك عنده. والوَجِيهَةُ:

خَرَزَةٌ، وقيل: ضرب من الخَرَزِ. وبنو وَجِيهةَ: بطن.

وجه الحق: هو ما به الشيء حقًا؛ إذ لا حقيقة لشيء إلا به تعالى، وهو المشار إليه بقوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ، وهو عين الحق المقيم لجميع الأشياء، فمن رأى قيُّومية الحق للأشياء فهو الذي يرى وجه الحق في كل شيء. 
و ج هـ: (الْوَجْهُ) مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ (الْوُجُوهُ) . (وَالْوَجْهُ) (وَالْجِهَةُ) بِمَعْنًى. وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ. وَيُقَالُ: هَذَا (وَجْهُ) الرَّأْيِ أَيْ هُوَ الرَّأْيُ نَفْسُهُ، وَالِاسْمُ (الْوِجْهَةُ) بِكَسْرِ الْوَاوِ وَضَمِّهَا. وَ (الْمُوَاجَهَةُ) الْمُقَابَلَةُ. (وَاتَّجَهَ) لَهُ رَأْيٌ: سَنَحَ. وَقَعَدَ (تُجَاهَهُ) بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِهَا أَيْ تِلْقَاءَهُ. وَ (وَجَّهَهُ) فِي حَاجَةٍ. وَ (وَجَّهَ) وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ (تَوَجَّهَ) نَحْوَهُ وَإِلَيْهِ. وَشَيْءٌ (مُوَجَّهٌ) إِذَا جُعِلَ عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ لَا تَخْتَلِفُ. وَقَدْ (وَجُهَ) الرَّجُلُ صَارَ (وَجِيهًا) أَيْ ذَا جَاهٍ وَقَدْرٍ وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَ (أَوْجَهَهُ) اللَّهُ أَيْ صَيَّرَهُ وَجِيهًا. وَ (وُجُوهُ) الْبَلَدِ أَشْرَافُهُ. 
(وجه) - في الحديث : "وُجُوهُ بُيُوتِ أَصْحَابِه شَارِعة في المَسْجدِ"
: أي أَبْوَابُها؛ ولذلك قيل: لِناحِيَةِ البَيْتِ التي فيها البَابُ وجْهُ الكَعْبَةِ.
- وفي الحديث : "أَنَّه ذَكَر الفِتَنَ كوجوه البَقَر" وفي رِوَايَةٍ: كَصيَاصِى البَقَرِ"
: أي قُرونِها، والوجُوه مَحمُولة على الصَّيَاصى أيضاً؛ لأنها في الوُجُوه.
- في صلاة الخَوْفِ : "طائِفَةٌ تُجاهَ العَدُوّ"
: أي وُجاهَهُم يُواجهُونهم، والوَاو في أوّل الكَلِمَةِ تُقْلَبُ تاءً، مِثل تُقاه وتُخَمَة وتُؤَدة، ونحوها.
- في الحديث: "لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم، أو لَيُخالِفَنَّ الله بيْن وُجُوهِكم"
تَفسيرُه فيما نَرى حديثُه الآخَر: "لا تَخْتلِفوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُم"
كأنه يعنى وُجوهَ القُلوب: أي أهواءَها وإرادتَها.
- وفي حديث عن الشَّعبِى، عن الحَارث، عن عَلِىٍّ مَرفُوعا: "استَوُوا تَسْتَوِ قُلوبُكم".
- في حديث أبي الدَّرْدَاء: "لا تفْقَهُ حتى تَرَى لِلقرآن وُجوهًا"
: أي تَرَى له مَعانِيَ يَحْتَمِلُها فَتَهابَ الإِقْدامَ عليه.
وجه الوَجَاهَةُ والجَاهُ المَنْزِلَةُ عندَ السُّلطانِ، ورَجُلٌ وَجيهٌ ذو جَاهٍ. ووَجَهْتُكَ عندَ النَّاسِ أَجِهُكَ صِرْتُ أَوجَهَ منكَ. وأوْجَهَهُ السُّلْطانُ ووَجَّهَهُ شَرَّفَهُ. والوَجْهُ مستقبَلُ كُلِّ شَيءٍ. والجِهَةُ النَّحْو. والوِجْهَةُ القِبْلَةُ وشِبْهُها في أي وَجْهٍ أخَذَتْ. ووَجَّهُوا إليْكَ وَلُّوا إِليْكَ وجُوهَهم، وتَوَجَّهوا أَيْضاً. والوُجَاهُ والتُّجَاهُ أي الحِذَاءُ، ويُكْسرانِ. والمُوَاجَهَةُ اسْتقبَالُ الرَّجُلِ بكلامٍ أو بوجهٍ. والمُوَجِّهُ الذي لَه وَجهٌ في النَّاسِ. وجَاءَه السَّائِلُ فَأوْجَهَهُ أَيْ رَدَّهُ. وقولُ العَجَّاج
يُوَجِّهُ الأَرْضَ وَيَسْتَاقُ الشَّجَر.
أَي يَأخذُ وَجهَ الأَرْضِ. والوَجيهَةُ: خَرَزةٌ لها وَجْهان يُرى الوَجْهُ فِي أَحدِهِمَا. وإذا خَرجَ يَدُ الجَنينُ والمُهْرُ حينَ يُولدُ فَهوَ: الوَجِيهُ. ويقولونَ: " أَحْمَقُ ما يَتَوَجَّهُ " أي ما يُحسِنُ قَضاءَ حَاجَتِهِ. ومَثَلٌ للتَّخْصِيصِ: " وَجِّهِ الحَجَرَ وِجْهَةَ مَالِهِ " وَجِهَةٌ وجُهَةٌ وجَهَةٌ: أي ضَعْ كُلَّ شَيءٍ مَوْضِعَهُ. وتُنْصَبُ هذهِ كُلُّها. وقَولُهم: " أَيْنَمَا أُوَجِّهُ أَلْقَ سَعْداً " أيْ كُلُّ النَّاسِ مثلُ قَومِي. والتَّوْجيهُ في قَوَافِي الشِّعْرِ: الحَرْفُ الذي بَينَ الأَلفِ والقَافِيةِ.
(و ج هـ) : (قَوْلُهُ يَؤُمُّهُمْ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا) قِيلَ مَعْنَاهُ أَحْسَنُهُمْ خِبْرَةً لِأَنَّ حُسْنَ الظَّاهِرِ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى حُسْنِ الْبَاطِنِ (وَشَرِكَةُ الْوُجُوهِ) شَرِكَةُ الْمَفَالِيسِ وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ إلَى الْوُجُوهِ لِأَنَّهَا تُبْتَذَلُ فِيهَا لِعَدَمِ الْمَالِ وَالْإِضَافَةُ فِيهِ بِمَعْنَى الْبَاءِ كَمَا فِي شَرِكَةِ الْأَبْدَانِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا اشْتَرَكَا فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ بِوُجُوهِهِمَا وَأَبْدَانِهِمَا لَا بِشَيْءٍ آخَرَ وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَشْتَرِكَا مِنْ الْوَجْهِ الَّذِي لَا يُعْرَفُ وَقِيلَ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَنْظُرُ فِي وَجْهِ صَاحِبِهِ إذَا جَلَسَا يُدَبِّرَانِ أَمْرَهُمَا وَلَا مَالَ لَهُمَا وَقِيلَ لِأَنَّهُمَا يَشْتَرِيَانِ بِجَاهِهِمَا وَهُوَ مِنْ الْوَجْهِ عَلَى الْقَلْبِ بِدَلِيلِ الْعِبَارَةِ الْأُخْرَى لِأَنَّهُ لَا يَشْتَرِي بِالنَّسِيئَةِ إلَّا مَنْ لَهُ وَجَاهَةٌ عِنْدَ النَّاسِ أَيْ قَدْرٌ وَشَرَفٌ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْوَجْهُ وَيَشْهَدُ لِصِحَّتِهِ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ
طَلَبْتُ فَلَمْ أُدْرِكْ بِوَجْهِي وَلَيْتَنِي ... قَعَدْتُ وَلَمْ أَبْغِ النَّدَى بَعْدَ سَائِبِ
أَيْ بِبَذْلِ وَجْهِي يَعْنِي تَوَلَّيْتُ الطَّلَبَ بِنَفْسِي وَلَمْ أَتَوَسَّلْ فِيهِ بِغَيْرِي (وقَوْله تَعَالَى) {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] أَيْ جِهَتُهُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا اللَّهُ تَعَالَى وَرَضِيَهَا عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الرَّاحِلَةِ وَعَنْ عَطَاءٍ فِي اشْتِبَاهِ الْقِبْلَةِ.
[وجه] الوَجْهُ معروف، والجمع الوُجوهُ وحكى الفراء: حى الوجوه وحى الاجوه. قال ابن السكيت: ويفعلون ذلك كثيرا في الواو إذا انضمت. والوجْهُ والجِهةُ بمعنًى، والهاء عوضٌ من الواو. ويقال: هذا وجه الرأي، أي هو الرأي نفسه. والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ بكسر الواو وضمها. والواو تثبت في الاسماء، كما قالوا ولدة وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادر. والمواجهة: المقابلة. ويقال: قعدت وُجاهَكَ ووِجاهَكَ، أي قبالتك. واتَّجَهَ له رأى، أي سنح، وهو افتعل، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وأبدلت منها التاء وأدغمت. ثم بنى عليه قولك: قعدت تُجاهَكَ وتِجاهَكَ، أي تلقاءك. وتَجَهْتُ إليك أتجه، أي توجهت، لان أصل التاء فيهما واو. ووجهته في حاجةٍ، ووَجَّهْتُ وجهي لله سبحانه، وتَوَجَّهْتُ نحوك وإليك. وتوَجَّهَ الشيخ، إذا ولى وكبر. وفى المثل: " أحمق ما يتوجه "، أي لا يحسن أن يأتي الغائط. وشئ مُوَجَهٌ، إذا جُعِلَ على جهةٍ واحدةٍ لا يختلف. وقد وَجُهَ الرجل بالضم، أي صار وَجيهاً، (*) أي ذا جاهٍ وقدْرٍ. وأوْجَهَهُ الله، أي صيَّره وَجيهاً. وأوْجَهْتُهُ، أي صادفته وجيها. قال المساور بن هند بن قيس بن زهير: إن الغوانى بعد ما أوجهننى * أعرضن ثمت قلن شيخ أعور ووجوه البلد: أشرافُهُ. والوَجيهَةُ: خَرَزةٌ. ويقال للولد إذا خرجت يداه من الرحم أوَّلاً. وَجيهٌ. وإذا خرجت رِجلاه أولا: يتن. والوجيه: اسم فرس، قاله الاصمعي. أبو عبيد: التوجيه هو الحرف الذي بين ألف التأسيس وبين القافية، عن الخليل. قال: ولك أن تغيِّره بأيِّ حرفٍ شئت، كقول امرئ القيس: " أني أفرّ " مع قوله " صُبُرْ " وقوله " واليوم قرّ ". ولذلك قيل له توجيه. وغيره يقول: التوجيه اسم لحركاته إذا كان الروى مقيدا، وأما نفس الحرف فيسمى الدخيل.
و ج هـ

واجهته مواجهة ووجاهاً. وداري تجاه داره. ووجاه داره، وقعدت وجاهك وتجاهك بالضم والكسر فيهما. ونظروا إليّ بأويجه سوءٍ. ورجعت إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به. وتوجّهت إليه ووجّهت، " أينما أوجّه ألق سعداً " ووجّهت إليه رسولاً. وتوجّه جهة كذا ووجهة كذا، وجعلته وجهةً لي. قال ذو الرمة:

فأمسين بالحومان يجعلن وجهةً ... لأعناقهنّ الجديَ أو مطلع النّسر

وهبّت الريح من جهة المشرق ومن سائر الجهات. ومهرٌ وجيهٌ: خرجت يداه أولاً وهو نقيض اليتن. ووجّه الأعمى والمريض والميت: جعل وجهه نحو القبلة.

ومن المجاز: هذا وجه الثّوب. ووجه القوم، وهؤلاء وجوه البلد، ورجل وجيه: بيّن الوجاهة. وله جاه وحرمة. قال العبّاس بن مرداس:

وقال بني عادٍ هلكتم فجهّزوا ... خياركم أهل الوجاهة والمجد

وهو من الوجهاء. ووجّهه الأمير توجيهاً وأوجهه إيجاهاً: جعله وجيهاً. قال أميّة:

فتوجهنا أقوالها وملوكها ... ويعرفنا ذو رأيها وصليبها

وهو موجّه عند السلطان. وكساء موجّه: له وجهان. وأحدب موجّه: له حدبتان من خلف وقدّام. ووجهتك عند النّاس أجهك أي صرت أوجه منك. وهو يبتغي بذلك وجه الله. وسمعت في المسجد الحرام سائلاً يقول: من يدلّني على وجه عربيّ كريم يحملني على نعيله. وجاءنا في وجه النّهار. قال:

من كان مسروراً بمقتل مالكٍ ... فليأت نسوتنا بوجه نهار

وتفرّقوا في كل وجهٍ وجهةٍ. و" من يردّ وجه السّيل " وصرفت الشيء عن وجهه. وليس لكلامك هذا وجه: صحّةٌ. ومسح وجهه بالوجيهة وهي خرزة حمراء أو عسلية لها وجهان يتراءى فيها الوجه كالمرآة يمسح بها الرجل وجهه إذا أراد الدّخول على السّلطان. وفي مثل " وجه الحجر وجهةٌ ما له " وجهةً ما له بالنصب والرفع أي دبر الأمر على وجهه وأصله في البناء إذا لم يقع الحجر موقعه أي أدره حتى يقع على وجهه الذي ينبغي أن يقع عليه. وتوجّه الشيخ: ولّى وأدبر. و" أحمق ما يتوجّه " أي ما يحسن أن يأتي الغائط.
و ج هـ : وَجُهَ بِالضَّمِّ وَجَاهَةً فَهُوَ وَجِيهٌ إذَا كَانَ لَهُ حَظٌّ وَرُتْبَةٌ وَالْوَجْهُ مُسْتَقْبَلُ كُلِّ شَيْءٍ وَرُبَّمَا عُبِّرَ بِالْوَجْهِ عَنْ الذَّاتِ وَيُقَالُ وَاجَهْتُهُ إذَا اسْتَقْبَلْتَ وَجْهَهُ بِوَجْهِكَ وَوَجَّهْتُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ وَوَجَّهْتُهُ إلَى الْقِبْلَةِ فَتَوَجَّهَ إلَيْهَا وَالْوِجْهَةُ بِكَسْرِ الْوَاوِ قِيلَ مِثْلُ الْوَجْهِ وَقِيلَ كُلُّ مَكَان اسْتَقْبَلْتَهُ وَتُحْذَفُ الْوَاوُ فَيُقَالُ جِهَةٌ مِثْلُ عِدَةٍ وَهُوَ أَحْسَنُ الْقَوْمِ وَجْهًا قِيلَ مَعْنَاهُ أَحْسَنُهُمْ حَالًا لِأَنَّ حُسْنَ الظَّاهِرِ يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الْبَاطِنِ

وَشَرِكَةُ الْوُجُوهِ أَصْلُهَا شَرِكَةٌ بِالْوُجُوهِ فَحُذِفَتْ الْبَاءُ ثُمَّ أُضِيفَتْ مِثْلُ شَرِكَةِ الْأَبْدَانِ أَيْ بِالْأَبْدَانِ لِأَنَّهُمْ بَذَلُوا وُجُوهَهُمْ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَبَذَلُوا جَاهَهُمْ

وَالْجَاهُ مَقْلُوبٌ مِنْ الْوَجْهِ وقَوْله تَعَالَى {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] أَيْ جِهَتُهُ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِهَا وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الرَّاحِلَةِ وَعَنْ عَطَاءٍ نَزَلَتْ فِي اشْتِبَاهِ الْقِبْلَةِ وَالْوَجْهُ مَا يَتَوَجَّهُ إلَيْهِ الْإِنْسَانُ مِنْ عَمَلٍ وَغَيْرِهِ وَقَوْلُهُمْ الْوَجْهُ أَنْ يَكُونَ كَذَا جَازَ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا وَجَازَ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْقَوِيِّ الظَّاهِرِ أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِمْ قَدِمَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ أَيْ سَادَاتُهُمْ وَجَازَ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْأَوَّلِ.

وَلِهَذَا الْقَوْلِ وَجْهٌ أَيْ مَأْخَذٌ وَجِهَةٌ أُخِذَ مِنْهَا.

وَتُجَاهُ الشَّيْءِ وِزَانُ غُرَابٍ مَا يُوَاجِهُهُ وَأَصْلُهُ وُجَاهٌ لَكِنْ قُلِبَتْ الْوَاوُ تَاءً جَوَازًا وَيَجُوزُ اسْتِعْمَالُ الْأَصْلِ فَيُقَالُ وُجَاهٌ لَكِنَّهُ قَلِيلٌ وَقَعَدُوا تُجَاهَهُ وَوُجَاهَهُ أَيْ مُسْتَقْبِلِينَ لَهُ. 
وجه
أصل الوجه الجارحة. قال تعالى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ
[المائدة/ 6] ، وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ [إبراهيم/ 50] ولمّا كان الوجه أوّل ما يستقبلك، وأشرف ما في ظاهر البدن استعمل في مستقبل كلّ شيء، وفي أشرفه ومبدئه، فقيل: وجه كذا، ووجه النهار. وربّما عبّر عن الذّات بالوجه في قول الله: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ [الرحمن/ 27] قيل: ذاته. وقيل: أراد بالوجه هاهنا التّوجّه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة، وقال:
فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة/ 115] ، كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص/ 88] ، يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ [الروم/ 38] ، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [الإنسان/ 9] قيل: إنّ الوجه في كلّ هذا زائد، ويعنى بذلك: كلّ شيء هالك إلّا هو، وكذا في أخواته. وروي أنه قيل ذلك لأبي عبد الله بن الرّضا ، فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولا عظيما، إنما عني الوجه الذي يؤتى منه ، ومعناه: كلّ شيء من أعمال العباد هالك وباطل إلا ما أريد به الله، وعلى هذا الآيات الأخر، وعلى هذا قوله: يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف/ 28] ، تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ [الروم/ 39] ، وقوله: وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف/ 29] فقد قيل: أراد به الجارحة، واستعارها كقولك: فعلت كذا بيدي، وقيل: أراد بالإقامة تحرّي الاستقامة، وبالوجه التّوجّه ، والمعنى: أخلصوا العبادة لله في الصلاة. وعلى هذا النحو قوله تعالى: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ [آل عمران/ 20] ، وقوله: وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى [لقمان/ 22] ، وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ [النساء/ 125] ، وقوله: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً [الروم/ 30] فالوجه في كلّ هذا كما تقدّم، أو على الاستعارة للمذهب والطريق.
وفلان وجه القوم، كقولهم: عينهم ورأسهم ونحو ذلك. وقال: وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى [الأعلى/ 19- 20] ، وقوله: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ [آل عمران/ 72] أي: صدر النهار. ويقال: واجهت فلانا: جعلت وجهي تلقاء وجهه، ويقال للقصد: وجْهٌ، وللمقصد جهة ووِجْهَةٌ، وهي حيثما نتوجّه للشيء، قال:
لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها
[البقرة/ 148] إشارة إلى الشّريعة، كقوله: شِرْعَةً [المائدة/ 48] وقال بعضهم: الجاه مقلوب عن الوجه لكن الوجه يقال في العضو والحظوة، والجاه لا يقال إلّا في الحظوة. ووجّهت الشيء: أرسلته في جهة واحدة فتوجّه، وفلان وجِيهٌ: ذو جاه. قال تعالى:
وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ [آل عمران/ 45] وأحمق ما يتوجّه به: كناية عن الجهل بالتّفرّط، وأحمق ما يتوجّه ، بفتح الياء وحذف به عنه، أي: لا يستقيم في أمر من الأمور لحمقه، والتّوجيه في الشّعر: الحرف الذي بين ألف التأسيس وحرف الرّويّ .
[وجه] نه: فيه: إنه ذكر فتنا "كوجوه" البقر، أي يشبه بعضها بعضًا لأن وجوهها تتشابه كثيرًا، أراد أنها فتن مشتبهة لا يدري كيف يؤتي لها، الزمخشري: عندي المراد تأتي نواطح للناس، كقولهم: نواطح الدهر - لنوائبه. وفيه: كانت "وجوه" بيوت أصحابه شارعة في المسجد، وجه البيت: الحد الذي فيه الباب، أي كانت أبواب بيوتهم شارعة في المسجد، ولذا قيل لخد البيت الذي فيه الباب: وجه الكعبة. ك: ومنه: يصلي في "وجه" الكعبة، أي مواجه بابها وفي جهتها،والعبادة - أي أخلصت ديني وعبادتي وجعلت قصدي لعبادتي وتوحيدي لله. ج: إن أصيب في "وجه وجهه"، أي الجهة التي يريد أن يتوجه إليها. توسط: حد "الوجه" ما دون منابت الشعر معتادًا على الأذنين واللحيين والذقن، واحترز بالمعتاد عن الصلع وأدخل به العمم، واللحيان والذقن واحد فهو تأكيد.
باب وح

وجه

2 وَجَّهْتِ سِجَافَتَهُ and سِدَافَتَهُ

; i. e. هَتَكْتِ سِتْرَهُ, i. e. أَخَذْتِ وَجْهَهَا: see arts. سجف and سدف, and جوه, conj. 2.3 وَاجَهَهُ , inf. n. مُوَاجَهَةٌ, He faced him; confronted him; encountered him; met him face to face (S, K, Msb.) He confronted him, accosted him, or encountered him, with speech, or words, or with his face. (Lth, JK, TA.) 4 أَوْجَهَ He repelled, or rejected, an asker, or a beggar. (T.) b2: See جوه.5 تَوَجَّهَ He tended, repaired, or betook himself, to, or towards, him, or it, either in a direct course, or indirectly. (IJ, in M and L, art. قصد.) b2: أَحْمَقُ مَايَتَوَجَّهُ A stupid man, who does not accomplish his affair well. (JK.) 8 لَمْ يَتَّجِهْ لِشَىْءٍ (S, K, art. بور; and M, K, art. بلد; &c.) He did not apply himself rightly to anything; he knew not the right course to pursue; like لَمْ يَهْتَدِ. See also أَحْمَقُ مَا يَتَوَجَّهُ; and see بَائِرٌ and غُمَّى. b2: اِتَّجَهَ لَهُ رَأْىٌ i. q. سَنَحَ. (S, TA.) See سَنَحَ, in two places. b3: اِتَّجَهَ إِلَى الصِحَّةِ He became convalescent.

وَجْهٌ b2: أَسْلَمْتُ وَجْهِى للّٰه I resigned, or resign, myself to God: i. e., I became, or become, * Muslim: وجه is here used for the whole because it is the most noble part: (Jel, ii. 106:) or ذاتى my course. (TA.) b3: مِنْ كُلِّ وَجْهٍ In every respect; considered from every point of view. b4: الوَجْهُ أَنْ يَكُونَ كَذَا The [proper or reasonable] way is that it should be thus: or the valid and obvious [way]. (Msb.) See تُرْعَةٌ. b5: وَجْهٌ A course, a purpose, or an object, which one is pursuing; a direction in which one is going or looking, & c. as also ↓ جِهَةٌ. b6: The way of a thing. (TA.) b7: لَيْسَ لِكَلاَمِكَ وَجْهٌ There is no truth, or correctness, in thy saying. (TA.) b8: وَجْهٌ Brightness [of intellect]. (L, voce كَدٌّ.) b9: لِوَجْهِ اللّٰهِ (Kur, lxxvi. 9) For the sake of God; or to obtain the countenance or favour of God. (Kull, p. 378.) See فِى ذَاتِ اللّٰهِ in art. ذُو. b10: لَوْكَانَ كَذَا لَكَانَ وَجْهًا Were it so, it were reasonable. b11: لَا وَجْهَ لَهُ, said of a phrase, &c., There is no reasonable way of accounting for it. b12: لَيسَ بِالوَجْهِ same as لَيْسَ بِوَجِيةٍ Not of respectable, or esteemed, or high, authority: (said of a word or phrase, &c.:) or it is not the proper way. b13: اِبْتِغَاءَ وَجْهِ اللّٰهِ From a desire of God's recompense: (Kur, ii. 274; and Expos. of the Jeláleyn:) or countenance, meaning favour. There are several similar phrases in the Kur, where وجه is explained in the same sense of ثَوَابٌ in the Expos. of the Jeláleyn. b14: جَبَسَهُ عَنْ وَجْهِهِ [He withheld him, or restrained him, from his course, purpose, or object]. (S, art. الت.) b15: صَرَفَ الشَّىْءَ عَنْ وَجْهُهُ He turned the thing away, or back, from its course, عَنْ سَنَنِهِ. (TA.) b16: خَرَجَ وَجْهُهُ (S, A, L, art. مرد; and L voce استعلج;) [for خَرَجَ نَبَاتُ وَجْهِهِ, The hair of his face grew forth]. b17: وَجْهُ الدَّهْرِ The beginning of time, (K,) and نَهَارٍ of day. (TA.) b18: رَوَاهُ عَلَى وَجْهِهِ, (S, K, art. قص,) and حَدَّثَ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ: (Msb, art. قص:) see قَصَّ, in two places. b19: أَتَيْتُ الأَمْرَ مِنْ وَجَهِهِ, &c., and ↓ جِهَتِهِ: see مَأْتًى. b20: وَجْهٌ The drift of speech. (K, Kull, p. 378.) b21: مَضَىَ عَلَى وَجْهِهِ [He went at random, heedlessly, headlong, or in a heedless, or headlong, course, or manner; and so ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ]: see رَكِبَ رَأْسَهُ in art. ركب. b22: دَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ حَيْثُ شَآءَ [He went away at random whither he would]. (TA in art. سوم.) b23: بَلَّتْ مَطِيَّتُهُ عَلَى وَجْهِهَا and أَبَلَّتْ: see 1 in art. بل. b24: أُطْلُبُوا الحَوَائِجَ إِنَى حِسَانِ الوُجُوهِ Make ye petition, for the things that ye want, to persons of good rank or station. (El-Hasan El-Muäddib, in TA, art. نضر.) b25: وَجْهٌ (assumed tropical:) Consideration and regard. See 3 in art. اسو. b26: وَجْهٌ and ↓ جِهَةٌ The place towards which one goes: (Munjid of Kr:) or the place, region, quarter, part, or point, towards which a person, or thing, goes, tends, or is directed: so I have rendered ↓ جِهَةٌ: see صُقْعٌ, and مَسْجُوحٌ: ↓ جِهَةٌ signifies any place towards which one looks or goes; as also ↓ وِجْهُةٌ: (Har, p. 373:) the place, or point, of the tendency or direction or bearing of anything: whence كَذَا ↓ جِهَةَ in the direction of such a thing: and ↓ لِجِهَةٍ towards one quarter. b27: Hence, وَجْهُ الطَّرِيقِ The point, or place, to which the way, or road, leads: see ذَنَابَةٌ. And in like manner, وَجْهُ أَمْرٍ and ↓ جِهَتُهُ The end, or result, of an affair, to which it leads, or tends. b28: رَمَوْا وَجْهًا وَاحِدًا [They shot in one direction]. (M voce رِشْقٌ.) b29: وَجْهُ الضُّحَى The first, or beginning, of the ضُحَى. (TA voce رَوْنَقٌ, q. v.) b30: وَجْهٌ A chief of a people or party. (K.) b31: أَتَوْا مَنْ وَجْهِهِمْ: see فَوْرٌ. b32: وَجْهٌ i. q. طَرِيقَةٌ [meaning The mode, or manner, of a thing]. (KL.) b34: مَا أَدْرِى مَا وَجْهُهُ I know not what is its meaning. b35: أَخَذَ وَجْهَهَا [app. He degraded her; took away her grade: and hence he took her maidenhead: see وَجَّهْتِ سِجَافَتَهُ].

جَهَةٌ : see وَجْهٌ throughout. b2: مِنْ جِهَةِ كَذَا In respect of, or with reference to, such a thing: and by reason, or on account, or because, of such a thing. b3: الجِهَاتُ السِّتُ The six relative points or directions or locations; namely, above, below, before, behind, right, and left.

وِجْهَةٌ : see وَجْةٌ. b2: A way, mode, or manner, of acting, &c.

وَجِيهٌ Worthy of regard.

أَوْجَهُ More, and most, worthy of regard.

تَوْجِيهٌ : see وَلْثٌ. b2: التَّوْجِيهُ i. q. التَّوْرِيَةُ.

مُتَوَجَّهٌ A place towards which one tends, repairs, or betakes himself.
وجه: bonne fortune حظ، بخت (ألف ليلة 103:3): فرأيت إن هذا الكنز لا يفتح إلا على وجه غلام من أبناء مصر. (لين: by
fthe good fortune of) (204:13) : واعلم إن فتح الكنز لا يكون إلا على وجهك.
اجتمع وجهه: بلغ أشده (أنظر الكلمة في -اجتمع- في الجزء الثاني من ترجمة هذا المعجم).
وجه: بكارة (بقطر) أخذ وجهها أزال بكارتها. (ألف ليلة 175:1 و176 و177و396 و401 و442 برسل 61:2). وجه: قَطعْ، جزم، جل الفرس. قطعة قماش على شكل كيس تخاط بها المخدة. فِراش. غطاء كتاب ونحوه (بقطر): وجه مخدة (ابن بطوطة 38:3): وعادتهم أن يجعلوا للمضرّبات واللحوف وجوهاً تغشيها من كتان أو قطن بيضاً فمتى توسخت غسلوا الوجوه المذكورة وبقي ما في داخلها مصوناً (المقري 211:77): أوجه اللحف المذهبة. وفي (سجلات غرناطية) (زوج شكائر واحدة من وجه مضرّبة بالي والآخرة من بطانة مضرّبة). وفي (غزل مضربيت (تحريف مضربات) أجه -هكذا وردت في الأصل. المترجم- (لتحريف أوجُه) وقطنية لبساط وأربعة مخايد مرقمين) (أبو الفرج 486). وأخذ منها أموالاً عظيمة حتى صلبان البيع ووجوه الأناجيل وآنية القداس .. الخ.
وجه والجمع وجوه وأوجاه: إحدى جوانب الورقة، صفحة (بقطر، همبرت 110).
وجوه: اصطلاح فقهي (ابن خلكان 7:644:1): وله وجوه حسنة في المذهب. وفي (10:646): حافظاً للمذهب وله فيه وجوه غريبة. وفي (647): وله في المذهب وجوه بعيدة تفرّد بها ولم نرها منقولة عن غيره؛ وفيما يأتي نص الترجمة التي جاءت بالإنكليزية (للسيد دي سلان 1:608) والتي تعبّر عن تصوره الخاص لمعنى كلمة وجوه (الوجوه) هي القنوات الخاصة، الشخصية والمستقلة، التي من خلالها تنفذ، أو تتسلل، قرارات معينة في المواضيع المتعلقة بالقوانين، إلى الأجيال القادمة شفاهاً. حين يكون هناك فقيه من كبار الفقهاء ممن استحوذوا على بعض المعلومات التقليدية من هذا النوع، الدينية خاصة التي انحدرت من جيل إلى جيل قد أتتهم من أُناس من مستوى رفيع خلقاً وعلماً وصدقاً فأن هذا التعبير (أي تعبير وجه - المترجم) يمكن أن ينطبق عليه. أما إذا كانت وجهات النظر، المتعلقة بهذه المعلومات، قد أتت عبر قناة غير طبيعية فأن وصفها سيكون وله وجوه غريبة في المذهب). ولعل موضوع شرح كلمة وجه، يعني، ببساطة المعنى المتداول دائماً: avis رأي، مشورة، أعلام، إعلان، إخطار، تنبيه، تحذير، sentiment شعور، إحساس، عاطفة، وجدان، رأي، وجهة نظر، ميل، هوى opinion اعتقاد؛ أنظر (معجم التنبيه).
وجهين: (نقود) ذات وجهين (هويست 138، 280).
بوجهين: مزدوج (فوك): duplex، مزيف، خائن (بقطر)؛ ذو وجهين: مُدارِ، مداج (بقطر).
شركة الوجوه: عقد مشاركة تجارية بين شخصين أو أكثر ليس فيها مساهمة مالية بل يعتمد على الثقة والائتمان بين شركاء يرتبطون بكلمة شرف لأن كلمة وجه هنا تحمل معنى الشرف (معجم التنبيه).
البُسُط الوجوه؟: (المقري 17:230:1).
أمراء اليمن من جهة صلاح الدين: أي الذي عيّنهم صلاح الدين (ابن جبير 13:102).
هو من جهة فلان: هو من أتباعه (ابن بطوطة 426:2).
من جهة أن: بسبب كذا (البربرية 6:60:2): هذا الخبر مشكل من جهة أن زغبة من العرب الهلاليين.
من جهة: من حيث، من شأن، من قبل ال .. وعلى سبيل المثال من جهتي أنا، بسببي، من حيث ما يتعلق بي وعلى سبيل المثال (من جهتي أنا ما شفته: ففيما يتعلق بي لم أره)، أي بقدر تعلق المر بي فأني لم أره.)؛ ومن جهة: أما بالنسبة ل .. أو فيما يخص؛ من جهة ما هو: بما أن en tant que ( بقطر).
جهة: الدمن الزبل الذي يستعمل من جهته أي يستعمل مثلما يتهيأ (في مقابل الدمن الذي يتم تحضيره من قبلُ) (ابن العوام 3:102:1).
جهة: هذه الكلمة تستعمل في المغرب مثلما تستعمل في مصر ولا تقتصر على الأميرات بل تشمل الأمراء أيضاً (ابن الخطيب 172): وكان مما خوطبت به الجهة المرينية من إملائي.
جهة: ضريبة (مملوك 17:6:1) وقد ذكر (كاترمير) إن الجهة المفردة التي وردت في النص في موضع الضريبة الوحيدة تترجم بالضريبة الخاصة؛ أنني أجهل أي ضريبة التي كانت حصيلتها تخصص لموكب الإصلاح والتجديد الذي يرسل، كل سنة، قبيل قافلة مكة (وصف مصر 494:11). أنظر (وصف مصر 1: 1149): جهة السمسرة: حق السمسرة (أماري دبلوماسية 197، وانظر441).
جهات: مصادر (ابن بطوطة 2؛ 242): ولم يعلم له جهة إلا ما يصله من الأخوان والأصحاب. في (فارس) تستعمل كلمة جهات للدلالة على الغنى والأموال (مملوك 18:1).
الجهات الثلاثة: في (محيط المحيط): (عند أهل الهيئة هي الأبعاد الثلاثة سواء كانت متقاطعة على زوايا قائمة أم لم تكن).
الجهات الأربع: الأصيلة (بقطر).
الجهات الست: في (محيط المحيط): (الجهات الست عند النحاة هي فوق وتحت ويمين وشمال وخلف وقدّام). جهة الصحة: النقاهة (بقطر).
صحة من الجهتين: فائدة مزدوجة، فائدة من جهتين متعادلتين (بقطر).
صاحب جهة: محابٍ، متحيز (الكالا).
وجهة: إعطاء وصف خاص لمجرى أفكاره أو اتجاهها (دي سلان) (المقدمة 1:132:3 و4)؛ الواجهة إلى الله: التوجه نحوه (المقدمة 16:372:2)؛ الوجهة الربانية: القصد الذي يسيّرهم إلى الله (المقدمة 373:2)؛ ويقال أيضاً وجهة وحدها للدلالة على المعنى نفسه (عادات 22): وهناك الصيغة التالية: فأخذتْ حكماً وجهةً Hacam fit un retour vers Dieu ( عادات 22).
وجهة: رحلة (الملابس 138، عدد 5، معجم البيان، ابن جبير 39، 10 و145:18 و192:9، مولر 15، ياقوت 4:573).
وجيه: والجمع وجاه: (فوك) وجيه: توقيع الشاهد القبطي: الوجيه كان وهو الآن أرساني ( Arsene) ( دي ساسي دبلوماسية 5:54:11)، حيث يقول الناشر (أظن أن كلمة وجيه هنا تشير إلى القائد الأعلى).
وجيه: الوجيه وفقاً (للقاموس) هو الاسم الذي يحمله جوادان حربيان فاخران. وقد وردت صفة الجواد الأصيل عند (المقري 385:1 وعند عبد الواحد 10:125 وعند أبي العلاء وفقا لما ذكره جي. جي شولتنز).
وجاهة: في (محيط المحيط): (الوجاهة، القدر والشرف، يقال له وجاهة عند الناس). وفي (المقري 16:360:1): وللفقه رونق ووجاهة. وفي (8:137): وللشعراء من ملوكهم وجاهة.
واجهة: في (محيط المحيط): (الواجهة مستقبل كل شيء وهي م كلام العامة)؛ واجهة البناء مقدمته (بقطر، همبرت 178 وتعني الوجه والجانب أيضاً (بقطر)).
التوجه: صيغة وردت في القرآن الكريم 6 الآية (97 و163) (معجم التنبيه).
توجيه: والجمع توجيهات: مهمة يسندها السلطان إلى أحد أتباعه في الأقاليم أو منصب يقلده إياه في الإقليم. أنظر تسويغات.
موَّجه: مقنَّع (الكالا).
الخبر الموجّه: خبز التقدمة (باين سميث 1930).
موجهن: مزيف، خائن (= بوجهين)، مزدوج، مدارِ، مداج (بقطر).
مواجه: adulateur متملق (بقطر).
مواجَهة: في الأمام، في الوجه، وجهاً لوجه، بحضور .. (فوك) (بقطر) entrevue.
مواجهة: مواجهة الشهود ومقابلتهم ومقارنة أقوالهم ببعضهم (بقطر) confrontation.
مواجهة: تملّق (بقطر).
المواجهة الشريفة: المقابلة المقدسة التي حدثت في المدينة المنورة (أنظر بيرتون 297:1).
وجهـ
وجَهَ يَجِه، جِهْ، وَجْهًا، فهو واجِه، والمفعول مَوْجوه
• وجَه الشَّخصَ:
1 - صار أوجَه منه عند النّاس.
2 - ضرب وجهَه وردَّه. 

وجُهَ يوجُه، وَجاهةً، فهو وَجيه
• وجُه الشَّخصُ: صار ذا رُتبةٍ وقدرٍ مرموق "وجُه الرَّجلُ في عشيرته- {فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا} ". 

اتَّجهَ إلى يتّجِه، اتّجاهًا، فهو مُتّجِه، والمفعول مُتّجَه إليه
• اتَّجه إلى الحدود أو نحوها: أقبَل عليها وقصَدها "اتّجه الشخصُ إلى البيت- اتّجه الطالب إلى المحاماة/ دراسة الطِّبّ- اتّجه الصاروخُ بدقّة نحو الهَدَف". 

تواجهَ يتواجه، تواجُهًا، فهو مُتواجِه
• تواجه الشَّخصان/ تواجه الشَّيئان:
1 - تقابلا وجهًا لوجهٍ "تواجها وتصارحا فتصافيا- تواجه البيتان: تقابلا".
2 - تصارعا "تواجه العَدُوّان". 

توجَّهَ/ توجَّهَ إلى يتوجّه، توجُّهًا، فهو مُتوجِّه، والمفعول مُتوجَّه إليه
• توجَّه جهة الأماكن المقدَّسة/ توجَّه إلى الأماكن المقدَّسة: مُطاوع وجَّهَ/ وجَّهَ إلى: قصدها، وذهب إليها "توجّه إلى الله بالدُّعاء- توجّه في صلاته إلى القبلة- توجَّه السُّيّاحُ جهة الآثار القديمة- {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} " ° توجَّه رأسًا: مباشرة.
• توجَّه إلى مديره بطلب إجازة: طلب تحقيقها "توجّهت النقابة إلى الحكومة بطلبات معينة- توجّه الموظَّفون إلى الدَّولة بطلب زيادة الأجور". 

واجهَ يواجه، مُواجهةً، فهو مُواجِه، والمفعول مُواجَه
• واجه الرَّجلَ: قابل وجهَه بوجهه "واجه المُتَّهَميْن".
• واجه صديقَه: استقبله بكلامٍ أو وَجْه "واجه الضَّيفَ- واجهه بالحقيقة: صارحه بها".
• واجه العدُوَّ: صارعه بالقول أو الفعل، جابهه وقاومه "واجَه الخطرَ- واجه الموقفَ بشجاعة/ بهدوء- هو قويّ في مواجهة الشَّدائد- يُحسن استخدام سياسة المواجهة" ° دُول المواجهة: هي الدول المقابلة للعدوّ، التي تشترك معه في الحدود. 

وجَّهَ/ وجَّهَ إلى يوجِّه، توجيهًا، فهو مُوجِّه، والمفعول مُوجَّه
• وجَّه الشّيءَ أو الشَّخصَ: جعله يأخذ اتّجاهًا معيّنًا "وجَّه صديقَه إلى تعلُّم الكمبيوتر".
• وجَّه الشَّخصَ: شرَّفه "وجَّهه أمام الحاضرين".
• وجَّه الشَّيءَ إلى جهة كذا: أداره إليها "وجَّه نظرهَ إلى المذاكرة- وجَّه الكلام إليه- وجَّه الميِّت إلى القِبلة: جعل

وجهه نحوها" ° وجَّه إليه تُهْمةً: ألصقها به- وجَّه جُهْدَه نحو الهدف: ركَّز جهدَه عليه.
• وجَّه الشّخصَ في حاجة: أرسله "وجَّه كتابَ احتجاج- وجّه رسالة: عنونها- {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ} ".
• وجَّهَ الشَّخصُ إلى الشَّيء: توجَّه، أي ولَّى وجهَه إليه "أينما أوجِّه ألقَ سعدًا [مثل] ". 

أوجَهُ [مفرد]: اسم تفضيل من وجَهَ ووجُهَ: أكثر إصابة، وأعلى قدرًا، وأعظم شرفا "هو أوجه أسرته- هو أوجه أهل البلدة". 

اتِّجاه [مفرد]: ج اتّجاهات (لغير المصدر):
1 - مصدر اتَّجهَ إلى.
2 - طريق وسبيل "اتّجاه السّاحل" ° أُحاديّ الاتّجاه: ذو اتّجاه واحد- تختلط عليه الاتّجاهات: أي الطُّرق- ثُنائيّ الاتّجاه: طريق باتّجاهين- حوَّلَ اتِّجاهَه: غيّره.
3 - تهيّؤ عقليّ لمعالجة تجربة أو موقف من المواقف تصحبه عادةً استجابة خاصّة، ميل، نزعة "اتّجاه سياسيّ معتدل/ فكريّ/ مضادّ- اتّجاهات متطرفة- في جميع الاتّجاهات". 

تَجاه/ تُجاه/ تِجاه [مفرد]: قبالة، مواجهة وتلقاءٌ "قعَد تجَاهي: تلقائي مستقبلاً لي- بيتُه تِجاه بيتي- تصرّف بإخلاص تجاه الجميع". 

توجيه [مفرد]: ج توجيهات (لغير المصدر):
1 - مصدر وجَّهَ/ وجَّهَ إلى.
2 - إرشادات أو نُصح أو بيان يوجَّه إلى المواطنين أو الأَتْباع "توجيهات الرَّئيس/ الزعيم" ° التَّوجيهات: التَّعليمات التي يُزوِّد بها المسئول مرؤسيه والتي ترسم كيفيّة تنفيذ الأعمال- التَّوجيه المهنيّ: إعلام الفرد نظرًا لذكائه وقدراته ونظرًا لفرص العمل الميسَّر بالمهنة التي يمكن أن ينجح فيها.
3 - (بغ) إيرادُ الكلام محتملاً لوجهين مختلفين.
4 - (عر) حركة الحرف قبل الرَّويّ المقيَّد كما في قول امرئ القيس (أنّي أفِرّْ) مع قوله (جميعًا صُبُر)، وقوله: (واليومُ قَرّْ).
• توجيه المصارف: (قص) أداة للسياسة النقديّة تشتمل على ضبط الإقراض المصرفيّ كأداة لتنظيم مجموع النقد المتداول. 

توجيهيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى توجيه: "السنة التوجيهيّة" ° الشَّهادة التَّوجيهيّة: شهادة إتمام الدّراسة الثّانويّة. 

جِهَة [مفرد]:
1 - ناحية، جانب "توجَّه جهةَ القِبْلَة- أحاط به من جميع الجهات" ° ما له جِهَة في هذا الأمر: ليس له اتّجاه فيه أو رأي.
2 - موضع تتوجَّه إليه وتقصده "ذهب جهة النَّافذة" ° الجهات المختصّة: الجهات المسئولة، الإدارات والمصالح الحكوميَّة.
3 - (سف) نسبة الموضوع إلى المحمول من حيث الضَّرورة أو الإمكان أو الامتناع.
• الجهات الأربع الأصليّة: (جغ) الشّرق والغرب والشّمال والجنوب. 

جِهَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِهَة: "مجلس جِهَويّ- اللَّجنة الثَّقافية الجِهويَّة". 

مُتَّجَه [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اتَّجهَ إلى.
2 - اتِّجاه.
3 - ميدان "يعملُ في كلّ متّجَه". 

مُتَّجِه [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اتَّجهَ إلى.
2 - مائل إلى، نازع إلى "الطقس مُتّجِه إلى البرودة".
• متَّجِه إلى الأمام: (نف) مصطلح يطلق على نوع من فقدان الذَّاكرة متعلِّق بالوقائع التي تتْبع المرض أو الحادث السَّببيّ. 

مُوَجَّه [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وجَّهَ/ وجَّهَ إلى ° إشارة موجَّهة: أحد ضوئين في مقدمة السَّيّارة ومؤخرتها يدلاّن على الاتّجاه عند الانعطاف- ثَوْب موجَّه: ذو وجهين- صاروخ موجَّه: محدَّد مسارُه عن بُعْد- كلامٌ موجَّه: ما يحتمل الضدّين فيصح أن يكون مدحًا أو ذمًّا.
2 - (هس) خط مستقيم ذو اتّجاه معيَّن يدلّ على نقطة بدايته ومقدار طوله.
• اقْتِصاد مُوجَّه: نظام تتولى فيه الدولة توجيه الاقتصاد ومسئولية الأمور الاقتصادية بكاملها. 

مُوَجِّه [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وجَّهَ/ وجَّهَ إلى.
2 - أداة تُوجَّه بها السَّيّارة من ناحية إلى ناحية ويسمّونه الديركسيون.
3 - (حس) تجاهي؛ قادر على إرسال الإشارات باتجاه واحد فقط أو استقبالها.
4 - عامل مؤثر في ضبط
 الاتجاه.
5 - من يرشد المعلِّمين إلى الطُّرق السَّليمة للتَّدريس "موجِّه الرياضيَّات/ اللُّغة العربيّة". 

واجِهَة [مفرد]: ما يستقبلك من كلِّ شيء "واجهة خشبيّة- واجهة الدَّار/ البيت/ القطار/ المعركة" ° واجهة المتجر: جهة الطَّريق منه حيث تُعرض البضائع. 

وَجاهة [مفرد]: مصدر وجُهَ ° أهل الوجاهة: الوجهاء والأعيان- مَوْضوع ذو وجاهة: صحيحٌ مقبول. 

وَجْه [مفرد]: ج أوجُه (لغير المصدر) ووُجُوه (لغير المصدر):
1 - مصدر وجَهَ.
2 - ما يواجهك من الرَّأس وفيه العينان والفم والأنف "وجهٌ جميل الهيئة/ حسن المنظر- جاءني الخيرُ على وَجْهك- ويُبدي لدنياهُ الفتى وَجهَ ضاحكٍ ... وما فَتِئَت تُبدي له وَجْهَ عابسٍ- {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا} " ° أخاديد الوَجْه/ خطوط الوَجُه: تجاعيده وغضونه- أدار بوَجْهه عنه: انصرف عنه- أراق ماءَ وَجْهه: أذلَّ نفسه، أهدر حياءَه وكرامته- أشاح بوَجْهه عنه: أعرض عنه مبديًا كُرهًا- أغلق البابَ في وَجْهه: صدَّه، ردَّه خائبًا- ابتسم في وَجْهه/ ضحك في وَجْهه: هشَّ له وأحسن استقباله- اكفهرّ وَجْهه: غضِب، ثار، تغيّر- بدون وَجْه حقّ: بدون سند صحيح- بوَجْه الإجمال: على أساس الإجمال- بوَجْه التَّقريب: على أساس الاحتمال- بوَجْه خاصّ: خصوصًا- بيَّض اللهُ وَجْهَه: إذا فعل فعلاً محمودًا، طهّره ونقّاه من العيوب، كرّمه- بيَّض وَجْهَ فلان: أتى بعمل عظيم يُعتزّ به- تضاريس الوَجْه: ملامحه- تقاطيع الوَجْه: قسماته وملامحه- ذو الوَجْهين لا يكون عند الله وجيهًا [حديث]: المنافق، يُظِهر خلاف ما في قلبه- رقيق الوَجْه: ليِّن الجانب، سَمْح- سوّد اللهُ وَجْهَه: إذا فعل فعلاً يؤخذ عليه- شوَّه وَجْه الحقيقة: أخفاها وطمسها، غيَّر من وجه استقامتها، أوردها بغير أمانة- صان ماءَ وَجْهه: حافظ على كرامته واحترم نفسَه- صفيحتا الوَجْه: جانباه- ضرَب وَجْه الأمر: أي أحسن التدبير- طَلْق الوَجْه: متهلّل ومشرق، باشّ- على الوَجْه الأكمل/ على أكمل وَجْه: تمامًا/ بالضَّبط- على الوَجْه التّالي: على النَّحو الآتي- على وَجْه الاستعجال: على أساس العجلة- على وَجْه التَّحديد: بالضَّبط وبصورة واضحة- على وَجْه الحصر: على سبيل الحصر- على وَجْه اليقين: على أساس اليقين- فعله لوَجْهه/ فعله لوَجْه الله: مرضاةً له- قام في وَجْهه: قاوم، اعترض عليه- قطَّب وَجْهه: عبَس- كرَّم اللهُ وَجْهَه: شرَّفه- كلامٌ ذو وَجْهين: كلام يحتمل رأيين- لا وَجْه له من الصحّة: لا أساس له من الصّحّة- لهذا القول وَجْهُ: أي مأخذ وجهةٌ أُخذ منها- ليس لكلامك وَجْهٌ: أي صحَّة- ماء الوَجْه: الكرامة، الحياء- مضَى على وَجْهه: ذهب دون انتباه ولا مبالاة- هما وجَهْان لعُملة واحدة: متلازمان يُكمِّل أحدُهما الآخرَ- هو أحسن القوم وَجْهًا: أحسنهم حالاً- وَجْهُ الثوب: مستقبله أي عكس قفاه- وَجْهُ الدَّهر: أوّله- وَجْهُ العدالة- وَجْهُ الكلام/ وَجْهُ الرَّأي: السَّبيل المقصود به، معناه- وَجْهًا لوَجْه: في مواجهته مباشرة، دون وساطة- وَجْهٌ يابس: قليل الخير- وجوه القرآن/ أوجه القرآن: معانيه.
3 - نوعٌ وقِسْم "طرق الموضوع من كلّ أوجُهه- بيّن وَجْه الخطورة في هذا التصرُّف- الكلام فيه على وجوهٍ" ° بوجه عامّ: بوجه شامل، بصورة غير محدَّدَة- وَجْهُ الشَّبه: الصِّفة المشتركة بين شيئين- وَجْهُ المسألة: ما ظهر لك منها.
4 - سيِّدُ القوم وشريفهم "وجوه المجتمع/ النَّاس".
5 - نفس الشَّيء وذاته "يساعد الفقراءَ لوَجْه الله- {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهَهُ} ".
6 - نيَّة وقَصْد " {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} ".
7 - جهة، ناحية " {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}: جهته التي أمركم بها".
8 - (سق) جزء العود المحمول على حافة القصبة.
9 - (فك) كلُّ مظهر من المظاهر التي يبدو فيها سيّار (نجم) للنَّظر أثناء دورانه "وجه القمر".
10 - (هس) واحدٌ من الأسطح المستوية التي تكوِّن متعدِّد السطوح.
• كثير الوجوه: (هس) جسم مُحاط بمضلَّعات مستوية من جميع جهاته، وتسمَّى المضلَّعات وجوهه.
• وجه النَّهار: أوّله وصدره "كان السَّفَرُ وجه النهار- {ءَامِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا ءَاخِرَهُ} ". 

وَجْهَة [مفرد]: ج وَجَهات ووَجْهات
 • وَجْهة البيت: واجِهته؛ ما استقبلته منه "طلى وَجْهَةَ البيت". 

وُجْهَة/ وِجْهَة [مفرد]:
1 - ناحية وجانب "من الوِجْهة الإنسانية/ القانونيّة- لا يمكن بحث القضيّة من هذه الوُجْهة".
2 - مَوضِعٌ تقصُدُه، كلُّ مكان استقبلته كالقبلة ونحوها "كانت وِجْهته مكَّة المكرَّمة- {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} ".
• وجهة الأمر: وجْهُه "قدّم وِجْهة نظره- يتبنّى وِجْهة نظر" ° ضلَّ وجهةَ أمره: لم يهتدِ إلى مقصده- وجهة نظر: رأي، طريقة تصوّر الأمور والنَّظر إليها لإبداء الرَّأي فيها. 

وَجيه [مفرد]: ج وُجهاء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وجُهَ.
2 - الجنين إذا خرجت يداه من الرَّحم أوّلاً.
3 - ذو قيمة، حسن ومقبول "سؤالٌ وجيه- رأي وجيه: صحيح مقبول- سبب وجيه/ منطق وجيه: معقول". 

وجه


وَجَهَ
a. [ يَجِهُ] (n. ac.
وَجْه), Struck in the face, slapped.
b. Surpassed in dignity.

وَجُهَ(n. ac. وَجَاْهَة)
a. Was esteemed.

وَجَّهَa. Smoothed, levelled; beautified.
b. Arranged, adjusted.
c. Made honoured; raised, exalted, advanced, promoted.
d. [Ila], Turned, went, faced towards.
e. [acc. & Fī], Sent about (affair).
f. Turned; converted.
g. [Fī], Travelled in.
وَاْجَهَa. Met, encountered; faced, confronted;
interviewed.

أَوْجَهَa. see II (c)b. Found honoured, exalted.

تَوَجَّهَa. Departed, set out; fled.
b. [Ila], Repaired to.
c. Grew old.

تَوَاْجَهَa. see III
إِوْتَجَهَ
(ت)
a. see V (b)b. [La], Occurred to (idea).
وَجْه
(pl.
أَوْجُه وُجُوْه
&
a. أُوْجُه ), Face, visage
countenance, physiognomy; front; exterior; side; surface;
aspect.
b. Honour, dignity, esteem, consideration; rank, standing
position, eminence.
c. Aim, object.
d. Manner, style.
e. Beginning.
f. Reason, cause; account; respect.
g. (pl.
وُجُوْه), Notable personage; dignitary; grandee; worthy; chief.
h. see 4
وِجْهa. Side; direction; district.

وِجْهَةa. see
جَهَة

وُجْهa. see 2
وُجْهَةa. see جَهَة

وَجَهa. A little water.

وَجِه
وَجُهa. see 1 (g) & 25
(a).
أَوْجَهُa. More honoured & c.

وَجَاْهَةa. Consideration, authority, influence; weight
importance; credit.

وِجَاْهa. Band, company.

وَجِيْه
(pl.
وُجَهَآءُ)
a. Honoured, influential, eminent, notable.
b. see 1 (g)c. Reversible (cloth).
d. see 25t (b)
وَجِيْهَة
( pl.
reg. &
وَجَاْئِهُ)
a. fem. of
وَجِيْهb. Amulet, charm.

وَجِيْهِيّa. Thorough-bred.

N. P.
وَجڤهَa. Slapped, buffeted.

N. P.
وَجَّهَa. see 25 (a) (c).
c. Hunchback.

N. Ac.
وَجَّهَa. Equivocation.

N. Ac.
وَاْجَهَ
(a. 2 ), Interview.
N. Ac.
تَوَجَّهَa. Departure & c.

N. Ac.
إِوْتَجَهَ
(ت)
a. see N. Ac.
V
جَُِهَة
a. Side; front; surface.
b. Aspect, appearance.
c. Respect; manner, fashion.
d. Region; direction.

وَجْهًا
a. Apparently.

بِوَجْهٍ
a. In some way.

وَُِجَاهَ ثَُِجَاهَ
a. Facing, fronting, opposite.

عَلَى وَجْهِهِ
a. In his own way.

مِن جِهَتِهِ
a. On his side, on his part; with respect, regard to; as
for, regarding, concerning him.

ذُوْ وَجْهَيْنِ
a. Ambiguous (language).
مِن كُلّ جِهَةٍ
a. On all sides; in every direction.
b. In every way, in all respects.

وِجَاه أَلْف
a. About a thousand.

إِبْيَضَّ وَجْهُهُ
a. He has distinguished himself, has done well.

إسْوَدَّ وَجْهُهُ
a. He has disgraced himself, has done ill.

مَضَى عَلَى وَجْهِهِ
a. He went away without ceremony.
عَمِلَهُ لِوَجْهِ اللّٰهِ
a. He did it to please God.

نَظَرَ إِلَيَّ بِأُوَيْجِهِ
سُوْءٍ
a. He looked at me askance.

فسر

[فسر] فيه ح: من "فسر" القرآن- يجيء في قال من ق. غ: التفسير كشف المراد عن اللفظ المشترك، والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر. 
ف س ر: (الْفَسْرُ) الْبَيَانُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (التَّفْسِيرُ) مِثْلُهُ. وَ (اسْتَفْسَرَهُ) كَذَا سَأَلَهُ أَنْ (يَفُسِّرَهُ) . 
ف س ر

هذا كلام يحتاج إلى فسرٍ وتفسير، وفسر القرآن وفسّره. ونظر الطبيب في تفسرة المريض وهي ماؤه المستدلّ به على علّته وكذلك كلّ ما ترجم عن حال شيء فهو تفسرته. ويقال: ما استفسرته عن هذا وما تفسرته عنه.
فسر الفَسْرُ: التَفْسِيْرُ؛ وهو بَيَانٌ؛ وتَفْصِيْلُ الكُتُبِ، يُقال: فَسَرْتُ القُرْآنَ وفَسَّرْتُه. وما تَفَسرْتُ عن هذا: أي ما سَالْمتُ عن تَفْسِيْرِه، وهي كقَوْلِكَ: ما اسْتَفْسَرْتُه.
[فسر] الفَسْرُ: البيانُ. وقد فَسَرْتُ الشئ أفسره بالكسر فسرا. والتفسير مثله. واسْتَفْسَرْتُهُ كذا، أي سألته أن يُفَسِّرَهُ لي. والفَسْرُ: نظر الطبيب إلى الماء، وكذلك التَفْسِرَةُ، وأظنُّه مولدا. 

فسر


فَسَرَ(n. ac.
فَسْر)
a. Uncovered, laid bare; discovered, detected; disclosed
revealed; expounded, explained, interpreted.
b. Examined, inspected.

فَسَّرَa. see I (a) (b).
c. Annotates, commented.

تَفَسَّرَa. see X
إِسْتَفْسَرَa. Asked to explain; inquired of, asked, questioned
about.

N. Ag.
فَسَّرَa. Explainer, expounder; expositor; commentator
scholiast, annotator-

N. Ac.
فَسَّرَ
(pl.
تَفَاْسِيْر)
a. Explanation; commentary; comment, note, gloss
scholium.

تَفْسِرَة
a. Symptom, sign, indication.
b. Diagnosis.
السين والراء س ف س ر

السِّفْسِيرُ الذي يَقُومُ على النَّاقَةِ قال أَوْسُ بن حَجرٍ

(وفارَقَتْ وَهْي لم تَجْرَبْ وباعَ لَها ... من الفَصَافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ)

وقيل هو الذي يَقُومُ على الإِبِلِ ويُصْلِحُ شَأْنَها وقيل هو السِّمْسَارُ وقيل هو الفَيْجُ والتَّابعُ ونحوه والسِّفْسِيرُ الحُزْمَةُ من حُزَمِ الرَّطْبة التي تُعْلَفُها الإِبِلُ وأصل ذلك كله فارِسيٌّ

فسر: الفَسْرُ: البيان. فَسَر الشيءَ يفسِرُه، بالكَسر، وتَفْسُرُه،

بالضم، فَسْراً وفَسَّرَهُ: أَبانه، والتَّفْسيرُ مثله. ابن الأَعرابي:

التَّفْسيرُ والتأْويل والمعنى واحد. وقوله عز وجل: وأَحْسَنَ تَفْسيراً؛

الفَسْرُ: كشف المُغَطّى، والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل،

والتأْويل: ردّ أَحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر.

واسْتَفْسَرْتُه كذا أَي سأَلته أَن يُفَسِّره لي.

والفَسْر: نظر الطبيب إلى الماء، وكذلك التَّفْسِرةُ؛ قال الجوهري:

وأَظنه مولَّداً، وقيل: التَّفْسِرةُ البول الذي يُسْتَدَلُّ به على المرض

وينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل، وهو اسم كالتَّنْهِيَةِ،

وكل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه، فهو تَفْسِرَتُه.

فسر: فسر (بالتشديد): أحصى، عد. ذكر، سرد (رسالة إلى السيد فليشر ص107).
تفسر: توضح، تبين، شرح. (فوك).
يتفسر: يمكن تفسيره، يفسر، يشرح، يقرأ، تحل رموزه.
استفسر: سأل أن يفسر ويوضح. وهذا الفعل يتعدى إلى مفعولين بنفسه فيقال: استفسره كذا (المقري 1: 888، رسالة إلى السيد فليشر ص144) أو يتعدى إلى المفعول الثاني بحرف الجر فيقال استفسر فلانا عن كذا. (ابن بدرون ص174).
افسار، افسارة (بالسريانية افسرا، (بالفارسية افسار وفسار): رسن زمام، مقود. باين سميث 1749، بار علي 4740).
تفسير: لابد أن لها معنى خاصا في أمثال لقمان لفريتاج (ص51): فلحقنا المهاندار بالخلع والتفسير. تفسيري: تأويلي، تبييني، شرحي. (بوشر).
مفسر: مؤول الأحلام. ففي رياض النفوس (ص28 و): دخل عليه أبو شيخ الفسر فقال (أصلح الله الأمير رأيت لك البارحة رؤيا حسنة.

فسر

1 فَسَرَ, aor. ـِ (S, M, O, Msb, K) and فَسُرَ, (M, K,) inf. n. فَسْرٌ; (S, M, O, Msb, K;) and ↓ فسّر, (S, M, K,) inf. n. تَفْسِيرٌ; (S, K;) which latter is the more common; (IKtt;) or the latter has an intensive signification; (Msb;) He discovered, detected, revealed, developed, or disclosed, a thing that was concealed or obscured; (IAar, O, K;) or a meaning perceived by the intellect: (B:) he rendered a thing apparent, plain, or clear; explained, expounded, or interpreted, it: (S, M, O, Msb, K:) accord. to Th (O, K, TA) and IAar, (TA,) ↓ تَفْسِيرٌ and تَأْوِيلٌ signify the same; (O, K, TA;) and so these and مَعْنًى: (O, TA:) or ↓ تفسير signifies the discovering, detecting, revealing, developing, or disclosing, what is meant by a dubious expression; and تأويل signifies the “ reducing one of two senses, or interpretations, which an expression bears, or admits, to that which suits the apparent meaning: ” (O, L, K, TA:) or the latter, the “ turning a verse of the Kur-án from its apparent meaning to a meaning which it bears, or admits, when the latter is agreeable with the Kur-án and the Sunneh: ” for instance, in the phrase in the Kur [vi. 95, &c.], يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ, if the meaning be [thus explained], “He produceth the bird from the egg,” this is ↓ تفسير: and if the meaning be [thus explained], “He produceth the believer from the unbeliever,” or “ the knowing from the ignorant,” this is تأويل: (KT:) or ↓ تفسير signifies the expounding, explaining, or interpreting, the narratives that occur collected without discrimination in the Kur-án, and making known the significations of the strange words or expressions, and explaining the occasions on which the verses were revealed; and تأويل, the “ explaining the meaning of that which is مُتَشَابِه, [or what is equivocal, or ambiguous,] i. e., what is not understood without repeated consideration. ” (TA.) b2: Also فَسَرَ, inf. n. فَسْرٌ; and ↓ فسّر, inf. n. تَفْسِرَةٌ, (S, O, K,) like تَذْكِرَةٌ; (TA;) or تَفْسِرَةٌ has the last of the significations assigned to it below as a subst.; (O, K, TA;) or it is postclassical; (S, O, K;) He (a physician) examined, or inspected, urine, (S, O, K, [but the inf. ns. only are mentioned,]) that he might judge, by its colour, of the disease of the person from whom it came. (TA.) 2 فَسَّرَ see the preceding paragraph, in six places.5 تَفَسَّرَ see the next following paragraph.10 استفسرهُ كَذَا He asked him to explain, expound, or interpret, such a thing to him: (S, Msb, TA:) and ↓ تَفَسُّرٌ is like اِسْتِفْسَارٌ. (TA.) تَفْسِرَةٌ Anything by which is known the explanation and meaning of a thing: (O, TA:) or anything which interprets, or explains, the state, or condition, of a thing. (B, TA.) b2: Urine by means of which, (M, O, K,) or by means of the colour of which, (TA,) one seeks to obtain an indication of the disease (M, O, K, TA) of a patient: (O, TA:) or it is an inf. n., as mentioned above. (O, K.) [See 1, last sentence.]

أَوْرَدَ كَلَامَهُ غَيْرَ مُفَسَّرٍ: see عَاهِنٌ.
فسر
. الفَسْر: الإِبَانَةُ وكَشْفُ المُغَطَّى كَمَا قَالَه ابنُ الأَعْرابيّ، أَو كَشْفُ المَعْنَى الــمَعْقُولِ، كَمَا فِي البَصَائر، كالتَّفْسِير. والفِعْلُ كضَرَب ونَصَرَ يُقَال: فَسَرَ الشيءَ يَفْسِرُه ويَفْسُرُه وفَسَّرَه: أَبَانَهُ.
قَالَ ابنُ القَطَّاع والتَّشْديد أَعَمُّ. والفَسْرُ، أَيضاً: نَظَرُ الطَّبِيبِ إِلى الماءِ، كالتَّفْسِرة، كتَذْكِرَة، أَو هِيَ، أَي التَّفْسِرَةُ: البَوْلُ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ على المَرَضِ ويَنْظُرُ فِيهِ الأَطِبَّاءُ يَسْتَدِلُّونَ بِلَوْنِه عِلى عِلَّةِ العَلِيلِ، وَهُوَ اسمٌ كالتَّهْنِئَة، أَو هِيَ، أَي التَّفْسِرَة، مُولَّدة، قَالَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ، وَهُوَ أَحْمَدُ بن يَحْيَى، وَكَذَلِكَ ابْن الأَعْرَابيّ: التَّفْسِيرُ والتَّأْوِيلُ والمَعْنَى واحِدٌ، وقولُه عَزَّ وجَلَّ: وأَحْسَنَ تَفْسِيراً. الفَسْر: كشْفُ المُغَطَّى، أَو هُوَ، أَي التَّفْسِيرُ كَشْفُ المُرَادِ عَن اللَّفْظ المُشْكِل.
والتَأْوِيلُ: رَدُّ أَحَدِ المُحْتَمِلَيْنِ إِلى مَا يُطَابِقُ الظّاهِرَ. كَذَا فِي اللّسَان. وَقيل: التَّفْسِيرُ: شَرْحُ مَا جاءَ مُجْمَلاً من القصَص فِي الكِتَاب الْكَرِيم، وتعْرِيفُ مَا تَدُلّ عَلَيْهِ أَلْفَاظُه الغَرِيبَة، وتَبْيينُ الأُمورِ الَّتِي أُنْزِلَتْ بسَبَبِهَا الآيُ والتَأْوِيلُ: هُوَ تَبْيِينُ مَعْنَى المُتَشَابِهِ. والمُتشابِهُ: هُوَ مَا لَمْ يُقْطَعْ بفَحْوَاهُ من غَيْرِ تَردُّد فِيهِ، وَهُوَ النَّصُّ. وفُسَارَانُ، بالضّم: ة بأَصْبَهانَ، نَقله الصاغانيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: التَّفَسُّرُ: الاستفسار. واسْتَفْسَرْتُه كَذا: سَأَلْتُه أَنْ يُفَسِّرَه لي. وكُلُّ شيْءٍ يُعْرَفُ بِهِ تَفْسِيرُ الشيْءِ ومَعْنَاه فَهُوَ تَفْسِرَته. وَفِي البَصَائر: كُلُّ مَا تَرْجَمَ عَن حالِ شيْءٍ فَهُوَ تَفْسِرَتُه.
وأَبو أَحْمَدَ عبدُ اللهِ بنِ محمّدِ بنِ ناصِحِ بن شُجاعِ بنِ المُفَسِّر المِصْريّ، وُلِدَ سنة، وتُوُفِّيَ سنة ذَكَره ابنُ عَسَاكِر فِي التارِيخ. ووَقَعَ لنا حَدِيثُه عَالِيا فِي مُعْجَم شُيُوخ الدِّمْيَاطيّ.
فسر
استفسرَ/ استفسرَ عن يستفسر، استفسارًا، فهو مُستفسِر، والمفعول مستفسَر
• استفسره عن أمرٍ/ استفسر عن أمرٍ: استوضحه، طلب منه تفسيرًا له "استفسر عما يعنيه من مقاله- استفسر عن أسباب تأخر الطائرة- استفسر عن أحواله". 

تفسَّرَ يتفسَّر، تفسُّرًا، فهو متفسِّر
• تفسَّر الشَّيءُ: صار مفهومًا، وضح معناه وبان "تفسَّر القانون/ الحُلْم- لم تتفسَّر لي هذه الأبيات إلاّ بجهد كبير". 

فسَّرَ يفسِّر، تفسيرًا، فهو مُفسِّر، والمفعول مُفسَّر
• فسَّر الأمرَ: وضّحه، شرحه، أبانه، وضعه في صورة أبسط "فسَّر الشِّعر/ القانون/ الحُلْم- فسَّر آيات القرآن الكريم: شرحها ووضَّح ما تنطوي عليه من معان وأسرار وأحكام- {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} ". 

استفسار [مفرد]: ج استفسارات (لغير المصدر):
1 - مصدر استفسرَ/ استفسرَ عن.
2 - استيضاح، تساؤل واستفهام "كان للأستاذ عدَّة استفسارات عن بحث الطالب- استفساراته كثيرة- تقدّم السفير باستفسارات حول التصريحات الأخيرة ضدّ دولته". 

تفسير [مفرد]: ج تفسيرات (لغير المصدر) وتفاسيرُ (لغير المصدر): مصدر فسَّرَ.
• تفسير القرآن الكريم: توضيح معانيه، وبيان وجوه البلاغة والإعجاز فيه، وشرح ما انطوت عليه آياته من أسباب نزول وعقائد وحكم وأحكام. 

تفسيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تفسير.
• مذكِّرة تفسيريّة: (قن) بيان يُصَدَّر به كلّ قانون لبيان الدَّواعي إلى سَنِّه. 

مُفسِّر [مفرد]: اسم فاعل من فسَّرَ.
• مُفسِّر كَيْفيّ: (نف) مريض يستخلص تفسيرات خاطئة من أحداث صحيحة. 
ف س ر : فَسَّرْتُ الشَّيْءَ فَسْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ بَيَّنْتُهُ وَأَوْضَحْتُهُ وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ. 
ف س ر

فَسَرَ الشيءَ يَفْسِرُه ويَفْسُرُهُ فَسْراً وفَسَّرَهُ أبانَهُ والتَّفْسِرَةُ البولُ الذي يُسْتَدَلُ به على المَرَضِ اسمٌ كالتَّنْهِيَةِ
(فسر)
الشَّيْء فسرا وضحه والطبيب نظر إِلَى بَوْل الْمَرِيض ليستدل بِهِ على مَرضه (مو)

(فسر) الشَّيْء وضحه وآيات الْقُرْآن الْكَرِيم شرحها ووضح مَا تنطوي عَلَيْهِ من معَان وأسرار وَأَحْكَام
فسر
[الفَسْرُ: إظهار المعنى الــمعقول، ومنه قيل لما ينبئ عنه البول: تَفْسِرَةٌ، وسمّي بها قارورة الماء] والتَّفْسِيرُ في المبالغة كالفسر، والتَّفْسِيرُ قد يقال فيما يختصّ بمفردات الألفاظ وغريبها، وفيما يختصّ بالتأويل، ولهذا يقال: تَفْسِيرُ الرّؤيا وتأويلها. قال تعالى: وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان/ 33] .

فكه

(فكه) الْقَوْم أَتَاهُم بالفاكهة وأطرفهم بملح الْكَلَام
(فكه)
فكها وفكاهة كَانَ طيب النَّفس مزاحا وَمِنْه تعجب فَهُوَ فكه وفاكه
(ف ك هـ) : (الْفَاكِهَةُ) مَا يُتَفَكَّهُ بِهِ أَيْ يُتَنَعَّمُ بِأَكْلِهِ وَيُتَلَذَّذُ (مِنْهَا) الْفُكَاهَةُ الْمُزَاحُ (وَرَجُلٌ فَكِهٌ) طَيِّبُ النَّفْسِ مَزَّاحٌ ضَحُوكٌ وَقَدْ فَكِهَ بِالْكَسْرِ فَكَاهَةً بِالْفَتْحِ (وَفِي التَّنْزِيل) {فَكِهِينَ} [المطففين: 31] أَيْ أَشِرِينَ بَطِرِينَ وَفَاكِهِينَ أَيْ نَاعِمِينَ.
[فكه] فيه: كان صلى الله عليه وسلم من "أفكه" الناس مع صبي، الفاكه: المازح، والاسم الفكاهة، وفكه يكفه فهو فاكه وفكه، وقيل: الفاكه ذو الفكاهة كتامر. ومنه: كان من "أفكه" الناس إذا خلا مع أهله. وح: أربع ليس غيبتهن بغيبة منهم "المتفكهون" بالأمهات، هم الذين يشتمونهن ممازحين. غ: "فكهين": ناعمين، والتفكه: التندم، قا: «في شغل "فاكهون"» متلذذون في النعمة، وتنكير شغل للتعظيم.
فكه
الفاكِهَةُ: كلُّ الثِّمارِ، فَكَّهْتُ القَوْمَ تَفْكِيْهاً. وفاكَهْتُ القَوْمَ بمُلَحِ الكلام. والاسْمُ: الفَكِيْهَةُ والفُكَاهَةُ. والتَّفَكُّهُ: التَّعَجُّبُ، من قوله عزَّ وجلَّ: " فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون ". وقوله: " فاكِهِيْنَ " أي ناعِمِين. و " فَكِهِيْن ": فَرِحِيْنَ أشِرِيْنَ. ورَجُلٌ فَكِهٌ: مُعْجَبٌ بما هو فيه، وفاكِهٌ: يَتعجَّبُ. ونَخْلَةٌ فاكِهةٌ: مُعْجِبَةٌ، ومنه سُمِّيَتِ الفاكِهَةُ. وجاءنا بأُفْكُوهَةٍ: أي بأُعْجُوبَةٍ. وأفْكَهَتِ الناقَةُ: إذا رَأَيتَ في لَبَنِها خُثُوْرَةً مِثْلَ اللِّبَإِ قَبْلَ أنْ تَضَعَ، فهي مُفْكِهَةٌ. وأفْكَهَتْ - أيضاً - البِنْتُ: وَلَدَتْ.
فكه وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث زيد [بن ثَابت رَحمَه الله -] أَنه كَانَ من أفكَهِ النَّاس إِذا خلا مَعَ أَهله وأزمتهم فِي الْمجْلس. قَوْله: من أفكه النَّاس الْفَاكِه فِي غير شَيْء وَهُوَ هَهُنَا المازح وَالِاسْم مِنْهُ: الفُكاهة وَهِي المِزاحة والفاكه [أَيْضا -] فِي غير هَذَا [الْموضع -] : الناعم [وَكَذَلِكَ يرْوى فِي قَوْله: {إِنَّ أَصْحَاب الْجنَّة الْيَوْم فِي شغل فاكهون} فالفاكه: الناعم والفكه: المعجب وَأما قَوْله: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُوْنَ} فَهُوَ من غير هَذَا يرْوى أَنه تَنْدمُونَ] .
[فكه] الفاكِهَةُ معروفةٌ، وأجناسها الفَواكِهُ. والفاكهاني: الذى يبيعها. والفكاهة بالضم: المُزاحُ. والفَكاهَةُ بالفتح: مصدر فَكِهَ الرجلُ بالكسر، فهو فَكِهٌ، إذا كان طيِّب النفس مَزَّاحاً. والفَكِهُ أيضاً: الأشِرُ البَطِرُ. وقرئ: (ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ) ، أي أشرين. و (فاكهين) أي ناعمين. والمفاكهة: الممازحة. يقال: " لا تفاكه أمه، ولا تبل على أكمه ". وتفكه: تعجب، ويقال تندم. قال تعالى: (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهونَ) أي تندمون. وتفكهت بالشئ: تمتعت به. أبو زيد: أفْكهَتِ الناقة، إذا دَرَّت عند أكل الربيع قبل أن تضع، فهى مفكهة. والفاكه بن المغيرة المخزومى: عم خالد ابن الوليد. 
فكه
الفَاكِهَةُ قيل: هي الثّمار كلها، وقيل: بل هي الثّمار ما عدا العنب والرّمّان . وقائل هذا كأنه نظر إلى اختصاصهما بالذّكر، وعطفهما على الفاكهة. قال تعالى: وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ
[الواقعة/ 20] ، وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ [الواقعة/ 32] ، وَفاكِهَةً وَأَبًّا [عبس/ 31] ، فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ
[الصافات/ 42] ، وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ [المرسلات/ 42] ، والفُكَاهَةُ:
حديث ذوي الأنس، وقوله: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
قيل: تتعاطون الفُكَاهَةَ، وقيل:
تتناولون الْفَاكِهَةَ. وكذلك قوله: فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ
[الطور/ 18] .
فكه: تفكه: تلهى، تسلى. (بوشر).
تفكه بفلان: تمتع به، تمتع لرؤيته، تمتع بالحديث معه. (بوشر).
تفكه بفلان: هزئ به، سخر منه (فوك).
تفكه بأعراض الناس: تلذذ باغتيابهم (انظر المعاجم العربية في مادة فكه). وفي حيان - بسام (3: 142 ق): (ممن دينه حث الكأس، وتنضيد الآس، وطبخ التوفاس، والتفكه بأعراض الناس).
فكه: ضحك، مرح صاخب، طرب، فرح، جذل، حبور، انشراح، انبساط. (بوشر).
ابن فكه: نشيط خفيف، يقظ، حذر، قوي. (بوشر) فكه: مداعب. ممازح، لطيف، ممتع، مسل، مله، مروخ للنفس، الطيب النفس الذي يكثر من الدعابة. (بوشر).
فكهاني: فاكهاني، فاكهي، بائع الفواكه. (بوشر، ألف ليلة 1: 56، 4: 293).
فكاه: فاكهاني، فاكهي، بائع الفواكه. (كازيري 1: 145).
فاكهة= خمر عتيقة (المستعيني في مادة خمر عتيفة).
مفاكهة: تسلية، لهو. (بوشر).

فكه


فَكِهَ(n. ac. فَكَه
فَكَاْهَة)
a. Was merry, gay, jovial, jocose.

فَكَّهَa. Brought, gave fruit to.
b. Amused, diverted, entertained.

فَاْكَهَa. Joked, jested with.

تَفَكَّهَa. see Ib. [Bi], Amused, diverted himself with; was pleased with;
delighted in.
c. Ate fruit.
d. Wondered.
e. Regretted.

تَفَاْكَهَa. Joked, jested together.

فَكِهa. Merry, jovial, jocose; jolly.
b. Eater of fruit.

فَاْكِهa. see 5 (a)b. One possessing fruit.

فَاْكِهَة
(pl.
فَوَاْكِهُ)
a. fem. of
فَاْكِهb. Fruit.
c. Confectionery, sweetmeats.

فُكَاْهَةa. Mirth, merriment, joking, jesting, pleasantry
jocularity, joviality.

فَكِيْهَةa. see 24t
فَاكِهَانِيّ
a. [ coll. ], Fruiterer, vendor of
fruit.
أُفْكُوْهَة (pl.
أَفَاْكِيْهُ)
a. Wonder, marvel, remarkable thing.
b. Absurdity.

فَاكِهَة الشِّتَآء
a. The fire.

هُوَ فَكِهٌ بِأَعْرَاضِ
النَّاس
a. He is one who delights in speaking evil of men.
ف ك هـ: (الْفَاكِهَةُ) مَعْرُوفَةٌ وَأَجْنَاسُهَا (الْفَوَاكِهُ) . وَ (الْفَاكِهَانِيُّ) الَّذِي يَبِيعُهَا. وَ (الْفُكَاهَةُ) بِالضَّمِّ الْمِزَاحُ. وَبِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ (فَكِهَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ سَلِمَ فَهُوَ (فَكِهٌ) إِذَا كَانَ طَيِّبَ النَّفْسِ مَزَّاحًا. وَ (الْفَكِهُ) أَيْضًا الْبَطِرُ الْأَشِرُ. وَقُرِئَ: «وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَكِهِينَ» أَيْ أَشَرِينَ، وَ {فَاكِهِينَ} [الدخان: 27] أَيْ نَاعِمِينَ. وَ (الْمُفَاكَهَةُ) الْمُمَازَحَةُ. وَ (تَفَكَّهَ) تَعَجَّبَ. وَقِيلَ: تَنَدَّمَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة: 65] أَيْ تَنْدَمُونَ. وَتَفَكَّهَ بِالشَّيْءِ تَمَتَّعَ بِهِ. 
ف ك هـ

تفكّه القوم: أكلوا الفاكهة، وفكهتهم أنا.

ومن المجاز: تفكّه بكذا إذا تلذذ به، وتركتهم يتفكّهون بعرض فلان أي يتلذذون باغتيابه، وفلان فكهٌ بأعراض الناس. وفاكهت القوم مفاكهة: طايبتهم ومازحتهم. وما كان ذلك مني إلا فكاهة أي دعابة. ورجل فكهٌ: طيب النفس ضحوك. قال:

فكهٌ إلى جنب الخوان إذا جرت ... نكباء تخلع ثابت الأطناب

وقال صخر بن عمرو بن الشريد:

فكه العشيّ إذا تأوّب رحله ... ركب الشتاء مسامح بالميسر

وجاءنا بأفكوهة وأملوحة. وقوله تعالى: " فظلتم تفكّهون " وارد على سبيل التهكم أي تجعلون فاكهتكم وما تتلذذون به قولكم " إنّا لمغرمون ".
ف ك هـ : الْفَاكِهَةُ مَا يُتَفَكَّهُ بِهِ أَيْ يُتَنَعَّمُ بِأَكْلِهِ رَطْبًا كَانَ أَوْ يَابِسًا كَالتِّينِ وَالْبِطِّيخِ وَالزَّبِيبِ وَالرُّطَبِ وَالرُّمَّانِ وقَوْله تَعَالَى {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: 68] قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ إنَّمَا خَصَّ ذَلِكَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَذْكُرُ الْأَشْيَاءَ مُجْمَلَةً ثُمَّ تَخُصُّ مِنْهَا شَيْئًا بِالتَّسْمِيَةِ تَنْبِيهًا عَلَى فَضْلٍ فِيهِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7]
وَكَذَلِكَ {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98] فَكَمَا أَنَّ إخْرَاجَ مُحَمَّدٍ وَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى مِنْ النَّبِيِّينَ وَإِخْرَاجَ جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُمْتَنِعٌ كَذَلِكَ إخْرَاجُ النَّخْلِ وَالرُّمَّانِ مِنْ الْفَاكِهَةِ مُمْتَنِعٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَمْ أَعْلَمْ أَحَدًا مِنْ الْعَرَبِ قَالَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ لَيْسَا مِنْ الْفَاكِهَةِ وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ مِنْ الْفُقَهَاءِ فَلِجَهْلِهِ بِلُغَةِ الْعَرَبِ وَبِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ وَكَمَا يَجُوزُ ذِكْرُ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ لِلتَّفْصِيلِ كَذَلِكَ يَجُوزُ ذِكْرُ الْخَاصِّ قَبْلَ الْعَامِّ لِلتَّفْضِيلِ قَالَ تَعَالَى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87] وَمِنْهُ الْفُكَاهَةُ بِالضَّمِّ لِلْمُزَاحِ لِانْبِسَاطِ النَّفْسِ بِهَا وَتَفَكَّهَ بِالشَّيْءِ تَمَتَّعَ بِهِ وَتَفَكَّهَ أَكَلَ الْفَاكِهَةَ وَتَفَكَّهَ تَعَجَّبَ. 
(ف ك هـ)

الْفَاكِهَة: الثَّمر كُله، وَقيل: لَا يُسمى مَا كَانَ من التَّمْر وَالْعِنَب وَالرُّمَّان فَاكِهَة، وَاحْتج بقوله: (فيهمَا فاكِهَةٌ ونَخلٌ ورُمّانٌ) فَقيل: لَو كَانَ النّخل وَالرُّمَّان نَوْعَيْنِ من الْفَاكِهَة لما خصصت من سَائِر أَنْوَاعهَا، وَلَيْسَ هَذَا بِحجَّة، لِأَن الْعَرَب تفعل مثل ذَلِك تَأْكِيدًا أَو تَشْرِيفًا للنوع.

وَرجل فَكِهٌ: يَأْكُل الْفَاكِهَة، وفاكِهٌ: عِنْده فَاكِهَة، وَكِلَاهُمَا على النّسَب، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُقَال لبائع الْفَاكِهَة فكَّاهٌ، كَمَا قَالُوا لبان ونبال، لِأَن هَذَا الضَّرْب إِنَّمَا هُوَ سَمَاعي لَا اطرادي.

وفكَّهَ الْقَوْم بالفاكهةِ: أَتَاهُم بهَا.

والفاكهة أَيْضا: الْحَلْوَاء، على التَّشْبِيه.

وفكَّههُمْ بملح الْكَلَام: أطرفهم، وَالِاسْم الفَكِيهةُ والفُكاهةُ، والمصدر المتوهم فِيهِ الْفِعْل الفُكاهَةُ.

والفاكِه: المزَّاح.

والتفاكُهُ: التمازح.

والفَكِهُ: الطّيب النَّفس الضحوك، وَالِاسْم مِنْهُ الفُكاهَة، وَقد فَكِه فَكَهاً.

والفَكِهُ أَيْضا: الَّذِي يحدث أَصْحَابه ويضحكهم.

وفَكِهَ من كَذَا، وتَفكَّه: عجب، حكى ابْن الْأَعرَابِي: لَو سَمِعت حَدِيث فلَان مَا فَكِهتَ لَهُ، أَي مَا أعْجبك.

وَقَوله تَعَالَى: (فِي شُغُلٍ فاكِهونَ) أَي متعجبون ناعمون بِمَا هم فِيهِ.

والتفكُّه: التندم، وَفِي التَّنْزِيل: (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهونَ) مَعْنَاهُ تَنْدمُونَ.

وأفكَهَت النَّاقة: إِذا رَأَيْت فِي لَبنهَا خثورة شبه اللِّبَإِ.

والمفكِهُ من الْإِبِل: الَّتِي يهراق لَبنهَا عِنْد النِّتَاج، وَالْفِعْل كالفعل.

وفاكِهٌ: اسْم وفُكَيْهَة: اسْم امْرَأَة، وَيجوز أَن يكون تَصْغِير فَكِهَة الَّتِي هِيَ الطّيبَة النَّفس الضحوك، وَأَن يكون تَصْغِير فَاكِهَة مرخما، أنْشد سِيبَوَيْهٍ: تقولُ إِذا استهلكتُ مَالا للذَّة ... فُكَيْهَةُ هَشَّئٌ بِكَفَّيكَ لائِقُ

يُرِيد: هَل شَيْء.
فكهـ
فكِهَ/ فكِهَ من يَفكَه، فَكَهًا وفَكاهةً، فهو فَكِه وفاكِه، والمفعول مفكوه منه
 • فكِه الرجلُ:
1 - كان طيِّب النفس مَزَّاحًا مُضحِكًا "فكِه المعلِّم- {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}: طيِّبي النَّفس سعداء".
2 - تنعَّم وسُرَّ وتلذَّذ بالنِّعمة " {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} ".
• فكِه من الأمر: تعجَّب منه "لو سمعتَ حديثَه لمَا فكِهْتَ منه: لما أعجبك". 

تفاكهَ يتفاكه، تفاكُهًا، فهو مُتفاكِه
• تفاكه الأصدقاءُ: تمازحوا بالفكاهات والنوادر "قضوا سهرتهم يتفاكهون". 

تفكَّهَ/ تفكَّهَ بـ/ تفكَّهَ من يتفكّه، تفكُّهًا، فهو مُتفكِّه، والمفعول متفكَّه به
• تفكَّه الشَّخصُ:
1 - تندّم.
2 - أكل الفاكهة.
3 - تسلَّى بالنَّوادر والفُكاهات "قضوا ليلتهم يتفكَّهون بطرائف الأخبار وقراءة الشِّعر".
• تفكَّه بالشَّيء: تمتَّع به وتلذَّذ "تفكَّه بأكل ما لذَّ وطاب".
• تفكَّه بفلان: اغتابه وتناول فيه.
• تفكَّهَ منه: فكِه، تعجَّب " {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}: تتعجّبون من سوء مصيره". 

فاكهَ يفاكه، مُفاكَهةً، فهو مُفاكِه، والمفعول مفاكَه
• فاكه صديقَه: مازحه "فاكَه زوجته/ جلساءَه". 

فكَّهَ يفكِّه، تَفْكيهًا، فهو مُفكِّه، والمفعول مُفكَّه
• فكَّه صديقَه: أطرفه بمُلَح الكلام. 

أُفْكُوهة [مفرد]: ج أفاكيهُ:
1 - أعجوبة، شيء خارق غير معتاد يدعو إلى العجب.
2 - مُلْحة، قصّة فَكِهَة "روَى أُفْكوهةً سُرَّ بها السَّامعون". 

فاكهانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فاكهة: على غير قياس.
2 - بائع الفاكهة "اشتريتُ عنبًا من فاكهانيّ الحيّ". 

فاكهة [مفرد]: ج فَواكِهُ: ما يتلذَّذ به النَّاس من ثمار الأشجار كالتُّفّاح والعنب والخوخ ونحوها "سلَّة الفاكهة- بستان فواكه- يحب الأطفال أكل الفاكهة- {لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ} " ° عصير فواكه: عصير يُؤخذ من الفواكه- فاكهة الشِّتاء: النار.
• سكّر الفاكهة: (كم) سكر بلوري أبيض حلو الطّعم، يوجد في الفاكهة الناضجة ورحيق الأزهار وعسل النّحل. 

فاكهيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فاكهة.
2 - فاكهانيّ؛ بائع الفاكهة. 

فَكاهة [مفرد]: مصدر فكِهَ/ فكِهَ من. 

فُكاهة [مفرد]: مِزاح، دُعابة؛ ما يُتمتَّع به من طُرَف الكلام "فُكاهة حديث- له فُكاهات يُتندَّر بها- قضينا الوقت برواية فكاهات تُزيل الغمَّ". 

فَكَه [مفرد]: مصدر فكِهَ/ فكِهَ من. 

فَكِه [مفرد]: مؤ فَكِهَة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فكِهَ/ فكِهَ من: مَنْ يُكثر من الدُّعابة والمِزاح، طيِّب النفس، ظريف خفيف الرُّوح "مُحدِّث فَكِه" ° فَكِه بأعراض النَّاس: يغتابهم، يتلذَّذ باغتيابهم.
2 - صيغة مبالغة من فكِهَ/ فكِهَ من: كثير الاستهزاء والسُّخرية " {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} ".
3 - مسلٍّ؛ يبعث على السرور والضحك "قِصة/ ملاحظة فَكِهة". 

فكه

1 فَكِهَ, aor. ـَ inf. n. فَكَاهَةٌ (S, Mgh, K) and فَكَهٌ, (K, TA,) [the latter inf. n. correctly thus, agreeably with a general rule, in the CK with the ك quiescent, but said in the TA to be بالتحريك,] (assumed tropical:) He was, or became, cheerful, happy, or free from straitness; (S, Mgh, K;) jocose, or given to jesting, (S, Mgh,) and to laughing: (Mgh, K:) or one who talked to his companions and made them to laugh. (K.) b2: See also 5.2 فَكَّهَهُمْ, inf. n. تَفْكِيهٌ, He brought to them فَاكِهَة [i. e. fruit]. (K.) b2: And [hence] فَكَّهَهُمْ بِمُلَحِ الكَلَامِ, inf. n. as above, (tropical:) He entertained them in a novel manner with facetious sayings or talk. (K, TA.) 3 فاكههُ, (K,) inf. n. مُفَاكَهَةٌ, (S,) (tropical:) He jested, or joked, with him; (S, K, TA;) indulged in pleasantry with him. (TA.) It is said in a prov., لَا تُفَاكِهْ أَمَةً وَلَاتَبُلْ عَلَى أَكَمَةٍ (tropical:) [Jest not thou with a female slave, and make not water upon a hillock, i. e. and publish not what is secret of thine affair: see art. اكم]. (S, TA.) [See also an ex. in a verse cited voce تَزَنَّدَ.]4 أَفْكَهَتْ She (a camel) yielded her milk plentifully on the occasion of eating the [herbage called]

رَبِيع, before her bringing forth: (S, TA:) or she being near to bringing forth, her صَلَوَانِ [app. meaning two parts on the right and left of the tail (see صَلًا in art. صلو)] became lax, or flaccid, and her udder became large; like أَفَكَّت. (TA in art. فك. [See also the part. n., below.]) 5 تفكّه He ate fruit (فَاكِهَة): (Msb, K:) and He took fruit with his hand, [he helped himself to it;] syn. تَنَاوَلَ الفَاكِهَةَ: and hence, as is said in the A, (TA,) the saying in the Kur [lvi. 65], فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ is ironical, meaning [And then ye would be in the condition of] making your fruit to be your saying إِنَّا لَمُغْرَمُونَ Verily we are burdened with debt (which words occur in the next verse)]: or تَفَكَّهَ here [or rather in a case of this kind] means He threw away from himself the fruit: thus says Ibn-'Ateeyeh, (K, TA,) in his exposition: (TA:) [but see other explanations in what follows:] and it signifies also He abstained from fruit: thus it bears two contr. meanings. (K.) b2: And sometimes [it means (tropical:) He amused himself with talk; like as one amuses himself with the eating of fruit after a meal; i. e.] التَّفَكُّهُ is metaphorically used as meaning التَّنَقُّلُ بِالحَدِيثِ. (Bd in lvi. 65.) b3: And (assumed tropical:) He affected jesting, or joking. (TA.) b4: And تفكّهوا بِفُلَانٍ (assumed tropical:) They spoke evil of such a one; or did so in his absence; and defamed him; and did thus with jesting, one with another. (TA.) b5: And تفكّه بِهِ (assumed tropical:) He enjoyed it: (S, Msb, K:) and [particularly] (Msb) he enjoyed the eating of it. (Mgh, Msb.) b6: And تفكّه also signifies (assumed tropical:) He wondered, (S, Msb, K,) مِنْهُ at it; and so ↓ فَكِهَ, followed likewise by منه. (K.) And hence [accord. to some] the saying in the Kur cited above, فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ i. e. (assumed tropical:) [And then ye would be in the condition of] wondering at what had befallen you in respect of your seed-produce. (TA.) b7: And He repented, grieved, lamented, or regretted: (IAar, S, K:) and the words of the Kur cited in the last sentence above, (S, TA,) as expl. by some, (TA,) mean [And then ye would be in the condition of] repenting, &c.: (S, TA:) and so تَفَكَّنُونَ, which is of the dial. of 'Okl; or, accord. to Lh, Temeem say تَتَفَكَّنُونَ, and AzdShanoo-ah say تَتَفَكَّهُونَ. (TA.) 6 تَفَاكُهٌ signifies The jesting, or joking, [or indulging in pleasantry, (see 3,) of a number of persons,] one with another, (K.) [You say, تفاكهوا They jested, &c., one with another.]

فَكِهٌ Eating, or an eater of, فَاكِهَة [i. e. fruit]; (K, TA;) a possessive epithet; applied to a man. (TA.) b2: Also, (S, Mgh, K,) and ↓ فَاكِهٌ, (K, TA, in the CK فَاكِهَةٌ,) and ↓ فيكهان [app. فَيْكَهَانٌ or فَيْكِهَانٌ, like تيَّهَانٌ], (Az, TA,) (assumed tropical:) Cheerful, happy, or free from straitness; (Az, S, Mgh, K;) jocose, or given to jesting, (Az, S, Mgh,) and to laughing: (Mgh, K:) or the first, (K, TA,) and second, (K,) one who talks to his companions and makes them to laugh: (K, TA:) and فَكِهَاتٌ, applied to women, cheerful, happy, or free from straitness. (TA.) b3: And فَكِهٌ signifies also (assumed tropical:) Exulting, or rejoicing above measure; or exulting greatly, and behaving insolently and unthankfully, or ungratefully: (S, TA:) and thus the pl. فَكِهِينَ signifies in the Kur (S, Mgh) xlix. 26 [as some there read]: (S:) ↓ فَاكِهِينَ [is the more common reading and] means enjoying an easy and a pleasant life; or enjoying case and plenty. (S, Mgh.) b4: And (assumed tropical:) Wondering: and thus some explain the pl. فَكِهُونَ in the Kur xxxvi. 55. (TA.) b5: هُوَ فَكِهٌ بِأَعْرَاضِ النَّاسِ means (tropical:) He is one who delights in speaking evil of men, or in doing so in their absence. (K, TA.) فَكِيهْ is said by Golius to signify “ Qui proloqui non potest,” on the authority of the KL: but in my copy of the KL, I find that the word to which this meaning is assigned is فَهِيهٌ.]

فُكَاهَةٌ, a subst. [as distinguished from the inf. n. فَكَاهَةٌ], (S, K,) A jesting, or joking; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ فَكِيهَةٌ. (K.) فَكِيهَةٌ: see what next precedes.

فَاكِهٌ Possessing فَاكِهَة [i. e. fruit]; (K, TA:) an epithet of the same class as تَامِرٌ and لَابِنٌ: or, accord. to Aboo-Mo'ádh the grammarian, one whose fruit has become abundant. (TA.) b2: See also فَكِهٌ, in two places. b3: And [the fem.] فَاكِهَةٌ, (assumed tropical:) A palm-tree (نَخْلَةٌ) inducing wonder, or admiration, and pleasure, or joy; or pleasing, or (??) joicing; [app. by its having much fruit;] syn. مُعْجِبَةٌ. (K.) فَاكِهَةٌ a word of well-known meaning, (S,) Fruit, of any kind; (K;) a thing, or things, the eating whereof is enjoyed, (Mgh, Msb,) whether moist or dry, as figs and melons and raisins and pomegranates: (Msb:) [the words, of the Kur lv. 68, فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ have caused it to be much and vainly disputed whether dates and pomegranates be, or be not, included among the things termed فاكهة: it seems to be the general opinion of the lexicologists that they are included; but the contrary opinion is held by many of the lawyers, and by the Imám Aboo-Haneefeh among them:] the pl. is فَوَاكِهُ, meaning kinds thereof. (S.) b2: And (by way of comparison [thereto], TA) (tropical:) Sweetmeat; syn. حَلْوَآء; (K;) which is also applied by some to “ fruit ” (فاكهة), (T in art. حلو,) or to “ sweet fruit. ” (K in that art.) b3: And فَاكِهَةُ الشِّتَآءِ [lit. The fruit of winter] is metonymically used as meaning (tropical:) the fire. (Har p. 594.) فَاكِهِىٌّ: see فَاكِهَانِىٌّ.

فيكهان:see فَكِهٌ, second sentence.

فَاكِهَانِىٌّ A seller of فَاكِهَة [i. e. fruit]; (S, K;) as also ↓ فَاكِهِىٌّ; (TA;) but not فَكَّاهٌ. (Sb, TA.) كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ occurs in two trads. [as meaning (assumed tropical:) He was of the most cheerful and jocose of men]. (TA [in which the meaning is indicated by the context].) أُفْكُوهَةٌ i. q. أُعْجُوبَةٌ (assumed tropical:) [A wonderful thing]. (K.) You say, جَآءَ فُلَانٌ بِأُفْكُوهَةٍ (assumed tropical:) [Such a one did, or uttered, a wonderful thing]. (TA.) مُفْكِهٌ (Az, S, K) and مُفْكِهَةٌ (K) A she-camel whose milk is thick, (K, TA,) like biestings: (TA:) or that yields her milk plentifully on the occasion of eating the [herbage called] رَبِيع, before her bringing forth: (S:) or whose milk pours forth on the occasion of parturition, before her bringing forth: or, accord. to Sh, the meaning is that indicated by the second explanation of the verb, 4 [q. v.]. (TA.)

فكه: الفاكهةُ: معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ، وقد اختلف فيها فقال

بعض العلماء: كل شيء قد سُمِّيَ من الثِّمار في القُرآن نحو العِنَب

والرُّمّان فإنا لا نُسَمِّيه فاكهةً، قال: ولو حَلَفَ أَن لا يأْكل فاكهة

فأَكل عنباً ورُمّاناً لم يَحْنَثْ ولم يكنْ حانثاً. وقال آخرون: كلُّ

الثِّمار فاكهةٌ، وإنما كرر في القرآن في قوله تعالى: فيهما فاكهةٌ ونخلٌ

ورُمّانٌ؛ لتَفْضِيل النخلِ والرُّمَّان على سائر الفواكه دُونَهما، ومثله

قوله تعالى: وإذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّين مِيثاقَهم ومِنْكَ ومن نوحٍ

وإبراهيمَ وموسَى وعيسى بن مريم؛ فكرر هؤلاء للتفضيل على النَّبِيِّين

ولم يَخْرُجوا منهم.

قال الأَزهري: وما علمت أَحداً من العرب قال إنَّ النخيلَ والكُرومَ

ثِمارُها ليست من الفاكهة، وإنما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسأَلة عن

أَقاويل جماعة فقهاء الأَمصار لقلة علمه بكلام العرب وعلمِ اللغة

وتأْويلِ القُرآن العربي المُبين، والعرب تَذْكُر الأَشياء جملة ثم تَخُصُّ

منها شيئاً بالتسمية تنبيهاً على فَضْلٍ فيه. قال الله تعالى: مَنْ كانَ

عَدُوّاً لله وملائكتهِ ورُسُلِه وجِبْريلَ ومِيكالَ؛ فمن قال إن

جِبْريلَ ومِيكالَ ليسا من الملائكة لإفْرادِ الله عزَّ وجل إياهما بالتسمية

بعد ذِكْر الملائكة جُمْلةً فهو كافر، لأَن الله تعالى نص على ذلك

وبَيَّنه، وكذلك مَنْ قال إن ثمرَ النخلِ والرُّمانِ ليس فاكهة لإفراد الله

تعالى إياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جُمْلة فهو جاهل، وهو خلافُ الــمعقول

وخلافُ لغة العرب. ورجلٌ فَكهٌ: يأْكل الفاكِهةَ، وفاكِهٌ: عنده فاكهة،

وكلاهُما على النَّسَب. أَبو معاذ النحوي: الفاكه الذي كَثُرَتْ

فاكِهتُه، والفَكِهُ: الذي يَنالُ من أَعراضِ الناسِ، والفاكهانِيُّ: الذي

يَبِيعُ الفاكهةَ. قال سيبويه: ولا يقال لبائع الفاكهة فَكَّاه، كما قالوا

لَبّان ونَبّال، لأَن هذا الضرب إنما هو سماعي لا اطِّراديّ. وفَكَّهَ

القومَ بالفاكِهة: أَتاهم بها. والفاكهة أَيضاً: الحَلْواءُ على التشبيه.

وفَكَّهَهُم بمُلَح الكلام: أَطْرَفَهُم، والاسمُ الفكِيهةُ والفُكاهةُ،

بالضم، والمصدر المتوهم فيه الفعل الفَكاهةُ. الجوهري: الفَكاهةُ، بالفتح،

مصدرُ فَكِهَ الرجلُ، بالكسر، فهو فَكِهٌ إذا كان طَيِّبَ النَّفْس

مَزّاحاً، والفاكهُ المزّاحُ. وفي حديث أَنس: كان النبي، صلى الله عليه

وسلم، من أَفْكَهِ الناس مع صَبِيٍّ؛ الفاكهُ: المازحُ. وفي حديث زيد بن

ثابت: أَنه كان من أَفْكَهِ الناسِ إذا خلا مع أَهله؛ ومنه الحديث: أَربعٌ

ليس غِيبَتُهن بغيبةٍ، منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات؛ هم الذين

يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين. والفُكاهةُ، بالضم: المِزاحُ، وقيل: الفاكهُ ذو

الفُكاهة كالتامر واللاَّبن. والتَّفاكُهُ: التَّمازُحُ. وفاكَهْتُ

القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ والمِزاحِ، والمُفاكهَةُ: المُمازحَةُ. وفي

المثل: لا تُفاكِه أَمَهْ ولا تَبُلْ على أَكَمَهْ. والفَكِهُ:

الطَّيِّبُ النفس، وقد فَكِهَ فَكَهاً. أَبو زيد: رجل فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهان،

وهو الطيب النفس المزَّاحُ؛ وأَنشد:

إذا فَيْكهانٌ ذو مُلاءٍ ولِمَّةٍ،

قليل الأَذَى، فيما يُرَى الناسُ، مُسْلِمُ

وفاكَهْتُ: مازَحْتُ. ويقال للمرأَة: فَكِهةٌ، وللنساء فَكِهات.

وتَفَكَّهْتُ بالشيء: تَمَتَّعْتُ به. ويقال: تركت القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ

أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ منه. والفَكِهُ: الذي يُحَدِّث أَصحابَه

ويُضْحِكُهم. وفَكِهَ مِنْ كذا وكذا وتفَكَّه: عَجِبَ. تقول: تفَكَّهْنا من

كذا وكذا أي تعَجَّبْنا؛ ومنه قوله عز وجل: فظَلْتُمْ تَفَكَّهُون؛ أَي

تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم في زَرْعِكم. وقوله عز وجل: فاكِهين بما

آتاهُم رَبُّهم؛ أَي ناعمين مُعْجبينَ بما هم فيه، ومن قرأَ فَكِهينَ

يقول فَرِحِين. والفاكِهُ: الناعم في قوله تعالى: في شُغُل فاكِهونَ.

والفَكِهُ: المُعْجب. وحكى ابن الأَعرابي: لو سَمِعْتَ حديث فلان لما فَكِهْتَ

له أَي لما أَعجبك. وقوله تعالى: في شُغُلٍ فاكهون؛ أَي مُتعجِّبون

ناعِمون بما هم فيه. الفراء في قوله تعالى في صفة أَهل الجنة: في شُغُلٍ

فاكهون، بالأَلف، ويقرأُ فَكِهُون، وهي بمنزلة حَذِرُون وحاذِرُون؛ قال

أَبو منصور: لما قرئ بالحرفين في صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما

واحد.أَبو عبيد: تقول العرب للرجل إذا كان يَتَفَكَّه بالطعام أَو

بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِهٌ بكذا وكذا؛ وأَنشد:

فَكِهٌ إلى جَنْبِ الخِوانِ، إذا غَدتْ

نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ

والفَكِهُ: الأَشِرُ البَطِرُ. والفاكِهُ: من التَّفَكُّهِ. وقرئ:

ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ، أَي أَشِرينَ، وفاكهينَ أَي ناعمين. التهذيب:

أََهل التفسير يختارون ما كان في وصف أَهل الجنة فاكِهين، وما في وصف أهل

النار فَكهينَ أَي أَشِرينَ بَطِرين. قال الفراء في قوله تعالى: إنَّ

المُتَّقِينَ في جنّات ونَعيمٍ فاكهينَ؛ قال: مُعْجبين بما آتاهم ربهم؛

وقال الزجاج: قرئ فَكِهينَ وفاكِهينَ جميعاً، والنصب على الحال، ومعنى

فاكِهينَ بما آتاهم ربهم أَي مُعْجبين.

والتَّفَكُّهُ: التنَدُّمُ. وفي التنزيل: فظَلْتُم تَفكَّهون؛ معناه

تَنَدَّمُون، وكذلك تَفَكَّنُون، وهي لغة لِعُكْل. اللحياني: أَزْدُ

شَنُوءَة يقولون يتَفكَّهُون، وتميمٌ تقولُ يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون. ابن

الأَعرابي: تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت. وأَفْكَهَتِ الناقة

إذا رأَيت في لبنها خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ. والمُفْكِه من الإبلِ: التي

يُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ، والفعل كالفعل.

وأَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربيع قبل أَن تَضَع، فهي مُفْكِةٌ. قال

شمر: ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِةٌ، وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى

صَلَواها وعَظُمَ ضَرْعُها ودنا نِتاجها؛ قال الأَحْوص:

بَنِي عَمِّنا، لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ، إنني

أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ

قال شمر: أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها ودنا نِتاجُها؛ وأَنشد:

مُفْكِهة أَدْنَتْ على رأْسِ الوَلَدْ،

قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً، وحانَ أَنْ تَلِدْ

أي حانَ وِلادُها. قال: وقوم يجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من الإبل

والخيل والحُمُر والشاء، وبعضُهم يجعلها حين استبان حملها، وقوم يجعلون

المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء.

وفاكهٌ: اسم. والفاكهُ: ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عمّ خالد بن

الوليد. وفُكَيْهةُ: اسم امرأَة، يجوز أَن يكون تصغير فَكِهةٍ التي هي

الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ، وأَن يكون تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً؛ أَنشد

سيبويه:

تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة

فُكَيْهةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ؟

يريد: هلْ شيءٌ.

فكه
: (الفاكِهَةُ: الثَّمْرُ كُلُّهُ.) هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ.
وقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: كُلُّ شَيْءٍ قَدْ سُمِّيَ مِن الثِّمَارِ فِي القُرْآنِ نَحْوَ التَّمْرِ والرُّمَّانِ فَإِنا لَا نُسَمِّيه فاكِهَة، قَالَ: وَلَوْ حَلَفَ أَنْ لاَ يَأْكُلَ فَاكِهَةً وَأَكَلَ تَمْراً أَوْ رُمَّاناً لَمْ يَحْنَثْ، وَبِه أَخَذَ الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ واسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِمَا فَاكِهةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} .
وَقَالَ الرَّاغِبُ: وَكَأَنَّ قَائِلَ هَذَا القَوْلِ نَظَرَ إِلِى اخْتصاصِهِمَا بالذِّكْرِ وَعَطْفِهِمَا على الفاكِهَةِ فِي هاذِهِ الآيَةِ.
وأَرَادَ المُصَنِّفَ رَدَّ هَذا الْقَوْلِ تِبْعاً لِلأَزْهَرِيِّ فَقَالَ: (وَقَوْلُ مُخْرِجِ التَّمْرِ والعِنَبِ والرُّمَّانِ مِنْهُمَا مُسْتَدِلاًّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} بَاطِلٌ مَرْدُودٌ، وَقَدْ بَيَّنْتُ ذَلِكَ مَبْسُوطاً فِي كتابي (اللاَّمِعِ المُعْلَمِ العُجابِ فِي الجَمْعِ بَين المُحْكَمِ والعُبَابِ.
وَقد تَعَرَّض لِلْبَحْثِ الأَزْهَرِيُّ فَقَالَ: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ العَرَبِ قَالَ: إِنَّ النَّخِيلَ والكُرُومَ ثِمَارُهَا لَيْسَتْ مِنَ الفَاكِهَةِ، وإِنَّما شَذَّ قَوْلُ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ فِي هَذِه المَسْأَلَةِ عَنْ أَقَاوِيلِ جَمَاعَةِ الفُقَهَاءِ لِقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ كَانَ بِكَلاَمِ العَرَبِ وَعِلْمِ اللُّغَةِ وَتَأْوِيلِ القُرْآنِ العَرَبِيِّ المُبِين، والعَرَبُ تَذْكُرُ الأَشْيَاءَ جملَة ثمَّ تخصُّ مِنْهَا شَيْئاً بالتَّسْمِيَةِ تَنْبِيهاً على فَضْلٍ فِيهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} فَمَنْ قَال: إِنْ جِبِريلَ وَمِيكَالَ لَيْسَا مِنَالمَلاَئِكَةِ لِإِفْرَادِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُمَا بالتَّسْمِيَةِ بَعْدَ ذِكْرِ المَلاَئِكَةِ جُمْلَةً فَهُوَ كَافِرٌ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَصَّ عَلَى ذَلِكَ وَبَيَّنَهُ، وَمَنْ قالَ إِنَّ ثَمَرَ النَّخْلِ والرُّمَّانِ لَيْسَ فَاكِهَة لِإِفْرَادِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُمَا بالتَّسْمِيَةِ بَعْدَ ذِكْرِ المَلاَئِكَةِ جُمْلَةً فَهُوَ جَاهِلٌ، وَهُوَ خِلاَفِ الــمَعْقُولِ وَخِلاَفُ لُغَةِ العَرَبِ، انْتَهَى.
وَرَحِمَ اللَّهُ الأَزْهَرِيُّ لَقَدْ تَحَامَلَ فِي هاذِهِ المَسْأَلَةِ عَلَى الإِمَامِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَلَقَدْ كَانَ لَهُ فِي الذَّبِّ عَنْهُ مَنْدُوحَة ومهيع واسِع.
قَالَ شَيْخُنَا: وَقَدْ تَعَرَّضَ الملا عَلَيَّ فِي النَّامُوسِ للجَوابِ فقالَ: هَذَا الاسْتِدْلاَلُ صَحِيحٌ نَقْلاً وَعَقْلاً، فَأَمَّا النَّقْل فلأَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغَايَرَة، وأَمَّا العَقْل فلأَنَّ الفَكِهَةَ مَا يَتَفَكَّهُ بِهِ ويُتَلَذَّذُ من غَيْرِ قَصْدِ الغذاءِ أَوِ الدَّوَاءِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّمْرَ مِنْ جُمْلَةِ أَنْوَاعِ الغِذاءِ، والرُّمَّانِ من جُمْلَةِ أَصْنَافِ الدَّوَاءِ.
وَقَالَ شَيْخُنَا: هاذَا كَلاَمٌ لَيْسَ فِيهِ كَبِيرُ جَدْوَى، وَلَيْسَ لِمِثْلِ المُصَنِّفِ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ فِي أَقْوَالِهِ الَّتِي بَنَاهَا عَلَى أُصُولٍ لاَ مَعْرِفَةَ للمصنِّفِ بِها، وَلَا لِمِثْلِ القَارِىءِ أَنْ يَتَصَدَّى لِلْجَوَابِ عَنْهَا بِمَا لاَ عِلْمَ لَهُ مِنَ الرأْي المَبْنِي على مُجَرَّدِ الحَدسِ.
وَلَوْ عُلِمَتْ أَقْوَالُ أَبِي حَنِيفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِي ذَلِكَ وَأَدِلَّتُهُ لأَغْنَتْ وأَقْنَتْ عَلَى أَنَّ التَّعَرُّضَ لِمِثْلِ هَذَا فِي مُصَنفاتِ اللُّغَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الفُضُولِ الزَّائِدَةِ عَلَى الأَبْوَابِ والفُصُولِ.
قُلْتُ: وَقَدْ أَنْصَفَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَسَلَكَ الجَادَّةَ وَمَا اعْتَسَفَ، وإِنْ يَنْتَهُوا يَغْفِرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ.
(والفَاكِهَانِيُّ بائِعُهَا.
وَقَالَ سِيْبَوَيْه: ولاَ يُقَالُ لِبَائِعِ الفَاكِهَةِ فَكَّاهٌ كَمَا لَبَّان وَنَبَّال، وَقَالَ أَبُو مَعَاذٍ النَّحويُّ: الفاكِهُ الَّذِي كَثُرَتْ فَاكِهَتُه.
(وَفَكَّهَهُمْ تَفْكِيهاً: أَتَاهُمْ بِهَا.
(والفَاكِهَةُ: النَّخْلَةُ المُعْجِبَةُ وفَاكِهَةُ: (اسْمُ) رَجُلٍ.
(والفَاجِهَةُ: (الحَلْوَاءُ عَلَى التَّشْبِيهِ.
(ومِنَ المَجَازِ: (فَكَّهَهُمْ بَمُلْحِ الْكَلاَمِ تَفْكِيهاً:) إِذَا (أَطْرَفَهُمْ بِهَا، والاِسْمُ الفَكِيهَةُ،) كَسَفِينَةٍ، (وَالفِكَاهَةُ، بالضَّمِّ،) والمَصْدَرُ المُتَوَهَّم مِنْهُ الفِعْلُ هُوَ الفَكَاهَةُ، بالفَتْحِ.
(وقَدْ (فَكِهَ) الرَّجُلُ، (كَفَرِحَ فَكِهاً) بِالتَّحْرِيكِ، (وَفَكَاهَةً فَهُوَ فَكِهَّ وَفَاكِهٌ: أَيْ (طَيِّبُ النَّفْسِ ضَحُوكٌ مَزَّاحٌ.
وَفِي الحَدِيثِ: (كَانَ مِنْ أَفْكَهَ النَّاسِ مَعَ صَبِيَ.
وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: (كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ إِذا خَلاَ مَع أَهْلِهِ.
(أَو رَجُلٌ فَكِهٌ: (يُحَدِّثُ صَحْبَهُ فَيُضْحِكُهُمْ.
(وفَكِهَ (مِنْهُ: تَعَجَّبَ،) وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: {فِي شُغُلِ فَكِهُونَ} ، (كَتَفَكَّهَ.) يُقَالُ: تَفَكَّهْنَا مِنْ كَذَا وَكَذَا، أَيْ تَعَجَّبْنَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} ، أيْ تَتَعَجَّبُونَ مِمَّا نَزَلَ بِكُمْ فِي زَرْعِكُمْ.
(ومِنَ المَجَازِ: (التفاكُهُ: التَّمَازُحُ.
(وَفاكَهَهُ:) مُفَاكَهَةً: (مَازَحَهُ) وَطَايَبَهُ.
وَفِي الْمَثَلِ: لاَ تُفَاكِهْ أَمَة وَلَا تَبُلْ عَلَى أَكَمَة.
(وَتَفَكَّهَ: تَنَدَّمَ؛ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيِّ؛ وَبِهِ فُسِّرَ أَيْضاً قَوْلُه تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} وَكَذَلِكَ تَفَكَّنُون، وَهِيَ لُغَةُ لُعْكُل.
وَقَالَ اللَّحْيَانِيُّ: أَزْدُ شَنُوءَة يَقُولُونَ: وَتَمِيمُ تقولُ: تَتَفَكَّنُونَ أَيْ تَتَنَدَّمُونَ.
(وتَفَكَّهَ (بِهِ:) إِذَا (تَمَتَّعَ وتَلَذَّذَ.
(وتَفَكَّهَ: (أَكَلَ الفَاكِهَةَ،) ومِنْهُ الأَثَرِ: تَفَكَّهُوا قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ.
(وتَفَكَّهَ: (تَجَنَّبَ عَنِ الفَاكِهَةِ،) فَهُوَ (ضِدٌّ.
(والأُفْكُوهَةُ: الأُعْجُوبَةُ،) زِنَةً وَمَعْنىً. يُقالُ: جَاءَ فُلانٌ بِأُفْكُوهة وأُمْلُوحَة.
(وَنَاقَةٌ مُفْكِهٌ،) وَهَذِه عَنِ اللَّيْثِ. (وَمُفْكهَةٌ، كَمُحْسِنٍ وَمُحْسِنَةٍ: حَاثِرَةُ اللَّبَنِ.
وَفِي الصِّحَاحِ: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَفْكَهَتِ النَّاقَةُ إِذَا أَدَرَّتْ عِنْدَ أَكْلِ الرَّبِيعِ قَبْلَ النِّتَاجِ، فَهِيَ مُفْكِهٌ، انْتَهَى.
وَقِيلَ: هِيَ إِذَا رَأَيْتَ فِي لَبَنِهَا خُثُورَةً شِبْهَ اللِّبَإِ.
وَقِيلَ: الَّتِي يُهَرَاق لَبَنُهَا عِنْدَ النِّتَاجِ قَبْلَ أَنْ تَضَعَ.
وَقَالَ شَمِر: إِذَا أَقْرَبَتْ فَاسْتَرْخَى صَلَواها وَعَظُمَ ضَرْعُهَا وَدَنَا نِتَاجُهَا، قَالَ الأَحْوَصُ:
بَنِي عَمِّنَا لاَ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ إِنِّنيأَرَى الحَرْبَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قَدْ أَصَنَّتِوَقَالَ غَيْرُهُ:
مُفْكِهَة أَدْنَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدْقَدْ أَقْرَبَتْ نَتْجاً وَحَانَ أَنْ تَلِدْ (وَفَكْهَةُ وَفُكَيْهَةُ، كَجُهَيْنَةَ: إِمْرَأَتَانِ،) الأَخِيرَةُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ تَصْغِيرَ فَكِهَة الَّتِي هِيَ الطَّيِّبَةُ النَّفْسِ الضَّحُوكِ، وأَنْ تَكُونَ تَصْغِيرَ فَاكِهَةٍ مُرَخَّماً؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
تَقُولُ إِذا اسْتَهْلَكْتُ مَالا لِلَّذَّةِفُكَيْهَةُ هَشَّيْءٌ بِكَفَّيْكِ لاَئِقُيُرِيدُ: هَلْ شَيْءٌ.
وَفَكِهَةِ: هِيَ بِنْتُ هنيِّ بْنِ بليَ أُمّ عَبْدِ مَنَاة بن كِنَانَة بنِ خزيمَةَ.
(وأَبُو فُكَيْهَة: صَحَابِيٌّ،) واسْمُهُ يَسَارُ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ؛ كَمَا فِي الرَّوْضُ.
قُلْتُ: أَسْلَمَ قَدِيماً وَعُذِّبَ فِي اللَّهِ وَهَاجَرَ وَمَاتَ قَبْلَ بَدْرٍ.
(ومِنَ المَجَازِ: (هُوَ فَكِهٌ بِأَعْرَاضِ النَّاسِ، كَكَتِفٍ: أَيْ (يَتَلَذَّذُ بِاغْتِيَابِهِمْ.
(وفِي الأَسَاسِ: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون} ؛ تَهَكُّم، أَيْ تَجْعَلُونَ فَاكِهَتُكُم قَوْلَكُمْ {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} فَالتَّفَككُّه هُنَا تَنَاوُلُ الفَاكِهَةِ غَيْرَ أَنَّهُ أَخْرَجَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ.
(أَو تَفَكَّهَ هُنَا بِمَعْنَى: أَلْقَى الفَاكِهَةَ عَنْ نَفْسِهِ وَتَجَنَّبَ عَنْهَا، (قَالَهُ ابنْ عَطِيَّةَ) فِي تَفْسِيرِهِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلْيِهِ:
رَجُلٌ فَيْكَهَان: طَيِّبُ النَّفْسِ مَزَّاحٌ، عَن أَبِي زَيْدٍ، وأَنْشَدَ:
إِذَا فَيْكَهَانٌ ذُو مُلاءٍ ولِمَّةٍ قَلِيلُ الأَذَى فِيما يُرَى النَّاسُ مُسْلِمُ.
وَنِسْوَةٌ فَكِهاتٌ: طَيِّبَاتُ النُّفُوسِ.
وَتَفَكَّهَ: تَعَاطَى الفَكَاهَةَ، وأَيْضاً: تَنَاوَلَ الفَاكِهَةَ، هَذَا تَعْبِيرُ الرَّاغِبِ، وهُوَ أَحْسَنُ مِمَّا عَبره المُصَنِّفُ.
وَتَرَكْتُ القَوْمَ يَتَفَكَّهُونَ بِفلانٍ: أَيْ يَغْتَابُونَهُ وَيَنَالُونَ مِنْهُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: أَرْبَعَ لَيْسَ غَيْبَهنَّ يِغَيْبَةٍ مِنْهُم المُتَفَكِّهُونَ بالأُمَّهَاتِ، هُمْ الَّذين يَشْتُمونَهُنَّ مُمَازِحِينَ.
والفاكِهُ: النَّاعِمُ.
والفَكِهُ: المُعْجَبُ؛ وأَيْضاً: الأَشِرُ البَطِرُ.
وَفَكيهةُ: أَرْبَعُ صَحَابِيَّاتٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالى عَنْهُنَّ.
والفَاكِهُ ابنُ المُغَيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المَخْزُومِيُّ عَمُّ خَالِدِ بْنِ الوَلَيدِ، نَقَلَهُ الْجَوْهَرِيُّ.
قَالَ الزُّبَيْر: انْقَرَضَ وَلَدُهُ.
وَفِي كِنَانَةَ: الفَاكِهُ بْنُ عَمْرُو بنِ الحَرِثِ بنِ مَالِكِ ابنِ كِنَانَة، مِنْهُمْ: محمدُ بْنُ إِسْحَق المَكِّيُّ. رَوَى عَنْهُ محمدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ العمانيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ كَثِيرِ بنِ بَشيرِ بنِ الفَاكِهِ الأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ المدنيُّ الفاكِهِيُّ إِلَى جَدِّهِ المَذْكُور، من شُيُوخِ عليَ بن المَدِينِي.
وأَمَّا أَبُو عَمَّار زِيَادُ بنُ مَيْمُون الفَاكِهِيُّ فَإِلَى بَيْعِ الفَاكِهَةِ، رَوَى عَنْ أَنَس، وَهُوَ كَذَّابٌ.
والمُسَمَّى بالفَاكِهِ خَمْسَة مِنَ الصَّحَابَةِ؛ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.

صوب

صوب
الصَّوَابُ يقال على وجهين: أحدهما: باعتبار الشيء في نفسه، فيقال: هذا صَوَابٌ: إذا كان في نفسه محمودا ومرضيّا، بحسب مقتضى العقل والشّرع، نحو قولك: تَحَرِّي العدلِ صَوَابٌ، والكَرَمُ صَوَابٌ. والثاني: يقال باعتبار القاصد إذا أدرك المقصود بحسب ما يقصده، فيقال: أَصَابَ كذا، أي: وجد ما طلب، كقولك: أَصَابَهُ السّهمُ، وذلك على أضرب:
الأوّل: أن يقصد ما يحسن قصده فيفعله، وذلك هو الصَّوَابُ التّامُّ المحمودُ به الإنسان.
والثاني: أن يقصد ما يحسن فعله، فيتأتّى منه غيره لتقديره بعد اجتهاده أنّه صَوَابٌ، وذلك هو المراد بقوله عليه السلام: «كلّ مجتهد مُصِيبٌ» ، وروي «المجتهد مُصِيبٌ وإن أخطأ فهذا له أجر» كما روي: «من اجتهد فَأَصَابَ فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر» .
والثالث: أن يقصد صَوَاباً، فيتأتّى منه خطأ لعارض من خارج، نحو من يقصد رمي صيد، فَأَصَابَ إنسانا، فهذا معذور.
والرّابع: أن يقصد ما يقبح فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يقصده، فيقال: أخطأ في قصده، وأَصَابَ الذي قصده، أي: وجده، والصَّوْبُ:
الإِصَابَةُ: يقال: صَابَهُ وأَصَابَهُ، وجُعِلَ الصَّوْبُ لنزول المطر إذا كان بقدر ما ينفع، وإلى هذا القدر من المطر أشار بقوله: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ [المؤمنون/ 18] ، قال الشاعر:
فسقى ديارك غير مفسدها صَوْبُ الرّبيعِ ودِيمَةٌ تهمي
والصَّيِّبُ: السّحابُ المختصّ بالصَّوْبِ، وهو فيعل من: صَابَ يَصُوبُ. قال الشاعر: 286-
فكأنما صَابَتْ عليه سحابة
وقوله: أَوْ كَصَيِّبٍ
[البقرة/ 19] ، قيل:
هو السّحاب، وقيل: هو المطر، وتسميته به كتسميته بالسّحاب، وأَصَابَ السّهمَ: إذا وصل إلى المرمى بالصَّوَابِ، والمُصِيبَةُ أصلها في الرّمية، ثم اختصّت بالنّائبة نحو: أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها
[آل عمران/ 165] ، فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
[النساء/ 62] ، وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ
[آل عمران/ 166] ، وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى/ 30] ، وأصاب: جاء في الخير والشّرّ. قال تعالى:
إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ
[التوبة/ 50] ، وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ [النساء/ 73] ، فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ
[النور/ 43] ، فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ [الروم/ 48] ، قال:
الإِصَابَةُ في الخير اعتبارا بالصَّوْبِ، أي:
بالمطر، وفي الشّرّ اعتبارا بِإِصَابَةِ السّهمِ، وكلاهما يرجعان إلى أصل.
(صوب) - في حديث الفجر: "وصَوَّب يَدَه".
: أي خَفَضَها. وصَوَّب رأسَه: نكَّسَه.
صوب: {كصيب}: مطر، من صاب إذا نزل من السماء. {مصيبة}: مكروه يحل بالإنسان، هذا -والله أعلم- أصلها إن كانت عربية، وإن كانت غير عربية فلا يدخلها الاشتقاق الذي يدخل في ألفاظ العرب إلا إن اشتقت منها العرب.
(صوب) السهْم وَجهه وسدده وَالْفرس وَنَحْوه أرْسلهُ يجْرِي إِلَى غَايَة فِي السباق وَقَوله أَو فعله عده صَوَابا وَالْخَطَأ صَححهُ وَفُلَانًا قَالَ لَهُ أصبت وَمِنْه (إِن أَخْطَأت فخطئني وَإِن أصبت فصوبني) وَالشَّيْء خفضه وأماله وَالطَّعَام أَو الْحبّ جعله صبرَة أَي كومة
(ص و ب) : (الْإِصَابَةُ) الْإِدْرَاكُ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إشَارَةٌ إلَى حَدِيثِ الْإِفْكِ وَهُوَ مَشْهُورٌ (وَقَوْلُهَا) «كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُصِيبُ مِنِّي» كِنَايَةٌ عَنْ التَّقْبِيلِ (وَفِي) حَدِيثِ «حَنْظَلَةَ قَالَتْ زَوْجَتُهُ إنَّهُ أَصَابَ مِنِّي» أَيْ جَامَعَنِي (وَمِنْهُ) حَدِيثُ الْبَيَاضِيِّ كُنْتُ رَجُلًا أُصِيبُ مِنْ النِّسَاءِ مَا لَا يُصِيبُ غَيْرِي أَيْ أُجَامِعُ كَثِيرًا (وَصَوَّبَ) رَأْسَهُ خَفَضَهُ وَصَوَّبَ الْإِنَاءَ أَمَالَهُ إلَى أَسْفَلَ لِيَجْرِيَ مَا فِيهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْإِنْسَانُ لَا يَجْعَلُ تَصْوِيبَ سَطْحِهِ إلَى الْمِيزَابِ إلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ حَقُّ التَّسْيِيلِ أَرَادَ تَسَفُّلَهُ وَانْحِطَاطَهُ لِسَيَلَانِ الْمَاءِ (وَرَأْيٌ صَيِّبٌ) أَيْ صَائِبٌ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ.

صوب


صَابَ (و)(n. ac. صَوْبمَصَاب [] )
a. Poured down, descended, fell; was poured out.
b. Poured out.
c. Inundated, deluged.
d.(n. ac. صَوْب
صَيْبُوْبَة), Hit the mark (arrow).
صَوَّبَa. Approved of, commended.
b. Depressed, lowered, bent down.
c. [ coll. ], Pointed, levelled (
cannon ).
d. Started, let go (horse).
أَصْوَبَa. see I (d)b. Attained, reached; obtained.
c. [Fī], Was right in.
d. [acc. & Bi], Hit in.
e. Befell, smote (misfortune).
تَصَوَّبَa. Let himself down; was lowered, let down.

إِنْصَوَبَa. see I (a)
إِسْتَصْوَبَ
(a. ا
or
و ), Approved of.
صَوْبa. Downpour, rain.
b. Side.
c. Direction; course, tendency.
d. Right; uprightness.

صَابa. Colocynth.

صَابَة []
a. Misfortune.
b. Weakness, feebleness; imbecility.

صُوْبَة []
a. Heap.

مِصْوَب []
a. Ladle.

صَائِب []
a. Well-aimed (arrow).
b. Right; correct.

صَوَابa. Right; correct; true.
b. Upright, honest.
c. Judgment, understanding.

صَوابِيّ []
a. Correct, right.

صَيِّبa. Rain; rain-cloud.

مُصِيْب
a. see 21
مُصَاب مُصِيْبَة (pl.
مَصَائِب)
a. Misfortune; accident.

إِصَابَة
a. Hitting; good stroke.
b. Sagacity.

صَُوْبَج
P.
a. Rolling-pin.
ص و ب: (الصَّوْبُ) نُزُولُ الْمَطَرِ وَبَابُهُ قَالَ. وَ (الصَّيِّبُ) السَّحَابُ ذُو الصَّوْبِ. وَ (صَابَهُ) الْمَطَرُ أَيْ مُطِرَ. وَ (صَابَ) السَّهْمُ مِنْ بَابِ بَاعَ لُغَةٌ فِي (أَصَابَ) وَفِي الْمَثَلِ: مَعَ الْخَوَاطِئِ سَهْمٌ (صَائِبٌ) . وَ (الصَّوْبُ) لُغَةٌ فِي الصَّوَابِ، وَ (الصَّوَابُ) ضِدُّ الْخَطَإِ. وَ (الْمُصَابُ) مَفْعُولٌ مِنْ (أَصَابَتْهُ) مُصِيبَةٌ. وَ (الْمُصَابُ) أَيْضًا الْإِصَابَةُ. وَرَجُلٌ (مُصَابٌ) أَيْ بِهِ طَرَفُ جُنُونٍ. وَ (صَوَّبَهُ) قَالَ لَهُ: (أَصَبْتَ) . وَ (اسْتَصْوَبَ) فِعْلَهُ وَ (اسْتَصَابَ) فِعْلَهُ بِمَعْنًى. وَ (الْمُصِيبَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَصَائِبِ) وَأَجْمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى هَمْزِ الْمَصَائِبِ وَأَصْلُهَا الْوَاوُ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (مَصَاوِبَ) وَهُوَ الْأَصْلُ. وَ (الْمَصُوبَةُ) بِوَزْنِ الْمَثُوبَةِ لُغَةٌ فِي الْمُصِيبَةِ. وَ (الصَّابُ) بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ عُصَارَةُ شَجَرٍ مُرٍّ. 
ص و ب

صاب المطر بمكان كذا، وصاب أرضهم يصوبها، كقولك: مطرها وجادها وغاثها، وهو مصاب الودق، وشمت مصاوب المطر. قال الطرماح:

إني امرؤ لك لا لغيرك ما أني ... منكم أشيم مصاوب الأمطار

وسقاهم صوب السماء وصيبها، وسحاب صيب، وغيث صيب. وأصابتهم مصيبة ومصاب ومصيبات ومصائب. وهو مصاب ببصره وعقله. وفي عقله صابة: لوثة. وسهم صائب ومصيب، وصاب السهم نحو الرمية، وهو يصوب نحوه. ورمى فأصاب. وصوب الإناء. وصوب رأسه وتصوب: تسفل. وسحاب منصوب: مسف. قال النابغة:

عفا آيه ريح الجنوب مع الصبا ... وأسحم دان مزنه متصوب

وقال أبو النجم:

تصوب الحسن عليها وارتقى

أي كل موضع منها حسن. ودخلت عليه فإذا الدنانير صوبة بين يديه أي مهيلة. وعنده صوبة من طعام: صبرة. وصوب الطعام: صبره.

ومن المجاز: أصاب في رأيه، ورأى مصيب وصائب، وأصاب الصواب، وصوبت رأيه، واستصوب قوله واستصابه. ويقال: إن أخطأت فخطئني، وإن أصبت فصوبني. وأصاب الله تعالى بك خيراً: أراده " رخاء حيث أصاب ".
[صوب] الصَوْبُ: نزول المطر. والصيب: السحاب دون الصوب. وصاب، أي نزل. قال الشاعر : فلست لا نسى ولكنْ لملأكٍ * تنزَّل من جوِّ السماء يَصوبُ والتَصَوُّبُ مِثله. وصَوَّبْتُ الفرس، إذا أرسلتَه في الجَرْيِ. وقال امرؤ القيس: فصوبته كأنه صوب غبية * على الامعز الضاحى إذا سيط أحضرا ويقال صابَه المطر، أي مُطِرَ. وصاب السهمُ يَصوبُ صَيْبوبَةً، أي قَصَد ولم يَجُرْ. وصابَ السهمُ القِرطاسَ يَصيبُهُ صَيْباً، لغةٌ في أصابه. وفي المثل: " مع الخواطئ سهمٌ صائب ". وقولهم: دعْني وعليَّ خَطَئِي وصَوْبي، أي صوابي. قال الشاعر : دعيني إنّما خَطئي وصَوْبي * عليَّ وإنَّ ما أهلكْتُ مالُ قوله مالَ بالرفع، أي وإنّ الذي أهلكتُ إنما هو مالٌ. وأصابَه، أي وجده. وأصابته مصيبة، أي أخذته، فهو مُصاب. والمُصابُ: قصب السكر. وأصاب في قوله: وأصاب القرطاس. والمصاب: الاصابة. وقال الشاعر : أسليم إن مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم ورجل مُصابٌ وفي عقله صابَةٌ، أي فيه طَرَفٌ من الجنون. والصواب: نقيض الخطأ. وصَوّبه، أي قال له أصبتَ. واستصوب فِعْلَهُ واستصاب فِعْلَه، بمعنىً. وصوَّب رأسَه، أي خفضه. قال ابن السكيت: وأهل الفَلْج يسمُّون الجَرينَ: الصُوبة، وهو موضع التَمْرِ. وتقول: دخلت على فلانٍ فإذا الدنانيرُ صُوبة بين يديه، أي مَهيلَةٌ. والمصيبة: واحدة المصائب. والمَصوبة بضم الصاد مثل المصيبة. وأجمعت العرب على همز المصائب وأصله الواو، كأنهم شبهوا الاصلى بالزائد. ويجمع أيضا على مصاوب وهو الاصل. وقوم صياب، أي خيار. وقال : من معشر كحلت باللؤم أعينُهم * قُفْدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صُيَّابِ قال الفراء: هو في صُيَّابَة قومِه، وصُوَّابَة قومه، أي في صميم قومه. والصيابة: الخيار من كل شئ. قال ذو الرمة: ومستشحجات بالفراق كأنها * مثاكيل من صيابة النوب نوح والصاب: عصارة شجرٍ مُرٍّ . قال الهذَلي : إنّي أرقتُ فبِتُّ الليل مشتَجِرا * كأنّ عينى فيها الصاب مذبوح
[صوب] من قطع سدرة "صوب" الله رأسه في النار، أي نكسه، قال أبو داود: معناه من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل عبثًا وظلمًا بغير حق يكون له فيها. ومنه: و"صوب" يده، أي خفضها. وفيه: من يرد الله به خيرًا "يصب" منه، أي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها، ومصيبة ومصوبة ومصابة والجمع مصائب ومصاوب، وهو الأمر المكروه، يقال: أصاب الإنسان من المال وغيره، أي تناول منه وأخذ. ط: يصب - بكسر صاد وفتحها وهو أحسن للأدب، أي يبتليه بالمصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته. ك: يصب - بصيغة مجهول وضمير نائبه لمن، وضمير منه لله، أي يصير مصابًا بحكم الله، أو نائبه الجار والمجرور وضمير منه لمن. نه: ومنه: "يصيبون" ما "أصاب" الناس، أي ينالون ما نالوا. وح: كان "يصيب" من رأس بعض نسائه وهو صائم، أي يبل. وفي ح أبي وائل: كان يسأل عن التفسير فيقول: "أصاب" الله الذي أراد، يعني أراد الله الذي أراد، وأصله من الصواب ضد الخطأ، يقال: أصاب في قوله وفعله،ما من رجل "يصاب" بشيء إلا رفعه درجة. أي يجني عليه أحد بجراحة فعفي عنه طلبًا لرضا مولاه. وح: إنكم منون أي على الأعداء "مصيبون"، أي الغنائم ويفتح لكم البلاد. ك: حديث عهد بجاهلية و"مصيبة" بنحو قتل أقاربهم وفتح بلادهم، وأجبرهم من الجبر ضد الكسر، من الجائزة أي العطية. وفي ح وفاة أبي عمير صاحب النغير: "أصاب" منها، أي جامعها، وأرادت أم سليم بأسكن سكون الموت فظن أبو طلحة سكون الشفاء، واروا الصبي أي ادفنوه؛ وفيه منقبة لها من عظيم صبرها وجزالة عقلها في إخفاء موته ليبيت مستريحًا، وقد جاء ببركة دعائه من أولاد عبد الله عشرة علماء صلحاء، وهو أخو أنس لأمه؛ وأعرستم يجئ في ع.
صوب: صاب: أصاب، أدرك. ففي العبدري (ص54 و): ورأيت قرب الكعبة رجلاً يبحث عن شيء ليتمسك به ويصعد فصاب ساق امرأَةٍ فقبض عليه من أعلاه (المقدمة 3: 432).
صَوَّب (بالتشديد): توجَّه، قصد. ففي العبدري (ص74 ق): وخرج (الركبُ) من مضيق يعرف بنقب علي مصوِّباً إلى الدهناء. وفيه وصوَّب الأكثر إلى مصر.
صَوَّب: سدَّد السهم (محيط المحيط، ألكالا) وفي المقري (3: 37): صوّب نحو هذا المقصد سَهْمه.
صَوَّب: صَحّح (فوك)، قَوّم، عدَّل، أعاد الشيء إلى حالته الصحيحة (ألكالا).
صَوَّب: الفرس: أجبره أن يسير في الطريق الذي انحرف عنه (ابن بطوطة 2: 361).
صَوَّب على فلان: رفع سيفه عليه ليضربه به. ففي ألف ليلة (1: 51): ثم انى اخذت سيفي وجرّدته في كفيّ وصوبت عليها لأقتلها.
صَاوَب. صاوبه: غالبه في الصواب (محيط المحيط).
أصاب: أتى بالصواب، لم يخطئ، وهو ضد أخطأ (ابن جبير ص301) وفي رياض النفوس (ص63 و): هل أفعل هذا؟ فقال: أصبْتَ.
أصاب: صار صواباً (ابن بدرون ص201).
أصاب: قال قولاً بيناً (بوشر).
أصاب: أدرك، حصل على ثروة (ألف ليلة 1: 758).
أصاب: استولى على، استحوذ على. ففي حّيان (ص70 و): أصاب اموالهم. وفي تاريخ البربر (1: 639): أصاب من الجباية أي استحوذ على قسم من الضرائب. ويحذف منه المفعول به غالباً (البلاذري ص227، تاريخ البربر 2: 429، ابن الأغلب ص52).
أصاب فلاناً: فعل به (معجم بدرون).
أصابه بالعين: فتنه وخلبه، ورماه بعين لامَّة. (محيط المحيط، فوك، ألف ليلة 1: 90).
وفي حيَّان - بسّام (1: 23 و): شديد الإصابة بالعين.
أصاب: استحق القسمة (كليلة ودمنة ص83، ألف ليلة 1: 134).
أصاب: حصد. ففي النويري (أفريقية ص18 و): أمر أن يجعل (صاحب الخراج) على كل زوج يحرث ثمانية دنانير أصاب أم لم يُصِبْ. وانظر أماري (ص443).
أصاب: أرتكب، أقترف. يقال مثلاً: أصاب جناية (المقدمة 1: 238) وأصاب دماً (فريتاج في مادة دَمّ، تاريخ البربر 1: 528، 568، 659، 2: 237).
أصاب منه حَدَاً: أقام عليه الحدَّ (أخبار ص121).
أصاب: ذاق، تذوق، استحسن (كوسج طرائف ص147).
أُصِيبَ عسكره: اندحر عسكره وهزم (ابن خلدون 4: 2 ق).
أُصِيبَ به: أصيب بموته: فُجِع بموته. ففي رياض النفوس (ص44 ق): ولما سئل لماذا لم يحضر منذ عدة أيام أعْلَمَهم أن حماره الذي كان يتصرّف عليه أصيب به. فاشترى له كل واحد منهم حماراً بحيث كان على بابه في الغد أربعون حماراً.
أصابني الجوع: جعتُ (رياض النفوس ص57 ق).
أصابه بَوْلٌ: أحْصِر بوله واحتاج أن يبول. ففي رياض النفوس (ص70 و): فلعَّل أحدٌ يصيبه بول أو غير ذلك فلا يدري أين يذهب فيَصِل إليه الضرر. وفيه (ص88 و): دخلتُ يوما على ربيع القطّان أزوره فأصابني بول فقمتُ إلى مرحاضه.
تصَوَّب: تصلَّح، تصحَّح (فوك).
تصَوَّب: تصلّب، توتر (ألكالا).
تصوَّب: هطل المطر (بوشر بربرية).
انصاب: أُصيب (ألف ليلة برسل 2: 253) ويقال انصاب في أو ب، مثلا: انصاب في الطاعون، وانصاب بالعين (بوشر) وكسر جناحه (بوشر).
صاب: قثاء بري، وفي المستعيني: قثاء الحمير. غير أن ابن البيطار (2: 120) يقول: ولم يصح ثم أضاف: وقال بعض علمائنا أظنّه اليتوع لقول أبن حنيفة عن أبي عبيدة ألخ.
صَوْب. أرده صوبَ بلاده: أرده الطريق الذي يوصل إلى بلاده. (دي سلان البكري ص15).
إلى صوب: إلى جهة (ابن بطوطة 4: 305، 306، ألف ليلة، 1: 513، 2: 23، 334) مِنْ صوب مضافاً: من جهة، من جانب. (ألف ليلة 1: 480).
من هذا الصوب: من هذا الجانب (بوشر).
هذاك الصوب: الجانب الآخر، يقال مثلاً: هذاك الصوب من النهر، أي الجانب الآخر من النهر (بوشر).
صابه: ممر من جانب إلى آخر (فوك).
صابَة: عامية إصابة (المقدمة 3: 377) وقد ترجمها دي سلان بما معناه: لُقْيَة، لُقطة.
صابَة: تصحيف إصابة (انظر إصابة): حصاد (مارتن ص171).
صُوِبية: نوع من الشراب. (لين عادات 2: 25، بركهارت بلاد العرب 1: 213).
صَوَاب. الصواب انه: هذا فيما يخص، هذا في معرض، بصَدَد (بوشر).
صَوَاب: هذا هو الصواب: هذا هو الصحيح! هذا هو الــمعقول! (بوشر).
صَوَاب، غاب عن صوابه أو غاب عن الصواب: غاب عقله ورشده، وذلك في الكلام عن المريض أو السكران (ألف ليلة برسل 3: 261، 309) وتقول العامة: غاب صوابه أي عقله ورشده (محيط المحيط).
صَوَاب: والعامة تستعمل الصواب للطاعون (محيط المحيط).
صَوِيب: صلب، فاس، قوي، متين (ألكالا) صائب. سهم صائب: لم يخطئ الهدف، ويجمع أيضاً على صوائب (معجم مسلم).
صائب: نبيه، ذكي، أريب (بوشر).
صائب: رائج (ألف ليلة برسل: 10: 450) وهي مرادف رائج التي ذكرت في طبعة ماكن.
إصابة: نكتة، لطيفة (بوشر).
إصابة: فائدة، منفعة، ربح، كسب، عائدة. (المعجم اللاتيني - العربي).
اصابة: حصاد. ففي المقري (3: 674): كريمة الفلاحة زاكية الإصابة. (انظر صابة).
أَصْوَب رأياً: أسدّ رأياً، أحكم رأياً (المقري 1: 133).
مُصِيب: نَجس، مشؤوم (هلو).
مُصِيب: مُصِيبة، كارثة، نكبة. ففي الاكتفا (ص164): فَيَاله من مصيب قطع الأكباد.
مُصِيَبة. المصائب: الأصنام، الأوثان (ألف ليلة 3: 260، 286).
مُصَوَّب: صلب، قاس، قويّ، متين (الكالا).
كَيْل مصوب: كيل وافٍ (ألكالا).
مصواب: جيد (فوك).
مِصْواب: بظرافة، بلطف، بلذة، بسرور (ألكالا).
إسْتصْوَابّي: استحساني (بوشر).
باب الصاد والباء و (وأ يء) معهما باب الصاد مع الباء ص وب، وص ب، ص ب و، ب وص، وب ص، ب ي ص، صء ب، ص بء مستعملات

صوب: الصَّوْبُ: المَطَرُ. والصَّيِّبُ: سحابٌ ذو صَوْبٍ . وقال اللهُ تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ الى قوله: وَبَرْقٌ. وصابَ الغَيث بمكان كذا. والصُّيّابُ: الخِيارُ من كل شيء، قال رؤبة:

بَيْتُكَ من كِندةَ في الصُّيّابِ

وصابَ السهمُ نحو الرَّميّة يُصوبُ صَيْبُويةً [اذا قَصَدَ] ، وسَهْمٌ صائبٌ أي قاصد، قال:

بَرمْيٍ ما تَصُوبُ به السِّهامُ

والصواب: نَقيض الخَطَأ. والتَصَوُّبُ: حَدَبٌ في حدور. وتقول: صَوَّبْتُ الإناءَ ورأسَ الخَشَبةِ ونحوَه تصويباً [اذا خَفَضتُه] . [وكُرِهَ تصويب الرأس في الصلاة] . [والعرب تقول للسائر في فلاة تُقَطعُ بالحَدْس اذا زاغَ عن القَصْد: أَقِمْ صَوْبَكَ أي قَصْدَكَ] . وفلان مُستقيمُ الصَّوْب اذا لم يَزِغ عن قصده يميناً وشِمالاً في مسيره] . والصُّيّاب والصُّيّابة: أصلُ كلِّ قوم، قال ذو الرمّة :

مَثاكيلُ من صُيّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ

أي من صَميم النُّوب. والصّابُ: عُصارةُ شجرةٍ مُرَّةٍ، ويقال: هو عُصارة الصَّبِر، قال:

قَطَعَ الغيظ بصاب ومقر . وصب: الوَصَبُ: المَرَضُ وتكسيره، وتقول: وَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً، وأصابَه الوصَب، والجمع أوصاب أي أوجاع فهو وَصِبٌ، وهو يَتوَصَبُ يجد وَجَعاً كما قال ذو الرمة:

تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عُوّادِه، الوَصِبُ

والوُصُوبُ: دَيْمُومةُ الشيءِ، فهو واصِبٌ دائم، قال الله- عز وجل-: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ومَفازةٌ واصِبة: بعيدةٌ لا غايةَ لها من بُعدها.

صبو: الصَّبْوُ والصَّبوَةُ: جَهلةُ الفُتُوَّة واللَّهوُ من الغَزَل. ومنه التَّصابي والصِّبا، وصَبَا فلان الى فلان صَبوَةً. والصِّبوَةُ: جماعة الصَّبيّ والصِّبيَةُ لغةٌ. والصِّبَا: مصدر، يقال: رأيتُه في صِباه أي في صِغَره. وامرأةٌ مُصْبٍ: كثيرة الصِّبيان. وصابَى فلانٌ سيفَه يُصابيه اذا جَعَلَه في غِمْده مقلوباً. والصَّبِيّانِ: رَأدا الحنكين، قال: بينَ صَبيَّيْ لَحْيِهِ مَجَرْفَسا

والصَّبا: رِيحٌ تَستَقبل القِبلةَ، وصَبَتْ تَصبُو على معنى أنها تَحِنّ الى البيت لاستقبالها إيّاه

بوص: البَوْصُ: أن تستعجل إنسانا في تَحميلكَه أمراً لا تَدَعُه يَتَمَهَّلُ في الرويّة أي في التقدير، قال:

فلا تعجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ... فإِنْي إنْ تَبُصني أستبيصُ

أي لا تَعجَلْ عليَّ ولا تَفُتْني بأمرك. وساروا خِمْساً بائصاً أي مُعْجلاً مُلِحّاً. والبُوصُ: عجيزة المرأة، قال ابو الدُّقَيْش: بُوصُها لِين شَحْمةِ عَجيزتها. والبُوصِيُّ: ضربٌ من السُّفُن.

وبص: وَبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبيصاً أي بَرَق ، قال: قد رابني من شَيْبَتي الوَبيصُ

واِنَّه لَوابِصةُ سَمْعٍ أي يَسمَعُ كلاماً فيعتمِدُ عليه ويظُنُّه ولمّا يكن منه على ثقة، وتقول: هو وابصة سَمعٍ بفلان، ووابِصةُ سَمْعٍ بهذا الأمر.

[وفي الحديث: رأيتُ وَبيصَ الطِّيبَ في مَفارق رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وهو مُحرِمٌ.

أي بَريقَه. وأوْبَصَت النارُ عند القَدْح اذا ظَهَرَتْ. وأَوَبَصَتِ الأرض: أوّلُ ما يظهر من نَباتها. ورجلٌ وَبّاصٌ: بَرّاق اللّون] . والوابِصة: موضع.

بيص: يقال: هو في حَيْصَ بَيْصَ أي في اختِلاط (من أمرٍ لا مَخرَجَ له منه) . ومن قال: حِيصَ بَيصَ أخرجَه مخرج الفعل الماضي، معناه: كأنَّ الأرض حِيطَتْ عليه فليس يجدُ عنها مذهبَاً. وبَيْص شيعة لِحَيْص.

صأب: والصُّؤابةُ واحدةُ الصِّئبان، وهي بَيْضَةُ البُرْغُوث ونحوهِ من القمل وغيره. وقد صَئِبَ رأسُه. ويقال: شَرِبَ من الماء حتى صَئِبَ أي أفرَط في الرِّيِّ.

صبأ: وصَبَأَ فلانٌ أي دانَ بدِينِ الصَّابئين، وهم قوم دِينُهم شبيهٌ بدين النّصارَى إلا أنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنوبِ، حِيالَ مُنتَصَف النهار، يزعُمُون أنّهم على دين نُوحٍ، [وهم كاذبون] . ويقال: صَبَأتَ يا هذا. وصبأ نابُ البعير اذا طَلَع حَدُّه، وهو يَصْبَأ صُبُوءاً.
ص وب

صَابَ المطرُ صَوْباً وانْصابَ كلاهما انْصبَّ ومَطر صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ وقوله تعالى {أو كصيب من السماء} البقرة 195 قال أبو إسحاق الصَّيِّب هنا المطرُ وهذا مثلٌ ضرَبَه اللهُ للمنافقين كأنَّ المعنَى أو كأصحابِ صَيِّبٍ فجَعَلَ دينَ الإِسلامِ لهم مثلاً فيما ينالُهُم فيه من الخَوْفِ والشدائد وجعل ما يَسْتضِيئون به من البَرْقِ مثلاً لما يستضيئون به من الإِسلامِ وما ينالُهُم من الخَوْفِ في البَرْقِ بمنزلِة ما يخافُونه من القَتْل قال والدليلُ على ذلك قوله تعالى {يحسبون كل صيحة عليهم} المنافقون 4 وصابتِ السماءُ الأرضَ جادَتْها وصابَ الماءَ وصَوَّبَهُ صَبَّه وأَراقَه أنْشد ثعْلبٌ في صِفَة ساقِيَتَيْن

(وحَبَشِيَّيْنِ إذا تَحَلَّبا ... قالا نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وَصَوَّبا)

والتَّصَوُّبُ الانْحِدارُ والتَّصْويبُ خِلافُ التَّصْعِيد والإِصابةُ خِلاف الإِصْعادِ وقد أصابَ الرجُلُ قال كُثَيِّرُ عزَّة

(ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصيبٍ ومُصْعِدٍ ... إذا ما خَلَتْ مِمَّن يَحِلُّ المنازلُ)

والصَّوابُ ضِدُّ الخَطِأ وأصابَ جاء بالصَّوابِ وأَصابَ أرادَ الصَّوابَ وقَوْلٌ صَوْبٌ وصَوَابٌ واستصْوَبَهُ واسْتَصابَه رآه صَواباً وقال ثعلبٌ اسْتَصَبْتُهُ قياسٌ والعربُ تقول استصْوبْتُ رأيَك وأصَابَه بكذا فَجَعَه به وأصابَهُم الدّهْرُ بنُفُوسِهِم وأَموالِهِم جَاحَهُم فيها فَفَجَعَهُم وإذا قال الرَّجُلُ لآخر أنت مُصَابٌ قال أنت أصْوَبُ مِنّي حكاه ابن الأعرابيِّ والصَّابَةُ والمصِيبَةُ ما أصَابكَ من الدَّهْرِ وكذلك المُصَابَةُ والمَصُوبَةُ التَّأنيثُ للدَّاهيةِ أو للمُبالغةِ والجمع مَصاوِبُ ومصائِبُ الأخيرةُ على غير قياسٍ توهَّمُوا مُفْعِلَةً فَعيلةً التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أصْلٌ وأصابَ الشيءَ وجَدَهُ وأصابَهُ أيضاً أرادهُ وبه فُسِّر قوله تعالى {رخاء حيث أصاب} وصابَ السَّهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّةِ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأصاب قَصَدَ وقيل صابَ جاء من عَلُ وأصابَ مِنَ الإصابةِ وقولُ أبي ذُؤَيبٍ

(إذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّد نَفْرُها ... كعَنْزِ الفَلا مُسْتَدِرٌّ صِيابُها)

أراد جمع صائبٍ كصاحبٍ وصِحابٍ وأَعَلَّ العينُ في الجمعِ كما أَعَلَّها في الواحد كصائمٍ وصِيامٍ وقائِمٍ وقِيامٍ هذا إن كان صِيَابٌ من الواوِ ومن الصَّواب في الرَّمْيِ وإن كان من صابَ السَّهمُ الهَدفَ يَصِيبُه فالياء فيه أصلٌ وقوله أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(فكَيْفَ تُرَجِّي العاذِلاتُ تَجلُّدِي ... وصَبْرِي إذا ما النَّفْسُ صَيبَ حَمِيمُها)

فسَّره فقال صِيبَ كقولك قُصِدَ قال ويكون على لُغَةِ من قال صابَ السَّهْمُ ولا أدري كيف هذا لأنَّ صابَ السَّهمُ غيرُ مُتعَدٍّ وعندي أنَّ صِيبَ هاهُنَا من قولِهم صابتِ السماءُ الأرضَ أي أصابَتْها بِصَوْبٍ فكأنَّ المَنِيَّةَ كانت صابَتِ الحَمِيمَ فأصابَتْه بِصَوْبِها وسَهْمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ صائبٌ قال ابن جِنِّي لم يُعْلَمْ في اللُّغةِ صِفَةٌ على فعيلٍ مما صحَّت فاؤه ولامُه وعينُها واوٌ إلا قولهم طويلٌ وقويمٌ وصَوِيبٌ فأمَّا العَوِيصُ فَصِفَةٌ غالبةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ وهو في صُوَّابَةِ قوْمِه أي لُبَابِهِم وصُوَّابَةُ القَوْمِ جماعَتهم وقد تقدّم ذلك في الياء لأنها يائِيَّةٌ ووَاوِيَّةٌ وفي عَقْلِه صَابَةٌ أي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ والصَّابُ شجرٌ إذا اعْتُصِرَ خَرَجَ منه كهيْئةِ اللَّبنِ فرُبَّما نَزَتْ منه نَزِيَّةٌ أي قَطْرَةٌ فتَقَعُ في العَيْنِ فكأنَّها شِهابُ نارٍ وربَّما أضْعَفَ البَصَرَ قال أبو ذُؤيبٍ

(إني أرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُرتَفِقاً ... كأنَّ عَيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبوحُ) وقيل الصَّابُ شجرٌ مُرٌّ واحدته صَابةٌ وقيل هو عُصَارةُ الصَّبْر قال ابن جِنِّي عَيْنُ الصَّابِ واوٌ قياساً واشتقاقاً أما القياسُ فلأنها عينٌ والأكثرُ أن تكونَ واواً وأما الاشتقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شجرٌ إذا أصَابَ العَيْنَ حَلَبَها وهو أَيْضاً شجرٌ إذا شُقَّ سالَ منه الماءُ وكلاهما في معنى صابَ يَصُوبُ إذا انْحدرَ والصُّوبَةُ الجَماعة من الطّعامِ والصُّوبَةُ الكُدْسُ من الحِنْطَةِ والتَّمْرِ وغيرِهما وقيل كلُّ مُجْتَمِعٍ صُوبَةٌ عن كُراعٍ وحكى اللحيانيُّ عن أبي الدِّينارِ الأعرابيِّ دخَلْت فإذا الدَّنانيرُ صُوبَةٌ بين يَدَيْهِ أي كُدْسٌ مجتَمِع ومن رَواهُ فإذا الدِّينارُ ذَهَبَ بالدِّينَارِ إلى مني الجِنْسِ لأن الدينارَ الواحدَ لا يكون صُوبَةً والصَّوْبُ لَقبٌ لرَجُلٍ من العربِ وهو أبو قبيلةٍ منهم وبَنُو الصَّوْبِ قبيلةٌ من بَكْرِ بن وائلٍ وصَوْبَةُ فَرسُ عباس بن مِرْداس وصَوْبَةُ أيضاً فَرَسُ بَنِي سَدُوسٍ
صوب
صابَ يَصوب، صُبْ، صَوْبًا، فهو صائب، والمفعول مَصُوب
• صابَ المطرُ الأرضَ: أمطرها، انصبّ ونزل.
• صاب السَّهمُ الهدفَ: أصابه ولم يخطئه "رأي صائب- مع الخواطئ سهم صائب". 

أصابَ/ أصابَ من يُصيب، أصِبْ، إصابةً وصوابًا، فهو مُصيب، والمفعول مُصاب (للمتعدِّي)
• أصاب الرَّجلُ: جاء بالصَّواب، ولم يخطئْ "أصاب في قوله وفعله".
• أصاب السَّهمُ الهدفَ: أدركه، لم يخطئه "أصابتِ الكرَةُ المَرْمَى".
• أصاب مُنافِسَه: نال منه وجَرَحه "أصابه الاكتئابُ" ° أصابهم الدَّهرُ بنفوسهم وأموالهم: فجعهم بها.

• أصابَ مرادَه: أدركه وناله "أصاب بغيته"? أصاب عُصْفورين بحجرٍ: حقَّق غرضين في وقت واحد- أصاب كبِدَ الحقيقة: أدرك عينَ الصَّواب بقول أو فعل.
• أصابته مصيبةٌ: نزلت به وحلَّت " {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} "? أصابتهُ الضَّربةُ: بلغته وأدركته.
• أصاب الغنيَّ بعينه: حَسَده، رماه بها.
• أصاب المالَ/ أصاب من المال ونحوه: أخذه وتناوله "أصاب من العلم نصيبًا- أصاب من الطّعام- {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ}: أخذناهم بذنبهم".
• أصاب الرَّجلُ من زوجته: استمتع بها. 

استصابَ يستصيب، اسْتَصِبْ، استصابةً، فهو مُستصيب، والمفعول مُستصاب
• استصاب رأيَه: عدَّه أو رآه صوابًا "استصابَ قولَه/ فِعْلَه". 

استصوبَ يستصوب، استصوابًا، فهو مُستَصوِب، والمفعول مُستَصوَب
• استصوب رأيَه: عدَّه أو رآه صوابًا "استصوب القائدُ الفكرةَ: استحسنها". 

تصوَّبَ يتصوَّب، تصوُّبًا، فهو مُتصوِّب
• تصوَّب السَّهمُ: توجَّه وتسدَّد نحو الهدف. 

صوَّبَ يصوِّب، تصويبًا، فهو مُصوِّب، والمفعول مُصوَّب
• صوَّب السّهمَ: وجَّهه وسدَّده نحو الهدف "صوَّب القذيفةَ نحو العدوّ- صوَّب الكرةَ نحو المرمى- صوَّب السِّلاحَ" ° صوّب رأسَه: خفضه.
• صوَّب قولَه: عدَّه صوابًا، حكم له بالصَّواب "صَوَّب رأي تلميذه".
• صوَّب الخطأََ: صحَّحه وأصلحه، أو عالجه بما يجعله صحيحًا "صَوَّب المعلِّمُ أخطاءَ التَّلاميذ". 

إصابة [مفرد]:
1 - مصدر أصابَ/ أصابَ من.
2 - حادث، خاصّة إذا نتج عنه أذًى بالغ أو وفاة "إصابة عمل".
3 - (رض) نقطة رابحة لفريق رياضيّ يصيب بها مرمى الفريق المنافس "سجَّل إصابة".
4 - (طب) مرضٌ أو عَدْوَى "إصابة بمرض الجدريّ". 

اسْتِصابة [مفرد]: مصدر استصابَ. 

تَصْويب [مفرد]: ج تصويبات (لغير المصدر):
1 - مصدر صوَّبَ.
2 - إصلاح الخطأ وجعله صوابًا "تصويب الأخطاء المطبعيّة- تصويبات شكليّة بحتة". 

صائِب [مفرد]: اسم فاعل من صابَ. 

صاب [جمع]: (نت) شجرٌ مُرٌّ به عُصارة بيضاءُ كاللّبن بالغة المرارة إذا أصابت العينَ أتلفتها. 

صابة [مفرد]: (نت) شجرة شكلها على هيئة الجوز، ثمارها كالتُّفَّاح الصَّغير شكلاً وحجمًا، وهي مأكولة لذيذة الطَّعم والشَّجرة تفرز عصارة لبنيَّة حِرِّيفة كاوية سامَّة. 

صَواب [مفرد]:
1 - مصدر أصابَ/ أصابَ من.
2 - سداد، ضدّ خطأ "كلامٌ صواب" ° صواب الرَّأي: سداده وجودته.
3 - حقّ "سار في طريق الصَّواب- {لاَ يَتَكَلَّمُونَ إلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} ".
4 - وَعْي "غاب عن الصّواب: فقد وعيَه- عاد/ رجع إلى صوابه" ° طاش صوابُه: لم يتمالك نفسَه من الغضب، خفّ عقلُه- فقَد صوابَه: جُنّ، تصرّف بطيْش وتسرُّع.
5 - لائق، مَرْضيّ "من الصَّواب أن لا تفعل هذا".
6 - (سف) أمر ثابت لا يسوغ إنكاره. 

صَوْب [مفرد]:
1 - مصدر صابَ.
2 - جهة أو ناحية "جاءت الوفودُ من كلّ صَوْب- اتّجه صوبَه" ° فلانٌ مستقيم الصَّوْب: إذا لم يزغ عن قصده- مِنْ كلِّ حَدَبٍ وصَوْب: مِنْ كلّ مكان، مِنْ جميع الأقطار والجهات. 

صُوبة [مفرد]: ج صُوبات: (رع) غرفة زجاجيّة أو بلاستيكيّة، أو مكان يُدفَّأ ويُعدّ لتربية بعض أنواع النَّباتات في جوٍّ يناسبها. 

صيِّب [مفرد]: سحابٌ كثيفٌ قاتم تصحبه عواصف الرَّعد المطيرة، مطر شديد الانصباب " {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ
 ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} ". 

مُصاب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أصابَ/ أصابَ من ° رَجُل مُصابٌ: مجنون.
2 - مصيبة، شدَّة ونازلة "نزل به مُصابٌ أليم- نُعزّيه في مُصابه".
3 - مصدر ميميّ من أصابَ/ أصابَ من. 

مُصوِّبة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل صوَّبَ.
2 - أداة تستخدم للتَّصويب كما في البندقيَّة.
• مصوِّبة القصْف: (سك) أداة في طائرة حربيّة تحدِّد النقطة حيث تلقى القنبلة. 

مُصيب [مفرد]: اسم فاعل من أصابَ/ أصابَ من. 

مُصيبة [مفرد]: ج مُصيبات ومَصائبُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أصابَ/ أصابَ من.
2 - كلّ مكروه يحُلّ بالإنسان، شدّة ونازلة "حلَّت عليه مُصيبة الموت- مصائبُ قوم عند قومٍ فوائدُ [مثل]: يعني أن المكروه الذي يحلّ بشخص يمكن أن يحمل الخير لشخص آخر في الوقت ذاته- كلّ المصائب قد تمرّ على الفتى ... فتهون غير شماتة الأعداءِ- {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} " ° أفجعته المصيبةُ: أوجعته- يا للمُصيبة: أسلوب تعجّب من هول المصيبة. 

صوب: الصَّوْبُ: نُزولُ الـمَطَر.

صَابَ الـمَطَرُ صَوْباً، وانْصابَ: كلاهما انْصَبَّ. ومَطَرٌ صَوْبٌ

وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ، وقوله تعالى: أَو كَصَيِّبٍ من السماءِ؛ قال أَبو

إِسحق: الصَّيِّبُ هنا المطر، وهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالى للمنافقين، كـأَنّ المعنى: أَو كأَصْحابِ صَيِّبٍ؛ فَجَعَلَ دينَ الإِسلام لهم مثلاً فيما ينالُهم فيه من الخَوْفِ والشدائد، وجَعَلَ ما يَسْتَضِـيئُون به من البرق مثلاً لما يستضيئُون به من الإِسلام، وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل. قال: والدليل على ذلك قوله تعالى: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عليهم. وكُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، فقد صابَ يَصُوبُ؛ وأَنشد:

كأَنـَّهمُ صابتْ عليهم سَحابَةٌ، * صَواعِقُها لطَيرهنَّ دَبيبُ(1)

(1 عجز هذا البيت غامض.)

وقال الليث: الصَّوْبُ المطر.

وصابَ الغيثُ بمكان كذا وكذا، وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ: جادَتْها.

وصابَ الماءَ وصوَّبه: صبَّه وأَراقَه؛ أَنشد ثعلب في صفة ساقيتين:

وحَبَشِـيَّـينِ، إِذا تَحَلَّبا، * قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، وصَوَّبا

والتَّصَوُّبُ: حَدَبٌ في حُدُورٍ، والتَّصَوُّبُ: الانحدار.

والتَّصْويبُ: خلاف التَّصْعِـيدِ.

وصَوَّبَ رأْسَه: خَفَضَه. التهذيب: صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الخشبة

تَصْويباً إِذا خَفَضْتُه؛ وكُرِه تَصْويبُ الرأْسِ في الصلاة. وفي الحديث: من قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ اللّه رأْسَه في النار؛ سُئِلَ أَبو داود السِّجسْتانيّ عن هذا الحديث، فقال: هو مُخْتَصَر، ومعناه: مَنْ قَطَعَ سِدْرةً في فلاة، يَسْتَظِلُّ بها ابنُ السبيل، بغير حق يكون له فيها، صَوَّبَ اللّه رأْسَه أَي نكَّسَه؛ ومنه الحديث: وصَوَّبَ يَده أَي خَفَضَها.

والإِصابةُ: خلافُ الإِصْعادِ، وقد أَصابَ الرجلُ؛ قال كُثَيِّر عَزَّةَ:

ويَصْدُرُ شتَّى من مُصِـيبٍ ومُصْعِدٍ، * إِذا ما خَلَتْ، مِـمَّنْ يَحِلُّ، المنازِلُ

والصَّـيِّبُ: السحابُ ذو الصَّوْبِ.

وصابَ أَي نَزَلَ؛ قال الشاعر:

فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكن لـمَـْلأَكٍ، * تَنَزَّلَ، من جَوِّ السماءِ، يَصوبُ

قال ابن بري: البيتُ لرجلٍ من عبدِالقيس يمدَحُ النُّعْمانَ؛ وقيل: هو لأَبي وجزَة يمدح عبدَاللّه بن الزُّبير؛ وقيل: هو لعَلْقَمَة بن

عَبْدَة. قال ابن بري: وفي هذا البيتِ شاهدٌ على أَن قولَهم مَلَك حُذِفت منه وخُفِّفَت بنقل حركتِها على ما

قبلَها، بدليل قولهم مَلائكة، فأُعيدت الهمزة في الجمع، وبقول الشاعر: ولكن لـمَـْلأَك، فأَعاد الهمزة، والأَصل في الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة، وهي الرسالة، فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يكون مأْلَكاً، وإِنما أَخروها بعد اللام ليكون طريقاً

إِلى حذفها، لأَن الهمزة متى ما سكن ما قبلها، جاز حذفها وإِلقاء حركتها على ما قبلها.

والصَّوْبُ مثل الصَّيِّبِ، وتقول: صابَهُ الـمَطَرُ أَي مُطِرَ. وفي

حديث الاستسقاء: اللهم اسقِنا غيثاً صَيِّباً؛ أَي مُنْهَمِراً متدفقاً.

وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته في الجَرْيِ؛ قال امرؤُ القيس:

فَصَوَّبْتُه، كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ، * على الأَمْعَزِ الضاحي، إِذا سِـيطَ أَحْضَرا

والصَّوابُ: ضدُّ الخطإِ. وصَوَّبه: قال له أَصَبْتَ.

وأَصابَ: جاءَ بالصواب. وأَصابَ: أَراد الصوابَ؛ وأَصابَ في قوله، وأَصابَ القِرْطاسَ، وأَصابَ في القِرْطاس. وفي حديث أَبي وائل: كان يُسْـأَلُ عن التفسير، فيقول: أَصابَ اللّهُ الذي أَرادَ، يعني أَرادَ اللّهُ الذي أَرادَ؛ وأَصله من الصواب، وهو ضدُّ الخطإِ. يقال أَصاب فلانٌ في قوله وفِعْلِه؛ وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم يُخْطِـئْ؛ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ. قال الأَصمعي: يقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الجواب؛ معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده، فأَخْطَـأَ مُرادَه، ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ. وقولهم: دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي؛ قال أَوسُ بن غَلْفاء:

أَلا قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ، * تَقَطَّع، بابنِ غَلْفاءَ، الحِـبالُ:

دَعِـيني إِنما خَطَئي وصَوْبي * عليَّ، وإِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ

وإِنَّ ما: كذا منفصلة. قوله: مالُ، بالرفع، أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ

إِنما هو مالٌ. واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه: رآه صَواباً.

وقال ثعلب: اسْتَصَبْتُه قياسٌ. والعرب تقول: اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك.

وأَصابه بكذا: فَجَعَه به. وأَصابهم الدهرُ بنفوسهم وأَموالهم. جاحَهُم فيها فَفَجَعَهم.

ابن الأَعرابي: ما كنتُ مُصاباً ولقد أُصِبْتُ. وإِذا قال الرجلُ لآخر: أَنتَ مُصابٌ، قال: أَنتَ أَصْوَبُ مِني؛ حكاه ابن الأَعرابي؛

وأَصابَتْهُ مُصِـيبةٌ فهو مُصابٌ.

والصَّابةُ والـمُصِـيبةُ: ما أَصابَك من الدهر، وكذلك الـمُصابةُ

والـمَصُوبة، بضم الصاد، والتاء للداهية أَو للمبالغة، والجمع مَصاوِبُ ومَصائِبُ، الأَخيرة على غير قياس، تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِـيلة التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أَصل. التهذيب: قال الزجَّاج أَجمع النحويون على أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ في جمع مُصِـيبة، بالهمز، وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ، وإِنما مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ. قال: وهذا عندي إِنما هو بدل من الواو المكسورة، كما قالوا وسادة وإِسادة؛ قال: وزعم الأَخفش أَن

مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فيها بدلاً من الواو، لأَنها أُعِلَّتْ في

مُصِـيبة. قال الزجّاج: وهذا رديء لأَنه يلزم أَن يقال في مَقَام

مَقَائِم، وفي مَعُونة مَعائِن. وقال أَحمدُ بن يحيـى: مُصِـيبَة كانت في الأَصل مُصْوِبة. ومثله: أَقيموا الصلاة، أَصله أَقْوِمُوا، فأَلْقَوْا حركةَ الواو على القاف فانكسرت، وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف. وقال الفراء: يُجْمَعُ

الفُواق أَفْيِـقَةً، والأَصل أَفْوِقةٌ. وقال ابن بُزُرْجَ: تركتُ الناسَ على مَصاباتِهم أَي على طَبقاتِهم ومَنازِلهم. وفي الحديث: من يُرِدِ اللّهُ به خيراً يُصِبْ منه، أَي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها، وهو الأَمر المكروه ينزل بالإِنسان. يقال أَصابَ الإِنسانُ من المال وغيره أَي أَخَذَ وتَنَاول؛ وفي الحديث: يُصِـيبونَ ما أَصابَ الناسُ أَي يَنالون ما نالوا. وفي الحديث: أَنه كان يُصِـيبُ من رأْس بعض نسائه وهو صائم؛ أَراد التقبيلَ . والـمُصابُ: الإِصابةُ؛ قال الحرثُ بن خالد المخزومي:

أَسُلَيْمَ ! إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلاً * أَهْدَى السَّلامَ، تحيَّـةً، ظُلْمُ

أَقْصَدْتِه وأَرادَ سِلْمَكُمُ، * إِذْ جاءَكُمْ، فَلْـيَنْفَعِ السِّلْمُ

قال ابن بري: هذا البيت ليس للعَرْجِـيِّ، كما ظنه الحريري، فقال في دُرَّة الغواص: هو للعَرْجِـيِّ. وصوابه: أَظُلَيْم؛ وظُلَيم: ترخيم ظُلَيْمة، وظُلَيْمة: تصغير ظَلُوم تصغير الترخيم.

ويروى: أَظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم. وظُلَيْمُ: هي أُمُّ عمْران، زوجةُ

عبدِاللّه بنُ مُطِـيعٍ، وكان الحرثُ يَنْسِبُ بها، ولما مات زوجها تزوجها.

ورجلاً: منصوبٌ بمُصابٍ، يعني: إِنَّ إِصابَتَكم رجلاً؛ وظُلْم: خبر إِنَّ.

وأَجمعت العرب على همز الـمَصائِب، وأَصله الواو، كأَنهم شبهوا الأَصليّ بالزائد. وقولُهم للشِّدة إِذا نزلتْ: صَابَتْ بقُرٍّ أَي صارت الشِّدَّة في قَرارِها.

وأَصابَ الشيءَ: وَجَدَه. وأَصابه أَيضاً: أَراده. وبه فُسِّر قولُه

تعالى: تَجْري بأَمْره رُخاءً حيثُ أَصابَ؛ قال: أَراد حيث أَراد؛ قال الشاعر:

وغَيَّرها ما غَيَّر الناسَ قَبْلَها، * فناءَتْ، وحاجاتُ النُّفوسِ تُصِـيبُها

أَراد: تُريدها؛ ولا يجوز أَن يكون أَصَابَ، من الصَّواب الذي هو ضدّ الخطإِ، لأَنه لا يكونُ مُصيباً ومُخْطِئاً في حال واحد.

وصَابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِـيَّةِ يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأَصابَ إِذا قَصَد ولم يَجُزْ؛ وقيل: صَابَ جاءَ من عَلُ، وأَصابَ: من الإِصابةِ، وصَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَيْباً، لغة في أَصابه. وإِنه لسَهْمٌ صائِبٌ أَي قاصِدٌ.

والعرب تقول للسائر في فَلاة يَقْطَعُ بالـحَدْسِ، إِذا زاغَ عن

القَصْدِ: أَقِمْ صَوْبَك أَي قَصْدَك. وفلان مُستقيم الصَّوْبِ إِذا لم يَزِغْ عن قَصْدِه يميناً وشمالاً في مَسِـيره.

وفي المثل: مع الخَوَاطِـئِ سهمٌ صائبٌ؛ وقول أَبي ذؤَيب:

إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها، * كعَنْزِ الفَلاةِ، مُسْتَدِرٌّ صِـيابُها

أَرادَ جمعَ صَائِبٍ، كصاحِب وصِحابٍ، وأَعَلَّ العينَ في الجمع كما أَعَلَّها في الواحد، كصائم وصِـيامٍ وقائم وقِـيامٍ، هذا إِن كان صِـيابٌ من الواو ومن الصَّوابِ في الرمي، وإِن كان من صَابَ السَّهمُ الـهَدَفَ يَصِـيبُه، فالياء فيه أَصل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فكيفَ تُرَجِّي العَاذِلاتُ تَجَلُّدي، * وصَبْرِي إِذا ما النَّفْسُ صِـيبَ حَمِـيمُها

فسره فقال: صِـيبَ كقولكَ قُصِدَ؛ قال: ويكون

على لغة من قال: صَاب السَّهْمُ. قال: ولا أَدْري كيف هذا، لأَن صاب السهمُ غير متعدٍّ. قال: وعندي أَن صِـيبَ ههنا من قولهم: صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ، فكأَنَّ المنيةَ كانت صابَتِ الـحَمِيمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها.

وسهمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ: صائبٌ؛ قال ابن جني: لم نعلم في اللغة صفة على فعيل مما صحت فاؤُه ولامه، وعينه واو، إِلاَّ قولهم طَوِيلٌ وقَوِيم وصَوِيب؛ قال: فأَما العَوِيصُ فصفة غالبة تَجْرِي مَجْرى الاسم. وهو في صُوَّابةِ قومه أَي في لُبابهم. وصُوَّابةُ القوم: جَماعتُهم، وهو مذكور في الياءِ لأَنها يائية وواوية. ورجلٌ مُصابٌ، وفي عَقْل فلان صابةٌ أَي فَتْرة وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنون؛ وفي التهذيب: كأَنه مجنون. ويقال للمجنون: مُصابٌ. والـمُصابُ: قَصَب السُّكَّر.

التهذيب، الأَصمعي: الصَّابُ والسُّلَعُ ضربان، من الشجر، مُرَّان.

والصَّابُ عُصارة شجر مُرٍّ؛ وقيل: هو شجر إِذا اعْتُصِرَ خَرَج منه كهيئة اللَّبَن، وربما نَزَت منه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فتقع في العين

كأَنها شِهابُ نارٍ، وربما أَضْعَفَ البصر؛ قال أَبو ذُؤَيب الـهُذَلي:

إِني أَرِقْتُ فبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً، * كأَنَّ عَيْنِـيَ فيها الصّابُ مَذْبُوحُ(1)

(1 قوله «مشتجراً» مثله في التكملة والذي في المحكم مرتفقاً ولعلهما روايتان.)

ويروى:

نام الخَلِـيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجراً

والـمُشْتَجِرُ: الذي يضع يده تحت حَنَكِه مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه.

وقيل: الصَّابُ شجر مُرٌّ، واحدته صابَةٌ. وقيل: هو عُصارة الصَّبِرِ.

قال ابن جني: عَيْنُ الصَّابِ واوٌ، قياساً واشتقاقاً، أَما القياس

فلأَنها عين والأَكثر أَن تكون واواً، وأَما الاشتقاق فلأَنَّ الصَّابَ شجر إِذا أَصاب العين حَلَبها، وهو أَيضاً شجر إِذا شُقَّ سالَ منه الماءُ.

وكلاهما في معنى صابَ يَصُوبُ إِذا انْحَدر.

ابن الأَعرابي: الـمِصْوَبُ الـمِغْرَفَةُ؛ وقول الهذلي:

صابُوا بستَّةِ أَبياتٍ وأَربعةٍ، * حتَّى كأَن عليهم جابِـياً لُبَدَا

صابُوا بهم: وَقَعوا بهم. والجابي: الجَراد. واللُّبَدُ: الكثير.

والصُّوبةُ: الجماعة من الطعام. والصُّوبةُ: الكُدْسةُ من الـحِنْطة

والتمر وغيرهما. وكُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ، عن كراع. قال ابن السكيت: أَهلُ الفَلْجِ يُسَمُّونَ الجَرِينَ الصُّوبةَ، وهو موضع التمر. والصُّوبةُ: الكُثْبة من تُراب أَو غيره. وحكى اللحياني عن أَبي الدينار الأَعرابي: دخلت على فلان فإِذا الدنانيرُ صُوبةٌ بين يديه أَي كُدْسٌ مجتمع مَهِـيلةٌ؛ ومَن رواه: فإِذا الدينار، ذهب بالدينار إِلى معنى الجنس، لأَن الدينار الواحد لا يكون صُوبةً. والصَّوْبُ: لَقَبُ رجل من العرب، وهو أَبو قبيلة منهم. وبَنُو الصَّوْبِ: قوم من بَكْر بن وائل. وصَوْبةُ: فرس العباسِ بن مِرْداس. وصَوْبة أَيضاً: فرس لبني سَدُوسٍ.

صوب
: ( {الصَّوْبُ: الانْصِبَابُ) من صَبَّه إِذَا أَراقَه فانْصَبْ (} كالانْصِبَاب) . يُقَالُ: صَابَ المَطَرُ {صَوْباً،} وانْصَابَ كِلَاهُمَا بمَعْنَى انْصَبَّ. (و) الصَّوْبُ: ( {الصَّيِّبُ) كَسَيِّدٍ. يُقَالُ: مَطَر} صَوْبٌ {وصَيِّبٌ (} كالصَّيُّوبِ) وَهُوَ شَذٌّ، خَصَّه أَكْثَرُ مَنْ نَقَلَه بالضَّرُورَة، قَالَه شَيْخُنَا.
قلتُ: وهَذَا نَقَلَه ابنُ دُرَيْد، فَقَالَ مَطَرٌ {صَيُّوبٌ، مِثَالُ تَنُّور، فَيَعْوُل من الصَّوْب أَي كَثِير الانْسِكاب.
قَالَ تَعَالَى: {أَوْ} كَصَيّبٍ مّنَ السَّمَآء} (الْبَقَرَة: 19) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: {الصَّيِّبُ هُنَا المَطَر. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاء: (اللَّهُمَّ اسقِنَا غَيْثاً} صيِّباً) أَي مْنْهَمِراً مُتَدَفِّقاً.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: الصِّيِّبُ: السَّحَابُ ذُو الصَّوْب.
(و) الصَّوْبُ: (ضِدُّ الخَطَإِ، {كالصَّوَاب) . قَوْلٌ صَوْبٌ} وصَوَابٌ. وقَوْلُهم: عْنِي وعَلَيّ خَطَئي وصَوْبِي، أَي! - صَوَابِي. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابْنُ هِشَام فِي شَرْح الكَعْبِيَّة لأَوْسِ بْنِ غَلْفَاءَ:
أَلا قَالَت أُمَامَةُ يومَ غُولٍ
تَقْطَّع بابْنِ غَلْفَاءَ الحِبالُ
دَعِينِي إِنَّمَا خَطَئي {- وصَوْبِي
علَي وإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالُ
فِي لِسَان الْعَرَب: وإِنَّ (مَا) كَذَا مُنْفَصِلة. قَوْله: مالُ بالرَّفْع أَي وإِنَّ الَّذِي أَهلكتُ إِنَّمَا هُوَ مَالٌ.
(و) الصَّوْبُ: (القَصْدُ،} كالإِصَابَة) . قَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَالُ: أَصَابَ فُلَانٌ {الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ، مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ وأَرادَه فأَخطَأَ مُرَادَه وَلم يَعُمِدِ الخطأَ وَلم يُصِبْ. انْتهى. وَيُقَال: صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّة} يَصُوبُ {صَوْباً} وصَيْبُوبَةً {وأَصَابَ، إِذَا قَصَدَ وَلم يَجُر.} وصَاب السَّهْمُ القِرْطَاسَ {صَيْباً لُغَةٌ فِي أَصَابَه. وإِنَّه لَسَهْمٌ} صَائِبٌ أَي قَاصِدٌ. والعربُ تُقُولُ للسَّائِر فِي فَلَاةٍ يَقْطَع بالحَدْسِ إِذا زَاغَ عَن القَصْد: أَقِمْ {صَوْبَكَ، أَي قَصْدَك. وفُلَانٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْب إِذا لم يَزِغْ عَن قَصْدِ يَمِيناً وشِمَالاً فِي مَسِيرِهِ. وَفِي المَثَلِ: (مَع الخَوَاطِىءِ سَهْمٌ صَائِب) .
(و) الصَّوْبُ: (المَجيءُ من) مَكَان (علٍ) ، وقَدْ صَابَ. وكُلُّ نَازِلٍ من عُلُوَ إِلَى استِفَال فَهُوَ صَابَ يَصُوبُ، وأَنشد:
فَلَسْتَ لإِنْسِيَ ولكِنْ لمَلْأَكٍ
تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البَيْتُ لِرَجُلٍ من عَبْدِ القَيْسِ يَمْدَحُ النعْمَانَ، وقيلَ: هُوَ لأَبِي وَجُزَةَ يَمْدَحُ عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ، وقِيلَ: هُوَ لعَلْقَمَة بْن عَبَدة.
(} كالتَّصَوّب) ، وَهُوَ حَدَبٌ فِي حُدُورٍ. والتَّصَوُّبُ أَيْضاً: الانْحِدَارُ.
(و) الصَّوْبُ: لَقَبُ رَجُل من العَرَبِ، وَهُوَ (أَبُو قَبِيلَة) مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِل. قَالَ رَجُلٌ مِنْهُم فِي كَلَامِه، كأَنَّه يُخَاطِبُ بَعِيرَه: حَوْب حَوْب، إِنَّه يومُ دَعْقٍ وشَوْب، لالَعاً لِبَني الصوْبِ.
(و) الصَّوْبُ: (الإِرَاقَةُ) . يُقَالُ: صَابَ المَاءَ {وصَوَّبَهُ: صَبَّه وأَرَاقَه. أَنْشَد ثَعْلَبٌ فِي صفة سَاقِيَيْن:
وحَبَشِيَّيْن إِذَا تَحَلَّبا
قَالَا نَعَمْ قَالَا نَعَمْ} وصَوَّبا
(و) الصَّوْبُ: (مَجِيءُ السَّمَاءِ بالمَطَرِ) . وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّوْبُ: المَطَرُ. وصَابَ الغَيْثُ بمَكَان كَذَا وكَذَا. وصَابَتِ السَماءُ الأَرْضُ: جَادَتْهَا وصَابَ أَي نَزَل. قَالَه ابْن السَّيِّد فِي الْفرق. وصَابَه المَطَر أَي مُطِرَ. وَفِي قَول الشَّاعِر:
فسَقَى دِيَارَكَ غَيْرَ مُفْسدِهَا
صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِي
قَالَ شَيْخُنا: جَوَّزَ ابْنُ هِشَامٍ كَوْنَ الصَّوْبِ بمَعْنَى النُّزُول مِنْ صَابَ، وكَوْنَه بمَعْنَى المَطَر. وعَلَى الأَوَّلِ فالرَّبِيعُ مَعْنَاه المَطَر. وعَلَى الثَّانِي مَعْنَاه الفَضْل.
والصَّوْبُ أَيضاً بمَعْنَى الناحِيَة والجِهَة، وقَد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ، وجَعَلَه بعضُهم استِعَارَةً مِن الصَّوْبِ بمَعْنى المَطَر. والصَّحِيحُ أَنه حَقِيقَةٌ فِي الجَانِبِ والجه 2 ةِ، عَلَى مَا فِي التَّهْذِيبِ والمِصْبَاح، وَذكره الخَفَاجِيُّ فِي العِنَايَة وابْنُ هِشَام فِي شَرْحِ الكَّعْبِيَّة، كَمَا ذَكَرَه شَيْخُنَا.
( {والإِصَابة؛ خِلَافُ الإِصْعَاد) ، وقَد أَصَابَ الرَّجُلُ. قَالَ كُثَيِّر عَزّة:
ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ
إِذَا مَا خَلَت مِمَّن يَحِلُّ المَنَازِلُ
(و) الإِصَابَةُ: (الإِتْيَانُ} بالصَّوَاب) . وأَصَابَ جَاءَ بالصَّوَابِ. (و) الإِصَابَةُ أَيضاً (إِرَادَتُه) أَي الصَّوَاب. وأَصَابَ فِي قَوْلِه، وأَصَابَ القِرْطَاسَ، وأَصَاب فِي القِرطَاس، إِذا لم يُخْطِيء.
(و) الإِصَابَةُ: (الوِجْدَانُ) . يُقَالُ:! أَصَابَهُ: رَآه صَوَابا، وَوَجَدَه صَوَاباً. وَفِي حَدِيثِ أَبِي وَائِل: (كَانَ يُسْأَلُ عَن التَّفْسِيرِ فَيَقُولَ: أَصَابَ اللهُ الَّذِي أَرَادَ يَعْنِي أَرَادَ اللهُ الذِي أَرَادَ، وأَصْلُه من الصَّوَابِ. وقَوْلُهُم للشِّدَّةِ إِذَا نَزَلَت: {صَابَت بِقُرَ، أَيْ صَارَتِ الشِّدَّةُ فِي قَرَارِهَا.
وَفِي الأَسَاسِ، وَمن المَجَاز: أَصَابَ الشيءَ: وَجَدَه.} وأَصَابَه أَيضاً: أَرادَه. قلْتُ: وبِه فَسَّرَ أَبُو بَكْر قَوْلَه تَعَالى: تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَآء حَيْثُ أَصَابَ (صلله: 36) قَالَ: أعَادَ: حَيْثُ أَرَادَ. وأَنشد:
وغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا
فَنَاءَتْ وحَاجَاتُ النُّفُوسِ تُصِيبُهَا
أَراد تُرِيدُهَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {أَصَابَ مِن الصَّوَابِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخَطَإِ؛ لأنَّه لَا يَكُونُ} مُصِيباً ومُخْطِئاً فِي حَال وَاحِدَة، كَذَا فِي لِسَان العَرَب، وراجع شَرْحَ المَقَامَات للشّرِيشِيّ، وقَوْل رُؤْبَة فِيهِ:
... أَين {تُصِيبَان
وأَصَابَ الإِنسانُ من المَالِ وغَيْرِهِ أَيْ أَخَذَ وتَنَاوَلَ. وَفِي الحدِيث (} يُصِيبُونَ مَا أَصَابَ النَّاسُ) أَي ينالون مَا نَالُوا. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه كَانَ {يُصِيبُ من رَأْسِ بَعْض نِسَائِه وَهُوَ صَائِمٌ) أَرَادَ التَّقْبِيلَ.
(و) } الإِصَابَةُ: (الاحْتِيَاجُ) {وأَصَابَه أَحْوَجَه. (و) الإِصَابَةُ: (التَّفْجِيعُ) } أَصَابَه بِكَذَا: فَجَعَه بِهِ. وأَصَابَهم الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِم وأَمْوَالهم: جَاحَهُم فِيهَا فَفَجَعَهُم ( {كالمُصَابَةِ) والمُصَابِ. قَالَ الحَارِثُ بنُ خَالِدٍ المَخْزُومِيُّ:
أَسُلَيْمَ إِنْ} مُصَابَكُم رَجُلاً
أَهْدَى السَّلَامَ تَحِيَّةً ظُلْمُ
أَقْصدْتِه وأَرَادَ سِلْمَكُمُ
إِذ جَاءَكم فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ
قَالَ ابْن بَرّيّ: هَذَا البَيْتُ لَيْسَ للَعرْجِيّ كَمَا ظَنَّه الحَرِيرِيّ، فَقَالَ فِي دُرَّةِ الغَوَّاصِ: هُوَ للعَرْجِيِّ، وصَوَابُه: أُظُلَيْم تَرْخِيم ظُلَيْمَة، وظُلَيمَة تَصْغِير ظَلُوم تَصْغِير التَّرْخِيم. ويروى: أَظَلُوم إِنَّ مُصَابَكم. وظُلَيْم هِيَ أُمُّ عِمْرَان زوْجَةُ عَبْد الله بْنِ مُطِيع، وَكَانَ الحَارِثُ يَنْسِبُ بِهَا، ولَمَّا مَاتَ زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا، وَرَجُلاً مَنْصُوب {بمُصَابٍ. يَعْنِي إِنّ} إِصَابَتَكُم رَجُلاً، وظُلْم خَبَر إِنّ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرب. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: مَا كنتُ مُصَاباً وَلَقَد أُصِبْتُ: وإِذا قَالَ الرَّجُلُ لآخَر: أَنْتَ مُصَابٌ، قَالَ: أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ. وأَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فَهُوَ مُصَابٌ.
( {والصَّابَةُ:} المُصِيبَةُ) مَا أَصَابَكَ من الدَّهْر ( {كالمُصَابَةِ} والمَصُوبَة) بضَمِّ الصَّاد، والتَّاء، للتَّأنِيث أَو للمُبَالَغَة، والجَمْعُ {مَصَاوِبُ} ومَصَائِبُ، الأَخِيرَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ الزّجّاج: أَجْمَعَ النَّحْوِيُّونَ على أَنْ حَكَوا {مَصَائِب فِي جمع مُصِيبَة بالهَمْزِ، وأَجْمَعُوا أَنَّ الاخْتِيَار مَصَاوِب، وإِنَّمَا مَصَائِب عِنْدَهُم بالهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ. قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي إِنَّمَا هُوَ بَدَل من الوَاوِ المَكْسُورَة كَمَا قَالُوا: وِسَادَة وإِسَادَةٌ. وزَعَم الأَخْفَشُ أَنَّ مَصَائِبَ إِنَّمَا وَقعت الهَمْزَة فِيهَا بَدَلاً مِن الوَاوِ، لأَنَّهَا أَغْلَبُ فِي مُصِيبَة. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا رَدِيء؛ لأَنَّه يَلْزمُ أَنْ يُقَالَ فِي مَقَام مَقَائم، وَفِي مَعُونَة مَعَائِن. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: مُصِيبَةٌ كَانَتْ فِي الأَصْلِ مُصْوِبَة أَلْقَوْا حَرةَ الْوَاوِ عَلَى الصَّادِ فانْكَسَرَتْ، وَقَلَبُوا الوَاوَ يَاءً لِكَسْرَةِ الصَّادِ.
وقَال ابنُ بُزُرْج: تَرَكتُ النَّاسَ على} مُصَابَاتِهِم أَي على طَبَقَاتِهم وَمَنَازِلِهِم. وَفِي الحَدِيث: (مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْراً يُصُبُ مِنْه) . أَي ابْتَلَاهُ {بالمَصَائِب لِيُثيبَه عَلَيْهَا، وَهُوَ الأَمْرُ المَكْرُوهُ يَنْزِل بالإِنْسَان. ونَقَلَ شيخُنَا فِي التَّوْشِيح أَنَّ أَصْلَ} المُصِيبَةِ الرَّمْيَةُ بالسَّهْمِ، ثمَّ اسْتُعْمِلَت فِي كل نَازِلَةٍ.
(و) {الصَّابَةُ: (الضَعْفُ فِي العَقْلِ) . يُقَال: رَجُلٌ} مُصَابٌ. فِي عَقْل فلانٍ {صَابَةٌ أَي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنُون. وَفِي التَّهْذِيب: كأَنَّه مَجْنُون. ويُقَال للمَجْنُون مُصَابٌ.
} والمُصَابٌ: قَصَبُ السُّكَّرِ، كَذَا فِي لسَان العَرَب.
(و) الصَّابَةُ: (شَجَرَ مُرٌّ) . وَفِي التَّهْذِيبِ عَن الأَصْمَعِيّ:! الصَّابُ والسُّلَع: ضَرْبَانِ من الشَّجَرِ مُرَّان (ج: صَابٌ. وَوَهِمَ الجَوْهريّ فِي قَوْله عُصَارَة شَجَر) مُرَ. قَالَ الهُذَليّ: إِني أَرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً
كأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ
قَال الصَّاغَانِيّ: وإِنما أَخَذَه من كِتَاب اللَّيْثِ. أَلَيْسَ أَنَّه يُقَالُ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوح أَي مَشْقُوقٌ، والعُصارَة لَا تُذْبَح، وإِما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج مِنْهَا العُصَارَة. وإِنما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج مِنْهَا العُصَارَة. والرِّوَايَةُ فِي البَيْتِ.
(نَامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيْلَ) . قلت: وذَكَر ابنُ سِيدَه الوَجْهَيْن، فَفِي الْمُحكم: الصَّابُ: عُصَارَة شَجَر مُرَ، وَقيل: هُوَ عُصَارَة الصَّبِر، وقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ إِذا اعْتُصِر خَرَجَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ اللَّبَنِ فَرُبمَا نَزَتْ مِنه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرةٌ فتَقَع فِي العَيْنِ فكأَنَّهَا شِهَابُ نَارٍ، وَرُبمَا أَضْعَفَ البَصَرَ، وأَنْشَدَ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْب السَّابِقِ. قَالَ: والمُشْتَجِر: الَّذِي يَضعُ يَدَه تَحْتَ حَنَكِه مُذَّكِّراً لِشِدَّةِ هَمِّه. ثمَّ قَال: وقَال ابْنُ جِنِّي: عَيْنُ الصَّابِ وَاو قِيَاساً واشْتِقَاقاً. أَمَّا القِيَاسُ فلأَنَّهَا عَيْن، والأَكْثَرُ أَنْ تكُونَ وَاواً. وأَمَّا الاشْتِقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شَجَرٌ إِذَا أَصَابَ العَيْنَ حَلَبَهَا وَهُوَ أَيْضا شَجَرٌ إِذَا شُقَّ سَالَ مِنْهُ المَاءُ، وكِلَاهُمَا مِنْ مَعْنَى {صَابَ} يَصُوبُ إِذَا انْحَدَرَ.
(و) السَّهْمُ ( {الصَّيُوبُ) كَصَبُورٍ فِي مَعْنى (} الصَّائبِ) .
ومِنَ المَجَازِ: رَأْيٌ {مُصِيبٌ} وصَائب. ( {كالصَّوِيب) بمَعْنَى} صَائب.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ ابنُ جنِّي: لم نَعْلَم فِي اللُغَة صِفَةً على فَعِيل مِمَّا صَحَّتْ فَاؤُه ولَامُه، وعَيْنه وَاوٌ، إِلا قَوْلَهم طَوِيلٌ وقَوِيمٌ {وصَوِيبٌ. قَالَ: فأَمَّا العَوِيص فصِفَةٌ غَالِبَةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ، وَهَذَا فِي المُحْكَم. قَالَ شَيْخُنَا: وَهُوَ فِي مُهمّاتِ النَّظَائِرِ والأَشْبَاهِ.
(و) يُقَال: هُوَ فِي (} صَوَّابَةُ القَوْمِ) أَي فِي (لُبَابِهِم) . {وصَوَّابَةُ القَوْم: جَمَاعَتهم (} كَصُيَّابَتِهِم {وصُيَّابهم (تُذْكَرُ فِي الياءِ، لأَنَّها يَائِيَّةٌ وَاوِيَّةٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} اسْتَصَابَه) أَي الرَّأْيَ بمَعْنَى ( {اسْتَصْوَبَه) . وقَالَ ثَعْلَبٌ:} اسْتَصَبْتُه قيَاسٌ. والعَرَبُ تَقُولُ:! استَصْوَبْتُ رَأْيَك. ( {وصَوَّبَهُ: قَالَ لَهُ} أصَبْتَ) وتَقُولُ: إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئنِي، وإِنْ {أَصَبْتُ} - فصَوِّبْنِي.
(و) من المجَاز: {صَوَّبَ اللهُ (رَأْسَه: خَفَضَه) .} والتَّصْوِيبُ: خِلافُ التَّصعِيدِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: {صَوْبتُ الإِنَاءَ وَرَأْسَ الخَشَبَة إِذا خَفَضْتَه. وكُرِهَ} تَصْوِيبُ الرَّأْسِ فِي الصَّلَاةِ.
وَفِي الحَدِيث: (مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ) . سُئلَ أَبُو دَاوود السِّجِسْتَانِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: هُوَ مُخْتَصر، ومَعْنَاه: مَنْ قَطَ سِدْرَةً فِي فَلَاة يَسْتَظِلُّ بهَا ابْنُ السَّبِيل بِغَيْرِ حَقَ يكون لَهُ فِيها صَوَّبَ الله رَأْسَ أَي نَكَّسَه. وَمِنْه الحَدِيثُ: (وصَوَّبَ يَدَهُ) أَي خَفَضَهَا، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَبِ.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: ( {المِصْوَبُ) أَي كمِنْبَر: (المِغْرَفَة) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.
(} والصُّوبَةُ) بالضَّمِّ: (كُلُّ مُجْتَمِع) عَن كُرَاع (أَو)
{الصوبة: الْجَمَاعَة (مِنَ الطَّعَام) ، والصُّوبَةُ: الكِدُسَةُ من الحنْطَة والتَّمْرِ وغَيْرِهِما. والصُّوبَةُ: الكَبْشَة من تُرَابٍ أَو غَيْرِه. وَعَن ابْن السكّيت: الصُّوبَةُ: الجَرِينُ أَي مَوْضِعُ التَّمْرِ. وَحكى اللِّحْيَانيّ عَن أَبِي الدِّنيَارِ الأَعْرَابِيّ: (دخلتُ عَلَى فلَان فإِذَا الدنَانِير صُوبَةٌ بَيْن يَدَيْه) أَي كُدْسٌ مَهِيلَةٌ. وَمن رَوَاه (فإِذَا الدِّينَار) ذَهَبَ بالدِّينَارِ إِلَى مَعْنَى الجِنْسِ، لأَنَّ الدِّينَارَ الوَاحدَ لَا يَكُون صُوبَةً، هكَذَا فِي لِسَانِ الْعَرَب. غَيْر أَنِّي رَأَيْتُ فِي الأَسَاسِ قَوْلَهُم: والدَّنَانِير} صُوبةٌ بَيْن يَدَيْهِ مَهِيل فليُنْظَرْ.
(و) صَوْبَة (بِالْفَتْح) بِلَا لَام: (فَرَسَانِ لحسان بن مُرَّة) بْنِ جَنْدَلَة مِنْ بَنِي سَدُوس (و) فرس (البَّاسٍ بْنِ مِرْدَاسِ) السُّلَمِيّ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: صَوَّبتُ الفَرَسَ إِذَا أَرْسَلْتَه فِي الجَرْي. قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
{فَصَوَّبْتُهُ كأَنَّهُ} صَوْبُ غَبْيَةٍ
عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي إِذَا سِيطَ أَحْضَرَا
{والصِّيَابُ جَمْع صَائِب كَصَاحِب وصِحَاب، وأَعَلَّ العَيْنَ فِي الجَمْع كَمَا أَعَلَّهَا فِي الوَاحِد كَصَائِم وصِيَام، وقَائِم وقِيَام. هَذَا إِذَا كَانَ} صِيَابٌ من الوَاوِ وَمن الصَّوَاب فِي الرَّمْي. وإِنْ كَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ {يَصِيبُه فاليَاء فِيهِ أَصْل، وأَمَّا مَا أَنْشَدَه ابْن الأَعْرَابِيّ:
فكَيْفَ تُرَجِّي العَاذِلَاتُ تَجَلّدِي
وصَبْرِي إِذَا مَا النَّفْسُ} صِيَب حَمِيمُهَا
فإِنه كَقَوْلِكَ: قُصِدَ. قَالَ: ويَكُونُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: صَابَ السَّهْمُ. قَالَ: وَلَا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَيْرُ مُتَعَدّ. قَالَ: وعِنْدِي أَنَّ صِيبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم: {صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضُ:} أَصَابتها تَصُوبُ فكَأَنَّ المَنِيَّة صَابَت الحَمِيمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا، كَذَا فِي لِسَان العَرَبِ.

! وصَابُوا بِهِم: وقَعُوا بِهِم، وبِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِيّ:
صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وأَرْبَعَةٍ
حَتَّى كَأَنَّ عَلَيْهِم جَابِئًّا لُبَداً
الجَابىء: الجَرَادُ. واللُّبَدُ: الكَثِيرُ، وَقد سَمَّوْا صوَاباً كَسَحَابٍ.

صوب

1 صَابَ, (S, M, A,) [aor. ـُ inf. n. صَوْبٌ (S, M, A, K) and مَصَابٌ, (Har p. 240,) said of rain, (S, M, A, *) It poured forth; (M, A, K;) as also ↓ انصاب: (M, K:) or it descended; and ↓ تصوّب signifies the like. (S.) A poet says, فَسَقَى دِيَارَكَ غَيْرَ مُفْسِدِهَا صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِى

which may mean, [And may] the descending of the rain called the ربيع [and continuous rain, or continuous and still rain, pouring forth, water thy districts, not injuring them]: or it may mean, [may] the rain of the season called the ربيع [&c.]: so says IHsh. (MF, TA.) And one says of a calamity (شِدَّة), on the occasion of its befalling, صَابَتْ بِقُرٍّ, meaning It became [or fell] in its قَرَار [or settled or fixed place, or in the place where it should remain]. (S, TA. [See also art. قر.]) b2: And صاب, aor. as above, (M, TA,) inf. n. صَوْبٌ, (K, TA,) It, or he, came from a high place; (K, TA;) descended from above; (M, TA;) as also ↓ تصوّب: (K, TA:) and (TA) it, or he, descended; went down, downwards, down a declivity, or from a higher to a lower place or position; or it sloped down; syn. اِنْحَدَرَ; and so ↓ تصوّب. (M, TA. [See also 4, first sentence; and see 2, last sentence.]) b3: [Hence, app.,] صَابُوا بِهِمْ They fell upon them, or assaulted them: and agreeably with this meaning is expl. the saying of the Hudhalee, صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وَأَرْبَعَةٍ

حَتَّى كَأَنَّ عَلَيْهِمْ جَابِئًا لُبَدَا meaning [They fell upon, or assaulted, six tents, or dwellings, and four; so that it was as though there were upon them] numerous locusts. (TA.) A2: صَوْبٌ [app. meaning صَوْبُ مَطَرٍ] signifies also The sky's bringing rain. (A, K.) b2: And The pouring forth (A, K, TA) of water [&c.]. (TA.) One says, صاب المَآءَ He poured forth the water; as also ↓ صوّبهُ. (M, TA.) A3: صاب as syn. with

أَصَابَ: see the latter in eight places.2 صَوَّبَ see above, last sentence but one. b2: [Hence, app.,] صَوَّبْتُ الفَرَسَ (assumed tropical:) I sent forth, or started, or let go, the horse in running. (S, TA.) b3: and تَصْوِيبٌ is the contr. of تَصْعِيدٌ [generally in a trans. sense (though also in an intrans. sense as will be seen below); i. e. it signifies The making to descend]. (M, TA.) One says, صوّب رَأْسَهُ He lowered, or depressed, his head. (S, A, Mgh, Msb, K.) And صَوَّبَ اللّٰهُ رَأْسَهُ (tropical:) [May God degrade him; lit.] may God lower, or depress, his head. (TA.) It is said in a trad., مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللّٰهُ رَأْسَهُ فِى النَّارِ, which, accord. to Aboo-Dáwood Es-Sijistánee, is abridged, and means, Whoso cuts down, or lops, a سدرة [which is a species of lote-tree], in a desert, by the shade whereof the traveller shelters himself, without just cause, God will, or may God, lower his head [in the fire of Hell]. (L, TA.) And one says, صوّب يَدَهُ He lowered, or depressed, his hand, or arm. (L, TA.) And صوّب الإِنَآءَ He inclined the vessel (Mgh, Msb) downwards, in order that what was in it might run [out]: (Mgh:) or he lowered, or depressed, the vessel; and in like manner, رَأْسَ الخَشَبَةِ [the head of the piece of wood]. (T, TA.) A2: And صوّب إِلَيْهِ يَصَرَهُ [He directed his sight towards him]. (Msb in art. لمح.

[From الصَّوَابُ.]) And صَعَّدَ فِىَّ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ: see art. صعد. b2: And صَوَّبْتُ قَوْلَهُ (assumed tropical:) I said that his saying was صَوَاب [i. e. right; or I pronounced his saying to be right]. (Msb.) And صوّب رَأْيَهُ (tropical:) [He pronounced his opinion to be right]. (A.) And صوّبهُ (assumed tropical:) He said to him أَصَبْتَ [Thou hast hit the right thing; or said, or done, right]. (S, K.) You say, إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِى وَإِنْ أَصَبْتُ فَصَوِّبْنِى (tropical:) [If I do, or say, wrong, tell me that I have done so; and if I do, or say, right, tell me that I have done so]. (A, TA.) A3: [تَصْوِيبٌ is also the contr. of تَصْعِيدٌ in an intrans. sense as well as in the trans. sense mentioned above:] one says, طَالَ فِى

الأَرْضِ تَصْوِيبِى وَتَصْعِيدِى [Long have continued my descending, or going down, and my ascending, or going up, in the land]. (A in art. صعد.) 4 اصاب, (M, TA,) inf. n. إِصَابَةٌ, (M, K, TA,) He descended, or went down, into a lower land, or country; contr. of أَصْعَدَ. (M, K, * TA. [See also 1 as syn. with 5; and see 2, last sentence.]) A2: اصاب القِرْطَاسَ, [inf. n. as above,] said of an arrow, [It hit, or struck, the butt, or target; or went right thereto;] (S, TA;) and ↓ صَابَهُ, (S, TA,) or صاب الهَدَفَ, (M,) aor. ـِ (S, M,) inf. n. صَيْبٌ, (S, TA,) likewise said of an arrow, (S, M, TA,) signifies the same; (S, TA;) or صاب said of an arrow is intrans. (M.) And اصاب alone, [as though used elliptically,] (Msb, TA,) inf. n. as above; (Msb, K;) and ↓ صاب, aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. صَيْبُوبَةٌ, (S,) or صَوْبٌ; (Msb, K;) and ↓ صاب, aor. ـِ inf. n. صَيْبٌ; (Msb;) likewise said of an arrow, (S, Msb,) Itwent right; did not deviate from the right course: (S, K, * TA:) or it reached [or hit] the object of aim. (Msb.) And نَحْوَ الرِّمِيَّةِ ↓ صاب, (M, A, TA,) aor. ـُ (A, TA,) inf. n. صَوْبٌ and صَيْبُوبَةٌ, (M, TA,) said of an arrow, (M, A, TA,) It went right towards the thing, or animal, shot at; (M, TA;) as also اصاب. (TA.) b2: Also اصاب القِرْطَاسَ, (S, TA,) and اصاب فِى القِرْطَاسِ, (TA,) [said of a man, as is indicated by the context in the S and TA, He hit the butt, or target;] he did not miss the butt, or target. (TA.) And اصاب alone is said of an archer or the like [as meaning He hit the object of his aim]: (Msb:) one says, رَمَى فَأَصَابَ [He shot, or cast, and hit the object of his aim]. (A.) b3: [Hence, likening an event, &c., to an arrow,] one says also, اصابهُ أَمْرٌ, inf. n. as above, (assumed tropical:) [An event smote him, or befell him;] and ↓ صابهُ, aor. ـُ inf. n. صَوْبٌ, signifies the same. (Msb.) and أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ (assumed tropical:) [An affliction, or a calamity, &c., smote him, or befell him]. (S.) And اصابهُ الشَّىْءُ (assumed tropical:) The thing reached him [so as to take effect upon him]: (Mgh, * Msb:) whence the saying, أَصَابَهُ مِنْ قَوْلِ النَّاسِ مَا أَصَابَهُ (assumed tropical:) [There reached him &c., of the sayings of the people, what reached him &c.]. (Msb.) [Thus tropically used, اصابهُ may generally be rendered It hit, struck, smote, wounded, hurt, affected, assailed, or befell, him. One says, اصابهُ مَرَضٌ, and وَجَعٌ, and اصابتهُ رِيحٌ, &c., (assumed tropical:) A disease, and pain, and wind, &c., smote, affected, or assailed, him.] And المَطَرُ ↓ صَابَهُ, (S, Msb,) aor. ـُ inf. n. صَوْبٌ, (Msb,) (assumed tropical:) [The rain fell, or lighted, upon him, or it; wetted him, or it;] he, or it, was rained upon. (S.) and السَّمَآءُ الأَرْضَ ↓ صَابَتِ i. e. (assumed tropical:) [The sky, or clouds, or rain,] watered the earth, or land, copiously: (Lth, M, TA:) or it means أَصَابَتْهَا بِصَوْبٍ [it smote it with rain; or sent rain upon it]. (M, L, TA.) In the following verse, cited by IAar, فَكَيْفَ تُرَجِّى العاذِلَاتُ تَجَلُّدِى حَمِيمُهَا ↓ وَصَبْرِى إِذَا مَا النَّفْسُ صِيبَ he explains صِيبَ as being like قُصِدَ, and says that it may be of the dial. of him who says صَابَ السَّهْمُ; but [ISd remarks,] I know not how this is, for صَابَ السَّهْمُ is not trans.; [though, as shown above, he has mentioned it as being trans.;] and in my opinion, [he says,] صيب here is from the phrase صَابَتِ السَّمَآءُ الأَرْضَ [expl. above; the meaning of the verse being, But how should the censuring women hope for my constraining myself to behave with hardiness, and for my being patient, when the beloved of the soul has been smitten by death, or by the decree of death; for ISd adds,] كَأَنَّ المَنِيَّةَ صَابَتِ الحَمِيمَ فَأَصَابَتْهُ بِصَوْبِهَا. (M, TA. *) b4: [اصاب is also used in many phrases in which its agent is likened to an archer.] One says, اصاب الصَّوَابَ (tropical:) [He hit the right thing or point, or the object, or aim, of his words or of his actions]: (A:) and اصاب السَّدَادَ [which means the same]. (S in art. سد.) and اصاب alone [means thus likewise; or] (assumed tropical:) he said, or did, that which was right. (M, K. *) and اصاب فِى قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ (assumed tropical:) He hit the right thing in his saying and his deed; (Msb;) and so فِى رَأْيِهِ in his opinion; contr. of أَخْطَأَ. (A.) and اصاب بِغْيَتَهُ (assumed tropical:) He attained, or obtained, the thing that he sought, or wanted: whence the saying, اصاب مِنْ زَوْجَتِهِ [and so app. أَصَابَهَا (see سَفَقَ)] (assumed tropical:) He obtained his desired enjoyment of his wife: (Msb:) اصاب مِنِّى occurs in a trad., [as a euphemism,] said by the wife of Handhaleh, meaning (assumed tropical:) He compressed me: (Mgh:) and it is said in a trad., كَانَ يُصِيبُ مِنْ رَأْسِ بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ, meaning (assumed tropical:) He used to kiss [the head of some one or more of his wives when he was fasting]. (TA: and the like is said in the Mgh.) And اصاب مِنَ المَالِ وَغَيْرِهِ (assumed tropical:) He took, or took with his hand, of the property and other things. (TA.) And اصاب الشَّىْءَ (tropical:) [He hit upon, or lighted on, the thing;] he found the thing. (S, M, K, * TA.) And اصابهُ [(assumed tropical:) He found it, met with it, or experienced it; namely, a good or an evil event. And (assumed tropical:) He found it out, or discovered it; namely, an enigma (see 8 in art. حجو) or the like. And] (assumed tropical:) He found it to be right: and (assumed tropical:) he saw it, considered it, or held it, to be right. (TA. [See also 10.]) And (assumed tropical:) He aimed at it; (As, TA;) (tropical:) he desired, wished, willed, intended, or meant, it. (As, M, A, Msb, TA.) One says, أَصَابَ فُلَانٌ الصَّوَابَ فَأَخْطَأَ الجَوَابَ (assumed tropical:) Such a one aimed at, and desired, [to say] that which was right, (As, Msb, * TA,) and failed of giving rightly the reply. (As, TA.) And أَيْنَ تُصِيبَانِ (assumed tropical:) [Whither do ye two desire to go?]; a saying of Ru-beh. (TA.) تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ, in the Kur [xxxviii. 35, referring to the wind], has been expl. as meaning (assumed tropical:) [Running by his command softly, or gently,] whithersoever He desireth. (M, * TA.) And اصاب اللّٰهُ الَّذِى أَرَادَ, said in a trad., in reply to a question respecting the interpretation of a text, means (assumed tropical:) God desireth, or meaneth, [thereby,] what He desireth, or meaneth. (TA.) and اصاب اللّٰهُ بِكَ خَيْرًا means أَرَادَهُ (tropical:) [i. e. May God intend thee good]. (A.) And اصاب alone (assumed tropical:) He desired, or intended, or meant, that which was right. (M, K. *) One says also, اصابهُ بِخَيْرٍ (assumed tropical:) [meaning He did good to him]. (El-Muärrij, TA in art. اسو.) [But] اصابهُ بِكَذَا, (M,) inf. n. إِصَابَةٌ, (K,) with which are syn. ↓ مُصَابٌ [in accordance with a usage generally allowable] (S, TA) and ↓ مُصَابَةٌ, (K, TA,) (assumed tropical:) [generally] means He afflicted him with, or by, such a thing; or gave pain to him thereby. (M, K: * in the latter, only the inf. n. of the verb in this sense; and so in other senses.) [Thus one says, اصابهُ بِشَرٍّ (assumed tropical:) He afflicted him with evil; or did evil to him: and اصابهُ بِمَكْرُوهٍ (assumed tropical:) He afflicted him with, or did to him, an abominable, or an evil, thing or action: and اصابهُ بِقَوْلٍ قَبِيحٍ (assumed tropical:) He afflicted him with, or said to him, a foul saying: and اصابهُ بِذَحْلٍ (assumed tropical:) He punished him by blood-revenge: and اصابهُ بِمَرَضٍ (assumed tropical:) He, (i. e. God,) or it, (a thing,) affected him with disease; or rendered him diseased: and in many similar cases, the phrase may be well rendered with a verb derived from the noun; like phrases in which “ affecit ” (a Latin equivalent of اصاب) occurs; as in “ honore affecit,” meaning “ honoravit. ”] El-Hárith Ibn-Khuld El-Makhzoomee says, رَجُلًا↓أَظُلَيْمُ إِنَّ مُصَابَكُمْ

أَهْدَى السَّلَامَ تَحِيَّةً ظُلْمُ (assumed tropical:) [O Dhuleymeh, verily your afflicting a man who has given the salutation of peace, greeting, is tyranny]: IB says that this verse is not of El-'Arjee, as El-Hareeree imagined it to be: the correct reading is أَظُلَيْمُ, as above: ظليم is an apocopated from of ظُلَيْمَةُ; which is the dim. of ظَلُوم: some read أَظَلُومُ: and some, أَسُلَيْمُ: [the verse is cited accord. to this last reading in the S:] رَجُلًا is governed in the accus. case by مُصَاب [as an inf. n.]: and ظُلْمُ is the enunciative of إِنَّ. (L, TA.) أَصَابَهُمُ الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ (assumed tropical:) meansTime, or fate, afflicted them by destruction, or extirpation, among themselves and their cattle, or possessions. (M.) [In the K, الإِصَابةُ is expl. as signifying الاِحْتِيَاجُ: but the right reading is evidently الاِجْتِيَاحُ, as Ibr D has remarked in the margin of my copy of the TA; so that اصاب signifies (assumed tropical:) He destroyed, or extirpated; agreeably with an explanation in the sentence next preceding above, from the M.] مَنْ يُرِدِ اللّٰهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ, (assumed tropical:) occurring in a trad., means Him whom God intendeth good He trieth with afflictions, that He may recompense him for them. (TA.) And one says, مَا كُنْتُ مُصَابًا وَلَقَدْ أُصِبْتُ (assumed tropical:) [app. meaning I was not affected with weakness of intellect, or madness, and I have become affected therewith: see مُصَابٌ, below]. (IAar, TA.) 5 تصوّب [quasi-pass. of 2]: see 1, in three places. b2: Also It was, or became, lowered, or depressed; syn. تَسَفَّلَ. (A.) 6 تصاوب, accord. to Freytag, signifies He, or it, was well directed: but for this he names no authority.]7 إِنْصَوَبَ see 1, first sentence.10 اِسْتَصْوَبَهُ and اِسْتَصَابَهُ signify the same, (S, M, A, Msb, K,) (tropical:) He saw it, considered it, or held it, to be right; (M, Msb, TA;) namely, his deed, (S, Msb,) or his opinion, (M, TA,) or his saying: (A:) Th says, اِسْتَصَبْتُهُ is the regular form; but the Arabs say, اِسْتَصْوَبْتُ رَأْيَكَ. (M, TA. [See also 4, latter half.]) صَابٌ A certain species of tree, from which, when it is pressed, there issues what resembles milk, a drop of which sometimes spirts into the eye, producing an effect like that of a flame of fire, and in some instances weakening the sight: (M, TA:) or a certain kind of bitter tree; (As, T, M, K, TA;) one of which is termed ↓ صَابَةٌ: (M, K: * [in the latter it is said that صَابٌ is the pl. of صَابَةٌ; but properly speaking, the former is a coll. gen. n., and the latter is its n. un.:]) or the expressed juice of a kind of bitter tree: (S:) but accord. to the K, this is a mistake, though it is the saying of leading lexicologists: (TA:) or, as some say, the expressed juice of the صَبِر [or aloes]. (M.) صَوْبٌ an inf. n. used as a subst. (Msb) meaning Rain; (Lth, Msb;) and so ↓ صَيِّبٌ, which is originally [صَيْوِبٌ, i. e.] of the measure فَيْعِلٌ from الصَّوْبُ: (Bd in ii. 18:) or صَيِّبٌ is an epithet applied to clouds (غَيْمٌ, Sh, O, or سَحَابٌ, S, Msb) meaning having rain, (O,) i. q. ذُو صَوْبٍ: (S, Msb:) or صَوْبٌ and ↓ صَيِّبٌ and ↓ صَيُّوبٌ [the last of which is written in the CK صَيُوبٌ] all signify the same, (M, K,) as epithets applied to rain, meaning pouring forth: (M:) or ↓ صَيُّوبٌ, which is originally of the measure فَيْعُولٌ, [being altered from صَيْوُوبٌ,] means rain pouring forth much, or abundantly: (IDrd, O:) [↓ صَائِبٌ, also, is applied as an epithet to rain, like صَوْبٌ and صَيِّبٌ; and] in the phrase صِيبَانُ المَطَرِ, accord. to Abu-l-'Alà, صِيبَان is pl. of صَائِب; or it may be an inf. n., like حِرْمَان: and if one say ↓ صَيْبَان, with fet-h, the meaning is, what has poured forth of rain, notwithstanding the ى in it, for similar to this are رَيْحَان from الرَّوْح and عَيْدَان (meaning “ tall ” palm-trees) from العُوْد. (Ham p. 796.) A2: Also Course, or tendency; syn. قَصْدٌ: so in the saying, to one who is traversing a desert in uncertainty and has declined from the right way, أَقِمْ صَوْبَكَ [Rectify thy course]: and in the phrase فُلَانٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْبِ [Such a one is pursuing the right course], said of a person when he is not declining from his way to the right or left. (TA. [See also another ex. voce أَوْبٌ.]) b2: And A place, or point, of tendency or direction or bearing, syn. جِهَةٌ, (Msb, TA,) of a thing; (Msb;) and نَاحِيَةٌ [which means the same; and also a side; or a lateral, or an adjacent, part or tract of a thing; and in this sense صَوْبٌ is used in the present day]; and جَانِبٌ [which generally has the latter of these meanings]. (TA.) b3: See also صَوَابٌ, in three places.

صَابَةٌ: see مُصِيبَةٌ. b2: Also Weakness, or feebleness, in the intellect; (M, A, K;) or a touch of insanity therein; (A;) or somewhat of insanity, or of madneess produced by diabolical possession. (S.) A2: See also صَابٌ.

صُوبَةٌ A collection, (جَمَاعَةٌ, M, or مُجْتَمَعٌ, K,) or a collection, or heap, not measured nor weighed, (صُبْرَةٌ, A) of wheat: (M, A, K:) a heap of wheat, and of dates, and of other things: (M:) a quantity collected together of dust or earth: (TA:) or anything collected together: (Kr, M, K:) a place in which dates are collected and dried is thus called by the people of El-Felj. (ISk, S.) One says, دَخَلْتُ عَلَى فُلَانٍ فَإِذَا الدَّنَانِيرُ صُوبَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ i. e. [I went in to such a one, and lo, the deenárs were] a heap poured out without measure before him: (S, M, * A: *) or, as some relate the saying, الدِّينَارُ, which is thus used as a gen. n. (M.) صَيْبَانٌ: see صَوْبٌ.

صَوَابٌ (assumed tropical:) A thing that is right, or what is said and of what is done; [like سَدَادٌ;] (Msb;) contr. of خَطَأٌ; (S, M, Msb, K;) as also ↓ صَوْبٌ. (S, Msb, K.) One says, ↓ دَعْنِى وَعَلَىَّ خَطَئِى وَصَوْبِى i. e. صَوَابِى [meaning (assumed tropical:) Leave thou me, and on me be the consequence of my wrong saying or deed, and my right]. (S.) [And hence the phrase, frequent in some of the lexicons &c., الصَّوَابُ كَذَا meaning (assumed tropical:) The right, or correct, word or wording or reading is thus: and صَوَابُهُ كَذَا (assumed tropical:) The right, or correct, writing or wording or reading of it is thus.] b2: And one says also ↓ قَوْلٌ صَوْبٌ and صَوَابٌ [meaning (assumed tropical:) A right, or correct, saying: thus using each as an epithet]. (M.) صَوِيبٌ: see صَائِبٌ, in two places.

صَيُوبٌ: see صَائِبٌ; and see also art. صيب.

صَائِبٌ: see صَوْبٌ.

A2: Also, (S, M, A, K,) and ↓ مُصِيبٌ (A) and ↓ صَيُوبٌ and ↓ صَوِيبٌ, (M, K,) An arrow going right, or hitting the mark: (S, M, A, * K, * TA:) ↓ the last of these is the only epithet, known to IJ, of the measure فَعِيلٌ having the ف and ل sound and having و for its ع, except طَوِيلٌ and قَوِيمٌ; for عَوِيصٌ is [held by him to be only] used as a subst.: صِيَابٌ is pl. of صَائِبٌ, like صِيَامٌ and قِيَامٌ pls. of صَائِمٌ and قَائِمٌ; either from الصَّوَابُ فِى الرَّمْىِ or from صَابَ السَّهْمُ الهَدَفَ having يَصِيبُ for its aor. (M.) [See also صَيُوبٌ in art. صيب.] One says, إِنَّهُ لَسَهْمٌ صَائِبٌ Verily it is an arrow that goes right. (TA.) مَعَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ is a prov. [expl. in art. خطأ]. (S.) b2: [Hence,] one says also رَأْىٌ صَائِبٌ and ↓ مُصِيبٌ (tropical:) [A right opinion]: (A, TA:) [Mtr says,] ↓ رَأْىٌ صَيِّبٌ meaning صَائِبٌ I have not found. (Mgh.) صَيِّبٌ: see صَوْبٌ, in two places: and صَائِبٌ.

صُيَّابٌ: see صُوَّابَةٌ, in two places; and see art. صيب.

صَيُّوبٌ: see صَوْبٌ, in two places.

صُوَّابَةٌ The choice, or best, class of a people; (Fr, S, M, K;) as also ↓ صُيَّابَةٌ (Fr, S, K) and ↓ صُيَّابٌ. (K.) And ↓ قَوْمٌ صُيَّابٌ A choice, or an excellent, people. (S.) And ↓ صُيَّابَةٌ signifies The choice, or best, of anything. (S.) [See also art. صيب.] b2: Also, صُوَّابَةٌ, The collective body of a people; (M;) and so ↓ صُيَّابَةٌ. (Kr, M in art. صيب.) صُيَّابَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places; and see art. صيب.

أَصْوَبُ [More, and most, affected with weakness in the intellect, or insanity, or madness: see صَابَةٌ]. When a man says to another أَنْتَ مُصَابٌ [meaning Thou art affected with weakness in the intellect, &c.], the latter replies أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّى

[Thou art more affected with weakness in the intellect, &c., than I]. (IAar, M, TA. [Thus these phrases are used in the present day.]) مَصَابٌ [A place of pouring forth: pl. مَصَاوِبُ]. One says, هُوَ مَصَابُ الوَدْقِ [It is the place of the pouring of rain in the clouds]: and شِمْتُ مَصَاوِبَ المَطَرِ [I watched, or watched for, the places of the pouring of rain in the clouds]: and سَقَاهُمْ مَصَاوِبُ السَّمَآءَ [The places of the pouring of the rain watered them; or may the places &c. water them]. (A.) مُصَابٌ pass. part. n. of 4 [meaning Hit, struck, smitten, wounded, hurt, affected, assailed, afflicted, &c.]. (S, Msb, TA.) b2: Affected with weakness, or feebleness, in the intellect; (TA;) or with somewhat of insanity, or madness produced by diabolical possession: (S, TA:) or mad, or possessed. (TA.) [See صَابَةٌ; and see also 4, last sentence; and أَصْوَبُ.]

A2: Also Syn. with إِصَابَةٌ: (S, TA:) see 4, latter half, in two places. b2: And Syn. with مُصِيبَةٌ, q. v. (A, Msb.) A3: Also The sugar-cane. (L, TA, and so in a copy of the S.) مَصُوبٌ pass. part. n. of صَابَ [q. v.]. (Msb.) مِصْوَبٌ A ladle. (IAar, K.) مُصِيبٌ: see صَائِبٌ, in two places.

مُصَابَةٌ Syn. with إِصَابَةٌ: (K, TA:) see 4, latter half. b2: See also مُصِيبَةٌ. b3: تَرَكْتُ النَّاسَ عَلَى

مُصَابَاتِهِمْ is a saying mentioned by Ibn-Buzurj, as meaning [I left the people disposed, or placed,] according to their classes, or ranks. (TA.) مَصُوبَةٌ: see the next paragraph.

مُصِيبَةٌ, (S, M, A, Msb, K,) said by Ahmad Ibn-Yahyà to be originally مُصْوِبَةٌ, (TA,) and ↓ مَصُوبَةٌ (S, M, K) and ↓ مُصَابَةٌ (M, K) and ↓ مُصَابٌ (A, Msb) and ↓ صَابَةٌ, (M, K,) signify the same, (S, M, A, Msb, K,) An affliction, a calamity, a misfortune, a disaster, or an evil accident: (M, Msb, TA:) it is said in the Towsheeh that the primary signification of مُصِيبَةٌ is a shot with an arrow: (TA:) the pl. is مَصَائِبُ, (S, M, A, Msb,) the form commonly obtaining, (Msb,) but irregular, (M,) the Arabs agreeing in pronouncing it with ء, as though they likened the radical letter to the augmentative, (S,) or they imagined what is of the measure مُفْعِلَةٌ to be of the measure فَعِيلَةٌ without a radical ى or و, (M,) and it is thought by As to be of the speech of the people of the cities, (Msb,) and مَصَاوِبُ, (M,) which is the original form, (S,) or is said to be so, (Msb,) and is said by Zj to be the form preferred by the grammarians, (TA,) and مُصِيبَاتٌ. (As, A, Msb.) قَطٌّ مُصَوَّبٌ A nibbing in which the exterior of the writing-reed is made to extend beyond the pith: opposed to قَائِمٌ. (TA in art. حرف.)
صوب
الصوْبُ: المَطَرُ. والصيبُ: السحَابُ ذو صَوْبِ. وصابَ الغَيْثُ بمَكانِ كذا والسهْمُ نَحْوَالرمِيَّةِ يَصُوْبُ صَيْبُوْبَةً. وسَهْمٌ صائبٌ: قاَصِدٌ. والصوَابُ: نَقِيْضُ الخَطَأ؛ وكذلك الصوْبُ، يُقال: عليكَ خَطَأُه وصَوْبُه.
والتَصَوُّبُ: حُدُورَ مع حَدَبٍ، صَوبَتِ الأتَانُ. وصَوبَ الرجُلُ وصَعَّدَ وأصَابَ وأصْعَدَ: بمعنى. والصُّيّابُ والصُيّابَةُ: أصْلُ كُلِّ قَوْمٍ وخِيَارُهم وشَرَفُهم، وكذلك الصُوّابَةُ. وصُوْبَةٌ من طَعَامٍ: صُبْرَةٌ منه، وجَمْعُها صُوَبٌ، وقد صوَّبْنا الطَّعَامَ.

والرجُلُ يَجُرُّ صَوْبَه: أي ذَيْلَه.
ورَأيْتُ صَوْبَةً فى الماء. وصَوْبُ الدرْعِ: طُوْلُه وما فَضَلَ منه.
وفي عَقْلِ فلانٍ صَابَةَ: أي جُنُوْنٌ. وهو اسْمٌ من الإصَابَة كالجابَةِ والإجَابَةِ. والمَجْنُوْنُ مُصَابٌ. وأصَابَتْهم مَصَاوِبُ: أي مَصَائب. وهي المُصَابَةُ والمُصِيْبَةُ والمَصُوْبَةُ. وسُمِعَ: جَبَرَ اللهُ مَصُوْبَتَكَ ومُصَابَتَكَ. والناسُ على مُصَابَةِ آبائهم: أي على نَحْوِهم. وهو المَقْصَدُ والمُتَوَخّى. والصّابُ: عُصَارَةُ شَجَرَةٍ مُرةٍ.
ص و ب : أَصَابَ السَّهْمُ إصَابَةً وَصَلَ الْغَرَضَ وَفِيهِ
لُغَتَانِ أُخْرَيَانِ إحْدَاهُمَا صَابَهُ صَوْبًا مِنْ بَابِ قَالَ وَالثَّانِيَةُ يَصِيبُهُ صَيْبًا مِنْ بَابِ بَاعَ وَصَابَهُ الْمَطَرُ صَوْبًا مِنْ بَابِ قَالَ وَالْمَطَرُ صَوْبٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَسَحَابٌ صَيِّبٌ ذُو صَوْبٍ وَأَصَابَ الرَّأْيُ فَهُوَ مُصِيبٌ وَأَصَابَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ أَرَادَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَصَابَ الصَّوَابَ فَأَخْطَأَ الْجَوَابَ أَيْ أَرَادَ الصَّوَابَ وَأَصَابَ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ وَالِاسْمُ الصَّوَابُ وَهُوَ ضِدُّ الْخَطَأِ وَالصَّوْبُ وِزَانُ فَلْسٍ مِثْلُ الصَّوَابِ وَصَابَهُ أَمْرٌ يَصُوبُهُ صَوْبًا وَأَصَابَهُ إصَابَةً لُغَتَانِ وَرَمَى فَأَصَابَ وَأَصَابَ بُغْيَتَهُ نَالَهَا وَأَصَابَهُ الشَّيْءُ إذَا أَدْرَكَهُ وَمِنْهُ يُقَالُ أَصَابَهُ مِنْ قَوْلِ النَّاسِ مَا أَصَابَهُ وَالْمُصِيبَةُ الشِّدَّةُ النَّازِلَةُ وَجَمْعُهَا الْمَشْهُورُ مَصَائِبُ قَالُوا وَالْأَصْلُ مَصَاوِبُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ قَدْ جُمِعَتْ عَلَى لَفْظِهَا بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ فَقِيلَ مُصِيبَاتٌ قَالَ وَأَرَى أَنَّ جَمْعَهَا عَلَى مَصَائِبَ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْ صَابَهُ مَصُوبٌ عَلَى النَّقْصِ وَمِنْ أَصَابَهُ بِالْأَلِفِ مُصَابٌ وَجَبَرَ اللَّهُ مُصَابَهُ أَيْ مُصِيبَتَهُ.

وَصَوْبُ الشَّيْءِ جِهَتُهُ وَصَوَّبْتُ قَوْلَهُ قُلْتُ إنَّهُ صَوَابٌ وَاسْتَصْوَبْتُ فِعْلَهُ رَأَيْتُهُ صَوَابًا وَاسْتَصَابَ مِثْلُ اسْتَصْوَبَ وَصَوَّبْتُ الْإِنَاءَ أَمَلْتُهُ وَصَوَّبْتُ رَأْسِي خَفَضْتُهُ. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.