الشَّيْء متــوعا بلغ فِي الْجَوْدَة الْغَايَة فِي بَابه وَطَالَ فَهُوَ ماتع وَهِي ماتعة وَيُقَال متــع النَّهَار وَالضُّحَى بلغ غَايَة ارتفاعه وَهُوَ مَا قبل الزَّوَال والسراب ارْتَفع فِي أول النَّهَار وَفُلَان جاد وظرف وكمل فِي خِصَال الْخَيْر وَالْحَبل اشْتَدَّ وَذَلِكَ إِذا جاد فتله والنبيذ اشتدت حمرته فَهُوَ ماتع وبالشيء متــعا ومتــعة ذهب بِهِ وَالله فلَانا بِكَذَا أَطَالَ لَهُ الِانْتِفَاع بِهِ وملأه بِهِ
(متــع) الشَّيْء متــاعة جاد
متــع
مَتُــعَ(n. ac. مَتَــاْعَة)
a. Was long.
b. Was clmatuEaever.
مَتَّــعَ
a. [acc. & Bi], Allowed to use, to enjoy.
b. Preserved; lengthened the life of.
c. Gave a dowry to ( divorced woman ).
d. see I (h)
أَــمْتَــعَa. see II (a) (b).
c. [Bi], Used, enjoyed.
d. ['An], Dispensed with.
e. see I (h)
تَــمَتَّــعَ
Vإِــمْتَــتَعَإِسْتَــمْتَــعَ
a. [Bi
or
Min]
see IV (c)
مِتْــعَة
(pl.
مِتَــع)
a. Use, profit, utility, advantage.
b. Little provision.
مُتْــعَة
(pl.
مُتَــع)
a. see 2t (a) (b).
c. Dowry ( of a divorced woman ).
مَاْتِعa. Ruddy, deep red (wine).
b. Excellent; firm, strong (rope).
c. Long, lengthy.
d. Abundant.
مَتَــاْع
(pl.
أَــمْتِــعَة)
a. Possession, property; goods; furniture;
utensils.
b. Lead; copper; iron.
c. Profit.
N. Ac.
تَــمَتَّــعَإِسْتَــمْتَــعَa. Use, enjoyment; usufruct.
مَتَــعَ النَهَارُ مُتُــوْعاً: ارْتَفَعَ، وذلك قَبْلَ الزَّوال. والــمَتَــاعُ: كُل ما اسْتَــمْتَــعْتَ به. وأمْتَــعْتُ به: أي تَــمَتَّــعْتَ. وامْتَــتَعْتُ منه بكذَا: اسْتَــمْتَــعْتَ. وهذه أمْتِــعَتُه وأمَاتِعُه. ومَتًــعَ الله فلاناً وأمْتَــعَه بكذا.
ومُتْــعَةُ المرأةِ: أنْ يُعطِيهَا زَوْجُها شيئاً إذا طَلًقَها، ومنه اشْتُقَّتْ متْــعَةُ التزْويج. وقد تُجْعَل الــمُتْــعَةُ اسْماً لِما يُتَــمَتَــعُ به. ومنهم مَنْ يَكسِر الميمَ في هذا خاصة فيقول: مِتْــعَةٌ.
والــمُتْــعَةُ في الحَجَ: أن تَضُم إلى حَجة عُمْرَةً. وأمْتَــعْتُ عنه: اسْتَغْنَيْتَ.
ومَتَــعْتُ به: ذَهَبْتَ، ومنه قيل: لئن اشْتَرَيْتَ هذا الغُلامَ لَتَــمْتَــعَن منه بغُلام صالحً.
والمَاتِع من الأشْيَاء: البالِغُ في الجَوْدةِ الفاضِلُ. ومِيْزانٌ ماتِعٌ: راجحٌ. ورَجُلٌ ماتِعٌ: ظَريفٌ جَلْدٌ. ونَبِيْذٌ ماتِعٌ: شَديدُ الحُمْرَة.
والمَاتِعُ: الطَّويلُ من النًخْل وغيرِه. ومنه: مَتَــعَ الماءُ الشَّجَرَ: إذا أنْشَأها.
وابنُ ماتِعٍ: كَعْبٌ الحَبْرُ.
جبل ماتع: طويل مرتفع. ونخلة ماتعة.
ومن المجاز: متــع النهار متــوعاً: ارتفع غاية الارتفاع وهو ما قبل الزوال. ومتــع الضحى وتلع، وجئته وقت الضحى الماتع وهو الأكبر. قال:
وأدركنا بها حكم بن عمرو ... وقد متــع النهار بنا فزالا
ومتــع النبات. والمطر يــمتّــع الكلأ والشجر. قال لبيد:
سحق يــمتّــعها الصّفا وسريّه ... عم نواعم بينهنّ كروم
الصفا: نهر، وسريّه: جدوله. وقال:
سود الذوائب مما متّــعت هجر
والمرأة تــمتّــع صبيّها: تغذوه بالدّرّ. وهذا شيء ماتع: بالغ في الجودة. قال أبو الأسود العجلي:
خذه فقد أعطيته جيّداً ... قد أحكــمت صنعته ماتعاً
ورجل ماتع: كامل في خصال الخير. قال عدي:
أنادم أكفائي وأحمي عشيرتي ... إذا ندب الأقوام أندب ماتعاً
ونبيذ وخلّ ماتع: بالغ. وأحمر ماتع: تبالغت حمرته. وإن اشتريت هذا الغلام لتــمتّــعنّ منه بغلام صالح أي لتذهبن به شيئاً ماتعاً بليغاً في الجودة. ومتــعك الله بكذا ومتــعك وأمتــعك. أطال لك الانتفاع به وملاّكه، وتــمتّــعت به واستــمتــعت. ومتّــع المطلّقة بــمتــعة. والدنيا متــاع الغرور وهو كل ما يستــمتــع به. وهذه أمتــعة فلان وأماتعه. وتــمتــعت بالعمرة. وأمتــعني بفراقه أي جعل متــاعي فراقه كقوله: فأعتبوا بالصيلم. قال الراعي:
خليطي من شعبين شتّى تجاورا ... قديماً وكانا بالتفرق أمتــعا
وميزانَهُ في سُورَةِ المجدِ ماتع * أي راجح زائد. وحبل ماتِعٌ، أي جيِّد الفتل. ونبيذٌ ماتِعٌ، أي شديد الحمرة. وكلُّ شئ جيد فهو ماتع. والــمتــاع: السِلعةُ. والــمتــاعُ أيضاً: المنفعةُ وما تَــمَتَّــعْتَ به. وقد مَتَــعَ به يَــمْتَــعُ مَتْــعاً. يقال: لئن اشتريت هذا الغلام لتــمتــعن منه بغلام صالح، أي لتذْهَبَنَّ به. قال المشعَّث: تــمتَّــع يا مشعَّث إنَّ شيئاً * سَبَقْتَ به المماتَ هو الــمَتــاعُ * وبهذا البيت سمِّي مشعِّثاً. وقال تعالى: {ابتغاءَ حِلْيَةٍ أو مَتــاعٍ} . وتَــمَتَّــعْتُ بكذا واسْتَــمْتَــعْتُ به، بمعنًى. والاسمُ الــمُتْــعَةُ، ومنه مُتْــعَةُ النكاح، ومُتْــعَةُ الطلاق، ومُتْــعَةُ الحجّ، لأنَّه انتِفاعٌ. وأَــمْتَــعَهُ الله بكذا ومَتَّــعَهُ، بمعنًى. أبو زيد: أَــمْتَــعْتُ بالشئ، أي تــمتــعت به. وأنشد للراعي: خليطين من شعبين شتى تجاورا * قديما وكانا بالتفرق أمتــعا * وأبو عمرو مثله. وأنشد للراعي ولكنما أجدى وأمتــع جده * بفرق يخشيه بهجهج ناعقه * أي تــمتــع جده بفرق من الغنم. وخالفهما الاصمعي وروى البيت الاول: " وكانا للتفرق " باللام. يقول: ليس أحد يفارق صاحبه إلا أمتــعه بشئ يذكره به، فكان ما أمتــع به كل واحد من هذين صاحبه أن فارقه. وروى البيت الثاني " وأمتــع جده " بالنصب، أي أمتــع الله جده. ويقال: أَــمْتَــعْتُ عن فلانٍ، أي استغنيت عنه. حكاه أبو عمرو عن النميري .
وَــمُتْــعَةُ الطَّلَاقِ مِنْ ذَلِكَ وَــمَتَّــعْتُ الْمُطَلَّقَةَ بِكَذَا إذَا أَعْطَيْتَهَا إيَّاهُ لِأَنَّهَا تَنْتَفِعُ بِهِ وَتَتَــمَتَّــعُ بِهِ وَالْــمُتْــعَةُ اسْمُ التَّــمَتُّــعِ وَمِنْهُ.
مُتْــعَةُ الْحَجِّ.
وَــمُتْــعَةُ الطَّلَاقِ نِكَاحُ الْــمُتْــعَةِ هُوَ الْمُؤَقَّتُ فِي الْعَقْدِ وَقَالَ فِي الْعُبَابِ كَانَ الرَّجُلُ يُشَارِطُ الْمَرْأَةَ شَرْطًا عَلَى شَيْءٍ إلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ وَيُعْطِيهَا ذَلِكَ فَيَسْتَحِلُّ بِذَلِكَ فَرْجَهَا ثُمَّ يُخْلِي سَبِيلَهَا مِنْ غَيْرِ تَزْوِيجٍ وَلَا طَلَاقٍ وَقِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {فَمَا اسْتَــمْتَــعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [النساء: 24] الْمُرَادُ نِكَاحُ الْــمُتْــعَةِ وَالْآيَةُ مُحْكَمَةٌ وَالْجُمْهُورُ عَلَى تَحْرِيمِ نِكَاحِ الْــمُتْــعَةِ وَقَالُوا مَعْنَى قَوْلِهِ {فَمَا اسْتَــمْتَــعْتُمْ} [النساء: 24] فَمَا نَكَحْتُمْ عَلَى الشَّرِيطَةِ الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [النساء: 24] أَيْ عَاقِدِينَ النِّكَاحَ.
وَاسْتَــمْتَــعْتُ بِكَذَا وَتَــمَتَّــعْتُ بِهِ انْتَفَعْتُ وَمِنْهُ تَــمَتَّــعَ بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ إذَا أَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَبَعْدَ تَمَامِهَا يُحْرِمُ بِالْحَجِّ فَإِنَّهُ بِالْفَرَاغِ مِنْ أَعْمَالِهَا يَحِلُّ لَهُ مَا كَانَ حَرُمَ عَلَيْهِ فَمِنْ ثَمَّ يُسَمَّى مُتَمَتِّــعًا.
تــمتــع: تــمتــع في: تــمتــع ب: تــمتــع بامرأة: بضعها وأتاها (البكري 158: 2 والمقري 155: 1). استــمتــع: استــمتــع: استــمتــع ب: استــمتــع بامرأة: بضعها وأتاها (معجم التنبيه، البكري 2: 158).
متــعة: تــمتــع (هيلو).
متــعة: عملية الجماع بامرأة. تجارة الجسد (معجم الادريسي، محمد بن الحارث 239): لا حاجة بك إلى صناعتها وإنما تبتاعها للــمتــعة.
متــعة: حق الانتفاع، استغلال (بوشر، ويجرز 29: 6 و98، 128 وعند فوك باللاتينية posesio) .
متــاع: وجمع الجموع أيضا أمتــعات (معجم الجغرافيا وعند فوك باللاتينية أمتــاع (متــاجر وإمتــاع commercium) . وهذا الجمع يفيد المعرفة مجازا (ابن الخطيب 26): فكان سابق الحلبة ومناخ الطية إمتــاعا وتفننا وحسن اللقاء.
متــاع: حق الاستغلال، حق الانتفاع (عباد 1: 242 وعند فوك باللاتينية فوك باللاتينية): posesio.
متــاع: في محيط المحيط: وربما كنى عن الــمتــاع بالذكر (برسل، ألف ليلة 3: 271).
متــاع: نسيج كتان أو قطن أو قنب (فوك).
متــاع أولاد: شاذ جنسيا (بوشر).
متــاع: أنظر دي ساسي كرست 3: 353 وما يتلوها من الصحائف لمعرفة ما تقصده العامة في استعمال الضمائر المختلفة للتفرقة بين حيازة الشيء وملكيته (أي حق الاستــمتــاع به) وانظر (بوشر) في استعمالات متــاعي، متــاعك، متــاعنا، متــاعهم ومتــاعيئهم أي ملكي، ملكك، ملكنا، ملكهم، املاكهم؛ وفي بعض الأحيان يستعمل مؤلفو العصر الوسيط التعبير الآتي (قرطاس 58: 10): فأصاب تلك العبرة متــاع ابن عمه الحسن (المقدمة 3: 396): من ذلك عشرين أثوابا كذا الــمتــرجم- عشرة منها من أكسية الرجال وعشرة متــاع النساء. أمتــع: المقري 1: 798): كان أمتــع الناس حديثا ومشاهدة (وقد استعمل حيان -بسام 1: 142 كلمة اقنع بدلها).
مــمتــع: مسر (عبد الواحد 8: 20) كان فكه المجلس مــمتــعا (المقري 2: 278): وكان مــمتــع المجالسة كثير النادرة.
مستــمتــع: المقدرة على الاستــمتــاع (بالحياة) (الخطيب 39): قد علقته إشراك الهرم وفيه بعد مستــمتــع بديع كبير وفي (الفخري 9: 222): ما بقي في مستــمتــع ولا بلاغ.
متــع
1 مَتَــعَ النَّهَارُ The day became advanced, the sun being high, (S, K,) before the declining of the sun from the meridian. (K.) . مَتَّــعَهُ He (God) made him to live. (Bd in xi. 3.) b2: See مَلّا. b3: مَتَّــعَهَا He gave her a gift after divorce. (K.) And مَتَّــهَا بِكَذَا He gave her (a divorced wife) such a thing. (Msb.) 5 تَــمَتَّــعَ بِهِ and ↓ اِسْتَــمْتَــعَ and ↓ اِــمْتَــتَعَ are مَتَــرَادِفٌ">syn., signifying اِنْتَفَعَ بِهِ زَمَانًا طَوِيلًا; (Ham, p. 165 ;) [He benefited, or profited by it; had the benefit, use, or enjoyment, of it; he enjoyed it; accord. to the above authority, for a long time; but this restriction is not always meant.] You say.اِسْتَــمْتَــعْتُ بِاصْطِبَاحِ خَمْرٍ [I enjoyed the drinking a morning-draught of wine]: and بِالإِصْغَآءِ إِلَى
أَغَانِى جَارِيَةٍ [the listening to the songs of a girl]. (Mo'allakát, p. 169.) b2: تَــمَتَّــعَ He became provided with مَتَــاع, or utensils and furniture for the house, or tent. (TA, voce تَبَتَّتَ, q. v.) b3: تَــمَتَّــعَ i. q. عَاشَ. (Bd, Jel, xi. 68.) b4: تَــمَتَّــعَ بِهِ generally signifies He enjoyed it: (MA:) so in many cases in the Kur, &c.8 إِــمْتَــتَعَ see 5.10 اِسْتَــمْتَــعَ بِكَذَا , and ↓ تَــمَتَّــعَ, He benefited or profited by such a thing. (Msb.) b2: See 5. b3: مُسْتَــمْتُــعٌ: see مَلْبَسٌ.
مُتْــعَةٌ Enjoyment; a subst. in the sense of تَــمَتُّــعٌ; (S, Msb, K;) مَتَــرَادِفٌ">syn. نَعْمَةٌ. (Jel, xlvi. 26.) See an ex., in a verse of Lebeed, voce فَرْطٌ. b2: مُتْــعَةٌ A gift to a divorced wife. (Msb, K.) See مَتَــاعٌ. b3: متــعة الضُّحَى [i. e. مُتْــعَة?] i. q. أَوَّلُهَا. (TA voce فِيقَة, in art. فوق.) مَتَــاعٌ Anything useful or advantageous; as goods: such as the utensils and furniture of a house or tent, or household-goods: any utensils, or apparatus: chattels: a commodity, and commodities; (Mgh, &c.;) generally best rendered goods, chattels, household-goods or chattels, or utensils and furniture. b2: الــمَتَــاعُ [signifies (tropical:) الفَرْجُ;] a woman's pudendum: (TA:) [see مُتَــوَهِّجَةٌ, in art. وهج: and] the penis. (Mgh.) b3: مَتَــاعٌ also applies to Food, the necessaries of life: see two exs. voce حَفَفٌ. b4: مَتَــاعٌ for a divorced wife, A provision of necessaries, such as food and clothing and household-utensils or furniture: see عَرْفٌ, and Bd in ii. 242: i. q. تَــمْتِــيعٌ. (Bd in ii. 237.) b5: مَتَــاعٌ i. q. مَا يُتَــمَتَّــعُ بِهِ, and الاِسْتِــمْتَــاعُ; (Jel in iv. 79;) generally best rendered Enjoyment, in the Kur iv. 79 and ix. 38 and similar cases. See مُتْــعَةٌ.
الْــمُتُــوعُ: الامتــداد والارتفاع. يقال: مَتَــعَ النهار ومَتَــعَ النّبات: إذا ارتفع في أول النّبات، والْــمَتَــاعُ: انتفاعٌ مــمتــدُّ الوقت، يقال: مَتَّــعَهُ اللهُ بكذا، وأَــمْتَــعَهُ، وتَــمَتَّــعَ به. قال تعالى:
وَــمَتَّــعْناهُمْ إِلى حِينٍ [يونس/ 98] ، نُــمَتِّــعُهُمْ قَلِيلًا
[لقمان/ 24] ، فَأُــمَتِّــعُهُ قَلِيلًا
[البقرة/ 126] ، سَنُــمَتِّــعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ [هود/ 48] .
وكلّ موضع ذكر فيه «تــمتّــعوا» في الدّنيا فعلى طريق التّهديد، وذلك لما فيه من معنى التّوسّع، واسْتَــمْتَــعَ: طلب التّــمتّــع. رَبَّنَا اسْتَــمْتَــعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ
[الأنعام/ 128] ، فَاسْتَــمْتَــعُوا بِخَلاقِهِمْ
[التوبة/ 69] ، فَاسْتَــمْتَــعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَــمْتَــعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ [التوبة/ 69] وقوله: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَــمَتــاعٌ إِلى حِينٍ
[البقرة/ 36] تنبيها أنّ لكلّ إنسان في الدّنيا تَــمَتُّــعاً مدّة معلومة.
وقوله: قُلْ مَتــاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ [النساء/ 77] تنبيها أن ذلك في جنب الآخرة غير معتدّ به، وعلى ذلك: فَما مَتــاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة/ 38] أي: في جنب الآخرة، وقال تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتــاعٌ [الرعد/ 26] ويقال لما ينتفع به في البيت: متــاع. قال: ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتــاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ [الرعد/ 17] . وكلّ ما ينتفع به على وجه ما فهو مَتَــاعٌ ومُتْــعَةٌ، وعلى هذا قوله: وَلَمَّا فَتَحُوا مَتــاعَهُمْ [يوسف/ 65] أي: طعامهم، فسمّاه مَتَــاعاً، وقيل: وعاءهم، وكلاهما متــاع، وهما متــلازمان، فإنّ الطّعام كان في الوعاء.
وقوله تعالى: وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتــاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة/ 241] فَالْــمَتَــاعُ والــمُتْــعَةُ: ما يعطى المطلّقة لتنتفع به مدّة عدّتها. يقال: أَــمْتَــعْتُهَا ومَتَّــعْتُهَا، والقرآن ورد بالثاني. نحو:
فَــمَتِّــعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَ
[الأحزاب/ 49] ، وقال: وَــمَتِّــعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة/ 236] . ومُتْــعَةُ النّكاح هي: أنّ الرجل كان يشارط المرأة بمال معلوم يعطيها إلى أجل معلوم، فإذا انقضى الأجل فارقها من غير طلاق، ومُتْــعَةُ الْحَجِّ: ضمّ العمرة إليه. قال تعالى: فَمَنْ تَــمَتَّــعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ
[البقرة/ 196] وشراب مَاتِعٌ. قيل: أحمر، وإنما هو الذي يــمتــع بجودته، وليست الحمرة بخاصّيّة للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته، وجمل مَاتِعٌ: قويّ قيل:
وميزانه في سورة البرّ مَاتِعٌ
أي: راجح زائد.
مَتَــعَ النَّبِيذ يَــمْتَــعُ مُتُــوعا: اشتدت حمرته.
ومَتَــعَ الْحَبل: اشْتَدَّ.
ومَتَــعَ الرجل ومَتُــعَ: جاد وظرف.
وَقيل: كل مَا جاد فقد مَتَــعَ.
ومَتَــعَ النَّهَار يَــمْتَــعُ مُتُــوعا: ارْتَفع قبل الزَّوَال.
ومَتَــعَتِ الضُّحَى مُتُــوعا: ترجَّلت وَبَلغت الْغَايَة، وَذَلِكَ إِلَى أول الضحاء.
ومَتَــع السراب مُتُــوعا: ارْتَفع فِي أول النَّهَار. وَقَول جرير:
إِذا مَتَــعَتْ بعدَ الأَكُفّ الأشاجِع
أَي ارْتَفَعت، من قَوْلك: مَتَــع النَّهَار والآل، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: مُتِــعَتْ. وَلم يفسره.
وَرجل ماتِع: طَوِيل. وأمْتَــعَ بالشَّيْء وتَــمَتَّــع واسْتَــمْتَــع: دَامَ لَهُ مَا يستمده مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيل: (واسْتَــمْتَــعْتُمْ بهَا) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
مَنايا يُقَرّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ أهْلِها ... جِهاراً ويسْتَــمْتِــعْنَ بالأَنسِ الجِبْلِ
يُرِيد: أَن النَّاس كلهم مُتْــعَةٌ للمنايا، والأَنسُ: كالأنْسِ. والجبل: الْكثير.
ومَتَّــعه الله بِهِ وأمْتَــعَه: أبقاه ليستَــمْتــع بِهِ.
وَقَوله عز وَجل: (مَتــاعا إِلَى الحَوْلِ غَيرَ إخْرَاجٍ) ، أَرَادَ: ومَتِّــعوهُنَّ تــمتــيعا، فَوضع مَتَــاعا مَوضِع تــمتــيع وَلذَلِك عداهُ بإلى. وَقَوله تَعَالَى: (أفرأيْتَ إنْ مَتَّــعْناهْم سِنِينَ. ثمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ) ، قَالَ ثَعْلَب:
أطَلْنا أعْمارَهم ثمَّ جاءَهم الموتُ
والماتع: الطَّوِيل من كل شَيْء.
ومتَّــعَ الشَّيْء: طوله.
قَالَ لبيد يصف نخلا نبت فِي المَاء وَطَالَ طوالها فِي السَّمَاء:
سُحُقٌ تُــمَتِّــعُها الصَّفا وسَرِيَّةٌ ... عُمٌّ نَوَاعمُ بَينهُنَّ كُرُومُ
ومَتَّــعَهُ بالشَّيْء وأمْتَــعَه: مَلاَّه إيَّاه.
وَقَول الرَّاعِي:
خَلِيلَينِ مِنْ شَعْبَينِ شَتَّى تَجاوَرَا ... قَلِيلاً وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أَــمْتَــعا
مَعْنَاهُ: كَانَ مَا أمْتَــعَ بِهِ كل وَاحِد من هذَيْن صَاحبه أَن فَارقه، وَقيل: أمْتَــعا هُنَا تَــمَتَّــعَا.
وَالِاسْم من كل ذَلِك: الــمَتــاع والــمُتْــعَةُ والــمُتْــعَةُ، والــمِتْــعَةُ والــمَتْــعَةُ أَيْضا: البُلغة.
ومُتْــعَةُ الْمَرْأَة: مَا وُصلت بِهِ بعد الطَّلَاق، وَقد مَتَّــعها. والــمُتْــعَة: التَّــمتُّــع بِالْمَرْأَةِ لَا تُرِيدُ إدامتــها لنَفسك، ومُتْــعَةُ التَّزْوِيج بِمَكَّة، مِنْهُ.
والــمُتْــعَة والــمِتْــعَة: الْعمرَة إِلَى الْحَج. وَقد تــمَتَّــع واستــمْتَــعَ.
ومَتَــع بالشَّيْء يــمْتَــعُ: ذهب.
والــمَتــاع: المَال والأثاث، وَالْجمع أمْتــعة، وأماتِع جمع الْجمع. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أماتِيعُ، فَهُوَ من بَاب أقاطيع.
ومَتــاعُ الْمَرْأَة: هَنُها.
والــمَتْــعُ والــمُتْــعُ: الكيد، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَالْأول أَعلَى. قَالَ رؤبة:
منْ مَتْــعِ أعْدَاءٍ وحَوْضٍ تَهْدِمُهْ
وماتِعٌ: اسْم
متَــعَ يَــمتَــع، مُتــوعًا، فهو ماتِع، والمفعول مــمتــوع (للــمتــعدِّي)
• متَــع الشَّيءُ: بلَغ الغايةَ في الجودة.
• متَــعه اللهُ بكذا: أطال له الانتفاع به "متــعَك اللهُ بكامل الصِّحّة والعافية".
أمتــعَ يُــمتــع، إمتــاعًا، فهو مُــمتِــع، والمفعول مُــمتَــع
• أمتــعه الشَّيءُ: أسعده وفرّحه، سرَّه، أعجبه وسلاّه "رأى منظرًا مــمتِــعًا- قرأت قصّة مــمتــعة".
• أمتــعه اللهُ بكذا: أبقاه اللهُ لينتفع به "أمتــعك اللهُ بكامل قوّتك- أمتــعه اللهُ بالمال والولد" ° أمتــعك اللهُ بطول العمر: أخَّره.
استــمتــعَ بـ يستــمتــع، استــمتــاعًا، فهو مُستــمتِــع، والمفعول مُستــمتَــعٌ به
• استــمتــع بقراءة القرآن: انتفع وتلذّذ بها "استــمتــع بالنصر على العدوّ- مستــمتــعٌ بالنّظر إلى والديه- {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَــمْتَــعْتُمْ بِهَا} ".
تــمتَّــعَ بـ/ تــمتَّــعَ في يتــمتّــع، تــمتُّــعًا، فهو مُتمتِّــع، والمفعول مُتمتَّــع به
• تــمتَّــع بصحَّة جيِّدة: نعِم وتلذّذ بها "متمتِّــع بكامل قواه العقليّة- يتــمتّــع بكامل صحّته".
• تــمتَّــع الحاجُّ بالعمرة إلى الحجّ: أقام معتمرًا في الحرم حتّى أدَّى الحجّ فضمّ العمرة إلى الحجّ " {فَمَنْ تَــمَتَّــعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ".
• تــمتَّــع في حياته: استــمتــع بنعيم الدنيا " {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَــمَتَّــعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ} ".
متَّــعَ يــمتِّــع، تــمتــيعًا، فهو مُــمتِّــع، والمفعول مُــمتَّــع
• متَّــع بصَرَه بالمناظر الخلاّبة: رفَّهه وجعله يتــمتّــع أو يتلذّذ بها "متّــع نظرَهُ بمشهد جميل- متَّــع عينيه بجمال الطبيعة".
• متَّــعه اللهُ بالصّحّة: نعَّمه ومدَّ له في العمر، أطال عمره ليستــمتــع بها ويلتذ وينتفع، زاد في رغد العيش " {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّــعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} ".
• متَّــع المطلّقةَ: أعطاها الــمتــعةَ بعد الطلاق، وهى مال أو نحوه لتنتفع به " {فَتَعَالَيْنَ أُــمَتِّــعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً} ".
تــمتُّــع [مفرد]:
1 - مصدر تــمتَّــعَ بـ/ تــمتَّــعَ في.
2 - (قن) حيازة حقّ التصرُّف "تــمتُّــع بملكيّة الحديقة".
• التَّــمتُّــع: (فق) الجمع بين أفعال الحجّ والعمرة في أشهر الحجّ في سنة واحدة بإحرامين بتقديم أفعال العمرة من غير أن يُلمّ بأهله إلمامًا صحيحًا.
مَتــاع [مفرد]: ج أمْتِــعة، جج أماتعُ وأماتيعُ:
1 - كلّ ما يُنتفع به من الحوائج كالطّعام والأثاث والسّلعة ونحوها "حمل معه أمتــعتَه الشّخصية- {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَــاعِنَا} " ° متــاع الدُّنيا: حطامُها، أي: ما فيها من مال كثير أو قليل.
2 - تــمتُّــع، تلذُّذ "متــاع العين بالمناظر الجميلة- {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَــاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} - {فَمَا
مَتَــاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلاَّ قَلِيلٌ} ".
3 - ما يعطى للمطلّقة أو من مات زوجُها من نفقة وكسوة مدّة عدّتها " {وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَــاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} - {وَــمَتِّــعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَــاعًا بِالْمَعْرُوفِ} ".
4 - (نت) عضو التأنيث في الزهرة، ويشمل عادة المبيض والقلم والميسم.
• سَقَط الــمتــاع: أشياء وأغراض متــنوعة، يتمّ تخزينها معًا ° هو من سَقَط الــمتــاع: دنيء حقير لا خير فيه.
مُتْــعة [مفرد]: ج مُتُــعات ومُتْــعات ومُتَــع: ما يُتــمتّــع أو يُتلذّذ به من صيد أو طعام أو غيرهما "يجد متــعة في القراءة- يشعر بــمتــعة كبيرة عندما يقود سيارته- متــعة زائلة" ° أماكن الــمُتــعة: أماكن الترفيه والتسلية- مُتَــع الحياة: مباهجُها.
• مُتــعةُ الحجّ: تــمتُّــع؛ أن يضمّ الحاجّ عُمرةً إلى حِجّته.
• مُتــعةُ المرأة: ما يعطى إليها من مالٍ ونحوِه بعد الطلاق "دفع لمطلقته نفقةَ الــمتــعة".
• زواج الــمُتــعة: (فق) زواج مُؤقَّت، بحيث يتزوّج الرَّجلُ امرأة لغاية الاستــمتــاع بها لفترة زمنيّة "ينتشر زواجُ الــمُتــعة عند الشِّيعة".
• متــعة الطَّلاق: (فق) مال يجب على الزوج دفعُه لامرأته المفارقة في الحياة بطلاق، وما في معناه بشروط.
• مبدأ الــمُتْــعة: (نف) ميل أو دفع لتحقيق الــمُتــعة وتجنّب الألم كقوّة دافعة أساسيّة للسّلوك? شَخْصٌ مُتْــعِيّ: معتقد بأنّ اللّذة أو السّعادة هما الخير الأوحد في الحياة.
مُتــوع [مفرد]: مصدر متَــعَ.
متــع: مَتَــعَ النبيذُ يَــمْتَــعُ مُتــوعاً: اشتدَّت حمرته. ونبي ماتِعٌ أَي
شديدُ الحمْرةِ. ومَتَــعَ الحبْلُ: اشتد. وحَبْل ماتِعٌ: جيِّدُ الفَتْلِ.
ويقال للجبل الطويل: ماتِعٌ؛ ومنه حديث كعب والدَّجّال: يُسَخَّرُ معه
جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طويل شاهِقٌ. ومَتَــعَ الرجُلُ ومَتُــعَ:
جادَ وظَرُفَ، وقيل: كا ما جادَ فقد مَتُــعَ، وهو ماتِعٌ. والماتِعُ من كل
شيء: البالغُ في الجَوْدةِ الغاية في بابه؛ وأَنشد:
خُذْه فقد أُعْطِيتَه جَيِّداً،
قد أُحْكِــمَتْ صَنْعَتُه، ماتِعا
وقد ذكر الله تعالى الــمَتــاعَ والتــمتُّــعَ والاسْتــمتــاعَ والتَّــمْتِــيعَ في
مواضعَ من كتابه، ومعانيها وإِن اختلفت راجعة إِلى أَصل واحد. قال الأَزهري:
فأَما الــمَتــاعُ في الأَصل فكل شيء يُنْتَفَعُ به ويُتَبَلَّغُ به
ويُتَزَوَّدُ والفَناءُ يأْتي عليه في الدنيا.
والــمُتْــعةُ والــمِتْــعَةُ: العُمْرةُ إِلى الحج، وقد تَــمَتَّــعَ
واسْتَــمْتَــعَ. وقوله تعالى: فمن تــمتَّــع بالعُمرة إِلى الحج؛ صورة المُسْتَــمْتِــعِ
بالعمرة إِلى الحجِّ أَنْ يُحْرِمَ بالعمرة في أَشهر الحج فإِذا أَحرم بالعمرة
بعد إِهْلالِه شَوّالاً فقد صار متمتــعاً بالعمرة إِلى الحج، وسمي متمتــعاً
بالعمرة إِلى الحج لأَنه إِذا قدم مكة وطاف بالبيت وسعَى بين الصفا
والمَرْوَةِ حلّ من عمرته وحلق رأْسه وذبح نُسُكَه الواجب عليه لتــمتــعه، وحلّ له
كل شيء كان حَرُمَ عليه في إِحْرامه من النساء والطِّيبِ، ثم يُنْشِئ
بعد ذلك إِحراماً جديداً للحج وقت نهوضه إِلى مِنًى أَو قبل ذلك من غير أَن
يجب عليه الرجوع إِلى الميقات الذي أَنشأَ منه عمرته، فذلك تــمتــعه بالعمرة
إِلى الحج أَي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حِلاق وطيب وتَنَظُّفٍ
وقَضاء تَفَثٍ وإِلمام بأَهله، إِن كانت معه، وكل هذه الأَشياء كانت محرَّمة
عليه فأُبيح له أَن يحل وينتفع بإِحلال هذه الأَشياء كلها مع ما سقط عنه
من الرجوع إِلى الميقات والإِحرام منه بالحج، فيكون قد تــمتــع بالعمرة في
أَيام الحج أَي انتفع لأَنهم كانوا لا يرون العمرة في أَشهر الحج فأَجازها
الإِسلام، ومن ههنا قال الشافعي: إِنّ الــمتمتــع أَخَفُّ حالاً من القارنِ
فافهمه؛ وروي عن ابن عمر قال: من اعتمر في أَشهر الحج في شوّال أَو ذي القعدة
أَو ذي الحِجّةِ قبل الحج فقد استــمتــع. والــمُتْــعةُ: التــمتُّــع بالمرأَة لا
تريد إِدامَتــها لنفسك، ومتــعة التزويج بمكة منه، وأَما قول الله عز وجل في
سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال: وأَحلّ لكم ما وراء ذلكم أَن
تبتغوا بأَموالكم مُحْصِنين غير مُسافِحينَ! أَي عاقدي النكاح الحلال غير
زناة! فما استــمتــعتم به منهن فآتوهن أُجورهن فريضة؛ فإِن الزجاج ذكر أَنّ
هذه آية غلط فيها قوم غلطاً عظيماً لجهلهم باللغة، وذلك أَنهم ذهبوا إِلى
قوله فما استــمتــعتم به منهن من الــمتــعة التي قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام،
وإِنما معنى فما استــمتــعتم به منهن، فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى
في الآية أَنه الإِحصان أَن تبتغوا بأَموالكم محصنينَ أَي عاقِدينَ
التزويجَ أَي فما استــمتــعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره فآتوهنّ
أُجورهن فريضة أَي مهورهن، فإِن استــمتــع بالدخول بها آتى المهر تامّاً، وإِن
استــمتــع بعقد النكاح اتى نصف المهر؛ قال الأَزهري: الــمتــاع في اللغة كل ما
انتفع به فهو متــاع، وقوله: ومَتِّــعُوهُنّ على المُوسِع قَدَرُه، ليس بمعنى
زوّدوهن الــمُتَــعَ، إِنما معناه أَعطوهن ما يَسْتَــمْتِــعْنَ؛ وكذلك قوله:
وللمطلَّقات متــاع بالمعروف، قال: ومن زعم أَن قوله فما استــمتــعتم به منهن
التي هي الشرط في التــمتــع الذي يفعله الرافضة، فقد أَخطأَ خطأً عظيماً لأَن
الآية واضحة بينة؛ قال: فإِن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس
أَنه كان يرها حلالاً وأَنه كان يقرؤها فما استــمتــعتم به منهن إِلى أَجل
مسمى، فالثابت عندنا أَن ابن عباس كان يراها حلالاً، ثم لما وقف على نهي
النبي، صلى الله عليه وسلم، رجع عن إِحلالها؛ قال عطاء: سمعت ابن عباس
يقول ما كانت الــمتــعة إِلا رحمة رحم الله بها أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم،
فلولا نهيه عنها ما احتاج إِلى الزنا أَحد إِلا شَفًى والله، ولكأَني
أَسمع قوله: إِلا شفًى، عطاء القائل، قال عطاء: فهي التي في سورة النساء فما
استــمتــعتم به منهن إِلى كذا وكذا من الأَجل على كذا وكذا شيئاً مسمى، فإِن
بدا لهما أَن يتراضيا بعد الأَجل وإِن تفرقا فهم وليس بنكاح هكذا الأصل،
قال الأَزهري: وهذا حديث صحيح وهو الذي يبين أَن ابن عباس صح له نهي
النبي، صلى الله عليه وسلم ، عن الــمتــعة الشرطية وأَنه رجع عن إِحلالها إِلى
تحريمها، وقوله إِلا شفًى أَي إِلا أَن يُشْفِيَ أَي يُشْرِفَ على الزنا
ولا يوافقه، أَقام الاسم وهو الشَّفَى مُقام المصدر الحقيقي، وهو
الإِشْفاءُ على الشيء، وحرف كل شيء شفاه؛ ومنه قوله تعالى: على شَفَى جُرُفٍ
هارٍ، وأَشْفَى على الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ عليه، وإِنما بينت هذا البيان
لئلا يَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا من المسلمين فيحل له ما حرّمه الله عز
وجل على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإِن النهي عن الــمتــعة الشرطية صح
من جهات لو لم يكن فيه غير ما روي عن أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب،
رضي الله عنه، ونهيه ابن عباس عنها لكان كافياً، وهي الــمتــعة كانت ينتفع
بها إِلى أَمد معلوم، وقد كان مباحاً في أَوّل الإِسلام ثم حرم، وهو الآن
جائز عند الشيعة.
وَــمَتَــعَ النهارُ يَــمْتَــعُ مُتُــوعاً: ارْتَفَعَ وبَلَغَ غايةَ ارْتفاعِه
قبل الزوال؛ ومنه قول الشاعر:
وأَدْرَكْنا بها حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو،
وقَدْ مَتَــعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا
وقيل: ارتفع وطال؛ وأَنشد ابن بري قول سويد ابن أَبي كاهل:
يَسْبَحُ الآلُ على أَعْلامِها
وعلى البِيدِ، إِذا اليَوْمُ مَتَــعْ
ومَتَــعَت الضُّحَى مُتُــوعاً تَرَجَّلَت وبلغت الغاية وذلك إِلى أَوّل
الضّحى. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يُفْتي الناس حتى إِذا مَتَــعَ الضحى
وسَئِمَ؛ مَتَــعَ النهارُ: طالَ وامتــدَّ وتعالى؛ ومنه حديث مالك بن أَوس:
بينا أَناجالس في أَهلي حِينَ مَتَــعَ النهارُ إِذا رسول عمَرَ، رضي الله عنه،
فانطلقت إِليه. ومَتَــعَ السَّرابُ مُتُــوعاً: ارتفع في أَوّل النهار؛ وقول
جرير:
ومِنّا، غَداةَ الرَّوْعِ، فِتْيانُ نَجْدةٍ،
إِذا مَتَــعَتْ بعد الأَكُفِّ الأَشاجِعُ
أَي ارتفعت من وقولك مَتَــعَ النهارُ والآلُ، ورواه ابن الأَعرابي
مُتِــعَتْ ولم يفسره، وقيل قوله إِذا مَتَــعَتْ أَي إِذا احمرّت الأَكُفُّ
والأَشاجِعُ من الدم.
ومُتْــعةُ المرأَة: ما وُصِلَتْ به بعدَ الطلاقِ، وقد مَتَّــعَها. قال
الأَزهريّ: وأَما قوله تعالى وللمُطَلَّقاتِ مَتــاعٌ بالمَعْروفِ حَقّاً على
الــمتــقين، وقال في موضع آخر: لا جُناح عليكم إِن طلقتم الناساء ما لم
تمسوهن أَو تفرضوا لهن فريضة ومَتّــعُوهُنّ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره
متــاعاً بالمعروف حقّاً على المحسنين؛ قال الأَزهريّ: وهذا التــمتــيع الذي
ذكره الله عز وجل للمطلقات على وجهين: أَحدهما واجب لا يسعه تركه، والآخر
غير واجب يستحب له فعله، فالواجب للمطلقة التي لم يكن زوجها حين تزوّجها
سمَّى لها صداقاً ولم يكن دخل بها حتى طلقها، فعليه أَن يــمتــعها بما عز
وهان من متــاع ينفعها به من ثوب يُلبسها إِياه، أَو خادم يَخْدُمُها أَو
دراهم أَو طعام، وهو غير مؤقت لأَن الله عز وجل لم يحصره بوقت، وإِنما أَمر
بتــمتــيعها فقط، وقد قال: على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متــاعاً
بالمعروف؛ وأَما الــمُتْــعةُ التي ليست بواجبة وهي مستحبة من جهة الإِحسان
والمحافظة على العهد، فأَن يتزوّج الرجل امرأَة ويسمي لها صداقاً ثم يطلقها قبل
دخوله بها أَو بعده، فيستحب له أَن يــمتــعها بــمتــعة سوى نصف المهر الذي وجب
عليه لها، إِن لم يكن دخل بها، أَو المهر الواجب عليه كله، إِن كان دخل
بها، فيــمتــعها بــمتــعة ينفعها بها وهي غير واجبة عليه، ولكنه استحباب ليدخل في
جملة المحسنين أَو الــمتــقين، والعرب تسمي ذلك كله مُتْــعةً ومَتــاعاً
وتَحْميماً وحَمّاً. وفي الحديث: أَنّ عبد الرحمن طلق امرأَة فَــمَتَّــعَ بِوَليدة
أَي أَعطاها أَمةً، هو من هذا الذي يستحب للمطلق أَن يُعْطِيَ امرأَته
عند طلاقها شيئاً يَهَبُها إِيّاه.
ورجلٌ ماتِعٌ: طويل.
وأَــمْتَــعَ بالشيء وتَــمَتَّــعَ به واسْتَــمْتَــع: دام له ما يسْتَمِدُّه
منه. وفي التنزيل: واسْتَــمْتَــعْتُمْ بها؛ قال أَبو ذؤَيب:
مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ هْلِها
جِهاراً، ويَسْتَــمْتِــعْنَ بالأَنَسِ الجبْلِ
يريد أَن الناس كلهم مُتْــعةٌ للمَنايا، والأَنسُ كالإِنْسِ والجبْلُ
الكثير. ومَتَّــعه الله وأَــمْتَــعه بكذا: أَبْقاه لِيَسْتَــمْتِــع به. يقال:
أَــمْتَــعَ الله فُلاناً بفلانٍ إِــمْتــاعاً أَي أَبقاه لِيَسْتَــمْتِــع به فيما
يُحِبُّ من الانْتفاعِ به والسُّرور بمكانه، وأَــمْتَــعه الله بكذا
ومَتَّــعَه بمعنًى. وفي التنزيل: وأَن استغفِروا ربكم ثم توبوا إِليه يُــمَتّــعكم
مَتــاعاً حسَناً إِلى أَجلٍ مُسمًّى، فمعناه أَي يُبْقِكم بَقاء في عافِيةٍ إِلى
وقت وفاتكم ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعذاب كما استأْصل القُرى الذين
كفروا. ومَتَّــعَ الله فلاناً وأمْتَــعه إِذا أَبقاه وأَنْسَأَه إِلى أَن
يَنْتَهِيَ شَبابُه؛ ومنه قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء حتى طالَ
طِوالُه إِلى السماء فقال:
سُحُقٌ يُــمَتِّــعُها الصّفا وسَرِيُّه،
عُمٌّ نواعِمُ، بَيْنَهُنَّ كُرُومُ
والصَّفا والسَّرِيُّ: نهرانِ مُتَــخَلِّجانِ من نهر مُحَلِّمٍ الذي
بالبحرين لسقي نخيل هَجَرَ كلّها. وقوله تعالى: مَتــاعاً إِلى الحوْلِ غيرَ
إِخْراجٍ؛ أَرادَ مَتِّــعُوهُنّ تــمتــيعاً فوضع متــاعاً موضع تــمتــيع، ولذلك
عدَّاه بإِلى؛ قال الأَزهري: هذه الآية منسوخة بقوله: والذين يُتَوَفَّوْنَ
منكم ويَذَرُونَ أَزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفسهن أَربعة أَشهر وعشراً؛
فَمُقامُ الحولِ منسوج باعتداد أَربعة أَشهر وعشر، والوصية لهن منسوخة بما
بين الله من ميراثها في آية المواريث، وقرئ: وصيَّةٌ لأَزواجهم، ووصيةً،
بالرفع والنصب، فمن نصب فعلى المصدر الذي أُريد به الفعل كأَنه قال
لِيُوصُوا لهن وصية، ومن رفع فعلى إِضمار فعليهم وصية لأَزواجهم، ونصب قوله
متــاعاً على المصدر أَيضاً أَراد متِّــعوهن متــاعاً، والــمَتــاعُ والــمُتْــعةُ
اسْمانِ يَقُومانِ مَقامَ المصدر الحقيقي وهو التــمتــيع أَي انفعوهن بما
تُوصُونَ به لهن من صِلةٍ تَقُوتُهن إِلى الحول. وقوله تعالى: أَفرأَيت إِنْ
مَتَّــعْناهُم سِنينَ ثم جاءهم ما كانوا يُوعَدُونَ؛ قال ثعلب: معناه أَطلنا
أَعمارهم ثم جاءهم الموت.والماتِعُ: الطويل من كل شيء ومَتَّــعَ الشيءَ:
طَوَّله؛ ومنه قول لبيد البيت المقدّم وقول النابغة الذبياني:
إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قد عَلِــمْتــه،
ومِيزانُه في سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ
أَي راجِحٌ زائِدٌ. وأَــمْتَــعَه بالشيء ومَتَّــعَه: مَلأَه إِياه.
وأَــمْتَــعْتُ بالشيء أَي تَــمَتَّــعْتُ به، وكذلك تَــمَتَّــعْتُ بأَهلي ومالي؛ ومنه
قول الراعي:
خَلِيلَيْنِ من شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجاوَرا
قليلاً، وكانا بالتَّفَرُّقِ أَــمْتَــعا
(* قوله «خليلين» الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين.)
أَــمتَــعا ههنا: تَــمتَّــعا، والاسم من كل ذلك الــمَتــاعُ، وهو في تفسير
الأَصمعي مُتَــعَدّ بمعن مَتَّــعَ؛ وأَنشد أَبو عمرو للراعي:
ولكِنَّما أَجْدَى وأَــمْتَــعَ جَدُّه
بِفِرْقٍ يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه
أَي تَــمَتَّــعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم، وخالف الأَصمعي أَبا زيد وأَبا
عمرو في البيت الأَوّل ورواه: وكانا للتفَرُّقِ أَــمْتَــعا، باللام؛ يقول:
ليس من أَحد يفارق صاحبه إِلا أَــمْتَــعَه بشيء يذكره به، فكان ما أَــمتَــعَ
كل واحد من هذين صاحبه أَن فارَقه أَي كانا مُتــجاوِرَيْن في المُرْتَبَعِ
فلما انقضى الرَّبِيعُ تفرقا، وروي البيت الثاني: وأَــمْتَــعَ جَدَّه،
بالنصب، أَي أَــمتــعَ الله جَدَّه. وقال الكسائي: طالما أُــمْتِــعَ بالعافية في
معنى مُتِّــعَ وتَــمَتَّــعَ. وقول الله تعالى: فاسْتَــمْتَــعْتُم بِخَلاقِكم؛
قال الفراء: اسْتَــمْتَــعُوا يقول رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أَنصبائهم في
الآخرة وفعلتم أَنتم كما فعلوا. ويقال: أَــمْتَــعْتُ عن فلان أَي
اسْتَغْنَيْتُ عنه. والــمُتْــعةُ والــمِتْــعةُ والــمَتْــعةُ أَيضاً: البُلْغةُ؛ ويقول
الرجل لصاحبه: ابْغِني مُتْــعةً أَعِيشُ بها أَي ابْغِ لي شيئاً آكُلُه أَو
زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته؛ ومنه قول الأَعشى يصف صائداً:
مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَــعا
أَي يَبْغِي لأَصحابه صيداً يعيشون به، والــمُتَــعُ جمع مُتْــعةٍ. قال
الليث: ومنهم من يقول مِتْــعةٌ، وجمعها مِتَــعٌ، وقيل: الــمُتْــعةُ الزاد القليل،
وجمعها مُتَــعٌ. قال الأَزهري: وكذلك قوله تعالى: يا قوم إِنما هذه
الحياة الدنيا مَتــاعٌ؛ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به لا بقاء له. ويقال: لا
يُــمْتِــعُني هذا الثوبُ أَي لا يَبْقى لي، ومنه يقال: أَــمْتَــعَ الله بك. أَبو
عبيدة في قوله فأُــمَتِّــعُه أي أُؤخره، ومنه يقال: أَــمْتَــعَك الله بطول
العمر؛ وأَما قول بعض العرب يهجو امرأَته:
لو جُمِعَ الثلاث والرُّباعُ
وحِنْطةُ الأَرضِ التي تُباعُ،
لم تَرَهُ إِلاّ هُوَ الــمَتــاعُ
فإِنه هجا امرأَته. والثلاث والرباع: أَحدهما كيل معلوم، والآخر وزن
معلوم؛ يقول: لو جُمِعَ لها ما يكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا مُتْــعةً
قليلة. قال الله عز وجل: ما هذه الحياة الدنيا إِلاّ متــاع، وقول الله عز
وجلّ: ليس عليكم جُناح أَن تدخلا بيوتاً غير مسكونة فيها متــاعٌ لكم؛ جاء
في التفسير: أَنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادِقَ التي تنزلها
السابِلةُ ولا يُقيمون فيها إِلا مُقامَ ظاعن، وقيل: إِنه عنى بها
الخَراباتِ التي يدخلها أَبناء السبيل للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء، ومعنى قوله
عز وجل: فيها متــاعٌ لكم، أَي مَنْفَعةٌ لكم تَقْضُون فيها حوائجكم مسترين
عن الأَبْصارِ ورُؤية الناس، فذلك الــمَتــاعُ، والله أَعلم بما أَراد. وقال
ابن المظفر: الــمَتــاعُ من أَــمْتِــعةِ البيت ما يَسْتَــمْتِــعُ به الإِنسان في
حَوائِجه،وكذلك كل شيء، قال: والدنيا متــاع الغرور، يقول: إنما العَيْشُ
متــاع أَيام ثم يزول أَي بَقاء أَيام. والــمَتــاعُ: السَّلْعةُ. والــمَتــاعُ
أَيضاً: المنفعة وما تَــمَتَّــعْتَ به. وفي حديث ابن الأَكْوَعِ: قالوا يا
رسول الله لولا مَتَّــعْتنا به أَي تركتنا ننتفع به. وفي الحديث: أَنه حرّم
المدينة ورخّص في متــاعِ الناصح، أَراد أَداة البعير التي تؤخذ من الشجر
فسماها متــاعاً. والــمتــاعُ: كل ما يُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنيا قليلِها
وكثيرِها.
ومَتَــعَ بالشيء: ذهب به يَــمْتَــعُ مَتْــعاً. يقال: لئن اشتريت هذا الغلام
لتَــمْتَــعَنّ منه بغلام صالح أَي لتَذْهَبَنَّ به؛ قال المُشَعَّثُ:
تَــمَتَّــعْ يا مُشَعَّثُ، إِنَّ شيئاً،
سَبَقْتَ به المَماتَ، هو الــمَتــاعُ
وبهذا البيت سمي مُشَعَّثاً. والــمَتــاعُ: المالُ والأَثاث، والجمع
أَــمْتــعةٌ، وأَماتِعُ جمع الجمع، وحكى ابن الأَعرابي أَماتِيعَ، فهو من باب
أَقاطِيعَ. ومتــاعُ المرأَةِ: هَنُها.
والــمَتْــعُ والــمُتْــعُ: الكيْدُ؛ الأَخيرة عن كراع، والأُولى أَعلى؛ قال
رؤبة:
من مَتْــعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه
وماتِعٌ: اسم.
مَتَــعَ النَّهَارُ، كمَنَعَ يَــمْتَــعُ مُتُــوعاً، بالضَّمِّ: ارْتَفَعَ وطالَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: وامْتَــدَّ وتَعَالَى، وهُوَ مجازٌ، كَمَا صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ:
(يَسْبَحُ الآلُ على أعْلامِهَا ... وعَلى البِيدِ إِذا اليَوْمث مَتَــعْ)
وَهَكَذَا أنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ أيْضاً وأنْشَدَ اللَّيثُ:
(وأدْرَكْنَا بهَا حَكَمَ بنَ عَمْروٍ ... وقَدْ مَتَــعَ النَّهَارُ بِنا فَزَالا)
وقيلَ: مَتَــعَ النَّهارُ مُتَــوُعاً: إِذا ارْتَفَعَ غايَةَ الارْتِفَاعِ، وَهُوَ مَا قَبْلَ الزَّوالِ، كَمَا فِي الأساسِ.
وَمن المَجَازِ مَتَــعَ الضُّحَى وتَلَعَ: بَلَغ آخِرَ غايتهِ، وهوَ عِنْدَ الضُّحَى الأكْبَرِ، يُقَالُ جِئْتُه وقْتَ الضُّحَى الماتِعِ، وهوَ الأكْبَر، أَو مَتَــعَ الضُّحَى مُتُــوعاً: تَرَجَّلَ وبَلَغ الغايَةَ، وذلكَ عندَ أوّلِ الضُّحَى، وَمِنْه حَديثُ ابنِ عَبّاسٍ: أنّه كانَ يُفْتِي النّاسَ حَتّى إِذا مَتَــعَ الضُّحَى وسئِمَ. . وَمن المَجَازِ مَتَــعَ بفُلانٍ مَتْــعاً بالفَتْحِ، ويُضَمُّ أَي: كاذَبَه.
وَمن المَجَازِ: مَتَــع السّرابُ، مُتُــوعاً: ارْتَفَعَ فِي أوّلِ النَّهارِز وَمن المَجَازِ: مَتَــعَ الحَبْلُ مُتُــوعاً، أَي: أشْتَدَّ وَذَلِكَ إِذا جادَ فَتْلُه.
وَمن المَجَازِ: مَتَــعَ النَّبِيذُ مُتُــوعاً: إِذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه، يُقَالُ: نَبِيذٌ: ماتِعٌ، وكذلكَ خَلٌّ ماتِعٌ، أَي: شَدِيدانِ فِي الحُمْرَةِ، وذلكَ إِذا بَلغَا.
وَمن المَجَازِ: مَتَــعَ الرَّجُلُ مُتُــوعاً: جادَ وظَرُفَ، وكَمُلَ فِي خِصالِ الخَيْرِ، كــمَتُــعَ، ككَرُمَ.
وَمن المَجَازِ: مَتَــعَ بالشَّيءِ مَتْــعاً، بالفتْحِ: وعَلَيْهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيُّ ومُتْــعَةً بالضَّمِّ، أَي: ذَهَبَ بهِ، يُقَالُ: لَئِن اشتَرَيْتَ هَذَا الغُلامَ لتَــمْتَــعَنَّ منْهُ بغُلامٍ صالحٍ، أَي: لتَذْهَبَنَّ بهِ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشريُّ والصّاغَانِيُّ إلاّ أَن فِي نصّ الجَوْهَرِيُّ لتُــمَتَّــعَنَّ بالتَّشْدِيدِ، لأنّه أوْرَدَهُ بعدَ قَوْلهِ: والــمَتَــاعُ أيْضاً: المَنْفَعَةُ وَمَا تُــمُتِّــعَ بهِ، وَقد مَتَــع بهِ يَــمْتَــعُ مَتْــعاً، يُقَالُ: لَئِن اشْتَرَيْتَ إِلَى آخرِه، وأنْشَدَ للمُشَعَّثِ:
(تَــمَتَّــعْ يَا مثشَعَّثُ إنَّ شَيْئا ... سَبَقْتَ بهِ المَماتَ هُوَ الــمَتــاعُ)
قالَ: وَبِهَذَا البَيْتِ سُمِّي مُشعَثاً.
والماتِعُ: الطَّويلُ منْ كُلِّ شَيءٍ، وَقد مَتَــعَ الشَّيءُ مُتُــوعاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ يُقال: جَبَلٌ ماتِعٌ، أَي: طَويلٌ مُرْتَفعٌ، ونَخْلَةٌ ماتِعَةٌ، وَفِي حَديثِ كَعبٍ والدَّجَّالِ: يُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتِعٌ، خِلاطُه ثَرِيدٌ أَي:)
شاهِقٌ.
وَمن المَجَازِ الماتِعُ: الجَيِّدُ البالِغُ فِي الجَوْدَةِ منْ كُلِّ شَيءٍ، قالَهُ أَبُو عَمْروٍ، وأنْشَد:
(خُذْهُ فَقَدْ أُعْطِيَتَهُ جَيّداً ... قَدْ أُحْكِــمَتْ صَنْعَتُه ماتعَا)
والماتِعُ: الفاضِلُ المُرْتَفعُ منَ المَوَازِين، أَو الرّاجِحُ الزّائِدُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: والرّاجِحُ ومنْهُ قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ:
(إِلَى خَيْرِ دِينٍ نُسْكُه قدْ عَلِــمْتُــه ... ومِيزانُه فِي سُورَةِ البِرِّ ماتِعُ)
قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: راجِحٌ زائِدٌ. قُلْتُ: وبهِ يُفَسَّرُ أيْضاً قَوْلُ حَسّانٍ، رضيَ اللهُ عَنهُ:
(إنْ سابَقُوا الناسّ يوْماً فازَ سَبْقُهم ... أوْ وازَنُوا أهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَى مَتَــعُوا)
أَي: فَضُلُوا، وارْتَفَعُوا، أوْ رَجَحُوا وزادُوا.
والماتِعُ: الجَيِّدُ الفَتْلِ منَ الحِبَالِ والماتِعُ: الشّديدُ الحُمَرَةِ منَ النَّبيذِ والخَلِّ، وقَدْ مَتَــعَ مُتَــوعاً فِي كُلِّ ذلكَ.
وماتِعٌ، بِلَا لامٍ: والِدُ كَعْبٍ الحَبْرِ، وقدْ تَقَدَّمَ ذِكرهُ فِي حبر والــمَتَــاعُ: المَنْفَعَةُ وَمِنْه حَديثُ ابنِ الأكْوَعِ: قالُوا يَا رسولَ اللهِ، لوْلاَ مَتَّــعْتَنَا بهِ أيْ تَرَكْتَنا نَنْتَفِعُ بِهِ، وبهِ فُسِّرَتِ الآيةُ ليسَ عليْكُمْ جُناح أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فيهَا متــاعٌ لكُمْ جاءَ فِي التَفْسيرِ أنَّه عَنَى بهَا الخَرَاباتِ الّتِي يَدْخُلُها أبْناءُ السَّبيل للانْتِفَاصِ منْ بَوْلٍ أَو خَلاءٍ، ومَعْنَى قَوْلِه عزَّ وجَلَّ: فِيهَا متَــاعٌ لكُمْ أَي مَنْفَعَةٌ لَكُمْ، تَقْضُونَ فِيهَا حَوائِجَكُمْ مُسْتَتِرينَ عَن الأبْصَارِ ورُؤْيَةِ النَّاسِ، فذلكَ الــمَتَــاعُ، واللهُ أعْلَم بِمَا أرادَ. والــمَتَــاعُ: السِّلْعَةُ.
والــمَتَــاعُ: الأدَاةُ، وَمِنْه الحديثُ: أنَّهُ حَرَّمَ شَجَرَ المَدِينة ورَخَّصَ فِي الهَشِّ، ومَتــاعِ النّاضِحِ أرادَ أداةَ البَعِير الّتِي تُؤْخَذُ منَ الشَجَرِ.
والــمَتــاعُ: كُلُّ مَا تَــمَتَّــعْتَ بهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه: منَ الحَوَائِجِ ونَصُّ اللَّيْثِ: الــمَتَــاعُ: مَا يَسْتَــمْتِــعُ بهِ الإْنسَانُ فِي حَوَائِجِه، وقالَ الأزْهَرِيُّ: الــمَتَــاعُ فِي الأصْلِ: كُلُّ شَيءٍ يُنْتَفَعُ بهِ، ويُتَبَلَّغُ بهِ ويُتَزَوَّدُ، قالَ اللَّيْثُ: والدُّنْيَا مَتــاعُ الغُرُورِ، أرادَ: إنَّمَا العَيْشُ مَتــاعُ أيّامٍ، ثُمَّ يَزُولُ، أَي: بَقَاءُ أيّامٍ ج: أمْتِــعَةٌ، كَمَا فِي العَيْنِ.)
وقَوْلُهُ تعالَى: ابْتِغَاءِ حِلْيَةٍ أَي: ذهَبٍ وفِضَّةٍ أَو مَتَــاعٍ أيْ: حَديدٍ وصُفْرٍ ونُحَاسٍ ورَصاصٍ كَذَا فِي العُبَابِ، وتَبِعَهُ المُصَنِّف فِي البَصائِرِ.
والــمُتْــعَةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الضّمِّ، والكَسْرِ نَقَله الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: اسْمٌ لتَّــمْتِــيعِ، كالــمَتَــاعِ، وَفِي العُبابِ: الــمُتْــعَةُ، والــمَتَــاعُ: اسْمَانِ يَقُومَانِ مَقامَ المَصْدَرِ الحَقيقيِّ وهُوَ التَّــمْتِــيعُ، وَهُوَ فِي اللِّسانِ أيْضاً هَكَذَا قالَ، ومنْهُ قولُه تعالَى: مَتَــاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إخْرَاجٍ أرادَ: مَتِّــعُوهُنَّ تَــمْتِــيعاً، فوَضَعَ مَتــاعاً مَوْضِعَ تَــمْتِــيعٍ، ولذلكَ عَدّاهُ بإلى، أَي: انْفَعُوهُنَّ بِمَا تُوصُونَ بهِ لَهُنَّ منْ صِلَةٍ تَقُوتُهُنَّ إِلَى الحَوْلِ.
وَمن المَجَازِ: الــمُتْــعَةُ، بالضَّمِّ: أنْ تتَزَوَّجَ امْرَأةً تَتَــمَتَّــعُ بهَا أيّاماً، ثُمَّ تُخَلِّي سَبيلَها، وَكَانَ ذلكَ بمَكَّةَ حَرسها الله تَعَالَى ثلاثَةَ أيّامٍ، حِينَ حَجُّوا معَ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثُمَّ حَرَّمَهَا اللهُ تعَالى إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ، كانَ الرَّجُلُ يُشارِطُ المَرْأَةَ شَرْطاً على شَيءٍ بأجَلٍ مَعْلُومٍ، ويُعْطِيهَا شَيْئاً، فيَستَحِلُّ بذلكَ فَرْجَها، ثُمَّ يُخَلِّ سَبِيلَهَا منْ غَيْرِ تَزْويجٍ وَلَا طَلاقٍ، كَمَا فِي العُبابِ.
وقالَ الزَّجاجُ، فِي قَوْلِه تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّساءِ: فَمَا اسْتَــمْتَــعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً هَذِه الآيَةُ قَدْ غَلِطَ فِيهَا قَوْمٌ غَلطاً عَظِيماً، لجَهْلِهِم باللُّغَةِ، وَذَلِكَ أنَّهُم ذَهَبُوا إِلَى قَوْلهِ: فَمَا استَــمْتَــعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ من الــمُتْــعَةِ الّتِي أجْمَعَ أهْلُ العِلْمِ أنَّهَا حَرامٌ، وإنَّما مَعْنَى فمَا اسْتَــمتَــعْتُم بهِ منْهُنَّ: فَمَا نَكَحْتُم منْهُنَّ على الشَّرِيطَةِ الّتِي جَرَى فِي الآيَةِ آيَةِ الإحْصَانِ: أنْ تَبْتَغُوا بأمْوالكِمْ مُحْصِنينَ، أَي: عاقِدينَ التَّزْويجَ، أَي: فَمَا استــمتــعْتُم بهِ منهُنَّ على عَقْدِ التَّزْويجِ الّذِي جَرَى ذِكْره آنِفاً: فآتُوهُنَّ أجُورَهُنَّ، أَي: مُهُورَهُنَّ فَرِيضَةً، فَإِن استَمْعَ بالدُّخُولِ بهَا آتى المَهْرَ تَامّاً، وَإِن اسْتَــمْتَــعَ بعَقْدِ النِّكاحِ آتَى نِصْفَ المَهْرِ.
قالَ الأزْهَرِيُّ: فَإِن احتجَّ مُحْتَجٌ من الرَّوافِضِ بِمَا يُرْوَى عَن ابْنِ عباسٍ أنّه كانَ يَرَاها حَلالاً، وأنَّه كانَ يَقْرَؤُها: فَمَا اسْتَــمْتَــعتم بهِ منْهُنَّ إِلَى أجَلٍ مُسَمَّى فالثّابتُ عِنْدَنا أنَّ ابنَ عبّاسٍ كانَ يرَاها حَلَالا، ثُمَّ لمّا وقَفَ على نَهْي النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَجَع عنْ إحلالِها. ثُمَّ قالَ: وَقد صحَ النَّهْيُ عَن الــمُتْــعَةِ الشَّرْطِيَّةِ من جِهَاتٍ لَو لَمْ يكُنْ فيهِ إلاّ مَا رُويَ عَن أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ ابي طالبٍ، رضيَ اللهُ عَنهُ، ونَهْيهِ ابنَ عبّاسٍ عَنْهَا لكانَ كَافِيا، وقَدْ كانَ مُباحاً فِي أوَّلِ الإسْلامِ، ثمَّ حُرِّمَ، وَهُوَ الآنَ جائِزٌ عنْدَ الشِّيعَةِ.
وَمن المَجَازِ أيْضاً: مُتْــعَةُ الحَجِّ، وَهُوَ: أَن تَضُمّ عُمْرةً إِلَى حَجِّكَ، وَقد تــمَتَّــعْتَ وصُورَتُه: أنْ يُحْرِمَ)
بالعُمْرَةِ فِي أشْهُرِ الحَجِّ، فَإِذا أحْرَمَ بالعُمْرَةِ بَعْدَ إهْلالِهِ شَوّالاً فقَدْ صارَ مُتَمَتِّــعاً بالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ، وسُمِّيَ بهِ لأنَّهُ إِذا قَدِمَ مَكَّةَ، وطافَ بالبيتِ، وسَعَى بينَ الصَّفَا والمَرْوةَ، حَلَّ منْ عُمْرَتهِ وحَلَقَ رأسَهُ، وذَبحَ نُسُكَه الواجِبَ عليهِ لتَــمَتُّــعِه، وحَلَّ لَهُ كلُّ شَيءٍ كانَ حَرُمَ عليهِ فِي إحْرامِهِ منَ النِّساءِ والطِّيبِ، ثمَّ يُنشئُ بعدَ ذلكَ إحْراماً جَديداً للحَجِّ وقْتَ نُهُوضِه إِلَى مِنىً، أَو قَبْلَ ذلكَ، منْ غَيْرِ أنْ يجبَ عليهِ الرُّجُوعُ إِلَى المِيقاتِ الّذِي أنْشَأَ مِنْهُ عُمْرَتَه، فَذَلِك تَــمَتُّــعهُ بالعُمْرة إِلَى الحجِّ، أَي: انتْفاعُه وتَبلُّغُه بِمَا انْتَفعَ بهِ منْ حلْقٍ، وطِيبٍ، وتنَظُّفٍ، وقضاءِ تَفثٍ، وإلمامٍ بأهلهِ إنْ كانتْ معَهُ، كَذَا فِي النِّهَايَةِ.
والــمُتْــعَةُ: مَا يُتَبَلَّغُ بهِ منَ الزّادِ ويُكْسَرُ فيهمَا أَي: فِي الزّادِ وعُمْرةِ الحَجِّ ج: مُتَــعٌ، كصُرَدٍ، وعِنَبٍ، فيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ.
والــمُتْــعَةُ: بالضَّمِّ: الدَّلُو، والسّقاءُ والرِّشاءُ، لأنَّ كُلاً من ذَلِك يُتَــمَتَّــعُ بهِ.
وقيلَ: الــمُتْــعَةُ الزّادُ القَليلُ، والبُلْغَةُ من العَيشِ، لَا يَخْفَى أنَّ هَذَا معَ قَوْلِه قَريباً: مَا يُتَبَلغُ بهِ تَكرارٌ، فتأمَّلْ، ويَقُولُ الرَّجُلُ لصاحِبه: ابْغِني مُتْــعَةً أعِيشُ بهَا، أَي أبغِ لي شَيئاً آكُلُه، أَو زاداً أتزَوَّدُه، أَو قُوتاً اقْتاتُه.
وَمن ذلكَ: الــمُتْــعَةُ: مَا يُتَــمَتَّــعُ بهِ من الصَّيْدِ والطَّعامِ، والجَمْعُ: مُتَــعٌ، ومنْهُ قَوْلُ الأعْشى يَصِفُ مَهاةً:
(حَتَّى إِذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَها ... منْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَهُ الــمُتَــعا)
أَي: صَيْداً يَعِيشُونَ بهِ، ويُكْسَرُ فِي الثَّلاثَةِ الأخِيرَةِ نَقَلَه اللَّيثُ عَن بَعْضٍ، والجَمْعُ: مِتَــعٌ، كعِنَبٍ.
وَمن المَجَازِ: مُتْــعَهُ المَرْأةِ: مَا وُصِلَتْ بهِ بَعْدَ الطَّلاقِ، منْ ثَوْبٍ أَو طَعَامٍ أوْ دَرَاهِمَ أَو خادِمٍ، منْ غَيْرَ أنْ يَكُونَ لهُ لازِماً، ولكنْ سُنَّةً، وقَدْــمَتَّــعَها تَــمْتِــيعاً، وقَوْلُه تعالَى: ومَتِّــعُوهُنَّ على المُوسِعِ قَدَرُهُ وعَلى المُقْتِرِ قَدَرُه أَي: أعْطُوهُنَّ مَا يَسْتَــمْتِــعْنَ بهِ، ولَيسَ بمَعْنَى زَوِّدُوهُنَّ الــمُتَــعَ، قالَه الأزْهَرِيُّ.
وأمْتَــعَهُ اللهُ بِكَذَا: أبْقَاهُ ليَتَــمَتَّــعَ بهِ فِيمَا يُحِبُّ منَ الانْتِفَاعِ بهِ، والسُّرُورِ بمَكانِهِ، وقيلَ: مَتَّــعَهُ اللهُ، وأمْتَــعَهُ: أطالَ لَهُ الانْتِفَاعَ بهِ، وَهُوَ مجازٌ، وقَرَأ ابنُ عامِرٍ فأُــمْتِــعُهُ قَلِيلاً بالتَّخْفيفِ، أَي: أُوَّخِّرُهُ وقولهُ تَعَالَى: يُــمَتِّــعْكُمْ مَتــاعاً حَسَناً، أَي: يُبْقِكُمْ بَقَاءً فِي عافِيَةٍ إِلَى وَقْتِ وَفَاتِكُمْ، وَلَا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعَذابِ، وأنْشأهُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بالسِّين المُهْمَلَةِ، وَهُوَ صَحيحٌ أيْضاً أَي: أخَّرَه إِلَى أنْ يَنْتَهِيَ شَبَابُه، كــمَتَّــعَهُ تَــمْتِــيعاً.
وأمْتَــعَ عَنْهُ: اسْتَغْنَى، حَكاهُ أَبُو عَمْروٍ عَن النُّمَيْرِيِّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.)
وأمْتَــعَ بمالِهِ: تَــمَتَّــعَ وهُوَ قَوْلُ أبي زَيْدٍ وَأبي عَمْروٍ، ونَصُّ الأوّلِ: أمْتَــعْتُ بالشَّيءِ: تَــمَتَّــعْتُ بهِ، وأنْشَدَ الرّاعِي:
(خَلِيطَينِ فِي شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا ... قَدِيماً، وكانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَــعَا)
وأنْشَدَ الثانِي للرّاعِي أيْضاً:
(ولكِنّما أجْدَى وأمْتَــعَ جَدُّهُ ... بفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ)
أَي: تَــمَتَّــعَ جَدُّه بفِرْقٍ منَ الغَنَمِ، وخالَفَهُمَا الأصْمَعِيُّ، وروَى البَيْتَ الأوَّلَ: وكانَا للتَّفَرُّقِ باللامِ يَقُول: لَيْسَ أحَدٌ يُفارِقُ صاحِبَه إلاّ أمْتَــعَهُ بشَيءٍ يَذْكُرُه بهِ، فكانَ مَا أمْتَــعَ كُلُّ واحِدٍ منْ هذيْنِ صاحِبَه أنْ فارَقَهُ، ورَوَى البَيْتَ الثانِي وأمْتَــعَ جَدَّهُ بالنَّصْبِ، أَي: أمْتَــعَ اللهُ جَدَّهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ كاسْتَــمْتَــعَ وقالَ الفَرّاءُ: اسْتَــمْتَــعُوا يَقُول: رَضُوا بنَصِيبِهمْ فِي الدُّنْيَا منْ أنْصِبائِهِمْ فِي الآخِرَةِ، قالَهُ فِي تَفْسَِيرِ قوْلِه تَعَالَى: فاسْتَــمْتَــعْتُمْ بخَلاقِكُمْ وقالَ الزَّجّاجُ: فِي قَوْلِه تَعَالَى: فمَا اسْتَــمْتَــعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ أَي انْتَفَعْتُمْ بهِ منْ وَطْئهِنَّ.
ويُقَالُ: أمْتَــعَ بالشَّيءِ، وتَــمَتَــعَ بهِ، واسْتَــمْتَــعَ: دامَ لهُ مَا يَسْتَمِدُّ مِنْهُ: قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(مَنايَا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ منَ أهْلِها ... جِهاراً ويَسْتَــمْتِــعْنَ بالأنَسِ الجَبْلِ)
وَقد تَقَدَّمَ شَرْحُه فِي أنس.
والتَّــمْتِــيعُ: التَّطْوِيلُ يُقَالُ: مَتُــعَ الشَّيءِ: طالَ، ومَتَّــعَهُ غَيْرُه: طَوَّلَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ للَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على الماءِ حَتَّى طالَ إِلَى السَّمَاءِ، فقالَ:
(سُحُقٌ يُــمَتِّــعُها الصَّفَا وسَرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ)
والصَّفَا والسَّرِيُّ: نَهْرَانِ بالبَحْرِينِ، يَسْقِيانِ نَخِيلَ هَجَرَ.
والتَّــمْتِــيعُ: التَّعْمِيرُ، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: أفَرَأيْتَ إنْ مَتَّــعْنَاهُمْ سنِينَ، أَي: أطَلْنا أعْمَارَهُم، قالَهُ ثَعْلَبٌ، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: يُــمَتِّــعْكُمْ مَتَــاعاً حَسَناً، أَي يُعَمِّرْكُمْ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: مَتــاعُ المَرْأةِ: هَنُها.
ومتَــعَ النَّبَاتُ: طالَ.
والمَطَرُ يُــمَتِّــعُ الكَلأ والشَّجَرَ.
والمَرْأَةُ تُــمَتِّــعُ صَبِيَّها، أَي: تَغْذُوهُ بالدَّرِّ.)
وخَلٌّ ماتِعٌ: بالِغٌ.
وهذهِ أمْتِــعَةُ فُلانٍ، وأماتِعُه: جَمْعُ الجَمْعِ، وحَكَى ابنُ الأعْرَابِيّ أماتِيعُ، فَهُو منْ بابِ أقاطِيعَ.
والــمُتْــعُ، والــمَتْــعُ، بالضَّمِّ والفَتْحِ: الكَيْدُ، الأخِيرَةُ عنْ كُراع، والأُولَى أعْلَى، قالَ رُؤْبَةُ: مِنْ مُتْــعِ أعْداءٍ وحَوْضٍ تَهْدِمُهْ.
وأمْتَــعَنِي بفِرَاقِه: جَعَلَ مَتــاعِي فِرَاقَه، وَهُوَ مجازٌ.
وقولُ الفَرَزْدَقِ فِيمَا أنْشَدَه المازِنِيُّ:
(ومِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتْيانُ نَجْدَةٍ ... إِذا مَتَــعَتْ بَعْدَ الأكُفِّ الأشَاجِعُ)
فَسَّرَه فقالَ: أَي احْمَرَّتِ الأكُفُّ والأشَاجِعُ منَ الدَّمِ، وقالَ غَيْرُهُ: أَي: ارتَفَعَتْ.