المِــلْحُ: الماء الذي تغيّر طعمه التّغيّرَ المعروفَ وتجمّد، ويقال له مِــلْحٌ إذا تغيّر طعمه، وإن لم يتجمّد، فيقال: ماءٌ مِــلْحٌ. وقلّما تقول العرب: ماءٌ مالحٌ . قال الله تعالى: وَهذا مِــلْحٌ أُجاجٌ [الفرقان/ 53] ومَــلَّحْــتُ القدرَ:
ألقيت فيها المــلح، وأَمْــلَحْــتُهَا: أفسدتها بالمــلح، وسمكٌ مَلِيحٌ، ثم استعير من لفظ المــلح المَلَاحَةُ، فقيل: رجل مليح، وذلك راجع إلى حسن يغمض إدراكه.
وقولها: "اغْسِلُوا عَنِّى أَثَرَهَا"
تَعْنى الكَلِمَةَ؛ أي قد أَذِنْتُ لها فَرُدُّوهَا؛ لِأُعَلِّمَها أنَّه لا يجوز.
والمَلَّاحُ: صَاحِبُ السَّفِينَةِ يُذكَرُ في الأخْبَارِ.
واشتقاقهُ مِن المَــلْحِ، وهو سُرْعَةُ خفَقَان الطَّير بجَنَاحَيْه؛ لأنَّه في جَدْفِهِ يُحرِّكُ عَضُدَيْه. وَفِعْلُهُ المَــلْحُ.
وقد مَــلَحَ ملاحَةً.
وَإِنِّي لأرجو مِــلحَــها فِي بطونكم ... وَمَا بسطت من جلد أَشْعَث أغبرا
يَقُول: أَرْجُو أَن تحفظُوا مَا شربتم من أَلْبَانهَا وَمَا بسطت من جلودكم بعد أَن كُنْتُم مهازيل فسمنتم وانبسطت لَهُ جلودكم بعد تقبض وأنشدنا لغيره: [المتقارب]
جزى الله رَبك رب العبا ... د وَالْمــلح مَا ولدت خالدهْ
يَعْنِي بالمــلح الرَّضَاع وَالرضَاعَة فِي كَلَام الْعَرَب بِالْفَتْح لَا اخْتِلَاف فِيهَا وَإِذا لم يكن فِيهَا الْهَاء قيل: الرضَاع والرِضاع بِالْفَتْح وَالْكَسْر.
مــلح
مَــلِحَ(n. ac. مَــلَح)
a. Was grayish-white.
b. Had a swollen hock.
مَــلُحَ(n. ac. مِــلْح
مَلَاْحَة
مُلُوْحَة)
a. Was salt.
b.(n. ac. مَلَاْحَة), Was pretty, beautiful.
c. Became fat.
مَــلَّحَa. see I (a)
& (مَــلُحَ) (c).
c. Uttered fine, beautiful sayings.
مَاْــلَحَa. Ate with.
b. Was the foster-brother of.
c. Behaved well to.
أَمْــلَحَa. see I (a) ( مَــلِحَ) (a) & (مَــلُحَ) (a).
d. Gave saltwater to.
e. Drank salt-water.
f. Had fat beasts.
تَمَــلَّحَa. see (مَــلُحَ) (c).
b. Affected prettiness or facetiousness.
إِمْتَــلَحَa. Mixed truth with falsehood.
إِمْــلَحَّa. see (مَــلِحَ) (a).
إِسْتَمْــلَحَa. Deemed pretty; admired.
مَــلْحa. Sucking.
مَــلْحَــةa. Suck.
b. The open sea, the main.
مِــلْح
(pl.
مِــلْحَــة
مِــلَح
مِلَاْح
أَمْلَاْح
38)
a. Salt.
b. Salt-water.
c. Knowledge, learning; wit, intellect.
d. Learned men, scholars.
e. Beauty, goodliness.
f. Fat.
g. Compact, alliance, league; treaty; bond.
h. Salt; salted.
i. see 1
مِــلْحَــةa. see 2 (g)b. Oath.
مُــلْحa. Delightful spot.
مُــلْحَــة
(pl.
مُــلَح)
a. Witticism, bon mot; witty saying or story;
fable.
b. Prosperity; blessing.
c. Grayness.
d. Reverence; fear.
مُــلْحَــىa. fem. of
أَمْــلَحُ
(b).
مَــلَحa. see 3t (c)b. A swelling in the hock.
مَــلِحa. see 2 (h)
أَمْــلَحُ
(pl.
مُــلْح)
a. Striped; white & black; gray.
b. (pl.
مُــلَح
أَمَاْــلِحُ
37), Goodlier &c.
مَمْــلَحَــةa. see 28t
مِمْــلَحَــة
(pl.
مَمَاْــلِحُ)
a. Salt-cellar.
مَاْــلِحa. Salt; salted; briny; saline; salinous
salsuginous.
مَلَاْحَةa. Beauty, goodliness; elegance.
b. Kindness, goodness.
c. Witticism; fine saying.
مِلَاْحa. Wind.
b. Sail.
c. Wallet.
d. Salt-water.
e. Coolness.
مِلَاْحَةa. Navigation.
b. Salttrade.
مُلَاْحa. see 25 (b)
مُلَاْحِيّa. A kind of grape.
b. A species of fig.
مَلِيْح
(pl.
مِلَاْح أَمْلَاْح)
a. see 21b. Beautiful, goodly; pretty; seemly.
c. Facetious, witty.
مَلُوْحَةa. Pickled, salted.
مُلُوْحَةa. Saltness.
b. Brine.
c. [ coll. ], Salt food; salt-fish.
مَلَّاْحa. Sailor, seaman, mariner; navigator.
b. Seller of salt.
c. [ coll. ], Hoar-frost, rime.
مَلَّاْحَةa. Saltmine.
مَلَّاْحِيَّةa. see 23t
مُلَّاْحa. A certain salt plant.
b. see 25 (b)
مَــلْحَــآءُa. fem. of
أَمْــلَحُ
(a).
b. (pl.
مَــلْحَــاوَات), Middle of the back.
c. Band of cavalry.
d. A deciduous tree.
N. P.
مَلڤحَa. see 21b. Fat.
N. Ag.
مَــلَّحَa. see N. P.
مَلڤحَ
(b).
N. P.
مَــلَّحَa. see 21
N. Ag.
تَمَــلَّحَa. see 28 (b)
أُمْلُوْحَة
a. see 3t (a)
مَلِيْح
a. [ coll. ], Very good ! Bravo !
Well done !
مَا أَمْــلَحَــهُ
a. How goodly he is !
بَيْنَهُمَا مِــلْح
بَيْنَهُمَا مِــلْحَــة
a. There is an inviolable bond or covenant between
them.
ماء مــلح، وقد مــلح الماء وأمــلح، وروي قول نصيب:
أن أبحر المشرب العذب
أن أمــلح. ومــلح القدر يمــلحــها مــلحــاً: ألقى فيها مــلحــاً بقدر، وأمــلحــها ومــلّحــها: أفسدها بالمــلح. ومــلّح الماشية. أطعمها المــلح عن التحميض. ومــلّح الدابة تمليحاً إذا حك المــلح على حنكها. وسمك مملوح ومليح.
ومن المجاز: وجه مليح، ووجوه ملاح، وما أمــلح وجهه وفعله!، وما أميــلحــه!، وله حركات مستمــلحــة. وحدثته بالمــلح: وفلان يتطرّف ويتمــلّح. قال الطرماح يخاطب زوجته سليمة:
تمــلّح ما اسطاعت ويغلب دونها ... هوًى لك ينس مــلحــة المتمــلّح
ومالحــت فلاناً ممالحــة وهي المواكلة، وهو يحفظ حرمة المــلح والممالحــة. ومنه قولهم: بينهما حرمة المــلح والممالحــة وهي المراضعة. ومــلحــت فلانة لفلان: أرضعت له. قال شتيم بن خويلد:
ولا يبعد الله رب العبا ... د والمــلح ما ولدت خالده
فإن يكن القتل أفناهم ... فللموت ما تلد الوالدة
وقال أبو الطّمّحان:
وإني لأرجو مــلحــها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبرا
حالف رجلاً كان له عشرة بنين فما زال يسقيهم ألبان إبله حتى سمنوا وصــلحــوا فأغاروا عليه، أراد بالمــلح: اللبن أي أرجو أن ينتقم الله لي منكم لما صنعته عندكم. وما بها مــلحٌ أي شحم. ومــلّحــت الشاة وتمــلّحــت: أخذت شيأ من الشحم. قال عروة بن الورد:
عشية رحنا سائرين وزادنا ... بقية لحــم من جزور ممــلح
وإن في المال لمــلحــةً من الربيع. وأمــلح القدر: جعل فيها شحيمة. وكبش أمــلح. وأقبل فلان في المــلحــاء: في الكتيبة البيضاء من السلاح. ومــلح عرضه: اغتابه. " وفلان مــلحــه موضعوع على ركبتيه " أي هو كثير الخصومات كأنّ طول مجاثاته ومصاكّته الرّكب فرّرح ركبتيه فهو يضع المــلح عليهما يداويهما به. وقد وصف مسكين الدارميّ صخّابة من عواذله طويلة الخصام فقال:
أصبحت عاذلتي مغتلّة ... قرمت بل هي وحمى للصّخب
لا تلمها إنها من نسوة ... مــلحــها موضوعة فوق الركب
كشموس الخيل يبدو شغبها ... كلّما قيل لها هاب وهب
المــلح يؤنث، وقيل: المــلح: اعــلحــرمة وإن معناه أنه يحترمك مادام جالساً معك فإذا قام عنك رفض الحــرمة.
المِــلْحُ: ما يُؤْكَلُ، والمُمالَحَــةُ: المُوَاكَلَةُ، وهو أيضاً: خِلافُ الماءِ العَذْبِ. وسَمَكٌ مالِحٌ، وبَقْلَةٌ مالِحَــةٌ، ومَــلَحْــتُ الشَّيْءَ ومَــلَّحْــتُه، فهو مَمْلُوْحٌ مَلِيْحٌ مُمَــلَّحٌ. والمَلاّحَةُ: مَنْبِتُ المِــلْحِ، وأمْــلَحْــتُ القِدْرَ: أكْثَرْتَ مِــلْحَــها، ومَــلَّحْــتُها: أفْسَدْتَها بالمِــلْحِ. ومِــلَّحَــتْ ناقَتُكَ وشاتُكَ: صارَ لَبَنُها مالِحــاً من طُوْلِ التَّرْكِ، وشاةٌ مُمَــلِّحَــةٌ. وأمْــلَحَ الماءُ إمْلاَحاً، ومَــلَحَ أيضاً، وأمْــلَحَــتِ الإبلُ: صادَفَتْ ماءً مِــلْحــاً، وراكِبٌ مُتَمَــلِّحٌ في قَوْلِ ابن مُقْبِلٍ: صاحِبُ المِــلْحِ. ومن المَلاَحَةِ: مَــلُحَ يَمْــلُحُ مَلاحَةً ومِــلْحــاً؛ فهو مَلِيْحٌ. والمُــلْحَــةُ: الكَلِمَةُ المَلِيْحَةُ. وأمْــلَحْــتَ يا رَجُلُ، وما أُمَيْــلِحَ فلاناً: أي أمْــلَحَــه. والمُــلْحَــةُ في الألْوانِ: بَياضٌ تَشُقُّه شُعَيْرَاتٌ سُوْدٌ، كَبْشٌ أمْــلَحُ بَيِّنُ المُــلْحِــةَ والمَــلَحِ. ويقال لِشَهْرَي الشِّتاءِ: شَيْبانُ ومَــلْحَــانُ؛ لبَيَاضِ المِلْ ِفيهما؛ لأنَّ الأمْــلَحَ الأبْيَضُ.
والمِلَاحُ - بوَزْنِ الحِــسَابِ -: بَرْدُ الأرْضِ حين يَنْزِلُ الغَيْثُ. والمُلاَحِيُّ: ضَرْبٌ من العِنَبِ، وهو من النَّبَاتِ: ما قد امْلَاحَّ نَبْتُه أي ابْيَضَّ من النَّدى. والمُلاّحُ: من نَبَاتِ الحَــمْضِ. والمَلاّحُ: صاحِبُ السَّفِيْنَةِ، وصَنْعَتُه: المِلاَحَةُ. والمَــلْحَــاءُ: وَسطُ الظَّهْرِ، والجَميعُ: المَــلْحَــاواتُ. وهو أيضاً: كَتِيْبَةٌ بَيْضاءُ من السِّلاح.
والمِــلْحُ - بِكَسْرِ الميم وفَتْحِها -: الرَّضَاعُ، في قَوْلِ السَّعْدِيِّ لرسُولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلم -: " إنّا لَوْ كُنّا مَــلَحْــنا لــلحــارِثِ بن أبي شَمِرٍ وللنُّعْمانِ بن المُنْذِرِ لحَــفظَ ذلك لنا. وكانَ مُسْتَرْضعاً فيهم. وقيل في قَوْلِه:
وإنِّي لأَرْجُو مِــلْحَــها في بُطُوْنِكم
على هذا. وقيل: هو المِــلْحُ بِعَيْنِه. وقيل البَرَكَةُ. والمَوَدَّةُ أيضاً. وقال النَّضْرُ: المِلَاحُ: المِخْلاةُ بلُغَةِ هُذَيْلٌٍ. وقيل: هو سِنَانُ الرُّمْحِ. وقد طَوَّلَ فيهما الخارْزَنْجِيُّ واسْتَشْهَدَ بأبْياتٍ لا طائلَ فيها ولا حُجَّةَ تقومُ بها.
قال: والمِلاَحُ - أيضاً -: ما يُعَالَجُ به حَيَاءُ النّاقَةِ لكي يَلْقَحَ. وتَمَــلَّحَــتِ الإبِلُ والغَنَمُ: إذا بدا فيها الرَّبيعُ وسَمْنَتْ. وإنَّ في المالِ لَمُــلْحَــةً من الرَّبيعِ وتَمْلِيْحاً: أي شَيْئاً من بَيَاضِ شَحْمٍ. والمِــلْحُ: الشَّحُم، جَزُوْرٌ مُمَــلِّحٌ - بكَسْرِ اللاّمِ -. ومَــلَحَ - خَفِيْفٌ - أيضاً: سَمِنَ. فأمّا قَوْلُه:
مِــلْحُــها مَوْضُوْعَةٌ فوق الرُّكَبْ
فقد فُسِّرَ على السِّمَنِ والشَّحْمِ. وقيل: هو من قَوْلِهم: " يَأْكُلُ المِــلْحَ على رُكْبَيِته " أي لا حُرْمَةَ له ولا حِفَاظَ عنده، وقيل: هو مُضَيِّعٌ لــلحَــقِّ يُنْسِيه أدْنى شَيْءٍ، كما أنَّ الذي يَضَعُ المِــلْحَ على رُكْبَتِه يُبَدِّدهُ أدْنى شَيْءٍ.
ومَــلَحَ فلانٌ عِرْضَ فلانٍ: إذا اغْتَابَه. والمَــلَحُ: وَرَمٌ في عُرْقُوْبِ الفَرَسِ خَفيفٌ، يُقال: تَمَــلَّحَــتِ الدّاَّبُة ومَــلِحَــتْ.
تدور رحى المَــلْحــاءِ في الأمرِ ذي البَزْلِ والملاح: صاحب السفينة. والمَلاَّحَةُ أيضاً: مَنْبِتُ المِــلْحِ. والمُلاَّحُ بالضم والتشديد، من نبات الحَــمْضِ. والمُلاَّح أيضاً أمْــلَحُ من المليح. ومليح مصغر: حى من خزاعة، والنسبة إليهم مــلحــى، مثال هذلي. والاملاح: موضع. وقال : عفا من آل ليلى السه * ب فالاملاح فالغمر
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: إذَا أَكْثَرْتَ الْمِــلْحَ قُلْتَ مَــلَّحْــتُهَا تَمْلِيحًا وَسَمَكٌ مِــلْحٌ وَمَمْلُوحٌ وَمَلِيحٌ وَهُوَ الْمُقَدَّدُ وَلَا يُقَالُ مَالِحٌ إلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ وَالْمَلَّاحَةُ بِالتَّثْقِيلِ مَنْبِتُ الْمِــلْحِ وَمَــلُحَ الْمَاءُ مُلُوحَةً هَذِهِ لُغَةُ أَهْلِ الْعَالِيَةِ وَالْفَاعِلُ مِنْهَا مَــلِحَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ مِثْلُ خَشُنَ خُشُونَةً فَهُوَ خَشِنٌ هَذَا هُوَ الْأَصْلُ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ وَبِهِ قَرَأَ طَــلْحَــةُ بْنُ مُصَرِّفٍ {وَهَذَا مِــلْحٌ أُجَاجٌ} [الفرقان: 53] لَكِنْ لَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ خُفِّفَ وَاقْتُصِرَ فِي الِاسْتِعْمَالِ عَلَيْهِ فَقِيلَ مِــلْحٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَأَهْلُ الْحِــجَازِ يَقُولُونَ أَمْــلَحَ الْمَاءُ إمْلَاحًا وَالْفَاعِلُ مَالِحٌ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ نَحْوَ أَبْقَلَ الْمَوْضِعُ فَهُوَ بَاقِلٌ وَأَغْضَى اللَّيْلُ فَهُوَ غَاضّ وَسَيَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنْشَدَ ابْنُ فَارِسٍ
وَمَاءُ قَوْمٍ مَالِحٌ وَنَاقِعٌ
وَنَقَلَهُ أَيْضًا عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ لِعُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
وَلَوْ تَفَلَتْ فِي الْبَحْرِ وَالْبَحْرُ مَالِحٌ ... لَأَصْبَحَ مَاءُ الْبَحْرِ مِنْ رِيقِهَا عَذْبَا
وَنَقَلَ الْأَزْهَرِيُّ اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي جَوَازِ مَالِحٍ ثُمَّ قَالَ يُقَالُ مَاءٌ مَالِحٌ وَمِــلْحٌ أَيْضًا وَفِي نُسْخَةٍ مِنْ التَّهْذِيبِ قُلْتُ وَمَالِحٌ لُغَةٌ لَا تُنْكَرُ وَإِنْ كَانَتْ قَلِيلَةً.
وَقَالَ فِي الْمُجَرَّدِ: مَاءٌ مَالِحٌ وَمِــلْحٌ بِمَعْنًى وَقَالَ ابْنُ السَّيِّدِ فِي مُثَلَّثِ اللُّغَةِ مَاءٌ مِــلْحٌ وَلَا يُقَالُ مَالِحٌ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَعِبَارَةُ الْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ وَمَالِحٌ قَلِيلٌ وَيَعْنُونَ بِقِلَّتِهِ كَوْنَهُ لَمْ يَجِئْ عَلَى فِعْلِهِ فَلَمْ يَهْتَدِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ إلَى مَغْزَاهُمْ وَحَمَلُوا الْقِلَّةَ عَلَى الشُّهْرَةِ وَالثُّبُوتِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى جَرَيَانِهِ عَلَى فِعْلِهِ كَيْفَ وَقَدْ نُقِلَ أَنَّهَا لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ وَصَرَّحَ أَهْلُ اللُّغَةِ بِأَنَّ أَهْلَ الْحِــجَازِ كَانُوا يَخْتَارُونَ مِنْ اللُّغَاتِ أَفْصَحَهَا وَمِنْ الْأَلْفَاظِ أَعْذَبَهَا فَيَسْتَعْمِلُونَهُ وَلِهَذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَتِهِمْ وَكَانَ مِنْهُمْ أَفْصَحُ الْعَرَبِ وَمَا ثَبَتَ أَنَّهُ مِنْ لُغَتِهِمْ لَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِعَدَمِ فَصَاحَتِهِ وَقَدْ قَالُوا فِي الْفِعْلِ مَــلَحَ الْمَاءُ مُلُوحًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَقِيَاسُ هَذَا مَالِحٌ فَعَلَى هَذَا هُوَ جَارٍ عَلَى الْقِيَاسِ.
وَمَــلِحَ الرَّجُلُ وَغَيْرُهُ مَــلَحًــا مِنْ بَابِ تَعِبَ اشْتَدَّتْ زُرْقَتُهُ وَهُوَ الَّذِي يَضْرِبُ إلَى
الْبَيَاضِ فَهُوَ أَمْــلَحُ وَالْأُنْثَى مَــلْحَــاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ.
وَكَبْشٌ أَمْــلَحُ إذَا كَانَ أَسْوَدَ يَعْلُو شَعَرَهُ بَيَاضٌ وَقِيلَ نَقِيُّ الْبَيَاضِ وَقِيلَ لَيْسَ بِخَالِصِ الْبَيَاضِ بَلْ فِيهِ عُفْرَةٌ وَفِيهِ مُــلْحَــةٌ وِزَانُ غُرْفَةٍ.
وَمَــلُحَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ مَلَاحَةً بهج وَحَسُنَ مَنْظَرُهُ فَهُوَ مَلِيحٌ وَالْأُنْثَى مَلِيحَةٌ وَالْجَمْعُ مِلَاحٌ.
وَالْمَلَّاحُ بِالتَّثْقِيلِ السَّفَّانُ وَهُوَ الَّذِي يُجْرِي السَّفِينَةَ.
تمــلح: اصبح مالحــا (معجم الادريسي) (فوك).
تمــلح: أكل شيئا من الأطعمة المحفوظة في المــلح (معجم مسلم). تمــلح: تفكه (المقري 2: 377) وراجع (ألف ليلة، برسل 12: 355): تمــلح أخباره.
تمــلحــها: تجميلها (فوك).
تمالحــهم: أكلهم المــلح معا (بوسييه، دوماس حياة 351 ألف ليلة 12: 6).
مــلح والجمع ملوح: سرقة (فوك وباللاتينية furtum) .
مــلح معدني: (ابن البيطار الجزء الرابع ص163) أو مــلح جبلي أو مختوم ويسمى أيضا مــلح اندراني (بوشر). وفي محيط المحيط) المــلح مادة يصــلح بها الطعام ويطيب وهو صنفان مائي ومعدني ويسمى بالجبلي والبري). مــلح كبير: (دومب 102). مــلح هندي: (سنغ، ابن البيطار 1: 136) (وفي معجم المنصوري): (إنه المــلح الأسود غير المعروف في المغرب).
مــلح بارود: بارود أبيض (بوشر). مــلح محروق أو محرق (سانك) ومــلح الدباغين انظر مادة (شورج). مــلح البارود: بورق ارمني، (بوشر)، مــلح حي: (شو 1: 228).
مــلح توتيا: الامونياك (ابن البيطار 2: 531) مــلح النشادر (بوشر).
مــلح الزجاجين أو مــلح الصباغين (انظر معجم المنصوري مادة قلي) وكذلك مــلح القلي (بوشر). ومــلح قلي: كربونات الصوديوم. بوتاسيوم (بوشر).
مــلح سبخي أو مــلح العجين: انظر مادة سبخي.
مــلح الصاغة: لصاق الذهب (انظر المستعيني في مادة نتكار) (ابن البيطار 1: 141 من طبعة بولاق) كان القدامى يطلقون التنكار على البورق.
مــلح الطرطير: دردي (رسوب الكور من الزيت أو الخمر في أسفل الإناء) (بوشر).
مــلح العادة أو مــلح العامة: المــلح الشائع (بوشر).
مــلح الغرب: هو مــلح يوجد في شجرة الغرب (ابن البيطار 4: 166 طبعة بولاق)، إلا أنني لا اعلم أي غرب هي هل غرب تو غَرَب أو غرَّب إذ أن كل كلمة تشير إلى نوع يختلف عن الآخر.
مــلح نبطي: مــلح متحجر (سانك).
مــلح وسخ: مــلح يؤخذ من نفس الأرض (ابن البيطار 4: 166 طبعة بولاق): مــلح يستخرج من الأرض نفسها.
بحر مــلح: انظر مادة (بحر).
روح المــلح: (بوشر).
مــلحــه على ذيله: في محيط المحيط (المولدون يقولون مــلحــه على ذيله أي ناكر الجميل).
مــلح مالح ومؤنثة مالحــة: تقال عن الأرض (معجم الجغرافيا). مــلح: لبن (الكامل 6: 284).
مــلح والجمع ملوح: مــلح (فوك).
مــلح: عند (فريتاج) انظر مــلحــة.
مــلح: بحيرة مالحــة (دوماس صحارى 80).
مَــلح ومِــلح: مالح (صفة) الموضع الذي يستخرج منه المــلح (بوشر).
مَــلحــة: طرفة (بوشر).
مُــلحــة: مكان مسر يشرح القلب وفي (ساسي كرست 1: 73): اعتقد أن أقول وكانت أرض الطبالة من مــلح القاهرة وبهجتها بدلا من مــلح.
مُــلحــة: شيء جميل، انيق (دي يونج).
مُــلحــة: طرفة رائعة (بوشر).
مُــلحــة: لونه فيه مــلحــة أي بياض (ابن البيطار 2: 197).
مليح: الشاب الجميل أو العاشق (الكالا، المقدمة 3: 413 مع ملاحظاتي في الجريدة الآسيوية 1869: 2: 209 و12: 422 و215 وفي همبرت الجزائر 24): حبيب. وكذلك المليح هو الجميلة (الكالا، المقدمة 3: 423).
مليح: فخم، فاخر (الكالا) وبالأسبانية القديمة: Solene cosa شيء عزيز= شيء مليح.
مليح: واضح، جلي، صريح، صوت طنان (الكالا وبالأسبانية: clara cosa en sonido طنين مليح).
مليح: تقال عن الأرض المالحــة (معجم الجغرافيا).
أبو مليح: انظر مادة (فتوش): نوع طعام لبناني (انظر الكلمة).
ملاحة: جمال، أناقة، لطافة (الكالا، بوشر، بدرون 2: 282 كوسج كرست 4: 65 معبار الاختبار 4: 27).
ملوحة: (في محيط المحيط بضم الميم وليس بفتحها كما وردت عند فريتاج): هي القديد (في مصر) أي السمك الصغير الممــلح.
ملوحة: سمكة البلم أو الصير ( anchois = أنشوفة) (بوشر) وعند (الانطاكي) صحناة لا تعرف إلا بالعراق ويقرب منه ما يعم بمصر ويسمى الملوحة.
مليحة: ممــلحــة، الإناء الذي يوضع فيه المــلح (ألف ليلة برسل 2: 297 وقد وردت على هذا النحو في طبعة بولاق 1: 101) وعند (ماكني) ممــلحــة.
أذهب الملوحية: نزعها (بوشر).
ملاح: بائع المــلح أو مستخرجه (الكالا وبالأسبانية القديمة: salinero que haze sal) .
ملاح: ممــلح (جي. جي. شولتنز) شراح ملاح.
ملاح: ممــلحــة (الكالا وبالأسبانية القديمة: Salero para tener sal) .
ملاّح: المرق الذي يدخل فيه المــلح (بركهات نوبيا 203).
مَلاّح: في محيط المحيط (العامة تستعمل الملاّح للصقيع لشبهه (بالمــلح).
ملاّح في محيط المحيط الملاح بائع المــلح أو صاحبه والنوتى ومتعهد النهر ليصــلُّح فوهته).
ملاّح: لص في المعنى الأول الذي أورده (فوك) ومن يقوم بتخبئة السرقة في المعنى الثاني (وباللاتينية qui ermt furatum) .
ملاح: نبات اسمه العلمي: Sertularia Androsaces نوع من الحــمص البري يدعى بالكشملخ (ابن البيطار 1: 90 و 2: 352= قلام (انظر هذه الكلمة عند المستعيني). ملاح: هو باللاتينية Salsugo مع أن (فوك) ذكر اسم ممــلحــة بازاء الاسم اللاتيني.
ملاحة: منجم مــلح البارود أو البورق الأرمني، الموضع الذي يصنع فيه الازوك أو يتحول فيه إلى نيترات (الكالا).
ملاحة: في محيط المحيط (الملاحة منبت المــلح والموضع يباع فيه).
ملاحة: ممــلحــة (بوشر، همبرت 17).
مليحة: في (براكس جريدة الشرق والجزائر 8: 283) إنها نبات يدعى باللاتينية Cressa creticq وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تنمو في الأراضي المالحــة (ص348).
مليــلح والجمع مليحات: ممــلحــات صغيرة (الكالا).
مالح: مغطى بمــلح البارود، أرض مالحــة (الكالا).
المالح والجمع الموالح: الأشياء التي تحفظ في المــلح (معجم مسلم).
المالحــون: هم الذين يتآخون فيما بينهم بعد أن يأكلون معا الخبز مع المــلح (بيرتون 2: 93) (يغمس يده في صحن غيره وبذلك يتآخى معه).
مالح: مجنون، أحمق (فوك).
أمــلح: الخروف الأبيض (المقدمة 3: 287).
أمــلح: أكثر ملاحة من المليح (كوسج كرست 3: 50).
ممــلحــة: في محيط المحيط (وعاء صغير يجعل فيه المــلح والجمع ممالح).
ممــلحــة: هي باللاتينية salsugo ( فوك) أنظر ملاح.
مــلَحَ يَمــلَح، مَــلْحًــا، فهو مالِح، والمفعول مَمْلوح
• مــلَح الطَّعامَ وغيرَه: جعل فيه مِــلحًــا بقدر مقبول وسائغ "مــلح القِدْرَ- ماء مالح".
مــلُحَ1 يَمــلُح، مُلُوحةً، فهو مالِح ومليح ومــلِح/ مِــلْح
• مَــلُح الماءُ: صار مِــلْحًــا، عكسه عَذُبَ "ماءٌ مالحٌ: لا يُستساغ شربه- شيء مالح: محتوٍ على المــلح أو منتج له- {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِــلْحٌ أُجَاجٌ} ".
مــلُحَ2 يمــلُح، مَلاحةً، فهو مليح
• مــلُح الشّيءُ:
1 - بهُج وحَسُن منظرُه "مــلُح البستانُ حيث تفتّحت فيه الأزهارُ- فتاة مليحة".
2 - ظرُف.
مــلِحَ يَمــلَح، مَــلَحًــا ومُــلْحَــةً، فهو أَمْــلحُ
• مَــلِح الكبشُ: خالط بياضَه سوادٌ "إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْــلَحَــيْنِ [حديث] ".
أمــلحَ يُمــلح، إملاحًا، فهو مُمــلِح، والمفعول مُمــلَح (للمتعدِّي)
• أمــلح الماءُ: صار مِــلحًــا ليس عذبًا.
• أمــلح الشَّخصُ: طيِّب، أتى بكلامٍ مليح "يجتمع الناسُ في السّهرة حوله لأنّه يُمــلحُ في حديثه".
• أمــلح الطعامَ وغيرَه: جعل فيه مِــلحًــا بقدر، أو أفسده بالمِــلح.
استمــلحَ يستمــلح، استملاحًا، فهو مُستمــلِح، والمفعول مُستمــلَح
• استمــلح صوتَ القارئ: عدّه أو وجده حسنًا مليحًا "استمــلح الحــديثَ فاستزاد المتحدِّثَ منه".
• استمــلح الطَّعامَ: وجده مِــلْحًــا.
تمــلَّحَ يتمــلَّح، تمــلُّحًــا، فهو مُتمــلِّح
• تمــلَّح الشَّخصُ: تظرّف وتكلَّف الملاحَةَ، وهي البهجة والظَّرف "يحبُّ النَّاسُ مجلسَه حين يتمــلَّح".
• تمــلَّحــتِ الأرضُ: تكوّن فيها المِــلْحُ وقلَّت صلاحيّتُها للزِّراعة.
مالحَ يمالح، مُمالحــةً، فهو مُمَالِح، والمفعول مُمالَح
• مالحَ الشَّخصَ: واكله؛ أكَل معه "صالحــه ومالحــه- من مالَح القومَ صار منهم".
مــلَّحَ يمــلِّح، تمليحًا، فهو مُمَــلِّح، والمفعول مُمَــلَّح
• مــلَّح السَّمكَ: رشَّهُ، طرح عليه المِــلْحَ "شيء ممــلَّح: متبّل، محفوظ في المــلح أو محلول مــلحــيّ- أسماك ممــلَّحــة".
• مــلَّح الطَّعامَ وغَيرَه: وضع فيه مِــلْحًــا، أكثر مِــلْحَــه فأفْسَده "مــلَّح القِدْرَ".
أمــلَحُ [مفرد]: ج مُــلْح، مؤ مَــلْحَــاء، ج مؤ مَــلْحــاوات ومُــلْح: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مــلِحَ: ما لونه المُــلْحــة، وهي سوادٌ يُخالطه بياض "لحــيتهُ مــلحــاءُ- كبشٌ أمــلحُ".
مَلاحة [مفرد]: مصدر مــلُحَ2.
مِلاحة [مفرد]:
1 - حرفة المَلاَّح.
2 - فنُّ السَّفر في البحر والنهر والجوّ "ملاحة نهريَّة- مدير الملاحة التجاريّة- قانون الملاحة الجويَّة- عصرُنا عصرُ الملاحة الفضائيّة" ° صالح للملاحة: صالح للمرور فيه.
مَــلْح [مفرد]:
1 - مصدر مــلَحَ.
2 - (كم) مِــلْح؛ كلوريد الصّوديوم يستخرج من ماء البحر بعد ترقيده وتبخيره في الملاّحات ويمكن استخراجُه من طبقات الأرض المِــلْحــيّة "مَــلْح الطعام- {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مَــلْحٌ أُجَاجٌ} [ق] ".
مَــلَح [مفرد]: مصدر مــلِحَ.
مَــلِح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مــلُحَ1.
مِــلْح [مفرد]: ج أملاح:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مــلُحَ1.
2 - (كم) مركّب يحصل من حلول معدن مكان الهيدروجين في أحد الحــوامض (مؤنّث ويذكّر) "أملاح معدنيّة".
3 - (كم) مَــلْح؛ كلوريد الصُّوديوم يُستخرج من ماء البحر بعد ترقيده وتبخيره في الملاحات، ويمكن استخراجه من طبقات الأرض المــلحــيّة، وهو عبارة عن مادّة صلبة متبلورة بيضاء اللّون، تستخدم في تطييب الطعام وتتبيله أو كمادّة حافظة (مؤنّث وقد يذكّر) "مِــلح الطّعام- {وَهَذَا مِــلْحٌ أُجَاجٌ} " ° سَمَك مِــلْح: مليح، مقدّد- ماء مِــلْح: مليح، خلاف العذب.
• مــلح صَخْريّ: (كم) كلوريد الصوديوم الطبيعيّ على شكل كتل أو صخور.
• الماء المِــلْح: (كم) ماء زادت نسبةُ الأملاح فيه على نسبتها في الماء العذب، ويقابله الماء العذب.
مُــلْحَــة [مفرد]: ج مُــلُحــات ومُــلْحــات ومُــلَح:
1 - مصدر مــلِحَ.
2 - نُكْتَةُ، كلمة ظريفة تُرَوِّح عن النَّفس "أكثر من المُــلَح في حديثه".
مَلاّح [مفرد]:
1 - بائع المــلح أو صاحبه.
2 - من يعمل في السَّفينة أو يوجّهها ويُقال له: نوتيُّ "ملاّح نشيط- ملاّحو السَّفينة" ° ملاّحو الطّائرة: طاقمها الذين يؤمّنون قيادتها- مِنْ كثرة الملاّحين غرقت السَّفينة [مثل]: يُضرب في الحــثّ على توحيد السُّلطة وعدم تشتيتها.
مَلاّحة [مفرد]:
1 - مكان تكوُّن المِــلْح.
2 - موضع بيع المِــلْح.
3 - آلة يُجعل فيها مــلح الطَّعام، ممــلحــة، وعاء المــلح "ملاّحة من بِلُّور".
مُلوحَة [مفرد]:
1 - مصدر مــلُحَ1.
2 - نوع من السَّمك الممــلَّح المحفوظ.
3 - (جغ) مقدار ما في الماء من المــلح ويُقدَّر بالجرام في اللِّتر.
4 - (كم) كميَّة الأملاح الذائبة في الماء ° مقياس
المُلوحَة: مقياس يدلّ على تركيز المــلح في محلول.
مَليح [مفرد]: ج مِلاح ومُــلَحَــاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مــلُحَ1 ومــلُحَ2: "فتاةٌ مليحة- وجه مليح".
2 - مالح، عكْسُ العذب "ماءٌ مليحٌ".
3 - مُمَــلّح "سمك مليح: مقدّد".
مَمْــلَحَــة [مفرد]: ج مَمْــلحــات ومَمَالِحُ: آلة يُجعل فيها مِــلحُ الطعام، وعاء المــلح "يستحسن وضع الممــلحــة على المائدة".
المِــلْحُ: مَا يطيب بِهِ الطَّعَام. وَقد مَــلَح الْقدر يَمْــلِحُــها ويَمْــلَحُــها مَــلْحــا، وأمْــلَحــها: جعل فِيهَا مِــلْحــا بِقدر. ومَــلَّحَــها، أَكثر مِــلْحَــها فأفسدها. سِيبَوَيْهٍ: مَــلَحــتُهُ ومَــلَّحْــتُه وأمْــلَحــتُه، بِمَعْنى. ومَــلَح الــلَّحْــم وَالْجَلد يَمْــلَحُــه مَــلْحــا، كَذَلِك. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
تُشْلِى الرَّموحَ وَهِي الرموحُ
حَرفٌ كأنَّ غُبْرَها مملوحُ
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
يَسْتَنُّ فِي عُرُضِ الصَّحرَاء فائُره ... كأنَّه سَبطُ الأهدابِ مملوحُ
يَعْنِي الْبَحْر، شبه السراب بِهِ.
والمِــلْحُ والمَليحُ، خلاف العذب من المَاء. وَالْجمع مِــلْحــةٌ ومِلاحٌ وأمْلاحٌ ومِــلَحٌ. وَقد يُقَال: أمواه مِــلْحٌ وركية مِــلْحــةٌ. وَقد مَــلُحَ مُلوحَةً ومَلاحَةً، ومَــلَح يَمــلَحُ، بِفَتْح اللَّام فيهمَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، فَإِن كَانَ المَاء عذبا ثمَّ مَــلُحَ، قيل: أمْــلَحَ. وبقلة مالِحــةٌ، حكى ابْن الْأَعرَابِي: مَاء مالِحٌ كمِــلْحٍ، وسمك مالِحٌ ومَليحٌ ومَملوحٌ ومُمَــلَّحٌ. وَكره بَعضهم مَليحا ومالِحــا، وَلم ير بَيت عذافر حجَّة وَهُوَ قَوْله:
بَصرِيَّةٌ تزوجَتْ بَصْرِيَّا
يُطعِمُها المالحَ والطرِيَّا
وأمْــلَحَ الْقَوْم: وردوا مَاء مِــلْحــا. وأمــلح الْإِبِل سَقَاهَا مَاء مــلحــا، وأمْــلَحــت هِيَ، وَردت مَاء مِــلْحــا. وتَمَــلَّح الرجل، تزَود المِــلْحَ أَو تجر بِهِ، قَالَ ابْن مقبل يصف سحابا:
تَرَى كُلَّ وادٍ سالَ فِيهِ كَأَنَّمَا ... أناخَ عَلَيْهِ راكِبٌ مُتمَــلِّحُ
والمَلاَّحةُ: منبت المِــلْحِ، كالبقالة لمنبت البقل.
والمَلاَّحُ: صَاحب الْمــلح، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد: حَتَّى تَرى الحُــجُراتِ كلَّ عَشِيَّة ... مَا حَوْلَها كمُعَرّسِ الملاَّحِ
ويروى: الحَــجَراتِ.
والمَلاَّحُ: النوتي لملازمته المَاء الْمــلح، وَهُوَ الَّذِي يتعهد فوهة النَّهر، وَأَصله من ذَلِك، وحرفته المِلاحَةُ والمِلاحيَّةُ وَيُقَال للرجل الْحَــدِيد: مِــلْحُــه على رُكْبَتَيْهِ، قَالَ مِسْكين الدَّارمِيّ:
لَا تَلُمْها إِنَّهَا من نِسوةٍ ... مِــلْحُــها مَوضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ
أنث، فإمَّا أَن يكون جمع مِــلْحَــةٍ، وَإِمَّا أَن يكون التَّأْنِيث فِي الْمــلح لُغَة.
ومَــلَحَ الْمَاشِيَة مَــلْحــا، ومَــلَّحــها: أطعمها سبخَة الْمــلح، وَهُوَ مــلح وتراب وَالْمــلح أَكثر، وَذَلِكَ إِذا لم تقدر على الحــمض فأطعمها هَذَا مَكَانَهُ.
والمُلاَّحَةُ: عشبة من الحــموض ذَات قضب وورق، منبتها القفاف، وَهِي مالِحَــةُ الطّعْم ناجعة فِي المَال، وَالْجمع مُلاَّحٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة المُلاَّحُ حمضة مثل القُلاَّمِ فِيهِ حمرَة يُؤْكَل مَعَ اللَّبن يتنقل بِهِ، وَله حب يجمع كَمَا يجمع الفث ويخبز فيؤكل، قَالَ: وَأَحْسبهُ سمي مُلاَّحا للون لَا للطعم. وَقَالَ مرّة: المُلاَّحُ عنقود الكباث من الْأَرَاك، سمي بِهِ لطعمه كَأَن فِيهِ من حزازته مِــلْحــا.
والمِــلْحُ: الْحــسن. وَقد مَــلُحَ مَلاحَةً فَهُوَ مَليحٌ ومُلاَحٌ ومُلاَحٌ، قَالَ:
تَمشيِ بِجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ
أُجِمَّ حتَّى هَمَّ بالصياح
يَعْنِي فرجهَا. وَهَذَا الْمِثَال لما أَرَادوا بِهِ الْمُبَالغَة قَالُوا: فعال، فزادوا فِي لَفظه لزِيَادَة مَعْنَاهُ. وَجمع المليحِ مِلاَحٌ. وَجمع مُلاَحٍ ومُلاَّحٍ، مُلاَّحونَ ومُلاَحُونَ. وَالْأُنْثَى مَليحَةٌ. وَقَالُوا: مَا أُمَيْــلِحَــه فصغروا الْفِعْل وهم يُرِيدُونَ الصّفة، حَتَّى كَأَنَّهُمْ قَالُوا: مُلَيِّحٌ.
والمُــلْحَــةُ والمُــلَحــةُ: الْكَلِمَة المَليحةُ. وأمْــلَحَ، جَاءَ بِكَلِمَة مَليحةٍ.
وأمْــلِحْــني بِنَفْسِك: زيني. والمُــلْحَــةُ من الألوان: بَيَاض تشوبه شَعرَات سود. وَالصّفة أمْــلَحُ، وَالْأُنْثَى مَــلْحــاءُ. وكل شعر وصوف وَنَحْوه، كَانَ فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد فَهُوَ أمْــلَحُ. وكبش أمْــلَحُ، بيِّن المُــلْحَــةِ والمــلَحِ. وَفِي الحَــدِيث: أَن رَسُول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَتَى بكبشين أمْــلَحَــينِ فذبحهما.
والمَــلْحــاءُ من النعاج: الشمطاء تكون سَوْدَاء تنفذها شَعْرَة بَيْضَاء.
والأمْــلَحُ من الشّعْر نَحْو الأصبح. وَجعل بَعضهم الأمْــلَحَ الْأَبْيَض.
وَقيل: المُــلْحَــةُ بَيَاض إِلَى الْحــمرَة، مَا هُوَ كلون الظبي.
وَرجل أمْــلَحُ الــلِّحْــيَة، إِذا كَانَ يَعْلُو شعر لحــيته بَيَاض من خلقَة، لَيْسَ من شيب، وَقد يكون من شيب، وَلذَلِك وصف الشيب بالمُــلْحَــةِ، أنْشد ثَعْلَب:
حَتَّى اكتَسَى الرأسُ قِناعا أشهبا ... أمْــلَحَ لَا لَذًّا وَلَا مُحَبَّبا
وَقيل: هُوَ الَّذِي بياضه غَالب لسواده، وَبِه فسر بَعضهم هَذَا الْبَيْت.
والمُــلْحــةُ والمَــلَحُ: فِي جَمِيع شعر الْجَسَد من الْإِنْسَان وكل شَيْء: بَيَاض يَعْلُو السوَاد.
والمُــلْحَــةُ: أَشد الزرق حَتَّى يضْرب إِلَى الْبيَاض. وَقد مَــلِحَ مَــلَحــا وأمْــلَحَّ وأمْــلَحَ.
ومَــلْحــانُ: جمادي الْآخِرَة، سمي بذلك لابيضاضه بالثلج، قَالَ الْكُمَيْت:
إِذا أمْسَت الآفاقُ حُمْراً جُنوبُها ... لِشَيْبانَ أَو مِــلْحــانَ واليومُ أشْهَبُ
شَيبَان جمادي الأولى، وَقيل: كانون الأول. ومــلحــان كانون الثَّانِي، سمي بذلك لبياض الثَّلج.
وعنب مُلاَحِيٌّ: أَبيض. قَالَ:
وَمن تعاجيبِ خلقِ اللهِ غاطِيَةٌ ... يُعصَرُ مِنْهَا مُلاَحِيٌّ وغِرْبيبُ
وَحكى أَبُو حنيفَة: مُلاَّحِيٌّ، قَالَ: وَهِي قَليلَة، وَأنْشد لبَعض الشُّعَرَاء الْمُتَقَدِّمين: كعُنْقودِ مُلاَّحِيَّةٍ حِين نَوَّرا
وَقَالَ مرّة: إِنَّمَا نسبه إِلَى المُلاَّحِ فِي الطّعْم.
والمُلاَحِيُّ من الْأَرَاك: الَّذِي فِيهِ بَيَاض وشهبة وَحُمرَة، وَأنْشد لمزاحم الْعقيلِيّ:
فَمَا أمُّ أحْوَى الطُّرَّتينِ خَلالَها ... بقُرَّى مُلاَحِيٌّ من المَرْدِ ناطفُ
والمُلاَحِيُّ: تين صغَار أمْــلَحُ صَادِق الْحَــلَاوَة، ويزبب.
وأمْلاَحَّ النّخل: تلون بسره بحمرة وصفرة.
وشجرة مَــلْحــاءُ: سقط وَرقهَا وَبقيت عيدانها خضرًا.
والمَــلْحــاءُ من الْبَعِير: الْفقر الَّتِي عَلَيْهَا السنام. وَيُقَال: هِيَ مَا بَين السنام إِلَى الْعَجز. وَقيل المــلحــاء لحــم مستبطن الصلب من الْكَاهِل إِلَى الْعَجز، قَالَ العجاج:
موصولةُ المَــلحــاءِ فِي مُستَعظِم
وكَفَلٌ من نَحْضِه مُلَكَّمِ
والمَــلْحــاءُ، مَا انحدر عَن الْكَاهِل إِلَى الصلب، وَقَوله:
رفَعوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا ... لَا يُبالونَ فارِسَ المَــلْحــاءِ
يَعْنِي بِفَارِس المــلحــاء: مَا على السنام من الشَّحْم.
وَأصَاب المَال مُــلحــةً من الرّبيع: لم يستمكن مِنْهُ فنال مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.
والمِــلْحُ: السّمن الْقَلِيل.
ومَــلَّحــت النَّاقة، سمنت قَلِيلا. وجزور مُمَــلَّحٌ، فِيهَا بَقِيَّة من سمن، قَالَ:
عَشيَّةَ رُحنا رائحين وزادُنا ... بقيةُ لَحْــمٍ من جزورٍ مُمَــلَّحِ
وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ورَدَّ جازِرُهم حَرْفا مُصَرَّمَةً ... فِي الرأسِ مِنْهَا وَفِي الرِّجلَين تمليحُ
يَقُول: لَا شَحم لَهَا إِلَّا فِي عينيها وسلامها، كَمَا قَالَ: مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلاميَ أَو عَيْن
قَالَ: أول مَا يبْدَأ السّمن فِي اللِّسَان والكرش، وَآخر مَا يبْقى فِي السلَامِي وَالْعين.
وتَمَــلَّحــت الْإِبِل: كمَــلَّحــتْ. وَقيل: هُوَ مقلوب من تَحَلَّمتْ أَي سمنت، وَهُوَ قَول ابْن الْأَعرَابِي وَلَا أرى للقلب هُنَا وَجها، وَأرى مَــلَحــت النَّاقة، بِالتَّخْفِيفِ، لُغَة فِي مَــلَّحَــت.
وتَمَــلَّحَــت الضباب كتَحَلَّمت، أَي سمنت.
ومَــلَّحَ الْقدر: جعل فِيهِ شَيْئا من شَحم.
وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّادِق يُعْطي المــلحــة والمحبة والمهابة ". أرَاهُ من قَوْلهم: تَمــلَّحــت الْإِبِل، سمنت، فَكَأَنَّهُ يُرِيد الْفضل وَالزِّيَادَة.
والمِــلْحُ: الرَّضَاع، قَالَ:
وَإِنِّي لأرجو مِــلْحَــها فِي بطونِكم ... وَمَا بَسَطتْ من جلْدِ أشعثَ أغبرا
وَذَلِكَ انه نزل على قوم فاخذوا إبِله فَقَالَ: أَرْجُو أَن ترعوا مَا شربتم من ألبان هَذِه الْإِبِل وَمَا بسطت من جُلُود قوم كَانَت جُلُودهمْ قد يَبِسَتْ فسمنوا مِنْهَا. قَالَ:
لَا يُبعدِ اللهُ ربُّ العبا ... دِ والمِــلْحُ مَا ولَدت خالدهً
ومَــلَحَ: رضع. وَمِنْه قَول بعض مستشفعي هوَازن للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَو مَــلَحْــنا لِــلْحَــارِثِ بن أبي شمر أَو النُّعْمَان بن الْمُنْذر.
المُمالَحــة: المراضعة والمواكلة.
والمَــلَحُ: عيب فِي رجل الدَّابَّة. وَقد مَــلِحَ مَــلَحــا فَهُوَ أمْــلَحُ.
والمَــلْحُ: سرعَة خفقان الطَّائِر بجناحيه، قَالَ: مَــلْحَ الصقور تَحت دجن مغين قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: أتراه مقلوبا من اللمح؟ قَالَ لَا، إِنَّمَا يُقَال لمَحَالْكَوْكَب وَلَا يُقَال مــلح، فَلَو كَانَ مقلوبا لجَاز أَن يُقَال: مــلح.
ومَلِيحٌ والمُلَيْحُ، ومُلَيحةُ، وأمْلاَحٌ، ومَــلَحٌ، والأُمَيْــلحُ، والأمْــلَحــانُ، وَذَات مِــلْحٍ: كلهَا مَوَاضِع، قَالَ جرير:
كأنَّ سَليطا فِي جَواشِنِها الخُصَى ... إِذا حَلَّ بَين الأمْــلَحْــينِ وقيرُها
قَوْله: فِي جواشنها الخصى، أَي كَأَن أفهاراً فِي صُدُورهمْ، وَقيل أَرَادَ غِلَاظ كَأَن فِي صُدُورهمْ عَجزا، قَالَ الأخطل:
بمُرْتَجزٍ داني الرَّبابِ كأنَّه ... على ذاتِ مــلْحٍ مُقسِمٌ مَا يَريمُها
وَبَنُو مُلَيْحٍ: بطن. وَبَنُو مِــلحــان كَذَلِك.
والأُمَيْــلِحُ: مَوضِع فِي بِلَاد هُذَيْل كَانَت بِهِ وقْعَة، قَالَ المتنخل:
لَا يَنْسأ اللهُ مِنَّا معشراً شهِدوا ... يومَ الأُمَيْــلحِ لَا غَابُوا وَلَا جَرَحوا
يَقُول: لم يتغيبوا فنكفي أَن يؤسروا أَو يقتلُوا، وَلَا جرحوا، أَي وَلَا قَاتلُوا إِذْ كَانُوا مَعنا.
والمَــلْحــاءُ والشَّهباءُ: كتيبتان كَانَتَا لآل جَفْنَة..
ومِــلْحَــةُ: اسْم رجل.
ومــلحــةُ الْجرْمِي، شَاعِر من شعرائهم.
: (المِــلْح، بِالْكَسْرِ، م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ مَا يُطيَّب بِهِ الطَّعَامُ: (وَقد يُذكّر) ، والتَّأْنِيث فِيهِ أَكثَرُ، كَذَا فِي العُبَاب. وتصغيرِ مُلَيْحَة. وَقَالَ الفَيّوميّ: جمْعها مِلاحٌ كشِعْب وشعاب.
(و) من الْمجَاز المِــلح: (الرَّضَاعُ) وَقد رُوِي فِيهِ الفَتْحُ أَيضاً، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَنَقله (اللِّسَان) ، وَقد مَــلَحَــت فُنةُ لفُلانٍ، إِذا أَرْضَعَت، تَمْــلَح وتَمْــلُح. وَقَالَ أَبو الطَّمَحَان، وكانَتْ لَهُ إِبِلٌ يَسْقِي قَوْماً من أَلبانها ثمَّ إِنّهم أَغاروا عَلَيْهَا فأَخذُوها:
وإِنّي لأَرجُو مِــلْحَــها فِي بُطونِكمْ
وَمَا بَسَطَتْ مِنْ جِلْدِ أَشعَثَ أَغْبَرَا
وذالك أَنّه كَان نَزل عَلَيْهِ قَوْمٌ فَأَخذُوا إِبلَه فَقَالَ: أَرجو أَن تَرعَوْا مَا شَرِبْتم من أَلبان هاذه الإِبل، وَمَا بَسَطَتْ منْ جُلُودِ قَومٍ كأَنَّ جلُودَهم قد يَبِست فسَمِنُوا مِنْهَا.
وَفِي حَدِيث وَفْدِ هَوَازِنَ: (أَنَّهم كلَّموا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي سَبْيِ عشائرِهم فَقَالَ خَطيبُهم: إِنّا لَو كُنّا مَــلَحْــنا لــلحــارِث بن أَبي شَمِرٍ أَو للنُّعمان بن المنذِر ثمَّ نَزلَ مَنزِلَك هَذَا منّا لحَــفِظَ ذالك لنا وأَنت خيرُ المكْفُولِين، فاحْفَظْ ذالك. قَالَ الأَصمعيّ فِي قَوْله مَــلَحْــنَا، أَي أَرْضَعْنا لَهما. وإِنَّمَا قَالَ الهَوَازِنيّ ذالك لأَنّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان مُسْتَرْضَعاً فيهم، أَرْضَعَتْه حَليمةُ السَّعدِيّة.
(و) المِــلْح: (العِلْم. و) الْمِــلْح أَيضاً (العُلَمَاءُ) ، هاكذا فِي (اللِّسَان) وذكَرَهما ابْن خالَويه فِي كتاب (الجامِع للمشترك) ، والقَزّازُ فِي (كِتَابه الْجَامِع) .
(و) من الْمجَاز: المِــلْح الحُــسْنُ، من (المَلاَحَة) ، وَقد مَــلُح يَمــلُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِــلحــاً، أَي حَسُن. ذكرَه صَاحب المُوعب واللَّبْليّ فِي (شرح الفصيح) ، والقَزّاز فِي (الْجَامِع) .
(و) من الْمجَاز: مَــلَحَ القِدْرَ إِذا جَعَلَ فِيهَا شَيْئا من مِــلْح، وَهُوَ (الشَّحْمُ) . وَفِي (التَّهْذِيب) عَن أَبي عَمرٍ و: أَمْــلَحْــت القِدْرَ، بِالأَلف، إِذا جَعلْتَ فِيهَا شَيْئا من شَحْمٍ.
(و) المِــلْح أَيضاً (: السِّمَنُ) الْقَلِيل، وضبطَه شَيخنَا بفتْح السِّين وَسُكُون الْمِيم، وجعلَه مَعَ مَا قبله عطْف تفسيرٍ ثمّ قَالَ: وَقد يُقَال إِنّهما مُتغَايرانِ، وَالصَّوَاب مَا ذَكرْناه. وأَمــلَح البعيرُ، إِذَا حَمَلَ الشَّحْمَ، ومُــلِحَ فَهُوَ مملوح، إِذا سَمِنَ. وَيُقَال: كَانَ رَبيعُنا مَملوحاً. وكذالك إِذا أَلْبَنَ القَومُ وأَسْمَنُوا، (كالتَّمَــلُّحِ والتَّمْلِيحِ) وَقد مَــلَّحَــتِ النّاقَةُ: سَمِنَتْ قَلِيلا، عَن الأُموي وَمِنْه قَول عُرْوَةَ بن الوَرْد:
أَقَمْنَا بهَا حِيناً وأَكثرُ زَادِنا
بَقِيَّةُ لَحْــمٍ مِن جَزورٍ مُمَــلِّحِ
وَالَّذِي فِي (البصائر) :
عَشيَّةَ رُحْنَا سائرين وزادُنا
إِلخ، وجَزور مُمــلِّح فِيهَا بقيّة من سِمَنٍ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
ورَدَّ جازِرُهمْ حَرفاً مصهَّرةً
فِي الرأْسِ مِنْهَا وَفِي الرِّجْلَينِ تَمْليحُ
أَي سِمَنٌ: يَقُول: لَا شَحْمَ لَهَا إِلاَّ فِي عَيْنِها وسُلامَاهَا. قَالَ: أَوّل مَا يَبْدأُ السِّمَنُ فِي اللِّسَان والكَرِش، وآخِرُ مَا يَبقَى فِي السُّلاَمَى والعَيْن. وتَمــلَّحــتِ الإِبلُ كمَــلَّحَــت، وَقيل: هُوَ مَقلوبٌ عَن تَحلَّمَت أَي سَمِنَت، وَهُوَ قَول ابنِ الأَعرابيّ. قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا أَرى للقَلْب هُنَا وَجْهاً. وأَرى مَــلَحَــت النَّاقةُ بِالتَّخْفِيفِ لُغَة فِي مَــلَّحَــت. وتمــلَّحَــت الضِّبابُ كَتحَلَّمَت أَي سَمِنَت، وَهُوَ مَجاز.
(و) المِــلْح: (الحُــرْمَة والذِّمامُ، كالْمِــلْحَــةِ، بِالْكَسْرِ) ، وأَنشد أَبو سعيدٍ قَولَ أَبي الطَّمَحان المتقدّم، وفَسَّره بالحُــرْمة والذِّمام. وَيُقَال بَين فُلانٍ وفُلانٍ مِــلْحٌ ومِــلْحــةٌ، إِذا كَانَ بَينهمَا حُرْمَةٌ، كَمَا سيأْتي. فَقَالَ: أَرجُو أَن يَأْخُذَكم الله بحُرْمَةِ صاحِبها وغَدْرِكُم بهَا. قَالَ أَبو العَباس: الْعَرَب تُعظّم أَمْرَ المِــلْحِ والنّارِ والرَّمَادِ.
(و) المِــلْحُ: (ضِدٌّ العَذْبِ مِنَ الماءُ كالمَلِيحِ) ، هاذا وَصْفٌ وَمَا ذُكِرَ قبلَه كلّها أَسماءٌ. يُقَال ماءٌ مِــلْحٌ. وَلَا يُقَال: مالِحٌ إِلاّ فِي لُغَة رَديئة، عَن ابْن الأَعرابيّ، فإِن كَانَ الماءُ عَذْباً ثمَّ مَــلُحَ يُقَال: أَمْــلَح. وبَقْلَةٌ مالحَــةٌ. وحكَى ابنُ الأَعرابيّ: ماءٌ مالِحٌ كمِــلْح. وإِذا وَصفتَ الشيْءَ بِمَا فِيهِ من لمُلُوحَة قلت: سَمَكٌ مالِحٌ، وبَقْلَةٌ مالِحــةٌ. قَالَ ابْن سِيده: وَفِي حَدِيث عُثمان رَضِي الله عَنهُ: (وأَنا أَشْرَبُ ماءَ المِــلْح) ، أَي الشَّدِيد المُلُوحَةِ قَالَ الأَزهَرِيّ عَن أَبي الْعَبَّاس: إِنّه سمع ابنَ الأَعرابيّ قَالَ: ماءٌ أُجَاجٌ، وقُعَاعٌ، وزُعَاقٌ، وحُرَاقٌ وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطّائر، وَهُوَ الماءُ المالِحُ. قَالَ: وأَنشدنا:
بَحْرُك عَذْبُ الماءِ مَا أَعَقَّهُ
رَبُّكَ والمحرُومُ مَن لمْ يُسْقَهُ أَرادَ: مَا أَقَعَّه. من القُعَا، وَهُوَ الماءُ المهــلْح فَقَلَبَ.
قَالَ ابْن شُميل: قَالَ يُونُس: لم أَسمع أَحداً من الْعَرَب يَقُول: ماءٌ مالحٌ. وَيُقَال: سَمكٌ مالِحٌ، وأَحسنُ مِنْهُمَا سَمَكٌ مَليحٌ ومملوحٌ. قَالَ الجوهَرِيّ: وَلَا يُقَال مالِحٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: يُقَال ماءٌ مالحٌ ومِــلْح. قَالَ أَبو مَنْصُور؛ هاذا وإِنْ وُجِدَ فِي كَلَام الْعَرَب قَلِيلا لُغَةٌ لَا تُنْك. قَالَ ابْن بَريّ: قد جاءَ المالح فِي أَشعَار الفُصحاءِ، كَقَوْل الأَغلب العِجْليّ يَصف أُتُناً وحِماراً:
تَهالُه من كَرْبهِنَّ كالحَــا
وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحَــا
وَقَالَ غَسّانُ السَّلِيطيّ:
وبِيِّ غِذَاهنَّ الحَــليبُ وَلم يَكنْ
غِذَاهُنّ نِينَانٌ من البحرِ مالِحُ
أَحَبُّ إِلينا مِنْ أُناسٍ بِقَرْيَةٍ
يَمُوجُون مَوْجَ البَحْرِ والبَحْرُ جَامِحُ
وَقَالَ عُمر بن أَبي رَبيعةَ:
وَلَو تفَلَتْ فِي البَحْر والبَحْرُ مالحٌ
أَصبَحَ ماءُ البَحْرِ من ريقِهَا عَذْبَا
قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: يُقَال شيْءٌ مالِحٌ، كَمَا يُقَال: حامِضٌ. قَالَ ابنَ بَرّيّ: وَقَالَ أَبو الجَرّاح: الحَــمْضُ: المالِحُ من الشَّجَر. قَالَ ابْن بَرّيّ: ووَجْهُ جَوازِ هاذا من جِهة العَربيَّة أَن يكون على النَّسَب، مثل قَوْلهم ماءٌ دافِقٌ، أَي ذُو دَفْق، وَكَذَلِكَ ماءٌ مالح، أَي ذُو مِــلح، وكما يُقَال: رَجلٌ تارِسٌ، أَي ذُو تُرْسٍ، ودَارِعٌ، أَي ذُو دِرْعٍ. قَالَ: وَلَا يكون هاذا جَارِيا على الفِعْل. وَقَالَ ابْن سيدَه: وسَمَكٌ مالِحٌ ومَلِيحٌ ومَمْلُوح (ومُمَــلَّح) وكَرِهَ بعضُهم مَلِيحاً ومالِحــاً، وَلم يَرَ بَيْتَ. عُذَافرٍ حُجّة، وَهُوَ قَوْله:
لَو شاءَ رَبِّي لم أَكنْ كَرِيَّا
وَلم أَسُقْ شَعْفَرَ المَطِيَّا
بَصَريّةَ تزَوّجتْ بَصْرِيًّا
يُطْعِمها المالِحَ والطَّرِيَّا
(وأَمْــلَحَ) الرَّجلُ: (وَرَدَه) ، أَي مَاء مِــلْحــاً، (ج مِــلْحَــةٌ) ، بِزِيَادَة الهاءِ (ومِلاَحٌ) بِالْكَسْرِ، كشِعْب وشِعَاب، (وأَمْلاَحٌ) ، كتُرْب وأَتْراب، (ومِــلَحٌ) ، بِكَسْر ففتْح، وَقد يُقَال أَمْواهٌ مِــلْحٌ ورَكِيّةٌ مِــلْحــةٌ. وَقد (مَــلُحَ) الماءُ، (ككرُمَ) ، وَهِي لُغةُ أَهلِ الْعَالِيَة. (ومَنَعَ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ وَنَقله ابْن سيد وَابْن القطّاع (ونَصَرَ، نسبَها الفيُّوميّ لأَهل الحِــجاز، وذكرَها الجوهَرِيّ وغيرُ واحدٍ، (مُلُوحَةً) ، بالضَّم، (ومَلاَحَةً) مصْدَريّ بَاب كَرُمَ، ومُلُوحاً، مصْد بَاب منَع كقَعَدَ قُعُوداً، ذكرَه الجوهَريّ والفيّوميّ.
(والحُــسْنُ مَــلُحَ ككَرُمَ) ، يَمْــلُح مُلُوحَةً ومَلاَحَةً ومِــلْحــاً. فهاذِه ثلاثةُ مصادرَ: الأَوّل هُوَ الْجَارِي على القِيَاس، وَالثَّانِي هُوَ الأَكثير فِيهِ، وَالثَّالِث أَقلُّها. (فَهُوَ مَلِيحٌ ومُلاَحٌ) ، كغُرَاب، (ومُلاَّحٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ أَمْــلَحُ من المَليح، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . قَالَ:
تَمْشِي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاّحِ
أَجَمَّ حتَّى هَمَّ بالصِّياحِ
يَعْنِي فَرْجعها، وهاذا الْمِثَال لمَّا أَرادوا المبالغَة قَالُوا فُعّال، فَزادوا فِي لفظِه لِزيادة مَعْنَاهُ، مكثل كَريم وكُرّام، وكَبير وكُبَّار. (ج) أَي جمع الْمليح (مِلاَحٌ) ، بِالْكَسْرِ، (وأَمْلاَحٌ) ، كِلَاهُمَا عَن أَبي عمرٍ و، مثل شَريف وأَشراف، وكَريم وكِرَام. (و) جمع مُلاَح ومُلاّحٍ (مُلاَحُونَ ومُلاّحُونَ، وهما جمْعاً سَلامَة، والأُنْثَى مَليحَة.
(و) فِي (الأَساس) : من الْمجَاز (مَــلَحَــهُ) أَي عِرْضَه، (كمَنَعَه: اغْتَابَه) ووقَعَ فِيهِ (و) مَــلَحَ (الطاَّئرُ: كَثُرَ سُرْعَةُ خَفَقانِه بِجَنَاحَيْهِ) . قَالَ:
مَــلْحَ الصُّقورِ تحتَ دَجْنٍ مُغِينِ
قَالَ أَبو حَاتِم: قلْت للأَصمعيّ: أَتُرَاه مَقلوباً من اللَّمْح؟ قَالَ: لَا، إِنّمَا يُقَال لَمَحَ الكَوكَبُ وَلَا يُقَال مَــلَحَ، فَلَو كَانَ مقلوباً لجَاز أَن يُقَال مَــلَح.
(و) مَــلَحَ (الشَّاةَ: سَمَطَها) ، فَهِيَ مَملُوحة، كَمــلَّحــها تَمليحاً، وَتَمليحُها: أَخْذُ شعرِها وصُوفِها بالماءِ. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن حُريث (عَنَاقٌ قد أُجيدَ تمليِحُها وأُحْكِم نُضْجُها) قَالَ ابْن الأَثير: التّمليح هُنَا السَّمْطُ، وَقيل تَمليِحُهَا تَسْمِينها، وَقد تقدَّم.
(و) مَــلَحَ (الوَلَدَ: أَرْضَعَه) يَمْــلَحُ ويَمــلُح، وَهُوَ مجَاز.
(و) مَــلَحَ (السَّمَكَ) ومَــلَّحَــه فَهُوَ مملوحٌ مُمــلَّح مَليحٌ. وَيُقَال سَمكٌ مالحٌ.
(و) مَــلَحَ (القِدْرَ) يَمــلَحُــه مَــلْحــاً: (طَرَحَ فِيهِ المِــلْح) بقَدْر. كَذَا فِي (الصّحاح) ، (كمَــلَحَــهُ، كضَرَبَه) يَمْــلِحَــه مَــلْحــاً، فهما لغتانِ فصيحتان. وفاتَه مَــلَّحــه تَمليحاً، وذالك إِذا أَكثَرَ مِــلْحَــه فأَفسدَه وَنقل ابْن سِيدَه عنس يبويه مَــلَحَ ومعــلَّحَ وأَمْــلَحَ بِمَعْنى واحدٍ. ثمَّ إِنَّ الْمَوْجُود فِي النُّسخ كلِّهَا تذكيرُ الضَّمير، والمقرَّر عندهُم أَنّ أَسماءَ القُدورِ كلِّهَا مُؤَنّثَة إِلاّ المِرْجَلَ فَكَانَ الصّوَابُ أَن يَقُول: كمــلَحَــهَا، أَشارَ إِليه شيخُنَا.
(و) مَــلَحَ (المَاشِيَةَ) مَــلْحــاً (أَطْعَمَهَا سَبَخَةَ المِــلْح) . وَهُوَ تُرَابٌ ومِــلْحٌ والمِــلْحُ أَكثرُ، وذالك إِذَا لم تَقدِرْ على الحَــمْضِ فأَطعَمَهَا، كمَــلَّحَــهَا تَمليحاً.
(والمَــلَحُ، محرّكَةً) : داءٌ وعَيْبٌ فِي رِجْلِ الدّابَّة. وَقد مَــلِحَ مَــلَحــاً، وَهُوَ (وَرَمٌ فِي عُرْقُوبِ الفَرَسِ) دونَ الْجد، فإِذا اشتَدَّ فَهُوَ الجَرَذُ.
(و) المَــلَح: (ع) من دِيار بني جَعْدةَ باليَمَامَةِ، وَقيل: بسَوَادِ الكُوفَةِ مَوضعٌ يُقَال لَهُ مَــلَحٌ. وَقَالَ السّكَّريّ: معــلَحٌ: ماءٌ لبنِي العَدَوِيّة، ذكَر ذالك فِي شرح قَول جرير:
يُهْدِي السَّلامَ لأَهْل الغَوْرِ من مَــلَحِ
هَيْهَاتَ مِن مَــلَحٍ بالغَوْر مُهدَانَا كَذَا فِي (المعجم) . (وأَمْــلَحَ الماءُ: صارَ مِــلْحــاً. و) قد (كَانَ عَذْباً) ، عَن ابْن الأَعرابّي. (و) أَمْــلَحَ الإِبلَ: (سَقَاهَا إِيّاه) ، أَي مَاء مــلْحــاً، وأَمــلَحَــتْ هِيَ: وَرَدَتْ مَاء مِــلْحــاً. (و) أَمــلحَ (القِدْرَ: كثَّر مِــلْحَــهَا، كمَــلَّحَــها) تَمليحاً، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهُوَ الكلامُ الجيّد:
(والمَلاَّحة مشدّدةً: مَنْبِتُه) ، كالبَقَّالة لمنْبت البقْلِ، (كالمَمْــلَحــةِ) ، بِفَتْح الْمِيم، هاكذا هُوَ مضبوطٌ عندنَا، وَهُوَ مَا يُجْعَل فِيهِ المِــلْح، وضَبطه الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس بِالْكَسْرِ (والمَلاَّحُ) ، ككَتَّاب (: بائِعُه، أَو) هُوَ (صاحِبُه) ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد:
حتّى تَرَى الحُــجُرَاتُ كلَّ عشيّةٍ
مَا حَوْلَهَا كمُعَرَّسِ المَلاّحِ
(كالمُتَمَــلِّحِ) ، وَهُوَ مَتَزَوِّده أَو تاجِرُه. قَالَ ابنُ مُقبِل يَصف سَحاباً:
تَرَى كلَّ وادٍ سَال فِيهِ كأَنّما
أَناخَ عَلَيْهِ رَاكبٌ مُتَمَــلِّحُ
(و) المَلاّح (: النُّوتِيُّ) . وَفِي (التَّهْذِيب) صاحبُ السَّفِينة، لملازَمتِه الماءَ المِــلْحَ. (و) هُوَ أَيضاً (مُتَعَهِّدُ النَّهْرِ) ، وَفِي بعض النُّسخ: البَحر، (ليُصْــلِحَ فُوَّهَتَه) ، وأَصله من ذالك، (وصَنْعَتُه المِلاَحة، بِالْكَسْرِ. والمَلاَّحِيَّة) ، بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد وَقيل: سمِّيَ السَّفَّانُ مَلاّحاً لمعالَجته الماءَ المِــلْح بإِجراءِ السُّفنِ فِيهِ. وأَنشد الأَزهَرِيُّ للأَعْشى:
تَكَافَأَ مَلاَّحُهَا وَسْطَها
مِن الخَوْفِ، كَوَثَلَهَا يَلْتَزِمْ
(و) فِي حَدِيث ظَبْيَانَ (يأْكُلون مُلاَّحَهَا، ويَرعَوْنَ سَرَاحَهَا، قَالَ الأَزهريّ عَن اللَّيْث: المُلاّح (كرُمَّان) من الحَــمْض. وأَنشدَ:
يَخْبِطْنَ مُلاّحاً كذَاوِي القَرْمَلِ وَقَالَ أَبو مَنْصُور: المُلاّح من بقول الرِّياض، الْوَاحِدَة مُلاَّحَةٌ، وَهِي بَقلةٌ غَصّةٌ فِيهَا مُلوحةٌ، مَنابِتُها القِيعَانُ وَفِي (الْمُحكم) : المُلاّحة: عُشْبة من الحُــمُوض ذَات قُضُب ووَرَقٍ، مَنْبتُها القَفَافُ، وَهِي مالحــةُ الطَّعْمِ ناجعةٌ فِي المَال، وَحكى ابْن الأَعرابيّ عَن أَبي المُجِيب الرّبَعي فِي وَصْفه رَوْضَةً: (رأَيتُها تَنْدَى من بُهْمَى وصُوفَانةٍ (ويَنَمةٍ) ومُلاَّحَة ونَهَقَةٍ. ونقلَ ابْن سَيّده عَن أَبي حَنيفة، المُلاَّح (نَبْتٌ) مثل القُلاّم فِيهِ حُمْرَة، يُؤكَل مَعَ اللَّبَن، وَله حَبٌّ يُجمَع كَمَا يُجمع الفَثُّ ويُهبَز فيُؤكَل، قَالَ: وأَحسبه سُمِّيَ مُلاَّجاً لِلَّوْنِ لَا للطَّعْم. وَقَالَ مَرّةً: المُلاّحُ: عُنْقُودُ الكَبَاثِ من الأَرَاكِ، سُمِّيَ لِطَعْمه، كأَنّ فِيهِ من حَرارته مِــلْحــاً وَيُقَال: نَبْتٌ مِــلْحٌ ومالحٌ لــلحَــمْض وَيُقَال: نَبْتٌ مِــلْحٌ ومالحٌ لــلحَــمْض.
(و) المِلاَح، (ككِتَابٍ: الرِّيحُ تَجْرِي بهَا السَّفِينَةُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ، قَالَ: وَبِه سُمِّيَ المَلاّح مَلاّحاً.
(و) فِي الحَــدِيث (أَنّ المختارَ لمّا قتلَ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعَلَ رأْسه فِي مِلاَحٍ وعَلَّقَه) ، المِلاَحُ: (المِخْلاَةُ) قَالَ ابْن سَيّده هُنَاكَ: وأُراه مقلوباً من الوَلِيحة الغِرَارةُ، والمِلاَح المخلاةُ. قَالَ ابْن سَيّده هُنَاكَ: وأُراه مقلوباً من الوَليحة، إِذا لم أَستدِلّ بِهِ على ميمه أَهي زائدةٌ أَم أَصلٌ، وحملُهَا على الزّيادة أَكثرُ. (و) قيل: هُوَ (سِنَانُ الرُّمْحِ) .
قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: (و) المِلاَحُ: (السُّتْرَة) .
(و) المِلاَحُ: (أَنْ تَهُبَّ الجَنُوبُ عَقِبَ الشَّمَالِ) .
(و) المِلاَحُ (بَرْدُ الأَرْضِ حينَ يَنْزِلُ الغَيْثُ) .
(و) عَن اللَّيْث: المِلاَحُ: الرَّضَاعُ. وَقَالَ غيرُه: (المُرَاضَعةُ) ، مصدر مَالح مُمالَحَــةً، وسيأْتي مَا يتعلّق بِهِ فِي الممالحــة. (و) المِلاَح: (مُعَالَجَةُ حَيَاءِ النَّاقةِ) إِذا اشتكَت، فتُؤْخَذ خِرْقَةٌ ويُطْلَى عَلَيْهَا دَوَاءٌ ثمَّ تُلْصَق على الحَــياءِ فيبرأُ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) .
(و) المِلاَحُ: (المِيَاهُ المِــلْح) هاكذا فِي النُّسخِ، وَهُوَ نصُّ عبارَة التَّهْذِيب.
(والمُلاَحِيّ كغُرَابِيّ) ، عَن ابْن سَيّده، (وَقد يشدَّد) ، حَكَاهُ أَبو حنيفَة، وَهِي قَليلَة: (عِنَبٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ) ، أَي فِي حَبّه طُولٌ، وَهُوَ من المُــلْحَــة.
(وَقَالَ أَبو قَيس بنُ الأَسْلت) .
وَقد لاحَ فِي الصُّبْح الثُّريَّا كَمَا تَرَى
كنْقُودِ مُلاّحِيّةٍ حينَ نَوَّرَا
وَقَالَ أَبو حنيفَة إِنّمَا نُسِبَ إِلى المُلاّح وإِنما المُلاّح فِي الطّعم.
(و) المُلاَحِيُّ (نَوْعٌ مِن التِّين) صِغَارٌ أَمْــلَحُ صادِقُ الحَــلاوةِ ويُزَبِّبُ (و) المُلاَحِيُّ (مِنَ الأَرَاكِ: مَا فِيهِ بَياضٌ وحُمْرَةٌ وشُهْبَةٌ) ، قَالَه أَبو حنيفةَ، وأَنشدَ لمُزاحمٍ العُقَيْلي:
فمَا أُمُّ أَحْوَى الطُّرّتَين خَلا لَهَا
بِقُرَّى مُلاَحِيٌّ من المَرْدِ لَهَا
(والمَــلْحَــة) ، بِالْفَتْح: (لُجَّةُ البَحْرِ. و) رُوِيَ عَن ابْن عبّاس أَنّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الصّادقُ يُعطَى ثلاثَ خِصَالٍ: المُــلْحَــة، وَالمهابَة، والمحبّة) . المُــلْحَــة (بالضَّمِّ: المَهَابَةُ والبَرَكَةُ) . قَالَ ابْن سَيّده: أُراه من قَوْلهم: تمــلَّحَــت الإِبلُ سَمِنْت. فكأَنّه يُرِيد الفَضْلَ والزِّيَادَةَ. ثمَّ إِنَّ الَّذِي فِي أُمّهَاتِ اللُّغة أَن المُــلْحــة هِيَ البَرَكةُ، وأَمَّا المَهَابة فَهِيَ من لَفْظِ الحَــدِيث كَمَا عَرَفت، وَلَيْسَ بتفسير للمُــلْحَــةِ فتأَمّلْ.
(و) من الْمجَاز: طْرِفْنَا بمُــلْحَــةِ من مُــلَحِــك. المُــلْحَــة: (واحِدَةُ المُــلَحِ من الأَحادِيثِ) ، وَهِي الكَلِمة المَليحة وَقيل: القَبيحة، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (رُدّوها عليّ، مُــلْحَــةٌ فِي النّارِ اغْسِلوا عنِّي أَثَرها بالماءِ والسِّدْر) . قَالَ الأَصمعيّ: بَلَغْتُ بالعُلْم ونِلْتُ بالمُــلح.
وأَبو عليّ إِسماعيل بنُ محمّد الصَّفّار النّحْوِيّ الأَديب المُــلَحــيّ رَاوِي نسخةِ ابنِ عَرَفَةَ، وأَبو حَفْصِ بنُ شاهينَ يعرف بابنِ المُــلَحِــيّ. . قَالَ الْحَــافِظ ابنُ حَجر: وأَشعَبُ الطْامِعُ أَيضاً يُعرَف بذالك، قَالَ: وهؤُلاءِ نسِبُوا إِلى رِوَايَةِ اللَّطَائِف والمُــلَح.
(و) من الْمجَاز المُــلْحَــة من الأَلوَان (بَيَاضٌ) يَشوبُه، أَي (يُخِالِطُه سَوَادٌ، كالمَــلَحِ، مُحرّكَةً) ، تَقول فِي الصِّفة: (كَبْشٌ أَمْــلَحُ) بَيِّنُ المُــلْحَــةِ والمَــلَحِ. وَقَالَ الأَصمعيّ: الأَمــلَحُ الأَبَلقُ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ. وَقَالَ غيرُه: كلُّ شَرٍ وصُوفٍ ونَحوه كَانَ فِيهِ بَياضٌ وسَوادٌ، فَهُوَ أَمْــلَحُ. وَفِي الحَــدِيث (أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأُتِيَ بكَبشَيْن أَمــلَحَــيْنِ فذَبحَهما) . وَفِي (التَّهْذِيب) (ضَحَّى بكَبْشين أَمْــلَحَــيْنِ) (ونَعْجَةٌ مَــلْحَــاءُ) : شَمَطَاءُ سَودَاءُ تَنْفُذُهَا شَعرَةٌ بَيضاءُ. .
(و) وَقَالَ الكِسائيّ وأَبو زيد وَغَيرهمَا: الأَمــلحُ: الذِي فِيهِ بَياضٌ وسَوادٌ وَيكون البَياضُ أَكثرَ. و (قد امْــلَحَّ) الكَبشُ (امْــلِحــاحاً) . صَار أَمْــلَحَ. وَيُقَال كَبشٌ أَمْــلَحُ، إِذا كَانَ شَعرُه خَلِيساً.
(و) المُــلْحَــة أَيضاً: (شَدُّ الزَّرَقِ) حتّى يَضْرِب إِلى البَيَاض، وَقد مَــلِحَ مَــلَحــاً وامْــلَحّ امْــلِحَــاحاً وأَمْــلَحَ. وَقَالَ الأَزهريّ: الزُّرْقَة إِذا اشتدّتْ حتَى تَضربَ إِلى البَياض قيل: هُوَ أَمْــلَحُ العَيْن.
(و) مِــلْحَــةُ، (بالكَسْر) : اسْم (رَجُل. و) مِــلْحَــةُ الجَرْميّ (شاعرٌ) من شُعرائهم.
(و) من الْمجَاز: (مِــلْحَــانُ، بِالْكَسْرِ) اسمُ شَهرِ (جُمادَى الآخِرَة) ، سُمِّيَ بذالك لابْيِضَاضِه. قَالَ الكُميت:
إِذَا أَمسَتِ الآفاقُ حُمْراً جُنُوبُها
لشَيْبَانَ أَو مِــلْحَــانَ واليومُ أَشْهَبُ شَيْبَانُ: جُمَادَى الأُولَى، وَقيل كانُونُ الأَوّل (و) مِــلْحَــانُ (: الكانُونُ الثَّاني، سُمِّيَ بذالك لبياضِ الثَّلجِ. وَنقل الأَزهريُّ عَن عَمْرِو بن أَبي عَمرٍ و: شِيبَانُ، بِكَسْر الشين. ومِــلْحَــانُ من الأَيّامِ إِذَا ابْيَضَّت الأَرضُ من الصَّقِيع. وَفِي (الصّحاح) : يُقَال لبَعض شُهور الشِّتَاءِ مِــلْحــان، لِبياضِ ثَلْجِه.
(و) مِــلْحَــانُ: (مُخْلاَفٌ باليَمَنِ) مشهورٌ، يُضاف إِلى حُفَاشَ. (و) مِــلْحَــانُ (جَبَلٌ بدِيارِ سُلَيمٍ) بالحــجاز. وَقَالَ ابْن الحــائك: مِــلْحَــانُ بنُ عَوْفِ بن مالكِ بن زيد بن سَدَدِ بن حِمْيَر، وإِليه يُنْسَب جَبَلُ مِــلْحَــانَ المُطِلُّ على تِهَامَةَ والمَهْجَمِ، واسمُ الجَبلِ رَيْشَانُ فِيمَا أَحْسب. كَذَا فِي (المعجم) .
(والمَــلْحَــاءُ: شَجَرَةٌ سَقَطَ وَرَقُها) وبَقِيتْ عِيدَنُهَا خُضْراً. (و) المَــلْحَــاءُ من البَعير: الفِقْرُ الّتي عَلَيْهَا السَّنامُ، وَيُقَال: هِيَ مَا بينَ السَّنَامِ إِلى العَجُزِ، وَقيل (لَحْــمٌ فِي الصُّلْبِ) مُستَبطِنٌ (مِنَ الكاهِلِ إِلى العَجُزِ) . قَالَ العجّاج:
مَوصولةُ المَــلْحَــاءِ فِي مُستعظَمِ
وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ
وَقَول الشَّاعر:
رَفَعُوا رَايَةَ الضِّرَابِ ومَرُّوا
لَا يُبَالُون فارِسَ المَــلْحَــاءِ
يَعْنِي بفارِسِ المــلحــاءِ مَا علَى السَّنَامِ من الشَّحْمِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : المــلحَــاءُ بَين الكاهلِ والعَجُزِ وَهِي من البَعير مَا تَحْتَ السَّنَامِ وَالْجمع مَــلْحــاوَاتٌ.
(و) من الْمجَاز: أَقبَلَ فُلانٌ فِي كَتيبةٍ مَــلْحَــاءَ، المَــلْحَــاءُ: (الكَتِيبَةُ) البَيْضَاءُ (العَظِيمَةُ) ، قَالَ حسّان بن رَبِيعَةَ الطائيّ:
وأَنَّا نَضْرِبُ المَــلْحَــاءَ حَتَّى
تُولِّيَ والسُّيُوفُ لَنَا شُهُودُ (و) المَــلْحَــاءُ: (كَتِيبَةٌ كَانَتْ لآلِ المُنْذِرِ) من مُلُوك الشامِ، وهما كَتيبتانِ، إِحداهما هاذه، وَالثَّانيَِة الشَّهْبَاءُ. قَالَ عَمرُو بن شأْسٍ الأَسديّ:
يُفْلِّقْن رَأْسَ الكَوكَبِ الضَّخْمِ بَعْدَمَا
تَدُورُ رَحَى المَــلْحَــاءِ فِي الأَمر ذِي البَزْلِ
(و) مَــلْحــاءُ (: وَادٍ باليَمَامَةِ) من أَعظم أَوْدِيَتها. وَقَالَ الحَــفْصيّ. وَهُوَ من قُرَى الخَرْج بهَا. كذَا فِي (المعجم) .
(و) من الْمجَاز فُلانٌ (مِــلْحُــه عَلَى رُكْبَتِهِ) ، هاكذا بالإِفرادِ فِي النُّسخ، والصَّواب (على رُكْبَتَيْه) بالتثنية كَمَا فِي أُمّهاتِ اللُّغَة كلِّهَا. واختُلف فِي تَفْسِيره على أَقوالٍ ثلاثةٍ، (أَيْ لَا وعفَاءَ لَهُ) ، وَهُوَ القَوْل الأَوّل. قَالَ مِسكِينٌ الدَّارِميّ:
لَا تلُمْهَا إِنّها مِن نِسْوَةٍ
مِــلْحُــهَا موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: هاذه قليلةُ الوفاءِ. قَالَ: وَالْعرب تَحلِف بالمِــلْح والماءِ تَعْظِيمًا لَهما. وَفِي (التَّهْذِيب) فِي معنَى الْمثل: أَي مضيِّعٌ لحــقِّ الرَّضاعِ غير حافِظٍ لَهُ، فأَدْنَى شيءٍ ينْسِيه ذِمَامه، كَمَا أَنَّ الَّذِي يَضَع المِــلْحَ على رُكبتَيه أَدْنَى شيءٍ يُبدِّده. (أَو سَمينٌ) . وَهُوَ القَوْل الثَّانِي، قَالَ الأَصمعيّ فِي معنى البيتِ السَّابِق: (هاذه زنْجيّة، والْمِــلْح شَحْمُهَا هَا هُنا، وسِمَنُ الزّنْج فِي أَفخاذها. وَقَالَ شَمِرٌ: الشّحم يُسمَّى مِــلْحــاً. (أَو حَدِيدٌ فِي غَضَبِه) ، وَهُوَ القَوْل الثَّالِث. وَقَالَ الأَزهريّ: أَي سَيِّىء الخُلُقِ يَغَضب من أَدنَى شيءٍ كَمَا أَنّ المِــلْحَ عَلَى الرُّكْبَة يَتَبَدّد من أَدنى شيْءٍ. وَفِي (الأَساس) : أَي كثير الخِصَام، كأَنّ طُولَ مُجاثاتِه ومُصاكَّته الرُّكَبَ قَرَّحَ رُكْبتَيه، فَهُوَ يَضَعُ المِــلْحَ عَلَيْهِمَا يُدَاوِيهما.
(و) فِي (الْمُحكم) : (سَمَكٌ) مالحٌ و (مَليحٌ ومَمْلُوحٌ ومُمَــلَّحٌ) وَكره بَعضهم مَلِيحاً ومالحــاً، وَلم يَر بَيتَ عُذَافرٍ حُجّةً، وَقد تقدّم. (وقَليبٌ مَليحٌ: ماؤُه مهــلْحٌ) . وأَقلِبَةٌ مِلاَحٌ، قَالَ عَنترةُ يَصف جُعَلاً:
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَين حَجْلاً
خَدُوجاً بينَ أَقْلِبَةٍ مِلاَحِ
(واسْتَمْــلَحَــهُ) ، إِذا (عَدَّهُ مَــلِحــياً) وَيُقَال وَجدَه مليحاً.
(وذَاتُ المِــلْح. ع) قَالَ الأَخطل:
بِمُرْتَجِزٍ دَانِي الرَّبَانِ كأَنّه
عَلى ذَات مِــلْح مُقْسِمٌ مَا يَرِيمُها
(وقَصْرُ المِــلْح) مَوضع آخَرُ (قُرْبَ خُوَارِ الرَّيّ) ، على فراسِخَ يَسيرَةٍ، والعَجم يُسمُّونه دِه نَمك.
(و) مُلَيْحٌ، (كزُبَيرٍ: قَريةٌ بِهَرَاةَ) ، مِنْهَا أَبو عُمَرَ عبدُ الواحدِ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي القاسمِ الهَرَوِيّ، حَدّثَ عَن أَبي منصورٍ مُحمّدٍ بنِ محمدِ بنِ سِمْعَانَ النَّيسابوريّ وَغَيره.
(و) بَنو مُلَيح: (حَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ) ، وهم بَنو مُلَيح بن عَمْرِو بنِ ربِيعَةَ، وعَمْرٌ وَهُوَ جُمّاع خُزَاعَة.
(وأُمَيْــلحُ: ماءٌ لبني رَبِيعَةِ الجُوعِ) هُوَ رَبِيعَةُ بنُ مالِكِ بنِ زَيدِ مَناة. (و: ع) فِي بلادِ هُذَيْل كَانَت بِهِ ومةٌ. قَالَ المتنخِّل:
لَا يَنْسَإِ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا
يَوْمَ الأُمِيــلِحِ لَا غَابُوا وَلَا جَرَحُوا
(والمَلُّوحَةُ كسَفُّودَةَ: ة بحَلَبَ كَبِيرَةٌ) ، كَذَا فِي (المعجم) .
(و) مُلَيْحَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع) فِي بِلَاد بني تَميم، وَكَانَ بِهِ يوْمٌ بَين بني يَرْبوع وبِسْطَام بن قَيسٍ الشَّيْبَانيّ. واسمُ جبَل فِي غَربِيّ سَلْمَى أَحَدِ جَبَلَيْ طَيِّءٍ، وَبِه آباءٌ كثيرةٌ وطَــلْح.
(و) من الْمجَاز يُقَال: (بَينهمَا مِــلْحٌ ومِــلْحَــةٌ) ، بكسرهما، أَي (حُرْمَةٌ) وذِمَامٌ (وحِلْفٌ) ، بِكَسْر فَسُكُون. وَفِي بعض النُّسخ بِفَتْح فَكسر مضبوطاً بالقَلم. وَالْعرب تَحلِف بالمِــلْح والماءِ تَعْظِيمًا لَهما، وَقد تقدّم.
(و) مِنْهُ أَيضاً (امتَــلحَ) الرّجُلُ، إِذا (خَلَطَ كَذِباً بحقَ) ، كارْتَثَأَ. قَالَه أَبو الْهَيْثَم، وَقَالُوا إِنّ فلَانا يَمتَذِق، إِذا كانَ كَذوباً، ويَمْتَــلِح، إِذا كَانَ لَا يُخْلِص الصَّدق.
(والأَمْلاَحُ) ، بِالْفَتْح (: ع) ، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبد:
عَفَا مِن آلِ لَيْلَى السَّهْ
بُ فالأَمْلاَحُ فالغَمْرُ
وَقَالَ أَبو ذُؤَيْب:
أَصْبَحَ مِن أُمِّ عَمْرٍ وبَطْنُ مَرٍ فأَج: زاعُ الرَّجِيع فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ
(ومَــلّحَ الشّاعِرُ) إِذا (أَتَى بشَيْءٍ مَلِيحٍ) ، وَقَالَ اللَّيْث أَمــلَح: جاءَ بكلمةٍ مَليحةٍ.
(و) مَــلّحَ (الجَزُورُ) فَهِيَ مُمــلِّح: (سَمِنَتْ قَلِيلاً) ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ. جَزورٌ مُمــلِّح: فِيهَا بقيّة من سِمَن.
(و) فِي (التَّهْذِيب) (يُقَال: مَا أُمَيْــلِحَــهُ) فصَغَّرُوا الفِعْلَ وهم يُرِيدُونَ الصِّفة حتّى كَأَنّهُم قَالُوا مُلَيْ، (وَلم يُصَغَّرْ من الفِعْلِ غيرُه و) غيرُ قَوْلهم (مَا أُحَيْسِنَهُ) وَقَالَ بَعضهم: وَمَا أُحَيْلاه. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ مبنيٌّ على مذهَب البصريّين الّذين يَجزِمُون بفِعلِيّة أَفعَل فِي التّعجُّب. أَمَّا الكوفيّون الَّذين يَقولون باسميَّته فإِنّهم يُجوِّزُون تَصْغيرَه مُطلقًا، ويَقيسون مَا لم يَرِدْ على مَا وَرد، ويَستدلُّون بِالتَّصْغِيرِ على الاسميَّة، على مَا بُيِّن فِي العربيّة. قَالَ الشَّاعِر:
يَا مَا أُميــلِحَ غِزْلاناً عَطَوْنَ لَنا
مِنْ هاؤُلَيَّاءِ بعيْنَ الضّالِ والسَّمُرِ
الْبَيْت لعلِيّ بن أَحمدَ الغَرِيبيّ وَهُوَ حَضَرِيّ وَيُقَال اسْمه الْحُــسَيْن بن عبد الرحمنا، ويُروَى للمجنون، وَقَبله:
بِاللَّهِ يَا ظَبَياتِ القَاعِ قُلْت لنا
لَيْلايَ مِنكنَّ أَم لَيلَى من البشَرِ (و) من الْمجَاز: مالَحْــت فُلاناً مُمالَحــة (المُمَالَحــةُ، المُوَاكَلَةُ. و) فلانٌ يحفظ حُرمَةَ المُمَالَحــة، وَهِي (الرَّضَاعُ) . وَفِي (الأُمّهات اللُّغَوِية: المُراضَعَةُ) . قَالَ ابْن بَرِّيّ: قَالَ أَبو الْقَاسِم الزّجّاجِيّ لَا يَصحُّ أَن يُقَال تَمالَحَ الرَّجلانِ، إِذا رَضَعَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه، هَذَا محالٌ لَا يكون، وإِنّمَا المِــلْح رَضاعُ الصَّبِيِّ المرأَةَ، وهاذا مَا لَا تَصحُّ فِيهِ المُفَاعلةُ، فالمُمالحــة لفظةٌ مُوَلَّدَةٌ وليستْ من كَلَام الْعَرَب. قَالَ وَلَا يصَحُّ أَن يكون بِمَعْنى المُوَاكَلة يكون مأْخوذاً من المِــلْح، لأَنَّ الطَّعامَ لَا يَخْلُو من المِــلْح. ووَجْهُ فسادِ هاذَا القَولِ أَنَّ المُفاعَلَةَ إِنما تكون مأْخُوذَةً من مصدرٍ، مثل المُضَارَبَة والمُقاتلة، وَلَا تكون مأْخُوذَةً من الأَسماءِ غير المصادِرِ. أَلاَ تَرَى أَنَّه لَا يَحْسُن أَن يُقال فِي الإِثنين إِذا أَكلاَ خُبزاً: بَينهمَا مُخَابَزة، وَلَا إِذا أَكلاَ لَحــماً: بَينهمَا مُلاحَمة.
(ومِــلْحــتانِ، بِالْكَسْرِ) ، تَثنيَة مهــلْحــةَ، (مِنْ أَوْدِيَةِ القَبَلِيَّة) ، عَن جَار الله الزّمخشريّ عَن عُلَيَ. كَذَا فِي (المعجم) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ من هَذِه الْمَادَّة:
مَــلَحَ الجِلْدَ والــلَّحْــمَ يَمْــلَحــه مَــلْحــاً فَهُوَ مَملوحٌ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
تُشْلِي الرَّمُوحَ وَهِيَ الرَّموحُ
حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مملُوحُ
وَقَالَ أَبو ذُؤَيب:
يَسْتنُّ فِي عُرُضِ الصَّحراءِ فائِرُهُ
كأَنّه سَبِطُ الأَهْدابِ مَملوحُ
يَعنِي البحرَ، شَبَّه السّرَابَ بِهِ.
وأَمــلَحَ الإِبلَ: سَقاها مَاء مِــلْحــاً. وأَمــلِحْــنِي بنَفْسك: زيِّنِّي. وَفِي (التَّهْذِيب) : سأَل رَجلٌ آخَرَ فَقَالَ: أُحِبُّ أَن تُمْــلِحَــني عِنْد فُلانٌ بنَفْسِك، أَي تُزيِّنَني وتُطْرِيَني. وَقَالَ أَبو ذُبيانَ بنُ الرَّعْبَل: أَبغَضُ الشُّيُوخِ إِلى الأَقَــلحُ الأَمْــلَحُ الحَــسُوّ الفَسُوّ. كَذَا فِي (الصّحاح) .
وَفِي حَدِيث خَبّابٍ (لاكنّ حَمزةَ لم يَكن لَهُ إِلاّ نَمِرَةٌ مَــلْحــاءُ) ، أَي بُرْدَة فِيهَا خطوطٌ سُودٌ وبِيضٌ.
وَمِنْه حَدِيث عُبَيْد بن خالدٍ: (خَرَجْتُ فِي بُرْدَين وأَنا مُسبِلُهما، فالتفتُّ فإِذا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: إِنّما هِيَ مَــلْحَــاءُ. قَالَ وإِنْ كَانَت مَــلْحَــاءَ، أَمالَكَ فيَّ أُسْوَةٌ) .
والمُــلْحَــة والمعَحُ فِي جَمِيع شَعرِ الجَسَد من الإِنسان وكلِّ شيْءٍ: بَياضٌ يَعلو السَّوَادَ.
وَقَالَ الفرّاءُ: المليحُ: الحَــليم والرّاسِب.
وَمن الْمجَاز: يُقَال: أَصَبْنا مُــلْحَــةً من الرّبيع، أَي شَيْئا يَسِيراً مِنْهُ. وأَصابَ المالُ مُــلْحَــةً من الرَّبِيع: لم يَستَمْكِنْ مِنْهُ فنَالَ مِنْهُ شَيْئاً يَسِيراً.
والمِــلْحُ: اللَّبَنُ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وَذكره ابْن السيِّد فِي المثلّث. والمِــلح: البَرَكَة، يُقَال؛ لَا يُبَارِك الله فِيهِ وَلَا يُمــلِّح، قَالَه ابْن الأَنبارِيّ. وَقَالَ ابنُ بُزُرج: مَــلَحَ الله فِيهِ فَهُوَ مَملوحٌ فِيهِ، أَي مُبَارَكٌ لَهُ فِي عَيشه ومالِه.
والمُــلْحَــة، بالضّمْ، مَوضِع، كَذَا فِي (المعجم) .
وَفِي الحَــدِيث: (لَا تُحَرِّم المَــلْحَــةُ والمَــلْحَــتَانِ) أَي الرَّضْعَة والرَّضعتَان، فأَمّا بِالْجِيم فَهُوَ المَصّة، وَقد تقدّمت ومَلِيح، كأَميرٍ: ماءٌ باليَمَامَةِ لبني التَّيْمِ، عَن أَبي حَفصةَ، كَذَا فِي (المعجم) .
ومَــلَّحَ الماشيةَ تَمليحاً: حَكَّ المِــلْحَ على حَنَكِهَا.
والأَمــلَحــانِ: مَوضعٌ. قَالَ جَرير:
كأَنَّ سَلِيطاً فِي جَوَاشِنَها الحَــصَى
إِذَا حَلَّ بَين الأَمــلَحَــينِ وَقِيرُها
وَفِي مُعْجم أَبي عُبيد: الأَمــلَحــانِ: ماءَانِ لضَبّةَ بلُغَاط، ولُغَاط وادٍ لضَبّةَ. والمَمَالح فِي دِيار كَلْبٍ، فِيهَا رَوْضَةٌ، كَذَا فِي (المعجم) . وَيُقَال للنَّدَى الّذي يَسقُط باللَّيلِ على البَقْل أَمْــلَحُ، لبَياضِه. قَالَ الرّاعي يَصف إِبلاً.
أَقَامَتْ بِهِ حَدَّ الرّبيعِ وجَارُهَا
أَخو سَلْوَةٍ مَسَّى بِهِ اللَّيْلُ أَمْــلَحُ
يعنِي النَّدَى. يَقُول: أَقامَت بذالك المَوضِع أَيَامَ الرَّبِيعِ، فَمَا دامَ النَّدَى فَهُوَ فِي سَلْوةٍ من العَيْش.
والمِمْلاحُ: قَريةٌ بزَبِيدَ، إِليها نُسِب القَاضِي أَبو بكرِ بنُ عُمَر بنِ عثمانَ النّاشريّ قَاضِي الجَنَدِ، توفّيَ بهَا سنة 760.
وَمن الْمجَاز: لَهُ حَركاتٌ مُستمــلَحَــة. وفُلانٌ يَتَظَرّف ويَتَمَــلَّح.
ومَلِيحُ بن الجَرَّاح أَخو وَكِيعٍ.
وحَرَامُ بن مَــلْحَــانَ، بِالْفَتْح وَالْكَسْر: خالُ أَنسِ بن مالكٍ.
وَفِي أَمثالهم: (مُمَالِحَــانِ يَشْحَذَانِ المُنْصُل) للمتصافِيَيْنِ (ظَاهرا) المُتضادَّين باطِناً، أَورده الميدانيّ.
والمِــلْح: اسمُ ماءٍ لبني فَزارةَ، استدركه شَيخُنا نقلا عَن أَبي جَعْفَر اللّيْليّ فِي (شرح الفصيح) ، وأَنشد للنَّابغة:
حتَّى استغاثَتْ بأَهْلِ المِــلْح مَا طَعِمتْ
فِي مَنزلٍ طَعْمَ نَوْمٍ غيرَ تَأْوِيبِ
قلت: وَفِي (المعجم) : المِــلْحُ موضعٌ بخُراسانَ.
والمِلاَح، ككِتاب: مَوضع، قَالَ الشُّوَيعرُ الكِنَانِيّ:
فسائلْ جعْفَراً وَبنى أَبيها
بَنَى البَزَرَي بِطِخْفَةَ والمِلاَحِ
وأَبو الْحــسن عليّ بن محمّد البغداديّ الشَّاعِر المِــلْحــيّ، بالكَسْر، إِلى بَيع المِــلْحِ، رَوى عَنهُ أَبو محمّد الجوهريّ.
والمِــلْحِــيّة، بِالْكَسْرِ: قَرْيَةٌ بأَدْنَى الصَّعيد من مصر، ذاتُ نَخيل، وَقد رأَيتُها. والمِــلْحِــيّة: قومٌ خَرجوا على المستنصِر العَلوِيّ صَاحب مصر، وَلَهُم قِصّة.
ومُلَيحُ بن الهُون: بَطنٌ.
ويُوسف بن الْحــسن بن مُلَيحٍ، حَدّثَ. وإِبراهيم بن مُلَيْحِ السُّلَمِيّ، لَهُ ذِكْر. وَفَاطِمَة بنْت نَعْجةَ بن مُلَيْح الخُزَاعِيّة هِيَ أُمُّ سعيدِ بن زيدٍ أَحدِ العَشرةَ. ومُلَيْح بن طَرِيفٍ شَاعِر. ومسعود بن رَبِيعَة المُــلَحــي الصَحابيّ نُسِبَ إِلى بني مُلَيْح بن الهُون.
الطَّائِر مــلحــا كثرت سرعَة خفقانه بجناحيه وفلانة لفُلَان أرضعت لَهُ وَالْقدر جعل فِيهَا مــلحــا بِقدر وَيُقَال مــلح الطَّعَام وَالــلَّحــم وَالْجَلد والماشية أطعمها سبخَة الْمــلح وَالشَّاة نتف صوفها بِالْمَاءِ الْحَــار
(مــلح) الشَّيْء مــلحــا اشتدت زرقته حَتَّى تضرب إِلَى الْبيَاض وَالْحَــيَوَان كَانَ فِي رجله دَاء وعيب والكبش خالط بياضه سَواد فَهُوَ أَمْــلَح وَهِي مــلحــاء
(مــلح) المَاء ملوحة وملاحة صَار مــلحــا وَهُوَ مليح أَيْضا ومالح وَالشَّيْء ملاحة بهج وَحسن منظره فَهُوَ مليح (ج) ملاح وَهُوَ أَيْضا ملاح وملاح
لكل دهر قد لبست أثوُبا ... حَتَّى اكتسى الرَّأْس قناعا أشيبا أَمْــلَح لَا لذا وَلَا محبّبا
وَحَدِيثه الآخر فِي الْأَضَاحِي أَنه نهى أَن يُضّحي بالأعضب القرْن وَالْأُذن. قَوْله: الأعضب هُوَ المكسور الْقرن ويروى عَن سعيد بْن الْمسيب أَنه قَالَ: هُوَ النّصْف فَمَا فَوْقه وَبِهَذَا كَانَ يَأْخُذ أَبُو يُوسُف فِي الْأَضَاحِي. وَقَالَ أَبُو زيد: فَإِن انْكَسَرَ الْقرن الْخَارِج فَهُوَ أقصم وَالْأُنْثَى: قصماء فَإِذا انْكَسَرَ الدَّاخِل فَهُوَ أعضب.
أَيْضًا مِنَ الْأَلْوَانِ بَيَاضٌ يُخَالِطُهُ سَوَادٌ يُقَالُ: كَبْشٌ (أَمْــلَحُ) ، وَتَيْسٌ أَمْــلَحُ إِذَا كَانَ شَعْرُهُ خَلِيسًا أَيْ مُخْتَلِطَ الْبَيَاضِ بِالسَّوَادِ. وَ (الْمَلَّاحُ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ صَاحِبُ السَّفِينَةِ. وَ (الْمَلَّاحَةُ) أَيْضًا مَنْبِتُ الْمِــلْحِ.
مــلح
1 مَــلَحَــتْ فُلَانَةٌ لِفُلَانٍ, (aor.مَــلَحَ and مَــلُحَ, L,) (tropical:) Such a woman suckled, or gave suck, for such a one. (A, L.) b2: مَــلَحْــنَا لِفُلَانٍ, inf. n. مَــلْحٌ, (S,) We [meaning the wife of one of us] suckled, or gave suck, for such a one: (As, L:) or we suckled such a one. (S.) b3: مَــلَحَ الوَلَدَ [app. He caused the child to be suckled;] syn. with أَرْضَعَهُ. (K.) [See أَرْضَعَ.] b4: مَــلُحَ; (L;) and ↓ مــلّح, inf. n. تَمْلِيحٌ; and ↓ تمــلّح; (L, K;) the last said to be formed by transposition from تحلّم; but ISd, sees no reason for this assertion; (L;) (tropical:) He (a camel. L,) became fat. (L, K.) ↓ مــلّحــت she (a camel destined for slaughter) became fat: (El-Umawee, S:) or, became a little fat: (K:) She (a camel) became fat in a small degree. (L.) Also ↓ تمــلّحــت (tropical:) They (lizards such as are called ضِبَاب) became fat; as also تحلّمت. (L.) A2: مَــلُحَ, aor. ـُ inf. n. مُلُوحَةٌ (S, Msb, K) and مَلَاحَةٌ; (K;) this form of the verb is of the dial. of the people of El-'Áliyeh; (Msb;) and مَــلَحَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. مُلُوحٌ; (S, Msb;) and مَــلَحَ, aor. ـَ (IAar, K;) and ↓ امــلح, inf. n. إِمْلَاحٌ, of the dial. of El-Hijáz; (Msb;) It (water) was salt: (S, Msb, K:) or ↓ امــلح signifies it became salt, having been sweet. (K.) b2: مَــلُحَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. مَلَاحَةٌ (S, Msb) and مُلُوحَةٌ (S) and مِــلْحٌ, the first of which is the most common, and the last the least common, (TA,) (tropical:) It (a thing, S, Msb) was, or became, goodly, beautiful, or pretty; (S, Msb, K;) and beautiful of colour; or beautiful and bright; (Msb;) pleasing to the eye or ear; facetious. (The lexicons passim.) b3: مَــلَحَ القِدْرَ, aor. ـَ and مَــلِحَ, (S, Msb, K,) inf. n. مَــلْحٌ, (S, Msb,) He put salt into the cooking-pot: (K:) or put a proper quantity of salt into it: (S, A, Msb:) and accord. to Sb, ↓ مــلّح and ↓ امــلح signify the same as مَــلَحَ: (ISd:) or مَــلَّحَــهَا, inf. n. تَمْلِيحٌ, and أَمْــلَحَــهَا, signify he put much salt into it, (S, Msb, K,) so that it [meaning its contents] became spoiled. (S, A.) b4: مَــلَحَ, (S, K,) inf. n. مَــلْحٌ; (S;) and ↓ مــلّح, inf. n. تَمْليحٌ; (TA;) He fed camels or sheep or goats with salt earth, (S, K,) or with earth and salt, the salt being more in quantity. (TA.) This is done when the animals cannot procure plants of the kind called حَمْض. (S.) b5: مَــلَحَ, aor. ـَ and مَــلِحَ, (K,) inf. n. مَــلْحٌ; and ↓ مــلّح; He salted fish. (K.) b6: مَــلَحَ; aor. ـَ inf. n. مَــلْحٌ, He salted flesh-meat, and a skin, or hide. (L.) b7: Also ↓ مــلّحــهُ, inf. n. تَمْلِيحٌ, He rubbed his (a camel's, or sheep's, or goat's,) palate with salt. (TA.) b8: مَــلِحَ, aor. ـَ inf. n. مَــلَحٌ, (tropical:) He, or it, (a man, &c.,) was blue, or gray, [see مُــلْحَــةٌ,] in such a degree as to incline to whiteness; (Msb;) as also ↓ إِمْــلَحَّ, inf. n. إِمْــلِحَــاحٌ; and ↓ أَمْــلَحَ. (TA.) b9: Also, (tropical:) He was black, with whiteness overspreading his hair: or, of a dusty white colour: or, of a clear white colour: (Msb:) [and in like manner,] ↓ إِمْــلَحَّ, inf. n. إِمْــلِحَــاحٌ, he (a ram) was of a white colour intermixed with black. (S, K.) A3: مَــلِحَ, aor. ـَ inf. n. مَــلَحٌ, He (a horse) had the kind of swelling called مَــلَحٌ. (TA.) 2 مَــلَّحَ See 1, in six places. b2: مــلّح (tropical:) He (a poet) produced, or said, something goodly, beautiful, pretty, [or facetious]: (S, K:) and ↓ امــلح he produced, or said, a goodly, beautiful, or pretty, [or a facetious,] word, or saying, or speech. (Lth.) 3 مَالَحْــتُ فُلَانًا, (A,) inf. n. مُمَالَحَــةٌ, (S, A, K,) (tropical:) I ate with such a one. (S, A, K.) Abu-l-Kásim Er-Zejjájee disapproves of this, saying that a verb of this form is only derived from an inf. n., as in the cases of ضَارَبَ and قَاتَلَ; whereas this is derived from مِــلْحٌ, a subst. [But his objection seems to me invalid: this may be an anomalous instance, and yet of classical authority, like many others.] b2: مَالَحَــهُ, inf. n. مُمَالَحَــةٌ and مِلَاحٌ, (tropical:) He was, or became, his foster-brother. (L, TA.) [المِلَاحُ is explained in the K by المُرَاضَعَةُ: Lth explaines it by الرَّضَاعُ, as is mentioned in the TA: المُمَالَحَــةُ is explained in the A, Mgh, L, and other lexicons by المُرَاضَعَةُ: in the copies of the K in my hands, by الرَّضَاعُ; and so in one copy of the S: in another copy of the S written الرِّضَاعُ; and in another الرّضَاع, without any vowel to the ر: الرضَاعُ, syn. with المُرَاضَعَةُ, is evidently the right reading.] Abu-l-Kásim Er-Zejjájee disapproves of the verb used as signifying the act of two men's sucking each other; [but this is not what is meant by المراضعة;] and pronounces it a post-classical word. (TA.) Yousay بَيْنَهُمَا حُرْمَةُ المُمَالَحَــةِ Between them two is the sacred or inviolable bond, or obligation, which is the consequence of their being fosterbrothers. (A.) 4 أَمْــلَحَ See 1, in four places, and 2. b2: امــلح القَوْمُ (assumed tropical:) The people possessed milk; (tropical:) the people had fat camels or other beasts. (L.) b3: امــلح (tropical:) He (a camel) carried fat; (L;) [meaning was fat]. امــلح القِدْرَ (tropical:) He put some fat [which is termed مِــلْح] into the cookingpot. (AA.) A2: امــلح الإِبِلَ He gave the camels salt water to drink. (K.) b2: امــلحــت الإِبِلُ The camels came to salt water to drink. (S.) b3: مَا أَمَيْــلِحَ زَيْدًا (tropical:) [How very goodly, or beautiful, or pretty, is Zeyd! a diminutive form, meant to denote the contrary of the sense of a dim., being what is termed تَصْغِيرُ تَعْظِيمٍ, from مَا أَمْــلَحَــهُ:] (T, S, K:) the verb is here put into the dim. form, being meant to be used as an epithet, as though they said مُلَيْحٌ: (T:) it is the only instance of a verb put into this form, except مَا أُحَيْسِنَهُ, (S, K,) and, as some say, مَا أُحَيْلَاهُ. (TA.) This is said accord. to the doctrine of the Basrees, who assert the افعل of wonder to be a verb: but as to the Koofees, who say that it is a noun, [meaning an epithet,] they allow the formation of the dim. from it without restriction; and from its admitting the dim. form, they argue that it is a noun. (MF.) b4: مَا أَمْــلَحَ وَجْهَهُ, and فِعْلَهُ, (tropical:) How goodly, beautiful, or pretty, is his face! and how good is his action! (A.) b5: أَمْــلِحْــنِى بِنَفَسِكَ (tropical:) Grace me, or recommend me, (زَيِّنِّى,) [by thy speech]. (T, L.) 5 تَمَــلَّحَ See 1, in two places. b2: فُلَانٌ يَتَظَرَّفُ وَيَتَمَــلَّحُ (tropical:) [Such a one affects to be clever, or graceful, and to be goodly, beautiful, pretty, or facetious]. (A.) 9 إِمْــلَحَّ See 1, in two places.10 استمــلحــهُ (assumed tropical:) He esteemed him, or it, goodly, beautiful, or pretty; (S, K;) [pleasing to the eye or ear: (the lexicons passim:)] or found him, or it, to be so (TA.) مَــلْحٌ: see مِــلْحٌ.
مِــلْحٌ (S, M, K) and ↓ مَــلْحٌ (M) (tropical:) The act of sucking the mother or any nurse; syn. رَضَاعٌ; (S, M, K;) a child's sucking its mother. (Abu-l- Kásim Ez-Zejjájee.) b2: مِــلْحٌ (tropical:) Milk. (IAar.) The following verse of Abu-t-Tamahán, who had some camels, of the milk whereof he gave to drink to a people that afterwards made an attack upon them, and took them, is cited by As, [app., accord. to the S, as an ex. of مــلح in the sense of رَضَاع; but as MF observes, it may be taken as an ex. of that word in the sense of milk;] وِإِنِّى لَأَرْجُو مِــلْحَــهَا فِى بُطُونِكُمْ وَمَا بَسَطَتْ مِنْ جِلدِ أَشْعَثَ أَغْبَرَا (S, L.) The poet says, Verily I hope that ye may regard (أَنْ تَرْعَوْا [which is understood]) the milk which ye have drank, of these camels, [lit., their milk in your bellies,] and the skins which they have expanded, of a people with matted and dusty hair, and of a dusty hue; as though their skins had dried up, and they had fattened upon them. [Another explanation will be noticed below.] IB says, that the last word should be read أَغْبَرِ, for the sake of the rhyme; for each verse of the poem to which it belongs ends with kesreh. (L.) A2: مِــلْحٌ a thing well known, (S, K,) [Salt;] that with which food is made pleasant: (L:) of the fem. gender (Z) generally; (O;) sometimes masc.: (K:) pl. مِلَاحٌ. (Msb.) Dim.
مُلَيْحَةٌ. (Msb.) b2: مَآءٌ مِــلْحٌ, (S, K, &c.,) originally ↓ مَــلِحْ, from the verb مَــلُحَ, like خَشِنٌ from خَشُنَ, contracted because of the frequency of its usage; (Msb;) and ↓ ماء مَلِيحٌ, (K,) and ↓ مَالِحٌ; (IAar, ADk, Az;) [respecting which last, see what will be found after the explanation;] Salt water. (S, K, &c.) J says, that مَاء مالح is not allowable, except in a bad dial.: but Az says, that, though rarely found in the language of the Arabs, it is not to be rejected; and IB says, that it occurs in verses of chaste poets; and may be considered as used after the manner of a rel. n., [meaning ذُو مِــلْحٍ,] like رَجُلٌ تَارِسٌ, i. e. ذُو تُرْسٍ, and دَارِعٌ, i. e. ذُو دِرْعٍ: (TA:) it is a chaste word, of the dial. of El-Hijáz, but extr., being from أَمْــلَحَ المَآءُ, like as you say بَاقِلٌ from أَبْقَلَ المَوْضِعُ; and when it is said that it is rare, it is meant that it is not agreeable with its verb, not that it is rare with respect to usage, seeing that it is of the dial. of the people of El-Hijáz, who selected the most chaste words of the various dialects: or it is regularly formed from مَــلَحَ المَأءُ, a form of the verb sometimes used. (Msb.) The pl. of مِــلْحٌ is مِــلْحَــةٌ and مِلَاحٌ and مِــلَحٌ: (L, K:) and sometimes is said أَمْوَاهٌ مِــلْحٌ salt waters; and رَكِيَّةٌ مِــلْحَــةٌ a salt well. (L.) b3: مِلَاحٌ Salt waters. (T, K.) ↓ قَلِيبٌ مَليِحٌ A well of salt water: (S, K:) pl. أَقْلِبَةٌ مِلَاحٌ, occurring in a verse of 'Antarah. (S.) b4: مِــلْحٌ (assumed tropical:) Knowledge; science; learning; syn. عِلْمٌ. (IKh, Kz, K.) b5: (assumed tropical:) Men of science; learned men; syn. عُلَمَآءُ. (IKh, Kz, K.) b6: (tropical:) Goodliness, or beauty. (K.) [Accord. to the TA, it is an inf. n.: see مَــلُحَ.] b7: (tropical:) Fat, as a subst. (Sh, K.) b8: (tropical:) Fatness: (K:) or a small degree of fatness. (TA.) b9: مِــلْحٌ and ↓ مِــلْحَــةٌ (tropical:) A sacred or inviolable bond, or the like, or any compact, bond, or obligation, which one is under an obligation to respect, or honour, or the cancelling or breaking of which renders one obnoxious to blame; syn. حُرْمَةٌ and ذِمَامٌ; and a compact, or confederacy; syn. حِلْفٌ. (K.) In some copies of the K, for حِلْفٌ is put حَلفٌ. (TA.) b10: Accord. to Aboo-Sa'eed, this is the signification of the former word in the verse of Abu-t-Tamahán cited above, and the poet means, I hope that God may punish you for your perfidious violation of the sacred obligation to their owner, which they imposed upon you. Yousay بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ مِــلْحٌ, and ↓ مِــلْحَــةٌ, There is a sacred or inviolable bond, &c., between such a one and such a one. [This meaning is derived from مِــلْحٌ as signifying “ salt; ” the eating of which with another imposes upon the two parties a sacred mutual obligation.] The Arabs, says Abu-l-'Abbás, pay a high respect to salt and fire and ashes. (L.) [You say,] مِــلْحُــهُ عَلَى رُكْبَتِهِ, so in the copies of the K, but correctly على رُكْبَتَيْهِ, as in all the other lexicons, (TA,) (tropical:) [lit., His salt is upon his knees;] meaning he has no good faith, so as to fulfil his promises, or engagements: (K:) or he has little good faith, so as to fulfil his promises, &c., for the Arabs swear by salt, and by water, because of their respect for them: (IAar:) or he violates the obligation imposed by such, the smallest thing making him forget it, like as the least thing scatters salt if a person puts it upon his knees: (T:) or he is fat: (K:) As says, that in the following verse, لَا تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ نِسْوَةٍ
مِــلْحُــهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ [Blame her not; for she is of women whose fat is placed above the knees;] the woman meant was of the people called Ez-Zenj, whose fat is in their thighs, and مــلحــها signifies their fat: (TA:) or he is sharp in his anger: (K:) or he is of evil disposition, rendered angry by the least thing; like as salt upon the knee is scattered by the least thing: (T:) or he is frequently engaged in altercation; as though his knees were much wounded by his long kneeling in altercation, and by his long striking his knees against those of another, and he therefore put salt upon them to cure them. (A.) [See also رُكْبَةٌ.]
A3: نَبْتٌ مِــلْحٌ, and ↓ مَالِحٌ, A plant of the kind called حَمْضٌ. (ISk, S.) مَــلَحٌ: see مُــلْحَــةٌ. b2: A certain disease and fault in the kind leg of a beast of carriage; (TA;) a swelling in the hock, or hock-tendon, (عُرْقُوب,) of a horse; (S, K;) less than what is called جَرَذٌ; which is a name given to it when it has become violent. (S.) مَــلِحٌ: see مِــلْحٌ.
مَــلْحَــةٌ (tropical:) A single feed taken by a child from the breast. مَلْجَةٌ, with ج, signifies a single suck. (TA.) A2: مَــلْحَــةٌ The main body of the sea; or the fathomless deep of the sea; or a great expanse of sea of which the extremities cannot be seen. (K.) مُــلْحَــةٌ (S, K) and ↓ مَــلَحٌ (K) (tropical:) A white colour intermixed with black: (S, K:) whiteness overspreading blackness in the human hair, and in anything: or a dusty white colour: or a clear white colour: or whiteness inclining to any kind of redness; like the colour of the antelope. (L.) [See also أَمْــلَحُ.] b2: Also, مُــلْحَــةٌ (tropical:) The utmost degree of blueness or grayness, [app. meaning the latter, from مِــلْحٌ as signifying “ salt,” as salt in the state in which it is commonly used in Arabia is of a pale gray colour,] أَشَدُّ الزَّرقِ: (K:) or blueness, or grayness, (زُرْقَة,) of such a degree as to incline to whiteness. (S.) [See أَمْــلَحُ.] b3: مُــلْحَــةٌ (tropical:) A goodly, beautiful, pretty, or facetious, story, or narrative, and word, or saying, or speech; a bon-mot; (L;) وَاحِدَةُ المُــلَحِ مِنَ الأَحَادِيثِ; (S, K;) [what is deemed beautiful, elegant, facetious, or the like, of stories, &c.: (Ibr D:) and so ↓ أُمْلُوحَةٌ, coupled with أُفْكُوهَةٌ in art. فكه in the TA:] also said to signify a bad, an abominable, or a foul, word, saying, or speech; a meaning taken from a trad. of 'Áïsheh, who applied this term [perhaps ironically] to a bad answer which she had given in consequence of her having misunderstood a question put to her: (L:) pl. مُــلَحٌ. (S, K.) As said نِلْتُ بِالمُــلَحِ [I have attained to the station, or rank, to which I have attained by means of goodly, or facetious, sayings, &c.] (S.) حَدَّثْتُهُ بِالمُــلَحِ (tropical:) [I related to him goodly, beautiful, pretty, or facetious, stories.] (A.) b4: [A curiosity, an extraordinary thing.]
مِــلْحَــةٌ: see مِــلْحٌ.
مَــلْحَــانُ: see مِــلْحَــانُ. b2: [A sucker: see مَصَّانٌ in art. مص.]
مِــلْحَــانُ, (S, K,) sometimes written ↓ مَــلْحَــانُ, (TA, art. شيب, voce شِيبَانُ,) [written in both these ways in a copy of the S in my hands,] (tropical:) A name given to one of the winter-months, because of the whiteness of its snow: (S:) the month called Jumáda-l-Ákhireh, جُمَادَى الآخِرَةٌ, (K,) [in the old Arabian calendar;] because of its whiteness; Jumáda-l-Oolà, جُمَادَى الأُولَى, being called شِيبَانُ: or this was a name of Kánoon el-Owwal, كَانُونُ الأَوَّلُ; (TA;) and مِــلْحَــانُ was Kánoon eth-Thánee, كَانُونُ الثَّانِى: (K, TA:) [but see شِيبَانُ:] or شِيبَانُ and مِــلْحَــانُ were names applied to the days when the earth was white with hoar-frost, or rime. ('Amr Ibn-Abee-'Amr, Az.) مُلَاحٌ: see مَلِيحٌ.
مَلِيحٌ and ↓ مُلَاحٌ and ↓ مُلَّاحٌ, (S, K,) but the last signifies more than the first, (T, S,) (tropical:) Goodly; beautiful; pretty; (S, Msb, K;) and beautiful of colour; or beautiful and bright; (Msb;) pleasing to the eye or ear; facetious: (the lexicons passim:) fem. of the first with ة: (Msb:) pl. of the same, مِلَاحٌ and أَمْلَاحٌ; (AA, S, K;) and of مُلَاحٌ, مُلَاحُونَ; and of مُلَّاحٌ, مُلَّاحُونَ. (K.) b2: See مِــلْحٌ. b3: [Facetious speech.] b4: One in whose counsel, or advice, one seeks a remedy; acc. to AA: hence the phrase قريش مــلح الناس: acc. to some, one with whom one finds, or esteems, it pleasant to sit and converse. (IB, in TA, voce نِقَابٌ.) b5: أَبُو المَلِيحِ [the bird Sifrid]: see صِفْرِدٌ.
مِلَاحَةٌ and ↓ مَلَّاحِيَّةٌ: see مَلَّاحٌ.
مُلَاحِىٌّ, sometimes written مُلَّاحِىٌّ, (S, K,) occurring in poetry written in the latter manner, (S,) A kind of white, long-shaped, grape: (S, K:) so called from [the colour termed] المُــلْحَــة; (S;) or from the [plant called] مُلَّاح, because of its taste. (AHn.) b2: Also, A kind of fig, (K,) small, of the colour termed أَمْــلَح, very sweet, and which is dried. (TA.) b3: Also, A species of the tree called أَرَاك in which is whiteness and redness and the colour termed شُهْبَة. (AHn, K.) مَلَّاحٌ A seller of salt: or a possessor of salt: (IAar, K:) as also ↓ مُتَمَــلِّحٌ: (K:) which also signifies one who provides himself with salt for travelling-provision: or a trader in salt. (TA.) b2: مَلَّاحٌ A sailor; a shipman; a seaman, or mariner: (T, S, K:) so called because constantly upon the salt water. (T.) b3: Also, One who constantly attends to a river (نَهْر; in some copies of the K, بَحْر; TA) to put its mouth into a right or proper state. (K.) b4: His occupation is called ↓ مِلَاحَةٌ and ↓ مَلَّاحِيَّةٌ. (K.) مُلَّاحٌ: see مَلِيحٌ. b2: [A coll. gen. n.] A certain plant, (S, K,) of the kind called حَمْضٌ; (Lth, T, S;) a leguminous garden-plant; n. un. with ة; it is a tender plant, with a salt flavour, growing in smooth, or soft, and depressed, tracts of land: (T:) a herb of the kind called حَمْض, having twigs and leaves, growing in tracts such as are called قِفَاف, of a salt flavour, wholesome to camels and sheep: (M:) a plant like the قُلَّام, in which is a red hue, eaten with milk, bearing grain which is collected like as is that of the فَثّ, and made into bread, and eaten: so says AHn, and he adds, I think that it is thus called because of its colour; not because of its taste: and in another place he says, that the مُلَّاح is the raceme of the كَبَاث of the أَرَاك; thus called because of its taste, which is hot, as though containing salt. (M.) [Suœda baccata. Forsk., Flor., 69. (Freytag.)]
مَلَّاحَةٌ (S, K) and ↓ مَمْــلَحَــةٌ (K) A place where salt is generated. (S, K.) مَلَّاحِيَّةٌ: see مَلَّاحٌ.
مَالِحٌ: see مِــلْحٌ and مَمْلُوحٌ.
أَمْــلَحُ (tropical:) A ram, (S, K,) and a he-goat, (S,) of a white colour intermixed with black: (S, K:) any hair, and wool, and the like, in which are whiteness and blackness: (TA:) that in which are whiteness and blackness, the former colour predominating: (Az, Ks and others:) or of a dusty white colour: or of a clear white colour: (Msb:) fem. مَــلْحَــآءُ; applied to a ewe of a white colour intermixed with black: (K:) or black, with its hair pervaded by whiteness. (TA.) Aboo-Dhubyán Ibn-Er-Raabal employs امــلح as one of four epithets which he applies to those old men most hateful to him. (S.) b2: Also, (tropical:) Blue, or gray, [see مُــلْحَــةٌ,] in such a degree as to incline to whiteness; an epithet applied to a man, &c. (Msb) أَمْــلَحٌ العَيْنِ Having the eye of that colour. (S.) b3: Hence, كَتِيبَةٌ مَــلْحَــآءُ [meaning (tropical:) An army, or a troop of horse, appearing of a white and black, or gray, hue, by reason of their glittering weapons; see also كتيبة شَهْبَآءُ]: (S:) or one that is white and great: (TA:) or, great. (K.) b4: أَمْــلَحُ (assumed tropical:) Dew that falls in the night upon leguminous plants: so called because of its whiteness. (L.) Er-Rá'ee says, describing some camels, أَقَامَتْ بِهِ حَدَّ الرَّبِيعِ وَجَارُهَا
أَخُو سَلْوَةٍ مَسَّى بِهِ اللَّيْلُ أَمْــلَحُ meaning [by امــلح] dew: [They remained in it during the period of the season called الربيع, and their preserver from thirst was attended by comfort, being dew brought by the night]: he says, they remained in that place during the days of the season called الربيع, and while the dew lasted, so that he was (فَهُوَ [but this appears to be a mistake for فَهِىَ, “so that they were,”]) in a comfortable state of life: and he says مسّى به because the dew falls in the night: (S, L:) by جارها he means the night-dew which preserved them from thirst. (L.) b5: المَــلْحَــآءُ was also the name of a particular troop belonging to the family of ElMundhir, (S, K,) of the Kings of Syria, who had another called الشَّهْبَآءُ. (TA.) b6: نَمِرَةٌ مَــلْحَــآءُ A بُرْدَة with black and white stripes. (L.) شَجَرَةٌ مَــلْحَــآءُ (assumed tropical:) A tree of which the leaves have fallen, (L, K,) the branches, or twigs, remaining green. (L.) b7: المَــلْحَــآءُ (in a camel, L) (assumed tropical:) Certain flesh in the back, (situate within, L,) extending from the withers (الكَاهِل) to the rump: (L, K:) or the middle of the back, between the withers (الكاهل) and the rump: (T, S [in neither of which is reference made here to a camel]:) or the part between the hump of a camel and its rump: or the vertebræ of a camel over which is the hump: (L:) or, in a camel, the part beneath the hump; containing six vertebræ (مَحَالَات): pl. مَــلْحَــاوَاتٌ. (T.) فَارسُ المَــلْحَــآءِ The fat of the hump. (L.) b8: أَمْــلَحُ A horse having the kind of swelling called مَــلَحٌ. (TA.) أُمْلُوحَةٌ: see مُــلْحَــةٌ.
مَمْــلَحَــةٌ: see مَلَّاحَةٌ.
مِمْــلَحَــةٌ A thing [or vessel or the like] in which salt is put. (S, A.) مَمْلُوحٌ and ↓ مُمَــلِّحٌ (tropical:) A fat camel. (L.) b2: ↓ مُمَــلِّحٌ (tropical:) A camel destined for slaughter that is fat: (S:) or having some remains of fatness. (L.) A2: سَمَكٌ مَمْلُوحٌ, and ↓ مَلِيحٌ, (S, K,) and ↓ مِــلْحٌ, (Msb,) Salted fish; (S, K;) i. q. ↓ مُمَــلَّحٌ. (K.) You should not say مَالِحٌ. As to the saying of 'Odháfir, بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْرِيَّا والطَّرِيَّا ↓ يُطْعِمُهَا المَالِحَ [A woman of El-Basrah who married a man of El-Basrah: he fed her with salted and fresh], it is not an evidence. (S.) ISd says, that some have disapproved of this word, as also of مليح, not regarding the above verse as an evidence. You says, that مليح and مملوح are better than مالح. (TA.) مُمَــلَّحٌ and مُمَــلِّحٌ: see مَمْلُوحٌ.
مُتَمَــلِّحٌ: see مَلَّاحٌ.
مــلح: المِــلْح: ما يطيب به الطعام، يؤنث ويذكر، والتأْنيث فيه أَكثر.
وقد مَــلَحَ القِدْرَ
(* قوله «وقد مــلح القدر إلخ» بابه منع وضرب وأَما
مــلح الماء فبابه كرم ومنع ونصر كما في القاموس.) يَمْــلِحُــها ويَمْــلَحُــها
مَــلْحــاً وأَمــلَحَــها: جعل فيها مِــلْحــاً بقَدَرٍ. ومَــلَّحــها تَمْليحاً:
أَكثر مِــلْحــها فأَفسدها، والتمليح مثله. وفي الحــديث: إِن الله تعالى ضرب
مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وإِن مَــلَحــه أَي أَلقى فيه المِــلْح بقَدْر
الإِصلاح. ابن سيده عن سيبويه: مَــلَحْــتُه ومَــلَّحْــته وأَمْــلَحْــته بمعنىً؛
ومَــلَح الــلحــمَ والجلدَ يَمْــلَحُــه مَــلْحــاً، كذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
تُشْلي الرَّمُوحَ، وهِيَ الرَّمُوحُ،
حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ
وقال أَبو ذؤيب:
يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصحراء فائِرُه،
كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ
يعني البحر شبّه السَّرابَ به. وتقول: مَــلَحْــتُ الشيءَ ومَــلَّحْــته، فهو
مملوح مُمَــلَّحٌ مَلِيحٌ.
والمِــلْحُ والمَلِيح خلاف العَذْب من الماء، والجمع مِــلْحَــةٌ ومِلاح
وأَمْلاح ومِــلَح؛ وقد يقال: أَمواهٌ مِــلْح ورَكيَّة مِــلْحــة وماء مِــلْح، ولا
يقال مالح إِلاَّ في لغة رديئة. وقد مَــلُحَ مُلُوحة ومَلاحة ومَــلَح
يَمْــلَح مُلوحاً، بفتح اللام فيهما؛ عن ابن الأَعرابي، فإِن كان الماء عذباً
ثم مَــلُحَ قال: أَمْــلَحَ؛ وبقلة مالِحــة. وحكى ابن الأَعرابي: ماء مالحٌ
كمِــلْحٍ، وإِذا وصفت الشيءَ بما فيه من المُلوحة قلت: سمك مالح وبقلة
مالحــة. قال ابن سيده: وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، وأَنا أَشرب ماءَ المِــلْح
أَي الشديدَ المُلوحة. الأَزهري عن أَبي العباس: أَنه سمع ابن الأَعرابي
قال: ماء أُجاجٌ وقُعاع وزُعاق وحُراق، وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطائر، وهو
الماء المالح؛ قال وأَنشدنا:
بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ، ما أَعَقَّهُ
رَبُّك، والمَحْرُومُ من لم يُسْقَهُ
أَراد: ما أَقَعَّه من القُعاع، وهو الماء المِــلْحُ فقلَب. ابن شميل:
قال يونس: لم أَسمع أَحداً من العرب يقول ماء مالح، ويقال سَمك مالح،
وأَحسن منهما: سَمك مَلِيح ومَمْلوح؛ قال الجوهري: ولا يقال مالح، قال: وقال
أَبو الدُّقَيْش: يقال ماء مالِح ومِــلْحٌ؛ قال أَبو منصور: هذا وإِن وُجد
في كلام العرب قليلاً لغة لا تنكر؛ قال ابن بري: قد جاء المالِح في
أَشعار الفصحاء كقول الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يصف أُتُناً وحماراً:
تخالُه من كَرْبِهِنَّ كالِحــا،
وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحــا
وقال غَسَّان السَّلِيطيّ:
وبِيضٍ غِذاهُنَّ الحَــليبُ، ولم يكنْ
غِذاهُنَّ نِينانٌ من البحر مالِحُ
أَحَبُّ إِلينا من أُناسٍ بقَرْيةٍ،
يَموجُونَ مَوْجَ البحرِ، والبحرُ جامحُ
وقال عمر بن أَبي ربيعة:
ولو تَفلتْ في البحرِ، والبحرُ مالحٌ،
لأَصْبَحَ ماءُ البحرِ من رِيقها عَذْبا
قال ابن بري: وجدت هذا البيت المنسوب إِلى عمر ابن أَبي ربيعة في شعر
أَبي عُيَيْنَةَ محمد بن أَبي صُفْرة في قصيدة أَوّلها:
تَجَنَّى علينا أَهلُ مَكتومةَ الذَّنْبا،
وكانوا لنا سِلْماً، فصاروا لنا حَرْبا
وقال أَبو زِياد الكلابي:
صَبَّحْنَ قَوًّا، والحِــمامُ واقِعُ،
وماءُ قَوٍّ مالِحٌ وناقِعُ
وقال جرير:
إِلى المُهَلَّبِ جَدَّ اللهُ دابِرَهُمْ
أَمْسَوا رَماداً، فلا أَصلٌ ولا طَرَفُ
كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بِصَلاً،
ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفوا
قال وقال ابن الأَعرابي: يقال شيء مالح كما يقال حامض؛ قال ابن بري:
وقال أَبو الجَرَّاحِ: الحَــمْضُ المالح من الشجر. قال ابن بري: ووجه جواز
هذا من جهة العربية أَن يكون على النسب، مثل قولهم ماء دافق أَي ذو دَفْق،
وكذلك ماء مالح أَي ذو مِــلْح، وكما يقال رجل تارِسٌ أَي ذو تُرْس، ودارِع
أَي ذو دِرْع؛ قال: ولا يكون هذا جارياً على الفعل؛ ابن سيده: وسَمك
مالح ومَليح ومَمْلوح ومُمَــلَّح وكره بعضهم مَليحاً ومالحــاً، ولم يَرَ بيتَ
عُذافِرٍ حُجَّةً؛ وهو قوله:
لو شاءَ رَبي لم أَكُنْ كَرِيَّا،
ولم أَسُقْ لِشَعْفَرَ المَطِيَّا
بِصْرِيَّةٍ تزوَّجت بِصْرِيَّا،
يُطْعِمُها المالحَ والطَّرِيَّا
وقد عارض هذا الشاعرَ رجلٌ من حنيفة فقال:
أَكْرَيْتُ خَرْقاً ماجداً سَرِيَّا،
ذا زوجةٍ كان بها حَفِيَّا،
يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا
وأَمْــلَح القومُ: وَرَدُوا ماء مِــلْحــاً. وأَمــلَحَ الإِبلَ: سقاها ماء
مِــلْحــاً. وأَمْــلَحَــتْ هي: وردت ماء مِــلْحــاً. وتَمَــلَّحَ الرجلُ: تَزَوَّدَ
المِــلْحَ أَو تَجَرَ به؛ قال ابن مقبل يصف سحاباً:
تَرَى كلَّ وادٍ سال فيه، كأَنما
أَناخَ عليه راكبٌ مُتَمَــلِّحُ
والمَلاَّحَةُ: مَنْبِتُ المِــلْح كالبَقَّالة لمنبت البَقْل.
والمَمْــلَحــةُ: ما يجعل فيه المــلح.
والمَلاَّح: صاحب المِــلْح؛ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد:
حتى تَرَى الحُــجُراتِ كلَّ عَشِيَّةٍ
ما حَوْلَها، كمُعَرَّسِ المَلاَّحِ
ويروى الحَــجَرات. والمَلاَّحُ: النُّوتيّ؛ وفي التهذيب: صاحب السفينة
لملازمته الماءَ المِــلْح، وهو أَيضاً الذي يتعهد فُوهَةَ النهر ليُصْــلحــه
وأَصله من ذلك، وحِرْفَتُه المِلاحَةُ والمُلاَّحِيَّةُ؛ وأَنشد الأَزهري
للأَعشى:
تَكافَأَ مَلاَّحُها وَسْطَها،
من الخَوْفِ، كَوْثَلَها يَلتَزِمْ
ابن الأَعرابي: المِلاحُ الريح التي تجري بها السفينة وبه سمي
المَلاَّحُ مَلاَّحاً، وقال غيره: سمي السَّفَّانُ مَلاَّحاً لمعالجته الماءَ
المِــلْحَ بإِجراء السفن فيه؛ ويقال للرجل الحــديد: مِــلْحُــه على رُكْبتيه؛ قال
مِسكينٌ الدَّارِميّ:
لا تَلُمْها، إِنها من نِسْوَةٍ
مِــلحُــها مَوْضوعةٌ فوق الرُّكَبْ
قال ابن سيده: أَنث فإِما أَن يكون جمعَ مِــلْحــة، وإِما أَن يكون
التأْنيث في المِــلْح لغة؛ وقال الأَزهري: اختلف الناس في هذا البيت فقال
الأَصمعي: هذه زِنجِيَّة والمِــلْح شحمها ههنا وسِمَنُ الزِّنْج في أَفخاذها؛
وقال شمر: الشحم يسمى مِــلْحــاً؛ وقال ابن الأَعرابي في قوله:
مــلحُــها موضوعة فوق الرُّكَبْ
قال: هذه قليلة الوفاء، والمِــلْحُ ههنا يعني المِــلْحَ. يقال: فلان
مِــلْحُــه على ركبتيه إِذا كان قليل الوفاء. قال: والعرب تحلف بالمِــلْح والماء
تعظيماً لهما. ومَــلَحَ الماشيةَ مَــلْحــاً ومَــلَّحــها: أَطعمها سَبِخَةَ
المِــلْح، وهو مِــلْح وتُراب، والمــلح أَكثر، وذلك إِذا لم يقدر على الحَــمْضِ
فأَطعمها هذا مكانه.
والمُلاَّحَة: عُشبة من الحُــمُوضِ ذات قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها
القِفافُ، وهي مالحــة الطعم ناجعة في المال، والجمع مُلاَّحٌ. الأَزهري عن الليث:
المُلاَّحُ من الحَــمْضِ؛ وأَنشد:
يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوي القَرْمَلِ
قال أَبو منصور: المُلاَّحُ من بقول الرياض، الواحدة مُلاَّحة، وهي بقلة
غَضَّة فيها مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ؛ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي
النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ في وصفه روضةً: رأَيتُها تَنْدى من بُهْمَى
وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلاَّحةٍ ونَهْقَةٍ.
والمُلاَّحُ، بالضم والتشديد: من نبات الحَــمْضِ؛ وفي حديث ظَبْيانَ:
يأْكلون مُلاَّحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها: المُلاَّح: ضرب من النبات،
والسِّراحُ: جمع سَرْح، وهو الشجرُ؛ وقال ابن سيده: قال أَبو حنيفة: المُلاَّحُ
حَمْضَة مثل القُلاَّم فيه حمرة يؤكل مع اللبن يُتَنَقَّلُ به، وله حب
يجمع كما يجمع الفَثُّ ويُخْبز فيؤكل، قال: وأَحْسِبُه سمي مُلاَّحاً
للَّوْن لا للطعم؛ وقال مَرَّةً: المُلاَّحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك
سمي به لطعمه، كأَن فيه من حرارته مِــلْحــاً، ويقال: نبتٌ مِــلْح ومالح
لــلحَــمْضِ. وقَلِيبٌ مَليح أَي ماؤه مِــلْح؛ قال عنترة يصف جُعَلاً:
كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلاً،
هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ
والمِــلْحُ: الحُــسْنُ من المَلاحة. وقد مَــلُحَ يَمْــلُحُ مُلُوحةً
ومَلاحةً ومِــلْحــاً أَي حَسُنَ، فهو مَليح ومُلاحٌ ومُلاَّح. والمُلاَّحُ
أَمْــلَحُ من المَليح؛ قال:
تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ،
أُجِمَّ حتى هَمَّ بالصِّياحِ
يعني فرجها، وهذا المثال لما أَرادوا المبالغة، قالوا: فُعَّال فزادوا
في لفظه لزيادة معناه؛ وجمع المَلِيحِ مِلاحٌ وجمع مُلاحٍ ومُلاَّحٍ
مُلاحُون ومُلاَّحُونَ، والأُنثى مَلِيحة. واستَمْــلَحــه: عَدَّه مَلِيحاً؛
وقيل: جمع المَلِيح مِلاحٌ وأَمْلاح؛ عن أَبي عمرو، مثل شَرِيف
وأَشْراف.وفي حديث جُوَيرية: وكانت امرأَة مُلاحةً أَي شديدة المَلاحة، وهو من
أَبنية المبالغة. وفي كتاب الزمخشري: وكانت امرأَة مُلاحة أَي ذات مَلاحة،
وفُعالٌ مبالغة في فعيل مثل كريم وكُرام وكبير وكُبارٍ، وفُعَّالٌ
مَشدّداً أَبلغ منه. التهذيب: والمُلاَّحُ أَمْــلَحُ من المَليح. وقالوا: ما
أُمَيْــلِحَــه فَصَغَّروا الفعل وهم يريدون الصفة حتى كأَنهم قالوا مُلَيْحٌ،
ولم يصغروا من الفعل غيره وغير قولهم ما أُحَيْسِنَه؛ قال الشاعر:
يا ما أُمَيْــلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لنا،
من هؤُلَيَّاءِ، بين الضَّالِ والسَّمُرِ
والمُــلْحــة والمُــلَحــةُ: الكلمة المَليحة.
وأَمْــلَح: جاء بكلمة مَليحة. الليث: أَمْــلَحْــتَ يا فلانُ بمعنيين أَي
جئت بكلمة مَلِيحة وأَكثرت مِــلْحَ القِدْرِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت لها امرأَة: أَزُمُّ جَمَلي هل
عليَّ جُناحٌ؟ قالت: لا، فلما خرجت قالوا لها: إِنها تعني زوجها، قالت:
رُدُّوها عليَّ، مُــلْحــةٌ في النار اغسلوا عني أَثرها بالماء والسِّدْرِ؛
المُــلْحَــة: الكلمة المليحة، وقيل: القبيحة. وقولها: اغسلوا عني أَثرها تعني
الكلمة التي أَذِنَتْ لها بها، ردُّوها لأُعلمها أَنه لا يجوز. قال أَبو
منصور: الكلام الجيد مَــلَّحْــتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِــلْحَــها، بالتشديد،
ومَــلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بشيء مَلِيح. والمُــلْحَــةُ، بالضم: واحدة
المُــلَحِ من الأَحاديث. قال الأَصمعي: بَلَغْتُ بالعلم ونِلْتُ بالمُــلَح؛
والمَــلْح: المُــلَحُ من الأَخبار، بفتح الميم. والمِــلْحُ: العلم. والمِــلْحُ:
العلماء.
وأَمْــلِحْــني بنفسك: زَيِّنِّي؛ التهذيب: سأَل رجل آخر فقال: أُحِبُّ أَن
تُمْــلِحَــني عند فلان بنفسك أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني.
الأَصمعي: الأَمْــلَحُ الأَبْلَقُ بسواد وبياض. والمُــلْحــة من الأَلوان:
بياض تشوبه شعرات سود. والصفة أَمْــلَح والأُنثى مَــلْحــاء. وكل شعر وصوف
ونحوه كان فيه بياض وسواد: فهو أَمْــلح، وكبش أَمْــلَحُ: بَيِّنُ المُــلْحــةِ
والمَــلَح. وفي الحــديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ بكبشين
أَمْــلَحَــينِ فذبحهما؛ وفي التهذيب: ضَحَّى بكبشين أَمــلحــين؛ قال الكسائي
وأَبو زيد وغيرهما: الأَمْــلَح الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أَكثر.
وقد امْــلَحَّ الكبش امْــلِحــاحاً: صار أَمْــلَح؛ وفي الحــديث: يُؤْتى بالموت
في صورة كبش أَمْــلَح؛ ويقال: كبش أَمْــلَحُ إِذا كان شعره خَلِيساً. قال
أَبو دُبْيانَ ابنُ الرَّعْبَلِ: أَبْغَضُ الشيوخ إِليَّ الأَقْــلَحُ
الأَمــلَحُ الحَــسُوُّ الفَسُوُّ.
وفي حديث خَبَّاب: لكنْ حمزةُ لم يكن له إِلاَّ نَمِرةٌ مَــلْحــاءُ أَي
بُرْدَة فيها خطوط سود وبيض، ومنه حديث عبيد بن خالد
(* قوله «ومنه حديث
عبيد بن خالد إلخ» نصه كما بهامش النهاية: كنت رجلاً شاباً بالمدينة فخرجت
في بردين وأَنا مسبلهما فطعنني رجل من خلفي، اما باصبعه واما بقضيب كان
معه، فالتفت إلخ.): خرجت في بردين وأَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت: إِنما هي مَــلْحــاء، قال: وإِن كانت
مَــلْحــاء أَما لك فيَّ أُسْوَةٌ؟ والمَــلْحــاء من النِّعاج: الشَّمطاءُ تكون
سوداء تُنْفِذها شعرةٌ بيضاء. والأَمْــلَحُ من الشَّعَرِ نحو الأَصْبَح وجعل
بعضهم الأَمْــلَح الأَبيضَ النقيَّ البياض وقيل: المُــلْحــة بياض إِلى الحــمرة
ما هو كلون الظبي؛ أَبو عبيدة: هو الأَبيض الذي ليس بخالص فيه عُفْرة.
ورجل أَمْــلَحُ الــلحــية إِذا كان يعلو شعرَ لحــيته بياضٌ من خِلْقةٍ، ليس من
شيب، وقد يكون من شيب ولذلك وصف الشيب بالمُــلحَــة؛ أَنشد ثعلب:
لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا،
حتى اكتَسَى الشيبُ قِناعاً أَشْهَبا،
أَمْــلَح لا لَذًّا ولا مُحَبَّبا
وقيل: هو الذي بياضه غالب لسواده وبه فسر بعضهم هذا البيت. والمُــلْحــة
والمَــلَحُ: في جميع شعر الجسد من الإِنسان وكلِّ شيء بياضٌ يعلو السواد.
والمُــلْحــة: أَشدُّ الزَّرَق حتى يَضْرِب إِلى البياض؛ وقد مَــلِح مَــلَحــاً
وامْــلَحَّ وأَمْــلَح؛ الأَزهري: الزُّرْقَةُ إِذا اشتدّت حتى تضرب إِلى
البياض قيل: هو أَمْــلَحُ العين، ومنه كتيبة مَــلْحــاءُ؛ وقال حَسانُ بن ربيعة
الطائي:
وإِنا نَضْرِبُ المَــلْحَــاءَ حتى
تُوَالِّي، والسُّيُوفُ لنا شُهودُ
قال ابن بري: المشهور من الرواية: وأَنا نضرب المــلحــاء، بفتح الهمزة؛
وقبله:
لقد عَلِمَ القبائلُ أَن قومي
ذَوو حَدٍّ، إِذا لُبِسَ الحَــديدُ
قال: ومعنى قوله حتى تولي أَي حتى تفرّ مولية يعني كتيبة أَعدائه، وجعل
تفليل السيوف شاهداً على مقارعة الكتائب ويروى: لها شهود، فمن روى لنا
شهود فإِنه جعل فُلولَها شُهوداً لهم بالمقارعة، ومن روى لها أَراد أَن
السيوف شهود على مقارعتها، وذلك تفليلها. ومَِــلْحــانُ: جُمادَى الآخرة؛ سمي
بذلك لابيضاضه بالثلج؛ قال الكميت:
إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ جُمْراً جُنُوبُها،
لِشَيْبانَ أَو مَــلْحــانَ، واليومُ أَشْهَبُ
شَِيبْانُ: جُمادَى الأُولى وقيل: كانون الأَول. ومَِــلْحــانُ: كانون
الثاني، سمي بذلك لبياض الثلج. الأَزهري: عمرو بن أَبي عمرو: شِيبانُ، بكسر
الشين، ومَِــلْحــان من الأَيام إِذا ابيضت الأَرض من الجَلِيتِ والصَّقِيعِ.
الجوهري: يقال لبعض شهور الشتاء مَِــلْحــانُ لبياض ثلجه.
والمُلاَّحِيُّ، بالضم وتشديد اللام: ضرب من العنب أَبيض في حبه طول،
وهو من المُــلْحــة؛ وقال أَبو قيس ابنُ الأَسْلَت:
وقد لاحَ في الصبحِ الثرَيَّا كما ترى،
كعُنْقودِ مُلاَّحِيَّةٍ، حين نَوَّرا
ابن سيده: عنب مُلاحِيٌّ أَبيض؛ قال الشاعر:
ومن تَعاجيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ،
يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ
قال: وحكى أَبو حنيفة مُلاَّحِيّ، وهي قليلة. وقال مرة: إِنما نسبه إِلى
المُلاَّحِ، وإِنما المُلاَّحُ في الطَّعْم، والمُلاحِيُّ من الأَراك
الذي فيه بياض وشُهْبة وحُمْرة؛ وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقيْلِيّ:
فما أُمُّ أَحْوَى الطُّرَّتَيْنِ خَلا لَها،
بقُرَّى، مُلاحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُ
والمُلاحِيُّ: تِينٌ صِغار أَمْــلَحُ صادق الحــلاوة ويُزَبَّبُ.
وامْلاحَّ النخلُ: تلوَّن بُسْرُه بحمرة وصفرة.
وشجرةٌ مَــلْحــاء: سقط ورقها وبقيت عيدانها خُضْراً. والمَــلْحــاء من
البعير: الفِقَرُ التي عليها السَّنامُ؛ ويقال: هي ما بين السَّنامِ إِلى
العَجُز؛ وقيل: المَــلْحــاء لَحْــمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ من الكاهل إِلى
العجز؛ قال العجاج:
موصولة المَــلْحــاءِ في مُسْتَعْظمِ،
وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ
والمَــلْحــاءُ: ما انْحَدَرَ عن الكاهل إِلى الصلب؛ وقوله:
رَفَعُوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا،
لا يبالونَ فارسَ المَــلْحــاءِ
يعني بفارس المَــلْحــاءِ ما على السَّنام من الشحم. التهذيب: والمَــلْحــاءُ
وَسَط الظهر بين الكاهل والعجز، وهي من البعير ما تحت السَّنام، قال: وفي
المَــلْحــاءِ سِتّ مَحالاتٍ والجمع مَــلْحــاوات.
الفرّاء: المَلِيحُ الحــليم والراسِبُ والمِرَبُّ الحــليم.
ابن الأَعرابي: المِلاحُ المِخْلاة. وجاء في الحــديث: أَن المختار لما
قتل عمر بن سعد جعل رأْسه في مِلاح وعَلَّقه؛ المِلاحُ: المِخْلاة بلغى
هذيل؛ وقيل: هو سِنانُ الرمح، قال: والمِلاحُ السُّترة. والمِلاحُ: الرمح.
والمِلاحُ: أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بعد الشَّمال.
ويقال: أَصبنا مُــلْحــةً من الربيع أَي شيئاً يسيراً منه. وأَصاب المالُ
مُــلْحَــةً من الربيع: لم يستمكن منه فنال منه شيئاً يسيراً.
والمِــلْحُ: السِّمَنُ القليل. وأَمْــلَحَ البعيرُ إِذا حمل الشحم،
ومُــلِح، فهو مَمْلوحٌ إِذا سمن. ويقال: كان ربيعنا مَمْلوحاً، وكذلك إِذا
أَلْبَنَ القومُ وأَسْمَنُوا. ومُــلِّحَــت الناقة، فهي مُمَــلَّحٌ: سمنَت قليلاً؛
ومنه قول عروة بن الورد:
أَقَمْنا بها حِيناً، وأَكثرُ زادِنا
بقيةُ لَحْــمٍ من جَزُورٍ مُمَــلَّحِ
وجَزُورٌ مُمَــلَّحٌ: فيها بقية من سمن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً،
في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَيْنِ تَمْلِيحُ
أَي سِمَنٌ؛ يقول: لا شحم لها إِلا في عينها وسُلاماها؛ كما قال:
ما دام مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْن
قال: أَول ما يبدأُ السِّمَنُ في اللسان والكَرِش، وآخر ما يبقى في
السُّلامَى والعين.
وتَمَــلَّحــتِ الإِبلُ: كَمَــلَّحَــتْ، وقيل: هو مقلوب عن تَحَلَّمَتْ أَي
سمنت، وهو قول ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: ولا أُرى للقلب هنا وجهاً،
قال: وأُرى مَــلَحــتِ الناقةُ، بالتخفيف، لغة في مَــلَّحــتْ. وتَمَــلَّحَــت
الضِّبابُ: كَتَحَلَّمت أَي سمنت. ومَــلَّحَ القِدْرَ: جعل فيها شيئاً من شحم.
التهذيب عن أَبي عمرو: أَمْــلَحْــتُ القِدْرَ، بالأَلف، إِذا جعلت فيها
شيئاً من شحم.
وروي عن ابن عباس أَنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الصادقُ
يُعْطى ثلاثَ خصال: المُــلْحَــةَ والمَهابةَ والمحبةَ؛ المــلحــة، بالضم:
البركة. يقال: كان ربيعنا مَمْلُوحاً فيه أَي مُخْصِباً مباركاً، وهي من
مَــلَّحَــتِ الماشيةُ إِذا ظهر فيها السِّمَنُ من الربيع، والمِــلْحُ: البركة؛
يقال: لا يُبارِك الله فيه ولا يُمَــلِّحُ، قاله ابن الأَنباري. وقال ابن
بُزُزْجٍ: مَــلَحَ الله فيه فهو مَمْلوحٌ فيه أَي مبارك له في عيشه وماله؛
قال أَبو منصور: أَراد بالمُــلْحــة البركة. وإِذا دُعِيَ عليه قيل: لا
مَــلَّحَ الله فيه ولا بارك فيه وقال ابن سيده في قوله: الصادق يُعْطى
المُــلْحــةَ، قال: أُراه من قولهم تَمَــلَّحَــتِ الإِبلُ سمنت فكأَنه يريد الفضل
والزياجة. وفي حديث عمرو ابن حُرَيْثٍ
(* قوله «وفي حديث عمرو بن حريث
إلخ» صدره كما بهامش النهاية، قال عبد الملك لعمرو بن حريث: أي الطعام أَكلت
أحب اليك؟ قال: عناق قد أجيد إلخ.): عَناقٌ قد أُجيدَ تَمْلِيحُها
وأُحْكِمَ نُضْجُها؛ ابن الأَثير: التمليح ههنا السَّمْطُ، وهو أَخذ شعرها
وصوفها بالماء؛ وقيل: تمليحها تسمينها من الجزور المُمَــلَّح وهو السمين؛
ومنه حديث الحــسن: ذكرت له التوراة فقال: أَتريدون أَن يكون جلدي كجلد الشاة
المَمْلوحة؟ يقال: مَــلَحْــتُ الشاةَ ومَــلَّحْــتها إِذا سَمَطْتها.
والمِــلْحُ: الرَّضاعُ؛ قال أَبو الطَّمَحانِ وكانت له إِبل يَسْقِي
قوماً من أَلبانها ثم أَغاروا عليها فأَخذوها:
وإِني لأَرْجُو مِــلْحــها في بُطُونِكم،
وما بَسَطَتْ من جِلْدِ أَشْعَثَ أَغْبَرا
وذلك أَنه كان نزل عليه قوم فأَخذوا إِبله فقال: أَرجو أَن تَرْعَوْا ما
شَرِبْتُم من أَلبنان هذه الإِبل وما بَسَطتْ من جلود قوم كأَنَّ جلودهم
قد يبست فسمنوا منها؛ قال ابن بري: صوابه أَغبر بالخفض والقصيدة مخفوضة
الروي وأَوَّلها:
أَلا حَنَّتِ المِرْقالُ واشْتاقَ رَبُّها؟
تَذَكَّرُ أَرْماماً، وأَذْكُرُ مَعْشَرِي
قال: يقول إِني لأَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم به،
وكانوا استاقوا له نَعماً كان يسقيهم لبنها؛ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح
أَن ابن الأَعرابي أَنشد هذا البيت في نوادره:
وما بَسَطتْ من جِلدِ أَشعَثَ مُقْتِرِ
الجوهري: والمَــلْح، بالفتح، مصدر قولك مَــلَحْــنا لفلان مَــلْحــاً
أَرْضعناه؛ وقول الشاعر:
لا يُبْعِد اللهُ رَبُّ العِبا
دِ والمِــلْح ما وَلَدَت خالِدَهْ
يعني بالمِــلْح الرَّضاع؛ قال أَبو سعيد: المِــلْحُ في قول أَبي
الطَّمَحانِ الحــرمة والذِّمامُ. ويقال: بين فلان وفلان مِــلْحٌ ومِــلْحَــةٌ إِذا كان
بينهما حرمة، فقال: أَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم بها.
قال أَبو العباس: العرب تُعَظِّمُ أَمر المِــلح والنار والرماد. الأَزهري:
وقولهم مِــلْح فلان على رُكْبَتيه فيه قولان: أَحدهما أَنه مُضَيِّعٌ
لحــقِّ الرضاع غير حافظ له فأَدنى شيء يُنْسيه ذِمامَه كما أَن الذي يضع
المِــلْح على ركبتيه أَدنى شيء يُبَدِّدُه؛ والقول الآخر أَنه سَيء الخلق يغضب
من أَدنى شيء كما أَنَّ المِــلح على الرُّكْبة يَتَبَدَّدُ من أَدنى
شيء.وروي قوله: والمِــلح ما ولدت خالده، بكسر الحــاء، عطفه على قوله لا يبعد
الله وجعل الواو واو القسم. ابن الأَعرابي: المِــلْحُ اللبنُ. ابن سيده:
مَــلَحَ رَضعَ. الأَزهري يقال: مَــلَحَ يَمْــلَحُ ويَمْــلُحُ إِذا رضع، ومَــلَح
الماءُ ومَــلُحَ يَمْــلُحُ مَلاحةً.
والمِلاحُ: المُراضَعة؛ الليث: المِلاحُ الرَّضاعُ، وفي حديث وَفْدِ
هَوازِنَ: أَنهم كلموا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سَبْيِ عَشائرهم
فقال خطيبُهم: إِنا لو كنا مَــلَحْــنا لــلحــرث بن أَبي شَمِر أَو للنعمان بن
المنذِرِ ثم نزل مَنْزِلك هذا منا لحــفظ ذلك لنا، وأَنت خير المكفولين
فاحفظ ذلك؛ قال الأَصمعي: في قوله مَــلَحْــنا أَي أَرْضَعْنا لهما، وإِنما قال
الهَوازِنيُّ ذلك لأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان مُسْتَرضَعاً
فيهم أَرضعته حليمة السعدية.
والمُمَالَحــة: المُراضعة والمُواكلة. قال ابن بري: قال أَبو القاسم
الزجاجي لا يصح أَن يقال تَمالَحَ الرجلان إِذا رضع كل واحد منهما صاحبه، هذا
مُحال لا يكون، وإِنما المِــلْحُ رَضاع الصبي المرأَةَ وهذا ما لا تصح
فيه المفاعلة، فالمُمَالحــة لفظة مولَّدة وليست من كلام العرب، قال: ولا يصح
أَن يكون بمعنى المواكلة ويكون مأْخوذاً من المِــلْح لأَن الطعام لا يخلو
من المــلح، ووجه فساد هذا القول أَن المفاعلة إِنما تكون مأْخوذة من مصدر
مثل المُضاربة والمقاتلة، ولا تكون مأْخوذة من الأَسماء غير المصادر،
أَلا ترى أَنه لا يحسن أَن يقال في الاثنين إِذا أَكلا خبزاً بينهما
مُخَابزَة، ولا إِذا أَكلا لحــماً بينهما مُلاحَمة؟ وفي الحــديث: لا تُحَرِّمُ
المَــلْحــةُ والمَــلْحــتان أَي الرَّضْعة والرَّضْعتان، فأَما بالجيم، فهو
المصَّة وقد تقدمت. والمَِــلْح، بالفتح والكسر: الرَّضْعُ.
والمَــلَحُ: داء وعيب في رجل الدابة؛ وقد مَــلِحَ مَــلَحــاً، فهو أَمْــلَحُ.
والمَــلَحُ، بالتحريك. وَرَم في عُرْقوب الفرس دون الجَرَدِ، فإِذا
اشتدَّ، فهو الجَرَدُ.
والمَــلْحُ: سرعة
(* قوله «والمــلح سرعة إلخ» يقال مــلح الطائر كمنع كثرت
سرعة خفقانه كما في القاموس.) خَفَقانِ الطائر بجناحيه؛ قال:
مَــلْح الصُّقُورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ
قال أَبو حاتم: قلت للأَصمعي أَتراه مقلوباً من اللَّمْح؟ قال: لا،
إِنما يقال لَمَحَ الكوكَبُ ولا يقال مَــلَح، فلو كان مقلوباً لَجَاز أَن يقال
مَــلَح.
والأَمْلاحُ: موضع؛ قال طَرَفَةُ بن العَبْد:
عَفا من آلِ لَيْلَى السَّهْـ
ـبُ، فالأَمْلاحُ، فالغَمْرُ
وهذه كلها أَسماء أَماكن. ابن سيده: ومُلَيْح والمُلَيْحُ ومُلَيْحَةُ
وأَمْلاحٌ ومَــلَحٌ والأُمَيْــلِحُ والأَمْــلَحــانِ وذاتُ مِــلْحٍ: كلها مواضع؛
قال جرير:
كأَنَّ سَلِيطاً في جَواشِنِها الحَــصى،
إِذا حَلَّ، بينَ الأَمْــلَحَــيْنِ، وَقِيرُها
قوله في جواشِنَها الحــضى أَي كأَنَّ أَفْهاراً في صدورهم، وقيل: أَراد
أَنهم غلاظ كأَنَّ في قلوبهم عُجَراً؛ قال الأَخطل:
بمُرْتَجِزٍ داني الرِّبابِ كأَنه،
على ذاتِ مِــلْحٍ، مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها
وبنو مُلَيْحٍ: بطن، وبنو مِــلْحــانَ كذلك. والأُمَيْــلِحُ: موضع في بلاد
هُذَيل كانت به وقعة؛ قال المتنخل:
لا يَنْسَأُ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا
يومَ الأُمَيْــلِح، لا غابُوا ولا جَرَحوا
يقول: لم يغيبوا فنُكْفَى أَن يُؤْسَرُوا أَو يُقْتَلوا، ولا جَرَحوا
أَي ولا قاتلوا إِذ كانوا معنا.
ويقال للنَّدَى الذي يسقط بالليل على البَقْل: أَمْــلَحُ، لبياضه؛ وقول
الراعي يصف إِبلاً:
أَقامتْ به حَدَّ الربيعِ، وَجارُها
أَخُو سَلْوَةٍ، مَسَّى به الليلُ، أَمْــلَحُ
يعني الندى؛ يقول: أَقامت بذلك الموضع أَيام الربيع، فما دام الندى، فهو
في سلوة من العيش، وإِنما قال مَسَّى به لأَنه يسقط بالليل؛ أَراد
بجارها ندى الليل يجيرها من العطش.
والمَــلْحــاءُ والشَّهْباء: كتيبتان كانتا لأَهل جَفْنَة؛ قال الجوهري:
والمَــلْحــاء كتيبة كانت لآل المُنْذِر؛ قال عمرو بن شاسٍ الأَسَدِيّ:
يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكوكَبِ الفَخْمِ، بعدَما
تَدُورُ رَحَى المَــلْحــاءِ في الأَمرِ ذي البَزْلِ
والكوكبُ: الرئيسُ المُقَدَّم. والبَزْل: الشدة. ومُــلْحــةُ: اسم رجل.
ومُــلْحــةُ الجَرْمِيّ: شاعر من شعرائهم. ومُلَيْحٌ، مصغراً: حَيّ من خُزاعة
والنسبة إِليهم مُــلَحِــيٌّ مثال هُذَليٍّ.
التهذيب: والمِلاحُ أَن تشتكي الناقة حَياءَها فتؤخذَ خِرْقةٌ ويُطْلى
عليها دواء ثم تُلْصَقَ على الحــياء فيَبرَأَ. وقال أَبو الهيثم: تقول
العرب للذي يَخْلِطُ كذباً بصِدْقٍ: هو يَخْصف حِذاءَه وهو يَرْتَثِئُ إِذا
خَلَط كذباً بحق، ويَمْتَــلِحُ مثله، فإِذا قالوا فلان يَمْتَــلِح، فهو
الذي لا يُخْلِصُ الصدق، وإِذا قالوا عند فلان كذب قليل، فهو الصَّدُوق الذي
لا يكذب، وإِذا قالوا إِن فلاناً يَمْتَذِقُ، فهو الكذوب.