قفــا: الأَزهري: الــقَفــا ، مقصور ، مؤخر العُنق ، أَلفها واو والعرب
تؤنثها ، والتذكير أَعم . ابن سيده: الــقَفــا وراء العنق أُنثى ؛ قال :
فَما المَوْلَى ، وإن عَرُضَت قَفــاه ،
بأَحْمَل للمَلاوِمِ مِن حِمار
ويروى: للمَحامِد، يقول: ليس المولى وإن أَتَى بما يُحمَد عليه بأَكثر
من الحِمار مَحامِد. وقال اللحياني: الــقَفــا يذكر ويؤنث ، وحَكَى عن
عُكْلٍ هذه قَفــاً، بالتأْنيث، وحكى ابن جني المدّ في الــقَفــا وليست بالفاشية؛
قال ابن بري: قال ابن جني المدّ في الــقفــا لغة ولهذا جمع على أَــقفِــية؛
وأَنشد :
حتى إذا قُلْنا تَيَفَّع مالكٌ ،
سَلَقَت رُقَيَّةُ مالِكاً لــقَفــائِه
فأَما قوله :
يا ابنَ الزُّبَير طالَ ما عَصَيْكا ،
وطالَ ما عَنَّيْتَنا إلَيْكا ،
لَنَضْرِبَنْ بسَيْفِنا قَفَــيْكا
أَراد قَفــاك ، فأَبدل الأَلف ياء للقافية ، وكذلك أَراد عَصَيْتَ ،
فأَبدل من التاء كافاً لأَنها أُختها في الهمس ، والجمع أَــقْفٍ وأَــقْفِــيةٌ؛
الأَخيرة عن ابن الأعرابي ، وهو على غير قياس لأنه جمعُ الممدود مثل سَماء
وأَسْمِيَةٍ، وأَــقفــاءٌ مثل رَحاً وأَرْحاء ؛ وقال الجوهري: هو جمع
القلة، والكثير قُفِــيٌّ على فُعُول مثل عَصاً وعُصِيٍّ، وقِفِــيٌّ وقَفِــينٌ؛
الأَخيرة نادرة لا يوجبها القياس .
والقافِيَةُ: كالــقَفــا ، وهي أَقلهما . ويقال: ثلاثة أَــقْفــاء، ومن قال
أَــقْفِــية فإنه جماعة والــقِفِــيّ والــقُفِــيّ؛ وقال أَبو حاتم: جمع الــقَفــا
أَــقْفــاء، ومن قال أَــقْفِــية فقد أَخطأَ. ويقال للشيخ إذا هَرِمَ: رُدَّ على
قَفــاه ورُدَّ قَفــاً؛ قال الشاعر :
إن تَلْقَ رَيْبَ المَنايا أَو تُرَدُّ قَفــاً ،
لا أَبْكِ مِنْكَ على دِينٍ ولا حَسَبِ
وفي حديث مرفوع: يَعْقِدُ الشيطانُ على قافِيةِ رأْس أَحدكم ثلاث
عُقَد، فإذا قام من الليل فَتَوَضَّأَ انحلت عُقْدة ؛ قال أَبو عبيدة: يعني
بالقافية الــقَفــا. ويقولون :الــقَفَــنُّ في موضع الــقَفــا ، وقال: هي قافية
الرأْس .وقافِيةُ كل شيء: آخره، ومنه قافية بيت الشِّعْر ، وقيل قافية
الرأْس مؤخره، وقيل: وسطه؛ أَراد تَثْقِيلَه في النوم وإطالته فكأنه قد
شَدَّ عليه شِداداً وعَقَده ثلاث عُقَد.
وقَفَــوْتُه: ضربت قَفــاه. وقَفَــيْتُه أَــقْفِــيه: ضربت قَفــاه. وقَفَــيْتُه
ولَصَيْتُه: رميته بالزنا. وقَفَــوْتُه: ضربت قَفــاه ، وهو بالواو. ويقال:
قَفــاً وقَفــوان، قال: ولم أَسمع قَفَــيانِ. وتَــقَفَّــيْته بالعصا
واسْتَــقْفَــيْته: ضربت قفــاه بها . وتَــقَفَّــيت فلاناً بعصا فضربته: جِئته من خَلْف
. وفي حديث ابن عمر: أَخَذَ المِسْحاةَ فاسْتَــقْفــاه فضربه بها حتى
قتله أَي أَتاه من قِبَل قفــاه. وفي حديث طلحة: فوضعوا اللُّجَّ على قَفَــيَّ
أَي وضَعوا السيف على قَفــاي ، قال: وهي لغة طائِية يشددون ياء المتكلم .
وفي حديث عمر ، رضي الله عنه، كتب إليه صحيفة فيها:
فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ
قَفــا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِ
سَلْعٌ: جبل، وقَفــاه: وراءه وخَلْفه.
وشاة قَفِــيَّة: مذبوحة من قفــاها، ومنهم من يقول قَفِــينةٌ، والأَصل
قَفِــيَّة، والنون زائدة؛ قال ابن بري: النون بدل من الياء التي هي لام الكلمة.
وفي حديث النخعي: سئل عمن ذبح فأَبان الرأْس، قال: تلك الــقَفِــينة لا
بأْس بها؛ هي المذبوحة من قِبَل الــقَفــا، قال: ويقال للــقَفــا الــقَفَــنُ، فهي
فَعِيلة بمعنى مَفْعولة. يقال: قَفَــنَ الشاةَ واقْتَفَنَها؛ وقال أَبو
عبيدة
(* قوله« أَبو عبيدة» كذا بالأصل، والذي في غير نسخة من النهاية: أبو
عبيد بدون هاء التأنيث.): هي التي يبان رأْسها بالذبح، قال: ومنه حديث
عمر، رضي الله عنه: ثم أَكون على قَفّــانِه، عند من جعل النون أَصلية.
ويقال: لا أَفعله قَفــا الدهر أَي أَبداً أَي طول الدهر وهو قَفــا
الأَكَمَة وبــقَفــا الأَكَمة أَي بظهرها. والــقَفَــيُّ: الــقَفــا.
وقَفــاه قَفْــواً وقُفُــوّاً واقْتَفاه وتَــقَفَّــاه: تَبِعَه. الليث:
الــقَفْــوُ مصدر قولك قَفــا يَــقْفُــو قَفْــواً وقُفُــوّاً، وهو أَن يتبع الشيء. قال
الله تعالى: ولا تَــقْفُ ما ليس لك به عِلم؛ قال الفراء: أَكثر القراء
يجعلونها من قَفَــوْت كما تقول لا تدع من دعوت، قال: وقرأَ بعضهم ولا تَــقُفْ
مثل ولا تَقُلْ، وقال الأَخفش في قوله تعالى: ولا تــقف ما ليس لك به علم؛
أَي لا تَتَّبِع ما لا تعلم، وقيل: ولا تقل سمعت ولم تسمع، ولا رأَيت ولم
تر، ولا علمت ولم تعلم، إِن السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك كان عنه
مسؤولاً. أَبو عبيد: هو يَــقْفُــو ويَقُوفُ ويَقْتافُ أَي يتبع الأَثر. وقال
مجاهد: ولا تــقف ما ليس لك به علم لا تَرُمْ؛ وقال ابن الحنفية: معناه لا
تشهد بالزور. وقال أَبو عبيد: الأَصل في الــقَفْــوِ والتَّقافي البُهْتان
يَرمي به الرجل صاحبه، والعرب تقول قُفْــتُ أَثره وقَفَــوْته مثل قاعَ الجمل
الناقة وقَعاها إِذا ركبها، ومثل عاثَ وعَثا. ابن الأَعرابي: يقال قَفَــوْت
فلاناً اتبعت أَثره، وقَفَــوْته أَــقْفُــوه رميته بأَمر قبيح. وفي نوادر
الأَعراب: قَفــا أَثره أَي تَبِعَه، وضدُّه في الدعاء: قَفــا الله أَثَره مثل
عَفا الله أَثَره. قال أَبو بكر: قولهم قد قَفــا فلان فلاناً، قال أَبو
عبيد: معناه أَتْبَعه كلاماً قبيحاً. واقْتَفى أَثَره وتَــقَفَّــاه: اتبعه.
وقَفَّــيْت على أَثره بفلان أَي أَتْبَعْته إِياه. ابن سيده: وقَفَّــيْته
غيري وبغيري أَتْبَعْته إِياه. وفي التنزيل العزيز: ثم قَفَّــينا على
آثارهم برُسُلنا؛ أَي أَتبعنا نوحاً وإِبراهيم رُسُلاً بعدهم؛ قال امرؤ القيس:
وقَفَّــى على آثارِهِنَّ بحاصِبِ
أَي أَتْبَع آثارَهن حاصباً. وقال الحوفي: اسْتَــقْفــاه إِذا قَفــا أَثره
ليَسْلُبَه؛ وقال ابن مقبل في قَفَّــى بمعنى أَتى:
كَمْ دُونَها من فَلاةٍ ذاتِ مُطَّرَدٍ،
قَفَّــى عليها سَرابٌ راسِبٌ جاري
أَي أَتى عليها وغَشِيَها. ابن الأَعرابي: قَفَّــى عليه أَي ذهب به؛
وأَنشد:
ومَأْرِبُ قَفًــى عليه العَرِمْ
والاسم الــقِفْــوةُ، ومنه الكلام المُــقَفَّــى. وفي حديث النبي، صلى الله
عليه وسلم: لي خمسة أَسماء منها كذا وأَنا المُــقَفِّــي، وفي حديث آخر: وأَنا
العاقب؛ قال شمر: المُــقَفِّــي نحو العاقب وهو المُوَلِّي الذاهب.
يقال: قَفَّــى عليه أَي ذهبَ به، وقد قَفَّــى يُــقَفِّــي فهو مُــقَفٍّ،
فكأَنَّ المعنى أَنه آخِر الأَنبياءَ المُتَّبِع لهم، فإِذا قَفَّــى فلا نبيَّ
بعده، قال: والمُــقَفِّــي المتَّبع للنبيين. وفي الحديث: فلما قَفَّــى قال
كذا أَي ذهب مُوَلِّياً، وكأَنه من الــقَفــا أَي أَعطاه قفــاه وظهره؛ ومنه
الحديث: أَلا أُخبركم بأَشدَّ حرّاً منه يوم القيامة هَذَيْنِكَ الرجلين
المُــقَفِّــيَيْن أَي المُوَلِّيَين، والحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم،
أَنه قال: أَنا محمد وأَحمد والمُــقَفِّــي والحاشِر ونبيّ الرحْمة ونبي
المَلْحَمة؛ وقال ابن أَحمر:
لا تَقْتَفِي بهمُ الشمالُ إِذا
هَبَّتْ، ولا آفاقُها الغُبْرُ
أَي لا تُقِيم الشمال عليهم، يريد تُجاوِزهم إِلى غيرهم ولا تَستَبِين
عليهم لخِصْبهم وكثرة خَيرهم؛ ومثله قوله:
إِذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَومٍ،
تَجَنَّبَ دارَ بيتِهمُ الشِّتاءُ
أَي لا يظهر أَثر الشتاء بجارهم. وفي حديث عمر، رضي الله
عنه، في الاسْتسقاءِ: اللهم إِنا نتقرب إِليك بعمِّ نبيك وقَفِــيَّةِ
آبائه وكُبْر رجاله؛ يعني العباس. يقال: هذا قَفِــيُّ الأَشياخ وقَفِــيَّتُهم
إِذا كان الخَلَف منهم، مأْخوذ من قَفَــوْت الرجل إِذا تَبِعْتَه، يعني
أَنه خَلَفُ آبائه وتِلْوهم وتابعهم كأَنه ذهب إِلى استسقاء أَبيه عبد
المطلب لأَهل الحرمَين حين أَجْدَبوا فسقاهم الله به، وقيل: الــقَفِــيَّةُ
المختار. واقْتفاه إِذا اختاره. وهو الــقِفْــوةُ: كالصِّفْوة من اصْطَفى، وقد
تكرر ذلك الــقَفْــو والاقْتفاء في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً. ابن سيده:
وفلان قَفِــيُّ أَهله وقَفِــيَّتُهم أَي الخلف منهم لأَنه يَــقْفُــو آثارهم في
الخير. والقافية من الشعر: الذي يــقفــو البيت، وسميت قافية لأَنها تــقفــو
البيت، وفي الصحاح: لأَن بعضها يتبع أَثر بعض. وقال الأَخفش: القافية آخر
كلمة في البيت، وإنما قيل لها قافية لأَنها تــقفــو الكلام، قال: وفي قولهم
قافية دليل على أَنها ليست بحرف لأَن القافية مؤنثة والحرف مذكر، وإن
كانوا قد يؤنثون المذكر، قال: وهذا قد سمع من العرب، وليست تؤخذ الأَسماء
بالقياس، أَلا ترى أَن رجلاً وحائطاً وأَشباه ذلك لا تؤخذ بالقياس إِنما
ينظر ما سمته العرب، والعرب لا تعرف الحروف؟ قال ابن سيده: أَخبرني من أَثق
به أَنهم قالوا لعربي فصيح أَنشدنا قصيدة على الذال فقال: وما الذال؟
قال: وسئل بعض العرب عن الذال وغيرها من الحروف فإِذا هم لا يعرفون الحروف؛
وسئل أَحدهم عن قافية:
لا يَشْتَكينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ
فقال: أَنقين؛ وقالوا لأَبي حية: أَنشدنا قصيدة على القاف فقال:
كَفى بالنَّأْيِ من أَسماء كاف
فلم يعرف القاف. قال محمد بن المكرّم: أَبو حية، على جهله بالقاف في هذا
كما ذكر، أَفصح منه على معرفتها، وذلك لأَنه راعى لفظة قاف فحملها على
الظاهر وأَتاه بما هو على وزن قاف من كاف ومثلها، وهذا نهاية العلم
بالأَلفاظ وإِن دق عليه ما قصد منه من قافية القاف، ولو أَنشده شعراً على غير
هذا الروي مثل قوله:
آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسماءُ
ومثل قوله:
لِخَوْلةَ أَطْلالٌ ببُرْقةِ ثَهْمَدِ
(* قوله« ببرقة» هي بالضم كما في ياقوت، وضبطت في تمهد بالفتح خطأ.)
كان يعد جاهلاً وإِنما هو أَنشده على وزن القاف، وهذه معذرة لطيفة عن
أَبي حية، والله أَعلم. وقال الخليل: القافية من آخر حرف في البيت إِلى
أَوّل ساكن يليه مع الحركة التي قبل الساكن، ويقال مع المتحرك الذي قبل
الساكن كأَن القافية على قوله من قول لبيد:
عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
من فتحة القاف إِلى آخر البيت، وعلى الحكاية الثانية من القاف نفسها
إِلى آخر البيت؛ وقال قطرب: القافية الحرف الذي تبنى القصيدة عليه، وهو
المسمى رَوِيّاً؛ وقال ابن كيسان: القافية كل شيء لزمت إِعادته في آخر البيت،
وقد لاذ هذا بنحو من قول الخليل لولا خلل فيه؛ قال ابن جني: والذي يثبت
عندي صحته من هذه الأَقوال هو قول الخليل؛ قال ابن سيده: وهذه الأَقوال
إِنما يخص بتحقيقها صناعة القافية، وأَما نحن فليس من غرضنا هنا إِلا أَن
نعرّف ما القافية على مذهب هؤلاء من غير إسهاب ولا إطناب؛ وأَما ما حكاه
الأَخفش من أَنه سأَل من أَنشد:
لا يشتكين عملاً ما أَنقين
فلا دلالة فيه على أَن القافية عندهم الكلمة، وذلك أَنه نحا نحو ما
يريده الخليل، فلَطُف عليه أَن يقول هي من فتحة القاف إِلى آخر البيت فجاء
بما هو عليه أَسهل وبه آنَس وعليه أَقْدَر، فذكر الكلمة المنطوية على
القافية في الحقيقة مجازاً، وإِذا جاز لهم أَن يسموا البيت كله قافية لأَن في
آخره قافية، فتسميتهم الكلمة التي فيها القافية نفسها قافية أَجدر
بالجواز، وذلك قول حسان:
فَنُحْكِمُ بالقَوافي مَن هَجانا،
ونَضْرِبُ حينَ تخْتَلِطُ الدِّماءُ
وذهب الأَخفش إِلى أَنه أَراد هنا بالقوافي الأَبيات؛ قال ابن جني: لا
يمتنع عندي أَن يقال في هذا إِنه أَراد القصائد كقول الخنساء:
وقافِيةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنا
نِ تَبْقى، ويَهْلِك مَن قالَها
تعني قصيدة والقافية القصيدة؛ وقال:
نُبِّئْتُ قافِيةً قيلَتْ، تَناشَدَها
قَوْمٌ سأَتْرُك في أَعْراضِهِمْ نَدَبا
وإِذا جاز أَن تسمى القصيدة كلها قافية كانت تسمية الكلمة التي فيها
القافية قافية أجدر، قال: وعندي أَن تسمية الكلمة والبيت والقصيدة قافية
إِنما هي على إِرادة ذو القافية، وبذلك خَتَم ابن جني رأْيه في تسميتهم
الكلمة أَو البيت أَو القصيدة قافية. قال الأَزهري: العرب تسمي البيت من
الشِّعر قافية وربما سموا القصيدة قافية. ويقولون: رويت لفلان كذا وكذا
قافية. وقَفَّــيْتُ الشِّعر تَــقْفِــية أَي جعلت له قافية.
وقَفــاه قَفْــواً: قَدَفه أَو قَرَفَه، وهي الــقِفْــوةُ، بالكسر. وأَنا له
قَفِــيٌّ: قاذف. والــقَفْــوُ القَذْف، والقَوْفُ مثل الــقفْــو. وقال النبي، صلى
الله عليه وسلم: نحن بنو النضر بن كِنانة لا نَقْذِفُ أَبانا ولا نــقْفُــو
أُمنا؛ معنى نــقفــو: نقذف، وفي رواية: لا نَنْتَفي عن أَبينا ولا نَــقْفُــو
أُمنا أَي لا نتهمها ولا نقذفها. يقال: قَفــا فلان فلاناً إِذا قذفه بما
ليس فيه، وقيل: معناه لا نترك النَّسَب إِلى الآباءِ ونَنْتَسب إِلى
الأُمهات. وقَفَــوْت الرجل إِذا قذفته بفُجور صريحاً. وفي حديث القاسم بن محمد:
لا حَدَّ إِلا في الــقَفْــوِ البيّن أَي القذف الظاهر. وحديث حسان بن
عطية: من قَفــا مؤمناً بما ليس فيه وقَفَــه الله في رَدْغةِ الخَبال. وقَفَــوْت
الرجل أَــقْفُــوه قَفْــواً إِذا رميته بأَمر قبيح. والــقِفْــوةُ: الذنب. وفي
المثل: رُبَّ سامع عِذْرَتي لم يَسمَع قِفْــوتي؛ العِذْرةُ: المَعْذِرةُ،
أَي رب سامع عُذْري لم يَسمع ذَنبي أَي ربما اعتذرت إِلى من لم يعرف ذنبي
ولا سمع به وكنت أَظنه قد علم به. وقال غيره: يقول ربما اعتذرت إِلى رجل
من شيء قد كان مني إِلى مَنْ لم يبْلُغه ذنبي. وفي المحكم: ربما اعتذرت
إِلى رجل من شيء قد كان مني وأَنا أَظن أَنه قد بلغه ذلك الشيء ولم يكن
بلغه؛ يضرب مثلاً لمن لا يحفظ سره ولا يعرف عيبه، وقيل: الــقِفْــوة أَن تقول
في الرجل ما فيه وما ليس فيه.
وأَــقفــى الرجلَ على صاحبه: فضَّله؛ قال غيلان الربعي يصف فرساً:
مُــقْفًــى على الحَيِّ قَصِيرَ الأَظْماء
والــقَفِــيَّةُ: المَزِيَّة تكون للإِنسان على غيره، تقول: له عندي
قَفِــيَّةٌ ومزية إِذا كانت له منزلة ليست لغيره. ويقال: أَــقْفَــيته ولا يقال
أَمْزَيته، وقد أَــقْفــاه. وأَنا قَفِــيٌّ به أَي حَفِيٌّ، وقد تَــقَفَّــى به.
والــقَفِــيُّ: الضَّيْف المُكْرَم. والــقَفِــيُّ والــقَفِــيَّةُ: الشيء الذي
يُكْرَم به الضيْفُ من الطعام، وفي التهذيب: الذي يكرم به الرجل من الطعام،
تقول: قَفَــوْته، وقيل: هو الذي يُؤثر به الضيف والصبي؛ قال سلامة بن جندل
يصف فرساً:
ليس بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ،
يُسْقى دَواء قَفِــيّ السَّكْنِ مَرْبُوب
وإِنما جُعِل اللبنُ دواء لأَنهم يُضَمِّرون الخيل بسَقْي اللبن
والحَنْذ، وكذلك الــقَفــاوة، يقال منه: قَفَــوْته به قَفْــواً وأَــقْفَــيته به أَيضاً
إِذا آثَرْته به. يقال: هو مُقْتَفًى به إِذا كان مُكْرَماً، والاسم
الــقِفْــوة، بالكسر، وروى بعضهم هذا البيت دِواء، بكسر الدال، مصدر داويته،
والاسم الــقَفــاوة. قال أَبو عبيد: اللبن ليس باسم الــقَفِــيِّ، ولكنه كان
رُفِعَ لإِنسان خص به يقول فآثرت به الفرس. وقال الليث: قَفِــيُّ السَّكْنِ
ضَيْفُ أَهل البيت. ويقال: فلان قَفِــيٌّ بفلان إِذا كان له مُكْرِماً. وهو
مُقْتَفٍ به أَي ذو لُطْف وبِرّ، وقيل: الــقَفِــيُّ الضَّيف لأَنه يُــقْفَــى
بالبِر واللطف، فيكون على هذا قَفِــيّ بمعنى مَــقْفُــوّ، والفعل منه قَفَــوته
أَــقْفُــوه. وقال الجعدي: لا يُشِعْن التَّقافِيا؛ ويروى بيت الكميت:
وباتَ وَلِيدُ الحَيِّ طَيَّانَ ساغِباً،
وكاعِبُهمْ ذاتُ الــقَفــاوَةِ أَسْغَبُ
أَي ذات الأُثْرَة والــقَفِــيَّةِ؛ وشاهد أَــقْفَــيْتُه قول الشاعر:
ونُــقْفِــي وَلِيدَ الحيّ إِن كان جائعاً،
ونُحْسِبُه إِن كان ليس بجائعِ
اي نُعْطِيه حتى يقول حَسْبي. ويقال: أَعطيته الــقَفــاوة، وهي حسن
الغِذاء. واقْتَفى بالشيء: خَص نفسه به؛ قال:
ولا أَتَحَرَّى وِدَّ مَن لا يَودُّني،
ولا أَقْتَفِي بالزادِ دُون زَمِيلِي
والــقَفِــيَّة: الطعام يُخص به الرجل. وأَــقفــاه به: اخْتصَّه. واقْتَفَى
الشيءَ وتَــقَفَّــاه: اختاره، وهي الــقِفْــوةُ، والــقِفْــوةُ: ما اخترت من شيء.
وقد اقْتَفَيْت أَي اخترت. وفلان قِفْــوَتي أَي خيرتي ممن أُوثره. وفلان
قِفْــوَتي أَي تُهَمَتي، كأَنه من الأَضداد، وقال بعضهم: قِرْفتي.
والــقَفْــوة: رَهْجة تثور عند أَوّل المطر.
أَبو عمرو: الــقَفْــو أَن يُصيب النبتَ المطرُ ثم يركبه التراب فيَفْسُد.
أَبو زيد: قَفِــئَت الأَرضُ قَفْــأً إِذا مُطِرت وفيها نبت فجعل المطرُ على
النبت الغُبارَ فلا تأْكله الماشية حتى يَجْلُوه الندى. قال الأَزهري:
وسمعت بعض العرب يقول قُفِــيَ العُشب فهو مَــقْفُــوٌّ، وقد قفــاه السَّيل،
وذلك إِذا حَمل الماءُ الترابَ عليه فصار مُوبِئاً.
وعُوَيْفُ القَوافي: اسم شاعر، وهو عُوَيْفُ بنُ معاوية بن عُقْبة بن
حِصْن بن حذيفة بن بدر.
والــقِفْــيةُ: العيب؛ عن كراع. والــقُفْــية: الزُّبْيةُ، وقيل: هي مثل
الزبية إِلا أَن فوقها شجراً، وقال اللحياني: هي الــقُفْــيةُ والغُفْيةُ.
والــقَفِــيَّةُ: الناحية؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
فأَقْبَلْتُ حتى كنتُ عند قَفِــيَّةٍ
من الجالِ، والأَنُفاسُ مِنِّي أَصُونُها
أَي في ناحية من الجال وأَصون أَنفاسِي لئلا يُشعَر بي.