قرر: الــقُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم: الــقُرُّ في الشتاء
والبرد في الشتاء والصيف، يقال: هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ.
والــقِرَّــةُ: ما أَصاب الإِنسانَ وغيره من الــقُرِّ. والــقِرَّــةُ أَيضاً:
البرد. يقال: أَشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّــةٍ، وربما قالوا: أَجِدُ
حِرَّةً على قِرَّــةٍ، ويقال أَيضاً: ذهبت قِرَّــتُها أَي الوقتُ الذي يأْتي
فيه المرض، والهاء للعلة، ومَثَلُ العرب للذي يُظهر خلاف ما يُضْمِرُ:
حِرَّةٌ تحت قِرَّــةٍ، وجعلوا الحارّ الشديدَ من قولهم اسْتَنحَرَّ القتلُ أَي
اشتدّ، وقالوا: أَسْخَنَ اللهُ عينه والــقَرُّ: اليوم البارد. وكلُّ
باردٍ: قَرُّ.
ابن السكيت: الــقَرُــورُ الماء البارد يغسل به. يقال: قد اقْتَرَرْتُ به
وهو البَرُودُ، وقرَّ يومنا، من الــقُرّ. وقُرَّ الرجلُ: أَصابه الــقُرُّ.
وأَــقَرَّــه اللهُ: من الــقُرِّ، فهو مَــقْرُــورٌ على غير قياس كأَنه بني على
قُرٍّ، ولا يقال قَرَّــه. وأَــقَرَّ القومُ: دخلوا في الــقُرِّ. ويوم مــقرورٌ
وقَرٌّ وقارٌّ: بارد. وليلة قَرَّــةٌ وقارَّةٌ أَي باردة؛ وقد قَرَّــتْ
تَــقَرّ وتَــقِرُّ قَرًّــا. وليلة ذاتُ قَرَّــةٍ أَي ليلة ذات برد؛ وأَصابنا
قَرَّــةٌ وقِرَّــةٌ، وطعام قارٌّ.
وروي عن عمر أَنه قال لابن مسعود البدري: بلغني أَنك تُفْتي، وَلِّ
حارَّها من تَوَلَّى قارَّها؛ قال شمر: معناه وَلِّ شَرَّها من تَولَّى
خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها من تولى هَيِّنَتها، جعل الحرّ كناية عن الشر،
والشدّةَ والبردَ كناية عن الخير والهَيْنِ. والقارُّ: فاعل من الــقُرِّ البرد؛
ومنه قول الحسن بن علي في جَلْدِ الوليد بن عُقْبة: وَلِّ حارَّها من
تولَّى قارَّها، وامتنعَ من جَلْدِه. ابن الأَعرابي: يوم قَرٌّ ولا أَقول
قارٌّ ولا أَقول يوم حَرٌّ. وقال: تَحَرَّقت الأَرضُ واليوم قَرٌّ. وقيل
لرجل: ما نَثَرَ أَسنانَك؟ فقال: أَكلُ الحارّ وشُرْبُ القارِّ. وفي حديث
أُم زَرْعٍ: لا حَرٌّ ولا قُرٌّ؛ الــقُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لا ذو
حر ولا ذو برد فهو معتدل، أَرادت بالحر والبرد الكناية عن الأَذى، فالحرّ
عن قليله والبرد عن كثيره؛ ومنه حديث حُذَيفة في غزوة الخَنْدَق: فلما
أَخبرتُه خَبَرَ القوم وقَرَــرْتُ قَرِــرْتُ، أَي لما سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ
البرد. وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر:لَــقُرْــصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ
قُرِّــيٍّ؛ قال ابن الأَثير: سئل شمر عن هذا فقال: لا أَعرفه إِلا أَن يكون من
الــقُرِّ البرد. وقال اللحياني: قَرَّ يومُنا يَــقُرُّ، ويَــقَرُّ لغة
قليلة.والــقُرارة: ما بقي في القِدْرِ بعد الغَرْفِ منها. وقَرَّ القِدْرَ
يَــقُرُّــها قَرًّــا: فَرَّغَ ما فيها من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا
تحترق. والــقَرَــرَةُ والــقُرَــرَة والــقَرارة والــقِرارة والــقُرورةُ، كلّه: اسم
ذلك الماء. وكلُّ ما لَزِقَ بأَسفل القِدْر من مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ
محترق أَو سمن أَو غيره: قُرّــة وقُرارة وقُرُــرَة، بضم القاف والراء،
وقُرَــرة، وتَــقَرَّــرَها واقْتَرَّها: أَخذها وائْتَدَمَ بها. يقال: قد
اقْتَرَّتِ القِدْرُ وقد قَرَــرْتُها إِذا طبخت فيها حتى يَلْصَقَ بأَسفلها،
وأَــقْرَــرْتها إِذا نزعت ما فيها مما لَصِقَ بها؛ عن أَبي زيد.
والــقَرُّ: صبُّ الماء دَفْعَة واحدة. وتَــقَرَّــرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ
بولها على أَرجلها.
وتَــقَرَّــرَت: أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها. والاقْتِرار: أَي
تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عليها الشحمُ فتبول في
رجليها من خُثُورة بولها. ويقال: تَــقَرَّــرت الإِبل في أَسْؤُقها، وقَرّــت
تَــقِرُّ: نَهِلَتْ ولم تَعُلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
حتى إِذا قَرَّــتْ ولمّا تَــقْرِــرِ،
وجَهَرَت آجِنَةً، لم تَجْهَرِ
ويروى أَجِنَّةً. وجَهَرَتْ: كَسَحَتْ. وآجنة: متغيرة، ومن رواه
أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مندفنة، على التشبيه بأَجنَّة الحوامل. وقَرَّــرت
الناقةُ ببولها تَــقْريراً إِذا رمت به قُرَّــةً بعد قُرَّــةٍ أَي دُفْعَةً بعد
دُفْعة خاثراً من أَكل الحِبّة؛ قال الراجز:
يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ،
في مُنْخُرَيْه، قُرَــراً بَعْدَ قُرَــرْ
قرراً بعد قرر أَي حُسْوَة بعد حُسْوَة ونَشْقَةً بعد نَشْقة. ابن
الأَعرابي: إِذا لَقِحَت الناقة فهي مُــقِرٌّ وقارِحٌ، وقيل: إِن الاقْترارَ
السِّمنُ، تقول:
اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب الهذلي يصف ظبية:
به أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كلاهما،
فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقترارُها
نسؤها: بَدْءُ سمنها، وذلك إِنما يكون في أَوّل الربيع إِذا أَكلت
الرُّطْبَ، واقترارُها: نهاية سمنها، وذلك إِنما يكون إِذا أَكلت اليبيس
وبُزُور الصحراء فعَقَّدَتْ عليها الشحم.
وقَرَّ الكلامَ والحديث في أُذنه يَــقُرُّــه قَرّــاً: فَرَّغه وصَبَّه
فيها، وقيل هو إِذا سارَّه. ابن الأَعرابي: الــقَرُّ تَرْدِيدُك الكلام في
أُذن الأَبكم حتى يفهمه. شمر: قَرَــرْتُ الكلامَ في أُذنه أَــقُرُّــه قَرّــاً،
وهو أَن تضع فاك على أُذنه فتجهر بكلامك كما يُفعل بالأَصم، والأَمر:
قُرَّ. ويقال: أَــقْرَــرْتُ الكلامَ لفلان إِــقراراً أَي بينته حتى عرفه.
وفي حديث استراق السمع: يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي
بها إِلى الكاهن فَيُــقِرُّــها في أُذنه كما تُــقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ
فيها، وفي رواية: فيَقْذفها في أُذن وَلِيِّه كــقَرِّ الدجاجة؛ الــقَرُّ:
ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه.
وقَرُّ الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، يقال: قَرَّــتْ تَــقِرُّ قَرّــاً
وقَرِــيراً، فإِن رَدَّدَتْه قلت: قَرْقَرَــتْ قَرْقَرَــةً، ويروى: كقَزِّ
الزجاجة، بالزاي، أَي كصوتها إِذا صُبَّ فيها الماء. وفي حديث عائشة، رضي الله
عنها: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: تنزل الملائكة في العَنانِ وهي
السحابُ فيتحدثون ما علموا به مما لم ينزل من الأَمر، فيأْتي الشيطان
فيستمع فيسمع الكلمة فيأْتي بها إِلى الكاهن فيُــقِرُّــها في أُذنه كما
تُــقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها مائة كِذْبةٍ. والــقَرُّ: الفَرُّوج.
واقْتَرَّ بالماء البارد: اغتسل. والــقَرُــورُ: الماء البارد يُغْتَسل به.
واقْتَرَرْتُ بالــقَرُــور: اغتسلت به. وقَرَّ عليه الماءَ يَــقُرُّــه: صبه.
والــقَرُّ: مصدر قَرَّ عليه دَلْوَ ماء يَــقُرُّــها قَرّــاً، وقَرَــرْتُ على رأْسه
دلواً من ماء بارد أَي صببته.
والــقُرّ، بالضم: الــقَرار في المكان، تقول منه قَرِــرْتُ بالمكان، بالكسر،
أَــقَرُّ قَراراً وقَرَــرْتُ أَيضاً، بالفتح، أَــقِرُّ قراراً وقُروراً،
وقَرَّ بالمكان يَــقِرُّ ويَــقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قال ابن سيده: أَعني أَن
فَعَلَ يَفْعِلُ ههنا أَكثر من فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً
وقَرّــاً وتَــقْرارةً وتَــقِرَّــة، والأَخيرة شاذة؛ واسْتَــقَرَّ وتَقارَّ
واقْتَرَّه فيه وعليه وقَرَّــره وأَــقَرَّــه في مكانه فاستــقرَّ. وفلان ما يَتَقارُّ
في مكانه أَي ما يستــقرّ. وفي حديث أَبي موسى: أُــقِرَّــت الصلاة بالبر
والزكاة؟، وروي: قَرَّــتْ أَي اسْتَــقَرَّــت معهما وقُرِــنت بهما، يعني أَن الصلاة
مــقرونة بالبر، وهو الصدق وجماع الخير، وأَنها مــقرونة بالزكاة في الــقرآن
مذكورة معها. وفي حديث أَبي ذر: فلم أَتَقارَّ أَن قمتُ أَي لم أَلْبَثْ،
وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الراء في الراء. وفي حديث نائل مولى عثمان:
قلنا لرَباح ابن المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل الــقَرارِ أَي أَهل
الحَضَر المستــقرِّــين في منازلهم لا غِناءَ أَهل البَدْو الذين لا يزالون
متنقلين. الليث: أَــقْرَــرْتُ الشيء في مَــقَرِّــه ليَــقِرّ. وفلان قارٌّ: ساكنٌ،
وما يَتَقَارُّ في مكانه. وقوله تعالى: ولكم في الأَرض مُسْتَــقَرّ؛ أَي
قَرار وثبوت. وقوله تعالى: لكل نَبَإِ مُسْتَــقَرّ؛ أَي لكل ما أُنبأْتكم
عن الله عز وجل غاية ونهاية ترونه في الدنيا والآخرة. والشمسُ تجري
لمُسْتَــقَرٍّ لها؛ أَي لمكان لا تجاوزه وقتاً ومحلاًّ وقيل لأَجَلٍ قُدِّر
لها. وقوله تعالى: وقَرْــنَ وقِرْــنَ، هو كقولك ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فــقَرْــنَ على
أَــقْرَــرْنَ كظَلْنَ على أَظْلَلْنَ وقِرنَ على أَــقْرَــرنَ كظِلْنَ على
أَظْلَلنَ. وقال الفراء: قِرْــنَ في بيوتكنَّ؛ هو من الوَقار. وقرأَ عاصم
وأَهل المدينة: وقَرْــن في بيوتكن؛ قال ولا يكون ذلك من الوَقار ولكن يُرَى
أَنهم إِنما أَرادوا: واقْرَــرْنَ في بيوتكن، فحذف الراء الأُولى وحُوّلت
فتحتها في القاف، كما قالوا: هل أَحَسْتَ صاحِبَك، وكما يقال فَظِلْتم،
يريد فَظَلِلْتُمْ؛ قال: ومن العرب من يقول: واقْرِــرْنَ في بيوتكن، فإِن قال
قائل: وقِرْــن، يريد واقْرِــرْنَ فتُحَوَّلُ كسرة الراء إِذا أُسقطت إِلى
القاف، كان وجهاً؛ قال: ولم نجد ذلك في الوجهين مستعملاً في كلام العرب
إِلا في فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما في الأَمر والنهي والمستقبل
فلا، إِلا أَنه جوّز ذلك لأَن اللام في النسوة ساكنة في فَعَلْن ويَفْعَلن
فجاز ذلك؛ قال: وقد قال أَعرابي من بني نُمَيْر: يَنْحِطْنَ من الجبل،
يريد ينْحَطِطْنَ، فهذا يُقَوِّي ذلك. وقال أَبو الهيثم: وقِرْــنَ في
بيوتكن، عندي من الــقَرارِ، وكذلك من قرأَ: وقَرْــنَ، فهو من الــقَرارِ، وقال:
قَرَــرْتُ بالمكان أَــقِرُّ وقَرَــرْتُ أَــقَرُّ.
وقارّه مُقارَّةً أَي قَرّ معه وسَكَنَ. وفي حديث ابن مسعود: قارُّوا
الصلاةَ،هو من الــقَرارِ لا من الوَقارِ، ومعناه السكون، أَي اسكنوا فيها
ولا تتحرّكوا ولا تَعْبَثُوا، وهو تَفَاعُلٌ، من الــقَرارِ. وتَــقْرِــيرُ
الإِنسان بالشيء: جعلُه في قَراره؛ وقَرَّــرْتُ عنده الخبر حتى
اسْتَــقَرَّ.والــقَرُــور من النساء: التي تَــقَِرّ لما يُصْنَعُ بها لا تَرُدّ
المُقَبِّلَ والمُراوِِدَ؛ عن اللحياني، كأَنها تَــقِرُّ وتسكن ولا تَنْفِرُ من
الرِّيبَة.
والــقَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، وقيل: المستوي الأَملس الذي لا شيء
فيه.والــقَرارة والــقَرارُ: ما قَرَّ فيه الماء. والــقَرارُ والــقَرارةُ من
الأَرض: المطمئن المستــقرّ، وقيل: هو القاعُ المستدير، وقال أَبو حنيفة:
الــقَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستــقَرّ فيه، قال: وهي من مكارم الأَرض
إِذا كانت سُهولةٌ. وفي حديث ابن عباس وذكر علّياً فقال: عِلْمِي إِلى
علمه كالــقَرارة في المُثْعَنْجَرِ؛ الــقَرارةُ المطمئن من الأَرض وما يستــقرّ
فيه ماء المطر، وجمعها الــقَرارُ. وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: ولحقت
طائفةٌ بــقَرارِ الأَودية.
وفي حديث الزكاة: بُطِحَ له بِقاعٍ قَرْقَرٍ؛ هو المكان المستوي. وفي
حديث عمر: كنت زَميلَه في غَزْوة قَرقَرةِِ الكُدْرِ؛ هي غزوة معروفة،
والكُدْرُ: ماء لبني سليم: والــقَرْقَرُ: الأَرض المستوية، وقيل: إِن أَصل
الكُدْرِ طير غُبْرٌ سمي الموضعُ أَو الماء بها؛ وقول أَبي ذؤيب:
بــقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ
واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ
قال الأَصمعي: الــقَرارُ ههنا جمع قَرارةٍ؛ قال ابن سيده: وإِنما حمل
الأَصمعي على هذا قولُه قِيعان ليضيف الجمع إِلى الجمع، أَلا ترى أَن قراراً
ههنا لو كان واحداً فيكون من باب سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مفرداً إِلى جمعف
وهذا فيه ضرب من التناكر والتنافر. ابن شميل: بُطونُ الأَرض قَرارُها
لأَن الماء يستــقرّ فيها. ويقال: الــقَرار مُسْتَــقَرُّ الماء في الروضة. ابن
الأَعرابي: المَــقَرَّــةُ الحوض الكبير يجمع فيه الماء، والــقَرارة القاعُ
المستدير، والــقَرْقَرة الأَرض الملساء ليست بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتسعت
غلب عليها اسم التذكير فقالوا قَرْقَرٌ؛ وقال عبيد:
تُرْخِي مَرابِعَها في قَرْقَرٍ ضاحِي
قال: والــقَرَِــقُ مثل الــقَرْقَرِ سواء. وقال ابن أَحمر: الــقَرْقَرة وسطُ
القاع ووسطُ الغائط المكانُ الأَجْرَدُ منه لا شجر فيه ولا دَفَّ ولا
حجارة، إِنما هي طين ليست بجبل ولا قُفٍّ، وعَرْضُها نحو من عشرة أَذراع أَو
أَقل، وكذلك طولها؛ وقوله عز وجل: ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ هو المكان
المطمئن الذي يستــقرّ فيه الماء. ويقال للروضة المنخفضة: الــقَرارة. وصار
الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَــقَرِّــه: تَناهَى وثبت.
وقولهم عند شدّة تصيبهم: صابتْ بــقُرٍّ أَي صارت الشدّةُ إِلى قَرارها،
وربما قالوا: وَقَعَت بــقُرٍّ، وقال ثعلب: معناه وقعت في الموضع الذي
ينبغي. أَبو عبيد في باب الشدّة: صابتْ بــقُرٍّ إِذا نزلت بهم شدّة، قال:
وإِنما هو مَثَل. الأَصمعي: وقع الأَمرُ بــقُرِّــه أَي بمُسْتَــقَرّــه؛
وأَنشد:لعَمْرُكَ، ما قَلْبي على أَهله بحُرّ،
ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فيأْتيَني بــقُرّْ
أَي بمُسْتَــقَرّــه؛ وقال عَدِيُّ بنُ زيد:
تُرَجِّيها، وقد وقَعَتْ بــقُرٍّ،
كما تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ
ويقال للثائر إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بــقُرِّــكَ أَي صادَفَ فؤادُك
ما كان مُتَطَلِّعاً إِليه فتَــقَرّ؛ قال الشَّمَّاخ:
كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه،
من قُرَّــةِ العَْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ
أَي كأَنهما من رضاهما بمرتعهما وترك الاستبدال به مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ
فهما مسروران به؛ قال المنذريّ: فعُرِضَ هذا القولُ على ثعلب فقال هذا
الكلام أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بالنظر إِلى ما يحب.
ويقال للرجل: قَرْــقارِ أَي قِرَّ واسكنْ.
قال ابن سيده: وقَرَّــتْ عينُه تَــقَرّ؛ هذه أَعلى عن ثعلب، أَعني
فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّــت تَــقِرُّ قَرَّــة وقُرَّــةً؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقال:
هي مصدر، وقُرُــوراً، وهي ضدُّ سَخِنتْ، قال: ولذلك اختار بعضهم أَن يكون
قَرَّــت فَعِلَت ليجيء بها على بناء ضدّها، قال: واختلفوا في اشتقاق ذلك
فقال بعضهم: معناه بَرَدَتْ وانقطع بكاؤها واستحرارُها بالدمع فإِن للسرور
دَمْعَةً باردةً وللحزن دمعة حارة، وقيل: هو من الــقَرارِ، أَي رأَت ما
كانت متشوّقة إِليه فــقَرَّــتْ ونامت. وأَــقَرَّ اللهُ عينَه وبعينه، وقيل:
أَعطاه حتى تَــقَرَّ فلا تَطْمَحَ إِلى من هو فوقه، ويقال: حتى تَبْرُدَ ولا
تَسْخَنَ، وقال بعضهم: قَرَّــت عينُه مأْخوذ من الــقَرُــور، وهو الدمع
البارد يخرج مع الفرح، وقيل: هو من الــقَرارِ، وهو الهُدُوءُ، وقال الأَصمعي:
أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة. وأَــقَرَّ الله عينه:
مشتق من الــقَرُــور، وهو الماء البارد، وقيل: أَــقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت
ما يرضيك فتــقرّ عينك من النظر إِلى غيره، ورضي أَبو العباس هذا القول
واختاره، وقال أَبو طالب: أَــقرَّ الله عينه أَنام الله عينه، والمعنى صادف
سروراً يذهب سهره فينام؛ وأَنشد:
أَــقَرَّ به مواليك العُيونا
أَي نامت عيونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا. وقوله تعالى: فكلي واشربي
وقَرِّــي عَيناً؛ قال الفراء: جاء في التفسير أَي طيبي نفساً، قال: وإِنما
نصبت العين لأَن الفعل كان لها فصيرته للمرأَة، معناه لِتَــقَرَّ عينُك،
فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل على التفسير. وعين قَرِــيرةٌ:
قارَّة، وقُرَّــتُها: ما قَرَّــت به. والــقُرَّــةُ: كل شيء قَرَّــت به عينك،
والــقُرَّــةُ: مصدر قَرَّــت العين قُرَّــةً. وفي التنزيل العزيز: فلا تعلم
نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّــةِ أَعْيُنٍ؛ وقرأَ أَبو هريرة: من قُرَّــاتِ
أَعْيُن، ورواه عن النبي،صلى الله عليه وسلم. وفي حديث الاستسقاء: لو رآك
لــقَرَّــتْ عيناه أَي لَسُرَّ بذلك وفَرِحَ، قال: وحقيقته أَبْرَدَ اللهُ
دَمْعَةَ عينيه لأَن دمعة الفرح باردة، وقيل: أَــقَرَّ الله عينك أَي
بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حتى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فلا تَسْتَشْرِفَ
إِلى غيره؛ ورجل قَرِــيرُ العين وقَرِــرْتُ به عيناً فأَنا أَــقَرُّ
وقَرَــرْتُ أَــقِرُّ وقَرِــرْتُ في الموضع مثلها.
ويومُ الــقَرِّ: اليوم الذي يلي عيد النحر لأَن الناس يَــقِرُّــونَ في
منازلهم، وقيل: لأَنهم يَــقِرُّــون بمنًى؛ عن كراع، أَي يسكنون ويقيمون. وفي
الحديث: أَفضلُ الأَيام عند الله يومُ النحر ثم يوم الــقَرِّ؛ قال أَبو
عبيد: أَراد بيوم الــقَرِّ الغَدَ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، سمي
يومَ الــقَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في
تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّــوا بمنًى فسمي يومَ
الــقَرِّ؛ ومنه حديث عثمان: أَــقِرُّــوا الأَنفس حتى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا
الذبائح حتى تُفارقها أَرواحها ولا تُعْجِلُوا سَلْخها وتقطيعها. وفي حديث
البُراق: أَنه استصعبَ ثم ارْفَضَّ وأَــقَرَّ أَي سكن وانقاد.
ومَــقَرُّ الرحم: آخِرُها، ومُسْتَــقَرُّ الحَمْل منه. وقوله تعالى:
فمستــقرٌّ ومستودع؛ أَي فلكم في الأَرحام مستــقر ولكم في الأَصلاب مستودع،
وقرئ: فمستــقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ أَي مستــقرّ في الرحم، وقيل: مستــقرّ في الدنيا
موجود، ومستودعَ في الأَصلاب لم يخلق بَعْدُ؛ وقال الليث: المستــقر ما
ولد من الخلق وظهر على الأَرض، والمستودَع ما في الأَرحام، وقيل: مستــقرّــها
في الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذكر ذلك مستوفى في حرف
العين، إِن شاءَ الله تعالى، وقيل: مُسْتَــقِرٌّ في الأَحياء ومستودَع في
الثَّرَى.
والقارورة: واحدة القَوارير من الزُّجاج، والعرب تسمي المرأَة القارورة
وتكني عنها بها.والقارُورُ: ما قَرَّ فيه الشرابُ وغيره، وقيل: لا يكون
إِلا من الزجاج خاصة. وقوله تعالى: قَوارِيرَ قواريرَ من فضة؛ قال بعض
أَهل العلم: معناه أَوانيَ زُجاج في بياض الفضة وصفاء القوارير. قال ابن
سيده: وهذا حسن، فأَما من أَلحق الأَلف في قوارير الأَخيرة فإِنه زاد الأَلف
لتَعْدِلَ رؤوس الآي. والقارورة: حَدَقة العين، على التشبيه بالقارورة
من الزجاج لصفائها وأَن المتأَمّل يرى شخصه فيها؛ قال رؤبة:
قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا
قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا
ابن الأَعرابي: القَوارِيرُ شجر يشبه الدُّلْبَ تُعمل منه الرِّحالُ
والموائد. وفي الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال لأَنْجَشةَ وهو
يَحْدُو بالنساء: رِفْقاً بالقَوارير؛ أَراد،صلى الله عليه وسلم، بالقوارير
النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد،
والقواريرُ من الزُّجاج يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ، وكان أَنْجَشَةُ
يحدو بهن رِكابَهُنَّ ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤْمَنْ
أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه،
فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشيده وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غير الجميل،
وقيل: أَراد أَن الإِبل إِذا سمعت الحُداء أَسرعت في المشي واشتدت فأَزعجت
الراكبَ فأَتعبته فنهاه عن ذلك لأَن النساء يضعفن عن شدة الحركة.
وواحدةُ القوارير: قارورةٌ، سميت بها لاستــقرار الشراب فيها. وفي حديث عليّ: ما
أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عملي إِلا هذه القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ
الدِّهْقانُ؛ هي تصغير قارورة. وروي عن الحُطَيْئة أَنه نزل بقوم من العرب
في أَهله فسمع شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فقال: أَغْنُوا أَغانيَّ
شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزنا. وسمع سليمانُ ابن عبد الملك غِناءَ راكب
ليلاً، وهو في مِضْرَبٍ له، فبعث إِليه من يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى
وقال: ما تسمع أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قال: وما شَبَّهْتُه إِلا
بالفحل يُرْسَلُ في الإِبل يُهَدِّرُ فيهن فيَضْبَعُهنّ.
والاقْترارُ: تتبع ما في بطن الوادي من باقي الرُّطْبِ، وذلك إِذا هاجت
الأَرض ويَبِستْ مُتونُها. والاقترارُ: استــقرارُ ماء الفحل في رحم
الناقة؛ قال أَبو ذؤيب:
فقد مار فيها نسؤها واقترارها
قال ابن سيده: ولا أَعرف مثل هذا، اللهم إِلا أَن يكون مصدراً وإِلا فهو
غريب ظريف، وإِنما عبر بذلك عنه أَبو عبيد ولم يكن له بمثل هذا علم،
والصحيح أَن الاقترار تَتَبُّعُها في بطون الأَوْدِية النباتَ الذي لم تصبه
الشمس. والاقترارُ: الشِّبَعُ. وأَــقَرَّــت الناقةُ: ثبت حملها. واقْتَرَّ
ماءُ الفحل في الرحم أَي استــقرَّ. أَبو زيد: اقترارُ ماء الفحل في الرحم
أَن تبولَ في رجليها، وذلك من خُثورة البول بما جرى في لحمها. تقول: قد
اقْتَرَّت، وقد اقْتَرَّ المالُ إثذا شَبِعَ. يقال ذلك في الناس وغيرهم.
وناقة مُــقِرٌّ: عَقَّدَتْ ماء الفحل فأَمسكته في رحمها ولم تُلْقِه.
والإِــقرارُ: الإِذعانُ للحق والاعترافُ به. أَــقَرَّ بالحق أَي اعترف به.
وقد قَرَّــرَه عليه وقَرَّــره بالحق غيرُه حتى أَــقَرَّ.
والــقَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل: الــقَرُّ
الهَوْدَجُ؛ وأَنشد:
كالــقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ
وقال امرؤ القيس:
فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ
على حَرَجٍ كالــقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني
وقيل: الــقَرُّ مَرْكَبٌ للنساء.
والــقَرارُ: الغنم عامَّةً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَسْرَعْت في قَرارِ،
كأَنما ضِرارِي
أَرَدْتِ يا جَعارِ
وخصَّ ثعلبٌ به الضأْنَ. وقال الأَصمعي: الــقَرارُ والــقَرارةُ النَّقَدُ،
وهو ضربٌ من الغَنَمِ قصار الأَرْجُل قِباح الوجوه. الأَصمعي: الــقَرار
النَّقَدُ من الشاء وهي صغارٌ، وأَجودُ الصوف صوف النَّقَدِ؛ وأَنشد
لعلقمة بن عبدة:
والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ به،
على نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ
أَي يقل عند ذا ويكثر عند ذا.
والــقُرَــرُ: الحَسا، واحدتها قُرَّــة؛ حكاها أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده:
ولا أَدري أَيَّ الحَسا عنى أَحَسَا الماء أَم غيره من الشراب. وطَوَى
الثَّوْبَ على قَرِّــه: كقولك على غَرّه أَي على كَسْرِه، والــقَرُّ والغَرُّ
والمَــقَرُّ: كَسْرُ طَيِّ الثوب.
والمَــقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ،وبه قبر غالب أَبي الفرزدق وقبر امرأَة
جرير؛ قال الراعي:
فصَبَّحْنَ المَــقَرَّ، وهنّ خُوصٌ،
على رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا
وقيل: المَــقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ. وقال خالدُ بن جَبَلَة: زعم
النُّمَيْرِي أَن المَــقَرّ جبل لبني تميم.
وقَرَّــتِ الدَّجاجةُ تَــقِرّ قَرًّــا وقَرِــيراً: قَطَعتْ صوتَها
وقَرْقَرَــتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حكاه ابن سيده عن الهروي في الغريبين.
والــقِرِّــيَّة: الحَوْصلة مثل الجِرِّيَّة. والــقَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قال
ابن أَحمر:
كالــقَرِّ بين قَوادِمٍ زُعْرِ
قال ابن بري: هذا العَجُزُ مُغَيَّر، قال: وصواب إِنشاد البيت على ما
روته الرواة في شعره:
حَلَقَتْ بنو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه
والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ
فَيَظَلُّ دَفَّاه له حَرَساً،
ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ
قال هذا يصف ظليماً. وبنو غزوان: حيّ من الجن، يريد أَن جُؤْجُؤَ هذا
الظليم أَجربُ وأَن رأْسه أَــقرع، والزُّعْرُ: القليلة الشعر. ودَفَّاه:
جناحاه، والهاء في له ضمير البيض، أَي يجعل جناجيه حرساً لبيضه ويضمه إِلى
نحره، وهو معنى قوله يلجئه إِلى النحر.
وقُرَّــى وقُرَّــانُ: موضعان.
والــقَرْقَرة: الضحك إِذا اسْتُغْرِبَ فيه ورُجِّعَ. والــقَرْقَرة:
الهدير، والجمع الــقَراقِرُ. والــقَرْقَرة: دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ: دعاء
الشاء والحمير؛ قال شِظَاظٌ:
رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ،
عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعد الــقَرْقَره
أَي سبيتها فحوّلتها إِلى ما لم تعرفه. وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة:
هَدَر، وذلك إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، والاسم الــقَرْــقارُ. يقال: بعير
قَرْــقارُ الهَدِير صافي الصوت في هَديرِه؛ قال حُمَيدٌ:
جاءت بها الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها
سُدًى، بين قَرْــقارِ الهَدِير، وأَعْجَما
وقولهم: قَرْــقارِ، بُنِيَ على الكسر وهو معدول، قال: ولم يسمع العدل من
الرباعي إِلا في عَرْعارِ وقَرْــقارِ؛ قال أَبو النجم العِجْلِيُّ:
حتى إِذا كان على مَطارِ
يُمناه، واليُسْرى على الثَّرْثارِ
قالت له ريحُ الصَّبا: قَرْــقارِ،
واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ
يريد: قالت لسحاب قَرْــقارِ كأَنه يأْمر السحاب بذلك. ومَطارِ
والثَّرْثارُ: موضعان؛ يقول: حتى إِذا صار يُمْنى السحاب على مَطارِ ويُسْراه على
الثَّرْثارِ قالت له ريح الصَّبا: صُبَّ ما عندك من الماء مقترناً بصوت
الرعد، وهو قَرْقَرَــته، والمعنى ضربته ريح الصَّبا فدَرَّ لها، فكأَنها
قالت له وإِن كانت لا تقول. وقوله: واختلط المعروف بالإِنكار أَي اختلط ما
عرف من الدار بما أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فلم يعرف منها
المكان المعروف من غيره. والــقَرْقَرة: نوع من الضحك، وجعلوا حكاية صوت
الريح قَرْــقاراً. وفي الحديث: لا بأْس بالتبسم ما لم يُــقَرْقِرْ؛
الــقَرْقَرة: الضحك لعالي. والــقَرْقَرة: لقب سعد الذي كان يضحك منه النعمان بن
المنذر. والــقَرْقَرة: من أَصوات الحمام، وقد قَرْقَرَــتْ قَرْقَرَــةً
وقَرْقَرِــيراً نادرٌ؛ قال ابن جني: الــقَرْــقِيرُ فَعْلِيلٌ، جعله رُباعيّاً،
والــقَرْــقارَة: إِناء، سيت بذلك لــقَرْقَرَــتها.
وقَرْقَرَ الشرابُ في حلقه: صَوَّت. وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قال شمر:
الــقَرْقَرة قَرْقَرةُ البطن، والــقَرْقَرة نحو القَهْقهة، والــقَرْقَرة
قَرْقَرةُ الحمام إِذا هَدَر، والــقَرْقَر قَرْقَرة الفحل إِذا هَدَر، وهو
الــقَرْقَرِــيرُ.
ورجل قُرارِيٌّ: جَهيرُ الصوت؛ وأَنشد:
قد كان هَدَّاراً قُراقِرِــيَّا
والــقُراقِرُ والــقُراقِرِــيّ: الحَسَنُ الصوت؛ قال:
فيها عِشاشُ الهُدْهُدِ الــقُراقِر
ومنه: حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِــيٌّ جيد الصوت من الــقَرْقَرة؛ قال الراجز:
أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا،
من بعدِ ما كان قُراقِرِــيّا،
فمن يُنادي بعدَك المَطِيّاف
والــقُراقِرُ: فرس عامر بن قيس؛ قال:
وكانَ حدَّاءً قُراقِرِــيَّا
والــقَرارِيُّ: الحَضَريّ الذي لا يَنْتَجِعُ يكون من أَهل الأَمصار،
وقيل: إِن كل صانع عند العرب قَرارِيّ. والــقَرارِيُّ: الخَيَّاط؛ قال
الأَعشى:
يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها
كشَقِّ الــقَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ
قال: يريد الخَيَّاطَ؛ وقد جعله الراعي قَصَّاباً فقال:
ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عنه،
كما سَلَخ الــقَرارِيُّ الإِهابا
ابن الأَعرابي: يقال للخياط الــقَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وهو البَيطَرُ
والشَّاصِرُ.
والــقُرْــقُورُ: ضرب من السفن، وقيل: هي السفينة العظيمة أَو الطويلة،
والــقُرْــقُورُ من أَطول السفن، وجمعه قَراقير؛ ومنه قول النابغة:
قَراقِيرُ النَّبيطِ على التِّلالِ
وفي حديث صاحب الأُخْدُودِ: اذْهَبُوا فاحْمِلُوه في قُرْــقُورٍ؛ قال: هو
السفينة العظيمة. وفي الحديث: فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ ركب
شهداءُ البحر في قَراقيرَ من دُرّ. وفي حديث موسى، عليه السلام: رَكِبُوا
الــقَراقِيرَ حتى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فرعون بتابُوتِ موسى.
وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَــوْرى وقُرَّــان وقُراقِريّ: مواضع كلها
بأَعيانها معروفة. وقُرَّــانُ: قرية باليمامة ذات نخل وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قال
علقمة:سُلاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها
ذُو فِيئَةٍ، من نَوى قُرَّــانَ، مَعْجومُ
ابن سيده: قُراقِرُ وقَرْقَرى، على فَعْلَلى، موضعان، وقيل: قُراقِرُ،
على فُعالل، بضم القاف، اسم ماء بعينه، ومنه غَزَاةُ قُراقِر؛ قال
الشاعر:وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ،
مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ
قال ابن بري: البيت للأَعشى، وصواب إِنشاده: هُمُ ضربوا؛ وقبله:
فِدًى لبني دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي،
وراكبُها يومَ اللقاء، وقَلَّتِ
قال: هذا يذكِّر فعل بني ذهل يوم ذي قار وجعل النصر لهم خاصة دون بني
بكر بن وائل. والهامُرْزُ: رجل من العجم، وهو قائد من قُوَّاد كِسْرى.
وقُراقِرُ: خلف البصرة ودون الكوفة قريب من ذي قار، والضمير في قلت يعود على
الفدية أَي قَلَّ لهم أَن أَفديهم بنفسي وناقتي. وفي الحديث ذكر
قُراقِرَ، بضم القاف الأُولى، وهي مفازة في طريق اليمامة قطعها خالد بن الوليد،
وهي بفتح القاف، موضع من أَعراض المدينة لآل الحسن بن عليّ، عليهما
السلام. والــقَرْقَرُ: الظهر. وفي الحديث: ركب أَتاناً عليها قَرْــصَف لم يبق منه
إِلا قَرْقَرُــها أَي ظهرها.
والــقَرْقَرَــةُ: جلدة الوجه. وفي الحديث: فإِذا قُرِّــبُ المُهْلُ منه
سَقَطَتْ قَرْقَرَــةُ وجهه؛ حكاه ابن سيده عن الغريبين للهروي. قَرقَرَــةُ
وجهه أَي جلدته. والــقَرْقَرُ من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به، وقيل:
إِنما هي رَــقْرَــقَةُ وجهه، وهو ما تَرَــقْرَــقَ من محاسنه. ويروى: فَرْوَةُ
وجهه، بالفاء؛ وقال الزمخشري: أَراد ظاهر وجهه وما بدا منه، ومنه قيل
للصحراء البارزة: قَرْقَرٌ. والــقَرْقَرُ والــقَرْقَرَــةُ: أَرض مطمئنة
لينة.والــقَرَّــتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قال لبيد:
وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ،
يَعْدُو عليها، الــقَرَّــتَيْنِ، غُلامُ
الجَوارِنُ: الدروع. ابن السكيت: فلان يأْتي فلاناً الــقَرَّــتين أَي
يأْتيه بالغداة والعَشِيّ.
وأَيوب بن الــقِرِّــيَّةِ: أَحدُ الفصحاء. والــقُرَّــةُ: الضِّفْدَعَة
وقُرَّــانُ: اسم رجل. وقُرَّــانُ في شعر أَبي ذؤيب: اسم وادٍ. ابن الأَعرابي:
الــقُرَــيْرَةُ تصغير الــقُرَّــة، وهي ناقة تؤْخذ من المَغْنَم قبل قسمة
الغنائم فتنحر وتُصْلَح ويأْكلها الناس يقال لها قُرَّــة العين. يقال ابن
الكلبي: عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل الــقُرَّــة، وذلك أَن أَهل اليمن
كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم بمنًى وَضَع كلُّ رجل على رأْسه قُبْضَةَ دقيق
فإِذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقيق ويجعلون ذلك الدقيق صدقة فكان
ناس من أَسد وقيس يأْخذون ذلك الشعر بدقيقة فيرمون الشعر وينتفعون بالدقيق؛
وأَنشد لمعاوية بن أَبي معاوية الجَرْمي:
أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ،
مع الشَّعْرِ، في قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ
إِذا قُرَّــةٌ جاءت يقولُ: أُصِبْ بها
سِوى القَمْلِ، إِني من هَوازِنَ ضارِعُ
التهذيب: الليث: العرب تخرج من آخر حروف من الكلمة حرفاً مثلها، كما
قالوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، ورجل رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وفلان دَخيلُ فلان
ودُخْلُله، والياء في رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مكانها أَلفاً أَو واواً جاز؛
وأَنشد يصف إِبلاً وشُرْبَها:
كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ
صَوْتُ شِــقِرَّــاقٍ، إِذا قال: قِرِــرْ
فأَظهر حرفي التضعيف، فإِذا صَرَّفوا ذلك في الفعل قالوا: قَرْقَرَ
فيظهرون حرف المضاعف لظهور الراءين في قَرْقَر، كما قالوا صَرَّ يَصِرُّ
صَرِيراً، وإِذا خفف الراء وأَظهر الحرفين جميعاً تحوّل الصوت من المد إِلى
الترجيع فضوعف، لأَن الترجيع يُضاعَفُ كله في تصريف الفعل إِذا رجع
الصائت، قالوا: صَرْصَر وصَلْصَل، على توهم المدّ في حال، والترجيع في حال.
التهذيب: واد قَرِــقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَــقُوْسٌ أَي أَملس، والــقَرَــق المصدر.
ويقال للسفينة: الــقُرْــقُور والصُّرْصُور.