Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ست

دمس

(دمس) الشَّيْء أخفاه تَحت غَيره وَفُلَانًا دمسه ودنسه وَالْخمر أغلق عَلَيْهَا دنها وَقدر الفول دسها فِي الدمس لينضج مَا فِيهَا (محدثة)
(دمس)
الظلام دمسا ودموسا اشْتَدَّ وَيُقَال دمس اللَّيْل اشتدت ظلمته فَهُوَ دامس والموضع درس وَبينهمْ أصلح وَالشَّيْء دمسا غطاه وَعَلِيهِ الْخَبَر كتمه وَفُلَانًا فِي الأَرْض دَفنه حَيا أَو مَيتا
[دمس] في شعر مسيلمة: والليل "الدامس" أي الشديد الظلمة وفيه: كأنما خرج من "ديماس" هو بالفتح والكسر: الكن، أي كأنه مخدر لم ير شمسًا، وقيل السرب المظلم وفسر فيه بالحمام. ج: ولم أره في اللغة. ش: يعني في كثرة ماله ونضارته كأنه خرج من كن.
(دمس) - في أَراجيزِ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّاب: " ... واللَّيلِ الدَّامِس، والذِّئبِ الهَامِسِ ، ما رَطْبٌ كَيابِسٍ".
الدَّامِس: الشَّدِيد الظُّلمَة، ودَمَس: اسوَدَّ. وأصلُ الدَّمْسِ: التَّغْطيَة.

دمس


دَمَسَ(n. ac.
دُمُوْس)
a. Was thick, dense (darkness).
b.(n. ac. دَمْس)
see II (a) & (c)
دَمَّسَa. Hid, concealed.
b. [acc. & 'Ala], Concealed from.
c. Slew secretly.

تَدَمَّسَa. Anointed himself with ointment.

إِنْدَمَسَa. Entered into a cavern.

دُمْسa. Important affairs.

دَمَس
دَمِيْسa. Hidden, concealed, covered.

دَيْمَاس
a. Veil; wall.
b. Passage; cavern; dungeon; catacomb.

دُمُــسْتُــق (pl.
دَمَاسِق)
a. Governor ( under the Greek Empire ).
د م س

ليل دامس، ونهار شامس؛ وقد دمس الليل دموساً وأدمس، وأتيته دمس الظلام. ودمــست الشيء في الأرض ودمّــستــه: دفنته. ووقع في الديماس وهو السجن أو القبر، بالفتح والكسر. ودمسه ورمسه: قبره. وكان بان المهلب في ديماس الحجاج.

ومن المجاز: دمس الأمر ودمسه، وأمرهم مدمس: مــستــور. وأمور دمس: مظلمة. ولما وارى دمس دمساً اتخذ الليل جملاً أي سواد سوادا.
د م س: (الدِّيمَاسُ) بِالْكَسْرِ السَّرَبُ. وَفِي حَدِيثِ الْمَسِيحِ: «أَنَّهُ سَبْطُ الشَّعْرِ كَثِيرُ خِيلَانِ الْوَجْهِ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ» يَعْنِي فِي نَضْرَتِهِ وَكَثْرَةِ مَاءِ وَجْهِهِ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ كِنٍّ لِأَنَّهُ قَالَ فِي وَصْفِهِ: «كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ مَاءً» . 
[دمس] دَمَسَ الظلام يَدْمِسُ ويَدْمُسُ، أي اشتدَّ. وليل دامِسٌ وأُدْموسٌ، أي مُظْلِمٌ. وجاء فلانٌ بأُمور دُمْسٍ، أي عظامٍ، كأنّه جمع دامس، مثل بازل وبزل. ودمــست الشئ: دفنته وخبأته وكذلك التدميس. وأنشد أبو زيد: إذا ذُقْتَ فاها قلتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ * أريدَ به قَيْلٌ فغودِرَ في سأب * ودمــست عليه الخبر دمسا: كتمته ألبتة. والديماس: سجن كان للحجاج بن يوسف. فإن فتحت الدال جمعته على دياميس، مثل شيطان وشياطين. وإن كسرتها جمعته على دماميس، مثل قيراط وقراريط. وسمى بذلك لظلمته. ويسمى السرب ديماسا. وفى حديث المسيح عليه السلام أنه سبط الشعر كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس. يعنى في نضرته وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كن، لانه عليه السلام قال في وصفه: " كأن رأسه يقطر ماء ". 
د م س

دَمَسَ اللَّيْلُ يَدْمُسُ دَمْساً ودُموساً وأدْمَسَ أظْلم وقيل اخْتلطَ ظَلامُه ودَمَسهُ يَدْمِسُهُ ويدْمُسُه دَمْساً ودَمَّسَ الخَمْرَ أغلَق عليها دَنَّها قال

(إذا ذُقْت فاها قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أُريدَ به قَيْلٌ فَغٌ ودِرَ في سَأْبِ)

ودمَّسَ الشيءَ أخْفَاهُ ودَمَسَ عليه الخبرَ دَمْساً كَتَمَهُ والدِّماسُ كلُّ ما غطَّاكَ والدِّماسُ كِسَاءُ يطْرحُ على الزِّقِّ ودَمَسَ المرأَةَ دَمْساً نَكَحَها عن كُراع والدِّيمَاسُ والدَّيْماسُ الحَمَّامُ وفي الحديث في صفةِ المَسِيحِ

كأنَّما خَرَجَ من دِيماسِ والدِّيماسُ السَّرَبُ والدِّيماسُ سجنُ الحَجَّاجِ سُمِّي به على التّشبِيهِ والمُدَمَّسُ والمُدَمِّسُ السّجنُ والدَّوْدَمِسُ ضَرْبٌ من الحَيّاتِ مُحْرَنْفَشُ الغَلاَصِم يَنْفُخُ نَفْخاً فَيَحْرِقُ ما أصابَ والجمعُ دَوْدَمِسات ودَوَامِيسُ
دمس
دَمَسَ الظلاَمُ وأدْمَسَ. والدمَسُ: الظلامُ إذا اشْتَدَّ. ولَيْلٌ دامِسٌ. والتَّدْمِيْسُ: إخْفَاءُ الشيْءِ تَحْتَ الشيْءِ، وكذلك الدَّمْسُ.
والدمَاسُ: كُل ما غَطى شَيْئاً. والدمْسُ: التَغْطِيَةُ. والدامُوْسُ: القُتْرَةُ. والدُوْدَمِسُ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ، والجَميعُ الدُّوْدَمِسَاتُ والدَّوَامِيْسُ. والديْمَاسُ والديْمَاسُ: اسْمُ سِجْنٍ، ويُجْمَعُ دَيَامِيْسَ ودَوَامِيْسَ، كأنَه مَأْخُوْذٌ من دَمَــسْت وانْدَمَــسْتُ: أي دَخَلْت، ودَمَــسْتُ عليه زائراً، والدُّمُوْسُ: الدُّخُوْلُ. وقيل: هو السَّرَبُ. ودَمَــسْتُ الرَّجُلَ: قَبَرْته. وأتانا بأمُوْرٍ دُمْسٍ ودُبْسٍ: أي مُنْكَرَةٍ دَوَاهٍ.
وتَدَمَّــسَتِ المَرْأةُ: أي تَلَطخَتْ بقَذَرٍ. ودَمِــسَتْ يَدُه. والدَّمْسُ: الشخْصُ، أتَيْتُه حِيْنَ وارى دَمْسٌ دَمْساً. ودَمَسَ بَيْنَهم: أصْلَحَ: ودَمَسَ الرجُلُ المَرْأةَ: إذا جامَعَها. والمُدَمَّسُ والمُدَنَّسُ: واحِدٌ.
وعِلْقٌ مُدَمس: مَخْبُؤ.
والمُدَامَسَةُ: سَتْــرُ الشيْءِ. وأمْرٌ مُدَمَّسٌ: مَــسْتُــوْرٌ.
دمس
دمَسَ يَدمُس ويَدمِس، دَمْسًا ودُمُوسًا، فهو دامِس، والمفعول مَدْمُوس (للمتعدِّي)
• دمَسَ الظَّلامُ: اشتَدَّ سوادُه "دَمَس اللّيلُ: اشتدّت ظُلْمتُه".
• دمَسَ الشَّيءَ: خبّأه، غَطَّاه ودَفَنه "دَمَس المسروقات- دَمَس الأسلاك- دَمَس الحقَّ أو الخبرَ: كَتَمه وأخفاه- دمَس البذورَ في التراب- دمَس فلانًا في الأرض: دفنه حيًّا أو ميِّتًا". 

أدمسَ يُدمس، إدماسًا، فهو مُدْمِس، والمفعول مُدْمَس (للمتعدِّي)
• أدمسَ الظَّلامُ: دمَس؛ اشتدّ "أَدْمسَ الليلُ: اشتدَّت ظُلْمته، أعتم تمامًا".
• أدمسَ الشَّيءَ:
1 - دمَسَه، غطّاه ودفَنه.
2 - خبّأه "أدمَس النقودَ في جيبه". 

دمَّسَ يُدمِّس، تدميسًا، فهو مُدَمِّس، والمفعول مُدَمَّس
• دمَّس الشَّيءَ: أخفاه تحت غيره.
• دمَّس الفولَ: أنضجه عن طريق وضعه في قِدْر مُغلقة ودسِّها في الوقود. 

دامِس [مفرد]: ج دوامِسُ:
1 - اسم فاعل من دمَسَ.
2 - مُظْلِمٌ شديدُ الظُّلمةِ "ليلٌ دامِس".
3 - مرتبط بالمنطقة المائيّة التي لا تصلها أشعّة الشَّمس والتي لا يمكن فيها حدوث عمليّة التمثيل الضَّوئيّ. 

دَمْس [مفرد]: مصدر دمَسَ. 

دُمُوس [مفرد]: مصدر دمَسَ. 

مُدَمَّس [مفرد]: اسم مفعول من دمَّسَ ° أمر مُدمَّس: مــستــور- فول مُدمَّس: منضج في قِدْرٍ مُغْلقة دُــسَّت في الوقود. 

دمس: دَمَس الظلامُ وأَدْمَسَ وليلٌ دامسٌ إِذا اشتدّ وأَظلم. وقد

دَمَسَ الليل يَدْمِسُ ويَدْمُسُ دَمْساً ودُمُوساً وأَدْمَسَ: أَظلم، وقيل:

اختلط ظلامه. وفي كلام مسيلمة: والليل الدَّامِس هو الشديد الظلمة.

ودَمَسَه يَدْمُسُه ويَدْمِسُه دَمْساً: دفنه. ودَمَّسَ الخَمْرَ: أَغلق عليها

دَنَّها؛ قال:

إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ،

أُريدَ به قَيْلٌ فَغُودِرَ في سأْبِ

والتدميس: إِخفاء الشيء تحت الشيء، ويقال بالتخفيف. أَبو زيد:

المُدَمَّسُ المَخْبوء. ودَمَــسْتُ الشيء: دفنته وخَبَأْته، وكذلك التَّدْمِيسُ.

ودَمَّسَ الشيءَ: أَخفاه. ودَمَسَ عليه الخبرَ دَمْساً: كَتَمَه البتة.

والدِّماسُ: كل ما غَطَّاك. أَبو عمرو: دَمَــسْت الشيء غطيته. والدَّمَسُ: ما

غُطِّي؛ وأَنشد للكميت:

بلا دَمَسٍ أَمرَ القَريبِ ولا غَمْلِ

أَبو زيد: يقال أَتاني حيث وَارى دَمَسٌ دَمْساً وحيث وارى رُؤْيٌ

رُؤْياً، والمعنى واحد، وذلك حين يُظْلِمُ أَوَّلُ الليل شيئاً؛ ومثله: أَتاني

حين تقول أَخوك أَم الذئب. وروى أَبو تراب لأَبي مالك: المُدَّمَّسُ

والمُدَنَّسُ بمعنى واحد. وقد دَنَّسَ ودَمَّسَ.

والدِّماسُ: كساء يطرح على الزِّقِّ.

ودَمَسَ المرأَة دَمْساً: نكحها كَدَسَمها؛ عن كراع.

والدِّيماس والدَّيْماسُ: الحَمَّامُ. وفي الحديث في صفة الدجال: كأَنما

خَرَجَ من ديماس؛ قال بعضهم: الدِّيماسُ الكِنُّ؛ أَراد أَنه كان

مُخَدَّراً لم يَرَ شمساً ولا ريحاً، وقيل: هو السَّرَبُ المظلم، وقد جاءَ في

الحديث مفسراً أَنه الحَمَّام. والدِّيْماسُ: السَّرَب؛ ومنه يقال

دَمَــسْتُــه أَي قَبَرْتُه. أَبو زيد: دَمَــسْتــه في الأَرض دَمْساً إِذا دفنته،

حيّاً كان أَو مَيِّتاً؛ وكان لبعض الملوك حبس سماه دَيْماساً لظلمته.

والدِّيماسُ: سجن الحجاج بن يوسف، سمي به على التشبيه، فإِن فتحتَ الدال جمع

على دَياميسَ مثل شيطان وشياطين، وإِن كسرتها جمعت على دَماميس مثل

قِيْراطٍ وقَراريطَ، وسمي بذلك لظلمته. وفي حديث المسيح: أَنه سَبْطُ الشَّعرِ

كثيرُ خِيلان الوجه كأَنه خَرَجَ من دِيماس؛ يعني في نَضْرَتِه وكثرة ماء

وجهه كأَنه خرج من كِنٍّ لأَنه قال في وصفه: كأَنَّ رأْسَه يَقْطُرُ

ماءً.

والمُدَمِّسُ والمُدَمَّسُ: السجن.

ويقال: جاء فلان بأُمور دُمْسٍ أَي عِظام كأَنه جمعُ دامِسٍ مثل بازِلٍ

وبُزْلٍ.

والدُّودَمِسُ: الحيةُ، وقيل: ضرب من الحيات مُحْرَنْفِشُ الغَلاصِمِ،

يقال ينفخ نَفخاً فيُحْرِقُ ما أَصابه، والجمع دَوْدَمِساتٌ ودَوامِيسُ.

وقال أَبو مالك: المُدَمَّسُ الذي عليه وَضَرُ العَسَل.

وقال أَبو عمرو: دَمَسَ الموضعُ ودَسَمَ وسَمَدَ إِذا دَرَسَ.

دمس: دَمَس: جاءت في (ألف ليلة برسل 4: 275) بمعنى داس برجليه العنب ليخرج عصيره وأرى أن الصواب دعس التي يدل على هذا المعنى.
ودمس فلاناً: قتله خفية (محيط المحيط).
ودمس: طبخ، طها، انضج (مهيرن ص28).
دَمْس وتجمع على دِماس: قبة، عقد، أزج (شيرب)، انظر: داموس.
دِمْس: عامية دِمْص. ويقال: لــست من دمس فلان = من رتبته ونسبه (محيط المحيط).
دَمْسَة، عين دمسة: عين مطفأة، ضعيفة البصر (أبو الوليد ص308 رقم 58).
فطير دماسي: خبز مخيور (مهيرن ص28).
دَمُّوس جمعه دماميس: كهف (برجرن) وانظر داموس.
داموس، ودَمْوس، ودَيْماس ودِيماس، هذه الكلمات التي توجد في اللغات السامية الأخرى (كالعبرية الربانية ديموس ومعناه عند بكــستــورق: سور) هي في رأيي من اصل يوناني مثل غيرها من الكلمات التي تقدمت. وهي مشتقة من دمسيوس. والوصف منه دمسيوس معناه ملك عام، ملك الدولة. وتودمسيوس معناه سجن الدولة.
وفي العربية داموس معناه سجن، حبس مظلم (همبرت ص214، البكري ص182)، وفي رياض النفوس (ص54 و): وتخرج الذين حسبتهم في الدواميس من أهل تونس.
والصيغة الأخرى ديماس (همبرت ص214، هلو)، وفي تاريخ تونس (ص128): وأخفوه في ديماس يدخل له طعامه وشرابه من كوة، وفيه بعد ذلك (ص129) وهذا الموضع يسمى مَحْبس. غير إنه يفهم من هذه الكلمة عامة أنها بمعنى عمارة عامة. ففي المجموعة العربية للقوانين (مخطوطة الاسكوريال) فسرت كلمة كابيتول بأنها الديموس الجامع. ونجد في تاريخ تونس (ص 94) الدواميس المحمدية وكانت منزلاً للهو لباي من بايات تونس. وهي بعد ذلك تعني: عقد، قبة أزج، بناية معقودة ثم أطلقت بعد ذلك على الحمام كما أطلقت ديموس في العبرية الربانية (انظر بكــستــورف)، (القزويني 2: 344، تاريخ البربر 2: 136).
وتعني أيضاً مصنع، حائر، حوض (الادريسي ص113، 138) وهو يقول أن مياه النيل في الإسكندرية تجري تحت عقود المنازل وأن الدواميس متصل بعضها ببعض وما يقوله ليون (ص675) يفسر هذه العبارة.
وفي رياض النفوس (ص54 و): وهذه الدواميس الأولية التي في وسط المدينة تجري إليها ساقية من برا المدينة (في مخطوطتنا هذه الدواميس والأولية وهو خطأ).
وتطلق هذه الكلمة مجازاً على الكن وهو الموضع يختبأ فيه (انظر فريتاج) وهكذا تعني كلمة داموس مهفاً أو مغارة حيث تلجأ العصافير ليلاً (باجني ص99).
وفي أفريقية تطلق اليوم كلمة داموس على كومة التبن والهشيم (معجم البربر) ولعل ذلك لأن لها شكل القبة.
وأرى أن الأصل العربي دمس الذي يعني الإخفاء والتغطية والظلام وغير ذلك مأخوذ من هذه الكلمات لان القبة، تخفى وتغطي وتظلم إلى غير ذلك.
ديموس: انظر المادة السابقة.
ديموس: تقدير الضريبة قبل أن تفرض (برجرن في مادة ضريبة).
والديموس في لبنان أتادة معلومة ثابتة لا تزاد ولا تنقص (محيط المحيط).
وديموس تعني في العبرية الربانية فيما تعنيه ضريبة عامة، إفادة معينة (انظر بكــستــورف رقم6، 7) وهي الكلمة اليونانية توديموس.
دوماس: نسيج من الكتان في تمبكتو (دوماس صحارى ص301).
قول مُدَمّس: فول مسلوق (المقري، بركهارت بلاد العرب 1: 58، برتون 1: 178) ويصطنع من الفول المسلوق والخل والملح والزيت (محيط المحيط). وهذه الكلمة لها نفس الأصل اليوناني كما يؤيد ذلك كلام لين (عادات 1: 200) إذ يقول ما معناه (فول مدمس أو فول وهو يشبه ما نسميه فول بلدي يسلق ببطء طوال الليل في وعاء من الفخار يدفن حتى رقبته في رماد الفرن أو رماد الحمام وقد أغلق فم الوعاء.
دمس
دَمَسَ الظلام يَدْمُسُ ويَدْمِسُ دُمُوسا: إذا اشتدَّ، يقال: ليلٌ دامِس، قال ذو الرُّمَّة:
ومُنْخَرِقِ السِّرْبالِ أشعَثَ يَرتَمي ... به الرَّحلُ فوقَ العَنْسِ والليلُ دامِسُ
وليلٌ أُدموس: مثل دامِسٍ.
وجاءنا بأُمُورٍ دُمْس ودُبْس ورُبْس: أي عِظام، كأنَّها جمع دامِس، مثال بازِل وبُزْل.
وقال أبو زيد: دَمَــسْتُــه في الأرض دَمْساً: إذا دَفَنْتُهُ حيّاً كانَ أو مَيِّتَاً. وقال أبو عمرو: دَمَــسْتُ الشيء: غَطَّيْتُه؛ دَمْساً.
وقال أبو زيد: أتاني حيثُ وارى دَمْسٌ دَمْساً: وذلك حينَ يُظْلِمُ أوَّلُ الليلِ شيئاً، ومثله: أتاني حين تقول أأخوكَ أم الذِّئبُ.
وقال أبو عمرو: دَمَسَ المَوضِعُ ودَسَمَ وسَمَدَ: إذا دَرَسَ.
والدَّمَسُ - بالتحريك -: ما غُطِّيَ؛ من دَمْسِ الإهابِ وهو تَغْطِيَتُه لِيَمَّرِطَ شَعَرُه قبل أن يُلقى في الدِّبَاغ، وإهابٌ مَدموس وغَمُول، والجَمْعُ: دُمُسٌ وغُمُلٌ. وبالوجهين يُروى قول الكُمَيت يمدَحُُ مَسْلَمَة بن هِشام:
لقد طالَ ما يا آلَ مروانَ أُلْتُم ... بلا دمسٍ أمرَ العُرَيْبِ ولا غَمَلْ
والدَّيْماس والدِّيْماس: الكِنُّ.
والدَّيْماس والدِّيْماس: الحَمّام، فإن فَتَحْتَ الدّال جَمَعْتَه على دَيامِيْسَ - مثل شَيْطان وشَياطينَ -، وإنْ كَسَرْتَها جَمَعْتَه على دَماميس - مثل قيراط وقَراريط -، وسُمِّيَ بذلك لظُلْمَتِه. وفي صِفَة المسيح - صلوات الله عليه -: إنّه سَبِط الشَّعَرِ كثيرُ خِيلان الوَجْه كأنّه خَرَجَ من ديْمَاسٍ: أي في نَضْرَتِهِ وكَثْرَةِ ماءِ وَجْهِه كأنَّه خَرَجَ من كِنٍّ، لأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلّم - قال في وصفه: كأنّ رأسَهُ يقطِرُ ماءً.
والدّيْماس: السَّرَب. وكان للحجّاج سجن سمّاه ديْماساً لظُلْمَتِه.
وقال ابن عبّاد: الدَّمْسُ: الشخص.
قال: ودَمَــسْتُ بين القومِ ودَسَمْتُ: أي أصلَحْتُ.
ودَمِــسَت يَدُه: تلطَّخَت.
والدّاموس: القُتْرَة؛ كالناموس.
ودُوْمِيْس: ناحية بأرّان بينَ بَرْذَعَة ودَبِيْل.
ودَمَسَ المرأة: جامَعَها.
ودَمَــسْتُ عليه الخَبَرَ: أي كَتَمْتُه.
والدَّمِيْسُ: المُغَطّي.
والدِّمَاس - بالكسر -: كُلُّ ما غَطّاكَ من شيء.
وقال أبو عمرو: الدُّوْدمِس: الحيّة. وقال الليث: الدُّوْدمِس: ضَرْبٌ من الحَيّات مُحْرَنْفِش الغلاصيم يقال إنَّه يَنْفُخُ نَفْخاً فَيُحْرِق ما أصابَ، والجَمْعُ: الدُّوْدَمِسَات والدَّوامِيْسُ.
وأدمَسَ الليل: مِثْلُ دَمَسَ.
وتَدْميسُ الشيء: دَفْنُه؛ مثل دَمْسِه، قال:
إذا ذُقْتَ فاها قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أُريدَ به قَيْلٌ فَغودِرَ في سَأبِ
وقال أبو مالِكٍ: المُدَمَّس في هذا البيت: الذي عليه وَضَرُ العَسَل، وقال أبو زيد: هو المُغَطّى.
وقال أبو مالِك: المُدَمَّسُ والمُدَنَّسُ بمعنى واحِدٍ.
والتَدْميس: إخفاء الشيء.

وانُدَمَسَ: دَخَلَ في الدّيْمَاسِ.
والمُدَامَسَة: المُوَارَاةُ.
وتَدَمَّــسَت المَرْأةُ بكذا: أي تلطَّخَت به.
والتركيب يدل على خفاء الشيء.
دمس
دَمَسَ الظَّلامُ يَدْمِسُ، بالكَسْرِ، ويَدْمُسُ، بالضَّمِّ، دُمُوساً، كقُعُودٍ: اشْتَدَّ. ولَيْلٌ دَامِسٌ، إِذا أَظْلَمَ.
وَقيل: اشْتَدَّ، وَقد دَمَسَ يَدْمِسُ ويَدْمُسُ دَمْساً ودُمُوساً. إِذا اخْتَلَطَ ظَلاَمُه. ولَيْلٌ أُدْمُوسٌ، بالضَّمِّ: مُظْلِمٌ، وَمِنْه سَمَّى شَيْخُ مَشايخِنا الإِمامُ المُحَدِّثُ اللُّغَوِيُّ أَحْمَدُ بن عبدِ العَزِيزِ الهِلالِيُّ كتابَه: إِضاءَة الأُدْمُوسِ فِي شَرْحِ مُصْطَلَحَاتِ القَامُوس. ودَمَسَهُ فِي الأَرْضِ يَدْمِسُه ويَدْمُسُه دَمْساً: دَفَنَهُ وخَبَّأَه. زادَ أَبُو زَيْدٍ: حَيًّا كانَ أَو مَيِّتاً، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: دَمَسَهُ دَمْساً، إِذا غَطَّاه، كدَمَّسَهُ تَدْمِيساً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: دَمَسَ المَوْضِعُ ودَسَمَ وسَمَدَ، إِذا دَرَسَ. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: دَمَسَ بَيْنَهُمْ، إِذا أَصْلَحَ، كدَسَمَ. ودَمَسَ عَلَيَّ الخَبَرَ دَمْساً: كَتَمَه الْبَتَّةَ. ودَمَسَ المَرْأَةَ دَمْساً: جامَعَها، كدَسَمَها، عَن كُراعٍ. ودَمَسَ الإِهَابَ دَمْساً: غَطَّاه لِيُمَرِّطَ شَعَرهُ، وَهُوَ دَمُوسٌ، كصَبُورٍ، ج دُمُسٌ، وكذلِك إِهَابٌ غَمُولٌ، والجَمْعُ: غُمُلٌ، والوَجْهَيْنِ رُوِيَ قولُ الكمَيْتِ يمدَحُ مُسْلِمَ بن هِشَامٍ: لَقَدْ طَالَ مَايا آلَ مَرْوَانَأُلْتُمُبِلاَ دَمَسٍ أَمْرَ العُرَيبِ وَلَا غَمَلْ وَفِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: كأَنَّما خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ. قَالَ بعضُهم: الدِّيْمَاسُ، بالفَتْحِ ويُكْسَرُ، هُوَ الكِنُّ، أَرادَ أَنَّه كَانَ مُخَدَّراً لم يَرَ شَمْساً وَلَا رِيحاً. وقِيلَ: هُوَ السَّرَبُ المُظْلِمُ. وَقد جاءَ فِي الحَدِيثِ مُفَسَّراً أَنه الحَمَّامُ، قَالَ شيخُنا: وَزعم جَماعةٌ أَنَّه بلُغَةِ الحَبَشَة. وَفِي الرَّوْض الأُنُفِ: أَنَّه من الدَّمْسِ، وَهُوَ التَّغْطِيَة، وقَالوا: ياؤُه بَدَلٌ عَن المِيمِ، وأَصْلهُ، دِمَّاسٌ، كَمَا قالُوا فِي دِينَارٍ ونَحْوِه.) ج دَيَامِيسُ إِن فَتحْتَ الدَّالَ، مِثْل شَيْطَانٍ وشَيَاطِينَ ودَمَامِيسُ إِن كَسَرْتَهَا، مِثْل قِيرَاطٍ وقَرَارِيطَ، وسُمِّيَ بذلِك لظلْمَتِه. وانْدَمَسَ الرَّجُلُ: دَخَلَ فِيهِ، أَي الدَّيْماس. والدَّيْماس: سِجْنٌ للحَجَّاجِ ابنِ يُوسُف الثَّقَفِيّ، سُمِّيَ بِهِ لظُلْمَتِه، على التَّشْبِيه. والدَّمْسُ، بالفَتح: الشَّخْصُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
وبالتَّحْريك: مَا غُطِّيَ، كالدَّمِيسِ، كأَمِيرٍ. والدَّامُوسُ: القُتْرَةُ، كالنّامُوسِ. والدِّمَاسُ ككِتَابٍ: كُلُّ مَا غَطَّاكَ من شيْءٍ ووَاراكَ. والدُّودَمِسُ، بالضَّمِّ: حَيَّةٌ، قَالَه أَبو عَمْرٍ و. وَقَالَ اللَّيْثُ: ضَرْبٌ مِن الحَيَّاتِ مُحْرَنْفِشَةُ الغَلاصِيمِ. يُقَال: إِنَّهَا تَنْفُخُ نَفْخاً فتُحْرِقُ مَا أَصَابَتْ. ج الدُّودَمِسَاتُ والدَّوَامِيسُ. ورَوَى أَبو تُرَابٍ لأَبي مالِكٍ: المُدَمَّسُ، كمُعَظَّمٍ، والمُدَنَّسُ، بمَعْنىً وَاحِد، وَقد دَمَّسَ ودَنَّسَ. وتَدَمَّــسَتِ المرأَةُ بِكَذَا بمَعْنَى: تَلَطَّخَتْ. والمُدَامَسَةُ: المُوَارَاةُ، وَقد دَامَسَهُ. ودُومِيسُ، بالضَّمِّ: ناحِيَةٌ بِأَرَّانَ، بَيْنَ بَرْذَعَةَ ودَبِيلَ. ومِن المَجازِ: يُقَال: جاءَنَا بأُمُورٍ دُمْسٍ، بالضَّمِّ، أَي عِظَامٍ، كأَنَّه جَمْعُ دامِسٍ، مِثْل: بازِلٍ وبُزْلٍ. ومِمَّا يُــسْتَــدْرَكُ عَلَيْهِ: أَدْمَسَ اللَّيْلُ: مثلَ دَمَس. ذكَرَه الزَّمَخْشَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.
ودَمَّسَ الخَمْرَ تَدْمِيساً: أَغْلَقَ عَلَيْهَا دَنَّها. وقالَ أَبو مالِكٍ: المُدَمَّسُ، كمُعَظَّمٍ: الذِي عَلَيْهِ وَضَرُ العَسَلِ. وَبِه فَسَّر قولُ الشّاعِرِ:
(إِذا ذُقْتَ فَاهَا قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أُرِيدَ بِه قَيْلٌ فغُودِرَ فِي سَأْبِ)
وأَنْكَرَ قولَ أَبِي زَيْدٍ إِنَّه المُغَطَّى. وأَدْمَسَه إِدْماساً: مثل دَمَّسَه تَدْمِيساً، نَقَلَه الصّاغانِيُّ. ودَمِــسَتْ يَدُه، كفَرِحَ: تَلَطَّخَتْ بقَذَرٍ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَال: أَتَانِي حَيْثُ وَارَى دَمْسٌ دَمْساً، وذلِك حِينَ يُظْلِمُ أَوَّلُ اللَّيْلِ شَيْئا، ومثلُه: أَتانِي حِينَ تقولُ: أَخُوك أَمِ الذِّئْبُ. والدِّمَاسُ، بالكَسْرِ: كِسَاءٌ يُطْرَحُ عَلَى الزِّقِّ. والدِّيماسُ: القَبْرُ. وَمِنْه قولُهم: وقَعَ فِي الدِّيمَاسِ. نقلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. والمُدَمَّسُ، كمُعَظَّمٍ ومُحَدِّثٍ: السِّجْنُ. ودَمْسِيسُ، بالفَتْحِ: قريةٌ بمِصْرَ، من أَعْمالِ قُوِيْسنا، مِنْهَا الشَّمْسُ محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ محمّد ابْن أَحْمَدَ الدَّمْسِيسِيُّ، وَالِدُ يَحْيَى، وابنُ أَخِي الشِّهَابِ أَحْمَدَ الدَّمْسِيسِيّ.
مَاتَ سنة.
ودِمِسُوية، بِكَسْر الدَّال وَالْمِيم: قَرْيَتَانِ بمِصْرَ، إِحْداهُمَا فِي جَزِيرَة بنِي نَصْر، وَالثَّانيَِة بالبُحيرة.
ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَبِيبٍ الشَّمْسِيُّ الغانِمِيّ المَقْدِسِيُّ، يُعْرَف بابنِ دامِسٍ، سَمِع علَى أَبِي الخَيْر العَلاَئيّ، وغيرِه.

الجملة

الجملة:
[في الانكليزية] The sum ،the set ،the sentence ،the speach
[ في الفرنسية] La somme ،l'ensemble ،la phrase ،le discours
بالضم لغة المجموع. وعند بعض النحاة هي الكلام. والمشهور أنها أعمّ منه فإنّ الكلام ما تضمن الإسناد الأصلي المقصود لذاته، والجملة ما تضمن الإسناد الأصلي سواء كان مقصودا لذاته أو لا. ويجئ في لفظ الكلام.
وشبه الجملة عندهم هو اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل والمصدر، فإنّ هذه الأشياء مع فاعلها ليــست بجملة، بل مشابهة لها لتضمنها النسبة، وكذا كلّ ما فيه معنى الفعل نحو حسبك في قولنا:
حسبك زيد رجلا، ونحو يا لزيد في قولك: يا لزيد فارسا، هكذا يــستــفاد من الفوائد الضيائية وحواشيها وغاية التحقيق والعباب في بحث التمييز. ولا يبعد أن يجعل المنسوب أيضا من شبه الجملة لأنّ حكمه حكم الصفة المشبّهة على ما صرح به في العباب.

وللجملة تقسيمات:
التقسيم الأول
الجملة إما فعلية وهي ما كان صدرها فعلا كقام زيد وكان زيد قائما، وإمّا اسمية وهي ما كان صدرها اسما كزيد قائم وهيهات العقيق وأ قائم الزيدان، وإمّا ظرفية وهي ما كان صدرها ظرفا أو الجار والمجرور فإنّه أيضا ظرف اصطلاحا نحو أعندك زيد، وأ في الدار زيد، وإمّا شرطية وهي ما تشتمل [على] أداة الشرط سواء كانت مركّبة من فعليتين نحو إن تكرمني أكرمك، أو من شرطيتين معنى نحو: إن كان متى كان زيد يكتب فهو يحرّك يده فمتى لم يحرك يده لم يكتب. وقولنا معنى إشارة إلى أنّ الشرط لا يجوز أن يكون جملة شرطية لفظا لأنهم لا يوالون بين حرفي الشرط، فإن أرادوا ذلك أدخلوا كان وأسندوه إلى ضمير الشأن وجعلوا الشرطية خبره، فيكون الجملة فعلية لفظا وشرطية معنى.
ثم المراد بصدر الجملة المسند والمسند إليه أيّهما كان صدرا في الأصل فلا عبرة بما تقدّم عليها من الحروف كهمزة الاستــفهام والحروف المشبّهة بالفعل ونحو ذلك. فنحو أقام زيد فعلية وإنّ زيدا قائم اسمية. وكذا نحو كيف جاء زيد وفريقا كذبتم، وإن أحد من المشركين استــجارك فعلية، فإنّ هذه الأسماء متأخّرة في النية، هكذا يــستــفاد من المغني والعباب. إلّا أنّ صاحب المغني لم يعدّ الشرطية قسما على حدة، وقال: الصواب أنها من قبيل الفعلية. ومنهم من عدّ نحو أقائم الزيدان وهيهات العقيق من الفعلية لا من الاسمية. وقال في الضوء شرح المصباح:
والجمل أربع لأن المسند والمسند إليه إمّا أن لم يعرض لهما ما يسلب عنهما صلاحية السكوت عليهما ويخرجهما إلى جملة أخرى أو قد عرض لهما ذلك، والثاني هو الجملة الشرطية والأوّل إمّا أن لا يكون المسند مؤخرا عن المسند إليه لا لفظا ولا تقديرا، أو يكون مؤخّرا عنه إمّا لفظا أو تقديرا، والثاني هو الجملة الاسمية نحو زيد قائم أو قائم زيد، والأول إمّا أن يسدّ مسدّ المسند ظرف أو ما جرى مجراه أو لا، والثاني هو الجملة الفعلية نحو ضرب زيد وأ قائم الزيدان وهيهات الأمر وغير ذلك، والأول هو الجملة الظرفية انتهى.
وقال الزمخشري الأصل أنّ يكون الجمل على ضربين اسمية وفعلية وإليه ذهب ابن الحاجب وصاحب اللّب وابن مالك، وإليه ذهب صاحب الوافي حيث قال: وتنقسم الجملة إلى فعلية ولو ظرفية أو شرطية وإلى اسمية انتهى. وتحقيق ذلك ما وقع في العباب من أنّ هذا التقسيم إقناعي لتفهيم المخاطب وإلّا فهي على الحقيقة على ضربين فعلية واسمية، إلّا أنّ الشرط لمّا خالف الظاهر من حيث جري الجملة فيه مجرى المفرد في امتناعها من أن تــستــقل بنفسها عدّت مفردا. والظرف لما كان فيه إضمار الفعل ملتزما وناب هو عن الفعل في احتمال ضميره وقيامه مقامه صار في حكم ما ليس من الفعل في شيء انتهى.
فائدة: قد تكون الجملة محتملة للاسمية والفعلية والظرفية ومن أمثلته ما رأيته مذ يومان، فإنّ تفسيره عند الأخفش والزجّاج بيني وبين لقائه يومان، وعند أبي بكر وأبي علي أمد انتفاء الرؤية يومان. وعليهما فالجملة اسمية لا محلّ لها من الإعراب، ومذ خبر على الأول ومبتدأ على الثاني. وقال الكسائي وجماعة المعنى مذ كان يومان فمذ ظرف لما قبلها وما بعدها جملة فعلية حذف فعلها وهي في محل خفض. وقال آخرون المعنى من الزمن الذي هو يومان ومذ مركّبة من حرف الابتداء وذو الطائية واقعة على الزمن وما بعدها جملة اسمية وحذف مبتدأها ولا محل لها لأنها صلة. التقسيم الثاني
الجملة إمّا خبرية أو إنشائية لأنّه إن كان لها خارج تطابقه أو لا تطابقه فخبرية، وإلّا فإنشائية، ويجئ في لفظ الخبر والإنشاء.
التقسيم الثالث
الجملة إمّا صغرى أو كبرى، فالكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو زيد قام أبوه وزيد أبوه قائم، والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين. وقد تكون الجملة صغرى وكبرى باعتبارين نحو زيد أبوه غلامه منطلق، فمجموع هذا الكلام جملة كبرى لا غير وغلامه منطلق صغرى لا غير لأنها خبر وأبوه غلامه منطلق كبرى باعتبار غلامه منطلق وصغرى باعتبار جملة الكلام، وهذا هو مقتضى كلامهم. وقد يقال كما تكون مصدّرة بالمبتدإ تكون مصدّرة بالفعل نحو ظننت زيدا يقوم أبوه. وإنّما قلنا صغرى وكبرى موافقة لهم وإنّما الوجه استــعمال فعلى أفعل باللام أو بالإضافة، لكن ربّما استــعمل أفعل التفضيل الذي لم يرد به المفاضلة مطابقا مع كونه مجرّدا، فعلى ذلك يتخرّج قول النحويين.
وكذلك قول العروضيين فاصلة كبرى وفاصلة صغرى. وقد يحتمل الكلام الكبرى وغيرها كما في نحو: زيد في الدار إذ يحتمل. تقديره استــقر ومــستــقر.
التقسيم الرابع
الجملة إمّا أن يكون لها محل من الإعراب أو لا، والجمل التي ليس لها محل من الإعراب سبع. الأولى الابتدائية وتسمّى المــستــأنفة أيضا، وهو أوضح لأنّ الابتدائية تطلق أيضا على الجملة المصدّرة بالمبتدإ، ولو كان لها محل. ثم الجمل المــستــأنفة نوعان: أحدهما الجمل المفتتح بها النطق كقولك ابتداء زيد قائم، ومنها الجمل المفتتح بها السور. وثانيهما المنقطعة مما قبلها أي التي قطع تعلقها بما قبلها لفظا أو معنى. فالأول نحو مات فلان رحمه الله، فإنّ الجملة الدعائية متعلقة بالأولى من جهة المعنى لا من جهة اللفظ، إذ لا رابط لفظيا يربطها. والثاني نحو أو لم يروا كيف يبدأ الله الخلق ثم يعيده، فالرابط المعنوي مفقود، لأنّ إعادة الخلق لم تقع بعد فيقرروا برؤيتها مع أنّ الرابط اللفظي موجود وهو حرف العطف.
ومن الاستــئناف جملة العامل الملغى لتأخّره نحو زيد قائم أظنّ، فأمّا العامل لتوسّطه نحو زيد أظن قائم فمن باب الاعتراض. ويخص أهل البيان الاستــئناف بما كان جوابا لسؤال مقدّر.
الثانية المعترضة ويجئ ذكرها. الثالثة التفسيرية وتسمّى بالجملة المفسّرة أيضا وهي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه. فبقيد الفضلة خرجت الجملة المفسّرة لضمير الشأن فإنها كاشفة لحقيقة المعنى المراد به، ولها محل بالإجماع لأنّها خبر في الحال أو في الأصل، وكذا خرجت الجملة المفسّرة في باب الاشتغال. فقد قيل إنها تكون ذات محل وهذا القيد أهملوه ولا بدّ منه. وقال الشلوبين إنّ الجملة المفسّرة فهي بحسب ما تفسّره، فهي في نحو زيدا ضربته لا محلّ لها، وفي نحو إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ونحو زيد الخبز يأكله بنصب الخبز في محل رفع، ولهذا يظهر الرفع إذا قلت آكله. وقد بيّنا أنّ جملة الاشتغال ليــست من الجمل التي تسمّى في الاصطلاح جملة مفسّرة وإن حصل فيها تفسير، هكذا ذكر صاحب المغني. وقال في التحفة شرح المغني وفيما ذكره نظر إذ التعريف المذكور غير مانع لصدقه على الجملة الحالية في قولك أسررت إلى زيد النجوى وما جزاء الإحسان إلّا الإحسان، إذ هي فضلة كاشفة لحقيقة ما تليه من النجوى، فيلزم أن لا يكون لها محل من الإعراب. وأيضا لا يخرج بقيد الفضلة الجملة المفسرة في باب الاشتغال في مثل قولنا قام زيد عمروا يضربه لأنها هاهنا مفسّرة للحال، وهي فضلة انتهى. فعلى هذا الجملة المفسّرة هي الكاشفة لحقيقة ما تليه أعمّ من أن يكون لها محل أو لا، ومن أن تكون فضلة أو غيرها. ثم قال صاحب المغني المفسّرة ثلاثة أقسام: مجرّدة من حرف التفسير كقوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فخلقه وما بعده تفسير كمثل آدم لا باعتبار ما يقتضيه ظاهر لفظ الجملة من كونه قدّر جسدا من طين ثم كوّن، بل باعتبار المعنى، أي إنّ شأن عيسى كشأن آدم في الخروج عن مــستــمر العادة وهو التولّد بين أبوين، ومقرونة بأي كقول الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ومقرونة بأن نحو فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ وقولك كتبت إليه أن افعل [كذا] إن لم يقدّر الباء قبل أن.
اعلم أنّه لا يمتنع كون الجمل الإنشائية مفسّرة بنفسها ويقع ذلك في موضعين: أحدهما أن يكون المفسّر إنشاء أيضا نحو أحسن إلى زيد أعطه ألف دينار. والثاني أن يكون مفردا مؤدّيا معنى الجملة نحو بلغني عن زيد كلام والله لأفعلن كذا. الرابعة المجاب بها القسم نحو وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.
الخامسة الواقعة جوابا لشرط غير جازم مطلقا أو جازم ولم يقترن بالفاء ولا بإذ الفجائية، فالأول جواب لو ولولا ولمّا وكيف، والثاني جواب إن وما في معناه نحو إن تقم أقم وإن قمت قمت. أما الأول فلظهور الجزم في لفظ الفعل، وأما الثاني فلأنّ المحكوم بموضعه ما يجزم الفعل لا الجملة بأسرها، كذا ذكر صاحب المغني. وفي التحفة شرحه: الحق أنّ جملة جواب الشرط لا محل لها مطلقا لأنّ كل جملة لا تقع موقع المفرد فلا محل لها، وجملة الجواب لا تقع موقع المفرد. السادسة الواقعة صلة لاسم أو حرف. فالأول نحو جاء الذي أبوه قائم فالذي في موضع رفع والصلة لا محل لها. وقيل للموصول وصلته موضع لأنهما ككلمة واحدة، والحق الأول بدليل ظهور الإعراب في نفس الموصول في نحو قوله تعالى أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا برفع أيّ، والثاني نحو أعجبني أن قمت أو ما قمت إذا قلنا بحرفية ما المصدرية. وفي هذا النوع يقال الموصول وصلته في موضع كذا لأنّ الموصول حرف فلا إعراب له لا لفظا ولا تقديرا.
السابعة التابعة لما لا محلّ له نحو قام زيد ولم يقم عمرو إن قدّرت الواو للعطف دون الحال، ولم يثبت عند الجمهور وقوع البيان والبدل جملة كذا ذكر في المغني. وقال شارحه: قد أجازوا في قوله تعالى وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ أن يكون جملة أمدكم الثانية بدلا من جملة أمدّكم الأولى، وأجازوا في قول الشاعر:
أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا.
أن يكون لا تقيمن بدلا من ارحل، ولم أر من انتقد ذلك بأنه خلاف مذهب الجمهور، فينبغي تحرير النقل في ذلك انتهى كلامه.
تم صاحب المغني لم يتعرّض للتأكيد والوصف لظهور أمرهما فإنّ التأكيد في الجمل لا خفاء في جوازه نحو زيد قائم زيد قائم، والوصف لا خفاء في امتناعه يشهد بذلك تعريفه. والجمل التي لها محل من الإعراب أيضا سبع. الأولى الواقعة خبرا سواء كان خبرا لمبتدإ أو خبر كان وأنّ ونحو ذلك ومحلّها بحسب اقتضاء العامل من الرفع والنصب. الثانية الواقعة حالا نحو وَلا تَمْنُنْ تَــسْتَــكْثِرُ.
الثالثة الواقعة مفعولا ومحلها النصب إن لم تنب عن الفاعل، وهذه النيابة مختصّة بباب القول، نحو ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ لأنّ الجملة التي يراد بها لفظها تنزّل منزلة الأسماء المفردة. قيل وتقع أيضا في الجملة المقرونة بمعلّق نحو علم أقام زيد. وأجاز هؤلاء وقوع هذه فاعلا، وحملوا عليه قوله تعالى: وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ، والصواب خلاف ذلك. وعلى قول هؤلاء فتزاد في الجمل التي لها محل الجملة الواقعة فاعلا.
وتقع الجملة مفعولا في ثلاثة أبواب. أحدها باب ظنّ وأعلم. وثانيها باب التعليق وذلك غير مختص بباب ظن وأعلم، بل هو جائز في كل فعل قلبيّ. ولهذا انقسمت هذه الجملة إلى ثلاثة أقسام: الأول أن تكون في موضع مفعول مقيّد بالجار نحو أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً ويَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ لأنّه يقال فكرت فيه ونظرت فيه وسألت عنه، ولكنها علّقت هاهنا بالاستــفهام عن الوصول في اللفظ إلى المفعول، وهي من حيث المعنى مطالبة على معنى ذلك الحرف. وزعم ابن عصفور أنّه لا يعلق فعل غير علم وظن حتى يضمّن معناهما، وعلى هذا فتكون هذه الجملة سادّة مسدّ مفعولين. والثاني أن تكون في موضع المفعول المصرّح نحو عرفت من أبوك لأنك تقول عرفت زيدا.
والثالث أن تكون في موضع مفعولين نحو وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى والثالث باب الحكاية بالقول أو بمرادفه. فالأول نحو قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وهل هي مفعول به أو مفعول مطلق نوعيّ فيه مذهبان. والثاني نوعان:
ما معه حرف التفسير نحو كتبت إليه أن افعل، والجملة في هذا النوع ليــست مفعولا إذ لا محلّ لها، وما ليس معه حرف التفسير نحو وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ الآية. والجملة في هذا النوع في محل النصب اتفاقا. فقال الكوفيون النصب بالفعل المذكور. وقال البصريون النصب بقول مقدّر. هكذا ذكر صاحب المغني، والصواب ترك ذكر ما معه حرف التفسير لعدم كونه مفعولا والكلام فيه كذا في التحفة.
فائدة: قد يقع بعد القول جملة محكية ولا عمل للقول فيها نحو أول قولي إني أحمد الله بكسر إنّ إذ الجملة حينئذ خبر. الرابعة المضاف إليها ومحلّها الجر، ولا يضاف إلى الجملة إلّا ثمانية. الأول أسماء الزمان ظروفا كانت أو أسماء. والثاني حيث ويختص بذلك عن سائر أسماء المكان وإضافتها إلى الجملة لازمة بشرط كونها ظرفا. والثالث آية بمعنى علامة. والرابع ذو في قولهم اذهب بذي تسلم، والباء في ذلك ظرفية وذي صفة لزمن محذوف. ثم قال الأكثرون هي بمعنى صاحب فالموصوف نكرة أي اذهب في وقت صاحب سلامة وقيل بمعنى الذي فالموصول معرفة والجملة صلة ولا محل لها. الخامس لدن. والسادس ريث. والسابع قول. والثامن قائل. الخامسة الواقعة بعد الفاء جوابا لشرط جازم. السادسة التابعة لمفرد وهي ثلاثة أنواع. الأول المنعوت بها نحو: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ الثاني المعطوفة بالحرف نحو زيد منطلق وأبوه ذاهب إن قدّرت العطف على الخبر. الثالث المبدلة كقوله ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ. السابعة التابعة لجملة لها محل ويقع ذلك في بابي النسق والبدل خاصة. فالأول نحو زيد قام أبوه وقعد أخوه إذا قدّرت العطف على قام أبوه.
والثاني شرطه كونه أوفى من الأولى بتأدية المعنى، هكذا ذكر صاحب المغني ولعلّ ترك ذكر التأكيد لشهرة أمره، وإلّا ففي الفوائد الضيائية التأكيد اللفظي يجري في الألفاظ كلها أسماء أو أفعالا أو حروفا أو جملا أو مركّبات تقييدية أو غير ذلك. ثم قال صاحب المغني:
هذا الذي ذكرته من انحصار الجمل التي لها محل في سبع جار على ما قرروه. والحق أنها تسع والذي أهملوه الجملة المــستــثناة والجملة المسند إليها. أمّا الأولى فنحو لَــسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ.

قال ابن خروف: من مبتدأ ويعذّبه الله الخبر والجملة في موضع النصب على الاستــثناء المنقطع. وأما الثانية فنحو تسمع بالمعيدي خير من أن تراه إذا لم يقدّر أنّ تسمع بل قدّر تسمع قائما مقام السماع.
فائدة: يقول المعرّبون: الجمل بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات. وشرحه أن الجمل الخبرية التي لم تــستــلزم لها ما قبلها إن كانت مرتبطة بنكرة محضة فهي صفة لها أو بمعرفة [محضة] فهي حال عنها، أو بغير المحض منهما فهي محتملة لهما، وكل ذلك بشرط وجود المقتضي وانتفاء المانع. وإن شئت التوضيح الوافي فارجع إلى المغني.
الجملة: عبارة عن مركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى سواء أفاد نحو زيد قائم أو لا نحو إن تكرمني. فإنه جملة لا تفيد إلا بعد مجيء جوابه، فالجملة أعم من الكلام مطلقا. الجملة المعترضة: التي تتوسط بين أجزاء الجملة المــستــقلة لتقرير معنى يتعلق بها أو بأحد أجزائها كزيد -طال عمره- قائم.

السَّادِسِ عَشَرَ

السَّادِسِ عَشَرَ
الجذر: س د س

مثال: سيسافر في السادِسِ عَشَرَ من هذا الشهر
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للخطأ في إعراب الجزء الأول من وصف العدد المركب بالجرّ، وهو يُبْنَى على فتح الجزأين.

الصواب والرتبة: -سيسافر في السَّادِسَ عَشَرَ من هذا الشهر [فصيحة]-سيسافر في السَّادِسِ عَشَرَ من هذا الشهر [صحيحة]
التعليق: القاعدة السائدة أنَّ الأعداد المركَّبة، من «11» إلى «19»، وكذلك الأوصاف منها تُبْنَى على فتح الجزأين، مهما كان موقعها الإعرابي في الجملة، ويمكن تصحيح المثال المرفوض باعتباره جاء على أحد الوجوه التي ذكرها النحاة في الوصف من العدد المركَّب عندما يضاف إلى لفظ العدد، وقد أضيف في المثال المرفوض صَدر الوصف المركَّب إلى عجز العدد المركَّب، ثم ضُبِط الطرف الأول حسب موقعه في الجملة، وأُبقي الثاني على حاله من البناء على الفتح، ويكون التقدير في المثال المرفوض: «في اليوم السادِسِ ستَــةَ عَشرَ»، أي: «في اليوم البالِغ ستــةَ عَشرَ» أو «المتمم ستــةَ عَشَرَ»، أو «في تمام الــستــةَ عَشَرَ، أو كمالها».

قرم

(ق ر م) : (الْقِرَامُ) الــسِّتْــر الْمُنَقَّشُ (وَالْمِقْرَمَةُ) الْمَحْبِسُ وَهُوَ مَا يُبْسَطُ فَوْقَ الْمِثَال وَقِيلَ هُمَا بِمَعْنَى.
قرم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه دخل على عَائِشَة وعَلى الْبَاب قرام ستــر. 
(قرم) - في حديث عَلىّ - رضي الله عنه -: "أنا أبو الحَسَن القَرْم"
أصل القَرْم: فَحْل الإبِل: أي هو فيهم بمَنْزلة الفَحْل في الإبل. ويَعنيِ به: الرئيسَ المُقدَّم في النَّاس .
(قرم)
الصَّغِير قرما وقروما وقرمانا أكلا أكل ضَعِيفا وَذَلِكَ عِنْدَمَا يتَعَلَّم الْأكل إبان الْفِطَام وَالطَّعَام قرما أكله وَالشَّيْء قشره وَفُلَانًا سبه وعابه

(قرم) الْفَحْل قرما صَار قرما وَاللَّحم وَإِلَيْهِ اشتدت شَهْوَته إِلَيْهِ فَهُوَ قرم
قرم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن النُّعْمَان بْن مُقرّن قدم على النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَرْبَعمِائَة رَاكب من مزينة فَقَالَ النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام لعمر: قُمْ فزودهم فَقَامَ عُمَر فَفتح غرفَة لَهُ فِيهَا تمر كالبعير الأقرم - هَكَذَا الحَدِيث. ويروى: فَإِذا تمر مثل الفصيل الرابض فَقَالَ [عُمَر -] : يَا رَسُول اللَّه إِنَّمَا هِيَ أصوع مَا ي
قرم

1 قَرَمَ

It gnawed: see عُثَيْثَةٌ.

قَرْمٌ

: see مُصْعَبٌ.

قُرْمٌ

: see شَوْرَى.

قُرْمَةٌ

: see فُقْرَةٌ.

قرّام

? A kid. (IAar; in TA, art. عت.)

b2: See مِقْرَمَةٌ.

مِقْرَمٌ

: see مِقْرَمَةٌ.

مِقْرَمَةٌ

A coverlet of a bed; (Mgh, in arts. قرم and حبس;) also called مِحْبَسٌ: (Id, in art. حبس:) or a thin curtain, accord. to some, figured; as also ↓ مِقْرَمٌ and ↓ قِرَامٌ: (Msb:) or this last, a figured curtain. (Msb.)
ق ر م: (الْمُقْرَمُ) الْبَعِيرُ الْمُكْرَمُ لَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ وَلَا يُذَلَّلُ وَلَكِنْ يَكُونُ لِلْفِحْلَةِ وَكَذَا (الْقَرْمُ) وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّيِّدِ قَرْمٌ وَمُقْرَمٌ تَشْبِيهًا بِهِ وَأَمَّا الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: «كَالْبَعِيرِ (الْأَقْرَمِ) » فَلُغَةٌ مَجْهُولَةٌ. وَ (الْقَرَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ شِدَّةُ شَهْوَةِ اللَّحْمِ وَقَدْ (قَرِمَ) إِلَى اللَّحْمِ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَ (الْقِرَامُ) سِتْــرٌ فِيهِ رَقْمٌ وَنُقُوشٌ وَكَذَا (الْمِقْرَمُ) وَ (الْمِقْرَمَةُ) . 

قرم


قَرَمَ(n. ac. قَرْم
مَقْرَم
قُرُوْم
قَرَمَاْن)
a. Gnawed, nibbled; munched, ate.
b.(n. ac. قَرْم), Barked, peeled.
c. Craunched, crunched.
d. Retained, held.
e. [ coll. ], Removed the points
of; nibbled the grass (lamb).
قَرِمَ(n. ac. قَرَم)
a. [ Ila ], Longed for (food).

قَرَّمَa. Taught to eat.
b. Marked.

أَقْرَمَa. Kept for breeding (stallion).

تَقَرَّمَa. see I (a)
قَرْم
(pl.
قُرُوْم)
a. Stallion.
b. Chief.
c. Mark, incision ( in a camel's nose ).

قِرْمِيَّة
(pl.
قَرَاْمِيّ)
a. Trunk, stump (tree).
b. [ coll. ], Stump (
tooth ).
قُرْمa. A certain marine plant.

قُرْمَة
(pl.
قُرَم)
a. [ coll. ]
see 2yit (a)
قِرِم
a. [art.], The Crimea.
أَقْرَمُ
(pl.
قُرْم)
a. Kept for breeding (stallion).

مِقْرَم
مِقْرَمَة
20ta. Embroidered stuff; veil &c.

قِرَاْمa. see 20t
قَرَّاْمa. A certain plant.

قَرْمَآءُa. Marked on the nose (she-camel).

N. P.
أَقْرَمَa. see 14
قرم
قَرَمَ يَقرُم، قَرْمًا، فهو قارم، والمفعول مَقْروم (للمتعدِّي)
• قرَم الفطيمُ: أكل أكلاً ضعيفًا، وذلك حين يتعلّم الأكل وقت الفطام.
• قرَم الطعامَ: أكله "قرم الخُبزَ من غير شهيّة".
• قرَم البعيرَ: قطع من أنفه جلدةً صغيرة علامة له. 

قَرْم [مفرد]: مصدر قَرَمَ. 

قُرْمة [مفرد]: ج قُرُمات وقُرْمات وقُرَم:
1 - ما بقي من أسفل جِذْع الشَّجرة إذا قطعت.
2 - خشبة يُقطَّع عليها اللّحم "قطّع الجزّار اللّحمَ على القُرْمة". 
[قرم] المُقْرَمُ: البعيرُ المُكْرَمُ لا يُحمل عليه ولا يُذَلَّلُ، ولكن يكون للفحلة. وقد أقرمته فهو مُقْرَمٌ. وكذلك القَرْمُ، ومنه قيل للسيِّد قَرْمٌ مُقْرَمٌ تشبيهاً بذلك. وأما الذى في الحديث " كالبعير الاقرم " فلغة مجهولة. والقُرْمَةُ والقُرامَةُ بالضم: أن تقطعَ جُلَيْدَةٌ من أنف البعير لا تبين، ثم تُجمعُ على أنفه للسِمَةِ. تقول منه: قَرَمْتُ البعير، وهو بعيرٌ مَقْرومٌ. ويقال أيضاً: قَرَمَ الصبيُّ والبُهْمُ قَرْماً وقُروماً، وهو أكلٌ ضعيفٌ في أوَّل ما يأكل. وتقرم مثله. والقرامة أيضاً: ما التزقَ من الخبز بالتنُّورِ. وما في حسبِ فلانٍ قُرامَةٌ، أي عيبٌ. والقَرَمُ بالتحريك: شدَّة شهوة اللحم. وقد قَرِمْتُ إلى اللحم بالكسر، إذا اشتَهيته. والقِرامُ: سِتــرٌ فيه رقمٌ ونقوشٌ. وكذلك المِقْرَمُ والمِقْرَمَةُ. وقال يصف داراً: على ظهر جرعاءِ العجوز كأنَّها دوائرُ رَقْمٍ في سراةِ قِرامِ واسْتَــقْرَمَ بكرُ فلانٍ قبل إناه، أي صار قرما.
قرم
القَرْمُ: الفَحْلُ المُصْعَبُ الذي أقْرِمَ فَصَارَ مُقْرَماً، وهو قَرْمٌ، يُكْرَمُ فلا يُحْمَلُ عليه شَيْءٌ ويتْرَكُ للفِحْلَةِ، وهو - أيضاً -: تَنَاوُلُ الحَمَل والجَدْي للحَشِيش أوَّلَ ما يَقْرِمُ أطْرَافَ الشَجَرِ. وأنْ يُقْرَمَ من أنْفِ الناقَةِ جُلَيدةٌ للسِّمَةِ، وهي القُرْمَةُ والقَرْمَةُ، والقِطْعَةُ قُرَامَةٌ، والبَعِيرُ مَقْرُومٌ. وضَرْبٌ من الشَّجَرِ.
والقُرَامَةُ: ما الْتَزَقَ من الخُبْزِ في التَّنُّور. وكذلك كلًّ شَيْءٍ قَشَرْته.
وما في نَسَبِ فلانٍ قُرَامَة: أي عَيْبٌ.
والقُرَامَةُ: كِرْكِرَةُ البَعِيرِ. وهي - أيضاً -: جِلْدَةُ المِرْفَقِ والرُّكْبَةِ.
والقِرَامُ: ثَوْبٌ من صُوْفٍ فيه ألْوَانٌ من العُهُون يُتَّخَذُ سِتْــراً أو غِشَاءً لِهَوْدَجٍ، والجميع قُرُمٌ.
والمِقْرَمَةُ: المِحْبَسُ نَفْسُه يقْرَمُ به الفِرَاشُ.
والقَرَمُ: شدةُ شَهْوَةٍ، بازٍ قَرِمٌ، وقَرِمْتُ إلى اللَّحْم، وهو قَرِمٌ وقَرْمانٌ.
والقِرْمِيَّةُ: عُقْدَةُ أصْل البُرَةِ.
والمَقْرُوْمَةُ في قَوْل عمرِو بن قَمِيْئةَ: هي قِدَاحٌ في صُدُوْرِها حُزُوْزٌ.
[قرم] فيه: وعلى الباب «قرام» ستــر، هو ستــر رقيق، وقيل: صفيق من صوف ذي ألوان، وإضافته كثوب قميص، وقيل: القرام ستــر رقيق وراء الــستــر الغليظ، ولذا أضاف: ن: هو بكسر قاف. ط: ومنه: أميطي عني «قرامك»، قيل: ضربتهه مثل حجلة العروس، وقيل: ما كان مزينًا منقشًا. نه: وفيه: كان يتعوذ من «القرم»، وهي شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عنه، قرمت إلى اللحم، وحكي: قرمته. ومنه: هذا يوم اللحم فيه «مقروم»، وقيل تقديره: مقروم إليه. ومنه ح: «قرمنا» إلى اللحم فاشتريت بدرهم لحمًا. وفيه: بلغه أن رجلًا يغتابه فقال: عثيثة «تقرم» جلدًا أملسًا؛ أي تقرض - وقد تقدم. وفي ح على: أنا أبو حسن «القرم»، أي المقدم في الرأي، والقرم فحل الإبل، أي أنا فيهم كالفحل في الإبل؛ الخطابي: الأكثر رواية: القوم - بالواو، ولا معنى له، وإنما هو بالراء: المقدم في المعرفة وتجارب الأمور. ن: أنا أبو حسن «القرم» - براء مرفوعًا، وحسن - بتنوين، وضبط بواو وجر بإضافة حسن إليه أي عالم القوم، وبواو ورفع وتنوين حسن أي أنا من علمتم رأيه أيها القوم. نه: وفي ح عمر: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم فزودهم - لجماعة قدموا عليه من النعمان، فقام ففتح غرفة له فيها تمر كالبعير «الأقرم»، وأبو عبيد صوب: المقرم، وهو بعير مكرم يكون للضرائب، ويقال للسيد الرئيس: مقرم، تشبيهًا به؛ الزمخشري: قرم البعير فهو قرم، أي صار قرمًا، وأقرمه صاحبه فهو مقرم - إذا تركه للفحلة، وفعل وأفعل يلتقيان كثيرًا، كوجل وأوجل في الفعل، وخشن وأخشن في الاسم.
ق ر م

قرم إلى اللحم. وبازٍ قرمٌ، وبه قرمٌ شديد. وتقول: ليس من الشرف والكرم، عادة الشره والقرم. وقال أبو دؤاد:

يزين البيت مربوطاً ... ويشفى قرم الركب

ولفلان قرم منجب، ومقرم: فحل وهو تخفيف قرم من القرم، وقد قرم البكر واستــقرم: صار قرماص، وأقرمه صاحبه: تركه عن الركوب والعمل، وودّعه للفحلة وقرّمه. قال:

أرسل فيها بازلاً يقرّمه ... فهو بها ينحو طريقاً يعلمه

باسم الذي في كلّ سورة سمه

وبعير مقروم، وبه قرمة وهي سمة تسلخ جلدة فوق الأنف وتجمع. والبهمة تقرم أطراف الشجر، وبهمة قروم، وهو يتقرم تقرّم البهمة. وما أعطاني قرامةً ولا قمامةً ولا قلامة وهو ما لزق بالتنور أو قشر من الخبزة. وما لفراشه مقرمٌ وقرام: محبس يقرم به الفراش أي يعلى وهو عند العرب ستــر الكلّة من صوف فيه ألوان من العهون، والكلّة ستــرة للنساء في جانب الخيمة. وبنى بيته بالقراميد: بالآجرّ. وقرمص الرجل وتقرمص: دخل في القزموص وهو حفرة واسعة الجوف ضيقة الرأس يــستــدفئ فيها الصّرد. قال:

جاء الشتاء ولما أتّخذ ربضاً ... يا ويح كفيّ من حفر القراميص

وقال:

قراميص صردى نارهم لم ترجج

ومن المجاز: هو قرمٌ من القروم ومقرم: سيّد. قال عويف القوافي:

متى أدع في حيّيْ فزازة يأتني ... صناديد صيدٌ من قروماتها الزّهر

وقال أوس:

إذا مقرم منا ذرا حدّ نابه ... تخمط فينا ناب آخر مقرم
قرم: قرم: والعامة تقول: قرم القضيب ونحوه أي قطع رأسه (محيط المحيط).
قرم (بالتشديد): قيد، كبل (فوك) وهو مشتق من القرمة. (أنظر قرمة).
تقرم: مطاوع قرم أي تقيد وتكبل (فوك).
قرم: انظر عن هذه الشجرة ابن البيطار (2: 296) وفورسكال، وقد نقل فريتاج منه هذه الكلمة في مادة قرم.
قرم بنفسج: سوسن، ايرسا، ايرس (بوشر).
قرمة. (قرمة في معجم بوشر (حطبة) من خطأ الطباعة كما يؤيد جمعها) والجمع قرم وقرامى: حطبة، قطعة حطب، (بوشر) وفي مملوك (2: 4 ص4): (أخرجوهم من السجن وقطعوا أيديهم على قرم خشب. وهذا هو صواب العبارة فلا يجب تغيير قرم خشب كما اقترح كاترمير.
قرمة: وضم، خشبة يقطع عليها اللحم. (بوشر).
قرمة الاسكاف، عند العامة: الخشبة التي يبسط الجلود عليها عند تفصيلها. (محيط المحيط) وفي حكاية باسم الحداد (ص44) في كلامه عن اسكاف: فلم يكلمه أبدا بل حمله هو والذي تحته والقرمة الذي (كذا) قدامه (ص45).
قرمة: جذع الشجرة، جذع. (بوشر).
قرمة الشجرة: عند العامة ما بقي من أسفل جذعها إذا قطعت. (محيط المحيط) وهي بالتأكيد الكلمة اليونانية كورموس.
قرمة: هي مثل الكلمة الأسبانية Corma التي اشتقت أيضا من الكلمة اليونانية كورموس، ومعناها قيد، عقال، وهي قطعة خشب ذات فرض وفرح تــستــعمل قيدا أو عقالا للسجين وشكالا للحيوانات. (فوك لاتور).
قرمة: غل من الحديد ربط بخشبة ووضع في عنق المجرم. (برجرن).
قرمية، والجمع قرامي (محيط المحيط): مثل قرمة ومن نفس الأصل وهي قطعة حطب (مملوك 2، 2: 4) وفي قصة عنتر (ص63): وأمر مشايخ النار أن تدور حولها وتتعبد وترمي من قرامى العود عليها.
قرمية؛ أصل الشجرة الداخل في الأرض (مملوك 1: 21 محيط المحيط) وفيه: ومنه قرمية الضرس عند العامة).
قرامى بدنك أي جذع البدن، وتطلق مجازا على العظام التي يتكون منها الهيكل العظمي للبدن (مملوك 1: 1).
قرمة: ذكر الرجل، عضو التناسل. (مملوك 1: 1).
قرام: نبات له أغصان طويلة في غاية الدقة مثقوبة فارغة الجوف، عاتية. (محيط المحيط).
قرومة: رأس. (فوك)، ولعلها كلمة بربرية، فالرأس بالبرية يسمى اقروي.
باب القاف والراء والميم معهما ق ر م، ق م ر، م ق ر، م ر ق، ر ق م، ر م ق كلهن مــستــعملات

قرم: القَرْمُ: الفحل المصعب. وأَقْرِمَ أي ترك حتى استَــقْرَمَ أي صار مُقْرَماً فهو أقْرَمُ، وهو المُكَرَّم، ويترك للفحلة لا يحمل عليه. والقَرْمُ: تناول الحمل والجدي الحشيش، وأول ما يقرِمُ أطراف الشجر شيئاً، وهو راضع بعد. والقَرْمُ: أن يُقَرَمَ من أنف البعير جليدة للسمة أي تقطع قطيعة فيبقى أثرها فتلك السمة القرمة والقَرْمةُ، والقطيعة التي قطعت قُرامة. والبعير مقروم، وربما قَرَموا من كركرته وأذنه يتبلغ بها أي يؤكل عند القحط. والقِرامُ: ثوب من صوف، فيه ألوان من العهون، صفيق، يتخذ ستــراً أو يغشى به هودج وكلة، ويجمع على قرم. والمِقْرَمةُ: المحبس نفسه يُقْرَمُ به الفراش. والقَرَمُ: شدة شهوة اللحم، وباز قَرِمٌ، وقَرِمْتُ إلى اللحم أي اشتهيته، قال:

يزين البيت مربوطاً ... ويشفي قَرَمَ الركب

رقم: الرَّقْمُ: تعجيم الكتاب، وكتاب مَرْقُومٌ: بينت حروفه بالتنقيط. والتاجر يَرْقُم ثوبه بسمته. والمُرقُومُ من الدواب: الذي يكون على أوظفته كيات صغار، كل واحدة رَقْمَةٌ، وينعت بها حمار الوحش لسواد على قوائمه. والرَّقْمُ: خز موشى، يقال: خز رَقْمٍ كما تقول: برد وشيء مضاف. والرَّقْمَتانِ شبه ظفرين في قوائم الدابة متقابلتين والرَّقَمةُ: نبات. والرُّقْمَةُ: لون الحية الأَرْقَم، وإنما هي رقشة من سواد وبغثة، والجميع الأراقِمُ، والأنثى رقشاء ولا يقال رَقْماء. والأَرْقَمُ إذا جعلته نعتاً قلت أرقش، والأَرقَمُ اسمه، وربما جعله نعتاً كما قال الباهلي:

تمرس بي من حينه وأنا الرَّقِمْ

يريد الداهية.

مرق: المَرَق: جماعة المَرَقةِ، لا فعل له. والمُروقُ: الخروج من شيء من غير مدخله. والمارقةُ: الذين مرقوا من الدين كما يَمْرُقُ السهم من الرمية مُروقاً، وأمرَقْتُه أنا. ويقال للذي يبدي عورته: أمرَقَ إمراقاً. ومَرِقَتِ البيضة مَرَقاً، ومَذِرَتْ مَذَراً أي فَسَدَتْ فصارتْ ماءً. والامتِراق: سرعة المروق، وقد امترقت الحمامة من الوكر. والمُرِّيق: شحم العصفر ، ويقال: هي عربية محضة، ويقال: ليــست بعربية. ومراق البطن من العانة إلى السرة.

رمق: الرَّمَقُ: بقية الحياة. ورَمَّقُوهُ ويُرَمِّقُونَه أي بقدر ما يمسك رمقه، ويقال: وما عيشه إلا رُمْقَةٌ ورِماقٌ، قال:

ما زخر معروفك بالرماقِ

والرِّماقُ: المُرامَقةُ بالبَصَر، وما زلت أرمُقُه بعيني وأرامِقُه أي أتبعُه بصري فأطيل النظر. والرّامِقُ الرامج أي الملواح الذي تصاد به البزاة ونحوها، يوكأ ببومة فيشد برجلها شيء أسود وتخاط عيناها، ويشد في ساقها خيط طويل، فإذا وقع البازي عليها أخذه الصياد من قترته.

قمر: القَمْراءُ ضَوءُ القَمَر، وليلة مُقمِرةٌ. واقَمَرَ التَّمْرُ أي لم ينضَجْ حتى أصابه البرد فذهبت حلاوته وطعمه. والقُمْرةُ: لون الحمار الأقمَرِ، وهو لون يضرب إلى الخضرة. والقَمْراءُ: دخلة من الدخل. وقامَرْتُه فقَمَرْتُه من القِمار. والقُمْريُّ: طائر كالفاختة مسكنه الحجاز.

مقر: المَقِرُ شبه الصبر، والمَقْرُ أيضاً، قال:

إنما الصبر ككنز بارز ... طلي المر عليه والمَقِرْ

والمَقْرُ: إيقاعك السمك المالح في الماء، وتقول: مَقَرْتُه فهو ممقور. 
(ق ر م)

القرم: شدَّة الشَّهْوَة إِلَى اللَّحْم.

قرم قرماً، فَهُوَ قرم، ثمَّ كثر فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا مثلا بذلك: قرمت إِلَى لقائك.

وَالْقَرْمُ: الْفَحْل الَّذِي يتْرك من الرّكُوب ة الْعَمَل، ويودع للفحلة. وَالْجمع: قروم، قَالَ:

يَا بن قروم لسن بالأحفاض

وَقيل: هُوَ الَّذِي لم يمسهُ الْحَبل.

والأقرم: كالقرم.

وأقرمه: جعله قرما، وأكرمه عَن المهنة.

واستــقرم الْبكر: صَار قرما.

وَالْقَرْمُ من الرِّجَال: السَّيِّد الْمُعظم، على الْمثل بذلك.

وقرم الْبَعِير يقرمه قرما: قطع من انفه جلدَة لَا تبين، وَجَمعهَا عَلَيْهِ للسمة وَاسم ذَلِك الْموضع: القرام، والقرمة.

وَقيل: القرمة اسْم ذَلِك الْفِعْل.

والقرمة والقرامة: الجليدة المقطوعة مِنْهُ، فَإِن كَانَ مثل ذَلِك الوسم فِي الْجِسْم بعد الْأذن والعنق فَهِيَ الجرفة.

وناقة قرماء: بهَا قرم فِي انفها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وقرم الشَّيْء قرما: قشره.

والقارمة من الْخبز: مَا تقشر مِنْهُ.

وَقيل: مَا يلتزق مِنْهُ فِي التَّنور.

وَمَا فِي حَسبه قرامة: أَي وصم.

وقرمه قرماً: عابه.

وَالْقَرْمُ: الْأكل مَا كَانَ. وقرمت البهمة تقرم قرما، وقروما، وقرمانا، وتقرمت: وَذَلِكَ فِي أول مَا تَأْكُل، وَهُوَ أدنى التَّنَاوُل، وَكَذَلِكَ: الفصيل وَالصَّبِيّ فِي أول أكله.

وقرمه هُوَ: علمه ذَلِك، وَمِنْه قَول الأعرابية ليعقوب، تذكر لَهُ تربية البهم: وَنحن فِي كل ذَلِك نقرمه ونعلمه.

وقرم الْقدح: عجمه، قَالَ:

خرجن حريرات وأبدين مجلداً ... ودارت عَلَيْهِنَّ المقرمة الصفر

يَعْنِي: إنَّهُنَّ سبين وأقتسمن بِالْقداحِ الَّتِي هِيَ صفتهَا. وَأَرَادَ: " مجَالد " فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجمع.

والقرام: ثوب من صوف ملون.

وَقيل: هُوَ الــسّتْــر الرَّقِيق. وَالْجمع: قرم.

وَهُوَ المقرمة. وَقيل: المقرمة: محبس الْفرش.

وقرمه بالمقرمة: حَبسه بهَا.

وَالْقَرْمُ: ضرب من الشّجر، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، قَالَ: وَلَا ادري أعَرَبِيّ هُوَ أم دخيل؟ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القرم، بِالضَّمِّ: شجر ينْبت فِي جَوف مَاء الْبَحْر، وَهُوَ يسبه شجر الدلب فِي غلظ سوقه وَبَيَاض قشره، وورقه مثل ورق اللوز والأراك، وثمره مثل الصومر.

وَمَاء الْبَحْر عَدو كل شَيْء من الشّجر إِلَّا القرم والكندلي، فانهما ينبتان بِهِ.

وقارم ومقروم، وقريم: أَسمَاء.

وَبَنُو قريم: حَيّ.

وقرمان: مَوضِع.

كَذَلِك قرماء، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

على قرماء عالية شواه ... كَأَن بَيَاض غرته خمار

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ قرماء، بِسُكُون الرَّاء، وَكَذَلِكَ أنْشد الْبَيْت: " على قرماء ... " سَاكِنة، وَقَالَ: هِيَ أكمة مَعْرُوفَة، قَالَ: وَقيل: قرماء هُنَا: نَاقَة بهَا قرم فِي انفها: أَي وسم وَلَا ادري وَجهه وَلَا يُعْطِيهِ معنى الْبَيْت.

ومقروم اسْم جبل، وروى بَيت رؤبة:

ورعن مقروم تسامى أرمه

قرم: القَرَمُ، بالتحريك: شدّة الشهوة إِلى اللحم، قَرِمَ إِلى اللحم،

وفي المحكم: قَرِمَ يَقْرَم قَرَماً، فهو قَرِمٌ: اشتهاه، ثم كثر حتى

قالوا مثلاً بذلك: قَرِمْتُ إِلى لقائك. وفي الحديث: كان يتعوّذ من القَرَم،

وهو شدة شهوة اللحم حتى لا يُصبَر عنه. يقال: قَرِمت إِلى اللحم. وحكى

بعضهم فيه: قَرِمْتُه. وفي حديث الضحية: هذا يومٌ اللحمُ فيه مَقْروم، قال:

هكذا جاء في رواية، وقيل: تقديره مَقْرومٌ إِليه فحذف الجارّ. وفي حديث

جابر: قَرِمنا إِلى اللحم فاشتريت بدرهم لحماً.

والقَرْمُ: الفحل الذي يترك من الركوب والعمل ويُودَع للفِحْلة، والجمع

قُروم؛ قال:

يا ابْن قُروم لَسْنَ بالأَحْفاضِ

وقيل: هو الذي لم يمسه الحَبْل. والأَقْرَمُ: كالقَرْم. وأَقْرَمه:

جَعله قَرْماً وأَكرمه عن المهْنة، فهو مُقْرَم، ومنه قيل للسيد قَرْمٌ

مُقْرَم تشبيهاً بذلك. قال الجوهري: وأَما الذي في الحديث: كالبعير

الأَقْرَم، فلغة مجهولة. واسْتَــقرم البَكرُ قبل أَناه، وفي المحكم: واستــقرم البكر

صار قَرْماً. والقَرْمُ من الرجال: السيد المعظم، على المثل بذلك. وفي

حديث علي، عليه السلام: أَنا أَبو حسن القَرْم أَي المُقْرَم في الرأْي؛

والقَرْم: فحل الإِبل، أَي أَنا فيهم بمنزلة الفحل في الإِبل؛ قال ابن

الأَثير: قال الخطابي وأَكثر الروايات القوم، بالواو، قال: ولا معنى له

وإِنما هو بالراء أَي المقدَّم في المعرفة وتَجارِب الأُمور. ابن السكيت:

أَقْرَمْتُ الفحل، فهو مُقْرَم، وهو أَن يُودَع للفحلة من الحمل والركوب،

وهو القَرْم أَيضاً. وفي حديث رواه دُكَين بن سعيد قال: أَمر النبي، صلى

الله عليه وسلم، عمر أَن يُزوِّد النُّعمان بن مُقرِّن المُزَني وأَصحابه

ففتح غُرفة له فيها تمر كالبعير الأَقْرَمِ؛ قال أَبو عبيد: قال أَبو عمرو

لا أَعرف الأَقرم ولكني أَعرف المُقْرَم، وهو البعير المُكْرَم الذي لا

يحمل عليه ولا يذلل، ولكن يكون للفحلة والضراب، قال: وإِنما سمي السيد

الرئيس من الرجال المُقْرَم لأَنه شبه بالمُقْرَم من الإِبل لعِظَم شأْنه

وكَرَمه عندهم؛ قال أَوس:

إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذرا حَدُّ نابِه،

تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَم

أَراد: إِذا هلَك منا سيد خلفه آخر. قال الزمخشري: قَرِمَ البعير، فهو

قَرِمٌ إِذا اسْتَــقْرَمَ أَي صار قَرْماً. وقد أَقرَمَه صاحبه، فهو

مُقْرَم إِذا تركه للفِحْلة، وفَعِلَ وأَفْعَلَ يلتقيان كوَجِلَ وأَوْجَلَ

وتَبِعَ وأَتْبَع في الفعل، وخَشِنٍ وأَخْشَنَ وكَدِرٍ وأَكْدَرَ في الاسم،

قال: وأَما المَقْرُوم من الإِبل فهو الذي به قُرْمةٌ، وهي سِمةٌ تكون فوق

الأَنف تُسلخ منها جِلدة ثم تُجمع فوق أَنفه فتلك القُرمة؛ يقال منه:

قَرَمْتُ البعير أَقْرِمُه. ويقال للقُرْمة أَيضاً القِرام، ومثله في

الجسد الجُرْفة. الليث: هي القُرْمة والقَرْمة لغتان، وتلك الجلدة التي

قطعْتَها هي القُرامة، وربما قَرَمُوا من كِرْكِرَته وأُذنه قُرامات

يُتَبَلَّغ بها في القحط. المحكم: وقَرَمَ البعيرَ يَقْرِمه قَرْماً قطع من أَنفه

جلدة لا تبين وجَمعَها عليه للسِّمة، واسم ذلك الموضع القِرام والقُرْمة

وقيل: القُرْمة اسم ذلك الفعل. والقَرْمة والقُرامة: الجلدة المقطوعة

منه، فإِن كان مثلُ

ذلك الوسْم في الجسم بعد الأُذن والعنق فهي الجُرْفة. وناقة قَرْماء:

بها قَرْم في أَنفها؛ عن ابن الأَعرابي. ابن الأَعرابي: في السِّمات

القَرْمة، وهي سِمة على الأَنف ليــست بحَزٍّ، ولكنها جَرْفة للجلد ثم يترك

كالبعرة، فإِذا حُزَّ الأَنف حَزّاً فذلك الفَقْر. يقال: بعير مَفْقُور

ومَقْرُوم ومَجْرُوف؛ ومنه ابن مَقْرُومٍ الشاعر. وقَرَمَ الشيءَ قَرْماً:

قَشَره. والقُرامة من الخبز: ما تقشَّر منه، وقيل: ما يَلتزِق منه في التنور،

وكل ما قَشَرْته عن الخبز فهو القُرامة. وما في حَسَبِه قُرامة أَي

وَصْم، وهما العيب. وقَرَمَه قَرْماً: عابَه. والقَرْمُ: الأَكل ما كان. ابن

السكيت: قَرَم يَقْرِم قَرْماً إِذا أَكل أَكلاً ضعيفاً. ويقال: هو

يَتَقَرَّمُ تَقَرُّم البَهْمة. وقَرَمَتِ البَهمة تَقْرِم قَرْماً وقُروماً

وقَرَماناً وتَقرَّمت: وذلك في أَول ما تأْكل، وهو أدنى التناوُل، وكذلك

الفَصيل والصبي في أَول أَكله. وقَرَّمه هو: علَّمه ذلك؛ ومنه قول

الأَعرابية ليعقوب تذكر له تَرْبِية البَهْم: ونحن في كل ذلك نُقَرِّمه ونعلمه.

أَبو زيد: يقال للصبي أَوّل ما يأْكل قد قَرَم يَقْرِم قَرْماً

وقُروماً. الفراء: السخلة تَقْرِم قَرْماً إِذا تعلمت الأَكل؛ قال عدي:

فَظِباءُ الرَّوْضِ يَقْرِمْنَ الثَّمَرْ

ويقال: قرَم الصبيُّ والبَهْمُ قَرْماً وقُروماً، وهو أَكل ضعيف في أَول

ما يأْكل، وتَقَرَّم مثله. وقَرَّمَ القِدْحَ: عَجَمَه؛ قال:

خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ ِمجْلَداً، ودارَتْ عليهن المُقَرَّمةُ

الصُّفْر

يعني أَنهن سُبِين واقْتُسمن بالقِداح التي هي صفتها، وأَراد مَجالِد

فَوضع الواحد موضع الجمع.

والقِرامُ: ثوب من صوف ملوّن فيه أَلوان من العِهن، وهو صفيق يتخذ

سِتــراً، وقيل: هو الــستــر الرقيق، والجمع قُرُم، وهو المِقْرَمة، وقيل:

المِقْرمةُ مَحْبِس الفِراش. وقَرَّمَه بالمِقْرمة: حبسَه بها. والقِرام: ستــر فيه

رَقْم ونقُوش، وكذلك المِقْرَمُ والمِقْرَمة؛ وقال يصف داراً:

على ظَهْرِ جَرْعاء العَجُوز، كأَنهَّا

دَوائِرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ

وفي حديث عائشة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل عليها وعلى الباب

قِرامٌ فيه تَماثِيلُ، وفي رواية: وعلى الباب قِرامٌ سِتــرٍ؛ هو الــستــر

الرقيق فإِذا خيط فصار كالبيت فهو كِلَّةٌ؛ وأَنشد بيت لبيد يصف الهودج:

مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّه

زَوْجٌ، عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

وقيل: القِرام ثوب من صوف غليظ جدّاً يُفرش في الهودج ثم يجعل في قواعد

الهودج أَو الغَبِيط، وقيل: هو الصَّفِيق من صوف ذي أَلوان، والإِضافة

فيه كقولك ثوبُ قميصٍ، وقيل: القِرام الــستــر الرقِيقُ وراء الــستــر الغليظ،

ولذلك أَضاف؛ وقوله في حديث الأَحنف بلغه أَن رجلاً يغتابه فقال:

عُثَيْثةٌ تَقْرِمُ جِلْداً أَمْلَسا

أَي تَقْرِض، وقد ذكرته في موضعه.

والقَرْمُ: ضرب من الشجر؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَدري أَعربي هو أَم

دخيل. وقال أَبو حنيفة: القُرْم، بالضم، شجر ينبت في جَوف ماء البحر، وهو

يشبه شجر الدُّلْب في غِلَظِ سُوقه وبياض قشره، وورقه مثل ورق اللوز

والأَراك، وثمرُه مثل ثمر الصَّوْمَر، وماء البحر عدوّ كل شيء من الشجر

إِلاَّ القُرْم والكَنْدَلى، فإِنهما ينبتان به.

وقارِمٌ ومَقْرُومٌ وقُرَيْمٌ: أَسماء. وبنو قُرَيْمٍ: حي. وقَرْمانُ:

موضع، وكذلك قَرَماء؛ أَنشد سيبويه:

علا قَرَماءَ عالِيةً شَواه،

كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِه خِمارُ

قيل: هي عَقَبة، وقد ذكر ذلك في فرم مــستــوفى. وقال ابن الأَعرابي: هي

قَرْماء بسكون الراء، وكذلك أَنشد البيت على قرْماء ساكنة وقال: هي أَكَمة

معروفة، قال: وقيل قَرْماء هنا ناقة بها قَرْمٌ في أَنفها أَي وَسْم، قال:

ولا أَدري وجهه ولا يعطيه معنى البيت. ابن الأَنباري في كتاب المقصور

والممدود: جاء على فَعَلاء يقال له سَحَناء أَي هَيئة، وله ثَأَداءُ أَي

أَمَة، وقَرَماء اسم أَرض، وأَنشد البيت وقال: كتبت عنه بالقاف، وكان عندنا

فَرَماء لأَرض بمصر، قال: فلا أَدري قَرَماء أَرض بنجد وفَرَماء بمصر.

ومَقْرُوم: اسم جبل؛ وروي بيت رؤبة:

ورَعْنِ مَقْرُومٍ تَسامى أَرَمُهْ

والقَرَمُ: الجِداء الصغار. والقَرَمُ: صِغار الإِبل، والقَزَمُ،

بالزاي: صغار الغنم وهي الحَذَف.

ق ر م : الْقِرَامُ مِثْلُ كِتَابٍ الــسِّتْــرُ الرَّقِيقُ وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ وَفِيهِ رَقْمٌ وَنُقُوشٌ وَالْمِقْرَمُ وِزَانُ مِقْوَدٍ وَالْمِقْرَمَةُ بِالْهَاءِ أَيْضًا مِثْلُهُ وَالْقِرْمِيدُ بِالْكَسْرِ رُومِيٌّ يُطْلَقُ عَلَى الْآجُرِّ وَعَلَى مَا يُطْلَى بِهِ لِلزِّينَةِ كَالْجِصِّ وَالزَّعْفَرَانِ وَالطِّيبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَثَوْبٌ مُقَرْمَدٌ بِالطِّيبِ وَالزَّعْفَرَانِ أَيْ مَطْلِيٌّ بِهِ وَبِنَاءٌ مُقَرْمَدٌ مَبْنِيٌّ بِالْآجُرِّ قِيلَ أَوْ الْحِجَارَةِ.

قرن قَرَنَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مِنْ بَابِ قَتَلَ.
وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي الْإِحْرَامِ وَالِاسْمُ الْقِرَانُ بِالْكَسْرِ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَرَنَ الشَّخْصُ لِلسَّائِلِ إذَا جَمَعَ لَهُ بَعِيرَيْنِ فِي قِرَانٍ وَهُوَ الْحَبْلُ وَالْقَرَنُ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ قَالَ الثَّعَالِبِيُّ لَا يُقَالُ لِلْحَبْلِ قَرَنٌ حَتَّى يُقْرَنَ فِيهِ بَعِيرَانِ وَقَرَنْتُ الْمُجْرِمِينَ فِي الْقَرَنِ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ وَقَرْنُ الشَّاةِ وَالْبَقَرَةِ جَمْعُهُ قُرُونٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَشَاةٌ قَرْنَاءُ خِلَافُ جَمَّاءَ وَالْقَرْنُ أَيْضًا الْجِيلُ مِنْ النَّاسِ قِيلَ ثَمَانُونَ سَنَةً وَقِيلَ سَبْعُونَ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي عِنْدِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الْقَرْنَ أَهْلُ كُلِّ مُدَّةٍ كَانَ فِيهَا نَبِيٌّ أَوْ طَبَقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ سَوَاءٌ قَلَّتْ السُّنُونَ أَوْ كَثُرَتْ قَالَ وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي» يَعْنِي أَصْحَابَهُ «ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» يَعْنِي التَّابِعِينَ «ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» أَيْ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ عَنْ التَّابِعِينَ الْقَرْنُ مِثْلُ فَلْسٍ أَيْضًا الْعَفَلَةُ وَهُوَ لَحْمٌ يَنْبُتُ فِي الْفَرْجِ فِي مَدْخَلِ الذَّكَرِ كَالْغُدَّةِ الْغَلِيظَةِ وَقَدْ يَكُونُ عَظْمًا وَيُحْكَى أَنَّهُ اُخْتُصِمَ إلَى الْقَاضِي شُرَيْحٍ فِي جَارِيَةٍ بِهَا قَرْنٌ فَقَالَ أَقْعِدُوهَا فَإِنْ أَصَابَ الْأَرْضَ فَهُوَ عَيْبٌ وَإِلَّا فَلَا قَالَ الْفَارَابِيُّ وَالْقَرْنُ كَالْعَفَلَةِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْقَرْنُ كَالْعَفَلَةِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ الْقَرْنُ الْعَفَلَةُ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ وَالْقَرَنُ بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ قَرِنَتْ الْجَارِيَةُ مِنْ بَابِ تَعِبَ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ قَرِنَتْ الْمَرْأَةُ إذَا كَانَ فِي فَرْجِهَا قَرْنٌ.
وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ الْقَلَعِيُّ فِي كِتَابِهِ عَلَى غَرِيبِ الْمُهَذَّبِ: (الْقَرَنُ) بِفَتْحِ
الرَّاءِ بِمَنْزِلَةِ الْعَفَلَةِ فَأَوْقَعَ الْمَصْدَرَ مَوْقِعَ الِاسْمِ وَهُوَ سَائِغٌ وَقَرْنٌ بِالسُّكُونِ أَيْضًا مِيقَاتُ أَهْلِ نَجْدٍ وَهُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى عَرَفَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ قَرْنُ الْمَنَازِلِ وَقَرْنُ الثَّعَالِبِ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ وَغَلَّطُوهُ فِيهِ وَقَالُوا قَرَنٌ بِالْفَتْحِ قَبِيلَةٌ بِالْيَمَنِ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو قَرَنٍ وَأُوَيْسٌ مِنْهَا وَالصَّوَابُ فِي الْمِيقَاتِ السُّكُونُ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ
أَلَمْ تَسْأَلْ الرَّبْعَ أَنْ يَنْطِقَا ... بِقَرْنِ الْمَنَازِلِ قَدْ أَخْلَقَا
وَالْقَرَنُ بِفَتْحَتَيْنِ الْجَعْبَةُ مِنْ جُلُودٍ تَكُونُ مَشْقُوقَةً لِتَصِلَ الرِّيحُ إلَى الرِّيشِ حَتَّى لَا يَفْسُدَ وَيُقَالُ هِيَ جَعْبَةٌ صَغِيرَةٌ تُضَمُّ إلَى الْكَبِيرَةِ وَيُقَالُ هُوَ عَلَى قَرْنِهِ مِثْلُ فَلْسٍ أَيْ عَلَى سِنِّهِ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ قَرْنُهُ فِي السِّنِّ أَيْ مِثْلُهُ وَالْقِرْنُ مَنْ يُقَاوِمُكَ فِي عِلْمٍ أَوْ قِتَالٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَقْرَانٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَرَجُلٌ قَرْنَانُ وِزَانُ سَكْرَانَ لَا غَيْرَةَ لَهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ هَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ وَهُوَ مِنْ كَلَامِ الْحَاضِرَةِ وَلَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْبَادِيَةِ وَأَقْرَنَ الرَّجُلُ رُمْحَهُ رَفَعَهُ كَيْ لَا يُصِيبَ النَّاسَ فَالرُّمْحُ مُقْرَنٌ عَلَى الْأَصْلِ وَجَاءَ مَقْرُونٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَأَقْرَنْتُ الشَّيْءَ إقْرَانًا أَطَقْتُهُ وَقَوِيتُ عَلَيْهِ.

قري قَرَيْتُ الضَّيْفَ أَقْرِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى قِرًى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ وَالِاسْمُ الْقَرَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَالْقَرْيَةُ هِيَ الضَّيْعَةُ.
وَقَالَ فِي كِفَايَةِ الْمُتَحَفِّظِ: الْقَرْيَةُ كُلُّ مَكَان اتَّصَلَتْ بِهِ الْأَبْنِيَةُ وَاتُّخِذَ قَرَارًا وَتَقَعُ عَلَى الْمُدُنِ وَغَيْرِهَا وَالْجَمْعُ قُرًى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ قَالَ بَعْضُهُمْ لِأَنَّ مَا كَانَ عَلَى فَعْلَةٍ مِنْ الْمُعْتَلِّ فَبَابُهُ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى فِعَالٍ بِالْكَسْرِ مِثْلُ ظَبْيَةٍ وَظِبَاءٍ وَرَكْوَةٍ وَرِكَاءٍ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا قَرَوِيٌّ بِفَتْحِ الرَّاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.

وَالْقَارِيَةُ مُخَفَّفٌ طَائِرٌ وَالْجَمْعُ الْقَوَارِي.

وَالْقُرْءُ فِيهِ لُغَتَانِ الْفَتْحُ وَجَمْعُهُ قُرُوءٌ وَأَقْرُؤٍ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَفْلُسٍ وَالضَّمُّ وَيُجْمَعُ عَلَى أَقْرَاءٍ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ قَالَ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ وَيُطْلَقُ عَلَى الطُّهْرِ وَالْحَيْضِ وَحَكَاهُ ابْنُ فَارِسٍ أَيْضًا ثُمَّ قَالَ وَيُقَالُ إنَّهُ لِلطُّهْرِ وَذَلِكَ أَنَّ الْمَرْأَةَ الطَّاهِرَ كَأَنَّ الدَّمَ اجْتَمَعَ فِي بَدَنِهَا وَامْتَسَكَ وَيُقَالُ إنَّهُ لِلْحَيْضِ وَيُقَالُ أَقْرَأَتْ إذَا حَاضَتْ وَأَقْرَأَتْ إذَا طَهُرَتْ فَهِيَ مُقْرِئٌ وَأَمَّا ثَلَاثَةُ قُرُوءٍ فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ هَذِهِ الْإِضَافَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْقِيَاسُ ثَلَاثَةُ أَقْرَاءٍ لِأَنَّهُ جَمْعُ قِلَّةٍ مِثْلُ ثَلَاثَةُ أَفْلُسٍ وَثَلَاثَةُ رَجْلَةٍ وَلَا يُقَالُ ثَلَاثَةُ فُلُوسٍ وَلَا ثَلَاثَةُ رِجَالٍ.
وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: هُوَ عَلَى التَّأْوِيلِ وَالتَّقْدِيرُ ثَلَاثَةٌ مِنْ قُرُوءٍ لِأَنَّ الْعَدَدَ يُضَافُ إلَى
مُمَيِّزِهِ وَهُوَ مِنْ ثَلَاثَةٍ إلَى عَشَرَةٍ قَلِيلٌ وَالْمُمَيَّزُ هُوَ الْمُمَيِّزُ فَلَا يُمَيَّزُ الْقَلِيلُ بِالْكَثِيرِ قَالَ وَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنَّهُ قَدْ وُضِعَ أَحَدُ الْجَمْعَيْنِ مَوْضِعَ الْآخَرِ اتِّسَاعًا لِفَهْمِ الْمَعْنَى هَذَا مَا نُقِلَ عَنْهُ وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إلَى أَنَّ مُمَيِّزَ الثَّلَاثَةِ إلَى الْعَشَرَةِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ كَثْرَةٍ مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ فَيُقَالُ خَمْسَةُ كِلَابٍ وَــسِتَّــةُ عَبِيدٍ وَلَا يَجِبُ عِنْدَ هَذَا الْقَائِلِ أَنْ يُقَالَ خَمْسَةُ أَكْلُبٍ وَلَا سِتَّــةُ أَعْبُدٍ.

وَقَرَأْتُ أُمَّ الْكِتَابِ فِي كُلِّ قَوْمَةٍ وَبِأُمِّ الْكِتَابِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ قِرَاءَةً وَقُرْآنًا ثُمَّ اُــسْتُــعْمِلَ الْقُرْآنُ اسْمًا مِثْلَ الشُّكْرَانِ وَالْكُفْرَانِ وَإِذَا أُطْلِقَ انْصَرَفَ شَرْعًا إلَى الْمَعْنَى الْقَائِمِ بِالنَّفْسِ وَلُغَةً إلَى الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تُقْرَأُ نَحْوُ كَتَبْتُ الْقُرْآنَ وَمَسِــسْتُــهُ وَالْفَاعِلُ قَارِئٌ وَقَرَأَةٌ وَقُرَّاءٌ وَقَارِئُونَ مِثْلُ كَافِرٌ وَكَفَرَةٌ وَكُفَّارٌ وَكَافِرُونَ وَقَرَأْتُ عَلَى زَيْدٍ السَّلَامَ أَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ قِرَاءَةً وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ قُلْتَ اقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَتَعْدِيَتُهُ بِنَفْسِهِ خَطَأٌ فَلَا يُقَالُ اقْرَأْهُ السَّلَامَ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى اُتْلُ عَلَيْهِ وَحَكَى ابْنُ الْقَطَّاعِ أَنَّهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ رُبَاعِيًّا فَيُقَالُ فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَاسْتَــقْرَأْتُ الْأَشْيَاءَ تَتَبَّعْتُ أَفْرَادَهَا لِمَعْرِفَةِ أَحْوَالِهَا وَخَوَاصِّهَا. 
قرم

(القَرَمُ، مُحَرَّكَةً: شِدَّةُ شَهْوَةِ) الإِنْسَانِ إِلَى (اللَّحْمِ) ومِنْهُ الحَدِيثُ: " كانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ القَرَمِ ". وقَدْ قَرِمَ إِلَى اللَّحْمِ، وقَرِمَ اللَّحْمَ: حَكَاهُ بَعْضُهُمْ، وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: " هَذَا يَومٌ اللَّحمٌ فِيهِ مَقْرُومٌ "، كَذَا فِي رِوَايَةٍ تَقْدِيرُهُ: مَقْرُومٌ إِلَيْهِ، فَحَذَفَ الجَارَّ، قَالَ ابْنُ سِيدَه: (وكَثُرَ حَتَّى قِيلَ فِي الشَّوْقِ إِلَى الحَبِيبِ) على المَثَلِ، يُقالُ: قَرِمْتُ إِلَى لِقَائِكَ، وأَنَا قَرِمٌ إِليكَ.
(و) القَرْمُ، (بالفَتْحِ: الفَحْلُ) الَّذِي يُتْرَكُ مِنَ الرُّكُوبِ والعَمَل ويُودَعُ لِلْفِحْلَةِ، (أَو) هُوَ الفَحْلُ (مَا لَمْ يَمسَّه حَبْلٌ) . وَمِنْه حَديثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ: " أَنا أَبُو حَسَنٍ القَرْمُ " أَيْ: أَنا فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الفَحْلِ فِي الإِبلِ. قَالَ الخَطَّابِيُّ: وأكْثَرُ الرِّوَايَاتِ " القَوْمُ " بِالواوِ، قَالَ: وَلَا مَعْنَى لَه، وإنَّمَا هُوَ بالرَّاءِ أَيْ: المُقَدَّمُ فِي المَعْرِفَةِ وتَجَارِبِ الأمُورِ (كَالأقْرَمِ) .
(وقَولُ الجَوْهَرِيّ الأقْرَمُ فِي الحَديثِ: لُغَةٌ مَجْهُولَةٌ) نَصُّ الجَوْهَرِيِّ: وأَمَّا الَّذِي فِي الحَدِيثِ: كالبَعِيرِ الأقْرَمِ، فَلُغَةٌ مَجْهُولَةٌ، يُشِيرُ إِلَى مَا رَوَاهُ دُكَيْنُ بنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى الله تعالَى عَلَيْه وسَلَّم عُمَر أَنْ يُزَوِّدَ النُّعْمَانَ بْنَ مُقرِّنٍ المُزَنِيَّ وأَصْحَابَه، فَفَتح غُرْفةً لَهُ فِيهَا تَمْرٌ كَالبَعِيرِ الأَقْرَمِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: لَا أَعْرِفُ الأقْرَمَ، ولَكِنْ أعْرِفُ البَعِيرَ المُقْرَمَ، فالجَوْهَرِيّ نَظَرَ إِلَى هَذَا القَولِ وَهُوَ (خَطَأٌ) ، فَإِنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ قالَ: فَعِلَ وأفْعَلَ يَلْتَقِيَانِ كَثِيرًا كَوَجِلَ وأَوْجَلَ، وتَبِعَ وأَتْبَعَ فِي الفِعْلِ، وخَشِنٍ وأَخْشَنَ، وكَدِرٍ وأكْدَرَ فِي الاسْم.
(ج: قُرومٌ) ، قَالَ: (يَا ابْنَ قُرومٍ لَسْنَ بِالأحْمَاضِ ... )
(و) القَرْمُ مِنَ الرَّجَالِ: (السَّيِّدُ) المعَظَّمُ، علَى المثَلِ بِذَلِكَ.
(و) قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: القُرْمُ، (بالضَّمِّ: نَبْتٌ كَالدُّلْبِ غِلَظًا) فِي سُوقِهِ (وبَيَاضًا) فِي قِشْرِهِ، وَوَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ اللَّوْزِ والأراكِ (يَنْبُتُ فِي جَوْفِ البَحْرِ) . ومَاءُ البَحْرِ: عَدُوُّ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الشَّجَرِ إِلَّا القُرْمَ والكَنْدَلاء فإنَّهُما يَنْبُتَانِ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القُرْمُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَلَا أَدْرِي أَعَرَبِيّ هُوَ أَمْ دَخِيلٌ.
(وأقْرَمَهُ: جَعَلَهُ قَرْمًا) فَهُوَ مُقْرَمٌ: أَكْرَمَهُ عَن المِهْنَةِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أقْرَمْتُ الفَحْلَ فَهُوَ مُقْرَمٌ، وَهُوَ أنْ يُودَعَ لِلْفِحْلَةِ من الحَمْلِ والرُّكُوبِ. وَقَالَ الزَّمْخْشَرِيُّ: قَرِمَ البَعِيرُ فَهُوَ قَرِمٌ، وقَدْ أَقْرَمَه صَاحِبُه فَهُوَ مُقْرَمٌ. إذَا تَرَكَهُ لِلْفِحْلَةِ، وَفِي سِيَاقِ المُصَنِّفِ غُموضٌ لَا يَخْفَى.
(وقَرَمَهُ) قَرْمًا: (قَشَرَهُ) .
(و) قَرَمَ (فُلانًا) قَرْمًا: (سَبَّهُ) وعَابَهُ.
(و) قَرَمَ (الطَّعَامَ) يَقْرِمُ قَرْمًا: (أَكَلَهُ) مَا كَانَ، وقِيلَ: أَكْلاً ضَعِيفًا.
(و) قَرَمَ (البَعِيرُ) وَفِي الصِّحَاحِ: البَهْمُ (يَقرِم قَرْمًا وقُرُومًا ومَقْرَمًا وقَرَمَانًا) ، مُحَرَّكَةً: (تَنَاوَلَ الحَشِيشَ وذَلِكَ فِي أَوَّلِ أَكْلِهِ) ، وهُوَ أدْنَى التَّنَاوُلِ، وكَذَلِكَ الفَصِيلُ والصَّبِيُّ (أَو هُوَ أَكْلٌ ضَعِيفٌ) كَمَا فِي الصِّحَاحِ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقالُ لِلصَّبِيِّ أَوّل مَا يأْكُلُ: قَدْ قَرَمَ يَقْرِمُ قَرْمًا وقُرُومًا، (كَتَقَرَّمَ) . يُقَال: هُوَ يَتَقَرَّم تَقَرُّمَ البَهْمَةِ.
(و) قَرَمَ (فُلانًا: حَبَسَهُ) فَهُوَ مَقْرُومٌ، هَكَذا فِي النُّسَخ، والصَّواب: قَرَّمَهُ، أَي: الفِرَاشَ بالمِقْرَمَةِ، أَي: حَبَسَهُ بِهَا والمِقْرَمَةُ: مَحْبِسُ الفِرَاشِ.
(و) قَرَمَ (البَعِيرَ) يَقْرِمُهُ قَرْمًا: (قَطَعَ مِنْ أَنْفِهِ جِلْدَةً لَا تَبِينُ، وجَمَعَهَا عَلَيْهِ) كَذَا فِي المُحْكَمِ، (أوْ قَطَعَ جِلْدَةً مِنْ فَوْقِ خَطْمِهِ؛ لِتَقَعَ عَلَى مَوْضِعِ الخِطَامِ، ولِيَذِلَّ أَوْ إِنَّمَا تَكُونُ هَذِه للسَّمَةِ، وتِلْكَ السَّمَةُ تُسَمَّى بِذلِكَ أَيْضًا، وذَلِكَ المَوْضِعُ قُرْمَةٌ، بِالضَّمِّ وقِرَامٌ، بِالكَسْرِ) ، ومِثْلُه فِي الجَسَدِ الجُرفَةُ.
(والقَرْمَةُ، بِالفَتْحِ، والقُرْمَةُ والقُرَامَةُ، بِضَمِّهِمَا: تِلْك الجُلَيْدَةُ المَقْطُوعَةُ) . قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: فِي السِّمَاتِ القَرْمَةُ، وَهِي سِمَةٌ عَلَى الأنْفِ ليْــسَتْ بحَزٍّ ولكِنَّهَا جَرْفَةٌ لِلْجِلْدِ، ثمَّ تُترَك كالبَعْرة، فإذَا حُزَّ الأنفُ حَزَّا فذَلِكَ الفَقْر، يُقَال: بَعِيرٌ مَفْقُورٌ ومَقْرُومٌ ومَجْرُوفٌ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأَمَّا المَقْرومُ مِنَ الإِبِلِ فَهُوَ الَّذِي بِهِ قَرْمَةٌ، وهِيَ سِمَةٌ تَكُونُ فَوْقَ الأَنْفِ تُسْلَخُ مِنْهَا جِلْدَةٌ، ثُمَّ تُجْمَعُ فَوْقَ أَنْفِهِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ القُرْمَةُ والقَرْمَةُ لُغَتَان، وتِلْكَ الجِلْدَةُ الَّتِي قَطَعْتَهَا هِيَ القُرَامَةُ، ورَبَّمَا قَرَمُوا مِنْ كِرْكِرَتِه وأُذُنِه قُرَامَاتٍ يُتَبَلَّغُ بِهَا فِي القَحْطِ.
(ونَاقَةٌ قَرْمَاءُ: بِهَا قَرْمٌ) فِي أَنْفِهَا، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ، وبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ تَأَبَّطَ شَرَّا. وأنْكَرَهُ ابنُ الأَعْرابِيّ.
(والتَّقْرِيمُ: تَعْليمُ الأَكْلِ) لِلصَّبِيِّ، ومِنْهُ قَوْلُ الأعْرَابِيَّةِ لِيَعْقُوبَ تَذْكُرُ لَهُ تَرْبِيَةَ البَهْمِ: ونَحْن فِي كُلِّ ذَلِكَ نُقَرِّمُه ونُعَلَّمُه.
(والقَرْمَةُ: عَلامَةٌ على سِهَامِ المَيْسِرِ، كالقَرْمِ) .
(و) القَرْمَةُ: (ثَوْبٌ يُقْرمُ بِهِ الفِرَاشُ) أَيْ: يُحْبَسُ.
(والقِرَامُ، كَكِتَابٍ: الــسِّتْــرُ الأحْمَرُ) . وَفِي الصِّحاحِ: سِتْــرٌ فِيهِ رَقْمٌ ونُقُوشٌ، وأَنشَدَ لشاعرٍ يَصِفُ دَارًا:
(عَلَى ظَهْرِ جَرْعَاءِ العَجُوزِ كَأَنَّها ... دَوائِرُ رَقْمٍ فِي سَراةٍ قِرامِ)

وقِيل: هُوَ ثَوْبٌ مِنْ صُوفٍ مُلَوَّنٌ، فِيهِ أَلْوَانٌ مِن العِهْنِ، وهُوَ صَفِيقٌ يُتَّخَذُ سِتْــرًا، وقِيلَ: هُوَ الــسِّتْــرُ الرَّقِيقُ، والجَمْعُ: قُرُمٌ، وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهَا: " دَخَلَ عَلَيْهَا وعَلَى البّابِ قِرَامٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ "، وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الهَوْدَجَ:
(مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ عَليهِِ كِلَّةٌ وقِرامُها)

وقِيلَ: القِرامُ: ثَوْبٌ من صُوفٍ غَلِيظ جِدًّا يُفْرَشُ فِي الهَوْدَجِ، ثُمَّ يُجْعَلُ فِي قَواعِد الهَوْدَجِ أَو الغَبيطِ.
[ (أَو ثَوْبٌ مُلَوَّنٌ من صُوف فيهِ رَقْمٌ ونُقُوشٌ) ] .
(أَو سِتْــرٌ رَقِيقٌ) وَرَاءَ سِتْــرٍ غَليظٍ، (كالمِقْرَمِ) . والمِقْرَمَةِ، كَمِكْنَسَةٍ) ، وَلَو قَالَ: بِكَسْرِهِمَا، كَانَ أَجْوَدَ.
(وهِيَ) أَيْ: المِقْرَمَةُ (مَحْبِسُ الفِرَاشِ أَيْضًا) . وَقد قَرَّمَه بهَا: إذَا حَبَسَه.
(و) القُرَامَةُ (كَثُمَامَةٍ: مَا الْتَزَقَ من الخُبْزِ بِالتَّنُّور) كَمَا فِي الصِّحاح، وقِيل: هُوَ مَا تَقَشَّرَ من الخُبْزِ.
(و) أَيْضا (العَيْبُ) ، يُقال: مَا فِي حَسَبِ فُلانٍ من قَرَامَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) القُرَامَةُ: (كِرْكِرَةُ البَعِيرِ) ؛ لِأَنَّهُ يَقْرِمُ مِنها: أَي: يَجْرِفُ.
(والقِرْمِيَّةُ، بِالكَسْرِ: عُقْدَةُ أَصْلِ البُرَةِ) من أَنْفِ النَّاقَةِ.
(وقَرْمَانُ، ككَرْمانَ) أَي: بِالفَتْحِ، (وقَدْ يُحَرَّكُ) وَهُوَ المَشْهُورُ: (إِقْلِيمٌ بِالرُّومِ) مُتَّسِعٌ مُشْتَمِلٌ عَلَى بِلادٍ وقُرًى، وكانتْ بِها مُلوكٌ على الاسْتِــقْلالِ، وهِي الْآن بَيدِ مُلُوكِ آلِ عُثْمَانَ، وَمِنْهُم شِرْذِمَةٌ بِأَطْرَابُلُسِ المغْرِب، وهم رُؤساؤُها.
(وقَرَمَى، كَجَمَزَى، ويُمَدُّ) عَن ابنِ الأَعْرابِيّ: (ع) باليَمامَةِ) ، وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِتَأَبَّطَ شَرًّا:
(على قَرْماءَ عَالِيةً شَواهُ ... كَأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ) وَقَالَ نَصْرٌ: هِيَ ناحِيَةٌ باليَمامَةِ مِن دِيارِ نُمَيْرٍ يُذْكَر بِكَثْرةِ النَّخْل، وَقَالَ غَيره: (لِبَنِي امْرِئ القَيْسِ، لأَنَّه بَناهُ. و) قِيلَ: (ع) بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ: بَيْنَ مَكَّةَ واليَمَن قَالَ نَصْرٌ: على طَرِيقِ حَاجِّ زَبِيدَ بيْنَ عُلَيْبٍ وقَنَاة، وَقد تَقَدَّم الاخْتِلافُ فِيهِ فِي " ف ر م ".
(وقَرْمُونِيَّةُ) ، مُحَرَّكَةً (كُورَةٌ بالمَغْرِبِ) فِي شَرْقِيِّ إشْبِيلِيَةَ وغَرْبِيِّ قُرْطُبَةَ، وَمِنْهَا خَطَّابُ بنُ مَسْلَمَةَ بنِ محمدٍ أَبُو المُغِيرَةِ الإيادِيُّ القَرْمُونِيُّ فاضِلٌ زَاهِدٌ مُجابُ الدَّعْوَةِ، سَكَنَ قُرْطُبَة، عَن قاسِمِ ابنِ أصبغ، وَعنهُ ابنُ الفَرْضِيِّ.
(وبَنُو قُرَيْمٍ: كَزُبَيْرٍ حَيٌّ) من العَرَبِ.
(وقَارِمٌ: اسْمُ) رَجُل.
(وعَبدُ اللهِ أَو عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَقْرَمَ) بنِ زَيْدٍ الخُزَاعِيُّ (كَأَحْمَدَ: صَحَابِيٌّ) كُنْيَتُه أَبُو مَعْبَدٍ، على مَا حَقَّقَه شَيْخُنَا، ورَجَّحَ كَوْنَ اسمِه عَبدَ اللهِ. قلتُ: الَّذِي قَالُوا فِي أَبِي مَعْبَدٍ الخُزَاعِيِّ أَنَّ اسمَه جَبِيسٌ أَو أَكْتَمُ وَهُوَ قَدِيمُ المَوْتِ، وثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ العَجْلانِيُّ البَلَوِيُّ حِليفُ الأنْصار بَدْرِيٌّ.
(واسْتَــقْرَمَ بَكْرُه: صارَ قَرْمًا) كَذَا فِي المُحْكَمِ، ونَصّ الصِّحاحِ: واسْتَــقْرَم بَكْرُ فُلانِ قَبلَ إِناهُ: أَي: صَارَ قَرْمًا. وقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: قَرِمَ البَعِيرُ فَهُوَ قَرِمٌ إِذَا اسْتَــقْرَمَ، أَي: صارَ قَرْمًا.
(و) المُقْرَمُ، (كَمُكْرَمٍ: البَعِيرُ الَّذِي لَا يُحْمَلُ عَلَيْه وَلَا يُذَلَّلُ وإِنَّمَا هُوَ لِلْفِحْلَةِ) والضِّرابِ، عَن أبي عَمْرٍ و) .
(ورَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ: شاعِرُ) .
(وقِرِمٌ، كإِبِلٍ أَو، كَزُبَيْرٍ) هكذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: بِكَسْرِ الأوَّل والثَّانِي وسُكون اليّاء، وكِلاهُمَا مَشْهُورَان، وأَمَّا كَزُبَيْرٍ فَلم يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ: (د م) مَعْروفٌ، بلْ إِقْليمٌ واسِعٌ بِالرُّومِ، وَله سُلْطانٌ مُــسْتَــقِلٌّ مِنْ أَعْظَمِ سَلاطِينِ الإسْلامِ من ولد تَتْرَخان، ولَكِنَّهُمْ يَدينُونَ لمُلوكِ آلِ عُثْمانَ مَعَ شَوْكَتِهِمْ وقُوَّتِهم، وكَثْرَةِ عَدَدِهم، ومُدَافَعَتِهم للنَّصَارَى، والنِّسْبَةُ إليهِ قِرَمِيٌّ، بِكَسْرٍ فَفَتْح، هَكَذا نُسِبَ جَمَاعةٌ من المُحَدِّثين والفُقَهاءِ عَلَى اخْتِلافِ طَبَقَاتِهِم. [] ومِمَّا يُــسْتَــدْرَك عَلَيْهِ:
المُقْرَمُ، كَمُكْرَمٍ: السَّيِّد العَظِيمُ، على التَّشْبِيهِ بالمقْرَمِ من الإِبِل، قَالَ أَوْسٌ:
(إِذَا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ ... تَخَمَّطَ فِينَا نَابُ آخَرَ مُقْرَمِ)

أَرَادَ: إِذَا هَلَكَ مِنَّا سَيِّدٌ خَلَفَهُ آخَرُ.
وَقَالَ الفَرَّاء: قَرَمَتِ السَّخْلةُ تَقْرِمُ قَرْمًا: إِذَا تَعَلَّمتِ الأَكْلَ، قَالَ عَدِيٌّ:
(فِظْباءُ الرَّوْضِ يَقْرِمْنَ الثَّمَرْ ... )
وقَرَّمَ القِدْحَ: عَجَمَه، قَالَ:
(خَرَجْنَ جَريراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَدًا ... ودَارَتْ عليهِنَّ المُقرَّمةُ الصُّفْرُ)

يَعْنِي: أَنَّهُنَّ سُبِيَن واقْتُسِمْنَ بالقِدَاحِ الَّتِي هِيَ صِفَتُها.
وقَرْمانُ، بِالفَتْحِ: مَوضِعٌ فِي دِيارِ العَرَب.
ومَقْرُومٌ: اسْمُ جَبَلٍ، ورُوِي بَيتُ رُؤْبَة:
(ورَعْنِ مَقْرُومٍ تَسَامَى أَرَمُهْ ... )

والقَرَمُ، مُحَرَّكَةً: صِغارُ الإِبِلِ ويُروَى: بِالزَّايِ أَيْضا.
ومُوسَى بنُ طَارِقٍ القُرْمِيُّ، بِالضَّمِّ، حَكَى عَنهُ أبُو عَلِيٍّ الهَجَرِيُّ.

الأبُلَّةُ

الأبُلَّةُ:
بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها، قال أبو علي: الأبلَّة، اسم البلد. الهمزة فيه فاء، وفعلّة
قد جاء اسما وصفة، نحو حضمّة وغلبّة، وقالوا قمدّ، فلو قال قائل: إنه أفعلة، والهمزة فيه زائدة، مثل أبلمة وأسنمة، لكان قولا.
وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول، كأنه لما رأى فعلّة أكثر من أفعلة، كان عنده أولى من الحكم بزيادة الهمزة، لقلّة أفعلة، ولمن ذهب إلى الوجه الآخر أن يحتج بكثرة زيادة الهمزة أولا.
وقالوا للفدرة من التّمر الأبلّة. قال الشاعر، وهو أبو المثلّم الهذلي:
فيأكل ما رضّ من زادنا، ... ويأبى الأبلّة لم ترضض
وهذا أيضا فعلّة، من قولهم طير أبابيل، فسّره أبو عبيدة جماعات في تفرقة، فكما أن أبابيل فعاعيل وليــست بأفاعيل، كذلك الأبلّة فعلّة وليــست بأفعلة.
وحكي عن الأصمعي في قولهم الأبلّة التي يراد بها اسم البلد: كانت به امرأة خمّارة تعرف بهوب في زمن النبط، فطلبها قوم من النبط، فقيل لهم:
هوب لاكا، بتشديد اللام، أي ليــست هوب ههنا، فجاءت الفرس فغلّظت، فقالت: هو بلّت، فعرّبتها العرب فقالت: الأبلّة.
وقال أبو القاسم الزّجّاجي: الأبلّة الفدرة من التّمر، وليــست الجلة كما قال أبو بكر الأنباري. إن الأبلّة عندهم الجلة من التّمر، وأنشد ابن الأنباري:
ويأبى الأبلّة لم ترضض
وقرئ بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب الهمذاني في كتاب قرأه على أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي وخطّه له عليه: سمعت محمد بن الحسين بن العميد يقول سمعت محمد بن مضا يقول سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول سمعت أبا بكر القاري يقول: الأبلّة، بفتح أوله وثانيه، والأبلّة بضم أوله وثانيه، هو المجيع. وأنشد البيت المذكور قبل، والمجيع: التّمر باللبن.
والأبلّة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة، لأن البصرة مصّرت في أيام عمر ابن الخطّاب، رضي الله عنه، وكانت الأبلة حينئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى، وقائد، وقد ذكرنا فتحها في سبذان.
وكان خالد بن صفوان يقول: ما رأيت أرضا مثل الأبلة مسافة، ولا أغذى نطفة، ولا أوطأ مطيّة، ولا أربح لتاجر، ولا أخفى لعائذ.
وقال الأصمعي: جنان الدّنيا ثلاث: غوطة دمشق، ونهر بلخ، ونهر الأبلة. وحشوش الدنيا خمسة:
الأبلة، وسيراف، وعمان، وأردبيل، وهيت.
وأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة، فحفره زياد.
وحكي أن بكر بن النّطّاح الحنفي مدح أبا دلف العجلي بقصيدة، فأثابه عليها عشرة آلاف درهم، فاشترى بها ضيعة بالأبلة، ثم جاء بعد مديدة، وأنشده أبياتا:
بك ابتعت في نهر الابلة ضيعة، ... عليها قصير بالرّخام مشيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها، ... وعندك مال للهبات عتيد
فقال أبو دلف: وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى؟
فقال: عشرة آلاف درهم، فأمر أن يدفع ذلك إليه، فلما قبضها قال له: اسمع مني يا بكر، إن إلى جنب
كل ضيعة ضيعة أخرى، إلى الصين وإلى ما لا نهاية له، فإيّاك أن تجيئني غدا، وتقول إلى جنب هذه الضيعة ضيعة أخرى، فإن هذا شيء لا ينقضي.
وقد نسب إلى الأبلة جماعة من رواة العلم، منهم شيبان بن فرّوخ الأبليّ، وحفص بن عمر بن إسماعيل الأبلي روى عن الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن أنس وابن أبي ذئب، وابنه إسماعيل بن حفص أبو بكر الأبلي، وأبو هاشم كثير بن سليم الأبلي من أهلها، وهو الذي يقال له كثير بن عبد الله يضع الحديث على أنس ويرويه عنه لا تحلّ رواية حديثه. وغير هؤلاء.

سبح

(سبح) قَالَ سُبْحَانَ الله وَالله وَله نزهه وقدسه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {سبح لله مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} و {كي نسبحك كثيرا}
(سبح)
بالنهر وَفِيه سبحا وسباحة عَام وَالْفرس مد يَدَيْهِ فِي الجري فَهُوَ سابح وسبوح والنجوم جرت فِي الْفلك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كل فِي فلك يسبحون} وَفُلَان فِي الأَرْض تبَاعد وحفر وتقلب متصرفا فِي معاشه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن لَك فِي النَّهَار سبحا طَويلا} وَفِي الْكَلَام أَكثر
سبح وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين ذكر اللَّه تَعَالَى فَقَالَ: حجابه النُّور لَو كَشفَه لأحرقتْ سُبُحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره. يُقَال فِي السبُّحة: إِنَّهَا جلال وَجهه ونوره. وَمِنْه قيل: سُبْحَانَ الله 88 / الف إِنَّمَا هُوَ / تَعْظِيم اللَّه وتنزيهه وهَذَا الْحَرْف قَوْله: سُبُحات وَجهه لم نَسْمَعهُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. 
(س ب ح) : (سُبْحَانَ اللَّهِ) عَلَمٌ لِلتَّسْبِيحِ لَا يُصْرَفُ وَلَا يَتَصَرَّفُ وَإِنَّمَا يَكُونُ مَنْصُوبًا عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ (وَقَوْلُهُمْ) سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك مَعْنَاهُ سَبَّحْتُكَ بِجَمِيعِ آلَائِكَ وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُك وَسَبَّحَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَسَبَّحَ اللَّهَ نَزَّهَهُ (وَالسُّبُّوحُ) الْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَسَبَّحَ بِمَعْنَى صَلَّى وَفِي التَّنْزِيلِ {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143] قِيلَ مِنْ الْمُصَلِّينَ (وَالسُّبْحَةُ) النَّافِلَةُ لِأَنَّهَا مُسَبَّحٌ فِيهَا.
س ب ح

سبحت الله وسبحت له، وهو السبوح القدوس، وكثرت تسبيحاته وتسابيحه. وقضى سبحته: صلاته، وسبح: صلّى " فلولا أنه كان من المسبحين " وصلّى المكتوبة والسبحة أي النافلة. وفي يده السبح يسبح بها. وتعلم الرماية والسباحة.

ومن المجاز: فرس سابح وسبوح، وخيل سوابح وسبح. والنجوم تسبح في الفلك، ونجوم سوابح وسبح. والنجوم تسبح في الفلك، ونجوم سوابح. وسبح ذكرك مسابح الشمس والقمر. وفلان يسبح النهار كله في طلب المعاش. وسبحان من فلان: تعجب منه. قال الأعشى:

أقول لما جاءني فخره ... سبحان من علقمة الفاخر

وأسألك بسبحات وجهك الكريم بما تسبح به من دلائل عظمتك وجلالك. وأشار إليه بالمسبحة والسباحة.
سبح قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَن طُلُوعهَا وشروقها إِنَّمَا [هُوَ -] تِلْكَ السَّاعَة للموتى دون الْأَحْيَاء يَقُول: إِذا ارْتَفَعت عَن الْحِيطَان فَظَنَنْت أَنَّهَا قد غَابَتْ فَإِذا خرجت إِلَى الْمَقَابِر رَأَيْتهَا هُنَاكَ. وَأما التَّفْسِير الآخر فَإِنَّهُ عَن غَيره قَالَ: هُوَ أَن يغص الْإِنْسَان بريقه وَأَن يشرق بِهِ عِنْد الْمَوْت فَأَرَادَ أَنهم كَانُوا يصلونَ الْجُمُعَة وَلم يبْق من النَّهَار إِلَّا بِقدر مَا بَقِي من نفس هَذَا الَّذِي قد شَرق بريقه. وَفِي غير هَذَا الحَدِيث زِيَادَة لَيــست فِي هَذَا عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي تَأْخِير الصَّلَاة مثل ذَلِك إِلَّا أَنه لم يذكر شَرق الْمَوْتَى وَزَاد فِيهِ: فصلوا فِي بُيُوتكُمْ للْوَقْت الَّذِي تعرفُون وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة.

سبح


سَبَحَ(n. ac. سَبْح
سِبَاْحَة)
a. Swam.
b.(n. ac. سَبْح), Travelled far; spread.
c. [Fī], Was profuse in (speech); dug
burrowed in ( the ground ), was slow in (
affair ).
d. Was quiet, still; rested; slept.

سَبَّحَ
a. [acc.
or
La], Praised, glorified, magnified, extolled (
God ).
أَسْبَحَa. Made to swim; made to float, set adrift.

سَبْحَةa. Garment of skins.

سُبْحَة
(pl.
سُبَح)
a. Bead ( of a rosary containing 99 beads ).
b. Prayer, praise; a supererogatory prayer.

مَسْبَحa. Swimming-bath.

مِسْبَحَة
(pl.
مَسَاْبِحُ)
a. Rosary, chaplet.

سَاْبِح
(pl.
سُبَّح
سُبُوْح
سُبَّاْح سُبَحَآءُ
& reg. )
a. Swimmer.
b. Fleet, swift.

سَاْبِحَة
(pl.
سَوَاْبِحُ)
a. Fem. of
سَاْبِحb. ( pl.
reg: ), Ships; stars.
سِبَاْحَةa. Swimming, natation.

سَبُوْحa. Swift.

سَبُّوْحa. Allperfect, all-pure.

سَوَاْبِحُa. Fleet horses, steeds, coursers.

مُسَبِّحَة
a. Fore-finger, index.

سُبْحَان اللَّه
a. Glory be to God! Praise be to God!

تَسْبِيْح
a. Praising, glorifying (God).
تَسْبِحَة (pl.
تَسَاْبِيْح)
a. Hymn, canticle.
سبح
السَّبْحُ: الفَرَاغُ، في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تعالى: " إِنَّ لَكَ في النَّهار سَبْحاً طَويلاً ". وسَبَحْتُ: رَقَدْتُ. وسُبْحَانَ الله: تَنْزِيهٌ عن كُلِّ ما لا يَنْبَغِي أنْ يُوْصَفَ به تَبَارَكَ وتعالى، على مَعْنَى: تَسْبِيْحاً. والسُّبُّوحُ: اللهُ عزَّ وجلَّ. وقال النَّضْرُ: سُبْحَانَ اللهِ: هو السُّرْعَةُ إليه والخِفَّةُ في طاعَتِهِ. والتَّسْبِيحُ: الاسْتِــثْتَاء. في قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: " ألَمْ أقُلْ لكم لَوْلاَ تُسَبِّحُوْنَ " والسُّبْحَةُ: الخَرَزَةُ التي يُسَبِّحُ النّاسُ بِعَدَدِها. وقد يكونُ التَّسْبِيْحُ: بمعنى الصَّلاةِ. والسُّبْحَةُ من الصَّلاةِ: التَّطَوُّعُ. والسَّبْحُ: مَصْدرٌ كالسِّباحَةِ. والسّابحُ من الخَيْلِ: الحَسَنُ مَدِّ اليَدَيْنِ في الجَرْيِ. والنُّجُوْمُ تَسْبَحُ في الفَلَكِ. والسِّبَاحُ: كالسِّمَاحِ، وهي بُيُوْتٌ من أدَمٍ، وقيل: هو شِبْهُ نِطَعٍ يُجْلَسُ عليه الصَّبِيُّ الرَّضِيْعُ. والسُّبْحَةُ: الرَّهْطُ التي تَلْبَسُه المَرْأةُ أيّامَ حَيْضْها، وجَمْعُها: سِبَاحٌ. ويُقال للنَّفْسِ: سُبْحانٌ، يُقال: أنْتَ أعْلَمُ بما في سُبْحَانِكَ. وهو - أيضاً -: العَجَبُ.
س ب ح: (السِّبَاحَةُ) بِالْكَسْرِ الْعَوْمُ وَقَدْ (سَبَحَ) يَسْبَحُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا. وَ (السَّبْحُ) الْفَرَاغُ. وَالسَّبْحُ أَيْضًا التَّصَرُّفُ فِي الْمَعَاشِ وَبَابُهُمَا قَطَعَ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7] أَيْ فَرَاغًا طَوِيلًا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مُتَقَلَّبًا طَوِيلًا وَقِيلَ هُوَ الْفَرَاغُ وَالْمَجِيءُ وَالذَّهَابُ. وَ (السُّبْحَةُ) خَرَزَاتٌ يُسَبَّحُ بِهَا. وَهِيَ أَيْضًا التَّطَوُّعُ مِنَ الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ تَقُولُ مِنْهُ قَضَيْتُ سُبْحَتِي. وَالتَّسْبِيحُ التَّنْزِيهُ. وَ (سُبْحَانَ) اللَّهِ مَعْنَاهُ التَّنْزِيهُ لِلَّهِ وَهُوَ نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ كَأَنَّهُ قَالَ: أُبَرِّئُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ بَرَاءَةً. وَ (سُبُحَاتُ) وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى بِضَمَّتَيْنِ جَلَالَتُهُ. وَ (سُبُّوحٌ) مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى فَعُّولٍ فَهُوَ مَفْتُوحُ الْأَوَّلِ إِلَّا السُّبُّوحَ وَالْقُدُّوسَ فَإِنَّ الضَّمَّ فِيهِمَا أَكْثَرُ وَكَذَلِكَ الذُّرُّوحُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعُّولٌ بِالضَّمِّ وَقَدْ مَرَّ فِي [ذ ر ح] . 
[سبح] السِباحَةُ: العَوْمُ . والسَبْحُ: الفَراغُ. والسَبْح: التَصَرُّفُ في المَعاش. قال قتادة في قوله تعالى: (إنَّ لَكَ في النَهارِ سَبْحاً طَويلاً) : أي فَراغاً طويلاً. وقال أبو عبيدة: منقلبا طويلا. وقال المؤرج: هو الفَراغُ، والجِيئَةُ والذَهاب. وسَبْحُ الفَرَس: جَرْيُه. وهو فرسٌ سابحٌ. والسُبْحَةُ بالضم: خَرَزاتٌ يُسَبَّحُ بها. والسُبْحَةُ أيضاً: التَطوُّع من الذِكر والصلاة. تقول: قضيت سُبْحَتي. روي أن عمر رضي الله عنه جَلَد رجلين سَبَّحا بعد العصر، أي صلَّيا. والتَسْبيح: التنزيه. وسُبْحانَ الله، معناه التنزيه لله، نُصب على المصدر كأنَّه قال: أُبرِّئُ الله من السُّوءِ بَراءةً. والعرب تقول: سُبْحان مِنْ كذا، إذا تعجبت منه. قال الاعشى: أقول لَمَّا جاَءني فَخْرُهُ * سُبْحانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفاخِر يقول: العَجَبُ منه إذ يفخر. وإنما لم ينون لانه معرفة عندهم، وفيه شبه التأنيث، وقولهم: سبحات وجه ربِّنا، بضم السين والباء، أي جلالته. وسُبُّوحٌ من صفات الله، قال ثعلب: كل اسم على " فعول " فهو مفتوح الاول، إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما أكثر. وكذلك الذروح. وقال سيبويه: ليس في الكلام فعول بواحدة. وسبوحة، بضم السين مخففة الباء: البلد الحرام، ويقال واد بعرفات. وقال يصف نوق الحجيج: خوارج من نعمان أو من سبوحة * إلى البيت أو يخرجن من نجد كبكب
سبح: سبح. والعامة تقول: سبح الرجل في الأمر أي اتسع وتمادى (محيط المحيط) فهو إذا مثل: سبح في الكلام، في الفصيح، أي أكثر فيه.
سبح قلبه، أحس كأنه سقط من الرعب (محيط المحيط).
سبح الماء على الأرض: سال واستــرسل (محيط المحيط).
سبح: منع الحربة والسهم والضربة بالتصدي لها وإيقافها (قصة عنتر ص47، 67).
سَبَّح (بالتشديد) جعله يسبح (معجم البلاذري) سبح: صلوات للقديسين وللعذراء (بوشر).
عيد السبح: أحد الشعانين، يوم السباسب (باين سميث 1639).
سبح: سمك في بحر عمان، طولع نحو ذراع، ووجهه كالبومة، وهو يطير فوق الماء وذلك لحسن حظه، فهناك سمك آخر اسمه العنقريس يفترسه ويبتلعه إذا سقط في الماء (الادريسي ج1 فصل 7).
سُبْحَةَ: خرزات لِلعب (محيط المحيط). سُبُوح. ويقال: نعامة سبوح (ديوان الهذليين عند فليشر ملاحظات في اللغة العربية 4: 1288 سبيّح: كثير السباحة سّباح (بوشر).
سابِحَة وجمعها سَوِابح: جنازة، مأتم، النياحة عند دفن الميت (ألكالا) وهي مرادف. تسبيح وجمعها تسابيح: نشيد، ترتيل (بوشر) وهو لحن فرح على إيقاع طويل مؤثر يرتله الفقهاء (صفة مصر 14: 209).
تسبيح: أذان نصف الليل (محيط المحيط) والتسبيح عند النصارى: صلاة السحر (ألكالا، ألف ليلة 1: 201).
تسبيخ: سُبْحة، مِسبحة (ألكالا، همبرت ص156، هلو، ألف ليلة 1: 500) وفيها تسبيح بالجيم بدل الحاء وهو خطأ.
رأس التسبيح: سبحة من الأقراص يحسب بها ويعد (الكالا).
تسبيحة: ترتيلة، أنشودة (بوشر).
مِسْبَحَة (وهذا الضبط بالشكل عند همبرت): سُبْحة وجمعها مسابح (بوشر، همبرت ص156، المقري 1: 5) (وفيه مُسَّبِحَة وهو ضبط ليس بالجيد) (ألف ليلة برسل 7: 16).
(سبح) - قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فىِ النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً}
قال الأثْرم: أي مُتَقلَّبا، من قَولِهم: فَرسٌ سابحٌ؛ إذا كان حَسَن مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْى.
- ومنه حديث المِقْداد: "إِنَّه كان يوم بَدْرٍ على فَرَس يقال له: سَبْحة"
يُشَبَّه بالسَّابحِ في الماءِ.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: هو الصِّحَّة، والفَراغ وقيل: نَوْماً. وسَبَح: أي رَقَد. قاله الجَبَّان، فيكون معناه: إذا صلّيتَ بالَّليل وسَهِرتَ. فإنَّ لك في النهار أن تَرقُدَ إن شِئْتَ.
- في دعاء السُّجود: "سُبُّوحٌ"
: أي مُنَزَّه بمعنى المُسَبّح، جاء بلفظ "فُعُّولٍ" مِن سَبَّحْتُ. والسَّماع بالضّم، والقِياسُ الفَتْح: "وسُبْحان الله"
قائمٌ مقام الفعل: أي أُسَبِّحهُ، وسَبّحتُ: أي لفظتُ بسُبْحان الله. وقيل: معنى "سُبحانَ اللَّهِ": التَّسَرُّع إليه والخِفَّةُ في طاعته، من قولهم: فرسٌ سابحٌ. وحُكِى عن النَّضْر بن شُمَيْل أن معناه: السُّرعة إلى هذه اللَّفْظَةِ؛ لأنّ الإنسان يبدأُ فيقول: سُبْحان الله.
وزَعَم أنه سَأَلَ في المنام عن هذا ففُسِّر له هكذا. - في الحديث: "حجابهُ النُّور أو النَّار، ولو كَشَفها لأحرقت سُبُحاتُ وجهه، كُلَّ شىء أَدْرَكه بَصَرهُ"
حُكِي عن النَّضْر أيضاً أن معناه: لو كشفها لأحرقت - يعني النَّارَ، والعِياذُ بالله - كُلَّ شيءٍ [أدركَه] بَصرُه.
فمعنى "سُبُحاتِ وَجْهه": سُبحانَ وَجْهه، وعائِذٌ بوجهِهِ، فَسُبُحات وَجْهِه اعْتِراضٌ بَينْ الفِعْل والمَفْعُول، كما تقول: لو دَخَل المَلِكُ البَلدَ لقَتَل - والعِياذُ بالله - كُلَّ مَن في البلد، هذا معنى كَلامِه، والمفهوم منه.
وقيل معناه: تَنْزيهٌ له؛ أي سُبْحان وَجْهه. وقيل: سُبُحات الله تَعالَى: جَلَالُه وعَظَمَتُه، وقيل: أَضْواء وَجْهه.
وقيل: سُبُحَات وَجْهِه: مَحاسِنهُ؛ لأنَّك إذا رأيتَه قُلْت: سُبْحانَ الله.
س ب ح : التَّسْبِيحُ التَّقْدِيسُ وَالتَّنْزِيهُ يُقَالُ سَبَّحْتُ اللَّهَ أَيْ نَزَّهْتُهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَاحِدُونَ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ يُقَالُ فُلَانٌ يُسَبِّحُ اللَّهَ أَيْ يَذْكُرُهُ بِأَسْمَائِهِ نَحْوُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَهُوَ يُسَبِّحُ أَيْ يُصَلِّي السُّبْحَةَ فَرِيضَةً كَانَتْ أَوْ نَافِلَةً وَيُسَبِّحُ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَيْ يُصَلِّي النَّافِلَةَ وَسُبْحَةُ الضُّحَى.
وَمِنْهُ {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143] أَيْ مِنْ الْمُصَلِّينَ وَسُمِّيَتْ الصَّلَاةُ ذِكْرًا لِاشْتِمَالِهَا عَلَيْهِ وَمِنْهُ {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} [الروم: 17] أَيْ اُذْكُرُوا اللَّهَ وَيَكُونُ بِمَعْنَى التَّحْمِيدِ نَحْوُ {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} [الزخرف: 13] وَسُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ أَيْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَيَكُونَ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ وَالتَّعْظِيمِ لِمَا اشْتَمَلَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ نَحْوُ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا} [الإسراء: 1] إذْ فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ مِنْ الْفِعْلِ الَّذِي خَصَّ عَبْدَهُ بِهِ وَمَعْنَى التَّعْظِيمِ بِكَمَالِ قُدْرَتِهِ وَقِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} [القلم: 28] أَيْ لَوْلَا تَــسْتَــثْنُونَ قِيلَ كَانَ اسْتِــثْنَاؤُهُمْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَقِيلَ إنْ شَاءَ اللَّهُ لِأَنَّهُ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى.

وَالْمُسَبِّحَةُ الْإِصْبَعُ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ التَّسْبِيح
لِأَنَّهَا كَالذَّاكِرَةِ حِينَ الْإِشَارَة بِهَا إلَى إثْبَاتِ الْإِلَهِيَّةِ وَالسُّبُحَاتُ الَّتِي فِي الْحَدِيثِ جَلَالُ اللَّهِ وَعَظَمَتُهُ وَنُورُهُ وَبَهَاؤُهُ وَالسُّبْحَةُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَةٌ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَالسُّبْحَةُ الَّتِي يُسَبَّحُ بِهَا وَهُوَ يَقْتَضِي كَوْنَهَا عَرَبِيَّةً وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ وَجَمْعُهَا سُبَحٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْمُسَبِّحَةُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ذَلِكَ مَجَازًا وَهِيَ الْإِصْبَعُ الَّتِي بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالْوُسْطَى وَهُوَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ بِضَمِّ الْأَوَّلِ أَيْ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَعَيْبٍ قَالُوا وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعُّولٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الْعَيْنِ إلَّا سُبُّوحٌ وَقُدُّوسٌ وَذُرُّوحٌ وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ حَمْرَاءُ مُنَقَّطَةٌ بِسَوَادٍ تَطِيرُ وَهِيَ مِنْ السُّمُومِ وَفَتْحُ الْفَاءِ فِي الثَّلَاثَةِ لُغَةٌ عَلَى قِيَاسِ الْبَابِ وَكَذَلِكَ سَتُّــوقٌ وَهُوَ الزَّيْفُ وَفُلُّوقٌ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ الْخَوْخِ يَتَفَلَّقُ عَنْ نَوَاهُ لَكِنَّهُمَا بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ وَتَقُولُ الْعَرَبُ سُبْحَانَ مِنْ كَذَا أَيْ مَا أَبْعَدَهُ قَالَ 
سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ
وَقَالَ قَوْمٌ مَعْنَاهُ عَجَبًا لَهُ أَنْ يَفْتَخِرَ وَيَتَبَجَّحَ وَسَبَّحْتُ تَسْبِيحًا إذَا قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَلَمٌ عَلَى التَّسْبِيحِ وَمَعْنَاهُ تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ غَيْرُ مُتَصَرِّفٍ لِجُمُودِهِ.

وَسَبَحَ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ سَبْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَالِاسْمُ السِّبَاحَةُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ سَابِحٌ وَسَبَّاحٌ مُبَالَغَةٌ وَسَبَحَ فِي حَوَائِجِهِ تَصَرَّفَ فِيهَا. 
[سبح] فيه تكرر ذكر التسبيح وأصله التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص، سبحته تسبيحا وسبحانا، ومعنى سبحان الله تنزيه الله، نصب على المصدر بمحذوف أي أبرئ الله من السوء براءة، وقيل: التسرع إليه والخفة في طاعته، أو السرعة إلى هذه اللفظة، وقد يطلق على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتمجيد والتحميد وغيرهما، وقد يطلق على صلاة التطوع، ويقال للذكر وصلاة النافلة سبحة أيضا، وهى من التسبيح كالسخرة من التسخير، وخصت النافلة بهاتخرج بسهولة، أو الملائكة تسبح بين السماء والأرض. نه: "سبحة" اسم فرس، من فرس سابح أي حسن مد اليدين في الجري.
سبح
سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في يَسبَح، سِباحَةً وسَبْحًا، فهو سابِح، والمفعول مسبوحٌ به
• سبَح الشَّيءُ: جرَى، دار "سَبحتِ السّفينةُ- سبَح الفرسُ: انبسط في جريه- سبَح النجمُ- {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ".
• سبَح فلانٌ: تقلَّب متصرّفًا في معاشه " {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً} ".
• سبَح بالنَّهر/ سبَح في النَّهر: عام "تحطّم قاربُه فقفز إلى الماء وسبَح فيه" ° سبَح ضِدّ التَّيَّار: عارض، خالف- سبَح في الأحلام، أو في الخيال: استــغرق في أحلام اليقظة- سبَح في الغيوم: كان شارد الفكر تائها في تأمّلاته- سبَح في دَمِه: غرق فيه- عينان سابحتان في الدُّموع: ممتلئتان بها.
• سبَح في الكلام: أكثر فيه "سبَح في الحديث عن مغامراته". 

أسبحَ يُسبح، إسباحًا، فهو مُسْبِح، والمفعول مُسْبَح
 • أسبح ابنَه الصَّغير في الماء: عوَّمه، وجعله يسبَح. 

سبَّحَ/ سبَّحَ لـ يُسبِّح، تسبيحًا، فهو مُسبِّح، والمفعول مُسبَّح (للمتعدِّي)
• سبَّح فلانٌ:
1 - صلَّى، لجأ إلى الصلاة " {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} - {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} ".
2 - شكَر " {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} ".
• سبَّح المصلِّي بعد صلاته: قال سبحانَ الله ° فمٌ يُسبِّح ويدٌ تُذبِّح: وصف من يظهر التقوى والورع ويخفي الشرَّ والإثم.
• سبَّح اللهَ/ سبَّح لله: قدّسَه ونزّهَه عن كلّ نقص ومجَّده " {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

تَسْبيحة [مفرد]: ج تسبيحات وتسابيحُ: اسم مرَّة من سبَّحَ/ سبَّحَ لـ: "تسبيحة شكر لله: ترتيلة أو ترنيمة لله تُغنّى كجزء من طقس دينيّ".
• صلاة التسابيح: صلاة تطوّعية للمسلمين تتكوّن من أربع ركعات يقول فيها المصلِّي بعد قراءة الفاتحة وسورة قصيرة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر) 75 مرة في كل ركعة. 

سابِحات [جمع]: مف سابحة:
1 - ملائكة " {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} ".
2 - نجوم؛ لأنّها تسبح في السَّماء.
3 - سُفن.
4 - نساء يَسْبحن.
5 - خيل تمدّ رجليها في الجري فتسرع في خطواتها " {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} ". 

سِباحَة [مفرد]:
1 - مصدر سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في.
2 - رياضة بدنيَّة معروفة لها فوائدها ومبارياتها "السباحة لمسافات طويلة" ° حمَّام السِّباحَة: حوض كبير مُعدّ للسِّباحَة- سباحة الصدر: طريقة سباحة يعتمد فيها السبّاح على الاستــلقاء على وجهه- سباحة حرّة: مسابقة سباحة، يختار فيها كلّ من المتنافسين طريقة السباحة التي يريدها.
• السِّباحة المُتزامِنة/ السِّباحة التَّوقيعيّة: (رض) رياضة يقوم بها سبّاح أو مجموعة سبّاحين بأداء حركات راقصة مصاحبة للموسيقى. 

سَبّاح [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في.
2 - من يجيد العَوْم أو السباحة "كان سبّاحًا ماهرًا لذا حصل على المركز الأول". 

سَبّوح/ سُبّوح [مفرد]
• السَّبُّوح/ السُّبُّوح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المنزَّه عن المعايب "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ [حديث]: دعاء يقال في الرُّكوع". 

سَبْح [مفرد]: مصدر سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في. 

سُبْحان [مفرد]: كلمة تنزيه وتقديس، أو تعجّب، ولا تقال إلاّ لله تعالى "سبحانَ الله: أنزّه الله عن كلّ سُوء- سبحان الله من هذا الرَّجل: أتعجّب منه- سبحان من لا يحول ولا يزول- {وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ". 

سُبْحة [مفرد]: ج سُبُحات وسُبْحات وسُبَح: خرزات منظومة في خيط يعدّ بها المُسبِّح مرّات التسبيح "سُبْحة من العاج- أهداني أبي سُبْحَة". 

سَبْحيّات [جمع]: (حي) أجسام دقيقة في سيتوبلازم الخلايا تبدو على شكل حُبَيْبات أو خيوط أو عصى وتكون أحيانًا على شكل الشبكة. 

سَوابِحُ [جمع]: مف سابِح وسابحة:
1 - خَيْل سريعة.
2 - (حي) ما يسبح في ماء البحر من الأحياء بحركة ذاتيّة، بداية من الكائنات المجهرية إلى الحوت. 

مَسْبَح [مفرد]: ج مسابِحُ:
1 - اسم مكان من سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في.
2 - حوض سِباحَة.
3 - شاطئ مخصّص للسِّباحة "مَسْبَح شعبيّ" ° مَسْبَح بَطّ: بِركة بطّ. 

مِسْبَحة [مفرد]: ج مسابِحُ: سُبْحَة؛ خرزات منظومة في خيط يعدّ بها المسبِّحُ أو المصلِّي مرّات التسبيح "مِسْبَحة من العاج- يُسبِّح على مسبحة". 
(س ب ح)

السّبْحُ: العوم، وَهُوَ السّير على المَاء منبسطا. سَبَحَ بالنهر وَفِيه، يسْبَحُ سَبْحا وسِباحَةً. وَرجل سابحٌ وسَبوحٌ، من قوم سُبَحاءَ، وسَبّاحٌ من قوم سَبّاحين. وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَجعل السُّبَحاءَ جمع سابحٍ، وَبِه فسره قَول الشَّاعِر:

وماءٍ تَغْرَقُ السُّبَحاءُ فِيه ... سفينَتُه المُوَاِشكَةُ الخَبوبُ

السُّبَحاءَ جمع سابحٍ، وَيَعْنِي بِالْمَاءِ هُنَا السراب والمواشكة: الجادة المسرعة، والخبوب، من الخبب فِي السّير، جعل النَّاقة مثل السَّفِينَة حِين جعل السراب كَالْمَاءِ.

وَقَوله تَعَالَى: (والسّابحاتِ سَبْحا) قيل: هِيَ السفن، وَقيل: أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ تخرج بسهولة، وَقيل: السابحات النُّجُوم تسبَحُ فِي الْفلك.

وأسْبَحَ الرجل فِي المَاء، عوَّمه. قَالَ أُميَّة:

المُسْبِحُ الخُشْبَ فوقَ الماءِ سَخّرَها ... فِي اليَمِّ جِرْيَتُها كَأَنَّهَا عُومُ

وَفرس سَبوحٌ، يَسبحُ بيدَيْهِ فِي سيره.

والسّوابحُ: الْخَيل لِأَنَّهَا تسبحُ، وَهِي صفة غالبة.

وسَبْحَةُ: فرس شقراء كَانَت لجَعْفَر بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، اسْتــشْهد عَلَيْهَا يَوْم مُؤْتَة، وَهُوَ من ذَلِك.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

لقد كانَ فِيهَا للأمانة موضعٌ ... وللعَينِ مُلْتَذٌّ وللكَفِّ مَسْبَحُ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ، إِذا لمــستــها الْكَفّ وجدت فِيهَا جَمِيع مَا تُرِيدُ.

وسَبَحت النُّجُوم فِي الْفلك سَبْحا، إِذا جرت فِي دورانها منبسطة فِيهِ. وكل مَا انبسط فِي شَيْء فقد سَبَح فِيهِ.

وسُبحانَ اللهِ، مَعْنَاهُ: تَنْزِيها لله من الصاحبة وَالْولد وتبرئة من السوء. هَذَا مَعْنَاهُ فِي اللُّغَة، وَبِذَلِك جَاءَ الْأَثر عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: زعم أَبُو الْخطاب أَن سُبْحَانَ الله كَقَوْلِك: بَرَاءَة الله. وَزعم أَن مثل ذَلِك قَول الْأَعْشَى:

أقولُ لمّا جَاءَنِي فخرُه ... سبحانَ مِن علقمةَ الفاخِرِ

أَي بَرَاءَة مِنْهُ. وَبِهَذَا اسْتــدلَّ على أَن سُبْحَانَ معرفَة، إِذْ لَو كَانَ نكرَة لانصرف. قَالَ: وَجَاء فِي الشّعْر سُبْحَانَ منونة نكرَة، قَالَ أُميَّة:

سُبْحانَه ثمَّ سُبْحانا يعودُ لَهُ ... وقَبلنا سبَّحَ الجوديُّ والجَمَدُ

وَقَالَ ابْن جني: سُبْحَانَ، اسْم علم لِمَعْنى الْبَرَاءَة والتنزيه، بِمَنْزِلَة عُثْمَان وحمران، اجْتمع فِي سُبْحَانَ التَّعْرِيف وَالْألف وَالنُّون، وَكِلَاهُمَا عِلّة تمنع من الصّرْف. وَقَالَ الزّجاج: جَاءَ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن قَوْله، سُبْحَانَ الله، تَنْزِيه لله من السوء. وَأهل اللُّغَة كَذَلِك يَقُولُونَ من غير معرفَة بِمَا فِيهِ من الرِّوَايَة عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَلَكِن تَفْسِيره يجمعُونَ عَلَيْهِ.

وسبّحَ الرجل، قَالَ: سُبحان الله. وَفِي التَّنْزِيل: (كلٌّ قد عَلِمَ صَلاتَه وتسبيحَه) قَالَ رؤبة:

وسَبَّحْنَ واستــرجَعْنَ من تألُّهِ

وسَبَحَ، لُغَة. وَقد استــقصيت شرح سُبْحَانَ وفعلها فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَحكى ثَعْلَب: سَبّحَ تَسبيحا وسُبْحانا، وَعِنْدِي أَن سُبْحانا لَيْسَ بمصدر سبّحَ، إِنَّمَا هُوَ مصدر سَبَحَ.

وسُبُّوحٌ قُدُّوسٌ: من صفة الله عز وَجل لِأَنَّهُ يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ. وَيُقَال: سَبُّوحٌ قَدُّوسٌ. قَالَ الَّلحيانيّ: الْمجمع عَلَيْهِ فيهمَا الضَّم، قَالَ: فَإِن فَتحته فَجَائِز. هَذِه حِكَايَة وَلَا أَدْرِي مَا هِيَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما قَوْلهم: سُبُّوحا قُدُّوسا ربَّ الملائكةِ والرُّوح، فَلَيْسَ بِمَنْزِلَة سُبْحان، لِأَن سُبُّوحا قُدُّوسا صفة كَأَنَّك قلت: ذكرت سُبُّوحا قُدُّوسا، فنصبته على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره، كَأَنَّهُ خطر على باله انه ذكره ذَاكر فَقَالَ: سُبوحا، أَي ذكرت سُبُّوحا، أَو ذكره هُوَ فِي نَفسه فأضمر مثل ذَلِك. وَأما رَفعه فعلى إِضْمَار الْمُبْتَدَأ، وَترك إِظْهَار مَا يرفع، كَتَرْكِ إِظْهَار مَا ينصب. وَلَا نَظِير لسُبُّوح وقُدُّوس فِي ضمهما إِلَّا ذروح وفروج. وَقد يفتحان كَمَا يفتح سَبُّوحٌ وقَدُّوسٌ، روى ذَلِك كرَاع.

وسُبُحاتُ وَجه الله، أنواره. قَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: " إِن لله دون الْعَرْش سبعين حِجَابا لَو دنونا من أَحدهَا لأحرقتنا سُبُحاتُ وَجه رَبنَا " رَوَاهُ صَاحب الْعين.

والسُّبْحةُ: الخرزات الَّتِي يُسَبِّحُ النَّاس بعددها.

وَقد يكون التّسبيحُ بِمَعْنى الصَّلَاة، قَالَ الْأَعْشَى:

وسَبَّحْ على حينِ العَشِيّاتِ والضُّحَى ... وَلَا تَعْبُد الشّيطانَ واللهَ فاعْبُدا

يَعْنِي الصَّلَاة بالصباح والمساء، وَعَلِيهِ فسر قَوْله تَعَالَى: (فسُبْحانَ اللهِ حينَ تُمْسُونَ وحينَ تُصْبِحونَ) يَأْمُرهُم بِالصَّلَاةِ فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ. قَالَ الزّجاج: سميت تَسبيحا لِأَن التسبيحَ تَعْظِيم الله وتبرئته من السوء. وَالصَّلَاة يوحد الله فِيهَا ويحمد ويوصف بِكُل مَا يُبرئهُ من السوء. وَبِذَلِك فسر قَوْله جلّ وَعز: (فَلَوْلا أنهُ كَانَ من المُسَبِّحين) وَقيل: أَرَادَ: كَانَ من الْمُصَلِّين، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ قَالَ فِي بطن الْحُوت: (سُبْحانَك إِنِّي كنت من الظّالمين) .

والسُّبْحَةُ: الدُّعَاء وَصَلَاة التَّطَوُّع.

وسُبْحةُ الله: جَلَاله.

وَقَوله تَعَالَى: (قَالَ أوسَطُهم: ألم أقُلْ لكم لَوْلَا تُسَبِّحون) قَالَ الزّجاج: معنى التَّسْبِيح هَاهُنَا، الِاسْتِــثْنَاء من الْقسم (إِذْ أقسَموا لَيَصْرِمُنّها) . أوسطهم: أعدلهم.

والسَّبْحُ: الْفَرَاغ. وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ لَك فِي النهارِ سَبْحا طَويلا) أَرَادَ فراغا للنوم. وَقد يكون السّبْحُ بِاللَّيْلِ. والسّبْحُ أَيْضا، النّوم نَفسه. والسّبْحُ أَيْضا السّكُون. والسّبْحُ التقلب والانتشار فِي الأَرْض، فَكَأَنَّهُ ضد.

والسُّبْحَة: ثوب من جُلُود، وَجَمعهَا سَباحٌ، قَالَ:

وسَبّاحٌ ومَنّاحٌ ويُعْطي ... إِذا كَانَ المَسارِحُ كالسبَاحِ

وصحَّف أَبُو عبيد هَذِه الْكَلِمَة فرواها بِالْجِيم.

والسُّبْحَةُ: الْقطعَة من الْقطن.

سبح: السَّبْحُ والسِّباحة: العَوْمُ. سَبَحَ بالنهر وفيه يَسْبَحُ

سَبْحاًوسِباحةً، ورجل سابِحٌ وسَبُوح من قوم سُبَحاء، وسَبَّاحٌ من قوم

سَبَّاحين؛ وأَما ابن الأَعرابي فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح؛ وبه فسر قول

الشاعر:

وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ فيه،

سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ

قال: السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ. ويعني بالماء هنا السَّرابَ.

والمُواشِكةُ: الجادَّةُ في سيرها. والخَبُوب، من الخَبَب في السير؛ جعل الناقة مثل

السفينة حين جعل السَّرابَ كالماء. وأَسْبَح الرجلَ في الماء: عَوَّمَه؛

قال أُمية:

والمُسْبِحُ الخُشْبَ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها،

في اليَمِّ جَرْيَتُها، كأَنها عُوَمُ

وسَبْحُ الفَرَسِ: جَرْيُه. وفرس سَبُوحٌ وسابِحٌ: يَسْبَحُ بيديه في

سيره. والسَّوابِحُ: الخيل لأَنها تَسْبَح، وهي صفة غالبة.

وفي حديث المقداد: أَنه كان يوم بدرٍ على فرس يقال له سَبْحَة؛ قال ابن

الأَثير: هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ اليدين في الجَرْي؛

وقوله أَنشده ثعلب:

لقد كانَ فيها للأَمانةِ موضِعٌ،

وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ، وللكَفِّ مَسْبَحُ

فسره فقال: معناه إِذا لمــسَتــها الكف وجدت فيها جميع ما تريد.

والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها.

والسَّبْحُ: الفَراغُ. وقوله تعالى: إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً؛ إِنما

يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً؛ وقال الليث: معناه فراغاً للنوم؛ وقال

أَبو عبيدة: مُنْقَلَباً طويلاً؛ وقال المُؤَرِّجُ: هو الفَراغ والجَيئَة

والذهاب؛ قال أَبو الدُّقَيْش: ويكون السَّبْحُ أَيضاً فراغاً بالليل؛

وقال الفراء: يقول لك في النهار ما تقضي حوائجك؛ قال أَبو إِسحق: من قرأَ

سَبْخاً فمعناه قريب من السَّبْح، وقال ابن الأَعرابي: من قرأَ سَبْحاً

فمعناه اضطراباً ومعاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً

للأَبدان.قال ابنُ الفَرَج: سمعت أَبا الجَهْم الجَعْفَرِيِّ يقول: سَبَحْتُ في

الأَرض وسَبَخْتُ فيها إِذا تباعدت فيها؛ ومنه قوله تعالى: وكلٌّ في

فَلَكٍ يَسْبَحُون أَي يَجْرُونَ، ولم يقل تَسْبَحُ لأَنه وصفها بفعل من يعقل؛

وكذلك قوله: والسَّابحاتِ سَبْحاً؛ هي النجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ أَي

تذهب فيها بَسْطاً كما يَسْبَحُ السابحُ في الماء سَبْحاً؛ وكذلك السابح

من الخيل يمدّ يديه في الجري سَبْحاً؛ وقال الأَعشى:

كم فيهمُ من شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ،

وسابِحٍ ذي مَيْعَةٍ ضامِرِ

وقال الأَزهري في قوله عز وجل: والسابِحاتِ سَبْحاً فالسَّابِقاتِ

سَبْقاً؛ قيل: السابحاتُ السُّفُنُ، والسابقاتُ الخيلُ، وقيل: إِنها أَرواح

المؤمنين تخرج بسهولة؛ وقيل: الملائكة تَسْبَحُ بين السماء والأَرض.

وسَبَحَ اليَرْبُوعُ في الأَرض إِذا حفر فيها، وسَبَحَ في الكلام إِذا أَكثر

فيه. والتَّسبيح: التنزيه.

وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله

تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف، قال: ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على

معنى تسبيحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً،

قال: وكذلك روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال الزجاج في قوله تعالى:

سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً؛ قال: منصوب على المصدر؛ المعنى

أُسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل، عن السوء؛

قال ابن شميل: رأَيت في المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لي سبحان الله، فقال:

أَما ترى الفرس يَسْبَحُ في سرعته؟ وقال: سبحان الله السرعةُ إِليه

والخِفَّةُ في طاعته، وجِماعُ معناه بُعْدُه، تبارك وتعالى، عن أَن يكون له

مِثْلٌ أَو شريك أَو ندٌّ أَو ضدّ؛ قال سيبويه: زعم أَبو الخطاب أَن سبحان

الله كقولك براءَةَ الله أَي أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً؛ وقيل:

قوله سبحانك أَي أُنزهك يا رب من كل سوء وأُبرئك. وروى الأَزهري بإِسناده

أَن ابن الكَوَّا سأَل عليّاً، رضوان الله تعالى عليه، عن سبحان الله،

فقال: كلمة رضيها الله لنفسه فأَوصى بها. والعرب تقول: سُبْحانَ مِن كذا إِذا

تعجبت منه؛ وزعم أَن قول الأَعشى في معنى البراءة أَيضاً:

أَقولُ لمَّا جاءني فَخْرُه:

سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ

أَي براءةً منه؛ وكذلك تسبيحه: تبعيده؛ وبهذا استــدل على أَن سبحان معرفة

إِذ لو كان نكرة لانصرف. ومعنى هذا البيت أيضاً: العجب منه إِذ

يَفْخَرُ، قال: وإِنما لم ينوّن لأَنه معرفة وفيه شبه التأْنيث؛ وقال ابن بري:

إِنما امتنع صرفه للتعريف وزيادة الأَلف والنون، وتعريفه كونه اسماً علماً

للبراءة، كما أَن نَزالِ اسم علم للنزول، وشَتَّانَ اسم علم للتفرّق؛

قال: وقد جاء في الشعر سبحان منوّنة نكرة؛ قال أُمية:

سُبْحانَه ثم سُبْحاناً يَعُودُ له،

وقَبْلَنا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ

وقال ابن جني: سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عُثْمانَ

وعِمْرانَ، اجتمع في سبحان التعريف والأَلف والنون، وكلاهما علة تمنع من

الصرف.

وسَبَّح الرجلُ: قال سبحان الله؛ وفي التنزيل: كلٌّ قد عَلِمَ صلاتَه

وتسبيحَه؛ قال رؤبة:

سَبَّحْنَ واسْتَــرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ

وسَبَحَ: لغة، حكى ثعلب سَبَّح تسبيحاً وسُبْحاناً، وعندي أَن سُبْحاناً

ليس بمصدر سَبَّح، إِنما هو مصدر سَبَح، إِنما هو مصدر سَبَح. وفي

التهذيب: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحد، فالمصدر تسبيح،

والاسم سُبْحان يقوم مقام المصدر. وأَما قوله تعالى: تُسَبِّح له السمواتُ

السبعُ والأَرضُ ومَن فيهن وإِنْ من شيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بحمده ولكن لا

تَفْقَهُونَ تسبيحَهم؛ قال أَبو إِسحق: قيل إِن كل ما خلق الله يُسَبِّحُ

بحمده، وإِن صَريرَ السَّقْف وصَريرَ الباب من التسبيح، فيكون على هذا

الخطابُ للمشركين وحدهم: ولكن لا تفقهون تسبيحهم؛ وجائز أَن يكون تسبيح هذه

الأَشياء بما الله به أَعلم لا نَفْقَه منه إِلا ما عُلِّمْناه، قال: وقال

قوم وإِنْ من شيء إِلا يسبح بحمده أَي ما من دابة إلا وفيه دليل أَن

الله، عز وجل، خالقه وأَن خالقه حكيم مُبَرَّأٌ من الأَسْواء ولكنكم، أَيها

الكفار، لا تفقهون أَثر الصَّنْعة في هذه المخلوقات؛ قال أَبو إِسحق:

وليس هذا بشيء لأَن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين أَن الله خالقُهم وخالقُ

السماء والأَرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخِلْقَة وهم عارفون بها؟ قال

الأَزهري: ومما يدلك على أَن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تَعَبَّدَتْ به

قولُ الله عز وجل للجبال: يا جبالُ أَوِّبي معه والطيرَ؛ ومعنى أَوِّبي

سَبِّحي مع داود النهارَ كلَّه إِلى الليل؛ ولا يجوز أَن يكون معنى أَمر الله

عز وجل للجبال بالتأْويب إِلا تَعَبُّداً لها؛ وكذلك قوله تعالى: أَلم

ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض والشمسُ والقمرُ

والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ وكثير من الناس، فسجود هذه المخلوقات

عبادة منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها كما لا نفقه تسبيحها؛ وكذلك قوله:

وإِن من الحجارة لما يَتَفَجَّر منه الأَنهارُ وإِنَّ منها لما يَشَّقَّقُ

فيَخْرج منه الماءُ وإِنَّ منها لما يهبِطُ من خشية الله؛ وقد عَلِم اللهُ

هُبوطَها من خشيته ولم يعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا ولا نَدَّعِي

بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كيفيةً نَحُدُّها.

ومن صفات الله عز وجل: السُّبُّوحُ القُدُّوسُ؛ قال أَبو إِسحق:

السُّبُّوح الذي يُنَزَّه عن كل سُوء، والقُدُّوسُ: المُبارَك، وقيل: الطاهر؛

وقال ابن سيده: سُبُّوحٌ قُدُّوس من صفة الله عز وجل، لأَنه يُسَبَّحُ

ويُقَدَّسُ، ويقال: سَببوحٌ قَدُّوسٌ؛ قال اللحياني: المجتمع عليه فيها الضم،

قال: فإِن فتحته فجائز؛ هذه حكايته ولا أَدري ما هي. قال سيبويه: إِنما

قولهم سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح؛ فليس بمنزلة سُبْحان لأَن

سُبُّوحاً قُدُّوساً صفة، كأَنك قلت ذكرت سُبُّوحاً قُدُّوساً فنصبته على

إِضمار الفعل المتروك إِظهاره، كأَنه خطر على باله أَنه ذَكَره ذاكِرٌ،

فقال سُبُّوحاً أَي ذَكرت سبوحاً، أَو ذَكَره هو في نفسه فأَضمر مثل ذلك،

فأَما رَفْعُه فعلى إِضمار المبتدإِ وتَرْكُ إِظهارِ ما يَرْفع كترك

إظهار ما يَنْصِب؛ قال أَبو إِسحق: وليس في كلام العرب بناءٌ على فُعُّول،

بضم أَوّله، غير هذين الاسمين الجليلين وحرف آخر

(* قوله «وحرف آخر إلخ» نقل

شارح القاموس عن شيخه قال: حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في

قولهم ستــوق وشبوك لضرب من الحوت وكلوب اهـ ملخصاً. قوله والفتح فيهما

إلخ عبارة النهاية. وفي حديث الدعاء سبوح قدّوس يرويان بالفتح والضم،

والفتح فيهما إِلى قوله والمراد بهما التنزيه.) وهوقولهم للذِّرِّيحِ، وهي

دُوَيْبَّةٌ: ذُرُّوحٌ، زادها ابن سيده فقال: وفُرُّوجٌ، قال: وقد يفتحان

كما يفتح سُبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع. وقال ثعلب: كل اسم على فَعُّول

فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع.وقال ثعلب:

كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ،

فإِن الضم فيهما أَكثر؛ وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعُّول بواحدة، هذا

قول الجوهري؛ قال الأَزهري: وسائر الأَسماء تجيء على فَعُّول مثل سَفُّود

وقَفُّور وقَبُّور وما أَشبههما، والفتح فيهما أَقْيَسُ، والضم أَكثر

استــعمالاً، وهما من أَبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه.

وسُبُحاتُ وجهِ الله، بضم السين والباء: أَنوارُه وجلالُه وعظمته. وقال

جبريل، عليه السلام: إِن لله دون العرش سبعين حجاباً لو دنونا من أَحدها

لأَحرقتنا سُبُحاتُ وجه ربنا؛ رواه صاحب العين، قال ابن شميل: سُبُحاتُ

وجهه نُورُ وجهه. وفي حديث آخر: حجابُه النورُ والنارُ، لو كشفه لأَحْرقت

سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أَدركه بصَرُه؛ سُبُحاتُ وجه الله: جلالُه

وعظمته، وهي في الأَصل جمع سُبْحة؛ وقيل: أَضواء وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ الوجه

محاسنُه لأَنك إِذا رأَيت الحَسَنَ الوجهِ قلت: سبحان الله وقيل: معناه

تنزيهٌ له أَي سبحان وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ وجهه كلام معترض بين الفعل

والمفعول أَي لو كشفها لأَحرقت كل شيء أَدركه بصره، فكأَنه قال: لأَحرقتُ

سُبُحاتُ الله كل شيء أَبصره، كما تقول: لو دخل المَلِكُ البلدَ لقتل،

والعِياذُ بالله، كلَّ من فيه؛ قال: وأَقرب من هذا كله أَن المعنى: لو انكشف من

أَنوار الله التي تحجب العباد عنه شيء لأَهلك كلَّ من وقع عليه ذلك

النورُ، كما خَرَّ موسى، على نبينا وعليه السلام، صَعِقاً وتَقَطَّعَ الجبلُ

دَكّاً، لمَّا تجلى الله سبحانه وتعالى؛ ويقال: السُّبُحاتُ مواضع

السجود.والسُّبْحَةُ: الخَرَزاتُ التي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تسبيحه، وهي

كلمة مولَّدة.

وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذِّكر، تقول: قَّضَيْتُ سُبْحَتي.

وروي أَن عمر، رضي الله عنه، جَلَدَ رجلين سَبَّحا بعد العصر أَي صَلَّيا؛

قال الأَعشى:

وسَبِّحْ على حين العَشِيَّاتِ والضُّحَى،

ولا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا

يعني الصلاة بالصَّباح والمَساء، وعليه فسر قوله: فسُبْحانَ الله حين

تُمْسون وحين تُصْبحون؛ يأْمرهم بالصلاة في هذين الوَقتين؛ وقال الفراء:

حين تمسون المغرب والعشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر، وعشيّاً العصر، وحين

تظهرون الأُولى. وقوله: وسَبِّحْ بالعَشِيِّ والإِبْكارِ أَي وصَلِّ. وقوله

عز وجل: فلولا أَنه كان من المُسَبِّحين؛ أَراد من المصلين قبل ذلك،

وقيل: إِنما ذلك لأَنه قال في بطن الحوت: لا إِله إِلاَّ أَنت سبحانك إِني

كنت من الظالمين. وقوله: يُسَبِّحُونَ الليلَ والنهارَ لا يَفْتُرونَ؛

يقال: إِن مَجْرَى التسبيح فيهم كمَجرى النَّفَسِ منا لا يَشْغَلُنا عن

النَّفَسِ شيء. وقوله: أَلم أَقُلْ لكم لولا تُسَبِّحون أَي تــستــثنون، وفي

الاستــثناء تعظيمُ الله والإِقرارُ بأَنه لا يشاء أَحدٌ إِلاَّ أَن يشاء

الله، فوضع تنزيه الله موضع الاستــثناء.

والسُّبْحةُ: الدعاء وصلاةُ التطوع والنافلةُ؛ يقال: فرغ فلانٌ من

سُبْحَته أَي من صلاته النافلة، سمِّيت الصلاة تسبيحاً لأَن التسبيح تعظيم

الله وتنزيهه من كلِّ سوء؛ قال ابن الأَثير: وإِنما خُصت النافلة

بالسُّبْحة، وإِن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لأَن التسبيحات في الفرائض

نوافلُ، فقيل لصلاة النافلة سُبْحة لأَنها نافلة كالتسبيحات والأَذكار في

أَنها غير واجبة؛ وقد تكرر ذكر السُّبْحة في الحديث كثيراً فمنها: اجعلوا

صلاتكم معهم سُبْحَةً أَي نافلة، ومنها: كنا إِذا نزلنا منزلاً لا

نُسَبِّحُ حتى نَحُلَّ الرِّحال؛ أَراد صلاة الضحى، بمعنى أَنهم كانوا مع

اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يَحُطُّوا الرحال ويُريحوا الجمالَ رفقاً بها

وإِحساناً. والسُّبْحَة: التطوُّع من الذِّكر والصلاة؛ قال ابن الأَثير:

وقد يطلق التسبيح على غيره من أَنواع الذكر مجازاً كالتحميد والتمجيد

وغيرهما. وسُبْحَةُ الله: جلالُه.

وقيل في قوله تعالى: إِن لك في النهار سَبْحاً طويلاً أَي فراغاً للنوم،

وقد يكون السَّبْحُ بالليل. والسَّبْحُ أَيضاً: النوم نفسه.

وقال ابن عرفة الملقب بنفطويه في قوله تعالى: فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم

أَي سبحه بأَسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمَّى به نفسه، قال: ومن

سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه، فهو مُلْحِدٌ في أَسمائه، وكلُّ من

دعاه بأَسمائه فَمُسَبِّح له بها إِذ كانت أَسماؤُه مدائح له وأَوصافاً؛

قال الله تعالى: ولله الأَسماء الحُسْنى فادْعُوه بها، وهي صفاته التي وصف

بها نفسه، وكل من دعا الله بأَسمائه فقد أَطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه.

وروي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَحدٌ أَغْيَرَ من

الله ولذلك حَرَّمَ الفواحشَ، وليس أَحدٌ أَحبَّ إِليه المَدْحُ من الله

تعالى. والسَّبْحُ أَيضاً: السكون. والسَّبْحُ: التقَلُّبُ والانتشار في

الأَرض والتَّصَرُّفُ في المعاش، فكأَنه ضِدٌّ.

وفي حديث الوضوء: فأَدخل اصْبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ في أُذنيه؛

السَّبَّاحةُ والمُسَبِّحةُ: الإِصبع التي تلي الإِبهام، سميت بذلك لأَنها

يشار بها عند التسبيح. والسَّبْحَةُ، بفتح السين: ثوب من جُلُود، وجمعها

سِباحٌ؛ قال مالك بن خالد الهذلي:

وسَبَّاحٌ ومَنَّاحٌ ومُعْطٍ،

إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ

وصحَّف أَبو عبيدة هذه الكلمة فرواها بالجيم؛ قال ابن بري: لم يذكر،

يعني الجوهري، السَّبْحَة، بالفتح، وهي الثياب من الجلود، وهي التي وقع فيها

التصحيف، فقال أَبو عبيدة: هي السُّبْجة، بالجيم وضم السين، وغلط في

ذلك، وإِنما السُّبْجَة كساء أَسود، واستــشهد أَبو عبيدة على صحة قوله بقول

مالك الهذلي:

إِذا عاد المسارح كالسباج

فصحَّف البيت أَيضاً، قال: وهذا البيت من قصيدة حائية مدح بها زهيرَ بنَ

الأَغَرِّ اللحياني، وأَوَّلها:

فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ، إِذا شَتَوْنا،

وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ

والمسارح: المواضع التي تسرح إِليها الإِبل، فشبهها لمَّا أَجدبت

بالجلود المُلْسِ في عدم النبات، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة سبج، بالجيم، ما

صورته: والسِّباحُ ثياب من جلود، واحدتها سُبْجَة، وهي بالحاء أَعلى، على

أَنه أَيضاً قد قال في هذه الترجمة: إِن أَبا عبيدة صحَّف هذه الكلمة

ورواها بالجيم كما ذكرناه آنفاً، ومن العجب وقوعه في ذلك مع حكايته عن أَبي

عبيدة أَنه وقع فيه، اللهم إِلا أَن يكون وجد ثقلاً فيه، وكان يتعين عليه

أَنه لو وجد نقلاً فيه أَن يذكره أَيضاً في هذه الترجمة عند تخطئته لأَبي

عبيدة ونسبته إِلى التصحيف ليسلم هو أَيضاً من التهمة والانتقاد.

أَبو عمرو: كساءٌ مُسبَّح، بالباء، قوي شديد، قال: والمُسَبَّحُ، بالباء

أَيضاً، المُعَرَّضُ، وقال شمر: السِّباحُ، بالحاء، قُمُصٌ للصبيان من

جلود؛ وأَنشد:

كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عنها

جَواري الهِنْدِ، مُرْخِيةَ السِّباحِ

قال: وأَما السُّبْحَة، بضم السين والجيم، فكساء أَسود.

والسُّبْحَة: القطعة من القطن.

وسَبُوحةُ، بفتح السين مخففة: البلدُ الحرامُ، ويقال: وادٍ بعرفات؛ وقال

يصف نُوقَ الحجيج:

خَوارِجُ من نَعْمانَ، أَو من سَبُوحةٍ

إِلى البيتِ، أَو يَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ

سبح
: (سَبَحَ بالنَّهْرِ، وَفِيه، كمَنَع) ، يَسْبَح (سَبحاً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وسِبَاحَةً، بِالْكَسْرِ: عَامَ) ، وَفِي الاقتطاف: وَيُقَال: العَوْمُ عِلْمٌ لَا يُنْسَى. قَالَ شيخُنا: وفرَّقَ الزَّمَخْشَرِيّ بَين العَوْمِ والسِّبَاحَةِ، فَقَالَ: العَوْمُ: الجَرْيُ فِي الماءِ مَعَ الانغماسِ، والسِّباحَةُ: الجرْيُ فَوْقَه من غير انغماسٍ. قلت: وظاهرُ كلامِهم التَّرادُف. وجاءَ فِي المَثَل: (خِفَّ تَعُمْ) . قَالَ شَيخنَا: وذِكْرُ النَّهْر لَيْسَ بقَيْدٍ، بل وَكَذَلِكَ البَحْر والغَدير، وكل مُــسْتَــبْحر من الماءِ. وَلَو قَالَ: سَبحَ بالماءِ، لأَصَابَ. وَقَوله: بالنّهْر، وَفِيه، إِنّما هُوَ تكرارٌ فإِن الباءَ فِيهِ بمعنَى (فِي) لأَن المُرَاد الظَّرْفيّة. قُلتُ: الْعبارَة الّتي ذكرَهَا المُصنِّف بعينِها نصُّ عبارَة المُكم والمخصّص والتّهذيب وغيرِهَا، وَلم يأْتِ هُوَ من عندِه بشيْءٍ، بل هُوَ ناقِلٌ. (وَهُوَ سابِحٌ وسَبُوحٌ، من سُبحاءَ، وسبَّاحٌ من) قَوْمٍ (سَبّاحِينَ) ظاهِرُه أَنّ السُّبَحَاءَ جمعٌ لسابِحٍ وسَبُوحٍ، وأَمّا ابنُ الأَعرابيّ فَجعل السُّبحاءَ جَمْعَ سابِحٍ، وَبِه فسَّر قَول الشَّاعِر:
وماءٍ يَغْرقُ السُّبَحَاءُ فِيهِ
سَفِينتُه المُوَاشِكَةُ الخَبُوبُ
قَالَ: السُّبَحاءُ جمعُ سابِحٍ، وعَنَى بالماءِ السَّرَابَ، جَعَلَ النّاقَةَ مِثْلَ السّفينةِ حِين جَعَلَ السَّرابَ كالماءِ. قَالَ شَيخنَا: والسَّبُوح كصَبورٍ، جمْعُهُ سُبُحٌ، بِضَمَّتَيْنِ، أَو سِبَاحٌ، بِالْكَسْرِ، الأَوّل مَقِيسٌ، وَالثَّانِي شَاذٌّ.
(و) من الْمجَاز (قولُه تَعَالَى) فِي كِتَابه الْعَزِيز: { (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً} ) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (النازعات: 3، 4) قَالَ الأَزهريّ: بالضَّم:مَعْنَاهُ (تَنْزيهاً للَّهِ من الصّاحبة والوَلَد) ، هاكذا أَوردوه، فإِنكار شيخِنا هاذا القيدَ على المصنِّف فِي غير مَحَلِّه. وَقيل: تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعَالَى عَن كلِّ مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يُوصَفَ بِهِ. وَقَالَ الزَّجّاج: سُبْحَان فِي اللُّغَةِ تنزيهُ الله عزّ وجلّ عَن السُّوءِ، (مَعْرِفةٌ) . قَالَ شَيخنَا: يُرِيد أَنه عَلَمُ جِنْسٍ على التَّسبيح، كبرَّةَ: عَلَمٌ على البِرِّ، ونَحْوِه من أَعْلاَم الأَجْنَاس المَوضوعَةِ للمَعانِي. وَمَا ذَكَرِ من أَنه عَلَمٌ هُوَ الّذي اختارَه الجماهيرُ، وأَقرَّه البَيْضَاويّ والزّمخشريّ والدَّمامينيّ وغيرُ وَاحِد.
(و) قَالَ الزّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {6. 025 سُبْحَانَ الَّذِي اءَسرى} (الإِسراء: 1) (نُصِب على المصْدَر) ، أَي على المَفْعوليَّة المُطْلَقة، ونَصْبُه بفِعْلٍ مُضْمَر متروكٍ إِظهارُه، تقديرُه: أُسبِّحُ اللَّهَ سُبْحَانَه تَسْبِيحاً. قَالَ سيبويهِ: زعم أَبو الخَطّابِ أَنّ سُبْحان الله كقَوْلِك: بَرَاءَةَ اللَّهِ، (أَي أُبَرِّءُ اللَّهَ) تَعَالَى (من السُّوءِ بَرَاءَةً) . وَقيل: قولُه: سُبحانَك، أَي أُنَزِّهُك يَا ربّ من كلّ سُوءٍ وأُبرِّئُك. انتَهى. قَالَ شَيخنَا: ثمَّ نُزِّلَ سُبْحَانَ مَنْزلةَ الفِعْل، وسَدَّ مَسدَّه، ودَلَّ على التَّنزيه البليغ من جَمِيع القبائِحِ الّتي يُضِيفُها إِليه المُشْرِكُون، تَعَالَى اللَّهُ عَمّا يَقُوله الظَّالمون عُلوًّا كَبِيرا. انتهَى. وروَى الأَزهريّ بإِسناده أَن ابنَ الكَوّاءِ سأَل عَليًّا رَضِي الله عَنهُ عَن سبحانَ، فَقَالَ: كلمةٌ رَضِيَها اللَّهُ تَعَالَى لنفسِه، فأَوْصَى بهَا، (أَو مَعْنَاهُ) على مَا قَالَ ابْن شُمَيل: رأَيتُ فِي المَنَام كأَنّ إِنساناً فَسَّر لي سُبحانَ اللَّهِ، فَقَالَ: أَمَا تَرَى الفَرَس يَسْبَح فِي سُرعته؟ وَقَالَ: سُبْحَان الله: (السُّرْعَةُ إِليه والخِفَّةُ فِي طَاعَته) . وَقَالَ الرُّاغِب فِي الْمُفْردَات: أَصلُه فِي المَرِّ السَّرِيع، فاستُــعير للسُّرّعَة فِي العَمَل، ثمَّ جُعِل للعبادات قولا وفعْلاً. وَقَالَ شيخُنَا نَقلاً عَن بَعضهم: سُبحَانَ اللَّهِ: إِمّا إِخْبارٌ قُصِدَ بِهِ إِظهارُ العُبُوديّة واعتقادُ التقدُّسِ والتّقديسِ، أَو إِنشاءُ نِسبةِ القُدْس إِليه تَعَالَى. فالفعل للنِّسبة، أَو لسَلْبِ النَّقائصِ، أَو أُقيم المَصْدَرُ مُقامَ الفِعْلِ للدّلالة على أَنّه الْمَطْلُوب، أَو للتَّحَاشِي عَن التَّجدُّد وإِظهار الدَّوَام. وَلذَا قيل: إِنّه للتَّنزيهِ البليغِ مَعَ قَطْعِ النَّظَر عَن التّأْكيد. وَفِي الْعَجَائِب للكَرْمانيّ: من الْغَرِيب مَا ذَكَرَه المُفصِّل: أَنّ سُبحَانَ: مَصْدرُ سَبَحَ، إِذا رفعَ صَوْتَه بالدُّعاءِ والذِّكْر وأَنشد:
قَبَحَ الإِلاهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّمَا
سَبَحَ الحَجيجُ وكَبَّرُوا إِهْلاَلاَ
قَالَ شيخُنا: قلت: قد أَوْرَده الجَلالُ فِي الإِتقان عَقِبَ قولِه: وَهُوَ، أَي سُبْحَانَ، ممّا أُمِيت فِعْلُه. وذكَر كلاَمَ الكَرْمَانيّ متعجِّباً من إِثباتِ المفضّلِ لبناءِ الفِعْلِ مِنْهُ. وَهُوَ مشهورٌ أَوْرَده أَربابُ الأَفعال وغيرُهم، وَقَالُوا: هُوَ من سَبَحَ، مُخفَّفاً، كشَكَرَ شُكْرَاناً. وجَوَّز جَماعَةٌ أَن يكون فِعْلُه سَبَّحَ مشدَّداً، إِلاّ أَنّهُم صَرَّحوا بأَنّه بَعيدٌ عَن القياسِ، لأَنه لَا نَظِيرَ لَهُ، بخلافِ الأَوّلِ فإِنّه كثير وإِن كَانَ غيرَ مَقِيس. وأَشارُوا إِلى اشتقاقه من السَّبْح: العَوْمِ أَو السُّرْعةِ أَو البُعْد أَو غيرِ ذالك.
(و) من الْمجَاز: العَرَب تَقول: (سُبْحَانَ مِنْ كَذَا، تَعجُّبٌ مِنْهُ) . وَفِي (الصّحاح) بخطّ الجوهَرِيّ: إِذا تُعُجِّب مِنْهُ. وَفِي نُسخَة: إِذا تَعجَّبْت مِنْهُ. قَالَ الأَعشى:
أَقولُ لمّا جاءَني فخْرُه
سُبْحَانَ منْ عَلْقَمَة الفاخر
يَقُول: العَجَب مِنْهُ إِذ يَفْخَر. وإِنّمَا لم يُنوّن لأَنه معرفةٌ عِنْدهم، وَفِيه شِبْهُ التّأْنيث. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: إِنّمَا امْتنع صَرْفُه للتّعريف وزيادةِ الأَلفِ والنُّون، وتَعْرِيفُه كونُه اسْما عَلَماً للبَرَاءَة، كَمَا أَنّ نَزالِ اسمٌ عَلَمٌ للنُّزُولِ، وشَتَّانَ اسمٌ عَلَمٌ للتَّفرُّق. قَالَ: وَقد جاءَ فِي الشِّعر سُبْحان مُنوّنةً نَكِرَةً، قَالَ أُميَّة:
سُبْحَانَه ثمَّ سُبحاناً يَعودُ لَهُ
وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ
وَقَالَ ابْن جِنّي: سُبْحَان: اسمٌ عَلَمٌ لمعنَى البراءَةِ والتَّنْزِيهِ، بمنزلةِ عُثْمَانَ وحُمْرَانَ، اجْتمع فِي سُبحَانَ التَّعْرِيفُ والأَلفُ والنونُ، وَكِلَاهُمَا عِلَّةٌ تَمْنَعُ من الصَّرْف. قلْتُ: ومِثْلُه فِي شَرْح شَواهِد الكِتَاب للأَعْلَم. وَمَال جَماعَةٌ إِلى أَنه مَعرَّفٌ بالإِضافَة المقدَّرةِ، كأَنّه قيل: سُبْحَانَ من علقمةَ الفاخِرِ، نُصِبَ سُبْحَانَ على المَصْدَر، ولُزومُها النَّصْبَ من أَجلِ قِلَّةِ التَّمَكُّن، وحُذِفَ التنوينُ مِنْهَا لأَنها وُضِعت عَلَماً للكلمة فجَرَت فِي المَنع من الصَّرف مَجْرَى عُثْمَانَ ونَحْوِه. وَقَالَ الرّضِيّ: سبحانَ هُنَا للتّعجُّب، والأَصلُ فِيهِ أَنْ يُسَبَّحَ الَّهُ عِنْد رُؤيَةِ العَجيب مَن صَنائِعه، ثمَّ كَثُرَ حتّى استُــعْمِلَ فِي كلّ متعجَّب مِنْهُ. يَقُول: العَجَبُ مِنْهُ إِذ يَفْخَر.
(و) يُقَال: (أَنتَ أَعلَمُ بِمَا فِي سُبْحَانِك) بالضّمّ، (أَي فِي نَفْسِك) .
(وسُبْحَانُ بنُ أَحمَدَ: من وَلَدِ) هارُونَ (الرَّشيدِ) العَبّاسيّ.
(وَسَبَحَ كمَنَع سُبْحاناً) كشَكَر شُكْرَاناً، وَهُوَ لُغةٌ ذَكَرها ابنُ سَيّده وغيرُه. قَالَ شيخُنا فَلَا اعتدادَ بقول ابنِ يَعِيشَ وغيرِه من شُرَّاحِ المُفصَّل وَقَول الكَرْمانيّ فِي العَجائب: إِنه أُمِيتَ الفِعْلُ مِنْهُ.
(و) حكَى ثَعْلَب: (سَبَّحَ تَسْبِيحاً) وسُبْحَاناً.
وسَبَّحَ الرَّجُلُ: (قَالَ: سُبْحَانَ الله) وَفِي (التَّهْذِيب) : سبَّحْت اللَّهَ تسبيحاً وسُبْحَاناً: بِمَعْنى واحدٍ، فالمصدرُ تَسبيحٌ، والاسْمُ سُبْحَان، يقوم مَقَام المَصدرِ. ونقلَ شيخُنَا عَن بَعضهم وُرُود التَّسْبِيح بمعنَى التَّنْزيه أَيضاً: سَبَّحَه تَسْبِيحاً، إِذا نَزَّهَه. وَلم يَذْكُره المصنّف.
(وسُبُّوح قُدُّوسٌ) ، بالضَّمّ فيهمَا (ويُفْتَحان) ، عَن كُراع: (من صِفاتِه) تَعَالَى، لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ) ، كَذَا فِي (الْمُحكم) . وَقَالَ أَبو إِسحاق: السُّبُّوح: الّذِي يُنَزَّهُ عَن كُلّ سُوءٍ والقُدّوسُ: المُبَارَكُ الطاهِرُ. قَالَ اللِّحْيانيّ: المُجْمَع عَلَيْهِ فِيهَا الضمّ. قَالَ: فإِنْ فَتحتَه فجائزٌ. وَقَالَ ثَعْلَب. كلُّ اسمٍ على فعُّول فَهُوَ مَفْتُوحُ الأَوّلِ إِلاّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ، فإِنّ الضّمّ فيهمَا أَكثرُ، وكذالك الذُّرُّوحُ؛ كَذَا فِي (الصّحاح) . وَقَالَ الشَّيْخ أَبو حَيّان فِي ارّتِشَاف الضَّرَب نقلا عَن سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ فِي الْكَلَام فُعُّول صِفَةً غير سُبُّوح وقُدُّوس. وأَثبتَ فِيهِ بعضُهم ذُرُّوحاً، فَيكون اسْما. وَمثله قَالَ القَزّازُ فِي جامِعه. قَالَ شَيخنَا: ولاكنْ حكَى الفِهْريّ عَن اللُّحيانيّ فِي نوادره أَنه يُقَال: دِرْهَم سَتُّــوقٌ وسُتُّــوقٌ. وشَبُّوطٌ وشُبُّطٌ، لضَرْب من الحُوتِ، وفَرُّوجٌ وفُرُّوجٌ، لواحدِ الفَرَارِيج. وحَكَوْا أَيضاً اللُّغَتَيْن فِي سَفُّود وكَلُّوب. انتهَى. وَقَالَ الأَزهريّ: وَسَائِر الأَسماءِ تَجيءُ على فعّول، مثل سُفُّود وقَفّور، وقيّور، وَمَا أَشْبَهها، والفَتْحُ فِيهَا أَقْيَس، والضَّمّ أَكْثَرُ اسْتِــعْمَالا.
(و) يُقَال: (السُّبُحَات، بضمّتينِ مَواضِعُ السُّجُودِ. وسُبُحاتُ وَجْه الله) تَعَالَى: (أَنْوَارُه) وجَلالُه وعَظَمَتُه. وَقَالَ جبريلُ عَلَيْهِ السلامُ: (إِنّ لِلَّهِ دُونَ العَرْشِ سَبْعِينَ حِجَاباً، لَو دَنَوْنَا من أَحدَهَا لأَحْرَقَتْنَا سُبُحَاتُ وَجْهَ ربِّنَا) رَوَاهُ صاحبُ العَيْن. قَالَ ابْن شُميل: سُبُحاتُ وَجْهِه: نُورُ وَجْهِه. وَقيل: سُبُحاتُ الوَجْهِ: مَحاسنُه، لأَنّك إِذا رأَيتَ الحَسَنَ الوَجْه قلتِ: سبحانَ اللَّهِ. وَقيل: مَعْنَاهُ: تَنْزيهاً لَهُ، أَي سُبحانَ وَجْهِهِ.
(والسُّبْحَة) بالضّمّ: (خَرَزَاتٌ) تُنْظَمْنَ فِي خَيْط (للتَّسْبيح، تُعَدّ) وَهِي كلمةٌ مُولَّدة؛ قَالَه الأَزهريّ. وَقَالَ الفارابيّ، وتَبِعَه الجوهريّ: السُّبْحَةُ: الّتي يُسَبَّحُ بهَا. وَقَالَ شَيخنَا: إِنها ليــستْ من اللُّغَة فِي شَيْءٍ، وَلَا تَرِفها الْعَرَب، وإِنما أُحدِثَتْ فِي الصّدْرِ الأَوّل إِعانةً على الذِّكْر وتَذكيراً وتَنشيطاً.
(و) السُّبْحَة: (الدُّعَاءُ، وصَلاةُ التَّطوُّعِ) ، والنّافِلة: يُقَال: فَرَغَ فلانٌ من سُبْحَتِه، أَي من صَلاَةِ النَّافلة، سُمِّيَت الصلاةُ تَسْبيحاً لأَنّ التّسبيح تَعظيمُ اللَّهِ وتَنْزيهُه من كلُّ سُوءٍ. وَفِي الحَدِيث: (اجْعَلُوا صَلاتَكم مَعَهم سُبْحَةً: (أَي نافِلةً. وَفِي آخَرَ: (كنّا إِذا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لَا نُسبِّح حتَّى نَحُلَّ الرِّحَالَ) ، أَراد صلاةَ الضُّحَى، يَعْنِي أَنّهم كَانُوا مَعَ اهتمامهم بالصّلاة لَا يُباشِرُونها حَتَّى يَحُطُّوا الرِّحالَ، ويُرِيحوا الجِمَال رِفْقاً وإِحْسَاناً.
(و) السَّبْحَة (بِالْفَتْح: الثِّيَابُ من جُلودٍ) ، وَمثله فِي (الصّحاح) ، وجَمْعُهَا سِبَاحٌ. قَالَ مالكُ بنُ خالدٍ الهُذَليّ:
وسَبّاحٌ ومَنَاحٌ ومُعْطٍ
إِذا عادَ المَسَارِحُ كالسِّباحِ
وصَحَّفَ أَبو عُبيدةَ هاذه الكلمةَ، فرَواهَا بِالْجِيم وضمّ السِّين، وغلطَ فِي ذالك. وإِنما السُّبْجَةُ كِسَاءٌ أَسْوَدُ. وَاسْتــشْهدَ أَبو عُبيدةَ على صِحّة قولهِ بقول مالِكٍ الهُذليّ المتقدّم ذِكْرُه، فصحَّف البيتَ أَيضاً. قَالَ: وهاذا البيتُ مِن قصيدةٍ حائِيَّة مَدحَ بهَا زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللِّحْيَانيّ، وأَولُها:
فَتى مَا ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنَا
وحُبَّ الزَّادُ فِي شَهْرَيْ قُمَاحِ
والمَسارِح: المواضِعُ الّتي تَسرحُ إِليها الإِبلُ. فشبَّهها لمّا أَجدبَتْ بالجُلودِ المُلْسِ فِي عَدمِ النَّبَاتِ. وَقد ذكر ابنُ سِيده فِي تَرْجَمَة (سبج) بِالْجِيم مَا صورته: والسِّباجُ: ثيابٌ من جُلود، واحدُها سُبْجَة، وَهِي بالحاءِ أَعْلَى، على أَنه أَيضاً قد قَالَ فِي هاذه التَّرْجَمَة: إِن أَبا عبيدةَ صَحَّف هاذه الْكَلِمَة، وَرَوَاهَا بِالْجِيم كَمَا ذَكَرناه آنِفا. وَمن العَجَب وُقوعُه فِي ذَلِك، مَعَ حِكايته عَن أَبي عبيدةَ أَنه وَقع فِيهِ، اللَّهمّ إِلاّ أَن يكون وَجَدَ نَقْلاً فِيهِ. وَكَانَ يَتعيَّنُ عَلَيْهِ أَنه لَو وجد نَقْلاً فِيهِ أَنْ يَذكُرَه أَيضاً فِي هاذه التَّرجمةِ عِنْد تخْطِئته لأَبي عُبَيْدَة ونِسْبَتِه إِلى التَّصحيفِ، ليَسْلَمَ هُوَ أَيضاً من التُّهْمَةِ والانتقادِ.
وَقَالَ شَمرٌ: السِّباحُ، بالحاءِ: قُمُصٌ للصِّبيانِ من جُلودٍ، وأَنشد:
كأَنّ زَوَائِدَ المُهُراتِ عَنْهَا
جَوَارِي الهِنْدِ مُرْخِيَةَ السِّبَاحِ
قَالَ: وأَمّا السُّبْجَة، بضمّ السِّين وَالْجِيم: فكساءٌ أَسْوَدُ.
(و) السَّبْحَة: (فَرَسٌ للنّبيّ صلَّى الله) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسلّم) معدودٌ من جُمْلةِ خَيْلهِ، ذَكَره أَرْبابُ السِّيَرِ، (و) فَرَسٌ (آخَرُ لجَعفرِ بنِ أَبي طالبٍ) المُلقَّبِ بالطَّيَّارِ ذِي الجَنَاحَيْن، (و) فَرَسٌ (آخَرُ لآخَرَ) .
وَفِي حديثِ المِقْدادِ (أَنه كَانَ يومَ بَدْرٍ على فَرَسٍ يُقَال لَهُ سَبْحَةُ) . قَالَ ابْن الأَثير. هُوَ من قَوْلهم: فَرَسٌ سابِحٌ: إِذا كَان حَسَنَ معدِّ اليَديْنِ فِي الجَرْيِ.
(و) قَالَ ابْن الأَثير: (سُبْحَةُ اللَّهِ) بالضّمّ: (جَلاَلُه) .
(والتَّسْبيحُ) قد يُطْلَق ويُرَاد بِهِ (الصَّلاةُ) والذِّكْرُ والتَّحْمِيدُ والتَّمْجِيدُ. وسُمِّيَت الصَّلاةُ تَسبيحاً لأَنّ التّسبيحَ تَعْظيمُ اللَّهِ وتَنزيهُه من كلّ سُوءٍ. وَتقول: قَضَيْتُ سُبْحَتي. ورُوِيَ أَن عُمَر رَضِي الله عَنهُ جَلَدَ رَجُلَيْنِ سَبَّحَا بعد العَصْرِ، أَي صَلَّيَا. قَالَ الأَعشى:
وسَبِّحْ على حينِ العَشيَّاتِ والضُّحَى
وَلَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ واللَّهَ فاعْبُدَا
يعنِي الصَّلَاة بالصباح والمساءِ. وَعَلِيهِ فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (الرّوم: 17) يأْمرُهم بالصّلاة فِي هاذينِ الوَقْتَيْن. وَقَالَ الفَرّاءُ: حِين تُمْسون: المَغْرِب والعشاءُ، وَحين تُصْبِحون، صَلَاةالفجْر، وعَشيًّا: صَلَاة العَصْر، وَحين تُظْهِرُون: الأُولَى. وَقَوله: {6. 025 وَسبح بالْعَشي والابكار} (آل عمرَان: 41) أَي وَصَلِّ. (وَمِنْه) أَيضاً قَوْله عزّ وجلّ: {6. 025 فلولا اءَنه} (كَانَ مِنَ الْمُسَبّحِينَ) (الصافات: 143) أَراد من المُصَلِّين قبلَ ذالك. وَقيل: إِنّما ذالك لأَنه قَالَ فِي بطن الْحُوت: {6. 025 لَا اله الا اءَنت. . الظَّالِمين} (الأَنبياء: 87) .
(والسَّبْحُ الفَراغُ) . وَقَوله تَعَالَى: {6. 025 ان لَك فِي. . طَويلا} (المزمل: 7) إِنما يَعْنِي بِهِ فَراغاً طَويلا وتَصرُّفاً. وَقَالَ اللُّيث: مَعْنَاهُ فراغاً للنَّومْ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدةَ: مُنْقَلَباً طَويلا. وَقَالَ المُؤرِّجُ: هُوَ الفَرَاغُ والجِيئةُ والذَّهابُ. قَالَ أَبو الدُّقَيْش: وَيكون السَّبْح أَيضاً فَرَاغاً باللَّيْل. وَقَالَ الفرَّاءُ: يَقُول: لَك فِي النّهَار مَا تَقْضِي حوائجَك. وَقَالَ أَبو إِسحاقَ مَنْ قَرَأَ سَبْخاً فَمَعْنَاه قَريبٌ من السَّبْح. (و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: السَّبْح: الِاضْطِرَاب و (التَّصرُّف فِي المَعاش) . فمَنْ قَرأَه أَرادَ بِهِ ذالك، وَمن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحةً وتَخْفيفاً لِلأَبْدان.
(و) السَّبعُ (الحَفْرُ) . يُقَال: سَبَحَ اليرْبوعُ (فِي الأَرضِ) ، إِذا حَفَرَ فِيهَا. (و) قيل فِي قَوْله تَعَالَى: {6. 025 ان لَك فِي النَّهَار. . طَويلا} أَي فراغاً للنَّوْم. وَقد يكون السَّبْح باللَّيْل. والسَّبْح أَيضاً: (النَّوْمُ) نفْسُه. (و) السَّبْح أَيضاً: (السُّكُون. و) السَّبْحُ: (التَّقلُّبُ والانتشارُ فِي الأَرض) والتَّصرُّفُ فِي المَعَاشِ، فكأَنّه (ضِدٌّ. و) السَّبْح: (الإِبْعادُ فِي السَّيْرِ) . قَالَ ابْن الفَرَج: سمعتُ أَبا الجَهْمِ الجَعْفَريَّ يَقُول: سَبَحْتُ فِي الأَرْضِ، وسَبَخْتُ فِيهَا، إِذا تَبَاعَدْت فِيهَا. (و) السَّبْح: (الإِكْثَارُ من الكَلامِ) . وَقد سَبَحَ فِيهِ، إِذا أَكْثَر.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (كِسَاءٌ مخسبَّحٌ، كمُعَظَّمٍ: قَوِيٌّ شَديدٌ) . وَعنهُ أَيضاً: كساءٌ مُسَبَّحٌ: أَي مُعرَّضٌ، وَقد تقدّم فِي الْجِيم.
(و) السَّبّاحُ (ككَتّانٍ: بَعيرٌ) ، على التَّشْبِيه. والسَّبّاح: جَوادٌ مَشْهُورٌ.
(و) سَبَاحٌ (كسَحَابٍ: أَرْضٌ عِنْد مَعْدِن بني سُلَيمٍ) مَلْسَاءُ؛ ذكَرَه أَبو عُبَيْدٍ البَكريّ فِي مُعْجَمه.
(و) من الْمجَاز: (السَّبُوح) كصَبورٍ (فَرَسُ رَبيعةَ بنِ جُشَمَ) ، على التَّشبيهِ. وَفِي شَواهد التَّلْخِيص:
وتُسْعِدني فِي غَمْرةٍ بعدَ غَمْرَةٍ
سَبُوحٌ لَهَا مِنْهَا عَلَيْهَا شَواهِدُ
(وسَبُوحَةُ) بِفَتْح السِّين مخفَّفة: (مَكَّةُ) المشرَّفةُ، زِيدت شَرَفاً، (أَو وَادٍ بعَرَفات) ، وَقَالَ يَصف نُوقَ الحَجِيجِ:
خَوَارِجُ من نَعْمَانَ أَو مِن سَبُوحَةٍ
إِلى البيْتِ أَو يخْرُجْنَ مِن نَجْدِ كَبَكَبِ
(و) المُسَبَّح، (كمُحَدِّث، اسمٌ) وَهُوَ المُسَبِّحُ بنُ كعبِ بنِ طَرِيفِ بن عُصُرٍ الطائيّ، وَولده عمْرٌ وأَدرك النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مِن أَرْمَى العربِ، وذَكَرَه امرؤُ القَيْس فِي شِعْرِه:
رُبَّ رامٍ من بنِي ثُعَلٍ
وَبَنُو مُسعبِّح: قبيلةٌ بواسِطِ زَبِيدَ يُواصِلُون بَنِي النّاشرِيّ: كَذَا فِي أَنساب الْبشر.
(والأَمير المُخْتَار) عِزّ المُلْك (محمّد بن عُبيدِ الله) بن أَحمد (المُسَبِّحيّ) الحرّانيّ: أَحد الأُمراءِ المِصريّين وكُتّابِهم وفُضلائهم، كَانَ على زِيِّ الأَجْنَادِ، واتَّصل بخِدْمة الحاكمِ، ونال مِنْهُ سَعَادَة. و (لهُ تَصَانيفُ) عَديدةٌ فِي الأَخبارِ والمُحاضرةِ والشُّعراءِ. من ذالك كتابُ التَّلويح والتَّصْريح فِي الشِّعر، مائةُ كُرَّاس؛ ودَرْك البُغْيةِ فِي وَصْفِ الأَديانِ والعِبَادَاتِ، فِي ثلاثةِ آلافٍ وخَمْسِمائةِ وَرَقَة: وأَصْنَافُ الجِمَاع، أَلفٌ وَمِائَتَا ورقة، والقضايا الصّائبة فِي مَعَاني أَحْكَامِ النُّجُوم، ثلاثةُ آلافِ وَرَقَة؛ وَكتاب الرّاح والارتياح، أَلْفٌ وخمسمائةِ ورَقَةٍ؛ وَكتاب الغَرَقِ والشَّرق فِيمَا مَاتَ غرقاً أَو شرقاً، مِائَتَا ورَقَةٍ؛ وَكتاب الطَّعَام والإِدام، أَلْف ورقةٍ؛ وقِصَص الأَنبياءِ عَلَيْهِم السلامُ، أَلفٌ وخَمسمائةِ وَرَقَةٍ؛ وجُونَة المَاشِطة، يَتضمَّن غرائبَ الأَخبارِ والأَشعارِ والنَّوادر، أَلْفٌ وخَمسائةِ وَرَقَةٍ؛ ومُخْتار الأَغاني ومعانيها، وَغير ذَلِك. وتولّي المِقْيَاسَ، والبَهْنَسا من الصّعيد. ثمَّ تَولَّى دِيوَانَ التَّرْتيب. وَله مَعَ الْحَاكِم مَجالسُ ومُحاضرات. وُلد سنة 366 وَتُوفِّي سنة 420.
(و) أَبو مُحَمَّد (بركَةُ بن علّي بن السّابِح الشُّرْوطِيّ) ، الْوَكِيل، لَهُ مُصَنَّف فِي الشُّرُوط، تُوُفِّي سنة 650؛ (وأَحمد بن خلفٍ السَّابِحُ) ، شيخٌ لِابْنِ رِزْقَوَيْهِ؛ (وأَحمد بن خَلَفِ بنِ محمّد) أَبو العبّاس، روَى عَن أَبيه، وَعَن زكَريّا بن يحيى بن يَعْقُوب وَغَيرهمَا، كَتب عَنهُ عبدُ الغنيّ الأَزديّ؛ (وَمُحَمّد بن سعيد) وَيُقَال: سعد، عَن الفُضَيل بنِ عِياضٍ (وعبدُ الرَّحْمَن بن مُسْلِمٍ) عَن مُؤَمَّلِ بن إِسماعيل؛ (ومحمدُ بنُ عثمانَ البُخَارِيّ) ، قَالَ الذّهَبيّ: هُوَ أَبو طَاهِر بن أَبي بَكْرٍ الصّوفيّ الصّابونيّ، روَى عَنهُ السّمعانيّ، وَابْنه عبد الرحمان، تُوفِّي سنة 555، وأَخوه أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَ، (السُّبَحِيُّون، بالضّمّ وَفتح الباءِ، مُحدِّثون) ، وضَبط السّمعانيّ فِي الأَخير بالخاءِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ: كأَنّه نُسِبَ إِلى الدّباغ بالسَّخَةِ.
وَمِمَّا يــسْتَــدرك عَلَيْهِ:
التَّسْبيحُ: بِمَعْنى الاسْتِــثْنَاءِ. وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {6. 025 اءَلم اءَقل لكم. . تسبحون} (الْقَلَم: 28) أَي تَــسْتَــثْنُون، وَفِي الاستــثناءِ تَعظيمُ اللَّهِ تَعَالَى والإِقرارُ بأَنّه لَا يَشَاءُ أَحدٌ إِلا أَنْ يَشاءَ الله، فوضَع تنزيهَ اللَّهِ مَوْضِعَ الاستــثناءِ. وَهُوَ فِي (الْمِصْبَاح) (اللِّسَان) .
وَمن النّهَايَة: (فأَدخَلَ إِصْبَعيْه السبّاحَتَيْنِ فِي أُذُنيْه) . السَّبّاحة والمُسَبِّحَة: الإِصبعُ الْتي تَلِي الإِبهامَ، سُمِّيَت بذالك لأَنها يُشارُ بهَا عِنْد التَّسْبِيح.
وَفِي (الأَساس) : وَمن المَجَاز: أَشار إِليه بالمُسَبِّحة والسَّبّاحة. وسَبَح ذكْرُك مَسابِحَ الشَّمْسِ والقَمر. وفلانٌ يَسْبَحُ النَّهَارَ كلَّه فِي طَلَبِ المَعَاشِ. انْتهى.
والمسُّبْحَة، بالضّمّ: القِطْعَة من القُطْن.
سبح: {سبحان}: تزيه. {نسبح}: نصلي.
سبح
السَّبْحُ: المرّ السّريع في الماء، وفي الهواء، يقال: سَبَحَ سَبْحاً وسِبَاحَةً، واستــعير لمرّ النجوم في الفلك نحو: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
[الأنبياء/ 33] ، ولجري الفرس نحو:
وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً
[النازعات/ 3] ، ولسرعة الذّهاب في العمل نحو: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا
[المزمل/ 7] ، والتَّسْبِيحُ: تنزيه الله تعالى. وأصله: المرّ السّريع في عبادة الله تعالى، وجعل ذلك في فعل الخير كما جعل الإبعاد في الشّرّ، فقيل: أبعده الله، وجعل التَّسْبِيحُ عامّا في العبادات قولا كان، أو فعلا، أو نيّة، قال: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
[الصافات/ 143] ، قيل: من المصلّين ، والأولى أن يحمل على ثلاثتها، قال: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
[البقرة/ 30] ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِ
[غافر/ 55] ، فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ [ق/ 40] ، قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ [القلم/ 28] ، أي: هلّا تعبدونه وتشكرونه، وحمل ذلك على الاستــثناء، وهو أن يقول: إن شاء الله، ويدلّ على ذلك قوله: إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَــسْتَــثْنُونَ [القلم/ 17] ، وقال: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء/ 44] ، فذلك نحو قوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً [الرعد/ 15] ، وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ [النحل/ 49] ، فذلك يقتضي أن يكون تسبيحا على الحقيقة، وسجودا له على وجه لا نفقهه، بدلالة قوله: وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء/ 44] ، ودلالة قوله:
وَمَنْ فِيهِنَّ [الإسراء/ 44] ، بعد ذكر السّموات والأرض، ولا يصحّ أن يكون تقديره:
يسبّح له من في السّموات، ويسجد له من في الأرض، لأنّ هذا ممّا نفقهه، ولأنه محال أن يكون ذلك تقديره، ثم يعطف عليه بقوله:
وَمَنْ فِيهِنَّ والأشياء كلّها تسبّح له وتسجد، بعضها بالتّسخير وبعضها بالاختيار، ولا خلاف أنّ السّموات والأرض والدّوابّ مُسَبِّحَاتٌ بالتّسخير، من حيث إنّ أحوالها تدلّ على حكمة الله تعالى، وإنّما الخلاف في السموات والأرض هل تسبّح باختيار؟ والآية تقتضي ذلك بما ذكرت من الدّلالة، و (سُبْحَانَ) أصله مصدر نحو:
غفران، قال فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ [الروم/ 17] ، وسُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا [البقرة/ 32] ، وقول الشاعر:
سبحان من علقمة الفاخر
قيل: تقديره سبحان علقمة على طريق التّهكّم، فزاد فيه (من) ردّا إلى أصله ، وقيل:
أراد سبحان الله من أجل علقمة، فحذف المضاف إليه. والسُّبُّوحُ القدّوس من أسماء الله تعالى ، وليس في كلامهم فعّول سواهما ، وقد يفتحان، نحو: كلّوب وسمّور، والسُّبْحَةُ:
التّسبيح، وقد يقال للخرزات التي بها يسبّح:
سبحة.

سبح

1 سَبَحَ, aor. ـَ inf. n. سَبْحٌ (Msb, K) and سِبَاحَةٌ, (S, * K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He swam, syn. عَامَ, (S, * K,) بِالنَّهْرِ and فِيهِ [in the river], (K,) or rather بِالمَآءِ (MF, TA) or فى المَآءِ (Msb) [i. e. in the water], for it is likewise in the sea, and in a pool, and also in any expanse: (MF, TA:) [or he swam upon the surface, without immersing himself; for,] accord. to Z, there is a difference between عَوْمٌ and سِبَاحَةٌ; the former signifying the “ coursing along in water with immersion of oneself; ” and the latter, the coursing along upon water without immersion of oneself. (MF, TA.) b2: [Hence,] النُّجُومُ تَسْبَحُ فِى الفَلَكِ (A, TA) (tropical:) The stars [swim, or glide along, or] pass along, in the firmament, with a spreading forth. (TA.) It is said in the Kur xxi. 34 and xxxvi. 40, with reference to the sun and the moon, (Bd and Jel in xxi. 34,) with which the stars are meant to be included, (Jel ibid.,) كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ, i. e. (assumed tropical:) All [glide or] travel along swiftly, [in a firmament,] like the swimmer (Bd and Jel ibid.) upon the surface of the water, (Bd ibid.,) or in the water; (Jel ibid.;) wherefore the form of the verb used is that which is appropriate to rational beings, (Bd and Jel ibid.,) swimming being the act of such beings. (Bd ibid.) b3: And [hence] one says, سَبَحَ ذِكْرُكَ مَسَابِحَ الشَّمْسِ وَ القَمَرِ ↓ (tropical:) [Thy fame has travelled as far as the sun and the moon; lit., swum along the tracts along which swim the sun and the moon]. (A, TA.) b4: [Hence, likewise, as inf. n. of سَبَحَ, aor. as above,] سَبْحٌ also signifies (tropical:) The running of a horse (S, L, K, * TA) in which the fore legs are stretched forth well [like as are the arms of a man in swimming]. (L, K, * TA.) b5: And (assumed tropical:) The being quick, or swift. (MF.) b6: And (assumed tropical:) The being, or becoming, remote. (MF.) b7: And (assumed tropical:) The travelling far. (K.) You say, سَبَحَ فِى الأَرْضِ (assumed tropical:) He went, or travelled, far, in, or into, the land, or country: (O, TA:) and سَبَخَ: both thus expl. by Abu-l-Jahm El-Jaafaree. (TA.) b8: And (assumed tropical:) The journeying for the purpose of traffic (تَقَلُّب [q. v.]); and [a people's] becoming scattered, or dispersed, in the land, or earth. (K.) And (assumed tropical:) The busying oneself in going to and fro, or seeking gain, (IAar, TA,) and occupying oneself according to his own judgment or discretion, in the disposal or management of affairs, in respect of the means of subsistence. (IAar, S, K, TA.) You say, فُلَانٌ يَسْبَحُ النَّهَارَ كُلَّهُ فِى طَلَبِ المَعَاشِ (tropical:) [Such a one busies himself in going to and fro, or occupies himself according to his own judgment or discretion, in seeking the means of subsistence]. (A, TA.) and سَبَحَ فِى حَوَائِجِهِ (assumed tropical:) He occupied himself according to his own judgment or discretion in the accomplishment of his needful affairs. (Msb.) b9: As used in the Kur [lxxiii. 7], where it is said, إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا, it is variously explained: (S, TA:) accord. to Katádeh (S) and El-Muärrij, (S, TA,) the meaning is, (assumed tropical:) [Verily thou hast in the day-time] long freedom from occupation; (S, K, * TA;) and in this sense, also, its verb is سَبَحَ, aor. ـَ (JM:) [thus it has two contr. significations:] or, accord. to Lth, (assumed tropical:) leisure for sleep: (TA:) accord. to AO, the meaning is, (assumed tropical:) long-continued scope, or room, for free action; syn. مُتَقَلَّبًا طَوِيلًا: and accord. to ElMuärrij, it means also (assumed tropical:) coming and going: (S, TA:) accord. to Fr, the meaning is, (assumed tropical:) thou hast in the day-time the accomplishment of thy needful affairs: (TA:) or the meaning is, (assumed tropical:) [long] occupation of thyself in thy affairs of business; not being free from occupation therein for the reciting of the Kurn. (Jel.) Some read سَبْخًا, which has nearly the same meaning as سَبْحًا. (Zj, TA.) b10: As inf. n. of سَبَحَ, (TK,) it signifies also (assumed tropical:) The state of sleeping. (K.) And as such also, (TK,) (assumed tropical:) The being still, quiet, or motionless. (K.) b11: [Also (assumed tropical:) The glistening of the mirage.] You say, سَبَحَ السَّرَابُ, or الآلُ, meaning لَمَعَ [i. e. (assumed tropical:) The mirage glistened]. (O.) b12: And (assumed tropical:) The digging, or burrowing, in the earth, or ground. (K, * TA.) You say of the jerboa, سَبَحَ فِى الأَرْضِ (assumed tropical:) He dug, or burrowed, in the earth, or ground. (O, TA.) b13: And (assumed tropical:) The being profuse in speech. (K.) You say, سَبَحَ فِى الكَلَامِ (assumed tropical:) He was profuse in speech. (O, TA.) b14: See also the next paragraph. in two places.2 تَسْبِيحٌ signifies The declaring [God] to be far removed, or free, from every imperfection or impurity, or from everything derogatory from [his] glory; syn. تَنْزِيهٌ, (S, O, Msb, TA,) and تَقْدِيسٌ: (Msb:) the magnifying, celebrating, lauding, or praising, and glorifying, God; and declaring Him to be far removed, or free, from everything evil. (TA.) You say, سَبَّحَ اللّٰهَ, (T, A, Mgh, Msb, TA,) and سبّح لِلّٰهِ, (Kur lvii. 1 &c., and A,) in which the ل is redundant, (Jel in lvii. 1 &c.,) inf. n. تَسْبِيحٌ, and سُبْحَانٌ is a subst. that [sometimes] stands in the place of the inf. n., (T, TA,) or it is an inf. n. of which the verb is سَبَحَ, (K, TA,) He declared God to be far removed, or free, from every imperfection or impurity &c., (A, Mgh, TA,) or from what they say [of Him] who disacknowledge [his attributes]; (Msb;) [i. e. he declared, or celebrated, or extolled, the perfection or purity, or absolute glory, of God;] and he magnified, celebrated, lauded, or praised, God, by the mention of his names, saying سُبْحَانَ اللّٰهِ and the like: (Msb:) and سبّح [alone], (Mgh, K,) inf. n. تَسْبِيحٌ, (K,) he said سُبْحَانَ اللّٰهِ; (Mgh, K;) as also ↓ سَبَحَ, inf. n. سُبْحَانٌ; (K, TA;) the latter, which is like شَكَرَ, inf. n. شُكْرَانٌ, a dial. var. mentioned by ISd; and no regard should be paid to the saying of Ibn-Ya'eesh and others, that سبحان is an inf. n. of which the verb is obsolete: accord to El-Mufaddal, سُبْحَانٌ is the inf. n. of ↓ سَبَحَ signifying he raised his voice with supplication, or prayer, and magnification or celebration or praise [of God, as when one says سُبْحَانَ اللّٰهِ or the like]; and he cites as an ex., قَبَحَ الْإِلٰهُ وَجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّمَا سَبَحَ الحَجِيجُ وَ كَبَّرُوا إِهْلَالَا [May God remove far from good, or prosperity, or success, the persons (وُجُوهَ here meaning نُفُوسَ) of the tribe of Teghlib, whenever the pilgrims raise their voices with supplication, &c., and say اَللّٰهُ أَكْبَرْ, ejaculating لَبَّيْكَ]. (MF, TA.) وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ, in the Kur ii. 28, is a phrase denotative of state, (Ksh, Bd, Jel,) meaning While we declare thy remoteness from evil [of every kind], (Ksh, Bd,) or while we say سُبْحَانَ اللّٰهِ, (Jel,) praising Thee, (Ksh,) [or with the praising of Thee, i. e.] making the praising of Thee to be an accompaniment, or adjunct, to our doing that: (Ksh, Bd, Jel:) so that we are the more worthy to be appointed thy vice-agents. (Ksh, * Bd, * Jel.) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ, in the Kur lvi. 73 and last verse, means Therefore declare thou the remoteness from what is unsuitable to his majesty by mentioning the name of thy Lord, or by mentioning the Lord, for the pronouncing of the name of a thing is the mentioning of it, [i. e., of the thing itself,] the great name, or the great Lord: (Bd:) or it means therefore pray thou commencing with, or uttering, the name of thy Lord [the great name or Lord]: (Kull p. 211:) [for] b2: تَسْبِيحٌ also signfies The act of praying. (K, Msb.) You say, سَبَّحَ meaning He prayed. (A, Mgh.) And [particularly] He performed the [supererogatory] prayer of [the period termed] الضُّحَى. (TA.) And فُلَانٌ يُسَبِّحُ اللّٰهَ, i. e. ↓ يُصَلِّى السَّبْحَةَ, meaning Such a one performs prayer to God, either obligatory or supererogatory: [but generally the latter: (see سُبْحَةٌ:)] and يُسَبِّحُ عَلَى رَاحِلَتِهِ performs supererogatory prayer [upon his camel that he is riding]. (Msb.) It is said in the Kur [iii. 36], وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْإِبْكَارَ, i. e. And pray thou [in the evening, or the afternoon, and the early morning]. (TA.) And it is related of 'Omar, أَنَّهُ جَلَدَ رَجُلَيْنِ سَبَّحَا بَعْدَ العَصْرِ, meaning [That he flogged two men] who prayed [after the prescribed time of the afternoon-prayer]. (S, TA.) You say also, بِيَدِهِ يُسَبِّحُ بِهَا ↓ سُبْحَةٌ [i. e. In his hand is a string of beads by the help of which he repeats the praises of God: see سُبْحَةٌ, below]. (A, Msb. *) b3: Also The making an exception, by saying إِنْ شَآءَ اللّٰهُ [If God will]: because, by so saying, one magnifies God, and acknowledges that one should not will unless God will: and thus is expl. the saying in the Kur [lxviii. 28], أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لَا تُسَبِّحُونَ [Did I not say to you, Wherefore will ye not make an exception? addressed to the owners of a garden, who “ swore that they would certainly cut its fruit when they should be entering upon the time of morning, they not making an exception ”]. (TA.) 3 سابحهُ, [inf. n. مُسَابَحَةٌ,] i. q. رَاسَاهُ, (T and K in art. رسو,) i. e. He swam with him. (TK in that art.) [And app. also He vied, or contended, with him in swimming.]4 اسبحهُ He made him to swim (K, TA) فِى

المَآءِ [in the water] or فَوْقَ المَآءِ [upon the water]. (TA.) سَبْحَةٌ Garments of skins: (K:) or, accord. to Sh, سِبَاحٌ, which is the pl., signifies shirts of skins, for boys: AO corrupted the word, relating it as written سُبْجَةٌ, with ج, and with damm to the س; whereas this signifies “ a black [garment of the kind called] كِسَآء: ” and a verse cited by him as presenting an ex. of its pl., in its last word, is from a poem of which each verse has for its fundamental rhyme-letter the unpointed ح: ISd, in art. سبج, mentions سِبَاجٌ as signifying “ garments of skin,” and having سبجة for its sing.; but says that the word with the unpointed ح is of higher authority; though he also states it, in the same art., to have been corrupted by AO. (TA.) b2: [A meaning belonging to سُبْحَةٌ (q. v.) is assigned in some copies of the K to سَبْحَةٌ.]

A2: السَّبْحَةُ, (K,) or سَبْحَةُ, from سَابِحٌ as an epithet applied to a horse, or mare, (IAth, TA,) is a proper name of A horse, or mare, belonging to the Prophet: (IAth, K, TA:) and of another belonging to Jaafar the son of Aboo-Tálib; (K;) or this was a mare named سَمْحَةُ: (O:) and of another belonging to another. (K.) سُبْحَةٌ Beads (S, Msb, K, TA) strung (Msb, TA) upon a string or thread, (TA,) [ninety-nine in number, and having a mark after each thirtythree,] with which (by counting them, K) one performs the act termed التَّسْبِيح [meaning the repetition of the praises of God, generally consisting in repeating the words سُبْحَانَ اللّٰهْ thirtythree times, الحَمْدُ لِلّٰهْ thirty-three times, and اَللّٰهُ أَكْبَرْ thirty-three times, which is done by many persons after the ordinary prayers, as a supererogatory act]: (S, A, Msb, K:) its appellation implies that it is an Arabic word; but Az says that it is post-classical: its pl. is سُبَحٌ (Msb) and سُبُحَاتٌ also. (Har p. 133.) See 2, last sentence but one. b2: Also Invocation of God; or supplication: (K:) and prayer, (A, Msb,) whether obligatory or supererogatory: (Msb:) or supererogatory praise; (S;) and supererogatory prayer; (S, A, Mgh, K;) because of the تَسْبِيحٌ therein. (Mgh.) You say, فُلَانٌ يُصَلِّى السُّبْحَةَ, expl. above; see 2, in the latter part of the paragraph. (Msb.) And قَضَىسُبْحَتَهُ He performed, or finished, his prayer: (A:) or قَضَيْتُ سُبْحَتِى means I performed, or finished, my supererogatory praise and such prayer. (S.) And صَلَّى

السُّبْحَةَ He performed the supererogatory prayer: (A:) and سُبْحَةَ الضُّحَى [the supererogatory prayer of the period termed الضُّحَى]. (Msb.) b3: سُبْحَةُ اللّٰهِ, (IAth, K, TA,) with damm, (TA, [but in my MS. copy of the K written سَبْحَة, and so in the CK,]) means (assumed tropical:) The greatness, or majesty, of God: (IAth, K, TA:) or [the pl.]

السُّبُحَاتُ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) the greatness, or majesty, and the light [or splendour], of God: (Msb:) or by the saying سُبُحَاتُ وَجْهِ رَبِّنَا, with damm to the س and ب, is meant (assumed tropical:) the greatness, or majesty, of the face of our Lord: (S:) or سُبُحَاتُ وَجْهِ اللّٰهِ means (assumed tropical:) the lights [or splendours], (K,) or, accord. to ISh, the light [or splendour], (TA,) of the face of God: (ISh, K, TA:) some say that سُبُحَاتُ الوَجْهِ means (assumed tropical:) the beauties of the face; because, when you see a person of beautiful face, you say, سُبْحَانَ اللّٰهِ [to express your admiration]: and some, that [when it relates to God] it denotes a declaration of his being far removed from every imperfection; meaning سُبْحَانَ وَجْهِهِ. (TA. [See سُبْحَان.]) One says, [addressing God,] أَسْأَلُكَ بِسُبُحَاتِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ, with two dammehs, meaning (tropical:) [I ask Thee] by the evidences of thy greatness, or majesty, [or of the greatness, or majesty, of thy glorious face,] by the acknowledgement whereof thy praise is celebrated. (A.) b4: السُّبُحَاتُ also signifies (assumed tropical:) The places of prostration [probably meaning in the reciting of the Kur-án]. (K.) A2: Also, i. e. [the sing.,] سُبْحَةٌ, A piece of cotton. (TA.) سُبْحَانٌ is the inf. n. of سَبَحَ as syn. with سَبَّحَ [q. v.]; (K, TA;) and is a subst. that [sometimes] stands in the place of the inf. n. of the latter of these verbs, i. e. in the sense of تَسْبِيحٌ. (T, TA.) b2: سُبْحَانَ is a proper name in the sense of التَّسْبِيح, and [for this reason, and also because it ends with ا and ن,] it is imperfectly decl., and is also invariable; being put in the accus. case in the manner of an inf. n. (Mgh.) You say سُبْحَانَ اللّٰهِ, meaning I declare [or celebrate or extol] the remoteness, or freedom, of God [from every imperfection or impurity, or from everything derogatory from his glory, i. e.] from the imputation of there being any equal to Him, or any companion, or anything like unto Him, or anything contrary to Him; or from everything that should not be imputed to Him: (L:) [I declare, or celebrate, or extol, his absolute perfection or glory or purity: or extolled be his absolute perfection &c.:] or I declare the remoteness of God, or his freedom (بَرَآءَة), from evil, (Zj, * S, K, TA,) or from every evil; (TA;) and [especially] from the imputation of his having a female companion, and offspring: (K:) or I declare God's being very far removed from all the foul imputations of those who assert a plurality of gods: (MF:) [it sometimes implies wonder, and may well be rendered how far is God from every imperfection! &c.:] in this case, سبحان is a determinate noun; (K;) i. e., a generic proper name, for التَّسْبِيح, like as بَرَّةُ is for البِرُّ. (MF:) Zj says, (TA,) it is put in the accus. case in the manner of an inf. n.; (S, K;) i. e., as the absolute complement of a verb understood; the phrase with the verb supplied being أُسَبِّحُ اللّٰهَ سُبْحَانَهُ; (MF;) meaning أُبَرِّئُ اللّٰهَ مِنَ السُّوْءِ بَرَآءَةً; (S, K, MF;) سبحان thus supplying the place of the verb: accord. to Ibn-El-Hájib and others, when it is prefixed to another noun or pronoun, governing it in the gen. case, it is a quasi-inf. n.; and when not so prefixed, it is a proper name, imperfectly decl.: but to this it is objected that a proper name may be thus prefixed for the purpose of distinction, as in the instances of حَاتِمُ طَيِّئٍ and زَيْدُ الفَوَارِسِ: some say that it is an inf. n. of an obsolete verb; but this assertion is not to be regarded; for, as an inf. n., its verb is سَبَحَ, like شَكَرَ of which the inf. n. is شُكْرَانٌ: others say that it may be an inf. n. of سَبَّحَ, though far from being agreeable with analogy: and some derive it from السَّبْحُ as signifying “ the act of swimming,” or “ the being quick, or swift,” or “ the being, or becoming, remote,” &c.: (MF:) [hence F adds,] or the phrase above-mentioned denotes quickness in betaking oneself to God, and agility in serving, or obeying, Him; [and therefore may be rendered I betake myself quickly to the service of God, and am prompt in obeying Him;] (K;) so accord. to ISh, to whom a man presented himself in a dream, and indicated this explanation of the phrase, deriving it from سَبَحَ الفَرَسُ [“ the horse ran stretching forth his fore legs, as one does with his arms in swimming ”]. (L.) فَسُبْحَانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونُ, [in which سبحان is used in the place of the inf. n. of سَبَّحَ, and سَبِّحُوا is understood before it,] in the Kur [xxx. 16], means Therefore perform ye prayer to God [or declare ye the remoteness of God from every imperfection &c.] when ye enter upon the time of evening and when ye enter upon the time of daybreak. (Fr, TA.) and سُبْحَانَ اللّٰهِ عَمَّا يَصِفْونَ, in the Kur xxiii. 93, means Far [or how far] is God from that by which they describe Him! (Jel.) One says also, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ, meaning سَبَّحْتُكَ بِجَمِيعِ

آلَائِكَ وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ [i. e. I glorify Thee by enumerating all thy benefits, and by the praising of Thee I glorify Thee]. (Mgh. [See also the prep. بِ.]) b3: سُبْحَانَ مِنْ كَذَا, (Msb, K,) or سُبْحَانَ اللّٰهِ مِنْ كَذَا, (S,) and سُبْحَانَ مِنْ فُلَانٍ, (A,) are (tropical:) phrases expressive of wonder (S, A, Msb, K) at a thing (S, Msb, K) and a person; (A;) originating from God's being glorified (أَنْ يُسَبَّحَ اللّٰهُ) at the sight of what is wonderful of his works, and afterwards, by reason of its being frequently said, employed in relation to anything at which one wonders; (Er-Radee, TA;) meaning (assumed tropical:) [I wonder greatly (lit., with wondering) at such a thing and such a person; as is shown by what follows; or] how extraordinary, or strange, is such a thing [and such a person!]. (Msb.) El-Aashà says, أَقُولُ لَمَّا جَآءَنِى فَخْرُهُ سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِر (S, Msb *) (assumed tropical:) [I saying, when his boasting reached me, I wonder greatly at' Alkameh the boasting]; i. e. العَجَبُ مِنْهُ, (S,) or [rather] عَجَبًا لَهُ [ for أَعْجَبُ عَحَبًا لَهُ], lit. I wonder with wondering at him; (Msb;) [or how extraordinary a person is 'Alkameh the boasting !:] سبحان being without tenween because it is regarded by them as a determinate noun, and having a resemblance to a fem. noun: (S:) [though in what quality it resembles a fem. noun, except in its being of one of the measures of broken pls., I do not know:] or it is imperfectly decl. because it is a determinate noun, being a proper name for البَرَآءَة (IJ, IB) and التَّنْزِيه, (IJ,) and because of the addition of the ا and ن: (IJ, IB:) this is the true reason: but some hold that it is rendered determinate by its being prefixed to a noun understood, governing it in the gen. case; the complete phrase being سُبْحَانَ اللّٰهِ مِنْ عَلْقَمَةَ. (MF.) b4: سُبْحَانًا, thus with tenween, as an indeterminate noun, occurs in the phrase سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبْحَانًا, in a poem of Umeiyeh. (IB.) A2: سُبْحَان is also used in the sense of نَفْس, in the saying أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا فِى

سُبْحَانِكَ [Thou art possessed of more, or most, knowledge of that which is in thine own mind]. (K.) سَبُوحٌ: see سَابِحٌ, in three places.

سِبَاحَةٌ an inf. n., (K,) or a simple subst., (Msb,) from سَبَحَ; (Msb, K;) Natation; or the act [or art] of swimming: (S, A, Msb, * K:) or the coursing along upon water without immersion of oneself. (MF, TA. [See 1, first sentence.]) سَبَّاحٌ: see سَابِحٌ, in two places.

سُبُّوحٌ, also pronounced سَبُّوحٌ, (T, S, Msb, K, &c.,) the latter the more agreeable with analogy, but the former the more common, (Th, T, S, Msb, *) one of the epithets applied to God, (T, S, A, Msb, * K,) because He is an object of تَسْبِيح, (K,) and [often] immediately followed by قُدُّوسٌ, (A, Msb, K,) which is likewise also pronounced قَدُّوسٌ, though the former pronunciation is the more common: (Th, T, S, Msb: *) it signifies [All-perfect, all-pure, or all-glorious; i. e.] far removed, or free, from everything evil, (Zj, Mgh, Msb, TA,) and from every imperfection [and the like]. (Msb. [See 2, and see also سُبْحَانَ اللّٰهِ.]) It is said (S, Msb) by Th (S) that there is no word like the two epithets above, of the measure فعُّول with damm as well as with fet-h to the first letter, except ذرّوح: (S, Msb:) but the following similar instances have been pointed out: ستّــوق among epithets, and ذرّوح and شبّوط and فرّوج and سفّود and كلّوب among substs. (TA.) Sb says, لَيْسَ فِى الكَلَامِ فُعَّوْلٌ بِوَاحِدَةٍ [expl. voce ذُرَّاحٌ]: (S:) [or] accord. to AHei, Sb said that there is no epithet of the measure فُعُّولٌ except سُبُّوحٌ and قُدُّوسٌ: Lh mentions سُتُّــوقٌ also, as an epithet applied to a دِرْهَم, as well as سَتُّــوقٌ. (TA.) السَّبَّاحَةُ: see المُسَبِّحَةُ, in two places.

سَابِحٌ and ↓ سَبَّاحٌ (Msb, K) and ↓ سَبُوحٌ (K) are part. ns., or epithets, from سَبَحَ in the first of the senses assigned to it above: (Msb, K:) [the first signifies Swimming, or a swimmer:] the second has an intensive signification [i. e. one who swims much, or a great swimmer; as also the third]: (Msb:) the pl. of the first, accord. to IAar, not of the first and last as it appears to be accord. to the K, is سُبَحَآءُ: (MF:) that of the second is سَبَّاحُونَ: (K:) and that of the third is سُبُحٌ or سِبَاحٌ, the former reg., and the latter irreg. (MF.) b2: السَّابِحَات, (K, &c.,) in the Kur [lxxix. 3], accord. to Az, (TA,) means The ships: (K:) or (assumed tropical:) the souls of the believers أَرْوَاحُ المُؤْمِنِينَ [for which Golius seems to have found in a copy of the K أَزْوَاجُ المُؤْمِنِينَ, for he gives as an explanation piæ et fidelium uxores,,]) (K, TA) which go forth with ease: or (assumed tropical:) the angels that swim, or glide, (تَسْبَحُ,) from (من [app. a mistranscription for بَيْنَ between]) the heaven and the earth: (TA:) or (assumed tropical:) the stars, (K,) which swim, or glide along, (تَسْبَحُ,) in the firmament, like the سَابِح in water. (TA.) [The meanings fœminæ jejunantes and veloces equi and planetæ, assigned to this word by Golius as on the authority of the KL, are in that work assigned to سَائِحَات; the first of them as the meaning of this word in the Kur lxvi. 5.] And you say نُجُومٌ سَوَابِحُ (tropical:) [Stars gliding along in the firmament: سوابح being a pl. of سَابِحٌ applied to an irrational thing, and of سَابِحَةٌ]. (A.) b3: سَابِحٌ is also applied as an epithet to a horse, (S, IAth, A, L,) meaning (tropical:) That stretches forth his fore legs well in running [like as one does the arms in swimming]; (S, * IAth, L;) and in like manner ↓ سَبُوحٌ [but in an intensive sense]: (A, L:) the pl. [of the former] is سَوَابِحُ and سُبَّحٌ. (A.) And سَوَابِحُ also signified (tropical:) Horses; (K, TA;) as an epithet in which the quality of a subst. is predominant; (TA;) because they thus stretch forth their fore legs in running. (K, * TA.) Hence, (TA,) ↓ السَّبُوحُ is the name of A horse of Rabeea Ibn-Jusham. (K, TA.) And in like manner, ↓ السَّبَّاحُ is the name of A celebrated courser: (TA:) and of A certain camel. (K, TA.) تَسْبِيحَاتٌ and تَسَابِيحُ [pls. of تَسْبِيحَةٌ A single act of تَسْبِيح: see 2]. (A.) مَسْبَحٌ A place of swimming, &c.: pl. مَسَابِحُ.]

b2: See an ex. of the pl. in the first paragraph of this art. مُسَبَّحٌ, accord. to AA and the K, applied as an epithet to a [garment of the kind called] كِسَآء, means Strong: and accord. to the former, مُسَبَّجٌ, so applied, means “ made wide. ” (TA.) مُسَبِّحٌ [act. part. n. of 2]. فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ, in the Kur [xxxvii. 143], means and had he not been of the performers of prayer, (A, * Mgh, Msb, K, *) as some say. (Mgh.) المُسَبَّحَةُ (A, Msb, TA) and ↓ السَّبَّاحَةُ (A, TA) (tropical:) [The index, or fore finger;] the finger that is next the thumb: (Msb, TA:) so called because it is like the glorifier when one makes a sign with it [by raising it] when declaring [the unity of] the divine essence. (Msb, TA. *) One says, أَشَارَ إِلَيْهِ بِالمُسَبِّحَةِ and ↓ بِالسَّبَّاحَةِ (tropical:) [He pointed towards him, or it, with the fore finger]. (A, TA.)

عِرْقَةُ

عِرْقَةُ:
بكسر أوله، وسكون ثانيه، وهو مؤنث المذكور آنفا: بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ، وهي آخر عمل دمشق، وهي في سفح جبل، بينها وبين البحر نحو ميل، وعلى جبلها قلعة لها، وقال أبو بكر الهمذاني: عرقة بلد من العواصم بين رفنيّة وطرابلس، ينسب إليها عروة بن مروان العرقي الحرّار كان أمّيّا، يروي عن عبيد الله بن عمر الرّقيّ وموسى بن أعين، روى عنه أيوب بن محمد الوزّان وخير بن عرفة ويونس بن عبد الأعلى وسعيد ابن عثمان التنوخي، وواثلة بن الحسن العرقي أبو الفيّاض، روى عن كثير بن عبيد وعمرو بن عثمان الحمصي ويحيى بن عثمان، روى عنه الطبراني وروى عنه أيضا عبيد الله بن علي الجرجاني، وكان سيف الدولة بن حمدان قد غزاها فقال أبو العباس الصفري شاعره:
أخذت سيوف السبي في عقر دارهم ... بسيفك لما قيل قد أخذ الدّرب
وعرقة قد سقّيت سكانها الرّدى ... ببيض خفاف لا تكلّ ولا تنبو
كأن المنايا أودعت في جفونها، ... فأرواح من حلت به للردى نهب
وإلى عرقة ينسب أبو الحسن أحمد بن حمزة بن أحمد التنوخي العرقي، قال السلفي: أنشدني بالإسكندرية وكان أبو الحسن قرأ عليّ كثيرا من الحديث وعلقت أنا عنه فوائد أدبية، وذكر أنه رأى ابن الصوّاف المقرئ وأبا إسحاق الحبّال الحافظ وأبا الفضل بن الجوهري الواعظ، وسمع الحديث وقرأ القرآن على أبي الحسين الخشاب واللغة على أبي القاسم بن القطّاع والنحو على المعروف بمسعود الدولة الدمشقي، وكان أبوه ولي القضاء بمصر، وسمعت أخاه أبا البركات يقول: ولد أخي سنة 462، ومات بالإسكندرية وحمل في تابوت إلى مصر ودفن بعد أن صلّيت عليه أنا، وكان شافعيّ المذهب بارعا في الأدب، ولم يذكر السلفي وفاته، وأخوه أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد العرقي، قال السلفي: سألته عن مولده فقال في سنة 465 بمصر، ومات سنة 557، وذكر أنه سمع الحديث على الخلعي وابن أبي داود وغيرهما، واللغة على ابن القطاع، وسمع عليّ كثيرا هو وأخوه أبو الحسن، وعلقت عنهما فوائد أدبية، والحسين بن عيسى أبو الرضا الأنصاري الخزرجي العرقي، قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: من أهل عرقة من أعمال دمشق، حدث عن يوسف بن يحيى ومحمد بن عبدة وعبد الله بن أحمد بن أبي مسلم الطرسوسي ومحمد ابن إسماعيل بن سالم الصائغ وعلي بن عبد العزيز البغوي وغيرهم، روى عنه أبو الحسين بن جميع وأبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني الحافظ وغيرهم، قال بطلميوس في كتاب الملحمة: مدينة عرقة طولها إحدى وستــون درجة وخمس عشرة دقيقة، وعرضها ست وثلاثون درجة وست عشرة دقيقة في آخر الإقليم الرابع وأول الخامس، طالعها تسع درجات من السنبلة وست وأربعون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وست وأربعين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، وسط سمائها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان وله شركة في رأس الغول.

سلخ

(سلخ) الطَّعَام وَالشرَاب سلاخة لم يكن لَهُ طعم فَهُوَ سليخ
(س ل خ) : (الْمَسْلُوخَةُ) الشَّاةُ الْمَسْلُوخُ جِلْدُهَا بِلَا رَأْسٍ وَلَا قَوَائِمَ وَلَا بَطْنٍ صِفَةٌ غَالِبَةٌ لَهَا.
(سلخ) - في حديث عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت امرأةً أَحبَّ إلىّ أن أكون في مِسْلَاخِها من سَوْدَةَ".
: أي أكون مِثلَها ومكانَها. ومِسْلاخُ الحَيَّة وسِلْخُها: جلدُها ، والسِّلخُ: الجلد والسّلْخُ: النَّزْع والكَشْط.
السلخ: هو أن تعمد إلى بيت فتضع مكان كل لفظ لفظًا آخر في معناه، مثل أن تقول في قول الشاعر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فانك أنت الطاعم الكاسي
ذر المآثر لا تظعن لمطلبها ... واجلس فانك أنت الآكل اللابس
سلخ
السَّلْخُ: نزع جلد الحيوان، يقال: سَلَخْتُهُ فَانْسَلَخَ، وعنه استــعير: سَلَخْتُ درعه: نزعتها، وسَلَخَ الشهر وانْسَلَخَ، قال تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ [التوبة/ 5] ، وقال تعالى:
نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ
[يس/ 37] ، أي: ننزع، وأسود سَالِخٌ، سلخ جلده، أي: نزعه، ونخلة مِسْلَاخٌ: ينتثر بسرها الأخضر. 
س ل خ: (سَلَخَ) جِلْدَ الشَّاةِ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَنَصَرَ. وَ (الْمَسْلُوخُ) الشَّاةُ الَّتِي سُلِخَ عَنْهَا الْجِلْدُ. وَ (سَلَخْتُ) الشَّهْرَ إِذَا أَمْضَيْتُهُ وَصِرْتُ فِي آخِرِهِ. وَ (انْسَلَخَ) الشَّهْرُ مِنْ سَنَتِهِ وَالرَّجُلُ مِنْ ثِيَابِهِ وَالْحَيَّةُ مِنْ قِشْرِهَا وَالنَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ. 
س ل خ : سَلَخْتُ الشَّاةَ سَلْخًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ قَالُوا وَلَا يُقَالُ فِي الْبَعِيرِ سَلَخْتُ جِلْدَهُ وَإِنَّمَا يُقَالُ كَشَطْتُهُ وَنَجَوْتُهُ وَأَنْجَيْتُهُ وَالْمَسْلَخُ مَوْضِعُ سَلْخِ الْجِلْدِ وَسَلَخْتُ الشَّهْرَ سَلْخًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَسُلُوخًا صِرْتُ فِي آخِرِهِ فَانْسَلَخَ أَيْ مَضَى
وَسَلْخُ الشَّهْرِ آخِرُهُ. 
سلخ السلخ كشط الإهاب عن ذيه. والسلاخ هو الإهاب نفسه. ومسلاخ الحية قشرها. والنخلة التي ينتثر بسرها مسلاخ. وسلخت المرأة درعها نزعته. والسليخة الولد. وسلخت الشهر صرت في آخر يوم منه. وانسلخ الشهر. والسالخ جرب بالإبل يسلخ منه، وإبل سلخى. والمسلوخ اسم يلزم الشاة المسلوخة نفسها. والسليخة شيء من العطر كأنه قشر متسلخ. وسليخة الرمث والعرفج ما ليس فيه مرعى. والسالخ الأسود من الحيات شديد السواد. والأسلخ من الرجال الشديد الحمرة. وشيء سليخ مليخ لا طعم له.
س ل خ

سلخ الشاة، وكشط مسلاخها: إهابها، وأعطاني مسلوخة: شاة سلخ جلدها. وأرق من سلخ الحية ومسلاخها. وأسود سالخ. وانسلخ جلده وتسلخ.

ومن المجاز: سلخنا الشهر، وانسلخ الشهر. قال:

إذا ما سلخت الشهر أهلكت مثله ... كفى قاتلاً سلخى الشهور وإهلالي

وسلخ الله النهار من الليل وانسلخ منه. وسلخت عنها درعها. وسلخ الحرّ والجرب جلده. وفلان حمار في مسلاخ إنسان.
[سلخ] نه: في ح عائشة: ما رأيت امرأة أحب إليّ أن أكون في "مسلاخها" من سودة، كأنها تمنت أن تكون في مثل هديها وطريقها، ومسلاخ الحية جلدها، والسلخ بالكسر الجلد. ن: هو بكسر ميم أي أن أكون هي، قولها: من امرأة فيها حدة، ليس عيبًا لسودة بل وصف لها بقوة النفس وجودة القريحة. نه: ومنه: "فسلخوا" موضع الماء كما "يسلخ" الإهاب فخرج الماء، أي حفروا حتى وجدوا الماء. وفي ح شرط المشتري: أن ليس له "مسلاخ" ولا مخضار، هو الذي ينتثر بسره. ك: فوجد "سلخ" حية، هو بفتح سين وكسرها جلدها.

سلخ


سَلَخَ(n. ac.
سَلْخ)
a. Skinned; peeled, stripped off (skin);
changed its skin (serpent); put forth its leaves
again (tree).
b. Came to the end ( of a month ); came to an
end, passed (month).
c. Ransomed.

إِنْسَلَخَa. Stripped off, divested himself of ( his
clothes ).
b. see I (a) (b).
سَلْخa. End of the month.
b. see 2
سِلْخa. Skin when stripped off; cast off slough of a
serpent.

سَلَخa. Thread upon the spindle.

أَسْلَخُa. Very red.
b. Bald.

مَسْلَخ
(pl.
مَسَاْلِخُ)
a. Slaughter-house.

سَلَاْخَةa. Insipidity ( of food ).
سَلِيْخa. Insipid, tasteless.
b. Land without trees.

سَلِيْخَةa. Oil made from the fruit of the
myrobalan.
b. Offspring.

مِسْلَاْخa. Untanned skin.
b. Castoff slough of a serpent.
c. Palm-tree, the dates of which fall of whilst still
green.

N. P.
إِنْسَلَخَa. see 1 (a)
[سلخ] سَلَخْتُ جلد الشاة أَسْلَخُها وأَسْلُخُها سَلخاً. والمَسْلوخُ: الشاةُ سُلِخَ عنها جلدُها. وسَلَخَتِ المرأة دِرْعها: نزعتْه. والمِسْلاخُ: الإهابُ. ومِسْلاخُ الحَيّةِ: قِشرها الذي تَنْسَلِخ منه. والمِسْلاخُ: النخلة التي ينتثر بُسرُها أخضر. وسَلَخْتُ الشهرَ، إذا أمضيته وصرتَ في آخره. قال لبيد: حتَّى إذا سَلَخا جُمادى سِتَّــةً * جَزآ فَطالَ صِيامُهُ وصِيامُها وانْسَلَخَ الشهرُ من سنته، والرجلُ من ثِيابه، والحيَّةُ من قشرها، والنهار من الليل. والسالخُ: الأسوَدُ من الحيّات. يقال أسودُ سالِخٌ، غير مضافٍ، لأنه يَسْلَخُ جلدَه كلَّ عام. والأنثى أَسْوَدَة، ولا توصف بسالِخَةٍ. والسَليخةُ: سَليخة الرِمْثِ والعَرْفَجِ الذي ليس فيه مرعى، إنَّما هو خشب يابس.
سلخ: سَلَخ. سلخ الوجه: شجٌّ الوجه وجرحه (بوشر).
سَلَخ: طلب أكثر مما يجب، وأخذ منه أكثر مما يجب، وجعله يدفع ثمناً غالياً، بلصه (بوشر).
سَلَخ: سخر، استــهزأ، تهكّم. ويقال: سلخَ أحداً في الضحك: استــهزأ به وضحك منه وسخر به (بوشر).
سَلْخ: سَحْج. خَدْش، والموضع المخدوش المنزوع الجلد، ويقال: مسلخ في الوجه: شجة في الوجه، ندبة في الوجه (بوشر).
سَلْخ: عملية أو جراحة تقوم مقام الختان. انظر برتون 2: 109).
سَلْخ: قشرة أو قرفة تشبه قشرة نواة البلوط. (كاريت قبيل 1: 288، 2: 389).
سِلْخ: قطعة رقيقة طويلة انتزع قشرها (محيط المحيط).
سَلخة: سحجة، خدشة، موضع خدش في الجلد (بوشر، همبرت ص38).
سَلْخة: حاشية الرداء (فوك) وانظر دوكانج في مادة Pannus رقم 2) ومعناها رداء.
سلخة ذهب: نسيج أو طراز من ذهب مصنع أو فضة مزورة، أو الزخرف والبهرج منه (فوك).
سَلْخة: كيس نقود من الجلد (ألكالا، أبو الوليد ص799).
سَلْخانة (مركبة من سلخ مضافاً اليها الكلمة الأعجمية): مسلخ (بوشر).
سَليخ: شوكة بيضاء، كنكر، شكاعي، ذو ثلاث شوكات (نبات). (بوشر).
سلاخة: ذكرها كل من فريتاج ولين (انظر سلاحة بالحاء المهملة وقد تقدمت).
سليخة: أقاقيا (بوشر).
سليخة: سنا عطري (بوشر) وفي المــستــعيني: هي بالرومية القشية. وفي المعجم اللاتيني - العربي: cassia سليخة الطبيب. وفي معجم فوك. قشر سليخة: سنا Carria. سليخة: إصطرك، لبنى، ميعه (المعجم اللاتيني - العربي).
سَلِيخة وجمعها سلائخ: جلد غنم مدبوغ دون أن ينزع صوفه (فوك، ألكالا) وبالأسبانية: Zalea ( زاليا) وسليخ: اسم جنس وفي العقد الغرناطي. زوج سليخ. وقد كتبت الكلمة سلاخة في معجم الأسبانية (ص362) كما فعل ملّر، غير أن مقارنتها بما جاء في معجم فوك وبما جاء في العقد الغرناطي يظهر أن حرف E في معجم الكالا هو الياء وليس الألف.
سَلاَّخ: ساخر، هازئ، متهكم (بوشر).
إسليخ: بليحاء، ليرون، حشيشة الصفراء اسمه العلمي: Reseda Luteola ( ابن البيطار 1: 37، 167) وهو يقول إن هذا اسمه بالعربية.
مِسْلَخ، ويقال غالباً مَسْلخَ الحمّام: قاعة نزع الثياب وحفظها المجاورة لمحل الاغتسال في الحمام (عباد): 2، 222، 264 دفريمري مذكرات: (ص256، 257، كرتاس ص39).
مِسْلَخة: مَسْلخ، مكان السلخِ (بلجراف ص164) مُسلَّخ: مسيخ، ممسوخ، ناقص الخلقة. مخدوش، مسحج (بوشر).
مَسلَّخ: مغطى بالجلد (ألكالا).
مِسْلاَخ. هو عندي في مسلاخ سفيان الثوري: معناها الأصلي: هو عندي في جلد سفيان الثوري أي هو عندي مثل سفيان الثوري الثاني (ابن خلكان 1: 3).
سلخ
سلَخَ يَسلَخ ويَسلُخ، سَلْخًا، فهو سالِخ، والمفعول مَسْلوخ (للمتعدِّي)
• سلَخَ الشَّهرُ: مضَى.
• سلَخ الجلدَ: كشطه ونزعه عن اللّحم "سلَخ جلدَ الخروف- عندما تقع البقرة يكثر سالخوها [مثل]- الشاة المذبوحة لا يؤلمها السَّلْخ: يُضرب في من تبلّد حسّه من كثرة الآلام".
• سلَخ فلانًا: آذاه بالكلام.
• سلَخ ثِيابَه: نزَعها وخلَعها "سلختِ المرأةُ درعَها: نزعته".
• سلَخ اللهُ اللَّيلَ من النَّهار: استــلَّه؛ كشفه وفصله " {وَءَايَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} ". 

انسلخَ/ انسلخَ عن/ انسلخَ من ينسلخ، انسلاخًا، فهو مُنسلِخ، والمفعول منسلَخٌ عنه
• انسلخ الشَّيءُ: مُطاوع سلَخَ: سُلِخ، نُزِع جِلْده، انقطعَ وانفصلَ " {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا}: نزع نفسَه منها بأن كفر بها وخرج عنها".
• انسلخ عن أسرته: فارقَها.
• انسلخ الشَّهرُ من سنتِه: انقضى، مضى " {فَإذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ} ".
• انسلخ من ثيابه: تجرَّد وانْكَشَف "انسلختِ الحيّةُ من جلدها: خرجت منه وطرحته" ° انسلخ من جلده: تنكَّر لأصله.
• انسلخ النَّهارُ من اللَّيل: انسلَّ، ظهَر. 

تسلَّخَ يتسلَّخ، تسلُّخًا، فهو مُتسلِّخ
• تسلَّخَ الجلدُ: مُطاوع سلَّخَ: انسلخ، تقشّر وانكشف. 

سلَّخَ يُسلّخ، تسليخًا، فهو مُسَلِّخ، والمفعول مُسَلَّخ
• سلَّخ الحرُّ جلدَه: كشَطه. 

انسلاخ [مفرد]:
1 - مصدر انسلخَ/ انسلخَ عن/ انسلخَ من.
2 - (حي) عمليّة تحدث في الحشرات وغيرها من الحيوانات أثناء النّموّ، وفيها يتخلّص الحيوان من جلده الخارجيّ أو شعره أو ريشه لتحلّ محلّه طبقة مرنة تسمح بالنّموّ والتَّشكيل وتتصلّب فيما بعد. 

سالِخ [مفرد]: ج سالخون وسوالِخُ (لغير العاقل) وسُلُخ، مؤ سالخة، ج مؤ سالخات وسوالِخُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من سلَخَ.
2 - ذكر الحيَّة شديد السّواد، وسُمِّي بذلك لأنّه يسلخ جلدَه كلّ عام. 

سَلْخ [مفرد]:
1 - مصدر سلَخَ ° خشب السَّلْخ: الخشب الغضّ الحيّ الذي بين لحاء الشَّجرة وخشبها الباطنيّ الصُّلب.
2 - اسم ما سُلِخ عن الشَّاة. 

سَلْخانة/ سَلَخانة [مفرد]: مكان ذبح الماشية وسلخ الجلود. 

سَلْخة [مفرد]: ج سَلَخات وسَلْخات:
1 - اسم مرَّة من سلَخَ.
2 - قطعة تُسلخ من الشَّيء "سلخة من قماش/ الشِّواء".
3 - جزء من الصفحة قبل الطَّبع. 

سِلْخة [مفرد]: ج سِلْخات: اسم هيئة من سلَخَ: "سِلْخةُ خبيرٍ". 

سَلاَّخ [مفرد]: ج سَلاّخون وسَلاّخة:
1 - صيغة مبالغة من سلَخَ: كثير السَّلخ.
2 - مَنْ حرفته سَلْخ الجلود "سلاّخ حيوانات". 

سليخ [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من سلَخَ: مسلوخ ° أَرْضٌ سليخ: أرض بور. 

مَسْلَخ [مفرد]: ج مَسالِخُ: اسم مكان من سلَخَ: سلخانة "مَسْلخ خِراف- مَسْلخ حكوميّ". 

سلخ: السَّلْخُ: كُشْطُ الإِهابِ عنِ ذيهِ.

سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً: كَشَطه. والسَّلْخُ: ما

سُلِخَ عنه. وفي حديث سليمان، عليه السلام، والهُدْهُدِ: فَسَلَخوا موضعَ

الماءِ كما يُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء أَي حفروا حتى وجدوا الماء.

وشاة سَلِيخٌ: كَشِطَ عنها جلدُها فلا يزال ذلك اسمَها حتى يُوءكل منها،

فإِذا أُكل منها سمي ما بقيَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر. والمَسْلوخ:

الشاة سُلِخَ عنها الجلد. والمَسْلوخة: اسم يَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا

بُطونٍ ولا جُزارة.

والمِسْلاخُ: الجِلْد.

والسَّلِيخة: قضيب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها

اسْتُــخْرِجَتْ من سَلْخِها؛ عن أَبي حنيفة. وكل شيء يُفْلَقُ عن قِشْر، فقد

انْسَلَخَ.

ومِسْلاخ الحية وسَلْخَتها: جِلْدَتها التي تَنْسَلِخُ عنها؛ وقد

سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً، وكذلك كل دابة تَنْسَرِي من جِلْدَتها

كاليُسْرُوعِ ونحوه. وفي حديث عائشة: ما رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ

في مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْيها وطريقتها.

والسِّلْخُ، بالكسر: الجِلْد.

والسالخُ: الأَسْوَدُ من الحيات شديدُ السواد وأَقْتَلُ ما يكون من

الحيات إِذا سَلَخَت جِلْدَها؛ قال الكميت يصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً:

فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ،

شَوَى ما أَصابَ به مَقْتَلُ

كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه في الغُطَاطْ،

به سالخُ الجِلْدِ مُــسْتَــبْدَلُ

ابن بُزُرْج: ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غير مسأَلة.

وأَسْوَدُ سالخٌ: غيرَ مضاف لأَنه يَسْلَخ جلده كلَّ عام، ولا يقال للأُنثى

سالخة، ويقال لها أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة، وأَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنى

الصفة في قول الأصمعي وأَبي زيد، وقد حكى ابن دريد تثنيتها، والأَول

أَعرف، وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ، الأَخيرة نادرة.

وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ. وسَلَخَت

المرأَة عنها دِرْعَها: نزعته؛ قال الفرزدق:

إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها،

وأَعْجَبها رابي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ

والسالخُ: جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ منه وقد سُلِخَ، وكذلك الظليم

إِذا أَصاب ريشَه داءٌ.

واسْلَخَّ الرجل إِذا اضطجع. وقد اسْلَخَخْتُ أَي اضطجعت؛ وأَنشد:

إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا

وانْسَلَخَ النهار من الليل: خرج منه خروجاً لا يبقى معه شيء من ضوئه

لأَن النهار مُكَوَّر على الليل، فإِذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقاً قد

غَشِيَ الناسَ؛ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل يَسْلخُه. وفي التنزيل: وآية

لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار فإِذا هم مظلمون. وسَلَخْنا الشهرَ

نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً: خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه؛

وسَلَخَ هو وانسَلخ. وجاءَ سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه. التهذيب: يقال

سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه فسَلَخْنا كل ليلة عن أَنفسنا كلَّه. قال:

وأَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَي دخلنا فيه ولبسناه فنحن نزداد كل ليلة إِلى

مضيِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثين جزءاً حتى

تكاملت ليليه فسلَخناه عن أنفسنا كلَّه؛ ومنه قوله:

إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه،

كَفَى قاتِلاً سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي

وقال لبيد:

حتى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّــةً،

جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها

قال: وجمادى ستــة هو جمادى الآخرة وهي تمام ستــة أَشهر من أَول السنة.

وسَلَخْتُ الشهر إِذا أَمضيته وصرت في آخره؛ وانسلَخَ الشهرُ من سَنته

والرجلُ من ثيابه والحيةُ من قشرها والنهارُ من الليل. والنبات إِذا سَلَخ ثم

عاد فاخْضَرَّ كلُّه، فهو سالخٌ من الحَمْض وغيره؛ ابن سيده: سَلَخَ

النباتُ عاد بعد الهَيْج واخْضَرَّ.

وسَلِيخ العَرْفَج: ما ضَخُمَ من يَبِيسه. وسَلِيخةُ الرِّمْثِ

والعَرْفَج: ما ليس فيه مَرْعىً إِنما هو خشب يابس.

والعرب تقول للرِِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يبق فيهما مَرْعىً للماشية:

ما بقي منهما إِلا سَلِيخة. وسَلِيخةُ البانِ: دُهْنُ ثَمره قبل أَن

يُربَّبَ بأفاويه الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك والطيب ثم اعْتُصِر، فهو

مَنْشُوشٌ؛ وقد نُشَّ نَشّاً أَي اختلط الدهنُ بروائح الطيب.

والسَّلِيخة: شيء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ.

والأَسْلخُ: الأَصْلَعُ، وهو بالجيم أَكثر.

والمِسْلاخُ: النخلة التي يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخضر. وفي حديث ما

يَشْتَرِطُه المشتري على البائع: إِنه ليس له مِسْلاخ ولا مِحْضار؛

المِسْلاخ: الذي ينتثر بُسْرُه. وسَلِيخٌ مَلِيخٌ: لا طعم له؛ وفيه سَلاخَة

ومَلاخة إِذا كان كذلك؛ عن ثعلب.

سلخ
: (سَلَخَ) الإِهابَ، (كنَصَرَ ومَنَعَ) ، يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْخاً: (كَشَطَ) عَن ذِيه. والسَّلْخ: مَا كُشطَ عَنهُ. (و) سَلَخَ. (نَزَعَ) ، يُقَال: سَلَخَت المرأَة دِرْعَها، إِذَا نَزَعَتْه. وَهُوَ مَجاز، قَالَ الفرزدق:
إِذا سَلَخَتْ عَنْهَا أُمَامَةُ دِرْعَها
وأَعْجَبَهَا رَابِي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ
(والمَسلوخ: شاةٌ سُلِخَ) عَنْهَا (جِلْدُهَا) ، وَهِي المسلوخةُ أَيضاً. (و) سَلخَ (الشَّهْرُ: مَضَى، كانسَلخَ. و) سَلَخَ (فُلاَنٌ شَهْرَه) يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْحاً وسُلُوخاً: (أَمْضَاه وَصَارَ فِي آخِرِه) ، وَهُوَ مَجاز. وَفِي (التَّهْذِيب) : يُقَال سَلَخْنَا الشَّهرَ، أَي خَرَجْنَا مِنْهُ فسَلَخْنَا كُلَّ لَيلة عَن أَنفُسِنا جُزْءا من ثلاثينَ جُزْءًا حتّى تكاملَتْ لَياليه، فسلَخْنَاه عَن أَنفُسِنا كلَّه. قَالَ: وأَهْلَلْنَا هلاَلَ شَهْرِ كَذا، أَي دَخَلْنَا فِيهِ ولَبِسْنَاه، فنَحْن نَزدادُ كُلَّ لَيلةً إِلى مُضِيِّ نِصْفِه لِباساً مِنْهُ، ثمَّ نَسْلخُه عَن أَنفُسنا كلَّه. وَمِنْه قَوله:
إِذا مَا سَلَخْتُ الشَّهْرَ أَهْلَلْتُ مثْلَه
كَفَى قاتِلاً سَلْخَى الشُّهُورَ وإِهلالِي
وَقَالَ بيدٌ:
حتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّــةٍ
جَزْءًا فطَالَ صيَامُه وصيَامُهَا
قَالَ وجُمَادَى سَتّــةٍ هِيَ جُمَادَى الآخِرَة، وَهِي تَمامُ ستَّــة أَشهر من أَوّلِ السَّنَةِ، والنَّباتُ إِذا سَلَخَ ثمَّ عَاد فاخْضَرَّ كلُّه فَهُوَ سالِخٌ، من الحَمْض وغَيْره (و) فِي (الْمُحكم) : سَلَخَ (النَّباتُ: اخْضَرَّ بعد الهَيْج) وعَادَ.
(و) من الْمجَاز: سَلَخَ (اللَّهُ النَّهَارَ من اللَّيْل: اسْتَــلَّهُ، فانْسَلَخَ) : خَرَجَ مِنْهُ خُرُوجاً لَا يَبْقَى مَعَه شيءٌ من ضَوْئه، لأَنَّ النَّهَار مكوَّرٌ على اللَّيل، فإِذا زَالَ ضَوؤُه بَقِيَ اللَّيلُ غاسِقاً قد غَشِيَ النّاسَ.
(و) سَلَخَتْ (الحَيَّةُ) تَسْلَخُ سَلْخاً وكذالك كلُّ دابّةٍ: (انْسَرَى) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي الأُمّهَات كلِّهَا: تَنْسَرِي (عَن سَلْخَتِهَا) ، بِالْفَتْح، أَي جِلْدَتِها. ووَجَّهَه شيخُنَا بأَنَّ لفْظَ الحَيَّةِ يُطْلَق على الذَّكَر والأُنْثَى، كَمَا صرَّحَ بِهِ جماعةٌ.
(والسَّلْخ) ، بِالْفَتْح: (آخِرُ الشَّهرِ، كمُنْسَلَخِه) ، بِفَتْح الَّلام.
(و) السَّلْخ: (اسمُ مَا سُلِخَ عَن الشَّاة) ، والإِهَابُ، أَي كُشِطَ عَنهُ، وَمن المَجاز سلَخَ الجَرَبُ جِلْدَه.
(والسَّالخ: جَرَبٌ يُسلَخُ مِنْهَا الجَمَلُ) . وسَلَخَ الحَرُّ جِلْدَ الإِنسانِ وسَلَّخَه، فانسَلَخَ وتَسَلَّخَ.
(و) السالِخ: (اسمُ الأَسْوَدِ من الحَيَّاتِ) شَديد السَّواد. قَالَ ابنُ بُزُرْج: ذَلِك أَسودُ سالِخاً، جعلَه معرفَة ابْتِدَاء من غَير مسأَلَةٍ. وأَسودُ سالخٌ، غيرَ مُضَافٍ، لأَنّه يَسْلَخ جِلْدَه كلّ سَنَةٍ. (والأُنْثَى أَسْوَدَةٌ وَلَا تُوصَف بِسَالخة. وأَسْوَدُ) سالِخٌ (وأَسْوَدانِ سالِخٌ) ، لَا تُثنَّى الصِّفةُ، فِي قَول الأَصمعيّ وأَبي زيد، وَقد حكَى ابنُ دُرَيْد تثنيتَها، والأَوّلُ أَعرَفُ. (وأَساوِدُ سالِخَةٌ وسَوَالِخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخَةٌ) ، الأَخيرة نادرة.
(والأَسْلَخ: الأَصلَعُ) ، وَهُوَ بِالْجِيم أَكثر، (و) الرَّجل (الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ) .
(والسَّليخَة: عِطْرٌ) تَراه (كأَنّه قِشْرٌ مُنْسَلِخ) ذُو شُعَبٍ. (و) السَّليخة: (الوَلَدُ) ، لكَونه سُلِخَ، أَي نُزِعَ من بطْن أُمّه. (و) السَّليخة: (دُهْنُ ثَمَرِ البَانِ قبلَ أَن يُرَبَّبَ) بأَفاوِيهِ الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ بالمِسْك والطِّيب ثمَّ اعتُصِرَ فَهُوَ مَنشوشٌ، وَقد نُشَّ نَشًّا، أَي اختَلطَ الدُّهْنُ برَوائحِ الطِّيب.
(و) السَّلِيخةُ من العَرْفَج: منا ضَخُمَ من يَبِيسِه. و (من الرِّمْث: مَا لَيْسَ) فِيهِ (مَرعًى) ، إِنَما هُوَ خَشَبٌ يابسٌ، وَالْعرب تَقول للرِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يَبْقَ فيهمَا مَرْعًى للماشية: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاّ سَليخةٌ.
(و) السَّلْخ و (المِسْلاخُ: جِلْدُ الحَيَّةِ) الّذي تَنسَلُخ عَنهُ، كالسَّلْخَةِ.
وَمن المَجاز: فُلانٌ حمارٌ فِي مِسْلاَخِ إِنسانٍ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: (مَا رأَيْت امرَأَةً أَحَبَّ إِليّ أَنْ أَكُونَ فِي مسْلاَخها من سَوْدَةَ) . تَمنَّتْ أَن تكون مثْلَ هَيْئَتِها وطَرِيقَتها.
(و) المِسْلاخُ: (نَخْلَةٌ يَنتثر بُسْرُهَا) وَهُوَ (أَخْضَرُ) . وَفِي حَدِيث مَا يَشتَرِطه المشترِي على البَائِع (أَنّه لَيْسَ لَهُ مِسلاخٌ وَلَا مِخْضَار) . (و) المِسْلاخُ: (الإِهَابُ) كالسِّلْخ بِالْكَسْرِ. (و) رجلٌ (سَلِيخٌ مَلِيخٌ: شديدُ الجِمَاعِ وَلَا يُلْقِح. و) سَليخٌ مليخٌ: (مَن لَا طَعْمَ لَهُ) . والّذي فِي الأُمّهَات بإِسقاط (مَنْ) .
(وَفِيه سَلاَخَةٌ ومَلاَخَةٌ) ، إِذا كَانَ كذالك، عَن ثَعْلَب.
(والسَّلَخُ، مُحرّكةً: مَا على المِغْزلِ من الغَزْل) .
(واسْلخّ) الرَّجلُ (اسلِخَاخاً: اضْطَجَع) . وأَنشد:
إِذا غَدَا القَوْمُ أَبَي فاسْلَخَّا
(والإِسْلِيخُ، كإِزْمِيل: نَبَاتٌ) .
وَمِمَّا يــسْتَــدرك عَلَيْهِ:
فِي حَدِيث سُليمانَ عَلَيْهِ السَّلَام والهدهدِ (فسَلَخُوا مَوضِعَ الماءِ كَمَا يُسْلَخ الإِهَابُ فخَرَجَ الماءُ) ، أَي حَفَروا حتّى وَجَدوا الماءَ.
وشاةٌ سَلِيخٌ: كُشِطَ عَنْهَا جِلْدُها، فَلَا يَزال ذالك اسمَها حتّى يُؤكَل مِنْهَا فإِذا أُكِلَ مِنْهَا سُمِّيَ مَا بَقِيَ مِنْهَا شِلْواً، قلَّ أَو كثُرَ.
وسَلَخَ الظَّليمُ، إِذا أَصابَ رِيشَه دَاءٌ.
وسَلْخُ الشَّعْرِ: وضْعُ لفظٍ بمعنَى اللّفظِ الآخَر فِي جَمِيعه، فتُزيلُ أَلفاظَه وتَأْتي بدَلَهَا بأَلْفَاظٍ مُرَادِفة فِي معناهَا؛ فَهَذَا سَلْخٌ فإِنْ قَصَّرَ دون مَعْنَاهُ كَانَ مَسْخاً.
ومسْلخٌ اسْم جَبَلٍ ذُكِرَ فِي غَزْوةِ بدْرٍ، نَقله السُّهَيْليّ.

سلخ

1 سَلَخَ, (S, A, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (S, K, [as in the Kur xxxvi. 37,]) or ـِ (Msb, [but this I find in no other lexicon,]) and سَلُخَ, (S, Msb, K,) inf. n. سَلْخٌ, (S, Msb,) He stripped off (S, K) the hide, or skin, of a sheep or goat: (S:) or he skinned a sheep or goat. (A, Msb.) And سُلِخَ جِلْدُهَا [Its skin was stripped off]. (A.) One does not say of a camel, سَلَخْتُ جِلْدَهُ; but كَشَطْتُهُ, and نَجَوْتُهُ, and أَنْجَيْتُهُ. (Msb.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) He pulled off or stripped off [a garment]. (K, TA.) You say of a woman, سَلَخَتْ دِرْعَهَا, (S, TA,) and سَلَخَتْ عَنْهَا دِرْعَهَا, (A, TA,) (tropical:) She pulled off her shift; stripped it off. (S, TA.) b3: And [hence,] سَلَخَ الشَّهْرَ, (S, A, Msb,) or شَهْرَهُ, (K,) aor. ـَ (L, Msb) and سَلُخَ, (L,) inf. n. سَلْخٌ and سُلُوخٌ, (L, Msb,) (tropical:) He passed the month, or his month; (S, K, TA;) came to the end of it. (S, A, Msb, K.) سَلَخْنَا الشَّهْرَ means (tropical:) We passed forth from the month; having pulled off from ourselves every night one thirtieth part until the nights were complete, when we pulled off from ourselves all of it: and أَهْلَلْنَا هِلَالَ شَهْرِ كَذَا means “ We entered upon [the period of the new moon of] such a month; clothing ourselves with it and increasing the clothing of ourselves therewith until the passing of the half of it: ” then we pull off from ourselves [by degrees] the whole of it: hence a verse cited voce جُمَادَى. (T, TA.) And one says of God, سَلَخَ النَّهَارَ مِنَ اللَّيْلِ (tropical:) He drew forth gently the day from the night: (K, TA:) or He separated the day from the night. (Jel in xxxvi. 37.) b4: See also 7, in three places. b5: سَلَخَ الحَرُّ جِلْدَ الإِنْسَانِ and [in an intensive sense] ↓ سلّخهُ (assumed tropical:) [The heat made the skin of the man to peel off; or excoriated the man]. (TA.) And سَلَخَ الجَرَبُ جِلْدَهُ (tropical:) [The mange, or scab, excoriated him, i. e., a camel]: (A, TA:) [and so سَلَخَهُ without the mention of the skin:] see سَالِخٌ. And سُلِخَ الظَّلِيمُ (assumed tropical:) The ostrich had a disease in his feathers [app. such as caused many of them to fall off]. (TA.) b6: سَلَخَ النَّبَاتُ (assumed tropical:) [The plant shed its foliage, and then became altogether green again: (see سَالِخٌ:) or] the plant became green again after having dried up. (M, K.) b7: فَسَلَخُوا مَوْضِعَ المَآءِ كَمَا يُسْلَخُ الإِهَابُ فَخَرَجَ المَآءُ, in a trad. respecting Solomon and the هُدْهُد [or hoopoe, i. e. (assumed tropical:) And they stripped off the surface of the place of the water, like as the hide is stripped off, and thereupon the water came forth], means that they dug until they found the water. (TA.) b8: سُلِخَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ, said of a child, means (assumed tropical:) He was drawn out from the belly of his mother. (TA.) b9: سَلْخُ الشِعْرِ is (assumed tropical:) The substituting throughout the poetry, for the original words, other words synonymous therewith: what falls short of this is termed مَسْخٌ. (TA. [See Har p. 263.]) 2 سَلَّخَ see 1, in the latter half of the paragraph.5 تَسَلَّخَ see the next paragraph, first sentence.7 انسلخ جِلْدُهُ and [in an intensive sense]

↓ تسلّخ [His skin became stripped off: b2: and (assumed tropical:) he became excoriated by heat]. (A, TA. [The latter meaning is indicated in the TA.]) b3: انسلخت الحَيَّةُ مِنْ قِشْرِهَا [The serpent cast off, or divested itself of, its slough]: (S:) and ↓ سَلَخَت الحَيَّةُ, (L, K,) aor. ـَ inf. n. سَلْخٌ, (L,) [signifies the same, or] the serpent withdrew itself from its slough: (L, K:) and in like manner one says of any creeping thing: (L:) and one says of the serpent termed السَّالِخُ [q. v.], جِلْدَهُ ↓ يَسْلَخُ [He casts off his slough]. (S.) b4: One says also of a man, انسلخ مِنْ ثِيَابِهِ (assumed tropical:) [He became stripped, or divested, or he divested himself, of his clothes]. (S.) b5: And انسلخ الشَّهْرُ (S, A, Msb, K) مِنْ سَنَتِهِ (S) (tropical:) The month passed, or passed away [from its year]; (Msb, K, TA;) as also ↓ سَلَخَ. (K.) And انسلخ النَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ (S, A, K) (tropical:) The day became drawn forth gently from the night; (K, TA;) came forth from the night so as not to leave with it aught of its light. (TA.) [As used in this phrase and in others,] انسلخ مِنْهُ means (assumed tropical:) It became altogether separated from it; quitted it entirely. (MF.) 9 اسلّخ, inf. n. اِسْلِخَاخٌ He lay upon his side. (K.) سَلْخٌ: see مِسْلَاخٌ in two places. b2: سَلْخُ الشَّهْرِ (assumed tropical:) The last, or end, of the month; (Msb, K;) as also ↓ مُنْسَلَخَهُ: (K:) or the last day thereof. (MA.) سِلْخٌ: see مِسْلَاخٌ, in two places.

سَلَخٌ The spun thread that is upon the spindle. (K.) سَلْخَةٌ: see مِسْلَاخٌ.

سَلِيخٌ A skinned sheep or goat; (L;) as also ↓ مَسْلُوخٌ (S, K) and ↓ مَسْلُوخَةً: (TA:) or this last is an epithet in which the quality of a subst. is predominant, meaning a skinned sheep or goat, without head and without legs and without belly: (Mgh:) and the first is an epithet applied to a sheep or goat until some part of it has been eaten; after which, what remains is called شِلْوٌ, whether much or little. (L.) A2: سَلِيخٌ مَلِيخٌ A thing, (JK,) accord. to the K a person, but this is not in the other lexicons, (TA,) insipid; without taste. (JK, K, TA.) b2: And A man (TA) vehement in جِمَاء, without impregnating. (K, TA.) فِيهِ سَلَاخَةٌ وَمَلَاخَةٌ In it (accord. to the K in him, but see سَلِيخٌ, TA) is insipidity, or tastelessness. (K, * TA.) سُلَاخَةٌ [app. A piece of skin, or hide, stripped off]. (K voce جَرٌّ.) A2: The urine of the mountaingoat. (KL.) [In Pers\. سَلَاحَهٌ: thus, with ح, and with fet-h to the first letter, accord. to Johnson's Pers\. Ar. and Engl. Dict. Golius adds, on the authority of Ibn-Beytár, that it is black and viscous like pitch, and is collected from the rocks.]

سَلِيخَةٌ (assumed tropical:) A certain perfume, or odoriferous substance, resembling bark stripped off, (JK, K, TA,) and having شُعَب [or forking projections]. (TA.) b2: (assumed tropical:) Of the [plants called] رِمْث (JK, S, K) and عَرْفَج, (JK, S,) [Such as has been stripped of what was good for pasture;] the portion that has in it nothing for pasture (JK, S, K, TA) remaining; (TA;) consisting only of dry wood: (S, TA:) and of the عرفج, such as is thick, of what has become dried up. (TA.) b3: And (assumed tropical:) The oil of the fruit, or produce, of the بَان [or bentree] before it has been seasoned (K, TA) with aromatics: when it has been seasoned with musk and [other] perfume, and then expressed, it is termed مَنْشُوشٌ; and one says of it, نُشَّ. (TA.) Also (assumed tropical:) Offspring: (JK, K, TA:) because it has been drawn out (سُلِخَ i. e. نُزِعَ) from the belly of its mother. (TA.) سُلَّخَةٌ an extr. pl. [or quasi-pl. n.] of سَالِخٌ, q. v. (TA.) سَلَّاخٌ A skinner, or flayer. (KL.) سَالِخٌ Skinning, or flaying. (KL.) b2: (assumed tropical:) Mange, or scab, in consequence of which the camel is excoriated (↓ يُسْلَخُ). (K.) b3: [A serpent casting off its slough. And hence,] A black serpent, (JK, S, K,) intensely black: (JK, TA:) you say, أَسْوَدُ سَالِخٌ, (S, K,) not prefixing the former word so as to govern the latter in the gen. case: [so called] because it casts off its slough (يَسْلَخٌ جِلْدَهُ) every year: (S:) the female is called أَسْوَدَةٌ, and is not qualified by the epithet سَالِخَةٌ: (S, K:) and you say أَسْوَدَانِ سَالِخٌ, (K,) not giving to the epithet the dual form, accord. to Az and As; but IDrd authorizes its being in the dual form, though the former mode is the better known: (TA:) and أَسَاوِدُ سَالِخَةٌ and سَوَالِخُ and سُلَّخُ and ↓ سُلَّخَةٌ, (K,) which last is extr. [i. e. anomalous]. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) A plant of the kinds termed حَمْض &c. that has shed its foliage (سَلَخَ) and then become altogether green again. (TA.) أَسْلَخُ, applied to a man, (JK,) (assumed tropical:) Very red [as though skinned]. (JK, K.) b2: And [its pl.]

سَلْخَى, applied to camels, (assumed tropical:) Having mange, or scab, by which they are excoriated. (JK.) b3: Also (assumed tropical:) Bald in the fore part of the head: (K:) but أَسْلَجُ is more common in this sense. (TA.) إِسْلِيخٌ A certain plant. (K.) [Perhaps a dial. var. of إِسْلِيحٌ, or a mistranscription for this latter.]

مَسْلَخٌ A place in which sheep or goats are skinned. (Msb.) مِسْلَاخٌ A skin, or hide; (JK, S, K;) as also ↓ سَلْخٌ: (TA:) or, of a sheep or goat; (A;) as also ↓ سِلْخٌ, i. e. its skin, or hide, that is stripped off. (K, TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ حِمَارٌ فِى

مِسْلَاخِ إِنْسَان ٍ (tropical:) [Such a one is an ass in the skin of a man]. (A, TA.) b2: And The slough of a serpent; (JK, S, A, L, K;) as also ↓ سِلْخٌ, (MA, KL, and so in the CK,) or ↓ سَلْخٌ, (TA,) and ↓ سَلْخَةٌ. (L, and so in copies of the K and in the TA.) b3: Also (assumed tropical:) A palm-tree of which the unripe dates fall and become scattered about in a green state. (S, K.) مَسْلُوخٌ; and with ة: see سَلِيخٌ.

مُنْسَلَخُ الشَّهْرِ: see سَلْخٌ.

العقل

العقل: بالضم الديةُ أي المال الذي هو بدلُ النفس.
العقل: بالملكة، العلم بالضروريات، واستــعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات.
العقل:
[في الانكليزية] Wind ،reason ،intellect
[ في الفرنسية] Vent ،raison ،intellect
بالفتح وسكون القاف يطلق على معان منها إسقاط الخامس المتحرّك كذا في عنوان الشرف. وفي رسالة قطب الدين السرخسي العقل إسقاط الخامس بعد العصب انتهى، والمآل واحد إلّا أنّ الأول لقلة عمله أولى.
ويقول في منتخب اللغات العقل هو إسقاط التاء من مفاعلتن. وعلى هذا اصطلاح أهل العروض، ومنها الشكل المسمّى بالطريق في علم الرمل ومنها عنصر الهواء. وأهل الرّمل يسمّون الريح عقلا، الريح الأولى يسمّونها العقل الأول، حتى إنهم يسمّون ريح العتبة الداخلة العقل السابع، حسب ترتيب وضع جدول الأنوار في الطالب والمطلوب كما مرّ. وهذا اصطلاح أهل الرّمل. ومنها التعقّل صرّح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشيته لشرح المواقف في تعريف النّظر، وهو إدراك شيء لم يعرضه العوارض الجزئية الملحقة بسبب المادة في الوجود الخارجي من الكم والكيف والأين والوضع وغير ذلك. وحاصله إدراك شيء كلّي أو جزئي مجرّد عن اللواحق الخارجية، وإن كان التجرّد حصل بالتجريد فإنّ المجرّدات كلّية كانت أو جزئية معقولة بلا احتياج إلى الانتزاع والتجريد، والماديات الكلّية أيضا معقولة لكنها محتاجة إلى الانتزاع والتجريد عن العوارض الخارجية المانعة من التعقّل. وأما الماديات الجزئية فلا تتعقّل، بل إن كانت صورا تدرك بالحواس وإن كانت معاني فبالوهم التابع للحسّ الظاهري، هكذا حقّق السّيد السّند في حواشي شرح حكمة العين. ومنها مطلق المدرك نفسا كان أو عقلا أو غيرهما كما يجيء في لفظ العلم. ومنها موجود ممكن ليس جسما ولا حالا فيه ولا جزءا منه، بل هو جوهر مجرّد في ذاته مــستــغن في فاعليته عن آلات جسمانية.
وبعبارة أخرى هو الجوهر المجرّد في ذاته وفعله أي لا يكون جسما ولا جسمانيا ولا يتوقّف أفعاله على تعلّقه بجسم. وبعبارة أخرى هو جوهر مجرّد غير متعلّق بالجسم تعلّق التدبير والتصرّف، وإن كان متعلّقا بالجسم على سبيل التأثير. فبقيد الجوهر خرج العرض والجسم.
وبقيد المجرّد خرج الهيولى والصورة. وبالقيد الأخير خرج النفس الناطقة. والعقل بهذا المعنى أثبته الحكماء. وقال المتكلّمون لم يثبت وجود المجرّد عندنا بدليل، فجاز أن يكون موجودا وأن لا يكون موجودا، سواء كان ممكنا أو ممتنعا. لكن قال الغزالي والرّاغب في النفس إنّه الجوهر المجرّد عن المادة. ومنهم من جزم امتناع الجوهر المجرّد. وفي العلمي حاشية شرح هداية الحكمة: هذا الجوهر يسمّيه الحكماء عقلا ويسمّيه أهل الشرع ملكا، وفي بعض حواشي شرح الهداية القول بأنّ العقول المجرّدة هي الملائكة تــستّــر بالإسلام لأنّ الملائكة في الإسلام أجسام لطيفة نورانية قادرة على أفعال شاقّة متشكّلة بأشكال مختلفة ولهم أجنحة وحواس. والعقول عندهم مجرّدة عن المادة، وكأنّ هذا تشبيه، يعني كما أنّ عندكم المؤثّر في العالم أجسام لطيفة فكذلك عندنا المؤثّر فيه عقول مجردة انتهى.
فائدة:

قال الحكماء: الصادر الأول من البارئ تعالى هو العقل الكلّ وله ثلاثة اعتبارات:
وجوده في نفسه ووجوبه بالغير وإمكانه لذاته، فيصدر عنه أي عن العقل الكلّ بكل اعتبار أمر فباعتبار وجوده يصدر عنه عقل ثان، وباعتبار وجوبه بالغير يصدر نفس، وباعتبار إمكانه يصدر جسم، وهو فلك الأفلاك. وإنّما قلنا إنّ صدورها عنه على هذا الوجه استــنادا للأشرف إلى الجهة الأشرف والأخسّ إلى الأخسّ، فإنّه أحرى وأخلق. وكذلك يصدر من العقل الثاني عقل ثالث ونفس ثانية وفلك ثان، هكذا إلى العقل العاشر الذي هو في مرتبة التاسع من الأفلاك، أعني فلك القمر، ويسمّى هذا العقل بالعقل الفعّال، ويسمّى في لسان أهل الشرع بجبرئيل عليه السلام كما في شرح هداية الحكمة، وهو المؤثّر في هيولى العالم السّفلي المفيض للصّور والنفوس والأعراض على العناصر والمركّبات بسبب ما يحصل لها من الاستــعدادات المسبّبة من الحركات الفلكية والاتصالات الكوكبية وأوضاعها. وفي الملخص إنهم خبطوا فتارة اعتبروا في الأول جهتين:
وجوده وجعلوه علّة التعقّل، وإمكانه وجعلوه علّة الفلك. ومنهم من اعتبر بدلهما تعلّقه بوجوده وإمكانه علّة تعقّل وفلك وتارة اعتبروا فيه كثرة من وجوه ثلاثة كما مرّ، وتارة من أربعة أوجه، فزادوا علمه بذلك الغير وجعلوا إمكانه علّة لهيولى الفلك، وعلمه علّة لصورته. وبالجملة فالحقّ أنّ العقول عاجزة عن درك نظام الموجودات على ما هي عليه في نفس الأمر.
فائدة:
قالوا العقول لها سبعة أحكام. الأول أنّها ليــست حادثة لأنّ الحدوث يــستــدعي مادة.
الثاني ليــست كائنة ولا فاسدة، إذ ذاك عبارة عن ترك صورة ولبس صورة أخرى، فلا يتصوّر ذلك إلّا في المركّب المشتمل على جهتي قبول وفعل. الثالث نوع كلّ عقل منحصر في شخصه إذ تشخّصه بماهيته، وإلّا لكان من المادة هذا خلف. الرابع ذاتها جامعة لكمالاتها أي ما يمكن أن يحصل لها فهو حاصل بالفعل دائما وما ليس حاصلا لها فهو غير ممكن. الخامس أنّها عاقلة لذواتها. السادس أنّها تعقل الكليات وكذا كلّ مجرّد فإنّه يعقل الكليات. السابع أنّها لا تعقل الجزئيات من حيث هي جزئية لأنّ تعقّل الجزئيات يحتاج إلى آلات جسمانية. وإن شئت أن يرتسم خبطهم في ذهنك فارجع إلى شرح المواقف.
فائدة:
قال الحكماء أول ما خلق الله تعالى العقل كما ورد به نصّ الحديث. قال بعضهم وجه الجمع بينه وبين الحديثين الآخرين (أول ما خلق الله القلم) و (أول ما خلق الله نوري) أنّ المعلول الأول من حيث إنّه مجرّد يعقل ذاته ومبدأه يسمّى عقلا، ومن حيث إنّه واسطة في صدور سائر الموجودات في نقوش العلوم يسمّى قلما، ومن حيث توسّطه في إفاضة أنوار النّبوّة كان نورا لسيّد الأنبياء عليه وعليهم السلام، كذا في شرح المواقف. قال في كشف اللغات:
العقل الأول في لسان الصوفية هو مرتبة الوحدة. ويقول في لطائف اللغات: العقل هو عبارة عن النّور المحمدي صلّى الله عليه وسلّم.. وفي الإنسان الكامل العقل الأول هو محلّ تشكيل العلم الإلهي في الوجود لأنّه العلم الأعلى ثم ينزل منه العلم إلى اللوح المحفوظ، فهو إجمال اللوح واللوح تفصيله، بل هو تفصيل علم الإجمال الإلهي واللوح محلّ تنزّله. ثم العقل الأول من الأسرار الإلهية ما لا يسعه اللوح كما أنّ اللوح من العلم الإلهي ما لا يكون العقل الأول محلا له، فالعلم الإلهي هو أمّ الكتاب والعقل الأول هو الإمام المبين واللوح هو الكتاب المبين، فاللوح مأموم بالقلم تابع له، والقلم الذي هو العقل الأول حاكم على اللوح مفصّل للقضايا المجملة في دواة العلم الإلهي المعبّر عنها بالنون. والفرق بين العقل الأول والعقل الكلّ وعقل المعاش أنّ العقل الأول بعد علم إلهي ظهر في أول تنزلاته التعيينية الخلقية.
وإن شئت قلت أول تفصيل الإجمال الإلهي.
ولذا قال عليه الصلاة والسلام (أنّ أول ما خلق الله تعالى العقل) فهو أقرب الحقائق الخلقية إلى الحقائق الإلهية، والعقل الكلّ هو القسطاس المــستــقيم وهو ميزان العدل في قبّة الروح للفصل. وبالجملة فالعقل الكلّ هو العاقلة أي المدركة النورية التي ظهر بها صور العلوم المودعة في العقل الأول. ثم إنّ عقل المعاش هو النور الموزون بالقانون الفكري فهو لا يدرك إلّا بآلة الفكر، ثم إدراكه بوجه من وجوه العقل الكلّ فقط لا طريق له إلى العقل الأوّل، لأنّ العقل الأوّل منزّه عن القيد بالقياس وعن الحصر بالقسطاس، بل هو محلّ صدور الوحي القدسي إلى نوع النفس، والعقل الكلّ هو الميزان العدل للأمر الفصلي، وهو منزّه عن الحصر بقانون دون غيره، بل وزنه للأشياء على معيار وليس لعقل المعاش إلّا معيار واحد وهو الفكر وكفّة واحدة وهي العادة وطرف واحد وهو المعلوم وشوكة واحدة وهو الطبيعة، بخلاف العقل الكلّ فإنّ له كفّتين الحكمة والقدرة، وطرفين الاقتضاءات الإلهية والقوابل الطبعية، وشوكتين الإرادة الإلهية والمقتضيات الخلقية، وله معاير شتّى. ولذا كان العقل الكلّ هو القسطاس المــستــقيم لأنّه لا يحيف ولا يظلم ولا يفوته شيء بخلاف عقل المعاش فإنّه قد يحيف ويفوته أشياء كثيرة لأنّه على كفة واحدة وطرف واحد.
فنسبة العقل الأول مثلا نسبة الشمس، ونسبة العقل الكلّ نسبة الماء الذي وقع فيه نور الشمس، ونسبة عقل المعاش نسبة شعاع ذلك الماء إذا بلغ على جدار، فالناظر في الماء يأخذ هيئة الشمس على صحته ويعرف نوره على حليته كما لو رأى الشمس لا يكاد يظهر الفرق بينهما، إلّا أنّ الناظر إلى الشمس يرفع رأسه إلى العلو والناظر إلى الماء ينكس رأسه إلى السفل، فكذلك الآخذ علمه من العقل الأول يرفع بنور قلبه إلى العلم الإلهي، والآخذ علمه من العقل الكلّ ينكس بنور قلبه إلى المحلّ الكتاب فيأخذ منه العلوم المتعلّقة بالأكوان وهو الحدّ الذي أودعه الله في اللوح المحفوظ، إمّا يأخذ بقوانين الحكمة وإمّا بمعيار القدرة على قانون وغير قانون، فهذا الاستــقراء منه انتكاس لأنّه من اللوازم الخلقية الكلّية لا يكاد يخطئ إلّا فيما استــأثر الله به بخلاف العقل الأول فإنّه يتلقّى من الحقّ بنفسه.
اعلم أنّ العقل الكلّ قد يــستــدرج به أهل الشقاوة فيقبح عليهم أهويتهم فيظفرون على أسرار القدرة من تحت سجف الأكوان كالطبائع والأفلاك والنور والضياء وأمثالها، فيذهبون إلى عبادة هذه الأشياء، وذلك بمكر الله لهم. والنكتة فيه أنّ الله سبحانه يتجلّى لهم في لباس هذه الأشياء فيدركها هؤلاء بالعقل فيقولون بأنّه هي الفعّالة والآلهة، لأنّ العقل الكلّ لا يتعدّى الكون، فلا يعرفون الله به لأنّ العقل لا يعرف إلّا بنور الإيمان، وإلّا فلا يمكن أن يعرفه العقل من نظيره وقياسه سواء كان العقل معاشا أو عقلا كلّا؛ على أنّه قد ذهب أئمتنا إلى أنّ العقل من أسباب المعرفة، وهذا من طريق التوسّع لإقامة الحجّة، وكذلك عقل المعاش فإنّه ليس له إلّا جهة واحدة وهي النظر والفكر. فصاحبه إذا أخذ في معرفة الله به فإنّه يخطئ، ولهذا إذا قلنا بأنّ الله لا يدرك بالعقل أردنا به عقل المعاش. ومتى قلنا إنّه يعرف بالعقل أردنا به عقل المعاش. ومتى قلنا إنّه يعرف بالعقل أردنا به العقل الأول.
اعلم أنّ علم العقول الأوّل والقلم الأعلى نور واحد فبنسبته إلى العبد يسمّى العقل الأول وبنسبته إلى الحق يسمّى القلم الأعلى. ثم إنّ العقل الأول المنسوب إلى محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم خلق الله جبرئيل عليه السلام منه في الأول فكان محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم أبا لجبرئيل وأصلا لجميع العالم. فاعلم إن كنت ممّن يعلم أنّه لهذا وقف عنه جبرئيل في إسرائه وتقدّم وحده، ويسمّى العقل الأول بالروح الأمين لأنّه خزانة علم الله وأمينه، ويسمّى بهذا الاسم جبرئيل من تسمية الفرع بأصله انتهى ما في الإنسان الكامل. ويقول في كشف اللغات:
العقل الأوّل والعقل الكلّي هو جبرائيل عليه السلام. وفي القاموس: إنّهم يسمّون العرش عقلا، وكذلك أصل وحقيقة الإنسان من حيث أنّه فيض وواسطة لظهور النفس الكلّية. وقد أطلقوا عليه أربعة أسماء: الأول: العقل. الثاني القلم الأول. الثالث الروح الأعظم. الرابع أمّ الكتاب.

وعلى وجه الحقيقة: إنّ آدم هو صورة العقل الكلّي وحواء هي صورة النّفس الكلّية، انتهى كلامه. ومنها النفس الناطقة باعتبار مراتبها في استــكمالها علما وعملا وإطلاق العقل على النفس بدون هذا الاعتبار أيضا شائع كما في بديع الميزان من أنّ العقل جوهر مجرّد عن المادة لذاته، مقارن لها في فعله، وهو النفس الناطقة التي يشير إليها كلّ واحد بقوله أنا. منها نفس تلك المراتب. ومنها قواها في تلك المراتب. قال الحكماء بيان ذلك أنّ للنفس الناطقة جهتين: جهة إلى عالم الغيب وهي باعتبار هذه الجهة متأثّرة مــستــفيضة عمّا فوقها من المبادئ العالية وجهة إلى عالم الشهادة وهي باعتبار هذه الجهة مؤثّرة متصرّفة فيما تحتها من الأبدان، ولا بد لها بحسب كلّ جهة قوة ينتظم بها حالها هناك. فالقوة التي بها تتأثّر وتــستــفيض من المبادئ العالية لتكميل جوهرها من التعقّلات تسمّى قوة نظريّة وعقلا نظريا، والتي بها تؤثّر في البدن وتتصرّف فيه لتكميل جوهره تسمّى قوة عملية وعقلا عمليا، وإن كان ذلك أيضا عائدا إلى تكميل النفس من جهة أنّ البدن آلة لها في تحصيل العلم والعمل. ولكلّ من القوتين أربع مراتب. فمراتب القوة النظرية أولها العقل الهيولاني وهو الاستــعداد المحض لإدراك المعقولات، وهو قوّة محضة خالية عن الفعل كما للأطفال، فإنّ لهم في حال الطفولية وابتداء الخلقة استــعدادا محضا وإلّا امتنع اتصاف النفس بالعلوم. وكما يكون النفس في بعض الأوقات خالية عن مبادئ نظري من النظريات فهذه الحالة عقل هيولاني لذلك النفس بالاعتبار إلى هذا النظري، وليس هذا الاستــعداد حاصلا لسائر الحيوانات. وإنّما نسب إلى الهيولى لأنّ النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولى الأولى الخالية في حدّ ذاتها عن الصور كلّها وتسمّى النفس وكذا قوة النفس في هذه المرتبة بالعقل الهيولاني أيضا. وعلى هذا فقس سائر المراتب. وفي كون هذه المرتبة من مراتب القوة النظرية نظر لأنّ النفس ليس لها هاهنا تأثّر بل استــعداد تأثّر، فينبغي أن تفسّر القوة النظرية بالتي يتأثّر بها النفس أو تــستــعد بها لذلك، ويمكن أن يقال استــعداد الشيء من جملته. فمبنى هذا على المساهلة وإنّما بني على المساهلة تنبيها على أنّ المراد هو الاستــعداد القريب من الفعل إذ لو كان مطلق الاستــعداد لما انحصرت المراتب في الأربع إذ ليس لها باعتبار الاستــعداد البعيد مرتبة أخرى فوق الهيولاني وهي المرتبة الحاصلة لها قبل تعلّق النفس بالبدن. وثانيتها العقل بالملكة وهو العلم بالضروريات واستــعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات منها، وهذا العلم حادث بعد ابتداء الفطرة، فله شرط حادث بالضرورة دفعا للترجيح بلا مرجّح في اختصاصه بزمان معيّن، وما هو إلّا الإحساس بالجزئيات والتنبيه لما بينها من المشاركات والمباينات، فإنّ النفس، إذا أحــسّت بجزئيات كثيرة وارتسمت صورها في آلاتها الجسمانية ولاحظت نسبة بعضها إلى بعض استــعدّت لأن تفيض عليها من المبدأ صور كلّية وأحكام تصديقية فيما بينها، فهذه علوم ضرورية، ولا نريد بها العلم بجميع الضروريات فإنّ الضروريات قد تفقد إمّا بفقد التصوّر كحسّ البصر للأكمه وقوة المجامعة للعنّين، أو بفقد شرط التصديق، فإنّ فاقد الحسّ فاقد للقضايا المــستــندة إلى ذلك الحسّ، وبالجملة فالمراد بالضروريات أوائل العلوم وبالنظريات ثوانيها سمّيت به لأنّ المراد بالملكة إمّا ما يقابل الحال، ولا شكّ أنّ استــعداد الانتقال إلى المعقولات راسخ في هذه المرتبة، أو ما يقابل العدم كأنّه قد حصل للنفس فيها وجود الانتقال إليها بناء على قربه، كما سمّي العقل بالفعل عقلا بالفعل لأنّ قوته قريبة من الفعل جدا. قال شارح هداية الحكمة: العقل بالملكة إن كان في الغاية بأن يكون حصول كلّ نظري بالحدس من غير حاجة إلى فكر يسمّى قوة قدسية. وثالثتها العقل بالفعل وهو ملكة استــنباط النظريات من الضروريات أي صيرورة الشخص بحيث متى شاء استــحضر الضروريات ولا حظها واستــنتج منها النظريات، وهذه الحالة إنّما تحصل إذا صار طريقة الاستــنباط ملكة راسخة فيه. وقيل العقل بالفعل هو حصول النظريات وصيرورتها بعد استــنتاجها من الضروريات بحيث استــحضرها متى شاء بلا تجشّم كسب جديد، وذلك إنّما يحصل إذا لاحظ النظريات الحاصلة مرة بعد أخرى حتى يحصل له ملكة نفسانية يقوى بها على استــحضارها متى أراد من غير فكر، وهذا هو المشهور في أكثر الكتب. وبالجملة العقل بالفعل على القول الأول ملكة الاستــنباط والاستــحصال وعلى القول الثاني ملكة الاستــحضار. ورابعتها العقل المــستــفاد وهو أن يحصّل النظريات مشاهدة سمّيت به لاستــفادتها من العقل الفعّال، وصاحب هداية الحكمة سمّاها عقلا مطلقا وسمّى معقولاتها عقلا مــستــفادا. وقال شارحها لا يخفى أنّ تسمية معقولات تلك المرتبة بالعقل المــستــفاد خلاف اصطلاح القوم.
اعلم أنّ العقل الهيولاني والعقل بالملكة استــعدادان لاستــحصال الكمال ابتداء والعقل بالفعل بالمعنى الثاني المشهور استــعداد لاستــرجاعه واستــرداده فهو متأخّر في الحدوث عن العقل المــستــفاد لأنّ المدرك ما لم يشاهد مرات كثيرة لا يصير ملكة ومتقدّم عليه في البقاء لأنّ المشاهدة تزول بسرعة وتبقى ملكة الاستــحضار مــستــمرة فيتوصّل بها إلى مشاهدته، فبالنظر إلى الاعتبار الثاني يجوز تقديم العقل بالفعل على العقل المــستــفاد، وبالنظر إلى الاعتبار الأول يجوز العكس، أمّا العقل بالفعل بالمعنى الأول فالظاهر أنّه مقدّم على العقل المــستــفاد. واعلم أيضا أنّ هذه المراتب تعتبر بالقياس إلى كلّ نظري على المشهور فيختلف الحال إذ قد تكون النفس بالنسبة إلى بعض النظريات في المرتبة الأولى وبالنسبة إلى بعضها في الثانية وإلى بعضها في الثالثة وإلى بعضها في الرابعة. فما قال صاحب المواقف من أنّ العقل المــستــفاد هو أن يصير النفس مشاهدة لجميع النظريات التي أدركتها بحيث لا يغيب عنها شيء لزمه أنّ لا يوجد العقل المــستــفاد لأحد في الدنيا بل في الآخرة. ومنهم من جوّز ذلك لنفوس نبوية لا يشغلها شأن عن شأن، وهم في جلابيب من أبدانهم قد نضوها وانخرطوا في سلك المجرّدات التي تشاهد معقولاتها دائما.
فائدة:
وجه الحصر في الأربع أنّ القوة النظرية إنّما هي لاستــكمال الناطقة بالإدراكات إلّا أنّ البديهيات ليــست كمالا معتدّا به يشاركه الحيوانات العجم لها فيها بل كمالها المعتدّ به الإدراكات الكسبية، ومراتب النفس في الاستــكمال بهذا الكمال منحصرة في نفس الكمال واستــعداده لأنّ الخارج عنهما لا يتعلّق بذلك الاستــكمال، فالكمال هو العقل المــستــفاد أعني مشاهدة النظريات، والاستــعداد إمّا قريب وهو العقل بالفعل أو بعيد وهو الهيولاني أو متوسّط وهو العقل بالملكة. وأمّا مراتب القوة العملية فأولها تهذيب الظاهر أي كون الشخص بحيث يصير استــعمال الشرائع النبوية والاجتناب عما نكره عادة له، ولا يتصوّر منه خلافه عادة.
وثانيتها تهذيب الباطن من الملكات الرديئة ونفض آثار شواغله عن عالم الغيب. وثالثتها ما يحصل بعد الاتّصال بعالم الغيب وهو تجلّي النفس بالصور القدسية، فإنّ النفس إذ هذبت ظاهرها وباطنها عن رذائل الأعمال والأخلاق وقطعت عوائقها عن التوجّه إلى مركزها ومــستــقرها الأصلي الذي هو عالم الغيب بمقتضى طباعها إذ هي مجرّدة في حدّ ذاتها وعالم الغيب أيضا كذلك، وطبيعة المجرّد تقتضي عالمها كما أنّ طبيعة المادي تقتضي عالم المادّيات الذي هو عالم الشهادة اتصلت بعالم الغيب للجنسية اتصالا معنويا لا صوريا، فينعكس إليها بما ارتسمت فيه من النقوش العلمية، فتتجلّى النفس حينئذ بالصور الإدراكية القدسية، أي الخالصة عن شوائب الشكوك والأوهام، إذ الشكوك والشبهات إنّما تحصل من طرق الحواس، وفي هذه لا يحصل العلم من تلك الطرق. وفي بعض حواشي شرح المطالع بيانه أنّ حقائق الأشياء مسطورة في المبدأ المسمّى في لسان الشرع باللوح المحفوظ فإنّ الله تعالى كتب نسخة العالم من أوله إلى آخره في المبدأ ثم أخرجه إلى الوجود على وفق تلك النسخة، والعالم الذي خرج إلى الوجود بصورته تتأدّى منه صورة أخرى إلى الحواس والخيال ويأخذ منها الواهمة معاني، ثم يتأدّى من الخيال أثر إلى النفس فيحصل فيها حقائق الأشياء التي دخلت في الحسّ والخيال. فالحاصل في النفس موافق للعالم الحاصل في الخيال، وهو موافق للعالم الموجود في نفسه خارجا من خيال الإنسان ونفسه، والعالم الموجود موافق للنسخة الموجودة في المبدأ، فكأنّ للعالم أربع درجات في الوجود، وجود في المبدأ وهو سابق على وجوده الجسماني ويتبعه وجوده الجسماني الحقيقي ويتبع وجوده الحقيقي وجوده الخيالي ويتبع وجوده الخيالي وجوده العقلي، وبعض هذه الوجودات روحانية وبعضها جسمانية، والروحانية بعضها أشدّ روحانية من بعض. إذا عرفت هذا فنقول النفس يتصوّر أن يحصل فيها حقيقة العالم وصورته تارة من الحواس وتارة من المبدأ، فمهما ارتفع حجاب التعلّقات بينها وبين المبدأ حصل لها العلم من المبدأ فاستــغنت عن الاقتباس من مداخل الحواس، وهناك لا مدخل للوهم التابع للحواس. ومهما أقبلت على الخيالات الحاصلة من المحسوسات كان ذلك حجابا لها من مطالع المبدأ، فهناك تتصوّر الواهمة وتعرض للنفس من الغلط ما يعرض، فإذا للنفس بابان، باب مفتوح إلى عالم الملكوت وهو اللوح المحفوظ وعالم الملائكة والمجرّدات، وباب مفتوح إلى الحواس الخمس المتمسّكة بعالم الشهادة والملك وهذا الباب مفتوح للمجرّد وغيره. والباب الأول لا يفتح إلّا للمتجرّدين من العلائق والعوائق. ورابعتها ما يتجلّى له عقيب اكتساب ملكة الاتصال والانفصال عن نفسه بالكلّية وهو ملاحظة جمال الله أي صفاته الثبوتية وجلاله أي صفاته السلبية، وقصر النظر على كماله في ذاته وصفاته وأفعاله حتى يرى كلّ قدرة مضمحلّة في جنب قدرته الكاملة وكلّ علم مــستــغرقا في علمه الشامل، بل يرى أنّ كلّ كمال ووجود إنّما هو فائض من جنابه تعالى شأنه. فان قيل بعد الاتصال بعالم الغيب ينبغي أن يحصل له الملاحظة المذكورة وحينئذ لا تكون مرتبة أخرى غير الثالثة بل هي مندرجة فيها. قلت المراد الملاحظة على وجه الاستــغراق وقصر النظر على كماله بحيث لا يلتفت إلى غيره، فعلى هذا الغاية القصوى هي هذه المرتبة كما أنّ الغاية القصوى من مراتب النظري هو الثالثة أي العقل بالفعل.
اعلم أنّ المرتبتين الأخيرتين أثران للأوليين اللتين هما من مراتب العملية قطعا، فصحّ عدّهما من مراتب العملية وإن لم تكونا من قبيل تأثير النفس فيما تحتها. هذا كله هو المــستــفاد من شرح التجريد وشرح المواقف في مبحث العلم وشرح المطالع وحواشيه في الخطبة.
اعلم أنّ العقل الذي هو مناط التكاليف الشرعية اختلف أهل الشرع في تفسيره. فقال الأشعري هو العلم ببعض الضروريات الذي سمّيناه بالعقل بالملكة. وما قال القاضي هو العلم بوجوب الواجبات العقلية واستــحالة المــستــحيلات وجواز الجائزات ومجاري العادات أي الضروريات التي يحكم بها بجريان العادة من أنّ الجبل لا ينقلب ذهبا، فلا يبعد أن يكون تفسيرا لما قال الأشعري، واحتجّ عليه بأنّ العقل ليس غير العلم وإلّا جاز تصوّر انفكاكهما وهو محال، إذ يمتنع أن يقال عاقل لا علم له أصلا وعالم لا عقل له أصلا، وليس العقل العلم بالنظريات لأنّه مشروط بالنظر والنظر مشروط بكمال العقل، فيكون العلم بالنظريات متأخرا عن العقل بمرتبتين، فلا يكون نفسه، فيكون العقل هو العلم بالضروريات وليس علما بكلها، فإنّ العاقل قد يفقد بعضها لفقد شرطه كما مرّ، فهو العلم ببعضها وهو المطلوب.
وجوابه أنّا لا نسلّم أنّه لو كان غير العقل جاز الانفكاك بينهما لجواز تلازمهما. وقال الإمام الرازي والظاهر أنّ العقل صفة غريزية يلزمها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات وهي الحواس الظاهرة والباطنة. وإنّما اعتبر قيد سلامة الآلات لأنّ النائم لم يزل عقله عنه وإن لم يكن عالما حالة النوم لاختلال وقع في الآلات، وكذا الحال في اليقظان الذي لا يــستــحضر شيئا من العلوم الضرورية لدهش ورد عليه، فظهر أنّ العقل ليس العلم بالضروريات.
ولا شكّ أنّ العاقل إذا كان سالما عن الآفات المتعلّقة كان مدركا لبعض الضروريات قطعا.
فالعقل صفة غريزية يتبعها تلك العلوم، وهذا معنى ما قيل: قوة للنفس بها تتمكّن من إدراك الحقائق. ومحلّ تلك القوة قيل الرأس، وقيل القلب، وما قيل هو الأثر الفائض على النفس من العقل الفعال. والمعتزلة القائلون بأنّ الحسن والقبح للعقل فسّروه بما يعرف به حسن المــستــحسنات وقبح المــستــقبحات، ولا يبعد أن يقرب منه ما قيل هو قوة مميزة بين الأمور الحسنة والقبيحة. وقيل هو ملكة حاصلة بالتجارب يــستــنبط بها المصالح والأغراض.
وهذا معنى ما قيل هو ما يحصل به الوقوف على العواقب. وقيل هو هيئة محمودة للإنسان في حركاته وسكناته. وقيل هو نور يضيئ به طريق يبتدأ به من حيث ينتهي إليه درك الحواس، فيبدأ المطلوب للطالب فيدركه القلب بتأمّله وبتوفيق الله تعالى. ومعنى هذا أنّه قوة للنفس بها تنتقل من الضروريات إلى النظريات ويحتمل أن يراد به الأثر الفائض من العقل الفعّال كما ذكره الحكماء من أنّ العقل الفعّال هو الذي يؤثّر في النفس ويعدّها للإدراك، وحال نفوسنا بالنسبة إليه كحال أبصارنا بالنسبة إلى الشمس. فكما أنّ بإفاضة نور الشمس تدرك المحسوسات كذلك بإفاضة نوره تدرك المعقولات. فقوله نور أي قوة شبيهة بالنور في أنها يحصل به الإدراك ويضيئ أي يصير ذا ضوء أي بذلك النور طريق يبتدأ به أي بذلك الطريق، والمراد به أي بالطريق الأفكار وترتيب المبادئ الموصلة إلى المطلوب. ومعنى إضاءتها صيرورتها بحيث يهتدي القلب إليها ويتمكّن من ترتيبها وسلوكها توصلا إلى المطلوب. وقوله من حيث ينتهي إليه متعلّق بقوله يبتدأ، وضمير إليه عائد إلى حيث، أي من محلّ ينتهي إليه إدراك الحواس، فيبدأ أي يظهر المطلوب للقلب أي الروح المسمّى بالقوة العاقلة والنفس الناطقة فيدركه القلب بتأمّله أي التفاته إليه والتوجّه نحوه بتوفيق الله تعالى وإلهامه، لا بتأثير النفس أو توكيدها، فإنّ الأفكار معدات للنفس وفيضان المطلوب إنّما هو بإلهام الله سبحانه. فبداية درك الحواس هو ارتسام المحسوسات في إحدى الحواس الخمس الظاهرة، ونهاية دركها ارتسامها في الحواس الباطنة. ومن هاهنا بداية درك العقل، ونهاية درك العقل ظهور المطلوب كما عرف في الفكر بمعنى الحركتين، هذا كله خلاصة ما في شرح التجريد وشرح المواقف والتلويح.

وفي خلاصة السلوك قال أهل العلم:
العقل جوهر مضيء خلقه الله في الدماغ وجعل نوره في القلب، وقال أهل اللسان: العقل ما ينجّي صاحبه من ملامة الدنيا وندامة العقبى وقال حكيم: العقل حياة الروح والروح حياة الجسد. وقال حكيم ركّب الله في الملائكة العقل بلا شهوة وركّب في البهائم الشهوة بلا عقل، وفي ابن آدم كليهما. فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم. وقال أهل المعرفة العاقل من اتّقى ربّه وحاسب نفسه وقيل من يبصر مواضع خطواته قبل أن يضعها. وقيل الذي ذهب دنياه لآخرته. وقيل الذي يتواضع لمن فوقه ولا يحتقر لمن دونه ويمسك الفضل من منطقه ويخالط الناس باختلافهم. وقيل الذي يترك الدنيا قبل أن تتركه ويعمّر القبر قبل أن يدخله وأرضى الله قبل أن يلقاه، وقيل إذا اجتمع للرجل العلم والعمل والأدب يسمّى عاقلا، وإذا علم ولم يعمل أو عمل بغير أدب أو عمل بأدب ولم يعلم لم يكن عاقلا.
العقل: المــستــفاد، أن يحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه.
العقل: بالفعل، أن تصير النظريات مخزونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب بحيث يحصل لها ملكة الاستــحضار متى شاءت في غير تجشم كسب جديد.
العقل: الهيولاني، الاستــعداد المحض لإدراك المعقولات، وهو قوة محضة خالية عن الفعل كما في الأطفال، وإنما نسب إلى الهيولى لأن النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولى الأولى الخالية في حد ذاتها عن الصور كلها.

ضود

ضود



ضَادٌ The name of one of the letters of the alphabet. (L, Msb, K.) See the letter ض.
الضاد والدال والواو ض ود

الضَّادُ حرفُ هجاءٍ وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ وهو أحدُ الحروف المُــسْتَــعْلِيَة يكونُ أصْلاً لا بَدَلاً ولا زائداً مثل هذا والضادُ لِلْعَرَبِ خاصّة ولا يُوجَدُ في كلامِ العَجَمِ إلا في القليل ولما قدمته في القافِ وأَخواتِها والضَّوادِي ما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ ولا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ قال أميةُ بن أبي الصَّلْتِ

(ومَا لِيَ لا أُحَيِّيهِ وعِنْدِي ... قَلائضُ يَطَّلِعْن منَ النِّجادِ)

(إليَّ وإنَّه للناسِ نَهْيٌ ... ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوَارِي)

وهذه الكلمة لم يَحْكِها إلا ابنُ دُرُــسْتَــوَيْه ولا أَصْلَ لها في اللُّغِة 

ضود: الضاد حرف هجاء وهو حرف مَجْهُور، وهو أَحد الحروف المُــسْتَــعْلية

يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً. والضاد للعَرَب خاصة ولا توجد في كلام

العجم إِلا في القليل؛ ولذلك قيل في قول أَبي الطيب:

وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا

دَ، وعَوْذُ الجاني، وغَوْثُ الطَّريدِ

ذهب به إِلى أَنها للعرب خاصة. قال ابن جني: ولا يعترض بمثل هذا على

أَصحابنا؛ قال: وعينها منقلبة عن واو.

والضَّوادي: ما يُتَعَلَّلُ به من الكلام ولا يحقق له فعل؛ قال أُمية بن

أَبي الصلت:

وما لِيَ لا أُحَيِّيه، وعندي

قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّجادِ؟

إِليَّ وإِنَّه للناسِ نَهْيٌ،

ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوادِ

قال ابن سيده: وهذه الكلم لم يحكها إِلا ابن درستــويه، قال: ولا أَصل لها

في اللغة. التهذيب: ابن الأَعرابي: الضَّوادِي الفُحْش. وقال ابن

بُزرُج: يقال ضادَى فلانٌ فلاناً، وضادَّه بمعنى واحد.

وإِنه لصاحِبُ ضَدًى مِثْلً قَفاً: من المُضَادَّة أَخرجه من التضعيف.

ضود
: (! الضّادُ حرْفُ هجَاءٍ) ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ، وَهُوَ أَحدُ الحُروف المُــسْتَــعْليَة، يكون أَصْلاً، لَا بَدَلاً وَلَا زَائِدا، وَهُوَ (للعَرَب خاصَّةً) ، أَي يَخْتَصُّ بلُغَتهمْ، فَلَا يُوجَدُ فِي لُغَات العَجَم وَهُوَ الصّوابُ الَّذِي أَطْبَقَ عَلَيْهِ الجَمَاهيرُ. وَنقل شَيْخُنا عَن أَبي عيَّانَ، رَحمَه اللهُ تَعَالَى: انْفَرَدت العربُ بكثرةِ اسْتِــعْمَال الضَّاد، وَهِي قَليلةٌ فِي لُغَة بعض العَجَم، ومفقودةٌ فِي لُغَة الْكثير مِنْهُم. وذالكَ مثْلُ الْعين المُهْملة. وذَكَر أَنَّ الحاءَ المهملةَ لَا تُوجَدُ فِي غير كَلَام العَرب. وَنقل مَا نَقله فِي الضَّاد، فِي مَحَلَ آخَرَ عَن شَيْخه ابْن أَبي الأَحوص، ثُمَّ قَالَ: والظاءُ المشالَةُ ممَّا انفردَتْ بِهِ العَرَبُ دُونَ العَجَم. والذالُ المعجمةُ لَيــست فِي الفارسيَّة. والثَّاءُ المُثَلَّثَةُ ليــسَتْ فِي الرُّوميَّة، وَلَا فِي الفارسيَّة. قَالَه ابْن قُرَيْب. والفاءُ لَيــست فِي لِسَان التُّرْك.
وَفِي اللِّسَان: وَلَا يُوجد يَعْنِي الضادَ فِي لِسَان العَجَم إِلَّا فِي الْقَلِيل، ولذالك قيل فِي قَول أَبي الطَّيِّب:
وبهمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا
دَ وَعوْذُ الْجَانِي وغَوْثُ الطَّريدِ
ذَهَب بِهِ إِلى أَنَّها للعَرَب خاصَّةً.
قَالَ ابْن جِنّي: وَلَا يُعْتَرضُ بمثْل هاذا على أَصحابنا. قَالَ: وعينُها منقلبةٌ عَن واوٍ.
( {- والضَّوادِي: مَا يُتَعَلَّلُ بِهِ من الكَلامِ) وَلَا يُحَقَّقُ لَهُ فِعْلٌ، قَالَه أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلت:
وماليَ لَا أُحَيِّيهِ وعنْدِي
قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِن النِّجادِ
إِليَّ وإِنَّهُ للنَّاسِ نَهْيٌ
وَلَا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ} - الضَّوادِي
قَالَ ابْن سِيدَه: وهاذه الكَلِمُ لم يَحْكِها إِلَّا ابنُ دُرُــسْتَــوَيْهِ، قَالَ: وَلَا أَصْل لَهَا فِي اللُّغَة.
وَفِي التَّهْذِيب، عَن ابْن الأَعرابِيّ: الضَّوادِي: الفُحْشُ.
وَقَالَ ابْن بُزُرْجٍ: يُقَال ضادَى فلَان فُلاناً، وضادَّه بِمَعْنى واحدٍ، وإِنَّه لصَاحِبُ ضَداً، مثْل قَفاً، من المُضَادَّة أَخرَجه من التَّضْعِيفِ.

الدرجَة

(الدرجَة) الدرج (ج) درج

(الدرجَة) الْمرقاة والرتبة وَيُقَال لَهُ عَلَيْهِ دَرَجَة منزلَة ورتبة فِي الشّرف و (فِي علم الْفلك) جُزْء من ثلثمِائة وَــسِتِّــينَ جُزْءا من دورة الْفلك و (فِي الرياضة) قسم من التسعين قسما المتساوية الَّتِي تَنْقَسِم إِلَيْهَا الزاوية الْقَائِمَة (مج) ودرجة الْحَرَارَة أَو الرُّطُوبَة جُزْء من أَجزَاء المقياس الْخَاص بهما (مج)(ج) درج ودرجات

(الدرجَة) طَائِر ظَاهر جناحيه أغبر وباطنهما أسود يشبه القطا إِلَّا أَنه ألطف مِنْهُ
الدرجَة: يَقُول صَاحب (الْكِفَايَة) المنصوري. اعْلَم أَن كل شَيْء يدْخل الْبدن لَهُ تَأْثِير على حَالَته، فَإِذا مَا تأثرت الْحَرَارَة الطبيعية وزادت حَالَة الْبدن مِنْهُ فَلَا يُقَال لهَذَا الشَّيْء أَنه جيد أَو معتدل. فَإِذا مَا كَانَ التَّأْثِير الْكَبِير غير محسوس فَإِنَّهُ يكون من الدرجَة الأولى وَإِذا مَا أحس بِهِ وَلكنه لم يكن مضرا فَإِنَّهُ يكون من الدرجَة الثَّانِيَة، وَإِذا مَا وصل إِلَى حد الضَّرَر وَلكنه لَا يهْلك فَإِنَّهُ يكون من الدرجَة الثَّالِثَة، وَأما إِذا وصل الضَّرَر إِلَى حد الْهَلَاك فَإِنَّهُ يكون من الدرجَة الرَّابِعَة وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة السامة.
الدرجَة: (بايه نردبان) وَإِن أردْت أَن تعلم مَا هِيَ عِنْد أَصْحَاب الْهَيْئَة فَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قسموا الْفلك الثَّامِن من على اثْنَي عشر قسما من القطب الجنوبي المــستــور الْخَفي المغمور فِي المَاء إِلَى القطب الشمالي الظَّاهِر المرئي بِحَيْثُ اعتبروا اجْتِمَاع رُؤُوس تِلْكَ الْأَقْسَام عِنْد ذَيْنك القطبين وَسموا كل قسم مِنْهَا برجا ثمَّ قسموا كل دَرَجَة على سِتِّــينَ حِصَّة أَيْضا وَسموا كل حِصَّة مِنْهَا دَرَجَة ثمَّ قسموا كل دَرَجَة على سِتِّــينَ حِصَّة أَيْضا وَسموا كل حِصَّة دقيقة. وعَلى هَذَا الْقيَاس قسموا كل حِصَّة مِنْهَا على سِتِّــينَ وَسموا كل حِصَّة ثَانِيَة. وَهَكَذَا ثَالِثَة ورابعة وخامسة إِلَى أَن يَنْتَهِي فكر الْحَكِيم. وَمُرَاد الْأَطِبَّاء من كَون الدَّوَاء فِي الدرجَة الأولى هُوَ أَن يُؤثر فِي هَوَاء الْبدن. وَفِي الدرجَة الثَّانِيَة أَنه يتَجَاوَز عَنهُ ويؤثر فِي الرُّطُوبَة. وَفِي الدرجَة الثَّالِثَة أَنه يتَجَاوَز عَنْهَا ويؤثر فِي الشَّحْم. وَفِي الدرجَة الرَّابِعَة أَنه يتَجَاوَز عَنهُ ويؤثر فِي اللَّحْم والأعضاء الْأَصْلِيَّة ويــستــولي على الطبيعة.
ف (42) : 

العَنْسُ

العَنْسُ: الناقةُ الصُّلْبَةُ، والعُقابُ، وعَطْفُ العُودِ، وقَلْبُهُ.
وعَنْسٌ: لَقَبُ زيدِ بنِ مالِكِ بنِ أُدَدٍ، أبو قبيلةٍ من اليمنِ. ومِخْلافُ عَنْسٍ بها، مُضافٌ إليه.
وعَنَــسَتِ الجاريةُ، كسَمِعَ ونَصَرَ وضَرَبَ، عُنوساً وعِناساً: طالَ مُكْثُها في أهْلِها بعدَ إدْراكِها، حتى خَرَجَتْ من عداد الأبْكارِ، ولم تَتَزَوَّج قَطُّ،
كأَعْنَــسَتْ وعَنَّــسَتْ وعُنِّــسَتْ. وعَنَّسَها أهْلُها تَعْنيساً، وهي: عانِسٌ
ج: عَوانِسُ وعُنْسٌ وعُنَّسٌ وعُنوسٌ، والرجلُ: عانِسٌ أيضاً.
والعانِسُ: الجَمَلُ السمينُ التامُّ، وهي: بهاءٍ. وككِتابٍ: المرآةُ.
والعَنَسُ، محركةً: النَّظَرُ فيها كلَّ ساعةٍ. (وكشدّادٍ: عَلَمٌ) .
وعُنَيِّسٌ، كقُصَيِّرٍ: رَمْلٌ م. والأَعْنَسُ بنُ سَلْمانَ: شاعِرٌ.
وأعْنَسَهُ: غَيَّرَهُ،
وـ الشَّيْبُ وجْهَهُ: خالَطَهُ.
واعْنِيناسُ ذَنَبِ الناقةِ: وفُورُ هُلْبِه، وطُولُه.

ها

ها:
ها: الهاء على ثلاثة أوجه هي أن تكون ضميراً للغائب أو حرفاً للغيبة أو أن تــستــعمل ساكنة في السكت وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف مثل كلمة خمر وحرب وأرض (عبّاد في الصحائف لين 1: 87 عدد 80: 116 وعدد 237، 272، عدد 77، 2572 دي يونج في مادة ظهر).
كها: = هاكذا (دي ساسي كرست 2: 139): وإن يكُ بك أنساً ما كها الأنسُ يفعل (انظر ص391).
ها: حرف نداء أو تعجب أو مفاجأة ha ( بقطر، ألف ليلة 1: 64: 13).
فقال الحمد لله على السلامة ها ها يا خال أبو منصور.
هاتم الشيء، هاتموه، هاتوه (معجم الجغرافيا).
ها
هَا للتنبيه في قولهم: هذا وهذه، وقد ركّب مع ذا وذه وأولاء حتى صار معها بمنزلة حرف منها، و (ها) في قوله تعالى: ها أَنْتُمْ
[آل عمران/ 66] استــفهام، قال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ [آل عمران/ 66] ، ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران/ 119] ، هؤُلاءِ جادَلْتُمْ
[النساء/ 109] ، ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة/ 85] ، لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ [النساء/ 143] .
و «هَا» كلمة في معنى الأخذ، وهو نقيض:
هات. أي: أعط، يقال: هَاؤُمُ، وهَاؤُمَا، وهَاؤُمُوا، وفيه لغة أخرى: هَاءِ، وهَاءَا، وهَاءُوا، وهَائِي، وهَأْنَ، نحو: خَفْنَ وقيل: هَاكَ، ثمّ يثنّى الكاف ويجمع ويؤنّث قال تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ [الحاقة/ 19] وقيل: هذه أسماء الأفعال، يقال: هَاءَ يَهَاءُ نحو: خاف يخاف ، وقيل: هَاءَى يُهَائِي، مثل: نادى ينادي، وقيل: إِهَاءُ نحو: إخالُ.
هُوَ : كناية عن اسم مذكّر، والأصل: الهاء، والواو زائدة صلة للضمير، وتقوية له، لأنها الهاء التي في: ضربته، ومنهم من يقول: هُوَّ مثقّل، ومن العرب من يخفّف ويسكّن، فيقال: هُو.
(ها) - في الحديث: "فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: "لا هَا اللَّهِ إذًا"
كذا رُوِى، والصَّواب: "لا هَا الله ذا" بغير ألف قبل الذال، والهاء فيه مكان الواو؛ أي لَا وَالله لا يَكُون ذا.
وقال بعض النَّحْوِيّين: الأَصْلُ: والله لا الأَمرُ هذا، فحُذِفت واوُ القَسَمِ، وقدمت ها، فَصَارت عِوَضًا مِن الوَاوِ، فقيل: ها اللَّهِ ذا، وهو خَبرُ المبتدأ المقدّم، والجملة جَوَاب القسَم.
وقال الأخفش: ذا جرٌّ نعتٌ للفظَةِ الله، وكان التقدير والله، وجواب القسَم عنده مَحذُوف تقديره: لقد كان هكذا، ولفظ أبى بكر - رضي الله عنه - يُقوِّى مَذهبَ الأخفش؛ لأنه قال: لَا هَا اللَّهِ ذَا لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ، فلا يعمدُ جوَاب القَسَم، ولعلَّ سيبويه في القَول الأوّل يحمل: لا يعمِدُ على قَسَمٍ آخَرَ ويَكُون جواباً بَعدَ جواب. وقال الجبَّان: لَا هَاء الله بالمَدّ، ولا ها الله، مثل: لا والله.
- في حديث عَلِىّ: "ها إنَّ"
ها هُنَا عِلْماً، وهي كَلمة تَنْبِيه يُنبَّه بها على ما يُسَاق إليه من الكلام.
الْهَاء وَالْألف

هَا: كلمة تَنْبِيه، وَقد كثر دُخُولهَا فِي قَوْلك: ذَا وَذي، فَقَالُوا: هَذَا، وهذي، وهاذاك، وهاذيك، حَتَّى زعم بَعضهم أَن ذَا لما بعد، وَهَذَا لما قرب، وَقَالُوا: هَا السَّلَام عَلَيْكُم، فها: منبهة مُؤَكدَة، قَالَ الشَّاعِر:

وقَفْنَا فقُلنا: هَا السلامُ عَليكمُ ... فَأنكَرَها ضيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وَقَالَ الآخر:

هَا إِنَّهَا تَضِقِ الصُّدورُ

لَا يَنفَعُ القُلُّ وَلَا الكثيرُ

وَمِنْهُم من يَقُول: " هَا الله " يجريه مجْرى دَابَّة فِي الْجمع بَين ساكنين، وَقَالُوا: هَا أَنْت تفعل كَذَا وَفِي التَّنْزِيل: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ) وهأنت، مَقْصُور.

و" هَا ": كِنَايَة عَن الْوَاحِدَة، تَقول: رَأَيْتهَا وضربتها، وتثنيتها " هُما " وَجَمعهَا " هُنَّ ".

وَهَا: زجر لِلْإِبِلِ، وَدُعَاء لَهَا.

وَهَا أَيْضا: كلمة إِجَابَة وتنبيه.

وَلَيْسَ لهَذَا الْبَاب مشدد. 
[ها] نه: فيه: لاتبيعوا الذالذهب إلا "هاء وهاء"، هو أن يقول كل من البيعين: ها، فيعطيه ما في يده، كحديث إلا يدًا بيد - وقيل: معناه هاك وهات، أي خذ وأعط، الخطابي: يروونه ساكنة الألف، وصوابه مدها وفتحها لأن أصلها هاك - أي خذ، فعوض عن الكاف الهمزة، ويقال: هاء، هاؤما هاؤم، وغيره يجيز فيه السكون وينزل منزلة ها التي للتنبيه. ك: هو ممدود مفتوح ويجوز الكسر أي لا تبع إلا بيعًا يقول كل من المتبايعين لصاحبه: ها، أي خذ. ج: ومنه: فأجابه صلى الله عليه وسلم بنحو من صوته "هاؤم"، هو بمعنى تعال أي خذن وأجابه صلى الله عليه ولم برفع صوته بطريق الشفقة لئلا يحبط عمله، فعذره بجهله فرفع صوته لئلا يرتفع صوت الأعرابي على صوته. نه: ومنه ح عمر لأبي موسى:"ها" وألا جعلتك عظة، أي هات من يشهد لك على قولك. ومنه ح على: "ها" إن ههنا علما - أي في صدره لو أصبت له حملة! ها - مقصورة: كلمة تنبيه للمخاطب ينبه بها على ماي ساق إليه من الكلام، وقد يقسم بها. ومنه: "لاها" الله إذا لا يعمد إلى أسد، وهاؤه بدل من الواو، وصوابه: ذا - بحذف همزة، ويجوز حذف ألف ها للساكنين، ويجوز ثبوتها لجواز الالتقاء للمد والشد، أي لا والله لا يكون ذا، أو الأمر ذا. ط: فيقول: "هاه هاه" لا أدري، فإن الدين كان ظاهرًا في أطراف العالم. غ: ""هاؤم" اقرءوا كتابيه" أي خذوا كتابي لتقفوا على نجاتي.
باب هب
هـا
ها [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى خُذْ، ويجوز مدّ ألفه: (هاء) وقد يــستــعمل في نهاية كل منهما ما يدل على النوع والعدد فيقال في (ها): هاكَ وهاكِ، وهاكما، وهاكم، وهاكنّ، ويقال في (هاء): هاءَ، وهاءِ، وهاؤما، وهاؤم، وهاؤنَّ " {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}: بمعنى خذوا، والميم للجمع".
2 - ضمير متَّصل للمفردة المؤنَّثة الغائبة، يكون في محلّ نصب مع الفعل، وفي محلّ جرّ مع الاسم، وفي محل نصب أو جرّ مع الحرف "إنّها تــستــحقُّ الجائزة- {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} - {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ".
3 - أداة تنبيه تدخل على الإشارة غير المختصّة بالبعيد نحو هذا، ها هنا " {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} ".
4 - أداة تنبيه تدخل على ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة أو بغير اسم الإشارة "ها أنا أفعل المطلوب منِّي- ثُمّ هَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي [حديث]: من قول خالد بن الوليد رضي الله عنه إِبّان احتضاره- {هَا أَنْتُمْ أُولاَءِ} ".
5 - أداة تنبيه تلحق (أيّ)، و (أيّة) في أسلوبَيْ النِّداء والاختصاص " {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ".
6 - أداة تنبيه تدخل في القسم على لفظ الجلالة الله عند حذف حرف القسم نحو ها ألله، بقطع الهمزة ووصلها وكلاهما مع حذف ألفها وإثباتها.
7 - أداة تنبيه تدخل على قد "ها قد تمَّت الوحدة". 
[ها] الهاء حرف من حروف المعجم، وهى من حروف الزيادات. وها: حرف تنبيه. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ (*) وتقول: ها أنتم هؤلاء، تجمع بين التنبيهين للتوكيد. وكذلك: ألا يا هؤلاء. وهو غير مفارق لاى، تقول: يا أيها الرجل. وها قد يكون جواب النداء، يمد ويقصر. قال الشاعر: لا بل يجيبك حين تدعوا باسمه * فيقول هاء وطال ما لبى وها للتنبيه، وقد يقسم بها، يقال: لاها الله ما فعلت، أي لا والله، أبدلت الهاء من الواو، وإن شئت حذفت الالف التى بعد الهاء وإن شئت أثبت. وقولهم: لاها الله ذا، أصله لا والله هذا، ففرقت بين ها وذا، وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه، والتقدير: لا والله ما فعلت هذا، فحذف واختصر لكثرة استــعمالهم هذا في كلامهم، وقدم ها كما قدم في قولهم: ها هو ذا، وها أنا ذا. قال زهير: تعلمن ها لعمر الله ذا قسما * فاقصد لذرعك وانظر أين تنسلك و (الهاء) قد تكون كناية عن الغائب والغائبة، تقول: ضربه وضربها. و (هو) للمذكر، و (هي) للمؤنث. وإنما بنوا الواو في هو والياء في هي على الفتح ليفرقوا بين هذه الواو والياء التى هي من نفس الاسم المكنى (322 - صحاح - 6) وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك: رأيتهو ومررت بهى ; لان كل مبنى فحقه أن يبنى على السكون، إلا أن تعرض علة توجب له الحركة. والتى تعرض ثلاثة أشياء: أحدها: اجتماع الساكنين، مثل كيف وأين. والثانى: كونه على حرف واحد، مثل الباء الزائدة. والثالث: الفرق بينه وبين غيره، مثل الفعل الماضي بنى على الفتح لانه ضارع بعض المضارعة، فقرق بالحركة بينه وبين ما لم يضارع، وهو فعل الامر المواجه به، نحو افعل. وأما قول الشاعر:

ما هي إلا شربة بالحوأب * وقول بنت الحمارس:

هل هي إلا حظة أو تطليق * (*) فإن أهل الكوفة قالوا: هي كناية عن شئ مجهول، وأهل البصرة يتأولونها القصة. وربما حذفت من هو الواو في ضرورة الشعر، كما قال : فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب وقال آخر : إنه لا يبرئ داء الهدبد * مثل القلايا من سنام وكبد وكذلك الياء من هي، وقال:

دار لسعدى إذه من هواكا * وربما حذفوا الواو مع الحركة، وقال  فظلت لدى البيت العتيق أخيلهُ * ومِطوايَ مشتاقانِ لهْ أرقان قال الاخفش: وهذا في لغة أزد السراة كثير. قال الفراء: والعرب تقف على كل هاء مؤنث بالهاء، إلا طيئا فإنهم يقفون عليها بالتاء، فيقولون هذه أمت وجاريت وطلحت. وإذا أدخلت الهاء في الندبة أثبتها في الوقف وحذفتها في الوصل، وربما ثبتت في ضرورة الشعر فيضم كالحرف الاصلى، ويجوز كسره لالتقاء الساكنين. هذا على قول أهل الكوفة. وأنشد الفراء: يا رب يا رباه إياك أسل * عفراء يا رباه من قبل الاجل وقال قيس: فقلت أيا رباه أول سألتى * لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها  (*) وهو كثير في الشعر، وليس شئ منه بحجة عند أهل البصرة، وهو خارج عن الاصل. وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة، نحو: لمه، وسلطانيه، وماليه، وثم مه، يعنى ثم ماذا. وقد أتت هذه الهاء في ضروره الشعر كما قال: هم القائلون الخير والآمرونه * إذا ما خشوا من معظم الامر مفظعا فأجراها مجرى هاء الاضمار. وقد تكون الهاء بدلا من الهمزة، مثل هراق وأراق. قال الشاعر: وأتى صواحبها فقلن هذا الذى * منح المودة غيرنا وجفانا يعنى أذا الذى. و (هاء) : زجر للابل، وهو مبنى على الكسر إذا مددت، وقد يقصر. تقول هاهيت بالابل، إذا دعوتها، كما قلناه في حاحيت. و (ها) مقصور للتقريب، إذا قيل لك: أين أنت؟ فتقول. ها أنا ذا، والمرأة تقول. ها أنا ذه. وإن قيل لك: أين فلان؟ قلت إذا كان قريبا: ها هو ذا، وإن كان بعيدا قلت: ها هو ذاك، وللمرأة إذا كانت قريبة. ها هي ذه، وإن كانت بعيدة: ها هي تلك. و (الهاء) تزاد في كلام العرب على سبعة أضرب: أحدها: للفرق بين الفاعل والفاعلة، مثل ضارب وضاربة، وكريم وكريمة. والثانى: للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس، نحو امرئ وامرأة. والثالث: للفرق بين الواحد والجمع، نحو بقرة وبقر، وتمرة وتمر. والرابع: لتأنيث اللفظة وإن لم تكن تحتها حقيقة تأنيث، نحو قربة وغرفة. والخامس: للمبالغة، مثل علامة ونسابة - وهذا مدح - وهلباجة وفقافة، وهذا ذم. وما كان منه مدحا يذهبون بتأنيثه إلى تأنيث الغاية والنهاية والداهية. وما كان ذما يذهبون به إلى تأنيث البهيمة. ومنه ما يــستــوى فيه المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وامرأة ملولة. والسادس: ما كان واحدا من جنس يقع على الذكر والانثى، نحو بطة وحية. والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أوجه: أحدها أن تدل على النسب، نحو المهالبة. والثانى تدل على العجمة، نحو الموازجة والجواربة، وربما لم تدخل فيها الهاء كقولهم: كيالج. والثالث أن تكون عوضا من حرف محذوف، نحو المرازبة والزنادقة والعبادلة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وقد تكون الهاء عوضا من الواو الذاهبة من فاء الفعل، نحو عدة وصفة. وقد تكون عوضا من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل، نحو ثبة الحوض، أصله من ثاب الماء يثوب ثوبا، وقولهم: أقام إقامة وأصله إقواما. وقد تكون عوضا من الياء الذاهبة من لام الفعل، نحو مائة ورئة وبرة.

ها: الهاء: بفخامة الأَلف: تنبيهٌ، وبإمالة الأَلف حرفُ هِجاء. الجوهري:

الهاء حرف من حروف المُعْجَمِ، وهي من حُروف الزِّيادات، قال: وها حرفُ

تنبيه. قال الأَزهري: وأَما هذا إِذا كان تنْبيهاً فإِن أَبا الهيثم

قال: ها تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ العرب بها الكلام بلا معنى سوى الافتتاح،

تقولُ: هذا أَخوك، ها إِنَّ ذا أَخُوكَ؛ وأَنشد النابغة:

ها إِنَّ تا عِذْرةٌ إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ،

فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ

(* رواية الديوان، وهي الصحيحة:

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت، * فإن صاحبها مشاركُ النّكَدِ)

وتقول: ها أَنتم هَؤلاء تجمع بين التنبيهين للتوكيد، وكذلك أَلا يا

هؤلاء وهو غير مُفارق لأَيّ، تقول: يا أَيُّها الرَّجُل، وها: قد تكون تلبية؛

قال الأَزهري:

يكون جواب النداء، يمد ويقصر؛ قال الشاعر:

لا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه،

فيقولُ: هاءَ، وطالَما لَبَّى

قال الأَزهري: والعرب تقول أَيضاً ها إِذا أَجابوا داعِياً، يَصِلُون

الهاء بأَلف تطويلاً للصوت. قال: وأَهل الحجاز يقولون في موضع لَبَّى في

الإِجابة لَبَى خفيفة، ويقولون ايضاً في هذا المعنى هَبَى، ويقولون ها

إِنَّك زيد، معناه أَإِنك زيد في الاستــفهام، ويَقْصُرُونَ فيقولون: هإِنَّك

زيد، في موضع أَإِنك زيد. ابن سيده: الهاء حَرف هِجاءٍ، وهو حرف مَهْمُوس

يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً، فالأَصل نحو هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، ويبدل

من خمسة أَحرف وهي: الهمزة والأَلف والياء والواو والتاء، وقضى عليها ابن

سيده أَنها من هـ و ي، وذكر علة ذلك في ترجمة حوي. وقال سيبويه: الهاء

وأَخواتها من الثنائي كالباء والحاء والطاء والياء إِذا تُهجِّيت

مَقْصُورةٌ، لأَنها ليــست بأَسماء وإِنما جاءَت في التهجي على الوقف، قال:

ويَدُلُّك على ذلك أَن القافَ والدال والصاد موقوفةُ الأَواخِر، فلولا أَنها على

الوقف لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، ونظير الوقف هنا الحذفُ في الهاء

والحاء وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بحروف المعجم قَصَرْتَ

وأَسْكَنْتَ، لأَنك لــست تريد أَن تجعلها أَسماء، ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حُروف

الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تَقِفُ عندها بمنزلة

عِهْ، قال: ومن هذا الباب لفظة هو، قال: هو كناية عن الواحد المذكر؛ قال

الكسائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هُوَّ

فَعَلَ ذلك، قال: ومن العرب من يُخَفِّفه فيقول هُوَ فعل ذلك. قال اللحياني:

وحكى الكسائي عن بني أَسَد وتميم وقيسٍ هُو فعل ذلك، بإسكان الواو؛ وأَنشد

لعَبيد:

ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الذي لَقُوا،

فأَصْبَحْتَ قد جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا

وقال الكسائي: بعضهم يُلقي الواور من هُو إِذا كان قبلها أَلف ساكنة

فيقول حتَّاهُ فعل ذلك وإِنَّماهُ فعل ذلك؛ قال: وأَنشد أَبو خالد

الأَسدي:إِذاهُ لم يُؤْذَنْ له لَمْ يَنْبِس

قال: وأَنشدني خَشَّافٌ:

إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ

باللهِ لا يَأْخُذُ إِلاَّ ما احْتَكَمْ

(* قوله «سام الخسف» كذا في الأصل، والذي في المحكم: سيم، بالبناء لما

لم يسم فاعله.)

قال: وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي:

فبَيَّناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ:

لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ؟

قال ابن السيرافي: الذي وجد في شعره رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وقبله:

فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شتى يَعُدْنَه،

كما عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ

وبعده:

مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها

بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِيلُ

وقال ابن جني: إِنما ذلك لضرورة في الشعر وللتشبيه للضمير المنفصل

بالضمير المتصل في عَصاه وقَناه، ولم يقيد الجوهري حذفَ الواو من هُوَ بقوله

إِذا كان قبلها أَلف ساكنة بل قال وربما حُذِفت من هو الواو في ضرورة

الشعر، وأَورد قول الشاعر: فبيناه يشري رحله؛ قال: وقال آخر:

إِنَّه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ

وكذلك الياء من هي؛ وأَنشد:

دارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

قال ابن سيده: فإِن قلت فقد قال الآخر:

أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو

فوقف بالواو وليــست اللفظة قافيةً، وهذه المَدَّة مــستــهلكة في حال الوقف؟

قيل: هذه اللفظة وإِن لم تكن قافيةً فيكون البيتُ بها مُقَفًّى

ومُصَرَّعاً، فإِن العرب قد تَقِفُ على العَروض نحواً من وُقوفِها على الضَّرْب،

وذلك لوقُوفِ الكلام المنثور عن المَوْزُون؛ أَلا تَرَى إِلى قوله

أَيضاً:فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ

فوقف بالتنوين خلافاً للوُقوف في غير الشعر. فإِن قلت: فإِنَّ أَقْصَى

حالِ كُتَيْفةٍ إِذ ليس قافيةً أَن يُجْرى مُجْرى القافية في الوقوف

عليها، وأَنت ترى الرُّواةَ أَكثرَهم على إِطلاقِ هذه القصيدة ونحوها بحرف

اللِّين نحو قوله فحَوْمَلي ومَنْزِلي، فقوله كُتَيْفة ليس على وقف الكلام

ولا وَقْفِ القافيةِ؟ قيل: الأَمرُ على ما ذكرته من خلافِه له، غير أَنَّ

الأَمر أَيضاً يختص المنظوم دون المَنْثُور لاستــمرار ذلك عنهم؛ أَلا ترى

إِلى قوله:

أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ على دِمَنٍ،

بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ

وقوله:

كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ، غُدْوةً،

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ

ومثله كثير، كلُّ ذلك الوُقوفُ على عَرُوضِه مخالف للوُقوف على ضَرْبه،

ومخالفٌ أَيضاً لوقوف الكلام غير الشعر. وقال الكسائي: لم أَسمعهم يلقون

الواو والياء عند غير الأَلف، وتَثْنِيَتُه هما وجمعُه هُمُو، فأَما

قوله هُم فمحذوفة من هُمُو كما أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فأَما قولُك

رأَيْتُهو فإِنَّ الاسام إِنما هو الهاء وجيء بالواو لبيان الحركة، وكذلك

لَهْو مالٌ إِنما الاسم منها الهاء والواو لما قدَّمنا، ودَلِيلُ ذلك أَنَّك

إِذا وقفت حذفت الواو فقلت رأَيته والمالُ لَهْ، ومنهم من يحذفها في

الوصل مع الحركة التي على الهاء ويسكن الهاء؛ حكى اللحياني عن الكسائي: لَهْ

مالٌ أَي لَهُو مالٌ؛ الجوهري: وربما حذفوا الواو مع الحركة. قال ابن

سيده: وحكى اللحياني لَهْ مال بسكون الهاء، وكذلك ما أَشبهه؛ قال يَعْلَى

بن الأَحْوَلِ:

أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ

يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ

فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو،

ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ

فَلَيْتَ لَنا، مِنْ ماء زَمْزَمَ، شَرْبةً

مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ

قال ابن جني: جمع بين اللغتين يعني إِثْبات الواو في أُخِيلُهو وإِسكان

الهاء في لَهْ،وليس إِسكان الهاء في له عن حَذْف لَحِقَ الكلمة بالصنعة،

وهذا في لغة أَزْد السَّراة كثير؛ ومثله ما روي عن قطرب من قول الآخر:

وأَشْرَبُ الماء ما بي نَحْوَهُو عَطَشٌ

إِلاَّ لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها

فقال: نَحْوَهُو عطش بالواو، وقال عُيُونَهْ بإِسكان الواو؛ وأَما قول

الشماخ:

لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ،

إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ، أَوْ زَمِيرُ

فليس هذا لغتين لأَنا لا نعلم رِوايةً حَذْفَ هذه الواوِ وإِبقاء الضمةِ

قبلها لُغةً، فينبغي أَن يكون ذلك ضَرُورةً وصَنْعةً لا مذهباً ولا لغة،

ومثله الهاء من قولك بِهِي هي الاسم والياء لبيان الحركة، ودليل ذلك

أَنك إِذا وقفت قلت بِهْ، ومن العرب من يقول بِهِي وبِهْ في الوصل. قال

اللحياني: قال الكسائي سمعت أَعراب عُقَيْل وكلاب يتكلمون في حال الرفع

والخفض وما قبل الهاء متحرك، فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام،

ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام، فيقولون: إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهْ

لَكَنُودٌ، بالجزم، ولِرَبِّه لكَنُودٌ، بغير تمام، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ،

وقال: التمام أَحب إِليَّ ولا ينظر في هذا إِلى جزم ولا غيره لأَنَّ

الإِعراب إِنما يقع فيما قبل الهاء؛ وقال: كان أَبو جعفر قارئ أَهل المدينة

يخفض ويرفع لغير تمام؛ وقال أَنشدني أَبو حزام العُكْلِي:

لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي،

وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ

فخفف في موضعين، وكان حَمزةُ وأَبو عمرو يجزمان الهاء في مثل يُؤدِّهْ

إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ، وسمع شيخاً من هَوازِنَ يقول:

عَلَيْهُ مالٌ، وكان يقول: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ، قال: وقال

الكسائي هي لغات يقال فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بتمام وغير تمام، قال: وقال

لا يكون الجزم في الهاء إِذا كان ما قبلها ساكناً. التهذيب: الليث هو

كناية تذكيرٍ، وهي كنايةُ تأْنيثٍ، وهما للاثنين، وهم للجَماعة من الرجال،

وهُنَّ للنساء، فإِذا وقَفْتَ على هو وَصَلْتَ الواو فقلت هُوَهْ، وإِذا

أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هاء الصِّلةِ. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال:

مَرَرْتُ بِهْ ومررت بِهِ ومررت بِهِي، قال: وإِن شئت مررت بِهْ وبِهُ وبِهُو،

وكذلك ضَرَبه فيه هذه اللغات، وكذلك يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ

ويَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الهاء من الاتصال بالاسم أَو بالفعل أَو بالأَداة

وابتدأْت بها كلامك قلت هو لكل مذكَّر غائب، وهي لكل مؤنثة غائبة، وقد جرى

ذِكْرُهُما فزِدْتَ واواً أَو ياء استــثقالاً للاسم على حرف واحد، لأَن الاسم

لا يكون أَقلَّ من حرفين، قال: ومنهم مَن يقول الاسم إِذا كان على حرفين

فهو ناقِصٌ قد ذهب منه حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه

وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ منه، وإِن لم يُصَغَّر ولم يُصَرَّفْ ولم

يُعْرَفْ له اشتِقاقٌ زيدَ فيه مثل آخره فتقول هْوَّ أَخوك، فزادوا مع

الواو واواً؛ وأَنشد:

وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها،

وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ

كما قالوا في مِن وعَن ولا تَصْرِيفَ لَهُما فقالوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن

مِنِّكَ، فزادوا نوناً مع النون. أَبو الهيثم: بنو أَسد تُسَكِّن هِي

وهُو فيقولون هُو زيدٌ وهِي هِنْد، كأَنهم حذفوا المتحرك، وهي قالته وهُو

قاله؛ وأَنشد:

وكُنَّا إِذا ما كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ،

فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ

فأَسكن. ويقال: ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه، يريدون: ما هُو وما هِيَ؛

وأَنشد:

دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا

فحذف ياء هِيَ. الفراء: يقال إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ

(* قوله« أو

الحذل» رسم في الأصل تحت الحاء حاء أخرى اشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر

والضم الأصل، ووقع في الميداني بالجيم وفسره باصل الشجرة.) عَنَى

اثْنَيْنِ، وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً، يقال هذا إِذا أَشكل عليك

الشيء فظننت الشخص شخصين. الأَزهري: ومن العرب من يشدد الواو من هُوّ

والياء من هِيَّ؛ قال:

أَلا هِيْ أَلا هِي فَدَعْها، فَإِنَّما

تَمَنِّيكَ ما لا تَــسْتَــطِيعُ غُروزُ

الأَزهري: سيبويه وهو قول الخليل إِذا قلت يا أَيُّها الرجل فأَيُّ اسم

مبهم مبني على الضمّ لأَنه منادى مُفْرَدٌ، والرجل صِفة لأَيّ، تقول يا

أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، ولا يجوز يا الرجلُ لأَنَّ يا تَنْبيهٌ بمنزلة

التعريف في الرجل ولا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام، فتَصِلُ إِلى

الأَلف واللام بأَيٍّ، وها لازِمةٌ لأَيٍّ للتنبيه، وهي عِوَضٌ من الإِضافة

في أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تكون مضافةً إِلى الاستــفهام والخبر. وتقول

للمرأَةِ: يا أَيَّتُها المرأَةُ، والقرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَيُّها ويا

أَيُّها الناسُ وأَيُّها المؤمنون، إِلا ابنَ عامر فإِنه قرأَ أَيُّهُ

المؤمنون، وليــست بجَيِّدةٍ، وقال ابن الأَنباري: هي لغة؛ وأَما قول

جَرير:يقولُ لي الأَصْحابُ: هل أَنتَ لاحِقٌ

بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لا هِيا

فمعنى لا هِيا أَي لا سبيل إِليها، وكذلك إِذا ذكَر الرجل شيئاً لا سبيل

إِليه قال له المُجِيبُ: لا هُوَ أَي لا سبيل إِليه فلا تَذْكُرْهُ.

ويقال: هُوَ هُوَ أَي هَوَ مَن قد عرَفْتُهُ. ويقال: هِيَ هِيَ أَي هِيَ

الداهِيةُ التي قد عَرَفْتُها، وهم هُمْ أَي هُمُ الذين عَرَفْتُهم؛ وقال

الهذلي:

رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ؟

فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ

وقول الشنفرى:

فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً،

وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ

أَي ما هكذا الإِنْسُ تَفْعَل؛ وقول الهذلي:

لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ في كلِّ صَيْفةٍ،

فذَلِكَ عَصْرٌ قد خَلا ها وَذا عَصْرُ

أَدخلَ ها التنبيه؛ وقال كعب:

عادَ السَّوادُ بَياضاً في مَفارقِهِ،

لا مَرْحَباً ها بذا اللَّوْنِ الذي رَدَفا

كأَنه أَراد لا مَرْحَباً بهذا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بين ها وذا بالصِّفة

كما يفْرُقون بينهما بالاسم: ها أَنا وها هو ذا. الجوهري: والهاء قد

تكون كِنايةً عن الغائبِ والغائِبة، تقول: ضَرَبَه وضَرَبها، وهو للمُذكَّر،

وهِيَ للمُؤنثِ، وإِنما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياء في هِيَ على الفتح

ليَفْرُقُوا بين هذه الواو والياء التي هِيَ مِن نَفْسِ الاسم

المَكْنِيِّ وبين الواو والياء اللتين تكونان صلة في نحو قولك رأَيْتُهو ومَرَرْتُ

بِهِي، لأَن كل مَبْنِيّ فحقه أَن يُبْنى على السكون، إِلا أَن تَعْرِضَ

عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، والذي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء: أَحَدُها

اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيف وأَيْن، والثاني كونه على حَرْف واحد مثل

الباء الزائدة، والثالثُ الفَرْقُ بينه وبين غيره مثل الفِعل الماضِي يُبْنى

على الفتح، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بينه وبين ما

لم يُضارِعْ، وهو فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ؛ وأَما

قولُ الشاعر:

ما هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ،

فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي

وقول بنت الحُمارِس:

هَلْ هِيَ إِلاَّ حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ،

أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟

فإِنَّ أَهل الكوفة قالوا هي كِنايةٌ عن شيء مجهول، وأَهل البَصرة

يَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قال ابن بري: وضمير القصة والشأْن عند أَهل البصرة

لا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دون المُفْرَد. قال الفراء: والعرب تَقِفُ على

كل هاءِ مؤنَّث بالهاء إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عليها بالتاء

فيقولون هذِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ، وإِذا أَدْخَلْتَ الهاء في النُّدْبة

أَثْبَتَّها في الوقْف وحذفْتها في الوصل، ورُبما ثبتت في ضرورة الشعر

فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ؛ قال ابن بري: صوابه فتُضَمُّ كهاء الضمير في

عَصاهُ ورَحاهُ، قال: ويجوز كسره لالتقاء الساكنين، هذا على قول أَهل

الكوفة؛ وأَنشد الفراء:

يا ربِّ يا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ

عَفْراء، يا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ

وقال قيس بنُ مُعاذ العامري، وكان لمَّا دخلَ مكة وأَحْرَمَ هو ومن معه

من الناس جعل يَسْأَلُ رَبَّه في لَيْلى، فقال له أَصحابه: هَلاَّ سأَلتَ

الله في أَن يُريحَكَ من لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فقال:

دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَــسْتَــغْفِرُونَه،

بِمكَّةَ، شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها

فَنادَيْتُ: يا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي

لِنَفْسِيَ لَيْلى، ثم أَنْتَ حَسِيبُها

فإِنْ أُعْطَ لَيْلى في حَياتِيَ لا يَتُبْ،

إِلى اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لا أَتُوبُها

وهو كثير في الشعر وليس شيء منه بحُجة عند أَهل البصرة، وهو خارجٌ عن

الأَصل، وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ

ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، يعني ثُمَّ ماذا، وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة

الشعر كما قال:

هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ،

إِذا ما خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا

(* قوله« من معظم الامر إلخ» تبع المؤلف الجوهري، وقال الصاغاني

والرواية: من محدث الأمر معظما، قال: وهكذا أنشده سيبويه.)

فأَجْراها مُجْرَى هاء الإِضمار، وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة مثل

هَراقَ وأَراقَ. قال ابن بري: ثلاثة أَفعال أَبْدَلوا من همزتها هاء، وهي:

هَرَقْت الماء، وهَنَرْتُ الثوب

(* قوله «وهنرت الثوب» صوابه النار كما

في مادة هرق.) وهَرَحْتُ الدابَّةَ، والعرب يُبْدِلون أَلف الاستــفهام هاء؛

قال الشاعر:

وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هذا الذي

مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا

يعني أَذا الذي، وها كلمة تنبيه، وقد كثر دخولها في قولك ذا وذِي فقالوا

هذا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حتى زعم بعضهم أَنَّ ذا لما بَعُدَ وهذا لما

قَرُبَ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ها إِنَّ هَهُنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقْصورةً: كلمةُ

تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليهِ مِنَ الكلام. وقالوا:

ها السَّلامُ عليكم، فها مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قال الشاعر:

وقَفْنا فقُلنا: ها السَّلامُ عليكُمُ

فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ

وقال الآخر:

ها إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ،

لا يَنْفَعُ القُلُّ ولا الكَثِيرُ

ومنهم من يقول: ها اللهِ، يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ في الجمع بين ساكنين،

وقالوا: ها أَنْتَ تَفْعَلُ كذا. وفي التنزيل العزيز: ها أَنْتم

هَؤُلاءِ وهأَنْتَ، مقصور. وها، مقصور: للتَّقْريب، إِذا قيل لك أَيْنَ أَنْتَ

فقل ها أَنا ذا، والمرأَةُ تقول ها أَنا ذِهْ، فإِن قيل لك: أَيْنَ فلان؟

قلتَ إِذا كان قريباً: ها هُو ذا، وإِن كان بَعِيداً قلت: ها هو ذاك،

وللمرأَةِ إِذا كانت قَريبة: ها هي ذِهْ، وإِذا كانت بعيدة: ها هِيَ

تِلْكَ، والهاءُ تُزادُ في كلامِ العرب على سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ

بين الفاعل والفاعِلة مثل ضارِبٍ وضارِبةٍ، وكَريمٍ وكَرِيمةٍ، والثاني

للفرق بين المُذَكَّر والمُؤَنث في الجنس نحو امْرئٍ وامرأَةٍ، والثالث

للفرق بين الواحد والجمع مثل تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر، والرابع

لتأْنيث اللفظة وإِن لم يكن تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نحو قِرْبةٍ وغُرْفةٍ،

والخامس للمُبالَغةِ مثل عَلاَّمةٍ ونسّابةٍ في المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ

في الذَّمِّ، فما كان منه مَدْحاً يذهبون بتأْنيثه إِلى تأْنيث الغاية

والنِّهاية والداهِية، وما كان ذَمّاً يذهبون فيه إِلى تأْنيث البَهِيمةِ،

ومنه ما يــستــوي فيه المذكر والمؤنث نحو رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ،

والسادس ما كان واحداً من جنس يقع على المذكر والأُنثى نحو بَطَّة

وحَيَّة، والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أَوجه: أَحدها أَن تدل على النَّسب نحو

المَهالِبة، والثاني أَن تَدُلَّ على العُجْمةِ نحو المَوازِجةِ

والجَوارِبةِ وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كَيالِج، والثالث أَن تكون عوضاً

من حرف محذوف نحو المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ، وهم عبدُ اللهِ

بن عباس وعبدُ الله بنُ عُمَر وعبدُ الله بنُ الزُّبَيْر. قال ابن بري:

أَسقط الجوهري من العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بن العاص، وهو الرابع،

قال الجوهري: وقد تكون الهاء عِوضاً من الواو الذاهِبة من فاء الفعل نحو

عِدةٍ وصِفةٍ، وقد تكون عوضاً من الواو والياء الذاهبة من عَيْن الفعل

نحو ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله من ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً، وقولهم أَقام

إِقامةً وأَصله إِقْواماً، وقد تكون عوضاً من الياء الذاهبة من لام الفعل

نحو مائِةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ، وها التَّنبيهِ قد يُقْسَمُ بها فيقال: لاها

اللهِ ا فَعَلتُ أَي لا واللهِ، أُبْدِلَتِ الهاء من الواو، وإِن شئت حذفت

الأَلف التي بعدَ الهاء، وإِن شئت أَثْبَتَّ، وقولهم: لاها اللهِ ذا،

بغير أَلفٍ، أَصلُه لا واللهِ هذا ما أُقْسِمُ به، ففَرقْتَ بين ها وذا

وجَعَلْتَ اسم الله بينهما وجَرَرْته بحرف التنبيه، والتقدير لا واللهِ ما

فعَلْتُ هذا، فحُذِفَ واخْتُصِر لكثرة استــعمالهم هذا في كلامهم وقُدِّم ها

كما قُدِّم في قولهم ها هُو ذا وهأَنَذا؛ قال زهير:

تَعَلَّماً ها لَعَمْرُ اللهِ ذا قَسَماً،

فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ

(* في ديوان النابغة: تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً)

وفي حديث أَبي قَتادةَ، رضي الله عنه، يومَ حُنَينٍ: قال أَبو بكر، رضي

الله عنه: لاها اللهِ إِذاً لا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ من أُسْدِ اللهِ

يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه؛ هكذا جاء الحديث لاها اللهِ

إِذاً،

(* قوله« لاها الله إِذاً» ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما

ترى.) ، والصواب لاها اللهِ ذا بحذف الهمزة، ومعناه لا واللهِ لا يكونُ ذا

ولا واللهِ الأَمرُ ذا، فحُذِفَ تخفيفاً، ولك في أَلف ها مَذْهبان: أَحدهما

تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الذي بعدها مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، والثاني أَن

تَحْذِفَها لالتقاء الساكنين.

وهاءِ: زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لها، وهو مبني على الكسر إِذا مدَدْتَ، وقد

يقصر، تقول هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كما قلناه في حاحَيْتُ،

ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهَيْتُ.

وهاءَ أَيضاً: كلمة إِجابة وتَلْبِيةٍ، وليس من هذا الباب. الأَزهري:

قال سيبويه في كلام العرب هاءَ وهاكَ بمنزلة حَيَّهلَ وحَيَّهلَك، وكقولهم

النَّجاكَ، قال: وهذه الكاف لم تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين

والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين، ولو كانت علماً لمُضْمَرِين لكانت خطأً لأَن

المُضْمَرَ هنا فاعِلون، وعلامةُ الفاعلين الواو كقولك افْعَلُوا، وإِنما هذه

الكاف تخصيصاً وتوكيداً وليــست باسم، ولو كانت اسماً لكان النَّجاكُ مُحالاً

لأَنك لا تُضِيفُ فيه أَلفاً ولاماً، قال: وكذلك كاف ذلكَ ليس باسم.

ابن المظفر: الهاء حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قد يَجِيءُ خَلَفاً من الأَلف

التي تُبْنَى للقطع، قال الله عز وجل: هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيَهْ؛ جاء في

التفسير أن الرجل من المؤمنين يُعْطى كِتابه بيَمِينه، فإِذا قرأَه رأَى

فيه تَبْشِيرَه بالجنة فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فيقول هاؤُمُ اقْرَؤوا

كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا ما فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بالجنة، يدل على ذلك

قوله: إني ظَنَنْتُ، أَي عَلِمْتُ، أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ فهو في

عِيشةٍ راضِيَةٍ. وفي هاء بمعنى خذ لغاتٌ معروفة؛ قال ابن السكيت: يقال هاءَ

يا رَجُل، وهاؤُما يا رجلانِ، وهاؤُمْ يا رِجالُ. ويقال: هاءِ يا امرأَةُ،

مكسورة بلا ياء، وهائِيا يا امرأَتانِ، وهاؤُنَّ يا نِسْوةُ؛ ولغة

ثانية: هَأْ يا رجل، وهاءَا بمنزلة هاعا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي،

وللتثنية هاءَا، وللجمع هَأْنَ، بمنزلة هَعْنَ؛ ولغة أُخرى: هاءِ يا رجل،

بهمزة مكسورة، وللاثنين هائِيا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هائي، وللثنتين

هائِيا، وللجمع هائِينَ، قال: وإِذا قلتُ لك هاءَ قلتَ ما أَهاءُ يا هذا، وما

أَهاءُ أَي ما آخُذُ وما أُعْطِي، قال: ونحوَ ذلك قال الكسائي، قال:

ويقال هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وخذ؛ قال الكميت:

وفي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى،

إِذا زَرِمَ النَّدَى، مُتَحَلِّبِينا

قال: ومن العرب من يقول هاكَ هذا يا رجل، وهاكما هذا يا رجُلان، وهاكُمُ

هذا يا رجالُ، وهاكِ هذا يا امرأَةُ، وهاكُما هذا يا امْرأَتان،

وهاكُنَّ يا نِسْوةُ. أَبو زيد: يقال هاءَ يا رجل، بالفتح، وهاءِ يا رجل بالكسر،

وهاءَا للاثنين في اللغتين جميعاً بالفتح، ولم يَكْسِروا في الاثنين،

وهاؤُوا في الجمع؛ وأَنشد:

قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه،

إِذْ لم يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ

ويقال هاءٍ، بالتنوين؛ وقال:

ومُرْبِحٍ قالَ لي: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ:

حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بي هائي

(* قوله« ومربح» كذا في الأصل بحاء مهملة.)

قال الأَزهري: فهذا جميع ما جاز من اللغات بمعنى واحد. وأَما الحديث

الذي جاءَ في الرِّبا: لا تَبيعُوا الذِّهَبَ بالذَّهبِ إِلاَّ هاءَ وهاء،

فقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: أَن يَقُولَ كلُّ واحد من

المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه ما في يده ثم يَفْترقان، وقيل: معناه هاكَ

وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ، قال: والقول هو الأَولُ. وقال الأَزهري في موضع

آخر: لا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلاَّ هاءَ وهاء أَي إِلاَّ يَداً

بيدٍ، كما جاء في حديث الآخر يعني مُقابَضةً في المجلس، والأَصلُ فيه هاكَ

وهاتِ كما قال:

وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ

كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّي وهاتِ

قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه ها وها، ساكنةَ الأَلف، والصواب

مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ، فحُذفَت الكاف وعُوِّضت منها

المدة والهمزة، وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حَذْفِ العِوَضِ

وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ ها التي للتنبيه؛ ومنه حديث عمر لأَبي موسى، رضي الله

عنهما: ها وإِلاَّ جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لك على قولك.

الكسائي: يقال في الاستــفهام إِذا كان بهمزتين أَو بهمزة مطولة بجعل الهمزة

الأُولى هاء، فيقال هأَلرجُل فَعلَ ذلك، يُريدون آلرجل فَعل ذلك، وهأَنت

فعلت ذلك، وكذلك الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن، فإِن كانت للاستــفهام بهمزة

مقصورة واحدة فإِن أَهل اللغة لا يجعلون الهمزة هاء مثل قوله:

أَتَّخَذْتُم، أَصْطفى، أَفْتَرى، لا يقولون هاتَّخَذْتم، ثم قال: ولو قِيلت

لكانتْ. وطيِّءٌ تقول: هَزَيْدٌ فعل ذلك، يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذلك. ويقال:

أَيا فلانُ وهَيا فلانُ؛ وأَما قول شَبيب بن البَرْصاء:

نُفَلِّقُ، ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ

فإِنَّ أَبا سعيد قال: في هذا تقديم معناه التأُخر إِنما هو نُفَلِّقُ

بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثم قال: ها مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا،

فها تَنْبِيه.

المفرد

المفرد:
[في الانكليزية] Singular ،simple ،particular
[ في الفرنسية] Simple ،singulier ،particulier
بتخفيف الراء المفتوحة من الإفراد يطلق على معان. منها مقابل المركّب وعرّفه أهل العربية بأنّه اللفظ بكلمة واحدة، واللفظ ليس بمعنى التلفظ بل بمعنى الملفوظ، أي الذي لفظ. فالمعنى أنّ المفرّد هو الذي لفظ بكلمة أي صار ملفوظا بتلفّظ كلمة واحدة، ومآله أنّه لفظ هو كلمة واحدة، فإن ما يصير ملفوظا بتلفّظ كلمة واحدة لا بدّ أن يكون كلمة واحدة.
والمراد من الكلمة اللغوية ومعنى الواحدة التي ضمّت إلى الكلمة معلوم عرفا، فإنّ ضرب مثلا كلمة واحدة في عرف اللغة بخلاف ضرب زيد فلا حاجة إلى تفسير الكلمة الواحدة لغة بما لم يشتمل على لفظين موضوعين، ولا خفاء في اعتبار قيد الوضع في الحدّ لكونه قسما من اللفظ الموضوع فلا يرد على الحدّ المهملات.
على أنّا لا نسلّم إطلاق الكلمة على المهمل في عرف اللغة فلا يرد ما أورد المحقّق التفتازاني من أنّه إن أريد الكلمة اللغوية على ما يشتمل الكلام والزائد على حرف وإن كان مهملا على ما صرّح به في المنتهى لم يطرد، وإن أريد الكلمة النحوية لزم الدور، غاية ما يقال إنّه تفسير لفظي لمن يعرف مفهوم الكلمة ولا يعرف أنّ لفظ المفرد لأيّ معنى وضع انتهى كلامه.
وعرّف المركّب بأنّه اللفظ بأكثر من كلمة واحدة ومحصّله لفظ هو أكثر من كلمة واحدة، فنحو نضرب وأخواته مفرد إذ يعدّ حرف المضارعة مع ما بعده كلمة واحدة عرفا. فعند النحويين لا يمتنع دلالة جزء الكلمة الواحدة على شيء في الجملة، وعبد الله ونحوه من المركّبات الإضافية وبعلبك ونحوه من المركّبات المزجية، وتأبّط شرا ونحوه من المركّبات الإسنادية مركّبات وإن كانت أعلاما لكونها أكثر من كلمة واحدة عرفا هكذا في العضدي وحاشية السّيّد السّند في المبادئ. وقال المحقّق التفتازاني: وهذا يشكّل بما أطبق عليه النحاة من أنّ العلم اسم وكلّ اسم كلمة وكلّ كلمة مفرد، فيلزم أن يكون عبد الله ونحوه علما مفردا. والجواب أنّ المفرد المأخوذ في حدّ الكلمة غير المفرد بهذا المعنى انتهى. وكأنّه بمعنى ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه. والذي يسنح بخاطري أنّ إطباقهم على أنّ العلم اسم كإطباقهم على أنّ الأصوات أسماء، فإنّهم لما رأوها مشاركة للكلمات في كثرة الدوران على الألسنة في المحاورات نزّلوها منزلة الأسماء المبنية وضبطوها في المبنيات، فاسمية الأعلام المركّبة تكون من هذا القبيل أيضا. وبالجملة فالعلم المفرد اسم حقيقة والمركّب اسم حكما لأنّ معناه معنى الاسم.
اعلم أنّ المفهوم مما سبق حيث اعتبرت الوحدة العرفية أنّ مثل الرجل وقائمة وبصري وسيضرب ونحوها مفردة، لكنه يخالف ما وقع في شروح الكافية والضوء حيث عرّف اللفظ المفرد بما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه حال كونه جزءا، وأخرج منه المركّبات مطلقا كلامية أو غيرها، وكذا مثل الرجل وقائمة وبصري وسيضرب وضربت وضربنا ونحوها مما يعد لشدّة الامتزاج كلمة واحدة، وكأنّ للمفرد عندهم معنيين فلا مخالفة، لكن في كون المعنيين من مصطلحات النحاة نظرا، إذ قد صرّح في العضدي أنّ المعنى الثاني للمفرد وهو ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه من مصطلحات المنطقيين. وقال المحقّق التفتازاني في حاشيته إنّه لا يمتنع عند النحاة دلالة جزء الكلمة الواحدة على شيء في الجملة. فنحو يضرب وأخواته مفرد عندهم ويؤيّده ما في الفوائد الضيائية حيث قال: ولا يخفى على الفطن العارف بالغرض من علم النحو أنّه لو كان الأمر بالعكس بأن يجعل نحو عبد الله علما مركّبا، ونحو قائمة وبصري مفردا لكان أنسب انتهى. وقال المولوي عبد الغفور في حاشيته: الغرض من النحو معرفة أحوال اللفظ وتصحيح إعرابه، فإهمال جانب اللفظ والميل إلى جانب المعنى لا يلائم ذلك الغرض، ولا يخفى أنّ ذلك الإهمال لا يجري في كلّ ما يعدّ لشدّة الامتزاج لفظة واحدة وأعرب بإعراب بل فيما أعرب بإعرابين كعبد الله انتهى.
قال المنطقيون المفرد هو اللفظ الموضوع الذي لا يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه، سواء لم يكن له جزء كهمزة الاستــفهام أو كان له جزء ولم يدلّ على معنى كزيد أو كان له جزء دالّ على معنى ولا يكون ذلك المعنى جزء المعنى المقصود كعبد الله علما، فإن العبد معناه العبودية وهو ليس جزء المعنى المقصود وهو الذات المشخّصة وكذا لفظ الله، أو كان له جزء دالّ على جزء المعنى المقصود ولم يكن دلالته مقصودة كالحيوان الناطق علما لإنسان فإنّ معناه حينئذ الماهية الإنسانية مع التشخّص والحيوان فيه مثلا دالّ على جزء الماهية الإنسانية. لكن ليــست تلك الدلالة مقصودة حال العلمية، بل المقصود هو الذّات المشخّصة، ويقابله المركّب تقابل العدم والملكة وهو ما يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه كرامي الحجارة وقائمة وبصري ويضرب ونحوها، وإنّما لم يجعلوا مثل عبد الله علما مركّبا كما جرت عليه كلمة النحاة لأنّ نظرهم في الألفاظ تابع للمعاني فيكون إفرادها وتركيبها تابعين لوحدة المعاني وكثرتها بخلاف النّحاة، فإنّ نظرهم إلى أحوال الألفاظ، وقد جرى على مثله علما أحكام المركّبات حيث أعرب بإعرابين كما إذا قصد بكل واحد من جزئه معنى على حدّة. لا يقال تعريف المركّب غير جامع وتعريف المفرد غير مانع لأنّ مثل الحيوان الناطق بالنظر إلى معناه البسيط التضمّني أو الالتزامي ليس جزؤه مقصود الدلالة على جزء ذلك المعنى فيدخل في حدّ المفرد، ويخرج عن حدّ المركّب لأنّا نقول المراد بالدلالة في تعريف المركّب هي الدلالة في الجملة وبعدم الدلالة في المفرد انتفاؤها من سائر الوجوه، فالمركّب ما يكون جزؤه مقصود الدلالة بأيّ دلالة كانت على جزء ذلك المعنى، وحينئذ يندفع النقض لأنّ مثل الحيوان الناطق وإن لم يدل جزؤه على جزء المعنى البسيط التضمني لكنّه يدلّ على جزء المعنى المطابقي، ويلزمهم أنّ نحو ضارب ومخرج وسكران مما لا ينحصر من الألفاظ المشتقة مركّب لأنّ جوهر الكلمة جزء منه، وما ضمّ إليه من الحروف والحركات جزء وكلّ من الجزءين يدلان على معنى مختصّ به. واعتذر الجمهور عنه بأنّ المراد بالأجزاء ألفاظ أو حروف أو مقاطع مسموعة مترتّبة متقدّم بعضها على بعض، والمادة مع الهيئة ليــست كذلك، وأنت خبير بأنّ هذا إرادة ما لا يفهم من اللفظ ولا نعني بفساد الحدّ سوى هذا.

التقسيم:
المفرد عند النحاة إما اسم أو فعل أو حرف وقد سبق تحقيقه في لفظ الاسم. وقال المنطقيون المفرد إمّا اسم أو كلمة أو أداة لأنّه إمّا أن يدلّ على معنى وزمان بصيغته ووزنه وهو الكلمة، أو لا يدلّ، ولا يخلو إمّا أن يدلّ على معنى تام أي يصحّ أن يخبر به وحده عن شيء وهو الاسم وإلّا فهو الأداة، وقد علم بذلك حدّ كلّ واحد منها. وإنّما أطلق المعنى في حدّ الكلمة دون الاسم ليدخل فيه الكلمات الوجودية فإنّها لا تدلّ على معان تامة. وقيد الزمان بالصيغة ليخرج عنه الأسامي الدّالّة على الزمان بجوهرها ومادّتها كلفظ الزمان واليوم وأمس وأسماء الأفعال، وإنّما كان دلالتها على الزمان بالصيغة والوزن لاتحاد المدلولات الزمانية باتحاد الصيغة، وإن اختلفت المادة كضرب وذهب واختلافها باختلافها، وإن اتحدت المادة كضرب ويضرب، ولا يلزم حينئذ كونها مركّبة لأنّ المعنى من المركّب كما عرفت أن يكون هناك أجزاء مرتّبة مسموعة وهي ألفاظ أو حروف، والهيئة مع المادة ليــست كذلك، فلا يلزم التركيب. وهاهنا نظر لأنّ الصيغة هي الهيئة الحاصلة باعتبار ترتيب الحروف وحركاتها وسكناتها، فإن أريد بالمادة مجموع الحروف فهي مختلفة باختلاف الصيغة، وإن أريد بها الحروف الأصلية فربما تتّحد والزمان مختلف كما في تكلّم يتكلّم وتغافل يتغافل على أنّه لو صحّ ذلك فإنّما يكون في اللغة العربية، ونظر المنطقي يجب أن لا يختص بلغة دون أخرى، فربما يوجد في لغات أخر ما يدلّ على الزمان باعتبار المادة. وإنّما زيد وحده في حدّ الاسم لإخراج الأداة إذ قد يصحّ أن يخبر بها مع ضميمة كقولنا زيد لا قائم. والكلمة إمّا حقيقية إن دلّت على حدث ونسبة ذلك الحدث إلى موضوع ما وزمان تلك النسبة كضرب وقعد، وإمّا وجودية إن دلّت على الأخيرين فقط يعني أنّها لا تدلّ على معنى قائم بمرفوعها بل على نسبة شيء ليس هو مدلولها إلى موضوع ما، بل ذلك الشيء خارج عن مدلولها، وهذا معنى تقرير الفاعل على صفة وعلى الزمان ككان فإنّه لا يدلّ على الكون مطلقا بل على كون الشيء شيئا لم يذكر بعد، أي لم يذكر ما دام لم يذكر كان، وهذا التقسيم عند الجمهور. وأمّا الشيخ فقد قسّم اللفظ المفرد على أربعة أقسام وهو أنّ اللفظ إمّا أن يدلّ على المعنى دلالة تامة أو لا.
فإن دلّ فلا يخلو إمّا أن يدلّ على زمان فيه معناه من الأزمنة الثلاثة وهو الكلمة أو لا يدلّ عليه وهو الاسم، وإمّا لا يدلّ على المعنى دلالة تامة، فإمّا أن يدلّ على الزمان فهي الكلمة الوجودية أو لا يدلّ فهو الأداة، فالأدوات نسبتها إلى الأسماء كنسبة الكلمات الوجودية إلى الأفعال في عدم كونها تامّات الدلالات. لا يقال من الأسماء ما لا يصحّ أن يخبر به أو عنه أصلا كبعض المضمرات المتصلة مثل غلامي وغلامك. ومنها ما لا يصحّ إلّا مع انضمام كالموصولات فانتقض بها حدّ الاسم والأداة عكسا وطردا على كلا القولين لأنّا نقول: لمّا أطلق الألفاظ فوجد بعضها يصلح لأن يصير جزءا من الأقوال التامة والتقييدية النافعة في هذا الفنّ وبعضها لا، فنظر أهل هذا الفنّ في الألفاظ من جهة المعنى. وأمّا نظر النحاة فمن جهة نفسها فلا يلزمه تطابق الاصطلاحين عند تغاير جهتي النّظرين فاندفع النقوض لأنّ الألفاظ المذكورة إن صحّ الإخبار بها أو عنها فهي أسماء وأفعال وإلّا فأدوات. غاية ما في الباب أنّ الأسماء بعضها باصطلاح النحاة أدوات باصطلاح المنطقيين ولا امتناع في ذلك.
فائدة:
كلّ كلمة عند المنطقيين فعل عند العرب بدون العكس أي ليس كلّ فعل عندهم كلمة عند المنطقيين فإنّ المضارع الغير الغائب فعل عندهم وليس كلمة لكونه مركّبا والكلمة من أقسام المفرد، وإنّما كان مركّبا لأنّ المضارع المخاطب والمتكلّم يدلّ جزء لفظه على جزء معناه، فإنّ الهمزة تدلّ على المتكلّم المفرد والنون على المتكلّم المتعدّد والتاء على المخاطب وكذا الحال في الماضي الغير الغائب هكذا قال الشيخ. وقال أيضا الاسم المعرب مركّب لدلالة الحركة الإعرابية على معنى زائد، وقد بالغ بعض المتأخّرين وقال: لا كلمة في لغة العرب إلّا أنّها مركّبة وزعم أنّ ألفاظ المضارعة مركّبة من اسمين أو اسم وحرف لأنّ ما بعد حرف المضارعة ليس حرفا ولا فعلا وإلّا لكان إمّا ماضيا أو أمرا أو مضارعا، ومن الظاهر أنّه ليس كذلك، فتعيّن أن يكون اسما وحرف المضارعة إمّا حرف أو اسم. وتحقيق ذلك من وظائف أهل العربية.
فائدة:
وجه التسمية بالأداة لأنّها آلة في تركيب الألفاظ، وأمّا بالكلمة فلأنّها من الكلم وهو الجرح لأنّها لمّا دلّت على الزمان وهو متجدّد منصرم فيكلم الخاطر بتغيّر معناها، وأمّا بالاسم فلأنّه أعلى مرتبة من سائر الألفاظ فيكون مشتملا على معنى السّموّ وهو العلوّ، وأمّا بالكلمة الوجودية فلأنّها ليس مفهومها إلّا ثبوت النسبة في زمان، هذا كلّه خلاصة ما في شرح المطالع وشرح الشمسية وحواشيهما. وأيضا ينقسم المفرد إلى مضمر وعلم مسمّى بالجزئي الحقيقي في عرف المنطقيين ومتواطئ ومشكّك ومنقول ومرتجل ومشترك ومجمل وكلّي وجزئي ومرادف ومباين. ومنها ما يقابل الجملة فيتناول المثنى والمجموع والمركّبات التقييدية أيضا. قال في العضدي ويسمّي النحويون غير الجملة مفردا أيضا بالاشتراك بينه وبين غير المركّب، انتهى.
قال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية: هذان المعنيان للمفرد حقيقيان. ومنها ما يقابل المثنى والمجموع أعني الواحد فالتقابل بينهما تقابل التضاد إذ المفرد وجودي مفسّر باللفظ الدّال على ما يتّصف بالوحدة وليس أمرا عدميا وإلّا لكان تعريف المثنى والمجموع بما ألحق بآخر مفرده إلى آخره دوريا، وما يقال من أنّ التقابل بينهما بالعرض كالتّقابل بين الواحد والكثير فليس بشيء، وكذا ما يقال من أنّ التقابل بينهما هو التضايف لأنّه لا يمكن تعقّل كلّ واحد منهما إلّا بالقياس إلى الآخر، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم وأحمد جند في حاشية شرح الشمسية. والمراد أنّ التقابل لكلّ واحد معتبر في هذا الاطلاق دون التقابل بالمجموع من حيث هو مجموع، ولا يلزم منه أن يكون للمفرد معنيان أحدها ما يقابل المثنى والثاني ما يقابل المجموع، فإنّ المفرد هاهنا بمعنى الواحد كما عرفت، كذا قيل. ومنها ما يقابل المضاف أعني ما ليس بمضاف، فالتقابل بينهما تقابل الإيجاب والسّلب وشموله بهذا المعنى للمركّب التقييدي والخبري والإنشائي لا يــستــلزم استــعماله فيها، إذ لا يجب استــعمال اللفظ في جميع أفراد معناه، إنّما اللازم جواز الإطلاق وهو غير مــستــبعد. كيف وقد قال الشيخ ابن الحاجب: والمضاف إليه كلّ اسم نسب إليه شيء بواسطة حرف الجر لفظا أو تقديرا، فأدخل مررت في قولنا مررت بزيد في المضاف، وجعل التقابل بينهما تقابل العدم والملكة باعتبار قيد عما من شأنه أن يكون مضافا مع مخالفته لظاهر العبارة لا يدفع الشمول المذكور على ما وهم لأنّ الإضافة من شأن المركّبات المذكورة باعتبار جنسه أعني اللفظ الموضوع، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية. وقال أيضا هذه المعاني الأربعة مــستــعملة بين أرباب العلوم والأوّلان منها حقيقيان والأخيران مجازيان انتهى. ومورد القسمة في المعنيين الاوّلين هو اللفظ الموضوع وفي الأخيرين هو الاسم إذ كلّ واحد منهما مع مقابله من خواصّ الاسم كذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية. أقول فعلى هذا لا يشتمل للمركّب التقييدي والخبري والإنشائي إذ المركّب ليس باسم بل اسمان أو اسم وفعل كما لا يخفى. ثم قال: وقيل المراد بما يقابل المضاف ما لا يكون مضافا ولا شبه مضاف انتهى. وفي بعض حواشي الكافية أنّ المفرد في باب النداء يــستــعمل في ما يقابل المضاف وشبهه انتهى. وكذا في باب لا التي لنفي الجنس كما يــستــفاد من الحاشية الهندية وغيرها من شروح الكافية. ومنها ما يقابل الجملة وشبهها والمضاف، ومشابه الجملة هو اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة واسم التفضيل والمصدر وكلّ ما فيه معنى الفعل، وهذا المعنى هو المراد بالمفرد الواقع في قول النحاة التمييز قد يرفع الإبهام عن مفرد وقد يرفعه عن نسبة، هكذا يــستــفاد من الفوائد الضيائية والحاشية الهندية. وفي غاية التحقيق أنّ المفرد هاهنا بمعنى ما يقابل النسبة الواقعة في الجملة وشبهها أو المضاف انتهى، والمآل واحد. ومنها العلم الغير المشترك بين اثنين فصاعدا بأن يكون مختصا بالواحد اسما كان أو لقبا أو كنية كما صرّح في بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة. وفي شرح النخبة أيضا إشارة إلى ذلك في فصل الأخير. ومنها عدد مرتبته واحدة كالثلاثة والعشرة والمائة والألف ونحوها ويقابله المركّب وهو عدد مرتبته اثنتان فصاعدا كخمسة عشر فإنّها الآحاد والعشرات وكمائة وخمسة وعشرين فإنّها ثلاث مراتب آحاد وعشرات ومئات كذا في ضابطة قواعد الحساب. وهذا المعنى من مصطلحات المحاسبين. ومنها ما يعبّر عنه باسم واحد ويقابله المركّب بمعنى ما يعبّر عنه باسمين كما في لفظ المركّب. ومنها قسم من الكسر مقابل للكسر المكرّر. ويطلق المفرد أيضا على قسم من الجسم الطبيعي وهو ما لا يتركّب من الأجسام ويقابله المؤلّف، وعلى قسم من الأعضاء مقابل للمركّب ويسمّى بسيطا أيضا، وعلى قسم من الأمراض مقابل للمركّب، وعلى قسم من الحركة، وعلى قسم من المجاز اللغوي، وعلى قسم من التشبيه ونحو ذلك.
فإطلاقه في الأكثر على سبيل التقييد يقال تشبيه مفرد ومجاز مفرد وجسم مفرد، فتطلب معانيه من باب الموصوفات.
المفرد: ما لا يدل جزؤه على جزء معناه.

شقل

(شقل) الشَّقْلُ: القَلِيلُ.

شقل


شَقَلَ(n. ac. شَقْل)
a. Weighed (money).
b. Raised, lifted up, hoisted.
c. Measured.

شَاْقُوْلa. Ploughing instrument.
[شقل] نه: فيه: أول من شاب إبراهيم عليه السلام فأوحى عليه "أشقل" وقارًا، الشقل الأخذ، وقيل: الوزن.
(شقل) - في الحديث: "أوّلُ مَنْ شَابَ إبراهيمُ عليه السَّلامُ". فأَوحَى الله تعالى إليه: "اشْقَلْ وَقَاراً" .
الشَّقْلُ: الأَخْذُ. وقِيلَ: الشَّقْلُ: الوَزْنُ.
شقل
الشاقوْلُ: خَشَبَةٌ قدْرُ ذِرَاعَيْنِ في رَأْسِها زُجٌّ. واشْتُقَّ منه اسْم للذكَر.
والشَّشْقَلَةُ: كلمةٌ حِمْيَرِيَّةٌ للصَّيارِفَة وهي المُعايَرَةُ، يقولون: شَشْقَلْنا الدَّراهِمَ والدِّنانيرَ: أي عيرْناها.
شقل
شاقول [مفرد]: ج شواقيلُ:
1 - عصا يــستــعملها الزّراع في قياس الأرض وضبط حدودها.
2 - خيط معلّق مزَوّد في طرفه بقطعة رصاص أو حديدة تشدُّه إلى أسفل يــستــعمله البنّاء في ضبط استــقامة البناء. 
(ش ق ل)

الشاقول: خَشَبَة قدر ذراعين فِي رَأسهَا زج، تكون من الزراع بِالْبَصْرَةِ، يَجْعَل أحدهم فِيهَا رَأس الْحَبل ثمَّ يبرزها فِي الأَرْض ويتضبطها حَتَّى يمد الْحَبل.

واشتقوا مِنْهُ اسْما للذّكر فَقَالُوا: شقلها بشاقوله يشقلها شقلا: يكنون بذلك عَن النِّكَاح.
شقل: حمل شيئاً على كتفه؛ شقل على ظهره: حمل. وفي (محيط المحيط 476): العامة تقول شقل الشيء أي رفعه وحمله.
شقل المكان: أي اختبر ارتفاعه وانخفاضه ونحو ذلك (محيط المحيط) إن معنى هذا الفعل في هذه العبارة غير أكيد وقد ورد في ألف ليلة واقتبسه فريتاج أما الفعل الذي أورده هابيشت والذي يفيد التوازن والتأرجح فهو اقرب إلى المنطق ولكن ينقصنا البرهان.
تشاقل: تقول العامة تشاقل الرجلان أي تعاقبا على الركوب (محيط المحيط 476).
شقلة: قياس استــقامة حائط (محيط المحيط).
شقول: شاقول شاقل عند ريشاردسون وفولر وفي محيط المحيط 476 الشقلة هو معرب شاخول.
وهو عند بوشر مطمار. شاقول. فادن (ميزان البناء).
شقّالة: نعارة. ابريق فخار (مارتن 67 وبوسوبه) ويبدو أنها نوع آخر من أنواع أشكاله (انظرها في موضعها).
باب القاف والشين واللام معهما ش ق ل، ش ل ق، ق ل ش مــستــعملات

شقل: الشّاقُول: خشبة قدر ذراعين في الحبل، ثم يرزها الذراع في الأرض، وفي رأسها زج ويضبطها حتى يمد الحبل، واشتَقُّوا منه أسماء للذكر فقالوا: شَقَلَها بشاقوله. وشَقَلْتُ الدنانير: عيرتها، وهي كلمة عبادية حيرية ليــست بعربية محضة.

شلق: الشَّلْقُ: شبه سمكة صغيرة، له رجلان عند ذنبه كرجل الضفدع، لا يدان له، يكون في أنهار البصرة، ليــست بعربية. والشَّلْقُ أيضاً من الضرب والبضع ليــست بعربية محضة. والشَّوْلَقيُّ الذي يبيع الحلاوة، وهو بالفارسية الرس.

قلش: الأقلَشُ اسم أعجمي. وليس في كلام العرب شين بعد لام مع القاف إلا دخيل.
شقل
الشَّاقُولُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ اللَّيْثُ: خَشَبَةٌ تكونُ مَعَ الزُّرَّاعِ بِالْبَصْرَةِ، وَهِي قَدْرُ ذِرَاعِينِ، وَفِي رَأْسِها زُجٌّ، يَجْعَلُ أَحَدُهم فِيهَا رَأسَ الحَبْلِ، ثُمَّ يَرُزُّها فِي الأَرْضِ، ويَضْبِطُها حَتَّى يَمُدَّ الحَبْل، قَالَ: واشْتَقُّوا مِنْهَا اسْمَ الذَّكَرِ، وقالُوا: شَقَلَها بِشَاقُولِهِ، يَشْقُلُها شَقْلاً: أَي جَامَعَها، يَكْنُونَ بذلك عَن النِّكاح. وقالَ ابنِ الأَعْرابِيِّ: شَقَل الدِّينَارَ: وَزَنَهُ. وشَوْقَلَ الرَّجُلُ: تَرَزَّنَ حِلْماً، ووَقَاراً. والشَّقَاقُلُ، مَرَّ ذِكْرُهُ فِي ش ش ق ل، قَرَيباً. وأشْقَالِيَةُ، بالفَتْحِ والَّلامَ مَكْسُورَةً والياءُ خَفِيفَةً: د، بالأَنْدَلُس، وقالَ يَاقُوتُ: إِقْلِيمٌ مِنْ بَطَلْيَوْسَ، مِنْ نَواحِي الأَنْدَلُسِ. يَاقُوتُ: إِقلِيمٌ مِنْ بَطَلْيَوْسَ، مِنْ نَواحِي الأَنْدَلُسِ. ومَيْمُونَةُ بنتُ شَاقُولَةَ: مِنَ المُتَعَبِّدَاتِ. ومِمَّا يُــسْتَــدْرَكُ عَليه: الشَّقْلُ: الأَخْذُ، وشَوْقَلَ الدِّينارَ: عَايَرَهُ، وصَحَّحَهُ. وشَاقُلاّ: جَدُّ أبي إِسْحاقَ إِبْراهيمَ ابنِ أحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَمْدانَ الشَّاقُلاّئِيِّ، الْفَقِيهِ الحَنْبَلِيِّ البَغْدَادِيِّ، المَتَوَفَّى. ويُقالُ: عِنْدَهُ دَرَاهِمُ شَقْلَةٌ، وشَقْلَةٌ مِنْ دَرَاهِمَ، لِكَثِيرَةٍ مِنْها، مُصَحَّحَةً، مُعَايَرَةً عَامِّيَّةٌ. ومِمَّا يُــسْتَــدْرَكُ عَليه:

روق

(روق) روقا كَانَ أروق
(روق) اللَّيْل مد رواق ظلمته وَالشرَاب صفاه والسلعة بَاعهَا وَاشْترى أَجود مِنْهَا وَله فِي السّلْعَة رفع لَهُ فِي ثمنهَا وَهُوَ لَا يريدها وَالْبَيْت جعل لَهُ رواقا
(ر و ق) : (الرِّوَاقُ) كِسَاءٌ مُرْسَلٌ عَلَى مُقَدَّمِ الْبَيْتِ مِنْ أَعْلَاهُ إلَى الْأَرْضِ وَيُقَالُ رَوْقُ الْبَيْتِ وَرِوَاقُهُ مُقَدَّمُهُ وَرَجُلٌ أَرْوَقُ طَوِيلُ الثَّنَايَا.
(روق) - في شعر عَامِر بن فُهَيْرة، رضِىَ الله عنه:
* كالثَّورِ يَحمِى أَنفَه برَوْقِه *
الرَّوقُ: القَرْن ها هنا، ويَأْتى على مَعانٍ جَمَّة في غَيرِ هذا
- وكذا فما شعْرِ علىٍّ: * بذَاتِ رَوْقَين لا يَعفُو لها أَثَر *
بَاب الروق

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الروق الْقرن والروق السَّيِّد والروق الصافي من المَاء والعيش أَيْضا والروق الْعُمر والروق نفس النزع والروق المعجب يُقَال روق وريق وريق والروق الْجَمَاعَة والخوق حَلقَة القرط والموق الرعونة والطوق دارة الفاختة الَّتِي حول عُنُقهَا

ر و ق : رَاقَ الْمَاءُ يَرُوقُ صَفَا وَرَوَّقْتُهُ فِي التَّعْدِيَةِ وَاسْمُ الْآلَةِ رَاوُوقٌ وَرَاقَنِي جَمَالُهُ أَعْجَبَنِي وَالرِّوَاقُ بِالْكَسْرِ بَيْتٌ كَالْفُسْطَاطِ يُحْمَلُ عَلَى سِطَاعٍ وَاحِدٍ فِي وَسَطِهِ وَالْجَمْعُ أَرْوِقَةٌ وَرُوقٌ وَرُوَاقُ الْبَيْتِ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَرَوَّقَ اللَّيْلُ بِالتَّشْدِيدِ مَدّ رُوَاقَ ظُلْمَتِهِ. 
ر و ق: (الرَّوْقُ) وَ (الرِّوَاقُ) سَقْفٌ فِي مُقَدَّمِ الْبَيْتِ. وَالرَّوْقُ أَيْضًا الْفُسْطَاطُ، يُقَالُ: ضَرَبَ فُلَانٌ رَوْقَهُ بِمَوْضِعِ كَذَا إِذَا نَزَلَ بِهِ وَضَرَبَ خَيْمَتَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «حِينَ ضَرَبَ الشَّيْطَانُ رَوْقَهُ وَمَدَّ أَطْنَابَهُ» وَالرِّوَاقُ أَيْضًا سِتْــرٌ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ يُقَالُ: بَيْتٌ (مُرَوَّقٌ) . وَ (رَاقَهُ) الشَّيْءُ أَعْجَبَهُ. وَ (رَاقَ) الشَّرَابُ صَفَا وَبَابُهُمَا قَالَ. وَ (الرَّاوُوقُ) الْمَصْفَاةُ وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْبَاطِنَةَ رَاوُوقًا. وَ (إِرَاقَةُ) الْمَاءِ وَنَحْوِهِ صَبُّهُ. 
[روق] نه: فيه: حتى إذا ألقت السماء "بأرواقها" أي بجميع ما فيها من الماء، والأرواق الأثقال، أراد مياهها المثقلة للسحاب. وفيه: ضرب الشيطان "روقه" هو الرواق وهو ما بن يدي البيت، وقيل: رواق البيت سماوته وهي الشقة التي تكون دون العليا. ومنه ح الدجال: فيضرب "رواقه" فيخرج إليه كل منافق، أي فسطاطه وقبته وموضع جلوسه. وفي ح على:
فإن هلكت فرهن ذمتي لهم ... بذات "روقين" لا يعفو لها أثر
هو تثنية الروق وهو القرن والمراد به الحرب الشديدة، وقيل: الداهية، ويروي: بذات ودقين، وهي الحرب الشديدة أيضًا. ومنه: كالثور يحمي أنفه "بروقه". وفي ح الروم: فيخرج إليهم "روقة" للمؤمنين، أي خيارهم وسراتهم وهي جمع رائق، من راق الشيء إذا صفا، ويقال لواحد كغلام روقة وغلمان روقة.

روق


رَاقَ (و)(n. ac. رَوْق)
a. Became clear, limpid, pure.
b. Pleased, delighted, charmed.
c. ['Ala], Surpassed, excelled.
رَوَّقَa. Made clear; strained; clarified.
b. Exchanged for a better (article).
c. Got well, recovered.

أَرْوَقَa. Poured out.

تَرَوَّقَa. Became clear.
b. [ coll. ], ( و
or
ي ), Breakfasted.
رَوْق (pl.
أَرْوَاْق)
a. Portico, porch; vestibule.
b. Awning; canopy; baldachin; dais.
c. Tent; pavilion.
d. Horn.
e. Beginning, commencement; bloom of youth, prime of
life.
f. Clear, limpid, pure (water).
رَيْقa. see 1U
(e).
رُوْقَة []
a. Choice, goodly.

رَوَقa. Projection of the upper teeth over the lower.

رَائِق [] (pl.
رُوْق
رُوْقَة)
a. Clear, limpid.
b. Serene, calm.
c. Bright, beautiful, fair, goodly.

رُِوَاق [رِوَاْق ], (pl.
رُوْق [ ]أَرْوِقَة [] )
a. Peristyle, portico; cloister.
b. Gallery, balcony.
c. Curtained entrance; awning.
d. Eyelid.

رَيِّق []
a. see 1U (e)
رَاوُوْق []
a. Clarifier, strainer.
b. Drinking-cup.

مُرَوَّق
a. Cleared, clarified.

تَرْوِيْقَة
a. [ coll. ], Breakfast.
[روق] الرَوْقُ: القَرْنُ والجمع أَرْواقٌ. ومضى رَوْقُ الليل، أي طائفة. والرَوْقُ أيضاً والرِواقُ: سقفٌ في مقدّم البيت. وثلاثةُ أَرْوِقَةٍ، والكثير روقٌ. ويقال: فعله في روقِ شبابِه ورَيْقِ شبابِه ورَيِّقِ شبابِه أي في أوّله. ورَيِّقُ كلِّ شئ: أفضله وهو فيعل فأدغم. ويقال: أكل فلان رَوْقَهُ، إذا طال عمره حتى تتحاتَّ أسنانُه والأرْواقُ: الفَساطيطُ. يقال: ضرب فلان رَوْقَهُ بموضع كذا، إذا نزل به وضرب خيمَتَه. في الحديث: " حين ضرب الشيطان روقه ومد أطنابه ". ويقال: ألقى فلانٌ عليك أَرْواقَهُ وشَراشِرَهُ، وهو أن تحبَّه حباً شديداً. ويقال أيضاً: ألقى أَرْواقَهُ، إذا عدا واشتد عدوه. حكاه أبو عبيد. وربما قالوا: ألقى أَرْواقَهُ، إذا أقام بالمكان واطمأنَّ به كما يقال: ألقى عصاه. وألقت السحابة أَرْواقَها، أي مطرها ووَبْلَها. والرِواقُ: ستــرٌ يُمَدُّ دون السقف، يقال: بيتٌ مُرَوَّقٌ. ومنه قول الأعشى:

فَظَلْتُ لديهم في خِباءٍ مُرَوَّقِ * وربّما قالوا: رَوّقَ الليلُ إذا مدّ رِواقَ ظلمته وألقى أَرْوِقَتَهُ. وراقَني الشئ يروقنى، أي أعجبني ومنه قولهم: غلمانٌ روقَةٌ وجوار روقَةٌ، أي حسان. وهو جمع رائِقٍ، مثل فاره وفرهة، وصاحب وصحبة، وروق أيضا، مثل بازل وبزل. ومنه قول الراجز: مقيل أو مغبوق  من لبن الدهم الروق والروق بالتحريك: أن تَطولَ الثنايا العليا السفلى. والرجلُ أروق. قال لبيد يصف أسمها: رقميات عليها ناهض تكلح الاروق منهم والايل وراق الشراب يروق روقا، أي صفا. ورَوَّقْتُهُ أنا تَرْويقاً. والراووقُ: المِصْفاةُ، وربَّما سمَّوا الباطِيَةَ راووقاً. وإراقَةُ الماءِ ونحوِه: صَبُّه.
روق
الرَوْقُ: القَرْنُ.
ورَوْق الناس: سَيدُهم.
ورَوْقُ الإِنسانِ: هَمه ونَفْسُه، يُقال: ألْقى عليه أرْوَاقَه.
والسَّحَابَةُ إذا ألَحَّتْ بالمَطَر وثبتَتْ بأرْض قيل: ألْقَتْ أرْواقَها.
ويُقال: أكَلَ فلانٌ رَوْقَه: أي طال عمره حتى تَحَاتتْ أسْنانُه. والروْقُ: السنُّ. وفَعَلَ ذاكَ في رَيق شَبَابِهِ ورَوقه: أي في أوَّله. وأتَيْتُه رَيقَ الضحى: أي ارْتِفاعَه.
والرَّيقُ من كل شَيءٍ: أفْضَلُه، كرَيَق الشَرَاب والمَطَرِ. وقيل: الريق وهو أنْ يُصيبَكَ من المطَر يَسِيْر. وهو من الأضداد.
والرَّوْقُ: الإِعْجَابُ بالشَيْءِ، راقَني هذا الأمْرُ يَرُوقُني فهو رائقٌ وأنا مروْق. ومنه اشْتُقَتِ الرُوْقَةُ من الوَصائفِ والخَيْل.
وراقَ فلانٌ على أهْلِه: أي فاقَهم. والروَاقُ: بَيْتٌ كالَفِسْطاط، والجميع الأرْوقَةُ. والروْقُ: مُقَدَمُ البَيْتِ. وخباءٌ مُرَوَّق. ورَوَقْتُ البَيْتَ تَرْوِيقاً.
وفلان مُرَاوِقي: أي رِوَاقُ بَيْتِه بِحِيال رِوَاق بَيْتي. ورِوَاقُ العَيْن: الحاجِبُ. والرَّوْقُ: البَدَلُ عن الشَّيْءِ. والرّاوُوْقُ: ناجُوْدُ الشَّرَابِ الذي يُرَوَّقُ به فَيُصَفّى.
والرَّوَقُ: طُوْلُ الأسنانِ وإشْرَافُ العُلْيا على السُّفلى، والنَّعْتُ أرْوَقُ ورَوْقاءُ.
والأرْوَاقُ: مَجْمَعُ أطْرافِ الحِبَالِ.
ورَوَّقَ فلانٌ في سِلْعَتِه لفلانٍ: أي رَفَعَ له في سَوْمِها ولا يُرِيْدُها.
والتَّرْوِيْقُ: أنْ تَبِيْعَ ثَوْبَكَ وتَزِيْدَ عليه وتَشْتَرِيَ ثوباً آخَرَ خَيْراً منه.
وراقَ هذا على هذا: أي زادَ عليه، فهو يَرُوْقُ.
والرُّوْقَةُ: الشَّيْءُ اليَسِير، ما أعْطَاه إِلاّ رُوْقَةً.
والنَّعْجَةُ تُسَمّى رِوَاقْ، وتُشْلى للحَلب فيُقال: رِوَاقْ رِوَاقْ، وإنما تُسَمّى به إذا كانتْ رَوْقَاءَ.
؟ ريق
الرَّيْقُ والتَّرَيقُ: تَرَدُّدُ الماءِ على وَجْهِ الأرض، راقَ الماءُ يَرِيْقُ رَيْقاً، وأَرَقْتُه إرَاقَةً، وهما يَتَرَايَقَانِ الماءَ ويَتَرَاوَقانِه.
وراقَ السَّرَابُ بَرِيْقُ رَيْقاً: إذا تَضَحْضَحَ فَوْقَ الأرض. والرِّيْقُ: ماءُ الفَم، ويُؤنَّثُ في الشِّعْر. والماءُ الرّايِقُ: الذي يُشْرَبُ على الرّيْق غُدْوَةً بلا ثُفْلٍ.
ورَجُلٌ رَيَقٌ على فَيْعِل: إذا كانَ على الرِّيق.
وأكَلْتُ خُبْزاً رايقاً: بِغَيْرِ أُدْم. ومِسْكٌ رائقٌ: أي خالِصٌ. وهو يَرِيْقُ بنَفْسِه: أي يَجُودُ بها. وجاءَ رايِقاً: أي فارِغاً.
ر و ق

طعنه بروقه.

ومن المجاز: مضى روق الشباب وريقه وهو أوله. ولقيته في روق الضحى وريقه. وأصابه ريق المطر. وفلان روق بني فلان: لسيدهم. وجاءنا روق من الناس كما تقول: رأس منهم. وأنشد الأصمعي:

وأصعد روق من تميم وساقه ... من الغيث صوب أسقيته مصايره

وقعدوا في روق بيته ورواق بيته وهو مقدمه. وضرب فلان روقه ورواقه إذا نزل. وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها " ضرب الشيطان روقه ومدّ أطنابه " وروّق البيت: جعل له رواق. وهو جاري مراوقي إذا تقابل الرواقان. وهي زجاء رواق العين وهو الحاجب. قال:

تصيد وحشيّ القلوب بمقلة ... كعيني مهاة الرمل جعد رواقها وضرب الليل أرواقه وألقى أروقته. وروق الليل: أظلم، وأتيته ورواق الليل مسدول. وألقت السحابة أرواقها بمكان كذا: دامت بالمطر، وأخرت السماء أرواقها: مطرت. وأرخت العين أرواقها: دمعت. وألقى الرجل على الشيء أروافه: حرص عليه. وألقى الماشي أرواقه: اشتد عدوه. ورأيت رواقاً من السحاب وهو نادر منه كرواق البهت. قال الراعي:

في ظل مرتجز تجلو بوارقه ... للناظرين رواقاً تحته نضد

وداهية ذات روقين، وفتنة ذات روقين. ويروى لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:

فإن هلكت فرهن ذمتي لكم ... بذات روقين لا يعفو لها أثر

وأكل فلان روقه إذا تحاتت أسنانه من الكبر. وراق فلان على فلان: تقدمه وعلاه فضلاً. قال:

أبى الله إلا أن سرحة مالك ... على كلّ أفنان العضاه تروق

وقال ابن الرقيات:

راقت على البيض الحسا ... ن بحسنها وبهائها

وراقني الشيء: أعجبني وعلا في عيني. وهؤلاء شباب روقة جمع رائق كفاره وفرهة. ورجل أروق بيّن الروق وهو إشراف ثناياه العلى على السفل مع طول. وسنة روقاء، وسنوات روق. وعاث فيهم عام أروق، كأنه ذئب أورق. وروق الشراب: صيّره رائقاً بالتصفية، وقد راق الشراب وتروق، وشراب رائق، ومسك رائق: خالص. ولافن مروق كأس الحب: بالغ في ترويقها حتى لا قذاة في رحيقها، ولقد أحسن أبو الحسن في قوله:

ومكة راووق الرحال فهاكه ... مصفى وخذ من شئت منهم مكدّرا

وروق فلان لفلان في سلعته إذا رفع في سومها وهو لا يريدها.
روق: راق: تماثل للشفاء، نقه (هلو).
راق مزاجه: تماثل للشفاء، تعافى، استــعاد صحته (بوشر).
الأمور بعد ما راقت: لم تصف الأمور، لم يــستــتب الهدوء (بوشر).
راق من غضبه: ذهب عنه الغضب، سكن غضبه (بوشر).
راق: هدأ، سكّن، لطّف، طيب خاطره (هلو).
رَوَّق: صفّى (بوشر).
رَوَّق: صفّق، نقل الشراب من دنّ إلى آخر (بوشر).
رَوَّق: قشط الرغوة، أزال الرغوة (ألكالا).
رَوَّق: نقّى، نظف. يقال مثلاً: روَّق الدم (تيسر 11: 515)، ودواء مِروّق: منق، منظف للدم (بوشر).
رَوَّق، روّق المريض: اتجه إلى الصحة (محيط المحيط).
ما رَوَّق من مرضه: لم يشف بعد من مرضه (بوشر).
رَوَّق: جعل له رواقاً (فوك).
أراق، أراق على فلان: صب له الشراب.
ففي رحلة ابن جبير (ص287): أراق عليهم من النبيذ.
حكم القاضي بإراقة دمه: أي حكم القاضي بقتله وسفك دمه ولم يرَ في ذلك إثماً (دي سلان، المقدمة 2: 200).
أراق الماء: بال (ألف ليلة 2: 24، برسل 3: 302).
تروَّق: اتخذ رواقاً (فوك).
تروَّق وتريَّق: أكل قليلاً في الصباح (محيط المحيط).
راق وجمعها راقات: فراش السرير، سرير، مرقد، مضجع، وطبقة توضع فوق طبقة (بوشر).
رَوْق: فزن، ويجمع على أروقة أيضاً (فوك). رِواق: ستــارة، ستــارة السرير (ألكالا).
رِواق: سرادق، مظلة، رَوْق، فسطاط (المقري 1: 150، ابن بطوطة 2: 224).
رِواق: قاعة، ديوان، حجرة واسعة (بوشر).
رِواق: ردهة في وسط الدار (همبرت ص192).
رِواق: زاوية (حيث يسكن آلاف الفقراء) وهو مرادف رباط (ابن بطوطة 2: 4)، وجمعه في معجم بوشر رواقات بهذا المعنى وهي قاعة عريضة في وسطها ساحة.
أصحاب الرواق: الرواقيون، أتباع زينون الفيلسوف اليوناني، أصحاب المظلة. ورواق هي الترجمة الحرفية للكلمة اليونانية أوتَلس: أي رواق، أسطوان (المقدمة 3: 90). وقد خلط المؤلف (ابن خلدون بين هؤلاء الفلاسفة أتباع زينون وبين المشائين الفلاسفة الأرسطولاسية) (ملّر ص52).
رَوَاقَة: طاق، رواق مقنطر (بوشر).
رَوَاقَة: صفاء، نقاء (بوشر).
رَوَاقَة: راحة، سكينة، هدوء، رَوْق، صفاء (بوشر).
روَاقة: وقت الفراغ. وعلى رواقة: بهدوء، رويداً، على مهل، على هينة، في خلو البال. وفي رواقتك: في وقت فراغك (بوشر).
الرواقيون: تلاميذ زينون الفيلسوف لأنه كان يعلمهم في رواق (محيط المحيط)، وانظر مادة رواق.
الرواقيون: شيعة من اليهود يعتقدون بالتقدير والتناسخ (محيط المحيط).
رائق: صفر، صاف، صاح، طلق (بوشر).
رائق: أنظره في ريق.
رائق الضحى: في شروق الشمس (ميهون ص28).
رائق الطرطير: ما يصفّى عنه من الماء الذي تقع فيه (محيط المحيط).
إراقة: بول (هِراقة في معجم ألكالا) (ألف ليلة برسل 11: 214).
تِرْوِيقَة: ما يؤكل صباحاً (محيط المحيط).
مُرَوَّق: راغٍ، مزبد، مليء بالرغوة (ألكالا).
مروقة: لابد أنها نوعاً من الآنية يوضع فيها النبيذ، قنينة (بطل). ففي ألف ليلة ذكر لمروقتين للنبيذ اشتريتا بدينار من نصراني. ونجد في موضع آخر من ألف ليلة (برسل 11: 454): وصفّوا المروقات والبواطي والأواني والسلاحيات. ونجد في موضع آخر منها: أن امرأة اشترت مروقة زيتونية بدينار من نصراني، كما جاء في طبعة برسل (1: 147) وطبعة ماكن (1: 56)، فهل المراد به زيتون؟ ويمكن أن يفهم منه ذلك حين نرجع إلى طبعة بولاق (1: 51) لنرى فيها: أن المرأة اشترت مقداراً من النبيذ، فكلمة مروقة إذا لا معنى لها، ثم إنها لا يمكن أن يراد بها الزيتون، أولاً لأن المرأة قد اشترت زيتوناً بعد ذلك من تاجر آخر حسب ما جاء في طبعة برسل (ص148)، وثانياً إنه لابد أن يتصل الأمر بالنبيذ، فالواقع إن المرأة اشترت كل ما يلزم لإعداد وليمة حيث النبيذ لابد منه ولكنه لم يذكر مع مشترياتها الأخرى، فشراؤها المروقة من النصراني يحمل على الظن أيضاً أن الأمر يتصل بالنبيذ لأن بيع النبيذ كان ممنوعاً على المسلمين. ويؤيد هذا الرأي ما جاء في المائتي ليلة الأوائل التي طبعت في كلكتة في سنة 1814 (انظر مجلد 1: 154)، وليس فيها ذكر للزيتون، بل فيها ذكر لمضربين أو قنينتين (انظر مادة ضرب) مملوءتين بالنبيذ الصراح. ولذلك لابد أن تترجم مروقة زيتونية بقنينة لونها لون الزيتون أي قنينة (بطل) سوداء إلى الخضرة، لأن كلمة زيتوني تدل في الحقيقة على هذا المعنى (انظر لين وبوسييه). ولابد أن ناشر طبعة بولاق لم يفهم النص فغيره تغييراً يدعو إلى الأسف. وأخيراً فإني لا أدري كيف تضبط كلمة مروقة، فالسيد فليشر طبعها بشدة على الواو.
(ر وق)

الروق: الْقرن، وَالْجمع: أرواق. وروق الْإِنْسَان: همه وَنَفسه.

وَأكل فلَان روقه وعَلى روقه: إِذا طَال عمره حَتَّى تتحات أَسْنَانه.

وَألقى عَلَيْهِ ارواقه: إِذا اسْتــهْلك فِي حبه ورماه بأرواقه: إِذا رَمَاه بثقله.

والقت السحابة على الأَرْض ارواقها: الحت عَلَيْهَا بالمطر.

والأرواق: جمَاعَة الْجِسْم.

وَقيل: الروق: الْجِسْم نَفسه.

وروق الشَّبَاب وَغَيره، وريقه، وريقه، كل ذَلِك: اوله، قَالَ البعيث:

مَدْحنَا لهاريق الشَّبَاب فعارضت ... جناب الصِّبَا فِي كاتم السِّرّ أعجما

والروق: الشَّبَاب الْحسن الثنايا، قَالَ الاخطل:

يبطرن ذَا الشيب وَالْإِسْلَام همته ... ويــستــقيد لَهُنَّ الأهيف الروق

وروق الْبَيْت: مقدمه.

ورواقه: مَا بَين يَدَيْهِ.

وَقيل: سماوته، وَهِي الشقة الَّتِي دون الْعليا، وَالْجمع: أروقة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يجز ضم الْوَاو كَرَاهِيَة الضمة قبلهَا والضمة فِيهَا.

وَقد روقه.

ورواقا اللَّيْل: مقدمه وجوانبه، قَالَ:

يردن اللَّيْل مرم طَائِره ... مرخى رواقاه هجود سامره

ويروى: " ملقى رواقاه ". وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: " ملقٍ رواقيه ".

وارخى اللَّيْل رواقيه، وتروق، كِلَاهُمَا: اقبل. وليل مروق: مرخي الرواق، قَالَ ذُو الرمة يصف اللَّيْل:

وَقد هتك الصُّبْح الْجَلِيّ كفاءه ... وَلكنه دون السراة مروق

والروق: مَوضِع الصَّائِد مشبه بالرواق.

وراقني الشَّيْء روقا، وروقانا: اعجبني.

والروقة: الْجَمِيل جداًّ من النَّاس، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث.

وَقد يجمع على: روق، وَرُبمَا وصفت بِهِ الْخَيل وَالْإِبِل فِي الشّعْر، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

ترميهم ببكرات روقه

إِلَّا أَنه قَالَ: روقة هَاهُنَا: جمع رائق. فَأَما الْهَاء عِنْدِي: فلتانيث الْجمع، وَلم يقل ابْن الْأَعرَابِي إِن هَذَا أَنا يُوصف بِهِ الْخَيل وَالْإِبِل فِي الشّعْر بل اطلقه فَلم يخص شعرًا من غَيره.

والروقة: الشَّيْء الْيَسِير، يَمَانِية.

والراووق: المصفاة.

راق الشَّرَاب وَالْمَاء، وتروقا: صفوا، وروقه هُوَ.

واستــعار دُكَيْن الراووق للشباب، فَقَالَ:

أَسْقِي براووق الشَّبَاب الحاضل

وأراق المَاء يريقه، وهراقه يهريقه، بدل، وأهراقه يهريقه، عوض: صبه، وَإِنَّمَا قضي على أَن أصل " أراق ": أروق لأمرين: أَحدهمَا: أَن كَون عين الْفِعْل واوا اكثر من كَونهَا يَاء، فِيمَا اعتلت عينه. وَالْآخر: أَن المَاء إِذا هريق ظهر جوهره، وَصفا، فِرَاق رائيهيروقه، فَهَذَا يُقَوي كَون الْعين مِنْهُ واوا.

على أَن الْكسَائي قد حكى: راق المَاء يريق: إِذا انصب، وَهَذَا قَاطع بِكَوْن الْعين يَاء، وَسَيَأْتِي. وأراق الرجل مَاء ظَهره، وهراقه، على الْبَدَل، وأهراقه، على الْعِوَض، كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، فِي قَوْلهم: أسطاع.

وَقَالُوا فِي مصدره: إهراقة، كَمَا قَالُوا: إسطاعة، قَالَ ذُو الرمة:

فَلَمَّا دنت إهراقة المَاء أنصتت ... لأعزله عَنْهَا وَفِي النَّفس أَن أثني

وَرجل مريق، وَمَاء مراق: على أرقت. وَرجل مهريق، وَمَاء مهراق: على هرقت.

وَرجل مهريق، وَمَاء مهراق: على أهرقت والإراقة: مَاء الرجل، وَهِي: الهراقة، على الْبَدَل، والإهراقة، على الْعرض.

وهما يتراوقان المَاء: يتداولان إراقته.

وروق السَّكْرَان: بَال فِي ثِيَابه، هَذِه وَحدهَا عَن أبي حنيفَة.

وَقد تقدم جَمِيع ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن الْكَلِمَة يائية وواوية.

والروق: طول وانثناء فِي الْأَسْنَان.

وَقيل: الروق: طول الْأَسْنَان وإشراف الْعليا على السُّفْلى.

روق روقاً، وَهُوَ أروق.

والترويق: أَن تبيع شَيْئا لَك لتشتري أطول مِنْهُ وافضل.

وَقيل: الترويق أَن تبيع بَالِيًا وتشتري جَدِيدا، عَن ثَعْلَب.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَاعَ سلْعَته فروق: أَي اشْترى احسن مِنْهَا.

روق: الرَّوْق: القَرْن من كلّ ذي قَرن، والجمع أَرْواق؛ ومنه شعر عامر

بن فُهيرة:

كالثَّور يَحْمِي أَنْفَه برَوْقِه

وفي حديث علي، عليه السلام، قال:

تِلْكُم قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَنِي،

فلا وربِّك، ما بَرُّوا ولا ظَفِروا

فإِن هَلَكْتُ، فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لهمُ

بذات رَوْقَيْنِ، لا يَعْفُو لها أَثرُ

الرَّوْقانِ: تثنية الرَّوْقِ وهو القَرْنُ، وأَراد بها ههنا الحَربَ

الشديدةَ، وقيل الدّاهية، ويروى بذات وَدْقَينِ وهي الحرب الشديدة أَيضاً.

ورَوْقُ الإِنسان: هَمُّه ونَفْسه، إِذا أَلقاه على الشيء حِرْصاً قيل:

أَلقَى عليه أَرْواقَه؛ كقول رؤبة:

والأَرْكُبُ الرامُون بالأَرواقِ

ويقال: أَكل فلانٌ رَوْقَه وعلى روْقهِ إِذا طال عُمُره حتى تَتَحاتّ

أَسنانُه. وأَلقى عليه أَرواقَه وشَراشِره: وهو أَن يُحبه حُبّاً شديداً

حتى يَــسْتَــهْلِك في حُبه. وأَلقى أَرْواقَه إِذا عَدا واشتدَّ عَدْوُه؛ قال

تأَبط شرّاً:

نَجوتُ منها نجائي من بَجِيلةَ، إِذْ

أَلْقَيْتُ، لَيلةَ جَنْبِ الجَوِّ، أَرْواقي

أَي لم أَدَعْ شيئاً من العدْوِ إِلاّ عدَوْته، وربما قالوا: أَلقى

أَرْواقَه إِذا أَقام بالمكان واطمأَن به كما يقال أَلقى عَصاه. ورماه

بأَرْواقه إِذا رَماه بثِقْلِه. وأَلْقَت السحابةُ على الأَرض أَرواقها:

أَلَحَّتْ بالمطر والوَبْل، وإِذا أَلحت السحابة بالمطر وثبتت بأَرض قيل:

أَلْقت عليها أَرواقَها؛ وأَنشد:

وباتت بأَرواقٍ عَلَينا سَوارِيا

وأَلقت أَرواقها إِذا جدّت في المطر. ويقال: أَسْبَلَت أَرواقُ العَيْن

إِذا سالت دموعُها؛ قال الطرمّاح:

عَيْناك غَرْبا شَنَّةٍ أَسبَلَتْ

أَرواقُها من كَيْن أَخْصامِها

ويقال: أَرْخَت السماءُ أَرواقَها وعَزاليَها. ورَوْقُ السحابِ:

سَيْلُه؛ وأَنشد:

مِثْل السحابِ إِذا تَحدَّر رَوْقُه

ودَنا أُمِرَّ، وكان ممَّا يُمْنَع

أَي أُمِرَّ عليه فمرَّ ولم يُصبه منه شيء بعدما رجاه. وفي الحديث: إِذا

أَلْقَتِ السماء بأَرواقِها أَي بجميع ما فيها من الماء؛ والأَرْواقُ:

الأَثْقالُ؛ أَراد مِياهَها المُثْقِلة للسحاب. والأَرْواقُ: جماعة

الجِسم، وقيل: الرَّوْق الجسم نفسه. وإِنه ليركَبُ الناسَ بأَرواقه، وأَرواقُ

الرجل: أَطرافه وجسَدُه. وأَلقى علينا أَرواقَه أَي غَطّانا بنفسه.

ورمَوْنا بأَرْواقِهم أَي رمونا بأَنفسهم؛ قال شمر: ولا أَعرف قوله أَلقى

أَرواقَه إِذا اشتدّ عدْوُه، قال: ولكني أَعرفه بمعنى الجِدّ في الشيء؛ وأَنشد

بيت تأَبط شرّاً:

نجوت منها نجائي من بجيلةَ، إِذا

أَرْسَلْتُ، لَيْلةَ جَنْب الرَّعْنِ، أَرواقي

ويقال: أَرسل أَرواقَه إِذا عدا، ورمى أَرواقه إِذا أَقام وضرب بنفسه

الأَرضَ. ويقال: رمى فلان بأَرواقِه على الدابة إِذا ركبها، ورمى بأَرواقه

عن الدابة إِذا نزل عنها. وفي نوادر الأَعراب: رَوْقُ المطر وروْق

الجَيش وروْقُ البيتِ وروْقُ الخيل مُقدَّمُه، وروْق الرجل شبابه، وهو أَوّل

كل شيء مما ذكرته. ويقال: جاءنا رَوْقُ بني فلان أَي جماعة منهم، كما

يقال: جاءنا رأْسٌ لجماعة القوم. ابن سيده: رَوْقُ الشباب وغيره ورَيْقُه

ورَيِّقُه كل ذلك أَوله؛ قال البَعِيث:

مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّباب، فعارَضتْ

جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرّ أَعْجَما

ويقال: فعَله في رَوْق شبابه وريِّق شبابه أَي في أَوّله. وريِّقُ كل

شيء: أَفضله، وهو فَيْعِل، فأُدغم. ورَوْقُ البيت: مقدِّمه، ورِواقه

ورُواقه: ما بين يديه، وقيل سَماوَتُه، وهي الشُّقّة التي دون العُلْيا، والجمع

أَرْوِقة، ورُوقٌ في الكثير؛ قال سيبويه: لم يجز ضمّ الواو كراهية

الضمّة قبلها والضمة فيها، وقد رَوَّقَه. الجوهري: الرَّوْقُ والرِّواقُ

سَقْفٌ في مقدَّم البيت، والرِّواق سِتْــر يُمدّ دون السقف. يقال: بيت

مُرَوَّقٌ؛ ومنه قول الأَعشى:

فظَلَّتْ لَدَيْهِم في خِباءِ مُرَوَّقِ

قال ابن بري: بيت الأَعشى هو قوله:

وقد أَقْطَعُ الليلَ الطويلَ بفتْيةٍ

مَسامِيحَ تُسْقَى، والخِباءُ مُرَوَّقُ

وقال بعضهم: رِواق البيت مُقدَّمه. ابن سيده: رِواقا الليل مقدمه

وجَوانِبُه؛ قال:

يَرِدْنَ، والليلُ مُرِمٌّ طائرُهْ،

مُرْخىً رِواقاه، هُجودٌ سامِرُهْ

ويروى: مُلْقىً رِواقاه، ورواه ابن الأَعرابي: وليلُ مُرَوَّقٌ مُرْخَى

الرِّواق؛ قال ذو الرُّمّة يصف الليل، وقيل يصف الفجر:

وقد هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِيُّ كِفاءهُ،

ولكنه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُ

ومضَى رَوْقٌ من الليل أَي طائفة. ابن بري: ويجمع رَوْق على أَرْوُق؛

قال:

خُوصاً إِذا ما الليلُ أَلْقى الأَرْوُقا،

خَرَجْنَ من تحتِ دُجاه مُرَّقا

قال: وقد يحتمل أَن يكون جمعَ رِواقٍ على حدّ قولهم مَكان وأَمْكُنٌ،

قال: وكذا فسره أَبو عمرو الشَّيباني فقال: هو جمع رِواق، وربما قالوا:

رَوَّقَ الليلُ إِذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمته وأَلقى أَرْوِقَته. ابن

الأَعرابي: الرَّوْقُ السَّيِّد، والرَّوْقُ الصافي من الماء وغيره، والرَّوْقُ

العُمُر. يقال: أَكل رَوْقَه. والرَّوْقُ نفْس النَّزْع، والرَّوْق

المُعجِب. يقال: رَوْقٌ ورَيْقٌ؛ وأَنشد المفضل:

على كلّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً،

يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْرَبِ

قال: الرَّيْقُ ههنا الفرَس الشريف. والرَّوْقُ: الحُبُّ الخالِص.

والأَرْواقُ: الفَساطِيطُ؛ الليث: بيت كالفُسطاط يُحمل على سِطاعٍ واحد في

وسَطه، والجمع أَرْوِقةٌ. ويقال: ضرب فلان رَوْقَه بموضع كذا إِذا نزل به

وضرب خيمته. وفي حديث الدَّجّال: فيضرب رواقَه فيخرج إِليه كل مُنافِق، أَي

يضرب فُسطاطه وقُبَّته وموضعَ جلوسه. وروي عن عائشة، رضي الله عنها، في

حديث لها: ضرَب الشيطانُ رَوْقَه ومَدّ أَطْنابَه؛ قيل: الرَّوْقُ

الرِّواق وهو ما بين يدي البيت. قال الأَزهري: رَوْقُ البيت ورواقُه واحد، وهي

الشُّقة التي دون الشقّة العُليا؛ ومنه قول ذي الرمة:

ومَيِّتة في الأَرضِ إِلاَّ حُشاشةً،

ثَنَيْتُ بها حَيّاً بمَيْسورِ أَرْبعِ

بثِنْتَيْنِ، إِن تَضرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِي،

لكِلَتَيْهِما رَوْق إِلى جَنْبِ مِخْدَعِ

قال الباهلي: أَراد بالمَيتة الأُثْرة، ثَنَيتُ بها حَيّاً أَي

بَعِيراً؛ يقول: اتَّبَعْت أَثَره حتى رَدَدْته. والأُثْرة: مِيسَم في خُفّ

البعير ميّتة خَفِيّة، وذلك أَنها تكون بيِّنة ثم تَثبُت مع الخف فتكاد تــستــوي

حتى تُعادَ، إِلاّ حُشاشة: إِلاَّ بَقِيّة منها، بمَيْسُور أَي بِشقٍّ

ميسور، يعني أَنه رأَى الناحية اليُسرى فعرفه بِثنتين يعني عَينين، رَوْق

يعني رِواقاً، وهو حجابها المشرف عليها، وأَراد بالمِخْدع داخل البعير.

ابن الأَعرابي: من الأَخْبِية ما يُرَوَّقُ، ومنها ما لا يروَّق؛ فإِذا كان

بيتاً ضَخْماً جعل له رِواق وكفاء، وقد يكون الرِّواقُ من شُقّة

وشُقَّتين وثلاث شُقق. الأَصمعي: رِواقُ البيت ورُواقه سَماوتُه وهي الشُّقَّ

التي دون العُليا. أَبو زيد: رِواق البيت سُتْــرةُ مُقدَّمِه من أَعلاه إِلى

الأَرض، وكِفاؤه سُتــرة أَعلاه إِلى أَسفله من مؤخره، وسِتْــر البيت أَصغر

من الرِّواق، وفي البيت في جَوفه سِتــر آخَر يدعى الحَجَلةَ؛ وقال بعضهم:

رواق البيت مُقدَّمه، وكِفاؤه مؤخَّره، سمي كِفاء لأَنه يُكافئ

الرِّواق، وخالِفتاه جانباه؛ قال ذو الرمة:

ولكنه جون السَّراة مروّق

وقد تقدّم هذا البيت؛ شبّه ما بدا من الصبح ولمّا ينْسَفِر وهو يَسوق

نفسه.

والرّوْقُ: موضع الصائد مُشبّه بالرّواق. والرَّوْقُ: الإِعْجاب.

وراقَني الشيءُ يَرُوقُني رَوْقاً ورَوَقاناً: أَعجبني، فهو رائق وأَنا مَرُوق،

واشْتُقّت منه الرُّوقة وهو ما حَسُن من الوَصائفِ والوُصَفاء. يقال:

وَصِيفٌ رُوقةٌ وَوُصَفاء رُوقة. وقال بعضهم: وصفاء رُوق؛ وقول ابن مقبل في

راق:

راقَتْ على مُقْلَتَيْ سُوذانِقٍ خَرِصٍ،

طاوٍ تَنَفَّضَ من طَلٍّ وأَمْطارٍ

وصف عين نفسه أَنها زادت علي عيني سُوذانِق. ويقال: راقَ فلان على فلان

إِذا زاد عليه فضلاً، يَرُوق عليه، فهو رائق عليه؛ وقال الشاعر يصف

جارية:راقَتْ على البِيضِ الحِسا

نِ بحُسْنِها وَبهائها

وقال غيره: أَرْواقُ الليلِ أَثناء ظُلَمه؛ وأَنشد:

ولَيْلةٍ ذاتِ قَتامٍ أَطْباقْ،

وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناء الطّاقْ

والرُّوقةُ: الجَميل جدّاً من الناس، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد

يجمع على رُوَقٍ، ورُبّما وُصفت به الخيل والإِبل في الشعر؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَه

إِلا أَنه قال رُوقة ههنا جمع رائق؛ قال ابن سيده: فأَمّا الهاء عندي

فلتأْنيث الجمع، ولم يقل ابن الأَعرابي إِن هذا إِنما يوصف به الخيل

والإِبل في الشعر بل أَطلقه فلم يخص شعراً من غيره. والرُّوق: الغِلمان الملاح،

الواحد رائق. ويقال: غِلمان رُوقة أَي حِسان، وهو جمع رائق مثل فارِه

وفُرْهة وصاحب وصُحْبة، ورُوقٌ أَيضاً مثل بازِل وبُزْلٍ؛ ومنه قول

الراجز:يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ،

مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ

من لبَن الدُّهْم الرُّوقْ،

حتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ،

أَسْرَع من طَرْف المُوقْ

وفي حديث ذكر الروم: فيَخرج إِليهم رُوقة المؤمنين أَي خِيارُهم

وسَراتُهم، وهي جمع رائق. راقَ الشيءُ إِذا صَفا، ويكون للواحد. يقال: غُلامٌ

رُوقةٌ وغِلمان رُوقة. والرُّوقة: الشيء اليسير، يَمانية.

والرَّاوُوقُ: المِصْفاةُ، وربما سموا الباطِيةَ راوُوقاً. الليث:

الراووق ناجُود الشَّراب الذي يُرَوَّق به فيُصَفَّى، والشراب يَتروَّقُ منه

من غير عصر. وراقَ الشرابُ والماءُ يَرُوقان رَوْقاً وتَروُّقاً: صَفَوَا؛

ورَوَّقه هو تَرْوِيقاً، واستــعار دُكَينٌ الراوُوقَ للشَّباب فقال:

أُسْقَى بِراووق الشَّباب الخاضِلِ

وإِراقةُ الماء ونحوه: صَبُّه. وأَراقَ الماء يُرِيقه وهَراقَه

يُهَرِيقُه بدَل، وأَهْراقَه يُهْرِيقُه عِوَضٌ: صبَّه. قال ابن سيده: وإِنما

قُضِيَ على أَن أَصل أَراق أَرْوَقَ لأَمرين: أَحدهما أَنّ كون عين الفعل

واواً أكثر من كونها ياء فيما اعْتلَّت عينه، والآخر أَنّ الماء إِذا

هُرِيقَ ظهر جَوْهرُه وصَفا فَراقَ رائيَه يَرُوقُه، فهذا يقوِّي كون العين

منه واواً، على أَنّ الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصبّ،

وهذا قاطع بكون العين ياء. قال ابن بري: أَرَقْت الماء منقول من راقَ الماء

يَرِيقُ رَيْقاً إِذا تردد على وجه الأَرض، فعلى هذا كان حقه أَن يذكر في

فصل ريق لا في فصل روق. وأَراقَ الرجل ماء ظَهرِه وهَراقه، على البدل،

وأَهْراقه على العوض كما ذهب إِليه سيبويه في قولهم أَسْطاعَ، وقالوا في

مصدره إِهراقة كما قالوا إِسْطاعة؛ قال ذو الرُّمّة:

فلَمّا دَنَتْ إِهْراقةُ الماء أَنْصَبَتْ

لأَعْزِلَه عنها، وفي النَّفْس أَن أَثْني

ورجل مُرِيقٌ وماء مُراقٌ على أَرَقْت، ورجل مُهَرِيقٌ وماء مُهَراقٌ

على هَرَقْت، ورجل مُهْريقٌ وماء مُهْراقٌ على أَهْرَقْت؛ والإِراقةُ: ماء

الرجل وهي الهِراقة، على البدل، والإهْراقة، على العِوَض. وهما

يتَراوقانِ الماء: يتَداوَلانِ إِراقَته. ورَوَّق السَّكْران: بالَ في ثيابه؛ هذه

وحدها عن أَبي حنيفة، وذلك جميعه مذكور في الياء لأَن الكلمة واوية

ويائية.

والرَّوَقُ، بالتحريك: طول وانْثِناء في الأَسنان، وقيل: الرَّوَقُ طول

الأَسنان وإِشْرافُ العُلْيا على السُّفْلى، رَوِقَ يَرْوَقُ رَوَقاً فهو

أَرْوَقُ إِذا طالت أَسنانه؛ قال لبيد يصف أَسْهُماً:

فرَمَيْت القوْمَ رِشْقاً صائباً،

ليْسَ بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلْ

رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ،

تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلْ

والرُّوق: الطِّوالُ الأَسنان، وهو جمع الأَرْوَق، والنعت أَرْوَقُ

ورَوْقاء، والجمع رُوقٌ؛ وأَنشد:

إِذا ما حالَ كُسُّ القَومِ رُوقا

والتَّرْويقُ: أَن تَبيع شيئاً لك لتشتري أَطْول منه وأَفضل، وقيل:

الترويق أَن تبيع بالياً وتشتري جديداً؛ عن ثعلب، وقيل: الترويق أَن يبيع

الرجل سِلْعته ويَشتري أَجْودَ منها. وقال ابن الأَعرابي: باعَ سلعته فروَّق

أَي اشترى أَحسن منها.

روق

1 رَاقَ, (S, Msb, TA,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. رَوْقٌ, (S,) It (wine, or beverage, S, or water, Msb, TA, and a thing, TA) was, or became, clear. (S, Msb, TA.) A2: راق عَلَيْهِ, (JK, K,) aor. as above, (JK,) and so the inf. n., (K,) He, or it, exceeded him, or it: (JK:) [and] he, or it, exceeded him, or it, in excellence. (K.) You say, راق فِى يَدِى كَذَا Such a thing was redundant, or remained over and above, in my hand; like رَاعَ; syn. زَادَ. (L in art. ريع.) and راق فُلَانٌ عَلَى أَهْلِهِ Such a one was, or became, above, or superior to, his family; surpassed, or excelled, his family. (JK.) A3: رَاقَنِى, (JK, S, MA,) or راق لِى, (so in my copy of the Msb, [perhaps a mistranscription, for only the former is commonly known,]) and راقَهُ, (K,) aor. as above, (JK, S,) and so the inf. n., (JK, K,) It (a thing) induced in me, and him, wonder, or admiration, and pleasure, or joy; excited my, and his, admiration and approval; pleased, or rejoiced, me, and him. (JK, S, MA, Msb, K.) A4: رَوِقَ, [aor. ـْ inf. n. رَوَقٌ, He was, or became, long-toothed: (MA:) [or he had long teeth, the upper of which projected over the lower: or his upper central incisors were longer than the lower, and projecting over them: see رَوَقٌ, below.]2 روّق, (JK, S, Msb,) inf.n. تَرْوِيقٌ, (S, K,) He cleared, or clarified, (S, Msb, K,) wine, or beverage, (S,) or water; (Msb;) he cleared, or clarified, wine, or beverage, with the رَاوُوق. (JK, TA.) b2: (tropical:) He (a drunken man) made water in his clothes. (AHn, K, TA.) A2: روّق البَيْتَ, (JK, TA,) inf. n. as above, (JK,) He made, or put, to the tent, a رِوَاق, (JK, TA,) meaning a curtain extended below the roof. (TA. [See رِوَاقٌ.]) b2: Hence, (Har p. 50,) روّق اللَّيْلُ (assumed tropical:) The night extended the رِوَاق [or curtain] of its darkness; (S, Msb, Har ubi suprà, TA;) became dark; (Har, TA;) as also ↓ أَرْوَقَ. (TA.) A3: تَرْوِيقٌ also signifies The selling a commodity and buying one better than it, (IAar, K, TA,) or longer than it, and better: (TA:) or the selling an old and wornout thing and buying a new one: (Th, TA:) or the selling one's garment, and adding something to it, and buying [with that garment and the thing added to it] another garment better than it: (JK:) [or the buying, with a thing and something added thereto, a better thing: for] one says, بَاعَ سِلْعَتَهُ فَرَوَّقَ [He sold his commodity, and bought with it and something added thereto a better commodity]. (TA.) b2: One says also, رَوَّقَ لِفُلَانٍ فِى سِلْعَتِهِ He named a high price to such a one for his commodity, not desiring it [himself, but app. desiring to induce another to give a high price for it]. (JK, K: expl. in the former by رَفَعَ لَهُ فِى سَوْمِهَا وَ لَا يُرِيدُهَا; and in the latter by رَفَعَ لَهُ فِى ثَمَنِهَا وَ هُوَ لَا يُرِيدُهَا.) 4 أَرْوَقَ: see 2.

A2: اراقهُ, (Msb in art. ريق, and K in that and the present art.,) inf. n. إِرَاقَةٌ, (S in the present art., and so in the K accord. to the TA,) He poured it out, or forth; (S, Msb, K;) namely, water and the like, (S,) or water and blood: (Msb:) and one says also هَرَاقَهُ, (Msb, TA,) changing the أ into ه, originally هَرْيَقَهُ, like دَحْرَجَهُ, in measure, (Msb,) said by Lh to be of the dial. of El-Yemen, and afterwards to have spread among Mudar, (TA in art. ريق,) aor. ـَ (Msb, TA,) with fet-h to the ه, imperative هَرِقْ, originally هَرْيِقْ, like دَحْرِجْ, (Msb,) inf. n. هِرَاقَةٌ; (S and K in art. هرق;) and أَهْرَاقَهُ, aor. ـْ (Msb, TA,) with the ه quiescent, like يُسْطِيعُ aor. of إِسْطَاعَ; or, accord. to the T, أَهْرَقْتُ is wrong as being anomalous; and some say, هَرَقْتُهُ, aor. ـَ inf. n. هَرْقٌ, as though the ه were radical. (Msb.) It is said in a trad., إِنَّ امْرَأَةً

كَانَتْ تُهَرَاقُ الدِّمَآءَ or تُهْرَاقُ, the verb being in the pass. form, and the ه either meftoohah or quiescent, and الدماء being in the accus. case as a specificative; [so that the meaning is, Verily a woman used to pour forth with blood; for تهراق is equivalent to تَرِيقُ; but by rule the specificative should be without the article ال;] or الدماء may be in the nom. case, الدِّمَآءُ being for دِمَاؤُهَا [i. e. her blood used to pour forth]. (Msb.) ISd says that أَرَاقَ is judged to be originally أَرْوَقَ because the medial radical letter of a verb is more commonly و than ى; and because, when water is poured forth, its clearness appears, and it excites the admiration and approval of its beholder; [to which may be added, also because one says, هُما يَتَرَاوَقَانِ المَآءَ;] though Ks states that رَاقَ المَآءُ, aor. ـِ signifies The water poured out, or forth: IB says that أَرَقْتُ المَآءَ is from راق المَآءُ, aor. ـِ inf. n. رَيْقٌ, signifying the water went to and fro upon the surface of the earth. (TA.) One says also, of a man, اراق مَآءَ ظَهْرِهِ and هَرَاقَهُ and أَهْرَاقَهُ [meaning He poured forth his seminal fluid]. (TA.) b2: and أَرِقْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ and هَرِقْ meaning (assumed tropical:) Stay thou until the mid-day heat shall have become assuaged, and the air be cool; syn. أَبْرِدْ. (IAar, TA in art. فيح.) b3: [See more in art. هرق.]5 تروّق It (wine, or beverage, [&c.,]) became clear [or rather cleared] without pressing, or expressing. (TA.) 6 هُمَا يَتَرَاوَقَانِ المَآءَ They two pour the water out, or forth, by turns. (TA.) رَوْقٌ [an inf. n. of رَاقَ, used as an epithet,] Clear; applied to water &c. (IAar, K. [See also رَائِقٌ.] b2: [Hence, app., as a subst.,] Pure, or sincere, love. (K.) A2: [Also, as an epithet originally an inf. n.,] Inducing wonder, or admiration, and pleasure, or joy; exciting admiration and approval; pleasing, or rejoicing; (IAar, K;) as also ↓ رَائِقٌ (JK) and ↓ رَيِّقٌ. (IAar, TA.) And, applied to a horse, Beautiful in make, that induces wonder, or admiration, and pleasure, or joy, in his beholder; excites his admiration and approval; or pleases, or rejoices, him; as also ↓ رَيِّقٌ. (K.) A3: A horn (JK, S, K, TA) of any horned animal: (TA:) pl. أَرْوَاقٌ. (S, TA.) [Hence,] رَوْقُ الفَرَسِ (assumed tropical:) The spear which the horseman extends between the horse's ears: (K:) [for] spears are regarded as the horses' horns. (Ham p. 90.) And دَاهِيَةٌ ذَاتُ رَوْقَيْنِ (tropical:) A great calamity or misfortune; (K, TA;) lit. twohorned. (TA.) And حَرْبٌ ذَاتُ رَوْقَيْنِ (tropical:) A vehement war. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) [A] courageous [man], with whom one cannot cope. (K.) b3: (tropical:) A chief (IAar, JK, K) of men. (JK.) b4: (assumed tropical:) A company, or collective body, (As, O, K,) of people: so in the saying, جَآءَنَا رَوْقٌ مِنْ بَنِى فُلَانٍ (assumed tropical:) [A company of the sons of such a one came to us: or, app., a numerous and strong company; for it is added that this is] like the saying رَأْسُ جَمَاعَةِ القَوْمِ [which means “ the numerous and strong company of the collective body of the people ”]. (As, O.) b5: Also syn. with رِوَاقٌ in several senses, as pointed out below: see the latter word in six places. b6: Also (assumed tropical:) The foremost part or portion of rain, and of an army, and of a number of horses or horsemen. (TA.) And (tropical:) The first part of youth; as also ↓ رَيِّقٌ, (S, O, K,) originally رَيْوِقٌ, (O, K,) and ↓ رَيْقٌ, (S, O, K,) which is a contraction of رَيِّقٌ: (O:) you say, فَعَلَهُ فِى رَوْقِ شَبَابِهِ and شبابه ↓ رَيِّقِ and شبابه ↓ رَيْقِ (tropical:) He did it in the first part of his youth: (S, TA: *) and مَضَى

مِنَ الشَّبَابِ رَوْقُهُ (tropical:) The first part of youth passed. (TA.) b7: Also (assumed tropical:) The youth [itself] of a man. (TA.) b8: And (assumed tropical:) Life; i. e. the period of. life: whence the saying, أَكَلَ رَوْقَهُ (assumed tropical:) [He consumed his life; or] he became aged: (K:) or this saying means (assumed tropical:) his life became prolonged so that, or until, his teeth fell out, one after another. (S, O.) b9: (assumed tropical:) A part, or portion, of the night: (S, K:) pl., accord. to IB, أَرْوُقٌ: but accord. to Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, this is pl. of رِوَاقٌ: (TA:) [or the pl. of رَوْقٌ in this sense is أَرْوَاقٌ.] Yousay, مَضَى رَوْقٌ مِنَ اللَّيْلِ (assumed tropical:) A part, or portion, of the night passed. (TA.) And أَرْوَاقُ اللَّيْلِ means (tropical:) The folds (أَثْنَآء) of the darkness of night. (K, TA.) And أَرْوَاقُ العَيْنِ (tropical:) The sides of the eye: so in the saying, أَسْبَلَتْ أَرْوَاقُ العَيْنِ (tropical:) The sides of the eye shed tears. (O, K, * TA.) b10: Also (assumed tropical:) The body: (K, TA:) and [in like manner the pl.] أَرْوَاقٌ signifies the (assumed tropical:) extremities and body, of a man: (TA:) and his self; (JK, * TA;) as also the singular. (JK, TA.) You say, رَمَوْنَا بِأَرْوَاقِهِمْ (assumed tropical:) They threw themselves upon us. (TA.) and أَلْقَى عَلَيْنَا أَرْوَاقَهُ (assumed tropical:) He covered us with himself [by throwing himself upon us]. (TA.) And رَمَاهُ بِأَرْوَاقِهِ (assumed tropical:) He threw his weight upon him. (TA.) And رَمَى بِأَرْوَاقِهِ عَنِ الدَّابَّةِ (assumed tropical:) He mounted the beast: and رَمَى بِأَرْوَاقِهِ عَنِ الدَّابَّةِ (assumed tropical:) He alighted from the beast. (O, K.) And أَلْقَى أَرْوَاقَهُ (assumed tropical:) He remained at rest in a place; (S, O, K;) like as one says, أَلْقَى عَصَاهُ: (S, O:) a meaning said in the K to be app. the contr. of what here next follows: but this requires consideration. (TA.) Also (assumed tropical:) He ran vehemently: (A 'Obeyd, S, O, K:) not known, however, to Sh, in this sense; but known to him as meaning (assumed tropical:) he strove, laboured, toiled, or exerted himself, in a thing. (TA.) [Agreeably with this last explanation, it is said that] رَوْقٌ also signifies (assumed tropical:) A man's determination, or resolution; his action; and his purpose, or intention. (K, TA.) And hence the saying, أَلْقَى عَلَيْهِ أَرْوَاقَهُ [meaning (assumed tropical:) He devoted his mind and energy to it, or him]: (TA:) [or] you say thus, and أَلْقَى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ, meaning his loving it, or him, (أَنْ يُحِبَّهُ,) vehemently [i. e. (assumed tropical:) he loved it, or him, vehemently; agreeably with explanations of the saying القى عليه شراشره in art. شر, q. v.]. (Thus in the JM. [In my two copies of the S, and in the O and K, and hence in the TA, in the places of عَلَيْهِ and يُحِبَّهُ we find عَلَيْكَ and تُحِبَّهُ; evidently mistranscriptions which have been copied by one lexicographer after another without due consideration: or, if we read عَلَيْكَ, we should read يُحِبَّكَ; for in this case the meaning of the saying would certainly be he loved thee vehemently. Freytag, misled by the reading تُحِبَّهُ in the S and K, renders القى عليك ارواقه as meaning Magno amore erga ipsum te accendit. Golius gives, in its place, ضرب اوراقه عليه (for ارواقه), as meaning Valde amavit eum.]) b11: Yousay also, أَلْقَتِ السَّحَابَةُ أَرْوَاقَهَا, (JK, S, O, K,) or القت السحابة عَلَى الأَرْضِ ارواقها, (TA,) (tropical:) The cloud cast down its rain, and its vehement rain consisting of large drops, (S, O, K, TA,) upon the earth: (TA:) or persevered with rain, and remained stationary upon the land: (JK, TA:) or أَلْقَتِ السَّمَآءُ بِأَرْوَاقِهَا The sky cast down all the water that was in it: (IAmb, O, TA:) or this saying, (O, TA,) or the former, (K,) means cast down its clear waters; (O, K, TA;) from رَاقَ المَآءُ signifying “ the water was, or became, clear: ”

but IAmb deems this improbable, because the Arabs did not say مَآءٌ رَوْقٌ and مَاآنِ رَوْقَانِ and أَمْوَاهٌ أَرْوَاقٌ: (O, TA:) [i. e. they said رَوْقٌ only, in all cases when they used it as an epithet meaning “ clear,” because it is originally an inf. n., like عَدْلٌ &c.:] or, as some say, by بارواقها is meant its waters rendered heavy by the clouds: and one says, أَرْخَتِ السَّمَآءُ أَرْوَاقَهَا and عَزَالِيهَا (assumed tropical:) [The sky loosed, or let down, its spouts; the clouds being likened to leathern water-bags]: (TA:) [for]

رَوْقُ السَّحَابِ means (assumed tropical:) The مَسِيل [or channel by which flows the water] of the clouds. (TA in another part of the art. [See also رِوَاقٌ, as used in relation to clouds.]) A4: رَوْقٌ also signifies A substitute for a thing, (O, K,) accord. to [the JK and] Ibn-'Abbád. (O.) A5: And الرَّوْقُ meansThe breathing of [i. e. in] the agony of death (نَفْسُ النَّزْعِ). (O, K, TA. [In the CK and in my MS. copy of the K, نَفْسُ النَّزْعِ, which means the agony of death itself.]) رُوقٌ is said to be pl. of رُوقَةٌ, and of رَائِقٌ, and of أَرْوَقُ. (TA.) [See these three words.]

رَوَقٌ Length of the teeth, with a projecting of the upper over the lower: (JK:) or length of the upper incisors exceeding that of the lower, (S, O, K, TA,) with projection of the former over the latter. (TA.) [See also 1, last sentence.]

رَيْقٌ: see رَوْقٌ, in two places, in the former half of the paragraph: b2: and see also رِيِّقٌ.

رَوْقَةٌ i. q. جَمَالٌ رَائِقٌ [i. e. Beauty, comeliness, or elegance, &c., that induces wonder, or admiration, and pleasure, or joy; or surpassing beauty, &c.]. (K.) رُوقَةٌ Choice, or excellent: (Fr, O:) or goodly, or beautiful: (K:) applied to a boy and to a girl, (Fr, O, K,) and to a he-camel and to a she-camel: (Fr, O:) and very beautiful or comely or elegant; (K;) applied to one and more of human beings: (TA:) used alike as masc. and fem. and sing. and pl. (O, TA) and dual: (TA:) [and also said to be pl. of رَائِقٌ, q. v.:] and it has a pl., [or coll. gen. n.,] namely, رُوْقٌ; (IDrd, O, TA;) applied to she-camels; (IDrd, O;) or sometimes applied to horses and camels, absolutely accord. to IAar, or particularly when on a journey. (TA.) A2: Also A little, or paltry, thing: (JK, IDrd, O, K:) of the dial. of El-Yemen. (IDrd, O.) You say, مَا أَعْطَاهُ إِلَّا رُوقَةً He gave him not save a little, or paltry, thing. (IDrd, O.) رَوَاقٌ: see what next follows.

رُوَاقٌ: see what next follows.

رِوَاقٌ (Lth, S, Mgh, O, Msb, K, &c.) and ↓ رُوَاقٌ (MA, K) and ↓ رَوَاقٌ (MA) A بَيْت [or tent] like the فُسْطَاط [q. v.], (Lth, JK, O, Msb, K,) supported upon one pole in the middle thereof; (Lth, O, Msb;) as also ↓ رَوْقٌ; (K, * TA; expl. in the former as signifying a فُسْطَاط; and its pl. أَرْوَاقٌ is expl. in the S as signifying فَسَاطِيطُ;) accord. to Lth: (TA:) or a roof in the front, or fore part, of a بَيْت [or tent]; (S, O, K;) as also ↓ رَوْقٌ: (S:) or a curtain that is extended below the roof; as also ↓ رَوْقٌ; which latter is expl. in the K as signifying simply a curtain: (TA:) or the رِوَاق of a بَيْت [or tent] is the curtain of the front, or fore part, thereof, extending from the top thereof to the ground: (Az, TA:) a [piece of cloth such as is called] كِسَآء let down upon the front, or fore part, of a بَيْت, from the top thereof to the ground: (Mgh:) ↓ رَوْقٌ signifies the same as رِوَاقٌ: (K:) and each signifies the شُقَّة [or oblong piece of cloth] that is beneath the upper, or uppermost, شُقَّة of a بَيْت [or tent]: (Az, O, K:) or sometimes the رواق is one such piece of cloth, and sometimes of two such pieces, and sometimes of three: (TA:) and, (Msb,) or as some say, (Mgh, TA,) رِوَاقٌ signifies (assumed tropical:) the front, or fore part, of a بَيْت [or tent]; (Z, Mgh, Msb, TA;) as also ↓ رَوْقٌ; (JK, Z, K;) its hinder part being called its كِفَآء, and its two sides being called its خَالِفَتَانِ; (TA;) whence the saying, بَيْتِهِ ↓ قَعَدُوا فِى رَوْقِ and رِوَاقِ بَيْتِهِ, i. e. (tropical:) [They sat in] the front or fore part [of his tent]: (Z, TA:) and ↓ رَوْقٌ also signifies a tent; as in the saying, ضَرَبَ رَوْقَهُ [He pitched his tent]: (S:) and [hence] the place of the huntsman [in which he conceals himself to lie in wait]; (K;) as being likened to the رواق: (TA:) and رواق signifies also a place that affords shelter in rain: (MA:) [and a portico; and particularly such as surrounds the court of a mosque; (see سُدَّةٌ;) in some of the large collegiate mosques, as, for instance, in the mosque El-Azhar, in Cairo, divided into a number of distinct apartments for students of different provinces or countries, each of which apartments by itself is termed a رِوَاق:] the pl. of رواق is أَرْوِقَةٌ and رُوقٌ; (S, O, Msb, K;) the former a pl. of pauc. and the latter of mult. (S, O.) b2: [Hence, الرِّوَاقُ مِنَ السَّحَابِ, expl. in the TA as meaning ما دار مِنْهُ كَرِوَاقِ البَيْتِ: but دار is here evidently a mistranscription for كَانَ; and the meaning is, (assumed tropical:) The part, of the clouds, that resembles the رواق of the tent. See also رَوْقُ السَّحَابِ, near the end of the paragraph commencing with رَوْقٌ.] b3: [Hence also,] رِوَاقُ اللَّيْلِ (assumed tropical:) [The curtain of night: and] the first part of night; and the greater, or main, part thereof. (ISd, K. [It is implied in the latter that one says also in this instance and in the next رُوَاق.]) Yousay, of night, مَدَّ رِوَاقَ ظُلْمَتِهِ (assumed tropical:) [It extended the curtain of its darkness]: (S, Msb:) and أَلْقَى

أَرْوِقَتَهُ (assumed tropical:) [It let fall its curtains]. (S.) [See also an ex. in a verse cited voce مُرِمٌّ, in art. رم.] b4: And رِوَاقُ العَيْنِ (assumed tropical:) The eyebrow. (JK, K.) A2: رِوَاقُ [imperfectly decl. as being a proper name and of the fem. gender, though it is implied in the K that it is الرِّوَاقُ and الرُّوَاقُ,] is a name for The ewe, (O, K,) by which she is called to be milked, by the cry رِوَاق رِوَاق; (O;) but not unless she be ↓ رَوْقَآء [app., if not a mistranscription for وَرْقَآء, formed from this latter by transposition, and thus meaning dusky: see أَرْوَقُ]. (O, K.) رَائِقٌ Cleared, or clarified, [or rather ↓ مُرَوَّقٌ has this meaning, and رَائِقٌ signifies clear,] wine, or beverage. (TA.) And Pure musk. (TA.) [See also the same word in art. ريق: and see رَوْقٌ.]

A2: [Also Exceeding, surpassing, or superlative: see 1, second and next two following sentences.] b2: See also رَوْقٌ, third sentence. [Hence,] Goodly, or beautiful: (S, K, TA:) from رَاقَنِى

signifying as expl. in the first paragraph of this art.; (S;) or from رَاقَ signifying “ it was, or became, clear: ” (TA:) pl. رُوقَةٌ, (S, K,) like as فُرْهَةٌ and صُحْبَةٌ are pls. of فَارِهٌ and صَاحِبٌ, (S,) [or rather quasi-pl.,] applied to boys, (S, K,) and to girls; (S;) [and also (as expl. above) an epithet used alike as masc. and fem. and sing. and pl. and dual;] and رُوقٌ is another pl. of رَائِقٌ, like as بُزْلٌ is of بَازِلٌ. (S.) رُوقَةُ المُؤْمِنِينَ, in which روقة is [quasi-] pl. of رائق, means the best, and the manly and noble or generous, of the believers. (TA.) رَيِّقٌ: see رَوْقٌ, in four places, in the former half of the paragraph. b2: Also The most excellent of anything; (JK, S;) as, for instance, of wine, or beverage, and of rain. (JK.) b3: And it is said to signify also, (JK, Ibn-'Abbád, O,) or so ↓ رَيْقٌ, (accord. to the copies of the K,) A scanty fall of rain: thus bearing two contr. meanings. (JK, Ibn-'Abbád, O, K.) رَاوُوقٌ A clarifier, or strainer, (S, Msb, K,) syn. مِصْفَاةٌ, (S, K,) for wine or beverage: (S:) the نَاجُود [q. v.] with which wine, or beverage, is cleared, (Lth, JK, K, TA,) without pressing, or expressing: (TA:) and (sometimes, S) the [kind of wine-vessel called] بَاطِيَة. (S, K.) Accord. to IAar, (O, TA,) who is said by Sh to differ herein from all others, (TA,) الرَّاوُوقُ signifies also The كَأْس [or drinking-cup, or cup of wine,] itself. (O, K, TA.) And Dukeyn uses it metaphorically in relation to youth; saying, أَسْقَى بِرَاوُوقِ الشَّبَابِ الخَاضِبِ [app. meaning (assumed tropical:) He gave to drink of the cup of ruddy youth: see خَاضِبٌ as an epithet applied to an ostrich]. (TA.) أَرْوَقُ [app. originally signifying Horned: b2: and hence,] (assumed tropical:) A horse between whose ears the rider extends his spear: when the rider does not thus, he [the horse] is said to be أَجَمُّ. (K.) b3: Also, applied to a man, (S, Mgh, K,) Having long teeth, with a projecting of the upper over the lower: (JK:) or having long incisors: (Mgh:) or whose upper incisors are longer than the lower, (S, K, TA,) and project over the latter: (TA:) fem. رَوْقَآءُ: (JK, TA:) and pl. رُوقٌ; (K, TA;) which is also said to be pl. of رُوقَةٌ, and of رَائِقٌ. (TA.) [In the K is added, after the mention of the pl., وَ كَذٰلِكَ قَوْمٌ رُوقٌ وَ رَجُلٌ أَرْوَقُ: an addition altogether redundant.]

A2: [It seems that it is also syn. with أَوْرَقُ, as being formed from the latter by transposition; and that hence] one says سَنَةٌ رَوْقَآءُ and سِنُونَ رُوقٌ [meaning (assumed tropical:) A rainless year and rainless years], and عَاثَ فِيهِمْ عَامٌ أَرْوَقُ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ أَوْرَقُ [meaning (assumed tropical:) A rainless year made mischief, or havock, among them, as though it were a dusky wolf]. (TA.) See also رِوَاق, last sentence.

إِرَاقَةٌ inf. n. of 4. (S.) b2: And [hence,] The مَآء [meaning seminal fluid] of a man; as also هِرَاقَةٌ and إِهْرَاقَةٌ. (TA.) [See أَرَاقَ مَآءَ ظَهْرِهِ.]

مَرَاقٌ: see art. ريق.

مَآءٌ مُرَاقٌ [Water, and hence, seminal fluid, poured forth]. (TA. [There immediately followed by أَرَاقَ مَآءَ ظَهْرِهِ, q. v.]) رَجُلٌ مُرِيقٌ [A man pouring forth water, and hence, his seminal fluid]. (TA. [There immediately followed by مَآءٌ مُرَاقٌ, q. v.]) مُرَوَّقٌ: see رَائِقٌ: A2: and see مُرَيَّقٌ, in art. ريق.

A3: Also A tent (بَيْتٌ, S, K, and خِبَآءٌ, S) having a رِوَاق [q. v.]. (S, K. [Said in the TA to be tropical; but why, I do not see.]) هُوَ مُرَاوِقِى He has the رِوَاق of his tent fronting, or facing, that of mine; (JK, A, O, K; *) and so هُوَ جَارِى مُرَاوِقِى. (A, TA.)
روق
{الرَّوْقُ: القَرْنُ من كُلِّ ذَي قَرْنٍ، والجَمْعُ:} أَرواقٌ، قالَ عامِر بنُ فُهَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: كالثَّوْرِ يَحْمِي أنْفَهُ {برَوْقِه وسَيَأْتِي بقيَّتُه فِي ط وق. ومَعْنَى:} رَوْق مِنَ اِللَّيْل أَي: طائِفَةٌ مِنْهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: وجَمْعُه {أََرْوُقٌ، وأَنْشَدَ: خُوصا إِذا مَا للِّيْل أَلَفَى} الأَرْوُقَا خَرَجْنَ من تَحْتِ دُجاه مُرَّقَا وفَسّره أَبو عَمْرٍ والشَّيبانِيُّ، فَقَالَ: هُوَ جَمْعُ {رُواقٍ. (و) } الرَّوْقُ من البَيْتِ:! رُواقُه، أَي: الشُّقَّةُ الَّتِي دُونَ الشقةِ العُلْيا نَقله الأَزْهَرِي، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ: (بثِنْتَيْنِ إِنْ تَضْرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِي ... لكِلْتَيْهِما {رَوْقٌ إِلى جَنْبِ مِخْدَعِ)
قالَ غيرُه: وَقد يكُونُ} الرواقُ من شُقَّةٍ وشُقَّتَيْنِ، وثَلاثِ شُقَقٍ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: قَعَدُوا فِي {رَوْقِ بَيْتِه،} ورُواقِ بَيْتِه، أَي: مُقَدَّمِه، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المجازِ: مَضى من الشَّبابِ {رَوْقُه، أَي: أوّلُه وَكَذَا: فَعَل ذَلِك فِي} رَوْقِ شَبابِه.
(و) {الروْقُ: العُمْرُ، وَمِنْه: أَكَلَ} رَوْقَهُ وعَلَى رَوْقِه أَي: أَسَنَّ، وَفِي العُبابِ: أَي: طالَ عُمْرُه حَتّى تَتَحاتَّ أَسْنانُه.
(و) {الرَّوْقُ من الخَيل: الحَسَنُ الخَلْقِ يُعْجِبُ الرّائي، كالرَّيْقِ وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ:
(عَلَى كُلِّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً ... يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأجْرَبِ)
(و) } الرَّوْقُ: الــسِّتْــرُ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ. والرَّوْقُ: مَوضِعُ الصائِدِ مُشَبَّهٌ بالرُّواقِ. والرَّوْقُ: {الرُّواقُ، وَهُوَ مُقَدَّمُ البَيْتِ وسَيَأْتي قَرِيباً. والرَّوْقُ: الشُّجاعُ الَّذِي لَا يُطاق. والرَّوْقُ: الفُسْطاطُ وقالَ اللَّيْث: بيتٌ كالفُسْطاطِ يُحْمَلُ على سِطاع واحِدٍ فِي وَسَطِه، وَمِنْه الحَدِيث: وضَرَبَ الشَّيْطانُ} رَوْقَه، ومَدَّ أَطْنابَه. والرَّوْقُ: عَزْمُ الرَّجُل وفِعالُهِ وهَمُّه، وَمِنْه قَوْلُهم: أَلْقَى عليهِ! أَرْواقَه كَمَا سَيَأتِي. والرَّوْقُ: السَّيِّدُ عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ: والرَّوْقُ: الصّافي من الماءَ وغَيْرِه. قَالَ والرَّوْقُ: المُعْجِبُ كالرَّيْقِ. والرَّوْقُ: نَفْسُ النَّزْع. وَقَالَ غيرُه: الرَّوْقُ: الإِعْجابُ بالشَّيْءِ، وَقد {راقَهُ} يَرُوقُه: إِذا أَعْجَبَهُ. والرَّوْقُ: الجَماعَةُ يُقال: جاءَنا رَوْقٌ من بَنِي فُلانٍ، أَي: جَماعَةٌ مِنْهُم، كَمَا يُقال: جاءَنا رَأسٌ، لجَماعَةِ القَوْم، نَقَله الأَصْمَعِيُّ. والرَّوْقُ: الحُبُّ الخالِصُ.)
والرَّوْقُ: مَصْدَرُ راقَ عليهِ، أَي: زادَ عليهِ فَضْلاً، قالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ:
( {راقَتْ عَلَى البِيضِ الحِسا ... نِ بحُسْنِها وصَفائِها)
} ورَوْقٌ: جَدٌّ لمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوقٍ الرّاسِبِيِّ {- الرَّوْقِيِّ المُحَدِّثِ المَرْوَزِي، حَدَّثَ عَن يَحْيى ابنِ آدَمَ، وَعنهُ أَبو بَكْرٍ أَحمَدُ بنُ محمَّدٍ البِسْطامِيُّ، مَاتَ سنة. وَفَاته: عُبَيْدُ اللهِ بنُ طاهِرٍ الرَّوْقِي أَبُو البَرَكاتِ، وسَعِيدُ بنُ أَسْعَدَ بنِ مُحَمدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، كتَبَ عَنهُ ابْن السَّمْعانِيِّ. (و) } الرَّوقُ: البَدَلُ من الشَّيءْ عَن ابْنِ عَبّادٍ. والرَّوْقُ: الجُثَّةُ نَفْسُها وَمِنْه قولُهم: رَمَوْنا بأَرْواقِهِم، أَي: بأَنْفُسِهِمْ. وَمن المَجازِ: داهِيَة ذاتُ! رَوْقَيْنِ تَثْنِيَةُ الرَّوْقِ، وَهُوَ القَرْنُ، أَي: عَظِيمَةٌ وَفِي شِعْرِ عليٍّ رضِي الله عَنهُ:
(تِلْكُم قُرَيْشُ تَمَنّانِي لتَقْتُلَنِي ... فَلَا وَرَبِّكَ مَا بَرُّوا وَمَا ظَفِرُوا)

(فإِنْ هلَكْتُ فرَهْنٌ ذِمَّتِي لَهُمُ ... بذاتِ رَوْقَيْنِ لَا يَعْفُو لَهَا أَثَر)
ويُرْوَى بذاتِ وَدْقَيْنِ، وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ هَذِه الأَبْياتُ فِي وَدَقَ، وقِيلَ: أَرادَ بهَا هُنَا الحَرْبَ الشَّدِيدَة.
ويُقال: رَمَى فُلانٌ {بأَرْواقِه عَلَى الدّابَّةِ: إِذا رَكِبَها، ورَمَى بأَرْواقِه عَنْها: إِذا نَزَلَ عَنْهَا، كَذَا فِي المُحِيط واللِّسان.
وأَلْقَى عَلَيْهِ} أَرْواقَه: إِذا عَدَا فاشْتَدَ عَدْوُه حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَمِنْه قولُ تأبَّطَ شَرَّاً:
(نَجَوْتُ مِنْها نَجائِي مِنْ بَجيلَةَ إِذْ ... أَلْقَيْتُ ليلةَ جَنْبِ الجَوِّ {- أَرْواقِي)
أَي: لم أَدَعْ شَيئاً من العَدْوِ إِلا عَدَوْتُهُ، وأَنْكَرَهُ شَمِرٌ، وقالَ: لَا أَعْرِفه بِهَذَا المَعْنَى، وَلكنه أَعرِفُه بمعنَى الجِدِّ فِي الشَّيْءَ، وأَنْشَدَ بيتَ تأَبْطَ شَرُّاً هَذَا. ورُبّما قالُوا: ألْقَى أرْواقَه: إِذا أَقامَ بالمَكانِ مُطْمَئنّاً كَمَا يُقال: أَلْقَى عَصاهُ كأَنهُ ضِدٌّ وَفِيه نَظَرٌ. وأَلْقَى عليكَ} أَرْواقَه، وَهُوَ أَنْ تُحِبَّهُ حُباًّ شَدِيدًا حَتّى تُــسْتَــهْلَكَ فِي حُبِّه، وكذلِكَ أَلْقَى شَراشِرَهُ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه، وَبِه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَة: والأَرْكُبُ الرّامُونَ {بالأَرْواقِ وَمن المجازِ: ألْقَت السّحابَةُ على الأرْضِ} أرْواقَها أَي: مَطَرَها ووَبْلَها وقِيلَ: ألَحَّتْ بهِما وثَبَتَتْ بالأَرْضِ، قَالَ: وباتَتْ {بأَرْواقٍ علينا سَوارِيَا أَو ألْقَتِ السَّما:} بأَرْواقِها، أَي: بجمِيع مَا فِيها من الماءَ، قالَهُ ابنُ الأَنْبارِيّ، وقِيلَ: مِياهها)
الصّافِيَة من راقَ الماءُ: إِذا صَفا، واستَــبْعَده ابنُ الأنْبارِيّ، قالَ: لأَنَّ العَرَبَ لم تــستــعمِلْ ماءٌ {رَوْقٌ، وماءَانَ} رَوْقان، وأَمْواهٌ {أرْواقٌ، وَقَالَ غيرُه:} بأَرْواقِها، أَي: مِياهِها المُثْقَلَةِ بالسحابِ، ويُقال: أَرْخَتْ السماءُ {أَرْواقها وعَزاليها.} وأرْواقُ اللَّيْلِ: أثْناءُ ظُلْمَتِه قالَ: وليلَةٍ ذاتِ قَتامٍ أطْباقْ وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناءَ الطّاقْ وَهُوَ مَجاز. (و) {الأَرْواقُ من العَيْنِ: جَوانِبُها قالَ الطِّرِمّاحُ:
(عَيْناكَ غَرْبا شَنَّة أَسْبَلَتْ ... } أَرْواقَها من كَيْنِ أخْصامِها)
ويُقال: أَسبَلَتْ {أَرْواقُها أَي: سالَتْ دُمُوعُها وَهُوَ مجَاز، وَأما قَوْلُ الأَعْشَى:
(ذاتِ غَرْبٍ تَرْمِى المُقَدم بالردْفِ ... إِذا مَا تَلاقَتِ} الأرْواقُ)
فَفِيهِ ثلا ثةُ أَقْوالٍ، قِيلَ: أرادَ {أَرْواقَ اللّيْلِ، وقِيلَ: الأَجساد إِذا تَدافَعَت فِي السَّيْرِ، وقِيلَ: أَرادَ بهَا القُرون.
} ورَوْقُ الفَرَسِ: الرمحُ الَّذَى يَمُدة الفارِسُ بينَ أُذُنَيْهِ، وَذَلِكَ الفَرَسُ أرْوَقُ، فَإِن لم يَفْعَلْ فارِسُه ذَلِك فَهُوَ أَجَمُّ.
{والرِّواقُ، ككِتاب، وغُرابٍ وعَلى الأولِ اقتَصَر الجَوْهرِيُّ وغيرُه: بَيْت كالفُسْطاطِ يُحْمَلُ على سِطاعٍ واحِد فِي وَسَطِه، قالَهُ اللّيْثُ أَو سَقْفٌ فِي مُقَدم البَيْتِ نَقله الجَوْهرِيُّ، وقِيلَ: هُوَ سِتْــرٌ يُمَد فِي دُونَ السَّقْفِ، وقالَ أَبُو زَيدٍ:} رُواقُ البَيْتِ: سِتْــرَةُ مُقدَّمِهِ من أعْلاه إِلى الأرْضِ، وكِفاؤُه: سِتــرةُ أعلاهُ إِلَى أَسْفَله من مُؤَخرِه، وسِتْــرُ البيتِ: أصْغَرُ منَ الرّواقِ، وَفِي البَيْتِ فِي جَوْفِه سِتْــرٌ آخَر يُدْعَى الحَجَلَةَ، وقالَ بعضُهم: رُواقُ البَيْتِ: مُقَدْمُه، وكِفاؤُه: مُؤَخرُه، وخالِفَتاه: جانِباهُ ج: {أَرْوِقَةٌ، وَفِي الكَثِيرِ:} رُوقٌ، بالضَّمّ قالَ سِيبَوَيْهِ: لم يَجُزْ ضَم الواوِ كَراهِيةً للضمةِ قَبْلَها والضَّمَّة فِيها. (و) {الرِّواقُ: حاجِبُ العَيْنِ وَلها} رُواقانِ عَن ابْنِ عَبّادٍ. (و) {الرُّواقُ من اللَّيْلِ: مُقدَّمُه وجانِبُه نَقَله ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ: يَرِدْنَ واللَّيْلُ مُرِمٌّ طائِرُه مُرْخىً} رُواقاهُ هُجُودٌ سامِرُهْ ويُرْوَى مُلْقًى رُواقاهُ. والنَّعْجَةُ تُسَمى {رُواقاً، وتُشْلَى للحَلْبِ فيُقال:} رُواقْ {رُواقْ، قَالَ ابنُ عَبّادٍ: وإِنَّما تسَمّى بهِ إِذا كانَتْ} الرَّوْقاء. وكشَدّادٍ: رَجُلٌ من عُقَيْلٍ هُوَ {الرَّوّاقُ بنُ مالِكِ بنِ يَزِيدَ بنِ) خَفاجَةَ ابنِ عُقَيْل، من ولَدِه: جابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابنِ جابِرِ بنِ الحُرِّ بنِ الرَّوّاقِ، يُعَد فِي التّابِعِينَ.
} والرّاوُوقُ: المِصْفاةُ، ورُبّما سَمّوا الباطِيَةَ رِاوُوقاً. وقالَ اللَّيْثُ: {الرّاوُوقُ: ناجُودُ الشرابِ الذِي} يُرَوَّقُ بهِ فيُصَفَّى والشَّرابُ {يَتَرَوَّقُ منهُ من غيرِ عَصْرٍ. قلتُ: وَقد تَقَدَّمَ فِي موضِعِه أَنّ الناجُودَ هِيَ الباطِيَةُ، قَالَ العِبادِيُّ:
(قَدَّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْنِ ال ... دِّيكِ صَفَّي سُلافَهُ الرّاوُوقُ)
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: الرّاوُوقُ: الكأسُ بعَيْنِها قالَ شَمِرٌ: خالَفَ ابنُ الأعْرابِي أَي: فِي ذَلِك جَمِيعُ النّاس.
وَفِي المُحكَم:} رَيْقُ الشَّبابِ وغيرِه بالفَتْح، و) {رَيِّقُه، ككَيَّس أَي: أَوَّلُه قالَ البَعِيثُ:
(مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّبابِ فعارَضَتْ ... جَناب الصِّبا فِي كاتِم السِّرِّ أَعْجَمَا)
ويُقال: فَعَلَه فِي} رَوْقِ شَبابه، {ورَيِّقِ شَبابِه، أَي: فِي أَوَّلِه وأصْلَه رَيْوِقٌ فَيْعِل، فأُدْغِم، ورُبما يُخَفَّفُ، كهَيْنٍ وهيِّن.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: قِيلَ:} الرَّيِّقُ: أنْ يُصِيبَكَ من المَطَرِ يَسِيرٌ وَهُوَ من الأَضْدادِ أَي: مَعَ قولِهِم رَيّقُ كُلَ شيءٍ: أَوَلُه.
وغِلْمانٌ {رُوقَةٌ، بِالضَّمِّ: حِسانٌ، جَمْعُ رائِقٍ كفارِهٍ وفُرْهَةٍ، وصاحِبٍ وصُحْبَةٍ، وَهُوَ مِنْ راقَ الشَّيْءُ: إِذا صَفا، وقالَ الفَرّاءُ: غُلامٌ رُوقَةٌ، وجَمَل رُوقَةٌ وجارِيَةٌ رُوقَةٌ أيْضاً وَكَذَا ناقَةٌ رُوقَة، وكذلِك نُوقٌ رُوقَةٌ، قالَ: تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَهْ أَنْشَدَه ابنُ الأَعرابِيِّ، إِلاّ أَنّه قَالَ: رُوقَةُ هُنَا جَمْعُ} رائِقٍ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: فأمّا الهاءُ عندِي فلتَأْنِيْثِ الجَمْعِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {الرُّوقَةُ: الشّيْءُ اليَسِيرُ لُغَةٌ يمانِيَة. والرُّوقَةُ: الجَمِيل جِداً من الناسِ، وكذلِك الاثْنانِ والجَمِيع والمُؤَنَّثُ، وَقد يُجْمَعُ على} رُوقٍ، ورُبّما وُصِفَت بِهِ الخَيْلُ والإِبِلُ فِي الشِّعْرِ، وأطْلَقَه ابنُ الأَعْرابِيِّ، فَلم يَخُصَّ شِعْرًا من غَيْرِه. (و) {الرَّوْقَة بالفَتْح: الجَمال الرّائِقُ.} ورَوْقُ: ة، بجُرْجانَ نقلَهُ الصاغانِيُّ. {والرَّوَقُ، مُحَرَّكَة: أَنْ تَطُولَ الثَّنايا العُلْيا السُّفْلَى وتشْرِفَ عَلَيْهَا وَهُوَ} أَرْوَقُ وهى {رَوْقاءُ قالَ لبِيدٌ رضِيَ اللهُ عَنهُ يَصِفُ أَسْهُماً:)
(رَقَمِيّاتٌ عَلَيْها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأَرْوَق مِنْهُم والأَيلّْ)
ج:} رُوقٌ بالضَّمِّ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
(فِداءٌ خالَتِي لبَنِي حُيَيٍّ ... خُصُوصاً يَوْم كُسُّ القَوْم رُوقُ)
وكذلِكَ قَوْمٌ رُوقٌ، ورَجُلٌ {أرْوَقُ وقِيلَ: إِنَّ} رُوقاً جَمْعُ {رُوقَةٍ، كَمَا تَقَدَّم وقِيلَ: جمع} رائِقٍ، كبازِلٍ وبُزْلٍ، وَمِنْه قولُ الرّاجِزِ:
(من لَبَنِ الدُّهْم! الرُّوقْ)

(حَتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ) {وتَرُوقُ كتَكُونُ: اسْم هَضْبَة.
} وأراقَهُ أَي: المَاء، وَنَحْوه: صَبَّهُ وهَراقَهُ يُهَرِيقُه بدل وَكَذَا: أَهْرَاقَهُ يُهْرِيقُه عِوَضٌ: صَبَّهُ، قَالَ الصّاغانِيُّ: وسنُعِيدُ ذِكْرَهُ ثانِياً فِي: ر ي ق. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وإِنّما قُضِىَ عَلَى أَنّ أَصلَ {أَراق:} أَرْوَقَ لأَمرينِ، أَحَدُهما: أَنَّ كونَ عينِ الفِعْلِ واوًا أَكثرُ من كَوْنِها يَاء فِيمَا اعْتَلَّتْ عينُه، والآَخَر أَنَّ الماءَ إِذا هُرِيقَ ظَهرَ جوهَرُه وصَفَا، فراقَ رائِيَهُ {يَرُوقُه، فَهَذَا يُقَوِّي كونَ العَيْنِ مِنْهُ واوًا، على أَن الكِسائِيَّ قد حَكَى راقَ الماءُ يَرِيقُ: إِذا انْصَبَّ، وَهَذَا قاطعٌ بكوْنِ العينِ يَاء، قَالَ ابنُ بَرِّىٍّ:} أَرقْتُ الماءَ مَنْقُولٌ من {راقَ الماءُ} يَرِيقُ {رَيْقاً: إِذا تَرَدَّدَ على وَجْهِ الأَرْضِ، فعَلَى هَذَا كانَ حَقُّه أَن يُذْكَرَ فِي فصل ر ي ق لَا ر وق.} والتَّرْوِيقُ: التَّصْفِيَةُ يُقال: {رَوقَ الشَّرابَ: إِذا صَفّاهُ} بالرّاوُوقِ، قَالَ الأَعْشَى:
(وشاوٍ إِذا شِئْنَا كَمِيشٌ بمِسْعَرٍ ... وصَهْباءُ مِزْبادٌ إِذا مَا {تُرَوَّقُ)
وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:} التَّرْوِيقُ: أَن تَبِيعَ سِلْعَةً وتَشتَرِيَ أجْوَدَ مِنْها وأحْسَنَ، يُقال: باعَ سِلْعَتَه {فرَوَّقَ وقالَ غيرُه: أَطْوَلَ مِنْهَا وأَفْضَلَ، وقالَ ثعلبٌ: هُوَ أَن تَبِيعَ بالِياً وتَشْتَرِىَ جَدِيدًا. وَمن المَجازِ: بَيْتٌ} مُرَوَّقٌ كمُعَظَّم، أَي: لَهُ {رُواقٌ وَهُوَ سِتْــرٌ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ، وَقد} رَوقَهُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للأعْشَى:
(وَقد أقْطَعُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ بفِتْيَةٍ ... مَسامِيحَ تُسْقَى والخِباءُ! مُرَوَّقُ) {ورَوَّقَ السَّكْرانُ: بالَ فِي ثِيابِه هَذِه وَحْدَها عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وَهُوَ مَجازٌ. (و) } رَوَّقَ الفُلانٍ فِي سِلْعَتِه: إِذا رَفَع لَهُ فِي ثَمَنِها وهُوَ لَا يُرِيدُها عَن ابنِ عَبّادٍ. ويُقال: هُو {- مُراوِقِي أَي:} رُواقُه بحِيالِ {- رُواقِي أَي:} رُوَاقُ بَيْتِه بحِيالِ {رُواقِ بَيْتِي، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي الأَساسِ: هُوَ جارِي) مُراوِقِي: إِذا تَقابَلَ الرُّواقانِ.} ورِيوَقانُ، بالكَسْر: ة، بمَرْوَ مِنْهَا: أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُقْبَةَ {- الرِّيوَقانِي، يُقال: إِنَّ إِسحقَ بنَ راهَوَيْهِ مَولاهُم. وَمِمَّا يُــسْتَــدْرَكُ عَلَيْهِ: حَرْبٌ ذاتُ} رَوْقَيْنِ، أَي: شَدِيدَةٌ، وَهُوَ مَجازٌ. ورَماهُ {بأرْواقِه: إِذا رماهُ بثِقَلِه.} وأَرْواقُ الرَّجُلِ: أَطْرافُه وجَسَدُه. وأَلْقَى علينا {أَرْواقَه: إِذا غَطّانا بنَفسِه. وَفِي نوادِرِ الأَعْرابِ:} رَوْقُ المَطَرِ والجَيْشِ والخَيْلِ: مُقَدَّمُه.
{ورَوْقُ الرَّجُلِ: شَبابُه. ولَيْلٌ} مُرَوَّقٌ: مُرْخَى {الرُّواق، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ اللَّيْلَ وقِيلَ الفَجْر:
(وقَدْ هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِىُّ كِفاءَةُ ... ولكِنّه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُ)
ورُبّما قالُوا:} رَوَّقَ اللَّيْلُ: إِذا مَدَّ {رَواقَ ظُلْمَتِه، وأَلْقَى} أرْوِقَتَهُ. {ورُوقَةُ المُؤْمِنينَ، بالضمِّ: خِيارُهُم وسَراتُهم، جمعُ} رائِقٍ. واسْتَــعارَ دُكَيْنٌ {الرّاوُوقَ للشَّبابِ، فَقَالَ: أُسْقَى} براوُوقِ الشَّبابِ الخاضِلِ {وتَرَوَّقَ الشرابُ: صفَا من غَيرِ عَصْرٍ ورَجُلٌ} مُرِيقٌ، وماءٌ {مُراقٌ.} وأَراقَ ماءَ ظَهْرِه، {وهَراقَهُ، على البَدَلِ،} وأَهْراقَهُ على العِوَض، كَمَا ذَهَب إِليه سِيبَوَيْهِ فِي أسْطاع. والإِراقَةُ: ماءُ الرَّجُلِ، وَهِي {الهِراقَة، على البَدَلِ،} والإِهْراقَةُ، على العِوَضِ. وهُما {يَتَراوَقانِ الماءَ: يَتَداولانِ} إِراقَتَه.
{ورَوَّق اللَّيْلُ: أَظْلم، وَكَذَلِكَ:} أَرْوَقَ. {والرواقُ، من السَّحاب: مَا دارَ مِنْهُ،} كرُواقِ البَيْتِ. وسَنَةٌ {رَوْقاءُ، وسَنَواتٌ} رُوقٌ، وعاثَ فِيهم عامٌ {أَرْوَقُ، كأَنّه ذِئبٌ أوْرَقُ. وشَرابٌ رائِقٌ: مُصَفى، ومِسْكٌ} رائِقٌ: خالِصٌ. {ورَوْقُ السَّحابِ: سَيْلُهُ، قالَ:
(مثل السَّحابِ إِذا تَحَدَّرَ} رَوْقُه ... ودَنا أُمِرَّ وكانَ مِمَّا يُمْنَعُ)
روق
راقَ/ راقَ لـ يَروق، رُقْ، رَوْقًا ورَوَقانًا، فهو رائق، والمفعول مَروق (للمتعدِّي)
• راق الشَّرابُ: صفا ° راق من غضبه: ذهب عنه الغضبُ، سكَن غضبُه.
• راق الشَّيءُ فلانًا/ راق الشَّيءُ لفلان: أعجبه وسرّه "راقني هذا المنظرُ- راقتني هذه القصيدة- ما يروق لك قد لا يروق لغيرك". 

روَّقَ يُروِّق، تَرويقًا، فهو مُروِّق، والمفعول مُروَّق
• روَّق الشَّرابَ: صفَّاه وأزال ما به من شوائب وعكارة.
• روَّق المكانَ: رتَّبه ونظَّمه "روَّق الغرفةَ/ خزانة البيت". 

رائق [مفرد]: اسم فاعل من راقَ/ راقَ لـ. 

رُواق/ رِواق [مفرد]: ج أَرْوِقَة ورُوق:
1 - سقيفةٌ للدراسة أو العبادة في مسجد أو معبد أو غيرها "لقاؤنا مساء اليوم في رواق المسجد- زار رواق المغاربة في الأزهر الشريف" ° أصحاب الرُّواق: الرواقيّون؛ أتباع زينون الفيلسوف اليوناني، أصحاب المظلة.
2 - ركن في ندوة أو حلقة دراسية للتَّلاقي والتَّشاور. 

رُواقيَّة/ رِواقِيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من رُواق/ رِواق: صورة من صور مذهب وحدة الوجود اشتهرت بآرائها الأخلاقية التي تُخضِع الخير الأسمى للعقل.
2 - مذهب أتباع زينون الفيلسوف اليونانيّ، لأنّه كان يعلِّمهم في رواق ويُسمَّون أصحاب المظلة، وهم يرون أن السَّعادة في الفضيلة وأن الحكيم لا يبالي لذة ولا ألمًا. 

رَوْق [مفرد]: ج أَرواق (لغير المصدر):
1 - مصدر راقَ/ راقَ لـ.
2 - ماءٌ صافٍ ° أرخت العين أرواقها: دمَعت.
• رَوْقُ الشَّيء: أَوَّله "رَوْقُ المطر/ الشَّباب"? ضرَب اللَّيلُ بأرواقه: أقبل وخيَّم. 

رَوَقان [مفرد]: مصدر راقَ/ راقَ لـ. 

رَيِّق [مفرد]: رَوْق؛ أوّلُ الشَّيء "رَيِّق الشَّباب/ المطر". 

مُرَوِّق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من روَّقَ.
2 - (كم) مادّة تُــستــخدم في ترسيب الشوائب المعلَّقة الموجودة في الماء أو غيره من السوائل بوسائل طبيعيّة أو كيميائيّة. 

لحِق

لحِق: وَصَل (اسم المصدر لحوق) (فوك).
الحقوني: ادركوني! (بوشر).
التحقي بأهلك: صيغة إطلاق (معجم التنبيه).
لحِق ب: أدرك مرتبة الآخرين (القزويني 374:2): بعد أن صد المسلمون هجوم المسيحيين قاموا بتسليح العبيد في مالطا ووعدوهم بالحصول على حريتهم لو انتصروا وأنجزوا وعدهم فلحق العبيد بالأحرار.
لحق: حصل على، حاز، نال (من السلطات العامة) بعد أن قدم التماساً (الكالا).
لحقه أمر: أصابه أمر (كليلة ودمنة 13، 4).
لحق ب: ارتبط ب (هذا إذا أردنا أن نقرأ لحق التي وردت عند حيان 6 في قوله ولقب يومئذ بالثائر فلحق به).
لحق: تابعَ (همبرت 45). في (ألف ليلة 47:3) السابق في مقابل اللاحق.
لحق: اضطهد، أرهق (زتيتشر 116:22).
لحق الثمنُ فلاناً: والمصدر لحوق (وفي محيط المحيط): لحق الفرس يلحق لحوقاً ضمر والثمن فلاناً لزمه.
ألحق ب: أعطى، أحضر (ألف ليلة 100:1): ألحقوني بطاسة ماء.
لحق إلى: انظم إلى. (وفي محيط المحيط لحق إلى قوم كذا لصق بهم).
تلحق: ستــصل في الوقت المناسب؛ مات ألحق أعمله وما ألحق عليه سيكون لديّ، دائماً، الوقت الكافي، لفعله (ألف ليلة 325:7) وما لحقت تقفل عليه حتى أدركها زوجها: (لم يكن لديها الوقت الكافي لإغلاق الصندوق الذي أخفت فيه الأمير، عشيقها، قبل قبل وصول زوجها).
لحّق: انظرها في (معجم فوك اللاتيني) في مادة atingere.
لحّق: جهّز البارود اللازم لإشعال الناري أي لإطلاقه (هلو، بوسييه).
ألحق: ألحق (وحدها) وألحق ب: بمعنى أضاف (غوليوس) أو كما وردت في محيط المحيط: وألحقه أدركه كلحقه وألحقه به أتبعه إياه وجعله يَلْحَقه: (دي ساسي كرست 2، 132 بيت للشنفري 66) - أي البيت السادس والــستــين من قصيدة الشنفري التي تدعى بلامية العرب ومطلعها:
أقيموا بني أمّي صدور مطيّكم ... فإنّي إلى قوم سواكم لأميلُ
والبيت الذي أشار إليه دوزي هو:
وألحقت أُولاه بأُخراه موفياً ... على قنّة أقعي مراراً وأمثلُ
موفياً: مشرفاً، أمثل: أنتصب. المترجم-.
و (89:1، 4 وما بعده عبدون البيت الثامن عشر ص219 من طبعتي لأشعاره، مرسينج 5، 3) حذف اسم ابن ماجة وألحق ابن قانع في الحاشية. ويقال، في معرض الحديث عن أحد رواة الأحاديث النبوية ألحق الأصاغر بالأكابر (ابن خلكان 128:1) بمعنى كانت هناك حلقة سلسة بين الجيل القديم من التقليديين والجيل الجديد.
ألحق القائفُ الولد بأبيه: أخبر بأنه ابنه لشبه بينهما يظهر له (محيط المحيط) وقد أوجزها أبو الفداء في كتابه تاريخ الجاهلية حيث حذف كلمة أبيه وقال في (ص90، 2) وكل مولود اختلف فيه ألحقه بالشبه وقد ترجمها (فليشر) بما يطابق المعنى الذي ذهب إليه أبو الفداء، وورد عند (بوشر) عرف ولده حلالاً وألحقه بالنسب أي اعترف بالولد.
ألحق: وضعه في مرتبة غيره وكذلك ألحقه ب (القلائد 12: 209): لمّا كان يهودياً فقد أعجزه الوصول إلى المرتبات العليا التي حصل عليها من ساواه في نبوغه حتى ألحقه الله بأقرانه حين هداه الله للإسلام.
ألحقه باسم فلان: أعطاه اسم غيره (بدرون 246، 2): قال أحدهم للفضل البرمكي: لقد ولدت في اليوم الذي ولدتَ فيه فسمتني أمي فضيلاً إكباراً لاسمك أن تلحقني به وصغرته لقصور قدري عن قدرك.
وفيه (28، 7): فالثنورية هم الزنادقة فأُلحق بهذا الاسم سائرُ من اعتقد بالقدم في العالم وأبى حدوثه وأنكر البعث.
ألحق: قيّد. سجّل. جنّد. ألحقهم في الحشم (ابن القوطية 38) ألحقه في جنده (البربرية 938:2) وفي (أبحاثي. المخطوطة الثانية 34:9) وكان ملحقاً قي الديوان فكان الغزو يَلحَقه (وفي 57): ومعه جملة من الحشم قد كان ألحقهم (وفي الخطيب اسكوريال: فصل عبد الله بن بلوخين بن باديس): .. إن هذا الأمير حين هدده يوسف بن تاشفين أسرع، في المال وألحق السوقة والحاكة واستــكثر من اللفيف (انظر أيضاً ملاحق)
ألحقَ: انزل معلَّقاً. حلّ، فكّ، فصل. أزال البقع. (وتقابل باللاتينية descolgar أي هبّط ونزّل).
تلاحق ب: (تقال عند الحديث بين أشخاص كثيرين): لحق ب. انظم إلى، شارك بالتعاقب ... (دي ساسي كرست 33:2).
تلاحق ب: أصلح (ابن البيطار 536:1) ينبغي أن يتلاحق ضررها إذا أدمنت بما يفتح السدد ويمنع تولد الحصا.
التحق ب: بلغ موضعاً ووصله وأدركه أو آوى إليه (دي ساسي كرست 37:2).
التحق بغلمان فلان: عيّن فلاناً في خدمة أحدهم (أو في خدمة أمير) (النويري، افريقيا، وقد وردت الجملة في عبارة ترجمها دي سلان في كتابه: تاريخ البربرية 446:1).
التحق ب: تابَعَ (همبرت 45).
استــلحق: يقال (استــلحق) حين يصم إلى الخدمة مجموة من المشاة (البربرية 1، 521، 1، 547، 2، 2، 39، 3) (اسْتُــلحِق بالمبني للمجهول) (110، 6، 145، 168، 5، 246، 345، 7، 359، 3، 369، 9، 412، 13 بني الأغلب 64 المقري 1، 633) ونــستــطيع أن نــستــنتج من هذه العبارات أن الأمر حين يتعلق بالفروسية نــستــعمل كلمة استــركب إلا أننا نجد أن هناك من يــستــعمل اصطلاح استــلحاق الفرسان (البربرية 2، 372).
لَحَق: تابعون، موالون، مشايعون (أخبار 108، 6): ثم وضع الشراء في المماليك واللحق.
لحَق: ملحَق في هامش مخطوط أو في أسفله، توصية مضافة إلى عريضة، ملاحظة مكتوبة بين السطور (الكامل 241، 16. عبد الواحد 151، 5): اللحق بين الاسطار (أماري دبلوماسية 236، 8، 448، 2، 18).
لَحُوق: فرس ضامر (معجم البلاذري).
لحوقي: مقلاة (بوشر).
لاحق: البطيء، المتأخر من الجنود إنسان متباطئ، أو متوانٍ في العمل (معجم البلاذري).
لاحق: اللاحق عند الفقهاء هو الذي أدرك الإمام أول الصلاة وفاته الباقي لنوم أو حَدَث أو بقي قائماً للزحام (محيط المحيط).
لاحق: حين يكون الكلام بصدد رواة الأحاديث النبوية انظر مادة سابق.
لاحق: اسم أفراس (محيط المحيط) (المقري 1، 385) (عبد الواحد 125، 10) السابق واللاحق: حين يكون الكلام بصدد الجياد انظر الكلمة الاولى.
لواحق: شكير، عِقّان (غصن أو ساق تنمو من البراعم العريضة) (ابن العوام 1، 155، 2، 181، 17، 249، 2، 250).
اللواحق: في عرف المنجمين هي الخمس المُــستَــرِقة وهي خمسة أيام من السنة الاصطلاحية (محيط المحيط) (انظر المــستــرقة عند فريتاج).
تلحيق: طُعْم (هلو).
ملحق: حاشية، لاحقه (دي ساسي كريــست دبلوماسية 11، 17. أماري دبلوماسية 8، 1، 5).
ملحق: إضافة، تذييل (ابن البيطار 116:2) قال (قسطا) في الملحق المقالة الرابعة. في إعلان نشره خليل سركيس في لسان الحال الصحيفة التي كان يصدرها بيروت اطلق على هذا التذييل للمعاجم العربية اسم الملحق للقواميس.
ملحق: مذكرة صغيرة، مدرجة في رسالة، حول موضوع خاص، أو عبارة المرسل تدوينها في متن الرسالة (بوشر).
ملحق: نشرة دورية مرسلة إلى عدة أشخاص تحوي الشروط والمواضيع نفسها الموجود في بقية النسخ (بوشر).
ملاحق (اسم جمع)؛ رتب عسكرية. (البيان 217:2: واستــنزل ابن مروان الجليقي وأهله وذوي الشوكة من صحبة وأسكنهم قرطبة وألحقهم في الملاحق السنية (اقرأ الكلمة بهذه الصورة إذ إنها وردت في مخطوطة الأريب بدون نقاط فوق حرف القاف) وفي (حيان 8): فصار في الديوان بها (بقرطبة) في أعلى الملاحق (وفيه 21): تصرّف بالجندية بأعلى الملاحق (وفي 21 أيضاً) إلى أن استــنزله الخليفة عبد الرحمن استــنزالَهم فأُثبت في شرف الملاحق إثباتَهم وتصرف الخدمة في الجندية تصرُّفهم. -كذا-المترجم.
متلاحق: مباشر، بلا واسطة (هلو).

الجناس

الجناس: التشابه والجناس بَين اللَّفْظَيْنِ عِنْد عُلَمَاء البديع تشابههما فِي التَّلَفُّظ مَعَ اخْتِلَافهمَا فِي الْمَعْنى وَهُوَ من المحسنات اللفظية. وَله أَقسَام كَثِيرَة فِي كتب فن البديع وَقد ذكرنَا نبذا مِنْهَا فِي التَّام.
الجناس:
[في الانكليزية] Paronomasia ،paronymy ،pun
[ في الفرنسية] Paronomase ،paronymie ،calembour
عند أهل البديع هو من المحسّنات اللفظية هو تشابه اللفظين في اللفظ، أي في التلفّظ ويسمّى بالتجنيس أيضا. والمراد بالتلفّظ أعم من الصريح وغير الصريح، فدخل تجنيس الإشارة وهو أن لا يظهر التجنيس باللفظ بل بالإشارة كقولنا حلقت لحية موسى باسمه. وخرج التشابه في المعنى نحو أسد وسبع أو مجرّد عدد الحروف أو الوزن نحو ضرب وعلم وقتل.
وفائدة الجناس الميل إلى الإصغاء إليه فإنّ مناسبة الألفاظ تحدث ميلا وإصغاء إليها، ولأنّ اللفظ المشترك إذا حمل على معنى ثم جاء والمراد به معنى آخر كان النفس تشوق إليه.
التقسيم
الجناس ضربان. أحدهما التّام وهو أن يتفق اللفظان في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها. فبقولنا أنواع الحروف خرج نحو يفرح ويمزج فإنّ كلا من الفاء والميم وكذا بواقي الحروف أنواع مختلفة. وبقولنا وأعدادها خرج نحو الساق والمساق. وبقولنا هيئاتها نحو البور والبور بفتح الموحدة في أحدهما وضمها في الآخر، فإنّ هيئة الكلمة كيفية تحصل لها باعتبار حركات الحروف وسكناتها. وبقولنا وترتيبها أي تقديم بعض الحروف على بعض وتأخيره عنه خرج نحو الفتح والحتف. ثم إن كان اللفظان المتفقان فيما ذكر من نوع واحد من أنواع الكلمة كالاسم مثلا يسمّى مماثلا، لأنّ التماثل هو الاتحاد في النوع نحو وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ أي من ساعات الأيام والساعة الأولى بمعنى القيامة. وقيل الساعة في الموضعين بمعنى واحد. والتجنيس أن يتفق اللفظان ويختلف المعنى ولا يكون أحدهما حقيقة والآخر مجازا، بل يكونان حقيقتين، وزمان القيامة وإن طال لكنه عند الله في حكم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة على القيامة مجاز، وبذلك يخرج الكلام عن التجنيس، كما لو قلت ركبت حمارا ولقيت حمارا أي بليدا. وإن كان اللفظان من نوعين يسمّى مــستــوفى كقول ابي تمام:
ما مات من كرم الزمان فإنه يحيى لدى يحيى بن عبد الله فإن يحيى الأول فعل مضارع والثاني علم.
وأيضا التام إن كان أحد لفظيه مركبا والآخر مفردا يسمّى جناس التركيب والجناس المركّب. والمركّب إن كان مركّبا من كلمة وبعض كلمة يسمّى مرفوّا نحو عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ وإن كان مركّبا من كلمتين، فإن اتفق اللفظان في الخط يسمّى متشابها نحو: إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة أي غير باقية وذاهبة الأولى مركّب من ذا وهبة بمعنى صاحب هبة. وإن لم يتفقا في الخط يسمّى مفروقا نحو:
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا ما الذي ضر مدير الجام لو جاملنا أي عاملنا بالجميل.- والجام هو الكأس بالفارسية-.
وثانيهما غير التام وهو أربعة أقسام، لأنه إن اختلف اللفظان في هيئة الحروف فقط يسمّى محرّفا، والحرف المشدّد هاهنا في حكم المخفف.
والاختلاف إمّا في الحركة أو في الحركة والسكون كقولهم جبّة البرد جنّة البرد. فلفظ البرد الأول بالضم والثاني بالفتح. وأما لفظ الجبة والجنة فمن التجنيس اللاحق. وقولهم الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط بتشديد الراء والأول بتخفيفها. وقولهم البدعة شرك الشرك بكسر الشين وسكون الراء والشرك الأول بفتحتين، وإن اختلفا في أعدادها فقط يسمّى ناقصا والاختلاف في عدد الحروف إمّا بحرف في الأول نحو وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ، أو في الوسط نحو جدي جهدي، أو في الآخر نحو عواص وعواصم. وربّما يسمّى هذا القسم الأخير بالمطرف أيضا. وإمّا بأكثر من حرف وربّما يسمّى مذيلا وذلك بأن يزيد في أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول. وسمّى بعضهم الثاني بالمتوّج كقوله تعالى وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ. وإن اختلفا في أنواعها فقط فيشترط أن لا يقع الاختلاف بأكثر من حرف إذ حينئذ. يخرج عن التجانس كلفظي نصر ونكل. ثم الحرفان إن كانا متقاربين يسمّى مضارعا وهو ثلاثة أضرب: لأنّ الحرف الأجنبي إمّا في الأول كدامس وطامس، أو في الوسط نحو ينهون وينأون، أو في الآخر نحو الخيل والخير.
وإلّا أي إن لم يكونا متقاربين يسمّى لاحقا إمّا في الأول كهمزة ولمزة، أو في الوسط نحو تفرحون وتمرحون، أو في الآخر كالأمر والأمن. وفي الإتقان الحرفان المختلفان نوعا إن كان بينهما مناسبة لفظية كالضاد والظاء يسمّى تجنيسا لفظيا كقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وإن اختلفا في ترتيبها فقط يسمّى تجنيس القلب وهو ضربان، لأنه إن وقع الحرف من الكلمة الأولى أوّلا من الثانية والذي قبله ثانيا وهكذا على الترتيب سمّي قلب الكلّ نحو فتح حتف، وإلّا يسمّى قلب البعض نحو فرقت بين بني إسرائيل. وإذا وقع أحد المتجانسين في أول البيت والآخر [مجنحا] في آخره يسمّى تجنيس القلب حينئذ مقلوبا صحيحا لأن اللفظين كأنهما جناحان للبيت كقول الشاعر لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال وإذا ولي أحد المتجانسين الآخر سواء كان جناس القلب أو غيره يسمّى مزدوجا ومكررا ومرددا كقولهم من طلب وجدّ وجد ومن قرع ولجّ ولج، وقولهم النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم.
تنبيه
إذا اختلف لفظا المتجانسين في اثنين أو أكثر مثلا أو اختلفا في أنواع [الحروف] وأعدادها أو فيهما مع ثالث كالهيئة والترتيب لا يعد ذلك من باب التجنيس لبعد المشابهة. قال الخطيب في التلخيص: ويلحق بالجناس شيئان:
أحدهما أن يجتمع اللفظين الاشتقاق نحو فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ، وسماه صاحب الإتقان بتجنيس الاشتقاق وبالمقتضب. ثم قال: والثاني أن يجمعهما أي اللفظين المشابهة نحو قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ، وسماه صاحب الإتقان بجنس الإطلاق. وقال المحقق التفتازاني في شرحه المطول: ليس المراد بما يشبه الاشتقاق الاشتقاق الكبير لأنه هو الاتفاق في حروف الأصول من غير رعاية الترتيب مثل القمر والرقم. ولا شك أن قال في المثال المذكور في القول والقالين من القلى، بل المراد به ما يشبه الاشتقاق وليس باشتقاق وذلك بأن يوجد في كل من اللفظين [جميع] ما يوجد في الآخر من الحروف أو أكثر، لكن لا يرجعان إلى أصل واحد في الاشتقاق. قال المحقق التفتازاني في المطول: وقد يقال التجنيس على توافق اللفظين في الكتابة ويسمّى تجنيسا خطيا كقوله عليه السلام «عليكم بالأبكار فإنهن أشد حبّا وأقل خبّا. وقد يعد في هذا النوع ما لم ينظر فيه إلى اتصال الحروف وانفصالها كقولهم في مسعود متى يعود وفي المــستــنصر به جنة المسيء يضربه حية انتهى.
ففهم من كلام التلخيص والمطول أنّ إطلاق التجنيس على تجنيس الاشتقاق وتجنيس الإطلاق على سبيل التشابه وإطلاقه على التجنيس الخطي على سبيل الاشتراك اللفظي، وأنّ المعدود في المحسنات اللفظية هو التجنيس بمعنى تشابه اللفظين في اللفظ. وقد صرّح به المحقق التفتازاني في آخر فن البديع، وقال: إنّ كون الكلمتين متماثلتين في الخط كما ذكرنا ليس داخلا في علم البديع، وإن ذكره بعض المصنفين فيه.
فائدة: لكون الجناس من المحسّنات اللفظية لا المعنوية ترك عند فوت المعنى كقوله تعالى وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ. قيل لم يقل وما أنت بمصدق لنا مع أنه يؤدي معناه مع رعاية التجنيس لأن في مؤمن من المعنى ما ليس في مصدق، إذ معناه مع التصديق إعطاء الأمن، ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب الأمن، فلذلك عبّر به وكقوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ لم يقل وتدعون أحسن الخالقين مع أنّ فيه رعاية الجناس لأنّ تدع أخصّ من تذر لأنه بمعنى ترك الشيء مع الاعتناء به بشهادة الاشتقاق، نحو الإيداع فإنه ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها، ولذا يختار لها من هو مؤتمن عليها. ومن ذلك الدّعة بمعنى الراحة.
وأما يذر فمعناه الترك مطلقا أو الترك مع الإعراض والرفض الكلي. قال الراغب: يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به.
ومنه الوذر قطعة من اللحم لقلّة الاعتداد به.
ولا شكّ أنّ السياق إنّما يناسب هذا لا الأول.
فأريد هاهنا تشنيع حالهم في الإعراض عن ربّهم وأنهم بلغوا الغاية في الإعراض، كذا ذكر الخولي. وقال الزملكاني إنّ التجنيس تحسين، إنما يــستــعمل في مقام الوعد والإحسان لا في مقام التهويل. هذا كله خلاصة ما في المطوّل والإتقان.
وأما التجنيس عند أهل الفرس فقال في جامع الصنائع: إنّنا نبيّن هذه الصّناعة حسب اصطلاح رجال الأدب الفارسي: إذن نقول:
التجنيس عند الفرس هو الإتيان بلفظين متشابهين في الصورة ولكنهما متخالفان في المعنى. وهو أكثر من نوع.

النوع الأوّل البسيط: وذلك بإيراد لفظين متجانسين وهو أيضا قسمان: أحدهما البسيط المتّفق: وذلك بأن يكون اللفظان متفقين في عدد الحروف والإملاء والتّلفّظ، مثل كلمة خطا التي لها معنيان.

وثانيهما: البسيط المختلف: وذلك بأن يتّفق اللفظان في الأركان ما عدا التركيب.

ومثاله لفظ تارها في هذا المصراع: «تارها كردى از آن زلفين مشكين تارها».
والمعنى (لقد صنعت خيوط السّدى من تلك السّوالف السّوداء المضمخة بالمسك) والثاني عبارة عن لفظين أو ثلاثة قليلة الحروف بحيث تتساوى مع اللّفظ الأوّل، وهذا النوع ينقسم أيضا إلى قسمين:
1 - مركّب تام متّفق في جميع الأركان ومثاله في البيت التالي:
همچون لب أو چوديده ام مرجان را خواهم كه فداى أو كنم مر جان را ومعنى البيت:
حينما رأيت شفته الياقوتيّة أودّ لو فديته بروحي فلفظة مرجان في المصراع الثاني مؤلّف من كلمتين مر وجان بينما هي في المصراع الأول كلمة واحدة مفردة.
2 - 
مركّب تام مختلف: وهذا أيضا على قسمين: 1 - وهو متّفق في جميع الأركان ما عدا الحركة، ومثاله في البيت التالي:
از فراق رخ چوگلزارت عاشق خــستــه زير گل زارت.

ومعناه: بسبب فراق وجهك الأزهر صار العاشق مريضا تحت الطين. فلفظ گلزار مركّب من كل وزار.
2 - أن يختلف في الحركة والكتابة ويتّفق في الأركان ومثاله:
رخ تو آفتاب ديدن آن آفت آب اندرون چشم است.

والمعنى:
وجهك هو رؤية الشمس والماء يكون آفة في العين والمراد ظاهر في تركيب كلمتي آفت وآب في المصراع الثاني بينما هي كلمة واحدة في المصراع الأول.

النوع الثالث: التجنيس المزدوج. وهو الإتيان بألفاظ تكون متّصلة أو منفصلة، وعدد حروفها أقلّ من ألفاظ أخرى مشابهة لها. فمثال المتّصل آباد وباد. ومثال المنفصل گلزار وزار.

النوع الرابع: التجنيس المحرّف: هو الإتيان بلفظ من جنس اللفظ الأوّل يزيد عنه أو ينقص جزءا في آخره فإن كانت أكثر قيل له زائدا، وإن كانت أقلّ قيل له ناقصا، مثل كلمة چشم (عين باصرة) ناقص وچشمه (عين الماء) زائد.

النوع الخامس: التجنيس المركّب:

ومعناه: أن نبسط لفظا فيصير لفظا مركبا. وذلك نوعان: أحدهما خطّي ولفظي، والثاني خطّي مجرّد. وكلّ واحد منهما ينقسم إلى قسمين متّصل ومنفصل. ومثال اللفظي والخطّي المتّصل في البيت التالي:
تا جان دهمت بگوى اى مر جان را يك بوسه بده بهاش بشمر جان را ومعناه:
لكي أعطيك الروح قل يا ياقوت الروح هات قبله واحدة واعتبر الروح ثمنها ومثال الخطّي واللّفظي المنفصل في البيت الآتي:
هر بار نديده ام كسي گهربار إلا تو بتكرار سؤال سائل ومعناه:
لم أر شخصا في كلّ مرة ينثر الجوهر إلّا أنت بتكرار سؤال السّائل ومثال الخطي المجرّد المتّصل:
هر بار اگر يار نه گوهر بار است از دست نه بل ز چشم دانش اغيار است والمعنى:
في كل مرة إذا لم يكن الحبيب ناثرا للجوهر فليس من يده بل من عين الرّقباء الأغيار النوع السادس: التجنيس المــستــحيل:
ومعناه أن يعرف التجنيس فقط بطريق الحيلة وهو على ثلاثة أنواع: 1 - المضارع: وهو أن يكون التجانس في جميع الحروف ما عدا الحرف الأخير مثل آزار (الأذى) وأزاد (الحر).
2 - 
التبديل: أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما خلا الحرف الأول مثل: إشارت وبشارت 3 - مطرّف: أي أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما عدا الحرف الوسيط: مثل قادري وقاهري.

النوع السابع: التجنيس اللفظي: يعني أن يتشابه التّلفّظ بالكلمتين حتى تبدوان متجانــستــين ولكنهما في الكتابة مختلفتان مثل سفر وصفر.

النوع الثامن: تجنيس الخطّ: أن يكون التجانس في الخط ويختلف في اللفظ. انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: يلحق بتجنيس الخطّ الكلام الذي له ذيل والذي يقابل بعضه بعضا.

مثاله:
ما إنّ روح العالم سحبت ذيلها من المرج خارجة حتى انطلقت أرواح الطير في المروج من أجسادها وإذا ذكرت كلمة دامن (ذيل) في أثناء هذا القسم فإنّه يكون مقبولا. وكلّما في ذلك الجنس يحافظ على اللفظ فإنّه يقال له متجانس.
(الجناس) (فِي اصْطِلَاح البديعيين) اتِّفَاق الْكَلِمَتَيْنِ فِي كل الْحُرُوف أَو أَكْثَرهَا مَعَ اخْتِلَاف الْمَعْنى

ولى

ولى وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهى أَن تفرش الولايا الَّتِي تُفْضِي إِلَى ظُهُور الدَّوَابّ. الولية: البرذَعَة ونراه أَنه نهى عَن ذَلِك وَالله أعلم لِأَنَّهَا إِذا افترشها النَّاس صَار فِيهَا دَوَاب الأجساد من الْقمل وَغير ذَلِك فَإِذا وضعت على ظُهُور الدَّوَابّ كَانَ فِيهَا أَذَى عَلَيْهَا وضرر.

ول

ى1 وَلِيَهُ , (S, Msb, K,) and وَلِى عَلَيْهِ, (Msb, K,) inf. n. وِلَايَةٌ (S, Msb, K,) and وَلَايَةٌ, (K,) or the former is a simple subst., (TA,) and signifies the office, and authority, (K,) He held command or authority over it; had charge of it; presided over it, or superintended it, (namely a thing, S, Msb, K, and a country, province, town, or the like, S, Msb,) as a prefect, commander, governor, lord, prince, king, administrator, or manager; (K, TA;) i. q. ↓ تَوَلَّاهُ. (Msb.) b2: وَلِىَ كَذَا He performed the act or office of doing such a thing; he did such a thing himself.2 وَلَّى He caused to turn away, or back. (Kur-án, ch. ii. v. 136.) b2: He caused to turn towards, with acc. (Idem, ch. ii. v. 139.) b3: He turned away, or departed. (TA.) b4: وَلَّى عَنْهُ He turned away from, avoided, shunned, and left, him or it. (Msb.) b5: وَلَّتِ الحَرْبُ [The war declined]. (A, K, in art. سفر.) b6: وَلَّى هَارِبًا He went back, or retreated, fleeing. (S.) b7: وَلَّيْتُهُ ظَهْرِى

I placed him behind me, and betook myself to defending him. (TA in art. شزن.) b8: More commonly I turned my back upon him, or it: see Har, p. 564. b9: وَلَّى اللَّيْلُ لِيَذْهَبَ The night [declined, i. e.] retreated to depart; syn. أَدْبَرَ. (T in art. دبر.) b10: وَلَّى أَمْرُ القَوْمِ لِفَسَادِ The case of the people, or party, declined, or became reduced to a bad state; syn. أَدْبَرَ. (M in art. دبر.) b11: [وَلَّى كِبَرًا, and وَلَّى alone, both of frequent occurrence in the lexicons, &c., He became in a declining state by reason of age.]

وَلَّى said of a man is syn. with دَبَرَ; as also شَيَّخَ. (S in art. دبر.) See also two exs., p. 75, col. 3. b12: التَّوْلِيَةُ, like الإِدْبَارُ, properly signifies Retrogression; and hence, like this English word, tropically, declension. b13: وَلَّاهُ أَمْرًا He set him over the thing; appointed him superintendent of it; or set him to do it; as also إِيَّاهُ ↓ أَوْلَاهُ. b14: وَلَّى دُبُرَهُ and وَلَّاهُ دُبُرَهُ; see دُبُرٌ, and see three phrases voce ذَنَبٌ.3 وَالَاهُ It was next, or adjacent, to it. Said of one place or tract with respect to another. b2: وَالَى He made a consecution, or succession, of one to the other; (S, K;) بَيْنَهُمَا between them two; (S;) or بَيْنَ الأَمْرَيْنِ between the two things or affairs; he made a successive connexion, or no interruption. (K.) And والاه He made it consecutive, successive, or uninterrupted, in its progressions, or gradations, or the like; syn. تَابَعَهُ [which see]. (Msb.) b3: وَالَاهُ, (MA,) inf. n. مُوَالَاةٌ, (S, KL, TA,) He befriended him, or was friendly to him. (S, MA, KL, TA.) See شَايَعَهُ.4 أَوْلَى He gave: and he made near. (KL.) b2: أَوْلَاهُ مَعْرُوفًا He did to him, or conferred upon him, a benefit, or favour; syn. أَسْدَاه إِلَيْهِ; as though he made it cleave to him, being next to him: or he put him in possession of it. (TA.) You say also, أَوْلَاهُ ذُلَّا [He brought upon him abasement, or ignominy], (S, K, in art. خسف,) and الذُّلَّ وَالهَوَانَ. (Msb in that art., voce خَسْفٌ, q. v.) 5 تَوَلَّى He turned himself, الى towards. (Jel, ii. 139.) He turned away (Idem, xix. 50; and S, Msb) عَنْهُ from him, or it. (S.) b2: تَوَلَّى He turned the back to another: see a verse in art. فيل, conj. 1. b3: تولّى أَمْرًا He took upon himself an affair. b4: تَوَلَّى كِبْرَهُ He took upon himself, or undertook, the main part thereof; syn. تَحَمَّلَ مُعْظَمَهُ. (Jel, xxiv. ii.) b5: تَولَّاهُ: see وَلِيَهُ.10 اِــسْتَــوْلَى عَلَيْهِ He mastered, or gained the mastery over, him or it; (Msb;) he got it in his hand, possession, or power. (TA.) b2: إِــسْتَــوْلَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ [The argument, allegation, or pled, overcame him]. (L in art. بهت.) وَلِىٌّ The manager of a thing, or of the affairs of another: (Msb:) the guardian, or manager of the affairs, and maintainer, of an orphan: the guardian of a women, who affiances her, and independently of whom marriage cannot be contracted by her. (TA.) The executor of a deceased person: (Bd, xvii. 35:) the heir of a deceased person. (Bd, Jel, ibid.) The hair [or next-of-kin] of a slain person, (Bd, Jel, xvii. 35,) who has the management of the affairs after the death of that person. (Bd, ibid.) and the slayer's next-of-kin, who is answerable for him. b2: وَلِىُّ عَهْدٍ and وِلَايَةُ عَهْدٍ: see art. عهد. b3: وَلِىّ اللّٰهِ may be rendered The friend of God: or وَلِىٌّ has the meaning of an act. part. n., i. e. the constant obeyer [of God]: or that of a pass. part. n., i. e. [the favourite of God;] the object of the constant beneficence and favours of God. (TA.) See عَدُوٌّ. b4: أَللّٰهُ وَلِىُّ الحَمْدِ signifies both مُــسْتَــحِقُّهُ and صَاحِبُهُ. (IbrD.) b5: وَلِىٌّ pl. أَوْلِيَاءُ A saint, &c. b6: وَلِىٌّ The rain after the وَسْمِىّ. (TA in art. عنو.) وَلَآءٌ Relationship: so in the phrase بَيْنَهُمَا وَلَآءٌ [Between them two is relationship]. (JM.) b2: Also used for أَصْحَابُ وَلَآءٍ: see a verse cited voce عَيْرٌ. b3: وَلَآءٌ The right to the inheritance of the property left by an emancipated slave.

وِلَايَةٌ

: see وَلِىٌّ.

وَالٍ

A prefect, governor, ruler, king, regent, judge, magistrate, &c. See مَعُونَةُ.

فُلَانٌ أَوْلَى بِكَذَا Such a one is more, or most, entitled to such a thing; has a better, or the best, right, or title, or claim, to it; is more, or most, deserving, or worthy, of it; is more, or most, competent to it; is more, or most, fit for it; syn. أَحَقُّ بِهِ. (Msb.) But see أَحَقٌّ. See also an ex. voce أُولُو, from the Kur, viii., last verse, and xxxiii. 6. b2: أَوْلَى بِشَىْءٍ

More worthy, or deserving, of a thing. More fit, apt, or proper, for a thing. b3: بِالطَّرِيقِ لِأَوْلَى

A fortiori: see طَرِيقٌ.

مَوْلًى

A lord, or chief; syn. سَيِّدٌ. (TA in the addenda.) b2: The son of a paternal uncle: (S, Msb:) or a relation, (K,) such as a son of a paternal uncle (IAar, K) and the like, (K,) [i. e.] and such as a son of a sister. (IAar, TA.) b3: And A freedman; (S, Msb, K;) so called because he is in the condition of the son of a paternal uncle; being one [under the patronage of his emancipator, i. e.,] whom the emancipator is bound to aid, and whose property he inherits if he dies having no [natural or other legal] heir. (TA.) And (K) a slave: (M, K:) fem. with ة. (M.) مَوَالِيَا

, vulg. مَوَّال (not مَوَالِيَّا) A kind of short poem, generally of five lines, of which all but the penultimate end with the same rhyme: see note 5 to ch. xxvi. of my “ 1001 Nights. ”
(ولى) الرطب أَخذ فِي الهيج وَالشَّيْء أدبر وَيُقَال ولى فلَان هَارِبا وَالشَّيْء وَعَن الشَّيْء أدبر عَنهُ ونأى وَعَن فلَان بوده تغير عَلَيْهِ وَفُلَانًا نَصره واستــقبله بِوَجْهِهِ وَفُلَانًا الْأَمر جعله واليا عَلَيْهِ وَفُلَانًا الْحَاجة ولت عَنهُ
ولى قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: غِنى مولَايَ الْمولى عِنْد كثير من النَّاس هُوَ ابْن العّم خاصّة وَلَيْسَ هُوَ هَكَذَا وَلكنه الوليّ فَكل وليّ للْإنْسَان هُوَ مَوْلَاهُ مثل الْأَب وَالْأَخ وَابْن الْأَخ والعَم وَابْن الْعم وَمَا وَرَاء ذَلِك من الْعصبَة كلّهم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإنِّي خِفْتُ الموَالِي من ورائي} وَمِمَّا يبين لَك أنّ الْمولى كلّ وَلي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أيّما امْرَأَة نكحت بِغَيْر أَمر مَوْلَاهَا فنكاحها بَاطِل أَرَادَ بالمولى الْوَلِيّ. [و -] قَالَ اللَّه عز وَجل {يَوْمَ لاَ يُغْنِيْ مَوْلَى عَنْ مَّوْلَى شَيْئاً} . فنراه إِنَّمَا عني ابْن الْعم خَاصَّة دون سَائِر أهل بَيته. وَقد يُقَال للحليف [أَيْضا -] : مولى قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي: [الطَّوِيل]

مواليَ حِلفٍ لَا مَوالي قرابةٍ ... وَلَكِن قطينا يسْأَلُون الأتاويا

والأتاوي جمع إتاوة وَهِي الْخراج. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام نَهَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَن نــستْــقبل الْقبْلَة ببول أَو غَائِط فَلَمَّا قَدِمنا الشَّام وَجَدْنا مَرافقهم قد استُــقبل بهَا الْقبْلَة فَكُنَّا ننحرف ونَــستــغفر الله. 
ولى:
ولى: جاور، لاصق êtrea contigue ( قرطاس 7:40)؛ ولى مع: تاخم، جاور être limitohe de ( دي ساسي كرست دبلوماسية 494:9)؛ أمس والذي يليه، أول الباخرة (فوك).
ولى: ما كان على (فريتاج) أن يعيد ذكر ولى عنه بوجهه التي وردت عند (جوليوس) لأنها لا أكثر من ولَّى التي طبعها، مصيباً، في (كرست 4:56).
ولَّى ابتعد عن (ألف ليلة 7:82:1): مدينة ولى عنها الشتاء ببرده وأقبل عليها الربيع بورده.
ولَّى بوجهه عنه (أنظر ولى).
ولَّى: أدار (ويجرز 3:43 و126، 236، حيّان 100): وولوا المسلمين أكتافهم (أي أولوا المسلمين ظهورهم).
ولَّى: عاد للموضع الذي كان قد سافر منه (بقطر - بربرية).
ولَّى: من الجائز أن يقال ولاَّه معروفاً مثلما يقال أولاه معروفاً فيما لو لم يكن هناك خطاً في منطوق شطر البيت أنا عبد ولُيتهُ كل برِ الذي ورد عند (المقري3:276:2) إذ أن (فليشر - بيرشت 295) قد اقترح، بحذر، أن تقرأ أوليته.
ولَّى: فرض شيئاً على فلان (محمد بن الحارث 317): فأعقبه الله في ذلك بشَر عقباً وولاّه من ذلك ما تولاَّ.
ولَّى فلاناً: أعلن ولاية العهد لفلان أي خليفة له من بعده (دي ساسي كرست 4:229:2): يقال أيضاً ولَّى العهد لأخيه (معجم البيان).
ولَّى: أهّل، جعله أهلاً، خوله الحق في habiliter ( الكالا).
ولّى: تخلى عن صفقة أو عن عقار بسعر الشراء: فولاه من زوجه من (تنازل عن الشيء لزوجته بسعر الكلفة) (بوسويه)؛ ولّى ل ... (صيغ العقود 1): وثيقة التولية اشهد على نفسه فلان ابن فلان طائعاً غير مكروه انه قد ولاّ لفلان ابن فلان الفدان الذي اشتراه بموضع كذا ولا له بالثمن الذي اشتراه به. هكذا وردت في الأصل بأخطائها - المترجم.
والى: أرسل دون انقطاع (عباد 5:248:1 وكان ابن جهور كثيراً ما يوالي رسله إلى الاصطلاح بينهما).
والى: لاصق، لامس، جاور limitrophe de contigua ( بوسويه، معجم الجغرافيا، معجم البلاذري).
والى به الضرب: ضربه بدون توقف (معجم التنبيه).
والى: كمل (؟) accomplir ( الكالا).
أولى: انظر في (كليلة ودمنة 4:474) اصطلاح: أولاه معروفاً (وفيه): وهذه البهائم قد أولتني بهذا الجزاء.
أولى: ومثلما يقال أولاه معروفاً يقال أولاه حمداً بمعنى الثناء (عبد الواحد 10:155 وفيه ما أولى (في موضع ما أولاه الحمد) أي يا للثناء الذي لا يــستــحقه! (عبّاد 133:3) فأن أجاد فما أولى وإن قصر فعذره أوضح وأجلى.
أولى فلاناً وأولى به: أعطى، منح (بقطر).
تولى: (فعلٌ متعد بنفسه إلى مفعولين) (بقطر): التزم بمهمة .. تعهد العناية ب (الملابس عند العرب 10:29، معجم التنبيه)، تولى الحرس faire la garde: حرس، تولى الحرس بعده شغل منصب الحارس أو نهض بتلك المهمة (بقطر).
تولى: اعتاد على عمل شيء (رياض النفوس 97): il apprit اعتاد ما يتولى منه المؤدب الهواري من الشتم واللعن فبعث في طلبه؛ انظر (البربرية 35:1): المتولين موطنهم بالمجال أي الذين يتجولون، بانتظام، في مناطقهم (دي سلان).
تولى: استــولى، ساد (بوسويه). وفي (البربرية 46:1): تسيدّه: فغلبهم أولاد مسعود وقتلوا شيخهم - وتولوا الوطن بما فيه. توّلى على (ألف ليلة برسل 391:3): فعملت نفسك السندباد لأجل اخذ الأحمال وتتولى على ماله والله هذا حرام عليك؛ يبدو لي إن هناك احتمالاً أن يكون (فوك) قد فكّر حين شرح أوجه معاني هذا الفعل، أي تولى على، بالتعبير اللاتيني quando vult Presse.
تولى: تزوج امرأة أخيه (باين سميث 1543). تولى: اضطر إلى حمل ما فرض عليه آخر (انظر عبارة محمد بن الحارث التي ذكرتها في ولَّى).
تولّى المجلس: تصدّر الجلسة (بقطر).
توّلى ل: صار مولى لفلان ( Moul ل - مولى) (فهرست المخطوطات في ليدن 9:227:1).
توالى: من تتوالى له السببية في مرتبتين (والمقدمة 2): هو الذي يــستــطيع أن يشخص حلقتين في سلسلة واحدة من الأسباب والمسببات (دي سلان).
توالى: زعم أنه مولى ل ... être client de ( الكامل 15:335).
[ولى] الوَليُ: القربُ والدنوُّ. يقال: تباعد بعد ولى. و " كل مما يَليكَ "، أي مما يقاربك. وقال :

وعَدَتْ عَوادٍ دون وَلْيِكَ تَشْعَبُ * يقال منه: وَلِيَهُ يَلِيَهُ بالكسر فيهما، وهو شاذ. وأوليته الشئ فوَلِيَهُ. وكذلك وَلِيَ الوالي البلد، ووَلِيَ الرجلُ البَيْعَ، وِلايَةً فيهما. وأوْلَيْتُهُ معروفاً. ويقال في التعجب: ما أولاه للمعروف، وهو شاذ . وتقول: فلان وَلِيَ ووُلِيَ عليه، كما يقال: ساسَ وسيسَ عليه. ووَلاّهُ الأمير عمل كذا، وولاه بيع الشئ. وتَوَلَّى العملَ، أي تقلّد. وتَوَلَّى عنه، أي أعرض. وولى هار با، أي أدبَرَ. وقوله تعالى: (ولكلِّ وِجْهَةٌ هو مُوَلِّيها) أي مــستــقبلها بوجهه. والوَليُّ: المطرُ بعد الوَسْميِّ، سمِّيَ وَلِيًّا لأنَّه يَلي الوَسْمِيَّ. وكذلك الولى [بالتسكين ] على فعل وفعيل، والجمع أولية. يقال منه: وليت الارض وليا. (*) والولى: ضدُّ العدوّ. يقال منه: تَوَلاّهُ. والمَوْلى: المُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، وابنُ العمّ، والناصرُ، والجارُ. والوَليُّ: الصِهْرُ، وكلُّ من وَلِيَ أمرَ واحدٍ فهو وليه. وقول الشاعر : هم المولى وإن جنفوا علينا * وإنا من لقائهم لزور قال أبو عبيدة: يعنى الموالى أي بنى العم. وهو كقوله تعالى: (ثم يخرجكم طفلا) . وأما قول لبيد: فغدت، كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها فيريد أنه أولى موضع أن تكون فيه الحرب. وقوله: " فغدت " تم الكلام، كأنه قال: فغدت هذه البقرة وقطع الكلام ثم ابتدأ كأنه قال: تحسب أن كلا الفرجين مولى المخافة. والمولى: الحليف. وقال : موالى حلف لا مَوالي قَرابةٍ * ولكنْ قَطيناً يسألون الاتاويا يقول: هم حلفاء لا أبناء عم. وقول الفرزدق: فلو كان عبد الله مولى هجوته * ولكن عبد الله مولى مواليا لان عبد الله بن أبى إسحاق مولى الحضرميين، وهم حلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف، والحليف عند العرب مولى. وإنما قال مواليا فنصبه لانه رده إلى أصله للضرورة. وإنما لم ينون لانه جعله بمنزلة غير المعتل الذى لا ينصرف. والنسبة إلى المَوْلى: مَوْلَويٌّ ; وإلى الوَلِيّ من المطر: وَلَوِيٌّ، كما قالوا عَلَوِيٌّ ; لانهم كرهوا الجمع بين أربع ياءات، فحذفوا الياء الاولى وقلبوا الثانية واوا. ويقال: بينهما وَلاءٌ بالفتح، أي قرابةٌ. والوَلاءُ: وَلاءُ المُعْتِقِ. وفي الحديث: " نَهى عن بيع الوَلاءِ وعن هِبَتِهِ ". والوَلاءُ: المُوالونَ. يقال: هم وَلاءُ فلان. والمُوالاةُ: ضد المعاداة. ويقال: والى بينهما وِلاءً، أي تابَعَ. وافْعَلْ هذه الأشياء على الوِلاءِ، أي متتابعةً. وتَوالى عليه شهران، أي تتابع. واسْتَــوْلى على الأمد، أي بلغ الغاية. والولاية بالكسر: السلطان. والولاية والولاية: النصرة. يقال: هم على ولاية، أي مجتمعون في النصرة. وقال سيبويه: الولاية بالفتح المصدر، والولاية بالكسر الاسم مثل الامارة والنقابة، لانه اسم لما توليته وقمت به. فإذا أرادوا المصدر فتحوا. أبو عبيد: الولية: البرذعة، ويقال: هي التي تكون تحت البرذعة. والجمع الولايا. وقولهم:

كالبلايا رؤوسها في الولايا * تعنى الناقة التى كانت تعكس على قبر صاحبها ثم تطرح الولية على رأسها إلى أن تموت. وقولهم: أولى لك! تهدد ووعيد. قال الشاعر: فأولى ثم أولى ثم أولى * وهل للدر يحلب من مرد قال الاصمعي: معناه قاربه ما يهلكه، أي نزل به. وأنشد: فعادى بين هاديتين منها * وأولى أن يزيد على الثلاث أي قارب أن يزيد. قال ثعلب: ولم يقل أحد في أولى أحسن مما قال الاصمعي. وفلان أولى بكذا، أي أحرى به وأجدر. يقال: هو الاولى وهم الاوالى والاولون، مثال الاعلى والاعالي والاعلون. وتقول في المرأة: هي الوليا، وهما الولييان، وهن الولى، وإن شئت الولييات، مثل الكبرى والكبريان والكبر والكبريات.
(ولى) - في حديث أَنسٍ - رضي الله عنه -: "أنّ النَّبىَّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: سَلُونى، فو الله لاتَسألونى عن شىء مَا دُمْتُ في مَقَامِى إلا أخبرتكم، فقامَ عبدُ الله بن حُذَافةَ فقال: مَن أَبِى؟ فقال: أبُوك حُذافَةُ، فقال عُمر - رضي الله عنه -: رَضِينَا بالله رَبًّا، فسَكَت رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -، ثم قال: أَوْلَى لكم، والذى نفسِى بِيَدِه".
: أي قَرُبَ منكم ما تَكرهُون.
من قوله تَباركَ وتَعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
- ومنه حديثُ ابنِ الحَنَفِيَّة: "إذا مَاتَ بعضُ أَهلِه قال: أَوْلي، كِدْت أكونُ السَّوادَ المُخْتَرمَ" وهي كَلِمة يَقولُها الرجلُ إذا أفلَتَ من عظِيمَةٍ: أي قارَبكَ ما تَكرَه، ونَزلَ بك.
- في الحديث: "من تَوَلّى قوماً بغير إذْنِ مَوَالِيه فعلَيه لعنة الله"
ظاهِرُه يُوهِمُ أنه شَرْطٌ، وليس معناه أن يجوز له أن يُوالىَ غيرَ مَواليه إذا أذِنوا له، وإنّما هو بمَعْنَى التَّوْكِيد لِتَحريمِه، والتَّنْبيه على بُطْلانِه، والإرْشادِ إلى السَّبَب فيه؛ وذلك "أنه" إذا اسْتَــأذَن أَولياءَه في مُوالاة غَيرهم مَنعوه من ذلك، فيَمْتَنع منه؛ أي إن سَوَّلَتْ له نَفْسُه ذلك فَلْيَــسْتَــأذِنْهم، فإنَّهم إذَا عَلِمُوا به مَنعُوه؛ لأن الوَلاءَ لُحمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ.
- وَقوله: "إن الوَلَاء لِلْكُبْر"
فهذا ليس له فيه فِعْل، إنما هو تَنْزِيل، وتَرتِيب له فيما بَيْنَ وَرَثَةِ المُعْتِق.
وقال الطّحَاوىُّ: إنما أُرِيد به وَلاءُ الموُالَاةِ دُونَ وَلاءِ المعْتِق، فإذَنْ هو على ظاهِره - والله أعلم -. - في حديث ابن الزُّبَير - رضي الله عنه -: "أنه باتَ بقَفْرٍ، فلما قام لِيَرْحلَ وجَد رجُلاً طُولُه شِبْرَان، عظيمَ اللِّحْية على الوَلِيَّة، - وهي البرذَعَة - فنَفَضَها، ثم وَضعَها على الراحلةِ، فجاء وهو على القِطْع فنَفَضَه"
وَالقِطْع: الطِّنْفِسَة تكون تحت الرّحْلِ علَى كَتِفَى البَعِير، والجمعُ: قُطوعٌ.
- في حديث مُطَرِّف الباهِلِىِّ: "تَسْقيه الأَوْليَةُ"
جمع الوَلِىّ، وهو المَطَر الذي يجىءُ بَعْد الوَسْمِىّ، سُمِّى به، لأنه يَلِيه: أي يَقْرُب منه، ويجىءُ بَعْدَه.
- قوله عليه الصلاة والسلام: "مَن كنتُ مَولَاه فَعَلِىٌّ مَوْلاهُ".
قيل: أي مَن كنتُ أتولّاه فعَلِىٌّ يتولّاه.
وقيل: أي مَن كان يتولاَّنى تولَّاه. وقيل: كان سَبَبُ ذلك أنّ أُسَامَةَ بنَ زيْد قال لِعَلِىٍّ - رضي الله عنهم -: لَــسْتَ مولاى، إنما مَوْلاَىَ رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم، - فقال صلّى الله عليه وسلّم: "مَن كنتُ مَوْلَاه فَعَلِىٌّ مَوْلَاه"
والمَولَى على وُجُوهٍ: منها ابنُ العَمّ، قال الله تعالى في قصّةِ زكَرِيّاء عليه الصّلاة والسّلام: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} ، وأنشَدَ:
مَوَالِينا إذا افتَقَرُوا إلينا
فإن أثْرَوْا فَليسَ لنا مَوالِ
الثانى: المعتِق؛ ومَصْدَرُه الوَلَايَةُ .
والثالث: المُعتَقُ؛ ومَصْدَرُه الوَلَاءُ.
والرابع: المُحِبُ.
كقوله عليه الصّلاة والسَّلام : "مُزينَةُ وأسْلَمُ وَجُهَيْنَةُ وغِفَار مَوَالى الله تعالَى ورَسُولِه"
والخَامسُ: الجَارُ، كَما أنشدَ:
هُمُ خلطُونا بالنفوس وأَلْجَئُوا
إلى نَصْرِ مولاهُم مُسَوَّمَةً جُرْدَا
السّادِسُ: الناصِرُ، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية.
السَّابع: المأوى، قال الله تعالى: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ}  الثامن: الوَلىُّ؛ قال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}.
وقد تُسمِّى العربُ الصِّهْرَ مَولًى، ويكون المَولَى من وَلاءِ الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: "مَن أسلَم على يَدِه رَجُل فهو مَوْلَاهُ"
وَمن المُوالاةِ التي نُسِخَت بالفرِائض، وأصلُ الجميع القُرب.
- أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدىُّ إذنًا، أنا أبو بكر البَيْهقى، أنا أبو عبد الرحمن السّلمىّ، أنا محمد بن محمد الحجّاجى، ثنا العباس الشّكلى قال: سَمِعتُ الربيعَ يَقُول: سَمِعْتُ الشّافِعى - رضي الله عنه يقول: في معنى قول النبى - صلّى الله عليه وسلم - لعَلِىًّ: "مَن كنتُ مَولاه فعَلِىٌّ مولَاهُ"
يَعنى بذلك وَلاءَ الإسْلام، وذلك قَولُ الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}
- وأما قَولُ عمرَ لعَلّى - رضي الله عنهما - -: "أصْبَحْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ".
يقول: ولِىّ كلِّ مُسْلِمٍ .
[ولى] نه: فيه "الولى" تعالى، هو الناصر، وقيل المتولى لأمور العالم والخلائق القائم بها. و"الوالي" تعالى: مالك جميع الأشياء المتصرف فيها، وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي. وفيه: إنه نهى عن بيع "الولاء" وهبته، يعني ولاء العتق، وهو إذا مات المعتق ورثه معتقه أو ورثه معتقه. ومنه: من "تولى" قومًا بغير إذن مواليه، أي اتخذهم أولياء، والتقييد بنفي الإذن تأكيد لتحريمه وإرشاد إلى السبب فيه، لأنه إذا استــأذنهم منعوه فيمتنع، يعني إن سولت له نفسه ذلك فليــستــأذنهم فإنهم يمنعونه. ن: وجوز البعض التولي بالإذن عملًا بظاهر التقييد. ك: "والى" قومًا، أي نسب نفسه إليهم انتمائه إلى غير أبيه أو إلى غير معتقه. ط: قيل أراد به ولاء الموالاة لا العتاقة، والظاهر إرادة العتاقة لعطفه على من ادعى إلى غير أبيه والجمع بينهما والوعيد في الأخرى، فإن العتق من حيث أن له لحمة كلحمة النسب فإذا نسبه إلى غير من هو له كان كالدعي الذي تبرأ عمن هو منه، ووالى أي اتخذهم أولياء. نه: ومنه ح الزكاة: "مولى" القوم منهم، الظاهر من المذاهب أن موالي بني هاشم والمطلب لا يحرم عليهم الزكاة، وفي وجه للشافعي حرمته، والجمع بين الحديث ونفي التحريم أنه بعث لهم على التشبهلأنه يليه أي يقرب منه ويجيء بعده. ك: هم "موالى" ليس لهم مولى إلا الله، أي أنصاري والمخلصين لي، والمراد بالمولى الناصر والوزير، قيل: أراد أن هذه القبائل لشرفهم لم يجر عليهم رق، وقيل: لأنهم بادروا إلى الإسلام ولم يسبوا، وموالى - بخفة الياء، وروى بشدتها كأنه أضافه إلى نفسه صلى الله عليه وسلم.
باب وم

بَهَأَ 

(بَهَأَ) الْبَاءُ وَالْهَاءُ وَالْهَمْزَةُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْأُنْسُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: بَهَأْتُ بِالرَّجُلِ إِذَا أَنِــسْتَ بِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ فِي كِتَابِ الْإِبِلِ: نَاقَةٌ بَهَاءٌ مَمْدُودٌ، إِذَا كَانَتْ قَدْ أَنِــسَتْ بِالْحَالِبِ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ بَهَأْتُ إِذَا أَنِــسْتُ بِهِ. وَالْبَهَاءُ الْحُسْنُ وَالْجَمَالُ ; وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، لِأَنَّ النَّاظِرَ إِلَيْهِ يَأْنَسُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.