Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حم

حَمَسَ 

(حَمَــسَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالسِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الشِّدَّةِ. فَالْأَــحْمَــسُ: الشُّجَاعُ. وَالْــحَمَــسُ وَالْــحَمَــاسَةُ: الشَّجَاعَةُ وَالشِّدَّةُ. وَرَجُلٌ حَمِــسٌ. قَالَ:

وَمِثْلِي لُزَّ بَالْــحَمِــسِ الرَّئِيسِ

وَيُقَالُ: " بِالْــحَمِــسِ الْبَئِيسِ ". وَيُقَالُ تَــحَمَّــسَ الرَّجُلُ: تَعَاصَى. وَالْــحُمْــسُ قُرَيْشٌ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَــحَمَّــسُونَ فِي دِينِهِمْ، أَيْ يَتَشَدَّدُونَ. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْــحُمْــسَةُ الْحُرْمَةُ، وَإِنَّمَا سُمُّوا حُمْــسًا لِنُزُولِهِمْ بِالْحَرَمِ. وَيُقَالُ عَامٌ أَــحْمَــسُ، إِذَا كَانَ شَدِيدًا. وَأَرَضُونَ أَحَامِسُ: شَدِيدَةٌ. وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْــحَمِــيسَ التَّنُّورُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ بِالشِّينِ مُعْجَمَةً. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ صَحِيحٌ ; لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ مِنَ السِّينِ فَهُوَ مِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَيَكُونُ مِنْ شِدَّةِ الْتِهَابِ نَارِهِ ; وَإِنْ كَانَ بِالشِّينِ فَهُوَ مِنْ أَــحْمَــشْتُ النَّارَ وَالْحَرْبَ.

شَحم

(شَــحم) مُبَالغَة فِي شَــحم والآلة لينها بالشــحم (محدثة)
(شَــحم)
الطَّعَام وَالْخبْز شــحمــا جعل فيهمَا الشَّــحْم أَي الدّهن وَالْقَوْم أطْعمهُم الشَّــحْم

(شَــحم) شــحمــا سمن وامتلأ وَالْعِنَب قل مَاؤُهُ وغلظت قشرته والرمانة غلظت الرَّقَائِق الَّتِي تفصل بَين حباتها وَإِلَى الشَّــحْم اشتهاه

حملق

(حمــلق)
فتح عَيْنَيْهِ وَنظر نظرا شَدِيدا وَيُقَال حمــلق إِلَيْهِ

حمــلق


حَمْــلَقَ
a. Opened his eye wide, looked hard, stared.

حِمْــلَاْق
(pl.
حَمَــاْلِيْقُ)
a. Inner side of the eyelids.
حمــلق: حمــلق، يقال حمــلق عينيه لهم (ألف ليلة 1: 66).
حمــلقة: اسم كان يطلق في المشرق في النصف الأول من القرن السابع الهجري على نوع من الحلوى (معجم المنصوري، انظر زلابية).
مُــحَمْــلِق: مغتاظ، حَنِق، ثائِر، غاضب (همبرت ص242).
ح م ل ق: (حِمْــلَاقُ) الْعَيْنِ بَاطِنُ أَجْفَانِهَا الَّذِي يُسَوِّدُهُ الْكُحْلُ. وَقِيلَ: هُوَ مَا غَطَّتْهُ الْأَجْفَانُ مِنْ بَيَاضِ الْمُقْلَةِ. وَ (حَمْــلَقَ) الرَّجُلُ فَتَحَ عَيْنَهُ وَنَظَرَ نَظَرًا شَدِيدًا. 
[حمــلق] حُمْــلاقَ العين : باطن أجفانها الذى يسوده الكحل. يقال: جاء فلان متلثِّماً لا يظهر من حُسْن وجهه إلاّ حَمــاليقُ حدقَتيه. ويقال: هو ما غطّته الأجفان من بياض المُقلة. قال عَبيدُ:

والعينُ حِمْــلاقُها مَقْلوبُ * وقد حَمْــلَقَ الرجل: فَتَح عينيه ونظر نظراً شديدا.
حمــلق
حمــلقَ/ حمــلقَ إلى/ حمــلقَ في يــحمــلق، حَمــلَقةً وحِمــلاقًا، فهو مُــحمــلِق، والمفعول مُــحمــلَق إليه
حمــلق الشَّخصُ: فتَّح عينيه.
حمــلق الشَّخصُ إلى الشَّيء/ حمــلق الشَّخصُ في الشَّيء: دقَّق فيه النَّظَرَ "حمــلق فيه بشدَّة". 

حِمْــلاق [مفرد]:
1 - مصدر حمــلقَ/ حمــلقَ إلى/ حمــلقَ في.
2 - باطن أجفان العين ممّا يسوّده الكحل أو ما غطَّته الأجفانُ من بياض المُقْلة. 

حَمْــلَقَة [مفرد]:
1 - مصدر حمــلقَ/ حمــلقَ إلى/ حمــلقَ في.
2 - نظرة غاضبة. 

حمــلق

Q. 1 حَمْــلَقَ, (S, K,) inf. n. حَمْــلَقَةٌ, (Har p. 273,) said of a man, (S, TA,) and of a lion, (TA,) He opened his eyes, and looked hard: (S, K:) or he opened his eyes: and حمــلق إِلَيْهِ He looked at him, or it: or he looked hard at him, or it. (TA.) حِمْــلَاقُ العَيْنِ (S, M, Sgh, K) and حُمْــلَاقُهَا and ↓ حُمْــلُوقُهَا (M, K) The inner part of the eyelids, that is blackened by the collyrium: or the portions of the white of the globe of the eye that are covered by the eyelids: (S, K:) or the red inner part of the eyelid, the redness of which is seen when it is turned out for the application of the collyrium: (L, K:) or what cleaves to the eye, of the place of the collyrium, internally: (M, K:) or the sides of the globe of the eye: or the part of the skin of the eyelid that is next to the globe of the eye: (TA:) pl. حَمَــالِيقُ; (S, K;) which some explain as signifying the portions of the flesh of the eyelids that are next to the globe of the eye. (TA.) One says, جَآءَ فُلَانٌ مُتَلَثِّمًا لَايَظْهَرُ مِنْ حُسْنِ وَجْهِه إِلَّا حَمَــالِيقُ حَدَقَتَيْهِ [Such a one came wearing a لِثَامَ; nothing appearing of the beauty of his face except the inner edges of his eyelids, &c.]. (S.) b2: حَمَــالِيقُ المَرأَةِ signifies The part, or parts, upon which close the two edges, or borders, of the labia majora of the vulva of the woman. (T, TA.) حُمْــلُوقٌ: see the next preceding paragraph.

مُــحَمْــلِقٌ Eyes having around their globes a whiteness unmixed with blackness: [it would seem to be a mistranscription for مُــحَمْــلِقَةٌ; but perhaps it is an epithet applied to a man having eyes of this description; for it is immediately added,] whence عَيْنٌ مُــحَمْــلِقَةٌ [app. meaning an eye having around it such a whiteness]. (TA.)

حمــلق: الــحِمْــلاقُ والــحُمْــلاقُ والــحُمْــلوقُ: ما غَطَّت الجُفُونُ

من بَياضِ المُقْلةِ؛ قال:

قالِبُ حِمْــلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنْ

وقال عَبِيدٌ:

يَدِبُّ مِنْ خَوْفِها دَبِيباً،

والعينُ حِمْــلاقُها مَقْلوب

والــحِمــلاق: ما لَزِقَ بالعين من موضع الكُحْل من باطن، وقيل: الــحمــلاقُ

باطن الجفن الأَــحمــر الذي إِذا قُلب للكَحْل بدَتْ حُمــرته. وحَمَــلَقَ

الرَّجل إِذا فتح عينيه، وقيل: الــحَمــالِيقُ من الأَجفان ما يَلي المُقلة من

لــحمــها، وقيل: هو ما في المقلة من نَواحِيها، وقيل: الــحمــلاق ما وَلِي

المقلةَ من جِلْدِ الجَفن. الجوهري: حمــلاقُ العبن باطن أَجفانها الذي يُسوِّده

الكُحْل. يقال: جاء فلان مُتَلَثِّماً لا يظهر من حسن وجهه إِلا

حَمــالِيقُ حَدَقتيه. وحَمْــلَق الرجل إِذا انقلب حمــلاق عينيه من الفزَع؛

وأَنشد:رأَتْ رجُلاً أَهْوَى إِليها، فــحَمْــلَقَت

إِليه بماقي عَيْنِها المُتَقَلِّب

والمُــحَمْــلِقُ من الأََعين: التي حَولَ

مُقْلَتَيْها بياض لم يُخالِطها سواد، وعين مُــحَمْــلِقة من ذلك، وقيل:

حَمــالِيقُ العين بياضها أَجمعُ ما خلا السوادَ. وحَمْــلَق إِليه: نظر، وقيل:

نظرَ نظراً شديداً؛ قال الراجز:

والليْثُ إِن أَوْعَدَ يَوماً، حَمْــلَقا

بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاًّ أَزْرقا

التهذيب: حَمــالِيقُ المرأَة ما انْضَمَّ عليه شُفْرا عَوْرَتِها؛ وقال

الراجز:

وَيْحَكِ يا عراب لا تُبَرْبِري،

هلْ لكِ في ذا العَزَبِ المُخَصَّرِ؟

يَمشِي بعَرْدٍ كالوَظِيفِ الأَعْجَرِ،

وفَيْشةٍ متى تَراها تشْفرِي،

تَقْلِبُ أَحيْاناً حَمــالِيقَ الحِرِ

حمــلق
حِمْــلاقُ العَيْن، بالكَسْرِ وَعَلِيهِ اقْتَصرَ الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيّ، زاِدَ ابْن سبيويه: والــحُمــلاقُ بِالضَّمِّ، والــحمــلوق كعُصفُور: باطِنُ أَجْفانِها الَّذِي يسوَد بالكَحْلَةِ يُقال: جاءَ مثلَثِّماً، لَا يَظهَرُ مِنْهُ إِلا حَمــالِيقُ حَدَقَته. أَو هُوَ: مَا غطَّتْهُ الأَجْفانُ من بَياضِ المُقْلَة وأَنشدَ الجَوْهَرِي لعَبِيدِ بنِ الأبْرَصِ:
(ودبَّ مِن حَوْلِها دَبِيبَا ... والعَيْنُ حِمــلاقُها مَقْلُوبُ)
أَو هُوَ: باطِنُ الجَفْنِ الأحْمَــرُ الَّذِي إِذا قلبَ للكَحْلِ رَأَيْتَ حمْــرَتَهُ وَفِي نُسْخةٍ: بَدَت حُمْــرَتُه، وَهُوَ نَص اللِّسَان. أَو هُوَ: مَا لُزِقَ بالعَيْنِ من مَوضِع الكُحْلِ من باطِنٍ كَمَا فِي المُحْكَم. ج: حَمــالِيقُ وقِيلَ: الــحَمــاليقُ من الأَجْفانِ: مَا يَلِي المُقْلَةَ من لَــحْمِــها، وقيلَ: هُوَ مَا فِي المُقْلَةِ من نَواحِيها، وقِيلَ: مَا وَلِي المُقْلَةَ من جِلْدِ الجَفْنِ، كلُّ ذلِكَ أَقوالٌ مُتَقارِبَة. وحَمــلَقَ الرَّجُلُ: فَتَح عَيْنَيْه.
وحَمْــلَق إِليه: نَظَرَ وَقيل: نَظَرَ نَظَراً شَدِيداً قَالَ رُؤْبةُ.
والكلبُ لَا يَنْبَحُ إِلا فَرَقَا نَبْحَ الكِلبِ اللَّيثَ لمّا حَمــلقا بمُقْلَة تُوقِد فَصا أَزْرَقَا وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: المــحمــلق من الْأَعْين الَّتِي حول مقلتيها بَيَاض لم يخالطها سَواد، وَعين مــحمــلقة من ذَلِك. وَفِي التَّهْذِيب حمــاليق الْمَرْأَة مَا انْضَمَّ شفرا عورتها وَقَالَ الراجز: وفيشة مَتى تريها تشغرى تَقْلِبُ أَحْياناً حَمــالِيقَ الحَرِ

صحم

صــحم


صَــحَمَ — إِصْحَامَّ
a. Became green; became yellow.

صُــحْمَــةa. Dust colour.
[صــحم] الاصــحم: الاسود الذى يضرب إلى الصفرة. وقال يصف حمــارا: أو اصــحم حام جراميزه حزابية حيدى بالدحال وأصــحمــة: اسم رجل. وبلدة صــحمــاء: مغبرة. والصَــحْمــاءُ: بقلةٌ. واصْحَامَّتِ البقلةُ: اصفارّتْ.
صــحم
الصُّــحْمَــةُ: لَوْنٌ من الغُبْرَةِ إِلى السَّوَادِ القَليلِ. وبَلْدَةٌ صَــحْمــاءُ. وإِذا أخَذَتِ البَقْلَةُ رِيَّها واشْتَدَّتْ خُضْرَتُها قيل: اصْحَامَّتْ. وكذلك إِذا تَغَيَّرَتْ ألوانُه للحَصَادِ. والصَّــحْمَــاءُ: بَقْلَةٌ لَيْسَتْ بِشَدِيْدَةِ الخُضْرَة. والاصْطِحامُ في قَوْلِ كَعْبِ بن زُهَيْرٍ:
يَوْماً يَظَلُّ له الحِرْباءُ مُصْطَــحِمــاً
الانْتِصَابُ.
(ص ح م)

الصُّــحْمَــةُ: سَواد إِلَى الصُّفْرَة. وَقيل: هِيَ غبرة إِلَى السوَاد الْقَلِيل. وَقيل: هِيَ حمــرَة وَبَيَاض. الذّكر أصْــحَمُ وَالْأُنْثَى صــحمــاءُ على الْقيَاس.

وبلدة صَــحْمــاءُ: ذَات اغبرار.

واصحامَّ النبت: اشتدت خضرته. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اصحَامَّ النبت، خالط سَواد خضرته صفرَة.

واصحامّتِ الأَرْض، تغير نبتها وَأدبر مطرها. وَكَذَلِكَ الزَّرْع إِذا تغير لَونه فِي أول اليبس أَو ضربه شَيْء من قر. واصحَامّت الأَرْض، تغير لون زَرعهَا للحصاد. واصحامَّ الْحبّ كَذَلِك.

والصَّــحْمــاءُ: بقلة لَيست بشديدة الخضرة.

صــحم

8 اصطــحم i. q. اصطخم, q. v.11 اصْحَامَّ, (K,) inf. n. اِصْحِيمَامٌ, (TA,) said of a plant, or herbage, It became intensely green: and it became yellow, (K, TA,) and altered in colour; or, as J says, [in the S,] اصحامّت البَقْلَةُ the herb, or leguminous plant, became yellow: (TA:) thus it has two contr. meanings: or it (i. e. a plant, or herbage,) became intermixed with yellowness in its dark greenness. (AHn, K.) And اصحامّت الأَرْضُ The land became altered [for the worse] in its herbage, and its rain departed: (K:) or, as some say, the land became altered in the colour of its seed-produce, for the reaping: and in like manner, اصحامّ الحَبٌّ the grain became thus altered. (TA.) And اصحامّ الزَّرْعُ The seed-produce was smitten by cold: or began to dry up. (K.) صُــحْمَــةٌ Blackness inclining to yellowness: or a dust-colour inclining a little to blackness: or redness in whiteness: (K:) or, as some say, yellowness in whiteness. (TA.) أَصْــحَمُ Of the colour termed صُــحْمَــةٌ: (K:) i. e. black inclining to yellowness: (S, K:) &c.: (K:) or, accord. to AA, intensely black: (TA:) fem.

صَــحْمَــآءُ. (K.) b2: The latter, applied to a فَيْفَآء [or smooth, or waterless, desert], (Sh, K,) or to a بَلْدَة [or district, &c.], (S,) signifies Dusty. (Sh, S, K.) b3: And الصَّــحْمَــآءُ is the name of A certain herb, or leguminous plant, (S, K, TA,) not intensely green. (TA.) مُصْحَامٌّ, applied to a plant, or herbage, [&c.,] part. n. of 11 [q. v.]. (TA.)

صــحم: الأَصْــحَمُ والصُّــحْمَــةُ: سواد إلى الصُّفْرة، وقيل: هي لون من

الغُبْرة إلى سواد قليل، وقيل: هي حمــرة وبياضٌ، وقيل: صفرة في بياض،

الذَّكَر أَصْــحَمُ والأُنثى على القياس، وبلدة صَــحْمــاءُ: ذات اغْبِرارٍ؛ وأَنشد

يصف حمــاراً:

أوَ اصْــحَمَ حامٍ جَرامِيزَه،

حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحالْ

(* قوله «أو اصــحم» كذا بالأصل بأو، وأنشده في الصحاح مرة بأو ومرة

بالواو).

قال ابن بري: أو اصْــحَم في موضع خفض معطوف على ما تقدم، وهو:

كأَني ورَحْلي، إذا زُعْتُها،

على جَمَزى جازِئٍ بالرِّمالْ

وقال: قال الأَصمعي لم أَسمع فَعَلى في مذكر إلاَّ في هذا الحرف فقط،

قال: وقد جاء في حرفين آخرين وهما: حَيَدى، في البيت الآخر، ودَلَظى للشديد

الدَّفْع؛ وقال لبيد في نعت الــحمــير:

وصُــحْمٍ صِيامٍ بين صَمْدٍ ورِجْلَةٍ

وقال شمر في باب الفَيافي: الغَبْراءُ والصَّــحْمــاءُ في ألوانها بين

الغُبْرةِ والصُّــحْمــة؛ وقال الطرمّاح يصف فَلاةً:

وصَــحْمــاءَ أَشْباهِ الحَزابيِّ، ما يُرى

بها سارِبٌ غيرُ القَطا المُتَراطِنِ

أبو عمرو: الأَصْــحَمُ الأَسْوَدُ الحالِكُ، وإذا أَخَذَتِ البَقْلَةُ

رِيَّها واشْتَدَّتْ خُضْرَتُها قيل اصْحامّتْ. فهي مُصْحامَّة؛ قال

الجوهري: اصْحامَّتِ البَقلَةُ اصْفارَّتْ، واصْحامَّ النَّبتُ اشتدّت خُضْرته؛

وقال أبو حنيفة: اصْحامَّ النبتُ خالَطَ سَوادَ خُضْرته صُفْرَةٌ،

واصْحامَّتِ الأرض تغير نبتها وأَدْبَرَ مَطرُها، وكذلك الزرع إذا تغير لونه

في أَوَّل التَّيَبُّسِ أو ضَرَبه شيءٌ من القُرِّ. واصْحامَّت الأَرضُ:

تغير لون زرعها للحصاد، واصْحامَّ الحَبُّ كذلك. وحَنَأَتِ الأَرضُ

تَحْنَأُ وهي حانِئَةٌ إذا اخْضَرَّتْ والْتَفَّ نَبْتُها، قال: وإذا أَدبر

المطر وتغير نبتها قيل اصْحامَّت، فهي مُصْحامَّة. والصَّــحْمــاءُ: بقلة ليست

بشديدة الخضرة. وأَصْــحَمَــةُ: اسم رجل.

صــحم

(الصُّــحْمَــة بالضَّمّ: سَوادٌ إِلَى صُفْرة) ، وَعَلِيهِ اْقْتَصَر الجَوْهَرِي، (أَو غُبْرَةٌ إِلَى سَوَاد قَلِيل، أَو حُمْــرَةٌ) وبَياضٌ، وَقيل: صُفْرة (فِي بَياضٍ، هُوَ أَصْــحَمُ وَهِي صَــحْمَــاءُ) على القِياس. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَصْــحَمُ: الأَسْوَدُ الحَالِكُ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأُمَيّة الهُذَلِيّ يَصِف حِمــاراً:
(أَو اْصْــحَمَ حامٍ جَرَامِيزَه ... حَزَابِيةٍ حَيَدَى بالدِّحَالِ)

وَالْجمع: صُــحْم.
قَالَ لَبِيد فِي نَعْت الــحَمِــير:
وصُــحْمٍ صِيامٍ بَين صَمْدٍ ورِجْلَةٍ
(واْصحَامَّ النَّبْتُ) اصحِيمَاماً: أَخَذَ ربَّه، و (اْشْتَدَّت خُضْرَتُه) ، فَهُوَ مُصْحامّ.
(و) : اْصْحَامَّ أَيْضا: إِذا (اصفَارَّ) وتَغَيَّر لَونُه، ونَصّ الجَوْهَري: اْصحامَّت البَقْلَة: اْصفَارَّت فَهُوَ (ضِدّ. أَو) اصحامَّ النبتُ: (خَالَطَ سوادَ خُضْرَتِه صُفْرَةٌ) ، عَن أَبِي حَنِيفة. (و) اْصحَامَّت (الأَرْضُ: تَغَيَّر نَبْتُها وَأَدْبَر مَطَرُها. و) كَذَلِك (الزَّرعُ) : إِذا (ضَرَبه قُرٌّ) فَتَغَيَّر لَونُه، (أَو بَدَأ فِي اليُبْسِ) ، وَقيل: اْصحامَّت الأرضُ: إِذا تَغَيَّر لَونُ زَرْعها للحَصَاد. واْصْحَامّ الحَبّ كَذَلِك.
(والصَّــحْمَــاءُ) من الفِيافِي: (المُغَبَّرة) ، عَن شَمِر. وَقَالَ الطِّرمَّاح يَصِفُ فلاة:
(وصَــحْمــاءَ أَشْباهِ الحَزابِيَّ مَا يُرَى ... بهَا سارِبٌ غيرَ القَطَا المُتَراطِنِ)

(و) الصَّــحْمــاءُ: (بَقْلَةٌ) لَيْسَت بِشَدِيدَة الخُضْرة.
(وَأَصْــحَمَــةُ) : اسْم رَجُل كَمَا فِي الصّحاح، وَأَصْــحَمَــةُ (بنُ بَحْر) كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب اْبنُ أَبْجَر: (مَلِكُ الحَبَشة النَّجاشِيّ) . وَوَقع فِي مُصَنَّف اْبن أبي شَيْبة: صَــحْمَــة بغَيْر ألف، وَكَذَلِكَ ثَبَت فِي بَعْضِ رواياتِ البُخارِيّ، وحَكَى الإِسماعِيلِيّ: أَصْخَمَة بخَاءٍ مُعْجَمَة، ونُسِب للتَّصْحِيف. وحَكَى غَيرُه: أَصْحَبَة بِالْمُوَحَّدَةِ بدَل المِيم. وَقيل: صَحْبة بِغَيْر أَلِف كصَــحْمَــة، وَقيل: مَصْــحَمــة بِميم أَوَّله بَدَل الهَمْزَة. وَقيل: صَمْخَة بِتَقْدِيم المِيم على الخَاءِ. وَقيل غَيْر ذلِك مِمَّا اْسْتَوْعَبه شُرَّاحُ البُخارِيّ والشِّفاء وغَيْرُهم، قَالَه شَيْخُنا. قَالَ: واْخْتَلَفوا أَيْضا هَل هَذَا اللَّفْظ مَعَ اْخْتِلافهم فِي ضَبْطِه هَل اْسمُه أَو لَقَبُه. ومَالَ إِلَى الثَّاني جَماعةٌ، وَقَالُوا: اسمُه مَكْحول بنُ حصّة، أَو سَلِيم، أَو حَازِم. وَهَذَا هُوَ الَّذِي (أَسْلَم فِي عَهْد النَّبِي [
] ) ، وَأَخبرَ الصَّحابَةَ بِإِسْلامه، وكاتَبَهُ، خلافًا لِمَا قَالَه اْبنُ القَيِّم فِي الْهدى من أَنَّه غَيرُه؛ فَإِنَّهُ زَعْمٌ غَيرُ صَحِيح، وَهُوَ الَّذِي أَخْبَر بِمَوْتِه، [
] مَعَ الصَّحابة رَضِي الله تَعالَى عَنْهُم كَمَا فِي الصَّحِيح وغَيرِه.
قُلْتُ: وَقَالَ اْبنُ قُتَيْبَة: النَّجاشِيّ بالنَّبطِيّة أَصْــحَمَــة، وَمَعْنَاهُ عَطِيّة. وَهل النَّون مَكْسُورَة أَو مَفْتُوحة، واليَاء مُشَدَّدَة أَو مُخَفَّفَة، وَهل هِيَ نَبطِيَّة أَو حَبَشِيَّة، وَهل هُوَ عَلَم شَخْص أَو عَلَم جِنْس، فقد مَرَّ البَحْث فِيهِ فِي حَرْف الشِّين فراجِعْه.
(واْصْطَــحَم: اْنْتَصَب قَائِماً) .

دحم

حم] الدحْمُ: الدفعُ الشديد، وبه سمى الرجل دحمــان ودحيما.
دحم دَــحْمٌ ودَــحْمَــانٌ ودُــحَمٌ من الأسْمَاءِ. وقال أبو عمرو الدَّــحْمَــةُ الزَّــحْمَــةُ. والدِّحَامُ الزِّحَامُ. والدّاحُوْمُ حَبَائِلُ الثَّعْلَبِ يُصَادُ بها.
حم] فيه: سئل: هل يتناكح أهل الجنة؟ فقال: نعم "دحمــا دحمــا" هو النكاح والوطء بدفع وإزعاج، أي يدحمــون دحمــا، والتكرير للتأكيد، أو بمعنى دحم بعد دحم. ومنه في أهل الجنة: إنما "تدحمــونهن دحمــا".
(د ح م)

الدَّــحْمُ: الدّفع الشَّديد، ودَــحَمَ الْمَرْأَة يَدْــحُمــها دَــحْمــا: نَكَحَهَا، وَمِنْه حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قيل لَهُ " أنطأ فِي الْجنَّة؟ قَالَ: نعم وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، دَــحْمــا دَــحمــا، فَإِذا قَامَ عَنْهَا رجعت مطهَّرة بكرا ".

وَهُوَ من دِــحْمِ فلَان، أَي من أَصله وشجرته، عَن كرَاع.

وَقد سمَّت دَــحْمــا ودُحَيْما ودَــحمــانَ.

ودَــحْمَــةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ أَبُو النَّجْم:

لم يقضِ أَن يملِكَنا ابنُ الدَّــحمَــة

حرك احتياجا، يَعْنِي يزِيد بن الْمُهلب.

دحم: الدَّــحْمُ: الدفع الشديد. ابن الأَعرابي: دَــحَمَــهُ دَــحْمــاً إذا

دفعه؛ قال رؤبة:

ما لم يُبِجْ يَأْجُوجَ رَدْمٌ يَدْــحَمُــهْ

أَي يدفعه؛ ومنه سمي الرجل دَــحْمــانَ ودُحَيْماً. والدَّــحْمُ: النكاح.

ودَــحَمَ المرأة يَدْــحَمُــها دَــحْمــاً: نكحها؛ ومنه حديث أبي هريرة عن النبي،

صلى الله عليه وسلم: أَنه قيل له أنَطَأُ في الجنة؟ قال: نعم والذي نفسي

بيده دَــحْمــاً دَــحْمــاً، فإذا قام عنها رَجعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْراً قال

ابن الأَثير: هو النكاح والوطء بدفع وإزعاج، وانتصابه بفعل مضمر أي

يَدْــحَمُــونَ دَــحْمــاً يجامعون، والتكرير للتأكيد، هو بمنزلة قولهم لقيتهم رجلاً

رجلاً، أي دَــحْمــاً بعد دَــحْمٍ. وفي حديث: أبي الدرداء: وذكر أهل الجنة

فقال إنما يَدْــحَمُــونَهُنَّ دَــحْمــاً. وهو من دِــحْمِ فلان أَي من أَصله

وشَجَرته؛ عن كراع. وقد سَمّتْ دَــحْمــاً ودُحَيْماً ودَــحْمــانَ. ودَــحْمَــةُ:

اسم امرأة؛ قال أَبو النجم:

لم يَقْضِ أَن يَمْلِكَنا ابْنُ الدَّــحَمَــهْ

حَرَّكَ احتياجاً، يعني يَزيدَ بن المُهَلَّبِ.

دحم

(دَــحَمَــه، كَمَنَعِ) دَــحْمًــا: (دَفَعَه) ، عَن أبن الأعرابِيّ، زادَ غَيْرُه: (شَدِيدًا) . قَالَ رُؤْبَة:
(مَا لم يُبِجْ يَأْجُوجَ رَدْمٌ يَدْــحَمُــه ... )

أَي: يَدْفَعه.
(و) دَــحَم (المرأَة) دَــحْمًــا: (نَكَحَها) . وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي هُرَيرةَ رَفَعَه أَنَّه قَالَ: " أَنَطَأُ فِي الجَنَّة؟ قَالَ: نَعَمْ، والَّذي نَفْسي بِيَده دَــحْمًــا دَــحْمًــا، فَإِذا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَّرةً بِكْرًا ". قَالَ ابنُ الأَثِير: " هُوَ النِّكاح والوَطْء بِدَفْع وَإزْعاج، وانْتِصابُه بِفِعُل مُضْمَر: أَي يَدْــحَمُــون دَــحْمًــا أَي يُجامِعُون، والتَّكْريرُ للتَّأْكِيد بِمَنْزِلة قَوْلِهم: لَقِيتُهم رَجُلاً رَجُلاً، أَي: دَــحْمًــا بعد دَــحْم ".
(والدَّاحُومُ: حِبالَةُ الثَّعْلَب) . وَقد تَقَدَّم الدَّاحُول بِهَذَا الْمَعْنى للذِّئب، وَكَثِيراً مَا تَكُون اللاَّم بَدَلاً عَن المِيم.
(والدِّــحْمُ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ) . يُقَال: هُوَ من دِــحْم فُلان أَي: من أَصْلِه وشَجَرتِه، عَن كُراع.
(ودَــحْمٌ ودَــحْمَــانُ وَكَزُبَيْر: أَسْماءٌ) . أما دُحَيْم " فَإِنَّهُ لَقَب أَبِي سَعِيد عَبْدِ الرَّــحْمــن بنِ إِبْرَاهيمَ القُرَشِيّ الدِّمَشْقِيّ مَوْلَى عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْه، رَوَى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ.
ودُحَيْمٌ أَيْضا لَقَب أَبِي إِسْماعيل عَبْد الرَّــحْمــن بنِ عَبَّاد بنِ إسْمَاعيل المعولي، شَيْخٌ لمــحمــدِ بنِ عَبدِ اللهِ ابْن ناجِيَة.
ودُحَيْم بنُ طيس جَدّ والدِ أَبِي عليّ الحَسَن بنِ عَلِيّ بنِ مُــحَمَّــد الحَلَبِيّ الطّحّان، حَدَّثَ عَن أَبي بَكْر الخَرائِطيّ، كَذَا فِي ذَيْل تَارِيخ ابْن يُونُس فِي الغُرَباء الوَارِدِين لأَبِي القَاسِم يَحْيَى بنِ عَلِيّ بن الطَّحّان الحَضْرَمِيّ. (و) دَــحْمَــةُ (كَرَــحْمــة وغُرَاب: من أَسْمائِهن، ودَــحْمــةُ بنتُ خَدَيْع أُمّ يَزِبدَ بنِ المُهَلَّب) بن أَبِي صُفْرة العَتَكِيّ، وَقد (حَرَّكَ أَبُو النَّجْم حاءَها لِضَرُورَة الشِّعر) ، وَهُوَ قولُه:
(لم يَقْضِ أَنْ يَمْلِكَنا ابنُ الدّــحَمَــهْ ... )

يَعْنِي يَزِيدَ بنَ المُهَلَّب المَذْكُور.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الدّــحمــانِيَّة: مدرسة بِزَبِيد من إنْشَاء الأَتابِك سَيْفِ الدِّين سُنْقر الأَيُوبِيّ، وَكَانَ قد استَوْلَى على اليَمَن بعد قَتْلِ الأَكْراد، وَله عِدّة مَدَارس بِعِدَّة بِلاد، وأَوّل من دَرَّس فِيهَا الفَقِيْهُ نَجْمُ الدّين عمرُ بنُ عَاصِم الكِنانِيّ، وَقد نُسِبَت إِلَيْهِ واشْتَهَرت بالعاصِمِيَّة لذَلِك. قَالَ النَّاشِري.
وَبَنُو دُحَيْم: قَبِيلةٌ بحَلَب فيهم العَدَالةُ والأَمانة، وَكَانَ يُضْرَب المَثَل بَحَلَب، فيُقال: " كَأَنَّه الْعدْل بنُ دُحَيم ". كَذَا لابْنِ العَدِيم فِي تارِخه.

حمي

(حمــي) الشَّمْس حمــوها
حمــي: {ولا حام}: الفحل إذا رُكب ولدُ ولده. وقيل: إذ [؟] نتج من صلبه عشرة أبطن قالوا: قد حمــى ظهره، فلا يركب ولا يمنع من كلاء ولا عين. {في عين حمــئة}. 

حمــي


حَمِــيَ(n. ac. حَمْــيــحُمُــوّ [] )
a. Was heated, hot.
b. ['Ala], Was angry with, enraged against.
c. [Min
or
'An], Disdained, scorned to.
حَمَّــيَa. Heated, made red hot.

حَاْمَيَ
a. ['An], Defended against. — ['Ala], Paid marked attention to (guest).

أَــحْمَــيَa. Heated, made red hot.
b. Cut off access to, shut off.

تَــحَمَّــيَa. see VIII (a)
تَحَاْمَيَa. Kept aloof from, shunned, avoided.

إِحْتَمَيَ
a. [Min], Abstained from, forbore to.
b. Guarded himself.
حِمْــيَة []
a. Abstemiousness.

حَامٍ (حَامِي ) [] (pl.
حُمَــاة [] حَاْمِيَة)
a. Defender, protector.
b. Hot, burning.
c. [art.], The lion; the dog.
حَامِيَة [] (pl.
حَوَاْمِيُ)
a. Protection, defence, safe-guard.
b. Rearguard.

حِمَــايَة []
a. Protection.
b. One under the protection of a foreign power.

حَمِــيَّة []
a. Anger, indignation.
b. Sense of honour, punctiliousness
chivalrousness.

حِمًــى (pl.
أَــحْمِــيَة []
أَــحْمَــآء [] )
a. Forbidden; reserved, private.
ح م ي: (حَمَــاهُ) يَــحْمِــيهِ (حِمَــايَةً) دَفَعَ عَنْهُ وَهَذَا شَيْءٌ (حِمًــى) أَيْ مَحْظُورٌ لَا يُقْرَبُ. وَ (أَــحْمَــيْتُ) الْمَكَانَ جَعَلْتُهُ حِمًــى. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا حِمَــى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» . وَ (حَمَــاةُ) الْمَرْأَةِ أُمُّ زَوْجِهَا لَا لُغَةَ فِيهَا غَيْرُ هَذِهِ بِخِلَافِ (الْــحَمِ) عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي [ح م أ] وَأَصْلُ حَمٍ حَمَــوٌ بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (الْحَامِي) الْفَحْلُ مِنَ الْإِبِلِ الَّذِي طَالَ مُكْثُهُ عِنْدَهُمْ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: 103] . قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا لَقِحَ وَلَدُ وَلَدِهِ فَقَدْ حَمَــى ظَهْرَهُ فَلَا يُرْكَبُ وَلَا يُجَزُّ لَهُ وَبَرٌ وَلَا يُمْنَعُ مِنْ مَرْعًى. وَفُلَانٌ (حَامِي الْحَقِيقَةِ) وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ فِي [ح ق ق] وَجَمْعُهُ (حُمَــاةٌ) وَ (حَامِيَةٌ) . وَ (حُمَــةُ) الْعَقْرَبِ سُمُّهَا وَضَرُّهَا. وَ (حُمَــيَّا) الْكَأْسِ أَوَّلُ سَوْرَتِهَا وَ (حُمُــوَّةُ) الْأَلَمِ سَوْرَتُهُ. وَ (حَمَــيْتُ) الْمَرِيضَ الطَّعَامَ (حِمْــيَةً) وَ (حِمْــوَةً) بِكَسْرِ أَوَّلِهِمَا وَ (احْتَمَيْتُ) مِنَ الطَّعَامِ (احْتِمَاءً) . وَ (الْــحَمِــيَّةُ) الْعَارُ وَالْأَنَفَةُ وَ (حَامَى) عَنْهُ (مُحَامَاةً) وَ (حِمَــاءً) . وَ (حَمِــيَ) النَّهَارُ بِالْكَسْرِ وَالتَّنُّورُ أَيْضًا (حَمْــيًا) فِيهِمَا
اشْتَدَّ حَرُّهُ. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: اشْتَدَّ (حَمْــيُ) الشَّمْسِ وَ (حَمْــوُهَا) بِمَعْنًى. وَ (أَــحْمَــى) الْحَدِيدَ فِي النَّارِ فَهُوَ (مُــحْمًــى) وَلَا تَقُلْ: حَمَــاهُ. وَ (تَحَامَاهُ) النَّاسُ أَيْ تَوَقَّوْهُ وَاجْتَنَبُوهُ. 
(ح م ي) : (حَمَــاهُ) حِمَــايَةً صَنَعَهُ وَدَفَعَ عَنْهُ وَحَامِيَةُ الْقَوْمِ الَّذِي يَــحْمِــيهِمْ وَيَذُبُّ عَنْهُمْ وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ (وَالْحَامِي) فِي الْقُرْآنِ الْفَحْلُ إذَا أَلْقَحَ وَلَدُ وَلَدِهِ لَا يُرْكَبُ وَلَا يُمْنَعُ مِنْ مَرْعًى (وَالْــحِمَــى) مَوْضِعُ الْكَلَأِ يُــحْمَــى مِنْ النَّاسِ فَلَا يُرْعَى وَلَا يُقْرَبُ وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ عَادَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ فَنَفَاهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ «لَا حِمَــى إلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» أَيْ إلَّا مَا يُــحْمَــى لِخَيْلِ الْجِهَادِ وَنَعَمِ الصَّدَقَةِ وَلُقِّبَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي الْأَقْلَحِ (بِــحَمِــيِّ الدَّبَرَ) وَهُوَ جَمَاعَةُ النَّحْلِ لِأَنَّهَا حَمَــتْ لَــحْمَــهُ فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ (وَالْــحَمِــيَّةُ) الْأَنَفَةُ لِأَنَّهَا سَبَبُ الْــحِمَــايَةِ (وَقَوْلُهُ) لِئَلَّا تَــحْمِــلَهُ حَمِــيَّةُ الشَّيْطَانِ إنَّمَا أَضَافَهَا إلَيْهِ لِأَنَّهَا مِنْهُ (وَالْمَــحْمِــيَةُ) مِثْلُهَا وَبِهَا سُمِّيَ مَــحْمِــيَّةُ بْنُ جَزْءٍ أَوْ جَزْءٍ وَهُوَ صَحَابِيٌّ (وَأَــحْمَــى الْمِيسَمَ وَأَــحْمَــى عَلَيْهِ) أَوْقَدَ النَّارَ عَلَيْهِ (وَأَــحْمَــاءُ الْمَرْأَةِ) ذَوُو قَرَابَةِ زَوْجِهَا (وَمِنْهُ) كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ تَبْذُو عَلَى (أَــحْمَــاءِ) زَوْجِهَا أَيْ عَلَى قَوْمِهِ وَهُوَ إمَّا مِنْ الْأَوَّلِ لِأَنَّهُمْ الْحَامُونَ وَالذَّابُّونَ وَمِنْ الثَّانِي لِحَرَارَةِ شَفَقَتِهِمْ وَالْوَاحِدُ حَمًــا كَعَصًا وَــحَمٌ كَأَخٍ وَــحَمْــءٌ كَخَبْءٍ فَعَلَى الْأَوَّلِ تَثْنِيَتُهُ حَمْــوَانِ وَــحَمَــوَيْنِ (وَمِنْهُ) إلَّا أَجَرْت حَمْــوَيْنِ فِي حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ وَعَلَى الثَّانِي كَذَلِكَ وَعَلَى الثَّالِثِ ظَاهِرٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ
يئذن فَإِنِّي (حَمُــهَا) وَجَارُهَا
فَبِتَرْكِ الْهَمْزَةِ كَمَا قُرِئَ يُخْرِجُ الْخَبَ.
ح م ي

حمــاه حمــاية، وحامى عليه، وهو يــحمــي أنفه وعرضه مــحمــية ومــحمــية. قال الفرزدق:

شاهد إذا ما كنت ذا مــحمــية ... برجل مشل أبي مكية

وقال أيضاً:

بنو السيد الأشاثم للأعادي ... نموني للعلى وبنو ضرار

وناجية الذي كانت تميم ... تقدمه لمــحمــية الذمار

وفعل ذ مــحمــية لعرضه. وهو حمــيُّ الأنف، وله أنف حمــيٌّ. وحمــيت المكان: منعته أن يقرب، فإذا امتنع وعزّ، قلت أحمــيته أي صيرته حمًــى: فلا يكون الإحمــاء إلا بعد الــحمــاية، ولفلان حمًــى لا يقرب. واحتمى الرجل من كذا: اتقاه. قال:

يذب عن حريمه بنبله ... ورمحه وسيفه ويحتمى

وقال حسان:

حمــت كل واد من تهامة واحتمت ... بصم القنا والمرهفات البواتر

يقال: احتميت منه وتحاميته، وهو يتحامى كما يتحامى الأجرب، وحمــيت المريض الطعام حمــية. قال:

تقول ابنتي لما رأتني شاحباً ... كأنك يــحمــيك الشراب طبيب

واحتمى المريض فهو حمــيٌّ ومحتم. وحمــيت القدر. وحمــيَ النهار حمّــى شديداً وحمــياً. وحمــيَ بدن المــحمــوم، وبه حمــيٌ. وكأنه حمــي مرجل. وأتاني في حمــي الظهيرة. وأحمــيت الميسم. وفيه حمــية وأنفة، وقد حمــي من الأمر، وفي بني فلان حمــايا. وقرعته حمــيّا الكأس أي سورته. وفلان يرى في النصح حمــة العقرب وهي فوعة السم وسورته.

ومن المجاز: حمــيته أن يفعل كذا إذا منعته، وحمــيَ عليه إذا غضب، ولا تكلمه في حمــيّا غضبه، وإنه لشديد الــحمــيّا إذا كان عزيز النفس أبياً. قال الفرزدق:

شديد الــحمــيا لا يخاتل قرنه ... ولكنه بالصحصحان ينازله
ح م ي : حَمَــيْتُ الْمَكَانَ مِنْ النَّاسِ حَمْــيًا مِنْ بَابِ رَمَى وَــحِمْــيَةٌ بِالْكَسْرِ مَنَعَتُهُ عَنْهُمْ وَالْــحِمَــايَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَأَــحْمَــيْتُهُ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ حِمًــى لَا يُقْرَبُ وَلَا يُجْتَرَأُ عَلَيْهِ قَالَ الشَّاعِرُ
وَنَرْعَى حِمَــى الْأَقْوَامِ غَيْرَ مُحَرَّمٍ ... عَلَيْنَا وَلَا يُرْعَى حِمَــانَا الَّذِي نَــحْمِــي
وَأَــحْمَــيْتُهُ بِالْأَلِفِ أَيْضًا وَجَدْتُهُ حِمًــى وَتَثْنِيَةُ الْــحِمَــى حِمَــيَانِ بِكَسْرِ الْحَاءِ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ وَبِالْيَاءِ وَسُمِعَ بِالْوَاوِ فَيُقَالُ حَمَــوَانِ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَــحَمَــيْتُ الْمَرِيضَ حِمْــيَةً وَــحَمَــيْتُ الْقَوْمَ حِمَــايَةً نَصَرْتُهُمْ وَــحَمِــيَتْ الْحَدِيدَةُ تَــحْمَــى مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ حَامِيَةٌ إذَا اشْتَدَّ حَرُّهَا بِالنَّارِ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَــحْمَــيْتُهَا فَهِيَ مُــحْمَــاةٌ وَلَا يُقَالُ حَمَــيْتهَا بِغَيْرِ أَلِفٍ وَالْــحَمِــيَّةُ الْأَنَفَةُ وَالْــحَمْــأَةُ طِينٌ أَسْوَدُ وَــحَمِــئَتْ الْبِئْرُ حَمَــأً مِنْ بَابِ تَعِبَ صَارَ فِيهَا الْــحَمَــأَةُ وَــحَمَــاةُ الْمَرْأَةِ وِزَانُ حَصَاةٍ أُمُّ زَوْجِهَا لَا يَجُوزُ فِيهَا غَيْرُ الْقَصْرِ وَكُلُّ قَرِيبٍ لِلزَّوْجِ مِثْلُ: الْأَبِ وَالْأَخِ وَالْعَمِّ فَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ حَمًــا مِثْلُ: عَصًا وَــحَمٌ مِثْلُ: يَدٍ وَــحَمُــوهَا مِثْلُ: أَبُوهَا يُعْرَبُ بِالْحُرُوفِ وَــحَمْــءُ بِالْهَمْزَةِ مِثْلُ: خَبْءٍ وَكُلُّ قَرِيبٍ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ فَهُمْ الْأَخْتَانُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْــحَمْــءُ أَبُو الزَّوْجِ وَأَبُو امْرَأَةِ الرَّجُلِ وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ أَيْضًا وَــحَمْــءُ الرَّجُلِ أَبُو زَوْجَتِهِ أَوْ أَخُوهَا أَوْ عَمُّهَا فَحَصَلَ
مِنْ هَذَا أَنَّ الْــحَمْــءَ يَكُونُ مِنْ الْجَانِبَيْنِ كَالصِّهْرِ وَهَكَذَا نَقَلَهُ الْخَلِيلُ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ وَالْــحُمَــةُ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ سُمُّ كُلِّ شَيْءٍ يَلْدَغُ أَوْ يَلْسَعُ. 
الْحَاء وَالْمِيم وَالْيَاء

حَمَــى الشَّيْء حمــياً وحمــيً وحِمــايَةً ومَــحْمِــيَةً: مَنعه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يَجِيء هَذَا الضَّرْب على مفعل إِلَّا وَفِيه الْهَاء لِأَنَّهُ إِن جَاءَ على مفعل بِغَيْر هَاء اعتل، فعدلوا إِلَى الأخف. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: حَمَــيْتُ الأَرْض حَمْــياً وحَمــيَّةً وحِمــايَةً وحَمْــوَةً، الْأَخِيرَة نادرة وَإِنَّمَا هِيَ من بَاب أشاوي.

والــحِمْــيَةُ والــحِمَــي: مَا حُمِــيَ من شَيْء، يمد وَيقصر، وتثنيته حِمَــيانِ على الْقيَاس، وحِمَــوانِ على غير الْقيَاس.

وكلأ حِمــي: مَــحْمِــيّ. وحَمــاه من الشَّيْء وحَمــاه إِيَّاه، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

حَمَــيْن العَراقيبَ العَصا وتركْنَه ... بِهِ نَفَسٌ عالٍ مُخالِطُه بُهْرُ

وحَمَــى الْمَرِيض مَا يضرّهُ حِمْــيةً: مَنعه إِيَّاه. واحتَمى هُوَ من ذَلِك وتَــحَمَّــى، امْتنع.

والــحَمِــيُّ: الْمَرِيض الْمَمْنُوع من الطَّعَام وَالشرَاب، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

وَجْدِي بِصَخْرةَ لَو تَجزِي المُحِبَّ بِهِ ... وَجْدُ الــحَمِــيِّ بماءِ المُزْنةِ الصَّادِي

وحَمَــاه النَّاس يَــحْمِــيه إيَّاهُم حِمــىً وحِمــايَةً: مَنعه.

والحامِيَةُ: الرجل يــحمــي أَصْحَابه، وهم أَيْضا الْجَمَاعَة. وَفُلَان على حامِيَةِ الْقَوْم، أَي آخر من يــحمــيهم فِي مضيهم.

وأَــحْمَــى الْمَكَان. جعله حمــي لَا يقرب. وأحْمَــاهُ، وجده حمــى، وَقَالَ أَبُو زيد: حَمَــيْتُ الــحِمَــى حَمْــياً منعته، قَالَ: فَإِذا امْتنع مِنْهُ النَّاس وَعرفُوا انه حمــي قلت: أَــحمَــيْتُه.

وعشب حَمِــيّ: مَــحْمِــيّ.

وَذهب حسن الــحمــاءِ: خرج من الــحمــاءِ حسنا.

وحَمِــيَ من الشَّيْء حَمِــيَّةً ومَــحْمِــيَّةً: أنف، وَنَظِير المَــحْمِــيَةُ المَــحْمِــيَة من حسب، والمــحمــدة من حمــد، والموددة من ود وَالْمَعْصِيَة من عصى.

واحتَمى فِي الْحَرْب: حَمِــيَتْ نَفسه.

وَرجل حَمِــيّ: لَا يحْتَمل الضيم. وأنف حَمِــيّ، من ذَلِك، قَالَ الَّلحيانيّ: يُقَال حَمــيتُ فِي الْغَضَب حُمَــيَّا. وحَمِــيَت الشَّمْس وَالنَّار حَمْــياً وحُمِــياًّ وحُمُــوّا، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، اشْتَدَّ حرهَا. وأحمــاها الله، عَنهُ أَيْضا.

وحَمِــىَ الْفرس حِمــيً: سخن وعرق.

وحَمِــيَ المسمار وَغَيره فِي النَّار حَمــيا وحُمُــوًّا سخن. وأحْمَــى الحديدة وَغَيرهَا فِي النَّار: أسخنها.

والــحُمَــةُ: السم، عَن الَّلحيانيّ وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الإبرة الَّتِي تضرب بهَا الْحَيَّة وَالْعَقْرَب والزنبور وَنَحْو ذَلِك، أَو تلدغ بهَا. وَالْجمع حُمَــاتٌ وحُمــىً. وحُمَــةُ الْبرد: شدته.

والــحُمَــيَّا: شدَّة الْغَضَب وأوله.

وحمَــيَّا الكأس: سورتها وشدتها، وَقيل: إسكارها وحدتها وَأَخذهَا بِالرَّأْسِ.

وحُمَــيَّا كل شَيْء شدته. وَفعل ذَلِك فِي حُمَــيَّا شبابه، أَي فِي سورته ونشاطه.

والحامِيَةُ الْحِجَارَة الَّتِي تطوى بهَا الْبِئْر.

والحَوامِي: ميامن الْحَافِر ومياسره.

والحامِي: الْفَحْل من الْإِبِل يضْرب الضراب الْمَعْدُود، قيل: عشرَة أبطن، فَإِذا بلغ ذَلِك قَالُوا: هَذَا حامٍ، أَي حَمَــى ظَهره، فَيتْرك فَلَا ينْتَفع مِنْهُ بِشَيْء وَلَا يمْنَع من مَاء وَلَا مرعى، قَالَ الله عز وَجل: (مَا جعل اللهُ من بَحِيرَةٍ وَلَا سائِبةٍ وَلَا وَصِيلةٍ وَلَا حامٍ) فَأعْلم انه لم يحرم شَيْئا من ذَلِك. وَقَالَ الشَّاعِر:

فَقَأتُ لَهَا عَيْنَ الفَحيلِ عيافةً ... وفيهنَّ رَعْلاءُ المسامعِ والحَامِي

واحمَــوْمَي الشَّيْء: أسودَّ كالليل والسحاب، قَالَ:

تألَّقَ واحمَــوْميَ وخيَّم بالرُّبا ... أحمُّ الذُّرَى ذُو هَيْدبٍ مُتراكِبِ

وَقد تقدم فِي الثنائي إِذْ كَانَ بِهِ أملك.

وحَمَــاةُ: مَوضِع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

عَشِيَّةَ جاوزنا حَمــاةَ وشَيْزرَا
حمــي
حمَــى1 يَــحمِــي، احْمِ، حَمْــيًا وحِمــايةً، فهو حامٍ، والمفعول مَــحمِــيّ
حمَــى فلانًا/ حمَــى فلانًا من الشَّيء: نصره ودافع عنه "حمَــاه شرَّ المعتدين- حمَــى صديقَه من شرٍّ مُحتَّم- نظام حمــاية الأقليات- يحرص الرَّئيسُ على حمــاية السوق المحليّة" ° اللهُ يــحمــيك: يحرسُك ويحفظُك.
حمَــى الشَّيءَ من النَّاس: منعه عنهم "حمَــيتُ الــحِمَــى- حمَــى الجيشُ بلادَه من هجمات العَدُوّ". 

حمَــى2 يَــحمِــي، احْمِ، حِمْــيَةً، فهو حامٍ، والمفعول مــحمِــيّ
حمَــى المريضَ: منَعَه ما يضرُّه "حمــاه الطَّبيبُ أكلَ الدَّسَمِ".
حمَــى المريضَ ما يضرُّه: منعه إيّاه "حمَــى مواطنيه غائلةَ الجوع". 

حمِــيَ/ حمِــيَ على يَــحمَــى، احْمَ، حَمْــيًا وحَمِــيًّا وحُمُــوًّا، فهو حامٍ، والمفعول مَــحمِــيّ عليه
حمِــيتِ الشَّمسُ والنَّارُ والحديدةُ وغيرُها: سخنت واشتدّ حرّها "معركة حامية- {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} " ° حمِــي الوطيسُ: اشتدّت الحربُ أو اضطرم الأمرُ.
حمِــي على فلان: غضِب عليه "حمِــي الأستاذُ على الطلاب المهملين"? حمِــي أنفُه: اشتدّ غضبُه وغيظُه. 

حمِــيَ من يَــحمَــى، احْمَ، حَمِــيَّةً، فهو حَمِــيّ، والمفعول مَــحمِــيّ منه
حمِــي من الشَّيء: أنِف أن يفعله "يــحمَــى من الانزلاق إلى مطارح الهوان" ° فلانٌ ذو حمــيَّة منكّرة: إذا كان ذا غضب وأنفة. 

أحمــى يُــحمــي، أَــحْمِ، إحمــاءً، فهو مُــحْمٍ، والمفعول مُــحْمًــى
• أحمــى الشَّيءَ: أوقده أو سخَّنه سخونة شديدة "أحمــى الماءَ ليغتسل- أحمــى الحديدَ- {يَوْمَ يُــحْمَــى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ} ".
• أحمــى المكانَ: جعلَه حِمًــى أي موضعًا يُمنع ولا يُقْرب.
• أحمــى فلانًا: أغضبه. 

احتمى بـ/ احتمى عن/ احتمى في/ احتمى من يحتمي، احْتَمِ، احتماءً، فهو مُحتَمٍ، والمفعول مُحتَمًى به
• احتمى بفلان/ احتمى بالشَّيء: لجأ إليه، طلب منه الأمنَ والرِّعايةَ "احتمى بقومِه من الأعداء- احتمى بحصن من سهام أعدائه".

• احتمى عن الشَّيء: امتنع عنه "احتمى المريضُ عن أكل اللُّحوم لأنَّها تضرُّه".
• احتمى في الحرب: توقّدت نفسُه وحَمِــيت.
• احتمى من الشَّيء: حذره، اتّقاه واجتنبه "احتمى بمظلّته من المطر". 

تحامى يتحامى، تَحامَ، تحاميًا، فهو مُتحامٍ، والمفعول مُتحامًى
• تحامى فلانًا: تحاشاه، تجنَّبه وتوقّاه "تحامَى رجلاً بذيء اللِّسان- إنّه يتحامى الانزلاقَ في المناقشات السَّاذجة". 

حامى عن/ حامى لـ يحامي، حامِ، مُحاماةً، فهو محامٍ، والمفعول مُحامًى عنه
• حامى عن فلان: دافَع عنه "الحقّ في جانب الذي يحامي عن دينه ووطنه".
• حامى لفلان: تحزَّب له. 

حمَّــى يــحمِّــي، حَمِّ، تــحمــيةً، فهو مــحمٍّ، والمفعول مُــحَمًّــى
حمَّــى الفرنَ: أحمــاه وسخَّنه.
حمَّــى طفلَه: غسله بالــحمَّــام. 

إحمــاء [مفرد]:
1 - مصدر أحمــى.
2 - تمرين من أجل الاستعداد لرياضة ما. 

احتماء [مفرد]:
1 - مصدر احتمى بـ/ احتمى عن/ احتمى في/ احتمى من.
2 - (سف) زُهْد وتقشُّف وإماتة للجسد من أجل الانصراف الكلِّيّ إلى التعبُّد لله عزّوجل، وذلك عند الصوفيّة. 

تَــحْمِــيَة [مفرد]: مصدر حمَّــى. 

حامٍ1 [مفرد]: ج حامُون وحُمــاة:
1 - اسم فاعل من حمِــيَ/ حمِــيَ على وحمَــى1 وحمَــى2.
2 - مَنْ يــحمــي شيئًا أو أحدًا "كان العرب حمــاة لحدود الإمبراطوريّة الرومانيّة قبل ظهور الإسلام- حمــاة الضَّيْم" ° حامي الذِّمار. 

حامٍ2 [مفرد]
• الحامي من الإبل: الذي طال مُكثُه عند أصحابه حتَّى صار له عشرةُ أبطن فَــحَمَــوْا ظهره وتركوه فلا يُركب ولا يُجَزُّ وَبَرُه، وكان ذلك من عادة الجاهليّة فأبطلها الإسلام " {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ} ". 

حامية [مفرد]:
1 - مؤنَّث حامٍ1.
2 - جندٌ يرابطون في موقع أو بلدة للدِّفاع عنها "حامية مدينة". 

حِمــاية [مفرد]:
1 - مصدر حمَــى1 ° حمــاية البيئة: وقايتها من التلوّث- حمــاية جوِّيَّة.
2 - (سة) نظام استعماريّ يقضي بأن تظلّ الحكومة الوطنيّة في إقليم ما قائمة على أن تتولَّى الدَّولةُ الحاميةُ شئون الإقليم الدفاعيّة والخارجيّة وتقدّم لها النصح في جميع الشئون الأخرى "كانت المغرب تحت حمــاية فرنسا قبل إعلان استقلالها: - فرض/ إعلان الــحمــاية".
3 - حصانة ضدّ الاعتقال "رُفعت الــحمــاية عن عضو مجلس الشعب".
حمــاية المستهلك: حركة لــحمــاية المستهلكين وإعلامهم من خلال ممارسات معيّنة كالإعلان "جمعية حمــاية المستهلك".
حمــاية تجاريَّة: اتِّجاه يدعو إلى تدخُّل الدَّولة لتوجيه الاقتصاد الخارجيّ لتحقيق أهداف اقتصاديّة واجتماعيَّة وسياسيّة معيّنة من أهمها تشجيع الصِّناعات الوطنيّة وحمــايتها. 

حُمُــوّ [مفرد]: مصدر حمِــيَ/ حمِــيَ على. 

حِمًــى [مفرد]:
1 - شيءٌ يدافع عنه ويحظر الاقتراب منه.
2 - وطنٌ يدافع عنه أهله "يا حُمــاةَ الــحِمَــى يا حُمــاة الــحِمَــى ... هلمُّوا هلمُّوا إلى مجد الوطن- لاَ حِمَــى إلاَّ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [حديث] " ° حام حول الــحِمَــى: قارب الآثام أو اقترب من المحظور.
حِمَــى الله: محارمُه. 

حَمْــي [مفرد]: مصدر حمِــيَ/ حمِــيَ على وحمَــى1 ° حَمْــي الشَّمس: حرُّها. 

حِمْــيَة [مفرد]: ج حِمْــيات (لغير المصدر):
1 - مصدر حمَــى2.
2 - إقلال من الطَّعام ونحوه مدّة معيّنة واتّباع نظام غذاء صحّيّ "الــحِمــية رأسُ كلِّ دواء". 

حَمِــيّ [مفرد]:
1 - مصدر حمِــيَ/ حمِــيَ على.
2 - صفة مشبَّهة
 تدلّ على الثبوت من حمِــيَ من. 

حُمَــيَّا [مفرد]
• الــحُمَــيَّا: الخمرُ نفسُها.
حُمَــيَّا كلِّ شيء: شدّته وحدّته، أوّل سَوْرته "حُمَــيَّا الشباب: سورته ونشاطه- حُمَــيَّا الخَمْر" ° هو شديد الــحُمَــيَّا: عزيز النفس أبيّ. 

حَمِــيَّة [مفرد]:
1 - مصدر حمِــيَ من.
2 - أَنَفة وغضب " {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْــحَمِــيَّةَ حَمِــيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} ".
3 - محافظة على المَحرَم والدِّين من التُّهمة، النخْوة والمروءة "أثار حمِــيَّتَه: ألهب حمــاسته وهيَّجه". 

مُحامٍ [مفرد]: مؤ محامية:
1 - اسم فاعل من حامى عن/ حامى لـ.
2 - (قن) مدافع عن حقوق المترافعين المتقاضين أمام المحاكم "محامي الادّعاء/ الدِّفاع/ الاستئناف- قامت فلانة المحامي/ المحامية بالنَّقض بمرافعة ناجحة" ° نقابة المحامين: جمعية تُعْنَى بأمور المحامين ومهنتهم.
• محامٍ تحضيريّ: مَنْ ليس عضوًا في نقابة المحامين، ويُرافع فقط في المحاكم الابتدائيّة. 

مُحاماة [مفرد]:
1 - مصدر حامى عن/ حامى لـ.
2 - (قن) حرفة المحامي الذي يدافع عن حقوق المترافعين المتقاضين أمام المحاكم "هيئة المحاماة- مهنة المحاماة تحتاج إلى دربة وثقافة". 

مَــحْمــيّة [مفرد]:
1 - دولة أو مدينة خاضعة لسلطة دولة أخرى ومراقبتها، وبنوع خاّص في مجالي العلاقات الخارجيّة والأمن "كانت عدن مــحمــيّة بريطانيّة".
2 - انتفاع مضبوط وحمــاية منظَّمة للموارد الطبيعيّة مثل الغابات.
3 - منطقة محظورة لــحمــاية الحياة البريّة أو المصادر الطبيعيّة وحمــاية الحيوانات من الإزعاج والمضايقات "تنتشر في مصر الآن المــحمــيّات الطبيعيّة". 
حمــي
: (ي ( {حَمَــى الشَّيءَ} يَــحْمِــيه {حَمْــياً) ، بالفتْحِ، وحِمــىً (} وحِمَــايَةً، بالكسْرِ، {ومَــحْمِــيةً: مَنَعَهُ) ودَفَعَ عَنهُ.
قالَ سِيْبَوَيْه: لَا يَجِيءُ هَذَا الضَّرْب على مَفْعِلٍ إلاَّ وَفِيه الْهَاء، لأنَّه إِن جاءَ على مَفْعِلٍ بغيرِ هاءٍ اعْتَلَّ فعدلُوا إِلَى الأخَفِّ.
(وكَلأٌ} حِمًــى، كَرِضًى، مُــحْمِــيٌّ، وَقد {حَمــاهُ} حَمْــياً) ، بالفتْحِ، ( {وحَمِــيَّةً) ، كغَنِيَّةٍ، (وحِمــايَةً، بالكسْرِ، وحَمْــوَةً) ، بالفتْحِ: مَنَعَهُ.
(} وحَمَــى المريضَ مَا يَضُرُّهُ: مَنَعَهُ إيَّاهُ) ، يَــحْمِــيه {حِمْــيَةً وحِمْــوَةً، (} فاحْتَمَى) هُوَ.
( {وتَــحَمَّــى: امْتَنَعَ) مِن ذلِكَ.
(} والــحَمِــيُّ، كغَنِيَ: المريضُ المَمْنوعُ ممَّا يضُرُّهُ) مِن الطَّعامِ والشَّرابِ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ، وأَنْشَدَ:
وجْدِي بفَخْرَة لَوْ تَجْزِي المُحِبَّ بِهِ
وَجْدُ {الــحَمِــيِّ بماءِ المُزْنةِ الصَّادِي (و) الــحَمِــيُّ أَيْضاً: (كلُّ مَــحْمِــيَ) مِن الشرِّ وغيرِهِ.
(و) الــحَمِــيُّ: (مَنْ لَا يَحْتَمِلُ الضَّيْمَ) وَقد حمــى هُوَ.
(} والــحِمَــى، كإلَى ويُمَدُّ، {والــحِمْــيَةُ، بالكسْرِ: مَا} حُمِــيَ من شيءٍ) ، وتَثْنِيَتُه {حِمَــيانِ على القياسِ،} وحِمَــوان على غيرِ قياسٍ، ونَقَلَه الكِسائيُّ.
قالَ الليّثُ: {الــحِمَــى مَوْضِعٌ فِيهِ كَلأٌ} يُــحْمَــى من الناسِ أنْ يُرْعى.
وقالَ الشافِعِيُّ، رَضِيَ الله عَنهُ، فِي تفْسيرِ الحدِيثِ: (لَا حِمَــى إلاَّ للَّهِ ولرَسُولِهِ) ، قالَ: كانَ الشَّريفُ مِن العَرَبِ فِي الجاهِلِيَّةِ إِذا نزلَ بَلَدا فِي عشِيرَتِه اسْتَعْوَى كَلْباً {فــحَمَــى لخاصَّتِه مَدَى عُواءِ الكَلْبِ لَا يَشْرَكُه فِيهِ غيرُهُ فَلم يَرْعَه مَعَه أَحدٌ، وكانَ شريك القوْمِ فِي سائِرِ المَراتِعِ حَوْله، فنَهَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُــحْمَــى على الناسِ حِمــىً كَمَا كَانُوا فِي الجاهِلِيَّةِ يَفْعلونَ إلاَّ مَا يُــحْمَــى لخيْلِ المُسْلمين ورِكابِهِم الَّتِي تُرْصَد للجِهادِ ويُــحْمَــل عَلَيْهَا فِي سَبيلِ اللَّهِ، وإِبلِ الزَّكاةِ، كَمَا حَمَــى عُمَرُ النَّقِيع لنَعَمِ الصَّدقَةِ والخَيْل المُعَدَّة فِي سَبيلِ اللَّهِ، كَذَا نَقَلَه أهْلُ الغرِيبِ.
قالَ شيْخُنا: ثمَّ أطلقَ الــحِمَــى على مَا يَــحْمِــيه وَلَو لم يكُنْ كَلْب وَلَا صائِح.
(} والحامِيَةُ: الَّرجلُ {يَــحْمِــي أَصْحابَه) فِي الحرْبِ.
(والجماعَةُ أَيْضاً:} حامِيَةٌ) {يَــحْمُــون أَنْفُسَهم؛ قَالَ لبيدٌ:
ومَعِي حامِيَةٌ من جَعْفرٍ
كلَّ يَوْم ينتلي مَا فِي الخِلَلِ (وَهُوَ على حاميةِ القوْمِ: أَي آخِرُ مَنْ} يَــحْمِــيهِم فِي مُضِيِّهم) وانْهِزَامِهم.
( {وأَــحْمَــى المَكانَ: جَعَلَهُ حِمًــى لَا يُقْرَبُ) .
(قالَ ابنُ برِّي: يقالُ حَمــاهُ} وأحْمــاهُ؛ وأَنْشَدَ:
حَمَــى أَجَماتِه فتُرِكْنَ قَفْراً وأَــحْمَــى مَا سِوَاه مِنَ الإِجامِوقالَ أَبو زيْدٍ: {حَمَــيْتُ الــحِمَــى} حَمْــياً: مَنَعْته، فَإِذا امْتَنَع مِنْهُ الناسُ وعَرَفوا أنَّه {حِمــىً قُلْت أَــحْمَــيْتُه.
وذَكَرَ السّهيليّ فِي الرَّوْض: أَنَّ} أَــحْمــاهَ لُغَةٌ ضَعيفَةٌ. قلت والصَّحِيحُ أنَّهما فَصِيحَتانِ.
وَفِي حدِيثِ عائِشَةَ وذَكَرَتْ عُثْمان: (عَتَبْنا عَلَيْهِ مَوْضِع الغَمامَةِ {المُــحْمــاةِ) ؛ تُريدُ الــحِمَــى الَّذِي حَمــاهُ، جعلته موضعا للغَمامَةِ لأنَّها تسْقِيه بالمَطَرِ والناسُ شُركاءُ فيمَا سَقَتْه السَّماءُ مِن الكَلإِ إِذا لم يَكُنْ مَمْلوكاً فلذلِكَ عَتَبُوا عَلَيْهِ.
(أَو) احمــاه: (وجدَهُ حِمًــى) لَا يُقْرَبُ.
(} وحَمِــيَ من الشَّيءِ) وَعنهُ، (كرَضِيَ، {حَمِــيَّةً) ، بالتَّشْديدِ، (} ومَــحْمِــيَةً، كمَنْزِلَةٍ: أَنِفَ) مِنْهُ وداخَلَهُ عارٌ وأَنَفَةٌ أَن يَفْعَلَه؛ وَمِنْه حدِيثُ مَعْقِلٍ: ( {فَــحَمِــيَ مِن ذلِكَ أَنَفاً) ، أَي أَخَذَتْه} الــحَمِــيَّة، وَهِي الأَنَفَة والغَيْرَةُ.
وفلانٌ ذُو حَمِــيَّةٍ مُنْكَرَة: إِذا كانَ ذَا غَضَبٍ وأَنَفَةٍ.
ونَظِيرُ {المَــحْمِــيَّة المَعْصِيَةُ مِن عَصَى.
(و) } حَمِــيَتِ (الشَّمسُ والنَّارُ) تَــحْمَــى ( {حَمْــياً) ، بالفتْحِ، (} وحُمِــيّاً) ، كعُتَيَ، ( {وحُمُــوّاً) ، الأَخيرَةُ عَن اللَّحْيانيّ: (اشْتَدَّ حَرُّهما،} وأحْمــاهُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ {أَــحْمــاها، (اللَّهُ) تَعَالَى؛ كَذَا نصُّ اللَّحْيانيّ.
(و) } حَمًــي (الفَرَسُ حِمــىً) ، كرِضاً: (سَخُنَ وعَرِقَ) يَــحْمَــى حَمْــياً {وحَمْــيُ الشَّدِّ مثْلُه؛ قالَ الأعْشى:
كأنَّ احْتِدامَ النارِ من} حَمْــيِ شَدِّة
وَمَا بَعْدَه مِنْ شَدِّه غَلْيُ قُمْقُم ِوالجَمْعُ {أحْمــاءٌ، قَالَ طَرَفَة:
فَهِيَ تَرْدِي وَإِذا مَا فَزِعَتْ
طارَ من} أَــحْمــائِها شَدّ الأُزُرْ (و) حمِــيَ (المِسْمارُ حَمْــياً) ، بالفتحِ، ( {وحُمُــوّاً) ، كسُمُوَ: (سَخُنَ؛} وأَــحْمَــيْتُهُ) .
(قالَ ابنُ السِّكّيت: {أَــحْمَــيْتُ المِسْمارَ} إحْمــاءً، {وأَــحْمَــيْتُ الحدِيدَةَ وغيرَها فِي النارِ: أَسْخَنْتُها، وَلَا يقالُ} حَمَــيْتها.
قالَ شيْخُنا: أَي ثلاثِيّاً وَهَذَا كأنَّه فِي الفَصِيحِ وإلاَّ فإنَّه يقالُ حمــى الشَّيْء فِي النارِ أَدْخَلَه فِيهَا.
( {والــحُمَــةُ، كَثُبَةٍ: السَّمُّ) ؛) عَن اللّحْيانيّ.
(أَو) هِيَ (الإِبْرَةُ) الَّتِي (يَضْربُ بهَا الزُّنْبورُ والحَيَّةُ) والعَقْربُ (ونحوُ ذلِكَ، أَو يَلْدَغُ بهَا) ، وأَصْلُه حُمَــوٌ أَو} حُمَــيٌ، والهاءُ عوضٌ، (ج {حُمــاتٌ} وحُمًــى) .
(وقالَ الليْثُ: {الــحُمَــةُ فِي أَفْواهِ العامَّةِ: إبْرَةُ العَقْربِ والزُّنْبورِ ونحوِه، وإنَّما الــحُمَــةُ سَمُّ كلِّ شيءِ يَلْدَغُ ويَلْسَعُ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: أُطْلِقَ على إبْرَةِ العَقْربِ للمجاورة لأنَّ السَّمَّ مِنْهَا يخرُجُ.
وَقَالَ الجَوهرِيُّ:} حُمَــةُ العَقْربِ سَمُّها وضرُّها.
قُلْتَ: ونُقِل عَن ابنِ الأعرابيّ تَشْديدُ المِيمِ.
قَالَ الأزْهريُّ: لم يُسْمَع ذلِكَ إلاَّ لَهُ وأَحْسَبُه لم يَذْكره إلاَّ وَقد حَفِظَه.
(و) الــحُمــةُ: (شِدَّةُ البَرْدِ) ، الأَوْلى أنْ يقولَ: ومِن البَرْدِ شِدَّتُه.
(وأَبو حُمَــةَ: مــحمــدُ بنُ يوسُفَ الزَّبيدِيُّ) ، بفتْح الزَّاي، محدِّثٌ (م) مَشْهورٌ، وتَلميذُه مــحمــدُ بنُ شعيبٍ شيخٌ للطّبراني.
( {وحُمَــةُ العَقْرَبِ: سَيْفُ) يَنْكِفَ الــحِمْــيَرِيّ سُمِّي بِهِ على التَّشْبيه.
(} والــحُمَــيّا) ، كالثُّرَيَّا: (شِدَّةُ الغَضَبِ وأوَّلُهُ) .) ويقالُ: إنَّه لشَدِيدُ {الــحُمَــيَّا، أَي شَدِيدُ النَّفْسِ والغَضَبِ.
(و) الــحُمَــيَّا (من الكَأْسِ: سَوْرَتُها وشِدَّتُها) ، أَو أَوَّلُ سَوْرَتها وشِدَّتها، (أَو إسْكارُها) وحِدَّتُها، (أَو أَخْذُها بالرَّأْسِ) .) يقالُ: سارَتْ فِيهِ} حُمَــيَّا الكَأْسِ أَي سَوْرَتُها، والمعْنَى ارْتَفَعَتْ إِلَى رأْسِه.
وقالَ الليْثُ: الــحُمَــيَّا بُلُوغُ الخَمْرِ من شارِبِها.
وقالَ أَبو عبيدٍ: الــحُمَــيَّا دَبِيبُ الشَّرابِ.
(و) الــحُمَــيَّا (من الشَّبابِ أَوَّلُهُ ونَشاطُهُ) .
(يقالُ: فَعَلَ ذلكَ فِي حُمَــيَّا شَبابِه أَي فِي سَوْرتِه ونَشاطِه.
( {والحامِيَةُ الأُثْفِيَّةُ) ؛) عَن أَبي عَمْروٍ، والجمْعُ} الحَوَامِي.
(و) أَيْضاً: (الحِجارَةُ تُطْوَى بهَا البِئْرُ) ، والجَمْعُ الحَوَامِي.
قَالَ ابنُ شُمَيْل: الحَوَامِي عِظامُ الحِجارَةِ وثِقالُها.
وأَيْضاً: صَخْرٌ عِظامٌ يُجْعَل فِي مآخِيرِ الطَّيِّ أَن يَنْقَلِع قُدُماً يَحْفِرُون لَهُ نِقَاراً، فيَغْمزونه فِيهِ فَلَا يَدَعُ تُراباً وَلَا يَدْنُو من الطَّيِّ فيَدْفَعُه.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: الحَوَامِي مَا {يَــحْمِــيه من الصَّخْرة.
وحِجارَةُ الرَّكِيَّة كُلُّها} حَوَامٍ على حِذَاءٍ واحِدٍ، ليسَ بعضُها بأعْظَم من بعضٍ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
كأَنَّ دَلْويَّ يقلبانِ
بينَ {حَوَامِي الطَّيِّ أَرْنَبانِ (} والحَوَامِي: مَيامِنُ الحافِرِ ومَياسِرُهُ) .
(وَقَالَ الأَصْمعيُّ: فِي الحَوافِرِ الحَوَامِي، وَهِي حُرُوفُها من عَن يَمِينٍ وشمالٍ؛ وقالَ أَبو داودٍ: لَهُ بَيْنَ {حَوَامِيهِ نُسُورٌ كَنَوَى القَسْبِ وَقَالَ أَبو عُبَيدَةَ:} الحَامِيَتانِ مَا عَن يمينِ السُّنْبُك وشِمالِه.
( {والحامِي: الفَحْلُ من الإِبِلِ يَضْرِبُ الضِّرابَ المَعْدودَ أَو عَشَرَةَ أَبْطُن ثمَّ هُوَ} حامٍ) ، أَي (حَمَــى ظَهْرَهُ فَيُتْرَكُ فَلَا يُنْتَفَعُ مِنْهُ بشيءٍ وَلَا يُمْنَعُ من ماءٍ وَلَا مَرْعًى.
(وَقَالَ الجَوهرِيُّ: {الحامِي مِن الإِبِلِ الَّذِي طالَ مَكْثَه عنْدَهُم؛ قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَا وَصِيلةٍ وَلَا حامٍ} ؛ فأَعْلَم أنَّه لم يُحَرِّمْ شَيْئا من ذلِكَ؛ قالَ الشاعِرُ:
(فَقَأْتُ لَهُ عَيْنَ الفَحِيلِ قِيافَةًوفيهنَّ رَعْلاء المَسامِعِ والحامِيوقال الفرَّاءُ: إِذا لَقِحَ ولَد وَلَدِه فقد حَمَــى ظَهْرَه لَا يُجَزُّ لَهُ وَبَر وَلَا يُمْنَع من مَرْعىً.
(} واحْمَــوْمَى الشَّيءُ: اسْوَدَّ كاللَّيْلِ والسَّحابِ) ؛) قالَ:
تَأَلَّقَ واحْمَــوْمَى وخَيَّم بالرُّبَا
أَــحَمُّ الذُّرَى ذُو هَيْدَب مُتَراكِبِوقالَ الليْثُ: احْمَــوْمَى الشيءُ فَهُوَ {مُــحْمَــوْم يُوْصَفُ بِهِ الأَسْوَدُ من نحوِ اللَّيْلِ والسَّحابِ.
} والمُــحْمــومِي مِن السَّحابِ: المُتَراكمُ الأَسْوَدُ.
(و) قَالَ الأصْمعيُّ: (هُوَ {حامِي} الــحُمَــيَّا) ، أَي (! يَــحْمِــي حَوْزَتَهُ وَمَا وَلِيَهُ) ؛) وأَنْشَدَ: حامِي الــحُمَــيَّا مَرِسُ الضَّرِير نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
( {وحامَيْتُ عَنهُ} مُحاماةً {وحِمــاءً) ، ككِتابٍ: (مَنَعْتُ عَنهُ) .) يقالُ: الضَّرُوسُ} تُحامِي عَن وَلَدِها؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ.
(و) {حامَيْتُ (على ضَيْفِي: احْتَفَلْتُ لَهُ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ:
} حامَوْا على أَضْيافِهم فشَوَوْا لَهُمْ
مِنْ لَــحْمِ مُنْقِيَةٍ وَمن أَكْبادِ (ومَضَيْتُ على {حامِيَتِي) :) أَي (وَجْهي) ؛) نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
(} وحَمَــيانُ، محرَّكةً: جَبَلٌ) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ {حُمَــيَّان كعُلَيَّان، هَكَذَا ضَبَطَه نَصْر والصَّاغانيُّ.
وقالَ: هُوَ جَبَلٌ من جِبالِ سلمى على حافةِ وادِي ركّ.
(} وحَمَــاةُ: د بالشأمِ) على مَرْحَلَةٍ من حمْــصَ مَعْروفٌ على نَهْرٍ يُسَمَّى العاصِي؛ قَالَ امْرؤُ القَيْس:
عَشِيَّةَ جَاوَزْنا {حَمَــاةَ وشَيْزَرا وممَّا لَا يَسْتحيل انْعِكاسه قَوْلَهم سور} حَمَــاه بربِّها مَحْروس، والنِّسْبَةُ! حَمَــوِيٌّ، محرّكةً، وحمــائيٌّ.
وَفِي مُعْجم أَبي بَكْرِ بنِ المُقْرى: حدَّثْنا أَبو المغيثِ مــحمــدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ العباسِ الــحمــائيُّ {بــحَمَــاة حمْــصَ يَرْوِي عَن المُسَيِّب بنِ واضِح.
(والحامِي} والمَــحْمِــيُّ) ، كِلاهُما: (الأَسَدُ) ، الأَوَّل {لــحِمَــايتِه، والثَّاني لكَوْنِه مَمْنوعاً.
(} وحَمَــى واللَّهِ) :) مَثْلُ قَوْلهِم: (أَمَا واللَّهِ) ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
( {وتَحاماهُ النَّاسُ: تَوَقَّوْهُ واجْتَنَبُوهُ) ، نَقَلَه الجَوهرِيُّ.
(وأَبو} حَمِــيَّةَ، كغَنِيَّةٍ: مــحمــدُ بنُ أَــحمــدَ) الحكميُّ الحافِظُ (محدِّثٌ) عَن زاهرِ بنِ أحمــدَ.
(وفاتَهُ:
(إبراهيمُ بنُ يَزِيد بنِ مرَّةَ بنِ شرحبيلِ بنِ حَمِــيَّةَ الرعينيُّ مِن صِغارِ التابِعِينَ وَلِيَ القَضَاءَ بمِصر مكْرها وَكَانَ زاهِداً رَوَى عَنهُ مفضّلُ بنُ فَضَالَة وغيرُهُ.
وزاهرُ بنُ حَمِــيَّةَ بنِ زهرَةَ بنِ كعبٍ فِي نَسَبِ الروقيين.
وعبدُ اللَّهِ بنُ عُثْمان بنُ حَمِــيَّةَ الصالحِيُّ عَن البرزالي، وَعنهُ الحافِظُ بنُ حَجَر:
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ أَبو حنيفَةَ: حَمَــيْتُ الأرضَ حَمْــياً {وحِمْــيَةً وحِمــايَةً} وحِمْــوَةً، الأخيرَةُ نادِرَةٌ، وإنَّما هِيَ من بابِ أَشَاوِي، وتَثْنِية الــحِمَــى {حِمَــيانِ على القِياسِ.
وحكَى الكِسائيُّ حِمَــوان.
} حَمــاهُ مِن الشَّيْء {وحَمــاهُ إيَّاهُ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
} حَمَــيْنَ العَراقِيبَ الغَضَى وَتَرَكْنَهبه نَفَسٌ عَالٍ مُخالِطُه بُهْرُ ورجُلٌ {حَمِــيُّ الأَنْفِ: يأْبَى الضَّيْم.
وَهُوَ} أَــحْمــى أَنَفاً مِن فلانٍ: أَي أَمْنَع مِنْهُ.
حِمَــى ضَرِيَّة: مَرْعى لإِبِلِ المُلُوكِ؛ وحِمَــى الرَّبَذَةِ دونَه؛ وقولُ الشاعِرِ:
من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُض ورَعْيُ} الــحِمَــى وطولُ الحِيال يُريدُ: {حِمَــى ضَرِيَّة.
} والــحُمَــيّين: تَصْغيرُ حِمَــى، وادِيَان بينَ البَصْرةِ واليَمامَةِ، كانَ جَعفرُ بنُ سُلَيْمان {يَــحْمِــيهما لخيْلِه.
} والــحِمَــى: قَرْيَةٌ باليَمَنِ.
وَكفر الْــحمــى: قرْيَةٌ بمِصْرَ.
ويقالُ: أَــحْمَــى فلانٌ عِرْضَه؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للمُخَبِّل:
أَتَيْتَ امْرَأً أَــحْمَــى على الناسِ عِرْضَهفما زِلْتَ حَتَّى أَنْتَ مقْعٍ تناضِلُهويقالُ: هَذَا شيءٌ حِمــىً، كرِضىً، أَي مَحْظُورٌ لَا يُقْرَبُ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
حَمِــيُّ الدَّبْرِ: لَقَبُ عاصِمِ بنِ ثابتٍ الأنْصارِيّ، فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
وفلانٌ حامِي الحقِيقَةِ: مثْلُ حامِي الذّمارِ، والجَمْعُ} حُمــاةٌ {وحامِيَةٌ.
} وحَمِــيْتُ عَلَيْهِ: غَضِبْتُ.
قَالَ الجَوهرِيُّ: والأُمَويّ يَهْمزُه.
ويقالُ: {حِمــاءٌ لكَ، بالمدِّ، أَي فِداءٌ لكَ.
وذَهَبٌ حَسَنُ} الــحَمــاءِ، مَمْدودٌ، أَي خَرَجَ مِن الــحَمــاءِ حسنَاً.
قَالَ ابنُ السِّكِّيت: ويقالُ هَذَا ذَهَبٌ جيِّدٌ يخرُجُ مِن {الإِــحْمــاءِ، وَلَا يقالُ مِن} الــحَمَــى لأنَّه مِن! أَــحْمَــيْتُ. وَقَالَ اللّحْيانيُّ: {حَمِــيتُ فِي الغَضَبِ حُمِــيّاً، كعُتِيَ.
} وحَمِــيَ النَّهارُ والتّنورُ، كرَضِيَ، حُمِــيّاً: اشْتَدَّ حَرُّه.
وَفِي حدِيثِ حُنَيْن: (الآنَ حَمِــيَ الوَطِيسُ) ، وَقد ذُكِرَ فِي السِّين.
وقِدْرُ القَوْمِ حامِيَةٌ تَفُورُ: أَي حارَّةٌ تَغْلِي، يريدُ عِزَّةَ جانِبِهم وشِدَّةَ شَوْكَتِهم.
ومَضَى فِي {حَمِــيّتِه: أَي فِي حَمْــلَتِه.
وحُمُــوَّةُ الألمِ، كفُتُوَّةٍ: سَوْرَتُه؛ وأنْشَدَ الجَوهرِيُّ:
مَا خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً أَشْكُو إلَيْكُمْ حُمُــوَّةَ الأَلَمِوقولُ امْرىءِ القَيْسِ:
لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ قَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَرادَ حَوائِم، فقَلَبَ.
وكغَنِيَ:} حِمِــيُّ بنُ عامِرٍ: بَطْنٌ فِي تجيب مِنْهُم: جعونَةُ بنُ عَمْرو، ذَكَرَه ابنُ يُونُس فِي تارِيخِ مِصْر.
وسَمَّوْا {مَــحْمِــية كمَــحْمَــدَةٍ ومــحمُــوية بضمِّ الميمِ الثانيةِ.
} والحامِي {والمَــحْمِــيُّ: الأسَدُ؛ كَذَا فِي التكْمِلَةِ.

الترضي والترحم

الترضي والترحم: يَعْنِي رَضِي الله عَنهُ ورحمــه الله كفين. وَفِي الْأَذْكَار للْإِمَام النَّوَوِيّ رَــحمَــه الله وَيسْتَحب الترضي والترحم على الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم فَمن بعدهمْ من الْعلمَاء والعباد وَسَائِر الْأَخْبَار فَيُقَال رَضِي الله عَنهُ أَو رَــحمَــه الله أَو نَحْو ذَلِك. وَأما مَا قَالَه بعض الْعلمَاء أَن قَوْله رَضِي الله عَنهُ مَخْصُوص بالصحابة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم وَيُقَال فِي غَيرهم رَــحمَــه الله فَقَط فَلَيْسَ كَمَا قَالَ وَلَا يُوَافق عَلَيْهِ بل الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور اسْتِحْبَابه ودلائله أَكثر من أَن تحصى.

حمم

ح م م : الْــحُمَــمَةُ وِزَانُ رُطَبَةٍ مَا أُحْرِقَ مِنْ خَشَبٍ وَنَحْوِهِ وَالْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَــحَمَّ الْجَمْرُ يَــحَمُّ حَمَــمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْوَدَّ بَعْدَ خُمُودِهِ وَتُطْلَقُ الْــحُمَــمَةُ عَلَى الْجَمْرِ مَجَازًا بِاسْمِ مَا يَئُولُ إلَيْهِ حَمَّ الشَّيْءَ حَمًّــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَرُبَ وَدَنَا وَأَــحَمَّ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِيُّ مُتَعَدِّيًا فَيُقَالُ أَــحَمَّــهُ غَيْرُهُ وَــحَمَّــمْتُ وَجْهَهُ تَــحْمِــيمًا إذَا سَوَّدْتَهُ بِالْفَــحْمِ.

وَالْــحَمَــامُ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ ذِي طَوْقٍ مِنْ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالدَّوَاجِنِ وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ حَمَــامَةٌ وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَال حَمَــامَةٌ ذَكَرٌ وَــحَمَــامَةٌ أُنْثَى وَقَالَ الزَّجَّاجُ إذَا أَرَدْتَ تَصْحِيحَ الْمُذَكَّرَ قُلْت رَأَيْتُ حَمَــامًا عَلَى حَمَــامَةٍ أَيْ ذَكَرًا عَلَى أُنْثَى وَالْعَامَّةُ تَخُصُّ الْــحَمَــامَ بِالدَّوَاجِنِ وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ الْــحَمَــامُ هُوَ الْبَرِّيُّ وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْيَمَامُ حَمَــامُ الْوَحْشِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ وَالْــحَمَّــامُ مُثَقَّلٌ مَعْرُوفٌ وَالتَّأْنِيثُ أَغْلَبُ
فَيُقَالُ هِيَ الْــحَمَّــامُ وَجَمْعُهَا حَمَّــامَاتٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَيُذَكَّرُ فَيُقَال هُوَ الْــحَمَّــامُ وَالْــحُمَّــى فُعْلَى غَيْرُ مُنْصَرِفَةٍ لِأَلِفِ التَّأْنِيثِ وَالْجَمْعُ حُمَّــيَاتٌ وَأَــحَمَّــهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ مِنْ الْــحُمَّــى فَــحُمَّ هُوَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مَــحْمُــومٌ.

وَالْــحَمِــيمُ الْمَاءُ الْحَارُّ وَاسْتَــحَمَّ الرَّجُلُ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الْــحَمِــيمِ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ الِاسْتِــحْمَــامُ فِي كُلِّ مَاءٍ.

وَالْمِــحْمُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْقُمْقُمَةُ وَحَامِيم إنْ جَعَلْته اسْمًا لِلسُّورَةِ أَعْرَبْته إعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِفُ وَإِنْ أَرَدْتَ الْحِكَايَةَ بَنَيْتَ عَلَى الْوَقْفِ لِمَا يَأْتِي فِي يس وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِلسُّوَرِ كُلِّهَا وَالْجَمْعُ ذَوَاتُ حَامِيمَ وَآلُ حَامِيمَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِكُلِّ سُورَةٍ فَيَجْمَعُهَا حَوَامِيم. 
حمــم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا [أَنا -] مت فأحرقوني بالنَّار حَتَّى إِذا صرت حمــمًا فاسحقوني ثُمَّ ذروني [فِي الرّيح -] لعَلي أضلّ (أضلّ) الله. 

حمــم


حَمَّ(n. ac. حَمّ)
a. Was, became hot.
b.(n. ac. حَمّ
حَمَــم), Was black.
c.(n. ac. حَمّ), Heated, made hot.
d. Melted (fat).
e. Urged on (animal).
f. [pass.], Had the fever.
g. Decreed, appointed.

حَمَّــمَa. Heated.
b. Blackened.
c. Sprouted ( hair, feathers, vegetation ).
d. Washed, bathed (another).
حَاْمَمَa. Approached, drew near to.

أَــحْمَــمَa. Heated.
b. Washed, bathed (another).
c. Was fever-stricken (country).
d. Drew near; was imminent; was at hand.

تَــحَمَّــمَa. Took a hot bath.
b. Was, became black.

إِحْتَمَمَa. Was troubled, restless.

إِسْتَــحْمَــمَa. Took a hot bath; washed himself.

حَمّa. Heat.

حَمَّــةa. Thermal spring.

حُمَّــةa. Blackish-brown.

حُمَّــىa. Fever; feverish heat.

حُمَــمa. Charcoal.

أَــحْمَــمُ
(pl.
حُمّ)
a. Black.

مِــحْمَــمa. Kettle.

حَاْمِمَةa. Relations, kinsmen; family.

حَمَــاْمa. Pigeon, dove.

حَمَــاْمَة
(pl.
حَمَــاْئِمُ)
a. see 22b. Middle of the breast.

حِمَــاْمa. Death; fate.

حَمِــيْم
(pl.
حَمَــاْئِمُ)
a. Midsummer.
b. Hot water.
c. Rain that falls after heat.
d. (pl.
أَــحْمِــمَآءُ), Relation, kinsman; friend.
حَمَّــاْمa. Hot bath.

حَمَّــاْمِيّa. Bath-keeper; bathing attendant.
ح م م

أسود أحم ويــحمــوم. وهو أحم المقلتين. وحمــم وجه الزاني: سخم. وفي الحديث " الزاني يــحمــم ويجبه ويجلد " وحمــم الفرخ: طلع زغبه. وحمــم وجه فلان إذا خرج وجهه والتحى. قال كثير:

وهم بناتي أن يبنّ وحمّــمت ... وجوه رجال من بني الأصاغر

وحمــم رأس المحلوق: نبت شعره بعد الحلق، وهو من الــحمــم وهو الفــحم. وطلق امرأته وحمــمها أي منعها. وتوضأ بالــحمــيم وهو الماء الحار. واستــحم الرجل: اغتسل. واستــحم: دخل الــحمــام. وبضّ حمــيمه أي عرقه. ويقال للمستــحم: طابت حمــتك وحمــيمك، وإنما يطيب العرق على المعافى، ويخبث على المبتلى، فمعناه أصح الله جسمك، وهو من باب الكناية. وسخن الماء بالمــحم وهو القمقم أو المرجل. " ومثل العالم كمثل الــحمــة " وهي العين الحارة. وذابوا ذوب الــحم وهو ما اصطهرت إهالته من الألية. وحم الرجل حمّــى شديدة، وهو مــحمــوم. وخيبر أرض مــحمــة. وهو حمــيمي، وهي حمــيمتي أي وديدي ووديدتي، وهم أحمــائي. وتقول المرأة: هم أحمــائي وليسوا بأحمــائي. وعرف ذ العامة والحامة أي الخاصة. وهو مولاي الأحم أي الأخص والأحب. قال:

وكفيت مولاي الأحم جريرتي ... وحبست سائمتي على ذي الخلة

وحم الأمر: قضيَ. وحم حمــامه. ونزل به القدر المــحمــوم، والقضاء المحتوم. وتركت أرض بني فلان وكأن عضاهها سوق الــحمــام، يريد حمــرة أغصانها.

ومن المجاز: أخذ المصدق حمــائم أموالهم أي كرائمها، الواحدة حمــيمة.
حمــم بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الرَّــحْمَــن [بْن عَوْف -] [رَــحمَــه الله -] أَنه طلّق امْرَأَته فمتعها بخادم سَوْدَاء حَمَّــمها إِيَّاهَا. قَوْله: حمَّــمها [إِيَّاهَا -] يَعْنِي متَّعها بهَا بعد الطَّلَاق وَكَانَت الْعَرَب تسميها التــحمــيم قَالَ الراجز: [الرجز]

أَنْت الَّذِي وَهَبْتَ زيدا بَعْدَمَا ... هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُــحمَّــما

يَعْنِي أَن أطلقها وأمتعها قَالَ الْأَصْمَعِي: التــحمــيم فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء هَذَا أَحدهَا وَيُقَال: حَمّــم الفرخُ إِذا نَبتَ ريشه وحَمَّــمْتَ وَجه الرجل إِذا سوّدته بالــحمــم. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه أَرَادَ قَول الله [تبَارك -] تَعَالَى {ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتَاٌع بِاْلَمعُروفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِيْنَ} و {حَقَّا عَلَى المُحِسِنْينَ} وَلِهَذَا قَالَ شُريح لرجل طلق امْرَأَته: لَا تابَ أَن تكون من الْمُتَّقِينَ لَا تابَ أَن تكون من الْمُحْسِنِينَ وَلم يجْبرهُ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا أفتاه فُتيا. وَأما الَّتِي يجْبر عَلَيْهَا فالتي تطلّق قبل الدّخول وَلم يسمّ لَهَا صَدَاقا لقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى {لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُم إِن طَلَّقْتُمُ النِسَاءَ مَا لَم تَمَسُّوهُنَّ أوَ تَفْرِضُوْا لَهُنَّ فَرِيْضَةً وَّمِتّعُوْهُنَّ عَلَى المُوْسِعِ قَدَرُهْ وَعَلَى المقتر قدره} . أَحَادِيث سعد أبي وَقاص [رَــحمَــه الله -]
حمــم روض أنق [قَالَ أَبُو عبيد -] قَالَ الْفراء: قَوْله: آل حمّ إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك: آل فلَان وَآل فلَان كَأَنَّهُ نسب السُّورَة كلهَا إِلَى حم وَأما قَول الْعَامَّة: الحواميم فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب ألم تسمع قَول الْكُمَيْت:

[الطَّوِيل]

وجدنَا لكم فِي آل حاميمَ آيَة ... تأوّلها منا تقىٌ ومُعزِبُ

وَهَكَذَا رَوَاهَا الْأمَوِي بالزاي وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَرْوِيهَا بالراء. وَأما قَول عبد الله فِي الروضات [فَإِنَّهَا -] الْبِقَاع الَّتِي تكون فِيهَا صنوف النَّبَات من رياحين الْبَادِيَة وَغير ذَلِك وَيكون فِيهَا أَنْوَاع النُّور والزهر فَشبه حسنهنَّ بآل حمّ. وَقَوله: أتأنق فِيهِنَّ يَعْنِي أتتبّع محاسنهن وَمِنْه قيل: منظر أنِيق إِذا كَانَ حسنا معجبا. وَكَذَلِكَ قَول عبيد بن عُمَيْر: مَا من عاشية أشدّ أنَقًا وَلَا أبعد شبَعا من طَالب علم طَالب الْعلم جَائِع على الْعلم أبدا. وَمِمَّا يُحَقّق قَوْلهم فِي آل حمّ أَن السُّورَة منسوبة إِلَيْهِ حَدِيث يرْوى عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: حَدثنِي ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن الْمُهلب بن أبي صفرَة عَمَّن سمع النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن بُيِّتُّم اللَّيْلَة فَقولُوا: حمّ لَا يُنصرون. فَكَأَن الْمَعْنى: أللهم لَا ينْصرُونَ [يكون دُعَاء وَيكون جَزَاء -] والمحدثون يَقُولُونَ بالنُّون وَأما فِي الْإِعْرَاب فبغير نون [لَا يُنصَروا -] وحم اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى.
(ح م م) : (الْــحَمِــيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ (وَمِنْهُ) الْمِــحَمُّ الْقُمْقُمَةُ وَمَثَلُ الْعَالِمِ كَمَثَلِ (الْــحَمَّــةِ) وَهِيَ الْعَيْنُ الْحَارَّةُ الْمَاءِ (وَالْــحَمَّــامُ) تُذَكِّرُهُ الْعَرَبُ وَتُؤَنِّثُهُ وَالْجَمْعُ الْــحَمَّــامَاتُ (وَالْــحَمَّــامِيُّ) صَاحِبُهُ (وَاسْتَــحَمَّ) دَخَلَ الْــحَمَّــامَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَــحَمِّــهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ» وَيُرْوَى فِي مُغْتَسَلِهِ وَتــحمــم غَيْرُ ثَبْتٍ (وَــحَمَّــامُ أَعْيَنَ) بُسْتَانٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ (وَــحُمَّ) مِنْ الْــحُمَّــى (وَمِنْهُ حَدِيثُ بِلَالٍ) «أَمَــحْمُــومٌ بَيْتُكُمْ أَوْ تَحَوَّلَتْ الْكَعْبَةُ فِي كِنْدَةَ» كَأَنَّهُ رَأَى فِيهِمْ بَيْتًا مُزَيَّنًا بِالثِّيَابِ مِنْ خَارِجٍ فَكَرِهَهُ وَقَالَ اسْتِهْزَاءً أَصَابَتْهُ حُمَّــى حَيْثُ أُلْقِيَ عَلَيْهِ الثِّيَابُ أَمْ انْتَقَلَتْ الْكَعْبَةُ إلَيْكُمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا التَّزْيِينِ مُخْتَصٌّ بِالْكَعْبَةِ (وَالْــحُمَــمُ) الْفَــحْمُ وَبِالْقِطْعَةِ مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ جَبَلَةَ بْنِ حُمَــمَةَ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَــحُمَــيْدٍ تَصْحِيفٌ (وَمِنْهُ) حُمِّــمَ وَجْهُ الزَّانِي وَسُخِّمَ أَيْ سُوِّدَ مِنْ الْــحُمَــمِ وَالسُّحَامِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «رَأَى يَهُودِيَّيْنِ مُــحَمَّــمَيْ الْوَجْهِ» وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ وَكَانَ إذَا حُمِّــمَ رَأْسُهُ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ أَيْ اسْوَدَّ بَعْدَ الْحَلْقِ وَهُوَ مِنْ الْــحُمَــمِ أَيْضًا (وَأَمَّا التَّــحْمِــيمُ) فِي مُتْعَةِ الطَّلَاقِ خَاصَّةً فَمِنْ الْــحَمَّــةِ أَوْ الْجِيم لِأَنَّ التَّمْتِيعَ نَفْعٌ وَفِيهِ حَرَارَةُ شَفَقَةٍ (قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -) فِي شِعَارِهِمْ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ «إنْ بُيِّتُّمْ فَقُولُوا حم لَا يُنْصَرُونَ» عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرُونَ وَعَنْ ثَعْلَبٍ وَاَللَّهِ لَا يُنْصَرُونَ وَهُوَ كَالْأَوَّلِ وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ لِأَنَّ حم لَيْسَ بِمَذْكُورٍ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَعْدُودَةِ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ اسْمًا كَسَائِرِ الْأَسْمَاءِ لَأُعْرِبَ لِخُلُوِّهِ مِنْ عِلَلِ الْبِنَاءِ قَالَ شَيْخُنَا - رَــحِمَــهُ اللَّهُ - وَاَلَّذِي يُؤَدِّي إلَيْهِ النَّظَرُ أَنَّ السُّوَرَ السَّبْعَ الَّتِي فِي أَوَائِلِهَا حم سُوَرٌ لَهَا شَأْنٌ فَنَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى أَنَّ ذِكْرَهَا لِشَرَفِ مَنْزِلَتِهَا وَفَخَامَةِ شَأْنِهَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ رَــحْمَــةِ اللَّهِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ وَقِلَّةِ شَوْكَةِ الْكُفَّارِ وَقَوْلُهُ لَا يُنْصَرُونَ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ قُولُوا حم قَالَ لَهُ قَائِلٌ مَاذَا يَكُونُ إذَا قِيلَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فَقَالَ لَا يُنْصَرُونَ.
(حمــم) - في حدِيثِ عبدِ الله بن مُغَفَّل ، رضي الله عنه، قال: "يُكرَه البَولُ في المُسْتَــحَمِّ".
المسْتَــحَمُّ: الموضِع الذي يُغتَسل فيه بالــحَمِــيم، وهو المَاءُ الحَارُّ.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما: "أن امْرأًة استــحَمَّــت من جَنَابَة، فَجاءَ النَّبِى، - صلى الله عليه وسلم -، يَستَــحِمُّ من فَضْلِها" .
أَصلُ الاستِــحْمــام: أن يكون بالــحَمِــيم، ثم يقال للاغْتِسَال الاسْتَــحْمــام، بأَىِّ ماءٍ كان.
- في حَدِيث طَلْق: "كُنَّا بأَرضِ وَبِيئة مَــحَمَّــة".
: أي ذات حُمَّــى، كالمَأْسَدَة والمِضَبَّة، وأَــحمَّــت الأَرضُ: صارت ذَاتَ حُمَّــى فهى مُــحَمَّــة، وأَــحمَّــه اللهُ عزَّ وجل.
وقيل: مِــحَمَّــة: ذَاتُ حُمَّــى، وطَعامٌ مِــحَمٌّ: يجَلِب الــحُمَّــى، فعَلَى هذا يَجُوز مَــحَمَّــة، وُمــحِمَّــة، ومِــحَمَّــة.
- في شِعْرِ عَبدِ الله بنِ رَواحَة، رَضِى عنه". * هذَا حِمــامُ المَوتِ قد صَلِيتِ *
قيل: الــحِمــامُ: قَضاءُ المَوتِ، من قَولِهم: حُمَّ كَذَا: أي قُدِّرَ.
- في الحَدِيثِ: "كان يُعجِبُه النَّظَرُ إلى الأَترُجِّ، وإلى الــحَمــام الأَــحْمَــر."
وَجَدْتُه بخَطِّ أبِى بَكْر بنِ أبى عَلِى، عن أَبِى بَكْر بنِ المَقَّرِى، ثنا الحَسَن بن سُقْطان الرّقّى، ثنا هِلالُ بنُ العَلاء بإسناده عن أبى كَبْشَةَ، رَضِى اللهُ عنه، بهَذَا الحَدِيثِ مَرفُوعًا.
قال أبو عُمَر هِلَال: الــحَمــامُ يَعنِى به التُّفَّاح، وهذا التَّفْسِير لم أَرَه لغَيرْهِ.
- في الحَدِيثِ: "إن بُيَّتُّم فلْيكُن شِعارُكم: حم لا يُنْصَرُون"
قال الخطابى : بلَغَنَى عن ابنِ كَيْسَانَ النَّحوِىِّ أَنّه سأل أَبَا العَبَّاس النَّحْوى - أَــحمــدَ بنَ يَحْيَى - عنه، فقال: مَعْنَاه الخَبَر، ولو كان بِمَعْنَى الدُّعاء لَكَان "لا يُنْصَرُوا" مَجْزُوما كأَنَّه قال: واللهِ لا يُنْصَرُون.
وقد رُوِى عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ حَامِيمَ اسمٌ من أَسماءِ الله تَعالَى". فكأَنه حَلَف بأَنَّهم لا يُنْصَرون .
وقال غَيرُ الخَطَّابِى: "حَامِيم" غير مَعْرُوفٍ في أَسْماءِ الله تَعالَى، ولأَنَّه ما مِنْ اسمْ إلَّا وهو صِفَة مُفصِحَة عن ثَناءٍ، وحَامِيم حَرْفَان من المُعْجَم، لا مَعْنَى تَحتَه يَصلُح أن يكون مِثلَها، ولو كان اسماً لأُعْرِب، لأنه عَارٍ من عِلَل البِناء، أَلَا ترى أنه لما جُعِل اسماً للسُّورة أَعربَه فقال:
يُذَكِّرُنى حَامِيمَ ... 
ومَنَعَه الصرَّف، لأَنَّه عَلَم ومُؤَنَّث لَكِن سُوَر "حم" لها شَأْن فنَبَّه أنّ ذِكرَها لِشَرفِ مَنْزِلَتِها، مِمّا يُسْتَظْهر به عِندَ الله تَعالَى في استِنْزال النَّصْر.
لِهذَا قال ابنُ مَسْعود: "إذا وَقَعْتُ في آلِ حَامِيم فكأنى وقعْت في رَوْضَات دَمِثات" "ولا يُنْصَرون": كَلامٌ مُسْتَأْنف، كأَنّه حِين قال: قُولُوا حَامِيم، قِيلَ: ماذا يَكُون إذا قُلنَاها، فقال: "لا يُنْصَرُون" و"حمِ" لا يُجمَع، إنما يُقالُ: آلُ حَامِيم: أي جَماعَتُها.
[حمــم] نه: مر بيهودي "مــحمــم" مجلود أي مسود الوجه، من الــحمــمة الفــحمــة وجمعها حمــم. توسط: نهى عن الاستنجاء به لأنه جعل الرزق للجن فيه ولم يرد كيفية حصول الرزق فيه ولا ينحصر الرزق في الأكل فلعلهم ينتفعون به من وجه آخر. نه ومنه ح: إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت "حمــماً" فاسحقوني. وح لقمان: خذي مني أخي ذا "الــحمــمة" أراد سواد لونه. وح أنس: كان إذا "حمــم" رأسه بمكة خرج واعتمر، أي اسود بعد الحلق بنبات شعره أي لا يؤخر العمرة إلى المحرم وإنما كان يخرج إلى الميقات ويعتمر في ذي الحجة. وح ابن زمل: كأنما "حمــم" شعره بالماء، أي سود لأن الشعر إذا شعث أغبر فإذا غسل ظهر سواده، ويروى بالجيم أي جعل جمة. وح: الوافد في الليل "الأحم" أي الأسود. وفي ح عبد الرإنه طلق امرأته ومتعها بخادم "حمــمها" إياها، أي متعها بها، ويسمون المتعة تــحمــيما. ومنه: أقل الناس في الدنيا هما أقلهم "حمــا" أي مالاً ومتاعاً، وهو من التــحمــيم المتعة. وفيه: جئناك في غير "مــحمــة" من أحمــت الحاجة إذا أهمت ولزمت، وقيل: من أحم الشيء إذا قرب ودنا، والمــحمــة الحاضرة. وحمــة النهضات شدتها ومعظمها، وحمــة كل شيء معظمه، من الــحم الحرارة، أو من حمــة السنان حدته. وفيه: مثل العالم مثل "الــحمــة" الــحمــة عين ماء جار يستشفى بها المرضى. ومنه ح الدجال: أخبروني عن "حمــة" زغر، أي عينها، وهو موضع بالشام. ومنه ح: كان يغتسل "بالــحمــيم" أي الماء الحار. وفيه: لا يبولن أحدكم في "مستــحمــه" بفتح حاء أي الموضع الذي يغتسل فيه بالــحمــيم، وهو في الأصل الماء الحار ثم قيل للاغتسال بأي ماء: استــحمــام، وإنما نهى عنه إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول أو كان المكان صلباً فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء فيحصل منه الوسواس. ط: فإن عامة الوسواس منه، أي أكثره يحصل منه لأنه يصير الموضع نجساً فيوسوس قلبه بأنه هل أصابه من رشاشه، ثم يغتسل عطف على الفعل المنفي، وثم استبعادية أي بعيد من العاقل الجمع بينهما، ويجوز فيه الرفع والنصب لكنه يلزم على النصب النهي عن الجمع والنهي عنه مطلق، ويتم في الوسواس. نه ومنه: إن بعض نسائه "استــحمــت" من جنابة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم "يستــحم" من فضلها، أي يغتسل. وفيه: كنا بأرض وبئة "مــحمــة" أي ذات حمــى من أحمــت الأرض صارت ذات حمــى. والــحمــام الموت، وقيل: وقدر الموت وقضاؤه من حم كذا قدر. ومنه ش:
هذا حمــام الموت قد صليت
أي قضاؤه. وفيه مرفوعاً: كان يعجبه النظر إلى الأترج و"الــحمــام" الأحمــر، قيل: هو التفاح. وفيه: هؤلاء أهل بيتي و"حامتي" أذهب عنهم الرجس، حامة الإنسان وحمــيمه خاصته ومن يقرب منه. ومنه ح: انصرف كل رجل من وفد ثقيف إلى "حامته". وفيه: إذا بيتم فقولوا "حم لا ينصرون" قيل: معناه اللهم لا ينصرون، ويريد به الخبر لا الدعاء وإلا لقال: لا ينصروا، بالجزم، فكأنه قال: والله لا ينصرون، وقيل: إن السور التي أولها حم لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله، وقيل: لا ينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال: قولوا حم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: ينصرون. ك: "حم" مجازها، لعلنا نتعرض له في ميم .. وح:
تذكرني "حاميم" والرمح شاجر
قصته أن مــحمــد بن طلحة كلما حمــل عليه أحد يوم الجمل يقول: نشدتك بــحم، حتى شد عليه شريح فقتله وأنشأ:
تذكرني حم والرمح شاجر أي مختلف، وقيل: أراد "قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" وجه الاستدلال أنه أعربه، ولو كان حروفاً متهجاة لم يكن كذلك. وفيه: وسورتين من آل "حم" أي من السور التي أولها حم، وقد عدهما فيما مر من المفصل. ج: وقيل: "حم" من أسمائه تعالى. وح: فجعلنا "التــحمــيم" والجلد مكان الرجم، هو تسويد الوجه من الــحمــة. ن: توفى "حمــيم" لأم جيبة، أي قريب. وكأنما يمشي في "حمــام" يعني لم يجد برداً ولا ريحاً شديداً ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم حتى رجع فعاد إليه البرد وعادوا "حمــماً" بضم وفتح ميم أولى مخففة جمع حمــمة الفــحم أي صاروا فــحمــاً. ط: ويتم في امتحشوا. ومنه: أحدث نفسي بالشيء لأن أكون "حمــمة" أحب إلي، جملة أن أكون أحب صفة للشيء لأنه نكرة معنى أن فــحمــاً ورماداً، وضمير رد أمره للشيطان، وهو بمعنى ضد النهي فإنه كان قبل ذلك يأمرهم بالكفر، أو للرجل فالأمر بمعنى الشأن أي رد شأن هذا الرجل من الكفر إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة هي التي سبقت من نحو من خلق الله ونحو التشبيه والتجسيم. ومنه: سوداء كأنهم "الــحمــم" من حمــمت الجمرة تــحم بالفتح إذا صارت فــحمــاً. وفيه: لم يترك "حمــيماً" أي قريباً يهتم لأمره. غ: و"حمــم" الفرخ شوك وهو بعد التزغيب.
[حمــم] الــحَمُّ: ما يبقى من الأَلْية بعد الذَوب، الواحدة حَمَّــةٌ. والــحَمُّ: ما أذيب منها. قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الــحَمِّ * وحَمَــمْتُ الألْية، أي أذبتها. والــحَمَّــةُ: العين الحارّة يَستشفِي بها الأعلاّء والمرضى. وفي الحديث: " العالِمُ كالــحَمَّــة ". وحَمَــمْتُ حَمَّــكَ، أي قصدتُ قصدَك. قال الشاعر يصف بعيره: فلمَّا رآني قد حَمَــمْتُ ارْتِحالَهُ تَلَمَّكَ لو يُجدي عَليه التَلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحالَهُ. قال: يقال: حَمَــمْتُ ارْتحالَ البعير، أي عَجَّلْتُهُ. وحَمَــمْتُ الماء، أي سخّنته أَــحُمُّ، بالضم في جميع ذلك. وحُمَّ أيضاً بمعنى قُدِّرَ. وحم الشئ وأحم، أي قدر، فهو مــحمــومٌ. وحَمِّــتِ الجَمْرَةُ تَــحَمُّ بالفتح، إذا صارت حُمَــمَةً. ويقال أيضاً: حَمَّ الماءُ، أي صار حارا. وأحمــه أمر، أي أهمه. وأحم خروجنا، أي دنا. قال الاصمعي: ما كان معناه قد حان وقوعه فهو أجم بالجيم، وإذا قلت أحم بالحاء فهو قدر. ولم يعرف أحم . وقال الكسائي: أجم الامر وأحم، أي حان وقته. وأنشد ابن السكيت للبيد لتذودهن وأيقنت إن لم تَذُدْ أَنْ قد أحم من الحتوف حمــامها قال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء في قول زهير " وأجمت " يروى بالجيم والحاء جميعا. وحم الرجلُ من الــحُمَّــى. وأَــحَمَّــهُ الله عز وجلّ فهو مَــحمــومٌ، وهو من الشواذّ. وأَــحَمَّــتْ الأرضُ: صارت ذاتَ حُمَّــى. والــحَمــيمُ: الماء الحارّ. والــحَمــيمَةُ مثله. وقد اسْتَــحْمَــمْتُ، إذا اغتسلتَ به. هذا هو الأصلُ ثمَّ صار كلُّ اغتسالٍ استــحمــاماً بأي ماء كان. وأَــحْمَــمْتُ فلاناً، إذا غسلته بالــحَمــيمِ. ويقال: أَــحِمُّــوا لنا من الماء، أي أَسْخِنوا. والــحَمــيمُ: المطر الذي يأتي في شدَّة الحرّ. والــحمــيمُ: العَرَقُ. وقد استــحم، أي عرق. وقال يصف فرسا: وكأنه لما استــحم بمائه حولي غربان أراح وأمطرا وحمــيمك: قريبك الذي تهتمُّ لأمره. والــحَمــيمُ: القيظُ. والمِــحَمُّ بالكسر: القُمْقمُ الصغير يُسَخَّنُ فيه الماء. وحَمَّــمَ امرأتَه، أي متعها بشئ بعد الطلاق. وحمــم الفرخُ، أي طلع ريشُه. وحَمَّــمَ رأسه، إذا اسود بعد الحلق. وحمــمت الرجل: سخمت وجهه بالفــحم. والــحمحم بالكسر: الشديد السواد. والاحم: الأسود. تقول: رجل أَــحَمُّ بيّن الــحَمــم. وأَــحَمَّــهُ الله سبحانه: جعلَه أحم. وكميت أحم بين الــحمــة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتَةِ لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مُدَمَّى، ويكون كُمَيْتاً أَــحَمَّ. وأشدُّ الخيل جلوداً وحوافر الكمت الــحم. والــحمــم. الرماد والفــحمُ وكلُّ ما احترق من النار، الواحدة حمــمة. وحمحم الفرس وتــحمحم، وهو صوته إذا طلب العلف. واليــحمــوم: اسم فرس النعمان بن المنذر. قال لبيد:

والتبعان وفارس اليــحمــوم * واليــحمــوم أيضا: الدخان. والــحَمَّــاءُ، على فعلاء: سافلة الإنسان ، والجمع حُمٌّ. والــحَمــيمَةُ: واحدة الــحمــائِمِ، وهي كرائم المال. يقال: أخذ المُصَدِّقُ حَمــائمَ الإبل، أي كرائمها. ويقال ما له سم ولا حم غيرك، أي ماله هم غيرك. وقد يضمان أيضا. وما لى منه حَمٌّ وحُمٌّ، أي بُدٌّ. واحْتَمَمْتُ، مثل اهْتَمَمْتُ. الأموي: حامَمْتُهُ، أي طالبته. والــحِمــامُ بالكسر: قَدَر الموت. والــحُمَّــةُ بالضم: السواد. وحُمَّــةُ الحر أيضا: معظمه. وحُمَّــةُ الفِراقِ أيضاً: ما قُدِّرَ وقُضي . الأصمعيّ: يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّــةُ الفِراقِ، أي قَدَرُ الفراق. وأما حُمَــةُ العقرب سَمُّهَا فهي مخفّفة الميم، والهاء عوض، وقد ذكرناه في المعتلّ. والــحمــامُ عند العرب: ذوات الأطواق، من نحو الفَواخِتِ، والقَمارِيّ، وساقِ حُرٍّ، والقطا، والوراشين وأشباه ذلك، يقع على الذكر والانثى، لان الهاءَ إنَّما دخلته على أنّه واحد من جنس، لا للتأنيث. وعند العامة أنها الدواجن فقط. الواحدة حمــامة. قال حُمَــيد بن ثورَ الهلالي: وما هاج هذا الشوقَ إلاّ حَمــامَةٌ دَعَتْ ساقَ حُرّ تَرْحَةً وترنما والــحمــامة هاهنا قمرية. وقال الأصمعيّ في قول النابغة: واحكم كحكم فتاة الحى إذ نَظرتْ إلى حَمــامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَمدِ هذه زرقاء اليمامة، نظرتْ إلى قطاً، ألا ترى إلى قولها: ليت الــحمــامَ لِيَهْ إلى حَمَــامَتَيهْ ونِصْفَهُ قَدِيَهْ تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ وقال الأمويّ: الدواجن: التي تُسْتَفْرَخُ في البيوت حَمــامٌ أيضاً، وأنشد :

قواطنا مكة من ورق الــحمــى * يريد الــحمــام فحذف الميم، وقلب الالف ياء، ويقال إنه حذف الالف كما يحذف الممدود فاجتمع الميمان فلزمه التضعيف، فقلب أحدهما ياء كما قالوا تظنيت. وجمعُ الــحَمــامَةِ حَمَــامٌ، وحَمَــاماتٌ وحمــائِمٌ، وربَّما قالوا حَمــامٌ للواحد. قال الشاعر :

حمــاما قَفْرَةِ وَقَعا فَطارَا * وقال جِران العَود: وذَكَّرَني الصِبا بَعْدَ التَنائي حَمــامَةُ أَيْكَةٍ تدعو حَمــاما والــحَمَّــامُ مشدَّداً: واحد الــحَمَّــاماتِ المبنية. وأما اليمام فهو الــحمــام الوحشى، وهو ضرب من طيران الصحراء. وهذا قول الاصمعي. وكان الكسائي يقول: الــحمــام هو البرى، واليمام هو الذى يألف البيوت. والــحمــام بالضم: حمــى الابل. وأرضٌ مَــحَمَّــةٌ : ذات حُمَّــى. والحَامَّةُ: الخاصَّة. يقال: كيف الحامَّةُ والعامّة. وهؤلاء حامَّةُ الرجل، أي أقرباؤه. وإبلٌ حَامَّةٌ، إذا كانت خياراً. وآل حم: سور في القرآن، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " آل حم ديباجُ القرآن ". قال الفراء: إنما هو كقولك: آلُ فلانٍ، كأنّه نَسَبَ السُوَرَ كلّها إلى حم. قال الكميت: وجَدْنا لكم في آل حم آيةً تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ وأما قول العامة الحواميم، فليس من كلام العرب. وقال أبو عبيدة: الحَوَاميمُ: سُوَرٌ في القرآن، على غير القياس. وأنشد:

وبالحَوَاميمِ التي قد سُبِّعِتْ * قال: والأَوْلى أن تُجْمَعَ بذواتِ حم. وحمــان، بفتح الحاء: اسم رجل.
حمــم
حَمَّ1 حَمَــمْتُ، يَــحَمّ، احْمَــمْ/ حَمَّ، حَمَــمًا، فهو أحمُّ
حمَّ الماءُ: سَخُن "حمَّــت مياهُ الحوض المعرّض للشَّمس". 

حَمَّ2 حَمَــمْتُ، يَــحُمّ، احْمُــمْ/ حُمَّ، حَمًّــا وحَمَــمًا، فهو حامّ، والمفعول مَــحْمــوم (للمتعدِّي)
حمَّ الشَّيءُ: اسودَّ.
حمَّ الماءُ/ حمَّ الحديدُ: سخُن.

حمَّ التَّنُّورَ ونحوَه: أوقَدَه.
حمَّ الماءَ ونحوَه: سخَّنَه.
حمَّ اللهُ الأمرَ: قضاه وقدّره. 

حُمَّ1 يُــحَمّ، حُمــامًا، والمفعول مَــحْمــوم
حُمَّ الشَّخصُ: أصابَتْه الــحُمَّــى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم "فإن أمرض فما مرض اصطباري ... وإن أُــحْمَــمْ فما حُمَّ اعتزامي". 

حُمَّ2 يُــحَمّ، حَمًّــا، والمفعول مَــحْمــوم
حُمَّ الأمرُ: قُضِي "*فقد حُمَّــت الحاجاتُ والليل أليل*" ° حُمَّ له ذلك: قُدِّر وقُضِيَ. 

أحمَّ يُــحِمّ، أحْمِــمْ/ أحِمَّ، إحمــامًا، فهو مُــحِمّ، والمفعول مُــحَمّ
• أحمَّ الماءَ ونحوَه: حمَّــه؛ سخّنه.
• أحمَّ الطِّفلَ ونحوَه: غسل جسمَه بالماءِ الحارّ.
• أحمَّ اللهُ فلانًا: أصابَه بالــحُمَّــى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم.
• أحمَّ اللهُ الأمرَ: حمَّــه؛ قضاه وقدَّره "أحمَّ اللهُ موتَه". 

استــحمَّ يستــحمّ، اسْتَــحْمِــمْ/ اسْتَــحِمَّ، استــحمــامًا، فهو مُستــحِمّ
• استــحمَّ الشَّخصُ: اغتَسَل بالماء أو دخل الــحمّــام "استــحمّ في البحر". 

تــحمَّــمَ يتــحمَّــم، تــحمُّــمًا، فهو مُتــحمِّــم
• تــحمَّــم الشَّخصُ: مُطاوع حمَّــمَ: استــحمّ؛ اغتسَلَ بالماء أو دخل الــحمَّــام "تتمايل الزهور مع النسيم كأنّها تتــحمّــم بأشعة الشمس- كان يتــحمّــم كلَّ صباح". 

حمَّــمَ يــحمِّــم، تــحمــيمًا، فهو مُــحمِّــم، والمفعول مــحمَّــم
حمَّــم الماءَ ونحوَه: حمَّــه؛ سخّنه.
حمَّــمتِ الأمُّ طفلَها: أحمَّــته؛ غسلت جسمَه بالماء الحارّ. 

أحمُّ [مفرد]: ج حُمّ، مؤ حَمَّــاءُ، ج مؤ حُمّ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حَمَّ1. 

حمــائميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حمــائمُ: على غير قياس "شخصيّة حمــائميّة: تميل للسلام".
2 - مصدر صناعيّ من حمــائمُ: إرادة السّلام "حمــائميّة السُّلطة الفلسطينيّة تتنافى مع دمويّة القيادات الإسرائيليّة". 

حَمــام [جمع]: جج حمــائِمُ، مف حمــامة: (حن) جنس طير من الفصيلة الــحمــاميّة يعيش في كل مدن العالم تقريبًا، يتغذى على الحبوب والحشرات والنباتات، له قدرة عجيبة في التعرّف على طريق العودة إلى المكان الذي ينشأ فيه ولذلك استخدم قديمًا في نقل الرسائل من مكان إلى مكان على بُعْد مئات الأميال، وهو أنواع (للمذكَّر والمؤنَّث) "رجَّعت الــحمــامة في شدوها: قطعت شدوها- وذكَّرني الصِّبا بعد التَّنائي ... حمــامةُ أيكةٍ تدعو حَمــاما" ° الــحمــائم والصُّقور: كناية عن فريق متساهل وآخر متشدِّد في موقف سياسيّ- بُرْج الــحمــام: بناء خاص يأوي إليه، بيته- بَيْتُ الــحمــام: ثقب في بُرج الــحمــام يُعَشِّش فيه- حَمَــام الحَرَم: يُضرب به المثل في الأمن والصيانة- حمــامةُ السَّلام: حمــامَة بيضاء تُتَّخذ رمزًا للسّلام- طوق الــحمــام: يُضرب مثلاً لما يلزم ولا يبرح ويقيم ويستديم- فَرْخ الــحمــام: وَلَدُه.
حمــامة مُطوَّقة: حمــامة يوجد حول رقبتها طوق، أو ريش يخالف سائر لونها.
حَمــام هزَّار: نوع من الــحمــام له حويصلة كبيرة تنتفخ عند الهدير.
• بيض الــحَمــام: نوع من العنب كبير الحجم.
• رِعْي الــحمــام: (نت) جنس نبات برِّيّ وتزيينيّ له فوائد طبيّة.
حمــام الزَّاجل: (حن) نوع من الــحمــام يُرسل إلى مسافات بعيدة بالرَّسائل، والزّاجل هو الشخص المرسِل له. 

حُمــام [مفرد]:
1 - مصدر حُمَّ1.
2 - حُمَّــى تصيب الدّوابّ.
3 - حُمَّــى، وهي علَّة ترتفع بها حرارةُ الجسم. 

حِمــام [مفرد]: قضاء الموت وقدره "وافاه الــحِمــامُ". 

حَمّ [مفرد]: مصدر حَمَّ2 وحُمَّ2 ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النهار- ما لك عن ذلك حَمٌّ ولا رَمٌّ: ما لك بُدٌّ- ما له حَمٌّ ولا رَمّ: ما له قليل ولا كثير. 
1475 - 
حَمَــم [مفرد]: مصدر حَمَّ1 وحَمَّ2. 

حُمَــم [جمع]: مف حُمَــمَة:
1 - فــحم.
2 - رماد.
3 - كلّ ما احترق من النَّار "صبَّت الطَّائرات حُمَــمَها على قوَّات العدوّ".
4 - صخور مُذابة تصل إلى سطح الأرض عن طريق البراكين والتصدّعات ° حُمَــم بُركانيَّة/ حُمَــم البراكين: مقذوفاتها، موادّ منصهرة تتدفّق من البركان. 

حَمّــام [مفرد]: ج حَمّــامات:
1 - مكانٌ يُغْتَسل فيه ° حمَّــام الدَّم: مذبحة يقترفها طاغٍ للتخلّص من بعض معارضيه تثبيتًا لأقدامه في الحكم وقد أطلق عليها لفظ حمّــام لكثرة ما يُراق فيها من الدماء- حمَّــام بخار: تعريض الجسم لأبخرة ساخنة لإسالة العرق وإزالة الشحوم- حمَّــام زيت: تدليك الشعر بأنواع من الزيوت الدافئة لتغذيته- حمَّــام السِّباحَة: حوض كبير للسِّباحة- حمَّــام شمس: تعريض الجسم بعد تعريته للشَّمس- حمَّــام عامّ: مفتوح لعامّة النّاس- حمَّــام كبريتيّ: الاغتسال في المياه الكبريتيّة- ليفة الــحمَّــام: الإسفنجة.
2 - مِرْحاض. 

حَمّــاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَمّــام.
2 - صاحب الــحمَّــام العامّ.
3 - عامل في الــحمَّــام العامّ. 

حَمَّــة [مفرد]: (جو) عين ماء شديدة الحرارة تنبع من الأرض، يستشفى بالاغتسال من مائها. 

حُمَّــة [مفرد]: حُمَّــى؛ علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم وهي أنواع كالــحُمَّــى التيفوديَّة والــحُمَّــى القرمزيَّة إلخ. 

حُمَّــى [مفرد]: (طب) علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم، وهي أنواع الــحُمَّــى التيفوديّة والــحُمَّــى القرمزيَّة ... إلخ "زالت عنه الــحُمَّــى بعد أن فعل الدواءُ فعلَه" ° الــحُمّــى المتقطِّعة: التي تأتي بأدوار متناوبة، بخلاف اللازمة- الــحُمّــى النَّائبة: التي تأتي كلَّ يوم- حُمَّــى الانتخابات: مواعيد إجراء الانتخابات وما يصاحبها- حُمَّــى العَرَض: هي التي تصيب الإنسانَ بالعدوى- حُمَّــى الغبّ: التي تأخذ يومًا وتدع يومًا- حُمَّــى باردة: حُمَّــى تسبقها رجفة- هَذَيان الــحُمَّــى: التكلّم بغير تفكير.
• الــحُمَّــى الرُّوماتيزميَّة: (طب) مرض مُعْدٍ من أعراضه التهاب المفاصل والــحمّــى والنزيف في الأنف والطَّفح الجلديّ، وفي الحالات المتقدِّمة تتضخَّم صمامات القلب وينتج عن ذلك تشوُّهات في هذه الصِّمامات، يعالج بالبنسلين مع الرَّاحة التَّامّة لمنع النّكسة والإصابة بمرض روماتيزم القلب.
• الــحُمَّــى القُلاعيَّة: (طب) مرض فيروسيّ سريع الانتشار بين الحيوانات ذات الظّلف المشقوق، من أعراضه تكوّن فقاعات أو حويصلات مائيّة مليئة بالفيروس على اللسان والشفتين والفم والحلق والمناطق الرقيقة من الجلد، وقد تنتقل هذه الفيروسات عبر الهواء لتصيب الإنسان والحيوان "حظَّرت وزارة الزراعة استيراد الماشية من الدول التي انتشرت فيها الــحمّــى القلاعيّة". 

حَمــيم [مفرد]: ج أحِمَّــاءُ (للعاقل) وحمــائِمُ (لغير العاقل)، مؤ حمــيمة، ج مؤ حمــائِمُ:
1 - قريبٌ تودُّه ويودّك، قريبك الذي تهتمّ لأمره "صديق حمــيم- {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِــيمٌ} - {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِــيمٍ} " ° الخِلّ الــحمــيم: الذي يُكِنُّ لك حبًّا شديدًا- على علاقة حمــيمة معه: أي متينة وقويّة.
2 - ماءٌ حارّ " {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْــحَمِــيمِ} ".
3 - ماء بارد (ضدّ) "وساغ لي الشراب وكنت قبلاً ... أكاد أغصّ بالماء الــحمــيمِ".
4 - قيظ وحرّ "الجوّ اليوم حمــيم". 

مــحمــوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حُمَّ1 وحَمَّ2 وحُمَّ2.
2 - متهيِّج مندفع "انتظار/ تصرُّف/ نشاط مــحمــوم". 

يَــحْمُــوم [مفرد]: ج يَحاميمُ:
1 - شديد الحرارة " {وَظِلٍّ مِنْ يَــحْمُــومٍ. لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ} ".
2 - جَبَلٌ في جهنَّم يلجأ إلى ظِلِّه أهلُ النَّار " {فِي سَمُومٍ وَــحَمِــيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَــحْمُــومٍ} ".
3 - دخان شديد السواد والحرارة " {فِي سَمُومٍ وَــحَمِــيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَــحْمُــومٍ} ".
4 - كُتَلٌ ناريّة غازيّة تقذفها البراكين.
5 - (حن) نوعٌ من الــحمــام، أسود البطن والعُنق والرأس والصدر، أصفر المنقار والرّجلين. 

حمــم: قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال

آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ. وآلُ حامِيمَ:

السُّوَرُ المفتتحة بحاميم. وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم

اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّــحْمَــنِ؛ قال

الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمــن، قال ابن مسعود: آل

حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ

السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت:

وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً،

نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ

قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو

عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد:

وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ،

وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ

قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم

لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ:

يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ،

فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ

قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمــحمــد

بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ. وفي حديث الجهاد: إذا

بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا

يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا

يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي

أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ

به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين

قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو

حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس

وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.

وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّــاً إذا قُضِيَ. وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما

أَنشده ثعلب من قول جَميل:

فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي

وحُمُّــوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني

فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّــوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي

فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي. وحَمَّ

اللهُ له كذا وأَــحَمَّــهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ:

أَــحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ

أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال

وحُمَّ الشيءُ وأُــحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَــحْمــوم؛ أَنشد ابن بري

لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ:

وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ،

وليْسَ لأَمرٍ حَمَّــهُ الله صارِفُ

وقال البَعيثُ:

أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ،

وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ

والــحِمــامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي

قُدِّرَ. والــحِمَــمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّــةٌ. وفي الحديث ذكر الــحِمــام كثيراً،

وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ:

هذا حِمــامُ الموتِ قد صَلِيَتْ

أي قضاؤه، وحُمَّــهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال:

عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّــةُ الفِراق وحُمَّــةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق،

والجمع حُمَــمٌ وحِمــامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى:

تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ،

هو اليومَ حَمٌّ لميعادها

أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له. ونزل به

حِمــامُه أي قَدَرُهُ وموتُه. وَــحَّمَ حَمَّــهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر

يصف بعيره:

فلما رآني قد حَمَــمْتُ ارْتِحالَهُ،

تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ

وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَــمْتُ ارتحال

البعير أي عجلته. وحامَّهُ: قارَبه. وأَــحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال

زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ

مَضَتْ، وأَــحَمَّــتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو

معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ. وقال الأَصمعي:

أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير:

وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَــحَمَّــتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَــحَمَّــتْ

في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ

الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه

كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من

حاجة. وقال ابن السكيت: أَــحَمَّــت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد:

حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَــحَمَّــا،

إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا

الكسائي: أَــحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت

للبَيد:

لِتَذودَهُنَّ. وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ،

أن قد أَــحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمــامُها

وقال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء: أَــحَمَّ قُدومُهم دنا، قال:

ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَــحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً،

وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال

الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَــحَمّ

فهو قُدِّرَ. وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا

جئناك في غير مُــحِمَّــة؛ يقال: أَــحَمَّــت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال

ابن الأثير: وقال الزمخشري المُــحِمَّــةُ الحاضرة، من أَــحَمَّ الشيءُ إذا

قرب دنا.

والــحَمِــيمُ: القريب، والجمع أَــحِمَّــاءُ، وقد يكون الــحَمِــيم للواحد

والجمع والمؤنث بلفظ واحد. والمْــحِمُّ: كالــحَمِــيم؛ قال:

لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ،

مُــحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ

العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ. وحَمَّــني الأَمرُ وأَــحَمَّــني: أَهَمَّني.

واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَــحَمَّــني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له

كأنه اهتمام بــحمــيم قريب؛ وأَنشد الليث:

تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ،

كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ

واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ

ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِــيمُها

يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ. وأَــحَمَّ الرجلُ، فهو يُــحِمُّ إحْمــاماً،

وأمر مُــحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام. واحْتَمَّتْ عيني:

أَرِقتْ من غير وَجَعٍ. وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك،

وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن

ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ

أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة:

جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها

من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ

وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا

الأمر أي ثابت عليه. واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت. وهو من حُمَّــةِ نفسي أي من

حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّــةُ نفسي

وحُبَّة نفسي.

والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال:

كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والــحَمــيمُ القريب الذي تَوَدُّه

ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء

حامَّتُه أي أَقرِباؤه. وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي

أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب

منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.

والــحَمِــيمُ القَرابةُ، يقال: مُــحِمٌّ مُقْرِبٌ. وقال الفراء في قوله

تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِــيمٌ حَمِــيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم

يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَمــيمكَ قريبك

الذي تهتم لأمره.

وحُمَّــةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع:

لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه،

وبَعْضُ البنين حُمَّــةٌ وسُعالُ

وحَمُّ الشيء: معظمه. وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّــةِ

النَّهْضات أي شدتها ومعظمها. وحُمَّــةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير:

وأَصلها من الــحَمِّ الحرارة ومن حُمَّــة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.

وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير:

ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا،

حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ

الأزهري: ماء مَــحْمــوم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود

بمعنى واحد. والــحَمِــيمُ والــحَمِــيمةُ جميعاً: الماء الحارّ. وشربتُ البارحة

حَمــيمةً أي ماء سخناً.

والمِــحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء. ويقال: اشربْ

على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِــيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء

حارّ. والــحَمِــيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَــحَمُّــوا لنا الماء أي أَسخنوا.

وحَمَــمْتُ الماء أي سخنته أَــحُمُّ، بالضم. والــحَمِــيمةُ أَيضاً: المَحْضُ

إذا سُخِّنَ. وقد أَــحَمَّــهُ وحَمَّــمَه: غسله بالــحَمِــيم. وكل ما سُخِّنَ فقد

حُمِّــمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي:

وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها،

وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الــحَمــائِما

فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما

يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا

يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء

الحارُّ، قال: والــحَمــائِمُ جمع الــحَمِــيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده:

وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الــحَمِــيمَةِ

الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الــحَمــيم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف. وفي الحديث

أَنه كان يغتسل بالــحَمــيم، وهو الماء الحارُّ.

الجوهري: الــحَمّــامُ مُشدّد واحد الــحَمّــامات المبنية؛ وأنشد ابن بري

لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الــحَمّــامَ وتَنَوَّرا

بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا:

نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما،

وحَمَّــامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ

وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ:

خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى

بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ

نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا

تِهامَةُ في حَمَّــامِها المُتَوَقِّدِ

قال ابن بري: وقد جاءَ الــحَمَّــامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف

حَمّــاماً وهو قوله:

فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً،

لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ

قال ابن سيده: والــحَمَّــامُ الدِّيماسُ مشتق من الــحَمــيم، مذكر تُذَكِّرُه

العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ

والجَبَّانِ، والجمع حَمَّــاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً

حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن

الأَعرابي عن الــحَمِــيم في قول الشاعر:

وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً

أكادُ أَغَصُّ بالماء الــحَمــيمِ

فقال: الــحَمــيم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالــحَمــيم عند ابن الأعرابي من

الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت

المُرَقِّش:

كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ

ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَمــيم

وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الــحَمِــيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان

جمراً تتبخر به.

والــحَمَّــةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن

دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ

والمَرْضَى. وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الــحَمَّــةِ يأْتيها البُعَداءُ

ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي

أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون. وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّــةِ

زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام. واسْتَــحَمَّ إذا اغتسل بالماء

الــحَمــيم، وأَــحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار. والاستِــحْمــامُ: الاغتسال

بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِــحْمــاماً بأي ماء

كان. وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَــحَمِّــه؛ هو الموضع الذي

يغتسل فيه بالــحَمــيم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو

كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه

الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَــحَمِّ.

وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَــحَمَّــتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله

عليه وسلم، يَسْتَــحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف

الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها،

وبعدما اسْتَــحَمَّ في حَمَّــامها

فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتــحمــامه.

وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.

والــحَمِــيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال

الهُذَليُّ:

هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم

رِجالٌ مثل أَرْمية الــحَمِــيمِ

وقال ابن سيده: الــحَمِــيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.

والــحَمِــيمُ: القَيْظ. والــحمــيم: العَرَقُ. واسْتَــحَمَّ الرجل: عَرِقَ،

وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى:

يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها

وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَــحِم

قال الشاعر يصف فرساً:

فكأَنَّه لما اسْتَــحَمَّ بمائِهِ،

حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا

وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:

تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ،

إلا الــحَمِــيم فإنه يَتَبَضَّعُ

فأَما قولهم لداخل الــحمَّــام إذا خرج: طاب حَمِــيمُك، فقد يُعْنى به

الاستــحْمــامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا

دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه.

الأزهري: يقال طاب حَمِــيمُك وحِمَّــتُكَ للذي يخرج من الــحَمَّــام أي طاب

عَرَقُك.والــحُمَّــى والــحُمَّــةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الــحَمِــيم، وأما

حُمَّــى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَــحَمَّــهُ الله

وهو مَــحْمُــومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَــحْمُــوم به؛ قال ابن

سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من

أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الــحُمَّــى كما أن فُتِنَ

جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِــمْتُ حَمّــاً، والاسم

الــحُمَّــى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الــحُمَّــى مصدر كالبُشْرَى

والرُّجْعَى.والمَــحَمَّــةُ: أرض ذات حُمَّــى. وأرض مَــحَمَّــةٌ: كثيرة الــحُمَّــى، وقيل:

ذات حُمَّــى. وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَــحَمَّــةٍ أي ذات

حُمَّــى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده:

وحكى الفارسي مُــحِمَّــةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من

القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَــحَمَّــةٌ أي يُــحَمُّ عليه

الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَــحَمَّــةٌ، يقال: طعامٌ مَــحَمَّــةٌ إذا

كان يُــحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَــحَمَّــتِ الأرضُ إذا صارت ذات

حُمِّــى كثيرة.

والــحُمــامُ، بالضم: حُمَّــى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه

الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُمــاماً، وحُمَّ الرجل حُمَّــى شديدة.

الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الــحُمــامُ والقُماحُ، فأَما

الــحُمــامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع

الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد

تقدم في بابه. ويقال: أخذ الناسَ حُمــامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ

الناس.والــحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشــحم، واحدته حَمَّــةٌ؛

قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الــحَمِّ

وقيل: الــحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشــحم المذاب؛ قال:

كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء،

صوتُ نَشِيشِ الــحَمِّ عند القَلاَّء

الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ،

واحدتها حَمَّــة، قال: وما أُذيب من الشــحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال

الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام

البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشــحمَ. الجوهري: الــحَمُّ ما بقي من

الألية بعد الذَّوْب. وحَمَــمْتُ الأَليةَ: أذبتها. وحَمَّ الشــحمــةَ

يَــحُمُّــها حَمّــاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه

مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بــحَمٍّ ضُروعُها

يقول: تُطْلَى بَــحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله. ويقال: خُذْ أَخاك

بــحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.

والــحَمَــمُ: مصدر الأَــحَمّ، والجمعُ الــحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء،

والاسم الــحُمَّــةُ. يقال: به حُمَّــةٌ شديدة؛ وأَنشد:

وقاتمٍ أَــحْمَــرَ فيه حُمَّــةٌ

وقال الأَعشى:

فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ

فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ

وقال النابغة:

أَحْوَى أَــحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد

ورجل أَــحَمُّ بيِّن الــحَمَــم، وأَــحَمَّــهُ الله: جعله أَــحَمَّ، وكُمَيْتٌ

أَــحَمُّ بيِّن الــحُمَّــة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس

كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَــحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً

وحوافرَ الكُمْتُ الــحُمُّ؛ قال ابن سيده: والــحمَّــةُ لون بين الدُّهْمَة

والكُمْتة، يقال: فرس أَــحَمُّ بَيِّنُ الــحُمَّــة، والأَــحَمُّ الأَسْود من كل

شيء. وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَــحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَــحَمّ

الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد:

أَــحَمُّ كمصباح الدُّجى

وقد حَمِــمْتُ حَمَــماً واحمَــوْمَيْتُ وتَــحَمَّــمْتُ وتَــحَمْحَمْــتُ؛ قال

أبو كبير الهُذَلي:

أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ،

كحناء ظهر البُرمة المُتَــحَمِّــم

(* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).

وقال حسان بن ثابت:

وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له،

من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَــحَمْحَمــا

والاسم الــحُمَّــة؛ قال:

لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ،

في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّــهْ،

أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ

عَنَى بالــحُمَّــة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من

السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.

والــحَمَّــاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري:

الــحَمَّــاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.

والــحِمْحِمُ والــحُمــاحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الــحِمْحِمُ،

بالكسر، الشديدُ السوادِ. وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال:

أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ

دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ،

تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ

الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد. والــحُمَــمُ:

الفَــحْمُ، واحدته حُمَــمَةٌ. والــحُمَــمُ: الرَّماد والفَــحْم وكلُّ ما احترق من

النار. الأَزهري: الــحُمَــم الفَــحْم البارد، الواحدة حُمَــمَةٌ، وبها سمي الرجل

حُمَــمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى

بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا

صِرْتُ حُمَــماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال

طَرَفَةُ:

أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ،

أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَــمُه؟

وحَمَّــت الجَمْرةُ تَــحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَــمةً. ويقال أَيضاً:

حَمَّ الماءُ

أَي صار حارّاً. وحَمَّــم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالــحُمَــم، وهو الفــحمُ.

وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ

بيهودي مُــحَمَّــم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الــحُمَــمَة الفَــحْمــةِ.

وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الــحُمَــمة؛ أَراد سَوادَ

لَونه. وجارية حُمَــمَةٌ: سوداء. واليَــحْمــوم من كل شيء، يفعول من الأَــحَمِّ؛

أَنشد سيبويه:

وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم

باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا

وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال:

مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي

أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا

واليَــحْمــومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو

الهَزَّاني:

دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَــحْمــومِ،

ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ

قال ابن سيده: اليَــحْمــومُ الدخانُ. وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَــحْمــومٍ،

عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول

قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه

موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَــحْمــومُ سُردِق أَهل النار،

قال الليث: واليَــحْمــومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَــحْمــومُ اسم فرس كان

للنعمان بن المنذر، سمي يَــحمــوماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال:

ويأْمُرُ للْيَــحْمــومِ كلَّ عَشِيَّةٍ

بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ

وهو يَفْعولٌ من الأَــحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد:

والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ،

والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَــحْمــومِ

واليَــحْمــومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيــحْمــومِ

تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الــحَمــيمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون

من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَــمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس

أَبيها: فرس أَبي حُمَــمةُ وما حُمَــمةُ. والــحُمَّــةُ دون الحُوَّةِ، وشفة

حَمَّــاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّــاءُ. ونبت يَــحْمــومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.

وحَمَّــمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد. وحَمَّــمَ الفرخُ:

طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ:

فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ،

مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُــحمِّــمِ

وحَمَّــم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّــمَ

الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّــمَ

رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى

أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات

ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّــمَ شعره

بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر

سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً. وحَمَّــمَ الغلامُ: بدت لحيته.

وحَمَّــمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال:

أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما

هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُــحَمَّــما

هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

وحَمَّــمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ

حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل

وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً،

وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّــاً

أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّــحْمــيمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال

سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّــاً أَي مُتْعةً، ومنه تَــحْمِــيم المطلَّقة.

وقوله في حديث عبد الرحمــن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته

فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّــمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق،

وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّــحْمــيمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في

معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّــمَها بها فحذف وأَوصَل.

وثِيابُ التَّــحِمَّــة: ما يُلْبِس المطلِّقُ

المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله:

فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَــحِمَّــةٍ،

فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ

الأَزهري: الــحَمــامة طائر، تقول العرب: حمــامَةٌ ذكرٌ

وحمــامة أُنثى، والجمع الــحَمــام. ابن سيده: الــحَمــام من الطير البَرّيُّ

الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال

الأَصمعي: اليَمام ضرب من الــحمــام برِّيّ، قال: وأَما الــحمــام فكلُّ ما كان

ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمــامة، وهي تقع

على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمــائم، ولا يقال

للذكر حَمــام؛ فأَما قوله:

حَمــامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا

فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول

العَجَّاج:

ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ،

والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ،

قواطناً مكةَ من وُرْقِ الــحَمــي

فإِنما أَرد الــحَمــام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا

الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الــحِمــار الــحِمــي، تريد الــحِمــار، فأَما

الــحَمــام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الــحَمَــم، فاجتمع حرفان من جنس

واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت،

وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة. وروى

الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمــام، يدخل فيها

القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة،

آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الــحَمــام واقعاً على ما

عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية

والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم

يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير. والهَدير: صوت الــحمــام كله، وجمعُ

الــحَمــامة حَمــامات وحَمــائم، وربما قالوا حَمــام للواحد؛ وأَنشد قول

الفرزدق:

كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ،

على شرَك الطريقِ إِذا استنارا

تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ

حَمــامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا

وقال جِرانُ العَوْد:

وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي،

حَمــامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَمــاما

قال الجوهري: والــحَمــام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت

والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر

والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند

العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمــامة؛ قال حُمَــيْد بن ثوْرٍ

الهلالي:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمــامةٌ

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما

والــحَمــامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة:

واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ

إِلى حَمــامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ

(* وفي رواية أخرى: سِراعٍ)

هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها:

لَيت الــحَمــامَ لِيَهْ

إِلى حمــامَتِيَهْ،

ونِصْفَه قَدِيَهْ،

تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ

قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمــام أَيضاً، وأَما

اليَمام فهو الــحَمــامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي،

وكان الكسائي يقول: الــحَمــام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛

قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ

والــحَمــام الأَــحْمَــر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛

قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.

وحُمَــة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره

في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الــحُمَّــة والــحُمَــةُ،

وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْــوَةً. والــحَمــامة: وسَطُ الصَّدْر؛

قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمــامةَ صَدْرِها

بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها

والــحَمــامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ:

دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها:

يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ

تُدْني الــحمــامةَ منها، وهي لاهِيةٌ،

من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ

ومن ذهب بالــحَمــامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري

للمُؤَرِّج:

كأَنَّ عينيه حَمــامتانِ

أَي مِرآتانِ. وحَمــامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ:

ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمــامةٍ

على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ

والــحَمــامة: خِيار المال. والــحَمــامة: سَعْدانة البعير. والــحَمــامة: ساحة

القصر النَّقِيَّةُ. والــحَمــامةُ: بَكَرة الدَّلْو. والــحَمــامة: المرأَة

الجميلة. والــحمــامة: حَلْقة الباب. والــحَمــامةُ من الفَرَس: القَصُّ.

والــحَمــائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَمــيمة، وقيل: الــحَمــيمة كِرام الإِبل، فعبر

بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ

حَمــائِمَ الإِبل أَي كرائمها. وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً. وحَمَّــةُ

وحُمَّــةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش:

أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَــحُمَّــةِ

سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ

ابن شميل: الــحَمَّــةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض

الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة،

والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال،

وجمعها الــحِمــامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً

كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير. وحَمــام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو

طَريفَ بن عمرو:

إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ

لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمــام

إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ

بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام

نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ. والــحُمَــامُ: اسم رجل. الأَزهري: الــحُمــام

السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال

الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي،

حُمــامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ

قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال:

هَمْهامِ وحَمْــحامِ ومَــحْمــاحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء. وحِمَّــانُ: حَيٌّ من

تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّــانُ،

بالفتح، اسم رجل

(* قوله «وحمــان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه

كسر الحاء). وحَمُــومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن

الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الــحُمَّــة التي هي السواد،

وليس بشيء. وقالوا: جارا حَمــومةَ، فَــحَمــومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك

بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.

والــحَمْحَمــة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير

(* قوله «عند الشعير» أي عند

طلبه، أفاده شارح القاموس). وقد حَمْحَمَ، وقيل: الــحَمْحَمــة

والتَّــحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث:

الــحَمْحَمــة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ

الصَّهيل، يقال: تَــحَمْحَمَ تَــحَمْحُمــاً وحَمْحَمَ

حَمْحَمــةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى

صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه. وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم

القيامة بفرس له حَمْحَمــةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا

نَبَّ وأَراد السِّفادَ.

والــحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمــةٌ. قال أَبو حنيفة: الــحِمْحِم

والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الــحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء

المعجمة؛ قال عنترة:

وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم

قال ابن بري: وحُمــاحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه

حُمــاحِمِــيٌّ. والــحَمــاحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَمــاحِمَــةٌ. وقال مرة:

الــحَمــاحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم. وقال مرة:

الــحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.

والــحُمْحُمُ والــحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع

أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا:

حَمْــحامِ.

واليَــحْمــوم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل:

أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ،

ورأْسُه دونَهُ اليَــحْمُــوم والصُّوَرُ

وحَمُــومةُ: اسم جبل بالبادية. واليَحاميمُ: الجبال السود.

حمــم

( {حُمَّ الأَمرُ، بالضَّمِّ) : إِذا (قُضِيَ) . (و) حُمَّ (لَهُ ذلِك: قُدِّر) فَهُوَ} مَــحْمُــوم، قالَ البعِيث:
(أَلا يَا لَقَوْمِ كلُّ مَا حُمَّ واقعُ ... وللطَّيرِ مَجْرَى والجُنُوبُ مَصارِعُ)

وَقَالَ الأَعْشَى:
(تَوُّمُّ سَلامَةَ ذَا فائِشٍ ... هُوَ اليومَ {حَمٌ لِميعادِها)

أَي قَدَّرٌ لَهُ.
(} وَــحمَّ {حَمَّــه) : أَي (قَصَد قَصْدَه) نَقله الجوهريّ. (و) حَمَّ (التَّنُّورَ)
} حَمًّــا: (سَجَره) وَأَوْقَده، (و) {حَمَّ (الشَّــحْمَــةَ) حَمًّــا: (أَذابَها) .
(و) حَمَّ (الماءَ) حَمًّــا: (سَخِّنه) بالنّار، (} كَأَــحَمَّــه {وَــحَمَّــمَه) . يُقالُ:} أَــحِمُّــوا لنا الماءَ، أَي: أَسْخِنُوا.
(و) حَمَّ (ارْتِحالَ البَعِير) أَي: (عَجَّلَه) وَبِه فَسَّر الفَرّاءُ قولَ الشاعرِ يَصفُ بعيرَه:
(فَلَمَّا رآنِي قد {حَمَــمْتُ ارتِحالَه ... تَلَمَّك لَو يُجْدِي عَلَيْهِ التَّلَمُّكُ)

(و) حَمَّ (الله لَك كَذَا) : أَي (قَضاهُ لَهُ) وَقَدَّره، (كأَــحَمَّــه) . قَالَ عَمروٌ ذُو الكَلْب الهُذَلِيّ:
(أَــحَمَّ اللهُ ذَلِك من لِقاءٍ ... أُحادَ أحاد فِي الشَّهْرِ الحَلالِ)

وَأنْشد ابْن بَرّي لخَبَّاب بنِ غُزّيٍّ:
(وَأَرْمِي بِنَفْسي فِي فُروج كَثِيرةٍ ... وَلَيْسَ لأمرٍ حَمَّــه اللهُ صارِفُ)

(و) } الــحِمــامُ، (كَكِتاب: قَضاءُ المَوْت وَقَدَّرُه) ، من قَوْلهم: حُمَّ لَهُ كَذَا، أَي: قُدِّر. وَفِي شعر ابْنِ رَواحَة:

(هَذَا {حِمــامُ المَوْتِ قَدْ صَلِيت ... )

أَي قَضاؤُه. وَقَالَ غيرهُ، أنشدَنا غَيرُ وَاحِد من الشُّيُّوخ:
(أَخِلاّي لَو غَيْرُ الــحِمــام أَصابَكُم ... عَتَبْتُ ولكِن مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ)

(و) } الــحُمــام، (كَغُراب: حُمَّــى) الإِبِل، و (جَمِيعِ الدَّوابّ) ، جَاءَ على عامَّة مَا يَجِيء عَلَيْهِ الأَدْواء. يُقَال: حُمَّ البعيرُ {حُمــاماً. وَقَالَ الأَزهريّ عَن ابْن شُمَيْل: الإِبلُ إِذا أَكلت النَّدَى أَخذَها الــحُمــامُ والقُماحُ. فَأَما الــحُمــام فيأخذُها فِي جِلدِها حَرٌّ حَتَّى يُطْلَى جَسدُها بالطّين فتدَع الرَّتْعة ويَذهبُ طِرقُها، وَيكون بهَا الشَّهْرَ ثمَّ يَذْهَب.
(و) الــحُمــامُ: (السَّيِّدُ الشَّرِيفُ) ، قَالَ الأزهريُّ: أُراه فِي الأَصْل الهُمام فقُلِبت الهَاءُ حاء. قَالَ الشاعِرُ:
(أنَا ابنُ الأَكْرَمِينَ أَخُو المَعالِي ... } حُمــامُ عَشِيرتي، وقِوامُ قَيْسِ)

(و) الــحُمــامُ: اسْم (رَجُل، وذُو الــحُمــام بُن مالكٍ: حِمْــيِرِيٌّ) .
(و) ! الــحَمــامُ: (كَسَحاب: طائِرٌ بَرِّيّ لَا يألَفُ البُيوتَ، م) مَعْرفٌ، نَقَله ابنُ سِيدَه، قالَ: وهذِه الَّتِي تكُون فِي البُيوتِ فَهِيَ اليَمامُ. وَذكر أَرِسطُو الحَكِيم أَنَّ الــحَمــامَ يَعِيش ثَمانين سَنَة. (أَو) اليَمامُ: ضَرْب من الْــحمــام بَرِّيّ. وَأَمَّا الــحَمــام فَإِنَّهُ (كُلُّ ذِي طَوْق) مثلِ القُمْرِيِّ والفَاخِتةِ، وأَشباهِها، قَالَه الأصمَعِيُّ. وَزَاد الجوهَرِيُّ بعد الفاَخِتَة: وساقِ حُرٍّ، والقَطَا، والوَراشِين. قالَ: وَعند العامَّة أنَّها الدواجِنُ فَقَط. ثمَّ قَالَ: " وأَما الدَّواجِن الَّتِي تُسْتَفْرخ فِي البُيوتِ فَهِيَ حَمــامٌ أَيْضا. وَأما اليَمام فَهُو الــحَمــامُ الوَحْشِيّ، وَهُوَ ضَرْب من طَيْر الصَّحْراء، قالَ: هَذَا قَولُ الأَصْمَعِيِّ ". وكانَ الكِسائيُّ يَقولُ: " الــحَمــامُ هُوَ البَرِّيّ، واليَمامُ هُوَ الَّذِي يَألَفُ البُيوتَ ".
قلت: وَإِلَيْهِ ذَهَب ابنُ سِيدَه، وإيّاه تَبع المُصنّف. وَبِه يَظْهر سُقوطُ اعتراضِ شَيْخِنا على المُصَنّفِ. ورَوَى الأزهريُّ عَن الشافِعيّ: " كل مَا عَبَّ وهَدَر فَهُوَ {حَمــام، يدْخل فِيهَا القَمارِيّ والدَّباسِيّ والفَواخِت سَوَاء كَانَت مُطَوَّقةً أَو غَيْرَ مُطَوِّقَةٍ، آلِفةً أَو وحشيَّة ". قَالَ: " وَمعنى عَبَّ: شَرِبَ نَفَسًا نَفَسًا حَتَّى يَرْوَى، وَلم يَنقُر المَاءَ نَقْراً كَمَا تَفْعَله سائرُ الطّير. والهَدِير: صَوْتُ الــحَمــام كُلّه ".
(وتَقَع واحِدَتُه) الَّتِي هِيَ} حمــامة (على الذَّكَر والأُّنثَى، كالحَيَّة) والنَّعامة ونَحْوِها (ج: {حمــائِمُ. وَلَا تقل للذَّكَر حَمــامٌ) . هَذَا كُلُّه سِياقُ ابنِ سِيدَه فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجوهرِيُّ: " الــحَمــامُ يَقَع على الذَّكَر والأُّنْثى، لأنَّ الهاءَ إِنَّما دَخَلَتْه على أَنَّه وَاحِد من جنس، لَا للتَّأْنِيث "، وَقَالَ: " جَمْع} الــحَمــامة حَمــام {وحَمــاماتٌ} وحَمــائِمُ، ورُبَّما قَالُوا: حَمــام للواحِدِ " , قَالُوا: (مُجاوَرَتُها) فِي البيوتُ (أَمانٌ من الخَدَر) - وَفِي بعض النُّسخ: الجُدّرِيّ، والأُولَى الصَّواب -.
(والفالجِ والسّكتةِ والجُمودِ والسُّباتِ) ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الــحَمــامَ الأَــحمَــرَ. (ولَــحمُــه باهِيٌّ يَزِيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ. وَوَضْعُها مَشْقُوقةً، وَهِي حَيَّةٌ على نَهْشةِ العَقْرَبِ مُجَرَّبٌ للبُرْء. ودَمُها يَقْطع الرُّعاف) عَن تَجْرِبة.
ومُــحَمَّــدُ بنُ يَزِيدَ {الــحَمّــامِيّ) هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غَلَط. وَالصَّوَاب مُــحَمَّــد بنُ بَدْر، وَهُوَ أَبُو الحَسَن مُــحَمَّــدُ بنُ أبي النّجم بَدْر الكَبِير مولى المُعْتَضِد، الــحَمّــامي، حَدَّث عَن أَبِيه وبَكْرِ بن سَهْلٍ الدّمياطي. وَعنهُ أَبُو نُعَيم الحَافِظ والدَّارقُطْني. وَلِي بلادَ فارِس بعد أَبِيه، وَكَانَ ثِقةً صَحِيحَ السّماع، مَاتَ سنة ثلاثِمائة وَأَربعٍ وسِتّين. وأَبُوه أَبُو النَّجم بَدْر من كبار أُمَرَاء المُعْتَضدِ، حَدَّث عَن عبدِ اللهِ بن رُماحس العَسْقَلانِي، وَعنهُ ابنُه مُــحَمّــد الْمَذْكُور، تُوفِّي سنة ثَلاثِمائة وإحْدَى عَشْرَة.
(و) أَبُو عَبْدَ اللهِ (مــحمــدُ بنُ أحمــدَ ابنِ مــحمّــدِ بنِ فوارِسَ) بنِ العُرَيِّسَة، سَمِع أَبَا الوقْتِ، مَاتَ سنة سِتِّمائةٍ وَعشْرين، ذكره الذّهبيّ.
(وَأَبُو سَعِيد) هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّوابُ أَبُو سَعْدِ بنِ (الطُّيورِيّ) ، وَيُقَال لَهُ: ابنُ الــحَمّــاميِ أَيْضا مَشْهور، وَأَخُوه المُباركُ بنُ عبد الْجَبَّار الصّيرفيّ ابْن الطّيوري وَابْن} الــحَمَــامي، انتخب عَلَيْهِ السِّلفَيّ وَهُوَ مَشْهُور أَيْضا.
(وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَن) بنِ السِّبْط، أجَاز الفَخْر عِلِيًّا، و (وَدَاوُدُ بنُ عَلِيّ بن رَئِيس الرُّؤساء) عَن شَهْدَةَ، مَاتَ سنة سِتّمِائة واثْنَتَيْ عَشْرة ( {الــحَمَــامِيّون: مُحَدِّثون) ، وَهِي نِسْبة مَنْ يُطَيِّر الــحَمــام ويُرْسِلُها إِلَى الْبِلَاد.
(} وحَمَــامُ بنُ الجَمُوح) الْأنْصَارِيّ السّلميّ، قُتِل بأُحُد. (وآخرُ غَيرُ مَنْسوب) من بَنِي أَسْلم: (صَحابِيًّان) رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
(! وحُمَّــةُ الفِراقِ، بالضَّمّ: مَا قُدِّر وقُضِي) ، يُقَال: عَجِلْتْ بِنَا وبكُم {حُمَّــةُ الفِراق وحُمَّــةُ المَوْت أَي قَدَره.
(ج) } حُمَــم {وحِمــام (كَصُرَدٍ وجِبالٍ) . (} وحامَّه) مُحامَّة: (قارَبَه) .
( {وَأّــحمَّ) الشيءُ: (دَنَا وحَضَر) .
قَالَ زُهَيْر:
(وكُنتُ إِذا مَا جِئتُ يَوماً لِحاجَةٍ ... مَضَتْ} وَأَــحَمَّــت حاجةُ الغَدِ مَا تَخْلُو)

ويروى بالجِيم إِجْمامًا ونَقَل الْوَجْهَيْنِ الفرّاءُ كَمَا فِي الصّحاح، والمَعْنى حانَت ولَزِمَت. وَقَالَ الأصمَعيُّ: أجَمَّت الحاجةُ بِالْجِيم إجْماعًا إِذا دَنَت وحانَت، وأنشدَ بَيتَ زُهَيْر، وَلم يعرف {أَــحَمَّــت بالحَاء. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: لم يُرِد زُهَيْر: " بالغَدِ: الَّذِي بَعدْ يَومِه خاصَّة، وَإِنَّما هُوَ كِنَاية عَمَّا يُسْتَأنفُ من الزَّمان ". والمَعْنَى أَنَّه كُلَّما نَالَ حاجَةً تَطَلَّعت نفسُه إِلَى حَاجةٍ أُخْرى، فَمَا يَخْلُو الإنْسانُ من حَاجة. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أحمَّــت الحاجَةُ وَأَجمَّت إِذا دَنَت وَأنْشد:
(حَيِّيا ذلكَ الغَزالَ} الأَــحمّــا ... إِنْ يَكُن ذَلِك الفِراقُ أَجَمَّا)

وَقَالَ الكِسائِيُّ: {أَــحَمَّ الأَمرُ وَأَجَمَّ إِذا حَان وَقْتُه. وأَنْشَدَ ابنُ السَّكّيت لِلَبيدِ:
(لِتَذُودَ هُنَّ وأيقَنَت إِن لم تَذُدْ ... أَنْ قد أَــحَمَّ من الحُتُوفِ} حِمــامُها)

قَالَ: وكُلُّهم يَرْويه بِالْحَاء. وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَــحَمَّ قُدومُهم: دَنَا. وَيُقَال: أَجَمَّ. وَقَالَت الكِلابِيَّة: أحمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سَائِرُون غَدًا. وَأَجمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سائِرون اليَوْم: إِذا عَزَمنا أَن نَسِيرَ مِنْ يومِنا. قَالَ الأصمعيُّ: مَا كَانَ مَعْناه قد حَانَ وَقوعُه فَهُوَ أَجَمّ بِالْجِيم، وَإِذا قلت أَــحَمَّ فَهُوَ قُدِّر. (و) أَــحَمَّ (الأَمرُ فُلاناً: أَهَمَّه {كــحمَّــه) ، وَيُقَال: أحمَّ الرجلُ إِذا أخذَه زَمَعٌ واهْتِمام.
(و) أَــحَمّ (نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البَارِدِ) على قَوْلِ ابْن الأعرابيّ، أَو المَاءِ الحارِّ كَمَا هُوَ عِنْد غَيْرِه، وَكَذَلِكَ} حمَّــمَ نَفْسَه.
(و) {أَــحَمّــت (الأَرْضُ: صارتْ ذاتَ} حُمَّــى) ، أَو كَثُرت بهَا {الــحُمَّــى.
(} والــحَمِــيمُ، كأميرٍ: القَرِيبُ) الَّذِي تَوَدُّه وَيَوَدُّك، قَالَه اللَّيث. وَفِي الصّحاح: {حَمِــيمُك: قَرِيبُك الَّذِي تهتَمُّ لأَمره. وَقَالَ غَيره: هُوَ القَرِيب المُشْفِق الَّذِي يحتَدّ حِمــايةً لِذَوِيه.
وَقَالَ الفَرِّاء فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ يَسْئَلُ} حَمِــيمٌ {حَمِــيماً} ، لَا يَسألُ ذُو قَرابةٍ عَن قَرابَته، " وَلكِنَّهمُ يُعَرَّفُونَهم سَاعَة ثمَّ لَا تَعارُفَ بعد تِلْكَ السَّاعَة " (} كالمُــحِمّ كَمُهِمّ) ، وَهَذَا ضَبط غَريب يُقال: {مُــحِم مُقْرِب.
(ج:} أَــحِمَّــاءُ) كَأَخِلاّء، واشْتَبه على شَيْخِنا فَظَنَّ أَنَّه بالتَّخْفِيف، فاعْترض على المُصّنِّف، وَقَالَ: الصَّحِيح {أَــحْمــامٌ إِن صَحَّ، وَقَالَ: ثمَّ ظَهَر لي أنّه لَعَلَّه أَــحِمَّــاءُ كَأَخِلاّء، وَفِي ثُبوتِه نَظَر فَتَأَمَّل.
قُلْتُ: وَهَذَا كَلام مَنْ لم يُراجِع كُتبَ اللُّغَة، وَهُوَ غَرِيب من شَيْخنا مَعَ سَعَة اطِّلاعه، كَيفَ وَقد صَرَّح بِهِ ابنُ سِيده فِي المُحْكَم، والزّمخشريُّ فِي الأَساسِ وغَيْرُهم.
(وَقد يَكونُ} الــحَمِــيمُ للجَمْع والمُؤَنَّث) والواحِدُ والمُذَكَّر بِلَفْظ، تَقول: هُوَ وِهِي حِمــيمِي أَي وَدِيدي وَوَدِيدتي، كَذَا فِي الأساس والتَّقْريب، قَالَ الشَّاعِر:
(لَا بَأْسَ أَنِّي قد عَلْقْت بعُقْبَةٍ ... مُــحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْل مُصِيبُ)

العُقْبَةُ هُنَا البَدَلُ. (و) الــحَمِــيمُ: (الماءُ الحَارُّ {كالــحَمِــيمَة) ، نَقَله الجوهَرِيُّ. وَمِنْه الحَدِيث (أَنَّه كَانَ يَغْتَسِل} بالــحَمِــيم، وَيُقَال: شَرِيتُ البارِحَة {حَمِــيمةً أَي مَاء سخنًا.
(ج:} حَمــائِمُ) ظَاهره أَنه جَمْعٌ {لِــحَمِــيم كَسَفينٍ وَسَفَائِن، وَهُوَ نَصُّ ابنِ الأَعرابيّ فِي تَفْسِير قَوْلِ العُكْلِيّ:
(وبِتْن على الأَعْضادُ مُرْتَفِقاتِها ... وحارَدْن إِلَّا مَا شَرِبْنَ} الــحَمــائِمَا)

أَي ذَهَبت أَلْبانُ المُرضِعات فَلَيْسَ لَهُنّ غِذاءٌ إِلَّا الماءَ الحارَّ، وَإنَّما يُسَخِّنَّه لئَلاَّ يَشْرَبْنَه على غَيْرِ مَأْكُول فيعْقِر أَجْوافَهَن.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ خَطَأ؛ لأنَّ فَعِيلا لَا يُجْمَع على فَعائِل وَإِنَّما هُوَ جَمْع {الــحَمِــيمة الَّذي هُوَ الماءُ الحارُّ لُغَةٌ فِي الــحَمِــيم مثل صَحِيفة وصَحائِف.
(و) قد (} استــحَمَّ) بِهِ إِذا (اغْتَسَل بِهِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أنَّ بعضَ نِسائِهِ {استَــحَمَّــت من جَنابَة فَجاءَ النبيُّ [
] } يَسْتَــحِمّ من فَضْلِها "، أَي: يَغْتَسِل، قَالَ الجوهريُّ: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ صارَ كلُّ اغتسال! استِــحْمــامًا بأَيِّ ماءٍ.
(و) وَقَالَ أَبُو العَبَّاس: سألتُ ابنَ الأعرابيّ عَن الــحَمِــيم فِي قَول الشّاعر:
(وسَاغَ لِيَ الشَّرابُ وكُنْتُ قِدْماً ... أَكادُ أَغَصُّ بالماءِ الــحَمِــيم)

فَقَالَ: الــحَمــيِمُ: (الماءُ البَارِدُ) .
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: فالــحَمِــيمُ عِنْده من الأَ (ضْد) ادِ، يكون الماءَ البارِدَ وَيَكُونُ الماءَ الحارَّ.
(و) الــحَمــيمُ: (القَيْظُ) ، نَقله الجوهريّ. (و) الــحَمِــيمُ: (المَطَرُ يَأْتِي بَعْدَ اشْتِدادِ الحَرِّ) ؛ لأنَّه حارٌّ كَمَا فِي المُحْكَم. ونَصّ الصّحاح: يأتِي فِي شِدَّة الحَرّ. وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يَأْتِي فِي الصَّيف حِين تَسْخُن الأَرْض، قَالَ الهُذَليّ:
(هُنالِكَ لَو دَعوتَ أتاكَ مِنْهُم ... رِجالٌ مِثلُ أَرمِيَة الــحَمِــيمِ)

(و) سُمِّي (العَرَقُ) {حَمِــيماً على التَّشبِيه. وَأَنْشد ابنُ بَرّيّ لأَبِي ذُؤَيْب:
(تَأْبَى بِدِرَّتِها إِذا مَا اسْتُكْرِهَت ... إِلَّا الــحَمِــيمَ فَإِنَّه يَتَبَضَّعُ)

(و) } الــحَمِــيمةُ، (بهاء: اللَّبنُ المُسَخَّنُ) ، وَبِه فُسِّرَ قَولُهم: شَرِبْتُ البارحة {حَمِــيمَةً.
(و) من المَجازِ: الــحَمِــيمَةُ: (الكَرِيمَةُ من الإِبِل ج:} حَمــائِمُ) ، يُقَال: أخذَ المصدّقُ حَمــائِمَ أَموالِهم أَي: كرائِمها. وَقيل: الــحَمِــيمة: كِرامُ الإبِل، فعَبَّر بالجَمْعِ عَن الواحِد. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ قَولُ كُراع.
( {واحْتَمَّ) لَهُ: (اهْتَمّ) كَأَنَّهُ اهْتِمام} لــحَمِــيم قَرِيب، وأنشدَ الليثُ:
(تَعزَّ على الصَّبابَة لَا تُلامُ ... كَأَنَّكَ لَا يُلِمُّ بِكَ {احْتِمامُ)

ويُقالُ:} الاحْتِمام هُوَ الاهْتِمام (باللَّيلِ. أَو) {احتَمَّ الرجلُ: لم يَنَم من الهَمّ. و) } احتَمَّت (العَينُ) : أَرِقَت من غَيْرِ وَجَع) .
(و) يُقالُ: (مالَه! حَمٌّ وَلَا سَمّ) غيرُك، (ويُضَمَّان) أَيْضا، أَي مالَه (هَمٌّ) غَيْرك، كَمَا فِي الصّحاح، وَكَذَلِكَ مَاله حَمٌّ وَلَا رَمٌّ، بِفَتْحِهما وضَمِّهِما، (أَو) مَعْنَى قَوْلهم: مالَه حَمّ وَلَا رَمّ، أَي: (لَا قلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ. وَمَالك عَنْه) حُمٌّ وحَمٌّ ورُمٌّ وَرَمٌّ، أَي (بُدُّ) . ونَصّ الجوهريّ: مَالِي مِنْهُ حُمٌّحَمٌّ، أَي: بُدّ.
(} والحَامَّة: العَامَّة. و) هِيَ أَيْضا (خاصّةُ الرَّجُل من أَهْلِهِ وَوَلدِه) وذِي قَرابتِهِ، يُقَال: هؤُلاء {حامَّتُه، أَي: أَقْرِباءُؤه، قَالَه اللَّيث. وَمِنْه الحَدِيث: " اللَّهُمّ هؤُلاء أهلُ بَيْتِي} وَحَامَّتي فَأَذْهِبْ عَنْهُم الرِّجْسَ وَطَهِّرهم تَطْهِيرًا ". وَفِي حَدِيث: " انْصَرف كُلُّ رجل من وَفْد ثَقِيف إِلَى حامَّته ".
(و) {الحَامَّة: (خِيارُ الْإِبِل) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(} وحَمَّ الشًّيْء: مُعظَمُه. و) {الــحَمُّ (من الظَّهِيرة: شِدَّةُ حَرّها) . يُقالُ: أتيتُه} حَمَّ الظَّهِيرة. قَالَ أَبو كَبِير الهُذَلِيّ:
(وَلَقَد ربأتُ إِذا الصّحابُ تَوَاكَلُوا ... حَمَّ الظَّهِيرة فِي اليَفاعِ الأَطْول)

(و) الــحَمُّ: (الكَرِيمَةُ من الإٍ بِل، ج: حَمــائِمُ) . وَقد تَقدَّم أَنَّ الــحَمــائِمَ جَمْع حَمِــيمة كَصَحِيفة وَصحائِف.
( {والــحَمَّــام، كشَدَّادٍ: الدّيماسُ) إمّا لأنّه يُعْرِق، أَو لِمَا فِيهِ من المَاءِ الحَارّ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: مُشْتَقّ من الــحَمِــيم (مُذَكَّر) تُذَكِّرُه العَرَب، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ من الْأَسْمَاء على فَعَّال نَحْو القَذَّاف والجَبَّان، (ج:} حَمَّــاماتٌ) .
قَالَ سِيبَوَيْه: جَمَعُوه بالأَلف والتّاء وَإِن كَانَ مُذَكَّرا حِينَ لم يُكَسَّر، جَعَلوا ذَلِك عِوَضًا عَن التَّكْسِير. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لعُبَيْد بنِ القُرْطِ الأَسْدِيّ: .. نَهَيْتُها عَن نُورَةٍ أحرَقْتْهُما ... {وَــحَمَّــامِ سُوءٍ مَاؤُه يتَسَعَّر)

وأنشدَ أَبُو العَبَّاس لرجلٍ من مُزَيْنة:
(خَلِيليَّ بالبُوباة عُوجاً فَلَا أَرَى ... بِها مَنْزِلاً إِلَّا جَدِيبَ المُقَيَّد)

(نَذُقْ بَردَ نَجْدٍ بَعْدَمَا لَعِبَت بِنَا ... تِهامَةُ فِي} حَمَّــامِها المُتَوقِّدِ)

قَالَ شَيْخُنا: نَقَل الشَّهاب عَن ابنِ الخَبَّاز أَن {الــحَمَّــام مُؤَنَّث، وغَلَّطُوه، وَقَالُوا: التَّأْنِيث غَيْرُ مَسْمُوع.
قُلتُ: وَذكر ابنُ بَرِّيّ تأْنِيثَه فِي بَيْت زَعَم الجوهريُّ أَنه يَصِف} حَمَّــامًا، وَهُوَ قَولُه:
(فَإِذا دَخلتَ سَمِعْتَ فِيهَا رَجَّة ... لَغَط المَعاوِل فِي بُيُوتِ هَدَادِ)
(وَلَا يُقال) لِداخِل الــحَمَّــام إِذا خرج (طَابَ {حَمًّــامُك، وإِنَّما يُقال: طابَتْ} حِمَّــتُك، بالكَسْر، أَي) طابَ ( {حَمِــيمُك أَي طابَ عَرَقُك) ، قَالَه الأَزْهَرِيّ.
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: فأمَّا قَولُهم: طَابَ حَمِــيمُك فقد يَعْنِي بِهِ} الاستِــحْمــام، وَهُوَ مَذْهَب أَبي عُبَيد، وَقد يَعْنِي بِهِ العَرَق، أَي طَابَ عَرقُك، وَإِذا دُعِي لَهُ بِطيبِ عَرَقه فقد دُعِي لَهُ بالصَّحّة، لأنَّ الصَّحِيح يَطِيب عَرقُه. وَفِي الأساس: وَيُقَال {للمُسْتَــحِمّ: طابت حِمَّــتُك} وحَمِــيمُك، وإِنَّما يَطيبُ العَرَق على المُعافَى ويخبُث على المُبْتَلَى، فَمَعْناه أَصَحَّ الله جِسْمَك، وَهُوَ من بَاب الكِنَاية. وَإِذا عَرفتَ مَا ذَكرنا ظَهَر لَك أنّ مَا نَقَله شَيخُنا وَوَجَّهَه غَيرُ مُنَاسِب. ونَصّه: قلت: صَرَّحُوا بِأَنَّهُ مِنْ لازِم طِيبِ الــحَمّــام طِيب العَرَق، فالدُّعاء بِهِ دُعاءٌ بذلك، فَمَا وَجْه المَنْع؟ انْتهى.
قُلْتُ: وَقد يُوْجَدُ طِيبُ الــحَمّــام وَلَا يُوجدُ طِيبُ العَرَق فِيمَا إِذا دَخَله المُبْتَلَى، فَهَذَا هُوَ وَجْهُ المَنْع، فَلَا يكون الدُّعاء بِطيبِ الــحَمّــام دُعاءً بِطِيبِ العَرقِ؛ لأنّه لَا دَخْلَ لَهُ فِي ذلِك، ثمَّ قالَ: وَإِن استَحْسَنه البَدْرُ القَرافِيّ شارحُ الخُطْبة، وادّعاه لَطِيفةً، وَوَجَّهَه بِأَنَّهُ رُبَّما يُقال بكَسْر الحاءِ، وَهُوَ المَوْت، فَيَنْقَلِب الدُّعاء عَلَيْهِ. قَالَ شَيخُنا: قُلتُ: وَهُوَ من البُعْد بِمَكان، بل لَو صَحَّ هَذَا التَّحْرِيف لَكَانَ دُعاءً لَهُ أَيْضا، فتَأمّل وَالله أَعلم.
قُلتُ: وَهَذَا غَرِيبٌ من البَدْر القَرافِي مَعَ عُلُوّ مَنْزِلته فِي العِلْم، كَيفَ يُوَجِّه مِنْ عَقْله مَا يُخالِف نُقولَ الأَئِمة، وَهل لِمِثْل هَذِه القِياساتِ البَاطِلة مجالٌ فِي عِلْم اللُّغَة، وَعَجِيب من شَيْخِنا رَــحمَــه الله كَيفَ يَشْتَغِل بالرّدّ على مثل هَذَا الْكَلَام؟ واللهُ يغفِر لنا، ويُسامِحُنا أَجْمَعِينَ.
(وَأَبُو الحَسَن) عليُّ بنُ أحمــدَ بنِ عُمَرَ ( {الــحَمَّــامِيُّ مُقْرِئُ العِراق) أخذَ عَن ابنِ السّماك وابنٍ النّجار، وَعنهُ أَبُو بَكر البَيْهقِيّ والخَطِيبُ، تُوفِّي سنة أَرْبَعِمائة وَسبع عشرَة ببغدادَ، ودُفِن عِنْد الإِمَام أَــحْمــد.
(وذاتُ الــحَمَّــام: ة بَيْن الإسْكَنْدَرِيِّة وأَفْرِيقِيَّة) عل طَرِيق حاجّ المَغْرِب. وَقَالَ نَصْرٌ: بل بَيْن مِصْر والقَيْرَوان، وَهُوَ إِلَى الغَرْب أقرب.
(} والــحَمَّــةُ: كُلُّ عَيْن فِيهَا ماءٌ حارُّ يَنْبَعُ) يُسْتَشْفى بالغُسْل مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هِيَ عُيَيْنَة حارَّة تَنْبَعُ من الأَرْض (تَسْتَشْفِي بهَا الأَعِلاِّء) والمَرْضَى. وَفِي الحَدِيث: " مَثَلُ العالِم مَثَلُ {الــحَمَّــة تَأْتِيها البُعَداءُ وَتَتْرُكُها القُرباءُ، فَبَيْنا هِيَ كذلِك إِذْ غارَ مَاؤها، وَقد انتَفَعَ بهَا قَومٌ، وَبَقِي أَقوامٌ يَتَفَكَّنُون " أَي يَتّذَّمون. وَفِي حَدِيث الدَّجّال: " أخبروني عَن} حَمَّــة زُغَر " أَي: عَيْنِها. وزُغَرُ كَصُرَد: مَوْضِع بالشّام.
(و) الــحَمَّــة: (واحِدَة {الــحَمِّ لما أَذَبْتَ إِهالَتَه من الأَلْيَة) إِذا لم يَبْقَ فِيهِ وَدَك، عَن الأَصْمَعِي، قَالَ: وَمَا أَذَبْتَ من الشَّــحْم فَهُوَ الصُّهارة والجَمِيل. وَقَالَ غَيْرُه: الــحَمّ: مَا اصْطَهَرتَ إهالَته من الأَلْيَةِ (والشَّــحْمِ) ، واحِدَتُه حَمَّــة. قَالَ الراجِزُ:
(يُهَمُّ فِيهِ القُوْمُ هَمّ الــحَمّ ... )

(أَو) هُوَ (مَا يَبْقى من) الإهالَة، أَي: (الشَّــحْمِ المُذابِ) ، قَالَ:
(كَأَنَّما أَصواتُها فِي المَعْزاء ... صوتُ نَشِيش الــحَمِّ عِنْد القَلاَّء)

قَالَ الأَزْهريُّ: والصَّحِيح مَا قَالَ الأصمَعِيُّ. قَالَ: " وَسَمِعْتُ العربَ تَقول لِمَا أُذِيب من سَنامِ البَعِير: حَمّ. وَكَانُوا يُسمّون السّنام الشَّــحْمَ ". وَقَالَ الجَوْهريّ: الــحَمُّ: " مَا بَقِي من الأَلْية بَعْد الذّوب ". وَاَنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ:
(وجَارُ ابنِ مَزْروعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه ... مُجَنَّبةٌ تُطْلَى} بــحَمٍّ ضُروعُها)

يَقُول: تُطْلَى بــحَمٍّ لِئَلاَّ يَرْضَعَها الرّاعي من بُخْلِه.
(و) الــحَمَّــةُ: (وَادٍ باليَمامَة) . وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ أسودٌ فِي دِيار كِلاب.
(! وحَمَّــتَا الثُّوَيْر) والمُنْتَضَى: (جَبَلان) فِي دِيار بَنِي كِلاب لِكَعْبِ ابنِ عَبْدِ الله بنِ أَبي بَكْر بنِ كِلاب، وَبيْن {الــحَمَّــتَين المضياعَة سَبِخَة يُقَال لَهَا: السَّهْب تبِيضُ فِيهَا النَّعام.
(و) } الــحِمَّــة، (بالكَسْر: المَنِيَّة) ، والجَمْع {حِمَــم.
(و) } الــحُمَّــة، (بالضَّمّ: لَوْن بَيْن الدُّهْمَة والكُمْتَة) ، كَمَا فِي المُحْكم. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: (و) هُوَ (دُونَ الحُوَّة) ، يُقال: شَفَة {حَمَّــاء ولِثة حَمَّــاء.
(و) } حُمَّــة: (د) ، وَقَالَ نَصْر: هُوَ جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
(و) حُمَّــةُ العَقْرب: (لُغَة فِي {الــحُمــة المُخَفَّفَة) ، عَن ابْن الأعرابِيّ، وغَيرُه لَا يُجِيز التَّشدِيد يَجْعَل أَصله} حُمْــوَة، وَهِي سَمُّها. وَسَيَأْتِي فِي المُعْتَل.
(و) حُمَّــة (ع) بالحِجاز. أنْشد الأَخْفَش:
(أَأَطْلال دَارِ بالنِّبَاعِ {فــحُمّــتِ ... سألتُ فَلَمَّا استْعَجَمَت ثمَّ صَمّتِ)

(و) الــحُمَّــةُ: (الــحُمِّــى) ، وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ للضِّباب بنِ سُبَيْع:
(لَعَمْري لقد بَرّ الضِّبابَ بَنُوه ... وبَعْضُ البَنِين حُمَّــةٌ وسُعال)

والــحُمَّــى} والــحُمَّــة: عِلّة يستَحِرّ بهَا الجِسْم، من الــحَمِــيم، قيل: سُمِّيت لِمَا فِيهَا من الْحَرَارَة المُفرِطة، وَمِنْه الحَدِيثُ: " الــحُمَّــى من فَيْح جَهَنَّم "، وَإِمّا لِمَا يَعْرِض فِيهَا من الــحَمِــيم وَهُوَ العَرَق، أَو لَكَوْنها من أَمارات الــحِمَــام لِقَوْلِهم: الــحُمَّــى رائِدُ المَوْت أَو بَرِيد المَوْت، وَقيل: بابُ المَوْت. ( {وحُمَّ) الرجلُ، (بالضَّمِّ: أَصابتْه) } الــحُمَّــى. ( {وأَــحَمَّــه اللهُ تَعالَى فَهُوَ} مَــحْمُــوم) ، وَهُوَ من الشّواذّ، قَالَه الجَوْهَري. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: هُوَ مَــحْمُــوم بِهِ. قَالَ ابنُ سِيده: ولَستُ مِنْهَا على ثِقَة، وَهِي إْحْدَى الحُروفِ الَّتِي جَاءَ فِيهَا مَفْعول من أَفْعل لقَوْلِهم: فُعِل، وَكَأَن {حُمَّ: وُضِعَت فِيهِ الــحُمّــى، كَمَا أَنّ فُتِن جُعِلت فِيهِ الفِتْنة، (أَو يُقالُ:} حُمِــمْت {حُمَّــى، والاسمُ الــحُمَّــى بالضَّمّ) ، قَالَه اللِّحياني. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدي أنّ الــحُمَّــى مَصْدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.
وأرضٌ} مَــحَمَّــة، مُحَرَّكَةً) هَذَا الضَّبْط غَرِيبٌ، وَكَانَ الأَوْلى أَن يَقُول: كَمَقْمَّة أَو مَذَمَّة، قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) حَكَى الفارِسِيُّ {مُــحِمّــة (بِضَمِّ المِيمِ وكَسْر الحاءِ) ، واللُّغَوِيّون لَا يَعْرِفون ذَلِك غَيْر أَنَّهم قَالُوا: كانَ من القِياس أَن يُقال: (ذَاتُ حُمَّــى أَو كَثِيرَتُها) .
وَفِي حَدِيثِ طَلْق: " كُنّا بأرضٍ وَبِئَةٍ مَــحَمَّــةٍ " أَي: ذَات حُمَّــى كالمَأْسَدَة والمَذْأَبَة لِمَوْضِع الأسودِ والذِّئابِ.
(و) قَالُوا: أَكْلُ الرُّطب مَــحَمَّــة، أَي:} يُــحَمُّ عَلَيْهِ الآكِل. وَقيل: (كُلُّ مَا حُمَّ عَلَيْهِ) من طَعَام ( {فَمَــحَمَّــة) . يُقَال: طَعامٌ} مَــحَمَّــة إِذا كَانَ يُــحَمّ عَلَيْهِ الَّذِي يأْكُلُه.
و (مَــحَمَّــة أَيْضا: ة بالصَّعِيد) .
(و) أَيْضا (كُورَةٌ بالشَّرْقِيَّة) من مِصْر.
(و) أَيْضا: (ة بِضَواحي الإِسْكَنْدَرِيّة) ، ذكرهَا أَبُو العَلاء الفرضي.
( {والأَــحمُّ: القِدْحُ. و) أَيْضا (الأَسودُ من كُلّ شَيء} كاليَــحْمُــوم) ، يَفْعول من {الأَــحَمُّ، جَمْعه} يَحامِيم، وَأنْشد سِيبَوَيْه: (وغيرُ سُفْعٍ مُثَّلٍ {يَحامِمِ ... )

حُذِفت اليَاءُ للضَّرورة.
(} والــحِمْحِم كَسِمْسِم) ، هَذِه عَن الأَصْمَعِيّ، قَالَ الجوهَرِيّ: وَهُوَ الشَّدِيدُ السَّواد، (وهُداهِد) ، وَهَذِه عَن ابنِ بَرّيّ قَالَ: هُوَ لَوْنٌ من الصِّبغ أَسْود. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: " الوافِدُ فِي اللَّيل الأَــحمّ "، أَي: الْأسود.
(و) قيل: الأحمُّ: (الأَبيضُ) ، عَن الهَجَريّ، وَأنْشد:
( {أحَمُّ كمصباحِ [الدُّجَى] ... )

فَهُوَ إِذن (ضد. وَقد} حَمِــمْتُ كفَرِحْتُ {حَمَــماً) ، محركة، (} واحمَــوْمَيْتُ {وَتَــحَمَّــمْتُ} وَتَــحَمْحَمْــتُ) . قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلِيّ:
(أخَلاَ وشدْقَاه وخُنْسَةُ أَنْفِه ... كحنّاءِ ظهرِ البُرمَة {المُتَــحَمِّــمِ)

وَقَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابت:
(وَقد ألَّ من أَعضادِهِ وَدَنَا لَهُ ... من الأَرْض دَانِ جَوزُهُ} فَتَــحَمْحَمَــا)

(والاسْمُ {الــحُمّــة، بالضَّمّ) ، ورجلٌ} أَــحَمُّ بَيِّن الــحُمَّــة والــحَمَــم، ( {وأَــحَمَّــه الله تَعَالَى) : جَعَلَهُ} أَــحَمّ.
( {والــحَمَّــاءُ: الاسْتُ) ، وَفِي الصّحاح: السافِلَة، (ج:} حُمَّ، بالضَّمَّ) .
( {واليَــحْمُــوم: الدُّخانُ) كَمَا فِي الصّحاح والمُحْكم. زَاد غيرُهما: الشَّدِيد السَّواد. وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {وظل من} يــحمــوم} ، إنّما سُمِّي بِهِ لِمَا فِيهِ من فَرْط الحَرارة كَمَا فَسَّره فِي قَوْله تَعَالَى: {لَا بَارِد وَلَا كريم} ، أَو لِمَا تُصُوِّر فِيهِ من! الــحَمْحَمَــة، وَإِلَيْهِ أُشِير بِقَوْله: {لَهُم من فَوْقهم ظلل من النَّار وَمن تَحْتهم ظلل} إِلَّا أنَّه مَوْصُوفٌ فِي هَذَا المَوْضِع بِشِدَّة السَّواد. قَالَ الصَّبَّاحُ ابنُ عَمْرٍ والهَزَّانِيّ:
(دعْ ذَا فَكَمْ من حَالِكٍ يَــحْمُــومِ ... )

(سَاقِطَةٍ أوراقُه بَهِيمِ ... )

(و) {اليَــحْمُــومُ: (طائِرٌ) ، نُظِر فِيهِ إِلَى سَوادِ جَناحَيْه.
(و) اليَــحْمُــوم: الجَبَلُ الأَسودُ) . وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا. قَالُوا: هُوَ جَبَل أسودُ فِي النَّار.
(و) اليَــحْمــومُ: اسْم (فَرَس) أَبي عَبدِ اللهِ (الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ) بن أبِي طَالِب رَضِي الله تَعَالى عَنهُ. (و) أَيْضا (فَرسُ هِشامِ بنِ عَبْدِ المَلِك) المَرْوَانِيّ (من نَسْل الحَرُونِ) .
قُلْتُ: الَّذي قرأتُه فِي كِتابِ ابْن الكَلْبِيّ فِي الخَيْل المَنْسُوبِ نَقْلا عَن بَعضِ عُلَمَاء اليَمامة أَن هِشامَ بنَ عبدِ الْملك كَتب إِلَى إبراهيمَ بنِ عَرَبي الكِنانيّ: أَنِ اطلُبِْ فِي أعرابِ باهِلَة، لعَلَّك أَن تُصِيب فيهم من وَلَد الحَرُون شَيئاً، فَإِنَّهُ كَانَ يطُرْقُهم عَلَيْهِم، ويُحِب أَن يُبْقِيَ فيهم نَسْلَه، فَبَعَث إِلَى مشَايِخِهم، فسأَلَهُم، فَقَالُوا: مَا نَعْلَم شَيْئاً غيرَ فَرَس عِنْد الحَكَم بن عَرْعَرة النُّميريّ يُقال لَهُ: الجَمُوم فَبَعَث إِلَيْهِ فَجِيءَ بِهِ إِلَى آخر مَا قَالَ، فَهُوَ هَكَذَا مَضْبوط كَصَبُور بالجِيم. فَإِن كانَ مَا رَأيتُه صَحِيحاً فالَّذي عندَ المُصَنِّف غَلَط، فَتَأمَّل ذَلِك.
(و) أَيْضا (فَرسُ حَسّانَ الطائِيّ. و) قَالَ الأزهَرِيّ: " اليَــحْمُــومُ: فَرَسُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِر) ، سُمّي بِهِ لِشِدَّة سَوادِه. وَقد ذَكَره الأعْشَى فَقالَ:
(وَيَأْمُر} لِلْيَــحْمُــوم كُلَّ عَشِيَّة ... بَقِتًّ وتَعْلِيقٍ فقد كادَ يَسْتَقُ)

وَقَالَ لَبِيد: والحَارِثَانِ كِلاهُما ومُحَرِّقٌ ... والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَــحْمُــومِ)

وَقَالَ ابْن سِيدَه: وتَسْمِيتُه {باليَــحْمُــوم يَحْتَمِل وَجْهَين: إِمَّا أَن يَكُونُ من الــحَمِــيم الَّذي هُوَ العَرَق، وإِمَّا أَن يَكُون من السَّواد.
(و) اليَــحْمُــومُ: (جَبَل بمَصْر) أسودُ اللَّون، ويُعْرَف أَيْضا بِجَبَل الدُّخان، ذكره كُثَيِّر فِي قَوْلِه:
(إِذا استَغْشَتِ الأَجْوافَ أجلادُ شَتْوَة ... وأَصْبَحَ يَــحْمُــومٌ بِهِ الَّثَّلْجُ جامِدُ)

(و) اليَــحْمُــوم: (ماءةٌ غربِيّ المُغِيثَةِ) على سِتَّة أَمْيال من السِّنْديَّة بِطَرِيق مَكّة. (و) أَيْضا (جَبَل) أسودُ طَوِيل (بدِيار الضِّبابِ) ، وَكَانَ قد الْتُقِطَتْ فِيهِ سامةٌ. والسامة: عِرْقُ فِيهِ وَشَيٌ من فضَّة، فجَاء إِنْسانٌ يُقالُ لَهُ ابْن نائل، فأنفق عَلَيْهِ أَمْوَالًا حَتَّى بلغ الأَرْض من تَحت الجَبَل فَلم يَجِد شَيْئًا، كَذَا فِي الْمُحكم.
(} والــحُمَــم، كَصَرَد: الفَــحْمُ) البارِدُ، (واحِدَتُه بهاء) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وبِهَا سُمِّي الرَّجل. وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى إِذا صِرْتُ {حُمَــمًا فاسْحَقُوني ثمَّ ذُرُّوني فِي الرِّيح ". وَقَالَ طَرفَةُ:
(أشَجاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُه ... أم رَمادٌ دارِسٌ} حُمَــمُهْ)

( {وَــحَمَّــمَ) الرجلُ: (سَخَّم الوَجْهَ بِه) . وَمِنْه حَدِيث الرَّجْم: " أنَّه مَرَّ بِيَهُودِيّ} مُــحَمَّــم مَجْلود "، أَي مُسْوَدِّ الوَجْهِ من {الــحُمَــمَة.
(و) } حَمَّــمَ (الغُلامُ: بدَت لِحْيَتُه. (و) ! حُمَّ (الرَّأْسُ: نَبَت شَعْرُهُ بعد مَا حُلِق) . وَفِي حَدِيث أَنَس: " أنَّه كَانَ إِذا {حَمَّــم رَأْسُه بِمَكَّة خَرَج واعْتَمَر "، أَي: اسْوَدَّ بعد الحَلْق بِنًبات شَعره. والمَعْنَى أَنه كَانَ لَا يُؤَخِّر العُمْرة إِلَى المُحَرَّم وإنّما كَانَ يَخْرُج إِلَى المِيقات ويَعْتَمِر فِي ذِي الحِجَّة. وَمِنْه حديثُ ابْن زِمْلٍ:
" كَأَنَّمَا} حُمِّــم شَعْرُه بِالْمَاءِ " أَي: سُوِّد؛ لِأَن الشَّعر إِذا شَعِث اغْبَرَّ، فَإذا غُسِل بِالْمَاءِ ظَهَرَ سَوادُه. ويروى بالجِيم، أَي: جُعِلَ جُمَّةً.
(و) حَمَّــم (المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاق) ، وَفِي المُحْكَم: بِشَيْء بعد الطَّلاق، وَهَذَا هُوَ الصّواب، وقَولُ المُصَنّف: بالطّلاق غَيْر صَحِيح. وَأنْشد ابنُ الأَعْرابِيّ:
( {وَــحَمَّــمْتُها قبل الفِراق بِطَعْنَة ... حَفاظاً وَأَصحابُ الحِفاظ قلِيلُ)

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّــحْمــن بنِ عَوْف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " أنّه طَلَّق امرَأَته، فَمَتَّعَها بِخَادِم سَوْداء،} حَمَّــمَها إيَّاها "، أَي: مَتَّعها بهَا بعد الطَّلاق. وَكَانَت العَرَب تُسمّي المُتْعةَ {التَّــحْمِــيمَ، وَعَدَّاه إِلى مفعولين لأنَّه فِي مَعْنَى أَعْطاها إيّاها، وَيجوز أَن يَكُون أَرادَ حَمَّــمَها بَهَا فَحَذَف وَأَوْصَل، وَقد ذَكَر المُصَنّف هَذِه اللَّفظة أَيْضا بالجِيم كَمَا تَقَدَّم.
(و) } حَمَّــمَتِ (الأرضُ: بَدا نباتُها أخْضَرَ إِلَى السَّواد (و) حَمَّــم (الفَرخُ: نَبَتَ رِيشُه) ، وقِيل: طَلَع زَغَبُه. قَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُه قَوْلُ عُمَر بن لَجَأ:
(فَهُوَ يَزُكُّ دائمَ التَّزعُّم ... )

(مَثْلَ زَكِيك النَّاهِضِ! المُــحَمِّــمِ ... ) ( {والــحَمَــامة، كسَحَابة: وَسَطُ الصَّدْر) ، قَالَ:
(إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ} حَمــامة صَدْرِها ... بِتَيْهاءَ لَا يَقْضي كَراها رَقِيبُها)

(و) {الــحَمَــامةُ: (المَرأةُ، أَو الجَمِيلَة. و) أَيْضا: (ماءَةٌ) ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(وَرَوَّحها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمــامَةٍ ... على كُلّ إِجْرِيَّائِها وَهُوَ آبِرُ)

(و) الــحَمــامَةُ: (خِيارُ المَالِ. و) أَيْضا: (سَعْدانَةُ البَعِير. و) أَيْضا: (ساحَةُ القَصْر النَّقِيَّةُ. و) أَيْضا: (بَكَرة الدَّلْو. و) أَيْضا: (حَلْقَةُ البَابِ) .
(و) الــحَمــامَةُ (من الفَرَس: القَصُّ) .
(و) حَمــامةُ: (فَرسُ إِيَاس بنِ قَبِيصَةَ. و) أَيْضا: (فَرسُ قُرادِ ابنِ يَزِيدَ) .
(} وحَمــامَةُ الأَسْلمِيّ وحَبِيبُ بنُ حَمــامة ذُكِرا فِي الصَّحابَةِ) ، وَإِنَّمَا عَبَّر بِهَذِهِ الْعبارَة؛ فَإِن ابْن فَهْد نَقَل فِي مُعْجَمه أَن حَمَــامَة الأَسلميّ غَلِط فِيهِ بَعْضُهم، وَإِنَّمَا هُوَ ابنُ حَمَــامة، أَو ابنُ أَبِي حَمــامة. وَقَالَ فِي حَبِيب ابنِ حَمَــامة: إِنَّه مَجْهُول، ذكره أَبُو مُوسَى.
( {وحِمَّــانُ، بالكَسْر: حَيٌّ من تَمِيم) ، وَهُوَ} حِمّــان بنُ عَبدِ العُزَّى بنِ كَعْب ابْن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناة بن تَميم. مِنْهُم أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الــحَمِــيد بنُ عَبْدِ الرَّــحْمــنِ ابنِ مَيْمُون {الــحَمَّــامي، عَن الأَعْمَش والثَّوْرِيّ، وَعنهُ ابْنه أَو زَكَرِيَّا يحيى، مَاتَ سَنَةَ مائَتَيْن وثَلاثٍ، وابْنُه يَحْيَى ماتَ سنَةَ مِائَتَيْن وثَمانٍ وعِشْرِين بسامَرّاءَ.
(} وحَمُــومَةُ: مَلِك يَمَنِيٌّ) ، عَن ابْن الأَعْرابيّ قَالَ: وَأَظنُّه أَسْوَد؛ يَذْهَب إِلَى اشتِقاقه من {الــحُمَّــة الَّتِي هِيَ السَّواد. قَالَ ابنُ سِيدَه، وَلَيْس بشَيْء. وَقَالُوا: جارا} حَمــومةَ؛ {فَــحَمُــومةُ هُوَ هَذَا الْملك وجَارَاه مَالِكُ بنُ جَعْفَر بنِ كِلاب ومُعاويةُ ابْن قُشَيْر.
(و) أَبُو الحَسَن (عَبْدُ الرَّــحْمــن بنُ عَرَفَة) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب عبدًُ الرَّــحْمــن بنُ عُمَر (بنِ} حَمَّــة) الخَلاّل العَدْل {الــحَمِّــي، نُسِب إِلَى جده، رَوَى عَن المُحامِلِيّ، وَعَن أَبِي بَكْرِ بنِ أحمــدَ بنِ يَعْقُوبِ بنِ شَيْبَة. وَعنهُ أَبُو الحَسَن بنُ زَرْقَوَيهِ والبَرْقاني وَغَيرهمَا، وَمَات سنَة ثَلثِمائة وعِشْرين.
وأَبُوه عُمرُ بنُ أَــحْمــدَ بنِ مُــحَمّــد بنِ حَمَّــة، يَرْوِي عَن مُــحَمّــد بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيّ، وحَفِيده مُــحَمَّــد بن الحُسَيْن بنِ عَبدِ الرَّــحْمــن بنِ عُمَر بنِ حَمَّــة، حَدَّث عَن أبي عُمَر بن مَهْدِي.
(وأحمــدُ بنُ العَبَّاس بنِ حَمَّــة) الخَلاّل، حَدَّث عَنهُ الحافِظُ أَبُو مُــحَمَّــد الخَلاّل: (مُحدِّثانِ) .
(} والــحَمْحَمَــةُ: صَوْتُ البِرْذَوْن عِنْد) طَلَب (الشَّعِير. و) أَيْضا: (عَرُّ الفَرَس حِين يُقَصِّر فِي الصَّهِيل ويَسْتَعِين بِنَفَسِهِ) وَقَالَ الليثُ: {الــحَمْحَمَــة: صَوتُ البِرْذَوْن دُونَ الصَّوتٍِ العَالِي، وَصَوتُ الفَرَس دُونَ الصَّهِيل، (} كالتَّــحَمْحُمِ) ، قَالَ الأزهَرِيُّ: كَأَنَّه حِكايةُ صَوْتِه إِذا طَلَب العَلَف، أَو رَأَى صاحِبَه الَّذِي كَانَ أَلِفه فاسْتَأْنَسَ إِلَيْهِ. وَفِي الحدَِيث: " لَا يَجِيءُ أَحَدُكم يَوْمَ القِيامة بَفَرَسٍ لَهُ {حَمْحَمَــة ".
(و) الــحَمْحَمَــةُ: (نَبِيبُ الثَّور للسِّفادِ) ، نَقله الأزهريُّ.
(و) } الــحِمْحِمَــة، (بالكَسْرِ ويُضَمّ: نَباتٌ) كَثِيرُ الماءِ، لَهُ زَغَب أَخْشَنُ أَقلُّ من الذِّراع، (أَو) هُوَ (لِسانُ الثَّورِ، ج: {حِمْحِمٌ) .
(} والــحَمــاحِمُ: الحَبَقُ البُستانيّ العَرِيضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبطِيَّ، واحِدَتُه بِهاء) . وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: {الــحَمــاحِمُ بأطراف اليَمَن كَثِيرة وَلَيْسَت بِبَرِّية، وتَعظُم عِنْدهم، وَهُوَ (جَيّد للزُّكَامِ) ، مُفَتِّحٌ لسُدَدِ الدِّماغ، مُقَوِّ للقَلْبِ. وشُربُ مَقْلُوِّه يَشْفِي من الإسْهَالِ المُزْمِنِ بِدُهْن وَرْد وماءٍ باردٍ) .
(} والــحُمْحُم، كَقُنْفُذ وسِمْسِم: طائِرٌ) أَسْوَدَ.
(وآلُ {حامِيمَ وذَواتُ حامِيم: السُورُ المُفْتَتَحَةُ بهَا) . قَالَ ابْن مَسْعُود: آلُ حَامِيم: دِيباجُ القُرآن. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ كَقَوْلك: آلُ فُلانٍ وَآلُ فلانٍ، كَأَنَّهُ نَسَبَ السُّورَةَ كُلَّها إِلَى حم. قَالَ الكُمَيْت:
(وَجَدْنا لكم فِي آلِ حَامِيمَ آيَة ... تَأَوَّلها مِنّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ)

قَالَ الجَوهَرِيّ: (وَلَا تَقُل:} حَوامِيم) ؛ فَإِنَّهُ من كَلاَم العَامَّة ولَيْس من كَلام العَرَب. (وقَدْ جاءَ فِي شِعْر) ، إِشَارَة إِلَى قولِ أَبِي عُبَيْدة، فَإِنَّهُ قَالَ: {الحَواميمُ: سُورٌ فِي القُرآن على غَيْرِ قِياس، وَأَنْشَد:
(أَقْسَمْتُ بالسَّبْع اللَّواتي طُوِّلَتْ ... )

(والطَّواسِين الَّتِي قد ثُلِّثْتْ ... )

(} وبالحَوامِيم الَّتِي قد سُبِّعَتْ ... )

قَالَ: والأَوْلى أَنْ تُجْمَع بِذَواتِ حَامِيم، وأنْشَدَ أَبُو عُبَيْدةَ فِي حاميمَ لشُرَيْح بن أَوْفَى العَبْسِيّ: (يُذَكِّرني حَامِيمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلاَّ تَلاَ حَامِيمَ قبلَ التَّقَدُّم)

قَالَ: وأنشدَه غَيْرُه للأَشْتَر النَّخْعِيّ، والضًّمير فِي يُذَكِّرني هُوَ لِمُــحَمَّــد بنِ طَلْحَة، وَقَتَلة الأَشْتر، أَو شُرَيْح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ العامّة فِي جَمْع حَم وطس: {حَوَامِيم وَطَوَاسِين، قَالَ: والصَّوابُ ذوَاتُ طس، وَذَوَاتُ حم، وَذَواتُ الم.
(و) جَاءَ فِي التَّفْسِير عَن ابنِ عَبّاس فِي حم ثَلاثةُ أَقْوال:
قَالَ: (هُوَ اسمُ اللهِ الأَعْظَمُ) ، ويُؤيّده حَدِيثُ الجِهاد: " إِذا بُيِّتم فقُولوا:} حَم لَا يُنْصَرون ". قَالَ: ابنُ الْأَثِير: قيل: مَعْناه اللَّهُم لَا يُنْصَرُون. قَالَ: ويُرِيد بِهِ الخَبَرْ لَا الدُّعاءَ. لِأَنَّهُ لَو كَانَ دُعاءً لقَالَ: لَا يُنْصَرُوا، مَجْزُوماً، فَكَأنَّهُ قَالَ: وَالله لَا يُنْصَرُون، وَهُوَ المُراد من قَوْله: (أَو قَسَمٌ) ، وَقيل: قَوْلُه: لَا يُنْصَرون كَلَام مُسْتَأْنَف كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ: قُولُوا حَامِيم، قيل: مَاذَا يَكُون إِذا قُلْناها؟ فَقَالَ: لَا يُنْصَرُون. (أَو حُرُوفُ الرَّــحْمــنِ مُقَطَّعَةً) ، وَهَذَا هُوَ القَوْلُ الثَّالِث. قَالَ الزَّجَّاج: (وتَمامُه " الر " و " ن ") بِمَنْزِلَة الرَّــحْمــن.
قَالَ الأَزْهريّ: وَقيل: معَْنى حم قُضِي مَا هُوَ كَائِن.
وَقيل: هِيَ من الحُرُوف المُعْجَمَة، قَالَ: وَعَلَيْه العَمَل.
( {وَــحَمَّــت الجَمْرةُ تَــحَمُّ، بِالْفَتْح) أَي: من حَدّ عَلِم، وظاهِرُ سِياقه أنَّه من حَدِّ مَنَع وَلَيْسَ كذلِكَ: (صَارَت} حُمَــمة) أَي: فَــحْمَــة أَو رَماداً. (و) {حَمَّ (الماءُ) } حَمًّــا: (سَخُن) ، وَفِي الصّحاح: صَار حَارًا.
( {وحامَمْتُه} مُحامَّةً: طَالبتُه) ، نَقله الجوهَرِيُّ عَن الأُمَوِيّ.
(و) قَالَ أَبو زَيْد: يُقَال: (أَنَا {مُحامٌّ على هَذَا) الْأَمر: أَي (ثَابِت) عَلَيْهِ.
(و) قَالَ اللِّحياني: " قَالَ العامِرِيّ: قُلْتُ لِبعْضِهم: أَبَقِيَ عِنْدَكم شَيْء؟ فَقَالَ: هَمْهامِ و (} حَمْــحامِ) وَمَــحْمَــاحِ وَبَحْبَاحِ. كُلُّ ذلِكَ (مَبْنِيًّا على الكَسْر: أَي لم يَبْقَ شَيءٌ) .
(ومُــحَمَّــدُ بنُ عَبْدِ الله) بنِ العَبِّاس (أَبُو المُغِيث {الــحَمــاحِمِــيُّ: مُحَدِّثٌ) ، حَدَّث بــحَمــاة عَن المُسَيَّب بنِ وَاضْح، وَعنهُ ابنُ المُقْرئ، وَأَبُو أحمــدَ الحاكمُ.
(} وحُمَــيْمَةُ، كَجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقاءِ) من الشَّام. (وحِمٌّ بالكَسْر وادٍ بدِيارِ طَيّئ) ، قَالَه نصر.
(و) {حُمٌّ، (بالضَّمّ: جُبَيْلات سودٌ بدِيارِ بَنِي كِلابٍ) بنَجْد، قَالَه نصر.
(} والــحَمــائِمُ) : أَجْبُلٌ (بِالْيَمَامَةِ) .
(و) أَبُو مُــحَمَّــد (عَبْدُ الله بنُ أَــحْمَــدَ ابنِ {حَمُّــويَةَ كشَبُّويَةَ السَّرْخَسِيُّ رَاوِي الصَّحِيح) للبُخارِيّ عَن مــحمــدِ بنِ يُوسُفَ بنِ مَطَرٍ الفِرَبْرِيِّ، وَعنهُ أَبُو بَكْر الهَيْثَمُ المَرْوَزِيّ، تُوفِّي بعد سنة ثَمانِين وثَلِثمائة.
(وَبَنُو حَمُّــويَةَ الجُوَيْنِيّ مَشْيَخَةُ) ، قَالَه الذهَبِيّ. قَالَ الحافِظُ بنُ حَجَر: هَكَذَا سَمِعْنا مَنْ يَنْطِق بِهِ، وَالْأولَى أَن يُقال بِفَتْح المِيمِ بِغَيْر إشْباع؛ لأنَّه فِي لَفْظ النَّسَب لَا ينْطق فِيهِ بِمَا كَرِهُوه من لَفْظ " وَيْه ".
قُلْتُ: وَمِنْهُم أَبُو عَبْدِ الله مُــحَمّــدُ ابنُ حَمُّــوية الجُوَيْني، يكتُب أَولادُه لأَنْفُسِهِمْ} الْــحَمَــوِيّ، تُوفِّي سنة خَمْسِمائة وَثَلاثِين بِنَيْسابُور، وَــحُمِــل إِلَى جُوَيْن ودُفِن بهَا.
(وَسَّمْوا حَمًّــا) بالفَتْح (وبالضَّمِ وكَعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعَامَة وهُمَزَةٍ وَكَغُرابٍ وَكرْكِرةٍ {وحُمِّــي مُمالَةً مَضْمُومَةً} وحُمَــامِيّ بالضَّمّ) كَغُرابِيّ: فَمن الأُولَى أَبُو بَكْر مــحمــدُ بنُ حَرْب بنِ عَبْدِ الرَّــحْمــن ابْن حاشِدٍ الْحَافِظ لَقَبه حَمُّ، وَهُوَ لقب غير وَاحِد. وَمن الثَّانِي حُمّ ابْن السَّرِيّ النَّسَفِي واسمُه مُــحَمَّــد، رَأَى البُخارِيّ، وروى عَن مــحمّــد ابنِ مُوسَى بنِ الهُذَيل، فَرد. وَمن الثّالث {حِمَــان البارِقِيّ جَدُّ عَمْرو بنِ سَعِيد} الــحِمَّــانِي الشَّاعِر، نُسِب إِلَى جَدّه، {وحِمَّــانُ بنُ عَبْدِ العُزَّى جِدُّ القَبِيلة، وَقد ذَكَره المصنّف. وَأَبُو حِمَّــان الهُنائي: تابِعِيّ، رَوَى عَن مُعاوِيةَ بنِ أَبي سُفيان، وَعنهُ أَخُوه أَبُو شَيْخ.
وَأما} حُمَّــان، كَعُثمان، فَلم أجد من يَتَسَمَّى بِهِ، وَلَعَلَّه كسَحْبان؛ فإنّ الجوهريّ قَالَ: {وحَمَّــان، بِالْفَتْح، اسْم، فَتَأَمّل. وَمن الْخَامِس ابنُ} حَمــامَة: وَيُقَال: ابنُ أَبِي حَمــامَة: صَحابِي. وَأَبُو حَمَــامة من كُنَاهم. وَمن السًّادس عَمْرُو بنُ {حُمَــمَة الدَّوسي، ذَكَره المُصَنِّف فِي (ق ر ع) وَمن السَّابع عَمْرو بن} الــحُمَــام الأَنصاري لَهُ صُحْبة، وحُصَيْن بنُ الــحُمــام المُرِّي لَهُ صُحْبَة. والأَكْدرُ ابنُ حُمــام اللَّخْميّ شَهِد فَتْح مِصْر. وحُمَــام بنُ أَــحْمــد القُرْطُبِيّ شَيْخُ أَبِي مُــحَمَّــد بن حَزْم، وَآخَرُونَ. وَمن التَّاسع يَــحْمَــدُ بنُ حُمَّــى بنِ عُثْمان بن نَصْرِ بن زَهْران، جَدّ بَنِي زَهْران القَبيلة المَشْهُورة.
وَمن الأَخير {حُمــامَى فَخُور بن وَهْب بِن عَمْرِو بن الفاتِك بن حَمَــامة السَّامي من بَنِي سَامَة بنِ لُؤَيّ، وَكَذَا حُمــامَى بن رَبِيعة،} وحُمــامَى بن سَالم، ذَكَرهم ابنُ مَاكولا. ( {والــحُمَــيْمَاتُ) جمع} حُمَــيْمَة، كَجُهَيْنَة بِمَعْنى (الْجَمْرَة) .
( {وأَــحَمَّ بِنَفْسِه: غَسَلَها بالماءِ الباردِ) . وَهَذَا قد تَقَدَّم فَهُوَ تَكْرار.
(وَثِيابُ} التَّــحِمَّــة) ، بِفَتْح التّاء وَكَسْر الحَاءِ وَفَتْح المِيم المُشَدَّدة: (مَا يُلْبِس المُطلِّقُ امرأَتَه إِذا مَتَّعَها) ، وَمِنْه قَوْله:
(فَإن تَلْبَسِي عَني ثِيابَ {تَــحِمَّــةٍ ... فَلَنْ يُفلِح الوَاشِي بك المُتَنَصِّحُ)

(} واستَــحَمّ) الرجلُ: (عَرِقَ)
وَكَذَلِكَ الدّابّة، قَالَ الأَعْشَى:
(يَصِيْدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها ... وَجَحْشَيْهِما قبل أَنْ {يَسْتَــحِمُّ)

وَقَالَ آخَر يَصِف فَرساً:
(فكأَنَّه لمَّا} استَــحَمّ بمائه ... حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أراحَ وَأَمْطَرَا)
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
{أُــحِمَّ الشَّيءُ بالضَّمِّ، أَي: قُدِّر، فَهُوَ} مَــحْمُــوم.
{وحَامًّهُ} مُحامَّةً: قارَبَه.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الحاضِرَةُ من {أَــحَمَّ الشَّيْء إِذا قَرُب ودَنا.
} والــحَمِــيمُ بالحاجَة: الكَلِفُ بهَا والمُهْتَمّ لَهَا. وأَنْشَد ابنُ الأعرابيّ:
(عَلَيْهَا فَتى لم يَجْعَل النَّوْم هَمَّه ... ولاَ يُدْرِك الحَاجاتِ إِلا {حَمِــيمُها)

وَهُوَ من حُمَّــة نَفْسِي أَي: من حُبَّتها. وَقيل: المِيم بَدَل من الْبَاء.
ونَقَل الأزهرِيُّ: فلَان} حُمَّــةُ نَفْسِي وحُبَّةُ نَفْسِي.
وَنقل الأزهرِيُّ: هم مَوْلايَ {الأَــحَمُّ، أَي: الأَخَصُّ الأَحَبّ.
} وحُمَّــةُ الحَرِّ، بِالضَّمِّ: مُعْظَمُه، نَقله الجَوْهَرِيّ: وَفِي حَدِيثِ عُمَر: " إِذا الْتَقَى الزَّحْفان وَعند حُمَّــة النِّهْضات " أَي: شِدَّتها ومُعْظَمُها.
وحُمَّــة السِّنان: حِدَّتُه.
وَمَاء {مَــحْمــومٌ؛ مثل مَثْمُود، نَقَله الأَزْهَرِيّ.
} والمِــحَمُّ، بِكَسْر الْمِيم: القُمْقُم الصَّغِير يُسَخِّن فِيهِ المَاءُ، نَقَلَه الجوهَرِيُّ.
{والــحَمِــيمُ: الجَمْر يُتَبَخَّر بِهِ، حَكَاه شَمِر عَن ابنِ الْأَعرَابِي، وَأَنْشَدَ شَمِر للمُرَقِّش:
(كُلَّ عِشاءٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ ... ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ} وَــحَمِــيمْ)

{والمُسْتَــحَمُّ: المَوْضِع الَّذِي يُغْتَسَل فِيهِ} بالــحَمِــيم: وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مُغَفّل: " أنّه كَانَ يَكْرَه البَولَ فِي {المُسْتَــحَمّ ".
} واسْتَــحَمّ: دَخَل {الــحَمَّــام.
} والــحُمَّــاء، بِالضَّمِّ مَمْدُوداً: حُمَّــى الإِبِل خاصّة.
وَيُقَال: أَخَذَ النَّاسَ {حُمــامُ قُرٍّ، وَهُوَ المُومُ يَأْخُذُ النَّاس.
} والــحُمَّــة، بِالضَّمِّ: السَّواد، قَالَ الأَعْشَى:
(فَأَمَّا إِذا رَكِبوا للصَّباح ... فأوجُهُهم من صَدَى البِيضِ {حُمّ)

وَرجل} أحمُّ المُقْلَتَين: أَسودُهما، قَالَ النَّابِغَة:
(أَحْوَى أَــحَمِّ المُقْلَتَين مُقَلَّدٍ ... )

وَفَرسٌ أَــحَمُّ بَيّن الــحُمَّــة، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَأَشَدُّ الخَيْل جُلوداً وَحَوافِرَ الكُمْتُ! الــحُمُّ.
نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. والــحُمَّــة، بِالضَّمِّ: مَا رَسَب فِي أَسفَلِ النِّحْي من مُسْوَدِّ السّمن ونَحوِه. وَبِه فُسِّر قَولُ الراجز:
(لاَ تَحْسِبَنْ أَنّ يَدِي فِي غُمَّهْ ... )

(فِي قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِير حُمَّــهْ ... )

(أَمْسَحُها بَتُرْبَةٍ أَوْ ثُمَّهْ)

ويُروَى بالخَاءِ وَيَأْتِي ذِكرها.
وشَاة {حِمْحِم، كزِبْرِج: سَوْدَاء، قَالَ:
(أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ ... )

(دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْنِ العِظْلِم ... )

(تَحلُبُ هَيْسًا فِي الْإِنَاء الأَعْظَمِ ... )

} والــحُمَــم: الرَّماد، وكُلُّ مَا احْتَرق من النَّار. وَفِي حَدِيثِ لُقْمانَ بنِ عَاد: " خُذِي مِنّي أَخِي ذَا {الــحُمَــمة "، أَرادَ سَوادَ لَوْنِه. وجَارِية} حُمَــمة: سَوْداء.
{واليَــحْمُــوم: سُرادِقُ أهلِ النّار. وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا.
} وحُمَــمَةُ: اسمُ فَرَس. وَمِنْه قَولُ بَعضِ نِساءِ العَرَب تمدحُ فَرسَ أَبِيها: فَرسُ أَبِي {حُمَــمةُ وَمَا حُمَــمَةُ.
ونَبْت} يَــحْمُــومٌ: أَخْضَرُ رَيَّانُ أَسْودُ.
{والــحَمُّ: المَالُ والمَتاعُ. روى شَمِر عَن ابْن عُيَيِنَة قَالَ: كَانَ مَسْلَمَةُ بنُ عَبْد الْملك عَرَبِيًّا، وَكَانَ يَقُول فِي خُطْبته: " إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ فِي الدُّنيا هَمًّا أَقَلُّهم} حَمًّــا "، أَي مَالا وَمَتَاعاً "، وَهُوَ من {التَّــحْمِــيم: المُتْعَة. وَنقل الأزهريّ: قَالَ سُفْيان: قَالَ: أرادَ بقَوله: أقَلُّهُمْ} حَمًّــا أَي: مُتْعَة.
قَالَ ابنُ الأَثِير: " وَفِي حَدِيثٍ مَرْفوع: " أنَّه كَانَ يُعْجِبُه النِّظر إِلَى الأُتْرجّ! والــحَمــامِ الأَــحْمَــر ". قَالَ أَبُو مُوسَى: قالَ هِلَال بن الْعَلَاء: هُوَ التّفّاح. قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِير لم أره لِغَيْره ".
{والــحَمــامَةُ: المِرْآة. وَأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ للمُؤَرّج:
(كَأَنَّ عَيْنَيْه} حَمَــامَتان ... )

أَي: مِرْآتان.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: {الــحَمَّــة: حِجارَة سُودٌ تَراها لازِقَةً بالأَرض تَقُودُ فِي الأَرض اللَّيلةَ واللَّيْلَتَين والثَّلاثَ، والأرضُ تَحْت الحِجارة تَكُون جَلَدًا وسُهُولة، والحِجارةُ تكون مُتَدَانِيةً ومُتَفَرّقة، وَتَكون مُلْساً مثل [الجُمْع] رُؤُوس الرّجال، والجَمْع} حِمَــامٌ.
وَذَات {الــحُمــام، كَغُراب: مَوْضِع بَين الحَرَمَيْن الشَّرِيفين. وَأَيْضًا ماءٌ فِي دِيار بني قُشَيْرٍ قريب الْيَمَامَة. وَأَيْضًا ماءٌ جاهلي بِضَرِيّة. وَغَمِيس} الــحَمــامِ بَين مَلَل وصُخَيرات الثّمام اجْتاز بِهِ رَسُول الله [
] يَوْمَ بَدْر.
حُمــامُ من الْعقر بالبَحْرَين أُقْطِعَه ثَوْرُ بنُ عَزْرَةَ القُشَيْرِيُّ، قَالَه نَصْر.
قلت: وإِياه عَنَى سالِمُ بنُ دَارة يَهْجُو طَرِيفَ بنَ عَمْرٍ و:
(إِنِّي وإنْ خُوِّفْتُ بالسِّجن ذاكرٌ ... لِشَتْم بني الطَّمَّاح أهلِ} حُمــامِ)

(إِذا ماتَ مِنْهُم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَه ... بِزَيْتٍ وَحَفُّوا حَوْلَه بِقِرامِ) نَسَبهم إِلَى التَّهَوُّد، أَو هَو مَوْضِع آخر.
حُمــام أَيْضا: صَنَم فِي دِيارِ بني هِند بنِ حَرَام بنِ عَبْدِ الله بنِ كَبِيرِ بن عَدِيّ، سُمِعَ مِنْهُ صَوْتٌ بِظُهُورِ الإِسْلامِ.
} وَــحَمَّــةُ: جَبَل بَيْن ثَوْر وسَمِيْراءَ عَن يَسار الطَّريق، بِهِ قِبابٌ وَمَسْجِد، قَالَه نَصْر.
وبالضَّمّ: جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
{واليَــحْمُــوم: مَوْضِع بالشَأْم. قَالَ الأَخْطَل:
(أَمْسَت إِلَى جانِب الحَشَّاكِ جِيفَتُه ... ورأْسُه دُونَه} اليَــحْمُــوم والصُّوَرُ)

حَمُــومَةُ: جَبَلٌ بالبادِيَة.
} واليَحامِيم: جِبالٌ سُودٌ متفرّقة مُطِلّة على الْقَاهِرَة بمِصْر من جَانِبها الشّرقي، وَتَنْتَهِي هَذِه الجِبال إِلَى بَعْض طَرِيق الْجب، وقيلَ لَهَا:
( {اليَحَاميم لاخْتلاف أَلْوانِها ... وَيَوْم اليَحَامِيم: من أَيَّام العَرَب)

قَالَ ياقُوت: وَأَظُنُّه المَاء: الَّذِي قُرْبَ المُغِيثة.
وَيُقَال: نَزَلْتُ أَرضَ بَنِي فُلانٍ كَأَنَّ عِضاهَهَا سُوقُ الــحَمــام، يُرِيد حُمْــرةَ أغْصانِها.
وَبَنُو حَمــامةَ: بَطْن من الأَزْد، مِنْهُم الأَشْتَرُ} الــحَمَــاميُّ الشَّاعِر.
ومــحمَّــدُ بنُ عليِّ بنِ خُطْلُج البابَصْرِيّ! الــحَمَــامِيّ، عَن أبي الحُسَيْن بنِ يُوسُف.
وأحمــدُ بن أبي الحَسَن الدِّينَوَرِي الــحَمَــاميّ: من شُيوخ الدِّمياطِيّ.
وإبراهيمُ بنُ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ الزُّهْرِيّ يُعْرَف بابْنِ حَمــامة، تُوفِّيَ سنة ثَلَثِمائة وخَمْسٍ وَسَبْعِين.
وَأما سَعِيدُ بنُ المُبارك الــحَمــاميّ وابنُه مَوْهوبٌ فَإِنَّهُ يَجوز تَخْفِيفه وتَثْقِيله؛ لأَنَّه يَنْتَسِب لِنِسْبَتَيْن، قَالَه ابنُ نُقْطَة.
{والــحُمُــوم، بالضَّم، بمَعْنى الاغْتِسال: لُغَة عامّيّة.
} واحْتَمّ لفُلانٍ، أَي: احْتَد.
حمــم: {في الــحمــيم}: ماء حار. أو القريب في النسبة. أو الخاص. أو العرق. {من يــحمــوم}: دخان أسود. 
ح م م: (الْــحَمَّــةُ) الْعَيْنُ الْحَارَّةُ يَسْتَشْفِي بِهَا الْأَعِلَّاءُ وَالْمَرْضَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْعَالِمُ كَالْــحَمَّــةِ» . وَ (حَمَّ) الْمَاءَ سَخَّنَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَــحُمَّ الْمَاءُ بِنَفْسِهِ صَارَ حَارًّا يَــحَمُّ بِالْفَتْحِ (حَمَــمًا) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (حُمَّ) الشَّيْءُ وَ (أُــحِمَّ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فِيهِمَا أَيْ قُدِّرَ فَهُوَ (مَــحْمُــومٌ) . وَ (حُمَّ) الرَّجُلُ أَيْضًا مِنَ الْــحُمَّــى وَ (أَــحَمَّــهُ) اللَّهُ فَهُوَ (مَــحْمُــومٌ) وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ. وَ (الْــحَمِــيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ وَقَدِ (اسْتَــحَمَّ) أَيِ اغْتَسَلَ بِالْــحَمِــيمِ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ صَارَ كُلُّ اغْتِسَالٍ اسْتِــحْمَــامًا بِأَيِّ مَاءٍ كَانَ. وَ (أَــحَمَّــهُ) غَسَّلَهُ بِالْــحَمِــيمِ. وَ (حَمِــيمُكَ) قَرِيبُكَ الَّذِي تَهْتَمُّ لِأَمْرِهِ. وَ (حَمَّــمَهُ) تَــحْمِــيمًا سَخَّمَ وَجْهَهُ بِالْفَــحْمِ. وَ (الْــحُمَــمُ) الرَّمَادُ وَالْفَــحْمُ وَكُلُّ مَا احْتَرَقَ مِنَ النَّارِ الْوَاحِدَةُ (حُمَــمَةٌ) . وَ (حَمْحَمَ) الْفَرَسُ وَ (تَــحَمْحَمَ) وَهُوَ صَوْتُهُ إِذَا طَلَبَ الْعَلْفَ. وَ (الْيَــحْمُــومُ) الدُّخَانُ. وَ (الْــحَمِــيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْــحَمَــائِمِ) وَهِيَ كَرَائِمُ الْمَالِ يُقَالُ: أَخَذَ الْمُصَدِّقُ حَمَــائِمَ الْإِبِلِ أَيْ كَرَائِمَهَا. وَ (الْــحِمَــامُ) بِالْكَسْرِ قَدَرُ الْمَوْتِ. وَ (حُمَــةُ) الْعَقْرَبِ مُخَفَّفَةٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْمُعْتَلِّ. وَ (الْــحَمَــامُ) عِنْدَ الْعَرَبِ ذَوَاتُ الْأَطْوَاقِ نَحْوُ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، الْوَاحِدَةُ (حَمَــامَةٌ) يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْهَاءُ لِلْإِفْرَادِ لَا لِلتَّأْنِيثِ. وَعِنْدَ الْعَامَّةِ أَنَّهَا الدَّوَاجِنُ فَقَطْ. وَجَمْعُ الْــحَمَــامَةِ (حَمَــامٌ) وَ (حَمَــامَاتٌ) وَ (حَمَــائِمُ) وَرُبَّمَا قَالُوا: (حَمَــامٌ) لِلْوَاحِدِ. وَ (الْــحَمَّــامُ) مُشَدَّدًا وَاحِدُ (الْــحَمَّــامَاتِ) الْمَبْنِيَّةِ. وَالْيَمَامُ الْــحَمَــامُ الْوَحْشِيُّ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ هَذَا قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْــحَمَــامُ هُوَ الْبَرِّيُّ، وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ. وَ (الْحَامَّةُ) الْخَاصَّةُ يُقَالُ: كَيْفَ الْحَامَّةُ وَالْعَامَّةُ؟. وَ (آلُ حم) سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: آلُ حم دِيبَاجُ الْقُرْآنِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَأَمَّا قَوْلُ الْعَامَّةِ: (الْحَوَامِيمُ) فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَوَامِيمُ سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ وَأَنْشَدَ:

وَبِالْحَوَامِيمِ الَّتِي قَدْ سُبِّعَتْ
قَالَ: وَالْأَوْلَى أَنْ تُجْمَعَ بِذَوَاتِ حم

فَحَمَ 

(فَــحَمَالْفَاءُ وَالْحَاءُ وَالْمِيمُ أَصْلَانِ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى سَوَادٍ وَالْآخِرُ عَلَى انْقِطَاعٍ.

فَالْأَوَّلُ الْفَــحْمُ وَيُقَالُ الْفَــحَمُ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ. قَالَ:

كَالْهَبْرَقِيِّ تَنَحَّى يَنْفُخُ الْفَــحَمَــا

وَيُقَالُ: فَــحَّمَ وَجْهُهُ، إِذَا سَوَّدَهُ. وَشَعْرٌ فَاحِمٌ: أَسْوَدُ. وَفَــحْمَــةُ الْعِشَاءِ: سَوَادُ الظَّلَامِ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: بَكَى الصَّبِيُّ حَتَّى فَــحُمَ، أَيِ انْقَطَعَ صَوْتُهُ مِنَ الْبُكَاءِ. وَيُقَالُ: كَلَّمْتُهُ حَتَّى أَفْــحَمْــتُهُ. وَشَاعِرٌ مُفْــحَمٌ: أَيِ انْقَطَعَ عَنْ قَوْلِ الشِّعْرِ. 

أقحم

(أقــحم)
أهل الْبَادِيَة هَبَطُوا من الْبَادِيَة فِي السّنة الشَّدِيدَة هربا من الْقَحْط وَفُلَانًا فِي الْأَمر أدخلهُ فِيهِ بِغَيْر روية وَفُلَانًا الْمَكَان أدخلهُ فِيهِ

(أقــحم) الْبَعِير قدم إِلَى سنّ لم يبلغهَا كَأَن يكون فِي جسم رباع وَهُوَ ثني فَيُقَال رباع لكبر جِسْمه

حمولة

ح م ل [حمــولة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَمُــولَةً وَفَرْشاً .
قال: الــحمــولة: ما تــحمــل عليه. والفرش: الصغار من الأنعام.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
ليتني كنت قبل ما قد أراني ... في قلال الجبال أرعى الــحمــولا» 

استلحم

(استلــحم) الزَّرْع التف وَالطَّرِيق اتَّسع والخطب فلَانا نَالَ مِنْهُ وَأثر فِيهِ وَالشَّيْء اتبعهُ وَالرجل الطَّرِيق رَكبه وَلَزِمَه أَو تبع أوسعه

(استلــحم) من أحَاط بِهِ الْعَدو فِي الْقِتَال

حُمَيِّطٌ

حُمَــيِّطٌ:
بالضم ثم الفتح، وياء مشددة مكسورة، وهو تصغير الــحمــاط، وهو شجر كبار ينبت في بلادهم تألفه الحيّات، قال:
كأمثال العصيّ من الــحمــاط
وهو رملة بالدهناء، قال ذو الرّمّة:
إلى مستوى الوعساء بين حمــيّط ... وبين جبال الأشيمين الحوادر
أي المكتنزات، وقد ذكر ذو الرّمة في شعره حمــاط لعله هذا وقد صغّره، وقد مرّ.

قسحم

قســحم

(قُسْــحُمٌ، كقُنْفُذٍ والحَاءُ مُهْمَلَةٌ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ (ابنُ جُذَامِ بنِ الصَّدِفِ) ، وَهُوَ بَطْنٌ، (ولَيْسَ بِتَصْحِيفِ فُسْــحُمٍ) ، من وَلَده مالِكُ بنُ سُوَيْدِ بنِ أجزة بنِ قُسْــحُمٍ. لَهُ صُحْبَةٌ، وسَمَّاه رَسُولُ صلى الله تَعَالى عَلَيْهِ وسَلَّم الشَّرِيدَ، وَفِي أُسْدِ الغَابَةِ: هُوَ حَضْرَمِيٌّ ولكنَّ عِدادَهُ فِي ثَقِيفٍ؛ لأَنَّهم أَخْوَالُه، وبايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَان، رَوَى عَنهُ ابنُه عَمْرٌ وويَعْقُوبُ بنُ عَاصِم الثَّقَفِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّــحْمَــنِ، وَله حَدِيثٌ فِي الشُّفْعَةِ، أخرجَه أَبُو عَمْرٍ ووأبو مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.