توح
1 تَاحَ, aor. ـُ inf. n. تَوْــحٌ: see تَاحَ in art. تيح.مُهْمَلٌ عنده. تاحَ له كذا يَــتُوْــحُ تَوْــحاً - بمعنى تاحَ يَتِيْحُ -: إذا أشْرَفَ له وطَلَعَ.
توب: الــتَّوْــبةُ: الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ. وفي الحديث: النَّدَمُ تَوْــبةٌ. والــتَّوْــبُ مثلُه. وقال الأَخفش: الــتَّوْــبُ جمع تَوْــبةٍ مثل عَزْمةٍ وعَزْمٍ.
وتابَ إِلى اللّهِ يَــتُوبُ تَوْــباً وتَوْــبةً ومَتاباً: أَنابَ ورَجَعَ عن الـمَعْصيةِ إِلى الطاعةِ، فأَما قوله:
تُبْتُ إِلَيْكَ، فَتَقَبَّلْ تابَتي، * وصُمْتُ، رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامَتي
إِنما أَراد تَوْــبَتي وصَوْمَتي فأَبدَلَ الواو أَلفاً لضَرْبٍ من الخِفّة، لأَنّ هذا الشعر ليس بمؤَسَّس كله. أَلا ترى أَن فيها:
أَدْعُوكَ يا رَبِّ مِن النارِ، الَّتي * أَعْدَدْتَ لِلْكُفَّارِ في القِيامة
فجاء بالتي، وليس فيها أَلف تأْسيس، وتابَ اللّهُ عليه: وفَّقَه لَها(1)
( 1 أي للــتوبة.).
ورَجل تَوَّــابٌ: تائِبٌ إِلى اللّهِ. واللّهُ تَوّــابٌ: يَــتُوبُ علَى عَبْدِه. وقوله تعالى: غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ الــتَّوْــب، يجوز أَن يكون عَنَى به الـمَصْدَرَ كالقَول، وأَن يكون جمع تَوْــبةٍ كَلَوْزةٍ ولَوْزٍ، وهو مذهب المبرد.
وقال أَبو منصور: أَصلُ تابَ عادَ إِلى اللّهِ ورَجَعَ وأَنابَ. وتابَ
اللّهُ عليه أَي عادَ عليه بالـمَغْفِرة. وقوله تعالى: وتُوبُوا إِلى اللّه
جَمِيعاً؛ أَي عُودُوا إِلى طَاعتِه وأَنيبُوا إِليه. واللّهُ الــتوَّــابُ: يَــتُوبُ على عَبْدِه بفَضْله إِذا تابَ إِليهِ من ذَنْبه.
واسْتَتَبْتُ فُلاناً: عَرَضْتُ عليهِ الــتَّوْــبَةَ مـما اقْتَرَف أَي الرُّجُوعَ والنَّدَمَ على ما فَرَطَ منه. واسْتَتابه: سأَلَه أَن يَــتُوبَ.وفي كتاب سيبويه: والتَّــتْوِــبةُ على تَفْعِلةٍ: من ذلك.
وذكر الجوهريّ في هذه الترجمة التابوت: أَصله تابُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، وهو فَعْلُوَةٌ، فلما سكنت الواو انْقلبت هاءُ التأْنيث تاءً. وقال القاسم بن معن: لم تَختلف لغةُ قُريشٍ والأَنصارِ في شيءٍ من القرآن إِلاَّ في التَّابُوتِ، فلغةُ قريش بالتاءِ، ولغةُ الأَنصار بالهاءِ. قال ابن بري: التصريفُ الذي ذكره الجوهري في هذه اللفظة حتى ردّها إِلى تابوت تَصْرِيفٌ فاسِدٌ؛ قال: والصواب أَن يُذكر في فصل تبت لأَنَّ تاءَه أَصلية، ووزنه فاعُولٌ مثل عاقُولٍ وحاطُومٍ، والوقْفُ عليها بالتاءِ في أَكثر اللغات، ومن وقف عليها بالهاءِ فإِنه أَبدلها من التاءِ، كما أَبدلها في الفُرات حين وقف عليها بالهاءِ، وليست تاءُ الفرات بتاءِ تأْنيث، وإِنما هي أَصلية من نفس الكلمة. قال أَبو بكر بن مجاهد: التَّابُوتُ بالتاءِ قِراءة الناس جميعاً، ولغة الأَنصار التابُوةُ بالهاءِ.
تور: الــتَّوْــرُ من الأَواني: مذكر، قيل: هو عربي، وقيل: دخيل. الأَزهري:
الــتَّوْــرُ إِناء معروف تذكره العرب تشرب فيه. وفي حديث أُم سليم: أَنها
صنعت حَيْساً في تَوْــرٍ؛ هو إِناء من صُفْرٍ أَو حجارة كالإِجَّانَةِ وقد
يــتوضأُ منه، ومنه حديث سلمان: لما احْتُضِرَ دعا بِمِسْكٍ ثم قال
لامرأَته أَوْ خِفِيهِ في تَوْــرٍ أَي اضربيه بالماء. والــتَّوْــرُ: الرسول بين
القوم، عربي صحيح؛ قال:
والــتَّوْــرُ فيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ،
يَرْضَى بهِ الآثِيُّ والمُرْسِلُ
وفي الصحاح: يرضى به المأْتيُّ والمرسل.
ابن الأَعرابي: الــتَّورَةُ الجارية التي تُرسَلُ بين العُشَّاق.
والتَّارَةُ: الحين والمَرَّة، أَلفها واو، جَمْعُها تاراتٌ وتِيَرٌ؛
قال:يَقُومُ تاراتٍ ويَمْشي تِيَرا وقال العجاج:
ضَرْباً، إِذا ما مِرْجَلُ المَوْتِ أَفَرْ
بالْغَلْي، أَحْمَوهُ وأَحْنَوه التِّيَرْ
قال ابن الأَعرابي: تأْرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها.
قال أَبو منصور وقال غيره: جمع تَأْرَةٍ تِئَرٌ، مهموزة؛ قال: ومنه يقال
أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِليه أَي أَدمته تارةً بَعْدَ تارةٍ. وأَتَرْتُ
الشيءَ: جئت به تارةً أُخرى أَي مَرَّةً بعد مرة؛ قال لبيد يصف عَيْراً يديم
صوته ونهيقه:
يَجِدُّ سَحِيلَةً ويُتَيرُ فيها،
ويُتْبِعها خِنَاقاً في زَمالِ
ويروى: ويُبِيرُ، ويروى: ويُبِين؛ كل ذلك عن اللحياني. التهذيب في قوله
أَتْأَرْتُ النظر إِذا حَدَدْتَهُ قال: بهمز الأَلفين غير ممدودة، ثم
قال: ومن ترك الهمز قال: أَتَرْتُ إِليه النظر والرمي أُتِيرُ تارَةً.
وأَتَرْتُ إِليه الرَّمْيَ إِذا رميته تارة بعد تارة، فهو مُتَارٌ؛ ومنه قول
الشاعر:
يَظَلُّ كأَنه فَرأٌ مُتَارُ
ابن الأَعرابي: التَّائر المداوم على العمل بعد فُــتور.
أَبو عمرو: فلان يُتارُ على أَن يُؤْخَذَ أَي يُدار على أَن يؤْخذ؛
وأَنشد لعامر بن كثير المحاربي:
لَقَدْ غَضِبُوا عَليَّ وأَشْقَذوني،
فَصِرْتُ كَأَنَّني فَرَأٌ يتارُ
ويروى: مُتارُ، وحكي: يا تارات فلان، ولم يفسره؛ وأَنشد قول حسان:
لتَسْمَعُنَّ وَشيكاً في دِيارِكُمُ:
اللهُ أَكْبرُ، يا تاراتِ عُثمَانَا
قال ابن سيده: وعندي أَنه مقلوب من الوَتْرِ الذي هو الدم وإِن كان غير
موازن به. وتِيرَ الرجلُ: أُصيب التَّارُ منه، هكذا جاء على صيغة ما لم
يسمَّ فاعله؛ قال ابن هَرْمَةَ:
حَييَّ تَقِيَّ ساكنُ القَوْلِ وَادِعٌ
إِذا لم يُتَرْ، شَهْمٌ، إِذا تِيرَ، مانِعُ
وتارَاءُ: من مساجد سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بين المدينة
وتبوك؛ ورأَيت في حواشي ابن بري بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي،
وأَظنه نسبه إلى ابن سيده، قوله:
وما الدَّهْرُ إِلاّ تارتانِ: فَمِنْهما أَمُوتُ، وأُخرى أَبْتَغِي
العَيْشَ أَكْدَحُ أَراد: فمنهما تارة أَموتها أَي أَموت فيها.
توا: الــتَّوُّ: الفَرْد. وفي الحديث: الاسْتِجْمارُ تَوٌّ والسعي تَوٌّ
والطواف تَوٌّ؛ الــتوُّ: الفرد، يريد أَنه يرمي الجمار في الحج فَرْداً،
وهي سبع حصيات، ويطوف سبعاً ويسعى سبعاً، وقيل: أَراد بفردية الطواف
والسعي أَن الواجب منهما مرَّة واحدة لا تُثَنَّى ولا تُكرَّر، سواء كان
المحرم مُفرِداً أَو قارناً، وقيل: أَراد بالاستجمار الاستنجاء، والسنَّة أَن
يستنجيَ بثلاثٍ، والأَول أَولى لاقترانه بالطواف والسعي. وأَلْف تَوٌّ:
تامٌّ فَرْدٌ. والــتَّوُّ: الحَبْلُ يُفتل طاقة واحدة لا يُجعل له قُوىً
مُبْرَمة، والجمع أَــتْواء. وجاء تَوّــاً أَي فَرْداً، وقيل: هو إِذا جاء
قاصداً لا يُعَرِّجه شيء، فإِن أَقام ببعض الطريق فليس بِــتَوٍّ؛ هذا قول
أَبي عبيد. وأَــتْوَــى الرجلُ إِذا جاء تَوّــاً وحْده، وأَزْوَى إِذا جاء معه
آخرُ، والعرب تقول لكل مُفرَد تَوٌّ، ولكل زوج زَوٌّ. ويقال: وَجَّهَ فلان
من خَيْله بأَلْفٍ تَوٍّ، والــتَّوُّ: أَلف من الخيل، يعني بأَلف رجل أَي
بأَلف واحد.
وتقول: مضت تَوَّــةٌ من الليل والنهار أَي ساعة؛ قال مُلَيح:
فَفاضَتْ دُموعي تَوَّــةً ثم لم تَفِضْ
عَليَّ، وقد كادت لها العين تَمْرَحُ
وفي حديث الشعبي: فما مضت إِلاَّ تَوَّــةٌ حتى قام الأَحَنفُ من مجلسه
أَي ساعة واحدة. والــتَّوَّــة: الساعة من الزمان. وفي الحديث: أَن
الاستنجاء بِــتَوٍّ أَي بفرد ووتر من الحجارة وأَنها لا تُشفع، وإِذا عقدت عقداً
بإدارة لرباط مرّة قلت: عقدته بــتَوٍّ واحدٍ؛ وأَنشد:
جارية ليست من الوَخْشَنِّ،
لا تعقِدُ المِنْطَقَ بالمَتْنَنِّ
إِلاَّ بِــتوٍّ واحدٍ أَو تَنِّ
أَي نصف تَوٍّ، والنون في تَنٍّ زائدة، والأَصل فيها تا خففها من تَوٍّ،
فإِن قلت على أَصلها تَوْ خفيفةً مثل لَوْ جاز، غير أَن الاسم إِذا جاءت
في آخره واو بعد فتحة حملت على الأَلف، وإِنما يحسن في لَوْ لأَنها حرف
أَداة وليست باسم، ولو حذفت من يوم الميم وحدها وتركت الواو والياء،
وأَنت تريد إِسكان الواو، ثم تجعل ذلك اسماً تجريه بالتنوين وغير التنوين في
لغة من يقول هذا حَا حَا مرفوعاً، لقلت في محذوف يوم يَوْ، وكذلك لوم
ولوح، ومنعهم أَن يقولوا في لَوْلا لأَن لو أُسست هكذا ولم تجعل اسماً
كاللوح، وإِذا أَردت نداء قلت يا لَوُّ أَقبل فيمن يقول يا حارُ لأَن نعتَه
باللَّوِّ بالتشديد تقوية لِلَوْ، ولو كان اسمه حوّاً ثم أَردت حذف أَحد
الواوين منه قلت يا حا أَقبل، بقيت الواو أَلفاً بعد الفتحة، وليس في جميع
الأَشياء واو معلقة بعد فتحة إِلاَّ أَن يجعل اسماً. والــتَّوُّ: الفارغ
من شُغْلِ الدنيا وشغل الآخرة. والــتَّوُّ: البِناء المنصوب؛ قال الأَخطل
يصف تسنُّمَ القبر ولَحْدَه:
وقد كُنتُ فيما قد بَنى ليَ حافِري
أَعاليَهُ توّــاً وأَسْفَلَه لَْحْدَا
جاء في الشعر دحلا، وهو بمعنى لحد، فأَدَّاه ابن الأَعرابي بالمعنى.
والــتَّوَــى، مقصور: الهلاك، وفي الصحاح: هلاك المال. والــتَّوَــى: ذهاب مال
لا يُرْجى، وأَــتْواه غيرهُ. تَوِــيَ
المال، بالكسر، يَــتْوَــى تَوىً، فهو تَوٍ: ذهب فلم يرج، وحكى الفارسي أَن
طَيّئاً تقول تَوَــى. قال ابن سيده: وأُراه على ما حكاه سيبويه من قولهم
بَقَى ورَضَى ونَهَى. وأَــتْواه الله: أَذهبه. وأَــتْوَــى فلانٌ مالَه: ذهب
به. وهذا مال تَوٍ، على فَعِلٍ. وفي حديث أَبي بكر، وقد ذكر من يُدْعَى
من أَبواب الجنة فقال: ذلك الذي لا تَوَــى عليه أَي لا ضَياع ولا خَسارة،
وهو من الــتَّوَــى الهلاك. والعرب تقول: الشُّحّ مَــتْواةٌ، تقول: إِذا
مَنَعْتَ المال من حقه أَذهبه الله في غير حقه. والــتَّوِــيُّ: المقيم؛
قال:إِذا صَوَّتَ الأَصداءُ يوماً أَجابها
صدىً، وتَوِــيٌّ بالفَلاة غَريبُ
قال ابن سيده: هكذا أَنشده ابن الأَعرابي، قال: والثاء أَعرف.
والــتِّوَــاء من سِماتِ الإِبل: وَسْمٌ كهيئة الصليب طويل يأْخذ الخَدَّ
كلَّه؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي. النضر: الــتِّواءُ سِمَة في
الفَخِذِ والعنق، فأَما في العنق فأَن يُبْدَأَ به من اللِّهْزِمة ويُحْدَر
حِذاء العنق خَطّاً من هذا الجانب وخَطّاً من هذا الجانب ثم يجمع بين طرفيهما
من أَسفلَ لا من فوقُ، وإِذا كان في الفخذ فهو خط في عَرْضِها، يقال منه
بعير مَــتْوِــيٌّ، وقد تَوَــيْتُه تَيّاً، وإِبل مــتواةٌ، وبعير به تِواءٌ
وتِواءانِ وثلاثة أَــتْوِــيَةٍ. قال ابن الأَعرابي: الــتِّوَــاءُ يكون في موضع
اللَّحاظ إِلاَّ أَنه منخفض يُعْطَف إِلى ناحية الخدّ قليلاً، ويكون في
باطن الخد كالتُّؤْثُورِ. قال: والأُثْرةُ والتُّؤْثُور في باطن الخد،
والله أَعلم.