Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أعيا

حضر

(حضر) الشَّيْء أعده يُقَال حضر الدَّوَاء وَحضر الدَّرْس وَحضر الأدوات اللَّازِمَة للتجارب (محدثة)
(حضر) - قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} .
: أي يُصِيبُنِى الشَّيطانُ بِسُوء.
- ومنه: "الكُنُف مَحْضُورَة، والحُشُوشُ مُحْتَضَرة" .
: أي يَحضُرها الجِنّ.
- في الحَدِيث: "كُنَّا بحَاضِرٍ يَمُرُّ بنا النَّاس" .
الحاضِرُ: القَومُ النُّزولُ على ماءٍ يُقِيمون به ولا يرحَلُون عنه، فَاعِل بِمَعْنَى مَفْعُول. وفي رِواية: "كُنَّا بحَضْرة مَاءٍ مَمَرٍّ من النَّاس". وفي أُخرَى: "كُنَّا بحَضْر عَظِيم" وهو حَدِيثُ عَمْرو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِى .
ويُقال للمُتَأَهَّل: الحَاضِرُ، لاجْتِماعِهم إذا حَضَروُا .
- وقَولُه تَعالَى: {إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} .
: أي يَحضُرون الحِسابَ والنَّارَ ونَحوَهما. يقال: أحضرتُه فحضر، وقد يُكسَر ضَادُه في الماضِى، ويُضَمُّ في المُستَقبَل مثل: فَضِل يَفضُل في الشَّواذِّ.
- وفي الحَدِيث: "هِجْرَة الحَاضِر".
الحَاضِر: المَكَان المَحْضُور. يقال: نَزْلنا حَاضِرَهم.
(ح ض ر) : (حَضَرَ) الْمَكَانَ وَاحْتَضَرَهُ شَهِدَهُ (وَالْحَاضِرُ وَالْحَاضِرَةُ) وَاَلَّذِينَ حَضَرُوا الدَّارَ الَّتِي بِهَا مُجْتَمَعُهُمْ (وَمِنْهُ) حَضِيرَةُ التَّمْرِ لِلْجَرِينِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ عَنْ ابْنِ السِّكِّيتِ عَنْ الْبَاهِلِيِّ لِأَنَّهُ يُحْضَرُ كَثِيرًا وَهَكَذَا فِي زَكَاةِ التَّجْرِيدِ وَحُصُولُهُ فِي الْحَضَائِرِ وَفِي الْكَرْخِيِّ بِالظَّاءِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَفِي الصِّحَاحِ وَجَامِعِ الْغُورِيِّ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ مِنْ الْحَصْرِ الْحَبْسُ وَلَهُ وَجْهٌ إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ أَصَحُّ وَقَوْلُهُ نُهِيَ عَنْ احْتِضَارِ السَّجْدَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ أَنْ يَحْتَضِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا (الثَّانِي) أَنْ يَقْرَأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهَى إلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْهَا وَهَذَا يَكُونُ الْأَصَحَّ (وَاحْتُضِرَ) مَاتَ لِأَنَّ الْوَفَاةَ حَضَرَتْهُ أَوْ مَلَائِكَةُ الْمَوْتِ وَيُقَالُ فُلَانٌ مُحْتَضَرٌ أَيْ قَرِيبٌ مِنْ الْمَوْتِ (وَمِنْهُ) إذَا اُحْتُضِرَ الْإِنْسَانُ وُجِّهَ كَمَا يُوَجَّهُ فِي الْقَبْرِ (وَحُضُورٌ) مِنْ قُرَى الْيَمَنِ.
حضر
(حَضَرَ، كَنَصَر وعَلِمَ، حُضخلأراً وحِضَارَةً) ، أطلق فِي المصدرين وقَضِيَّة اصْطِلاحهِ أَن يكونَا بالفَتْحه، وَلَيْسَ كذالك، بَلِ الأَوَّلُ مَضْمُومٌ وَالثَّانِي مَفْتُوحٌ، (ضِدّ غَابَ) . والحُضُورُ: ضِدُّ المَغِيب والغَيْبَةِ.
قَالَ شَيخُنا: واللُّغَةُ الأُولَى هِيَ الفَصِيحَةُ المشْهُورَةُ، ذَكَرَها ثَعْلَبٌ فِي الفَصِيحِ وَغَيره، وأَوردَهَا أَئمّة اللُّغَةِ قَاطِبةً. وأَمّا الثانيةُ فأَنكَرَهَا جَمَاعَةٌ وأَثبتَها آخرنَ، وَلَا نِزاعَ فِي ذالك. إِنَّما الكلامُ فِي ظاهِر كلامِ المُصَنِّف أَو صَريحِه فإِنَّه يَقتَضِي أَنَّ حَضِرَ كعَلمَ، مضارعه على قياسِ ماضيه فيكونُ مَفْتُوحاً كيَعْلَم، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل كُلُّ مَنْ حَكى الكَسْرَ صرَّحَ بأَنّ الْمُضَارع لَا يَكُونَ على قياسِه، انْتهى.
وَفِي اللِّسَان: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: حَضَرَت الصّلاةُ، وأَهْلُ المَدِينَة يَقُولُونَ: حَضِرَتْ، وكلّهم يَقُولُونَ: تَحْضَر.
وَقَالَ شَمِرٌ: حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ، (تَحْضَر) قَالَ: وإِنما أُندِرَت التَّاءُ لوُقُوعِ القاضِي بَين الفِعْل والمَرْأَة.
قَالَ الأَزهَرِيّ: واللّغَة الجَيّدة حَضَرَت تَحْضُر، بالضَّمّ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الفَرّاءُ: وأَنشَدَنا أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيُّ لجرِيرٍ على لُغَةَ حَضِرَتْ.
مَا مَنْ جَفَانا إِذَا حاجاتُنا حَضِرَتْ
كَمَنْ لَهُ عندنَا التَّكْرِيمُ واللَّطَفُ
قَالَ الفَرّاءُ: وكُلُّهُم يَقُولُونَ تَحْضُر بالضَّمِّ.
وَفِي الْمِصْبَاح: وحَضِرَ فلانٌ، بالكَسْر، لُغَة، واتّفَقُوا على ضَمِّ المُضَارع مُطْلَقاً، وَكَانَ قِيَاس كَسْرِ المَاضي أَن يُفْتَح المُضَارع، لَكِن استُعْمِل المَضْمُوم مَعَ كَسْر الْمَاضِي شُذُوذاً، ويُسَمَّى تَداخُلَ اللُّغَتَيْن، انتهَى.
وَقَالَ اللَّبْليّ فِي شَرْح الفَصيح حَضَرَنِي قَومٌ، وحَضِرَنِي، بِكَسْر الضّاد حَكاه ابنُ خالَوَيه عَن أَبي عَمْرٍ و، وَحَكَاهُ أَيضاً القَزَّاز عَن أَبي الحَسَن، وحَكَاه يَعْقُوب عَن الفَرّاءِ، وَحَكَاهُ أَيضاً الجَوْهَرِيُّ عَنهُ.
وَقَالَ الزّمخشَرِيّ عَن الخَليل: حَضِرَ، بِالْكَسْرِ، فإِذا انتهَوْا إِلَى الْمُسْتَقْبل قَالُوا يَحضُر، بالضّمّ، رُجُوعاً إِلى الأَصل، وَمثله فَضِل يَفْضُلُ.
قَالَ شَيخنَا: وَقد أَوضحْتُه فِي شَرْح نَظْم الفَصيح، وأَوضَحَتُ أَن هاذا من النَّظَائِر، فيزاد على نَعِمَ وفَضِلَ. ويُسْتَدرك بِهِ قولُ ابنِ القُوطِيَّة أَنَّه لَا ثالثَ لهُمَا، والكَسْرُ الَّذِي ذكره الجماهيرُ حَكَاهُ ابْن القَطُّاع أَيضاً فِي أَفعاله، (كاحْتَضَر وَتَحَضَّرَ، ويُعَدَّى) .
و (يُقَالُ: حَضَرَه) وحَضَرَه، والمصدَر كالمَصْدَر، وَهُوَ شاذٌّ (وتَحضَّرَه) واحْتَضَره.
(و) يُقَال: (أَحْضَرَ الشَّيْءَ وأَحْضَرَه إِيَّاهُ، وَكَان) ذالك (بِحضْرَتِهِ، مُثَلَّثَة) الأَوَّلِ. الأُولَى نَقَلَها الجوهرِيّ، والكَسْرُ والضَّمُّ لُغَتَانِ عَن الصَّغانِيّ. (وحَضَرِهِ وحَضَرَتِه، مُحَرَّكَتَيْنِ ومَحْضَرِه) ، كلّ ذالك (بِمَعْنًى) وَاحِد.
قَالَ الجَوْهَرِيّ: حَضْرَةُ الرَّجلِ: قُرْبُه وفِنَاؤه. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: (كُنّا بحَضْرةِ ماءٍ) أَي عِنْده. وكلَّمْتُه بحَضْرَةِ فُلان، وبمَحْضَرٍ مِنْهُ، أَي بمَشْهَد مِنْهُ.
قَالَ شيخُنا: وأَصْل الحَضْرَة مَصْدرٌ بِمَعْنى الحُضُور، كَمَا صَرَّحوا بِهِ، ثمّ تَجَوَّزوا بِهِ تجَوُّزاً مَشْهُوراً عَن مَكانِ الحُضُور نَفْسِه، ويُطْلَق على كُلِّ كَبِير يَحْضُر عِنْده النَّاسُ، كقَولِ الكُتَّابِ أَهْلِ التَّرسُّل والإِنشاءِ: الحَضْرةُ العَالِيَةُ تأْمآ بكَذَا، والمَقَامُ ونَحْوِ. وَهُوَ اصطلاحُ أَهل التَّرسُّل، كَمَا أَشار إِليه الشِّهَاب فِي مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاءِ.
(هُوَ حاضِرٌ، مِنْ) قَوْمٍ (حُضَّرٍ وحُضُورٍ) . وَيُقَال: إِنه ليَعْرِفُ مَنْ بحَضْرتهِ ومَنْ بَعَقْوَتِه.
وَفِي التّهْذِيب: الحَضْرَة: قُرْبُ الشَّيْءِ. تَقول: كُنْتُ بحَضْرَةِ الدّارِ. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ.
فَشَلَّتْ يَدَاه يوْمَ يَحْمِلُ رَايَةً
إِلى نَهْشَلٍ والقَوْمُ حَضْرةَ نَهْشَلِ
(و) يُقَال: رَجُلٌ (حَسَنُ الحُضْرَة بالكسْرِ) وبالضَّمِّ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَم (إِذَا حَضَرَ بِخَيْرٍ) . وفُلانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ إِذَا كَانَ مِمّن يَذْكُر الغائِبَ بخَيْرٍ.
(والحَضَرُ، مُحَرَّكَةً، والحَضْرَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (والحَاضرةُ والحَضَارَة) ، بِالْكَسْرِ عَن أبي زَيْد (ويُفْتَح) ، عَن الأَصمَعِيّ: (خِلافُ البَادِيَة) والبَدَاوَة والبَدْوِ. (والحِضَارَةُ) ، بِالْكَسْرِ، (الإِقامَةُ فِي الحَضَرِ) ، قالَه أَبو زيد. وَكَانَ الأَصمعِيُّ يَقُول: الحَضَارة بالفَتْح. قَالَ القُطَامِيُّ:
فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه
فَأَيَّ رِجَالِ بَادِيَةٍ تَرَانَا
والحاضِرَة والحَضْرَةُ والحَضَرُ، هِيَ المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنَّ أَهلَها حَضَروا الأَمْصَارَ ومَسَاكِنَ الدِّيَارِ الّتي يَكُونُ لَهُم بِا قَرَارٌ. والبادِيةُ يُمكن أَن يَكُونَ اشتقاقُها من بَدَا يَبْدُو، أَي بَرَزَ وظَهَرَ، ولاكنَّه اسمٌ لَزِمَ ذالكَ الموْضِعَ خاصَّةً دون مَا سوَاه.
(والحَضْرُ) ، بفَتْح فَسُكُون: (د) قديمٌ مذكورٌ فِي شِعْر القدماءِ، (بإِزاءِ مسْكِنٍ) . قَالَ محمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: بحِيال ككْرِيتَ بَين دِجْلَةَ والفُرات. قلْت: وَلم يذْكر الْمُؤلف (مَسْكِنَ) فِي س ك ن وَهُوَ فِي مُعْجَم أَبِي عُبيد، كمَسْجِد: صُقَع بالعِرَاق، قُتِل فِيهِ مُصعَبُ بنُ الزُّبيْر، فليُنْظَر.
(بَناهُ السّاطِرُونَ المَلِكُ) من مُلْوك العَجَم الّذي قَتلَه سابُور ذُو الأَكْتَافِ. وَفِيه يَقُول أَبو دُواد الإِياديّ:
ورَأَى المَوْتَ قد تَدَلَّى مِن الحَضْ
ر على رَبِّ أَهلِه السَّاطِرُونِ
وَقيل: هُوَ الحَضآ، محرَّكةً، بالجزءَرة، وَقيل بناحِيَةِ الثَّرْثَارِ بنَاه السَّاطِرُونُ.
(و) الحَضْرُ: (رَكَبُ الرَّجُل والمَرْأَةِ) ، أَي فَرْجُهُما. (و) الحَضْرُ: (التَّطْفِيلُ) ، عَن ابْن الأَعرابِيّ، (و) الحَضْرُ: (شَحْمَةٌ فِي المَأْنَةِ) ، هاكذا فِي النُّسخ بالمِيم، وَفِي اللِّسَان: فِي العَانة (وفَوْقَها) .
(و) الحُضر، (بالضَّمّ: ارتِفاعُ الفَرَسِ فِي عَدْوِه، كالإِحْضَارِ) . وَقَالَ الأَزْهرِيُّ: الحُضْرُ والحِضَارُ: من عَدْوِ الدّوَابّ. والفِعْل الإِحضارُ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه أَقطعَ الزُّبيْر حُضْرَ فَرَسِه بأَرضِ المَدِينة) . وَفِي حَدِيث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ (فانْطلقْتُ مُسْرِعاً أَو مُحضِراً فأَخَذتُ بِضَبْعِه) . وَقَالَ كُرَاع: أَحْضَر الفَرَسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وكذالك الرَّجُل. وَعِنْدِي أَنَّ الحُضْرَ الاسمُ. والإِحضار المَصْدَر.
(والفَرَسُ مِحْضِيرٌ) كمِنْطِيقٍ، (لامِحْضَارٌ) كمِحْرَاب، وَهُوَ من النّوادِر، كَذَا فِي الصّحاح وجامع القَزَّاز وشُرُوحُ الفَصِيح، (أَو لُغَيَّةٌ) . والَّذِي فِي المُحكَم جَوازُ مُحْضِير ومِحْضَار على حَدَ سَواءٍ، ونَصُّه: وفَرسٌ مِحْضِيرٌ، الذَّكَرُ والأَنْثَى سَواءٌ، وفَرسٌ مِحْضِيرٌ ومِحْضَارٌ، بِغَيْر هاءٍ للأُنثَى، إِذا كَانَ شَدِيدَ الحُضْرِ، وَهُوَ العَدُوْ. وَفِي الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد: فَرَسٌ مِحْضَارٌ: شَدِيدُ العَدْوِ.
(و) الحَضُِرُ، (ككَتِفٍ ونَدُسٍ: الَّذِي يَتَحَيَّنُ طَعَامَ النَّاسِ حَتَّى يَحْضُرَه) ، وَهُوَ الطُّفَيْلِي، وفِعْلُه الحَضْر، وَقد تقدَّم.
(و) من المَجَاز: الحَضُرُ، (كنَدُسٍ: الرَّجُلُ ذُو البَيَانِ والفِقْهِ) ، لاسْتِحْضَاره مَسَائِلَه، ويُقَال: إِنّه لَحَضُرٌ بالنُّوادر وبالجَواب، وحاضِرٌ.
(و) الحَضِرُ (ككَتِفٍ) : الّذِي (لَا يُرِيدُ السَّفَرِ) . وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه: ورَجلٌ حَضِرٌ: لَا يَصْلُحُ للسَّفَرِ. (أَو) رَجلٌ حَضِرٌ. (حَضَرِي) نقلَه الصّغانِيّ عَن الفَرَّاءِ، أَي من أَهْلِ الحاضِرَةِ.
(و) فِي التَّهْذِيب: (المَحْضَرُ) عندا لعرب: (المَرْجِعُ إِلَى) أَعْدادِ (المِيَاه) . والمُنْتَجَعُ: المَذْهَبُ فِي طَلِبِ الكَلَإِ. وكُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدًى وجَمْعه مَبَاد. وَيُقَال للمَنَاهِلِ: المَحَاضِرُ للاجتماعِ والحُضُورِ عَلَيْهَا. (و) المَحْضَرُ: (خَطٌّ يُكْتَبُ فِي واقِعَة خُطُوط الشُّهُودِ فِي آخِرِه بِصِحَّةِ مَا تَضَمَّنَه صَدْرُهُ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ اصْطِلَاح حادثٌ المشُّهُود الَّذِين أَحْدَثَهُم القُضَاةُ فِي الزَّمَن الأَخِيرِ، فعَدُّه من اللُّغَة ممَّا لَا مَعْنَى لَهُ، والظَّاهِرُ أَنَّ عَطْفَ السِّجِلِّ بعدَه عَلَيْهِ، وعَدَّه من معانِي المَحْضَر، من هاذا القَبيلِ، فتأَمَّل.
قُلتُ: أَما تَفْسيره بِمَا يُكتَب فِي واقِعَة حالٍ فَكَمَا قَالَ: لَا يَكاد يُوجدُ فِي لُغَة العَرَب الفُصْحَى. وأَما تَفْسِيرُه بِمَا بَعْدَه وَهُوَ السِّجِلّ فقد سُمِعَ عَن العَرَب، وَذكره ابنُ سِيدَه وغيرُه، فَلَا يُنكَر عَلَيْهِ.
(و) المَحْضَرُ: (القَوْمُ الحُضُورُ) ، أَي الحَاضِرين النَّازلين على المِيَاه تَجَوُّزاً، (و) المَحْضَرُ: (السِّجِلُّ) الَّذي يُكْتب. (و) المَحْضَرُ: (المَشْهَدُ) للقَوْم.
(و) المَحْضَرُ: (ة بأَجأَ) ، لبَنى طَيّىء.
(ومَحْضَرَةُ: مَاءٌ لِبَنِي عجْل) بنِ لُجَيْمٍ (بَيْنَ طَرِيقَي الكُوفَة والبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ) ، زِيدَتْ شَرَفاً.
(وحَاضُوراءُ: مَاٌ) قَالَ شيخُنَا: هُوَ من الأَوْزَانِ الغَرِيبَة، حَتَّى يل لَا ثنِيَ لَهُ غيرَ عَاشُورَاءَ. وأَنكَرِ جماعةٌ وقالو: عاشُورَاءُ لَا ثَانِيَ لَهُ. وأَما تَاسُوعَاءُ فَيَأْتي أَنَّهُ مُوَلَّد، واللَّهُ أَعلمُ. وَقيل: إِنَّ حَاضُورَاءَ بَلدٌ بنَاه صالِحٌ، عَلَيْهِ السّلامُ، وَالَّذين آمنُوا بِهِ، ونَجّاها الله من الْعَذَاب ببرَكتِه.
وَفِي المَرَاصِد أَنَّه بالصَّاد المُهْمَلَة، وَيُقَال: بالضَّاد المُعْجَمَة بِغَيْر أَلِف، فتَأَمَّلْ.
(والحَضِيرةُ، كسَفِينَة: مَوْضِعُ التَّمْرِ) ، وأَهلُ الفَلْحِ يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتُسَمَّى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. وذَكره المُصَنِّف أَيضاً فِي الصّاد المُهْمَلة، وَقد تَقَدَّمَتْ الإِشارةُ إِلَيْهِ.
(و) الحَضِيرَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ) وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ سَلْمَى بنْتَ مَجْدَعَةَ الجُهَنيَّة تمدَحُ رَجُلاً، وَقيل تَرْثِيه:
يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً
وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
(أَوِ) الحَضِيرَةُ مِنَ الرِّجَال: (الأَربعَةُ أَو الخَمْسَةُ أَو الثَّمَانِيَة أَو التِّسْعَةُ) ، وَفِي بعض النُّسخ: السَّبْعَة، بتَقْدِيم السِّين على المُوحَّدة، والصّوابُ الأُولَى. (أَو الْعَشَرَةُ) فمَن دُونَهم، وَقيل: السَّبْعَة أَو الثّمانية، وَقيل: الأَربعَة والخمسة يَغْزُونَ. (أَو) هُم (النَّفَرُ يُغْزَى بِهِم) .
وَقَالَ أَبو عُبَيْد فِي بَيْت الجُهَنِيَّة: الحَضِيرةُ: مَا بَين سَبْعِ رجالٍ إِلَى ثَمَانِيَة، والنَّفِيضَة الواحِدُ وهم الّذي يَنْفُضُون، وروى سَلَمَة عَن الفَرَّاءِ قَالَ: حَضِيرةُ النّاس وَهِي الجَمَاعَة، ونَفِيضَتُهم وَهِي الجَمَاعَة. وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْله: حَضيرةً ونَفِيضَةً قَالَ: حَضِيرة يَحضُرها النّاسُ، يَعين المياهَ، ونَفِيضَة: لَيْسَ عَلَيْهَا أَحَد، حَكَى ذالك عَن ابْن الأَعْرَابيّ. ورُوِيَ عَن الأَصْمَعِيّ: الحَضيرَةُ: الَّذِينَ يَحْضُرُون المِيَاهَ، والنَّفِيضَة الّذينَ يَتقدَّمون الخَيلَ؛ وهم الطَّلائع:
قَالَ الأَزهريّ: وقولُ ابنِ الأَعرابِيِّ أَحسنُ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: النفِيضَةُ: جماعةٌ يُبْعَثُونَ ليَكْشِفُوا هَل ثَمَّ عدوٌّ أَو خَوْفٌ، والتُّبَّع: الظِّلُّ. واسمَأَلَّ: قَصُرَ، وذالك عِنْد نصْفِ النَّهَار وقبلَه.
سَبّاقُ عَادِيَة ورأْسُ سَرِيَّةٍ
ومُقَاتِلٌ بطَلٌ وهَاد مِسْلَعُ
واسخ المَرْثِيِّ أَسْعَدُ، وَهُوَ أَخُو سَلْمَى، ولاهذا تَقولُ بعد البَيْت:
أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئةً
هَبَلَتْكَ أُمُّك أَيَّ جَرْد تَرْقَعُ
وجمْعُ الحَضيرَةِ الحَضَائِرُ. قَالَ أَبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ:
رِجَالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ
من الدّارِ لَا تَمْضِي عَلَيْهَا الحَضائِرُ
(و) فِي المُحْكَم: قَالَ الفارِسِيُّ: والحَضِيرَةُ: (مُقَدَّمَةُ الجَيْشِ) .
(و) الحَضِيرَة: (مَا تُلْقِيهِ المَرْأَةُ مِنْ وِلاَدِهَا) ، وحَضِيرةُ النَّاقَةِ: مَا أَلْقَتْه بعْدَ الوِلادَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: الحَضِيرَة لِفَافةُ الوَلدِ. (و) الحَضِيرةُ: (انْقِطَاع دَمِهَا. والحَضِيرُ جَمْعُهَا) ، أَي الحَضِيرةِ، بإِسقاط الهاءِ، (أَو) الحَضِيرُ: (دَمٌ غَلِيظٌ) يَجْتَمِع (فِي السَّلَى. و) الحَضِيرُ: (مَا اجْتَمَعَ فِي الجُرْح) من (جاسِئَةِ) المَادّةِ، وَفِي السَّلَى من السُّخذِ، ونَحْو ذالِك.
(والمُحَاضَرَةُ: المُجَالَدَةُ، و) المُحَاضَرَة (المُجَاثَاةُ) . وحاضَرْتُه: جاثَيْتُه (عِنْدَ السُّلْطَانِ) ، وَهُوَ كالمُغالَبة والمُكَاثَرة. (و) المُحَاضَرَةُ: (أَنْ يَعْدُوَ مَعَك) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ أَن يُحَاضِرك إِنسانٌ بحَقِّك فيذهَبَ بِهِ مُغالَبَةً أَو مُكابَرَةً. (و) قَالَ غيرُه: المُحَاضَرَةُ والمُجَالَدَةُ (أَنْ يُغَالِبَكَ عَلَى حَقِّك فَيَغْلِبَك) عَلَيْهِ (ويَذْهَبَ بِهِ) .
(و) حَضَارِ، (كقَطَامِ) ، أَي مَبْنِيَّة مُؤَنَّثَة مَجْرُورَة: (نَجْمٌ) يَطلُع قبْلَ سُهَيْل فيَظُنّ النّاسُ بِهِ أَنَّه سُهَيْلٌ، وَهُوَ أحد المُحْلِفَيْنِ، قَالَه ابنُ سِيده.
وَفِي التَّهذيب، قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: يُقَال: طَلَعَت حَضَارِ والوَزْنُ، وهما كَوْكَبَانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْلٍ فإِذا طَلَعَ أَحدُهما ظُنَّ أَنّه سُهَيْلٌ، للشَّبَه وكَذالِك الوَزْنُ إِذا طَلَعَ، وهما مُحْلِفَانِ عندا لعرب، سُمِّيَا مُحْلِفَيْن لاخْتِلافِ النّاظِرِين لَهُمَا إِذَا طَلَعَا، فيَحْلف أَحدُهما أَنّه سُهَيْل، ويَحْلِف الآخَرُ أَنّه لَيْسَ بسُهَيْل. وَقَالَ ثَعْلب: حَضَارِ نَجمٌ خَفِيُّ فِي بُعْد، وأَنشد:
أَرَى نَارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كَأَنَّهَا
حَضَارِ إِذَا مَا أَعرَضَت وفُرُودُها
الفُرُودُ: نُجومٌ تَخْفَى حَولَ حَضَارِ، يُرِيد أَنّ النَّارَ تَخْفَى لبُعْدِها كهاذا النَّجْمِ الّذي يَخْفَى فِي بُعْدٍ.
(وحَضْرَمَوتُ) بفَتْح فَسُكُون (و) قد (تُضَمُّ المِيمُ) ، مِثَال عَنْكَبُوت، عَن الصّغانِيّ: (د) ، بل إِقليم واسعٌ مُشْتَمِلٌ على بِلادِ وقُرًى ومِيَاهٍ وجِبالٍ وأَودِيَةٍ باليَمَن، حرسهُ الله تَعَالَى، طُولُها مَرْحَلتانِ أَو ثَلاثٌ إِلى قَبْرِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلام. كَذَا فِي تارِيخ العَلاَّمَة مُحَدِّثِ الدِّيارِ اليَمَنِيَّة عبدُ الرَّحْمان بن الدَّيْبَع.
وَقَالَ القَزْوِينيّ فِي عَجائِبِ المَخْلُوقَاتِ: حَضْرَمُوْتُ: ناحِيَةٌ باليَمَن، مُشْتَمِلَةٌ على مَدِينَتَينِ، يُقَال لَهما شِبَامُ وتِرْيَمُ، وَهِي بِلَاد قديمَة، وَبهَا القَصْر المَشِيد. وأَطالَ فِي وَصْفها. وَنقل شَيخُنا عَن تَفْسِير أَبِي الحَسَن البَكريّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} (مَرْيَم: 71) قَالَ: يُسْتَثْنَى من ذالك أَهْلُ حَضْرمَوْت، لأَنَّهُم أَهلُ ضَنْك وشِدَّة، وَهِي تُنْبِتُ الأَولياءَ كَمَا تُنْبِت البَقْلَ، وأَهلُها أَهلُ رِيَاضة، وَبهَا نَخْلٌ كثير، وأَغلَبُ قُوتِهم التَّمْر.
وَفِي مَراصِد الإطِّلاع: حَضْرَمُوتُ، اسْمَانِ مُرَّكبان، ناحِيَةٌ واسِعَةٌ فِي شَرْقِيّ عَدَنَ بقُربِ البَحْر، وحَوْلَها رِمَالٌ كثيرَةٌ تُعْرَفُ بالأَحْقَافِ، وَقيل: هِيَ مِخْلافٌ باليَمَن، وَقَالَ جَماعَة: سُمِّيَتْ حَضْرَمَوْت لأَنَّ صالِحاً عَلَيْهِ السَّلَام لَمَّا حَضَرَهَا مَاتَ.
قَالَ شيخُنَا: والمعرُوف أَنَّهَا باليَمَن، كَمَا مَرَّ عَن جَماعَة، وبذالك صَرَّحَ فِي الرَّوْضِ المِعْطار وَقَالَ: بِهَا قَبْرُ هُودٍ عَلَيْه السَّلامُ، وجَزَمَ بذالك الشِّهَاب فِي العِنَايَة أَثْناءَ سُورَةِ الحَجِّ، وَلَا يُعرف غيرُه. وأَغْرَبَ صَاحِبُ البَحْر فَقَالَ: إِنَّهَا بالشَّام وَبهَا قَبْرُ صالِحٍ عَلَيْهِ السلامُ.
قلتُ: وعِنْدِي أَنَّه تَصحّف عَلَيْهِ شِبَامُ الَّتِي هِيَ إِحْدَى مَدِينَتَيْهَا، كَمَا مَرَّ عَن الشَّيْبانِيّ، بالشَّامِ القُطرِ المعروفِ لأَنَّه لَا يُعْرَفُ بالشَّام مَوْضِعٌ يُقَال لَهُ حَضْرمَوْت قدِيماً وَلَا حَدِيثا.
(و) فِي الصّحاح: حَضْرمَوتُ: اسمُ (قَبِيلَة) أَيضاً، من وَلَد حِمْيَرَ بْنِ سَبَأَ، كَذَا فِي الرَّوْض، وَقيل: هُوَ عامِرُ بنُ قَحْطَانَ، وَقيل: هُوَ ابْن قَحْطَانَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ شيخُنَا: وهَل الأَرْضُ سُمِّيَت باسْمِ القَبِيلَة أَو بالعَكْسِ أَو غَيْر ذالِك؟ فِيهِ خِلافٌ.
(وَ) فِي الصّحاح: وَمَا اسْمَانِ جُعِلاَ وَاحِدًا، إِنَّ شِئتَ بنَيْتَ الِاسْم الأَوَّل على الفَتْحِ وأَعْرَبْتَ الثَّانيَ إِعرابَ مَا لاَ يَنْصَرِف. (يُقَالُ: هاذَا حَضْرَمَوْتُ، ويُضَافُ) الأَوَّلُ إِلى الثَّانِي (فَيُقَالُ: حَضْرُمَوْتِ، بضَمِّ الرَّاءِ) ، أَعْربْت حَضْراً وخَفضْتَ مَوتاً، وكذالك القَوْلُ فِي سَامّ أَبْرَصَ ورامَهُرْمُز، (وإِنْ شِئتَ لَا تُنَوِّنُ الثَّانِي) قَالَ شيخُنَا: واقتصَر فِي اللُّبَابِ على وَجْهَيْن، فَقَالَ: هُمَا اسمانِ جُعلاَ واحِداً، فإِن شِئْتَ بنَيْتَ الأَوّل على الفَتْح وأَعربْتَ الثانِي إِعرابَ مَا لَا يَنْصرِف، وإِن شِئتَ بَنَيْتَهُمَا لتَضَمُّنِها مَعنَى حَرْفِ العَطْف، كخَمْسَةَ عَشَرَ. (والتَّصْغِيرُ حُضَيْرُمَوْت) ، تُصَغِّر الصَّدْرَ مِنْهُمَا. وكذالك الجَمْع تَقُولُ: فُلانٌ من الحَضَارِمَة، والنِّسْبَةُ إِليه حَضْرَمِيٌّ، وسيأْتي لمُصَنِّف فِي المِيمِ.
(ونَعْلٌ حَضْرَمِيَّةٌ: مُلَسَّنَةٌ) . وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٌ (أَنّه كَانَ يَمْشِي فِي الحَضْرَمِيِّ) هُوَ النَّعْلُ المَنْسُوبَةُ إِلى حَضْرَمَوْت المُتَّخَذَة بهَا. (وحُكِيَ) عَن الكِسَائيّ: (نَعْلاَنِ حَض 2 مُوتِيَّتَانِ) ، أَي على الأَصل من غير حَذْفِ، وَالَّذِي فِي نَوادِرِ الكِسَائِيّ يُقَال: أَتانَا بنَعْلَين حَضْرَمَوْتِيَّتَيْن، فتأَمَّلْ. (وحَضُورٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ) فِيهِ بَلَدٌ عَامِرٌ أَ (وْ: د، باليَمَنِ) فِي لِحْفِ ذالك الجَب، وَقَالَ غامِدٌ.
تَغَمَّدْتُ شَرًّا كانَ بَيْنَ عشيرَتِي
فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُوريُّ غامِداً
وَفِي حَدِيث عائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (كُفِّنَ رسولُ ااِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي ثَوْبَيْنِ حَضُورِيَّينِ) هما منسوبان إِلَى حَضُورَ قريَة باليَمَن، قَالَه ابنُ الأَثيرِ.
وَفِي الرَّوْض أَنَّ أَهلَ حَضُور قَتَلوا شُعَيْبَ بنَ ذِي مَهْدَم، نَبيٌّ أُرسِلَ إِلَيْهم وقَبْرُه بِضِينٍ، جَبَل بِالْيمن قَالَ وليْسَ هُوَ شُعَيباً الأَوَّلَ صَاحب مَدْيَن وَهُوَ ابْنُ صَيْفِي ويُقَالُ فِيهِ ابنُ صَيْفُون.
قلتُ: وشَذَّ صاحِبُ المَرَاصد حَيْثُ قَالَ: إِنَّه من أَعمَال زَبِيد وأَنه يُرْوَى بالأَلِف المَمْدُودَة. وَفِي حِمْيَر حَضُورُ بنُ عَدِيِّ بن مالِكِ بن زَيْد بن سَلام بن زُرْعَة وَهُوَ حِمْيَر الأَصْغَر.
(والحَاضرُ: خِلاَفُ البَادِي) ، وَقد تَقَدَّم فِي أَوَّل التَّرجَمَةِ، فَهُوَ تَكرَارٌ، (و) الحَاضِر أَيْضاً: (الحَيُّ العَظِيمُ) ، أَو القَوْم، وقا ابنُ سِيدَه: الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدَّارَ الَّتي بهَا مُجْتَمَعُهُم. قَالَ:
فِي حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامِرُه
فِيهِ الصَّواهِلُ والرّايَاتُ والعَكَرُ
فَصَارَ الحاضرُ اسْما جامِعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِلِ ونَحْوِ ذالِك. قَالَ الجوهريّ: هُوَ كَمَا يُقَالُ حاضرُ طَيّىءِ وَهُوَ جَمْعٌ، كَمَا يُقَال: سامِرٌ للسُّمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قَالَ حَسّان:
لنا حاضرٌ فَعْمٌ وباد كَأَنَّهُ
قَطِينُ الإِلاهِ عِزَّةً وتَكَرُّمَا وَفِي حَدِيث أُسامَةَ: (وَقد أَحَاطُوا بحاضِرٍ فَعْمٍ) .
وَفِي التَّهْذِيبِ، العربُ تَقول: حيٌّ حاضِرٌ، بِغَيْر هَاءٍ، إِذا كَانُوا نازِلين على ماءٍ عِدَ. يُقَال: حاضِرُ بَنِي فُلانٍ على ماءِ كَذَا وكَذَا، وَيُقَال للمُقيم على المَاءِ: حاضِرٌ، وَجمعه حُضُورٌ، وَهُوَ ضِدّ المُسَافِ، ر وكذالك يُقَال للمُقيم: شاهِدٌ وخافِضٌ، وفُلانٌ حاضرٌ بموضِع كَذَا، أَي مُقِيمٌ بِهِ، وهاؤلاءُ قَومٌ حُضَّارٌ، إِذا حَضَرُوا المياهَ، ومَحاضِرُ. قَالَ لَبِيد:
فالوَادِيَانِ وكُلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ
وعَلَى المِيَاهِ مَحَاضرٌ وخِيَامُ
قَالَ: وحَضَرَةٌ، مثل كافِر وكَفَرةٍ، وكُلُّ مَنْ نَزَلَ على ماءٍ عِدَ وَلم يَتَحَوَّل عَنهُ شِتاءً وَلَا صيفاً فَهُوَ حاضرٌ، سواءٌ نَزَلوا فِي القُرَى والأَرْيَاف، والدُّور المَدَرِيَّة، أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المِيَاه فَقَرُّوا بهَا ورَعَوْا مَا حواليها مِنَ الماءِ والْكَلإِ.
وَقَالَ الخَطَّابِيّ: إِنّما جَعَلوا الحاضِرَ اسْما للمَكَان المَحْضُور، يُقَال: نَزلْنَا حاضِرَ بَنِي فُلانٍ، فَهُوَ فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي الحَدِيث (هِجْرَة الحاضِرِ) أَي الْمَكَان المَحْضُور.
(و) الحَاضِرُ: (حَبْلٌ مِنْ حِبَال الدَّهْنَاءِ) السَّبْعَةِ، يُقَال لَهُ: حَبْلُ الحاضِرِ، وعِنْدَه حَفَر سَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ بحِذَاءٍ العَرَمَة. (و) الحَاضِرُ: (ة، بقِنَّسْرينَ) ، وَهُوَ مَوضِع الإِقامَةِ على الماءِ من قِنَّسْرِينَ. قَالَ عِكْرِشَةُ الضَّبِّيُّ يَرثِي بَنيه:
سَقَى اللهاُ أَجْداثاً وَرَائِي تَرَكْتُها
بحاضِرِ قِنَّسْرِيَن من سَبَلِ القَطْرِ
وسيأْتي فِي (ق ن س ر) .
(و) الحَاضِرُ (مَحَلَّةٌ عَظِيمَةٌ بظَاهِر حَلَبَ) ، مِنْهَا الإمامُ وَلِيُّ الدّينِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن خَلِيلِ بْنِ هِلاَلٍ الحاضِريُّ الحَنَفِيُّ، وُلِدَ سنة 775 بحَلَب، ووالِدُه العَلاَّمةُ عِزُّ الدِّين أَبُو البَقَاءِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيلٍ، رَوَى عَنهُ ابْن الشّحْنَة.
(والحَاضِرَةُ: خِلاَفُ البَادِيَة) ، وَقد تقَدَّم فِي أوّل التَّرْجَمَة، فَهُوَ تكْرَار (و) الحَاضِرَةُ: (أُذُنُ الفِيلِ) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(وأَبُو حَاضِرٍ صَحَابِيٌّ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ) ، رَوَى عَنهُ أَبو هُنَيْدَةَ، أَخرجه ابنُ مَنْدَه. (و) أَبُو حاضِرٍ (أُسَيْدِيٌّ موصُوفٌ بالجَمَالِ الفَائِقِ. و) أَبو حاضِرٍ: كُنيَة (بِشْر بن أَبِي خَازِم) (و) منَ المَجَاز: يُقَال: (عُسٌّ ذُو حَوَاضِرَ) ، جمْع حاضِرَة، مَعْنَاه (ذُو آذانٍ) .
(و) مِنَ المَجَازِ قَوْلُ العَرَب: (اللَّبَنُ مَحْضُور) ، ومُحْتَضَر فغَطِّه، (أَي كَثِيرُ الآفَةِ) ، يَعنِي (تَحْضُرُه) ، كَذَا فِي النّسخ. وَنَصّ التَّهْذِيب: تحتضره (الجِنُّ) والدَّوابُّ وغيرُها من أَهْلِ الأَرض، رَوَاهُ الأَزهريّ عَن الأَصمَعِيّ، (والكُنُفُ مَحْضُورَة كَذالك) ، أَي تَحْضُرها الجِنُّ والشَّياطِينُ وَفِي الحَدِيث (أَنَّ هاذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرة) . وقَولُه تَعالَى {وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 98) أَي أَن يُصِيبَنِي الشّياطِيُ بِسُوءٍ.
(و) يُقَالُ: (حَضَرْنَا عَنْ مَاءِ كَذَا) أَي (تَحَوَّلْنَا عَنْه) ، وَهُوَ مَجَاز. وأَنْشد ابنُ دُرَيْد لقَيْسِ بْنِ العَيْزارَة:
إِذَا حَضَرَتْ عَنهُ تَمَشَّتْ مَخَاضُها
إِلَى السِّرِّ يَدْعوها إِليها الشَّفَائِعُ
(و) حَضَار (كَسَحَابٍ: جَبَلَ بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَصْرَةِ) وإِلَى اليَمَامَة أَقربُ.
(و) الحَضَارُ: (الهِجَانُ أَو الْحُمْرُ مِنَ الإِبِلِ) .
وَفِي الصّحاح: الحِضَارُ من الإِبِل: الهِجَانُ: قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ الخَمْر:
فَمَا تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ سِبَاؤُهَا
بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُهَا
شُومُها: سُودُهَا. يَقُول: هاذه الخَمْر لَا تُشْتَرَى إِلاّ بالإِبِل السُّودِ مِنْهَا والبِيضِ.
وَفِي التَّهْذِيب: الحِضَارُ مِنَ الإِبِل: البِيضُ اسْم جامِع كالهِجَانِ ومِثْلُه قَوْلُ شَمِرٍ، كَمَا سيأْتِي، فقولُ المُصَنِّف: أَو الحُمرُ مِنَ الإِلل مَحَلّ تَأَمُّلٍ، (ويُكْسَرُ) ، الفَتْح نَقَلَه الصّغانِي. (لَا واحِدَ لَهَا، أَو الواحِدُ والجَمْعُ سَوَاءٌ) . قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَفِيه عِنْد النَّحْوِيِّين والجَمْع على وَزْنٍ واحدٍ، إِلاَّ أَنَّك تُقَدِّر البِنَاءَ الّذِي يكون للجَمْعِ غَيْرَ البِنَاءِ الّذِي يَكُونُ للواحدِ، وعَلى ذالك قَالُوا: ناقةٌ هِجَانٌ ونُوق هِجَانٌ، فهِجَانٌ الَّذِي هُوَ جَمْع يُقدَّر على فِعال الَّذِي هُوَ جَمعٌ مثل ظِرَافٍ، والَّذِي يكونُ من صِفَة المُفرد تُقَدِّره مُفرَداً مثل كِتَاب، فالكَسْرَة فِي أَوَّل مُفْرَدِه غيرُ الكَسرةِ الّتي فِي أول جَمْعِه، وكذالك ناقَةٌ حِضَارٌ ونُوقٌ حِضَارٌ، وكذالك الفُلْك، فإِنَّ ضَمَّتَه إِذا كَانَ مُفرَداً غَيْرُ الضَّمَّة التِي تَكُونُ فِيهِ إِذا كَانَ جَمْعاً، كقولِه تَعَالَى: {فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (الشُّعَرَاء: 119) فَهُوَ بإِزاءِ ضَمَّة القُفْل فإِنّه واحِدٌ. وقولُه تَعالَى: {وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ} (الْبَقَرَة: 164) فضَمَّتُه بإِزاءِ ضَمَّة الهَمْزة فِي أُسْد، فهاذه تُقدِّرها بأَنَّهَا فُعْلٌ الَّتِي تكونُ جَمْعاً، وَفِي الأَول تُقَدِّرها فُعْلاً الَّتي هِيَ للمُفْردِ.
(و) الحِضَارُ، (بالكَسْرِ: الخَلُوقُ بلأَجْهِ الجَارِيَةِ، و) قَالَ الأُمَوِي: (نَاقَةٌ حِضَارٌ: جَمَعَت قُوَّةً و) رُحْلَةً، يَعنِي: (جَوْدَةَ سَيْرِ) . ونَصّ الأَزهَرِيّ: المَشْي، بدل السَّيْر. وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسمَع الحِضَارَ بهاذا المَعْنَى، إِنّمَا الحِضَار بِيضُ الإِبِل، وأَنْشد بَيْت أَبي ذُؤَيْب: (شُومُها وحِضَارُها) .
أَي سُودُهَا وبِيضُها.
(و) حَضَّارَة، (كجَبَّانَة، د، باليَمَنِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) الحُضَارُ، (كغُرَابٍ: دَاءٌ للإِبلِ) ، نَقله الصَّغانِيّ.
(وَمَحْضُورَاءُ) ، بالمَدّ، عَن الفَرّاءِ، (ويُقْصَر) ، عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: (مَاءٌ لبَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ) .
(والحَضْرَاءُ مِن النُّوقِ وغَيْرِهَا: المُبَادِرةُ فِي الأَكْلِ والشُّرْبِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: الحُضُر، (كعُنُقٍ: الرَّجُلُ الوَاغِلُ) الرّاشِن، وَهُوَ الشَّوْلَقِيُّ، قلت: وَهُوَ الطُّفَيْلِيّ.
(وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْر) بْنِ سِمَاكٍ الأَوْسِيُّ، (كزُبَيْر: صَحَابِيٌّ) ، كُنْيَتُه أَبو يَحْيَى، لَهُ ذِكْر فِي تارِيخ دِمَشْق، وبِنْتُه هِنْد لَهَا صُحْبةٌ، وابنُه يَحْيَى لَهُ رُؤيةٌ، (ويُقَال لِأَبِيهِ حُضَيْرُ الكَتَائِبِ) . والّذي فِي التّهذيب وغيرِه: وحُضَيْرُ الكَتائِبِ: رَجُلٌ من سَادَاتِ العَرَبِ.
(و) من المَجَازِ: (احْتُضِرَ) المَرِيضُ وحُضِرَ، (بالضَّمّ، أَي) مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ، إِذا (حَضَرَهُ المَوْتُ) وَنَزَلَ بِهِ، وَهُوَ مُحْتَضَر ومَحْضُورٌ. (و) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ ( {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} (الْقَمَر: 28) ، أَي يَحْضُرُونَ حُظُوظَهَم مِنَ المَاءِ وتَحْضُرُ النَّاقَةُ حَظَّهَا مِنْه) ، والقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ فِي التَّفَاسِيرِ.
(ومَحَاضِرُ) ، بِالْفَتْح على صِيغَةِ الجَمْع، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي نُسْخَتِنَا (ابنُ المُوَرِّع) بالتَّشْدِيد على صيغَةِ اسمِ الفاعِلِ: (مُحَدِّثٌ) مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ لَا مُنْكَرَ لَهُ، كَذَا قَالَه الذَّهَبِيّ. (وشَمْسُ الدِّين) أَبو عَبْدِ اللهاِ (الحَضَائرِيُّ فَقِيهٌ بَغْدَادِيٌّ) ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَدِم علينا مِن بَغْدَادَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي الحَدِيث (أَنَّى تَحْضُرُني مِنَ الله حاضِرَةٌ) أَرادَ الملائِكَةَ الَّذِين يَحْضُرُونَه. وحاضرَةٌ: صِفَةُ طائِفَةٍ أَو جَماعَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ الصُّبْح (فإِنَّها مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ) ، أَي تَحْضُرها ملائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ.
واسْتَحْضَرْتُه فأَحضرنِيهِ. وَهُوَ من حاضِرِي المَلِك.
وحَضَارِ بمعنَى احْضُرْ.
والمُحَاضَرَةْ: المُشَاهَدَةُ.
وبَدَوِيٌّ يَتَحَضَّرُ وحَضَرِيٌّ يَتَبَدَّى.
وحَضَرَه الهَمُّ واحْتَضَرَه وتَحَضَّرَه، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي الحَديث (والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَنّ لَهُ أَشْطُراً) ، أَي هُوَ أَكثَرُ شَرًّا إِلاَّ أَنَّ لَهُ خَيْراً مَعَ شَرِّه، وَهُوَ أَفْعَلُ من الحُضُور. قَالَ ابنُ الأَثِير: ورُوءَ بالخاءِ المُعْجَمة، وَقيل: هُو تَصْحِيف.
وَفِي الحَدِيث: (قُولُوا مَا يَحْضُرُكم) أَي مَا هُوَ حاضِرٌ عِنْدَكُم موجودٌ وَلَا تَتَكَلَّفُوا غَيْرَه.
وَمن الْمجَاز: حَضَرَت الصَّلاةُ. وأَحْضِرْ ذِهْنَك.
وكُنْتُ حَضْرَةَ الأَمْرِ، وَكَذَا حَضَرْت الأَمْرَ بخَيْر، إِذا رَأَيْتَ فِيهِ رَأْياً صَوَاباً (وكفيتَهَ) . وإِنه لحَضِيرٌ: لَا يزَال يحْضُرُ الأُمورَ بخَيْرٍ. وَيُقَال: جَمَعَ الحَضْرَةَ يُرِيدُ بناءَ دَار، وَهِي عُدَّة البنَاءِ من نحْو آجُرَ وجصَ. وَهُوَ حاضِرٌ بالجَوَاب وبالنّوادِر. وَغَطِّ إِناءَك بحَضْرة الذُّبَاب. وكُلُّ ذالِك مَجَاز.
ويُقَال للرَّجُلُ يُصيبُه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فُلانٌ مُحْتَضَرٌ. وَمِنْه قَولُ الرّاجِز:
وإنْهَمْ بدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ
فقد أَتَتْكَ زُمَراً بَعْدَ زُمَرْ
والمُحْتَضِر: الّذي يَأْتِي الحَضَر.
وحَضَارٌ: اسْم للثَّورِ الأَبيضِ.
واحْتَضَرَ الفَرَسُ، إِذا عَدَا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه.
وَفِي الحَدِيث ذِكْر حَضِيرٍ، كأَمِيرٍ، وَهُو قَاعٌ فِيهِ مَزَارِعُ يَسِيل عَلَيْهِ فَيْضُ النَّقِيعِ ثمّ يَنْتَهي إِلَى مُزْجٍ، وبَيْن النَّقِيع والمَدِينةِ عشْرُون فَرْسَخاً.
والحَضَار، كسَحَابٍ، الأَبيَضُ. ومِثلُ قَطَامِ اسمٌ لِلأَمْر، أَي احْضُر.
والحَضْرُ، بالفَتْح: الّذِي يتَعَرَّض لطَعَامِ القَوْم وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْه.
وَفِي الأَساس: وحَضْرَمَ فِي كَلاَمِه: لم يُعْرِبْه. وَفِي أَهْل الحَضَرِ الحَضْرَمَةُ كأَنَّ كلامَه يُشْبه كلامَ أَهلِ حَضْرَمَوْت؛ لأَنَّ كَلَامهم لَيْسَ بِذَاك، أَو يُشْبِه كَلامَ أَهلِ الحَضَر، والمِيمُ زائِدَة. انْتهى.
وَقد سَمَّت حاضِراً ومُحَاضِراً وحُضَيْراً.
والحَضِيرِيَّةُ: مَحَلَّة ببَغْدَادَ من الجَانِب الشَّرْقيّ، مِنْهَا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الطَّيِّب بن سَعِيدٍ الصَّبَّاغ الحَضِيرِيُّ، كَانَ صَدُوقاً، كتَب عَنهُ أَبو بَكْر الخَطِيب وغَيرُه. وأَبُو الطَّيِّب عَبْدُ الغَفّار بنُ عبدِ الله بنِ السَّرِيّ الواسطيُّ الحَضِيريُّ أَدِيبٌ عَن أَبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ، وَعنهُ أَبو العَلاءِ الواسِطِيُّ وغَيْرُه. والحَضَر، مُحَرَّكةً فِي شِعْرِ القُدَمَاءِ، قَالَ أَبو عُبَيْد: وأُراهُ أَرادوا بِهِ حَضُوراً أَو حَضْرَمَوْت، وكِلاَهُمَا يَمَان.
قلت: والصَّوابُ أَنَّه البَلَد الّذي بَنَاه الساطِرُونُ، وَقد تقدّم ذِكْره، وهاكذا ذَكره السّمعانيّ وَغَيره.
ومُنْيَةُ الحَضَر، مُحَرَّكَةً: قريةٌ قُرْبَ المَنْصُورَة بالدَّقَهْلِيّة، وَقد دخَلْتُها.
وأَبو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ بْنِ حاضرٍ الحاضِريُّ الطُّوسِيُّ، تَرجَمَه الحاكمُ فِي تَارِيخِه، وحَضَارُ بن حَرْب ابْن عَامر جَدُّ أبي مُوسى الأَشعريّ رَضِي الله عَنهُ.
وبَيْتُ حَاضِرٍ: قعرْيَةٌ قُرْبَ صَنْعَاءِ اليَمَن، وَمِنْهَا الشَّرِيفُ سِرَاجُ الدّين الحاضِرِيُّ، واسمُه عبدُ الله بْنُ الحَسَن، ذَكَرَه المَلِكُ الأَشْرَفُ الغَسَّانِيّ فِي الأَنْسَاب.
والشَّمْس محمّد الحضاوريّ: فَقِيهٌ يَمَنِيّ.
وحَاضرُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَدِيّ بْنِ عَمْرٍ وَفِي الأَزْدِ.
(حضر) عُسٌّ ذُو حَواضِرَ أَي ذُو آذانِ.
(حضر)
فلَان حضارة أَقَامَ فِي الْحَضَر وَالْغَائِب حضورا قدم وَالشَّيْء وَالْأَمر جَاءَ وَالصَّلَاة حل وَقتهَا وَعَن فلَان قَامَ مقَامه فِي الْحُضُور والمجلس وَنَحْوه شهده وَالْأَمر فلَانا نزل بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كتب عَلَيْكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت إِن ترك خيرا الْوَصِيَّة للْوَالِدين والأقربين} ) وخطر بِبَالِهِ وَالْأَمر بِخَير رأى فِيهِ رَأيا حسنا

حضر


حَضَرَ(n. ac. حَضَاْرَة
حُضُوْر)
a. Was present at, with
b. Came to; occurred to, came into the mind of.
c. ['An], Removed, went away, from.
d. [Ila], Presented himself before.
e. Stayed at; had a fixed habitation.

حَضَّرَa. see IV
حَاْضَرَa. Was present at, witnessed.
b. Was quick in replying.
c. Conversed with.
d. Raced; competed, contended with.

أَحْضَرَa. Caused to come; brought, presented to.

تَحَضَّرَإِحْتَضَرَa. Was present.
b. Presented himself.

إِسْتَحْضَرَa. Caused to come into his presence.
b. Presented itself to the mind.
c. Reined up (horse).
حَضْرَةa. Presence.
b. Vicinity.
c. Lordship, Excellency; Highness (titles).

حَضَرa. Presence.
b. Vicinity.
c. see 22t
مَحْضَر
(pl.
مَحَاْضِرُ)
a. Fixed dwelling, habitation.
b. Assembly; persons present.
c. Presence.
d. Deed signed by witnesses.

حَاْضِر
(pl.
حَضَرَة
حُضَّر
حُضُوْر
حُضَّاْر)
a. Present; arrived.
b. Prepared, ready.
c. Nonnomadic Arab.

حَاْضِرَة
(pl.
حَوَاْضِرُ)
a. fem. of
حَاْضِرb. see 22t
حَضَاْرَةa. Country inhabited by nonnomadic tribes.

حَضِيْرَةa. Band, troop of men.
b. Vanguard.
c. Place of meeting.

في الحَاضِر
a. At the present moment; at once.
ح ض ر : حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْقَاضِي حُضُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ شَهِدْتُهُ وَحَضَرَ الْغَائِبُ حُضُورًا قَدِمَ مِنْ غَيْبَتِهِ وَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَهِيَ حَاضِرَةٌ وَالْأَصْلُ حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ.

وَالْحَضَرُ بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْبَدْوِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حَضَرِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَحَضَرَ أَقَامَ بِالْحَضَرِ وَالْحَضَارَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا سُكُونُ الْحَضَرِ وَحَضَرَنِي كَذَا خَطَرَ بِبَالِي.

وَاحْتَضَرَهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّزْعِ وَهُوَ مَحْضُورٌ وَمُحْتَضَرٌ بِالْفَتْحِ وَكَلَّمْتُهُ بِحَضْرَةِ فُلَانٍ أَيْ بِحُضُورِهِ وَحَضْرَةُ الشَّيْءِ فِنَاؤُهُ وَقُرْبُهُ وَكَلَّمْتُهُ بِحَضَرِ فُلَانٍ وِزَانُ سَبَبٍ لُغَةٌ وَبِمَحْضَرِهِ أَيْ بِمَشْهَدِهِ وَحَضِيرَةُ التَّمْرِ الْجَرِينُ وَحَضِرَ فُلَانٌ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ وَاتَّفَقُوا عَلَى ضَمِّ الْمُضَارِعِ مُطْلَقًا وَقِيَاسُ كَسْرِ الْمَاضِي أَنْ يُفْتَحَ الْمُضَارِعُ لَكِنْ اُسْتُعْمِلَ الْمَضْمُومُ مَعَ كَسْرِ الْمَاضِي شُذُوذًا وَيُسَمَّى تَدَاخُلَ اللُّغَتَيْنِ وَحَضْرَمَوْتُ بُلَيْدَةُ مِنْ الْيَمَنِ بِقُرْبِ عَدَنَ وَيُنْسَبُ إلَيْهَا حَضْرَمِيٌّ.
حضر الحَضَرُ: خِلافُ البَدْوِ. والحاضِرَةُ: ضِدُّ البادِيَةِ. والحِضَارَةُ والبِدَاوَةُ، والحَضَارةُ مِثْلُه. والحُضُوْرُ: جَمَاعَةُ الحاضِرِ. والحَضرَةُ: قُرْبُ الشَّيْء. وضَرَبْتُه بمَحْضَرِ فلانٍ وبحَضْرَتِهِ وحُضْرَتِه وحُضْرِه وحَضَرِه. وحَضِرَ يَحْضُرُ حُضُوْراً. والحاضِرُ: الحَيُّ إذا حَضَرُوا مُجْتَمَعَهم، وقَوْمٌ حُضَّرٌ. وجَمْعُ المَحْضَرِ: المَحَاضِرُ. والمُحَاضَرَةُ: أنْ يُحَاضِرَكَ إنسانٌ بِحَقِّكَ فيَذْهَب به غَلَبَةً. وحَضَارِ: في مَعْنى احْضُرْ. وحَضَرَتِ الصَّلاةُ وحَضِرَتْ، تَحْضُرُ فيهما. والحَضِيْرَةُ: الجَمَاعَةُ من القَوْمِ سَبْعَةٌ أو ثَمانِيَةٌ، وجَمْعُها: حَضَائرُ، وكذلك الحَضْرَةُ. والحُضْرُ والحِضَارُ: من عَدْوِ الدَّوابِّ، والفِعْلُ: أحْضَرَ إحْضَاراً. وفَرَسٌ مِحْضِيْرٌ ومِحْضِيْرَةٌ ومِحْضَارٌ. ورَجُلٌ حَضُرٌ: شَديدُ الحُضْرِ. وحَضْرٌ: حَضَرَ بِخَيْرٍ وبَيَانٍ، وإِنَّه لَحَسَنُ الحُضْرَةِ. وهو مِنِّي حُضْرَ الفَرَسِ. والحَضِيْرُ: ما اجْتَمَعَ من جايِئَةِ المِدَّةِ في الجُرْح، ومن السُّخْدِ في السَّلى. وحَضَارِ والوَزْنُ: كَوْكَبانِ، وهو المُحْلِفُ. ويُسمّى الثَّوْرُ الأبْيَضُ: حَضَارِ. ويُقال للإِبِلِ: لَكَ شُوْمُها وحَضَارُها، وتُكْسَرُ الحاءُ أيضاً. وناقَةٌ حَضَارِ: إذا جَمَعَتْ قُوَّةً ورُحْلَةً. وحَضْرَمَوْتُ: اسْمَانِ جُعِلا اسْماً واحِداً، وفيه لُغَاتٌ. والحاضِرُ: العِيْدَانُ وصِغَارُ الحَطَبِ في قَوْلِه:
عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيْمِ وحاضِرُهْ
والحُضَارُ: داءٌ يكونُ في الإِبل. والحَضْرُ من الرِّجال: الذي يَتَعَرَّضُ لِطَعَامِ القَوْمِ وهو عنه غَنِيٌّ. والحَضْرُ: قَصْرٌ. ومَحْضُوْرَاءُ: ماءٌ من مِيَاهِ العَرَب.
حضر
الحَضَر: خلاف البدو، والحَضَارة والحِضَارَة: السكون بالحضر، كالبداوة والبداوة، ثمّ جعل ذلك اسما لشهادة مكان أو إنسان أو غيره، فقال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
[البقرة/ 180] ، نحو: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [الأنعام/ 61] ، وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ [النساء/ 8] ، وقال تعالى: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ [النساء/ 128] ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ [التكوير/ 14] ، وقال: وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون/ 98] ، وذلك من باب الكناية، أي:
أن يحضرني الجن، وكني عن المجنون بالمحتضر وعمّن حضره الموت بذلك، وذلك لما نبّه عليه قوله عزّ وجل: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق/ 16] ، وقوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ [الأنعام/ 158] ، وقال تعالى: ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً
[آل عمران/ 30] ، أي: مشاهدا معاينا في حكم الحاضر عنده، وقوله عزّ وجلّ: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ
[الأعراف/ 163] ، أي: قربه، وقوله: تِجارَةً حاضِرَةً [البقرة/ 282] ، أي: نقدا، وقوله تعالى:
وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ [يس/ 32] ، وفِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ [سبأ/ 38] ، شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ [القمر/ 28] ، أي:
يحضره أصحابه، والحُضْر: خصّ بما يحضر به الفرس إذا طلب جريه، يقال: أَحْضَرَ الفرس، واستحضرته: طلبت ما عنده من الحضر، وحاضرته مُحَاضَرَة وحِضَارا: إذا حاججته، من الحضور، كأنه يحضر كلّ واحد حجّته، أو من الحضر كقولك: جاريته، والحضيرة: جماعة من الناس يحضر بهم الغزو، وعبّر به عن حضور الماء، والمَحْضَر يكون مصدر حضرت، وموضع الحضور.
ح ض ر

حضرني فلان، وأحضرته، واستحضرته. وطلبته فأحضرنيه صاحبه. وهو من حاضري البلد، ومن الحضور. وفعلت كذا وفلان حاضر، وفعلته بحضرته، وبمحضره. وحضار بمعنى أحضر. وحاضرته: شاهدته. وهو من أهل الحضر، والحاضرة، والحواضر. وهو حضري بين الحضارة، وبدويّ بين البداوة. وهو بدوي يتحضر، وحضري يتبدى. وأحضر الفرس، وما أشد حضره! وفرس محضير، وخيل محاضير. ونقول: ما السبق في المضامير. إلا للجرد المحاضير. وهو منّي حضر الفرس. وحاضرته: عاديته من الحضر. وحضرم في كلامه: لم يعربه. وفي أهل الحضر الحضرمة كان كلامه يشبه كلام أهل حضرموت، لأن كلامهم ليس بذاك، أو يشبه كلام أهل الحضر، والميم زائدة.

ومن المجاز: حضرت الصلاة. وأحضر ذهنك. وجاءنا ونحن بحضرة الدار، وحضرة الماء: بقربهما. وقال أبو دؤاد:

ومنهل لا يبيت القوم حضرته ... من المخافة أجنٍ ماؤه طامي

وكنت حضرة الأمر إذا كنت حاضره. قال عمر بن أبي ربيعة:

ولقد قلت حضرة البين إذ جد ... رحيل وخفت أن أستطارا

وحضرت الأمر بخير إذا رأيت فيه رأياً صواباً وكفيته. وفلان حسن الحضرة إذا كان كذلك. وإنه لحضر لا يزال يحضر الأمور بخير: وجمع الحضرة يريد بناء دار، وهي عدة البناء من الآجر والجص وغيرهما. واللبن محضور ومحتضر، فقط إناءك أن يحصره الذباب والهوام. وهو حاضر الجواب. وحاضر بالنوادر. وحضر المريض واحتضر: حضره الموت. قال الشماخ:

فأوردها معاً ماءً رواءً ... عليه الموت يحتضر احتضاراً

وحضره الهم واحتضره وتحضره. قال الأسود ابن يعفر:

نام الخل وما أحس رقادي ... والهم محتضر لدي وسادي

وقال الطرماح:

وأخو الهموم إذا الهموم تحضرت ... جنح الظلام وساده لا يرقد
ح ض ر: (حَضْرَةُ) الرَّجُلِ قُرْبُهُ وَفِنَاؤُهُ. وَكَلَّمَهُ بِحَضْرَةِ فُلَانٍ وَ (بِمَحْضَرِ) فُلَانٍ أَيْ بِمَشْهَدٍ مِنْهُ. وَ (الْحَضَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْبَدْوِ. وَ (الْمَحْضَرُ) السِّجِلُّ. وَ (الْحَاضِرُ) ضِدُّ الْبَادِي وَ (الْحَاضِرَةُ) ضِدُّ الْبَادِيَةِ وَهِيَ الْمُدُنُ وَالْقُرَى وَالرِّيفُ، وَالْبَادِيَةُ ضِدُّهَا. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الْحَاضِرَةِ وَفُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَفُلَانٌ (حَضَرِيٌّ) وَفُلَانٌ بَدَوِيٌّ وَفُلَانٌ (حَاضِرٌ) بِمَوْضِعِ كَذَا أَيْ مُقِيمٌ بِهِ. وَ (الْحِضَارَةُ) بِالْكَسْرِ الْإِقَامَةُ فِي الْحَضَرِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ بِالْفَتْحِ. وَ (الْحُضُورُ) ضِدُّ الْغَيْبَةِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: (حَضِرَ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِيهِ يُقَالُ: حَضِرَ الْقَاضِيَ امْرَأَةٌ. قَالَ: وَكُلُّهُمْ يَقُولُونَ يَحْضُرُ بِالضَّمِّ. قُلْتُ: وَفِي الدِّيوَانِ جَعَلَ هَذِهِ اللُّغَةَ مِنْ بَابِ فَعَلَ يَفْعُلُ. وَيُقَالُ: اللَّبَنُ (مُحْتَضَرٌ) وَ (مَحْضُورٌ) فَغَطِّ إِنَاءَكَ، أَيْ كَثِيرُ الْآفَةِ، وَإِنَّ الْجِنَّ تَحْضُرُهُ. وَالْكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98] أَيْ أَنْ تُصِيبَنِي الشَّيَاطِينُ بِسُوءٍ. وَقَوْمٌ (حُضُورٌ) أَيْ حَاضِرُونَ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (حَضْرَمَوْتُ) اسْمُ بَلَدٍ وَقَبِيلَةٍ أَيْضًا. وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا فَإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الِاسْمَ الْأَوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأَعْرَبْتَ الثَّانِي بِإِعْرَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ فَقُلْتَ هَذَا حَضْرَمَوْتُ. وَإِنْ شِئْتَ أَضَفْتَ الْأَوَّلَ إِلَى الثَّانِي فَقُلْتَ هَذَا حَضْرُمَوْتٍ أَعْرَبْتَ حَضْرًا وَخَفَضْتَ مَوْتًا. وَكَذَا الْقَوْلُ فِي سَامَّ أَبْرَصَ وَرَامَ هُرْمُزَ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (حَضْرَمِيٌّ) . 
[حضر] في ح ورود النار: ثم يصدرون عنها بأعمالهم كلمح البصر، ثم كالريح، ثم "كحضر" الفرس، هو بالضم العدو، وأحضر فهو محضر إذا عدا. ومنه ح: أقطع الزبير "حضر" فرسه بأرض المدينة. ط: أقطع أعطاه، وأراد بالورود الجواز على الصراط، ثم يصدرون أي ينصرفون عنها أي ينجون منها، وثم لتراخى الرتبة، والحضر بمضمومة فساكنة العدو الشديد. نه ومنه: فانطلقت مسرعاً أو "محضراً". وفيه: لا يبع "حاضر" لباد، الحاضر المقيم في المدن والقرى، والبادي من في البادية، والمنهي أن يأتي البدوي ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحضري: اتركه عند لأغالي في بيعه، وهذا إذا كانت السلعة مما تعم الحاجة إليها كالقوت، وإن كثر القوت واستغنى عنه ففي التحريم تردد، بناءً على زوال الضرر، أو ظاهر عموم النهي وحسم باب الضرر، وعن ابن عباس معناه لا يكون له سمساراً. وفيه: كنا "بحاضر" يمر بنا الناس، الحاضر القوم على ماء يقيمون به ولا يرحلون عنه، ويقال للمناهل: المحاضر، للاجتماع والحضور عليها، الخطابي: ربما جعلوا الحاضر اسماً للمكان المحضور، يقال: نزلنا حاضر بني فلان، فاعل بمعنى مفعول. ومنه ح: وقد أحاطوا بحاضر فعم. وح: هجرة "الحاضر" أي المكان المحضور. وفي ح الضب: "يحضرني" من الله حاضرة، أي جماعة الملائكة. ومنه ح صلاة الصبح: فإنها مشهودة "محضورة" أي تحضرها ملائكة الليل والنهار. وح: هذه الحشوش "محتضرة" أي يحضرها الجن والشياطين. ط: لقصد الأذى. قا: "فإنهم "لمحضرون"" أي في العذاب. نه وفيه: ما "بحضرتكم" أي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تكلفوا غيره. ومنه: كنا "بحضرة" ماء، أي قربه. وفيه: ذكر صلى الله عليه وسلم الأيام وما في كل [منها] من الخير والشر ثم قال: والسبت "أحضر" إلا أن له أشطراً، أي هو أكثر شراً وهو أفعل من الحضور، ومنه: "حضر" فلان و"احتضر" إذا دنا موته، وروى بخاء معجمة وقيل: هو تصحيف، قوله: إلا أن له أشطراً، أي له خير مع شره، ومنه: حلب الدهر أشطره، أي نال خيره وشره. وفيه: كفن صلى الله عليه وسلم في ثوبين "حضوريين" هو منسوب إلى حضور قرية باليمن. وحضير بفتح حاء قاع يسيل عليه فيض النقيع بنون. ن: "فأحضر فأحضرت" هو أشد من الهرولة، والهرولة فوق الإسراع. ش ومنه: فخرجت "أحضر" بضم همزة وسكون حاء أي أعدو. ن: "حضرت" الملائكة هم غير الحفظة، ووظيفتهم كتابة حاضري الجمعة. وح: هو "بحضرة" العدو، وهو مثلثة الحاء وبفتحتين مع حذف الهاء. ومنه: "حضرة" الأضحى. ط: أسرعوا إلى "حضائرهم" الحضيرة النخيلة ينتشر بسرها وهو أحضر. غ: ""حاضرة" البحر" مجاورته. و"كل شرب محتضر" أي يحضرون حظهم من الماء وتحضر الناقة حظها. واستحضر دابته حملها على الحضر.
باب الحاء والضاد والراء معهما ح ض ر، ر ح ض، ح ر ض، ض ر ح، ر ض ح مستعملات

حضر: الحَضَرُ: خلافُ البَدْو، والحاضِرة خلاف البادية لأن أهل الحاضرة حَضَروا الأمصارَ والديار. والباديةُ يُشبِهُ أنْ يكونَ اشتِقاق اسمه من: بدا يبدو أى بَرَزَ وظَهَرَ، ولكنّه اسم لزم ذلك الموضع خاصَّةً دونَ ما سِواه، [والحَضْرَةُ: قرب الشَّيء] . تقول: كنت بحَضرةِ الدار، قال:

فشَلَّتْ يَداهُ يومَ يحمِلُ رأسَه  ... إلى نَهشَل والقَومُ حَضرةَ نَهْشَلِ

وضَرَبُته بحَضْرَة فلانٍ، وبمَحْضَره أحسَنُ في هذا. والحاضِرُ: هُمُ الحَيُّ إذا حَضَروا الدارَ التي بها مُجتَمَعهُم فصارَ الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسامِرِ ونحوِهما، قال:

في حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامرُه ... فيه الصواهل والرايات والعَكَرُ

والحُضْر والحِضار: من عَدْوِ الدابَّة، والفعل: الإحضار. وفَرَسٌ مِحضير بمعنى مِحضار غيرَ أنّه لا يقالُ إلا بالياء وهو من نَوادر كلام العرب، قال امرؤ القيس:

استلحم الوحش على أحشائها ... أهوَجُ مِحضيرٌ إذا النقْعُ دَخَنْ

والحضيرُ: ما اجتَمَعَ من [جائية] المِدَّةِ في الجُرْح، وما اجتَمَعَ من السُّخد في السَّلا ونحوه. والمُحاضرةُ: أنْ يُحاضِرَك إنسان بحَقّكَ فيذهَب به مُغالَبةً ومُكابَرةٌ. والحِضار: اسم جامع للإبِلِ البِيض كالهِجان، الواحدةُ والجميع في الحضار سَواءٌ. وتقول: حَضارِ. أي: احضَرْ مثلُ نَزالِ بمعنَى انزل. وتقول: حضرت الصَّلاةُ، لغة أهل المدينة، بمعنى حَضَرت، وكلهم يقولون: تَحضُر. وحَضارِ: اسم كوكب معروف، مجرورٌ أبداً. وحَضْرَمَوْت: اسمان جُعِلا اسماً واحداً ثم سُمِّيَت به تلك الَبْلَدة، ونظيرهُ: أحمرجون .

رحض: ثَوبٌ رَحيضٌ ومَرْحُوضٌ: أي: مَغسُول. والرحْضُ: الغَسْل.

وقالتْ عائشة في عُثمانَ: استَتابوه حتى إذا تَرَكوه كالثَوْبِ الرَّحيض أحالوا عليه فقَتَلُوه .

والمِرْحَضةُ: شيءٌ يُتَوَضَّأ فيه مثل كنيف وكذلك المِرحاضُ وهو المُغَتسَل. والرُحَضاء: عَرَق الحُمَّى، رُحِض الرجُلُ أخَذَتْهُ الرُحَضاءُ.

حرض: التَحريضٌ: التَحضيضُ. والحُرضُ، (مثقل) ، الأشْنان، والمِحْرَضةُ: وِعاؤه. وقوله تعالى: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أي مُحْرَضاً يُذيبك الهَمُّ، وهو المُشرِف حتى يكاد يَهلِك. رجلٌ حَرَضٌ ورجالٌ أحراض. والحَرَضُ: الذي لا خير فيه لؤماً ودقّةً من كلّ شيءٍ. [والفِعل منه : حَرُضَ يحرُضُ حُروضاً. وناقةٌ حَرَضٌ وإبِلٌ أحراض: وهو الضاوي الرديءُ.

ضرح: الضَرْحُ: حَفرُكَ الضَريحَ للميِّت وهو قَبْرٌ بلا لَحْدٍ، ضَرَّحْتُ له. والضَرْحُ: الرَمْيُ بالشيْءِ. واضطَرُحوا فلاناً: إذا رَمَوا به، والعامَّةُ تقول: اطَّرَحُوه، يظُنُّونَ أنَّه من الطَرْح وإنّما هو من الضَرْح، قال:

ضرحاً بصليات النُسور نحتبي  ويقال: الضَرْحُ الرُمْح. والضرُّاح بيت في السَّماء. والمَضْرَحيُّ من الصِقُوُر: ما طالَ جناحاه، قال طرفة:

كأنَّ جَناحَي مَضْرحَيٍّ تَكَنَّفا

ويقال للرجل السيد السَريِّ: مَضْرَحيّ. ويقال المَضْرَحّي. ويقال المَضْرَحِيُّ: الأبيضُ من كلّ شَيءٍ.

رضح: الرَضْحُ: رَضْحُك النَّوَي بالمِرْضاح أي: بالحَجَر، والخاء لغة قليلة.
[حضر] حَضْرَةُ الرجل: قُربه وفِناؤه. والحَضْرُ: بلدٌ بإزاء مَسكَن. ويقال: كَلَّمته بَحَضْرَةِ فلانٍ وبِمَحْضَرٍ من فلان، أي بمشهدٍ منه. وحكى يعقوبُ: كلَّمته بَحَضرِ فلان، بالتحريك. والحَضَرُ أيضاً: خلاف البَدْو. والمَحْضَرُ: السِجِلُّ. والمحضر: المرجع إلى المياه. وفلان حسَنُ المَحْضَرِ: إذا كان ممّن يذكر الغائبَ بخير. يقال: فلان حسن الحِضْرَةِ والحَضْرَةِ. وكلَّمته بِحَضْرَةِ فلان وحُضْرَتِهِ وحِضْرَتِهِ. والحُضْرُ بالضم: العَدْوُ: يقال: أَحَضَرَ الفرسُ إحضاراً واحْتَضَرَ، أي عدا. واسْتَحْضَرْتُهُ أعديته. وهذا فرسٌ مِحْضيرٌ، أي كثير العَدْو. ولا يقال مِحْضارٌ، وهو من النوادر. والحاضِرُ: خلاف البادي. والحاضِرةٌ: خلاف البادية: وهي المدن والقرى والريف. والبادية خلاف ذلك. يقال: فلانٌ من أهل الحاضِرَةِ وفلان من أهل البادية، وفلان حَضَريٌّ وفلان بدويٌّ. والحاضِرُ: الحى العظيم. يقال: حاضر طيئ. وهو جمع، كما يقال سامِرٌ للسمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قال حسان: لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ كأنَّه * قطينُ الإلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما - وفلان حاضِرٌ بموضع كذا، أي مقيمٌ به. ويقال: على الماء حاضِرٌ. وهؤلاء قومٌ حُضَّارٌ، إذا حَضَروا المياه، ومحاضر. قال لبيد: * وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخيامُ * وحَضَرَة، مثل كافر وكفرة. وحَضارِ، مثل قطام: نجمٌ. يقال: " حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفان "، وهما نجمان يَطلُعان قبل سهيل فيُحلَف أنَّهما سُهَيل للشَبَه. والحَضيرَةُ: الأربعة والخمسة يَغْزُون. قالت سَلْمى الجُهَنيّة تَرْثي أخاها أسعَدَ: يَرِد المياه حضيرَةً ونَفيضةً * وِرْدَ القطاةِ إذا اسمألَّ التُبَّعُ - والجمع الحَضائِرُ. قال الهذليّ: رجالُ حروب يَسْعَرون وحَلْقةٌ * من الدارِ لا تأتي عليها الحَضائِرُ - والحَضيرةُ: ما اجتمع في الجُرح من المِدَّة، وفي السَلا من السُخْدِ. يقال: ألقت الشاة حَضيرتها، وهي ما تلقيه بعد الولد من السُخد والقذى. وحاضَرْتُهُ: جاثَيتُه عند السلطان، وهو كالمبالغة والمكاثرة. وحاضَرْتُهُ حِضاراً: عَدَوْتَ معه. والحَضارُ أيضاً من الإبل: الهجان، واحده وجمعه سواء. قال أبو ذؤيب: فلا تشترى إلا برج سباؤها * بنات المخاض شومها وحضارها - أي سودها وبيضها. ورواه أبو عمرو: " شيمها " وهما بمعنى، الواحد أشيم. ويقال: ناقة حِضارٌ، إذا جمعت قوّةً ورُِحلةً، أي جَودة سير. والحِضارة: الإقامة في الحضَر، عن أبي زيد. وكان الأصمعيُّ يقول: الحَضارة بالفتح. قال القطاميُّ: ومن تكن الحَضارَةُ أعجبته * فأيَّ رجالِ باديةٍ تَرانا - والحُضورُ: نقيض الغَيبة. وقد حَضَرَ الرجل حُضوراً، وأَحْضَرَهُ غيره. وحكى الفرّاء حَضِرَ بالكسر: لغة فيه. يقال: حَضِرَتِ القاضي اليومَ امرأةٌ. قال: وأنشدنا أبوثروان العكلى لجرير على هذه اللغة: ما مَن جفانا إذا حاجاتنا حَضِرَتْ * كمن لنا عنده التكريم واللَطَفُ - قال: وكلُّهم يقول: يَحْضُرُ بالضم. ورجلٌ حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. والمُحْتَضِرُ: الذي يأتي الحَضَرَ، وهو خلاف البادى. وحضره الهم واحتضره وتحضره، بمعنىً. واللبن مُحْتَضَرٌ ومَحْضَورٌ، أي كثرة الآفة وأن الجن تحضره. يقال: اللبن محتضر فغط إناءك والكنف محضورة. وقوله تعالى:

(وأعوذ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ) * أي أنْ تصيبني الشياطين بسوء. وقومٌ حُضورٌ، أي حاضرون، وهو في الاصل مصدر. وحضور بالفتح: بلد باليمن. وقال غامد: تغمدت شرا كان بين عشيرتي * فأسماني القيل الحضوري غامدا - وحضرموت: اسم بلد وقبيلة أيضا، وهما اسمان جعلا واحدا، وإن شئت بنيت الاسم الاول على الفتح وأعربت الثاني إعراب مالا يتصرف فقلت: هذا حضرموت، وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت هذا حضرموت أعربت حضرا. وخفضت موتا. وكذلك القول في سام أبرص، ورام هرمز. والنسبة إليه حضرمى، والتصغير حضيرموت، تصغر الصدر منهما. وكذلك الجمع، يقال: فلان من الحضارمة.
الْحَاء وَالضَّاد وَالرَّاء

الحُضُورُ، نقيض المغيب. حضَرَ يحْضُرُ حُضوراً وحِضارَةً. ويعدى فَيُقَال: حَضَرَه، وحَضِرَه يَحضُرُه وَهُوَ شَاذ. والمصدر كالمصدر.

وتَحَضَّرَهُ الْهم، كحضَرَه. قَالَ ابْن هرمة:

وأرَى الهمُومَ تحَضَّرتْني مَوْهِنا ... فمَنَعْنَني فرْشِي وليِنَ وسائدِي

وأحضَرَ الشَّيْء، وأحضَرَه إِيَّاه. وَقَوله تَعَالَى: (ثُمَّ هُوَ يومَ القِيامَةِ من المُحضَرِين) أَي من المحضرين الْعَذَاب. جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِي النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي جهل ابْن هِشَام، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعده الله وَعدا حسنا فَهُوَ لاقيه فِي الدُّنْيَا، بِأَنَّهُ نُصِرَ على عدوه، وَهُوَ فِي الْآخِرَة فِي أَعلَى الْمَرَاتِب فِي الْجنَّة. وَأَبُو جهل من المحضرين. وَقيل: إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ الْمُؤمن وَالْكَافِر: فالمؤمن آمن بِاللَّه وَرُسُله وأطاعه ووقف عِنْد أمره، فلقَّاه جَزَاء ذَلِك فِي الْجنَّة، وَالْكَافِر مُتِّع الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلم يُؤمن بِاللَّه، فَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة من المحضرين.

وَكَانَ ذَلِك بحضرَة فلَان وحِضْرَتِه وحُضرَته وحَضَرَهِ ومَحْضَرِه. وَرجل حاضِرٌ، وَقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وَإنَّهُ لحسن الحِضْرَةِ، إِذا حضَرَ بِخَير.

والحَضَرُ والحَضرَةُ والحاضِرَةُ والحِضارَةُ والحَضارَةُ، خلاف الْبَادِيَة، سميت بذلك لِأَن أَهلهَا حَضَروا الْأَمْصَار ومساكن الديار الَّتِي يكون لَهُم بهَا قَرَار. والبادية يشبه أَن يكون اشتقاق اسْم من: بدا يَبْدُو، أَي برز وَظهر، وَلكنه اسْم لزم ذَلِك الْموضع خَاصَّة دون مَا سواهُ.

والحاضرَةُ والحاضرُ، الْحَيّ إِذا حَضَرُوا الدَّار الَّتِي فِيهَا مجتمعهم، قَالَ:

فِي حاضِرٍ لجِبٍ بالليَّلِ سامِرُه ... فِيهِ الصَّواهلُ والراياتُ والعكَرُ

وحاضِرو الْمِيَاه وحُضَّارُها، الكائنون عَلَيْهَا قَرِيبا لأَنهم يَحْضُرونها أبدا.

والمحضَرُ، الْمرجع إِلَى الْمِيَاه.

وَرجل حَضَرٌ وحَضِرٌ، يتحين طَعَام النَّاس حَتَّى يَحْضُرَه.

والحضِيرَةُ: مَوضِع التَّمْر.

والحَضِيرَةُ: جمَاعَة الْقَوْم. وَقيل: الحَضِيرَةُ من الرِّجَال، السَّبْعَة أَو الثَّمَانِية. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب أَو شهَاب ابْنه:

رِجالُ حُروبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ ... من الدهرِ لَا تأتى عَلَيْهَا الحَضائرُ

وَقيل: الحضِيرَةُ، الْأَرْبَعَة أَو الْخَمْسَة يغزون. وَقيل: هم النَّفر يغزى بهم. وَقيل: هم الْعشْرَة فَمن دونهم، قَالَ الْفَارِسِي: حَضِيرَةُ الْعَسْكَر، مقدمتهم.

والحَضِيرَةُ: مَا تلقيه الْمَرْأَة من ولادها. وحَضِيرَةُ النَّاقة، مَا ألقته بعد الْولادَة. والحضِيَرُة، انْقِطَاع دَمهَا.

والحَضِيرَةُ، دم غليظ يجْتَمع فِي السلى. والحَضِيرُة: مَا اجْتمع فِي الْجرْح من جائبة الْمَادَّة، وَفِي السلى من السخد وَنَحْو ذَلِك.

والمحاضَرَةُ: المجالدة، وَهُوَ أَن يغالبك على حَقك فيغلبك عَلَيْهِ وَيذْهب بِهِ. وَرجل حَضُرٌ، ذُو بَيَان.

وحضَارِ، مَبْنِيَّة مُؤَنّثَة، نجم يطلع قبل سُهَيْل فيظن النَّاس بِهِ انه سُهَيْل، وَهُوَ أحد المحلفين. وَقَالَ ثَعْلَب: حَضارِ، نجم يخفى فِي بعد، وَأنْشد:

أرَى نارَ ليْلى بالعقيق كَأَنَّهَا ... حَضارِ إِذا مَا أعرضَتْ وفُرودُها

الفرود، نُجُوم تخفى حول حَضارِ، يُرِيد أَن النَّار تخفى لبعدها كَهَذا النَّجْم الَّذِي يخفى لبعد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما مَا كَانَ آخِره رَاء فَإِن أهل الْحجاز وَبني تَمِيم متفقون فِيهِ، ويختار بَنو تَمِيم فِيهِ لُغَة أهل الْحجاز، كَمَا اتَّفقُوا فِي " نزال " الحجازية لِأَنَّهَا هِيَ اللُّغَة الأولى القدمى، فَزعم الْخَلِيل رَحمَه الله أَن إجناح الْألف أخف عَلَيْهِم، يَعْنِي الإمالة ليَكُون الْعَمَل من وَجه وَاحِد، فكرهوا ترك الخفة وعاموا أَنهم إِن كسروا الرَّاء وصلوا إِلَى ذَلِك، وَأَنَّهُمْ إِن رفعوا لم يصلوا، وَقَالَ: وَقد يجوز أَن ترفع وتنصب مَا كَانَ فِي آخِره الرَّاء، قَالَ: فَمن ذَلِك، حضار لهَذَا الْكَوْكَب، وسفار اسْم مَاء، ولكنهما مؤنثان كماوية والشعرى، قَالَ: فَكَأَن تِلْكَ اسْم الماءة، وَهَذَا اسْم الكوكبة.

والحِضارُ من الْإِبِل، الْبَيْضَاء. الْوَاحِد وَالْجمع فِي ذَلِك سَوَاء، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف الْخمر:

فَمَا تُشْترَي إِلَّا بربحٍ سِباؤُها ... بناتُ المخاضِ شُومُها وحِضارُها

شومها: سودها.

وحضار: اسْم للثور الْأَبْيَض.

والحَضْرُ: شحمة فِي الْعَانَة وفوقها.

والحُضْرُ والإحْضَارُ: ارْتِفَاع الْفرس فِي عدوه عَن الثعلبية، فالحُضْرُ الِاسْم، والإحضارُ الْمصدر. وَقَالَ كرَاع: أحْضَرَ الْفرس إحضَاراً وحُضْراً، وَكَذَلِكَ الرجل. وَعِنْدِي أَن الحُضْرَ الِاسْم والإحضار الْمصدر. وَفرس محْضِيرٌ. الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء.

والمِحْضَرَةُ: الدرة تضرب بهَا الدَّابَّة، عَن الهجري، أرى ذَاك لِأَنَّهَا إِذا ضربت بهَا أحْضَرَتْ. وحُضَيرُ الْكَتَائِب، رجل من سَادَات الْعَرَب، وَقد سمت: حاضِراً ومحاضِرا وحَضِيراً.

والحَضَرُ: مَوضِع، وحَضْرَمَوْتُ: اسْم بلد. ولغة هُذَيْل: حَضْرَمُوتُ. قَالَ ابْن جني: فِيهِ عِنْدِي قَولَانِ: أَحدهمَا انه لما كَانَ علما ومركبا دخله تَغْيِير الفتحة إِلَى الضمة، كأشياء تجوز فِي الْأَعْلَام مُخْتَصَّة بهَا، كموهب وتهلل، وَالْآخر أَن يكون لما رأى الاسمين قد ركبا مَعًا وجريا مجْرى الشّبَه، تمم الشّبَه بَينهمَا فضم الْمِيم ليصير حَضْرَمُوت على وزن عَضْرَفُوطٍ، فَإِذا فعل هَذَا، ذهب فِي ترك صرفه إِلَى التَّعْرِيف والتأنيث للبلدة.

وحَضُورٌ، جبل بِالْيمن.
حضر: حَضَر: أتى. ففي تاريخ بني زيان (ص95 ق): حضر من فاس إلى تلمسان.
وحضر الكُتَّاب: ذهب إلى الكُتَّاب أي موضع تعليم الصبيان. ففي رياض النفوس (ص70 و): فسأل أبي عني أن كنت أحضر الكتاب فقال له أبي نعم أي فسأل أبي إن كنت أذهب إلى الكتَّاب.
وحضر على فلان: شهد الدرس الذي يلقيه (أنظر سمع على) (المقري 1: 842). ويقال أيضا: حضر عند فلان (ميرسنج ص21).
ويقال حضر على فلان كتاباً (طنطاوي في زيشر كند 7: 51).
ولم أحضر نحواً: لم أشهد درس النحو (نفس المصدر 1: 7) وحضرت في النحو والفقه: (نفس المصدر 1: 3).
ويذكر بوشر: حضر له وحضرني كذا. وعند لين: أتأذنين في ذكر شيء حضر، أي تأذنين في ذكر شيء خطر ببالي؟ (معجم بدرون).
حضره شيء، يعني أيضا: رغب في عمل شيء. ففي رياض النفوس (ص48 و): ثم نهض للقيام وقال من حصره (كذا) الزيارة لواصل (اسم شخص) فَلْسَقُمْ ثم خرج من فوره وخرج معه أصحابه. وحضر فلانا وحضر به: أتى إليه بشيء (أخبار ص19).
وحضر فيه: تكلم فيه: يقال: ونحضر فيهم كل يوم مَحْضَرَة أي نتكلم فيهم في كل اجتماع (ماري ديب ص2).
وحضر: ازدهر، غمر (معجم الادريسي).
حضَّر (بالتشديد): أحضر. جعله يمثل أمام (فوك، بوشر، معجم المتفرقات، الفخري ص167) وفي الفخري غلطتان تحتاج إلى تصحيح، ففيه: فلما بعُدْنا عن بغداد حضّرنا (حَضَّرنا) السلطان (السلطانُ) هولاكو يوما بين يديه.
وحضَر: اعدَّ، هيَّا (بوشر، همبرت ص11).
حاضر: قولهم: استعماه لمحاضرة الفهم (المقري 1: 597) يعني: إجهاد نفسه لشحذ عقول سامعيه.
حاضر ب: ذكر شيئا أو دليلاً أو شهادة لتأييد ما يزعم (تعليقات ص103، لطائف الثعالبي ص121) ولم يفهم دي يونج عبارة الثعالبي فأهملها (ص133) وللفعل في هذه العبارة نفس المعنى.
وحاضر: ذكر، أورد شاهداً، روى، نقل عن، فلان، حكى عنه (ياقوت 2: 391): أحضر. أحضر كتاباً بغيره: قابل كتاباً بكتاب آخر، عارضه (معجم أبي الفداء).
تحضَّر: استعد، تهيأ له، تأهب. ويقال تحضَّر له. واعتد وتجّضر وتموَّن وادخر (بوشر).
وتحضر: ازدهر، عمر بالسكان.
وتحضر الرجل: أفلح وحظي بكل ما يحتاج إليه (معجم الادريسي).
استحضر. استُحْضِر الرجل بالبناء للمجهول: احتضِر. حضره الموت (المقدمة 1: 307).
واستحضر. تذكر المسائل بحيث يستطيع ذكرها استظهاراً (المقري 1: 884، 2، 517، 520).
استحضر لنفسه: فكَّر، تأمل، وتروى، ردد الأمر في خاطره (ألف ليلة برسل 6: 199).
حَضَر. الحَضَر: سكان المدينة (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 189، 1852، 2: 217).
طَلَبَة الحضر أو أشياخ الحضر عند الموحدين: علماء الدين في مختلف المقاطعات الذين جمعهم سلاطين الموحدين في عاصمتهم (عبد الواحد ص144، 207، 248، 249) ويتردد ذكرهم كثيراً عند ابن صاحب الصلاة.
حَضْرَة: دار السلطان (عبادا: 18، 73، رقم 7).
وحضرة: لقب تشريف، جناب.
ويقال: حضرة سيدي أي جناب سيدي، ويطلق على سيدنا آدم: حضرة آدم (بوشر).
وحضرة الملك: جلالة الملك (ألف ليلة 1: 95، عباد 2: 189 رقم 14).
تعظيم الحضرة: قال له يا سيدي (ابن جبير ص299).
وحضرة: محادثة، محاورة، مطارحة، مفاوضة (جاكسون تمبكتو ص233). وحضرة: مأدبة، وليمة أو طعام المأدبة (ألف ليلة 1: 211، 333، 334، 770) برسل 11: 376) وكثيرا ما ترد في حكاية باسم الداد، غير أن الكلمة تصحفت فيه إلى حضوة.
وحضرة اسم عيد من أعياد الأسرة. (باربييه ص19).
والحضة العَمَائيَّة عند الصوفية: أعلى درجة من درجة التجلي الإلهي.
والحضرة الهَبَائية: التجلي الذي يخلق الله به الأشياء المجردة ويحولها إلى مادة بإضافتها إلى الصورة. انظر: دي سلان المقدمة (3: 99، رقم 523).
حضرات الحسّ: التجليات الإلهية التي لا يدركها المرء إلا بحواسه الباطنية (دس ساسي، المقدمة 3: 57).
حَضَرِيّ: مدني، من أهل المدينة، (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 194).
اللسان الحضري: لغة أهل المدن الفاسدة أنظر المقدمة (2: 270، 271).
الآداب الحضرية: آداب العمران، آداب الحضارة، آداب التمدن (بوشر).
حضراوية: حضارة، تمدن، عمران (بوشر) حِضار: مدرسة، كُتَّاب (فوك) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص233) فقد علمت أنه جمعني بك المنشأ والحِضار وطلب العلم.
وحضار: داء المفاصل، رثية، روماتزم، (بوشر) ولم يضبط الكلمة بالشكل.
حُضُور: ثبات الجنان أو الروع أو النفس، رباطة الجأش، ضد غبية (مملوك 2، 2: 100، المقري 1: 569، كرتاس ص42).
ملائكة الحضور: ملائكة الموت، ففي رياض النفوس (ص100 ق): ولما حضرت وفاته قال أوقدوا السراج للأضياف الذين عندنا فقدر أنه رأى ملائكة الحضور.
حِضَارة: حالة الرخاء والازدهار والرفاهية التي يدل عليها ثراء الزينة والملابس وجمال الحدائق والعمارات وفخامة المآدب إلى غير ذلك. (انظر ملر ص8، عبد الواحد ص261، 263).
حضاري: رثوي، مختص بالرثية أو داء المفاصل (بوشر).
حَضَوري: حدسي، بديهي، مدرك بالحدس، (بوشر) وكان شولتنز يعرف بهذا المعنى وقد ذكر له مثالين.
حاضر: لا يقال: حاضر بالجواب (لين) وهو السريع الجواب فقط. بل يال حاضر الجواب أيضاً (بوشر). كما يقال: حاضر النادرة (وعند لين: حاضر بالنادرة). (المقري 2: 633).
الجواب الحاضر: الجواب السريع (بَّسام 3: 135 ق) ألف ليلة 1: 823).
وحاضر بمعنى معد وسريع انظر أيضاً معجم المتفرقات.
قلبه حاضر: ثابت الجنان (بوشر).
السعر الحاضر: السعر الرائج في السوق، السعر الحالي للسلع (بوشر).
بالحاضر: نقداً (بوشر).
حاضر: بحسن الرضى، بطيبة الخاطر، سمعا وطاعة، على الرأس والعين (بوشر). في ألف ليلة (1: 308): حاضر أقليه لكم، حيث في طبعة برسل: حاضراً.
حاضر: أرباض المدينة (معجم البلاذري مختارات 1: 5، فعند فريتاج لكم (ص61): وجفل أهل الحاضر ومن كان خارج المدينة. وفي (ص66): واعتصم الخوارزمية بحاضرها خارج البلد (أبو الفداء تاريخ 3: 244، بحوث 2 الملحق ص83، 84).
وفي الجويري (ص30 ق): يخرجون إلى ظاهر المدينة إلى الحاضر الذي لها.
حاضِرَة: عاصمة (معجم البيان) ففي كتاب محمد بن الحارث (ص203): في الحاضرة العظمى قرطبة (حيان، البكري ص110، كرتاس ص70).
وحاضرة: جانب الوادي المنحدر (بركهارت سوريا ص666).
حاضُور: يظهر أن معناها: دعوة إلى الطعام. ففي ألف ليلة (برسل 9: 390): الطُفَيْلِيّ الذي يدخل على الناس بلا دستور ولا حاضور.
أحْضَرُ: اسم التفضيل لحاضر بمعنى: معد مهيأ، سريع. وينقل شولتنز من سنت أرجول (ص92): أحضر الناس جواباً. وفي المقدمة (3: 86): من أنفع الكتب فيه وأحضرها. أي يمكن الحصول عليه بأيسر وسيلة، ويرى دي سلان أن يقرأها: وأخصرها، وهو في هذا مخطئ.
مَحْضَر، بمحضر من فلان: بحضور فلان (معجم أبي الفداء).
مَحْضَر: محفل، ندوة، جماعة (المقري 1: 136، عبد الواحد ص105، ألف ليلة 2: 68، برسل 9: 216) وفي طبعة ماكن: جملة.
جميل المحضر: زينة الجماعة (أماري ص 675) وانظر تعليقات ونقد.
ووزير حسود لا يحب أحدا يدعى: محضر سوء (ألف ليلة 3: 590). ويترجمها لين بما معناه: طلعة نحس، وجه شؤم، غير أني أرى أن المعنى ((مجمع كل الرذائل)) أي الرج الذي يجمع في نفسه كل الرذائل. ومن هذا جاءت الكلمة الصقلية مَشَدار التي وجدتها عند إبلا (معجم المالطية ص258) وهو يترجمها بما معناه: أشأم الناس، وأنحسهم.
ومحضر: مدرسة (فوك).
وقولهم: وكنت يومئذ بمحضر من المر (كليلة ودمنة ص193) لابد أن يعني: وكنت يومئذ ذا نفوذ في المر، وفي مخطوطة ليدن: وكنت منه بمكان.
ومحضر: رأي (دي ساسي طرائف ص1: 27): ألف ليلة (برسل 7: 256) وفيها: وكان أحسنهم محضراً من قال، وقد ترجمها الناشر بما معناه: وكان أكثرهم إنصافاً وعدلاً الذي قال.
محضراً: نقداً (دي ساسي 9: 470) ويقال بمحضر أيضاً (أماري ديب ص174).
مُحضِر: من يحضر الدعاوى أمام القاضي (رسول القاضي) (ألف ليلة 2: 86). مَحْضَرة: محفل، ندوة، جماعة (أماري ديب 2: 1).
ومحضرة: مدرسة (معجم ابن جبير، فوك، ألكالا) وفي رياض النفوس (ص70 و) تتمة لحكاية نقلت منها عبارة في مادة حضر: فقال لأبي لعل ابنك بمحضرة على قارعة الطريق.
مَحْضُور. اسكت الدنيا محضورة، أي اسكت فهناك من يسمعنا (بوشر).
مُحاضَر: ما يعطي للمظلوم سلفاً قبل الحكم والقضاء (بوشر).
مُحَاضَرة: وقتي، موقتاً، جار إلى حين (بوشر).
حضر
حضَرَ1 يَحضُر، حَضارةً، فهو حاضر
• حضَر البدويُّ: أقام واستقرّ فلم يعد يترحّل. 

حضَرَ2/ حضَرَ عن يَحضُر، حُضورًا، فهو حاضر، والمفعول محضور (للمتعدِّي)
• حضَر الشَّخصُ ونحوُه: قَدِم، ضدّ غاب "حضرت الشُّرطةُ بعد تلقِّيها البلاغ- ذو حضور مؤثِّر- حضور الذِّهن: سرعة الإدراك- من خافك حاضرًا أبغضك غائبًا [مثل]- {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}: أن تصيبني الشّياطينُ بسوء- {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}: مسجّلاً محفوظًا".
• حضَر الشَّيءُ أو الأمرُ: أتى، جاء وتهيّأ "حضر الكتابُ".
• حضَرتِ الصَّلاةُ: حلَّ وقتُها "حضَر الوقتُ: أزِف، حان، وافى".
• حضَر المجلسَ/ حضَر المكانَ: شهده، ذهب إليه "حضر الوزيرُ الجلسةَ الختاميّة- حضر حربَ أكتوبر: أدركها- {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ} ".
• حضَر الأمرُ فلانًا:
1 - حلَّ، نزل به " {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} ".
2 - خطر بباله "حضره ذلك الحادث الذي رآه بعينه".
• حضَر عن فلان: قام مقامَه في الحضور، ناب عنه "حضر الوزيرُ الاحتفالَ نائبًا عن رئيس الجمهوريّة". 

أحضرَ يُحضر، إحضارًا، فهو مُحضِر، والمفعول مُحضَر (للمتعدِّي)
• أحضرَتِ النَّفْسُ: قدّمت، جلبت " {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}: ما قدّمت من خير أو شرّ".
• أحضر الشَّيءَ أو الشَّخصَ: أتى به "أحضر الطّبيبَ/ المطافئَ- {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} - {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} " ° مذكِّرة إحضار: أمر بالإتيان أمام القاضي.
• أحضر نفسَه للأمر: تهيّأ له وتوجَّه إليه "أحضرَ القاضي ذهنَه للشُّهود".
• أحضرَ فلانٌ فلانًا الشَّيءَ: أتاه به. 

أُحضِرَ يُحضر، إحضارًا، والمفعول مُحضَر
• أُحضِرت الأَنْفسُ الشُّحَّ وغيره: طُبعت وجُبِلت عليه " {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}: جيء لهذه الأنفس بالشح وجعل حاضرًا لها لا يغيب عنها". 

احتضرَ يحتضر، احتِضارًا، فهو مُحتَضِر، والمفعول مُحتضَر
• احتضر المجلسَ ونحوَه: شهدَه وأتى إليه "كان لا يفوِّت احتضار مجلس يوم الجمعة" ° ذاكرةٌ مُحتَضَرة: لا تتذكَّر، كثيرة النِّسيان.
• احتضر المكانَ: نزل به " {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}: يحضره صاحبُه في نوبته". 

احتُضِرَ يُحتضَر، احتضارًا، والمفعول مُحتضَر
• احُتضِر المريضُ:
1 - أتاه الموتُ، دخل في نزع الرُّوح "إنّه يُحْتَضَر منذ ثلاثة أيّام".
2 - مات. 

استحضرَ يستحضر، استحضارًا، فهو مستحضِر، والمفعول مستحضَر
• استحضر فلانًا: استدعاه، طلب حضورَه "استحضر القاضي شاهدًا".
• استحضر الشَّيءَ:
1 - أعدّه، صنعه "استحضر الدواءَ" ° مستحضرات التَّجميل: الموادّ المستخدمة لتجميل البشرة أو الشَّعر.
2 - أحضرَه.
• استحضرَ الأمرَ: تذكّره، بحيث يستطيع ذكَره استظهارًا "نستحضر الماضي لنستخلص منه العِبَر". 

تحضَّرَ يتحضَّر، تحضُّرًا، فهو مُتَحضِّر
• تحضَّر البدويُّ أو الرِّيفيُّ:
1 - سكن المدينةَ واستقرّ فيها وتخلّق بأخلاق أهلها وعاداتهم "قلَّ عدد البدو الرُّحَّل بعد أن تحضَّر كثيرٌ منهم- شخص متحضِّر: مهذَّب يعرف أدب السلوك- تحضَّر شَعْبٌ بُدائيٌّ".
2 - تمدَّن، ازدهر، حظي بكلِّ ما يحتاج إليه.
• تحضَّر المكانُ: ازدهر، عمر بالسُّكّان. 

حاضرَ يحاضر، مُحاضَرةً، فهو مُحاضِر، والمفعول مُحاضَر
• حاضَر القومَ: جالسَهم وحادثَهم بما يحضُره ويخطر في باله "حاضر أولادَه بأمور المعمل وإنتاجه".
• حاضَر الطُّلابَ ونحوَهم: ألقى عليهم محاضرةً "يحاضر في الجامعة: ". 

حضَّرَ/ حضَّرَ لـ يحضِّر، تحضيرًا، فهو مُحضِّر، والمفعول مُحضَّر
• حضَّر القَوْمَ: زوّدهم بأسباب الحَضارة والرُّقِيّ والتَّقدّم "حَضَّر شَعبًا بُدائيًّا- هناك خُطَّة لتحضير القرى".
• حضَّر الشَّيءَ/ حضَّر للشَّيء: أعدَّه، هيَّأه، جهَّزه "حضَّر الصَّيدليُّ الدَّواءَ- قامت اللَّجنة بالتَّحضيرات اللاَّزمة لعقد المؤتمر- حضّر وجبةً بسرعة" ° حضّر نفسَه: استعدّ- معاهد تحضيريّة للمعلِّمين/ مدارس تحضيريّة للمعلِّمين: خاصّة لإعداد المعلِّمين.
• حضَّر الأدواتِ ونحوها: أتى بها، جعلها ماثلة أمامه. 

استحضاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استحضار: "حكاية استحضاريّة: تقوم على التعبير عن فكرة برسم أو لوحة شعارها كائن حيّ".
2 - مصدر صناعيّ من استحضار: تعبيريّة "يعتمد في أسلوبه الخطابي على القوّة الاستحضاريّة للكلمات والمعاني".
• ذاكرة استحضاريَّة: لها قدرة على التذكُّر واستحضار الماضي. 

تحضُّر [مفرد]:
1 - مصدر تحضَّرَ.
2 - (مع) اتِّجاه اجتماعيّ من خلاله يقتبس الناسُ أسلوبَ الحياة الذي يتبعه سكانُ المدن والحضر من حيث النمط الثقافيّ للحياة وكذلك تحويل المناطق الريفيّة إلى مناطق تتبع سلوكَ الحياة الحضريّة ونمطها. 

تحضيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تحضير: "أعمال/ إجراءات تحضيريَّة". 

حاضِر [مفرد]: ج حاضرون (للعاقل {وحُضّار} للعاقل {وحُضَّر} للعاقل) وحُضور (للعاقل):
1 - اسم فاعل من حضَرَ1 وحضَرَ2/ حضَرَ عن.
2 - مستعدٌّ "هو حاضرٌ للسّفر- حاضر القلب: ثابت الجنان" ° حاضر الجواب: سريعُ الإتيان به، الذي يجيب فورًا إلى السؤال- حاضر الفكر/ حاضر البديهة: سريع الفهم والإدراك- غير حاضر الذِّهن: شارد.
3 - جواب لأمر ما، وغالبًا ما يكون التماسًا، معناه: بحسن الرِّضى، بطيب الخاطر، سمعًا وطاعة، على الرَّأس والعين.
• الحاضِر: زمن بين الماضي والمستقبل "ليست الظُّروف في الوقت الحاضر مناسبة لمثل هذه الخطوة".
• الحاضران: الجود والحسب. 

حاضرة [مفرد]: ج حواضِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حضَرَ1 وحضَرَ2/ حضَرَ عن.
2 - خلاف البادية، وهي المدن والقرى.
3 - عاصِمَة، أو مدينة كبيرة، أو مدينة تُعدّ الأهمّ على مستوى الدَّولة في إحدى النَّواحي الحياتيَّة "كانت بغداد حاضرة الخلافة في العصر العباسيّ".
• حاضرة الإقليم: كبرى مدن المقاطعة أو اللواء، ومركزها الإداريّ.
• حاضرةُ الشَّيءِ: قريبة منه، مجاورة له " {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} ".
• التِّجارة الحاضِرة: (جر) التّجارة التي يكون فيها البيع والشِّراء بالنَّقد الفوريّ " {إلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} ". 

حَضارة [مفرد]: ج حضارات (لغير المصدر):
1 - مصدر حضَرَ1.
2 - تمدُّن، عكس البداوة، وهي مرحلة سابقة من مراحل التَّطوّر الإنسانيّ "بلغت الحضارة الإسلاميّة أَوْجَهَا في القرن الرابع الهجريّ".
3 - مظاهر الرُقيّ العلميّ والفنيّ والأدبيّ والاجتماعيّ في الحَضَر "الحضارة الإسلاميّة- مهد الحضارة". 

حَضارِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَضارة: "كانت بغداد مركزًا حضاريًّا مشهورًا في القرون الوسطى" ° حَضاريًّا: من الوجهة أو المرحلة الحضاريّة. 

حضَر [مفرد]:
1 - عكس بادية، وهي المدن والقرى والرِّيف "منطقة حضريّة- أهل الحضر: سكان المدينة والرِّيف".
2 - سكّان المدن. 

حَضْرَة1 [مفرد]:
1 - وجودٌ وحضورٌ خلاف غَيْبة "تسلّم الجائزة في حَضْرَة الملِك".
2 - قُرْبٌ "كنتُ بحَضْرَة الدَّار/ فلان" ° حَضْرة الرَّجل: فناؤه.
3 - مكان الحضور "جلست بحضرة شيخي/ أستاذي: بالمكان الذي هو حاضر فيه".
4 - وليمة، طعام المأدبة "صنع حضرةً بمناسبة شفاء ابنه". 

حَضْرَة2 [مفرد]: ج حَضَرات: لقب احترام وتشريف بمعنى: سيِّد ونحوه يُعَبَّر به عن ذي المكانة في المراسلات والمخاطبات "حضرة الأستاذ/ الدُّكتور- حضرات السَّادة والسَّيِّدات" ° حَضْرة المحامي- حَضْرة المحترم. 

حُضور1 [مفرد]: مصدر حضَرَ2/ حضَرَ عن.
• ورقة حضور: (قن) طلب قدوم الشَّخص. 

حُضور2 [جمع]: مف حاضِر: أشخاص موجودون في مكان لحضور حدث مُعيّن أو لهدف مُعيّن "تسلَّم السادة الحضور خُطّة المشروع". 

حُضوريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حُضور.
2 - حدسيّ، بديهيّ، مدرك بالحدس.
• حكم حُضوريّ: (قن) حكم يصدره القاضي في وجود المتّهم.
• حُوكم حضوريًّا: (قن) بحضوره، عكسه غيابيًّا.
• معرفة حضوريّة: (سف) معرفة كشفيّة أو لدنّيّة تقوم على المشاهدة الباطنيّة، وهي معرفة الصُّوفيّة. 

مُحاضِرُ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حاضرَ.
2 - شخص مؤهَّل يلقي محاضرات في الجامعة أو غيرها. 

مُحاضَرة [مفرد]: ج مُحاضرات:
1 - مصدر حاضرَ.
2 - حديث أو درس في موضوع ما يُلقى أمام عدد من النَّاس، شرح لموضوع مُعيَّن يُلقى أمام جمهور أو طلبة صفّ دراسي بهدف التَّعليم "قاعة المحاضرات- ألقى أستاذُ الجامعة محاضرةً حول جوانب من الطِّبّ النّوويّ". 

مَحضَر [مفرد]: ج مَحاضرُ:
1 - سِجِلّ "مَحْضَر المواليد/ الجَرْد/ الوفيات".
2 - صحيفة تكُتب فيها واقعة كصحيفة الشُّرطة "مَحْضَر مخالفة/ إيداع/ إفراج".
3 - نوعٌ من التّقارير تُلخَّص فيه وقائع اجتماع أو جلسة "مَحْضَر اجتماع مجلس الوزراء- مَحْضر جلسة: قيد يُسَجِّل الأعمال في اجتماع".
4 - وجودٌ وحضورٌ "قال ذلك بمَحْضَر من رئيسه- فلان محضر خير/ شر" ° بمَحْضَره: بحضوره أو أمامه.
• محضر الضَّبْط: (قن) الإفادة الخطيَّة التي يشهد فيها رجالُ الأمن بما قيل أمامهم أو ما شاهدوه وقاموا به من تنفيذ مذكِّرات المحاكم والأحكام. 

مُحضَر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أحضرَ.
2 - (قن) موظَّف يعلن المتقاضين وينفِّذ الأحكام. 

مُحضِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أحضرَ.
2 - موظَّف يُعلن المتقاضين وينفّذ الأحكامَ.
3 - من يُحضر إلى القاضي أصحابَ الدَّعاوَى. 

مُحَضِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حضَّرَ/ حضَّرَ لـ.
2 - موظَّف يساعد مدرِّس الطَّبيعيّات ونحوها بإعداد ما يحتاج إليه في تجاربه من أدوات وموادّ. 

مُستحضَر [مفرد]: ج مستحضرات:
1 - اسم مفعول من استحضرَ.
2 - (كم) مادّة يحصل عليها بإجراء عمليّة الإعداد والتّحضير الكيميائيّة، تستخدم في مجالات الطبّ والتجميل "مستحضرات التّجميل- مستحضرات طبّيّة- مُسْتَحْضَر أحيائي: مُنْتَج من الكائنات الحيّة ويُستخدم طبيًّا".
• مستحضَرات اللَّقاح: (طب) خلاصات تُستخرج من اللِّقاحات النباتيّة لتشخيص الحساسيّة عند مرضى التَّحْساس. 

حضر

1 حَضَرَ, aor. ـُ (S, A, Msb, K, &c.;) and حَضِرَ, (AA, Kh, Lth, Fr, S, Msb, K, &c.,) aor. as above, (Kh, Lth, Fr, Az, S, Msb, &c.,) not حَضَرَ, as is implied in the K; but the latter form of the pret. is disallowed by some; (MF;) and, with its aor., is an instance of the intermixture of dialects; (Msb;) and is like فَضِلَ, aor. ـُ and نَعِمَ, aor. ـُ which are said by IKoot to be the only instances of the kind; (MF;) inf. n. حُضُورٌ (S, Msb, K) and حَضَارَ; (K;) and ↓ احتضر, and ↓ تحضّر; (K;) He was, or became, present; contr. of غَابَ: (S, K:) he came after having been absent. (Msb.) b2: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ, (Lth, A, L, Msb,) and, as the people of El-Medeeneh say, حَضِرَت, but all say تَحْضُرُ, (Lth, L,) originally حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ, (tropical:) The time of prayer came, or arrived. (Msb.) b3: [حَضَرَ also signifies (assumed tropical:) He, or it, was, or became, ready, or prepared. See 4; and see also حاضِرٌ.]

A2: حَضَرَهُ, (AA, Fr, A, Mgh, K, &c.,) and حَضِرَهُ, (AA, Fr, &c.,) aor. and inf. ns. as above; (TA;) and ↓ احتضرهُ, (Mgh, TA,) and ↓ تحضّره; (K;) He was, or became, present with him; attended him; came into his presence; came to him: (K, &c.:) and he was, or became, present at it, or in it; namely, a place. (Mgh.) One says, حَضَرَتِ القَاضِىَ امْرَأَةٌ, (Az,) and حَضِرَت, (Fr, S,) and حَضِرَ, in which the ت is elided because القاضى intervenes between the verb and امرأة, (Sh,) but the first is the most approved, (Az,) [A woman came into the presence of, or presented herself before, or came to, the judge.] And حَضَرْتُ مَجْلِسَ القَاضِى, aor. ـُ inf. n. حُضُورٌ, I was present at, or attended, the court of the judge. (Msb.) [And حَضَرَ دَرْسًا He attended a lecture.] And حَضَرُوا المِيَاهَ They stayed, or dwelt, by the waters. (S. [See حَاضِرٌ.]) b2: أَعُوذُ بِكَ رَبِّ

أَنْ يَحْضُرُونِ [in the Kur xxiii. 100] means [I seek thy protection, O my Lord,] from their (the devils') bringing evil upon me: (S:) or [from their being present with me: or] hovering around me. (Ksh, Bd.) b3: الجِنُّ تَحْضُرُ اللَّبَنَ, (S, K,) or ↓ تَحْتَضِرُهُ, (T, TA,) (assumed tropical:) [The jinn, or genii, come to, and taint, the milk.] b4: حُضِرَ, (A,) and ↓ اُحْتُضِرَ, (A, Mgh, K,) i. q. حَضَرَهُ المَوْتُ, (A, K,) i. e. (tropical:) [He was visited by the angel of death;] he became at the point of death; in the agony of death; as also المَوْتُ ↓ اِحْتَضَرَهُ: (Msb:) or he was visited by death, or by the angels of death; meaning he died: (Mgh:) or ↓ اُحْتُضِرَ means he died a youth. (S and TA voce أَجْزَرَ, q. v.) b5: حَضَرْنَا عَنْ مَآءِ كَذَا (tropical:) We removed from such a water. (K, TA.) b6: حَضَرْتُ الأَمْرَ (tropical:) I was present at the affair, or event. (A.) b7: حَضَرْتُ الأَمْرَ بِخَيْرٍ (tropical:) I formed a right opinion, or judgment, respecting the thing, or affair. (A.) b8: حَضَرَهُ الهَمُّ, and ↓ احتضرهُ, and ↓ تحضّرهُ, (tropical:) [Anxiety befell him.] (S, A.) b9: حَضَرَنِى كَذَا (assumed tropical:) Such a thing occurred to my mind. (Msb.) And قُولُوا مَا يَحْضُرُكُمْ (assumed tropical:) [Say ye what is in your minds; or] what is ready with you. (TA from a trad.) A3: حَضَرَ, (Msb,) inf. n. حِضَارَةٌ, (Az, S, K,) or حَضَارَةٌ, (As, S, A,) or both, (Msb,) [see بَدَا, the contr. of حَضَرَ, in art. بدو,] He resided, dwelt, or abode, in a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, Msb, K;) [as also ↓ تحضّر: or this latter signifies he became an inhabitant of such a region, district, or tract:] you say ↓ بَدَوِىٌّ يَتَحَضَّرُ [an inhabitant of the desert who becomes an inhabitant of a region, district, or tract, of cities &c.]; and [contr.]

حَضَرِىٌّ يَتَبَدَّى. (A.) [See also 8.]3 حَاضَرْتُهُ, (A, TA,) inf. n. مُحَاضَرَةٌ, (TA,) I witnessed it; saw it, or beheld it, with my eye. (A, TA.) A2: مُحَاضَرَةٌ between people is One's giving to another the answer, or reply, that presents itself to him: and حاضر الجَوَابَ signifies He gave the answer, or reply, readily, or presently. (Har p. 189.) b2: حَاضَرْتُهُ, (S,) inf. n. as above, (K,) [also] signifies I sat with him, with my knee to his knee, each of us sitting upon his knees, in contending or disputing, (جَاثَيْتُهُ, S, K, *) in the presence of the Sultán: (S, K:) the meaning is similar to that of مُغَالَبَةٌ and مُكَاثَرَةٌ, (S,) or مُكَابَرَةٌ [which seems to be the right reading]. (TA.) b3: [And حاضرهُ بِكَذَا He disputed, debated, or bandied words, with him respecting such a thing.] b4: And حاضرهُ بِحَقِّهِ, (Lth, TA,) inf. n. as above, (Lth, K,) He contended, or disputed, with him for his (the latter's) right, or due, and overcame him, and went off with it: (Lth, K:) and مُجَالَدَةٌ, also, [which is one of the explanations assigned to مُحَاضَرَةٌ in the K,] is syn. with مُحَاضَرَةٌ as the inf. n. of the verb in this sense [unless it be a mistranscription for مُجَادَلَةٌ, which I think not improbable]. (TA.) A3: Also حَاضَرْتُهُ, (S, A,) inf. n. as above, (K,) I ran with him: (S, K:) or I vied, or contended, with him in running; syn. عَادَيْتُهُ; from الحُضْرُ. (A.) 4 احضرهُ, (S, A, K,) [inf. n. إِحْضَارٌ,] He caused him, (S, A,) or it, (K,) to be present; he brought him, or it. (S, K.) [It is also doubly trans.] You say, احضرهُ إِيَّاهُ He caused him, or it, to be present with him, to attend him, to come into his presence, or to come to him; or he brought him, or it, to him. (K.) And طَلَبْتُ فُلَانًا فَأَحْضَرَنِيهِ صَاحِبُهُ [I demanded such a one, and his companion caused him to come to me, or brought him to me]. (A.) [Hence,] أَحْضِرْ ذِهْنَكَ (tropical:) [Summon thine intellect; have thy wits about thee]. (A.) b2: Also (assumed tropical:) He made it ready, or prepared it; syn. أَعَدَّهُ. (TA in art. عد.) A2: احضر, (S,) inf. n. إِحْضَارٌ; (S, A, K, &c.;) and ↓ احتضر; (S;) He (a horse, S, K, and a man, Kr) ran; syn. عَدَا: (S:) or rose in his running; [app. meaning trotted;] syn. اِرْتَفَعَ فِى عَدْوِهِ. (K.) 5 تَحَضَّرَ see 1, in five places.8 إِحْتَضَرَ see 1, in seven places.

A2: [احتضر also signifies He came to a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land. See مُحْتَضِرٌ, voce حَاضِرٌ; and see also حَضَرَ, last signification.]

A3: See also 4.10 استحضرهُ He desired, or demanded, his presence. (A.) [He desired, or required, or requested, that he, or it, should come, or be brought.]

A2: He made him (a horse) to run; syn. أَعْدَاهُ. (S.) حَضْرٌ The intruding uninvited at feasts. (IAar, K.) حُضْرٌ (Az, S, K) and [in poetry] ↓ حُضُرٌ (Ham p. 277) and ↓ حضَارٌ (Az, TA) A run, or running; syn. عَدْوٌ: (S:) or the rising of a horse in running; [app. meaning trotting;] syn. اِرْتِفَاعُ فَرَسٍ

فِى عَدْوِهِ: (K:) or vehement running. (Ham p. 277, in explanation of حُضُرٌ.) It is said in a trad., أَقْطَعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ حُضْرَ فَرَسِهِ بِأَرْضِ المَدِينَةِ [He assigned to Ibn-Ez-Zubeyr the extent of his horse's run in the land of El-Medeeneh]. (TA.) حَضَرٌ: see حَضْرَةٌ.

A2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ حَاضِرَةٌ (S, A, K) and ↓ حَضْرَةٌ and ↓ حِضَارَةٌ and ↓ حَضَارَةٌ, (K,) [or the last two are app. only inf. ns. of حَضَرَ as contr. of بَدَا,] A region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S;) contr. of بَدْوٌ (S, A, Msb) and بَادِيَةٌ: (S, K:) pl. [of the second] حَوَاضِرُ. (A.) You say, هُوَ مِنْ أَهْلِ الحَضَرِ (A) and ↓ الحَاضِرَةِ (S, A) and الحَوَاضِرِ (A) He is of the people of the region, or regions, &c., of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, A; *) contr. of مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ. (S.) b2: And the first signifies also Residence at home; contr. of سَفَرٌ. (M and K in art. سفر.) حَضُرٌ: see حَضِرٌ: b2: and حَاضِرٌ.

حَضِرٌ One who intrudes uninvited at feasts; a smell-feast; a spunger; (TA;) one who watches for the time of (يَتَحَيَّنُ) the feeding of others, in order that he may attend it; as also ↓ حَضُرٌ, (K,) and ↓ حُضُرٌ. (IAar, K, TA.) A2: A man unfit for journeying: (T, S:) or one who does not desire journeying: or i. q. حَضَرِىٌّ. (K.) حُضُرٌ: see حَضِرُ: A2: and حُضْرٌ.

حَضْرَةٌ, originally an inf. n., signifying Presence: and afterwards applied to signify (tropical:) a place of presence [as also the several forms occurring in the following phrases]. (MF.) You say, كَلَّمْتُهُ بحَِضْرَة فُلَانٍ, (S, A, * Msb,) and كَانَ ذٰلِكَ بَحَضْرَتِهِ, (K, * TA,) and ↓ حُضْرَتِهِ and ↓ حضْرَتَهَ (S, K) and ↓ حَضَرِهِ (Yaakoob, S, Msb, K) and ↓ حَضَرِتَهَ (K) and ↓ مَحْضَرِهِ, (S, A, Msb, K,) all syn. expressions, (K,) meaning (tropical:) [I spoke to him, and that was or happened,] in the presence, i. e. the place of presence, of such a one. (S, A, Msb.) and ↓ فُلَانٌ حَسَنُ الحِضْرَةِ (S, M, A, K) and ↓ الحُضْرَةِ (S, M) (tropical:) Such a one is a person whose presence is attended by good. (K.) And غَطِّ إِنَآءَكَ بِحَضْرَةِ الذُّبَابِ (tropical:) [Cover thy vessel in the presence of the flies, lest they taint it.] (A, TA. [Or perhaps this is a mistranscription, for يَحْضُرْهُ الذُّبَابُ, meaning, if thou do not, the flies will come to it, and taint it.]) b2: It is also applied as a title, by writers of letters and the like, to any great man with whom people are wont to be present; [and sometimes to God; and meaning (tropical:) The object of resort;] as in the phrase, الحَضْرَةُ العَالِيَةُ تَأْمُرُ بِكَذَا (tropical:) [The exalted object of resort commands such a thing]. (MF.) [It is similar to الجَنَابُ; but is generally considered as implying greater respect than the latter. It is often prefixed to the name of the person to whom it is applied, or to a pronoun: as حَضْرَةُ فُلَانٍ (tropical:) The object of resort, such a one: and حَضْرَتُكَ (tropical:) The object of resort, thyself.] b3: Also (tropical:) The vicinity of a thing, (T, A,) and of a man. (S. [So accord. to two copies of the S; but الرَّجُلِ is there an evident mistranscription, for الرَّحْلِ, “of the house,” or “ abode: ”

see what follows.]) You say, كُنْتُ بِحَضْرَةِ الدَّارِ (tropical:) I was in the vicinity of, or near to, the house. (T, A.) And كُنَّا بِحَضْرَةِ مَآءٍ (tropical:) We were by a water. (TA from a trad.) And بِحَضْرَةِ المَآءِ (tropical:) In the vicinity of, or near to, the water. (A.) b4: Also The فِنَآء of a رَجُل. (S. [So accord. to two copies of the S; where it is said, حَضْرَةُ الرَّجُلِ قُرْبُهُ وَفِنَاؤُهُ: but the right reading is evidently الرَّحْلِ: so that the second of the two meanings thus explained is, The court, or yard, in front, or extending from the sides, of a house, or an abode.]) A2: And (tropical:) Apparatus for building, such as baked bricks, and gypsum-plaster: so in the saying, جَمَعَ الحَضْرَةَ يُرِيدُ بِنَآءَ دَارٍ (tropical:) [He collected the apparatus, such as the baked bricks, &c., desiring to build a house]. (A.) A3: See also حَضَرٌ.

حُضْرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حِضْرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حَضَرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حَضَرِىٌّ An inhabitant of a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, A, * Msb;) opposed to بَدَوِىٌّ. (S, A.) [See also حَضِرٌ.]

حَضَارِ [an imperative verbal n.] Be thou present. (A.) A2: Also A certain star, (S, K,) upon the right hoof of Centaurus: upon his other fore leg is الوَزْنُ. (Kzw.) It is said, حَضَارِ وَالوَزْنُ مُحْلِفَانِ [Hadári and El-Wezn are two causes of swearing]: they are two stars that rise before Canopus (Suheyl); and when either of them rises, it is thought to be Canopus, because of their resemblance to it: (AA, S: *) they are termed محلفان because of the disagreement of their beholders when they rise; one swearing that the one rising is Canopus, and another swearing that it is not. (AA, TA.) Th says that it is a dim, distant, star; and cites this verse: أَرَي نَارَ لَيْلَى بَالعَقِيقِ كَأَنَّهَا حَضَارِ إِذَا مَا أَعْرَضَتْ وَفُرُودُهَا I see the fire of Leylà, in El-'Akeek, dim in the distance, as though it were Hadári, when it appears, with its Furood, which are dim stars around Hadári. (TA.) A3: حَضَارٌ: see what next follows.

حِضَارٌ (S, K) and ↓ حَضَارٌ (K) White: (Sh, T:) or excellent and white: (S, K:) or red: (K:) but this requires consideration: (TA:) applied to camels, and to a single camel: (S, K:) or having no sing. (K.) And the former, A she-camel combining strength with excellence of pace: (El-Umawee, T, S, K:) but Sh says that he had not heard it used in this sense; and that it only signifies “ white,” as applied to camels. (TA.) A2: See also حُضْرٌ.

حَضِيرٌ (tropical:) One who always forms right opinions, or judgments, respecting things, or affairs. (A.) A2: See also حَضِيرَةٌ, in three places.

حَضَارَةٌ and حِضَارَةٌ: see حَضَرٌ.

حَضِيرَةٌ The collective body of a people: (Fr, K:) so in the following ex., (Fr,) from a poem of Selmà El-Juhaneeyeh, in which she bewails the death of her brother As'ad, and celebrates his praises: (S:) يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً

نفيضة signifying the same: (Fr:) [so that the meaning is, Coming to the waters in a collective and congregated body:] or the former signifies waters by which people are dwelling, or staying; and the latter, “by which there is not any one: ” (IAar, Sh:) or the former, people dwelling, or staying, by the waters; and the latter, men “ going before an army as scouts, or explorers: ” (As:) but what IAar says, mentioned above, is better: (Az:) or the former, a company of seven, or eight, men; and the latter, “ one; ” and also men “ who explore a place thoroughly: ” (A'Obeyd:) or the former, a company of four, or five, men, (S, K,) engaged in a warring and plundering expedition: (S:) or seven: (TA:) or eight: or nine: (K: in some copies of the K “ seven; ” but the former is the right reading: TA:) or ten: or a company of men not more than ten (نَفَرٌ) with whom one goes on a warring and plundering expedition: (K:) or, accord. to AAF and the M and K, the foremost, or preceding, portion of an army: and accord. to IB, نفيضة signifies “ a party sent to a place to discover whether there be there an enemy or any cause of fear: ” (TA:) pl. حَضَائِرُ. (S.) A2: A place where dates are dried: (ElBáhilee, ISk, Az, Mgh, Msb, K:) because frequented: pl. as above. (Mgh.) [See also حَصِيرَةٌ and حَظِيرَةٌ.]

A3: Also, (S,) or ↓ حَضِيرٌ, (K, TA,) What collects in a wound, (S, K,) of thick purulent matter. (S.) b2: And the former What collects in the membrane that encloses the fœtus, of the [fluid called] سُخْد, (S,) and the like. (TA.) You say, أَلْقَتِ الشَّاةُ حَضِيرَتَهَا The ewe, or she-goat, ejected her سُخْد and water and blood, after having brought forth. (S.) b3: And What a woman emits after childbirth and [after] the stopping of her blood: and ↓ حَضِيرٌ is its pl. [or a coll. gen. n.]. (K. [Or, accord. to some copies of the K, and the TA, The stopping of her blood, or its ceasing to flow, is a signification distinct from what precedes it.)] b4: And What a she-camel emits after bringing forth: or, accord. to AO, the membrane that envelops the fœtus. (TA.) b5: And (K, TA, [in the CK “ or ”]) ↓ the latter signifies Thick blood which collects in the membrane that encloses the fœtus. (K, * TA.) حَاضِرٌ A man present: (A, K:) pl. [حَاضِرُونَ and] حُضَّرٌ and [more commonly] حُضُورٌ, (S, K,) which last is originally an inf. n. (S.) Yousay, فَعَلْتُهُ وَفُلَانٌ حَاضِرٌ I did it such a one being present. (A.) And هَوَ مِنْ حَاضِرِى المَلِكِ [He is of those who are in the presence of the king]. (A.) b2: So, too, applied to a time: and you say, الصَّلَاةُ حَاضِرَةٌ, for وَقْتُهَا حَاضِرٌ, (tropical:) The time of prayer is come. (Msb.) b3: [Also (assumed tropical:) Ready, or prepared: often used in this sense in the lexicons &c., as in modern Arabic. See 4.] You say, قُولُوا مَا هُوَ حَاضِرٌ عِنْدَكُمْ (assumed tropical:) Say ye what is ready with you [or in your minds]. (TA.) And هُوَ حَاضِرٌ بِالجَوَابِ (tropical:) [He is ready with the answer, or reply]; and بِالنَّوَادِرِ (tropical:) [with rare words or expressions]; (A;) as also ↓ حَضُرٌ: (TA:) which latter word, alone, signifies a man having the quality of perspicuity of speech, and intelligence; syn. ذُو البَيَانِ وَالفِقْهِ. (K.) b4: A visiting angel: and ↓ حَاضِرَةٌ is applied to a class or company [of visiting angels]. (TA.) b5: One coming to a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; contr. of بَادٍ; (S, K;) as also ↓ مُحْتَضِرٌ. (S.) b6: A man staying, residing, dwelling, or abiding, بَمَوْضِعٍ in a place. (S.) b7: [A man, or people,] staying, or dwelling, by water; (S, * TA;) contr. of بَادٍ: (K:) pl. حُضُورٌ (TA) and حُضَّارٌ and حَضَرَةٌ: (S:) one says, مَا عَلَى المَآءِ حَاضِرٌ [There is not any one staying, or dwelling, by the water]: and هٰؤُلَآءِ قَوْمٌ حُضَّارٌ and مَحَاضِرُ [which is pl. of ↓ مَحْضَرٌ, a syn. of خَاضِرٌ in this sense; i. e. These are a people staying, or dwelling, by water]: (S:) or حَاضِرٌ signifies any people that have alighted and taken up their abode by a constant source of water, and do not remove from it in winter nor in summer, whether they have alighted and taken up their abode in towns or villages, and cultivated land, and houses of clay, or pitched their tents by the water, and remained there, and sustained their beasts with the water and herbage around them: (TA:) or حَىٌّ حَاضِرٌ, without ة, signifies a tribe that has alighted and is abiding by a constant source of water: (T, TA:) and ↓ حَاضِرَةٌ and حَاضِرُونَ, a people staying, or dwelling, by waters; alighting there in the hottest time of summer: when the weather becomes cool, they migrate from the constant sources of water, and go into the desert, seeking the vicinity of herbage; and then they are termed بَادِيَةٌ and بَادُونَ. (T in art. بدو.) A2: Also A great tribe (S, K) or company of men: (TA:) or a tribe, (ISd,) or company of men, (Mgh,) when staying, or dwelling, in the abode which is their place of assembling; (ISd, Mgh;) as also ↓ حَاضِرَةٌ. (Mgh.) One says حَاضِرُ طَىِّءٍ The great tribe of Teiyi. (S.) It is a pl., (S,) or coll. n., (ISd,) [or quasipl. n.,] like سَامِرٌ and حَاجٌّ (S, ISd) for سُمَّارٌ and حُجَّاجٌ. (S.) A3: Also, of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (TA,) A place where people are present; or where people stay, or dwell, by waters: syn. مَكَانٌ مَحْضُورٌ: one says, نَزَلْنَا حَاضِرَ بَنِى فُلَانٍ [We alighted and took up our abode, or sojourned, at the place where the sons of such a one were present; or were staying, or dwelling, by waters]. (El-Khat- tábee.) [See also مَحْضَرٌ.]

حَاضِرَةٌ: see حَاضِرٌ, in three places: A2: and see حَضَرٌ, in two places.

مَحْضَرٌ A place where people are present, or assembled. (K, * TA.) See also حَضْرَةٌ. b2: A place to which people return (مَرْجِعٌ [here a n. of place, agreeably with analogy,]) to the waters, (S, K;) or to the constant sources of water; (T, TA;) contr. of مَبْدً ى: (T and S in art. بدو:) a place to which one goes (مَذْهَبٌ) in search of herbage is called مُنْتَجَعٌ; and every such place is called مَبْدً ى, of which the pl. is مَبَادٍ: watering-places (مَنَاهِل) are called مَحَاضِرُ [pl. of مَحْضَرٌ] because of the congregation and presence of men at them. (T, TA.) [See also حَاضِرٌ, last signification.]

A2: [People present, or assembled; an assembly: so in the present day.] b2: A people dwelling, or staying, by waters: (K, * TA:) [pl. مَحَاضِرُ:] see حَاضِرٌ.

A3: The record of a kadee (or judge), in which his sentence is written, syn. سِجِلٌّ: (S, K:) or what is written when a person brings a charge against another: when the latter makes his reply, and proves it, it [the writing] is [called]

تَوْفِيقٌ; and when judgment is given, سِجِلٌ. (Kull p. 352.) This is thought by MF to be a recent conventional term; but it has been heard from the Arabs [of the classical times], and is mentioned by ISd and others. (TA.) b2: Also A signature (خَطٌّ) that is written at the end of the record of the signatures (خُطُوط) of the witnesses, in testimony of the truth of the contents of what precedes. (K. [In the CK, وَاقَعَةٍ is erroneously put for وَاقِعَةِ; and خُطُوطُ, for خُطُوطِ.]) But this is a recent conventional application. (MF, TA.) A4: فُلَانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ (assumed tropical:) Such a one is a person who speaks well of the absent. (S.) مِحْضَارٌ: see مِحْضِيرٌ.

مَحْضُورٌ [pass. part. n. of حَضَرَهُ]. [Hence,] اللَّبَنُ مَحْضُورٌ, (S, A, K,) and ↓ مُحْتَضَرٌ, (S, A,) فَغَطِّ

إِنَآءَكَ, (S,) (tropical:) Milk is much subject to taint, or much tainted; [lit.] come to [and tainted; i. e.,] by the jinn, or genii, (As, T, S, K,) and beasts, &c.; (As, T;) [therefore cover thou thy vessel.] And (in like manner [one says], K) الكُنُفُ مَحْضُورَةٌ (assumed tropical:) [Privies are haunted by jinn, or genii]. (S, K.) It is said in a trad., ↓ إِنَّ هٰذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ (assumed tropical:) [Verily these privies are haunted by jinn]. (TA.) And in another trad., إِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ Verily it (the prayer of daybreak) is attended by the angels of the night and the day. (TA.) b2: Also, (Msb,) and ↓ مُحْتَضَرٌ, (Mgh, Msb,) (tropical:) At the point of death; in the agony of death: (Msb:) [visited by death; or by the angel, or angels, of death: (see 1:)] or the latter, near to death. (Mgh.) مِحْضِيرٌ, applied to a horse, (S, A, K, &c.,) and to a mare, (S, M,) That runs much, or vehemently; syn. كَثِيرُ العَدْوِ, (S,) or شَدِيدُ الحُضْرِ; (M;) as also ↓ مِحْضَارٌ, applied without ة to a mare; (M;) or this latter is not allowable; (S, K;) or is of weak authority: (K:) pl. [of both] مَحَاضِيرُ. (A.) مُحْتَضَرٌ: see مَحْضُورٌ, in three places. Also (assumed tropical:) A man afflicted by demoniacal possession, or insanity, or madness. (TA.) كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ, in the Kur liv. 28, Every share of the water shall be come unto in turn, means, the water shall be come to by the people on their day, and by the she-camel on her day: (Jel:) or it means, the people shall come to their shares of the water, and the she-camel shall come to her share thereof. (K.) مُحْتَضِرٌ: see حَاضِرٌ.

حضر: الحُضورُ: نقيض المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً

وحِضَارَةً؛ ويُعَدَّى فيقال: حَضَرَهوحَضِرَه

(* قوله: «فيقال حضرهوحضره

إلخ» أَي فهو من بابي نصر وعلم كما في القاموس). يَحْضُرُه، وهو شاذ،

والمصدر كالمصدر. وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه، وكان ذلك بِحَضْرةِ فلان

وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان

وبمَحَضْرٍ منه أَي بِمَشْهَدٍ منه، وكلمته أَيضاً بِحَضَرِ فلان،

بالتحريك، وكلهم يقول: بِحَضَرِ فلان، بالتحريك. الجوهري: حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ

وفِناؤّ. وفي حديث عمرو ابن سَلِمَة

(* قوله: «عمرو بن سلمة» كان يؤمّ

قومه وهو صغير، وكان أبوه فقيراً، وكان عليه ثوب خلق حتى قالوا غطوا عنا

أست قارئكم، فكسوه جبة. وكان يتلقى الوفد ويتلقف منهم القرآن فكان أكثر

قومه قرآناً، وأَمَّ بقومه في عهد، النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت له

منه سماع، وأبوهسلمة بكسر اللام، وفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، كذا

بهامش النهاية). الجَرْمِيِّ: كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عنده؛ ورجل

خاصِرٌ وقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إذا

حَضَرَ بخير. وفلان حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا كان ممن يذكر الغئبَ بخير. وأَبو

زيد: هو رجل حَضِرٌ إِذا حَضَرَ بخير. ويقال: إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ

بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه.

الأَزهري: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشيء، تقول: كنتُ بِحَضْرَةِ الدار؛

وأَنشد الليث:

فَشَلَّتْ يداه يومَ يَحْمِلُ رايَةً

إِلى نَهْشَلٍ، والقومُ حَضْرَة نَهْشَلِ

ويقال: ضربت فلاناً بِحَضُرَةِ فلان وبمَحْضَرِه. الليث: يقال حَضَرَتِ

الصلاة، وأَهل المدينة يقولون: حَضِرَتْ، وكلهم يقول تَحْضَرُ؛ وقال شمر:

يقال حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قال: وإِنما أُنْدِرَتِ التاء

لوقوع القاضي بين الفعل والمرأَة؛ قال الأَزهري: واللغة الجيدة حَضَرَتْ

تَحْضُرُ، وكلهم يقول تَحْضُرُ، بالضم؛ قال الجوهري: وأَنشدنا أَبو

ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لجرير على لغة حَضِرَتْ:

ما مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ،

كَمَنْ لنا عندَه التَّكْريمُ واللَّطَفُ

والحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ. والحاضِرُ: خلاف البادي. وفي الحديث: لا

يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ؛ الحاضر: المقيم في المُدُنِ والقُرَى، والبادي:

المقيم بالبادية، والمنهي عنه أَن يأْتي البَدَوِيُّ البلدة ومعه قوت يبغي

التَّسارُعَ إِلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحَضَرِيُّ: اتركه عندي لأُغالِيَ

في بيعه، فهذا الصنيع محرّم لما فيه من الإِضرار بالغير، والبيع إِذا جرى

مع المغالاة منعقد، وهذا إِذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِليها

كالأَقوات، فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ واستغني عنها ففي

التحريم تردُّد يعوّل في أَحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسْمِ بابِ

الضِّرارِ، وفي الثاني على معنى الضرورة. وقد جاء عن ابن عباس أَنه سئل لا يبع

حاضر لباد قال: لا يكون له سِمْساراً؛ ويقال: فلان من أَهل الحاضرة وفلان

من أَهل البادية، وفلان حَضَرِيٌّ وفلان بَدَوِيٌّ.

والحِضارَةُ: الإِقامة في الحَضَرِ؛ عن أَبي زيد. وكان الأَصمعي يقول:

الحَضارَةُ، بالفتح؛ قال القطامي:

فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه،

فأَيَّ رجالِ بادِيَةٍ تَرانَا

ورجل حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. وهم حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ، وهو في الأَصل

مصدر.

والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ: خلاف البادية، وهي المُدُنُ

والقُرَى والرِّيفُ، سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار

التي يكون لهم بها قَرارٌ، والبادية يمكن أَن يكون اشتقاقُ اسمِها من

بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وظهر ولكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما

سواه؛ وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ.

والحاضِرَةُ والحاضِرُ: الحَيُّ العظيم أَو القومُ؛ وقال ابن سيده:

الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدارَ التي بها مُجْتَمَعُهُمْ؛ قال:

في حاضِرٍ لَجِبٍ بالليلِ سامِرُهُ،

فيهِ الصَّواهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ

فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل ونحو ذلك. قال

الجوهري: هو كما يقال حاضِرُ طَيِّءٍ، وهو جمع، كما يقال سامِرٌ

للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج؛ قال حسان:

لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ، كَأَنَّهُ

قطِينُ الإِلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما

وفي حديث أُسامة: وقد، أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ. الأَزهري: العرب تقول

حَيٌّ حاضِرٌ، بغير هاء، إِذا كانوا نازلين على ماءٍ عِدٍّ، يقال: حاضِرُ بني

فلانٍ على ماءِ كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء: حاضرٌ، وجمعه

حُضُورٌ، وهو ضدّ المسافر، وكذلك يقال للمقيم: شاهدٌ وخافِضٌ. وفلان حاضِرٌ

بموضع كذا أَي مقيم به. ويقال: على الماء حاضِرٌ وهؤلاء قوم حُضَّارٌ إِذا

حَضَرُوا المياه، ومَحاضِرُ؛ قال لبيد:

فالوادِيانِ وكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ،

وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخِيامُ

قال ابن بري: هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو:

أَقْوَى وعُرِّيَ واسِطٌ فَبِرامُ،

من أَهلِهِ، فَصُوائِقٌ فَخُزامُ

وبعده:

عَهْدِي بها الحَيَّ الجميعَ، وفيهمُ،

قبلَ التَّفَرُّقِ، مَيْسِرٌ ونِدامُ

وهذه كلها أَسماء مواضع. وقوله: عهدي رفع بالابتداء، والحيّ مفعول بعهدي

والجميع نعته، وفيهم قبل التفرّق ميسر: جملة ابتدائية في موضع نصب على

الحال وقد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذي هو عهدي على حد قولهم: عهدي بزيد

قائماً؛ وندام: يجوز أَن يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أَن يكون جمع

ندمان كغرثان وغراث.

قال: وحَضَرَةٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ. وفي حديث آكل الضب: أَنَّى

تَححضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ؛ أَراد الملائكة الذين يحضرونه. وحاضِرَةٌ: صفة

طائفة أَو جماعة. وفي حديث الصبح: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ؛ أَي

يحضرها ملائكة الليل والنهار. وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها: الكائنون

عليها قريباً منها لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً. والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى

المياه. الأَزهري: المحضَر عند العرب المرجع إِلى أَعداد المياه،

والمُنْتَجَعُ: المذهبُ في طلب الكَلإِ، وكل مُنْتَجَعٍ مَبْدًى، وجمع

المَبْدَى مَبادٍ، وهو البَدْوُ؛ والبادِيَةُ أَيضاً: الذين يتباعدون عن أَعداد

المياه ذاهبين في النُّجَعِ إِلى مَساقِط الغيث ومنابت الكلإِ.

والحاضِرُون: الذين يرجعون إِلى المَحاضِرِ في القيظ وينزلون على الماء العِدِّ ولا

يفارقونه إِلى أَن يقع ربيع بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فينتجعونه، وقوم

ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بمعنى واحد.

وكل من نزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يتحوّل عنه شتاء ولا صيفاً، فهو حاضر،

سواء نزلوا في القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا

الأَخْبِيَةَ على المياه فَقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حواليها من الكلإِ. وأَما

الأَعراب الذين هم بادية فإِنما يحضرون الماء العِدَّ شهور القيظ لحاجة

النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَاِ

المُكْلِئَةَ، فإِن وقع لهم ربيع بالأَرض شربوا منه في مَبْدَاهُمْ الذي

انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ

وخيلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ يليهم، ورفعوا أَظْماءَهُمْ إِلى السَّبْعِ

والثِّمْنِ والعِشْرِ، فإِن كثرت فيه الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ

وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ واستغنى عن

الماء، وإِذا عَطِشَ المالُ في هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ

والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ. وفي حديث عَمْرِو بن

سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: كنا بحاضِرٍ يَمُرُّ بنا الناسُ؛ الحاضِرُ: القومُ

النُّزُولُ على ماء يقيمون به ولا يَرْحَلُونَ عنه. ويقال للمَناهِل:

المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها. قال الخطابي: ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً

للمكان المحضور. يقال: نزلنا حاضِرَ بني فلان، فهو فاعل بمعنى مفعول. وفي

الحديث: هِجْرَةُ الحاضِرِ؛ أَي المكان المحضور.

ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ: يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ. الأَزهري

عن الأَصمعي: العرب تقول: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي

كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض،

والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وفي الحديث: إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ أَي

يحضُرها الجنّ والشياطين. وقوله تعالى: وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ؛

أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء.

وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إِذا نزل به الموتُ؛ وحَضَرَنِي الهَمُّ

واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام،

ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال: والسَّبْتُ أَحْضَرُ

إِلا أَن له أَشْطُراً؛ أَي هو أَكثر شرّاً، وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ؛

ومنه قولهم: حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إِذا دنا موته؛ قال ابن الأَثير: وروي

بالخاءِ المعجمة، وقيل: هو تصحيف، وقوله: إِلا أَن له أَشْطُراً أَي

خيراً مع شره؛ ومنه: حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه.

وفي الحديث: قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ

(* قوله: «قولوا ما يحضركم» الذي في

النهاية قولوا ما بحضرتكم)؛ أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا

غيره.

والحَضِيرَةُ: موضع التمر، وأَهل الفَلْحِ

(* قوله: «وأهل الفلح» بالحاء

المهملة والجيم أَي شق الأَرض للزراعة). يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتسمى

أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. والحَضِيرَةُ: جماعة القوم، وقيل:

الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ؛ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب

ابنه:رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ

من الدار، لا يأْتي عليها الحضائِرُ

وقيل: الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ، وقيل: هم النَّفَرُ

يُغْزَى بهم، وقيل: هم العشرة فمن دونهم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد في قول

سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه:

يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً،

وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ

اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل: هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية؛ قال

ابن بري: وهو الصحيح، وقال الجاحظ: هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية.

قال أَبو عبيد: الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية، والنَّفِيضَةُ:

الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ. وروى سلمة عن الفراء قال: حَضِيرَةُ

الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ. قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً، قال: حضيرة

يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد؛ حكي ذلك عن ابن

الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه؛ وروي عن الأَصمعي:

الحضيرة الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع؛

قال الأَزهري: وقول ابن الأَعرابي أَحسن. قال ابن بري: النفيضة جماعة

يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف. والتُّبَّعُ: الظل. واسْمَأَلَّ:

قَصُرَ، وذلك عند نصف النهار؛ وقبله:

سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ،

ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ

المِسْلَعُ: الذي يشق الفلاة شقّاً، واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو

سلمى؛ ولهذا تقول بعد البيت:

أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً،

هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟

الدَّرِيئَةُ: الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن؛ والجمع الحضائر؛ قال

أَبو شهاب الهذلي:

رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ

من الدار، لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ

وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو:

فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ، لم يَزَلْ

لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِرُ

يقول: لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا

مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به. والحَلْقَةُ: الجماعة. وقوله: لا تمضي

عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها. ابن

سيده: قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم. والحَضِيرَةُ: ما تلقيه المرأَة

من وِلادِها. وحَضِيرةُ الناقة: ما أَلقته بعد الولادة. والحَضِيرَةُ:

انقطاع دمها. والحَضِيرُ: دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى. والحَضِيرُ: ما

اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ، وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو

ذلك. يقال: أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها، وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من

السُّخْدِ والقَذَى. وقال أَبو عبيدة: الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ

السَّلَى وهي لفافة الولد.

ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فلان مُحْتَضَرٌ؛ ومنه قول

الراجز:

وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ،

فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَرْ

والمُحْتَضِرُ: الذي يأْتي الحَضَرَ. ابن الأَعرابي: يقال لأُذُنِ

الفيل: الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة

(* قوله: «الحفاصة» كذا بالأصل بدون نقط

وكتب بهامشه بدلها العاصة). وقال: الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو

القِرْواشُ والواغِلُ، والحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ.

والحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ. والمَحْضَرُ: السِّجِلُّ. والمُحاضَرَةُ: المجالدة، وهو

أَن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به. قال الليث: المُحاضَرَةُ أَن

يُحاضِرَك إِنسان بحقك فيذهب به مغالبةً أَو مكابرة. وحاضَرْتُه: جاثيته

عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة. ورجل حَضْرٌ: ذو بيان. وتقول:

حَضَارِ بمعنى احْضُرْ، وحَضَارِ، مبنية مؤنثة مجرورة أَبداً: اسم كوكب؛ قال

ابن سيده: هو نجم يطلع قبل سُهَيْلٍ فتظن الناس به أَنه سهيل وهو أَحد

المُحْلِفَيْنِ. الأَزهري: قال أَبو عمرو بن العلاء يقال طلعت حَضَارِ

والوَزْنُ، وهما كوكبان يَطْلُعانِ قبل سهيل، فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهيل

للشبه، وكذلك الوزن إِذا طلع، وهما مُحْلِفانِ عند العرب، سميا

مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ الناظرين لهما إِذا طلعا، فيحلف أَحدهما أَنه سهيل ويحلف

الآخر أَنه ليس بسهيل؛ وقال ثعلب: حَضَارِ نجم خَفِيٌّ في بُعْدٍ؛

وأَنشد:أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّها

حَضَارِ، إِذا ما أَعْرَضَتْ، وفُرُودُها

الفُرُودُ: نجوم تخفى حول حَضَارِ؛ يريد أَن النار تخفى لبعدها كهذا

النجم الذي يخفى في بعد. قال سيبويه: أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز

وبني تميم متفقون فيه، ويختار فيه بنو تميم لغة أَهل الحجاز، كما اتفقوا

في تراك الحجازية لأَنها هي اللغة الأُولى القُدْمَى، وزعم الخليل أَن

إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ عليهم يعني الإِمالةَ ليكون العمل من وجه واحد،

فكرهوا تركَ الخِفَّةِ وعلموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلى ذلك وأَنهم

إِن رفعوا لم يصلوا؛ قال: وقد يجوز أَن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء،

قال: فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب، وسَفَارِ اسم ماء، ولكنهما مؤنثان

كماوِيَّةَ؛ وقال: فكأَنَّ تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة.

والحِضارُ من الإِبل: البيضاء، الواحد والجمع في ذلك سواء. وفي الصحاح:

الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الخمر:

فما تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ، سِباؤُها

بَناتُ المَخاضِ: شُؤمُها وحِضارُها

شومها: سودها؛ يقول: هذه الخمر لا تشترى أَلا بالإِبل السود منها

والبيض؛ قال ابن بري: والشوم بلا همز جمع أَشيم وكان قياسه أَن يقال شِيمٌ

كأَبيض وبِيضٍ، وأَما أَبو عمرو الشَّيْباني فرواه شيمها على القياس وهما

بمعنًى، الواحدُ أَشْيَمُ؛ وأَما الأَصمعي فقال: لا واحد له، وقال عثمان بن

جني: يجوز أَن يجمع أَشْيَمُ على شُومٍ وقياسه شِيمٌ، كما قالوا ناقة

عائط للتي لم تَحْمِلْ ونوق عُوط وعِيط، قال: وأَما قوله إِن الواحد من

الحِضَارِ والجمعَ سواء ففيه عند النحويين شرح، وذلك أَنه قد يتفق الواحد

والجمع على وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذي يكون للجمع غير البناء

الذي يكون للواحد، وعلى ذلك قالوا ناقة هِجانٌ ونوق هِجانٌ، فهجان الذي هو

جمع يقدّر على فِعَالٍ الذي هو جمعٌ مثل ظِرافٍ، والذي يكون من صفة المفرد

تقدره مفرداً مثل كتاب، والكسرة في أَول مفرده غير الكسرة التي في

أَوَّل جمعه، وكذلك ناقة حِضار ونوق حِضار، وكذلك الضمة في الفُلْكِ إِذا كان

المفردَ غَيْرُ الضمة التي تكون في الفلك إِذا كان جمعاً، كقوله تعالى:

في الفُلْكِ المشحون؛ هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف في قولك القُفْل لأَنه

واحد، وأَما ضمة الفاء في قوله تعالى: والفُلْكِ التي تجري في البحر: فهي

بإِزاء ضمة الهمزة في أُسْدٍ، فهذه تقدّرها بأَنها فُعْلٌ التي تكون

جمعاً، وفي الأَوَّل تقدرها فَعْلاً التي هي للمفرد. الأَزهري: والحِضارُ من

الإِبل البيض اسم جامع كالهِجانِ؛ وقال الأُمَوِيُّ: ناقة حِضارٌ إِذا

جمعت قوّة ورِحْلَةً يعني جَوْدَةَ المشي؛ وقال شمر: لم أَسمع الحِضارَ

بهذا المعنى إِنما الحِضارُ بيض الإِبل، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب شُومُها

وحِضارُها أَي سودها وبيضها.

والحَضْراءُ من النوق وغيرها: المُبادِرَةُ في الأَكل والشرب. وحَضارٌ:

اسم للثور الأَبيض.

والحَضْرُ: شَحْمَةٌ في العانة وفوقها. والحُضْرُ والإِحْضارُ: ارتفاع

الفرس في عَدْوِه؛ عن الثعلبية، فالحُضْرُ الاسم والإِحْضارُ المصدر.

الأَزهري: الحُضْرُ والحِضارُ من عدو الدواب والفعل الإِحْضارُ؛ ومنه حديث

وُرُودِ النار: ثم يَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم

كحُضْرِ الفرس؛ ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض

المدينة؛ ومنه حديث كعبِ بن عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً

فأَخذتُ بِضَبُعِهِ. وقال كراع: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً،

وكذلك الرجل، وعندي أَن الحُضْرَ الاسم والإِحْضارَ المصدرُ. واحْتَضَرَ

الفرسُ إِذا عدا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه؛ وفرس مِحْضِيرٌ، الذكر

والأُنثى في ذلك سواء. وفرس مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ، بغير هاء للأُنثى، إِذا كان

شديد الحُضْرِ، وهو العَدْوُ. قال الجوهري: ولا يقال مِحْضار، وهو من

النوادر، وهذا فرس مِحْضير وهذه فرس مِحْضِيرٌ. وحاضَرْتُهُ حِضاراً:

عَدَوْتُ معه.

وحُضَيْرُ الكتائِب: رجلٌ من سادات العرب، وقد سَمَّتْ حاضِراً

ومُحاضِراً وحُضَيْراً. والحَضْرُ: موضع. الأَزهري: الحَضْرُ مدينة بنيت قديماً

بين دِجْلَةَ والفُراتِ. والحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ. وحَضْرَمَوْتُ:

اسم بلد؛ قال الجوهري: وقبيلة أَيضاً، وهما اسمان جعلا واحداً، إِن شئت

بنيت الاسم الأَول على الفتح وأَعربت الثاني إِعراب ما لا ينصرف فقلت:

هذا حَضْرَمَوْتُ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا

حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حضراً وخفضت موتاً، وكذلك القول في سامّ أَبْرَض

ورَامَهُرْمُز، والنسبة إِليه حَضْرَمِيُّ، والتصغير حُضَيْرُمَوْتٍ، تصغر الصدر

منهما؛ وكذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ. وفي حديث مصعب بن عمير: أَنه

كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ؛ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة

بها.

وحَضُورٌ: جبل باليمن أَو بلد باليمن، بفتح الحاء؛ وقال غامد:

تَغَمَّدْتُ شَرّاً كان بين عَشِيرَتِي،

فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدَا

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّنَ رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، في ثوبين حَضُورِيَّيْن؛ هما منسوبان إِلى حَضُورٍ قرية باليمن. وفي

الحديث ذكر حَضِيرٍ، وهو بفتح الحاء وكسر الضاد، قاع يسيل عليه فَيْضُ

النَّقِيع، بالنون.

حزر

حزر الحَزَوَّرُ الذي قد اشْتَدَّ وبَلَغَ، وهم الحَزَاوِرَةُ، وهم الحَزْوَرُ أيضاً - بسُكُونِ الزّاي -. وقال الأصمعيُّ الحَزَوَّرُ الضَّعيفُ والقَوِيُّ، وهو من الأضْدَادِ، وقيل الصَّغيرُ.
وحَزَرْتُ الشَّيْءَ أحْزُرُه حَزْراً: وهو حَدْسٌ وظَنٌّ. وَحَزَرَ النَّخْلَ: خَرَصَه. والحَزْرُ: الصُّلْبُ من الأماكِنِ. والِحْزَوارُ: الأكَمَةُ، وجَمْعُه: حَزَاوِرُ. والحَزْوَرَةُ - مُخَفَّفَةٌ -: النَّاقَةُ المُقَتَّلَةُ المُذَلَّلَةُ. وأتاني فلانٌ مُحَزْوِراً: أي مُتَغَضِّباً. والحَزْرَةُ: مَرَارَةُ نَبِقَةٍ مُرَّةٍ. وحَزَرَ اللَّبَنُ يَحْرُزُ ويَحْزِرُ. واللَّبَنُ الحازِرُ: الذي عَدا القُرُوْصَ.
والحَزْرَةُ: خِيارُ المالِ وسَرَاتُه، وجَمْعُها: حَزَارتٌ، وفي الحَديثِ: " لا تَأْخُذْ من حَزَارتِ أنْفُسِ النّاسِ شَيْئاً ".
(حزر)
اللَّبن وَنَحْوه حزورا حمض وَيُقَال حزر الْوَجْه عبس وَالشَّيْء حزرا قدره بالتخمين فَهُوَ حازر

حزر


حَزَرَ(n. ac.
حَزْر
مَحْزَرَة)
a. Guessed, surmised, conjectured.
b. Estimated; reckoned, computed.
c.(n. ac. حَزْر
حُزُوْر), Became sour, acid.
حَزَّرَa. Gave to guess, propounded to (riddle).

تَحَاْزَرَa. Asked one another (riddles).
حَزْرa. Conjecture, supposition, surmise, guess.

حَزْرَةa. The best or choice of.

مَحْزَرَةa. see 1
حَاْزِرa. Guesser, diviner.
b. Sour, acid.

حَزُّوْرَةa. Enigma, riddle.

حَزِيْرَان
a. June.
حزر: حَزْر: يقال: إن صدقني حَزْري، أي إن صدقني تقديري وتخميني (بوشر) وفي كوزج مختارات (ص61): إن صَدَق حذري (حزري) إن هذا العبد سيكون له شأن (ألف ليلة برسل 3: 102، 194. وفي طبعة بولاق وطبعة ماكن: حذري وهو خطأ).
وحَزَر: حصر، ضيق عليه، ودفعه في موضع لا يستطيع التقهقر منه (بوشر).
أحرز: احصر، واعتزل في خلوة (بوشر). حُزَيْرَان وكذلك حُزَيْر عامية حَزيران: شهر يونية (محيط المحيط).
حَزَّاز: عرَّاف، مُخَمِّن (همبرت ص157).
حَزُّورة: أحجية (بوشر، محيط المحيط).
تَحْزِيري: تخميني (بوشر).
(ح ز ر) : (الْحَزْرُ) التَّقْدِيرُ (وَمِنْهُ) فَأَنَا لِي حَزَرُ النَّخْلِ وَيُرْوَى جِزَازُ النَّخْل بِالْجِيمِ وَالزَّاي الْمُكَرَّرَةِ (وَحَزْرَةُ الْمَالِ) خِيَارُهُ يُقَالُ هَذَا حَزْرَةُ مَالِهِ وَحَزْرَةُ نَفْسِهِ وَحَزْرَةُ قَلْبِهِ لِأَنَّهُ يُقَدِّرُهُ فِي نَفْسِهِ وَيُعَدِّدُهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ لَا تَأْخُذْ مِنْ حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَيْئًا خُذْ الشَّارِفَ أَيْ الْمُسِنَّةَ وَالْفَتِيَّةَ.

(غُلَامٌ حَزَوَّرٌ) احْتَلَمَ وَاجْتَمَعَتْ قُوَاهُ.
ح ز ر : حَزَرْت الشَّيْءَ حَزْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ قَدَّرْتُهُ وَمِنْهُ حَزَرْتُ النَّخْلَ إذَا خَرَصْتَهُ وَحَزْرَةُ الْمَالِ خِيَارُهُ وَالْجَمْعُ حَزَرَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَقَدْ يُسَكَّنُ فِي الْجَمْعِ عَلَى تَوَهُّمِ الصِّفَةِ وَتُطْلَقُ الْحَزْرَةُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَيُرْوَى حَرْزَةٌ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ صَاحِبَهَا يُحْرِزُهَا أَيْ يَصُونُهَا عَنْ الِابْتِذَالِ. 
ح ز ر: (الْحَزْرُ) التَّقْدِيرُ وَالْخَرْصُ تَقُولُ: (حَزَرَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ فَهُوَ (حَازِرٌ) . وَ (حَزْرَةُ) الْمَالِ خِيَارُهُ بِوَزْنِ حَضْرَةٍ، يُقَالُ: هَذَا حَزْرَةُ نَفْسِي أَيْ خَيْرُ مَا عِنْدِي وَالْجَمْعُ (حَزَرَاتٌ) بِفَتْحِ الزَّايِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَأْخُذُوا مِنْ حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَيْئًا» يَعْنِي فِي الصَّدَقَةِ. وَحَزِيرَانُ بِالرُّومِيَّةِ اسْمُ شَهْرٍ قَبْلَ تَمُّوزَ. 
[حزر] فيه: قال لمصدقه: لا تأخذ من "حزرات" أنفس الناس، هي جمع حزرة بسكون زاي وهي خيار مال الرجل لأن صاحبها لا يزال يحزرها في نفسه، سميت بالمرة من الحزر، ولذا أضيفت إلى الأنفس، ويروى بتقديم راء وقد مر. ك وفيه: ما يوزن قال: حتى "يحزر" أي شيء يوزن، إذ لا يمكن وزن الثمرة التي على النخلة، فقال رجل في حنب ابن عباس: المراد من الوزن الحزر، بزاي فراء وهو الخرص والتقدير، والخرص والأكل والوزن كلها كنايات عن ظهور صلاحها، وروى براء فزاي بمعنى تحفظ وتصان. ن: حتى "يحزر" أي يخرص، وفي بعضها بتقديم راء وهو مصحف، وإنما فسر "يوزن" به لأن الحزر طريق إلى معرفة قدره كالوزن.
[حزر] الحَزْرُ: التقدير والخَرْصُ. تقول: حزرت الشئ أحزره وأحزره. والحازر: الخارص. والحازِرُ اللبن الحامض. وقد حرز اللبن والنبيذ، أي حمض. وحَزْرَةُ المال: خِياره. يقال: هذا حَزْرةُ نفسي، أي خيرُ ما عندي. والجمع حزَراتٌ بالتحريك. وفي الحديث: " لا تأخُذْ من حَزَراتِ أَنفُس الناسِ شيئاً "، يعني في الصدقة. قال الراجز:

الحزرات حزرات النفس * أي هي مما تودها النفس. وقال آخر:

وحزرة القلب خيار المال * والحزاور: الروابي الصغار، الواحدة حزورة، وهى تل صغير. والحزور أيضاً: الغلامُ إذا اشتدَّ وقويَ وخَدَم. قال يعقوب: هو الذي قد كاد يُدرِك ولم يَفْعَل. وقال الراجز: لن تعدم المطى منا مسفرا * شيخا بجالا وغلاما حزورا - وكذلك الحَزَوَّرُ بتشديد الواو، والجمع الحزاورة. وحزيران بالرومية: اسم شهر قبل تموز.
حزر
حزَرَ يَحزُر ويَحزِر، حَزْرًا، فهو حازِر، والمفعول مَحْزور
• حزَر الشَّيءَ: قدَّره بالتَّخمين أو قدَّره بالحَدْس "حَزَرْتُ قدومَه يوم كذا: قدَّرته- حزَرتُ نتيجةَ المسابقة".
• حزَر أحجيَّةً: حلَّها وفسَّرها "حزَر لُغْزًا غامضًا". 

حزَّرَ يحزِّر، تحزيرًا، فهو محزِّر، والمفعول محزَّر
• حزَّر المتسابقُ الإجابةَ: حزَرها، قدَّرها بالتخمين والحدس ° حزَّر فزَّر. 

حَزْر [مفرد]: مصدر حزَرَ. 

حُزْرَة [مفرد]: ج حُزُرات وحُزْرات: (طب) ألم ظَهْرِيّ في العمود الفقاريّ "أصبت بحُزْرةٍ شديدة". 

حَزُّورة [مفرد]: ج حَزُّورات وحزازيرُ: لُغْز أو سؤال مُلْتبِس يُطلَب إيجاد الجواب المناسب له "ألقى عليهم حَزُّورة". 
باب الحاء والزاي والراء معهما ح ز ر، ح ر ز، ز ح ر، ر ز ح مستعملات

حزر: الحَزْر: حَزْرُكَ الشَّيءَ بالحَدس تَحْزِرُه حَزْراً. والحاِزُر والحَزْر: اللَّبَن الحامِض. والحَزْرَةُ: خِيار المال ، قال:

الحزرات حزرات النَّفْسِ

حرز: مكان حَريز: قد حَرُزَ حَرازةً، والحَرَزُ: الخَطَر، وهو الجَوْزُ المَحْكُوك يُلْعَبُ به ، وجمعُه أحراز. وأخطار. والحِرْز: ما أحْرَزْتَ في موضع من شَيْء، تقول: هو في حِرْزي. واحتَرَزْتُ من فُلانٍ.

زحر: زَحَرَ يَزْحَر زَحيراً وهو إخراج النَّفَس بأَنين عند شِدَّةٍ ونحوها، والتَزَحُّر مثله. وزَحَرَتِ المرأةُ بوَلَدها، وتَزَحَّرَت عنه إذا وَلَدَتْ، قال:

إني زعيم لك أَن تَزَحَّري ... عن وارِمِ الجَبْهة ضَخْمِ المَنخَرِ

وفُلانٌ يَتَزَحَّرُ بماله شُحّاً.

رزح: رَزَحَ البعيرُ رُزُوحاً أي: أعْيا، وبَعير مِرْزاح ورازِح وهو المُعْيي القائم، وإبِل رَزْحَى ومَرازيح. والمِرْزيح: الصَّوْت.
الْحَاء وَالزَّاي وَالرَّاء

حَزَرَ الشَّيْء يحْزِرُهُ ويحْزُرُه حَزْراً: قدره بالحدس. والمَحْزَرةُ، الحزْرُ، عَن ثَعْلَب.

والحازِرُ من اللَّبن: فَوق الحامض. وَقد حزَر يحْزُرُ حُزوراً وحَزْراً، قَالَ:

وارضَوا بإحلابةِ وطْبٍ قد حَزَرْ

وحَزُرَ كحَزَرَ. وَهُوَ الحَزْرَةُ.

وَقيل: الحَزْرَةُ مَا حَزَرَ بأيدي الْقَوْم من خِيَار أَمْوَالهم. وَلم يُفَسر حَزَرَ، غير أَنِّي أظنَّه زكا أَو ثَبت فنما. وحَزْرَةُ المَال خِيَاره، وَبهَا سمي الرجل. وحَزِيرتُه كَذَلِك.

والحَزْرةُ: موت الأفاضل.

والحَزُورةُ: الرابية الصَّغِيرَة.

والحَزْوَرُ والحَزوّر: الْغُلَام الَّذِي قد شب وقوى، قَالَ الراجز: لن تَعْدَمَ المطِيُّ مني مِسْفَرا

شَيخا بَجالا وغُلاما حَزْورَا

وَقَالَ:

لن يبعثوا شَيْخا وَلَا حَزَوَّرَا

بالفأسِ إِلَّا الأرقَبَ المُصدَّرَا

وَالْجمع حزاوِرُ وحزاوِرَةٌ، زادوا الْهَاء لتأنيث الْجمع.

والحَزَوَّرُ الَّذِي قد انْتهى إِدْرَاكه، قَالَ بعض نسَاء الْعَرَب.

إنّ حِرِى حَزَوَّرٌ حَزَابِيَة

كوطأةِ الظبْيةِ فوقَ الرابِية

قد جَاءَ مِنْهُ غِلْمَةٌ ثَمَانِيَة

وبقِيَتْ ثقبته كَمَا هِيَة
حزر شرف ربب مخض أكل أَبُو عبيد: أما قَوْله: من حزرات أنفس النَّاس فَإِن الحزرة خِيَار المَال قَالَ الشَّاعِر: [الرجز]

الحزرات حزرات النَّفس

فَيَقُول: لَا تَأْخُذ خِيَار أَمْوَالهم خُذ الشارف وَهِي المسنة الهرمة وَالْبكْر [و -] هُوَ الصَّغِير من ذُكُور الْإِبِل فَقَالَ: الشارف وَالْبكْر وَإِنَّمَا السّنة الْقَائِمَة فِي النَّاس أَن لَا يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة إِلَّا ابْنة مَخَاض أَو ابْنة لبون أَو حقة أَو جَذَعَة لَيْسَ فِيهَا سنّ فَوق هَذِه الْأَرْبَع وَلَا دونهَا وَإِنَّمَا وَجه هَذَا الحَدِيث عِنْدِي وَالله أعلم أَنه كَانَ فِي أول الْإِسْلَام قبل أَن يُؤْخَذ النَّاس بالشرائع فَلَمَّا قوي الْإِسْلَام واستحكم جرت الصَّدَقَة على مجاريها ووجوهها. وَأما حَدِيث عمر رَضِي اللَّه عَنهُ: دع الرِّبَا والماخض والأكولة فَإِن الرُّبَّا هِيَ الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ يُقَال: هِيَ فِي ربابها مَا بَينهَا وَبَين خمس عشرَة لَيْلَة قَالَ وأنشدني الْأَصْمَعِي لبَعض الْأَعْرَاب: [الرجز]

حَنين أُم البوَّ فِي ربابها

وَأما الماخض فَهِيَ الَّتِي قد أَخذهَا الْمَخَاض لتَضَع. والأكولة الَّتِي تسمن للْأَكْل لَيست بسائمة وَالَّذِي يروي فِي الحَدِيث الأكيلة وَإِنَّمَا الأكيلة المأكولة يُقَال: هَذِه أكيلة الْأسد وَالذِّئْب فَأَما هَذِه فَإِنَّهَا الأكولة. وَأما قَول عمر: احتسب عَلَيْهِم بالغذاء فَإِنَّهَا السخال الصغار وَاحِدهَا غذي وأنشدني الْأَصْمَعِي قَالَ أَنْشدني أَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء: [الْبَسِيط]

لَو أنني كنتُ من عادٍ وَمن إرمٍ ... غذيّ بَهْمٍ ولقمانا وَذَا جدن قَالَ الْأَصْمَعِي: [و -] أَخْبرنِي خلف الْأَحْمَر أَنه سمع الْعَرَب تنشده: غذي بهم بِالتَّصْغِيرِ.

حزر

1 حَزَرَهُ, aor. ـُ and حَزِرَ, inf. n. حَزْرٌ (S, M, Msb K) and مَحْزَرَةٌ, (Th, K,) He computed, or determined, its quantity, measure, size, bulk, proportion, extent, amount, sum, or number: (S, Mgh, * Msb, K:) [more commonly,] he computed by conjecture its quantity or measure &c.; syn. خَرَصَهُ, (S, K,) and قَدَّرَهُ بِالحَدْسِ; (M;) he took its quantity or measure &c. by the eye. (TK.) [He conjectured it; and so ↓ حزّرهُ, inf. n. تَحْزِيرٌ: perhaps post-classical: whence عِلْمُ التَّحْزِيرِ The science of divination.] You say, حَزَرَ النَّخْلِ He computed by conjecture the quantity of the fruit upon the palm-trees. (A, Msb.) And حَزَرْتُ قِرَاءَتَهُ عِشْرِينَ آيَةً (tropical:) I computed his recitation, or reading, to be twenty verses [of the Kur-án]. (A.) and حَزَرْتُ فُدُومَهُ يَوْمَ كَذَا (tropical:) I computed his arrival to be on such a day. (A.) And اِحْزِرْ نَفْسِكَ هَلْ تَقْدِرُ عَلَيْهِ (tropical:) Measure thyself, whether thou be able to do it. (A.) A2: حَزَرَ, (S, M, K,) aor. ـُ inf. n. حَزْرٌ and حُزُورٌ, (M,) It (milk, S, M, K, and beverage of the kind called نَبِيذ, S, K) became sour, or acid. (S, M, K.) It is said in a prov., عَدَا القَارِصُ فَحَزَرَ [explained in art. قرص]. (A.) b2: Hence, (TA,) (tropical:) It (a man's face) was, or became, [sour, i. e.] frowning, contracted, stern, austere, or morose. (K, TA.) 2 حَزَّرَ see above.

حَزْرَةُ المَالِ The better, or best, of cattle or other property; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ حَزِيرَةُ المالِ: or the latter signifies property to which the heart clings: (TA:) the term حزرة is applied alike to what is masc. and what is fem.: (AO, Msb:) the pl. is حَزَرَاتٌ (S, Msb, K) and حَزْرَاتٌ, as though the sing. were an epithet: (Msb:) it is applied to the better or best of property because the owner of such property always, when he sees it, computes its quantity or number in his mind: accord. to Aboo-Sa'eed, حَزَرَاتُ الأَمْوَالِ signifies those kinds of property which their owners love: accord. to AO, choice kinds of property. (TA.) You say also, هٰذَا حَزْرَةُ نَفْسِى, meaning This is the best of what I have: and of such property the collector of the poor-rate is forbidden to take. (S, Mgh, * TA.) Also, هِىَ حَزْرَةُ قَلْبِهِ It is the choice thing of his heart. (AO.) حَزْرَآءٌ Sour [milk such as is termed] صَرْبَة. (K. [In some copies of the K, ضربة, which SM thinks to be a mistake for صربة. See also حَازِرٌ.]) حَزْوَرٌ (TA) and ↓ حَزْوَرَةٌ (S, K) and ↓ حِزْوَارَةٌ (K) A small hill: (S, K, TA:) or the first, rugged ground: (TA:) and the second, stony ground: (Abu-t-Teiyib:) pl. [of the first and second] حَزَاوِرُ (S, K) and حَزَاوِرَةٌ (K, mentioned by Abu-t-Teiyib as pl. of the second,) and [of the third] حَزَاوِيرُ. (K.) b2: Also حَزْوَرٌ and ↓ حَزَوَّرٌ, (S, A, K,) [the latter the more common,] (assumed tropical:) A strong boy; (K;) one that has attained to youthful vigour, or the prime of manhood: (TA:) or a boy who has become strong, (S, A,) and has served: (S:) or one who has nearly attained the age of puberty, and has not had commerce with a woman (وَلَمْ يَفْعَلْ [app. meaning ولم يفعل بِامَرَأَةٍ]): (Yaakoob, S:) or one who has attained the age of puberty, and has become strong: (Mgh, TA, in explanation of the latter word:) or a boy who has nearly attained the age of puberty; so called, accord. to several authors, as being likened to a hill: or one who has fully attained that age: (TA:) or, accord. to As and El-Mufaddal, a young boy, who has not attained the age of puberty: and sometimes, one who has attained that age, and become strong in body, and has borne arms: and this is the right explanation: (Az:) and a strong man: and, contr., a weak man: (AHát, K:) or, accord. to some of the lexicologists, when applied to a boy, or young man, it signifies strong: and when applied to an old man, weak: (Abu-t-Teiyib:) pl. حَزَاوِرَةٌ (S, TA) and حَزَاوِرُ. (TA.) حَزْوَرَةٌ: see حَزْوَرٌ.

حَزِيرَةُ المَالِ: see حَزْرَةُ المالِ.

حَزِيرَانُ The name of a month, in Greek; [the Syrian month corresponding to June, O. S.;] (S, K;) [next] before تَمُّوز. (S.) حَزَوَّرٌ: see حَزْوَرٌ.

حِزْوَارَةٌ: see حَزْوَرٌ.

حَازِرٌ A man computing, or who computes, by conjecture, the quantity or number [&c.] of a thing or things. (S, TA.) [See 1.]

A2: Applied to milk, and to the beverage called نَبِيذ, Sour, or acid: (S, K:) or, applied to milk, it means more than حَامِضٌ: (TA:) or i. q. حَامِزٌ: (IAar, TA:) or more than حامز. (TA in art. حمز.) b2: and hence, (TA,) applied to a face, (tropical:) [Sour, i. e.] frowning, contracted, stern, austere, or morose. (K, TA.) [See also what follows.]

مَحْزُورٌ, (K, TA,) in some copies of the K مُحَزْوَرٌ, (TA,) [in the CK مُحَزْور,] (tropical:) Angered; (K, TA;) and having a frowning, contracted, stern, austere, or morose face. (TA.) [See also what next precedes.]

حزر: الحَزْرُ حَزْرُك عَدَدَ الشيء بالحَدْس. الجوهري: الحَزْرُ

التقدير والخَرْصُ. والحازِرُ: الخارص. ابن سيده: حَزَرَ الشيء يَحْزُرُه

ويَحْزِرُهُ حَزْراً: قَدَّرَه بالحَدْسِ. تقول: أَنا أَحْزُِرُ هذا الطعام

كذا وكذا قفيزاً. والمَحْزَرَةُ: الحَزْرُ، عن ثعلب. والحَزْرُ من اللبن:

فوق الحامض. ابن الأَعرابي: هو حازِرٌ وحامِزٌ بمعنى واحد. وقد حَزَرَ

اللبنُ والنبيذ أَي حمض؛ ابن سيده: حَزَرَ اللبنُ يَحْزُرُ حَزْراً

وحُزُوراً؛ قال:

وارْضَوْا بِإِحْلاَبَةِ وَطْبٍ قد حَزَرْ

وحَزُرَ كَحَزَرَ وهو

(* قوله: «وهو» أي اللبن الحامض). الحَزْرَةُ؛

وقيل: الحَزْرَةُ ما حَزَرَ بأَيدي القوم من خيار أَموالهم؛ قال ابن سيده:

ولم يفسر حَزَرَ غير أَني أَظنه زَكا أَو ثَبَتَ فَنَمَى. وحَزْرَةُ

المال: خيارُه، وبها سمي الرجل، وحَزِيرتُهُ كذلك، ويقال: هذا حَزْرَةُ نَفْسي

أَي خير ما عندي، والجمع حَزَراتٌ، بالتحريك. وفي الحديث عن النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَنه بعث مُصَدِّقاً فقال له: لا تأْخذ من حَزَرات

أَنْفسِ الناس شيئاً، خذ الشَّارِفَ والبَكْرَ، يعني في الصدقة؛ الحَزَرات،

جمع حَزْرَة، بسكون الزاي: خيار مال الرجل، سميت حَزْرَةً لأَن صاحبها

لميزل يَحْزُرُها في نفسه كلما رآها، سميت بالمرّة الواحدة من الحَزْرِ.

قال: ولهذا أُضيفت إِلى الأَنْفُسِ؛ وأَنشد الأَزهري:

الحَزَراتُ حَزَارتُ النَّفْسِ

أَي هي مما تودُّها النفس؛ وقال آخر:

وحَزْرَةُ القلبِ خِيارُ المالِ

قال: وأَنشد شمر:

الحَزَراتُ حَزَراتُ القلبِ،

اللُّبُنُ الغِزَارُ غيرُ اللَّحْبِ،

حِقاقُها الجِلادُ عند اللَّزْبِ

وفي الحديث: لا تأْخذوا حَزَارتِ أَموال الناس ونَكِّبُوا عن الطعام،

ويروى بتقديم الراء، وهو مذكور في موضعه. وقال أَبو سعيد: حَزَراتُ

الأَموال هي التي يؤدّيها أَربابها، وليس كلُّ المال الحَزْرَة، قال: وهي

العلائق؛ وفي مثل العرب:

واحَزْرَتِي وأَبْتَغِي النَّوافِلا

أَبو عبيدة: الحَزَارتُ نَقَاوَةُ المال، الذكر والأُنثى سواء؛ يقال: هي

حَزْرَةُ ماله وهي حَزْرَة قلبه؛ وأَنشد شمر:

نُدافِعُ عَنْهُمْ كلَّ يومِ كريهةٍ،

ونَبْذُِلُ حَزْراتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ

ومن أَمثال العرب: عَدَا القَارِصُ فَحزَرْ؛ يضرب للأَمر إِذا بلغ غايته

وأَفْعَم.

ابن شميل عن المُنْتَجِع: الحازِرُ دقيق الشعير وله ريح ليس بطيب.

والحَزْرَةُ: موت الأَفاضل.

والحَزْوَرَةُ: الرابية الصغيرة، والجمع الحَزاوِرُ، وهو تلٌّ صغير.

الأَزهري: الحَزْوَرُ المكان الغليظ؛ وأَنشد:

في عَوْسَجِ الوادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ

وقال عباسُ بن مِرْداسٍ:

وذَابَ لُعابُ الشمسِ فيه، وأُزِّرَتْ

به قامِساتٌ من رِعانٍ وحَزْوَرِ

ووجْهٌ حازِرٌ: عابس باسِرٌ. والحَزْوَرُ والحَزَوَّرُ، بتشديد الواو:

الغلام الذي قد شَبَّ قوي؛ قال الراجز:

لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مني مِسْفَرا،

شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا

وقال:

لَنْ يَبْعَثُوا شَيْخاً ولا حَزَوَّرَا

بالفاسِ، إِلاَّ الأَرْقَبَ المُصَدَّرَا

والجمع حَزاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ، زادوا الهاء لتأْنيث الجمع.

والحَزَوَّرُ: الذي قد انتهى إِدراكه؛ قال بعض نساء العرب:

إِنَّ حِرِي حَزَوَّرٌ حَزابِيَه،

كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَه

قد جاءَ منه غِلْمَةٌ ثمانيه،

وبَقِيَتْ ثَقْبَتُه كما هِيَه

الجوهري: الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ وقوي وخَدَمَ؛ وقال يعقوب: هو

الذي كاد يُدْرِكُ ولم يفعل. وفي الحديث: كنا مع رسولُ الله، صلى الله

عليه وسلم، غِلْماناً حَزاوِرَةً؛ هو الذي قارب البلوغ، والتاء لتأْنيث

الجمع؛ ومنه حديث الأَرنب: كنت غلاماً حَزَوَّراً فصدت أَرنباً، ولعله شبهه

بحَزْوَرَةِ الأَرض وهي الرابية الصغيرة. ابن السكيت: يقال للغلام إِذا

راهق ولم يُدْرِكْ بعدُ حَزَوَّرٌ، وإِذا أَدرك وقوي واشتد، فهو حَزَوَّر

أَيضاً؛ قال النابغة:

نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ

قال: أَراد البالغ القوي. قال: وقال أَبو حاتم في الأَضداد الحَزَوَّرُ

الغلام إِذا اشتدّ وقوي؛ والحَزَوَّرُ: الضعيف من الرجال؛ وأَنشد:

وما أَنا، إِن دَافَعْتُ مِصْراعَ بابِه،

بِذِي صَوْلَةٍ فانٍ، ولا بْحَزَوَّرِ

وقال آخر:

إِنَّ أَحقَّ الناس بالمَنِيَّه

حَزَوَّرٌ ليست له ذُرِّيَّه

قال: أَراد بالحَزَوَّرِ ههنا رجلاً بالغاً ضعيفاً؛ وحكى الأَزهري عن

الأَصمعي وعن المفضل قال: الحَزَوَّرُ، عن العرب، الصغير غير البالغ؛ ومن

العرب من يجعل الحَزْوَرَ البالغ القويَّ البدن الذي قد حمل السلاح؛ قال

أَبو منصور: والقول هو هذا.

ابن الأَعرابي: الحَزْرَةُ النَّبِقَةُ المرّة، وتصغر حُزَيْرَةً.

وفي حديث عبدالله بن الحَمْراءِ: أَنه سمع رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، وهو واقف بالحَزْوَرَةِ من مكة؛ ال ابن الأَثير: هو موضع عند باب

الحَنَّاطِينَ وهو بوزن قَسْوَرَةٍ. قال الشافعي: الناس يشدّدون

الحَزْوَرَةَ والحُدَيْبِيَةَ، وهما مخففتان.

وحَزِيرانُ بالرومية: اسم شهر قبل تموز.

حزر
: (الحَزْرُ: التَّقْدِيرُ والخَرْصُ) ، والجازِرُ: الخارِص، كَمَا فِي الصّحاح، (كالمَحْزَرةِ) ، وهاذِهِ عَن ثَعْلَب.
وَفِي المُحْكَم: حَزَرَه (يَحْزُرُ) هُ، من حَدّ نَصَرَ، (ويَحْزِرُ) هُ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَزْراً: قدَّره بالحَدْسِ.
(وحَزْرٌ: ع بِنَجْدٍ) ، وَقيل: جبَلٌ.
(والحَزْرَةُ: شرَةٌ حامِضَةٌ. و) الحَزْرةُ (من المَال: خِيَارُهُ) ، كالحَزيرة، وَبهَا سُمِّىَ الرَّجُل. وَيُقَال هاذا حَزْرة نَفْسِي، أَي خَيْرُ مَا عِنْدي، (ج حَزْرَاتٌ) ، بالتَّحْرِيك وبالسُّكُون أَيْضا، كَمَا يأْتي فِيمَا أَنشده شَمِرٌ. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وسلمبَعَثَ مُصَدِّقاً فَقَالَ لَهُ: لَا تَأْخُذْ من حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَيْئاً، خُذِ الشَّارِفَ، والبَكْرَ) . يعنِي فِي الصَّدقة. قالُوا: وإِنما سُمِّىَ خِيَارُ مالِ الرَّجُل حَزْرةً، لأَنَّ صاحبَها لم يَزَلْ يَحْزُرُها فِي نَفْسِه كلَّا رَآها، سُمِّيَت بالمَرَّةِ الْوَاحِدَة من الحَزْر، ولهاذا أُضِيفَت إِلَى الأَنْفُسِ. وَأَنْشَد الأَزْهَرِيُّ:
الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ النَّفْسِ
أَي مِمَّا تَودُّهَا النَّفْسُ. وَقَالَ آخر:
وحَزْرةُ القَلْب خِيارُ المَالِ
وَأنْشد شَمِرٌ:
الحَزَراتُ حَزَرَاتُ القَلْبِ اللُّبُنُ الغِزَارُ غَيْرُ اللُّجْبِ
خِفَافُهَا الجِلادُ عنْد اللَّزْبِ
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: (لَا تَأْخُذُوا حَزَراتِ أَموالِ النَّاسِ ونَكِّبُوا عَن الطّعَام) ويُرْوَى بتَقْدِيم الرَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُور فِي مَوضعِه. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: حَزَراتُ الأَموالِ هِيَ التَّي يُؤَدِّيها أَربَابُهَا، وَلَيْسَ كُلُّ المالِ الحَزْرَةَ. قَالَ: وَهِي العَلاَئِقُ. وَفِي مَثَل العَرَب:
واحَزْرَتِي وأَبْتغِى النَّوافِلاَ
وَعَن أبي عُبَيْدة: الحَزَراتُ: نَقَاوَةُ المَالِ، الذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ. ياقل: هِيَ حَزَرَةُ مَالِه، وَهِي حَزْرَةُ قَلْبِه. وأَنْشَد شَمِرٌ:
نُدَافعُ عَنْهُم كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ
ونَبْذُل حَزْرَاتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ
(و) الحَزْرَةُ: (النَبِقَةُ المُرَّةُ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّكْمِلَةِ: المُزَّة، ويُصَغَّر حُزَيْرَةً، عَن ابْنِ الأَعْرَبِيّ.
(أَو) حَزْرَتُهَا: (مَرَارَاتُها) .
(و) حَزْرَةُ، (بِلاَ لاَمٍ: وادٍ) ، نَقله الصّغانِيّ. (وبِئْرُ حَزْرَةَ: من آبارِهِم) ، مَعْرُوفَة.
(والحَارِزُ: الحَامِض من اللَّبنِ. والنَّبِيذُ) . قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ حَازِرٌ وحامِزٌ، بمعْنًى وَاحِد، وَقد حَزَرَ اللَّبَنُ والنَّبِيذُ، أَي حمُضَ.
وَفِي المُحْكَم: حَزَرَ اللَّبَنُ يَحْزُرُ حزْراً وحُزُوراً، قَالَ:
وارْضُوْا بإِحْلاَبةِ وَطْبٍ قد حزَرْ
وَقيل: الحازِرُ من اللَّبَنِ: فوْقَ الحَامِضِ. (و) الحازِرُ (من الوُجُوهِ: العابُس الباسِرُ) . يُقَال: وَجْهٌ حازِرٌ، على التَّشْبِيه، (وَقد حَزَرَ) حَزْراً وحُزُوراً. (أَو) الحازِرُ: (دَقِيقُ الشَّعِيرِ وَله رِيحٌ لَيْسَتْ بِطَيِّبة) ، حَكَاهُ ابنُ شُميْل عَن المُنْتجِع.
(وحزِيرَانُ) ، بفَتْح فكَسْر والمشْهُور على الأَلْسِنَة بضَمِّ فَفتح: (اسمُ شَهرٍ بالرُّومِيَّة) ، من الشُّهُور الاثْنَى عَشَر، وَهُوَ قَبْلَ تَمُّوزَ، وَقد مَرَّ تفصيلُها فِي أيَّار.
(والحَزُورَةُ، كَقَسُورَةَ: النَّاقَةُ المُقَتَّلَةُ المُذَلَّلَةُ) ، وَهِي أَيْضا العَظِيمةُ، على التَّشْبِيه.
(و) الحَزُورَةُ والحَزُورُ: (الرَّابِيَةُ الصَّغِيرَةُ، كالحِزْوارَةِ، بالكَسْر) ، وقِي هُوَ التَّلُّ الصَّغِير، (ج حَزَاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِيرُ) .
وَقَالَ أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ: والحزَاوِرَةُ الأَرَضُون ذَوَاتُ الحِجَارةِ، جمْع حَزْوَرَةٍ.
(و) الحَزَوَّرُ، (بِلَا هَاءٍ، كعَمَلَّس: الغُلامُ القوِيُّ) الّذي قد شَبَّ. قَالَ الشاعِرُ:
لنْ يَبْعثُوا شَيْخاً وَلَا حَزَوَّرَا
بالفاس إلاَّ الأَرقَبَ المُصَدَّرَا
وَقَالَ آخَرُ:
رُدِّى العروجَ إِلى الحَيَا واستَبْشِري
بمقامِ حَبْل السّاعدَيْن حَزَوَّرِ
وَفِي الصّحاح: الحَزَوَّرُ: الغُلامُ إِذا اشتَدَّ وقَوِىَ وخَدَمَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الَّذِي كَادَ يُدِركُ وَلم يَفْعَل. يُقَالُ للغُلام إِذا رَاهقَ وَلم يُدْرِك بَعْدُ: حَزَوَّرٌ، وإِذا أَدْرَكَ وقَوِيَ واشْتَدَّ فهوَ حَزَوّرٌ، أَيضاً. قَالَ النَّابِغَةُ:
نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَد
هاكذا أَنْشَدَه أَبو عَمرٍ و، قَالَ أَراد البالغَ القَوِيَّ.
قلْت: وقرأْتُ فِي كتاب رُشْد اللَّبِيب ومُعَاشَرَة الحَبِيب قولَ النَّابِغَة هاذا، وأَوَّلُه:
وَإِذَا لَمَسْتَ لَمسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً
مُتَحَيِّزاً بمكانِه ملِءَ اليَدِ
وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ فِي مُسْتَهدِف
رابِى المجَسَّةِ بالععِير مُقَرْمَدِ
وَإِذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصِف
نَزْعَ الحَزوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ (و) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي الأَضْدَاف: الحَزَوَّرُ: (الرَّجلُ القَوِيُّ) الشَّديدُ. (و) الحَزَوَّر: (الضَّعِيفُ) من الرِّجال، (ضِدُّ) . وأَنْشَدَ:
وَمَا أَنَا إِنْ دَافَعْتُ مِصْراعَ بَابِه
بِذِي صَوْلَةٍ فَانٍ وَلَا بِحَزَوَّرِ
قَالَ: أَرادَ: وَلَا بِصَغِير ضَعِيف.
وَقَالَ آخرُ:
إِنَّ أحقَّ النَّاسِ بالمَنِيَّهْ
حَزَوَّرٌ ليستْ لَهُ ذُرِّيَّهْ
قَالَ: أَرَادَ بالحَزَوَّرِ هُنَا رجُلاً بَالغا ضَعيفاً لَا نَسْلَ لَهُ.
وحَكَى الأَزْهَرِيّ عَن الأَصْمَعيّ وَعَن المُفَضَّل قَالَ: الحَزَوَّر، عَنِ العَرَبِ: الصَّغِيرُ غَيْرُ البَالغِ.
وَمن العَرَب من يَجْعلُ الحَزَوَرَ البَالغَ القَوِيَّ البدنِ الّذِي قد حَملَ السِّلاَح. قَالَ أَبو مَنْصخلأر:
والقَوْلُ هُوَ هاذَا.
قُلْتُ: وَفِي كتاب الأَضداد لأبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ، عَن بَعْضِ اللُّغَوِيِّين: إِذَا وَصفْتَ بالحَزَوَّرِ غُلاماً أَو شابًّا فَهُوَ القَوِيّ، وإِذا وصفْتَ بهِ كَبِيراً فَهُوَ الضَّعِيفُ. قَالَ: وَفِي الحَزَوَّرِ لُغَات، بالتَّشْدِيدِ والتَّخْفِيفِ، وهَزَوَّر، كَعَمَلَس، بالهَاءِ، والجَمْعُ هَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِرَةٌ.
(و) أَبو جعْفَرٍ (محمّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الحَكَم بْنِ الحَزَوَّرِ الثَّقَفِيُّ الْعلإعوَّرِيُّ الأَصْفَهَانِيّ) مَوْلَى السَّائب بن الأَقَرعِ (مُحَدِّثٌ) ابْنُ مُحَدِّث، حَدَّثَ عَن محَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ المَصِّيصِيّ وعَنْه أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المَرْزُبَان الأَبْهَرِيّ، وأَبُوه إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى يَرْوِي عَن أَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسّي وبَكْرِ ابْنِ بَكّار، وَعنهُ وَلَدُه المَذْكُور.
(والمَحْزُورُ) ، كمَنْصُور، وَلَيْسَ بشيْءٍ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ بضمِّ الميمِ وفَتْحِ الحَاءِ وكَسْرِ الوَاوِ: (المُتَغَضِّبُ) العَابِسُ الوَجْهِ، وَهُوَ مَجَاز. (والحَرْزَاءُ: الضَّرْبَةُ الحامِضَةُ) هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخ، الضِّرْبَة، بالضَّاد المُعْجَمَة، وَالصَّوَاب بالصَّادِ المُهْمَلَة.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
حَزَرَ المَالُ: زَكَا أَو ثَبَتَ فنَمَى:
وحَزِيرَةُ المَالِ: مَا يَعْلَقُ بِهِ القَلْبُ.
وَمن أَمْثَالهم (عَدَا القَارِصُ فحَزَرَ) يُضْرَبُ للأَمْرِ إِذا بَلَغَ غَايَته.
والحَزْرَةُ: مَوْتُ الأَفاضلِ.
والحَزْوَرُ كجَعْفَرٍ: المَكَانُ الغَلِيظُ. وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيّ:
فِي عَوْسَجِ الوَادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ
وَقَالَ عَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ:
وذَابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فِيهِ وأُزِّرَتْ
بِهِ قامِسَاتٌ مِن رِعَانٍ وحَزْوَرِ
والحَزْوَرُ لُغَة فِي الحَزَوَّرِ، حَكَاهُ جماعةٌ وَبِه صدّر الجوهريّ، وَقد وَقَعَ فِي أَحادِيثَ، وضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بالوَجْهَيْن؛ وَهُوَ الغُلام الَّذِي قد شَبَّ وقَوِيَ. قَالَ الرَّاجِزُ:
لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّى مِسْفَرَا
شَيْخاً بَجهالاً وغُلاماً حَزْوَرَا
والجَمْعُ حَزَاوِرُ، وحَزَاوِرةٌ. زَادُوا الهَاءَ لتَأْنِيثِ الجَمْعِ.
والحَزَوَّرُ، كعَمَلَّس: الَّذِي قَد انْتَهَى إِدْرَاكُه. قَالَ بعْضُ نِسَاءِ العَرَب:
إِنَّ حِرِى حَزَوَّرٌ حَزَابِيَهْ
كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَهْ
قد جاءَ مِنْهُ غِلْمَةٌ ثَمَانِيَهْ
وبَقِيَتْ ثَقْبَتِ كَمَا هِيَهْ
وغِلْمَانٌ حَزَاوِرَةٌ: قارَبُوا البُلُوغَ، وَهُوَ على التَّشْبِيه بالرَّابِيَة كَمَا حَقَّقَه غيرُ وَاحِد.
وَفِي حَدِيث عَبْدِ الله بْنِ الحَمْراءِ (أَنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ وَاقِف بالحَزْوَرَةِ من مَكَّة) قَالَ ابْن الأَثِيرِ: هُوَ مُوضِعٌ عِنْد بابِ الحَنَّاطِين، وَهُوَ بوَزْن قَسْوَرَة. قَالَ الإِمامُ الشَّافِعِيُّ رَضِي الله عَنهُ: النَّاسُ يُشَدِّدُون الحَزْوَرَة والحُدَيْبِيَة، وهما مُخَفَّفَتَان. وَفِي رَوْضِ السُّهَيْلِيّ: هُوَ اسمُ سوقٍ كَانَت بِمَكَّةَ وأُدْخِلَت فِي المَسْجد لمَّا زِيدَ فِيهِ. ونَقَلَ شَيْخُنا عَن مَشَارِقِ عِيَاضٍ مِثْلَ ذالك. وَفِيه عَنِ الدَّارَقُطْنِي مِثلُ قَوْل الشافِعِيّ، ونَسَبَ التَّشْدِيد للمُحَدِّثِين. قَالَ:
وَهُوَ تَصْحِيف. ونَسَبَه صاحِبُ المَرَاصِد إِلَى العَامَّة، وزادَ أَنَّهُم يَقُولُونَ: عَزْوَرَة، بالعَيْنِ بدل الحَاءِ. وَقَالَ القَاضِي عِياضٌ: وَقد ضَبَطْنَا هذَا الحَرْفَ على ابْن سراجٍ بالوَجْهَيْنِ.
وأَبو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الحَزْوَر الوَرَّاق الحَزْوَرِيّ، مُحدِّث منْ أَهْلِ بَغْدَاد. وأَبُو غَالِب حَزْوَرٌ الباهِلِيّ البَصْرِيّ، رَوَى عَن أَبِي أُمَامة البَاهِليّ. والنَّضْر بن حَزْوَرٍ مُحَدِّثٌ رَوَى عَن الزُّبَيْر بْنِ عَدِيّ، ذكرهم السّمْعانيّ.
وحَزْوَرُ: قَرْيَةٌ بِدِمَشْقَ، مِنْهَا أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد الرَّحيم الحَزْوَرِيّ الْمِصْرِيّ المُحَدِّث، هاكذا ضَبَطَه البقاعيّ، وَنقل عَنهُ الداوودِيّ.
وحَزْوَرٌ، كجعْفَرٍ، وَكِيلُ القاسِم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى مَطْبَخِه. وَفِيه يَقُولُ ابنُ الرُّومِيّ يَصِف دَجَاجَةً.
وَسَمِطة صَفْراءَ دِيناريَّة
ثَمَناً ولَوْناً زَفَّهَا لَك حَزْوَرُ
وأَبو العَوّام فَائِدُ بنُ كَيْسًّن الحَزَّار، ككَتَّانِ كَذَا قَيَّده ابنُ أَبِي حَاتِم فِي الجَرْحِ والتَّعْدِيل، يَروِي عَن أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيّ. وعَمْرُو بنُ الحَزْوَر أَبُو بُسْرٍ، مُحَدِّثٌ، يَرْوِي عَن الْحسن. وأَبو حَزْرَةَ كُنْيَةُ سيِّدِنا جرِيرٍ رَضي اللَّهُ عَنْه.
وَمن المَجَاز: حَزَرْت قُدُومَه يَومَ كَذَا: قَدَّرْتُه. وحَزَرْتُ قِرَاءَته عِشْرِين آيَة: قَدَّرْتُها. واحزُرْ نَفْسَك هَل تَقْدِرُ علَيه. كَذَا فِي الأَسَاسِ. 
ح ز ر

حزر النخل: خرصه. وحزر اللبن فهو حازر، وفي مثل " عدا القارص فحزر " وغلام حزور، وحزور: بلغ القوة. قال الفرزدق:

سيوفاً بها كانت حنيفة تبتني ... مكارم أيام أشب الحزورا

وغلمان حزاور وحزاورة. وهذا جزرة ما عندي من المال أي خياره لأنه يعدده ويقدّره، ولا تأخذ من حزرات أموال الناس. قال:

إن السراة روقة الرجال ... وحزرة النفس خيار المال

ومن المجاز: حزرت قدومه يوم كذا: قدّرته، وحزرت قراءته عشري آية. واحزر نفسك هل تقدر عليه.

حبر

ح ب ر: (الْحِبْرُ) الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَمَوْضِعُهُ (الْمِحْبَرَةُ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْحِبْرُ) أَيْضًا الْأَثَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ النَّارِ قَدْ ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ» قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيْ لَوْنُهُ وَهَيْئَتُهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ وَأَثَرُ النِّعْمَةِ. وَ (تَحْبِيرُ) الْخَطِّ وَالشِّعْرِ وَغَيْرِهِمَا تَحْسِينُهُ. وَ (الْحَبْرُ) بِالْفَتْحِ (الْحُبُورُ) وَهُوَ السُّرُورُ وَ (حَبَرَهُ) أَيْ سَرَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (حَبْرَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] أَيْ يُسَرُّونَ وَيُنَعَّمُونَ وَيُكْرَمُونَ. وَ (الْحِبْرُ) بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَاحِدُ (أَحْبَارِ) الْيَهُودِ، وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى أَفْعَالٍ دُونَ فُعُولٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ بِالْفَتْحِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا أَدْرِي أَهُوَ بِالْكَسْرِ أَوْ بِالْفَتْحِ. وَكَعْبُ الْحِبْرِ بِالْكَسْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْحِبْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ كُتُبٍ. وَ (الْحِبَرَةُ) كَالْعِنَبَةِ بُرْدٌ يَمَانٍ وَالْجَمْعُ (حِبَرٌ) كَعِنَبٍ وَ (حِبَرَاتٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ. 
(حبر) حبرًا ابتهج ونضر وَالْأَرْض كثر نباتها وَالْجرْح برِئ وَبَقِي بِهِ أثر والأسنان اصْفَرَّتْ فَهُوَ حبر وَهِي حبرَة
(حبر) - حَدِيثِ أَنَس: "إنَّ الحُبارَى لتَمُوت هَزلًا بذَنْب بَنِي آدم".
يَعنِي: أَنَّ الله يَحبِس عنها القَطرْ بشُؤْم ذُنوبِهم، وإنّما خَصَّهَا بالذِّكر، لأَنّها أَبعدُ الطَّيرِ نُجعَةً؛ فرُبَّما تُذبَح بالبَصْرة، وتُوجَد في حَوْصَلَتها الحَبَّةُ الخَضراءُ، وبَيْن البَصْرة وبين مَنابِتها مَسِيرةُ أَيّام. - في حَديثِ أَبِي هُرَيْرة: "لا أَلبَس الحَبِيرَ" .
: أي المُوشَّى من البُرود، وبُردُ حِبَرة، هو المُخَطَّط من بُرودِ اليَمَن.

حبر


حَبَرَ(n. ac. حَبْر)
a. Beautified, embellished, adorned; did well
beautifully.
b.(n. ac. حَبْر
حَبْرَة), Gladdened, enlivened, cheered. up.
حَبِرَ(n. ac. حَبَر
حُبُوْر)
a. Was glad, happy, gay.

حَبَّرَa. Beautified, embellished, adorned.
b. Put ink in.

أَحْبَرَa. Gladdened, enlivened, cheered up.

تَحَبَّرَa. Adorned himself.

حَبْرa. Theologian, doctor, learned man.
b. High Priest; pontiff.
c. Joy, gladness.
d. Benefit.

حِبْر
(pl.
حُبُوْر
أَحْبَاْر
38)
a. Mark.
b. Figuring, ornamentation.
c. Beauty.
d. Ink.

حِبْرِيّa. Seller of ink.

حَبَرَة
حِبَرَةa. Woman's out-door silk garment.

مَحْبَرَة
مِحْبَرَة
(pl.
مَحَاْبِرُ)
a. Inkstand.

حُبَاْرَىa. Bustard.

حَبِيْر
(pl.
حُبْر)
a. see 4t
حُبُوْرa. Joy, gladness, gaiety.

حَبَّاْرa. see 2yi
حَاْبُوْرa. Company of revellers.

الحَبْر الأَعْظَم
a. The sovereign pontiff: the Pope.
حبر
الحِبْرُ: الأثر المستحسن، ومنه ما روي:
«يخرج من النّار رجل قد ذهب حبره وسبره» أي: جماله وبهاؤه، ومنه سمّي الحبر، وشاعر مُحَبِّر، وشعر مُحَبَّر، وثوب حَبِير: محسّن، ومنه: أرض مِحْبَار ، والحبير من السحاب، وحَبِرَ فلان:
بقي بجلده أثر من قرح، والحَبْر: العالم وجمعه: أَحْبَار، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة/ 31] ، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله:
(العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة) . وقوله عزّ وجلّ: فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
[الروم/ 15] ، أي: يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم.
(ح ب ر) : (الْحِبَرَةُ) عَلَى مِثَالِ الْعِنَبَةِ بُرْدٌ يَمَانٍ وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وَحَبَرَاتٌ (وَعَنْ اللَّيْثِ) بُرْدُ حِبَرَةٍ وَبُرُودُ حِبَرَةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ لِضَرْبٍ مِنْ الْبُرُودِ الْيَمَانِيَّةِ وَلَيْسَ حِبَرَةٌ مَوْضِعًا أَوْ شَيْئًا مَعْلُومًا إنَّمَا هُوَ وَشْيٌ مَأْخُوذٌ مِنْ التَّحْبِيرِ وَالتَّزْيِينِ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ مِنْهُ سُمِّيَ (الْمُحَبَّرُ) وَالِدُ سَلَمَةَ عَلَى زَعْمِ الْمُشَرِّحِ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ بِالْقَافِ وَكَسْرِ الْبَاءِ وَاسْمَهُ صَخْرُ بْنُ عُقْبَةَ وَهُوَ مِنْ الْحَبْقِ كَمَا سُمِّيَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ مُضَرِّطُ الْحِجَارَةِ (وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) كُلُّ شَيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَهُ حَتَّى (الْحُبَارَى) قَالُوا إنَّمَا خَصَّهَا لِأَنَّهُ يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ فَيَقُولُ هِيَ عَلَى حُمْقِهَا تُحِبُّ وَلَدَهَا وَتُعَلِّمُهُ الطَّيَرَانَ يَطِيرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فَيَتَعَلَّمُ.
ح ب ر

هو حبر من الأحبار. وهو من أهل المحابر. وذهب حبره وسبره أي حسنه وهيئته، وجاءت الإبل حسنة الأحبار والأسبار. ويجلده حبار الضرب، وبيده حبار العمل، وانظر إلى حبار عمله وهو الأثر. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وحبره الله: سره " فهم في روضة يحبرون " وهو محبور: مسرور، وكل حبرة بعدها عبرة. وحبرت أسنانه اصفرت، وبأسنانه حبرة وحبر بوزن بيلز. وأنشد المازني:

ولست بسعديّ على فيه حبرة ... ولست بعبدي حقيبته التمر

وقال ابن أحمر:

تجلو بأخضر من نعمان ذا أشر ... كعارض البرق لم يستشرب الحبرا

وفلان يلبس الحبير والحبرة، وحبرات اليمن كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبها ويلبسها. وحبر الشعر والكلام، وكان مهلهل يحبر شعره، وهو كلام محبر. " ومات فلان كمد الحبارى ".

ومن المجاز: لبس حبير الحبور، واستوى على سرير السرور.
حبر سبر قَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي الحَدِيث اخْتِلَاف [و -] بَعضهم لَا يرفعهُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله [ذهب -] حبره وسبره هُوَ الْجمال والبهاء يُقَال: فلَان حسن الحبر والسبر قَالَ ابْن أَحْمَر وَذكر زَمَانا قد مضى: [الوافر]

لبسنا حِبْرَه حَتّى اقْتُضِيْنَا ... لأِعْمَالٍ وآجَالٍ قضِيْنَا

ويروى: حَتَّى اقتصينا يَعْنِي لبسنا جماله وهيئته. وَقَالَ غَيره: حسن الحبر والسبر بِالْفَتْح جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ عِنْدِي بالحبر أشبه / الف لِأَنَّهُ مصدر من حبرته حبرًا أَي حسنته. / قَالَ الْأَصْمَعِي: وَكَانَ يُقَال لطفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة: المحبر لِأَنَّهُ كَانَ يحسن الشّعْر وَقَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذ عِنْدِي من التَّحْبِيْرِ وَحسن الْخط والمنطق. قَالَ: والحبار أثر الشَّيْء. وَأنْشد فِي الحبار: [الرجز]

لاَ تَمْلأ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا ... ألاَ تَرَى حَبَارَ مَن يَّسْقِيْهَا

قَوْله: عرق فِيهَا [أَي -] اجْعَل فِيهَا مَاء قَلِيلا وَمِنْه قيل: طلاء معرق وَيُقَال: اعترق وعرق. وَأما الحبر من قَول الله تَعَالَى {مِنَ الأحُبَارِ والرُّهَبَانِ} فَإِن الْفُقَهَاء يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فبعضهم يَقُول: حَبْرٌ وَبَعْضهمْ يقولك حبر. [و -] قَالَ الْفراء: إِنَّمَا هُوَ حِبْرٌ يُقَال للْعَالم ذَلِك. [قَالَ -] وَإِنَّمَا قيل: كَعْب الحبر لمَكَان هَذَا الحِبْرِ الَّذِي يكْتب بِهِ وَذَلِكَ أَنه كَانَ صَاحب كتب. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا أَدْرِي هُوَ الحَبر أَو الحبر للرجل الْعَالم.
[حبر] في ح أهل الجنة: فرأى ما فيها من "الحبرة" والسرور، هو بالفتح النعمة وسعة العيش وكذا الحبور. ن: بفتح مهملة وسكون موحدة السرور. نه ومنه: والنساء "محبرة" أي مظنة للحبور والسرور. وفيه: يخرج رجل من النار قد ذهب "حبره" وسبره، هو بالكسر وقد يفتح: الجمال والهيئة الحسنة. وفي ح أبي موسى: لو علمت أنك تسمع لقراءتي "لحبرتها" لك "تحبيرا" يريد تحسين الصوت وتحزينه. وفي ح خديجة: لما تزوجت به صلى الله عليه وسلم كست أباها حلة وخلعته ونحرت جزوراً فقال: ما هذا "الحبير" وهذا العبير وهذا العقير؟ الحبير من البرود ما كان موشياً مخططاً، يقال: برد حبير وبرد حبرة، بوزن عنبة على الوصف والإضافة، وهو برد يمان والجمع حبر وحبرات. ومنه: الحمد لله الذي ألبسنا "الحبير". وح: لا ألبس "الحبير". ك: رأيت السد مثل البرد "المحبر" بمهملة أي فيه خط أبيض وخط أسود أو أحمر، فقال صلى الله عليه وسلم: رأيته صحيحاً، يعني أنت صادق. وح "في روضة يحبرون" أي يتنعمون. ط: كان أحب الثياب إلى رسول الله أن يلبسها "الحبرة" هي خبر كان، وأن يلبس متعلق بأحب، أي كان أحبها لأجل اللبس الحبرة لاحتمال الوسخ. نه: سمي سورة المائدة سورة "الأحبار" لما فيها "يحكم بها النبيون والربانيون والأحبار" وهم العلماء جمع حبر بالفتح والكسر، ويقال لابن عباس "الحبر" والبحر، لعلمه. وفي شعر:
لا يقرآن بسورة الأحبار
أي لا يفيان بالعهود أي "يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود". ن ومنه: كعب "الأحبار" أي كعب العلماء، وكان من علماء أهل الكتاب، أسلم في خلافة الصديق أو عمر، والحبر بالكسر ما يكتب به. نه وفيه: أن "الحبارى" لتموت هزلاً بذنب بني آدم، يعني يحبس القطر بشؤم ذنوبهم، وخصت بالذكر لأنها أبعد الطير نجعة، فربما تذبح بالبصرة ويوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة منابتها مسيرة أيام. وفيه: كل شيء يحب ولده حتى "الحبارى" وخصت لأنها مثل في الحمق، ومع حمقها تحب ولدها فتطعمه وتعلمه الطيران.
ح ب ر : الْحِبْرُ بِالْكَسْرِ الْمِدَادُ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَإِلَيْهِ نُسِبَ كَعْبٌ فَقِيلَ كَعْبٌ الْحِبْرُ لِكَثْرَةِ كِتَابَتِهِ بِالْحِبْرِ حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ الْفَرَّاءِ وَالْحِبْرُ الْعَالِمُ وَالْجَمْعُ أَحْبَارٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْحَبْرُ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِيهِ وَجَمْعُهُ حُبُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَاقْتَصَرَ ثَعْلَبٌ عَلَى الْفَتْحِ وَبَعْضُهُمْ أَنْكَرَ الْكَسْرَ.

وَالْمَحْبَرَةُ مَعْرُوفَةٌ وَفِيهَا لُغَاتٌ أَجْوَدُهَا فَتْحُ الْمِيمِ وَالْبَاءِ وَالثَّانِيَةُ بِضَمِّ الْبَاءِ مِثْلُ: الْمَأْدُبَةِ وَالْمَأْدَبَةِ وَالْمَقْبُرَةِ وَالْمَقْبَرَةِ وَالثَّالِثَةُ كَسْرُ الْمِيمِ لِأَنَّهَا آلَةٌ مَعَ فَتْحِ الْبَاءِ وَالْجَمْعُ الْمَحَابِرُ وَحَبَرْتُ الشَّيْءَ حَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ زَيَّنْتُهُ وَفَرَّحْتُهُ وَالْحِبْرُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ مَحْبُورٌ وَحَبَّرْتُهُ
بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ.

وَالْحَبَرَةُ وِزَانُ عِنَبَةٍ ثَوْبٌ يَمَانِيٌّ مِنْ قُطْنٍ أَوْ كَتَّانٍ مُخَطَّطٌ يُقَالُ بُرْدٌ حِبَرَةٌ عَلَى الْوَصْفِ وَبَرْدُ حِبَرَةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وَحِبَرَاتٌ مِثْلُ: عِنَبٍ وَعِنَبَاتٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ لَيْسَ حِبَرَةٌ مَوْضِعًا أَوْ شَيْئًا مَعْلُومًا إنَّمَا هُوَ وَشْيٌ مَعْلُومٌ أُضِيفَ الثَّوْبُ إلَيْهِ كَمَا قِيلَ ثَوْبُ قِرْمِزٍ بِالْإِضَافَةِ وَالْقِرْمِزُ صِبْغُهُ فَأُضِيفَ الثَّوْبُ إلَى الْوَشْيِ وَالصِّبْغِ لِلتَّوْضِيحِ.

وَالْحَبَرُ بِفَتْحَتَيْنِ صُفْرَةٌ تُصِيبُ الْأَسْنَانَ وَهُوَ مَصْدَرُ حَبِرَتْ الْأَسْنَانُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ أَوَّلُ الْقَلَحِ وَالْحِبِرُ وِزَانُ إبِلٍ اسْمُ مِنْهُ وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا فِي الْأَسْمَاءِ قَالَ بَعْضُهُمْ الْوَاحِدَةُ حِبَرَةٌ بِإِثْبَاتِ الْهَاءِ كَمَا تَثْبُتُ فِي أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ لِلْوَحْدَةِ نَحْوُ تَمْرَةٍ وَنَخْلَةٍ فَإِذَا اخْضَرَّ فَهُوَ قَلَحٌ فَإِذَا تَرَكَّبَ عَلَى اللِّثَةِ حَتَّى تَظْهَرَ الْأَسْنَاخُ فَهُوَ الْحَفَرُ.

وَالْحُبَارَى طَائِرٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ عَلَى شَكْلِ الْإِوَزَّةِ بِرَأْسِهِ وَبَطْنِهِ غُبْرَةٌ وَلَوْنُ ظَهْرِهِ وَجَنَاحَيْهِ كَلَوْنِ السُّمَانَى غَالِبًا وَالْجَمْعُ حَبَابِيرُ وَحُبَارَيَاتٌ عَلَى لَفْظِهِ أَيْضًا وَالْحُبْرُورُ وِزَانُ عُصْفُورٍ فَرْخُ الْحُبَارَى. 
حبر: حبَّر الكلام: حسَّنه وزيَّنه ووضحَّه (بوشر وهذا الفعل سواء ذكر مفعوله ام لم يذكر يعني كتب برشاقة، أو كتب فقط. أنظر تعليقتي على طبعة لافولللايت للأخبار (ص81 رقم 1) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص281) كتب بطاقة وحبَّرها (وبعدها: وقد أحكم البطاقة).
حبَّر خطة (ابن جبير ص77) المقري 1: 241) الماوردي ص171 حيث يجب أن نقرأ ولم يجز أن يحبر به حكما بدل ولم يحبر، راجع المقري 1: 385) والمصدر منه التحبير مرادف للإنشاء (المقري 1: 385) واسم الفاعل مُحَبَّر مرادف لمُنْشِئ، (قلائد العقيان ص210).
تحبَّر: تحسن وتزَّين (فوك).
حِبر: نقس، وهو ما يكتب به. ويقول ابن البيطار (2: 74) في كلامه عن شيء ملون يرمي به زبد البحر: وقد يكتب به الحبر، ولذلك يسميه قوم الحبر. وربما كان مِدَاد الحِبْر يدل على نفس المعنى عند ابن العوام (1: 645).
وحِبر: أسقف (همبرت ص150) وهو يكتبه بكسر الحاء (انظر لين)، بوشر.
وحبر: كاهن (همبرت 150، بوشر).
الحبر الأعظم الأب الأقدس، لقب بابا روما (همبرت ص150، بوشر) ويقال أيضا: الحبر الأكبر (همبرت ص150).
حَبَر: اسم نسيج، كذلك حَبَرضة ففي رياض النفوس (ص21ق): وكان لباس البهلول قلنسوة حبر، الخ. وفية (ص39ق): قلنسوة حبر. وفي صفة مصر (12: 170) نسيج حبر في المحلة.
حببْرَة: منصب الحبر أو الكاهن، منصب البابا ن بابوية.
حَبرَة: ليست هذه الكلمة في اللغة الفصحى اسم ثوب أو ملبس كما يقال وكما تجده أيضاً عند لين، وقد أشار إلى ذلك فريتاج (دراسات عربية ص210،211) فأصاب. بل هي ضرب من برود اليمن مخططة. أنظر الازرقي (ص174) فهو يقول في كلامة عن كسوة الكعبة: فكساها الوصائل ثياب حبرة من عَصْب اليمن. راجع الأسطر الثلاثة الأخيرة من هذه الصفحة وص176، 177، 180، ابن هشام 1012، 1019) وخير أنواعه يستورد من الجَنَد (الازرقي ص 175 وهنا أخطأ وستنفيلد فجعلها الُنْد).
وأصبحت هذه الكلمة تدل في العصور الحديثة على إزار فضفاض أو ملاءة من الحرير أو من التفته أو من الشال تتغطّى به النساء حين خروجهن (الملابس 135 - 136).
ونجد هذه الكلمة بهذا المعنى في ألف ليلة 4: 319،طبعة برسل 9: 263 حيث نجد طبعة ماكناتن مرادفها إزار. وهي في الجزائر تدل على نفس هذا المعنى (دي يونج فان رودنبورج ص 170). ونجد في معجم برجرن في مادة ( Voile) : ( حبراء: إزار أو ملاءة سوداء أو ذات لون غامق تتخطّى بها فقيرات النساء المسحيات حين يخرجن.
وحَبَرَة: تفتا (همبرت ص203، بوشر). حِبُرِيّ: نسبة إلى الحِبر وأحد أحبار اليهود (محيط المحيط).
حُبِري: كتاب الكتب الحبرية (الكهنوتية) (بوشر).
حُبرِي ويجمع على حَبارى: حُبارى، حِبْرِية. (بوشر).
حِبْرِوِيّ: عامية حِبْرى نسبة إلى الحبر واحد أحبار اليهود (المحيط محيط). قدّاس حبرويّ: قداس احتفالي ذو تلحين، قداس صاروخ (بوشر).
حًباريّ: كلمة تطلق على الفرس إذا كان لونه بلون زهرة الخوخ ما بين البياض والكمتة ومن هذه الكلمة العربية أخذت اللفظة الفرنجية Aubere)) . وقد أطلق عليه حباري، لا لأن لونه يشبه ريش الحباري، بل لأنه يشبه لحم الحباري إذا ما طبخ (معجم الأسبانية ص286).
حَبَّار: صانع الحبر أي المداد الذي يكتب به (صفة مصر 28 ص403).
محَبَّر: نجد في تاريخ ابن الأثير (10: 410) الاسم البربري تاجرت، ويقول النويري (أفريقية) الذي نقلة منه كلامه: وتاجَرَرْت ينطق بها بجحيم محبّرة (كذا). بين الكاف والجيم وكذلك أجادير. وهذا يعني أنه يجب نطق ( g) البربرية بصوت متوسط بين ج وك.
محبرة: نوع من السمك (القزويني 2: 19)، وعند ياقوت مخبرة.
[حبر] الحِبْرُ: الذي يكتب به، وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر. والحبر أيضاً: الأثَر، والجمع حُبورٌ، عن يعقوب. يقال: به حُبورٌ، أي آثارٌ. وقد أَحْبَرَ به أي ترك به أثرا. وأنشد : لقد أشمتت بي أهل فَيْدٍ وغادرَتْ * بجسميَ حِبْراً بنتُ مَصَّانَ بادِيا - وفي الحديث: " يخرج رجلٌ من النار قد ذهب حِبْرُهُ وسِبْرُهُ "، قال الفراء: أي لونه وهيئته، من قولهم: جاءت الابل حسنة الاحبار والاسبار. وقال الأصمعي هو الجمال والبَهاء وأثر النَعْمة. يقال: فلانٌ حسن الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حسَنَ الهيئة. قال ابن أحمر : لبسنا حِبْرَهُ حتَّى اقْتُضِينا * لآجالٍ وأعمالٍ قضينا - ويقال أيضا: فلان حسن الحبر والسبر، بالفتح. وهذا كأنه مصدر قولك: حبرته حبرا، إذا حسنته. والاول اسم. وتحبير الخط والشعر وغيرهما: تحسينه. قال الاصمعي: وكان يقال لطفيل الغنوى في الجاهلية محبرا، لانه كان يحسن الشعر. والحبر أيضا: الحبور، وهو السرور. يقال: حَبَرَهُ يَحْبُرُهُ بالضم حَبْراً وحَبْرَةً. وقال الله تعالى:

(فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرونَ) *، أي يُنعّمون ويكرَّمون ويسرّون. ورجل يَحْبورٌ: يَفْعولٌ من الحُبور. والحِبْرُ والحَبْرُ: واحد أحبار اليهود. وبالسكر أفصح، لانه يجمع على أفعال دون الفعول. قال الفراء: هو حبر بالكسر، يقال ذلك للعالم وإنما قيل كعب الحبر لمكان هذا الحبر الذى يكتب به. قال: وذلك أنه كان صاحب كتب. قال الاصمعي: لا أدرى هو الحبر أو الحبر، للرجل العالم؟ وقال أبو عبيد: والذي عندي أنه الحَبْرُ بالفتح، ومعناه العالم بِتَحْبيرِ الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح. والحبار : الاثر. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها * ألا ترى حبار من يسقيها - وقال حميد بن ثور الارقط : ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبلية بها حبار - قال يعقوب: الجمع الحَباراتُ. والحَبيرُ : لُغام البيعر. والحبير: الحساب. وثوب حبير، أي جديد. وأرضٌ مِحْبارٌ: سريعة النبات حسنته. والحبرة: مثال العنبة: برد يمان، والجمع حِبَرٌ وحِبَراتٌ. والحِبِرَةُ بكسر الحاء والباء: القَلَحُ في الأٍسنان، والجمع بطرح الهاء في القياس. وأما اسم البلد فهو حبر مشددة الراء. قال عبيد بن الابرص: فعردة فقفا حبر * ليس بها منهم عريب - وقد حَبِرَتْ أسنانه تَحْبَرُ حَبَراً، مثال تعبت تتعب تعبا، أي قَلِحَتْ. وحَبِرَ الجُرح أيضاً حَبَراً، أي نُكِسَ وغَفَرَ. قال الكسائيّ: أي بَرأَ وبقيت له آثارٌ. والحَبَرُ في قول العجّاج:

الحمدُ لله الذي أعطَى الحَبَرْ * ويروى " الشبر "، من قولهم: حَبَرَني هذا الأمر حبرا، أي سرنى. وقد حرك الباء فيهما وأصلها التسكين. ومنه الحابور، هو مجلس الفساق. والحبارى: طائر، يقع على الذكر والانثى، واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حباريات. وفى المثل: " كل أنثى تحب ولدها حتى الحبارى ". وإنما خصوا الحبارى لانه يضرب بها المثل في الموق، فهى على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران. وألفه ليست للتأنيث ولا للالحاق، وإنما بنى الاسم لها فصارت كأنها من نفس الكلمة، لا تنصرف في معرفة ولا في نكرة، أي لا ينون. وحكى سيبويه: ما أصاب منه حبرا برا ولا تبر برا ولا حورورا، أي ما أصاب منه شيئا. ويقال: ما في الذى تحدثنا به حبربر، أي شئ.

حبر

1 حَبَرَهُ, (S, Msb, TA,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. حَبْرٌ; (S, Msb, TA;) and ↓ حبّرهُ, (TA,) inf. n. تَحْبيرٌ; (S, K, TA;) or the latter has an intensive signification; (Msb;) He made it beautiful, beautified it, (S, K, TA,) or adorned it, or embellished it, (Msb,) and made it plain; (TA;) namely, handwriting, and poetry, &c., (S, K, both in relation to the latter verb, and TA in relation to both verbs,) such as language, or speech, and science, (S, TA,) and pronunciation, and a recitation; meaning, with respect to the last, the voice [with which he recited]. (TA.) b2: Also حَبَرَهُ, (S, A, L, Msb, but in the Msb “ or,” not “ also,”) aor. ـُ inf. n. حَبْرٌ (S, Msb) and حَبْرَةٌ; (S;) and ↓ احبرهُ; (K;) and in an intensive sense ↓ حبّرهُ; (Msb;) He, (God, A,) or it, (a thing, or an affair or event, S, L,) made him happy, joyful, or glad; (S, A, L, Msb, K;) affected him with a happiness, joy, or gladness, that made his face to shine, or of which the mark, or sign, (حَبَار, i. e. أَثَر,) appeared upon his countenance; (Bd in xliii. 70, in explanation of the pass. form of the first of these verbs;) he made him to enjoy a state of ease and plenty; and treated him with honour: (Lth and S in explanation of the pass. form of the first verb as used in the Kur xxx. 14:) or treated him with extraordinary honour. (Bd in xliii. 70, and TA.) [حُبِرَ, properly signifying He was made happy, &c., may be used as meaning he was, or became, happy, &c.; like سُرَّ; and حُبُورٌ, and its syns. mentioned with it below, may be regarded as its inf. ns. Golius, app. from his finding حَبَرٌ explained in the KL as an inf. n. meaning The being happy, &c., (شَادْ شُدَنْ,) assigns to حُبِرَ جِلْدُهُ, as on the authority of that lexicon, the meaning of “ hilaris lætusque fuit; ” but I have not found this verb in any Arabic work.]

A2: حُبِرَ جِلْدُهُ His skin was beaten so that there remained the mark of the beating. (K.) A3: حَبِرَ الجُرْحُ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَبَرٌ, (S,) The wound broke out afresh: (S, K:) or became healed, but left scars. (Ks, S, K.) b2: حَبرَتْ أَسْنَانُهُ, aor. ـَ (S, A, * Msb, K,) inf. n. حَبَرٌ, (S, Msb, *) His teeth became of a yellow colour mingled with the whiteness: (K:) or became yellow; (A, Msb;) syn. قَلِحَتْ. (S.) [See also حِبِرٌ.]2 حبّرهُ: see 1, in two places. b2: Also, inf. n. تَحْبِيرٌ, He pared it well; namely, an arrow. (TA.) 4 احبرهُ: see 1.

A2: احبر بِهِ He, or it, left a mark upon him, or it. (TA.) And احبرِت الضَّرْبَةُ جِلْدَهُ and بِجِلْدِهِ The blow made a mark, or marks, upon his skin. (TA.) حَبْرٌ: see حُبُورٌ, in two places: b2: and حِبْرٌ, in two places: b3: and حِبِرٌ.

A2: Also حَبْرٌ and ↓ حِبْرٌ; (S, A, Msb, K, &c.;) but As says, I know not whether it be the former or the latter: (S:) IAar says both: A 'Obeyd says that some of the lawyers say the former; and some, the latter; (TA;) and that in his opinion it is the former: (S, TA:) AHeyth, that it is the former only: (TA:) Th mentions the former only: (Msb:) Fr says it is the latter only: (TA:) and the latter is [said to be] the more chaste because the pl. is of the measure أَفْعَالٌ, and not فُعُولٌ: (S, TA:) [but a pl. of the latter measure is also mentioned:] A learned man (As, S, Msb, K) of the Jews: (S, A:) or whether he be a Christian or Jewish or Sabean subject of a Muslim government, who pays a poll-tax for his freedom and toleration, or one who, having been such, has become a Muslim: or one skilled in the beautifying of language: (A 'Obeyd, S:) or a good, or righteous, man: (Kaab, K, TA:) pl. (of the former, Msb) حُبُورٌ, (Msb, K,) [but this is seldom used,] and (of the latter, Msb) أَحْبَارٌ. (IDrst, S, A, Msb, K, &c.) حِبْرٌ Ink, syn. مَدَادٌ, (Msb,) and نِقْسٌ, (K,) with which one writes: (S, Msb:) so called because it is one of the means of beautifying writings; (Mohammad Ibn-Zeyd, TA;) or because it beautifies, and makes plain, handwriting; (Hr, TA;) or because of the marks that it leaves: (As, TA:) pl. [of pauc.] أَحْبَارٌ (IDrst, TA) and [of mult.]

حُبُورٌ. (TA.) b2: I. q. وَشْىٌ [The variegation, or figuring, of cloth or of a garment; or a kind of variegated, or figured, cloth or garment]: (IAar, K:) pl. حُبُورٌ. (K, * TA.) [See also حِبَرَةٌ.] b3: A mark, or sign, of the enjoyment of ease and plenty: (As, S, K: [in one copy of the S, and in the CK, for أَثَرُ النَّعْمَةِ, I find, erroneously, أَثَرُ النِّعْمَةِ:]) and [hence,] beauty; (As, S, A, K;) beauty of aspect; or a beautiful and pleasing aspect, that satisfies the eye by its comeliness: (As, S, TA:) colour; complexion: (Fr, IAar, S, TA:) pl. أَحْبَارٌ (S) and حُبُورٌ. (K, * TA.) One says, إِنَّهُ لَحَسَنُ الحِبْرِ وَالسِّبْرِ Verily he is beautiful, and of goodly appearance: (As, S:) or of beautiful complexion. (IAar.) And ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ His colour, or complexion, (Fr, S,) or beautiful, (A,) and goodliness of form or aspect, departed: (Fr, S, A:) from the saying, جَآءَتِ الأَبِلُ حَسَنَةَ الأَحْبَارِ وَالأَسْبَارِ [The camels came beautiful in colours and in appearances]. (Fr, S, A. *) One says also, وَالسَّبْرِ ↓ فُلَانٌ حَسَنُ الحَبْرِ: where حبر seems to be the inf. n. of حَبَرْتُهُ “ I made him, or it, beautiful. ” (S.) b4: Also, (S, K,) and ↓ حَبْرٌ (TA) and ↓ حَبَرٌ (K) and ↓ حَبَارٌ (S, K) and ↓ حِبَارٌ, (A, K,) A mark, or trace, (S, A, K,) of beating, (A,) or of a blow that has not brought blood, or of a healed wound, (TA,) or of work, or labour: (A, TA:) pl. of the first [or second] حُبُورٌ (Yaakoob, S, K) and [of the first and third, accord. to analogy,] أَحْبَارٌ; (TA;) and of the fourth حَبَارَاتٌ, (Yaakoob, S, TA,) it having no broken pl. (TA.) One says, بِهِ حُبُورٌ Upon him are marks [of beating, &c.]. (S.) and الضَّرْبِ ↓ بِجِلْدِهِ حِبَارُ Upon his skin is the mark of beating. (A.) And العَمَلِ ↓ بِيَدِهِ حِبَارُ Upon his hand is the mark of work, or labour. (A.) b5: See also حِبِرٌ. b6: And see حُبُورٌ.

A2: Also, [like the Hebrew ?, and the Chaldee ?,] A like; an equal; a fellow. (K.) b2: See also حَبْرٌ.

حَبَرٌ: see حُبُورٌ: A2: and حِبْرٌ: b2: and حِبَرَةٌ.

حَبِرٌ: see حَبِيرٌ.

حِبَرٌ: see حِبَرَةٌ.

حِبِرٌ, (Msb, K,) the only subst. of this form beside إِبِلٌ, (Msb,) [and a few rare dial. vars.,] and ↓ حِبْرٌ (K) and ↓ حَبْرٌ (A, K) and ↓ حِبِرَةٌ (S, Msb, K) and ↓ حَبْرَةٌ (A, K,) and ↓ حُبْرَةٌ; (K;) or حِبِرٌ, without ة, [as also حِبْرٌ and حَبْرٌ,] is a pl. [or rather a coll. gen. n.], (S,) and with ة it is said to be a n. un. ; (Msb;) A yellowness that mingles with the whiteness of the teeth; (K;) a yellowness of the teeth; (Sh, A, Msb;) what is termed قَلَحٌ in the teeth: (S:) or قَلَحٌ is when they become green: and when the crust increases so as to encroach upon the gums, and to make the roots of the teeth to appear, this is what is termed حَفْرٌ and حَفَرٌ: (Sh, Msb, TA:) pl. حُبُورٌ. (K.) حَبْرَةٌ: see حُبُورٌ, in three places. b2: Also Extraordinariness (مُبَالَغَةٌ) in a thing that is described as beautiful. (K.) [See 1.] b3: A musical performance, or concert, instrumental or vocal or both, (سَمَاعٌ,) in Paradise; (Zj, K;) agreeably with which signification Zj explains [the verb in] the verse of the Kur [xxx. 14, or xliii. 70]: (TA:) and any sweet melody. (K.) A2: See also حِبِرٌ.

حُبْرَةٌ: see حِبِرٌ.

حَبَرَةٌ: see حُبُورٌ: A2: and see also the next paragraph, in two places.

حِبَرَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ حَبَرَةٌ (K) A [garment of the kind called] بُرْد, (S, Mgh,) or a sort of بُرْد, (K,) of the fabric of El-Yemen, (S, Mgh, K,) striped (مُنَمَّرٌ [or this word, q. v., may perhaps signify spotted]); (TA;) a kind of garment of the fabric of El-Yemen, of cotton or linen, striped (مُخَطَّطٌ): (Msb:) pl. حِبَرٌ and حِبَرَاتٌ (S, Mgh, Msb, K) and حَبَرٌ and حَبَرَاتٌ: (TA:) [or rather ↓ حِبَرٌ and ↓ حَبَرٌ are coll. gen. ns.] Accord. to Lth, (Az, Mgh, TA,) حبرة is not a place, nor a known thing, but only signifies وَشْىٌ [see حِبْرٌ]; (Az, Mgh, Msb, TA;) and one says بُرْدٌ حِبَرَةٌ (Msb, TA) and بُرُودٌ حِبَرَةٌ, (TA,) and بُرْدُ حِبَرَةٍ (Mgh, Msb, TA) and بُرُودُ حِبَرَةٍ, (Mgh, TA,) like as one says ثُوْبُ قِرْمِزٍ, the word قرمز signifying a certain dye. (Az, Msb, TA.) [The term ↓ حَبَرَةٌ is now applied in Egypt to A lady's outer covering of silk, black for the married, and white for the unmarried, worn in ridding and walking abroad; the former worn also by concubine slaves. See also حَبِيرٌ.]

حِبِرَةٌ: see حِبِرٌ.

حِبْرِىٌّ A seller of ink. (K.) ↓ حَبَّارٌ, also, is mentioned as having the same signification; and some say that analogy is a sufficient authority for it: but it is disallowed by F. (TA.) حِبَرِىٌّ, not ↓ حَبَّارٌ, (K,) or the latter is allowable on the ground of analogy, (MF,) A seller of the garments called حِبَرٌ. (K.) [See حِبَرَةٌ.]

حُبْرُورٌ (Msb, K) and ↓ حِبْرِيرٌ and ↓ حَبَرْبَرٌ and ↓ حُبُرْبُورٌ and ↓ يَحْبُورٌ [in the CK بَحْبُورٌ] and ↓ حُبُّورٌ (K) The young one of the حُبَارَى: (Msb, K:) pl. حَبَارِيرُ and حَبَابِيرُ. (K.) [See also يَحْبُورٌ below.]

حِبْرِيرٌ: see what next precedes.

حَبَرْبَرٌ: see what next precedes.

حُبُرْبُورٌ: see what next precedes.

حَبَارٌ: see حِبْرٌ. b2: Also The هَيْئَة [i. e. form, or aspect, or the like, or goodliness of form or aspect,] of a man. (Aboo-Safwán, Lh.) حِبَارٌ: see حِبْرٌ, in three places.

حُبُورٌ and ↓ حَبْرٌ, (S, K,) or ↓ حِبْرٌ, with kesr, (Msb,) and ↓ حَبَرٌ, which last occurs in a verse of El-'Ajjáj, for حَبْرٌ, [by poetic license,] (S,) and ↓ حَبْرَةٌ (A, K) and ↓ حَبَرَةٌ, (K,) Happiness, joy, or gladness: (S, Msb, K:) or the first signifies cheerfulness; i. e. pleasure, or delight, and dilatation of the heart, which has a visible effect in the aspect: (TA voce سُرُورٌ:) and the same word (IAth) and ↓ حَبْرَةٌ (Az, IAth, K) and ↓ حَبْرٌ, (K,) a state of ease and plenty; syn. نَعْمَةٌ: (IAth, K: [in the CK and in a MS. copy of the K, erroneously, نِعْمَة:]) or a state of complete, or perfect, ease and plenty: (Az:) and ampleness of the circumstances of life. (IAth.) [See 1. Hence the saying,] بَعْدَهَا عَبْرَةٌ ↓ كُلُّ حَبْرَةٍ [After every state of happiness, or joy, &c., is a tear]. (A.) حَبِيرٌ A [garment of the kind called] بُرْد, variegated, (مُوَشَّىِ,) (K,) [i. e.] striped. (TA.) One says بُرْدٌ حَبِيرٌ and بُرْدُ حَبِيرٍ. (TA.) [See also حِبَرَةٌ. Hence the saying,] لَبِسَ حَبِيرَ الحُبُورِ وَاسْتَوَى

عَلَى سَرِيرِ السُّرُورِ (tropical:) [He clad himself with the mantle of cheerfulness, and seated himself firmly upon the couch of happiness]. (A.) b2: Also, applies to a garment, or piece of cloth, New: (S, K:) and soft and new; (K, TA;) applied to the same; (TA;) and so ↓ حَبِرٌ; (K;) which also signifies a soft thing: (TA:) pl. of the former حُبْرٌ. (K.) b3: And Clouds; syn. سَحَابٌ: (S:) or clouds spotted (مُنَمَّرٌ); (K;) in which one sees what resembles تَنْمِير, by reason of the abundance of their water; but Er-Riyáshee disapproves of this. (TA.) حُبَارَى [a word respecting which J says,] its alif [written ى] is not the fem. alif nor the alif of quasi-coordination; [as F says of the alif of قَبَعْثَرًى, though he finds fault with J for saying thus of the alif of حُبَارَى; (see أَلِفُ التَّكْثِيرِ, in art. ا)] the name [says J] being only composed with it, so that it is as it were a part of the word itself, which is imperfectly decl. when determinate and when indeterminate; i. e., without tenween: (S:) but its alif is the fem. alif; for were it not so, it would be perfectly decl.; (K;) and J says that it is imperfectly decl.: (TA:) and his saying that the alif is [as it were] a part of the word itself is a strange expression, for which it would be difficult to give an answer, and which therefore requires not exorbitance: but “ it is sufficient excellence for a man that his faults may be counted: ” (M:) [A species of bustard;] a certain bird, (S, Msb, K,) well known, of the form of the goose, with a dustcolour upon its head and belly, and the back and wings of which are for the most part of the colour of the quail; (Msb;) or it is a long-necked bird, of an ash-colour, of the form of the goose, with a beak somewhat long, and that is preyed upon, but does not itself prey: Az says that it does not drink water, and that it lays its eggs in distant sands: [the truth is, that it drinks seldom: the male bird has a pouch, extending from beneath the tongue to the breast, said to be large enough to contain seven quarts of water; and it has been supposed by some that he fills this with water for the supply of himself and his mate:] and Az further says, We used, when we journeyed, to proceed in the mountains of EdDahnà, and sometimes we picked up in one day between four and eight of its eggs: it lays four eggs, of a bluish colour, more delicious in taste than those of the domestic hen and than those of the ostrich: and others say that it brings its food from a greater distance than any other bird; sometimes from a distance of many days' journey: also, that it is constantly provided with a thin excrement, or dung, which it voids upon the hawk when pursued by the latter; thus saving itself, by preventing the hawk from continuing its flight, and, as some say, causing its feathers to drop off: whence the prov., أَسْلَحُ مِنْ حُبَارَى: [see art. سلح:] (TA:) حُبَارَى is applied alike to the male and the female, and used as sing. and pl.: (S, K:) but it has pl. forms, (TA,) namely, حُبَارَيَاتٌ (S, Msb, K, TA) and حُبَارَاتٌ: (TA:) accord. to Sb, it has not حَبَارٍ, [in the TA incorrectly written حَبَارِى, as though it had the article ال prefixed to it, or were prefixed to another noun,] nor حَبَائِرُ, [though both of these are mentioned as pls. of it in several of the grammars of the Arabs,] in order to distinguish between حُبَارَى and nouns of the measures فَعْلَآءُ and فِعَالَةٌ and the like. (TA.) It is said in a prov., وَكُلُّ شَىْءٍ قَدْ يُحِبُّ وَلَدَهْ حَتَّى الحُبَارَى وَتَطِيرُ عَنَدَهُ [And everything certainly loves its offspring: even the bustard; and it flies by its side]: (S, Mgh: *) [in the TA, وَيَدِفُّ عَنَدَهْ:] it flies by the side of its young one to teach it to fly before its wings have grown, because of its stupidity: (TA:) the حبارى is thus specially mentioned because it is proverbial for stupidity, and, notwithstanding its stupidity, loves its offspring, and teaches it to fly. (S, Mgh.) Another prov. is, فُلَانٌ مَيِّتْ كَمَدَ الحُبَارَى [Such a one is dying with the concealed grief of the bustard]: because the حبارى moults with other birds, but its new feathers are slow in coming: so when the other birds fly, it is unable to do so, and dies of concealed grief. (TA.) [See also حُبْرُورٌ, and يَحْبُورٌ.]

حَبَّارٌ: see حِبْرِىٌّ: b2: and حِبَرِىٌّ.

حُبُّورٌ: see حُبْرُورٌ.

حَابُورٌ A sitting-place, or a company sitting together, (مَجْلِس,) of unrighteous persons [or revellers]: (S, K:) from حَبَرَهُ “ it made him happy,” &c. (S.) مًحْبَرَةٌ, (Msb, K,) which is the most approved form, (Msb, TA,) and ↓ محْبَرَةٌ, (S, Msb,) because it is an instrument, (Msb, TA,) a correct form, though said in the K to be incorrect, (TA,) and ↓ مَحْبُرَةٌ (Msb, K) and ↓ مَحْبُرَّةٌ, (K,) the last used by poetic license, (TA,) The place, (S, K,) or earthern pot, or glass bottle, (TA,) in which ink is put: (S, K, TA:) pl. مَحَابِرُ. (Msb.) A2: Also, the first of these words, A thing, or things, in which happiness, joy, or gladness, is usually found: such are women said to be. (TA from a trad.) [A cause of happiness, joy, or gladness; agreeably with analogy: of the same class as مَجْبَنَةٌ and مَبْخَلَةٌ.]

مَحْبُرَةٌ: see the next preceding paragraph.

مِحْبَرَةٌ: see the next preceding paragraph.

مَحْبُرَّةٌ: see the next preceding paragraph.

مُحَبَّرٌ A man (T) having his skin marked by the bites of fleas. (T, K.) b2: An arrow well pared. (K.) يَحْبُورٌ, applied to a man, [Very happy, joyful, glad, or cheerful;] of the measure يَفْعُولٌ from الحُبُورُ: (S:) a soft, tender, or delicate, man: pl. يَحَابِيرُ. (AA, TA.) A2: A certain bird: or the male of the حُبَارَى: or its young one. (K.) See حُبْرُورٌ.
حبر
: (الحِبْرُ، بِالْكَسْرِ: النِّقْسُ) وَزْناً وَمعنى. قَالَ شيخُنا: وهاذا من بَاب تفسيرِ المشهورِ بِمَا لَيْسَ بمشهورٍ؛ فإِن الحبْرَ معروفٌ أَنه المِدادُ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ، وأَما النِّقْسُ، فَلَا يعرفُه إِلّا مَن مارَسَ اللغةَ وعَرَفَ المُطَّرِدَ منهال، وتَوَسَّع فِي المُتَرادِفِ، فَلَو فَسَّرَه كالجَمَاهِير بالمِداد لَكَانَ أَوْلَى. واخْتُلِفَ فِي وَجْه تَسْمِيَتِه، فَقيل: لأَنه ممّا تُحَبَّرُ بِهِ الكتبُ، أَي تُحَسَّنُ، قالَه محمّدُ بنُ زَيْد. وَقيل: لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْيينِه إِيّاه، نَقَلَه الهَرَوِيُّ عَن بعضٍ. وَقيل: لتأْثيرِه فِي الموضعِ الَّذِي يكونُ فِيهِ، قالَه الأَصمعيُّ. (ومَوْضِعُ المَحْبَرَةُ، بِالْفَتْح لَا بِالْكَسْرِ، وغَلِطَ الجوهريٌّ) ؛ لأَنَّه لَا يُعْرَفُ فِي المكانِ الْكسر وَهِي الآنِيَةُ الَّتِي يُجْعَلُ فِيهَا الحِبْرُ، مِن خَزَفٍ كَانَ أَو مِن قَوارِيرَ. والصحيحُ أَنّهما لُغَتَانِ أَجودُهما الْفَتْح، ومَن كسر المِيم قَالَ إِنها آلَة، ومثلُه مَزْرَعَةٌ ومِزْرَعَةٌ، وحَكاها ابنُ مالكٍ وأَبو حَيّانَ. (وحُكِيَ مَحْبُرَةٌ، بالضَّمِّ، كمَقْبُرَةٍ) ومَأْدُبَةٍ. وجمْعُ الكلِّ مَحابِرُ، كمَزَارِعَ ومَقَابِرَ. وَقَالَ الصَّغانيُّ: قَالَ الجوهريُّ الْمِحْبَرَةُ، بِكَسْر الْمِيم، وإِنما أَخذَها من كتاب الفارابيِّ، والصَّوابُ بِفَتْح الميمِ وضمِّ الباءِ ثمَّ ذَكَرَ لَهَا ثلاثِينَ نَظَائِرَ ممّا وَردتْ بالوَجْهَيْن. المَيْسرَةُ، والمَفْخرَةُ، والمَزْرعَةُ، والمَحْرمَةُ، والمَأْدبَةُ، والمَعْركَةُ، والمَشْرقَةُ، والمَقْدرَةُ، والمَأْكلَةُ، والمَأْلكَةُ، والمَشْهدَةُ، والمَبْطخَةُ، والمَقْثأَةُ، والمَقْنأَةُ (والمَقْناةُ والمَقْنُوَةُ) والمَقْمأَةُ، والمَزْبلَةُ، والمَأْثرةُ، والمَخْرأَةُ، والمَمْلكَةُ، والمَأْربَةُ، والمَسْربَةُ، والمَشْربةُ، والمَقْبرَةُ، والمَخْبرَةُ، والمَقْربَةُ، والمَصْنعَةُ، والمَخْبزَةُ، والمَمْدرَةُ، والمَدْبغَةُ.
(وَقد تُشَدَّدُ الرّاءُ) فِي شعرٍ ضَرُورَة.
(وبائِعُه الحِبْرِيُّ لَا الحَبّار) ، قافله الصغانيُّ، قَود حَكَاهُ بعضُهُم. قَالَ آخَرُون: القِياسُ فِيهِ كافٍ. وَقد صَرَّحَ كثيرٌ من الصَّرْفِيِّين بأَن فَعْالا كَمَا يكونُ للْمُبَالَغَة يكونُ للنَّسَب، والدَّلالة على الحِرَفِ والصَّنائِعِ، كالنَّجّار والبَزّاز، قَالَه شيخُنَا.
(و) الحِبْرُ: (العالِمُ) ، ذِمِّيًّا كَانَ، أَو مُسْلِماً بعد أَن يكونَ مِن أَهل الكِتَابِ. وَقيل: هُوَ للعالِم بتَحْبِير الكَلامِ، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ الشَّمّاخ:
كَمَا خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينِه
بتَيْماءَ حَبْرٌ ثمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا رَوَاه الرُّواةُ بالفَت لَا غير، (أَو الصّالِحُ، ويُفْتَحُ فيهمَا) ، أَي فِي معنى العالِم والصّالحِ، ووَهِمَ شيخُنَا فَرَدَّ ضَمِيرَ التَّثْنِيَةِ إِلى المِمدَاد والعالِم. وأَقامَ عَلَيْهِ النَّكِيرَ بجَلْبِ النُّقُولِ عَن شُرّاح الفَصِيح، بإِنكارهم الفتحَ فِي المِدَاد. وَعَن ابْن سِيدَه فِي المُخَصص نَقْلَا عَن العَيْن مثْلُ ذالك، وَهُوَ ظاهرٌ لمَن تَأَمَّلَ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وسأَلَ عبدُ اللهِ بنُ سَلام كَعْباً عَن الحِبْرِ فَقَالَ: هُوَ الرجُلُ الصّالحُ. (ج أَحْبارٌ وجُبُورٌ) . قَالَ كَعْبُ بنُ مَالك:
لقَد جُزِيَتْ بغَدْرَتِهَا الحُبُورُ
كَذَاك الدَّهْرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ
قَالَ أَبو عُبَيْد: وأَمّا الأَحبارُ والرُّهْبَانُ فإِن الفُقَهاءَ قد اخْتلفُوا فيهم، فبعضُهم يقولُ: حَيْرٌ، وبعضُهُم يَقُول: حِبْرٌ بِالْكَسْرِ وَهُوَ أَفصحُ؛ لأَنه يُجْمَعُ على أَفعالٍ، دُونَ فَعْلٍ ويُقَال ذالك للعالِم. وَقَالَ الأَصمعيُّ لَا أَدْرِي أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْرُ للرَّجلِ العالمِ. قَالَ أَبو عُبَيْد: وَالَّذِي عِنْدِي أَنه الحَبْرُ بِالْفَتْح وَمَعْنَاهُ العالِمُ بتَحْبِيرِ الكلامِ والعِلْمِ وتَحْسِينه، قَالَ: وهاكذا يَرْوِيه المُحَدِّثُون كلُّهم بِالْفَتْح، وَكَانَ أَبو الهَيْثَمِ يَقُول: واحِدُ الأَحبارِ حَبْرٌ لَا غيرُ، ويُنْكِرُ الحِبْرَ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: حِبْرٌ وحَبْرٌ للْعَالم، ومثلُه بِزْرٌ وبَزْرٌ، وسِجْفٌ وسَجْفٌ. وَقَالَ ابْن دُرُسْتَوَيْهِ: وجَمْعُ الحِبْرِ أَحبارٌ، سواءٌ كَانَ بِمَعْنى العالِم أَو بِمَعْنى المدَاد.
(و) الحِبْرُ: (الأَثَرُ) من الضَّرْبَة إِذا لم يَدم ويُفْتَحُ كالحَبَارِ كسَحَابٍ وحَبَرٍ، محرَّكةً. وَالْجمع أَحبارٌ وحُبُورٌ. وسيأْتي فِي كَلَام المصنّف ذِكْرُ الحَبَارِ والحَبْرِ مفرَّقاً. وَلَو جَمَعَهَا فِي مَحَلَ واحدٍ كَانَ أَحسنَ، وأَنشدَ الأَزهريُّ لمُصَبِّحِ بنِ مَنْظُورٍ الأَسَدِيِّ، وَكَانَ قد حَلَقَ شعرَ رَأْسِ امرأَتِه فرَفَعَتْه إِلى الوالِي، فجَلَدَه واعتَقَله، وَكَانَ لَهُ حِمَارٌ وجُبَّةٌ فدفَعَهَا للوالِي، فسَرَّحه:
لقَدْ أَشْمَتَتْ بِي أَهْلَ فَيْدٍ وغادَرَتْ
بجِسْمِيَ حِبْراً بِنْتُ مَصّانَ بَادِيَا
وَمَا فَعَلَتْ بِي ذَاك حتّى تَرَكْتُهَا
تُقَلِّبُ رَأْساً مثْلَ جُمْعِيَ عارِيَا
وأَفْلَتَنِي مِنْهَا حِمَارِي وجُبَّتي
جَزَى اللهُ خَيراً جُبَّتِي وحِمارِيَا
(و) الحِبْرُ: (أَثَرُ النِّعْمَةِ) .
(و) الحِبْرُ: (الحُسْنُ) والبَهَاءُ. وَفِي الحَدِيث: (يَخْرُجُ رجلٌ مِن أَهل النّارِ قد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه) ؛ أَي لونُه وهَيئتُه، وَقيل: هيئتُه وسَحْنَاؤُه؛ مِن قولُهم: جاءَتِ الإِبلُ حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسبارِ. وَيُقَال: فلانٌ حَسَنُ الحَبْرِ والسَّبْرِ، إِذا كَانَ جَميلاً حَسَنَ الهيئةِ، قَالَ ابْن أَحمرَ، وذَك زَمَانا:
لَبِسْنَا حِبْرَه حَتَّى اقْتُضِينَا
لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا
أَي لَبِسْنَا جمالَه وهيئتَه، ويُفْتَحُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُوَ عِنْدِي بالحَبْرِ أَشْبَهُ؛ لأَنه مصدرُ حَبَرْتُه حَبْراً، إِذا حَسَّنْته، والأَولُ إسمٌ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: رجلٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ، أَي حَسَنُ البَشَرَةِ.
(و) الحِبْرُ: (الوَشْيُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الحِبْرُ: (صُفْرَةٌ تَشُوبُ بَيَاضَ الأَسنانِ كالحَبْرِ) ، بِالْفَتْح، (والحَبْرَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، (والحُبْرَةِ) ، بالضمِّ، (والحِبِرِ والحِبِرَةِ، بكسرتين فيهمَا) قَالَ الشَّاعِر:
تَجْلُو بأَخْضرَ مِن نَعْمَانَ ذَا أُشُرِ
كعَارِضِ البَرْقِ لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا
وَقَالَ شَمِرٌ: أَوّلُه الحَبْرُ، وَهِي صُفْرَةٌ، فإِذا اخْضَرَّ فَهُوَ القَلَحُ، فإِذا أَلَحَّ علَى اللِّثَةِ حتَّى تَظْهَرَ الأَسْنَاخُ فَهُوَ الحَفَرُ والحفْرُ، وَفِي الصّحاح: الحِبِرَةُ، بِكَسْر الحاءِ والباءِ: القَلَحُ فِي الأَسْنَانِ. والجمعُ بطَرْحِ الهاءِ فِي القِياس.
(وَقد حَبِرَتْ أَسنانُه كفَرِحَ) تَحْبَرُ حَبَراً أَي قَلِحَتْ.
(ج) أَي جمع الحبْر بِمَعْنى الأَثَرِ، والنِّعْمَةِ، والوَشْيِ، والصُّفْرةِ (حُبُورٌ) . وَفِي الأَول وَالثَّانِي أَحبارٌ أَيضاً.
(و) الحِبْرُ: (الْمِثْلُ والنَّظيرُ) .
(و) الحَبْرُ، (بالفَتْح: السُّرُورُ، كالحُبُورِ) وَزْناً وَمعنى، (والحَبْرَةِ) ، بفتحٍ فسكونٍ (والحَبَرَةِ، محرَّكةً) ، والحَبَرِ أَيضاً، وَقد جاءَ فِي قَول العجَّاج:
الحمدُ للهِ الَّذِي أَعْطَى الحَبَرْ
وهاكذا ضبطُوه بالتَّحْرِيك، وفَسَّرُوه: بالسُّرُور.
(وأَحْبرَه) الأَمرُ، وحَبَرَه: (سَرَّه) .
(و) الحَبْرُ: (النَّعْمَةُ، كالحَبْرَةِ) وَفِي الْكتاب الْعَزِيز: {فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} (الرّوم: 15) أَي يُسرُّون. وَقَالَ اللَّيْث: أَي يُنَعَّمُونَ ويُكْرَمُون. وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَة: النَّعْمَةُ التّامَّةُ. وَفِي الحَدِيث فِي ذِكْر أَهل الجَنَّة: (فَرَأَى مَا فِيهَا مِن الحَبْرَةِ بِالْفَتْح: النَّعْمَةُ وسَعَةُ العَيشِ، وكذالك الحُبُورُ. وَمن سَجَعات الأَساسِ: وكلُّ حبْرَة بعدهَا عَبْرَة.
(و) الحَبَ، (بالتَّحْرِيك: الأَثَرُ) من الضَّرْبَةِ إِذا لم يَدم، أَو العَملُ.
(كالحَبَارِ والحِبَارِ) ، كسَحَابٍ وكِتَابٍ، قَالَ الرّاجِزِ:
لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقُ فِيهَا
أَلَا تَرَى حبَارَ مَنْ يَسْقِيها وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
وَلم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطارُ
وَلَا لِحَبْلَيْه بهَا حبَارُ
والجمعُ حباراتٌ وَلَا يُكَسّرُ.
(وَقد حُبِرَ جِلْدُه) ، بالضَّمّ: (ضُرِبَ فَبَقِيَ أَثَرُه) أَو أَثَرُ الجُرْحِ بعد، البُرْءِ.
وَقد أَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جِلْدَه، وبجِلْدِه: أَثَّرَتْ فِيهِ.
وَمن سَجَعات الأَساسِ: وبِجلْدِه حَبَارُ الضَّرْب، وبيَدِه حَبَارُ العَمَلِ، وَانْظُر إِلى حَبَارِ عَملِه، وَهُوَ الأَثَرُ.
(وحَبَرَتْ يَدُه: بَرئَتْ على عُقْدَةٍ فِي العَظْم) ؛ مِن ذالك.
(و) الحَبِرُ، (ككَتِفٍ: الناعِمُ الجَدِيدُ كالحَبِيرِ) ، وشيْءٌ حَبِرٌ: ناعمٌ، قَالَ المَرّارُ العَدَوِيُّ:
قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ مِن أَفْنانِه
كلَّ فَنَ ناعِمٍ مِنْهُ حَبِرْ
وثَوْبٌ حَبِيرٌ: ناعِمٌ جَدِيدٌ، قَالَ الشَّمَّاخ يَصفُ قَوْساً كَرِيمَة على أَهلها:
إِذا سَقَطَ الأَنْداءُ صِينَتْ وأُشْعِرَتْ
حَبِيراً وَلم تُدْرَجْ عَلَيْهَا المعَاوِزُ
(وكعِنَبَة، أَبو حِبَرةَ) شِيحَةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ الضُّبَعِيُّ: (تابِعِيٌّ) مِن أَصْحاب عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ، روَى عَنهُ أَهلُ البَصرةِ؛ شِبْلُ بنُ عَزرةَ وغيرُه، ذَكَره ابنُ حِبَّانَ.
(وحِبَرَةُ بنُ نَجْمٍ: محدِّثٌ) ، عَن عبد اللهِ بنِ وَهْب.
(و) الحِبَرَةُ: (ضَرْبٌ مِن بُرُود اليَمَنِ) مُنَمَّرَةٌ، (ويُحَركُ. ج حِبَرٌ وحِبَرَاتٌ) ، وحَبَرٌ وحَبَرَاتٌ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: بُرْد (حَبِير، وبُرْد) حِبَرَة على الوَصف والإِضافة وبُرُود حِبَرَة، قَالَ: وَلَيْسَ حِبَرَةٌ مَوضعاً أَو شَيْئا مَعْلُوما، إِنما هُوَ وَشْيٌ، كَقَوْلِك: ثوبٌ قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُه. وَفِي الحَدِيث: مَثلُ الحَوامِيمِ فِي القرآنِ كمَثَل الحِبَرَاتِ فِي الثِّيابِ) .
(وبائِعُها حِبَرِي لَا حَبْارٌ) ، نَقَلَه الصغانيُّ، وَفِيه مَا مَرّ أَن فَعْالاً مَقِيس فِي الصِّناعات، قَالَه شيخُنا.
(والحَبِير، كأَمِيرٍ: السَّحاب) ، وَقيل: الحَبيرُ مِن السَّحاب: (المُنمَّر) الَّذِي تَرَى فِيهِ كالتَّنْمير؛ مِن كَثْرة مائِه، وَقد أَنكره الرِّياشيّ.
(و) الحَبِير:) البُرْدُ المُوَشَّى) المُخطّطُ، يُقَال: بُرْد حَبير، على الْوَصْف والإِضافة. وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ: (الحمدُ لله الَّذِي أَطْعَمَنا الخمِير، وأَلْبَسَنا الحَبير) . وَفِي آخَرَ: (أَن البيَّ صلّى اللهُ عليْه وسلّم لمّا خطَبَ خَديجةَ رضيَ الله عَنْهَا، وأَجابته، استأْذنتْ أَباها فِي أَن تَتزوّجه، وَهُوَ ثَمِلٌ فأَذن لَهَا فِي ذالك، وَقَالَ: هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنفُه، فنحَرتْ بَعِيراً. وخَلَّقتْ أَباها بالعَبِير، وكَسَتْه بُرْداً أَحمرَ، فلمّا صَحَا من سُكْرِه قَالَ: مَا هاذا الحَبِيرُ، وهاذا العَبِير وهاذا العَقيرُ؟) .
(و) الحَبِيرُ: (الثَّوْبُ الجَدِيدُ) النّاعِمُ، وَقد تقدّم أَيضاً فِي قَوْله؛ فَهُوَ تَكرار. (ج حُبْرٌ) ، بضمَ فسكونٍ.
(و) الحبِيرُ: (أَبو بَطْنٍ) ، وهم بَنُو عَمْرِو بنِ مالكِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ تَيْمِ بنِ أُسَامة بنِ مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيِّبٍ؛ وإِنما قيل لَهُم ذالك لأَنَ حَبَرَه بُرْدَانِ، كَانَ يُجَدِّدُ فِي كلّ سَنة بُرْدَيْنِ، قَالَه السمْعانِيّ.
(و) الحَبِيرُ: لَقبُ (شاعِر) ، هُوَ الحَبِيرُ بنُ بَجْرَةَ الحَبَطِيُّ؛ لتحْسِينه شِعْره وتَحْبِيرِه.
(وقولُ الجوهريِّ: الحَبِيرُ: لُغَامُ البَعِيرِ) ، وتَبِعَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّةِ، (غَلَطٌ، والصّوابُ الخَبِيرُ، بالخاءِ المُعْجَمَةِ) ، غَلّطَه ابنُ بَرِّيَ فِي الْحَوَاشِي والقَزّاز فِي الْجَامِع، وتَبِعَهما المصنِّف. وَقَالَ ابْن سِيدَه: والخاءُ أَعْلَى. وَقَالَالأَزهريُّ عَن الليْث: الحَبِيرُ مِن زَبَدِ اللُّغَامِ، إِذا صَار على رأْس البَعِير، ثمّ قَالَ الأَزهريُّ: صحّفَ الليْث هاذا الحَرْف 2، قَالَ: وصوابُهُ بالخَاءِ، لزَبَدِ أَفواهِ الإِبلِ، وَقَالَ: هاكذا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ والرِّياشِيُّ.
(ومطَرِّفُ بنُ أَبي الحُبَيْرِ، كزُبَيْرٍ) نَقلَه الصغانيُّ (ويَحْيَى بنُ المُظَفَّرِ) بنِ عليِّ بنِ نُعَيْم السَّلاميُّ، الْمَعْرُوف (بابنِ الحُبَيْرِ) ، متأَخِّر، مَاتَ سنةَ 639 هـ، (محدِّثانِ) .
قلْتُ: وأَخوه أَبو الحَسَن عليُّ بن المظفَّر بنِ الحُبَيْرِ السّلاميُّ التاجرُ، عَن أَبي البَطِّيِّ، توفِّي سنة 626 هـ، ذَكَرَه المُنْذرِيُّ.
(والحُبْرَة، بالضمّ: عُقْدَةٌ، مِن الشَّجَر) ، وَهِي كالسِّلْعَةِ تَخرجُ فِيهِ (تُقْطَعُ) قطعا، (ويُخْرَطُ مِنْهَا الآنِيَةُ) ، مُوَشّاةً كأَحْسَنِ الخَلَنْجِ، أَنشدَ أَبو حنيفةَ:
والبَئْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ
(و) الحَبْرَةُ، (بِالْفَتْح: السَّمَاعُ فِي الجَنَّة) ، وَبِه فَسَّرَ الزَّجّاجُ الآيةَ، (و) قَالَ أَيضاً: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَة: (كُلُّ نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ) مُحْسَّنَة.
(و) الحَبْرَةُ: (المبالغةُ فِيمَا وُصِفَ بجَمِيلٍ) ومعنَى يُحْبَرُون، أَي يُكْرَمُون إِكراماً يُبَالَغُ فِيهِ.
(والحُبَارَى) ، بالضمّ: (طائرٌ) طَوِيلُ العُنُقِ، رَمَادِيُّ اللَّوْنِ، على شَكْل الإِوَزَّةِ، فِي مِنْقارِه طُولٌ، وَمن شَأْنِهَا أَن تُصَادَ وَلَا تَصِيدَ. يقالُ (للذَّكَرِ والأُنثَى والواحِدِ والجَمْعِ، وأَلِفُه للتأْنيث، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ) ، ونَصُّه فِي كِتَابه وأَلِفُه لستْ للتأْنيث وَلَا للإِلْحاقِ، وإِنما بُنِيَ الإِسمُ لَهَا فصارتْ كأَنها مِن نفس الكلمةِ، لَا تَنْصَرِفُ فِي معرفةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، أَي لَا تُنَوَّنُ، انتَهَى. وَهَذَا غريبٌ، (إِذْ لَو لم تكُنِ) الأَلفُ (لَهُ) أَي للتأْنيث (لانْصَرَفَتْ) ، وَقد قَالَ إِنها لَا تَنصرفُ. قَالَ شيخُنَا: ودَعْوَاه أَنَّهَا صارتْ مِن الْكَلِمَة، مِن غَرائبِ التَّعبيرِ، والجوابُ عَنهُ عَسِيرٌ، فَلَا يحتاجُ إِلى تَعَسُّفٍ:
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَن تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
(ج حُبَارَيَاتٌ، وأَنشدَ بعضُ البَغْدَادِيِّين فِي صِفة صَقْر:
حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوِين قَالَ سِيبَوَيْهِ: لم يُكَسَّر على حَبَارِيّ وَلَا عَلى حَبَائِرَ، ليُفَرِّقُوا بَينهَا وَبَين فَعْلَاءٍ وفَعَالَةٍ وأَخَواتها.
(والحُبْرُورُ) ، بالضمّ، (والحِبْرِيرُ) ، بِالْكَسْرِ، (والحَبَرْبَرُ) ، بِفتْحَتَيْنِ، (والحُبُرْبُورُ) ، بضمّتين، (واليَحْبُورُ) ، يفْعُول، (والحُبُّورُ) ، بضمّ أَوَّلِه مَعَ التشديدِ: (فَرْخُه) ، أَي وَلَدُ الحُبارَى. (ج حَبارِيرُ وحَبابِيرُ) . قَالَ أَبو بُرْدَةَ:
بازٌ جَرِيءٌ على الخِزّانِ مُقْتَدِرٌ
وَمن حَبَابِيرِ ذِي مَاوَانَ يَرْتَزِقُ
وَقل زُهَيْرٌ:
تَحِنُّ إِلى مِثْل الحَبابِيرِ جُثَّماً
لَدَى سَكَنٍ مِن قَيْضِها المُتَفَلِّقِ
قَالَ الأَزهريُّ: والحُبَارَى لَا يَشربُ الماءَ، ويَبِيضُ فِي الرِّمال النّائِيَةِ، قَالَ: وكُنَّا إِذا ظَعَنّا نَسِيرُ فِي حِبَال الدَّهْنَاءِ، فرُبَّمَا التَقَطْنَا فِي يومٍ واحدٍ مِن بَيْضِهَا مَا بَين الأَربعة إِلى الثَّمَانية، وَهِي تَبِيضُ أَربعَ بَيْضَاتٍ، ويَضْرِبُ لونُهَا إِلى الزُّرْقَة، وطَعْمُهَا أَلَذُّ مِن طَعْم بَيْضِ الدَّجَاج وبَيْضِ النَّعَامِ.
وَفِي حَدِيث أَنَس: (إِن الحُبَارَى لتَمُوتُ هُزَالَا بذَنْب بَنِي آدَمَ) يَعْنِي أَن اللهَ يَحْبِسُ عَنْهَا القَطْرَ بشُؤْمِ ذُنُوبِهِم؛ وإِنما خَصَّها بالذِّكْر لأَنها أَبْعَدُ الطَّيْرِ نُجْعَةً، فرُبَّمَا تُذبَحُ بالبَصْرَة، فتُوجَدُ فِي حَوْصَلَتِها الحِبّة الخَضْراءُ، وَبَين البصرةِ ومَنَابِتِهَا مَسِيرَةُ أَيامٍ كَثِيرَة. وللعَرَب فِيهَا أَمثالٌ جَمَّةٌ، مِنْهَا قولُهم: (أَذْرَقُ مِن الحُبارَى) ، و (أَسْلَحُ مِن حُبَارَى) ؛ لأَنها تَرْمِي الصَّقْرَ بسَلْحِهَا إِذا أَراغَهَا ليَصِيدَهَا، فتُلَوِّث رِيشَه بلَثَق سَلْحِهَا، وَيُقَال إِن ذالك يَشتدُّ على الصَّقْر؛ لمَنْعِه إِياه من الطَّيَرَان. ونَقَلَ المَيْدَانِيُّ عَن الجاحظِ أَن لَهَا خِزَانَةً فِي دُبُرِهَا وأَمعائها، وَلها أَبداً فِيهَا سَلْحٌ رَقيقٌ، فمتَى أَلَحَّ عَلَيْهَا الصقْرُ سَلَحَتْ عَلَيْهِ، فيَنْتَتِفُ رِيشُه كلُّه فيَهْلِكُ، فمِن حِكْمَة اللهِ تعالَى بهَا أَن جَعَلَ سِلاحَها سَلْحَها، وأَنشدوا:
وهم تَرَكُوه أَسْلَحَ مِن حُبارَى
رَأَى صَقْراً وأَشْرَدَ مِن نَعَامِ
وَمِنْهَا قولُهم: (أَمْوَقُ من الحُبَارَى قبل نَبَاتِ جَناحَيْه) ، فتَطِيرُ مُعَارِضَةً لفَرْخِها، ليتَعَلَّمَ مِنْهَا الطَّيَرانَ.
وَمِنْهَا:
كلُّ شيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَه.
حَتَّى الحُبَارَى وتَذِفُّ عَنَدَه.
أَي تَطِيرُ عَنَدَه، أَي تُعَارِضُه بالطَّيَرَان وَلَا طَيَرَانَ لهُ؛ لضَعْف خَوَافِيه وقَوَائِمه، ووَرَدَ ذالك فِي حديثُ عُثْمَانَ رضيَ اللهُ عَنهُ.
وَمِنْهَا: (فلانٌ مَيِّتٌ كَمَدّ الحُبَارَى) ؛ وذالك أَنَهَا تَحْسِرُ مَعَ الطَّيْرِ أَيامَ التَّحْسِيرِ، وذالك أَن تُلْقِيَ الرِّيشَ، ثمَّ يُبْطِيء نَباتُ رِيشِها، فإِذا طَار سائِرُ الطَّيْرِ عَجَزَتْ عَن الطيَران فتموت كَمَداً، وَمِنْه قولُ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ:
يَزِيدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الحُبَارى
إِذَا ظَعَنَتْ أُمَيَّةُ أَو يُلمُّ
أَي يَموتُ أَو يَقرُب من المَوت. وَمِنْهَا: (الحُبَارَى حَالةُ الكَرَوَانِ) يُضْرَبُ فِي التَّنَاسُب، وأَنْشَدُوا:
شَهِدْتُ بأَنّ الخُبْزَ باللَّحْمِ طَيِّبٌ
وأَنّ الحُبَارَى خالَةُ الكَروانَ
وقالُوا: (أَطْيبُ مِن الحُبَارَى) ، و (أَحْرَصُ مِن الحُبَارَى) ، و (أَخْصَرُ مِن إِبْهامِ الحُبَارَى) ، وغيرُ ذالك ممّا أَوردَها أَهلُ الأَمثالِ.
(واليَحْبُورُ) بفتحِ التحتيَّةِ وسكونِ الحاءِ: (طائرٌ) آخَرُ، (أَو) هُوَ (ذَكَرُ الحُبَارَى) ، قَالَ:
كأَنَّكُمُ رِيشُ يَحْبُورَةٍ
قَلِيلُ الغَناءِ عَن المُرْتَمِي
أَو فَرْخُه، كَمَا ذَكَرَه المصنِّف، وسَبَقَ.
(وحِبْرٌ، بِالْكَسْرِ: د) ويقالُ هُوَ بتشديدِ الرّاءِ، كَمَا يأْتي.
(وحِبْريرٌ، كقِنْدِيلٍ: جَبَلٌ معروفٌ (بالبَحْرَيْنِ) لعَبْدِ القَيْس، بِتُؤَامَ، يَشْتَرِكُ فِيهِ الأَزْدُ وَبَنُو حنيفةَ.
(و) المُحَبَّرُ، (كمُعَظَّمٍ: فَرَسُ ضِرارِ بنِ الأَزْوَرِ) الأَسديِّ، (قاتلِ مالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ) أَخِي مُتَمِّمٍ، القائلِ فِيهِ يَرْثِيه:
وكُنّا كنَدْمانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً
مِن الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لن يَتَصَدَّعَا
فلمّا تَفَرَّقنا كأَنِّي ومالكاً
لطُولِ افتراقٍ لم نَبِتْ لَيْلَة مَعَا
قَالَ شيخُنَا: والمشهورُ فِي كُتُب السِّيَرِ أَن الَّذِي قَتَلَه خالدُ بنُ الوَلِيد، ومثلُه فِي شَرْح مَقْصُورةِ ابنِ دُرَيْدٍ لِابْنِ هِشامٍ اللَّخْمِيِّ.
(و) المُحَبَّرُ (مَن أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه، فبَقِيَ فِيهِ حَبَرٌ) ، أَي آثارٌ. وَعبارَة التَّهْذِيب: رجلٌ مُحَبَّرٌ، إِذا أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه، فصارَ لَه آثارٌ فِي جِلْدَه.
وَيُقَال: بِهِ حُبُورٌ، أَي آثارٌ.
وَقد أَحْبَرَ بِهِ، أَي تَرَكَ بِهِ أَثَراً.
(و) المُحبَّرُ: (قِدْحٌ أُجِيدَ بَرْيُه) .
وَقد حَبَّرَه تَحْبِيراً: أَجادَ بَرْيَه وحَسَّنَه.
وكذالك سَهْمٌ مُحَبَّرٌ، إِذا كَانَ حَسَنَ البَرْيِ.
(و) المُحَبِّرُ، (بِكَسْر الباءِ: لَقَبُ رَبيعةَ بنِ سُفْيَانَ، الشاعرِ الفارِسِ) لتَحْبِيرِه شِعْرَه وتَزْيِينه، كأَنه حُبِّرَ. (و) كذالك (لَقَبُ طُفَيْل بنِ عَوْفٍ الغَنَوِيِّ، الشاعرِ) ، فِي الجاهِليَّة، بَدِيع القَولِ.
(وحِبِرَّى، كزِمِكَّى: وادٍ.
وارُ إِحْبِيرٍ، كإِكْسِيرٍ: نارُ الحُبَاحِبِ) ، وذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان فِي ج ب ر، وَقد تَقَدَّمت الإِشارة إِليه.
(وحُبْرانُ، بالضمّ: أَبو قبيلةِ باليَمن) وَهُوَ حُبْرَانُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسٍ، (مِنْهُم: أَبو راشِدٍ) ، واسمُه أَخْضَرُ، تابِعِيٌّ، عِدَادُه فِي أَهل الشّام، رَوَى عَنهُ هلُها، مشهورٌ بكُنْيَته.
(وطائفةٌ) ، مِنْهُم:
أَبو سعيدٍ عبدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ الحُبْرانِيُّ السَّكْسَكِيُّ، عِدَادُه فِي الشّامِيّين، وَهُوَ تابِعِيٌّ صغيرٌ، سَكَنَ البصْرَةَ.
وأَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ الحُبْرَانِيُّ، عَن محمّدِ بن إِبراهيمَ بنِ جعفرٍ الجُرْجانِيِّ.
وأَحمدُ بنُ عليَ الحُبْرَانِيُّ، عَن عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ بن خَوْلَةَ.
ومحمودُ بنُ أَحمدَ أَبو الخَيْرِ الحُبْرَانِيُّ، عَن رِزْقِ اللهِ التَّمِيمِيِّ، وَعنهُ ابنُ عَساكِرَ.
وعَمْرُو بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمَد الحُبْرَانِيُّ التَّمِيمِيُّ، عَن أَبي بِشْرٍ المَرْوزِيِّ، وَعنهُ ابنُ مرْدَويه فِي تاريخِه، وَقَالَ: مَاتَ سنة 377 هـ. (ويُحَابِرُ كيُقَاتِلُ: مُضارِع قالتَ (بنُ مالكِ بنِ أُدَدَ أَبو مُرَادٍ) القبيلةِ المشهورةِ، ثمَّ سُمِّيَتِ القبيلَةُ يُحَابِر، قَالَ الشَّاعِر:
وَقد أَمَّنَتْنِي بعدَ ذَاك يُحَابِرٌ
بِمَا كنتُ أُغْشِي المُنْدِياتِ يُحَابرَا
(و) يُقَال: (مَا أَصَبْتُ مِنْهُ حَبَنْبَراً) كَذَا فِي النُّسخ بمُوحَّدَتَيْن، وَفِي التَّكْمِلَة: حَبَنْتَراً، بموحَّدةٍ فنونٍ فمُثَنَّاةٍ (وَلَا حَبَرْبَراً) ، كِلَاهُمَا كسَفَرْجَل؛ أَي (شَيْئا) . لَا يُستَعمل إِلا فِي النَّفْي. التَّمْثِيلُ لسِيبَوَيْهِ، والتَّفْسِيرُ للسِّيرافِيِّ، ومثلُه قولُ الأَصمعيِّ. وكذالك قولُهم: مَا أَغْنَى عَنِّي حَبَرْبَراً؛ أَي شَيئاً.
وحَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا أَصابَ مِنْهُ حَبَرْبَراً، وَلَا تَبْرِيراً، وَلَا حَوَرْوَراً؛ أَي مَا أصَاب مِنْهُ شَيْئا.
وَيُقَال: مَا فِي الَّذِي يُحَدِّثُنا بِهِ حَبَرْبَرٌ؛ أَي شيْءٌ.
وَقَالَ أَبو سعيدٍ: يُقَال: مَاله حَبَرْبَرٌ وَلَا حَوَرْوَرٌ.
وَقل أَبو عَمْرٍ و: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَبَنْبَرٌ؛ وَهُوَ أَن يُخْبِرَكَ بشيْءٍ، فَتَقول: مَا فِيهِ حَبَنْبَرٌ وَلَا حَبَرْبَرٌ.
(و) يُقَال: (مَا على رَأْسِه حَبَرْبَرَةٌ) ، أَي مَا على رَأْسِه (شَعرَةٌ) .
(و) حِبِرٌّ، (كفِلِزَ: ع) معروفٌ بالبادِيَة، وأَنشد شمِرٌ عَجُزَ بَيت:
... فقَفَا حِبِرَ
(وأَبو حِبْرانَ الحِمَّانِيّ بالكسِر موصوفٌ بالجَمال) وحُسْنِ الهَيْئَةِ، ذَكَره المَدائنيُّ، ويُوجَدُ هُنَا فِي بعض النُّسَخ زيادةٌ. (وأَبو حِبَرَةَ كعِنَبَةٍ شِيحَةُ بنُ عبدِ اللهِ، تابِعِيٌّ) . وَهُوَ تكرارٌ مَعَ مَا قبله.
(وأَرْضٌ مِحْبارٌ: سريعةُ النَّبَاتِ) حَسَنَتُه، كثيرةُ الكَلإِ، قَالَ:
لنَا جِبالٌ وحِمىً مِحْبارُ
وطُرُقٌ يُبْنَى بهَا المَنَارُ
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الْمِحْبَارُ: الأَرضُ السَّريعةُ النَّبَاتِ، السَّهْلَةُ، الدَّفِئَةُ، الَّتِي ببُطُونِ الأَرضِ وَسرارتِها، وجمعُه مَحَابِيرُ.
(و) قد (حَبِرَتِ) الأَرضُ، (كفَرِحَ: كَثُرَ نَبَاتُها، كأَحْبَرَتْ) ، بالضمّ.
(و) حَبِرَ (الجُرْحُ) حَبَراً: (نُكِسَ، وَغَفِرَ، أَو بَرَأَ وبَقِيَتْ لَهُ آثَارٌ) بَعْدُ.
(والحَابُورُ: مَجْلسُ الفُسّاق) ، وَهُوَ مِن حَبَرَه الأَمرُ: سَرَّه، كَذَا فِي اللِّسَان.
(وحُبْرُ حُبْرُ) ، بضمَ فسكونٍ فيهمَا: (دُعَاءُ الشّاةِ للحَلْب) ، نقلَه الصغانيُّ.
(وتَحْبيرُ الخَطِّ والشِّعْر وَغَيرهمَا) كالمَنْطق وَالْكَلَام: (تَحْسِينُه) وتَبْيينُه، وأَنشد الفَرّاءُ فِيمَا رَوَى سَلَمَةُ عَنهُ:
كتَحْبِيرِ الكتابِ بخَطِّ يَوْمًا
يَهُوديَ يُقَارِبُ أَو يَزِيل
قيل: وَمِنْه سُمِّيَ كَعْبُ الحِبْرِ؛ لتَحْسِينِه، قالَه ابنُ سِيدَه، وَمِنْه أَيضا سُمِّيَ المِدادُ حِبْراً لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْييِنهِ إِيّاه، نقَلَه الهَرَوِيُّ، وَقد تَقَدَّم. وكُلُّ مَا حَسُنَ مِن خَطَ أَو كَلَام أَو شعرٍ فقدْ حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى: (لَو عَلِمْتُ أَنك تَسْمَعُ لقِراءَتِي لحَبَّرْتُها لكَ تَحْبِيراً) ؛ يُرِيدُ تَحْسِينَ الصَّوْتِ.
(وحِبْرَةُ، بِالْكَسْرِ) فالسكونِ: (أُطُمٌ بالمدينةِ) المشرَّفةِ، صلَّى اللهُ على ساكِنها، وَهِي لليهودِ فِي دَار صالحِ بن جَعْفَر. (و) حِبْرَةُ (بنتُ أَبي ضَيْغَمٍ الشاعرةُ) : تابِعِيَّةٌ، وَقد ذَكَرَهَاالمصنِّف أَيضاً فِي ج ب ر، وَقَالَ إِنها شاعِرَةٌ تابِعِيَّة.
(واللَّيْثُ بنُ حَبْرَوَيْه) البُخَارِيُّ الفَرّاءُ، (حَمْدَوَيْهِ: محدِّثٌ) ، كُنْيَتُه أَبو نَصْر، عَن يَحْيَى بنِ جعفرٍ البِكَنْيِّ، وطَبَقَتِه، مَاتَ سنة 286 هـ.
(وسُورةُ الأَحْبَارِ: سورةُ المائدةِ) ، لقولهِ تعالَى فِيهَا: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالاْحْبَارُ} (الْمَائِدَة: 44) وَفِي شِعْر جَرِير:
إِنّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ
لَا يَقْرآنِ بسُورةِ الأَحْبَارِ
أَي لَا يَفِيانِ بالعُهُود؛ يَعْنِي قولَه (تَعَالَى) : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (الْمَائِدَة: 1) .
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحَبَرْبَرُ) : والحَبْحَبِيُّ: (الجَمَلُ الصَّغِيرُ) .
(و) فِي التهذِيب فِي الخُماسِيِّ: الحَبَرْبَرَةُ، (بهاءٍ: المرأَةُ القَمِيئَةُ) المُنافِرَةُ، وَقَالَ: هاذه ثُلاثِيَّةُ الأَصل أُلْحِقَتْ بالخُماسِيِّ، لتَكْريرِ بعضِ حُرُوفِهَا.
(وأَحمدُ بنُ حَبْرُون، بِالْفَتْح: شاعرٌ) أَنْدَلُسِيِ، كَتَبَ عَنهُ ابنُ حَزْمٍ.
(وشاةٌ مُحَبَّرَةٌ: فِي عَيْنَيْها تَحْبِيرٌ مِن سَوادٍ وَبياضٍ) ، نقلَه الصَّغانيّ.
(وحَبْرَى كسَكْرَى، و) حَبْرُونُ (كَزيْتُون) إسمُ (مدينةِ) سيِّدنا (إِبراهِيمَ الخلِيلِ، صلَّى اللهُ عليْه وسَلَّم) بالقُرْب من بَيت المَقْدِس، وَقد دَخلتُهَا، وَبهَا غارٌ يُقَال لَهُ: غارُ حَبْرُونَ، فِيهِ قَبْرُ إِبراهيمَ، وإِسحاقَ، ويَعْقُوبَ، عَلَيْهِم السّلامُ، وَقد غَلَبَ على اسْمِها الخَلِيلُ، فَلَا تُعْرَفُ إِلّا بِهِ، وَقد ذَكَرَ اللُّغَتَيْن فِيهَا ياقُوتٌ وصاحبُ المَرَاصِدِ. قَالَ شيخُنَا: والأَوْلَى (وزَيْتُونٍ) فالكافُ زائدةٌ، ومثلُه يَذْكُرُه فِي الخُرُوج مِن معْنىً لغيرِه، وَلَيْسَ كذالك هُنَا. ورُوِيَ عَن كَعْبٍ أَن البناءَ الَّذِي بهَا مِن بناءِ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ عَلَيْهِمَا السّلامُ.
قلتُ: وقرأْتُ فِي كتاب المَقْصُور لأَبي عليَ القالِي فِي بَاب مَا جاءَ من المَقْصُور على مِثَال فِعْلَى بِالْكَسْرِ، وَفِيه: وحِبْرى وعيْنُون: القَرْيَتَان اللَّتَانِ أَقْطَعَهما النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم تَمِيماً الدّارِيَّ وأَهلَ بيتهِ.
(وكَعْبُ الحَبْرِ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ، وَلَا تَقُل: الأَحبارُ: م) أَي معروفٌ، وَهُوَ كَعْبُ بنُ ماتعٍ الحِمْيَرِيُّ، كُنْيَتُه أَبو إِسحاقَ: تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ، أَدْرَكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، وَمَا رَآهُ. مُتَّفَقٌ على عِلْمِه وتَوْثِيقِهِ، سَمِعَ عُمَرَ ابنَ الخَطّابِ والعَبَادِلَةَ الأَرْبَعَةَ، وسَكَنَ الشَّأْمَ، وتُوُفِّيَ سَنَة 32 هـ فِي خِلافة سيِّدِنا عُثْمَانَ، رضيَ اللهُ عَنهُ. وَقد جاوَزَ المِائَةَ. خَرَّجَ لَهُ السِّتَّةُ إِلّا البُخَارِيَّ. ونُقِلَ عَن ابْن دُرُسْتَوَيْهِ أَنه قَالَ: رَوَوْا أَنه يُقَال: كَعْب الحِبْر بِالْكَسْرِ فمَن جَعَلَه وَصْفاً لَهُ نَوَّنَ كَعْباً، ومَن جَعَلَه المِدادَ لم ينَوِّن وأَضافَه إِلى الحِبْر. وَفِي شَرْح نَظْمِ الفَصِيح: الظاهرُ أَنه يُقَال: كَعْبُ الأَحْبَارِ؛ إِذْ لَا مانعَ مِنْهُ، والإِضافةُ تَقعُ بأَدْنَى سَبَبٍ، وَالسَّبَب هُنَا قَوِيٌّ؛ سواءٌ جَعَلْنَاه جَمْعاً لِحَبْرٍ، بِمَعْنى عالِمٍ، أَو بمعنَى المِدَاد. وَقَالَ النَّوَويّ فِي شَرْح مُسْلِمٍ: كَعْبُ بنُ ماتِعٍ، بِالْمِيم والمُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ بعدَهَا عَيْنٌ. والأَحْبارُ: العُلماءُ، واحدُهم حَبْرٌ، بِفَتْح الحاءِ وَكسرهَا، لُغَتَان؛ أَي كَعْبُ العُلماءِ. كَذَا قالَه ابنُ قُتَيْبَةَ وغيرُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْد سُمِّيَ كَعْب الأَحْبارِ؛ لكَوْنِه صاحِبَ كُتُبِ الأَحبارِ، جَمْع حِبْرٍ، مكسور، وَهُوَ مَا يُكْتَبُ بِهِ. وَكَانَ كَعْبٌ مِن علماءِ أَهلِ الكتابِ، ثمَّ أَسْلَمَ فِي زَمَنِ أَبي بكْرٍ أَبو عُمَرَ، وتُوخفِّيَ بحِمْصَ سنة 32 هـ فِي خلَافَة عُثمانَ، وَكَانَ مِن فُضلاءِ التّابِعِين، رَوَى عَنهُ جُمْلَةٌ مِن الصَّحَابة. ومثلُه فِي مَشَارِق عِياضٍ، وتَهْذِيب النَّوَوِيِّ، ومُثَلَّثِ ابنِ السِّيد، ونَقَلَ بعضَ ذالك شيخُ مشايخِنا الزُّرقانيّ فِي شَرْح المَواهِب. قَالَ شيخُنا. فَمَا قالَه المَجْدُ مِن إِنكاره الأَحبارَ فإِنها دَعْوَى نَفْيٍ غير مَسْمُوعةٍ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
كاني قَال لِابْنِ عَبّاس الحَبْرُ والبَحْرُ؛ لعِلْمِه.
وَيُقَال: رجلٌ خِبْرٌ نِبْرٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الحِبْرُ من النّاس: الدّاهِيَةُ.
ورجلٌ يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ مِن الحُبُورِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ واليَحْبُورُ: النَّاعِمُ مِن الرِّجال. وجَمْعُ اليَحابِيرُ.
وحَبَرَه فَهُوَ مَحْبُورٌ.
وَفِي حَدِيث عبدِ اللهِ: (آلُ عِمْرَانَ غِنىً والنِّسَاءُ مَحْبَرَةٌ) ، أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ والسُّرُور.
والحَبَارُ: هَيْئَةُ الرَّجلِ. عَن اللِّحْيَانِيِّ، حَكَاه عَن أَبي صَفْوَانَ، وَبِه فسّر قَوْله:
أَلَا تَرَى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها
قَالَ ابْن سِيدَه: وَقيل: حَبَارُ هُنَا إسمُ ناقَةٍ، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي.
والمُحَبَّرُ: كمُعَظَّم أَيضاً: فَرَسُ ثابِته بنِ أَقْرَمَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ.
والحَنْبريت، صَرَّحَ ابْن القَطَّاعِ وغيرُه أَنه فَنْعِليت؛ فموضعُ ذِكْره هُنَا، وَقد ذَكَرَه المصنِّف فِي التاءِ بِنَاء على أَنه فَنْعليل، ومَرَّ الْكَلَام هُنَاكَ، قالَه شيخُنَا. وبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ.
كمُعَظَّمٍ من شُيُوخِ البُخَارِيّ.
والمُحَبَّرُ بنُ قَحْذَمٍ، عَن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وابنُه داوودُ بنُ المُحَبَّر، مُؤَلِّفُ كتابِ العَقْل.
وأَبَانُ بنُ المُحَبَّر، واهٍ. قَالَ ابْن ماكُولا: وَلَيْسَ بَين داوودَ وأَبانٍ وبَدَل قَرابَةً.
وأَبو عليّ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن المحبَّر، شاعرٌ، حدَّث عَنهُ محمّدُ بنُ عبدِ السميعِ الواسِطِيُّ.
ومِنَ المَجَازِ: لبِسَ حَبِيرَ الحُبُور، واسْتوَى على سَرِيرِ السُّرُور.
ومحمّدُ بنُ جامعٍ الحَبّارُ، يَرْوِي عَن عبد العزيزِ بنِ عبد الصَّمدِ. وأَبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ الحبّارُ، شيخُ السْمعَانِيِّ: مَنْسُوبانِ إِلى بَيْع الحِبْرِ الَّذِي يُكْتبُ بِهِ.
وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ يَعْقُوبِ بنِ إِسماعيل بن عُتْبَة بنِ فَرْقَدٍ السُّلمِيُّ، الوَرّاقُ الحِبْرِيّ،، ثِقَةٌ، ذكرَه الخطيبُ فلي تَارِيخ بَغْدَاد.
وحِبْرانُ، بِالْكَسْرِ: جَبَلٌ، ذكره البكْرِيٌّ.
وحَبِيرٌ، كأَمِير: مَوضعٌ بالحِجاز.
والحِبَرِيُّ إِلى بَيْعِ الحِبَرِ، وَهِي البُرُود سَيْفُ بنُ أَسْلم الكُوفِيُّ، حدَّث عَن الأَعْمشِ، صالحُ الحديثِ.
والحُسَيْنُ بنُ الحَكمِ الحِبْرِيُّ.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عُثْمَان المُقْرِيءُ الحِبَرِيُّ، الأَصْبَهانِيُّ، ترْجَمه الخطيبُ.
والمُحبِّريُّ بِكَسْر الموحَّدةِ محمّدُ بنُ حَبِيب، اللغويُّ، نُسِبَ إِلى كتابٍ أَلَّفه سَمّاه المحبِّرَ.
حبر: {يحبرون}: يسرون: والحبور: السرور.
حبر:
يرمز به في طيبة النشر في القراءات العشر إلى ابن كثير المكي (ت 120 هـ) وأبي عمرو البصري (ت 154 هـ).
حبر
حبَرَ يَحبُر، حَبْرًا وحُبُورًا، فهو حابر، والمفعول مَحْبور
• حبَر الشَّخصَ: سرَّه وكرّمه ونعَّمه "ورد عليّ من أمر صديقي ما حبرني- يشيع العيدُ في نفوسنا البهجةَ والحبورَ- {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} ".
• حبَر الكساءَ: وشَّاه وزيَّنه. 

حبِرَ يحبَر، حَبَرًا، فهو حَبِر
• حبِر الشَّخصُ: سُرَّ وابتهج "حَبِر لنبأ نجاح ابنه في المسابقة". 

حبَّرَ يحبِّر، تَحْبِيرًا، فهو مُحبِّر، والمفعول مُحبَّر
• حبَّر الكلامَ أو الخطَّ أو الشِّعرَ أو نحوَ ذلك: زيَّنه ونمَّقه، جمَّله وحسَّنه "لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْمَعُ لِقِرَاءَتِي لَحَبَّرْتُها لَك تَحْبِيرًا [حديث] ".
• حبَّر الكتابَ: كتبه "أخذ الكُتَّابُ يحبِّرون المقالات دفاعًا عن قضيّة فلسطين" ° حبَّر الورقةَ: كتبها من أوّلها إلى

آخرها.
• حبَّر الدَّواةَ: ملأها حبرًا.
• حبَّر الرَّسْمَ: بيَّنه بالحِبْر "أسطوانة تحبير: جزء دوّار من الآلة الطابعة يضغط الورقَ على السطور". 

حُبارى [مفرد]: ج حُبارَيات وحُبَارَى، مؤ حُبَارَى: (حن) طائر طويل العنق من الفصيلة الحباريّة من رتبة الكُركيّات، ومنه عدَّة أنواع، رماديّ اللَّون على شكل الإوَزَّة، في منقاره طول (وقد يستعمل لفظ المفرد للمذكّر والمؤنّث والجمع) "أبْلَهُ من الحُبارى [مثل]: قيل لها ذلك؛ لأنَّها إذا غيَّرت عُشَّها نسيته وحضنت بيْضَ غيرها". 

حُبَّار [مفرد]: (حن) جنس حيوانات بحريّة مفترسة من الرَّخويات الرَّأسيَّات الأرجل المزدوجات الخيشوم، فيه أنواع تعيش على شواطئ البحار المعتدلة الحرارة والحارّة، يتغذّى على الأسماك، ويقذف بسائل أسود اللّون عند إحساسه بالخطر، فيُعكِّر الماء حوله ويتمكّن من الهرب (والشائع فتح الحاء). 

حبَر [مفرد]: مصدر حبِرَ. 

حَبْر [مفرد]: ج أحْبار (لغير المصدر) وحُبُور (لغير المصدر):
1 - مصدر حبَرَ ° ذهَب حَبْرُه وسَبْرُه: حسنه وهيئته.
2 - لقب يُطلق على عالم الدين وخاصة لغير المسلمين، مثل رئيس الكهنة عند اليهود، والبَطْرَك عند النَّصارى "الحَبْر الأعظم: لقب بابا روما" ° حَبْر الأمَّة: عالمها (وهو لقب ابن عباس الصحابيّ رضي الله عنه).
• سِفْر الأحبار: (دن) جزء من أجزاء العهد القديم يشرح طقوس اليهود وأعيادَهم وطريقةَ تقديمهم الذَّبائح، وهو السِّفر الثَّالث من أسفار التَّوراة. 

حَبِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبِرَ. 
1310 - 
حِبْر [مفرد]: ج أحْبار وحُبُور:
1 - حَبْر، عالِم دينيّ، وقد يُخصُّ به علماء اليهود " {إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}: من علماء اليهود".
2 - مداد سائل يُكتب به "أنا لا أغمسُ ريشتي في الحِبْر بل في الحياة" ° أمُّ الحبر: قنِّينة (زجاجة) الحبر- حِبْر سرّيّ: مداد لا لون له يستعمله الجواسيسُ في كتابة رسائلهم، يبقى مخفيًّا حتى يعالج بمادّة كيميائيّة أو بالحرارة أو بتسليط ضوء معيّن عليه- قلم الحِبر: قلم يحتوي على أنبوبة تملأ بالحبر. 

حَبَرة [مفرد]: ج حَبَرات وحِبَر:
1 - ثوب من قطن أو كتّان مخطّط كان يُصنع باليمن.
2 - مُلاءَة من الحرير كانت ترتديها النِّساءُ بمصر حين خروجهنّ. 

حُبُور [مفرد]: مصدر حبَرَ. 

مُحبِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حبَّرَ.
2 - ما يُستعمل للتَّحبير. 

مُحَبِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حبَّرَ.
2 - إسفنجة مبلَّلة بالحِبْر صالحة لتحبير خَتم أو طابع. 

مَحْبَرة/ مِحْبَرة [مفرد]: ج مَحْبرات/ مِحْبرات ومَحابِرُ: دَوَاةٌ، وهي وعاء الحِبْر "انكسرت المِحْبَرَةُ وسال الحِبْرُ على الأرض". 
(ح ب ر)

الحِبْرُ: المداد.

والحِبْرُ والحَبْرُ: العالِم ذِميا كَانَ أَو مُسلما بعد أَن يكون من أهل الْكتاب. وَسَأَلَ عبد الله بن سَلام كَعْبًا عَن الحَبْرِ فَقَالَ: هُوَ الرجل الصَّالح. وَجمعه أحبارٌ وحُبُورٌ، قَالَ كَعْب بن مَالك:

لقدْ خَزِيتْ بغَدْرتها الحُبُورُ ... كذاكَ الدهرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ

وكل مَا حسن من حبك أَو كَلَام أَو شعر أَو غير ذَلِك، فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وَكَانَ يُقَال لطفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة: مُحَبِّرٌ، لتحسينه الشّعْر.

وَكَعب الحبر كَأَنَّهُ من تحبير الْعلم وتحسينه.

وَسَهْم مُحَبَّرٌ: حسن الْبري.

والحَبْرُ والسبر والحِبْرُ والسبر، كل ذَلِك: الْحسن والبهاء.

والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَةُ والحُبُورُ، كُله السرُور. وأحْبرني الْأَمر: سرني.

والحَبْرُ والحَبْرَةُ: النِّعْمَة. وَقد حُبِرَ حَبراً. وَفِي التَّنْزِيل: (فهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُون) . قَالَ الزّجاج: قيل إِن الحَبْرةَ هَاهُنَا السماع فِي الْجنَّة، وَقَالَ: الحبرةُ فِي اللُّغَة، كل نعْمَة حَسَنَة محسنة، وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: (أنْتُمْ وأزواجُكم تُحْبَرُونَ) : مَعْنَاهُ، تكرمون إِكْرَاما يُبَالغ فِيهِ، والحَبَرَةُ: الْمُبَالغَة فِيمَا وصف بجميل، هَذَا نَص قَوْله.

وَشَيْء حَبِرٌ: ناعم. قَالَ:

قد لبِستٌ الدهرَ من أفنانِهِ ... كُلَّ فَنّ ناعمٍ مِنْهُ حَبِرْ

وثوب حبِيرٌ: جَدِيد ناعم، قَالَ الشماخ يصف قوسا كَرِيمَة على أَهلهَا:

إِذا سقطَ الأنداءُ صِيَنتْ وأُشْعِرَتْ ... حَبِيراً وَلم تُدْرَجُ عَلَيْهَا المَعاوِزُ

وَالْجمع كالواحد.

والحبيرُ من السَّحَاب: الَّذِي ترى فِيهِ كالتنمير من كَثْرَة مَائه.

والحَبرَةُ والحَبرَةُ: ضرب من برود الْيمن منمر. وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مثل الحواميم فِي الْقُرْآن، كَمثل الحبرات فِي الثِّيَاب ".

والحِبْرُ بِالْكَسْرِ: الوشى، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والحَبَرُ والحِبْرُ: الْأَثر من الضَّرْبَة إِذا لم يدم. وَالْجمع أحْبارٌ وحُبُورٌ، وَهُوَ الحَبارُ. قَالَ حميد الأرقط:

وَلَا لحَبْلَيْهِ بهَا حَبارُ

وَجمعه حَبارَاتٌ، وَلَا يكسر. وأحبرَت الضَّرْبَة جلده وبجلده: أثرت بِهِ. وحَبِرَ جلده حَبراً، إِذا بقيت للجرح آثَار بعد الْبُرْء.

والحِبْرُ، والحَبْرُ والحُبرَةُ، والحِبِرُ، والحِبِرَةُ، والحَبْرَةُ: كل ذَلِك صفرَة تشوب بَيَاض الْأَسْنَان. وَقيل: الحِبِرُ: الْوَسخ على الْأَسْنَان.

والحَبِيرُ: اللغام إِذا صَار على رَأس الْبَعِير، والحاء أَعلَى. وَأَرْض محْبار: سريعة النَّبَات كَثِيرَة الكلا، قَالَ:

لنا جِبال وحِمىً محبارُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ السهلة الدفيئة الَّتِي ببطون الأَرْض وسرارها. وَقد حَبِرت الأَرْض، بِكَسْر الْبَاء، وأحْبَرَتْ.

والحَبَارُ: هَيْئَة الرجل، عَن الَّلحيانيّ، حَكَاهُ عَن أبي صَفْوَان، وَبِه فسر قَوْله:

أَلا تَرى حَبار مَنْ يَسقيها

وَقيل: حَبارُ هُنَا اسْم نَاقَة، وَلَا يُعجبنِي.

والحُبْرَةُ: السّلْعَة تخرج فِي الشَّجَرَة، أَو الْعقْدَة تقطع وتخرط مِنْهَا الْآنِية.

والحُبارَي: طَائِر، وَالْجمع حُبارَياتٌ. وَأنْشد بعض البغداديين فِي صفة صقر:

حَتْفُ الحُبارَياتِ والكَرَاوِينْ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يكسر على حَباريَ وَلَا حَبائرَ، ليفرقوا بَينهَا وَبَين فعلاء وفعالة وَأَخَوَاتهَا.

والحِبْرِيرُ، والحُبْرَورَ، والحَبْربَرُ، والحَبرْبُور واليَحْبُورُ: ولد الحُبارَي. وَقَول أبي بردة:

بازٍ جَرِئٌ على الخِزَّانِ مُقْتَدِرٌ ... ومِنْ حبابِيرِ ذِي ماوانَ يَرْتَزِقُ

قيل فِي تَفْسِيره: وَهُوَ جمع الحُبارَي، وَالْقِيَاس يردهُ إِلَّا أَن يكون اسْما للْجمع.

واليَحْبُورُ: طَائِر.

ويَحابرُ: أَبُو مُرَاد، ثمَّ سميت الْقَبِيلَة يَحابِرَ، قَالَ الشَّاعِر:

وَقد أمِنَتْي بعد ذَاك يحابرٌ ... بِمَا كنت أغشِى المُنْدِياتِ يَحابرَا

والمُحَبَّرُ: فرس ضرار بن الْأَزْوَر الْأَسدي. وحِبرٌّ: اسْم بلد، وَكَذَلِكَ حبراري وحبرير: جبل مَعْرُوف.

وَمَا أصبت مِنْهُ حَبْربَراً أَي شَيْئا، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي، التَّمْثِيل لسيبويه، وَالتَّفْسِير للسيرافي.

حبر: الحِبْرُ: الذي يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ، بالكسر

(* قوله: «وموضعه المحبرة بالكسر» عبارة المصباح: وفيها ثلاث لغات أجودها فتح الميم والباء، والثانية ضم الباء، والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء).

في الجَمالِ والبَهاء. وسأَل عبدالله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال: هو الرجل الصالح، وجمعه أَحْبَارٌ وحُبُورٌ؛ قال كعب بن مالك:

لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ،

كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ

وكل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو شعر أَو غير ذلك، فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وكان يقال لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ في الجاهلية: مُحَبِّرٌ، لتحسينه الشِّعْرَ، وهو مأْخوذ من التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ والمَنْطِقِ. وتحبير الخط والشِّعرِ وغيرهما: تحسينه. الليث: حَبَّرْتُ الشِّعْر والكلامَ حَسَّنْتُه، وفي حديث أَبي موسى: لو علمت أَنك تسمع لقراءتي لحَبَّرْتُها لك تَحْبِيراً؛ يريد تحسين الصوت. وحَبَّرتُ الشيء تَحْبِيراً

إِذا حَسَّنْتَه. قال أَبو عبيد: وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن

الفقهاء قد اختلفوا فيهم، فبعضهم يقول حَبْرٌ وبعضهم يقول حِبْرٌ، وقال

الفراء: إِنما هو حِبْرٌ، بالكسر، وهو أَفصح، لأَنه يجمع على أَفْعالٍ دون

فَعْلٍ، ويقال ذلك للعالم، وإِنما قيل كعب الحِبْرِ لمكان هذا الحِبْرِ الذي

يكتب به، وذلك أَنه كان صاحب كتب. قال: وقال الأَصمعي لا أَدري أَهو

الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم؛ قال أَبو عبيد: والذي عندي أَنه الحَبر،

بالفتح، ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه

المحدّثون كلهم، بالفتح. وكان أَبو الهيثم يقول: واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ

لا غير، وينكر الحِبْرَ. وقال ابن الأَعرابي: حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم،

ومثله بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ. الجوهري: الحِبْرُ والحَبْرُ واحد

أَحبار اليهود، وبالكسر أَفصح؛ ورجل حِبْرٌ نِبْرٌ؛ وقال الشماخ:

كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيمينه

بِتَيْماءَ حَبْرٌ، ثم عَرِّضَ أَسْطُرَا

رواه الرواة بالفتح لا غير؛ قال أَبو عبيد: هو الحبر، بالفتح، ومعناه

العالم بتحبير الكلام. وفي الحديث: سميت سُورةَ المائدة وسُورَةَ الأَحبار

لقوله تعالى فيها: يحكم بها النبيون الذي أَسلموا للذين هادوا والربانيون

والأَحْبَارُ؛ وهم العلماء، جمع حِبْرٍ وحَبْر، بالكسر والفتح، وكان

يقال لابن عباس الحَبْرُ والبَحْرُ لعلمه؛ وفي شعر جرير:

إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ

لا يَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ

أَي لا يَفِيانِ بالعهود، يعني قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا

أَوْفُوا بالعُقُودِ. والتَّحْبِيرُ: حُسْنُ الخط؛ وأَنشد الفرّاء فيما روى

سلمة عنه:

كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ، يَوْماً،

يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ

ابن سيده: وكعب الحِبْرِ كأَنه من تحبير العلم وتحسينه. وسَهْمٌ

مُحَبَّر: حَسَنُ البَرْي. والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ، كل ذلك:

الحُسْنُ والبهاء. وفي الحديث: يخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه

وسِبْرُه؛ أَي لونه وهيئته، وقيل: هيئته وسَحْنَاؤُه، من قولهم جاءت

الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ، وقيل: هو الجمال والبهاء وأَثَرُ

النِّعْمَةِ. ويقال: فلان حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ والسِّبْرِ إِذا كان

جيملاً حسن الهيئة؛ قال ابن أَحمر وذكر زماناً:

لَبِسْنا حِبْرَه، حتى اقْتُضِينَا

لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا

أَي لبسنا جماله وهيئته. ويقال: فلان حسن الحَبْر والسَّبْرِ، بالفتح

أَيضاً؛ قال أَبو عبيد: وهو عندي بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه

حَبْراً إِذا حسنته، والأَوّل اسم. وقال ابن الأَعرابي: رجل حَسَنُ

الحِبْر والسِّبْر أَي حسن البشرة. أَبو عمرو: الحِبْرُ من الناس الداهية

وكذلك السِّبْرُ.

والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور، كله: السُّرور؛ قال العجاج:

الحمدُ للهِ الذي أَعْطى الحَبَرْ

ويروى الشَّبَرْ مِن قولهم حَبَرَني هذا الأَمْرُ حَبْراً أَي سرني، وقد

حرك الباء فيهما وأَصله التسكين؛ ومنه الحَابُورُ: وهو مجلس الفُسَّاق.

وأَحْبَرَني الأَمرُ: سَرَّني. والحَبْرُ والحَبْرَةُ: النِّعْمَةُ، وقد

حُبِرَ حَبْراً. ورجل يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ من الحُبُورِ. أَبو عمرو:

اليَحْبُورُ الناعم من الرجال، وجمعه اليَحابِيرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ وهي

النعمة؛ وحَبَرَه يَحْبُره، بالضم، حَبْراً وحَبْرَةً، فهو مَحْبُور. وفي

التنزيل العزيز: فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرُون؛ أَي يُسَرُّونَ، وقال

الليث: يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ ويكرمون؛ قال الزجاج: قيل إِن الحَبْرَةَ

ههنا السماع في الجنة. وقال: الحَبْرَةُ في اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ

مُحَسَّنَةٍ. وقال الأَزهري: الحَبْرَةُ في اللغة النَّعمَةُ التامة. وفي

الحديث في ذكر أَهل الجنة: فرأَى ما فيها من الحَبْرَة والسرور؛ الحَبْرَةُ،

بالفتح: النِّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ، وكذلك الحُبُورُ؛ ومنه حديث

عبدالله: آل عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَةَ أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ

والسرور. وقال الزجاج في قوله تعالى: أَنتم وأَزواجكم تُحْبَرُون؛ معناه

تكرمون إِكراماً يبالغ فيه. والحَبْرَة: المبالغة فيما وُصِفَ بجميل، هذا

نص قوله. وشَيْءٌ حِبرٌ: ناعمٌ؛ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ:

قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ،

كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ

وثوب حَبِيرٌ: جديد ناعم؛ قال الشماخ يصف قوساً كريمة على أَهلها:

إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ

حَبِيراً، وَلَمْ تُدْرَجْ عليها المَعَاوِزُ

والجمع كالواحد. والحَبِيرُ: السحاب، وقيل: الحَبِيرُ من السحاب الذي

ترى فيه كالتَّثْمِيرِ من كثرة مائه. قال الرِّياشي: وأَما الحَبِيرُ بمعنى

السحاب فلا أَعرفه؛ قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلي:

تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الخَبِيـ

رَلَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا

فهو بالخاء، وسيأْتي ذكره في مكانه.

والحِبَرَةُ، والحَبَرَةُ: ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّر، والجمع

حِبَرٌ وحِبَرات. الليث: بُرُودٌ حِبَرةٌ ضرب من البرود اليمانية. يقال:

بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة، مثل عِنَبَةٍ، على الوصف والإِضافة؛ وبُرُود

حِبَرَةٌ. قال: وليس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شيئاً معلوماً إِنما هو وَشْيٌ

كقولك قَوْب قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُهُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، لما خَطَبَ خديجة، رضي الله عنها، وأَجابته استأْذنت

أَباها في أَن تتزوجه، وهو ثَمِلٌ، فأَذن لها في ذلك وقال: هو الفحْلُ لا

يُقْرَعُ أَنفُهُ، فنحرت بعيراً وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ

بُرْداً أَحْمَرَ، فلما صحا من سكره قال: ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ

وهذا العَقِيرُ؟ أَراد بالحبير البرد الذي كسته، وبالعبير الخَلُوقَ الذي

خَلَّقَتْهُ، وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان عُقِرَ ساقُه. والحبير

من البرود: ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً. وفي حديث أَبي ذر: الحمد لله

الذي أَطعمنا الحَمِير وأَلبسنا الحبير. وفي حديث أَبي هريرة: حين لا

أَلْبَسُ الحَبيرَ. وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الحواميم في

القرآن كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ في الثياب.

والحِبْرُ: بالكسر: الوَشْيُ؛ عن ابن الأَعرابي. والحِبْرُ والحَبَرُ:

الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم، والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ، وهو

الحَبَارُ والحِبار. الجوهري: والحَبارُ الأَثَرُ؛ قال الراجز:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فيها،

أَلا تَرى حِبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

وقال حميد الأَرقط:

لم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ،

ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ

والجمعُ حَبَاراتٌ ولا يُكَسِّرُ.

وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده وبجلده: أَثرت فيه. وحُبِرَ جِلْدُه

حَبْراً إِذا بقيت للجرح آثار بعد البُرْء. والحِبَارُ والحِبْرُ: أَثر الشيء.

الأَزهري: رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغيث جِلْدَه فصار له آثار في

جلده؛ ويقال: به حُبُورٌ أَي آثار. وقد أَحْبَرَ به أَي ترك به أَثراً؛

وأَنشد لمُصَبِّحِ بن منظور الأَسَدِي، وكان قد حلق شعر رأْس امرأَته،

فرفعته إِلى الوالي فجلده واعتقله، وكان له حمار وجُبَّة فدفعهما للوالي

فَسَرَّحَهُ:

لَقَدْ أَشْمَتَتْ بي أَهْلَ فَيْدٍ، وغادَرَتْ

بِجِسْمِيَ حِبْراً، بِنْتُ مَصَّانَ، بادِيَا

وما فَعَلتْ بي ذاك، حَتَّى تَرَكْتُها

تُقَلِّبُ رَأْساً، مِثْلَ جُمْعِيَ، عَارِيَا

وأَفْلَتَني منها حِماري وَجُبَّتي،

جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا

وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جديد.

والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ، كل

ذلك: صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان؛ قال الشاعر:

تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ،

كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا

قال شمر: أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة، فإِذا اخْضَرَّ، فهو القَلَحُ،

فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ، فهو الحَفَرُ والحَفْرُ.

الجوهري: الحِبِرَة، بكسر الحاء والباء، القَلَح في الأَسنان، والجمع بطرح

الهاء في القياس، وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ، بتشديد الراء. وقد

حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ، وقيل:

الحبْرُ الوسخ على الأَسنان. وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ،

وقيل: أَي برئ وبقيت له آثار.

والحَبِيرُ: اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير، والخاء أَعلى؛ هذا قول

ابن سيده. الجوهري: الحَبِيرُ لُغامُ البعير. وقال الأَزهري عن الليث:

الحَبِيرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير، ثم قال الأَزهري:

صحف الليث هذا الحرف، قال: وصوابه الخبير، بالخاء، لِزَبَدِ أَفواه

الإِبل، وقال: هكذا قال أَبو عبيد. وروى الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال:

الخبير الزَّبَدُ، بالخاء.

وأَرض مِحْبَارٌ: سريعة النبات حَسَنَتُهُ كثيرة الكلإِ؛ قال:

لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ،

وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ

ابن شميل: الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التي ببطون

الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها، فتلك المَحابِيرُ. وقد حَبِرَت الأَرض، بكسر

الباء، وأَحْبَرَتْ؛ والحَبَارُ: هيئة الرجل؛ عن اللحياني، حكاه عن أَبي

صَفْوانَ؛ وبه فسر قوله:

أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها

قال ابن سيده: وقيل حَبَارُ هنا اسم ناقة، قال: ولا يعجبني.

والحُبْرَةُ: السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع ويُخْرَطُ

منها الآنية.

والحُبَارَى: ذكر الخَرَبِ؛ وقال ابن سيده: الحُبَارَى طائر، والجمع

حُبَارَيات

(* عبارة المصباح: الحبارى طائر معروف، وهو على شكل الأوزة،

برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً، والجمع حبابير

وحباريات على لفظه أَيضاً). وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ:

حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين

قال سيبويه: ولم يكسر على حَِبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها

وبين فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها. الجوهري: الحُبَارَى طائر يقع على

الذكر والأُنثى، واحدها وجمعها سواء. وفي المثل: كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَهُ

حتى الحُبَارَى، لأَنها يضرب بها المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب

ولدها وتعلمه الطيران، وأَلفه ليست للتأْنيث

(* قوله: «وألفه ليست

للتأنيث» قال الدميري في حياة الحيوان بعد أَن ساق عبارة الجوهري هذه، قلت:

وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني، ولو لم تكن له لانصرفت اهـ. ومثله

في القاموس. قال شارحه: ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير،

والجواب عنه عسير). ولا للإِلحاق، وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من

نفس الكلمة لا تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن. والحبْرِيرُ

والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ: وَلَدُ الحُبَارَى؛ وقول

أَبي بردة:

بازٌ جَرِيءٌ على الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ،

ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ

قال ابن سيده: قيل في تفسيره: هو جمع الحُبَارَى، والقياس يردّه، إِلا

أَن يكون اسماً للجمع. الأَزهري: وللعرب فيها أَمثال جمة، منها قولهم:

أَذْرَقُ من حُبَارَى، وأَسْلَحُ من حُبَارَى، لأَنها ترمي الصقر بسَلْحها

إِذا أَراغها ليصيدها فتلوث ريشه بِلَثَقِ سَلْحِها، ويقال: إِن ذلك يشتد

على الصقر لمنعه إِياه من الطيران؛ ومن أَمثالهم في الحبارى: أَمْوَقُ من

الحُبَارَى؛ ذلك انها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضة له

ليتعلم منها الطيران، ومنه المثل السائر في العرب: كل شيء يحب ولده حتى

الحبارى ويَذِفُّ عَنَدَهُ. وورد ذلك في حديث عثمان، رضي الله عنه، ومعنى قولهم

يذف عَنَدَهُ أَي تطير عَنَدَهُ أَي تعارضه بالطيران، ولا طيران له لضعف

خوافيه وقوائمه. وقال ابن الأَثير: خص الحبارى بالذكر في قوله حتى

الحبارى لأَنها يضرب بها المثل في الحُمْق، فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه

وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان. وقال الأَصمعي: فلان يعاند فلاناً أَي

يفعل فعله ويباريه؛ ومن أَمثالهم في الحبارى: فلانٌ ميت كَمَدَ الحُبارَى،

وذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطير أَيام التَّحْسير، وذلك أَن تلقي الريش ثم

يبطئ نبات ريشها، فإِذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمداً؛

ومنه قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي:

يَزِيدٌ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى،

إِذا طُعِنَتْ أُمَيَّةُ أَوْ يُلِمُّ

أَي يموت أَو يقرب من الموت. قال الأَزهري: والحبارى لا يشرب الماء

ويبيض في الرمال النائية؛ قال: وكنا إِذا ظعنا نسير في جبال الدهناء فربما

التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأَربع إِلى الثماني، وهي تبيض أَربع

بيضات، ويضرب لونها إِلى الزرقة، وطعمها أَلذ من طعم بيض الدجاج وبيض

النعام، قال: والنعام أَيضاً لا ترد الماء ولا تشربه إِذا وجدته. وفي حديث

أَنس: إِن الحبارى لتموت هُزالاً بذنب بني آدم؛ يعني أَن الله تعالى يحبس

عنها القطر بشؤم ذنوبهم، وإِنما خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطير

نُجْعَةً، فربما تذبح بالبصرة فتوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة وبين

منابتها مسيرة أَيام كثيرة. واليَحبُورُ: طائر.

ويُحابِرُ: أَبو مُرَاد ثم سميت القبيلة يحابر؛ قال:

وقد أَمَّنَتْني، بَعْدَ ذاك، يُحابِرٌ

بما كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا

وحِبِرٌّ، بتشديد الراء: اسم بلد، وكذلك حِبْرٌ. وحِبْرِيرٌ: جبل معروف.

وما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي؛ التمثيل

لسيبويه والتفسير للسيرافي. وما أَغنى فلانٌ عني حَبَرْبَراً أَي شيئاً؛

وقال ابن أَحمر الباهلي:

أَمانِيُّ لا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا

وما على رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي ما على رأْسه شعرة. وحكى سيبويه: ما

أَصاب منه حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً ولا حَوَرْوَراً أَي ما أَصاب منه

شيئاً. ويقال: ما في الذي تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَي شيء. أَبو سعيد: يقال

ما له حَبَرْبَرٌ ولا حَوَرْوَرٌ. وقال الأَصمعي: ما أَصبت منه

حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت منه شيئاً. وقال أَبو عمرو: ما فيه

حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ، وهو أَن يخبرك بشيء فتقول: ما فيه

حَبَنْبَرٌ.ويقال للآنية التي يجعل فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان أَو من قَوارِير:

مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كما يقال مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة

ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ. الجوهري: موضع الحِبْرِ الذي يكتب به

المِحْبَرَة، بالكسر.

وحِبِرٌّ: موضع معروف في البادية. وأَنشد شمر عجز بيت: فَقَفا حِبِرّ.

الأَزهري: في الخماسي الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ، وقال:

هذه ثلاثية الأَصل أُلحقت بالخماسي لتكرير بعض حروفها.

والمُحَبَّرُ: فرس ضرار بن الأَزوَرِ الأَسَدِيِّ. أَبو عمرو:

الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير.

حرد

(حرد) : المَحْردَ، أَي مَوضِعِ الرَّحْلِ.
حرد: {حَرْد}: غضب وحقد، وقيل: قصد، وقيل: منع.
(حرد) : الحِرْدُ: الثَّقْبُ، (حبر) : نارُ إِحْبير: نار الحَباحِب.
(حرد) فلَان أَوَى إِلَى كوخ وَالشَّيْء عوجه والكوخ سنمه وَالشَّيْء طلاه كُله
(حرد) عَلَيْهِ حردا غضب واغتاظ فتحرش بِالَّذِي غاظه وهم بِهِ فَهُوَ حرد وحارد وحردان وَالدَّابَّة يبس عصبها خلقَة أَو من دَاء فَصَارَت تخبط إِذا مشت فَهِيَ حرداء وَفُلَان ثقل الْحمل عَلَيْهِ فَلم يسْتَطع الْمَشْي
[حرد] فيه: فرفع لي بيت "حريد" أي منتبذ متنح عن الناس، من تحرد الجمل إذا تنحى عن الإبل فلم يبرك، فهو حريد فريد، وحرد الرجل حروداً إذا تحول عن قومه. وفيه: وقطعت "محردها" المحرد المقطع، حردت من سنام البعير إذا قطعت منه قطعة. غ و"غدوا على حرد قدرين" أي حد في المنع، حاردت السنة منعت قطرها، والإبل ألبانها، أو على غضب.
حرد
الحَرْد: المنع من حدّة وغضب، قال عزّ وجلّ: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ [القلم/ 25] ، أي: على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزل فلان حريدا، أي ممتنعا من مخالطة القوم، وهو حريد المحل. وحَارَدَت السّنة: منعت قطرها، والناقة: منعت درّها، وحَرِدَ: غضب، وحَرَّدَهُ كذا، وبعير أحرد: في إحدى يديه حَرَدٌ ، والحُرْدِيَّة: حظيرة من قصب.

حرد


حَرَدَ(n. ac. حَرْد)
a. Intended, purposed.
b. Prevented, withheld.
c.(n. ac. حُرُوْد) ['An], Withdrew, separated from.
حَرِدَ(n. ac. حَرَد)
a. ['Ala], Was angry with.
b. Was rancorous, spiteful; sulked; pouted.

حَرَّدَa. Prevented, withheld.
b. Plaited.

حَاْرَدَa. Yielded a scanty supply.

إِنْحَرَدَa. Isolated himself, kept aloof.

حَرْدa. see 4
حِرْد
(pl.
حُرُوْد)
a. Intestine, gut (camel).
حُرْدِيّ
(pl.
حَرَاْدِيّ)
a. Bundle of reeds, rushes.

حَرَدa. Anger, rancour, spite, malice.

حَرِد
حَرِيْد
(pl.
حِرَاْد)
a. Isolated, solitary.

حَرْدَاْنُa. Sulky.

حَرْدَبَة
a. Lightness, agility.
b. [ coll. ], Crookedness
humpbackedness.
حِرْذُوْن (pl.
حَرَاْدِيْ4ُ)
a. Land-crocodile, Lybian lizard.
ح ر د: (حَرَدَ) قَصَدَ وَبَابُهُ ضَرَبَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم: 25] أَيْ عَلَى قَصْدٍ وَقِيلَ عَلَى مَنْعٍ. وَ (الْحَرَدُ) بِالتَّحْرِيكِ الْغَضَبُ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ صَاحِبُ الْأَصْمَعِيِّ: هُوَ مُخَفَّفٌ. فَعَلَى هَذَا بَابُهُ فَهِمَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَقَدْ يُحَرَّكُ. فَعَلَى هَذَا بَابُهُ طَرِبَ وَهُوَ (حَارِدٌ) وَ (حَرْدَانُ) . وَ (الْحُرْدِيُّ) مِنَ الْقَصَبِ بِوَزْنِ الْكُرْدِيِّ نَبَطِيٌّ مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ (حَرَادِيُّ) بِالْفَتْحِ وَلَا يُقَالُ: الْهُرْدِيُّ. 
(ح ر د) : (الْحَرَدُ) أَنْ يَيْبَسَ عَصَبُ يَدِ الْبَعِيرِ مِنْ عِقَالٍ أَوْ يَكُونَ خِلْقَةً فَتَخْبِطَ إذَا مَشَى وَبَعِيرٌ أَحْرَدُ وَالْمَذْكُورُ فِي الرِّوَايَةِ هَذَا وَالْجِيمُ وَالذَّالُ فِي الشَّرْحِ (وَالْحَرَادِيُّ) مَا يُلْقَى عَلَى خَشَبِ السَّقْفِ مِنْ أَطْنَانِ الْقَصَبِ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْوَاحِدُ حُرْدِيٌّ وَهُوَ نَبَطِيٌّ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا تَقُلْ هُرْدِيٌّ وَفِي الْعَيْنِ الْهُرْدِيَّةِ قَصَبَاتٌ تُضَمُّ مَلْوِيَّةً بِطَاقَاتِ الْكَرْمِ تُرْسَلُ عَلَيْهَا قُضْبَانُ الْكَرْمِ وَالْحُرْدِيَّةُ حِيَاصَةُ الْحَظِيرَةِ الَّتِي تُشَدُّ عَلَى حَائِطٍ مِنْ قَصَبٍ عَرْضًا.
ح ر د

حرد عليه: غضب، وهو حرد عليه وحارد. وأسد حارد، وأسود حوارد. قال الفرزدق:

لعلك يوماً أن تريني كأنّما ... بني حوالي الأسود الحوارد

وفلان فريد حريد، وحل حريداً: متنحياً عن القوم، وكوكب حريد. ولأحردن حردك أي قصدك. وبيت محرد: مسنم كالكوخ. وحاردت الناقة: قل لبنها وناقة محارد وحرود. قال قيس ابن عيزارة:

فحبسن في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية اليدين حرود

ومن المجاز: حاردت السنة: قل مطرها. وحاردت حالي: تنكدت. وحارد فلان: كان يعطي ثم أمسك. قال:

وأنت إذ يبس كل جامد ... جارد أقوام ولم تحارد

والبخل في أيديهم الأجاعد
ح ر د : حَرِدَ حَرَدًا مِثْلُ: غَضِبَ غَضَبًا وَزْنًا وَمَعْنًى وَقَدْ يُسَكَّنُ الْمَصْدَرُ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَالسُّكُونُ أَكْثَرُ وَحَرَدَ حَرْدًا بِالسُّكُونِ قَصَدَ.

وَحَرِدَ الْبَعِيرُ حَرَدًا بِالتَّحْرِيكِ إذَا يَبِسَ عَصَبُهُ خِلْقَةً أَوْ مِنْ عِقَالٍ وَنَحْوِهِ فَيَخْبِطُ إذَا مَشَى فَهُوَ أَحْرَدُ.

وَالْحُرْدِيُّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ حُزْمَةٌ مِنْ قَصَبٍ تُلْقَى عَلَى خَشَبِ السَّقْفِ كِلْمَةٌ نَبَطِيَّةٌ وَالْجَمْعُ الْحَرَادِيُّ وَعَنْ اللَّيْثِ أَنَّهُ يُقَالُ هَرْدِيَّةٌ قَالَ وَهِيَ قَصَبَاتٌ تُضَمُّ مَلْوِيَّةً بِطَاقَاتِ الْكَرْمِ يُرْسَلُ عَلَيْهَا قُضْبَانُ الْكَرْمِ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ الْهُرْدِيَّةُ عَرَبِيَّةً وَقَدْ مَنَعَهَا ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَ لَا يُقَالُ هَرْدِيَّةٌ. 
حرد: حَرْد (بالتشديد): زعق وأرغى وأزبد (المعجم اللاتيني- العربي) وفيه ( Baccare) أي ( Bacchari) ( تحريد وتشديد).
أحرده وأحرد علية: يظهر إنه الفعل المتعدي من حرد على فلان أي غضب عليه فيكون معناه: أغرى أستحث أثار، حرض شخصا على آخر. فعند أماري (ص175): وأحردوا السلطان على طبرمين. وفي البيان (2: 183): وقد ارتكبوا جرائم أحردته عليهم. وهذا يفيد في تصحيح ما قلته في معجم البيان. وتوجد في العبارة الأولى التي ذكرتها فيه (1: 86) غلطة فبدل أجرد عليك أن تقرأ أَجْرَك كما جاء في تاريخ ابن الأثير (4: 409).
تحارَد. متحارد: ذو حدة (باين سميث 1300).
حردة: جاء في معجمهمبرت (ص83) ( fripier) وقد ترجمت ب ((بائع حردة)) و ((عتقي)). ولا أدري كيف يدل بائع حردة على هذا المعنى. غير أن ( Fripier) تدل تماما على ذلك إذ أن حِرْدَة (انظر لين) تعني ( Tripe) .
حريد: غضوب (المعجم اللاتيني - العربي).
حريد النفس: سريع الغضب. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص309): كان قويا جَلْداً حَريد النفس مع كبرة السن.
وحريد = أحرد: رخيص، بخس الثمن، قليل القيمة (معجم مسلم).
تَحْريد = حَرَد: داء يصيب قوائم الإبل فيضطرب مشيها (معجم مسلم).
مُحْرِد: في المعجم اللاتيني العربي ( Sevus) : شرير ومُحْرِد.
حرد
حرَدَ يَحرِد، حَرْدًا، فهو حارد، والمفعول مَحْرود
• حرَده: قصده " {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} ". 

حرِدَ على يَحرَد، حَرَدًا، فهو حَرِد، والمفعول محرود عليه
• حرِد عليه: غضِب واغتاظ فتحرَّش بالذي غاظه وهمَّ به "الحكيمُ مَنْ لا يَحرَد- {وَغَدَوْا عَلَى حَرَدٍ قَادِرِينَ} [ق] ". 

حَرْد [مفرد]:
1 - مصدر حرَدَ.
2 - غضب وحقد وإصرار على الباطل " {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}: تمثّل غضبهم وحقدهم في عزمهم على منع الثمار عن الفقراء". 

حَرَد [مفرد]:
1 - مصدر حرِدَ على.
2 - داءٌ يصيب عَصَب الإبل فيضطرب مشيُها. 
1360 - 
حَرِد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِدَ على. 
حرد الحَرَدُ مَصْدَرُ الأحْرَدِ من الدَّوابِّ؛ وهو الذي إذا مَشى رَفَعَ قَوائِمَه رَفْعاً شَدِيداً ويَضَعُها مكانَها من شِدَّةِ قَطَافَتِه، وكذلك الرَّجُلُ إذا ثَقُلَتْ عليه الدِّرْعُ فلم يَسْتَطِع الانْبِساطَ في المَشْي قيل حَرِدَ، وهو أَحْرَدُ. وقَطاً حُرْدٌ سِرَاعٌ. والحَرَدُ - أيضاُ - داءٌ يأخُذُ الإِبِلَ من العِقَالِ في اليَدَيْنِ دوُنْ الرِّجْلَيْنِ. والحَرْدُ القَصْدُ. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ " وغَدَوْا على حَرْدٍ قَادِرِين " أي على جِدٍّ من أمْرِهم. والحَيُّ الحَرِيْدُ الذي يَنْزِلُ مُعْتَزِلاً عن القَبِيْلَةِ. وحَرِدَتْ دارُه بَعُدَتْ. ورَجُلٌ حَرِدٌ وفَرِدٌ، وحَرْدٌ فَرْدٌ وحَرِيْدٌ فَرِيدٌ، وحارِدٌ فَارِدٌ؛ من قَوْمٍ حُرَدَاءَ، ومُنْحَرِدٌ مُنْفَرِدٌ، واحْتَرَدَه أفْرَدَه. والحُرْدِيَّةُ حِيَاصَةُ الحَظِيرةِ بقَصَبٍ وغيرِه، يُقال حَرَّدْناها تَحْيِريْداً، والجَمْعُ الحُرَادِيُّ. والحُرُوْدُ مَبَاعِرُ الإِبِلِ، واحِدُها حِرْدٌ. وفي العُوْدِ حُرُوْدٌ وحُيُوْدٌ أي عُجَزٌ. والحَرْدُ الحَزُّ في الشَّيْءِ، وجَمْعُه حُرُوْدٌ. وحَرَدْتُ اللَّحْمَ قَطَعْتُه. والمَحْرَدُ أصْلُ العُنُقِ، والحَرْدُ العُنُقُ. والمَحَارِدُ المَشَافِرُ. ووَتَرٌ حَرِدٌ، وحَبْلٌ أحْرَدُ، وذلك إذا شَدَدْتَ إحدى القُوَّتَيْنِ وأَرْخَيْتَ الأُخْرَى. والحُرُوْدُ حَرْفُ الحَبْلِ، وحَرَادِيْدُه، حُيُوْدُه. ونَاقَةٌ مُحَارِدٌ وهي التي يَنْقَطِعُ لَبَنُها سَرِيْعاً. وحارَدَ الرَّجُلُ إذا أعْطَى ثمَّ أمْسَكَ. والحَرُوْدُ التي لا تكادُ تَدُرُّ مُحَارَدَةً، وإبِلٌ حِرادٌ كذلك. والمُحْرِدُ المُغِذُّ في السَّيْرِ، يُقال أَحْرَدَ في سَيْرِه. والمُحْرَدُ المُغْضَبُ. والحَرَدُ الاسْمُ. والبَيْتُ المُحَرَّدُ المُسَنَّمُ.
[حرد] حَرَدَ يَحْرِدُ بالكسر حَرْداً: قَصَدَ. تقول: حَرَدْتُ حَرْدَكَ، أي قصدت قصدك. قال الراجز: أقبل سيل جاء من أمر الله * يحرد حرد الجنة المغله - وقوله تعالى:

(وغدوا على حَرْدٍ قادِرين) *، أي على قَصْدٍ. وقيل: على منعٍ. من قولهم حارَدَتِ الإبلُ حِراداً، أي قَلَّت ألبانها. والحَرود من النوق: القَليلة الدَّرِّ. وحارَدَتِ السَنَة: قَلَّ مَطَرُها. وحَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً، أي تَنَحَّي عن قومه، ونزل منفرداً ولم يخالطهم. قال الشاعر : إذا نزل الحى حل الجحيش * حريد المحل غويا غيورا - وقال أبو زيد: رجل حَريدٌ من قوم حُرَداء. وقد حَرَدَ يَحْرُدُ حُروداً: إذا تَرَك قَوْمَهُ وتحوّل عنهم. قال: وقالوا كلُّ قليل في كثير حريد. وأنشد لجرير: نبنى على سَنَنِ العَدُوّ بُيوتَنا * لا نَستَجيرُ ولا نحل حريدا - وكوكب حريد، أي مُعْتَزِلٌ عن الكَواكِبِ. قال ذو الرمة: يعتسفان الليل ذا السدود * أما بكل كوكب حريد - قال الأصمعي: رجل حَريدٌ: أي فَريدٌ وحيدٌ. قال: والمُنْحَرِدُ: المُنْفَرِدُ، في لغة هُذَيل. وأنشد لأبي ذؤيب: مِنْ وَحْشِ حَوضي يُراعي الصَيْدَ مُنْتَقِلاً * كأنّه كَوكَبٌ في الجوّ منحرد - ورواه أبو عمرو بالجيم، وفسره منفرد. قال: وهو سهيل. والحرد بالتحريك: الغضب. قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الاصمعي: هو مخفف. وأنشد : إذا جياد الخيل جاءت تردى * مملوءة من غضب وحرد - وقال الآخر:

يلوك من حرد على الارما * وقال ابن السكيت: وقد يحرك. تقول منه: حرد بالكسر فهو حارد وحردان. ومنه قيل: أسد حارد، وليوث حوارد. وحرد البعير حردا بالتحريك لا غير، فهو أحرد وناقة حرداء، وذلك أتن يسترخى عصب إحدى يديه من عقال، أو يكون خلقه حتى كأنه ينفضها إذا مشى. قال الاعشى. وأذرت برجليها النفى وراجعت * يداها خنافا لينا غير أحردا - وتحريد الشئ: تعويجه كهيئة الطاق. ومنه قيل: بَيْتٌ مُحَرَّدٌ، أي مُسَنّم. وحبل مُحَرَّدٌ إذا ضُفِر فصارت له حروف لا عوجاجه. والحردى من القصب نبطى معرب. ولا يقال الهردى. وغرفة محردة، أي فيها حَرادِيُّ القَصَب. قال الأصمعي: البيت المُحَرَّدُ، هو المُسَنَّمُ الذي يقال له كوخٌ. قال: والمحرد من كل شئ: المعوج. والحِرْدُ بالكسر: واحد الحُرود، وهي مباعر الابل.
(حرد) - في حَدِيث صَعْصَعَة بنِ نَاجِيَة : "فرُفع لِي بَيْتٌ حَرِيد".
: أي مُنتَبِذٌ مُتنَحًّ عن النّاس، من قَولهم: تَحرَّد الجَملُ إذا تَنَحَّى عن الِإبِل فلم يَبرُك معها، قاله صاحِبُ التَّتِمَّة. وقال غَيرُه: يقال: حَرِيدٌ فَرِيدٌ، وحَرِدٌ فَرِدٌ بكَسْر الرَّاءَين وبفَتْحِهِما، وبسُكُونِهِما، وحَارِدٌ بَارِدٌ، ومُنْحَرِد مُنْفرِد، وقد حَرَد حُرودًا: أي تَحوَّل عن قَومِه، وأَحْردَه أي: أَفردَه وفي شِعْر مُدِح به الزُّهْرِي:
وقَطَعْتَ مَحرِدَها بحُكْمٍ فاصل.
يقال: حَرِدْتُ من السَّنام حَرَدًا أي: قَطَعْت.
(حرر) في حديث عُيَيْنَة، رَضِي الله عنه: " ... لا، حَتَّى أُذِيقَ نِساءَه من الحَرِّ" .
الحَرّ: بَمعْنى الحَرَارة، وهو حُرقَةٌ في القَلْب من الغَيْظ والتَّوجُّع.
- ومنه حديثُ أُمِّ المُهاجِر: "أَنَّها لما نُعِي عُمَر، قالت: واحَرَّاه، فقال الغُلامُ: حَرٌّ انتَشرَ فملأ البَشَر.
وفي المثل "سَلَّطَ الله عليه الحِرَّةَ بعد القِرَّة" : أي العَطَش بعد البَرْد، وحَرَّ يَحَرُّ: سَخُن.
- وفي حَدِيثِ أسمَاءَ ، رضي الله عنها في الشُّبرُم: "إنه حَارٌّ جَارٌّ"، وفي رواية: "حَارٌّ يَارٌّ"، وهو الأَكثرَ في كَلَامِهم. قال الكِسائِي: حارٌّ، من الحَرَارة، ويَارٌّ: إتباع.
- في الحديث: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْر" .
الحَرُّ والحَرَر: يُبْس في الكَبِد من العَطَش ، أو الحُزْن.
ويقال: حَرَّت كَبِده تَحِرُّ حِرَّةً، والحَرَّانُ: العَطْشَان، والحَرَّى: العَطْشَى وأنشد:
* فالشُّرب يُمنَع والقُلُوبُ حِرَار *
وفي بعض الروايات: "في كُلِّ كَبدٍ حَارَّةٍ أَجرٌ". قال بَعضُهم : معناه إذا ظَمِئَت الكَبِد في سَبِيل اللهِ عَزَّ وجَلَّ حتَّى تَحْمَى، فلصاحِبِها فيه أَجْر.
وهذا المعنى لا يُلائِمِ سياقَةَ الحَدِيث، لأَنَّه - صلى الله عليه وسلم - "سُئِل عن سَقْى الِإبِل الغَرِيبَة"؟ وفي رواية: "الظَّمِيئَة" ، وفي أُخرى: "الكَلْب" فأَجابَ بِذَلك، فعَلَى هذا يَكُون في الجَوابِ إضمار: أي في سَقْى كل ذِي كَبِدٍ حَرَّى أجر.
- وفي حَديثٍ آخر: "ما دَخَل جَوْفِي ما يَدخُل جَوْفَ حَرَّان كَبِد".
فكَأَنَّ حَرارَةَ الكَبِد كِنايةٌ عن الحَيَاة.
وفي حديث ابنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه: "أَنَّه نَهَى مُضارِبَه أن يَشْتَرِيَ بمَالِه ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ".
ويَروُونه في كِتاب الشِّهاب الذي جَمَعه القُضَاعِيُّ: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى رَطْبَةٍ أَجْر".
وقد نَظرتُ في أَصلِ كِتاب القُضَاعيُّ المسند، فليس فيه ذِكر "حَرَّى" إنما أَخرجَه من رواية أبي هُرَيرة، رضي الله عنه، ولَفْظُ رِوايَتِه: "في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر" . ورِوَاية سُراقَة ومُخَوَّل، رضي الله عنهما: "حَرَّى أو حَارَّة" بدل: "رَطْبة"، ولا أَعرِف مَنْ جَمَع بينهما في الرِّوَاية.
فأَمَّا مَعنَى رَطْبَة فقِيلَ: إنَّ الكَبِد إذا ظَمِئت: تَرطَّبَت، وكذا إذا أُلقِيَت على النار.
وقيل: وَصفَها بما تُؤَول إليه، كقَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ} .
: أيْ تَصِير مَيِّتاً.
فمَعْناه: في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى لمَنْ سَقَاها حتَّى تَصِير رَطْبَةً أَجْرٌ والأَولُ أَصحُّ؛ لأَنَّ الرَّطْبة قد وَرَدَت في الحَدِيث بدل الحَارَّة فَيَجِب أن تكون بمعناها، والله عز وجل أعلم.
- في حَدِيثِ سُوَيْد، رضي الله عنه: "أنَّ رَجلًا لطَمَ وَجْهَ جارِية فقال سُوَيد: أَعجَزَ عليك إلَّا حُرُّ وَجْهِها".
قال أبو نَصْر: صَاحِبُ الأَصْمَعِي: هو أَعتَق موضِعٍ من الوَجْه. وقيل: هو ما أَقبَل عليكَ منه، وقِيلَ: ما بَدَا من الوَجْه، وحُرُّ كُلِّ أرضِ ودارٍ: وَسَطُها وأَطَيَبُها، وكَذا من الفَاكِهَة والبَقْل والطِّين.
في حَدِيثِ ابنْ عُمَر: قال لمُعاوِيةُ: "حاجتِي عَطاءُ المُحَرَّرين فإني رَأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حين جاءَه شَيءٌ، لم يَبْدَأ بَأَوَّل منهم".
قال الطَّحاوِي: مَعْناه أنَّهم كانوا كُفَّارا، فأَردْنا منهم الِإيمَان الذي هو سَبَبٌ لهم إلى الفَوْزِ.
كما قال: عَجِبْت من أَقوامٍ يُقادُون إلى الجَنَّة في السَّلَاسِل، ثم يُؤمَر مَوالِيهم بالِإحْسان إليهم، ونَدَبَهم الشَّرعُ إلى إعتَاقِهم. فكذا أَمَر بتَقْدِيمِهم في العَطَاء حتَّى لا يفارق إحسانهم إليهم أَبداً.
- في حَديِثِ الحَجَّاج: "أَنَّه باع مُعتَقاً في حَرارِه" .
يقال: حَرَّ المَمْلوك، يَحَرّ، حَرَارًا قال الشَّاعِر: * وما رُدُّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ *
(ح ر د)

الحَرْدُ، الجِدُّ وَالْقَصْد. حَرَدَ يحْرِدُ حَرْدا وَفِي التَّنْزِيل: (وغَدَوا على حَرْدٍ قادرِيَن) والحرْدُ: الْمَنْع، وَقد فسرت الْآيَة على هَذَا. وحَرَّدَ الشَّيْء: مَنعه، قَالَ:

كأنّ فِدَاءَها إِذْ حَرَّدُوهُ ... أطافُوا حوُله سُلَكٌ يَتِيمُ

ويروى: جَرَّدوه، أَي نقوه من التِّبْن.

وَرجل حَرْدانُ: متنح معتزل. وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ، وحريد من قوم حُرداءَ، وَامْرَأَة حَريدةٌ، وَلم يَقُولُوا: حَرْدى. وَحي حرِيدٌ، متفرد منعزل، إِمَّا من عزتهم، وَإِمَّا من ذلتهم وقلتهم، قَالَ جرير:

نَبْنِي على سَننِ العَدُوّ بُيوتَنا ... لَا نَسْتَجيرُ وَلَا نَحُلُّ حَرِيدَا

يَعْنِي إننا لَا ننزل فِي قوم من ضعف وذلة، لما نَحن عَلَيْهِ من الْقُوَّة وَالْكَثْرَة. حَرِدَ يحْرَدُ حُرُوداً.

وكوكب حَرِيدٌ: طلع مُنْفَردا، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر، قَالَ ذُو الرمة:

يَعْتَسِفانِ اللَّيلِ ذَا الكؤود

أمًّا بكلّ كوكبٍ حَرِيدِ وَمِنْه التَّحريد فِي الشّعْر، وَلذَلِك عد عَيْبا لِأَنَّهُ بعد وَخلاف للنظير.

وحَرِدَ عَلَيْهِ حَرَداً، وحَرَدَ يحْرِدُ حَرْدا، كِلَاهُمَا غضب، فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: حَرِدَ حَرْداً. وَرجل حَرْدٌ وحارِدٌ: غَضْبَان.

وحارَدَت الْإِبِل: انْقَطَعت أَلْبَانهَا أَو قلت. أنْشد ثَعْلَب:

سَيُروِي عَقِيلا رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ ... تمَطَّتْ بِهِ مَصْلُوبةٌ لم تُحارِدِ

مصلوبة: موسومة.

وناقة مَحارِد ومُحَارِدةٌ: بَيِّنَة الحِرَادِ، واستعاره بَعضهم للنِّسَاء فَقَالَ:

وبِتْنَ على الأعْضَادِ مُرْتَفِقاتِها ... وحارَدْنَ إِلَّا مَا شَرِبْنَ الحَمائما

يَقُول انْقَطَعت ألبانهن إِلَّا أَن يشربن الْحَمِيم وَهُوَ المَاء يسخنه فيشربنه، وَإِنَّمَا يسخنه لِأَنَّهُنَّ إِن شربنه بَارِدًا على غير مَأْكُول عقر أجوافهن.

وحارَدت السّنة: قل مَاؤُهَا، وَقد استعير فِي الْآنِية إِذا نفذ شرابها، قَالَ:

وَلنَا باطِيةٌ مملوءَةٌ ... جَوْنَةٌ يَتْبَعُها بِرْزِينُها

فإذَا مَا حارَدَتْ أَو بكأتْ ... فُكَّ عَن حاجِبِ أُخْرَى طينُها

البرزين: إِنَاء يتَّخذ من قشر طلع الفحال يشرب بِهِ.

والحَرَدُ: دَاء فِي القوائم إِذا مَشى الْبَعِير نفض قوائمه فَضرب بِهن الأَرْض كثيرا، وَقيل: هُوَ دَاء يَأْخُذ الْإِبِل من العقال فِي الْيَدَيْنِ دون الرجلَيْن. بعير أحَرَدُ، وَقد حَرِدَ حَرَداً.

وبعير أحْرَدُ: يخبط بيدَيْهِ إِذا مَشى، خلقَة. وَقيل: الحَرَدُ، أَن ييبس عصب إِحْدَى الْيَدَيْنِ من العقال وَهُوَ فصيل، فَإِذا مَشى ضرب بهَا صَدره. وَقيل الأحرد الَّذِي إِذا مَشى رفع قوائمه رفعا شَدِيدا ووضعها مَكَانهَا من شدَّة قطافته، يكون فِي الدَّوَابّ وَغَيرهَا.

وَرجل أحْرَدُ، إِذا ثقلت عَلَيْهِ درعه فَلم يسْتَطع الانبساط فِي الْمَشْي، وَقد حَرِدَ حَرَداً.

وحَرَّد حبله: أدرج فتله فجَاء مستديرا، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَقَالَ مرّة: حَبل حَرِدٌ بَين الحَرَدِ غير مستوي القوى.

والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ: حياصة الحظيرة الَّتِي تشد على حَائِط الْقصب عرضا، قَالَ ابْن دُرَيْد: هِيَ نبطية. وَقد حَرَّدَه. وغرفة مُحَرَّدَةٌ: فِيهَا حَرَادِيُّ الْقصب.

وَبَيت مُحَرَّدٌ: مسنم.

والمُحَرَّدُ من كل شَيْء: المعوج.

وحَرِد الْوتر حَرْداً فَهُوَ حَرِدٌ، إِذا كَانَ بعض قواه أطول من بعض.

والحِرْدُ: قِطْعَة من السنام.

والحِرْدُ: مبعر الْبَعِير والناقة، وَالْجمع حُرُودٌ.

وأحْرَادُ الْإِبِل: امعاؤها، وخليق أَن يكون وَاحِدهَا حِرْداً، كواحد الحرُودِ الَّتِي هِيَ مباعرها، لِأَن المباعر والامعاء مُتَقَارِبَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ثمَّ غَدَتْ تَنْبِضُ أحْرَادُها ... إنْ مُتَغَنَّاةً وَإِن حادِيَه

تنبض: تضطرب، ومتغناة: متغنية، وَهَذَا كَقَوْلِهِم: الناصاة فِي الناصية، والقاراة فِي القارية.

وتحَرَّدَ الأديمُ: ألْقى مَا عَلَيْهِ من الشّعْر.

وقطا حُرْدٌ: سراع.

والحريدُ: السّمك المقدد، عَن كرَاع.

حرد

1 حَرَدَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, K,) inf. n. حَرْدٌ, (S, Msb,) He tended, repaired, betook himself, or directed himself or his course or aim, to or towards; made for or towards; aimed at; sought, pursued, desired, or intended; (him, or it; IAar, K;) syn. قَصَدَ. (IAar, S, A, Msb, K.) Agreeably with this explanation, some render the words of the Kur [lxviii. 25], وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ

قَادِرِينَ. (S.) You say to a man, ↓ قَدْ حَرَدْتُ حَرْدَكَ I have tended, repaired, &c., to, or towards, thee; like قَصَدْتُ قَصْدَكَ (Fr, S, * L) and أَقْبَلْتُ قِبَلَكَ. (Fr, L.) A rájiz says, (S,) namely, Hassán, (so in a copy of the S,) أَقْبَلَ سَيْلٌ جَآءَ مِنْ أَمْرِ اللّٰهَ يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ

[A torrent advanced, that came by the command of God, tending to the fruitful garden]. (S.) A2: Also, aor. ـِ (K,) inf. n. حَرْدٌ, (S, L,) He prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, debarred, inhibited, forbade, prohibited, or interdicted; (IAar, S, K;) and so ↓ حرّد, (L, K,) inf. n. تَحْرِيدٌ. (TA.) Agreeably with this explanation, also, some render the words of the Kur cited above: from حَارَدَتْ said of she-camels, meaning “ they became scanty in their supplies of milk. ” (S.) A3: Also, aor. ـِ (S, L, K,) or ـُ (Az, S, L,) inf. n. حُرُودٌ; (S, K;) [and app. ↓ تحرّد and ↓ انحرد; (see حَرِيدٌ;)] He (a man) separated himself from others; (K;) he left, or abandoned, or forsook, his people, and removed from them; (Az, S;) he retired from his people, and alighted, or took up his abode, in a place by himself. (S.) A4: حَرِدَ, (Sb, S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) and حَرَدَ, aor. ـِ (L, K,) inf. n. حَرْدٌ, (Sb, As, T, IDrd, S, Msb, &c.,) so says Aboo-Nasr Ahmad Ibn-Hátim, companion of As, (S,) and حَرَدٌ, (T, S, Msb,) this latter form of the inf. n. sometimes used, accord. to ISk, (S,) and this is the form heard by Az and AO and As from the Arabs of chaste speech, (TA,) but both forms are chaste, (IAar, TA,) though the former is the more common, (IAar, Msb,) He was, or became, angry: (S, Msb, K, &c.:) he was, or became, exasperated (تحرّش) by one who angered him, and desired to kill him. (T, L.) And حَرَدَ عَلَيْهِ (A, L) and حَرِدَ (L) He was angry with him. (A, L.) A5: حَرِدَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (S, K,) inf. n. حَرَدٌ, (S, Mgh, Msb,) He (a camel) had the disease termed حَرَدٌ [q. v.]: (K:) he had the tendons, or sinews, of one of his fore legs relaxed by the cord whereby the fore shank is sometimes bound up to the arm, or had them in that state naturally, (S, Mgh, Msb, *) so that he shook his fore legs, (S,) or so that he beat the ground [with the fore leg], (Mgh, Msb,) in walking, or going: (S, Mgh, Msb:) or he (a camel) had the tendon, or sinew, of his arm broken, so that his fore leg became lax, and he never ceased to shake it: the tendon, or sinew, breaks only in the outer side of the arm, and it [the arm] seems, when the camel walks or is in motion, as though it stretched, by reason of his raising it so high from the ground, and by reason of its laxness: (ISh, TA:) or he (a beast) raised his legs very high, in walking, or going, and put them down in their place, by reason of his being very short in his step. (L.) b2: Also, aor. and inf. n. as above, He (a man) was oppressed by the weight of his coat of mail, so that he was unable to stretch himself out in walking. (K.) b3: And, with the same aor. and inf. n., It (a bowstring) had one or more of the several portions of which (by their being twisted together) it was composed longer than others. (K.) 2 حرّد: see 1.

A2: Also, (T, L, K,) inf. n. تَحْرِيدٌ, (K,) He twisted a rope so tightly that the strands formed knots, and overlay one another: (T, L:) and he rolled a rope in twisting it (أَدْرَجَ فَتْلَهُ) so that it became round. (AHn, L, K.) [See also the pass. part. n., below.] b2: And, (K,) inf. n. as above, (S, K,) He crooked, curved, or bent, a thing, (S, K,) in the form of an arch. (S.) b3: See also حُرْدِىٌ. [It seems to be implied in the L, that one says حرّد حَائِطَ القَصَبِ, meaning He bound a حُرْدِىّ (q. v.) upon the fence of reeds, or canes, of a fold for sheep &c.]

A3: Also, (K,) inf. n. as above, (T, K,) He (a man) betook himself, or repaired, for covert, or lodging, to a [house, or hut, such as is called] كُوخ, (T, K,) with a gibbous roof. (K.) 3 حَارَدَتْ, (S, A, K,) inf. n. حِرَادٌ, (S,) She (a camel) was, or became, scanty in her supply of milk: (S, A, K:) or ceased to yield milk, or to have milk in her udder. (K.) b2: [Hence,] (tropical:) She (a woman) ceased to have milk in her breasts. (L.) b3: And (tropical:) It (a بَاطِيَة or other vessel) ceased to have wine, or beverage, in it. (L.) b4: And (tropical:) It (a year, سَنَةٌ,) was one of little rain. (S, A, K.) b5: And حارد (tropical:) He (a man) was about to give, and then refrained. (A.) b6: And حَارَدَتْ حَالِى (tropical:) My state, or condition, became changed, so as not to be known, or so as to be displeasing. (A.) 4 احردهُ He separated, or set apart, (K,) and removed, (TA,) him, or it. (K, TA.) 5 تَحَرَّدَ see 1.7 إِنْحَرَدَ see 1. b2: [Also,] It (a star) darted down. (K.) حَرْدٌ i. q. قَصْدٌ: whence the phrase, قَدْ حَرَدْتُ حَرْدَكَ: see 1.

A2: Anger; [as also ↓ حَرَدٌ: see 1:] so in the prov., تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حَتَّى تُدْرِكَ حَقَّكَ Retain, or persist in, thine anger until thou obtain thy right. (TA.) Rancour, or enmity which one retains in the heart, watching for an opportunity to indulge it. (El-Kálee, MF.) A3: See also حَرِيدٌ.

حِرْدٌ The مَبْعَر [i. e. the intestine, or gut, containing the بَعْر, or dung,] of a camel, (As, S, K,) male or female; (K;) as also ↓ حِرْدَةٌ: (As, K:) pl. حُرُودٌ. (As, S.) b2: An intestine, or a gut: (T:) pl. as above: (IAar:) [or] أَحْرَادٌ signifies the intestines, or guts, of camels; and is probably a pl. of حِرْدٌ, like حُرُودٌ, as the مَبَاعِر and the أَمْعَآء are nearly alike. (L.) Accord. to Lth [and the K], حِرْدٌ signifies A piece of a camel's hump: but this is a mistake: it means (as explained above) an intestine, or a gut. (T.) حَرَدٌ: see حَرْدٌ.

A2: Also A certain disease in the legs of camels, (K, TA,) occasioning them, in walking, or going, to shake their legs, and to beat the ground with them much: (TA:) or a certain disease in their fore legs; (K, TA;) not in the hind legs; caused by the cord whereby the fore shank is sometimes bound up to the arm: (TA:) or an aridity in the tendons, or sinews, of one of the fore legs, occasioned by that cord, (K, TA,) when the animal is young and recently weaned, (TA,) in consequence of which he beats the ground with his fore legs, (K, TA,) or [strikes] his breast [therewith], in walking, or going: (TA:) the disease thus called is casual; [or generally so; (see حُرَيْدَآءُ;)] not natural. (T.) [See حَرِدَ.]

حَرِدٌ: see حَرِيدٌ: A2: and حَارِدٌ: A3: and أَحْرَدُ, in two places.

A4: Also A rope uneven in its strands. (AHn, TA.) A bow-string having one or more of the several portions of which (by their being twisted together) it is composed longer than others. (K.) [See also مُحَرَّدٌ.]

A5: A man in want, or needy. (Yoo, on the authority of an Arab of the desert.) حِرْدَةٌ: see حِرْدٌ.

حُرْدِىٌّ A bundle of reeds, or canes, which is laid upon the rafters, or pieces of wood; (called رَوَافِدُ, IAar, L,) of a roof: (IAar, Mgh, Msb:) [the reeds, or canes, which are thus used in the construction of a roof are tied together in small bundles, each of which I have generally found to consist of about five or six: over them is added a coat of plaster:] pl. حَرَادِىُّ: a Nabathæan word: (S, Mgh, Msb, K:) arabicized: (S:) you should not say هُرْدِىٌّ. (ISk, S, Mgh.) b2: Also, (L, K,) and ↓ حُرْدِيَّةٌ, (Mgh, L, K,) The girdle (حِيَاصَة, Mgh, L, K, TA, in the CK حِياضَة) of a fold for sheep, &c. (حَظِيرَة), which is bound upon the fence (حَائِط) of reeds, or canes, (Mgh, L, K,) crosswise: (Mgh, L:) accord. to IDrd, Nabathæan. (L.) You say, ↓ حَرَّدَهُ, inf. n. تَحْرِيدٌ. (L.) b3: Also ↓ حُرْدِيَّةٌ, (Lth, Msb,) in the 'Eyn هُرْدِيَّةٌ, (Mgh,) but this latter is disallowed by ISk, (Msb,) Reeds, or canes, which are connected, in a bent form, with the arched branches (طَاقَات) of a grape-vine, (Lth, Mgh, Msb,) and upon which the shoots of the vine are let fall. (Mgh.) b4: Also حُرْدِىٌّ, with damm, [irregularly formed from حِرْدٌ, unless it be a mistake for حِرْدِىٌّ,] A man having wide, or capacious, intestines [like those of the camel]. (L, TA.) حُرْدِيَّةٌ: see what next precedes, in two places.

حَرْدَانُ: see حَرِيدُ: A2: and حَارِدُ.

حَرُودٌ (S, A, K) and ↓ مُحَارِدٌ (A, K) and ↓ مُحَارَدَةٌ (K, TA, but omitted in some copies of the K) A she-camel yielding little milk: (S, A, K:) or ceasing to yield milk, or to have milk in her udder. (K.) حُرُودٌ and ↓ حَرَائِدُ, (K, TA,) or ↓ حَرَادِيدُ, (so in a MS. copy of the K and in the CK,) The prominent edges of a rope: (K: [in a MS. copy of the K and in the CK, for حَبْل is erroneously put جَبَل:]) or the former, knots, and parts overlying one another, in a rope, in consequence of the strands' being twisted very tightly. (Az, on the authority of Arabs of his time.) b2: Also the former, pl. of حِرْدٌ [q. v.]. (As, S.) حَرِيدٌ A man who separates himself from others; as also ↓ حَرِدٌ and ↓ حَرْدٌ and ↓ حَارِدٌ and ↓ مُتَحَرِّدٌ (K) and ↓ حَرْدَانُ: (L:) fem. حَرِيدَةُ, not حَرْدَى: (L:) or a man who has left, or abandoned, or forsaken, his people, and removed from them: (Az, S:) or a sole, or single, man: (As, S:) and ↓ مُنْحَرِدٌ signifies solitary, in the dial. of Hudheyl: (As, S:) pl. (of the first, S) حُرْدَآءُ (S, K) and (of the second, TA) حِرَادٌ. (K.) You say, حَلَّ حَرِيدًا He alighted and abode aside, or apart, from the people. (A.) And حَىٌّ حَرِيدٌ A tribe that separates itself from others, (K, TA,) not mixing with them when departing and alighting, (TA,) either on account of its might or on account of its smallness of number (K, TA) and its meanness of condition. (TA.) And كَوْكَبٌ حَرِيدٌ (S, A) and ↓ مُنْحَرِدٌ (S) A solitary star. (S.) Aboo-Dhu-eyb says, ↓ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِى الجَوِّ مُنْحَرِدُ [As though it were a solitary star in the region between the heaven and the earth]: but AA reads [منجرد,] with ج, explaining it in the same sense; and saying that the poet means سُهَيْلٌ [or Canopus]. (S.) [See also 7.] And they say, كُلُّ قَلِيلِ فِى

كَثِيرٍ حَرِيدٌ [Everything little among much, or small in number among great in number, is solitary]. (Az, S.) حُرَيْدَآءُ A tendon, or sinew, that is in the place of the cord whereby the fore shank is sometimes bound up to the arm, occasioning a beast to be what is termed أَحْرَد, (K,) i. e., to shake one of his fore legs in walking, or going: sometimes this is natural. (TA.) [See حَرَدٌ.]

حَرَائِدُ: see حُرُودٌ.

حَرَادِيدُ: see حُرُودٌ.

حَارِدٌ: see حَرِيدٌ.

A2: Also, (S, A, K,) and ↓ حَرِدٌ (A, K) and ↓ حَرْدَانُ, Angry: (S, A, K:) exasperated (مُتَحَرِّشٌ) by him who has angered him, and desirous of killing him: (T, L:) or the first, compact in make, strong, feared, or dreaded; whom, by reason of [his] disdainfulness (عزة [i. e.

عِزَّة]) one thinks to be angry. (Ham p. 300.) أَسَدٌ حَارِدٌ An angry lion: pl. حَوَارِدُ. (S, A.) أَحْرَدُ A camel (or a beast, L) having the disease, or fault, termed حَرَدٌ; (S, Mgh, L, Msb, K;) as also ↓ حَرِدٌ: (K:) fem. of the former حَرْدَآءُ. (S.) b2: A man oppressed by the weight of his coat of mail, and unable to stretch himself out in walking; (T, TA;) [and] so ↓ حَرِدٌ. (K.) b3: (tropical:) Niggardly; mean; sordid. (K, TA.) and أَحْرَدُ اليَدَيْنِ (assumed tropical:) Close-fisted, or niggardly. (T.) مُحَرَّدٌ A rope plaited so that it has prominent edges, by reason of its distortion. (S, L. [See also 2; and see حَرِدٌ.]) And A bow-string strongly twisted, having one or more of its strands, or the several portions of which (by their being twisted together) it is composed, appearing over, or above, others; as also مُعَجَّرٌ. (L.) b2: Crooked, curved, or bent, (S, K,) [in the form of an arch: see 2:] applied to anything. (S.) b3: A room in which are [bundles such as are called] حَرَادِىّ of reeds, or canes, (S, L,) laid across [over the rafters of the roof]; (L;) as also مُحَرَّدَةٌ applied as an epithet to a room of the kind called غُرْفَة: (S, L:) and the former word, (K,) used as a subst., (TA,) signifies as above. (K, TA.) b4: Also, (K,) or بَيْتٌ مُحَرَّدٌ, (As, S, A,) A house [or hut] with a gibbous roof, such as is termed كوخ. (As, S, A, * K. *) مُحَارِدٌ and مُحَارِدَةٌ: see حَرُودٌ.

مُتَحَرِّدٌ: see حَرِيدٌ.

مُنْحَرِدٌ: see حَرِيدٌ, in three places.

حرد: الحَرْدُ: الجِد والقصد. حَرَدَ يَحْرِد، بالكسر، حَرْداً: قصد.

وفي التنزيل: وغدوا على حرد قادرين؛ والحَرْدُ: المنع، وقد فسرت الآية على

هذا، وحَرَّد الشيءَ: منعه؛ قال:

كأَن فِداءها، إِذا حَرَّدوُه

أَطافوا حولَه. سلَكٌ يتيم

ويروى: جَرَّدوه أَي نقوه من التبن. ابن الأَعرابي: الحَرْدُ: القصد،

والحَرْدُ: المنع، والحَرْدُ الغيظ والغضب، قال: ويجوز أَن يكون هذا كله

معنى قوله: وغدوا على حرد قادرين؛ قال: وروي في بعض التفسير أَن قريتهم كان

اسمها حَرْدَ؛ وقال الفراء: وغدوا على حرد، يريد على حَدٍّ وقُدْرة في

أَنفسهم. وتقول للرجل: قد أَقبلتُ قِبَلَكَ وقصدت قصدك وحَرَدْتُ

حَرْدَكَ؛ قال وأَنشدت:

وجاء سيْل كان من أَمر آللهْ،

يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ

يريد: يقصد قصدها. قال وقال غيره: وغدوا على حرد قادرين، قال: منعوا وهم

قادرون أَي واجدون، نصب قادرين على الحال. وقال الأَزهري في كتاب الليث:

وغدوا على حرد، قال: على جدّ من أَمرهم، قال: وهكذا وجدته مقيداً

والصواب على حَدٍّ أَي على منع؛ قال: هكذا قاله الفراء.

ورجل حَرْدانُ: متنحٍّ معتزل، وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ وحَريدٌ من قوم

حُرَداءَ. وامرأَة حَريدَةٌ، ولم يقولوا حَرْدَى. وحيّ حَريد: منفرد معتزل

من جماعة القبيلة ولا يخالطهم في ارتحاله وحلوله، إِما من عزتهم وإِما من

ذلتهم وقلتهم. وقالوا: كل قليل في كثير: حَريدٌ؛ قال جرير:

نَبني على سَنَنِ العَدُوِّ بيوتنا،

لا نستجير، ولا نَحُلُّ حَريدٍا

يعني إِنَّا لا ننزل في قوم من ضعف وذلة لما نحن عليه من القوة والكثرة.

وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً، الصحاح: حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً أَي تنحى

وتحوّل عن قومه ونزل منفرداً لم يخالطهم؛ قال الأَعشى يصف رجلاً شديد

الغيرة على امرأَته، فهو يبعد بها إِذا تزل الحيُّ قريباً من ناحيته:

إِذا نزل الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ

حَرِيدَ المَحَلِّ، غَويّاً غَيُورا

والجَحِيش: المتنحي عن الناس أَيضاً. وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً إِذا

ترك قومه وتحوّل عنهم.

وفي حديث صعصعة: فرفع لي بيت حَريدٌ أَي منتبذ متنح عن الناس، من قولهم:

تحرّد الجمل إِذا تنحى عن الإِبل فلم يبرك، وهو حريد فريد. وكَوْكَبٌ

حريدٌ: طلع منفرداً، وفي الصحاح: معتزل عن الكواكب، والفعل كالفعل والمصدر

كالمصدر؛ قال ذو الرمة:

يعتسفان الليلَ ذا السُّدودِ،

أَمّاً بكل كوكب حَرِيدِ

ورجل حَريد: فَريد وحيدٌ.

والمُنحَرِد: المنفرد، في لغة هذيل؛ قال أَبو ذؤيب:

كأَنه كوكب في الجوّ منحرد

ورواه أَبو عمرو بالجيم وفسره منفرد، وقال: هو سهيل؛ ومنه التحريد في

الشعر ولذلك عُدَّ عيباً لأَنه بُعْدٌ وخلاف للنظير، وحَمرِدَ عليه

حَرْداً: كلاهما غضب؛ قال ابن سيده: فأَما سيبويه فقال حَرِدَ حَرْداً.

ورجل حَرِدٌ وحارد: غضبان. الأَزهري: الحِرْدُ جَزْمٌ، والحَرَدُ لغتان.

يقال: حَرِدَ الرجل، فهو حَرِدٌ إِذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهَمَّ به،

فهو حارد؛ وأَنشد:

أُسودُ شَرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ،

تَساقَيْن سُمّاً، كلُّهُنَّ حَوارِدُ

قال أَبو العباس، وقال أَبو زيد والأَصمعي وأَبو عبيدة: الذي سمعنا من

العرب الفصحاء في الغضب حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً، بتحريك الراء؛ قال أَبو

العباس: وسأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال: صحيحة، إِلا أَن المفضَّل أَخبر

أَن من العرب من يقول حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً، والتسكين أَكثر والأُخرى

فصيحة؛ قال: وقلما يلحن الناس في اللغة. الجوهري: الحَرَدُ الغضب؛ وقال

أَبو نصر أَحمد بن حاتم صاحب الأَصمعي: هو مخفف؛ وأَنشد للأَعرج المغني:

إِذا جياد الخيل جاءت تَرْدِي،

مملوءةً من غَضَبٍ وحَرْدِ

وقال الآخر:

يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا

قال ابن السكيت: وقد يحرك فيقال منه حَرِدَ، بالكسر، فهو حارد

وحَرْدَانُ؛ ومنه قيل: أَسد حارد وليوث حوارد؛ قال ابن بري: الذي ذكره سيبويه

حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً، بسكون الراء، إِذا غضب. قال: وكذلك ذكره الأَصمعي

وابن دريد وعلي بن حمزة؛ قال: وشاهده قول الأَشهب بن رميلة:

أُسُودُ شرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ،

تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ

وحارَدَتِ الإِبل حِراداً أَي انقطعت أَلبانها أَو قلَّت؛ أَنشد ثعلب:

سَيَرْوِي عقيلاً رجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ،

تَمَطَّتْ به، مَصْلُوبَةٌ لم تُحارِدِ

مصلوبة: موسومة. وناقة مُحارِدٌ ومُحارِدَة:

بَيِّنَةُ الحِرادِ؛ واستعاره بعضهم للنساء فقال:

وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها؛

وحارَدْنَ إِلاَّ مَا شَرِبْنَ الحَمائما

يقول: انقطعت أَلبانهنّ إِلا أَن يشربن الحميم وهو الماء يُسَخِّنَّه

فيشربنه، وإِنما يُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شربنه بارداً على غير مأْكول

عَقَر أَجوافهن. وناقة مُحارِدٌ، بغير هاء: شديدة الحِراد؛ وقال الكميت:

وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكن،

لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعيرينَ، مُعْقِبُ

النكد: التي ماتت أَولادها. والجلاد: الغلاظ الجلود، القصار الشعور،

الشداد الفصوص، وهي أَقوى وأَصبر وأَقل لبناً من الخُورِ، والخُورُ أَغزر

وأَضعف. والحارد: القليلة اللَّبن من النُّوق. والحَرُودُ من النوق:

القليلة الدرِّ. وحاردت السنة: قلّ ماؤها ومطرها، وقد استعير في الآنية إِذا

نَفِدَ شرابها؛ قال:

ولنا باطيةٌ مملوءةٌ،

جَونَةٌ يتعها بِرْزِينُها

فإِذا ما حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ،

فُتّ عن حاجِبِ أُخرى طهينُها

البرزي: إِناء يتخذ من قشر طَلْعِ الفُحَّالِ يشرب به. والحَرَدُ: داء

في القوائم إِذا مشى البعيرُ نفَض قوائمه فضرب بهن الأَرض كثيراً؛ وقيل:

هو داء يأْخذ الإِبل من العِقالِ في اليدين دون الرجلين. بعير أَحْرَدُ

وقد حَرِدَ حَرَداً، بالتحريك لا غير؛ وبعير أَحْرَدُ: يخبط بيديه إِذا

مِشى خلفه؛ وقيل: الحَرَدُ أَن ييبس عَصَبُ احدى اليدين من العِقال وهو

فصيل، فإِذا مَشى ضرب بهما صدرَه؛ وقيل: الأَحْرَدُ الذي إِذا مشى رفع قوائمه

رفعاً شديداً ووضعها مكانها من شدة قَطافَتِه، يكون في الدواب وغيرها،

والحَرَدُ مصدره. الأَزهري: الحَرَدُ في البعير حادث ليس بخلقة. وقال ابن

شميل: الحَرَدُ أَن تنقطع عَصَبَةُ ذراع البعير فَتَسترخي يده فلا يزال

يخفق بها أَبداً، وإِنما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع فتراها إِذا مشى

البعير كأَنها تَمُدُّ مَدّاً من شدة ارتفاعها من الأَرض ورخاوتها،

والحَرَدُ ابنما يكون في اليد، والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ؛ قال: وتلقيقه شدّة رفعه

يده كأَنما يَمُدّ مدّاً كما يَمُدُّ دَقَّاقُ الأَرز خشبته التي يدُق بها،

فذلك التلقيف. يقال: جمل أَحْرَدُ وناقة حَرْداءُ؛ وأَنشد:

إِذا ما دُعيتمْ لِلطِّعانِ أَجَبْتُمُ،

كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيَةٌ حُرْدُ

الجوهري: بعير أَحرد وناقة حرداء، وذلك أَن يسترخي عصب إِحدى يديه من

عِقال أَو يكون خلقة حتى كأَنه ينفضها إِذا مشى؛ قال الأَعشى:

وأَذْرَتْ برجليها النَّفيَّ، وراجَعَتْ

يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْردِ

ورجل أَحرد إِذا ثقلت عليه الدرع فلم يستطع الانبساطَ في المشي، وقد

حَرِدَ حَرَداً؛ وأَنشد الأَزهري:

إِذا ما مشى في درعه غيرَ أَحْرَدِ

والمُحَرَّدُ من كل شيء: المُعَوَّجُ. وتَحْرِيد الشيء: تعويجه كهيئة

الطاق. وحَبْلٌ مُحَرَّد إِذا ضُفِرَ فصارت له حروف لاعوجاجه. وحَرَّدَ

حبله: أَدرج فَتْلَه فجاء مستديراً، حكاه أَبو حنيفة. وقال مرة: حبل حَرِدٌ

من الحَرَدِ غير مُستوي القُوَى. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للحبل

إِذا اشتدت غارةُ قُواه حتى تتعقد وتتراكب: جاء بحبل فيه حُرُودٌ، وقد حرّد

حبله.

والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ: حياصة الحظيرة التي تُشَدُّ على حائط

القصب عَرْضاً؛ قال ابن دريد: هي نبطية وقد حَرَّده تحريداً، والجمع

الحَراديُّ. الأَزهري: حَرَّدَ الرجُلُ إِذا أَوى إِلى كوخ. ابن الأَعرابي: يقال

لخشب السقف الرَّوافِدُ، ويقال لما يلقى عليها من أَطيان القصب

حَرادِيُّ. وغُرْفَةٌ مُحَرَّدَةٌ: فيها حراديّ القصب عَرْضاً. وبيت مُحَزّد:

مسنَّم، وهو الذي يقال له بالفارسية كُوخ، والحُرْدِيُّ من القصب، نَبَطِيٌّ

معرَّب، ولا يقال الهُرْدِيُّ. وحَرِدَ الوَتَرُ حَرَداً، فهو حَرِدٌ

إِذا كان بعضُ قُواه أَطولَ من بعض.

والمُحَرَّدُ من الأَوتار: الحَصَدُ الذي يظهر بعض قواه على بعض وهو

المُعَجَّرُ.

والحِرْدُ: قطعة من السَّنام؛ قال الأَزهري: لم أَسمع بهذا لغير الليث

وهو خطأٌ إِنما الحِرْدُ المعى.

حكى الزهري: أَن بَريداً من بعض الملوك جاء يسأَله عن رجل معه ما مع

المرأَة كيف يُوَرَّثُ؟ قال: من حيث يخرج الماء الدافق؛ فقال في ذلك

قائلهم:ومُهِمَّةٍ أَعيا القضاةَ قضاؤها،

تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ مِثلَ الجاهل

عَجَّلْتَ قبل حنيذها بِشِوائها،

وقطعتَ مُحْرَدَها بِحُكْمٍ فاصل

المحرَدُ: المُقَطَّعُ. يقال: حردت من سَنام البعير حَرْداً إِذا قطعت

منه قطعة؛ أَراد أَنك عجلت الفتوى فيها ولم تستأْن في الجواب، فشبهه برجل

نزل به ضيف فعجل قراه بما قطع له من كَبِد الذبيحة ولحمها، ولم يحبسه على

الحنيذ والشواء؛ وتعجيل القرى عندهم محمود وصاحبه ممدوح.

والحِرْدُ، بالكسر: مَبْعَرُ البعير والناقة، والجمع حُرود. وأَحرادُ

الإِبل: أَمعاؤها، وخليق أَن يكون واحدها حِرْداً لواحد الحُرود التي هي

مباعرها لأَن المباعر والأَمعاء متقاربة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ثم غَدَتْ تَنْبِضُ أَحرادُها،

إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حادِيَهْ

تنبض: تضطرب. متغناة: متغنية وهذا كقولهم الناصاة في الناصية، والقاراة

في القارية. الأَصمعي: الحُرود مباعر الإِبل، واحدها حِرْدٌ وحِرْدَة،

بكسر الحاء. قال شمر وقال ابن الأَعرابي: الحُرود الأَمعاء؛ قال وأَقرأَنا

لابن الرِّقَاع:

بُنِيَتْ على كَرِشٍ، كأَنَّ حُرودَها

مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ، أُمِرَّ قُواها

ورجل حُرْدِيٌّ: واسع الأَمعاء. وقال يونس: سمعت أَعرابيّاً يسأَل يقول:

مَن يتصدّق على المسكين الحَرِد؟ أَي المحتاج.

وتحرّد الأَديمُ: أَلقى ما عليه من الشعر.

وقَطاً حُرْدٌ: سِراعٌ؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ والقطا الحُرْدُ القصارُ

الأَرجل وهي موصوفة بذلك؛ قال: ومن هذا قيل للبخيل أَحْرَدُ اليدين أَي

فيهما انقباض عن العطاء؛ قال: ومن هذا قول من قال في قوله تعالى: وغدوا

على حَرْدٍ قادرين، أَي على منع وبخل. والحَريد: السمك المُقَدَّد؛ عن

كراع.

وأَحراد، بفتح الهمزة وسكون الحاء ودال مهملة: بئر قديمة بمكة لها ذكر

في الحديث. أَبو عبيدة: حرداء، على فعلاء ممدودة، بنو نهشل بن الحرث لقب

لقبوا به: ومنه قول الفرزدق:

لَعَمْرُ أَبيك الخيْرِ، ما زَعْمُ نَهْشَل

وأَحْرادها، أَن قد مُنُوا بِعَسِير

(* قوله «لعمر أبيك إلخ» كذا بالأصل

والذي في شرح القاموس:

لعمر أبيك الخير ما زعم نهشل * عليّ ولا حردانها بكبير

وقد علمت يوم القبيبات نهشل * وأحرادها أن قد منوا

بعسير)

فجمعهم على الأَحراد كما ترى.

حرد
: (حَرَدهُ يَحْرِدُهُ) ، بِالْكَسْرِ، حَرْداً: (قَصدَهُ ومنَعَهُ) ، كِلَاهُمَا عَن ابْن الأَعرابيّ، وَقد فُسِّرَ بهما قَوْله تَعَالَى: {وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (الْقَلَم: 25) : (كَحرَّدَهُ) تَحريداً، قَالَ:
كأَنَّ فَداءَهَا إِذ حَرَّدُوهُ
أَطافُوا حوْلَهُ سُلَكٌ يَتِيمُ
وَقَالَ الفرّاءُ: تَقول للرَّجل: قد أَقبلْتُ قِبَلَكَ، وقَصَدتُ قَصْدَك، وحرَدْتُ حَرْدَك.
(و) حرَدَه: (ثَقَبَهُ، ورجُلٌ حَرْدٌ) ، كعَدْ، (وحارِدٌ، وحَرِدٌ) ، ككَتِفٍ، (وحَرِيٌ، ومُتَحَرِّدٌ) ، وحَرْدانُ، (من قَوْمٍ حِرَادٍ (بِالْكَسْرِ، جمع حَرِدٍ ككَتِفٍ، (وحُرَدَاءَ) ، جمع حَرِيدٍ: (مَعْتَزِلٌ مُتَنَحَ) ، وامرأَة حَرِيدةٌ، وَلم يَقُولُوا: حَرْدَى، (وحَيٌّ حَرِيٌ: مُنْفَرِدٌ) مُعْتَزلٌ من جمَاعَة القَبِيلةِ، وَلَا يُخالِطهم فِي ارْتحاله وحُلُوله؛ (إِمَّا لِعِزَّتِهِ، أَو لِقِلَّتِهِ (وذِلَّته. وَقَالُوا: كلُّ قليلٍ فِي كثير حَرِيدٌ، قَالَ جَرِير:
نَبْنِي عَلَى سنَنِ العَدُوِّ بُيُوتَنا لَا نَسْتجِيرُ وَلَا نَحُلُّ حَرِيدَا يَعْنِي أَننا لَا نَنْزِل فِي قَوْمٍ من ضَعْف وذِلّة، لما نَحن عَلَيْهِ من القُوَّةِ والكَثْرة.
وَقد (حَرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً) إِذا تَنَحَّى واعْتزلَ عَن قَوْمه ونَزلَ مُنْفرِداً لم يُخَالِطْهم، قَالَ الأَعشَى يَصِف رَجُلاً شَديد الغَيْرةِ على امرأَته، فَهُوَ يَبْعُد بهَا إِذا نَزَل الحيُّ قَرِيبا من ناحِيَتهِ:
إِذا نَزَل الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش
حرِيدَ المَحَلِّ غَوِيًّا غَيُورَا
والجَحِيشُ: المتنَحِّي عَن الناسِ أَيضاً.
وَفِي حديثِ صَعْصَعَةَ: (فرُفعَ لي بَيْتٌ حَرِيدٌ) أَي مُنْتبِذٌ مُتْنَحَ عَن النّاسِ.
(و) حَرَدَ عَلَيه (كضَرَبَ وسَمِعَ) ، حَرَداً، محرّكةً، وحَرْداً، كِلَاهُمَا: (غَضِبَ) ، وَفِي التَّهْذِيب: الحَرْد، جَزْمٌ، والحَرَدُ، لغتانِ، يقالَ: حَرِدَ الرجلُ إِذا اغتاظَ فتحرَّشَ بالّذِي غاظَه وهَمَّ بِهِ، (فَهُوَ حارِدٌ وَحرِدٌ) ، وأَنشد:
أُسُودُ شَرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّة
تَسَاقَيْنَ سُمًّا كُلُّهُنَّ حَواردُ
قَالَ ابْن سِيدَه: فأَمّا سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: حَرِدَ حَرْداً وَرجل حَرِدٌ وحاردٌ (غضْبانُ) قَالَ أَبو الْعَبَّاس، وَقَالَ أَبو زيد، والأَصمعيّ، وأَبو عُبَيْدَةَ: الَّذِي سمِعْنَا من الْعَرَب الفُصحاءِ، فِي الْغَضَب: حَرِدَ يَحْرَد حَرَداً، بتحريك الرّاءِ، قَالَ أَبو العَبّاس: وسأَلْت ابنَ الأَعرابيّ عَنْهَا فَقَالَ: صَحِيحَةٌ، إِلّا أَن المُفَضَّل رَوَى أَنّ من العَرب من يَقُول: حَدَ حَرَداً وحَرْداً، والتسكين أَكثر، والأُخْرَى فَصيحةٌ قَالَ: وقَلَّمَا يَلْحَن النّاسُ فِي اللُّغَة.
وَفِي الصّحاح: الحَرَدُ: الغَضَبُ، وَقَالَ أَبو نعصْرٍ أَحمَدُ بنُ حاتمٍ، صاحبُ الأَصمعيّ: هُوَ مُخَفَّف، وأَنشد للأَعْرَج المَعْنِيّ:
إِذا جِيادُ الخَيْلِ جاءَت تَرْي
مَمْلوءَةً من غَضَبٍ وحَرْدِ
وَقَالَ الآخَر:
يَلُوكُ من حرْد عَلَيَّ الأُرَّما
وَقَالَ ابْن السّكّيت: وَقد يُحَرَّك فَيُقَال مِنْهُ: حَرِدَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ حارِدٌ (وحَرْدانُ) ، وَمِنْه قيل: أَسَدٌ حارِدٌ، ولُيوثٌ حَوارِدُ. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: الَّذِي ذَكَرَه سِيبَوَيْهٍ: حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً، بسكونِ الراءِ، إِذا غَضبَ، قَالَ: وهاكذا ذَكَرَه الأَصمعيّ وَابْن دُرَيْد وعليُّ بن حَمْزَة، قَالَ: وَشَاهده قولُ الأَشهَبِ بن رُمَيْلةَ:
أُسودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِمَاءَ الأَساوِدِ
(والحِرْدُ، بِالْكَسْرِ: قِطْعَةٌ من السَّنَامِ) ، قَالَ الأَزهَرِيّ: وَلم أَسمعْ بهاذا لغير اللّيْث، وَهُوَ خطأٌ، إِنما الحِرْدُ: المِعَى.
(و) الحِرْد. بِالْكَسْرِ: (مَبْعَرُ البَعِيرِ والنّاقَةِ، كالحِرْدَة، بِالْكَسْرِ) أَيضاً. وهاذه نقلهَا الصاغانيّ، وَالْجمع حُرُودٌ.
وأَحرادُ الإِبل: أَمعاؤُهَا، وخَلِيقٌ أَن يكون واحدُها حِرْداً كوَاحِدِ الحُرودِ الّتي هِيَ مَبَاعِرُهَا، لأَن المَبَاعِرَ والأَمعاءَ متقارِبَةٌ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: الحُرُودُ مَباعِرُ الإِبلِ، واحِدُهَا حِرْدٌ وحِرْدَةٌ، قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الحُرُود: الأَمعاءُ، قَالَ: وأَقرَأَنَا لابنِ الرِّقاع:
بُنِيتْ على كَرِش كأَنَّ حُرُودَها
مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ أُمِرَّ قُوَاها
(وزيادُ) بنُ الحرِد، كَكَتِف، مَولَى عمْرِو بن العاصِ) ، روى عَن سَيِّده المذكورِ.
(وحاردَتِ الإِبِلُ) حِرَاداً: (انقَطعَتْ أَلبانُها أَو قلَّتْ) ، أَنشد ثَعْلَب:
سَيَرْوِي عقيلاً رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبَةٌ
تَمطَّتْ بِهِ مَصلوبةٌ لم تُحارِدِ
واستعاره بَعضهم للنساءِ فَقَالَ:
وبِتْنَ علَى الأَعضادِ مُرْتفِقاتِها
وحارَدْنَ إِلَّا مَا شَرِبْن الحَمائِمَا
يَقُول: انقَطعَتْ أَلبانُهنّ إِلّا أَن يَشرَبْن الحَمِيمَ، وَهُوَ الماءُ يُسَخِّنَّه فيشْرَبْنَهُ، وإِنَّمَا يُسَخِّنَّهُ لأَنهنّ إِذا شَرِبْنَه بارِداً على غيرِ مأْكُول عَقَرَ أَجوافَهُنّ. (و) وَمن الْمجَاز: حارَدَت (السَّنَةُ: قَلَّ ماؤُها) ومَطَرُهَا، وَقد استُعِير فِي الآنِيَة إِذَا نَفِدَ شَرَابُهَ قَالَ:
وَلنَا باطِيَةٌ مَمْلوءَةٌ
جَوْنَةٌ يَتْبَعُهَا بِرْزِينُهَا
فإِذا مَا حاردَتْ أَو بَكَأَتْ
فُتَّ عَن حاجِبِ أُخْرَى طِينُهَا
البِرْزِينُ: إِنَاءٌ يُتَّخَذُ مِن قِشْرِ طَلْعِ الفُحَّالِ، يُشْرَب بِهِ.
(و) يُقَال: (ناقةٌ حَرُودٌ) ، كصَبُور، (ومُحَارِدٌ، ومحَارِدَةٌ، بيْنَةُ الحِرَاد) شَدِيدَته، وَهِي القليلةُ الدَّرِّ.
(والحَرَدُ، محرّكةً داءٌ فِي قَوائم الإِبِلِ) إِذا مَشَى نَفَضَ قَوَائِمَه فضَرَب بهنَّ الأَرضَ كثيرا.
(أَو) هُوَ داءٌ يأْخُذ الإِبلَ من العِقَالِ (فِي اليَدَيْنِ) دُون الرِّجْلَيْن، بعيرٌ أَحرَدُ، وَقد حَردَ حَرَداً، بِالتَّحْرِيكِ لَا غيرُ.
(أَو) الحَرَدُ (يُبْسُ عَصَبِ إِحداهُما) أَي إِحدى الْيَدَيْنِ (من العِقال) ، وَهُوَ فَصيلٌ (فيَخْبِطُ بِيَدَيْه) الأَرضَ أَو الصَّدْرَ (إِذا مَشَى) ، وَقيل: الأَحْرَد: الَّذِي إِذا مَشَى رَفَعَ قَوائمَه رَفْعاً شَديداً ووضَعَهَا مكانَها من شِدِّة قَطَافَت، يكون فِي الدَّوَابِّ وغيرهَا، والحَرَدُ مَصْدَره.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَرَد فِي الْبَعِير حَادِثٌ لَيْسَ بِخِلّقه. وَقَالَ ابْن شُميلٍ: الحَرَد أَن تَنْقَطِعَ عَصَبَةُ ذِراعِ البَعِيرِ فتَسترْخِيَ يدُه، فَلَا يَزال يَخْفِق بهَا أَبَداً، وإِنما تَنقطِع العَصَبةُ من ظاهِرِ الذِّراع فترَاهَا إِذا مَشَى البَعيرُ كأَنَّها تَمُدُّ مدًّا من شِدَّة ارتفاعها من الأَرض ورِخَاوَتِهَا.
(و) الحَرَدُ: (أَن تَثْقُلَ الدِّرْعُ على الرَّجُلِ فلَم) يستَطع وَلم (يَقْدِرْ على الانْتِشَاطِ) وَفِي بعض النُّسخ: الانْبِسَاط. وَهُوَ الصَّوَاب (فِي المشْي) وَقد حَرِدَ حَرَداً، ورَجلٌ أَحْرَدُ، وأَنشد الأَزهَريّ:
إِذَا مَا مَشَى فِي دِرْعِهِ غَيْرَ أَحْرَدِ
(و) الحَرَدُ: (أَن يكون بَعْضُ قُوَى الوَتَرِ أَطْوَلَ من بَعضٍ) وَقد حَرِدَ الوَتَرُ.
(وفِعْلُ الكُلّ) حَرِدَ (كفَرِحَ، فَهُوَ حَرِدٌ) ككَتِف.
(والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ، بضمّهما، حِيَاصَةُ الحَظِيرَةِ) الَّتِي (تُشَدّ على حائِط القَصَبِ) عَرْضاً، قَالَ ابنُ دُرَيْد: هِيَ نَبَطيَّة. وَقد حَرَّده تَحريداً، وَالْجمع الحَرَادِيُّ.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: يُقَال لخَشَبِ السَّقْف: الرَّوَافِدُ، ولِما يُلقَى عَلَيْهَا من أطيان القَصبِ: حَرادِيُّ. وغُرْفَةٌ مُحَرَّدةٌ: فِيهَا حَرَادِيُّ القَصبِ عَرْضاً. وَلَا يُقَال الهُرْديّ.
(والمُحَرَّد، كمُعَظَّم: الكُوخُ المُسنَّم) وبَيْت مُحَرَّد. مُسَنَّم. والكُوخ فارسيّته لأَنه ذُكِر فِي الخاءِ الْمُعْجَمَة: الكُوخ والكَاخ: بَيتٌ مُسَنَّم من قَصَبٍ بِلَا كُوَّةٍ، فذِكْرُ المُسَنَّمِ بعد الكُوخ كالتكرار.
(و) المُحَرَّد من كلِّ شيْءٍ: (المُعْوَجُّ) وتَحْرِيدُ الشيْءِ: تَعويجه كهَيئة الطَّاق.
(و) المُحَرَّد اسْم (البَيْتِ فِيهِ حَرادِيُّ القَصَبِ) عَرْضاً. وغُرْفَة مُحَرَّدة كَذَلِك، وَقد تقدّم.
(و) حَبْلٌ مُحَرَّدٌ، إِذا ضُفِرَ فصارَتْ لَهُ حُروفٌ لاعْوِجاجِه.
و (حَرَّدَ الحَبْلَ تَحريداً: أَدْرَج فَتْلَه فجاءَ مُستديراً) ، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ. وَقَالَ مَرَّةً: حَبْلٌ حَرِدٌ مِن الحَرَدِ: غيرُ مُسْتَوِي القُوَى.
وَقَالَ الأَزهريُّ: سَمِعْتُ العَرَبَ تَقول لِلْحَبْلِ إِذا اشتدَّتْ إِغارة قُوَاهُ حَتَّى تَتَعَقَّد وتَتراكَب: جاءَ بِحَبْلٍ فِيهِ حُرُودٌ.
(و) حَرَّدَ (الشَّيْءَ: عَوَّجه) كهيئةِ الطَّاق.
(و) فِي التَّهْذِيب: وحَرَّدَ (زَيْدٌ) تَحْرِيداً، إِذا (أَوَى إِلى كُوخٍ) ، هاكذا نَصُّ عبارتِهِ.
كتاب م كتاب وأَمّا قَول المصنّف: (مُسَنَّم) ، فليسَ فِي التَّهْذِيب، وَلَا فِي غَيْره. ومَرَّ الكلامُ عَلَيْهِ آنِفاً.
(وتَحَرَدَ الأَدِيمُ: أُلْقِيَ مَا عَلَيْهِ من الشَّعَر) .
(و) قولُهُم: (قَطاً حُرْدٌ) ، أَي (سِرَاعٌ) ، فقد قَالَ الأَزهريُّ: هاذا خَطأٌ. والقَطَا الحُرْد: القِصَارُ الأَرْجلِ. وَهِي مَوْصُوفةٌ بذالك.
(والحَرِيد: السَّمَك المُقَدَّد) ، عَن كُراع.
(وأَحْرَدَهُ: أَفْرَدَهُ) ونَحَّاه، عَن الزَّجَّاج.
(و) أَحَرَدَ (فِي السَّيْرِ: أَغَذَّ) ، أَي أَسْرَعَ.
(و) من الْمجَاز:) الأَحْرَدُ: البَخِيلُ) من الرِّجَال، (اللَّئيمُ) .
قَالَ رؤبة:
وكُلّ مِخلافٍ ومُكْلَئِزِّ
أَحْرَدَ أَو جَعْدِ اليَدَينِ جِبْزِ
وَيُقَال لَهُ: أَحْردُ اليَدَيْنِ أَيضاً، أَي فيهمَا انقِبَاضٌ عَن العَطَاءِ. كَذَا فِي التَّهْذِيب.
وَفِي الأَساس: حردَ زيدٌ: كَانَ يُعطِي ثمَّ أَمسَكَ.
(والحُريْدَاءُ: رَمْلَةٌ بِبِلَاد بني أَبي بَكْرِ بنِ كِلابِ) بن ربيعةَ، نَقله الصاغانيّ، و) الحُرَيْدَاءُ (عَصَبَةٌ تكون فِي مَوْضِع العِقَال تَجعَل الدّابَّةَ حَرْدَاءَ) تَنْفُض إِحدَى يَدَيْهَا إِذا مَشَتْ وَقد يكون ذالك خِلْقَةً.
(و) يُقَال جاءَ بِحَبْل فِيهِ حُرُودٌ، (الحُرُود) ، بالضَّمّ: (حُرُوفُ الحَبْلِ، كالحَرادِيدِ) ، وَقد حَرَّدَ حَبْلَه.
(والمَحَرِدُ: المَشَافِر) ، نَقله الصاغانيّ.
(وانْحَرَدَ النَّجْمُ: انْقَضَّ) ، والمُحَرِدُ: المُنْفَرِد، فِي لُغَة هُذَيل، قَالَ أَبو ذُؤَيب:
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ بالجَوِّ مُنحَرِدُ وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرٍ وبالجيم، وفسَّره بمنفرد، وَقَالَ: هُوَ سُهَيْل.
وَفِي الصّحاح: كَوْكَب حَرِيدٌ: مُعْتَزِلٌ عَن الكَوَاكِب.
(و) حُرْدَانُ (كعُثْمَانَ: ة بدِمَشْقَ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) روى أَن بَرِيداً من بعضِ المُلوكِ جاءَ يسأَلُ الزُّهْرِيَّ، عَن رَجلٍ، مَعَه مَا مَعَ المرأَةِ: كَيفَ يُوَرَّث. قَالَ: مِن حيْثُ يخرجُ الماءُ الدّافقُ، فَقَالَ فِي ذالك قائلُهم:
ومُهِمَّة أَعْيَا القُضَاةَ قَضاؤُهَا تَذَرُ الفَقِيهَ يَشُكُّ مثلَ الجاهِلِ
عَجَّلتَ قبلَ حَنيذِها بشِوائها
وقَطعْتَ مَحْرِدَهَا بحُكْمٍ فاصِلِ
المَحْرِد (كمَجْلِس مَفْصِلُ العُنُقِ أَو مَوضِع الرَّحْل) . يُقَال: حَرَدْتُ من سَنامِ البَعيرِ حَرْداً، إِذا قَطَعْت مِنْهُ قِطْعةً، أَرادَ أَنَّك عَجَّلْتَ الفَتْوَى فِيهَا وَلم تَسْتَأْنِ فِي الجَوابِ، فشبَّهه برَجُلٍ نَزلَ بِهِ ضَيْفً فعجَّلَ قِراهُ مِمَّا قَطَعَ لَهُ مِن كَبِدِ الذَّبِيحة ولَحْمِها، وَلم يَحْبِسْه على الحَنِيذِ والشِّواءِ، وتَعجِيلُ القِرَى عندهُم مَحمودٌ، وصاحبُه مَمْدُوحٌ.
(و) الحَرْدَاءُ، (كصَحْرَاءَ: لَقَبُ بني نَهْشَلِ بن الحَارِثِ) ، قَالَه أَبو عُبَيْد، وأَنشد للفرزْدَقِ:
لَعَمْرُ أَبيكَ الخَيْرِ مَا رَغْمُ نَهْشَلٍ
عَلَيَّ وَلَا رْدَاؤُها بِكَبِيرِ
وَقد عَلِمَتْ يومَ القُبَيْبَاتِ نَهْشَلٌ
وأَحْرَادُها أَن قد مُنُوا بِعَسيرِ
(والحِرْدَة، بِالْكَسْرِ: د، بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ) ، أَهله ممَّن سارَعَ إِلى مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ. وَقيل بِفَنْح الحاءِ.
وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَرْدُ: الحِدُّ، وهاكذا فَسَّرَ اللبثُ فِي كتابِه الْآيَة {عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (الْقَلَم: 25) قَالَ: على جِدَ من أَمْرِهم. قَالَ الأَزهريُّ وهاكذا وَجدْتُه مُقَيَّداً. والصَّوابُ على حَدَ، أَي مَنْعٍ، قَالَ: هاكذا قَالَه الفَرَّاءُ. ورُوِيَ فِي بعض التفاسير أَن قَرْيَتهم كَانَ اسمُها: حَرْداً. وَمثله فِي المراصد.
وتَحْريد الشِّر: طلوعه مُنْفَردا، وَهُوَ عيب، لأَنه بُعْدٌ وخِلافٌ للنَّظِير.
والمُحَرَّد، كمُعَظَّم، من الأَوتارِ: الحَصَدُ الّذي يظْهَرُ بَعْضُ قُوَاه على بَعْض، وَهُوَ المُعَجَّر.
وَرجل حُرْدِيٌّ، بالضّمّ: واسِعُ الأَمعاءِ.
وَقَالَ يونُسُ: سَمِعْت أَعرابيًّا يَسْأَل ويَقُول: مَنْ يَتَصَدَّق على المسكِينِ الحَرِدِ، أَي المُحْتَاجِ.
وككِتَاب، حِرَادُ بن نَداوةَ بن ذُهْلٍ، فِي مُحَارِبِ خَصَفَةَ. وحِرَاد بن شَلخَت الأَكبر فِي حَضْرَمَوْتَ.
وكغُراب. حُرَادُ بنُ مالِكِ بن كِنانة بن خُزَيمة.
وحُرَاد بن نَصْر بن سَعْد بن نَبْهَانَ فِي طَيِّىء.
وحُرَادُ بن مَعْن بن مالِك فِي الأَزْد. وحُرَادُ بنُ ظالِم بن ذُهلٍ فِي عبد القَيْس، قَالَه الحافظُ.
وأَححَاد وأُمُّ أَحْراد: بِئرٌ قَدِيمةٌ بمكةَ، احتَفَرها بَنو عبْدِ الدَّارِ، لَهَا ذِكْرٌ فِي الحَدِيثِ.
وَذكر القاليُّ فِي أَماليه من معانِي الحقْد: القِلّة والحقْد. وَزَاد غَيره: السُّرْعَة.
قَالَ شيخُنَا: وَمن غَرِيب إِطلاقاته مَا رَوَاه بَعْضُ الأَئِمْةِ عَن الشّيْبَانِيّ، أَنَّه قَالَ: الحَرْدُ: الثَّوْبُ، وأَنشد لتأَبَّطَ شَرًّا:
أَترَكْتَ سَعْداً للرِّمَاحِ دَرِيئةً
هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ حَرْدٍ تَرْقَعُ. وَقَالَ الفَسَويُّ: الحَرْدُ فِي هَذَا البيتِ: الثَّوبُ الخَلَقُ. واستَبْعَده غيرُهما وَقَالَ: إِنه فِي الْبَيْت بالجِيم، قَالَ البكريُّ فِي شرح الأَماليّ؟ وَهُوَ المعروفُ فِي الثَّوْبِ الخَلَقِ.
قَالَ شيخُنَا: هُوَ كَذَلِك، إِلّا أَنَّ الرِّوَايَة مُقدَّمَةٌ، والحافظُ حُجَّةٌ.
وَمن الأَمثال قَوْلهم: (تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حَتَّى تُدْرِكَ حَقَّك) أَي دُمْ على غَيْظِكَ.
وَمن الْمجَاز: حارَدَتْ حالِي، إِذا تَنَكَّدَتْ. كَذَا فِي الأَساس.

حلب

(حلب) : المَحْلَبُ، بفتح المِيم: العَسَلٌ.
(حلب) : التِّحْلابَةُ من الغَنَم: التي تُحِلُّ من غَيْرِ فَحْل.
(حلب) - ركب) : ناقَةٌ حَلْبَي رَكْبيَ، وحَلَبُوتَي رَكَبُوتَي: تصلح للحَلْب والرُّكُوبِ.
(حلب) : أَحْلَبَت الشاءُ، واستَحْلَبَتْ، وهو أَنْ تَسْمَنَ فتَسْتَحِقَّ الحَلْبَ.
(ح ل ب) : (حَلَبَ) النَّاقَةَ حَلْبًا (وَأَحْلَبَهُ) أَعَانَهُ فِي الْحَلْبِ ثُمَّ عَمَّ (وَالْحَلَبُ) مُحَرَّكًا لَا غَيْرُ اللَّبَنُ (وَالْمَحْلُوبُ) (وَالْحَلُوبَةُ) مَا تُحْلَبُ (وَنَاقَةٌ حَلُوبٌ) (وَالْحُلْبَةُ) هَذَا الْحَبُّ الْمَعْرُوفُ (وَالْحَلْبَةُ) فِي حَلَّ.

حلب


حَلَبَ(n. ac.
حَلْب
حَلَب
حِلَاْب)
a. Milked.
b. Allowed to milk.

حَاْلَبَa. Milked with (another).
أَحْلَبَa. Allowed to milk.
b. [acc.
or
La], Milked for.
c. Aided.

تَحَلَّبَإِنْحَلَبَa. Flowed, distilled, oozed out.

إِحْتَلَبَإِسْتَحْلَبَa. Milked.

حَلْبa. Milking.

حَلْبَة
(pl.
حَلَاْئِبُ)
a. see 1b. Race-horses.

حُلْبَةa. Fenugreek (plant).
حَلَبa. Fresh milk.
b. Beverage prepared from dates.
c. Aleppo.

مَحْلَبa. Aromatic wild cherry.

مِحْلَبa. Milkpail; milk-pan.

حَاْلِب
(pl.
حَلَبَة
حَوَاْلِبُ)
a. Milker.

حَلِيْبa. see 4 (a)
حَلُوْب
حَلُوْبَة
(pl.
حُلُب
حَلَاْئِبُ)
a. Milch-camel &c.

حَلَّاْبa. Milker.

مِحْلَاْبa. see 20
N. P.
حَلڤبَa. see 20
ح ل ب: (الْحَلَبُ) بِفَتْحِ اللَّامِ اللَّبَنُ الْمَحْلُوبُ وَهُوَ أَيْضًا الْمَصْدَرُ، تَقُولُ مِنْهُ: (حَلَبَ) يَحْلُبُ بِالضَّمِّ (حَلَبًا) وَ (احْتَلَبَ) أَيْضًا فَهُوَ (حَالِبٌ) وَهُمْ (حَلَبَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (الْحَلُوبُ) وَ (الْحَلُوبَةُ) مَا يُحْلَبُ. وَ (الْحَلِيبُ) اللَّبَنُ الْمَحْلُوبُ. وَ (حَلَبْتُهُ) وَ (حَلَبْتُ) لَهُ مَاشِيَتَهُ، وَ (أَحْلَبْتُهُ) أَعَنْتُهُ عَلَى الْحَلْبِ. وَ (الْمِحْلَبُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْإِنَاءُ يُحْلَبُ فِيهِ. وَ (تَحَلَّبَ) الْعَرَقُ وَ (انْحَلَبَ) أَيْ سَالَ. وَ (الْحَلْبَةُ) كَالضَّرْبَةِ خَيْلٌ تُجْمَعُ لِلسِّبَاقِ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ أَيْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ لَا مِنْ إِصْطَبْلٍ وَاحِدٍ. وَأَسْوَدُ (حُلْبُوبٌ) كَعُصْفُورٍ أَيْ حَالِكٌ. 
ح ل ب

حلب ناقته حلباً واحتلبها، وهم حلبة الإبل. وفي مثل: " شتّى تؤوب الحلبة ".

واستحلب اللبن: استدره. وشربت حليباً وحلباً. وهذه الحلوبة تملأ محلباً ومحلبين وثلاثة محالب، وتملأ الحلاب. وأجد من هذا المحلب، ريح المحلب؛ بفتح الميم، وهو شجر عظيم عطر الحب. وبعثت إلى أهلي بالإحلابة وهي اللبن يحلبه في المرعى ويوجهه إليهم. وناقة حلوب وهذه حلوبة القوم وحلائبهم. وناقة حلبانة ركبانة: تحلب وتركب. وفلان محلب مجلب: نتجت إبله إناثاً يحلبها وذكوراً يجلبها للبيع. ويدعى للرجل فيقال: أحلبت ولا أجلبت. وتجاروا في الحلبة وهي مجال الخيل للسباق، ويقال للخيل التي تأتي من كل أوب: حلبة. ووردنا آجناً كأنه ماء الحلبة.

ومن المجاز: أحلبته على كذا: أعنته وأصله الإعانة على الحلب، فاتسع فيه. وفلان يركض في كل حلبة من حلبات المجد. وتقول: أحلب فكل أي ابرك على الركبتين، لأنّها هيئة الحالب. وتحلب الماء: سال. قال:

ثرى الماء من أعطافه يتحلب

وتحلبت أشداقه، وتحلب فوه. والسلطان يقسم الحلبة على الرعية أي الجباية، ويأخذ الأحلاب. وهذا فيء المسلمين وحلب أسيافهم. وذاقوا حلب أمرهم أي وباله. ودر حالباه إذا انتشر ذكره وهما عرقان يسقيانه. ومدت الضرع حوالبه، والعين الناظرة والفوارة حوالبهما، ومواد كل شيء حوالبه. قال الكميت:

تدفق جوداً إذا ما البحا ... ر غاضت حوالبها الحفل

واستحلبت الريح السحاب. وقال ذو الرمة:

أما استحلبت عينيك إلا محلة ... بجمهور حزوي أو بجرعاء مالك
حلب
الحَلَبُ: اللَّبَنُ الحَلِيْبُ. والحِلاَبُ: المِحْلَبُ يُحْلَبُ فيه. والإحْلابُ: جَمْعُ اللَّبَن حتّى إذا بَلَغَ وَسْقَ بَعْيْرٍ حَمَلُوه إلى الحَيِّ، وجَمْعُه: أحالِيْبُ. وناقَةٌ حَلُوْبٌ: ذاتُ لَبَنٍ، فإذا صَيَّرْتَها اسْماً قُلْتَ: هذه الحَلُوْبَةُ. وناقَةٌ حَلْبَاةٌ رَكْبَاةٌ؛ وحَلْبانَةٌ رَكْبَانَةٌ، وحَلْبى رَكْبى. وتَصْغِيْرُ الأوَّلِ: حُلَيْبِيَةٌ. وناقَةٌ مَحْلَبٌ: بها حَلَبٌ. وامْرَأَةٌ حِلِبّانَةٌ: تُجِيْدُ الحِلاَبَ. وأحْلَبَتْكَ النّاقَةُ. وما أحْلَبَنا رُعاتُنا اليَوْمَ. وأحْلِبْني: أي أعِنِّي على الحَلْبِ. وفي المَثَلِ لاجْتِماع النّاسِ وافْتِراقِهم: " شَتّى تَؤوبُ الحَلَبَةُ ". والحَلَبُ: من الجِبايَةِ للصَّدَقَةِ. والمَحْلَبُ: شَجَرٌ يُجْعَلُ حَبُّه في العِطْرِ. والمِحْلَبُ: الطِّيْنُ الأبْيَضُ في شِعْرِ ساعدة:
حَيْثُ اسْتَقَلَّ بها الشَّرَائبُ مِحْلَبُ
والحُلَّبُ: نَبَاتٌ من أفْضَلِ المَراعي. وقِرْبَةٌ مَحْلُوْبَةٌ: دُبِغَتْ بالحُلَّبِ. والحِلَبْلابُ: نَبْتٌ. والحُلَبُ: حَبٌّ، الواحِدَةُ: حُلْبَةٌ. والحَلْبَةُ: خَيْلٌ تُجْمَعُ للسِّباقِ، والجَميعُ: الحَلائبُ. والحُلْبُوْبُ: ضَرْبٌ من النَّبَاتِ. وإذا جاءَ القَوْمُ من كلِّ وَجْهٍ: فقد أحْلَبُوا. وتَحَلَّبَ فُوْ فلانٍ؛ والثَّدْي إذا سالَ. والحُلْبُوْبُ: اللَّوْنُ الأسْوَدُ. ومالٌ حُلْبُوْبٌ: كَثيرٌ. والحَلْبُ: الجُلُوْسُ على الرَّكْبَةِ، يُقال: احْلُبْ فَكُلْ. وحَلَبُ: كُوْرَةٌ من الشّامِ. ورَجُلٌ حُلَّبٌ قُلَّبٌ: أي كَيِّسٌ مُتَصَرِّفٌ في الأمور.
وإذا نُتِجَت الإبِلُ إناثاً قيل: أحْلَبَ، وإذا نُتِجَتْ ذُكُوراً قيل: أجْلَبَ. ويَقُولون: أحْلَبْتَ أمْ أجْلَبْتَ. والحالِبُ: من أسْمَاء الكَيّاتِ، وهي كَيَّةٌ تُوْضَعُ على مَتْنِ الحالِبِ عن شِمالِ السُّرَّةِ.
(حلب) - في الحَدِيث: "أَخذَ الرجلُ الشَّفْرةَ. فقال: إِيَّاكَ والحَلُوبَ". : أي ذات اللَّبَن.
يقال: ناقَةٌ وشاةٌ حَلُوبٌ، فإذا أَفردتَه عن الموصوف. قلت: حَلُوبَة. وقد أَضمَر المَوصُوف في الحَدِيث، فلِهذَا حَذَفَ الهاء.
وقِيلَ: الحَلُوب: الاسْم، والحَلُوبَة: الصِّفَة.
وقِيلَ: إنَّ الحَلُوب: الوَاحِدَة، والحَلُوبَة: الجَمَاعَة. يقال: جَاءُوا بحَلُوبَتِهم ورَكُوبَتِهم.
وقيل: الحَلُوب بمَعْنَى مَفْعُولة، وهي غَرِيبَة، والحَقيقَة أَنَّه بمعنى فَاعِلَة، لأَنَّ الفِعلَ كما يُسنَد إلى مُباشِرِه، يُسنَد إلى الحَامِل عليه، والمُسَبِّب إلى إحداثه، فالنَّاقةُ تَحمِل على احْتِلابِها، بكَوْنِها ذات حَلَب، كأنها تَحلِب نَفسَها لحَمْلِها عليه. ومنه: ناقَة صَتُوتٌ ، وماء شَرُوبٌ، وطَرِيق رَكُوبٌ.
- في الحَدِيث: "أَنَّه إذا دُعِى إلى طَعامٍ جَلَس جُلوسَ الحَلَب"
: وهو الجُلوس على الرُّكبَة ليحلُب.
وقد يقال: احْلُب فَكُلْ،: أي اجْلِس، ويقال في غير هذا: احْلُب،: أي افْهَم، والحُلُب: الفُهَمَاء من الرِّجال.
- في حديث ابن عُمَر: "رأيتُ عُمَر، رضي الله عنه، يَتحَلَّب فُوهُ، فقال: أَشْتَهِى جَرَادًا مَقْلُوًّا".
: أي يَتهَيَّأ رُضَابُه للسَّيَلان، وكذلك تَحلَّب الثَّدىُ: سَالَ. - في حَدِيثِ خَالِد بن مَعْدان: "لو يَعلَم الناس ما في الحُلْبَة لاشتَرَوْها ولو بِوَزْنِها ذَهَبًا".
الحُلْبَة: من ثَمَر العِضَاه، وقيل: هي حَبٌّ . والحُلْبَةُ أيضا: العَرفَجُ، والقَتَادُ.
يقال: صَارَ وَرَق العِضاه حُلبَةً، إذا خَرَج وعَسَا واغْبَرَّ وغَلُظ عُودُه وشَوكُه وقد يُقال: الحُلُبة بضَمَّتَيْن،. وأوردَه الأَزهَرِىُّ بالخَاءِ المُعْجَمَة.
وقال: هو مَوضِع يَكْثُر به العَسَلُ الجَيِّد.
- في حديث الحَجَّاج: "ابعَثْ إلىَّ بَعسَل حُلَّار".
قيل: هو اسْمُ جَبَل يُشْتَار منه العَسَل، قاله صاحِبُ التَّتِمّة.
- في الحَدِيثِ: "لا تَسْقُونِى حَلَب امرأَةٍ".
الحَلَب في النِّساء: عَيبٌ عِندَهم، قال الفَرزْدَق:
كم عَمّةٍ لك يا جَرِيرُ وخالةٍ ... فَدْعَاءَ قد حَلَبَتْ علىَّ عِشَارِى  وفي المَثَل: "يَحلُب بُنَىَّ وأَضُبُّ على يَدِه"
[حلب] الحَلَبُ بالتحريك: اللبن المحلوب. والحَلَبُ أيضاً: مصدر حَلَبَ الناقة يَحْلُبُها حلباً، واحتلبها، فهو حالِبٌ وقوم حلبة. وفى المثل " شتى تؤوب الحلبة ". ولا تقل الحلمة، لانهم إذا اجتمعوا لحلب النوق اشتغل كل واحد منهم بحلب ناقته وحلائبه، ثم يؤوب الاول فالاول منهم. والحلوب: ما يحلب. وقال كعب بن سعدٍ الغَنَويِّ يرثي رجلاً: يَبيتُ النَدى يا أمَّ عمروٍ ضجيعَهُ * إذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلوبُ وكذلك الحلوبة، وإنما جاء بالهاء لانك تريد الشئ الذى يحلب، أي الشئ الذى اتخذوه ليحلبوه، وليس لتكثير الفعل. وكذلك القول في الركوبه والقتوبة وأشباهها. واستحلب اللبن: استدره. والحليب: اللبن المحلوب. وحلبت الرجل: أي حلبت له، تقول منه: احْلُبْني، أي اكْفِني الحَلَبَ، وأَحْلِبْني بقطع الألف، أي أَعِنِّي على الحَلَبِ. وأَحْلَبْتُ الرجلَ، إذا جعلت له ما يحلُبُهُ. وأحلبَ الرجلُ: إذا نتجت إبله إناثا، وأجلب الرجل بالجيم، إذا نتجت إبله ذكورا، لانه تجلب أولادها فتباع. والاحلابة: أن تَحْلُبَ لأهلك وأنت في المرعى تبعث به إليهم. تقول منه: أحلبت أهلى. والمحلب: الناصر. قال الشاعر : أشار بهم لمع الاصم فأقبلوا * عرانين لا يأتيه للنصر محلب وحالبت الرجلَ، إذا نَصَرْتَهُ وعاونته. وهم يَحْلِبونَ عليك، أي يجتمعون ويتألَّبون من كل أَوْبٍ. والمِحْلَبُ بالكسر: الإناء يُحْلَبُ فيه. وحَبُّ المَحْلَبُ بالفتح: دواءٌ من الأفاويهِ، وموضعه المحلبية . وناقة حلبانة، أي ذات لبن. قال الراجز: حلبانة ركبانة صفوف * تجمع بين وبر وصوف * والحالبان: عرقان مكتنفان للسرة. وتَحَلَّبَ العرقُ وانحلب، أي سال. الكسائي: إذا خرج من ضرع العنز شئ من اللبن قبل أن ينزو عليها التيس قيل: هي عنز تحلبة. وقال أبو زيد: يقال عناق تحلبة وتحلبة وتحلبة للتى تحلب قبل أن تحمل. والحَلْبَةُ بالتسكين: خيل تجمع للسباق من كل أَوْبٍ، لا تخرج من إصطبل واحد، كما يقال للقوم إذا جاءوا من كلِّ أوب للنصرة: قد أحلبوا. وحلب: مدينة بالشأم. والحلب أيضاً من الجِبايَةِ: ما لا تكون وظيفة معلومة. وحلاب بالتشديد: اسم فرس لبنى تغلب. والحلبة: حب معروف. والحُلَّبُ: نَبْتٌ تعتاده الظباء، يقال تيس حلب ، وتيس ذو حلب. قال النابغة يصف فرسا: بعارى النواهق صلت الجبي‍ * ن يستن كالتيس ذى الحلب قال الأصمعي: هي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غبراءُ في خُضْرَةٍ، تنبسط على الأرض، يسيل منها اللّبن إذا قطع منها شئ. وسقاء حلبى: دبغ بالحلب. وقال الراجز :

دلو تمأى دبغت بالحلب * والحلبلاب، بالكسر: النبت الذى تسميه العامَّة اللَبْلابُ، ويقال هو الحلب الذى تعتاده الظباء. وأسود حلبوب، أي حالك.
حلب: حلي: استخرج ما في الضرع من لين (معجم أبي الفداء) وهي بمعنى الكلمة الأسبانية ( Ordenar) وهي كذلك بمعنى هذه الكلمة في قولهم حلب الزيتون أي عصره ليستخرج ما فيه من الزيت (فكتور، ألكالا).
حلب روحه: جلد عُمَيْرَة، استمنى بيده (بوشر) حلَّب (بالتشديد): وردت في الكامل للمبرد 106).
تَحَلَّب: تستعمل بمعنى المثل الفرنسي الذي يقول (ما معناه) جاء الماء إلى فمه. يقال تحل فمه سال بالريق، ففي تاريخ البربر (1: 557): وتحلبت الشفاه من الغوغاء إلى ما بأيديهم (وهذا صواب قراءتها بدل: وتجلبت السفاه) ومعناها: أن ما يملكونه يجعل الماء يسيل من فم الغوغاء أي يثير في الغوغاء الرغبة فيه. ومثله ما جاء في (2: 254، 265، 420، من تاريخ البربر).
استحلاب الذَكر: الاستمناء باليد، جلد عُمَيْرة (بوشر).
حَلَب: شراب التمر - حلَب الكرم أو الكروم أو حلب العصير: الخمر (معجم مسلم).
وحَلَبَ: مِحْلب وحلاب إناء يحلب به لبن البقر ولبن النعاج وغيرهما (ميهرن ص27).
حُلْبَة (في مصر حِلْبَة): فريقة، شنبليد، طيلسِي. والمثل المصري يقول: ((سعيدة القدمان اللتان تمشيان على ارض زرعت فيها الحلة)) (فانسليب ص101). وانظر لين (عادات 2: 307) لمعرفة الطعام المسمى حلبة.
وحُلْبَة: كَرْم (انظر المستعيني مادة كرم).
حلبانة: الميعة السائلة: اصطُرك (أبو الوليد ص 785).
حُلْبُوب: نبات اسمه العلمي ( Mercurialis annua) ( ابن البيطار 1: 247، 318، 373) وتذكرة الانطاكي.
حلبيب: اسم دواء هندي يشبه السورنجان (ابن البيطار 1: 315).
حَلبيب حليب الدَّبة: نبات اسمه العلمي: ( Emphorbia helioscopia L.) رَمَّادة، يتوع السحور (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 279) غير أن في (ص342) منها: حليب الديبة (الذئبة).
حليب البذور: انظره في مادة مستحلب.
حليب العَجُوز: نوع من المشروبات (محيط المحيط في مادة عجز).
حشيشة الحليب: غلوكس (بوشر).
حُلَّب: العوسج الصغير (كليمنت موليه، ابن العوام 1: 139). حَلاَّب: حِلاَّب محلب وهو إناء يحلب به حليب البقر والغنم وغيرهما (ألكالا، دومب ص92).
وحلاَّب: مبولة، قصرية (دومب ص92، هلو).
حلاَّب الزيتون: إناء يعصر فيه الزيتون لاستخراج الزيت منه (ألكالا).
وحلاَّب: بائع الحليب (زيشر 11: 516).
وحَلاَّب: اسم نبات ذكر صفته ابن البيطار (1: 316) وضبط الكلمة في مخطوطة أ حالبِيِّ: نبات اسمه العلمي: ( Aster amellus) وسمي بذلك لأنه يشفي ورم الحالب (ابن البيطار 1: 277، 362).
مَحْلَية، تصحيف وتجمع على مَحَاِب: حِلاب ومِحْلَب وهو إناء يجلب به حليب البقر والغنم وغيرهما (ألكالا، باين سميث 1274، ميهرن ص35).
مَحْلَبيَّة: مَحْلَب عند أهل الأندلس (المستعيني مادة مَحْلَب). مُحَلَّبَة: مجمدة رقيقة تصنع من اللبن والرز والنشا وقليل من العطر (برتون 1: 78، 2: 280).
مُحَلَّبِيّ: طعام حليب وبيض وسكر (هلو).
مُحَلَّبِيَّة: ضرب من المجمدة الرقيقة (بركهارت جزيرة العرب 1: 213).
مُحلوب: عامية مِحْلَب (محيط المحيط).
مُسْتَحْلَب: ما يستخرج من دقيق البزور وغيرهما ويقال: مستحلب اللوز أي حليب اللوز. ومستحلب اللوز والبزور المبردة: شراب اللوز والبزور المبردة (بوشر). وانظر (محيط المحيط) الذي يضيف إلى ذلك انه حَلِيب البزور يستعمل في نفس هذا المعنى.
حِلِبلاب: انظر ابن البيطار (1: 320).
والعامة تقول: حَلْبلُوب (محيط المحيط).حلبوة: نوع من اسمك (ياقوت 1: 886).حلبثيا: نبات اسمه العلمي ( Euphorbia peplis) ( ابن البيطار 1: 315).
[حلب] ومن حقها "حلبها" على الماء، وروي: يوم وردها، حلبت الناقة حلبًا بفتح لام أي يحلبها على الماء ليصيب الناس من لبنها. ك: ولأن فيه رفقًا بالماشية. ط: هو بفتح لام، وحكي سكونها أي بعض حقها، وحقها الأول أعم والوعيد ينصب عليه، أو عليهما، والورد بالكسر الإتيان إلى الماء والبلد، ونوبة إتيان الإبل إلى الماء في كل ثلاثة أيام أو أربعة أو ثمانية، يعني يحلبها ليصرف بعضه إلى الفقراء، وقيل: معناه يحلب يوم الشرب، لا يوم العطش لئلا يشقها. وفيه: قد "تحلب" ثديها تسعى، تحلب أي كثر وسال لبنها بحيث يجري،الركبة ليحلب الشاة، وقد يقال: "احلب" فكل، أي اجلس وأراد به جلوس المتواضعين. وفيه: أنه قال لقوم: لا تسقوني "حلب" امرأة، وذلك أن حلب النساء عيب عند العرب يعيرون به فتنزه عنه. ومنه ح: هل يوافقكم عدوكم "حلب" شاة نثور، أي وقت حلب شاة. وفي ح سعد بن معاذ: ظن أن الأنصار لا "يستحلبون" له على ما يريد، أي لا يجتمعون، وأحلب القوم واستحلبوا أي اجتمعوا للنصرة، وأصل الإحلاب الإعانة على الحلب. وفي ح ابن عمر: "يتحلب" فوه، فقال: أشتهي جراداً مقلواً، أي يتهيأ رضابه للسيلان. وفيه: لو يعلم الناس ما في "الحلبة" لاشتروها ولو بوزنها ذهباً، هي حب معروف، وقيل: من ثمر العضاه، وهي أيضاً العرفج والقتاد، وقد يضم اللام. غ: "الحلب" مثقلاً من الجباية ما لا يكون وظيفة معلومة، والحلب مخففاً الجلوس على الركبة حين الأكل.
حلب
حلَبَ يَحلُب ويَحلِب، حَلْبًا، فهو حالب، والمفعول مَحْلوب وحَلُوب
• حلَبتِ النَّاقةُ لبنًا كثيرًا: درَّته، أخرجته، أنتجته.
• حلَب الشَّاةَ ونحوَها: استخرج ما في ضَرْعها من لبَن ° احلِب ثمّ اشرب: ابرُك ثم افهم- حلَب الدَّهرَ أَشطُرَهُ: جرّب أمورَه خيرها وشرّها- حلبتِ بالسَّاعد الأشدّ: استعنتَ بمَنْ يقوم بأمرك ويُعنى بحاجتك- ما له حلب ولا جلب: أن إبله أنتجت كلّها ذكورًا ولم تنتج إناثًا لتحلب أو لتجلب. 

احتلبَ يحتلب، احتِلابًا، فهو مُحتلِب، والمفعول مُحتلَب
• احتلب الشَّاةَ ونحوَها: حَلَبها؛ استخرج ما في ضرعها من لبن "وإن درَّت نياقك فاحتلبها ... فما تدري الفصيلُ لمن يكونُ". 

استحلبَ يستحلب، استحلابًا، فهو مُستحلِب، والمفعول مُستحلَب
• استحلب الشَّيءَ: استدرّه ليسيل بكثرة "استحلب لبنَ الشَّاة- استحلب دمعَه: حاول استخراجَه ونزولَه".
• استحلب الدَّواءَ ونحوَه: امتصَّه. 

تحلَّبَ يتحلَّب، تحلُّبًا، فهو مُتحلِّب
• تحلَّب العَرقُ ونحوُه: سالَ "تحلَّبت عينُه: سال دمعُها" ° تحلَّب الماءُ: سال متقطِّرًا- تحلَّب فمُه وريقُه: سال لعابُه تشوّقًا إلى طعام ونحوه. 

حالب1 [مفرد]: ج حالبون وحَلَبة، مؤ حالِبة، ج مؤ حالبات وحوالبُ: اسم فاعل من حلَبَ. 

حالب2 [مفرد]: ج حوالبُ: (شر، طب) إحدى قناتين تحملان البولَ من الكُلْيتين إلى المثانة، وهما حالبان أيمن وأيسر "مريض بحصوة في حالبه". 

حِلابة [مفرد]: حِرفةُ الحَلاّب الذي يستخرج اللبنَ من ضروع إناث بعض الحيوانات "يعمل بالحِلابة منذ فترة طويلة". 

حَلْب [مفرد]: مصدر حلَبَ. 

حَلَب [مفرد]:
1 - لبن.
2 - ما يُغْنَم "هذا فيء المسلمين وحَلَبُ أسيافهم". 

حلُبَّان [مفرد]: (نت) نبت يسيل منه ماءٌ كالحليب إذا قُطع. 

حَلْبة [مفرد]: ج حَلَبات وحَلْبات وحلائِبُ:
1 - اسم مرَّة من حلَبَ.
2 - خيل تُجمع للسّباق "بدأ انطلاق الحَلْبة".
3 - مساحة أو ميدان أو موضع لسباق الخيل أو للملاكمة أو للمصارعة أو نحو ذلك "الأبطال يتبارون في حَلْبة- فلان
 يركض في كلِّ حَلْبة من حلبات المجد" ° فارس حَلْبة: سبَّاق متميّز في مجاله- نزَل إلى الحَلْبَة: أي إلى المباراة، وقد تكون المباراة أدبيّة أو رياضيّة أو سياسيّة. 

حُلْبة [جمع]: (نت) نبات عشبيّ من فصيلة القرنيّات يُؤكل أخضر ويُعالج به، كما يُتّخذ من حبّه الجافّ- بعد غليه- شراب ساخن. 

حَلاَّب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حلَبَ.
2 - من صناعته الحَلْب؛ أي استخراج اللّبن من ضروع إناث بعض الحيوانات. 

حَلوب [مفرد]: ج حلائِبُ وحُلُب، مؤ حلوب وحَلوبة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من حلَبَ: محلوب.
2 - ذات اللّبن من النّوق وغيرها من الحيوانات اللّبونة (للواحد والجمع) ° بقرة حَلوب: شيء أو شخص يستغلّه الجميع- حلوبة المسلمين: فَيْؤهم- ما له حلوبة ولا ركوبة: فقير لا يملك شيئًا- هاجرةٌ حلوب: ظهيرة تُسيل العرقَ.
3 - سائل كالحليب، ممتلئ أو مؤلّف من الحليب. 

حَليب [مفرد]:
1 - لبنٌ محلوب لم يتغيَّر طعمُه، أو مُسيّل بخلط مسحوق اللّبن بالماء "حليب معقَّم- حليب مقشود: منزوع الدَّسَم".
2 - سائل أبيض يحتوي على البروتين والدهون وسُكَّر الحليب والفيتامينات والمعادن تنتجه الغدد الثدييَّة لإناث الثدييّات لتغذية صغارها.
• حليب جوز الهند: سائل حليبيّ يستخرج من لُبّ جوز الهند، يُستعمل شرابًا وفي بعض الأطعمة.
• حليب مركَّز: حليب بقريّ يُضاف إليه السُّكّر ويُركَّز بالتبخير، فيصير حليبًا مكثّفًا.
• زبد الحليب: الدهن الطبيعيّ الذي يتمّ صُنع الزبدة منه والمكوّن بشكل رئيسيّ من جلسريدات الزَّيتيك والإستياريك وأحماض النَّخل. 

حَليبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَليب.
• السِّنّ الحليبيّ: من الأسنان المؤقَّتة لصغير الحيوان الثدييّ. 

مِحلَب [مفرد]: ج محالبُ: إناءٌ يُحلَب ويُوضع فيه اللَّبنُ "يُغْسل المحْلَبُ جيّدًا عند تفريغه ويُعقَّم". 

مُستحلَب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استحلبَ.
2 - (كم) سائل مائع يحمل رذاذًا من الموادّ الدُّهنيّة أو الراتنجيّة، أو هو مركَّب مؤلَّف من مائع يحمل رذاذًا من مائع آخر لا يختلط به "مستحلَبٌ زيتيّ".
3 - عصارة بيضاء تُستخرج من بعض الثِّمار "مستحلَبُ اللَّوْز: حليبه". 
الْحَاء وَاللَّام وَالْبَاء

الحَلَبُ: اسْتِخْرَاج مَا فِي الضَّرع من اللَّبن، يكون فِي الشَّاء وَالْإِبِل وَالْبَقر. حَلَبَها يَحلُبُها ويَحلِبُها حَلْبا وحلَبا وحِلابا، الْأَخِيرَة عَن الزجاجي، وَكَذَلِكَ احتَلَبها.

والمِحلَبُ والحِلابُ: الْإِنَاء الَّذِي يُحلَب فِيهِ قَالَ:

صاحِ هَل رأيتَ أَو سمِعتَ بِراعٍ ... ردَّ فِي الضرْعِ مَا قَرَى فِي الحِلابِ

ويروى: فِي العلاب، جمع علبة.

والحَلَبُ: اللَّبن المحْلوبُ، سمي بِالْمَصْدَرِ، وَنَحْوه كثير. والحَليبُ كالحَلبُ. وَقيل: الحلَبُ المحلوبُ من اللَّبن، والحليبُ مَا لم يتَغَيَّر طعمه. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

كأنَّ ربيب حَلَبٍ وقارِصِ

عِنْدِي أَن الحلَبَ هَاهُنَا هُوَ الحليبُ، لمعادلته إِيَّاه بالقارص حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: كَأَن ربيب لبن حليبٍ وَلبن قارص، وَلَيْسَ هُوَ الحلَب الَّذِي هُوَ اللَّبن المحلوبُ.

واستعار بعض الشُّعَرَاء الحليبَ لشراب التَّمْر فَقَالَ يصف النّخل:

لَهَا حليبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطه ... يَغْشَى النَّدامىَ عَلَيْهِ الجُودُ والرَّهَقُ

والإحْلابَةُ، أَن تَحلُبَ لأهْلك وَأَنت فِي المرعى لَبَنا ثمَّ تبْعَث بِهِ إِلَيْهِم. وَقد أحْلَبَهُم. وَاسم اللَّبن الإحْلابَةُ أَيْضا. وَقيل: الإحلابَةُ مَا زَاد على السقاء من اللَّبن إِذا جَاءَ بِهِ الرَّاعِي حِين يُورد إبِله وَفِيه اللَّبن، فَمَا زَاد على السقاء فَهُوَ إحلابَةُ الْحَيّ. وَقيل: الإحْلابُ والإحلابَةُ من اللَّبن، أَن تكون إبلهم فِي المرعى، فمهما حلبوا جمعُوا، فَبلغ وسق بعير حملوه إِلَى الْحَيّ.

وناقة حَلوبَةٌ وحَلوبٌ: الَّتِي تُحْلَبُ، وَالْهَاء أَكثر لِأَنَّهَا بِمَعْنى مفعولة، فَهِيَ كقتوبة وركوبة. قَالَ ثَعْلَب: نَاقَة حلوبَةٌ، محلوبَةٌ. وَقَول صَخْر الغي:

أَلا قُولاَ لِعَبْدِ الجهْلِ إنَّ الص ... حيحةَ لَا تُحالِبُها الثَّلُوثُ

أَرَادَ، لَا تصابرها على الحَلْبِ، وَهَذَا نَادِر.

وَرجل حَلوبٌ: حالِبٌ، وَكَذَلِكَ كل فعول إِذا كَانَ فِي معنى مفعول ثبتَتْ فِيهِ الْهَاء، وَإِذا كَانَ فِي معنى فَاعل لم تثبت فِيهِ الْهَاء. وَجمع الحَلوبَةِ حلائبُ وحُلُبٌ. قَالَ الَّلحيانيّ كل فعولة من هَذَا الضَّرْب من الْأَسْمَاء، إِن شِئْت أثبتَّ فِيهِ الْهَاء، وَإِن شِئْت حذفته.

وحَلوبَةُ الْإِبِل وَالْغنم: الْوَاحِدَة فَمَا زَادَت. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هَذِه غنم حُلْبٌ، بِسُكُون اللَّام، للضأن والمعز. وَأرَاهُ مخففا عَن حُلُبٍ.

وناقة حَلوبٌ: ذَات لبن. فَإِذا صيرتها اسْما قلت: هَذِه الحلوبَةُ لفُلَان. وَقَالُوا: نَاقَة حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبوتٌ: ذَات لبن، كَمَا قَالُوا: ركبانة وركباة وركبوت. وَحكى أَبُو زيد: نَاقَة حَلَباتٌ، بِلَفْظ الْجمع، وَكَذَلِكَ حكى: نَاقَة ركبات.

وشَاة تُحْلُبَةٌ وتُحْلَبَةٌ وتِحْلِبَةٌ، إِذا خرج من ضرْعهَا شَيْء قبل أَن ينزى عَلَيْهَا. وَكَذَلِكَ النَّاقة، عَن السيرافي.

وحَلَبَه الشَّاة والناقة، جَعلهمَا لَهُ يَحْلُبُهما. وأحْلَبه الشَّاة والناقة، فعل بِهِ ذَلِك وأعانه.

وَقَوله:

مَواليَ حِلْفٍ لَا مَوالي قَرابَةٍ ... ولكنْ قَطِينا يُحْلَبونَ الأَتاوِيا

فَإِنَّهُ جعل الإحْلابَ بِمَنْزِلَة الْإِعْطَاء، وعدَّى يُحْلَبونَ إِلَى مفعولين معنى يُعْطون.

وأحْلَبَ الرجل: ولدت إبِله إِنَاثًا. وأجْلَبَ ولدت لَهُ ذُكُورا. وَمن كَلَامهم: أأحْلَبْتَ أم أجْلَبْتَ؟ فَمَعْنَى أأحْلَبْتَ، أُنتِجَتْ نوقك إِنَاثًا، وَمعنى أم أجلبت، أم نتجت ذُكُورا. قَالَ وَيُقَال مَاله أجْلَبَ وَلَا أحْلَبَ، أَي نتجت إبِله كلهَا ذُكُورا وَلَا نُتِجَتْ إِنَاثًا فتُحْلَب.

وَفِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: مَاله، حَلَبَ وَلَا جَلَبَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَلم يفسره وَلَا أعرف وَجهه.

والحَلْبتانِ: الْغَدَاة والعشي، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَإِنَّمَا سميتا بذلك للحَلَبِ الَّذِي يكون فِيهَا.

وهاجرة حَلوبٌ: تَحلُبُ الْعرق. وتَحَلَّبَ الْعرق، سَالَ. وتَحَّلبَ بدنه عرقا: سَالَ عرقه. أنْشد ثَعْلَب:

وحَبشِيَّيْنِ إِذا تَحلَّبا

قَالَا نعم قَالَا نعم وصَوَّبا

تَحَلَّبا: عرقا.

وتَحلَّبَ فوه: سَالَ. وَكَذَلِكَ تَحلَّبَ الندى.

وتحَلَّبَتْ عَيناهُ وانحلَبتا، قَالَ:

وانحلبَتْ عَيناهُ من طول الأسى

وَدم حليبٌ: طري، عَن السكرِي، قَالَ عبد بن حبيب الْهُذلِيّ:

هُدوءاً تحتَ أقْمرَ مُستَكِفٍّ ... يُضيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحليبِ

والحَلَبُ من الجباية: مثل الصَّدَقَة وَنَحْوهَا مِمَّا لَا يكون وَظِيفَة مَعْلُومَة. وَقد تحَلَّبَ الْفَيْء.

والحَلْبَةُ: الدفعة من الْخَيل فِي الرِّهَان خَاصَّة، وَالْجمع حِلابٌ، على غير قِيَاس.

وحلائِبُ الرجل: أنصاره من بني عَمه خَاصَّة. قَالَ الْحَارِث بن حلزة:

ونحنُ غداةَ العَين لمَّا دَعوتَنا ... مَنعناك إِذْ ثابتْ عَلَيْك الحلائِبُ وحلَبوا يَحلُبون حَلْبا وحَلوبا، اجْتَمعُوا من كل وَجه. وأحْلَبوا عَلَيْك، اجْتَمعُوا وَجَاءُوا من كل أَوب. وأحلَبَ الْقَوْم غَيرهم أَعَانُوهُم، أَي أتوهم.

وأحْلَبَ الرجل غير قومه، دخل بَينهم فَأَعَانَ بَعضهم على بعض.

والحالِبان: عرقان يبتدأن الكليتين من ظَاهر الْبَطن. وهما أَيْضا عرقان أخضران يكتنفان السُّرَّة إِلَى الْبَطن، وَقيل: هما عرقان مستبطنا القرنين.

والحَلْبٌ: الْجُلُوس على ركبة وَأَنت تَأْكُل. يُقَال احلُبْ فَكل.

وحَلَبُ كل شَيْء: قشره، عَن كرَاع.

والحُلْبَةُ والحُلُبَةُ: الفريقة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحُلْبَةُ نبتة لَهَا حب أصفر يتعالج بِهِ ويبيت فيؤكل.

والحُلبَةُ: العرفج والقتاد. وَصَارَ ورق العضاه حُلْبَةً، إِذا خرج ورقه وعسا واغبر، وَغلظ عوده وشوكه.

والحُلَّبُ: نَبَات ينْبت فِي القيظ بالقيعان وشطآن الأودية، وَيلْزق بِالْأَرْضِ حَتَّى يكَاد يسوخ، وَلَا تَأْكُله الْإِبِل، إِنَّمَا تَأْكُله الشَّاء والظباء، وَهِي مغزرة مسمنة وتحتبل عَلَيْهَا الظباء. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحُلَّبُ نبت ينبسط على الأَرْض تدوم خضرته، لَهُ ورق صغَار يدبغ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زِيَاد: من الخلفة، الحُلَّبُ وَهِي شَجَرَة تسطح على الأَرْض لَازِقَة بهَا، شَدِيدَة الخضرة، وَأكْثر نباتها حِين يشْتَد الْحر، قَالَ: وَعَن الْأَعْرَاب الْقدَم: الحُلَّبُ يسلنطح على الأَرْض، لَهُ ورق صغَار مر، وأصل يبعد فِي الأَرْض، وَله قضبان صغَار.

وسقاء حُلَّبِيُّ ومَحْلوبٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة: دبغ بالحُلَّبِ.

والمَحْلَبُ: شجر لَهُ حب يَجْعَل فِي الطّيب، وَاسم ذَلِك الطّيب المَحْلَبِيَّةُ، على النّسَب إِلَيْهِ. قَالَ: أَبُو حنيفَة: لم يبلغنِي انه ينْبت بِشَيْء من بِلَاد الْعَرَب.

والحِلِبْلابُ: نبت تدوم خضرته فِي القيظ، وَله ورق أعرض من الْكَفّ، تسمن عَلَيْهِ الظباء وَالْغنم. وَقيل: هُوَ نَبَات سهلي، ثلاثي، كسرطراط، وَلَيْسَ برباعي، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام كسفرجل.

وحَلاَّبٌ: اسْم فرس لبني تغلب.

وحَلَب: مَدِينَة بِالشَّام.

وحَلَبانُ: اسْم مَوضِع، قَالَ المخبل السَّعْدِيّ: صَرَموا لأبْرَهةَ الأمورَ مَحَلُّها ... حَلَبانُ فَانْطَلقُوا مَعَ الأقْوالِ

ومَحْلَبَةُ ومُحْلِب: موضعان، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

يَا جارَ حَمْراءَ بأعْلى مُحلبِ

مُذنبةٌ فالقاعُ غيرُ مذنبِ

لَا شيءَ أخزَى من زِناءِ الأشْيَبِ

قَوْله " مذنبة فالقاع غير مذنب " يَقُول هِيَ الْمَدِينَة لَا القاع لِأَنَّهُ نَكَحَهَا ثمَّ.

والحُلْبوبُ: الْأسود من الشّعْر وَغَيره.

حلب

1 حَلَبَ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb, K) and حَلِبَ, (K,) inf. n. حَلَبٌ (S, A, Msb, K) and حَلْبٌ (A, Mgh, Msb, K) and حِلَابٌ; (K;) and ↓ احتلب; (S, K;) He milked (TA) a she-camel (S, Mgh, Msb, TA) &c., (Msb,) a ewe, a she-goat, and a cow: (TA:) he drew forth the milk in the udder: (A, K: [see also 10:]) and حَلَبَ اللَّبَنَ [he drew the milk from the udder]. (S and K in art. رثأ, &c.) حَلَبْتَ بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ [Thou hast milked with the strongest fore arm] is a prov., meaning thou hast asked aid of him who will perform thine affair, or thy want: (TA:) or, accord. to A'Obeyd, حَلَبْتُهَا الخ I have milked her &c., meaning I have taken it by force when I could not by gentle means. (TA in art. شد.) and حُلِبَتْ صَرَامِ, (TA,) or صُرَامُ, (S, and some copies of the K, in art. صرم,) The last milk was, or has been drawn from the udder, is another prov., used in a case when an evil has attained its crisis: (TA:) or it means (assumed tropical:) the excuse reached, or has reached, its utmost point: (AO, S and K in art. صرم:) or the she-camel that hah [little or] no milk was milked, or has been milked; denoting a calamity. (IB, TA in art. صرم.) And إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَحَلَبْتَ قَاعِدًا If thou lie, mayest thou milk sitting; i. e., lose thy camels, and become an owner only of sheep or goats, and thus, after having milked camels standing, milk sheep or goats sitting: this, also, is a proverbial saying, like the following: مَا لَهُ حَلَبَ قَاعِدًا وَاصْطَبَحَ بَارِدًا [What aileth him?] May he [be reduced to] milk a sheep or goat sitting, and drink cold water, not hot milk. (TA.) And حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ (assumed tropical:) He experienced good fortune and evil, is another prov. (TA. [See this and other exs. in art. شطر.]) So, too, ثُمَّ أَقْلَعَتْ ↓ حَلَبَتْ حَلْبَتَهَا (TA [but not there explained]) [lit. She performed her act of milking, and then desisted: but, as explained in Freytag's Arab. prov. (i. 343 and 281), meaning (assumed tropical:) It (a cloud, سَحَابَة,) sent forth a fine rain, and then ceased: and some read حَلْبَةً ↓ أَحْلَبَتْ, meaning the same: see another reading voce جَلَبَ]. b2: [Hence, حَلَبَهُ (assumed tropical:) He mulcted him: see an ex. voce فَشَّ: and see حَلَبٌ.] b3: [Hence also,] حَلَبَ, (A, K,) aor. ـُ (A,) inf. n. حَلْبٌ, (TA,) (tropical:) He set himself upon his knees, in the posture of the milker: (A:) he sat on his knees; (K;) or on his knee: he sat on his knee in eating, or in milking a ewe or she-goat: he kneeled. (TA.) You say, اُحْلُبْ وَكُلْ (tropical:) [Kneel thou like the milker, and eat]: (A:) it denotes a lowly [and becoming] mode of sitting while eating. (TA.) لَيْسَ فِى كُلِّ حِينٍ احْلُبْ فَاشْرُبْ (tropical:) [Not at every time is it said, kneel thou, and understand] is a prov. applied in the case of anything that is forbidden, or denied: AA says that الحلب signifies the act of kneeling; and الشرب the understanding a thing: and one says to a stupid person, اُحْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ Kneel thou; then understand: one says also, ليس كلُ حين احلب فاشرب [in Freytag's Arab. Prov., ii. 437, thus: فَأَشْرَبَ ↓ لَيْسَ كُلُّ حِينٍ أَحْلَبَ, and explained as meaning Not every time permits to milk and then to drink: i. e. not every time aids thee in performing a work; therefore thou shouldst act prudently, and not expend thy wealth without rule and measure.] (TA.) A2: حَلَبَ الرَّجُلَ, aor. ـُ He milked for the man. (S.) b2: حَلَبَهُ and ↓ احلبهُ He assigned to him, to be milked by him, a ewe or she-goat, and a she-camel: (K:) or the latter, he assigned to him what he should milk. (S.) A3: حَلَبُوا, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَلْبٌ and حُلُوبٌ, They assemble, or collected themselves together, from every quarter. (K, TA.) [See also 4.]

A4: حَلِبَ, aor. ـَ It (hair &c.) was, or became, black. (K.) 3 حالبهُ He milked with him. (K.) b2: See also 4. b3: حَالَبَتْهَا, inf. n. مُحَالَبَةٌ, She vied with her in patience during milking. (L.) 4 احلب أَهْلَهُ, (S,) inf. n. إِحْلَابٌ (K) and إِحْلَابَةٌ, (S, K,) [which latter see also below,] He milked for his family, while he was in the place of pasturage, and then sent to them the milk there drawn by him: (S, K:) or he conveyed to his tribe what had been milked while the camels were in the places of pasturage, and had been collected to the quantity of a camel-load. (TA.) b2: See also 1, in three places. [In the last of those instances, the verb, as explained in the K, is doubly trans.; and hence,] b3: احلبهُ is also used as meaning (assumed tropical:) He gave him a thing. (TA.) b4: Also He assisted him to milk, or in milking. (S, A, Mgh, K.) b5: And hence, (A, Mgh,) as also ↓ حالبهُ, (S,) by extension, (A,) in a general sense, (Mgh,) (tropical:) He assisted him, or aided him. (S, A.) And احلب غَيْرَ قَوْمِهِ (assumed tropical:) He entered among a party, or people, not his own, and aided some of them against others. (TA.) And احلبوا (assumed tropical:) They aided their companions. (TA.) (assumed tropical:) They assembled, or collected themselves together, from every quarter, to render aid, عَلَيْهِ against him; (S;) like اجلبوا; (S in art. جلب;) as also ↓ استحلبوا: (TA:) (assumed tropical:) they collected themselves together from every quarter for war &c.: (Az, TA:) (assumed tropical:) they assembled from every quarter, عَلَيْهِ against him. (TA. [See also 1.]) A2: احلب His camels brought forth females: opposed to اجلب “ his camels brought forth males. ” (S, A, K.) One says, أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ Have thy camels brought forth females, or have they brought forth males? (M, K.) See also أَجْلَبَ.5 تحلّب It flowed; (S, A, K, KL;) [or oozed, or exuded;] said of milk; (KL;) and (tropical:) of water; (A;) and (tropical:) of sweat, (S, A, K,) as also ↓ انحلب; (S;) and (tropical:) of moisture, or dew. (L.) b2: (tropical:) It (one's body) flowed, عَرَقًا with sweat: and in like manner, the eye [with tears]; (K;) and the mouth [with saliva]; (A, K;) as also ↓ انحلب. (K.) b3: (assumed tropical:) He sweated. (TA.) b4: It is also said of the [tribute termed] فَىْء [as meaning (assumed tropical:) It flowed in; or was collected: see حَلَبٌ]. (TA.) 7 إِنْحَلَبَ see 5, in two places.8 إِحْتَلَبَ see 1, first sentence.10 استحلب He drew forth milk. (S, A, K. *) b2: [Hence,] استحلبتِ الرِّيحُ السَّحَابَ (A, TA) (tropical:) The wind drew forth a shower of fine rain from the clouds; or caused them to send forth fine rain. (TA.) [And استحلبهُ فِى فَمِهِ (assumed tropical:) He sucked it in his mouth so as to draw forth its moisture or what dissolved thereof: see an ex. voce مُرٌّ.] b3: نَسْتَحْلِبُ الصِّبْرَ, occurring in a trad., means نَسْتَدِرُّ السَّحَابَ (assumed tropical:) [We desire, or look for, a shower of rain from the white clouds]. (TA.) b4: See also 4.

حُلْبٌ: see حُلْبَةٌ.

حَلَبٌ is an inf. n.: (S, A, Msb, K: see 1:) b2: and also signifies Milk drawn from the udder; (S, A, * Mgh, K;) or so لِبَنٌ حَلَبٌ; (Msb;) and so ↓ حَلِيبٌ; (S A, K;) or لَبَنٌ حَلِيبٌ; (Msb;) and ↓ حلَابٌ: (TA:) or (K, TA, in the CK “ and ”) ↓ حَلِيبٌ signifies [fresh milk, i. e.] milk of which the taste has not become altered; (K, TA;) and حَلَبٌ is thought by ISd to be used in this sense. (TA.) b3: [Hence,] (tropical:) The [tax called] جِبَايَة: (A:) or the kind of جباية (S, K) that is similar to the صَدَقَة and the like, (K,) whereof the assessment is not certain, or defined: (S, K:) pl. أَحْلَابٌ. (A, TA.) The pl. also means (assumed tropical:) Profits, or advantages, such as accrue to a commander, or governor. (TA in art. رضع.) b4: (tropical:) An evil result: so in the saying, ذَاقُوا حَلَبَ أَمْرِهِمْ (tropical:) [They tasted the evil result of their affair, or action]. (A.) b5: مَا لَهُ لَا حَلَبٌ وَلَا جَلَبٌ, mentioned by IAar, but not explained by him, (TA,) is said to be a form of imprecation [meaning What aileth him? May he have neither she-camels nor he-camels]; (K;) and this is the opinion generally held: (TA:) but some say that there is no reason for this [assertion; holding the meaning to be, he has neither she-camels nor hecamels; the former لا being redundant: see 4; and see also جَلَبُ]. (K.) A2: Also The covering, exterior part, peel, or the like, (syn. قِشْر,) of anything. (Kr, TA.) حُلُبٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] Black; as applied to animals. (K. [See also حُلْبُوبٌ.]) b2: And Intelligent; as applied to men. (K.) حَلْبَةٌ [A single act of milking:] see 1. b2: [A time of milking. And hence,] الحَلْبَتَانِ The morning and evening; (IAar, K;) because they are the two milking-times. (TA.) b3: [(assumed tropical:) A fine rain; or a shower of fine rain: pl. حَلَبَاتٌ: the sing. occurring in the TA in art. هضب, and the pl. in the same and in the S in that art.: see also 1 in the present art.]

A2: A number of horses started together for a wager: (K:) horses assembled from every quarter for a race, (S, Mgh, Msb, K,) not from one stable, (S, K,) or not from one quarter: (Msb:) or horses that come from every quarter to aid: (A: [but this is probably a false rendering, occasioned by an omission, which has combined portions of explanations of two words:]) pl. حَلَائِبُ, (Msb, K,) because the sing. has the meaning of ↓ حَلِيبَةٌ, (Msb,) [as pl. of حَلْبَةٌ] irreg., and حِلَابٌ and حَلَبَاتٌ. (TA.) You say, جَآءَتِ الفَرَسُ فِى آخِرِ الحَلْبَةِ The mare came among the last of the horses [in the race]. (Msb.) and فُلَانٌ سَابِقُ الحَلَائِبِ (assumed tropical:) [Such a one is the winner in races. or in contests]. (TA.) b2: And A raceground. (A.) You say, فُلَانٌ يَرْكُضُ فِى كُلِّ حَلْبَةٍ مِنْ حَلَبَاتِ المَجْدِ (tropical:) [Such a one urges on in every scene of glorious contest]. (A, TA.) حُلْبَةٌ [Fenugreek; trigonella fænumgræcum of Linn.;] a certain grain, (S, Mgh, Msb,) well known, (S, Mgh,) which is eaten; also pronounced ↓ حُلُبَةٌ: (Msb:) a certain plant, (AHn, K,) having a yellow grain, used medicinally; and made to germinate [in a vessel of water], and eaten; (AHn, TA;) useful as a remedy for diseases of the chest, for cough, asthma, phlegm, and hæmorrhoids, for giving strength to the back, for the liver and the bladder, and as a stimulant to the venereal faculty, (K, * TA,) alone or compounded; and a common article of food of the people of El-Yemen: pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ حُلْبٌ. (TA.) b2: The [plant otherwise called]

عَرْفَج. (AHn, K.) b3: The قَتَاد [or tragacantha]. (AHn, K.) b4: The leaves of the عِضَاه when they have become harsh and dry, and dusty or dustcoloured, and when its branches and thorns have become thick: (TA:) or it is [what is in a similar state] of the fruit of the عضاه: (IAth, TA:) the word is sometimes pronounced ↓ حُلُبَةٌ. (TA.) b5: The kind of food called فَرِيقَة, (K, TA,) which is given to women when childbearing; (TA;) as also ↓ حُلُبَةٌ. (K.) A2: A pure black colour. (K.) [See حُلْبُوبٌ.]

حُلُبَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

حَلْبَى: see حَلُوبٌ, in two places.

حَلْبَآءُ A female slave who kneels by reason of indolence. (TA.) حَلْبَاةٌ; and its pl. حَلْبَاتٌ: see حَلُوبٌ, in three places.

حُلْبُوبٌ Black hair &c. (T, K. [See also حُلُبٌ.]) And أَسْوَدُحُلْبُوبٌ Intensely black. (S.) حَلَبُوتٌ: see each in two places voce حَلُوب.

حَلَبُوتَى: see each in two places voce حَلُوب.

حَلْبَانَةٌ: see each in two places voce حَلُوب.

حِلَابٌ: see حَلَبٌ: b2: and مِحْلَبٌ.

A2: It is also a pl. of حَلْبَةٌ, as shown above. (TA.) حَلُوبٌ and ↓ حَلُوبَةٌ (of which the latter is the more common, TA) A she-camel that is milked; (K;) both signify alike: (TA:) or the former is an epithet, signifying as above; and the latter is a subst., signifying the animal that is milked; (S, * A, Mgh, Msb, TA;) though some say the reverse: or sometimes the former is used for the latter, meaning a milch camel, &c.: accord. to Meyd, the latter signifies a she-camel that is milked for the guest, and for the people of the tent or house: (TA:) the former is used by some as a sing., and by others in a pl. sense: (IB, TA:) and [in like manner] the latter is applied to a single she-camel or ewe or she-goat, and to more: (K:) the pl. (of the latter, TA) is حَلَائِبُ (S, K) and حُلُبٌ; (K;) and حُلْبٌ, supposed to be a contraction of حُلُبٌ, also occurs as a pl. epithet applied to ewes and to she-goats. (Lh, TA.) You say حَلُوبَةٌ تُثْمِلُ وَلَا تُصَرِّحُ A milch camel that gives much froth in her milk, and does not give pure, or clear, milk: a prov., applied to him who promises much, but performs little. (Meyd, TA.) And دّرَّتْ حَلُوبَةُ المُسْلِمِينَ (assumed tropical:) [The milch camel of the Muslims has yielded a copious supply of milk] is said when the dues of the government-treasury are in a good state. (IAar, Suh, TA.) ↓ حَلْبَانَةٌ, also, signifies A she-camel having milk; (IAar, S, K;) that is milked; a milch camel; (A, K;) like حَلُوبٌ; (TA;) and so ↓ حَلْبَاةٌ (IAar, K) and ↓ حَلَبُوتٌ (ISd, K) and ↓ حَلْبَى and ↓ حَلَبُوتَى, (K,) like as they said رَكْبَانَةٌ and رَكْبَاةٌ and رَكَبُوتٌ (TA) and رَكْبَى and رَكَبُوتَى: (K:) or fit to be milked: (S and TA voce رَكُوبٌ:) and حَلُوبٌ and the rest of the foregoing epithets, except حَلَبُوتٌ, [which I nevertheless believe to be perfectly syn. with them, like as خَلَبُوتٌ is syn. with خَلَّابٌ accord. to the S,] are also mentioned as having an intensive signification. (TA.) You say ↓ نَاقَةٌ حَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ (A, K) and رَكْبَاةٌ ↓ حَلْبَاةٌ (TA) [and رَكَبُوتٌ ↓ حَلَبُوتٌ] and رَكْبَى ↓ حَلْبَى and ↓ حَلَبُوتَى

رَكَبُوتَى (K) A she-camel that is milked and ridden: (A, K:) or that yields abundance of milk and that is submissive to be ridden. (TA.) Az mentions ↓ نَاقَةٌ حَلْبَاتٌ, the latter word in the pl. form; as also نَاقَةٌ رَكْبَاتٌ. (TA. [But in each case I think that the ت is a mistake for ة.]) A2: See also حَالِبٌ. b2: [Hence,] هَاجِرَةٌ حَلُوبٌ (assumed tropical:) [A summer-midday] that draws forth the sweat. (K.) حَلِيبٌ: see حَلَبٌ, in two places. b2: Also (tropical:) A beverage [of the kind termed نَبِيذ,] prepared from dates. (K, TA.) b3: And (assumed tropical:) Fresh blood. (K.) حِلَابَةٌ [or perhaps حُلَابَةٌ, like عُصَارَةٌ &c., (assumed tropical:) An exuding fluid]. (AHn, TA voce نِفْطٌ, q. v.) حَلُوبَةٌ: see حَلُوبٌ.

حَلِيبَةٌ: see حَلْبَةٌ: b2: and see what next follows.

حَلَائِبُ used as a pl. of حَلْبَةٌ [q. v.], because the latter has the meaning of ↓ حَلِيبَةٌ. (Msb.) b2: Also Companies, assemblies, or troops. (K.) b3: And The sons of the paternal uncle: (K:) or a man's assistants, or auxiliaries, consisting of the sons of the paternal uncle in particular. (TA.) حُلَّبٌ A certain plant, (S, K,) that grows in the hot season, in the plains and on the sides of valleys, cleaving to the ground so as almost to be buried in it, not eaten by the camels, but only by the sheep or goats, (TA,) and by the gazelles: (S, TA:) it increases the milk, and fattens; and gazelles are snared [while pasturing] upon it (تحتبل عليها): (TA:) hence the expressions تَيْسُ الحُلَّبِ and تَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ [a buck-gazelle that feeds upon the حلّب]: (S:) it is a curling herb, of a dusty colour inclining to green, that spreads upon the ground; when a piece of it is cut off, a milky fluid flows from it: (As, S:) AHn says, it is a plant that spreads upon the ground, evergreen, having small leaves, with which they tan: Aboo-Ziyád says, it is included among what are termed الخِلْفَة, and is a tree that expands over the ground, cleaving thereto, intensely green, growing most when the heat becomes great: and he adds, on the authority of Arabs of the desert, that it lies upon the ground, having small and bitter leaves, and a root penetrating deep into the earth, and small twigs: it is of the kind of plants termed رَيِّحَةٌ. (TA.) حُلَّبِىٌّ A skin for water or milk tanned with [the leaves of] the حُلَّب; (S, K;) as also ↓ مَحْلُوبٌ, (K.) يَوْمٌ حَلَّابٌ (assumed tropical:) A dewy day. (Sh, K.) حَالِبٌ A milker; (S, K;) as also ↓ حَلُوبٌ; (K;) but the latter has an intensive signification: (TA:) pl. حَلَبَةٌ. (S, A.) You say, هُمْ حَلَبَةُ الإِبِلِ [They are the milkers of the camels]. (A.) And شّتَّى

تَؤُوبُ الحَلَبَهْ [Separately the milkers return]: (S, A:) for when they assemble to milk their camels, each occupies himself with milking his own, and then they return, one after another; (S, TA;) or they water them together, and return separately to their abodes, where each one milks: (TA:) a prov., (S, A, TA,) relating to the manners of men in assembling and separating: (TA:) you should not say الحَلَمَهْ. (S.) IKtt gives it differently, thus: حَتَّى تَؤُوبَ الحَلَبَهْ [Until the milkers return]: but the former reading is that commonly known. (IB, TA.) لَيْسَ لَهَا رَاعٍ وَلٰكِنَّ حَلَبَةٌ [They (i. e. camels) have not a pastor, but milkers] is another prov., applied to a man who asks thine aid, and whom thou aidest, but on whose part there is no aid. (TA. [That is, You ask aid of one to whom you render no aid. See also Freytag's Arab. Prov. ii. 427.]) b2: [Hence,] الحَالِبَانِ (tropical:) [The two spermatic ducts;] two veins, or ducts, which supply the penis with [the spermatic] fluid; whence the phrase, دَرَّ حَالِبَاهُ, meaning (tropical:) his penis became erect: (A, TA:) (assumed tropical:) two veins, or ducts, in the kidneys: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) or (assumed tropical:) two veins, or ducts, (S, TA,) of a green colour, (TA,) on either side of the navel: (S, TA:) accord. to some, (assumed tropical:) two veins, or ducts, within the two horns. (TA. [But I think that, in this instance, القرنين is a mistranscription for العرْنِين, meaning the nose: see what follows.]) حَوَالِبُ [is the pl., and] signifies (tropical:) The sources [whence flows the milk] of the udder: (A, TA:) and (tropical:) the sources whence flow the tears of the eye: (A, K:) and (tropical:) the sources of a spring, (A,) or of a well: (K:) and حَوَالِبُ الأَسْهَرَيْنِ (assumed tropical:) the veins, or dusts, that excern the mucus from the nose, and the spermatic fluid from the penis. (AA, T. [But see art. سهر.]) إِحْلَابٌ: see what next follows.

إِحلَابَةٌ Milk which a man draws for his family, while he is in the place of pasturing, and then sends to them: (A, K:) or milk that remains over and above what fills the skin: (K:) or what remains over and above the contents of the skin when the pastor brings the skin on the occasion of his conducting his camels to water and it contains milk; this being the احلابة of the tribe: or milk which people collect, to the quantity of a camel-load, while their camels are in the place of pasturing, and convey to the tribe; as also ↓ إِحْلَابٌ, pl. أَحَالِيبُ; whence the phrases, قَدْ جَآءَ بِإِحْلَابَيْنِ, and بِثَلَاثَةِ أَحَالِيبَ He has come with two camel-loads of milk collected while the camels were in the pasture, and with three such loads: when, in the case of milking ewes or goats or cows, people do thus, one says of them, جَاؤُوا بِإِمْخَاضَيْنِ, and أَمَا خِيضَ. (TA. [See also 4.]) تِحْلِبَةٌ and تُحْلُبَةٌ and تَحْلَبَةٌ and تِحْلَبَةٌ and تُحْلَبَةٌ (K) and تُحْلِبَةٌ and تَحْلِبَةٌ and تَحْلُبَةٌ (AHei, TA) and تِحْلَابَةٌ (K) A ewe, or she-goat, from whose udder somewhat [of milk] has issued before her being mounted by the ram: (K:) and a she-camel that emits, or yields, milk before conception: (Seer, TA:) or you say, accord. to Ks, عَنْزُ تِحْلِبَةٍ, or تَحْلِبَةٍ, [accord. to different copies of the S,] meaning a she-goat from whose udder some milk has issued before she has been mounted by the ram: and accord. to Az, عَنَاقُ تِحْلِبَةٍ, or تَحْلِبَةٍ, [accord. to different copies of the S,] and تُحْلُبَةٍ, and تَحْلَبَةٍ, a young she-goat that is milked before she conceives. (S.) مَحْلَبٌ A place of milking. (Msb.) A2: [Also The prunus mahaleb of Linn.; a small kernel of the stone of a wild cherry, much esteemed by the Egyptians, (and by the Arabs in general, E. W. L.,) and employed by them in many diseases, as a bechic and carminative; brought from Europe: (Rouyer, in the “ Descr. de l'Egypte,” xi. 452 of the 8vo. ed.:)] a kind of odoriferous tree: (A:) a certain tree having a grain (حَبّ [which may mean a kernel]) that is put into perfumes and aromatics; (Msb, * TA;) the perfume in which it is incorporated being termed ↓ مَحْلَبِيَّةٌ: so say IDrst and others: AHn says that he had not heard of its growing anywhere in the country of the Arabs: accord. to Aboo-Bekr Ibn-Talhah, a tree having a grain (حَبّ) like that of the رَيْحَان [which is likewise used in medicine, called بِزْرُ الرَّيْحَانِ, i. e. the seed of the ocimum basilicum, or common sweet basil]: accord. to Aboo-'Obeyd El-Bekree, the [tree called] أَرَاك: (TA:) [J says,] حَبُّ المَحْلَبِ is an aromatic medicine, the place whereof is المَحْلَبِيَّةُ, (S,) which is a town (بَلَدٌ) near El-Mósil: (K, TA:) IKh calls it a kind of perfume: some say it is the grain of the خِرْوَع [or castor-oil-plant]: others, that the محلب is the fruit, or produce, of the kind of tree termed شَجَرُ اليُسْرِ, which the Arabs call الأُسْر: IDrd says that it is the grain with which one perfumes; calling the grain by the name of محلب: (TA:) the best is the white, pearly, and clear. (Ibn-Seenà, book ii. p. 210.) Accord. to IDrst, this word is originally an inf. n., and حبّ المحلب and شجرة المحلب mean حبّ الحلب and شجرة الحلب. (TA. [IbrD informs me that it is a custom of some of the Arabs, previously to their milking, to chew some محلب, and to anoint with it the teat of the animal.]) A3: Honey. (K.) مُحْلِبٌ [One who assists in milking. b2: and hence, in a general sense,] (tropical:) An aider, or assistant: (S, K:) or an aider, or assistant, not belonging to the party, or people, whom he aids: if of that party, or people, the aider is not so called, accord. to the T. (TA. [But see 4.]) مِحْلَبٌ (S, A, Msb, K) and ↓ حِلَابٌ (A, Msb, K) A milking-vessel; a vessel into which one milks; (S, A, Msb, K;) made of the skin of a camel's side, or of other skin: (MF:) a vessel into which ewes are milked. (Az, TA.) مَحْلَبِيَّةٌ: see مَحْلَبٌ.

مَحْلُوبٌ Milk drawn from the udder. (S * K, &c.) A2: See also حُلَّبِىٌّ.

حلب: الحَلَبُ: استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ، يكونُ في الشاءِ والإِبِل والبَقَر. والحَلَبُ: مَصْدَرُ حَلَبها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها

حَلْباً وحَلَباً وحِلاباً، الأَخيرة عن الزجاجي، وكذلك احْتَلَبها، فهو

حالِبٌ. وفي حديث الزكاة: ومِن حَقِّها حَلَبُها على الماءِ، وفي رواية: حَلَبُها يومَ وِرْدِها.

يقال: حَلَبْت الناقَة والشاةَ حَلَباً، بفتح اللام؛ والمراد بحَلْبِها على الماء ليُصِيبَ الناسُ من لَبَنِها. وفي الحديث أَنه قال لقَوْمٍ: لا

تسْقُونِي حَلَبَ امرأَةٍ؛ وذلك أَن حَلَب النساءِ عَيْبٌ عند العَرَب

يُعَيَّرون به، فلذلك تَنَزَّه عنه؛ وفي حديث أَبي ذَرٍّ: هل يُوافِقُكم

عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ؟ أَي وَقْتَ حَلَب شاةٍ، فحذف المضاف.

وقومٌ حَلَبةٌ؛ وفي المثل: شَتَّى حتى تؤُوب(1)

(1 قوله «شتى حتى تؤوب إلخ» هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا، والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب إلخ، وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم.)

الحَلَبةُ، ولا تَقُل الحَلَمة، لأَنهم إِذا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النَّوقِ،

اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه، ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ

فالأَوَّلُ منهم؛

قال الشيخ أَبو محمد بن بري: هذا المثل ذكره الجوهري:

شتى تؤُوبُ الحَلَبةُ، وغَيَّره ابنُ القَطَّاع، فَجَعَل بَدَلَ شَتَّى

حَتَّى، ونَصَبَ بها تَؤُوب؛ قال: والمعروف هو الذي ذَكَرَه الجَوْهريّ، وكذلك ذكره أَبو عبيد والأَصْمعي، وقال: أَصْلُه أَنهم كانوا يُورِدُونَ إِبلَهُم الشريعة والحَوْض جميعاً، فإِذا صَدَروا تَفَرَّقُوا إِلى مَنازِلِهم، فحَلَب كلُّ واحد منهم في أَهلِه على حِيالِه؛ وهذا المثل ذكره أَبو عبيد في باب أَخلاقِ الناسِ في اجتِماعِهِم وافْتِراقِهم؛ ومثله:

الناسُ إِخوانٌ، وَشتَّى في الشِّيَمْ، * وكلُّهُم يَجمَعُهم بَيْتُ الأَدَمْ

الأَزهري أَبو عبيد: حَلَبْتُ حَلَباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً وهَرَبْتُ هَرَباً.

والحَلُوبُ: ما يُحْلَب؛ قال كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه:

يَبِيتُ النَّدَى، يا أُمَّ عَمْرٍو، ضَجِيعَهُ، * إِذا لم يكن، في الـمُنْقِياتِ، حَلُوبُ

حَلِيمٌ، إِذا ما الحِلْمُ زَيَّنَ أَهلَه، * مع الحِلْمِ، في عَيْنِ العَدُوِّ مَهيبُ

إِذا ما تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا، * فلم تَنْطِقِ العَوْراءَ، وهْوَ قَريب

الـمُنْقِياتُ: ذَواتُ النِقْيِ، وهُو الشَّحْمُ؛ يُقال: ناقةٌ مُنْقِيَةٌ، إِذا كانت سَمينَةً، وكذلك الحَلُوبةُ وإِنما جاءَ بالهاءِ لأَنك تريدُ الشيءَ الذي يُحْلَبُ أَي الشيءَ الذي اتخذوه ليَحْلُبوه، وليس لتكثيرِ الفعْلِ؛ وكذلك القولُ في الرَّكُوبةِ وغيرها. وناقةٌ حلوبة وحلوبٌ: للتي

تُحْلَبُ، والهاءُ أَكثر، لأَنها بمعنى مفعولةٍ. قال ثعلب: ناقة حَلوبة:

مَحْلوبة؛ وقول صخر الغيّ:

أَلا قُولاَ لعَبْدِالجَهْلِ: إِنَّ * الصَّحيحة لا تُحالِبُها التَّلُوثُ

أَراد: لا تُصابِرُها على الحَلْبِ، وهذا نادرٌ. وفي الحديث: إِياكَ

والحلوبَ أَي ذاتَ اللَّبَنِ. يقالُ: ناقةٌ حلوبٌ أَي هي مـما يُحلَب؛

والحَلوبُ والحَلوبةُ سواءٌ؛ وقيل: الحلوبُ الاسمُ، والحَلُوبةُ الصفة؛ وقيل: الواحدة والجماعة؛ ومنه حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: ولا حَلوبَةَ في البيت أَي شاة تُحْلَبُ، ورجلٌ حلوبٌ حالِبٌ؛ وكذلك كلُّ فَعُول إِذا كان في معنى مفعولٍ، تثبُتُ فيه الهاءُ، وإِذا كان في معنى فاعِلٍ، لم تَثْبُتْ فيه الهاءُ. وجمعُ الحلوبة حَلائِبُ وحُلُبٌ؛ قال اللحياني: كلُّ فَعولةٍ من هذا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئت أَثْبَتَّ فيه الهاءَ، وإِن شئتَ حذَفْتَه.

وحَلوبةُ الإِبلِ والغنم: الواحدةُ فَما زادتْ؛ وقال ابن بري: ومن العرب مَن يجعل الحلوبَ واحدةً، وشاهدهُ بيتُ كعبِ ابنِ سعدٍ الغَنَوي يَرثِي أَخاه:

إِذا لم يكن، في الـمُنْقِياتِ، حَلُوبُ

ومنهم من يجعله جمعاً، وشاهده قول نهيك بنِ إِسافٍ الأَنصاري:

تَقَسَّم جيراني حَلُوبي كأَنما، * تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ

أَي تَقَسَّم جِيراني حَلائِبي؛ وزَوْرٌ ومَنْوَر: حيّان مِن أَعدائه؛

وكذلك الحَلُوبة تكونُ واحدةً وجمعاً، فالحَلُوبة الواحدة؛ شاهِدُه قول الشاعر:

ما إِنْ رَأَيْنَا، في الزَّمانِ، ذي الكلَبْ، * حَلُوبةً واحدةً، فتُحْتَلَبْ

والحَلُوبة للجميع؛ شاهدهُ قول الجُمَيح بن مُنْقِذ:

لـمَّا رأَت إِبلي، قَلَّتْ حَلُوبَتُها، * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجْنيبِ

والتَّجْنيب: قلةُ اللَّبَنِ يقال: أَجْنَبَت الإِبلُ إِذا قلَّ لَبَنُها.

التهذيبُ: أَنشد الباهلي للجَعْدي:

وبنُو فَزَارة إِنـَّها * لا تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلائِبْ

قال: حُكي عن الأَصمعي أَنه قال: لا تُلْبِثُ الحَلائِبَ حَلَبَ ناقةٍ،

حتى تَهْزِمَهُم. قال وقال بعضهم: لا تُلْبِثُ الحلائبَ أَن يُحْلَب

عليها، تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتيها الأَمْداد. قال: وهذا زَعمٌ

أَثْبَتُ.اللحياني: هذه غَنَم حُلْبٌ، بسكون اللام، للضأْنِ والـمَعَز. قال : وأُراه مُخَفَّفاً عن حُلُب. وناقةٌ حلوبٌ: ذاتُ لَبَنٍ، فإِذا صَيَّرْتهَا اسْماً، قلتَ: هذه الحَلُوبة لفلان؛ وقد يُخرجون الهاءَ من الحَلُوبة، وهم يَعْنُونها، ومثله الرَّكوبة والرَّكُوبُ لِما يَرْكَبون، وكذلك الحَلوبُ والحلوبةُ لما يَحْلُبُون. والمِحْلَب، بالكسر والحلابُ: الإِناءُ الذي يَحْلَبُ فيه اللبَنُ؛ قال:

صَاحِ! هَلْ رَيْتَ، أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ * رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَا في الحِلابِ؟

ويُروى: في العِلابِ؛ وجمعه الـمَحَالِبُ. وفي الحديث: فَإِنْ رَضِيَ حِلابَها أَمـْسَكَها. الحِلابُ: اللَّبَنُ الذي تَحْلُبُه. وفي الحديث: كان إِذا اغْتَسَل دَعَا بِشَيءٍ مثلِ الحِلابِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَيمَنِ، ثم الأَيْسَرِ؛ قال ابن الأَثير: وقد رُوِيَتْ

بالجيم. وحُكي عن الأَزهري أَنه قال: قال أَصحاب المعاني إِنَّه الحِلابُ، وهو ما يُحْلَب فيهِ الغَنم كالمِحْلَب سَواءً، فصُحِّفَ؛ يَعْنُون أَنه كانَ يَغْتَسِلُ من ذلك الحِلابِ أَي يضَعُ فيه الماءَ الذي يَغْتَسِل منه. قال: واخْتارَ الجُلاّب، بالجيم، وفسَّره بماءِ الوَرْد. قال: وفي الحديث في كتاب البُخارِيِّ إِشكالٌ، وربَّما ظُنَّ انه تأَوَّله على الطيب، فقال: بابُ مَن بَدأَ بالحِلابِ والطِّيبِ عندَ الغُسْلِ. قال: وفي بعض النسخ: أَو الطيب، ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث، أَنـَّه كان إِذا اغْتَسَلَ دَعَا بشيءٍ مثلِ الحِلابِ. قال: وأَما مسلم فجمعَ الأَحادِيثَ الوارِدَة في هذا الـمَعْنى، في موضِعٍ واحدٍ، وهذا الحديث منها. قال: وذلك من فِعْلِهِ، يدُلُّك على أَنـَّه أَراد الآنِيَة والمقادِيرَ.

قال: ويحتمل أَن يكون البُخَاري ما أَراد إِلاّ الجُلاَّب، بالجيم، ولهذا تَرْجَم البابَ بِه، وبالطِّيب، ولكن الذي يُرْوَى في كتابِه إِنما هو بالحاءِ، وهو بها أَشْبَهُ، لأَنَّ الطِّيبَ، لمَنْ يَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل،

أَلْيَقُ مِنْه قَبلَهُ وأَوْلى، لأَنـَّه إِذا بَدَأَ بِه ثم اغْتَسَل، أَذْهَبَه الماءُ.

والحَلَبُ، بالتحريك: اللَّبَنُ الـمَحْلُوبُ، سُمِّيَ بالـمَصْدَرِ، ونحوُه كثير.

والحلِيب: كالحَلَب، وقيل: الحَلَبُ: المحلوب من اللَّبن، والحَلِيبُ

مَا لم يَتَغَيَّر طعْمه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

كانَ رَبيب حَلَبٍ وقارِصِ

قال ابن سيده: عندي أَنَّ الحَلَب ههنا، هو الحَلِيبُ

لـمُعادلَته إِياه بالقارِصِ، حتى كأَنـَّه قال: كان ربيب لَبَنٍ حلِيبٍ، ولبنٍ قارِصٍ، وليس هو الحَلَب الذي هو اللَّبن الـمَحْلُوبُ. الأَزهري: الحَلَب: اللَّبَنُ الحَلِيبُ؛ تَقولُ: شَرِبْتُ لَبَناً حَلِيباً وحَلَباً؛ واستعارَ بعضُ الشعراءِ الحَلِيبَ لشَراب التَّمْرِ فقال يصف النَّخْل:

لهَا حَلِيبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه، * يَغْشَى النَّدامَى عَلَيه الجُودُ والرَّهَق

والإِحْلابَة: أَن تَحلُب لأَهْلِكَ وأَنتَ في الـمَرْعى لَبَناً، ثم تَبْعَثَ به إِلَيْهم، وقد أَحْلَبَهُم. واسمُ اللَّبَنِ: الإِحْلابَة أَيضاً.

قال أَبو منصور: وهذا مَسْمُوعٌ عن العَرَب، صَحِيحٌ؛ ومنه الإِعْجالَةُ والإِعْجالاتُ. وقيل: الإِحْلابَةُ ما زادَ على السِّقَاءِ من اللَّبَنِ، إِذا جاءَ به الراعِي حين يورِدُ إِبلَه وفيه اللَّبَن، فما زادَ على السِّقَاءِ فهو إِحْلابَةُ الحَيِّ. وقيل: الإِحْلابُ والإِحلابَةُ من اللَّبَنِ أَن تكون إِبِلُهم في الـمَرْعَى، فمَهْما حَلَبُوا جَمَعُوا، فَبَلَغَ

وَسْقَ بَعيرٍ حَمَلوه إِلى الحَيِّ. تقولُ مِنهُ: أَحْلَبْتُ أَهْلي. يقال:

قد جاءَ بإِحْلابَينِ وثَلاثَة أَحاليبَ، وإِذا كانوا في الشاءِ والبَقَر،

ففَعلوا ما وَصَفْت، قالوا جاؤُوا بإِمْخَاضَيْنِ وثَلاثةِ أَماخِيضَ.

ابن الأَعرابي: ناقَةٌ حَلْباةٌ رَكْباةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ، وهي أَيضاً الحَلْبانَةُ والرَّكْبانَة. ابن سيده: وقالوا: ناقةٌ حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبُوت: ذاتُ لَبَنٍ؛ كما قالوا رَكْبانَةٌ ورَكْباةٌ ورَكَبُوتٌ؛ قال الشاعر يصف ناقة:

أَكْرِمْ لـنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ

حَلْبانَةٍ، رَكْبانَةٍ، صَفُوفِ،

تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ

قوله رَكْبانَةٍ: تَصْلُح للرُّكُوب؛ وقوله صَفُوفٍ: أَي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها، إِذا حُلِبَت، لكَثْرة ذلك اللَّبن. وفي حديث نُقادَةَ الأَسَدِيِّ: أَبْغِني ناقَةً حَلْبانَةً رَكْبانَةً أَي غزيرةً تُحْلَبُ، وذَلُولاً تُرْكَبُ، فهي صالِحَة للأَمـْرَين؛ وزيدَت الأَلِفُ والنونُ في بِنائهِما، للمبالغة. وحكى أَبو زيد: ناقَةٌ حَلَبَاتٌ، بلَفْظِ الجمع، وكذلك حكى: ناقَةٌ رَكَباتٌ وشاةٌ تُحْلُبَةٌ(1)

(1 قوله «وشاة تحلبة إلخ» في القاموس وشاة تحلابة بالكسر وتحلبة بضم التاء واللام وبفتحهما وكسرهما وضم التاء وكسرها مع فتح اللام.) وتِحْلِبة وتُحْلَبة إِذا خَرَج من

ضَرْعِها شيءٌ قبلَ أَن يُنْزَى عليها، وكذلك الناقَة التي تُحْلَب قبلَ

أَن تَحمِلَ، عن السيرافي.

وحَلَبَه الشاةَ والناقَةَ: جَعَلَهُما لَه يَحْلُبُهُما، وأَحْلَبَه إِيَّاهما كذلك؛ وقوله:

مَوَالِيَ حِلْفٍ، لا مَوالي قَرابَةٍ، * ولكِنْ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيا

فإِنه جَعَلَ الإِحْلابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ، وعدَّى يُحْلَبونَ إِلى مفعولين في معنى يُعْطَوْنَ.

وفي الحديث: الرَّهْن مَحْلُوبٌ أَي لِـمُرْتَهنِه أَن يَأْكُلَ لَبَنَهُ، بقدر نَظَرهِ عليه، وقِيامِه بأَمْره وعَلفِه.

وأَحْلَبَ الرَّجُلُ: ولدَتْ إِبِلُه إِناثاً؛ وأَجْلَبَ: وَلدَتْ لهُ ذُكوراً. ومِن كلامهم: أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ؟ فمعنى أَأَحْلَبْتَ: أَنُتِجَت نُوقُك إِناثاً؟ ومعنى أَمْ أَجْلَبْت: أَم نُتِجَت ذكوراً؟

وقد ذكر ذلك في ترجمة جَلَب. قال، ويقال: ما لَه أَجْلَبَ ولا أَحْلَبَ؟ أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كلُّها ذكوراً، ولا نُتِجَتْ إِناثاً فتُحْلَب. وفي

الدعاءِ على الإِنْسانِ: ما لَه حَلَبَ ولا جَلَبَ، عن ابن الأَعرابي، ولم يفسره؛ قال ابن سيده: ولا أَعْرِفُ وَجْهَه. ويدعُو الرَّجُلُ على الرَّجُلِ فيقول: ما لَه أَحلب ولا أَجْلَبَ، ومعنى أَحْلَبَ أَي وَلدَت إِبِلُه الإِناثَ دون الذُّكور، ولا أَجْلَب: إِذا دَعا لإِبِلِه أَن لا تَلِدَ الذُّكورَ، لأَنه الـمَحْقُ الخَفِيُّ لذَهابِ اللَّبنِ وانْقِطاعِ

النَّسْلِ.واستَحْلَبَ اللبنَ: اسْتَدَرَّه.

وحَلَبْتُ الرجُلَ أَي حَلَبْتُ له، تقول منه: احلُبْني أَي اكْفِني

الحَلْبَ، وأَحْلِبْني، بقَطْعِ الأَلِفِ، أَي أَْعِنِّي على الحَلبِ.

والحَلْبَتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ، عن ابن الأَعرابي؛ وإِنما سُمِّيَتا

بذلك للحَلَبِ الذي يكونُ فيهما.

وهاجِرةٌ حَلُوبٌ: تَحلُبُ العَرَقَ.

وتَحَلَّبَ العَرَقُ وانْحَلَبَ: سال. وتَحَلَّبَ بَدَنُه عَرَقاً: سالَ

عَرَقُه؛ أَنشد ثعلب:

وحَبَشِيَّيْنِ، إِذا تَحَلَّبا، * قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، وصَوَّبَا

تَحَلَّبا: عَرِقا.

وتَحَلَّبَ فُوه: سالَ، وكذلك تَحَلَّب النَّدَى إِذا سالَ؛ وأَنشد:

وظلَّ كتَيْسِ الرَّمْلِ، يَنْفُضُ مَتْنَه، * أَذاةً به مِنْ صائِكٍ مُتَحَلِّبِ

شبّه الفَرَسَ بالتَّيْس الذي تَحَلَّبَ عليه صائِكُ الـمَطَرِ مِن الشَّجَر؛ والصائِك: الذي تَغَيَّرَ لَوْنُه ورِيحُه.

وفي حديث ابن عُمَر، رضي اللّه عنهما، قال: رأَيت عمر يَتَحَلَّبُ فُوه، فقال: أَشْتَهي جراداً مَقْلُوّاً أَي يَتَهَيَّأُ رُضابُه للسَّيَلانِ؛

وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ أَي نَسْتَدِرُّ السَّحابَ.

وتَحَلَّبَتْ عَيْناهُ وانْحَلَبَتا؛ قال:

وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من طُولِ الأَسى

وحَوالِبُ البِئْرِ: منابع مائِها، وكذلك حَوالِبُ العُيونِ الفَوَّارَةِ، وحَوالِبُ العُيونِ الدَّامِعَةِ؛ قال الكميت:

تَدَفَّق جُوداً، إِذا ما الْبِحا * رُ غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ

أَي غارَتْ مَوَادُّها.

ودَمٌ حَلِيبٌ: طرِيٌّ، عن السُكَّري؛ قال عَبْدُ ابْنُ حَبِيبٍ

الهُذَلِيُّ:

هُدُوءًا، تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ، * يُضِيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ

والحَلَبُ من الجِبايَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ ونحوِها مـما لا يكونُ وظِيفَةً مَعْلومَةَ: وهي الإِحْلابُ في دِيوانِ الصَّدَقَاتِ، وقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ.

الأَزهري أَبو زيد: بَقَرةٌ مُحِلٌّ، وشاة مُحِلٌّ، وقد أَحَلَّتْ إِحْلالاً إِذا حَلَبَتْ، بفتح الحاءِ، قبلَ وِلادها؛ قال: وحَلَبَتْ أَي أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها.

والحَلْبَة: الدَّفْعَة من الخَيْلِ في الرِّهانِ خاصَّة، والجمعُ حَلائِبُ على غير قياسٍ؛ قال الأَزهري:

(يتبع...)

(تابع... 1): حلب: الحَلَبُ: استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ، يكونُ في الشاءِ... ...

ولا يقال للواحدِ منها حَلِيبَة ولا حِلابَة؛ وقال العجاج:

وسابِقُ الحَلائِبِ اللِّهَمُّ

يريد جَماعَة الحَلْبة. والحَلْبَة، بالتَّسْكِين: خَيْلٌ تُجْمع للسِّباقِ من كلِّ أَوْبٍ، لا تَخْرُجُ من مَوْضِعٍ واحِدٍ، ولكن من كلِّ حَيٍّ؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا، * الفَحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا

وهو كما يقالُ للقومِ إِذا جاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قد أَحْلَبُوا. الأَزهري: إِذا جاءَ القومُ من كلِّ وَجْهٍ، فاجْتَمَعُوا لحَرْبٍ

أَو غير ذلك، قيل: قد أَحْلَبُوا؛ وأَنشد:

إِذا نَفَرٌ، منهم، رَؤبة أَحْلَبُوا * عَلى عامِلٍ، جاءَتْ مَنِيَّتُهُ تَعْدُو 1

(1 قوله «رؤبة» هكذا في الأصول.)

ابن شميل: أَحْلَبَ بنو فلانٍ مع بَني فلانٍ إِذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم.

والـمُحْلِبُ: الناصِرُ؛ قال بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ:

ويَنْصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ، * مَتى تَدْعُهُمْ، يوماً، إِلى الرَّوْعِ، يَرْكَبوا

أَشارَ بِهِمْ، لَمْعَ الأَصَمِّ، فأَقْبَلُوا * عَرانِينَ لا يَأْتِيه، للنَّصْرِ، مُحْلِبُ

قوله: لَمْعَ الأَصَمِّ أَي كما يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ، والضمير في

أَشار يعود على مُقَدَّمِ الجَيْش؛ وقوله مُحْلِبُ، يقول: لا يَأْتِيهِ

أَحدٌ ينصره من غير قَوْمِه وبَنِي عَمِّه. وعَرانِينَ: رُؤَساءَ. وقال في التهذيب: كأَنـَّه قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ، لأَن الأَصَمَّ لا يسمعُ

الجوابَ، فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ، وقوله: لا يَأْتِيهِ مُحْلِبُ أَي لا

يأْتِيهِ مُعِينٌ من غيرِ قَوْ مِهِ، وإِذا كان الـمُعِين مِن قَوْمِه، لم

يَكُنْ مُحْلِباً؛ وقال:

صَريحٌ مُحْلِبٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، * لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ(2)

(2 قوله «صريح» البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم:

نزيعاً محلباً من أَهل لفت

إلخ. وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت، وضبط لفت بفتح اللام وكسرها مع اسكان الفاء.)

وحالَبْت الرجُلَ إِذا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه. وحَلائِبُ الرجُلِ:أَنْصارُه من بَني عَمِّه خاصَّةً؛ قال الحرِثُ بن حلزة:

ونَحْنُ، غَداةَ العَيْن، لَـمَّا دَعَوْتَنَا، * مَنَعْناكَ، إِذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ

وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبونَ حَلْباً وحُلُوباً: اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه.

وأَحْلَبُوا عَلَيك: اجْتَمَعُوا وجاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ. وأَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحابَهُم: أَعانُوهُم. وأَحْلَبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِهِ: دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم على بَعْضٍ، وهو رَجُلٌ مُحْلِبٌ. وأَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إِذا أَعانَه على الحَلْبِ. وفي المثل: لَيْسَ لهَا رَاعٍ، ولكِنْ حَلَبَة؛ يُضْرَب للرجُل، يَسْتَعِينُك فتُعِينُه، ولا مَعُونَةَ عِنْدَه.

وفي حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ: ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا

يَسْتَحْلِبُونَ لَه على ما يُريدُ أَي لا يَجْتَمِعُون؛ يقال: أَحْلَبَ القَو مُ

واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرة والإعانَةِ، وأَصلُ الإِحْلابِ

الإِعانَةُ على الحَلْبِ؛ ومن أَمثالهم:

لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الحَلائِب

يعني الجَماعَاتِ. ومن أَمْثالِهِم: حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي اسْتَعَنْتَ بمَنْ يَقُوم بأَمْرِكَ ويُعْنى بحاجَتِكَ. ومن أَمـْثالِهِم في الـمَنْع: لَيْسَ في كلِّ حين أُحْلَبُ فأُشْرَبُ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه الـمُنْذِريُّ عن أَبي الهَيْثم؛ قال أَبو عبيد: وهذا المَثَلُ يُرْوى عن سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، قاله في حديث سُئِلَ عنه، وهو يُضْرَبُ في كلِّ شيءٍ يُمْنَع. قال، وقد يقال: ليس كلّ حِينٍ أَحْلُبُ فأَشْرَب. ومن

أَمثالهم: حَلَبَتْ حَلْبَتَها، ثم أَقْلَعَتْ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجُلِ

يَصْخَبُ ويَجْلُبُ، ثم يَسْكُتُ من غير أَن يَكونَ منه شَيءٌ غير

جَلَبَتِه وصِياحِه.

والحالِبانِ: عِرْقان يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ من ظَاهِرِ البَطْنِ، وهُما أَيضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ يَكتنِفان السُّرَّة إِلى البَطْن؛ وقيل هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْن. الأَزهري: وأَما قولُ الشمَّاخ:

تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ، أَنْصَبَتْه، * حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ

فإِن أَبا عمرو قال: أَسْهَراهُ: ذكَرُه وأَنْفُه؛ وحَوالِبُهُما: عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِين من الأَنْفِ، والـمَذْيَ مِن قَضِيبِه. ويُروَى حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ، يعني عُرُوقاً يَذِنُّ منْها أَنْفُه.

والحَلْبُ: الجُلُوسُ على رُكْبَةٍ وأَنـْتَ تَأْكُلُ؛ يقال: احْلُبْ فكُلْ. وفي الحديث: كان إِذا دُعِيَ إِلى طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ؛ هو

الجلوسُ على الرُّكْبة ليَحْلُبَ الشاةَ. يقال: احْلُبْ فكُلْ أَي اجْلِسْ، وأَراد به جُلوسَ الـمُتَواضِعِين.

ابن الأَعرابي: حَلَبَ يَحْلُبُ: إِذا جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ.

أَبو عمرو: الحَلْبُ: البُروكُ، والشَّرْبُ: الفَهْم. يقال: حَلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ؛ وشَرَب يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ. ويقال للبَلِيدِ: احْلُبْ ثم اشْرُبْ.

والحلباءُ: الأَمَةُ الباركةُ من كَسَلِها؛ وقد حَلَبَتْ تَحْلُب إِذا بَرَكَت على رُكْبَتَيْها.

وحَلَبُ كلِّ شيءٍ: قشره، عن كُراع.

والحُلْبة والحُلُبة: الفَريقةُ. وقال أَبو حنيفة: الحُلْبة نِبْتة لها حَبٌّ أَصْفَر، يُتَعالَجُ به، ويُبَيَّتُ فيُؤْكَلُ. والحُلْبة: العَرْفَجُ والقَتَادُ. وصَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْبةً إِذا خرج ورقُه وعَسا واغْبَرَّ، وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه. والحُلْبة: نَبْتٌ معروفٌ، والجمع حُلَب. وفي حديث خالدِ ابنِ مَعْدانَ: لَوْيَعْلَمُ الناسُ ما في الحُلْبةِ لاشْتَرَوْها، ولو بوزنِها ذَهَباً. قال ابن الأَثير: الحُلْبةُ: حَبٌّ معروف؛ وقيل: هو من ثَمَرِ العِضاه؛ قال: وقد تُضَمُّ اللامُ.

والحُلَّبُ: نباتٌ يَنْبُت في القَيْظِ بالقِيعانِ، وشُطْآنِ الأَوْدية، ويَلْزَقُ بالأَرضِ، حتى يَكادَ يَسوخُ، ولا تأْكلُه الإِبل، إِنما تأْكلُه الشاءُ والظِّباءُ، وهي مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ، وتُحْتَبلُ عليها الظِّباءُ. يقال: تَيْسُ حُلَّبٍ، وتَيْسٌ ذُو

حُلَّبٍ، وهي بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ في خُضْرةٍ، تَنْبسِطُ على الأَرضِ، يَسِيلُ منها اللَّبَنُ، إِذا قُطِعَ منها شيءٌ؛ قال النابغة يصف فرساً:

بعارِي النَّواهِقِ، صَلْتِ الجَبِينِ، * يَسْتَنُّ، كالتَّيْسِ ذي الحُلَّبِ

ومنه قوله:

أَقَبَّ كَتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ

وقال أَبو حنيفة: الحُلَّبُ نبتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرض، وتَدُومُ

خُضْرتُه، له ورقٌ صِغارٌ، يُدبَغُ به. وقال أَبو زيادٍ: من الخِلْفةِ

الحُلَّبُ، وهي شجرة تَسَطَّحُ على الأَرض، لازِقةٌ بها، شديدةُ الخُضْرةِ، وأَكثرُ نباتِها حين يَشْتَدُّ الحرُّ. قال، وعن الأَعراب القُدُم: الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ على الأَرض، له ورقٌ صِغارٌ مرٌّ، وأَصلٌ يُبْعِدُ في الأَرض، وله قُضْبانٌ صِغارٌ، وسِقاءٌ حُلَّبيٌّ ومَحْلوبٌ، الأَخيرة عن أَبي حنيفة، دُبِغَ بالحُلَّبِ؛ قال الراجز:

دَلْوٌ تَمَأّى، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ

تَمَأّى أَي اتَّسَعَ. الأَصمعي: أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قد رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ؛ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّيِّحة في أَيامِ الصَّفَرِيَّة، وهي عشرون يوماً من آخر القَيْظِ، والرَّيِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ، والنَّصِيِّ والرُّخامى والـمَكْرِ، وهو أَن يظهَر النَّبْتُ في أُصوله، فالتي بَقِيَتْ من العام الأَوَّل في الأَرضِ، تَرُبُّ الثَّرَى أَي تَلْزَمُه.

والـمَحْلَبُ: شَجَرٌ له حَبٌّ يُجْعَلُ في الطِّيبِ، واسمُ ذلك الطِّيبِ الـمَحْلَبِيَّةُ، على النَّسَبِ إِليه؛ قال أَبو حنيفة: لم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بشيءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ. وحَبُّ الـمَحْلَبِ: دواءٌ من الأَفاويهِ، وموضِعُه الـمَحْلَبِيَّة.

والحِلِبْلابُ: نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه في القَيْظِ، وله ورقٌ أَعْرَضُ

من الكَفِّ، تَسْمَنُ عليه الظِّباءُ والغنمُ؛ وقيل: هو نَباتٌ سُهْليٌّ

ثُلاثيٌّ كسِرِطْرَاطٍ، وليس برُباعِيٍّ، لأَنه ليس في الكَلامِ

كَسِفِرْجالٍ.

وحَلاَّبٌ، بالتشديد: اسمُ فَرَسٍ لبَني تَغْلبَ. التهذيبُ: حَلاَّبٌ من

أَسماءِ خيلِ العرب السابقة. أَبو عبيدة: حَلاَّبٌ من نِتاجِ الأَعْوجِ.

الأَزهري، عن شمر: يومٌ حَلاَّبٌ، ويومٌ هَلاَّبٌ، ويومٌ همَّامٌ، ويومٌ

صَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ؛ فأَما الهَلاَّبُ فاليابسُ بَرْداً، وأَما

الحَلاَّب ففيه نَدىً، وأَما الهَمَّامُ فالذي قد هَمَّ بالبَرْد.

وحَلَبُ: مدينةٌ بالشامِ؛ وفي التهذيب: حَلَبُ اسمُ بَلَدٍ من الثُّغُورِ الشامِيَّة.

وحَلَبانُ: اسمُ مَوْضعٍ؛ قال الـمُخَبَّل السعدي:

صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ، مَحَلُّها * حَلَبانُ، فانْطَلَقُوا مع الأَقْوالِ

ومَحْلَبةُ ومُحْلِب: مَوْضِعانِ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

يا جارَ حَمْراءَ، بأَعْلى مُحْلِبِ،

مُذْنِبَةٌ، فالقـــــــــاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ،

لا شيءَ أَخْزَى مِن زِناءِ الأَشْيَب

قوله:

مُذنِبَة، فالْقـــــــاعُ غيرُ مُذْنِبِ

يقول: هي المذنبة لا القاعُ، لأَنه نَكَحَها ثَمَّ.

ابن الأَعرابي: الحُلُبُ السُّودُ من كلِّ الحَيوانِ. قال: والحُلُبُ

الفُهَماءُ من الرِّجالِ.

الأَزهري: الحُلْبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ؛ قال رؤْبة:

واللَّوْنُ، في حُوَّتِه، حُلْبُوبُ

والحُلْبُوبُ: الأَسْوَدُ من الشَّعَرِ وغيره. يقال: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حالِكٌ. ابن الأَعرابي: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ؛ وأَنشد:

أَمـَا تَرانِي، اليَوْمَ، عَشّاً ناخِصَا، * أَسْوَدَ حُلْبوباً، وكنتُ وابِصَا

عَشّاً ناخِصاً: قليلَ اللحم مَهْزُولاً. ووابِصاً: بَرَّاقاً.

حلب
: (الحَلْبُ ويُحَرَّكُ) كالطَّلَبِ، رَوَاهُ الأَزْهريُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ (: اسْتِخْرَاجُ مَا فِي الضَّرْعِ منَ اللَّبَنِ) يَكُونُ فِي الشَّاءِ والإِبلِ والبَقَرِ، (كالحِلاَبِ، بالكَسْر، والاحْتِلاَبِ) ، الأُولَى عَن الزجّاجيِّ، حَلَبَ (يَحْلُبُ) بِالضَّمِّ (ويَحْلِبُ) بالكَسْر، نقلهما اوصمعيّ عَن الْعَرَب، واحْتَلَبَهَا، وَهُوَ حَالِبٌ، وَفِي حدِيث الزَّكَاةِ (ومِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا عَلَى المَاءِ) وفِي رِوَايَة (حَلَبُها يَوْمَ وِرْدِهَا) يقالُ: حَلَبْتُ الناقةَ والشاةَ حَلَباً بِفَتْح اللَّام، والمرادُ يَحْلُبُهَا على الماءِ لِيُصيبَ الناسُ من لَبَنِهَا، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ قَالَ (لِقَوم) لاَ تَسْقُونِي حَلَبَ امْرَأَةٍ) وَذَلِكَ أَن حَلَبَ النِّسَاءِ غيرُ حبِيبٍ عندَ العَرَبِ يُعَيَّرُونَ بِهِ، فَلذَلِك تَنَزَّه عَنهُ.
(والمِحْلَبُ والحِلاَبُ، بكَسْرِهِمَا: إِنَاءٌ يُحْلَبُ فيهِ) اللبنُ، قَالَ إِسماعيلُ بنُ بَشَّارٍ:
صاحِ هَلْ رَيْتَ أَو سَمِعْتَ بِراعٍ
رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي الحِلاَبِ
هَكَذَا أَنشده ابْن مَنْظُور فِي (لِسَان الْعَرَب) ، والصاغانيّ فِي (الْعباب) وَابْن دُرَيْد فِي (الجمهرة) إِلاّ أَنه قَالَ: العِلاَب بَدَلَ الحِلاَب، وأَشار لَهُ فِي (لِسَان الْعَرَب) والزمخشريُّ شَاهدا على قِرَاءَةِ الكسائيّ (أَرَيْتَ الَّذِي) بِحَذْف الْهمزَة الأَصلية، وَالْجَار بردى فِي (شرح الشافية) ، وأَنشده الخفاجيّ فِي (الْعِنَايَة) (عمْرَكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ) ، إِلخ.
وَرَوَاهُ بَعضهم: (صاحِ أَبْصَرْتَ أَوْ سَمِعْتَ) إِلخ. والحِلاَبُ: اللَّبَنُ الَّذِي تَحْلُبُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فإِنْ رَضِيَ حِلاَبَهَا أَمْسَكَهَا) وَفِي حديثٍ آخَرَ (كَانَ إِذَا اغُتَسَلَ بَدَأَ بِشَيءٍ مِثْلِ الحِلاَبِ) قَالَ ابْن الأَثِير: وَقد رُويت بِالْجِيم، وَحكى عَن الأَزهريّ أَنه قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ المَعَانِي: إِنَّه الحِلاَبُ، وهُوَ مَا تُحْلَبُ فِيهِ الغَنَمُ كالمِحْلَبِ (سَوَاءً) فَصُحِّفَ، يَعْنُونَ أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ من ذَلِك الحِلاَبِ، أَي يَضَعُ فِيهِ المَاءَ الَّذِي يَغْتَسِلُ مِنْهُ، قَالَ: واخْتارَ الجُلاَّبَ بِالْجِيم وفَسَّرَه بمَاءِ الوَرْدِ، قَالَ: وَفِي هَذَا الحَدِيث فِي كتاب (البخاريّ) إِشْكَالٌ، ورُبَّمَا ظُنّ أَنه تأَوَّلَهُ على الطِّيبِ فَقَالَ (بابُ مَنْ بَدَأَ بالحلابِ والطِّيبِ عِنْد الغُسْلِ) قَالَ: وَفِي بعض النّسخ أَو الطَيبِ وَلم يذكر فِي هَذَا الْبَاب غير هَذَا الحَدِيث أَنه كَانَ إِذا اغْتسل دَعَا بشيءٍ مثل الحِلاَبِ، قَالَ: وأَمَّا مُسْلِمٌ فجَمَع الأَحَاديثَ الواردةَ فِي هَذَا الْمَعْنى فِي موضعٍ واحدٍ، وَهَذَا الحديثُ مِنْهَا، قَالَ: وَذَلِكَ من فِعْلِه يَدُلّك على أَنه أَرَادَ الآنِيَةَ والمَقَادِيرَ، قَالَ: ويَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ البخَارِيُّ مَا أَرَادَ إِلاَّ الجُلاَّبَ بالجِيم، وَلِهَذَا تَرْجَمَ البَاب بِهِ وبالطِّيبِ، وَلَكِن الَّذِي يُرْوَى فِي كتابِه إِنّمَا هُوَ بالحَاءِ، وَهُوَ بهَا أَشْبَهُ، لأَنَّ الطِّيبَ لمن يَغْتَسِلُ بعد الغُسْلِ أَلْيَقُ مِنْهُ قَبْلَهُ وأَوْلَى، لأَنه إِذا بَدَأَ بِهِ واغْتَسَلَ أَذْهَبَهُ الماءُ، كُلُّ ذلكَ فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَفِي الأَساس يُقَال: حَلُوبَةٌ تَمْلأُ الحِلاَبَ ومِحْلَباً ومِحْلَبَيْنِ وثَلاَثَةَ (مَحَالِبَ) وأَجِدُ مِنْ هَذَا المِحْلَبِ رِبحَ المَحْلَبٍ، وسيأْتي بيانُه.
(و) أَبو الحَسَنِ (عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ) أَبِي يَاسِرِ بنِ بُنْدَارِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ بُنْدَارٍ (الحِلاَبِيُّ) وَفِي نسخةٍ ابْن الحِلاَبِيّ (مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا ضَبطه الذَّهبيّ والحافظ، وَضَبطه البُلْبَيْسِيُّ بِفَتْح فتشديد، وَقَالَ: إِنَّهُ سَمعَ ببغدادَ أَبَاهُ وعَمَّه أَبَا المَعَالِي ثَابِتَ بن بِنْدَارٍ وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ السّمْعَانِيُّ، مَاتَ بغَزْنَةَ سنة 540.
(والحَلَبُ، مُحَرَّكَةً، والحَلِيبُ: اللَّبَنُ المَحْلُوبُ) ، قالَه الأَزهريّ، تقولُ: شَرِبْتُ لَبَنَاً حَلِيباً وحَلَباً، وأَنشد ثعلبٌ:
كَانَ رَبِيبَ حَلَبٍ وقَارِصِ
قَالَ ابنُ سِيده: عِنْدِي أَنَّ الحَلَبَ هُنَا هُوَ الحلِيبُ، لمعادَلَتِهِ إِيَّاهُ بالقَارِصِ كأَنَّه قَالَ: كَانَ (رَبِيبَ) لَبَنٍ حَلِيبٍ، ولَبَنٍ قَارِصٍ، ولَيْسَ هُوَ الحلَبَ الَّذِي هُوَ اللَّبَنُ المَحْلُوبُ، (أَو الحَلِيبُ: مَا لمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) ، واعْتَبَرَ هذَا القَيْدَ بعضُ المُحَقِّقِينَ، (و) الحَلِيبُ (: شَرَابُ التَّمْرِ) مجَازًا قَالَ يَصِفُ النخْلَ:
لَهَا حلِيبٌ كَأَنَّ المِسْكَ خَالَطَهُ
يغْشَى النَّدَامَى عَلَيْهِ الجُودُ والرَّهَقُ
وَفِي المثَلِ (حُلِبَتْ صُرَامُ) يُضْرَبُ عِنْدَ بُلُوغِ الشَّرِّ حَدَّهُ، والصُّرامُ آخِرُ اللَّبَنِ، قَالَه المَيْدَانِيُّ.
(والأَحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ، بكَسْرِهِمَا: أَنْ تَحْلِ بَ) بِضَم اللَّام وَكسرهَا (لاِءَهْلِكَ وأَنْتَ فِي المَرْعَى) لَبَناً ثُمَّ تَبْعَثَ بِهِ إِليْهِم) وقَدْ أَحْلَبْتُهُمْ (واسْمُ اللَّبَنِ الإِحْلاَبَةُ أَيضاً) ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهَذَا مسموغٌ عَن الْعَرَب صحيحٌ، وَمِنْه الإِعْجَالَةُ والإِعْجَالاَتُ (أَو) الإِحْلاَبَةُ: (مَا زَادَ عَلَى السِّقَاءِ مِن اللَّبَنِ) إِذا جاءَ بِهِ الرّاعِي حِينَ يُورِدُ إِبلَهُ وَفِيه اللَّبَنُ، فَمَا زَادَ عَلَى السِّقَاءِ فَهُوَ إِحْلاَبَةُ الحَيِّ، وقِيلَ: الإِحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ مِنَ اللَّبَنِ: أَنْ تَكونَ إِبلُهُم فِي المرَاعِي، فمَهْمَا حَلَبُوا جَمَعُوا فَبَلغَ وَسْقَ بَعِيرٍ حَمَلُوهُ إِلى الحَيِّ، تَقُولُ مِنْهُ: أَحْلَبْتُ أَهْلِي، يُقَالُ: قدْ جَاءَ بِأَحْلاَبَيْنِ وثَلاَثَةِ أَحَالِيبَ، وإِذَا كَانُوا فِي الشَّاءِ والبَقَرِ فَفَعَلُوا مَا وَصَفْت قالُوا: جاءُوا بِإِمْخَاضَيْنِ وثَلاَثَةِ أَمَاخِيضَ، وَتقول العربُ: (إِنْ كُنْتَ كَاذباً فَحَلَبْتَ قَاعِداً) يُرِيدُونَ أَنَّ إِبِلَه تَذْهَبُ فيَفْتَقِرُ فيصيرُ صاحبَ غَنَم، فبَعْدَ أَنْ كانَ يَحْلُبُ الإِبلَ قائَماً صارَ يَحْلُبُ الغَنَمَ قَاعِدا، وكَذَا قَوْلُهُم (مَالَهُ حَلَبَ قَاعِداً وأَصبحَ بَارِداً) أَيْ حَلَبَ شَاة وشَرِبَ مَاءً بَارِدًا لاَ لَبَناً حَارًّا، وَكَذَا قولُهُم: (حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَه) أَي اخْتَبَرَ خَيْرَ الدَّهْرِ وشَرَّهُ، كل ذَلِك فِي (مجمع الأَمثال) للميدانيّ، والحَلُوبُ: مَا يُحْلَبُ، قَالَ كعبُ ابْن سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخَاهُ.
يَبِيتُ النَّدَى يَا أُمَّ عَمْرٍ وضَجِيعَهُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي المُنْقِيَاتِ حَلُوبُ
فِي جُمْلَةِ أَبياتٍ لَهُ، والمُنْقَياتُ جَمْعُ مُنْقِيَةٍ، ذَات النِّقْيِ، وَهُوَ الشَّحْمُ، وَكَذَلِكَ الحَلُوبَةُ، وإِنما جاءَ بالهَاءِ لأَنك تُرِيدُ الشيءَ الَّذِي يُحلَب، أَي الشيءَ الَّذِي اتخَذُوه لِيَحْلُبُوهُ، وَلَيْسَ لتكثِيرِ الفِعْلِ، وَكَذَلِكَ: الرَّكُوبَةُ وغيرُهَا (ونَاقَةٌ حَلُوبَةٌ وحَلُوبٌ) للَّتي تُحْلَبُ، والهَاءُ أَكْثَرُ، لأَنها بِمَعْنى مَفْعُولَة، قَالَ ثَعْلَب: نَاقَةٌ حَلُوبَة: (مَحْلُوبَةٌ) وَفِي الحَدِيث (إِيَّاكَ والحَلُوبَ) أَي ذاتَ اللَّبَنِ، يقالُ: نَاقَةٌ حَلُوبٌ، أَي هِيَ مِمَّا تُحْلَبُ، والحَلُوبُ والحَلُوبَةُ سواءٌ، وَقيل: الحَلُوبُ الاسمُ، والحَلُوبَةُ الصِّفَةُ (وحلُوبَةُ الإِبِلِ والغَنَم الواحِدَةُ (مِنْهُ) فَصَاعِداً) قالِ اللِّحْيَانيّ، وَمِنْه حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ (وَلَا حَلُوبَةَ فِي البَيْتِ) أَي شَاة تُحْلبُ (ورَجُلٌ حَلُوبٌ: حَالِب) أَي فَهُوَ على أَصْلِه فِي المُبَالَغَة، وَقد أَهمله الجوهريُّ فِي (لِسَان الْعَرَب) : وَكَذَلِكَ كُلُّ فَعُولٍ إِذا كَانَ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ تَثْبُتُ فِيهِ الهَاءُ، وإِذَا كَانَ فِي مَعْنَى فاعِلٍ لم تثبُتْ فِيهِ الهاءُ (ج) أَي الحَلُوبَةِ (حَلاَئِبُ وحُلُبٌ) ، بِضَمَّتَيْنِ قَالَ اللِّحْيَانيّ: كلُّ فَعُولَةٍ من هذَا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئتَ أَثْبَتَّ فِيهِ الهَاءَ وإِنْ شئتَ حَذَفْتَ، وَقَال ابْن بَرِّيّ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَجْعَلُ الحَلُوبَ وَاحِدَة، وشاهدُه بَيت الغَنَويِّ يَرْثِي أَخَاهُ، وَقد تَقَدَّم، وَمِنْهُم من يَجْعَلُه جَمْعاً، وشاهدُه قَوْلُ نَهِيكِ بنِ إِسَافٍ الأَنْصَارِيِّ:
تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلُوبِي كَأَنَّمَا
تَقَسَّمَهَا ذُؤبَانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ
أَي تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلاَئِبِي، وزَوْرٌ ومَنْوَرٌ: حَيَّانِ منْ أَعْدَائِهِ، وَكَذَلِكَ الحَلُوبَةُ تكون وَاحِدَة وجمْعاً، والحَلُوبَةُ لِلْوَاحِدَة، وشاهدُه قولُ الشَّاعِر:
مَا إِن رَأَيْنَا فِي الزَّمَانِ ذِي الكَلَبْ
حَلُوبَةً وَاحِدَة فتُحْتَلَبْ
والحَلُوبَةُ للجَمْع شاهدُهُ قولُ الجُمَيْج بنِ مُنْقِذٍ:
لَمَّا رَأَتْ إِبِلِي قَلَّتْ حَلُوبَتُهَا
وكُلُّ عَامِ عَلَيْهَا عَامُ تَجْنِيبِ
وَعَن اللِّحْيَانيّ: هَذِه غَنَمٌ حَلْبٌ بِسُكُون اللَّام، للضأْنِ والمَعِزِ، قَالَ: وأُراه مُخَفَّفاً عَن حَلَبٍ، وناقةٌ حَلُوبٌ: ذاتُ لَبَن، فإِذا صَيَّرْتَهَا اسْماً قلتَ: هَذِه الحَلُوبَةُ لفُلاَنٍ، وَقد يُخْرِجُونَ الهَاءَ من الحَلُوبَةِ وهم يَعْنُونَهَا، ومِثْلُه الرَّكُوبَةُ والرَّكُوبُ لِمَا يَرْكَبُونَ، وَكَذَلِكَ الحَلُوبَةُ والحَلُوبُ لِمَا يَحْلُبُونَ ومِن الأَمْثَالِ: (حَلُوبَةٌ تُثْمِلُ وَلاَ تُصَرِّحُ) قَالَ المَيْدَانِيُّ: الحَلُوبَة: نَاقَةٌ تُحْلَبُ للضَّيْفِ أَو لأَهْلِ البيتِ وأَثْمَلَتْ إِذا كَثْرَ لَبَنُهَا، وصَرَّحَتْ إِذا كَانَ لَبَنُهَا صُرَاحاً، أَي خَالِصا، يُضْرَبُ لِمَنْ يَكْثُرُ وَعْدُهُ، ويَقِلُّ وَفَاؤُه، وَيُقَال: دَرَّتْ حَلُوبَةُ المُسْلِمِينَ، إِذَا حَسُنَتْ حُقُوقُ بَيْتِ المَالِ، أَوْرَدَهُ السُّهَيْلِيُّ، كَذَا نَقَلَه شيخُنَا.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: (نَاقَةٌ حَلْبَانَةٌ وحَلْبَاةٌ) زَاد ابْن سِيدَه (وحَلَبُوتٌ مُحَرَّكَةً) كَمَا قالُوا: رَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ أَي (ذَاتُ لَبَنٍ) تُحْلَبُ وتُرْكَبُ، قَالَ الشَّاعِر يَصِفُ ناقَةً:
أَكْرِمْ لَنَا بناقَةٍ أَلُوف
حَلْبَانَةٍ رَكْبَانَةٍ صَفُوفِ
تَخْلِطُ بَيْنَ وَبَرٍ وصُوفِ
رَكْبَانَة: تَصْلُحُ للرُّكُوبِ، وصَفُوف أَي تَصُفُّ أَقْدَاحاً من لَبَنِهَا إِذَا حُلِبَتْ لكَثْرَةِ ذَلِك اللَّبَنِ، وَفِي حَدِيثِ نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ (أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً) أَي غزِيرَةً تُحْلَب، وذَلَولا تُرْكَب، فَهِيَ صَالِحَة لِلأَمْرَيْنِ، وزِيدَتِ الأَلِفُ والنُّونُ فِي بِنَائِهِمَا للمُبَالَغَةِ، وحَكَى أَبو زيدٍ: ناقَةٌ حَلَبَاتٌ، بِلَفْظ الجمْعِ، وَكَذَلِكَ حَكَى: نَاقَةٌ رَكَبَاتٌ (وشَاةٌ تِحْلاَبَةٌ بالكَسْرِ وتُحْلُبَةٌ، بِضَم التَّاء وَاللَّام و) تَحْلَبَةٌ (بفتحهما) أَي التَّاء وَاللَّام (و) تِحْلِبَةٌ (بكسرهما) أَي التَّاء وَاللَّام، (و) تُحْلَبَةٌ مَعَ (ضم التَّاء وَكسرهَا مَعَ فتح اللَّام) ذكر الجوهريّ مِنْهَا ثَلَاثًا، واثنانِ ذكرهمَا الصاغانيّ وهما كَسْرُ التَّاء وفتحُ اللامِ فصاء المجموعُ سِتَّةً، وَزَاد شيخُنَا نقلا عَن الإِمامِ أَبي حَيَّانَ ضَمَّ التَّاءِ وكَسْرَ اللَّام، وفَتْحَ التَّاءِ مَعَ كَسْرِ اللَّام، وفَتْحَ التاءِ مَعَ ضمِّ اللامِ، فَصَارَ المجموعُ تِسْعَةً: (إِذَا خَرَجَ من ضَرْعها شَيْء قبلَ أَنْ يُنْزَى عَلَيْهَا) وَكَذَلِكَ الناقةُ الَّتِي تُحْلَبُ قبل أَن تَحْمِلَ، عَن السيرافيّ، وَعَن الأَزْهَرِيّ: بَقَرَةٌ مُحَلٌّ وشَاةٌ مُحَلٌّ وقَدْ أَحَلَّتْ إِحْلاَلاً إِذا حَلَبَتْ، أَي أَنْزَلَتِ اللَّبَنَ قَبْلَ وِلاَدِهَا.
(وحَلَبَهُ الشَّاةَ والنَّاقَةَ: جَعَلَهُمَا لَهُ يَحْلُبُهُمَا، كأَحْلَبَهُ إِيَّاهُمَا) قَالَ الشاعرُ:
مَوَالِيَ حِلْفٍ لاَ مَوَالِي قَرَابَةٍ
ولكنِ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيَا
جَعَلَ الإِحْلاَبَ بِمَنْزِلَة الإِعْطَاءِ، وعَدَّى يُحْلَبُونَ إِلى مفعولين فِي معنى يُعْطَون، وحَلَبْتُ الرَّجُلَ أَي حَلَبْتُ لَهُ، تَقول مِنْهُ احْلُبْنِي أَي اكْفِنِي الحَلْبَ (وأَحْلَبَهُ) رُبَاعِيًّا (: أَعَانَه على الحَلْبِ) وأَحْلَبْتُهُ: أَعَنْتُه، مجَاز، كَذَا فِي الأَساس، وسيأْتي (و) أَحْلَبَ (الرَّجُلُ: وَلَدَتْ إِبلُهُ إِناثاً (و) أَجْلَبَ (بِالْجِيم) إِذا وَلَدَت لَهُ (ذُكُوراً) ، وَقد تقدمتِ الإِشارةُ إِليه فِي حرف الْجِيم (وَمِنْه) قولُهُم (أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ) رُبَاعِيَّانِ، كَذَا فِي الأُصولِ المُصَحَّحَةِ ومثلُه فِي (الْمُحكم) وَكتاب (الأَمثال) للميدانيّ و (لِسَان الْعَرَب) وَيُوجد فِي بعض النّسخ ثُلاَثِيَّانِ، كَذَا نَقله شيخُنا، وَهُوَ خطأٌ صريحٌ لَا يُلْتَفَتُ إِليه، فَمَعْنَى أَأَحْلَبْتَ: أَنُتِجَتْ نُوقُكَ إِنَاثاً، ومَعْنَى (أَمْ أَجْلَبْتَ) أَمْ نُتِجَتْ ذُكُوراً، ويقالُ: مَالَهُ أَجْلَبَ وَلاَ أَحْلَبَ، أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كُلُّهَا ذُكُوراً وَلَا نُتِجَتْ إِنَاثاً (وقَوْلُهُمْ: مَالَهُ لاَ حَلَبَ وَلاَ) عَن ابْن الأَعْرعابيّ، وَلم يُفَسِّرْهُ (قِيلَ دُعاءٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ الْمَشْهُور (وَقيل: لاَ وَجْهَ لَهُ) ، قَالَه ابنُ سَيّده، وَيَدْعُو الرجل على الرجل فَيَقُول، مالَهُ لاَ أَحْلَبَ ولاَ أَجْلَبَ، ومَعْنعى أَحْلَبَ أَي وَلَدَتْ إِبلُه الإِنَاسَ دونَ الذكورِ، وَلَا أَجْلَبَ إِذَا دَعَا لإِبلِه أَنْ لاَ تَلِدَ الذكورَ، لأَنه المَحْقُ الخَفِيُّ، لذهاب اللَّبَنِ وانقِطَاعِ النَّسْلِ.
(والحَلْبَتَانِ: الغَدَاةُ والعَشِيُّ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وإِنما سُمِّيَا بذلك لِلْحَلَب الَّذِي يكون فيهمَا (و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: (حَلَبَ) يَحْلُبُ حَلْباً إِذَا (جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ) ، وَيُقَال الحَلْب: الجُلُوسُ على رُكْبةٍ وأَنت تَأْكُلُ يُقَال احْلُبْ فكُلْ، وَفِي الحَدِيث (كَانَ إِذا دُعيَ إِلى الطَّعَامِ جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ) وَهُوَ الجُلُوسُ على الرُّكْبَة لِيَحْلُبَ الشاةَ، يُقَال: احْلُبْ فكُلْ، أَي اجلسْ، وأَرَادَ بِهِ جُلُوسَ المُتَوَاضِعِينَ، وَذكره فِي الأَساس فِي (الْمجَاز) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَمن أَمْثَالِهِم فِي المَنْعِ (لَيْسَ فِي كلِّ حِينٍ أُحْلَب فأَشْرَب) قَالَ الأَزهريّ: هَكَذَا رَوَاهُ المُنْذريّ، عَن أَبي الهَيْثم، قَالَ أَبو عُبَيْد: وَهَذَا المَثَلُ يُرْوَى عَن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ، قَالَه فِي حديثٍ سُئلَ عَنهُ، وَهُوَ يُضْرَبُ فِي كل شيءٍ يُمْنَعُ، قَالَ: وَقد يُقَال: (لَيْسَ كلَّ حِينٍ أَحْلُبُ فَأَشْرَب، وَعَن أَبي عمرٍ و: الحَلْبُ: البُرُوكُ. والشَّرْبُ: الفَهْمُ، يُقَال: حعلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ، وشَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذَا فَهِمَ، وَيُقَال لِلبَلِيدِ: احْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ. وقدْ حَلَبَتْ تَحْلُبُ إِذا بَرَكَتْ على رُكْبَتِهَا.
(و) حَلَبَ (القَوْمُ) يَحْلُبُونَ (حَلْباً وحُلُوباً: اجْتَمَعُوا) وتَأَلَّبُوا (مِن كُلِّ وَجْهٍ) وأَحْلَبُوا عَلَيْكَ: اجْتَمَعُوا وَجَاءُوا من كُلِّ أَوْبٍ. وَفِي حَدِيث سَعْدِ ابنِ مُعاذٍ (ظَنَّ أَنَّ الأَنْصَارَ لاَ يَسْتَحْلِبُونَ لَهُ على مَا يُرَيدُ) أَي لَا يَجْتَمِعُونَ، يُقَال: أَحْلَبَ القَوْمُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرَةِ والإِعَانَةِ، وَأَصْلُ الإِحْلاَبِ: الإِعَانَةُ عَلَى الحَلْبِ، كَمَا تقدّم، وَقَالَ الأَزهريّ: إِذَا جَاءَ القَوْمُ من كل وَجْهٍ فاجْتَمَعُوا لِلْحَرْبِ أَو غيرِ ذَلِك قيل: قد أَحْلَبُوا، وأَنشد:
إِذا نَفَرٌ مِنْهُم دويَّة أَحْلَبُوا
على عامِلٍ جاءَت مَنِيَّتُهُ تَعْدُو
وَعَن ابْن شُميل: أَحْلَبَ بَنُو فلانٍ مَعَ بَنهي فلانٍ إِذا جَاءُوا أَنْصَاراً لَهُم، وحَالَبْتُ الرَّجُلَ إِذا نَصرْتَه وعَاوَنْتَه، وَفِي المَثَلِ (لَيْسَ (لَهَا) رَاعٍ ولاكِنْ حَلَبَة) يُضرَب للرجُلِ يَسْتَعِينُكَ فتُعِينُه وَلَا مَعُونَةَ عِنْده، وَمن أَمثالهم: حَلَبْتَ بالسَّاعِدِ الأَشَدِّ) أَي استعنتَ بِمن يقومُ بأَمْركَ ويُعْنعى بحاجَتِكَ، وَمن أَمثالهم (حَلَبَتْ حَلْبَتَهَا ثُمَّ أَقْلَعَتْ) يُضْرَبُ مثلا للرجُلِ يَصْخَبُ ويَجْلُبُ ثُمَّ يَسْكُتُ من غيرِ أَن يكونَ مِنْهُ شيءٌ غير جَلَبَتِهِ وصِيَاحِه. هَذَا محلُّ ذِكْرِه، لَا كَمَا فَعَلَه شيخُنَا فِي جُمْلة استدراكاتِه على المجْدِ فِي حرف الْجِيم.
(و) من الْمجَاز (يَوْمٌ حَلاَّبٌ كشَدَّادٍ) ويَوْمٌ هَلاَّبٌ ويَوْمٌ هَمَّامٌ يوْمٌ صَفْوَانُ ومِلْحَانُ وشَيْبَانُ، فَأَمَّا الهَلاَّبُ فاليابِس بَرْداً، وأَمَّا الهَمَّامُ فالَّذِي قَدْ هَمَّ بَرْداً وأَمَّا الحَلاَّبُ فَالَّذِي (فِيهِ نَدًى) ، قَالَه شَمِرٌ، كَذَا (لِسَان الْعَرَب) ، (وحَلاَّبٌ) أَيضاً (فَرَسٌ لبَنِي تَغْلِبَ) ابنِ وائلٍ، وَفِي (التَّهْذِيب) : حَلاَّبٌ من أَسماء خَيْلِ العَرب السابقةِ، وَعَن أَبي عُبيدة: حَلاَّبٌ من نِتَاجِ الأَعْوَجِ (و) أَبُو العَبَّاسِ (أَحْمَدُ بنُ مْحَمَّدٍ الحَلاَّبِيُّ، فَقِيهٌ) ، مَا رَأَيْتُ بِهَذَا الضَّبْطِ إِلاَّ عليَّ بنَ أَحمدَ الْمُتَقَدّم بِذكرِهِ، وَهُوَ مَنْسُوب إِلى جَدِّهِ.
(وهَاجِرَةٌ حَلُوبٌ: تَحْلُبُ العَرَقَ) .
(وتَحَلَّبَ العَرَقُ: سَالَ و) تَحَلَّبَ (بَدَنُهُ عَرَقاً: سَالَ عَرَقُهُ) أَنشد ثَعْلَب:
وَحَبَشِييْنِ إِذَا تَحعلَّبا
قَالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وصَوَّبَا
تَحَلَّبَا: عَرِقَا (و) تَحلَّبَ (عَيْنُه وفُوهُ: سَالاَ) ، وَكَذَا تَحَلَّبَ شِدْقُه، كذَا فِي الأَساس، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) ، وتَحَلَّبَ النَّدَى إِذا سَالَ، وأَنشد:
وظَلَّ كَتَيْسِ الرَّبْلِ يَنْفُضُ مَتْنَه
أَذَاةً بِهِ مِنْ صَائِكٍ مُتَحَلِّبِ
شَبَّهَ الفَرَسَ بالتَّيْسِ الَّذِي تَحَلَّبَ عَلَيْهِ صَائِكُ المَطَرِ من الشَّجَرِ، والصَّائِكُ: الَّذِي تَغَيَّرَ لونُه ورِيحُه. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ (رَأَيْتُ عُمَرَ يَتَحَلَّبُ فُوهُ فَقَالَ أَشْتَهِي جَرَاداً مَقْلُوًّا) أَي يَتَهَيَّأُ رُضَابُهُ للسَّيَلاَنِ، (كانْحَلَبَ) ، يُقَال: انْحَلَبَ العَرَقُ: سَالَ، وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ: سَالَتَا. قَالَ:
وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ مِنْ طُولِ الأَسَى
وكُلُّ ذَلِك مجازٌ.
(ودَمٌ حَلِيبٌ: طَرِيٌّ) ، عَن السُّكَّرِيِّ قَالَ عَبْدُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ:
هُدُوءًا تَحْتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفَ
يُضِيءُ عُلاَلَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ
(و) من الْمجَاز: السُّلْطَانُ يَأْخُذُ الحَلَبَ على الرَّعِيَّةِ، وذَا فَيْءُ المُسْلِمِينَ وحَلَبُ أَسْيَافِهِم، وَهُوَ (مُحَرَّكَةً مِنَ الجِبايَةِ مِثْلُ الصَّدَقَةِ ونَحْوِهَا مِمَّا لَا يَكُونُ وَظِيفَةً) ، وَفِي بعض النّسخ، (وظيفته) (مَعْلُومَةً) ، وَهِي الإِحْلاَبُ فِي دِيوَانِ السُّلْطَانِ، وَقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ.
(و) حَلَبُ كُلِّ شيءٍ قِشْرُه. عَن كُرَاع و (بِلاَ لاَمٍ: د، م) من الثُّغُورِ الشامِيَّة، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) ، وَفِي (المراصد) للحَنْبَلِيِّ: حَلَبُ بالتَّحْرِيكِ: مدينةٌ مشهورةٌ بِالشَّام، واسعةٌ كثيرةُ الخَيْرَاتِ، طيبَة الهواءِ، وَهِي قَصَبَةُ جُنْدِ قِنَّسْرِينَ، وَفِي (تَارِيخ ابْن العَدِيم) : سُميت باسم تَلِّ قَلْعَتِهَا، قِيلَ: سُمِّيَتْ بمَن بَنَاها من العَمَالِقَةِ، وهم ثلاثةُ إِخوةٍ: حَلَب وبَرْدَعَةُ وحِمْصٌ، أَولاد الْمهْر ابْن خيض بن عِمْلِيقَ، فكلٌّ مِنْهُم بنى مَدِينَة سُمِّيَت باسمِه. مِنْهَا إِلى قِنَّسْرِينَ يَومٌ، وإِلى المَعَرَّةِ يَومانِ، وإِلى مَنْبِجَ وبَالِسَ يومانِ، وَقد بَسَطَ ياقوتٌ فِي (مُعْجَمه) مَا يطولُ علينا ذِكرُه هُنَا، فراجعْهُ إِنْ شئتَ، (و) حَلَبُ (مَوْضِعَانِ مِنْ عَمَلِهَا) أَي مدينةِ حَلَبَ، (و) حَلَبُ (كُورَةٌ بالشَّامِ، و) حَلَبُ (: ة بهَا، و) حَلَبُ: (مَحَلَّةٌ بالقَاهِرَةِ) ، لأَنَّ القائدَ لَمَّا بَنَاهَا أَسْكَنَهَا أَهْلَ حَلَبَ فسُمِّيَتْ بهم.
وَمن المَجَاز: فلانٌ يَرْكُضُ فِي كُلِّ حَلْبَةٍ من حَلَبَاتِ المَجْدِ (والحَلْبَةُ بالفَتْحِ: الدَّفْعَةُ مِن الخَيْلِ فِي الرِّهَانِ) خاصَّةً، (و) الحَلْبَةُ: (خَيْلٌ تَجْتَمِعُ للسِّبَاقِ من كُلِّ أَوْبٍ) وَفِي (الصِّحَاح) : من إِصْطَبْلٍ واحدَ، وَفِي (الْمِصْبَاح) أَي لَا تَخْرُجُ من مَوضِع واحدٍ وَلَكِن من كلّ حَيَ، وأَنشد أَبو عُبيدَة:
نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا
الفَحْلَ والقُرَّحَ فِي شَوْطٍ مَعَا
وَهُوَ كَمَا يقالُ للقومِ إِذا جاءُوا من كل أَوْبٍ (للنُّصْرَةِ) قدْ أَحْلَبُوا، وَقَالَ الأَزهريُّ: إِذا جاءَ القَوْمُ من كلِّ وَجْهٍ فاجتَمَعُوا للحَرْبِ أَو غيرِ ذَلِك قِيلَ قد أَحْلَبُوا، (ج حَلاَئِبُ) ، على غير قِيَاسٍ، وحِلاَب كضَرَّةٍ وضِرارٍ، فِي المضاعف فَقَط نُدْرَة، وَفُلَان سابقُ الحلائبِ، قَالَ الأَزهَرِيّ: ولاَ يُقالُ للوَاحِدِ (مِنْهَا) حَلِيبَةٌ وَلَا حِلاَبَةٌ، وَمِنْه المَثَلَ:
لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلاَئِبُ
وأَنْشَدَ البَاهِلِيُّ للجَعْدِيِّ:
وبَنُو فَزَارَةَ إِنَّهُ
لاَ تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلاَئِبْ
حكى عَن الأَصمعيّ أَنه قَالَ: لاَ تُلْبِثُ الحَلاَئِبَ حَلَبَ نَاقَةٍ حَتَّى تَهْزِمَهُمْ، قالَ: وقالَ بعضُهم: لاَ تُلبِثُ الحَلاَئِبَ أَن تُحْلَبَ عَلَيْهَا، تُعَاجِلُهَا قبلَ أَن تَأْتِيَهَا الأَمْدَادُ، وَهَذَا زَعَمَ أَثْبَتُ.
(و) الحَلْبَةُ: (: وَادٍ بِتِهَامَةَ) ، أَعْلاَهُ لهُذَيْلٍ، وأَسفَلُه لكِنَانَةَ، وَقيل بَين أَعْيَار وعُلْيَب يُفْرِغُ فِي السُّرَّيْنِ، (و) الحَلْبَةُ (مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ) من المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ، (مِنْهَا) أَبُو الفَرَجِ (عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ مَحَمَّدِ) بنِ عُرُنْدَةَ (الحَلَبِيُّ) البَغْدَادِيُّ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ صِرْمَا، وعليَّ بْنَ إِدْرِيسَ، وَعنهُ الفَرَضِيُّ.
(و) الحُلْبَةُ (بالضَّمِّ: نَبْتٌ) لَهُ حَبٌّ أَصْفَرُ يُتَعَالَجُ بِهِ، ويَنْبُتُ فيُؤْكَلُ، قَالَه أَبو حنيفةَ، والجَمْعُ حُلَبٌ، وَهُوَ (نافعٌ للصَّدْر) أَي أَمْرَاضها، و (السُّعَال) بأَنوَاعِه (والرَّبْوِ) الحَاصِلِ من البَلاغِم، (و) يَسْتَأْصِلُ مَادَةَ (البَلْغَمِ والبَوَاسِيرِ، و) فِيهِ مَنَافِعُ لِقُوَّةِ (الظَّهْرِ، و) تَقْرِيحِ (الكَبِدِ، و) قُوَّةِ (المَثَانَةِ، و) تحْرِيكِ (البَاءَةِ) مُفْرَداً ومُرَكَّباً، عَلى مَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي التَّذْكِرَةِ وَغَيرهَا من كتب الطِّبِّ، وَهُوَ طعامُ أَهلِ اليمنِ عَامَّة، وَفِي حَدِيث خَالدِ بنِ مَعْدَانَ (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الحُلْبَةِ لاشْتَرَوهَا ولَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَباً) قَالَ ابْن الأَثير: الحُلْبَةُ: حَبٌّ مَعْرُوفٌ.
قلتُ: والحديثُ رواهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكبِيرِ من طَرِيق مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، ولكنَّ سَنَدَه لَا يَخْلُو عَن نَظَرٍ، كَذَا فِي المقاصِدِ الحَسَنَة.
(و) الحُلْبَة (: حِصْنٌ باليَمَنِ) فِي جَبَلِ بُرَعَ.
(و) الحُلْبَةُ (: سَوَادٌ صِرْفٌ) ، أَي خَالِصٌ، (و) الحُلْبَةُ (: الفَرِيقَة) : كَكِنِيسَةٍ، طَعَامُ النُّفَسَاءِ (كالحُلُبَةِ بضَمَّتَيْنِ) ، قَالَه ابْن الأَثير، (و) الحُلْبَةُ: (: العَرْفَجُ والقَتَادُ) قالَهُ أَبو حنيفَة، وصَارَ وَرَقُ العِضَاهِ حُلْبَةً إِذا خَرَجَ وَرَقُه وعَسَا واغْبَرَّ وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه، وَقَالَ ابْن الأَثير: قيل: هُوَ من ثَمَرِ العِضَاهِ، قَالَ: وَقد تُضَمُّ اللاَّمُ، (و) من أَمثالهم.
(لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلاَئِبُ
يَعْنِي (الجَمَاعَات، و) حَلاَئِبُ الرجُلِ: أَنْصَارُه من (أَوْلاَدِ العَمِّ) خاصَّةً، هَكَذَا يقولُه الأَصمعيّ، فإِنْ كانُوا من غير بَنِي أَبِيه فَلَيْسُوا بحَلاَئِبَ، قَالَ الحَارث بن حِلِّزَةَ:
ونَحْنُ غَدَاةَ العَيْنِ لَمَّا دَعَوْتَنَا
مَنَعْنَاكَ إِذَا ثَابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ
(و) من الْمجَاز (حَوَالِبُ البِئْرِ و) حَوَالِبُ (العَيْنِ) الفَوَّارَةِ والعَيْنِ الدَّامِعَةِ (: مَنَابِعُ مَائِهَا) ومَوَادُّها، قَالَ الْكُمَيْت:
9 - تَدَفَّق جُوداً إِذَا مَا البِحَا
رُ غَاضَتْ حَوَالِبُهَا الحُفَّلُ
أَي غارَتْ مَوَادُّهَا.
قلتُ: وكَذَا حَوَالبُ الضَّرْعِ والذَّكَرِ والأَنْفِ، يُقَال: مَدَّتِ الضَّرْعَ حَوَالِبُهُ، وسيأْتي قولُ الشَّمَّاخِ.
(والحُلَّبُ كسُكَّرٍ: نَبْتٌ) يَنْبُتُ فِي القَيْظِ بالقِيعَانِ وشُطْآنِ الاوْدِيةِ، ويَلْزَقُ بالأَرْضِ حَتَّى يَكادَ يَسُوخُ وَلَا تأْكُلُه الإِبلُ، إِنَّمَا تَأْكُلُه الشَّاءُ والظِّبَاءُ، وَهِي مَغْزَرَةٌ مَسْمَنَةٌ، وتُحْتَبَلُ عَلَيْهَا الظِّبَاءُ، يُقَال: تَيْسُ حُلَّبٍ وتَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ، وَهِي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غَبْرَاءُ فِي خُضْرَةٍ تَنْبَسِطُ على الأَرْضِ يَسِيلُ مِنْهَا اللَّبَنُ إِذا قُطِعَ مِنْهَا شيءٌ، قَالَ النَّابِغَة يَصِفُ فَرَساً:
بِعَارِي النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبِي
نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْسِ ذِي الحُلَّبِ وَمِنْه قولُه:
أَقَبّ كتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوَانِ
وَقَالَ أَبو حنيفَة: الحُلَّبُ: نَبْتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرْضِ وتَدُومُ خُضْرَتُه، لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ، ويُدْبَغُ بِهِ، وَقَالَ أَبو زِيَاد: مِن الخِلْفَةِ: الحُلَّبُ، وَهِي شَجَرَةٌ تَسَطَّحُ على الأَرض لاَزِقَةٌ بهَا شديدةُ الخُضْرَةِ، وأَكثرُ نَبَاتِهَا حينَ يشتدُّ الحَرُّ، قَالَ: وعَنِ الأَعْرَاب القُدُمِ: الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ فِي الأَرضِ لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ، مُرٌّ، وأَصْلٌ يُبْعِدُ فِي الأَرْضِ، وَله قُضْبَانٌ صِغَارٌ، وَعَن الأَصْمعيّ: أَسْرَعُ الظِّبَاءِ تَيْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قد رَعَى الرَّبِيعَ والرَّبْلَ، والرَّبْلُ مَا تَرَبَّلَ مِنَ الرَّيِّحَةِ فِي أَيَّامِ الصَّفَرِيَّةِ وهِي عِشْرُونَ يَوْماً من آخِرِ القَيْظِ والرَّيِّحَةُ تكونُ من الحُلَّبِ والنَّصِيِّ والرُّخَامَى والمَكْرِ، وَهُوَ أَنْ يَظْهَرَ النَّبْتُ فِي أُصُولِهِ، فالتي بَقِيَتْ من العامِ الأَولِ فِي الأَرّضِ تَرُبُّ الثَّرَى، أَي تَلْزَمُه. (وسِقَاءٌ حُلَّبِيٌّ ومحْلُوب) ، الأَخِيرَةُ عَن أَبي حنيفةَ (: دُبِغَ بِهِ) ، قَالَ الراجزُ:
دَلْوٌ تَمَأَى دُبِغَتْ بالحِلَّبِ
تَمَأَى أَيِ اتَّسَعَ.
(و) الحُلُبُ بضَمَّتَيْنِ (كجُنُبٍ: السُّودُ مِنْ) كُلَّ (الحَيَوَانِ، و) الحُلُبُ (: الفُهَمَاءُ مِنَّا) أَي بَنِي آدَمَ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ.
(وحُلْبُبٌ كَشُرْبُبٍ: ثَمَرُ نَبْتٍ) قِيلَ: هُوَ ثَمَرُ العِضَاهِ.
(وحَلَبَانُ مُحَرَّكَةً: ة باليَمَنِ) قربَ نَجْرَانَ، (ومَاءٌ لِبَنِي قُشَيْرٍ) ، قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:
صَرَمُوا لاِءَبْرَهَةَ الأُمُورَ مَحَلُّهَا
حَلَبَانُ فَانْطَلَقُوا مَعَ الأَقْوَالِ
(ونَاقَةٌ حَلَبَى رَكَبَى، وحَلَبُوتَى رَكَبُوتَى، وحَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ) ، وحَلَبَاتٌ رَكَبَاتٌ، وحَلُوبٌ رَكُوبٌ: غَزِيرَةٌ (تُحْلَبُ، و) ذَلُولٌ (تُرْكَبُ) ، وَقد تَقَدَّمَ. والمَحْلَبُ: شَجَآٌ لَهُ حَبٌّ يُجْعَلُ فِي الطِّيبِ والعِطْر، واسْمُ ذَلِك الطِّيب المَحْلَبِيَّةُ، علَى النَّسَبِ إِليه، قَالَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، وَمثله فِي الْمِصْبَاح والعَيْنِ وغيرِهِمَا، قَالَ أَبو حنيفةَ: لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّهُ يَنْبُتُ بشيْءٍ من بلادِ العَرَبِ، (و) حَبُّ المَحْلَبِ، على مَا فِي (الصِّحَاح) : دَوَاءٌ مِنَ الأَفَاوِيهِ، ومَوْضِعُه (المَحْلَبِيَّهُ) وهِيَ (: د قُرْبَ المَوْصَلِ) ، وَقَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: حَبُّ المَحْلَبِ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ، وَقَالَ ابنُ الدَّهَّانِ: هُوَ حَبُّ الخِرْوَعِ، على مَا قيلَ، وَقَالَ أَبُو بكرِ بنُ طَلْحَةَ: حَبُّ المَحْلَبِ: هُوَ شَجَرٌ لَهُ حَبٌّ كحَبِّ الرَّيْحَانِ، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ البَكْرِيُّ: هُوَ الأَرَاكُ، وَهُوَ المَحْلَبخ، وَقيل: المَحْلَبُ: ثَمَرُ شَجَرِ اليُسْرِ الَّذِي تَقول لَهُ العَرَبُ الأُسْرُ بالهَمْزِ لَا باليَاءِ، وَقَالَ ابْن دُرُسْتَوَيه: المَحْلَبُ أَصْلُهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ: حَلَبَ يَحْلُبُ مَحْلَباً، كَمَا يُقَال: ذَهَبَ يَذْهَبُ مَذْهَباً، فأُضِيفَ الحَلْبُ الذِي يُفْعَلُ بهِ هذَا الفِعْلُ إِلى مَصْدَرِهِ، فَقِيلَ: حَبُّ المَحْلَبِ، وشَجَرَةُ المَحْلَبِ، أَي حبُّ الحَلْبِ، وشَجَرَةُ الحَلْبِ، فَفُتِحَتِ المِيمُ فِي المَصْدَرِ، وَقَالَ ابْن دُريد فِي (الجمهرة) : المَحْلَبُ: الحَبُّ الَّذِي يُطَيَّبُ بهِ فجَعلَ الحبَّ هُوَ المَحْلَب، على حَدِّ قَوْلِهِ (حَبل الوَرِيدِ) وَقَالَ يَعْقُوبُ فِي إِصلاَحِهِ: المَحْلَبُ، وَلاَ تَقُلِ المِحْلَب بكَسْرِ المِيمِ، إِنَّمَا المِحْلَبُ: الإِنَاءُ الَّذِي يُحْلَبُ فِيهِ، نقلَه شيخُنَا فِي شَرْحه مُسْتَدْرِكاً على الْمُؤلف.
(والحُلْبُوبُ) بالضمِّ: اللَّوْنُ الأَسْوَدُ، قَالَ رؤبة:
واللَّوْنُ فِي حُوَّتِه حُلْبُوبَ
قالَهُ الأَزْهَرِيّ، وَيُقَال: الحُلْبُوبُ: (الأَسْوَدُ منَ الشَّعَرِ وغَيْرِه) ، هَكَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وَغَيره، فِي (الصِّحَاح) وغيرِه يُقَال: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حَالِكٌ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبِيبٌ، وأَنشد:
أَمَا تَرَانِي اليَوْمَ عَشًّا نَاخِصَا
أَسْوَدَ حُلْبُوباً وكُنْتُ وَابِصَا وبِهذَا عَرفتَ أَنْ لاَ تَقُصِيرَ فِي كَلَام الْمُؤلف فِي المَعْنَى، كَمَا زَعَمه شيخُنَا، وأَمَّا اللَّفْظِيُّ فَجَوَابُه ظاهِرٌ وَهُوَ عَدَمُ مجيءِ فَعْلُولٍ بالفَتْحِ، والاعتمادُ على الشُّهْرَةِ كافٍ.
وَقَدْ (حَلِبَ) الشِّعَْرُ (كَفَرِحَ) إِذَا اسْوَدَّ.
(والحِلْبَابُ، بالكَسْرِ: نَبْتٌ) .
(و) أَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحَابَهُمْ: أَعَانُوهُمْ، وأَحْلَبَ الرَّجُلُ غَيْرَ قَوْمِهِ: دَخَلَ بَيْنَهُمْ وأَعَانَ بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ، وَهُوَ (المُحْلِبُ كمُحْسِنٍ) أَيِ (النَّاصِرُ) قَالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ:
ويَنْصُرُهُ قَومٌ غِضَابٌ عَلَيْكُمُ
مَتَى تَدْعُهُمْ يَوْماً إِلى الرَّوْعِ يَرْكَبُوا
أَشَارَ بِهِمْ لَمْعَ الأَصَمِّ فأَقْبَلُوا
عَرَانِينِ لاَ يَأْتِيهِ للنَّصْرِ مُحْلِبُ
فِي (التَّهْذِيب) : قولُهُ: لاَ يَأْتِيهِ مُحْلِبٌ أَي مُعينٌ من غيرِ قومِه، وإِن كَانَ المُعِينُ من قومِه لم يكنْ مُحْلِباً، وَقَالَ:
صَرِيخٌ مُحْلِبٌ مِنْ أَهْلِ نَجْد
لِحَيَ بَيْنَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ
(و) مُحْلِبٌ (: ع) ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
يَا جارَ حَمْرَاءَ بِأَعْلَى مُحْلِبِ
مُذْنِبَةٌ والقَاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ
لاَ شَيْءَ أَخْزَى مِنْ زِنَاءِ الأَشْيَبِ
(و) المَحْلَبُ (كمَقْعَدٍ: العَسَلُ) .
(و) مَحْلَبَةُ (بهاءٍ: ع) .
(والحِلِبْلاَبُ بالكَسْرِ) : نَبْتٌ تَدُومُ خُضْرَتُه فِي القَيْظِ، وَله وَرَقٌ أَعْرَضُ مِنَ الكَفِّ تَسْمَنُ عَلَيْهِ الظِّبَاءُ والغَنَمُ، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيه العامَّةُ (اللَّبْلاَب) الَّذِي يَتَعَلَّقُ على الشَّجَرِ، ومثلُه قَالَ أَبو عَمرٍ والجرْمِيّ، وَنَقله شيخُنَا، وَيُقَال: هُوَ الحُلَّبُ الَّذِي تَعْتادُه الظِّباءُ، وقيلَ: هُوَ نَباتٌ سُهْلِيٌّ، ثُلاَثِيٌّ كَسِرِطْرَاطٍ، وَلَيْسَ بُربَاعِيَ، لأَنه ليسَ فِي الكَلام كَسِفِرْجَالٍ.
(و) حَلَبَهُ: حَلَبَ لَهُ: و (حَالَبَهُ: حَلَبَ مَعَهُ) ونَصَرَه وعَاوَنَهُ.
(و) منَ الْمجَاز: اسْتَحْلَبَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ، و (اسْتَحْلَبَهُ) أَيِ اللَّبَنَ، إِذَا (اسْتَدَرَّهُ) وَفِي حَدِيث طَهْفَةَ (ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ) أَيْ نَسْتَدِرُّ السَّحَابَ.
(والمَحالِب: د باليَمَنِ) .
(والحُلَيْبَةُ كَجُهَيْنَةَ: ع دَاخلَ دَارِ الخِلاَفَةِ) بِبَغْدَادَ، نَقَلَه الصاغانيُّ.
وَمن الْمجَاز: دَرَّ حَالِبَاهُ، الحَالِبَانِ: هُمَا عِرْقَانِ يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ مِنْ ظاهِرِ البَطْنِ، وهُمَا أَيْضاً عِرْقَانِ أَخْضَرَانِ يَكْتَنِفَانِ السُّرَّةَ إِلى البَطْنِ، وقِيل هُمَا عِرْقَانِ مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْنِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ، وأَمَّا قولُ الشماخ:
تُوَائِلُ مِنْ مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ
حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ
فإِنَّ أَبَا عَمرٍ ووقال: أَسْهَرَاهُ: ذَكَرُهُ وأَنْفُه، وحَوالِبُهُما: عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِينَ مِنٍ الأَنْفِ، والمَذْئَ مِن قَضِيبِهِ، ويُرْوَى حَوَالِبُ أَسْهَرَتْهُ، يَعْنِي عُرُوقاً يَذِنُّ مِنْهَا أَنْفُه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَفِي (الأَساس) ، يقالُ: دَرَّ حالِبَاهُ: انْتَشَرَ ذَكَرُه، وهُمَا عِرْقَانِ يَسْقِيَانِهِ، وقَدْ تَعَرَّض لِذِكْرِهِمَا الجوهريُّ وابنُ سِيدَه والفارابيُّ وغيرُهُمْ، واستدْرَكَهُ شيخُنَا، وَقد سَبَقَهُ غيرُ واحدٍ.
(والحُلُّبَانُ كجُلُّنَار: نَبْتٌ) يَتَحَلَّبُ، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ.
ومِنَ الأَمْثَالِ (شَتَّى حَتَّى تَؤُوبَ الحَلَبَة) وَلَا تَقُل الحَلَمَة، لأَنهم إِذا اجْتَمَعُوا لحَلْبِ النُّوقِ اشْتَغَلَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم بحَلْبِ ناقَتِهِ وحَلاَئِبِه، ثمَّ يَؤوبُ الأَوَّلُ، فالأَوَّلُ مِنْهُم، قَالَ الشَّيْخ أَبو مُحَمَّد بن بَرِّيّ: هَذَا المَثَلُ ذكره الجوهريّ (شَتَّى تَؤُوبُ الحَلَبَةُ) وغَيَّرَه ابنُ القَطَّاعِ فَجَعَلَ بَدَلَ شَتَّى حَتَّى، ونَصَبَ بِهَا يَؤُوبُ، قَالَ: والمعروفُ هُوَ الَّذِي ذكره الجَوْهريُّ، وَكَذَلِكَ ذكره أَبو عُبيدٍ والأَصمعيُّ، وَقَالَ: أَصْلُهُ كانُوا يُورِدُونَ إِبِلَهُم الشَّرِيعَةَ والحَوْضَ جَمِيعاً، فإِذا صَدَرُوا تَفَرَّقُوا إِلى مَنَازِلِهِم، فحَلَبَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُم فِي أَهْلِهِ على حِيَالِه، وَهَذَا المَثَلُ ذَكَره أَبو عُبيدٍ فِي بَاب أَخْلاَقِ النَّاسِ فِي اجْتِمَاعِهِم وافْتِرَاقِهِم.
والمُحَالَبَةُ: المُصَابَرَةُ فِي الحَلْبِد قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
أَلاَ قُولاَ لِعَبْدِ الجَهْلِ إِن الصَّ
حِيحَةَ لاَ تُحَالِبُهَا الثَّلُوثُ
أَرَادَ: لاَ تُصَابِرُهَا فِي الحَلْبِ. وهذَا نادِرٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
والحَلَبَةُ مُحَرَّكَةً: قَرْيَةٌ بالقَلْيُوبِيَّةِ.
والحَلْبَاءُ: الأَمَةُ البَارِكَةُ مِنْ كَسَلِهَا، عَن ابْن الأَعْرَابيّ.
(حلب)
الْقَوْم حَلبًا وحلوبا اجْتَمعُوا من كل وَجه وَالشَّاة وَنَحْوهَا حَلبًا استخرج مَا فِي ضرْعهَا من لبن وَفُلَانًا حلب لَهُ تَقول احلبني اكْفِنِي مؤونة الْحَلب وَفُلَانًا الشَّاة جعلهَا لَهُ يحلبها وَيُقَال حلب الدَّهْر أشطره جرب أُمُوره خَيرهَا وشرها فَهُوَ حالب (ج) حلبة وَهُوَ حَلُوب (ج) حلب

طنف

طنف: طنَّف (بالتشديد): وسَّخ، دنَّس، لطّخ. لوث (باين سميث 1484).
تطنَّف: صار كثير الجشع والطمع (بابن سميث 1613).
[طنف] نه: فيه: كان سنتهم إذا ترهب الرجل منهم ثم "طنف" بالفجور لم يقبلوا منه إلا القتل، أي اتهم.
(طنف)
طنفا وطنافة فسد أَو خبث بَاطِنه وَقل طَعَامه واتهم يُقَال طنف بِكَذَا فَهُوَ طنف
(طنف) فلَان لِلْأَمْرِ وَنَحْوه قارفه وتناوله وَفُلَانًا بِكَذَا اتهمه وَنَفسه إِلَى كَذَا دَفعهَا إِلَى الطمع فِيهِ والبستان وَنَحْوه جعل لَهُ طنفا والجدار جعل فَوْقه شوكا وعيدانا وأغصانا ليصعب تسلقه وتسوره
[طنف] الطنف بالتحريك : الحيد من الجبل، ورأس من رؤوسه. والمطنف: الذى يعلوه. قال الشنفرى: كأَنَّ حَفيفَ النَبْلِ من فوق عَجْسِها عوازِبُ نَحْلٍ أخْطأ الغارَ مُطْنِفُ والطَنَفُ أيضاً: إفريزُ الحائط، وكذلك السقيفة تُشْرَعُ فوق باب الدار. والطَنَفُ أيضاً: السيورُ، عن أبي عبيد. وضمُّ الطاء والنون لغةٌ في جميع ذلك.
ط ن ف

طنف الحائط، وحائط مطنف: جعل له طنف أو طنف وهو سقيفة نادرة من أعلاه تقية المطر وهو الإريز والكنة، وأهل مكة يبنون حول السطح جديراً قصيراً يسمونه: الطنف، ويقولون: طنف حائط. وقال أبو ذؤيب:

وما ضرب بيضاء يأوي مليكها ... إلى طنف أعيا براق ونازل

يريد حيداً نادراً من الجبل.
طنف
الطنَفُ: نَفْسُ التهْمَةِ، رَجُلٌ مُطَنفٌ وطَنِف: أي مُتَّهَمٌ. وتَطَنفَتْ نَفْسُه لهذه السرِقَةِ. وهو يَتَطَنَّفُ للناسِ: أي يَغْشَاهم.
والطَّنَفُ والطنُفُ: ما يكونُ على الحائِط يَقِيْهِ من المَطَرِ. والنادِرُ من الجَبَلِ. وجَمْعُه أطْنَافٌ وطُنُوْفٌ. والطنِفُ: الذي يَأوي إلى طَنَفِ الجَبَلِ. والطنَفُ: السُّيُوْرُ.

طنف


طَنِفَ(n. ac. طَنَف)
a. Was suspected.
b.(n. ac. طَنَف
طَنَاْفَة
طُنُوْفَة), Was depraved.
طَنَّفَa. Suspected.
b. Covered with thorns (wall).
c. [acc. & Ila], Coveted, made (himself) covetous of.

أَطْنَفَa. Was abstemious.
b. Ascended a cliff.

تَطَنَّفَa. Suprised.
b. [Ila], Liked, inclined to.
طَنْف
طُنْف
طَنَف (pl.
طُنُوْف أَطْنَاْف)
a. Projection: cornice, coping; gable, overhanging roof;
ledge, cliff, crag, peak ( of a mountain ).

طَنِفa. Suspected; suspicious.
b. Depraved.
c. Poor eater.

طُنُفa. see 4
N. Ag.
أَطْنَفَa. Climber.
[ط ن ف] الطَّنَفُ: التُّهَمةُ. طَنَّفه: اتَّهَمَه. وطَنَّفَ للأَمرِ: فَارَقَه. والطَّنِفُ: المُتَّهَمُ بالأَمرِ، كأَنَّه على النَّسبِ. والطَّنِفُ: الفاسِدُ الدِّخْلَةِ، طَنِفَ طَنَفاً وطَنَافَةً وطُنُوفَةٍ. والطَّنَفُ والطَّنْفُ والطُّنُفُ والطُّنفُ: ما نَتَأَ من الجَبلِ، وهو نَحوٌ من الحيْدِ. والطَّنَفُ والطُّنفُ: السَّقِيفَةُ تُشْرعُ فَوقَ بابِ الدّارِ، وقِيلَ: هو ما أَشْرَفَ خارِجاً عن البِناءِ. وطَنَّفَ حائِطَه: جَعَلَ له بِرْزِيناً، وهو الإفْرِيزُ. والطَّنَفُ: السُّيُورُ قَالَ الأَفوهُ:

(سُودٌ غدائِرُها بُلْجٌ محاجِرُها ... كأنَّ أَطرافَها - لَّما اجتُلِي - الطَّنَفُ)

هذه رِوايةُ أَبي عُبيدٍ، ويُروَي:

(كأَنَّ أَطْرافَها في الجَلْوَةِ، ... )

وقِيلَ: الطَّنَفُ: الجُلودُ الحَُمْرُ التي تكونُ على الأَسفاْطِ. وقِيلَ: الطَّنَفُ: شَجَرٌ أَحْمَرُ يُشْبِهُ العَنَمَ.
طنف
الطَّنَفُ - بالتحريك - والطُّنُفُ - بضمتين -: الحيد من الجيل ورأس من رؤوسه، والجمع: أطْنافٌ، وطُنُوْفٌ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي:
وما ضرب بيضاء يأوي مَلِيْكها ... إلى طُنُفٍ أعيا براقٍ ونازلِ
وقيل في قول الأفوه الأودي:
سُوْدٌ غَدَائرها بُلْجٌ محاجرها ... كأن أطْرافَها لما اجْتُلي الطُّنُفُ
الطُّنُفُ: الجلود الحمر التي تكون على الأسفاط.
والطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً -: إفْرِيز الحائط، وكذلك السَّقِيْفة تشرع فوق باب الدار.
والطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً -: السُّيُوْرُ؛ عن أبي عبيد.
والطَّنَفُ: نفس التهمة. وحكى الشيباني: أن الطَّنِفَ - مثال كَتِفٍ -: الذي لا يأكل إلا قليلاً، وما أطْنَفَه: أي ما أزهده.
ورجل طَنِفٌ: أي متهم.
وأطْنَفَ: إذا علا الطُّنُفَ.
والمُطْنِفُ: الذي له الطُّنُفُ، قال الشَّنْفرى:
كأن حفيف النبل فوق عجيسها ... عوازب نحل أخطأ الغار مُطْنِفُ
وطَنَّفَه تَطْنِيْفاً: إذا اتهمه.
وطَنَّفَ جداره: إذا جعل فوقه شوكاً أو أغصان شجر لكي يصعب تسوره وتسلقه لمجاورة أطْرافِ العيدان رأسه.
وقال ابن دريد: قولهم طَنَّفَ نفسه إلى كذا وكذا: إذا أدناها إلى الطمع.
ويقال: ما تَطَنَّفَتْ نفسي إلى هذا: أي ما أشْفَتْ.
وقال ابن عبّاد: هو يَتَطَنَّفُ الناس: أي يغشاهم.
والتركيب يدل على دور شيء، وقد شذ عنه الطَّنِفُ الذي لا يأكل إلا قليلاً وما اطْنَفَه: أي ما أزهده.

طنف: الطنَفُ: التُّهَمةُ. ورجل مُطَنَّفٌ أَي مُتَّهَم. وطَنَّفه:

اتَّهَمَه. وطَنَّفَ للأَمر: قارفه. وطنَّف فلان للظِّنَّة إذا قارَفَ لها،

يقال: طنَّف فلان للأَمر فاسلوه

(* قوله «فاسلوه» كذا بالأصل.).

والطَّنِفُ: المُتَّهَم بالأَمر كأَنه على النَّسَب، وفلان يُطَنَّفُ بهذه السرقة،

وإنه لَطَنِفٌ بهذا الأَمر أَي متهم. وفي حديث جريج: كانت سُنّتُهم إذا

تَرَهَّب الرجلُ منهم ثم طُنِّفَ بالفُجُور لم يَقبلوا منه إلا القتلَ،

أَي اتُّهم. يقال: طَنَّفْتُه فهو مُطَنَّفٌ أَي اتَّهَمْتُه فهو مُتَّهم.

والطَّنِفُ: الفاسدُ الدِّخْلةِ، طَنِفَ طَنَفاً وطَنافةً وطُنُوفةً.

والطَّنَفُ والطَّنْفُ والطُّنُفُ والطُّنْفُ: ما نَتأَ من الجبل، وهو نحو

من الحَيْد، وقيل: هو شاخص يخرج من الجبل فيتقدَّم كأَنه جَناح. قال أَبو

منصور: ومن هذا يقال طَنَّفَ فلان جِدارَ داره إذا جعل فوقه شجراً أَو

شَوْكاً يَصْعُبُ تَسَلُّقُه لمُجاورة أَطراف العيدان المُشَوِّكةِ

رأْسَه، وقيل: هو بالتحريك الحَيْد من الجبل ورأْس من رؤوسه، والمُطْنِفُ الذي

يعلوه؛ قال الشنفَري:

كأَنَّ حَفيفَ النَّبْلِ منْ فَوْقِ عَجْسها

عَوازِبُ نَحْلٍ أَخْطأَ الغارَ مُطْنِفِ

والطَّنَفُ: إفْريزُ الحائط. والطَّنَف والطُّنُفُ: السقيفة تُشْرَعُ

فوق باب الدار، وهي الكُنَّةُ وجمعها الكِنانُ، وقيل: هو ما أَشْرَفَ

خارجاً عن البناء. وطَنَّفَ حائطَه: جعل له بِرْزيناً وهو الإفريز. ابن

الأَعرابي: ويقال للجَناح يُشْرَعُ فوق باب الدار طُنُفٌ أَيضاً، شبه بطنف

الجبل؛ قال أَبو ذؤيب يصف خَلِيّة عسَل في طنف الجبل:

فما ضَرَبٌ بَيْضاء يأْوي مَليكُها

إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ

الطُّنُف: حَيْد يَنْدُر من الجبل قد أَعْيا بمن يَرْقى ومَن ينزل.

والطُّنُفُ: السُّيُور؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِيّ:

سُود غَدائِرُها، بُلْج مَحاجِرُها،

كأَنَّ أَطْرافَها، لمَّا اجْتَلى، الطُّنُفُ

والطَّنَفُ أَيضاً؛ قال ابن سيده: هذه رواية أَبي عُبيد ويروى: كأَنَّ

أَطرافها في الجلوة؛ وقيل: الطنف الجلود الحُمْر التي تكون على الأَسفاط،

وقيل: الطنف شجر أَحمر يشبه العَنَمَ.

طنف

1 طَنِفَ, aor. ـَ (K,) inf. n. طَنَفٌ, (TK,) the verb of الطَّنَفُ signifying التُّهَمَةُ, (K,) [app., as such, meaning He was suspicious, agreeably with the rendering of Golius; or he suspected; as is indicated by its being said of طَنِفٌ meaning مُتَّهَمٌ, in the TA, that it is app. a possessive epithet; for if it were a part. n., طَنِفَ would signify he was suspected; as it is said to do in the TK and by Freytag; in my opinion, erroneously, on the supposition that طَنِفٌ meaning مُتَّهَمٌ is its part. n.]

b2: And طَنِفَ, aor. ـَ inf. n. طَنَافَةٌ and طُنُوفَةٌ and طَنَفٌ, He was, or became, intrinsically corrupt. (K.) 2 طنّفهُ, inf. n. تَطْنِيفٌ, He suspected him. (O, K.) One says فُلَانٌ يَطَنَّفُ بِهٰذِهِ السَّرِقَةِ Such a one is suspected of this theft. (TA.) b2: طنّف نَفْسَهُ إِلَى كَذَا He made his mind to approach a coveting of such a thing. (IDrd, O, K.) b3: And طنّف لِلْأَمْرِ, inf. n. as above, He was, or became, near to the affair. (TA.) [See an ex. voce رَايَفَ.]

A2: طنّف جِدَارَهُ He put above his wall thorns or branches of trees, (O,) or thorns and sticks and branches, (K,) in order to make the climbing, or scaling, of it difficult: (O:) so says Az. (TA.) [And it probably signifies He made a طَنَف, or طُنُف, of any kind to his wall.]4 اطنف He ascended upon the ظُنُف [or طَنَف i. e. ledge, or projecting part, of a mountain]. (O.) A2: مَا أَطْنَفَهُ How abstinent is he! (O, K.) 5 مَا تَطَنَّفَتْ نَفْسِى إِلَى هٰذَا i. q. مَا أَشْفَتْ [app. meaning My mind did not come to the point, or verge, of this]. (O, K.) b2: And هُوَ يَتَطَنَّفُ النَّاسَ He comes upon people overwhelmingly; syn. يَغْشَاهُمْ. (Ibn-'Abbád, O, K. *) طَنْفٌ: see what next follows.

طُنْفٌ: see what next follows.

طَنَفٌ and ↓ طُنُفٌ (S, O, K) and ↓ طَنْفٌ and ↓ طُنْفٌ (K) A حَيْد [or ledge] of a mountain; (S, O, K;) a projecting portion thereof; (K;) a portion projecting therefrom, resembling a wing: (TA:) [all these are meanings assigned to the حَيْد of a mountain:] and a head, of the heads of a mountain: (S, O, K:) pl. [of pauc.] أَطْنَافٌ and [of mult.] طُنُوفٌ. (O, K.) b2: Also, (K,) or the first and second, (S, O,) The إِفْرِيز [i. e., app., the projecting coping, or ledge, or cornice, (see زَيْفٌ, and طَاقٌ,)] of a wall: (S, O, K:) and a projecting appertenance of a building: (K:) and a roof, or covering, made to project towards the road, over the door of a house; (S, O, K;) i. q. كُنَّةٌ. (IAar, TA.) b3: And طَنَفٌ is also applied to A low wall built on the house-top by the people of Mekkeh. (Z, TA.) A2: And طَنفٌ signifies also Thongs, or straps; syn. سُيُورٌ; (A 'Obeyd, S, O, K;) and so ↓ طُنُفٌ: (S, O:) or the red skins that are [put as coverings] upon [receptacles of the kind called] أَسْفَاط [pl. of سَفَطٌ, q. v.]: (K:) or ↓ طُنُفٌ has this meaning as well as that next preceding. (O.) El-Afwah ElOwdee likens a woman's fingers to ↓ طُنُف, (O,) or طَنَف, (TA,) used in the sense last mentioned above (O, TA) [or, more probably, I think, in the sense here next following]. b2: Also (i. e. طَنفٌ [and probably ↓ طُنُفٌ likewise]) A kind of red tree (شَجَرٌ [or perhaps fruit, ثَمَرٌ,]) resembling the عَنَم [q. v.]. (TA.) A3: And Suspicion. (O, K.) [See also 1.]

طَنِفٌ Suspected (O, K, TA) of a thing (بِأَمْرٍ); app. a possessive epithet; and ↓ مُطَنَّفٌ signifies the same. (TA.) b2: And Intrinsically corrupt. (K.) b3: And One who eats little: (O, K:) thus expl. by Esh-Sheybánee. (O.) طُنُفٌ: see طَنَفٌ, in five places.

طِنَافٌ: see طِيَافٌ, in art. طيف.

مُطْنِفٌ, (S, O, K,) applied by Esh-Shenfarà as an epithet to bees (نَحْل) that have missed the cavity in a mountain [in which they are accustomed to hive], (S, O,) That ascend upon a طَنَف [of a mountain]: (S, K: * [in the latter, مَنْ is erroneously put for اَلَّذِى: and so in the explanation here following:]) or it signifies, (O,) or signifies also, (K,) having a طُنُف (O, and so in some copies of the K) or طَنَف. (So in other copies of the K.) مُطَنَّفٌ: see طَنِفٌ.

A2: Also, [if not a mistake for مُطْلَفٌ,] i. q. مُهْدَرٌ [Made to go for nothing, unretaliated, or uncompensated by a mulct; or to be of no account]. (TA.)
طنف
الطَّنْفُ، بالفتحِ، وبالضمِّ، ومُحَّركَةً، وبضَّمتَيْنِ: الحَيْدُ من الجَبَلِ، وَهُوَ: مَا نَتَأَ مِنْهُ، ورَأْسٌ من رُؤُوسهِ وقِيلَ: هُوَ شاخِصٌ يَخرجُ من الجَبَلِ، فيَتَقَدّمُ كأَنّه جَناحٌ، وَاقْتصر الجَوْهَريُّ على التّحْرِيكِ ج: أَطْنافٌ، وطُنُوفٌ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ:
(وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ)
والطَّنَفُ، بالتّحْرِيكِ، وبضَمَّتَيْنِ: إِفْرِيزُ الحائِطِ. وقِيلَ: هُوَ مَا أَشْرَفَ خارِجاً عَن البِناءِ. وَكَذَلِكَ: السَّقِيفَةُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّارِ نَقَله الجَوْهَرِِيُّ، قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ، وَهِي الكُنَّةُ. وبالتَحْرِيكِ: السيُور نَقَله الجَوْهريُّ عَن أَبِي عُبَيدٍ، قالَ: وضَم الطاءِ والنونِ لغةٌ فِيهِ. أَو الطَّنَفُ: الجُلُودُ الحُمْرُ الَّتِي تكونُ على الأَسْفاطِ وَبِه فُسِّر قَول الأَفْوَهِ الأَوْدِيِّ:
(سُودٌ غَدِائِرُها بُلْجٌ مَحاجِرُها ... كأَنَّ أَطْرافَها لمّا اجْتَلى الطَّنَفُ)
ويُرْوَى: كأَنَّ أَطْرافَها فِي الجَلْوَةِ الطَّنَفُ والطَّنَفُ: نَفْسُ التُّهَمَة، وفِعلُه طَنِفَ، كَفرِحَ. والطَّنفُ ككَتِفٍ: المُتَّهَمُ بالأَمرِ، كأَنَّه على النَّسَبِ.
وحَكَى الشَّيْبانِيُّ أَنَّ الطَّنِفَ: مَنْ لَا يَأْكُلُ إِلاّ قَلِيلاً. والطَّنِفُ أَيضاً: الفاسِدُ الدِّخْلَةِ وَقد طَنِفَ، كفَرِحَ، طَنافَةً وطُنُوفَةً بالضمِّ وطَنَفاً محَرَّكةً. وَيُقَال: مَا أَطْنَفَهُ أَي مَا أَزْهَدَه. والمُطْنِفُ، كمُحْسِنٍ: من لَه الطَّنَفُ. وأَيضاً: مَنْ يعْلُو الطَّنَفَ واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الأَخيرِ، وأَنشدَ قولَ الشَّنْفَرَي:
(كأَنَّ حَفِيفَ النَّبْلِ فوثقَ عَجيسِها ... عَوازِبُ نَحْلٍ أَخْطَأَ الغارَ مُطْنِفُ)

قالَ الصاغانِيُّ: وَفِي شرْحِ شِعْرِ الشَّنْفَرَي: مُطْنِفٌ: لَهُ طَنَفٌ، والَّذِي لَهُ طَنَفٌ غيرُ الَّذِي يَعْلُوه.
وطَنَّفَه تَطْنِيفاً: اتَّهَمَه فَهُوَ مُطَنَّفُ، يُقَال: فلانٌ يُطَنَّفُ بِهَذِهِ السَّرِقَة، وَفِي حَدِيث جُرَيْجٍ: كَانَ سُنَّتُهم إِذا تَرَهَّبَ الرَّجُلُ مِنْهُم، ثُمّ طُنِّفَ بالفُجُورِ لم يَقْبَلُوا مِنْهُ إِلاَّ القَتْلَ أَي: اتُّهِم. وطَنَّفَ جِدارَه: إِذا جَعَلَ فَوْقه شَوْكاً وعِيداناً وأَغْصاناً ليَصْعُبَ تَسَلُّقُه وتسُّورُه، قالَه الأَزْهريُّ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأَهْلُ مكَّةَ يَبْنُونَ على السطحِ جِداراً قَصِيراً يُسَمُّونَه الطَّنَفَ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: طَنَّف نَفْسَه إِلَى كَذَا: إِذا أَدْناهَا إِلَى الطَمَعِ. وَيُقَال: مَا تَطَنَّفَتْ نَفْسِي إِلَى هَذَا: أَي مَا أَشَفَتْ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: وَهُوَ يَتَطَنَّفُهُم أَي: يَغْشاهُم. قالَ الصاغانيُّ: والتَّرْكِيبُ يدُل على دَوْرِ شَيءٍ على شَيءٍ، وَقد شَذَّ عَنهُ الطَّنفُِ: الَّذي لَا يَأْكُلُ إِلَّا قَلِيلاً، وَمَا أَطْنَفَه: مَا أَزْهَدَه.
وَمِمَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ: طَنَّفَ للأَمْرِِ تَطْنِيفاَ: قارَفَه. والطَّنَفُ، محرَّكةً: شجرٌ أَحْمَرُ يُشبِهُ العَنَمَ. والمُطَنَّفُ، كمُعَظَّمٍ: المُهْدَر.

طفف

(طفف) مُبَالغَة فِي طف وَالشَّمْس دنت للغروب والطائر بسط جناحيه وَبِه الْفرس وَنَحْوه وثب وَبِه كَذَا دَفعه إِلَيْهِ وحاذاه بِهِ أَو جعله يتعداه وعَلى فلَان أعطَاهُ أقل مِمَّا أَخذ مِنْهُ وَعَلِيهِ أَو على عِيَاله قتر وضيق والمكيال وَنَحْوه بخسه ونقصه
طفف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: كلكُمْ بَنو آدم طَفُّ الصَّاع لم تَمْلَئوه لَيْسَ لأحد على أحد فضل إِلَّا بالتَّقْوى وَلَا تسابّوا فَإِن السُّبَّة أَن يكون الرجل فَاحِشا بذيا جَبَانًا. قَالَ أَبُو عبيد: الطفّ هُوَ أَن يقرب الْإِنَاء من الامتلاء من غير أَن يمتلئ يُقَال: هُوَ طَفّ الْمِكْيَال وطفافه إِذا كرب أَن يملأه وَمِنْه التطفيفُ فِي الْكَيْل إِنَّمَا هُوَ نقصانه أَي أَنه لم يمْلَأ إِلَى شفته إِنَّمَا هُوَ دون ذَلِك وَقَالَ الْكسَائي [يُقَال مِنْهُ -] : إِنَاء طَفَّانُ إِذا فعل ذَلِك بِهِ فِي الْكَيْل. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَتَى عبد الله ابْن رَوَاحَة أَو غَيره من أَصْحَابه يعودهُ فَمَا تحوّز لَهُ عَن فرَاشه.
(طفف)
(هـ) فيه «كلّكم بنو آدم طَفُّ الصّاعِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إلاَّ بالتَّقْوَى» أَيْ قَريبٌ بعضُكم مِنْ بَعْضٍ. يُقَالُ: هَذَا طَفُّ المِكْيال وطِفَافُهُ وطَفَافُهُ: أَيْ مَا قَرُب من ملئه. وقيل: هو ماعلا فَوْقَ رَأسِه. وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا: طُفَاف بِالضَّمِّ. وَالْمَعْنَى كُلُّكُم فِي الاْنِتساب إِلَى أبٍ واحدٍ بمنزلةٍ واحدةٍ فِي النْقصِ والتقَّاصُر عَنْ غَايَةِ التَّمام. وشبَّههُم فِي نُقْصانِهم بالمَكِيل الَّذِي لَمْ يَبْلُغ أَنْ يَمْلأ المِكْيال، ثُمَّ أعْلمهُم أَنَّ التَّفاضُل لَيْسَ بالنَّسَب ولكنْ بالتَّقْوَى.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ إِسْرَافِيلَ «حَتَّى كأنَّه طِفَافُ الْأَرْضِ» أَيْ قُرْبها.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لرجُل: مَا حبَسَكَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ؟ فَذَكَر لَهُ عُذْرا، فَقَالَ عُمَرُ:
طَفَّفْتُ» أَيْ نَقَصْتَ. والتَّطْفِيف يَكُونُ بِمَعْنَى الْوَفَاءِ والنَّقص.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «سَبَقْتُ الناسَ، وطَفَّفَ بِيَ الفَرس مَسْجدَ بَني زُرَيْق» أَيْ وَثَبَ بِي حَتَّى كادَ يُساوي المسْجدَ. يُقَالُ: طَفَّفْتُ بفُلاَنَ موضعَ كَذَا: أَيْ رَفَعْتُه إِلَيْهِ وحَاذَيْتْه بِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفة «أَنَّهُ اسْتَسقَى دهِقْاناً فَأَتَاهُ بقَدَحٍ فضَّة فحذَفه بِهِ، فَنَكَّس الدِّهْقان وطَفَّفَه القدحُ» أَيْ عَلا رَأْسَه وتَعدَّاه.
وَفِي حَدِيثِ عرضِ نَفْسِه عَلَى الْقَبَائِلِ «أَمَّا أحدُهما فطُفُوفُ البَرِّ وأرْض العَرَب» الطُّفُوف:
جمعُ طَفّ، وَهُوَ سَاحِل البَحْر وَجَانِبُ البرِّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّهُ يُقْتَل بالطَّفِّ» سُمّي بِهِ لِأَنَّهُ طَرَف البرِّ ممَّا َيلي الفُرَات، وَكَانَتْ تَجْري يَوْمَئِذٍ قَرِيبًا مِنْهُ.
طفف: {للمطففين}: الذين لا يوفون الكيل.
ط ف ف : الطَّفِيفُ مِثْلُ الْقَلِيلِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَمِنْهُ قِيلَ لِتَطْفِيفِ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ تَطْفِيفٌ وَقَدْ طَفَّفَهُ فَهُوَ مُطَفِّفٌ إذَا كَالَ أَوْ وَزَنَ وَلَمْ يُوفِ وَطِفَافُهُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ مَا مَلَأَ أَصْبَارَهُ وَيُقَالُ الطُّفَافَةُ بِالضَّمِّ مَا فَوْقَ الْمِكْيَالِ. 
ط ف ف: (الطَّفِيفُ) الْقَلِيلُ وَ (طَفُّ) الْمَكُّوكِ مَا مَلَأَ أَصْبَارَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ» وَهُوَ أَنْ يَقْرُبَ أَنْ يَمْتَلِئَ فَلَا يَفْعَلَ. وَ (التَّطْفِيفُ) نَقْصُ الْمِكْيَالِ وَهُوَ أَلَّا تَمْلَأَهُ إِلَى أَصْبَارِهِ. وَ (طَفَّفَ) بِهِ الْفَرَسُ وَثَبَ بِهِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. 
(ط ف ف) : (طَفُّ) الصَّاعِ وَطَفَّفَهُ وَطِفَافُهُ مِقْدَارُهُ النَّاقِصُ عَنْ مِلْئِهِ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ» مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّكُمْ فِي الِانْتِسَابِ إلَى أَبٍ وَاحِدٍ بِمَنْزِلَةٍ ثُمَّ شَبَّهَهُمْ فِي نُقْصَانِهِمْ بِالْمَكِيلِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَمْلَأَ الْمِكْيَالَ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ أَيْ كُلُّكُمْ قَرِيبٌ بَعْضُكُمْ مَنْ بَعْضٍ لِأَنَّ طَفَّ الصَّاعِ قَرِيبٌ مَنْ مِلْئِهِ.
[طفف] الطَفيفُ: القليلُ. وطِفافُ المكُّوك وطفافه، بالكسر والفتح: ماملا أصبارَه. وكذلك طَفَّ المكُّوك وطَفَفُهُ. وفي الحديث: " كُلُّكُمْ بنو آدمَ طَفُّ الصاعٍ لم تَمْلَؤُوهُ " وهو أن يَقرُب أن يمتلئ فلا يفعل. والطف أيضا: اسم موضع بناحية الكوفة. والطفاف والطفافة بالضم: ما فوقَ المكيال. وإناءٌ طَفَّانٌ، إذا بلغ الكيل طُفافَهُ. تقول منه: أطْفَفْتُهُ. والتَطْفيفُ: نقصُ المكيال، وهو أن لا تملاه إلى أصباره. وقول ابن عمر رضي الله عنه حين ذكر أن النبي صلّى الله عليه وسلم سَبَّقَ
طفف [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عمر حِين ذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبّق الْخَيل قَالَ: كنت فَارِسًا يَوْمئِذٍ فسبقت النَّاس فطَفَّفَ بِي الْفرس مَسْجِد بني زُرَيق - قَالَ: حَدثنَا ابْن علية عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر. قَوْله: طفف بِي مَسْجِد بني زُرَيْق يَعْنِي أَن الْفرس وثب بِهِ حَتَّى كَاد يُسَاوِي الْمَسْجِد وَمن هَذَا قيل: إِنَاء طَفّان وَهُوَ الَّذِي قد قَرُب أَن يمتلئ فيساوي أَعلَى الْمِكْيَال وَلِهَذَا سمي التطفيف فِي الْكَيْل قَوْله تَعَالَى: {وَيْلٌ لَلْمُطَفّفِيْنَ} ويروى عَن سلمَان أَنه قَالَ: الصَّلَاة مكيال فَمن وفى وُفي لَهُ وَمن طفف فقد سَمِعْتُمْ مَا قَالَ الله عز وَجل فِي المطففين -] .
طفف
طفَّفَ/ طفَّفَ على يُطفِّف، تطفيفًا، فهو مُطفِّف، والمفعول مُطفَّف
• طفَّف المكيالَ والميزانَ: نقصهما وبخسهما، لم يوفِّهما "طفَّف الوزن فلم يربح حلالاً- {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ".
• طفَّف الرجلُ على عياله: ضيَّق عليهم وبَخِلَ. 

طفيف [مفرد]: قليل، ضئيل، محدود، بسيط "يحصل على دخل طفيف- حدثت تغييرات طفيفة في العالم العربي- لم يكن بينهما سوى اختلاف طفيف". 

مُطفِّف [مفرد]: اسم فاعل من طفَّفَ/ طفَّفَ على.
• المُطفِّفين: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 83 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستّ وثلاثون آية. 
(طفف) - في حديث حُذَيْفَة، - رضي الله عنه -، "أنه استَسْقَى دِهْقانًا، فأَتَاه بِقَدَح فِضَّة، فحَذَفه به، فنكَّسَ الدِّهْقَانُ وطَفَّفَه القَدحُ"
قال ابن الأَعرابى: طَفَّف لَه بِحَجرٍ وأَطَفَّ : إذا أَهوَى له به.
وطَفَّف الفَرسُ الحائطَ: عَلَاه، وهذا مَعنَى الحديث.
- وفي حديث ابنِ عُمَر، - رضي الله عنهما -، "سَبقْتُ الناسَ وطفَّف بِى الفَرسُ مَسجِد بَنى زُرَيْق"
يَعنى وَثَب بي حتى كَاد يُساوِى المَسْجد، ومن هَذَا إناءٌ طَفَّانُ، إذا قَرُب من الامتِلاء وأن يُساوِىَ أَعْلَى المِكْيال، من طَفَّ إذا أسرعَ.
- وفي صِفَة إسْرافِيلَ، عليه السلام، "حتى كَأَنَّه طِفافُ الأَرضِ"  : أي قُرْبها، كما يُقالُ: بَلَغ الكَيلُ طِفَافَه - بالفتح والكسر -: أي قريبًا من رَأسِه
وقيل: الطِّفاف ما فوق المِكْيال. ويقال: لِمَا فَوقَه - بضَمِّ الطَّاءِ أيضا - ويكون طَفَّ بمعنى طَفَا. ويقال: خُذ ما طَفَّ لك واسْتَطَفَّ وأَطَفَّ: أي تَهيَّأ ودَنَا وارتَفَع.
والطَّفُّ: ساحِلُ البَحْر وفِناءُ الدَّار ومنه: الطَّفُّ الذي في طَريِق العِراقِ، يَجىء ذكرهُ في مقَتَل الحُسَينْ - رضي الله عنه -.
[طفف] فيه: كلكم بنو آدم "طف" الصاع، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، أي قريب بعضكم من بعض، يقال: طف المكيال وطفافه، أي ما قرب من ملئه، وقيل: هو ما علا فوق رأسه؛ يعني كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى. ط: وطف حال مؤكدة، أو مرفوع بدل أو خبر محذوف، وبالصاع حال، أي مقابل بمثله، وبالرجل فاعل كفى، والتميز محذوف أي نقصًا. نه: ومنه ح صفة إسرافيل: حتى كأنه "طفاف" الأرض، أي قربها. وفي ح عمر لمن ذكر له عذرًا في حبسه عن العصر: "طففت"، أي نقصت، والتطفيف يكون بمعنى الوفاء والنقص. ومنه ح ابن عمر: سبقت الناس و"طفف" بي الفرس مسجد بني زريق، أي وثب بي حتى كاد يساوي المسجد، طففت بفلان موضع كذا أي رفعته إليه وحاذيته به. ج: لكل شيء وفاء و"تطفيف"، هو نقص الكيل، واراد هنا نقص الصلاة. نه: وفيه: استسقى دهقانًا فأتاه بقدح فضة فحذفه به فنكس الدهقان و"طففه" القدح، أي علا رأسه وتعداه. وفي ح: عرض نفسه على قبائل أما أحدهما "فطفوف" البر وأرض العربن هو جمع طف وهو ساحل البحر وجابب البر. ومنه ح مقتل الحسين: إنه يقتل "بالطف"، سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات وكانت تجري يومئذ قريبًا منه. ش: هو بفتح مهملة وتشديد فاء موضع يعرف بكر بلاء.
ط ف ف

قتل الحسين رضي الله عنه بطف الفرات وهو شاطئه وما ارتفع من جانبه. و" خذ ما طف لك واستطف ": ما ارتفع لك. وما يطف له شيء إلا أخذه. قال علقمة يصف الظليم:

يظل في الحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطف من التنوم مخذوم

واستطف له الأمر. واستطفت حاجته: تهيأت وتيسرت. واستطف السنام: ارتفع. قال علقمة:

قد عريت حقبة حتى استطف لها ... كتر كحافة عس القين ملموم

وإناء طفان وقربان: قارب أن يمتليء وشارفه. وأعطاني طفاف المكيال وطفافه وطففه وطفه: مقداره الناقص عن ملئه. وفي الحديث " كلّكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه ". قال جندب ابن ضمرة:

لنا صاع إذا كلنا طفاف ... نطففها ونوفي للوفيّ

وطفف المكيال. وشيء طفيف: قليل. وما بقي في الإناء إلا طفافة: شيء يسير. وأطف له السيف وغيره: أهوى به إليه وغشيه به. قال عديّ:

أطف لأنفه الموسى قصير ... ليجدعه وكان به ضنيناً

ومن المجاز: طفّف على عياله: قتر عليهم. وطففت الشمس: دنت للغروب. وأتانا عند طفاف الشمس: عند دنوّها للغروب. وفي الحديث " فطفف بي الفرس مسجد بني زريق " أي غشي بي وأدناني.
[ط ف ف] طَفَّ الشَّيءُ يَطِفُّ، وأَطفَّ، واسْتطَفَّ: دَنَا وتَهَيَّأَ وأَمْكَنَ، وقِيلَ: أَشْرَفَ، وبَدَاَ ليُؤْخَذَ، والمَعْنَيَانِ مُتَجاوِرانِ، تَقُولُ العَربُ: خُذْ ما طَفَّ لَكَ، وأَطَفَّ، واسْتَطَفَّ. وأَطَفَّه هَوَ: مَكَّنَه. والطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أرْضِ العَربِ عَلَى رِيفِ العِراقٍ، مُشْتَقٌّ من ذَلِكَ. وطَفُّ الفُراتِ: شَطُّه، سُمِيّ بذلك لدُنُوِّه، قَالَ شُبْرُمَةُ بن الطُّفَيلِ:

(كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عَلَيهم ... إِوَزٌّ بأَعْلَى الطًّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ)

وقِيلَ: الطَّفُّ: سَاحِلُ البَحرَ، وفِناءُ الدّارِ. وأَطَفَّ له: أهْوَى له لِيخْتِلَه. وأَطَفَّ له: طَبِنَ. وطَفَّ له بحَجَرٍ، وأَطَفَّ: رَفَعَه لِيَرْمِيهَ. وطَفَفُ المَكُّوكِ، وطَفَافُه، وطِفَافَه: ما بَقَيَ فيه بعد المَسْحِ على رَأْسِه، وقِيلَ: هُو مِثلُ جَمَامِه، وقِيلَ: هُو مِلْؤُه، وكَذَلِكَ كُلُّ إناءٍ. وطُفَافُ الإنَاءِ: أَعْلاه. وإنَاءٌ طَفّانُ: بَلغَ الكَيْلُ طَفَافَه، وقِيلَ: طَفَّانُ: مَلاّنُ، عَنْ ابنِ الأَعْرابِيّ. وأَطَفَّه، وطَفَّفَه: أَخَذَ ما عَلَيْه. والطُّفَافَةُ: ما قَصُرَ عَنْ مِلءْ الإناءِ من شَرَابٍ وغَيْرِه. وَطِفافُ اللَّيلِ: سَوَادُه، عَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيّ. وطَفَّفَ عَلَى الرَّجُلِ: إذا أَعْطَاه أَقَلَّ ممّا أَخَذَ منه. والتَّطْفِيفُ: البَخْسُ في الكَيْلِ والوَزْنِ. فَأَمَّا قَوْلُه تَعالَي: {ويل للمطففين} [المطففين: 1] فَقِيلًَ: التَّطْفِيفُ: نَقْصٌ يَخُونُ به صَاحِبه في كَيْلٍ أَوْ وَزْنٍ، وقَد يكونُ النَّقصُ لِيَرجِعَ إلى مِقدارِ الحَقِّ، فَلا يُسمَّي تَطْفِيفاً، ولا يُسمَّي بالشَّيْءِ اليَسيرِ مُطَفِّفاً على إطْلاقِ الصِّفَةِ، حَتَّي يَصِيرَ إلى حالٍ تَتَفَاحَشُ. والطَّفَفُ: التَّقْتيِرُ، وقَدْ طَفَّفَ عليه. والطَّفِيفُ: الخَسِيسُ الحَقُير. وطَفَّ الحائِطَ طَفّا: عَلاهُ. والطَّفْطَفَةُ: كُلُّ لَحْمٍ أو جِلْدٍ، وقِيلً: هي الخَاصِرةُ: وقِيلَ: هي ما رَقَّ من طَرَفِ الكَبِدِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:

(وسَوداءَ مِثْلِ التُّرسِ نَازَعْتُ صُحْبَتِي ... طَفَاطِفَها لَم نَسْتَطِعُ دُونَها صَبْراً)

والطَّقْطَافُ: النَّاعِمُ الرَّطْبُ من النّباتِ، قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ رِئالا:

(أَوَيْنَ إلى مُلاطِفَةٍ خَضُودٍ ... مآكِلُهُنَّ طَفْطَافٌ الرُّبُولِ)
طفف
الطَّفِيْفُ: القليل.
وقال ابن دريد: شيء طَفِيْفٌ: غير تام.
وطَفُّ المكوك وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفافُه - بالفتح والكسر -: ما ملأ أصباره. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: كلكم بنو آدم طَفَّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحدٍ فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السُّبَّةُ أن يكون الرجل فاحشاً بذياً. وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة، متساوو الأقدام في النقصان والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى، ونهى عن التساب والتعاير بضعة المنصب، ونبه على أن السُّبَّةَ إنما هي أن يتضع الرجل بفعل سَمِجٍ يرتكبه نحو الفُحْشِ والبذاء والجبن.
والطَّفَافُ - بالفتح -: سَوَادُ الليل، قال:
عقبان دجن بادرت طَفافا ... صيدا وقد عاينت الأسدفا
وإناء طَفّانُ: إذا بلغ الكيل طِفافَه.
والطُّفَافَةُ والطَّفَفَةُ: ما فوق المكيال. وقال ابن دريد: الطُّفافَةُ ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره.
والطَّفُّ: موضع بناحية الكوفة. وقال ابن دريد: الطَّفُّ ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق. وقال الأصمعي: إنما سمي طَفّاً لأنه دنا من الريف؛ من قولهم: أخذت من متاعي ما خف وطَفَّ: أي قرب مني، قال أبو دهبل الجمحي:
ألا أن قتلى الطَّفِّ من آل هاشمٍ ... أذلت رقاب المسلمين فَذَلَّتِ
وقال أيضاً:
تبيت سُكارى من أمية نوَّماً ... وبالطَّفِّ قتلى ما ينام حميمها
وقال غيره: طَفَفْتُ الناقة أطُفُّها: إذا شددت قوائمها كلها.
وطَفَّ الشيء من الشيء: إذا دنا منه.
وطَفَفْتُ الشيء بيدي أو رجلي: إذا رفعته.
وقال ابن عبّاد: طافَّةُ البستان: ما حواليه، والجمع: طَوَافُّ.
والطَّافَّةُ: ما بين الجبال والقيعان.
وقال غيره: الطَّفُّ: الشاطئ.
وقال الليث: طَفُّ الفرات: شاطئ الفرات.
وطَفُّ الشيء: جانبه.
والطَّفْطَفَةُ: الخاصرة، وكذلك الطِّفْطِفَةُ - بالكسر - عن أبي زيد. وقيل: كل لحم مضطرب طَفْطِفَةٌ. وقال ابن دريد: الطَّفْطَفَةُ: اللحم الرخص من مراق البطن، أي مارق منه، قال:
معاود قتل الهاديات شِواؤه ... من الوحش قصرى رخصة وطَفاطِفُ
وقال أب ذؤيب الهذلي:
وأشعث ماله فضلات ثولٍ ... على أركان مهلكةٍ زَهُوقِ
قليل لَحْمُهُ إلا بقايا ... طَفاطِفِ لحم منحوضٍ مشيقِ
ويروى: ممحوصٍ.
والطَّفْطَافُ: أطراف الشجر، قال الكميت يصف فراخ النعام:
أوين إلى ملاطفةٍ خَضُوْدٍ ... لمأكله طَفْطافَ الرُّبُوْلِ
أي: أوين إلى أمٍ ملاطفةٍ تكسر لهن أطراف الربول.
وطَفْطافُ البحر: شاطئه، كالطَّفِّ.
ومر يَطفُّ: أي يسرع. وفرس طَفّافٌ وطَفٌّ وخَفٌّ وذّفٌّ أخوات. ويقال: خذ ما طَفَّ لكَ وأطَفَّ لكَ: أي خذ ما ارتفع لك أمكن.
وأطَفَّ على الشيء وأطل عليه: أي أشرف عليه.
وأطْفَفْتُ الكيل: أبلغت المكيل طِفافَه.
وقال ابن عبّاد: أطَفَّتِ الناقة: ألقت ولدها لغير تمام.
وأطَفَّ للأمر: طَبِنَ له.
وأطَفَّ عليه بحجر: تناوله به.
وقال أبو زبد: أطَفَّ عليه: أي اشتمل عليه فذهب به.
وأطَفَّ له: إذا أراد ختله، قال:
أطَفَّ لها شَئن البنان جُنَادفَ
والتَّطْفِيْفُ: نقص المكيال، قال الله تعالى:) ويْلٌ للمُطَفِّفِيْن (.
وقال ابن عباد: طَفَّفَ الطائر: بسط جناحيه.
طَفَّفَ به الفرس: وثب به. وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخيل؛ فقال: كنت فارساً يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريقٍ. أي: وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم:
إذا ما تلقته الجراثيم لم يخم ... وطَفَّفَها وثباً إذا الجري أعقبا
وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه -: أنه استسقى دهقاناً فأتاه بقدحِ فضة فحذفه به ونكس الدِّهْقَانُ فَطَفَّفَه القدح.
ويقال: خذ ما اسْتَطَفَّ لك: أي خذ ما ارتفع لك أمكن، قال علقمة بن عبدة:
قد عُرِّيَتْ زمناً حتى اسْتَطَفَّ لها ... كتر كحافةِ كيرِ القين مَلْمُوْمُ
والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شَذَّ عنه أطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له أراد ختله.

طفف: طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ طَفّاً وأَطَفَّ واسْتَطَفَّ: دَنا وتَهيَّأً

وأَمكن، وقيل: أَشرف وبدا ليؤخذ، والمَعْنيانِ مُتجاوران، تقول العرب:

خذ ما طفَّ لك وأَطفَّ واستَطَفَّ أَي ما أَشرف لك، وقيل: ما ارتفع لك

وأَمكن، وقيل: ما دنا وقرُب، ومثله: خذ ما دقّ لك واسْتَدقَّ أَي ما

تهيَّأَ. قال الكسائي في باب قناعة الرجل ببعض حاجته: يحكى عنهم خذ ما طف لك

ودَعْ ما استطفَّ لك أَي ارْضَ بما أَمكنك منه. الليث: أَطفَّ فلان لفلان

إذا طَبَنَ له وأَراد خَتْله؛ وأَنشد:

أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنان جُنادِف

قال: واسْتطَفَّ لنا شيء أَي بدا لنا لنأخذه؛ قال علقمة يصف ظليماً:

يَظَلُّ في الحَنْظَلِ الخُطْبانِ يَنْقُفُه

وما اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ

وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد بيت علقمة قال: الظَّلِيمُ

يَنْقُف رأْس الحنظلة ليستخرج هَبيدَه ويَهْتَبِده، وهبيدُه شَحمُه، ثم قال:

والهبيد شحم الحنظل يستخرج ثم يجعل في الماء ويترك فيه أَياماً، ثم يُضرب

ضَرْباً شديداً ثم يخرج وقد نقَصَت مرارته، ثم يُشَرَّر في الشمس ثم

يطحن ويستخرج دُهنه فيُتداوى به؛ وأَنشد:

خذي جَجَرَيْك فادَّقي هَبيدا،

كِلا كلْبَيْكِ أَعْيَا أَن يَصِيدا

وأَطَفَّه هو: مَكَّنه. ويقال: أَطَفَّ لأَنفِه المُوسَى فصبر أَي

أَدناه منه فقطعه.

والطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أَرض العرب على رِيف العراق، مشتق من ذلك.

وطفُّ الفرات: شَطُّه، سمي بذلك لدُنُوِّه؛ قال شُبْرمة بن الطُّفَيْل:

كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عليهِمُ

إوَزٌّ، بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحَناجِرِ

وقيل: الطفُّ ساحل البحر وفِناء الدار. والطفُّ: اسم موضع بناحية

الكوفة. وفي حديث مَقْتل الحسين، عليه السلام: أَنه يُقتل بالطفِّ، سمي به

لأَنه طرَفُ البرّ مما يلي الفُرات وكانت تجري يومئذ قريباً منه. والطَّفُّ:

سَفْحُ الجبَل أَيضاً. وفي حديث عَرْضِ نفسه على القبائل: أَما أَحدهما

فطُفُوفُ البرّ وأَرض العرب؛ الطفُوف: جمع طَفٍّ، وهو ساحل البحر وجانب

البرّ.

وأَطَفَّ له بحجر: رَفَعَه ليرميَه. وطَفَّ له بحجر: أَهوى إليه ليرميه.

الجوهري: الطُّفافُ والطُّفافة، بالضم، ما فوق المكيال. وطَفُّ

المَكُّوكِ وطفَفُه وطَفافُه وطِفافُه مثل جَمامِ المَكُّوكِ وجِمامِه، بالفتح

والكسر: ما مَلأَ أَصْباره، وفي المحكم: ما بقي فيه بعد المسح على رأْسه في

باب فَعالٍ وفِعال، وقيل: هو مِلْؤه، وكذلك كلُّ إناء، وقيل: طفافُ

الإناء أَعْلاه. والتطفيفُ: أَن يؤخذ أَعلاه ولا يُتَمَّ كيلُه، فهو

طَفَّانُ. وفي حديث حُذيفة: أَنه اسْتسقى دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فحذفه

به، فنَكَّس الدِّهْقانُ وطفَّفَه القدَحُ أَي عَلا رأْسه وتعدّاه، وتقول

منه: طَفَّفْتُه. وإناء طَفَّان: بلغ المِلءُ طِفافَه، وقيل: طَفَّان

مَلآن؛ عن ابن الأَعرابي. وأَطَفَّه وطَفَّفَه: أَخذ ما عليه، وقد

أَطْفَفْتُه. ويقال: هذا طَفُّ المِكيال وطَفافه وطِفافه إذا قارَب مِلأَه ولمَّا

يُمْلأ، ولهذا قيل للذي يُسيء الكيل ولا يُوَفِّيه مُطَفِّف، يعني أَنه

إنما يبلغ به الطَّفاف. والطُّفافةُ: ما قَصُرَ عن ملء الإِناء من شَراب

وغيره. وفي الحديث: كلُّكم بنو آدم طَفُّ الصاعِ لم تَمْلَؤُوه، وهو أَن

يَقْرُبَ أَن يَمْتَلِئ فلا يفعلَ؛ قال ابن الأَثير: المعنى كلُّكم في

الانتِساب إلى أَبٍ واحد بمنزلة واحدة في النقْص والتقاصُر عن غايةِ

التَّمامِ، وشَبَّههم في نُقْصانهم بالكيل الذي لم يبلُغ أَن يملأَ المِكيالَ،

ثم أَعلمهم أَن التفاضُل ليس بالنسب ولكن بالتقْوى. وفي حديث آخر: كلُّكم

بنو آدم طفُّ الصاعِ بالصاع أَي كلكم قريبٌ بعضُكم من بعض فليس لأَحد

فضْلٌ على أَحد إلا بالتقوى لأَنَّ طَفَّ الصاع قريب من ملئه فليس لأَحد

أَن يقرُب الإناء من الامتلاء، ويصدق هذا قوله: المسلمون تتكافأُ دماؤهم.

والتطفيفُ في المِكيال: أَن يقرب الإناء من الامتلاء. يقال: هذا طَفُّ

المِكيال وطَفافُه وطِفافه. وفي حديث في صفة إسرافيلَ: حتى كأَنه طِفافُ

الأَرض أَي قُرْبَها. وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ: سوادُه؛ عن أَبي

العَمَيْثَل الأَعرابي. والطفاف: سواد الليل؛ وأَنشد:

عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا

صَيداً، وقد عايَنَتِ الأَسْدافا،

فهي تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا

وطَفَّفَ على الرجل إذا أَعطاه أَقلَّ مما أَخذ منه. والتطفيفُ:

البَخْسُ في الكيل والوزن ونقصُ المِكيال، وهو أَن لا تملأَه إلى أَصْبارِه. وفي

حديث ابن عمر حين ذكر أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سَبَّقَ بين

الخيلِ: كنتُ فارساً يومئذ فسبَقْت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني

زُرَيْقٍ حتى كاد يُساوي المسجدَ؛ قال أَبو عبيد: يعني أَن الفرس وثَبَ بي

حتى كاد يُساوي المسجد. يقال: طفَّفْتُ بفلان موضعَ كذا أَي دفعته إليه

وحاذيته به؛ ومنه قيل: إناءٌ طَفَّانُ وهو الذي قَرُب أَن يَمْتَلئَ

ويساوي أَعْلى المِكيال، ومنه التطفيفُ في الكيل. فأَما قوله تعالى: ويلٌ

للمُطَفِّفِين، فقيل: التطفيفُ نَقْصٌ يخون به صاحبه في كيل أَو وزن، وقد

يكون النقصُ ليرجع إلى مقدار الحق فلا يسمى تطفيفاً، ولا يسمى بالشيء

اليسير مُطَفِّفاً على إطلاق الصفة حتى يصيرَ إلى حال تتفاحش؛ قال أَبو إسحق:

المُطفِّفون الذين يَنْقُصون المِكيالَ والميزان، قال: وإنما قيل للفاعل

مُطَفِّفٌ لأَنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفِيفَ

الطفيف، وإنما أُخذ من طَفِّ الشيء، وهو جانبه، وقد فسره عز وجل بقوله:

وإذا كالُوهم أَو وزَنوهم يُخسِرون، أَي يَنْقُصون. والطِّفافُ والطَّفاف:

الجِمام. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال لرجل: ما حَبَسك عن صلاة

العصر؟ فذكر له عُذْراً فقال عمر: طَفَّفْتَ أَي نَقَصْتَ. والتطفيفُ يكون

بمعنى الوفاء والنقص.

والطفَفُ: التقتير، وقد طَفَّفَ عليه.

والطَّفِيفُ: القليل. والطَّفِيفُ: الخسيس الدونُ الحقيرُ.

وطَفَّ الحائطَ طَفّاً: علاه.

والطَّفْطَفةُ والطِّفْطِفَةُ: كل لحم أَو جلد، وقيل: هي الخاصرةُ،

وقيل: هي ما رَقَّ من طرف الكبد؛ قال ذو الرمة:

وسوداء مِثل التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتي

طَفاطِفَها، لم نَسْتَطِعْ دونَها صَبْرا

التهذيب: الطَّفْطَفةُ والطِّفْطفَةُ معروفة وجمعها طَفاطِفُ؛ وأَنشد:

وتارةً يَنْتَهِسُ الطَّفاطِفا

قال: وبعض العرب يجعل كلَّ لحم مضطرب طَفْطَفة وطِفطِفة؛ قال أَبو ذؤيب:

قَلِيلٌ لحمُها إلا بقايا

طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ

أَبو عمرو: هو الطَّفْطَفَةُ والطِّفْطِفةُ والخَوْشُ والصُّقْلُ

والسولاّ

(* قوله «والسولا» كذا بالأصل، ورُسم في شرح القاموس: بألف ممدودة.)

والأَفَقةُ كله الخاصرة. أَبو زيد: أَطَلَّ على ما له وأَطفَّ عليه معناه

أَنه اشتمل عليه فذهب به.

والطَّفطافُ: الناعم الرَّطْبُ من النبات؛ قال الكميت يصف رِئالاً:

أَوَيْنَ إلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ،

مآكلُهُنَّ طَفْطافُ الرُّبولِ

يعني فِراخَ النَّعام وأَنهنَّ يَأْوِين إلى أُم مُلاطِفة تُكسِّر لهن

أَطْرافَ الرُّبُول، وهي شجر. المفضَّل: الطَّفْطافُ ورق الغُصون؛

وأَنشد:تَحْدُمُ طَفْطافاً من الرُّبُولِ

(* قوله «نحدم» كذا بالأصل.)

وقيل: الطَّفطاف أَطراف الشجر.

طفف
{الطَّفِيفُ: الشيءُ القَلِيلُ نَقله الجوهرِيُّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الطَّفِيفُ: الغَيْرُ التّامِّ.} وطَفُّ المَكُّوكِ والإِناءِ، وَكَذَلِكَ {طَفَفُه، مُحَرَّكَةً،} وطَفافُهُ بالفَتْح ويُكْسَرُ: مَا مَلأَ أَصْبارَه نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وَلم يَذْكُر الإِناءَ. أَو: هُوَ مَا بَقِيَ فِيه بعدَ مَسْحِ رَأْسِه كَمَا فِي المُحْكَمِ. أَو هُوَ جَمَامُه بالكسرِ والفتحِ. أَو هُوَ مِلْؤُهُ يُقال: هَذَا {طَفُّ المِكْيالِ، وطَفافُه: إِذا قارِبَ مِلأَه، وَفِي الحَدِيثِ: كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصّاعِ لَمْ تَمْلَؤُوه وَهُوَ أَنْ يَقْرُبَ أَنْ يمتَلِئَ فَلَا يفْعَل، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: مَعْنَاهُ كُلُّكُم فِي الانْتِسابِ إِلى أَبٍ واحدٍ بمَنْزِلَةٍ واحدةٍ، فِي النَّقْصِ والتَّقاصُرِ عنْ غايَةِ التَّمامِ، وشَبَّهَهُمْ فِي نُقْصانِهم بالكَيْلِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَمْلأَ المِكْيالَ، ثمَّ أَعْلَمَهُم أَنَّ التَّفاضُلَ ليسَ بالنَّسبِ، وَلَكِن بالتَّقْوَى. أَو} طُفافُ الإِناءِ، {وطُفافَتُه، بضَمِّهِما: أَعْلاهُ وَفِي الصِّحاحِ: هما مَا فَوْقَ المِكْيال.
(و) } الطَفافُ كسَحابٍ، وكِتابٍ: سَوادُ اللّيْلِ عَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابِيّ، وأَنْشَد: عِقْبانُ دَجْنٍ بادَرَتْ {طَفافَا صَيْداً وَقد عايَنَتِ الأَسْدَافَا فَهْيَ تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافَا وإِناءٌ} طَفّانُ: بَلَغَ الكيْلُ طُفافَهُ تَقُولُ مِنْهُ: {أَطْفَفْتُه، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ الَّذِي قَرُبَ أَنْ يَمْتَلِئَ ويُساويَ أَعْلاهُ.} والطُّفافَةُ، بالضمّ،! والطَّفَفَة محركةً: مَا فَوْقَ المِكْيالِ الأُوْلَى عَن الجوهريِّ أَو الأُولى: مَا قَصُرَ عَن مِلْءِ الإِناء من شَرابٍ وغيرِه، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ. {والطَّفُّ: ع، قُرْبَ الكُوفَةِ وَبِه قُتِلَ الإِمامُ الحُسَيْنُ رضِيَ اللهُ عَنهُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه طَرَفُ البَرِّ مِمَّا يَلِي الفُراتَ، وَكَانَت يَوْمَئِذٍ تجرِي قَرِيباً مِنْهُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الطَّفُّ: مَا أَشْرَفَ من أَرْضِ العَرَبِ على رِيفِ العِراقِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِنما سُمِّيَ {طَفّاً لأَنّه دَنَا من الرِّيفِ، قَالَ أَبو دَهْبَلٍ الجُمَجِيُّ:
(أَلاَ إِنَّ قَتْلَى الطَّفِّ من آلِ هاشِمٍ ... أَذَلَّتْ رِقابَ المُسْلِمِينَ فذَلَّتِ)
وقالَ أَيْضا:
(تَبِيتُ سَكَارَى من أُمَيَّةَ نُوَّماً ... } وبالطَّفِّ قَتْلَى مَا يَنامُ حَميمُها)
وقِيلَ: طَفُّ الفُراتِ: مَا ارْتَفَع مِنْهُ من الجانِبِ، وَقيل: هُوَ الشّاطِئُ مِنْهُ، قَالَه اللَّيْثُ، قَالَ شُبْرُمَةُ بنُ الطُّفَيْلِ: كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ علَيْهِمُإِوَزٌّ بأَعَلَى الطَّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ)
{كالطَّفْطافِ وَهُوَ شاطِئُ البَحْرِ.} وَطفَّه برِجْلِه، أَو بِيَدِه: إِذا رَفَعَه عَن ابنِ دُرَيْدٍ. (و) {طَفَّ الشيءُ مِنْهُ: إِذا دَنَا وَمِنْه سُمِّي الطَّفّ، كَمَا تَقدّم. وطَفَّ النّاقَةَ} يَطُفُّها {طَفّاً: شَدَّ قَوائِمَها نَقله الصّاغانِيُّ.
وقولُهم: خُذْ مَا طَفَّ لَكَ،} وأَطَفَّ لكَ،! واسْتَطَفَّ لَك: أَي خُذْ مَا ارْتَفَعَ لَكَ، وأَمْكَنَ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وزادَ غيرُه: دَنَا مِنْكَ وتَهَيَّأَ، وقِيلَ: أَشْرَفَ وَبَدا لِيُؤْخَذَ، والمَعْنَيان متَجاوِرانِ، ومثلُه: خُذْ مَا دَقَّ لَك واسْتَدَقَّ: أَي مَا تَهَيّأَ، قَالَ الكِسائِيُّ، فِي بَاب قَناعَةِ الرَّجُلِ ببعضِ حاجَتِه، يَحْكِي عَنْهُم خُذْ مَا طَفَّ لكَ ودَعْ مَا {اسْتَطَفَّ لَكَ: أَي ارْضَ بِمَا يُمْكِنُكَ مِنْهُ. وقالَ ابنُ عبّادٍ:} الطَّافَّةُ: مَا بينَ الجِبالِ والقِيعانِ، وَمن البُسْتانِ: مَا حَوالَيْه والجمعُ {طَوَافُّ.} والطَّفْطَفَة بِالْفَتْح ويُكْسَرُ وَكَذَا: الخَوْشُ، والصُّقْلُ، والسَّوْلاءُ، والأَفَقَةُ كُلُّه: الخاصِرَةُ نَقَله أَبو عَمْرٍ و، ونُقِلَ الكسرُ عَن أَبِي زَيْدٍ أَيضاً، وَاقْتصر الجوهرِيُّ على الفَتْحِ. أَو هِيَ: أَطْرافُ الجَنْبِ المُتَّصَلَةُ بالأَضْلاعِ. أَو كُلُّ، لَحْمٍ مُضْطَرِبٍ {طِفْطَفَةٌ، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن بعض العَربِ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(قَليلٌ لَحْمُهُ إِلاّ بَقَايَا ... } طَفاطِفِ لَحْمٍ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ)
أَو هِيَ: الرَّخْصُ مِنْ مَراقِّ البَطْنِ نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ: وأَنْشَدَ:
(مُعاوِدُ قَتْلِ الهادِياتِ شِواؤُه ... من الوَحْشِ قُصْرضى رَخْصَةٌ {وطَفاطِفُ)
وَفِي اللِّسانِ: وَقيل: هِيَ مَا رَقَّ من طَرَفِ الكَبِدِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وسَوْداءَ مثلِ التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتِي ... } طَفاطِفَها لَمْ نَسْتَطِعْ دُونَها صَبْرَا)
ج: طَفاطِفُ وَقد تقدّم شاهدُه. {والطَّفْطافُ: أَطْرافُ الشَّجَرِ نَقله الجوهريُّ، وأَنشَدَ للكُمَيْتِ يَصفُ فِراخَ النَّعامِ:
(أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضُودٍ ... مآكِلُهُنَّ} طَفْطافُ الرُّبُولِ)
وَقَالَ غَيْرُه:! الطَّفْطافُ هُنَا: النّاعِمُ الرَّطْبُ من النَّباتِ، وَقَالَ المُفَضَّل: ورَقُ الغُصونِ. وفَرَسٌ {طَفّافٌ، كشَدّادٍ، وَكَذَلِكَ} طَفٌّ، وخَفٌّ، ودَفٌّ أَخَواتٌ بمَعْنىً واحدٍ، وَقد تَقَدَّم الأَخيرانِ، كَمَا فِي العُبابِ. {وأَطَفَّ عليهِ، وأَطَلَّ عَلَيْهِ: أَي أَشْرَفَ عَلَيْهِ. (و) } أَطَفَّ الكَيْلَ: أَبْلَغَه {طَفافَهُ نَقله الجوهريُّ، وَقيل: أَخَذَ مَا عليهِ. (و) } أَطَفَّت النّاقَةُ: وَلَدَتْ لغيرِ تَمامٍ، نَقله ابْن عبادٍ، ونَصُّه فِي المُحِيطِ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغَيْرِ تَمامٍ. وَقَالَ اللَّيْثٌُ: أَطَفَّ فُلانٌ للأَمْرِ: إِذا طَبَنَ لهُ وأَرادَ خَتْلَه، وأَنْشَدَ: أَطَفَّ لَهَا شَثْنُ البَنانِ جُنادِفُ وأَطَفَّ عليهِ بحَجَرٍ: تَناوَلَه بهِ عَن ابنِ عَبّادٍ.)
وأَطَفَّ لَهُ: إِذا أَرادَ خَتْلَه هُوَ مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِ اللَّيْثِ الذِي تَقَدَّم. وأَطَفَّ عليهِ ونصُّ أَبِي زَيْدٍ فِي النَّوادِر، أَطَلَّ على مَا لَهُ، وأَطَفَّ عَلَيْهِ: مَعْناه: أَنّه اشْتَمَلَ عَلَيْهِ، فذَهَب بِهِ.
{وطَفَّفَ} تَطْفِيفاً: بَخَس فِي الكَيْلِ والوَزْنِ، ونَقَصَ المِكْيالَ وَهُوَ أَنْ لَا يَمْلأَه إِلَى أَصْبارِه، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَيْلٌ {للمُطَفِّفِينَ} فالتَّطْفِيفُ: نَقْصٌ يَخُونُ بِهِ صاحبُه فِي كَيْلٍ أَو وَزْنٍ، وَقد يَكُونُ النَّقْصُ ليَرْجِعَ إِلَى مِقدارِ الحَقِّ فَلَا يُسَمَّى {تَطْفِيفاً، وَلَا يُسَمّى بالشيءِ اليسيرِ} مُطَفِّفاً على إطْلاقِ الصِّفَةِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَى حَال تَتَفاحَشُ، وَقَالَ أَبو إِسحاقَ: {المُطَفِّفُونَّ: الَّذين يَنْقُصُونَ المِكْيالَ والمِيزانَ، قالَ: وإِنما قِيلَ للفاعِلِ:} مُطَفِّفٌ، لأَنه لَا يكادُ يَسْرِقُ فِي المِكْيالِ والمِيزانِ إلاّ الشيءَ الخَفِيفَ الطَّفِيفَ، وَإِنَّمَا أُخِذَ من طَفِّ الشَّيءِ وَهُوَ جانِبُه، وَقد فَسَّرَه عزَّ وجَلَّ بقولهِ: وَإِذا كَالُوهُمُ أَو وَزَنُوهُم يُخْسِرُونَ أَي: يُنْقِصُونَ. (و) {طَفَّفَ الطّائِرُ: بَسَطَ جَناحَيْهِ عَن ابنِ عَبّادٍ. طَفَف بِهِ الفَرَسُ: إِذا وَثَبَ بهِ، وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه حديثُ ابْن عمرَ رضيَ الله عَنْهُما لمّا ذَكَرَ أَنّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَّقَ بينَ الخَيلِ، فقالَ: كنتُ فارِساُ يومَئذٍ، فسَبَقْتُ النّاسَ حَتَّى طَفَّفَ بيَ الفَرَسُ مَسْجِدَ بَنِي زُرَيْقٍ أَي: وَثَبَ بِي حَتَّى جازَه، قَالَ الجَحافُ بن حَكِيمٍ:
(إِذا مَا تَلَقَّتْهُ الجَوائِيمُ لم يَحُمْ ... } وطَفَّفَها وَثْباً إِذا الجَرْيُ أَعْقَبَا)
{وطَفْطَفَ الرجلُ: اسْتَرْخَى فِي يَدِ خَصْمِه عَن ابنِ عبّادِ.
قالَ الصاغانيُّ: والتركيب يدل على قلَّة الشَّيْء، وَقد شَذَّ عَنهُ أطف فلَان لفُلَان: إِذْ طَبَنَ لَهُ، وأَرادَ خَتْلَه.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:} اسْتَطَفَّتْ حاجَتُه: إِذا تَهَيَّأَتْ ويُسِّرَتْ. {واستَطَفَّ السِّنَامُ: ارتفعَ.} وأَطَفَّه هُوَ: مَكَّنَه. ويُقال: أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَي قَصِيرٌ أَي: أَدْناهُ مِنْهُ فَقَطَعَه.
وإِناءٌ {طَفّانُ: مَلآنُ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.} والطَفُّ: فِناءُ الدّار.! وطَفَّفَ الإِناءَ: أَخَذَ مَا عَلَيْهِ. {وطَفَّفَ على الرَّجُلِ: إِذا أَعْطاهُ أَقَلَّ ممّا أَخَذَ مِنْهُ.} وطَفَّفْتُ بفلانٍ مَوْضِعَ كَذَا: رَفَعْتُه إِلَيْهِ، وحاذَيْتُه بهِ. وطَفَّفَ: نَقَصَ، وأَيْضَاً: وَفِّي. وطَفَّفَ على عِيالهِ: قَتَّرَ، وَهُوَ مجَاز. {والطَّفِيفُ: الخَسِيسُ الدُّونُ الحَقِيرُ.} وطَفّ الحائِطَ طَفَّا: عَلاَه. {والطُّفافَةُ بالضمِّ: الشيءُ اليَسِيرُ يبقَى فِي الإِناءِ،} وأَطَفَّ لَهُ السَّيْفَ: أَهوَى بهِ إِليه، وغَشِيَهُ بِهِ. {وطَفَّفَت الشَّمْسُ: دَنَتْ للغُروبِ. وأَتانَا عِنْدَ) } طَفافِ الشَّمْسِ: أَي عندَ دُنُوِّها للغُروبِ، وَهُوَ مجازٌ.

طفف


طَفَّ(n. ac. طَفّ)
a. [Min], Was near to, within the reach of.
b. [acc. & Bi], Raised, lifted with.
طَفَّفَa. Spread out, flapped its wings (bird).
b. Leapt, jumped, bounded (horse).

أَطْفَفَa. Filled up (measure).
b. ['Ala], Grasped, seized; comprehended, comprised
contained.
c. [La], Was skilful in, knew, understood.
d. [La], Laid traps for, endeavoured to ensnare.
e. ['Ala], Was within the reach of; was imminent.

إِسْتَطْفَفَa. see IV (e)
طَفّa. Edge, border, margin; limit.
b. see 4
طَفَفa. Excess, overflow.

طَاْفِفَةa. Mountainboundary.
b. Hedge, fence.

طَفَاْف
طِفَاْف طُفَاْفَةa. see 4
طَفِيْفa. Little in quantity; incomplete
b. Unimportant, paltry.
c. [ coll. ], Overflow.

طَفَّاْفa. Swift, light, brisk.

طَفَّاْنُa. Full, overflowing, brimful.

طغمس

طغمس: الطُّغْمُوس: المارد من الشياطين، والخبيث من القطارب.

طغمس: الطُّغْمُوسُ: الذي أَعْيا خُبْثاً. الليث: الطُّغْمُوسُ المارد

من الشياطين والخبيث من القطارب.

طغمس
الليث: الطُّغْمُوْسُ: المارِد من الشياطين والخبيث من القَطارِب؛ أي الغِيلانِ.
وقال ابن دريد: الطَّغْمُوْس: الذي قد أعْيا خُبْثاً.
طغمس
الطَّغْمُوس، بالضَّمِّ، أَهْمَلَه الجُوْهَرِيُّ، وَقَالَ اللَّيْثُ، هُوَ المارِدُ من الشَّياطِينِ، والخَبِيثُ من القَطَارِبِ، أَي الغِيلانِ، ولَيْسَ فِي نَصِّ اللَّيْثِ: وغيرِهَا. وقالَ ابنُ دُرَيدٍ: الطُّغُمُوسُ: الذِي أَعْيَا خُبْثاً، نَقله الصّاغَانِيُّ فِي كِتابَيْه.

نرز

ن ر ز

جاء يوم النّوروز والنّير روز.

نرز


نَرَزَ(n. ac. نَرْز)
a. Hid himself.

نَوْرُوْز
a. see infra.

نَيْرُوْز
P.
a. New year's day.

نَرْس
a. Nars ( town in Arabia ).
ن ر ز : النَّيْرُوزُ فَيْعُولٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالنَّوْرُوزُ لُغَةٌ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَهُوَ أَوَّلُ السَّنَةِ لَكِنَّهُ عِنْدَ الْفُرْسِ عِنْدَ نُزُولِ الشَّمْسِ أَوَّلَ الْحَمَلِ وَعِنْدَ الْقِبْطِ أَوَّلَ تُوتٍ وَالْيَاءُ أَشْهَرُ مِنْ الْوَاوِ لِفَقْدِ فَوْعُولٍ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. 

نرز



نَوْرُوزٌ: see what follows.

نَيْرُوزٌ, an arabicized word, (S, A, Msb,) from نَوْرُوزْ, (A, K,) which in Persian; meaning “ new day; ” (TA;) and ↓ نَوْرُوزٌ; but the former, which is of the measure فَيْعُولٌ, is the better in repute, because فَوْعُولٌ is not the measure of an Arabic word; (Msb;) The first day of the year; New-year's-day: (A, Msb, K:) with the Persians, when the sun enters Aries: and with the Copts, the first of [the month] Toot [the ancient Thoth, or the tenth of September, N. S., excepting when immediately following their leap-year, which is when our next ensuing year is a leap-year]. (Msb, TA.) The word نيروز is said to have been first used in the time of the 'Abbásee Khaleefehs; but it is related to have been used in the time of 'Alee. (TA.)

نرز: النَّرْزُ: فِعْلٌ مماتٌ وهو الاستخفاء من فَزَع، وبه سمي الرجل

نَرْزَةَ ونارِزَةَ، ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إِلا هذا، وليس

بصحيح.

والنَّيْرُوزُ والنَّوْرُوزُ: أَصله بالفارسية

(* قوله« اصله بالفارسية

إلخ» كذا بالأصل، وقد عرضناه على متقن من علماء اللغة الفارسية فلم

يعرفه، وعبارة القاموس: والنيروز اول يوم من السنة معرب نوروز) نيع روز،

وتفسيره جديد يوم. ابن الأَعرابي: نَرْزٌ موضع، قال: وأَما النَّرِيزِيُّ

الحاسب فلا أَدري إِلى أَي شيء نسب.

نرز
النَّرْز، أهمله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هُوَ فِعلٌ مُماتٌ، وَهُوَ الاستِخفاءُ من فَزَعٍ، زَعموا.
قَالَ: وَبِه سمَّوْا نَرْزَةَ ونارِزَة، قَالَ: وأَحْسَبُه مَصْنُوعاً، قَالَ: والنَّرْزُ أَيْضا غيرُ مَحْفُوظ، قلتُ: وَقد سَبَقَ للمصنِّف أَنه لَيْسَ فِي الكلامِ نونٌ وراءٌ بِلَا فاصل بَينهمَا، وَقَالَ شَيْخُنا: فيُزادُ هَذَا على ونر وَمَا مَعَه. قلتُ: قدَّمْنا الكلامَ فِي ونر وذكرْنا هُنَاكَ مَا حَصَلَ للمصنِّف من التَّصحيف فِي تَقْلِيده للصاغانيّ، وَقد سمعْت عَن ابْن دُرَيْد فِي النَّرْز مَا يدُلُّ على أنّه مَصْنُوع، وَمَا عداهما فإمّا فارسيّةٌ مُعرَّبةٌ، أَو كلمةٌ مَصْنُوعةٌ، والأصلُ إبقاءُ القاعدةِ على صِحَّتِها، فتأمَّلْ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّرْز: ع. قلتُ: وكأنّه لغةٌ فِي النَّرْس، بِالسِّين، كَمَا سَيَأْتِي. قَالَ: النَّرِيزِيُّ صاحبُ الحِسابِ لَا أَدْرِي إِلَى أيِّ شيءٍ نُسِبَ. قَالَ الصَّاغانِيّ: نَريز، كأميرٍ: ة بأَذْرَبيجان من نواحي أَرْدَبيل، وإليها نُسِبَ النَّريزيُّ صاحبُ الحِساب، وَهُوَ أحمدُ بنُ عثمانَ الحافظُ الفَرَضِيُّ.
قَالَ الْحَافِظ: روى عَنهُ أَبُو الْمفضل الشَّيْبانيّ، ذَكَرَه أَبُو العلاءِ الفرَضِيّ، ثمّ تردَّدَ فَذَكَره بفتحِ المُوَحَّدة وزايٍ مُكرَّرةٍ، وَقَالَ: ليُحَرَّرْ. قلتُ: الأوّلُ هُوَ الصوابُ. وَقد حدَّث عَن أحمدَ بن الهيثمِ الشَّعَرانيِّ، وَيحيى بن عَمْرِو بن نفلانوالدَّيْجور، للظُّلْمة. وفَوْعُول معدومٌ فِي كَلَام الْعَرَب، والنَّيْروز إِذا حُمِلَ على العربيّة يجبُ أَن يكون اشتقاقُه من النَّرْز، وَلم يصِحَّ فِي اللُّغَة أَن النَّرْزَ يُستعمَلُ، وَقد زَعَمَ بعضٌ أَنه الأَخذُ بأطرافِ الأصابعِ، وَقيل: الأخذُ فِي خُفيَةٍ، وَلم يَبْنُوا فِي الثُّلاثيَّة المَحضَة اسْما أوّلُه نونٌ وراءٌ، وأمّا النَّرْدُ الَّذِي يُلعَبُ بِهِ فَلَيْسَتْ بعربيّة، وَقَالُوا: النَّيْرَب للنَّميمة والداهية وَلم يَقُولُوا: النَّربْ، وَلم يَهْجُروا هَذَا البناءِ لأنّه ثقيلٌ على اللِّسان، وَلَكِن تَرَكُوهُ باتِّفاق أنّ الراءَ تجيءُ بعد النُّون كثيرا فِي غيرِ الْأَسْمَاء، يَقُولُونَ: نَرْضَى ونَرْقَى ونَرْمِي فِي أفعالٍ كثيرةٍ يلحقُها نونُ المُضارَعة وأوّلُ حروفِها الأصليّة راءٌ. وإنّما تُرِكَ هَذَا اللفظُ كَمَا تُرِكَ الوَدْع، وَلَو استُعمِلَ لَكَانَ حَسَنَاً. انْتهى.
وابنُ نَيْرُوزٍ الأَنْماطيّ، مُحدِّثٌ. قلتُ: هُوَ أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بنُ إبراهيمَ بن نَيْرُوزٍ الأَنْماطيّ، حدَّث عَن يحيى بن مُحَمَّد بن السَّكْن، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد الله بن أَحْمد بلن مَعْرُوفٍ قَاضِي القُضاة، كَذَا وَجَدْتُه فِي رَوْضَةِ الْأَخْبَار، للخطيب عَبْد الله بن أحمدَ الطُّوسيّ. قلتُ: وَقد حدَّثَ عَنهُ أَيْضا الدَّارَ قُطْنيُّ. وعَبْد الله بن نَيْرُوز المِصريُّ النَّاسِخ، حدَّثَ عَنهُ ابنُ رَواحٍ بِالْإِجَازَةِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نِيرُوزُ: مدينةٌ من نواحي السِّنْد، بَين الدَّيْبُل والمَنصورة، على نِصفِ الطريقِ، ذَكَرَه ياقوت. وعَينُ أبي نَيْرَز بالفَتْح وكسرِ الرَّاء: مِن صَدَقَات عليٍّ رَضِي الله عَنهُ بأعراضِ الْمَدِينَة المُشَرَّفة، نُسِبَ إِلَى عَبْدٍ حبشِيٍّ اسمُه أَبُو نَيْرَز كَانَ يعملُ فِيهَا. قلتُ: هُوَ مَوْلَى عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وَكَانَ ابْنا للنَّجاشِيِّ نَفسه، وإنّ عليَّاً وَجَدَه مَعَ تاجرٍ بمكّةَ فَاشْتَرَاهُ، فَأَعْتقه مُكَافَأَة لما صَنَعَ أَبوهُ مَعَ الْمُسلمين، وَيُقَال: لمّا مَرَجَ أَمْرُ الحَبَشَةِ بعدَ مَوْتِ أَبِيه أَرْسَلوه لَهُ وَفْدَاً ليُمَلِّكوه ويُتَوِّجوه، فَأبى، وَكَانَ من أَطْوَلِ الناسِ قامَةً، وأَحْسَنِهم وَجْهَاً، إِذا رَأَيْته قلتَ: رجلٌ من الْعَرَب، كَذَا فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْليّ.
نرز
النَّرْزُ: الاسْتِخْفَاءُ من فَزَعٍ، وبه سُقَيَ نارِزَةُ، والفِعْلُ منه مُمَاتٌ. والنَيْرُوْزُ: مُعَرَّبٌ.
[ن ر ز] النَّرْزُ: فِعْلٌ مُماتٌ، وهو الاسْتِخْفَاءُ من فَزَعٍ، وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ نَرْزَةَ، ونَارِزَةَ، ولم يَجِئْ في كَلامِ العَربِ نُونٌ بَعدَها راءٌ إلاَّ هذا، وليسَ بصَحِيحٍ. والنَّيْرُوزُ، والنَّوْرُوزُ؛ أَصْلُه بالفَارِسِيَّةِ نَيعْ رَوُزْ، وتَفسِيرُه: جَدِيدُ يَوْمٍ.

نخس

ن خ س: (نَخَسَهُ) بِالْعُودِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَقَطَعَ، وَمِنْهُ سُمِّيَ (النَّخَّاسُ) . 
(نخس) - في الحديث : "أنه أتي على بَعِيرٍ فنخَسَهُ"
: أي ضَرَبَهُ وأذَاه بِعُودٍ ونحوه، وحَرَّكهُ وغرزَه ، وَالنُّخاس مِن ذلك.
ن خ س : نَخَسْتُ الدَّابَّةَ نَخْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ طَعَنْتُهُ بِعُودٍ أَوْ غَيْرِهِ فَهَاجَ وَالْفَاعِلُ نَخَّاسٌ مُبَالَغَةٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِدَلَّالِ الدَّوَابِّ وَنَحْوِهَا نَخَّاسٌ. 
(نخس)
الدَّابَّة نخسا طعن مؤخرها أَو جنبها بالمنخاس لتنشط وَيُقَال نخس الرجل وَبِه هيجه وأزعجه أَو طرده والبكرة ضيق خرقها بنخاس بَعْدَمَا اتَّسع فَهِيَ منخوسة ونخيس

(نخس) الْبَعِير وَنَحْوه نخسا أَصَابَهُ ضاغط انفتاق وَكَثْرَة من اللَّحْم فِي إبطه أَو أَصَابَهُ جرب عِنْد ذَنبه فَهُوَ منخوس
[نخس] نه: فيه: إن سحابة وقعت فاخضر لها الأرض وفيها غدر "تناخس"، أي يصب بعضها في بعض، وأصل النخس: الدفع والحركة. وفيه: "نخس" بعيره بمحجن. ومنه: ما من مولود إلا "نخسه" الشيطان حين يولد إلا مريم وابنها. نه: أي طعنه، وظاهره اختصاصهما به، وعمم القاضي جميع الأنبياء فيها. قس: ينخس- بتثليث معجمة، من النخس وهو غرز مؤخر الدابة بنحو عود. وح: بعض "النخاسين"، هو بخاء معجمة مشددة وكسر مهملة أي الدلالين. 

نخس


نَخَسَ(n. ac.
نَخْس)
a. Goaded, pricked, urged on.
b. [Bi], Excited, disturbed.
c. Repaired (pulley).
d. [pass.], Wasted away (flesh).
e. see IV
أَنْخَسَ
a. [Bi], Sent away.
تَنَاْخَسَa. Mingled their waters (ponds).

مَنْخَسَة
مِنْخَس
20a. Goad, prick; spur.

نَاْخِسa. Mange, scab.
b. see 26
نَخَاْسَةa. Slave-trade; cattle-trade.

نِخَاْسa. Piece of wood inserted in the hole of a pulley.

نَخِيْسa. Repaired pulley.
b. Waist.

نَخِيْسَةa. Sheep's milk mixed with goat's.

نَخُوْسa. Mountain-goat, young chamois.

نَخَّاْسa. Cattledealer.
b. Slave-dealer.

N. P.
نَخڤسَa. Mangy.

إِبْن نِخْسَة
a. Bastard.
(ن خ س) : (نَخَسَ) الدَّابَّةَ نَخْسًا مِنْ بَابِ مَنَعَ إذَا طَعَنَهَا بِعُودٍ أَوْ نَحْوِهِ وَمِنْهُ (نَخَّاسُ) الدَّوَابِّ دَلَّالُهَا (وَفِي الْحَدِيثِ) «إنْ قَدَرْتُمْ عَلَى فُلَانٍ فَأَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ فَإِنَّهُ نَخَسَ بِزَيْنَبِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -» أَيْ نَخَسَ دَابَّتَهَا وَيُنْشَدُ
لِلنَّاخِسِينَ بِمَرْوَانِ بِذِي خُشُبٍ ... وَالْمُقْحِمِينَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ
أَيْ نَخَسُوا بِهِ مِنْ خَلْفِهِ وَأَزْعَجُوهُ حَتَّى سَيَّرُوهُ فِي الْبِلَادِ مَطْرُودًا (وَذُو خُشُبٍ) بِضَمَّتَيْنِ جَبَلٌ.
ن خ س
نخس الدابة، ومنه: الخاس. ونخسوا بفلان: نخسوا دابته وطردوه. قال:

الناخسين بمروان بذي خشبٍ ... والمقحمين على عثمان في الدار

أي نخسوا به من خلفه حتى سيّروه في البلاد. ونخس البكرة: جعل لها نخاساً وهو ما يلقمه ثقبها إذا اتسع. وبكرة نخيس.

ومن المجاز: رأيت غدراً تناخس كقولهم: الأمواج تناطح. وهو ابن نخسة أي ابن زنية. قال الشماخ:

أنا الجحاشيّ شماخ وليس أبي ... بنخسة لدعيّ غير موجود

غير معلوم " ووجدك ضالاً " وانخس به أي أبعده. وتكلّم فنخّسوا به. ووعلٌ ناخس: طويل القرنين لأنهما ينخسان ذنبه. قال ابن هرمة:

كأن فقاره اشتبكت عليه ... قرون الناخسات من الوعول
[نخس] نخسه بعود ينخسه نَخْساً، ومنه سمِّيَ النَخَّاسُ. والناخِسُ في البعير: جَرَبٌ يكون عند ذنبه والبعير منخوس. 124 - صحاح ودائرة الناخس: هي التي تكون تحت جاعِرَتَي الفرس إلى الفائِلَيْنِ. وتُكْرَهُ. والنَخيسُ: البَكْرَة يَتَّسِعُ ثَقْبُها الذي يجري فيه المِحْور مما يأكله المحور، فيَعمدون إلى خُشَيْبَةٍ فيثقبون وسَطها ثم يُلقمونها ذلك الثقب المتَّسع. ويقال لتلك الخُشَيبة: النِخاسُ، بكسر النون. والبكرة نخيس. قال الراجز:

درنا ودارت بكرة نخيس * وسألت أعرابيا بنجد من بنى تميم وهو يستقى وبكرته نخيس، فوضعت إصبعى على النخاس فقلت: ما هذا؟ وأردت أن أتعرف منه الحاء والخاء، فقال: نخاس، بخاء معجمة، فقلت: أليس قد قال الشاعر:

وبكرة نحاسها نحاس * فقال: ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين! تقول منه: نَخَسْتُ البَكْرَةَ أنْخَسُها نَخْساً. والنَخيسَةُ: لبن العَنْز والنعجة يُخْلَط بينهما، عن أبى زيد، حكاه عنه يعقوب .

نخس

1 نَخَسَهُ, aor. ـُ (S, A, Msb, K,) and نَخَسَ, (Lh, S, A, Mgh, K,) and نَخِسَ, (Lh, TA,) inf. n. نَخْسٌ, (S, Mgh, Msb,) He goaded, or pricked, him, namely, a beast, (A, Mgh, Msb, K,) with a stick (S, Mgh, Msb, K,) or the like, (A, Mgh, Msb, K, in the hinder part, or the side, (A, K,) so that he became excited. (Msb.) b2: نَخَسَ بِهِ He goaded his beast. (Mgh.) b3: نَخَسُوا بِهِ, (A, L, TA,) or نَخَسُوهُ, (K,) They goaded his (a man's) beast, and drove him (the man) away; (A, L, TA;) they drove him away, goading his camel with him. (K.) b4: And نَخَسَ بِالرَّجُلِ (assumed tropical:) He excited, or roused, the man, and disquieted, or disturbed, him. (L, TA.) b5: You say also, بِهِ ↓ أَنْخَسَ, meaning, أَبْعَدَهُ (tropical:) [He put him, or sent him, away, or far away]. (A, TA.) [Or perhaps the right reading is إِنْخَسْ بِهِ, meaning, أَبْعِدْهُ [Put thou him, or send thou him, away, or far away: as seems to be indicated by what immediately follows in those two works and here.] and تَكَلَّمَ فَنَخَسُوا بِهِ (tropical:) [app. meaning He spoke, and they put him away]. (A, TA.) 4 أَنْخَسَ see 1.

نِخَاسَةٌ and نَخَاسَةٌ The trade of selling beasts: and the trade of selling slaves. (K.) نَخَّاسٌ A goader of beasts. (Msb.) — and hence, (S, * A, * Msb,) A seller of beasts; (K;) one who acts as a broker for the sale of beasts (Mgh, Msb) and the like: (Msb:) and a seller of slaves: (K;) sometimes used in the latter sense: (TA:) a genuine Arabic word. (IDrd.)
نخس
نخَسَ يَنخُس، نَخْسًا، فهو ناخس، والمفعول مَنْخوس
• نخَس الدابّةَ: طَعَن مؤخَّرها أو جنبَها بعودٍ أو نحوه لتنشط "نخَس البقرَ/ الثيرانَ/ حِصانَه". 

نُخِسَ يُنخَس، نَخْسًا، والمفعول مَنْخوس
• نُخِس الجَمَلُ: أصابه الناخسُ، وهو ضاغط يصيب البعيرَ في إبطه، أو جَرَبٌ عند ذَنَبِه. 

مِنْخَس [مفرد]: ج مَناخِسُ: اسم آلة من نخَسَ: ما تُنْخَس به الدابّةُ من عودٍ ونحوه لتنشط. 

نِخاسَة [مفرد]: حِرفة النخّاس، وهو بائع الرّقيق والدوابّ "رجلٌ يعمل بالنِّخاسة" ° نخاسة الرّقيق الأبيض: الجواري. 

نَخّاس [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نخَسَ.
2 - بائع الدّوابِّ ودَلاّلها "يلتقي النخّاسون في سوق الأحد".
3 - بائع العبيد والرقيق "كثُر النخّاسون في القرن السادس عشر". 

نَخْس [مفرد]: مصدر نُخِسَ ونخَسَ. 
نخس: نخس: وخز بلطف (الكالا).
انتخس: انظرها في (فوك) في مادة stimulare.
نخسة: وخزة خفيفة (الكالا).
نخسة: نخسة بالمهاز (الكالا).
نخاس: شوكة، منخس (باين سميث) (الكلمة بالأصل بدون حركات- المترجم).
نخاس: الذي ينخس كثيرا (فوك).
نخاس: تاجر الخيل والدواب (كوسج، كرست 99: 5): نحن قوم نخاسون معنا خيل عتاق (أخبار 157: 6) وأنت يومئذ نخاس الحمير باشبيلية.
نخاس: تاجر العبيد، ماخور، maquereau ( الكلمة عربية، أنظر المخصص- المترجم) (وعند الثعالبي لطائف 77): كان نخاسا له جوار يساعين ويبيع أولادهن أي أن النخاس هو الذي مهنته القوادة على النساء من الرقيق وبيع أطفالهن.
نخاس: وسيط، دلال (الكالا، ألف ليلة 1: 281).
ناخس: ناخس، وعلى سبيل المثال (وجع ناخس) أي ألم حاد (بوشر).
أنخاس انظر منخس.
منخس الجمع مناخس وفي (فوك) انخاس: شوكة (فوك، الكالا، أبو الوليد 396: 26). والمنخس مجازا هو عضو الذكر عند الرجل (بيان 2: 143 وصاحب القاموس له الحق في هذا المعنى الذي ذهب إليه المقري 2؛ 418).
منخس: مكشحة، أداة تنظيف للجذور التي تشتبك بسكة المحراث (الكالا).
منخسة: شوكة، منخس وباللاتينية aculeus منخسة الفدان وهي الأداة التي استعملها samgar لقتل الفلسطينيين (الإصحاح الثالث، قضاة العهد القديم 31). هذا ما لم يكن عند أبي الفرج (38: 13) وجهة نظرا أخرى حول صيغة منخسة الفدان هذه. انظر تيزيروس جيزينيوس حول كلمة (منساس) في العبرية.
في الحقيقة أن لفظة منخسة (التي وجدت عند باين سميث 1151 أيضا) معناها مساس إذ قد وجدنا عند (بار علي رقم 6234): الفارش منخسة الثور في الحراث ألا أن هذا المساس هو أيضا جزء من المحراث مغاير للسكة وهذا ما يستخلص من (أبي الوليد 17: 798): كانت لهم مبارد حادة أعدوها لأن يحدوا بها السكك والمناخس وسائر آلات الحرث ولعلها سكين المحراث التي يطلق عليها بالفرنسية coutre.
منخاس والجمع مناخيس (انظر منخسة) (فوك، بوشر).
منخاس: عصا طويلة لنخس الثيران. (بوشر. ألف ليلة 1: 718).
نخس
النَّخْسُ: تَغْرِيْزُكَ مُؤخَّرَ الدّابَّةِ أو جَنْبَها بِعُودٍ أو غَيْرِه، يقال: نَخَسْتُ الدابَّةَ أنْخُسُها وأنْخَسُها. ونَخَسَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلّم - جَمَلَ جابرٍ - رضي الله عنه - الذي كانَ قد أعْيا فَصَارَ لا يَمْلِكُ رَأسَه.
وسُمِّيَ النَّخّاسُ لذلك، وفِعْلُه النِّخَاسَةُ - بالكسر -، وذلك لأنَّه يَنْخسُ الدابَّةَ لِتَنْشِطَ وتُسْرِع.
وقال ابن دريد: النَّخّاسُ: بَيّاع الرّقيق؛ عَرَبيّ صَحيحٌ، والاسْمُ: النِّخَاسَةُ والنَّخَاسَةُ - بكسر النون وفَتْحِها -. قال: ويُقال نَخَسَ بَنو فلان بفلانٍ: إذا طَرَدُوْهُ.
ونَخَسُوا به بَعِيْرَه، وأنْشَدَ:
النّاخِسِيْنَ بِمَرْوانَ بذي خُشُبٍ ... والدَّاخِلِيْنَ على عُثْمانَ في الدّارِ
والناخِسُ: ضاغِطٌ يُصِيْبُ البَعيرَ في إبْطِه. ويقال: بَعيرٌ به ناخِسٌ: إذا احْتَكَّ إبْطُه بِزَوْرِه. والنّاخِسُ والضّاغِطُ قَرِيْبٌ بعضهُ من بَعْضٍ.
والنّاخِسُ في البَعيرِ - أيْضاً -: جَرَبٌ يكون عِنْدَ ذَنَبِه، والبعير مَنْخُوْسٌ.
ودائرَة النّاخِسِ: التي تكون تَحْتَ جاعِرَتَيِ الفَرَسِ إلى الفائلَيْنِ، وتُكْرَهُ.
وقال أبو زَيْد: وَعِلٌ ناخِسٌ: إذا امْتَلأَ شَباباً. وهو وَعِلٌ ثُمَّ ناخِسٌ: إذا نَخَسَ قَرْناه ذَنَبَه من طُولهما، وقيل: هوَ النَّخُوْسُ، وإنَّما يكونُ ذلك في الذُّكُورِ، قال:
يا رُبَّ شاةٍ فاردٍ نَخُوْسِ
والنَّخِيْسُ: البَكْرَة التي يَتَّسِعُ ثَقْبُها الذي يَجْري فيه المِحْوَر مِمّا يَأْكُلُه المِحْوَر؛ فَيَعْمَدونَ إلى خُشَيْبَةٍ فَيَثْقُبُونَ وَسَطَها؛ ثُمَّ يُلْقِمونَها ذلك الثَّقْبَ المُتَّسِعَ. ويقال لِتِلْكَ الخُشَيْبَة: النِّخَاسُ - والنِّخَاسَةُ عن الليث - بكسر النون، والبَكرة نَخِيْس، قال:
دُرْنا ودارَت بَكْرَةٌ نَخِيْسُ ... لا ضَيْقَةَ المَجْرى ولا مَرُوْسُ
وقال بعضهم: سأَلْتُ أعْرابيّاً من بَني تَمِيْمٍ بِنَجْدٍ وهو يَسْتَقي وبَكْرَتُه نَخِيْس، فَوَضَعْتُ إصْبَعي على النِّخَاسِ فَقُلْتُ: ما هذا؟ - وأرَدْتُ أنْ أتَعَرَّفَ منه الحاءَ والخاءَ -، فقال: نِخَاسٌ بخاءٍ مُعْجَمَة، فَقُلْتُ: ألَيْسَ قد قال الشاعِرُ:
وبَكْرَةٍ نِحَاسُها نُحَاسُ
فقال: ما سَمِعْنا بهذا في آبائنا الأوَّلِيْنَ. تقول منه: نَخَسْتُ البَكْرَةَ أنْخَسُها نَخْساً.
وقال أبو زيد: النَّخِيْسَةُ: لَبَنُ العَنْزِ والنَّعْجَةِ يُخْلَطُ بَيْنَهُما. وقال الليث: النَّخِيْسَة: الزُّبْدَة. وقال أبو عُمَر: النَّخِيْسَة: اللَّبَن الحامِضْ يُصَبُّ على اللَّبَنِ الحُلْو.
والنَّخِيْس: موضِع البِطانِ.
ونُخِسَ لَحْمُ الرّجُل: إذا قَلّ.
ويقال لابنِ زِنْيَة: ابنُ نُخْسَة، قال الشّمّاخ:
أنا الجِحَاشيّ شَمّاخٌ ولَيْسَ أبي ... بِنَخْسَةٍ لِدَعِيٍّ غَيرِ موجودِ
وقال أبو سعيد: رأيْتُ غُدْراناً تَنَاخَسُ: وهو أن يُفْرِغَ بَعضُها في بَعْضٍ، كتَناخُسِ الغَنَمِ إذا أصابَها البَرْدُ فاسْتَدْفَأَ بَعْضُها بِبَعْضٍ. وفي حديثٍ: أنَّ قادِماً قَدِمَ عَلَيْهِ فَسَأَلَه عن خِصْبِ البِلادِ، فَحَدَّثَه: أنَّ سَحابَةً وَقَعَتْ فاخْضَرَّتْ لها الأرضُ؛ وفيها غُدُرٌ تَنَاخَسُ. قال شَمِر: أي يَصُبُّ بعضُها في بَعْضٍ، وقال غيره: كأنَّ الواحِدَ يَنْخَسُ الآخَرَ أي يَدْفَعُه.
والتركيب يدل على نَزْكِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ، وقد شَذَّتْ النَّخِيْسَةُ عن هذا التركيب.

نخس: نَخَسَ الدَّابَّةَ وغيرها يَنْخُسُها ويَنْخَسُها ويَنْخِسُها؛

الأَخيرتان عن اللحياني، نَخْساً: غَرَزَ جنبها أَو مؤخّرها بعود أَو نحوه،

وهو النَّخْسُ. والنَّخَّاسُ: بائع الدواب، سمي بذلك لنَخْسِه إِياها

حتى تَنْشَط، وحِرْفته النِّخاسة والنَّخاسة، وقد يسمى بائعُ الرقيق

نَخَّاساً، والأَول هو الأصل.

والنَّاخِسُ من الوعول: الذي نَخَسَ قَرْناه استَه من طولهما، نَخَسَ

يَنْخُسُ نَخْساً، ولا سِنّ فوق النَّاخِس. التهذيب: النَّخوسُ من الوُعول

الذي يطول قرناه حتى يَبلغا ذَنبه، وإِنما يكون ذلك في الذكور؛ وأَنشد:

يا رُبَّ شَاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ

ووَعْلٌ ناخِسٌ؛ قال الجعدي:

وَحَرْب ضَرُوس بِهَا ناخِسٌ،

مَرَيْتُ بِرُمْحِي فكان اعْتِساسَا

وفي حديث جابر: أَنه نَخَسَ بعيره بِمِحْجَنٍ. وفي الحديث: ما من مولود

إِلا نَخَسَه الشيطان حين يُولدُ إِلا مَرْيم وابنها. والنَّاخِسُ: جرب

يكون عند ذَنب البعير، بعِير مَنْخُوسٌ؛ واسْتَعار ساعدةُ ذلك للمرأَة

فقال:

إِذا جَلَسَتْ في الدَّار، حَكَّتْ عِجَانَها

بِعُرْقُوبِها مِنْ ناخِسٍ مُتَقَوّب

والنَّاخِسُ: الدَّائرة التي تكون على جاعِرتَي الفرس إِلى

الفَائلَتَينِ وتُكره. وفرس مَنْخُوسٌ، وهو يُتَطَيَّر به. الصحاح: دائرة النَّاخِسِ

هي التي تكون تحت جاعِرَتَي الفرس. التهذيب: النِّخاس دائرتان تكونان في

دائرة الفَخِذَين كدائر كتِف الإِنسان، والدابة مَنْخُوسَةً يُتَطَيَّر

منها. والنَّاخِسُ: ضاغِطٌ يصيب البعير في إِبطه.

ونِخاسَا البيت: عَمُوداه وهما في الرُّوَاق من جانبي الأَعْمِدَة،

والجمع نُخُسٌ.

والنِّخاسة والنِّخاس: شيء يُلْقَمُه خرق البكْرة إِذا اتسعت وقَلِقَ

مِحْوَرها، وقد نَخَسَها يَنْخَسُها ويَنْخُسُها نَخْساً، فهي مَنْخُوسة

ونَخِيس. وبكرة نَخِيسٌ: اتسع ثُقْب مِحْورها فَنُخِسَتْ بِنِخاس؛ قال:

دُرْنا ودارتُ بَكْرَةٌ نَخِيسُ،

لا ضَيْقَةُ المَجْرى ولا مَرُوسُ

وسئل أَعرابي بنَجْد من بني تميم وهو يستقي وبَكْرتُه نَخِيسٌ، قال

السائل: فوضعت إِصبعي على النِّخاسِ وقلت: ما هذا؟ وأَردت أَن أَتَعرَّف منه

الحاء والخاء، فقال: نِخاسٌ، بخاء معجمة، فقلت: أَليس قال الشاعر:

وبَكْرة نِحاسُها نُحَاسُ

فقال: ما سمعنا بهذا في آبائنا الأَولين. أَبو زيد: إِذا اتسعت البَكْرة

واتسع خرقها عنها

(* قوله «عنها» عبارة القاموس: عن المحور.) قيل

أَخْقَّتْ إِخْقَاقاً فَانْخَسُوها وانْخِسوها نَخْساً، وهو أَن يُسَدَّ ما

اتسع منها بخشبة أَو حجر أَو غيره. الليث: النِّخاسَةُ هي الرُّقْعَةُ تدخل

في ثُقْب المِحْوَرِ إِذا اتسع. الجوهري: النَّخِيس البَكْرة يتسع ثقبها

الذي يجري فيه المحور مما يأْكله المحور فيَعْمِدُونَ إِلى خشبة

فيَثْقُبُونَ وسطها ثم يُلْقمونها ذلك الثقب المتسع، ويقال لتلك الخشبة:

النِّخاس، بكسر النون، والبكرة نَخِيسٌ. أَبو سعيد: رأَيت غُدْراناً تناخَسُ، وهو

أَن يُفْرِغَ بعضُها في بعض كتناخس الغنم إِذا أَصابها البرد فاستدفأَ

بعضها ببعض، وفي الحديث: أَن قادماً قدم عليه فسأَله عن خِصْبِ البلاد

فحدَّثه أَن سحابة وقعت فاخْضَرَّ لها الأَرضُ وفيها غُدُرٌ تناخَسُ أَي

يَصُبُّ بعضها في بعض. وأَصل النَّخْسِ الدفع والحركة، وابن نَخْسَةٍ، ابن

الزانية. التهذيب: ويقال

(* قوله «ويقال إلخ» القاموس وشرحه: وابن نخسة،

بالكسر، أَي ابن زنية. وفي التكملة مضبوط بالفتح.) لابن زَنية ابن نخسة؛

قال الشماخ:

أَنا الجِحاشِيُّ شَمَّاخٌ، وليس أَبي

لِنَخْسَةٍ لدَعِيٍّ غَيْرٍ مَوْجُودِ

(* قوله «لنخسة» كذا بالأصل

وأَنشده شارح القاموس والأساس بنخسة.)

أَي متروك وحده، ولا يقال من هذا وحده. ونَخَسَ بالرجل: هَيَّجه

وأَزعجه، وكذلك إِذا نَخَسُوا دابَّته وطردوه؛ وأَنشد:

النَّاخِسينَ بِمَرْوانَ بِذِي خَشبٍ،

والمُقْحِمينَ بعُثمانَ على الدَّارِ

أَي نَخَسُوا به من خلفه حتى سَيَّروه من البلاد مطروحاً.

والنَّخِيسة: لَبن المَعَز والضَّأْن يخلط بينهما، وهو أَيضاً لبن

الناقة يخلط بلبن الشاة. وفي الحديث: إِذا صب لبن الضأْن على لبن الماعز فهو

النَّخِيسة.

والنَخِيسَة: الزبدة.

عدو

(عدو) : العِدْو: حَجَرٌ رقيقٌ واسعٌ، والجَمعُ عِداءٌ، مثلُ: جِروٍ وجِراءٍ.
عدو: {عدوان}: اعتداء. {يعدون}: يعتدون. و {بالعدوة}: شاطئ الوادي.

عدو


عَدَا(n. ac. عَدْو
عَدَوَاْن)
a. Ran.
b. . (n. ac.
عَدْو
عُدْوَاْن) [acc. & 'An], Turned, prevented, hindered from.
c. [acc.
or
'An], Turned, passed away from; neglected, left undone;
omitted.
d. ['Ala], Leapt, rushed at; assailed; charged.
e.(n. ac. عَدْوعُدْوَى []
عَدَآء []
عُدُوّ
عُدْوَاْن) ['Ala], Wronged, acted unjustly towards; oppressed.
ع د و

أعدى من ذئب "، وتقول: ما هو إلا ذئب عدوان، دينه الظلم والعدوان. واستعديت عليه الأمير فأعداني. ولي قبله عدوى أي استعداء. وفرّقتهم عدواء الدار وهي بعدها. قال ذو الرمة:

هام الفؤاد بذكراها وخامره ... منها على عدواء الدار تسقيم

وجئت على مركب ذي عدواء: غير مطمئن. والسلطان ذو عدوات وذو بدوات وذو عدوان وذو بدوان. " وما عدا مما بدا ". وكانت لهذا اللص عدوة. وتقول: ما له غدوة ولا روحه، إلا على عدوة أو جوحه. وما عدا أن صنع كذا. وعدت عواد عن كذا أي صرفت صوارف. ونزلوا بين عدوتي الوادي. وعدّ عن هذا الحديث أي خلّه. وتقول: صروف الدهر متماديه، ونوائبه متعاديه؛ أي متوالية. وبعنقي وجع من تعادي الوساد: من المكان المتعادي غير المستوي.
ع د و : عَدَا عَلَيْهِ يَعْدُو عَدْوًا وَعُدُوًّا مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَعُدْوَانًا وَعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ ظَلَمَ وَتَجَاوَزَ الْحَدَّ وَهُوَ عَادٍ وَالْجَمْعُ عَادُونَ مِثْلُ قَاضٍ وَقَاضُونَ وَسَبُعٌ عَادٍ وَسِبَاعٌ عَادِيَةٌ وَاعْتَدَى وَتَعَدَّى مِثْلُهُ وَعَدَا فِي مَشْيِهِ عَدْوًا مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضًا قَارَبَ الْهَرْوَلَةَ وَهُوَ دُونَ الْجَرْيِ وَلَه عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ وَهُوَ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْدَيْتُهُ فَعَدَا وَعَدَوْتُهُ أَعْدُوهُ تَجَاوَزْتُهُ إلَى غَيْرِهِ وَعَدَّيْتُهُ وَتَعَدَّيْتُهُ كَذَلِكَ وَاسْتَعْدَيْتُ الْأَمِيرَ عَلَى الظَّالِمِ طَلَبْتُ مِنْهُ النُّصْرَةَ فَأَعْدَانِي
عَلَيْهِ أَعَانَنِي وَنَصَرَنِي فَالِاسْتِعْدَاءُ طَلَبُ التَّقْوِيَةِ وَالنُّصْرَةِ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى بِالْفَتْحِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْعَدْوَى طَلَبُكَ إلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ بِاعْتِدَائِهِ عَلَيْك وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ مَسَافَةُ الْعَدْوَى وَكَأَنَّهُمْ اسْتَعَارُوهَا مِنْ هَذِهِ الْعَدْوَى لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَصِلُ فِيهَا الذَّهَابَ وَالْعَوْدَ بِعَدْوٍ وَاحِدٍ لِمَا فِيهِ مِنْ الْقُوَّة وَالْجَلَادَةِ.

وَعُدْوَةُ الْوَادِي جَانِبُهُ بِضَمِّ الْعَيْنِ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ وَبِكَسْرِهَا فِي لُغَةِ قَيْسٍ وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعَةِ وَالْعَدُوُّ خِلَافُ الصَّدِيقِ الْمُوَالِي وَالْجَمْعُ أَعْدَاءٌ وَعِدًى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ قَالُوا وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي النُّعُوتِ لِأَنَّ بَابَ فِعَلٍ وِزَانُ عِنَبٍ مُخْتَصٌّ بِالْأَسْمَاءِ وَلَمْ يَأْتِ مِنْهُ فِي الصِّفَاتِ إلَّا قَوْمٌ عِدًى وَضَمُّ الْعَيْنِ لُغَةٌ وَمِثْلُهُ سِوًى وَسُوًى وَطُوًى وَطِوًى وَتَثْبُتُ الْهَاءُ مَعَ الضَّمِّ فَيُقَالُ عُدَاةٌ وَيُجْمَعُ الْأَعْدَاءُ عَلَى الْأَعَادِي.
وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ: يَقَعُ الْعَدُوُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ عَلَى الْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْمَجْمُوعِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْت بَعْضَ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُونَ هُنَّ وَلِيَّاتُ اللَّهِ وَعَدُوَّاتُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ إذَا أُرِيدَ الصِّفَةُ قِيلَ عَدُوَّةٌ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّ الْجَرَبَ لَيُعْدِي أَيْ يُجَاوِزُ صَاحِبَهُ إلَى مَنْ قَارَبَهُ حَتَّى يَجْرَبَ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى فَيُقَالُ أَعْدَاهُ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ إذَا كَانَ فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ اسْتَوَى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَلَا يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ سِوَى عَدُوٍّ فَيُقَالُ فِيهِ عَدُوَّةٌ. 
عدو
فَرَسٌ عَدَوَانٌ: كَثيرُ العَدْوِ. وعَدَا عليه عَدْواً وعُدُوّاً وعَدَاءً وعُدْواناً، واعْتَدى عليه وتَعَدّى: سَواء. والعَدْوى: طَلَبُكَ إلى الوالي الإِعْداءَ على مَنْ ظَلَمَكَ. وما يُعْدِي من الجَرَبِ وغيرِه، وفي الحديث: " لا عَدْوى ".
وعَدَا طَوْرَه وتَعَدّى: تَجَاوَزَ قَدْرَه، ومنه رَأَيْتُهم ما عَدا زَيْداً. وعَدَتْ بَيْنَنا عَوَادٍ: صَرَفَتْ صَوَارِفُ، ويُقال: عَادَتْ، كأنَّها فاعَلَتْ. والعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ: الشُّغْلُ. والعادِيَةُ: الشَّرُّ والأذى. وعَدَاءُ الطَّريْقِ وعِدَاؤه وعِدْوَتُه وعِدْوُه: ما انْقَادَ مَعَكَ من عُرْضِه.
والعِنْدَأْوَةُ: الْتِوَاءٌ وعَسَرٌ، النُّوْنُ والهَمْزَةُ زائدتانِ. وعَدِّ الهَمَّ عنكَ: اصْرِفهُ ونَحِّه.
ويُجْمَعُ العَدُوُّ على الأعْدَاء، والعِدى والعُدى والعَدِيِّ والعُدَاةِ والعَدَايا والأعادي، وهي عَدُوَّةُ اللهِ، ولا نَظِيْرَ له، كأنَّه أُلحِقَ بِصَدِيْقَةٍ. وعَدْوَانُ: حَيٌّ من قَيْسٍ.
والعُدْوَةُ - بضَمِّ العَيْنِ وكَسْرِها -: صَلاَبَةٌ من شَاطِئِ الوَادي. والنّاحِيَةُ من الأرْض. والعُقْدَةُ لا حَمْضَ بها، وقيل: هي الخُلَّةُ. والعَدَوِيَّةُ: صِغَارُ الشَّجَرِ تَرْعَاه الإِبِلُ. وصِغَارُ سِخَالِ الغَنَم، ويُقال: هي العَذَوِيَّةُ - بالذّال المُعْجَمَة -.
والعِدّى: ما يُجْعَلُ على القَبْر من الصُّخُورْ. والعِدْوُ: حَجَرٌ رَقِيْقٌ واسِعٌ، ويُجْمَعُ على العِدَاء. والعِدَى: كُلُّ خَشَبَةٍ تُجْعَلُ بين خَشَبَتَيْن. ورَجُلٌ عِدَىً، وقَوْمٌ عِدَىً أيضاً: بُعُدٌ عنكَ. وغُرَباءُ أيضاً، ويُقال: قَوْمٌ أعْدَاء، بهذا المعنى. والعِدَى: البُعْدُ نَفْسُه.
وعَادِيَا اللَّوْحِ: طَرَفاه. وأُمُوْرٌ عِدْوَةٌ: بَعيْدَةٌ: وعَدَّيْتُ عَدَاءً: بَعُدْتَ. وعادَيْتُه من كَذا: مَيَّزْتَه.
وَعَدِّ شَيْئاً من إِبِلكَ: اعْزِلْهُ. وعَادى بَيْنَه: وَالى. وتَعَادَوْا: ماتَ بعضُهم في أثر بعضٍ.
ومَكانٌ مُتَعَادٍ: غَيْرُ مُسْتَو، وكأنَّه من العُدَوَاءِ: المَكانِ غيرِ المُسْتَوي. وهو الاناخَةُ القَليلةُ. والأرضُ الصُّلْبَةُ، أيضاً. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوَادٍ: لا تَرْعى الحَمْضَ. والعَدِيُّ: الجَمَاعَةُ - بِلُغَةِ هُذَيْلٍ -. وهي الرَّجّالَةُ يَتَقَدَّمون الجَيْشَ أيضاً: ولا تَعَدّى من الأمْرِ شيئاً: أي لا تُغْني. والعَوَادِيُّ من الكَرْم: ما يُغْرَسُ في أُصُوْلِ الشَّجَرِ العِظَام الظَّلِيْلَة، ويُنْسَبُ إِليها فيُقال: عَادِيَّةُ العَنَمَةِ والعَرْعَرَةِ، ولا يُسَمّى الحَبَلَةَ. وأعْدَاه على كَذا: أعَانَه. والعِدَى: جَمْعُ العِدَةِ وهي الوَعْدُ، وهذا نادِرٌ من المَقْلُوْب. وعُدَيَّةُ: اسْمُ قَبيلةٍ. وهَضَبَة، أيضاً.
ويُقال: كَتَبَ المُصَدِّقُ عَلَيَّ عَدَاءً كثيراً: أي تَعَدّى الفَريضَةَ وأخَذَ فَوْقَ حَقَّه.
ابنُ الأعْرابيِّ: قالوا مَعْدِي كَرِبَ لأنَّه عَدِيُّ الفَسَادِ، والكَرِبُ: الفسادُ. فأمّا قَوْلُ ابنِ مُقْبِل:
مَعْدى القِلادَةِ من رَبْوٍ ولا بُهُرِ
فأرادَ به: إلاّ القِلادَةَ، وكأنَّه: ما عَدا القِلادَةَ، فأدْرَجَ الألفَ. وشَيْءٌ عادِيٌّ: قَدِيْمٌ، كالمجْدِ وغيرِه.
(ع د و) : (الْعَدْوُ) السُّرْعَةُ وَفَرَسٌ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْعَدَّاءُ الَّذِي كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْكِتَابَ الْمَشْهُورَ وَهُوَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً شَكَّ الرَّاوِي لَا دَاءَ
وَلَا غَائِلَةَ وَلَا خِبْثَةَ» بَيْعَ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ قَالَ الْمُصَنِّفُ الْمُشْتَرِي الْعَدَّاءُ لَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَكَذَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ وَهَكَذَا أُثْبِتَ فِي مُشْكِلِ الْآثَارِ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ وَمَعْرِفَة الصَّحَابَةِ لِابْنِ مَنْدَهْ وَمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِلدَّغُولِيِّ وَهَكَذَا فِي الْفِرْدَوْسِ أَيْضًا بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَفِي شُرُوط الْخَصَّافِ وَشُرُوطِ الطَّحَاوِيِّ بِتَعْلِيقِ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ أَنَّ الْمُشْتَرِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَابَعَهُمَا فِي ذَلِكَ الْحَاكِمُ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِمَّا رَوَيْتُ وَرَأَيْتُ وَلَا عَيْبَ وَلَا لَفْظَةُ فِيهِ (قَالُوا) الدَّاءُ كُلُّ عَيْبٍ بَاطِنٍ ظَهَرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَوْ لَا وَهُوَ مِثْلُ وَجَعِ الطِّحَالِ وَالْكَبِدِ وَالسُّعَالِ وَكَذَا وَكَذَا وَالْجُذَامِ وَهُوَ مَا يَبْدُو فِي الْأَعْضَاءِ مِنْ الْقُرُوحِ وَالْبَرَصِ وَهُوَ الْبَيَاضُ فِي ظَاهِرِ الْجِلْدِ وَرِيحِ الرَّحِمِ وَهِيَ عَلَى مَا زَعَمَ الْأَطِبَّاءُ مَادَّةٌ نَفَّاخَةٌ فِيهَا بِسَبَبِ اجْتِمَاعِ الرُّطُوبَاتِ اللَّزِجَةِ (وَالْغَائِلَةُ) الْإِبَاقُ وَالْفُجُورُ (وَالْخِبْثَةُ) أَنْ يَكُونَ مَسْبِيًّا مِنْ قَوْمٍ لَهُمْ عَهْدٌ (وَالْكَيَّةُ) لَيْسَتْ بِدَاءٍ وَلَا غَائِلَةٍ وَلَكِنَّهَا عَيْبٌ (وَعَدَاهُ) جَاوَزَهُ (وَمِنْهُ) اتَّجِرْ فِي الْبَزِّ وَلَا تَعْدُ إلَى غَيْرِهِ أَيْ لَا تُجَاوِزْ الْبَزَّ (وَعَدَا عَلَيْهِ) جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الظُّلْمِ عَدْوًا وَعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ (وَمِنْهُ) وَصْفُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّبُعَ بِالْعَدَّاءِ فَقَالَ السَّبُعُ الْعَادِيُّ (وَفِي حَدِيثِ) عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لَهُ إنَّ بَنِي عَمِّكَ عَدَوْا عَلَى إبِلِي (وَاسْتَعْدَى) فُلَانٌ الْأَمِيرَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ أَيْ اسْتَعَانَ بِهِ فَأَعْدَاهُ عَلَيْهِ أَيْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ وَنَصَرَهُ (وَمِنْهُ) فَمَنْ رَجُلٌ يُعْدِينِي أَيْ يَنْصُرُنِي وَيُعِينُنِي (وَالِاسْتِعْدَاءُ) طَلَبُ الْمَعُونَةِ وَالِانْتِقَامِ وَالْمَعُونَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ رَجُلٌ ادَّعَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ الْقَاضِي وَأَرَادَ عَنْهُ عَدْوَى أَيْ عَنْ الْقَاضِي نُصْرَةً وَمَعُونَةً عَلَى إحْضَارِ الْخَصْمِ فَإِنَّهُ يُعْدِيهِ أَيْ يَسْمَعُ كَلَامَهُ وَيَأْمُرُ بِإِحْضَارِ خَصْمِهِ وَكَذَا مَا رُوِيَ أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ اسْتَعْدَتْ فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَدَبَةً مِنْ ثَوْبِهِ كَهَيْئَةِ الْعَدْوَى أَيْ كَمَا يُعْطِي الْقَاضِي الْخَاتَمَ أَوْ الطِّينَةَ لِتَكُونَ عَلَامَةً فِي إحْضَارِ الْمَطْلُوبِ
وَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَلَوْ سُبِيَتْ امْرَأَةٌ بِالْمَشْرِقِ فَعَلَى أَهْلِ الْمَغْرِبِ اسْتِعْدَاؤُهَا مَا لَمْ تَدْخُلْ دَارَ الْحَرْبِ فَفِيهِ نَظَرٌ.
عدو: عدا إلى أو في، عدا إليه أو فيه المرض: أعداه بالدواء والمرض. انتقل إليه المرض، وأصابه بالعدوى (بوشر).
عدا: أخفق، خاب نقص، أعوز، ففي الحديث عن أحد السقاة مثلاً: لم يَعْدُ المُنى، أي لم يخفق في تحقيق مناه. (المقري 1: 662) وأنظر تعليقة فليشر على هذه العبارة (بريشت من 216) حيث نجد فيه أمثلة مثل: لا عَدَى حَظَّك إقبال. أي لا ينقص النجاح حظّك. ويقال في الكلام عن الدراهم: عداه طالِبٌ. أي أخفق في أن يجد له طالباً. وأضيف إلى ذلك ما جاء في كليلة ودمنة (ص30): ما عدوتَ الذي في نفسي. أي لم تجاوز ما أراه فيك، يعني لم تكذب رأيي في عقلك وحكمتك وفي الأغاني (ص51): ما عدا صِفتَي وصفةُ (وصِفَةَ) ابن سريج. يريد أن يقول أن أمير المؤمنين لم يخطئ في التمييز بين موهبتي وموهبة ابن سريج.
وفي الكامل (ص119): فلما نهض (عبد الله بن يزيد أبو خالد القسري قال له عبد الملك يوما ما مالك؟ فلم يخبره) فقيل له: هلا خبرته بمقدار مالك؟ فقال: لم يَعْدُ أن يكون قليلاً فيحرقني أو كثيراً فيحسدني. أي لم يجاوز أن يكون قليلاً فيحقرني أو كثير فيحسدني.
عدا على: اجتاح، طغى على. يقال عدا الرمل على (معجم الادريسي).
عدا على فلان ب: اغتنم الفرصة ليغيضه ويهينه ب (تاريخ البربر 1: 431).
عَدَّى: عبر (بوشر) ويقال مثلاً عدّى النهر.
ففي الادريسي (الباب الخامس الفصل الرابع): بعد تعدية نهر. وفيه: وهو نهر كبير يعدى بالقوارب. ومنه قيل: مركب تعدية= معدية أي معبر (معجم ابن جبير).
عَدَّى الحدود: تجاوز الحد، تعدّى (بوشر) وحاول عبور نهر، ففي ملّر (نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 85).
ولما التقى الجمعان فرّ فراره ... ولكنهّ عَدَّى فقيده النهُر
عَدَّى على: مرّ من مكان وجاوز (بوشر).
عدَّى: ارتد، انعكس، أرتد من نقطة إلى أخرى.
ويقال عَّدى من والي: ارتده، ورُد ودفع من جسم إلى آخر. (بوشر).
عَدَّى: انصرف، جاوز، حاد عن، ترك، تخلَّى من، غادر، هجر، وكان علي لين (مادة عدا) أن لا يشك في عبارة المصباح. (انظر معجم مسلم).
عَدَّى عن: كفّ عن، تخلَّى عن، تحوّل عن، ترك، انفصل عن. تنازل عن حقه، أفلت، أهمل، عدل عن، أقلع عن، (بوشر).
عَدَّى عن: ترك، أغفل، أهمل، حذف، أسقط. ومرّ، قطع، عبر، جاز، انتقل. ولم يتكلم عن (بوشر).
عَدَّى: أفسد ما بين الأصدقاء الذين كانوا يعيشون في سلام وصفاء. (فوك، الكالا).
عَدَّى: انتكر، رفض، جحد ولم يوافق، وسخط، غضب، اغتاظ، تنازع (الكالا).
مُعَدِّى: مضاد، معاكس، مخالف، معاد، خصم، عدوّ. (فوك).
أعدى: (انظر معجم مسلم) غير أن هناك كثير مما يقال عن كتابة هذه الكلمة ومعنى البيت الذي نقل فيه. وقال السيد دي غويه إنه يترجم الآن الفعل أعدى بما معناه: نقل إلى، أوصل، وابلغ، أخبر، أفاد.
تَعَدَّى: لمعرفة استعمال هذا الفعل انظر رحلة ابن بطوطة (1: 35) ففيها: كانوا يظنوُّن أن القضاء لا يتعداه. أي لا يتجاوزه ليصبح قاضياً.
تَعَدىَّ: في ويجرز (ص20) حيث الكلام عن شعر ابن زيدون: لا تَعَدَّى به الرؤساء والملوك. ولم يفهم الناشر هذه الجملة. وهي تعني كما يقول دي ساسي في جريدة الجنوب: قد خصّ شعره بالأمراء والملوك لا يتجاوزهم إلى غيرهم.
تعدَّى: جاب، طاف، ساح، (هلو).
تعدَّى: اجتاز، جاز، قطع، عبر. (ابن بطوطة 1: 50).
تعدَّى إلى فلان ب: قدم له شيئاً. أهدى له شيئاً. (عباد 1: 313).
تعدّى: اختلف معه. (فوك، الكالا).
انعدى. انعدى من فلان: انتقل إليه المرض منه، انتقلت إليه العدوى منه. (بوشر).
ويقال أيضاً: انعدى من مرض أحد.
انعداء. عدوى، انتقال المرض من شخص إلى آخر. (هلو).
اعتدى على: اجتاح، اكتسح، يقال: اعتدت الرمال على. (معجم الادريسي).
اعتدا: في المعجم اللاتيني العربي contagium عِلّة واعْترا وتدنس. غير أني أرى أن الصواب اعتدا.
اعتدى: بمعنى استعدى أي استعان واستنصر. (المقري 2: 247) وانظر: إضافات.
أستعدي: ويقال أيضاً: استعدى بفلان: استعان به واستنصره. (المقري 2: 358).
عَدْو: سفْلِس، زهري (شيرب).
عَدْوَة: فسرت في ديوان الهذليين (ص13).
البيت الخامس. بحَمْلة كجِرْية السيل. وفي (ص224) منها: عَدْوَتي وعادتي وغارتي واحد.
عَدْوَة: عدوى، ومرض ذو عدوة: مرض معدٍ (بوشر).
عَدَّوَة، وعِدْوة، في معجم فوك: بَرَ عِدْوَة وبر العِدْوَة أي جانب الوادي، وليس عَدْوَة كما في معجم فريتاج.
عَدْوَة: ذكرت في ديوان الهذليين (ص139 البيت الثاني).
عِدْوِى: ما وراء (فوك). وعِدْوِي نسبة إلى عِدْوة في قولهم بَرّ العِدْوة أي ما وراء البحر وهو الذي يصدر من شمال إفريقية. ويذكر الكالا، صُوف عدْوِى: صوف بني مرين (مرينوس) وضائنة الصوف العدوى: الغنم التي يجز منها هذا الصوف، وكان الأسبان قد استوردوا هذا النوع الجيد من الغنم من أفريقية. ولا تزال هذه الأغنام موجودة عند كثير من قبائل الجزائر. وقد سمي باسم قبيلة بني مرين التي تسكن الآن في أرباض تلمسان. (انظر: دفيك ص162 مادة مرينوس).
ولا تزال كلمة صوف عدوى مستعملة في تطوان وتعني عندهم مرينوس أي صوف بني مرين فيما يقول ليرشندي.
عُدْوان: اعتداء، تعدّ (بوشر).
عُدوان: انظر باين سميث (1205) تجد فيه: العدوان مع فرم خزائن وغيرها. والعدوان مع الافاريز، الاستدارات، الاسطامات .. الخ.
عَدَاويّ: عُدْواني. عِدائي (بوشر).
عَدَاوِية: عدوّ. وهي كلمة عامية (المقدمة 3: 369).
عَدَّاء: شديد الظلم، شديد البغي (الأغاني ص41= بدرون ص252).
عادية: رغبة في إلحاق الضرر بشخص، وإصابته بأذى. (معجم الادريسي).
تَعْدِيَة: تعدّ، تطاول، اغتصاب، أخذ الشيء غصباً وقسراً (بوشر).
تَعْدِيَة: بعنف، وتعدّى الشريعة ومخالفتها (بوشر).
تعدية الأوامر: خروج على القانون. نقض العقد أو الاتفاق (بوشر).
تعدية: عُدوان، عداوة، عمل عدواني (بوشر).
تعدية في الحرب: هجوم، مهاجمة (بوشر).
مُعْدٍ. ربان زورق ينقل الناس ويعبرهم من ضفة إلى أخرى (ألف ليلة 2: 574).
مَعْدِيَة وجمعها معاد قارب، مركب، صندل كبير أو صغير، يستخدم لعبور الناس والحيوانات، مُعْدِيّة. (مملوك 2، 1: 156).
معدية: طوْف، رمث (مملوك (2، 1: 156) مَعْدِيَة: قارب، مركب صغير، سفينة نقل. سفينة كبيرة لنقل البريد. (بوشر).
مَعْدِيَة: مخاضة، مجازة، معبر. (صفة مصر 11: 184، ديسكرياك ص259).
مَعْدَاويّ: نوتي، ربان زورق. (بوشر).
عدو
عدا/ عدا عن يَعدو، اعْدُ، عَدْوًا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدُوّ (للمتعدِّي)
• عدَا الغزالُ: جرى، ركض، سار بخطًى متباعدة، قفز قفزاتٍ متتابعةً "رياضة العَدْو- عدَا الحصانُ- عدَا بسرعة/ ببطء" ° عدَا الماءُ: جرى.
• عدا الشَّخصُ: اعتدى، تجاوز " {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} ".
• عدَا الأمرَ/ عدَا عن الأمرِ: جاوزَه، تركَه، صرفه "عدَا قدرَه- عدَا عن مكانتِه- هذا الأمرُ لا يَعْدُو بالنسبة لي قطرةً من بحر"? لا يَعْدو أن يكون كذا: ليس إلاّ كذا.
• عدَاه عن الأمر: صرفه عنه وشغله " {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} ".
• عدا المريضُ زائريه: نقل إليهم مرضه. 

عدَا على يَعْدو، اعْدُ، عُدْوانًا وعَدَاءً وعَدْوًا وعُدُوًّا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدوّ عليه
• عدا على الضُّعفاء: ظلمهم وجار عليهم، افترى عليهم، وتجاوز الحدَّ " {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} - {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} " ° عدَى عليه: وثَب.
• عدا اللُّصوصُ على أمواله: سرقوها، أخذوها عنوةً بغير حَقٍّ "إيَّاك والعُدْوانَ على حقوق غيرك- يكافح ضدَّ عُدْوان العَدُوّ". 

أعدى يُعدي، أَعْدِ، إعداءً، فهو مُعْدٍ، والمفعول مُعْدًى
• أعدى فلانًا من خُلُقه أو مرضه: أصابه بالعَدْوى، نقل إليه المرض أو الخُلُق، أكسبه مثلَه "حُمَّى مُعْدية- أقوى من إعداء المرض- النَّعجة الجرباءُ تُعدي القطيع [مثل أجنبيّ]- *فإنَّ خلائقَ السفهاء تُعدي*" ° مرض مُعْدٍ: ينتقل من المرضى إلى الأصحَّاء.
• أعداه على فلانٍ: نصره وأعانه وقوَّاه عليه. 

استعدى يستعدي، اسْتَعْدِ، استعداءً، فهو مستعْدٍ، والمفعول مستعدًى
• استعدى النَّاسَ على أخيه:
1 - استعان بهم عليه "استعدى عليه الجميع- إيَّاك واستعداء الآخرين على جارك- لا تكن مستعديًا أحدًا على صديقك".
2 - استغاث بهم واستنصرهم. 

اعتدى على يعتدي، اعْتَدِ، اعتداءً، فهو مُعتَدٍ، والمفعول مُعتدًى عليه
• اعتدى على جاره: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "اعتدى على حياة فلانٍ- {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} " ° اعتدت دولةٌ على أخرى: هاجمتها عسكريًّا. 

انعدى من ينعدي، انْعَدِ، انعداءً، فهو مُنْعدٍ، والمفعول مُنعدًى منه
• انعدى من فلان: مُطاوع عدا/ عدا عن: انتقل إليه المرضُ منه. 

تعادى يتعادَى، تَعادَ، تعاديًا، فهو مُتعادٍ
• تعادى الزُّملاءُ: تخاصموا وكان بعضُهم لبعضٍ عَدُوًّا. 

تعدَّى/ تعدَّى على يَتعدَّى، تَعَدَّ، تعدّيًا، فهو مُتعدٍّ، والمفعول مُتعدًّى (للمتعدِّي)
• تعدَّى الفعلُ: (نح) احتاج إلى مفعول به، تجاوز أثرُه

الفاعلَ إلى المفعول به.
• تعدَّى مرحلةَ الطُّفولة: جاوزها "لم يتعدَّ الأربعين من عُمُره- تعدَّى قانونَ السَّير- {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ".
• تعدَّى على الشَّخص: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "تعدّى عليه بالضَّرب- تعدّى على مِلْك فلان". 

عادى يعادي، عادِ، معاداةً وعِداءً، فهو معادٍ، والمفعول معادًى
• عادى جارَه: خاصمه وصار له عَدُوًّا، عكْسه صافاه "لا تكن معاديًا صديقك يومًا ما- سياسة معادية للشَّرق/ للغرب- {عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} ". 

عدَّى/ عدَّى عن يُعدِّي، عَدِّ، تعديةً، فهو مُعدٍّ، والمفعول معدًّى
• عدَّى النَّهرَ: تَجاوَزَه "عدّى حدودَه".
• عدَّى الفعلَ: (نح) جعله متعدِّيًا "التضمين وسيلة من وسائل تعدية الفعل اللازم".
• عدَّى الأمرَ: أجازه وأنفذه.
• عدَّى فلانًا عن الأمر: صَرَفه عنه.
• عدَّى فلانٌ عن الأمر: خلاَّه وانصرف عنه. 

إعداء [مفرد]: مصدر أعدى. 

استعداء [مفرد]: مصدر استعدى. 

اعتداء [مفرد]: ج اعتداءات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتدى على.
2 - تهجُّم ظالم على شخص بالضَّرب أو غيره "قاموا بالاعتداء على جارهم".
3 - (نف) تهجُّم على الآخرين رغبة في السيطرة، أو نتيجة للشعور بالظُّلم أو نحو ذلك.
• اعتداء عسكريّ: هجوم دولة على دولة بغير مُسوِّغ "استنكر الرَّأي العامّ اعتداء أمريكا على العراق" ° معاهدة عدم اعتداء: معاهدة بين دولتين تتعهَّد فيها كلٌّ منهما بعدم الاعتداء أو الهجوم على الأخرى.
• اعتداء جنْسيّ: (قن) اغتصاب؛ تصرُّف فاحش لرجل تجاه رجل آخر أو امرأة أو طفل أو لامرأة تجاه طفل مصحوبًا بالتهديد أو خطر الإساءة الجسدية أو الإصابة أو التسبّب بالخوف والعار والذلّ والكَرْب العقليّ. 

انعداء [مفرد]: مصدر انعدى من. 

تعدية [مفرد]: مصدر عدَّى/ عدَّى عن. 

عادٍ [مفرد]: ج عادون وعُداة، مؤ عادِية، ج مؤ عادِيَات وعوادٍ: اسم فاعل من عدَا على وعدا/ عدا عن.
• العادي: العَدُوُّ أو الظَّالم "طردنا العُداة من أرضنا شرَّ طردة- {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}: متجاوزون الحدَّ في المعاصي". 

عاديَة [مفرد]: ج عادِيَات وعوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عدَا على وعدا/ عدا عن: "كُفّ عنّا عاديتك" ° رفَعت عنك عادية فلان: ظلمه وشرّه- عادية السُّمّ: ضرره- عوادي الزَّمن/ عوادي الدَّهر: المصائب والبلايا، عوائقه وتقلُّباته.
2 - فرسٌ مُغيرةٌ " {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ".
• العاديات: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 100 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية. 

عادِيّ [مفرد]: (انظر: ع و د - عادِيّ). 

عدَا [كلمة وظيفيَّة]: أداة استثناء، يتعيَّن كونها حرف جرّ أو فعلاً إذا لم تسبق بـ (ما)، ولذا يجوز جرّ ما بعدها باعتبارها حرف جَرّ، أو نصبه على أنّه مفعول به لها ويتعيَّن كونها فعلاً إذا سبقت بـ (ما) وينصب ما بعدها على المفعوليّة "حضر الطُّلابُ عدا محمّدًا- حضر الطُّلابُ عدا محمّدٍ- حضر الطُّلابُ ما عدا محمّدًا" ° فيما عدا ذلك: أي: بخلاف ذلك. 

عَداء [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عِدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِدَاء: "تبدو النزعة العدائيَّة في معظم كتاباته".
2 - مصدر صناعيّ من عِدَاء: خصومة وصراع مُسلَّح أو غير مُسلَّح بين شخصين أو
 كيانين أو أكثر "تمَّ توقيع مذكرة لوقف العدائيّات بين الحكومة وحركة التّمرُّد". 

عَداوة [مفرد]: معاداة، كُره وخصام، تباعد القلوب، عكْسها صداقة "نشأت بينهما عداوة شديدة- ناصبه العداوة: أظهرها له، وقصده بها- صديقي مَنْ يقاسمني همومي ... ويرمي بالعداوة مَنْ رماني- {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} ". 

عَدَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من عدا/ عدا عن: "حصانٌ عدَّاء- عدَّاء مسافات طويلة- فاز بلقب أسرع عدَّاء". 

عَدْو [مفرد]: مصدر عدَا على وعدا/ عدا عن. 

عُدْوان [مفرد]:
1 - مصدر عدَا على ° ذو عُدْوان: إنسان جائر متسلّط.
2 - (سة) هجوم ظالم أو غزوٌ مفاجئ، أو إعلان الحصار البحريّ على سواحل الدَّولة المُعْتَدَى عليها "أدان مجلس الأمن العُدْوان الإسرائيليّ على مخيَّم جنين- {فَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} ". 

عِدْوان [مفرد]: ظلم واعْتِداء " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} [ق] ". 

عُدْوانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من عُدْوان: تَعَدٍّ وانتهاك لحرمات الغير "عنده عُدْوانيَّة نفَّرت النَّاسَ منه- السِّياسةُ العُدْوانيّةُ لا تُؤتي ثمارَها". 

عَدْوَة [مفرد]: ج عَدَوات وعَدْوات: اسم مرَّة من عدا/ عدا عن: خَطوة "هو منِّي عَدْوة فرس: مسافة خطوة من خطوات الفرس". 

عُدْوَة [مفرد]: ج عُدُوات وعُدْوات وعِدَاء وعُدًى وعِدًى: جانب، شاطئ "عُدْوة الوادي/ النَّهر- {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى}: والعُدْوة هنا جانب الوادي القريب من المدينة المنوَّرة". 

عَدُوّ [مفرد]: ج أعداء وعِدًى، جج أعادٍ، مؤ عدوّ وعدوّة: خَصم، عكْسه صديق (يُستعمل للمفرد والجمع والمذكَّر والمؤنَّث) "لا تكن عَدوًّا لوالديك- آخ الأكْفاء وواهن الأعداء [مثل]- جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ ... عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي- {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} " ° ظهر على عدُوّه: غلبه- عدوٌّ لَدودٌ: شديدُ العداوة والخصام- كرّ على العدُوّ: حمل وانقضّ- وضَع السّلاحَ في العَدُوّ: قاتله. 

عُدُوّ [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عَدْوَى [مفرد]: (طب) انتقال المرض من المريض إلى الصَّحيح بوساطة ما، ما يُعدي من جرب أو غيره أي يسري من واحد إلى آخر عن طريق الاتّصال المباشر وغير المباشر "ناقل العَدْوَى: شخص أو حيوان لا يظهر أعراض المرض لكنه يُئوي الجُرْثومة وقادر على نقلها- ضدّ/ نشَر العَدْوَى- قد يكون الهواء سببًا في عَدْوَى الزُّكام" ° عَدْوَى الفوضى/ عَدْوَى الفساد: انتقال داء أخلاقيّ. 

مُتعدٍّ [مفرد]: اسم فاعل من تعدَّى/ تعدَّى على.
• الفِعْل المتعدِّي: (نح) الفعل الذي ينصب مفعولاً به بنفسه من غير وساطة حرف جرّ. 

مُعَدِّية [مفرد]: مَرْكب يُعْبَر عليه من شاطئ إلى شاطئ، زَوْرَق عبور، عبَّارة "مُعَدِّية للبضائع فقط- مُعَدِّية رحلات". 
الْعين وَالدَّال وَالْوَاو

عَدَا الرجل وَغَيره عَدْواً وعُدُواًّ وعَدَوَانا وتَعْدَاءً وعَدَّى: أحْضَر، قَالَ رؤبة:

منْ طُولِ تَعْداءِ الرَّبيع فِي الأنَقْ

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: أَتَيْته عَدْواً. وضع فِيهِ الْمصدر على غير الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي كل شَيْء قيل ذَلِك إِنَّمَا يحْكى مِنْهُ مَا سمع.

وَقَالُوا: هُوَ مني عَدْوَةُ الْفرس - رَفْعٌ - تُرِيدُ أَن تجْعَل ذَلِك مَسَافَة مَا بَيْنك وَبَينه.

وَقد أعْدَاه.

والعَدَوَانُ والعَدَّاء كِلَاهُمَا: الشَّديد العَدْوِ، قَالَ:

وَلَو أنَّ حَيا فائتُ الموتِ فاَته ... أَخُو الْحَرْب فَوق القارِح العَدَوَانِ

وَقَالَ الْأَعْشَى:

والقارِحَ العَدَّا وكلَّ طِمِرَّةٍ ... لَا تَسْتطيعُ يدُ الطَّويلِ قَذَالَها

أَرَادَ العدَّاءَ فَقَصَر للضَّرُورَة، وَأَرَادَ نيل قذالها فَحذف للْعلم بذلك.

والعِداءُ والعَدَاءُ: الطَّلق الْوَاحِد.

وتَعادى الْقَوْم: تباروا فِي العَدوُ.

والعَدِىُّ: جمَاعَة الْقَوْم يَعْدُون لقِتَال وَنَحْوه. وَقيل: العَدِىُّ: أول من يحمل من الرَّجَّالة وَذَلِكَ لأَنهم يسرعون العَدْوَ.

والعَدِىُّ: أول مَا يَدفع من الْغَارة، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ الْهُذلِيّ:

لما رأيْتُ عَدِىَّ القومِ يَسْلُبُهُمْ ... طَلْحُ الشَّوَاجِن والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يسلبهم يَعْنِي يتَعَلَّق بثيابهم فيزيلها عَنْهُم.

والعادِيَةُ كالعَدِىِّ، وَقيل: هُوَ من الْخَيل خَاصَّة، وَقيل: العادِيَةُ: أول مَا يحمل من الرَّجَّالة دون الفرسان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وعادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيابَ كأنَّما ... تُزَعْزِعُها تحتَ السمَّامَةِ رِيحُ

وعَدَا عَدْواً: ظلم وجار، وَقَوله تَعَالَى (فمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ) قَالَ يَعْقُوب: هُوَ فَاعل من عَدَا يَعْدُو إِذا ظلم وجار، قَالَ: وَقَالَ الْحسن: أَي غير بَاغ وَلَا عَائِد. فَقلب.

وعَدَا عَلَيْهِ عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّا وعُدْوَانا وعِدْوَاناً وعُدْوَى، وتَعَدَّى واعْتَدَى كُله: ظلمه. وَقَوله عز وَجل (وقاتِلُوا فِي سَبِيل اللهِ الَّذين يُقاتِلُونكم وَلَا تَعْتَدُوا) قيل مَعْنَاهُ لَا تقاتلوا غير من أُمرتم بقتاله وَلَا تقتلُوا غَيرهم، وَقيل: وَلَا تَعْتَدوا أَي لَا تجاوزوا إِلَى قتل النِّسَاء والأطفال. وَقَوله عز وَجل (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتدى عَلَيْكم) سمَّاه اعْتداء لِأَنَّهُ مجازاة اعتداءٍ فَسمى بِمثل اسْمه لِأَن صُورَة الْفِعْلَيْنِ وَاحِدَة وَإِن كَانَ أَحدهمَا طَاعَة وَالْآخر مَعْصِيّة، وَالْعرب تَقول: ظَلَمَنِي فلَان فظلمته أَي جازيته بظلمه، لَا وَجه للظلم أَكثر من هَذَا، وَقَوله (إِنَّه لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) المعتدون: المجاوزون مَا أمروا بِهِ.

والعَدْوَى: الْفساد، وَالْفِعْل كالفعل. وعَدا عَلَيْهِ اللص عَداءً وعُدْوَانا وعَدَوَانا: سَرَقَه، عَن أبي زيد.

وذئب عَدَوانٌ: عَاد.

وَرجل مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ ومَعْدِىٌّ، على قلب الْوَاو يَاء طلب الخفة حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:

وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أنَّنِي ... أَنا الليثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وعادِيا وعَدا عَلَيْهِ: وثب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لأبي عَارِم الْكلابِي:

لقد علم الذّئْبُ الَّذِي كَانَ عادِيا ... على الناسِ أَنِّي مائرُ السَّهْم نازعُ

وَقد يكون العادي هُنَا من الْفساد وَالظُّلم.

وعَدَاه عَن الْأَمر عَدْواً وعُدْوَانا وعَدَّاه، كِلَاهُمَا: صرفه وشغله.

والعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ، كُله: الشّغل يَعْدُوك عَن الشَّيْء، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

عَداكَ عَنْ رَيَّا وأُمِّ وَهْبِ ... عَادِى العوَادِي واختِلافُ الشَّعْبِ

فسره فَقَالَ: عادى العوادي: أَشدّهَا أَي أَشد الأشغال، وَهَذَا كَقَوْلِه: زيد رجل الرِّجَال أَي أَشد الرِّجَال.

وتَعادى الْمَكَان: تفَاوت وَلم يستو.

وَجلسَ على عُدَوَاءَ أَي على غير استقامة، ومركب ذُو عُدَوَاءَ أَي لَيْسَ بمطمئن. وَفِي بعض نسخ المُصَنّف: جِئْت على مركب ذِي عُدَوَاءٍ. مَصْرُوف وَهُوَ خطأ من أبي عبيد إِن كَانَ قَائِله لِأَن فُعَلاءَ بِنَاء لَا ينْصَرف فِي معرفَة وَلَا نكرَة.

والتَّعادِي: أمكنة غير مستوية. وَفِي الحَدِيث " وَفِي الْمَسْجِد تعادٍ ".

والعَداء. الْبعد وَكَذَلِكَ العُدَواءُ.

وَقوم عِدىً: متباعدون، وَقيل: غرباء والمعنيان متقاربان، وهم الْأَعْدَاء أَيْضا لِأَن الْغَرِيب بعيد.

والعُدْوَةُ: الْمَكَان المتباعد، عَن كرَاع.

والعُدَوَاءُ: أَرض يابسة صلبة، وَقد تكون حجرا يحاد عَنهُ فِي الْحفر، قَالَ العجاج يصف الثور:

وَإِن أصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عَنْها ووَلاَّها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا أكد بالظلف كَمَا قَالُوا: نعاف نعف وبطاح بطح، وَكَأَنَّهُ جمع ظلفا ظالفا.

وعَدَا الْأَمر وتَعَّداهُ كِلَاهُمَا: تجاوزه.

والتَّعَدِّي فِي القافية: حَرَكَة الْهَاء الَّتِي للمضمر الْمُذكر الساكنة فِي الْوَقْف. والمُتَعَدِّي: الْوَاو الَّتِي تلْحقهُ من بعْدهَا، كَقَوْلِه:

تَنْفُش مِنْهُ الخيلُ مَا لَا تَعْزِ لُهُو

فحركة الْهَاء هِيَ التَّعَدّي، وَالْوَاو بعْدهَا هِيَ الْمُتَعَدِّي وَكَذَلِكَ قَوْله:

وامتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للُقْمَتِهِي

حَرَكَة الْهَاء هِيَ التَّعَدِّي، وَالْيَاء بعْدهَا هِيَ المتَعَدِّي، وَإِنَّمَا سميت هَاتَانِ الحركتان تعَدَيِّا وَالْيَاء وَالْوَاو بعدهمَا مُتَعَدّيا لِأَنَّهُ تجَاوز للحد وَخُرُوج عَن الْوَاجِب وَلَا يعْتد بِهِ فِي الْوَزْن لِأَن الْوَزْن قد تناهى قبله. جعلُوا ذَلِك فِي آخر الْبَيْت بِمَنْزِلَة الخزم فِي أَوله.

وعَّداه إِلَيْهِ: أجَازه وأنفذه.

وعَدَّى طوره وَقدره: جاوزه على الْمثل.

ورأيتهم عدا أَخَاك وَمَا عدا أَخَاك أَي مَا خلا، وَقد يخْفض بهَا دون مَا.

وعَدَّى عَن الْأَمر: جَازَ إِلَى غَيره وَتَركه.

وأعْداه الدَّاء: جَاوز غَيره إِلَيْهِ.

وأعدَاه من علته وخلقه وأعْدَاه بِهِ: جوَّزه إِلَيْهِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العَدْوَى.

والعَدْوَى: النُّصْرَة والمعونة.

وأعداه عَلَيْهِ: نصَرَه وأعانه.

واستعداه: استنصره واسْتعانه.

واستعدى عَلَيْهِ السُّلْطَان، مِنْهُ.

وأعداه: قوَّاه قَالَ:

ولَقَدْ أضاءَ لَك الطريقُ وأنهَجَتْ ... سُبلُ المكارم والهُدَى يُعْدِى أَي إبصارك الطَّرِيق يقويك على الطَّرِيق.

وعادَى بَين اثْنَيْنِ فَصَاعِدا معاداةً وعِداءً: وَالىَ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فَعادَى عِدَاءً بَين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ ... وَبَين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

وعِدَاءُ كل شَيْء وعَدَاؤهُ وعِدْوَتُهُ وعُدْوَته وعِدْوُهُ: طَوَارُه.

والعِدَى والعَدَى: النَّاحِيَة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَالْجمع أَعدَاء.

والعِدَى والعُدْوَةُ والعِدْوَةُ كُله: شاطئ الْوَادي، حكى اللحياني هَذِه الْأَخِيرَة عَن يُونُس. قَالَ: وَمن الشاذ قِرَاءَة قَتَادَة (إِذْ أنْتُمْ بالعَدْوَةِ الدُّنيا) .

والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ أَيْضا: الْمَكَان الْمُرْتَفع.

والعِدَى والعِدَاءُ: حجر رَقِيق يستر بِهِ الشَّيْء.

والعَدُوُّ: ضد الصّديق، يكون للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالْأُنْثَى وَالذكر بِلَفْظ وَاحِد، وَفِي التَّنْزِيل (فإنَّهُمْ عَدُوّ لي) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَدُوُّ وصف وَلكنه ضارع الِاسْم، وَقد يثنى وَيجمع وَيُؤَنث، وَالْجمع أعَدَاءٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يكسر على فُعُلٍ وَإِن كَانَ كصبور كَرَاهِيَة الْإِخْلَال والاعتلال، وَلم يكسر على فِعْلان كراهيةَ الكسرة قبل الْوَاو لِأَن السَّاكِن لَيْسَ بحاجز حُصَيْن.

والأعادي جمع الْجمع، والعِدَى والعُدَى اسمان للْجمع، وَقَالُوا فِي جمع عَدُوَّةٍ: عَدَايا لم يسمع إِلَّا فِي الشّعْر، وَقَوله تَعَالَى (هُمُ العَدُوُّ فاحْذرْهمْ) قيل مَعْنَاهُ: هم العَدُوُّ الْأَدْنَى. وَقيل: مَعْنَاهُ: هم الْعَدو الأشد، لأَنهم كَانُوا أَعدَاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويظهرون أَنهم مَعَه.

والعادي: العَدُوُّ وَجمعه عُدَاةٌ، وَقد عادَاه وَالِاسْم العَداوَةُ.

وتعادى الْقَوْم: عادى بَعضهم بَعْضًا.

وَقَوْلهمْ: أعْدَى من الذِّئْب، قَالَ ثَعْلَب يكون من العَدْوِ وَيكون من العَدَاوَةِ، وَكَونه من العَدْوِ أَكثر، وَأرَاهُ إِنَّمَا ذهب إِلَى انه لَا يُقَال أفعل من فاعَلْتُ فَلذَلِك جَازَ أَن يكون من العَدْوِ لَا من العَدَاوَةِ.

وتَعادَى مَا بَينهم: اخْتلف.

وعَدِيتُ لَهُ: أبغضته، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وعَدَّ عنَّا حَاجَتك أَي اطلبها عِنْد غَيرنَا فَإنَّا لَا نقدر لَك عَلَيْهَا، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعادَى شَعَرَه: أَخذ مِنْهُ، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة " أنَّه خرج وَقد طَمَّ رَأسه فَقَالَ: إنَّ تَحت كل شَعْرَة لَا يُصِيبهَا المَاء جَنَابَة فَمن ثمَّ عاديت رَأْسِي كَمَا ترَوْنَ " التَّفْسِير لشمر، وروى أَبُو عدنان عَن أبي عُبَيْدَة: عادى شعره: رَفعه. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والعَدَوِيَّةُ: الشّجر يخْضَرُّ بعد ذهَاب الرّبيع، قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: العَدَوِيَّةُ الربل، يُقَال: أصَاب المَال عَدَوِيَّةً، وَقَالَ أَبُو حنيفَة لم أسمع هَذَا من غير أبي زِيَاد.

والعَدَوِيَّةُ: صغَار الْغنم، وَقيل: هِيَ بَنَات أَرْبَعِينَ يَوْمًا.

وتعادى الْقَوْم: مَاتَ بَعضهم إِثْر بعض فِي شهر وَاحِد وعام وَاحِد قَالَ:

فَما لكِ من أرْوَى تَعادَيْتِ بالعَمَى ... ولاقَيْتِ كَلاَّبا مُطِلاّ ورَامِيا

يَدْعُو عَلَيْهَا بِالْهَلَاكِ.

والعُدْوَةُ: الْخلَّة من النَّبَات فَإِذا نسب إِلَيْهَا قيل: إبل عُدْوِيَّةٌ، على الْقيَاس، وإبل عُدَوِيَّةٌ على غير الْقيَاس، وعَوَادٍ على النّسَب بِغَيْر يائي النّسَب، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وإبل عادِيَةٌ وعَوَادٍ: ترعى الحمض قَالَ كثير:

وَإِن الَّذِي يَنْوِى من المالِ أهْلُها ... أوَارِكُ لمَّا تأْتَلِفْ وعَوَادي

ويروى: يَبْغِي. ذكر امْرَأَة وَأَن أَهلهَا يطْلبُونَ من المَال مَا لَا يُمكن كَمَا لَا تأتلف هَذِه الْأَوْرَاك والعوادي فَكَأَن هَذَا ضد، لِأَن العوادي على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ هِيَ الَّتِي ترعى الْخلَّة وَالَّتِي ترعى الحمض وهما مُخْتَلفا الطعمين، لِأَن الْخلَّة: مَا حلا من المرعى. والحمض مِنْهُ: مَا كَانَت فِيهِ ملوحة. والأوراك: الَّتِي ترعى الأرَاكَ وَلَيْسَ بحمض وَلَا خلة إِنَّمَا هُوَ شجر عِظَام.

وتَعَدَّى الْقَوْم: وجدوا لَبَنًا يشربونه فأغْناهم عَن اشْتِرَاء اللَّحْم. وتَعَدَّوْا أَيْضا: وجدوا مرَاعِي لمواشيهم فأغناهم ذَلِك عَن اشْتِرَاء الْعلف لَهَا. وَقَول سَلامَة بن جندل: يكونُ مَحْبِسُها أدْنى لمَرْتَعها ... وَلَو تَعادى ببَكْءٍ كلُّ محْلُوب

مَعْنَاهُ لَو ذهبت أَلْبَانهَا كلهَا.

وعَدِىّ: قَبيلَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم عَدَوِيٍّ وعَدِيِّيٌّ، وَحجَّة من أجَاز ذَلِك أَن الْيَاء فِي عَدِيٍّ لما جرت مجْرى الصَّحِيح فِي اعتقاب حركات الْإِعْرَاب عَلَيْهَا فَقَالُوا عَدِيٌّ وعَدِيًّا وعَدِيٍّ جرى مجْرى حنيف فَقَالُوا عَدِيِّيٌّ كَمَا قَالُوا حنيفي فِي من نسب إِلَى حنيف.

وعَدْوَانُ: حَيّ قَالَ:

عَذِيرَ الحَيّ من عَدْوَا ... ن كَانُوا حَيَّةَ الأرْضِ

أَرَادَ: كَانُوا حيَّات الأَرْض، فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجَمِيع.

وَبَنُو عِديً: حَيّ من بني مزينة، النّسَب إِلَيْهِ عِدَاوِيّ نَادِر قَالَ:

عِدَاوِيَّةٌ هيهاتَ مِنْك مَحَلُّها ... إِذا مَا هِيَ اخْتلَّتْ بِقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أوارة.

ومعدى كرب، من جعله مَفْعِلاً كَانَ لَهُ مخرج من الْيَاء وَالْوَاو.

وَبَنُو عِدَاءٍ: قَبيلَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ألمْ تَرَ أنَّنا وَبني عِدَاءٍ ... تَوَارَثْنا من الآباءِ دَاءَ

وهم غير بني عِديً من مزينة.

عدو

1 عَدَاهُ, (Mgh, K,) first Pers\. عَدَوْتُهُ, (Msb,) aor. ـْ (Mgh, Msb,) [inf. n. عَدْوٌ,] He passed from it, (Mgh, Msb, K,) namely, a thing, or an affair, (K,) to another, (Mgh, Msb,) and left it; (K;) and عَدَا عَنْهُ signifies the same; (K;) as also ↓ تعدّاه; (S, * K;) and in like manner one says, ↓ عَدَّيْتُهُ, inf. n. تَعْدِيَةٌ; (Msb;) [but I do not find this elsewhere, and think that correctly one should say, عَنْهُ ↓ عَدَّيْتُ; agreeably with what here follows:] the saying عَنْ هٰذَا ↓ عَدِّ means Leave thou this, and turn from it to another; and is app. from the phrase هَمَّكَ ↓ عَدِّ

إِلَى غَيْرِهِ [Turn thy anxiety to other than him, or it]; the objective complement being altogether left out, so that the verb becomes as though it were intrans.; and there are many instances similar to this in the language: (Har p. 478:) one says, عَنِّى الهَمَّ ↓ عَدَّيْتُ I turned away from me anxiety: and [hence] you say to him who has pursued you, عَنِّى إِلَى غَيْرِى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou the beast upon which thou art riding towards other than me: (TA:) and عَمَّا تَرَى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou thine eye from what thou seest. (S.) [See an ex. of the first of these verbs in the Ham p. 125.] One says also, عَدَاهُ الأَمْرُ and ↓ تعدّاهُ The thing, or affair, passed from him. (TA. [See an ex. in the first paragraph of art. عدم.]) And the Arabs say, إِنَّ الجَرَبَ لَيَعْدُو, meaning Verily the mange, or scab, passes from him that has it to him that is near to him so that the latter becomes mangy, or scabby. (Msb.) And مَا عَدَا فُلَانٌ أَنْ صَنَعَ [app. meaning Such a one did not leave, or, accord. to an explanation of the verb in a similar phrase in Har p. 333, did not delay, his doing such a thing]. (S.) Accord. to Er-Rághib, العَدْوُ primarily signifies Transition; [whence what here precedes;] or the going, or passing, beyond, or the exceeding, a limit, or the usual limit: and incompatibility to coalesce. (TA.) b2: And [hence,] عَدَاهُ, aor. as above, [inf. n. عَدْوٌ,] He went, or passed, beyond it; exceeded it; or transgressed it. (S, TA. *) So in the saying عَدَا طَوْرَهُ [He went, or passed, beyond his proper limit; exceeded it; or transgressed it]: and in like manner, الحَقَّ ↓ تعدّى and ↓ اعتداهُ signify He went, or passed, beyond, &c., what was true, or right; and so عَنِ الحَقِّ, and فَوْقَ الحَقِّ. (TA.) أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا, a saying in which the vulgar erroneously omit the interrogative أ, means Does not he transgress that which is right who begins by acting injuriously? (TA.) And it is said عَدَا القَارِصُ فَحَرَزَ (tropical:) What was biting to the tongue attained to an excessive degree, so that it became acid: meaning that the affair, or case, became distressing. (S in art. قرص.) b3: And عَدَا عَلَيْهِ, inf. n. عَدْوٌ and عَدَآءٌ (S, Mgh, Msb, K) and عُدُوٌّ (S, Msb, K) and عُدْوَانٌ (ISd, Msb, K) and عِدْوَانٌ (ISd, K) and عُدْوَى; (K;) and ↓ تعدّى, and ↓ اعتدى; (S, Msb, K;) He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, against him; (S, Msb, K;) and transgressed against him, or exceeded the proper limit against him: (S, Msb:) [and he acted aggressively against him; agreeably with an explanation of the inf. n. of the last of these verbs in what follows: (see an ex. in a verse cited voce رِيحٌ:)] or he acted with excessive wrongfulness, &c., against him: (Mgh:) and ↓ اعدى signifies the same as the other verbs here mentioned; (K, TA;) whence (TA) one says, فِى مَنْطِقِكَ ↓ أَعْدَيْتَ Thou hast deviated from that which is right in thy speech: (S, TA:) ↓ الاِعْتِدَآءُ is the exceeding what is right; and it is sometimes in the way of aggression; and sometimes in the way of requital; and instances of the usage of its verb in both of these manners occur in the Kur ii. 190: (Er-Rághib, TA:) the first and third of the inf. ns. of عَدَا, mentioned above, occur in the Kur vi.108 accord. to different readings: (S, TA:) and [it is said that] العُدْوَانُ signifies sheer, or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct: (S:) or, as some say, the worst of [such conduct, i. e., of] الاِعْتِدَآء, in strength, or deed, or state or condition. (TA.) b4: And عَدَا عَلَيْهِ He acted corruptly towards him. (TA.) b5: And عُدِىَ عَلَيْهِ He had his property stolen, and was wronged. (TA.) And عَدَا عَلَى القُمَاشِ, inf. n. عَدَآءٌ [said in the TA to be like سَحَابٌ, but in the CK عَدًا,] and عُدْوَانٌ and عَدَوَانٌ, (K, TA,) but in the M written with damm and fet-h [i. e. عُدْوَان and عَدْوَان], (TA,) said of a thief, He stole the قماش [meaning goods, or utensils and furniture]. (K, TA.) And عَدَا فِى ظَهْرِهِ He stole what was behind him: (A in art. ظهر:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. meansA thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O and K in that art.) b6: And عَدَا عَلَيْهِ, (K, TA,) inf. n. عَدْوٌ, (TA,) signifies also He leaped upon him, or it. (K, TA.) b7: And عَدَا, (K,) or عَدَا فِى

مَشْيِهِ, (Msb,) aor. ـْ (Msb, K,) inf. n. عَدْوٌ (S, Mgh, Msb, K) and عَدًا and عُدُوٌّ and عَدَوَانٌ and تَعْدَآءٌ, (K,) signifies أَحْضَرَ [i. e. He ran; or rose in his running]; (S, * K, TA;) said of a man and of a horse: (TA:) or he went a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَةٌ, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْىٌ: (Msb, TA:) or he went a pace less quick than شَدٌّ and more so than مَشْىٌ: (TA in art. سعى:) or [he went quickly, or swiftly; for] العَدْوُ signifies السُّرْعَةُ: (Mgh:) [or rather he ran, whether gently or moderately or vehemently: that it often signifies he ran vehemently is shown by the prov. مِنْ سُلَيْكٍ ↓ أَعْدَى

More vehement in running than Suleyk, who is said to have outstripped fleet horses; and by numerous exs.:] and ↓ عّى signifies the same as عَدَا, denoting a quick pace. (TA in art. هبص.) b8: And [hence, perhaps,] عَدَا المَآءُ, aor. ـْ (assumed tropical:) The water ran. (TA.) A2: عَدَاهُ عَنِ الأَمْرِ, (S, K,) inf. n. عَدْوٌ and عُدْوَانٌ; as also ↓ عدّاهُ; (K;) signifies He, or it, diverted him; or turned him away, or back; (S, K;) and occupied him so as to divert him; (K;) from the thing, or affair. (S, K.) You say, عَدَتْ عَوَادٍ. (S, TA. See عَادِيَةٌ, voce عُدَوَآءُ: and see also the last sentence of the first paragraph of art. عود.) b2: عَدَانِى مِنْهُ شَرٌّ means بَلَغَنِى [i. e., app., Evil, or mischief, reached me from him, or it]. (TA. [See a signi-fication of 4.]) A3: عَدِيتُ لَهُ signifies I hated him, or it. (ISd, K.) A4: عَدَا is also a verb by which one makes an exception, with مَا [preceding it] and without مَا: (S, K:) you say, جَآءَنِى القَوْمُ مَا عَدَا زَيْدًا [The people, or party, came to me, except Zeyd]; and جَاؤُونِى عَدَا زَيْدًا [which means the like]; putting what follows it in the accus. case; the agent being implied in it: (S: [see this expl. in what has been said of خَلَا as used in the same manner:]) accord. to MF, it is a verb when what follows it is put in the accus. case; and when what follows it is put in the gen. case, it is a particle, by common consent: (TA: [and the like is said in the Mughnee; i. e., that it is similar to خَلَا in respect of the explanations there given of the different usages of this latter; but that Sb did not know it to have been used otherwise than as having the quality of a verb:]) one says, رَأَيْتُهُمْ عَدَا أَخَاكَ and مَا عَدَاهُ, meaning مَا خَلَا [i. e. I saw them, except thy brother]: and sometimes it governs the gen. case without ما: thus in the M: Az says, [as though regarding it as only a particle,] when you suppress [ما], you make it to govern the accus. case as meaning إِلَّا and you make it to govern the gen. case as meaning سِوَى. (TA.2 عداهٌ, (S, K,) inf. n. تَعْدِيَةٌ, (K,) He made him, or it, to pass [from a thing, or an affair, to another: see 1, first sentence]: (S, K:) and he made it to pass through, and go beyond; syn. أَنْفَذَهُ. (K.) b2: Hence تَعْدِيَةُ الفِعْلِ, a phrase of the grammarians, [generally meaning (assumed tropical:) The making the verb transitive,] as in خَرَجَ زَيْدٌ فَأَخْرَجْتُهُ [Zeyd went forth and I made him to go forth]. (TA.) b3: See also 1, first quarter, in seven places: b4: and again, in the latter half, in two places.3 عاداهُ, (K, TA,) inf. n. مُعَادَاةٌ, (S, K, TA,) [He treated him, or regarded him, with enmity, or hostility:] the verb in this phrase is that of which the epithet is عَدُوٌّ, and the subst. is عَدَاوَةٌ. (K, TA.) [It is perhaps from one of the three phrases next following]. b2: عادى الشَّىْءَ signifies He was, or became, distant, or aloof, from the thing; or he made the thing to be, or become, distant, or aloof; syn. بَاعَدَهُ. (TA.) And you say, فُلَانٌ لَا يُعَادِينِى وَلَا يُوَادِينِى, meaning لَا يُجَافِينِى وَلَا يُوَاتِينِى [app. Such a one will not make me to be, or become, remote, or aloof, from him, nor will he comply with me: but لَا يُوَادِينِى properly signifies he will not take from me the دِيَة, or bloodwit]. (TA.) And عَادِ رِجْلَكَ عَنِ الأَرْضِ Draw away thy leg, or foot, from the ground. (TA.) And عَادَى الأَدَاةَ عَنِ البَعِيرِ He raised [partially] the furniture (consisting of the saddle and saddle-cloth) from contact with the camel [so as to render it bearable by him]. (ISh, TA in art. غلق.) b3: عادى شَعَرَهُ He took [somewhat] from his hair: or he raised it, (K, TA,) in washing it: or he neglected it, and did not oil it, or anoint it: or he subjected it time after time to the purification termed وُضُوع, and to washing. (TA.) b4: عادى الوِسَادَةَ He folded the pillow. (TA.) b5: عادى القِدْرَ He lowered one of the three stones upon which the cooking-pot rested, in order that it (the pot) might incline upon the fire. (TA.) b6: عادى بَيْنَ الصَّيْدَينِ, (S, * K,) inf. n. عِدَآءٌ (S, K) and مُعَادَاةٌ, (K,) He made a succession, of one to the other, between the two animals of the chase, (S, K,) by throwing down one of them immediately after the other, (S,) in one طَلَق [or heat]. (S, K.) Imra-el-Keys says, [describing a horse,] فَعَادَى عِدَآءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ

دِرَاكًا وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَآءٍ فَيُغْسَلِ [And he made a succession, of one to the other, between a wild bull and a wild cow, by running down one after the other in a single heat, overtaking uninterruptedly, and not breaking out with water (i. e. sweat) so as to become suffused therewith]. (S. [See EM p. 49.]) In like manner also المُعَادَاةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ means The piercing, or thrusting, two men, one after the other, uninterruptedly. (TA.) b7: And عَادَيْتُهُ [sometimes] signifies I vied, or contended, with him in running; i. q. حَاضَرْتُهُ, from الحُضْرُ. (A in art. حضر.) 4 اعدى الأَمْرَ He passed from, or beyond, another, to the thing, or affair: so in the K. (TA.) But in the M it is said, اعداهُ الدَّآءُ signifies The disease passed from another to him. (TA.) And one says أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ, or مِنْ عِلَّةٍ بِهِ, or جَرَبٍ, (S, TA,) i. e. Such a one made somewhat of his natural disposition, or of a disease, or malady, that was in him, or of mange, or scab, to pass [from him] to such a one; [or infected him therewith; (see two exs., in a verse and a hemistich, cited in the first paragraph of art. جنى;)] and اعداهُ بِهِ signifies the same: and اعدى صَاحِبَهُ He made his companion to acquire the like of what was in him. (TA.) And يُعْدِى is said of the mange, or scab, &c., meaning It passes from him that has it to another; (S, K;) and in like manner one says of a disease, ↓ يتعدّى: (Nh, TA:) but it is said in an explanation of a trad., لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [i. e. A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]. (S, TA.) [Therefore] one says, of the mange, or scab, [or the like,] اعداهُ اللّٰهُ God made it to pass from him that had it to one that was near to him, so that he became affected therewith. (Msb.) b2: One says also, of a man, قَدْ أَعْدَى النَّاسَ بِشَرٍّ He has made evil, or mischief, to cleave to men. (TA.) A2: See also 1, near the middle, in two places.

A3: اعداهُ عَلَيْهِ He aided, or assisted, him, (S, Mgh, Msb, K,) and strengthened him, (K,) against him; (S, Mgh, Msb, K;) and avenged him of him; (S, Msb;) namely, one who had wronged him. (S, Mgh, Msb.) and اعداهُ He (a judge) heard his accusation against another, and commanded to bring his adversary. (Mgh.) A4: اعداهُ, (S, Msb, K, TA,) namely, a horse, (S, TA,) and also a man, (TA,) [He made him to run, whether gently or moderately or vehemently: or, as sometimes used,] he made him, (K, TA,) or desired him, (S,) to go the pace termed حُضْر: (S, K, TA:) or he made him to go a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَة, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْى: (Msb, TA: [see 1, latter half:]) and ↓ استعداهُ signifies the same. (S.) 5 تَعَدَّوَ see 1, first quarter, in two places: and see 4. b2: [Hence تعدّى said of a verb, It was, or became, transitive.] b3: تعدّى الحَقَّ: and تعدّى

عَلَيْهِ: see 1, second quarter, in two places.

A2: تَعَدَّوْا They found milk, (K, TA,) which they drank, (TA,) and it rendered them in no need of wine: (K, TA:) so in the copies of the K; but correctly, of flesh-meat, as in the M. (TA.) b2: And They found pasturage for their cattle, and it rendered them in no need of purchasing fodder. (K, * TA.) A3: And تعدّى مَهْرَ فُلَانَةَ He took, or received, the dowry, or bridal gift, of such a woman. (K.) 6 تعادى القَوْمُ The people, or party, became affected, [or infected,] or smitten, (S, TA,) one with the disease of another, or one with the like of the disease of another: (S:) or died, one after another, (S, TA,) in one month, and in one year. (TA.) And تعادت الإِبِلُ The camels died in great numbers. (TA.) b2: And تعادى القَوْمُ عَلَىَّ بِنَصْرِهِمْ The people, or party, came upon me consecutively with their aid, or assistance. (TA.) b3: One says also, تعادى القَوْمُ (S, K) from العَدَاوَةُ (S) meaning The people, or party, treated, or regarded, one another with enmity, or hostility. (K.) b4: And تعادى مَا بَيْنَهُمْ (S, K) The case, or affair, that was between them became in a bad, or corrupt, state, (S,) or complicated, intricate, or confused, so as to be a subject of disagreement, or difference, between them. (K.) b5: And تعادى المَكَانُ The place was, or became, dissimilar in its several parts; and uneven. (TA.) and [hence] one says, بِعُنُقِى وَجَعٌ مِنْ تَعَادِى الوِسَادِ مِنَ المَكَانِ المُتَعَادِى i. e. [In my neck is a pain from the unevenness of the pillow from] the uneven place. (TA.) b6: And تعادى He, or it, was, or became, distant, remote, far off, or aloof, (S, * K, * TA,) عَنْهُ from him, or it. (S, TA.) A2: تعادوا They vied, competed, or contended for superiority, in going the pace termed العَدْو [meaning in running]. (K, TA.) 8 إِعْتَدَوَ see 1, second quarter, in three places. b2: الاِعْتِدَآءُ in supplication [to God] is The exceeding the limits of the [Prophet's] rule, or usage, that has been transmitted from generation to generation. (TA.) 10 الاِسْتِعْدَآءُ signifies The asking, or demanding, of aid, or assistance, (Mgh, Msb,) and of vengeance, or avengement, (Mgh,) and of strengthening: (Msb:) and also the act of aiding, or assisting. (Mgh.) You say, استعداهُ He asked, or demanded, of him (i. e. the prince, or governor, or commander, S, Mgh, Msb) aid, or assistance, (S, Mgh, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, Mgh, Msb,) namely, one who wronged him: (Mgh, Msb:) [or,] accord. to El-Khuwárezmee (who derives it from العَدِىُّ signifying الرَّجَّالَةُ الَّذِينَ يَعْدُونَ), استعدى [or استعدى القَاضِىَ] means he asked, or demanded, of the judge, that he should make his foot-messengers to run in quest of his antagonist and to bring him, for the purpose of exacting from him his right, or due. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100. [and an explanation similar to this, but not a similar derivation, is indicated in the Mgh by an explanation of أَعْدَاهُ, q. v.]) b2: See also 4, last sentence.

عَدَا, as a verb, or a preposition, or both, denoting an exception: see 1, last sentence.

عَدْوٌ an inf. n. of 1 [q. v.] b2: فَعَلَ كَذَا عَدْوًا بَدْوًا means He did thus openly, or publicly. (TA.) عِدْوٌ: see عِدًى: b2: and see also عَدَآءٌ.

عَدًى [or عَدًا]: see عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence.

عُدًى: see the next paragraph.

A2: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, q. v.]

عِدًى The stones of a grave; as also ↓ عُدًى: (KL:) [i. e.] the broad stones with which the [oblong excavation called] لَحْد is covered over: (AA, TA:) or a thin stone with which a thing is concealed, or covered over; as also ↓ عِدَآءٌ; (K, TA;) the latter written in [a copy of] the M ↓ عَدَاءٌ, like سَحَابٌ; but [the former explanation seems to be the more correct, for] it is added in the K that one thereof is termed ↓ عِدْوٌ; and accord. to this, the word expl. above [or each of the two words expl. above] is a pl. (TA. [See also عِدْوَةٌ.]) b2: And Any piece of wood that is put between two [other] pieces of wood. (K, * TA.) A2: See also عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence: b2: and عُدَوَآءُ: b3: and عَدَآءٌ.

A3: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, which see in two places.

A4: ] And عِدَى is used as a prefixed n. for عِدَة as syn. with وَعْد. (Fr; S and L in art. وعد, q. v.) عَدْوَةٌ [inf. n. un. of عَدَا: pl. عَدَوَاتٌ. b2: Hence the saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَاتٍ وَذُو بَدَوَاتٍ, expl. voce بَدَآءٌ, in art. بدو. See another reading of this saying voce عَدَوَانٌ.] b3: [Hence also,] one says, لَهُ عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ He has a vehement run of the kind termed عَدْو, inf. n. of عَدَا. (Msb) b4: عَدْوَةُ الأَمَدِ means The extent of the eyesight. (TA.) And one says, هُوَ مِنِّى عَدْوَةَ القَوْسِ [app. meaning He, or it, is at the distance of a bowshot from me]. (TA.) A2: See also عُدْوَةٌ. b2: عَدَايَا is used in poetry as a pl. of عدوة [app. عَدْوَةٌ, but in what sense is not shown]. (TA.) عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ, (S, Msb, K,) the former of the dial. of Kureysh and the latter of the dial. of Keys, (Msb,) and ↓ عَدْوَةٌ, (K,) all mentioned by ISd, (TA,) The side of a valley; (S, Msb, K;) as also ↓ عِدًى; (K;) which last likewise signifies [absolutely] a side, or lateral part or portion; and so ↓ عَدًى; (K, TA; [see both voce عَادٍ, last sentence;]) thus in the M; (TA;) and the pl. is أَعْدَآءٌ; (K, TA;) or this last signifies [particularly] the sides of a valley, and so do ↓ عِدًى and ↓ عَدًى: (TA:) the pl. of عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ is عِدَآءٌ and [of عُدْوَةٌ] عُدَيَاتٌ also. (S.) b2: And عُدْوَةٌ signifies also An elevated place; and so ↓ عِدْوَةٌ: (AA, S, K:) pl. [as above, i. e. of both] عِدَآءٌ and [of the former] عُدَيَاتٌ [also]. (K. [In some copies of the K, the latter pl. is written عَدَيَاتٌ; in the CK عُدْياتٌ; but it is correctly عُدَيَاتٌ, as above, thus in my copies of the S; and perhaps عِدَيَاتٌ may also be a pl., i. e. of عِدْوَةٌ, being thus written accord. to the TA in copies of the S.]) b3: And A place far extending: (K, TA:) mentioned by ISd. (TA.) b4: See also عَدَآءٌ. b5: [Reiske, as stated by Freytag, has expl. عُدْوَةٌ as signifying “ Atrium, impluvium domus: ” but this the former has app. done from his having found عدوة erroneously written for عَذِرَة.]

A2: عُدْوَةٌ signifies also The kind of plants, or herbage, termed خُلَّة; i. e., in which is sweetness. (TA.) عِدْوَةٌ: see عُدْوَةٌ, in three places: b2: and see also عَدَآءٌ. b3: [Freytag states, as from the Deewán of the Hudhalees, that, accord. to some, it signifies A stone with which a grave, or a well, is covered: and that the pl. is ↓ عَدَآءٌ: this latter, if correct, is a quasi-pl. n.: but perhaps it is correctly عِدَآءٌ: see عِدًى, first sentence.]

A2: أُمُور عِدْوَة [app. أُمُورٌ عِدْوَةٌ, or perhaps أُمُورُ عِدْوَةٍ,] signifies Remote affairs. (TA.) عَدْوَى Mange, or scab, or other disease, that passes, or is transitive, from one to another; (S, K, TA;) a transitive disease; and such is said to be the جَرَب, and the بَرَص, and the رَمَد, and the حَصْبَة, and the جُذَام, and the وَبَآء, and the جُدَرِىّ. (Kull p. 259.) You say, لَا تُقَرِّبْهُ مِنْهُ فَإِنَّ بِهِ عَدْوَى Do not thou bring him near to him, for in him is a disease such as the mange, or scab, that is transitive from one to another. (TK.) b2: And The transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another: (S, K, TA, TK:) the subst. from يَعْدُو said of the mange, or scab, expl. above, as meaning “ it passes ” &c. (Msb. [See 1, first quarter.]) It is said in a trad., لَا عَدْوَى, i. e. لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]; (S;) or [lit.] there is no transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another. (TK.) b3: And i. q. فَسَادٌ [i. e. Badness, corruptness, unsoundness, &c.]. (K, TA. [In the CK erroneously written in this sense عُدْوٰى; which, however, being an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ, q. v., may be correctly used as having the same, or nearly the same, meaning.]) So in the saying, ?? [In him, or it, is badness, &c.]. (TK.) A2: A(??) A demand that one makes upon a prefect, or governor, [or judge,] to aid, or assist, him against him who has wronged him, i. e. to inflict penal retribution on him, (IF, S, Msb,) for his wrongdoing to him. (IF, Msb.) b2: and Aid, or assistance, against a wrongdoer, (S, Mgh, TA,) required of a judge, for the bringing into his presence the antagonist: and also applied to a signet, or a [sealed] piece of clay, given by the judge as a token to denote the summoning of him whose presence is required. (Mgh.) عُدَوَآءُ (S, K) and ↓ عَادِيَةٌ and ↓ عَدَآءٌ (K) Distance, or remoteness, (S, K, TA,) as also ↓ عِدًى, (Ham p. 377,) [or particularly] of a house, or an abode, or a dwelling. (S, TA.) [Hence,] one says, طَالَتْ عُدَوَاؤُهُمْ Their distance, or remoteness, one from another, and their separation, was, or became, long. (TA.) b2: Also (i. e. the first and ↓ second and ↓ third words) Occupation, or business, that turns one away, or back, from a thing: (K, TA:) or عُدَوَآءُ signifies a custom, or habit, of occupation or business: (TA:) and عُدَوَآءُ الشُّغْلِ, the hindrances, or impediments, of occupation or business: (S, TA:) and one says, جِئْتَنِى وَأَنَا فِى عُدَوَآءَ عَنْكَ i. e. [Thou camest to me when I was engaged] in an occupation that diverted [me from thee]: (so in one of my copies of the S:) the pl. of ↓ عَادِيَةٌ is عَوَادٍ: (TA:) عَوَادِى الدَّهْرِ means the accidents, or casualties, of time or fortune, that divert [or intervene as obstacles] by occupying or busying: (S:) and you say, عَوَادِ ↓ عَدَتْ, [lit.] meaning Things, or events, turning away, or back, turned, or have turned, away, or back; [but this phrase, when followed by دُونَ or بَيْنَ, I would rather render, simply, obstacles occurred, or have occurred;] (S, TA;) thus in the latter of two verses cited voce حَبَّ. (S.) b3: عُدَوَآءُ الدَّهْرِ means The shifting, and varying, of time or fortune. (TA.) b4: and عُدَوَآءُ الشَّوْقِ What has severely affected, distressed, or afflicted, its sufferer, of the yearning, or longing, of the soul, or of longing desire. (TA.) b5: And عُدَوَآءُ signifies also A مَرْكَب [i. e. beast, or saddle, or thing on which one rides,] that is not easy: (K:) or, accord. to As, a place where he who sits thereon is not in a state of ease: and one says, جِئْتُ عَلَى مَرْكَبٍ ذِى عُدَوَآءَ i. e. [I came upon a beast, or saddle, &c.,] that was not easy: (S:) and جِئْتُكَ عَلَى فَرَسٍ ذِى عُدَوَآءَ, the last word imperfectly decl., i. e. [I came to thee upon a horse] that was not easy: (TA:) and جَلَسَ عَلَى عُدَوَآءَ He sat upon an uneven thing or place; (M, TA;) the last word imperfectly decl., as is said by ISd. (TA.) b6: Also Dry, hard, land; (K, TA;) sometimes occurring in a well when it is dug; and sometimes it is stone, from which the digger turns aside: and one says, أَرْضٌ ذَاتُ عُدَوَآءَ, meaning land that is not even, or plain; not easy to walk or ride or lie upon: or, as some say, it means a rough, rugged, place: or an elevated place upon which the camel lies down and then reclines thereon upon his side, having by his side a depressed place, which causes him to tend downwards, in consequence whereof he becomes in the state termed تَوَهُّنٌ, [weak, or languid, and unable to rise,] i. e. in the condition of extending his body towards the low place while his legs are upon the عُدَوَآء, which is the elevated, so that he is unable to rise, and dies. (TA.) A2: And [it is said that] العُدَوَآءُ also signifies اناخة قليلة [app. إِنَاخَةٌ قَلِيلَةٌ, meaning A little, or brief, making of a camel to lie down upon the breast, as is done on the occasions of mounting and dismounting &c.]. (TA.) عُدْوِىٌّ and عُدَوِىٌّ [are rel. ns. of which only the fem. forms are mentioned, in what here follows]. عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ are rel. ns. of عُدْوَةٌ as meaning “ the kind of plants, or herbage, termed خُلَّة,” the former reg. and the latter irreg.; and عَوَادٍ [pl. of ↓ عَادٍ or of عَادِيَةٌ] is a possessive epithet [from the same], without the relative ى: [all are app. applied to camels, as meaning Having for their pasture the plants, or herbage, called عُدْوَة, above mentioned: but it is immediately added,] and عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ applied to camels signify that pasture upon the [plants called] حَمْض: (TA:) and ↓ عَادِيَةٌ and [the pl.] عَوَادٍ, so applied, have this latter meaning accord. to the M and K: but accord. to the S, they are applied to camels as meaning abiding among the [trees called] عِضَاه, not quitting them, and not pasturing upon the حَمْض; and so is [the pl.] عَادِيَاتٌ. (TA in another portion of this art.) [See also عَاذِيَةٌ, in art. عذو.]

عِدَوِىٌّ, being a rel. n. of عِدَةٌ, see in art. وعد.

عَدَوِيَّةٌ The herbage of the صَيْف [q. v., here app. meaning spring], after the departure of the رَبِيع [q. v., here app. meaning winter]: (S, K:) it is applied to the young trees which then become green and are depastured by the camels: (S:) or, as some say, the [plants, or herbage, called] رَبْل [q. v.]. (TA.) b2: And The young ones of sheep or goats. (K.) b3: And Female infants [of the age] of forty days; (K, TA; [in the CK, نَبات is erroneously put for بَنَات;]) but when their [hair termed] عَقِيقَة has been cut off, this appel-lation is no longer applied to them: so says Lth; but Az pronounces him to have erred: (TA:) or it is with غ (K, TA) and ذ, both dotted, or only the former of them dotted, and one of them is called غَدِىٌّ [or غَدَوِىٌّ, or غَذِىٌّ or غَذَوِىٌّ]: thus in the M, and thus accord. to Az. (TA.) عُدْوَانٌ [expl. in the S as signifying Sheer or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct,] is an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]; (ISd, Msb, K;) as also عِدْوَانٌ. (ISd, K.) عَدَوَانٌ, applied to a wolf, (S, K,) means يَعْدُو عَلَى النَّاسِ [i. e. That acts aggressively against men]; (S, TA;) i. q. ↓ عَادٍ [app. in this sense], (K, TA,) which occurs in a trad. applied to a beast of prey, (TA,) an epithet applied to a beast of prey by the Prophet: (Mgh:) one says سَبُعٌ عَادٍ and سِبَاعٌ عَادِيَةٌ. (Msb.) [In the S, immediately after the words يَعْدُو عَلَى النَّاسِ, it is added, and hence their saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَانٍ وَذُو بَدَوَانٍ; and thus I find the saying cited as from the S in arts. عدو and بدو of the PS: but I think that عَدَوَانٍ and بَدَوَانٍ, here, are mistranscriptions for عَدَوَاتٍ and بَدَوَاتٍ, as I find them written in my copies of the S and TA in the arts. above mentioned: see عَدْوَةٌ, above; and see بَدَآءٌ in art. بدو, where it seems to be clearly shown that بَدَوَاتٍ is correct, as pl. of بَدَاةٌ.] b2: Also, (S, K, and Ham p. 81,) and ↓ عَدَّآءٌ, (Mgh, Msb, K, and Ham ubi suprà,) That runs vehemently, or much; (S, Mgh, Msb, K; *) i. q. شَدِيدُ العَدْوِ, (S, TA,) or كَثِيرُ العَدْوِ; (Ham;) applied to a horse: (Mgh, and Ham:) [and to a man:] الشَّدِيدَةُ, in the K, is a mistake for الشَّدِيدُهُ, meaning الشَّدِيدُ العَدْوِ. (TA.) عَدَآءٌ an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]. (S, Mgh, Msb, K.) b2: And, as also ↓ عِدَآءٌ, A single طَلَق [or heat; i. e., a single run, at once, to a goal, or limit]; (K, TA;) of a horse. (TA.) A2: And عَدَآءُ كُلِّ شَىْءٍ, (S, K,) as also ↓ عِدَاهُ, (K, TA,) [the latter written in the CK عِداؤُهُ, but] the former is with the lengthened ا and the latter with the shortened ا, (TA,) and ↓ عِدْوُهُ and ↓ عِدْوَتُهُ and ↓ عُدْوَتُهُ, (K,) signify طَوَارُهُ, (S, K,) i. e. [The equal, of anything, in breadth and length; or] what is coextensive with anything in its breadth and its length. (S, TA.) One says, لَزِمْتُ عَدَآءَ الطَّرِيقِ, or النَّهْرِ, or الجَبَلِ, meaning طَوَارَهُ [i. e. I kept to the tract coextensive in its breadth and its length with the road, or the river, or the mountain]. (TA.) A3: See also عُدَوَآءُ, first and third sentences.

A4: And see عِدًى, and عِدْوَةٌ.

عِدَآءٌ: see the next preceding paragraph: A2: and see also عِدًى.

عَدُوٌّ And enemy, contr. of وَلِىٌّ, (S,) or of صَدِيقٌ, (K,) or of صَدِيقٌ مُوَالٍ; (Msb;) an epithet, but resembling a subst.: (S:) [and (like our word “ enemy ” in military parlance) a hostile party: for] it is used alike as sing. and pl. and masc. and fem.; (Msb, K;) as is said in the “ Muk-tasar el-' Eyn: ” (Msb:) but sometimes it is dualized and pluralized and feminized: (K:) the pl. is أَعْدَآءٌ; (S, Msb, K;) and the pl. of أَعْدَآءٌ is أَعَادٍ; (Msb, K; *) and عِدًى and عُدًى are also pls. of عَدُوٌّ; (S, Msb, K; [each improperly termed in the K اِسْمُ جَمْعٍ; for فِعَلٌ and فُعَلٌ are measures of pls., not of quasi-pl. ns.;]) the former said by ISk to be the only pl. of this measure among epithets; (S, Msb; *) and عُدَاةٌ, with damm and with ة, is another pl.; (Th, S, Msb;) and is pl. of ↓ عَادٍ, (K, TA,) which is syn. with عَدُوٌّ; (S, K, TA;) as in the saying of a woman of the Arabs, أَشْمَتَ رَبُّ العَالَمِينَ عَادِيَكَ [May the Lord of the beings of the universe make thy enemy to rejoice at thy affliction]: (S, TA:) the fem. form of عَدُوٌّ is عَدُوَّةٌ, (S, Msb,) which is said by Az to be used when the meaning of an epithet is intended: (Msb:) it is said by ISk, (S, TA,) and in the “ Bari',” (Msb,) that there is no instance of the measure فَعُولٌ in the sense of فَاعِلٌ but its fem. is without ة, except عَدُوَّةٌ, (S, Msb, K,) in the phrase هٰذِهِ عَدُوَّةٌ اللّٰهِ [This woman is the enemy of God]: accord. to Fr, عَدُوَّةٌ has the affix ة to assimilate it to صَدِيقَةٌ; for a word is sometimes formed to accord with its contr.: (S, TA:) Az says that he heard certain of the tribe of 'Okeyl say, [of some women,] هُنَّ وَلِيَّاتُ اللّٰهِ and عَدُوَّاتُ اللّٰهِ and أًوْلِيَاؤُهُ and أَعْدَاؤُهُ [i. e. They are the friends of God and the enemies of God]. (Msb.) [The pl.] عِدًى signifies also Persons distant, or remote, one from another: (ISd, K, TA:) and (K) strangers, or foreigners: (ISk, S, K, TA:) and such as are distant, or remote, in respect of relationship; or not relations: (TA:) as well as enemies: (M, TA:) كَالأَعْدَآءِ, which is added in the K after وَالغُرَبَآءُ, should be وَالأَعْدَآءُ. (TA.) عَدِىٌّ is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of عَادٍ, q. v. (S, TA.) عَدَاوَةٌ Enmity, or hostility; (S, K, TA;) like مُعَادَاةٌ [inf. n. of 3, q. v.]. (TA.) عَدَّآءٌ: see عَدَوَانٌ, last sentence.

عَادٍ [act. part. n. of عَدَا, q. v. b2: As such particularly signifying] Acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; transgressing, or exceeding the proper limit: (Msb, TA:) pl. عَادُونَ. (Msb.) Hence the saying, لَا أَشْمَتَ اللّٰهُ بِكَ عَادِيَكَ i. e. [May God not make to rejoice at thy affliction] him who acts wrongfully to thee. (TA.) [And hence the phrase لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ, expl. in art. ظهر.] See also عَدَوَانٌ. And see عَدُوٌّ, with which it is syn. b3: Also Seizing, or carrying off, by force; or snatching at unawares. (TA.) and العَادِى signifies [particularly] The lion; (K, TA;) because of his injuriousness, and his seizing men and making them his prey. (TA.) b4: ↓ عَدِىٌّ is a pl. of عَادٍ, [or rather a quasi-pl. n.,] like as غَزِىٌّ is of غَازٍ; as such signifying Runners upon their feet: (S, TA:) or a company of men, (K, TA,) in the dial. of Hudheyl, (TA,) that run to the fight (K, TA) and the like: (TA:) or the first, of the footmen, [or foot-soldiers,] that charge, or assault; (K, TA;) because they run quickly: (TA:) like عَادِيَةٌ, (K, TA,) of which the pl. is عَوَادٍ, (TA,) in both senses: or this signifies the horsemen; (K, TA;) i. e. the first, of the horsemen, that charge, or assault, in a hostile, or predatory, incursion, especially; (TA;) or horses making a hostile, or predatory, incursion; and hence [the pl.] العَادِيَات in the Kur c. 1. (TA in the supplement to this art.) And accord. to ElKhuwárezmee, عَدِىٌّ particularly signifies The foot-messengers of the sovereign, and of the judge, who are made to run in quest of one against whom an accusation has been made, and to bring him, for the purpose of exacting from him the right, or due, of his accuser. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100.) A2: عَادِى العَوَادِى, a phrase used by a poet, is expl. by IAar as meaning The hardest, or most pressing, or most severe, of occupations that turn one away, or back, from a thing. (TA.) A3: See also عَادٍ and its fem. عَادِيَةٌ voce عُدْوِىٌّ.

A4: عَادِيَا اللَّوْحِ signifies طَرَفَاهُ [The two extremities, or two sides, of the tablet or the like]; (K, TA;) each of them being called عادى [i. e.

عَادِى اللَّوْحِ, or a mistranscription for عَادٍ], like عِدى [i. e. ↓ عِدًى or ↓ عَدًى, both mentioned above, voce عُدْوَةٌ, as meaning, absolutely, a side, or lateral part or portion]. (TA.) عَادِيَةٌ [fem. of.عَادٍ, q. v.

A2: As a subst., it signifies] Wrongdoing, injustice, injuriousness, or tyranny; and evil, or mischief; (S, TA;) as in the saying دَفَعْتُ عَنْكَ عَادِيَةَ فُلَانٍ [I repelled, or have repelled, from thee the wrongdoing &c., and the evil, or mischief, of such a one]: (S:) it is an inf. n. [or rather a quasi-inf. n.] like عَاقِبَةٌ: and signifies also sharpness, or hastiness, of temper; and anger. (TA.) Also The harm, or hurt, of poison. (Har p. 304.) A3: See also عُدَوَآءُ, in three places.

A4: عَوَادِى الكَرْمِ, (K, TA,) of which عَادِيَةٌ is the sing., (TA,) signifies The grape-vines that are planted at the feet, or roots, of great trees. (K, TA.) أَعْدَى [a noun denoting the comparative and superlative degrees, and having several different significations]. أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ More transitive, or wont to pass from one to another, than the mange, or scab, is a prov. (Meyd.) and أَعْدَى مِنَ الثُّؤَبَآءِ is another prov., having a similar meaning [i. e. More wont to pass from one to another, or, as we commonly say, more catching, than yawning]; (Meyd;) for when a man yawns in the presence of others, they become affected as he is. (TA in art. ثأب.) b2: أَعْدَى مِنَ الذِّئْبِ is also a prov., and may mean More wrongful, or more inimical, or more vehement in running, than the wolf. (Meyd.) أَعْدَى مِنْ سُلَيْكٍ, another prov., (expl. in the latter half of the first paragraph,) is from العَدْوُ. (Meyd.) b3: هُوَ أَعْدَى شَىْءٍ [app. meaning It is the most effectual thing to aid, or assist, or to avenge; أَعْدَى in this case being irregularly formed from the augmented verb in the phrase أَعْدَاهُ عَلَيْهِ]. (TA in art. ادو: see آدَى in that art.) تَعَادٍ Uneven places, (K, TA,) dissimilar in their several parts: occurring in this sense in a trad. (TA.) As mentions the saying نِمْتُ عَلَى

↓ مَكَانٍ مُتَعَادٍ, meaning [I slept upon] a place dissimilar in its several parts; uneven: and هٰذِهِ

↓ أَرْضٌ مُتَعَادِيَةٌ This is land having in it burrows, and [trenches, or channels, such as are termed]

لَخَاقِيق. (S, TA.) مَا لِى عَنْ فُلَانٍ مَعْدًى means There is not for me any going beyond such a one to another, nor any stopping short of him. (S.) مَعْدُوٌّ: see what next follows.

فُلَانٌ مَعْدِىٌّ عَلَيْهِ and ↓ مَعْدُوٌّ (S, K *) mean [Such a one is] treated wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (K:) the ى in مَعْدِىٌّ is substituted for و because the latter [in this case] is deemed difficult of utterance. (S.) مُتَعَادٍ; and its fem., with ة: see تَعَادٍ.
باب العين والدّال و (واي) معهما ع د و، ع ود، د ع و، وع د، ود ع، يدع

عدو: العَدْوُ: الحُضْرُ. عدا يعدو عدواً وعدوّاً، مثقلةً، وهو التعدّي في الأمر، وتجاوز ما ينبغي له أن يقتصر عليه، ويقرأ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً على فُعُول في زنة: قُعُود. وما رأيت أحداً ما عدا زيداً، أي: ما جاوز زيداً، فإن حذفت (ما) خفضته على معنى سوى، تقول: ما رأيت أحداً عدا زيد. وعدا طورَه، وعدا قدرَه، أي: جاوز ما ليس له. والعدوان والإعتداء والعداء، والعدوى والتعدّي: الظُّلْمُ البراح. والعَدْوَى: طلبك إلى والٍ ليُعْدِيَك على من ظلمك، أيْ: ينتقم لك منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى: ما يقال إنّه يُعْدِي من جَرَب أو داء.

وفي الحديث: لا عَدْوَى ولا هامةِ ولا صفرَ ولا غُولَ ولا طيرَةَ

أي: لا يُعْدي شيءٌ شيئاً. والعَدْوَةُ: عَدْوَةُ اللّص أو المغيرِ. عدا عليه فأخذ ماله، وعدا عليه بسيفِه فضربه، ولا يُريدُ عَدْواً على الرّجلينِ، ولكنْ من الظّلم. وتقول: عَدَتُ عوادٍ بيننا وخُطُوب، وكذلك عادت، ولا يُجْعَلُ مصدره في هذا المعنى: معاداة، ولكن يقال: عدى مخافةَ الإلتباس. وتقول: كُفَّ عنّي يا فلانُ عاديتَكَ، وعادية شرّك، وهو ما عَداك من قِبَلِهِ من المكروه. والعاديةُ: الخيلُ المغيرة. والعادية: شُغْلٌ من أشغال الدّهر تَعْدوك عن أمورك. أي: تشغلك. عداني عنك أمر كذا يعدوني عداءً، أي: شَغَلني. قال:

وعادك أن تلاقيها العداء

أي: شغلك. ويقولون: عادك معناه: عداك، فحذف الألف أمام الدال، ويقال: أراد: عاودك. قال :

إنّي عداني أن أزورميا ... صهب تغالى فوق نيّ نيّا

والعَداءُ والعِداءُ لغتان: الطَّلْقُ الواحد، وهو أن يعادي الفرس أو الصيّاد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر، قال :

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ

وقال :

يَصْرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

يعني يصرع الفرس، فمن فتح العين قال: جاوز هذا إلى ذاك، ومن كسر العين قال: يعادي الصيد، من العَدْو. والعَداء: طَوارُ الشيء. تقول: لَزِمتُ عَداء النّهر، وعَداءَ الطريق والجبل، أي: طواره. ويقال: الأكحل عرْقٌ عَداءَ السّاعد. وقد يقال: عِدْوة في معنى العَداء، وعِدْو في معناها بغير هاء، ويجمع [على أفعال فيقال] أعداء النهر، وأعداء الطريق. والتَّعداء: التَّفعال من كلّ ما مرَّ جائز. قال ذو الرّمة :

مِنْها على عُدْوَاءِ النَّأيِ تَسْتقيمُ

والعِنْدَأْوَة: التواءٌ وعَسَرٌ [في الرِّجْلِ] . قال بعضهم: هو من العَداءِ، والنون والهمزة زائدتان، ويقال: هو بناء على فِنْعالة، وليس في كلام العرب كلمة تدخل العين والهمزة في أصل بنائها إلاّ في هذه الكلمات: عِنْدأْوة وإمَّعة وعَباء، وعَفاء وعَماء، فأمّا عَظاءة فهي لغة في عَظاية، وإن جاء منه شيء فلا يجوز إلاّ بفصل لازم بين العين والهمزة. ويقال: عِنْدَأوة: فِعْلَلْوة، والأصلُ أُمِيتَ فِعْلُهُ، لا يُدرى أمن عَنْدَى يُعْنَدي أم عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه. وعدّى تَعْدِيَةً، أي: جاوز إلى غيره. عدّيتُ عنّي الهمَّ، أي: نحّيتُه. وتقول للنّازل عليك: عدِّ عنّي إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر، أي: دعْهُ وخذ في غيره. قال النّابغة :

فعدِّ عمّا تَرَى إذ لا ارتجاعَ لَهُ ... وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ

وتعدّيتُ المفازَةَ، أي: جاوزتُها إلى غيرها. وتقول للفعل المجاوِزِ: يتعدّى إلى مفعولٍ بعد مفعول، والمجاوز مثل ضرب عمرو بكراً،والمتعدّي مثل: ظنّ عمرو بكراً خالداً. وعدّاه فاعله، وهو كلام عامّ في كل شيء. والعَدُوُّ: اسمٌ جامعٌ للواحد والجميع والتّثنية والتّأنيث والتّذكير، تقول: هو لك عدوٌّ، وهي وهما وهم وهنَّ لك عدوٌّ، فإذا جعلته نعتاً قلت: الرّجلانِ عدوّاك، والرّجالُ أعداؤك. والمرأتان عدوتاك، والنسوة عداوتك، ويجمع العدوّ على الأعداء والعِدَى والعُدَى والعُداة والأعادي. [وتجمع العَدوّة على] عَدَايا. وعدْوانُ حيّ من قيس، قال :

عَذيرَ الحيِّ من عدوان ... كانوا حَيَّةَ الأرْضِ

والعَدَوان: الفَرس الكثير العَدْوِ. والعَدَوان: الذّئب الذي يعدو على النّاس كلّ ساعة، قال يصف ذئباً قد آذاه ثمّ قتله بعد ذلك :

تذكرُ إذْ أنت شديدُ القَفْز ... نَهْد القصيرَى عَدَوان الجمز

والعداوء: أرضٌ يابسةُ صُلْبة، وربما جاءت في جوف البئر إذا حُفِرَت، وربّما كانت حجراً حتى يحيد عنها الحفّار بعضَ الحَيْد. قال العجّاج يصفُ الثّور وحَفْرَهُ الكِنَاسَ :

وإن أصاب عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها وولاّها الظُّلوفَ الظُّلَّفا

والعُدوة: صلابة من شاطىء الوادي، ويقال: عِدوة، ويقرأ: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا بالكسر والضم. عَدّي: فَعيلٌ من بنات الواو، والنسبة: عَدَوِيّ، ردّوا الواو كما يقولون: عَلَوِيّ في النسبة إلى عَلِيّ. والعَدَويّة من نَباتِ الصّيف بعد ذهاب الرّبيع يَخْضرُّ صغار الشّجر فترعاه الإبلُ. والعَدَويَّة: من صغارِ سِخال الغَنَم، يقال: هي بناتُ أربعينَ يوماً فإذا جُزَّتْ عنها عقيقتُها ذَهَبَ عنها هذا الاسم. ومَعْدي كرب، مَنْ جَعَلَهُ مَفْعِلاً فإنّه يكون له مخرجٌ من الواو والياء جميعاً، ولكنّهم جعلوا اسمين اسماً واحداً فصار الإعرابُ على الباء وسكّنوا ياء مَعْدِي لتحرُّكِ الدّال، ولو كانت الدّال ساكنة لنصبوا الياء، وكذلك كلُّ اسمينِ جعلا اسماً واحداً، كقول الشاعر :

... عرّدت ... بأبي نَعَامَةَ أمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ

عود: العَوْدُ: تثنيةُ الأمرِ عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ، بدأ ثم عاد. والعَوْدَةُ مرّة واحدة،

كما يقول: ملك الموت لأهل الميّت: إنّ لي فيكم عَوْدة ثمّ عَوْدة حتّى لا يبقى منكم أحد.

وتقول: عاد فلانٌ علينا معروفُه إذا أحسن ثمّ زاد قال :

قد أحْسَنَ سعدٌ في الذي كان بيننا ... فإنْ عادَ بالإحْسانِ فالعَوْدُ أحمدُ

وقول معاوية: لقد متّتْ برحِمٍ عَوْدة. يعني: قديمة. قد عَوَّدَتْ، أي: قَدُمَتْ، فصارت كالعَوْدِ القديم من الإبل. وفلان في مَعادة، أي: مُصيبة، يغشاه النّاس في مناوِح، ومثله: المَعاوِد: والمَعاوِد المآتم. والحجّ مَعادُ الحاجّ إذا ثنّوا يقولون في الدّعاء:

اللهمَّ ارزُقنا إلى البيتِ مَعاداً أو عَوْداً.

وقوله لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ يعني مكّة، عِدَةً للنبيّ صلى الله عليه وآله أن يَفْتحها ويَعودَ إليها. ورأيت فلانا ما يبدىء وما يُعيد، أي: ما يتكلّم بباديةٍ ولا عاديةٍ. قال عبيد بن الأبرص :

أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يُعِيدُ

والعادةُ: الدُّرْبة في الشيء، وهو أن يتمادى في الأمر حتّى يصيرَ له سجيّة. ويقال للرَّجُل المواظب في الأمر: مُعاوِد. في كلامِ بَعْضِهِم: الْزَموا تُقى الله واستعيدوها، أي: تعوّدوها، ويقال: معنى تَعَوَّدَ: أعاد. قال الرّاجز :

لا تَستطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ... إلاّ المُعِيداتُ بهِ النّواهِضُ

يعني: النّوق التي استعادتِ النَّهْضَ بالدّلو. ويقال للشّجاع: بطلٌ مُعاوِدٌ، أي: قد عاوَدَ الحربَ مرَّةً بعد مرّةٍ. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي: مُطيقٌ له، قد اعتاده. والرّجال عُوّاد المريض، والنّساء عُوَّد، ولا يُقال: عُوّاد. واللهُ العَوَّادُ بالمغفرة، والعبد العَوَّاد بالذّنوب.. والعَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنّ وفيه سَورة، أي بقيّة، ويجمع: عِوَدة، وعِيَدة لغة، وعوّد تعويداً بلغ ذلك الوقت، قال :

لا بُدَّ من صَنْعا وإنْ طال السَّفَرْ ... وإنْ تحنّى كلّ عَوْدٍ وانْعقَرْ

والعَوْدُ: الطّريقُ القديم. قال : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقْوامٍ أُوَل يريد: جمل على طريقٍ قديم. والعَوْدُ: يوصف به السُّودَدُ القديم. قال الطرماح :

هل المجدُ إلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدَى ... ورَأْبُ الثَّأَى والصّبرُ عندَ المُواطِن

والعُوْدُ: الخشبةُ المُطَرّاة يدخن به. والعُودُ: ذو الأوتار الذي يضرب به، والجميع من ذلك كلّه: العِيدان، وثلاثة أعواد، والعَوَّادُ: متّخذُ العِيدان. والعِيدُ: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، من عاد يعود إليه، ويقال: بل سُمِّيَ لأنّهم اعتادوه. والياءُ في العيد أصلها الواو قُلبت لِكَسْرَةِ العَيْن. قال العجاج يصف الثور الوحشيّ ينتابُ الكِناس :

يَعْتاد أرباضاً لها آريُّ ... كما يَعودُ العيدَ نَصْرانيُّ

وإذا جمعوه قالوا: أعْياد، وإذا صغّروه قالوا: عُيَيْد، وتركوه على التّغيير. والعِيدُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. والعائدة: الصّلة والمعروف، والجميع:عوائد. وتقول: هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي: أرفقُ بك من غيره. وفَحْلٌ مُعيدٌ: مُعتادٌ للضِراب. وعوّدتُه فتعوَّد. قال عنترة يَصِفُ ظليماً يَعْتادُ بيضَه كلَّ ساعة :

صَعْلٍ يَعودُ بذْي العُشَيْرَةِ بيضَهُ ... كالعَبْد ذي الفَرْوِ الطويلِ الأصْلَمِ

والعِيدِيّةُ: نجائبُ منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه السّلام، وقبيلته سُمّيت به. وأمّا عاديّ بن عاديّ فيقال: ملك ألف سنة، وهزم ألف جيش وافتضّ ألفَ عذراءَ، ووجد قبيل الإسلام على سريرٍ في خرقٍ تحتَ صخرةٍ مكتوبٍ عليها على طَرَفِ السّرير قِصَّتُه . قال زهير :

ألم تَرَ أنّ اللهَ أَهْلَكَ تُبّعاً ... وأَهْلَكَ لُقمانَ بن عادٍ وعادِيا

وأمّا عادٌ الآخرة فيقال إنّهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ، وهم الذين عَصَوا الله فمسخهم نسناساً لكلّ إنسان منهم يدٌ ورجلٌ من شِقٍّ ينقز نقز الظّبْي. فأمّا المسخُ فقد انقرضوا، وأمّا الشَّبُه الذي مُسِخوا عليه فهو على حاله . ويقال للشيء القديم: عاديّ يُنْسَبُ إلى عادٍ لقِدَمِهِ. قال :

عادِيّة ما حُفِرَتْ بعدَ إرَمْ ... قام عليها فتيةٌ سود اللمم دعو: الدِّعْوَةُ: ادّعاء الولد الدّعيّ غير أبيه، ويدّعيه غير أبيه. قال :

ودِعْوَة هاربٍ من لُؤْمِ أصلٍ ... إلى فحْلٍ لغير أبيه حوب

يقال: دَعيٌّ بيّنُ الدِّعْوَة. والادّعاء في الحرب: الاعتزاء. ومِنْه التّداعي، تقول: إليّ أنا فُلان.. والادعاء في الحرب أيضاً أنْ تقولَ يال فلان. والادّعاء أن تدّعي حقًّا لك ولغيرك، يقال: ادّعَى حقًّا أو باطلاً. والتّداعي: أن يدعوَ القومُ بعضُهم بعضاً.

وفي الحديث: دع داعيةَ اللّبنِ

يعني إذا حلبت فدعْ في الضّرع بقيّةً من اللّبن. والدّاعيةُ: صريخ الخَيْلِ في الحروب. أجيبوا داعيةَ الخيل. والنّادبة تدعو الميت إذا نَدَبتْهُ. وتقول: دعا الله فلاناً بما يكره، أي: أنزل به ذلك. قال :

دعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأفعَى ... إذا نام العيونُ سرتْ عليكا

وقوله عز وجل: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ، يقال: ليس هو كالدّعاء، ولكنّ دعوتَها إيّاهم: ما تَفْعَلُ بهم من الأفاعيل، يعني نار جهنّم. ويقال: تداعَى عليهم العدوُّ من كلّ جانبٍ: [أَقْبَل] . وتداعَتِ الحيطانُ إذا انقاضَّتْ وتَفَرَّزَتْ. وداعَيْنا عليهم الحيطانَ من جوانبها، أي: هدمناها عليهم. ودواعي الدّهر: صُروفُهُ. وفي هذا الأمر دعاؤه، أي: دعوى قسحة. وفلانٌ في مَدْعاة إذا دُعيَ إلى الطّعام. وتقول: دعا دُعاءً، وفلانٌ داعي قومٍ وداعية قومٍ: يدعو إلى بيعتهم دعوة. والجميعُ: دُعاةٌ.

وعد: [الوَعْدُ والعِدَةُ يكونان مصدراً واسماً. فأمّا العِدَةُ فتُجْمع: عِدات، والوعد لا يجمع] . والموعِدُ: موضع التّواعُدِ وهو الميعادُ. والمَوْعِدُ مصدرُ وَعَدْتُهُ، وقد يكون الموعِدُ وقتاً للعدة

، والموعدة: اسم للعدة. قال جرير :

تُعَلِّلُنا أُمامةُ بالعِداتِ ... وما تَشْفي القُلوبَ الصّادياتِ

والميعاد لا يكون إلاّ وقتاً أو موضعاً. والوعيد من التّهدّد. أوعدته ضرباً ونحوه، ويكون وعدته أيضاً من الشّرّ. قال الله عزّ وجلّ: النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا . ووعيد الفحل إذا همّ أن يصول. قال أبو النجم:

يرعد أن يوعدَ قلب الأعزل

ودع: الوَدْعُ والوَدْعَةُ الواحدة: مناقفُ صغار تخرج من البحر يزيّن به العثاكل، وهي بيضاء. في بطنها مَشْقٌ كشقِّ النواة، وهي جوف، في جوفها دُوَيْبة كالحَلَمة. قال ذو الرّمة :

كأنّ آرامها والشّمسُ ماتعةٌ ... وَدْعٌ بأرجائِهِ فذ ومنظوم والدَّعَةُ: الخفض في العيش والرّاحة. رجُلٌ مُتَّدع: صاحب دَعَةٍ وراحة. ونال فلان من المكارم وادعاً، أي: من غير أن تكلّف من نفسه مشقّة. يقال وَدُعَ يَوْدُعُ دَعَةً، واتَّدع تُدَعَة مثل اتَّهم تُهَمَة واتَّأد تُؤَدَة. قال :

يا رُبَّ هيجا هي خيرٌ من دَعَه

والتَّوديعُ: أن تودّع ثوباً في صوان، أي في موضع لا تصل إليه ريح، ولا غبار. والمِيدَعُ: ثوب يُجْعل وقايةً لغيره، ويوصف به الثّوبُ المبتذَلُ أيضاً الذي يصان فيه، فيقال: ثوبٌ مِيدَعٌ، قال :

طرحتُ أثوابيَ إلا الميدعا

والوداع: توديعُك أخاك في المسير. والوَداعُ: التَّرْك والقِلَى، وهو توديعُ الفِراق، والمصدر من كلٍّ: توديع قال :

غداة غدٍ تودّع كلّ عين ... بها كُحُلٌ وكلّ يدٍ خضيبِ

وقوله تعالى: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى

أي: ما تَرَكَكَ. والمودوعُ: المودَّع. قال :

إذا رأيت الغرب المودوعا والعرب لا تقول: وَدَعتُهُ فأنا وادع. في معنى تركتُه فأنا تارك. ولكنّهم يقولون في الغابر: لم يدع، وفي الأمر: دعْه، وفي النّهي: لا تدعه، إلاّ أن يُضطّر الشّاعرُ، كما قال :

وكانَ ما قدّموا لأنفُسِهِمْ ... أكْثَرَ نفعاً منَ الّذي وَدَعُوا

أي تركوا ... وقال الفرزدق :

وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحت أو مجلف

فمن قال: لم يدع، تفسيره، لم يترك، فإنّه يضمر في المسحت والمجلف ما يرفعه مثل الذي ونحوه، ومن روى: لم يُدَعْ في معنى: لم يُتْرَكُ فسبيلُه الرّفعُ بلا علّة، كقولك: لم يُضْرَبْ إلاّ زيدٌ، وكان قياسُه: لم يُودَعْ ولكنّ العربَ اجتمعتْ على حذف الواو فقالتْ: يَدَع، ولكنّكَ إذا جَهِلْتَ الفاعل تقول: لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وكذلك جميعُ ما كانَ مِثلَ يودع وجميع هذا الحدّ على ذلك. إلاّ أنّ العرب استخفّت في هذين الفعلين خاصّة لما دخل عليهما من العلّة التي وصفنا فقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ في لغة، وسمعنا من فصحاء العرب من يقول: لم أُدَعْ وراءً، ولم أُذَرْ وراءً. والمُوادَعَةُ: شِبْهُ المُصالَحَة، وكذلك التَّوادُعْ. والوَديعةُ: ما تستودعه غيرَك ليحفظَه، وإذا قلت: أَوْدَعَ فلانٌ فلاناً شيئاً فمعناه: تحويل الوديعة إلى غيره:

وفي الحديث: ما تَقولُ في رجلٍ استُودِعَ وديعةً فأودَعَها غيرَه قال: عليه الضّمان.

وقول الله عزّ وجلّ: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ . يُقال: المستودَع: ما في الأرحام. ووَدْعان: موضعٌ بالبادية. وإذا أمرت بالسكينةِ والوَداع قلت: تَوَدَّعْ، واتدع. ويقال: عليك بالمودوع من غير أن تجعلَ له فِعلاً ولا فاعلاً على جهةِ لفظِه، إنّما هو كقولك: المعسور والميسور، لا تقول: منه عسرت ولا يسرت. ووَدُعَ الرّجُلُ يَوْدُع وداعةً، وهو وادعٌ، أي: ساكن. والوَديعُ: الرَّجُلْ الساكن الهادىء ذو التَّدعة. ويقال: ذو وَداعةٍ. ووَدَاعة: من أسماء الرجال. والأودعُ: اسم من أسماء اليربوع.

يدع: الأَيْدَع: صبغ أحمر، وهو خشب البَقَّم. تقول: يَدَّعتُه [وأنا أُيَدِّعُهُ] تَيْديعاً قال :

فنحا لها بمُذَلَّقَيْنِ كأنّما ... بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ 

فطر

(فطر) الشَّيْء مُبَالغَة فطر والصائم جعله يفْطر وَالرجل قدم لَهُ مَا يفْطر بِهِ
(فطر)
نَاب الْبَعِير وَنَحْوه فطرا شقّ اللَّحْم وطلع والنبات شقّ الأَرْض وَنبت مِنْهَا وَالشَّيْء شقَّه وَالْأَمر ابتدأه واخترعه وَالله الْعَالم أوجده ابْتِدَاء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز على لِسَان سيدنَا إِبْرَاهِيم {إِنِّي وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَنِيفا} والعجين اختبزه من سَاعَته وَلم يخمره وَيُقَال فطر الْأَجِير الطين طين بِهِ قبل أَن يختمر والناقة وَنَحْوهَا حلبها بالسبابة والإبهام
فطر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا أقبل اللَّيْل من هَهُنَا وَأدبر النَّهَار وغربت الشَّمْس فقد أفطر الصَّائِم. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه إِن أكل أَو لم يَأْكُل [فَهُوَ مفطر -] هَذَا يرد قَول الموا
فطر
عن العبرية بمعنى فتح وباكورة وأول انتاج الماشية، أو بمعنى فتح زناد البندقية.
فطر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا أقبل اللَّيْل من هَهُنَا وَأدبر النَّهَار وغربت الشَّمْس فقد أفطر الصَّائِم. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه إِن أكل أَو لم يَأْكُل [فَهُوَ مفطر -] هَذَا يرد قَول المواصلين يَقُول لَيْسَ للمواصل فضل على الْآكِل لِأَن الصّيام لَا يكون بِاللَّيْلِ فَهُوَ مفطر على كل حَال أكل أَو ترك.
ف ط ر
فطر الله الخلق، وهو فاطر السموات: مبتدعها. وافتطر الأمر: ابتدعه. " وكل مولود يولد على الفطرة " أي على الجبلة القابلة لدين الحق. وقد فطر هذه البئر. وفطر الله الشجر بالورق فانفطر به وتفطّر. وتفطّرت الأرض بالنبات. وتفطرت اليد والثوب: تشقّقت. وفطر ناب البعير: طلع. وهذا كلام يفطر الصوم أي يفسده. وفطرت المرأة العجين، والأجير الطين، وعجين وطين فطير وهو ما خبز أو طين به من ساعته قبل أن يختمر، وجلد فطير: لم يلق في الدباغ. وسوط فطير: محرم لم يمرن بالدباغ. وسيف فطار: عمل حديثاً لم يعتق، وقيل: فيه تشقق، وتقول: قلب مطار، وسيف فطار. وأفطر الصائم وأفطره غيره وفطّره، وفلان يفطّر الصّوّام بفطور حسن. وإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم أي دخل في وقت الفطر. وذبحنا فطيرة وفطورة وهي الشاة التي تذبح يوم الفطر.

ومن المجاز: لا خير في الرأي الفطير. وتقول: رأيه فطير، ولبّه مستطير.
فطر قَالَ أَبُو عبيد: وأصل الدلوك أَن تَزُول عَن موضعهَا فقد يكون هَذَا فِي قَول ابْن عمر وَقَول أبي وَائِل جَمِيعًا. وَفِي هَذَا الحَدِيث حجّة لمن ذهب بِالْقُرْآنِ إِلَى كَلَام الْعَرَب إِذا لم يكن فِيهِ حكم وَلَا حَلَال وَلَا حرَام أَلا ترَاهُ يَقُول: وَهُوَ فِي كَلَام الْعَرَب دلكت براح. وَقد رُوِيَ مثل هَذَا عَن ابْن عَبَّاس - قَالَ: حَدَّثَنِيهِ يحيى عَن سُفْيَان عَن إِبْرَاهِيم بْن مهَاجر عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كنت لَا أَدْرِي مَا فاطِرُ السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يختصمان فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا: أَنا فَطَرْتُها. أَي أَنا ابْتَدَأتهَا. قَالَ: وَحدثنَا هشيم عَن حُصَيْن عَن عبيد الله بْن عبد الله بْن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ يُسئل عَن الْقُرْآن فينشد فِيهِ الشّعْر] .
(فطر) - في الحديث: "عَشْرٌ من الفِطْرة"
أي من السُّنَّة، يعني: سُنَن الأَنْبياء عليهم الصّلاة والسّلام الَّذِين أُمِرنا أن نَقتَدِىَ بهم.
والفِطْرة: الدِّين الذي طُبِعَت عليه الخَليقَة.
وأَصلُ ذلك ابتداءُ الشَّيءِ وابْتِكارُه من دين وغيره.
وفَطَر الله تَعالَى الخَلْق: خَلَقَهم. والفَاطِر: المُبدِع للأَشياء المُبدِئُ. وفَطَر نَابُ البَعير: طَلَع، أي شَقَّ المَوضِع الذي طَلَع منه. وانْفَطَر الشيءُ، وتَفطَّر: انشَقَّ،
- في الحديث: "إذا جَاءَ اللَّيلُ وذَهَبَ النهارُ فقد أَفطَر الصائِمُ"
: أي دَخَل في وَقْتِ الإفطار ، وجاز له أن يُفطر؛ كقولهم: أَصبحَ وأَمسَى. وقيل: أي صار في حكم المُفطِر وإن لم يَأْكُل.
- في الحديث: "أَفطَر الحاجِمُ والمَحْجُوم"
: أي تَعرَّضا للإفْطَارِ. وقيل: إنه مَرَّ بهما مساء فعَذَرَهُما بهذا القول إذْ كَانَا قد أَمسَيَا. وقيل: معناه جَازَ لهما أن يُفطِرا. وقيل: هو على التَّغْلِيظِ والدُّعاءِ.
ف ط ر: (أَفْطَرَ) الصَّائِمُ وَالِاسْمُ (الْفِطْرُ) . وَ (فَطَّرَهُ) غَيْرُهُ (تَفْطِيرًا) . وَرَجُلٌ (مُفْطِرٌ) وَقَوْمٌ (مَفَاطِيرُ) مِثْلُ مُوسِرٍ وَمَيَاسِيرَ. وَرَجُلٌ (فِطْرٌ) وَقَوْمٌ فِطْرٌ أَيْ مُفْطِرُونَ. وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ. وَ (الْفَطُورُ) بِالْفَتْحِ مَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ وَكَذَا (الْفَطُورِيُّ) كَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَيْهِ. وَ (فَطَّرَتِ) الْمَرْأَةُ الْعَجِينَ حَتَّى اسْتَبَانَ فِيهِ (الْفُطْرُ) بِالضَّمِّ. وَ (الْفِطْرَةُ) بِالْكَسْرِ الْخِلْقَةُ. وَ (الْفَطْرُ) الشِّقُّ يُقَالُ: (فَطَرَهُ فَانْفَطَرَ) . وَ (تَفَطَّرُ) الشَّيْءُ تَشَقَّقَ. وَ (الْفَطْرُ) أَيْضًا الِابْتِدَاءُ وَالِاخْتِرَاعُ. وَبَابُ الْأَرْبَعَةِ نَصَرَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ حَتَّى أَتَانِي أَعُرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا (فَطَرْتُهَا) أَيِ ابْتَدَأْتُهَا. وَ (الْفَطِيرُ) ضِدُّ الْخَمِيرِ وَهُوَ الْعَجِينُ الَّذِي لَمْ يَخْتَمِرْ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَعْجَلْتَهُ عَنْ إِدْرَاكِهِ فَهُوَ فَطِيرٌ. يُقَالُ: إِيَّاكَ وَالرَّأْيَ الْفَطِيرَ. وَيُقَالُ: عِنْدِي خُبْزٌ خَمِيرٌ وَحَيْسٌ فَطِيرٌ أَيْ طَرِيٌّ. 

فطر


فَطَرَ(n. ac. فَطْر)
a. Split, clave; cracked; slit, rent.
b. Began, commenced; originated; produced;
created.
c. Made unleavened (dough); used untempered
(clay).
d.(n. ac. فَطْر
فِطْر
فُطُوْر), Broke his fast; breakfasted.
e.
(n. ac.
فَطْر), Milked.
f. Pressed, squeezed.

فَطَّرَa. see I (a)b. Made to break his fast; breakfasted.
c. [ coll. ], Was unleavened, did
not rise (dough).
أَفْطَرَa. see I (d)
& II (b).
c. Was at breakfast.

تَفَطَّرَa. see II (c)
& VII.
إِنْفَطَرَa. Split, cracked; was split &c.
b. Opened, sprouted (plant).
فَطْر
(pl.
فُطُوْر)
a. Split, crack; cleft, fissure.

فَطْرِيّa. see 2yi
فِطْرa. The breaking one's fast.
b. One breaking his fast.
c. Budding grapes.

فِطْرَة
(pl.
فِطَر)
a. Creation; make, construction; nature; character
disposition, temperament; quality, property; characteristic
peculiarity, idiosyncrasy.
b. Primary knowledge; intuition.
c. Religious faculty.

فِطْرِيّa. Natural, innate, in-born; constitutional.

فُطْرa. see 2 (c)b. Fungus, toadstool; mushroom.

فُطُرa. see 3 (b)
فَاْطِرa. Creator; maker; originator.
b. see N. Ag.
أَفْطَرَ
فُطَاْرa. Notched, jagged, blunt (sword).

فُطَاْرِيّa. Nonentity, nobody.

فَطِيْرa. Unleavened (bread); azyme.
b. Precipitate, hasty, immature.

فَطِيْرَة
(pl.
فَطَاْئِرُ)
a. [ coll. ], A kind of pastry
tart.
فَطُوْر
فَطُوْرِيّa. Breakfast.
b. [ coll. ], Dinner.
فُطُوْر
a. [ coll. ]
see 26
تَفَاْطِيْرa. Pimples.

N. Ag.
أَفْطَرَ
(pl.
مَفَاْطِيْرُ)
a. One breaking his fast; one having breakfasted.
b. [ coll. ], One having dined.

أُفْطُوْر (pl.
أَفَاْطِيْرُ)
a. Chap, crack; pimple.

عِيْد الفِطْر
a. Feast that follows the fast of Ramadān.

عِيْد الفَطِيْر
a. The feast of unleavened bread.
فطر مني مذي ودي وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه سُئِلَ عَن الْمَذْي فَقَالَ: هُوَ الفَطْر وَفِيه الْوضُوء. قَوْله: الفَطر نرى وَالله أعلم أَنه إِنَّمَا سمي فطرا لِأَنَّهُ شبه بالفَطر فِي الْحَلب يُقَال: فطرت النَّاقة أفطِرها [وأفُطرها -] فطرا وَهُوَ الْحَلب بأطراف الْأَصَابِع فَلَا يخرج اللَّبن إِلَّا قَلِيلا وَكَذَلِكَ يخرج الْمَذْي وَلَيْسَ الْمَنِيّ كَذَلِك لِأَنَّهُ يخذف بِهِ خذفا. وَقد قَالَ بَعضهم: إِنَّمَا سمي المَذْي فَطْرا [لِأَنَّهُ -] شبه بفَطر نَاب الْبَعِير يُقَال: فَطَر نابُه إِذا طلع فَشبه طُلُوع هَذَا من الإحليل بِطُلُوع ذَلِك. وَقد روى عَن ابْن عَبَّاس [رَحمَه الله -] فِي تَفْسِير الْمَنِيّ والمذْي والوَدُي. قَالَ: فالمني هُوَ الغليظ الَّذِي يكون مِنْهُ الْوَلَد والمذي الَّذِي يكون من الشَّهْوَة تعرض بِالْقَلْبِ أَو من الشَّيْء يرَاهُ الْإِنْسَان أَو من ملاعبة أَهله والوَدْي الَّذِي يخرج بعد الْبَوْل وَفِي هذَيْن الْوضُوء: [المذْى والودُى -] وَفِي الْمَنِيّ وَحده الغُسل. وَيُقَال من الْمَنِيّ: أمنيت بِالْألف لَا أعرف مِنْهُ غير ذَلِك وَمِنْه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {أَفَرَأَيْتُم مَا تمنون} بِضَم التَّاء وَلم أسمع أحدا قَرَأَهَا بِالْفَتْح. وَأما الْمَذْي فَفِيهِ لُغَتَانِ: مَذَيت وأمذيت. وَأما الودْي فَلم أسمع بِفعل اشتق مِنْهُ إِلَّا فِي حَدِيث يرْوى عَن عَائِشَة [رَحْمَة الله عَلَيْهَا -] .
فطر الفُطْرُ: ضَرْبٌ من الكَمْاةِ، الواحِدَةُ فُطْرَةٌ. والفُطْرَةُ: شَيْءٌ قَلِيْل من التَبَنِ يُحْلَبُ ساعَتَئِذٍ. وفَطَرْتُ النّاقَةَ فَطْراً: وهو حَلبُها بأطْرَافِ الأصَابع. والفُطْرُ: المَذِي الذي يَظْهَرُ على إحْلِيْلِ الذَّكَرِ، وهو مُشَبهٌ بالفُطْرِ الذي يَظْهَرُمن اللَبَنِ على إحْلِيْلِ الضَرْعِ. وفَطَرْتُ العَجِيْنَ: وهو أنْ تَعْجِنَه ثم تَخْتَبِزَه من ساعَتِه، أفْطِرُه وأفْطُرُه، وأطْعِمَةٌ فَطْرى. وفَطَرَ اللهُ الخَلْقَ: أي خَلَقَهم. وفاطِرُ السماواتِ والأرْضِ.
والفِطْرَةُ: الديْنُ الذي طُبِعَتْ عليه الخَلِيْقَةُ. وفي الحَدِيْثِ: " كُل مَوْلُوْدٍ يُوْلَدُ على الفِطْرَةِ ". وفَطَرَ نابُ البَعِيرِ: طَلَعَ. وانْفَطَرَ الثوْبُ: انْشَقَّ، وتَفَطَّرَ: كذلك. وتَفَطَرَتِ الأرْضُ والجِبَالُ. والانْفِطَارُ: الانْصِدَاعُ في ظاهِرِ الأدِيْمِ.
وتَفَطَّرَتِ القَدَمُ: تَشَققَت في ظاهِرِها. وفَطرْتُ إصْبَعَ فلانٍ: إذا غَمَزْتَها أو ضَرَبْتَها فانْفَطَرَتْ دَماً.
وسَيْفٌ فُطَارٌ: فيه تَشَفقٌ.
والفِطْرُ: تَرْكُ الصَّوْمِ، أفْطَرَ الرَّجُلُ، وفَطَّرْتُه وأفْطَرْتُه. وفي الحَدِيث: " أفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُوْمُ ". وذَبَحْنَا فَطِيْرَةً وفَطُوْرَة: أي شاةً تُذْبَحُ يَوْمَ الفِطْرِ. والفَطِيْرُ: الداهِيَةُ. والأمْرُ البَدِيْعُ المُفْتَطَرُ. وجِلْد فَطِيْرٌ: لم يُلْقَ في الدبَاغ.
والأفَاطِيْرُ: جَمْعُ أفْطُوْرٍ وهو تَشَققٌ يَخْرُجُ في أنْفِ الشابِّ ووَجْهِه.
(ف ط ر) : (الْفَطْرُ) إيجَادُ الشَّيْءِ ابْتِدَاءً وَابْتِدَاعًا وَيُقَال فَطَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَطْرًا إذَا ابْتَدَعَهُمْ (وَالْفِطْرَةُ) الْخِلْقَةُ وَهِيَ مِنْ الْفَطْرِ كَالْخِلْقَةِ مِنْ الْخَلْقِ فِي أَنَّهَا اسْمٌ لِلْحَالَةِ ثُمَّ إنَّهَا جُعِلَتْ اسْمًا لِلْخِلْقَةِ الْقَابِلَةِ لِدِينِ الْحَقِّ عَلَى الْخُصُوصِ (وَعَلَيْهِ) الْحَدِيثُ الْمَشْهُور «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» ثُمَّ جُعِلَ اسْمًا لِمِلَّةِ الْإِسْلَامِ نَفْسِهَا لِأَنَّهَا حَالَةٌ مِنْ أَحْوَالِ صَاحِبِهَا (وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ) قَصُّ الْأَظْفَارِ مِنْ الْفِطْرَةِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي الْمُخْتَصَرِ (الْفِطْرَةُ) نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ فَمَعْنَاهُ صَدَقَةُ الْفِطْرِ وَقَدْ جَاءَتْ فِي عِبَارَاتِ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَغَيْرِهِ وَهِيَ صَحِيحَةٌ مِنْ طَرِيقِ اللُّغَةِ وَإِنْ لَمْ أَجِدْهَا فِيمَا عِنْدِي مِنْ الْأُصُولِ وَيُقَالُ (فَطَّرْتُ) الصَّائِمَ فَأَفْطَرَ نَحْو بَشَّرْتُهُ فَأَبْشَرَ (وَقَوْلُهُ) فِي الْمُخْتَصَرِ وَإِنْ ابْتَلَعَ حَصَاةً فَطَرَ أَيْ فَطَّرَهُ ابْتِلَاعُهَا وَكَذَا قَوْلُهُ وَإِنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ لَمْ يُفَطِّرْهُ أَيْ لَمْ يُفَطِّرْهُ الْقَيْءُ وَهَذَا إنْ صَحَّتْ الرِّوَايَةُ وَإِلَّا فَالصَّوَابُ أَفْطَرَ وَلَمْ يُفْطِرْ وَأَمَّا لَمْ يُفْطَرْ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ فَرَكِيكٌ وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» أَيْ دَخَلَ فِي الْفِطْرِ كَأَصْبَح وَأَمْسَى إذَا دَخَلَ فِي الْوَقْتَيْنِ وَعَلَيْهِ مَسْأَلَةُ الْجَامِع إنْ أَفْطَرْتُ بِالْكُوفَةِ فَعَبْدِي حُرٌّ فَكَانَ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ الْفِطْرِ إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَأْكُل حَنِثَ.
فطر: فطر الصائم فطرا وفطورا: أكل وشرب أو ابتدأ الأكل والشرب (محيط المحيط) وفطر فطورا (فوك) فطر القلب: أتعب فؤاده. (بوشر).
تفطر: تغدى، أكل الغداء وهو وجبة الظهر من الطعام. (فوك).
انفطر: مطاوع فطر بمعنى أوجد الشيء ابتداء وخلقه، ومعنى انفطر: خلق. (فوك).
انفطر: تعب فؤاده، زهقت روحه. (بوشر).
فطر: عند العامة عجر مستديرة، رخفة تخرج في أبدان الشجر يقتدح بها، ومنها ما ينعقد في الأرض كالكمأة يستخرج ويؤكل. (محيط المحيط).
وفطر: نوع من الكمأة والجمع فطاري (همبرت ص48، بوشر): فطر: قرع كبير، يقطين، نوع من الدباء كبير جدا (بوشر).
فطرة، والجمع فطر: طبيعة، طبع، جبلة، سجية، سليقة. (فوك).
فطرة: استعداد غريزي، (عبد الواحد ص137، المقدمة 1: 69، 72، 165).
فطرة: صدقة الفطر وهي صدقة يتصدق بها على الفقراء في عيد الفطر، وقد صارت في أيام بني مرين صدقة واجبة وضريبة لازمة (كرتاس ص258) مع تعليقة تورنبرج (ص441).
فطرة: غداء. (الكالا).
فطري: طبيعي، غريزي. (فوك).
فطران: من لم يتغد. (زيشر 11: 481).
فطار: الشهر العاشر عند المسلمين وهو شهر شوال. (رولاند).
فطور، وفي محيط المحيط فطور: طعام الوجبة الأولى في الصباح (بوشر، محيط المحيط). (لين عادات 1: 200 برتون 1: 177).
فطور: غداء. (جاكسون ص185، محيط المحيط).
فطور: شهر شوال عند العامة. (هوست ص251) وهو افطور عند دومب (ص58) فطير طلمة (بسكويت). (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 349).
فطير: فطيرة، رقيقة من العجين تخبز. (براكس مجلة الشرق، والجزائر 10: 316).
فطير: طلمة بالزبد. فعند دسكرياك (ص14): (طلمة كبيرة في ثخن الإصبع وحجم البرنيطة الفرنسية ذات الحاشية العريضة تخبز تحت الجمر).
وعند فاسليب (ص334): (الفطير نوع من الطلمة المرققة المشربة بالعسل). عواده (ص63). وفي صفة مصر (12: 36 رقم 2): (نوع من الحلوى تشبه بعض الشبه العجينة الصلبة لشارع (بون نوقيل) التي عجنت بالسمن). (فسكيه ص55) ويقول فسكيه في (ص92): (إن الشرهين النهمين من الرعاع يأكلون الفطير الذي يعمل بالجبن والسمن الزنج).
خمر فطير: مسطار، نبيذ لم يتخمر. (همبرت ص17).
فطورة، والجمع فطور: فطر. (فوك).
فطورات (جمع): حلويات. (بوشر).
فطيرا: حشيشة القمل (نبات) عرف الديك (بوشر).
فطيرة: خبز غير خمير (فوك).
عيد الفطيرة: عيد الفصح عند اليهود. (دوماس حياة العرب ص 486).
فطيرة، والجمع فطائر: في (كباب) (ص 78 ق): والفطائر رغائف رقاق تطبخ في التنور وتسمى عندنا الجرادق- وفي محيط المحيط: الفطيرة عند العامة رقاق من العجين يوضع فيه توابل ثم يثنى عليها مثلثا ويخبز، وتطلق أيضا على رغيف معجون بالسمن والزيت (ميشيل) (ص115): الفطائر: نوع من العجائن توضع فيها التوابل أو اللحوم وأنواع من الخضرة أو الفاكهة وتخبز ويستطيبها العرب.
وعند شيرب: نوع من الرقائق المغموسة بالزيت. وعند برتون (1: 178): (نوع من الرقائق المسطحة المدورة تؤكل في الفطور صباحا): وأنظر (بركهارت نوبييه ص174، بارت رحلة إلى كردستان ص151، لين عادات 1: 200، 2: 118، 267، ألف ليلة 3: 423). فطيرة والجمع فطير: قطيفة، قطائف، نوع من الحلويات (بوشر).
فطيرة حلوة: قطيفة. (همبرت ص16).
فطيرة رقاق: ضرب من المعجنات الرقاق، ضرب من الحلوى ملفوفة على شكل قمح (بوشر) فطاطري: بائع الفطائر. (لين عادات 2: 17) فطاطري: حلواني، صانع الحلوى أو بائعها.
بوش، همبرت ص75.
فاطر: عند العامة نقيض صائم (محيط المحيط).
أفطور: انظر فطور.
فطر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة حَتَّى يكون أَبَوَاهُ يُهَوَّدانِه أَو يُنَصِّرَانِه. قَالَ أَبُو عُبَيْد: فَسَأَلت عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: كَانَ هَذَا فِي أول الْإِسْلَام قبل أَن تَنْزل الْفَرَائِض وَقبل أَن يُؤمر الْمُسلمُونَ بِالْجِهَادِ. قَالَ أَبُو عبيد: كَأَنَّهُ يذهب إِلَى أَنه لَو كَانَ يُولد على الْفطْرَة ثُمَّ مَاتَ قبل أَن يُهَوِّدَه أَبَوَاهُ أَو يُنَصِّرَاه مَا ورثهما وَلَا ورثاه لِأَنَّهُ مُسْلِم وهما كَافِرَانِ وَكَذَلِكَ مَا كَانَ يجوز أَن يسبى يَقُول: فَلَمَّا نزلت الْفَرَائِض وَجَرت السّنَن بِخِلَاف ذَلِك علم أَنه يُولد على دينهما هَذَا قَول مُحَمَّد بن الْحسن فَأَما عبد الله ابْن الْمُبَارك فَإِنَّهُ سُئِلَ عَن تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: تَأْوِيله الحَدِيث الآخر أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام سُئِلَ عَن أَطْفَال الْمُشْركين فَقَالَ: الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين يذهب إِلَى أَنهم يولدون على مَا يصيرون إِلَيْهِ من إِسْلَام أَو كفر فَمن كَانَ فِي علم اللَّه أَن يصير مُسلما فَإِنَّهُ يُولد على الْفطْرَة وَمن كَانَ فِي علمه أَنه يَمُوت كَافِرًا ولد على ذَلِك قَالَ: وَمِمَّا يشبه هَذَا الحَدِيث حَدِيثه الآخر أَنه قَالَ: يَقُول الله تَعَالَى: خلقت عبَادي جَمِيعًا حنفَاء فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين عَن دينهم وَجعلت مَا نحلت لَهُم من رزق فَهُوَ لَهُم حَلَال فَحرم عَلَيْهِم الشَّيْطَان مَا أحللت. كَأَنَّهُ يُرِيد قَول اللَّه تَعَالَى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّاَ أنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِّنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَّحَلاَلاً قُلْ اللهُ أذِنَ لَكُمْ أمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُوْنَ} ويروى فِي التَّفْسِير عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وحلالا} أَنَّهَا البحائر والسيب فَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يَعْنِي مَا كَانُوا يحرمُونَ من ظهروها وَأَلْبَانهَا وَالِانْتِفَاع بهَا. وفيهَا نزلت هَذِه الْآيَة: {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيْرَةٍ ولاَ سَائِبَةٍ وَّلاَ وصيلة وَلَا حام} . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ ذَات غَدَاة: أَنه أَتَانِي اللَّيْلَة آتيان فابتعثاني فَانْطَلَقت مَعَهُمَا فأتينا على رَجُل مُضْطَجع وَإِذا رَجُل قَائِم عَلَيْهِ بصخرة وَإِذا هُوَ يهوي بالصخرة فَيَثْلَغُ بهَا رَأسه فَتَدَهْدَى الصَّخْرَة قَالَ: ثمَّ انطلقنا فأتينا على رَجُل مستلق وَإِذا رَجُل قَائِم عَلَيْهِ بكلوب وَإِذا هُوَ يَأْتِي أحد شقي وَجهه فيشرشر شدقه إِلَى قَفاهُ ثُمَّ انطلقنا فأتينا على مثل بِنَاء التَّنور فِيهِ رجال وَنسَاء يَأْتِيهم لَهب من أَسْفَل فَإِذا أَتَاهُم ذَلِك ضوضوا فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى دوحة عَظِيمَة فَقَالَا لي: أرق [فِيهَا -] فارتقينا فَإِذا نَحْنُ بِمَدِينَة مَبْنِيَّة بِلَبن من ذهب وَفِضة فسما بَصرِي صعدا فَإِذا قصر مثل الربابة الْبَيْضَاء.
[ف ط ر] فَطَرَ الشَيءَ يَفْطُرُه فَطْراً، وفَطَّرَه: شَقَّه. والفَطْرُ: الشَّقُّ، وجَمْعُه: فُطُورٌ. وفي التَّنْزِيلِ: {هل ترى من فطور} [الملك: 3] . أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

(شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فيه ... هَوَاكِ فَلِيمَ فَالْتَامَ الفُطُورُ)

وفَطَرَ الشَّيءُ، وتَفَطَّرَ، وانْفَطَِرَ، وفي التَّنْزيِلِ: {السماء منفطر به} [المزمل: 18] . ذُكِّرَ عَلَى النَسَبِ، كَما قَالُوا: دَجاجَةٌ مُعْضِلٌ. وسَيْفٌ فُطَارٌ: فيه صُدُوعُ، قَالَ عَنْتَرَةُ:

(وسَيْفِي كالعَقِيقَةِ وهو كِمْعي ... سِلاحِي لا أَفَلَّ ولا فُطارا)

وفَطَرَ نَابُ البَعيرِ يَفْطُرُ فَطْراً، وفَطُوراً: شَقَّ وطَلَعَ، وقَولُ هِميانَ:

(آمُلُ أَنْ يَحْمِلَنيِ أَمِيرِي ... )

(عَلَى عَلاَةٍ لأْمَةِ الفُطُورِ ... )

يَجوزُ أَنْ تكونَ الفُطُورُ فيه الشُّقُوقَ، أي: أََنَّها مُلْتَئِمةُ ما تَبايَنَ من غَيرِها فَلَم يَلْتَئِمْ، وقِيلَ: مَعْناهُ شَدِيدةُ عِنْدَ فُطُورِ نابِها مُوَثَّقَةٌ. وفَطَرَ النَّافَةَِ والشّاةَ يَفَطُرُها فَطْراً: حَلَبَها بأَطْرافِ أَصابِعه، وقِيلَِ: هُو أَنْ يَحْلُبَها كَما تَعْقَدُ ثَلاثِينَ بالإْبهامَيْنِ والسَّبَّابتَيْنِ. والفُطْرُ: القَليلُ من اللَّبنِ حِينَ يُحْلَبُ. والفُطْرُ: الَمذْيُ، شُبِّه بالحَلْبِ؛ لأنَّه لا يكونُ إلاَّ بأَطْرِافِ الأَصابعِ، فَلا يَخْرجُ اللَّبنُ إلاَّ قَلِيلاً، وكَذِلكَ يَخْرَجُ المّذْي، ولَيْسَ المَنِيُّ كَذِلَكَ. والفُطْرُ: ما يَتَفَطَّرُ مِنَ النَّباتِ. والفُطْرُ أيضاً: جِنْسٌ من الكَمْءِ؛ لأنَّ الأَرْضَ تَتَفَطَّرُ عَنْهُ، وَاحِدَتُه فُطْرةٌ. والفُطْرُ: العِنَبُ إذاَِ بَدَتْ رُءُوسُه؛ لأنَّ القُضْبانَ تَتَفَطَّرُ عنه. والتَّفاطيرُ: أَولُ نَباتِ الوَسْمِيِّ، ونَظِيرُه التَّعاشِيبُ والتَّعاجِيبُ وتَباشِيرُ الصُّبْحِ، ولا واحِدَ لشَيءٍ من هذه الأَرْبَعةِ. والتَّفَاطِيرُ، والنفَاطِيرُ: بَثْرٌ يَخْرُجُ في وَجِه الغُلامِ والجَارِيةِ، قَالَ:

(نَفَاطِيرُ الحُبون بوَجْه سَلْمَي ... قَدِيماً لا نَفَاطِيرُ الشَّبابِ)

وَاحِدَتُها نُفْطُورٌ. وفَطَرَ أَصابِعَة فَطْراً، غَمَزَها. وفَطَرَ اللهُ الخَلْقَ يَفْطُرُهم: خَلَقَهم وبَدَأَهم. وفي التَّنْزيِلِ: {فاطر السماوات والأرض} . وقَالَ ابنُ عَبّاس: ((ما كُنْتُ أَدْرِي ما فَاطُر السَّمُواتِ والأَرْضِ حَتَّى اخْتَصَمَ أعْرَابِيَّانِ في بِئْرٍ، فَقَالَ أَحَدُهُما: أَنَا فَطَرْتُها: أي: ابْتَدَأْتُها)) . والفِطْرةُ: الخَليقَةُ، أنْشَدَ ثَعَلبٌ:

(هَوِّنْ عَليكَ فَقَدْ نَالَ الغِنَي رَجُلٌ ... في فِطْرَةِ الكَلْبِ لا بالدِّينِ والحَسِبِ)

والفِطْرةُ: ما فَطَرَ اللهُ عليه الخَلْقَ من المَعْرِفَةِ به. وفَطَرَ الشَّيءَ: أَنْشَأَه. وفَطَرَ الشَّيءَ: بَدَأَه. والفِطْرُ: نَقِيضُ الصَّومِ، وقَدْ أَفْطَرَ، وفَطَرَ، وأَفْطَرَه، وفَطَّرَه. قَالَ سِيبَويَه: فَطَّرْتُه فَأَفْطَرَ، نَادِرٌ. ورَجُلٌ فِطْرٌ، وقَوْم فِطْرٌ، وُصِفَ بالمَصْدَرِ، ومُفْطِرٌ من قَوْمِ مَفَاطِيرَ، عن سِيبَويِهِ، قال أَبُو الحَسَنِ: إنَّما ذَكَرْتُ مِثْلَ هذا الجَمْعَ لأنَّ حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَنْ يَجْمعَ بالواوِ والنُّونِ في المُذكَّرِ، وبالأَلِف والتّاء في المُؤَنَّثِ. والفَطُورُ: ما يُفْطَرُ عَلَيه. وفَطَرَ العَجِينَ يَفْطِرهُ ويَفْطُرُه، فهو فَطِيرٌ: إذَا اخْتَبَزَه من سَاعَتِه ولم يُخَمِّرْه، والجَمْعُ: فَطْرَي، مَقْصُورَةٌ. وخُبزٌ فَطيرٌ، وخُبزَةٌ فِطيرٌ، كِلاهُما بغَيرِ هَاءِ، عَنِ اللِّحيانِيّ، وكَذَلِكَ الطِّينُ. وكُلُّ ما أُعْجِلَ عْن إدْراكِه: فَطِيرٌ، ومنه قَولهم: ((شَرُّ الرَّاْي الفَطِيرُ)) . وفَطَر جِلْدَه، فهو فَطِيرٌ وأفْطَرَه: لَمْ يُرْوِه مِن الدِّباغِ، عن ابنِ الأَعرابِيّ. وفِطْرٌ: من أَِسمائِهم مُحَدِّثٌ، وهو فِطْرُ بنُ خَليفَة.
ف ط ر فَطَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَطْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَلَقَهُمْ وَالِاسْمُ الْفِطْرَةُ بِالْكَسْرِ قَالَ تَعَالَى {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] وَقَوْلُهُمْ تَجِبُ الْفِطْرَةُ هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وَالْأَصْلُ تَجِبُ زَكَاةُ الْفِطْرَةِ وَهِيَ الْبَدَنُ فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إلَيْهِ مُقَامَهُ وَاسْتُغْنِيَ بِهِ فِي الِاسْتِعْمَالِ لِفَهْمِ الْمَعْنَى وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» قِيلَ مَعْنَاه الْفِطْرَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ وَالدِّينُ الْحَقُّ «وَإِنَّمَا أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ» أَيْ يَنْقُلَانِهِ إلَى دِينِهِمَا وَهَذَا التَّفْسِيرُ مُشْكِلٌ إنْ حُمِلَ اللَّفْظُ عَلَى حَقِيقَتِهِ فَقَطْ لِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّهُ لَا يَتَوَارَثُ الْمُشْرِكُونَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ الصِّغَارِ قَبْلَ أَنْ يُهَوِّدُوهُمْ وَيُنَصِّرُوهُمْ وَاللَّامُ مُنْتَفٍ بَلْ الْوَجْهُ حَمْلُهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَمَجَازِهِ مَعًا أَمَّا حَمْلُهُ عَلَى مَجَازِهِ فَعَلَى مَا قَبْلَ الْبُلُوغِ وَذَلِكَ أَنَّ إقَامَةَ الْأَبَوَيْنِ عَلَى دِينِهِمَا سَبَبٌ يَجْعَلُ الْوَلَدَ تَابِعًا لَهُمَا فَلَمَّا كَانَتْ الْإِقَامَةُ سَبَبًا جُعِلَتْ تَهْوِيدًا وَتَنْصِيرًا مَجَازًا ثُمَّ أُسْنِدَ إلَى الْأَبَوَيْنِ تَوْبِيخًا لَهُمَا وَتَقْبِيحًا عَلَيْهِمَا فَكَأَنَّهُ قَالَ وَإِنَّمَا أَبَوَاهُ بِإِقَامَتِهِمَا عَلَى الشِّرْكِ يَجْعَلَانِهِ مُشْرِكًا وَيُفْهَمُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ لَوْ أَقَامَ أَحَدُهُمَا عَلَى الشِّرْكِ وَأَسْلَمَ الْآخَرُ لَا يَكُونُ مُشْرِكًا بَلْ مُسْلِمًا وَقَدْ جَعَلَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ فَقَالَ وَقَدْ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُكْمَ الْأَوْلَادِ قَبْلَ أَنْ يُفْصِحُوا
بِالْكُفْرِ وَقَبْلَ أَنْ يَخْتَارُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ حُكْمُ الْآبَاءِ فَمَا يَتَعَلَّقُ بِأَحْكَامِ الدُّنْيَا وَأَمَّا حَمْلُهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ فَعَلَى مَا بَعْدَ الْبُلُوغِ لِوُجُودِ الْكُفْرِ مِنْ الْأَوْلَادِ.

وَفَطَرَ نَابُ الْبَعِيرِ فَطْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا فَهُوَ فَاطِرٌ.

وَفَطَّرْتُ الصَّائِمَ بِالتَّثْقِيلِ أَعْطَيْتُهُ فَطُورًا أَوْ أَفْسَدْتُ عَلَيْهِ صَوْمَهُ فَأَفْطَرَ هُوَ وَيُفْطِرُ بِالِاسْتِمْنَاءِ أَيْ وَيَفْسُدُ صَوْمُهُ وَالْحُقْنَةُ تُفْطِرُ كَذَلِكَ وَأَفْطَرَ عَلَى تَمْرٍ جَعَلَهُ فَطُورَهُ بَعْدَ الْغُرُوبِ وَالْفَطُورُ وِزَانُ رَسُولٍ مَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ وَالْفُطُورُ بِالضَّمِّ الْمَصْدَرُ وَالِاسْمُ الْفِطْرُ بِالْكَسْرِ وَرَجُلٌ فِطْرٌ وَقَوْمٌ فِطْرٌ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وَلِهَذَا يُذَكَّرُ فَيُقَالُ كَانَ الْفِطْرُ بِمَوْضِعِ كَذَا وَحَضَرْتُهُ وَرَجُلٌ مُفْطِرٌ وَالْجَمْعُ مَفَاطِيرُ بِالْيَاءِ مِثْلُ مُفْلِسٍ وَمَفَالِيسَ وَإِذَا غَرَبْتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ أَيْ دَخَلَ فِي وَقْتِ الْفِطْرِ كَمَا يُقَالُ أَصْبَحَ وَأَمْسَى إذَا دَخَلَ فِي وَقْتِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ وَغَيْرُ ذَلِكَ فَالْهَمْزَةُ لِلصَّيْرُورَةِ وَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ اللَّامُ بِمَعْنَى بَعْدَ أَيْ بَعْدَ رُؤْيَتِهِ وَمِثْلُهُ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ أَيْ بَعْدَهُ قَالَ النَّابِغَةُ
تَوَهَّمْتُ آيَاتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا ... لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وَذَا الْعَامُ سَابِعُ
أَيْ بَعْدَ سِتَّةِ أَعْوَامٍ

وَعِيدُ الْفَطِيرِ عِيدٌ لِلْيَهُودِ يَكُونُ فِي خَامِسَ عَشَرَ نَيْسَانَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ نَيْسَانَ الرُّومِيَّ بَلْ شَهْرٌ مِنْ شُهُورِهِمْ يَقَعُ فِي آذَار الرُّومِيِّ وَحِسَابُهُ صَعْبٌ فَإِنَّ السِّنِينَ عِنْدَهُمْ شَمْسِيَّةٌ وَالشُّهُورَ قَمَرِيَّةٌ وَتَقْرِيبُ الْقَوْلِ فِيهِ أَنَّهُ يَقَعُ بَعْدَ نُزُولِ الشَّمْسِ الْحَمَلِ بِأَيَّامٍ تَزِيدُ وَتَنْقُصُ. 
[فطر] فيه: كل مولود يولد على "الفطرة"، الفطر الابتداء والاختراع، والفطرة الحالة، يريد أنه يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيئ لقبول الدين فلو ترك عليها لاستمر على لزومها، وإنما يعدل عنه لآفة من التقليد، ثم تمثل بأولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم والميل إلى أديانهم عن مقتضى الفطرة السليمة، وقيل: يريد كل مولود يولد على معرفة الله والإقرار به فلا تجد أحدا إلا وهو يقر بأن له صانعا وإن سماه بغير اسمه أو عبد معه غيره. ن: هي ما أخذ علهم وهم في صلابهم، أو قيل: ما قضى عليهم من سعادة أو شقاوة؟ أبو عبيد: قال محمد بن الحسن: كان هذا في أول الإسلام قبل أن تنزل الفرائض وأمر بالجهاد، قال: كأنه يعني أنه لو كان يولد على الفطرة ثم مات قبل أن يهوده أو ينصره أبواه لم يرثهما ولم يرثاه لأنه مسلم وهما كافران ولما جاز سبيه، والأصح أن معناه: يولد متهيئا للإسلام. ط: فلو ترك عليها لاستمر عليها لأن حسن هذا الدين مطبوع، ويولد - خبر ما، وقيل: أريد به إيمان يوم الميثاق. غ: أي على ابتداء الخلقة في علم الله مؤمنا أو كافرا فأبواه يهودانه، أي في حكم الدنيا. مف: أو الفطرة التي فطروا عليها وركب في عقولهم استحسانها. نه: ومنه ح: على غير "فطرة" محمد صلى اللهأن يفطر، وقيل: أي صار في حكم المفطرين وإن لم يأكل ويشرب. ط: وفيه رد على المواصلين، وقيل: هو إنشاء أي فليفطر، قوله: من ههنا- أي أقبل ظلمة الليل من جانب المشرق وأدبر ضوء النهار من جانب المغرب، قوله: غربت الشمس- مبالغة لرفع ظن جواز الإفطار بغروب بعضها. ن: جمع بين غروبها وإقبال الليل وإدبار النهار وإن كان يغني كل عن أخويه، لأنه قد يكون في واد ونحوه بحيث لا يشاهد غروبها فيعتمد إقبال الظلام وإدبار الضياء. نه: "أفطر" الحاجم والمحجوم، أي تعرضا للإفطار، وقيل: حان لهما أن يفطرا، أو هو على التغليظ لهما والدعاء عليهما. ط: تعرضا له بعروض الضعف ووصول شيء إلى جوف الحاجم بمص القارورة، وعند أحمد وإسحاق هو على ظاهره. ك: كان يأمر "بالفطر"، أي لمن أصبح جنبًا، والأول أسند- أي حديث أمهات المؤمنين أصلح إسنادًا. و"السماء "منفطر" به"، أي مثقلة بيوم القيامة إثقالًا يؤدي إلى انفطارها. غ: "يتفطرن" ينشققن. و"من" فطور"" شقوق. نه: قام صلى الله عليه وسلم حتى "تفطرت" قدماه، أي تشققت، تفطرت وانفطرت بمعنى. وفيه: سئل عن المذي فقال: "هو "الفطر"، ويروى بالضم، فالفتح مصدر: فطر ناب البعير فطرًا- إذا شق اللحم فطلع، فشبه به خروج المذي في قلته، أو مصدر: فطرت الناقة- إذا حلبتها بأطراف الأصابع فلا يخرج إلا قليلًا، والضم اسم ما يظهر من اللبن على حلمتي الضرع. ومنه ح: كيف تحلبها مَصْرا أو "فَطْرا"، هو أن تحلبها بإصبعين وطرف الإبهام، وقيل: بالسبابة والإبهام. وفيه: ماء نمير وحيس "فطير"، أي طري قريب حديث العمل.
فطر
فطَرَ1 يَفطُر، فَطْرًا، فهو فاطِر، والمفعول مَفْطور
• فطَر الحزنُ قلبَه: مزّقه، شقّه، أثّر فيه تأثيرًا عميقًا "كان منظرها يَفطُر القلب".
• فطَر الشَّيءَ: اخترعه، أوجده، أنشأه، ابتدأه "فطر الله الخلق: خلقهم- {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} - {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

فطَرَ2 يَفطُر، فُطورًا، فهو فاطِر، والمفعول مفطور (للمتعدِّي)
• فطَر الصَّائمُ: أكل وشرب، قطع صيامه بتناول الطعام ونحوه "فاطر في نهار رمضان".
• فطَر إصبعَ فلان: ضربها فانفطرت دمًا. 

أفطرَ/ أفطرَ بـ/ أفطرَ على يُفطر، إفطارًا، فهو مُفطِر، والمفعول مُفطَر (للمتعدِّي)
• أفطر الرَّجلُ:
1 - تناول وجبة الصباح.
2 - قطع صيامه بتناول الطعام والشراب أو أكل وشرب بعد انتهاء صيامه "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يومًا [حديث]: الهلال".
3 - دخل في وقت الإفطار.
• أفطر الصَّائمَ: أفسد صيامه "التدخين يُفطر الصائم".
• أفطر بتمرٍ/ أفطر على تمرٍ: جعله فَطُوره "*وبسُنَّة الله الرَّضيَّة تُفْطِر*". 

انفطرَ ينفطر، انفطارًا، فهو مُنفطِر
• انفطر الشَّيءُ: مُطاوع فطَرَ1 وفطَرَ2: انشقَّ "انفطر قلبُه حُزْنًا- {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} - {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً} ". 

تفطَّرَ يتفطَّر، تفطُّرًا، فهو مُتفطِّر
• تفطَّرَ الشَّيءُ: تشقَّق، تصدّع "تفطّر قلبه حزنًا على صديقه- تفطّرت قدمه- {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} ".
• تفطَّر الثَّوبُ: تشقَّق من القِدَم والبِلى. 

فطَّرَ يفطِّر، تفطيرًا، فهو مُفَطِّر، والمفعول مُفَطَّر
• فطَّر فلانًا: قدم له وجبة الصَّباح أو وجبة الإفطار في رمضان "فطَّر عددًا من زملائه في رمضان طمعًا في الثواب".
• فطَّر الصَّائمَ: أفسد صيامه، جعله يُفْطر "التدخين يفطِّر الصائم- فطَّر الصَّائمَ مرضٌ ألمَّ به". 

إفطار [مفرد]:
1 - مصدر أفطرَ/ أفطرَ بـ/ أفطرَ على.
2 - طعام الصباح، أول وجبة طعام في اليوم تُؤكل في العادة صباحًا "تناول إفطاره ثم انطلق مسرعًا للعمل".
3 - طعام الصائم بعد غروب الشمس "دعا صديقه على الإفطار". 

انفطار [مفرد]: مصدر انفطرَ.
• الانفطار: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 82 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها تسع عشرة آية. 

فاطِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فطَرَ1 وفطَرَ2.
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 35 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وأربعون آية.
• الفاطِر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الخالق المُوجد المُبدع على غير مثال سابق " {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

فطايريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فطائر: وسُهِّلت الهمزة للتخفيف: صانع الفطائر وبائعها. 

فَطْر [مفرد]: ج فُطُور (لغير المصدر):
1 - مصدر فطَرَ1.
2 - شَقٌّ، صَدْع " {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} ". 

فُطْر [جمع]: جج أفطار وفُطُور، مف فُطْرة: (نت) اسم جنس يطلق على طائفة من اللازهريّات، منها ما يؤكل، وما هو سام، وما هو طفيليّ على النبات أو الحيوان، ومنها المترمِّم، ومن أنواعه الكمأة ° الفُطر الجلديّ: أي من أنواع الفطور التي يمكن أن تتسبَّب بمرض أو عدوى طفيليَّة جلديّة- الفُطر الطُّحْلُبيّ: أي من فطريات عديدة تشبه الطحالب كالعفن وعفن النبات- فُطْر شعاعيّ: أي من الكائنات الحيَّة العضوية الدقيقة الخيطيَّة أو العضوية
 الموجودة في التربة والمسبِّبة لمرض الحارش. 

فِطْر [مفرد]: إفطار؛ طعام الصائم بعد غروب الشمس "فانعمْ بيوم الفِطْر عينًا إنَّه ... يومٌ أعزُّ من الزَّمان مُشَهَّر" ° صدقة الفطر/ زكاة الفطر: صدقة واجبة يقدمها المسلمون للمحتاجين بمناسبة عيد الفطر- عيد الفِطْر: العيد الذي يَعقُب صومَ رمضان. 

فِطْرة [مفرد]: ج فِطْرات وفِطَر:
1 - خِلْقة، صفة يتَّصف بها المخلوق أول خلقه؛ صفة الإنسان الطبيعيّة "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ [حديث]- {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}: ما ركَّزه الله في الإنسان من قدرة على معرفة الإيمان" ° بالفِطرة: مُتَّصف بصفة أو موهبة معيَّنة منذ الولادة.
2 - (نف) خلقة يكون عليها كلّ موجود أوّل خلقه.
• الفِطْرة السَّليمة: (سف) استعداد لإصابة الحُكم والتَّمييز بين الحق والباطل. 

فُطْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فُطْر: "نبات فُطْريّ- يفضل البعضُ أكل الكمأة وهي نوع من الفُطْريات".
• العفن الفُطْريّ: (حي) فُطريات تتكوَّن سطحيًّا على النَّباتات والموادّ العضويَّة.
• فُطريَّات: (نت) فُطر؛ طائفة من اللازهريّات منها ما يُؤكل وما هو سامّ وما هو طفيليّ على النبات أو الحيوان، ومنها المترمِّم على الكائنات الميِّتة.
• علم الفطريّات: (نت) علم يعنى بدراسة أنواع الفطريات كالعفن والخمائر وأمراض البياض وخصائصها وحياتها. 

فِطْريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فِطْرة: (حي) ما يخص طبيعة الكائن الحي ويصاحبه من نشأته، غريزيّ، طبيعيّ، عكسه مكتسَب "رد فعل/ سلوك فِطريّ".
2 - من يتصرَّف بتلقائيَّة دون خبرة ومعرفة. 

فِطْريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من فِطْرة.
2 - (سف) مذهب فلسفيّ يقول بأنّ الأفكار والمبادئ جِبِلِّيَّة، موجودة في النفس قبل التعلم والتلقين. 

فَطور [مفرد]:
1 - طعام الصباح "تناول فُطوره مبكرًا".
2 - طعام الصائم بعد أذان المغرب "دعاه على الفطور".
3 - تناوُل الصائم طعامه بعد غروب الشمس، وتناول طعام الصباح. 

فُطور [مفرد]:
1 - مصدر فطَرَ2.
2 - فَطور؛ طعام الصباح "تناول فطوره مبكرًا- تناول وجبة الفُطور".
3 - فَطور؛ طعام الصائم بعد أذان المغرب "دعاه على الفُطور".
4 - تناوُل الصائم طعامه بعد غروب الشمس، وتناول طعام الصباح. 

فَطير [مفرد]: كلّ ما أعجل به قبل نضجه، خلاف الخمير "عجين/ خبز فطير" ° جِلْدٌ فَطير: لم يُلْق في الدِّباغ- رأي فطير: أُبدِيَ بلا رَوِيَّة، بديهي قُدِّم دون تمحيص- رأيه فطير ولبه مستطير- عيد الفَطير: من أعياد اليهود. 

فطيرة [مفرد]: ج فطائر وفَطير:
1 - رُقاقة من العجين تُحشى باللحم أو الخُضر أو الفاكهة أو أيّ مكونات أخرى وتُثنى وتُخبز.
2 - ما يُعجن بالسمن أو الزيت أو نحوهما. 

فطر

1 فَطَرَهُ, (S, M, K,) aor. ـُ (M, K, TA,) and, accord. to the K, فَطِرَ also, but this latter form requires consideration, for it is related by Sgh, from Fr, in another sense, that of milking a camel, and not unrestrictedly, (TA,) inf. n. فَطْرٌ; (S, M;) and ↓ فطّرهُ, (M, TA,) inf. n. تَفْطِيرٌ; (TA;) [but the latter is with teshdeed to denote muchness, or frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects;] He clave, split, slit, rent, or cracked, it. (S, M, K.) b2: Hence, (S,) فَطَرَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. فَطْرٌ (Msb, K) and فُطُورٌ, (K,) It (the tooth called ناب, of a camel,) came forth; (S, K;) it clave the flesh and came forth. (TA.) b3: See also 7.

A2: فَطَرَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. فَطْرٌ, (S, Mgh, Msb,) He (God, Msb, K) created it, (S, Msb, K,) namely, the creation: (Msb, K:) he caused it to exist, produced it, or brought it into existence, newly, for the first time, it not having existed before; originated it; commenced, or began it; (S, M, A, Mgh, K;) as also ↓ افتطرهُ, relating to an affair. (TA.) I'Ab says, I did not know what is [the meaning of] السَّمٰوَاتِ ↓ فَاطِرُ [The Originater, or Creator, of the heavens] until two Arabs of the desert came to me, disputing together respecting a well, and one of them said أَنَا فَطَرْتُهَا, meaning, I originated, or began, it. (S.) فُطِرَ عَلَى الشَّىْءِ: see طُبِعَ. [The explanation there given is confirmed by explanations of فِطْرَةٌ.]

A3: فَطَرَ العَجِينَ, (Lth, S, K,) aor. ـُ inf. n. فَطْرٌ; (S;) and ↓ فطرّهُ; (Ks, TA;) He made the dough into bread, or baked it, without leavening it, or leaving it until it should become good [or mature]; (K;) he kneaded the dough and made it into bread, or baked it, immediately; (Lth;) he hurried the dough, or prepared it hastily, so as to prevent its becoming mature. (S.) You say فَطَرَت الْمَرْأَةُ

↓ العَجِينَ حَتَّى اسْتَبَانَ فِيهِ الفَطْرُ [The woman hurried the dough, or prepared it hastily, so that immaturity, or want of leaven, was manifest in it]. (S.) b2: And in like manner, فَطَرَ الطِّينَ He prepared, or kneaded, the clay, or mud, [without leaving it until it should become mature,] and plastered with it immediately. (Lth, TA.) b3: And فَطَرَ الجِلْدَ, (IAar, K,) inf. n. فَطْرٌ; (TA;) and ↓ افطرهُ; (K;) He did not saturate the skin with the tanning liquid: (IAar, K:) or he did not put it therein. (A.) A4: And فَطَرَ, (Fr, O, K,) aor. ـُ and فَطِرَ, (Fr, O, K, * TA,) inf. n. فَطْرٌ, (Fr, S, O, K,) He milked a she-camel, (Fr, S, O, K,) and a ewe or goat, (TA,) with the fore finger and the thumb: (Fr, S, O, K, TA:) or with the ends of the fingers: (K, TA:) or, as one does in indicating the number thirty, i. e., with the two thumbs and the two fore fingers: [but this is app. a mistake for what next follows:] (L, TA:) or, accord. to IAth, with two fingers [and] with the end of the thumb. (TA. See also ضَبَّ النَّاقَةَ.) b2: And [hence, app.,] فَطَرَ أَصَابِعَهُ He pressed, or squeezed, his fingers. (TA.) And He struck his (another's) fingers so that they burst forth with blood (اِنْفَطَرَتْ دَمًا). (TA.) A5: See also 2: b2: and 4, first sentence.2 فطّرهُ: see 1, first sentence.

A2: Also, (inf. n. تَفْطِيرٌ, S,) He made him to break his fast; or to eat and drink; (S, * Mgh, * K;) as also ↓ افطرهُ, and ↓ فَطَرَهُ: (K:) he gave him breakfast: he, or it, (namely, the action termed إِسْتِمْنَآءٌ, and a clyster, [&c.,] Msb,) broke, or vitiated, his fast. (Msb.) And you say also هٰذَا كَلَامٌ يُفْطِرُ الصَّوْمَ, [and, more commonly, يُفَطِّرُهُ,] This is speech which breaks, or vitiates, the fast. (TA.) A3: فطّر العَجِينَ: see 1.4 افطر He broke his fast; (S, * Mgh; *) he breakfasted; he ate and drank after fasting; (Msb, * K;) as also ↓ فَطَرَ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فُطُورٌ: (Msb, TA:) his fast became vitiated. (Msb.) افطر as quasi-pass. of فَطَّرْتُهُ is extr., (Sb,) like أَبْشَرَ as quasi-pass. of بَشَّرْتُهُ. (Sb, Mgh.) Yousay افطر عَلَى تَمْرٍ [He breakfasted upon dates, or dried dates;] he made dates, or dried dates, his breakfast, after sunset [in Ramadán]. (Msb.) In the saying صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُوْيَتِهِ [Fast ye after the sight of it, namely, the new moon commencing Ramadán, and break ye your fast after the sight of it, namely, the new moon commencing Showwál], the ل is in the sense of بَعْد, i. e., بَعْدَ رُؤْيَتِهِ. (Msb.) b2: It was time for him to break his fast: (K:) he entered upon the time of breaking his fast; (Mgh, Msb, K;) like أَصْبَحَ and أَمْسَى as meaning “ he entered upon the time of morning ” and “ upon the time of evening: ” (Mgh, * Msb:) or he became in the predicament of those who break their fast, and so though he neither ate nor drank: whence the trad., أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ The cupper and the cupped place themselves in the predicament of those who break their fast: or it is time for the cupper and the cupped to break their fast: or it is used after the manner of a harsh expression, and an imprecation against them. (IAth.) A2: افطرهُ: see 2.

A3: افطر الجِلْدَ: see 1.5 تَفَطَّرَ see the next paragraph, in six places.7 انفطر, and ↓ تفطّر, (S, M, K,) and ↓ فَطَرَ, (M,) [but the second is with teshdeed as quasi-pass. of 2, to denote muchness, or frequency, or repetition, or application to many subjects of the action, as is indicated in the S by its being expl. by تَشَقَّقَ,] It became cleft, split, slit, rent, or cracked. (S, M, K.) إِذَا السَّمَآءُ انْفَطَرَتْ [in the Kur lxxxii. 1] means When the heaven shall become cleft. (Bd, TA.) And مِنْهُ ↓ تَكَادُ السَّمٰوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ [in the Kur xix. 92] The heavens are near to becoming repeatedly rent in consequence thereof. (Bd.) and قَدَمَاهُ ↓ تَفَطَّرَتْ His feet became cracked: [or much cracked.] (TA, from a trad.) And ↓ تَفَطَّرَتِ الأَرْضُ بِالنَّبَاتِ The earth became cracked [in many places by the plants coming forth]. (TA.) and الشَّجَرُ بِوَرَقٍ ↓ تَفَطَّرَ [The trees broke forth with leaves; as also انفطر, often occurring in this sense; see Har p. 58; and see فِطْرٌ]. (S and K, voce رَاحَ; &c.) And قَدَمَاهُ دَمًا ↓ تَفَطَّرَتْ [and انفطرت (see 1, last sentence but one,)] His feet [burst forth or] flowed with blood. (TA.) b2: And انفطر الصُّبْحُ (assumed tropical:) The dawn broke. (TA in art. صدع.) 8 إِفْتَطَرَ see 1. And see also 8 in art. شرع.

فَطْرٌ [as an inf. n.: see 1: b2: as a subst.,] A cleft, split, slit, rent, or crack: (K:) or, accord. to some, a first cleft &c.: (MF:) pl. فُطُورٌ: (K:) occurring in the saying هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ [Dost thou see any clefts?], in the Kur [lxvii. 3]. (TA.) A2: 'Omar, being asked respecting [the discharge termed] المَذْى, answered, It is الفَطْرُ: (O, K:) thus as related by A 'Obeyd: (TA:) it is said that he likened it, in respect of its paucity, to what is drawn from the udder by means of the milking termed الفَطْرُ: (O, K:) or, as some say, it is from تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ دَمًا [expl. above]: (TA:) or he likened its coming forth from the orifice of the ذَكَر to the coming forth of the نَاب of the camel: or, as it is related by En-Nadr, he said ↓ الفُطْرُ, with damm: meaning the milk that appears upon the orifice of the teat of the udder. (O, K.) فُطْرٌ Such as has broken forth [with buds or leaves] (مَا تَفَطَّرَ), of plants. (TA.) See also فِطْرٌ. b2: And, (S, K,) as also ↓ فُطُرٌ, (K,) the latter used in poetry, (TA,) [The toadstool;] a species of كَمْأَة [or fungus], (S, K,) white and large, (S,) and deadly: (K:) [so called] because the ground cleaves asunder from it: (TA:) n. un. فُطْرَةٌ. (S.) [Also applied in the present day to The common mushroom; agariens campestris. And Any fungus.]

A2: [Also, the former, Immaturity, or want of leaven, in dough:] see the explanation of فَطَرَتِ المَرْأَةُ العَجِينَ.

A3: And فُطْرٌ and ↓ فُطُرٌ signify also Somewhat of that which remains of milk [in the udder], which is then milked: (L, K:) or a small quantity of milk when it is milked: (TA:) or milk at the time when it is milked. (AA, TA.) See also فَطْرٌ, last sentence.

فِطْرٌ Grapes when the heads thereof appear; (K, TA;) [so called] because the [fruit-] stalks [then] break forth (تَنْفَطِرُ); (TA;) as also ↓ فُطْرٌ. (K, TA.) A2: Also a subst. from أَفْطَرَ; (S;) [as such] it signifies The breaking of a fast; contr. of صَوْمٌ. (TA.) [Hence, عِيدُ الفِطْرِ The festival of the breaking of the fast, immediately after Rama-dán; sometimes called الفِطْرُ alone.] ↓ الفِطْرَةُ means صَدَقَةُ الفِطْرِ [The alms of the breaking of the fast], (O, K, TA,) which is a صَاع [q. v.] of wheat: the prefixed noun (صدقه) is rejected, and ة is affixed to its complement (الفطر) to indicate that such has been done: but it is a word used by the lawyers; not of the classical language. (TA.) A3: See also مُفْطِرٌ.

فُطُرٌ: see فُطْرٌ, in two places.

فِطْرَةٌ Creation: (Msb:) the causing a thing to exist, producing it, or bringing it into existence, newly, for the first time; originating it. (TA.) b2: The natural constitution with which a child is created in his mother's womb; (AHeyth, K;) i. q. خِلْقَةٌ. (S, Mgh.) It is said to have this signification in the Kur xxx. 29. (TA.) And so in the saying of Mohammad, كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى

الفِطْرَةِ Every infant is born in a state of conformity to the natural constitution with which he is created in his mother's womb, either prosperous or unprosperous [in relation to the soul]; and if his parents are Jews, they make him a Jew, with respect to his worldly predicament; [i. e., with respect to inheritances &c.;] and if Christians, they make him a Christian, with respect to that predicament; and if Magians, they make him a Magian, with respect to that predicament; his predicament is the same as that of his parents until his tongue speaks for him: but if he die before his attaining to the age when virility begins to show itself, he dies in a state of conformity to his preceding natural constitution, with which he was created in his mother's womb. (AHeyth, TA.) [See another explanation of the word, as occurring in this trad., below.] b3: Nature; constitution; or natural, native, innate, or original, disposition, or temper or other quality or property; idiosyncrasy. (Th, TA.) b4: The faculty of knowing God, with which He has created mankind: (TA:) the natural constitution with which a child is created in his mother's womb, whereby he is capable of accepting the religion of truth: this is a secondary application: and this is [said to be] the signification meant in the trad. mentioned above. (Mgh.) b5: Hence, The religion of el-Islám: (Mgh:) the profession whereby a man becomes a Muslim, which is the declaration that there is no deity but God, and that Mohammad is his servant and his apostle, who brought the truth from Him, and this is (AHeyth, TA) religion. (AHeyth, K, TA.) This is shown by a trad., in which it is related that Mohammad taught a man to repeat certain words when lying down to sleep, and said فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ [And then, if thou die that same night, thou diest in the profession of the true religion]. (AHeyth, TA.) Also by the saying, قَصُّ الأَظْفَارِ مِنَ الفِطْرَةِ The paring of the nails is [a point] of the religion of el-Islám. (Mgh.) b6: Also i. q. سُنَّةٌ [app. meaning The way, course, mode, or manner, of acting, or conduct, or the like, pursued, and prescribed to be followed, by Mohammad]. (TA.) b7: In the Kur xxx. 29, accord. to some, The covenant received, or accepted, from Adam and his posterity. (Bd.) b8: The pl. is فِطَرَاتٌ and فِطْرَاتٌ and فِطِرَاتٌ. (TA.) A2: See also فِطْرٌ.

الإِيمَانُ الفِطْرِىُّ [The faith to which one is disposed by the natural constitution with which he is created]. (Msb.) فُطَارٌ A sword having in it cracks; (S, Z, O, K;) and (K) that will not cut: (IAar, O, K:) or recently made. (TA.) فَطُورٌ (S, Msb, K) and ↓ فَطُورِىٌّ, (S, K,) as though the latter were a rel. n. from the former, (S,) A breakfast; a thing [i. e. food or beverage] upon which one breaks his fast. (S, Msb, K.) فَطِيرٌ Dough unleavened; or not left until it has become good [or mature]; contr. of خَمِيرٌ: (S, TA:) and in like manner clay, or mud. (TA.) [Hence,] عِيدُ الفَطِيرِ [The feast of unleavened bread; also called, of the Passover;] a festival of the Jews, [commencing] on the fifteenth day of their month نِيسَان, and lasting seven days. (Msb. [See also الفِصْحُ.]) b2: Anything prepared, made, or done, hastily, or hurried, so as to prevent its becoming mature: (Lth, S, K:) fresh; recent; newly made: (S, TA:) pl. فَطْرَى: (Sgh, IAth, TA:) for أَطْعَمَهُ فَطْرَى, in the K, expl. as meaning [He fed him] with فَطِير, is a gross mistake, a mistranscription of أَطْعِمَةٌ فَطْرَى, as the phrase stands in the handwriting of Sgh himself, in wellformed letters, and with the syll. signs, meaning meats [newly prepared, &c.]. (TA.) You say عِنْدِى خُبْزٌ خَمِيرٌ وَحَيْسٌ فَطِيرٌ [I have leavened bread, and] fresh, recent, or newly made, حيس [q. v.]. (S, TA.) You say also إِيَّاكَ وَالرَّأْىَ الفَطِيرُ (tropical:) Beware thou of a hastily formed, immature, opinion. (S.) And شَرُّ الرَّأْىِ الفَطِيرُ (tropical:) [The worst opinion is the hastily formed, and immature]. (TA.) b3: A skin not saturated with the tanning liquid: or not put therein: (TA:) a whip not tanned: not softly tanned: (TA:) or not newly tanned. (L.) A2: Also A calamity; syn. دَاهِيَةٌ. (O, K, TA.) فَطُورَةٌ: see what next follows.

فَطِيرَةٌ and ↓ فَطُورَةٌ A sheep, or goat, that is slaughtered on the day of [the festival of] the فِطْر: (K, TA:) mentioned by Sgh, and in the B. (TA.) فُطَارِىٌّ A man possessing neither good nor evil; (IAar, O, K, * TA;) such as is termed فَدْم [impotent in speech or actions, heavy, or dull; &c.]: (TA:) from فُطَارٌ applied to a sword, meaning that will not cut. (IAar, O, TA. *) فَطُورِىٌّ: see فَطُورٌ.

فَاطِرٌ A camel whose نَاب [or tush] is coming forth, (S,) or cleaving the flesh and coming forth. (TA.) A2: فَاطِرُ السَّمٰوَاتِ وَالأَرْضِ [in the Kur xlii.

9, &c.,] means The Originater [or Creator] of the heavens and of the earth. (I'Ab, S, * TA.) See 1.

فُوطِيرٌ a subst. for الجِمَاع, in Syriac. (TA.) أُفْطُورٌ, and the pl. أَفَاطِيرُ: see the next paragraph.

تَفَاطِيرُ, a word similar to تَعَاشِيبُ and تَعَاجِيبُ and تَبَاشِيرُ [q. v.], none of which four words has a sing., Pimples that come forth in the face of a boy or young man, and of a girl or young woman; as also ↓ نَفَاطِيرُ: thus correctly, with ت and ن: the author of the K, following Sgh [in the O], says that ↓ أَفَاطِيرُ is the pl. of ↓ أُفْطُورٌ, and signifies a cracking, or chapping, in the nose of a young man, and in his face. (TA.) b2: Also, thus correctly, with ت, The first of [the herbage of the rain called] the وَسْمِىّ [q. v.]; and in this sense also it has no sing.: but it is said in the K that ↓ نَفَاطِيرُ is pl. of ↓ نُفْطُورَةٌ, with ن; [in the O, that it is pl. of ↓ نُفْطُورٌ;] and [in both] that it signifies scattered herbage; (TA;) and Lh says, as is stated by AHn, that مِنْ عُشْبٍ ↓ نَفَاطِيرُ means small quantities of herbage in land: (O, TA:) it is also added in the K, in explanation of ↓ نَفَاطِيرُ, or it signifies the first herbage of [the rain called] the وَسْمِىّ: (TA:) [and it is said that] تَفَاطِيرُ نَبَاتٍ signifies what break forth of, or from, plants, or herbage. (TA voce تَبَاشِيرُ.) مُفْطِرٌ A man breaking his fast; eating and drinking after fasting: (S, * Msb, * K, TA:) pl. مَفَاطِيرُ, (Sb, S, Msb, K,) like as مَيَاسِيرُ is pl. of مُوسِرٌ, (S,) and مَفَالِيسُ of مُفْلِسٌ: (Msb:) and ↓ فِطْرٌ signifies the same, as sing. and pl., (S, Msb, K,) being originally an inf. n. (S, Msb.) مُنْفَطِرٌ is used in the Kur [lxxiii. 18], in the phrase السَّمَآءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ [The heaven shall be with rents by reason of it], in the manner of a possessive noun, [not as an act. part. n.,] like مُعْضِلٌ in the phrase دَجَاجَةٌ مُعْضِلٌ. (TA.) نُفْطُورٌ and نُفْطُورَةٌ, and the pl. نَفَاطِيرُ: see تفاطير, in six places.

فطر: فطَرَ الشيءَ يَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر وفطَّرَه: شقه.

وتَفَطَّرَ الشيءُ: تشقق. والفَطْر: الشق، وجمعه فُطُور. وفي التنزيل العزيز: هل

ترى من فُطُور؛ وأَنشد ثعلب:

شَقَقْتِ القلبَ ثم ذَرَرْتِ فيه

هواكِ، فَلِيمَ، فالتَأَمَ الفُطُورُ

وأَصل الفَطْر: الشق؛ ومنه قوله تعالى: إذا السماء انْفَطَرَتْ؛ أَي

انشقت. وفي الحديث: قام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى تَفَطَّرَتْ قدماه

أَي انشقتا. يقال: تَفَطَّرَتْ بمعنى؛ ،منه أُخذ فِطْرُ الصائم لأَنه

يفتح فاه. ابن سيده: تَفَطَّرَ الشيءُ وفَطَر وانْفَطَر. وفي التنزيل

العزيز: السماء مُنْفَطِر به؛ ذكّر على النسب كما قالوا دجاجة مُعْضِلٌ. وسيف

فُطَار: فيه صدوع وشقوق؛ قال عنترة: وسيفي كالعَقِيقَةِ ، وهو كِمْعِي،

سلاحي لا أَفَلَّ ولا فُطارا

ابن الأَعرابي: الفُطَارِيّ من الرجال الفَدْم الذي لا خير عنده ولا شر،

مأْخوذ من السيف الفُطارِ الذي لا يَقْطع. وفَطَر نابُ البعير يَفْطُر

فَطْراً: شَقّ وطلع، فهو بعير فاطِر؛ وقول هميان:

آمُلُ أن يَحْمِلَني أَمِيري

على عَلاةٍ لأْمَةِ الفُطُور

يجوز أَن يكون الفُطُور فيه الشُّقوق أَي أَنها مُلْتَئِمةُ ما تباين من

غيرها فلم يَلْتَئِم، وقيل: معناه شديدة عند فُطورِ نابها موَثَّقة.

وفَطَر الناقة

(* قوله «وفطر الناقة» من باب نصر وضرب،. عن الفراء. وما

سواه من باب نصر فقط أَفاده شرح القاموس) . والشاة يَفْطِرُها فَطْراً:

حلبها بأَطراف أَصابعه، وقيل: هو أَن يحلبها كما تَعْقِد ثلاثين

بالإِبهامين والسبابتين . الجوهري: الفَطْر حلب الناقة بالسبابة والإِبهام،

والفُطْر: القليل من اللبن حين يُحْلب. التهذيب: والفُطْر شيء قليل من اللبن

يحلب ساعتئذٍ؛ تقول: ما حلبنا إلا فُطْراً؛ قال المرَّار:

عاقرٌ لم يُحْتلب منها فُطُرْ

أَبو عمرو:

الفَطِيرُ اللبن ساعة يحلب. والفَطْر: المَذْي؛ شُبِّه بالفَطْر في

الحلب. يقال: فَطَرْتُ الناقة أَفْطُِرُها فَطْراً، وهو الحلب بأَطراف

الأَصابع. ابن سيده: الفَطْر المذي، شبه بالحَلْب لأَنه لا يكون إِلا بأَطراف

الأَصابع فلا يخرج اللبن إِلا قليلاً، وكذلك المذي يخرج قليلاً، وليس

المنيّ كذلك؛ وقيل: الفَطْر مأْخوذ من تَفَطَّرَتْ قدماه دماً أَي سالَتا،

وقيل: سمي فَطْراً لأَنه شبّه بفَطْرِ ناب البعير لأَنه يقال: فَطَرَ نابُه

طلع، فشبّه طلوع هذا من الإِحْليلِ بطلوع ذلك. وسئل عمر، رضي الله عنه، عن

المذي فقال: ذلك الفَطْرُ؛ كذا رواه أَبو عبيد بالفتح، ورواه ابن شميل:

ذلك الفُطْر، بضم الفاء؛ قال ابن الأََثير: يروى بالفتح والضم، فالفتح من

مصدر فَطَرَ نابُ البعير فَطْراً إذا شَقّ اللحم وطلع فشُبِّه به خروج

المذي في قلته، أَو هو مصدر فَطَرْتُ الناقة أَفْطُرُها إذا حلبتها

بأَطراف الأَصابع، وأَما الضم فهو اسم ما يظهر من اللبن على حَلَمة الضَّرْع.

وفَطَرَ نابُه إِذا بَزَل؛ قال الشاعر:

حتى نَهَى رائِضَه عن فَرِّهِ

أَنيابُ عاسٍ شَاقِئٍ عن فَطْرِهِ

وانْفَطر الثوب إِذا انشق، وكذلك تَفَطَّر. وتَفَطَّرَت الأَرض بالنبات

إِذا تصدعت.

وفي حديث عبدالملك: كيف تحلبها مَصْراً أَم فَطْراً؟ هو أَن تحلبها

بإصبعين بطرف الإِبهام. والفُطْر: ما تَفَطَّر من النبات، والفُطْر أَيضاً:

جنس من الكَمْءِ أَبيض عظام لأَن الأَرض تَنْفطر عنه، واحدته فُطْرةٌ.

والفِطْرُ: العنب إِذا بدت رؤوسه لأَن القُضْبان تتَفَطَّر.

والتَّفاطِيرُ: أَول نبات الرَسْمِيّ، ونظيره التَّعاشِيب والتَّعاجيب

وتَباشيرُ الصبحِ ولا واحد لشيء من هذه الأَربعة. والتَّفاطير

والنَّفاطير: بُثَر تخرج في وجه الغلام والجارية؛ قال:

نَفاطيرُ الجنونِ بوجه سَلْمَى،

قديماً، لا تفاطيرُ الشبابِ

واحدتها نُفْطور. وفَطَر أَصابعَه فَطْراً: غمزها.وفَطَرَ الله الخلق

يَفْطُرُهم: خلقهم وبدأَهم. والفِطْرةُ: الابتداء والاختراع. وفي التنزيل

العزيز: الحمد لله فاطِرِ السمواتِ والأَرضِ؛ قال ابن عباس، رضي الله عنهما:

ما كنت أَدري ما فاطِرُ السموات والأَرض حتى أَتاني أَعرابيّان يختصمان في

بئر فقال أَحدهما: أَنا فَطَرْتُها أَي أَنا ابتدأْت حَفْرها. وذكر أَبو

العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول: أَنا أَول من فَطَرَ هذا أَي

ابتدأَه. والفِطْرةُ، بالكسر: الخِلْقة؛ أَنشد ثعلب:

هَوِّنْ عليكََ فقد نال الغِنَى رجلٌ،

في فِطْرةِ الكَلْب، لا بالدِّينِ والحَسَب

والفِطْرةُ: ما فَطَرَ الله عليه الخلقَ من المعرفة به. وقد فَطَرهُ

يَفْطُرُه، بالضم، فَطْراً أَي خلقه. الفراء في قوله تعالى: فِطْرَةَ اللهِ التي

فَطَرَ الناسَ عليها، لا تبديل لخلق الله؛ قال: نصبه على الفعل، وقال أَبو

الهيثم: الفِطْرةُ الخلقة التي يُخْلقُ عليها المولود في بطن أُمه؛ قال

وقوله تعالى: الذي فَطَرَني فإِنه سَيَهْدين؛ أَي خلقني؛ وكذلك قوله

تعالى: وما لِيَ لا أَعبدُ الذي فَطَرَني. قال: وقول النبي، صلى الله عليه

وسلم: كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ؛ يعني الخِلْقة التي فُطِرَ عليها

في الرحم من سعادةٍ أَو شقاوة، فإِذا ولَدَهُ يهوديان هَوَّداه في حُكْم

الدنيا، أَو نصرانيان نَصَّرَاه في الحكم، أَو مجوسيان مَجَّساه في

الحُكم، وكان حُكْمُه حُكْمَ أَبويه حتى يُعَبِّر عنه لسانُه، فإِن مات قبل

بلوغه مات على ما سبق له من الفِطْرةِ التي فُطرَ عليها فهذه فِطْرةُ

المولود؛ قال: وفِطْرةٌ ثانية وهي الكلمة التي يصير بها العبد مسلماً وهي

شهادةُ أَن لا إله إلا الله وأَن محمداً رسوله جاء بالحق من عنده فتلك

الفِطْرةُ للدين؛ والدليل على ذلك حديث البَرَاءِ بن عازِب، رضي الله عنه، عن

النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه علَّم رجلاً أَن يقول إذا نام وقال: فإِنك

إن مُتَّ من ليلتك مُتَّ على الفِطْرةِ. قال: وقوله فأَقِمْ وجهك للدين

حنيفاً فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناسَ عليها؛ فهذه فِطْرَة فُطِرَ عليها

المؤمن. قال: وقيل فُطِرَ كلُّ إنسان على معرفته بأَن الله ربُّ كلِّ شيء

وخالقه، والله أَعلم. قال: وقد يقال كل مولود يُولَدُ على الفِطْرة التي

فَطَرَ الله عليها بني آدم حين أَخرجهم من صُلْب آدم كما قال تعالى: وإذ أَخذ

ربُّكَ من بني آدم من ظهورهم ذُرّياتهم وأَشهدهم على أَنفسهم أَلَسْتُ

بربكم قالوا بَلى. وقال أَبو عبيد: بلغني عن ابن المبارك أَنه سئل عن

تأْويل هذا الحديث، فقال: تأْويله الحديث الآخر: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، سُئِل عن أَطفال المشركين فقال: الله أَعلم بما كانوا عاملين؛ يَذْهَبُ

إلى أَنهم إنما يُولدون على ما يَصيرون إليه من إسلامٍ أَو كفرٍ. قال

أَبو عبيد: وسأَلت محمد بن الحسن عن تفسير هذا الحديث فقال: كان هذا في أول

الإِسلام قبل نزول الفرائض؛ يذهب إلى أَنه لو كان يُولدُ على الفِطْرَةِ

ثم مات قبل أَن يُهَوِّدَه أَبوان ما وَرِثَهُما ولا وَرِثَاه لأَنه مسلم

وهما كافران؛ قال أَبو منصور: غَبَا على محمد بن الحسن معنى قوله الحديث

فذهب إلى أَنَّ قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كلُّ مولود يُولد على

الفِطْرةِ، حُكْم من النبي، صلى الله عليه وسلم، قبل نزول الفرائض ثم نسخ

ذلك الحُكْم من بَعْدُ؛ قال: وليس الأَمرُ على ما ذهب إليه لأَن معنى

كلُّ مولود يُولد على الفِطْرةِ خبر أَخبر به النبي، صلى الله عليه وسلم،

عن قضاءٍ سبقَ من الله للمولود، وكتابٍ كَتَبَه المَلَكُ بأَمر الله جل وعز من

سعادةٍ أَو شقاوةٍ، والنَّسْخ لا يكون في الأَخْبار إنما النسخ في

الأَحْكام؛ قال: وقرأْت بخط شمر في تفسير هذين الحديثين: أَن إِسحق ابن

إِبراهيم الحَنْظلي روى حديثَ أَبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه

وسلم: كلُّ مولودٍ يُولد على الفطرة «الحديث» ثم قرأَ أَبو هريرة بعدما

حَدَّثَ بهذا الحديث: فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناس عليها، لا تَبْديل

لخَلْقِ الله. قال إسحق: ومعنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم، على ما

فَسَّر أَبو هريرة حين قَرَأَ: فِطْرَةَ اللهِ، وقولَه: لا تبديل، يقول:

لَتلْكَ الخلقةُ التي خَلَقهم عليها إِمَّا لجنةٍ أَو لنارٍ حين أَخْرَجَ من

صُلْب آدم ذرية هو خالِقُها إلى يوم القيامة، فقال: هؤلاء للجنة وهؤلاء

للنار، فيقول كلُّ مولودٍ يُولَدُ على تلك الفِطْرةِ، أَلا ترى غلامَ

الخَضِر، عليه السلام؟ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: طَبَعهُ الله يوم طَبَعه

كافراً وهو بين أَبوين مؤمنين فأَعْلَمَ اللهُ الخضرَ، عليه السلام،

بِخلْقته التي خَلَقَه لها، ولم يُعلم موسى، عليه السلام، ذلك فأَراه الله تلك

الآية ليزداد عِلْماً إلى علمه؛ قال: وقوله فأَبواهُ يُهوِّدانِهِ

ويُنَصِّرانِه، يقول: بالأبوين يُبَيِّن لكم ما تحتاجون إليه في أَحكامكم من

المواريث وغيرها، يقول: إذا كان الأَبوان مؤمنين فاحْكُموا لِولدهما بحكم

الأبوين في الصلاة والمواريث والأَحكام، وإن كانا كافرين فاحكموا لولدهما

بحكم الكفر... ( *كذا بياض بالأصل). أَنتم في المواريث والصلاة؛ وأَما

خِلْقَته التي خُلِقَ لها فلا عِلْمَ لكم بذلك، أَلا ترى أَن ابن عباس، رضي

ا عنهما، حين كَتَبَ إليه نَجْدَةُ في قتل صبيان المشركين، كتب إليه:

إنْ علمتَ من صبيانهم ما عَلِمَ الخضُر من الصبي الذي قتله فاقْتُلْهُم؟

أَراد به أَنه لا يعلم عِلْمَ الخضرِ أَحدٌ في ذلك لما خصه الله به كما

خَصَّه بأَمر السفينة والجدار، وكان مُنْكَراً في الظاهر فَعَلَّمه الله علم

الباطن، فَحَكَم بإرادة اللهتعالى في ذلك؛ قال أَبو منصور: وكذلك أَطفال

قوم نوح، عليه السلام، الذين دعا على آبائهم وعليهم بالغَرَقِ، إنما

الدعاء عليهم بذلك وهم أَطفال لأَن الله عز وجل أَعلمه أَنهم لا يؤمنون حيث

قال له: لن يُؤْمِنَ من قومك إلا منْ آمن، فأَعْلَمه أَنهم فُطِروا على

الكفر؛ قال أَبو منصور: والذي قاله إِسحق هو القول الصحيح الذي دَلَّ عليه

الكتابُ ثم السنَّةُ؛ وقال أَبو إسحق في قول الله عز وجل: فِطْرَةَ الله

التي فَطَرَ الناس عليها: منصوب بمعنى اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله، لأَن

معنى قوله: فأَقِمْ وجهَك، اتََّبِعِ الدينَ القَيّم اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله

أَي خِلْقةَ الله التي خَلَق عليها البشر. قال: وقول النبي، صلى الله

عليه وسلم: كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطرةِ، معناه أَن الله فَطَرَ الخلق

على الإِيمان به على ما جاء في الحديث: إن الله أَخْرَجَ من صلب آدم

ذريتَه كالذَّرِّ وأَشهدهم على أَنفسهم بأَنه خالِقُهم، وهو قوله تعالى: وإذ

أَخذ ربُّك من بني آدم إلى قوله: قالوا بَلى شَهِدْنا؛ قال: وكلُّ

مولودٍ هو من تلك الذريَّةِ التي شَهِدَتْ بأَن الله خالِقُها، فمعنى فِطْرَة

الله أَي دينَ الله التي فَطَر الناس عليها؛ قال الأَزهري: والقول ما

قال إِسحقُ ابن إِبراهيم في تفسير الآية ومعنى الحديث، قال: والصحيح في

قوله: فِطْرةَ اللهِ التي فَطَرَ الناس عليها، اعلَمْ فِطْرةَ اللهِ التي

فَطَرَ الناس عليها من الشقاء والسعادة، والدليل على ذلك قوله تعالى: لا

تَبديلَ لخلق الله؛ أَي لا تبديل لما خَلَقَهم له من جنة أَو نار؛

والفِطْرةُ: ابتداء الخلقة ههنا؛ كما قال إسحق. ابن الأَثير في قوله: كلُّ مولودٍ

يُولَدُ على الفِطْرةِ، قال: الفَطْرُ الابتداء والاختراع، والفِطرَةُ

منه الحالة، كالجِلْسةِ والرِّكْبةِ، والمعنى أَنه يُولَدُ على نوع من

الجِبِلَّةِ والطَّبْعِ المُتَهَيِّء لقبول الدِّين، فلو تُرك عليها

لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها، وإنما يَعْدل عنه من يَعْدل لآفة من

آفات البشر والتقليد، ثم بأَولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم

والميل إلى أَديانهم عن مقتضى الفِطْرَةِ السليمة؛ وقيل: معناه كلُّ مولودٍ

يُولد على معرفة الله تعالى والإِقرار به فلا تَجِد أَحداً إلا وهو

يُقِرّ بأَن له صانعاً، وإن سَمَّاه بغير اسمه، ولو عَبَدَ معه غيره، وتكرر

ذكر الفِطْرةِ في الحديث. وفي حديث حذيفة: على غير فِطْرَة محمد؛ أَراد

دين الإسلام الذي هو منسوب إليه. وفي الحديث: عَشْر من الفِطْرةِ؛ أَي من

السُّنّة يعني سُنن الأَنبياء، عليهم الصلاة والسلام، التي أُمِرْنا أَن

نقتدي بهم فيها. وفي حديث علي، رضي الله عنه: وجَبَّار القلوب على

فِطَراتِها أَي على خِلَقِها، جمع فِطَر، وفِطرٌ جمع فِطْرةٍ، وهي جمع فِطْرةٍ

ككِسْرَةٍ وكِسَرَات، بفتح طاء الجميع . يقال فِطْرات وفِطَرَات

وفِطِرَات.ابن سيده: وفَطَر الشيء أَنشأَه، وفَطَر الشيء بدأَه، وفَطَرْت إصبع

فلان أَي ضربتها فانْفَطَرتْ دماً.

والفَطْر للصائم، والاسم الفِطْر، والفِطْر: نقيض الصوم، وقد أَفْطَرَ

وفَطَر وأَفْطَرَهُ وفَطَّرَه تَفْطِيراً. قال سيبويه: فَطَرْته

فأَفْطَرَ، نادر. ورجل فِطْرٌ. والفِطْرُ: القوم المُفْطِرون. وقو فِطْرٌ، وصف

بالمصدر، ومُفْطِرٌ من قوم مَفاطير؛ عن سيبويه، مثل مُوسِرٍ ومَياسير؛ قال

أَبو الحسن: إنما ذكرت مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو

والنون في المذكَّر، وبالأَلف والتاء في المؤنث. والفَطُور: ما يُفْطَرُ

عليه، وكذلك الفَطُورِيّ، كأَنه منسوب إليه. وفي الحديث: إذا أَقبل الليل

وأَدبر النهار فقد أَفْطَرَ الصائم أَي دخل في وقت الفِطْر وحانَ له أَن

يُفْطِرَ، وقيل: معناه أَنه قد صار في حكم المُفْطِرين، وإن لم يأْكل ولم

يشرب. ومنه الحديث: أَفْطَرَ الحاجمُ والمحجومُ أَي تَعرَّضا للإفطارِ،

وقيل: حان لهما أَن يُفْطِرَا، وقيل: هو على جهة التغليظ لهما والدعاء

عليهما.

وفَطَرَتِ المرأَةُ العجينَ حتى استبان فيه الفُطْرُ، والفَطِير: خلافُ

الخَمِير، وهو العجين الذي لم يختمر. وفَطَرْتُ العجينَ أَفْطُِره

فَطْراً إذا أَعجلته عن إدراكه. تقول: عندي خُبْزٌ خَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ

أَي طَرِيّ. وفي حديث معاوية: ماء نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِير أَي طَريٌّ

قَرِيبٌ حَدِيثُ العَمَل. ويقال: فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر، ومثله

بَشَّرُتُه فأَبْشَر. وفي الحديث: أَفطر الحاجمُ والمَحْجوم. وفَطَر العجينَ

يَفْطِرُه ويَفْطُره، فهو فطير إذا اختبزه من ساعته ولم يُخَمّرْه، والجمع

فَطْرَى، مَقصورة. الكسائي: خَمَرْتُ العجين وفَطَرْته، بغير أَلف، وخُبْز

فَطِير وخُبْزة فَطِير، كلاهما بغير هاء؛ عن اللحياني، وكذلك الطين. وكل

ما أُعْجِلَ عن إدراكه: فَطِير. الليث: فَطَرْتُ العجينَ والطين، وهو أَن

تَعْجِنَه ثم تَخْتَبزَه من ساعته، وإذا تركته ليَخْتَمِرَ فقد

خَمَّرْته، واسمه الفَطِير. وكل شيءٍ أَعجلته عن إدراكه، فهو فَطِير. يقال: إِيايَ

والرأْيَ الفَطِير؛ ومنه قولهم: شَرُّ الرأْيِ الفَطِير.

وفَطَرَ جِلْدَه، فهو فَطِيرٌ، وأَفْطَره: لم يُرْوِه من دِباغٍ؛ عن ابن

الأَعرابي. ويقال: قد أَفْطَرْتَ جلدك إذا لم تُرْوِه من الدباغ.

والفَطِيرُ من السِّياطِ: المُحَرَّمُ الذي لم يُجَدْ دباغُه.

وفِطْرٌ، من أَسمائهم: مُخَدِّثٌ، وهو فِطْرُ بن خليفة.

فطر
الفَطْر، بالفَتْح: الشَّقُّ، وقَيَّدَه بعضُهم بأَنّه الشَّقُّ الأَوّلُ، كَمَا نَقَلَه شَيْخُنَا، ج فُطُورٌ، وَهِي الشُّقُوقُ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور. وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
(شَقَقْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَرْتِ فِيهِ ... هَوَاكِ فلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ)
والفُطْرُ، بالضَّمّ، وجاءَ فِي الشِّعْرِ بضمَّتَيْن: ضَرْبٌ من الكَمْأَة أَبْيَضُ عُظَامُ، لأَنَّ الأَرْضَ تَنْفَطِرُ عَنهُ وَهُوَ قَتّالٌ، واحدَتُه فُطْرَةٌ. والفُطْرُ، بالوَجْهَيْن: القَلِيلُ من اللَّبَنِ حِينَ يُحْلَب. وَفِي التَّهْذيب: شَيْءٌ قَلِيلٌ من فَضْلِ اللَّبَنِ، ولَوْ قالَ: من اللَّبَن، كَمَا هُوَ نصّ التَّهْذِيب، كانَ أَخْصَرَ مَعَ بقاءِ المَعْنَى المَقْصُودِ، يُحْلَبُ ساعَتَئِذٍ وَقَالَ أَبو عَمْرو: هُوَ اللَّبَنُ ساعَةً. يُحْلَب، تقولُ: مَا حَلَبْنَا إِلاَّ فُطْراً. والفِطْرُ، بالكَسْرِ: العِنَبُ إِذا بَدَتْ رُؤُوسُه، لأَنَّ القُضْبَانَ تَنْفَطِرُ، ويُضَمّ. وفَطَرَهُ، أَي الشَّيْءَ، يَفْطِرُه، بالكضسْرِ، ويَفْطُرُه، بالضَّمّ. أَمَّا كَوْنُه من بابِ نَصَرَ فهُوَ المَشْهُورُ عِندَهم، وأَما يَفْطِرُه، بالكَسْر، فإِنّه رَوَاهُ الصاغَانيّ عَن الفَرّاءِ فِي: فَطَرْتُ النَّاقَةَ إِذا حَلَبْتَهَا، فَطْراً. لَا مُطْلقاً، فَفِيهِ نظرٌ ظاهِرٌ، وأُغْفِلَ أَيضاً عَن: فَطَّرَه تَفْطِيراً. فقد نَقَلَهُ صاحِبُ الْمُحكم حَيْثُ قَالَ: فَطَرَ الشَيْءَ يَفْطُرُه فَطْراً وفَطَّرَهُ: شَقَّهُ فانْفَطَر وتَفَطَّرَ، وَمِنْه قولُه تعالَى: إِذا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ. أَي انْشَقَّتْ. وَفِي الحَدِيث: قَامَ رَسُولُ الله صلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم حَتَّى تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ، أَي انْشَقَّتَا. وَفِي الْمُحكم: تَفَطَّرَ الشَّيْءُ وانْفَطَرَ وفَطَرَ. وَفِي قَوْله تَعَالَى: السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ. ذُكِّرَ عَلَى النَّسَبِ، كَمَا قالُوا دَجَاجَةٌ مُعْضِلٌ. وفَطَرَ الناقَةَ والشاةَ يَفْطِرُهَا فَطْراً: حَلَبَهَا بالسّبَابَةِ)
والإِبْهَام، كَمَا قالَهُ الجَوْهَرِيّ أَو بأَطْرَافِ أَصابِعِه، وَقيل: هُوَ أَنْ يَحْلُبَها كَمَا تَعْقِدُ ثلاثِينَ وبالإِبْهامَيْن والسَّبّابَتَيْن. وَفِي حديثِ عبدِ المَلِك: كَيْف تَحْلُبُها، مَصْراً أَم فَطْراً قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ أَنْ تَحْلُبَها بإِصْبَعَيْن وطَرَف الإِبْهَام. وفَطَرَ العَجِينَ يَفْطُرُه ويَفْطِرُه فَطْراً: اخْتَبَرَهُ من ساعَتِه وَلم يُخَمِّرْه، وكذَا فَطَرَ الأَجِيرُ الطِّينَ، إِذا طَيَّنَ بِهِ من ساعتِه قبلَ أَن يَخْتَمِرَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: فَطَرْتُ العَجِينَ والطِّينَ، وهُوَ أَنْ تَعْجِنَه ثُمَّ تَخْتَبِزَه من ساعَتِه، وإِذا تَرَكْتَه لِيَخْتَمِرَ فَقضدْ خَمّرْتَه. وقالَ الكِسائيّ: خَمَرْتُ العَجينَ وفَطَرْتُه، بغَيْرِ أَلِفٍ. فَفِي كَلامِ المُصَنِّف قُصُورٌ من وَجْهَيْن. وفَطَرَ الجِلْدَ فَطْراً، فَهُوَ فَطِيرٌ: لَمْ يُرْوِه من الدَّبَاغِ، عَن ابْن الأَعرابِيّ. وَفِي الأَسَاس: لم يُلْقَ فِي الدِّباغ، كأَفْطَرَه، لُغَة فِيهِ. وفَطَرَ نَابُ البَعِيرِ يَفْطُرُ، بالضّمّ، فَطْراً، بالفَتْح، وفُطُوراً، كقُعُود: شَقَّ اللَّحْمَ وطَلَعَ، فَهُوَ بَعِيرٌ فاطِرٌ. وفَطَرَ اللهُ الخَلْقَ يَفْطُرُهم فَطراً: خَلَقَهم، وَفِي الأَساسِ: ابْتَدَعَهُم. وقولُه بَرَأَهُم هَكَذَا فِي النّسخ بالراءِ، والصَّوَابُ كَمَا فِي اللّسَان: بَدَأَهُمْ بِالدَّال.
وفَطَرَ الأَمْرَ: ابْتَدَأَه وأَنْشَأَه. ثُمّ رأَيتُ فِي المُحْكَم قَالَ: وفَطَرَ الشَّيْءَ: أَنْشَأَه، وفَطَرَ الشَّيْءَ: بَدَأَه، فعُلِمَ من ذَلِك أَنَّ الرَّاءَ تَحْرِيفٌ. وَقَالَ ابنُ عَبّاس: مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا فاطِر السَّمواتِ والأَرْضِ حَتَّى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْر، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنا فَطَرْتُها، أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا. وذَكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأَعرابي ّ يقولُ: أَنا أَوَّل من فَطَرَ هَذَا، أَي ابتَدَأَه. والفِطْرُ، بالكَسْرِ: نَقِيضُ الصَّوْم، فَطَرَ الصائِمُ يَفْطُر فُطُوراً: أَكَلَ وشَرِب، كأَفْطَر. وفَطَرْتُه وفَطَّرْتُه، بالتَشْدِيد، وأَفْطَرْتُه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَطَّرْتُه فأَفْطَر نادِرٌ. قلتُ: فَهُوَ مِثْلُ بَشَّرْتُه فأَبْشَرَ. ورَجُلٌ فِطْرٌ، بِالْكَسْرِ: للواحِدِ والجَمِيع، وَصْفٌ بالمَصْدر، ومُفْطِرٌ من قوم مَفَاطِيرَ، عَن سِيبَوَيْهٍ، مِثْلُ مُوسِر ومَيَاسِيرَ.
قَالَ أَبو الحَسَنِ: إِنَّمَا ذَكَرْتُ مِثْلَ هَذَا الجَمْع لأَنَّ حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَنْ يُجْمَعَ بالوَاو والنُّون فِي المُذَكّر، وبالأَلف والتاءِ فِي المُؤَنَّثِ. والفَطُورُ، كصَبُور: مَا يُفْطَرُ عَلَيْه، كالفَطُورِيّ، بياءِ النِّسْبة، كأَنّه مَنْسُوب إِليه. والفَطِيرُ، كأَمِيرٍ: خلافُ الخَمِير، وَهُوَ العَجِين الَّذِي لم يَخْتَمِرْ، تقولُ: عِنْدِي خُبْزٌ خَميرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ، أَي طَرِيٌّ. وَفِي حَدِيث مُعَاويَةَ: ماءٌ نَمِيرٌ، وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ قريبٌ حَدِيثُ العَمَلِ. وَقَالَ اللَّحْيَانيّ: خُبْزٌ فَطِيرٌ، وخُبْزَةٌ فَطِيرٌ، كِلاهُمَا بِغَيْر هاءٍ، وَكَذَلِكَ الطِّينُ. وكلُّ مَا أُعْجِلَ عَن إِدْرَاكِه فَطِيرٌ، وَهَكَذَا قالَهُ اللَّيْثُ أَيضاً: ويُقَالُ: أَطْعَمَه فَطْرَي، كسَكْرَى، أَي فَطِيراً، وَهَذَا خِلافُ مَا ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِير أَنَّ جَمْعَ الفَطِيرِ فَطْرَى مَقْصُورَة، ثُمَّ رَأَيْتُ المُصنِّفَ قد أَخَذَ ذَلِك من عِبَارَة الصاغَانِيّ فحَرَّفَهَ ووَهِمَ فِيهَا، وَذَلِكَ أَنَّ نَصَّ الصاغانيّ:)
وأَطْعِمَةٌ فَطْرَى: من الفَطِير، كَذَا هُوَ بِخَطّه مُجَوَّداً مَضْبُوطاً، جَمْعُ طَعَامٍ، فظَنَّ المصنِّف أَنَّه فِعْلٌ مَاض، وهُوَ وَهَمٌ كبيرٌ، فليُحْذَر من ذَلِك، ولَوْلا أَنِّي رأَيتُ ابنَ الأَثِير وغَيْرَه قد صَرَّحُوا بأَنَّهُ جَمْعُ فَطِير، وَهُوَ مقصُورٌ، لَسلَّمْتُ لَهُ مَا ذَهَب إِليه فتَأَمَّلْ. والفَطِيرُ: الدّاهِيَةُ، نَقَلَه الصاغانيّ. وفُطَيْرٌ كزُبَيْرِ: تابِعِيّ. وفُطَيْرٌ: فَرضسٌ وَهَبَهُ قَيْسُ بن ضِرارِ للرُّقَادِ بنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيّ، كَذَا نَقَلَه الصَّاغَانِي. وَفِي التَّكْمِلَة: وقولُهم الفِطْرَة صاعٌ من بُرٍّ فمَعْنَى الفِطْرَةِ صَدَقَةُ الفِطْر، هَذَا نَصُّ الصاغانيّ بعَيْنِه. وهُنَا للشَّيْخ ابنِ حَجَرٍ المَكِّيّ كلامٌ فِي شَرْحِ التُّحْفَة، حيثُ قَال: الفِطْرَة مُوَلَّدَةٌ، وأَمّا مَا وَقَع فِي القَامُوس من أَنَّهَا عَرَبِيَّةٌ فغَيْرُ صَحِيح. ثمَّ قَالَ: وَقد وَقَعَ لَهُ مِثْلُ هَذَا مِنْ خَلْطِ الحَقَائِق الشَّرْعيَّة باللُّغَوِيَّة شَيْءٌ كثيرُ، وَهُوَ غَلَطٌ يجب التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ. قلتُ: وَقد وَقَعَ مِثْلُ ذَلِك فِي شُرُوح الوِقَايَة، فإِنَّهم صَرَّحُوا بأَنَّهَا مُوَلَّدَة، بل قِيل: إِنَّهَا مِن لَحْنِ العامَّة.
وصَرَّحَ الشِّهَابُ فِي شِفَاءِ الغَلِيلِ بأَنَّهَا من الدَّخِيل. وإِنّمَا مُرَادُ الصاغانيّ من ذِكْرِه مُسْتَدْرِكاً بِهِ على الجوهريّ بيانُ أَنّ قَوْلَ الفُقَهَاءِ الفِطْرَةُ صاعٌ من بُرٍّ على حَذْفِ المُضَافِ، أَي صَدَقَة الفِطْر، فحُذِفَ المُضَاف، وأُقِيمَتِ الهاءُ فِي المُضَاف إِلَيْه لِتَدُلَّ على ذَلِك. وجاءَ المُصَنِّف وقَلَّده فِي ذَلِك، وراعَى غايةَ الاخْتِصار مَعَ قَطْعِ النَّظْرِ أَنّها من الحَقَائق الشَّرْعِيَّة أَو اللُّغَوِيَّة، كَمَا هِيَ عادَتُه فِي سائرِ الكِتاب، ادّعاءً للإِحاطَة، وتَقْلِيداً لِلصّاغانيّ وابنِ الأَثِيرِ فِيمَا أَبْدَيَاهُ من هذِه الأَقوالِ. فَمَنْ عَرَف ذَلِك لَا يَلُومُه على مَا يُورِدهُ، بَلْ يَقْبَلُ عُذْرَه فِيهِ. والشيخُ ابنُحَجَرٍ رَحِمَه الله تعالَى نَسَبَ أَهلَ اللُّغَةِ قاطِبَةً إِلى الجَهْلِ مُطْلقاً، وليت شِعْرِي إِذا جَهِلَتْ أَهْلُ اللُّغَة فمَنْ الَّذِي عَلِمَ وَهل الحَقَائق الشَّرْعِيَّة إِلاّ فُرُوعُ الحقائقِ اللُّغَوِيّة وَقد سَبَقَ لَهُ مِثْلُ هَذَا فِي التَّعْزِيرِ من إِقامَة النَّكير، وَقد تَصَدَّيْنا لِلْجَوابِ عَنهُ هُنالِكَ على التَّيْسِيرِ. واللهُ يَعْفُو عَن الجَمِيع، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيْءٍ قدير. والفِطْرَةُ: الخِلْقَة. أَنْشَد ثَعْلَب:
(هَوَّنْ عَلَيْك فقد نَالَ الغِنَى رَجُلٌ ... فِي فِطْرَةِ الكَلْبِ لَا بالدِّينِ والحَسَبِ) والفِطْرَةُ: مَا فَطَرَ اللهُ عَلَيْهِ الخَلْقَ من المَعْرِفةِ بِهِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: الفِطْرَة: الخِلْقة الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا المَوْلُودُ فِي بَطْنِ أُمِّه، وَبِه فَسَّر قولَه تَعَالَى: فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ. قَالَ: وقولُه صَلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسَلّم: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ يَعْنِي الخِلْقَةَ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا فِي رَحِمِ أُمِّه من سَعادَة أَو شَقاوَة، فإِذا وَلَدَه يَهُودِيّان هَوَّدَاه فِي حُكْمِ الدُّنْيَا، أَو نَصْرانِيان نَصَّرَاه فِي الحُكْمِ، أَو مَجُوسِيّان مَجَّسَاه فِي الحُكمِ، وَكَانَ حُكْمُه حُكْمَ أَبَوَيْه حَتَّى يُعَبِّرَ)
عَنهُ لِسانُه. فإِنْ مَاتَ قَبْلَ بُلُوغِه مَاتَ على مَا سَبَق لَهُ من الفِطْرَة الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا، فهذِه فِطْرَةُ المُوْلُود. قَالَ: وفِطْرَة ثانِيَة، وَهِي الكَلِمَةُ الَّتِي يَصِير بهَا العَبْدُ مُسْلِماً، وَهِي شَهادةُ أَن لَا إِله إِلَّا الله وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُه جاءَ بالحَقّ مِنْ عِنْدِهِ، فتِلْكَ الفِطْرَةُ الدِّينُ، والدَّلِيلُ على ذَلِك حَدِيثُ البَرَاءِ بنِ عازِبٍ عَن النّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: أَنّه عَلَّم رَجُلاً أَنْ يَقُولَ ذَلِك إِذا نامَ، وَقَالَ: فإِنّكَ إِنْ مُتَّ من لَيْلَتِكَ مُتَّ على الفِطْرَةِ، هَذَا كلُّه كَلاَمُ أَبي الهَيْثم. وهُنَا كَلامٌ لأَبِي عُبَيْد حِينَ سَأَلَ محمّدَ بنَ الحَسَنِ وجَوابُه، وَمَا ذَهَبَ إِليه إِسحاقُ بنُ إِبراهيمَ الحَنْظَلِيّ، وتَصْوِيبُ الأَزْهريّ لَهُ مَبْسُوطٌ فِي التَّهْذِيب، فراجِعْه. ومِنْ سَجَعَاتِ الأَساسِ: قَلْبٌ مُطَارٌ وسَيْف فُطَارٌ. كغُراب: عُمِلَ حَدِيثاً لم يَعْتُقْ. وقِيلَ: الَّذِي فِيهِ تَشَقُّقٌ، قَالَه الزمخشريّ. وَفِي اللّسَان: صُدُوعٌ وشُقُوقٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:
(وسَيْفِي كالعَقِيقَةِ وَهُوَ كِمْعِى ... سِلاحِي لَا أَفَلَّ وَلَا فُطَارَا)
وقِيلَ: هُوَ الّذي لَا يَقْطَعُ. وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: الفُطَارِيّ، بالضمِّ: الرَّجلُ الفَدْمُ الّذِي لاَ خَيْرَ فِيهِ، ونَصُّ ابنِ الأَعرابيِّ: لَا خَيْرَ عِنْدَه وَلَا شَرَّ، قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذٌ من السَّيْفِ الفُطَارِ. وَفِي التَّكْمِلَة: الأَفاطِيرُ: جَمْعُ أُفْطُورٍ، بالضمّ، وَهُوَ تَشقُّقٌ يَخرج فِي أَنْفِ الشابِّ ووَجْهِه، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ فِيهَا، وَهِي البَثْرُ الَّذِي يَخْرُج فِي وَجْهِ الغُلامِ والجارشيَة، وَهِي التَّفاطِيرُ والنَّفَاطِيرُ، بالتاءِ والنُّون. قَالَ الشَّاعِر:
(نَفاطِيرُ الجُنونِ بوَجْهِ سَلْمَى ... قَديماً لَا تَفَاطِيرُ الشَّبابِ)
واحِدُهَا نُفْطُورَةٌ. والذِي ذكره الصاغانيّ بالأَلِف غريبٌ، والمصنّف يَتْرُكُ المَنْقُولَ الْمَشْهُور ويَتَّبِعُ الغَرِيبَ، وهُوَ غَرِيبٌ. والنَّفاطِيرُ: جَمْعُ نُفْطُورَة بالنُّون الزَّائِدَة، وَهِي الكَلأُ المُتَفَرِّقُ، ونَقَلَ أَبو حنيفَة عَن اللَّحْيَانيّ: يُقَال: فِي الأَرض نَفَاطِيرُ من عُشْب: أَي نَبْذٌ مُتَفرِّقٌ، لَا واحِدَ لَهُ أَو هِيَ أَوَّلُ نَبَاتِ الوَسْمِىّ، قَالَ طُفَيل:
(أَبَتْ إِبِلِي ماءَ الحِيَاضِ وآلَفَتْ ... نَفَاطِيرَ وَسْمِىٍّ وأَحْنَاءَ مَكْرَعِ)
وَفِي اللّسَان: التَّفَاطِيرُ: أَوَّلُ نَباتِ الوَسْمِىّ، ونَظِيرُهُ التَّعاشِيبُ والتَّعَاجيب وتَباشِيرُ الصُّبْحِ، وَلَا واحِدَ لشيْءٍ من هذِه الأَرْبَعَة. وكلامُ المُصَنِّف هُنَا غَيْرُ مُحَرَّر، فإِنَّ الصَّوابَ فِي البَئْر على وَجْهِ الغُلام هُوَ التَّفاطِير والنَّفَاطِيرُ بالتاءِ وَالنُّون، فجَعَلَه أَفاطِيرَ بالأَلف تَبَعاً للصاغانيّ، وجَعَلَ أَوَّل الوَسْمِىّ النَّفَاطِيرَ بالنُّون، وأَنَّهَا جَمْعُ نُفْطُورَة، وصَوَابُه التَّفاطِيرُ، بالتاءِ، وأَنه لَا واحِدَ لَهُ، فَتَأَمَّل. وَفِي الحَدِيثِ: إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ وأَدْبَرَ النَّهَارُ فقد أَفْطَرَ الصائِمُ: معناهُ حانَ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ،)
وقِيلَ: دَخَلَ فِي وَقْتِه، أَي الإِفْطَارِ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنّه قد صَارَ فِي حُكْمِ المُفْطِرِين
وإِنْ لم يَأْكُل وَلم يَشْرَبْ، وَمِنْه الحَدِيث: أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُوم أَي تَعَرَّضَا للإِفْطَارِ، وقِيلَ: حَانَ لَهُمَا أَن يُفْطِرَا، وقِيلَ: هُوَ على جِهَةِ التَّغْلِيظِ لَهُمَا والدُّعاءِ. كُلّ ذَلِك قالَهُ ابنُ الأَثير. وَيُقَال: ذَبَحْنا فَطِيرَةً وفَطُورَةً، بفَتْحِهِمَا، أَي شَاة يَوْمَ الفِطْرِ، نَقَلَه الصاغانيّ والمُصَنّف فِي البَصَائر. وقولُ أَميرِ المُؤْمِنِين عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُ، وَقد سُئلَ عَن المَذْيِ فَقَالَ: هُوَ، وَفِي النّهَاية، ذلِكَ الفَطْرُ، بالفَتْح، هَكَذَا رَواه أَبو عُبَيْد، قِيلَ: شَبَّهَ المَذْيَ فِي قِلَّته بِمَا يُحْتَلَب بالفَطْرِ، وَهُوَ الحَلْبُ بأَطْرَاف الأَصابِع. يُقَال فَطَرْتُ الناقَةَ أَفْطِرُها وأَفْطُرُها فَطْراً، فَلَا يَخْرُجُ اللَّبَنُ إِلاَّ قَلِيلاً، وَكَذَلِكَ المَذْيُ يخرج قَلِيلاً، وَلَيْسَ المَنِىُّ كَذَلِك قَالَه ابنُ سِيدَه. وقِيلَ: الفَطْرُ مأْخُوذ من تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ دَماً، أَي سَالَتَا، أَو سُمِّيَ فَطْراً من فَطَرَ نَابُ البَعِير فَطْراً: إِذا شَقَّ اللَّحْمَ وَطَلَع، شَبَّهَ طُلُوعَهُ من الإِحْلِيلِ بطُلُوع النّابِ. نَقَلَه ابنُ الأَثِير قَالَ ورَوَاه النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: ذَلِك الفُطْرُ، بالضَّمّ، وأَصْلُه مَا يَظْهَر من اللَّبَن على إِحْليل الضَّرْعِ، هَكَذَا ذكره ابنُ الأَثِير وغَيْرُه. وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: تَفَطَّرَتِ الأَرْضُ بالنَّبَاتِ، إِذا تَصَدَّعَتْ. والفُطْرُ، بالضَّمّ: مَا تَفَطَّر من النَّبَاتِ. والفِطْرَةُ، بالكَسْرِ: الإبْتِداعُ والاخْتِرَاع. وافْتَطَرَ الأَمْرَ: ابْتَدَعَهُ. والفِطْرَةُ: السُّنَّةُ. وجَمْعُ الفِطْرَة فِطراتٌ، بفَتْح الطاءِ وسُكُونِهَا وكَسْرِها، وبالثَّلاثَة
رُوِىَ حَدِيثُ عليّ رَضِيَ الله عَنهُ: وجَبّارَ القُلُوب عَلَى فِطَرَاتَهَا. وفَطَرَ أَصابِعَه فَطْراً: غَمَزَها. وفَطَرْتُ إِصْبَعَ فُلانٍ، أَي ضَرَبْتُها فانْفَطَرت دَماً. وشَرُّ الرَّأْيِ الفَطِيرُ، وَهُوَ مَجازٌ. ويُقَال: رَأْيُهُ فَطِيرٌ ولُبُّه مُسْتَطِيرٌ. والفَطِيرُ من السِّيَاطِ: المُحَرَّمُ الَّذِي يُمَرَّنُ بدِبَاغِه. وَهَذَا كَلاَمٌ يُفْطِرُ الصَّوْمَ، أَي يُفْسِده. وبالكَسْرِ: فِطْرُ بنُ حَمّادِ بن واقِدٍ البَصْرِيّ، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَةَ، وفِطْرُ بنُ مُحَمَّد العَطَّارُ الأَحْدَبُ، مُحَدِّثون. وفُطْرَةُ، بالضَّمّ: قَالَ ابنُ حبيب: فِي طَيِّئ. ومُحَمّدُ بنُ مُوسَى الفِطْرِيّ المَدَنِيّ شيخٌ لِقُتَيْبَة، وآخَرُون.
فطر: {فطور}: صدوع. {فطرة}: خلقة. {انفطرت}: انشقت، ومنه {السماء منفطر به}.
[فطر] أفْطَرَ الصائمُ. والاسمُ الفِطْرُ. وفَطَّرتُهُ أنا تَفْطيراً. ورجلٌ مُفْطِرٌ وقوم مفاطير، مثل موسر ومياسير. ورجل فطر وقوم فِطْرٌ، أي مفطِرونَ، وهو مصدر في الأصل. والفَطورُ: ما يُفْطَرُ عليه، وكذلك الفَطورِيُّ كأنَّه منسوب إليه. وفَطَرَتِ المرأةُ العجينَ حتَّى استبان فيه الفُطْرُ. والفُطْرُ أيضاً: ضربٌ من الكمأة أبيضُ عِظامٌ، الواحدة فُطْرَةٌ. والفِطْرَةُ بالكسر: الخِلقةُ. وقد فَطَرَهُ يَفْطُرُهُ بالضم فَطْراً، أي خلقهُ. والفَطْرُ أيضاً: الشقُّ. يقال: فطرته فانفطر. ومنه فطر ناب البعير: طَلَعَ، فهو بعيرٌ فاطِرٌ. وتفطر الشئ: تشقق. وسيف فطار، أي فيه تشقُّقٌ. قال عنترة: وسيفي كالعَقيقةِ فهو كِمْعي * سلاحي لا أفَلَّ ولا فُطارا - والفَطْرُ: الابتداءُ والاختراعُ. قال ابن عبَّاس رضي الله عنه: كنت لا أدري ما فاطِرُ السموات حتَّى أتاني أعربيَّانِ يختصِمان في بئر فقال أحدهما: أنا فَطَرْتُها أي أنا ابتدأتها.

(99 - صحاح 2) . والفطر: حلب الناقة بالسبَّابة والإبهام. والفَطيرُ: خلاف الخمير، وهو العجين الذي لم يختمر. وكل شئ أعجلته عن إدراكه فهو فَطيرٌ. يقال: إيَّاك والرأيَ الفَطيرَ. وفَطَرْتُ العجين أفْطُرُهُ فَطْراً، إذا أعجلته عن إدراكه. تقول: عندي خبز خمير، وحيس فطير، أي طرى.
فطر
أصل الفَطْرِ: الشّقُّ طولا، يقال: فَطَرَ فلان كذا فَطْراً، وأَفْطَرَ هو فُطُوراً، وانْفَطَرَ انْفِطَاراً. قال تعالى: هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ
[الملك/ 3] ، أي: اختلال ووهي فيه، وذلك قد يكون على سبيل الفساد، وقد يكون على سبيل الصّلاح قال: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا
[المزمل/ 18] . وفَطَرْتُ الشاة: حلبتها بإصبعين، وفَطَرْتُ العجين: إذا عجنته فخبزته من وقته، ومنه: الفِطْرَةُ. وفَطَرَ الله الخلق، وهو إيجاده الشيء وإبداعه على هيئة مترشّحة لفعل من الأفعال، فقوله: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها
[الروم/ 30] ، فإشارة منه تعالى إلى ما فَطَرَ. أي: أبدع وركز في النّاس من معرفته تعالى، وفِطْرَةُ الله: هي ما ركز فيه من قوّته على معرفة الإيمان، وهو المشار إليه بقوله: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف/ 87] ، وقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

[فاطر/ 1] ، وقال: الَّذِي فَطَرَهُنَّ [الأنبياء/ 56] ، وَالَّذِي فَطَرَنا [طه/ 72] ، أي: أبدعنا وأوجدنا. يصحّ أن يكون الِانْفِطَارُ في قوله: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ [المزمل/ 18] ، إشارة إلى قبول ما أبدعها وأفاضه علينا منه. والفِطْرُ: ترك الصّوم. يقال:
فَطَرْتُهُ، وأَفْطَرْتُهُ، وأَفْطَرَ هو ، وقيل للكمأة:
فُطُرٌ، من حيث إنّها تَفْطِرُ الأرض فتخرج منها.

دلا

(دلا)
الدَّلْو وَبهَا دلوا أرسلها فِي الْبِئْر ليملأها وجذبها ليخرجها من الْبِئْر ملأى وَفُلَانًا رفق بِهِ وداراه وبفلان إِلَى فلَان استشفع بِهِ إِلَيْهِ والناقة سَاقهَا رويدا وَحَاجته طلبَهَا
(وَالدَّالِيَةُ) جِذْعٌ طَوِيلٌ يُرَكَّبُ تَرْكِيبَ مَدَاقِّ الْأُرْزِ وَفِي رَأْسِهِ مِغْرَفَةٌ كَبِيرَةٌ يُسْتَقَى بِهَا (وَفِي) شُرُوطِ الْحَاكِمِ وَيَدْخُلُ فِي الْبَيْعِ الدُّولَابُ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ وَلَا تَدْخُلُ الدَّالِيَةُ لِأَنَّ هَذَا مُعَلَّقٌ بِغَيْرِهَا وَكَذَا جُذُوعُهَا وَهَكَذَا أَيْضًا فِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ.
(دلا) - في حَدِيث عُثْمان، رَضى الله عنه: "تَطَأْطَأتُ لكم تَطَأْطُأَ الدُّلَاةِ" .
الدُّلَاة: جمع دَالٍ، وهو النَّازِع بالدَّلْو. يقال: أَدليتُ الدَّلوَ ودَلَيْتُها" أَرسلتُها في البِئْرِ، ودَلَوتُها: أَخرجْتُها، فأنا دَالٍ، وهو يُطَأْطِئ ظَهْرَه لأخذِ الدَّلْو، والمَعْنَى: تَواضَعْت لكم وتطَامنْت.
في حديث [ابنِ] الزُّبَيْر: "أَنَّ حَبَشيًّا وَقَع في بِئْرِ زَمزَم فأمرَهم أن يَدْلوا مَاءَها ".
د ل ا: (الدَّلْوُ) الَّتِي يُسْتَقَى بِهَا وَجَمْعُهَا فِي الْقِلَّةِ (أَدْلٍ) وَفِي الْكَثْرَةِ (دِلَاءٌ) وَ (دُلِيٌّ) كَفُعُولٍ. وَ (الدَّالِيَةُ) الْمَنْجَنُونُ تُدِيرُهَا الْبَقَرَةُ وَالنَّاعُورَةُ يُدِيرُهَا الْمَاءُ. وَ (دَلَا) الدَّلْوَ نَزَعَهَا وَبَابُهُ عَدَا وَ (أَدْلَاهَا) أَرْسَلَهَا فِي الْبِئْرِ. وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ (الدَّالِي) بِمَعْنَى الْمُدْلِي. وَ (دَلَّاهُ) بِغُرُورٍ أَوْقَعَهُ فِيمَا أَرَادَ مِنْ تَغْرِيرِهِ وَهُوَ مِنْ إِدْلَاءِ الدَّلْوِ. وَ (دَلَوْتُ) بِفُلَانٍ إِلَيْكَ أَيِ اسْتَشْفَعْتُ بِهِ إِلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِمَا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «وَ (دَلَوْنَا) بِهِ إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينَ» وَ (تَدَلَّى) مِنَ الشَّجَرَةِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: 8] أَيْ تَدَلَّلَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} [القيامة: 33] أَيْ يَتَمَطَّطُ. وَ (أَدْلَى) بِحُجَّتِهِ أَيِ احْتَجَّ بِهَا وَهُوَ يُدْلِي بِرَحِمِهِ أَيْ يَمُتُّ بِهَا وَأَدْلَى بِمَالِهِ إِلَى الْحَاكِمِ دَفَعَهُ إِلَيْهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} [البقرة: 188] يَعْنِي الرَّشْوَةَ.

دلا: الدَّلْوُ: معروفة واحدة الدَّلاءِ التي يُسْتَقَى بها، تذكَّر

وتؤنَّث؛ قال رؤبة:

تَمْشي بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي

والتأْنيث أَعلى وأَكثر، والجمع أَدْلٍ في أَقل العدد، وهو أَفْعُلٌ،

قلبت الواو ياء لوقوعها طرفاً بعد ضمة، والكثير دِلاءٌ

ودُليٌّ، على فُعولٍ، وهي الدَّلاةُ والدَّلا بالفتح والقصر، الواحدة

دَلاةٌ؛ قال الجُمَيح:

طامي الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه الدَّلا

وأَنشد ابن بري هذا البيت ونسبه للشماخ؛ وأَنشد لآخر:

إنَّ لَنا قَلَيْذَماً هَمُوما،

يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما

(* قوله «مخج الدلا» ضبط الدلا هنا بالفتح، وضبط في غير موضع من اللسان

وغيره بكسر الدال).

وأَنشد لآخر في المفرد:

دَلْوَكَ إني رافعٌ دَلاتي

وأَنشد لآخر:

أَيُّ دَلاةِ نَهَلٍ دَلاتي

وقوله في حديث عثمان، رضي الله عنه: تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ

الدُّلاة؛ قال ابن الأَثير: هو جَمْع دالٍ كقاضٍ وقُضاةٍ، وهو النازِعُ في

الدَّلْوِ المُسْتَقِي بها الماءَ من البئر. يقال: أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ

ودَليْتُها إذا أَرسلتها في البئر، ودَلَوْتها أَدْلُوها فأَنا دالٍ إذا

أَخرجْتها، ومعنى الحديث تواضعت لكم وتَطامَنْتُ كما يَفْعَل المُستقي

بالدَّلْوِ. ومنه حديث ابن الزبير: أَن حبَشِيّاً وقع في بئرِ زمزم فأَمرَهُم

أَن يَدْلُوا ماءَها أَي يَسْتَقُوه، وقيل: الدَّلا جمعُ دَلاةٍ كفَلاً جمع

فَلاةٍ. والدَّلاة أَيضاً: الدَّلْوُ الصغيرة؛ وقول الشاعر:

آلَيْتُ لا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا

دَلاتَهُ، إني أُحِبُّ الأَسْوَدا

يريد بِدَلاتِه سَجْلَه ونَصِيبَه من الوُدِّ، والأَسْوَدُ اسمُ ابنِه.

ودَلَوْتُها وأَدْلَيْتُها إذا أَرْسَلْتها في البئر لِتَسْتَقِيَ بها

أُدْليها إدلاءً، وقيل: أَدْلاها أَلْقاها لِيَسْتَقِيَ بها، ودَلاها

جَبَذها ليُخْرِجَها، تقول دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْواً إذا أَخرجَتها

وجَذَبْتَها من البئر مَلأى؛ قال الراجز العجاج:

يَنْزِعُ من جَمَّاتِها دَلْوُ الدَّال

أََي نَزْعُ النازعِ. ودَلَوْتُ الدَّلْوَ: نَزَعْتُها. قال الجوهري:

وقد جاء في الشعر الدَّالي بمعنى المُدْلي؛ وهو قول العجاج:

يَكْشِفُ، عن جَمَّاتِه، دَلْوُ الدَّالْ

عَباءةً غَبْراءَ من أَجْنٍ طالْ

يعني المُدْليَ؛ قال ابن بري: ومثله لرؤبة:

يَخْرُجْنَ من أَجْوازِ لَيْلٍ غاضي

أي مُغْضٍ، قال: وقال عليّ بن حمزة قد غلط جماعة من الرُّواة في تفسير

بيت العجاج آخرهم ثعلب، قال: يعني كونهم قَدَّرُوا الدَّاليَ بمعنى

المُدْلي؛ قال ابن حمزة: وإنما المعنى فيه أَنه لما كان المُدْلي إذا أَدْلى

دَلْوَه عادَ فَدَلاها أَي أَخرجها مَلأَى قال دَلْوُ الدَّالْ كما قال

النابغة:

مِثْل الإماء الغَوادِي تَحْمِلُ الحُزُما

وإنما تحملها عند الرَّواح، فلما كُنَّ إذا غَدَوْنَ رُحْنَ قال: مثل

الإماء الغَوادِي. ويقال: دَلَوْتُها وأَنا أَدْلُوها وأَدْلَوْتُها. وفي

قصة يوسف: فأَدْلَى دَلْوَهُ قال يا بُشْرَى. ودَلَوْتُ بفلان إليك أَي

اسْتَشْفَعْتُ به إليك. قال عمر لما اسْتَسْقَى بالعباس، رضي الله عنهما:

اللهم إنا نَتَقَرَّبُ إليك بعَمِّ النبي، صلى الله عليه وسلم، وقَفِيَّةِ

آبائِه وكُبْرِ رِجالهِ دَلَوْنا به إليكَ مُسْتَشْفِعين؛ قال الهروي:

معناه مَتَتْنا وتَوَسَّلْنا؛ قال ابن سيده: وأُرَى معناه أَنهم

تَوَسَّلُوا بالعباس إلى رَحْمةِ الله وغِياثِه كما يُتَوَسَّل بالدَّلْوِ إلى

الماء؛ قال ابن الأَثير: هو من الدَّلْوِ لأَنه يُتَوَصَّلُ به إلى الماء،

وقيل: أَراد به أَقْبَلْنا وسُقْنَا، من الدَّلْوِ وهو السَّيْرُ

الرَّفِيقُ. وهو يُدْلي برَحِمِه أَي يَمُتُّ بها. والدَّلْوُ: سِمَةٌ

للإبل. وقولهم: جاء فلانٌ بالدَّلْوِ أَي بالدَّاهِيةِ؛ قال الراجز:

يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرَا،

والدَّلْوَ والدَّيْلَم والزَّفِيرَ

(* قوله «يحملن عنقاء إلخ» كذا أنشده الجوهري وقال في التكملة: الإنشاد

فاسد والرواية:

أنعت أعياراً رعين كيرا * يحملن عنقاء وعنقفيرا

وأم خشاف وخشفيرا * والدلو والديلم والزفيرا

ثم قال: والكيراسم موضع بعينه).

والدَّلْوُ: بُرْجٌ من بُرُوج السماء معروف، سمي به تشبيهاً بالدَّلْو.

والدَّاليةُ: شيءٌ

يُتَّخذُ من خُوصٍ وخَشَبٍ يُسْتَقَى به بحِبالٍ تشد في رأْس جِذْعٍ

طويل؛ قال مِسْكِين الدارمي:

بأَيْدِيهِمْ مَغارِفُ من حَديدٍ

يُشَبِّهُها مُقَيَّرَةَ الدَّوَالِي

والدَّالِيَةُ: المَنْجَنُون، وقيل: المَنْجَنُون تُدِيرُها البَقَرَةُ،

والناعُورَة

يُديرُها الماء. ابن سيده: والدَّالِيَةُ الأَرض تُسْقَى بالدَّلْو

والمَنْجَنُون. والدَّوَالِي: عِنَبٌ أَسْوَدُ غيرُ حالِكٍ وعَناقِيدُه

أَعْظَم العناقِيدِ كُلِّها تَرَاها كأَنَّها تُيُوس معلَّقة، وعِنَبه

جافٌّيتَكَسَّر في الفم مُدَحْرَج ويُزَبَّبُ؛ حكاه ابن سيده عن أَبي

حنيفة:وأَدْلَى الفَرَسُ وغيرُه: أَخرج جُرْدانَه ليَبُولَ أَو يَضْرِبَ،

وكذلك أَدْلَى العَيْرُ ودَلَّى؛ قيل لابْنَةِ الخُسِّ: مَا مائَةٌ منَ

الحُمُر؟ قالت: عازِبَةُ اللَّيْل وخِزْيُ المَجْلِس، لا لَبَنَ فَتُحْلَبَ

ولا صُوفَ فَتُجَزِّ، إنْ رُبِطَ عَيْرُها دَلَّى وإن أَرْسَلْتَه وَلَّى.

والإنسانُ يُدْلِي شيئاً في مَهْوَاةٍ ويَتَدَلَّى هو نَفْسُه. ودَلَّى

الشيءَ في المَهْواةِ: أَرْسَلَهُ فيها؛ قال:

مَنْ شَاءَ دَلَّى النَّفْسَ في هُوَّةٍ

ضَنْكٍ، ولَكِنْ مَنْ لَهُ بِالمَضِيقْ

أَي بالخروج من المَضِيق، وتَدَلَّيْتُ فيها وعليها؛ قال لبيد يصف

فرساً:فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قَافِلاً،

وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ

أَراد أَنه نَزَل من مِرْبائه وهو عَلَى فَرَسِه راكبٌ. ولا يكون

التَّدَلِّي إلا من عُلْوٍ إلى اسْتِفَال، تَدَلَّى من الشجرة. ويقال: تَدَلَّى

فلانٌ علينا من أَرض كذا وكذا أي أَتانا. يقال: من أَيْنَ تَدَلَّيْتَ

علينا؛ قال أُسامة الهذلي:

تَدَلَّي عَلَيه وهُوَ زَرْقُ حَمامَةٍ،

لَهُ طِحْلِبٌ، في مُنْتَهَى القيضِ، هامِدُ

وقوله تعالى: فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ. قال أَبو إسحق: دلاَّهُما في

المَعْصِيَة بأَن غَرَّهُما، وقال غيره: فَدلاَّهُما فأطْمَعَهُما؛ ومنه قول

أَبي جُنْدُب الهذلي:

أَحُصُِّ فلا أُجِيرُ، ومَنْ أُجِرْهُ،

فَلَيْسَ كَمَنْ يُدَلَّى بالغُرُورِ

أَحُصُّ: أَمْنَع، وقيل: أَحُصُّ أَقْطَع ذلك، وقوله: كَمَنْ يُدَلَّى

أَي يُطْمَع؛ قال أَبو منصور: وأَصله الرجل العَطْشانُ يُدَلَّى في البئر

ليَرْوَى من مَائِها فلا يجدُ فيها ماءً فيكون مُدَليِّاً فيها

بالغُرورِ، فوُضِعَت التَّدْلِيَة موضع الإطْمَاع فيما لا يُجْدِي نَفْعاً؛ وفيه

قول ثالث: فَدَلاَّهُما بغرور، أَي جَرَّأهما إبليس على أَكْلِ الشجرة

بغُرره، والأَصلُ فيه دَلَّلهما، والدَّالُ والدَّالَّةُ: الجُرْأَة.

الجوهري: ودلاَّه بغُرُورٍ أَي أَوْقَعَه فيما أَراد من تَغْرِيره وهو من

إدْلاءِ الدَّلْو. وأَما قوله عز وجل: ثم دَنَا فَتَدَلَّى؛ قال الفراء: ثم

دَنَا جبريل من محمد فتَدَلَّى كأَنَّ المعنى ثم تَدَلَّى فَدَنا، قال:

وهذا جائز إذا كان المَعْنى في الفعلين واحداً. وقال الزجاج: معنى دَنَا

فَتَدَلَّى واحد لأَن المعنى أَنه قرب فَتَدَلَّى أَي زاد في القُرْب، كما

تقول قدْ دَنَا فلان مني وقرُبَ. قال الجوهري: ثم دَنَا فَتَدَلَّى، أَي

تَدَلَّل كقوله: ثم ذهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى؛ أَي يَتَمَطَّطُ. وفي

حديث الإسْراء: فَتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ؛ التَّدَلِّي: النزولُ

من العُلْو؛ قال ابن الأَثير: والضميرُ لجبريل، عيه الصلاة والسلام.

وأَدْلَى بحُجَّتِه: أَحْضَرَها واحْتجَّ بها. وأَدْلَى إليه بِمالِه:

دَفَعه. التهذيب: وأَدْلَى بمالِ فلان إلى الحاكِمِ إذا دَفَعَه إليه؛ ومنه

قوله تعالى: وتُدْلُوا بها إلى الحكام؛ يعني الرِّشْوَةَ. قال أَبو إسحق:

معنى تُدْلُوا في الأَصل من أَدْلَيْت الدَّلْوَ إذا أَرْسَلْتها لتملأَها،

قال: ومعنى أَدْلَى فلان بحُجَّته أَي أَرْسَلَها وأَتَى بها على صحة،

قال: فمعنى قوله وتُدْلُوا بها إلى الحُكَّام أَي تَعْمَلون على ما

يوجِبُه الإدْلاءُ بالحُجة وتَخُونُون في الأَمانة لِتَأْكِلِوا فَريقاً من

أَمْوالِ الناسِ بالإثْمِ، كأَنه قال تَعْمَلون على ما يوجِبُه ظاهِرُ

الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ

ما قَدْ عَلِمْتُم أَنه الحَقّ؛ وقال الفراء: معناه لا تأْكُلوا

أَمْوالكم بينكم بالباطل ولا تُدْلُوا بها إلى الحُكَّام، وإن شئتَ جَعلْتَ نصبَ

وتُدْلُوا بها إذا أَلْقَيْتَ منها لا على الظَّرْفِ، والمعنى لا

تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لكم حقّاً لغيركم وأَنتم

تعلمون أَنه لا يحل لكم؛ قال أَبو منصور: وهذا عندي أَصح القولين لأَن الهاء

في قوله وتُدْلوا بها للأَموال وهي، على قول الزجاج، للحُجّة ولا ذكر

لها في أَول الكلام ولا في آخره. وأَدْلَيْت فيه: قلت قولاً قبيحاً؛

قال:ولو شئتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ واحِدٍ

عَلانِيَةً، أَو قالَ عِنْدِيَ في السِّرِّ

ودَلَوْتُ الناقَةَ والإبِلَ دَلْواً: سُقْتُها سَوْقاً رَفيقاً

رُوَيْداً؛ قال:

لا تَقْلُواهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا،

إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا

وقال الشاعر:

لا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وادْلُواها،

لَبِئْسما بُطْءٌ ولا نَرْعاها

وادْلَوْلى أَي أَسْرَع، وهي افْعَوْعَلَ. ودَلَوْت الرجلَ ودالَيْته

إذا رَفَقْتَ به ودارَيْته. قال ابن بري: المُدالاةُ المُصانَعة مثلُ

المُداجاةِ؛ قال كثير:

أَلا يا لَقَوْمي، للنِّوى وانْفِتَالِها

وللصَّرْمِ مِنْ أَسْماءَ ما لَمْ نُدالِها

وقول الشاعر:

كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بَمَرْوَحَة،

إذا تَدَلَّت بِهِ، أَو شارِبٌ ثَمِلُ

يجوز أَن يكون تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الذي هو السَّوْق الرَّفِيقُ

كأَنَّه دَلاَّها فَتَدَلَّت، قال: ويجوز أَن يكون أَراد تَدَلَّلَت من

الإدْلالِ، فكره التضعيف فحوّل إحدى اللامين ياء كما قالو تظنيت في تظننت.

ابن الأَعرابي: دَلِيَ إذا ساقَ ودَلِيَ إذا تَحَيَّر، وقال: تَدَلَّى إذا

قَرُب بَعْدَ عُلْوٍ، وتَدَلَّى تواضَعَ. ودالَيْتُه أَي دارَيْتُه.

دون

(دون) الدِّيوَان أنشأه وَجمعه والكتب جمعهَا ورتبها
د و ن

هذا دون ذاك أي هو أخس منه، وأدنى منزلة. ودونه خرط القتاد أي أمامه. وجلس دونه أي تحته. وشيء دون: هين. ودونك هذا الشيء: خذه. ودوّن الكتب: جمعها. وهو ديوان الحساب، وهي دواوينه.
دون
يُقال في الإغْرَاءِ: دُوْنَكَ هذا الأمْرَ: أي عَلَيْكَهُ.
والدوْنُ: الخَسِيْسُ، زَيْدٌ دُوْنَكَ. ودُوْنَ: ظَرْف، ونَعْت، لا يُشْتَق منه فِعْلٌ، وهذا أدْوَنُ ذاكَ. ويكونُ دُوْنَ بمعنى غَيْر، وبمعنى فَوْق، وتَحْت. ودانَ يَدُوْنُ دَوْناً: ضَعُفَ. وأدِيْنَ إدَانَةً: أضْعِفَ.
ولم يُدَن: أي لم يُقَصرْ.
(دون) ظرف مَكَان مَنْصُوب وَهُوَ بِحَسب مَا يُضَاف إِلَيْهِ فَيكون بِمَعْنى تَحت كَقَوْلِك دون قدمك بِسَاط وَبِمَعْنى فَوق نَحْو السَّمَاء دُونك وَبِمَعْنى خلف نَحْو جلس الْوَزير دون الْأَمِير وَبِمَعْنى أَمَام نَحْو سَار الرائد دون الْجَمَاعَة وَبِمَعْنى غير نَحْو {وَيغْفر مَا دون ذَلِك} وَبِمَعْنى قبل نَحْو دون قتل الْأسد أهوال وَاسم فعل بِمَعْنى خُذ وتوصل بكاف الْخطاب فَيُقَال دُونك الدَّرَاهِم وَبِمَعْنى الْوَعيد كَقَوْل السَّيِّد لِخَادِمِهِ دُونك عصياني
د و ن: (دُونَ) ضِدُّ فَوْقَ وَهُوَ تَقْصِيرٌ عَنِ الْغَايَةِ وَتَكُونُ ظَرْفًا. وَ (الدُّونُ) الْحَقِيرُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذَا مَا عَلَا الْمَرْءُ رَامَ الْعُلَا ... وَيَقْنَعُ بِالدُّونِ مَنْ كَانَ دُونَا
وَيُقَالُ: هَذَا دُونَ ذَاكَ أَيْ أَقْرَبُ مِنْهُ. وَيُقَالُ فِي
الْإِغْرَاءِ بِالشَّيْءِ: (دُونَكَهُ) . وَ (الدِّيوَانُ) بِالْكَسْرِ وَقَدْ (دَوَّنْتُ) الدَّوَاوِينَ (تَدْوِينًا) . 

دون


دَانَ (و)(n. ac. دَوْن)
a. Was or became base, vile, contemptible; was
inferior.

دَوَّنَa. Collected, gathered into one, arranged.
b. Entered or inscribed in a register, registered.

أَدْوَنَa. Rendered base, vile, inferior.

تَدَوَّنَa. Was rich, opulent.
b. Was inscribed, registered.

دُوْنa. Low, base, vile; inferior, middling.
b. Superior.
c. Below, beneath; on this side of.
d. Beyond; other than, beside.
e. Before.
دُوْنَك
a. Here! Take! Behold!

دُوْن أَن
a. Without.

مُدَوَّن
a. Inscribed, registered.

دِيْوَان (pl.
دَوَاوِيْن)
a. Divan, council-room; large apartment;
reception-room.
b. Register, list, entry-book, rollbook.
c. Collection of poems.

أَرْبَاب الدِّيْوَان
a. Ministers, members of the council.
(د و ن) : (الدِّيوَانُ) الْجَرِيدَة مِنْ دَوَّنَ الْكُتُبَ إذَا جَمَعَهَا لِأَنَّهَا قِطَعٌ مِنْ الْقَرَاطِيسِ مَجْمُوعَةٌ (وَرُوِيَ) أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ أَيْ رَتَّبَ الْجَرَائِدَ لِلْوُلَاةِ وَالْقُضَاةِ وَيُقَالُ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ أَيْ مِمَّنْ أُثْبِتَ اسْمُهُ فِي الْجَرِيدَةِ (وَعَنْ) الْحَسَنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هِجْرَةُ الْأَعْرَابِ إذَا ضَمَّهُمْ دِيوَانُهُمْ يَعْنِي إذَا أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ فَهِجْرَتُهُ إنَّمَا تَصِحُّ إذَا أُثْبِتَ اسْمُهُ فِي دِيوَانِ الْغُزَاةِ.
[دون] دون: نقيض فوق، وهو تقصير عن الغاية. ويكون ظرفاً. والدونُ: الحقير الخسيس. وقال: إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء ويَقنع بالدونِ من كان دونا ولا يشتقّ منه فعل. وبعضهم يقول منه: دانَ يَدونُ دَوْناً، وأدين إدانة. ويروى قول عدى : " لم يدن " وغيره يرويه " لم يدن " بتشديد النون على ما لم يسمَّ فاعلُه، من دنى يدنى، أي ضعف. ويقال: هذا دون ذاك، أي أقربُ منه. ويقال في الاغراء بالشئ: دونكه. قال تميم للحجاج لما قتل صالح بن عبد الرحمن: أقبرنا صالحا - وكان قد صلبه - فقال: " دونكموه ". والديوان أصله دَوَّانٌ، فعوّض من إحدى الواوين، لأنَّه يجمع على دَواوين، ولو كانت الياء أصلية لقالوا دياوين. وقد دونت الدواوين.
د و ن :الدِّيوَانُ جَرِيدَةُ الْحِسَابِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْحِسَابِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَوْضِعِ الْحِسَابِ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَالْأَصْلُ دِوَّانٌ فَأُبْدِلَ مِنْ أَحَدِ الْمُضَعَّفَيْنِ يَاءٌ لِلتَّخْفِيفِ وَلِهَذَا يُرَدُّ فِي الْجَمْعِ إلَى أَصْلِهِ فَيُقَالُ دَوَاوِينُ وَفِي التَّصْغِيرِ دُوَيْوِينٌ لِأَنَّ التَّصْغِيرَ وَجَمْعَ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْأَسْمَاءَ إلَى أُصُولِهَا وَدَوَّنْتُ الدِّيوَانَ أَيْ وَضَعْتُهُ وَجَمَعْتُهُ وَيُقَال إنَّ عُمَرَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ فِي الْعَرَبِ أَيْ رَتَّبَ الْجَرَائِدَ لِلْعُمَّالِ وَغَيْرِهَا وَهَذَا دُونَ ذَلِكَ عَلَى الظَّرْفِ أَيْ أَقْرَبُ مِنْهُ وَشَيْءٌ مِنْ دُونٍ بِالتَّنْوِينِ أَيْ حَقِيرٌ سَاقِطٌ وَرَجُلٌ مِنْ دُونٍ هَذَا أَكْثَرُ كَلَامِ الْعَرَبِ وَقَدْ تُحْذَفُ مِنْ وَتُجْعَلُ دُونٌ نَعْتًا وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. 
دون
يقال للقاصر عن الشيء: دون، قال بعضهم: هو مقلوب من الدّنوّ، والأدون: الدّنيء وقوله تعالى: لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ
[آل عمران/ 118] ، أي: ممّن لم يبلغ منزلته منزلتكم في الدّيانة، وقيل: في القرابة. وقوله:
وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ
[النساء/ 48] ، أي: ما كان أقلّ من ذلك، وقيل: ما سوى ذلك، والمعنيان يتلازمان. وقوله تعالى: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ: اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة/ 116] ، أي: غير الله، وقيل: معناه إلهين متوصّلا بهما إلى الله. وقوله لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ [الأنعام/ 51] ، وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ أي:
ليس لهم من يواليهم من دون أمر الله. وقوله:
قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا [الأنعام/ 71] ، مثله. وقد يغرى بلفظ دون، فيقال: دونك كذا، أي: تناوله، قال القتيبيّ:
يقال: دَانَ يَدُونُ دَوْناً: ضعف.
[دون] ك فيه: من قتل "دون" ماله، أي عنده. وفيه: فجعلت على منكبيك "دون" الحجارة، أي تحته. ومنه: ما "دون" لحمه، أي تحته أو عنده. وفيه: الحاكم يحكم بقتل على من وجب عليه "دون" الإمام، أي عنده، أو هو بمعنى غير، والحديث الثاني يدل للثاني والأول يحتملهما. وفيه: كما أن "دون" غد الليلة، أي كما يعلم أن الليل قبل الغد لمًا ضروريًا ظاهرًا. وفيه: إذا ركع المصلى "دون" الصف، أي قبل وصوله إلى الصف كره. وفيه: "دوين" بريد الرويثة، بضم دال مصغر دون نفيض فوق، وبمعنى قريب. ط: من قتل "دون" دينه، أي قدامه بن قصد كافر أو مبتدع خذلانه في دينه أو توهينه فيه وهو يذب عنه كالحامي. وفيه: "تدنو" الشمس، أي بالغروب أو على رؤوس الخلائق في العرصات. وفيه: من حلت شفاعته دون حد، أي قدامه فيحجز عن الحد بعد وجوبه عليه. ن ومنه: حتى أكون "دونه" أي متقدمًا في ذلك الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح. وفيه: أنفق عليها نفقة "دون" بإضافة نفقة إلى دون بمعنى الرديء. ش: ليس "دونه" منتهى، دون نقيض فوق وهو تقصير عن الغاية، تقول هذا دون ذاك أي أقرب منه أي ليس للقرب منه نهاية يدرك إذا أريد القرب منه لأنه تعالى منزه عن الابتداءات والنهايات، ويحتمل كونه بمعنى سوى أي ليس سواه سبحانه ينتهي إليه أمل الأملين. ج: "دونك ها" يا أم خالد! أي خذها كأنه وافقه على ما وعده.
دون: دان مضارعها يدون: لعن (هلو) اشتقت من الكلمة الفرنسية damne.
دَوّن (بالتشديد): كتب (محيط المحيط).
تَدَوّن: كتب اسمه في ديوان الجند، ففي حيان (ص18 ق)، كان جندياً متدوناً عند العامل.
وتدوّن: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها جمع.
دُون: تستعمل بمعنى اسم التفضيل (انظر لين) ففي كليلة ودمنة أن في دون ما كلمتك به نهاية لمثلك. وفي المقري (1: 135): ولم يجرؤ الجزار أن يبيع اللحم بدون ما حد له المحتسب في الورقة.
دُوَن: بمعنى قبل. ودون غيره: ترجيحاً، تفضيلاً. وأنا متعجب من فضلك دون علمك، أي أنا متعجب من فضلك أكثر مما أنا متعجب من علمك. (بوشر). دون: بلا، من غير (فوك) وفي المقري (1: 137): دون عمامة أي بلا عمامة (أخبار ص135، ابن بطوطة 4: 380) لاقفي النويري (الأندلس ص488)، دخل قرطبة دون مانع.
بدون أن: دون أن، من غير أن (دي سلان المقدمة 1: 38 رقم1) حيث عليك أن تقرا حسب ما جاء في طبعة بولاق: كان أكثرها يصدر عني بالكلام المرسل بدون أن يشاركني أحد ممن ينتحل الكتابة في الأسجاع لصعب انتحالها.
اخردا ودونه: الخلاصة، الحاصل، النتيجة (بوشر) فدونك وإياه (ألف ليلة 2: 323) وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: ولذلك أمسكه. ويبدو لي أن هذه الترجمة لا تنسجم مع مجموع العبارة. وأنا أترجمها (بما معناه): (افعل به ما تشاء وما ترى إنه ملائم) كما يقال: دونك وما تريد (كوسج لطائف ص80).
دُوِنيّ: حقير، رديء، خسيس (هلو)، (بوشر، همبرت ص243، دولابورث ص129).
دَوَيْني: شجيرة ترتفع نحو قدم تقريباً وهي دائمة الخضرة طول السنة (بركهارت سوريا ص501.
ديوان. ديوان البّر: ديوان أسسه علي بن عيسى، وزير المقتدر الخليفة العباسي. ويشرف هذا الديوان على الواردات من بعض الأسلاك التي أوقفها هذا الوزير. وهذه الواردات تستعمل لصيانة الثغور، وسد ما تحتاجه مكة المكرمة والمدينة المنورة (الفخري ص315).
ديوان الخاتم: أسسه الخليفة معاوية لكي يمنع التزوير والغش فان رجلاً كبيراً قد غير الرقم في أمر ليدفع له مبلغ من المال أعطاه إياه ولم يكن هذا الأمر بالدفع مختوماً. والقائمون على ديوان الخاتم يتسلمون كل أمر مكتوب يصدر عن الخليفة فيطوونه عدة طيات ثم يحزونه حزاً يتناول جميع الطيات ثم يدخلون في هذا الحز خيطاً أو شريطاً من الرق ثم يختمون على طرفي الخيط أو شريطاً من الرق ثم يختمون على طرفي الخيط أو الشريط بخاتم رئيس الديوان. وقد بقي هذا الديوان حتى نحو منتصف العصر العباسي (انظر الفخري ص130، المقدمة 2: 56، الثعالبي لطائف ص12).
ديوان الخراج: (ابن خلكان 9: 38).
ديوان الترتيب (ابن خلكان 7: 64) ويقول دي سلان (الترجمة 3: 90 رقم1): إنني أميل إلى الاعتقاد إنه نفس ديوان الرواتب حيث تنظم الرواتب وتدفع.
ديوان الزمام: انظره في مادة زمام الديوان العزيز: حكومة الخليفة في بغداد، وفي أيام صلاح الدين: الخليفة نفسه (انظر الملحق بالجزء الثالث من الترجمة الإنجليزية لتاريخ ابن خلكان).
ديوان الكشف انظره في مادة الكشف.
ديوان التوقيع: انظره في مادة توقيع.
الدواوين العلمية: مجموعات على أحاديث نبوية، وأخبار تاريخية، وتفاسير للقرآن الكريم، وشروح لغوية، وأشعار، ومعارف مختلفة. تدرس في المدارس (دي سلان المقدمة 2: 606 رقم3).
وديوان: بناية كبيرة تستوفي فيها ضريبة الكمارك (انظر معجم الأسبانية ص47) ويسكن فيها التجار الأجانب وبخاصة التجار النصارى. ويستعمل في نفس الوقت مخزناً لبضاعاتهم، وملتقى للتجار يتعاملون فيه ويتبايعون. ففي رحلة ابن جبير (ص306) في سنت حان دارك: (وساروا بنا إلى الديوان وهو خان يتخذ منزلاً للقافلة) ويقول إن التجار يودعون فيه أمتعتهم، وينزلون في الطابق العلوي من البناية. وفي رحلة كلينار (ص3 ق): بناية كبيرة في ضاحية مدينة فاس ينزل فيها التجار النصارى، وتسميها العامة دوانة.
وفي رحلة مارسول (2: 32) (مراكش): (في القيصرية توجد دار الدوانة حيث ينزل التجار النصارى من أهل أوربا مع بضائعهم وفيها يتعاملون مع غيرهم من التجار).
وفي رحلة تاريخية (ص79) في مراكش: (توجد بناية كبيرة واسعة يطلق عليها اسم الدوانة. ينزل فيها التجار النصارى القادمون من أوربا).
وفي رحلة مانهام (ص59): (وأخيراً وصلنا إلى المنزل الذي نزلنا فيه ويسمى الديوان).
وفي رحلة موكيت (ص176): (مراكش): (دوان حيث ينزل النصارى) وكذلك في ص188.
ديوان: الضريبة عامة. (بارت 3، 513).
ديوان، في صقلية: أملاك الدولة، (الجريدة الآسيوية 1845، 2: 318، وانظر ص338، جريجور ص34).
ديوان المفرد: انظره في مفرد.
ديوان: ردهة، بهو، قاعة استقبال (بوشر، همبرت ص192).
ديوان: كّتاب (الحساب والتقدير لين نقلاً من تاج العروس. ونجد جمع هذه الكلمة بهذا المعنى عند الماسن (ص145): نكب الواثق بالله دواوينه وكتابه وأخذ منهم أموالاً عظيمة.
ديوانيّ: نسبة إلى ديوان بمعنى كرك (عشر ص40، 174) وقد كتبت فيه هذه الكلمة: دنانير.
دواوون: كاتب (أماسن ص145، 204) ويجب حذفها من معجم فريتاج إذ لا وجود لهذه الكلمة. وفي عبارتين عند الماسن نجد دواوين جمع ديوان، وهي في العبارة الأولى (انظر أعلاه) تدل على موظفي الديوان، وفي الثانية تدل على المعنى المألوف وهو دائرة الحكومة.
أدون (انظر لين)، وهي في الواقع مستعملة (المقري 2: 254)، وفي ابن البيطار (1: 528) وقد يكون منه أبيض وهو أدون أصنافه.
مُدّون: حصن مدون: شهير (رتجرز ص154، وانظر ص156).
مُدَوَّنَة: قتوى، سنْة، قانون (الكالا) ولعل هذه الكلمة أصبحت تدل على هذا المعنى لأن المجموعة الشهيرة في فروع الفقهي المالكي التي صنفها سحنون تسمى المُدَوَّنَة.
[د ون] دُونَ: كلمةٌ في مَعْنَى التَّحْقِيرِ والتَّقْرِيبِ، تَكُونُ ظَرْفاً فيُنْصَبُ، ويكونُ اسْمًا فَيْدخُلُ حرفُ الجَرٍّ عليه، فُيقال: هذا دُونَكَ، وهذا مِنْ دُوِنكَ. وفي التَّنْزِيلِ: {ووجد من دونهم امرأتين} [القصص: 23] أَنْشَدَ سِيبَويَهْ:

(لا يَحْملُ الفارِسَ إِلاَّ الَمْلبُونْ ... )

(المَحْضُ مِنْ أمامِه ومِنْ دُونْ ... )

وإِنّما قُلنْا فيه: إنَّه أَرادَ مِنْ دُوِنه، لقوِله: ((مِنْ أَمامِهِ)) . فأَضافَ، فكذِلكَ نَوى إِضافَةَ دُونَ، وأَنْشَدَ في مثلِ هذا للجَعْدِىِّ:

(لَها فَرَطٌ يَكُونُ ولا تَراهُ ... أمامًا مِنْ مُعَرَّسِنَا ودُونَا)

فأَمّا ما أَنْشَدَه ابنُ جِنِّى من قَوْلِ بعضِ المُوَلَّدِينَ:

(وقامَتْ إِليْهِ خَدَلَةُ السّاقِ أَعْلَقَتْ ... بِه منه مَسْمُوماً دُوَيْنَةً حاجِبِهْ)

فإِنَّى لا أعرِفُ دُونَ تُؤَنَّثُ بعلامَةِ تأنِيثٍ ولا بغيرِ عَلامَةٍ، ألاَ تَرَى أَنّ النَّحْويِيِّنَ كُلَّهُم قالُوا: الظُّروفُ كُلُّها مُذَكَّرَةٌ إلاَّ قُدّامَ ووَارءَ. فلا أَدْرِى ما الَّذِي صَغَّرَه هذا الشّاعِرُ، اللهُمَّ إلاَّ أن يَكُونُوا قد قُالوا: هو دُوَنَتَهُ، فإِذا كانَ كِذلكَ فَقَولُه: ((دُوَيْنَةَ حاجِبِه)) . حَسَنٌ على وَجْهِه. وأَدْخَلَ الأَخْفَشُ عليه الباءَ، فقالَ في كِتابِهِ في القَوافِي - وقد ذَكَرَ أَعْرابِياّ أَنْشَدَهُ شِعْراً مُكْفَأً -: ((فرَدَنْاهُ عليهِ، وعلى نَفَرٍ من أصْحابِه، فيِهِمْ من لَيْس بدُونِهِ)) ، فأَدْخَلَ عليه الباءَ كما تَرَى، وقد قالُوا: من دُونٍ، يريدُون مِنْ دُونِهِ. وقالوا: هو دُونَكَ في الشَّرَفِ والحَسَبِ ونحو ذلك. قال سِيبَوَيْهِ: هو عَلَى الَمَثلِ، كما قالُوا: إِنه لصُلْبُ القَناةِ، وإِنَّه لِمنْ شَجَرَةٍ صِالِحَةٍ. قال: ولا يُسْتَعْمَلُ مَرْفُوعاً في حالِ الإضافَةِ. وقولُه تَعالَى: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك} [الجن: 11] فإنّه أَرادَ: ومَِنّا قومٌ دُونَ ذِلكَ، فحَذَفَ المَوْصُوفَ. وثَوْبٌ دُونٌ: رَدِىءٌ. ورَجُلٌ دُونٌ: ليسَ بلاحِقٍ. وهو مِنْ دُونِ النّاسِ والمَتاعِ: أي مِنْ مُقارِبِهما. وقالَ اللِّحْيِانِيُّ: رَضِيتُ من فُلانٍ بأَمْرٍ مِنْ دُونٍ. قالَ: وُيقالُ: إِنَّ أَكْثَر كلامِ العَرَبِ في هذا أَنْ يُقالَ: أَنْتَ رَجُلٌ من دُونٍ، وهَذا شَيْءٌ من دُونٍ. يَقُولونَها مع ((مِنْ)) ، وقد تُقالُ بغَيْرِ ((مِنْ)) . وحَكَى: لَوْلاَ أَنَّكَ مِنْ دُونٍ لم تَرْض بِذاَ. وقالَ ابنُ جِنِّى - في شَيْءٍ دُونٍ، ذَكَرْه في كتابِه المَوْسُومِ بالمُعْرِب _: ((وذلكَ أَقَلُّ الأَمْرَيْنِ وأَدْوَنُهُما)) فاسْتَعْمَلَ منه أَفْعَلَ، وهذا بَعِيدٌ، لأَنَّه ليسَ له فِعْلٌ فتكونُ هذه الصِّيغَةُ مبِنيَّةً منه، وإنّما تُصاغُ هذه الصِّيغَةُ من الأَفْعالِ، كقَوْلِكَ: أَوْضَعُ منه، وأَرْفَعُ منه، غير أَنَّهُ قد جاءَ من هَذا شَيْءُ ذَكَرَهُ سِيَبَويْهِ. وذلك قولُهمِ: أَحْنَكُ الشّاتَيْنِ، وأَحْنَكُ البَعِيرَيْنِ، كما قالُوا آكَلُ الشّاتَيْنِ، كاَنَّهُم قالُوا: حَنَكَ ونحوُ ذِلَك، فإِنّما جاؤُوا بأَفْعَلَ على نحوه هذا وإِن لَمْ يَتَكَلَّمُوا بهِ. وقالُوا: آبَلُ النّاسِ كُلِّهِم، كما قالُوا: أَرْعَى النّاسِ كُلِّهْمْ، وكأَنَّهُم قالُوا: أَبِلَ يَأْبَلُ، وقالُوا: رَجُلٌ إبِلٌ، وإن لم يَتَكَلَّمُوا بالفِعْل. وقالُوا: آبَلُ النّاسِ بَمنْزَلَةِ آبَلُ الأَشْياءُ التي ليسَ فيِها فَعْلٌ ليسَ القِياسُ أَنْ يُقال فيِها: أَفْعَلُ منه، ونحو ذلك. وقد قالُوا: فلانٌ آبَلُ منه، كما قالوُا: أَخْنَكُ الشاتَيْنِ. وادْنُ دُونَكَ: أي قَرِيباً، قالَ جَرِيرٌ:

(أَعَيّاشُ قد ذاقَ القُيُونُ مُواسِمِى ... وأَوْقَدْتُ نارِي فادْنُ دُونَك فاصْطَلِى)

ودُونَ بمعنى خَلْفٍ وقُدّامٍ. ودُونَكَ الشَّيءَ، ودُونَكَ بِه: أي خُذْه. والدِّيوانُ: مُجْتَمَعُ الصُّحُفِ، أبو عُبَيْدَةَ: هو فارِسيٌّ مُعَّربٌ. ابنُ السِّكِّيتَ: هو بالكَسْرِ لا غيُر. الكسائِيُّ: الفَتْحُ لَغَةٌ مَوَلَّدَةٌ، وقد حكاهُ سِيَبَوَيْهِ، وقالَ: إِنًَّما صَحَّتِ الواوُ في دِيوان وإِنْ كانَتْ بعدَ الياءِ ولم تَعْتَلَّ كما اعْتَلَّتْ في سَيِّدٍِ؛ لأَنَّ الياءَ في ديوانٍ غيرُ لازِمَة، وإنَّما هو فِعّالٌ من دَوَّنْتُ، والدَّلِيلُ على ذلك قولُهم: دُوَيْوِينٌ، فدَلًَّ ذِلكَ أَنَّه فِعّالٌ، وأَنّكَ إنِما أَبْدَلْتَ الواوَ باءً بعد ذلك، قال: ومن قالَ: دَيْوان فهو عِنْدَه بَمنْزِلَةِ بَيْطارٍ، وإنَّما لم تُقْلَبِ الواوُ في دِيوانٍ ياءً وإَِنْ كانَتْ قَبْلَها ياءٌ ساكِنةٌ من قِبَلِ أَنَّ الياءَ غيرُ ملازِمَةَ وإِنّما أُبْدِلَتْ من الواوِ تَخْفِيفاً. ألا تَراهُمْ قالُوا: دَواوِينُ لّما زالَتِ الكَسْرَةُ من قَبٍ لِ الواوِ، على أَنَّ بعضَهُم قد قالَ: دَيَاوين، فأَقَرَّ الياءَ بحالِها، وإِنْ كانَت الكسرةُ قد زالَتْ من قَبْلِها، وأَجْرَى غَيْرَ اللاّزِمِ مُجْرَى اللاّزِمِ. وقد كانَ سَبِيلُه إذْ أَجْراها مُجَرَى اللاّزِمَةِ أَنْ يَقُولَ: دِيّانٌ، إلاَّ أَنّه كَرِهَ تَضْعِيفَ الياءِ كما كَرَهَ تَكْرِيرَ الواوِ في دَياوِينَ، قال:

(عَدانِي أَنْ أَزورَكِ أُمَّ عَمْرٍ و ... دياوِينٌ تَشَقَّقُ بالمِدادِ)
دون
دانَ / دانَ لـ يَدُون، دُنْ، دَوْنًا ودُونًا، فهو دائن ودُون، والمفعول مَدُون له
• دان الشَّخصُ: خسَّ وحَقُر، صار دُونًا "رجل دُونٌ- ويقنع بالدُّون من كان دونًا".
• دان له الشَّعبُ: خضع، أطاع وذلَّ "دانت لهم الممالك والدول". 

دوَّنَ يُدوِّن، تدوينًا، فهو مُدوِّن، والمفعول مُدوَّن
• دوَّن الشَّيءَ: سجَّله، أثبته بالكتابة حفظًا له من الضَّياع "دوَّن وقائعَ/ ذكريات" ° تدوين السُّنَّة: كتابتها بشكل جماعيّ، وكان ذلك على رأس المائة الثانية من الهجرة.
• دوَّن الكتبَ: جمعها ورتّبها.
• دوَّن الدِّيوانَ: أنشأه "عمر بن الخطاب أوّل من دوَّن الدواوين: رتَّب الصُّحفَ يكتب فيها أهل الجنديَّة وأهل العطيَّة والعمَّال وسواهم". 

تدوينيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تدوين.
• محكمة تدوينيّة: (قن) محكمة تستند كافّة إجراءاتها وأحكامها على سجلاَّت رسميَّة دائمة. 

دَوْن [مفرد]: مصدر دانَ / دانَ لـ. 

دُون [مفرد]:
1 - مصدر دانَ / دانَ لـ.
2 - خَسِيس، حقير "إذا ما علا المرءُ رامَ العلاءَ ... ويقنع بالدُّون من كان دُونا- رجل دون" ° شيء دُون: هيِّن. 
1898 - 
دُونَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف مكان منصوب بمعنى: تحت أو أسفل "دون قدمك بساط".
2 - ظرف مكان منصوب بمعنى: أمام "مشى دونك".
3 - ظرف مكان منصوب بمعنى: خلف "جلس الوزير دون الأمير- {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً} ".
4 - ظرف مكان منصوب بمعنى: أقلّ من "يغفر الله ما دون الشِّرك به- عُمر فلان دون خمس سنوات- {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} ".
5 - ظرف مكان منصوب بمعنى: سِوى "هذا الشّيء لك دون النَّاس- اختاره صديقًا من دون زملائه".
6 - ظرف مكان منصوب بمعنى: من غير، بلا "هذا الشَّيءُ دون أهميَّة- غضب دون/ بدون/ من دون سبب- {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ} " ° بدون حساب: بلا حدود أو تفكير- دون غيره: ترجيحًا وتفضيلاً.
7 - ظرف مكان منصوب بمعنى: قَبْل "دون قتال
 الأسد أهوال- {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} ".
8 - ظرف مكان منصوب بمعنى: بَيْن "حال القوم دون فلان: بينه وبين من يطلبه- {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ أَمْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ} ".
9 - ظرف مكان منصوب بمعنى: فوق "السّماء دونك". 

دُونَكَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى (خذ)، منقول عن الظرف (دون) وكاف الخطاب المتصرِّفة بحسب أحوال المخاطب "دونكَ الكتابَ- دونكم الكتابَ".
2 - اسم فعل أمر بمعنى (الزم) على سبيل الإغراء "دونكَ زيدًا".
3 - اسم فعل أمر بمعنى (حذارِ) على سبيل التحذير "دونك عصياني: احذر عصياني". 

دونما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: د و ن م ا - دونما). 

دُونِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من دُون: خِسَّة ودناءة.
• عُقدة الدُّونيّة: (نف) الشعور العميق والمستمرّ عند الفرد بدونيّته وعدم كفايته وانحطاط قدره، وهي عقدة نفسيّة تنشأ عن الصّراع بين النُّزوع إلى التميُّز، والخوف من التثبيط الذي كان الفرد قد عاناه في الماضي وفي حالات مماثلة. 

ديوان [مفرد]: ج دَوَاوينُ:
1 - مكان الكَتَبة وموظَّفي الدَّولة "ديوان الموظَّفين- الدِّيوان الملكيّ" ° لُغَة الدَّواوين: اللُّغَة الرسميّة للدولة.
2 - (دب) مجموع شعر شاعر أو قبيلة أو عدد من الشعراء، كتاب تُجمع فيه قصائدُ الشِّعر "ديوان أبي تمام/ الهذليِّين".
3 - دفتر كان يُسجَّل فيه أسماء الجيش وأهل العطاء كديوان العطاء، وديوان المحاسبة.
• جماعة الدِّيوان: (دب) تطلق على النقاد الثلاثة الذين كوّنوا مدرسة الديوان وهم العقاد والمازنيّ وشكري، ويتَّفقون من حيث الرّؤية الشعريَّة والأسس الفنِّيّة. 

ديوانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ديوان: "تنظيم ديوانيّ".
2 - خطّ كان يُستعمل في الوثائق الرسميّة "كُتبت الرسالة بخط ديوانيّ". 

مُدَوَّنة [مفرد]:
1 - (فق، قن) مجموعة أحكام قانونيّة أو فقهيّة مرتَّبة بانتظام "مدوَّنة القانون المدنيّ- مدوَّنة مالك: أشهر كتب الإمام مالك الفقهيّة".
2 - (قن) ترتيب نظاميّ للقوانين أو قرارات المحكمة. 
باب الدال والنون و (وء ي) معهما د ون، د ي ن، ود ن، د نء، د ن و، ن د و، ن د ي، نء د مستعملات

دون: تقول في الإِغراء: دونَكَ هذا الشيءَ وهذا الأمْرَ أي عليكَ. ودونك زيدٌ في المنزلة والقُرْبِ والبعد، وزَيْدٌ دونَكَ أي هو أحسَنُ منك في الحَسَب. وكذلك الدُّون يكون صفةً ويكون نَعْتاً على هذا المعنى، ولا يشتق منه فعل، وتقول: هذا دون ذاكَ في التّقريب والتحقير، فالتقريبُ منصوبٌ لأنه صفة، والتحقير مرفوع.

دين: جمع الدَّيْن دُيُون، وكلُّ شيءٍ لم يكن حاضراً فهو دَيْنٌ. وأَدَنْتُ فلاناً أَدينُه أي أَعطيتُه دَيْناً. ورجلٌ مَدْيُون: قد رَكِبَه دَينٌ، ومَدينٌ أجوَدُ. ورجلٌ دائِنٌ: عليه دَينٌ، وقد استَدانَ وتَدَيَّنَ وادّانَ بمعنى واحد، قال:

قالت أُمَيْمةُ ما لِجِسْمِكَ شاحباً ... وأَراكَ ذا هَمٍّ ولستَ بدائِنِ  ورجل مدان، خفيفة، ورجل مُدينٌ أي مُسْتَدين. والدِّينُ جمعه الأديانُ. والدِّينُ: الجَزاءُ لا يُجْمَعُ لأنّه مصدر، كقولِكَ: دانَ اللهُ العِبادَ يَدينهم يومَ القيامة أي يَجزيهمِ، وهو دَيّانُ العِباد. والدِّينُ: الطّاعةُ، ودانوا لفلانٍ أي أطاعوه. وفي المَثَل: كما تَدينُ تدان أي كما تأتي يُؤْتَى إليكَ، قال النابغة:

بهن أدين من يأتي أَذاتي ... مُداينةَ المدُايِنِ فلْيُدِنِّي

والدِّينُ: العادةُ لم اسمَعْ منه فعلا إلا في بيت واحد، قال:

يا دِينَ قَلبِكَ من سَلْمَى وقد دِينا

أي قدْ عُوِّدَ قَلْبُكَ، فمن كَسَر القلبَ فعلى الإضافة، ومن رفع فعلى الفِعل، أي عُوِّدَ قَلْبُكَ يا هذا ودِينَ قَلْبُكَ. والمَدينةُ: الأمَةُ، والمَدينُ: العَبْد، قال الأخطل:

ربت وربا في كرمها ابن مدينة ... يظل على مسحاته يتركل

وقوله تعالى: غَيْرَ مَدِينِينَ

أي غيرُ مُحاسَبين. وقوله تعالى: أَإِنَّا لَمَدِينُونَ

أي مَملوكون بعدَ الممات، ويقال: لمجازون. ودن: الودين من الأمطار: ما يَتعاهَدُ موضِعَه لا يزال يُرِبُّ به ويصيب، قال الطرماح:

دُفوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ وَدينِ

ووَدَنْتُ فُلاناً أي بَلَلتُه. وقولُ الطرماح: معهودٍ وَدينِ إنّما هو وَدينٌ مَبلُول، الواو من نفس الكلمة . والوَدْنُ: حُسنُ القِيامِ على العَروس، ويقال: ودَنُوه وأخَذوا في وِدانِه [وأنشد:

بئسَ الوِدانُ للفَتَى العَروسِ ... ضَرْبُكَ بالمِنقار والفُؤُوس

وفي حديث ذو الثُدَيَّة: إنّه لَمُودَنُ اليَدِ] .

والمُودَن من الناس: القصير العُنُق الضيِّقُ المَنكبَيْنِ مع قِصَر الألواحِ واليَدَيْنِ، يُهمَزُ ويُلَيَّنُ. وأَوْدَنْتُ الشيءَ: قَصَّرْتُه ووَدَنْتُه فهو مَوْدُون، قال:

وأمُّكَ سَوداءُ مَوْدُونةٌ

والمَوْدونة: دُخْلُلةٌ من الدَّخاليلِ قصيرةُ العُنُق صغيرة الجثة.

دنأ، دنو: دَنُؤَ يَدْنُؤُ دَناءةً فهو دَنيءٌ، أي حقيرٌ قريبٌ من اللُّؤْم. والدُّنُوُّ، غير مهموز، دَنَا فهو دانٍ ودَنيٌّ، وسُمِّيَت الدُّنيا لأنَّها دَنَتْ وتأخَرَّتِ الآخِرةُ، وكذلك السَّماءُ الدُّنيا هي القُرْبَى إلينا. ورجلٌ دُنْياوِيٌّ، وكذلك النسبة إلى كل ياء مؤنَّثُة نحو حُبلى ودَهنا وأشباه ذلك، وأنشد:

بوعساءَ دهناويّةِ التّرب مُشرف

وتقول: هو ابنُ عَمِّه دِيْناً ودْينَةً أي لَحّاً. والمُدَنِّي من الناس: الضعيف الذي إذا آواه الليلُ لم يَبْرَح ضَعْفاً. وقد دَنَّى فلان في نَخْله ومَنبتِه . ودانَيْتُ بين الشيئين: قاربْتُ بينَهما، [وقال ذو الرمة: دَانَي له القَيْدَ في دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَينَيهِ وانحَسَرتْ عنه الأناعيم]

ودانِيا لغة في دانيال اسم نَبيٍّ من بني إِسرائيلَ.

ندو: النادي: مجِلسُ يَنْدو إليه مَنْ حَوالَيْه، ولا يُسَمَّى نادياً من غير أهله، وهو النَّدِيُّ، ويجمعُ أَنْدِيهً، وسُمِّيَ به لأنّهم يَنْدُون إليه نَدْواً ونَدْوةً، وبه سُمِّيَ دارُ النَّدْوة بمَكَّةَ، كانت داراً لبني هاشم إذا حَزَبَهم أمرٌ نَدوا إليها فاجتَمَعُوا للمُشاورة، [وأُناديكَ: أُشاورُكَ وأَجالِسُك في النادي] . والنَّدْوةُ: دارةُ القَمَر. ونُدْوة الإِبِل: [موضع شرب الإبلِ] ، وتقول منه: نَدَّيْتُ الإِبِل أُنَدِّيها تَنْدِيةً، واسم الموضع المَنْدَى. وتفسير نُدوة الإِبِل أنْ تَنْدو من المَشَرب إلى مَرْعىً قريب ثم تعود إلى الماء من الغَدِ أو من يومها، وكذلك تَندُو من الحَمْضِ إلى الخَلَّة، قال الشاعر:

دانيةٌ سُرَّتُهُ من مَأْبِضِهْ ... قريبة ندوته من محمضه  ويقال: أَحْمَضَتِ الإبل، وفي المثل: إن هذه الناقة تَنْدو إلى تُوقٍ كِرامٍ أي تنزِع إليها في النَّسَب، وأنشد:

[تندو نَواديها إلى صلاخدا] .

ندي: النَّدَى على وُجُوهٍ: نَدَى الماء، ونَدَى الخير، ونَدَى الشَّرِّ، ونَدَى الصَّوْت، ونَدَى الحُضْر، ونَدَى الدُّخْنَة، فأمّا نَدَى الماء فمنه المطر، يقال: أصابَه نَدىً من طَلٍّ ويومٌ نَدٍ وليلةٌ نَدِيَةٌ، والمصدر من هذا النُّدُوَّة. والنَدَى: ما أصابَك من البَلَل. ونَدَى الخير هو المعروف، وأنْدَى فلان علينا نَدىً كثيراً، وإنَّ يَدَه لنَديَّةٌ بالمعروف، ويقال: ما نَدِيَني من فلانٍ شيءٌ أَكَرهُه أي ما أصابني. وما نَدِيت كَفّي له بشيءٍ، ولا نَدِيَت بشيءٍ يكرَهُه أي ما تَلَطَّخَتْ، [قال النابغة:

ما إنْ نَدِيتُ بشيءٍ أنتَ تكرَهُهُ ... إذَنْ فلا رفَعَتْ سَوْطي إليَّ يَدي]

وفي الحديث: من لَقِيَ اللهَ ولم يَتَنَدَّ من الدِّماء الحرام بشيءٍ دَخَلَ الجنَّةَ من أي باب شاءه. ونَدَى الصَّوْتِ: بُعْدُ هِمَّته ومذهبه وصِحَّةُ جِرْمِه، قال:

بعيدُ نَدَى التغريد أَرفَعُ صَوْتِه ... سَحيلٌ وأدناه شَحيجٌ مُحَشرَجُ

وقوله: أصابَه المُندِيات اشتُقَّ من نَدَى الشَّرِّ أي البلايا. وناداه أي دَعاه بأرفَع الصَّوت. ونَدَى الحُضْر: بَقاؤه ومَدُّه، [وقال الجَعْدي أو غيره:

كيف ترى الكامِلَ يُفضي فَرْقا ... إلى نَدَى العَقْب وشَدّاً سَحقا

وفُلانٌ أَنْدَى صوتاً من فلانٍ أي أبعدُ مذهباً وأرفعُ صوتاً] والنَّدَى: الكرم والسخاء..

ناد: النّآدُ: الداهيةُ، ويقال: أصابتهم داهيةٌ نَآدٌ ونَؤُودٌ. ونأدَته الدَّواهي أي دهَته.

ندأ: والنَّدْأةُ والنُّدْأَةُ، لغتان، وهي التي يقال لها قَوْسُ قُزَح. والنُّدْأة في لحْم الجَزور: طريقة مُخالفةٌ لِلَون اللَّحْم. ونَدأْتُ اللحمَ في المَلَّة : دَفَنتُه حتى ينضَجَ، فذلك اللحم النديء. 

دون

1 دَانَ, aor. ـُ inf. n. دَوْنٌ; and ↓ أُدِينَ, (S, K,) with damm, (K,) inf. n. إِدَانَةٌ; (S;) He, or it, was, or became, such as is termed دُونٌ; (S, K;) [i. e.] low, base, vile, &c.: or weak: (K:) mentioned by Er-Rághib on the authority of IKt: (TA:) so say some: but accord. to others, دُونٌ has no verb. (S, TA.) لَمْ يَدُنْ, (as in my copies of the S,) or لم يُدَنْ, (as in the TA,) at the end of a verse of 'Adee, as some relate it, [perhaps the only authority for these two verbs,] is accord. to others لم يدَنّْ, from دَنَّى

meaning “ he, or it, was, or became, weak. ” (S, K.) 2 دوّن الدَّيوَانَ, (inf. n. تَدْوِينٌ, TA,) He wrote, composed, or drew up, the register [&c.]. (S, * Msb, K, TA. *) And دوّن الدَّوَاوِينَ He instituted, appointed, or arranged, the registers for the prefects, or administrators, (Mgh, Msb,) and the Kádees, (Mgh,) or others: (Msb:) said of 'Omar; who is related to have been the first that did this, (Mgh, Msb,) among the Arabs. (Msb.) And دوّن الكُتُبَ He collected the writings. (Mgh.) [And دوّن شِعْرَ فُلَانٍ He collected the poetry of such a one.] And تَدْوِينٌ signifies also The writing [a person's name &c.] in a دِيوَان [or register]. (KL.) You say, دوّنهُ He wrote it [in a register]. (MA.) [And He registered him.]4 أُدِينَ, inf. n. إِدَانَةٌ: see 1.

A2: مَا أَدْوَنَهُ [as meaning How low, base, vile, &c., is he, or it!] is [asserted to be] a phrase not used, (As, T, K, TA,) because [it is said that] دُونٌ has no verb. (As, T, TA.) 5 تدوّن He was, or became, in a state of complete richness, wealth, or competence. (IAar, T, K.) [See also تذوّن. Perhaps both are correct, as dial. vars.]

دُونً Low, base, vile, mean, paltry, inconsiderable, or contemptible; (Fr, T, S, M, * Msb, K;) applied to a man &c.: (T, Msb:) and inferior, i. e. lower, baser, viler, &c., in grounds of pretension to respect or honour [or in any approvable quality]: (Lth, T:) and such as falls short [of a thing]; used in this sense as a prefixed noun: (Ham p. 686:) [see below what is said of its usage as a prefixed noun by Lth and by Sb: and used as an epithet, scanty, or deficient; applied to anything:] and of a middling sort; between good and bad; applied to a man and to a commodity: (M:) and also high, or eminent, in rank or condition; noble, or honourable: (T, K:) thus it bears two contr. significations (K) [and significations intermediate between those two]. A poet says, إِذَا مَا عَلَا المَرْءُ رَامَ العَلَآء

وَيَقْتَعُ بِالدُّونِ مَنْ كَانَا دُونَا [When the man is high in rank, or nobility, he seeks highness: and he who is low is content with that which is low]. (S.) Accord. to the most common usage, (Msb,) or accord. to what is asserted to be the most common usage, (Lh, M,) one says رَجُلٌ مِنْ دُونٍ (T, M, Msb, K) and شَىْءٌ مِنْ دُونٍ (M, Msb) A man who is [of a kind that is] low, base, &c., and a thing that is [of a kind that is] low, base, &c.: (Msb:) but sometimes they said رَجُلٌ دُونٌ and شَىْءٌ دُونٌ, without مِنْ; (M, Msb;) and ثَوْبٌ دُونٌ a bad [or an inferior] garment, or piece of cloth: (M:) or one should not say رَجُلٌ دُونٌ; (T, K;) for the Arabs did not use this phrase. (T.) Accord. to Lth, one says, هٰذَا دُونُ ذَاكَ [This is the inferior of that], when meaning to denote by it low estimation, using the nom. case: (T:) [but this is uncommon, if allowable:] Sb says that دُون is not used in the nom. case as a prefixed noun: as to the saying in the Kur [lxxii. 11, an instance similar to which occurs also in vii. 167], مِنَّا الصَّالِحُونَ وَ مِنَّا دُونَ ذٰلِكَ, the meaning is, وَ مِنَّا قَوْمٌ دُونَ ذٰلِكَ [i. e. Of us are the righteous, and of us are a party below that party in rank or estimation]; (M, TA;) or, as another says, دون is here in the accus. case but in the place of a noun in the nom. case because it is generally used as an adv. n. (TA.) b2: As an adv. n., دُون signifies Below, contr. of فَوْق; (S, K;) as denoting a falling short of the [right or approved] limit; (S;) or denoting low, or mean, estimation or condition; (Lth, T, M;) or a condition lower, baser, viler, &c., than that of another, in grounds of pretension to respect or honour [or in any approvable quality]; (Lth, T;) [and hence, inferior to, beneath, under, or short of, another in rank, height, size, &c.;] and less than another, and more deficient than another: (Fr, T:) and also above; i. q. فَوْق; (T, K;) in highness, or eminence, of rank or condition, or in nobility; (T;) [and hence, exceeding another, and more than another:] thus bearing two contr. significations. (K.) You say, زَيْدٌ دُونَكَ meaning Zeyd is [below thee, or] in a condition lower, baser, viler, &c., than thine, in grounds of pretension to respect or honour [&c.]: and when one says, “Verily such a one is high, or eminent, in rank or condition,” or “ is noble,” another replies, وَ دُونَ ذٰلِكَ meaning And above that. (T.) b3: Also Beneath, below in situation, or under; syn. تَحْت. (T, TA.) Using it in this sense, you say, دُوَن قَدَمِكَ خَدُّ عَدُوِّكَ [May the cheek of thine enemy be beneath thy foot]: (T, TA:) and جَلَسَ دُونَهُ [He sat below him]. (TA.) b4: Also Before in respect of place, or in front: and [the contr., namely,] behind, or beyond. (T, M, K.) [You may say, using it in the former sense, جَلَسَ دُونَهُ He sat before him, or in front of him: (see Ham p. 86:) and, using it in the latter sense,] you say, هٰذَا أَمِيرٌ عَلَى مَا دُونَ جَيْحُونَ This [man] is governor, or prince, over what is beyond [the river] Jeyhoon. (TA.) b5: And i. q. قَبْل [generally signifying Before in respect of time; but as some say, in respect of place also, which may perhaps be here meant]: (T:) and [the contr., namely,] i. q. بَعْد [generally meaning after in respect of time; but as some say, in respect of place also, which may perhaps be here meant]. (Fr, T, TA.) b6: It signifies also Nearer than another thing: (S, Msb, K:) so in the phrase هٰذَا دُونَ ذٰلِكَ [This is nearer than that]; (S Msb;) or هٰذَا دُونَهُ [this is nearer than he, or it]. (K.) [Hence,] one says also, اُدْنُ دُونَكَ meaning Draw thou near in the space that is between me and thee: (A Heyth, T:) [or approach thou nearer to me:] or draw thou near [or nearer] to me. (IAar, T, M, K.) And يَزِيدُ بَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِى, a saying of a poet, means Yezeed lowers the eye towards a spot between me and him. (A Heyth, T.) [خَشَعَتْ دُونَهُ الأَبْصَارُ, also, has a similar meaning: see 1 in art. خشع. So, too, has the phrase, خَاوَتَ طَرْفَهُ دُونِى: see 3 in art. خوت. And hence,] one says, دُونَ النَّهْرِ جَمَاعَةٌ [In the way of, or to, the river, or on this side of the river, or nearer than the river, is a company of men; or] before thy reaching the river [there is to be found, or encountered, a company of men]. (K.) And دُونَ قَتْلِ الأَسَدِ أَهْوَالٌ [In the way of, or to, the slaying of the lion, or] before thine attaining to the slaying of the lion, terrors [are to be encountered]. (T, TA.) [And دُونَهُ خَرْطُ القَتَادِ: see 1 in art. خرط.] And حَالَ دُونَ الشَّىْءِ [It intervened as an obstacle in the way to the thing; or] it prevented from attaining the thing. (W p. 71.) [And لَيْسَ دُونَهُ شَىْءٌ There is nothing intervening as an obstacle in the way of, or to, him, or it.] And [hence,] قُتِلَ دُونَ مَالِهِ, and نَفْسِهِ, and أَخِيهِ, and جَارِهِ, He was slain in defence of his property, and of himself, and of his brother, and of his neighbour. (Occurring in a trad. commencing with the words الغَرِيقُ شَهِيدٌ, in the “ Jámi' es-Sagheer,” and thus explained in the margin of a copy of that work.) [And نَبَحَ دُونَهُ is a modern phrase meaning (assumed tropical:) He defended him as though by barking in the way to him.] b7: [Hence,] also i. q. عَلَى [as meaning Against; denoting defence by means of intervention: see an ex. in a verse cited voce شَخْصٌ]. (Fr, T, TA.) b8: And i. q. عِنْدَ [meaning At, near, nigh, by, or near by; with, or present with; &c.]. (Fr, T, Ibn-Es-Seed.) Accord. to Ez-Zowzanee, it has this meaning in the saying of Imra-el-Keys, [describing a horse,] فَأَلْحَقَنَا بِالهَادِيَاتِ وَ دُونَهُ جَوَاحِرُهَا فِى صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّلِ (TA, but only the former hemistich is there given,) i. e. And he made us to overtake the foremost of the wild animals, while near to him were those that lagged behind, in a herd, not dispersed. (EM p. 48.) b9: And i. q. غَيْر [as meaning Other than, beside, or besides, exclusively of, or not as used before a substantive or an adjective]. (K.) Hence, in the Kur [xxi. 82], وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذٰلِكَ [And who should do work other than, or beside, that]. (Fr, TA.) And in the same [iv. 51 and 116], وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ But He will forgive what is other than that: or, as some say, what is less than that. (Er-Rághib, TA.) and so, it is said, in the trad., لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ

صَدَقَةٌ [There is no poor-rate to be exacted in the case of what is other than, or not, or, rather less than, five ounces]. (K.) So, too, it is said to mean in the trad., أَجَازَ الخُلْعَ دُونَ عِقَاصِ رَأْسِهَا [He allowed the divorcing a wife for a gift, or compensation, other than the عِقَاص (q. v.) of her head: in the CK, in which الخَلْعُ is erroneously put for الخُلْعَ, this is given as an ex. of ذُونَ in the sense of سَوِى, which is syn. with غَيْر]: or the meaning is, for anything, even for the عقاص of her head. (K, TA.) b10: It is also used (M, K, TA) as a subst. (M, TA) with مِنْ prefixed to it, [very often in this case, in the Kur and elsewhere, as meaning غَيْر and sometimes in other senses explained above,] and likewise with بِ (M, K, TA,) though rarely. (K.) One says, هٰذَا دُونَكَ and هٰذَا مِنْ دُونِكَ [This is below thee, or above thee: &c.]. (M, TA.) And it is said in the Kur [xxviii. 23], وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ (M, TA) And he found in a place below them two women: (Bd:) or beside them, or exclusively of them. (Jel.) One says also, هٰدَا لِىدُونَ لَكَ or مِنْ دُونِكَ [meaning This belongs to me exclusively of thee]; i. e. thou hast no right nor share [with me] in this. (Kull p. 186.) The phrase فِيهِمْ مَنْ لَيْسَ بِدُونِهِ [app. as meaning Among whom was such as was not below him in respect of knowledge of poetry] is used by Akh in his book on rhymes. (M, TA.) b11: It also denotes a command, (T, K,) and an incitement (Fr, T, S, K) to do a thing. (S.) Using it in the former sense, you say, دُونَكَ الدِّرْهَمَ, meaning Take thou the dirhem; (T;) or دُونَكَ الشَّىْءَ and دُونَكَ بِالشَّىْءِ, meaning Take thou the thing: (M:) and using it in the latter sense, you say, دُونَكَهُ, (S, K, TA,) meaning Keep thou, cleave thou, cling thou, or hold thou fast, to him; and take care of him: (TA:) or دُنَكَ زَيْدًا Keep thou, &c., to Zeyd, taking care of him. (T.) Temeem [meaning a party of the tribe so named] said to El-Hajjáj, when he had slain, i. e. crucified, Sálih Ibn-' Abd-Er-Rahmán, “ Permit us to bury Sálih: ” and he replied, دُونَكُمُوهُ [Take ye him]. (S, TA.) b12: And it also denotes a threat. (T, K.) So in the sayings دُوَكَ صِرَاعِى [Beware thou of wrestling with me] and دُونَكَ فَتَمَرَّسْ بِى [Beware thou, and then set thyself against me to do evil if thou canst]. (T, TA.) b13: It is said that no verb is derived from it: (T, S, M, Msb:) but some assert that دَانَ and أُدِينَ [mentioned in the first paragraph of this art.] are derived from it. (S.) b14: The dim. of دُونَ is ↓ دُوَيْنَ: (Ham p. 404:) and ↓ دُوَيْنَةَ occurs as a dim. in a verse of a post-classical poet; but, [ISd says,] of what word I know not, unless they said ↓ دُونَةَ [for دُونَ]. (M.) دُونَةَ: see the next preceding sentence.

دُوَيْنَ: see the next preceding sentence.

دُوَيْنَةَ: see the next preceding sentence.

دَيْوَانٌ: see the next paragraph.

دِيوَانٌ, an arabicized word, (AO, M, Msb, &c.,) from the Pers\. [دِيوَانْ]; (AO, M, &c.;) [though some hold it to be of Arabic origin:] J says, (TA,) it is originally دِوَّانٌ, but ى is substituted for one of the و s ; as is shown by its pl., (S, Msb,) which is دَوَاوِينُ; (S, M, Msb, K;) for if the ى were radical, they would say دَيَاوِينُ; (S;) but accord. to IDrd and IJ, (IB, TA,) it has this latter pl. also: (M, IB, K, TA:) Sb says that the و in دِيوَانٌ, though after ى, is not changed into ى, as it is in سَيِّدٌ, because the ى in the former word is not inherent; that word being of the measure فِعَّالٌ, from دَوَّنْتَ; (M;) [i. e.] it is from دَوَّنَ الكُتُبَ meaning “ he collected the writings; ” as is shown by their saying ↓ دُوَيْوِينٌ, (M,) which is the dim.: (Msb:) ISk says that ديوان is with kesr only [to the د]; (M;) but one says ↓ دَيْوَانٌ also, (K,) which is mentioned by Ks, as postclassical, and by Sb; like بَيْطَارٌ: (M:) the meaning is A دَفْتَر [or register]: (Shifá el-Ghaleel, TA:) or a collection of written leaves or papers [forming a book, generally for registration]: (ISk, M, Mgh, * K:) or a register of accounts; an accountbook: (Msb:) and a register of soldiers and pensioners [and others]: (IAth, K:) the first who instituted, or appointed, or arranged, such a book, (Mgh, Msb, K,) among the Arabs, (Msb,) for the prefects, or administrators, (Mgh, Msb,) and the Kádees, (Mgh,) is said to have been 'Omar: (Mgh, Msb, K: *) accord. to El-Máwardee, it is a register of what concerns the rights, or dues, of the state, relating to the acts of the government, and the finances, and the military and other administrators thereof: (TA:) then any book was thus called: and especially the poetry of some particular poet: so that this meaning became [conventionally regarded as] a proper signification thereof; (Shifá el-Ghaleel, TA;) i. e. a collection of poetry [of a particular poet]. (TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ, meaning Such a one is of those whose names are written in the register. (Mgh.) [Also Such a one is of the keepers of the register; or, is of the registrars. (And sometimes it has another meaning, which see below.) And hence the saying] الشِّعْرُ دِيوَانُ العَرَبِ (assumed tropical:) [Poetry is the register of the Arabs]: because they used to refer to it on their differing in opinion respecting genealogies and wars or fights and the appointing of stipends or allowances from the government-treasury, like as the people of the ديوان [properly so called] refer to their ديوان in a case that is doubtful to them; or because it was the depository of their sciences, and the preserver of their rules of discipline, and the mine of their histories. (Har p. 263.) b2: Afterwards, also, it was applied to signify An account, or a reckoning. (Msb, TA.) b3: and Writers [of accounts or reckonings]. (TA.) b4: And A place of account or reckoning, (Msb, TA,) and of writers [of accounts or reckonings] (TA.) b5: [Also A council, court, or tribunal: see دَسْتٌ. Hence أَهْلُ الدِّيوَانِ sometimes means The people of the council, court, or tribunal. b6: And also, in the present day, A long seat, formed of a mattress laid against the side of a room, upon the floor or upon a raised structure or frame, with cushions to lean against; or two or more of such mattresses &c. similarly placed.]

ديوَانِىٌّ Of, or belonging to, a دِيوَان. (TA.) دُوَيْوِينٌ dim. of دِيوَانٌ, q. v. (M, * Msb.) أَدْوَنُ is used by IJ in the phrase ذٰلِكَ أَقَلٌّ الأَمْرَيْنِ وَأَدْوَنُهُمَا [That is the lesser of the two affairs, or cases, and the lower, baser, &c., of them]: but [ISd says that] this is strange, because [he held that], like أَحْنَكَ, it has no verb belonging to it. (M.)
دون
: ( {دُونَ، بالضمِّ: نَقيضُ فَوْقَ) ، وَهُوَ تَقْصيرٌ عَن الغايَةِ؛ (ويكونُ ظَرْفاً) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ.
يقالُ: هَذَا} دُونك فِي التَّحْقيرِ والتَّقْريبِ، فالتَّحْقيرُ مِنْهُ مَرْفوعٌ، والتَّقْريبُ مَنْصوبٌ لأنَّه صفَةٌ. ويقالُ: دُونُك زَيْدٌ فِي المنْزِلَةِ والقُرْبِ والبُعْدِ.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: دونُ كلمةٌ فِي معْنَى التَّحْقيرِ والتَّقْريبِ، يكونُ ظَرْفاً فيُنْصَبُ ويكونُ اسْماً فيدْخلُ حَرْفُ الجرِّ عَلَيْهِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: لَا يُسْتَعْملُ مَرْفوعاً فِي حالِ الإِضافَةِ. وأمَّا قوْلُه تعالَى: {وأَنَّا منَّا الصَّالِحُون ومِنَّا دُونِ ذلِكَ} ؛ فإنَّه أَرادَ مِنَّا قَوْمٌ، دُون ذلِكَ فحذفَ المَوْصُوف.
وقالَ غيرُهُ: ومِنَّا دُونَ ذلِكَ، بالنَّصْبِ والمَوْضِعُ مَوْضِعُ رَفْعٍ، وذلِكَ أنَّ العادَةَ فِي دُون أَنْ يكونَ ظَرْفاً ولذلِكَ نصبُوه.
(و) يكونُ (بمعْنَى أَمامَ، و) بمعْنَى (وراءَ، و) بمعْنَى (فوقَ ضِدٌّ) ، فمِن معْنَى الوَراءِ قوْلُهم: هَذَا أَميرٌ على مَا دُون جَيحونَ، أَي على مَا وَراءَه؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
تُرِيك القَذى مِن دُونها وَهِي {دُونه إِذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُأَي تُرِيك هَذِه الخمرُ مِن ورَائِها، والخمْرُ دُونَ القَذى إِليك، وليسَ ثمَّ قَذًى وَلَكِن هَذَا تَشْبيه؛ يقولُ: لَو كانَ أَسْفَلُها قَذًى لرَأَيْته.
ومِن معْنَى فَوْق قوْلُهم: إِنَّ فلَانا لشَّريفٌ، فيُجيبُ آخَرُ فيقولُ:} ودُون ذلِكَ، أَي فَوْقَ ذلِكَ.
(و) يكونُ (بمعْنَى (غيرٍ، قيلَ. وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {ويَعْملُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ} ، أَي دُون الغَوْص، يُريدُ سِوَى الغَوْص مِن البِنَاءِ، نَقَلَه الفرَّاءُ؛ وَكَذَا قوْلُه تعالَى: {إلهَيْن مِن دُون الّلهِ} ، أَي غَيْر الّلهِ. وقوْلُه تعالَى: {وَيغْفر مَا دُون ذلِكَ} ، أَي مَا سِوَى ذلِكَ، وقيلَ: أَي مَا كانَ أَقَلّ مِن ذلِكَ، والمَعْنَيان مُتَلازِمَان، نَقَلَه الرَّاغبُ.
وكذلِكَ الحدِيثُ:
((لَيْسَ فِيمَا دونَ خَمْسِ أَواقٍ صَدَقَةٌ) ، أَي فِي غيرِ خَمْسِ أَواقٍ قيلَ: وَمِنْه) أَيْضاً (الحَديثُ: (أَجازَ الخُلْعَ دونَ عِقاصِ رأْسِها) ، أَي بِمَا سِوَى عِقاصِ رأْسِها، أَو مَعْناهُ؛ بكُلِّ شيءٍ حَتَّى بعِقاصِ رأْسِها. (و) يكونُ (بمَعْنَى الشَّريفِ) ، نَقَلَه بعضُ النَّحويِّين.
(و) بمعْنَى الحَقِيرِ (الخَسيسِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ قوْلُ الفرَّاءِ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
إِذا مَا عَلا المرءُ رامَ العَلاءويَقْنَع بالدُّونِ مَن كانَ {دُونا وَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) يكونُ (بمعْنَى الأَمرِ) كقوْلِكَ:} دُونكَ الدرهمَ، أَي خذْهُ، وكذلِكَ: دُونكَ بِهِ.
(و) يكونُ بمعْنَى (الوَعِيدِ) ، كقوْلِكَ: دُونكَ صراعِي، ودُونكَ فتَمرَّسْ بِي.
(و) {الدونُ: (ة بالدِّينَوَرِ) ، مِنْهَا أَبو محمدٍ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ محمدٍ الصُّوفيُّ} الدونيُّ رَاوِي سنَن النّسائي عَن القاضِي أَبي نَصْر أَحْمَد بنِ الحُسَيْن الكسار، وَعنهُ أَبو زرعَةَ المقدسيُّ، وُلِدَ سَنَة 427، وتُوفي سَنَة 501.
(و) {دُونَةُ، (بهاءٍ: ة بِنَهاوَنْدَ) ، هَكَذَا ضَبَطَه صاحِبُ اللّبّ، وَهُوَ الصَّوابُ؛ (وَقد يُزادُ فِي النِّسْبَةِ إِليها قافٌ، مِنْهَا: عُمَيْرُ بنُ مِرْداسٍ} الدُّونَقِيُّ) ؛ ومَرَّ للمصنِّفِ فِي القافِ، ضَبَطَه كجَوْهَرٍ، وَهُوَ خَطَأٌ نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ. 6
(! ودُوِينُ، بالضَّمِّ وكسْرِ الواوِ: ة وبنَيْسابورَ.
(و) أَيْضاً: (د بإِرمِنِيَةَ) فِي أَذربيجان، وَبِه وُلِدَ المَلِكُ الأَفْضَلُ نَجْم الدِّيْن أَيوبُ بنُ شادِي بنِ مَرْوان، والِدُ السُّلْطان صَلاح الدِّيْن يوسُف؛ و (مِنْهُ) أَبو الفُتوحِ (نَصْرُ الّلهِ بنُ مَنْصورِ) بنِ سَهْلٍ المُلَقَّبُ بالكَمالِ تَفَقَّه على الغَزَالِي ببَغْداد وسافَرَ إِلَى خُرَاسَان، ورَوَى عَن أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ سَهْلٍ السَّرَّاج، وأَبي سعيدٍ عبْدِ الواحِدِ بنِ أَبي القاسِمِ القشيريِّ؛ وَعنهُ أَبو سعدِ بنُ السّمعانيُّ تُوفي ببلخ سَنَة 546؛ (و) مِنْهُ أَيْضاً (أَبو عبدِ الّلهِ) ، هَكَذَا فِي النَّسخِ والصَّوابُ عبْد الّلهِ، (بنُ رزينٍ) الضَّريرُ شيْخُ ابْن أَبي لُقْمَة، ذَكَرَه الذَّهبيُّ، ماتَ بعْدَ الأَرْبَعِيْن وخَمْسُمائةٍ، (المُحدِّثان.
(و) {دُوَانُ، (كغُرابٍ: ناحِيَةٌ بِعُمانَ) بَيْنه وبَيْن فَيْروزاباد على ساحِلِ البَحْر، قالَهُ نَصْر.
(و) } دَوَّانُ، (كشَدَّادٍ: ع بأَرْضِ فارِسَ) .
وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بفارِسَ مَوْصُوفَة بجَوْدَةِ الخَمْر.
قلْتُ: وَمِنْهَا الجلالُ سعدُ بنُ محمدٍ الصديقيّ {الدَّوَّانِّي، أَحَدُ المُحَقِّقين فِي المَعْقولات.
(} والدُّوَدِنُ، كعُلَبِطٍ: دَمُ الأَخَوَيْنِ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وَلَا يشتق مِن: ( {دُون) فِعْل. وبعضُهم يقولُ: من (} دَانَ {يَدونُ} دَوْناً) ، بالفتْحِ والضَّمِّ، ( {وأُدِينُ، بالضمِّ) ،} إِدانَةً: (صارَ دُوناً خَسِيساً، أَو ضَعُفَ) ؛ وَهَذَا رَوَاهُ الرَّاغبُ عَن ابنِ قتيبَةَ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: ويُرْوى قوْلُ عديَ:
أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم {يُدَن ْقالَ: وغيرُهُ يرويهِ: لم} يُدَنَّ، بتَشْديدِ النُّونِ على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، مِن دَنَّى يُدَنِّي أَي ضَعُفَ. يقولُ هَذَا الشاعِرُ: جَرْي هَذَا الفَرَسِ وحِدَّتُه خَلَّف الذِّرْعان، أَي أَوْلادَ البَقَرَةِ خلْفَه وَقد عَلا الرَّبْرَبَ شَدٌّ ليسَ فِيهِ تَقْصِير.
(! والدِّيوانُ) ، بالكسْرِ؛ قالَ ابنُ السِّكِّيت: لَا غَيْر، (ويُفْتَحُ) عَن الكِسائي، وحَكَاها سِيْبَوَيْه؛ (مُجْتَمَعُ الصُّحُفِ) ، عَن ابنِ السِّكِّيت. (و) أَيْضاً: (الكِتابُ يُكْتَبُ فِيهِ أَهْلُ الجَيْشِ وأَهلُ العَطِيَّةِ) ؛ عَن ابنِ الأَثيرِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا يَجْمَعهم {دِيوانٌ حافظٍ) . (وأوَّلُ مَنْ وَضَعَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ) .
قالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُه} دِوَّانٌ، فعُوِّض مِن إحْدَى الواوَيْن يَاء لأنَّه (ج) أَي يجْمَعُ على ( {دَواوينٍ) ، وَلَو كانتِ الياءُ أَصْليَّةً لقالُوا دِياوَين.
قالَ ابنُ بَرِّي: (و) حَكَى ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ جني: أنَّه يقالُ: (دَياوِينُ، وَقد} دَوَّنَهُ) {تَدْوِيناً: جَمَعَهُ.
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وأَوْرَدَه الجواليقي فِي المُعَرَّبِ، وَكَذَا الخفاجيّ فِي شِفاءِ الغَليلِ.
وقالَ الكِسائيُّ: هُوَ بالفتْحِ لُغَةٌ موَلَّدةٌ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: إنَّما صَحَّتِ الواوُ فِي دِيوانٍ، وَإِن كانتْ بعْدَ الياءِ وَلم تَعْتل كَمَا اعْتَلَّت فِي سيد، لأنَّ الياءَ فِي} دِيوانٍ غَيْرُ لازِمَةٍ، وإِنَّما هُوَ فِعَّال مِن {دَوَّنتُ، والدَّليلُ على ذلِكَ قوْلُهم:} دُوَيْوِينٌ، فدلَّ ذلِكَ على أنَّه فِعَّالٌ وأنَّك إنَّما أَبْدَلْت الْوَاو بعْدَ ذلِكَ.
قالَ: وَمن قالَ {دَيْوان فَهُوَ عنْدَه بمنْزِلَةِ بَيْطار.
وقالَ الماورديّ فِي الأَحْكامِ السُّلْطانيَّة: إنَّ} الدّيوانَ مَوْضُوعٌ لحفْظِ مَا تعلَّقَ بحقُوقِ السَّلْطَنَةِ مِنَ الأَعْمالِ والأَمْوالِ ومَنْ يقومُ بهَا مِنَ الجيوشِ والعمَّال.
قلْتُ: وذَكَرَ غيرُ واحِدٍ أنَّه إنَّما سُمِّي بِهِ لأنَّ كسْرَى لمَّا اطَّلَع على الكتَّاب ومُعامَلاتِهم فِي سرْعَةٍ قالَ: هَذَا عَمَل دِيوانٍ، أَي هَذَا عَمَلُ الجنِّ، فإنَّ دِيو، بالكسْرِ، الجِنّ، والأَلِف والنُّون علامَةُ الجمْعِ عنْدَهم، فبَقي هَذَا اللَّقَبُ هَكَذَا.
وقالَ المَناوِيُّ: الدِّيوانُ جَريدَةُ الحسابِ، ثمَّ أُطْلِق على الحاسِبِ، ثمَّ على مَوْضِعِه.
وَفِي شِفاءِ الغَليلِ: أُطْلِقَ على الدَّفْترِ، ثمَّ قيلَ لكلِّ كتابٍ، وَقد يخَصُّ بشعْرِ شاعِرٍ معَيَّنٍ مجَازًا حَتَّى جاءَ حَقِيقَة فِيهِ، فمعانِيَه خَمْسة: الكَتَبَةُ ومحَلَّهم والدَّفْتَر وكلُّ كتابٍ ومَجْموعُ الشعْرِ:
قلْتُ: ومِن أَحَدِ هَذِه المَعانِي سَمَّي الحافِظُ الذَّهبيُّ كتابَهُ فِي الضُّعَفاء والمَتْرُوكِين، وَهُوَ عنْدِي بخطِّه.
(و) يقالُ: (هَذَا {دُونَه: أَي أَقْرَبُ مِنْهُ.
(و) يقالُ: (} دُونَكَهُ إِغراءٌ) : أَي ألْزَمْه فاحْفَظْه.
وقالتْ تَمِيمُ للحجَّاجِ: أَقْبِرنا صَالحا وكانَ قد صَلَبَه، فقالَ {دُونَكُمُوه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، يعْنِي لمَّا قتلَ صَالح بن عبْدِ الرَّحْمان.
(} والتَّدَوُّنُ: الغِنَى التامُّ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وادْنُ {دُونَكَ: أَي اقْتَرِبْ منِّي) فِيمَا بَيْني وبَيْنك. وفسَّرَ أَبُو الهَيْثم قوْلَ الشاعِرِ:
يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ} دُوني أَي يُنَكِّسُه فِيمَا بَيْني وبَينه مِن المكانِ؛ وقالَ زُهَيْرُ بنُ خَبَّاب:
وَإِن عِفْتَ هَذَا فادْنُ دُونَكَ إِننيقليلُ الغِرار والشَّرِيجُ شِعارِيالشَّريجُ: القَوْسُ.
وقالَ جَريرٌ:
أَعَيَّاشُ قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتيوأَوْقدتُ نارِي فادْنُ دُونَكَ فاصْطِلي (ويدخُلُ على دُونِ، من والباءُ قَليلاً) ، فيقالُ: هَذَا دُونك، وَهَذَا من دُونِك، وَفِي الكِتابِ العَزيزِ: {ووَجَد مِن! دُونِهم امْرَأَتَيْن تَذُودَان} ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه: لَا يَحْمِلُ الفارِسَ إلاَّ المَلْبُونْ ألمحْضُ من أَمامِه وَمن دُونْقالَ: وإنَّما قلْنا فِيهِ إِنَّه إنَّما أَرادَ مِن دُونِه لقوْلِه مِن أَمامه فأَضافَ، فكَذلِكَ نَوَى إضافَة دُون، وأَنْشَدَ فِي هَذَا المعْنَى للجَعْديِّ:
لَهَا فَرَطٌ يكونُ وَلَا تَراهُأَماماً من مُعَرَّسِنا {ودُونا وأَمَّا الباءُ فقد اسْتَعْمَلَه الأَخْفَش فِي كتابِهِ فِي القَوافِي، فقالَ فِيهِ وَقد ذَكَرَ أعْرابيًّا أَنْشَدَه شعْراً مُكْفَأً: فرَدَدْناه عَلَيْهِ وعَلى نَفَرٍ مِن أَصْحابِهِ فيهم مَنْ ليْسَ} بدُونِهِ، فأَدْخَل عَلَيْهِ الباءَ كَمَا تَرَى.
(و) قوْلُهم: (دُونَ النَّهْرِ جماعَةٌ) ، {ودُونَ قَتْلِ الأَسَدِ أَهْوالٌ، (أَي قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ دُرَيْدٍ فِي المَقْصورَةِ:
إنَّ امْرأَ القيْسِ جرى إِلَى مَدَى فاعْتاقه حَمَامُه دُوْنَ المَدَى أَي قَبْلَه؛ نَقَلَه الخفاجيُّ.
قالَ اللّحْيانيُّ: (و) أَكْثَرُ (مَا يقالُ) فِي كَلامِ العَرَبِ: (هَذَا رَجُلٌ من دُونٍ) ، وَهَذَا شيءٌ مِن دُونٍ أَي حَقِيرٌ ساقِطٌ؛ يقُولُونَها مَعَ مِن؛ وَمِنْه قوْلُهم: لَوْلَا أَنَّك مِن دُونٍ لم تَرْضَ بذا، ورَضِيتَ مِن فلانٍ بأَمْرٍ مِن دُونٍ. (وَلَا يقالُ: رَجُلٌ دُونٌ) لم يَتَكَّلُموا بِهِ، وَقد جَوَّزَه بعضُهم فقالَ: يقالُ: رَجُلُ دُونٌ: ليْسَ بِلَا حق؛ وثوْبٌ دُونٌ: رَدِيءٌ.
وقالَ ابنُ جني: فِي شيءٍ دُونٍ، ذَكَرَه فِي كتابِهِ المَوْسوم بالمُعَربِ. (وَلَا) يقالُ فِيهِ (مَا} أَدْوَنَه) لأنَّه لَا يَتَصَرَّف مِنْهُ فِعْل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا هُوَ! دُونَكَ فِي الشَّرفِ والحَسَبِ ونحْوِه على المَثَلِ، كَمَا قالُوا: إِنَّه لصُلْبُ القَناةِ، وإنَّه لمن شَجَرَةٍ صالِحَةٍ.
قالَ ابنُ جني: ويقالُ: أَقلُّ الأَمْرَيْن {أَدْوَنُهما.
قالَ ابنُ سِيْدَه: فاستعملَ مِنْهُ أَفْعَل وَهَذَا بَعِيدٌ لأنَّه ليْسَ لَهُ فعْلٌ، فتكونُ هَذِه الصِّيغَةُ مَبْنِيَّة مِنْهُ وإنمَّا تُصاغُ هَذِه الصِّيغَةُ مِنَ الأَفْعَالِ، غَيْر أَنَّه قد جاءَ مِن هَذَا شَيْء ذَكَرَه سِيْبَوَيْه، وذلكَ قوْلُهم: أَحْنَكُ الشاتَيْنِ، كأنَّهم قَالُوا حَنَك، فإنَّما جاؤوا بأَفْعَل على نَحْوِ هَذَا، وَلم يتَكَلَّموا بالفعْلِ.
وَقد يكونُ دُون بمعْنَى تحْتَ كقوْلِكَ دُونَ قَدَمِك خَدُّ عدُوِّك، أَي تحْتَ قَدَمِك؛ وجَلَسَ دُونَه: أَي تحْتَه.
قالَ الفرَّاءُ: وتكونُ بمعْنَى على، وبمعْنَى بَعْدَ، وبمعْنَى عنْدَ، الأخيرَةُ ذَكَرَها ابنُ السَّيِّدِ فِي المَعانِي، وَبِه فسَّرَ الزوزني قوْلَ امْرىءِ القَيْسِ:
فَالْحَقْهُ بالهاديات} ودونه أَي عنْدَه.
وبمعْنَى {الأَدْون الَّذِي نَقَلَه الرَّاغبُ.
} ودِيوانٌ بالكسْرِ: اسمُ كلْبٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ:
أَعْدَدْتُ {دِيواناً لدِرْباسِ الحَمِتْمَتى يُعايِنْ شَخْصَه لَا يَنْفَلِتْودِرْباس أَيْضاً: كلْبٌ، أَي أَعْدَدْت كلْبِي لكَلْب جِيرَانِي الَّذِي يُؤْذِيني فِي الحَمْتِ.
} ودَوَانُ، كسَحابٍ: قَرْيةٌ بكاذرون، كَذَا فِي حواشِي العُبابِ للحافِظِ السّيوطيّ، رَحِمَه الّلهُ.
قلْتُ: ولعلَّها المُشَدَّدَةِ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ، رَحِمَه الّلهُ.
{والدِّيوانُ سِكَّةٌ بمَرْوَ، مِنْهَا أَبو العبَّاسِ جَعْفرُ بنُ وجيه بنِ حُرَيْث} الدِّيوانيُّ المَرْوَزيُّ سَمِعَ عليَّ بن خَشْرَم وغيرِهِ.
! والدِّيوانيُّ لهَذَا الدِّرْهمِ المُعامَل بِهِ بَيْن أَيْدِي الناسِ اليَوْم عامِّيَّة، كأَنَّه نُسِبَ إِلَى دِيوانِ السُّلْطانِ مكنياً بِهِ عَن جودَةِ فضَّتِه.
دون
من (د و ن) الحقير الخسيس.

دون: دُونُ: نقيضُ فوقَ، وهو تقصير عن الغاية، ويكون ظرفاً. والدُّونُ:

الحقير الخسيس؛ وقال:

إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء،

ويَقْنَع بالدُّونِ مَن كان دُونا

ولا يشتق منه فعل. وبعضهم يقول منه: دانَ يَدُونُ دَوْناً وأُدِين

إدانةً؛ ويروى قولُ عديّ في قوله:

أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ،

وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ.

وغيره يرويه: لم يُدَنّ، بتشديد النون على ما لم يسم فاعله، من دَنَّى

يُدَنِّي أَي ضَعُفَ، وقوله: أَنسل الذِّرْعانَ جمع ذَرَعٍ، وهو ولد

البقرة الوحشية؛ يقول: جري هذا الفرس وحِدَّتُه خَلَّف أَولادَ البقرة خلْفَه

وقد علا الرَّبْرَبَ شَدٌّ ليس فيه تقصير. ويقال: هذا دون ذلك أَي أَقرب

منه. ابن سيده: دونُ كلمة في معنى التحقير والتقريب، يكون ظرفاً فينصب،

ويكون اسماً

فيدخل حرف الجر عليه فيقال: هذا دونك وهذا من دونك، وفي التنزيل العزيز:

ووجَدَ من دُونهم امرأَتين؛ أَنشد سيبويه:

لا يَحْمِلُ الفارسَ إلاّ المَلْبُونْ،

أَلمحْضُ من أَمامِه ومن دُونْ.

قال: وإنما قلنا فيه إنه إِنما أََراد من دونه لقوله من أَمامه فأَضاف،

فكذلك نوى إضافة دون؛ وأَنشد في مثل هذا للجعدي:

لها فَرَطٌ يكونُ، ولا تَراهُ،

أَماماً من مُعَرَّسِنا ودُونا.

التهذيب: ويقال هذا دون ذلك في التقريب والتحقير، فالتحقير منه مرفوع،

والتقريب منصوب لأَنه صفة. ويقال: دُونُك زيدٌ في المنزلة والقرب

والبُعْد؛ قال ابن سيده: فأَما ما أَنشده ابن جني من قول بعض المولَّدين:

وقامَتْ إليه خَدْلَةُ السَّاقِ، أَعْلَقَتْ

به منه مَسْمُوماً دُوَيْنَةَ حاجِبِهْ.

قال: فإِني لا أَعرف دون تؤنث بالهاء بعلامة تأْنيث ولا بغير علامة،

أَلا ترى أَن النحويين كلهم قالوا الظروف كلها مذكرة إِلا قُدّام ووراء؟

قال: فلا أَدري ما الذي صغره هذا الشاعر، اللهم إلا أَن يكون قد قالوا هو

دُوَيْنُه، فإِن كان كذلك فقوله دُوَيْنَةَ حاجبه حسن على وجهه؛ وأَدخل

الأَخفش عليه الباءَ فقال في كتابه في القوافي، وقد ذكر أَعرابيّاً أَنشده

شعراً مُكْفَأً: فرددناه عليه وعلى نفر من أَصحابه فيهم مَن ليْسَ

بدُونِه، فأَدخل عليه الباء كما ترى، وقد قالوا: من دُونُ، يريدون من دُونِه،

وقد قالوا: دُونك في الشرف والحسب ونحو ذلك؛ قال سيبويه: هو على المثل كما

قالوا إنه لصُلْبُ القناة وإنه لمن شجرة صالحة، قال: ولا يستعمل مرفوعاً

في حال الإضافة. وأَما قوله تعالى: وإنا منا الصالحون ومنا دُون ذلك؛

فإِنه أَراد ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف. وثوب دُونٌ: رَدِيٌّ. ورجل

دُونٌ: ليس بلاحق. وهو من دُونِ الناسِ والمتاعِ أَي من مُقارِبِهِما. غيره:

ويقال هذا رجل من دُونٍ، ولا يقال رجلٌ دونٌ، لم يتكلموا به ولم يقولوا

فيه ما أَدْوَنَه، ولم يُصَرَّف فعلُه كما يقال رجل نَذْلٌ

بيِّنُ النَّذَالة. وفي القرآن العزيز: ومنهم دونَ ذلك، بالنصب والموضع

موضع رفع، وذلك أَن العادة في دون أَن يكون ظرفاً

ولذلك نصبوه. وقال ابن الأَعرابي: التَّدَوُّنُ الغنَى التام. اللحياني:

يقال رضيت من فلان بمَقْصِر أَي بأَمر دُونَ ذلك. ويقال: أَكثر كلام

العرب أَنت رجل من دُونٍ وهذا شيء من دُونٍ، يقولونها مع مِن. ويقال: لولا

أَنك من دُونٍ لم تَرْضَ بذا، وقد يقال بغير من. ابن سيده: وقال اللحياني

أَيضاً

رضيت من فلان بأَمر من دُونٍ، وقال ابن جني: في شيءٍ دُونٍ، ذكره في

كتابه الموسوم بالمعرب، وكذلك أَقَلُّ الأَمرين وأَدْوَنُهما، فاستعمل منه

أَفعل وهذا بعيد، لأَنه ليس له فِعْلٌ فتكون هذه الصيغة مبنية منه، وإنما

تصاغ هذه الصيغة من الأفعال كقولك أَوْضَعُ منه وأَرْفَعُ منه، غير أَنه

قد جاء من هذا شيء ذكره سيبويه وذلك قولهم: أَحْنَكُ الشاتَيْنِ

وأَحْنَكُ البعيرين، كما قالوا: آكَلُ الشاتَيْنِ كأَنهم قالوا حَنَك ونحو ذلك،

فإِنما جاؤُوا بأَفعل على نحو هذا ولم يتكلموا بالفعل، وقالوا: آبَلُ

الناس، بمنزلة آبَلُ منه لأَن ما جاز فيه أَفعل جاز فيه هذا، وما لم يجز فيه

ذلك لم يجز فيه هذا، وهذه الأَشياء التي ليس لها فعل ليس القياس أَن يقال

فيها أَفعل منه ونحو ذلك. وقد قالوا: فلان آبَلُ منه كما قالوا أَحْنَكُ

الشاتين. الليث: يقال زيدٌ دُونَك أَي هو أَحسن منك في الحَسَب، وكذلك

الدُّونُ يكون صفة ويكون نعتاً على هذا المعنى ولا يشتق منه فعل. ابن

سيده: وادْنُ دُونَك أَي قريباً

(* قوله «أي قريباً» عبارة القاموس: أي اقترب

مني). قال جرير:

أَعَيّاشُ، قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتي

وأَوقدتُ ناري، فادْنُ دونك فاصطلي.

قال: ودون بمعنى خلف وقدّام. ودُونك الشيءَ ودونك به أَي خذه. ويقال في

الإغراء بالشيء: دُونَكه. قالت تميم للحجاج: أَقْبِرْنا صالحاً، وقد كان

صَلَبه، فقال: دُونَكُموه. التهذيب: ابن الأَعرابي يقال ادْنُ دُونك أَي

اقترِبْ؛ قال لبيد:

مِثْل الذي بالغَيْلِ يَغْزُو مُخْمَداً،

يَزْدادُ قُرْباً دُونه أَن يُوعَدا.

مُخْمد: ساكن قد وَطَّن نفسه على الأَمر؛ يقول: لا يَرُدُّه الوعيدُ فهو

يتقدَّم أَمامه يَغشى الزَّجْرَ؛ وقال زهير بن خَبَّاب:

وإن عِفْتَ هذا، فادْنُ دونك، إنني

قليلُ الغِرار، والشَّرِيجُ شِعاري.

الغِرار: النوم، والشريج: القوس؛ وقول الشاعر:

تُريكَ القَذى من دُونها، وهي دُونه،

إذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُ.

فسره فقال: تُريك هذه الخمرُ من دونها أَي من ورائها، والخمر دون القذى

إليك، وليس ثم قذًى ولكن هذا تشبيه؛ يقول: لو كان أَسفلها قذى لرأَيته.

وقال بعض النحويين: لدُونَ تسعة معانٍ: تكون بمعنى قَبْل وبمعنى أَمامَ

وبمعنى وراء وبمعنى تحت وبمعنى فوق وبمعنى الساقط من الناس وغيرهم وبمعنى

الشريف وبمعنى الأَمر وبمعنى الوعيد وبمعنى الإغراء، فأَما دون بمعنى قبل

فكقولك: دُون النهر قِتال ودُون قتل الأَسد أَهوال أَي قبل أَن تصل إلى

ذلك. ودُونَ بمعنى وراء كقولك: هذا أَمير على ما دُون جَيحونَ أَي على ما

وراءَه. والوعيد كقولك: دُونك صراعي ودونك فتَمرَّسْ بي. وفي الأَمر:

دونك الدرهمَ أَي خذه. وفي الإِغراء: دونك زيداً أَي الزمْ زيداً

في حفظه. وبمعنى تحت كقولك: دونَ قَدَمِك خَدُّ عدوّك أَي تحت قدمك.

وبمعنى فوق كقولك: إن فلاناً لشريف، فيجيب آخر فيقول: ودُون ذلك أَي فوق

ذلك. وقال الفراء: دُونَ تكون بمعنى على، وتكون بمعنى عَلَّ، وتكون بمعنى

بَعْد، وتكون بمعنى عند، وتكون إغراء، وتكون بمعنى أَقلّ من ذا وأَنقص من

ذا، ودُونُ تكون خسيساً. وقال في قوله تعالى: ويعملون عمَلاً دُون ذلك؛

دون الغَوْص، يريد سوى الغَوْص من البناء؛ وقال أَبو الهيثم في قوله:

يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرفَ دُوني.

أَي يُنَكِّسُه فيما بيني وبينه من المكان. يقال: ادْنُ دونك أَي

اقترِبْ مني فيما بيني وبينك. والطَّرفُ: تحريك جفون العينين بالنظر، يقال

لسرعة من الطَّرف واللمْح. أَبو حاتم عن الأَصمعي: يقال يكفيني دُونُ هذا،

لأَنه اسم. والدِّيوانُ: مُجْتَمع الصحف؛ أَبو عبيدة: هو فارسي معرب؛ ابن

السكيت: هو بالكسر لا غير، الكسائي: بالفتح لغة مولَّدة وقد حكاها سيبويه

وقال: إنما صحَّت الواو في دِيوان، وإن كانت بعد الياء ولم تعتل كما

اعتلت في سيد، لأَن الياء في ديوان غير لازمة، وإنما هو فِعّال من دَوَّنْتُ،

والدليل على ذلك قولهم: دُوَيْوِينٌ، فدل ذلك أَنه فِعَّال وأَنك إنما

أَبدلت الواو بعد ذلك، قال: ومن قال دَيْوان فهو عنده بمنزلة بَيْطار،

وإنما لم تقلب الواو في ديوان ياء، وإن كانت قبلها ياء ساكنة، من قِبَل أَن

الياء غير ملازمة، وإنما أُبدلت من الواو تخفيفاً، أَلا تراهم قالوا

دواوين لما زالت الكسرة من قِبَل الواو؟ على أَن بعضهم قد قال دَياوِينُ،

فأَقرّ الياء بحالها، وإن كانت الكسرة قد زالت من قِبَلها، وأَجرى غير

اللازم مجرى اللازم، وقد كان سبيله إذا أَجراها مجرى الياء اللازمة أَن يقول

دِيّانٌ، إلا أَنه كره تضعيف الياء كما كره الواو في دَياوِين؛ قال:

عَداني أَن أَزورَكِ، أُمَّ عَمروٍ،

دَياوِينٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ.

الجوهري: الدِّيوانُ أَصله دِوَّانٌ، فعُوِّض من إحدى الواوين ياء لأَنه

يجمع على دَواوينَ، ولو كانت الياء أَصلية لقالوا دَياوين، وقد دُوِّنت

الدَّواوينُ. قال ابن بري: وحكى ابن دريد وابن جني أَنه يقال دَياوين.

وفي الحديث: لا يَجْمَعهم ديوانُ حافظٍ؛ قال ابن الأَثير: هو الدفتر الذي

يكتب فيه أَسماء الجيش وأَهلُ العطاء. وأَول من دَوَّنَ الدِّيوان عمر،

رضي الله عنه، وهو فارسي معرب. ابن بري: وديوان اسم كلب؛ قال الراجز:

أَعْدَدْتُ ديواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ،

متى يُعايِنْ شَخْصَه لا يَنْفَلِتْ.

ودِرْباس أَيضاً: كلب أَي أَعددت كلبي لكلب جيراني الذي يؤذيني في

الحَمْتِ.

يتم

(يتم) - في الحديث: "تُسْتَأْمَرُ اليَتِيمَةُ في نَفْسِها فإن سَكتَتْ فهو إذْنُها"
: يعنى باليَتِيمَة البِكْرَ البَالِغَةَ التي مَاتَ أبُوها قَبْل بُلُوغِها، فَلَزِمَها اسمُ اليُتْم فَدُعِيَتْ به وَهى بالِغَةٌ مجازاً، والعَربُ رُبَّما دَعَت الشَّىءَ بالاسْمِ الأوّل الذي سُمّى به لمعنًى متقدّم، ثم ينقطعُ ذلك المَعْنَى ولَا يزُولُ الاسْمُ؛ مِن ذلك أنّهم يُسمُّون الرَّجُلَ المسْتَجمِع السِنِّ غُلاماً، وحَدُّ الغُلُومة ما بين أيّام الصِّبا إلى أَوَّلِ أوْقاتِ الشّبَاب؛ وقد رُوِىَ عن ابن عباس قال: كان الغُلامُ الذي قَتلَه الَخَضِر عليه السَّلَام رجُلاً مُسْتَجمِع السِّنّ. وقد قال الله تَعالَى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}
واليَتِيم: مَن لم يبلُغ، ومَن لم يَبلُغْ لَا يُدْفَعُ إليه المَالُ حتّى يَبلُغَ، فإذَا بلَغ انقَطع عنه اليُتْمُ، وَذلك مَذهَبُهم في نِسبةِ الشّىء وإضَافَتِهِ إلى مَن كان يملكُه مرَّةً، كدَارِ عَمْرو بن حُرَيثٍ، وَبُستانِ ابنِ عَامرٍ، وقَصرِ أَوْسٍ، وَقُبَّةِ الحجَّاجِ؛ وَقد يَلِى الرجُلُ الإمَارَةَ والقضَاء زَمَاناً ثم يُعْزلَ، فَيُدعَى أميرًا وقاضِياً، وَمِثلُهُ كثير. وأصل اليُتْم: الانفِرادُ، وقيلَ: الغَفْلَةُ؛ لأنّ اليَتيمَ مُغْفَلٌ عنه، وجَمعُ اليَتِيم أَيْتَام ويَتَامَى. وقيل: جَمعُ اليتيمَة: يَتَامَى، وهو مَقلُوب. يقال: إنَّ المرأَةَ لا يزُول عنها اليُتْمُ مَا لم تَتزوَّجْ، وَاليَتِيم: الضَّعِيف، وَيُقال: يَتُم - بالضَّم - أيضاً.

يتم

4 أَيْتَمَهُ [He made him fatherless]. (TA in art. ايم.) See an ex. in art. ايم, conj. 2.
(يتم) : يَتِمَ يَاتَمُ، مثل: يَيْتَمُ. 
(يتم) (ييتم) يتما يتم ويتما أعيا وَأَبْطَأ وفتر وَقصر وَمن الْأَمر انفلت

(يتم) (ييتم) يتما يتم
يتم:
أيتم: جعله يتيماً (دي ساسي كرست 170:1 و 191:2).
تيتم: أصبح يتيماً (محيط المحيط، فوك، باين سميث 1648).
يتيم: من أنواع التمور (براكس جريدة الشرق والجزائر 279:8).
يتيم: هو ما يدعى باللاتينية asperugo procumbens ( براكس جريدة الشرق والجزائر 297:8).
درة اليتيم أو الدرة اليتيمة: جدها في (معجم الجغرافيا).
ي ت م: (الْيَتِيمُ) جَمْعُهُ (أَيْتَامٌ) وَ (يَتَامَى) وَقَدْ (يَتِمَ) الصَّبِيُّ بِالْكَسْرِ يَيْتِمُ (يُتْمًا) بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا مَعَ سُكُونِ التَّاءِ فِيهِمَا. (وَالْيُتْمُ) فِي النَّاسِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ وَفِي الْبَهَائِمِ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ. وَكُلُّ شَيْءٍ مُفْرَدٍ يَعِزُّ نَظِيرُهُ فَهُوَ (يَتِيمٌ) ، يُقَالُ: دُرَّةٌ يَتِيمَةٌ. 
يتم
اليُتْمُ: انقطاع الصَّبيِّ عن أبيه قبل بلوغه، وفي سائر الحيوانات من قِبَلِ أمّه. قال تعالى:
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى
[الضحى/ 6] ، وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان/ 8] وجمعه:
يَتَامَى. قال تعالى: وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ
[النساء/ 2] ، إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى [النساء/ 10] ، وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى [البقرة/ 220] وكلُّ منفردٍ يَتِيمٌ، يقال: دُرَّةٌ يَتِيمَةٌ، تنبيها على أنّه انقطع مادّتها التي خرجت منها، وقيل: بَيْتٌ يَتِيمٌ تشبيها بالدّرّة اليَتِيمَةِ.
يتم
اليُتْمُ: فِقْدَانُ الأب، يَتم يَيْتَمُ يُتْماً، وأيْتَمَه اللَّهُ، ويَتَمَ يُتْماً. والمَيْتَمَةُ: اليَتَامى. وأيْتَمَتِ المَرْاةُ، وامْرأةٌ مُوْتِمٌ: لها أيْتَامٌ.
واليَتِيْمَةُ من الرمْلِ: الصَرِيْمَةُ المُنْقَطِعَةُ المُنْفَرِدَةُ. واليُتْمُ: الانْفِرَادُ. واليَتِيْمُ: البَطِيْءُ من الخَيْلِ، من قَوْلِهم: في سَيْره يَتَمٌ وأتَمٌ: أي بُطْءٌ. ويَتِمَ يَيْتَمُ: أبْطَأ. واليَتَمُ: الهَم. والدُّرَةُ اليَتِيْمَةُ: مَعْرُوْفَة. واليَتَائِمُ: اسْمُ جَبَلٍ من جِبَالِ بَني سُلَيْمٍ.
ي ت م

يتم الصبيّ من أبيه ويتم يتماً ويتماً. وفلان يتيم: مقطع مات أبواه، وهم يتامى وأيتام وميتمة كمشيخة، عن بعض العرب: هو في ميتمة وأرامل، وأيتمه الله، وأيتمت المرأة. وارمأة موتم: لها أيتام. والحرب ميتمة مأيمة.

ومن المجاز: درّة يتيمة. وهذا بيت يتيم، وهذه صريمة يتيمة: للرملة المنفردة من الرمال. قال الذهليّ:

قوداء يحمل رحلها ... مثل اليتيم من الأرانب

يريد سنامها، والأرانب: أحقاف الرمل. وما في سيره يتم: ضعف وفتور وهو مستعار من حال اليتيم.
[يتم] اليَتيمُ جمعه أيْتامٌ ويَتامى. وقد يَتِمَ الصبيّ بالكسر يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بالتسكين فيهما. واليُتْمُ في الناس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأم. يقال أَيْتَمَتِ المرأةُ فهي موتِمٌ، أي صار أولادها أيْتاماً. وكلُّ شئ مفرد يعز نظيره فهو يَتيمٌ، يقال دُرَّةٌ يَتيمةٌ. ويَتَّمَهُمْ الله تَيْتيماً: جعلهم أيْتاماً. وقال الفند الزمانى: بضرب فيه تأييم وتَيْتيمٌ وإرْنانُ ويقال: في سيره يَتَمٌ بالتحريك، أي إبطاءٌ. وقال الشاعر عمرو بن شأس: وإلا فسيري مثلما سارَ راكِبٌ تَيَمَّمَ خِمْساً ليس في سيره يَتَمُ ويروى: " أمم ".

يتم


يَتَمَ(n. ac. يَتْم)
a. Was, became an orphan; was alone, solitary.

يَتِمَ(n. ac. يَتْم)
a. see supra.
b.(n. ac. يَتَم), Was weary, faint.
يَتُمَ(n. ac. يَتْم
يُتْم)
a. see I
يَتَّمَa. Made an orphan; bereaved.

أَيْتَمَa. Had fatherless children; was a widow.
b. Widowed.

يَتْمa. Orphanage; forlornness; abandonment, loneliness;
desolation.

يُتْمa. see 1
يَتَمa. see 1b. Slowness.

يَتِيْم
(pl.
يَتَمَة
مَيْتَمَة
يَتَاْمَى
22ya
أَيْتَاْم)
a. Orphan; fatherless; motherless.
b. Unique, incomparable; peerless; of the finest water (
pearl ).
يَتِيْمَة
(pl.
يَتَاْمَى)
a. fem. of
يَتِيْم
يَتْمَاْنُa. Minor; ward.

مُوْتِم [ N. Ag.
a. IV ], (pl.
مَيَاْتِيْمُ), Widow.
يَتِيْمَة الدّهْر
a. The wonder of the age.
(ي ت م) : (الْيُتْمُ) فِي النَّاسِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ وَفِي الْبَهَائِمِ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ وَقَدْ يَتِمَ الصَّبِيُّ مِنْ أَبِيهِ يَتْمًا وَيُتْمًا وَيَتُمَ بِالضَّمِّ لُغَةٌ (وَالْيَتَامَى) جَمْعُ يَتِيمٍ وَيَتِيمَةٍ وَالْأَصْلُ يَتَائِمُ فَقُلِبَ (وَأَمَّا أَيْتَامٌ) فَجَمْعُ يَتِيمٍ لَا غَيْرُ كَشَرِيفٍ وَأَشْرَافٍ (وَفِي حَدِيثِ) أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّ جَدَّتَهُ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ ثُمَّ قَالَ قُومُوا لِأُصَلِّيَ بِكُمْ إلَى أَنْ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا» ذِكْرُ تَمَامِ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَسُنَنِ أَبِي دَاوُد وَشَرَحَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي الْأَعْلَامِ وَأَثْبَتَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ فِي بَابِ الرَّجُلِ يَأْتَمُّ بِالرَّجُلِ وَمَعَهُمَا صَبِيٌّ وَامْرَأَةٌ وَبِهَذَا عُرِفَ أَنَّ مَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى بِأَنَسٍ وَيَتِيمٍ تَحْرِيفٌ وَتَصْحِيفٌ.
[يتم] نه: "اليتم" في الناس: فقد الصبي أباه قبل البلوغن وفي الدواب: فقد الأم، وأصل اليتم - بالضم والفتح: الانفراد، وقيل: الغفلة، وقد يتم الصبي بالكسر بيتيم فهو يتيم وهي يتيمة، وجمعها أيتام ويتامى، وقد يجمع اليتيم على يتامى، ويطلق على البالغ مجازًا، كما كانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم يتيم أبي طالب لأنه رباه بعد موت أبيه. ومنه ح: تستأمر "اليتيمة" في نفسها، أراد باليتيعة البكر البالغة التي مات أبوها قبل بلوغها مجازًا، وقيل: إن اسم اليتم لا يزول عن المرأة بالبلوغ ما لم تتزوج. ط: هي صغير بلا لبن فلا معنى لإذنهان فكأنه صلى الله عليه وسلم يشترط بلوغها، أي لا تنكح حتى تبلغ فتستأمر. ج: أي لا ولاية عليها لغيرها، فلا يجبرها أحد إذا أبت. ك: اليتامى يقال للإناث والذكور، جمع يتيمة على القلب. نه: ومنه ح الشعبي: جاءت إليه امرأة فقالت: إني امرأة يتيمة، فضحك أصحابه، فقال: النساء كلهن "يتامى"، أي ضعائف. وفيه: إني امرأة "موتمة" توفى زوجي وتركهم، من أيتمت المرأة فهي موتم وموتمة، أيذات أولاد أيتام. ك: وقد تفتح تاء موتمة. ج: كافل "اليتيم" له أو لغيره، أي سواء كان الكافل من ذوي رحمه وأنسابه كولد ولده ونحوه أو غيره تكفل به فإن أجرهما واحد، ن: متى ينقضي "اليتم"؟ أي حكمه وهو عدم التصرف استقلالا، وأما نفس اليتم فينقضي بالبلوغ. ش: "يتيما" لا مثال لك، أي لا نظير لك، من درة يتيمة.
يتم
يتَمَ يَيتِم، يُتْمًا ويَتْمًا ويَتَمًا، فهو يَتِيم
• يتَم الوَلدُ: فقَد أباه قبل البلوغ "يتَم الصبيُّ فكفله جَدُّه".
• يتَم الصَّغيرُ من الحَيوان: ماتت أمّه أو انقطع عنها. 

يتُمَ يَيْتُم، يُتْمًا، فهو يَتِيم
• يتُم الوَلدُ: يَتَم؛ فقَد أباه قبل البلوغ " {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ} ". 

يتِمَ يَيتَم، يُتْمًا ويَتْمًا، فهو يَتِيم
• يتِم الوَلدُ: يتَم؛ فقد أباه قبل البلوغ.
• يتِم الصَّغيرُ من الحَيوان: يتَم؛ ماتت أمّه أو انقطع عنها. 

أيتمَ يُوتِم، إيتامًا، فهو مُوتِم، والمفعول مُوتَم (للمتعدِّي)
• أيتمتِ المَرأةُ: صار أولادُها أيتامًا.
• أيتمَ الأمرُ الطِّفلَ: صيَّره يتيما؛ أي فاقدًا أباه "كم أيتمت الحربُ من أطفال". 

تيتَّمَ يتيتَّم، تيتُّمًا، فهو مُتيتِّم
• تيتَّم الطِّفلُ أو الصَّبيُّ: يتَم؛ فقد أباه قبل البلوغ "كم من طفل تَيتَّم في أيّام الحرب". 

يتَّمَ يُيتِّم، تيتيمًا، فهو مُيتِّم، والمفعول مُيتَّم
• يتَّم الطِّفلَ: أفقده أباه أو أمّه أو كليهما، جعله يتيمًا "يتَّمتِ الحربُ الأطفالَ- بضربٍ فيه تأييم ... وتيتِيمٌ وإرْنان". 

مَيْتَم [مفرد]: ج مَياتِمُ: دار الأيتام، مَلْجَأ للأطفال اليتامى تحت رعاية الدولة أو إحدى المؤسَّسات الخيريّة. 

مَيْتَمَة [مفرد]: ج مَياتِمُ: ما يُسبِّب اليُتْم "الحرب مَيْتَمة مأيمة: تهلك الرِّجالَ فيصير أولادهم يتامَى، ونساؤهم أيامَى". 

يَتْم [مفرد]: مصدر يتَمَ ويتِمَ. 

يَتَم [مفرد]: مصدر يتَمَ. 

يُتْم [مفرد]:
1 - مصدر يتَمَ ويتُمَ ويتِمَ.
2 - فقدان الأب في البشر وفقدان الأمِّ في البهائم. 

يَتيم [مفرد]: ج أيْتام ويتائمُ ويتامَى، مؤ يتيمة، ج مؤ يتيمات ويتامَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يتَمَ
 ويتُمَ ويتِمَ: "يعطف على اليتامى- {وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ} " ° دار الأَيْتام/ ملجأ الأَيْتام: دار مُخصَّصة لسُكنى اليتامى تحت رعاية الدولة أو إحدى مؤسّساتها الاجتماعيّة- كافل اليتيم/ كفيل اليتيم: القائم بأمره.
2 - مفرد من كلِّ شيء، ما أو من عزّ نظيره "بيت يتيم" ° الجمعة اليتيمة (في مصر): آخر جمعة في شهر رمضان- الدُّرَّة اليتيمة: الثمينة، التي لا نظير لها، النادرة- يتيم زمانه/ يتيم دهره: متفوِّق في نوعه، متفوِّق على أقرانه. 

يتم: اليُتْمُ: الانفرادُ؛ عن يعقوب. واليَتيم: الفَرْدُ. واليُتْمُ

واليَتَمُ: فِقْدانُ الأَب. وقال ابن السكيت: اليُتْمُ

في الناس من قِبَل الأَب، وفي البهائم من قِبَل الأُم، ولا يقال لمن

فَقَد الأُمَّ من الناس يَتيمٌ، ولكن منقطع. قال ابن بري: اليَتيمُ الذي

يموت أَبوه، والعَجِيُّ الذي تموت أُمه، واللَّطيم الذي يموتُ أَبَواه. وقال

ابن خالويه: ينبغي أَن يكون اليُتْمُ في الطير من قِبَل الأَب والأُمِّ

لأَنهما كِلَيْهِما يَزُقّانِ فِراخَهما، وقد يَتِمَ الصبيُّ، بالكسر،

يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بالتسكين فيهما. ويقال: يَتَمَ ويَتِمَ

وأَيْتَمَه اللهُ، وهو يَتِيمٌ حتى يبلغَ الحُلُم. الليث: اليَتيمُ الذي مات

أَبوه فهو يَتيمٌ حتى يبلغَ، فإِذا بلغ زال عنه اسمُ اليُتْم، والجمع

أَيتامٌ ويَتامى ويَتَمةٌ، فأَما يَتامى فعلى باب أَسارى، أَدخلوه في باب ما

يكوهون لأَن فَعالى نظيرُه فَعْلى، وأَما أَيتام فإِنه كُسِّر على

أَفعالٍ كما كَسَّرُوا فاعلاً عليه حين قالوا شاهد وأَشْهاد، ونظيرُه شريفٌ

وأَشْراف ونَصِىرٌ وأَنْصارٌ، وأَما يَتَمَةٌ فعلى يَتَمَ فهو ياتِمٌ، وإِن

لم يسمع

(* قولهم: وإن لم يسمع؛ هكذا في الأصل، ولعلّ في الكلام سقطاَ).

الجوهري يَتَّمهم الله تَىْتِيماً جعلهم أَيتاماً؛ قال الفِنْدُ

الزِّمَّانيّ واسمه شَهْل بن شَيْبان:

بضَرْبٍ فيه تَأْيِيمُ،

وتَيْتِيمٌ وإِرْنانُ

قال المفضل: أَصل اليُتْم الغفْلةُ، وسمي اليَتِيمُ يَتِيماً لأَنه

يُتَغافَلُ عن بَرِّه. وقال أَبو عمرو: اليُتْم الإِبطاء، ومنه أُخذ اليَتىم

لأَن البِرَّ يُبْطِئُ عنه. ابن شميل: هو في مَيْتَمةٍ أَي في يَتامى،

وهذا جمع على مَفْعَلةٍ كما يقال مَشْيَخة للشُّيوخ ومَسْيَفَة للسُّيوف.

وقال أَبو سعيد: يقال للمرأة يَتيمةٌ لا يزول عنها اسمُ اليُتْمِ أَبداً؛

وأَنشدوا:

وينْكِح الأَرامِل اليَتامى

وقال أَبو عبيدة: تُدْعى يتيمةً ما لم تَتزوج، فإِذا تَزوَّجت زال عنها

اسمُ اليُتْم؛ وكان المُفَضَّل ينشد:

أَفاطِمَ، إِني هالكٌ فتثَبَّتي،

ولا تَجْزَعي، كلُّ النساء يَتيمُ

وفي التنزيل العزيز: وآتُوا اليَتامى أَموالَهُم؛ أَي أَعطوهم

أَموالَهُم إِذا آنَسْتم منهم رُشْداً، وسُمُّوا يَتامى بعد أَن أُونِسَ منهم

الرُّشْدُ بالاسم الأَول الذي كان لهم قبل إِيناسِه منهم، وقد تكرر في الحديث

ذكر اليُتْم واليَتِيمِ واليَتيمة والأَيْتام واليتامى وما تصرّف منه.

واليُتْمُ في الناس: فَقدُ الصبيّ أَباه قبل البلوغ، وفي الدوابُ: فَقْدُ

الأُمّ، وأصلُ اليُتْم، بالضم والفتح، الانفرادُ، وقيل: الغفْلةُ،

والأُنثى يَتيمةٌ، وإذاً بَلَغا زال عنهما اسمُ اليُتْم حقيقةٌ، وقد يطلق

عليهما مجازاً بعد البلوغ كما كانوا يُسَمُّون النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو

كبيرٌ يَتيمَ أَبي طالب لأَنه رَبَّاه بعد موتِ أَبيه. وفي الحديث:

تُسْتأْمَرُ اليتيمة في نَفْسها، فإِن سَكَتَتْ فهو إِذْنُها؛ أَراد باليتيمة

البِكْرَ البالغةَ التي مات أَبوها قبل بلوغِها فلَزِمَها اسم اليُتْمِ،

فدُعِيت به وهي بالغةٌ مجازاً. وفي حديث الشعبي: أَن امرأَة جاءَت إِليه

فقالت إِني امرأَةٌ يتيمةٌ، فضَحِك أَصحابُه فقال: النساءُ كلُّهنّ

يَتامَى أَي ضَعائفُ. وحكى ابن الأَعرابي: صَبيٌّ يَتْمانُ؛ وأَنشد لأَبي

العارِم الكلابيّ:

فَبِتُّ أُشَوِّي صِبْيَتي وحَليلتي

طَرِيّاً، وجَرْوُ الذِّئب يَتْمانُ جائعُ

قال ابن سيده: وأَحْرِ بيتامَى أَن يكون جمعَ يَتْمانَ أَيضاً.

وأَيْتَمَت المرأَةُ وهي مُوتِمٌ: صار ولدُها يَتيماً أَو أَولادُها

يَتامَى، وجمعها مَياتِيمُ؛ عن اللحياني. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قالت

له بنتُ خُفَافٍ الغِفاريّ: إِنَّي امرأَةٌ موتِمةٌ تُوُفِّي زَوْجِي

وتَركَهم. وقالوا: الحَرْبُ مَيْتَمةٌ يَيْتَمُ

فيها البَنونَ، وقالوا: لا يحا . . . .

(* كذا بياض بالأصل). الفصيل عن

أُمّه فإِن الذِّئْب عالمٌ بمكان الفَصِىل اليَتِيم. واليَتَمُ:

الغَفْلةُ. ويَتِمَ يَتَماً: قصَّر وفَتَر؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ولا يَيْتَمُ الدَّهْرُ المُواصِل بينَه

عن الفَهِّ، حتى يَسْتَدِير فيَضْرَعا

واليَتَمُ: الإِبْطاءُ ويقال: في سيره يَتَمٌ؛ بالتحريك، أَي إِبْطاءٌ؛

وقال عمرو بن شاس:

وإِلا فسِيرِي مثْلَ ما سارَ راكِبٌ

تَيَمَّمَ خِمْساً، ليس في سَيْرِه يَتَمْ

يروى أَمَم. واليَتَمُ أَيضاً: الحاجةُ؛ قال عِمْران ابن حِطّان:

وفِرَّ عنِّي من الدُّنْيا وعِيشَتها،

فلا يكنْ لك في حاجاتها يَتَمُ

ويَتِمَ من هذا الأَمر يَتَماً: انْفَلَت. وكلُّ شيء مُفْرَدٍ بغير

نَظيرِه فهو يَتيمٌ. يقال: دُرّةٌ يتيمةٌ. الأَصمعي: اليتيمُ الرَّمْلةُ

المُنْفردة، قال: وكلُّ مُنْفردٍ ومنفردةٍ عند العرب يَتيمٌ ويتيمةٌ؛ وأَنشد

ابن الأَعرابي أَيضاً البيت الذي أَنشده المفضل:

ولا تَجْزَعي، كلُّ النساء يَتيمُ

وقال: أَي كلُّ مُنْفردٍ يَتيمٌ. قال: ويقول الناس إِنّي صَحَّفت وإِنما

يُصَحَّف من الصعب إِلى الهيّنِ لا من الهيّن إِلى الصعب

(* هذه الجعلة

من «قال ويقول الناس» لا تتعلق بما قبلها ولا بما بعدها). ابن

الأَعرابي: المَيْتَمُ المُفْرَدُ

(* قوله «الميتم المفرد» كذا بالأصل). من كل

شيء.

يتم
( {اليُتْمُ، بِالضَّمِّ: الانْفِرَادُ) ، عَنْ يَعْقُوبَ، وَهَذَا هُوَ أصْلُ المَعْنَى، كَمَا أَشَار إِلَيْهِ الرَّاغِبُ، (أوْ) هُوَ (فِقْدَانُ الأبِ، ويُحَرَّكُ) ، واقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الضَّمِّ، وقَالَ الحَرَالِّيُّ: اليُتْمُ: فِقْدَانُ الأَبِ حِينَ الحَاجَةِ، ولِذلِكَ أثْبَتَهُ مُثْبِتٌ فِي الذَّكَرِ إِلَى البُلُوغِ، والأنْثى إِلَى الثُّيُوبَةِ، لِبَقَاءِ حَاجَتِها بَعْدَ البُلُوغِ. (و) اليُتْمُ (فِي البَهَائِمِ: فِقْدَانُ الأُمِّ) ، أشَارَ لَهُ الجَوْهَرِيُّ، وهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ، زَادَ، وَلاَ يُقَالُ لِمَنْ فَقَدَ الأُمَّ مِنَ النَّاسِ:} يَتِيمٌ، ولكِنْ: مُنْقَطِعٌ، وقَالَ ابنُ بَرِّي: {اليَتِيمُ: الذِي يَمُوتُ أَبُوهُ، والعَجِيُّ: الذِي تَمُوتُ أُمُّهُ، واللَّطِيمُ: الذِي يَمُوتُ أبَوَاهُ، قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ ذلِكَ فِي " ل ط م ". وَقَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ اليُتْمُ فِي الطَّيْرِ مِنْ قِبَلِ الأَبِ والأُمِّ؛ لأنَّهُمَا كِلَيْهِما يَزُقَّانِ فِرَاخَهُما. (} واليَتِيمُ: الفَرْدُ، و) يُطْلَقُ عَلَى (كُلِّ شَيْءٍ يَعِزُّ نَظِيرَهُ) ، قَالَهُ الرَّاغِبُ والجَوْهَرِيُّ، (وَقَدْ يَتَمَ) الصَّبِيُّ (كَضَرَبَ، وَعَلِمَ) ، وَعلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، (يُتْمًا) ، بالضَّمِّ، (ويُفْتَحُ، وهُوَ يَتِيمٌ، و) حَكَى ابنُ الأعْرابي: صَبِيٌّ (! يَتْمَانُ) ، وأنْشَدَ لأبِي العَارِمِ الكِلاَبِيِّ:
(فَبِتُّ أُشَوِّي صِبْيَتِي وحَلِيلَتيِ ... طَرِيًّا، وجَرْوُ الذِّئْبِ يَتْمَانُ جَائِعُ)
قالَ اللَّيْثُ: هُوَ يَتِيمٌ (مَا لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمْ) ، فَإذَا بَلَغَ زَالَ عَنْهُ اسْمُ اليُتْمِ، وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: يُقَالُ للمَرْأةِ: {يَتِيمَةٌ، لَا يَزُولُ عَنْهَا اسمُ اليُتْمِ أَبَدًا، وأَنْشَدُوا:
(وَيَنْكِحُ الأَرَامِلَ} اليَتَامَى ... )
وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُدْعَى يَتِيمَةً مَا لَمْ تَتَزَوَّجْ، فَإذَا تَزَوَّجَتْ زَالَ عَنْهَا اسْمُ اليُتْمِ، وَكانَ المُفَضَّلُ يُنْشِدُ:
(أَفَاطِمُ إِنِّي هَالِكٌ فَتَثَبَّتِي ... وَلاَ تَجْزَعِي كُلُّ النِّسَاءِ يَتِيمُ)
وَفِي التَنْزِيلِ العَزِيزِ: {وَآتوا الْيَتَامَى أَمْوَالهم} أيْ: أَعْطُوهُمْ أمْوَالَهُمْ إِذَا {آنستم مِنْهُم رشدا} وسُمُّوا {يَتَامَى بَعْدَ أنْ أُونِسَ مِنْهُم الرُّشْدُ، بالاسْمِ الأَوِّلِ الذِي كانَ لَهُمْ، قَبْلَ إيْنَاسِهِ مِنْهُم، وأَصْلُ اليُتْمِ، بِالضَّمِّ والفَتْحِ: الانْفِرادُ، وقِيلَ: الغَفْلَةُ، والأُنْثَى: يَتِيمَةٌ، فَإذَا بَلَغَا زَالَ عَنْهُمَا اسْمُ اليُتْمِ حَقِيقَةً، وقَدْ يُطْلَقُ عَلَيْهِمَا مَجَازاً بَعْدَ البُلُوغِ، كَمَا كَانُوا يُسَمُّونَ النَّبِيَّ
وَهُوَ كَبِيرٌ: يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ؛ لأنَّهُ رَبَّاهُ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيه. وَفِي الحَدِيثِ: " تُسْتَأمَرُ} اليَتِيمَةُ فِي نَفْسَها، فَإِنْ سَكَتَتْ فَهُوَ إِذْنُها " أَرَادَ {باليَتِيمَةِ: البِكْرَ البَالِغَةَ، التِي مَاتَ أَبُوهَا قَبْلَ بُلُوغِها، فَلَزِمَها اسْمُ اليُتْمِ، فَدُعِيَتْ بِهِ وهِيَ بَالِغَةٌ مَجَازاً. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: " أنَّ امْرَأةً جَاءَتْ إليِهِ فقَالتْ إِنِّي امْرَأةٌ يَتِيمَةٌ، فَضَحِكَ أصْحَابُهُ، فقالَ: النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ يَتَامَى "، أَي: ضَعَائِفُ، (ج: أَيْتَامٌ) ، قالَ اللَّيْثُ: كُسِّرَ علَى أَفْعَال، كمَا كَسَّرُوا فَاعِلاً عَلَيْهِ، حيِنَ قالُوا: شَاهِدٌ وأشْهَادٌ، ونَظِيرُهُ: شَرِيفٌ وأَشْرَافٌ، ونَصِيرٌ وأنْصَارٌ، (و) أمَّا (يَتَامَى) فَعَلَى بَابِ أسَارَى، أَدْخَلُوهُ فِي بابِ مَا يَكْرَهُونَ؛ لأنَّ فَعَالَى نَظِيرُهُ فَعْلَى. وقالَ ابنُ سِيدَهْ: وأَحْرِ} بِيَتَامَى أنْ يَكُونَ جَمعَ يَتْمَانَ أَيْضًا، قَالَ اللَّيْثُ: (و) أمَّا ( {يَتَمَةٌ) مُحَرَّكَةً فَعَلَى} يَتَمَ فَهُوَ {يَاتِمٌ، وإنْ لَمْ يُسْمَعُ، (و) قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هُوَ فِي (} مَيْتَمَةٍ) أيْ: فِي يَتَامَى، جُمِعَ عَلَى مَفْعَلَةٍ، كَمَا يُقَالُ: مَشْيَخَةٌ لِلشُّيُوخِ، ومَسْيَفَةٌ لِلسُّيُوفِ. (وَامْرَأَةٌ {مُؤْتِمٌ) . وجَاءَ فِي حَديثِ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ: " قالتْ لَهُ بِنْتُ خُفَافٍ الغِفَارِيِّ إِنِّي امْرَأَةٌ} مُؤْتِمَةٌ، تُوُفِّىَ زَوْجِي ". (وَنِسْوَةٌ {مَيَاتِيمُ) ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، (وَقَدْ} أَيْتَمَتْ) : إِذَا (صَارَ أَوْلاَدُهَا يَتَامَى) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ( {وَيَتِمَ، كَفَرِحَ) } يَتَمًا: (قَصَّرَ، وفَتَرَ) ، وهُوَ مَجَازٌ، أنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
(وَلاَ {يَيْتَمُ الدَّهْرُ المُوَاصِلُ بَيْنَهُ ... عَنِ الفَهِّ حَتَّى يَسْتَدِيرَ فَيَضْرَعَا)
(و) مِنَ المَجازِ:} يَتِمَ يَتَمًا: إِذَا (أَعْيَا وأَبْطَأَ) ، يُقَالُ: مَا فِي سَيْرِهِ {يَتَمٌ، مُحَرَّكَةً، أَي: إبطَاءٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي اللِّسَانِ: أَي: ضَعْفٌ، وفُتُورٌ، وأنشدَ الجَوْهَرِيُّ لِعَمْرِو بنِ شأسِ:
(وَإِلاَّ فَسِيرِي مِثل مَا سَارَ رَاكِبٌ ... تَيَمَّمَ خِمْسًا لَيْسَ فِي سَيْرِهِ يَتَمْ)
ويُرْوَى: أَمَمْ. (} واليَتْمُ) ، بِالفَتْحِ: (الهَمُّ، وبالتَّحْرِيكِ: الإِبْطَاءُ) ، وَهَذَا قَدْ ذَكَرَهُ قَرِيباً، وتَقَدَّمَ شَاهِدُهُ. ( {واليَتَائِمُ: رِمَالٌ) بِأَسْفَلِ الدَّهْنَاءِ (مُنْقَطْعٌ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) ، قالَهُ ثَعْلَبٌ، (أوِ) اسْمُ (جَبَلٍ) لِبَنِي سُلَيْمٍ، عَن ياقوتٍ. (} واليُتَيِّمُ، كَصُغَيِّرٍ، وزُبَيْرٍ: جَبَلٌ) فِي قَوْلِ الرَّاعِي:
(وَأَعْرَضَ رَمْلٌ مِنْ {يُتَيِّمِ تَرْتَعِي ... نِعَاجُ الفَلاَ عُوذًا بِهِ وَمَتَالِيا) [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَصْلُ} اليَتَمِ: الغَفْلَةُ، وبِهِ سُمِّيَ اليَتِيمُ يَتِيمًا؛ لأنَّهُ يُتَغَافَلُ عَنْ بِرِّهِ، قالَهُ المُفَضَّلُ، وقالَ أَبُو عَمرٍو: {اليَتَمُ: الإبْطَاءُ، ومِنْهُ أُخِذَ اليَتِيمُ؛ لأنَّ البِرَّ يُبْطِىءُ عنْهُ.} وأَيْتَمَهُمُ اللهُ {إيْتَاماً،} ويَتَّمَهُمْ {تَيِتِيمًا: جَعَلَهُمْ يَتَامَى، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْفِنْدِ الزِّمَّانِيِّ:
(بَضَرْبٍ فِيهِ} تَأْيِيمٌ ... {وتَيْتِيمٌ وإِرْنَانُ)
وقالُوا: الحَرْبُ مَيْتَمَةٌ، يَيْتَمُ فِيها البَنُونَ. وَدُرَّةٌ} يَتِيمَةٌ. وَبَيْتٌ يَتيمٌ. وَبَلَدٌ يَتِيمٌ. وصَرِيْمَةٌ يَتِيمَةٌ، لِلرَّمْلَةِ المُنْفَرِدَةِ عَنِ الرَّمالِ، وهُوَ مَجَازٌ. {واليَتَمُ، مُحَرَّكَةً: الحَاجَةُ، قالَ عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ:
(وَفِرَّ عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا وَعِيشَتِها ... فَلاَ يَكُنْ لَكَ فِي حَاجَاتِها} يَتَمُ)
{ويَتِمَ مِنْ هذَا الأَمْرِ، كَعَلِمَ يَتَمًا: انْفَلَتَ. وقَالَ الأصْمَعِيُّ: اليَتِيمُ: الرَّمْلَةُ المُنْفَرِدَةُ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:} المَيْتَمُ: المُفْرَدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ويُجْمَعُ اليَتِيمُ أَيْضاً عَلَى {اليَتَائِمِ.} واليَتِيَمَةُ: مَوْضِعٌ فِي قَوْلِ عِدِيِّ بنِ الرِّقَاعِ، نَقَلَهُ ياقوتٌ. {ومُؤْتِمُ الأشْبَال: لَقَبُ عِيسَى بنِ زَيْدٍ ابنِ عَلَيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلَيٍّ رَضَيَ الله تعَالَى عَنْهُمْ، وإِلَيْهِ يَنْتَهِي نَسَبُنَا، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي " ش ب ل ". [] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
(يتم)
ي ت م : يَتِمَ يَيْتَمُ مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَقَرُبَ يُتْمًا بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا لَكِنْ الْيُتْمُ فِي النَّاسِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ فَيُقَالُ صَغِيرٌ يَتِيمٌ وَالْجَمْعُ أَيْتَامٌ وَيَتَامَى وَصَغِيرَةٌ يَتِيمَةٌ وَجَمْعُهَا يَتَامَى وَفِي غَيْرِ النَّاسِ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ وَأَيْتَمَتْ الْمَرْأَةُ إيتَامًا فَهِيَ مُوتِمٌ صَارَ أَوْلَادُهَا يَتَامَى فَإِنْ مَاتَ الْأَبَوَانِ فَالصَّغِيرُ لَطِيمٌ وَإِنْ مَاتَتْ أُمُّهُ فَقَطْ فَهُوَ عَجِيٌّ وَدُرَّةٌ يَتِيمَةٌ أَيْ لَا نَظِيرَ لَهَا وَمِنْ هُنَا أُطْلِقَ الْيَتِيمُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ يَعِزُّ نَظِيرُهُ. 

ذرع

ذرع

1 ذَرْعٌ, [inf. n. of ذَرَعَ,] in its primary acceptation, signifies The stretching forth, or extending, the arm, or fore leg: (S, TA:) [or rather, when said of a man, the fore arm; and of a beast, the arm; though the whole arm of a man is generally stretched forth with his fore arm, and the whole fore leg of a beast with his arm: and ↓ تَذْرِيعٌ and ↓ إِذْرَاعٌ and ↓ تَذَرُّعٌ signify the same, as will be shown by explanations of their verbs.] Yousay, ذَرَعَ البَعِيرُ يَدَهُ The camel stretched forth, or extended, his fore leg in going: and البَعِيرُ ↓ تذرّع The camel stretched forth, or extended, his arm (ذِرَاعَهُ) in his going. (TA.) b2: ذَرَعَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. ذَرْعٌ, (S, Msb,) He measured it with the ذِرَاعٌ [or cubit]; (Msb, K;) namely, a garment, or piece of cloth, (S, Msb, K,) &c.: (S:) and ذَرَعَهُ بِذِرَاعِهِ he measured it with his ذراع. (TA.) [See also 5.] b3: You say of a she-camel, تَذْرَعُ الفَلَاةَ (assumed tropical:) She goes quickly, or swiftly, over the desert, as though measuring it; as also ↓ تُذَارِعُهَا: and بُعْدَالطَّرِيقِ ↓ تُذَارِعُ (tropical:) She stretches forth her fore legs and so traverses the distance of the way. (TA.) b4: ذَرَعَ فُلَانًا He strangled, or throttled, such a one from behind him with the fore arm; (Ibn-'Abbád, K;) as also ↓ ذرّعهُ: (K:) or the latter, inf. n. تَذْرِيعٌ, signifies, simply, he strangled, or throttled, him; (S, L;) but more properly, he put his neck between his fore arm and neck and upper arm, and so strangled, or throttled, him; and لَهُ ↓ ذرّع, also, has both of these significations. (L.) b5: ذَرَعَ البَعِيرَ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He trod upon the arm (ذراع) of the camel, [while the latter was lying with his breast upon the ground and his fore legs folded,] in order that a person might mount him. (K.) A2: ذَرَعَهُ القَىْءُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. as above, (Mgh,) and so the inf. n., (Msb,) Vomit overcame him, and came forth to his mouth before he was aware, (S, * Mgh, Msb, * K, * TA,) and issued from him: (Mgh:) or vomiting came upon him without his intending it. (Mgh.) A3: ذَرَعَ عِنْدَهُ, (Ibn-'Abbád, K,) inf. n. as above, (Ibn-'Abbád,) (tropical:) He made intercession with him. (Ibn-'Abbád, K.) [Said in the TA to be tropical; I suppose because the stretching forth the arm is a common action of a person interceding.] You say, ذَرَعْتُ لِفُلَانٍ عِنْدَ الأَمِيرِ (tropical:) I made intercession for such a one with the prince. (Z, TA.) And ذَرِعَ إِلَيْهِ, like فَرِحَ, (Ibn-'Abbád, K,) inf. n. ذَرَعٌ, (TK,) (assumed tropical:) He made intercession to him. (Ibn-'Abbád, K.) In the O, ذَرِعَ بِهِ (assumed tropical:) He made intercession [by him]. (TA.) A4: ذَرِعَ, aor. ـَ He drank from a skin (زِقّ) such as is called ذَارِعٌ. (K.) A5: ذَرِعَتْ رِجْلَاهُ His legs became tired, or fatigued. (Ibn-'Abbád, K.) A6: ذَرَاعَةٌ [app. an inf. n., of which the verb is ذَرُعَ,] The being wide in step, (S, TA,) and light, or active, in pace, or going. (TA.) 2 ذرّع, (S, K, &c.,) inf. n. تَذْرِيعٌ: (S:) see 1, first sentence. b2: Also He spread himself out widely, (El-Moheet, L, K,) and stretched forth his fore arms, (El-Moheet, L,) in swimming: (El-Moheet, L, K:) said of a man. (El-Moheet, L.) b3: He (a man) raised his fore arms; and particularly, in announcing good tidings or in warning: (TA:) or he (an announcer of good tidings) made a sign with his arm, or hand. (S, K.) b4: ذرّع فِى المَشْىِ He moved about his fore arms in walking, or going along. (S, K.) And ذرّع فى السَّعْىِ, (L, TA,) in the O and Moheet and K, erroneously, فىالسَّقْىِ, (TA,) He helped himself with his arms, and moved them about, (O, El-Moheet, L, K,) in walking, or walking quickly, or running. (L.) b5: ذرّع لِى

شَيْئًا مِنْ خَبَرِهِ (tropical:) He acquainted me with somewhat of his tidings, or case; (K, TA;) [as though he stretched forth his arm with his information;] said by one who has asked another respecting his case. (TA.) b6: [And hence, app.,] ذرّع بِكَذَا (assumed tropical:) He acknowledged, or confessed, such a thing. (K, TA.) b7: ذرّع فُلَانًا and ذرّع لَهُ: see 1. b8: [Hence, perhaps,] ذرّعهُ, inf. n. as above. (assumed tropical:) He killed him; or slew him. (TA.) b9: ذرّع البَعِيرَ, and ذرّع لَهُ, He bound both of the arms of the camel [to the shanks]: (K:) and the latter, he bound the camel with the redundant part of his nose-rein upon his [the camel's] arm. (K, TA.) [See also تَذْرِيعٌ below.] b10: تَذْرِيعٌ also signifies The tinging a captive's fore arm with crocus, or with خَلُوق, as a sign of slaughter; which was done in the time before Mohammad. (Meyd, cited by Freytag.) b11: [See also the act. and pass. part. n.., below.]3 مُذَارَعَةٌ signifies The selling by measure with the cubit; not by number, and without knowing the measure. (K.) [In the CK, والجُزافُ is put by mistake for والجُزافِ.] You say, بِعْتُهُ الثَّوْبَ مُذَارَعَةٌ I sold to him the garment, or piece of cloth, by measure with the cubit. (TA.) b2: See also 1, in two places. b3: ذَرَاعْتُهُ, (TA,) inf. n. مُذَارَعَةٌ, (K, TA,) (assumed tropical:) I mixed with him in familiar, or social, intercourse; or became intimate with him: or I became copartner with him; or shared with him: syn. خَالَطْتُهُ. (K * TA.) 4 اذرع, (K,) inf. n. إِذْرَاعٌ: (S:) see 1, first sentence. b2: (tropical:) He exceeded the due bounds, or just limits, in speech, or talk; (S, K, TA;) he talked much; (S, TA;) as also ↓ تذرّع: (S, Msb, * K, TA:) J says, [in the S,] I am of opinion that it has originated from the stretching forth of the fore arm; for he who talks much sometimes does that; and ISd says the like. (TA.) b3: أَذْرَعَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ تَحْتِ الجُبَّةِ and ↓ اِذَّرَعَهُمَا, He put forth, (K, TA,) and extended, (TA,) his fore arms from beneath the jubbeh: (K, TA:) or أَذْرَعَ ذِرَاعَيْهِ, and ↓ اِدَّرَعَهُمَا, [the latter with the د unpointed,] he drew forth his fore arms from the sleeves of a narrow-sleeved jubbeh: (Mgh:) the latter verb being of the measure اِفْتَعَلَ; (Mgh, K;) like اِذَّكَرَ, (TA,) or اِدَّكَرَ, (Mgh,) from الذِّكْرُ: (Mgh, TA:) the former accord. to one relation, the latter accord. to another, occurring in a trad. (Mgh, TA.) b4: اذرع also signifies He seized with the fore arm. (K.) b5: مَا أَذْرَعَهَا [How long, or large, is she in the fore arm!] is [from الذِّرَاعُ, being] of the same [anomalous] class as أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ [from الحَنَكُ]. (TA.) A2: اذرع قَيْئَهُ He (a man) emitted, or ejected, his vomit. (TA.) 5 تَذَرَّعَ see 1; first and second sentences: b2: and see also 4. b3: تَذَرُّعٌ also signifies The measuring a thing with the fore arm. (S, K.) [See also 1.] A poet says, (S,) namely Keys Ibn-El-Khateem El-Ansáree, (TA,) تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّهَا تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بِأَيْدِىالشَّوَاطِبِ [Thou seest the fragments of the hard and pliant spears thrown as though they were what is seen in the measuring, with the fore arm, of rods of palm-sticks in the hands of the females who pare them]: (S, TA:) or, accord. to As, تَذَرَّعَ فُلَانٌ الجَرِيدَ signifies Such a one put the palm-sticks upon his fore arm, and pared them: and خِرْصَانٌ means, originally, rods of palm-sticks: and شَوَاطِبُ is pl. of شَاطِبَةٌ; meaning a woman who peels the عَسِيب, and then throws it to the مُنَقِّيَة, who removes all that is upon it with her knife until she has left it slender, when she throws it back to the شاطبة. (TA.) b4: Also, The splitting (تَشَقُّق [which is intrans., but I think it is a mistake for تَشْقِيق, which is trans.,]) of a thing into several oblong pieces of the measure of the cubit in length. (Ibn-'Abbád, K.) b5: تَذَرَّعَتِ المَرْأَةُ The woman split palm-leaves to make of them a mat. (IDrd, K.) Thus some explain the saying of Ibn-El-Khateem, quoted above. (TA.) b6: تَذَرَّعَتِ الإِبِلُ الكَرَعَ The camels came to drink of the rain-water and waded in it with their arms. (K.) A2: تذرّع بِذَرِيعَةٍ (tropical:) He obtained, or sought to obtain, access, or intimacy; or he ingratiated himself, or sought to ingratiate himself; by a means of doing so. (S, K, TA.) You say, also, تذرّع إِلَيْهِ (tropical:) He obtained, or sought to obtain, access to him; &c. (TA.) 8 اِذَّرَعَ or إِدَّرَعَ: see 4.10 استذرع بِهِ He concealed, or protected, himself by it, (namely a thing, TA,) and made it a ذَرِيعَة [q. v.] for him. (Ibn-'Abbád, K.) ذَرْعٌ, in its primary acceptation, has the signification explained in the first sentence of this article. (S, TA.) b2: [Hence, it is used in the sense of] (tropical:) Power, or ability; as also ↓ ذِرَاعٌ; (TA;) or a man's reach, or extent of power or ability. (Msb.) And hence the phrases, ضَاقَ بِالأَمْرِ ذَرْعُهُ, and ↓ ذِرَاعُهُ, (K,) and ضَاقَ بِالأَمْرِ ذَرْعًا, (S, Msb, K,) in which the last word is in the accus. case as an explicative, for the original form of the phrase is that first mentioned, (TA,) and sometimes they said ↓ ذِرَاعًا, (S, TA,) (tropical:) He was unable to do, or accomplish, the thing, or affair; as though meaning, he stretched forth his arm to it and it did not reach it; (S, TA; *) or these phrases are thus used because he who is short in the fore arm will not reach that which he who is long therein reaches, nor will the power of the former equal that of the latter; therefore they are proverbially applied to him whose power falls short of the attainment, or accomplishment, of an affair: (TA:) or he lacked strength, or power, or ability, to do, or accomplish, the thing, or affair, and found not any way of escape from what was disagreeable therein: (K:) or he was unable to bear, or endure, or undertake, the thing, or affair. (Msb.) You say also, مَا لِى بِهِ ذَرْعٌ, and ↓ ذِرَاعٌ, (tropical:) I have not power, or ability, to do it. (TA.) And كَسَرَ ذٰلِكَ مِنْ ذَرْعِى (tropical:) That disabled, hindered, prevented, or withheld, me from doing that which I desired. (TA.) And اِقْصِدْ بِذَرْعِكَ (tropical:) Deal thou gently with thyself; moderate thyself restrain thyself; i. q. اِرْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ; (S, TA;) and let not thy soul, or mind, carry thee beyond thy measure or extent [of power or ability]. (TA.) And أَبْطَرْتُ فُلَانًا ذَرْعهُ (tropical:) I imposed upon such a one more than he was able to do: (S, TA:) but ذَرْعٌ also signifies (assumed tropical:) the body: and [accord. to IAar] أَبَطَرَنِى ذَرْعِى means (tropical:) He wasted my body, and cut off my means of subsistence. (TA.) [See also art. بطر.] You likewise say, رَجُلٌ

↓ رَحْبُ الذِّرَاعِ [and الذَّرْعِ] (tropical:) A man having ample strength, and power, and might in war or fight, courage, valour, or prowess. (TA. [See also رَحْبٌ.]) And ضَعِيفُ الذَّرْعِ (tropical:) Impotent. (KL.) b3: And hence, فُلَانٌ خَالِى الذَّرْعِ (tropical:) Such a one has his heart devoid of anxieties, or solicitudes, and griefs; because the heart is sometimes one of the seats of power: or it may mean, agreeably with the original signification of ذَرْعٌ, such a one is free from the causes of occupation which require the stretching forth of the fore arm and extending of the hand. (Har p. 131.) and رَجُلٌ وَاسِعٌ الذَّرْعِ, and ↓ الذِّرَاعِ, (tropical:) A man large, or liberal, in disposition. (K.) And كَبُرَ فِى ذَرْعِى (assumed tropical:) Its occurrence, or befalling, was of great moment, momentous, grievous, or distressing, to me. (TA.) b4: ذَرْعٌ also signifies The measure of anything: and نَخْلَةٌ ذَرْعُ رَجَلٍ, A palm-tree of the measure of the stature of a man. (TA.) ذَرَعٌ A coveting; desiring eagerly; or lusting. (S, K.) [Perhaps an inf. n. of which the verb is ذَرِعَ.]

A2: See also ذَرِيعَةٌ.

ذَرِعٌ: see ذَرِيعٌ, in two places. b2: (assumed tropical:) That journeys by night and by day. (K.) b3: (assumed tropical:) Longtongued with evil speech. (K.) A2: (assumed tropical:) Good in social, or familiar, intercourse. (K, TA.) ذُرْعَةٌ: see ذَرِيعَةٌ.

ذَرَاعٌ (S, K) and ↓ ذِرَاعٌ (ISd, K) (assumed tropical:) A woman (S) light, or active, with the hands in spinning: (S, K:) or one who spins much; who has ability to do so. (TA.) ذِرَاعٌ, of a man, (Msb,) [The part] from the elbow to the extremities of the fingers; (Mgh, Msb;) the fore arm; syn. سَاعِدٌ [q. v.; thus corresponding to the سَاق of the leg]: (Lth, K:) and (tropical:) [the space] from the extremity of the elbow to the extremity of the middle finger: (M, Mgh, * K: [in the last of which, the space is plainly shown to be meant, like as the part is shown in the Msb to be meant in the explanation cited above from that work and the Mgh: see also جَرِيبٌ:]) in both these senses, sometimes masc., (K,) accord. to Kh: (TA:) J says, (TA,) as relating to the arm, it is masc. and fem.; but Sb says that it is fem.: (S, TA:) [Mtr says,] it is fem.: (Mgh:) [Fei says,] the measure so called is in most instances fem.: accord. to ISk, it is fem.; but some of the Arabs make it masc.: Fr says that it is fem.; but that some of [the tribe named] 'Okl make it masc.: As did not know an instance of its being masc.: and Zj says that such an instance is extr.; not choice: (Msb:) the measure thus called, [i. e. the cubit,] (Msb,) the ذِرَاعٌ مُكَسَّرَة [or cubit which is divided into fractions], (Mgh,) is six قَبَضَات [or fists] (Mgh, Msb) of middling measure; (Msb;) and this is called ذِرَاعُ العَمَامَّةِ [the cubit of the common people, or the common cubit], because it wants one قَبْضَة [or fist] of what is called ذِرَاعُ المَلِكِ [the cubit of the king], namely one of the Kisràs, (Mgh, Msb,) not the last of them, whose ذراع was seven قَبَضَات: (Mgh:) [see also مِيلٌ: it is also an astronomical measure; and as such, it seems, from several instances in which it is mentioned by Kzw and other writers, to be, probably, by rule, two degrees; nearly the half, or quarter, of the length assigned in different instances to the measure termed رُمْحٌ; but, like the latter, not precise nor uniform in every instance:] the dim. is ↓ ذُرِيَّعَةٌ, with ة because it is fem.; (TA;) or ↓ ذُرَيْعٌ [or ↓ ذُرَيِّعٌ, without ة, accord. to those who make it masc.]: (L voce حَرْبٌ:) the pl. is أَذْرُعٌ and ذُرْعَانٌ; (O, Msb, K;) or, accord. to Sb, the former only; (S, Msb;) and Sb adds, they have given it this form of pl. because it is fem.; meaning, that فِعَالٌ and فُعَالٌ and فَعِيلٌ, when fem., have the pl. of the measure أَفْعُلٌ. (TA.) In the phrase الثَّوْبُ سَبْعٌ فِى ثَمَانِيَةٍ [The garment, or piece of cloth, is seven cubits by eight spans], they say سبع because أَذْرُع is fem., and ثمانية because أَشْبَار is masc.; (S; [and the like is said in the Mgh;]) and because the length is measured by the ذراع, and the breadth by the شِبْر. (S in art. ثمن.) ذِرَاعٌ is also used as an epithet, applied to a masc. n.: thus they say, هٰذَا ثَوْبٌ ذِرَاعٌ [This is a garment, or piece of cloth, a cubit in length]. (Kh.) You say also, هُوَ مِنِّى عَلَى حَبْلِ الذِّرَاعِ It is prepared, or made ready, on my part: (S:) and هُوَ لَكَ عَلَى حَبْلِ الذِّرَاعِ I will pay it to thee in ready money: or it is prepared, or made ready, for thee: the حبل being a certain vein in the ذراع. (TA.) b2: [Hence several tropical significations:] see ذَرْعٌ, in six places: and see also ذَرَاعٌ. b3: Hence also, (Z, TA,) (tropical:) The instrument with which one measures the length of the ذراع [or cubit], (S, Z, O, Mgh, K,) made of a piece of wood, (Mgh,) or whether it be iron or a rod of wood. (O, K.) b4: [Hence also,] (assumed tropical:) A sleeve: as in the phrase ثَوْبٌ مُوَشَّى الذِّرَاعِ (assumed tropical:) [a garment, or piece of cloth, variegated, or figured, in the sleeve]: pl. ↓ مَذَارِعُ, a pl. not agreeing with its sing., like مَلَامِحُ and مَحَاسِنُ. (TA.) b5: Of the fore legs of bulls or cows, and of sheep or goats, [The arm; i. e.] the part above the كُرَاع: and of the fore legs of camels and horses and mules and asses, [likewise the arm; i. e.] the part above the وَظِيف: (K:) [also the arm-bone of any of the animals here mentioned:] accord. to Lth, (TA,) of any animal, [but this is by synecdoche, (assumed tropical:) the fore leg;] i. q. يَدٌ; (Msb, TA;) applying to the whole of whatever is called thus: (TA:) [thus, again, corresponding to سَاقٌ; this latter term, in like manner, having a proper and a synecdochical acceptation. Hence the prov.] لَا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُرَاعَ فَيَطْمَعَ فِى الذِّرَاعِ [Feed not thou the slave with the shank, lest he covet the arm]. (K.) b6: [Hence,] الذِّرَاعُ, also called ذِرَاعُ الأَسَد (assumed tropical:) Two bright stars, which are one of the Mansions of the Moon: (S:) [there are two asterisms thus called; together, الذِّرَعَانِ: one of them is] الذِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ, [also called ذِرَاعُ الأَسَدِ المَبْسُوطَةُ,] the two bright stars α and β] in the heads of Gemini: (Kzw in his description of Gemini:) [the other is called الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ, and] ذِرَاعُ الأَسَدِ المَقْبُوضَةُ, the two bright stars α and β] of Canis Minor: (Kzw in his description of Canis Minor:) [hence it appears that the ancient Arabs, or many of them, extended the figure of Leo (as they did also that of Scorpio) far beyond the limits which we assign to it: the former ذراع accord. to those who make النَّوْءُ to signify “ the auroral rising,”

but the latter accord. to those who make it to signify “ the auroral setting,” is the Seventh Mansion of the Moon: the following descriptions in Kzw's account of the Mansions of the Moon, and in the O and K and TA, are obscure and inaccurate:] الذِّرَاعُ is one of the Mansions of the Moon, (O, Kzw, K,) and is called ذراع الاسد المقبوضة, (O, Kzw,) or ذراع الاسد المبسوطة: (K:) the lion has a ذراع which is مبسوطة and a ذراع which is مقبوضة, (O, Kzw, K,) and this is the one next to Syria, (O, K,) or on the left, (Kzw,) and in it the moon has a mansion; the مبسوطة being next to El-Yemen, (O, K,) or on the right; (Kzw;) [but this description of their relative positions should be reversed, as is shown by what precedes and by what follows;] each being two stars, between which is the measure of a سَوْط [or whip]; (O;) and the latter is higher in the sky, and more extended, than the other, (O, K,) wherefore it is called مبسوطة; (O;) and sometimes the moon deviates, and so has a mansion in it: (O, K:) [it is said in the TA that الذراع is also a name of one of the asterisms (نُجُوم) of الجَوْزَآء; but this is the same that is called the مبسوطة:] it rises [at dawn] on the fourth of تَمُّوز [or July O. S.], and sets [at dawn] on the fourth of كَانُون الآخِر [or January, O. S.]: (O, Kzw: [and so in the K, except that in this last, it is erroneously said to set in كَانُون الأَوَّل:]) so says IKt: but Ibráheem El-Harbee says that it rises on the seventh of تمّوز, and sets on the sixth of كانون الآخر. (O, TA.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل; and see also نَوْءٌ, and نَكْبَآءُ.] The rhyming prosaist of the Arabs says, إِذَا طَلَعَتِ الذِّرَاعْ حَسَرَتِ الشَّمْسُ القِنَاعْ وَاسْتَعْلَتْ فِى الأُفُقِ الشُّعَاعْ وَ تَرَقْرَقَ السَّرَابُ فِى

كُلِّ قَاعْ [When the Dhiráa rises at dawn, the sun puts off the veil, and the rays ascend in the horizon, and the mirage flickers, or glistens, in every plain]. (TA.) And the Arabs assert that when there is no rain [at any other season] in the year, the ذراع does not break its promise, though it be but a بَغْشَة [or weak shower of rain]: (Kzw, TA:) [or] its نَوْء is approved, and seldom does it break its promise. (Kzw.) b7: ذِرَاعٌ also signifies (assumed tropical:) A certain mark made with a hot iron upon the arm (ذراع) of a camel: (S, K:) and is a mark of the Benoo-Thaalebeh in El-Yemen, and of some persons of the Benoo-Málik-Ibn-Saad. (K.) b8: Also (tropical:) The fore part of a spear or spear-shaft: (K, TA:) this is called (S, TA) also (TA) ذِرَاعُ الَعَامِلِ. (S, TA.) ذَرُوعٌ: see what next follows.

ذَرِيعٌ Wide in step, (S, K,) and light, or active, in pace, or going; (K;) applied to a horse, (S, K,) and to a camel; as also ↓ ذَرُوعٌ: (K:) and quick: (S, Msb, K:) [and so ↓ ذَرِعٌ; for] ↓ ذَرِعَاتٌ, (S, O, K,) applied to the legs of a quadruped (قَوَائِمٌ), (S, TA,) signifies quick, (S, K,) wide in step, taking much of the ground: (O, K:) or, as some say, this last word signifies the legs of a beast, (TA,) like ↓ مَذَارِعُ, (S, K,) pl. of مِذْرَاعٌ. (K.) It is said of Mohammad, in a trad., كَانَ ذَرِيعَ المَشْىِ (assumed tropical:) He was quick, and wide of step, in walking. (TA.) And you say, رَجُلٌ ذَرِيعٌ بِالِكِتَابَةِ (assumed tropical:) A man quick in writing. (TA.) And أَكَلَ

أَكْلًا ذَرِيعًا (assumed tropical:) He ate quickly and much. (TA.) And قَتْلٌ ذَرِيعٌ (assumed tropical:) Quick slaughter. (S.) and مَوْتٌ ذَرِيعٌ (tropical:) Spreading death: (K:) or quick, spreading death, such that the people can hardly, or can in no wise, bury one another. (TA.) b2: (assumed tropical:) An ample thing, affair, or state. (K.) A2: (assumed tropical:) An intercessor. (Ibn-'Abbád, K.) ذُرَيْعٌ a dim. of ذِرَاعٌ, q. v.

ذَرِيعَةٌ A she-camel by which the archer, or the like, conceals himself from the game, (S, K, TA,) walking by her side, and shooting, or casting, when the object puts itself in his power, having first left the she-camel to roam at pleasure with the wild animals in order that they may become familiar with her; (TA;) like دَرِيْئَةٌ; (S;) as also ↓ ذَرَعٌ: (K:) pl. ذُرُعٌ. (IAar.) b2: Hence, (tropical:) Anything that brings one near to a thing; (IAar;) a means of access, nearness, intimacy, ingratiation, attachment, or connexion; syn. وَسِيلَةٌ; (S, Msb, K, TA;) and سَبَبٌ; and وُصْلَةٌ; (TA;) as also ↓ ذُرْعَةٌ: (Ibn-'Abbád, K:) pl. ذَرَائِعُ. (S, Msb.) You say, فُلَانٌ ذَرِيعَتِى إِلَيْكَ (tropical:) Such a one is my means of access to thee, and of attachment to thee, or connexion with thee. (TA.) b3: Also, [like دَرِيْئَةٌ,] A ring by aiming at which one learns the art of shooting, or casting [the lance &c.]. (TA.) ذُرَيِّعٌ: dims. of ذِرَاعٌ, q. v.

ذُرَيِّعَةٌ: dims. of ذِرَاعٌ, q. v.

ذَرَّاعٌ A measurer with the ذِرَاع [or cubit]. (T in art. أبر.) b2: A he-camel that drives the she-camel with his arm and so makes her lie down that he may cover her. (Ibn-'Abbád, K.) ذَارِعٌ [so in a copy of the S and of the K and in the TA: in one copy of S and in one of the K, ذِرَاع: in the CK, ذَرّاع: but the right reading is ذَارِعٌ, as is shown by verses in which it occurs, cited in the TA, and by its pl.,] A small [skin of the kind called] زِقّ, which is stripped off from the part next to the ذِرَاع [or arm], (S, K,) and which is for شَرَاب [or wine]; (S;) and ↓ مِذْرَعٌ signifies [the same; or simply] a small زِقّ: (TA:) or, as some say, زِقٌّ ذَارِعٌ signifies a زقّ that takes much water: (TA:) the pl. is ذَوَارِعُ. (S, TA.) A2: نَاقَةٌ ذَارَعَةٌ An excellent she-camel. (TA.) أَذْرَعُ [More, and most, light, or active, and quick, with the arms, or hands, or (assumed tropical:) otherwise]. It is said in a trad., خَيْرُ كُنَّ أَذْرَعُكُنَّ لِلْغَزْلِ The best of you females is the most light, or active, of hand, of you, in spinning: or, the most able of you to spin. (TA.) And قَتَلُوهُمْ أَذْرَعَ قَتْلٍ (assumed tropical:) They slew them with the quickest slaughter. (S.) b2: (assumed tropical:) More, and most, chaste in speech. (K.) Yousay, هُوَ أَذْرَعُ مِنْهُ (assumed tropical:) He is more chaste of speech than he. (TA.) A2: (assumed tropical:) One whose mother is Arabian but not his father; syn. مُقْرِفٌ: or the son of an Arabian man by an emancipated slavewoman: (K:) the former is the more correct. (TA.) [See also مُذَرَّعٌ.]

تَذْرِيعٌ The redundant part of the cord with which the arm [of a camel] is bound: [see 2, latter part:] a subst. like [تَصْدِيرٌ and] تَنْبِيتٌ; not an inf. n. (TA.) مِذْرَعٌ: see ذَارِعٌ.

مُذَرَّعٌ, an epithet applied to an ass, and to a mule, meaning Having what are termed رَقْمَتَانِ [q. v.] upon his arms. (L.) b2: Hence, (L,) (tropical:) A man (TA) whose mother is more noble than his father: (S, L, K:) as though, (K,) or said to be, (S,) so called because of the رَقْمَتَانِ upon the arm [or arms] of the mule, for they come to him from the side of the ass; (S, K;) or so called as being likened to the mule, because he has upon his arms رقمتان like those of the arm of the ass, thereby resembling the ass; and the mother of the mule is more noble than his father. (L.) [See also أَذْرَعُ.] b3: A lion having upon his arms the blood of his prey. (IAar.) b4: [A beast] struck in the uppermost part of his breast so that the blood has flowed upon his arms. (K.) b5: A horse that outstrips: or (originally, TA) that overtakes the wild animal and has his arms smeared by his rider's piercing the latter so as to make the blood flow forth; (K, TA;) this blood upon his arms being the sign of his having outstripped. (TA,) b6: A bull having black spots, or black places, upon his shanks. (S, K.) b7: مُذَرَّعَةٌ A hyena having stripes upon its arms: (K:) an epithet in which the quality of a subst. predominates: or applied to the hyena because of blackness on its arms. (TA.) مُذَرِّعٌ Rain that sinks into the earth to the depth of a cubit. (S, K.) مِذْرَاعٌ sing. of مَذَارِعٌ, [which is contr. to rule,] (S, K,) in a sense pointed out below, (S,) or in all the senses explained below, and of مَذَارِيعٌ, (K,) which is agreeable to rule. (TA.) b2: مَذَارِعُ signifies The legs of a beast; (S, K;) as also مَذَارِيعُ, and ذَرِعَاتٌ; see ذَرِيعٌ; because the beast measures with them the ground: or, as some say, [like the pl. of ذِرَاعٌ,] the parts of a beast between the knee and the arm-pit. (TA.) A2: مَذَارِعُ also signifies The towns (قُرَى, S, or بِلَاد, K) that are between the cultivated land and the desert; (S, K;) such as El-Kádiseeyeh and El-Ambár; (TA;) in this sense, (S,) as in others, (K,) pl. of مِذْرَاعٌ; (S, K;) as also مَذَارِيعُ; (K;) syn. with مَزَالِفُ; (S;) and بَرَاغِيلُ: (TA:) El-Hasan El-Basree speaks of the مَذَارِعُ of El-Yemen. (TA.) [Freytag says, without mentioning his authority, that مَذَارِعُ has the same signification with the inhabitants of Nejd as مَخَالِيفُ with the inhabitants of El-Yemen and مَزَالِفُ in the region of El-Hijáz: but this is at variance with all that I have found, in respect of the term مخاليف.] b2: Also Parts, regions, quarters, or tracts, syn. نَوَاحٍ, (Ibn-'Abbád, K,) of a land. (Ibn-'Abbád.) b3: And The places of bending of a valley. (Kh.) b4: And Palm-trees that are near to houses or tents. (S, K.) مَذَارِعُ a pl. [contr. to rule] of مِذْرَاعٌ, q. v.: (S, K:) and of ذِرَاعٌ as signifying (assumed tropical:) A sleeve. (TA.) See the last of these words, near the middle of the paragraph.
(ذرع) الْمَطَر رسخ فِي الأَرْض قدر ذِرَاع وَفُلَان رفع ذرايعه منذرا وَمُبشرا وَفِي مَشْيه اسْتَعَانَ بيدَيْهِ وحركهما فِيهِ وَيُقَال ذرع بيدَيْهِ وَفِي السباحة اتَّسع وَمد ذِرَاعَيْهِ وَالْبَعِير وَله قَيده بِفضل خطامه فِي ذراعه وَفُلَانًا خنقه من وَرَائه بالذراع وَقَتله وَيُقَال ذرع لي شَيْئا من خَبره خبرني بِهِ وَفُلَان ذرع بَيْننَا هَذَا سَببه
ذرع
الذّراع: العضو المعروف، ويعبّر به عن المذروع، أي: الممسوح بالذّراع. قال تعالى: فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُون
َ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ [الحاقة/ 32] ، يقال: ذراع من الثّوب والأرض، وذراع الأسد: نجم، تشبيها بذراع الحيوان، وذراع العامل: صدر القناة ، ويقال: هذا على حبل ذراعك ، كقولك: هو في كفّك، وضاق بكذا ذرعي، نحو: ضاقت به يدي، وذَرَعْتُهُ: ضربت ذراعه، وذَرَعْتُ: مددت الذراع، ومنه: ذَرَعَ البعير في سيره، أي: مدّ ذراعه، وفرس ذريع و
ذروع: واسع الخطو، ومذرّع: أبيض الذّراع، وزِقٌّ ذراع، قيل: هو العظيم، وقيل: هو الصّغير، فعلى الأوّل هو الذي بقي ذراعه، وعلى الثاني هو الذي فصل ذراعه عنه. وذَرَعَهُ القيء: سبقه. وقولهم: ذَرَعَ الفرس، وتذرّعت المرأة الخوص ، وتذرّع في كلامه ، تشبيها بذلك، كقولهم: سفسف في كلامه، وأصله من سفيف الخوص.

ذرع


ذَرَعَ(n. ac. ذَرْع)
a. Measured by the arm or cubit.
b. Strangled, throttled from behind; garroted.

ذَرِعَ(n. ac. ذَرَع)
a. [Ila], Interceded with.
ذَرَّعَa. Strangled, throttled from behind.
b. [Fī], Swung his arms about in walking.
ذَاْرَعَa. Sold by the cubit.

أَذْرَعَ
a. [Fī], Went to great lengths, was violent in ( his
talk ).
تَذَرَّعَa. Measured by the cubit &c.
b. [Bi], Took measures to obtain.
إِسْتَذْرَعَa. Used as a screen.
b. see V (b)c. [Fī], Hurried along in walking.
ذَرْعa. Arm's length; reach; power, ability, capacity.

ذَرَع
(pl.
ذِرْعَاْن)
a. Desire, longing; covetousness, cupidity.
b. Calf of the buffalo or wild bull.

ذَرِعa. One who journeys night & day.
b. Sharp tongued, evil-speaking.

مِذْرَعَة
(pl.
مَذَاْرِعُ)
a. see 45
ذِرَاْع
(pl.
أَذْرُع ذُرْعَاْن)
a. Fore-arm; arm.
b. Cubit; ell, yard.

ذَرِيْعa. Quick, swift, rapid, fleet.
b. Wide, broad, large, ample.
c. Sudden (death).
d. Intercessor.

ذَرِيْعَة
(pl.
ذَرَاْئِعُ)
a. Hunter's screen.
b. Means ( of access & c. )

مِذْرَاْع
(pl.
مَذَاْرِيْعُ)
a. Outskirts, suburbs.
(ذرع)
فلَان ذرعا مد ذراعه وَيُقَال ذرع الْفرس أَو الْبَعِير فِي سيره وذرع الْبَعِير أَو الْفرس يَده وَله عِنْده شفع وَالْبَعِير ضرب ذراعه وكواه بسمة فِيهَا وَفُلَانًا خنقه من وَرَائه بالذراع وَالثَّوْب وَغَيره قاسه بالذراع وَيُقَال ذرعه بذراعه وَالْبَعِير وَطئه على ذراعه ليركب وَالطَّرِيق قطعه بِسُرْعَة كَأَنَّهُ يقيسه وَيُقَال ذرعت النَّاقة الفلاة والقيء فلَانا غَلبه وَسبق إِلَى فِيهِ وَفِي الحَدِيث (من ذرعه الْقَيْء فَلَا قَضَاء عَلَيْهِ) وَالدَّابَّة الدَّابَّة ذرعا غلبتها فِي سرعَة الخطو يُقَال ذارعتها فذرعتها

(ذرع) ذرعا سَار لَيْلًا وَنَهَارًا فَهُوَ ذرع وَطَالَ لِسَانه فِي الشَّرّ وطمع وَرجلَاهُ تعبتا وأعيتا وَإِلَيْهِ تشفع

(ذرع) ذراعه كَانَ وَاسع الخطو وَالْمَوْت كثر وَفَشَا فَهُوَ ذريع وَالْمَرْأَة خفت يداها فِي الْعَمَل فَهِيَ ذِرَاع وذراع
ذ ر ع: (ذِرَاعُ) الْيَدِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَ (الذِّرَاعُ) مَا يُذْرَعُ بِهِ. وَ (ذَرَعَ) الثَّوْبَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَمِنْهُ أَيْضًا (ذَرَعَهُ) الْقَيْءُ أَيْ سَبَقَهُ وَغَلَبَهُ. وَضَاقَ بِالْأَمْرِ (ذَرْعًا) أَيْ لَمْ يُطِقْهُ وَلَمْ يَقْوَ عَلَيْهِ. وَأَصْلُ (الذَّرْعِ) بَسْطُ الْيَدِ فَكَأَنَّكَ تُرِيدُ مَدَّ يَدِهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَنَلْهُ وَرُبَّمَا قَالُوا: ضَاقَ بِهِ (ذِرَاعًا) . وَقَوْلُهُمْ: الثَّوْبُ سَبْعٌ فِي ثَمَانِيَةٍ إِنَّمَا قَالُوا: سَبْعٌ لِأَنَّ الْأَذْرُعَ مُؤَنَّثَةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الذِّرَاعُ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (أَذْرُعٌ) لَا غَيْرُ وَإِنَّمَا قَالُوا: ثَمَانِيَةٌ لِأَنَّ الْأَشْبَارَ مُذَكَّرَةٌ. وَ (التَّذْرِيعُ) فِي الشَّيْءِ تَحْرِيكُ الذِّرَاعَيْنِ. وَ (الذَّرِيعَةُ) الْوَسِيلَةُ وَقَدْ (تَذَرَّعَ) فُلَانٌ بِذَرِيعَةٍ أَيْ تَوَسَّلَ بِوَسِيلَةٍ وَالْجَمْعُ (الذَّرَائِعُ) . وَقَتْلٌ (ذَرِيعٌ) أَيْ سَرِيعٌ. وَ (أَذْرِعَاتٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الْخَمْرُ وَهِيَ مَعْرِفَةٌ مَصْرُوفَةٌ مِثْلُ عَرَفَاتٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا يُنَوِّنُ أَذَرِعَاتِ فَيَقُولُ هَذِهِ أَذَرِعَاتُ وَرَأَيْتُ أَذَرِعَاتِ بِكَسْرِ التَّاءِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا (أَذْرَعِيٌّ) . 
(ذ ر ع) : (الذِّرَاعُ) مِنْ الْمِرْفَقِ إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا الْخَشَبَةُ الَّتِي يُزْرَعُ بِهَا وَالْمَذْرُوعُ أَيْضًا مَجَازًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ (وَمِنْهَا) لَفْظُ الرِّوَايَةِ دَفَعَ إلَيْهِ غَزْلًا عَلَى أَنْ يَحُوكَ سَبْعًا فِي أَرْبَعَةٍ أَيْ سَبْعَ أَذْرُعٍ طُولًا وَأَرْبَعَةَ أَشْبَارٍ عَرْضًا وَإِنَّمَا قَالَ سَبْعًا لِأَنَّ الذِّرَاعَ مُؤَنَّثَةٌ وَقَالَ أَرْبَعَةٌ لِأَنَّ الشِّبْرَ مُذَكَّرٌ وَفِي شَرْحِ الْكَافِي سَبْعًا فِي أَرْبَعٍ وَهُوَ ظَاهِرٌ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ سِتَّةَ أَذْرُعٍ فِي ثَلَاثَةِ أَشْبَارٍ وَالصَّوَابُ سِتٌّ فِي ثَلَاثٍ وَالذِّرَاعُ الْمُكَسَّرَةُ سِتُّ قَبَضَاتٍ وَهِيَ ذِرَاعُ الْعَامَّةِ وَإِنَّمَا وُصِفَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا نَقَصَتْ عَنْ ذِرَاعِ الْمَلِكِ بِقَبْضَةٍ وَهُوَ بَعْضُ الْأَكَاسِرَةِ لَا الْأَخِيرُ وَكَانَتْ ذِرَاعُهُ سَبْعَ قَبَضَاتٍ (وَفِي الْحَدِيثِ) «وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ فَادَّرَعَهُمَا ادِّرَاعًا» أَيْ نَزَعَ ذِرَاعَيْهِ عَنْ الْكُمَّيْنِ وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْ الذَّرَعِ كَاذَّكَرَ مِنْ الذِّكْرِ وَيُرْوَى أَذْرَعَ ذِرَاعَيْهِ بِوَزْنِ أَكْرَمَ (وَذَرَعَهُ) الْقَيْءُ سَبَقَ إلَى فِيهِ وَغَلَبَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ وَقِيلَ غَشِيَهُ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَأَذْرَعَاتٌ) مِنْ بِلَادِ الشَّامِ يُنْسَبُ إلَيْهَا الْخَمْرُ وَهِيَ مُنَوَّنَةٌ كَعَرَفَاتٍ.
ذ ر ع : الذِّرَاعُ الْيَدُ مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ لَكِنَّهَا مِنْ الْإِنْسَانِ مِنْ الْمَرْفِقِ إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ وَذِرَاعُ الْقِيَاسِ أُنْثَى فِي الْأَكْثَرِ وَلَفْظُ ابْنِ السِّكِّيتِ الذِّرَاعُ أُنْثَى وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُذَكِّرْ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ الْفَرَّاءِ شَاهِدًا عَلَى التَّأْنِيثِ قَوْلَ الشَّاعِرِ
أَرْمِي عَلَيْهَا وَهِيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وَهْيَ ثَلَاثُ أَذْرُعٍ وَإِصْبَعُ
وَعَنْ الْفَرَّاءِ أَيْضًا الذِّرَاعُ أُنْثَى وَبَعْضُ عُكْلٍ يُذَكِّرُ فَيَقُولُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ قَالَ
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَلَمْ يَعْرِفْ الْأَصْمَعِيُّ التَّذْكِيرَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ التَّذْكِيرُ شَاذٌّ غَيْرُ مُخْتَارٍ وَجَمْعُهَا أَذْرُعٌ وَذُرْعَانٌ حَكَاهُ فِي الْعُبَابِ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ لَا جَمْعَ لَهَا غَيْرَ أَذْرُعٍ وَذِرَاعُ الْقِيَاسِ سِتُّ قَبَضَاتٍ مُعْتَدِلَاتٍ وَيُسَمَّى ذِرَاعَ الْعَامَّةِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ نَقَصَ قَبْضَةً عَنْ ذِرَاعِ الْمَلِكِ وَهُوَ بَعْضُ الْأَكَاسِرَةِ نَقَلَهُ الْمُطَرِّزِيُّ وَذَرَعْتُ الثَّوْبَ ذَرْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ قِسْتُهُ بِالذِّرَاعِ وَضَاقَ بِالْأَمْرِ ذَرْعًا عَجَزَ عَنْ احْتِمَالِهِ وَذَرْعُ الْإِنْسَانِ طَاقَتُهُ الَّتِي يَبْلُغُهَا وَذَرَعَهُ الْقَيْءُ ذَرْعًا غَلَبَهُ وَسَبَقَهُ وَالذَّرِيعَةُ الْوَسِيلَةُ وَالْجَمْعُ الذَّرَائِعُ وَالذَّرِيعُ السَّرِيعُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَتَذَرَّعَ فِي كَلَامِهِ أَوْسَعَ مِنْهُ. 
ذرع: ذرَّع: ذرع، قاس بالذراع (فوك، المقري 1: 124).
أَذْرَع: يقال لمن يسرف في قتل أعدائهم ويفرط فيه: اذرعوا القتل فيهم. (حيان ص46 و) أو: اذرعوا فيهم بالقتل. (أخبار ص9). ذَرْع. ذرع المكحلة: أطراف ديك البندقية (دومب ص81).
ذَرْعَة: طاقة، ذرع (أماري ديب ص113).
ذِراعٍ: مثناه إِذْرَعين في معجم فوك، ويجمع أيضاً على أذرعة. (بوشر).
ذِراع عند العامة: يد (محيط المحيط).
ذِراع: بوغاز (أبو الوليد ص360). ذِراع: مقياس يقاس به الطول، هندازة الخياط.
ذراع بلدي: مقياس تركي طوله 25 بوصة.
ذراع هاشمي: مقياس تركي طوله 50 سنتيمتراً. (بوشر).
ذراع خيط: ربطة خيوط من الحرير وغيره مطوية بعضها فوق بعض، وربطة خيوط طولها ألف متر عادة.
ذراع: ساق الكرنب والخس (ألكالا، ابن العوام 2: 162، 163).
الأَذْرُع: أغصان الكرم التي لم تقطع والتي تحمل العنب. (أنظره في مادة قُرْن).
ذراع: قطعة من الخشب على شكل الذراع (ابن جبير ص45) وخشبة عارضة. (ابن جبير ص101، 152، 215، المقدمة 2: 320) وتجد فيها جمع الجمع: أَذْرُعات.
وأذرع: قطع الخشب أو العصي التي تسند غطاء المحمل (ابن جبير ص63).
ذراع الظَرْف: جلد الساق الذي يستعمل عنقاً للقربة (ألكالا).
أذْرُع داوودية: سواعد الدرع، ما يلبس على الساعد من حديد لحمايته (همبرت ص133).
ذراع الكلب: اسم نجم (أماري ص117).
وذراع في الجزائر: هضبة، كما أن ايغِيل بالبربرية تعني ذراع وهضبة (كاريت قبيل 1: 57). ويترجم دوماس (صحارى ص132) الاسم ذراع القَمَل بما معناه تل القمل. ويذكر براكس (مجلة الشرق والجزائر 7: 277) الاسم ذراع جُوابز ويضيف: يقال ذراع لأن هناك ممراً على تل.
ذريعة: وسيلة وسبب إلى الشيء. يقال غالباً: ذريعة إلى. غير أنه يقال أيضاً: ذريعة لِ. (تاريخ البربر 1: 53، 2: 256).
وذريعة إلى: حجة، تعلة (ابن بطوطة 3: 339) وفي حيان (ص22 ق) جعلوها (الأبيات) ذريعة إلى قتله.
وذريعة: سوء استعمال الشيء (دي ساسي طرائف 1: 167).
ذِراعِيّ: متعلق بالذراع (بوشر).
مُذْرَعة: معضد، دملج يطوق به ما فوق المرفق من الذراع. (عرادة ص337، 344).
ذ ر ع

ذرعت الثوب بذراعي وهي من طرف المرفق إلى طرف الوسطى ثم سمي بها العود المقيس بها. وذرع في سيره وباع فيه إذا مد ذراعه وباعه. وناقة ذارعة بائعة. وتقول: عندي ناقة تاجرة بائعة، وذارعة بائعة؛ وذرعت البعير: وطئت على ذراعه ليركب صاحبي. وبعير قوي المذارع وهي قوائمه. وفرس ذريع: واسع الخطو، وقد ذرع ذراعة. وقوائم ذريعات. وتحتي فرس ذريعة العنق. وفلان ذريع المشية. وامرأة ذارع وذراع: سريعة اليدين بالغزل. ونخلة ذرع رجل أي قامته. وتذرعت الإبل الماء: خاضته بأذرعها. قال أبو النجم:

تذرعت في الصفو من غديرها ... تذرّع العذراء في ظهورها

وذرع الرجل في سعيه تذريعاً: استعان بيده. ويقال للبشير إذا أومأ بيده: قد ذرع البشير. قال:

تؤمل أنفال الخميس وقد رأت ... سوابق خيل لم يذرّع بشيرها

وذرّع في سباحته.

ومن المجاز: ضاق بالأمر ذرعا وذراعاً إذا لم يطقه. وأبطرت ناقتك ذرعها: كلفّتها ما لم تطق. واقصد بذرعك، واربع على ظلعك: ارفق بنفسك ومالك عليّ ذراع أي طاقة. وطفت في مذارع الوادي وهي أضواجه ونواحيه. وقد أذرع في كلامه وهو يذرع فيه إذراعاً وهو الإكثار. وفلان ذريعتي إلى فلان. وقد تذرعت به إليه أي توسلت. وسألته عن أمره فذرع لي منه شيئاً أي وطش. وذرعت لفلان عند الأمير: شفعت له. وأنا ذريع له عنده. وناقة تذرع المفازة وتذارعها: تقطعها بسرعة كأنها تقيسها. قال الراعي:

قودا تذارع غول كل تنوفة ... ذرع النواسج مبرماً ويحيلا

وتذارعت افبل المفازة. ووقع فيهم موت ذريع: سريع فاش وذلك إذا لم يتدافنوا. واستوى كذراع العامل وهو صدر القناة. وهو لك مني على حبل الذراع أي حاضر قريب. وجعلت أمرك على ذراعك أي اصنع ما شئت.
(ذرع) - قَولُه تَبارَك وتَعالى: {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} . : أي ضَاقَ ذَرعُه بهم، والذَّرْع: القَدْر الذي يَبلُغه، والطَّوقُ: الذي يُطِيقه، أي كَلِفَ أو تَكَلَّفَ أكثَر مِمَّا يُطِيق، وقيل: هو من ذَرْع النَّاقَةِ، وهو خَطْوها، ومَذَارِعُها: قَوائِمُها، وهو من المَقلُوب فَلمَّا حُوِّل الفِعلُ صَارَ ذَرْعًا مُفَسِّرا.
- في الحَدِيثِ: "مَنْ ذَرعَه القَىءُ فلا قَضاءَ عليه".
يَعنِى في الصَّوم: أي غَلبَه، وقيل: سَبَقَه، وقيل: أَفرط عليه.
- ومنه: "مَوتٌ ذَرِيعٌ".
: أي سَرِيعٌ فاشٍ لا يتَدافَنُ أَهلُه.
- قَولُه تَبارَك وتعالى: {سَبْعُونَ ذِرَاعًا} .
: أي طُولُها إذا ذُرِعَت.
- في حَدِيثِ المُغِيرة، رَضِى الله عنه: "أَنَّ النّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -، اذَّرَعَ ذِراعَيْه اذِّراعاً من أَسفَلِ الجُبَّة" . : أي أَخرَجَهما ونَزَع ذِرَاعَيْه عن الكُمَّيْن فأَخرجَهما من تَحتِ الجُبَّة.
ووزنه افْتَعل من ذَرَع: أي مَدَّ ذِراعَيْه، ويَجُوزُ بالدَّالِ وبِالذَّال معا كما ذكرناه في ذَخَر. ويقال: أَذرَع وذَرَّع إليه بِيدِه: أي حَرَّكَها، وأنشد:
* أَوائلَ خَيلٍ لم يُذَرِّع بَشِيرُها *
وقيل: الذَّرعُ: مَدّ الذِّراع، وضِيقُ الذِّرَاع: قِصَرُها عن بُلوغ ما يُرِيد أن يَتَناوَلَها وعَجْزُها عن ذلك، كما أَنَّ سَعَة الذِّراع وبَسْطَها: طُولُها وقُدرتُها على ما يُرِيد، كما يُقال: هو بَاسِط الذِّراع بالخَير وغيره.
- وفي حَدِيثِ عَائِشةَ وزَيْنَب: "قالت زَيَنب لِرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: حَسَبُك إذْ قَلَبَت لك ابنَةُ أبِي قُحافَةَ ذُرَيِّعَتَيْها"
الذُّرَيِّعة: تَصْغِير الذِّراع، ولحُوقُ الهاءِ فيها لكونِها مؤنَّثَة، ثم ثَنَّتْها مُصغَّرة، وأَرادَت به: سَاعِدَيْها. 
ذرع
الذراعُ: اسم جامع لكُل ما يُسَمى يَداً من الروْحَانِييْن، ويُذَكرُ ويُؤَنَثُ. وسِمَة لبَني ثعلَبَة من اليَمن. وصَدْرُ القَنَاة. واسْمُ نَجْم أيضاً. وذرعَ في السبَاحةِ: اتسعَ.
وثَورٌ مُذرعٌ: في كارِعِه لُمع سُوْدٌ. والحِمَارُ مُذرع: للرقْمة التي في ذِراعِه. ورَجُل مذرع: مُقْرِفٌ، وكذلك الأذْرَعُ، وقيل: الأذْرَعُ: ابنُ العَرَبي للمَوْلاة، والأولُ أصَح. والمذرعَةُ: الضبُعُ إذا كان في ذِراعِها خُطُوْط.
والمُذرعُ: الذي وُجِدَ في نَحْرِه فَسَالَ الدمُ على ذِراعِه.
وذرعَه وذرعَ له وذرعَه - بالتخفيف - أيضاً: خَنَقَه من وَرائه بالذراع. وقيل: أسْرَطتُه ذِراعي: إذا وَضَعْتَ ذِرَاعَكَ على حَلْقِه لِتَخْنُقَه.
وسَألته عن أمرهِ فذرع لي شيئاً: أي بسط. وذرعَ في السقي: استعَانَ بيَديه وحَركهُما فيه.
وذرعَ البَشِيرُ: أومأ بيدِه علامَةً للبِشارَة. وأسيرٌ مذرعٌ: مُسِحَ ذِراعاه بالطيب، وكان يُفْعَل ذلك إذا أرادوا قَتلَه.
وموت ذَرِيْعٌ: فاش حتى لا يتدافَنُوا. والذرِيعَةُ والذرْعَةُ: الوسيلَة. وذَرَعْتُ له عند فلانٍ: شَفَعْتَ، وأنا ذَريعْ عندَه. وذَرِعتُ به وأذْرَعتُ به: تَشَفعْتَ.
والذرِيعَةُ: جَمَل يُخْتَلُ به الصيْدُ فَيُرْمى من وَرائه، ورَجُلٌ ذَرعٌ مُستذْرعٌ بها. وهي أيضاً: الحلقة يُتَعلمُ عليها الرمْيُ.
وذَرَعه القَيْءُ: غَلَبَه. وذَرَعَ ذَرْعاً: أسْرَعَ. والذرُوْعُ: الخَفيفُ السيْرِ. والذرعَةُ من الإبِل: الكَثيرةُ الأخْذِ من الأرض. وامْرأَةٌ ذَرَاع وذارِعة: سَرِيعَةُ الغَزْل، وذَرعٌ. وذَرِعَتْ رِجْلاه: أعْيَا. وانْذَرَعَ في السيْر: انْبَسَطَ.
ويُقال لمن يَتَوعَدُ على غير تَحْقيقٍ: اقْصِدْ بذِرْعِكَ. ومَذارِيْعُ الدابة: قَوائمها، والواحِدُ: مِذراع. ومَذَارعُ الأرض: أطرافها، الواحِدُ: مذْرَعَة. والذرَعُ: العِجْلُ، والجَميعُ: ذِرْعَان. وبَقَرَة مُذْرع: مَعَها ذَرَعُها. وأذْرِعَاتُ وأذْرُعٌ: مَكانانِ تُنْسَبُ إليهما الخَمْر.
وزِق ذَارع وذَرعٌ: في الأخْذِ من الشًرَابِ، وزِقَاق ذَوَارعُ، وكأنَها من الناقَة الذَرِعَةِ، ويُقال: قيل لها ذلك لأنَها سُلِخَتْ من قِبَل ذِراعَيْها.
والذرَاعُ من الجِمَالِ: الذي يُسَان الناقَةَ بذِراعِه فَيَتَنَوَخُها. والإذْراعُ: القَبْضُ بالذراع. والاكْثَارُ في الكَلام. والتَذرعُ: تَشقق الشيء شقة شُقَةً على قدْرِ الَذَراع في الطُوْل.
[ذرع] فيه: أنه صلى الله عليه وسلم "أذرع ذراعيه" من أسفل الجبة، أي أخرجهما. ومنه ح: وعليه جمازة "فأذرع" يده منها، أي أخرجها، قال أبو موسى: أذرع ذراعيه أذراعًا هو افتعل من ذرع أي مد ذراعيه، ويجوز إهمال داله، الخطابي: أي أخرجها من تحت الجبة ومدهما، والذرع بسط اليد ومدها، وأصله من الذراع الساعد.إلى ما لا نهاية له ما دمت ساكتًا، وفيه لو أهدى إلى "ذراع" يعني لو أرسل إليّ أحد ذراعا من كرباس، أو ذراع شاة على رسم الهدية لقبلته. غ: امرأة "ذراع" خفيفة اليدين بالمغزل، وذرعُ الرجل طوقه، يقال عند التهديد اقصد بذرعك أي اقصد من الأمور ما يبلغه طوقك.
[ذرع] ذِراعُ اليدِ يذكَّر ويؤنث. والذِراعُ: ذِراعُ الأسدِ، وهما كوكبان نيِّران ينزلهما القمر. والذِراعُ: سَمَةٌ في ذِراعِ البعير. وقولهم: هو منِّي على حَبل الذِراعِ، أي مُعَدٌّ حاضرٌ. والذِراعُ: ما يُذْرَعُ به. ويقال لصدر القناةِ: ذِراعُ العامل. وأما قول الشاعر:

إلى مشرب بين الذراعين بارد * فهما هضبتان. والذراع بالفتح: المرأة الخفيفة اليدين بالغزْل. وقد ذَرَعَت الثوبَ وغيره ذرعا. وذرعه القئ، أي سبَقَه وغلبه. وتقول: أبطرتُ فلاناً ذَرْعَهُ، أي كلفته أكثر من طَوقه. ويقال ضِقْتُ بالأمر ذَرْعاً، إذا لم تُطِقْهُ ولم تَقْوَ عليه. وأصلُ الذَرْعِ إنَّما هو بسطُ اليدِ، فكأنَّك تريد: مددت يدي إليه فلم تَنلْه. وربَّما قالوا: ضقتُ به ذِراعاً. قال حميد ابن ثور يصف ذئبا: وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها * ذِراعاً ولم يصبح لها وهو خاشِعُ * وقولهم: اقْصِدْ بذَرْعِكَ، أي اربَعْ على نفسك. وقولهم: الثوبُ سَبْعٌ في ثمانيةٍ، إنما قالوا سَبْعٌ لأن الأذْرُعَ مؤنَّثة. قال سيبويه: الذِراعُ مؤنثة، وجمعها أَذْرُعٌ لا غير. وإنَّما قالوا ثمانية لأنَّ الأشبار مذكِّرَة. والذِراعُ: الزَقُّ الصَغير يُسْلَخُ من قِبَلِ الذِراعِ، والجمع ذَوارِعُ، وهي للشراب. وذَرَّعَهُ تَذْريعاً، أي خَنَقه. والتَذْريعُ في المشي: تحريك الذِراعَيْنِ. ويقال أيضاً للبَشيرِ إذا أومى بيده: قد ذَرَّعَ البشيرُ. وثورٌ مُذَرَّعٌ، إذا كان في أكارِعِهِ لُمَعٌ سودٌ. والذَرَعُ بالتحريك: الطَمَعُ. ومنه قول الراجز: وقد يقود الذَرَعُ الوَحْشِيَّا * والذَرَعُ أيضاً: ولد البقَرة الوحشية. تقول منه: أَذْرَعَتِ البقرةُ فهي مُذْرِعٌ. والإذْراعُ أيضاً: كثرةُ الكلام والإفراطُ فيه، وكذلك التَذَرُّعُ. وأرى أصلَه من مَدَّ الذِراعِ، لأنَّ المكثِر قد يفعل ذلك. والتذرع أيضا: تقدير الشئ بِذِراع اليد. وقال : ترى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقى كَأَنَّها * تَذَرَّعُ خِرْصانٍ بأيدي الشَواطِبِ * والمُذَرِّعُ بكسر الراء مشددة: المطُر الذي يرسَخ في الأرض قدرَ ذِراعٍ. والمُذَرَّعُ: الذي أُمُّه أشرف من أبيه، هذا بفتح الراء. ويقال إنَّما سُمِّيَ مُذَرَّعاً بالرَقْمَتَيْنِ في ذِراعِ البغلِ، لأنَّهما أتياه من ناحية الحمار. والمَذارِعُ: المَزالِفُ، وهي البلاد بين الريف والبَرِّ، الواحدُ مِذْراعٌ. ويقال للنخيل التي تقرب من البيوت: مَذارِعُ. ومَذارِعُ الدابةِ: قوائمُها. قال الأخطل: وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَذارِعُها * في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيْقٍ وَتَنْحارِ * والذَريعَةُ: الوسيلةُ. وقد تَذَرَّعَ فلانٌ بذَريعَةٍ، أي توسَّلَ ; والجمع الذَرائِعُ، مثل الدريئة هي الناقة التي يستتر بها الرامي للصيد. وفرسٌ ذَريعٌ: واسعُ الخطوِ بيِّن الذَراعَة. وقوائمُ ذَرِعاتُ، أي سريعاتٌ. وقتلٌ ذَريعٌ، أي سريعٌ، يقال: قتلوهم أذرع قتل. وأذرعات بكسر الراء: موضع بالشام تنسب إليه الخمر. قال أبو ذؤيب: فما إن رحيق سبتها التجا * ر من أذرعات فوادى جدر * وهى معرفة مصروفة، مثل عرفات. قال سيبويه: ومن العرب من لا ينون أذرعات، يقول هذه أذرعات، ورأيت أذرعات بكسر التاء بغير تنوين. والنسبة إليها أذرعي.
ذرع
ذرَعَ يذرَع، ذَرْعًا، فهو ذارِع، والمفعول مَذْروع
• ذرَع القيْءُ فلانًا: غلبه وسبق إلى فمه "إِذَا ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِ [حديث] " ° قتلوهم أذرعَ قتلٍ: أسرع وأخفّ.
• ذرَع البائعُ الثَّوبَ: قاسه بالذِّراع ليعرف طولَه.
• ذرَعَ المسافرُ الصَّحراءَ: اجتازها؛ عبَرها مشيًا "ذرعَ الشارعَ". 

استذرعَ بـ يستذرع، استذراعًا، فهو مُستذرِع، والمفعول مُستذرَع به
• استذرعَ بالشَّيءِ: استتر به وجعله وسيلة أو سببًا إلى أمرٍ ما "استذرعَ بالصمت للتخلُّص من الجدل". 

تذرَّعَ/ تذرَّعَ بـ يتذرَّع، تذرُّعًا، فهو مُتذرِّع، والمفعول مُتذرَّع به
• تذرَّع الشَّخصُ: أكثر من الكلام وأفرط فيه "كثيرًا ما يتذرَّع روّادُ المقهى وترتفع أصواتَهم".
• تذرَّع الشَّخصُ بعاهتِه: توسَّل بها للظَّفر بمطلوبه، أو لإخفاء الحقيقة "تذرَّع بمرضِه".
• تذرَّع بالقانون: استند إليه "تذرَّع برأي معلِّمه". 

ذارعَ يُذارع، مُذارعةً، فهو مُذارِع، والمفعول مُذَارَع
• ذارعَ فلانٌ فلانًا الثَّوبَ: باعه إيّاه بالذِّراع. 

ذَرائعيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذرائع.
• الذَّرائعيَّة: (سف) فلسفة تقول: إنّ الأفكار هي وسائل العمل ويحدِّد قيمتَها نجاحُ العمل. 

ذِراع [مفرد]: ج أَذْرُع وذُرْعان:
1 - جزء ممتدّ من طرف المِرْفَق إلى طرف الإصبع الوسطَى، مؤنّثة وقدْ تُذكّر "مبتور الذِّراع- هذه ذراعٌ طويلة- مفتول الذِّراعَيْن- عَبْدِي لَوْ تَقَرّبْتَ إِليَّ شِبْرًا لَتَقَرَّبْتُ إِلَيكَ ذِرَاعًا [حديث قدسيّ]- {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} " ° أنت ذراعي اليُمنَى: أعتمد عليك في الشدائد- باسطًا ذراعَهُ: مُستعِدًّا لكلِّ تعاون، مادًّا يده للمساعدة- بالباعِ والذِّراع: بكلِّ طاقة وبأقصَى جهد- بسَط له ذِراعَيْه: استقبله بالتَّرحاب- ضاق بالأمر ذِراعًا: لم يَعُد يطيقه- على مَدِّ الذِّراع: قريب جدًّا، حاضر، سهل- فلانٌ واسع الذِّراع: واسع الخُلُق، مقتدر، شجاع- قابلني بذراعين مفتوحين: بكلِّ ترحاب- لوَى ذراعَه: أرغمه على عمل شيءٍ لا يريده- ما لي به ذراع: ما لي به طاقة.
2 - يَد كلِّ حيوان "ذراع الفرس- أصيب البعير في ذراعِه".
3 - مقياس يُقارب في طوله الذِّراع، يتراوح بين 55و 80 سم حسب البلد أو الشّيء المقيس وقد كانت هي الوحدة المعياريَّة لقياس الأقمشة وهي تعادل ياردة أو 36 بوصة "سقطت القذيفة على بعد عشرين ذراعًا من الهدف".
• ذراع الدَّفَّة: رافعة تستخدم لإدارة الدَّفَّة وتوجيه القارب ملاحيًّا.
• ذراع الرَّافعة: عمود طويل يمتدّ نحو الأعلى من صاري رافعة لسند أو توجيه الأشياء المحمولة أو المرفوعة، تستعمل في بعض أنواع الرافعات (الأوناش).
• ذراع الميزان: قضيب توازُن تُعلَّق عليه كفَّتا الميزان.
 • ذراع الإدارة: ذراع يستعمل لتحريك عمود في حركة دائريّة، ويتكوّن من الساعد والمرفق وعمود الإدارة.
• ذراع التَّوصيل: (فز) لوح أو قضيب مُعلَّق بإحدى النهايات لجزء آخر ينقل الحركةَ من جزء لآخر في الآلة. 

ذَرْع [مفرد]:
1 - مصدر ذرَعَ.
2 - طاقة ووُسع " {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}: كناية عن نفاد الوسع والطاقة" ° خالي الذَّرْع: خالٍ من الهموم والغموم- ضاق به ذَرْعي/ ضاق ذرعي بهذا الأمر: عجز عن احتماله- ما لي به ذرْع: ما لي به طاقة- هو واسع الذَّرْع: واسع الخلُق، مقتدر.
3 - مقدار وطول " {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} ".
• ذرْع الانتباه: المدّة التي يستغرقها الشّخصُ بالتركيز على شيء أو فكرة من غير تحوُّل لشيء آخر. 

ذريع [مفرد]:
1 - سريع، خاطف "موت/ فشلٌ/ فتكٌ ذريع".
2 - واسع "ذريعُ الخُطى".
3 - شفيع "جَدّي ذريعٌ لي عند أبي". 

ذَريعة [مفرد]: ج ذَرِيعات وذرائعُ: وسيلة وسبب إلى الشّيء "اتَّخذ رسوبَه ذريعة لترك الدّراسة- فلان ذريعتي إلى فلان- ليس الفقر ذريعة للسّرقة" ° ذريعة إلى: حجَة، تَعِلَّة.
• سدُّ الذَّرائع: (فق) قفل باب ما يُتعلَّل به، أو قطع الطرق المؤدية إلى الإثم والمعصية. 

ذرع: الذِّراعُ: ما بين طرَف المِرْفق إِلى طرَفِ الإِصْبَع الوُسْطى،

أُنثى وقد تذكَّر. وقال سيبويه: سأَلت الخليل عن ذراع فقال: ذِراع كثير في

تسميتهم به المذكر ويُمَكَّن في المذكَّر فصار من أَسمائه خاصّة عندهم،

ومع هذا فإِنهم يَصِفون به المذكر فتقول: هذا ثوب ذراع، فقد يُمَكَّنُ

هذا الاسم في المذكر، ولهذا إِذا سمي الرجل بذراع صُرف في المعرفة والنكرة

لأَنه مذكر سمي به مذكر، ولم يعرف الأَصمعي التذكير في الذراع، والجمع

أَذْرُعٌ؛ وقال يصف قوساً عَربية:

أَرْمِي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ،

وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ

قال سيبويه: كسّروه على هذا البناء حين كان مؤنثاً يعني أَن فَعالاً

وفِعالاً وفَعِيلاً من المؤنث حُكْمُه أَن يُكسَّر على أَفْعُل ولم

يُكسِّروا ذِراعاً على غير أَفْعُل كما فَعَلوا ذلك في الأَكُفِّ؛ قال ابن بري:

الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير؛ وأَنشد لمِرْداس ابن حُصَين:

قَصَرْتُ له القبيلةَ إِذ تَجَِهْنا،

وما دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعي

وفي حديث عائشةَ وزَينبَ: قالت زينبُ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم:

حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لك ابنة أَبي قُحافةَ ذُرَيِّعَتَيْها؛ الذُّرَيِّعةُ

تصغير الذراع ولُحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، ثم ثَنَّتْها مصغرة

وأَرادت به ساعدَيْها. وقولهم: الثوب سبع في ثمانية، إِنما قالوا سبع لأَن

الذراع مؤنثة، وجمعها أَذرع لا غير، وتقول: هذه ذراع، وإِنما قالوا ثمانية

لأَن الأَشبار مذكرة. والذِّراع من يَدَيِ البعير: فوق الوظيفِ، وكذلك من

الخيل والبغال والحمير. والذِّراعُ من أَيدي البقر والغنم فوق الكُراع.

قال الليث: الذراع اسم جامع في كل ما يسمى يداً من الرُّوحانِيين ذوي

الأَبدان، والذِّراعُ والساعد واحد. وذَرَّع الرجلُ: رَفَعَ ذِراعَيْه

مُنذراً أَو مبشراً؛ قال:

تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِيس وقد رَأتْ

سَوابِقَ خَيْلٍ، لم يُذَرِّعْ بَشيرُها

يقال للبشير إِذا أَوْمَأَ بيده: قد ذَرَّع البَشيرُ.

وأَذْرَع في الكلام وتذَرَّع: أَكثر وأَفْرَط. والإِذْراعُ: كثرةُ

الكلامِ والإِفْراطُ فيه، وكذلك التَّذَرُّع. قال ابن سيده: وأَرى أَصله من

مدّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قد يفعل ذلك. وثور مُذَرَّع: في أَكارِعه

لُمَع سُود. وحمار مُذَرَّع: لمكان الرَّقْمةِ في ذِراعه. والمُذَرَّعُ: الذي

أُمه عربية وأَبوه غير عربي؛ قال:

إِذا باهليٌّ عنده حَنْظَلِيَّةٌ،

لها وَلَدٌ منه، فذاك المُذَرَّعُ

وقيل: المُذَرَّع من الناس، بفتح الراء، الذي أُمه أَشرف من أَبيه،

والهجين الذي أَبوه عربيّ وأُمه أَمة؛ قال ابن قيس العدوي:

إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَى خُؤُولَتُه،

كالبَغْلِ يَعْجِزُ عن شَوْطِ المَحاضِير

وقال آخر يهجو قوماً:

قَوْمٌ تَوارَثَ بيتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم،

كما تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ

وإِنما سمي مُذَرَّعاً تشبيهاً بالبغل لأَنَّ في ذراعيه رَقْمتين

كرَقْمتي ذراع الحِمار نَزَع بهما إِلى الحِمار في الشبه، وأُمّ البغل أَكرم من

أَبيه.

والمُذَرَّعة: الضبع لتخطيط ذِراعَيْها، صفة غالبة؛ قال ساعدة بن جؤية:

وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه

مُذَرَّعةٌ أُمَيْم، لها فَلِيلُ

والضبع مّذَرَّعة بسواد في أَذْرعها، وأَسد مُذَرَّع: على ذِراعَيْه

دَمُ فَرائِسه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قد يَهْلِكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ،

والأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ

والتذْرِيع: فضل حبل القَيد يُوثَق بالذراع، اسم كالتَّنْبيت لا مصدر

كالتَّصْويت. وذُرِّعَ البعيرُ وذُرِّعَ له: قُيِّدَ في ذراعَيْه جميعاً.

يقال: ذَرَّعَ فلان لبعيره إِذا قَيَّدَه بفضل خِطامه في ذراعه، والعرب

تسميه تَذْريعاً.

وثوب مُوَشَّى الذِّراع أَي الكُمِّ، وموشَّى المَذارِع كذلك، جمع على

غير واحده كمَلامحَ ومَحاسِنَ.

والذِّراعُ: ما يُذْرَعُ به. ذَرَع الثوب وغيره يَذْرَعُه ذَرْعاً:

قدَّره بالذِّراع، فهو ذارِعٌ، وهو مَذْرُوع، وذَرْعُ كلّ شيء: قَدْرُه من

ذلك.

والتذَرُّع أَيضاً: تَقْدِير الشيء بذِراع اليد؛ قال قَيْس بن الخَطِيم:

ترى قَِصَدَ المُرّانِ تُلْقَى، كأَنَّها

تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ

وقال الأَصمعي: تَذَرَّعَ فلان الجَرِيدَ إِذا وضَعه في ذِراعِه

فشَطَبه؛ ومنه قول قَيْس بن الخَطِيم هذا البيت، قال: والخِرْصانُ أَصلها

القُضْبان من الجَرِيد، والشَّواطِبُ جمع الشاطِبة، وهي المرأَة التي تَقْشُر

العَسِيب ثم تُلْقِيه إِلى المُنَقِّية فتأْخذ كل ما عليه بسِكِّينها حتى

تتركه رقيقاً، ثم تُلْقِيه المنقِّيةُ إِلى الشاطِبة ثانية فتَشْطُبه على

ذِراعها وتَتَذَرَّعُه، وكل قَضِيب من شجرة خِرْصٌ. وقال أَبو عبيدة:

التَّذَرُّع قدر ذِراع يَنكسر فيسقط، والتذَرُّع والقِصَدُ واحد غيره، قال:

والخِرْصان أَطراف الرماح التي تلي الأَسنَّة، الواحد خُرْص وخِرْص

وخَرْص. قال الأَزهري: وقول الأَصمعي أَشبههما بالصواب. وتَذَرَّعتِ المرأَة:

شقَّت الخُوص لتعمَل منه حَصِيراً. ابن الأَعرابي: انْذَرَع وانْذَرَأَ

ورَعَفَ واسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم.

والذَّرِعُ: الطويلُ اللسان بالشَّرِّ، وهو السيّار الليلَ والنهارَ.

وذَرَع البعيرَ يَذرَعُه ذَرْعاً: وَطِئه على ذِراعه ليرْكب صاحبُه.

وذَرَّعَ الرجلُ في سباحتِه تَذْرِيعاً: اتَّسَع ومدَّ ذِراعَيْه.

والتَّذْرِيعُ في المشي: تحريك الذِّراعين. وذَرَّع بيديه تَذْرِيعاً:

حرَّكهما في السعْي واستعان بهما عليه. وقيل في صفته، صلى الله عليه وسلم: إِنه

كان ذَرِيعَ المشْي أَي سريعَ المشْي واسعَ الخَطْوة؛ ومنه الحديث:

فأَكَل أَكْلاً ذَريعاً أَي سريعاً كثيراً. وذَرَع البعيرُ يَده إِذا مَدَّها

في السير. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَذْرَعَ

ذِراعَيْه من أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً؛ أَذْرَع ذِراعَيْه أَي أَخرَجهما من تحت

الجُبَّة ومدَّهما؛ ومنه الحديث الآخر: وعليه جَمَّازةٌّ فأَذْرَع منها

يده أَي أَخرجها. وتَذَرَّعَت الإِبل الماءَ: خاضَتْه بأَذْرُعِها.

ومَذارِيعُ الدابة ومَذارِعُها: قوائمها؛ قال الأَخطل:

وبالهدايا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها،

في يوم ذَبْح وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ

وقوائم ذَرِعاتٌ أَي سَريعاتٌ. وذَرِعاتُ الدابة: قوائمها؛ ومنه قول ابن

حذاق العبدي:

فأَمْستْ كَنَيْسِ الرَّمْلِ، يَغْدُو إِذا غَدَتْ،

على ذَرِعاتٍ يَعْتَلِين خُنُوسَا

أَي على قوائم يَعْتَلين من جاراهُنَّ وهنَّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهن

أَي يُبْقين منه؛ يقول لم يَبْذُلْن جميع ما عندهن من السير. ومِذْراعُ

الدابة: قائمتها تَذْرَعُ بها الأَرض، ومِذْرَعُها: ما بين ركبتها إِلى

إِبْطها، وثَور مُوَشَّى المَذارِع.

وفرس ذَروعٌ وذَرِيعٌ: سَريعٌ بَعِيدُ الخُطى بيِّن الذَّراعة. وفرس

مُذَرَّع إِذا كان سابقاً وأَصله الفرس يلحق الوَحْشيّ وفارِسُه عليه

يَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بالدم فيُلَطِّخ ذِراعَي الفرس بذلك الدم فيكون علامة

لسَبْقِه؛ ومنه قول تميم:

خِلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّع

ويقال: هذه ناقة تُذارِعُ بُعْد الطريق أَي تَمُدّ باعَها وذِراعها

لتَقْطعَه، وهي تُذارِع الفلاة وتَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فيها كأَنها

تَقِيسُها؛ قال الشاعر يصف الإِبل:

وهُنَّ يَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا،

ذَرْعَ النّواطِي السُّحُل المُرَقَّقا

والنواطِي: النَّواسِجُ، الواحدة ناطيةٌ، وبعير ذَرُوعٌ. وذَارَع

صاحِبَه فذَرَعه: غَلَبه في الخَطْو. وذَرعه القَيْءُ إِذا غَلبه وسَبق إِلى

فيه. وقد أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه. وفي الحديث: مَن ذَرَعه القَيْء فلا

قضاء عليه أَي سبَقه وغَلبه في الخُروج. والذَّرْعُ: البَدَنُ،

وأَبْطَرَني ذَرْعِي: أَبْلى بَدنِي وقطَع مَعاشي. وأَبطَرْت فلاناً ذَرْعَه أَي

كَلَّفْته أَكثر من طَوْقه. ورجل واسعُ الذَّرْع والذِّراع أَي الخُلُق،

على المثل، والذَّرْعُ: الطاقةُ. وضاقَ بالأَمر ذَرْعُه وذِراعُه أَي

ضعُقت طاقتُه ولم يجد من المكروه فيه مَخْلَصاً ولم يُطِقه ولم يَقْو عليه،

وأَصل الذرْع إِنما هو بَسْط اليد فكأَنك تريد مَدَدْت يدي إِليه فلم

تَنَلْه؛ قال حميد بن ثور يصف ذئباً:

وإِن باتَ وَحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها

ذِراعاً، ولم يُصْبحْ لها وهو خاشِعُ

وضاق به ذَرْعاً: مثل ضاق به ذِراعاً، ونَصْبَ ذرْعاً لأَنه خرج

مفسِّراً مُحَوِّلاً لأَنه كان في الأَصل ضاق ذَرْعي به، فلما حُوّل الفعل خرج

قوله ذرعاً مفسراً، ومثله طِبْت به نفساً وقَرَرْت به عَيناً، والذَّرْعُ

يوضع موضع الطاقة، والأَصل فيه أَن يَذْرَع البعير بيديه في سيره ذَرْعاً

على قدر سَعة خَطْوه، فإِذا حملته على أَكثر من طَوْقه قلت: قد

أَبْطَرْت بعيرك ذَرْعه أَي حَمَلْته من السير على أَكثر من طاقته حتى يَبْطَر

ويَمُدّ عنقه ضَعْفاً عما حُمِل عليه. ويقال: ما لي به ذَرْع ولا ذِراع أَي

ما لي به طاقة. وفي حديث ابن عوف: قَلّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع أَي

واسِعَ القوة والقدرة والبطش. والذرْعُ: الوُسْع والطاقة؛ ومنه الحديث:

فكَبُر في ذَرْعي أَي عظُم وقْعُه وجلَّ عندي، والحديث الآخر: فكسَر ذلك من

ذَرْعي أَي ثَبَّطَني عما أَردته؛ ومنه حديث إِبراهيم، عليه الصلاة

والسلام: أَوحى الله إِليه أَنِ ابنِ لي بَيْتاً فضاق بذلك ذَرْعاً، وجهُ

التمثيل أَن القصير الذِّراع لا ينالُ ما ينالهُ الطويل الذراع ولا يُطيق

طاقتَه، فضرب مثلاً للذي سقطت قوَّته دون بلوغ الأَمر والاقتدار عليه.

وذراعُ القَناة: صدرُها لتقدُّمه كتقدُّم الذراع. ويقال لصدر الفتاة: ذراع

العامل. ومن أَمثال العرب السائرة: هو لك على حَبْلِ الذِّراع أَي

أُعَجِّله لك نقداً، وقيل: هو مُعَدٌّ حاضر، والحبْلُ عِرْق في الذراع.

ورجل ذَرِعٌ: حَسَن العِشْرةِ والمخالَطةِ؛ ومنه قول الخَنْساء:

جَلْد جَمِيل مَخِيل بارِع ذَرِع،

وفي الحُروبِ، إِذا لاقَيْتَ، مِسْعارُ

ويقال: ذارعْتُه مذارعةً إِذا خالطته.

والذِّراع: نَجم من نُجوم الجَوْزاء على شكل الذراع؛ قال غَيْلانُ

الربعي:

غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ:

نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ

وقيل: الذراعُ ذِراع الأََسد، وهما كوكبانِ نَيِّران ينزلُهما القمر.

والذِّراع: سِمةٌ في موضع الذِّراع، وهي لبني ثعلبة من أَهل اليمن وناسٍ من

بني مالك بن سعد من أَهل الرِّمال.

وذَرَّع الرجلَ تذْريعاً وذَرَّعَ له: جعل عُنقه بين ذراعه وعُنُقه

وعضُده فخنَقَه ثم استعمل في غير ذلك ما يُخْنَق به. وذَرَّعَه: قتله. وأَمْر

ذَريع: واسع. وذَرَّع بالشيء: أَقَرَّ به؛ وبه سمي المُذَرِّعُ أَحدُ

بني خَفاجةَ بن عُقَيْل، وكان قتل رجلاً من بني عَجْلان ثم أَقرَّ به

فأُقيدَ به فسمي المُذَرِّعَ.

والذَّرَعُ: ولد البقرة الوحْشِيَّة، وقيل: إِنما يكون ذَرَعاً إِذا

قَوِيَ على المشي؛ عن ابن الأَعرابي، وجمعه ذِرْعانٌ، تقول: أَذْرَعتِ

البقرةُ، فهي مُذْرِعٌ ذات ذَرَعٍ. وقال الليث: هنَّ المُذْرِعات أَي ذوات

ذِرْعانٍ.

والمَذارِعُ: النخل القريبة من البيوت. والمَذارِعُ: ما دانى المِصْر من

القرى الصِّغار. والمَذارِعُ: المَزالِفُ، وهي البلاد التي بين الريف

والبرّ كالقادِسية والأَنْبار، الواحد مِذْراعٌ. وفي حديث الحسن: كانوا

بمذراع اليمن، قال: هي القريبة من الأَمصار. ومَذارِعُ الأَرض: نَواحيها.

ومَذارِعُ الوادي: أَضْواجُه ونواحيه.

والذَّرِيعة: الوسيلة. وقد تَذَرَّع فلان بذَريعةٍ أَي توسَّل، والجمع

الذرائعُ. والذريعةُ، مثل الدَّريئة: جمل يُخْتَل به الصيْد يَمْشي

الصيَّاد إِلى جنبه فيستتر به ويرمي الصيدَ إِذا أَمكنه، وذلك الجمل يُسَيَّب

أَوَّلاً مع الوحش حتى تأْلَفَه. والذريعةُ: السبَبُ إِلى الشيء وأَصله من

ذلك الجمل. يقال: فلان ذَرِيعتي إِليك أَي سَبَبي ووُصْلَتي الذي أَتسبب

به إِليك؛ وقال أَبو وجْزةَ يصف امرأَة:

طافَت بها ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهة،

ذَرِيعةُ الجِنِّ لا تُعْطِي ولا تَدَعُ

أَراد كأَنها جنية لا يَطْمَع فيها ولا يَعْلمها في نفسها. قال ابن

الأَعرابي: سمي هذا البعير الدَّرِيئة والذَّريعة ثم جعلت الذريعةُ مثلاً لكل

شيء أَدْنى من شيء وقَرَّب منه؛ وأَنشد:

وللمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبها،

كما تُقَرِّب للوَحْشِيَّة الذُّرُع

وفي نوادر الأَعراب: أَنت ذَرَّعْت بيننا هذا وأَنت سَجَلْته؛ يريد

سَبَّبْتَه. والذَّريعةُ: حَلْقة يُتَعلَّم عليها الرَّمْي.

والذريعُ:السريعُ. وموت ذريعٌ: سريع فاشٍ لا يكاد الناس يَتدافَنُون،

وقيل: ذَريع أَي سريع. ويقال: قتلوهم أَذْرَع قتل. ورجل ذَرِيعٌ بالكتابة

أَي سريع.

والذِّراعُ والذَّراعُ، بالفتح: المرأَة الخفيفةُ اليدين بالغَزل، وقيل:

الكثيرة الغزل القويَّةُ عليه. وما أَذْرَعَها وهو من باب أَحْنَكِ

الشاتَيْن، في أَن التعجب من غير فِعل. وفي الحديث: خَيْرُكنَّ أَذْرَعُكن

للمِغْزَل أَي أَخَفُّكُنَّ به، وقيل: أَقْدَركنَّ عليه.

وزِقٌّ ذارِعٌ: كثير الأَخذ من الماء ونحوه؛ قال ثعلبة بن صُعَيْر

المازنيّ:

باكَرتُهُم بسِباء جَوْنٍ ذارِعٍ،

قَبْل الصَّباحِ، وقَبْلَ لَغْو الطائرِ

وقال عبد بن الحسحاس:

سُلافة دارٍ، لاسُلافة ذارِعٍ،

إِذا صُبَّ منه في الزُّجاجةِ أَزْبدا

والذارِعُ والمِذْرَعُ: الزِّقُّ الصغير يُسْلَخ من قِبَلِ الذِّراع،

والجمع ذَوارِعُ وهي للشراب؛ قال الأَعشى:

والشارِبُونَ، إِذا الذَّوارعُ أُغْلِيَتْ،

صَفْوَ الفِصالِ بطارِفٍ وتِلادِ

وابنُ ذارِعٍ: الكلْب. وأَذْرُعٌ وأَذْرِعات، بكسر الراء: بلد ينسب

إِليه الخمر؛ قال الشاعر:

تَنوَّرْتُها من أَذْرِعاتِ، وأَهلُها

بيَثْرِبَ أَدْنى دارِها نَظَرٌ عالي

ينشد بالكسر بغير تنوين من أَذرعاتِ، وأَما الفتح فخطأ لأَن نصب تاء

الجمع وفتحه كسر، قال: والذي أَجاز الكسر بلا صرف فلأَنه اسم لفظُه لفظُ

جماعة لواحد، والقول الجيِّد عند جميع النحويين الصرف، وهو مثل عَرفات،

والقرّاء كلهم في قوله تعالى من عَرَفاتٍ على الكسر والتنوين، وهو اسم لمكان

واحد ولفظه لفظ جمع، وقيل أَذرعات مَوضِعانِ ينسب إِليهما الخمر؛ قال

أَبو ذؤيب:

فما إِنْ رَحِيقٌ سَبَتْها التِّجا

رُ من أَذْرِعاتٍ، فَوادِي جَدَرْ

وفي الصحاح: أَذْرِعات، بكسر الراء، موضع بالشام تنسب إِليه الخمر، وهي

معروفة مصروفة مثل عرفات؛ قال سيبويه: ومن العرب من لا ينون أَذرعات،

يقول: هذه أَذرعاتُ ورأَيت أَذرعاتِ، برفع التاء وكسرها بغير تنوين. قال ابن

سيده: والنسبة إِلى أَذْرِعات أَذْرَعِيٌّ، وقال سيبويه: أَذرعات بالصرف

وغير الصرف، شبهوا التاء بهاء التأْنيث، ولم يَحْفَلوا بالحاجز لأَنه

ساكن، والساكن ليس بحاجز حَصين، إِن سأَل سائل فقال: ما تقول فيمن قال هذه

أَذرعاتُ ومسلماتُ وشبه تاء الجماعة بهاء الواحدة فلم يُنَوِّن للتعريف

والتأْنيث، فكيف يقول إِذا نكَّر أَيُنوّن أَم لا؟ فالجواب أَن التنوين مع

التنكير واجب هنا لا محالة لزوال التعريف، فأَقْصى أَحوال أَذْرِعات

إِذا نكرتها فيمن لم يصرف أَن تكون كحمزةَ إِذا نكرتها، فكما تقول هذا حمزةُ

وحمزةٌ آخر فتصرف النكرة لا غير، فكذلك تقول عندي مسلماتُ ونظرت إِلى

مسلماتٍ أُخرى فتنوّن مسلماتٍ لا محالة. وقال يعقوب: أَذْرِعات ويَذْرِعات

موضع بالشام حكاه في المبدل؛ وأَما قول الشاعر:

إِلى مَشْرَبٍ بين الذِّراعَيْن بارِد

فهما هَضْبتان. وقولهم: اقْصِدْ بذَرْعِك أَي ارْبَعْ على نَفْسك ولا

يَعْدُ بك قَدْرُك.

والذَّرَعُ، بالتحريك: الطمَعُ؛ ومنه قول الراجز:

وقد يَقُودُ الذرَعُ الوَحْشِيَّا

والمُذَرِّعُ، بكسر الراء مشددة: المطر الذي يَرْسَخ في الأَرض قدرَ

ذِراع.

ذرع
الذِّراع، بالكَسْر: من طَرَفِ المِرْفَقِ إِلَى طرَفِ الإصْبَعِ الوُسطى، كَذَا فِي المُحكَم. قَالَ الليثُ: الذِّراعُ والساعِدُ واحدٌ. قلتُ: وَفِي حَدِيث عائشةَ وزَينَب، قَالَت زَيْنَبُ لرسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: حَسْبُكَ إذْ قَلَبَتْ لكَ ابنَةُ أبي قُحافَةَ ذُرَيِّعَتَيْها أرادَتْ ساعِدَيْها، والذُّرَيِّعَةُ تصغيرُ الذِّراع، ولُحوقُ الهاءِ فِيهَا لكَوْنِها مُؤَنَّثة، ثمّ ثَنَّتْها مُصغَّرةً، وَقد تُذَكَّرُ فيهمَا. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ذِراعُ اليدِ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. قَالَ: وقولُهم: الثَّوبُ سَبْعٌ فِي ثمانيَة، إنّما قَالُوا: سَبْعٌ على تأنيثِ الذِّراع، وَج: أَذْرُعٌ وذُرْعانٌ، بالضَّمّ، وإنّما قَالُوا: ثَمانِيَة لأنّ الشِّبْرَ مُذَكَّر. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الذِّراعُ مؤنّثةٌ، وجَمْعُها أَذْرُعٌ لَا غير، وَلم يَعْرِفِ الأَصْمَعِيّ التَّذكيرَ فِي الذِّراع. قَالَ الشاعرُ بصفُ قَوْسَاً عربيّةً:
(أَرْمِي عَلَيْها وَهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وَهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ)
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسَّروه على هَذَا البِناءِ حِين كَانَ مُؤنّثاً، يَعْنِي أنّ فَعالاً وفِعالاً وفَعِيلاً من المؤنّث، حُكمُه أَن يُكَسَّرَ على أَفْعُلٍ، وَلم يُكَسِّروا ذِراعاً على غَيْرِ أَفْعُلٍ، كَمَا فعلوا ذَلِك فِي الأَكُفِّ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الذِّراعُ عندَ سِيبَوَيْهٍ مُؤنّثةٌ لَا غَيْرُ، وأنشدَ لمِرداسِ بنِ حُصَيْنٍ:
(قَصَرْتُ لَهُ القَبيلةَ إِذْ تَجِهْنا ... وَمَا دانَتْ بشِدَّتِها ذِراعي) قلتُ: والتذكيرُ الَّذِي أشارَ إِلَيْهِ المُصَنِّف هُوَ قَوْلُ الْخَلِيل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلْتُ الخليلَ عَن ذِراعٍ، فَقَالَ: ذِراعٌ كثيرٌ فِي تَسْمِيتِهم بِهِ المُذَكَّر، ويُمَكَّنُ فِي المُذكّر، فصارَ فِي أسمائِه خَاصَّة عندَهم، وَمَعَ هَذَا فإنّهم يصفونَ بِهِ المُذكّرَ فَيَقُولُونَ: هَذَا ثَوْبٌ ذِراعٌ، فقد يُمَكَّنُ هَذَا الاسمُ فِي المُذكَّر، وَلِهَذَا إِذا سُمّي الرجلُ بذِراعٍ صُرِفَ فِي المَعرفةِ والنَّكرةِ، لأنّه مُذَكّرٌ سُمِّي بِهِ مُذكَّرٌ. الذِّراع من يديِ البقرِ والغنَم: فَوْقَ الكُراع. وَمن يديِ الْبَعِير: فَوْقَ الوَظيف، وَكَذَلِكَ من الخَيلِ والبغالِ وَالْحمير. وَقَالَ الليثُ: الذِّراعُ: اسمٌ جامعٌ فِي كلِّ مَا يُسمّى يَدَاً من الرُّوحانِيِّينَ ذَوي الْأَبدَان.
قولُهم: لَا تُطعِمِ العَبدَ الكُراعَ، فَيَطْمعَ فِي الذِّراعِ سَيَأْتِي ذِكرُه فِي طوق. يُقَال: ذَرَعَ الثوبَ وغيرَه، كَمَا فِي الصِّحَاح، بذِراعِه كَمَنَعَ: قاسَه بهَا. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمّ سُمّي بِهِ مَا يُقاسُ بِهِ، كَمَا سَيَأْتِي. ذَرَعَ القَيءُ فلَانا ذَرْعَاً: غَلَبَه وسَبَقَه، أَي فِي الْخُرُوج إِلَى فِيهِ، وَمِنْه الحَدِيث: مَن ذَرَعَهُ القَيءُ فَلَا قِضاءَ عَلَيْهِ. قَالَ ابنُ عَبّاد: ذَرَعَ عِنْده ذَرْعَاً: شَفَعَ فَهُوَ) ذَرِيعٌ، شَفيعٌ. وَيُقَال: ذَرَعْتُ لفُلَان عندَ الْأَمِير، أَي شَفَعْتُ لَهُ، وَهُوَ مَجاز، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. ذَرَعَ البعيرَ يَذْرَعُه ذَرْعَاً: وَطِئَ على ذِراعِهِ ليَركبَه أحَدٌ. قَالَ ابنُ عَبّاد: ذَرَعَ فلَانا: إِذا خَنَقَه مِن وَرَائه بالذِّراعِ، يُقَال: أَسْرَطْتُه ذِراعي، إِذا وَضَعْتَ ذِراعَكَ على حَلْقِه لتَخنُقَه، كذَّرَعَه تَذْرِيعاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَفِي اللِّسان: ذَرَّعَه تَذْرِيعاً، وذَرَّعَ لَهُ: جعلَ عُنقَه بينَ ذِراعِه وعُنُقِه وعَضُدِه، فَخَنَقه، ثمّ استُعمِلَ فِي غيرِ ذَلِك ممّا يُخنَقُ بِهِ. يُقَال: رَجُلٌ واسِعُ الذِّراعِ، بِالْكَسْرِ، واسعُ الذَّرْعِ، بالفتحِ، أَي وَاسع الخُلُقِ، بضَمَّتين، على المثَل. الذَّرْعُ والذِّراعُ: الطَّاقةُ، وَمِنْه قولُهم: ضاقَ بالأَمْرِ ذَرْعُهُ وذِراعُه، وضاقَ بِهِ ذَرْعاً، وإنَّما نُصِبَ لأَنَّه خرجَ مُفَسِّراً مُحَوِّلاً، لأَنَّه كَانَ فِي الأَصلِ ضاقَ ذَرْعي بِهِ، فلمَّا حُوِّلَ الفِعْلُ خرجَ قولُه: ذَرْعاً مُفَسِّراً، ومثلُه: طِبْتُ بِهِ نَفْساً، وقَرَرْتُ بِهِ عَيْناً، وربَّما قَالُوا: ضاقَ بِهِ ذِراعاً، وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لحُمَيد بن ثورٍ يَصِفُ ذِئباً:
(وَإِن باتَ وَحْشٌ ليلَةً لمْ يَضِقْ بهَا ... ذِراعاً وَلم يُصْبِحْ لَها وَهُوَ خاشِعُ)
أَي ضَعُفَت طاقَتُهُ، وَلم يَجِدْ من المَكروهِ فِيهِ مَخْلَصاً. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُ الذَّرْعِ إنَّما هُوَ بَسْطُ اليَدِ، فكأَنَّكَ تريدُ: مَدَدْتُ يَدي إِلَيْهِ فَلم تَنَلْهُ. وَقَالَ غيرُه: وَجْهُ التَّمثيل أَنَّ القصيرَ الذِّراع لَا يَنالُ مَا ينالُه الطَّويلُ الذِّراع، وَلَا يُطِيقُ طاقتَهُ، فضُرِبَ مَثلاً لِلَّذي سقطَتْ قوَّتُهُ دونَ بُلوغِ الأَمرِ، والاقتدارِ عَلَيْهِ. الذِّراعُ، ككِتابٍ: سِمَةٌ فِي مَوضِعِ ذِراعِ البَعيرِ، وَهِي سِمَةُ بني ثَعلبَةَ، لِقَوْمٍ باليَمَن، وأَيضاً سِمَةُ ناسٍ من بني مالكِ ابنِ سعدٍ، من أَهل الرِّمال. الذِّراعان: هَضْبَتان فِي بِلَاد عَمرو بن كِلابٍ. وَمِنْه قولُ امْرأَةٍ من بني عامِرِ بن صعصَعَةَ:
(يَا حَبَّذا طارقٌ وَهْناً أَلَمَّ بِنَا ... وَهْنَ الذِّراعينِ والأَخرابِ مَنْ كَانا) وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قولَ الشَّاعر: إِلَى مَشْرَبٍ بَيْن الذِّراعَيْنِ بارِدِ الذِّراعُ: صَدْرُ القَناةِ، وإنَّما سُمِّيَ بِهِ لِتَقَدُّمِه كتَقَدُّمِ الذِّراع. ويُقال لَهُ أَيضاً: ذِراعُ الْعَامِل، يقالُ: اسْتَوَى كَذِراعِ العامِل، وإنَّما يَعْنُونَ صَدْرَ القَناةِ. وَهُوَ مَجازٌ. الذِّراعُ: مَا يُذْرَعُ بِهِ، كَمَا فِي الصِّحاح، أَي يُقاسُ، زادَ فِي العُبابِ: حَديداً أَو قَضيباً. والذِّراعُ: نَجْمٌ من نُجومِ الجَوْزاءِ على شَكْل الذِّراعِ. قَالَ غَيلانُ الرَّبَعِيّ:
(غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ ... نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ)

الذِّراعُ أَيضاً: مَنْزِلٌ للقمَر، وَهُوَ ذِراع الأَسد المَبسوطَةُ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والّذي فِي العُبابِ: ذِراعُ الأَسَدِ المَقبوضَةُ. قالَ: وللأَسَدِ ذِراعان: مَبسوطَةٌ ومَقبوضَةٌ، وَهِي الَّتِي تَلي الشّامَ، والقمرُ يَنزِلُ بهَا، والمَبسوطَةُ: الَّتِي تلِي اليَمَنَ.، وهما كَوكبان بينَهما قَيْدُ سَوطٍ، وَهِي أَرْفَعُ فِي السَّماءِ. سُمِّيَتْ مَبسوطَةً لأَنَّها أَمَدُّ من الأُخرى، ورُبَّما عَدَلَ القَمَرُ فنزَلَ بهَا. وَيَقُول ساجِعُ العَرَبِ: إِذا طَلَعَتِ الذِّراع، حَسَرَتِ الشَّمْس القِناع، وأَشْعَلَت فِي الأُفقِ الشُّعاع، وتَرقْرَقَ السَّرابُ فِي كلِّ قاع، تَطْلُعُ لأَربع لَيالٍ يَخْلُونَ منْ تَمُّوزَ الرُّومِيّ، وتَسْقُط لأَربَعِ لَيالٍ يَخلونَ من كانون الأَوَّل. وَفِي العُبابِ: من كانون الآخرِ: هَذَا قولُ ابْن قتيبَة. وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: تَطلُعُ فِي سَبْعٍ من تَمُّوزَ، وتَسقطُ فِي سِتٍّ من كانون الآخرِ، وتَزعُم العرَبُ أَنَّه إِذا لم يكُن فِي السَّنةِ مَطَرٌ لَمْ تُخلِف الذِّراع، وَلم يَكُنْ إلاّ بَغْشَةٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: (فَأَرْدَفَتِ الذِّراعُ لَهَا بغَيْثٍ ... سَجُومِ الماءِ فانْسَحَلَ انْسِحالا)
وَذُو الذِّراعَيْن: المُنْبَهِرُ، واسمُه مَالك بن الحارثِ بنِ هلالِ بنِ تَيْمِ اللهِ بنِ ثعْلَبَةَ الحِصْنِ بنِ عُكابَةَ شاعِرٌ غَزَّاءٌ. الذَّراع، كسَحابٍ، المَرأَةُ الخفيفةُ اليَدينِ بالغَزْلِ، وَقيل: الكَثيرَةُ الغَزْلِ، القَوِيَّةُ عَلَيْهِ. وَمن الحَدِيث: خَيْرُكُنَّ أَذْْرَعُكُنَّ للمِغْزَلِ أَي أَخَفُّكُنَّ يَداً بِهِ. ويُقال: أَقدَركُنَّ عَلَيْهِ ويُكْسَرُ، نَقله ابنُ سِيدَه، واقتصَرَ الجَوْهَرِيّ على الفَتحِ. ويَسارٌ وبَشَّارٌ ابْنا ذِراع القِياسِ، كَانَا زَمَنَ وَكِيعٍ، روَى بَشَّارٌ عَن جابِرٍ الجُعْفِيِّ. وأَبو ذِراعٍ: سُهَيْلُ بنُ ذِراعٍ، تابِعِيٌّ، حدَّثَ عَنهُ عَاصِم بنُ كُلَيْبٍ. قَالَ ابنُ عبّاد: الذَّرَّاع، كشَدَّادٍ: الجَمَل الَّذِي يُسانُّ النَّاقةَ بذِراعِه فيَتَنَوَّخُها.
والذَّارِعُ: لقَبُ إسماعيلَ بنِ صَديقٍ المُحَدِّث، شَيخ لإِبْرَاهِيم بنِ عرْعَرَةَ. أَيضاً: لَقَبُ أَحمدَ بنِ نَصْرِ بن عَبْد الله، وَهُوَ ضعيفٌ، قَالَ الدَّارَ قُطْنِيّ: دَجَّالٌ. وفاتَهُ: إسماعيلُ بنُ أَبي عَبّادٍ أُمَيَّةَ الذَّرّاعُ البَصْرِيُّ، تُكُلِّمَ فِيهِ أَيضاً. الذَّارِعُ: الزِّقُّ الصَّغيرُ يُسلَخُ من قِبَلِ الذِّراع، والجَمْعُ ذَوارِعُ، وَهِي للشَّرابِ. قالَ الأَعشَى:
(والشَّارِبونَ إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ ... صَفْوَ الفِضالِ بطَارِفٍ وتِلادِ)
ويُقال: زِقٌّ ذارِعٌ: كثيرُ الأَخْذِ للماءِ. قَالَ ثعلبَةُ بنُ صُعَيْرٍ المازِنيّ:
(باكَرْتُهُمْ بِسِباءِ جَوْنٍ ذَارِعٍ ... قبلَ الصَّباحِ وقبلَ لَغْوِ الطَّائرِ)
وَقَالَ عَبْدُ بني الحَسْحاسِ:
(سُلافَةُ دارٍ لَا سُلافَةُ ذارِعٍ ... إِذا صُبَّ منهُ فِي الزُّجاجَةِ أَزْبَدا)
) ذَرِعَ، كفَرِحَ: شَرِبَ بِهِ، أَي بالذِّراعِ. قَالَ ابنُ عبّادٍ: ذَرِعَ إِلَيْهِ: تَشَفَّعَ، ونَصُّ العُبابِ: ذَرِعَ بِهِ: شَفَع. قَالَ: ذَرِعَتْ رِجلاهُ: أَعْيَتا. والأَذْرَعُ: المُقْرِفُ، أَو ابنُ العَرَبيِّ للمَولاةِ، والأَوَّل أَصحّ.
الأَذْرَعُ: الأَفْصَحُ، يُقال: هُوَ أَذْرَعُ، أَي أَفْصَحُ. وأَذْرِعاتُ، بكسْرِ الرَّاءِ، وَعَلِيهِ اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وتُفتَحُ، وَقد خطَّأَهُ بعضُهم: د، بالشّام قُربَ البَلقاءِ من أَرضِ عمّانَ، تُنْسَبُ إِلَيْهِ الخَمْرُ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
(فَما إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا ... رُ مِنْ أَذْرِعاتٍ فوادِي جَدَرْ)
قالَ: وَهِي مَعرِفَةٌ مَصروفَةٌ مِثلَ عَرَفَات. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فمِنَ العَرَب مَنْ لَا يُنَوِّنُ أَذْرِعات، يقولُ: هَذِه أَذْرِعاتُ. ورأَيتُ أَذْرِعاتِ بكسرِ التاءِ بِغَيْر تَنوينٍ. وحَكَى يعقوبُ فِي المُبدَلِ: يَذْرِعات، بالياءِ لُغَة. قَالَ امْرؤُ القَيْسِ:
(تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعاتِ وأَهلُها ... بيَثْرِبَ أَدنَى دارِها نَظَرٌ عالِي)
والنِّسْبَةُ أَذْرَعِيٌّ، بِالْفَتْح، أَي بِفَتْح الرَّاءِ فِراراً من تَوالي الكَسراتِِ، كتَغْلِبِيّ، ويَثرِبيّ، وشَقَرِيّ، ونَمَرِيّ. وأَولادُ ذارِع، أَو ذِراعٍ، بالكَسْرِ: الكِلابُ والحَميرُ، أَخذَه من قولِ ابنِ دُرَيدٍ. وَفِيه مُخالَفَةٌ لِنَصِّ الجَمْهَرَةِ فِي مَوضِعَيْن، وأَنا أَسوقُ لكَ نَصَّها، لِيَظهَر لكَ ذلكَ، قَالَ: يُقال للكلابِ: أَولادُ ذارِع، وأَولادُ زارِع، وأَولادُ وازِع، بالذَّال والزَّاي وَالْوَاو، وسيأْتي ذَلِك فِي موضِعه، وَهَكَذَا نَقله عَنهُ الصَّاغانِيّ فِي كِتَابيه، وصاحبُ اللِّسان. والذَّرَعُ، مُحَرَّكَةً: الطَّمَعُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ قولَ الرَّاجِز: وقَدْ يَقودُ الذَّرَعُ الوَحْشِيَّا قَالَ: الذَّرَعُ أَيْضاً: ولَدُ البقرَةِ الوَحْشِيَّةِ، زَاد الصَّاغانِيّ: ج، ذِرْعانٌ، بالكَسْرِ، مثالُ شَبَثٍ وشِبْثانٍ. قَالَ الأَعشى يصِفُ ناقتَه:
(كأَنَّها بعدَ مَا جَدَّ النَّجاءُ بهَا ... بالشَّيِّطَيْنِ مَهاةٌ تَبتَغي ذَرَعا)
وقيلَ: إنَّما يكونُ ذَرَعاً إِذا قَوِيَ على المَشْيِ، عَن ابْن الأَعرابيّ. الذَّرَعُ: النّاقةُ الَّتِي يستَتِرُ بهَا رامِي الصَّيْدِ، وذلكَ أَن يَمشيَ بجَنبِها فيرميَه إِذا أَمْكنَه، وتلكَ النّاقةُ تَسيبُ أَوّلاً معَ الوَحْشِ حتَّى تأْلَفَها، كالذَّريعة، والجَمْعُ ذُرُعٌ، بضَمَّتين. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: سُمِّيَ هَذَا البعيرُ الدَّريئَةَ والذَّريعَةَ، ثمَّ جُعِلَت الذَّريعَةُ مَثلاً لكُلِّ شيءٍ أَدنى من شيءٍ، وقَرَّبَ مِنْهُ، وأَنشدَ:
(ولِلمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبُها ... كَمَا تُقَرِّبُ للوَحشِيَّةِ الذُّرُعُ)

الذَّرُوعُ، كصَبورٍ وأَميرٍ: الخفيفُ السَّيرِ، الواسِعُ الخَطْوِ، البَعيدُهُ، من الخَيْلِ، يُقال: فرَسٌ ذَروعٌ وذَريعٌ، بَيِّنُ الذَّراعَةِ. وعبارَةُ الجَوْهَرِيّ: فرَسٌ ذَريعٌ: واسِعُ الخَطْوِ، بَيِّنُ الذَّراعَةِ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الذَّرُوعُ: الخفيفُ السَّيْرِ، وجَمَعَ بَينهمَا ابنُ سِيدَه. الذَّرُوعُ: البَعيرُ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ، وَهُوَ السَّريعُ السَّيْرِ: فَلِذَا لَو قالَ، بعدَ قولِه من الخَيل: ومِنَ الإبِلِ، لكانَ أَشْمَلَ. منَ المَجاز: الذَّريعَةُ، كسَفينَةٍ: الوَسيلَةُ والسَّبَبُ إِلَى شيءٍ. يُقال: فلانٌ ذَريعَتي إليكَ، أَي سبَبي ووُصْلَتي الّذي أَتَسَبَّبُ بِهِ إليكَ، قَالَ أَبو وَجْزَةَ يصفُ امرأَةً:
(طافَتْ بهَا ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهَة ... ذَريعَةُ الجِنِّ لَا تُعطِي وَلَا تَدَعُ)
أَرادَ كأَنَّها جِنِّيَّةٌ لَا يطمَع فِيهَا وَلَا يَعلمها فِي نَفْسِها. كالذُّرْعَةِ، بالضَّمِّ، وَهَذِه عَن ابْن عبّادٍ.
والمَذارِعُ من الأَرضِ: النَّواحِي، وَمن الْوَادي: أَضْواجُه، قَالَه الخليلُ. قَالَ ابنُ دُريد: ولمْ يَجِئْ بهَا البَصرِيُّون. المَذارِع: المَزالِفُ والبَراغيلُ، وَهِي القُرى الَّتِي بَين الرِّيف والبَرِّ كالقادسيَّة والأَنبار، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الحسَنُ البَصريُّ فِي قَوْله تَعَالَى: إنَّ الَّذينَ فَتَنوا المؤمنينَ والمُؤْمِناتِ قالَ: قوما كَانُوا بمَذارِع اليَمَنِ. كالمَذاريع على القِياس، كمِخلافٍ ومَخالِيفَ، نَقله الصَّاغانِيّ. وقالَ: كَانَ القِياسُ هَكَذَا. المَذارِعُ: قَوائِمُ الدَّابَّةِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ للأخطل:
(وبالهَدايا إِذا احْمَرَّتْ مَذارِعُها ... فِي يومِ ذَبْحٍ وتَشريقٍ وتَنْحارِ)
كالمَذاريعِ، وإنَّما سُمِّيَت قائمةُ الدَّابَّة مِذراعاً لِأَنَّهَا تَذْرَع بهَا الأَرضّ، وَقيل: مِذْرَعُها: مَا بَين رُكْبَتِها إِلَى إبْطِها. المَذارِعُ: النَّخيلُ القَريبَةُ من البيوتِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. واحِدُ الكُلِّ مِذْراعٌ، كمِحرابٍ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الذَّرِيعُ، كأَمير: الشَّفيعُ. الذَّريع: السَّريعُ. يُقالُ: رَجُلٌ ذَريعٌ بالكتابَةِ، أَي سَريعٌ، وقَتْلٌ ذَريعٌ، أَي سريعٌ، وأَكَلَ أَكْلاً ذَريعاً، أَي سَرِيعا كثيرا. الذَّريعُ من الأُمورِ: الواسِعُ. وَفِي الحَدِيث: كَانَ النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ذَريعَ المَشْيِ، أَي سريعَه، واسِعَ الخَطْوِ.
منَ المَجاز: المَوتُ الذَّريعُ هُوَ السَّريع الفاشي الَّذِي لَا يكادُ النّاسُ يتدافَنون. الذَّرِعُ، ككَتِفٍ: الطَّويلُ اللِّسَان بالشَّرِّ. هُوَ أَيضاً: السَّيَّارُ لَيْلًا ونَهاراً. الذَّرِعُ اً يْضاً: الحَسَنُ العِشْرَةِ والمُخالَطَةِ، وَمِنْه قَول الخَنساءِ: جَلْدٌ جَميلٌ مُخيلٌ بارِعٌ ذَرِعٌ وَفِي الحُروبِإذا لاقَيْتَمِسْعارُ والذَّرِعاتُ، كفَرِحاتٍ: السَّريعاتُ من القَوائم، نَقله الجَوْهَرِيّ. ويُقالُ: ذَرِعاتُ الدَّابَّةِ: قَوائمُها، قَالَ يزِيد بنُ خَذّاقٍ العَبْدِيُّ:)
(فآضَتْ كتَيْسِ الرَّمْلِ تَنْزو إِذا نَزَت ... علَى ذَرِعاتٍ يَعتَلينَ خُنوسا)
ويُروَى رَبِذاتٍ أَي على قوائمَ يعتلِينَ مَنْ جاراهُنَّ وهُنَّ يَخْنِسْنَ بعضَ جَريِهِنَّ، أَي يُبقِينَ منهُ، يَقُول: لمْ يَبْذُلْنَ جميعَ مَا عِندَهُنَّ من السَّيْرِ. وَفِي العُبابِ: الذَّرِعات: الواسِعات الخَطْوِ، البعيداتُ الأَخْذِ من الأَرضِ. وأَذْرَعَت البقرَةُ فَهِيَ مُذْرِعٌ، كَمَا فِي الصِّحاح: صَارَت ذاتَ ذَرَعٍ، أَي ولَدٍ.
قَالَ اللَّيْث: هُنَّ المُذْرِعات، أَي ذَواتُ ذِرْعانٍ. أَذْرَعَ فِي الكلامِ: أَفْرَطَ وأَكثرَ فِيهِ، كتَذَرَّعَ وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وأُرَى أَصلَهُ من مَدِّ الذِّراعِ، لأَنَّ المُكْثِرَ قدْ يَفعَلُ ذَلِك، ومِثلُه قولُ ابنُ سِيدَه. أَذْرَعَ: قَبَضَ بالذِّراعِ. يُقالُ: أَذْرَعَ ذِراعَيْهِ من تَحتِ الجُبَّةِ، أَي أَخرجَهما ومَدَّهما، كادَّرَعَهُما، على افْتَعَلَ، كادَّكَرَ من الذِّكْرِ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ورُويَ فِي الحَدِيث بالوَجْهَيْنِ. ونصّ الحَدِيث أَنَّ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أَذْرَعَ ذِراعَيه من أَسْفل الجُبَّةِ إذْراعاً وَفِي حديثٍ آخرَ: وَعَلِيهِ جُمَّازَةٌ فأَذْرَعَ مِنْهَا يدَهُ أَي أَخرجَها. المُذَرَّعُ، كمُعَظَّم: الَّذِي وُجِئَ فِي نَحْرِه، فَسَالَ الدَّمُ على ذِراعِه. قَالَ عَبْد الله بن سلَمَةَ الغامِديّ:
(ولمْ أَرَ مِثلَها بأُنَيْفِ فَرْعٍ ... علَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيبُ)
المُذرَّعُ: الفَرَسُ السَّابِقُ. أَو أَصلُه هُوَ الَّذِي يَلحَقُ الوَحْشِيَّ، وفارِسُهُ عَلَيْهِ، فيَطْعَنُهُ طَعْنَةً تَفوزُ بالدَّمِ فتلطخ ذراعي الْفرس فتكونُ علامةَ سَبْقِهِ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(خلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّعٌ ... بطَعْنٍ وَمِنْهَا عاتِبٌ مُتَسَيِّفُ)
المُذَرَّعُ من الثِّيرانِ: مَا فِي أَكارِعِهِ لُمَعٌ سودُ. المُذَرَّع من النّاسِ: مَنْ أُمُّه أَشرَفُ من أَبيه، والهَجينُ: مَن أَبوهُ عرَبِيٌّ وأُمُّه أَمَةٌ، وأَنشد الأَزْهَرِيّ: فِي التَّهذيب:
(إِذا باهِلِيٌّ عندَه حَنْظَلِيَّةٌ ... لَها ولَدٌ منهُ فذاكَ المُذَرَّعُ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: كأَنَّه سُمِّيَ مُذَرَّعاً بالرَّقْمَتَيْنِ فِي ذِراعِ البَغْل، لأَنَّهما أَتتاهُ من ناحِية الحِمارِ.
وَفِي اللِّسَان: إنَّما سُمِّيَ مُذَرَّعاً تَشبيهاً بالبغْلِ، لأَنَّ فِي ذِرَاعَيْهِ رَقمتَيْنِ كرَقْمَتي ذِراع الحِمارِ، نَزَع بهما إِلَى الحِمارِ فِي الشَّبَه، وأُمُّ البَغْلِ أَكْرَمُ من أَبيه، هَكَذَا ذكرَه الأَزْهَرِيُّ شَرْحاً للبيتِ المُتَقَدِّم. المُذَرِّعُ، كمُحَدِّثٍ: لَقَبُ رَجُلٍ من بَني خَفاجَةَ بنِ عُقَيْلٍ، وَكَانَ قتَلَ رَجُلاً من بني عَجلانَ، ثمَّ أَقرَّ بقتلِه، فأُقِيدَ بِهِ، فقيلَ لَهُ: المُذَرِّعُ. يُقال: ذَرَّعَ فلانٌ بكّذا، إِذا أَقَرَّ بِهِ. المُذَرِّعُ: المَطَرُ الَّذِي يَرْسَخُ فِي الأَرضِ قدْرَ ذِراعٍ. نَقله الجَوْهَرِيّ. المُذَرَّعَةُ، كمُعَظَّمَة: الضَّبُعُ فِي ذِراعِها خُطوطٌ، صِفةٌ غالبةٌ. قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:)
(وغُودِرَ ثاوِياً وتأَوَّبَتْهُ ... مُذَرَّعَةٌ أُمَيْمَ لَهَا فَلِيلُ)
وَقيل: إنَّما سُمِّيَتْ مُذَرَّعَةً بسَوادٍ فِي أَذْرُعِها. ذَرَّعَ فلانٌ بكّذا تَذْريعاً: أَقرَّ بِهِ، وَبِه لُقِّبَ المُذَرِّعُ الخَفاجِيّ، وَقد تقدَّم قَرِيبا. منَ المَجاز: سأَلْتُه عَن أَمْرِه فذَرَّعَ إلَيَّ شَيْئا من خَبره، أَي خَبَّرَني بِهِ. ذَرَّعَ فلانٌ لبَعيرِه: إِذا قَيَّدَه بفضْلِ خِطامِه فِي ذِراعَيْهِ جَميعاً. وَقد ذَرَّع الْبَعِير، وذَرَع لَهُ: قيد فِي ذِرَاعَيْهِ. فِي اللِّسان، والمُحيط: ذَرَّعَ الرَّجُلُ فِي السِّباحة تَذْرِيعاً، إِذا اتَّسَعَ ومَدَّ ذراعَيْه. ذَرَّعَ بيَديه فِي السَّقْيِ، هَكَذَا بِالْقَافِ فِي سَائِر النُّسَخ، ومثلُه فِي العُباب والمُحيط، وَالصَّوَاب بِالْعينِ المُهملَة كَمَا فِي اللِّسَان، وَذَلِكَ إِذا استعانَ بيَدَيْه على السَّقْيِ وحَرَّكَهُما فِيهِ. البَشيرُ، إِذا أَوْمَأَ بيَده، يُقال: قدْ ذَرَّع البشيرُ، وَمِنْهُم من عَمَّ فَقَالَ: ذَرَّعَ الرَّجُلُ، إِذا رَفَعَ ذِراعَيْه، قالَ:
(تُؤَمِّلُ أَنْفالَ الخَميسِ وقَدْ رَأَتْ ... سَوابِقَ خَيْلٍ لمْ يُذَرِّعْ بَشيرُها)
وَمِنْهُم مَن عَمَّ فَقَالَ: ذَرَّعَ الرَّجُلُ: إِذا رفَعَ ذِراعَيْه مُبَشِّراً أَو مُنذِراً. ذَرَّع فِي المَشْيِ: حرَّكَ ذِراعَيه، نَقله الجَوْهَرِيّ هَكَذَا. وفرَّق الصَّاغانِيّ بَين هَذَا القَوْل وَالَّذِي تقدَّمَ، وهما واحِدٌ، والمُصَنِّفُ تَبِعَ الصَّاغانِيَّ من غير تَنبيهٍ، فليُحْذَرْ من ذلكَ. والانْذِراعُ: الاندِفاعُ كالاندراعِ والاندِراءِ. الانْذِراعُ فِي السَّيْرِ: الانبساطُ فِيهِ. والمُذارَعَةُ: المُخالَطَةُ، يُقالُ: ذارَعْتُهُ مُذارَعَةً، إِذا خالَطْتَهُ. المُذارَعَةُ: البيعُ بالذَّرْعِ، يُقَال: بِعتُه الثَّوْبَ مُذارَعَةً، أَي بالذَّرْعِ لَا بالعَدد والجُزافِ.
التَّذَرُّعُ: كَثرَةُ الكَلامِ والإفراطُ فِيهِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وَهَذَا قد تقدَّم لَهُ عندَ قَوْله: أَذْرَعَ فِي الكلامِ: أَفرَطَ، فإعادتُه ثَانِيًا تَكرارٌ. قَالَ ابْن عبّادٍ: التَّذَرُّع: تَشَقُّقُ الشيءِ شُقَّةً شُقَّةً على قدْر الذِّراع طُولاً. قَالَ غيرُه: التَّذَرُّع: تقديرُ الشيءِ بذِراعِ اليَد. قَالَ قيس بن الخَطيم الأَنصاريُّ:
(تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّها ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيدي الشَّواطِبِ)
قَالَ الأَصمعيّ: تَذَرَّعَ، فلانٌ الجَريدَ: إِذا وَضعه فِي ذِراعِه فشَطَبَهُ. والخِرْصانُ: أَصلُها القُضْبانُ من الجَريد. والشَّواطِبُ: جَمْعُ شاطِبَةٍ، وَهِي المَرأَةُ الَّتِي تَقشِرُ العَسيبَ ثمَّ تُلقيه إِلَى المُنَقِّيَةِ، فتأْخُذُ كلَّ مَا عَلَيْهِ بسِكِّينِها، حتّى تترُكَه رَقيقاً، ثمَّ تُلقيه المُنَقِّيَةُ إِلَى الشَّاطِبَةِ ثَانِيَة، فتَشْطُبُه على ذِراعِها، وتَتَذَرَّعُهُ. منَ المَجاز: تَذَرَّعَ فلانٌ بذَرِيعَةٍ، أَي تَوسَّلَ بوَسيلَةٍ، وكذلكَ تَذَرَّعَ إِلَيْهِ: إِذا تَوَسَّلَ. تَذَرَّعَتِ الإِبِلُ الكَرَعَ، أَي الماءَ القليلَ: ورَدَتْهُ فخاضَتْهُ بأَذْرُعِها. قَالَ ابنُ دُرَيدٍ: تَذَرَّعَتِ المَرْأَةُ: إِذا شَقَّت الخُوصَ لِتَجْعَلَ مِنه حَصيراً، وَبِه فُسِّرَ قولُ ابنُ الخَطيمِ الأَنصاريّ المُتقدِّم. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: اسْتَذْرَعَ بِهِ، أَي بالشيءِ: اسْتَتَرَ بِهِ وجعلَه ذَريعَةً لَهُ. وَمِمَّا) يُستدرَك عَلَيْهِ: حِمارٌ مُذَرَّعٌ لِمَكانِ الرَّقْمَةِ فِي ذِراعِه. وأَسَدٌ مُذَرَّعٌ: على ذِراعَيه دَمُ فرائسِه، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ:
(قَدْ يُهْلَكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ ... والأَسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ)
والتَّذْرِيعُ: فَضْلُ حَبْلِ القَيْدِ يُوثَقُ بالذِّراعِ، اسمٌ كالتَّنْبيتِ، لَا مَصدَر. وثَوْبٌ مُوَشَّى الذِّراعِ، أَي الكُمِّ ومُوَشَّى المَذَارِعِ كَذَلِك، جُمِعَ على غيرِ واحِدِهِ، كملامِحَ ومَحاسِنَ. وذَرْعُ كلِّ شيءٍ: قدْرُه مِمّا يُذْرَعُ. ونَخْلَةٌ ذَرْعُ رَجُلٍ، أَي قامَتُهُ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: انْذَرَعَ: إِذا تقدَّم. وذَرَعَ البعيرُ يدَهُ، إِذا مَدَّها فِي السَّيْرِ. وناقَةٌ ذارِعَةٌ: بارِعَةٌ. ويُقالُ: هَذِه ناقةٌ تُذارِعُ بُعدَ الطَّريقِ، أَي تَمُدُّ باعَها وذِراعَها لِتقطعَهُ، وَهِي تُذارِعُ الفَلاةَ، وتَذْرَعُها، إِذا أَسرَعَتْ فِيهَا كأَنَّها تَقيسُها. قَالَ الشاعِرُ يصفُ الإبِلَ:
(وهُنَّ يَذْرَعْنَ الرِّقاقَ السَّمْلَقا ... ذَرْعَ النَّواطِي السُّحُلَ المُرَقَّقا) والنَّواطِي: النَّواسِج. وأَذْرَعَ الرَّجُلُ قَيْئَهُ: أَخْرَجَهُ. والذَّرْعُ: البَدَنُ. وأَبْطَرَني ذَرْعِي: أَبْلَى بَدَني، وقَطَعَ مَعاشي. وأَبْطَرْتُ فلَانا ذَرْعَهُ: كلَّفْتُه أَكْثَرَ من طَوقِهِ. وَمَا لي بِهِ ذَرْعٌ، وَلَا ذِراعٌ، أَي مَا لي بِهِ طاقَةٌ. ورَجُلٌ رَحْبُ الذِّراعِ، أَي واسِعُ القُوَّةِ والقُدْرَةِ والبَطْش. وكَبُرَ فِي ذَرعي، أَي عَظُمَ وَقْعُه، وجَلَّ عِنْدِي. وكَسَرَ ذَلِك من ذَرْعِي، أَي ثَبَّطَني عَمَّا أَرَدْتُهُ. ومِنْ أَمثالِهم: هُوَ لكَ على حَبْلِ الذِّراعِ. أَي أعْجَلَهُ لَكَ نقْداً، وقيلَ: هُوَ مُعَدٌ حاضِرٌ والحبْلُ غِرءقٌ فِي الذِّراعِ.
وتَذَرَّعَ البعيرُ: مَدَّ ذِراعَه فِي سيره. قَالَ رُؤْبَةُ:
(كأَنَّ ضَبْعَيْهِ إِذا تَذَرَّعا ... أَبْواعُ مَتَّاحٍ إِذا تَبَوَّعا)
وذَرَّعَه تَذْرِيعاً: قتلَهُ. ويُقالُ: قَتَلوهُم أَذْرَعَ قَتْلٍ، أَي أَسْرَعَه. وَفِي نَوَادِر الأَعرابِ: أَنْتَ ذَرَّعْتَ بَيْننَا هَذَا، وأَنْتَ سَجَلْتَهُ، يريدُ سَبَّبْتَه. والذَّريعةُ: حَلْقَةٌ يتعلَّمُ عَلَيْهَا الرَّمْي. وَمَا أَذْرَعَها من بَاب أَحْنَك الشَّاتيْن. والمِذْرَعُ، كمِنْبَرٍ: الزِّقُّ الصَّغيرُ. وقولُهم: اقْصِدْ بذَرْعِكَ، أَي ارْبَع على نفسِك، وَلَا يَعْدُ بك قَدْرُك. وذَرْعِينَةُ: من قُرى بُخارى. وأَذْرُعُ أَكبادٍ: مَوضِعٌ فِي قولِ ابنِ مُقبِل: (أَمْسَتْ بِأَذْرُعِ أَكْبادٍ فحُمَّ لَهَا ... رَكْبٌ بِلِينَةَ أَوْ رَكْبٌ بِساوِينا)
وأَذْرُعُ، غيرُ مُضافٍ: مَوضِعٌ نَجْدِيّ فِي قَوْله: وأَوْقَدْتُ نَارا للرِّعاءِ بأَذْرُعِ
(ذ ر ع)

الذِّراع: مَا بَين طرف الْمرْفق إِلَى طرف الإصبع الْوُسْطَى، أُنْثَى وَقد تُذكر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن ذِرَاعٍ فَقَالَ: ذِرَاعٌ كثر فِي تسميتهم بِهِ الْمُذكر وَتمكن فِي الْمُذكر فَصَارَ من اسمائه خَاصَّة عِنْدهم، وَمَعَ هَذَا فأنَّهم يصفونَ بِهِ الْمُذكر فَيَقُولُونَ: هَذَا ثوب ذِراعٌ فقد تمكن هَذَا الِاسْم فِي الْمُذكر، وَلِهَذَا إِذا سمي رجلا بِذِرَاعٍ صرفه فِي الْمعرفَة والنكرة لِأَنَّهُ مُذَكّر سمي بِهِ مُذَكّر، وَلم يعرف الْأَصْمَعِي التَّذْكِير فِي الذّرَاع. وَالْجمع أذْرُع قَالَ يصف قوساً عَرَبِيَّة:

أرْمي عَلَيْهَا وَهِي فَرْعٌ أَجمَعُ ... وهْيَ ثَلاثُ أذْرُعٍ وإصبْعُ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسروه على هَذَا الْبناء حِين كَانَ مؤنثا يَعْنِي أَن فِعالاً وفَعالاً وفَعيلاً من الْمُؤَنَّث حكمه أَن يكسر على أفعل وَلم يكسروا ذِرَاعا على غير أفعل كَمَا فعلوا ذَلِك فِي الأكف. والذّراعُ من يَدي الْبَعِير: فَوق الوظيف، وَكَذَلِكَ من الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير.

والذّرَاع من أَيدي الْبَقر وَالْغنم فَوق الكراع.

وذَرَّعَ الرجل، رفع ذِراعهِ منذراً أَو مبشراً قَالَ:

تُؤَمِّلُ أنْفالَ الخَمِيسِ وقَدْ رَأَتْ ... سَوَابِقَ خَيْلٍ لَمْ يُذرِّعْ بَشِيرُها

وثور مُذَرَّعٌ: فِي أكارعه لمع سود.

وحمار مُذَرَّعٌ لمَكَان الرَّقْمَة فِي ذِرَاعِه.

والمُذَرَّعَةُ: الضبع، لتخطيط ذراعيها صفة غالبة. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

وغُودِرَ ثاوِيا وتَأوََّبَتْه ... مذرَّعَةٌ أُمَيمَ لَها فَلِيلُ

وَأسد مذَرَّع: على ذِرَاعَيْهِ دم، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

قَدْ يَهْلِكُ الأرْقَمُ والفَاعُوسُ ... والأسَدُ المُذَرَّع النَّهُوسُ

والتَّذرِيع: فضل حَبل الْقَيْد يوثق بالذّرَاعِ اسْم كالتنبيت، لَا مصدر كالتصويب.

وذُرّع الْبَعِير وذُرّعَ لَهُ: قيد فِي ذِرَاعَيْه جَمِيعًا.

وثوب موشى الذِّرَاع أَي الْكمّ وموشى المذَارِعِ، كَذَلِك، جمع على غير واحده كملامح ومحاسن.

وذَرَعَ الشَّيْء يَذْرَعُه ذَرْعا قدَّرَهُ بالذّرَاع وذَرْعُ كل شَيْء: قَدْرُه، من ذَلِك.

وذَرَعَ الْبَعِير يَذْرَعُهُ ذَرْعا: وَطئه على ذراعه ليركب صَاحبه.

وذَرَّعَ الرجل فِي سباحته: اتَّسع وَمد ذِرَاعَيْهِ.

وذَرَّعَ بيدَيْهِ: حركهما فِي السَّعْي واستعان بهما عَلَيْهِ.

وتذَرَّعَتِ الْإِبِل المَاء: خاضته بأذْرعِها.

ومِذْرَاعُ الدَّابَّة: قائمتها تَذْرَعُ بهَا الأَرْض ومِذْرَعُها: مَا بَين ركبتها إِلَى إبطها.

وَفرس ذَرُوعٌ: بعيد الخطا. وَكَذَلِكَ الْبَعِير.

وذَارَعَ صَاحبه فَذَرَعَه: غَلبه فِي الخطو.

والذَّرْعُ: الْبدن.

وأبْطَرَني ذَرْعِي: أبلى بدني وَقطع عليَّ معاشي.

وَرجل وَاسع الذَّرْعِ والذِّرَاعِ أَي الْخلق، على الْمثل.

والذَّرْعُ: الطَّاقَة. وضاق بِالْأَمر ذَرْعُه وذِرَاعُه: أَي ضعفت طاقته وَلم يجد من الْمَكْرُوه فِيهِ مخلصا. وضاق بِهِ ذَرْعا. كَذَلِك.

وَالْجمع أذْرُعٌ وذِرَاعٌ.

وذِرَاعُ الْقَنَاة: صدرها لتقدمه كتقدم الذّرَاعِ.

والذّرَاعُ: نجم من نُجُوم الجوزاء على شكل الذِّرَاع، قَالَ غيلَان الربعِي

غَيَّرَها بَعْدِيَ مَرُّ الأنْوَاءْ ... نَوْءُ الثُّرَيَّا أَو ذِرَاعُ الجَوْزَاء

والذِّراع: سمة فِي مَوضِع الذّرَاع وَهِي لبنى ثَعْلَبَة من أهل الْيمن وناس من بني مَالك بن سعد من أهل الرمال.

وذَرَّعَ الرجل وذَرَّعَ لَهُ: جعل عُنُقه بَين ذِرَاعَيْهِ وعنقه فخنقه. ثمَّ اسْتعْمل فِي غير ذَلِك مِمَّا يخنق بِهِ.

وذَرَعَهُ: قَتله.

وَمَوْت ذَرِيعٌ: فَاش.

وَأمر ذَرِيعٌ: وَاسع.

وذَرَعَهُ الْقَيْء: غَلبه.

وذَرَّع بالشَّيْء: أقرَّ.

والذَّرَعُ: ولد الْبَقَرَة الوحشية. وَقيل: إِنَّمَا يكون ذَرَعا إِذا قوي على الْمَشْي، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَجمعه ذِرْعانٌ.

وبقرة مُذْرِعٌ ذَات ذَرَعٍ. والمَذَراِعُ: النّخل الْقَرِيبَة من الْبيُوت.

والمذَارِعُ: مَا دانى الْمصر من الْقرى الصغار.

والمَذَارِعُ: الْبِلَاد الَّتِي بَين الرِّيف وَالْبر كالقادسية والأنبار.

ومَذَارِعُ الأَرْض: نَوَاحِيهَا.

والمُذَرَّعُ: الَّذِي أمه عَرَبِيَّة وَأَبوهُ غير عَرَبِيّ. قَالَ:

إِذا باهِليّ عِنْده حَنْظَلِيَّةٌ ... لَها وَلَدٌ مِنْه فَذَاكَ المذَرَّعُ

والذَّرِيعَةُ: الْوَسِيلَة.

والذَّرِيعَةُ: جمل يخْتل بِهِ الصَّيْد يمشي الصياد إِلَى جنبه فَيَرْمِي الصَّيْد إِذا أمكنه وَذَلِكَ الْجمل يُسيَّب أَولا مَعَ الْوَحْش حَتَّى تألفه.

والذَّرِيعَةُ: السَّبَب إِلَى الشَّيْء. وَأَصله من ذَلِك الْجمل.

والذَّرِيعَةُ: حَلقَة يُتعلم عَلَيْهَا الرَّمْي.

والذَّرِيعُ: السَّرِيع.

وأذْرَعَ فِي الْكَلَام وتَذَرَّعَ: أَكثر.

والذِّرَاعُ والذَّرَاعُ: الْخَفِيفَة الْيَدَيْنِ بالغزل. وَقيل: الْكَثِيرَة الْغَزل القوية عَلَيْهِ. وَمَا أذْرَعَها وَهُوَ من بَاب أحنك الشاتين، فِي أَن التَّعَجُّب من غير فعل.

وتَذَرَّعتِ الْمَرْأَة: شقَّتْ الخوص لتعمل مِنْهُ حَصِيرا.

وزقّ ذَارِعٌ: كثير الْأَخْذ من المَاء وَنَحْوه، قَالَ ثَعْلَبَة بن صعير الْمَازِني:

باكَرْتُهُمْ بِسبِاء جَوْنٍ ذَارِعٍ ... قَبْل الصَّباحِ وقَبْلَ لَغْوِ الطَّائِرِ

والذَّارِعُ والمِذْرَعُ: الزِّقُّ الصَّغِير.

وَابْن ذَارِعٍ: الْكَلْب.

وأذْرُعٌ وأذْرِعاتٌ: موضعان تنْسب اليهما الْخمر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: أذْرِعاتٌ بِالصرْفِ وَغير الصّرْف، شبهوا التَّاء بهاء التانيث وَلم يحفلوا بالحاجز لِأَنَّهُ سَاكن، والساكن لَيْسَ بحاجز حُصَيْن. إِن سَأَلَ سَائل فَقَالَ: مَا تَقول فِيمَن قَالَ: هَذِه أذْرِعاتٌ ومسلمات، وَشبه تَاء الْجَمَاعَة بهاء الْوَاحِدَة فَلم ينون للتعريف والتانيث. فَكيف يَقُول إِذا ذكَّر؟ أينوّن أم لَا؟ فَالْجَوَاب: أَن التَّنْوِين مَعَ التنكير وَاجِب هُنَا محَالة لزوَال التَّعْرِيف فأقصى أَحْوَال أذْرِعاتٍ إِذا نكرتها فِيمَن لم يصرف أَن يكون كحمزة إِذا نكرتها، فَكَمَا تَقول: هَذَا حَمْزَة وَحَمْزَة آخر فتصرف النكرَة لَا غير فَكَذَلِك تَقول: عِنْدِي مسلمات ونظرات إِلَى مسلمات أُخْرَى فتنوّن مسلمات لَا محَالة.

وَقَالَ يَعْقُوب: أذْرِعاتٌ ويذرعات مَوضِع بِالشَّام، حَكَاهُ فِي الْمُبدل.

ذمم

ذمم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى على بِئْر ذمَّة. قَالَ الْأَصْمَعِي: الذِّمَّة القليلة المَاء يُقَال: هَذِه بِئْر ذمَّة وَجَمعهَا ذمام.
(ذمم) : الذِّمُّ: العَهْدُ والجوارُ، كالذِّمَّةِ.
(ذمم) : الذِّمَّةُ: المَأْدُبَةُ مَأْدُبَةُ الطَّعامِ، أَو العُرْسِ، قال
وإِنِّي لتَأْتِي أَبْعَدَ القَوْمِ ذِمَّتِى ... إذا وَرَقُ الطَّلْحِ الطُّوِالِ تَحَسَّرَا 

ذمم


ذَمَّ(n. ac. ذَمّ
مَذْمَمَة)
a. Blamed, censured; rebuked, reproved.
b. Dripped (nose).
ذَمَّمَa. Blamed; criticised.

أَذْمَمَa. Committed a blameworthy action.
b. Blamed, found fault with.

ذَمّ
(pl.
ذُمُوْم)
a. Blame, censure, rebuke.
b. see 17t
ذِمَّة
(pl.
ذِمَم)
a. Pact, league, covenant, alliance, protection.
b. Pledge, guarantee; responsibility.
c. Conscience.

ذِمِّيّa. Client; protégé, dependent.
b. Tributary.

مَذْمَمَة
(pl.
مَذَاْمِمُ)
a. Fault, defect; vice.

ذِمَاْم
(pl.
أَذْمِمَة)
a. Obligation; engagement.

ذَمِيْمa. Blamable, blameworthy; reprehensible.
b. Unpalatable, nasty (water).
أَهْل الذِمَّة
a. Christian or Jewish subjects of a Mussulman
government.
(ذمم) - قيل لسَلْمَان: "ما يحَلّ لنا من ذِمَّتِنَا؟ . فقال: مِنْ عَماك إلى هُدَاك، ومن فَقْرِكَ إلى غِناك".
: أي من أَهْلِ ذِمَّتِنا، أو مَعْناه إذا ضَلَلْت طَرِيقاً أَخذتَ منهم مَنْ يَدُلُّك، وإذا مَررْتَ بحَائِطِه وافتَقَرت إلى ما لا غِنًى لك عَنْه، أخذتَ منه بقَدْر الكِفاية، هذا إذا صُولحُوا عليه، وإلَّا فَلَا إلَّا الجِزْيةَ .
- في الحَدِيثِ: "قد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة" . : أي لِكُلَّ أَحَدٍ من الله، عَزَّ وجَلّ، عَهْدٌ أو ذِمَّة بالحِفْظِ والكَلَاءَةِ فإذا أَلقَى بِيَده إلى التَّهْلُكَة خَذَلَتْه ذِمَّةُ اللهِ تَعالَى.
ذ م م : ذَمَمْتُهُ أَذُمُّهُ ذَمًّا خِلَافُ مَدَحْتُهُ فَهُوَ ذَمِيمٌ وَمَذْمُومٌ أَيْ غَيْرُ مَحْمُودٍ.

وَالذِّمَامُ بِالْكَسْرِ مَا يُذَمَّ بِهِ الرَّجُلُ عَلَى إضَاعَتِهِ مِنْ الْعَهْدِ وَالْمَذَمَّةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتُفْتَحُ الذَّالُ وَتُكْسَرُ مِثْلُهُ وَالذِّمَامُ أَيْضًا الْحُرْمَةُ وَتُفَسَّرُ الذِّمَّةُ بِالْعَهْدِ وَبِالْأَمَانِ وَبِالضَّمَانِ أَيْضًا وَقَوْلُهُ «يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» فُسِّرَ بِالْأَمَانِ وَسُمِّيَ الْمُعَاهَدُ ذِمِّيًّا نِسْبَةً إلَى الذِّمَّةِ بِمَعْنَى الْعَهْدِ وَقَوْلُهُمْ فِي ذِمَّتِي كَذَا أَيْ فِي ضَمَانِي وَالْجَمْعُ ذِمَمٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
ذ م م: (الذَّمُّ) ضِدُّ الْمَدْحِ وَقَدْ (ذَمَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ فَهُوَ (ذَمِيمٌ) . وَ (الذِّمَامُ) الْحُرْمَةُ. وَأَهْلُ (الذِّمَةِ) أَهْلُ الْعَقْدِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الذِّمَّةُ الْأَمَانُ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» . وَ (أَذَمَّهُ) أَجَارَهُ، وَأَذَمَّهُ وَجَدَهُ (مَذْمُومًا) . وَ (أَذَمَّ) الرَّجُلُ أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا يَذْهَبُ عَنِّي (مَذَمَّةَ) الرَّضَاعِ؟ فَقَالَ: غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ» يَعْنِي بِمَذَمَّةِ الرَّضَاعِ بِفَتْحِ الذَّالِ وَكَسْرِهَا ذِمَامُ الْمُرْضِعَةِ. وَقَالَ النَّخَعِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ عِنْدَ فِصَالِ الصَّبِيِّ أَنْ يَأْمُرُوا لِلظِّئْرِ بِشَيْءٍ سِوَى الْأَجْرِ فَكَأَنَّهُ سَأَلَ أَيُّ شَيْءٍ يُسْقِطُ عَنِّي حَقَّ الَّتِي أَرْضَعَتْنِي حَتَّى أَكُونَ قَدْ أَدَّيْتُهُ كَامِلًا؟ وَالْبُخْلُ (مَذَمَّةٌ) بِفَتْحِ الذَّالِ لَا غَيْرُ أَيْ مِمَّا يُذَمُّ عَلَيْهِ وَهُوَ ضِدُّ الْمَحْمَدَةِ. وَ (اسْتَذَمَّ) الرَّجُلُ إِلَى النَّاسِ أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وَ (تَذَمَّمَ) أَيِ اسْتَنْكَفَ يُقَالُ: لَوْ لَمْ أَتْرُكِ الْكَذِبَ تَأَثُّمًا لَتَرَكْتُهُ تَذَمُّمًا. وَرَجُلٌ (مُذَمَّمٌ) أَيْ مَذْمُومٌ جِدًّا. 
ذمم قَالَ أَبُو عُبَيْد أما قَوْله: تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ فَإِنَّهُ يُرِيد: تتساوى فِي الْقصاص والديات فَلَيْسَ لشريف على رَضِيع فضل [فِي ذَلِك -] 52 / الف وَمن هَذَا قيل فِي الْعَقِيقَة عَن الْغُلَام: شَاتَان / مكافئتان يَقُول: متساويتان وأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ: مكافأتان وَالصَّوَاب: مكافئتان وكل شَيْء سَاوَى شَيْئا حَتَّى يكون مثله فَهُوَ مكافئ لَهُ والمكافأة بَين النَّاس من هَذَا يُقَال: كافأت الرجل أَي فعلت بِهِ مثل مَا فعل بِي. وَمِنْه الكفؤ من الرِّجَال للْمَرْأَة تَقول: إِنَّه مثلهَا فِي حسبها. قَالَ الله [تبَارك و -] وَتَعَالَى {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحد} يَقُول: هُوَ كُفُؤ لَهَا وكَفِئ بِمَعْنى وَاحِد. وَأما قَوْله: يسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم فَإِن الذِّمَّة الْأمان يَقُول: إِذا أعْطى الرجل مِنْهُم الْعَدو أَمَانًا جَازَ ذَلِك على جَمِيع الْمُسلمين لَيْسَ لَهُم أَن يخفروه كَمَا أجَاز عمر [رَضِي اللَّه عَنهُ -] أَمَان عبد على جَمِيع [أهل -] الْعَسْكَر وَكَانَ أَبُو حنيفَة لَا يُجِيز أَمَان العَبْد إِلَّا بِإِذن مَوْلَاهُ وَأما حَدِيث عمر فَلَيْسَ فِيهِ ذكر مولى وَمِنْه قَول سلمَان الْفَارِسِي رَحمَه اللَّه تَعَالَى: ذِمة الْمُسلمين وَاحِدَة فالذمة هِيَ الْأمان وَلِهَذَا سمى الْمعَاهد ذِمِّيا لِأَنَّهُ قد أعْطى الْأمان على مَاله وذمته للجزية الَّتِي تُؤْخَذ مِنْهُ.
ذ م م

ذم صاحبه ذمّاً ومذمة وذممه. ورجل ذامّ وذمام لأصحابه، وذميم وذم كحب ومذمم. وإياك والمذام والملاوم. وأذم فلان وألام: أتى بما يذم عليه ويلام. وهو مذم: مليم. وبلوت فلاناً فأذممته: خلاف أحمدته. وأردت ضربه ثم تذممت من أجل حق أو حرمة أي ذممت نفسي وانتهيت. ويقال: تذمم منه: استنكف واستحيا، وإني أتذمم من القوم أن أتحول من عندهم إلى غيرهم، ولم أر منهم إلا ما أحب. واستذم إلى فلان: فعل ما يذمه عليه. ولفلان ذمة وذمام ومذمة: عهد يلزم الذم مضيعه. وهو في ذمتي وذمامي. وأذهب مذمتهم بشيء أي أعطهم ما تقضى به حق ذمامهم. وفي الحديث " ما يذهب عني مذمة الرضاع " وهي ذمام المرضعة وحقها. ووفي فلان بما أذم أي بما أعطى من الذمّة. قال المسيّب:

أنت الوفيّ بما تذم وبعضهم ... تودي بذمته عقاب ملاع

وأذم لي على فلان. واستذممت به، وتذممت به فأذم لي. وللجار عندك مستذم ومتذمم. قال فائد بن الحبيب الأسديّ:

فنعشت قومك والذين تذمموا ... بك غير مختشع ولا متضائل

وهذا مكان مذمم. محرم له ذمة وحرمة.

ومن المجاز: أذمت ركاب القوم: تأخرت كلالا. قال بن ميّادة:

وحتى حملنا رحل كل مذمة ... وكل مذم بالفلاة وزاحف

كأنها أتت بما تذم عليه، أو قلّت قوتها على السير من الركية الذمّة والركايا الذّمام وهي القيلة الماء. وأذم المكان: أجدب وقلّ خيره. وفلان يذام عيشه: يزجّيه متبلغاً به. وذاممته أذامّه وهو من معنى القلة. ورجل ذم وحمد، وأتينا منزلاً ذماً وحمداً وصف بالمصدر.
[ذمم] الذَمُّ: نقيض المدح. يقال. ذممته فهو ذميم. قال ابن السكيت: يقال. افعلْ كذا وكذا وخلال ذم. قال: ولا تقل وخلاكَ ذنبٌ. والمعنى خلا منك ذم، أي لا تدم. وبئر ذَمّةٌ: قليلة الماء: وجمعها ذِمامٌ. وقال : على حِمْيَرِيّاتٍ كأنّ عيونها ذِمامُ الرَكايا أَنْكَزَتْها المَوائحُ وماءٌ ذَميمٌ، أي مكروهٌ. وانشد ابن الأعرابي للمرّار: مُواشِكَةٌ تسَتعجِل الركضَ تبتغي نَضائِضَ طَرْقٍ ماؤُهُنَّ ذَميمُ والذَميمُ المُخاطُ والبولُ الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من قضيب التَيس. وكذلك اللبن من أخلاف الشاة. وقال أبو زبيد: ترى لاخلافها من خلفها نسلا مثل الذميم على قزم اليعامير والذميم أيضا: شئ يخرج من مسام المارِنِ، كبَيْضِ النمل. وقال : وتَرى الذَميمَ على مَراسِنِهِمْ يومَ الهِياجِ كمازن النمل وقد ذم أنفه وذَنَّ. والذِمامُ: الحُرْمَةُ. وأهل الذِمَّةِ: أهلُ العَقْد. قال أبو عبيد: الذمَّةُ: الأمانُ، في قوله عليه الصلاة والسلام: " ويسعى بذمتهم أدناهم ". وأذَمَّهُ، أي أجارَه. وأَذَمَّهُ، أي وجده مَذموماً. يقال: أتيتُ موضعَ كذا فاذْمَمْتُهُ، أي وجدتُه مَذْموماً. وأَذَمَّ به: تهاوَنَ. وأَذَمَّ الرجلُ: أتى بما يُذَمُّ عليه. وأَذَمَّ به بعيره. وأَذَمَّتْ ركابُ القوم، أي أعيت وتأخَّرَتْ عن جماعة الإبل ولم تلحقْ بها. وأخذتني منه مَذَمَّةٌ ومَذِمَّةٌ، أي رِقّةٌ وعارٌ من ترك الحُرْمَةِ. ويقال: أذهب مذمتهم بشئ، أي أعطهم شيئا فإن لهم ذماما. وفي الحديث: " ما يذهب عنى مذمة الرضاع؟ فقال: غرة: عبد أو أمة " يعنى بمذمة الرضاع ذمام المرضعة. وكان النخعي يقول في تفسيره: كانوا يستحبون عند فصال الصبى أن يأمروا للظئر بشئ سوى الاجر، فسكأنه سأله: أي شئ يسقط عنى حق التى أرضعتني حتى أكون قد أديته كاملا. والبخل مَذَمَّةٌ بالفتح لا غير، أي مما يذم عليه وهو خلاف المَحمَدة. واسْتَذَمَّ الرجل إلى الناس، أي أتى بما يُذَمُّ عليه. وتذمَّمَ، أي استنكَفَ. يقال: لو لم أترك الكذب تأثما التركته تَذَمُّماً. ورجلٌ مُذَمَّمٌ، أي مَذمومٌ جداً. ورجلٌ مُذِمٌّ: لا حراك به . وشئ مذم، أي معيب.
[ذمم] فيه: "الذمة" و"الذمام" وهما بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق، وسمي أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم. ومنه: يسعى"بذمتهم" أدناهم، أي إذا أعطى أحد الجيش العدو أمانًا جاز على الجميع وليس لهم أن ينقضوا عليه عهده، وأجاز عمر أمان العبد على الجميع. ومنه ح: "ذمة" المسلمين واحدة. ك: أي هم كنفس واحدة فإذا أمن أحد وإن كان أدنى لا ينقضه أحد. وفيه: أوصيه "بذمة" أي بأهل ذمة، وأن يقاتل من ورائهم أي إن قصدهم عدو دفع عنهم. ن وح دعاء المسافر: اقلبنا "بذمة"، أي ارددنا إلىوهي بمعنى الحق هنا. نه وفي ح موسى والخضر عليهما السلام: أخذته من صاحبه "ذمامة" أي حياء وإشفاق من اللوم. ن: هي بفتح معجمة فخفة ميم أي استحياء لتكرر المخالفة وقيل: ملامة. ومنه ح ابن صياد: فأخذني منه "ذمامة" حتى كاد أن يأخذ في، بتشديد ياء أي يؤثر في قوله فأصدقه في دعواه. وفيه: فإن له "ذمة" ورحما، أي ذماما، والرحم كون هاجر أم إسماعيل منهم، روى: وصهرا، وهو كون أم إبراهيم مارية منهم. ط: قوله: منهم، أي من القبط، قوله: يختصمان في موضع لبنة، لعله صلى الله عليه وسلم أنه سيحدث هذه الحادثة في مصر، ويكون خروج المصريين على عثمان وقتل محمد بن أبي بكر ح فأمر بالخروج منها حذرًا عن مخالطة من فيهم خسة ومماكسة. وفيه: من صلى الصبح فهو في "ذمة" الله فلا يطلبنكم الله بذمته، أي لا تتعرضوا له بشيء يسير فنكم إن تعرضتم له يدرككم الله، وضمير ذمته لله أو لمن، ويحتمل أن يراد بالذمة الصلاة المقتضية للأمان، أي لا تتكروا صلاة الصبح فينتقض عهده فيطلبكم به. ج: تنتهك "ذمة" الله، انتهاك الحرمة وذمة الله تناولها بما لا يحل.
[ذ م م] الذَّمُّ نَقِيضُ المَدْحِ ذَمَّهُ يَذُمُّه ذَمّا ومَذَمَّةً فهو مَذْمُومٌ وذَمِيمٌ وذَمٌّ وأَذَمَّهُ وَجَدَه ذَمِيمًا وأَذَمَّ بِهِم تَرَكَهُم مَذْمُومِينَ فِي النّاسِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وتذَامَّ القَوْمُ ذَمَّ بَعْضُهم بعضًا وقَضَى مَذِمَّتَه ومَذَمَّتَه أي أَحْسَن إِليه لِئَلا يُذَمَّ واسْتَذَمَّ إليه فَعَلَ ما يُذَمُّ علي والذُّمُومُ العُيُوبُ أَنْشَدَ سِيبَوْيهِ لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ

(سَلامَكَ رَبًّنا في كُلِّ فَجْرٍ ... بَرِيئًا ما تَغَنّثُكَ الذُّمُومُ)

وبِئْرٌ ذَمَّةٌ وذَمِيمٌ وذَمِيمَةٌ قَلِيلَةُ الماءِ لأَنّها تُذَمُّ وقِيلَ هي الغَزِيرَةُ فهي من الأَضْدادِ والجَمْعُ ذِمامٌ وفي الحَدِيث

أَنًّه صلى الله عليه وسلم مَرّ بِبِئْرٍ ذَمَّةٍ فأَمْا قولُ الشّاعِرِ

(نُرَجِّي نائِلاً من سَيْبِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُه سِجالُ)

فقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَعْنِيَ به الغَزِيرَة والقَلِيلَةَ الماءِ أي قَلِيْلُةُ كَثيرٌ وبه ذَمِيمَةٌ أَي عِلَّةٌ من زَمانَةٍ أَو آفَةٍ تَمْنَعُه الخُرُوجَ وأَذَمَّت رِكابُ القَوْمِ أَعْيَتْ وتَخَلَّفَتْ أَنْشَدَنَا أَبُو العَلاءِ

(قَوْمٌ أَذَمَّتْ بِهِمْ ركائِبُهُمْ ... فاسْتَبْدَلُوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها)

ورَجُلٌ ذُو مَذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أي كَلٌّ عَلَى الناسِ والذِّمامُ والمَذَمَّةُ الحَقُّ والحُرْمَةُ والجمعُ أَذِمَّةٌ والذِّمَّةُ العَهْدُ والكَفَالَةُ وقَوْمٌ ذِمَّةٌ مُعاهَدُونَ أي ذَوُو ذِمَّةٍ وهو الذِّمُّ قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ (يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كُلِّ سُدْفَةٍ ... كما ناشَدَ الذِّمَّ الكفيلَ المُعاهَدُ)

وأَذَمَّ لَهُ عَلَيْه أَخَذَ له الذِّمَّةَ قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(تَكُنْ عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها ... بِها الأَجْرَ أو تُقْضَى ذِمامَةُ صاحِبِ)

والذَّمِيمُ شَيءٌ كالبَثْرِ الأَسْوَدِ أو الأَحْمَرِ شِبْهُ بَيْضِ النَّمْلِ يَعْلُو الوَجْهَ والأُنُوفَ من حَرٍّ أو جَرَبٍ قال

(وتَرَى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهِمْ ... غِبِّ الهِياجِ كمازِنِ النَّمْلِ)

والذَّمِيمُ ما يَسِيلُ على أَفْخاذِ الإِبِلِ والغَنَمِ وضُرُوعِها من أَلْبانِها والذَّمِيمُ النَّدَى وقِيلَ هو نَدًى يَسْقُطُ باللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ فيُصِيبُه التُّرابُ فيَصِيرُ كقِطَعِ الطِّينِ والذَّمِيمُ البَياضُ الَّذِي يكونُ على أَنْفِ الجَدْي عن كُراعٍ فأمّا قَولُه أَنْشَدنا أَبو العَلاءِ

(تَرَى لأَخْفافِها مِنْ خَلْفِها نَسَلاً ... مثْلَ الذَّمِيمِ عَلَى قُزْمِ اليَعامِيرِ)

فقَدْ يكونُ البَياضَ الَّذِي عَلَى أَنْفِ الجَدْي فأَمّا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى فذَهَبَ إِلى أنَّ الذَمِيم ما يَنْتَضِحُ على الضُّرُوعِ من الأَلْبانِ واليَعامِيرُ عِندَه الجِداءُ وأَمَّ ابنُ دُرَيْدِ فذَهَبَ إِلى أَنَّ الذًّمِيمَ هاهُنا النَّدَى واليَعامِير ضَرْبٌ من السًّجَرِ
(ذ م م) : (الذَّمُّ) اللَّوْمُ وَهُوَ خِلَافُ الْمَدْحِ وَالْحَمْدِ يُقَالُ ذَمَمْتُهُ وَهُوَ ذَمِيمٌ غَيْرُ حَمِيدٍ (وَمِنْهُ الذَّمَّةُ) بِالْفَتْحِ الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ لِأَنَّهَا مَذْمُومَةٌ بِذَلِكَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «أَتَيْنَا عَلَى بِئْرٍ ذَمَّةٍ» عَلَى الْوَصْفِ (وَالتَّذَمُّمُ) الِاسْتِنْكَافُ وَحَقِيقَتُهُ مُجَانَبَةُ الذَّمِّ (وَالذِّمَامُ) الْحُرْمَةُ (وَالذِّمَّةُ) الْعَهْدُ لِأَنَّ نَقْضَهُ يُوجِبُ الذَّمَّ وَتُفَسَّرُ بِالْأَمَانِ وَالضَّمَان وَكُلُّ ذَلِكَ مُتَقَارِبٌ (وَمِنْهَا) قِيلَ لِلْمُعَاهِدِ مِنْ الْكُفَّارِ ذِمِّيٌّ لِأَنَّهُ أُومِنَ عَلَى مَالِهِ وَدَمِهِ بِالْجِزْيَةِ (وَقَوْلُهُ) جَعَلَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَهْلَ السَّوَادِ ذِمَّةً أَيْ عَامَلَهُمْ مُعَامَلَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَيُسَمَّى مَحَلُّ الْتِزَامِ الذِّمَّةِ بِهَا فِي قَوْلِهِمْ ثَبَتَ فِي ذِمَّتِي كَذَا وَمِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَقُولُ هِيَ مَحَلُّ الضَّمَانِ وَالْوُجُوبِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ هِيَ مَعْنًى يَصِيرُ بِسَبَبِهِ الْآدَمِيُّ عَلَى الْخُصُوصِ أَهْلًا لِوُجُوبِ الْحُقُوقِ لَهُ وَعَلَيْهِ وَالْأَوَّلُ هُوَ التَّحْقِيقُ (وَفِي) فَتَاوَى أَبِي اللَّيْثِ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ وَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَضَيْتَ عَلَيَّ قَضِيَّةً ذَهَبَ فِيهَا أَهْلِي وَمَالِي فَخَرَجَ إلَى الرَّحْبَةِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ أَنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْمَثُلَاثِ حَجَزَهُ التَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ وَأَنَّ أَشْقَى النَّاسِ رَجُلٌ قَمَشَ عِلْمًا فِي أَوْبَاشِ النَّاسِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا دَلِيلٍ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّى إذَا ارْتَوَى مِنْ آجِنٍ وَاكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ جَلَسَ لِلنَّاسِ مُفْتِيًا لِتَخْلِيصِ مَا اُلْتُبِسَ عَلَى غَيْرِهِ فَهُوَ مِنْ قَطْعِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ خَبَّاطُ عَشَوَاتٍ رَكَّابُ جَهَالَاتٍ لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَيَغْنَمُ وَلَمْ يَسْكُتْ عَمَّا لَمْ يَعْلَمْ فَيَسْلَمَ تَصْرُخُ مِنْهُ الدِّمَاءُ وَتَبْكِي مِنْهُ الْمَوَارِيثُ وَيُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْحَرَامُ وَالْفَرْجُ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَلَّتْ عَلَيْهِمْ النِّيَاحَةُ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ قَرَأْت هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ أَطْوَلَ مِنْ هَذَا وَقَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ بِرِوَايَةٍ أُخْرَى فِيهَا تَفَاوُتٌ وَلَا أَشْرَحُ إلَّا مَا نَحْنُ فِيهِ
يُقَالُ هُوَ (رَهْنٌ) بِكَذَا وَرَهِينُهُ أَيْ مَأْخُوذٌ بِهِ يَقُولُ أَنَا بِاَلَّذِي أَقُولُهُ مَأْخُوذٌ وَ (زَعِيمٌ) أَيْ كَفِيلٌ فَلَا أَتَكَلَّمُ إلَّا بِمَا هُوَ صِدْقٌ وَصَوَابٌ وَالْمَعْنَى أَنَّ قَوْلِي هَذَا حَقٌّ وَأَنَا فِي ضَمَانِهِ فَلَا تَعْدِلَنَّ عَنْهُ ثُمَّ أَخَذَ فِي تَقْرِيرِهِ فَقَالَ (إنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ) أَيْ ظَهَرَتْ أَوْ كُشِفَتْ لِأَنَّ التَّصْرِيحَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى يَعْنِي أَنَّ مَنْ اعْتَبَرَ بِمَا رَأَى وَسَمِعَ مِنْ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي حَلَّتْ بِغَيْرِهِ فِيمَا سَلَفَ (حَجَزَهُ) (التَّقْوَى) بِالزَّايِ أَيْ مَنَعَهُ الِاتِّقَاءُ عَنْ الْوُقُوعِ فِيمَا يَشْتَبِهُ وَيَشْكُلُ أَنَّهُ حَقٌّ أَوْ بَاطِلٌ صِدْقٌ أَوْ كِذْبٌ حَلَالٌ أَوْ حَرَامٌ فَيَحْتَرِسُ وَيَحْتَرِزُ وَيُقَالُ تَقَحَّمَ فِي الْوَهْدَةِ إذَا رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا عَلَى شِدَّةٍ وَمَشَقَّةٍ (وَالْقَمْشُ) الْجَمْعُ مِنْ هُنَا وَهُنَا (وَأَوْبَاشُ النَّاسِ) أَخْلَاطُهُمْ وَرُذَالُهُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَوْلُهُ (بَكَّرَ) أَيْ ذَهَبَ بُكْرَةً يَعْنِي أَخَذَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوَّلَ شَيْءٍ (فَاسْتَكْثَرَ) أَيْ أَكْثَرَ وَجَمَعَ كَثِيرًا مِمَّا قَلَّ مِنْهُ الصَّوَابُ مَا قَلَّ كَمَا فِي الْفَائِقِ وَسَمَاعِي فِي النَّهْجِ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعِ مَا قَلَّ مِنْهُ عَلَى الْإِضَافَةِ وَصَوَابُهُ مِنْ جَمْعٍ بِالتَّنْوِينِ أَيْ مِنْ مَجْمُوعٍ حَتَّى يَرْجِعَ الضَّمِيرُ فِي مِنْهُ إلَيْهِ أَوْ إلَى مَا عَلَى رِوَايَةِ الْفَائِقِ (وَالِارْتِوَاءُ) افْتِعَالٌ مِنْ رَوِيَ مِنْ الْمَاءِ رِيًّا (وَالْآجِنُ) الْمَاءُ الْمُتَغَيِّرُ وَهَذَا مِنْ الْمَجَازِ الْمُرَشَّحِ وَقَدْ شَبَّهَ عِلْمَهُ بِالْمَاءِ الْآجِنِ فِي أَنَّهُ لَا نَفَعَ مِنْهُ وَلَا مَحْصُولَ عِنْدَهُ (وَالِاكْتِنَازُ) الِامْتِلَاءُ (وَالطَّائِلُ) الْفَائِدَةُ وَالنَّفْعُ و (نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ) مَثَلٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَاهٍ ضَعِيفٍ (وَالْعَشْوَةُ) الظُّلْمَةُ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ رَكِبَ فُلَانٌ عَشْوَةً إذَا بَاشَرَ أَمْرًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَبِينَ لَهُ وَجْهُهُ وَيُقَالُ أَوْطَأْتُهُ الْعَشْوَةَ إذَا أَحَمَلَتَهُ عَلَى أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ وَرُبَّمَا كَانَ فِيهِ هَلَاكُهُ وَالْخَبْطُ فِي الْأَصْلِ الضَّرْبُ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ (وَمِنْهُ) فُلَانٌ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ شَبَّهَهُ فِي تَحَيُّرِهِ فِي الْفَتْوَى بِوَاطِئِ الْعَشْوَةِ وَرَاكِبِهَا وَقَوْلُهُ (لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ) أَيْ لَمْ يُتْقِنْهُ وَلَمْ يُحْكِمْهُ وَهَذَا تَمْثِيلٌ (وَفِي الْحَدِيثِ) «يُذْهِبُ مَذِمَّةَ الرِّضَاعِ الْغُرَّةُ» هِيَ بِالْكَسْرِ الذِّمَامُ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ عِنْدَ فِطَامِ
الصَّبِيِّ أَنْ يُعْطُوا الْمُرْضِعَةَ شَيْئًا سِوَى الْأُجْرَةِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الَّذِي يُسْقِطُ حَقَّ مَنْ أَرْضَعَتْكَ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ.
ذمم
ذمَّ ذَمَمْتُ، يَذُمّ، اذْمُمْ/ ذُمَّ، ذَمًّا، فهو ذامّ، والمفعول مَذْموم وذميم وذِمّ وذَمّ
• ذمَّ الشَّخصَ: عابه، وهجاه، ولامه، وانتقصه واستحقره، عكسه مدَح "ذمَّ خصمَه- استحق الذَّمّ- {لاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولاً} ". 

أذمَّ/ أذمَّ بـ يُذمّ، أَذْمِمْ/ أذِمَّ، إذمامًا، فهو مُذِمّ، والمفعول مُذَمّ (للمتعدِّي)
• أذمَّ الشَّخصُ: أتى بما يُعاب عليه، ويُلام من أجله "أمرٌ مُذِمّ".
• أذمَّ فلانًا:
1 - أجاره "جاءه هاربًا من العدوّ فأذمّه".
 2 - وجده مذمومًا.
• أذمَّ بالشَّيء: تهاون به "أذمّ بالمرض في أوَّله فاشتدَّ واستعصى". 

استذمَّ يستذمّ، اسْتَذْمِمْ/ اسْتَذِمَّ، استذمامًا، فهو مُسَتذِمّ
• استذمَّ فلانٌ: أذمَّ؛ فعل ما يُذمُّ ويعاب عليه "العاقلُ يراقب سلوكَه جيِّدًا ولا يستذمّ". 

تذامَّ يتذامّ، تَذَامَمْ/ تذامَّ، تذامًّا، فهو متذامّ
• تذامَّ القومُ: عاب بعضُهم بعضا "احفظوا ألسنتكم ولا تذامّوا حتى لا تتفرَّقوا". 

تذمَّمَ لـ يتذمّم، تذمُّمًا، فهو مُتذمِّم، والمفعول مُتذمَّمٌ له
• تذمَّم فلانٌ لفلان: حفظ ذِمامَه أي عهدَه وحُرْمتَه. 

ذمَّمَ يُذمِّم، تذميمًا، فهو مُذمِّم، والمفعول مُذمَّم
• ذمَّم فلانًا:
1 - بالغ في هجائه ولومه، وكشف عيوبه "لمَّا رأيتُ القومَ أقبلَ جمعُهم ... يتذامرون كرَرْتُ غير مُذَمَّمِ".
2 - حلّفه بذمَّته. 

ذِمَام [مفرد]: ج أذِمَّة:
1 - عهد، أمان، كفالة "لهم علينا ذِمام".
2 - حقٌّ، وحُرمة؛ لأنّ نقضه موجب للذَّمّ "لصديقك عليك ذِمام". 

ذَمّ [مفرد]:
1 - مصدر ذمَّ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مذموم.
3 - عيب.
• تأكيد المدح بما يشبه الذَّمّ: (بغ) أن تُذكر صفة ذَمّ منفيّة، ويستثنى منها صفة مدح، أو أن تستثنى صفةُ مدح من صفة مدح أخرى. 

ذِمّ [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مذموم. 

ذِمَّة [مفرد]: ج ذِمَم:
1 - عهد وميثاق، أمانة وضمير "فلانٌ لا ذِمَّةَ له- رعاية الحقوق والذِّمم- عديم الذِّمَّة: لا ضمير له- فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ [حديث]- {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} " ° إبراءُ الذِّمَّة: إرضاء الضمير- بذمَّتي/ بالذِّمَّة: قَسَم- براءةُ الذِّمَّة: شهادة تفيد الخلوّ من المسئوليَّة الماليَّة أو الجنائيَّة- بريء الذِّمَّة: خالص من الدَّيْن أو حقوق الآخرين- بلا ذِمَّة: جَبْرًا، قهرًا، غَصْبًا- بينهم ذِمَّة: أُلْفة- طاهر الذِّمَّة: شريف، نزيه، أمين- على ذِمَّة فلان: على عُهدته- فلانٌ في ذِمَّة الله: مات، في كنفه وجواره- في ذِمَّة التَّاريخ: منسيّ، جزء من الماضي- قِلّة الذِّمَّة: قلّة النزاهة والأمانة- هذا الخبر على ذِمَّة فلان: على عهدته ومسئوليّته.
2 - حقّ وحُرمة "هذه المرأة على ذِمَّة فلان: زوجتُه".
3 - (فق) معنًى يصير الإنسانُ به أهلاً لوجوب الحقّ له، أو عليه "لك في ذمَّتي كذا".
• أهل الذِّمَّة: (دن) المعاهَدون من النصارى واليهود، ممَّن يُقيمون في دار الإسلام، وسُمُّوا بذلك لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.
• ذِمَّة ماليَّة: (قن) مجموعة الحقوق والالتزامات العائدة لشخصٍ ما ولها قيمة اقتصاديّة أو نقديّة. 

ذِمِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ذِمَّة.
2 - لفظ يطلق على المعاهَد من أهل الكتاب الذي أُعطي عهدًا يأمَنُ به على ماله، وعِرضه، ودينه. 

ذَميم [مفرد]: ج ذِمَام، مؤ ذميمة: صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مكروه "*فيا موت زُرْ إنّ الحياة ذميمة*" ° الصِّفات الذَّميمة: الصِّفات المكروهة، كالكذب، والسرقة، وعقوق الوالدين- عواقب ذميمة. 

مَذَمَّة [مفرد]: ج مَذَمّات (لغير المصدر) ومذامّ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من ذمَّ.
2 - حُرْمة وحقّ.
3 - نقيض المَحْمَدة، ما يُعاب على المرء "البُخل مذمَّة- تعرّض للمذمَّة- وإذا أتتك مَذمَّتي من ناقصٍ ... فهي الشَّهادة لي بأنِّي كاملُ" ° قضَى مذمَّته: أحسن إليه لئلاّ يذمَّه. 

مَذِمَّة [مفرد]: ج مَذِمّات ومَذامّ:
1 - مَذَمَّة؛ حُرْمة وحقّ.
2 - ما يُعاب على المرء، نقيض المَحْمَدَة "البخل مَذِمَّة". 

ذمم: الذَّمُّ: نقيض المدح. ذَمَّهُ يَذُمُّهُ ذَمّاً ومَذَمَّةً، فهو

مَذْمُومٌ وذَمٌّ. وأَذَمَّهُ: وجده ذَمِيماً مَذْمُوماً. وأَذَمَّ بهم:

تركهم مَذْمُومينَ في الناس؛ عن ابن الأعرابي. وأَذَمَّ به: تهاون. والعرب

تقول ذَمَّ يَذُمُّ ذَمّاً، وهو اللوم في الإساءة، والذَّمُّ والمَذموم

واحد. والمَذَمَّة: الملامة، قال: ومنه التَّذَمُّمُ. ويقال: أتيت موضع

كذا فأَذْمَمْتُهُ أي وجدته مذموماً. وأَذَمَّ الرجلُ: أتى بما يُذَمُّ

عليه. وتذامَّ القومُ: ذَمَّ بعضُهم بعضاً، ويقال من التَّذَمُّمِ. وقضى

مَذَمَّةَ صاحبه أي أَحسن إليه لئلا يُذَمَّ. واسْتَذَمَّ إليه: فعل ما

يَذُمُّهُ عليه. ويقال: افعل كذا وكذا وخَلاكَ ذَمٌّ أي خلاكَ لوم؛ قال

ابن السكيت: ولا يقال وخَلاكَ ذنب، والمعنى خلا منك ذَمٌّ أي لا تُذَمُّ.

قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابيّاً يقول: لم أَر كاليوم قَطُّ يدخل

عليهم مثلُ هذا الرُّطَبِ لا يُذِمُّونَ أي لا يَتَذَمَّمُونَ ولا تأْخذهم

ذمامةٌ حتى يُهْدُوا لِجِيرانهم.

والذَّامُّ، مشدد، والذامُ مخفف جميعاً: العيب. واسْتَذَمَّ الرجلُ إلى

الناس أي أتى بما يُذَمُّ عليه. وتَذَمَّمَ أي استنكف؛ يقال: لو لم أترك

الكذب تأَثُّماً لتركته تَذَمُّماً. ورجل مُذَمَّمٌ أي مذْمُومٌ جدّاً.

ورجل مُذِمٌّ: لا حَراك به. وشيء مُذِمٌّ أي مَعيب. والذُّموم: العُيوب؛

أَنشد سيبويه لأُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ:

سلامك، رَبَّنا، في كل فَجْرٍ

بَريئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ

وبئر ذَمَّةٌ وذَميمٌ وذَميمةٌ: قليلة الماء لأنها تُذَمُّ، وقيل: هي

الغَزيرة، فهي من الأضداد، والجمع ذِمامٌ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف إبلاً

غارتْ عيونها من الكَلالِ:

على حِمْيَرِيّاتٍ، كأَنَّ عُيونَها

ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ

أنْكَزَتها: أقَلَّتْ ماءَها؛ يقول: غارت أعينها من التعب فكأَنَّها

آبار قليلة الماء. التهذيب: الذَّمَّةُ البئر القليلة الماء، والجمع ذَمٌّ.

وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، مَرَّ ببئر ذمَّة فنزلنا فيها،

سميت بذلك لأنها مَذْمومة؛ فأما قول الشاعر:

نُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ،

له نُعْمَى، وذَمَّتُهُ سِجالُ

قال ابن سيده: قد يجوز أن يعني به الغزيرة والقليلة الماء أي قليله

كثير.وبه ذَمِيمةٌ أي علة من زَمانَةٍ أو آفة تمنعه الخروج.

وأَذَمَّتْ ركاب القوم إذْماماً: أَعيت وتخلفت وتأَخرت عن جماعة الإبل

ولم تلحق بها، فهي مُذِمَّةٌ، وأَذَمَّ به بَعيرهُ؛ قال ابن سيده: أنشد

أبو العلاء:

قوم أَذَمَّتْ بهم رَكائِبُهُمْ،

فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها

وفي حديث حَليمة السَّعْدِيَّةِ: فخرجْتُ على أَتاني تلك فلقد أَذَمَّتْ

بالرَّكْبِ أَي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها؛ ومنه حديث المِقْدادِ حين

أَحْرَزَ لِقاحَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وإِذا فيها فرس أَذَمُّ

أَي كالٌّ قد أَعيْا فوقف. وفي حديث أَبي بكر، رضيَ الله عنه: قد طَلَعَ

في طريق مُعْوَرَّةٍ حَزْنَةٍ وإِنَّ راحلته أَذَمَّتْ أَي انقطع سيرها

كأَنها حَمَلَت الناس على ذَمِّها.

ورجل ذو مُذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أَي كلٌّ على الناس، وإنه لطويل

المَذَمَّةِ، التهذيب: فأَما الذَّمُّ فالاسم منه المَذَمَّةُ، وقال في موضع آخر:

المَذِمَّةُ، بالكسر، من الذِّمامِ والمَذَمَّةُ، بالفتح، من الذَّمِّ.

ويقال: أَذهِبْ

عنك مَذِمَّتَهُمْ بشيء أَي أَعطهم شيئاً فإِن لهم ذِماماً. قال:

ومَذَمَّتهم لغةٌ. والبُخل مَذَمَّةٌ، بالفتح لا غير، أَي مما يُذَمُّ عليه،

وهو خلاف المَحْمَدَةِ. والذِّمامُ والمَذَمَّةُ: الحق والحُرْمة، والجمع

أَذِمَّةٌ. والذِّمَّة: العهد والكَفالةُ، وجمعها ذِمامٌ. وفلان له ذِمَّة

أَي حق. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم

أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به. والذِّمامُ والذِّمامةُ:

الحُرْمَةُ؛ قال الأَخطل:

فلا تَنْشُدُونا من أَخيكم ذِمامةً،

ويُسْلِم أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها

والذِّمامُ: كل حرمة تَلْزمك إِذا ضَيَّعْتَها المَذَمَّةُ، ومن ذلك

يسمى أَهلُ

العهد أَهلَ الذِّمَّةِ، وهم الذين يؤدون الجزية من المشركين كلهم. ورجل

ذِمِّيٌّ: معناه رجل له عهد. والذِّمَّةُ: العهد منسوب إِلى

الذِّمَّةِ: قال الجوهري: الذِّمَّةُ أَهل العقد. قال: وقال أَبو عبيدة الذِّمّةُ

الأَمان في قوله، عليه السلام: ويسعمى بذِمَّتِهِمْ أَدناهم. وقوم

ذِمَّةٌ: مُعاهدون أَي ذوو ذِمَّةٍ، وهو الذِّمُّ؛ قال أُسامة الهذليّ:

يُغَرِّدُ بالأَسْحار في كلِّ سُدْفَةٍ،

تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَى المُتَطَرِّب

(* هكذا ورد هذا البيت في الأصل، وليس فيه أيّ شاهد على شيء مما تقدم من

الكلام).

وأَذَمَّ له عليه: أَخَذَ له الذِّمَّة. والذَّمامَةُ والذَّمامة: الحق

كالذِّمّة؛ قال ذو الرمة:

تكُنْ عَوْجةً يَجزِيكما الله عندها

بها الأجْرَ، أَو تُقضى ذِمامةُ صاحب

ذِمامة: حُرْمَةٌ وحق. وفي الحديث ذكر الذِّمَّة والذِّمامِ، وهما بمعنى

العَهْد والأَمانِ والضَّمانِ والحُرْمَةِ

والحق، وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لدخولهم في عهد المسلمين

وأَمانهم. وفي الحديث في دعاء المسافر: اقْلِبْنا بذِمَّةٍ أَي ارْدُدْنا إِلى

أَهلنا آمنين؛ ومنه الحديث: فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة أَي أَن لكل

أَحد من الله عهداً بالحفظ والكِلايَةِ، فإِذا أَلْقى بيده إِلى

التَّهْلُكَةِ أَو فعل ما حُرِّمَ عليه أَو خالف ما أُمِرَ به

خَذَلَتْهُذِمَّةُ الله تعالى. أَبو عبيدة: الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ ممن لا عهد

له. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، المسلمون تَتَكافأُ دماؤهم ويسعى

بذِمَّتهم أَدناهم؛ قال أَبو عبيدة: الذِّمَّةُ الأَمان ههنا، يقول إِذا

أَعْطى الرجلُ من الجيش العدوّ أَماناً جاز ذلك على جميع المسلمين، ولي

لهم أَن يُخْفِروه ولا أَن يَنْقُضوا عليه عهده كما أَجاز عمر، رضي الله

عنه، أَمان عبدٍ على أَهل العسكر جميعهم؛ قال: ومنه قول سَلْمان ذِمَّةُ

المسلمين واحدة؛ فالذِّمَّةُ هي الأَمان، ولهذا سمي المُعاهَدُ

ذِمِّيّاً، لأَنه أُعْطيَ الأَمان على ذِمَّةِ الجِزْيَة التي تؤخذ منه.

وفي التنزيل العزيز: لا يَرْقبُون في مؤْمن إِلاًّ ولا ذِمَّةً؛ قال:

الذِّمَّةُ العهد، والإِلّ الحِلْف؛ عن قتادة. وأَخذتني منه ذِمامٌ

ومَذَمَّةٌ، وللرفيق على الرفيق ذِمامٌ أَي حق. وأَذَمَّهُ أَي أَجاره. وفي

حديث سلمان: قيل له ما يَحِلُّ من ذِمَّتِنا؟ أَراد من أَهل ذِمَّتِنا فحذف

المضاف. وفي الحديث: لا تشتروا رَقيق أَهل الذمَّة وأَرَضِيهِمْ؛ قال ابن

الأَثير: المعنى أَنهم إِذا كان لهم مَماليكُ وأَرَضُونَ وحالٌ حسنة

ظاهرة كان أَكثر لجِزْيتهم، وهذا على مذهب من يَرَى أَن الجِزْية على قدر

الحال، وقيل في شراء أَرَضِيهْم إِنه كرهه لأَجل الخَراج الذي يلزم الأَرض،

لئلا يكون على المسلم إِذا اشتراها فيكون ذلاًّ وصَغاراً.

التهذيب: والمُذِمُّ

المَذْموم الذَّمِيمُ. وفي حديث يونس: أَن الحوت قاءَهُ رَذِيّاً

رَذِيّاً أَي مَذْموماً شِبْهَ الهالك. ابن الأَعرابي: ذَمْذَمَ الرجل إِذا

قَلَّلَ

عطيته. وذُمَّ الرجلُ: هُجِيَ، وذُمَّ: نُقِص. وفي الحديث: أُرِيَ عبدُ

المُطَّلب في منامه احْفِرْ زمزم لا يُنْزَفُ ولا يُذمُّ؛ قال أَبو بكر:

فيه ثلاثة أَقوال: أَحدها لا يعاب من قولك ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه،

والثاني لا تُلْفَى مَذْمومة؛ يقال أَذْمَمْتُه إِذا وجدته مَذْموماً،

والثالث لا يوجد ماؤها قليلاً ناقصاً من قولك بئر ذَمَّة إِذا كانت قليلة

الماء.

وفي الحديث: سأَل النبيَّ

(* قوله «سأل النبي إلخ» السائل للنبي هو

الحجاج كما في التهذيب)، صلى الله عليه وسلم، عما يُذهبُ عنه مَذَمَّةَ

الرضاع فقال: غُرَّة عبد أَو أَمَة؛ أَراد بمَذَمَّةِ الرضاع ذِمامَ

المرضعة برضاعها. وقال ابن السكيت: قال يونس يقولون أَخذَتني منه

مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ. ويقال: أَذهِبْ

عنك مَذَمَّةَ الرضاع بشيء تعطيه للظِّئْر، وهي الذِّمامُ

الذي لزمك بإِرضاعها ولدك، وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث:

المَذَمَّةُ، بالفتح، مَفْعَلة من الذَّمِّ، وبالكسر من الذِّمَّةِ والذِّمامِ،

وقيل: هي بالكسر والفتح الحقُّ والحرمة التي يُذَمُّ مُضَيِّعُها، والمراد

بمَذَمَّة الرضاع الحق اللازم بسبب الرضاع، فكأَنه سأَل: ما يُسْقِطُ عني

حق المُرضعة حتى أَكون قد أَديته كاملاً؟ وكانوا يستحبون أَن يَهَبُوا

للمرضِعة عند فصال الصبي شيئاً سوى أُجرتها. وفي الحديث: خِلال المَكارم

كذا وكذا والتَّذَمُّمُ للصاحب؛ هو أَن يحفظ ذِمامَهُ ويَطرح عن نفسه

ذَمَّ الناس له إِن لم يحفظه. وفي حديث موسى والخَضِر، عليهما السلام:

أَخَذَتْهُ من صاحبه ذَمامَةٌ أَي حياء وإِشفاق من الذَّمِّ واللوم. وفي حديث

ابن صَيّادٍ: فأَصابتني منه ذَمامَةٌ. وأَخذتني منه مَذَمَّة ومَذِمَّة

أَي رِقَّةٌ وعار من تلك الحُرْمة.

والذَّمِيمُ: شيء كالبَثْرِ

الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ ببيض النمل، يعلو الوجوه والأُنوف من حَرٍّ

أَو جَرَب؛ قال:

وترى الذَّمِيم على مَراسِنِهم،

غِبَّ الهِياجِ، كمازِنِ النملِ

والواحدة ذَمِيمةٌ. والذَّمِيم: ما يسيل على أَفخاذ الإِبل والغنم

وضُرُوعها من أَلبانها. والذَّمِيمُ: النَّدى، وقيل: هو نَدىً يسقط بالليل على

الشجر فيصيبه التراب فيصير كقِطَعِ الطين. وفي حديث الشُّؤْم

والطِّيَرَةِ: ذَرُوها ذَمِيمةً أَي مَذْمومةً، فَعِيلةٌ بمعنى مفعولةٍ، وإِنما

أَمرهم بالتحول عنها إِبطالاً

لما وقع في نفوسهم من أَن المكروه إِنما أَصابهم بسبب سُكْنى الدار،

فإِذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة.

والذَّمِيمُ: البياض الذي يكون على أَنف الجدْي؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: فأَما

قوله أَنشدَناه أَبو العلاء لأَبي زُبَيْدٍ:

تَرى لأَخْفافِها من خَلْفِها نَسَلاً،

مثل الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ

فقد يكون البياضَ الذي على أَنف الجَدْي، فأَما أَحمد بن يحيى فذهب إِلى

أَن الذَّمِيمَ ما يَنْتَضحُ على الضروع من الأَلبان، واليَعاميرُ عنده

الجِداء، واحدها يَعْمور، وقُزْمُها صِغارُها، والذَّمِيمُ: ما يسيل على

أُنوفها من اللبن؛ وأَما ابن دُرَيْدٍ فذهب إِلى أَن الذَّمِيم ههنا

النَّدى، واليعامير ضرب من الشجر. ابن الأَعرابي: الذَّمِيمُ والذَّنينُ ما

يسيل من الأَنف. والذَّمِيمُ: المُخاط والبول الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من

قَضيب التَّيْسِ، وكذلك اللبن من أَخلاف الشاة، وأَنشد بيت أَبي زبيد.

والذَّمِيمُ أَيضاً: شيء يخرج من مَسامِّ المارِنِ كبيض النمل؛ وقال

الحادِرَةُ:

وترى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم،

يوم الهياج، كمازِنِ النَّمل

ورواه ابن دريد: كمازن الجَثْلِ، قال: والجَثْلُ ضرب من النمل كبار؛

وروي:

وترى الذَّميم على مَناخرهم

قال: والذَّميم الذي يخرج على الأَنف من القَشَفِ، وقد ذَمَّ أَنفُه

وذَنَّ. وماء ذَميم أَي مكروه؛ وأَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ:

مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرُّكْضَ تَبْتَغي

نَضائِضَ طَرْقٍ، ماؤُهُنَّ ذَمِيمُ

قوله مواشِكة مسرعة، يعني القَطا، ورَكْضُها: ضربها بجناحها،

والنَّضائض: بقية الماء، الواحدة نَضِيضة. والطَّرْقُ: المَطْروق.

ذمم

( {ذَمَّه) يَذُمَّه (} ذَمًّا) {ومَذَمَّةً، فَهُوَ} مَذْمُومٌ {وذَمِيمٌ} وذَمٌّ ويُكْسَر: ضِدّ مَدَحَه) ، وَمَعْنَاهُ اللَّوْم فِي الإساءَةِ. (و) بَلاهُ فَ ( {أَذَّمَه: وَجَده} ذَمِيمًا) ، ضِدّ أَحْمَدَه. ( {وأَذَمَّ بهم: تَهاوَنَ أَو تَرَكَهم} مَذْمُومِين فِي النَّاسِ) ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.
( {وتَذَامُّوا:} ذَمَّ بَعضُهم بَعْضًا) .
وقَضَى {مَذِمَّتَه بكَسْرِ الذّالِ وفَتْحِها) أَي: (أَحْسنَ إِلَيْهِ لِئَلَّا} يُذَمَّ) .
( {واستَذَمَّ إِلَيْهِ) : إِذا (فَعَل مَا} يَذُمُّه على فِعْلِه) ، ونَصّ الصّحاح: {واستَذَمَّ الرجلُ إِلَى النَّاس أَي: أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ، ومِثلُه فِي الأَساس.
(} والذُّمُومُ) بالضَّمّ: (العُيُوب) ، أنشَدَ سِيبَوَيه لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْت:
(سلامَكَ رَبَّنا فِي كُلّ فَجْر ... بَرِيئًا مَا تَعَنَّتْك {الذُّمُومُ)

(وبِئْر} ذَمَّةُ {وَذَمِيمٌ} وَذَمِيمَةٌ) ، واقْتَصر الجَوْهَرِيُّ على الأُولى وَقَالَ: أَي: (قَلِيلَةُ المَاءِ) ؛ لأَنّها {تُذَمُّ. وأنشدَ ابنُ السِّيد فِي كِتاب الْفرق:
(نُرجِّي نائِلاً من سَيْبِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى} وذَمَّتُهُ سِجالُ)

قَالَ: مَنْ رَواه بِفَتْح الذَّال أَرادَ أَن بِئرَه الَّتِي تُوصَف بِقِلّة الماءِ تَسْتَقِي مِنْهَا السِّجالُ الكَثِيرة أَي: أَن قَلِيلَ خَيْره كَثِير.
(و) قيل: بِئْر ذَمَّة: (غَزِيرَةُ) المَاءِ، فَهُوَ (ضِدُّج:! ذِمامٌ) بالكَسْر، وأنشَدَ الجَوْهَرِيّ لذِي الرُّمَّة يَصِف إِبلاً غارَت عُيونُها من الكَلالِ:
(على حِمْيَرِيَّات كَأَن عُيونَها ... ذِمامُ الرَّكايَا أَنْكَزَتْها الموَاتِحُ) أنْكَزَتْها: أَقَلَّت ماءَها، يَقولُ: غارَت أَعينُها من التَّعَب، فكأَنَّها آبارٌ قَلِيلَةُ المَاءِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: {الذَّمَّة: البِئْر القَلِيلة المَاء، والجَمْع ذَمّ. وَفِي الحَدِيث: " أنَّه [
] مَرَّ بِبِئْر} ذَمَّة "، سُمِّيت بذلِكَ لأَنّها {مَذْمُومة.
(وَبِه} ذَمِيمَة أَي) : عِلَّة من (زَمانَةٍ) أَو آفَة (تَمْنَعُه الخُرُوج) .
(و) من المَجاز: ( {أَذَمَّت رَكابُهم) إِذا (أَعْيَت وَتَخَلَّفًت) كَلالاً وَتَأَخَّرت عَن جَماعَةِ الإِبل وَلم تَلْحَق بهَا، كَأَنَّها أَقَلَّت قُوَّتَها فِي السَّيْر، مَأْخوذٌ من الذَّمَّة، وَهِي الرَّكِيَّة القَلِيلة المَاءِ، وَقد} أَذَمَّ بِهِ بَعِيرُه. قَالَ ابنُ سِيدَه: أنشَدَنا أَبو العَلاَء:
(قَوْمٌ {أَذَمَّت بهم رَكائِبُهُم ... فاسْتَبْدَلُوا مُخْلِق النِّعال بهَا)

وَفِي حَدِيث حَلِيمةَ السَّعْدِيةِ: " فَخَرجتُ على أَتانِي تِلْك، فَلَقَد أذمَّت بالرَّكْبِ " أَي: حَبَسْتَهم لضَعْفِها وانْقِطاع سَيْرِها، وَفِي حَدِيثِ أبي بَكْر: " وإِنَّ راحِلتَه قد أّذَمَّت "، أَي: انقَطَع سَيْرُها كَأَنَّها حَمَلتِ النَّاسَ على} ذَمِّها.
(ورجُلٌ ذُو {مَذَِمَّةٍ) بكَسْر الذَّالِ وفَتْحِها أَي: (كَلٌّ على النَّاسِ) ، وَهُوَ مجَاز.
(} والذِّمامُ {والمَذَمَّةُ: الحَقُّ والحُرْمَة ج:} أَذِمَّةٌ) . وَيُقَال: {الذِّمام: كُلّ حُرْمة تَلْزَمُك إِذا ضَيَّعْتَها} المَذَمَّةُ. (و) من ذَلِك: (! الذِّمَّة، بالكَسْرِ: العَهْدُ) . وَرجل ذِمّي أَي: لَهُ عَهْد. وَقَالَ الجوهَرِيّ: أَهلُ الذِّمة: أَهلُ العَقْد. قُلتُ: وهم الَّذين يُؤَدُّون الجِزْية من المُشْرِكين كُلّهم. وَقيل: الذِّمَّةُ: الأَمانُ، وسُمِّي {الذِّمّي، لأَنّه يَدْخُل فِي أَمانِ المُسلِمين.
(و) الذّمَّة: (الكَفالَةُ) والضَّمان، والجَمْع} الذِّمام. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنه: " {ذِمَّتِي رَهِينةٌ وأَنابه زَعِيم " أَي: ضَمانِي وَعَهْدِي رَهْن فِي الوَفاءِ بِهِ. وَفِي دُعاءِ المُسافِر: " اقْلِبْنا} بذِمّة " أَي: ارْدُدْنا إِلَى أهلنا آمِنين. وَفِي حَدِيث آخر: " فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة " أَي: أَنَّ لكُلّ أَحَدٍ من الله عَهْدًا بالحِفْظ والكَلاَءَة، فَإِذا أَلقَى بِيَدِه إِلَى التَهْلُكَة أَو فَعَلَ مَا حُرِّم عَلَيْهِ أَو خَالَف مَا أُمِر بِهِ فقد خَذَلَتْه ذِمّةُ الله تَعالَى ( {كالذَّمَامَة) بالفَتْح، (ويُكْسَر) . قَالَ الأَخْطَلُ:
(فلاَ تَنْشُدُونَا من أَخِيكم} ذِمامةً ... ويُسْلِم أَصداءَ العَوِيرِ كَفِيلُها)

أَيْ: حُرمة.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(تَكُن عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها ... بهَا الأَجْرَ أَو تُقْضَى ذِمامةُ صَاحِبِ)

أَي: حَقّه وحُرْمَتُه.
(والذِّمُ، بالكَسْر) {والذِّمَّة أَيْضا: (مَأْدُبَة الطَّعام أَو العُرْسِ) .
(و) الذِّمَّةُ: (القَومُ المُعاهَدُون) أَي: ذَوُو} ذِمَّة، وَفِي حَدِيث سَلْمان: " مَا يَحِلُّ من {ذِمَّتِنا " أَي: أَهْلِ ذمتنا، فَحذف الْمُضَاف.
(} وَأّذَمَّ لَهُ عَلَيه: أَخذَ لَهُ الذّمَّة) أَي: الأَمانَ والعَهْدَ.
(و) {أَذَمَّ (فُلاناً) : إِذا (أَجارَه) .
(و) } الذَّمِيمُ (كَأَمير: بَئْرٌ) ، وَفِي الصّحاح: هُوَ شَيْء يَخْرُج من مَسامّ المازِنِ كَبَيْض النَّمْل، وَأنْشد:
(وتَرَى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم ... يَوْم الهِياج كَمَازِنِ النَّمْلِ) ورَواهُ ابنُ دُرَيد: " كمَازِن الجَثْلِ " ويُرْوَى: " على مَنَاخرهم ".
قَالَ: {والذَّمِيمُ الَّذِي يَخرُج على الأنفِ من القَشَف (يُعْلُو الوُجُوهَ) والأُنوفَ (من حَرٍّ أَو جَرَبٍ) ، واحِدتُه} ذَمِيمَة.
(و) الذَّمِيمُ) : (النَّدَى) مُطْلقًا، وَبِه فَسَّر ابنُ دُرَيْد قَوْلَ أَبِي زُبَيْد:
(تَرى لأَخفافها من خَلْفِها نَسَلاً ... مثلَ الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ)

قَالَ: " واليَعامِيرُ: ضَرْب من الشَّجر، (أَو) هُوَ (نَدًى يَسْقُط باللَّيلِ على الشَّجَر فيُصِيبُه التُّرابُ فَيَصِيرُ كَقِطَع الطِّين "، و) أَيْضا: (البَياضُ) الَّذِي يَكُون (على أَنْفِ الجَدْي) عَن كُرَاع، وَبِه فَسَّر ابنُ سِيدَه قولَ أَبِي زُبَيْد السّابق.
(وَقد ذَمَّ أَنْفُه وذَنَّ: إِذا سَالَ) ، وَهُوَ الذَّمِيمُ والذَّنِينُ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) الذَّمِيمُ: (المَاءُ المَكْروه) ، نَقَلَه الجوهريُّ، قَالَ: وَأَنْشَدَ ابْن الأَعرابيّ للمَرَّارِ:
(مُوَاشِكة تَسْتَعْجِل الرَّكْضَ تَبْتَغِي ... نَضائِض طَرْقٍ مَاؤُهنَّ {ذَمِيمُ)

(و) الذَّمِيمُ: (البَوْلُ والمُخاطُ) ، هكَذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ المُخاطُ والبَوْلُ (الَّذِي} يَذِمُّ) ويَذِنُّ (من قَضِيبِ التَّيْس) أَي: يَسِيل، كَمَا هُوَ نَصّ الصّحاح. قَالَ الجَوْهَرِيّ: (وَكَذلِك اللَّبَنُ من أَخْلافِ الشَّاءِ) . وَفِي بَعْض نُسَخ الصّحاح: من أَخْلافِ النَّاقَة. وَأَنْشَد قولَ أًبِي زُبَيْد السَّابق، وَإِلَيْهِ ذهب أحمدُ بنُ يَحْيَى أَيْضا حَيْث قَالَ: الذَّمِيمُ هُنَا مَا يَنْتَضِح على الضُّرُوع من الأَلبانِ. واليَعامِير عِنْده الجِدَاء. وقُزمُها: صِغارُها.
(! والذِّمُّ، بالكَسْر: المُفْرِطُ الهُزَال) شِبْه (الهَالِك) . وَمِنْه حَدِيثُ يُونُس عَلَيْهِ السّلام " أَن الحُوتَ قَاءَه رَذِيًّا {ذَمًّا ".
(} وَذَمْذَمَ) الرَّجلُ: (قَلَّلَ عَطِيَّتُه) ، عَن ابنِ الأعرابيّ.
( {والذَّمَامة، كَثُمامة: البَقِيَّة) .
(وَرجل} مُذَّمَّم، كَمُعَظَّم: {مَذْمُومٌ جِدًّا) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(و) رَجلٌ (} مِذَمٌّ كَمِسَنّ، ومُتِمٌّ) ، واقتَصر الجَوْهَرِيُّ على الضَّبْطِ الأَخير أَي: (لَا حَرَاك بِهِ، وشَيْءٌ {مُذِمٌّ كمُتِّم) أَي: (مَعِيبٌ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(وقَوْلُهم: افْعَلْ كَذَا) (وخَلاكَ} ذَمٌّ أَي: وخَلاَمِنْك) ذَمٌّ (أَي: لَا {تُذَمُّ) . قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلَا تَقُل: وخَلاكَ ذَنْب، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(و) يُقَال: (أخذَتْنِي مِنْهُ} مَذَمَّةٌ، وتُكْسَر ذَالُه أَي: رَقَّةٌ وعارٌ من تَرْك الحُرْمةِ) كَمَا فِي الصَّحاح، نَقَله ابنُ السِّكِّيت عَن يُونُس.
(و) يُقالُ: (أَذْهِب {مَذَمَّتَهم بشَيْءٍ) أَي: (أَعْطِهم شَيْئًا فإنّ لَهُم} ذِمامًا) . وَفِي الحَدِيث: " سُئِل النَّبِي [
] : مَا يُذْهِبُ عني مَذَمَّة الرَّضاع؟ فَقَالَ: غُرّة عَبْد أَو أَمة "، يَعْنِي {بمذَمَّة الرِّضاع ذِمام المُرْضِعَة. وَكَانَ النَّخْعِي يَقُول فِي تَفْسِيره: كَانُوا يَسْتَحِبُّون عِنْد فِصالِ الصَّبِيّ أَن يَأْمُروا للظِّئر بِشَيْء سِوَى الأُجرة، كَأَنَّه سأَله: أَيّ شَيْء يُسقِط عَنِّي حَقَّ الَّتِي أرضَعْتْنِي حَتَّى أكونَ قد أديتُه كامِلاُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ وابنُ الأَثِير، زَادَ الأَخِير: يُروَى بِفَتْح الذَّال مَفْعَلَة من} الذَّمِّ، بالكَسْرِ من الذَّمَّة.
(و) قَولُهم: (البُخْلُ مَذَمَّةٌ) فإِنْه (بالفَتْحِ) لاَ غَيْر، كَمَا فِي الصّحاح أَي: مِمَّا! يُذَم عَلَيْهِ، وَهُوَ خِلافُ المَحْمَدَة. ( {وَتَذَمَّم) الرّجلُ: (اسْتَنْكَف، يُقال: لَو لم أَتْرُك الكَذِب تَأَثُّمًا لتَرَكْتُه} تَذَمُّمًا) أَي: اسْتِنْكافًا، نَقله الجَوْهريُّ.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاء: سَمِعتُ أَعرابِيًّا يَقُول: لم أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ يدْخل عَلَيْهِم مِثْلُ هذَا الرُّطَبِ لَا {يُذِمّون أَي: لَا} يَتَذَمَّمُون، وَلَا تأخذهم {ذِمامةٌ حَتَّى يُهدُوا لِجِيرانهم.
} والذّامّ مُشَدَّداً: العَيْب. وَفرس {أَذمُّ كالُّ: قد أَعْيا فَوَقف.} وذُمَّ الرّجلُ: هـ جِي. وذُمَّ: نُقِص، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَفِي حَدِيث زَمْزَم: " أُرِيَ عبدُ المُطَّلب فِي مَنامِه: احْفِر زمزمَ لَا تُنْزَفُ وَلَا تُذَمَّ " قَالَ أَبُو بكر: " فِيهِ ثَلاثةُ أَقْوال: أَحدُها: لَا تُعاب، وَالثَّانِي: لَا تُلْقَى {مَذْمُومةً، وَالثَّالِث: لَا يُوجَدُ مَاؤُهَا قِليلاً، وَفِي الحَدِيث: " من خِلال المَكارِم} التَّذَمُّمُ لِلصَّاحِب " هُوَ أَن يَحْفَظ {ذِمامَه، ويَطْرَح عَن نَفْسِه ذَمَّ النَّاس لَهُ إِن لم يَحْفَظْه.
} والذِّمامَةُ: الحَياءُ والإِشْفاقُ من الذَّمِّ واللَّومِ. وَمِنْه: أخذَتْه من صاحِبِهِ ذِمامَةٌ. وَأَصابَتْنِي مِنْهُ {ذِمامة أَي: رِقَّة وعار.
وَرجل} ذَمّام: كَثِيرُ الذَّم.
وإِيَّاك {والمَذَامَّ.
وللجارِ عِنْدَك} مُسْتَذَمٌّ {ومُتَذَمَّم، وَمَكَان} مُذَمَّم أَي: مُحْتَرم لَهُ ذِمَّة وحُرْمة.
{وأَذَمَّ المَكانُ: أجدَبَ وقلَّ خَيرُه، وَهُوَ مجَاز.
وَفُلَان} يُذامُّ عَيشَه أَي: يُزْجِيّه مُتَبَلِّغاً بِهِ، وَهُوَ من مَعْنَى القِلَّة.
وَرجل ذَمُّ وحَمْد، ومنزل ذَمٌّ وحَمْد، وَصْف بالمَصْدر.
وَأبقى! ذَماءً من الضَّبّ أَي: حُشَاشته، وَهُوَ مَجاز كَمَا فِي الأَساس.

ذفر

(ذ ف ر) : (الذِّفْرَى) بِالْكَسْرِ مَا خَلْفَ الْأُذُنِ (الذَّفَرُ) ذُكِرَ فِي (د ف) .
ذفر: ذَفَر: دَفَر، سهك، نتن، ويجمع على أذفار (معيار ص7).
ذفرى (في مخطوطة أ) أو ذفرا (في مخطوطة ب س): سذاب البر (ابن البيطار 1: 472).
ذفار: ذنب، ذيل (شيرب).
ذفار الخروف: اسليخ بري (شيرب).

ذفر


ذَفِرَ(n. ac. ذَفَر)
a. Smelt strong, stank.

ذِفْرَى
(pl.
ذَفَاْرَى)
a. Bone behind the ear.

ذَفَر
ذَفَرَةa. Strong smell, stink, stench.

ذَفِرa. see 14
أَذْفَرُ
(pl.
ذُفْر)
a. Stinking.
(ذفر)
النبت ذفرا كثر وَالشَّيْء اشتدت رَائِحَته طيبَة كَانَت كالمسك أَو خبيثة كالصنان فَهُوَ ذفر وَهِي ذفرة وَهُوَ أذفر وَهِي ذفراء (ج) ذفر يُقَال مسك أذفر وذفر جيد إِلَى الْغَايَة وَرجل أذفر وذفر بِهِ صنان وروضة ذفرة ة ذكية الرّيح
ذ ف ر

فيه ذفر. وهو حدة الرائحة أيما كانت. وله ذفرة شديدة. وروضة ذفرة. ومسك أذفر. وفأرة ذفراء. وكتيبة ذفراء: لرائحة سهكها. وإبط ذفراء. ورجل ذفر: به صنان. قال:

ومؤولق أنضجت كية رأسه ... فتركته ذفراً كريح الجورب

وقالت أعرابية في شيخ: أدبر ذفره، وأقبل بخره.
ذ ف ر: (الذَّفَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ كُلُّ رِيحٍ ذَكِيَّةٍ مِنْ طِيبٍ أَوْ نَتْنٍ يُقَالُ: مِسْكٌ (أَذْفَرُ) بَيِّنُ الذَّفَرِ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَرَوْضَةٌ (ذَفِرَةٌ) بِكَسْرِ الْفَاءِ. وَالذَّفَرُ أَيْضًا الصُّنَانُ، وَرَجُلٌ (ذَفِرٌ) بِكَسْرِ الْفَاءِ أَيْ لَهُ صُنَانٌ وَخُبْثُ رِيحٍ. 
ذ ف ر : ذَفِرَ الشَّيْءُ ذَفَرًا فَهُوَ ذَفِرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَامْرَأَةٌ ذَفِرَةٌ ظَهَرَتْ رَائِحَتُهَا وَاشْتَدَّتْ طَيِّبَةً كَانَتْ كَالْمِسْكِ أَوْ كَرِيهَةً كَالصُّنَانِ قَالُوا وَلَا يُسَكَّنُ الْمَصْدَرُ إلَّا لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ إذَا دَخَلَهَا هَاءُ التَّأْنِيثِ فَيُقَالُ ذَفْرَةٌ وَقَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ تَهْجُو شَيْخًا أَدْبَرَ ذَفَرُهُ وَأَقْبَلَ بَخَرُهُ. 
[ذفر] وطينه مسك "إذفر"، أي طيب الريح، والذفر بالحركة يقع على الطيب والكريه، ويتميز بالمضاف إليه وبالموصوف. وفيه: فمسح الشيطان رأس البعير و"ذفراه" أي أصل أذنه، وهما ذفريان وألفها للتأنيث أو للإلحاق. وفي ح سيره إلى بدر: أنه جزع الصفراء ثم صب في "ذفران"، هو بكسر فاء واد هناك. تو: "استذفري" بثوب، روى بذال معجمة من الذفر بمعنى ما مر أي لتستعمل طيبًا تزيل به هذا الشيء عنها، وإن روى بمهملة فبمعنى لتدفع عن نفسها الدفر أي الرائحة الكريهة، والمشهور استثفرى، بمثلثة ومر فيها.
(ذفر) - في الحَدِيث: "فمَسَحَ سَراةَ البَعِير وذِفْرَاه" .
الذِّفرَى : سالِفةُ العُنُق، وهما الذِّفْريان، وكذلك المَقَذَّان بالتَّشْدِيد، وهما أَولُ ما يَعرَق من البَعِير، وإنّما سُمِّيا بذلك لذَفَر العَرقَ.
قال الأصمَعِىُّ: قلت لأَبِى عَمْرو: الذِّفْرَى من الذَّفَر؟ قال: نَعَم، وهو شِدَّةُ الَّرائحة الطَّيَّبة أو الخَبِيثَة.
- ومنه في صِفَة الحَوض: "مِسكٌ أَذفَرُ" .
والذِّفْرى: مُؤنَّثَة، جُعِلت أَلِفُها للتَّأْنيث أو للإِلحاق.
ذفر: الذَّفَرُ: مَصْدَرُ الأذْفَرِ؛ وهو سُوْءُ رِيْحِ الإِبْطِ، وهي الذَّفَرَةُ. وقيل في الطِّيْبِ أيضاً. ورِيْحُ السِّلاَحِ، ومنه:
فَخْمَةٌ ذَفْرَاءُ
والمِسْكُ الأذْفَرُ: أجْوَدُه. والذَّفْرَاءُ: بَقْلَةٌ من بَقْل الرَّبِيْعِ تَبْقَى خَضْرَاءَ، واحِدُها ذَفْرَاءَةٌ، وقيل: هو المَرْزَجُوْشُ.
ورَوْضَةٌ مَذْفُوْرَاءُ: كَثِيْرةُ الذَّفْرَاءِ.
والذِّفْرى من القَفَا: المَوْضِعُ الذي يَعْرَقُ من البَعِيْرِ. وهُما ذِفْرَيَانِ في الإِنْسَانِ: ما عَنْ يَمِيْنِ النُّقْرَةِ وشِمالِها. ويقولونَ: ذِفْرىً ويَجْمَعُوْنَها على الذَّفَاري، وذِفْرَاءُ أيضاً، وذافِرٌ.
والذِّفَرَّةُ: النَّجِيْبَةُ الغَلِيْظَةُ الرَّقَبَةِ. وقيل: العَظِيْمَةُ الرَّأْسِ.
وذَفَرُ الفَحْلِ: ماؤه.
ذفر قَالَ [أَبُو عبيد -] : والدفر هُوَ النَتْن إِذا قلته بِالدَّال وَجزم الْفَاء قَالَ وَمِنْه قيل للدنيا: أم دفَر وَلِهَذَا قيل للاَمة: يَا دَفارِ قَالَ: وَأما الذَفَر بِالذَّالِ مُعْجمَة وَفتح الْفَاء فَإِنَّهُ يُقَال ذَلِك لكل ريح ذكية شَدِيدَة من طيب أَو نَتن: ذَفَر قَالَ وَمِنْه قيل: مِسك أذفر. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا مَا يُوصف بِهِ الذفر فِي شدَّة ريح الطّيب وَأما / مَا يُقَال فِي النتن فَقَوْلهم فِي ذفر الْإِبِط وَهُوَ نتنهوكذلك ذفر الْحَدِيد 93 / ب وَهُوَ سهكه قَالَ عبيد بن الأبرص بكتيبة: [الْكَامِل]

جَاءُوا ترفل فِي الْحَدِيد لَهَا ذفرُ

يَعْنِي ريح الْحَدِيد وسهكه.
ذفر
ذفِرَ يَذفَر، ذَفَرًا، فهو ذَفِر وأذْفَر
• ذفِر الشَّيءُ: فاح؛ ظهرت له رائحةٌ حادّة طيِّبة كانت أم خبيثة، ثم غلب إطلاقه على الرائحة الخبيثة وحدها "روضةٌ ذفِرة: ذكيَّة الرِّيح- مسك أذْفر/ ذفِرٌ: جيِّد- رجلٌ ذفِرٌ: به صُنانٌ، وخبث ريح". 

أذْفَر [مفرد]: ج ذُفْر، مؤ ذفراءُ، ج مؤ ذَفْرَاوات وذُفْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذفِرَ: ذو صُنانٍ ورائحةٍ خبيثة. 

ذَفَر [مفرد]: مصدر ذفِرَ. 

ذَفِر [مفرد]: ج ذُفْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذفِرَ. 

ذِفْرَى [مفرد]: ج ذِفْرَيات وذَفارَى
• الذِّفْرَى من الحيوان والإنسان: العظم الشاخص خلف الأذن، وهما ذِفْرَيان. 
[ذفر] الذَفَرُ بالتحريك: كلُّ ريح ذَكِيّةٍ من طيبٍ أو نَتْنٍ. يقال مِسْكٌ أَذْفَرُ، بيِّنُ الذَفَرِ. وقد ذَفِرَ بالكسر يَذَفُرُ. ورَوْضَةٌ ذَفِرَةٌ. والذَفَرُ: الصُنانُ. وهذا رجلٌ ذَفِرٌ، أي له صُنانٌ وخُبْثُ ريحٍ. والذِفْرى من القَفا، هو الموضع الذي يَعْرَقُ من البعير خلف الاذن. يقال: هذه ذفرى أسيلة، لا تنون لان ألفها للتأنيث. وهى مأخوذة من ذفر العرق، لانها أول ما يعرق من البعير. قال الاصمعي: قلت لابي عمرو بن العلاء: الذفرى من الذفر؟ فقال: نعم. والمعزى من المعز؟ فقال: نعم. وبعضهم ينونه في النكرة ويجعل ألفه للالحاق بدرهم وهجرع. والجمع ذفريات وذفارى بفتح الراء، وهذه الالف في تقدير الانقلاب عن الياء، ومن ثم قال بعضهم: ذفار مثل صحار. أبو زيد: بعير ذفر بالكسر مشد الراء: أي عظيم الذِفرى. وناقةٌ ذِفِرَّةٌ. والذِفِرُّ: الشابُّ الطويل التامُّ الجَلْدُ. والذَفْراءُ: عُشْبَةٌ خَبيثَةُ الرائحة لا يكاد المال يأكلها، عن يعقوب. قال: وكتيبة ذفراء، أي أنّها سَهِكَةٌ من الحديد وصدئة . قال لبيد: فخمة ذفراء ترتى بالعرى * قردمانيا وتركا كالبصل -
[ذ ف ر] الذَّفَرُ والذَّفَرَةُ جَمِيعا شِدَّةُ ذكاءٍ الرِّيحِ من طِيبٍ أو نَتْنٍ وخَصَّ اللِّحْيانِيُّ بهما رائِحَةَ الإِبْطِ المُنْتِنَ وقد ذَفِرَ فهُوَ ذَفِرٌ وأَذْفَرُ والأُنْثى ذَفِرَةٌ وذَفْراءُ ومِسْكُ أَذْفَرُ وذَفِرٌ وهو أَجْوَدَهُ وأَقْرَتُه وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ الذَّفَرُ النَّتْنُ ولا يُقالُ في شَيْءٍ من الطِّيبِ ذَفِرٌ إلا فِي المِسْكِ وَحْدَه وقد قَدَّمْنا أَنَّ الذَّفَرَ بالدال في النَّتْنِ خاصَّةً والذَّفَرُ الصُّنانُ وخُبْثُ الرِّيحِ رَجُلٌ ذَفِرٌ وأَذْفَرُ وامْرَأَةٌ ذَفِرَةٌ وذَفْراءُ قالَ لَبِيدٌ يَصِفُ كَتِيبةً سَهِكَتْ من صَدَأَ الحَدِيدِ

(فَخْمَةٌ ذَفْراءُ تُرْتَى بالعُرَا ... قُرْدُمانِيّا وتَرْكّا كالبَصَلْ)

عَدَّي تُرْتَى إِلى مَفْعُولَيْنِ لأَنَّ فيهِ مَعْنى تُكْسَى وقالَ الرّاعِي وذكَر إِبلاً رَعَت العُشْبَ وزَهْرَه وورَدَتْ فصَدَرَت عن الماءِ فكُلَّما صَدَرَت عن الماءِ نَدِيَتْ جُلودُها وفاحَتْ منها رائِحةٌ طَيِّبَةٌ فيُقالُ لذلك فَأْرةُ الإبِلِ فقالَ الرّاعِي

(لَهَا فَأْرَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُه) والذِّفْرَى من النّاسِ والدَّوابِّ من لَدُنِ المَقَذِّ إلى نِصْفِ القَذالِ وقِيلَ هو العَظْمُ الشّاخِصُ خَلْفَ الأُذُنِ بَعْضُهم يُؤَنِّثُها وبَعْضُهم يُنَوِّنُها إِشْعارًا بالإِلْحاقِ قالَ سِيبَوَيْهِ وهيَ أَقَلُّهُما والذِّفْرَيانِ الحَيْدانِ اللذَّانِ عن يَمِينِ النُّقْرَةِ وشِمالِها والذِّفِرُّ من الإِبِلِ العَظِيمُ الذِّفْرَى والأنْثَى ذِفِرَّةٌ وقِيل الذِّفِرًّةُ النَّجِيبَةُ الغَلِيظَةُ الرَّقَبَةِ وحِمارٌ ذِفِرٌّ وذِفَرُّ صُلْبٌ شَدِيد والكسرُ أَعْلى والذِّفِرُّ أَيضًا العَظِيمُ الخَلْقِ واسْتَذْفَرَ بالأَمْرِ اشْتَدَّ عَزْمُه عليه وصَلُبَ له قالَ عِدِيُّ بنُ الرٍّ قاعِ

(واسْتَذْفَرُوا بَنوًى حَذّاءَ تَقْذِفُهُم ... إِلى أَقاصِي نَواهُم ساعةَ انْطَلَقُوا)

وذَفِرَ النَّبْتُ كَثُرَ عن أَبِي حَنِيفَةَ وأَنْشَد

(في وارِسٍ من النَّجِيلِ قد ذَفَرْ ... )

والذًّفْراءُ بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ دَشْتِيَّةٌ تَبْقَى خَضْراءَ حَتّى يُصِيبها البَرْدُ وقِيلَ هي عُشْبَةٌ خَبِيثَةُ الرَّيحِ لا يَرْعاها المالُ وقِيلَ هي شَجَرَةٌ يُقالُ لها عِطْرُ الأَمَةِ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ هي ضَرْبٌ من الحَمْض وقالَ مَرَّةً الذَّفْراءُ عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَرْتَفِعُ مِقْدار الشِّبْرِ مُدَوَّرَةُ الوَرَقِ ذاتُ أَغْصانٍ ولا زَهْرَةَ لها ورِيحُها رِيحُ الفُساءِ تُبَخِّرُ الإِبِلَ وهِي عَلَيْها حِراصٌ ولاَ تَتَبَيًّن تلكَ الذفَرَة في اللَّبنِ وهي مُرَّةٌ ومَنابِتُها الغَلْظُ وقدَ ذكرَهَا أبو النَّجْمِ في الرِّياضِ فقالَ

(تَظَلُّ حِفْراهُ من التَّهَدُّلِ ... )

(في رَوْضِ ذَفْراءَ ورَعْلٍ مُخْجِل ... )

والذَّفِرَةُ نَبْتَةٌ تَنْبُتُ وَسْطَ العُشْبِ وهي قَلِيلةٌ ليست بشَيْءٍ تَنْبُتُ في الجَلَدِ على عِرْقٍ واحِدٍ لَها ثَمَرَةٌ صَفْراءُ تُشاكِلُ الجَعْدَةَ في رِيحِها 

ذفر

1 ذَفِرَ, aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. ذَفَرٌ, (Msb,) He, or it, had, or emitted, a pungent, or strong, odour, or smell; (S, Msb;;) or a very pungent, or very strong, odour, or smell; (M, K;) whether sweet or stinking: (S, M, Msb:) or he had stinking arm-pits; or it (the arm-pit) stank. (Lh, M, K.) [See also ذَفَرٌ, below.] b2: ذَفِرَ النَّبْتُ The plants became abundant. (AHn. M.) 10 استذفر فِى الأَمْرِ (assumed tropical:) He became very determined, and hardy, [as though he drew forth from himself a pungent odour by sweating,] to do the thing, or affair. (M, TA.) A2: استذفرت said of a woman, i. q. استثفرت [q. v.]. (TA.) ذَفَرٌ inf. n. of 1. (Msb.) b2: Pungency, or strength, of odour; (S, A, Mgh, Msb;) or intense pungency or strength thereof; (M, K;) whether sweet or stinking; (S, M, A, Mgh, * Msb;) as also ↓ ذَفَرَةٌ, (K, TA,) or ↓ ذُفْرَةٌ: (so in the TT, as from the M:) a subst. to which it is prefixed, or an epithet by which it is qualified, shows whether it mean sweet or foul: (TA:) or any pungent, or strong, odour; whether sweet or stinking: (T:) or stench of the arm-pit: (Lh, M, K:) or it has this signification as well as the first: (S, M:) or stink, or stench, [absolutely,] (IAar, M, K,) except when relating to musk; not used with reference to any other perfume, or sweet-smelling substance: (IAar, M:) but دَفَرٌ, with the unpointed د, signifies only “ stink, or stench. ” (M.) b3: The seminal fluid (مَآء) of a stallion. (K.) ذَفِرٌ (S, M, A, Msb, K) and ↓ أَذْفَرُ (M, K) Having, or emitting, a pungent, or strong, odour, or smell; (S, * Msb;) or having, or emitting, a very pungent, or very strong, odour, or smell; (M, K;) whether sweet or stinking: (S, M, Msb:) or especially, (Lh, M, K,) or also, (S, M, A,) a man having stinking arm-pits, (S, M, A, K,) and a foul smell: (S, M, A:) fem. of the former, ذَفِرَةٌ; and of the latter, ↓ ذَفْرَآءُ: (M:) or ذَفِرَةٌ signifies a woman having a strong smell; whether sweet, like that of musk, or foul, like that of the arm-pits. (Msb.) You say ↓ مِسْكٌ أَذْثَرُ, (S, A, M, K,) and ذَفِرٌ, (M, K,) Pungent, or strongscented, musk: (S, A:) or musk of the utmost excellence. (K.) And ↓ فَأْرَةٌ ذَفْرَآءُ [A pungent, or strong-scented, or] sweet-smelling [follicle, or vesicle, of musk]: Er-Rá'ee says, speaking of camels that had pastured upon herbage and its flowers, and gone to water, and come back from it with their skins moist and diffusing a sweet smell, كُلَّ عَشَيَّةٍ ↓ لَهَا فَأْرَةٌ ذَفْرَآءُ كَمَا فَتَقَ الكَافُورَ بِالْمِسْكِ فَاتِقُةٌ

[They have an odour like that of a strong-scented vesicle of musk, every evening; as when one has imparted additional fragrance to camphire by mixing with it musk]. (T, M, TA.) One says also رَوْضَةٌ ذَفِرَةٌ (S, A) A sweet-smelling meadow. (TA.) And ↓ إِبْطٌ ذَفْرَآءُ A stinking arm-pit. (A.) And ↓ كَتِيبَةٌ ذَفْرَآءُ, (S, K,) or ذَفْرَآءُ الرَّائِحَةِ, (A,) An army, or a collected portion thereof, or a troop of horse, having a foul smell from the rust of the arms or armour. (S, A, K.) b2: ذَفِرَةٌ A certain plant, (K,) Which grows in the midst of herbage, little in quantity, of no account, growing in hard and level ground, upon a single root, having a yellow fruit, resembling the جَعْدَة in [the sweetness of] its odour. (TA.) b3: and ↓ ذَفْرَآءٌ A certain herb, or leguminous plant, (K,) which remains green until the cold smites it: [a coll. gen. n.; and with tenween; for] the n. un. is ذَفْرَآءَةٌ: (TA:) [but it is from ذَفْرَآءٌ, fem. of أَذْفَرُ:] a certain herb, of foul odour, which camels &c. scarcely ever eat: (Yaakoob, S:) or a certain tree, also called عِطْرُ لأَمَةِ: or, accord. to AHn, a species of [the trees called] حَمْض: or, as he says in another place, a certain green herb, which rises a span high, with round leaves, and with branches, having no flower; the odour of which is like that of a slight wind from the anus: it makes the breath of camels to stink; and they desire it eagerly: it is bitter; and grows in rugged places: and Abu-n-Nejm describes it as in meadows. (TA.) [Ruta sylvestris. (Golius, from Er-Rázee.)]

ذَفرَةٌ A single emission of pungent, or strong, odour. (Msb.) ذُفْرَةٌ: see ذَفَرٌ.

ذَفَرَةٌ: see ذَفَرٌ.

ذِفْرَى, without tenween, (S, K,) because the alif [written ى] is the characteristic of the fem. gender, (S,) and sometimes, (S, K,) more rarely, (Sb,) ذِفْرًى, with tenween, (S, K,) when indeterminate, (S,) the alif in this case being considered as making the word quasi-coordinate to دِرْهَمٌ (S, K,) The place that sweats, in the back of a camel's neck, behind the ear: (Lth, S:) or, in a man, (M,) and in any animal, the part extending from the مَقَدّ [or part between the two ears, erroneously written in the CK مُقَدَّم,] to the half of the قَذَال [or entire back of the head]: or the prominent bone behind the ear: (M, K:) or a bone in the upper part of a man's neck, on the right and left of the small hollow which is in the middle: (Sh:) or the ذِفْرَيَانِ [which is the dual] are the two protuberances on the right and left of the small hollow in the middle of the back of the neck: (M:) it is from ذَفَرُ العَرَقِ [“ the pungency of the odour of sweat ”], because it is the first part that sweats in a camel: (S:) pl. ذِفْرَيَاتٌ and ذَفَارَى, (S, K,) and some say ذَفَارٍ. (S.) ذِفَرٌّ: see what next follows.

ذِفْرَى A camel large in the part called ة: fem. with ة: (Az, S, K:) or a great camel: (AA:) or (so in the TA; but in the K, “and ”) hard, or firm, and strong: as also ↓ ذِفَرٌّ: (K:) but the former (ذِفِرٌّ) is of higher authority: also applied to a camel; fem. with ة: and in like manner to an ass: (TA:) or (so in the TA; but in the K, “and ”) great in make: (K:) also a young man tall, perfect [in make], and hardy, strong, or sturdy: (S, K:) and ذِفِرَّةٌ an excellent she-camel, (K,) long-necked: (TA:) and, accord. to the K, a bulky, or thick, ass: but this is at variance with what is found in other lexicons. (TA.) أَذْفَرُ and ذَفْرَآءُ: see ذَفِرٌ, in eight places.

رَوْضَةٌ مَذْفُورَةٌ A meadow abounding with ذَفْرَآء. (K.) [See ذَفِرٌ.]

ذفر: الذَّفَرُ، بالتحريك، والذَّفَرَةُ جميعاً: شِدَّةُ ذَكاء الريح من

طِيب أَو نَتْن، وخص اللحياني بهما رائحة الإِبطين المنتنين؛ وقد

ذَفِرَ، بالكسر، يَذْفَرُ، فهو ذَفِرٌ وأَذْفَرُ، والأُنثى ذَفِرَةٌ

وذَفْرَاءُ، وروضة ذَفِرَةٌ ومِسْكٌ أَذْفَرُ: بَيِّنُ الذَّفَرِ، وذَفِرٌ أَي

ذَكِيُّ الريح، وهو أَجوده وأَقْرَتُهُ. وفي صفة الحوض: وطِينُهْ مِسْكٌ

أَذْفَرُ أَي طيب الريح. والذفر، بالتحريك: يقع على الطَّيِّبِ والكَرِيه

ويفرق بينهما بما يضاف إِليه ويوصف به؛ ومنه صفة الجنة وترابها: مسك أَذفر.

وقال ابن الأَعرابي: الذَّفَرُ النَّتْنُ، ولا يقال في شيء من الطِّيبِ

ذَفِرٌ إِلاَّ في المسك وحده. قال ابن سيده: وقد ذكرنا أَن الَّفَر،

بالدال المهملة، النَّتْنِ خاصة. والذَّفَرُ: الصُّنَانُ وخُبْثُ الريح، رجل

ذَفِرٌ وأَذْفَرُ وامرأَة ذَفِرَة وذَفْراءُ أَي لهما صُنان وخُبْثُ ريح.

وكَتِيبَة ذَفْرَاءُ أَي أَنها سَهِكَةٌ من الحديد وصَدَئِهِ؛ وقال لبيد

يصف كتيبة ذات دُرُوع سَهِكَتْ من صَدَإِ الحديد:

فَخْمَةٌ ذَفْرَاءُ، تُرْتَى بالعُرَى

قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ

عدى ترتى إِلى مفعولين لأَن فيه معنى تُكْسَى، ويروى دَفْرَاءُ؛ وقال

آخر:

ومُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِهِ،

فَتَرَكْتُه ذَفِراً كريح الجَوْرَبِ

وقال الراعي وذكر إِبلاً رعت العُشْبَ وزَهْرَهُ، ووَرَدَتْ فَصَدَرَتْ

عن الماء، فكلما صدرت عن الماء نَدِيَتْ جُلُودها وفاحت منها رائحة طيبة،

فيقال لذلك فأْرَةُ الإِبِلِ، فقال الراعي:

لها فأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كلَّ عَشِيَّةٍ،

كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ

وقال ابن أَحمر:

بِهَجْلٍ مِنْ قَسَا ذَفِرِ الخُزَامى،

تَدَاعَى الجِرْبِيَاءُ به حَنِينَا

أَي ذكيّ ريح الخزامى: طيبها.

والذِّفْرَى من الناس ومن جميع الدواب: من لَدُنِ المَقَذِّ إِلى نصف

القَذَالِ، وقيل: هو العظم الشاخص خلف الأُذن، بعضهم يؤنثها وبعضهم ينوّنها

إِشعاراً بالإِلحاق، قال سيبويه: وهي أَقلهما. الليث: الذِّفْرَى من

القفا هو الموضع الذي يَعْرَقُ من البعير خلف الأُذن، وهما ذِفْرَيانِ من كل

شيء. الجوهري: يقال هذه ذِفْرَى أَسيلة؛ لا تنوّن لأَن أَلفها للتأْنيث،

وهي مأْخوذة من ذَفَرِ العَرَقِ لأَنها أَوّل ما تَعْرَقُ من البعير.

وفي الحديث: فمسح رأْس البعير وذِفْرَاهُ؛ ذِفْرَى البعير: أَصلُ أُذنه،

والذِّفْرَى مؤنثة وأَلفها للتأْنيث أَو للإِلحاق، ومن العرب من يقول هذه

ذِفْرًى فيصرفها كأَنهم يجعلون الأَلف فيها أَصلية، وكذلك يجمعونها على

الذَّفَارَى، وقال القتيبي: هما ذِفْرَيانِ؛ والمَقَذَّان وهما أُصول

الأُذنين وأَول ما يَعْرَقُ من البعير. وقال شمر: الذِّفْرَى عظم في أَعلى

العنق من الإِنسان عن يمين النقرة وشمالها، وقيل: الذِّفْرَيانِ الحَيْدَانِ

اللذان عن يمين النقرة وشمالها.

والذِّفِرُّ من الإِبل: العظيم الذِّفْرَى، والأُنثى ذِفِرَّةٌ، وقيل:

الذِّفِرَّةُ النجيبة الغليظة الرقبة. أَبو عمرو: الذِّفِرُّ العظيم من

الإِبل. أَبو زيد: بعير ذِفِرُّ، بالكسر مشدد الراء، أَي عظيم الذِّفْرَى،

وناقة ذِفِرَّةٌ وحمار ذِفِرٌّ وذِفَرٌّ: صلب شديد، والكسر أَعلى.

والذِّفِرُّ أَيضاً: العظيم الخَلْقِ. قال الجوهري: الذِّفِرُّ الشاب الطويل

التامُّ الجَلْدُ.

واسْتَذْفَرَ بالأَمر: اشتدّ عزمه عليه وصَلُبَ له؛ قال عَدِيُّ بن

الرِّقَاع:

واسْتَذْفَرُوا بِنَوًى حَذَّاءُ تَقْذِفُهُمْ

إِلى أَقاصي نَواهُمْ، ساعَةَ انْطَلَقُوا

وذَفِرَ النبت: كثر؛ عن أَبي حنيفة، وأَنشد:

في وارِسٍ من النَّجِيلِ قد ذَفِرْ

وقيل لأَبي عمرو بن العلاء: الذِّفْرَى من الذَّفَرِ؟ قال: نعم؛

والمِعْزَى من المَعَز؟ فقال: نعم؛ بعضهم ينوّنه في النكرة ويجعل أَلفه للإِلحاق

بدرهم وهِجْرَعٍ؛ والجمع ذِفْرَياتٌ وذَفَارَى، بفتح الراء، وهذه الأَلف

في تقدير الإِنقلاب عن الياء، ومن ثم قال بعضهم ذَفَارٍ مثل صحارٍ.

والذَّفْرَاءُ: بقلة رِبْعِيَّةٌ دَشتِيَّةٌ تبقى خضراء حتى يصيبها

البرد، واحدتها ذَفْراءَةٌ، وقيل: هي عُشْبَةٌ خبيثة الريح لا يكاد المال

يأْكلها، وفي المحكم: لا يرعاها المال؛ وقيل: هي شجرة يقال لها عِطْرُ

الأَمة، وقال أَبو حنيفة: هي ضرب من الحَمْضِ، وقال مرة: الذَّفْرَاءُ عشبة

خضراء ترتفع مقدار الشبر مدوّرة الورق ذات أَغصان ولا زهرة لها وريحها ريح

الفُساءِ؛ تُبَخِّر الإِبل وهي عليها حراصٌ، ولا تتبين تلك الذَّفَرَةُ

في اللبن، وهي مُرَّةٌ، ومَنابتها الغَلْظُ؛ وقد ذكرها أَبو النجم في

الرياض فقال:

تَظَلُّ حِفْرَاهُ، من التَّهَدُّلِ،

في رَوْضِ ذَفْرَاءَ ورعُلٍ مُخْجِلِ

والذَّفِرَةُ: نبْتَةٌ تنبت وَسْطَ العُشْب، وهي قليلة ليست بشيء تنبت

في الجَلَدِ على عِرْقٍ واحد، لها ثمرة صفراء تشاكل الجَعْدَةَ في ريحها.

والذَّفْرَاءُ: نبْتَةٌ طيبة الرائحة. والذَّفْرَاءُ: نبتة منتنة.

وفي حديث مسيره إِلى بَدْرٍ: أَنه جَزَعَ الصَّفْرَاءَ ثم صَبَّ في

ذَفِرَان؛ هو بكسر الفاء، وادٍ هناك.

ذفر
: (الذَّفَرُ، مُحَرَّكةً: شِدَّةُ ذَكَاءِ الرِّيح) ، من طِيبٍ أَو نَتْن، (كالذَّفَرَةِ) مُحَرَّكَةً أَيضاً، (أَو يُخَصَّانِ برَائِحة الإِبْطِ المُنْتِنِ) ، عَن اللِّحْيَانيّ، وَقد (ذَفِرَ، كفَرِح) ، يَذْفَرُ، (فَهُوَ ذعًرٌ وأَذفَرُ) ، والأَنثَى ذَفِرَةٌ وذَفْرَاءُ.
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الذَّفَرُ: (النَّتْنُ) ، وَلَا يُقَال فِي شَيْء من الطِّيب إِلّا فِي الْمِسْكِ وَحْدَه. قَالَت حُمَيْدَةُ بِنْتُ النُّعْمان بنِ بَشِير الأَنْصَارِيّ:
لَهُ ذَفَرٌ كصُنَانِ التُّيُو
سِ أَعْيَا على المِسْكِ والغَالِيَهْ
كَذَا قرأْت فِي الحَمَاسة.
وَقيل إِنَّ الذَّفَر يُطلَق على الطَّيِّب والكَرِيه، ويُفَرَّق بَينهمَا بِمَا يُضَاف إِليه ويُوصَف بِهِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الدَّفَر، بالدَّالِ المُهْمَلَة، فِي النَّتْنِ خَاصَّةً. والذَّفَر: الص 2 انُ وخُبْثُ الرِّحيِ، رجل ذَفِرٌ وامرأَةٌ ذَفْرَاءُ، أَي لَهُم صُنَانٌ وخُبْثُ رِيحٍ. (و) الذَّفَرُ: (مَاءُ الفَحْلِ) ، نَقله الصَّغَانِيّ.
(ومِسْكٌ أَذفَرُ وذَفِرٌ) : ذَكِيُّ الرِّيحِ (جَيِّدٌ إِلى الغَايَةِ) ، وَفِي صِفَةِ الحَوْض: (وطِينُه مِسْكٌ أَذْفَرُ) وَفِي صِفة الجَنَّةِ: (وتُرَابُها مِسْكٌ أَذْفَرُ) وَقَالَ ابنُ أَحْمَر:
بهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَي
تَدَاعَى الجِرْبِياءُ بِهِ حَنِينَا
أَي ذَكِيّ رِيحِ الخُزَامَي طَيِّبها.
(والذِّفْرَى، بالكَسْر) ، من النَّاس و (من جَمِيعِ الحَيَوانِ. مَا مِنْ لدُنِ المَقَذِّ إِلى نِصْفِ القَذَالِ) . وَقَالَ القُتَيْبِيّ: هما ذِفْرَيَانِ، والمَقَذَّانِ وهما أُصولُ الأُذُنَيْن: وَقيل: الذِّفْرَيَانِ: الحَيْدَانِ اللَّذَانِ عَن يَمِين النُّقْرَة وشِمَالِها، وَقَالَ: شَمِرٌ الذِّفْرَى: عَظْمٌ فِي أَعْلَى العُنقِ من الإِنسن، عَن يمِين النُّقرة وشِمالها، (أَو العَظْم الشاخِصُ خَلْفَ الأُذُنِ) . وَقَالَ اللَّيْث: الذِّفْرَى من القَفَا هُوَ المَوضع الَّذِي يَعْرَق من البَعِير خَلفَ الأُذن، وهما ذِفْرَيانِ، من كلّ شيْءٍ، (ج ذِفْرَيَاتٌ، وذَفَارَى) ، بفَتْح الرَّاءِ، وهاذِه الأَلف فِي تَقْدِيرِ الانْقِلاب عَن اليَاءِ، وَمن ثمَّ قَالَ بعضُهم ذَفَارٍ، مثل صَحَارٍ.
(و) فِي الصّحاح: (يُقَال: هاذِهِ ذِفْرَى أَسِيلَةٌ) ، يُؤَنِّثُهَا، (غيرُ مُنوَّنة، وَقد تُنَوَّنُ) فِي النَّكرة (وتُجْعَلُ الأَلِف للإِلْحاقِ بِدِرْهَمٍ) وهِجْرَعٍ. قَالَ سِيبَويه: وَهِي أَقلّهما.
(والذِّفِرُّ، كطِمِرَ: العَظِيمُ الذِّفْرَى من الإِبِل، وَهِي) ذِفِرَّةٌ، (بِهَاءٍ) ، قَالَه أَبو زَيْد. واقْترَ أَبُو عَمْرٍ وفقال: الذِّفِرُّ: العَظِيمُ مِن الإِبِل. (و) قِيلَ: الذِّفِرُّ من الإِبِل: (الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، وتُفتحُ الفاءُ) ، والكَسْر أَعْلَى. (و) قيل: الذِّفِرُّ: (العَظِيمُ الخَلْقِ) . (و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: الذِّفِرُّ: (الشَّابُّ الطَّوِيلُ التَّامُّ الجَلْدُ) .
(و) قيل: (الذِّفِرَّةُ كجِبِلَّة: النَّاقةُ النَّجِيبَة) الغَلِيَةُ الرَّقَبَةِ. (و) الذِّفِرَّةُ: (الحِمَارُ الغَلِيظُ) ، هاكذا فِي سَائِر الأُصول، وَهُوَ خِلاف مَا فِي أُمَّهات اللُّغَة. نَاقَة ذِفِرَّة، وحمارٌ ذِفِرٌّ وذِفَرٌّ: صُلْبٌ شديدٌ. وَفِي التَّكْمِلَة: الذِّفِرُّ كفِلِزَ: الناقةُ النَّجِيبَةُ، والحِمَار الغَليظُ، وَفِي كَلَام المُصَنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
(والذَّفْرَاءُ من الكَتَائِبِ: السَّهِكَةُ) الرَّائِحَةِ (من الحَدِيدِ) والصَّدِئَةُ. وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِف كَتِبةً ذاتَ دُرُوعٍ سَهِكَتْ من صَدَإِ الحَدِيدِ:
فَخْمَةً ذَفْرَاءَ تُرْتَى بالعُرَى
قُرْدُمَانِيًّا وتَرْكاً كالبَصَلْ
ويُرْوَى بالدَّالِ المُهْمَلَة، وَقد تقدّم.
(و) الذَّفْرَاءُ: (بَقْلةٌ رِبْعِيَّةٌ) (دَشَتِيَّةٌ) تَبقَى خَضْرَاءَ حتَّى يُصِيبَها البَرْدُ. واحِدَتها ذَفْراءَةُ. وَقيل هِيَ عُشْبَةٌ خَبِيثَة الرِّيحِ لَا يكادُ المالُ يأْكُلُها. وَقيل: هِيَ شَجَرَةٌ يُقَال لَهَا عِطْرُ الأَمَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: هِيَ ضَرْبٌ من الحَمْضِ، وَقَالَ مَرَّةً: الذَّفْرَاءُ: عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَرْتَفِع مِقْدَارَ الشِّبر، مُدَوَّرَةُ الوَرَقِ ذَاتُ أَغصانٍ وَلَا زَهْرَةَ لَهَا، ورِيحُهَا رِيحُ الفُسَاءِ تُبخِّر الإِبلَ، وَهِي عَلَيْهَا حِراصٌ (وَلَا تَتَبَيَّنُ تلكَ الذَّفَرَةُ فِي اللَّبَنِ) وَهِي مُرَّةٌ ومنابِتُهَا الغَلْظُ، وَقد ذكرهَا أَبو النَّجْم فِي الرِّياض فَقَالَ:
تَظَلُّ حِفْرَاهُ من التَّهْدُّله فِي رَوْضِ ذَفْرَاءَ ورُغْلٍ مُخْجِلِ
(ورَوْضَةٌ مَذْفُورَةٌ: كثيرَتُهَا أَبي الذَّفْرَاءِ، ونَصُّ الصَّغَانِيّ بخَطِّه، روضَةٌ مَذْفُوراءُ: كَثِيرَةُ الذَّفْرَاءِ) .
(والذَّفِرَةُ، كزَنِخَة: نَبَاتٌ) يَنْبُتُ سْطَ العُشْبِ، وَهُوَ قَلِيلٌ لَيْسَ بشَيإٍ، يَنْبُت فِي الجَلَدِ على عِرْقٍ واحدٍ، لَهَا ثَمَرَةٌ صَفْراءُ تُشَاكِلُ الجَعْدَةَ فِي رِيحِها. (وخُلَيْدُ بنُ ذَفَرَةَ، محرَّكَةً، رَوَى) عَنهُ سَيْفُ بنُ عُمَرَ فِي الفُتوح.
(وذَفِرَانُ، بكَسْر الفاءِ: وادٍ قُرْبَ وادِي الصَّفراءِ) ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ: (ثُمَّ صَبَّ فِي ذَفِرَانَ) هاكذا ضَبطوه وفَسَّرُوه، (أَو هُوَ تَصْحِيفٌ) من ابْن إِسحاق (لِدَقْرَانَ) ، بالدَّال والقَافِ، نَبَّه عَلَيْهِ الصَّغَانِيّ.
(وذُو الذِّفْرَيْنِ، بِالْكَسْرِ: أَبو شَمِرِ بنُ سَلاَمَةَ الحِمْيَرِيّ) ، هُوَ بِفَتْح الشِّينِ وكَسْرِ المِيم نَقَله الصَّغَانيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
رَوْضَةٌ ذَفِرَةٌ: طَيِّبَةُ الرِّيح، وفَأْرَةٌ ذَفْراءُ كَذالِك. قَالَ الرااعِي وذَكَر إِبِلاً رَعَت العُشْبَ وزَهْرَه ووَرَدَت فَصَدَرَت عَن الماءِ، فكُلَّما صَدَرَت عَن الماءِ نَدِيَتْ جُلُودُهَا وفَاحَتْ مِنْهَا رائِحَةٌ طَيِّبة فَقَالَ:
لَهَا فَأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ
كَمَا فَتَقَ الكَافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ
واسْتَذْفَر بالأَمْر: اشتَ عَزْمُه عَلَيْهِ وصَلُبَله. قَالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقَاع:
واستَذْفَرُوا بنَوًى حَذَّاءَ تَقْذِفُهُمْ
إِلى أَقَاصِي نَواهُم ساعَةَ انْطَلَقُوا
واستَذْفَرَت المَرْأَةُ: استثْفَرَتْ.
وذَفِرَ النَّبْتُ، كفَرِحَ: كَثُر، عَن أَبي حَنيفَةَ. وأَنشد:
فِي وَرِسٍ من النَّحِيل قد ذَفِرْ وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: قَالَ أَعرابِيٌّ: كَانَت امرأَةٌ من مَوالِي ثَقِيف تَزوَّجَتْ فِي غامِدٍ فِي بني كَثِير، فَكَانَت تَصبُغ ثِيَابَ أَولادِهَا أَبداً صَفْرَاءَ، فسُمُّوا بَنِي ذَفْآعاءَ، يُرِيدون بذالك صُفْرَةَ نَوْرِ الذّفراءِ، فهم إِلى اليمِ يُعرَفُون ببَنِي ذَفْرَاءَ.

إما لا

(إما لا)
(س) في حديث بيع الثمر «إمّا لا فَلَا تَبايَعوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُ الثَّمَرِ» هَذِهِ الْكَلِمَةُ تَرِدُ فِي المحاوَرات كَثِيرًا، وَقَدْ جَاءَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَأَصْلُهَا إنْ وَمَا وَلاَ، فأدْغِمَت النُّونُ فِي الْمِيمِ، وَما زَائِدَةٌ فِي اللَّفْظِ لَا حُكْم لَهَا. وَقَدْ أمَالَت الْعَرَبُ لاَ إمَالَةً خَفِيفَةً، وَالْعَوَامُّ يُشْبِعُون إمَالتَها فتصِير ألِفُها يَاءً وَهُوَ خَطَأٌ. وَمَعْنَاهَا إن لم تفعل هذا فَلْيَكُن هذا. 

إما لا: في حديث بَيْعِ الثَّمَرِ: إما لا فلا تَبايَعُوا حتى يَبدُوَ

صلاح الثَّمَرِ؛ قال ابن الأثير: هذه كلمة تَرد في المُحاوَرات كثيراً،

وقد جاءت في غير موضع من الحديث، وأَصلها إن وما ولا، فأدُغمت النون في

الميم وما زائدة في اللفظ لا حُكم لها. قال الجوهري: قولهم إِمَّا لا

فافْعَلْ كذا بالإمالة، قال: أَصله إنْ لا وما صِلةٌ، قال: معناه إلاَّ يَكُنْ

ذلك الأَمر فافعل كذا، قال: وقد أَمالت العرب لا إمالةً خَفِيفةً،

والعوام يُشْبِعون إِمالَتها فتصير أَلفها ياء، وهو خطأٌ، ومعناها إن لمْ

تَفْعَلْ هذا فليَكُنْ هذا ، قال الليث: قولهم إمَّا لا فافعل كذا إنما هي على

معنى إِنْ لا تَفْعَلْ ذلك فافْعَلْ ذا، ولكنهم لَمَّا جمعوا هؤلاء

الأَحْرفَ فَصِرْن في مَجْرى اللفظ مُثقلة فصار لا في آخرها كأَنه عَجُز كلمة

فيها ضمير ما ذكرت لك في كلام طَلَبْتَ فيه شيئاً فرُدَّ عليك أَمْرُكَ

فقلت إَمَّا لا فافْعَلْ ذا، قال: وتقولُ الْقَ زيداً وإلاَّ فلا، معناه

وإلا تَلْقَ زيداً فدَعْ؛ وأَنشد:

فطَلِّقْها فَلَسْتَ لها بكُفْءٍ،

وإِلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُ

فأَضمر فيه وإِلاَّ تُطلَّقْها يَعْلُ، وغير البيانِ أَحسن. وروى أَبو

الزبير عن جابر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم ، رأَى جملاً نادّاً فقال

لِمَنْ هذا الجملُ؟ فإِذا فِتْيةٌ من الأَنْصارِ قالوا اسْتَقَيْنا عليه

عشرين سنة وبه سَخِيمةٌ فأَرَدْنا أَن نَنْحَره فانفَلَتَ منا، فقال:

أَتَبِيعُونه؟ قالوا: لا بل هو لَكَ، فقال: إِما لا فأَحْسِنُوا إِليه حتى

يَأْتيَ أَجَلُه؛ قال أَبو منصور: أَراد إلاَّ تَبِيعُوه فأَحْسِنوا

إِليه، وما صِلةٌ، والمعنى إِنْ لا فوُكِّدَت بما، وإِنْ حرف جزاء ههنا، قال

أَبو حاتم: العامة رُبَّما قالوا في مَوْضِعِ افْعَلْ ذلك إما لا افْعَلْ

ذلك...... ارى

(* كتب بهامش الأصل بازاء السطر: كذا.) ، وهو فارسي مردود،

والعامة تقول أَيضاً: أُمَّا لي فيَضُمُّون الأَلف وهو خطأٌ أَيضاً،

قال: والصواب إِما لا غير مُمال لأَن الأَدوات لا تُمالُ. ويقال: خُذْ هذا

إِما لا، والمعنى إِن لم تأْخُذْ ذلك فخُذْ هذا، وهو مِثلُ المَثَل، وقد

تجيء ليس بمعنى لا ولا بمعنى ليس؛ ومن ذلك قول لبيد:

إِنما يُجْزى الفَتى ليس الجَمَلْ

أَراد لا الجمل. وسئل سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عن

العَزْلِ عن النساء فقال: لا عليكم أَن لا تَفْعَلُوا فإِنما هو القَدَرُ، معناه

ليس عليكم أَن لا تَفْعَلُوا يعني العَزْلَ، كأَنه أَراد ليسَ عليكم

الإِمْساكُ عنه من جهة التحريم، وإِنما هو القَدَرُ إن قدَّرَ اللهُ أَن

يكون وَلدٌ كان. ابن الأَعرابي: لاوَى فلان فلاناً إذا خالفَه. وقال الفراء:

لاوَيْت أَي قُلت لا، وابن الأَعرابي: يقال لَوْلَيْت بهذا المعنى. ابن

سيده: لَوْ حَرْفٌ يدل على امْتِناع الشيء لامْتِناع غيره، فإن سميت به

الكلمة شدّدت؛ قال:

وقِدْماً أَهْلَكَتْ لَوٌّ كَثِيراً،

وقَبْعلَ اليَوْمِ عالجَها قُدارُ

وأَما الخليل فإِنه يَهمز هذا النحو إذا سُمي به كما يُهْمَزُ

النَّؤُورُ. وقال الليث: حَرْفُ أُمْنِيَّةٍ كقولك لَوْ قَدِمَ زيد، لَوْ أَن لنا

كَرَّةً، فهذا قد يُكْتَفى به عن الجواب، قال: وقد تكون لَوْ مَوْقُوفةً

بين نفي وأُمْنِيَّة إِذا وُصِلت بلا؛ وقال المبرد: لَوْ تُوجِب الشيء من

أَجْلِ وُقوع غيره، ولولا تَمْنَع الشيءَ من أَجْلِ وُقوع غيره. وقال

الفراء فيما رَوى عنه سَلمة: تكون لَوْ ساكنة الواو إذا جعلتها أَداةً،

فإِذا أَخرجتها إِلى الأَسماء شدّدت واوها وأَعربتها؛ ومنه قوله:

عَلِقَتْ لَوٌّا تُكَرِّرُه،

إنَّ لَوًّا ذاكَ أَعْيانا

وقال الفراء: لولا إذا كانت مع الأَسماء فهي شَرْط، وإذا كانت مع

الأَفعال فهي بمعنى هَلاّ، لَوْمٌ على ما مضَى وتَحْضِيضٌ لما يأْتي، قال: ولو

تكون جَحداً وتَمَنِّياً وشَرْطاً، وإِذا كانت شرطاً كانت تخويفاً

وتَشْوِيقاً وتمْثيلاً وشَرْطاً لا يتم. قال الزجاج: لو يَمْتَنِعُ بها الشيء

لامْتِناع غيره، تقول: لو جاءني زيد لجئته، المعنى بأَنَّ مَجِيئِي

امْتَنَع لامْتِناع مَجيء زيد. وروى ثعلب عن الفراء قال: لاوَيْتُ أَي قلت

لَوْلا، قال: وابن الأَعرابي قال لَولَيتُ، قال أَبو منصور: وهو أَقيس. وقال

الفرَّاء في قوله تعالى: فلولا كانَ من القُرون من قَبْلِكم أُولُو بقية

يَنْهَوْن؛ يقول لم يكن منكم أَحد كذلك إِلا قليلاً فإن هؤلاء كانوا

يَنْهَوْنَ فَنَجَوْا، وهو اسِّتثناء على الانقطاع مما قبله كما قال عز وجل:

إِلاَّ قَومَ يُونُس؛ ولو كان رفعاً كان صواباً. وروى المنذري عن ثعلب

قال: لَوْلا ولَوْما إِذا وَلِيَتِ الأَسماء كانت جزاء وأُجِيبَتْ، وإذا

وَلِيت الأفعال كانت استفهاماً. ولَوْلاكَ ولَوْلايَ بمعنى لَوْلا أَنتَ

ولولا أَنا اسْتُعْمِلَتْ؛ وأَنشد الفراء:

أَيَطْمَعُ فِينا مَنْ أَراقَ دِماءَنا،

ولَوْلاهُ لَمْ يَعْرِضْ لأَحْسابِنا حَسَنْ

قال: والاستفهام مثل قوله: لَوْما تَأْتِينا بالملائكة، وقوله: لَوْلا

أَخَّرْتَني إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ؛ المعنى هلاّ أَخَّرْتَني إِلى أَجل

قريب، وقد استَعْلَمَتِ العرب لَوْلا في الخبر؛ قال الله تعالى: لَوْلا أَنتم

لَكُنَّا مُؤْمِنين؛ وأَنشد:

لَوْما هَوَى عِرْسٍ كُمَيْتٍ لَمْ أُبَلْ

قال ابن كَيْسانَ: المَكْنِيُّ بَعْدَ لَوْلا له وجهان:

إن شئت جئت بِمَكْني المرفوع فقلت لَوْلا هُو ولولاهُمْ ولولا هِيَ

ولولا أَنْتَ، وإن شئت وَصَلْتَ المَكْنيَّ بها فكان كَمَكْنِيَّ الخَفْضِ،

والبصريون يقولون هو خفض، والفراء يقول: وإن كان في لفظ الخفض فهو في

مَوْضِع رَفْع، قال: وهو أَقْيَسُ القولين، تقول: لَوْلاكَ ما قُمْتُ

ولَولايَ ولولاهُ ولولاهُم ولولاها، والأَجود لولا أَنتَ كما قال عز وجل: لَوْلا

أَنتُم لَكُنَّا مُؤْمِنين؛ وقال:

ومَنْزِلةٍ لَوْلايَ طِحْتَ كما هَوَى،

بأَجْرامِه مِنْ قُلَّةِ النِّيقِ، مُنْهَوي

وقال رؤبة:

وهْيَ تَرَي لَوْلا تَرضي التَّحْرِيما

يصف العانة يقول: هي تَرَي رَوْضاً لولا أَنْها تَرَى مَنْ يُحَرِّمُها

ذلك؛ وقال في موضع آخر:

ورامِياً مُبتَرِكاً مَزْكُوما

في القَبْرِ لَوْلا يَفْهَمُ التَّفْهِيما

قال: معناه هو في القبر لولا يَفْهم، يقول: هو كالمَقْبُورِ إِلا أَنه

يَفْهَمُ كأَنه قال لولا أَنه يَفْهَمُ التَّفْهيم، قال الجوهري: لو حرف

تمنٍّ وهو لامْتِناعِ الثاني مِن أَجْل امْتِناعِ الأَوَّل، تقول لَوْ

جِئْتَني لأَكْرَمْتُكَ، وهو خلاف إن التي للجزاء لأَنها تُوقعُ الثاني من

أَجْل وُقُوعِ الأَوَّل، قال: وأَما لَوْلا فمركبة من معنى إِنْ ولَوْ،

وذلك أَنَّ لولا تمنع الثاني من أَجل وجود الأَوَّل؛ قال ابن بري: ظاهر

كلام الجوهري يقضي بأَن لولا مركبة من أَن المفتوحة

(*قوله «من أن المفتوحة»

كذا بالأصل، ولعل الصواب من إن المكسورة.) ولو، لأَن لو للامتناع وان

للوجود، فجعل لولا حرف امتناع لوجود. قال الجوهري: تقول لولا زيد لهلكنا أي

امتنع وقوع الهلاك من أَجل وجود زيد هناك؛ قال: وقد تكون بمعنى هَلاَّ

كقول جرير:

تَعُّدُونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُم

بَنِي ضَوْطَرَى، لَوْلا الكَمِيَّ المُقَنَّعَا

وإن جعلت لو اسماً شددته فقلت: قد أَكثرت من اللَّوَّ،لأَن حروف

المَعاني والأَسماءَ الناقصةَ إذا صُيِّرَتْ أَسْماء تامة بإدخال الأَلف واللام

عليها أَو بِإِعْرابِها شُدِّدَ ما هو منها على حرفين، لأَنه يزاد في

آخره حرف من جنسه فَتُدغمُ وتُصْرَِفُ، إلا الأَلف فإِنك تَزيد عليها مثلها

فتمدُّها لأَنها تَنْقَلِبُ عند التحريك لاجتماع الساكنين همزةً فتقول في

لا كتبت لاءً حَسَنةً؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

لَيْتَ شِعْرِي وأَيْنَ مِنِّيَ لَيْت؟ * إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناء

وقال ابن سيده: حكى ابن جني عن الفارسي سأَلتك حاجة فَلأْيَلْتَ لِي أَي

قُلْتَ لِي لا، اشْتَقُّوا من الحرف فعلاً، وكذلك أَيضاً اشْتَقَّوا منه

المَصْدَر وهو اسم فقالوا الَّلأْلأَة، وحكي أَيضاً عن قطرب أَن بعضهم

قال: لا أَفْعلُ، فأَمالَ لا، قال: وإنما أَمالَها لمَّا كانت جواباً

قائمة بنفسها وقَوِيَتْ بذلك فلَحِقَتْ باللَّوَّة بالأَسماء والأفعال

فأُمِيلَت كما أُميلا، فهذا وجه إمالتها. وحكى أَبو بكر في لا وما من بين

أَخواتهما: لَوْيْتُ لاء حَسَنةً ، بالمدّ، ومَوَّيْتُ ماء حَسَنةً، بالمدّ،

لمكان الفتحة من لا وما؛ قال ابن جني: القول في ذلك أَنهم لَمَّا

أَرادوا اشْتِقاق فَعَّلْتُ مِن لا وما لم يمكن ذلك فيهما وهما على حرفين،

فزادوا على الأَلف أَلفاً أُخرى ثم هَمَزُوا الثانيةَ كما تقدَّم فصارت لاء

وماء، فَجَرَتْ بعد ذلك مجرى باء وحاء بعد المدّ، وعلى هذا قالوا في النسب

إِلى ما لَمَّا احْتاجُوا إلى تكميلها اسماً مُحْتَمِلاً للإعراب: قد

عَرَفْت مائِيَّةَ الشيء، فالهمزةُ الآن إنما هي بدلٌ من أَلفٍ لَحِقَت

أَلِفَ ما، وقَضَوْا بأَنَّ أَلف ما ولا مُبْدلةٌ من واو كما ذكرناه من قول

ابي علي ومَذْهَبِه في باب الراء، وأَنَّ الرَّاء منها ياء حملاً على

طوَيْت ورَوَيْت، قال: وقول أبي بكر لمكان الفتحة فيهما أَي لأَنك لا

تُمِيلُ ما ولا فتقول ما ولا مُمالَتَيْنِ، فذهب إلى أَنَّ الأَلف فيهما من

واو كما قَدَّمْناه من قول أَبي علي ومذهبه. وتكون زائدة كقوله تعالى:

لئَلاَّ يَعْلَم أَهلُ الكتابِ. وقالوا: نابَلْ، يُريدون لا بَلْ، وهذا على

البَدَل.

ولولا: كَلمة مُرَكَّبةٌ من لو ولا،ومعناها امْتناعُ الشيء لوجود غيره

كقولك لَوْلا زيد لَفَعَلْتُ، وسأَلتك حاجة فَلَوْلَيْتَ لي أي قُلْتَ

لَوْلا كذا؛ كأَنه أَراد لَوْلَوْتُ فقلب الواو الأَخيرة ياء للمُجاورة،

واشتقوا أَيضاً من الحرف مَصْدراً كما اشتقوا منه فِعْلاً فقالوا

اللَّوْلاة؛ قال ابن سيده: وإِنما ذكرنا ههنا لايَيْت ولَوْلَيْتُ لأَن هاتين

الكلمتين المُغَيَّرَتَيْنِ بالتركيب إِنما مادَّتهما لا ولَوْ، ولَوْلا أَن

القِياسَ شيء بَرِيءٌ من التُّهَمة لقلت إنهما غير عربيتين؛ فأَما قول

الشاعر:

لَلَوْلا حُصَيْنٌ عَيْبَهُ أَن أَسُوءَه،

وأَنَّ بَني سَعدٌ صَديقٌ ووَالِدُ

(*قوله «عيبه» كذا في الأصل .)

فإِنه أَكد الحرف باللام. وقوله في الحديث: إِيَّاكَ واللَّوَّ فإِنَّ

اللَّوَّ مِن الشَّيطانِ؛ يريد قول المُتَنَدِّم على الفائت: لو كان كذا

لَقلتُ ولَفَعَلْتُ، وكذلك قول المُتَمَنِّي لأَنَّ ذلك مِن الاعْتراض على

الأَقدار، والأَصلُ فيه لَوْ ساكِنة الواو، وهي حرف من حروف المَعاني

يَمتنع بها الشيء، لامْتناع غيره، فإِذا سُمِّي بها زِيدَ فيها واو أُخرى،

ثم أُدغمت وشُدِّدت حَملاً على نظائرها من حروف المعاني، والله أَعلم.

ليل

ليل
عن الإنجليزية بمعنى مخلص ووفي.
(ل ي ل) : (فِي حَدِيثِ) أَبِي بَكْرٍ مَا (لَيْلُك) بِلَيْلِ سَارِقٍ إنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثُمَّ سَرَقَ (اللَّيْلَةُ) فِي (ب ر) [برح] .
ل ي ل: (اللَّيْلُ) وَاحِدٌ بِمَعْنَى جَمْعٍ وَوَاحِدَتُهُ (لَيْلَةٌ) مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ. وَقَدْ جُمِعَ عَلَى لَيَالٍ فَزَادُوا فِيهِ الْيَاءَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَنَظِيرُهُ أَهْلٌ وَأَهَالٍ. وَلَيْلٌ (أَلْيَلُ)
شَدِيدُ الظُّلْمَةِ وَلَيْلَةٌ (لَيْلَاءُ) . وَلَيْلٌ (لَائِلٌ) مِثْلُ شِعْرٍ شَاعِرٍ فِي التَّأْكِيدِ. وَعَامَلَهُ (مُلَايَلَةً) مِثْلُ مُيَاوَمَةً. 
ل ي ل : اللَّيْلُ مَعْرُوفٌ وَالْوَاحِدَةُ لَيْلَةٌ وَجَمْعُهُ اللَّيَالِي بِزِيَادَةِ الْيَاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَاللَّيْلَةُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ وَقِيَاسُ جَمْعِهَا لَيْلَاتٌ مِثْلُ بَيْضَةٍ وَبَيْضَاتٍ وَقِيلَ اللَّيْلُ مِثْلُ اللَّيْلَةِ كَمَا يُقَالُ الْعَشِيُّ وَالْعَشِيَّةُ وَعَامَلْتُهُ مُلَايَلَةً أَيْ لَيْلَةً وَلَيْلَةً مِثْلُ مُشَاهَرَةً وَمُيَاوَمَةً أَيْ شَهْرًا وَشَهْرًا وَيَوْمًا وَيَوْمًا وَلَيْلٌ أَلْيَلُ شَدِيدُ الظُّلْمَةِ. 

ليل


لَالَ (ي)
a. III, Hired for the night.

لَيْلa. Night, night-time.

لَيْلَة
( pl.
reg.
a. لِيالٍ
لَيَائِل [لَيَاْئِلُ]), Night.
b. see 14
لَيْلَىa. Leila ( woman't name).
لَيْلِيّ
Of night, nocturnal; nightly.
أَلْيَلُ
Long & dark (night).
لَاْيِلa. see 14
لَيْلَآءُa. fem. of
أَلْيَلُ
لَيْلًا
a. By. at night.

لَيْلِيًّا
a. Nightly.

اَلمَاضِيَة أَللَيْلَة
a. Last night.

لَيْلَتَئِذٍ
a. That very night.

لِئَلَّا (a. for
لِأَن لَا ), Lest.
لِيْم
a. Peace, concord.
b. Likeness.

لَيْمُوْن
P.
a. Lemon, citron.

لَيْمُوْنَة
a. see supra.

لَيْمَونَادَا
a. [ coll. ], Lemonade.
ليل: اللّيلُ: ضدّ النَّهار، والليل: ظلامٌ وسواد. والنور والضّياء ينهر، أي: يُضيء. واللَّيْل يليلُ إذا أظلم، فإذا أَفرَدْتَ أحدهما من الاخر قلت: ليلة ويوم وتصغير [ليلة] : لُيَيْلِية، أخرجوا الياء الآخرة من مُخْرجها في الليالي، إنّما كان أصل تأسيس بنائها: ليلاة فقُصِرت. وتقول: ليلةٌ ليلاء، أي: شديدة الظّلمة، قال الكميت:

..... ولَيْلهم الأَليَل 

وهذا في اضطرار الشِّعْر أمّا في الكلام ف (ليلاء) . وتقول العرب: وقع القومُ في لَولاةٍ شديدةٍ، وذلك إذا تَلاوَمُوا فقالوا: لولا ولولا.
(ليل) - في الحديث: "إني أرَى اللَّيلَةَ ظُلَّةً "
أخبرَنا أبو الخير الهَرَوِىّ، إجازَةً، أنا الرُّويَاني، أنا أبُو نَصْر المُقْرِئ، أنا أبُو سُليمَان الخطابىُّ قال: أخَبرني أبو عُمَرَ، عن أبى العبَّاسَ قال:
تقول: مَا بَينَكَ مِن لَدُن الصَّبَاح وبين الظُّهْرِ: رَأيتُ اللّيلَةَ، وبَعدَ الظُّهْرِ إلى اللَّيل: رَأيتُ البارِحَة.
وقال غيرُه: اللَّيْلُ ظَلامُ النَّهارِ والنَّهارُ: الضِّيَاءُ، وليلة لَيلاَء. ولَيْلٌ ألْيلُ: اشتَدَّت ظُلمتُها ولَيْلٌ ذُو لَيِّلٍ، على وزن جَيِّد: أي ذو ظُلْمَةٍ.

ليل



لَيْلٌ: see نَهَارٌ. b2: بَنَاتُ اللَّيْلِ Wishes: (T, TA in art. بنى:) and anxieties. (TA ibid.) b3: اِبْنُ اللَّيْلِ The thief, or robber: (T in art. بنى:) and the wayfarer, or traveller. (Er-Rághib in TA in that art.) b4: أَخُو اللَّيْلِ A nightfarer: see a verse cited voce عَدَسَ.

لَيْلَةٌ A night-journey, or night's journey. b2: رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِى مَنَامِى; and كَانَ كَذَا وَكَذَا اللَّيْلَةَ; and مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَهْ: see above, p. 183 a.

أُمُّ لَيْلَى Wine: لَيْلَى signifying النَّشْوَةُ. (T in art. ام.) لَيْلِىٌّ: see نَهِرٌ.

لَيَالٍ is pl. of لَيْلَاةٌ. (TA, voce أَرْضٌ.) مُلَايَلَةٌ from اللَّيْلُ is like مُياَوَمَةٌ from اليَوْمُ, and مُشَاهَرَةٌ from الشَّهْرُ, &c. (TA in art. ربع.)
[ليل] الليلُ واحد بمعنى جَمْع، وواحدته ليلة مثل تمرة وتمر. وقد جمع على ليال فزادوا فيها الياءَ على غير قياس. ونظيره أهلٌ وأهالٌ. ويقال: كان الأصل فيها لَيلاةٌ فحذفت، لأنَّ تصغيرَها لُيَيْلَية. وليلٌ ألْيَلٌ: شديدُ الظلمة. قال الفرزدق:

والليلُ مُخْتَلِطَ الغَياطِلِ أَلْيَلُ * وليلةٌ لَيْلاءُ وليلٌ لائلٌ، مثل قولك شِعْرٌ شاعرٌ في التأكيد. الكسائي: عاملتُهُ مُلايَلَةً، كما تقول: مُياوَمَةً من اليوم. وليلى: اسم امرأة: والجمع ليال. قال الراجز: لم أر في صواحب النعال اللابسات البدن الحوالى شبها لليلى خيرة الليالى وذكر قوم أن الليل ولد الكروان، والنهار ولد الحبارى. وقد جاء ذلك في بعض الاشعار : وذكر الاصمعي في كتاب الفرق النهار، ولم يذكر الليل. 
[ليل] ن: فيه: فانظلقا بقية يومهما و"ليلتهما"، بنصبه وجره. و"الليالي" في ح خديجة ظرف "يتحنث"، وجملة "وهو التعبد" معترضة، ليست من كلامها. وح: فإن في السنة "ليلة"، هو لا ينافي ح "يومًا" فهما ثابتان. غ: "كانوا قليلًا من "اليل"" في معنى الجمع من الليالي. ط: إذا كان "ليلة" النصف فقوموا ليلها، الظاهر أن يقال: فقوموا فيها، وإذا وضع المظهر موضع المضمر يقال: ليلة النصف، فأنث الضمير اعتبارًا للنصف بالليل. قس، زر: التمسوها، الضمير مبهم يفسره ليلة لاقدر، قوله: في تاسعة، بدل من العشر، و"تبقى" صفة لتاسعة وهي ليلة الحادية والعشرين، لأن المحقق بعد العشرين تسعة، لاحتمال كون الشهر تسعة وعشرين، وليوافق حديث الأوتار، قوله: في سبع يمضين أي ليلة السابع والعشرين، وفي تسع يمضين أي ليلة التاسعة والعشرين، ورواية: في سبع يبقين، يحتمل التاسع والعشرين، أو هي مع سائر الليالي بعده إلى آخر الشهر، قوله: في أربع وعشرين، ينافي الترجمة، لأنه في الأوتار، وجوابه أن تقديره: في تمام أربع وعشرين، وهي ليلة الخامسة والعشرين، مع أن البخاري كثيرًا ما يورد ما يناسبه أدنى مناسبة، وفي تاسعة تبقى- هي ليلة إحدى وعشرين، وسابعة تبقى- ليلة ثلاث وعشرين، في خامسة تبقى- ليلة خمس وعشرين- كذا قاله مالك، وقيل: إنما يصح هذا إذا كان الشهر ناقصًا، فإن كمل يكون في الأشفاع على ما ذكره البخاري بعدها عن ابن عباس: ولا يصادف منهن وترًا.
ليل: لَيل: العرب يعدّون بالليالي ما نعدّه نحن في الغرب بالأيام (معجم أبي الفداء)؛ من هنا فإن الليالي= الزمن (ويجزر 84 رقم 67).
ليلة: سهرة، حفلة ساهرة موسيقية، مدة ليلة (معجم الأسبانية 296).
ليلة: في الجزائر: اجتماع (الإخوان) في أثناء الليلي (سيرب ديال 187).
ليلة: في الحديث عن امرأة: كانت حاملاً على لياليها (كوسجارتن كرست 5:72) وهذا كما يقال في هولندا (إنها تدنو من موعدها).
ليلة الوقعة: الليلة التي تسبق المعركة وهي ما يستنتج من مجموع أجزاء الحكاية (حيان - بسام 172:1).
ليل: نوبة الحراسة الثانية التي يقوم بها الجنود (الكالا) عند تطرقه في معجمه إلى Modorra la segunda vela ( سبات السهر الثاني) ذكر إنها ما يأتي بالأحرف اللاتينية mûce lêil التي هي خطأ وصوابها nuce= نص العامية المحرفة عن نصف gualilêil التي أتت ربما من ولى الليل = ذهاب منصف الليل. أما فيما يتعلق بنوبة الحراسة الثالثة التي هي بالأسبانية: modorrilla segunda vela فقد ذكر بالحروف اللاتينية al kalaleil فنعلها خلا الليل أي انقضى الليل.
الليالي السود: هي في المغرب، الليالي الأربعون الأشد رداً والأكثر طولاً في مدار العام اللواتي يبدأن في 11 كانون الأول وينتهين في 20 كانون الثاني (ابن العوام 2: 434، 435 - والتقويم 22: 7) وهن في معجم (فوك) ليالي الشتاء (وفي المقدمة 3: 423 يطلق عليها الليالي وحدها). ووفقاً للتقويم الذي ترجمه (هويست 252، 257) يبدأ هنا الفصل في 13 ديسمبر (كانون الأول) وينتهي في 20 (كانون الثاني)؛ وعند (جاكسون 4، 6، 8، 113) يمتد من 20 كانون الأول إلى 30 كانون الثاني حسب النظام القديم ويرى بوسييه أن بدايته هي في 23 كانون الأول ويطلق عليها اسم الليالي فقط.
ليلة القدر: عند المسيحيين هي ليلة الغطّاس وهي الليلة التي تسبق اليوم الذي يحتفل به بتعميد السيد المسيح (6 كانون الثاني وانظر مادة غطّاس) وفي مادة ليل في (محيط المحيط) والنصارى يسمُّون ليلة الغطاس بليلة القدر ويقولون إن من سهرها كلها أو عطس فيها طال عمره.
ليل: عند الشعراء صاحبات الضفائر السود (ويجرز 123).
ليلية: حفلة ساهرة (بوشر، زيشر 22: 146). أليل: ليل طويل شديد أو أشد ليالي الشهر ظلمة أو ليل ثلاثين (محيط المحيط، دي ساسي كرست 2: 131).
[ل ي ل] اللَّيْلُ عَقيبُ النَّهَارِ ومَبْدَؤُهُ من غُروبِ الشَّمْسِ فأَمَّا مَا حكاه سيبويه من قولهم سِيرَ عليه لَيْلٌ وهم يُريدُونَ لَيْلٌ طَويلٌ فإنما حَذَفَ الصِّفَةَ لما دَلَّ من الحَالِ على مَوْضِعِهَا واحدتُه لَيْلَةٌ والجَمْعُ لَيَالٍ على غَيْرِ قياسٍ تَوَهَّمُوا واحِدَتُه لَيْلاةً وَنَظِيرُه مَلامِحُ ونَحْوُها مِمَّا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ وَتَصْغِيرُها لُيَيْلِيّةٌ شذَّ التَّحْقِيرُ كما شَذَّ التَّكْسِيرُ هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ في كل ذلك وقد حكى ابن الأَعْرابي لَيْلاةً وأنشد

(في كُلِّ يَوْمٍ ما وكُلِّ لَيْلاهْ ... )

(حتَّى يقولَ كُلُّ رَاءٍ إِذْ رَاهْ ... )

(يا وَيْحَهُ مِنْ جَمَلٍ ما أشْقَاهْ ... )

وحكى الكسائي لَيَايِلَ جَمْعَ لَيْلَةٍ وهذا شاذ واللَّيْنُ اللَّيْلُ على البَدَلِ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وأَنْشَدَ

(بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ ... )

(لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ ... )

(مَا دامَ مُخٌّ في سُلامَى أو عَيْنْ ... )

هكذا أَنْشَدَهُ يعقوبُ في البَدَلِ ورَواهُ غيرُهُ

(بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْلْ ... )

(لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ ... )

وَلَيْلَةٌ لَيْلاَءُ ولَيْلَى طَوِيلَةٌ شَدِيدَةٌ صَعْبَةٌ وقيل هي أَشَدُّ لَيَالي الشَّهْرِ ظُلْمَةً وبه سُمِّيَتِ المَرْأَةُ لَيْلَى وقِيلَ اللَّيْلَى لَيْلَةُ ثَلاثِينَ وَلَيْلٌ أَلْيَلُ ولاَئِلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك وأظنُّهم أَرَادُوا بِمُلَيَّلٍ الكثِيرَ كأنَّهم تَوَهَّموا لُيِّلَ أي ضُعِّفَ لَيَاليَ قال عَمْرُو بنُ شأسٍ (وهُنَّ هُجُودٌ كالجَلاَمِيدِ بَعْدَمَا ... مَضَى نِصْفُ لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ)

وَأَلالَ القَومُ وَأَلْيَلُوا دخلوا في اللَّيْلِ وَلايَلْتُهُ مُلايَلَةً وَلِيَالاً اسْتَأجرتُه لِلَيْلَةٍ عن اللحْيَانِيّ وَعَامَلَهُ مُلاَيَلَةً من اللَّيْلِ واللَّيْلُ الذَّكَرُ والأُنْثَى جَمِيعًا مِنَ الحُبَارَى ويُقَالُ هُوَ فَرْخُهُمَا وكذلك فَرْخُ الكَرَوَانِ وقَوْلُ الفَرَزْدَقِ

(والشَّيْبُ يَنْهَضُ في السَّوادِ كأنَّهُ ... لَيْلٌ يَصيحُ بجَانِبَيْهِ نَهَارُ)

قيل عَنَى باللَّيْلِ فَرْخَ الكَرَوَانِ أوِ الحُبَارَى وبالنَّهَارِ فَرْخَ القَطَاةِ فحُكِي ذَلِكَ لِيُونُسَ فقال اللَّيْلُ لَيلُكُم هذا والنَّهَارُ نَهَارَكُمُ هذا وأمُّ لَيْلى الخَمْرُ السَوداءُ عن أبي حَنِيفَةَ ولَيْلٌ ولَيْلَى مَوْضِعَانِ وقَوْلُ النَّابِغَةِ

(اضطَرَّكَ الحِرْزُ من لَيْلَى إلى بَرَدٍ ... تختارُهُ مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيَارِ)

يُرْوى من لَيْلٍ ومِنْ لَيْلَى
ليل
لايلَ يلايل، مُلايَلةً، فهو مُلايِل، والمفعول مُلايَل
• لايله:
1 - استأجره لليلةٍ واحدة "لايل شابًّا على نقل بعض الأثاث".
2 - عامله ليلةً ليلةً "لايله في أجره- لايل التّاجرُ الحارسَ اللَّيليَّ لمخزنه". 

أَلْيَلُ [مفرد]: مؤ لَيْلاءُ: شديد الظلمة "ليلٌ أليل- زارني في ليلة لَيْلاء". 

لَيْل [مفرد]: ج لَيَالٍ: ما يعقب النهارَ من الظّلام وهو من غروب الشّمس إلى طلوعها، يقابل النَّهار "سافر ليلاً- صلى لله ركعتين بالليل- {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} - {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ}: هي عشر ذي الحجة أو العشر التي ذكرها اللهُ في قصة موسى، أو العشر الأُوَل من المحرّم" ° آناء اللَّيل: ساعاته- ابنُ اللَّيل: اللِّص- ابنُ اللَّيالي: القمر- بسَط اللَّيلُ رداءَه: نزل، عمَّ- بناتُ اللَّيل: الهموم والوساوس، طائفة من البغايا- صدر الليل: أوّله- صلاتا الليل: صلاة المغرب وصلاة العشاء- ضرَب اللَّيلُ عليه: طال، امتدّ- لَيْلاً: كلّ لَيْلَة- لَيْل التَّمام: أطول ليالي الشِّتاء- لَيْلٌ بهيم/ لَيْلٌ فاحِم: شديد السواد، لا ضوء فيه إلى الصباح- لَيْل نهار: في دوامٍ واستمرار- نشَر الليلُ أجنحتَه: أقبل، حلَّ.
• اللَّيلُ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 92 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى وعشرون آية.
• اللَّيلان: اللَّيل والنَّهار. 

لَيْلَة [مفرد]: ج لَيْلات ولَيَلات ولَيَالٍ: واحدة الليل، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها، يقابلها يوم "لَيْلَة العيد/ النصف من شعبان/ الدخلة- لَيْلَة سعيدة- {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} " ° اللَّيلة الأولى: العرض الافتتاحيّ لإنتاج مسرحيّ- لَيْلَةُ التَّمام: ليلة اكتمال القمر، وهي ليلة أربع عشرة من الشهر القمريّ- لَيْلَةُ القدر: هي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم، وهي في الليالي الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك- لَيْلَةُ الميلاد: هي الليلة التي ولد فيها سيِّدنا عيسى عليه السلام- لَيْلَةٌ بيضاءُ- لَيْلَةٌ حمراءُ: ماجنة- ما بين يومٍ ولَيْلَة: في وقت قصير جدًّا. 

لَيْليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى لَيْل ° حارس ليليّ: يقوم بالحراسة ليلاً- مَدْرسَة ليليَّة: مَدْرسَة مسائيَّة- ملهى ليليّ: نادٍ يقدِّم الطعامَ والتسليةَ والموسيقى والرقصَ حتى أوقات متأخِّرة من الليل.
2 - (حي) وصف للكائن الحيّ الذي ينشط ليلاً، أو وصف للوظيفة التي يؤدِّيها الكائن الحيّ في أثناء الليل، ويقابلها نهاريّ.
• العشى اللَّيليّ/ العمى اللَّيليّ: (طب) ضعف الحساسية البصريّة في الإضاءة القليلة وذلك لنقص في التَّكيّف مع الظَّلام أو فقدانه.
• تحوُّل ليليّ: (نت) تحوُّل بعض أجزاء النباتات عن أوضاعها عند حلول الليل مثل نبات دوّار الشمس أو عَبَّاد الشمس. 

ليل: اللَّيْلُ: عقيب النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس. التهذيب:

اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام الليل والنهارُ الضِّياءُ، فإِذا أَفرَدْت

أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم، وتصغير ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ، أَخرجوا

الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي، يقول بعضهم: إِنما كان أَصل تأْسيس

بِنائها لَيْلاً مقصور، وقال الفراء: ليلة كانت في الأَصل لَيْلِية،

ولذلك صغِّرت لُيَيْلِيَة، ومثلها الكَيْكَةُ البَيْضة كانت في الأَصل

كَيْكِية، وجمعها الكَياكي. أَبو الهيثم: النَّهار اسم وهو ضدُّ الليل،

والنهارُ اسم لكل يوم، واللَّيْل اسم لكل ليلة، لا يقال نَهار ونَهاران ولا ليل

ولَيْلان، إِنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أَيام، وضدّ اليوم

ليلة وجمعها لَيال، وكان الواحد لَيْلاة في الأَصل، يدلُّ على ذلك جمعهم

إِياها اللَّيالي وتصغيرهم إِياها لُيَيْلِيَة، قال: وربما وضعت العرب

النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نُهُر؛ وقال دُرَيْد بن الصِّمَّة:

وَغارة بين اليوم والليلِ فَلْتَةً،

تَدارَكْتُها وَحْدي بسِيدٍ عَمَرَّد

فقال: بين اليوم والليلِ، وكان حقُّه بين اليوم والليلة لأَن الليلة ضدّ

اليوم واليوم ضد الليلة، وإِنما الليلة ضد النهار كأَنه قال بين النهار

وبين الليل، والعرب تستَجِيز في كلامها: تعالى النهارُ، في معنى تعالى

اليوم. قال ابن سيده: فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه لَيْلٌ، وهم

يريدون ليل طويل، فإِنما حذف الصفة لما دل من الحال على موضعها، واحدته

لَيلة والجمع لَيالٍ على غير قياس، توهَّموا واحدته لَيْلاة، ونظيره

مَلامِح ونحوها مما حكاه سيبويه، وتصغيرها لُيَيْلِيَة، شذّ التحقير كما شذّ

التكسير؛ هذا مذهب سيبويه في كل ذلك، وحكى ابن الأَعرابي لَيْلاة؛

وأَنشد:في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ

حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ:

يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ

وحكى الكسائي: لَيايِل جمع لَيْلة، وهو شاذ؛ وأَنشد ابن بري للكميت:

جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي

أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل

الجوهري: الليل واحد بمعنى جمع، وواحده ليلة مثل تَمْرة وتَمْر، وقد جمع

على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس، قال: ونظيره أَهل وأَهالٍ،

ويقال: كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت. واللَّيْنُ: اللَّيْل على

البدل؛ حكاه يعقوب؛ وأَنشد:

بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ،

لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ،

ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْنْ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده يعقوب في البدل ورواه غيره:

بَناتُ وُطّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ

لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ

وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى: طويلة شديدة صعبة، وقيل: هي أَشد لَيالي الشهر

ظلمة، وبه سميت المرأَة ليلى، وقيل: اللَّيْلاء ليلة ثلاثين، ولَيْلٌ

أَلْيَلُ ولائلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك، قال: وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة

كأَنهم توهَّموا لُيِّل أَي ضُعِّف ليالي؛ قال عمرو بن شَأْس:

وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما

مَضى نصفُ لَيْلٍ، بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ

(* قوله «وكان مجود» هكذا في الأصل).

التهذيب: الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها،

ولَيْلٌ أَلْيَل. وأَنشد للكُميت: ولَيْلهم الأَليَل؛ قال: وهذا في ضرورة

الشعر وأَما في الكلام فلَيْلاء. وليلٌ أَلْيَلُ: شديد الظلمة؛ قال

الفرزدق:

قالوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ عليهمُ،

والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ

ولَيْلٌ أَليَلُ: مثل يَوْم أَيْوَمُ.

وأَلالَ القومُ وأَليَلوا: دخلوا في الليل.

ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً: استأْجرته لليلة؛ عن اللحياني. وعامَله

مُلايَلةً: من الليل، كما تقول مُياوَمة من اليوم. النضر: أَلْيَلْتُ

صِرْت في الليل؛ وقال في قوله:

لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ

يقول: أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل. قال: وإِلى نصف النهار

تقول فعلتُ الليلةَ، وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي

قد مضت. أَبو زيد: العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى

زَوال الشمس، فإِذا زالت قالوا رأَيت البارحةَ في منامي، قال: ويقال

تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من

يومك، وهي الليلةُ التي تليه. وقال أَبو مالك: الهِلالُ في هذه الليلةِ

التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها، يُتَكَلَّم بهذا في النهار. ابن

السكيت: يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ، ولليلة تسعٍ وعشرين

الدَّهماءُ، ولليلة الثلاثين اللَّيْلاءُ، وذلك أَظلمها، وليلةٌ ليْلاءُ؛

أَنشد ابن بري:

كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى

أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب

واللَّيْلُ: الذكَر والأُنثى جميعاً من الحُبارَى، ويقال: هو فَرْخُهما،

وكذلك فَرْخ الكَرَوان؛ وقول الفرزدق:

والشَّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ، كأَنه

لَيْلٌ يَصِيحُ بِجانِبَيْهِ نَهارُ

قيل: عنى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى، وبالنَّهار فرخ

القَطاة، فحُكِيَ ذلك ليونس فقال: اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هذا.

الجوهري: وذكر قوم أَن اللَّيْل ولد الكَروان، والنَّهار ولد الحُبارى،

قال: وقد جاء في ذلك في بعض الأَشعار، قال: وذكر الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ

النَّهارَ ولم يذكُر الليلَ؛ قال ابن بري: الشعر الذي عَناه الجوهريُّ

بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأَشعار هو قول الشاعر:

أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار،

ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم

وأُمُّ لَيْلى: الخمرُ السَّوْداء؛ عن أَبي حنيفة. التهذيب: وأُم ليلى

الخمر، ولم يقيِّدها بلون، قال: وليلى هي النَّشْوَةُ، وهو ابتداءُ

السُّكْر. وحَرَّةُ لَيْلى: معروفة في البادية وهي إِحْدَى الحِرَار. ولَيْلى:

من أَسماء النساء؛ قال الجوهري: هو اسم امرأَة، والجمع لَيَالي؛ قال

الراجز:

لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ،

اللاَّبِساتِ البُدَّنِ الحَوَالي،

شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَالي

قال ابن بري: يقال لَيْلى من أَسماء الخمرة، وبها سميت المرأَة؛ قال:

وقال الجوهري وجمعه ليالي، قال: وصوابه والجمع لَيالٍ. ويقال للْمُضَعَّفِ

والمُحَمَّقِ: أَبو لَيْلى. قال الأَخفش علي بن سليمان: الذي صح عنده أَن

معاوية بن يزيد كان يُكْنى أَبا لَيْلى؛ وقد قال ابن همام السَّلُولِيّ:

إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها،

والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لمن غَلَبا

قال: ويحكى أَن معاوية هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم على قبره

ثم قال: أَتَدْرُون مَن دفنتم؟ قالوا: معاوية فقال: هذا أَبو ليلى؛ فقال

أَزْنَمُ الفَزَارِي:

لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها،

فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلى لمن غَلَبا

وقال المدايني: يقال إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو

لَيْلى، وإِنما ضعف معاوية لأَنَّ وِلايته كانت ثلاثة أَشهر؛ قال: وأَما

عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فيقال له أَبو لَيْلى لأَنَّ له ابنة يقال

لها لَيْلى، ولما قتل قال بعض الناس:

إِنِّي أَرَى فتنةً تَغْلي مَراجِلُها،

والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لِمن غَلَبا

قال: ويقال أَبو لَيْلى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر؛ قال نوفل بن ضمرة

الضَّمْري:

إِذا ما لَيْلِي ادْجَوْجَى، رَماني

أَبو لَيْلى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ

ولَيْلٌ ولَيْلى: موضعان؛ وقول النابغة:

ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَد

تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيارِ

(* قوله «وقول النابغة ما اضطرك إلخ» كذا بالأصل هنا، وفي مادة جشش وفي

ياقوت هنا ومادة برد: قال بدر بن حزان).

يروى: من لَيْلٍ ومن لَيْلى.

ليل
} اللَّيْلُ: ضِدُّ النهارِ معروفٌ، {واللَّيْلاه أَصْلُه، حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد: فِي كلِّ يومٍ مَا وكُلِّ} لَيْلاهْ حَتَّى يقولَ كلُّ راءٍ إذْ راهْ يَا وَيْحَهُ مِن جمَلٍ مَا أَشْقَاهْ وحَدُّه من مَغْرِبِ الشمسِ إِلَى طلوعِ الفجرِ الصَّادِق، أَو إِلَى طلوعِالشَّمْس، وتصغيرُه {لُيَيْلَةٌ أَخْرَجوا الياءَ الأخيرةَ من مَخْرَجِها فِي} اللَّيَالِي، وَقَالَ الفَرّاء: {لَيْلَةٌ كانتْ فِي الأصلِ} لَيْلِيَةٌ وَلذَلِك صُغِّرتْ {لُيَيْلِيَةٌ ومثلُها الكَيْكَةُ للبَيضَةِ، كانتْ فِي الأصلِ كَيْكِيَة، وجمعُها الكَياكي، ج:} لَيالٍ على غيرِ قياسٍ، توَهَّموا واحدِتَه لَيْلاه، ونَظيرُه مَلامِحُ ونحوُها ممّا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَقد شَذَّ التَّحقيرُ كَمَا شذَّ التكسير، قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وكأنّ الواحدَ لَيْلاهٌ فِي الأصلِ، يدُلُّ على ذَلِك جَمْعُهم إيّاها {اللَّيالي، وتصغيرُهم إيّاها لُيَيْلَةٌ، حكى الكِسائيُّ} لَيائِلُ وَهُوَ شاذٌّ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي للكُمَيْت:
(جَمَعْتُكَ والبَدرُ ابنَ عائشةَ الَّذِي ... أضاءَتْ بهِ مُسْحَنْكِكاتُ {اللَّيائِلِ)
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: اللَّيْلُ واحدٌ بِمَعْنى جَمعٍ، وواحدُه لَيْلَةٌ، مِثل تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ، وَقد جُمِعَ على لَيالٍ فزادوا فِيهَا الياءَ على غيرِ قياسٍ، ونَظيرُه أهلٌ وأَهالٍ، وَيُقَال: كأنّ الأصلَ فِيهَا} لَيْلاةٌ فحُذِفَت. {وَلَيْلةٌ} لَيْلاء، بالمَدِّ وتُقصَرُ: طويلةٌ شَديدةٌ صعبةٌ، أَو هِيَ أشَدُّ {لَيالي الشهرِ ظُلمَةً، وَبِه سُمِّيتْ المرأةُ} لَيْلَى، وأنشدَ ابنُ بَرِّي:
(كَمْ لَيْلَةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسَةِ الدُّجى ... أُفْقَ السماءِ سَرَيْتُ غَيْرَ مُهَيَّبِ)
أَو {اللَّيْلاء: لَيْلَةُ ثلاثينَ، والدَّهْماء: لَيْلَةُ تِسعٍ وَعشْرين، والدَّعْجاء: لَيْلَةُ ثمانٍ وعِشرين، قَالَه ابْن السِّكِّيت.} وَلَيْلٌ {أَلْيَلُ} ولائِلٌ {ومُلَيَّلٌ، كمُعظَّمٍ كَذَلِك أَي شديدُ الظُّلمةِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأظنُّهم أَرَادوا} بمُلَيَّلٍ الكَثرةَ، كأنّهم توَهَّموا! لَيَّلَ، قَالَ عَمْرُو بنُ شَأْسٍ: (وكانَ مَجُودٌ كالجَلاميدِ بَعْدَما ... مضى نِصفُ {لَيْلٍ بَعْدَ لَيْلٍ} مُلَيَّلِ)
وَقَالَ الليثُ: تقولُ العربُ: هَذِه لَيْلَةٌ لَيْلاء: إِذا اشتدَّتْ ظُلمَتُها، وَلَيْلٌ أَلْيَلٌ، وأنشدَ للكُمَيْت: ... ... وَلَيْلُهُمُ {الأَلْيَلُ قَالَ: وَهَذَا فِي ضرورةِ الشِّعرِ، وأمّا فِي الكلامِ فَلَيْلاء، قَالَ الفرَزْدقُ:
(قَالُوا وخاثِرُه يُرَدُّ عَلَيْهمُ ... } واللَّيْلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ)

{وأَلالُوا} وأَلْيَلوا: دخلُوا فِي اللَّيْل، وَقَالَ النَّضْر: أَلْيَلَ: صارَ فِيهِ. واللَّيْل: الذكَرُ والأُنثى جَمِيعًا من الحُبارى، أَو فَرْخُها. كَذَلِك فَرْخُ الكَرَوانِ، وقولُ الفرَزْدق:
(والشَّيْبُ يَنْهَضُ فِي الشَّبابِ كأنّهُ ... لَيْلٌ يَصيحُ بجانِبَيْهِ نَهارُ)
قيل: عَنى {باللَّيْلِ فَرْخَ الكرَوانِ، أَو الحُبارى، وبالنهار: فَرْخَ القَطا فحُكيَ ذَلِك ليونُسَ، فَقَالَ: اللَّيْلُ} لَيْلُكُم والنهارُ نهارُكم هَذَا، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: وَذَكَر قومٌ أنّ اللَّيْل: ولَدُ الكرَوان، وَالنَّهَار: ولَدُ الحُبارى، قَالَ: وَقد جاءَ ذَلِك فِي بعضِ الأشْعار، قَالَ: وَذَكَرَ الأَصْمَعِيّ فِي كتابِ الفَرْق: النَّهَار، وَلم يَذْكُرْ اللَّيْل، قَالَ ابنُ بَرِّي: الشِّعرُ الَّذِي عناهُ الجَوْهَرِيّ بقولِه: وَقد جاءَ ذَلِك ...
إِلَخ، هُوَ قولُ الشَّاعِر:
(أَكَلْتُ النهارَ بنِصفِ النهارِ ... وَلَيْلاً أَكَلْتُ! بلَيْلٍ بَهيمِ)
اللَّيْل: سَيْفُ عَرْفَجةَ بنِ سَلامَةَ الكِنْديِّ كَذَا فِي النّسخ، والصوابُ الكَلْبيّ من بَني زُهَيْرٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُباب، وَفِيه يَقُول:
(آتِيكِ سَلْمَى باطِلاً ... واللَّيْلُ ذُو الغَريبَيْنِ كِمْعِي)

(إنْ لم أُعَجِّلْ ضَرْبَةً ... تَرْقُصْ بجَمْعِكُمُ وَجَمْعي) وأُمُّ {لَيْلَى: الخَمرُ السَّوداءُ، عَن أبي حَنيفةَ، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَبهَا سُمِّيت المرأةُ، وَلم يُقَيِّدْها ابْن الأَعْرابِيّ بلَونٍ، قَالَ:} وَلَيْلى: نَشْوَتُها، وَهُوَ بَدْءُ سُكرِها. لَيْلَى من أسماءِ النِّسَاء، وَفِي الصِّحاح: اسمُ امرأةٍ، ج: {لَيالي، قَالَ الراجز: لم أرَ فِي صَواحِبِ النِّعالِ اللاَّبِساتِ البُدَّنِ الحَوالي شِبْهاً للَيْلى خِيرَةِ} اللَّيالي وحَرَّةُ لَيْلَى: بالباديةِ، وَهِي إِحْدَى الحِرارِ، قَالَ الرَّمّاحُ بنُ مَيّادة:
(أَلا لَيْتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيْلَةً ... بحَرَّةِ لَيْلَى حيثُ رَبَّتَني أَهْلِي)
وابنُ لَيْلَى المِرْمانِيُّ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي بعضِها المزين، وكلُّه غلَطٌ، والصوابُ المُزَنِيُّ، كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ ابنُ فَهدٍ والذهَبيّ، قَالَا: إسْنادُ حديثِه مدَنِيٌّ. وَأَبُو لَيْلَى الأَشْعريُّ، روى عَنهُ عامرُ بنُ لُدَيْنٍ الأشْعَريُّ إنْ صَحَّ الحَدِيث. أَبُو لَيْلَى الخُزاعيُّ، ذَكَرَه ابنُ حِبّان، وَهُوَ مجهولٌ. أَبُو لَيْلَى: النابغةُ الجَعْديُّ، اسمُه قَيْسُ بنُ عَبْد الله بنِ عمروٍ، يُقَال: إنّه أنشدَ النبيَّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ)
وسلَّم. أَبُو لَيْلَى: عَبْدُ الرحمنِ بنُ كَعْبِ بنِ عمروٍ المازِنيُّ، ماتَ فِي أوّلِ خِلافَةِ عثمانَ، وَهُوَ أَخُو عَبْد الله. أَبُو لَيْلَى الغِفاريُّ، يُروى عَن الحسَنِ البَصريِّ عَنهُ حديثٌ كأنّه مَوْضُوعٌ: صَحابِيّون رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُم. وفاتَه: أَبُو لَيْلَى الأنْصاريّ: والِدُ عبدِ الرحمنِ بن أبي لَيْلَى، لَهُ صُحبَةٌ، واختُلفَ فِي اسمِه، فَقيل: بِلالٌ، وَقيل: بُلَيْل، وَقيل: داودُ بنُ بِلالِ بن بُلَيْل، وَيُقَال: إنّ بِلالاً أَخُوهُ، روى عَنهُ ابنُه عبدُ الرَّحْمَن. وَأَبُو لَيْلَى: عَبْد الله بنُ سَهلِ بنِ عبدِ الرحمنِ بن سَهلِ بن كَعبٍ الأنصاريّ، وَهُوَ الَّذِي روى عَنهُ مالِكٌ حديثَ القَسامَةِ. وَأَبُو لَيْلَى الكِنْدِيُّ مَوْلاهم، قيل: اسمُه سَلَمَةُ بنُ معاويةَ، وَقيل: مُعاوِيَةُ بنُ سَلَمَة، وَقَالَ أَبُو حاتمٍ: اسمُه سعيدُ بنُ أَشْرَفَ بنِ سِنانٍ، روى عَن سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ. وَأَبُو لَيْلَى الخُراسانيُّ، روى عَنهُ وَكيعُ بنُ الجَرّاحِ، قيل: اسمُه عَبْد الله بنُ مَيْسَرَةَ الحارثيُّ. يُقَال: أَلْبَسَ {لَيْلٌ} لَيْلاً: إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا، كَمَا فِي العُباب. {ولايَلْتُه} مُلايَلَةً {ولِيالاً: استأجرْتُه} للَيْلَةٍ، عَن اللِّحْيانِيّ. وعامَلَه {مُلايَلَةً من اللَّيْل، كياوَمَه مُياوَمةً من الْيَوْم. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اللَّيْل: اللَّيْنُ على البَدَلِ، حَكَاهُ يعقوبُ. ورجلٌ} لَيْلِيٌّ: يُحبُّ سُرَى اللَّيلِ. وَإِلَى نِصفِ النهارِ تَقول: فَعَلْتُ {اللَّيْلَةَ، وَإِذا زالَت الشمسُ قلتَ: فَعَلْتُ البارِحةَ} للَّيْلَةِ الَّتِي قد مَضَتْ. وَيُقَال للمُضَعَّفِ والمُحَمَّق: أَبُو لَيْلَى، وَكَانَ مُعاويةُ بنُ يَزيدَ يُكْنى أَبَا لَيْلَى، قَالَه عليُّ بن سُلَيْمانَ الأخفَش. وَقَالَ المدائنيُّ: يُقَال: إنّ القُرَشيَّ إِذا كَانَ ضَعِيفا يُقَال لَهُ أَبُو لَيْلَى، وإنّما ضُعِّفَ مُعاوِيةُ لأنّ وِلايَتَه كَانَت ثلاثةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وأمّا عثمانُ بنُ عفّانَ فَيُقَال لَهُ أَبُو لَيْلَى لأنّ لَهُ ابْنة يُقَال لَهَا لَيْلَى. وَيُقَال: أَبُو لَيْلَى: كُنيَةُ الذَّكَر، قَالَ نَوْفَلُ بنُ ضَمْرَةَ الضَّمْريُّ:
(إِذا مَا {- لَيْلِيَ ادْجَوْجَى رَماني ... أَبُو لَيْلَى بمُخزِيَةٍ وعارِ)
} وَلَيْلٌ،! وَلَيْلى: مَوْضِعان فِي قولِ النَّابِغَة: (اضْطَرَّكَ الحَزْنُ من لَيْلَى إِلَى بَرَدٍ ... تختارُه مَعْقِلاً عَن جُشِّ أَعْيَارِ)
وَأَبُو اللَّيْل: كُنيَةُ عَطّافِ بن يوسُفَ بنِ مُطاعِنٍ الحسَنِيُّ، جَدِّ {اللُّيُولِ بالحجاز.
ليل
يقال: لَيْلٌ ولَيْلَةٌ، وجمعها: لَيَالٍ ولَيَائِلُ ولَيْلَاتٌ، وقيل: لَيْلٌ أَلْيَلُ، وليلة لَيْلَاءُ. وقيل:
أصل ليلة لَيْلَاةٌ بدليل تصغيرها على لُيَيْلَةٍ، وجمعها على ليال. قال الله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ
[إبراهيم/ 33] ، وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى [الليل/ 1] ، وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً [الأعراف/ 142] ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر/ 1] ، وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ [الفجر/ 1- 2] ، ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا [مريم/ 10] .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.