من (م ر و) نسبة إلى مَرْوَان.
من (م ر و) نسبة إلى مَرْوَان.
فحل: الفَحْل معروف: الذكَر من كل حيوان، وجمعه أَفْحُل وفُحول وفُحولة
وفِحالُ وفِحالة مثل الجِمالة؛ قال الشاعر:
فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِها
قال سيبويه: أَلحقوا الهاء فيهما لتأْنيث الجمع. ورجل فَحِيل: فَحْل،
وإِنه لبيِّن الفُحُولة والفِحالة والفِحْلة. وفَحَل إِبلَه فَحْلاً
كريماً: اختار لها، وافْتَحل لدوابِّه فَحْلاً كذلك. الجوهري: فَحَلْت إِبلي
إِذا أَرسلت فيها فَحْلاً؛ قال أَبو محمد الفقعسيّ:
نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ
من كلِّ عرَّاص، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ
أَي نُعَرْقِبُها بالسيوف، وهو مَثَل. الأَزهري: والفِحْلة افْتحال
الإِنسان فَحَلاً لدوابّه؛ وأَنشد:
نحن افْتَحَلْنا فَحْلَنا لم نَأْثله
(* قوله «نأثله» هكذا في الأصل).
قال: ومن قال اسْتَفْحَلْنا فحلاً لدوابِّنا فقد أَخطأَ، وإِنما
الاستفحال ما يفعله عُلوج أَهل كابُل وجُهَّالهم، وسيأْتي. والفَحِيل: فَحْل
الإِبل إِذا كان كريماً مُنْجِباً. وأَفْحَل: اتخذ فَحْلاً؛ قال
الأَعشى:وكلُّ أُناسٍ، وإِن أَفْحَلوا،
إِذا عايَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا
وبعير ذو فِحْلة: يصلح للافْتِحال. وفَحْل فَحِيل: كريم منجِب في
ضِرابه؛ قال الراعي:
كانت نَجائبُ منذرٍ ومُحَرِّق
أُمَّاتِهنّ، وطَرْقُهنّ فَحِيلا
قال الأَزهري: أَي وكان طَرْقهنّ فَحْلاً منجِباً، والطَّرْق: الفحل
ههنا؛ قال ابن بري: صواب إِنشاد البيت: نجائبَ منذرٍ، بالنصب، والتقدير كانت
أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ منذر، وكان طَرْقهنّ فحلاً. وقيل: الفَحِيل
كالفَحْل؛ عن كراع. وأَفْحَلَه فَحْلاً: أَعاره إِيَّاه يضرب في إِبله. وقال
اللحياني: فَحَل فلاناً بعيراً وأَفْحَله إِيّاه وافْتَحَلَه أَي أَعطاه.
والاسْتِفْحال: شيء يفعله أَعلاج كابُل، إِذا رأَوا رجلاً جسيماً من العرب
خَلَّوْا بينه وبين نسائهم رجاء أَن يولد فيهم مثله، وهو من ذلك. وكَبْش
فَحِيل: يشبه الفحل من الإِبل في عظمه ونُبْله. وفي حديث ابن عمر، رضي
الله عنهما: أَنه بعث رجلاً يشتري له أُضحية فقال: اشتره فَحْلاً
فَحِيلاً؛ أَراد بالفحل غير خصيّ، وبالفحيل ما ذكرناه، وروي عن الأَصمعي في قوله
فحيلاً: هو الذي يشبه الفُحولة في عظم خلقه ونبله، وقيل: هو المُنْجِب في
ضِرابه، وأَنشد بيت الراعي، قال: وقال أَبو عبيد والذي يراد من الحديث
أَنه اختار الفحل على الخصيّ والنعجةِ وطلب جَماله ونُبْله. وفي الحديث:
لِمَ يضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء
في رواية، يريد فَحْل الإِبل إِذا علا ناقة دونه أَو فوقه في الكرم
والنَّجابة فإِنهم يضربونه على ذلك ويمنعونه منه. وفي حديث عمر: لما قدِم
الشام تفحَّل له أُمَراء الشام أَي أَنهم تلقَّوه متبذِّلين غير متزيِّنين،
مأْخوذ من الفحل ضد الأُنثى لأَن التزيُّن والتصنُّع في الِّزيِّ من شأْن
الإِناث والمُتَأَنِّثين والفُحول لا يتزيَّنون. وفي الحديث: إِن لبن
الفَحْل حِرْم؛ يريد بالفَحْل الرجُل تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها
لبن، فكلُّ من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرم على الزوج وإِخوتِه
وأَولاده منها ومن غيرها، لأَن اللَبن للزوج حيث هو سببه وهذا مذهب الجماعة،
وقال ابن المسيّب والنخعي: لا يحرم، وسنذكره في حرف النون.
الأَزهري: استفحَل أَمر العدوّ إِذا قوِي واشتدّ، فهو مستفحِل، والعرب
تسمي سُهَيْلاً الفَحْل تشبيهاً له بفحْل الإِبل وذلك لاعتزاله عن النجوم
وعِظَمه، وقال غيره: وذلك لأَن الفحل إِذا قَرَع الإِبل اعتزلها؛ ولذلك
قال ذو الرمة:
وقد لاحَ للسارِي سُهَيْل، كأَنه
قَرِيعُ هِجانٍ دُسّ منه المَساعِر
الليث: يقال للنَّخل الذكَر الذي يُلْقَح به حَوائل النخل فُحَّال،
الواحدة فُحَّالة؛ قال ابن سيده: الفَحْل والفُحَّال ذكر النخل، وهو ما كان
من ذكوره فَحْلاً لإِناثِه؛ وقال:
يُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِبابَهُ
بُطونُ المَوالي، يوم عيدٍ تَغَدَّت
قال: ولا يقال لغير الذكر من النخل فُحَّال؛ وقال أَبو حنيفة عن أَبي
عمرو: لا يقال فَحْل إِلا في ذي الرُّوح، وكذلك قال أَبو نصر، قال أَبو
حنيفة: والناس على خلاف هذا. واستَفْحَلَت النخل: صارت فُحَّالاً. ونخلة
مُسْتَفْحِلة: لا تحمِل؛ عن اللحياني؛ الأَزهري عن أَبي زيد: ويجمع فُحَّال
النخل فَحاحِيل، ويقال للفُحَّال فَحْل، وجمعه فُحول؛ قال أُحَيْحة ابن
الجُلاح:
تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسِيل،
تَأَبَّرِي من حَنَذٍ فَشُول،
إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحول
الجوهري: ولا يقال فُحَّال إِلا في النخل. والفَحْل: حَصِير تُنسَج من
فُحَّال النخل، والجمع فُحول. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،
دخل على رجل من الأَنصار وفي ناحية البيت فَحْل من تلك الفُحول، فأَمر
بناحية منه فكُنِس ورشّ ثم صلى عليه؛ قال الأَزهري: قال شمر قيل للحصير
فَحْل لأَنه يسوَّى من سعف الفَحْل من النخيل، فتكلم به على التجوز كما
قالوا: فلان يلبس القُطْن والصوف، وإِنما هي ثياب تغزَل وتتَّخذ منهما؛ قال
المرار:
والوَحْش سارِية، كأَنَّ مُتونَها
قُطْن تُباع، شديدة الصَّقْلِ
أَراد كأَن متونها ثياب قطن لشدَّة بياضها، وسمي الحصير فَحْلاً مجازاً.
وفي حديث عثمان: أَنه قال لا شُفْعة في بئر ولا فَحْل والأُرَف تَقْطع
كلّ شفعة؛ فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النخل، وذلك أَنه ربما يكون بين
جماعة منهم فَحْل نخل يأْخذ كل واحد من الشركاء فيه، زمَن تَأْبِير النخل،
ما يحتاج إِليه من الحِرْقِ لتَأْبير النخل، فإِذا باع واحد من الشركاء
نصيبه من الفحل بعضَ الشركاء فيه لم يكن للباقين من الشركاء شفعة في
المبيع، والذي اشتراه أَحق به لأَنه لا ينقسم، والشُّفْعة إِنما تجب فيما
ينقسم، وهذا مذهب أَهل المدينة وإِليه يذهب الشافعي ومالك، وهو موافق لحديث
جابر: إِنما جعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الشُّفعة فيما لم يقسم،
فإِذا حُدت الحُدود فلا شُفعة لأَن قوله، عليه السلام، فيما لم يقسم دليل
على أَنه جعل الشُّفعة فيما ينقسم، فأَما ما لا ينقسم مثل البئر وفَحْل
النخل يباع منهما الشِّقْص بأَصله من الأَرض فلا شُفعة فيه، لأَنه لا
ينقسِم؛ قال: وكان أَبو عبيد فسر حديث عثمان تفسيراً لم يرتضه أَهل المعرفة
فلذلك تركته ولم أَحكه بعينه، قال: وتفسيره على ما بينته، ولا يقال له إِلا
فُحَّال. وفُحول الشعراء: هم الذين غلبوا بالهِجاء من هاجاهم مثل جرير
والفرزدق وأَشباههما، وكذلك كل من عارَض شاعراً فغلب عليه، مثل علقمة بن
عبدة، وكان يسمى فَحْلاً لأَنه عارض امرأَ القيس في قصيدته التي يقول في
أَولها:
خليليَّ مُرّا بي على أُمِّ جُنْدَبِ
بقوله في قصيدته:
ذَهَبْت من الهجران في غير مذهَب
وكل واحد منهما يعارض صاحبه في نعت فرسه ففُضِّل علقمةُ عليه ولقّب
الفَحْل، وقيل: سمي علقمة الشاعر الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حين
طلقها امرؤ القيس لما غَلَّبَتْه عليه في الشعر. والفُحول: الرُّواة،
الواحد فَحْل. وتفحَّل أَي تشبَّه بالفَحْل. واستَفْحَل الأَمر أَي تَفاقَم.
وامرأَة فَحْلة: سَلِيطة.
وفَحْل والفَحْلاء: موضعان. وفَحْلان: جبلان صغيران؛ قال الراعي:
هل تُونِسونَ بأَعْلى عاسِمٍ ظُعُناً
وَرَّكْن فَحلَين، واستَقبَلْن ذا بَقَرِ؟
وفي الحديث ذكر فِحْل، بكسر الفاء وسكون الحاء، موضع بالشام كانت به
وقعة المسلمين مع الروم؛ ومنه يوم فِحْل، وفيه ذكر فَحْلين، على التثنية،
موضع في جبل أُحُد.
عكب: العَكَبُ: تَداني أَصابِعِ الرِّجْلِ بعضِها إِلى بَعْضٍ.
والعَكَبُ: غِلَظٌ في لَحْيِ الإِنسان وشَفته. وأَمةٌ عَكْباءُ: عِلْجةٌ جافِـيةُ الخَلْقِ، من آمٍ عُكُبٍ.
وعَكَبَتِ الطيرُ تَعْكُبُ عُكُوباً: عَكَفَتْ. وعَكَبَتِ القِدْرُ تَعْكُبُ عُكُوباً إِذا ثارَ عُكَابُها، وهو بُخارُها وشِدَّةُ غَلَيانِها؛ وأَنشد:
كأَنَّ مُغِـيراتِ الجُيُوشِ التَقَتْ بها، * إِذا اسْتَحْمَشَتْ غَلْياً، وفاضَتْ عُكُوبُها
والعُكَابُ: الدُّخَانُ.
والعَكْبُ: الغُبارُ، ومِنْه قيل لِلأَمةِ عَكْباء. والعَكُوبُ والعَكُّوبُ، بالفتح: الغُبار؛ قال بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها، * على كُلِّ مَعْلُوبٍ يَثُورُ عَكُوبُها
والـمَعْلُوبُ: الطريقُ الذي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْهِ؛ والعاكُوبُ: لغة
فيه، عن الـهَجَرِيِّ؛ وأَنشد:
وإِنْ جاءَ، يوماً، هاتِفٌ مُتَنَجِّدُ، * فَلِلْخَيْلِ عاكوبٌ، من الضَّحْلِ، سانِدُ
والعاكِبُ: كالعَكُوب؛ قال:
جاءَتْ، مَعَ الرَّكْبِ، لها ظَباظبُ، * فَغَشِـيَ الذَّادَة منها عاكِبُ
واعْتَكَبَ المكانُ: ثار فيه العَكُوبُ. والعاكِبُ من الإِبل: الكثيرةُ؛
وللإِبل عُكُوبٌ على الـحَوْضِ أَي ازدحام. واعْتَكَبَتِ الإِبل: اجتمعت في موضع، فأَثارَتْ الغُبار فيه؛ قال:
إِنّي، إِذا بَلَّ النَّفِـيُّ غارِبي، * واعْتَكَبَتْ، أَغْنَيْتُ عنكَ جانِـبـي
والعاكِبُ: الجمعُ الكثير.
والعُكُوبُ، عُكُوفُ الطير المجتمعة، وعُكُوبُ الوِرْدِ، وعُكُوبُ
الجماعَةِ.
وعَكَفَتِ الخيلُ عُكوفاً، وعَكَبَتْ عُكُوباً: بمعنًى واحد. وطير
عُكُوبٌ وعُكُوفٌ؛ وأَنشد الليث لـمُزاحم العُقَيْلِـيّ:
تَظَلُّ نُسُورٌ من شَمَامٍ عليهمُ * عُكُوباً مع العِقْبانِ، عِقْبانِ يَذْبُلِ
قال: والباء لغة بني خَفَاجَة من بني عُقَيْل، والبيتُ لـمُزَاحِم
العُقَيْلي. ابن الأَعرابي: غلام عَصْبٌ وعَضْبٌ، بالصاد والضاد، وَعَكْبٌ إِذا كانَ خَفيفاً نَشيطاً في عَمَله.
والعِكَابُ والعُكْبُ والأَعْكُبُ: كله اسم لجمع العَنْكَبُوتِ، وليس
بجَمْع، لأَن العَنْكَبُوتَ رباعِـيٌّ.
والعِكَبُّ: الذي لأُمِّه زَوْجٌ. ورجلٌ عِكَبٌّ، مثال هِجَفّ، أَي
قَصير ضَخْمٌ جافٍ؛ وكذلك الأَعْكَبُ. والعِكَبُّ العِجْليُّ: شاعر. وعِكَبٌّ وعُكَابة: اسمانِ. وعُكَابة: أَبو حيّ من بَكْرٍ، وهو عُكَابة بن صَعْب بن عَليِّ بن بَكْرِ بن وائل؛ وأَما قول المنخَّل اليَشْكُرِيّ:
يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ، * ويَطْعُنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا
فهو عِكَبٌّ اللَّخْمِـيُّ، صاحبُ سِجْنِ النُّعْمان بن المنذر.
والعَكْبُ: الشِّدَّةُ في الشَّرِّ، والشَّيْطَنَةُ؛ ومنه قيل للمارد من الجِنِّ والإِنس: عِكَبٌّ. وَوَجَدْتُ في بعض نسخ الصحاح، المقروءة
على عدَّة مشايخ، حاشيةً بخط بعض المشايخ: وعِكَبٌّ: اسم إِبليس (1)
(1 قوله «وعكب اسم ابليس» قال شارح القاموس وهو قول ابن الأعرابي نقله القزاز في جامعه، وأنشد:
رأيتك أكذب الثقلين رأياً * أبا عمرو وأعصى من عكب
فليت اللّه أبدلني بزيد * ثلاثة أعنز أو جرو كلب
ومثله قال ابن القطاع في كتاب الأوزان. وفي بعض الأمثال: من يطع عكباً يمس مكباً؛ قاله شيخنا.)
عشش: عُشُّ الطائرِ: الذي يَجْمع من حُطامِ العيدان وغيرها فيَبيض فيه،
يكون في الجبَلِ وغيرِه، وقيل: هو في أَفْنان الشجر، فإِذا كان في جبَلٍ
أَو جِدار ونحوِهما فهو وَكْر ووَكْنٌ، وإِذا كان في الأَرض فهو
أُفْحُوصٌ وأُدْحِيٌّ؛ وموضعُ كذا مُعَشّشٌ الطيورِ، وجمعه أَعْشاشٌ وعِشاشٌ
وعُشوشٌ وعِشَشةٌ؛ قال رؤبة في العُشوش:
لولا حُباشاتُ من التَّحْبِيش
لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش
والعَشْعَش: العُشُّ إِذا تراكب بعضُه على بعض. واعتَشَّ الطائرُ: اتّخذ
عُشًّا؛ قال يصف ناقة:
يتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ،
لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ،
بحيث يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ
قال: البائض وهو ذكَرٌ لأَن له شركةً في البَيْض، فهو في معنى الوالد.
وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً: كاعْتَشَّ. وفي التهذيب: العُشُّ للغراب وغيره
على الشجر إِذا كَثُف وضخُم. وفي المثل في خطبة الحجاج: ليس هذا
بعُشِّكِ فادْرُجِي؛ أَراد بعُشِّ الطائر، يُضرب مثلاً لمن يرفع نفسَه فوق
قدْرِه ولمن يَتعَرَّض إِلى شيء ليس منه، وللمُطْمَئِنّ في غير وقته فيؤمر
بالجِدِّ والحركةِ؛ ونحوٌ منه: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجِّني
والعِلَلَ في ذَوِيك. وفي حديث أُمّ زرع: ولا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً
أَي أَنها لا تَخُونُنا في طعامنا فنخبأَ منه في هذه الزاوية وفي هذه
الزاوية كالطيور إِذا عَشَّشَتْ في مواضعَ شتّى، وقيل: أَرادت لا تملأ
بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُْشُّ طائر، ويروى بالغين المعجمة.
والعَشّةُ من الشجر: الدقيقةُ القُضْبان، وقيل: هي المفْترِقةُ الأَغصان
التي لا تُواري ما وراءها. والعَشّةُ أَيضاً من النخل: الصغيرةُ الرأْسِ
القليلة السعف، والجمع عِشاشٌ. وقد عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها ودقّ
أَسفلُها، ويقال لها العَشَّة، وقيل: شجرة عشَّةٌ دقيقة القضبان لَئِِيمةُ
المَنْبِت؛ قال جرير:
فما شَجراتُ عِيصِك في قريْش
بعَشّات الفُروعِ، ولا ضَواحِي
وقيل لرجل: ما فعل نخل بني فلان؟ فقال: عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ
أَسفلُه، والاسم العَشَشُ. والعَشّةُ: الأَرض القليلة الشجر، وقيل: الأَرض
الغليظة. وأَعْشَشْنا: وقعْنا في أَرض عَشَّة، وقيل: أَرض عَشَّةٌ قليلة الشجر
في جَلْدٍ عَزازٍ وليس بجبلٍ ولا رملٍ وهي ليّنة في ذلك.
ورجل عَشٌّ: دقيقُ عظام اليد والرِّجْلِ، وقيل: هو دقيقُ عظام الذراعين
والساقين، والأُنثى عَشَّةٌ؛ قال:
لَعَمْرُكَ ما لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ،
ولا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ
وقيل: العَشَّةُ الطويلة القليلة اللحم، وكذلك الرجلُ. وأَطْلَق بعضهم
العَشَّةَ من النساء فقال: هي القليلةُ اللحم. وامرأَة عَشّةٌ: ضَئِيلةُ
الخَلْق، ورجل عَشٌّ: مهزول؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا،
لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا
بَشَاشَتي وعَمَلاً ففَشَّا،
وقد أَراها وشَواها الحُمْشا
ومِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا،
كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا
الفَرْشُ: الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرفُط والسَّلَم، وإِذا أَكلَتْه
الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ وناقة عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة
والعُشُوشةٍ، وفرس عَشُّ القوائم: دقيقٌ. وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر
ونَحَل، وأَعَشّهُ اللَّه. والعَشُّ: الجمع والكسب. وعَشَّ المعروفَ يعُشّه
عَشًّا: قلَّله؛ قال رؤبة:
حَجّاجُ ما نَيْلُك بالمَعْشُوشِ
وسقى سَجْلاً عَشّاً أَي قليلاً نزراً؛ وأَنشد:
يسقينَ لا عَشّاً ولا مُصَرّدا
وعَشّشَ الخبرُ: يبِسَ وتكَرَّجَ، فهو مُعَشِّشٌ. وأَعَشَّه عن حاجته:
أَعْجَله. وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بهم: أَعْجَلَهم عن أَمرهم، وكذلك إِذا
نزل بهم على كُرْه حتى يتحوّلوا من أَجله، وكذلك أَعْشَشْت؛ قال الفرزدق
يصف القطاة:
وصادقة ما خبّرَتْ قد بَعَثْتُها
طَرُوقاً، وباقي الليلِ في الأَرض مُسْدِف
ولو تُرِكَتْ نامتْ، ولكنْ أَعَشّها
أَذًى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ
ويروى: كالحِنّي، بكسر الحاء. ويقال: أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت
منزلاً قد نزلوه قبلك فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك. وجاؤوا مُعاشِّين
الصُّبْحَ أَي مُبادِرين. وعشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فانعشّ. أَبو زيد:
جاء بالمال من عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي من حيث شاء. وعَشّه
بالقضيب عشًّا إِذا ضربه ضربات. قال الخليل: المَعَشّ المَطْلب، وقال غيره
المَعَسّ، بالسين المهملة.
وحكى ابن الأَعرابي: الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ ميرةً ليست
بالكثيرة. وأَعْشاش: موضع بالبادية، وقيل في ديار بني تميم؛ قال
الفرزدق:عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وما كُنْتَ تَعْزِفُ،
وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنْتَ تَعْرِفُ
ويروى: وما كِدْتَ تعزف؛ أَراد عزفت عن أَعشاش، فأَبدل الباء مكان عن،
ويروى بإِعْشاش أَي بكُرْهٍ؛ يقول. عَزَفْتَ بكُرْهِك عمن كنْت تُحِبّ أَي
صرفت نفسَك. والإِعشاشُ: الكِبَرُ
(* قوله «الكبر» هو بهذا الضبط في
الأَصل.) .
أحيا: ابن الأَثير: أَحْيا،بفتح الهمزة وسكون الحاء وياء تحتها نقطتان،
ماء بالحجاز كانت به غَزْوة عُبيدة ابن الحرث بنِ عبد المُطَّلب، ويأْتي
ذكره في حيا.
عكص: عَكَصَ الشيءَ يَعْكِصُه عَكْصاً: رَدَّه. وعَكَصَه عن حاجتِه:
صرَفَه. ورجل عَكِصٌ عَقِصٌ: شَكِصُ الخلق سَيِّئُه. ورأَيت منه عَكَصاً أَي
عُسْراً وسُوءَ خلُقٍ. ورمْلةٌ عَكِصةٌ: شاقّةُ المَسلَك.