[طير] نه: فيه: الرؤيا لأول عابر وهي على رجل "طائر"، أي أنها إذا احتملت تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها وقعت على ما أولها وانتفى عنها غيره من التأويل. وفي آخر: على رجل "طائر" ما لم تعبر، أي لا يستقر تأويلها حتى تعبر، يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله فكيف ما يكون على رجله - وقد مر في الرؤيا. ط: ما لم يحدث أو يعبر قبل، أي الرؤيا قبل التعبير، لا يثبت شيء من تعبيرها على الرأي ولا يلحقه منها ضرر بل يحتمل أشياء كثيرة فإذا عبرت ثبت عليه حكم تعبيرها خيرًا أو شرًّا، وأحسبه أي أظنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: واذ، أي محب - ومر في رجل. نه: تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما "طائر يطير" إلا عندنا منه علم، يعني أنه استوفى بيان الشريعة حتى لم يبق مشكل فضربه مثلًا، وقيل: أراد أنه لم يترك شيئًا إلا بينه حتى أحكام الطير وما يحل وما يحرم وكيف يذبح وما الذي يفدى منه المحرم إذا أصابه ونحوه، ولم يرد أن فيه علمًا سواه أو رخص أن يتعاطوا زجر الطير كفعل الجاهلية. وفيه: فمنكم شيبة الحمد مطعم "طير" السماء، قال: لا، شيبة الحمد هو عبد المطلب، لأنه لما نحر فداء ابنه عبد الله مائة بعير فرقها على رؤوس الجبال فأكلتها الطير. وفيه: كأنما على رؤوسهم "الطير"، وصف الصحابة بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهمولا خفة لأن الطائر لا يقع إلا على شيء ساكن. ط: هو كناية عن إطراقهم رؤوسهم وسكونهم وعدم التفاتهم. ج: فهي لسكونهم لا تطير. ك: الطير بالنصب اسم كان أي كان كل واحد كمن على رأسه طائر يريد صيده فلا يتحرك. ط: مثل أفئدة "الطير"، أي الرقة والضعف نحو ح أهل اليمن: أرق أفئدة، أو كثرة الخوف فإن الطير أكثر الحيوان خوفًا، أو التوكل
كحديث: الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا، أو كل ذلك. نه: ورجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله "يطير" على متنه، أي يجريه في الجهاد. ومنه ح: فلما قتل عثمان "طار" قلبي "مطاره"، أي مال إلى جهة يهواها وتعلق بها، والمطار موضع الطيران. ومنه ح عائشة: إنها سمعت من يقول: إن الشؤم في الدار والمرأة، "فطارت" شقة منها في السماء وشقة في الأرض، أي كأنها تفرقت وتقطعت قطعًا من شدة الغضب. وح: حتى "تطايرت" شؤون رأسه، أي تفرقت فصارت قطعًا. وفيه: اقتسمنا المهاجرين "فطار" لنا عثمان، أي حصل نصيبنا منهم ابن مظعون. ومنه: إن كان "ليطير" له النصل وللآخر القدح، أي كان يقتسم الرجلان السهم فيقع لأحدهما نصله وللآخر قدحه. ن: ومنه: "فطارت" لي ولأصحابي قلادة، أي حصلت من القسمة لنا. نه: و"طائر" الإنسان ما جعل له في علم الله مما قدر له. ك: هو عمله. وعلى خير "طائر"، كناية عن الفأل. ن: أي أفضل حظ وأبركه. و"طارت" القرعة على عائشة وحفصة، أي خرجت. نه: ومنه: بالميمون "طائره"، أي بالمبارك حظه، ويجوز كون أصله من الطير السانح والبارح. والفجر "المستطير" ما انتشر ضوءه واعترض في الأفق بخلاف المستطيل. ومنه: حريق بالبويرة "مستطير"؛ أي منتشر متفرق كأنه طار في نواحيها. ومنه: فقدنا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقلنا: اغتيل أو "استطير"، أي ذهب به بسرعة كأن الطير حملته أو اغتاله أحد، والاستطارة والتطاير التفرق والذهاب. ن: استطير أو اغتيل أي طارت به الجن. غ: ومنه: "كان شره "مستطيرًا"". نه: وفيه "فأطرت" الحلة بين نسائي، أي فرقتها بينهن وقسمتها فيهن، وقيل: الهمزة أصلية- وقد مر. وفيه: لا عدوى ولا "طيرة"، هي بكسر طاء وفتح ياء وقد تسكن التشاؤم بشيء وهو مصدر تطير طيرة كتخير خيرة ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما، وأصله التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما وكان يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع ونهى عنه واخبر أن لا تأثير له في جلب نفع أو دفع
ضر. ومنه: "الطيرة" شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل، أي إلا يعتريه التطير وتسبق إلى قلبه الكراهة، قوله وما منا، قيل: إنه من قول ابن مسعود، وكانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعًا أو يدفع ضرًا إذا عملوا بموجبه فكأنهم أشركوه، ومعنى يذهبه بالتوكل أنه إذا خطر له عارض التطير فتوكل على الله وسلم إليه ولم يعمل به غفر له. ط: المراد بالإذهاب ما يخطر في قلب المؤمن من لمة الملك المذهب للمة الشيطان، وحذف المستثنى لما فيه من سوء حال فإنهم يرون ما يتشأمون سببًا مؤثرًا وملاحظة الأسباب شرك خفي فكيف إذا انضم إليه سوء اعتقاد. وفيه: لا "طيرة" فإن يك في شيء ففي الدار والفرس والمرأة، أصله التشأم بالطير ثم اتسع فيها فوضعت موضع الشؤم، يريد أنها منهي عنها إلا فيها كما مر: إنما الشؤم في ثلاثة، أي لو كان له وجود في شيء لكان فيها فإنها أقبل الأشياء له فيكون الشؤم بمعنى الكراهة شرعًا أو طبعًا كعدم الغزاء على الفرس وضيق الدار ونحوهما على ما مر. وفيه: لا "طيرة" وخيرها الفأل، هو فيما يسر ويسيء والطيرة مختص بما يسوء إلا قليلًا، وكان يمنعهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأخبر بأن لا تأثير له في جلب شيء، وضمير خيرها للطيرة وقد علم أنه لا خير فيها فهو من باب: الصيف أحر من الشتاء، أي الفأل في بابه أبلغ من الطيرة في بابها، ومثله روى: وأحسنها الفأل، ويجوز كون أحسن للتفضيل على زعم القوم والسائل
أي أحسنها ما يشابه الفأل المندوب إليه ومع هذا لا يرد المسلم عن المضي في حاجته بل يتوكل على ربه ويمضي لسبيله قائلًا: اللهم! لا يأتي الحسن إلا أنت. وهو من إرخاء العنان. وفيه: كنا "نتطير" قال: ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم، أي لا يمنعكم مما توجهتم إليه فإنه من قبيل الظنون لا حقيقة له ولا تأثير ولا تصور ضرر فيه، وهو نفي للتطيرنا بالبرهان، أي لا وجود للتطير وإنما هو شيء- إلخ، فلا يصدنكم، نهى لذلك الخاطر عن الصد، وفي الحقيقة هم منهيون عن مزاولة ما يوقعهم في الوهم. ك: وأصله أنهم كانوا ينفرون الظباء والطيور فإذا أخذت ذات اليمين تبركوا، وإن أخذت ذات الشمال تشأموا. ن: وهو شرك إن اعتقده، وضابطه أن ما لم يقع ضرره ولا اطردت به عادة خاصة ولا عامة فهو المنكر وهو الطيرة، وما يقع عنده ضرر عمومًا لا يخصه ونادرًا لا متكررًا كالوباء فلا يقدم عليه ولا يخرج منه، وما يخصه ولا يعم كالدار والفرس والمرأة فيباح الفرار منه. نه: إياك و"طيرات" الشباب، أي زلاتهم وعثراتهم، جمع طيرة. ك: نهى أن يصير هذا الطير، إطلاقه على الواحد لغة قليلة والمشهور أنه جمع والواحد الطائر. وفيه: "فيطيروا" كل "مطير"، هو بلفظ مجهول التطيير مفردًا وجمعًا، ومطير بفتح ميم وكسر طاء، وروى: مطار- ويتم شرحه في رعاع وفلتة. وح: لا أهوى بها إلا "طار"- يجيء في الهاء. ط: فيبقى شرار الناس في خفة "الطير"، أي اضطرابها وتنفرها بأدنى توهم شبه حال الأشرار في طيشهم وعدم وقارهم وثباتهم واختلال حالهم وميلهم إلى الفجور بحال الطير والسباع. ج: "طارت" في الرحم، يريد إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق بشرًا طارت في بشرة المرأة تحت كل شعر وظفر ثم تمكث أربعين ليلة ثم ينزل دمًا في الرحم فذلك جمعها. و"تطيرنا" أي تشأمنا. مد: ""طئرهم" عند الله" سبب خيرهم وشرهم في حكمه ومشيته. قا: "طائركم" معكم" أي سبب شؤمكم معكم وهو سوء أعمالكم.