[عرا] فيه: رخص في "العرية" و"العرايا"، واختلف فيه فقيل: إنه لما نهى عن المزانبة وهو بيع الثمر في رؤس النخل بالتمر خص منها العرية وهو أن من لا نخل له من ذوي الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله ولا نخل له يطعمهم منه ويكون قد فضل له من قوته تمر فيشتري من صاحب النخل ثمرة نخلة بخرصها من التمر، فرخص له فيما دون خمسة أوسق، وهو فعيلة بمعنى مفعولة، من عراه يعروه إذا قصده، أو بمعنى فاعلة من عرى يعري إذا خلع ثوبه كأنها عريت من التحريم فعريت أي خرجت. ج: وذلك بأن يخرص بأن رطبها إذا جف يجيء ثلاثة أوسق فيبيع بها من التمر وكذا في الكرم، قوله: أن يباع، بدل من العرية، ورطبًا بضم راء وفي بعضها بفتحها فيتناول العنب أيضًا فيشمل
نوعي العرية، قوله: يأكلها أهلها، أي المشترون لا البايعون، قوله: هو سواء، أي هذا القول مثل القول الأول لأن الضمير المنصوب في ياكلونها للثمار والمرفوع لأهل المخروص فأصلهما واحد، أو يراد تساوي التمر والرطب على تقدير الجفاف، وقال مالك: هو أن يعري أي يجرد الرجل نخلة من نخلاته لآخر ويعطيها له ثم يتأذى الواهب بدخول الموهوب له عليه فرخص للواهب أن يشتريها منه؛ وقال أبو حنيفة: أن يهب ثمرة نخلة ويشق عليه تردد الموهوب إلى بستانه وكره أن يرجع في هبته فيدفع إليه بدلها تمرًا، وهو صورة بيع ولفظ الحديث صريح في أنها بيع حقيقة، فالإمامان خالفا ظاهر الألفاظ؛ وقال الشافعي: معناه بيع الرطب على رؤس النخل بالتمر على الأرض بالخرص، وقواه البخاري بقول سهل بالأوسق الموسقة وبحديث: أرخص في العرايا، فقد أجاز بيعها على العموم لا الخصوص كما قال مالك، وذكر عن سفيان: العرايا نخل كانت توهب للمساكين فلا يستطيعون أن ينتظروا بها، أي ينتظروا جدادها فرخص لهم أن يبيعوها بما شاؤا من التمر، والجمهور على عكسه ط: بخرصها تمرًا، هو تميز أو حال مقدرة، وباء بخرصها للسببية. ن: رخص في بيع "العرية" بالرطب أو بالتمر، هو للشك لا للتخيير، والمراد بأحدهما التمر، وجوز البعض بيع الرطب على النخل بالرطب على الأرض لظاهر الحديث. نه: أنا النذير "العريان"، خص لأنه أبين للعين وأغرب وأشنع عند المبصر، وذلك أن ربيتة القوم وعينهم يكون على مكان عال فإذا رأى العدو نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه ويبقى عريانًا. ك: كان عادتهم إذا رأوا الغارة يتعرى من ثيابه واحد منهم ويأخذ ثوبه يرفعه ويديره حول رأسه إعلامًا بالغارة من بعيد، وروى بموحدة بدل مثناة بمعنى الفصيح أي أنا النذير المفصح بالإنذار لا يورى ولا يكنى. ط: هو مثل لشدة الأمر ودنو المحذور. وفيه: لا يطوفن "عريان"، كانوا يتجردون عن الثياب للطواف تفاؤلًا للتعري عن الذنوب. ك: وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان "عاري" الثديين،
أي لم يكن عليهما شعر أو لحم- قولان، ويشهد للثاني ح: كان أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر. ش: ما سوى ذلك بدل من الثديين أي عار من الشعر ما سوى موضع الخط من بطنه، وأراد بحديث أنه أجرد أنه لم يكن على جميع بدنه شعر لا الأجرد المطلق فلا ينافي ح: أشعر الذراعين. نه: وفيه: أتى بفرس "معرور"، أي لا سرج عليه ولا غيره، واعرورى فرسه إذا ركبه عريًا، فهو لازم ومتعد، أو يكون أتى بفرس معرورى على المفعول، ويقال: فرس عري وخيل أعراء. ن: هو بضم ميم وفتح راء. نه: ومنه ح: إنه ركب فرسًا "عريًا"، ولا يقال رجل عري، ولكن عريان. ك: على فرس "عري"- بضم مهملة وسكون راء، وقيل بكسر راء وتشديد ياء. نه: وفيه لا ينظر الرجل إلى "عرية" المرأة، أي ما يعرى منها وينكشف، والمشهور رواية عورة المرأة. ج: وفيه: مكان عورة "عرية"، وهي التعري عن الثوب. نه: وفيه: كنت أرى الرؤيا "أعرى" منها، أي يصيبني البرد والرعدة من خوفه، عرى مجهولًا فهو معرو، والعرواء الرعدة. ومنه ح: يصيبه "العرواء"، وأصله برد الحمى. وفيه: فكره أن "يعروا" المدينة، وروى: أن تعرى، أي تخلو وتصير عراء وهو الفضاء من الأرض وتصير دورهم في العراء. ش: ومنه: "لنبذ "بالعراء"". قا: بالمكان الخالي عما يغطيه من شجر أو نبت. ك: أن "يعروا"- بضم تحتية وسكون عين وضم راء، أي يتركونها خالية فأراد صلى الله عليه وسلم أن تبقى جهات المدينة عامرة. وروى: تعرى، أي تصير حواليه خالية. ج: كره أن "تعرى" المدينة، عروته أعروه إذا ألممت به وأتيته طالبًا كأنه خشي أن يكثر الناس فيضيق بهم. نه: كانت فدك لحقوقه التي "تعروه" أي تغشاه. ومنه ح أبي ذر: ما لك "لا تعتريهم" وتصيب منهم، عراه واعتراه إذا قصده يطلب منه رفده وصلته.
وفيه: إن مخزومية كانت "تستعير" المتاع وتجحده فقطعت يده من العارية؛ وذهب إسحاق إلى ظاهره؛ الخطابي: هو مختصر وإنما قطعت لأنها ترقت من الاستعارة إلى أن سرقت قطيفة من بيته صلى الله عليه وسلم، وذكر الاستعارة والجحد تعريفًا لها بخاص صفتها إذ كانت معروفة بها. وفيه: لا تشد "العري" إلا إلى ثلاثة مساجد، هي جمع عروة، أي عري الأحمال والرواحل. مد: "إلا "اعتراك"" أي أصابك "بعض آلهتنا بسوء" بجنون. ش: "عروة" الكوز معروفة. و"العروة" الوثقى: العقد الوثيق المحكم. وح: إن المدينة "ستعرى"- بضم التاء وبعين مهملة وراء ببناء مجهول، من عروت العدو إذا قصدته للقتال، وقد وقع هذا في زمن يزيد بن معاوية، قتل كثير من أبناء المهاجرين والأنصار سنة ثلاث وستين وهلك يزيد عقيبها. شم: هو بغين معجمة وزاي. ك: يموت عبد الله وهو أخذ "بالعروة" الوثقى، غشارة على قوله طفقد استمسك "بالعروة" الوثقى" ولذا قالوا إنه من أهل الجنة، وغنما أنكر عبد الله عليهم تواضعا وكراهة أن يشار إليه بالأصابع، والأولى أن يقال: لأنهم لم يسمعوا ذلك صريحًا بل قالوه استدلالًا واجتهادًا فهو في مشيئة الله تعالى، ونصبت بلفظ المجهول ضد خفضت، وروى: قبضت- بمجهول القبض، وأنث ضمير رأسها لأنه مؤنث سماعي، قوله: فانتبهت وأنا متمسك بها، أي انتبهت حال الاستمساك، ولا بعد في كون الاستمساك حقيقة بعد الانتباه لشمول قدرة الله، والمراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدين، وبالعمود الأركان الخمسة أو كلمة الشهادة، وبالعروة الإيمان. غ: "عروة" الكلا أصلها الثابت في الأرض يرعاها الماشية في السنة القليلة المطر. ن: خذوها و"أعروها"- بهمزة قطع وبضم راء، من أعريته وعريته إعراء وتعرية فتعرى، أي خذوا ما عليها من المتاع ورحلها وآلتها. وفيه: كاسيات "عاريات"، أي كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها، أو تستر بعضها وتكشف بعضها إظهارًا لجمالها، أو تلبس ثوبًا
رقيقًا يصف لون بدنها. ج: بأن يلقين خمرهن وراءهن فتظهر صدورهن- ويتم في كسا. ط: وفي أصحاب الصفة: فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا، أي ليسوي نفسه ويجعلها عديلة مماثلة لنا بجلوسه فينا تواضعًا ورغبة فيما نحن، قوله: من "العري"، أي لم يكن لهم ثياب إلا قليل فمن كان ثوبه أقل من ثوب أخيه يجلس خلفه حتى لا يرى، ثم قال بيده هكذا أي أشار بيده أن اجلسوا حلقة ليظهر وجوههم له ويراهم كلهم لقوله تعالى "ولا تعد عيناك عنهم" وإن كان هذا كناية عن الإزراء لكن ينافي إرادة الحقيقة. وفيه: بل "عارية" مؤداة، هي بتشديد ياء وقد تخفف، وهذه مبالغة أي بل أردها عينها وأضمن قيمتها لو تلفت، وكان صفوان ح مشركًا فإن هذا النداء لا يصدر عن مؤمن؛ وفيه حجة على أبي حنيفة أن العارية أمانة، وفائدة التأدية عند من لا يرى التضمين إلزام المستعير مؤنة ردها إلى مالكها. وح: فقام إليه "عريانًا" يجر ثوبه ما رأيته "عريانًا" قبله ولا بعده، لعلها أرادت ما رأيته عريانًا استقبل رجلًا واعتنقه فاختصر الكلام، وذلك لفرحه بقدومه وتعجيله للقائه بحيث لم يتمكن من تمام التردي بالرداء. ك: كانت بنو إسرائيل يغتسلون "عراة"، لجوزه في شريعتهم أو لتساهلهم وكان موسى يغتسل وحده تنزهًا أول حرمته، والأول أظهر وإلا لما قررهم موسى ولما خرج متعريًا على بني إسرائيل قائلًا: ثوبي حجر.