[عرف] فيه: قد تكرر ذكر "المعروف" وهو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، وهو من الصفات الغالبة، أي أمره معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه، والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم؛ والمنكر ضد كل ذلك. ومنه ح: أهل "المعروف" في الدنيا هم أهل "المعروف" في الآخرة، أي من بذل معروفه للناس أتاه الله جزاء معروفه في الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة، وروى في معناه: يأتي أصحاب المعروف يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيجتمع لهم الإحسان في الدنيا والآخرة. ك: ومنه: أو تفعل "معروفًا"، يعني أنها ربما تصدقت من ثمرها إذا جدته. ط: للمسلم على المسلم ست "بالمعروف"، أي خصال ست ملتبسة بالمعروف، وهو ما عرف في الشرع وحسنه العقل. نه: "والمرسلات "عرفا"" أي ملائكة أرسلوا بالمعروف والإحسان، والعرف ضد النكر، وقيل: أرسلت متتابعة كعرف الفرس. ح: أي كتتابع شعر العرف. نه: وفيه: لم يجد "عرف" الجنة، أي ريحها الطيبة، والعرف الريح- ويتم في تعلم. ومنه ح: حبذا أرض الكوفة أرض سواء سهلة "معروفة"، أي طيبة العرف. وفيه: "تعرف" إلى الله في الرخاء "يعرفك" في الشدة، أي اجعله يعرفك بطاعته والعمل فيما أولاك من نعمته فإنه يجازيك عند الشدة والحاجة إليه في الدارين. ومنه ح: هل "تعرفون" ربكم؟ فيقولون: إذا "اعترف" لنا "عرفناه"، أي إذا وصف نفسه
بصفة نحققه بها عرفناه. ومنه ح الضالة: فإن جاء من "يعترفها"، يقال: عرف الضالة، أي ذكرها وطلب من يعرفها، فجاء من "يعترفها"، أي يصفها بصفة يعلم أنه صاحبها. ك: ومنه: ثم "عرفها" سنة، أي عرفها للناس بذكر صفاتها في المحافل سنة، أي متصلة كل يوم مرتين ثم مرة ثم في كل أسبوع ثم في كل شهر في بلد اللقيط. ن: "عرفها" سنة ثم "اعرف" وكاءها، يوهم أن معرفة الوكاء يتأخر عن تعريفها وباقي الروايات بالعكس لكن هذا معرفة أخرى فيعرف أولًا حتى يعلم صدق واصفها فإذا عرف سنة وأراد تملكها يتعرف ثانيًا تعريفًا وافيًا بقدره ووصفه ليمكن ردها إذا جاء صاحبها. نه: وفي ح عمر: أطردنا "المعترفين"، هم من يقرون على أنفسهم بما يوجب الحد أو التعزير، من طرده السلطان وأطرده إذا أخرجه عن بلده، وطرده إذا أبعده، ويروى: أطردوا "المعترفين"، كأنه كره لهم ذلك وأحب أن يستروه على أنفسهم. وفيه: لتردنه أو "لأعرفنكها" عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي لأجازينك بها حتى تعرف سوء صنيعك، وهي كلمة تقال عند التهديد. وفيه: "العرافة" حق و"العرفاء" في النار، هو جمع عريف وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، والعرافة عمله؛ قوله: حق، أي فيها مصلحة للناس ورفق في أمورهم وأحوالهم؛ وقوله: في النار، تحذير من التعرض للرئاسة لما في ذلك من الفتنة وخوف فوت إقامة حقه. ط: "العرافة"- بالكسر، من عرف من نصر إذا فعله، وبالضم إذا صار عريفًا، وهو حق أي واقع موضع المصلحة والضرورة، ولكن العرفاء في النار أي في مقرب النار لما فيها من التعاون والبليات فهم على خطر. ن: "فعرفنا" اثني عشر رجلًا، هو بعين
وتشديد راء أي جعلنا عرفاء وروى: ففرقنا- بفاء مكررة في أوله وبقاف، أي جعل كل رجل مع اثني عشر فرقة؛ وفيه جواز تعريف العرفاء على العساكر؛ وح: العرفاء في النار، محمول على عرفاء يقصرون ويرتكبون ما لا يجوز، واثنا عشر على لغة من يلزم المثنى الألف. نه: وورد أهل القرآن "عرفاء" أهل الجنة، وفسر برؤسائهم. وفيه: "ثم محلها إلى البيت العتيق" وذلك بعد "المعرف"، أي بعد الوقوف بعرفة وهو التعريف أيضًا، وأصل المعرف موضع التعريف، ويكون بمعنى المفعول. ك: وهو بفتح راء. نه: وفيه: من أتى "عرافًا" أو كاهنًا، العراف هنا المنجم أو الحازي الذي يدعى علم الغيب. ط: هو قسم من الكهان يستدل على معرفة المسروق والضالة بكلام أو فعل أو حالة، وعدم قبول صلاته عبارة عن عدم الثواب لا عن وجوب القضاء، والكاهن يخبر عن كوائن في المستقبل. نه: وفيه: ما أكلت لحمًا أطيب من "معرفة" البرذون، أي منبت عرفه من رقبته. وفيه: جاءوا كأنهم "عرف"، أي يتبع بعضهم بعضًا. ك: كان يمسح "أعراف" الخيل، هو جمع عرف وهو شعر عنق الخيل. ط: ومنه: "معارفها" دفاؤها، جمع عرف: شعر عنق الخيل، دفاؤها أي كساؤها الذي يدفأ به، وهو بكسر دال وسكون فاء الحرارة، أي يندفع البرد عن الفرس بمعرفته. نه: وفيه: أطيب من ريح أو "عرف" مسك، هو بفتح عين وسكون راء الريح، ولفظ الريح بلا تنوين لأنه مضاف حمكًا. ومنه: و"العرف عرف" المسك، أي ريح دمه ريح المسك؛ ولذا لا يغسل دم الشهيد. ج: هو الرائحة طيبة أو خبيثة والمراد هنا الطيبة. ك: وح: "فعرف" استئذان خديجة، أي تذكر أو هو إضافة بأدنى ملابسة أي استئذانها من خديجة. وح: ليؤتوا من جسده "يعرفونه"، أي تشخص عنده أنه هو المقتول. وح: أما السلام فقد "عرفناه"، وهو: السلام عليك
أيها النبي- إلخ. وح: "فلأعرفن" ما جاء الله رجل، بلام جواب قسم، وفي بعضها: فلا أعرفن- بلفظ النهي، وما جاء الله أي مجيئه فما مصدرية، أو رجلًا جاء الله على أنها موصوفة، ورجل فاعل لنحو يجيء أو خبر محذوف. وفيه: أ"يعرف" أهل الجنة من أهل النار فلم يعمل العاملون، فإن قيل: المعرفة بالعمل فكيف السؤال؟ قلت: معناه يميز ويفرق بينهما بحسب قضاء الله. وح: قد "عرفنا" ذلك اليوم والمكان، يعني قد اتخذنا ذلك عيدًا وعظمناه بل هما عيدان لأنه يوم عرفة ويوم جمعة وليلة ليلة عيد، وقائل: يا أمير المؤمنين، كعب الأحبار قبل أن يسلم. وأخدمتك على ما "يتعارفه" الناس، أي على عرفهم في صدور هذا القول منهم في كون الإخدام هبة أو عارية. ن: ما "يعرفن" من الغلس، أي ما يعرفن أنساء أم رجال، وقيل: ما تعرف أعيانهن، وضعف بأن المتلفعة في النهار أيضًا لا تعرف عينها. وفيه: وكان ذلك "يعرف" منه، لما يظهر في وجهه وبدنه من أثره. وح: "عرف" ذلك في وجهه، أي عرف أثر ذلك الريح من الاغتمام والحزن. ط: "يعرف" فيه الحزن، أي جلس حزينًا، وعدل عنه إلى "يعرف" ليدل أنه صلى الله عليه وسلم كظم الغيظ، وكان ذلك القدر الظاهر من جبلة البشرية. وفيه: ستكون أمراء "تعرفون" وتنكرون، هما صفتان لأمراء أي تعرفون بعض أفعالهم وتنكرون بعضها أي بعضها يكون حسنًا وبعضها قبيحًا، فمن قدر أن ينكر عليهم قبائح أفعالهم وأنكر فقد برئ من المداهنة والنفاق، ومن لم يقدر عليه ولكن أنكر بقلبه فقد سلم من مشاركتهم في الوزر، ولكن من رضي بالقلب وتابعهم في العمل فهو الذي يشاركهم في العصيان؛ وحذف خبر من رضي للقرينة. ن: فمن "عرف" برئ، أي من عرف المنكر ولم يشتبه عليه فقد صارت له طريق إلى
البراءة من إثمه بأن يغيره بيده أو لسانه أو يكره بقلبه، وروى: فمن كره، أي كره ذلك المنكر فقد برئ من إثمه، وهذا فيمن لا يستطيع الإنكار بيده ولسانه، لكن من رضي أي الإثم على من رضي؛ قوله: لا ما صلوا، إشارة إلى أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم ما لم يغيروا شيئًا من قواعد الإسلام. ط: هذا الماء قد "عرفناه" فما بال النار والملح، عرفنا جملة حالية من هذا أي قد عرفنا حال الماء واحتياج الناس والدواب إليه وتضررها عن المنع وليس كذلك أمر النار والملح، فأجاب بأنهما وإن كانا كذلك أي حقيرًا لا يوبه بهما لكن يفوت بالمنع ثواب جزيل، وأنت ضمير الملح في طيبت اعتبارًا لقلته، وضمير من أحياها للمسلم بتأويل النفس. وفيه: "فعرفه" نعمه "فعرفها"، أي علمه الله إياها، وهذا التعريف للتبكيت وإلزام النعم عليه، فعرفها أي اعترف بها، وقرأ القرآن أي على ظهر قلبه، جرئ بالهمزة أي مقدام، والفاء الأولى للتعقيب والثانية للتسبيب، ويقضى صفة الناس إذ هو نكرة معنى، ونعمة روى أولًا بالإفراد وفي الآخرين بالجمع. وح: فإنه دم أسود "يعرف"، أي تعرفه النساء. وح: كنت "أعرف" انقضاء النبي صلى الله عليه وسلم، يعني كان يكبر الله في الذكر المعتاد بعد الصلاة فأعرف انقضاء صلاته به، أقول: هذا إنما يستقيم إذا كان ابن عباس بعيدًا من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخفض صوته إلا في هذا التكبير، ويحتمل أن يراد كنت أعرف انقضاء هيئة منها إلى أخرى بتكبير أسمعها منه، لكن هذا التأويل يخالف الباب. ز: قال المذنب: يحتمل
أن يكون ابن عباس لصغره يتخلف عن حضور الجماعة في المسجد أو يتأخر مجيئه عن فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع في بيته أو بيت واحد من جيران المسجد تكبيره صلى الله عليه وسلم فيعرف أنه صلى الله عليه وسلم فرغ من الصلاة وانصرف عنها- والله أعلم. ط: من "عرفني" فقد "عرفني" ومن "لم يعرفني" فأنا جندب! اتحاد الشرط والجزاء إشعار بشهرة صدق لهجته، أي ومن لم يعرفني فليعلم أني جندب، وروى: فأنا أبو ذر، أي المعروف بالصدق، بحديث: ما أظلت الخضراء على أصدق من أبي ذر. وفيه: لسنا "نعرف" العمرة، أي لسنا نعرفها في أشهر الحج، فإن الجاهلية يرون العمرة في أشهرها من أفجر الفجور. ط: وح: كأن وجهه قطعة قمر وكنا "نعرف" ذلك، حال مؤكدة أي كان جليًا ظاهرًا لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة. و"عرفة" سمي بها لوقوع المعرفة فيها بين آدم وحواء، أو لتعرف العباد إلى الله بالدعاء والعبادة. قا: "ذلك أدنى أن "يعرفن"" يميزن من الإماء والقينات. غ: "الأعراف" سور بين الجنة والنار حبس فيها من استوت حسناتهم وسيئاتهم، وأعراف الرمال أشرافها. و"قبائل "لتعارفوا"" لا لتفاخروا. و""عرف" بعضه" أي حفصة، وبالتخفيف جازى حفصة ببعض ما فعلت كقولك لمن تتوعده: عرفت ما فعلت. و""عرفها" لهم" طلبها أو إذا دخلوا عرفوا منازلهم. قا: أي عرف النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بعض ما فعلت "واعرض عن" إعلام "بعض" تكرمًا؛ أو جازى بها على بعض بالتطليقة وتجاوز عن بعض.