Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ضرب

لكك

ل ك ك: (اللَّكُّ) بِالْفَتْحِ شَيْءٌ أَحْمَرُ يُصْبَغُ بِهِ. وَ (اللُّكُّ) بِالضَّمِّ ثُفْلُهُ يُرَكَّبُ بِهِ النَّصْلُ فِي النِّصَابِ. 
[لكك] لَكّهُ، أي ضربــه مثل صكه. والك أيضا: شى أحمر يُصبغُ به جلود المعز وغيره واللُكُّ، بالضم: ثُفْلُهُ، يُرَكَّبُ به النصل في النصاب. والتَكَّ القومُ: ازدحموا. ومنه قول الراجز يذكر قَليباً: يَطْمو إذا الورْدُ عليه التكا واللكيك: المكتز اللحم، مثل الدخيس واللديم، وهو المرمى باللحم، والجمع اللكاك وجمل لكالك، أي ضخم ;

لكك


لَكَّ(n. ac. لَكّ)
a. Struck, thumped on the neck.

إِلْتَكَكَa. Was pressed, crammed; thronged, jostled each
other.
b. [Fī], Made mistakes in (speaking).
c. [Fī], Vacillated, wavered, dillydallied.
لَكّ
A certain plant. b. (pl.
لُكُوْك
أَلْكَاْك
38), P.
Hundred thousand, lac.
c. Flesh.

لَكَّةa. Blow, thump.

لُكّ
P.
a. Lac ( a juice ).
لَكِيْك
(pl.
لِكَاْك)
a. Compact; multitudinous (army).
b. Liquid pitch.
c. see N. P.
II
لَكَّآءُa. Leather varnished with lac.

N. P.
لَكَّكَa. Compact, firm-fleshed.

لَكَ ( fem.
a. لَكِ ), To thee.
ل ك ك

لحم لكيكٌ: مكتنز، وفرس لكيك اللحم. وجملٌ لكّيٌّ، وناقة لكّيةٌ، ولكّ لحمها إذا كانا حادرين لحيمين. قال:

إن لها سانيةً لكّياً ... مداجناً ما يخبط الصبيّا

وقال العبديّ:

حتى تلاقيت بلكّيّةٍ ... تامكة الحارك والمقحد

وصبغ الجلد بالّلكّ بالفتح وهو صبغ أحمر، وجلد ملكوك: مصبوغ به. قال الأخطل:

بأحمر من لكّ العراق وأسودا

وشد نصاب السكين باللّكّ بالضم وهو ما ينحت من ذلك الجلد الملكوك.

ومن المجاز: عسكر لكيكٌ، وقد التكت جماعتهم، ولهم لكاك: زحام. واصطك الورد والتكّ. قال ذو الرمة:

إذا التكّت الأوراد فرّجت بينها ... بعدل ولم تعجز عليك المصادر
(ل ك ك)

لَك الرجل يلكه لكا: ضربــه بجمعه فِي قَفاهُ.

وَقيل: هُوَ إِذا ضربــه وَدفعه.

واللكاك: الزحام.

والتك الْورْد: ازْدحم وَــضرب بعضه بَعْضًا، قَالَ رؤبة:

مَا وجدوا عِنْد التكاك الدوس

وعسكر لكيك: متضام متداخل.

وَقد التك. وجاءنا سَكرَان ملتكا، كَقَوْلِك: ملتخاًّ: أَي يَابسا من السكر.

والتك الرجل فِي كَلَامه: أَخطَأ.

والتك فِي حجَّته: أَبْطَأَ.

واللك، واللكيك: الصلب المكتنز من اللَّحْم.

وَفرس لكيك اللَّحْم والخلق: مجتمعه.

وَرجل لكَي: مكتنز اللَّحْم.

وناقة لكية، ولكاك: شَدِيدَة اللَّحْم مرمية بِهِ رميا.

وجمل لكاك: كَذَلِك.

وَجَمعهَا: لكك، ولكك على لفظ الْوَاحِد، وَإِن اخْتلف التأويلان.

واللكالك من الْإِبِل: كاللكاك، قَالَ:

أرْسلت فِيهَا قطماً لكالكا

من الذريحيات جَعدًا آركا

يقصر يمشي وَيطول باركا

أَرَادَ: يقصر مَاشِيا، فَوضع الْفِعْل مَوضِع الِاسْم، الذريحيات: الْحمر، وآرك: يرْعَى الْأَرَاك، وَقَوله: يقصر يمشي فَمَا بعده: أَي أَنه عَظِيم الْبَطن، فَإِذا قَامَ قصر، وَإِذا برك طَال.

وَلَك اللَّحْم يلكه لكاً: فَصله عَن عِظَامه.

ولكت بِهِ: قذفت، قَالَ الاعلم:

عنت لَهُ سفعاء لكت " م " ... بالبضيع لَهَا الجنائب

واللكة: الْقُدْرَة من اللَّحْم.

واللك، بِفَتْح اللَّام: نَبَات تصبغ بِهِ الْجُلُود.

واللك، بضَمهَا: عصارتها الَّتِي يصْبغ بهَا، قَالَ الرَّاعِي يصف رقم هوادج الْأَعْرَاب:

بأحمر من لَك الْعرَاق وأصفرا وَجلد ملكوك: مصبوغ باللك.

واللكاء: الْجُلُود المصبوغة باللك، اسْم للْجمع كالشجراء.

واللك، اللك: مَا ينحت من الْجُلُود الملكوكة فتشد بِهِ نصب السكاكين. واللكيك: اسْم مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

إِذا هَبَطت بطن اللكيك تجاوبت ... بِهِ واطباها روضه وأبارقه

وَرَوَاهُ ابْن جبلة " اللكاك " وَهُوَ أَيْضا: مَوضِع.

لكك: لَكَّ الرجلَ يَلُكُّه لَكّاً. ضربــه بجُمْعه في قفاه، وقيل: هو إذا

ضربــه ودفعه، وقيل لَكَّه ضربــه مثل صَكّه. الأَصمعي: صَكَمْته ولَكَمْتُه

وصَكَكْتُه ودَكَكْنُه ولَكَكْتُه كُلُّه إذا دفعته. واللِّكاكُ:

الزِّحامُ. والْتَكَّ الوِرْدُ التِكاكاً إذا ازْدَحم وضرب بعضه بعضاً؛ قال

رؤبة:

ما وَجَدُوا عند التِكاكِ الدَّوْسِ

ومنه قول الراجز يذكر قَلِيباً:

صَبَّحْنَ من وَشْحى قَلِيباً سُكّاً،

يَطْمُو إذا الوِرْدُ عليه الْتَكَّا

وَشْحى: اسم بئر، والسُّكُّ: الضَّيِّقة. وعسكر لَكِيكٌ: مُتَضامٌّ

متداخل، وقد التَكَّ. وجاءنا سكرانَ مُلْتَكّاً: كقولك مُلْتَخّاً أَي

يابساً من السُّكْر. والتَكَّ الرجل في كلامه: أَخطأَ. والتَكَّ في حُجته.

أَبطأَ. واللُّكُّ واللَّكِيكُ: الصُّلْب المُكْتَنِزُ من اللحم مثل

الدَّخيس واللَّدِيم؛ قال: وهو المَرمِيُّ باللحم، والجمع اللِّكاكُ. وفرس

لَكَِيكُ اللحم والخَلْق: مجتمعه، وعسكر لَكِيك. وقد التَكَّتْ جماعتهم

لِكاكاً أَي ازدحمت ازدحاماً. والتَكَّ القوم: ازدحموا. ورجل لُكِّيٌّ:

مكتنز اللحم. وناقةٌ لُكِّيَّة ولِكاكٌ: شديدة اللحم مَرْمية به رمياً، وجمل

لِكاكٌ كذلك، وجمعها لُكُكٌ ولِكاكٌ

على لفظ الواحد، وإن اختلفَ التأويلان.

واللُّكالِكُ من الإبل: كاللِّكاكِ؛ قال:

أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا،

من الذَّرِيحيَّات، جَعْداً آرِكا

يَقْصُر مَشْياً، ويَطُولُ بارِكا،

كأَنه مُجَلَّلٌ دَرانِكا

ويروى: يقصر يمشي، أَراد يقصر ماشياً فوضع الفعل موضع الإسم، وقال أَبو

علي الفارسي: يقصر إذا مشى لانخفاض بطنه وضِخَمِه وتقاربه من الأَرض،

فإذا برك رأيته طويلاً لارتفاع سنامه فهو باركاً أَطول منه قائماً، يقول:

إنه عظيم البطن فإذا قام قَصُرَ، وإذا برك طالَ، والذَّرِيحِيَّات:

الحُمْرُ، وآرِك يعني يرعى الأَراك. أَبو عبيد: اللُّكالِك العظيم من الجمال؛

حكاه عن الفراء. وجمل لُكَالِكٌ أَي ضخم. ولُكَّتْ به: قُذِفت؛ قال

الأَعلم:عَنَّتْ له شَفْعاءُ لُكْـ

ـكَتْ بالبَضِيع لها الجَنائِب

ولُكَّ لحمه لَكّاً، فهو مَلْكُوك؛ وأَنشد:

واللَّكَكُ: الضَّغْطُ، يقال: لَكَكْتُه لَكّاً. ولَكَّ اللحمَ يَلُكُّه

لَكّاً: فَصَله عن عظامه.

الليث: اللَّكُّ صِبْغ أحمر يصبغ به جلودُ المِعْزَى للخِفاف وغيرها، هو

معروف. واللُّكّ، بالضم: ثُفْلُه يُرَكَّب به النَّصْلُ في النِّصاب،

قال ابن سيده: واللُّكَّة واللُّكُّ، بضمهما، عُصارته التي يصبغ بها؛ قال

الراعي يصف رَقْمَ هَوادج الأَعراب:

بأَحمَر من لُكِّ العِراقِ وأصْفَرا

قال ابن بري: وقيل لا يسمى لُكّاً بالضم إلا إذا طبخ واستخرج صِبْغه.

وجلد مَلْكُوك: مصبوغ باللُّكِّ. واللَّكَّاء: الجلود المصبوغة باللُّكِّ

اسم للجمع كالشَّجْراء. واللُّكُّ واللَّكُّ: ما يُنْحَت من الجلود

المَلْكوكة فتشد به نُصُبُ السكاكين.

واللَّكِيك: اسم موضع؛ قال الراعي:

إذا هَبَطَتْ بطنَ اللَّكِيك تَجاوَبَتْ

به، واطَّبَاهَا رَوْضُه وأَبارِقُه

ورواه ابن جَبَلَةَ اللَّكاك وهو أَيضاً موضع.

لكك
{لكَّهُ} يَلُكُّه {لكًّا: ضَرَبَــه مثل صَكَّهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيل: ضَرَبَــه بجُمْعِهِ فِي قَفاهُ. أَو هُوَ إِذا ضَرَبَــه فدَفَعَه فِي صَدْرِه، وقالَ الأصْمَعِي: صَكَمْتُه، ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه، ودَكَكْتُه،} ولَكَكْتُه، كُله: إِذا دَفَعْتَهُ.
(و) {لَكَّ اللَّحْمَ يَلُكُّه لكًّا: فَصَّلَه عَن عِظامِه عَن ابْنِ دُرَيْد.
} واللِّكاكُ، ككِتاب: الزِّحامُ وأَنْشَد اللَّيْثُ: وِرْدًا على خَنْدَقِه لِكاكَا (و) {اللِّكاكُ: الشَّدِيدَةُ اللَّحْم من النُّوقِ: المَرمِيَّةُ بِهِ رَمْيًا} كاللكِّيَّةِ، {واللُّكالِكِ، بضَمِّهِما، قَالَ المُثَقِّبُ:
(حَتّى تُلُوفِيت} بلُكِّيَّةٍ 
... تامِكَةِ الحارِكِ والمُوفِدِ)
وَقَالَ آخَرُ: أَرْسَلْتُ فِيها قَطِمًا {لُكالِكا مِنَ الذَّرِيحِيّاتِ جَعْدًا آرِكَا يَقْصُرُ مَشْيًا ويَطُولُ بارِكَا ج:} لُكَكٌ، كصُرَدٍ، الصوابُ: ككُتُب وكِتابٍ أَيْضًا على لَفْظِ الواحِدِ وِإن اخْتَلَف التَّأْوِيلانِ.
وقالَ أَبوُ عُبَيد: العَظِيمُ من الجِمالِ، حَكاهُ عَن الفَرّاءِ وَفِي الصِّحاحِ: جَمَلٌ {لُكالِكٌ، أَي ضَخْمٌ.
والْتَكَّ الوِرْدُ: ازْدَحَم وضَرَبَ بعضُه بَعْضًا، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قولُ الرّاجِزِ يَذْكُر قَلِيبًا: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحَى قَلِيباً سُكَّا يَطْمُو إِذا الوِرْدُ عليهِ الْتَكَّا)
والْتكَّ العَسكَرُ: تَضامَّ وتَداخَلَ، فَهُوَ لكِيكٌ مُتضامٌّ مُتداخِلٌ، وَهُوَ مجَاز.
والْتَكَّ فِي كَلامِه: أَخْطَأَ.
والْتَكَّ فِي حُجَّتِه: أَبْطَأَ، كَمَا فِي المُحْكَم.
} واللَّك: الخَلْطُ، كَمَا فِي العُبابِ.
(و) {اللَّكُّ: الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ من اللَّحْم،} كاللَّكِيكِ كأَمِير، قالَه ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَد لامْرئَ القَيس:
(وظَلَّ صِحابي يَشْتَوُونَ بنَعْمَةٍ ... يَضُفُّون غارًا {باللَّكِيكِ المُوَشَّقِ)
أَي: مَلَئُوا الغارَ من لَحْمِها.
واللَّكُّ: نَباتٌ يُصْبَغُ بِهِ وَقَالَ اللَّيثُ: صِبغٌ أَحْمر يُصْبَغُ بِهِ جُلودُ البَقَرِ، وَهُوَ مُعًرّبٌ، وَفِي بعضِ النسَخِ: وَهُوَ مَعْرُوف، وَفِي الصِّحاحِ: شَيْء أَحمَرُ يُصْبَغُ بِهِ جُلُود المَعْزِ وَغَيره، زَاد غَيره: للخِفافِ وغيرِها.
(و) } اللك بالضّمِّ: ثُفْلُه كَمَا فِي الصِّحاح أَو عُصارَتُه كَمَا فِي المُحْكمِ، وَهِي الَّتِي يُصْبَغُ بهَا، قَالَ الرّاعِي يَصِفُ رَقْمَ هَوادِج الأَعْرابِ: بأَحْمَرَ مِن {لُكِّ العِراقِ وأَصْفَرا وشُربُ دِرْهَمٍ مِنْهُ نافِعٌ للخَفَقانِ واليَرَقانِ والاسْتِسقاءِ وأَوْجاعِ الكَبِدِ والمَعِدَةِ والطِّحالِ والمَثانَةِ، ويُهْزِلُ السِّمانَ. أَو هُوَ بالضّمِّ: مَا يُنْحَتُ من الجلُودِ المَصبوغَةِ} باللكِّ زادَ الصاغانيُّ: وِإنما هُوَ ثُفْلُه، قُلْتُ: فهما قولٌ واحِدٌ فيُشَدُّ بهِ نُصُبُ السَّكاكِينِ، وَفِي الصِّحاحِ: ويُرَكَّبُ بِهِ النَّصْلُ فِي النِّصابِ وَقد يُفْتَح، وَقَالَ ابنُ بَريّ: وقِيلَ: لَا يُسَمّى {لُكًّا بالضمِّ إِلاْ إِذا طُبخَ واسْتُخْرِجَ صِبغُه.
(و) } اللُّكّ، بالأَنْدَلس من أَعْمالِ فَحْصِ البَلُّوطِ.
واللُّكُّ أَيضًا: بَين الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وطَرابُلُسِ الغَربِ من أَعمال بَرقَةَ. قلتُ: وَمِنْه أَبو الحَسَنِ أَحْمَدُ بن القاسِم بنِ الرَّبّانِ المِصْرِيُّ المَعْرِوفُ {- باللُّكِّي، روى جُزْءَ نُبَيطِ بنِ شُرَيْطٍ الأَشْجَعِي عَن أبي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بن إِسْحاقَ بنِ إِبْراهِيمَ بنِ نُبَيطِ بنِ شُرَيْطٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ، وَعنهُ الحافِظُ أَبو نُعَيم، وَهَذَا الجُزْءُ عِنْدِي.
واللُّكُّ: الصلْبُ المُكْتَنِزُ لَحْمًا،} كاللَّكِيكِ كأَمِيرٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، وَهُوَ مثلُ الدَّخِيسِ، واللَّدِيمِ وَهُوَ المَرمى باللَّحْمِ، وجَمْعُه {لِكاكٌ.
} والمُلَكَّكُ كمُعَظَّم مثلُه، قَالَ الصّاغاني: وَهُوَ الكَثِير {اللَّكِيًك.
وسَكْرانُ} مُلْتَكٌّ أَي: يابِسٌ سُكْراً مثل مُلْتَج.
{واللُّكْلُكُ، كهُدْهُدٍ: القَصِير وَهُوَ قَلْبُ الكُلْكُل.)
(و) } اللُّكْلُكُ: الضَّحْمُ من الإِبِلِ.
(و) ! اللَّكِيكُ كأَمِيرٍ: القَطِرانُ عَن ابنِ عَبّادٍ.
واللَّكِيكُ: شَجَرَةٌ ضَعِيفَةٌ نقَلَه الصَّاغَانِي.
واللَكِيكُ: قالَ الراعِي: (إِذا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجاوَبَتْ ... بهِ واطَّباهَا رَوْضَهُ وأَبارِقُهْ)
ورَواه ابنُ جَبَلَة {اللُّكاك كغُرابٍ وضَبَطَه الصّاغانيُ بالكَسرِ، وقالَ: هُوَ فِي دِيارِ بني عامِرٍ، وقالَ غيرُه: بحَزْنِ بني يَربُوعٍ وأَنْشَد الصّاغاني لمُضَرسِ بنِ رِبْعِي:
(كَأَنِّي طَلبتُ الغاضِرِيّاتِ بَعْدَمَا ... عَلَوْنَ اللِّكاكَ فِي نَقِيبٍ ظَواهِرَا)
} واللَّكَّاءُ: الجُلودُ المَصْبوغَةُ باللّك اسمٌ للجَمْعِ كالشَّجْراءِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: فَرَسٌ {لَكِيكُ اللَّحْمِ والخَلْقِ: مُجْتَمِعُه.
ورَجُلٌ} - لُكِّيٌ: مُكْتَنِزُ اللَّحْم.
{ولُكَّتْ بهِ: قُذِفَتْ، قَالَ الأعْلَمُ:
(عَنَّتْ لَهُ سَفْعاءُ} لُكتْ ... بالبَضِيعِ لَها الجَنائِبْ)
{ولُكَّ لَحْمُه} لكًّا، فهُوَ {مَلْكُوكٌ.
} واللّك: الضَّغْط، يُقَال: {لَكَكتُه لكاً.
وجِلْدٌ} مَلْكُوك: مَصْبُوغٌ {باللُّكِّ.
} واللَّكَّةُ: الشِّدَّة والدَّفْعَهُ والوَطْأَةُ، وجَعَلْتُ عَلَيْهِ {- لَكَّتِي،} - ولاكَّتِي، أَي: شِدَّتِي ووَطْأَتِي.
وناقة {مُلَكَّكَةٌ، كمُعَظَّمَة: سَمِينَةٌ.
} واللكْلُوكُ، بالضّمِّ: هُوَ اللَّولَكُ الَّذِي يُلْبَسُ فِي الرجْلِ، عامِّيةٌ.

قبص

قبص: قبيصة: بومة صماء، وهي بومة لا متنازع لها. (بوشر).
ق ب ص : الْقَبِيصَةُ وِزَانُ كَرِيمَةٍ الشَّيْءُ الَّذِي يُتَنَاوَلُ بِأَطْرَافِ الْأَنَامِلِ وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ تَصْغِيرُ ذِئْبٍ. 
ق ب ص: (الْقَبْصُ) التَّنَاوُلُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ. وَمِنْهُ قَرَأَ الْحَسَنُ: «فَقَبَصْتُ قَبْصَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ» . 
(قبص) : حَبْلٌ مُتَقِّبصٌ: إذا كان مُتطَوِّياُ لم يُمَدَّ. قال الرَّعْبَلُ ابن القَرَبِ السُّمَيْنِيُّ.

أَرُدًّ السائِلَ الشَّهْوانَ عنها ... خَفِيفاُ وَطْبُه قَبضَ الحِبالِ
قبص
القَبْصُ: التّناول بأطراف الأصابع، والمتناول بها يقال له: الْقَبْصُ والْقَبِيصَةُ، ويعبّر عن القليل بِالْقَبِيصِ وقرئ: (فَقَبَصْتُ قَبْصَةً) والقَبُوصُ:
الفرس الذي لا يمسّ في عدوه الأرض إلّا بسنابكه، وذلك استعارة كاستعارة القَبْصِ له في العدو.
(قبص)
قبصا عدا عدوا سَرِيعا والغلام شب وَالشَّيْء تنَاوله بأطراف أَصَابِعه وَالرجل وَغَيره قطع عَلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ قبل أَن يتمه يُقَال قبص الشَّارِب قطع عَلَيْهِ شربه قبل أَن يرْوى

(قبص) قبصا خف ونشط وأصابه القبص فَهُوَ قبص وَالرجل عظم رَأسه فَهُوَ أقبص وَهِي قبصاء وَيُقَال هُوَ أقبص الرَّأْس ضخمه مدوره وَهَامة قبصاء عَظِيمَة ضخمة مُرْتَفعَة (ج) قبص

(قبص) الشَّيْء تنَاوله بأطراف أَصَابِعه

قبص


قَبَصَ(n. ac. قَبْص)
a. Took with the fingertips, took a pinch of, picked up a
little of.
b. Prevented from drinking (animal).

قَبِصَ(n. ac. قَبَص)
a. Had a big head.
b. see V
قَبَّصَa. see I (a) (b).
تَقَبَّصَa. Collected together, swarmed (locusts).

إِقْتَبَصَa. see I (a)
قَبْصa. see 2 (b)
قَبْصَةa. Pinch, a little.

قِبْصa. Multitude, swarm.
b. Sand-heap.

قُبْصَة
(pl.
قُبَص)
a. see 1t
قَبِصa. Brisk, lively.

أَقْبَصُa. Bigheaded.
b. see 26
قَاْبِصَة
(pl.
قَوَاْبِصُ)
a. Company, body of men.

قَبِيْصa. see 25t (b)
قَبِيْصَةa. see 1tb. Earth, dust; pebbles.

قَبُوْصa. Swift, fleet.
قبص وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَاهُ عمر 16 - / الف وَعِنْده قِبص من النَّاس. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُمُ الْعدَد الْكثير. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ / قَالَ الْكُمَيْت فِي القبص: [الطَّوِيل]

لكم مَسجِدا اللَّه المزُورانِ والحَصَى ... لكم قِبصهُ من بَين أثرى وأقترا

يُقَال: فعل ذَلِك فلَان من بَين أثرى وَأَقل - أَي من بَين كل مثرٍ ومقل كَأَنَّهُ يَقُول من بَين النَّاس. قَالَ أَبُو عبيد: والقبصة فِي غير هَذَا بأطراف الْأَصَابِع دون القبضة والقبضة بالكف كلهَا.
ق ب ص

قريء " فقبصت قبصةً ". ويقال: قبصت من أثره، واقتبصت قبصة وقبصاً. قال أبو الجهم الجعديّ:

قالت له واقتبصت من أثره ... يا ربّ صاحب شيخنا في سفره

قيل له: كيف اقتبصت من أثره، قال: أخذت قبصة من أثره في الأرض فقبّلتها. وعن مجاهد في قوله تعالى: " وآتوا حقّه يوم حصاده " يعني القبص التي تعطى عند الحصاد. قال حميد:

بنازل تدع المعزاء رجعتها ... بالمنسمين إذا ما أرقلت قبصا

وتقول: قابص قاضم، أهون من قابض خاضم. ورأيت قبصاً من بني فلان، وإنهم لفي قبص الحصى: في عدده. ونزلتم في قبص النّمل وهو مجتمع ترابه وجرثومته. وأصابه القبص وهو وجع الكبد من التّريق بالتمر وشرب الماء عليه. وقبص المأمون فقبض.

ومن المجاز: مرّ الفرس يقبص قبصاً إذا لم يصب الأرض إلا أطراف سنابكه، وفرس قبوص. وتقول: جئت لأقتبس من أنوارك، وأقتبص من آثارك.
[قبص] القَبْص : التناول بأطراف الأصابع. ومنه قرأ الحسن: " فَقَبَصْتُ قَبْصَةً من أثر الرسول ". والقبص، بالتحريك: وجعٌ يصيب الكبد عن أكل التمر على الريق ثمَّ يشرب عليه الماء. قال الراجز: أرفقة تشكو الجحاف والقبص * جلودهم ألين من مس القمص * تقول منه: قبص الرجل، بالكسر. والقَبَصُ أيضاً: الخفَّة والنشاط، عن أبى عمرو. وقد قبص الرجل فهو قَبِص. والقَبَصُ أيضاً: مصدر قولك هامةٌ قَبْصاءٌ، أي ضخمة مرتفعة. قال الراجز:

بهامة قبصاء كالمهراس * والقِبْص بالكسر: العدد الكثير من الناس: قال الكميت: لكم مسجِدا اللهِ المَزُورانِ والحَصى * لكم قِبْصُهُ من بين أثرى وأقترا * والمقبص : الحبل الذي يمدُّ بين يدي الخيل في الحلبة. ومنه قولهم: أخذته على المقبص. والقبيصة: ما تناولته بأطراف أصابعك. وقبيصة أيضا: اسم رجل، وهو إياس بن قبيصة الطائى. 
[قبص] فيه: وعنده "قبص" من الناس، أي عدد كثير، وهو فعل بمعنى مفعول، يقال: إنهم لفي قبص الحصى. ومنه ح: فيخرج عليهم "قوابص"، أي طوائف وجماعات، جمع قابصة. وفيه: إنه دعا بتمر فجعل بلال يجيء به "قبصا قبصا"، وهي ما قبص، والقبص: الأخذ بأطراف الأصابع. غ: وبالضاد - بالكف كلها. نه: ومنه ح «وآتوا حقه يوم حصاده»: أي "الالتي تعطى الفقراء عند الحصاد، وقيل: بضاد معجمة. ومنه ح: ففتح بابا فجعل "يقبض" لي من زبيب الطائف. وفيه: من حين "قبض"، أي شب وارتفع، والقبض: ارتفاع في الرأس وعظم. وفي ح أسماء: رأيه صلى الله عليه وسلم في النوم فسألني: كيف بنوك؟ قلت: "يقبصون قبصا" شديدا، فأعطاني حبة سوداء كالشونيز شفاء لهم وقال: أما السام فلا أشفى منه، يقبصون - أي يجمع بعضهم إلى بعض من شدة الحمى. وفي ح البراق: فعملت بأذنيها و "قبصت"، أي أسرعت، والقبض: الخفة والنشاط. وفي ح المعتدة: ثم تؤتى بدابة شاة أو طير "فتقبص" به، أي تعدو مسرعة نحو منزل أبويها لأنها كالمستحيية من قبح منظرها، والمشهور رواية قاء ومثناة وضاد معجمة - وقد مر.
قبص
القَبْصُ: التَّناوُلُ بأطرافِ الأصابع.
والقَبِيْصَةُ: التُّرابُ المَجْمُوع والحَصى. وقَبِيْصَةُ: اسْمُ رَجُل.
والفَرَسُ القَبُوصُ: الذي إذا رُكِضَ لم يُصِبِ الأرضَ إلا أطرافُ سَنابِكِه. وقيل: هو الوثيقُ الخَلْقِ. والقِبْصُ: مَجْمَعُ الرمْل الكثِيرِ، وكذلك القَبْصُ.
وهُمْ في قِبْص الحَصى وقَبْصِها: أي فيما لا يُسْتَطاعُ عَدَدُه من كَثْرتِه.
والقَبَصُ في الرَّأْس: ارْتفاعٌ فيه وعِظَمٌ وتَدْوِيرٌ، قُبِصَ الرَّجُلُ قَبَصاً.
وقَبِصَتْ رَحِمُ الناقَةِ: إذا انْضَمَّتْ، والجَرَادُ على الشَّجًرِ: تَقَبَّصَتْ وانْقَبَصَ غُرْمُولُ الفَرَس. والقَبَص: وَجَعٌ يُصِيبُ الكَبِدَ عن أكْل التمر على الرِّيق.
والقِبَصّى: العَدْوُ الشَّدِيدُ. وسَبَقَني قَبْصاً.
والقَبُصُ: الخِفَّةُ والنَّشَاط. والقُبَصُ: القُمَزُ. وقِبْصُ النَمْل: مَجْمَعُ تُرَابِه.
والأقْبَصُ: الذي يَمْشي فَيَحْثي التُّرابَ بصدْرِ قَدَمِه فَيَقَعُ على مَوْضِع العَقِب.
وإذا أدْخَلْتَ تِكَّتَكَ في سَراوِيلِكَ فجَذَبْتَ قُلْتَ: قَبَصْتُ.
قبص
قبَصَ يَقبِص، قَبْصًا، فهو قابِص، والمفعول مَقْبوص
• قبَص الشَّيءَ: تناوله بأطراف أصابعه "قبَص ملحًا/ تابلاً- {فَقَبَصْتُ قَبْصَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} [ق] ". 

قَبْص [مفرد]: مصدر قبَصَ. 

قَبْصَة [مفرد]: ج قَبَصات وقَبْصات:
1 - اسم مرَّة من قبَصَ.
2 - حِفْنَة، شيء مأخوذ بأطراف الأصابع "قَبْصَة ملح/ تابل/ مسحوق- {فَقَبَصْتُ قَبْصَةً من أثر الرسول} [ق] " ° قَبْصَة شاي/ قَبْصَة برسيم/ قَبْصَة طبيخ: قليلٌ منه.
3 - ما حملت كفَّاك من الشَّيء. 

قُبْصَة [مفرد]: ج قُبُصات وقُبْصات:
1 - قَبْصَة، حِفْنَة، شيء مأخوذ بأطراف الأصابع "قُبْصَة ملح/ تابل- {فَقَبَصْتُ قُبْصَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} [ق] ".
2 - ما حملت كفّاك من الشيء. 
(قبص) - وفي الحديث: "من حين قَبَصَ"
: أي شبَّ وَارتَفَع، والقَبَص: ارتفَاع في الرأسِ وعِظَمٌ. والقَبِيصَةُ: التُّرابُ المَجموعُ.
- وفي حديث أبي ذَرّ - رضي الله عنه -: "انْطَلَقْتُ مع أبي بكر - رضي الله عنه - فَفَتَح بابا فَجَعلَ يَقْبِصُ لي مِن زبيب الطائف"
القَبْصُ: التَّناول بأطرافِ الأصابع، والقبصَةُ: المرَّة منه وبالضَمِّ، كالغَرْفَةِ والغُرفَة.
- وفي حديث المعتدّة للوفاة: "ثم تُؤتَى بدابَّةٍ؛ شاةٍ أو طَيْرٍ فتَقْبِص به "
قال الأَزْهَرِيّ: رَوَاه الشّافعيُّ "وتَقْبِص" بالقِاف، والبَاءِ المُعْجَمة بواحِدَةٍ والصَّاد المُهمَلة: أي تَعدُو مُسرِعَةً نحو مَنْزل أبَوَيْها؛ لأنها كالمُسْتَحْيِيَة من قُبْح مَنظَرِها، مأخوذٌ من فرسٍ قَبَّاصٍ: شَدِيد الجرى، وقد قَبَص يَقبِص: عَدا، وفرسٌ قَبُوص: إذا ركض لم يُصِب الأَرضَ إلّا أطرافُ سَنابِكِهِ من شِدَّةِ عَدْوه. والقَبْصُ: الخِفَّةُ والنَّشاط.
- في حديث أسْمَاء - رضي الله عنها - قَالَت: "رَأيت رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم - في المَنَامِ فَسَألني كيف بَنُوك؟ قُلتُ: يُقْبَصُون قَبصًا شدِيدًا" قيل: كَأنهم يُجْمَعُ بَعضُهم إلى بعض من شِدَّة الحُمَّى.
(ق ب ص)

قبص يقبص قبصاً: تنَاول باطراف الْأَصَابِع وَهُوَ دون الْقَبْض، وَقَرَأَ الْحسن: (فقبصت قبصة من اثر الرَّسُول) .

وَقيل: هُوَ اسْم الْفِعْل.

والقبصة من الطَّعَام: مَا حملت كَفاك.

والقبيص، والقبيصة: التُّرَاب الْمَجْمُوع.

والقبص: النَّمْل.

وقبصه: مجتمعه.

والقبص، والقبص: الْعدَد الْكثير.

والقبص والقبصى: عَدو شَدِيد.

وَقيل: عَدو كَأَنَّهُ ينزو فِيهِ.

والقبوص من الْخَيل: الَّذِي إِذا ركض لم يمس الأَرْض إِلَّا أَطْرَاف سنابكه من قدم.

وَقيل: هُوَ الوثيق الْخلق.

والقبص، والقبص: وجع يُصِيب الكبد من أكل التَّمْر على الرِّيق وَشرب المَاء عَلَيْهِ، قَالَ:

أرفقة تَشْكُو الجحاف والقبص ويروى: الحجاف.

والأقبص من الرِّجَال: الْعَظِيم الرَّأْس.

قبص قبصاً.

وَهَامة قبصاء: عَظِيمَة.

والقبصة: الجرادة الْكَبِيرَة، عَن كرَاع.

والمقبص: الْحَبل الَّذِي يمد بَين أَيدي الْخَيل فِي الحلبة وَمِنْه قَوْلهم:

أخذت فلَانا على المقبص

وَقبيصَة: اسْم رجل.

قبص

1 قَبَصَهُ, aor. ـِ (M, A, K,) inf. n. قَبْصٌ, (S, M,) He took it with the ends of his fingers; (S, M, A, K;) the action which it denotes being less than that termed قَبْضٌ; (M;) the latter signifying the “ taking with the whole of the hand; ” (Bd, xx. 96;) as also ↓ قبصّهُ, (Ibn-'Abbád, K,) inf. n. تَقْبِيصٌ. (TA.) Thus, accord. to one reading, [in the Kur, xx. 96,] فَقَبَصْتُ قَبْصَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ; (S, M, A, TA;) and, accord. to another, قُبْصَةً; (TA;) [in each] with ص [in both instances] instead of ض, with which the passage is commonly read; (TA;) meaning, [And I took with the ends of my fingers somewhat] of the dust from the footstep of the horse of the messenger Gabriel. (Jel.) [But see قبض.] You say also, قُبْصَةً ↓ إِقْتَبَصْتُ [I took for myself somewhat with the ends of my fingers]. (A.) And مِنْ أَنْوَارِكَ ↓ جِئْتُ لِأَقْتَبِسَ وَأَقْتَبِصَ مِنْ آثَارِكَ (tropical:) [I came to acquire of thy lights of knowledge, and pick up somewhat of thy traditions]. (A.) 2 قَبَّصَ see 1.8 إِقْتَبَصَ see 1, in two places.

قَبْصٌ: see قِبْصٌ, throughout.

قِبْصٌ A great number (AO, S, M, K) of men or people; (S, K;) as also ↓ قَبْصٌ: (M, TA:) thus applied it is like a dim. applied to that which is esteemed great. (El-Fáïk, O.) You say, إِنَّهُمْ لَفِى

قِبْصِ الحَصَى Verily they are numerous as the pebbles. (TA.) And هُوَ فِى قِبْصِ الحَصَى, and ↓ قَبْصِهَا, He is in, or among, a multitude that cannot be numbered. (O, TA.) [See also a verse of ElKumeyt cited in the first paragraph of art. ثرو.]

b2: A place where a number is collected together of ants; as also ↓ قَبْصٌ: (M:) and of bees; as also the latter word: (TA:) or where a great number of ants is collected together: (El-'Eyn, TA:) or where a great quantity of sand is collected together; as also the latter word. (Ibn-'Abbád, K.) قَبْصَةٌ What one takes with the ends of his fingers; as also ↓ قُبْصَةٌ, (K,) and ↓ قَبِيصَةٌ: (S, Msb:) [in the L, قُبَيْصَةٌ; but this is the dim. of the first and second of the above words:] or, accord. to some, the first is a noun signifying the act [of so taking]: (M:) and the second, (M,) or this and the first also, (K,) signifies what one's two hands carry, of food, or wheat: (M, K:) the pl. of ↓ قُبْصَةٌ is قُبَصٌ. (TA.) قُبْصَةٌ: see قَبْصَةٌ, throughout.

قَبِيصٌ: see what next follows.

قَبِيصَةٌ: see قَبْصَةٌ. b2: Also, (M, K,) and ↓ قَبِيصٌ, (M, TA,) Dust, or earth, (M, K,) and pebbles, (Ibn-'Abbád, K, TA,) collected together. (M, K, TA.) قَابِصَةٌ sing. of قَوَابِصُ; which signifies Bodies [of men]; syn. طَوَائِفُ; and a number collected together. (TA.)

قبص: القَبْصُ: التناوُلُ بالأَصابع بأَطْرافِها. قَبَصَ يَقْبِصُ

قَبْصاً: تناوَلَ بأَطراف الأَصابع، وهو دون القَبْصِ. وقرأَ الحسن: فقَبَصْت

قُبْصةً من أَثَر الرسول، وقيل: هو اسم الفعل، وقراءَة العامة: فقَبَضْت

قَبْضةً. الفراء: القَبْضةُ بالكفِّ كلها، والقَبْصة بأَطراف الأَصابع،

والقُبْصَة والقَبْصةُ: اسم ما تَناوَلْتَه بعينه، والقَبِيصةُ: ما

تناوَلْته بأَطراف أَصابعك، والقَبْصةُ من الطعام: ما حَمَلَتْ كَفَّاك. وفي

الحديث: أَنه دَعَا بتَمْرٍ فجعل بِلالٌ يجيءُ به قُبَصاً قُبَصاً؛ هي جمع

قُبْصةٍ، وهي ما قُبِصَ كالغُرْفةِ لما غُرِفَ. وفي حديث مجاهد في قوله

تعالى: وآتوا حَقَّه يومَ حصادِه، يعني القُبَصَ التي تُعْطَى الفُقراءَ

عند الحصاد. ابن الأَثير: هكذا ذكر الزمخشري حديثَ بلال ومجاهد في الصاد

المهملة وذكرهما غيره في الضاد المعجمة، قال: وكلاهما جائزان وإِن اختلفا؛

ومنه حديث أَبي بردة: انْطَلَقْتُ مع أَبي بكر ففَتَح باباً فجعل

يَقْبِصُ لي من زَبِيب الطائف.

والقَبِيصُ والقَبِيصةُ: الترابُ المجموع.

وقِبْصُ النملِ وقَبْصُه: مُجْتَمعُه. الليث: القِبْصُ مُجْتَمَعُ النمل

الكبير الكثير. يقال: إِنهم لَفِي قِبْصِ الحصى أَي في كثرتها لا

يُسْتطاع عَدُّه من كثرته. والقِبْصُ والقَبْصُ: العدَد الكثير، وفي الصحاح:

العددُ الكثير من الناس. وفي الحديث: فتخرج عليهم قَوَابِص أَي طوائف

وجماعات، واحدَتُها قابِصةٌ؛ قال الكميت:

لكم مَسْجِدا اللّه المزُوران، والحصى

لكم قِبْصُه من بين أَثْرَى وأَقْتَرا

أَي من بين مُثْر ومُقِلٍّ، وفي الحديث: أَن عمر، رضي اللّه عنه، أَتى

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وعنده قِبْصٌ من الناس؛ أَبو عبيدة: هو

العدد الكثير، وهو فِعْلٌ بمعنى مفعول، من القَبْص. يقال: إِنهم لفي قِبص

الحصى.

والقَبَصُ: الخِفَّةُ والنشاط؛ عن أَبي عمرو. وقد قَبِصَ الرجلُ، فهو

قَبِيصٌ. والقَبْصُ والقِبِصَّى: عَدْوٌ شديدٌ، وقيل: عَدْوٌ كأَنه يَنْزُو

فيه، وقد قَبَصَ يَقْبِصُ؛ قال الأَزهري في ترجمة قبض:

وتَعْدُو والقِبِضَّى قبل عَيْرٍ وما جَرَى،

ولم تَدْرِ ما بالِي، ولم أَدْرِ ما لها

قال: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرب من العَدْوِ فيه نَزْوٌ. وقال غيره:

قَبَصَ، بالصاد المهملة، يَقْبِصُ إِذا نزَا، فهما لغتان، قال: وأَحسب بيت

الشماخ يروى: وتَعْدُو والقِبِصَّى، بالصاد المهملة؛ وقال ابن بري: أَبو

عمرو يَرْوِيه القِبِضَّى، بالضاد المعجمة، مأْخوذ من القَباضة وهي

السُّرعة، ووجه الأَول أَنه مأْخوذ من القَبَص وهو النشاط، ورواه

المُهَلَّبيُّ القِمِصَّى وجعله من القِماصِ. وفي حديث الإِسراء والبُراقِ: فعَمِلَت

بأُذُنَيها وقَبَصَت أَي أَسرعت. وفي حديث المعتدّة للوفاة: ثم تُؤْتى

بدابةٍ شاةٍ أَو طيرٍ فتَقْبِصُ به؛ قال ابن الأَثير: قال الأَزهري رواه

الشافعي بالقاف والباء الموحدة والصاد المهملة، أَي تعدُو مسرعة نحوَ

مَنْزِل أَبَوَيْها لأَنها كالمُسْتَحْيِيَةِ من قُبْحِ مَنْظَرِها؛ قال ابن

الأَثير: والمشهور في الرواية بالفاء والتاء المثناة والضاد المعجمة.

التهذيب: يقال قَبَصَ الفرسُ يَقْبِصُ إِذا نزا؛ قال الشاعر يصف ركاباً:

فيَقْبِضْنَ من سادٍ وعادٍ وواخدٍ،

كما انْصاعَ بالسِّيِّ النعامُ النوافرُ

والقَبُوصُ من الخيل الذي إِذا رَكَض لم يَمَسَّ الأَرض إِلا أَطرافُ

سَنابِكه من قُدُم؛ قال الشاعر:

سَلِيم الرَّجْع طَهْطاه قَبُوص

وقيل: هو الوَثِيقُ الخَلْق. والقَبْصُ والقَبَصُ: وجَعٌ يُصِيبُ الكبد

عن أَكل التمر على الريق وشُرْب الماء عليه؛ قال الراجز:

أَرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ،

جلودُهم أَلْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ

ويروى الحُجاف، تقول منه: قَبِصَ الرجلُ، بالكسر. وفي حديث أَسماء قالت:

رأَيت رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، في المنام فسأَلني: كيف

بَنُوكِ؟ قلتُ: يُقْبَصُون قَبْصاً شديداً، فأَعطاني حَبّة سوداء كالشُّونِيز

شِفاء لهم، وقال: أَما السامُ فلا أَشْفي منه، يُقْبَصُون أَي يُجْمع

بعضهم إِلى بعض من شدة الحُمّى. والأَقْبَصُ من الرجال: العظيمُ الرأْس،

قَبِصَ قَبَصاً. والقَبَصُ: مصدر قولك هامةٌ قَبْصاءُ عظيمةٌ ضخمة مرتفعة؛

قال الراجز:

بهامةٍ قَبْصاءَ كالمِهْراسِ

والقَبَصُ في الرأْس: ارتفاعٌ فيه وعِظَم؛ قال الشاعر:

قَبْصاء لم تُفْطَحْ ولم تُكَتّل

يعني الهامة. وفي الحديث: من حينَ قَبِصَ أَي شَبَّ وارتفع. والقَبَصُ:

ارتفاعٌ في الرأْس وعِظَمٌ.

والقَبْصةُ: الجرادةُ الكبيرة؛ عن كراع.

والمِقْبَصُ: المِقْوَسُ وهو الحَبْل الذي يُمدّ بين أَيدي الخيل في

الحَلْبة إِذا سوبق بينها؛ ومنه قولهم:

أَخَذْتُ فلاناً على المقْبَص

وقَبِيصةُ: اسم رجل وهو إِياس بن قَبِيصة الطائي.

قبص
قَبَصَه يَقْبِصُهُ قَبْصاً: تَنَاوَلَه بأَطْرَافِ أَصابِعهِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وهُو دُونَ القَبْضِ، كقَبَّصَهُ تَقْبِيصاً. وَهَذَا عَن ابْنِ عَبَّادٍ. وذلِكَ المُتَنَاوَلُ بأَطْرَافِ الأَصابِعِ: القُبْصَةُ، بالفَتْحِ والضَّمِّ.
وعَلَى الأَوّل قِرَاءَةُ ابْنِ الزُّبَيْر وأَبِي العَالِيَةِ وأَبِي رَجَاءٍ وقَتَادَةَ، ونَصْرِ بن عَاصم فَقضبَصْتُ قَبْصَةً من أَثَرِ الرَّسُولِ بفَتْح القَاف. وعَلى الثَّانِي قرَاءَة الحَسَنِ البَصْرِيّ، مِثَالُ غُرْفَة. وقِيلَ: هُوَ اسْمُ الفِعْل، وقِرَاءَةُ العَامَّة بالضَّاد المُعْجَمَة. وَقَالَ الفَرَّاءُ: القَبْضَةُ بالكَفِّ كُلِّهَا، والقَبْصَةُ بأَطْرَافِ الأَصَابِع. والقُبْصَةُ والقَبْصَةُ: اسمُ مَا تَناوَلْتَهُ بعَيْنِه. قَبَصَ فُلاناً، وكَذَا الدَّابَّةَ، يَقْبِصُه قَبْصاً: قَطَعَ عَلَيْه شُرْبَهُ قَبْلَ، أَنْ يَرْوَى. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَبَصَ الفَحْلُ: نَزَا، وأَنْشَدَ لِذِي الرُمَّةِ يَصِفُ رِكَاباً:
(ويَقْبِصُ من عَادٍ وسادٍ ووَاخِدٍ ... كَمَا انْصَاعَ بالسِّيِّ النِّعامُ النَّوافِرُ)
قَبَصَ التِّكَّةَ يَقْبِصُهَا قَبْصاً: أَدْخَلَها فِي السَّراوِيلِ فَجَذَبَها، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والقَبْصَةُ، بالفَتْح: الجَرَادَةُ الكَبِيرَةُ، عَن كُرَاع. القَبْصَةُ من الطَّعَام: مَا حَمَلَت كَفَّاك، ويُضَمُّ، والجَمْعُ قُبَصٌ، مِثْلُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّه دَعَا بِلالاً، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، بتَمْرٍ فَجَعَلَ يَجِيءُ بهِ قُبَصاً قُبَصاً، فَقَالَ: يَا بِلاَلُ أَنْفِقْ وَلَا تَخْشَ من ذِي العَرْشِ إِقْلالاً. وَقَالَ مُجَاهدٌ فِي قَوْله تَعَالَى: وآتُوا حَقَّه يَوْمَ حَصادِه يَعْنِي القُبَصَ الَّتِي تُعْطَى عِنْدَ الحَصَاد لِلْفُقَرَاءِ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: هكَذا ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيّ حَدِيثَ بِلالٍ ومُجَاهِدٍ فِي الصِّادِ المُهْمَلَة، وذَكَرَهُمَا غَيْرُه فِي الضَّادِ المُعْجَمَة.
قَالَ: وكِلاهُمَا جَائزَان، وإِن اخْتَلَفَا.والقِبْصُ، بالكَسْرِ: العَددُ الكَثِيرُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وزادَ الجَوْهَرِيُّ: من النَّاسِ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَن عُمَرَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وعِنْدَهُ قِبْصٌ من النّاسِ، أَي عَدَدٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(لَكُمْ مَسْجِدَا اللهِ المَزُورانِ والحَصَى ... لَكُمْ قِبْصُه من بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا)

وَهُوَ فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعُول من القَبْصِ. وَفِي العُبَاب والفَائِقِ: إِطْلاقُه على العَدَدِ الكَثِيرِ من جِنْس مَا صَغَّروه من المُسْتَعْظَم. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: القِبْصُ: الأَصْلُ، يُقَال: هُوَ كَرِيمُ القِبْصِ. قُلْتُ: وسَيَأْتِي فِي النُّون أَيضاً القِنْصُ: الأَصْلُ، ومَرّ فِي السِّين المُهْمَلَة أَيضاً. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: القِبْصُ: مَجْمَعُ الرَّمْلِ الكَثيرِ، ويُفْتَحُ. يُقَال: هُوَ فِي قِبْصِ الحَصَى وقَبْصِها. أَي فِيمَا لَا يُسْتَطاع عَدَدُه من كَثْرَتِه، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغَانيُّ فِي العُبَاب. والَّذي فِي كتَاب العَيْن: القِبْصُ: مُجْتَمَعُ النَّمْلِ الكَبير الكَثيرِ. يُقَالُ: إِنَّهُم لَفي قِبْصِ الحَصَى، أَيْ فِي كَثْرتِهَا. وقولُه: ويُفْتَحُ، أَي فِي هَذِه اللُّغَةِ الأَخِيرَة، هَكَذَا سِيَاقُ عِبَارَته. والصَّوابُ أَنّه يُفْتَحُ فِيهِ وَفِي مَعْنَى العَدَدِ الكَثير من النَّاسِ أَيْضاً، كَمَا صَرَّح بِهِ ابنُ سِيدَه، فتَأمَّلْ. والمِقْبَصُ، كمنْبَرٍ، وضُبطَ فِي نُسْخَةِ الصّحاحِ أَيضاً كمَجْلِسٍ: الحَبْلُ يُمَدُّ بَيْنَ يَدَي الخَيْلِ فِي الحَلْبَةِ، عِنْدَ المُسَابَقَةِ، وَهُوَ الْمِقْوَسُ، أَيضاً. مِنْهُ قَوْلُهُم: أَخَذْتُهُ على المِقْبَص. وَقَالَ الشَّاعِر: أَخَذْتُ فُلاناً على المِقْبَصِ قَالَ الصّاغَانِيُّ: أَي على قَالَبِ الاسْتِواءِ، وقيلَ: بَلْ إِذا أَخَذْتَهُ فِي بَدْءِ الأَمْر. والقَبَصُ، مُحَرَّكَةً: وَجَعٌ يُصيبُ الكَبِدَ من أَكْلِ التَّمْرِ عَلَى الرِّيقِ، ثمّ يُشْرَبُ عَلَيْه المَاءُ. قَالَ الراجزُ: أرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ والقَبَصْ جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ القَبَصُ، أَيضاً: ضِخَمُ الهَامَةِ وارْتِفاعُها، قَبِصَ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَقْبَصُ الرَّأْسِ: ضَخْمٌ مُدَوَّرٌ، وهَامَةٌ قَبْصَاءُ: ضَخْمَةٌ مُرْتَفِعَةٌ: قَالَ الرّاجِزُ: بهَامةٍ قَبْصَاءَ كالمِهْرَاسِ كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي العُبَابِ. قَالَ أَبُو النَّجْم: يُدِيرُ عَيْنَيْ مُصْعَبٍ مُسْتَفْيِلِ تَحْتَ حِجَاجَيْ هامَةٍ لم تُعْجَلِ قَبْصاءَ لم تُفْطَحْ وَلم تُكَتَّلِ مَلْمُومَةٍ لَمًّا كَظَهْرِ الجُنْبُلِ مُسْتَفْيِلٌ: مثْلُ الفِيلِ لِعِظَمه. والجُنْبُلُ: العُسُّ العَظيم. القَبَصُ، أَيضاً: الخِقَّةُ والنَّشَاطُ، عَن أَبي عَمْرٍ و، وَقد قُبِصَ، كعُنِيَ، وَفِي الصّحاح: كفَرِحَ، فَهُوَ قَبِصٌ، ومِثْلُه فِي العُباب. والأَقْبَصُ:)
الَّذِي يَمْشِي فيَحْثِي التُّرَابَ بصَدْرِ قَدَمِه فيَقَعُ عَلَى مَوْضِعِ العَقِبِ، عَن ابْن عَبَّاد. قَالَ: وقَبِصَتْ رَحِمُ النّاقَةِ، كفَرِحَ: انْضَمَّتْ. قَبِصَ الجَرَادُ على الشَّجَرِ: تَقَبَّصَ. وحَبْلٌ قَبِصٌ، ككَتِفٍ، ومُتَقَبِّصٌ، أَي غَيْرُ مُمْتَدٍّ، عَن أَبِي عَمْرٍ و. قَالَ الرجيلُ بنُ القربِ السمينيّ:
(أَرُدُّ السائِلُ الشَّهْوَانَ عَنْهَا ... خَفِيفاً وَطْبُه قَبِصَ الحِبَالِ) وقيلَ حَبْلٌ مُتَقَبِّصٌ، إِذا كَانَ مَطْوِيّاً. والقِبِصَّى، كَزِمِكَّى: العَدْوُ الشَّدِيدُ، وقِيلَ: عَدْوٌ كَأَنَّهُ يَنْزُو فِيه، وَقد قَبَصَ يَقْبِصُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ فِي تَرْجَمَة قبض.
(وتَعْدُو القِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى ... وَلم تَدْرِ مَا بالِي ولَمْ أَدْرِ مالَهَا)
قَالَ: والقِبِضَّى والقِمِصَّى: ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَبَصَ بالصَّادِ المُهْمَلَة يَقْبِصُ: إِذا نَزَا، فَهُمَا لُغَتَان. قَالَ: وأَحْسَبُ بَيْتَ الشَّمّاخ يُرْوَى: وتَعْدُو القِبِصَّى بالصَّاد المُهْمَلَة.
وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: أَبُو عَمْرٍ ويَرْويه القِبِضَّى بالضَّاد المُعْجَمَة، مَأْخُوذٌ من القَبَاضَةِ وَهِي السُّرْعَة.
ووَجْهُ الأَوَّلِ أَنَّه مَأْخُوذ من القَبَصِ، وَهُوَ النَّشَاط. ورَوَاهُ المُهلَّبيُّ: القِمِصَّى، بِالْمِيم، وجَعَلَه من القِمَاص. وانْقَبَصَ غُرْمولُ الفَرَسِ: انْقَبَضَ وبَيْنَهُمَا جِناس. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: والتَّركيبُ يَدُلُّ عَلَى خِفَّةٍ وسُرْعَةٍ، وعَلى تَجَمُّعٍ، وَقد شَذَّ عَن هذَا التَّرْكيبِ: القَبَصُ: وجَعُ الكَبِد. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القَبيصَةُ: مَا تَناوَلْتَهُ بأَطْرَافِ أَصابعِكَ، كَمَا فِي الصّحاح، وتَرَكَه المُصَنِّف قُصُوراً.
والقَبِيصُ: التُّرَابُ المَجْمُوعُ، كالقَبِيصَة. وقِبْصُ النَّمْلِ وقَبْصُه: مُجْتَمَعُهُ. والقَوَابِصُ: الطَّوَائفُ، والجَمَاعَة، وَاحدُهَا قابصَةٌ. والقَبْصُ: العَدْوُ الشَّديدُ، كالقِبِصَّى. وَهُوَ يَقْبِصُون قَبْصاً، أَيْ يَجْتَمِعُ بَعْضُهُم إِلى بَعْضِ، من شِدَّةٍ أَو كَرْبٍ. والأَقْبَصُ: العَظيمُ الرَّأْس. وقَبَصَ الغُلامُ: شَبَّ وارِتَفَعَ. وَمن المَجَاز: اقْتَبَصَ منْ آثارِه قُبْصَةً. والقُبَيْصَةُ، كجُهَيْنةَ: مَوْضِعٌ. وعُبَيْد بنُ نِمْرَانَ القَبَصيُّ مُحَرَّكَةً رُعَيْنِيٌّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وابْنُه زِيَادٌ، رَوَى عَنْه حَيْوَةُ بنُ شُرِيْحٍ، رَحِمَهُم اللهُ تَعَالَى.

لبد

(لبد) الشَّيْء بالشَّيْء ألصقه بِهِ إلصاقا شَدِيدا وَيُقَال لبد الْمَطَر والندى الأَرْض ألصق بعض ترابها بِبَعْض فَصَارَت قَوِيَّة لَا تَسُوخ فِيهَا الأرجل ولبد شعره ألزقه بِشَيْء لزج كصمغ أَو نَحوه حَتَّى صَار كاللبد وَالصُّوف لبده
(لبد)
بِالْمَكَانِ لبودا أَقَامَ بِهِ وَلَزِقَ وَالشَّيْء بِالْأَرْضِ لزق وَالشَّيْء بالشَّيْء ركب بعضه بَعْضًا وَالصُّوف لبدا نفشه وبله بِمَاء حَتَّى صَار كاللبد ثمَّ خاطه وَجعله فِي رَأس الْعمد

(لبد) بِالْمَكَانِ لبدا أَقَامَ بِهِ وَالشَّيْء لصق وَيُقَال لبد الطَّائِر بِالْأَرْضِ لَزِمَهَا فَأَقَامَ
ل ب د: (اللِّبْدُ) بِوَزْنِ الْجِلْدِ وَاحِدُ (اللُّبُودِ) وَ (اللِّبْدَةُ) أَخَصُّ مِنْهُ. قُلْتُ: وَجَمْعُهَا (لِبَدٌ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] وَ (اللُّبَادَةُ) مَا يُلْبَسُ مِنْهُ لِلْمَطَرِ. وَمَا لَهُ سَبَدٌ وَلَا (لَبَدٌ) سَبَقَ تَفْسِيرُهُ فِي [س ب د] وَ (التَّلْبِيدُ) أَنْ يَجْعَلَ الْمُحْرِمُ فِي رَأْسِهِ شَيْئًا مِنْ صَمْغٍ (لِيَتَلَبَّدَ) شَعْرُهُ بُقْيَا عَلَيْهِ لِئَلَّا يَشْعَثَ فِي الْإِحْرَامِ. وَأَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا أَيْ جَمًّا. وَيُقَالُ: النَّاسُ لُبَدٌ أَيْضًا أَيْ مُجْتَمِعُونَ. 
ل ب د : اللِّبْدُ وِزَانُ حِمْلٍ مَا يَتَلَبَّدُ مِنْ شَعَرٍ أَوْ صُوفٍ وَاللِّبْدَةُ أَخَصُّ مِنْهُ وَلَبِدَ الشَّيْءُ مِنْ بَابِ تَعِبَ بِمَعْنَى لَصِقَ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ لَبَّدْتُ الشَّيْءَ تَلْبِيدًا أَلْزَقْتُ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ حَتَّى صَارَ كَاللِّبَدِ وَلَبَّدَ الْحَاجُّ شَعْرَهُ بِخَطْمِيٍّ وَنَحْوِهِ كَذَلِكَ حَتَّى لَا يَتَشَعَّثَ.

وَاللُّبَادَةُ مِثْلُ تُفَّاحَةٍ مَا يُلْبَسُ لِلْمَطَرِ وَأَلْبَدَ بِالْمَكَانِ بِالْأَلِفِ أَقَامَ بِهِ وَلَبَدَ بِهِ لُبُودًا مِنْ بَابِ قَعَدَ كَذَلِكَ. 
لبد
قال تعالى: يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً
[الجن/ 19] أي: مجتمعة، الواحدة: لُبْدَةٌ، كَاللُّبْدِ الْمُتَلَبِّدِ، أي: المجتمع، وقيل: معناه: كانوا يسقطون عليه سقوط اللّبد، وقرئ: لبدا أي: متلبّدا ملتصقا بعضها ببعض للتّزاحم عليه، وجمع اللُّبْدِ: أَلْبَادٌ ولُبُودٌ. وقد أَلْبَدْتُ السرجَ: جعلت له لبدا، وأَلْبَدْتُ الفرسَ: ألقيت عليه اللّبد. نحو: أسرجته، وألجمته، وألببته، واللِّبْدَةُ: القطعة منها. وقيل: هو أمنع من لبدة الأسد . أي: من صدره، ولَبَّدَ الشّعَرَ، وأَلْبَدَ بالمكان: لزمه لزوم لبده، ولَبِدَتِ الإبل لَبَداً:
أكثرت من الكلإ حتى أتعبها. وقوله: مالًا لُبَداً
[البلد/ 6] أي: كثيرا متلبّدا، وقيل:
ما له سبد ولا لبد ، ولُبَدُ: طائر من شأنه أن يلصق بالأرض، وآخر نسور لقمان كان يقال له لُبَدُ ، وأَلْبَدَ البعيرُ: صار ذا لبد من الثّلط ، وقد يكنّى بذلك عن حسنه لدلالة ذلك منه على خصبه وسمنه، وأَلْبَدْتُ القِرْبَةَ: جعلتها في لَبِيدٍ أي: في جوالق صغير.
ل ب د

تلبّد الشعر والصوف: تلصّق. وتلبّد التراب والرمل، ولبّده المطر. والتبد الورق. ولبّد الصوف: جعله لبداً. وخفّ ملبّد وملبود: متخذ من اللبد، ولبس اللبّادة. ولبّد الحاج شعره: عالجه بخطميٍّ أو صمغ لئلا يشعث. وخرج فلان ملبياً ملبّداً. وألبد القربة: جعلها في لبيد وهو الجوالق، ومنه قول عمر للبيد قاتل أخيه زيد: أأنت قتلت أخي يا جوالق.

ومن المجاز: " أجرأ من ذي لبدة " وذي لبدٍ وهو الأسد وهي شعره الكثيف المتلبّد على زبرته. قال:

كأنه ذو لبدة دلهمس ... يفرس في عرينه ما يفرس

و" أمنع من لبدة الأسد ". وفلان لا يجف لبده إذا لم يزل يتردّد. وأثبت الله لبدك، وثبّت لبدك، وحمل الله لبدتك، وكانوا عليه لبدة ولبدا إذا ازدحموا عليه. ولبد بالأرض وتلبّد: لصق متضائل الشخص. وفي مثل " تلبّدي تصيّدي " كقولهم: " مخرنبق لينباع "، ومنه قيل: تلبد فلان إذا رأى وتفرّس، وتقول صبيان العرب للسمانى: سمانى لبادي البيدي لا ترى: يدورون حولها ويقولون ذلك وهي لابدة لا تطير حتى تؤخذ. وفلان جثّامةٌ لبد: لا يفارق مكانه، ومنه أتى أبد، على لبد؛ وهو آخر نسور لقمان لظنّه أنه لبد فلا يموت. ومال لبدٌ، لا يخاف فناؤه من كثرته. و" ماله سبدٌ ولا لبد ". وألبد رأسه: طأطأه عند دخول الباب، يقال: ألبد رأسك. وعصابة ملبدة: لاصقة بالأرض من الفقر، وفلان ملبد: مدقع.
لبد عقص ضفر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] من لبد أَو عقّص أَو ضفّر فَعَلَيهِ الْحلق. وَهَذَا يرْوى عَن عمر وَعلي وَابْن عمر. قَوْله: لبّد يَعْنِي أَن يَجْعَل فِي رَأسه شَيْئا من صمغ وعسل أَو أَحدهمَا ليتلبد فَلَا يَقْمَل هَكَذَا قَالَ يحيى بن سعيد وَسَأَلته عَنهُ وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا التلبيد بُقيا على الشَعر لِئَلَّا يَشْعَثَ فِي الْإِحْرَام فَلذَلِك وَجب عَلَيْهِ الْحلق شَبيه بالعقوبة لَهُ وَكَانَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة يَقُول بعض هَذَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما العقص والضفر فَهُوَ فتله ونسجه وَكَذَلِكَ التجمير وَمِنْه حَدِيث إِبْرَاهِيم قَالَ: الضافِر والملبَّد والمجمِّر عَلَيْهِم الْحلق. وَهَذَا الَّذِي جَاءَ فِي الضافر [والمجمر -] يبين لَك التلبيد أَنه إِنَّمَا يُفعل ذَلِك بقيا على الشَّعر فَلذَلِك ألزم الْحلق والعقص شَبيه بالضفر إِلَّا أَنه أَكثر مِنْهُ وَهَذَا كُله ضروب من الْمشْط. والعقص أَن يلوي الشّعْر على الرَّأْس وَلِهَذَا قَول النِّسَاء: لَهَا عِقصة وَجَمعهَا عِقَص وعِقاص وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس: [الطَّوِيل]

تَضِلّ العِقاص فِي مُثَنًّى وَّمُرْسَلِ
(لبد) - في حديث أبي بَرْزَة - رضي الله عنه -: "مَا أرَى اليومَ خَيْرًا من عِصابَةٍ مُلَّبَدةٍ "
: أي لَصِقوا بالأرض وأخْمَلوا أَنفُسَهم.
يُقالُ: لَبَد بالمكانِ، وأَلبَدَ به: أقامَ.
قال ابنُ فارس: اللُّبَد: الذي لا يُفارِقُ منزلَه. - وفي ذِكْرِ طَلْح الجنَّةِ: "إنَّ الله تَباركَ وتعالى يَجْعلُ مكانَ كلَّ شَوْكةٍ منها، مِثْلَ خُصوةِ التَّيْس المَلْبُودِ"
: أي الكثير اللَّحْمِ الذي لزِم بَعْضُه بَعْضاً فَتلَبَّد.
ولَبَّدَ المَطَرُ الأرض: أي عَقد تُرْبَها فتَلَبَّدَت.
والناسُ لُبَدٌ: أي مُجتمِعون.
والأَسدُ ذُو اللِّبْدةِ؛ لأنَّ وَبَره يتلَبَّدُ عليه لكَثرةِ الدِّماءِ.
والخُصوةُ لغَةٌ في الخُصْيَةِ، كالكُلْيةِ في الكُلْوةِ.
- في الحديث ذِكْرُ: "لَبِيْدَاء "
وهي اسمُ الأرضِ السَّابعَةِ.
- في حديث حُمَيْد بن ثَور:
.... خِدَبًّا مُلْبِدَا
: أي عليه لِبْدَة من الوَبَر . - وفي حديث علىّ - رضي الله عنه -: "الْبَدَا بالأَرضِ "
: أي أَقِيمَا. ولَبَد وألْبَدَ بِمَعْنًى فهو مُلبَدٌ ولابِدٌ.

لبد


لَبَدَ(n. ac. لُبُوْد)
a. [Bi], Stayed in.
b. [Bi], Stuck, clave to; crouched, squatted on ( the
ground ).
c. ['Ala], Leant upon.
d.(n. ac. لَبْد), Wadded, padded; stuffed; made into felt; felted;
lined.
e. [ coll. ], Crammed, rammed.

لَبِدَ(n. ac. لَبَد)
a. see supra
(a) (b).
c. Was choked.

لَبَّدَa. Stuck, conjoined, made to cohere; laid ( the
dust: rain ).
b. [ coll. ], Stamped.
c. see I (d) (e) & IV (e).
أَلْبَدَa. see I (a) (b), (d).
d. [acc. & Bi], Stuck to; put close to.
e. Mended, patched.
f. Remained fixed (look).
g. Stooped.

تَلَبَّدَa. Stuck, cohered, adhered; became caked together; was
laid (dust).
b. Squatted, crouched down.
c. Remained motionless.
d. Was pressed together, made into wadding, felt (
wool ).
e. Shrank together.

إِلْتَبَدَa. see V (a)b. Was leafy, bushy (plant).
c. [ coll. ], Was stuffed, crammed.

لِبْد
(pl.
لُبُوْد أَلْبَاْد)
a. Felt; wool, hair.
b. Pad; saddle-cloth; housing.

لِبْدَة
(pl.
لِبَد)
a. Lion's mane.
b. see 2 (a) & 9
(c).
لُبْدa. see 9 (b)
لُبْدَة
(pl.
لُبَد)
a. see 2 (a) & 9
(c).
لَبَدa. Wool.

لَبِدa. Matted (hair)
b. Firm, compact.
c. see 9 (a)
لَبِدَة
(pl.
لَبَاْدَى)
a. Choked (she-camel).
لُبَدa. A stayat-home; unenterprising.
b. Much (cattle); many ( flocks).
c. Swarm; multitude.

لُبَّدa. see 9 (b)
لُبَّدَىa. see 9 (c)
لَاْبِد
(pl.
لُبْد
لُبُد لُبَّد)
a. see 9 (b)b. [art.], Lion.
لُبَاْدَةa. Wrapper.

لُبَاْدَىa. Quail (bird).
لَبِيْدa. Bag, sack; provender-bag, nose-bag.
b. see 24ya
لَبُوْدa. Louse, tick.

لَبَّاْدa. Maker of felt.

لُبَّاْدa. see 2 (a)
لُبَّاْدَةa. Felt-cap, calotte.
b. see 2 (a)
لُبَّاْدَىa. see 24ya
N. P.
لَبڤدَa. see N. P.
لَبَّدَb. Firmfleshed (goat).
N. P.
لَبَّدَa. Felt, of felt (boots).
N. Ag.
أَلْبَدَa. Cleaving to the ground.

N. P.
أَلْبَدَa. Covered with a saddle-cloth (horse).
b. see 21 (b)
مَالَهُ سَبَد وَلَا لَبَد
a. He has not anything.

لَا يَجِفَّ لِبْدُهُ
a. He is always in in the saddle.
لبد
لَبَدَ يَلْبِدُ لُبُوْداً: لَزِمَ الأرْضَ مُتَضَائِلَ الشَّخْصِ. ويُقال للسُّمَانى: لُبَادَى الْبِدِيْ لا تُرَيْ، حَتّى تُصْطَادَ. واللَبْدُ: مَعْرُوْف.
ولبْدَةُ الأسَدِ: شَعرٌ كثيرٌ قد تَلَبَّدَ على زُبْرَتِه. واللبَّادى: ضَرْبٌ من النَّبْتِ. واللبَادَةُ: قَبَاءٌ من لُبُوْدٍ.
وخُف مَلْبُوْد ومُلَبدٌ: إذا كانَ من لِبْدٍ.
و" مالَهُ سَبَد ولا لَبَد " أي ما لَه ذو شَعرٍ ولا صُوْفٍ ووَبَرٍ. وألْبَدَتِ الإبلُ إلْبَاداً: إذا أخْرَجَ الرَّبِيْعُ ألْوَانَها وأوْبَارَها وتَهَيَّأتْ للسِّمَنِ. وكذلك إذا ضَرَبَ بذَنَبِه على فَخِذِه في هِيَاجِه فصارَتْ لِبْدَةٌ على عَجُزِه من بَعْرِه وبَوْلِه، وهو فَحْلٌ مُلْبِدٌ. والإلْبَادُ في الحَلَبِ: أنْ تُدْنِيَ العُلْبَةَ من الضَّرْعِ كي لا يُرْغِيَ اللَّبَنُ. وألْبَدَ رَأسَه: إذا طَأطَأه. والمُلْبِدُ: الخاشِغ. ولبد اسم آخِرِ نسورِ لُقْمَانَ، وسمي بذلك لأنَّه لَبَدَ فلا يَمُوْتُ. واللُّبَدُ: اللازِمُ لمَوْضِعِه لا يُفَارِقُه. ومالٌ لُبَدٌ: لا يُخَافُ فَنَاؤه من كثرتِه. وصارَ القَوْمُ لِبْدَةً واحِدَةً ويبَداً: في شِدَّةِ ازْدِحَامِهم. واللِّبْدَةُ: داخِلُ الفَخِذِ، يُقال: حَمَلَ اللَهُ لِبْدَتَكَ.
وأثْبَتَ اللَهُ لِبْدَكَ، وثَبَتَ لِبْدُكَ: أي أمْرُكَ. واللَبِيْدُ: الجُوَالِقُ والوِعَاءُ، وقيل: المِخْلَاةُ، وبه سُمِّيَ لَبِيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ. وألْبَدْتُ القِرْبَةَ فهي مُلْبَدَةٌ: صَيَّرْتها في لَبِيْدٍ. ولَبِدَتِ الإبِلُ: أكْثَرَتْ من الكَلإَ فَدَغِصَتْ، وهي إبِلٌ لَبَادى.
ولَبَدَ الرَّجُلُ: ضَرَبَ بنَفْسِه الأرْضَ.
والمُلَتَدُ: المُحْرِمُ الذي لَبَّدَ رَألسَه بالخِطْمِيِّ أو الصمْغِ لئلايَقْمَلَ، وفي الحَدِيثِ: " مَنْ لَبَّدَ أوعَقَّصَ فعَلَيْه الحَلْقُ ".
واللُبَيْدى: قَوْمٌ مُجْتَمِعُوْنَ. واللِّبَدُ: بُطُوْنٌ من تَمِيْمٍ تَلَبَّدُوا على بَطْنٍ منهم أي تَحَالَفُوا.
[لبد] نه: فيه: إن عائشة أخرجت كساء للنبي صلى الله عليه وسلم "ملبدًا"، أي مرقعًا ويقال لخرقة يرقع بها صدر القميص: اللبدة، والتي يرقع بها قبه: القبيلة، وقيل: الملبد: الذي ثخن بها وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبد. ن: ملبدًا- بفتح باء من لبدت القميص- مخففًا ومثقلًا. ط: وفيه ما كان صلى الله عليه وسلم من الزهادة في الدنيا. ك: كساء ملبد، أي غليظ ركب بعضه بعضًا لغلظه، وهو بفتح باء. نه: وفيه: لا تخمروا رأسه فإنه يوم القيامة يبعث "ملبدًا"، التلبيد أن يجعل في الشعر شيء من صمغ عند الإحرام لئلا يشعث ويقمل، إبقاء على الشعر من طول مكثه في الإحرام. ط: هو ضفر الرأس بصمغ أو عسل أو خطمي. ومنه: رأيته صلى الله عليه وسلم "ملبدًا"، بكسر باء. ك: ومنه: إني "لبدت" رأسي وقلدت هديي، فإن قيل: أي دخل للتلبيد في عدم الإحلال؟ قلت: هو بيان أنه مستعد من أول الأمر بأن يدوم إحرامه إلى أن يبلغ الهدي محله إذ التلبيد إنما يحتاج إليه من طال أمد إحرامه. ط: "فليتلبد" بالأرض، أي ليلصق حتى يسكن غضبه. مف: وإذا كان الدين له أي لحسن القضاء على أحد. ز: أفحش في الطلب- جواب إذا. ط: حتى إذا كانت الشمس غاية قام خطيبًا، أي كان يحدث في ذلك المجلس بعد العصر حتى قربت الشمس من الغروب وذهب عن الأرض إلى الحيطان، قوله: فيما مضى أي في جملة ما مضى، أي نسبة ما بقي من الدنيا إلى ما مضى كنسبة ما بقي من يومي إلى ما مضى منه. نه: ومنه: من "لبد"، أو عقص فعليه الحلق. وح الغيث: "فلبدت" الدماث، أي جعلتها قوية لا تسوخ فيها الأرجل، والدماث: الأرضون السهلة. وفي ح أم زرع: ليس "بلبد" فيتوقل، أي ليس بمستمسك متلبد فيسرع المشي فيه ويعتلى. ومنه ح الفتنة: "البدو البود" الراعي على عصاه لا يذهب بكم السيل، أي الزموا الأرض واقعدوا في بيوتكم لا تخرجوا منها فتهلكوا وتكونوا كمن ذهب به السيل، من لبد بالأرض وألبد- إذا لزمها وأقام. وح: "البدا" بالأرض حتى تفهما، أي أقيما. وح: الخشوع في القلب و"إلباد" البصر في الصلاة، أي إلزامه موضع السجود من الأرض. وح: ما أرى اليوم خيرًا من عصابة "ملبدة"، أي لصقوا بالأرض وأخملوا أنفسهم. وح الصديق: إنه كان يحلب فيقول: "ألبد" أم أرغى؟ فإن قالوا: "ألبد" ألصق العلبة بالضرع وحلب فلا يكون للحليب رغوة، وإن أبان العلبة رغا لشدة وقعه. وفي صفة طلح الجنة: إن الله تعالى يجعل مكان كل شوكة منها مثل خصوة التيس "الملبود"، أي المكتنز اللحم الذي لزم بعضه بعضًا فتلبد. وفيه: كادوا يكونون عليه "لبدا"، أي مجتمعين بعضهم على بعض، جمع لبدة. وح: خدبًا "ملبدا"، أي عليه لبد من الوبر، و"لبيداء" اسم الأرض السابعة.
[لبد] اللِبْدُ: واحد اللُبودِ. واللِبْدَةُ أخصُّ منه. ومنه قيل لزُبْرَةِ الأسد لِبْدَةٌ، وهي الشعر المتراكب بين كتفيه. والأسد ذو لِبْدَةٍ. وفي المثل: " هو أمنع من لبدة الاسد ". والجمع لبد، مثل قربة وقرب . واللبادة: ما يلبس منها للمطر . وقولهم: " ماله سبد ولا لبد "، السَبَدُ: الشَعَرُ. واللَبَدُ: الصوف. أي ماله شئ. وألبدت الفرس فهو مُلْبَدٌ، إذا شددتَ عليه اللِبْدَ. وأَلْبَدْتُ السرجَ، إذا عمِلت له لِبْداً. وأَلْبَدْتُ القِربة: جعلتها في لَبيدٍ، وهو الجُوالق الصغير. وأَلْبَدَ البعيرُ: إذا ضرب بذنَبه على عجزه وقد ثَلَطَ عليه وبالَ، فيصير على عَجُزه لِبْدَةٌ من ثَلْطِهِ وبولِهِ. وأَلْبَدَ بالمكان: أقام به. وأَلْبَدَتِ الإبلُ، إذا أخرج الربيع ألوانها وأوبارها وتهيَّأت للسِمَنِ. ولبد الشئ بالارض، بالفتح، يلبد لُبوداً: تَلَبَّدَ بها أي لصق. وتَلَبَّدَ الطائر بالأرض: أي جثم عليها. وتَلَبَّدَتِ الأرض بالمطر. ولَبِدَتِ الإبل بالكسر تَلْبَدُ لَبَداً، إذا دَغِصَتْ من الصِلِّيانِ، وهو التواءٌ في حَيازيمِها وفي غلاصِمِها، وذلك إذا أكثرتْ منه فتغَصُّ به. يقال: هذه إبلٌ لَبادى، وناقةٌ لَبِدَةٌ. والْتَبَدَ الورق، أي تَلَبَّدَ بعضه على بعض. والْتَبَدَتِ الشجرة: كثرت أوراقها. قال الساجع: وصليانا بردا وعنكثا ملتبدا ولبد الندى الارض. والتَلبيدُ أيضاً: أن يجعل المُحْرِمُ في رأسه شيئاً من صمغٍ ليَتَلَبَّدَ شعره بُقْيَا عليه، لئلا يَشْعَثَ في الإحرام. وقوله تعالى:

(يقول أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) *، أي جمًّا. ويقال أيضاً: الناسُ لُبَدٌ، أي مجتمعون. واللُبَدُ أيضاً: الذي لا يسافر ولا يبرح. قال الشاعر الراعي: من امرئٍ ذي سماحٍ لا تَزالُ له * بَزْلاءُ يعيابها الجثامة اللبد - ويروى " اللَبِدُ ". قال أبو عبيدة: وهو أشبه. ولبد: آخر نسور لقمان، وهو ينصرف لأنَّه ليس بمعدول. وتزعم العرب أن لقمان هو الذى بعثته عاد في وفدها إلى الحرم ليستسقى لها، فلما أهلكوا خير لقمان بين بقاء سبع بعرات سمر، من أظب عفر، في جبل وعر، لا يمسها القطر، أو بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر، خلف بعد نسر. فاختار النسرو، فكان آخر نسوره يسمى لبدا. وقد ذكرته الشعراء. قال النابغة: أَضْحَتْ خَلاءً وأضحى أهلُها احتملوا * أَخْنى عليها الذي أَخْنى على لبد - واللبيد: الجوالق الصغير. ولبيد: اسم شاعر من بنى عامر.
لبد: لبَد: كمن، استقر في (بوشر).
لبد: تجمع. تكور، تجمع في كَوْمة أو كتلة، اختبأ جالساً القرفصاء (بوشر).
لبد: دعس، داس (بوشر، محيط المحيط).
لبد: ومصدرها لبْد: سكت. صمت (فوك).
لبّد (بالتشديد): كمن (بوشر).
لبّد: رصد. كمن ل (بوشر).
لبّد: تزين باللبد (بالقبعة وغيرها) (فوك، بوشر).
لبّد الصندوق: غلّفه باللبد (بوشر، ألف ليلة، برسل 24:4) شعورهم ملبّدين على جلودهم (المفرض: ملبّدة - المترجم) أي (وفقاً لماكني 128:3): وعليهم شعور مثل اللبد الأسود.
لب: دعس، داس. تكوم، تكدس (محيط المحيط) (دي ساسي كرست 133:2 البيت الرابع حيث استعمل هذا الفعل في الحديث عن ارض رطبة تمت تسويتها بالمسحاة).
لبّد الغليون: كدّس فيه كثيراً (بوشر).
لبّد: سكّت (فوك).
ألبد ب: شارك أحدهم مصالحة (البربرية 33:2، 9).
تلبّد: تزين باللبد (فوك).
وتلبّد: والعامة تقول تركرك عن الأمر أي أبطأ وتلبّد (محيط المحيط مادة ركرك). لِبْد (فوك) لَبد (الكالا lebt, lebd) التزين باللبد (فوك، الكالا) ( hieltro) ( بوشر).
لبد: قبعة عالية من اللبد توضع على الرؤوس الأشرار أو الأسرى حين يستعرضون في الطرق العامة (ابن الأثير 69:8، 4): فأركب على جمل هو ابنه وعليهما البرانس واللبود الطوال وفي (2:205) ووجدوا في سواده برانس لبود (ولبودا) عليها أذناب الثعالب (مهرن35).
حذاء من اللبد: (معجم الطرائف).
لبد والجمع لِباد: ماط، لفافة وحفاظات الطفل الذي في المهد (الكالا).
لبد: ورد في مقالة عن فن الحرب نشرت في الجريدة الآسيوية (1849، 259:2) إنه مزيج من النفط وصمغ البلسم ويضيف المؤلف: (فإنه لا يحرق لبود الروم إلا هو لأنهم يستترون باللبود). أما كاترمير فقد ترجم (في الجريدة الآسيوية 1850، 262:1) اللبد بالدرع تمشياً مع مزاعم بروس الذي ذكر في كتابه رحلات لاكتشاف منابع النيل) أن اللبد نوع من الدروع وأنا أشك في ذلك.
لِبدَة وجمعها لِبَد: قبعة من اللبد بيضاء أو سمراء يضعها سكان القاهرة تحت الطربوش أما الفقراء فلا يعتمرون بغيرها (لين عادات 1، 45، فيسكيه 183 بركهات نوبيا 155 ألف ليلة 664:1، 7 و446:3 و452:2).
لبدة: حشوة السلاح الناري (بوشر).
لبدة والجمع لبائد: شعر متراكم ومتكتل (دي ساسي كرست 132:2، 394:5 رقم 75).
لبيدة بيضاء: بوصير، آذان الدب، سيكران الحوت وهي اسم نبات (بوشر). لبّاد: عامل اللبد (بوشر).
لباد وجمعها لبابيد: تستخدم هذه المادة أحياناً للتغليف، وأحياناً بمثابة نوع من أنواع السجّاد أو بورية وهي الحصيرة المنسوجة من القصب وذلك في الأسفار (برجرن، بركهات سوريا 293: lebeat صوف خشن يستعمل في صنع السجاد، وفي الشتاء يشد على ظهر الفرس (محيط المحيط، ياقوت 164:4، 3 نويري مصر المخطوط الثاني 171): وُجِد الملك بركة في حركات (انظر خركاه) تَسَعُ خمسمائة رجل مكسوة لباد (لبادا ابيض (رينو f. g 35 رقم الجريدة الآسيوية 1849، 319:2، 6:1، 8، 1850و 245:1 ألف ليلة رقم 720:1، 7، و621:3، 6).
لبّاد: صموت، ساكت (فوك).
لُبّادة وجمعها لبابيد: (بوشر) لبد انظر لبادة فيما يأتي: لبادة: بالضم وتشديد الباء ما يلبس من اللبود وقاية من المطر. وهنّة من صوف تلبس في الرأس تحت الطربوش أو بدون طربوش (محيط المحيط).
لُببادة: قبعة من صوف اللبد، يعتمر بها الرعاة الاتراك وغيرهم في بعض أنحاء سوريا (برجرن 798) وأعتقد أن هذه الكلمة تحمل المعنى نفسه المسعودي (4، 432) أو أن من يعتمرون بها هم أولئك الذين كان الخليفة الأمين يعهد إليهم بمطاردة الأسود وصيدها أي أصحاب اللبابيد والحراب.
لبادة: بساط من صوف وما يجعل على ظهر الفرس تحت السرج (محيط المحيط). مُلْبِد وليس مُلبداً التي وردت عند (فريتاج) أي من له لبدة وهي نعت للأسد. (معجم مسلم).
مُلبَّد. الملبَّد المختَّم نوع قماش (انظر ماكني 123:1).
ملْبَدَة: يقول دوماس في كتابه (عادات الجزائر ص39 فصل صيد الأسود (يقوم الصياد بحفر حفرة بجانب جثة تستخدم طعماً لجلب الأسد إليها، وتغطى هذه الحفرة بألواح سميكة من الأخشاب لا تتخللها سوى فتحة صغيرة بالقدر الذي يسمح بإخراج فوهة البندقية. في هذه الحفرة التي تسمى ملبدة يكمن الصياد وحين يتحه الأسد إلى الجثة يطلق النار) وقد ذكر (يونك فان رودنبرج ص132) كلمة الملبدة حين تطرق إلى الموضوع نفسه أي صيد الأسد.
[ل ب د] لَبَدَ بالمَكانِ يَلْبُدُ لُبُوداً، ولَبِدَ لَبَداً، وأَلْبَدَ: أَقامَ ولَزِقَ. واللُّبَدُ، واللَّبَِدُ: الّذِي لا يَبْرَِحُ مَنْزِلَه ولا يَطْلُب مَعاشاً، قال الرّاعِي:

(مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَواتٍ لا تَزالُ لَه ... بَزْلاءُ يَعْيا بِها الجَثَّامَةُ اللُّبَدُ)

ويُرْوَى: ((اللَّبِدُ)) بالكسرِ عن أَبِي عُبَيْدٍ، والكَسْرُ أجودُ. واللَّبُودُ: القُرادُ، سُمِّي بذِلكَ لأَنّه يَلْبَدُ بالأَرْضِ أي يَلْصَقُ. ولَبَدُ: آخِرُ نُسُورِ لُقْمانَ، سَمّاهُ بذلك لأَنَّه لَبَدَ فَبَقَي لا يَذْهَبُ ولا يَمُوتُ. وفي المَثَلِ: ((طالَ الأَبَدْ عَلَى لُبَد)) . ولُبَّدَي، ولُبَّادَى، ولُبادَى، الأخَيرَةُ عن كُراعٍ: طائِرٌ على شَكْلِ السُّمانَي إِذا أَسَفَّ إِلى الأَرْضِ لَبَدَ فلم يَكَدْ يَطِيرُ حَتَّى يُطارَ. وقِيلَ: لُبادَى: طائِرٌ يَقُولُ له صِبْيانُ العَرَب: لُبادَى، فيَلْبَدُ حَتّى يُؤْخَذَ. والمُلْبِدُ من الإِبِلِ: الّذِي يَــضِربُ فَخذَيْهِ بذَنَبِه، فَيْلزَقُ بهما ثَلْطُه وبَعَرُه. وتَلبَّدَ الشَّعَرُ والصُّوفُ والوَبَرُ، والتْبَدَ: تَداخَلَ ولَزِقَ. وكُلُّ شَعَرٍ أو صُوفٍ مُلْتَبدٌ بعضُه على بعضٍ فَهَو لِبْدَةٌ ولُبَدَةٌ، والجَمْعُ أَلْبادٌ ولُبُودٌ على تَوَهُّمِ طَرْحِ الهاءِ. ولَبَدَ الصُّوفَ يَلْبِدُه لَبْداً، ولَبَّدَه: نَفَشَه، وبَلَّه بماءٍٍ، ثُمَّ خاطَه وجَعَلَه في رَأْسِ العَمَدِ ليَكُونَ وَقايَةً للبِجادِ أَنْ يَخْرِقَه، وكُلُّ هذا من اللُّزُوِقِ. واللِّبْدُ من البُسُطِ مَعْرُوفٌ، وكذلك لِبْدُ السَّرْجِ. وأَلْبَدَ السَّرْجَ: عَمِل له لِبْداً. واللُّبّادَةُ: قَباءٌ من لبُودِ. ولَبَّدَ شَعَرَهُ: أًَلْزَقَه بشَيْءِ لَزِجٍ أو صَمْغِ حَتّى صارَ كاللِّبْدِ، وهو شَيْءَ كانَ يَفْعَلُه أهلُ الجاهِلِيَّةِ إذا لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَحْلِقُوا رؤُوسَهم في الحَجِّ. وقِيلَ: لَبَّدَ شَعَرَهُ: حَلَقًَه جَميِعاً. واللِّيدَةُ: الشَّعَرُ المُجْتَمِعُ على زُبْرَةٍِ الأَسِدِ. وفي المَثَل: ((أَمْنَعُ من لِبْدَةِ الأَسَدِ)) . وما لَهَ سَبَدٌ ولا لَبَدٌ، السَّبَدُ من الشَّعَر، واللَّبَدُ من الصُّوفِ لتَلبُّدِه؛ أي: ما لَهُ ذُو شَعَرٍ ولا ذُو صُوفٍ. وقِيلِ: السَّبدُ هنا: الوَبُر، وقد تَقَدَّمَ في موضَعَه، وقيل: مَعْناهُ: مالَه قَلِيلٌ ولا كَثِيرٌ. وأَلْبَدَتِ الإِبِلُ: أَخْرَجَ الرَّبِيعُ أَوْبارَها وأَلْوانَها، وحَسْنَتْ شارَتُها، فكأَنَّها أُلْبِسَتْ من أَوْبارِها أَلْباداً. ومالٌ لُبَدٌ: كَثِيرٌ لا يُخافُ فَناؤُه، كأَِنَّه الْتَبَدَ بعضُه على بَعْضٍ. وفي التَّنْزِيل: {أهلكت مالا لبدا} [البلد: 6] . واللبِّدْةُ، واللُّبْدَةُ: الجَماعَةُ من النّاسِ يُقِيمُونَ وسائِرُهُم يَظْعَنُونَ، كأَنَّهُم بَتَجمُّعِهم تَلَبَّدًُوا. وفي التَّنْزِيلِ: {كادوا يكونون عليه لبدا} [الجن: 19] . وقِيلَ: اللِّبْدَةُ: الحَرادُ، وعِنْدي أَنّه على التَّشْبِيِه. واللُّبَّدَي: القَوْمُ المُجَتَمَعُونَ من ذِلكَ. وكِساءٌ مُلَبَّدٌ: مَرَقَّعٌ، وقَدْ لَبَّدْتُه: إِذا رَقَّعْتُهُ، وهو مِمّا تَقَدَّم؛ لأَنَّ الرَّقْعُ يَجْمَعَ بعضَه إِلَى بَعْضِ ويُلْزِقُ بَعْضَه ببعْضٍ، وفي الحَدِيثِ ((أَنَّ عائِشَةَ رَضَيَ اللهُ عَنْها أَخْرَجَتٍ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كِساءً مُلَبَّداً)) حكاه الهَرَوِيُّ. في الغَريِبَيْنِ. واللِّبْدُ: ما يَسْقُطُ من الطَّرِيفَةِ والصِّلِّيانِ وهو سَفاً أَبْيَضُ يَسْقُطُ مُنهما في أُصُولِهما، وتَسْتَقْبَلُه الرِّيحُ، فَتجْمَعُه حَتّى يصيرِ كأَنّه قَطَعُ الأَلْبادِ البِيض إلى أُصُولِ الشَّجِر والصِّلِّيانِ والطَّريَفة، فَيرْعاهُ المالِ، ويَسْمَنَ عنه، وهو مِنْ خَيْرِ ما يُرْعَى مِنْ يَبِيسِ العِيدانِ، وقِيلَ: هُو الكَلأُ الرَّقِيقُ يَلْتَبِدُ إِذا انْسَلَّ، فيخَتْلِط بالحِبَّةِ. وقالَ أبو حَنِيفَةَ: إِبلَ لَبَدةً ولَبَادي: تَشَكَّي بُطُونَها عَنِ القَتَادِ، وقَدْ لَبِدَت لَبَداً. واللَّبِيدُ: الجُوالِقُ الضَّخْمُ. واللَّبِيدُ: المِخْلاةُ اسمٌ لَها، عن كُراعِ. ولَبِيدٌ، ولا بَدٌ، ولُبَيْدٌ: أسماءٌ. واللِّبَدُ: بُطُونٌ من بَنِي تَمِيم. وقالَ ابنُ الأَعْرابَيِّ: اللِّبَدُ: بَنُو الحارِثْ بُنْ كَعْبِ أجْمَعُونَ ما خَلاَ مِنْفَراً. واللُّبَيْدُ: طائرُ.
لبد
لبَدَ بـ يَلبُد، لُبُودًا، فهو لابد، والمفعول مُلبودٌ به
• لبَد الشَّخْصُ بالمكان: أقام به ولزِمه، قبع فيه "لبَدت الأمُّ بالمنزل وقت البرد الشَّديد- ظلّ لابدًا في بيته أسبوعًا لا يخرج منه".
• لبَد الشَّيءُ بالشَّيء: ركِب بعضُه بعضًا "لبَد الصُّوفُ". 

لبَدَ يَلبِد، لَبْدًا، فهو لابد، والمفعول مَلْبود
• لبَد الصُّوفَ ونحوَه: نفَشه وبلَّله بالماء. 

لبِدَ بـ يلبَد، لبَدًا، فهو لابِد، والمفعول مَلبود به
• لبِد بالمكان: لبَد به؛ أقام به، لصِق "لبِد الطائرُ بالأرض: لزِمها". 

ألبَدَ/ ألبَدَ بـ يُلبد، إلبادًا، فهو مُلبِد، والمفعول مُلْبَد
• ألبد الشَّيءَ بالشَّيء: ألصقه به.
• ألبد بالمكان: لبَد؛ أقام به.
• ألبد الشَّيءُ بالشَّيء: لَبَد؛ رَكِب بعضُه بعضًا. 

التبدَ يلتبد، التبادًا، فهو مُلتبِد
• التبدَ الشَّعْرُ والصُّوفُ ونحوهما: تلبَّد؛ تداخل ولزِق بعضُه في بعض "التبد الورقُ".
• التبدتِ الشَّجرةُ: كثُرت أوراقُها. 

تلبَّدَ يتلبَّد، تلبُّدًا، فهو مُتلبِّد
• تلبَّد الصُّوفُ ونحوُه: التبد؛ تداخل ولزِق بعضُه في بعض "تلبَّد الشَّعرُ/ القُطنُ".
• تلبَّدتِ الغُيومُ: تجمَّعت وتراصَّت "تلبَّدت السَّماءُ بالغُيُوم" ° تلبَّد وجهُه: كان حزينًا مكفهرًّا. 

لبَّدَ يلبِّد، تلبيدًا، فهو مُلبِّد، والمفعول مُلبَّد
• لبَّد الشَّيءَ بالشَّيء: ألبَدَ؛ ألصقه به إلصاقًا شديدًا.
• لبَّد الشَّخْصُ شَعْرَه: حلَقه جميعًا أو ألزقه بشيء لزِج حتَّى صار كاللِّبْد.
• لبَّد المطرُ الأرضَ: رشَّها.
• لبَّد الصُّوفَ: لبَدَ؛ نفَّشه وبلَّه ماءً. 

لابِد [مفرد]: ج لابدون ولُبَّد: اسم فاعل من لبَدَ ولبَدَ بـ ولبِدَ بـ: " {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَّدًا} [ق]: كثيرًا متراكمًا" ° مال لابِد: كثير.
• اللاَّبد: الأسد. 

لُبَادى [مفرد]: (حن) طائر على شكل السُّمانى، إذا دنا من الأرض لَبَدَ فلم يكد يطير حتى يُطار. 

لُبَّادة [مفرد]: ج لبابيدُ: ما يُلْبَس من الصوف للوقاية من البرد والمطر "لا يخرج الرَّاعي في الشِّتاء إلاّ وعليه لُبّادته". 

لَبْد [مفرد]: مصدر لبَدَ. 

لَبَد [مفرد]: مصدر لبِدَ بـ. 

لُبَد [جمع]: مف لُبْدَة: كثير متراكم " {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا}: لا يخشى نفادَه لكثرته". 

لِبْد [مفرد]: ج ألباد ولُبُود:
1 - بِساط من صوف "لِبْدٌ عريض/ مُقوَّى".
2 - ما يُوضع على ظهر الحصان تحت السَّرج. 

لِبَد [جمع]: مف لِبْدَة: جماعة ملتفة ومتزاحمة من الناس " {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}: يزاحم بعضُهم بعضًا رغبة في سماع القرآن". 

لُبْدَة/ لِبْدَة [مفرد]: ج ألباد ولُبَد ولُبُود:
1 - كُلُّ شَعَرٍ أو صوفٍ متلبِّد.
2 - شَعَرٌ متراكبٌ بين كتفي الأسد ° أبو لُبَد: كُنْية الأسد.
3 - غطاء من أغطية الرَّأس يُشبه الطاقيّة، يُتَّخذ من الصُّوف المتلبِّد. 

لُبود [مفرد]: مصدر لبَدَ بـ. 

لبد

1 لَبِدَ, aor. ـَ inf. n. لَبَدٌ, It (a thing) stuck, clave, or adhered. (Msb.) b2: لَبَدَ بِالأَرْضِ, aor. ـُ inf. n. لُبُودٌ; (S, L;) and بِهَا ↓ البد; (L;) and بِهَا ↓ تلبّد; (S;) It (a thing) stuck, clave, or adhered, to the ground. (S, L.) b3: بِالأَرْضِ ↓ تلبّد He (a bird) lay upon his breast, cleaving to the ground. (S, L, K.) b4: (tropical:) He clave to the ground, concealing his person. (A.) b5: Hence the proverb تَصَيَّدِى ↓ تَلَبَّدِى, [for تَتَصَيَّدِى, (tropical:) Cleave thou (addressed to a female) to the ground: thou wilt take, or catch, or snare, or entrap, game]. (A.) b6: Hence also, ↓ تلبّد (tropical:) He remained fixed, or steady, and looked, or considered. (A.) b7: لَبَدَ بِالمَكَانِ, (L, K, *) aor. ـُ inf. n. لُبُودٌ; and لَبِدَ, aor. ـَ inf. n. لَبَدٌ; (L, K;) and ↓ البد; (S, L, K;;) (tropical:) He remained, continued, stayed, abode, or dwelt, in the place; (S, L, K; *) and clave to it. (L, K. *) b8: لَبَدَ عَلَى عَصَاهُ, inf. n. لُبُودٌ, (assumed tropical:) He (a pastor) leaned upon his staff, remaining fixed to his place. (L.) b9: لَبِدَ, aor. ـَ (S, L,) inf. n. لَبَدٌ, (S, L, K,) He (a camel) became choked by eating much of the plant called صِلِّيَان, suffering a contortion in the [part of the chest called] حَيْزُوم and in the [part of the throat called] غَلْصَمَة: (ISk, S, L, K: *) or had a complaint of the belly from eating of the قَتَاد [or tragacantha]. (AHn, L.) b10: See 4.2 لبّدهُ, inf. n. تَلْبِيدٌ, He stuck it, one part upon another, so that it became like لِبْد [or felt]. (Msb.) b2: لبّد الصُّوفَ He made the wool into لِبْد [i. e., a compact and coherent mass; or felt]. (A.) [And He, or it, rendered the wool coherent, compact, or matted.] b3: لبّد الأَرْضَ, (inf. n. تَلْبِيدٌ, L,) It (rain, S, A, or a scanty rain, L,) rendered the ground compact, so that the feet did not sink in it. (S, * A, * L.) b4: لبّد, (L,) or لبّد شَعَرَهُ, (L, Msb,) inf. n. تَلْبِيدٌ, (S, L, Msb,) He (a pilgrim, S, L, Msb, in the state of إِحْرَام, S, L,) put upon his head some gum, (A 'Obeyd, S, L, K,) or خِطْمِىّ or the like, (Msb,) or honey, (A 'Obeyd, L,) or something glutinous, (L,) in order that his hair might become compacted together, (A 'Obeyd, S, L, Msb, K,) to preserve it in the state in which it was, (S, * L,) lest it should become shaggy, or dishevelled, and frowzy, or dusty, (S, L, Msb,) or lousy, (A 'Obeyd, L,) during the state of احرام. (S, L.) The Arabs in the time of paganism used to do thus when they did not desire to shave their heads during the pilgrimage. Some say, that it signifies He shaved the whole of his hair. (L.) A2: لبّد عَجَاجَتَهُ: see art. عج.4 أَلْبَدَ: see 1. b2: البد شَيْئًا بِشَىْءٍ He stuck a thing to a thing; (K;) as also لَبَدَهُ, inf. n. لَبْدٌ: (TA:) or he stuck a thing firmly to a thing. (L.) b3: He put the milking-vessel close to the udder [lit., stuck it to the udder] in order that there might be no froth to the milk. (TA, art. نفج.) b4: البد He (a camel) struck his hinder parts with his tail, having befouled it with his thin dung and his urine, and so made these to form a compact crust upon those parts. (S, L.) b5: البد بَصَرُهُ (assumed tropical:) His sight, or eye, (meaning that of a person praying,) remained fixed upon the place of prostration. (K.) b6: البد (tropical:) He lowered, or stooped, his head, in entering (A, K) a door. (A.) A2: البد السَّرْجَ; (S, IKtt, K;) and ↓ لَبَدَهُ, inf. n. لَبْدٌ; (IKtt;) He made for the saddle a لِبْد [or cloth of felt to place beneath it]: (S, IKtt, K:) and in like manner, البد الخُفَّ, and ↓ لَبَدَهُ, he made a لِبْد [or lining of felt?] for the boots. (IKtt.) b2: البد الفَرَسَ He bound upon the horse a لِبْد [or saddle cloth, or covering of felt]: (S, K:) or put it upon his back. (A.) b3: البدتِ الإِبِلُ (assumed tropical:) The camels put forth their soft hair (S, L, K) and their colours, (S, L,) and assumed a goodly appearance, (L,) and began to grow fat, (S, L, K,) by reason of the [season, or pasture, called] رَبِيع: (S, L:) as though they put on أَلْبَاد [or felt coverings]. (L.) b4: البد القِرْبَةَ He put the water-skin into a جُوَالِق [or sack]: (K:) or into a لَبِيد, or small جوالق: (S:) the لَبِيد is a لِبْد [or covering of felt] which is sewed upon it. (L.) 5 تَلَبَّدَ see 1. b2: تلبد It (wool, A, L, K, and the like, K, as common hair, A, L, and the soft hair of camels or the like, L,) became commingled, and compacted together, or matted, coherent; (S, * A, * L, K;) as also ↓ التبد. (L.) [Both are also said of dung, and of a mixture of dung and urine, meaning It caked, or became compacted, upon the ground &c.] b3: It (the ground, L, or the dust, or the sand, A,) became compact, so that the feet did not sink in it, by reason of rain. (S, * A, * L.) b4: [Also, app., He shrank, by reason of fear: see هَبِيتٌ: in the present day it is used to signify he hid, or contracted, himself, by reason of fear, or for the purpose of practising some act of guile.]8 التبدت الشَّجَرَةُ The tree became dense, or abundant, in its foliage. (S, L, K.) b2: التبد الوَرَقُ The leaves became commingled, and compacted together. (S, L, K.) See 5.

لِبْدٌ Hair or wool commingled, and compacted together, or coherent; [felt;] (L, Msb, K;) as also ↓ لِبْدَةٌ; (L, K;) or this is a more particular term; [meaning a portion of such hair or wool; a piece of felt;] (S, Msb;) and ↓ لُبْدَةٌ: (L, K:) pl. of لِبْدٌ, (or of لبدة, as though the ة were imagined to be elided, M,) لُبُودٌ (S, A, L, K) and أَلْبَادٌ. (L, K.) b2: لِبْدٌ A well-known kind of carpet [and cloth, made of felt]. (L, K.) b3: لِبْدٌ [or لِبْدَةٌ, (S, art. وثر,)] What is beneath the saddle; [a saddle-cloth; a housing; a cloth of felt, which is placed beneath the saddle, and also used as a covering without the saddle]. (S, * L, * K.) لَبَدٌ Wool. (S, K.) Hence the saying مَا لَهُ سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ He has neither hair nor wool: (S:) or, neither what has hair nor what has wool: or, neither little nor much: (TA:) or, he has not anything: (S:) for the wealth of the Arabs consisted of horses, camels, sheep and goats, and cows; and all of these are included in this saying (TA.) See also سَبَدٌ.

لبد [app. لَبِدٌ] Compact, or cohering, ground, upon which one may walk, or journey, quickly. (L.) لَبِدٌ (S, K) and ↓ لُبَدٌ, (S, A, L, K,) the former of which is preferable, accord. to A'Obeyd, (S,) (tropical:) One who does not travel, (S, L,) nor quit his abode, (S, * L, K,) or place, (A,) nor seek sustenance. (L, K.) Hence, (A,) the last of Lukmán's [seven] vultures [with whose life his own was to terminate] was called ↓ لُبَدٌ, (S, A, L, K,) because he thought that is would not go away nor die. (L.) Thus applied, it is perfectly decl., because it is a word not made to deviate from its original form. (S, L.) b2: Also ↓ لُبَدٌ A man who does not quit his camel's saddle. (L.) لُبَدٌ (S, L) and لِبَدٌ, which is pl. of ↓ لِبْدَةٌ, (L,) and ↓ لُبَّدَى, (L, K,) and ↓ لِبْدَةٌ, and ↓ لُبْدَةٌ, (L,) (tropical:) A number of men collected together, (S, L, K,) and [as it were] compacted, one upon another: so the first and second of these words, accord. to different readings, signify in the Kur., lxxii., 19: (L:) or لِبَدٌ signifies collected together like locusts, (T, L,) which are app. thus called as being likened to a congregation of men; (ISd, L;) pl. of لِبْدَةٌ, (L,) which signifies a locust. (K.) [See a verse cited voce صَابَ.] b2: مَالٌ لُبَدٌ, (S, A, K, &c.,) and ↓ لُبَّدٌ, (Aboo-Jaafar, K,) and ↓ لُبُدٌ, (El-Hasan and Mujáhid,) and ↓ لُبْدٌ, (Mujáhid,) (tropical:) Much wealth; (S, K, &c.;) so in the Kur., xc., 6; (S, TA;) as also ↓ لَابِدٌ: (K:) or wealth so abundant that one fears not its coming to an end: (A, L:) some say that لُبَدٌ is a pl., and that its sing. is لُبْدَةٌ: others, that it is sing., like قُثَمٌ and حُصَمٌ: أَمْوَالٌ and مَالٌ are sometimes used in the same sense: لُبَّدٌ seems to be pl. of لَابِدٌ: (L:) so is لُبُدٌ, and so لُبْدٌ: (El-Basáïr:) also, مال لِبَدٌ, which is accord. to the reading of Zeyd Ibn-'Alee and Ibn-'Omeyr and 'Ásim, signifies collected wealth; لِبَدٌ being pl. of لِبْدَةٌ. (TA.) A2: See لُبَدٌ.

لِبْدَةٌ (tropical:) The mass of hair between the shoulderblades of the lion, (S, A, K,) intermingled, and compacted together: (A:) and the like upon a camel's hump: (T, L:) pl. لِبَدٌ. (S.) Hence the proverb, هُوَ أَمْنَعُ مِنْ لِبْدَةِ الأَسَدِ [He, or it, is more unapproachable, or inaccessible, than the mass of hair between the shoulder-blades of the lion]. (S, A.) Hence also ذُو لِبْدَةٍ is an appel-lation of the lion; (T, S, A, K;) and so ذُو لِبَدٍ. (T, A,) b2: See لِبْدٌ and لُبَدٌ.

لُبْدَةٌ: see لُبَدٌ.

نَاقَةٌ لَبِدَةٌ A she-camel choked by eating much of the plant called صِلِّيَان: pl. لَبَادَى: [see لَبِدَ:] (S:) or إِبِلٌ لَبِدَةٌ, and لَبَادَى, camels having a complaint of the belly from eating of the قَتَاد [or tragacantha]: and in like manner you say ناقة لَبِدَةٌ. (AHn, L.) لَبِيدٌ A جُوَالِق [or sack]: (K:) or a small جوالق: (S, IKtt, L:) or a large جوالق: a لِبْد [or covering of felt] which is sewed upon a قِرْبَة [or water-skin]. (L.) b2: Also, (K,) or لَبِيدَةٌ, (L,) A [fodder-bag of the kind called] مِخْلَاة. (L, K.) لَبَّادٌ A maker, or manufacturer, of لِبْد [i. e., hair or wool commingled, and compacted together; or felt]. (K.) لُبَّادَةٌ A garment of felt (مِنْ لِبْد, S, or لُبُود, L, K,) worn on account of rain, (S, L, Msb, K,) to protect one therefrom: (TA:) a garment of the kind called قَبَآء. (L.) لُبَّادَى: see لُبَدٌ.

لَابِدٌ see لُبَدٌ. b2: اللَّابِدُ, and ↓ المُلْبَدُ, and أَبُو لُبَدٍ, and أَبُو لِبَدٍ, (tropical:) The lion. (K.) ملْبَدٌ A horse having a لِبْد [or saddle-cloth, or covering of felt] bound upon him. (S.) b2: See اللَابِدُ, and مُلْبِدٌ.

مُلْبِدٌ A camel (L, K) or stallion-camel, (T, L,) striking his thighs with his tail, (L, K,) and making his dung to stick to them. (L.) b2: (tropical:) A man cleaving to the ground, and making himself inconspicuous: (TA:) (tropical:) a man cleaving to the ground by reason of poverty. (A.) b3: مُلْبِدٌ, or ↓ مُلْبَدٌ, applied to a tank, or cistern: see مُبْلِدٌ.

مُلَبِّدٌ Scanty rain [that renders the soft ground compact, so that the feet do not sink in it]. (L.) خُفٌّ مُلَبَّدٌ, and ↓ مَلْبُودٌ, A pair of boots made of لِبْد [or felt]. (A.) See also 4.

مَلْبُودٌ (assumed tropical:) A he-goat compact in flesh. (L.) b2: See preceding paragraph.

لبد: لبَدَ بالمكان يَلْبُدُ لبُوداً ولَبِدَ لَبَداً وأَلبَدَ: أَقام

به ولَزِق، فهو مُلْبِدٌ به، ولَبَِدَ بالأَرض وأَلبَدَ بها إِذا لَزِمَها

فأَقام؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه، لرجلين جاءا يسأَلانه: أَلبِدا

بالأَرض

(* قوله «ألبدا بالأرض» يحتمل أنه من باب نصر أو فرح من ألبد

وبالأخير ضبط في نسخة من النهاية بشكل القلم.) حتى تَفْهَما أَي أَقيما؛ ومنه

قول حذيفة حين ذكر الفتنة قال: فإِن كان ذلك فالبُدُوا لبُودَ الراعِي

على عصاه خلف غَنَمِه لا يذهبُ بكم السَّيلُ أَي اثْبُتُوا والزموا

منازِلَكم كما يَعْتَمِدُ الراعي عصاه ثابتاً لا يبرح واقْعُدوا في بيوتكم لا

تخرجوا منها فَتَهْلِكوا وتكونوا كمن ذهبَ به السيلُ. ولَبَدَ الشيءُ

بالشيءِ يَلْبُد ذا ركب بعضُه بعضاً. وفي حديث قتادة: الخُشوعُ في القلبِ

وإِلبادِ البصر في الصلاة أَي إِلزامِه موضعَ السجود من الأَرض. وفي حديث

أَبي بَرْزةَ: ما أُرى اليومَ خيراً من عِصابة مُلْبِدة يعني لَصِقُوا

بالأَرض وأَخْملوا أَنفسهم.

واللُّبَدُ واللَّبِدُ من الرجال: الذي لا يسافر ولا يَبْرَحُ مَنْزِلَه

ولا يطلُب معاشاً وهو الأَلْيَسُ؛ قال الراعي:

مِنْ أَمرِ ذي بَدَواتٍ لا تَزالُ له

بَزْلاءُ، يَعْيا بها الجَثَّامةُ اللُّبَدُ

ويروى اللَّبِدُ، بالكسر؛ قال أَبو عبيد: والكسر أَجود. والبَزْلاءُ:

الحاجةُ التي أُحْكِمَ أَمرُها. والجَثَّامةُ والجُثَمُ أَيضاً: الذي لا

يبرح من محلِّه وبَلْدِتِه.

واللَّبُودُ: القُرادُ، سمي بذلك لأَنه يَلْبد بالأَرض أَي يَلْصَق.

الأَزهري: المُلْبِدُ اللاَّصِقُ بالأَرض. ولَبَدَ الشيءُ بالأَرض، بالفتح،

يَلْبُدُ لبُوداً: تَلَبَّد بها أَي لَصِقَ. وتَلَبَّد الطائرُ بالأَرض

أَي جَثَمَ عليها. وفي حديث أَبي بكر: أَنه كان يَحْلُبُ فيقول:

أَأُلْبِدُ أَم أُرْغِي؟ فإِن قالوا: أَلْبِدْ أَلزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْع فحلب،

ولا يكون لذلك الحَلبِ رَغْوة، فإِن أَبان العُلْبة رغا الشَّخْب بشدّة

وقوعه في العلبة. والمُلَبِّدُ من المطر: الرَّشُّ؛ وقد لَبَّد الأَرضَ

تلبيداً.

ولُبَدٌ: اسم آخر نسور لقمان بن عادٍ، سماه بذلك لأَنه لَبِدَ فبقي لا

يذهب ولا يموت كاللَّبِدِ من الرجال اللازم لرحله لا يفارقه؛ ولُبَدٌ

ينصرف لأَنه ليس بمعدول، وتزعم العرب أَن لقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها

إِلى الحرم يستسقي لها، فلما أُهْلِكُوا خُيِّر لقمان بين بقاء سبع

بَعْرات سُمْر من أَظْبٍ عُفْر في جبل وَعْر لا يَمَسُّها القَطْرُ، أَو بقاء

سبعة أَنْسُرٍ كلما أُهْلِكَ نَسْرٌ خلَف بعده نسر، فاختار النُّسُور فكان

آخر نسوره يسمى لُبَداً وقد ذكرته الشعراء؛ قال النابغة:

أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتُمِلوا،

أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَد

وفي المثل: طال الأَبَد على لُبَد.

ولُبَّدَى ولُبَّادَى ولُبادَى؛ الأَخيرة عن كراع: طائر على شكل

السُّمانى إِذا أَسَفَّ على الأَرض لَبَِدَ فلم يكد يطير حتى يُطار؛ وقيل:

لُبَّادى طائر. تقول صبيان العرب: لُبَّادى فَيَلْبُد حتى يؤْخذ. قال الليث:

وتقول صبيان الأَعراب إِذا رأَوا السمانى: سمُانَى لُبادَى البُدِي لا

تُرَيْ، فلا تزال تقول ذلك وهي لابدة بالأَرض أَي لاصِقة وهو يُطِيفُ بها

حتى يأْخذها.

والمُلْبِدُ من الإِبل: الذي يــضرب فخذيه بذنبه فيلزَقُ بهما ثَلْطُه

وبَعْرُه، وخصَّصه في التهذيب بالفحل من الإِبل. الصحاح: وأَلبد البعير إِذا

ضرب بذنبه على عجُزه وقد ثَلَطَ عليه وبال فيصير على عجزه لُِبْدَة من

ثَلْطه وبوله.

وتَلَبَّد الشعَر والصوف والوَبَر والتَبَدَ: تداخَلَ ولَزِقَ. وكلُّ

شعر أَو صوف مُلْتَبدٍ بعضُه على بعض، فهو لِبْد ولِبْدة ولُبْدة، والجمع

أَلْباد ولُبُود على توهم طرح الهاء؛ وفي حديث حميد بن ثور:

وبَيْنَ نِسْعَيْه خِدَبًّا مُلْبِدا

أَي عليه لِبْدةٌ من الوَبَر. ولَبِدَ الصوفُ يَلْبَدُ لَبَداً

ولَبَدَه: نَفَشَه

(* قوله «ولبده نفشه» في القاموس ولبد الصوف كــضرب نفشه كلبده

يعني مضعفاً.) بماء ثم خاطه وجعله في رأْس العَمَد ليكون وِقايةً للبجاد

أَنْ يَخْرِقَه، وكل هذا من اللزوق؛ وتَلَبَّدَتِ الأَرض بالمطر. وفي

الحديث في صفة الغيث: فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ أَي جَعَلَتْها قَوِيَّةً لا

تسُوخُ فيها الأَرْجُلُ؛ والدِّماثُ: الأَرَضون السَّهْلة. وفي حديث أُم

زرع: ليس بِلَبِد فَيُتَوَقَّل ولا له عندي مُعَوَّل أَي ليسَ بمستمسك متلبد

فَيُسْرَع المشيُ فيه ويُعْتَلى. والتبد الورق أَي تَلَبَّد بعضه على

بعض. والتبدت الشجرة: كثرت أَوراقها؛ قال الساجع:

وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا

ولَبَّد النَّدى الأَرضَ. وفي صفة طَلْح الجنة: أَنّ الله يجعل مكان كل

شوكة منها مِثْلَ خصوة التيس

(* قوله «خصوة التيس» هو بهذه الحروف في

النهاية أيضاً ولينظر ضبط خصوة ومعناها.) المَلْبُود أَي المُكْتَنِزِ اللحم

الذي لزم بعضه بعضاً فتلبَّدَ.

واللِّبْدُ من البُسُط: معروف، وكذلك لِبْدُ السرج. وأَلْبَدَ السرْجَ:

عَمِلَ له لِبْداً. واللُّبَّادةُ: قَباء من لُبود. واللُّبَّادة: لِباس

من لُبُود. واللِّبْدُ: واحد اللُّبُود، واللِّبْدَة أَخص منه.

ولَبَّدَ شعَرَه: أَلزقه بشيءٍ لَزِج أَو صمغ حتى صار كاللِّبد، وهو شيء

كان يفعله أَهل الجاهلية إِذا لم يريدوا أَن يَحْلِقُوا رؤُوسهم في

الحج، وقيل: لَبَّد شعره حلقه جميعاً. الصحاح: والتلبيد أَن يجعل المحرم في

رأْسه شيئاً من صمغ ليتلبد شعره بُقْياً عليه لئلا يَشْعَثَ في الإِحرام

ويَقْمَلَ إِبْقاء على الشعر، وإِنما يُلَبِّدُ من يطول مكثه في الإِحرام.

وفي حديث المحرم: لا تُخَمّروا رأْسه فإنه يَبْعَث مُلَبِّداً. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال: من لَبَّدَ أَو عَقَصَ أَو ضَفَرَ فعليه

الحلق؛ قال أَبو عبيد: قوله لَبَّد يعني أَن يجعل المحرم في رأْسه شيئاً

من صمغ أَو عسل ليتلبد شعره ولا يَقْمَل. قال الأَزهري: هكذا قال يحيى بن

سعيد. قال وقال غيره: إِنما التلبيد بُقْياً على الشعر لئلا يَشْعَثَ في

الإِحرام ولذلك أُوجب عليه الحلق كالعقوبة له؛ وقال: قال ذلك سفيان بن

عيينة؛ ومنه قيل لِزُبْرِة الأَسَد: لِبْدَةٌ؛ والأَسد ذو لبدة.

واللِّبْدة: الشعر المجتمع على زبرة الأَسد؛ وفي الصحاح: الشعر المتراكب بين

كتفيه. وفي المثل: هو أَمنع من لِبدة الأَسد، والجمع لِبَد مثلِ قِرْبة

وقِرَب.واللُّبَّادة: ما يلبس منها للمطر؛ التهذيب في ترجمة بلد، وقول الشاعر

أَنشده ابن الأَعرابي:

ومُبْلِدٍ بينَ مَوْماةٍ ومَهْلَكةٍ،

جاوَزْتُه بِعَلاة الخَلْقِ عِلْيانِ

قال: المُبْلِدُ الحوض القديم ههنا؛ قال: وأَراد ملبد فقلب وهو اللاصق

بالأَرض.

وما له سَبَدٌ ولا لَبَد؛ السَّبَدُ من الشعر واللبَد من الصوف لتلبده

أَي ما له ذو شعر ولا ذو صوف؛ وقيل السبد هنا الوبر، وهو مذكور في موضعه؛

وقيل: معناه ما له قليل ولا كثير؛ وكان مال العرب الخيل والإِبل والغنم

والبقر فدخلت كلها في هذا المثل.

وأَلبَدَتِ الإِبلُ إِذا أَخرج الربيع أَوبارَها وأَلوانها وحَسُنَتْ

شارَتُها وتهيأَت للسمَن فكأَنها أُلْبِسَتْ من أَوبارها أَلباداً.

التهذيب: وللأَسد شعر كثير قد يَلْبُد على زُبْرته، قال: وقد يكون مثل ذلك على

سنام البعير؛ وأَنشد:

كأَنه ذو لِبَدٍ دَلَهْمَس

ومال لُبَد: كثير لا يُخاف فَنَاؤه كأَنه التَبَدَ بعضُه على بعض. وفي

التنزيل العزيز يقول: أَهلكت مالاً لُبَداً؛ أَي جَمّاً؛ قال الفراء:

اللُّبَد الكثير؛ وقال بعضهم: واحدته لُبْدةٌ، ولُبَد: جِماع؛ قال: وجعله

بعضهم على جهة قُثَمٍ وحُطَم واحداً وهو في الوجهين جميعاً: الكثير. وقرأَ

أَبو جعفر: مالاً لُبَّداً، مشدداً، فكأَنه أَراد مالاً لابداً. ومالانِ

لابِدانِ وأَموالٌ لُبَّدٌ. والأَموالُ والمالُ قد يكونان في معنى واحد.

واللِّبْدَة واللُّبْدة: الجماعة من الناس يقيمون وسائرُهم يَظْعنون

كأَنهم بتجمعهم تَلَبَّدوا. ويقال: الناس لُبَدٌ أَي مجتمعون. وفي التنزيل

العزيز: وانه لما قامَ عبدُ الله يَدْعوه كادوا يكونون عليه لُبَداً؛

وقيل: اللِّبْدَةُ الجراد؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه على التشبيه.

واللُّبَّدَى: القوم يجتمعون، من ذلك. الأَزهري: قال وقرئَ: كادوا يكونون عليه

لِبَداً؛ قال: والمعنى أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما صلى الصبح ببطن

نخلة كاد الجنُّ لما سمعوا القرآن وتعجَّبوا منه أَن يسْقُطوا عليه. وفي

حديث ابن عباس: كادوا يكونون عليه لِبَداً؛ أَي مجتمعين بعضهم على بعض،

واحدتها لِبْدَة؛ قال: ومعنى لِبَداً يركب بعضُهم بعضاً، وكلُّ شيء أَلصقته

بشيء إِلصاقاً شديداً، فقد لَبَّدْتَه؛ ومن هذا اشتقاق اللُّبود التي

تُفْرَشُ. قال: ولِبَدٌ جمع لِبْدَة ولُبَدٌ، ومن قرأَ لُبَداً فهو جمع

لُبْدة؛ وكِساءٌ مُلَبَّدٌ.

وإِذا رُقِعَ الثوبُ، فهو مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ ومَلْبود. وقد لَبَدَه

إِذا رَقَعَه وهو مما تقدم لأَن الرَّقْعَ يجتمع بعضه إِلى بعض ويلتزق بعضه

ببعض. وفي الحديث: أَن عائشة، رضي الله عنها، أَخرجت إِلى النبي، صلى

الله عليه وسلم، كساء مُلَبَّداً أَي مُرَقَّعاً. ويقال: لَبَدْتُ القَميصَ

أَلْبُدُه ولَبَّدْتُه. ويقال للخرقة التي يُرْقَعُ بها صدر القميص:

اللِّبْدَة، والتي يرْقَعُ بها قَبُّه: القَبِيلَة. وقيل: المُلَبَّدُ الذي

ثَخُنَ وسَطه وصَفِقَ حتى صار يُشْبِهُ اللِّبْدَ.

واللِّبْدُ: ما يسْقُط من الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ، وهو سَفاً أَبيض

يسقط منهما في أُصولهما وتستقبله الريح فتجمعه حتى يصير كأَنه قطع

الأَلْبادِ البيض إِلى أُصول الشعر والصِّلِّيانِ والطريفةِ، فيرعاه المال

ويَسْمَن عليه، وهو من خير ما يُرْعى من يَبِيسِ العِيدان؛ وقيل: هو الكلأُ

الرقيق يلتبد إِذا أَنسَلَ فيختلط بالحِبَّة.

وقال أَبو حنيفة: إِبِلٌ لَبِدةٌ ولَبادَى تشَكَّى بطونَها عن القَتادِ؛

وقد لَبِدَتْ لَبَداً وناقة لَبِدَة. ابن السكيت: لَبِدَتِ الإِبِل،

بالكسر، تَلْبَدُ لَبَداً إِذا دَغِصَتْ بالصِّلِّيان، وهو التِواءٌ في

حَيازيمِها وفي غلاصِمِها، وذلك إِذا أَكثرت منه فَتَغصُّ به ولا تمضي.

واللَّبيدُ: الجُوالِقُ الضخم، وفي الصحاح: اللَّبِيدُ الجُوالِقُ الصغير.

وأَلْبَدْتُ القِرْبةَ أَي صَيَّرْتُها في لَبيد أَي في جوالق، وفي الصحاح:

في جوالق صغير؛ قال الشاعر:

قلتُ ضَعِ الأَدْسَم في اللَّبيد

قال: يريد بالأَدسم نِحْيَ سَمْن. واللَّبِيدُ: لِبْدٌ يخاط عليه.

واللَّبيدَةُ: المِخْلاة، اسم؛ عن كراع. ويقال: أَلْبَدْت الفرسَ، فهو

مُلْبَد إِذا شدَدْت عليه اللِّبْد. وفي الحديث ذكر لُبَيْداءَ، وهي

الأَرض السابعة. ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ: أَسماء. واللِّبَدُ: بطون من بني

تميم. وقال ابن الأَعرابي: اللِّبَدُ بنو الحرث ابن كعب أَجمعون ما خلا

مِنْقَراً. واللُّبَيْدُ: طائر. ولَبِيدٌ: اسم شاعر من بني عامر.

لبد
: (لَبَدَ) بِالْمَكَانِ (كنَصَر وفَرِحَ) يَلْبُدُ ويَلْبَدُ (لُبُوداً) ، بالضمّ مصدر الأَوّل، (ولَبَداً) ، مُحَرّكةً، مصدر الثَّانِي (: أَقَامَ) بِهِ (ولَزِقَ، كأَلْبَدَ) ، رُباعِيًّا، فَهُوَ مُلْبِدٌ بِهِ. ولَبِدَ بالأَرض وأَلْبَد بهَا، إِذا لَزِمَها فأَقَام، وَمِنْه حَديث عَلِيت رَضِي الله عَنهُ لرجلينِ جَاءَ يَسأَلاَنهِ (أَلْبِدَا بالأَرْضِ حَتَّى تَفْهَما) أَي أَقِيمَا، وَمِنْه قولُ حُذيفة حِين ذَكَر الفِتْنَة قَالَ (فَابْن كَانَ ذالك الْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعِي عَلَى عَصاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ لَا يَذْهَبُ بكم السَّيْلُ) أَي اثْبُتُوا والْزَمُوا مَنَازِلَكم كَمَا يَعْتَمِدُ الراعِي عَصَاهُ ثَابتا لَا يَبْرَح، واقْعُدوا فِي بُيُوتِكم لَا تَخْرُجوا مِنْهَا قَتَهْلِكُوا وتَكُونوا كمَنْ ذَهَبَ بِهِ السَّيْل. (و) من الْمجَاز: اللُّبَدُ واللَّبِدُ مِن الرِّجَال، (كصُرَدٍ وكَتِفٍ: من لَا) يُسافر وَلَا (يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ وَلَا يَطْلُبُ مَعاشاً) ، وَهُوَ الأَلْيَسُ، قَالَ الرَّاعِي:
مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُ
بَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الجَثَّامَةُ اللُّبَدُ

تَابع كتاب ويُرْوَى (اللَّبِدُ) بالكسرِ. قَالَ أَبو عُبَيد، والكَسْر أَجْوَدُ، (و) مِنْهُ (أَتَى أَبَدٌ عَلى لُبَد) وَهُوَ (كَصُرَدٍ) اسمُ (آخِر نُسُورِ لُقْمَانَ) بن عادٍ، لِظَنِّه أَنه لَبِدَ فَلَا يَمُوت. كَذَا فِي الأَساس. وَفِي اللِّسَان: سَمَّاه بذالك لأَنه لَبِدَ فبَقِيَ لَا يَذْهَب وَلَا يَمُوت، كاللَّبِدِ مِن الرِّجال اللازِم لِرَحْلِه لَا يُفَارِقه. ولُبَدٌ يَنْصَرِف لأَنه لَيْسَ بمعدُولٍ، وَفِي روض المناظرة لابنِ الشِّحْنَة: كانَ مِن قَوْمِ عادٍ شَخْصٌ اسمُه لُقْمَانُ غيرُ لُقْمَانَ الحَكِيمِ الَّذِي كَانَ على عَهْدِ دَاوودَ عَلَيْهِ السلامُ. وَفِي الصّحاح: تَزْعُم العَربُ أَنَّ لُقْمَانَ هُوَ الَّذِي (بَعَثَتْهُ عَادٌ) فِي وَفْدِهَا (إِلى الحَرَمِ يَسْتَسْقِي لَهَا) ، زَاد ابنُ الشِّحْنَة: مَعَ مَرْثَد بن سَعْد، وَكَانَ مُؤْمِناً، فلمّا دَعَوْا قيل: قد أَعْطَيْتُكم مُنَاكُم، فاخْتَارُوا لأَنفُسِكم، فَقَالَ مَرْثَد: أَعْطِنهي بِرًّا وصِدْقاً، وَاخْتَارَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَه مَا أَصابَ قَوْمَه. (فَلَمَّا أُهْلِكُوا) هاكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي بعض مِنْهَا فَلَمَّا هَلَكُوا (خُيِّرَ لُقْمَانُ) ، أَي قَالَ لَهُ الله تَعالى اخْتَرْ وَلَا سَبيلَ إِلى الخُلُود (بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ) ، هاكذا فِي نُسختنا بِالْعينِ، وَيُوجد فِي بعض نسخ الصِّحَاح بَقَرات بِالْقَافِ (سُمْرٍ) صهفَة لِبعرات (مِن أَظْبٍ) جمع ظِباءٍ (عُفْرٍ) صِفة لَهَا، قَالَ شيخُنَا: وَالَّذِي فِي نُسخ القامُوس هُوَ الأَشْبَ، إِذ لَا تَتَوَلَّد البَقَرُ من الظِّبَاءِ، وَلَا تكون مِنْهَا، (فِي جَبَلٍ وَعْرٍ، لَا يَمَسُّهَا القَطْرُ، أَو بَقَاءَ سَبْعَة أَنْسُرٍ) ، وسياأتي للمُصنّف فِي الْعين الْمُهْملَة مَعَ الفاءِ أَنها ثَمَانِية وعَدَّ مِنْهَا فُرْزُعَ وَقَالَ: هُوَ أَحدُ الأَنسارِ الثمانِيَة) وَهُوَ غَلطٌ، كَمَا سيأْتي (كُلَّمَا هَلَكَ نَسْرٌ خَلَفَ بَعْدَه نَسْرٌ، فَاخْتَارَ) لُقْمَانُ (النُّسُورَ) ، فكَانَ يأْخُذُ الفَرْخَ حِينَ يَخْرُج مِن البَيْضَة حَتَّى إِذا ماتَ أَخذَ غيرَه. وَكَانَ يَعِيشُ كلُّ نَسْرٍ ثمانينَ سنَةً (وَكَانَ آخِرُها لُبَداً) ، فَلَمَّا ماتَ ماتَ لُقْمَانُ، وذالك فِي عَصْرِ الْحَارِث الرائِش أَحدِ مُلوكِ اليَمن، وَقد ذَكَرَه الشُّعراءُ، قَالَ النابِغَةُ:
أَضْحَتْ خَلاَءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُوا
أَخْنَى عَلَيْهَا الذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
(ولُبَّدَي ولُبَّادَي) ، بالضمّ وَالتَّشْدِيد، (ويُخَفَّفُ) ، عَن كُراع (: طائِرٌ) على شَكْلِ السُّمَانَى إِذا أَسَفَّ على الأَرْضِ لَبِدَ فَلم يَكَدْ يَطِير حَتَّى يُطَارَ، وَقيل: لُبَّادَى: طَائِر (يُقَالُ لَهُ: لُبَادَى الْبُدِي) لَا تَطِيري، (ويُكَرَّرُ حتَّى يَلْتَزِقَ بالأَرْض فيُؤْخَذَ) وَفِي التكملة: قَالَ الليثُ: وَتقول صِبْيَانُ الأَعْرَابِ إِذا رَأَوا السُّمَانَي: سُمَانَى لُبَادَى الْبُدِي لَا تُرَيْ. فَلَا تزَال تَقولُ ذالك، وَهِي لَا بِدَةٌ بالأَرْضِ أَي لاصِقَة وَهُوَ يُطِيفُ بهَا حَتَّى يَأْخُذَهَا. قلت: ومثلُه فِي الأَساس، وأَوردَه فِي المَجاز.
(والمُلْبِدُ: البَعيرُ الضارِبُ فَخِذَيْه بِذَنْبِه) فيَلْزَق بهما ثَلْطُه وبَعْرُه، وخَصَّصَه فِي التَّهْذِيب بالفَحْلِ من الإِبِل. وَفِي الصِّحَاح: وأَلْبَدَ البَعِيرُ، إِذا ضَرَب بِذَنَبِهِ على عَجُزِه وَقد ثَلَطَ عَلَيْهِ وبَالَ فيَصِير على عَجُزه لُبْدَةٌ مِن ثَلْطِه وبَوْلِه.
(وتَلَبَّدَ) الشَّعْرُ و (الصُّوفُ ونَحْوُه) كالوَبرِ كالْتَبَدَ (: تَدَاخَلَ ولَزِقَ بَعضُه ببعْضٍ، و) فِي التَّهْذِيب: تَلَبَّدَ (الطَّائِر بالأَرْض) أَي (جَثَمَ عَلَيْهَا، وكُلُّ شَعَرٍ أَو صُوفٍ مُتَلَبِّدٍ) وَفِي بعض النّسخ ملْتَبِد أَي بعضُه على بعْضٍ، فَهُوَ (لِبْدٌ) ، بِالْكَسْرِ، (ولِبْدَةٌ) ، بِزِيَادَة الهاءِ (ولُبْدَةٌ) ، بالضَّم، (ج أَلْبَادٌ ولُبُودٌ) ، على تَوهُّمِ طَرْح الهاءِ (واللَّبَّادُ) ككَتَّان (عامِلُها) ، أَي اللُّبْدَةِ. (و) من المَجاز: هُوَ أَجْرَأُ من ذِي لِبْدَة وَذي لِبَدٍ، قَالُوا (اللِّبْدَةُ بِالْكَسْرِ: شَعَرٌ) مُجْتَمِعٌ علَى (زُبْرَةِ الأَسَدِ) ، وَفِي الصّحاح الشَّعر المُتَراكِب بَين كَتِفَيْه، وَفِي الْمقل (هُوَ أَمْنَعُ من لِبْدَةِ الأَسَدِ) والجمعُ لِبَدٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ، (وكُنْيَتُهُ) أَي لَقَبُه (ذُو لِبْدَة) وذُو لِبَدٍ، (و) اللِّبْدَةُ؛ (نُسَالُ الصِّلِّيَانِ) والطَّرِيفَة، وَهُوَ سَفاً أَبيضُ يَسقُط مِنْهُمَا فِي أُصولِهما وتَستَقْبِلُه الرِّيحُ فتَجْمَعُ حتُّى يَصيرَ كأَنّه قِطَع الأَلْبَادِ البِيضِ إِلى أُصوله الشَّعَر والصِّلِّيَانِ والطَّرِيفَة، فيَرْعَاه المَالُ ويَسْمَنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِن خَيْرِ مَا يُرْعَى مِن يَبِيسِ العِيدَانِ، وَقيل: هُوَ الكَلَأُ الرَّقيقُ يَلْتَبِد إِذا أَنْسَلَ فيَخْتَلِط بالحِبَّةِ. (و) اللِّبْدَة (: دَاخِلُ الفَخِذِ. و) اللِّبْدَة (: الجَرَادَةُ) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنه على التِّشْبِيه، أَي بِالْجَمَاعَة من الناسِ، يُقِيمُون وسائرُهم يَظْعَنُون، كَمَا سيأْتي. (و) اللِّبْدَة (: الخِرْقَةُ) الَّتِي (يُرْقَعُ بهَا صَدْرُ القَمِيصِ) . يُقَال: لَبَدْت القَمِيصَ ايلْبُدُه، (أَو) هِيَ (القَبِيلَةُ يُرْقَعُ بهَا قَبُّهُ) ، أَي القَمِيصِ، وَعبارَة اللِّسَان: (وَيُقَال للخِرْقَة الَّتِي يُرْقَع بهَا صَدْرُ الْقَمِيص: اللِّبْدَة، و) الَّتِي يُرْقَع بهَا قَبُّهُ: القَبِيلَةُ. وَفِي سِيَاق المُصَنِّف نَظَرٌ ظاهِرٌ، فإِنه فسَّر اللِّبْدَة بِمَا فَسَّر بِهِ غيرُهُ القَبِيلَة.
(و) اللِّبْدَة (: د، بَين بَرْقَةَ وأَفْرِيقِيَّة) ، وَهِي مَدِينَة عَجِيبةٌ من بلادِ ايفْرِيقِيَّةَ، وَقد بالَغَ فِي وَصْفِها المُؤَرِّخونَ، وأَطالوا فِي مَدْحِها.
(و) اللِّبْدُ (بِلَا هَاءٍ: الأَمْرُ) ، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه قولُهُم: فُلانٌ لَا يَجِفُّ لِبْدُه، إِذا كَانَ يَتَرَدَّدُ، وَيُقَال: ثَبَتَ لِبْدُك، أَي أَمْرُك (و) اللِّبْد، (: بِسَاطٌ م) ، أَي مَعْرُوف، (و) اللِّبْدُ أَيضاً (: مَا تَحْتَ السَّرْجِ. وذُو لِبْدٍ: ع ببلادِ هُذَيْلٍ) ، ضَبطه الصغاغانيّ بِكَسْر فَفَتْحٍ.
(و) اللَّبَد، (بالتَّحْرِيك: الصُّوفُ) ، وَمِنْه قَوْلهم (مالَه سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ) وَهُوَ مَجاز، والسَّبَدُ من الشَّعر، وَقد تَقَدَّمِ، واللَّبَدُ من الصوفِ، لَتَلَبُّدِه، أَي مالَه ذُو شَعَرٍ وَلَا ذُو صُوفٍ، وَقيل: مَعْنَاه: لَا قَلِيلٌ وَلَا كثيرٌ، وَكَانَ مالُ العَرب الخَيْلَ والإِبلَ والغَنَمَ والبقَرَ، فَدَخَلَتْ كُلُّهَا فِي هاذا المَثَلِ. (و) اللَّبَد مصدر لَبِدَت الإِبلُ بِالْكَسْرِ تَلْبَد، وَهُوَ (دَغَصُ الإِبلِ من الصِّلِّيَانِ) وَهُوَ الْتِوَاءٌ فِي حَيَازِيمِها وَفِي غَلاصِمِها، وذالك إِذا أَكْثَرَتْ مِنْهُ فتَغَصُّ بِهِ وَلَا تَمْضِي، قَالَه ابنُ السِّكِّيت.
(و) يُقَال (أَلْبَدَ السَّرْجَ) إِذا (عَمِلَ) لَهُ (لِبْدَهُ) . وَفِي الأَفعال: لَبَدْت السَّرْجَ والخُفَّ لَبْداً وأَلْبَدْتُهما: جَعَلْتُ لَهما لِبْداً. (و) أَلبَدَ (الفَرَسَ: شَدَّه) عَلَيْهِ، أَي وضعَه على ظَهْرِه، كَمَا فِي الأَساس، (و) أَلْبَدَ (القِرْبَةَ: جَعَلَهَا) وصَيَّرَهَا (فِي) لَبيدٍ، أَي (جُوَالِقٍ) ، وَفِي الصّحاح: فِي جُوالِقٍ صَغيرٍ، قَالَ الشَّاعِر:
قُلْتُ ضَعِ الأَدْسَمَ فِي اللَّبِيدِ
قَالَ: يُرِيد بالأَدْسَمِ نِحْيَ سَمْنٍ، واللَّبِيدُ لِبْدٌ يُخَاطُ عَلَيْهِ.
(و) من المَجاز: أَلْبَدَ (رَأْسَه: طَأْطَأَهُ عندَ الدخولِ) بالبابِ، يُقَال أَلْبِدْ رَأْسَكَ، كَمَا فِي الأَساس.
(و) أَلبَدْت (الشْيءَ بالشَّيْءِ: أَلْصَقْتُه) كَلَبَدَهُ لَبْداً، وَمن هاذا اشتقاقُ اللُّبُودِ الَّتِي تُفْرَش، كَمَا فِي اللِّسَان. (و) أَلبَدَت (الإِبلُ: خَرَجَتْ) ، أَي من الرَّبيع (أَوْبَارُهَا) وأَلوانُهَا وحَسُنَتْ شَارَتُهَا (وتِيَّأَتْ للسِّمَنِ) ، فكأَنها أُلْبِسَتْ مِن أَوْبَارِهَا أَلْبَاداً. وَفِي التَّهْذِيب: وللأَسد شَعَرٌ كثيرٌ قد يَلْبُد على زُبْرَتِه، قَالَ: وَقد يكون مثلُ ذالك على سَنامِ البَعِير، وأَنشد:
كَأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ
(و) أَلْبَدَ (بَصَرُ المخصَلِّي: لَزِمَ مَوْضِعَ السُّجُودِ) ، وَمِنْه حَديث قَتَادَةَ فِي تَفْسِير قولِه تَعَالى: {الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} (سُورَة الْمُؤْمِنُونَ، الْآيَة: 2) قَالَ: الخُشُوع فِي القَلْبِ وإِلْبَادِ البَصرِ فِي الصلاةِ أَي إِلزَامِه مَوْضِعَ السُّجودِ من الأَرض.
(واللُّبَّادَةُ، كرُمَّانَةٍ) : قَبَاءٌ من لُبُودٍ، و (مَا يُلْبَسُ من اللُّبُودِ للمَطَرِ) ، أَي للوِقَايَة مِنْهُ.
(واللَّبِيدُ: الجُوَالِقُ) ، وَفِي الصِّحَاح وَكتاب الأَفعال: الجُوالِقَ الصَّغِير.
(و) اللَّبِيدَة (: المِخْلاَةُ) ، اسمٌ، عَن كُراع.
(و) لَبِيد (بنُ رَبِيعَةَ بنِ مالِكٍ) العَامرِيُّ، (و) لبيد (بنُ عُطَارِدِ بن حَاجِب) بن زُرَارَةَ التَّمِيميُّ، (و) لبيد (بن أَزْنَمَ الغَطَفَانِيّ، شُعَرَاءُ) ، وَفِي الأَوَّل قولُ الإِمَام الشافعيّ:
وَلَوْلاَ الشِّعْرُ بالعُلَمَاءِ يُزْرِي
لَكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ
(و) لبيد (كزُبَيْرٍ وكَرِيمٍ: طائرٌ) ، وعَلى الأَوّل، اقتصرَ ابنُ مَنْظور.
(وأَبو لُبَيْدِ بن عَبَدَةَ) ، بِضَم اللَّام، وَفتح الباءِ فِي عَبَدَة (شاعرٌ فارِسٌ) .
وأَبو لَبِيدٍ كأَمِيرٍ، هشامُ بن عبد الْملك الطَّيَالِسيُّ مُحَدِّث.
(ولَبَدَ الصوفَ، كــضَرَبَ) يَلْبِدُ لَبْداً (: نَفَشَه وبَلَّه بماءٍ ثمَّ خَاطَه وجَعَلَه فِي رَأْسِ العَمَدِ) ليَكُون (وِقَايَةً لِلبِحادِ أَنْ يَخْرِقَهُ، كلَبَّده) تَلْبِيداً، وكلُّ هاذا من اللزُوقِ.
(و) من المَجاز: (مالٌ لُبَدٌ ولاَ بِدٌ ولُبَّدٌ: كَثِيرٌ) ، وَفِي بعض النُّسخ مَال لُبَدٌ كصُرَدٍ، وَلَا بِدٌ، كثيرٌ. وَفِي الأَساس وَاللِّسَان: مَال لُبَدٌ: كَثِيرٌ لَا يُخافُ فَنَاؤُ لِكَثْرَتِه، كأَنَّه الْتَبَدَ بعضُه على بعضٍ. وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} (سُورَة الْبَلَد، الْآيَة: 6) أَي جَمًّا، قَالَ الفَرَّاءُ: اللُّبَدُ: الكَثِيرُ، وَقَالَ بعضُهم: واحدَته لُبْدَةٌ، ولُبَدٌ جِمَاعٌ، قَالَ: وجعلَه بعضُهم على جِهَة قُثَمٍ، وحُطَمٍ، واحِداً، وَهُوَ فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعاً: الكثيرُ. وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ (مَالاً لُبَّداً) مُشدَّدَا، فكأَنه أَرادَ مَالا لَا بِداً، ومالانِ لاَبِدَانِ، وأَمْوَالٌ لُبَّدٌ، والأَمْوَالُ والمالُ قد يَكُونانِ فِي مَعْنًى واحدٍ. وَفِي البصائر: وقرأَ الْحسن ومُجَاهِد: لُبُداً، بِضَمَّتَيْنِ جَمْع لابدٍ. وقرأَ مُجَاهِدٌ أَيضاً بِسُكُون الباءِ، كَفَارِهٍ وفُرْهٍ وشارِفٍ وشُرْفٍ. وقرأَ زيدُ بن عَليّ وابنُ عُمَيْرٍ وعاصِمٌ: لِبَداً مِثال عَنِبٍ جَمْع لِبْدَة أَي مُجتَمِعاً.
(واللُّبَّدَي: القَوْمُ المُجْتَمِعُ) كاللِّبْدَة، بِالْكَسْرِ، واللُّبْدَة، بالضمّ، كأَنهم بِجَمْعِم تَلَبَّدُوا، وَيُقَال: النَّاسُ لُبَدٌ، أَي مُجتمِعون، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} (سُورَة الْجِنّ، الْآيَة: 19) قَالَ الأَزهريُّ: وقُرىء {لِبَداً} وَالْمعْنَى أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملمَّا صلَّى الصُّبْح بِبَطْنِ نَخْلَةَ كادَ الجنُّ لمَّا سَمِعُوا القرآنَ وتَعَجَّبُوا مِنْهُ أَن يَسْقُطُوا عَلَيْهِ، أَي كالجَرَادِ، وَفِي حَدِيث ابْن عبّاسٍ {كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} أَي مُجْتَمِعِينَ بَعْضهم على بعضٍ، واحدتها لِبْدَةٌ، وَمعنى لَبِدٍ: يَركبُ بعضُهم بَعْضًا.
وكلُّ شَيءٍ أَلْصَقْتَه بشيءٍ إلصاقاً شَدِيدا فقد لَبَّدْته.
(والتَّلْبِيدُ: التَّرْقِيعُ، كالإِلْبَادِ) وكِسَاءٌ مُلَبَّدٌ (وإِذا رُقِعَ الثَّوْبُ فَهُوَ مُلَبَّدٌ) ومُلْبَدٌ. وَثَوْبٌ مَلْبُودٌ، وقَدْ لَبَّدَه إِذا رَقَعَه، وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّم، لأَن المُرَقَّع يَجتمعُ بعضُه إِلى بَعْضٍ ويَلْتَزِق بعضُه ببعضٍ، وَقيل المَلَبَّد الَّذِي ثَهُنَ وَسَطُه وَصَفِقَ حَتَّى صارَ يُشْبِه اللِّبْدَ.
(و) فِي الصّحاح: التَّلْبِيدُ (: أَنْ يَجْعَلَ المُحْرِمُ فِي رأْسِهِ شَيْئاً مِن صَمْغٍ لِيَتَلبَّدَ شَعرُهُ) بُقْيَا عَلَيْه لِئَلَّا يَشعَثَ فِي الإِحرام، ويَقْمَلَ، إِبْقَاءً على الشَّعرِ، وإِنما يُلَبِّد مَنْ يَطُولُ مُكْثُه فِي الإِحرام. وَفِي حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ أَنَّهُ قَالَ (مَنْ لَبَّدَ أَوْ عَقَصَ أَو ضَفعر فعلَيْه الحَلْقُ) قَالَ أَبو عبيد: قَوْله لَبَّدَ، أَي جَعَلَ فِي رَأْسهِ شَيْئاً مِن صَمْغٍ أَو غَسَلٍ لِيَتَلَبَّدَ شَعرُه وَلَا يَقْمَلَ، قَالَ الأَزهريُّ: هاكذا قَالَ يَحْيى بن سَعِيد، قَالَ: وَقَالَ غيرُه: إِنما التَّلْبِيدُ بُقْيَا علَى الشَّعر لِئَلَّا سَشْعَثَ فِي الإِحرام، ولذالك أَوْجَبَ عَلَيْهِ الحَلْقَ كالعُقُوبَةِ لَهُ، قَالَ: قَالَ ذَلِك سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، قيل: وَمِنْه قيل لِزُبْرَةِ الأَسدِ لِبْدَةٌ، وَقد تَقدَّم.
(واللَّبُودُ) ، كصَبورٍ، وَفِي نسختنا بالتَّشْدِيد (: القُرَادُ) ، سُمِّيَ بذالك لأَنه يَلْبَدُ بالأَرض أَي يَلْصَق. (والْتَبَدَ الوَرَقُ تَلَبَّدَتْ) ، أَي، تَلَبَّدَ بعضُه على بعضٍ. (و) التَبَدَت (الشَّجَرَةُ: كَثُرَتْ أَوْرَاقُها) ، قَالَ الساجع:
وعَنْكَثَا مُلْتَبِدَا
(واللاَّبِدُ، والمُلْبِد وأَبو لُبَد كصُرَدٍ وعِنَبٍ: الأَسَدُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
(مَا أَرَى اليَوْمَ خَيْراً مِن عِصَابَة مُلْبِدَةٍ) يَعْنِي لَصِقُوا بالأَرْضِ وأَخْمَلُوا أَنْفُسَهُم، وو من حَدِيث أَبي بَرْزَةَ وَهُوَ مَجاز، وَفِي الأَساس عِصَابَةٌ مُلْبِدَةٌ: لاصِقَةٌ بالأَرض من الفَقْرِ، وفُلانٌ مُلْبِدٌ: مُدْقِعٌ وَفِي حَدِيث أَبي بَكْرٍ (أَنه كَانَ يَحْلُب فيول أَأُلْبِدُ أَمْ أُرْغِي؟ فإِن قَالُوا: أَلْبِدْ أَلْزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْعِ فَحلَبَ وَلَا يَكون لذالك الحَلَبِ رَغْوةٌ، فإِن أَبَانَ العُلْبَةَ رَغَا الشَّخْبُ بِشِدَّة وُقُوعِه فِي العُلْبَةِ) .
والمُلَبِّدُ من المَطَرِ: الرَّشُّ وَقد لَبَّدَ الأَرْضَ تَلْبِيداً، وتَلَبَّدت الأَرْضُ بالمطرِ. وَفِي الحَدِيث (فِي صِفَة الغَيْثِ) (فَلَبَّدَته الدِّمَاثَ) أَي جَعَلَتْهَا قَوِيَّةً لَا تَسوخ فِيهَا الأَقدامُ، والدِّمَاثُ: الارَضُونَ السَّهْلَةُ. وَفِي حَدِيث أُمّ زَرْعٍ (لَيْسَ بِلَبِدٍ فَيُتَوَقَّل، وَلَا لَه عِنْديِ مُعَوَّل) أَي لَيْس بِمُسْتَمْسِكِ مُتَلَبِّد فيُسْرَع المَشْيُ فِيه ويُعْتَلَى.
ولَبَّدَ النَّدَى الأَرْضَ. وَفِي صِفَة طَلْحِ الجَنَّة (إِنّ الله تَعَالَى يَجْعَل مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا مِثْلَ خُصْوَة التَّيْس المَلْبُودِ) أَي المُكْتَنِز اللَّحْم الَّذِي لَزِمَ بَعْضُه بَعْضاً فتَلَبَّد.
وَفِي التَّهْذِيب فِي تَرجمة بلد: وقولُ الشاعِرِ أَنشَدَه ابنُ الأَعرابيّ:
وَمُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ ومَهْلكَةٍ
جَاوَزْتُه بِعَلاَةِ الخَلْقه عِلْيَانِ
قَالَ: المُبْدِدُ: الحَوْضُ القَديم هُنا، قَالَ: وأَراد مُلْبِد فقَلَب، وَهُوَ اللاَّصِقُ بالأَرض.
وَقَالَ أَبو حَنيفة: إِبِلٌ لَبِدَةٌ ولَبَادَى: تَشَكَّى بُطُونَهَا عَن القَتَادِ (وقَدْ لَبِدَتْ لَبَداً) وناقَةٌ لَبِدَةٌ.
وَمن الْمجَاز: أَثْبَت الله لِبْدَكَ، وجَمَّل الله لِبْدَتكَ.
وَفِي الْمثل (تَلَبَّدِي تَصَيَّدِي) كَقَوْلِهِم (مُخْرنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ وَمِنْه قيل: تَلَبَّدَ فُلانٌ: (إِذَا رأَى و) تَفَرَّسَ، كَمَا فِي الأَساس.
وَفِي الحديثِ ذِكْرُ (لُبَيْدَاء) ، وَهِي الأَرْضُ السابِعَةُ.
ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ أَسماءٌ.
واللِّبَدُ: بطونق من بني تَميمٍ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: اللِّبَدُ بَنو الْحَارِث بن كَعْب أَجمعونَ مَا خَلاَ مِنْقَراً.
ومحمّد بن إِسحاق بن نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيّ اللَّبّاد، وأَبو عَليَ الْحسن بن الحُسَيْنِ بن مَسعُود بن اللَّبَّاد المُؤَدّب البُخَارهيّ، محدِّثَان.
وسِكَّة اللَّبَّادين مَحَلَّةٌ بِسَمَرْقَنَد، مِنْهَا القَاضِي مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن محمّد السّعيدءَ السَّمَرْقَنْدِيّ، عَن أَبي اليخسْرِ البَزْدَوَيّ وغيرِه. ولَبِيد بن عَلِيّ بن هَبَة بن جَعْفَر بن كِلاب: بَطْنٌ، وَمن وَلدِه فائدٌ وسَلاَّم، وهم بِمصْر. ولَبِيد: بَطْن من حَرْبٍ وَلَهُم شِرْذَمَةٌ بالصعيد، ولَبِيد: بَطْنٌ مِن سُلَيْم، مِنْهُم قُرَّة بن عِياضٍ.
ولَبِيدة: قَرْيَة بالقَيْرَوَانِ، مِنْهَا أَبو الْقَاسِم عبد الرحمان بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمان الحَضْرَمِيّ اللَّبِيدِيّ، من فقهاءِ القَيْرَوَان.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَبِيدَة: قَرْية من قُرَى تُونِس، وَيُقَال بالذّال المُعجمة أَيضاً، فتُعاد هُنَاك، انْتهى.
واللُّبَدُ، كَصُرَد: قَرْيَة من قُرَى نَابُلسَ. 
(ل ب د) : (الْمُلْبِدُ) الَّذِي يَجْعَلُ فِي رَأْسِهِ لُزُوقًا مِنْ صَمْغٍ أَوْ نَحْوِهِ لِيَتَلَبَّدَ شَعْرُهُ أَيْ يَتَلَصَّقَ فَلَا يَقْمَلُ عَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.

كفر

كفر


كَفَرَ(n. ac. كَفْر
كُفْر)
a. Hid, concealed.
b. Was ungrateful, thankless.
c.(n. ac. كُفْر
كُفُوْر
كُفْرَاْن), Was an unbeliever.
d. [Bi], Denied, disacknowledged; renounced (
faith ).
e. [ coll. ], Cursed, swore
blasphemed.
f. see II (d)
كَفَّرَa. see I (a)b. [acc. & La], Pardoned, forgave; absolved from, remitted (
sin ).
c. [An], Expiated himself from ( an oath ).
d. [La], Humiliated himself before; did homage to (
king ).
e. Made an unbeliever; called an infidel.
f. [ coll. ], Made to curse
blaspheme.
كَاْفَرَa. Repudiated; denied to ( a debt ).

أَكْفَرَa. see II (e)b. Lived in a village, was a rustic.

تَكَفَّرَ
a. [Bi], Put on.
إِكْتَفَرَa. see IV (b)
كَفْرa. Obeisance; homage.
b. (pl.
كُفُوْر), Village, hamlet.
c. Grave, tomb; solitude.
d. Darkness of the night.
e. Earth, dust.

كَفْرَة
كِفْرa. see 1 (d)
كُفْر
(pl.
كُفُوْر)
a. Unbelief, disbelief; infidelity; scepticism, atheism;
impiety.
b. Ingratitude, thanklessness, unthankfulness.
c. Blasphemy.
d. Denial, disacknowledgment.
e. Tar, pitch.

كَفَرa. Spathe of the palm-blossom.

كَفِرa. Lofty.

أَكْفَرُa. More, most ungrateful.
b. Disbeliever.

كَاْفِر
(pl.
كَفَرَة
كِفَاْر
كُفَّاْر & reg. )
a. Unbeliever; infidel; atheist.
b. Renegade, apostate.
c. Ungrateful, unthankful, thankless.
d. (pl.
كُفَّاْر), Husbandman, sower; rustic.
e. Dark night; darkness.
f. Sea.
g. Coat of mail.
h. see 4كَفَّاْر
& N. Ag.
كَفَّرَ
كَاْفِرَة
(pl.
كَوَاْفِرُ
& reg. )
a. fem. of
كَاْفِر
كَفُوْر
(pl.
كُفُر)
a. see 28
كَفَّاْرa. Impious; blasphemous; blasphemer; miscreant.

كَفَّاْرَةa. fem. of
كَفَّاْرb. Expiation: fasting; alms-giving & c.

كُفْرَاْنa. see 3 (a) (b).
كَاْفُوْرa. Camphor.
b. (pl.
كَوَاْفِيْرُ)
see 4c. A certain plant.

كَوَاْفِرُa. Jars; wine-cups.

N. P.
كَفڤرَa. see N. P.
كَفَّرَ
(c).
N. Ag.
كَفَّرَa. Mail-clad.

N. P.
كَفَّرَa. Victim of ingratitude.
b. Loaded with chains.
c. Covered with feathers (bird).

N. Ac.
كَفَّرَa. Expiation; atonement.
b. Crown.

N. Ag.
إِكْتَفَرَa. see N. Ag.
كَفَّرَ
كَُفَُرَّى كِفِرَّى
a. see 4
كُفِّرَ لِلْمَلِك
a. The king has been crowned.
(كفر) لسَيِّده انحنى وَوضع يَده على صَدره وطأطأ رَأسه كالركوع تَعْظِيمًا لَهُ وَعَن يَمِينه أعْطى الْكَفَّارَة وَالشَّيْء غطاه وستره وَفُلَانًا نسبه إِلَى الْكفْر أَو قَالَ لَهُ كفرت وَالله عَنهُ الذَّنب غفره
كفر كفر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : وَلم يرد سعد بقوله: كَافِر بالعُرُش معنى قَول النَّاس إِنَّه كَافِر بِاللَّه وَكَافِر بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه كَافِر وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُقيم بالعرش بِمَكَّة وَلم يسلم وَلم يُهَاجر كَقَوْلِك: [فلَان -] كَافِر بِأَرْض الرّوم أَي كَافِر وَهُوَ مُقيم بهَا.
(كفر)
الرجل كفرا وكفرانا لم يُؤمن بالوحدانية أَو النُّبُوَّة أَو الشَّرِيعَة أَو بثلاثتها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقَالَ الَّذين كفرُوا للَّذين آمنُوا اتبعُوا سبيلنا} وَيُقَال كفر بِاللَّه أَو بِنِعْمَة الله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَيفَ تكفرون بِاللَّه وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم} وَفِيه أَيْضا {وبنعمة الله هم يكفرون} كَمَا يُقَال كفر نعْمَة الله فَهُوَ كَافِر (ج) كفار وكفرة وَهُوَ كفار أَيْضا وَهُوَ وَهِي كفور (ج) كفر وَهِي كَافِرَة (ج) كوافر وَبِهَذَا تَبرأ مِنْهُ وَالشَّيْء وَعَلِيهِ كفرا ستره وغطاه وَيُقَال كفر الزَّارِع الْبذر بِالتُّرَابِ فَهُوَ كَافِر وَكفر التُّرَاب مَا تَحْتَهُ غطاه
كفر سنبك وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَتُخْرِجَنَّكم الرومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا إِلَى سُنْبُك من الأَرْض قيل: وَمَا ذَلِك السنبك قَالَ: حِسْمَى جُذام. قَالَ: [قَوْله -] كَفْرًا كَفْرًا يَعْنِي قَرْيَة قَرْيَة وَأكْثر من يتَكَلَّم بِهَذِهِ الْكَلِمَة أهل الشَّام يسمون الْقرْيَة: الْكفْر [وَلِهَذَا قَالُوا: كفر توثى وكَفْر تَعقاب وَكفر بَيّا وَغير ذَلِك إِنَّمَا هِيَ قرى نسبت إِلَى رجال. وَقد رُوِيَ عَن مُعَاوِيَة أَنه قَالَ: أهل الكُفُور هم أهل الْقُبُور يَعْنِي بالكفور: الْقرى يَقُول: إِنَّهُم بِمَنْزِلَة الْمَوْتَى لَا يشاهدون الْأَمْصَار والجُمَعَ وَمَا أشبههَا -] . و [أما -] قَوْله: سنبك [من -] الأَرْض أصل السنبك من سُنْبك الْحَافِر فشبّه الأَرْض الَّتِي يخرجُون إِلَيْهَا بالسنبك فِي غِلَظه وَقلة خَيره. [قَالَ أَبُو عبيد: حِسْمى مَوضِع وجذام قَبيلَة من الْيمن] . 
ك ف ر: (الْكُفْرُ) ضِدُّ الْإِيمَانِ، وَقَدْ (كَفَرَ) بِاللَّهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ، وَجَمْعُ (الْكَافِرِ) (كُفَّارٌ) وَ (كَفَرَةٌ) وَ (كِفَارٌ) بِالْكَسْرِ مُخَفَّفًا كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ وَنَائِمٍ وَنِيَامٍ. وَجَمْعُ الْكَافِرَةِ (كَوَافِرُ) . وَ (الْكُفْرُ) أَيْضًا جُحُودُ النِّعْمَةِ وَهُوَ ضِدُّ الشُّكْرِ، وَقَدْ كَفَرَهُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَكُفْرَانًا أَيْضًا بِالضَّمِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [القصص: 48] أَيْ جَاحِدُونَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا} [الإسراء: 99] . قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ جَمْعُ كُفْرٍ مِثْلُ بُرْدٍ وَبُرُودٍ. وَ (الْكَفْرُ) بِالْفَتْحِ التَّغْطِيَةُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (الْكَفْرُ) أَيْضًا الْقَرْيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يُخْرِجُكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا» أَيْ مِنْ قُرَى الشَّأْمِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَفْرُ تُوثَا وَنَحْوُهُ فَهِيَ قُرًى نُسِبَتْ إِلَى رِجَالٍ. وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ: أَهْلُ (الْكُفُورِ) هُمْ أَهْلُ الْقُبُورِ، يَقُولُ: إِنَّهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتَى لَا يُشَاهِدُونَ الْأَمْصَارَ وَالْجُمَعَ وَنَحْوَهُمَا. وَ (الْكَافِرُ) اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ لِأَنَّهُ سَتَرَ بِظُلْمَتِهِ كُلَّ شَيْءٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ غَطَّى شَيْئًا فَقَدْ (كَفَرَهُ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنْهُ سُمِّيَ (الْكَافِرُ) لِأَنَّهُ يَسْتُرُ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَ (الْكَافِرُ) الزَّارِعُ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْبَذْرَ بِالتُّرَابِ، وَ (الْكُفَّارُ) الزُّرَّاعُ. وَ (أَكْفَرَهُ) دَعَاهُ كَافِرًا يُقَالُ: لَا تُكْفِرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ أَيْ لَا تَنْسُبْهُ إِلَى الْكُفْرِ. وَ (تَكْفِيرُ) الْيَمِينِ فِعْلُ مَا يَجِبُ بِالْحِنْثِ فِيهَا، وَالِاسْمُ (الْكَفَّارَةُ) وَ (الْكَافُورُ) الطَّلْعُ وَقِيلَ: وِعَاءُ الطَّلْعِ وَكَذَا (الْكُفُرَّى) بِضَمِّ الْكَافِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ. وَ (الْكَافُورُ) مِنَ الطِّيبِ.
كفر
الكُفْرُ: نَقِيْضُ الإِيمان. وهو - أيضاً -: العِصْيَانُ والامْتِناعُ.
وقَوْلُ العَرَبِ: كُفْرٌ على كُفْرٍ: أي بُغْضٌ على بُغْض.
والكُفْرُ: كُفْرَانُ النَعْمَةِ وهو نَقِيْضُ الشكْرِ.
والكُفْرُ باللهِ على أرْبَعَةِ أصْنَافٍ: كُفْرُ الجُحُودِ، وكُفْرُ المُعَانَدَةِ، وكُفْرُ النِّفَاق، وكُفْرُ القَلْبِ واللِّسانِ.
وإذا ألْجَاتَ مُطِيْعَكَ إلى أنْ يَعْصِيَكَ فقد أكْفَرْتَه.
ورَجُلٌ مُكَفَّرٌ: للمِحْسَانِ الذي لا تُشْكَر ُنِعَمُه، وهو مَكْفُوْرٌ به.
والكافِرُ: اللَّيْلُ. وقيل: البَحْرُ. والنَّبْتُ. والدِّرْعُ، يُقال: كَفَرَ في دِرْعِهِ: إذا لَبِسَها مُغَطّاةً، والرجُلُ يَكْفِرُ دِرْعَه بثَوْبٍ كَفْراً: إذا لَبِسَه فَوْقَه.
ومَغِيْبُ الشَّمْس: كافِرُ الشَّمْس لأنَه يُغَطِّيْها.
والكافِرُ من الأرْض: ما بَعُدَ عن الناس فلا يَنْزِلُه أحَدٌ، وهم أهْلُ الكُفُورِ: أي المَدَائن. وقيل: ما اسْتَوى من الأرض واتَّسَعَ.
والكَفِرُ: العَظِيْمُ من الجِبَالِ. والكَفَرُ: الثنَايا من الجِبَال. والتُرَابُ أيضاً، ورَمَادٌ مَكْفُوْرٌ: مُلَبَّسٌ تُرَاباً.
ووادٍ كافِرٌ: غَطى كُلَّ ما على جَوَانِبِه. والكافِرُ: نَهرٌ معروفٌ فيه ماءٌ غَمْرٌ في قَوْلِ المُتَلَمِّسِ.
والكَفِرَاتُ: العَظِيْمَةُ من الجِبَالِ.
والكَفّارَةُ: ما يُكَفَرُ به الخَطِيْئَةُ والذَّنْبُ.
والتَكْفِيْرُ: إيْمَاءُ الذِّمَيّ برأسِه. وتَتْوِيْجُ المَلِكِ بتاجٍ.
والكافُورُ: كُمُّ العِنَبِ قَبْلَ أنْ يُنَوَِّرَ. والمَعْرُوفُ من أخلاطِ الطيْبِ.
وعَيْنُ ماءٍ في الجَنَّةِ. ونَبْتٌ كنَوْرِ الأُقْحُوَانِ. والطَّلْعُ الذي يَخْرُجُ من النَّخْل، وجَمْعُه كَوَافِيْرُ، وهي الكُفُرّى أيضاً واحِدَتُها كفُرّاة.
ورَجُلٌ كِفِريْنٌ وعِفِرِّيْنٌ: أي خَبِيثٌ.
والكَفْرُ: اسْمٌ للعَصا القَصِيرةِ. وهو الغِطَاءُ أيضاً. والقَرْيَة، وجاءَ في الحَدِيثِ: " يُخْرِجُكم الروْمُ منها كَفْراً كَفْرا ".
والكافِرَتانِ: الكاذَتَانِ، وجَمْعُها كَوَافِرُ.
والكَوَافِرُ: الدَّنَانُ، واحِدُها كافِر. وهي - أيضاً -: أكْمَامُ الكُرُوْم، واحِدُها كافُوْرٌ.
ك ف ر : كَفَرَ بِاَللَّهِ يَكْفُرُ كُفْرًا وَكُفْرَانًا وَكَفَرَ النِّعْمَةَ وَبِالنِّعْمَةِ أَيْضًا جَحَدَهَا وَفِي الدُّعَاءِ وَلَا نَكْفُرُكَ الْأَصْلُ وَلَا نَكْفُرُ نِعْمَتَكَ وَكَفَرَ بِكَذَا تَبَرَّأَ مِنْهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ} [إبراهيم: 22] .

وَكَفَرَ بِالصَّانِعِ نَفَاهُ وَعَطَّلَ وَهُوَ الدَّهْرِيُّ وَالْمُلْحِدُ وَهُوَ كَافِرٌ وَكَفَرَةٌ وَكُفَّارٌ وَكَافِرُونَ وَالْأُنْثَى كَافِرَةٌ وَكَافِرَاتٌ وَكَوَافِرُ وَكَفَرْتُهُ كَفْرًا سَتَرْتُهُ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي نُسْخَةٍ مُعْتَمَدَةٍ مِنْ التَّهْذِيبِ يَكْفُرُ مَضْبُوطٌ بِالضَّمِّ وَهُوَ الْقِيَاسُ لِأَنَّهُمْ قَالُوا كَفَرَ النِّعْمَةَ أَيْ غَطَّاهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ كَفَرَ الشَّيْءَ إذَا غَطَّاهُ وَهُوَ أَصْلُ الْبَابِ وَيُقَالُ لِلْفَلَّاحِ كَافِرٌ لِأَنَّهُ يَكْفُرُ الْبَذْرَ أَيْ يَسْتُرُهُ قَالَ لَبِيدٌ
فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا 
أَيْ سَتَرَ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ كَفَرْتُهُ إذَا غَطَّيْتُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالصَّوَابُ مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَكَفَّرَهُ بِالتَّشْدِيدِ نَسَبَهُ إلَى الْكُفْرِ أَوْ قَالَ لَهُ كَفَرْتَ.

وَكَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ الذَّنْبَ مَحَاهُ وَمِنْهُ الْكَفَّارَةُ لِأَنَّهَا تُكَفِّرُ الذَّنْبَ وَكَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ إذَا فَعَلَ الْكَفَّارَةَ.

وَأَكْفَرْتُهُ إكْفَارًا جَعَلْتُهُ كَافِرًا أَوْ أَلْجَأْتُهُ إلَى الْكُفْرِ.

وَالْكَافُورُ كِمُّ النَّخْلِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ مَا فِي جَوْفِهِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: الْكَافُورُ كِمُّ الْعِنَبِ قَبْلَ أَنْ يُنَوِّرَ لِأَنَّهُ كَفَرَ الْوَلِيعَ أَيْ غَطَّاهُ وَيُقَالُ لَهُ الْكُفَرَّى بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ.

وَالْكَفْرُ الْقَرْيَةُ وَالْجَمْعُ كُفُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
(ك ف ر) : (الْكَفْرُ) فِي الْأَصْلِ السَّتْرُ يُقَالُ كَفَرَهُ وَكَفَّرَهُ إذَا سَتَرَهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فِي ذِكْرِ الْجِهَادِ هَلْ ذَلِكَ مُكَفِّرٌ عَنْهُ خَطَايَاهُ يَعْنِي هَلْ يُكَفِّرُ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذُنُوبَهُ فَقَالَ «نَعَمْ إلَّا الدَّيْنَ» أَيْ إلَّا ذَنْبَ الدَّيْنِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهِ وَالْكَفَّارَةِ مِنْهُ لِأَنَّهَا تُكَفِّرُ الذَّنْبَ (وَمِنْهَا) كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ وَأَمَّا كَفَّرَ يَمِينَهُ فَعَامِّيٌّ (وَالْكَافُورُ) و (الْكُفَرَّى) بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ كِمُّ النَّخْلِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ مَا فِي جَوْفِهِ (وَالْكُفْرُ) اسْمٌ شَرْعِيٌّ وَمَأْخَذُهُ مِنْ هَذَا أَيْضًا (وَأَكْفَرَهُ) دَعَاهُ كَافِرًا (وَمِنْهُ) لَا تُكَفِّرْ أَهْلَ قِبْلَتِكَ وَأَمَّا لَا تُكَفِّرُوا أَهْلَ قِبْلَتِكُمْ فَغَيْرُ ثَبَتٍ رِوَايَةً وَإِنْ كَانَ جَائِزًا لُغَةً قَالَ الْكُمَيْتُ يُخَاطِبُ أَهْلَ الْبَيْتِ وَكَانَ شِيعِيًّا
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَكْفَرُونِي بِحُبِّكُمْ ... وَطَائِفَةٌ قَالُوا مُسِيءٌ وَمُذْنِبُ
وَيُقَالُ أَكْفَرَ فُلَانًا صَاحِبُهُ إذَا أَلْجَأَهُ بِسُوءِ الْمُعَامَلَةِ إلَى الْعِصْيَانِ بَعْدَ الطَّاعَةِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ يُرِيدُ فَتُوقِعُوهُمْ فِي الْكُفْرِ لِأَنَّهُمْ رُبَّمَا ارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ إذَا مُنِعُوا الْحَقَّ (وَكَافَرَنِي) حَقِّي جَحَدَهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ عَامِرٍ إذَا أَقَرَّ عِنْدَ الْقَاضِي بِشَيْءٍ ثُمَّ كَافَرَ (وَأَمَّا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - رَجُلٌ لَهُ عَلَى آخَرَ دَيْنٌ فَكَافَرَهُ بِهِ سِنِينَ فَكَأَنَّهُ ضَمَّنَهُ مَعْنَى الْمُمَاطَلَةِ فَعَدَّاهُ تَعْدِيَتَهُ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «إذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ كَفَّرَتْ جَمِيعُ أَعْضَائِهِ لِلْقَلْبِ» فَالصَّوَابُ اللِّسَانُ أَيْ تَوَاضَعَتْ مِنْ تَكْفِيرِ الذِّمِّيِّ وَالْعِلْجِ لِلْمَلِكِ وَهُوَ أَنْ يُطَأْطِئَ رَأْسَهُ وَيَنْحَنِيَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَوْقُوفًا كَمَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ «إذَا أَصْبَحَ ابْن آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ لِلِّسَانِ» الْحَدِيثَ (وَالْكَفْرُ) الْقَرْيَةُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُعَاوِيَةَ أَهْلُ الْكُفُورِ هُمْ أَهْلُ الْقُبُورِ وَالْمَعْنَى أَنَّ سُكَّانَ الْقُرَى بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتَى لَا يُشَاهِدُونَ الْأَمْصَارَ وَالْجُمَعَ (وَلَا نَكْفُرُكَ) فِي (ق ن) .
كفر: لا يقال درعه فحسب بل كفر على درعه (حيان 55).
كفر: ارتد، خرج (من دينه)، انسحب (من حزبه) (بوشر).
كفر: أرغى، وأزبد، تذمر بشدة، جدّف (بوشر).
كفّر: انظر عند (فوك) في مادة discredere: حمله على الكفر (محيط المحيط، معجم التنبيه، والكامل 127، 4، 562، 611، 12 وعبد الواحد 124، 1 وهلال 41 وباين سميث 1799).
كفّر يمينه: عامبية وفصيحها كفّر عن يمينه (انظر الهامش المتقدم أي 252) (معجم الجغرافيا).
كفّر: كفّرتني: جعلتني أكفر (بوشر).
أكفر: أكفر فلاناً جعله كافراً (عباد 1، 255). (انظر الهامش السابق).
تكفّر: انظرها عند (فوك) في مادة Satisfacere.
كَفْر عامية كَفَر: القرية والعامة تفتح الفاء أيضاً (محيط المحيط). (وفي وصف مصر 72:12): القرية تتألف من كفور متعددة.
كفر اليهودي= قفر: قار، إسفلت (معجم الأسبانية 32).
كُفر. الكفر= بلاد الكفر (المقري 1، 92).
كفّر؟ انظر مكفّر.
كفّر يهودي: قار، إسفلت (الكالا).
كفرة: (سريانية) جفنة تصنع من قماش مشبك يحيط أغصان النخيل بعد أن يطلى بالقار (بار علي 4814، باين سميث 1802).
كُفّارة: (سريانية: كوفارة): منشفة، منديل (بار علي 4656، باين سميث 1799).
كَفّارة: توبة، ندم، عقوبة يفرضها الكاهن مقابل الإثم (بوشر).
كافر: مرتد، جاحد، مارق (بوشر).
كافر: جمعها كفرا: مراءٍ، لئيم، متظاهر بالتقوى (بوشر).
كافر: في نويبا يطلق هذا الاسم على الجُعل (الجعران) (بركهات نويبا23).
كافر: الدروع: ثوب يلبس على الزند (الزمخشري: الأساس).
كافور: في الشعر والإنشاء الرفيع يطلق الكافور على بياض. كقولهم كافور الصبح أو الصباح (بياض الفجر كالكافور) (عبد الواحد 80، 7 المقري 1، 445) مسك المداد وكافور القراطيس (المقري 3، 31).
كافور: عصفة الخمر، شميم الخمر، وعطرها (أنظر في مادة مزاج).
الكافور اليهودي: واسمه باللاتينية Laurus Camphora ( ابن البيطار 1، 509).
كافور الكعك: zedorir ( سانك). كافورة: camphree ( اسم نبات) (بوشر)؛ (أعتقد إنه النبات نفسه، أو ما يقرب منه، الذي يطلق عليه Camphorata Monspeliensis) هذا ما ورد في ترجمة (لين) لألف ليلة 641:3. انظر (باجني) أيضاً (ص197).
كافوري: بياض كالفور (المقري 439:2)؛ شمع كافوري: شمع أبيض (بوشر).
كافوري: نعت لنوع من أنواع المشمش والخوخ (معجم الجغرافيا).
كافوريّة: أقحوان (جمع أقاح): Parthenium ( ابن البيطار 1، 73) وهي عند (شيرب) و (رولاند) تسمى chrysantheme = أقحوان.
تكفير: جحود، ارتداد (هيلو).
تكفيري: استغفاري (بوشر).
مُكفّر: (الكلمة مكتوبة من دون حركة وغير مشكّلة) هي باللاتينية Edia؛ وقد قرأها (سكاليجر) بهذا الشكل إلا إنه أضاف إليها نجمة (علامة قطبية) مما يدل على إن معناها كان غامضاً لديه جعلها غامضة لدي أيضاً.
مُكفّر، مكفر اليمين: (أصبح في حل من يمينه) (الكالا).
( Suelto de Juramento) .
مُكفّر: مكوّن من (الكافور) (معجم المنصوري).
مُكفَّر: قصيدة لا تحتوي على غير الحكم والنصائح (الجريدة الآسيوية 2:1849، 249).
الكَفّر: (الجريدة الآسيوية 2:1839، 164) يبدو إنها من خطأ الطباعة.
المكَفّر: معناه بالأسبانية: معول صغير، مَغرس معزق (انظر معجم الأسبانية 167).
والكلمة، وفقاً لموريسك ألونزو دل كاستيلو هي بالعربية (المُكَفَّر) (سيمونيه).
مُكَوفر: كافور (بوشر) الشمع المكوفر (ألف ليلة، برسل2، 48 و10 98) (ماكني شمع الكافور).
[كفر] الكُفْرُ: ضدُّ الإيمان. وقد كَفَرَ بالله كُفْراً. وجمع الكافِرِ كفار وكفرة وكفار أيضا، مثل جائع وجياع، ونائم نيام. وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ. والكُفْرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر. وقد كَفَرَهُ كُفوراً وكُفْراناً. وقوله تعالى:

(إنَّا بكُلٍّ كافِرون) *، أي جاحدون. وقوله عزوجل:

(فأبى الظالمون إلا كُفوراً) *. قال الأخفش: هو جمع الكفر، مثل برد وبرود. والكفر بالفتح: التغطية. وقد كفرت الشئ أكفره بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ. ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتى غطته. وأنشد الاصمعي : هل تعرف الدار بأعلى ذى القور * قد درست غير رماد مكفور - والكفر أيضا: القرية. وفي الحديث: " تخرجُكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً " أي قريةً قريةً، من قرى الشام. ولهذا قالوا: كَفْرُ تُوثا، وكَفْرُ تِعْقابٍ وغير ذلك، إنما هي قرى نسبت إلى رجالٍ. ومنه قول معاوية: " أهل الكُفورِ هم أهل القبور "، يقول: إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجُمَعَ وما أشبهها. والكَفْرُ أيضاً: القبرُ. ومنه قيل: " اللهم اغفر لأهل الكُفورِ ". والكَفْرُ أيضاً: ظُلْمَةُ الليل وسوادُه. وقد يُكْسَرُ، قال حميد : فوَرَدَتْ قبل انبلاجِ الفَجْرِ * وابنُ ذُكاءَ كامنٌ في كَفْرِ - أي فيما يواريه من سواد الليل. والكافر: الليل المظلم، لانه ستر كل شئ بظلمته. والكافِرُ: الذي كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه. وكل شئ غطى شيئا فقد كَفَرَهُ. قال ابن السكيت: ومنه سمي الكافِرُ، لأنه يستر نِعَمَ الله عليه. والكافِرُ: البحرُ. قال ثَعلبة بن صُعَيْر المازني: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَ ما * ألقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ - يعني الشمس أنها بدأت في المغيب. ويحتمل أن يكون أراد الليلَ. وذكر ابن السكيت أن لَبيداً سرقَ هذا المعنى فقال: حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ * وأجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها - والكافِرُ الذي في شِعر المتلمّس : النهر العظيم. والكافِرُ: الزارعُ، لأنه يغطِّي البَذْرَ بالتراب. والكُفَّارُ: الزرّاعُ. والمُتَكَفَرُ: الداخل في سلاحه. وأكفرت الرجل، أي دعوْتُه كافِراً. يقال: لا تُكَفرْ أحداً من أهل القبلة، أي لا تَنْسُبهم إلى الكُفْرِ. والتَكْفيرُ: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدهاقين: يضع يدَه على صدره ويتطامَنُ له. قال جرير : وإذا سَمِعْتَ بحربِ قيسٍ بَعْدَها * فضَعوا السلاحَ وكَفِّروا تكفيرا - وتَكْفيرُ اليمين: فِعْلُ ما يجب بالحنْثِ فيها. والاسم الكَفَّارَةُ. والتَكْفيرُ في المعاصي، كالإحباطِ في الثوابِ. أبو عمرو: الكافورُ: الطَلْعُ. والفراء مثله. وقال الأصمعي: هو وعاء طلعِ النخلِ. وكذلك الكُفُرَّى. والكافورُ من الطيبِ. وأما قول الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ - فإنَّ الظبي الذي يَكونُ منه المسكُ إنما يرعى سُنْبُلَ الطيبِ، فيجعله كافوراً. والكَفِرُ بكسر الفاء: العظيم من الجبال ، حكاه أبو عبيد عن الفراء. 
(كفر) - في حديث عَمْرو بن أُميَّة - رضي الله عنه - لمَّا بَعثَه النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - إلى النَّجاشى: "رَأى الحَبَشَةَ يَدخُلُون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين، فوَلَّاه ظَهْرَه ودَخَل".
التّكْفيرُ : انحِناءُ أَهل الذِّمَّةِ لِرَئيسِهم.
- ومنه حديث أبي مَعْشَر: "أَنَّه كان يكرَهُ التَّكْفِير في الصَّلِاة "
وهو الانحناءُ الشَّدِيدُ، وَوضعُ اليَدِ على اليَدِ، كما يفعَل أهل الذِّمَّةِ كأنَّه من الكافِرتَيْن، وهما الكَاَذَتان، وهما أصل الفَخِذ؛ لأنه يضع يده عليهما، أوَ ينْثَنِى عليهما، أو يَحكِى هيئةَ مَنْ يُكَفِّر شيئًا: أي يُغَطِّيه. قال عَمْرو بنُ كُلثوم:
تُكَفِّر باليَدَيْن إذا التقَيْنَا
وتُلِقى من مَخافَتِنا عَصَاكَا - وفي حديث طَلْحةَ: "لا تَرجعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَــضْرِبُ بَعضُكُم رِقابَ بَعْضٍ "
قال ابْنُ فارس: سألتُ موسى بنَ هارُونَ عن هذا، فقال: هؤلاء أَهل الرِّدَّة قَتَلَهم أبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.
وقيل: لا تَرجعُوا بَعْدِى فِرَقاً مُختَلِفين يَقتُل بعضُكم بَعْضًا، كفِعْلِ الكُفَار مُضَاهين لَهم، فَإنَّهم مُتَعادُونَ، والمسلمون مُتَواخُون يَحقِنُ بعضُهم دِمَاءَ بَعضٍ.
- وفي الحديث : "وفُلانٌ كافِرٌ بالعُرُشِ "
: أي مُخْتَبِئٌ مُقِيمُ، لأنّ التَّمتّع كان في حَجَّةِ الوداع بعد فَتْح مكَّة، وهذا الرجل الذي عناه أَسْلَم قَبْل الفَتْحِ. * - وقيل: هو مِن قوله: "الأَعضَاءُ تُكَفِّرُ لِلّسَان"
: أي تَذِلُّ وتَخضَعُ؛ مِن تكْفِير الذِّمّىِ؛ وهو أن يُطَأْطِىءَ رَأْسَه ويَنْحَنى عند تَعظِيم صاحبه.
وقيل: الكُفْرُ على أَربعةِ أَنحاءٍ:
كُفْرُ إنكارٍ - بأَلَّا يَعْرِف الله تعالى أصْلاً ولَا يعترف به.
وكُفْرُ جُحود، ككُفْرِ إبليس يَعْرِف الله تعالى بقَلْبِه، ولا يُقِرّ بلسانه؛ قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} .
وكُفْرُ عِنادٍ: وهو أن يَعَترِف بقلبه. ويعترِفَ بِلسَانِه، ولَا يدِينُ به ، كَكُفر أبىَ طالبٍ حيثُ قال :
ولقد علمتُ بأنَّ دِين محمدٍ
مِن خير أَدْيانِ البَرِيَّةِ دِينَا
لولا المَلامةُ أَو حَذارُ مَسبَّةٍ
لَوجَدْتَنىِ سَمْحًا بِذاك مُبينَا
وكُفْر نِفاقٍ: وِهو أن يُقِرَّ بالِّلسان، ولا يعَتقِدَ بالقَلْب.
وكلُّها مِمَّا لا يُغفرُ - والله تعالى أعلمُ. - في الحديث : "وكَفَر مَن كَفَر مِن العَرب"
في حديث أبي هريرة - قيل: أَهلُ الرِّدّة كانوا صِنْفَين: صِنْف ارْتَدُّوا عن الدِّين، وكانوا طائفتين: طائفة أصْحاب مُسَيْلِمة والأَسْوَد الذين آمَنوا بِنُبُوّتِهما، وطَائفةٌ ارتَدُّوا وعادُوا إلىِ ما كانوا عليه، حتى لم يُسْجَد لله تعالى إلّا في مَسْجِد مَكّةَ والمدينة. هذا الذي عَنَى أبو هُرَيرةَ، واتَّفقَت الصَّحابةُ على قِتالِهم وسَبْيِهم؛ واسْتَوْلَد علىٌّ - رضي الله عنه - من سَبْيهم أُمَّ محمد بن الحَنَفِيَّة، ثم لم يَنْقَرِض عصرُ الصَّحابةِ حتّى أجْمَعُوا على أَنَّ المُرْتَدَّ لا يُسْبَى.
وصِنفٌ لم يَرْتَدُّوا ولكن أنكَروا فَرضَ الزَّكاةِ، وزَعَموا أنّ الخِطابَ في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} خاصٌّ بزمانِ النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّمَ، واشتَبَه على عمر قِتَالُهم؛ لأجْلِ كلمةِ التَّوْحِيد والصَّلاةِ.
وهؤلاء في الحقِيقَةِ أهل بَغْىٍ، فأُضِيفُوا إلى أهْلِ الرِّدَّةِ، لدخُولهِم في غِمارِهم - وثَبتَ أبو بكر على قِتالِهم لمَنْع الزَّكاةِ فَتَابعَه الصَّحابةُ؛ لاستخراج الحَقِّ منهم دُونَ دِمائهم؛ لأنّهم كانوا قَرِيبِى العَهْدِ بزَمانٍ يَقع فيه التَّبديلُ والنَّسْخُ. فأمّا في هذا الزمانِ لو أَنكَرَ واحِدٌ فرضِيَّةَ الرُّكْن كان كافِرًا بالإجماع. هذا كلُّه بعضُ كلام الخَطَّابِى .
- في الحديث : "إنَّ الله تعالى يُنزِلُ الغَيْث فيُصبِح قَومٌ به كافِرين، يقولون: مُطِرْنَا بَنوْءِ كَذا وكَذا".
قيل: أي كافِرين بذلك دُونَ غَيره ؛ ولهذا قال: به كافرين. ومثْلُه:
- قولُه عليه الصّلاة والسّلام: "اطَّلَعْتُ في أهل النَّارِ، فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أهْلِها النِّسَاءَ، بِكُفْرِهِنَّ . قيل: أيكفُرْنَ بالله؟ قال: لَا، ولكنْ يَكفُرْنَ الإحْسَانَ، وَيكْفُرْنَ العَشِير ".
- وفيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما: "أَنَّ الأَوْسَ والَخزْرَج ذَكَرُوا ما كان منهم في الجاهلية، فثَار بعضُهم إلى بعضٍ بالسُّيُوف، فأنَزل الله تَعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ..} الآية. ولم يكن ذلك على الكُفْرٍ بالله عزّ وجَلّ، ولكن على تَغْطِيَتِهم ما كانوا عليه قَبلُ من الأُلفَةِ والموَدَّةِ. - ومثله قَولُه : "سِبابُ المُسْلمِ فُسوقٌ وقتالُهُ كُفْر"
- وقوله في النّساء: "يَكْفُرْنَ العَشِير"
- "ومن رَغِبَ عن أبيه فقد كَفَرَ"
- "ومَن تَرَكَ الرَّمْىَ فنِعْمَةً كَفَرَهَا".
والكُفْرُ في الشيء: التَّغْطِيةُ له تَغْطِيَةً تَستَهْلِكُه، كَتَغطِيَةِ الزَّارع الحَبَّ الذي يَزرَعُه.
وذكر الطّحَاوى، عن إبراهيم بن مرزُوقٍ، حدّثنا أبوُ حُذَيْفَةَ، عن الثَّورِى، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - "قيل له: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: هم كَفَرَةٌ، وليسُوا كمَنْ كَفَر بالله واليوم الآخِرِ"
وفيه أَقْوال في التَّفْسِير.
- وفي حديث عبد الملك: "كتب إلى الحجَّاج: مَنْ أقَرّ بالكُفْرِ فَخَلِّ سَبِيلَه"
: أي بكُفرِ مَن خالفَ بنى مَرْوان. - في الحديث : "في كُفُرَّاه"
: أي في قِشْر طَلْعِ النَّخْل.
كفر
كفَرَ1/ كفَرَ بـ يكفُر، كُفْرًا وكُفُورًا وكُفْرانًا، فهو كافر، والمفعول مكفور (للمتعدِّي)
• كفَر الشَّخصُ: أشرك بالله؛ لم يؤمن بالوحدانيّة أو النُّبوَّة أو الشَّريعة أو بها جميعًا "إذا آمن الإنسان بالله فليكن ... لبيبًا ولا يخلط بإيمانه كُفرا- {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} - {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} ".
• كفَر النعمةَ/ كفَر بالنعمة: أنكرها؛ جحَدها ولم يشكرها "كفَر جميلَ والديه- الكفَر مخبثة لنفس المنعم: قول للتحذير من جحود النِّعمة- أكفر من حمار [مثل]- {وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ} ".
• كفَر بكذا:
1 - تبرّأ منه "كفر بأسلوب التسلُّط والتكبّر- {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} ".
2 - كذّب به " {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ} ". 

كفَرَ2/ كفَرَ على يكفُر، كَفْرًا، فهو كافِر، والمفعول مَكْفور (للمتعدِّي)
• كفَر الشَّيءَ/ كفَر على الشَّيءِ: ستَره وغطّاه "كفَر الزّارعُ البذرَ بالتراب". 

كفَّرَ/ كفَّرَ عن يكفِّر، تكفيرًا، فهو مُكفِّر، والمفعول مُكفَّر (للمتعدِّي)
• كفَّر الشَّخصَ: حَمَله على الكُفْر أو نسبه إليه، أو قال له: كفَرْت.
• كفَّر اللهُ عنه الذنبَ/ كفَّر اللهُ له الذّنْبَ: غفره له، محاه ولم يعاقبه عليه " {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} ".
• كفَّر عن يمينه أو إثمه: أعطى الكفّارة "كفّر عن ذنبه".
• كفَّر عن جريمته: خضَع لعقابٍ أو تأديب تعويضًا عن ذنب أو خطأ. 

تكفير [مفرد]:
1 - مصدر كفَّرَ/ كفَّرَ عن.
2 - فعل تطوعيّ من تعذيب الذّات أو الانقطاع للتَّعبير عن النَّدم على خطيئة. 

تكفيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تكفير: "هجمة منظّمة تكفيريَّة وتسفيهيَّة للكُتَّاب".
• جماعة تكفيريَّة: جماعة متشدِّدة تنسب العصاة والمذنبين إلى الكُفر، أو عدم الإيمان بالله، أو الزّندقة "أكثرت الجماعات التكفيريّة من تكفير بعض الشخصيات وقتلهم". 

كافر [مفرد]: ج كافرون وكَفَرَة وكُفّار، مؤ كافرة، ج مؤ كافرات وكوافِرُ: اسم فاعل من كفَرَ1/ كفَرَ بـ وكفَرَ2/ كفَرَ على: " {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} - {وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} - {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} ".
• الكافِر: الزّارِع " {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} ".
• الكافرون: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 109 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ آيات. 

كافُور [جمع]: جج كوافيرُ:
1 - (كم) مادّة متبلورة لاذعة تستخرج من شجرة الكافور، وتستخدم كطاردة للحشرات، كما تستخدم في الطبّ لتخفيف الآلام والحكّة.
2 - (نت) شجر من الفصيلة الغاريّة يُتّخَذ منه مادّة شفّافة بلّوريّة الشّكل يميل لونُها إلى البياض، رائحتها عطريّة وطعمها مُرٌّ، وتستعمل ضدّ التَّشنّج والآلام الموضعيّة وهو أصناف كثيرة " {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا}: ماءٌ كالكافور في رائحته العطريّة، وقد سمّى الله ما عنده بما عندنا حتّى تهتدي له القلوب".
3 - (نت) جزء من النَّبات يشبه الورقة يحيط بعنقود أو طلع الزَّهر كما في نبتة الأرسمية أو اللفت الهنديّ. 

كَفْر [مفرد]: ج كُفور (لغير المصدر):
1 - مصدر كفَرَ2/ كفَرَ على.
2 - قرية صغيرة أو ضَيْعَة "ذهب إلى الكَفْر- كان في الكَفْر مدرسة ابتدائية". 

كُفْر1 [مفرد]:
1 - مصدر كفَرَ1/ كفَرَ بـ ° ليس بعد الكُفْر ذنب.
2 - خلاف الإيمان. 

كُفْر2 [جمع]: أهل الكُفر " {وَسَيَعْلَمُ الْكُفْرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [ق] ". 

كُفْران [مفرد]: مصدر كفَرَ1/ كفَرَ بـ. 

كُفُرَّى [جمع]: (نت) كافور؛ شجر من الفصيلة الغاريّة يُتّخذ منه مادّة شفّافة بلّوريّة الشَّكل يميل لونُها إلى البياض، رائحتها عطريّة وطعمها مُرٌّ، وتستعمل ضد التَّشنّج والآلام الموضعيّة وهو أصناف كثيرة. 

كَفّار [مفرد]: صيغة مبالغة من كفَرَ1/ كفَرَ بـ وكفَرَ2/ كفَرَ على: " {إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} - {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} ". 

كفّارة [مفرد]: (فق) ما يستغفر به الآثم من صدقة أو صوم أو نحوهما، منها كفّارة اليمين، وكفّارة الفطر، وكفّارة ترك بعض مناسك الحج، وسمِّيت بذلك؛ لأنّها تكفِّر الذُّنوبَ أي: تسترها " {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} ". 

كَفور [مفرد]: ج كُفُر، مؤ كَفُور، ج مؤ كُفُر: صيغة مبالغة من كفَرَ1/ كفَرَ بـ وكفَرَ2/ كفَرَ على: كثير الجحود والكُفران للنعم " {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} - {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا} - {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} ". 

كُفور [مفرد]: مصدر كفَرَ1/ كفَرَ بـ. 
(ك ف ر)

الكُفْر: نقيض الْإِيمَان.

كَفَر بِاللَّه يَكفُر كُفْرا وكَفْرا وكُفُورا وكُفْرانا.

وكَفَر نعْمَة الله يكفُرها كُفُورا، وكُفرانا، وكَفَر بهَا: جَحَدها وسترها.

وكافَره حَقَّه: جَحَده. وَرجل مُكَفَّر: مَجْحود النِّعْمَة مَعَ إحسانه.

وَرجل كافِر: جاحِدٌ لأنْعُم الله، مُشْتَقّ من السّتر.

وَقيل: لِأَنَّهُ مُغطىًّ على قلبه.

قَالَ ابْن دُريد: كَأَنَّهُ فَاعل فِي معنى مفعول.

وَالْجمع: كُفّار، وكَفَرَة، وكِفَار، قَالَ القُطَامِيّ:

وشُقَّ البَحْرُ عَن أَصْحَاب مُوسَى ... وغُرِّقَتِ الفَرَاعِنَةُ الكِفَارُ

وَرجل كَفَّار، وكَفُور: كافِر.

وَالْأُنْثَى: كَفُور أَيْضا. وجمعهما جَمِيعًا: كُفُر، وَلَا يُجْمَع جمع السَّلامَة، لِأَن الْهَاء لَا تدخل فِي مؤنثه، إِلَّا أَنهم قد قَالُوا: عَدُوّة الله: وَقد تقدّم ذَلِك.

وكَفَّر الرجل: نَسَبه إِلَى الكُفْر.

وكُلُّ من سَتَر شَيْئا فقد كَفَره وكَفَّره.

والكافِرُ: الزارِعُ لسَتْره البذْر.

والكافِر: اللَّيْل لِأَنَّهُ يَستر كُلَّ شَيْء.

وكَفَر اللَّيْل الشَّيْء، وكَفَر عَلَيْهِ: غَطّاه.

وكَفَر اللَّيْل على إِثْر صَاحِبي: غطّاه بسواده وظُلمته.

وكَفَر الجَهْل على عِلْمي: غَطّاه.

وَالْكَافِر: الْبَحْر لسَتْره مَا فِيهِ.

والكافِر: الوادِي الْعَظِيم. والنَّهر لذَلِك أَيْضا.

وكافِر: نهر بالجزيرة، قَالَ المتلمّس يذكُر طَرْح صَحِيفته:

ألْقَيْتُها بالثِّنْى من جَنْبِ كافِرٍ ... كَذَلِك أقْنُو كُلَّ قِطّ مُضَلَّلِ

والكافِر: السَّحَابُ المُطْلم.

وَالْكَافِر، والكَفْر: الظُلمة لِأَنَّهَا تستر مَا تحتهَا، وَقَول لبيد:

فاجْرَ نْمَزَتْ ثُمَّ سَارتْ وهْيَ لاهِيّة ... فِي كافِر مَا بِهِ أمْتٌ وَلَا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظُلمة اللَّيْل وَأَن يكون الْوَادي.

والكَفْر: التُّراب، عَن اللحياني، لِأَنَّهُ يستر مَا تَحْتَهُ.

ورَمَاد مكفور: مُلْبَسٌ تُرَابا، قَالَ:

قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

والكُفْر: القِير الَّذِي تُطْلَى بِهِ السُفُنُ، لسواده وتغطيته، عَن كُرَاع.

وكَفّر دِرْعَه بِثَوْب، وكَفَّرها بِهِ: لَبِس فوقَها ثَوْبا فَغَشَّاها بِهِ.

وَرجل كافِر، ومُكفِّر فِي السِّلَاح: دَاخل فِيهَا.

والمُكفَّر: المُؤَثَّق فِي الْحَدِيد، كَأَنَّهُ غُطِّىَ بِهِ وسُتِر.

وتَكَفَّر الْبَعِير بحباله: إِذا وَقعت فِي قوائمه، وَهُوَ من ذَلِك.

والكَفّارة: مَا كفر بِهِ من صَدَقة أَو صَوم أَو نَحْو ذَلِك، قَالَ بَعضهم: كَأَنَّهُ غَطّى عَلَيْهِ بالكفّارة.

والكَفْر: العَصَا القصيرة.

والكافُور: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر.

والكَفَر، والكُفُرَّى، والكُفَرَّى، والكِفِرَّى، والكَفَرَّى: وعَاء طَلْع النّخل، وَهُوَ أَيْضا الكافور.

وَقيل: وِعاءُ كُلِّ شَيء من النَّبَات: كافوره.

قَالَ أَبُو حنيفَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَمِعت أُمَّ رِيَاح تَقول: هَذِه كُفُرّى، وَاحِدَة، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، وَهَاتَانِ كُفُرَّيان.

وَقَالَ غَيره: هَذِه كُفُرَّاة، وَهَذَا كُفُرًّى، وكُفَرًّى، وكَفَرَّاة، وكِفِرّاة. وَقد قَالُوا فِيهِ: كَافِر.

وَجمع الكافور: كوافير.

وَجمع الكافِر: كوافِر، قَالَ لَبِيد:

جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوُء بِهِ ... مِن الكوافِر مَكْمُوم ومُهْتَصَرُ

والكافور: أخْلاط تُجْمَع من الطّيب تُرَكَّب من كافور الطّلع. قَالَ ابْن دُرَيد: لَا أَحسب الكافور عَرَبيّاً لأَنهم رُبمَا قَالُوا: القَفُّور، والقافور، وَقَوله عزّ وجلّ: (كَانَ مِزَاجُهَا كافورا) قيل: هِيَ عين فِي الجنَّة، فَكَانَ يَنْبَغِي ألاَّ يَنْصرف لِأَنَّهُ اسْم مُؤنَّث معرفَة على أَكثر من ثَلَاثَة احرف لَكِن إِنَّمَا صَرَفه لتعديل رُءوس الْآي. وَقَالَ ثَعْلَب إِنَّمَا أجراه لِأَنَّهُ جعله تَشْبِيها، وَلَو كَانَ اسْما للعين لم يصرفهُ. قَوْله: جعله تَشْبِيها. أَرَادَ: كَانَ مزاجها مثل كافور.

والكافور: نبت طيِّب الرّيح يُشْبِه بالكافور من النّخل.

والكافور، أَيْضا: الإغرِيض.

والكُفُرَّى: الكافور الَّذِي هُوَ الإغرِيض.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مِمَّا يجْرِي مجْرى الصّمُوغ: الكافور.

وَالْكَافِر من الأرَضِين: مَا بَعُد واتَّسَع.

والكَفْر: القَرْيَة، سُرْيانيَّة، وَفِي الحَدِيث: " يخرجكم الرّوم مِنْهَا كَفْرا كَفْرا " وَمِنْه قيل: كَفْر تُوثَا وكَفْر عاقِب، وجَمْعه: كُفُور.

وَقَول الْعَرَب: كَفْر على كَفْر: أَي بعض على بعض.

وأكفر الرجُل مُطيعَه: أحْوَجه أَن يَعصيَه.

والتكفير: إيماءُ الذِّمِّي برأسهِ، لَا يُقَال سجد فلَان لفُلَان، وَلَكِن: كَفَّر.

والتكفير لأهل الْكتاب: أَن يُطأطئ أحَدُهم رَأسه لصَاحبه، كالتسليم عندنَا وَقد كفّر لَهُ.

والتكفير: أَن يَضَع يَدَه على صَدْره، قَالَ جَرِير: وَإِذا سَمِعْتَ بحَرْب قَيْسٍ بعدَها ... فضَعُوا السِلاحَ وكفِّروا تكفيرا

والتَّكفير: تتويج المَلِك، قَالَ، يَصِف ثَوْرا:

مَلِك يُلاَثُ برأسِه تكفيرُ

وَعِنْدِي: أَن التَّكْفِير هُنَا اسْم للتاج، سمّاه بِالْمَصْدَرِ أَو يكون اسْما غير مَصْدر، كالتَمْتِين والتَنْبِيت.

والكَفِرُ: الْعَظِيم من الجِبال.

وَالْجمع: كَفِرات، قَالَ:

تَطَلَّعُ رَيّاه من الكَفِراتِ

وَقد تقدَّم.

والكَفَر: العِقاب من الْجبَال.

وَرجل كِفِرِّين: داهٍ.

وكَفَرْنًى: خامل أحمقُ.
كفر
الكُفْرُ في اللّغة: ستر الشيء، ووصف الليل بِالْكَافِرِ لستره الأشخاص، والزّرّاع لستره البذر في الأرض، وليس ذلك باسم لهما كما قال بعض أهل اللّغة لمّا سمع:
ألقت ذكاء يمينها في كافر
والْكَافُورُ: اسم أكمام الثّمرة التي تَكْفُرُهَا، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكَافُورِ
وكُفْرُ النّعمة وكُفْرَانُهَا: سترها بترك أداء شكرها، قال تعالى: فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ [الأنبياء/ 94] . وأعظم الكُفْرِ: جحود الوحدانيّة أو الشريعة أو النّبوّة، والكُفْرَانُ في جحود النّعمة أكثر استعمالا، والكُفْرُ في الدّين أكثر، والكُفُورُ فيهما جميعا قال: فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً
[الإسراء/ 99] ، فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً [الفرقان/ 50] ويقال منهما: كَفَرَ فهو كَافِرٌ. قال في الكفران: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل/ 40] ، وقال: وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ
[البقرة/ 152] ، وقوله:
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ
[الشعراء/ 19] أي: تحرّيت كفران نعمتي، وقال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ
[إبراهيم/ 7] ولمّا كان الكفران يقتضي جحود النّعمة صار يستعمل في الجحود، قال: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ
[البقرة/ 41] أي: جاحد له وساتر، والكَافِرُ على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانيّة، أو النّبوّة، أو الشريعة، أو ثلاثتها، وقد يقال: كَفَرَ لمن أخلّ بالشّريعة، وترك ما لزمه من شكر الله عليه. قال: مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ
[الروم/ 44] يدلّ على ذلك مقابلته بقوله: وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [الروم/ 44] ، وقال: وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ [النحل/ 83] ، وقوله: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ [البقرة/ 41] أي: لا تكونوا أئمّة في الكفر فيقتدى بكم، وقوله: وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور/ 55] عني بالكافر السّاتر للحقّ، فلذلك جعله فاسقا، ومعلوم أنّ الكفر المطلق هو أعمّ من الفسق، ومعناه: من جحد حقّ الله فقد فسق عن أمر ربّه بظلمه. ولمّا جعل كلّ فعل محمود من الإيمان جعل كلّ فعل مذموم من الكفر، وقال في السّحر: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة/ 102] وقوله: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا، إلى قوله: كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
[البقرة/ 275- 276] وقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ إلى قوله: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ [آل عمران/ 97] والكَفُورُ: المبالغ في كفران النعمة، وقوله:
إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ
[الزخرف/ 15] ، وقال:
ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ
[سبأ/ 17] إن قيل: كيف وصف الإنسان هاهنا بالكفور، ولم يرض بذلك حتى أدخل عليه إنّ، واللّام، وكلّ ذلك تأكيد، وقال في موضع وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ [الحجرات/ 7] ، فقوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ [الزخرف/ 15] تنبيه على ما ينطوي عليه الإنسان من كفران النّعمة، وقلّة ما يقوم بأداء الشّكر، وعلى هذا قوله: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ
[عبس/ 17] ولذلك قال: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ [سبأ/ 13] ، وقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان/ 3] تنبيه أنه عرّفه الطّريقين كما قال: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ [البلد/ 10] فمن سالك سبيل الشّكر، ومن سالك سبيل الكفر، وقوله: وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء/ 27] فمن الكفر، ونبّه بقوله: كانَ أنه لم يزل منذ وجد منطويا على الكفر. والْكَفَّارُ أبلغ من الكفور لقوله: كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
[ق/ 24] وقال:
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة/ 276] ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر/ 3] ، إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً [نوح/ 27] وقد أجري الكفّار مجرى الكفور في قوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم/ 34] . والكُفَّارُ في جمع الكافر المضادّ للإيمان أكثر استعمالا كقوله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
[الفتح/ 29] ، وقوله: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [الفتح/ 29] .
والكَفَرَةُ في جمع كافر النّعمة أشدّ استعمالا، وفي قوله: أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ [عبس/ 42] ألا ترى أنه وصف الكفرة بالفجرة؟
والفجرة قد يقال للفسّاق من المسلمين. وقوله:
جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ [القمر/ 14] أي: من الأنبياء ومن يجري مجراهم ممّن بذلوا النّصح في أمر الله فلم يقبل منهم. وقوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا
[النساء/ 137] قيل: عني بقوله إنهم آمنوا بموسى، ثمّ كفروا بمن بعده. والنصارى آمنوا بعيسى، ثمّ كفروا بمن بعده. وقيل: آمنوا بموسى ثم كفروا بموسى إذ لم يؤمنوا بغيره، وقيل: هو ما قال: وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي إلى قوله:
وَاكْفُرُوا آخِرَهُ
[آل عمران/ 72] ولم يرد أنّهم آمنوا مرّتين وكفروا مرّتين، بل ذلك إشارة إلى أحوال كثيرة. وقيل: كما يصعد الإنسان في الفضائل في ثلاث درجات ينعكس في الرّذائل في ثلاث درجات. والآية إشارة إلى ذلك، وقد بيّنته في كتاب «الذّريعة إلى مكارم الشّريعة» .
ويقال: كَفَرَ فلانٌ: إذا اعتقد الكفر، ويقال ذلك إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد، ولذلك قال:
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل/ 106] ويقال: كَفَرَ فلان بالشّيطان: إذا كفر بسببه، وقد يقال ذلك إذا آمن وخالف الشّيطان، كقوله: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ
[البقرة/ 256] وأَكْفَرَهُ إِكْفَاراً: حكم بكفره، وقد يعبّر عن التّبرّي بالكفر نحو: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ
الآية [العنكبوت/ 25] ، وقوله تعالى: إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ [إبراهيم/ 22] ، وقوله: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ [الحديد/ 20] قيل: عنى بالكفّار الزّرّاع ، لأنّهم يغطّون البذر في التّراب ستر الكفّار حقّ الله تعالى بدلالة قوله: يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [الفتح/ 29] ولأنّ الكافر لا اختصاص له بذلك. وقيل: بل عنى الكفار، وخصّهم بكونهم معجبين بالدّنيا وزخارفها وراكنين إليها.
والْكَفَّارَةُ: ما يغطّي الإثم، ومنه: كَفَّارَةُ اليمين نحو قوله: ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ [المائدة/ 89] وكذلك كفّارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظّهار. قال: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ [المائدة/ 89] والتَّكْفِيرُ: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل، ويصحّ أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران، نحو:
التّمريض في كونه إزالة للمرض، وتقذية العين في إزالة القذى عنه، قال: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ
[المائدة/ 65] ، نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ
[النساء/ 31] وإلى هذا المعنى أشار بقوله: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود/ 114] وقيل: صغار الحسنات لا تكفّر كبار السّيّئات، وقال:
لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ [آل عمران/ 195] ، لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا [الزمر/ 35] ويقال: كَفَرَتِ الشمس النّجومَ: سترتها، ويقال الْكَافِرُ للسّحاب الذي يغطّي الشمس والليل، قال الشاعر:
ألقت ذكاء يمينها في كافر
وتَكَفَّرَ في السّلاح. أي: تغطّى فيه، والْكَافُورُ: أكمام الثمرة. أي: التي تكفُرُ الثّمرةَ، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكافور
والْكَافُورُ الذي هو من الطّيب. قال تعالى:
كانَ مِزاجُها كافُوراً
[الإنسان/ 5] .
[كفر] نه: فيه: لا ترجعن بعدي "كفارا" يــضرب بعضكم رقاب بعض، قيل: أراد لابسي السلاح، من كفر فوق درعه- إذا لبس فوقها ثوبًا، كأنه أراد بذلك النهي عن الحرب، وقيل معناه لا تعتقدوا تكفير الناس، كفعل الخوارج إذ استعرضوا الناس فيكفرونهم. ك: ويــضرب بالرفع والجزم، أي كالكفار، أو هو تغليظ. ط: يــضرب- بالرفع على الشهور استئناف، ويجزم بالجواب. نه: من قال لأخيه: يا "كافر" فقد باء به أحدهما، لأنه إن صدق عليه فهو كافر، وإن كذب عاد الكفر إليه، أي كفر بفرع من فروع الإسلام ولا يخرج عن أصل الإيمان. ط: وإن كذب واعتقد بطلان الإسلام رجعت إلى القائل، وكذا إن استحله وإلا فمجرد تكفيره فسق لا يوجب الكفر. ن: قال لأخيه: كافر- بالتنوين، خبر محذوف أي هو كافر- ومر في باء. نه: وح ابن عبا: قيل له: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم "الكافرون"" قال: هم كفرة وليسوا كمن كفر بالله وباليوم الآخر. ومنه: إن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف فأنزل "وكيف "تكفرون" وأنتم تتلى عليكم آيات الله" ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الألفة والمودة. ومنه: إذا قال: أنت لي عدو، فقد "كفر" أحدهما بالإسلام، أراد كفر نعمته، لأن الله ألف بينهم فأصبحوا بنعمته إخوانا، فمن لم يعرفها فقد كفرها. وح: من ترك قتل الحيات خشية الثأر-الكبائر، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات. ك: "كفارة" المرض- بالإضافة البيانية، قوله: "من يعمل سوءًا يجز به" مناسبته للكفارة أن من يعمل سوءًا أي معصية يجز به فيغفر له بسببه. وح: وأخاف "الكفر"- مر في ولا أعتب. ن: "كفارة" النذر "كفارة" اليمين، هو محمول على جميع أنواع النذر فيخير بين الوفاء بالنذر وبين الكفارة أو على النذر على معصية أو غيرهما- أقوال. وح: فهل "يكفر" عنه أن أتصدق عنه، أي هل تكفر صدقتي عنه سيئاته. وح: صيام عرفة "يكفر" السنة قبلها وبعدها، أي صغائر السنتين. وح: اثنان هما "كفر" الطعن في الأنساب، أي من خلال الكفار، أو يؤدي إلى الكفر. وح: فأولئك أعداء "الكفرة"، إن استحلوه، وإلا ففعلهم فعل الكفرة. وح: فاقتتلوا و"الكفار"- بالنصب، أي مع الكفار. ط: "كفارة" الغيبة أن تستغفر له، في الطحاوي أن يكفي الندم والاستغفار، وإن بلغته فالطريق أن تستحل منه، فإن تعذر بموته أو لبعده فالاستغفار، وهل يشترط بيان ما اغتاب به وجهان. وح: حدا لم يأته فإن "كفارته" أن يعتقه، لم يأته- نعت حد أي لم يأت موجبه، وأجمعوا على أن عتقه ليس بواجب لكفارة بل مندوب. غ: سئل الأزهري عمن يقول بخلق القرآن أتسميه "كافرا"؟ قال: الذي يقوله "كفر"، فقال في المرة الثالثة: قد يقول المسلم "كفرًا". كنز "فمنكم "كافر" ومنكم مؤمن" قدم الكافر لكثرتهم. ز: قلت: وقد يستأنس به لما اشتهر في الهند من قولهم: هندو مسلمان را سلامتي بادا. وظني أنه قول غير مستحسن- والله أعلم.

كفر: الكُفْرُ: نقيض الإِيمان؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت؛ كَفَرَ

با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً. ويقال لأَهل دار الحرب: قد

كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا.

والكُفْرُ: كُفْرُ النعمة، وهو نقيض الشكر. والكُفْرُ: جُحود النعمة،

وهو ضِدُّ الشكر. وقوله تعالى: إِنا بكلٍّ كافرون؛ أَي جاحدون. وكَفَرَ

نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها: جَحَدَها وسَتَرها.

وكافَرَه حَقَّه: جَحَدَه. ورجل مُكَفَّر: مجحود النعمة مع إِحسانه. ورجل

كافر: جاحد لأَنْعُمِ الله، مشتق من السَّتْر، وقيل: لأَنه مُغَطًّى على

قلبه. قال ابن دريد: كأَنه فاعل في معنى مفعول، والجمع كُفَّار وكَفَرَة

وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ؛ قال القَطامِيّ:

وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى،

وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ

وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ. وفي حديث القُنُوتِ: واجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ

نساءٍ كوافِرَ؛ الكوافرُ جمع كافرة، يعني في التَّعادِي والاختلاف،

والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر، ورجل كَفَّارٌ

وكَفُور: كافر، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً، وجمعهما جميعاً كُفُرٌ، ولا يجمع

جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه، إِلا أَنهم قد قالوا عدوة

الله، وهو مذكور في موضعه. وقوله تعالى: فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً؛ قال

الأَخفش: هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ. وروي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن

أَبيه فقد كَفَرَ؛ قال بعض أَهل العلم: الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء: كفر

إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به، وكفر جحود، وكفر معاندة،

وكفر نفاق؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن

يشاء. فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من

التوحيد، وكذلك روي في قوله تعالى: إِن الذين كفروا سواء عليهم

أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون؛ أَي الذين كفروا بتوحيد الله، وأَما كفر

الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر

أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ، ومنه قوله تعالى: فلما جاءهم ما عَرَفُوا

كَفَرُوا به؛ يعني كُفْرَ الجحود، وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله

بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه، وفي

التهذيب: يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث

يقول:ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ

من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا

لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ،

لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً

وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه. قال

الهروي: سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً؟ فقال: الذي

يقوله كفر، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما قال ثم قال في الآخر: قد

يقول المسلم كفراً. قال شمر: والكفر أَيضاً بمعنى البراءة، كقول الله تعالى

حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار: إِني كفرت بما

أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ؛ أَي تبرأْت. وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله

عن الكفر فقال: الكفر على وجوه: فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر،

وكفر بكتاب الله ورسوله، وكفر بادِّعاء ولد الله، وكفر مُدَّعي الإِسْلام،

وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل

نفساً محرّمة بغير حق، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ: أَحدهما كفر نعمة

الله، والآخر التكذيب بالله. وفي التنزيل العزيز: إِن الذين آمنوا ثم

كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم؛ قال أَبو

إِسحق: قيل فيه غير قول، قال بعضهم: يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى،

عليه السلام، ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم

بمحمد؛ صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر، وقيل:

جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر

وازداد كفراً بإِقامته على الكفر، فإِن قال قائل: الله عز وجل لا يغفر كفر

مرة، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر

لهم، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا، والله أَعلم، أَن الله يغفر

للكافر إِذا آمن بعد كفره، فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول

لأَن الله يقبل التوبة، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو

مطالبَ بجميع كفره، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن

الله عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره، والدليل على ذلك قوله تعالى: وهو الذي

يقبل التوبة عن عباده؛ وهذا سيئة بالإِجماع. وقوله سبحانه وتعالى: ومن

لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً

من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء، عليهم السلام، باطل فهو كافر.

وفي حديث ابن عباس: قيل له: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم

الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر، قال: وقد أَجمع الفقهاء أَن من

قال: إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين، كافر، وإِنما

كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه مكذب له،

ومن كذب النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو قال كافر. وفي حديث ابن مسعود،

رضي الله عنه: إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام؛

أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته

إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها. وفي الحديث: من ترك قتل الحيات خشية النار

فقد كفر أَي كفر النعمة، وكذلك الحديث الآخر: من أَتى حائضاً فقد كفر،

وحديث الأَنْواء: إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين؛

يقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث

يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله؛ ومنه الحديث: فرأَيت أَكثر أَهلها النساء

لكفرهن، قيل: أَيَكْفُرْنَ بالله؟ قال: لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ

ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن؛ والحديث الآخر: سباب

المسلم فسوق وقتاله كفر، ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها؛

والأَحاديث من هذا النوع كثيرة، وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه.

وقال الليث: يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله؛ قال

الأَزهري: ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن

الكفر في اللغة التغطية، والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره، كما

يقال للابس السلاح كافر، وهو الذي غطاه السلاح، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو

كُسْوَة، وماء دافق ذو دَفْقٍ، قال: وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه، وذلك

أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له

إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان

كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه. وفي الحديث: أَن

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في حجة الوداع: أَلا لا تَرْجِعُنَّ

بعدي كُفَّاراً يَــضْرِب بعضُكم رقابَ بعض؛ قال أَبو منصور: في قوله كفاراً

قولان: أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه

إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب، والقول الثاني

أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ

فيُكَفِّرونهم، وهو كقوله، صلى الله عليه وسلم: من قال لأَخيه يا كافر فقد

باء به أَحدهما، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ، فإِن صدق فهو

كافر، وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم. قال: والكفر

صنفان: أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده، والآخر الكفر بفرع من فروع

الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان. وفي حديث الردّة: وكفر من كفر من

العرب؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين

إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما،

والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في

الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ، عليه السلام، من

سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة، رضي الله عنهم،

حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى، والصنف الثاني من أَهل الردة لم

يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى:

خذ من أَموالهم صدقة؛ خاصة بزمن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولذلك اشتبه

على عمر، رضي الله عنه، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة، وثبت أَبو

بكر، رضي الله عنه، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك

لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ، فلم يُقَرّوا على

ذلك، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم

فانسحب عليهم اسمها، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان

الإِسلام كان كافراً بالإِجماع؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: أَلا لا

تَــضْرِبُــوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم

ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق. وفي حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه:

تَمَتَّعْنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل

إِسلامه؛ والعُرُش: بيوت مكة، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن

التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة، ومُعاوية أَسلم عام الفتح، وقيل:

هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ. وأَكْفَرْتُ الرجلَ: دعوته كافراً.

يقال: لا تُكْفِرْ

أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً

بقولك وزعمك. وكَفَّرَ الرجلَ: نسبه إِلى الكفر. وكل من ستر شيئاً، فقد

كَفَرَه وكَفَّره. والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب. والكُفَّارُ:

الزُّرَّاعُ. وتقول العرب للزَّرَّاعِ: كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر

المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ؛ ومنه قوله

تعالى: كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ

نباته، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن، والغيث

المطر ههنا؛ وقد قيل: الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً

بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين.

والكَفْرُ، بالفتح: التغطية. وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه، بالكسر، أَي

سترته. والكافِر: الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل

شيء. وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه: غَطَّاه. وكَفَرَ الليلُ على

أَثَرِ صاحبي: غَطَّاه بسواده وظلمته. وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان: غَطّاه.

والكافر: البحر لسَتْرِه ما فيه، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً؛ وأَنشد

اللحياني:

وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ

وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى

بيضهما عند غروب الشمس:

فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ

وذُكاء: اسم للشمس. أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب، قال

الجوهري: ويحتمل أَن يكون أَراد الليل؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق

هذا المعنى فقال:

حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ،

وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها

قال: ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل؛ قال

الأَزهري: ونعمه آياته الدالة على توحيده، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات

التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له؛ وكذلك إِرساله

الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة، فمن

لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه.

ويقال: كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه؛ وتقول: كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله

كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً. وفي حديث عبد الملك: كتب إِلى الحجاج: من

أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم؛

ومنه حديث الحجاج: عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال: إِني لأَر

رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر، فقال: عن دَمي تَخْدَعُني؟ إِنّي

أَكْفَرُ من حِمَارٍ؛ وحمار: رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل

إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً. والكافِرُ: الوادي العظيم، والنهر كذلك

أَيضاً. وكافِرٌ: نهر بالجزيرة؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته:

وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ؛

كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ

وقال الجوهري: الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم؛ ابن بري في

ترجمة عصا: الكافرُ المطرُ؛ وأَنشد:

وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما،

وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ

وقال: كافر أَي مطر. الليث: والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد

ينزله أَو يمرّ به أحد؛ وأَنشد:

تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ

في كافرٍ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ

وفي رواية ابن شميل:

فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ

وقال ابن شميل أَيضاً: الكافر لغائطُ الوَطِيءُ، وأَنشد هذا البيت. ورجل

مُكَفَّرٌ: وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه. والكافِرُ:

السحاب المظلم. والكافر والكَفْرُ: الظلمة لأَنها تستر ما تحتها؛ وقول

لبيد:فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ، وهي لاهِيَةٌ،

في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ

يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي.

والكَفْرُ: الترابُ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته. ورماد مَكْفُور:

مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته؛ قال:

هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟

قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ

مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ

والكَفْرُ: ظلمة الليل وسوادُه، وقد يكسر؛ قال حميد:

فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ،

وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ

أَي فيما يواريه من سواد الليل. وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في

وعاءٍ.

والكُفْر: القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته؛ عن كراع.

ابن شميل: القِيرُ ثلاثة أَــضْرُبٍ: الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ،

فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ، والزفت يُجْعَل في الزقاق، والقِيرُ يذاب ثم

يطلى به السفن.

والكافِرُ: الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه. وكلُّ شيء غطى

شيئاً، فقد كفَرَه. وفي الحديث: أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان

منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى: وكيف

تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه؟ ولم يكن ذلك على

الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة.

وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به: لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به. ابن

السكيت: إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر. وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه؛

وكلُّ ما غَطَّى شيئاً، فقد كَفَره. ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته

كل شيء وغطاه. ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح: داخل فيه.والمُكَفَّرُ:

المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ. والمُتَكَفِّرُ: الداخل في

سلاحه. والتَّكْفِير: أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه؛ ومنه قول

الفرزدق:

هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها،

فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها

حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ،

قد كَفَّرَتْ آباؤُها، أَبناؤها

رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي

كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح. وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه، وهو

من ذلك.

والكَفَّارة: ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك؛ قال بعضهم:

كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة. وتَكْفِيرُ اليمين: فعل ما يجب بالحنث

فيها، والاسم الكَفَّارةُ. والتَّكْفِيرُ في المعاصي: كالإِحْباطِ في

الثواب. التهذيب: وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي

تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ، وقد

بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده. وأَما الحدود فقد روي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ

لأَهلها أَم لا. وفي حديث قضاء الصلاة: كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها،

وفي رواية: لا كفارة لها إِلا ذلك. وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً

وفعلاً مفرداً وجمعاً، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها

أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها، وهي فَعَّالَة للمبالغة،

كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية، ومعنى حديث قضاء الصلاة

أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك، كما يلزم

المُفْطِر في رمضان من غير عذر، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه

تجب عليه الفدية. وفي الحديث: المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه

وماله لتُكَفَّر خَطاياه.

والكَفْرُ: العَصا القصيرة، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل. ابن

الأَعرابي: الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة.

والكافُورُ: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر. والكَفَرُ والكُفُرَّى

والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى: وعاء طلع النخل، وهو أَيضاً

الكافُورُ، ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى. وفي حديث الحسن: هو الطِّبِّيعُ في

كُفُرَّاه؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه، بالضم وتشديد الراء

وفتح الفاء وضمها، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى، وكذلك كافوره، وقيل: هو

الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول

(* قوله« ويشهد للاول إلخ» هكذا في

الأصل. والذي في النهاية: ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى.) قولُه في

الحديث قِشْر الكُفُرَّى، وقيل: وعاء كل شيء من النبات كافُوره. قال أَبو

حنيفة: قال ابن الأَعرابي: سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا

كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه، وقد قالوا فيه كافر، وجمع الكافُور

كوافير، وجمع الكافر كوافر؛ قال لبيد:

جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به،

من الكَوَافِرِ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ

والكافُور: الطَّلْع. التهذيب: كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها،

سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها؛ وقول العجاج:

كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ

كافورُ الكَرْم: الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود، شبهه

بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً. وفي الحديث: أَنه كان اسم

كِنانَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع

وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ.

والكافورُ: أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع؛ قال ابن دريد:

لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما قالوا القَفُور والقافُور. وقوله

عز وجل: إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً؛ قيل:

هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على

أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي، وقال ثعلب: إِنما

أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه؛ قال ابن سيده: قوله

جعله تشبيهاً؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور. قال الفراء: يقال إِنها

عَيْنٌ تسمى الكافور، قال: وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه؛ وقال

الزجاج: يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور، وجائز أَن يمزج

بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ

ولا وَصَبٌ. الليث: الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان،

والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح، والكافور من أَخلاط الطيب. وفي

الصحاح: من الطيب، والكافور وعاء الطلع؛ وأَما قول الراعي:

تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ، ذَا أَرَجِ

من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ

قال الجوهري: الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب

فجعله كافوراً. ابن سيده: والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من

النخل. والكافورُ أَيضاً: الإَغْرِيضُ، والكُفُرَّى: الكافُورُ الذي هو

الإِغْرِيضُ. وقال أَبو حنيفة: مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ.

والكافِرُ من الأَرضين: ما بعد واتسع.

وفي التنزيل العزيز: ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر؛ الكوافرُ

النساءُ الكَفَرة، وأَراد عقد نكاحهن.

والكَفْرُ: القَرْية، سُرْيانية، ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا

وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال، وجمعه كُفُور. وفي حديث أَبي هريرة، رضي

الله عنه، أَنه قال: لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى

سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذلك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَى جُذام أَي من

قرى الشام. قال أَبو عبيد: قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية، وأَكثر من

يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر. وروي عن مُعَاوية أَنه قال:

أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور. قال الأَزهري: يعني بالكفور القُرَى

النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى

البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ؛ يقول: إِنهم بمنزلة الموتى لا

يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها. والكَفْرُ: القَبْرُ، ومنه

قيل: اللهم اغفر لأَهل الكُفُور. ابن الأَعرابي: اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم

الكُفُورَ. وفي الحديث: لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن

القُبور. قال الحَرْبيّ: الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به

أَحد؛ وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في

القبور. وفي الحديث: عُرِضَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما هو

مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية.

وقول العرب: كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض.

وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه. التهذيب: إِذا

أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه. والتَّكْفِير: إِيماءُ

الذمي برأْسه، لا يقال: سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً.

والكُفْرُ: تعظيم الفارسي لِمَلكه. والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب: أَن يُطَأْطئ

أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا، وقد كَفَّر له. والتكفير: أَن يضع

يده أَو يديه على صدره؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب

في الحروب التي كانت بعدهم:

وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها،

فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا

يقول: ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم،

فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه، وكما يُكَفِّر العِلْجُ

للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا. وفي الحديث

عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه قال: إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها

تُكَفِّرُ للسان، تقول: اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت

اعوججنا. قوله: تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره.

والتَّكْفِير: هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما

يفعل من يريد تعظيم صاحبه. والتكفير: تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ

له. الجوهري: التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ

للدَّهاقِينِ، وأَنشد بيت جرير. وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي: رأَى

الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل. وفي حديث أَبي

معشر: أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام

قبل الركوع؛ وقال الشاعر يصف ثوراً:

مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ

قال ابن سيده: وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون

اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ.

والكَفِرُ، بكسر الفاء: العظيم من الجبال. والجمع كَفِراتٌ؛ قال عبدُ

الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ:

له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ،

تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ

والكَفَرُ: العِقابُ من الجبال. قال أَبو عمرو: الكَفَرُ الثنايا

العِقَاب، الواحدة كَفَرَةٌ؛ قال أُمية:

وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ،

إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ

ورجل كِفِرِّينٌ: داهٍ، وكَفَرْنى: خاملٌ أَحمق. الليث: رجل كِفِرِّينٌ

عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث. التهذيب: وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر

بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له: مَكْفورٌ بِكَ يا فلان

عَنَّيْتَ وآذَيْتَ. وفي نوادر الأَعراب: الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ

الأَلْيَتانِ.

كفر
الكُفْرُ، بالضَّمِّ: ضِدُّ الْإِيمَان، ويُفتَحُ، وأَصلُ الكُفْرِ من الكَفْرِ بِالْفَتْح مَصدَر كَفَرَ بِمَعْنى السَّتْر، كالكُفور والكُفران بضّمِّهِما، وَيُقَال: كَفَرَ نِعْمَةَ اللهِ يَكْفُرُها، من بَاب نَصَرَ، وَقَول الجوهريّ تبعا لخاله أبي نصرٍ الفارابيّ إنَّه من بَاب ضَرَبَ لَا شُبْهَةَ فِي أَنَّه غَلَط، والعجبُ من المُصَنِّف كَيفَ لم يُنَبِّه عَلَيْهِ وَهُوَ آكَدُ من كثير من الْأَلْفَاظ الَّتِي يوردُها لغير فَائِدَة وَلَا عَائِدَة، قَالَه شيخُنا. قلت: لَا غَلَط، والصوابُ مَا ذهب إِلَيْهِ الجَوْهَرِيّ وَالْأَئِمَّة، وتبعهم المصنِّف، وَهُوَ الحقُّ، ونصّ عِبَارَته: وكَفَرْتُ الشيءَ أَكْفِرُه، بالكَسْر أَي سَتَرْتُه، فالكفر الَّذِي هُوَ بِمَعْنى السَّتْر بالاتِّفاق من بَاب ضَرَبَ، وَهُوَ غير الكُفْر الَّذِي هُوَ ضدّ الْإِيمَان فإنَّه من بَاب نَصَر، والجَوْهَرِيّ إنَّما قَالَ فِي الكَفْر الَّذِي بِمَعْنى السَّتْر، فظَنَّ شيخُنا أَنَّهما واحدٌ، حيثُ إنَّ أَحدهمَا مأخوذٌ من الآخر.
(وكَمْ من عائبٍ قولا صَحِيحا ... وآفتُه من الْفَهم السَّقيمِ)
فتأمَّل. كَذَلِك كَفَرَ بهَا يَكْفُرُ كُفوراً وكُفراناً: جَحَدَها وسَتَرَها. قَالَ بعض أهل الْعلم: الكُفْر على أَربعةِ أَنحاءٍ: كُفْرُ إنكارٍ، بأَن لَا يعرفَ اللهَ أَصلاً وَلَا يعْتَرف بِهِ، وكُفرُ جُحود، وكُفر مُعانَدَة، وكُفرُ نفاق، من لقيَ ربَّهُ بشيءٍ من ذَلِك لم يَغْفِرْ لَهُ، ويغفِرُ مَا دونَ ذلكَ لِمَنْ يشاءُ. فأَما كُفرُ الْإِنْكَار فَهُوَ أَنْ يكفُرَ بِقَلْبِه ولِسانِه، وَلَا يعرف مَا يُذْكَر لَهُ من التَّوحيد، وَأما كُفرُ الجُحود فأَن يعترفَ بِقَلْبِه وَلَا يُقِرّ بِلِسَانِهِ، فَهَذَا كافرٌ جاحدٌ ككُفْرِ إبليسَ وكُفْرِ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلت. وَأما كُفرُ المُعانَدَة فَهُوَ أَن يعرفَ اللهَ بِقَلْبِه ويقرّ بِلِسَانِهِ وَلَا يدين بِهِ حَسداً وبَغياً، ككُفر أبي جَهلٍ وأَضرابه.
وَفِي التَّهْذِيب: يعْتَرف بِقَلْبِه ويقرّ بِلِسَانِهِ ويأبى أَنْ يَقْبَلَ، كأَبي طَالب حَيْثُ يَقُول:
(ولَقَدْ عَلِمْتُ بأَنَّ دِينَ مُحمَّدِ ... من خيرِ أَديان البَرِيَّة دِينا)

(لَوْلَا المَلامَةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ ... لَوَجَدْتَني سَمْحاً بذاكَ مُبينا)
وَأما كُفْرُ النِّفاق فَإِن يُقرّ بِلِسَانِهِ وَيكفر بقلبِه وَلَا يعْتَقد بِقَلْبِه، قَالَ الأَزهريّ: وأَصلُ الكُفرِ تَغطية الشَّيءِ تَغْطِيَة تستهلكُه. قَالَ شيخُنا: ثمّ شاعَ الكُفْرُ فِي سَتْرِ النِّعْمَة خاصَّة، وَفِي مُقَابلَة الْإِيمَان، لأنَّ الكُفرَ فِيهِ سَتْرُ الحقِّ، وسَتْرُ نِعَمِ فَيَّاضِ النِّعَم. قلت: وَفِي المُحْكَم: الكُفرُ: كُفْرُ النِّعمَة، وَهُوَ نقيض الشُّكْر، والكُفْر: جُحود النِّعْمَة، وَهُوَ ضدّ الشُّكر، وَقَوله تَعَالَى إنَّا بِكُلٍّ كافِرون أَي جاحدون. وَفِي البصائر للمصنِّف: وأَعظَمُ الكُفْرِ جُحودُ الوَحدانِيَّة أَو)
النبوَّة أَو الشَّريعة. والكافرُ مُتَعارَفٌ مطلَقاً فِيمَن يجحَدُ الجميعَ. والكفران فِي جُحود النِّعْمَة أَكثرُ اسْتِعْمَالا، والكُفرُ فِي الدِّينِ، والكُفورُ فيهمَا، وَيُقَال فيهمَا: كَفَرَ، قَالَ تَعَالَى فِي الكفرات: لِيَبْلُوَني أَأَشكُرُ أَمْ أَكْفُر وقَوْلُهُ تَعالى وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وأَنتَ من الْكَافرين أَي تَحَرَّيْتَ كُفرانَ نِعمتي. وَلما كَانَ الكُفران جُحودَ النِّعْمَة صَار يُستعمَلُ فِي الجُحود. وَلَا تَكونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ أَي جاحِد وساتِر. وَقد يُقَال: كَفَرَ، لمن أَخَلَّ بالشَّريعة وتركَ مَا لزِمَه من شُكْر اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: مَنْ كَفَرَ فعَليْه كُفرُه ويدلُّ على ذلكَ مُقابلتُه بقوله: ومَنْ عمِلَ صَالحا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدون. وكافَرَه حَقَّه، إِذا جَحَدَه. والمُكَفَّرُ، كمعَظَّم: المَجحودُ النِّعمَةِ مَعَ إحسانِه.
رجلٌ كافِرٌ: جاحدٌ لأَنْعُمِ اللهِ تَعَالَى. قَالَ الأَزْهَرِيّ: ونِعَمُهُ آياتُه الدَّالَّةُ على توحيده. والنِّعَمُ الَّتِي ستَرَها الكافرُ هِيَ الآياتُ الَّتِي أَبانتْ لِذوي التَّمْيِيز أَنَّ خالِقَها واحدٌ لَا شريكٌ لَهُ، وَكَذَلِكَ إرسالُهُ الرُّسُلَ بِالْآيَاتِ المُعجزَة والكتبِ المُنَزَّلة والبَراهينِ الْوَاضِحَة ِ نِعمَةٌ مِنْهُ ظَاهِرَة، فمَن لم يصدِّق بِهِ وردَّها فقد كَفَرَ نِعمةَ الله، أَي سَتَرَها وحجبها عَن نَفسه، وَقيل سُمِّيَ الكافرُ كَافِرًا لأَنَّه مُغَطَّىً على قلبه. قَالَ ابْن دُرَيْد: كأنَّه فاعلٌ فِي معنى مَفعول. جمع كفّارٌ، بالضَّمِّ، وكَفَرَةٌ، محرَّكة، وكِفارٌ كَكِتابٌ، مثل جَائِع وجِياع ونائم ونيامٍ. قَالَ القطاميّ:
(وَشُقَّ البَحرُ عَن أَصحابِ مُوسَى ... وغُرِّقَت الفَرَاعنة الكِفارُ)
وَفِي البصائر: والكُفَّار فِي جمع الْكَافِر المضادّ لِلْمُؤمنِ أَكثرُ اسْتِعْمَالا، كَقَوْلِه أَشِدَّاءُ على الكُفَّار. والكَفَرَة فِي جمع كَافِر النِّعمة أَكثرُ اسْتِعْمَالا، كَقَوْلِه: أُولئِكَ هُمُ الكَفَرَة الفَجَرَة، والفجرة قد يُقَال للفُسَّاقِ من الْمُسلمين. وَهِي كافِرَةٌ من نِسوَة كَوافِر، وَفِي حَدِيث الْقُنُوت: واجْعَلْ قلوبَهُم كقُلوبِ نساءٍ كَوافِرَ يَعْنِي فِي التّعادي وَالِاخْتِلَاف، والنِّساءُ أَضعفُ قلوباً من الرِّجال لَا سيَّما إِذا كُنَّ كَوافِرَ. ورجُلٌ كَفَّارٌ، كَشَدَّادٍ، وكَفورٌ، كصَبور: كافِرٌ. وَقيل: الكَفور: المُبالِغُ فِي كُفران النِّعمة، قَالَ تَعَالَى: إنَّ الإنسانَ لَكَفور والكَفَّارُ أَبلغُ من الكَفور كَقَوْلِه تَعَالَى كُلَّ كَفَّارٍ عَنيدٍ. وَقد أُجرِيَ الكَفَّار مُجرى الكَفور فِي قَوْله: إنَّ الإنسانَ لَظَلومٌ كَفَّارٌ كَذَا فِي البصائر. جمع كُفُرٌ، بضَمَّتين، وَالْأُنْثَى كَفورٌ أَيضاً، وَجمعه أَيْضا كُفُرٌ، وَلَا يجمَع جَمعَ السَّلامة، لأنَّ الهاءَ لَا تدخلُ فِي مُؤَنَّثه، إلاّ أَنَّهم قد قَالُوا عَدُوَّةَ اللهِ، وَهُوَ مَذكورٌ فِي مَوضعه. وَقَوله تَعَالَى: فَأَبى الظَّالِمونَ إلاّ كُفُوراً قَالَ الأَخفشُ: هُوَ جَمْعُ الكُفْرِ، مثل: بُرْد وبُرود. وكَفَرَ عَلَيْهِ يَكْفرُ، من حَدَّ ضَرَبَ: غَطَّاهُ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيث: إنَّ الأَوسَ والخَزرَجَ ذَكَروا مَا كَانَ مِنْهُم فِي الجاهليَّة فثار بَعضهم إِلَى بعضٍ بالسّيوف، فأَنزلَ اللهُ تَعَالَى وَكَيْفَ تَكْفُرونَ وأَنتمْ تُتلَى علَيكُم آياتُ اللهِ وفِيكُم رَسولُه وَلم يكن ذَلِك على الْكفْر بِاللَّه، وَلَكِن على تغطيتهم مَا كَانُوا عَلَيْهِ من الأُلفةِ والمَوَدَّة. وَقَالَ الليثُ: يُقال: إنَّه سُمِّيَ الكافِرُ كافِراً لأَنَّ الكُفْرَ غَطَّى قلبَهُ كُلَّه. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمعنى قَول اللَّيْث هَذَا يحْتَاج إِلَى بَيَان يَدلُّ عَلَيْهِ، وإيضاحُه: أَنَّ الكُفْرَ فِي اللُّغَة التغطيةَ، وَالْكَافِر ذُو كُفْر، أَي ذُو تَغْطِيَة لِقَلْبِهِ بِكُفْرِهِ، كَمَا يُقَال للابِسِ السِّلاحِ كافِرٌ،)
وَهُوَ الَّذِي غطَّاهُ السِّلَاح، وَمثله رجلٌ كاسٍ، أَي ذُو كُسوَةٍ، وماءٌ دافقٌ، أَي ذُو دَفْقٍ. قَالَ: وَفِيه قَولٌ آخرُ أَحسنُ ممّا ذهب إِلَيْهِ، وذلكَ أَنَّ الكافِرَ لمَّا دعاهُ اللهُ إِلَى توحيدِه فقد دعاهُ إِلَى نعمةٍ وأَحبَّها لَهُ إِذا أَجابَه إِلَى مَا دعاهُ إِلَيْهِ، فلمّا أَبى مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ من توحيدِه كانَ كَافِرًا نعمةَ اللهِ، أَي مُغطِّياً لَهَا بإبائِه، حاجباً لَهَا عَنهُ. كَفَرَ الشَّيءَ يَكْفِرُهُ كَفراً: سَتَرَهُ، ككَفَّرَهُ تكفيراً. والكَافِرُ: اللَّيْل. وَفِي الصِّحَاح: اللَّيلُ المُظلِمُ، لأَنَّه يستُر بظلمته كلَّ شيءٍ. وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عَلَيْهِ، غَطَّاه، وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحِبِي: غَطَّاهُ بسوادِهِ، وَلَقَد استُظْرِفَ البَهاءُ زُهَير حَيْثُ قَالَ:
(لِي فيكَ أَجرُ مُجاهِدٍ ... إنْ صَحَّ أَنَّ اللَّيْلَ كافِرْ)
الكافِر: البَحْر، لِسَترِه مَا فِيهِ، وَقد فُسِّر بهما قولُ ثَعلَبَة بن صُعَيرٍ المازنيّ يصفَ الظَّليم َ والنَّعامةَ ورَواحَهُما إِلَى بَيضهما عِنْد غرُوب الشَّمْس:
(فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعدَما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها فِي كافِر)
وذُكاءُ: اسمٌ للشمس، وأَلْقَتْ يمينَها فِي كَافِر، أَي بدأَتْ فِي المَغيب. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَيحْتَمل أَن يكون أَرَادَ اللَّيْل.
قلتُ وَقَالَ بَعضهم: عَنَى بِهِ البحْرَ، وَهَكَذَا أَنشدَه الجَوهريّ. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: والرِّوايةُ فَتَذَكَّرَت على التَّأْنِيث، والضَّمير للنَّعامة، وَبعده:
(طَرِفَتْ مَراوِدُها وغَرَّد سَقْبُها ... بِالآءِ والحَدَجِ الرِّواءِ الحادِرِ)
طَرِفَتْ، أَي تَبَاعَدت. قلتُ: وَذكر ابنُ السِّكّيتَ أَنَّ لَبيداً سَرَق هَذَا المَعنى فَقَالَ:
(حتَّى إِذا أَلْقَتْ يَداً فِي كافِرٍ ... وأَجَنَّ عَوراتِ الثُّغورِ ظَلامُها)
قَالَ: وَمن ذَلِك سُمِّيَ الكافِرُ كَافِرًا لأنَّه سَتَرَ نِعَمَ الله.
الكافِرُ: الْوَادي العظيمُ. قيل الْكَافِر: النَّهر الْكَبِير، وَبِه فسَّر الجَوْهَرِيّ قَول المُتَلَمِّس يذكر طَرْحَ صَحيفتِه:
(فَأَلْقَيْتُها بالثِّنْيِ من جَنْبِ كافرٍ ... كَذلِكَ أَقنو كُلَّ قطّ مُضَلَّلِ)
الكافِر: السَّحاب المُظلِمُ لأَنَّه يستُرُ مَا تحتَه.
الكافِر: الزَّارع لسَترِه البَذر بالتُّرابِ. والكُفَّارُ: الزَّرّاع وَتقول الْعَرَب للزَّارع كافِرٌ لأنَّه يكْفُرُ البَذرَ المَبذور بتُرابِ الأَرضِ المُثارَة إِذا أَمَرَّ عَلَيْهَا مالَقَهُ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّار نباتُه أَي أَعجبَ الزُّرَّاعَ نَباتُه مَعَ عِلمِهم بِهِ فَهُوَ غايةُ مَا يُستحسن، والغيث: الْمَطَر هُنَا، وَقد قيل: الكُفَّارُ فِي هَذِه الْآيَة الكُفَّار بِاللَّه تَعَالَى، وهم أَشدُّ إعجاباً بزينةِ الدُّنيا وحَرْثِها من الْمُؤمنِينَ. الْكَافِر من الأَرْض: مَا بعُدَ عَن النَّاس، لَا يكادُ يَنزِلُه أَو يمرُّ بِهِ أحدٌ، وأَنشد الليثُ فِي وصف العُقابِ والأَرنَبِ:)
(تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَزٍّ عِكْرِشَةٍ ... فِي كافرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا عِوجُ)
كالكَفْرِ، بِالْفَتْح، كَمَا هُوَ مقتَضَى إِطْلَاقه، وَضَبطه الصّاغانيُّ بالضّمّ هَكَذَا رأيتُهُ مُجَوَّداً الكافِرُ: الأَرضُ المُستويةُ، قَالَه الصَّاغانِيّ، قَالَ ابنُ شُميل: الكافِر: الغائطُ الوطِئُ، وأَنشدَ البيتَ السابقَ وَفِيه: فأَبْصَرَتْ لَمْحَةً من رَأْسِ عِكْرِشَةٍ الكافِر: النَّبْتُ، نَقله الصَّاغانِيّ. كافِرٌ: ع ببِلاد هُذَيل. الكافِرُ: الظُّلمَةُ، لأنَّها تستُرُ مَا تحتهَا، وقولُ لبيد:
(فاجْرَمَّزَتْ ثمَّ سَارَتْ وهْي لاَهِيَةٌ ... فِي كافرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا شَرَفُ)
يجوز أَن يكونَ ظلمَة اللَّيْل، وأَن يكونَ الوادِيَ، كالكَفْرَة، بِالْفَتْح، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي اللِّسَان: كالكَفْرِ.
الكافِرُ: الدَّاخِلُ فِي السِّلاح، من كَفَرَ فوقَ دِرْعِهِ، إِذا لبسَ فوقَها ثَوباً، كالمُكَفِّرِ، كمُحَدِّث، وَقد كَفَّرَ دِرْعَهُ بثَوبٍ تَكفيراً: لبسَ فوقَها ثوبا فغَشَّاها بِهِ، وَمِنْه الحَدِيث: أنَّ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ فِي حَجَّة الْوَدَاع: لَا تَرجِعُوا، وَفِي رِوَايَة أَلا لَا تَرْجِعُنَّ بَعدي كُفَّاراً يَــضرِبُ بعضُكُم رِقابَ بعض قَالَ أَبُو مَنْصُور: فِي قَوْله كُفَّاراً قَولانِ: أَحدُهما: لابِسين السِّلاحَ مُتَهَيِّئينَ لِلْقِتَالِ، كأنَّه أَرَادَ بذلك النَّهيَ عَن الْحَرْب، أَو مَعْنَاهُ لَا تُكَفِّروا الناسَ فتكفُروا، كَمَا يفعلُ الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فكَفَّروهم. وَهُوَ كَقَوْلِه صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَنْ قالَ لِأَخِيهِ يَا كافِرُ فقد باءَ بِهِ أَحدُهما. لأَنَّه إمّا أَنْ يَصْدُقَ عَلَيْهِ أَو يكذِب، فَإِن صدقَ فَهُوَ كافِرٌ، وإنْ كذبَ، عَاد الكُفْرُ إِلَيْهِ بتكفيرِه أَخاهُ الْمُسلم. والمُكَفَّرُ، كمُعَظَّم: المُوثَقُ فِي الْحَدِيد، كأَنَّهُ غُطِّيَ بِهِ وسُتِرَ. والكَفْرُ، بِالْفَتْح: تعظيمُ الفارسيّ، هَكَذَا فِي اللِّسَان والأساس وَغَيرهمَا من الأُمَّهات وشَذَّ الصَّاغانِيّ فَقَالَ فِي التكملةِ: الْفَارِس مَلِكهُ، بِغَيْر ياءٍ ولعلَّه تصحيفٌ من النُسَّاخِ وَهُوَ إيماءٌ بالرَّأْسِ قريبٌ من السُّجود.
الكَفْرُ: ظُلْمَةُ اللَّيلِ وسوادُه وَقد يُكْسَرُ، قَالَ حُمَيد:
(فوَرَدت قَبْلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ ... وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي الكَفْرِ)
أَي فِيمَا يواريه من سَواد اللَّيْل. قَالَ الصَّاغانِيّ: هَكَذَا أَنشَدَه الجَوْهَرِيّ، وَلَيْسَ الرَّجَزُ لحُمَيد وإنَّما هُوَ لبشيرِ بنِ النِّكْث، والرِّواية: وَرَدْتُهُ قَبْلَ أُفولِ النَّسْرِ والكَفْرُ: القَبْرُ وَمِنْه قيل: اللهمَّ اغفِرْ لأَهلِ الكُفورِ. رُويَ عَن مُعَاوِيَة أَنَّه قَالَ: أَهلُ الكُفورِ أَهلُ القُبور. قَالَ الأَزْهَرِيّ: الكُفور جمع كَفْرٍ بِمَعْنى الْقرْيَة، سُريانِيَّة، وأَكثرُ مَنْ يتكلَّم بِهَذِهِ أهلُ الشَّام، وَمِنْه قيل: كَفْرُ تُوثَى وكَفرُ عاقِب، وإنَّما هِيَ قرى نُسِبَتْ إِلَى رجال. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنَّه قَالَ: لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفراً كَفراً إِلَى سُنْبُكٍ من الأَرض. قيل وَمَا ذَلِك السُّنْبُكُ قَالَ: حِسْمَى جُذَامَ، أَي من قرى الشَّام. قَالَ أَبُو عبيد: كَفْراً كَفْراً، أَي)
قَرْيَة قَرْيَة. وَقَالَ الأزهريّ، فِي قَول مُعَاوِيَة، يَعنِي بالكُفورِ الْقرى النَّائية عَن الْأَمْصَار ومجتَمَع أَهلِ الْعلم، فالجهلُ عليهِم أَغلَب، وهم إِلَى البِدَعِ والأَهواءِ المُضِلَّةِ أَسرعُ. يَقُول إنَّهم بِمَنْزِلَة الْمَوْتَى لَا يشاهدون الأمصارَ والجُمَعَ والجَماعات وَمَا أَشبهها، وَفِي حديثٍ آخر: لَا تسْكُنِ الكُفورَ فإنَّ ساكِنَ الكُفورِ كساكِنِ القُبور. قَالَ الحَربيّ: الكُفورُ: مَا بعد من الأَرضِ عَن النَّاس فَلَا يمرُّ بِهِ أحدٌ، وأَهلُ الكُفورِ عندَ أَهلِ المُدُنِ كالأَمواتِ عندَ الأَحياءِ، فكَأَنَّهم فِي الْقُبُور. قلتُ: وكذلكَ الكُفورُ بِمصْر هِيَ القُرى النَّائِيَةُ فِي أَصلِ العُرفِ الْقَدِيم. وَأما الْآن فيطلقون الكَفْر على كلِّ قَرْيَة صَغِيرَة بِجنب قريةٍ كَبِيرَة، فَيَقُولُونَ: القَريةُ الفُلانيَّة وكَفرُها. وَقد تكون الْقرْيَة الْوَاحِدَة لَهَا كُفورٌ عِدَّة، فَمن الْمَشَاهِير: الكُفور الشَّاسعة، وَهِي كُورَةٌ مُستَقِلَّة مُشتملَةٌ على عِدَّة قُرىً، وكَفْر دِمْنا، وكَفْر سعدون، وكفْر نطْروِيسَ، وكَفْر باوِيط، وكَفر حِجازي، وَغير ذَلِك لَيْسَ هَذَا محلّ ذكرهَا. وأَكْفَرَ الرَّجلُ: لَزِمَها، أَي الْقرْيَة، كاكْتَفَرَ، وَهَذِه عَن ابْن الأعرابيَ. الكفْرُ: الخَشَبَةُ الغليظَةُ القصيرةُ، عَن ابْن الأعرابيّ. هُوَ الْعَصَا القصيرةُ، وَهِي الَّتِي تُقطَع من سَعَفِ النَّخْلِ. الكُفْرُ بالضَّمِّ: القِير. قَالَ ابْن شُميل: القيرُ ثلاثةُ أَــضْرُبٍ: الكُفْرُ، والقير، والزِّفْتُ. فالكُفرُ يُذابُ ثمَّ يُطلى بِهِ السُّفن، والزِّفتُ يطلى بِهِ الزِّقاق. الكَفِرُ: كَكَتِف: الْعَظِيم من الْجبَال، وَالْجمع كَفِراتٌ، قَالَ عبد الله بن نمير الثقفيُّ:
(لَهُ أَرَجٌ منْ مُجْمِرِ الهندِ ساطِعٌ ... تطلَّعُ رَيّاهُ من الكَفِراتِ)
أَو الكَفِرُ: الثَّنِيَّةُ مِنْهَا، أَي من الْجبَال. والكَفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: العُقابُ، ضبط بالضَّمِّ فِي سَائِر النُّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ والصَّواب بِكَسْر العَين، جَمْعُ عقَبة، قَالَ أَبُو عَمْرو: الكَفَرُ: الثَّنايا: العِقابُ، الْوَاحِدَة كَفَرَةٌ، قَالَ أُمَيَّةُ:
(وليسَ يبْقى لوجهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ ... إلاّ السّماءُ وإلاّ الأَرَضُ والكَفَرُ)
الكفَرُ: وِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ وقِشْرُهُ الأَعلى، كالكافورِ والكافِرِ، وَهَذِه نقلهَا أَبُو حنيفَة. والكُفُرَّى، وتُثَلَّثُ الكافُ والفاءُ مَعًا. وَفِي حَدِيث هُوَ الطِّبِّيعُ فِي كُفُرَّاه الطِّبِّيعُ: لبُّ الطَّلع، وكُفُرَّاهُ بالضّمّ: وعاؤه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ ابْن الأعرابيّ: سمعتُ أُمَّ رَبَاح تَقول: هَذِه كُفُرَّى، وَهَذَا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاهُ وكُفُرَّاهُ، وَقد قَالُوا فِيهِ كافِرٌ. وَجمع الكافُورِ كَوَافيرُ، وَجمع الكافِرِ كَوافِرُ، قَالَ لبيد:
(جَعْلٌ قِصارٌ وعَيدانٌ يَنوءُ ... من الكَوافِرِ مَكمومٌ ومُهتَصَرُ)
والكافورُ: نبتٌ طَيِّبٌ، نَوْرُهُ أَبيضُ كنَوْرِ الأُقْحُوان، قَالَه اللَّيْث وَلم يقل طيِّب، وإنَّما أَخذه من قَول ابْن سِيدَه. الكافورُ أَيضاً: الطَّلْعُ حِين يَنْشَقُّ، أَو وِعاؤُه، وَقيل: وِعاءُ كلِّ شيءٍ من النَّباتِ كافورُه، وَهَذَا بعينِه قد تقدَّم فِي قَول المصنِّف، فَهُوَ تكْرَار. وَفِي التَّهذيب: كافورُ الطَّلْعَة: وِعاؤُها الَّذِي ينشَقُّ عَنْهَا، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه قد كَفَرَها، أَي غطَّاها. والكافُور: طِيبٌ، وَفِي الصِّحَاح: من الطِّيب، وَفِي المُحكَم: أَخلاطٌ من الطِّيب تُرَكَّب من كافورِ الطَّلْع.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحسبُ الكافورَ عربيّاً، لأَنَّهم ربَّما قَالُوا القَفور والقافُور، وَقيل الكافُور: يكون من شجرٍ بجبال)
بَحر الْهِنْد والصينلإذْهاب القَذى. وَإِلَى هَذَا يُشير قولُه تَعَالَى: إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّآت.
التَّكْفير: أَن يَخْضَعَ الإنسانُ لغَيْره وينحَني ويُطَأْطِئ رَأْسَه قَرِيبا من الرُّكوع، كَمَا يفعل من يُرِيد تَعْظِيم صاحِبه، وَمِنْه حَدِيث أبي مَعْشَر: أنَّه كَانَ يَكْرَه التَّكْفير فِي الصَّلَاة. وَهُوَ الانْحناء الكثيرُ فِي حالةِ الْقيام قبل الرُّكوع.
وتَكفيرُ أهلِ الْكتاب أَن يُطَأْطِئ رَأْسَه لصاحبِه كالتَّسْليم عندنَا. وَقد كَفَّر لَهُ. وَقيل: هُوَ أَن يَضَعَ يَدَه أَو يَدَيْه على صَدْرِه، قَالَ جَريرٌ يُخَاطب الأخطل وَيذكر مَا فعلَتْ قَيْسٌ بتغلب فِي الحروب الَّتِي كَانَت بعدهمْ:
(وَإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قَيْس بَعْدَها ... فضعوا السِّلاحَ وكَفِّروا تَكْفِيرا)
يَقُول: ضَعُوا سلاحكم فلسْتم قَادِرين على حَرْبِ قَيْسٍ لعجزِكم عَن قِتَالهمْ، فكَفِّروا لَهُم كَمَا يُكَفِّر العبدُ لمَولاه، وكما يَكفِّر العِلْجُ للدِّهْقان يضع يَدَه على صَدْرِه ويتَطامَن لَهُ، واخْضَعوا وانْقادوا. وَفِي الحَدِيث عَن أبي سعيد الخدريّ رَفَعَه قَالَ: إِذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعْضاءَ كلَّها تُكَفِّرُ للِّسان، تَقول اتَّقِ الله فِينَا فَإِن اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنا، وإنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا أَي تذِلُّ وتُقِرُّ بِالطَّاعَةِ لَهُ وتخضَعُ لأمْرِه. وَفِي حَدِيث عَمْرُو بن أميَّة والنَّجاشيّ: رأى الحَبَشَة يدْخلُونَ من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظَهْرَه وَدخل. التَّكْفير: تَتْوِيج الملِك بتاج إِذا رُئِي كُفِّرَ لَهُ، والتَّكْفير أَيْضا: اسمٌ للتاج، وَبِه فَسَّر ابْن سَيّده قولَ الشَّاعِر يصفُ الثَّوْر:) مَلِكٌ يُلاثُ برَأْسِه تَكْفِيرُ قَالَ: سمَّاه بالمَصْدَر، أَو يكون اسْما غيرَ مَصْدَر، كالتَّنْبيت للنَّبْت، والتَّمْتين للمَتْن.حِكَايَة عَن الشَّيْطان فِي خَطيئتِه إِذا دخل النَّار: إنِّي كفرْتُ بِمَا أَشْرَكْتموني من قبل أَي تبَرَّأْت. والكافِر: المُقيم المُخْتَبِئ، وَبِه فُسِّر حَدِيث سعد: تَمَتَّعنا مَعَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، ومُعاوية كافِرٌ بالعُرُش، والعُرُش: بيُوت مَكَّة. وكَفَّرَه تَكْفِيراً: نَسَبَه إِلَى الكُفْر. وَكَفَر الجهلُ على عِلْم فلانٍ: غَطَّاه. والكافِرُ من الخَيْل: الأَدْهَم، على التَّشْبِيه. وَفِي حَدِيث عبد الْملك: كَتَبَ إِلَى الحَجَّاج: من أقرَّ بالكُفْر فخَلِّ سبيلَه. أَي بكُفْر من خالَف بَني مَرْوَان وَخَرَج عَلَيْهم. وقولُهم: أَكْفَرُ من حِمار، تقدّم فِي حمر، وَهُوَ مَثَلٌ. وكافِرٌ: نهرٌ بالجزيرة. وَبِه فُسِّر قولُ المُتَلَمِّس. وَقَالَ ابنُ برِّيّ: الكافِر: المَطَر، وَأنْشد:
(وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أنْ لَيْسَ بَيْنَها ... وَبَيْنَ قُرى نَجْرَانَ والشّامِ كافِرُ)
أَي مطرٌ، والمُكَفَّر، كمُعَظَّم: المِحْسانُ الَّذِي لَا تُشْكَر نِعْمَتُه. والكَفْرُ، بِالْفَتْح: التُّراب، عَن الّلحيانيّ، لأنّه يَسْتُر مَا تَحْتَه. ورمادٌ مَكْفُورٌ: مُلْبَسٌ تُراباً، أَي سَفَتْ عَلَيْهِ الرِّيَاح التُّراب حَتَّى وارَتْه وغَطَّتْه، قَالَ:
(هَل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ ... قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمادٍ مَكْفُورْ)
مُكْتَئبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ وَكَفَرَ الرجُلُ مَتاعَه: أوعاهُ فِي وعاءٍ. والكافِرُ: الَّذِي كَفَرَ دِرْعَه بثَوْب، أَي غطَّاه. والمُتَكَفِّر: الداخِلُ فِي سِلاحه.
وتَكَفَّرَ البعيرُ بحِبالِه، إِذا وَقَعَتْ فِي قوائمه. وَفِي الحَدِيث: المؤمنُ مُكَفَّر، أَي مُرَزَّأٌ فِي نَفْسِه ومالِه لتُكَفَّرَ خَطاياه.)
والكافور: اسْم كِنانة النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، تَشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأكمام الفَواكه، لأنَّها تَسْتُرها، وَهِي فِيهَا كالسِّهام فِي الكِنانة. وكَفْر لآب: بَلَدٌ بالشامِ قَريبٌ من الساحلِ عِنْد قَيْسَارِيَّة، بناه هِشام بن عبد الْملك. وكَفْرُ لَحْم: ناحيةٌ شامِيَّة. وقولُ الْعَرَب: كَفْرٌ على كَفْرٍ، أَي بَعْضٌ على بَعْض. وأَكْفَر الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجه أنْ يَعْصِيَه. وَفِي التَّهْذِيب: إِذا أَلْجَأتَ مُطيعك إِلَى أَن يَعْصِيَك فقد أَكْفَرْته. وَفِيه أَيْضا: وكَلِمَةٌ يَلْهَجون بهَا لمن يُؤمَر بأمْرٍ فيَعمل على غَيْرِ مَا أُمِر بِهِ فَيَقُولُونَ لَهُ: مَكْفُور بك يَا فلَان، عَنَّيْتَ وآذَيْت. وَقَالَ الزمخشريّ: أَي عملُكَ مَكْفُورٌ لَا تُحمَد عَلَيْهِ لإفْسادِك لَهُ. وَيُقَال: تَكَفَّرْ بثوبِك، أَي اشْتَمِل بِهِ. وطائرٌ مُكَفَّر، كمُعَظَّم: مُغَطَّى بالرِّيش. وحفْصُ بن عمر الكَفْرُ، بِالْفَتْح، مشهورٌ ضَعيف، والكُفْرُ لقبُه، ويُقال بِالْبَاء، وَقد تقدّم. والصوابُ أنَّ باءَه بَين الْبَاء وَالْفَاء، وَمِنْهُم من جعله نِسْبَته، وَالصَّوَاب أنَّه لقب. والكَفير، كأمير: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ أبي عُبادة. وكافور الإخْشيديّ اللابِيّ: أميرُ مِصْر، مَعْرُوفٌ، وَهُوَ الَّذِي هجاه المتنبِّي. والشيخُ الزَّاهِد أَبُو الْحسن عليّ الكُفورِيّ، دّفين المَحلّة، أحد مَشَايِخنَا فِي الطَّرِيقَة الأحمديَّة، مَنْسُوب إِلَى الكُفور، بالضمّ، وَهِي ثلاثُ قُرى قريبَة من البَعْض، أَخذ عَنهُ القُطْبُ مُحَمَّد بن شُعَيْب الحجازيّ. وشيخُ مَشَايِخنَا العلاَّمة يونُس بن أَحْمد الكَفْراوِيّ الأزهرِيّ نزيل دمشق الشَّام، إِلَى إِحْدَى كُفور مصر، أَخذ عَن الشَّبْراملْسيّ والبابِلِيّ والمزاحيّ والقَلْيوبيّ والشوبَرِيّ والأُجْهوريّ واللَّقانيّ وَغَيرهم، وحدَّث عَنهُ الإمامُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد المَكِّي، وَشَيخنَا المُعَمِّر المُسنِد أَحْمد بن عَليّ بن عمر الحَنَفِيّ الدِّمشقيّ، وَغَيرهم.
(كفر) : الكُفْرُ دَقِيقُ النَّبات.
كفر: {كفران}: جحود. {أعجب الكفار}: الزراع. 
بَاب كفر النِّعْمَة

غمض النِّعْمَة وكفرها وجحدها وكندها وأنكرها وأخفاها وأمات ذكرهَا وكتمها
وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين المقدمي حدثنا عامر ابن صالح حدثنا أبي عمران الجوني في قوله تعالى: (كفر عنهم سيئاتهم) قال بالعبرانية محا عنهم سيئاتهم. 
ك ف ر

كفر الشيء وكفّره: غطّاه، يقال: كفر السحاب السماء، وكفر المتاع في الوعاء، وكفر الليل بظلامه، وليل كافر. ولبس كافر الدروع وهو ثوب يلبس فوقها. وكفرت الريح الرّسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزرّاع: الكفار. وفارس مكفّر ومتكفّر، وكفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به. قال ابن مفرّغ:

حمى جاره بشر بن عمرو بن مرثد ... بألفي كميٍّ في السلاح مكفّر

وتكفّر بثوبك: اشتمل به. وطائر مكفر: مغطّى بالريش. قال:

فأبت إلى قوم تريح نساؤهم ... عليها ابن عرس والأوزّ المكفّرا

وغابت الشمس في الكافر وهو البحر. ورجل مكفّر وهو المحسان الذي لا تشكر نعمته. وإذا أمر الرجل بعمل فعمله على خلاف ما أمر به قالوا: مكفور يا فلان عنّيت وآذيت أي عملك مكفور لا تحمد عليه لإفسادك له. وكفر العلج للملك تكفيرا إذا أومأ إلى السجود له. وخرج نور العنب من كافوره وكفرّاه وهو أكمامه، وكافور النخل وكفرّاه: طلعه. وفي الحديث " أهل الكفور أهل القبور " وليفتحنّ الشأم كفراً كفراً وهو القرية يقال: كفر طاب وكفر توثا. وكافرني حقيّ: جحده. وفيث الحديث: " لا تكفر أهل قبلتك " يقال: أكفره وكفّره: نسبه إلى الكفر. وكفّر الله عنك خطاياك.
كفر
كفَرَ، كنَصرَ : سَتَرَ. قال لَبِيد :
فِي لَيلةٍ كفَرَ النجومَ غَمامُهَا
ومنه الكافر: للبحر . قال ثَعَلَبَةُ بن صُعَير المازِني : فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدَما ... ألْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافرِ
ومنه: كَفَرَه: جحد بنعمته، فسَتَرَها، ضد شكره، كما قال تعالى:
{إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} . وقال تعالى:
{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ} .
وفي دعاء القنوت:
"ونشكرك ولا نكفركَ" .
وبالباء: أنكره ، ضد آمن به، كما قال تعالى:
{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} .
وعند الإطلاق يراد به إنكار ما ينبغي الإيمان به، كما قال تعالى:
{فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} .
وهذا كثير. وربما يراد به كفران النعمة، كما مرّ.
(ف) اعلم أن هذه المادة قديمة جداً. فتوجد في غير اللغة السامية، مثلاً: كَوَرْ" [ cover] في الإنكليسية: بمعنى ستر وغطّى . وفي العربية "كوّر": لفَّ. ومنها "غَفَرَ": سَتَر -ومنه المِغْفَر- و "غَمَرَ". وأيضاً من كَفَرَ: "اكفَهَرَّ": اغبرَّ وكَلَحَ .

كفر

1 كَفَرَ الشَّىْءَ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c,) aor. , in the sense first explained below كَفِرَ, (S, K, &c.;) [respecting which Fei observes,] ElFárábee, whom J follows, says that it is like يَــضْرِبُ, but in a trustworthy copy of the T it is written كَفُرَ, and this is the proper form, because they say that كَفَرَ النِّعْمَةَ [of which the aor. is كَفُرَ] is borrowed from كَفَرَ الشَّىْءَ in the sense which is first explained below; (Msb;) and MF says, that the saying of J, following his maternal uncle Aboo-Nasr El-Fárábee, that the aor. of this verb is كَفِرَ, is doubtless a mistake; but to this, [says SM,] I reply, that it is correctly كَفِرَ, as J and F and other leading lexicologists have said; though the aor. of the verb of كُفْرٌ as meaning the contr. of إِيْمَانٌ is كَفُرَ; (TA;) [or, if this latter verb be taken from the former, the aor. of the former may have been originally كَفِرَ and كَفُرَ, and general usage may have afterwards applied the aor. ـِ to one signification, while the aor. ـُ has been applied by very few persons to that signification, but by all to the significations thence derived;] inf. n. كَفْرٌ; (S, Msb;) and ↓ كفّرهُ, (A, Mgh, K,) inf. n. تَكْفِيرٌ; (TA;) He veiled, concealed, hid, or covered, the thing: (S, A, * Mgh, * Msb, K: *) or he covered the thing so as to destroy it: (Az, TA:) and كَفَرَ عَلَيْهِ, aor. [and inf. n.] as above, he covered it; covered it over. (K,) You say كَفَرَ البَذْرَ الْمَبْذُورَ CCC He covered the sown seed with earth. (TA.) And كَفَرَ السَّحَابُ السَّمَآءَ The clouds covered the sky. (A.) Lebeed says, فِى لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا In a night whereof the clouds that covered the sky concealed the stars. (Msb.) You say also كَفَرَهُ اللَّيْلُ, and كَفَرَ عَلَيْهِ, The night covered it with its blackness. (TA.) And كَفَرَتِ الرِّيحُ الرَّسْمَ The wind covered the trace or mark [with dust.] (A.) And كَفَرَ فَوْقَ دِرْعِهِ He clad himself with a garment over his coat of mail. and دِرْعَهُ بِثَوْبٍ ↓ كَفَّرَ He covered his coat of mail with a garment. (TA.) And كَفَرَ مَتَاعَهُ He put his goods in a receptacle. (TA.) and كَفَرَ الْمَتَاعَ فِى الوِعَآءِ CCC He covered, or concealed, the goods in the receptacle. (A.) And ↓ كَفَّرَ نَفْسَهُ بِالسِّلَاحِ He covered himself with the arms. (A.) And كَفَرَ الجَهْلُ عَلَى عِلْمِ فُلَانٍ Ignorance covered over the knowledge of such a one. (TA.) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ, [thus, with damm as the vowel of the aor. ,] in the Kur, iii. 96, has been explained as signifying And wherefore do ye cover the familiarity and love in which ye were living? (TA.) b2: Hence, (Msb, TA,) كَفَرَ, (S,) and كَفَرَ النِّعْمَةَ, and بِالنِّعْمَةِ; (Msb;) and كَفَرَ نِعْمَةَ اللّٰهِ, and بِنِعْمَةِ اللّٰهِ; (K;) aor. ـُ (TA,) inf. n. كُفْرَانٌ. (S, K,) which is the most common form in this case, (El-Basáïr,) and كُفُورٌ, (S, K,) and كُفْرٌ; (El-Basáïr;) He covered, or concealed, (Msb,) and denied, or disacknowledged, the favour or benefit [conferred upon him]; (S, Msb;) he was ungrateful, or unthankful, or behaved ungratefully or unthankfully; contr. of شَكَرَ; (S;) and he denied, or disacknowledged, and concealed, or covered, the favour or benefit of God: (K:) God's favours or benefits are the signs which show to those who have discrimination that their Creator is one, without partner, and that He has sent apostles with miraculous signs and revealed scriptures and manifest proofs. (Az, TA.) وَلَا نَكْفُرُكَ, in the prayer [termed القُنُوتُ], means وَلَا نَكْفُرُ نِعْمَتَكَ [And we will not deny, or disacknowledge, thy favour; or we will not be ungrateful, or unthankful, for it]. (Msb.) [The verb when used in this sense, seems, from what has been said above, to be a حَقِيقَة عُرْفِيَّة, or word so much used in a particular tropical sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper.] b3: and hence, كَفَرَ, inf. n. كُفْرَانٌ, is used to signify [absolutely] He denied, or disacknowledged. (TA.) [See the act. part. n., below: and see 3. See also art. ف, p. 2322 a.] You say كَفَرَ بِالصَّانِعِ He denied the Creator. (Msb.) b4: Hence also, (TA.) كَفَرَ, (S, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. كُفُرٌ, (S, Msb, K,) which is the most common form in this case, (El-Basáïr,) and كَفْرٌ (K) and كُفْرَانٌ (Msb, K) and كُفُورٌ, (K,) He disbelieved; he became an unbeliever, or infidel; contr. of آمَنَ, inf. n. إِيْمَانٌ. (S, K.) You say كَفَرَ بِاللّٰهِ (S, Msb) He disbelieved in God: (S:) because he who does so conceals, or covers, the truth, and the favours of the liberal Dispenser of favours [who is God]. (MF.) [Also, as shown above, He denied God.] It is related in a trad. of 'Abd-El-Melik, that he wrote to El-Hajjáj, مَنْ أَقَرَّ بِالكُفْرِ فَخَلِّ سَبِيلَهُ, meaning, Whosoever confesses the unbelief of him who opposes the Benoo-Marwán, and goes forth against them, let him go his way. (TA.) See also كُفْرٌ, below. b5: [He blasphemed: a signification very common in the present day.] b6: Also, كَفَرَ بِكَذَا He declared himself to be clear, or quit, of such a thing. (Msb.) In this sense it is used in the Kur xiv. 27. (Msb, TA.) b7: And كَفَرَ also signifies He was remiss, or fell short of his duty, with respect to the law, and neglected the gratitude or thankfulness to God which was incumbent on him. So in the Kur xxx. 43; as is shown by its being opposed to عَمِلَ صَالِحًا. (TA.) A2: كَفَرَ لَهُ, inf. n. كَفْرٌ: see 2.2 كفّرهُ, inf. n. تَكْفِيرٌ: see 1, first signification, in three places.

A2: Hence, كَفَّرَ الذَّنْبَ It (war in the cause of God [or the like]) covered, or concealed, the crime or sin: (Mgh:) (or expiated it: or annulled it; for] تكفير with respect to acts of disobedience is like إِحْبَاطٌ with respect to reward. (S, K.) The saying in the Kur [v. 70.] لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ means, We would cover, or conceal, their sins, so that they should become as though they had not been: or it may mean, We would do away with their sins; as is indicated by another saying in the Kur [xi. 116,] “ good actions do away with sins. ” (El-Basáïr.) كَفَّرَ اللّٰهُ عَنْهُ الذَّنْبَ signifies God effaced his sin. (Msb.) b2: And كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ [He expiated his oath;] he performed, (Msb,) or gave, (K,) what is termed كَفَّارَة [i. e. a fast, or alms, for the expiation of his oath]: (Msb, K:) تَكْفِيرٌ of an oath is the doing what is incumbent, or obligatory, for the violation, or breaking, thereof: (S:) كَفَّرَ يَمِينَهُ is a vulgar phrase. (Mgh.) A3: كَفَّرَهُ as syn. with أَكْفَرَهُ: see 4.

A4: كَفَّرَ لَهُ, inf. n. تَكْفِيرٌ, (A, Mgh, TA,) He did obeisance to him, lowering his head, or bowing, and bending himself, and putting his hand upon his breast: (Mgh:) or put his hand upon his breast and bent himself down to him: (TA:) or he made a sign of humbling himself to him; did obeisance to him: (A:) namely, an عِلْج [or unbeliever of the Persians or other foreigners] (A, Mgh) or a ذِمِّىّ [or free non- Muslim subject of a Muslim government, i. e., a Christian, a Jew, or a Sabian] (Mgh) to the king; (A, Mgh;) or a slave to his master, or to his دِهْقَان [or chief]: (TA:) and ↓ كَفَرَ, [aor. ـُ accord. to the rule of of the K,] (TK,) inf. n. كَفْرٌ, (K,) he (a Persian, فَارِسِىٌّ, K, and so in the L and other lexicons, but in the TS فَارِس, without ى, which is probably a mistake of copyists, TA) paid honour to his king, (K, TA,) by making a sing with his head, near to prostration: (TA:) تَكْفِيرٌ is a man's humbling himself to another, (S, K, TA,) bending himself, and lowering his head, nearly in the manner termed رُكُوعٌ; as one does when he desires to pay honour to his friend; (TA;) or as the عِلْج does to the دِهْقَان: (S:) and the تكفير of the people of the scriptures [or Christians and Jews, and Sabians] one's lowering his head to his friend, like the تَسْلِيم with the Muslims: or one's putting his hand, or his two hands, upon his breast: (TA:) and تكفير in prayer is the bending one's self much in the state of standing, before the action termed رُكُوعٌ; the doing of which was disapproved by Mohammad, accord. to a trad. (TA.) It is said in a trad., إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَآءَ تُكَفِّرُ كُلُّهَا لِلِّسَانِ When the son of Adam rises in the morning, verily all the members abase themselves to the tongue, (Mgh, TA,) and confess obedience to it, and humbly submit to its command. (TA.) b2: تَكْفِيرٌ also signifies The crowning a king with a crown, [because] when he, or it, is seen, obeisance is done to him (إِذَا رُئِىَ كُفِّرَ لَهُ). (K.) b3: See also تَكْفِيرٌ below.3 كَافَرَنِى حَقِّى He denied, or disacknowledged, to me my right, or just claim. (A, Mgh, K.) Hence the saying of 'Ámir, إِذَا أَقَرَّ عِنْدَ القَاضِى

بِشَىْءٍ ثُمَّ كَافَرَ [When he confesses a thing in the presence of the Kádee, then denies, or disacknowledges: كَافَرَ being thus used in the sense of كَفَرَ]. But as to the saying of Mohammad [the lawyer], رجُلٌ لَهُ عَلَى آخَرَ دَيْنٌ فَكَافَرَهُ بِهِ سِنِينَ [A man who owed to another a debt, and denied to him, in the case of it, for years], he seems to have made it imply the meaning of المُمَاطَلَة, and therefore to have made it trans. in the same manner as المماطلة is trans. (Mgh.) 4 اكفرهُ, (S, A, Mgh, K,) and ↓ كفّرهُ, (A, Mgh, Msb,) [the latter of which is the more common in the present day,] He called him a كَافِر [i. e. a disbeliever, an unbeliever, or an infidel]: (S, Mgh, K:) he attributed, or imputed to him, charged him with, or accused him of, disbelief, or infidelity: (S, A, Msb:) or he said to him كَفَرْتَ [Thou hast become an unbeliever, or infidel, or Thou hast blasphemed: in this last sense, “ he said to him Thou hast blasphemed, ”

كفّرهُ, to which alone it is assigned in the Msb, is very commonly used in the present day]. (Msb.) Hence the saying, لَا تُكْفِرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ Do not thou attribute or impute disbelief or infidelity to any one of the people of thy kibleh; (S, TA;) i. e., do not thou call any such a disbeliever, &c.; or do not thou make him such by thine assertion and thy saying. (TA.) لَا تُكَفِّرُوا أَهْلَ قِبْلَتِكُمْ is not authorized by the relation, though it be allowable as a dial. form. (Mgh.) b2: [Also] أَكْفَرْتُهُ, inf. n. إِكْفَارٌ, I made him a disbeliever, an unbeliever, or an infidel; I compelled him to become a disbeliever, &c. (Msb.) And أَكْفَرَ فُلَانٌ صَاحِبَهُ Such a one compelled his companion by evil treatment to become disobedient after he had been obedient. (Mgh.) And أَكْفَرَ الرَّجُلُ مُطِيعَهُ The man compelled him who had obeyed him to disobey him: (T, TA:) or he made him to be under a necessity to disobey him. (TA.) A2: اكفر He (a man, TA) kept, or confined himself, to the كَفْر, (K,) i. e. قَرْيَة [town or village]; (TA;) as also ↓ اكتفر. (IAar, K.) 5 تكفّر بِالسِّلَاحِ He covered himself with the arms. And تكفّر بِالثَّوْبِ He enveloped himself entirely with the garment. (A.) 8 إِكْتَفَرَ see 4, last signification.

كَفْرٌ The darkness and blackness of night; [because it conceals things;] as also, sometimes, ↓ كِفْرٌ. (S, K.) [See also كَافِرٌ.] See a verse cited voce ذُكَآءُ.

A2: Earth, or dust; because it conceals what is beneath it. (Lh.) A3: [Hence also] A grave, or sepulchre: (S, K:) pl. كُفُورٌ. (S.) Whence the saying, أَللّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ الكُفُورِ [O God, pardon the people of the graves]. (S.) A4: [And hence, perhaps,] A town, or village; [generally the latter;] syn. قَرْيَةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) a Syriac word, and mostly used by the people of Syria [and of Egypt]: or, accord. to El-Harbee, land that is far from men, by which no one passes: (TA:) pl. كُفُورٌ: (S, Msb:) in the present day, it is applied in Egypt to any small قَرْيَة [or village] by the side of a great قَرْيَة [or town]: they say القَرْيَةُ الفُلَانِيَّةُ وَكَفْرُهَا [Such a town and its village]: and sometimes one قَرْيَة has a number of كُفُور. (TA.) Hence the saying of Mo'áwiyeh, أَهْلُ الكُفُورِ هُمْ أَهْلُ القُبُورِ [The people of the villages are the people of the graves]; meaning, that they are as the dead; they do not see the great towns and the performance of the congregational prayers of Friday: (S, Mgh:) by الكفور he meant the villages (القُرَى) remote from the great towns and from the places where the people of science assemble, so that ignorance prevails among their inhabitants, and they are most quickly affected by innovations in religion and by natural desires which cause to err. (Az, TA.) Hence also the trad. (of Aboo-Hureyreh, TA), لَيُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا [The Greeks will assuredly expel you from them, town by town, or village by village]; (S, * TA;) i. e. from the فُرًى of Syria. (S, TA.) b2: كَفْرٌ عَلَى كَفْرٍ also signifies One upon another; or one part upon another. (TA.) كُفْرٌ: see 1. [As a simple subst., Ingratitude, &c. b2: And particularly Denial, or disacknowledgment, of favours or benefits, and especially of those conferred by God: and disbelief, unbelief; infidelity.] It is of four kinds: كُفْرُ إِنْكَارٍ the denial, or disacknowledgment, of God, with the heart and the tongue, having no knowledge of what is told one of the unity of God [&c.]: and كُفْرُ جُحُودٍ the acknowledgment with the heart without confessing with the tongue: [or the disacknowledgment of God with the tongue while the heart acknowledges Him:] and كُفْرُ المُعَانَدَةِ the knowledge of God with the heart, and confession with the tongue, with refusal to accept [the truth]: and كُفْرُ النِّفَاقِ the confession with the tongue with disbelief in the heart: all of these are unpardonable: (L, TA:) the greatest كُفْر is the denial, or disacknowledgment, of the unity [of God], or of the prophetic office [of Mohammad and others], or of the law of God. (El-Basáïr.) [Also, Blasphemy. Its pl., as a simple subst. in all these senses, is said to be كُفُورٌ.]. Akh says, that كُفُورًا [in the accus. case] in the Kur xvii. 101, [to which may be added v. 91 of the same ch., and xxv. 52,] is pl. of كُفْرٌ, like as بُرُودٌ is pl. of بُرْدٌ. (S.) A2: Tar, or pitch, syn. قِيرٌ; with which ships are smeared; (K;) of which there are three sorts, كُفْرٌ and قِيرٌ and زِفتٌ: كفر is melted, and then ships are smeared with it: [whence, app., its name, from its being a covering:] زفت is used for smearing skins for wine, &c. (ISh.) كِفْرٌ: see كَفْرٌ.

كَفَرٌ: see كَافُورٌ.

كَفْرَةٌ: see كَافِرٌ.

كُفَرَّى, and its variations: see كَافُورٌ.

كَفُورٌ: see كافر.

كَفَّارٌ: see كافر.

كَفَّارَةٌ a subst. from تَكْفِيرُ اليَمِينِ, (S,) or an intensive epithet in which the quality of a subst. predominates; signifying [An expiation for a sin or crime or a violated oath;] an action, or a quality, which has the effect of effacing a wrong action or sin or crime; (TA;) that which covers, or conceals, sins or crimes; such as the كفّارة of oaths [violated], and that of [the kind of divorce termed] ظِهَار, and of unintentional homicide; (T, TA;) an expiation (مَا كُفِّرَ بِهِ), such as an alms-giving, and a fasting, and the like: (K:) pl. كَفَّارَاتٌ. (T, TA.) كَافِرٌ A sower: (S, K:) or a tiller of the ground: (Msb:) because he covers over the seed with earth: (S, Msb: *) pl. كُفَّارٌ. (S, TA.) The pl. is said by some to be thus used in the Kur lvii. 19. (TA.) b2: Dark clouds, or a dark cloud; (K;) because it conceals what is beneath it. (TA.) b3: Night: (K:) or intensely black night; because it conceals everything by its darkness. (S.) b4: The darkness; (K;) because it covers what is beneath it; (TA;) as also ↓ كَفْرَةٌ, accord. to the copies of the K; but in the L, كَفْرٌ, q. v. (TA.) b5: The sea; (S, A, K;) for the same reason. (TA.) Thaalabeh Ibn-So'eyr El-Mazinee says, (S, TA,) describing a male and a female ostrich and their returning to their eggs at sunset, (TA,) فَتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِيدًا بَعْدَمَا

أَلْقَتْ ذُكَآءُ يَمِينَهَا فِى كَافِرِ [And they remembered goods placed side by side, after the sun had cast its right side into a sea]; i. e., the sun had begun to set: or the poet may mean [by كافر] night: (S, TA:) but Sgh says, that the right reading is تَذَكَّرَتْ; the pronoun referring to the female ostrich. (TA.) b6: Also, A great river: (S, K:) used in this sense by El-Mutalemmis: (S:) and a great valley. (K.) b7: [A man] staying, or abiding, [in a place,] and hiding himself. (TA.) [See an ex. voce عَرْشٌ.] b8: [A man] wearing arms; covered with arms: (Az, K:) as also ↓ مُكَفِّرٌ (A, K) and ↓ مُتَكَفِّرٌ (S, A) and ↓ مُكَفَّرٌ: (A:) or this last signifies bound fast in iron; (K, TA;) as though covered and concealed by it: (TA:) pl. of the first, كُفَّارٌ. (K.) Hence the following, (K,) said by Mohammad during the pilgrimage of valediction, (TA,) لَا تَرْجِعُوا بِعْدِى كُفَّارًا يَــضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ (K) [Do not ye become again, after me, i. e., after my death,] wearers of arms, preparing yourselves for fight, [one party of you smiting the necks of others;] as though he meant thereby to forbid war: (AM, TA:) or [do not ye become unbelievers, after me, &c.; i. e.,] do not ye call people unbelievers, and so become unbelievers [yourselves]. (AM, K, TA.) b9: A coat of mail; (Sgh, K;) because it conceals what is beneath it. (TA.) b10: One who has covered his coat of mail with a garment worn over it. (S.) b11: كَافِرُ الدُّرُوعِ A garment that is worn over the coat of mail. (A.) A2: One who denies, or disacknowledges, the favours or benefits of God: (K:) [ungrateful; unthankful; especially to God:] one who denies, or disacknowledges, the unity [of God], and the prophetic office [of Mohammad and others], and the law of God, altogether, accord. to the common conventional acceptation: a disbeliever; an unbeliever; an infidel; a miscreant; contr. of مُؤْمِنٌ: (El- Basáïr:) because he conceals the favours of God: (S:) or because his heart is covered; as though it were of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (IDrd, TA:) or because كُفْر covers his heart altogether: (Lth, TA:) i. e. having a covering to his heart: or because, when God invites him to acknowledge his unity, He invites him to accept his favours; and when he refuses to do so, he covers the favour of God, excluding it from him: (Az, TA:) fem. with ة: (S, Msb, K:) pl. masc.

كَفَرَةٌ, (S, Msb, K,) the most common pl. of كافر in the first of the senses explained above, (El-Basáïr,) and كُفَّارٌ, (S, Msb, K,) the most common pl. of the same in the last of those senses, as contr. of مؤمن, (El-Basáïr,) and كِفَارٌ (S, K) and كَافِرُونَ: (Msb:) and pl. fem.

كَوَافِرُ (S, Msb, K) and كَافِرَاتٌ: (Msb:) and ↓ رَجُلٌ كَفَّارٌ, and ↓ كَفُورٌ signify the same as كَافِرٌ: (K:) or كَفُورٌ is an intensive epithet, meaning very ungrateful, or unthankful, [&c., especially to God]: so in the Kur xxii. 65, and xliii. 14: and كَفَّارٌ has a more intensive signification than كَفُورٌ, [meaning habitually ungrateful, &c.:] os in the Kur ا 23: but sometimes it is used in the sense of كَفُورٌ; as in the Kur xiv. 37: (ElBasáïr:) ↓ كَفُورٌ is fem. as well as masc.; (TA;) and its pl. is كُفُرٌ, (K, * TA,) also both masc. and fem.; and it has no unbroken pl. (TA.) b2: Also, simply, Denying, or disacknowledging; a denier, or disacknowledger: followed byبِ before the thing denied: pl. كَافِرُونَ: (S, TA;) so in the Kur ii. 38, (TA,) and xxviii. 48. (S, TA.) b3: [Also, Blaspheming; a blasphemer.]

A3: See also كَافُورٌ.

كَافُورٌ The spathe, or envelope of the طَلْع [or spadix], (As, S, K, TA,) or upper covering thereof, (TA,) of a palm-tree; (As, S, K, TA;) the كِمّ of a palm-tree: (Mgh, Msb:) as also ↓ كُفَرَّى, (S, Mgh, Msb,) with damm to the ك and fet-h to the ف and teshdeed to the ر, (Mgh, Msb,) or كُفُرَّى, [so in the copies of the K, and so I have found it written in other works, so that both forms appear to be correct,] and كَفَرَّى and كِفِرَّى, (K, * TA,) and ↓ كَافِرٌ (AHn, K) and ↓ كَفَرٌ: (K:) so called because it conceals what is within it: (Mgh, Msb:) or, accord. to AA and Fr, the طَلْع [by which they probably mean the spathe, for, as is said in the Mgh, it is applied by some to the كِمّ (or spathe) before it bursts open]: (S:) [↓ كفرّى is sometimes masc., though more properly and commonly fem.:] IAar says, I heard Umm-Rabáh say.

هٰذِهِ كفرّى and هٰذَا كفّرى: (TA:) the pl. of كَافُورٌ is كَوَافِيرُ; and the pl. of كَافِرٌ is كَوَافِرُ. (TA.) b2: Also (tropical:) The زَمَع of the grape-vine; (K, TA;) i. e., the leaves which cover what is within them of the raceme; likened to the كافور of the طلع; (TA;) the كِمّ [or calyx] of the grapes, before the blossom comes forth; because they cover the unopened raceme; accord. to IF, as also ↓ كُفَرَّى: (Msb:) pl. كَوَافِيرُ and كَوَافِرُ, accord. to the K; but it is well known that the former is pl. of كافور, and the latter of كافر. (TA.) b3: And, accord. to some, (assumed tropical:) The envelope [or calyx] of any plant. (TA.) A2: [Camphor;] a kind of perfume, (S, K,) well known, from certain trees [the laurus camphora of Linn.] in the mountains of the sea of India and China, which afford shadow to many people or creatures, (K,) by reason of its greatness and its many spreading branches, (TA,) which leopards or panthers frequent, and the wood of which is white and easily broken; the كافور is found within it, and is of various kinds, in colour red, and becoming white only by تَصْعِيد [or sublimation]. (K.) A3: Accord. to the M, A mixture of perfume, composed of the spathe (كافور) of the spadix of the palm-tree. (TA.) A4: A certain spring, or fountain, in paradise. (Fr. K.) So in the Kur [lxxvi. 5,] إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا [Verily the pious shall drink a cup of wine whereof the mixture is Káfoor]. (Fr.) IDrd says, that it should be imperfectly decl., because it is a fem. [proper] name, determinate, of more than three letters; but it is made perfectly decl. for the conformity of the ends of the verses: Th says, that it is made perfectly decl. because it is used by way of comparison; and that if it were a [proper] name of the spring, or fountain, it would be imperfectly decl.: Th means, says ISd, whereof the mixture is like كافور [or camphor]: and Zj says, that it may mean that the taste of perfume and كافور is in it, or that it is mixed with كافور. (TA.) A5: A certain plant, (Lth, K,) [which I believe to he the same as the camphorata Monspeliensis, see my “ Thousand and One Nights, ”

ch. xxviii. note 6,] of sweet odour, (ISd, K,) the flower of which is (Lth, K) white, (Lth,) like the flower of the أُقْحُوَان [or camomile]. (Lth, K.) A6: IDrd says, I do not think the كافور is Arabic, because they sometimes say قَفُورٌ and قَافُورٌ. (TA.) أَكْفَرُ [More, or most, ungrateful or unthank-ful, especially to God; or disbelieving or unbelieving]. (TA.) تَكْفِيرٌ, as a subst., The crown of a king. (ISd, K.) مُكْفَّرٌ A bird covered with feathers. (A.) See also كَافِرٌ: and see مَكْفُورٌ.

A2: One who, though beneficent, is regarded, or treated, with ingratitude; (K;) a benefactor whose beneficence is not gratefully acknowledged. (A.) مُكَفِّرٌ: see كَافِرٌ.

رَمَادٌ مَكْفُورٌ Ashes upon which the wind has swept the dust so that it has covered them. (S.) See also مُكَفَّرٌ.

مُتَكَفِّرٌ: see كَافِرٌ.

كفل كفن كفى See Supplement

أسر

بَاب الْأسر

اسره واعتقاه واعتاقه وارتبعه وارتبطه ونيطه
(أسر) الْبَوْل أسرا احْتبسَ فَهُوَ أسر
(أ س ر) : (اسْتَأْسَرَ) الرَّجُلُ لِلْعَدُوِّ إذَا أَعْطَى بِيَدِهِ وَانْقَادَ وَهُوَ لَازِمٌ كَمَا تَرَى وَلَمْ نَسْمَعْهُ مُتَعَدِّيًا إلَّا فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَصَفْوَانَ أَنَّهُمَا اسْتَأْسَرَا الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُمَا مِنْ هَوَازِنَ (وَقَوْلُهُ) فَأَخَذَهَا الْمُسْلِمُونَ أَسِيرًا إنَّمَا لَمْ يَقُلْ أَسِيرَةً لِأَنَّ فَعِيلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ مَا دَامَ جَارِيًا عَلَى الِاسْمِ.
أسر
الأسِيْرُ: المَحْبُوْسُ. والأسْرُ: الشد وَثَاقاً، فهو مَأْسُوْرٌ. والإسَارُ: الربَاطُ، وهو الأسْرُ أيضاً، أسَرَهُ يَأسُرُه وَيأسِرُه أسْراً وإسَاراً. والأسْرُ: قُوةُ المَفَاصِلِ والأوْصَالِ، أسَرْتُ السرْجَ والرَّحْلَ؛ فهو مَأسُوْرٌ.
والسُّيُوْرُ تُسَمى تَآسِيْرَ.
والأسْرُ: الأطْرُ.
وتَأَسرَ عَلَي الرجُلُ: إذا اعْتَل عليكَ وأبْطَأَ عَنْكَ. ويُقال: لا يُؤْسَرُ رَجُل في الإسْلَام: أي لا يُحْبَسُ بِدَيْنٍ ليس عِنْدَه وَفَاؤه.
والأسْرُ: احْتِبَاسُ البَوْلِ. وعُوْدُ أُسُرٍ. ونَبْتٌ أسِيْر: أي مُلْتَفٌ.
أسر
الأَسْر: الشدّ بالقيد، من قولهم: أسرت القتب، وسمّي الأسير بذلك، ثم قيل لكلّ مأخوذٍ ومقيّد وإن لم يكن مشدوداً ذلك .
وقيل في جمعه: أَسَارَى وأُسَارَى وأَسْرَى، وقال تعالى: وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان/ 8] .
ويتجوّز به فيقال: أنا أسير نعمتك، وأُسْرَة الرجل: من يتقوّى به. قال تعالى: وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ [الإنسان/ 28] إشارة إلى حكمته تعالى في تراكيب الإنسان المأمور بتأمّلها وتدبّرها في قوله تعالى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذاريات/ 21] . والأَسْر: احتباس البول، ورجل مَأْسُور:
أصابه أسر، كأنه سدّ منفذ بوله، والأسر في البول كالحصر في الغائط.
أ س ر: (أَسَرَ) قَتَبَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ شَدَّهُ بِالْإِسَارِ بِوَزْنِ الْإِزَارِ وَهُوَ الْقِدُّ، وَمِنْهُ سُمِّيَ (الْأَسِيرُ) وَكَانُوا يَشُدُّونَهُ بِالْقِدِّ فَسُمِّيَ كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيرًا وَإِنْ لَمْ يُشَدَّ بِهِ وَ (أَسَرَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (إِسَارًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ فَهُوَ (أَسِيرٌ) وَ (مَأْسُورٌ) وَالْجَمْعُ (أَسْرَى) وَ (أَسَارَى) وَهَذَا لَكَ (بِأَسْرِهِ) أَيْ بِقَدِّهِ يَعْنِي جَمِيعَهُ كَمَا يُقَالُ بِرُمَّتِهِ وَ (أَسَرَهُ) اللَّهُ خَلَقَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ « {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} [الإنسان: 28] » أَيْ خَلْقَهُمْ وَ (الْأُسْرُ) بِالضَّمِّ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ كَالْحُصْرِ فِي الْغَائِطِ وَ (أُسْرَةُ) الرَّجُلِ رَهْطُهُ لِأَنَّهُ يَتَقَوَّى بِهِمْ. 
[أسر] أَسَرَ قَتَبَهُ يأسِرُهُ أَسْراً: شَدَّهُ بالإسارِ، وهو القِدُّ. ومنه سمِّي الأَسِيرُ، وكانوا يُشدُّونه بالقِدِّ، فسُمِّيَ كلُّ أَخِيذٍ أَسيراً وإنْ لم يُشَدَّ به. يقال: أَسَرْتُ الرجل أسرا وإسارا، فهو أسيرا ومأسور، والجمع أسرى وأسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ، أي كنْ أَسيراً لي. وهذا الشئ لك بأسره، أي بِقدِّهِ، تعني بجميعه، كما يقال برُمَّتِهِ. وأَسَرَهُ الله، أي خَلَقه. وقوله تعالى:

(وشَدَدْنا أسْرَِهُمْ) *، أي خلقهم. والاسر بالضم: احتباس البول، مثل الحصر في الغائط. تقول منه: أسر الرجل يؤسر أسرا، فهو مأسور. وتقول: هذا عود أسر، للذى يوضع على بطن المأسور الذى احتبس بوله. ولا تقل: هذا عود يسر. وأسرة الرجل: رهطه، لانه يتقوى بهم.
أس ر

أَسَرَه يَأْسِره أَسْراً وإسَارةً شَدَّه والإِسَارُ ما شُدَّ به والجمع أُسُرٌ والأسِيرُ الأَخِيذُ وأصله من ذلك وكلّ مَحْبُوسٍ في قدٍّ أو سِجْنٍ أَسِيرٌ وقَوْله تعالى {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} الإنسان 8 قال مجاهد الأَسِيرُ المَسْجُون والجَمْع أُسَرَاءُ وأُسَارَى وأَسارى وأَسْرَى وقال ثَعْلَب لَيْس الأَسْرُ بعاهة فيجعل أَسْرَى من باب جَرْحَى في المعنى ولكنه لما أصيب بالأسْر صار كالجَرِيح واللَّدِيغ فَكُسِّرَ على فَعْلَى كما كُسِّر الجَرِيحُ ونحوه هذا مَعْنى قوله والأَسْرُ شِدَّة الخَلْقِ ورَجُلٌ مَأْسُورٌ شَدِيدُ عَقْد المَفَاصِل والأَوْصَالِ وفي التَّنْزِيل {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم} الإنسان 28 وكذلك الدَّابّة وأُسْرَةُ الرَّجُلِ رَهْطُه الأَدْنَوْنَ وأُسِرَ بَوْلُهُ أَسْراً احْتَبَسَ والاسْمُ الأَسْرُ والأُسْرُ وعُودُ أُسْرٍ منه
(أسر) - قَوله تَعالى: {وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} .
قال مجاهد: هو المَحبوسُ.
- ومنه حديثُ عُمَر، رضي الله عنه. "لا يُؤسَر في الإِسلام أَحدٌ بشهادة الزُّور، وإنّا لا نَقبَل إلا العُدولَ"
: أي لا يُحبَس، والأُسرَة: القِدُّ، وهي قَدرُ ما يُشَدُّ به الأَسِيرُ من القِدِّ. كالغُرفَة بقَدْر ما يُغرفَ من المَرَق.
- وفي حديث عن أبي الدَّرداءِ، رضىَ الله عنه، وقال له رجل: "إنَّ أَبِى أَخَذَه الأُسْرُ".
يَعنِي: احتِباسَ البَولِ، والرَّجل منه مَأْسُورٌ، والحُصْر: احْتِباسُ الغائِط.
- في حديث عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِب قال: "استَأْسَرَ".
يقال: استَأْسَر: أي استَسْلَم للإِسار، وانْقادَ لأنْ يُؤْسَر.
- في الحديث: "زَنَى رجلٌ في أُسْرة من النَّاس". الأُسرة: عَشِيرة الرَّجُل وأَهلُ بَيتِه؛ لأنه يتقوَّى بهم، وهو من الأَسْر أيضا وهو الشَّدّ.
- في الحديث "تَجفُو القَبيلةُ بأَسْرها".
: أي جَمِيعها، كما يقال: جاء به بِرُمَّتهِ، وبعِلمِه، وأصلُه الشَّدّ.
أسر أسر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَن رجلا أَتَاهُ فَذكر أَن شَهَادَة الزُّور قد كثرت / [فِي -] أَرضهم فَقَالَ: 0 / ب لَا يؤسر أحدٌ فِي الْإِسْلَام بشهداء السوء فإنّا لَا نقبل إِلَّا الْعُدُول. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: لَا يؤسر يَعْنِي لَا يحبس وأصل الْأسر الْحَبْس وكل مَحْبُوس فَهُوَ أَسِير قَالَ: وَكَذَلِكَ يرْوى عَن مُجَاهِد فِي قَوْله [عز وَجل -] {وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلى حُبِّه مِسْكِيْناً وَّيَتِيْماً وَّأسِيْراً} قَالَ: الْأَسير المسجون. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه جَدب السَّمَر بعد عَتَمة. قَوْله: جَدَبَ السَّمر يَعْنِي عابه وذَمّه وكل عائب فَهُوَ جادب قَالَ ذُو الرمّة: [الطَّوِيل]

فيا لكَ من خَدّ أسيل ومَنْطِقٍ ... رَخيمٍ وَمن خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادبه [ويروى -] : وَمن وَجه تعلّل جادبه يَقُول: لم يجد فِيهِ مقَالا فَهُوَ يتعلّل بالشَّيْء يَقُوله وَلَيْسَ بِعَيْب. وَهَذَا من عمر فِي كَرَاهَة السمر مثل حَدِيثه الآخر أنّه كَانَ يَنُشّ النَّاس بعد الْعشَاء بِالدرةِ [و -] يَقُول: انصرفوا إِلَى بُيُوتكُمْ. هَكَذَا الحَدِيث ينش
أسر
أسَرَ يَأسِر، أَسْرًا وإسارًا، فهو آسِر، والمفعول مَأْسور وأسير
• أسَر جُنديًّا:
1 - قبض عليه وأخذه أسيرًا في الحرب "ليس بعد الإسار إلاّ القتل- {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} ".
2 - شدَّه بالإسار وقيَّده.
• أسَر لُبَّه: خلبه ونال إعجابه "منطق/ جمالٌ آسِر: خالبٌ للُّبّ أخّاذ".
• أسَر اللهُ الإنسانَ: أحكم خَلْقه " {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} ". 

استأسرَ يستأسر، استِئسارًا، فهو مستأسِر، والمفعول مُسْتَأسَر (للمتعدِّي)
• استأسر الجنديُّ: أسلم نفسه أسيرًا.
• استأسر الشَّخصَ: أخذه أسيرًا، استسلم لأسره. 

إسار [مفرد]: ج أُسُر (لغير المصدر):
1 - مصدر أسَرَ.
2 - ما يُقيَّد به الأسير من حبل أو قيد "قيَّده بالإسار".
3 - قَبْضة "وقع في إسار المرابين". 

أَسْر [مفرد]:
1 - مصدر أسَرَ.
2 - قيدٌ "وُضِع في الأسْر" ° بأسره: كلّه أو جميعه.
3 - إخضاع لقوّة أو تأثير.
4 - حَبْس، مكان حجز أو اعتقال "عاش في الأسر لمدّة طويلة".
• الأسْر: الخلق، ويطلق على الأعضاء والمفاصل " {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} ". 

أُسْر/ أُسُر [مفرد]: (طب) احتباس البول وفيه يستمرّ إفراز البول لكنّه يحتبس في المثانة. 

أُسْرة [مفرد]: ج أُسُرات وأُسْرات وأُسَر:
1 - عائلة، أهل الرجل وعشيرته "ذهب هو وأُسْرته إلى المصيف- أسّس أُسْرة ناجحة" ° الأُسْرة المالكة: أهل الملك أو الملكة- ربُّ الأُسْرة: عائلها والمسئول عنها.
2 - جماعة يربطها أمر مشترك "أُسْرة الجمعيّة التَّعاونيّة- الأُسْرة التعليميَّة: العاملون في حقل التعليم" ° أُسْرة اللُّغات السَّاميَّة: فصيلة اللغات الساميَّة- أُسْرة عمل: فريق عمل. 

أُسَرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أُسْرة: "لابدّ من التمسّك بالراوبط الأُسَريّة". 

أَسير [مفرد]: ج أَسارَى وأُسارَى وأَسْرى وأُسَراءُ، مؤ أسيرة، ج مؤ أسيرات وأَسْرى: صفة ثابتة للمفعول من أسَرَ: مَنْ يؤخذ في حرب أو معركة، ويستوي فيه المذكّر والمؤنّث "تبادل الجيشان الأسرى- هذا رجلٌ أسيرٌ- {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} " ° أسير التَّقاليد: مُكبَّل بقيودها- أسير الشَّهوة: مستسلم لها. 

أسر: الأُسْرَةُ: الدِّرْعُ الحصينة؛ وأَنشد:

والأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ، والْـ

ـبَيْضُ المُكَلَّلُ، والرِّمَاح

وأَسَرَ قَتَبَهُ: شدَّه. ابن سيده: أَسَرَهُ يَأْسِرُه أَسْراً

وإِسارَةً شَدَّه بالإِسار. والإِسارُ: ما شُدّ به، والجمع أُسُرٌ. الأَصمعي: ما

أَحسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه أَي ما أَحسَنَ ما شدّه بالقِدِّ؛ والقِدُّ

الذي يُؤُسَرُ به القَتَبُ يسمى الإِسارَ، وجمعه أُسُرٌ؛ وقَتَبٌ مَأْسور

وأَقْتابٌ مآسير.

والإِسارُ: الْقَيْدُ ويكون حَبْلَ الكِتافِ، ومنه سمي الأَسير، وكانوا

يشدّونه بالقِدِّ فسُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وإن لم يشدّ به. يقال:

أَسَرْت الرجلَ أَسْراً وإساراً، فهو أَسير ومأْسور، والجمع أَسْرى

وأُسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ أَي كن أَسيراً لي. والأَسيرُ: الأَخِيذُ، وأَصله

من ذلك. وكلُّ محبوس في قدٍّ أَو سِجْنٍ: أَسيرٌ. وقوله تعالى: ويطعمون

الطعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأَسيراً؛ قال مجاهد: الأَسير المسجون،

والجمع أُسَراءِ وأُسارى وأَسارى وأَسرى. قال ثعلب: ليس الأَسْر بعاهة

فيجعل أَسرى من باب جَرْحى في المعنى، ولكنه لما أُصيب بالأَسر صار

كالجريح واللديغ، فكُسِّرَ على فَعْلى، كما كسر الجريح ونحوه؛ هذا معنى قوله.

ويقال للأَسير من العدوّ: أَسير لأَن آخذه يستوثق منه بالإِسار، وهو

القِدُّ لئلا يُفلِتَ. قال أَبو إِسحق: يجمع الأَسير أَسرى، قال: وفَعْلى جمع

لكل ما أُصيبوا به في أَبدانهم أَو عقولهم مثل مريض ومَرْضى وأَحمق

وحمَقْى وسكران وسَكْرى؛ قال: ومن قرأَ أَسارى وأُسارى فهو جمع الجمع. يقال:

أَسير وأَسْرَى ثم أَسارى جمع الجمع. الليث: يقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً

وأُسِر بالإِسار، والإِسار الرِّباطُ، والإِسارُ المصدر كالأَسْر.

وجاءَ القوم بأَسْرِهم؛ قال أَبو بكر: معناه جاؤُوا بجميعهم وخَلْقِهم.

والأَسْرِ في كلام العرب: الخَلْقُ. قال الفراء: أُسِرَ فلانٌ أَحسن

الأَسر أَي أَحسن الخلق، وأَسرَهَ الله أَي خَلَقَهُ. وهذا الشيءُ لك بأَسره

أَي بِقدِّه يعني كما يقال برُمَّتِه. وفي الحديث: تَجْفُو القبيلة

بأَسْرِها أَي جميعها. والأَسْرُ: سِدَّة الخَلْقِ. ورجل مأْسور ومأْطور:

شديدُ عَقْد المفاصِل والأَوصال، وكذلك الدابة. وفي التنزيل: نحن خلقناهم

وشددنا أَسْرَهم؛ أَي شددنا خَلْقهم، وقيل: أَسرهم مفاصلهم؛ وقال ابن

الأَعرابي: مَصَرَّتَيِ البَوْل والغائط إِذا خرج الأَذى تَقَبَّضَتا، أَو

معناه أَنهما لا تسترخيان قبل الإِرادة. قال الفراء: أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ

الأَسْر وأَطَره أَحسن الأَطْر، ويقال: فلانٌ شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ إِذا

كان معصوب الخَلْق غيرَ مُسْترْخٍ؛ وقال العجاج يذكر رجلين كانا

مأْسورين فأُطلقا: فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ،

مُسَلَّمَيْنِ منْ إِسارٍ وأَسَرْ.

يعني شُرِّفا بعد ضيق كانا فيه. وقوله: من إِسارٍ وأَسَرٍ، أَراد:

وأَسْرٍ، فحك لاحتياجه إِليه، وهو مصدر. وفي حديث ثابت البُناني: كان داود،

عليه السلام، إِذا ذكر عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لا يشدّها إِلاَّ

الأَسْرُ أَي الشَّدُّ والعَصْبُ.

والأَسْرُ: القوة والحبس؛ ومنه حديث الدُّعاء: فأَصْبَحَ طَلِيقَ

عَفْوِكَ من إِسارِ غَضَبك؛ الإِسارُ، بالكسر: مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً

وإِساراً، وهو أَيضاً الحبل والقِدُّ الذي يُشدّ به الأَسير.

وأُسْرَةُ الرجل: عشيرته ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يتقوى بهم. وفي

الحديث: زنى رجل في أُسْرَةٍ من الناس؛ الأُسْرَةُ: عشيرة الرجل وأَهل

بيته.وأُسِرَ بَوْلُه أَسْراً: احْتَبَسَ، والاسم الأَسْرُ والأُسْرُ، بالضم،

وعُودُ أُسْرٍ، منه.

الأَحْمر: إِذا احتبس الرجل بَوْله قيل: أَخَذَه الأُسْرُ، وإِذا

احتَبَس الغائط فهو الحُصْرُ. ابن الأَعرابي: هذا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ، وهو

الذي يُعالَجُ به الإِنسانُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه. قال: والأُسْرُ

تَقْطِيرُ البول وحزُّ في المثانة وإضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ. يقال:

أَنالَه اللهُ أُسْراً. وقال الفراء: قيل عود الأُسْر هو الذي يُوضَعُ على بطن

المأْسور الذي احْتَبَسَ بوله، ولا تقل عود اليُسْر، تقول منه أُسِرَ

الرجل فهو مأْسور. وفي حديث أَبي الدرداء: أَن رجلاً قال له: إِنَّ أَبي

أَخَذه الأُسر يعني احتباس البول.

وفي حديث عُمر: لا يُؤُسَر في الإِسلام أَحد بشهادة الزور، إِنا لا نقبل

العُدول، أَي لا يُحْبس؛ وأَصْلُه من الآسِرَة القِدِّ، وهي قَدْر ما

يُشَدُّ به الأَسير.

وتآسِيرُ السَّرْجِ: السُّيور التي يُؤُسَرُ بها.

أَبو زيد: تَأَسَّرَ فلانٌ عليَّ تأَسُّراً إِذا اعتلّ وأَبطأَ؛ قال

أَبو منصور: هكذا رواه ابن هانئ عنه، وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه عنه

بالنون: تأَسَّنَ، وهو وهمٌ والصواب بالراءِ.

أسر: قالوا: أسروا بعلج يريدون: أسروا علجاً (أماري 432).
وخشي أن تأسره البينات: خشي أن يجدوا بينات تدينه (بربر 1: 416).
ائتسر: اسر (الكالا).
أَسْرٌ: رق، عبودية (الكالا).
أس ر

يقال: حلّ إساره فأطلقه وهو القد الذي يؤسر به، وليس بعد الإسار إلا القتل أي بعد الأسر. واستأسر للعدو. وتقول: من تزوج فهو طليق قد استأسر، ومن طلق فهو بغاث قد استنسر. وبه أسر من البول وقد أخذه الأسر. وفي أدعيتهم: أبى لك الله أسراً. وعولج فلا بعود أسر، وهو الذي يوضع على بطن المأسور فيبرأ. وتقول العامة: عود يسر وهو خطأ إلا أن يقصدو به التفاؤل. وقد أسر فلان. وهم رهطي وأسرتي. وتقول: ما لك أسرة، إذا نزلت بك عسره.

ومن المجاز: شد الله تعالى أسره أي قوى إحكام خلقه، من قولهم: ما أحسن ما أسر قتبه، وهو أن يربط طرفي عرقوبي القنب برباط، وكذلك ربط أحناء السرج بالسيور.

لذا

[لذا] نه: في ح الدنيا: قد مضى "لذواها" وبقي بلواها، أي لذتها وهي حياته صلى الله عليه وسلم، وهي فعلى من اللذة، قلبت إحدى الذالين ياء، والبلوى: ما حدث بعده من المحن.

لذا: الَّذِي: اسم مبهم، وهو مبنيٌّ معرفة ولا يتم إِلاَّ بصلة، وأَصله

لَذِي فأُدخل عليه الأَلف واللام، قال: ولا يجوز أَن يُنْزَعا منه. ابن

سيده: الَّذِي من الأَسماء الموصولة ليتوصل بها إِلى وصف المعارف بالجمل،

وفيه لغات: الَّذِي، والَّذِ بكسر الذال، والَّذْ بإِسكانها، والَّذِيّ

بتشديد الياء؛ قال:

وليسَ المالُ، فاعْلَمْه، بمالٍ

من الأَقْوامِ إِلاَّ للَّذِيّ

يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْه

لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيّ

والتثنية اللَّذانِّ، بتشديد النون، واللَّذانِ النون عوض من ياء الذي،

واللَّذا، بحذف النون، فَعَلى ذلك قال الأَخطل:

أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا

قَتَلا الملُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا

قال سيبويه: أَراد اللَّذانِ فحذف النون ضرورة. قال ابن جني: الأَسماء

الموصولة نحو الذي والتي لا يصح تثنية شيء منها من قِبَل أَن التثنية لا

تَلحق إِلا النكرة، فما لا يجوز تنكيره فهو بأَن لا تصح تثنيته أَجدر،

فالأَسماء الموصولة لا يجوز أَن تنكر فلا يجوز أَن يثنى شيء منها، أَلا

تراها بعد التثنية على حدّ ما كانت عليه قبل التثنية، وذلك قولك ضربــت اللذين

قاما، إِنما يتعرَّفان بالصلة كما يتعرَّف بها الواحد في قولك ضربــت الذي

قام، والأَمر في هذه الأَشياء بعد التثنية هو الأَمر فيها قبل التثنية،

وهذه أَسماء لا تنكر أَبداً لأَنها كِنايات وجارية مَجرى المضمرة، فإِنما

هي أَسماء لا تنكر أَبداً مصوغة للتثنية، وليس كذلك سائر الأَسماء

المثناة نحو زيد وعمرو، أَلا ترى أَن تعريف زيد وعمرو إِنما هو بالوضع

والعلمية؟ فإِذا ثنيتهما تنكرا فقلت رأَيت زَيْدَيْنِ كَرِيمين، وعندي عَمْران

عاقلان، فإِن آثرت التعليم بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدانِ والعَمْران

وزَيْداك وعَمْراك، فقد تعرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعْرّفهما قبلها،

ولَحِقا بالأَجناس وفارقا ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع، فإِذا

صح ذلك فينبغي أَن تعلم أَن اللذان واللتان وما أَشبههما إِنما هي أَسماء

موضوعة للتثنية مخترعة لها، وليست تثنية الواحد على حد زيد وزيدان، إِلا

أَنها صيغت على صورة ما هو مثنى على الحقيقة فقيل اللذانِ واللتانِ

واللَّذَيْنِ واللَّتَيْنِ لئلا تختلف التثنية، وذلك أَنهم يحافظون عليها ما

لا يحافظون على الجمع، وهذا القول كله مذكور في ذا وذي، وفي الجمع هم

الَّذِينَ فَعَلُوا ذاك واللَّذُو فعلوا ذاك، قال: أَكثر هذه عن اللحياني؛

وأَنشد في الذي يعني به الجمع للأَشهب بن رُميلة:

وإِنَّ الَّذِي حانَت بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ

هُمُ القَوْم كلُّ القَوْمِ، يا أُمَّ خالِدِ

وقيل: إِنما أَراد الذين فحذف النون تخفيفاً؛ الجوهري: في جمعه لغتان

الذين في الرفع والنصب والجر، والذي بحذف النون، وأَنشد بيت الأَشهب بن

رميلة، قال: ومنهم من يقول في الرفع اللَّذُون، قال: وزعم بعضهم أَن أَصله

ذا لأَنك تقول ماذا رأَيْتَ بمعنى ما الذي رأَيت، قال: وهذا بعيد لأَن

الكلمة ثلاثية ولا يجوز أَن يكون أَصلها حرفاً واحداً، وتصغير الَّذِي

اللُّذَيَّا واللِّذَيَّا، بالفتح والتشديد، فإِذا ثَنَّيْت المصغر أَو جمعته

حذفت الأَلف فقلت اللَّذَيَّانِ واللَّذَيُّونَ، وإِذا سميت بها قلت

لَذٍ، ومن قال الحرث والعباس أَثبت الصلة في التسمية مع اللام فقال هو الذي

فعل، والأَلف واللام في الذي زائدة، وكذلك في التثنية والجمع، وإِنما

هنَّ متعرّفات بصلاتهن وهما لازمتان لا يمكن حذفهما، فرب زائد يلزم فلا يجوز

حذفه، ويدل على زيادتهما وجودك أَسماء موصولة مِثلَها معرَّاة من الأَلف

واللام وهي مع ذلك معرفة، وتلك الأَسماء مَن وما وأَيّ في نحو قولك:

ضربــت مَن عندك، وأَكلت ما أَصعمتني، ولأَــضربــن أَيُّهم قام، فتعرّفُ هذه

الأَسماء التي هي أَخوات الذي والتي بغير لام وحصول ذلك لها بما تبعها من

صلاتها دون اللام يدل على أَن الذي إِنما تعرّفه بصلته دون اللام التي هي

فيه، وأَن اللام فيه زائدة؛ وقول الشاعر:

فإِنْ أَدَعِ اللَّواتي مِنْ أُناسٍ

أَضاعُوهُنَّ، لا أَدَعِ الَّذِينا

فإِنما تركه بلا صلة لأَنه جعله مجهولاً.

ابن سيده: اللَّذْوَى اللَّذّةُ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها

ذكرت الدنيا فقالت: قد مَضَتْ لَذْواها وبَقِيَتْ بَلْواها أَي

لَذَّتُها، وهي فَعْلى من اللذة، فقلبت إِحدى الذالين ياء كالتَّقَضِّي

والتَّظَنِّي؛ قال ابن الأَعرابي: اللَّذْوَى واللَّذَّة واللَّذاذةُ كله الأَكل

والشرب بنَعْمة وكِفاية، كأَنها أَرادت بذهاب لَذْواها حياةَ النبيّ،صلى

الله عليه وسلم، وبالبَلْوَى ما امْتُحِن به أُمته من الخِلاف والقِتال على

الدنيا وما حدث بعده من المحن. قال ابن سيده: وأَقول إِن اللَّذْوَى،

وإِن كان معناه اللَّذة واللَّذاذة، فليس من مادة لفظه وإِنما هو من باب

سيَطرْ ولأْآلٍ وما أَشبهه، اللهم إِلا أَن يكون اعتقد البدل للتضعيف كباب

تَقَضَّيْت وتَظَنَّيْت، فاعتقد في لَذِذتُ لَذِيتُ كما تقول في

حَسِسْتُ حَسِيتُ فيُبنى منه مثال فَعْلى اماً فتنقلب ياؤه واواً انقلابها في

تَقْوى ورَعْوى، فالمادة إِذاً واحدة.

السنْدَرِيُّ

السنْدَرِيُّ
ضَرْب من السهَام والنصَالِ. وكَيْلُ السنْدَرَةِ: ضَرْب من الكَيْلِ غَرافٌ والسنْدَرُ: الجَريءُ المُشَيَّعُ. والسنْدُرُ والسُّنْدُرِيُّ: ضرْبٌ من الطيْرِ.
والسنْدَرَةُ: شَجَر تُتخَذُ منه القِسِي، قَوْس سَنْدَرِية. وهو الأزْرَقُ من كُل شَيْءٍ.

فور

فور
عن العبرية بمعنى قرعة ونصيب.
الفور: وجوب الأداء في أول أوقات الإمكان، بحيث يلحقه الذم بالتأخير عنه.
فور: {فار التنور}: هاج وغلا. {فورهم}: وجههم. وقيل: من غضبهم، فار فائره إذا غضب.
ف و ر: (فَارَتِ) الْقِدْرُ جَاشَتْ وَبَابُهُ قَالَ وَ (فَوَرَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْوَاوِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ذَهَبْتُ فِي حَاجَةٍ ثُمَّ أَتَيْتُ فُلَانًا مِنْ (فَوْرِي) أَيْ قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ. وَ (فَوْرَةُ) الْحَرِّ شِدَّتُهُ. وَ (فُوَارَةُ) الْقِدْرِ بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ مَا يَفُورُ مِنْ حَرِّهَا. 
[فور] فارَتْ القِدْرُ تَفورُ فَوْراً وفَوَراناً: جاشتْ. ومنه قولهم: ذهبْتُ في حاجة ثم أتيتُ فلاناً من فَوْري، أي قبل أن أسكن. وفارَ فائِرُهُ: لغة في ثار ثائره، إذا جاش غضبه. وفَوْرَةُ الحَرِّ: شدته وفَوْرَةُ العشاء: بعد العَتَمَةِ. والفُورُ بالضم: الظباء، لا واحد لها من لفظها. يقال: " لا أفعل كذا ما لأْلأَتِ الفورُ "، أي بَصْبَصَتْ بأذنابها. وفوارة الورك بالفتح والتشديد: ثقبها. وفوراة القدر، بالضم والتخفيف: ما يَفورُ من حَرِّها. والفِيارانِ: اللذان يكتنفان لسان الميزان. 
(ف و ر) : (فَارَ) الْمَاءُ مِنْ الْأَرْضِ يَفُورُ فَوْرًا وَفَوَرَانًا نَبَعَ وَخَرَجَ (وَقَوْلُ) الْفُقَهَاءِ الْأَمْرُ عَلَى الْفَوْرِ لَا عَلَى التَّرَاخِي أَيْ عَلَى الْحَالِ وَهُوَ فِي الْأَصْل مَصْدَر فَارَتْ الْقِدْرُ إذَا غَلَتْ فَاسْتُعِيرَ لِلسُّرْعَةِ ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهِ الْحَالَةُ الَّتِي لَا رَيْثَ فِيهَا وَلَا لَبْثَ فَقِيلَ جَاءَ فُلَانٌ وَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ أَيْ مِنْ سَاعَتِهِ (وَفِي التَّكْمِلَة) فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ فَوْرِهِ وَفَوْرَتِهِ إذَا وَصَلَ الْفِعْلَ بِالْآخَرِ وَفِي الصِّحَاحِ ذَهَبْتُ فِي حَاجَةٍ ثُمَّ أَتَيْتُ فُلَانًا مِنْ فَوْرِي أَيْ قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ وَالتَّحْقِيق الْأَوَّلُ.
فور
الفَوْرُ: شِدَّةُ الغَلَيَانِ، ويقال ذلك في النار نفسها إذا هاجت، وفي القدر، وفي الغضب نحو: وَهِيَ تَفُورُ
[الملك/ 7] ، وَفارَ التَّنُّورُ
[هود/ 40] ، قال الشاعر:
ولا العرق فَارَا
ويقال: فَارَ فلان من الحمّى يَفُورُ، والْفَوَّارَةُ:
ما تقذف به القدر من فَوَرَانِهِ، وفَوَّارَةُ الماء سمّيت تشبيها بغليان القدر، ويقال: فعلت كذا من فَوْرِي، أي: غليان الحال، وقيل: سكون الأمر.
قال تعالى: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا
[آل عمران/ 125] ، والفَارُ جمعه فِيرَانٌ، وفأرة المسك تشبيها بها في الهيئة، ومكان فئر: فيه الفأر.
[فور] فيه: فجعل الماء "يفور " من بين أصابعه، أي يغلي، ويظهر متدفقا. ومنه ح: كلا بل هي حمى "تفور" أو تثور، أي يظهر حرها، وح: إن شدة الحر من "فور" جهنم، أي وهجها، وغليانها. وفيه: ما لم يسقط "فور" الشفق، وهو بقية حمرة الشمس في المغرب، ويروى بثاء - وتقدم. وفيه ح: خرجنا من "فورة" الناس، أي مجتمعهم وحيث يفورون في أسواقهم، وح: نعطيكم خمسين من الإبل في "فورنا"، فور كل شيء أوله. ك: ومنه: في" فور". حيضها، وفي سنن أبي داود: فوح. و "نار" أي جاش. ن: هو بفتح حاء وسكون الواو أي وقت كثرتها. ط: وفيه: فغطى حتى يذهب "فوده"، أي غليان دخانه، "حتى" ليس بمعنى كي بل لمطلق الغاية، قوله: أعظم البركة -أي عظيم البركة. ج: وفيه: الحمى: "فوره" من النار، فارث القدر - إذا غلت، شبه شدة الحمى بفوران القدر. غ: جاء من "فوره"، أي من ساعته، و "فار فائره" إذا اشتد غضبه.
ف و ر

فارت القدر، وفارت فوّارتها. وعين فوّاره، في أرض خوّارة. وفار الماء من العين.

ومن المجاز: فار الغضب، وأخاف أن تفور عليّ، وقال ذلك في فورة الغضب. ويقال: فلان ثار ثائره، وفار فائه؛ إذا اشتد غضبه. وبنو فلان تفور علينا قدرهم. قال:

تفور علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنا إذا حميها غلا

وشرب فورة العقار وهي طفاوتها وما فار منها. وأخذت الشيء بفورته أي بحداثته. وقفلوا من غزوة وخرجوا من فورهم إلى أخرى. وانظر إلى فوّارتي وركيه وهما اللتان تفوران أي تتحركان إذا مشى الفرس ويقال لهما: فوّارتا الورك ودوّارتاه، ومنه قولهم: " لا أفعل ذلك ما لألأت الفور " أي بصبصت التي تفور بأذنابها أي تحرّكها، قيل: هي الظباء، وقيل: أولاد الأروى.

فور


فَارَ (و)(n. ac. فَوْرفُؤُوْر []
فَوَرَاْن)
a. Boiled, bubbled; estuated; heaved.
b. Beat, throbbed (vein).
c. Spouted, welled, gushed forth.
d.(n. ac. فُوَاْر
فَوَرَاْن), Diffused its odour (musk).
e.(n. ac. فَوْر), Made to boil.
فَوَّرَ
a. [ coll. ]
see I (e)
أَفْوَرَa. see I (e)
فَوْرa. Boiling, bubbling; ebullition; heat.
b. Anger, passion; hastiness.
c. Haste, precipitation.
d. A time; present time.
e. Muscles.

فَوْرَةa. Heat.
b. Outburst, fit of anger, passion, rage.
c. Commotion, excitement; bustle.
d. Odour, exhalation.
e. see 1 (d)
فُوْرa. Young gazelles.

فَاْوِر
(pl.
فُوْر)
a. Boiling, bubbling.
b. see 1 (b)
فُوَاْرَةa. Froth, scum.

فَوَّاْرa. see 21 (a)
فَوَّاْرَةa. Spring, basin, pool.
b. [ coll. ], Fountain, jet d'eau.

فَار (pl.
فِيْرَان [] )
a. Rat; mouse.

فَارَة []
a. see 1Ab. [ coll. ], Plane (
tool ).
فَيُّوْر []
a. Hasty, passionate, choleric.

مِن فَوْرِهِ
a. عَلَى الفَوْر On the instant
instantly, immediately, forthwith, at once.
فَوْرَة العَشَآء
a. The hour after nightfall.

فَار فَائِرُهُ
a. His anger was roused.
(فور) - في الحديث: "فَجعَل الماءُ يَفُور من بين أَصابِعه"
وفي رواية جابر: "يَتَفَوَّر" وكلُّ شيء جَاشَ وغَلَى فقد فَارَ. وفار المَاءُ من العَيْن، كقَولِه تَعالَى: {وفَارَ التَّنُّورُ} ، وفَارَ الغَضَب والقِدْر.
- وفي الحديث : "إن شدَّةَ الحَرِّ من فَوْرِ جَهَنَّم"
وهو وَهَجُها، وأَن يَزيدَ حَرُّها على مِقْدارِ ما كان عليه.
- وفي حَديث عَبد الله بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما -: "ما لم يَسْقُط فَوْرُ الشَّفَق"
وهو بَقيَّةُ حُمرةِ الشَّمس في الأفُقُ، سُمِّي فوراً لفَوَرانِه وسُطُوعه.
- وفي خبر قال: "خَرَج مِعْضَدٌ وعَمْرٌو، فــضَرَبــوا الخِيامَ، وقالوا: أَخرِجْنا من فَوْرَةِ النَّاس"
: أي من مُجْتَمعِهم، وحيث يَفُورُون مِنْ أَسْواقِهم كَفَورانِ القِدْر.
وفَارة المِسْك من الفَوْر والفَوَرَان، وهو فَوْحُ الرِّيح - فأما فَأْرَة البَيْت فمَهْمُوز، من فأر،: أي هَرَبَ وتَوَارَى. 
فور: الفَوْرُ: فَوْرُ القِدْرِ والنّارِ والماءِ والغَضَبِ، فارَتْ تَفُوْرُ فَوْراً وفَوَرَاناً. وفُوّارَةُ القِدْرِ: ما يَفُوْرُ من حَرِّها. ومَفَاوِيْرُها: ما يَفُوْرُ منها.
وجاؤوا من فَوْرِهم: أي جاشُوا للحَرْبِ.
وفارَ العِرْقُ: اتَّسَعَ.
وفَوْرَةُ الخَمْرِ: صَفَاوَتُها.
وفارَ فائرُه: إذا هاجَ غَضَبُه. وإنَّه لَفَيُّوْرٌ: أي حَدِيْدٌ سَرِيْعُ الرَّجْعَةِ والفَيْئَةِ.
وأخَذْتُه بفَوْرَتِه: أي بحَدَاثَتِه.
والفائرُ: المُنْتَشِرُ العَصَبِ من الدَّوَابِّ.
والفِيْرَةُ: حُلْبَةٌ تُطْبَخُ فإذا فارَتْ فَوّارَتُها أُلْقِيَتْ في مِعْصَرٍ ثُمَّ صُفِّيَتْ فَتَتَحَسّاه المَرْأةُ النُّفَسَاءُ.
وفَوّارَتَا الكَرِشِ في باطِنِها: غُدَّتَانِ من كُلِّ ذي لَحْمٍ.
والفَوّارَتَانِ: سِكَّتَانِ بَيْنَ الوَرِكَيْنِ وبَيْنَ القُحْقُحِ من ناحِيَتَيِ القُحْقُحِ إلى عُرْضِ الوَرِكِ.
والفُوْرُ: الظِّبَاءُ، ولا واحِدَ لها. ويقولون: " لا أفْعَلُ ذاكَ ما لأْلأَتِ الفُوْرُ بأذْنَابِها " أي أبَداً. وهي تَــضْرِبُ إلى حُمْرَةٍ خَفِيَّةٍ.
ف و ر : فَارَ الْمَاءُ يَفُورُ فَوْرًا نَبَعَ وَجَرَى وَفَارَتْ الْقِدْرُ فَوْرًا وَفَوَرَانًا غَلَتْ وَقَوْلُهُمْ الشُّفْعَةُ عَلَى الْفَوْرِ مِنْ هَذَا أَيْ عَلَى الْوَقْتِ الْحَاضِرِ الَّذِي لَا تَأْخِيرَ فِيهِ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْحَالَةِ الَّتِي لَا بُطْءَ فِيهَا يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ فِي حَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ فَوْرِهِ أَيْ مِنْ حَرَكَتِهِ الَّتِي وَصَلَ فِيهَا وَلَمْ يَسْكُنْ
بَعْدَهَا وَحَقِيقَتُهُ أَنْ يَصِلَ مَا بَعْدَ الْمَجِيءِ بِمَا قَبْلَهُ مِنْ غَيْرِ لُبْثٍ وَالْفَأْرَةُ تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ وَتَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ فَأْرٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَفَئِرَ الْمَكَانُ يَفْأَرُ فَهُوَ فَئِرٌ مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَثُرَ فِيهِ الْفَأْرُ وَمَكَانٌ مَفْأَرٌ عَلَى مَفْعَلٍ كَذَلِكَ وَفَأْرَةُ الْمِسْكِ مَهْمُوزَةٌ وَيَجُوزُ تَخْفِيضُهَا نَصَّ عَلَيْهِ ابْنُ فَارِسٍ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ فِي بَابِ الْمَهْمُوزِ وَهِيَ الْفَأْرَةُ وَفَأْرَةُ الْمِسْكِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ غَيْرُ مَهْمُوزٍ مِنْ فَارَ يَفُورُ وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ. 
فور: فار الماء في غليانه: طفح وفاض (بوشر).
فار: تستعمل مجازا فيقال فار فائره أي استشاط غضبا. (انظر فليشر في تعليقه على المقري (1: 313) لريشت ص182).
فار وجهه: احمر (بوشر).
وجهه يفور: احمر وجهه خجلا. (بوشر).
فار الماء: نبع من الأرض وخرج وجرى.
(لين، محيط المحيط، ابن الأثير 1: 75، كرتاس ص37، 41، المقدمة 2: 276).
فار ي: فجر. (ابن جبير ص334، كرتاس ص64).
فار: نما، كبر. (الكالا).
فور: سال، جرى. (الكالا).
فور. على الفور: فورا، توا، حالا، في الحال للحين: لساعته، لوقته، للوقت. (فوك، الخطيب ص32 و) ويقال أيضا: في الفور، للدلالة على نفس المعنى. (أماري دبي ص104).
فارة: منجر، مساج. رندة. (بوشر، همبرت ص84).
فارة: ربلة الساق. (شيرب).
فارة (بالأسبانية foria) : عيد شعبي، سوق شعبي كثير الزبائن. (فوك).
فورة: غليان، فوران، جيشان. (هلو).
فورة: ثوران البركان. (بوشر).
فورة الكبد: عند الأطباء التهاب يحدث فيها من لذع الصفراء عند غلبتها. وذلك يكون غالبا سببا لسيلان الرعاف. (محيط المحيط).
فورة: تستعمل مجازا بمعنى: نزق، حدة، غضب شديد. (لين). وفي القلائد (ص55): (ويكشف عن عورته، ويستخف ببوادره وفوراته.
فوران: جيشان، غليان. انفعال شديد، تأثر شديد. (بوشر).
فوران: ثوران بركان. (بوشر).
فوران الصفراء: طفح الصفراء (بوشر).
فوران المواد: انتعاظ، هزة الجماع، ذروة النشوة الجنسية، تهيج أعضاء الجسم. تهيج الأمزجة. (بوشر).
فيران الشهوة: ثوران الشهوة الجنسية (بوشر).
فوار: بخار. (هلو).
فوار: شديد الفوران، شديد الغليان. (فوك).
فوار: منبجس، متدفق. (مملوك 2، 1: 285).
فوار: فوارة، نوفرة، منفث ماء. (مملوك). 2، 1: 284).
فوارة: نوفرة، منفثة ماء. (مملوك 2، 1: 284، بوشر، هلو، عباد 2: 226).
فوارة: فوار: فوارة، نوفرة، منفث ماء. (مملوك 102: 284).
فوارة: نوفرة، منفثة ماء. (مملوك 2، 1: 284، بوشر، هلو، عباد 2: 226).
فوارة: عمود الماء، عمود من الماء والهواء يحركه إعصار أو زوبعة من الريح. (بوشر).
[ف ور] فارَ الشَّيءُ فَوْرًا وفُؤُورًا وفُوارًا وفَوَرَانًا جاشَ وأَفَرْتُه وفُرْتُه المَتَعَدِّيان عن ابنِ الأعرابي وأَنْشَد

(فلا تَسْأَلِينِي واسْأَلِي عن خَلِيقَتِي ... إِذا رَدَّ عافِي القدرِ من يَسْتَعِيرُها)

(وكانُوا قُعُودًا حَوْلَها يَرْقُبُونَها ... وكانَتْ فتاةُ الحَيِّ مِمَّنْ يُفِيرُها)

يُفِيرُها يُوقِدُ تَحْتَها ويُرْوى يَفُورُها على فُرْتُها ورَواهُ غيرُه يُغِيرُها أَي يَشُدُّ وَقُودَها وفارَ العِرْقُ فَوَرانًا هاج ونَبَعَ وضَرْبٌ فَوّارٌ رَغِيبٌ واسِعٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(بــضَرْبٍ يُخَفِّتُ فَوّارُه ... وطَعْنٍ تَرَى الدَّمَ مِنه رَشِيشًا) (إذا قَتَلُوا منكُمُ فارِسًا ... ضَمِنًا له خَلْفَهُ أَنْ يَعِيشَا)

يُخَفِّتُ فَوَّارُه أَي أَنَّها واسِعَةٌ فدَمُها يَسِيلُ ولا صَوْتَ له وقَوْلُه ضَمِنّا لَه خَلْفَه أن يَعِيشَا يَعْنِي أَنه يُدْرَكُ بثَأْرِه فكَأَنَّه لم يُقْتَلْ وفارَ المِسْكُ يَفُورُ فُورًا وفَوَرانًا انْتَشَرَ وفارَةُ المِسْكِ رائحتُه وقِيلَ فارَتُه وِعاؤُه وأَمّا فَأْرَةُ المِسْك بالهَمْزِ فقد تَقَدَّمَ ذِكرُها وفارَةُ الإِبِلِ فَوْحُ جُلُودِها إِذا نَدِيَتْ بعدَ الوِرْدِ قال

(لها فارَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ)

وجاءُوا مِنْ فَوْرِهِمْ أي مِن وَجْهِهِمْ والفائِرُ المُنْتَشِرُ الغَضَبِ من الدَّوَابِّ وغَيْرِها وفارَ فائِرُه انْتَشَرَ غَضَبُه وقولُه تعالَى {ويأتوكم من فورهم هذا} آل عمران 125 قالَ الزَّجّاجُ أَيْ من وَجْهِهِمْ هذا والفِيرَةُ الحُلْبَةُ تُخْلَطُ للنُّفَساءِ وقد فَوَّرَ لها وقد تَقَدَّم ذلك في الهَمْز والفارُ عَضَلُ الإِنْسانِ ومن كَلامِهِم ابْرِزْ نارَك وإِنْ هَزَلْتَ فارَك أي أَطْعِم الطَّعامَ وإنْ أَضْرَرْتَ ببَدِنِكَ وحَكاه كُراعٌ بالهَمْزِ والفَوّارتانِ سِكَّتانِ بينَ الوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْضِ الوَرِكِ لا يَحُولانِ دُونَ الجَوْفِ وهُما اللَّتانِ تَفُورانِ فتَتَحرّكانِ إِذا مَشَى وقِيلَ الفَوّارَةُ حَرْقٌ في الوَرِكِ إلى الجَوْفِ لا يَحْجُبُه عَظْمٌ وفَوَارَةُ الماءِ مَنْبَعُه والفُورُ الظِّباءُ لا واحِدَ لها هذا قَوْلُ يَعْقُوبَ وقال كُراعٌ واحِدُها فائِرٌ والفُورَةُ الكُوفَةُ عنه أَيْضًا وفَوْرَةُ الجَبَلِ سَراتُه ومَتْنُه قال الرّاعِي

(فأَطْلَعَتْ فَوْرَة الآجامِ جافِلَةً ... لم تَدْرِ أَنَّى أتاهَا أَوّلُ الذُّعُرِ)

والفِيارَانِ حَدِيدَتانِ تكْتَنِفانِ لِسانَ المِيزانِ وقد فُرْتُه عن ثَعْلَبٍ ولو لَم نَجِد الفِعْلَ لقَضَيْنَا عليهِ بالواوِ لعَدَمِنا ف ي ر مُتناسِقَةً
فور
فارَ يَفور، فُرْ، فَوْرًا وفَوَرانًا، فهو فائر
• فار الماءُ ونحوُه:
1 - اشتدّ غليانه وارتفع حتَّى فاض، وصل درجة الغليان "فار الحساء/ الشاي/ اللبنُ- {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّوْر}: فوران التَّنُّور كناية عن اشتداد الأمر وصعوبته، وإيذان لنوح ببدء الطوفان- {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} ".
2 - أرْغى وأزبد وأطلق فقاقيع غاز يتناثر منها رذاذ رقيق "فارت كأس المياه الغازية" ° فار المسك: انتشر- فار فائره: ثار، غَضِب، هاج.
3 - خرج من الأرض وتدفَّق "فار النَّبعُ بغزارة".
• فارت القِدْرُ ونحوُها: اشتدّ غليان ما فيها وارتفع ° فار دَمُه: استشاط غضبًا- فار غضبه: اشتدّ. 

أفارَ يُفير، أَفِرْ، إفارةً، فهو مُفير، والمفعول مُفار
• أفار القِدْرَ: جعلها تفور. 

فوَّرَ يفوِّر، تفويرًا، فهو مُفوِّر، والمفعول مُفوَّر
• فوَّر الماءَ ونحوَه: جعله يفور. 

إفارة [مفرد]: مصدر أفارَ. 

فائر [مفرد]: اسم فاعل من فارَ. 

فُوارة [مفرد]: ما يفور ويفيض من القِدْر. 

فَوْر [مفرد]:
1 - مصدر فارَ.
2 - ابتداءً من وقت مُعين، حالاً، مُباشرةً، ساعة ووقت "فَوْر وصوله توجه لرؤية والديه- فَوْر علمه خبر نجاحه أرسل إليه برقية تهنئة- ذهبت في حاجة ثمَّ أتيت فلانًا من فَوْري: قبل أن أسكن- {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ}: في لحظتهم بلا تأخُّر" ° فورًا/ على الفور/ من فوره: حالاً. 

فَوَران [مفرد]:
1 - مصدر فارَ ° فوران الدَّم إلى الرَّأس: الغضب الشَّديد.
2 - (كم) اضطراب السائل وتصاعد فقاقيع غازية منه وتكوُّن رغوة على سطحه. 

فَوْرة [مفرد]: ج فَوْرات وفَوَرات: اسم مرَّة من فارَ: حدّة، شدّة "فَوْرة الغضب/ الشباب/ الحرّ" ° فَوْرة النَّهار: أوله.
• فَوْرة الكبد: (طب) التهاب يحدث فيها ويكون غالبًا سببًا لسيلان الرُّعاف. 

فَوْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَوْر: عاجل، دون تأخير "عمل/ رد فعل فوريّ- إجابة فورية- استدعاء فوريّ لجنود الاحتياط" ° ترجمة فوريّة: تتمّ أثناء الحديث. 

فَوّار [مفرد]: صيغة مبالغة من فارَ: كثير الفوران "ملح/ دواء فوّار- حبوب/ عين/ مياه فوّارة". 

فوَّارة [مفرد]:
1 - منبع الماء.
2 - (جو) ينبوع شديد الحرارة يفور بين حين وآخر قاذفًا ماءً ساخنًا وبخارًا وأحيانًا وَحْلاً. 

فور: فارَ الشيء فَوْراً وفُؤُوراً وفُواراً وفَوَراناً: جاش. وأَفَرْته

وفُرْتُه المتعدّيان؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فلا تَسْأَلِيني واسأَلي عن خَلِيقَتي،

إِذا رَدَّ عافي القِدْر، مَنْ يَسْتَعِيرُها

وكانوا قُعوداً حَوْلَها يَرْقُبونها،صلى الله عليه وسلموكانتْ فَتاةُ

الحيّ ممن يُفيرُها

يُفِيرُها: يوقد تحتها، ويروى يَفُورها على فُرْتُها، ورواه غيره

يُغِيرها أَي يشدّ وَقُودها. وفارتِ القِدْرُ تَفُور فَوْراً وفَوَراناً إِذا

غلت وجاشت. وفار العِرْقُ فَوَراناً: هاج ونَبَعَ. وضرْبٌ فَوَّار:

رَغِيبٌ واسع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

بِــضَرْبٍ يُخَفِّتُ فوَّارُه،

وطَعْنٍ تَرى الدمَ منه رَشِيشا

إِذا قَتَلوا منكمُ فارساً،

ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يَعِيشا

يُخَفِّتُ فَوَّارُه أَي أَنها واسعة فدمها يسيل ولا صوت له. وقوله:

ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يعيشا، يعني أَنه يُدْرَكُ بثأْره فكأَنه لم يُقتل.

ويقال: فارَ الماءُ من العين يَفُورُ إِذا جاش. وفي الحديث: فجعل الماءُ

يَفُور من بين أَصابعه أَي يَغْلي ويظهر متدفِّقاً. وفارَ المسكُ

يَفُورُ فُوَاراً وفَواراناً: انتشر. وفارةُ المِسْكِ: رائحته، وقيل: فارتُه

وعاؤُه، وأَما فأْرَةُ المسك، بالهمز، فقد تقدم ذكرها. وفارة الإِبل: فَوْح

جلودها إِذا نَدِيَتْ بعد الوِرْدِ؛ قال:

لها فارةٌ ذَفْراءُ كلَّ عشيةٍ،

كما فَتَقَ الكافورَ، بالمسكِ، فاتِقُه

وجاؤوا من فَوْرِهمْ أَي من وجههم. والفائرُ: المنتشرُ الغَضَب من

الدواب وغيرها. ويقال للرجل إِذا غضب: فارَ فائرُه وثارَ ثائرُه أَي انتشر

غضبه. وأَتيته في فَوْرَةِ النهار أَي في أَوله. وفَوْرُ الحرّ: شدته. وفي

الحديث: كلا، بل هي حُمَّى تَثُور أَو تَفُور أَي يظهر حرها. وفي الحديث:

إِن شدة الحرّ من فَوْرِ جهنم أَي وَهَجِها وغلياها. وفَوْرَةُ العشاء:

بعده. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: ما لم يسقط فَوْرُ الشَّفَقِ،

وهو بقية حمرة الشمس في الأُفُق الغربي، سمِّي فَوْراً لسطوعه وحمرته،

ويروى بالثاء وقد تقدم. وفي حديث مِعْصار

(*قوله « وفي حديث معصار» الذي في

النهاية: معضد): خرج هو وفلان فــضربــوا الخيام وقالوا أَخْرِجْنا من

فَوْرَةِ الناس أَي من مجتَمَعِهم وحيث يَفُورونَ في أَسواقهم. وفي حديث

مُحَلِّم: نعطيكم خمسين من الإِبل في فَوْرِنا هذا؛ فَوْرُ كلِّ شيء: أَوله.

وقولهم: ذهبتُ في حاجةٍ ثم أَتيتُ فُلاناً من فَوْري أَي قبل أَن أَسكن.

وقوله عز وجل: ويأْتوكم من فَوْرِهم هذا؛ قال الزجاج: أَي من وجههم هذا.

والفِيرةُ: الحُلْبة تخلط للنفساء؛ وقد فَوَّر لها، وقد تقدم ذلك في

الهمز.

والفارُ: عَضَل الإِنسان؛ ومن كلامهم: بَرِّز نارَكَ وإِن هَزَلْت

فارَكَ أَس أَطعم الطعام وإِن أَضررت ببدنك، وحكاه كراع بالهمز.

والفَوَّارتانِ: سِكَّتانِ بين الوركين والقُحْقُحِ إِلى عُرْض الوَرِكِ

لا تحولان دون الجوف، وهما اللتان تَفُوران فتتحركان إِذا مشى، وقيل:

الفَوَّارةُ خرق في الورك إِلى الجوف لا يحجبه عظم. الجوهري: فَوَّارةُ

الورك، بالفتح والتشديد: ثقبها؛ وفُوَارة القِدْر، بالضم والتخفيف: ما

يَفُور من حرِّها. الليث: للكرش فَوَّارتان وفي باطنهما عُذَّتان من كل ذي

لحم، ويزعمون أَن ماء الرجل يقع في الكُلْية ثم في الفَوَّارة ثم في

الخُصْية، وتلك الغُدَّةُ لا تؤكل، وهي لحمة في جوف لحم أَحمر؛ التهذيب: وقول

عوف بن الخَرِع يصف قوساً:

لها رُسُغٌ أَيِّدٌ مُكْرَبٌ،

فلا العَظْمُ واهٍ ولا العِرْقُ فارا

المُكْرَبُ: الممتلئ فأَراد أَنه ممتلئ العَصَب. وقوله: ولا العِرْق

فارا، قال ابن السكيت: يكره من الفرس فَوْرُ العِرْقِ، وهو أَن يظهر به

نَفْخ أَو عَقْدٌ. يقال: قد فارتْ عروقه تَفُور فَوْراً. ابن الأَعرابي:

يقال للمَوْجة والبِرْكة فَوَّارة، وكل ما كان غيرَ الماء قيل له فوارة

(*

قوله« قيل له فوارة إلى قوله وفوارة الماء منبعه» هكذا بضبط الأصل) ،

وقال في موضع آخر: يقال دَوَّارة وفَوَّارة لكل ما لم يتحرّك ولم يدر، فإِذا

تحرّك ودار فهي دُوارة وفُوارة. وفَوَّارة الماء: مَنْبَعُه.

والفُورُ، بالضم: الظباء، لا واحد لها من لفظها؛ هذا قول يعقوب، وقال

كراع: واحدها فائر. ابن الأَعرابي: لا أَفعل ذلك ما لأْلأَتِ الفُورُ أَي

بَصْبصَت بأَذنابها، أَي لا أَفعله أَبداً. والفُورُ: الظباء، لا يفرد لها

واحد من لفظها.

ويقال: فعلتُ أَمرَ كذا وكذا من فَوْري أَي من ساعتي، والفَوْرُ: الوقت.

والفُورةُ: الكُوفة؛ عن كراع. وفَوْرة الجبل: سَراتُه ومَتْنُه؛ قال

الراعي:

فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلةً،

لم تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوَّلُ الذُّعرِ

والفِيارُ: أَحد جانبي حائط لسان الميزان، ولسان الميزان الحديدة التي

يكتنفها الفِيارانِ، يقال لأَحدهما فِيارٌ، والحديدةُ المعترِضة التي فيها

اللسان المِنْجَمُ، قال: والكِظامَةُ الحَلْقة التي تجمع فيها الخيوط في

طرفي الحديدة. ابن سيده: والفِيارانِ حديدتان تكتنفان لسان الميزان، وقد

فُرْتُه؛ عن ثعلب، قال: ولو لم نجد الفعل لقضينا عليه بالواو ولعدمنا« ف

ي ر» متناسقة.

فور

1 فَارَ, (M, Msb, K,) aor. ـُ said of water; (Msb;) and فَارَتْ, aor. ـُ said of a قِدْر [or cooking-pot]; (T, S;) inf. n. فَوْرٌ and فَوَرَانٌ (T, S, M, Msb, K) [the latter of which is the more common] and فُؤُورٌ (M, K) and فُوَارٌ; (M, TA;) It boiled, or estuated. (T, S, M, Msb, K.) b2: [فار said of a liquor, It fermented. (See نَبِيذٌ.) b3: Said of blood, and of wine, It flushed, or mantled, in the cheeks or head.] b4: فارت نَفْسُهُ His soul [or stomach] heaved; or became agitated by a tendency to vomit; i. q. ثارت [q. v.]. (T in art. ثور.) b5: ↓ فار فَائِرُهُ i. q. ثار ثَائِرُهُ (T, S, K) His anger boiled [or became roused or excited]; (S;) or he was, or became, angry. (TA.) b6: [And ↓ the same phrase is expl. in the M, accord. to the transcript in the TT, as signifying اِنْتَشَرَ غَضَبُهُ; but I think that the right reading is evidently عَصَبُهُ; and the meaning, His sinews became swollen; said of a horse or the like: see art. نشر; and see also فَائِرٌ, below.] b7: فار العِرْقُ, inf. n. فَوَرَانٌ, The vein became excited, or in a state of commotion, and flowed forth [with blood]: (M, K, TA:) to which is added in the K, وَــضَرَبَ; but this is a mistake, occasioned by a false reading of the next words in the M, which are وَــضَرْبٌ فَوَّارٌ رَغِيبٌ وَاسِعٌ. (TA. [See فَوَّارٌ.]) b8: فَوْرُ العِرْقِ, in a horse means The vein's having inflations, or knots, [or a varicose condition,] apparent in it; which is disapproved. (ISk, TA.) b9: فار said of water signifies also It welled, and came forth, from the earth, or ground: (Mgh:) it appeared, pouring forth, from the spring, or source. (TA.) b10: فاروا is said of men assembled in market-places [app. as meaning They bustled, or were in a state of commotion]. (TA.) b11: فار المِسْكُ, inf. n. فُوَارٌ and فَوَرَانٌ, [The odour of] the musk spread. (M, K.) A2: فُرْتُهُ: see 4.

A3: Also (فُرْتُهُ) I made for it, i. e. the balance, what are termed فِيَارَانِ [dual of فِيَارٌ, q. v.]. (Th, M, K.) 2 فوّر لِلنُّفَسَآءِ He made what is termed فِيرَة [q. v.] for the woman in the state following childbirth. (M, K.) 4 أَفَرْتُهُ and ↓ فُرْتُهُ I made it to boil, or estuate. (IAar, M, K.) الفَارُ The muscles of a man: (M, K:) also mentioned in art. فأرِ, as written with ء. (TA.) أَبْرِزْ نَارَكَ وَإِنْ هَزَلْتَ فَارَكَ [Put forth thy fire, that passengers may see it and be attracted by it, though thou make lean thy muscles,] is a saying meaning (assumed tropical:) give food though thou injure thy body [by doing so]. (M, L.) A2: See also فَأْرٌ (with which it is syn. in other senses), in art. فأر.

فَوْرٌ [originally an inf. n.: see 1.] The burning, or heat, and boiling, of Hell. (TA.) And Intenseness, or vehemence, of heat; (TA;) as also ↓ فَوْرَةٌ. (S.) b2: فَوْرُ الشَّفَقِ The remains of the redness in the western horizon after sunset: as also ثَوْرُهُ. (TA.) [See also فَوْرَةٌ.]

A2: And A time: (TA:) [or rather] the present time in which is no delaying. (Msb.) Thus in the saying, الشُّفْعَةُ عَلَى الفَوْرِ [The right of pre-emption is to be had] in the present time in which is no delaying. (Msb.) b2: And hence, A state in which is no delay. (Msb.) You say, جَآءَ فُلَانٌ فِى حَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ فَوْرِهِ [Such a one came for the object of his want,] then returned immediately, or at once: or, as some say, with the same motion with which he came, not ceasing from motion after it; properly, conjoining what was before the coming with what was after it, without tarrying. (Msb.) and أَتَوْا مِنْ فَوْرِهِمْ, meaning مِنْ وَجْهِهِمْ [i. e., app., They came in a headlong manner; like the phrase مَضَى عَلَى وَجْهِهِ]; (M, K, TA; but the M has جَاؤُوا instead of أَتَوْا;) and this is said by Zj to be the meaning of مِنْ فَوْرِهِمْ in the Kur iii. 121: (M, TA:) or قَبْلَ أَنْ يَسْكُنُوا [before their resting, or ceasing from motion]: (K, TA:) or مِنْ فَوْرِهِمْ in the Kur ubi suprà means in the commencement of their procedure: (O:) or in, or at, their instant of time; (Ksh, Bd;) i. e. [in, or at, the same instant, or] immediately: (Bd:) and أَتَيْتُ فُلَانًا مِنْ فَوْرِى, meaning قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ [i. e. I came to such a one before my resting, or ceasing from motion]. (S, O.) And you say, فَعَلْتُهُ مِنْ فَوْرِى, meaning I did it at once, or instantly. (T, TA.) فُورٌ Gazelles: (T, S, M, K:) a word having no sing.; (T, S, M, TA;) accord. to IAar and Yaakoob: (TA:) or its sing. is ↓ فَائِرٌ; (M, K, TA;) accord. to Kr. (TA.) One says, لَا أَفْعَلُ كَذَا مَا لَأْلَأَتِ الفُورُ I will not do such a thing while the gazelles wag their tails. (IAar, T, S.) فَارَةٌ المِسْكِ The odour of musk: or the bag, or receptacle, [i. e. the follicle, or vesicle,] thereof: (M, L:) [Sgh says that] this and what next follows have been mentioned in art. فأر, [q. v.,] but should more properly be mentioned in the present art., both being from فَارَ, aor. ـُ (O.) b2: فَارَةُ الإِبِلِ means The sweet exhalation from the skins of the camels when they are moist after returning from the water. (M, K.) فَوْرَةٌ: see فَوْرٌ: b2: and فُوَارَةٌ. b3: Also An ebullition of anger, rage, or passion; syn. هَائِجٌ. (S and K in art. هيج.) b4: And Freshness, or newness: so in the saying أَخَذْتُ الشَّىْءَ بِفَوْرَتِهِ [I took the thing in its fresh, or new, state]. (TA.) b5: [And hence,] فَوْرَةُ النَّهَارِ The first part, or beginning, of the day. (T, TA.) And فَوْرَةُ العِشَآءِ The time [next] after the عِشَآء [or nightfall]. (S, TA.) b6: فَوْرَةُ النَّاسِ The place where people congregate, and where they bustle, or are in a state of commotion, (يَفُورُونَ,) in their market-places. (TA.) b7: فَوْرَةُ الجَبَلِ The higher, or highest, part; and the elevated and hard, or elevated and plain or level, part; of the mountain. (K.) فُورَةٌ i. q. فُؤْرَةٌ [expl. in art. فأر] meaning A certain flatus in the pastern of a horse [&c.]. (O, K.) b2: And i. q. كُوفَةٌ [A round piece, or collection, of red sand; or a piece, or collection, of sand mixed with pebbles; &c.]. (Kr, M, K.) فِيرَةٌ Fenugreek (حُلْبَةٌ) mixed [in the manner described voce فَئِيرَةٌ (q. v.) in art. فأر] for the woman in the state following childbirth. (M, K.) فِيَارٌ sing. of فِيَارَانِ, (T,) which signifies The two things (T, S, M, O, K) of iron (M, K) between which is the tongue of the balance: (T, S, M, O, K:) originally with و in the place of the ى, (M, O,) changed into ى because of the kesreh before it. (O.) فُوَارَةٌ The froth, or foam, that boils, or boils over, of a cooking-pot: (S and K in this art. * and voce طُبَاخَةٌ:) and ↓ مَفَاوِرُ signifies the same, mentioned by Ibn-'Abbád. (O.) And [in like manner] ↓ فَوْرَةٌ signifies The mantling foam upon the surface of wine. (TA.) فَوَّارٌ [an intensive epithet from فَارَ; signifying Boiling much; &c.: b2: and Water, &c., welling forth abundantly; gushing]. b3: [Hence,] ضَرْبٌ فَوَّارٌ A smiting [that inflicts a wound] such as is wide, (IAar, M, TA,) so that the blood flows [abundantly]: (M:) a poet says, بِــضَرْبٍ يُخَفِّتُ فَوَّارُهُ وَطَعْنٍ تَرَى الدَّمَ مِنْهُ رَشِيشًا

إِذَا قَتَلُوا مِنْكُمُ فَارِسًا ضَمِنَّا لَهُ بَعْدَهُ أَنْ يَعِيشَا (IAar, M, TA. [The text of the M as given in the TT, for تَرَى الدَّمَ, has يُرى الدم; and for أَنْ يَعِيشَا, it has او يعيشا: and the right reading of the first hemistich seems to be, بِــضَرْبٍ تُخَفِّتُ فَوَّارَةٍ; for an inf. n. is sometimes made fem.: see an instance of ضَرْب as fem. in the EM p. 157: the poet means, With a smiting that silences, or kills, inflicting a wide and gushing wound; and a piercing with the spear in consequence of which thou seest the blood sprinkled: when they slay a horseman of you, we are responsible for him after it that he shall live: i. e., as is said in the M, his blood shall be revenged, so that he will be as though he had not been slain: and it is also there said that by يخفّت فوّاره is meant لنها واسعة فدمها يسيل ولا صوت له; in which the two fem. pronouns and the fem. epithet all relate to the word ضَرْب, agreeably with what I have stated to be in my opinion the right reading of the first hemistich.]) فَيُّورٌ Sharp, as an epithet applied to a man; syn. حَدِيدٌ. (O, K.) See also طَيُّورٌ.

فَوَّارَةٌ, (accord. to the K,) or ↓ فُوَّارَةٌ, (accord. to a copy of the M,) A source, or spring, of water: (M, K:) [the latter word is app. the right in this case; for] IAar says that ↓ فُوَّارَةٌ is applied to a wave: and to a بِرْكَة [i. e. watering-trough, or the like; or basin, pool, pond; &c.]: and فَوَّارَةٌ, to anything that is not water: and in one place he says that دَوَّارَةٌ and فَوَّارَةٌ are applied to anything that does not move nor turn round; and دُوَّارَةٌ and ↓ فُوَّارَةٌ to such as moves and turns round. (T, TA.) b2: فَوَّارَةُ الوَرِكِ, with fet-h and teshdeed, signifies The hole, or perforating aperture, of the ورك [or haunch]: (S, O:) or the فَوَّارَة, (K,) or ↓ فُوَّارَة, (so in a copy of the M,) is an aperture in the وَرِك [or haunch], to the belly, or interior of the body, not obstructed by bone: (M, K:) [these two explanations plainly apply to the sacroischiatic foramen: but what here follows is consistent with what precedes, though somewhat less clear:] or the فَوَّارَتَانِ, (K,) or ↓ فُوَّارَتَانِ, (accord. to a copy of the M,) are [two parts, in the region of the pelvis, described as being] سِكَّتَانِ [a word which I do not find to have any proper meaning that would be here apposite, but which seems to be applied in this case, by a kind of catachresis, to two parts through which a weapon or the like may pass,] between [each of] the haunch-bones or hip-bones (بَيْنَ الوَرِكَيْنِ) and the قُحْقُح [or ischium], towards the side of the وَرِك [or hip-bone], (M, K,) not intervening as obstacles in the way to the belly, or interior of the body; and they are what become in a state of commotion in the act of walking, or going along. (M.) [See also الفَائِلُ, in art. فيل] And accord. to Lth, the term فَوَّارَتَانِ, (O, and so in a copy of the T,) or ↓ فُوَّارَتَانِ, (so in another copy of the T,) is applied to Two appertenances of the كَرِش [or stomach, properly of a ruminant animal], having within them two small nodous lumps (غُدَّتَانِ), which latter are not eaten, and each of which is a piece of flesh in the midst of red flesh. (T, O.) فُوَّارَةٌ: see the next preceding paragraph, in six places.

فَائِرٌ [part. n. of 1: b2: hence, فَارَ فَائِرُهُ]: see 1, in two places. b3: Applied to a beast, of the equine and other kinds, Swollen in the sinews; syn. مُنْتَشِرُ العَصَبِ. (K. [In the TA, this is said to be a mistake for منتشر الغَضَبِ, and thus I find it to be written in the L, and in a copy of the M accord. to the TT: but see what I have said, in the first paragraph of this art., respecting the phrase above mentioned.]) A2: See also فُورٌ.

مَفَاوِرُ: see فُوَارَةٌ.
فور
. {فارَ الشَّيْءُ} فَوْراً، بالفَتْح، {وفُؤُوراً، بالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ} فُوَاراً، كغُرَاب {وفَوَرَاناً، محرَّكةً: جاشَ.
} وفُرْتُه! وأَفْرَتُه، مُتَعَدِّيانِ عَن ابْن الأَعرابيّ. {وفارَت القِدْرُ} تَفُورُ {فَوْراً} وفَوَرَاناً، إِذا غَلَتْ، وفارَ العِرْقُ {فَوَرَاناً، محرَّكَة: هَاجَ ونَبَعَ. وقولُه: ضَرَبَ وَهَمٌ من المصَنِّف، حَيْثُ عَطَفَه على مَا تَقدَّم، وإِنّمَا غَرَّه نَصُّ المُحكم، فإِنّه قَالَ بعد نَبَع: وضَرْبٌ} فَوّار: رَغيبٌ واسعٌ. فظَنَّ المصنّف أَنّه معطوفٌ على مَا قَبْلَه، فتَأَمَّلْ {وفارَ المِسْك} يَفُورُ {فُوَاراً بالضَّمّ،} وفَوَرَاناً محرّكَةً: انْتَشَرَ.
{وفَارَتُه: رائحَتُهُ. وقِيل: وِعَاؤُهُ. وأَمّا فأْرَةُ المِسْكِ، بالهَمْز، فقد تَقَدَّم ذِكرُها فِي ف أر.} وفارةُ الإِبِلِ: فَوْحُ جُلُودِهَا إِذا نَدِيَتْ بعدَ الوِرْد قَالَ الشَّاعِر:
(لَها {فَارَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... كَمَا فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ)
قَالَ الصاغانيّ: وفَارَةُ المِسْكِ وفَارَةُ الإِبِل، مَوْضِعُ ذِكْرِهما هَذَا التَرْكِيبُ. والمُصَنّف قد فَرَّق بَيْنَهما، فذَكَرَ فارَةَ المِسْك فِي الهَمْزِ، وفَارَةَ الإِبِلِ هُنَا، وكأَنّه لِمُنَاسَبَةِ أَنَّ الثانِيَ من} الفَوَرانِ قَطْعاً، وأَما الأَوّل فاختُلِفَ فِيهِ: فَقيل: إِنّ الحَيَوانَ الّذي نُسِبَ إِليه المِسْكُ على صُورَةِ الفَأْرَةِ، وَهُوَ مهموزٌ، فوَجَبَ إِيرادُه هُناك بهذِهِ المُنَاسَبَة. وَقد قَدَّمْنا ذِكْرَ فَارَةِ الإِبل هُناك فِي المُسْتَدْرَكات، فراجِعْه. {والفَائِرُ: المُنْتَشِرُ العَصَبِ، هَكَذَا فِي النُّسخ بالعَيْن والصادِ المُهْمَلَتين، وَهُوَ وَهَمٌ، والصَّواب: الغَضَب من الدَّوابِّ وغَيْرِهَا، كَمَا فِي اللّسان وَغَيره. ويُقَالُ: أَتَوْا من فَوْرِهِم، أَي مِنْ وَجْهِهم، وَبِه فَسَّرَ الزَّجّاجُ قولَه تَعَالَى: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ} فَوْرِهِمْ هذَا. أَو قَبْلَ أَنْ يَسْكُنُوا، وَمِنْه قولُهم: ذَهَبْتُ فِي حاجَة ثمَّ أَتَيْتُ فلَانا من {- فَوْرِي، أَي قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ.} وفَوْرَةُ الجَبَلِ: سَرَاتُه ومَتْنُه، قَالَ الراعِي: (فأَطْلَعَتْ {فَوْرَةَ الآجامِ جافِلَةً ... لَمْ تَدْرِ أَنَّى أَتَاهَا أَوَّلُ الذُعُرِ)
وأَبُو فَوْرَةَ جُدَيْرَةُ السُّلَمِىّ، وَفِي بعض النُّسَخ جُدَيْرٌ، بِغَيْر هاءٍ، وكِلاهُمَا بالجِيم. وَفِي التكملة حُدَيْرٌ، كزُبَيْر، بالمُهْمَلة.} والفَارُ: عَضَلُ الإِنْسَانِ، وَحَكَاهُ كُرَاع بالهَمْز، وَهَكَذَا ذكره الصاغانيّ فِي الهَمْز، وغَلطَ المصنِّف فذكَرَه فِي ف ت ر، وَقد نَبَّهْنا عَلَيْهِ هُنالك. وَمن كَلَامهم: بَرِّزْ نارَك، وإِنْ هَزَلْتَ {فارَك، أَي أَطْعِم الطَّعَامَ وإِن أَضْرَرْتَ ببَدنِك.} والفَوّارَتانِ: سِكَّتانِ بَيْنَ الوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْضِ الوَرِكِ لَا تَحُولانِ دُونَ الجَوْفِ، وهما اللَّتَانِ {تَفُورانِ فتَتحرَّكَانِ إِذَا مَشَى، أَو} الفَوّارَةُ: خَرْقٌ فِي الوَرِكِ إِلى الجَوْف لَا يَحْجُبُه عَظْمٌ. وَفِي الصّحاح: {فَوّارَةُ الوَرِك: ثَقْبُهَا. وَفِي التّكْمِلَة واللّسَان: قَالَ اللّيْث: لِلْكَرِش} فَوّارَتانِ، وَفِي باطِنِهما غُدَّتانِ من كُلّ ذِي لَحْم، ويَزْعُمُون أَنّ ماءَ الرَّجُل يَقَعُ فِي الكُلْيَةِ ثمّ فِي الفَوّارَة، ثمَّ الخُصْيَة، وتِلْك الغُدّة لَا تُؤْكَلُ، وَهِي لَحْمَةٌ فِي جوفِ لَحْمٍ أَحْمَر. انتَهى. وَلَكِن ضَبَطَ الصاغانيُّ فُوّارَتانِ، بالضَّمّ. والفَوّارَةُ: مَنْبَعُ الماءِ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقال للمَوْجَةِ والبِرْكَة: فَوّارَةٌ، وكُلُّ مَا كانَ غَيْرَ الماءِ قيل لَهُ: فَوّارَة.
وَقَالَ فِي موضِعٍ آخَر: يُقال دَوّارَةٌ {وفَوّارَةٌ، لِكُلّ مَا لم يَتَحَرَّك وَلم يَدُرْ، فإِذا تَحَرَّكَ ودارَ فهِي دُوّارَةٌ وفُوّارَةٌ. والفَوَّارَةُ: ة بجَنْبِ الظَّهْرَانِ نَقله الصاغانيّ. (و) } الفُوَارَةُ بالضَّمّ والتَّخْفِيفِ: مَا يَفُورُ من حَرِّ القِدْرِ، كَذَا فِي الصِّحَاح. {والفِيرَةُ، بِالكَسْرِ: الحُلْبَةُ تُخْلَط للنُّفَسَاءِ. وَقد} فَوَّرَ لَهَا {تَفْوِيراً، إِذا عَمِلَهَا لَهَا، وَقد تَقَدَّم ذَلِك فِي الهَمْز.} وفِيرَة، بِلَا لامٍ: جَدُّ والدِ إِبْرَاهِيمَ بنِ مُحَمّد بن حُسَيْنِ بنِ فِيرَةَ الأَصْبَهَانيّ المُحَدِّث رَوَى عَن الحُسَيْن بن القاسِمِ الأَصْبَهَانِيّ، وهنَّاد بنِ السَّرِيّ وغَيْرِهما. وبِضَمّ الراءِ المُشَدَّدَة: أَبُو القاسِم يُقَال: كُنَيْتُه اسْمُه، وَيُقَال: أَبُو مُحَمَّدٍ القاسمُ بن فِيرةْ بنِ خَلف ابنِ أَحمدَ الرُّعَيْنيّ الشّاطِبيّ ناظِمُ القَصيدة المَعْرُوفَة. قَالَ القَسْطَلانِيُّ فِي الْفَتْح المَواهِبِيّ فِي مَناقِب الإِمَام الشاطِبي: إِنّ مَعْنَى {فِيرُّهْ: الحَديدُ. حَدّثَ عَن أَبي طَاهِر السِّلَفِيّ، وأَبي الحَسَنِ عليِّ بنِ هُذَيْلٍ، وأَبي مُحَمّد عاشِرِ بنِ محمّدِ ابنِ محمّد بن عاشرٍ، وأَبِي عَبْد اللهِ محمّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ سَعادَةَ. وآخِرُ من يَرْوِى عَنهُ فِي الدُّنيا المُعِينُ أَبو الفَضْلِ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّد بن عبدِ الوارِثِ بنِ الأَزْرَقِ. وتُوفِّيَ جُمادَى الثَّانِيَة سنة عَن خَمْس وخَمْسِينَ سنة. قَالَ: وَقد شارَكَهُ فِي اسْمِ أَبِيه أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ، وَهُوَ الحُسَيْن بن محمّد بنِ فِيرُّهْ المَعْرُوفُ بابْنِ سُكَّرَةَ. قلتُ: ويُوسُفُ بنُ مُحَمّدِ بنِ فِيرُّهْ الأَنْصَاريّ المَغْرِبِي، عَن قَاضِي)
المُرُسْتانِ. ويُوسُفُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ يُوسُفَ بن فِيرُّهْ اللَّخْمِيّ الحافِظُ، مَعْرُوف، وآخَرُون من المَغَارِبَةِ. فَفِي كَلَام المُصَنِّف قُصُورٌ لَا يَخْفَى.} والفُورُ، بالضَّمّ: الظِّباءُ، لَا واحِدَ لَها من لَفْظِهَا هَذَا قولُ يَعْقُوبَ وابنِ الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ اخْتِيَار الجَوْهريّ. وَقَالَ كُرَاع: هُوَ جَمْعُ! فَائِر، كبازل وبُزْل، وَلم يَقْصِدْ بِهِ الرَّدَّ على الجَوْهَرِيّ كَمَا فَهِمَه شَيْخُنَا تَقْلِيداً للبَدْرِ القَرَافِيّ. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: لَا أَفْعَلُ ذَلِك مَا لأْلأَت الفُورُ بأَذْنَابِهَا: أَي بَصْبَصَتْ. ويُقَالُ الفائِرُ: ابنُ أَرْوَى.
(و) {الفُورَةُ، بهاءٍ، وَقد تُهْمَز: رِيحٌ تكون فِي رُسْغِ الفَرَسِ تَنْفَشُّ إِذا مُسِحَتْ وتَجْتَمِعُ إِذا تُرِكَتْ، قَالَه ابنُ دُرَيْد، وَقد تقدّم للمصنّف ذَلِك.} والفِيَارَانِ، بالكَسْرِ: حَدِيدَتَان تَكْتَنِفَانِ لِسَانَ المِيزَانِ. وَقد {فُرْتُه، عَن ثَعْلَب، قَالَ: ولَوْ لَمْ نَجِد الفِعْلَ لَقَضَيْنَا عَلَيْهِ بالوَاوِ كَذَا فِي الْمُحكم، أَي عَمِلْتُ لَهُ} فِيَارَيْنِ. وَقَالَ بعضُهم: {الفِيَارُ: أَحَدُ جانبَيْ حائِطِ لِسَانِ المِيَزانِ، ولِسَانُ المِيزَانِ: الحَدِيدَةُ الَّتِي يَكْتَنِفُهَا} الفِيَاراَنِ، والحَدِيدَةُ المُعْتَرِضَةُ الَّتِي فِيهَا اللِّسَانُ: المِنْجَمُ، والكِظَامَةُ: الحَلْقَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الخُيوطُ فِي طَرَفَيِ الحَدِيدَةِ. ويُقَال: إِنّه {لَفَيُّورٌ كَعَيُّوقٍ: حَدِيدٌ، نَقله الصاغَانيّ.} وفَوْرٌ: ع باليَمَامَة، ويُضَمّ، والّذِي فِي التكملة: {والفَوْرُ. وَقيل: فُوْر. (و) } فوْرٌ، د، بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ، مُعرَّب بُور، وَهُوَ اليَوْمَ بيَدِ النَّصَارى. {وفُورٌ، بالضَّمّ: اسْم جَمَاعَة من المُحَدِّثين، مِنْهُم: محمَّدُ بنُ الفَضْل ابنِ فُورٍ، عَن غُنْدُر، ومحمّدُ بنُ فُورِ بن عبدِ الله أَبو بَكْرٍ العامِرِيّ، سَمعَ يَحْيَى ابنَ يَحْيَى: وعليُّ بنُ محمّد بنِ أَحْمَدَ ابنِ عَلِيّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ فُورٍ، سَمعَ عبدَ الرَّحْمنِ بَن بِشْرٍ.
ومحمّدُ بنُ فُورِ بنِ هانِئ القُرَشِيُّ الخُرَاسَانِيُّ. وأَبو سَعِيد محمّدُ بنُ الحُسَيْن بنِ موسَى بنِ مَحْمُويَه بنِ فُورِ بنِ عبدِ الله السِّمْسَارُ، عَن ابْنِ خُزَيْمَةَ، وغَيْرُهم.} وفُورَانُ، بالضَّمّ: ة بهَمَذَانَ، بِالذَّالِ المُعْجَمَة محَرَّكَة هَكَذَا ضَبَطَه الصاغَانِيّ.! وفُورَانُ: اسْم جَمَاعَةٍ من المُحَدِّثين: مِنْهُم محمّد بنُ إِبْرَاهِيمَ ابنِ فُورَانَ، سَمِعَ الذُّهْلِيّ. وَقَالَ الحافِظُ ابْن حَجَر: وفاؤُه قَرِيبَةٌ من الباءِ الموحَّدة. {وفُوفَارَةُ، بالضّمّ: ة بالسُّغْد، نَقَلَهُ الصاغَانيّ. ويُقَال للرَّجُل: فَارَ فَائرُهُ، إِذا غَضِبَ.
وثَارَ ثائِرُه، إِذا انْتَشَر غَضَبُه. وَلَا يَخْفَى لَوْ ذَكَرَه عِنْد الفائر فِي أَوّل المادةِ كانَ حَسَناً. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: ضَرْبٌ} فَوّارٌ، ككَتَّانٍ: رَغِيبٌ واسعٌ عَن ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنشد:
(بــضَرْب يُخَفِّتُ {فَوّارُه ... وطَعْن تَرَى الدَمَ مِنْهُ رَشِيشَا)

(إِذا قَتَلُوا مِنْكُمُ فَارِساً ... ضَمِنّاً لَهُ خَلْفَهُ أَنْ يَعِيشَا)
} وفارَ الماءُ من العَيْنِ: ظَهَرَ مُتَدفِّقاً ورأَيتُه فِي {فَوْرَةِ النَّهَارِ، أَي فِي أَوَّلِه.} وفَوْرُ الحَرِّ: شِدَّتُه.)
وَفِي الحَدِيث إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ من فَوْرِ جَهَنَّمَ، أَي وَهَجِها وغَلَيانِهَا. {وفَوْرَةُ العِشَاءِ: بَعْدَهُ. وقولُهم: مَا لَمْ يَسْقُط} فَوْرُ الشَّفَقِ هُوَ بَقِيةُ حُمْرَةِ الشَّمْس فِي الأُفُق الغَرْبيّ، سُمِّيَ فَوْراً لسُطُوعِه وحُمْرَتِه.
ويُرْوَى بالثاءِ، وَقد تَقَدّم. {وفَوْرَةُ الناسِ: مُجْتَمَعُهم وحَيْثُ يَفُورُون فِي أَسْوَاقِهِم.} وفَوْرُ العِرْقُ فِي الفَرَسِ: هُوَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ نَفْخٌ أَو عَقْدٌ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ، قَالَه ابنُ السِّكّيت. وشَرِبَ {فَوْرَةَ العُقارِ: وَهِي طُفَاوَتُهَا وَمَا فارَ مِنْهَا. وأَخَذْتُ الشيءَ} بفَوْرَتِه، أَي بحَدَاثَتِه. وَيُقَال: فَعَلْتُ أَمْرَ كَذَا وَكَذَا مِنْ {- فَوْرِى، أَي من ساعَتِي.} والفوْرُ: الوَقْتُ. {والفُوْرَةُ: الكُوفَة عَن كُرَاع.} وفارُويَهْ: سِكَّةٌ بنَيْسَابُور. وإِلَيْهَا نُسِبَ أَبُو الحُسَيْنِِ مُحَمّد بنُ حُسَيْنِ بنِ يَعْقُوبَ بن ناصِحٍ النَّحْوِيّ {- الفَارُوييّ أَخَذَ عَن المُبَرّدِ وثَعْلَب.} وفَارُو: من عَمَلٍ نَسَفَ، مِنْهَا أَحمدُ بنُ عَليّ بنِ محمّدِ بنِ العَبّاسِ الأَنصارِيّ الفارُويِيّ، عَن أَبِي طاهِرِ بن مَحْمِش وغَيْرِهِ، وعَنْهُ عبدُ العَزِيزِ النَّخْشَبِيُّ. وأَبُو سَوْرَةَ هُمَيْمُ بن فائِدِ بن هُمَيْمٍ البَلْخِيُّ {- الفُورِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ. وأَبو سَعِيد محمّدُ بنُ الحُسين بن مُوسَى بن فُورٍ السِّمسارُ الفُورِيّ، سَمِعَ أَبا بَكْرِ بنَ خُزَيْمَةَ. وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمّد بن أَحْمَد ابْن فُورٍ النَّيْسَابُورِيّ، عَن أَبي حاتِم الرازِيّ. وخَطّابُ بنُ عُثْمَانَ الفُورِيُّ. وأَبو القاسِمِ} - الفُورانِيّ شيخُ الشافِعِيَّة، مُحَدِّثانِ. وَفِي الحَدِيث ذِكْر جِبَال! فارانَ، وَهُوَ اسْمٌ لِجبالِ مَكَّةَ بالعِبْرانِيّ، لَهُ ذِكْر فِي أَعْلام النُبُوَّة، وأَلِفُه الأُولَى لَيْسَت بهَمْزَة قَالَه ابنُ الأَثِيرِ.

لَازِبٍ

{لَازِبٍ}
وسأله عن معنى قوله تعالى: {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}
قال: اللازب الملتصق: وشاهده قول النابغة:
ولا يحسبون الخيرَ لا شرَّ بعده. . . ولا يحسبون الشرَّ ضربــةَ لازِب
(تق) وفي (ك، ط) قال: الملتزق الجيد، وهو الطين الحر.
= الكلمة من آية الصافات 11:
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}
وحيدة في القرآن، صيغة ومادة.
القولان في المسألة، أسندهما الطبري عن ابن عباس بلفظ مقارب: الملتصق، والطين الحر الجيد اللزج.
وعن ابن زيد: يلتصق كأنه غراء، ذلك اللازب. . . وقال الطبري في تأويلها: ولاصق، وصفه جل ثناؤه باللزوب لأن التراب إذا خلط بماء صار طيناً لازباً. وعن الضحاك: المنتِن، والعرب تبدل أحياناً هذه الياء ميما نقول طين لازم ومن اللازب قول النابغة / البيت. ومن اللازم قول النجاشي الحارثي: * ضربــة لازم * وقيل: اللازق وفي مفردات الراغب: اللازب الثابت الشديد الثبوت: "من طين لازب"
قال القرطبي بعد أن حكى الأقوال في تأويلها: وقال الماوردى: والفرق بين اللاصق واللازق، أن اللاصق هو الذي ألصق بعضه ببعض "واللازق الذي يلتزق بما أصابه." ثم قال: والعرب تبدل الباء من الميم فتقول: ضربــة لازب، وهو أفصح من لازم. وأنشد بيت النابغة
ونحوه في حاشية الشيخ نصر الهوريني على القاموس.

سوأ

سوأ: ساء. كان على أصحاب المعاجم أن يذكروا ساء ظَنُّهُ وهو كثير الورود، كما في كتاب عبد الواحد (ص205) مثلاً.
أساء. أساء إلى فلان: ألحق به ما يشينه ويقبحه. وأضرّبــه واعتدى عليه (بوشر).
سُوء: المرأة السُّوء: الشرّيرة (محيط المحيط).
سُوَّة: عامية سَوْءَة: أست (فوك، ألكالا).
سوه: شعر العانة (بوشر).
سُوَّه: عامية سَوْءَة: ضرر، أذى (المقدمة 3: 378) وهذا عند دي سلان وطبعة بولاق. وفي مخطوطتنا رقم (1350): سَوْءَة.
سَوْءَةً: في هذه الكلمة كان على فريتاج أن يذكر واسَوْءَتاه أي يا للعار التي ذكرت في كليلة ودمنة (ص212)
(سوأ) - في الحديث: "قال رجل يا رسول الله: رأَيتُ كأن مِيزاناً دُلِّى من السماء، فوُزِنت أنتَ وأَبوَ بكْر إلى أن قال: فاستَاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" .
استَاءَ: هو افْتَعل من السُّوء، على زِنة اسْتَاكَ، يعني سَاءَته وأَصابَه سُوءٌ، بمَنزِلة اهْتَمَّ من الهَمّ.
- في حديث عَبدِ الملك بنِ عُمَير: "السَّوْآءُ بنتُ السَّيِّد أَحبُّ إلىّ من الحَسْناءِ بِنتِ الظَّنُونِ".
يقال: رجلٌ أَسْوأُ وامرأة سَوْآء على وَزْن حَسْناء: أي قَبِيحان.
سوأ
ساءَ1 يَسوء، سُؤْ، سَوْءًا وسُوءًا وسواءً، فهو سيِّئ، والمفعول مَسُوء (للمتعدِّي)
• ساء الشَّيءُ:
1 - قبُح، ردؤ "ساءت أحوالُه/ معاملاتُه- طبعٌ/ عملٌ/ خلُقٌ سيّئ- {يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} ".
2 - ضعُف، وهَن "ساءت صحّته".
• ساءَه فشلُ صديقه: ضرّه، آلمه، أحزنه "ساءه ما سمعَه من توبيخ ولوم- {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} " ° ساء به ظنًّا: شكّ فيه، ارتاب. 

ساءَ2 يسوء، سُؤْ، سُوءًا وسَوْءًا، فهو سَيِّئ، والمفعول مَسُوء
• ساء فلانًا: فعل به ما يكره. 

أساءَ/ أساءَ إلى يُسيء، أسِئْ، إساءةً، فهو مُسيء، والمفعول مُساء (للمتعدِّي)

• أساء الشَّخصُ: أتى بالقبيح من قولٍ أو فعلٍ " {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} ".
• أساء الشَّيءَ: أفسده، لم يُحسن عمله "أساء استعمالَ السِّكِّين فجُرح- أساء معاملةَ الأطفال- أساء تقديرَ/ تقييمَ النَّتائج- أساء سمعًا فأساء إجابة [مثل] " ° أساء التَّصرُّفَ/ أساء التَّعبيرَ/ أساء الفهمَ: أخطأه ولم يُحسِنْه- أساء الظَّن فيه/ أساء الظَّن به: شكّ فيه.
• أساءه الخبرُ: ساءَه؛ ضايقه.
• أساء إليه: ألحق به أذىً أو ضررًا أو إهانةً، سبَّب له عدم الرِّضا، خدش مشاعرَه "أساء إلى من أحسن إليه- أساء إلى جاره- غفَر لمن أساء إليه". 

استاءَ من يستاء، استَأْ، اسْتِياءً، فهو مُستاء، والمفعول مُستاءٌ منه
• استاء منه: تألّم، تضايَق بسببه، تأثَّر، تكدَّر، اغتاظ "استاء من سلوكه الطَّائش- مستاءٌ من تصرُّفِك". 

سوَّأَ يسوِّئ، تسويئًا وتَسْوئةً، فهو مُسَوِّئ، والمفعول مُسوَّأ
• سوَّأه: أفسده، قبَّحه، أضرّه "سوَّأ سمعته/ أفعاله: ألحق به ما يَشينه" ° سَوِّ ولا تُسوِّئْ: أصلِح ولا تُفسد.
• سوَّأ عليه فعلَه: عابه عليه، قال له: أسأتَ "سوّأ عليه تصرُّفه". 

إساءَة [مفرد]: مصدر أساءَ/ أساءَ إلى. 

استياء [مفرد]: مصدر استاءَ من. 

تسْوِئة [مفرد]: مصدر سوَّأَ. 

ساءَ3 [كلمة وظيفيَّة]: فعل ماض جامد للذمّ بمعنى (بئس) " {سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا} - {سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} ". 

سَوْء [مفرد]: ج أسْواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ساءَ1 وساءَ2.
2 - قبح "رجل سَوْء- عمل سَوْء". 

سُوء [مفرد]: ج أسواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ساءَ1 وساءَ2.
2 - شرّ، فساد، قُبْح، نقص، عيْب، كلّ ما يَسوء، وقد تجمع على مساوئ على غير قياس "سُوء طَبْع/ خُلُق/ استعمال/ حَظّ/ إدارة/ فَهْم/ نيَّة- الحديث السُّوء سريع الانتشار [مثل أجنبيّ]- {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} " ° سُوء الإدارة: إدارة سيِّئة أو استعمال سيِّئ أو معاملة سيِّئة- سُوء الائتمان: إقدام المرء عن قصد على خيانة الثِّقة التي كانت سبب ائتمانه- سُوء السّلوك: التعامل الخاطئ مع الآخرين- سُوء الظَّنّ: الشَّكّ والارتياب- سُوء العاقبة: كارثة- سُوء الفَهْم: عدم فهمه على الوجه الصحيح- سُوء النِّيَّة: معرفة الإنسان ما ينطوي عليه عمله القانونيّ من عيوب وإجرام- سُوء حالة: وضع سيِّئ- قول السُّوء: القول القبيح- لسوء الحظّ/ لسوء الطَّالع: لعدم التَّوفيق لأسباب أقوى من الإرادة- مسَّه بسُوء: ألحق به ضررًا.
3 - لفظ يُكنى به عن البَرَص " {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} ".
• سوء هضم: (طب) توعُّك مؤقَّت بسبب تعسُّر الهضم.
• سوء التَّغذية: (طب) حالة مرضيَّة سببها نقْص في إحدى المواد الأساسيَّة في الطعام أو بعضها، مثل: الأملاح المعدنيَّة، والفيتامينات والبروتينات، وينتج عن ذلك العديد من الأمراض، مثل: فقر الدّم (الأنيميا)، ولين العظام (الكساح)، والضعف العام ونقص الوزن، وعدم النمو في الأطفال. 

سَوْءَة [مفرد]: ج سَوْءات وسَوَءات:
1 - عَوْرة، سُمِّيت بذلك لأنّ انكشافها للنَّاس يسوء صاحبَها "بدت سوءتُه- {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} ".
2 - فاحشة، كل عمل وأمر شائن "اجتنبْ السَّوْءة من القول والفعل".
• السَّوْءتان: القُبُل والدُّبُر من الرَّجل والمرأة. 

سُوأَى [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من ساءَ1: مؤنّثًا: أكثر قُبحًا.
2 - نار جهنَّم " {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} ". 

سَواء [مفرد]: مصدر ساءَ1. 

سَوّ [مفرد]: سَوْء؛ شرّ وانتقام وعذاب " {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوِّ} [ق] ". 

سَوَّة [مفرد]: ج سَوَّات: سَوْءَة؛ عَوْرة " {لِبَاسًا يُوَارِي سَوَّتَهُما} [ق] ". 

سَيِّئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ساءَ1 وساءَ2 ° سَيِّئ الحظ: غير محظوظ- سَيِّئ الخُلُق/ سَيّئ الطَّبع: صاحب خلق رديء منحطّ- سَيِّئ الظَّنِّ: لا يحسن الظَّن في أحد- مِنْ سيِّئ إلى أسوأ: يَزْداد سوءًا. 

سَيِّئة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَيِّئ: "حالة سيِّئة".
2 - ذنب، خطيئة، عكس حسنة "عُوقب على سيئاته- {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إلاَّ مِثْلَهَا} - {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ".
3 - عَيْب، نقص، مصيبة " {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} ". 

مساوِئُ [جمع]: مف مَسَاءَة وسُوء (على غير قياس): معايب، نقائص، ما يُلحق سوءًا، أو ضررًا، أو إجحافًا، مضارّ، وقد تخفّف الهمزة فتصير: (مساوي) "مساوئ الحُكم الدِّكتاتوريّ كثيرة- *ولكن عين السّخط تبدي المساويا*". 
(س و أ) : (السَّوْأَةُ) الْعَوْرَةُ.
سوأ وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا قصّ عَلَيْهِ رُؤْيا فَقَالَ: فاستاء لَهَا ثمَّ قَالَ: خلَافَة نبوّةٍ ثمَّ يُؤْتِي اللَّه الْملك من يَشَاء. قَوْله: استاء لَهَا إِنَّمَا هُوَ من المساءة [أَي أَن الرُّؤْيَا ساءته فاستاء لَهَا -] إِنَّمَا هُوَ افتعل مِنْهَا كَمَا تَقول من الْهم: اهتم لذَلِك وَمن الْغم اغتم [لذَلِك -] وكَذَلِك [تَقول -] من المساءة استاء [لَهَا -] . قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا نرى مساءته كَانَت لما ذكر مِمَّا يكون من الْملك بعد الْخلَافَة [قَالَ أَبُو عبيد -] وَبَعْضهمْ يرويهِ: فاستآلها فَمن رَوَاهُ هَذِه الرِّوَايَة فمعناها التأول وَإِنَّمَا هُوَ استفعل من ذَلِك وَهُوَ وَجه حسن غير مَدْفُوع.
س و أ

فعل سيء، وأفعال سيئة، وأتى بالسيئة وبالسيئات، وفلان يحبط الحسنى بالسوءى، وقد ساء عمله، وساءت سيرته، ولساء ما وجد منه، وساء به ظناً، وساءني أمرك، وهذا مما ساءك وناءك ومما يسوءك وينوءك. وقال الجاحظ: هو من السوء: البرص. وسؤت وجه فلان. ووقاك الله من السوء ومن الأسواء وهو اسم جامع لك آفة وداء. وسؤته فاستاء. وقصت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رؤيا فاستاء لها. وهو رجل سوء، وسوأة لك، ووقعت في السوءة السوآء. قال أبو زبيد:

لم يهب حرمة النديم وحقت ... يا لقومي للسوءة السوآء

و" سوآء ولود خير من حسناء عقيم ". وسوّأت على فلان ما صنع إذا قلت له أسأت، ويقال: سو ولا تسويء. أصلح ولا تفسد.

ومن الكناية: بدت سوءته، و" بدت لهما سوآتهما " " تخرج بيضاء من غير سوء " من غير برص.
س و أ: (سَاءَهُ) ضِدُّ سَرَّهُ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (مَسَاءَةً) بِالْمَدِّ وَ (مَسَائِيَةً) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالِاسْمُ (السُّوءُ) بِالضَّمِّ. وَقُرِئَ: «عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السُّوءِ» بِالضَّمِّ أَيِ الْهَزِيمَةُ وَالشَّرُّ وَقُرِئَ بِالْفَتْحِ مِنَ (الْمَسَاءَةِ) . وَتَقُولُ: هُوَ رَجُلُ سَوْءٍ بِالْإِضَافَةِ وَرَجُلُ (السَّوْءِ) وَلَا تَقُولُ: الرَّجُلُ السَّوْءُ. وَتَقُولُ: الْحَقُّ الْيَقِينُ وَحَقُّ الْيَقِينِ لِأَنَّ السَّوْءَ غَيْرُ الرَّجُلِ وَالْيَقِينَ هُوَ الْحَقُّ، وَلَا يُقَالُ: رَجُلُ السُّوءِ بِالضَّمِّ. وَ (السُّوءَى) ضِدُّ الْحُسْنَى وَهِيَ فِي الْآيَةِ النَّارُ. وَ (السَّيِّئَةُ) أَصْلُهَا سَيْوِئَةٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه: 22] مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ. 
[سوأ] ساءه يسُوءه سوْءاً، بالفتح، وَمَساءَةً وَمَسائِيَةً: نقيضُ سَرَّهُ، والاسم السوء، بالضم، وقرئ (عليهم دائرة السُوءِ) ، يَعْني الهزيمَةَ والشَّرَّ. ومن فتح، فهو من المساءة. وتقول هذا رَجُلُ سَوْءٍ بالإضافة، ثم تُدْخِلُ عليه الألفَ واللامَ، فتقول: هذا رَجُلُ السَوْءِ، قال الشاعر : وكنتُ كذئب السَوْءِ لما رأى دَماً * بصاحبه يوما أحال على الدم قال الاخفش: ولا يقال: الرجل السوء، ويقال: الحق اليقين، وحق اليقين جميعا، لان السوء ليس بالرجل واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: هذا رجل السوء بالضم. وأساء إليه: نقيض أحسن إليه. والسُوآى نقيضُ الحُسْنى، وفي القرآن: (ثم كان عاقِبَةَ الذين أساؤُا السُوآى) يَعْني النَّارَ. والسَيِّئَةُ أصلها سَيْوِئَةٌ، فقلبت الواو ياءً وأُدْغِمَتْ. ويقال: فلان سيِّئُ الاختيار، وقد يخفف، مثل: هين، وهين، ولين ولين. قال الطهوى : ولا يجزون من حسن بسئ * ولا يجزون من غِلَظٍ بِلَيْنِ وامرأة سَوْآءُ: قبيحةٌ. ويقال: له عندي ما ساءَهُ وناءَهُ، وما يسُوءُهُ ويَنُوءُهُ. ابن السكيت: سُؤْتُ به ظَنَّاً، وأسأت به الظن. قال: يثبتون الالف إذا جاءوا بالالف واللام. وقولهم ما أُنْكِرُكَ من سُوءٍ، أي لم يكن إنكاري إيَّاك من سُوءٍ رأيتُهُ بك، إنما هو لِقِلَّةِ المعرفة بك. وقيل في قوله تعالى: (تخرج بيضاء من غير سوءٍ) أي من غير بَرصٍ. والسَوْأَةُ: العَوْرَةُ، والفاحشةُ. والسوأَةُ السَوآءُ: الخَلَّةُ القبيحةُ. وسَوَّأْتُ عليه ما صنع تسوئةً وتسويئاً، إذا عِبْتَهُ عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ. يقال: إنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَيَّ. قال: وسُؤْتُ الرجُلَ سَوايَةً ومَسايَةً، مخفَّفان، أي ساءه ما رآه مني، قال سيبويه: سألته - يعنى الخليل - عن سؤته سوائية، فقال: هي فعاليه، بمنزلة علانية، والذين قالوا: سواية حذفوا الهمزة، وأصله الهمز. قال: وسألته عن مسائية، فقال: مقلوبة، وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة: والذين قالوا: مساية حذفوا الهمزة تخفيفا. وقولهم: " الخيلُ تَجْري علي مَساويها " أي إنها وإنْ كانت بها أو صاب وعيوب، فإن كرمها يحملها على الجَرْي. وتقول من السُوءِ، استاء الرجل، مثل استاع، كما تقول من الغم: اغتم.
سوأ: والسّوء نعت لكلّ شيء رديء. ساء يَسُوءُ، لازمٌ ومجاوزٌ.. وساء الشّيء: قَبُح فهو سيىء. والسُّوء: اسم جامعٌ للآفات والدّاء. وسُؤْت وَجْهَ فلان وأنا أَسُوءُهُ، مَساءةً ومَساية لغة، تقول: أردت مساءتك ومسايتك، وأسأت إليه في الصُّنْع. واستاء من السوء بمنزلة اهتم من الهمّ. وأساء فلان خياطة هذا الثّوب، وسُؤت فلانا، وسُؤت له وجهه، وتقول: [ساء ما فعل فلان صنيعاً يسوء، أي: قبح صنيعُة صنيعاً] . والسَّيَّىء والسَّيِّئة: عملان قبيحان، يصير السّيِّيء نعتاً للذَّكَر من الأعمال، والسَّيِّئة للأنثَى، قال:

والله يعفو عن السيئات والزلل  

والسَّيّئة: اسم كالخطيئة. والسُّوءَى، بوزن فُعلَى: اسم للفَعْلة السَّيِّئة، بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولة على جهة النَّعْت في حدّ أّفعل وفُعْلَى كالأَسْوَأ والسُّوءَى، رجلٌ أَسوَأ، وامرأة سُوءَى، أي: قبيحة. سوأة: اسم أبي حيّ من قيس بن عامر. والسَّوْأةُ: فرج الرَّجُل والمراة، قال الله عز وجل: فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ، والعرب إذا أرادوا شيئين من شيئين هما من خِلْقةٍ في نفس الشّيء، نحو القلب واليد، قالوا: قلوبهما وايديهما ونحو ذلك. والسَّوْأةُ: كلُّ عمل وأمر شائن.. ويُقال: سَوْأَةً لفُلانٍ، نصبٌ، لأنه ليس بخبر إنّما هو شَتْم ودعاء. والسّوأة السَّوءاء: المرأة المخالفة. وتقول في النَّكرة: رجلُ سَوْءٍ، وإذا عرّفت، قلت: هذا الرجل السَّوْءُ، ولم تُضِفْ.. وتقول: هذا عَمَلُ سَوْء، ولم تقل [العمل] السّوء، لأنّ السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل لأن الفعل من الرّجل وليس الفعل من السَّوْء، كما تقول: [قول صِدْقٍ، والقولُ الصِّدْق، ورجل صِدْق، ولا تقول] : الرّجلُ الصِّدْق لأنّ الرّجل ليس من الصدق. وأمّا السُّوءُ فكلّ ما ذكر بسيىء فهو السُّوء. ويكنّى بالسُّوء عن البرص، قال [جلّ وعزّ] : تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ*

، أي: برص. ويقال: لا خير في قول السُّوء، فإِذا فتحت السِّين فهو على ما وصفنا. وإذا ضممت السّين فمعناه: لا تقل سُوءاً. وتقول: استاء فلانٌ من السُّوء، [وهو] بمنزلة اهْتَمّ من الهَمّ،

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه و [على] اله وسلم: أنّ رجلاً قص عليه رؤيا فاستاء لها 

، أي: الرؤيا ساءته فاستاء لها إنّما هو افتعل منه.
س وأ

ساءَهُ سَوْءاً ومَسَائِيَةً فَعَل به ما يكره قال سيبيوه سألتُ الخليل عن سَوَائِيَة فقال هي فَعَالِيَةٌ بمنزلة عَلاَنِية قال والذين قالوا سَوايةً حذفُوا الهمزة كما حَذَفوا همزة هارٍ ولاثٍ كا اجتمع أكثرهم على تَرْك الهمز في مَلَك وأَصْلُه مَلأَكٌ وقال وسألته عن مَسَائِيةً هي مَقْلُوبة وإنما كان حدّها مَسَاوِئَةٌ فكَرِهُوا الواو مع الهمزة لأنهما حرفان مُسْتَثْقَلان واسْتاءَ هو اهْتَمَّ وسُؤْتُ له وَجْهَه قَبَّحْتُهُ وساء الشيء سَوْءاً قَبُحَ ورَجُلٌ أَسْوَءُ قَبِيحٌ والأُنْثى سَوْآء وقيل هي فَعْلاء لا أفعَل لها وفي الحديث سَوْآءُ وَلُودٌ خَيْرٌ من حَسْنَاء عقيمٌ وكل كلمة قبيحة أو فَعْلَة قبيحة سَوْآء قال أبو زُبَيْد في رَجٌ لٍ من طَيِّئ نزل به رَجُلٌ من شَيْبان فأَضافَه الطائِي وأحسن إليه وسقاه فلما أسرع الشراب في الطائي افتخر ومد يده فوثب عليه الشيباني فقطع يده فقال أبو زُبَيْد

(ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينَا ... في شَرابٍ ونَعْمة وشِواءِ ... لَمْ يَهَبْ حُرْمَةَ النَّدِيمِ وحُقَّتْ ... يَا لَقَوْمِي للسَّوْأةِ السَّوْآءِ) وخَزْيانُ سَوْآنُ من القُبْح والسُّوأى بوزن فُعْلَى خلافُ الحُسْنَى وقوله تعالى {ثم كان عاقِبَةَ الَّذِينَ أساءُوا السُّوأَى} الذين أَساءُوا هنا الذين أَشْرَكُوا وأسَاءَ خلافُ أَحْسَن وأَسَاءَ الشيءَ أَفْسَدَه ولم يُحْسِن عَمَلَه وفي المثل أساءَ كارِهاً ما عَمِل وذلك أن رجلاً أكرهه آخَرُ على عَمَلٍ فأساءَ عَمَلَه يــضرب هذا للرجل يطلب الحاجة فلا يبالغ فيها والسَّيِّئَةُ الخَطِيئَةُ وقَوْلٌ سَيِّئٌ يَسُوءُ وفي التنزيل {اسْتِكْباراً في الأرض ومَكْرَ السَّيِّئ} الروم 10 فأضاف وفيه {ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بأَهْلِه} فاطر 43 والمعنى مَكْرُ الشِّرْك وقرأ ابن مسعود ومَكْراً سَيِّئاً على النَّعْتِ وقوله

(أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْأَ بفِعْلِهم ... أم كَيْفَ يَجْزُونَنِي السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ)

فإنه أراد سَيِّئاً فخفف كَلَيْنٍ من لَيِّن وهَيْنٍ من هَيِّن وأراد من الحُسْنَى فوضع الحَسَن مكانه لأنه لا يمكنه أكثر من ذلك وسَوَّأَ عَلَيْه قال أَسَأْتُ والسَّوْءَةُ الفَرْجُ ورَجُلُ سَوْءٍ يَعْمَلُ عَمَل سَوْءٍ وإذا عَرَّفْتَه وَصَفْت به وإن اللَّيلَ طَوِيلٌ ولا يَسُوءُ بالُهُ أي لا يَسُوؤني بالُه عن اللحيانيِّ قال ومعناه الدُّعاء والسُّوءُ اسم جامعٌ للآفات وقوله تعالى {وما مسني السوء} الأعراف 188 قيل معناه ما بي من جُنُونٍ لأنهم نَسَبُوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجُنُون وقوله تعالى {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} يوسف 24 قال الزجاج السُّوء خيانة صاحبه والفحشاء رُكُوب الفاحشة وقوله {أُولئكَ لهم سُوءُ الحِسَابِ} الرعد 18 قال الزجاج سُوء الحساب أن تقبل منهم حسنة ولا يتجاوز عن سيئة لأن كُفْرَهُم أحبط أَعْمَالَهُم كما قال {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} محمد 1 وقيل سوءُ الحِسابِ أن يُسْتَقْصَى عليه حسابُه ولا يُتَجاوز له عن شيءٍ من سَيَّئاتِه وكلاهما فيه عطب ألا تراهم قالوا مَنْ نُوقِشَ الحساب هلك والسُّوءُ البَرَصُ وبنُو سُوءَةَ حَيٌّ من قَيْس
سوأ
السُّوءُ: كلّ ما يغمّ الإنسان من الأمور الدّنيويّة، والأخروية، ومن الأحوال النّفسيّة، والبدنيّة، والخارجة، من فوات مال، وجاه، وفقد حميم، وقوله: بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
[طه/ 22] ، أي: من غير آفة بها، وفسّر بالبرص، وذلك بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال:
إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ [النحل/ 27] ، وعبّر عن كلّ ما يقبح بِالسَّوْأَى، ولذلك قوبل بالحسنى، قال: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى
[الروم/ 10] ، كما قال:
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى [يونس/ 26] ، والسَّيِّئَةُ: الفعلة القبيحة، وهي ضدّ الحسنة، قال: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً [البقرة/ 81] ، قال: لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ [النمل/ 46] ، يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود/ 114] ، ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء/ 79] ، فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا [النحل/ 34] ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون/ 96] ، وقال عليه الصلاة والسلام: «يا أنس أتبع السّيّئة الحسنة تمحها» ، والحسنة والسّيئة ضربــان: أحدهما بحسب اعتبار العقل والشرع، نحو المذكور في قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها [الأنعام/ 160] ، وحسنة وسيّئة بحسب اعتبار الطّبع، وذلك ما يستخفّه الطّبع وما يستثقله، نحو قوله:
فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ [الأعراف/ 131] ، وقوله: ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ [الأعراف/ 95] ، وقوله تعالى: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ
[النحل/ 27] ، ويقال: سَاءَنِي كذا، وسُؤْتَنِي، وأَسَأْتَ إلى فلان، قال: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الملك/ 27] ، وقال: لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ
[الإسراء/ 7] ، مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ [النساء/ 123] ، أي: قبيحا، وكذا قوله:
زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ [التوبة/ 37] ، عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ
[الفتح/ 6] ، أي: ما يسوءهم في العاقبة، وكذا قوله: وَساءَتْ مَصِيراً [النساء/ 97] ، وساءَتْ مُسْتَقَرًّا [الفرقان/ 66] ، وأما قوله تعالى: فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ [الصافات/ 177] ، وساءَ ما يَعْمَلُونَ [المائدة/ 66] ، ساءَ مَثَلًا
[الأعراف/ 177] ، فساء هاهنا تجري مجرى بئس، وقال: وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ [الممتحنة/ 2] ، وقوله: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الملك/ 27] ، نسب ذلك إلى الوجه من حيث إنه يبدو في الوجه أثر السّرور والغمّ، وقال:
سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً
[هود/ 77] :
حلّ بهم ما يسوءهم، وقال: سُوءُ الْحِسابِ [الرعد/ 21] ، وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [الرعد/ 25] ، وكنّي عن الْفَرْجِ بِالسَّوْأَةِ . قال: كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ
[المائدة/ 31] ، فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي [المائدة/ 31] ، يُوارِي سَوْآتِكُمْ [الأعراف/ 26] ، بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما [الأعراف/ 22] ، لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما
[الأعراف/ 20].
سوأ
ساءه يَسُوْؤه سَوْءً - بالفتح - ومَسَاءَةً ومَسَائيَةً: نقيض سَرَّه، والاسم السُّوء - بالضم -، وقرأ عبد الله ابن كثير وأبو عمرو:) دائرةُ السُّوْء (يعني الهزيمة والشر، وقرأ الباقون بالفتح وهو من المَسَاءَة. وقوله تعالى:) تَخْرُجْ بيضاءَ من غيرِ سُوْء (أي من غير بَرَص. وقوله جل ذكره:) لَنَصْرفَ عنه السُّوءَ (أي خيانة صاحبة العزيز. و) سُوْءُ الحِساب (: هو ألاَّ تُقْبَلَ منهم حَسنة ولا تُغفر لهم سيِّئة.
وقولهم: ما أنْكِركَ من سوء: أي لم يكن إنكاري إيّاك من سوء رأيته وإنما هو لقلة المعرفة.
والسُّوْءى: نقيض الحسنى، قال أبو الغول النَّهْشَلِيّث وليس لأبي الغول الطُّهوي:
ولا يَجْزُوْنَ من حَسَنٍ بسُوْءى ... ولا يَجْزُوْنَ من غِلَظٍ بِلِيْنِ
ويروى: " بسوءٍ " و " بِسَيءٍ ".
والسُّوْءى في قوله تعالى:) ثُم كان عاقِبَةَ الذين أساءُوا السُّوْءى (أي عاقبة الذين أشركوت النار.
وتقول: هذا رجل سَوْءٍ - بالإضافة - ثم تُدخل عليه الألف واللام فتقول: هذا رجل السَّوْء؛ ويقال: الحق اليقين وحق اليقين جميعاً، لأن السَّوْءَ ليس بالرجل؛ واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: رجل السُّوءٍ - بالضم -.
والسَّيِّئةُ: أصلها سَيْوٍءئَةٌ؛ فقُلِبت الواو ياء وأدغمت. وقوله تعالى) ثمَّ بدَّلنا مكان السَّيئَةِ الحَسَنةَ (أي مكان الجَدْب والسَّنةِ الخِصْبَ والحيا. وقوله جل وعز:) ويَسْتَعْجِلُوْنَكَ بالسَّيِّئة قبلَ الحَسَنَةِ (أي يطلبون العذاب. وقوله:) وما أصابَكَ من سيئة فمن نفسِك (أي من أمْرٍ يَسُوْؤكَ.
ويقال: فلان سيئ الاختيار، وقد يُخفَّف فيقال: سيئ؛ مثل هيِّنٍ وهَيْنٍ ولَيِّنٍ ولَيْنٍ، وقد سبق الاستدلال ببيت أبي الغول.
ورجل أسوأ وامرأة سَوْءآءُ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: سَوْآءُ وَلُوْدٌ خير من حسناء عقيم، وكذلك كل خَصْلَةٍ أو فَعْلَةٍ قبيحة، قال أبو زبيد حَرْملة بن المنذر الطائي:
لم يَهَبْ حُرْمَةَ النَّديم وحُقَّتْ ... يا لَقَوْمٍ للسَّوْءَةِ السَّوْءآءِ
والسَّوْءَةُ: العورة والفاحشة. ويقال: له عندي ما ساءه وناءه وما يسوْؤه ويَنُوْؤه.
ابن السكِّيت: سُؤْتُ به ظنّا وأسَأْتُ به الظن قال: يُثْبِتُونَ الألف إذا جاؤوا بالألف واللام. وسُؤْتُ الرجل سَوايةً ومسايةً - مُخَفَّفَتان -: أي ساءه ما رآه مني. وزاد أبو زيد: سَوَاءَةً - بالهمز -. وقال سيبويه: سألته - يعني الخليل - عن سُؤْتُه سَوَائيَةً فقال: هي فَعَاليةُ بمنزلة علانية؛ والذين قالوا سواية حذفوا الهمزة وأصلها الهمز، قال: وسألته عن مسائية فقال: مقوبة وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة؛ والذين قالوا مسايةً حذفوا الهمز تخفيفاً.
وقولُهم: الخَيل تجريعلى مَساوئها: أي إنَّها وإِن كانت بها أوصابٌ وعُيوبٌ فانَّ كَرَمَها يحمِلُها على الجَري.
وسُواءَةُ - بالضمِّ والمَدِّ -: من الأعلام.
وأساءَ: نقيضُ أحسنَ. وسَوَّأتُ عليه ما صَنَعَ تَسوئةً وتَسويئاً: إذا عِبتَه عليه وقُلتَ له: أسَأتَ، يقال: اِن أسَأتُ فَسَوّيء عَلَيَّ. وفي الحديث: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله لو أني لَقيتُ أبي في المشركين فَسمِعتُ منه مَقالةً قبيحةً لك فما صَبَرتُ أن طَعَنتُه بالرُّمح فَقتَلتُه فما سَوَّأ ذلكم عليه.
واستاءَ الرجل من السُّوء: افتَعَل؛ منه، كما تقول من الغَمِّ: اغتَمَّ، على وَزنِ اسطاعَ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " 41 - أ ": أنَّ رجلاً قَصَّ عليه رؤيا فاستاءَ لها؛ ثمَّ قال: خِلافَةُ نُبوَّةٍ ثم يؤتس الله المُلكَ مَن يشاء، ويُروى: فاستاءَ لها: أي طَلب تأويلَها بالتَأمُّل والنَّظر.

سوأ: ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءة وسَوايةً

وسَوائِيَةً ومَساءة ومَسايةً ومَساءً ومَسائِيةً: فعل به ما يكره، نقيض سَرَّه. والاسم: السُّوءُ بالضم. وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً، يخففان، أَي ساءَهُ ما رآه مِنّي.

قال سيبويه: سأَلت الخليل عن سَوائِيَة، فقال: هي فَعالِيةٌ بمنزلة

عَلانِيَةٍ. قال: والذين قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ. قال:

وسأَلته عن مسائية، فقال: هي مقلوبة، وإِنما حَدُّها مَساوِئَةٌ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان <ص:96> مُسْتَثْقَلانِ. والذين قالوا: مَسايةً، حذفوا الهمز تخفيفاً. وقولهم: الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي إِنها وإِن كانت بها أَوْصابٌ وعُيُوبٌ، فإِنَّ كَرَمها يَحْمِلُها على الجَرْي.

وتقول من السُّوءِ: اسْتاءَ فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتاءَ هو: اهْتَمَّ. وفي حديث النبي صلى اللّه

عليه وسلم: أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها، ثم قال: خِلافةُ

نُبُوَّةٍ، ثم يُؤْتِي اللّهُ الـمُلْكَ مَن يشاء. قال أَبو عبيد: أَراد

أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها، افْتَعل من الـمَساءة. ويقال:

اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك. ويروى: فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل.

ويقال: ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً.

والسُّوءُ: الفُجُورُ والـمُنْكَر.

ويقال: فلان سيِّىءُ الاخْتِيار، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ

ولَيْنٍ. قال الطُّهَوِيُّ:

ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ، * ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْنِ

ويقال: عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. ابن السكيت:

وسُؤْتُ به ظَنّاً، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، قال: يثبتون الأَلف إِذا جاؤُوا

بالأَلف واللام. قال ابن بري: إِنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ، فالظَّنُّ

مفعول به، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ. ويقال أَسَأْت به

وإِليه وعليه وله، وكذلك أَحْسَنْت. قال كثير:

أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لا مَلُولةٌ * لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ

وقال سبحانه: وقد أَحْسَنَ بِي. وقال عز مِن قائل: إِنْ أَحْسَنْتُم

أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها. وقال: ومَن أَساءَ فعليها.

وقال عزَّ وجل: وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ.

وسُؤْتُ له وجهَه: قَبَّحته.

الليث: ساءَ يَسُوءُ: فعل لازم ومُجاوِز، تقول: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ

سَوْءاً، فهو سيِّىءٌ، إِذا قَبُحَ، ورجل أَسْوَأ: قبيح، والأُنثى سَوْآءُ:

قَبِيحةٌ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها. وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ. قال الأُموي:

السَّوْآءُ القبيحةُ، يقال للرجل من ذلك: أَسْوأُ، مهموز مقصور، والأُنثى سَوْآءُ. قال ابن الأَثير: أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر رضي اللّه عنه. ومنه حديث عبدالملك بن عمير: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إِليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ. وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها.

والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ الـمُخالِفة. والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ. وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ.

قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّىءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه، فقال أَبو زُبَيْدٍ:

ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا، * في شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ

لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ، * يا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ

ويقال: سُؤْتُ وجه فلان، وأَنا أَسُوءُه مَساءة ومَسائِيَةً،

والـمَسايةُ لغة في الـمَساءة، تقول: أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ. ويقال:

أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ. وخَزْيانُ سَوْآنُ: من القُبْح. والسُّوأَى، بوزن فُعْلى: اسم للفَعْلة السَّيِّئَة بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولةٌ على جهةِ النَّعْت في حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإِ والسُّوأَى.

والسُّوأَى: خلاف الحُسْنَى. وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى؛ الذين أَساؤُوا هنا الذين أَشْرَكُوا. والسُّوأَى: النارُ.

وأَساءَ الرجلُ إِساءة: خلافُ أَحسَن. وأَساءَ إِليه: نَقِيضُ أَحْسَن إِليه.

وفي حديث مُطَرِّف، قال لابنه لما اجْتَهد في العِبادة: خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها، والحَسَنةُ بين السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ

والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بينهما حَسَنةٌ. وقد كثر ذكر السَّيِّئة في

الحديث، وهي والحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة. يقال: كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة.

وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه. وأَساءَ فلانٌ

الخِياطةَ والعَمَلَ. وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ. وذلك أَنَّ رجلاً

أَكْرَهَه آخَر على عمل فأَساءَ عَمَله. يُــضْرَب هذا للرجل يَطْلُب الحاجةَ(1)

(1 قوله «يطلب الحاجة» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني: يطلب إليه الحاجة.) فلا يُبالِغُ فيها.

والسَّيِّئةُ: الخَطِيئةُ، أَصلها سَيْوئِةٌ، فقُلبت الواو ياءً

وأُدْغِمت. وقولٌ سَيِّىءٌ: يَسُوء. والسَّيىِّءُ والسَّيِّئةُ: عَمَلانِ

قَبِيحانِ، يصير السَّيِّىءُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى.

واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ. وفي التنزيل العزيز: ومَكْرَ السَّيىِّءِ،

فأَضافَ.

وفيه: ولا يَحِيقُ الـمَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه، والمعنى مَكْرُ

الشِّرْك.وقرأَ ابن مسعود: ومَكْراً سَيِّئاً على النعت. وقوله:

أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعِلهِم، * أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ؟

فإنه أَراد سَيِّئاً، فخفَّف كهَيْنٍ من هَيِّنٍ. وأَراد من الحُسْنَى

فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم يمكنه أَكثر من ذلك. وسَوَّأْتُ عليه فِعْلَه وما صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِئياً إِذا عِبْتَه عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ.

ويقال: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني، وإنْ أَسَأْتُ فَسَوٍّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي. وفي الحديث: فما سَوَّأَ عليه ذلك، أَي ما قال

له أَسأْتَ.

قال أَبو بكر في قوله ضرب فلانٌ على فلانٍ سايةً: فيه قولان: أَحدُهما السايةُ، الفَعْلة من السَّوْء، فتُرك همزُها، والمعنى: فَعَل به ما يؤَدِّي إِلى مكروه والإِساءة بِه. وقيل: ضرب فلان على فلان سايةً معناه: جَعل لما يُريد أَن يفعله به طريقاً. فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ، كان في الأَصل سَوْية فلما اجتمعت الواو والياء، والسابق ساكن، جعلوها ياءً مشدَّدة، ثم استثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوهما ما قبله، فقالوا سايةٌ كما قالوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ، والأَصل دِوَّانٌ، فاستثقلوا التشديد، فأَتْبَعُوه الكسرة التي قبله.

والسَّوْأَة: العَوْرة والفاحشة. والسَّوْأَة: الفَرْجُ. الليث:

السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل والمرأَة. قال اللّه تعالى: بَدَتْ لهما سَوْآتُهما.

قال: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائن. يقال: سَوْأَةً لفلان، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء. وفي حديث الحُدَيْبِيةِ والـمُغِيرة: وهل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلاَّ أَمْسِ؟ قال ابن الأَثير: السَّوْأَةُ في الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إِلى كل ما يُسْتَحْيا منه إِذا ظهر من قول

<ص:98> وفعل، وهذا القول إِشارة إِلى غَدْرٍ كان الـمُغِيرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ في الجاهلية، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم. وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: وطَفِقا يَخْصِفان عليهما مِنْ وَرَقِ الجَنَّة؛ قال:

يَجْعلانِه على سَوْآتِهما أَي على فُرُوجِهما.

ورَجُلُ سَوْءٍ: يَعملُ عَمَل سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَه وصَفْت به وتقول:

هذا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، وتُدخِلُ عليه الأَلفَ واللام فتقول: هذا

رَجُلُ السَّوْء. قال الفرزدق:

وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً * بِصاحِبه، يوْماً، أَحالَ على الدَّمِ

قال الأَخفش: ولا يقال الرجُلُ السَّوْءُ، ويقال الحقُّ اليَقِينُ،

وحَقُّ اليَّقِينِ، جميعاً، لأَنَّ السَّوْءَ ليس بالرجُل، واليَقِينُ هُو

الحَقُّ. قال: ولا يقال هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم. قال ابن بري: وقد أَجاز الأَخفش أَن يقال: رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ، بفتح السين فيهما، ولم يُجوِّزْ رجل سُوء، بضم السين، لأَن السُّوء اسم للضر وسُوء الحال، وإِنما يُضاف إِلى الـمَصْدر الذي هو فِعْلُه كما يقال رجلُ الــضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فلهذا جاز أَن يقال: رجل السَّوْءِ، بالفتح، ولم يَجُز أَن يقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بالضم.

قال ابن هانئ: المصدر السَّوْءُ، واسم الفِعْل السُّوءُ، وقال:

السَّوْءُ مصدر سُؤْته أَسُوءُه سَوْءاً، وأَما السُّوء فاسْم الفِعْل. قال

اللّه تعالى: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ، وكنتُمْ قَوْماً بُوراً. وتقول في

النكرة: رجل سَوْءٍ، وإِذا عَرَّفت قلت: هذا الرَّجلُ السَّوْءُ، ولم

تُضِفْ، وتقول: هذا عَمَلُ سَوْءٍ، ولا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل، لأَن الفِعل من الرجل وليس الفِعل من السَّوْءِ، كما تقول: قَوْلُ صِدْقٍ، والقَوْلُ الصِّدْقُ، ورَجلٌ صِدْقٌ، ولا تقول: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرجل ليس من الصِّدْقِ.

الفرّاء في قوله عز وجل: عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ مثل قولك: رجلُ السَّوْءِ.

قال: ودائرةُ السَّوْءِ: العذابُ. السَّوْء، بالفتح، أَفْشَى في القراءة

وأَكثر، وقلما تقول العرب: دائرةُ السُّوءِ، برفع السين. وقال الزجاج في قوله تعالى: الظانِّينَ باللّه ظَنَّ السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوْءِ.

كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والـمُؤْمِنون إِلى أَهليهم،

فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ عليهم. قال: ومن قرأَ ظَنَّ السُّوء، فهو

جائز. قال: ولا أَعلم أَحداً قرأَ بها إِلاَّ أَنها قد رُوِيت. وزعم الخليل وسيبويه: أَن معنى السَّوْءِ ههنا الفَساد، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ، وهو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لا يَرجِعون.

قال اللّه تعالى: عليهم دائرةُ السَّوْءِ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ

بهم. قال الأَزهريّ: قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ، بضم السين مـمدودة، صحيح، وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: دائرة السُّوءِ، بضم السين ممدودة، في سورة براءة وسورة الفتح، وقرأَ سائر القرّاءِ السَّوْء، بفتح السين في السورتين. وقال الفرّاءُ في سورة براءة في قوله تعالى:

ويَتَرَبَّصُ بكم الدَّوائر عليهم دائرةُ السَّوْءِ؛ قال: قرأَ القُرَّاءُ بنصب السين، وأَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءة

ومَسائِيةً وسَوائِيةً، فهذه مصادر، ومَن رَفع السين جَعَله اسماً كقولك: عليهم دائرةُ البَلاءِ والعَذاب. قال: ولا يجوز ضم السين في قوله تعالى: ما كان أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ؛ ولا في قوله: وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم: هذا رجلُ صِدْقٍ، وثوبُ صِدْقٍ، وليس للسَّوءِ ههنا معنى في بَلاءٍ ولا عَذاب، فيضم. وقرئَ قوله تعالى: عليهم

<ص:99>

دائرةُ السُّوءِ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فهو من الـمَساءة. وقوله عز وجل:

كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ؛ قال الزجاج: السُّوءُ: خِيانةُ

صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الفاحشة. وإِنَّ الليلَ طَوِيلٌ ولا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه، عن اللحياني. قال: ومعناه الدُّعاءُ. والسُّوءُ:

اسم جامع للآفات والداءِ. وقوله عز وجل: وما مَسَّنِي السُّوءُ، قيل معناه: ما بِي من جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الجُنون.

وقوله عز وجل: أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ؛ قال الزجاج: سُوءُ الحسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم حسَنةٌ، ولا يُتجاوَز عن سيئة، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كما قال تعالى: الذين كَفَرُوا وصَدُّوا عن سبيل اللّه أَضلَّ أَعمالَهم. وقيل: سُوءُ الحساب: أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه، وكلاهما فيه. أَلا تَراهم قالوا(1)

(1 قوله «قالوا من إلخ» كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.

وقولهم: لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة. ويقال: إِنَّ السُّوءَ البَرَصُ. ومنه قوله تعالى: تَخرُج بَيْضاءَ من غير سُوءٍ، أَي من غير بَرَصٍ. وقال الليث: أَمَّا السُّوءُ، فما ذكر بسَيِّىءٍ، فهو السُّوءُ.

قال: ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص، ويقال: لا خير في قول السُّوءِ، فإِذا فتَحتَ السين، فهو على ما وصَفْنا، وإِذا ضممت السين، فمعناه لا تقل سُوءاً.

وبنو سُوءة: حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي.

سو

أ1 سَآءَ, (Lth, M, Msb, K,) aor. ـُ (Lth, Msb,) inf. n. سَوْءٌ, (Lth, M,) or سَوَآءٌ, like سَحَابٌ, (K,) [but the former is that which is commonly known,] It (a thing, Lth, M) was, or became, evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly. (Lth, M, Msb, K.) It is used in this sense, (IKt, TA,) or [rather] is like بِئْسَ, (Bd, Jel,) in the Kur [xvii. 34], where it is said, سَآءَ سَبِيلًا [Evil, &c., is it as a way of acting]: (IKt, Bd, Jel, TA:) which is like the saying, سَآءَ هٰذَا مَذْهَبًا [Evil, &c., is this as a way of acting or believing, &c.]: the noun being in the accus. case as a specificative. (IKt, TA.) And so in the saying, سَآءَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ صَنِيعًا [Evil, &c., as an action, is that which such a one has done]. (TA.) b2: One says also, سُؤْتُ بِهِ ظَنًّا, and أَسَأْتُ ↓ بِهِ الظَّنَّ , [lit. I was evil in opinion respecting him, or it, and I made the opinion respecting him, or it, to be evil, each virtually meaning I held, or formed, an evil opinion respecting him, or it,] the noun being determinate, with the article ال, in the latter case, (ISk, S, Msb, TA,) because it is an objective complement, for the verb is trans., (IB, TA,) and the noun being indeterminate in the former case, (IB, Msb, TA,) because it is in the accus. case as a specificative; (IB, TA;) but some allow it to be indeterminate after ↓ أَسَأْتُ, which is here the contr. of أَحْسَنْتُ. (Msb.) A2: It is also trans.: (Lth, TA:) you say, سَآءَهُ, (S, M, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. سَوْءٌ (S, M, K) and (??), with damm also, (TA, [and said to be an (??)n. in the Ksh and by Bd in ii. 46, but as it is (??) entioned as an inf. n. in the S nor in the M (??) the K, but is expressly said in all these to (??)st., I think that is should be rejected, or (??) as a quasi-inf. n. like كَلَامٌ and ثَوَابٌ (??) سَوَآةٌ (K) and سَوَآءَةٌ (Az, M, K) and (??), K,) of the measure فَعَالِيَةٌ, like (??) M,) and سَوَايَةٌ, (S, M, K,) which is a contraction of that next preceding, (Kh, S, M,) and مَسَآءٌ (M, K) and مَسَآءَةٌ, (S, M, K,) originally مَسْوَأَةٌ, (Har p. 81,) and مَسَائِيَةٌ, which is originally مَسَاوِئَةٌ, (Kh, S, M, K,) and مَسَايَةٌ, (S, M, K,) which is a contraction of that next preceding, (Kh, S,) and مَسَائِيَّةٌ, (M, K,) this last written in the L with two ى s, [i. e. مَسَاييِةٌ,] (TA,) [He did evil to him;] he did to him that which he disliked, or hated; (M, K;) he displeased, grieved, or vexed, him; contr. of سَرَّهُ. (S.) One says, سُؤْتُ الرَّجُلَ, meaning I displeased, grieved, or vexed, the man by what he saw [or experienced] from me. (S.) And أَرَدْتُ مَسَآءَتَكَ and مَسَائِيَتَكَ [I desired to displease, grieve, or vex, thee]. (Lth, TA.) And إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وَلَا يَسُؤْ بَالُهُ [Verily the night is long, and may the state thereof not displease, grieve, or vex, me]: meaning لَا يَسُؤْنِى بَالُهُ; and expressing a prayer. (Lh, M. [In the TA, in the place of بَالُهُ is put ما له; as though meaning مَا لَهُ مِنَ الحَوَادِثِ or the like, i. e. its events, or accidents, &c.]) And لَهُ عِنْدِي مَا سَآءَهُ وَنَآءَهُ [I have, belonging to him, or I owe him, what grieved him, and oppressed him by its weight], and مَا يَسُوْؤُهُ وَيَنُوْؤُهُ [what does, or will, grieve him, &c.]. (S.) تَرَكَ مَا يَسُوْؤُهُ وَيَنُوْؤُهُ [He left, or has left, what will grieve him, and oppress him by its weight, on the day of judgment, by the responsibility that it has imposed upon him,] is a prov., said of him who has left his property to his heirs. (Meyd, TA.) It is said that El-Mahboobee was possessed of riches; and when death visited him, he desired to make a testament; so it was said to him, “What wilt thou write? ” and he answered, “Write ye, 'Such a one,' meaning himself, 'has left what will grieve him, and oppress him by its weight:' ” i. e., property which his heirs will devour, while the burden thereof will remain upon him. (Meyd, TA.) [See also 4.] b2: One says also, سُؤْتُ وَجْهَ فُلَانٍ, aor. ـُ inf. n. مَسَآءَةٌ and مَسَائِيَةٌ, (Lth, TA,) i. q. قَبَحْتُهُ [i. e. I said, May God remove the person (lit. the face) of such a one far from good, or prosperity, &c.]. (TA. [It is said in a copy of the M, that سُؤْتُ لَهُ وَجْهَهُ means قَبَّحْتُهُ: but I think that the right explanation is قَبَحْتُهُ, without tesh-deed, meaning I said to him, قَبَحَ اللّٰهُ وَجْهَكَ: see art. قبح.]) 2 سوّأ [He corrupted, or marred]. You say, سَوِّ وَلَا تُسَوِّئْ Rectify thou, and do not corrupt, or mar. (A, TA.) [See also 4.] b2: سوّأ عَلَيْهِ He said to him أَسَأْتُ [Thou hast done ill]. (M.) You say, سَوَّأْتُ عَلَيْهِ مَا صَنَعَ, (S,) or صَنِيعَهُ, (K,) i. e. فِعْلَهُ, (TA,) inf. n. تَسْوِئَةٌ and تَسْوِىْءٌ, I discommended to him what he had done, or his deed; and said to him أَسَأْتَ [Thou hast done ill]. (S, K.) And إِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَىَّ [If I do ill, say thou to me, Thou hast done ill]. (S.) 4 أَسَآءَ, [inf. n. إِسَآءَةٌ,] He did evil, or ill; or acted ill; contr. of أَحْسَنَ: (S, M, K:) [and so]

اسِآء فِى فِعْلِهِ. (Msb.) You say, اسآء إِلَيْهِ (S, K) and لَهُ and عَلَيهِ and بِهِ (TA) He did evil or ill, or acted ill, to him. (S, K, TA.) b2: [See also أَسْوَى, in several senses, in art. سوي.]

A2: اسآءهُ He corrupted it, or marred it; (M, K;) [did it ill;] did it not well; namely, a thing. (M.) It is said in a prov., أَسَآءَ كَارِهٌ مَا عَمِلَ [An unwilling person did ill what he did]; relating to a man who was compelled against his will, by another, to do a thing, and marred it, or did it not well: it is applied to the man who seeks an object of want and does not take pains to accomplish it. (M, Meyd. *) See also 1, in two places, in the former half of the paragraph. [And see 2.]8 استآء He experienced evil, or that which he disliked or hated, (S, * K, TA,) or displeasure, (TA,) or grief, or anxiety. (M, TA.) اِسْتَآءَ لَهَا occurs in a trad. as meaning He (the Prophet) became displeased, or grieved, or anxious, on account of it; i. e., on account of a dream that had been related to him: or, accord. to one relation, the right reading is اِسْتَآلَهَا, meaning “ he sought the interpretation of it, by consideration. ” (TA.) سَوْءٌ is an inf. n. of سَآءَ, (Lth, S, M, K,) intrans., (Lth, M,) and trans.: (S, M, K:) and is also used as an epithet, applied to a man, (M, Msb, and Ham p. 712,) and to an action. (Msb.) Yousay رَجُلُ سَوْءٍ (S, M, Msb, K) [A man of evil nature or doings; or] a man who does what is evil, displeasing, grievous, or vexatious: (M, TA:) and رَجُلُ السَّوْءِ [the man of evil nature or doings &c.]: (S, K:) and ذِئْبُ السَّوْءِ [the wolf of evil nature &c.], as in a verse cited voce أَحَالَ, in art. حول: (S:) and عَمَلُ سَوْءٍ [a deed of evil nature]: (M, Msb:) and عَمَلُ السَّوْءِ [the deed of evil nature]: (Ham p. 498:) and نَعْتُ سَوْءٍ [an epithet of evil nature]: (O and K in art. سحق:) and سَعْفُ سَوْءٍ a bad commodity: (O and TA in art. سعف:) and if you make the former word determinate [by means of the article ال], you use the latter as an epithet [also], (M, * Msb, and Ham, p. 712, *) and you say الرَّجُلُ السَّوْءُ [the evil man, or the man who does what is evil &c.]: (Msb, and Ham p. 712:) and العَمَلُ السَّوْءُ [the evil deed]: (Msb:) [this last phrase I hold to be correct, regarding السَّوْءُ in this case as originally an inf. n. of the intrans. verb سَآءَ, and therefore capable of being used as an epithet applied to anything; though] IB says that السَّوْءُ used as an epithet is applied to a man but not to a deed: (TA:) [in what here follows from the S, denying the correctness of another phrase mentioned above on the authority of lexicologists of high repute, there is, in my opinion, an obvious mistranscription, twice occurring, السَّوْءُ for السُّوْءُ, which I suppose to have passed from an early copy of that work into most other copies thereof, for I find it alike in all to which I have had access:] Akh says, one should not say الرَّجُلُ السَّوْءُ, though one says الحَقُّ اليَقِينُ as well as حَقُّ اليَقِينِ; for السَّوْءُ is not the same as الرَّجُلُ, but اليَقِينُ is the same as الحَقُّ: he says, also, nor should one say, هٰذَا رَجُلُ السُّوْءِ with damm: (S:) [here the expres-sion “ with damm ” may perhaps be meant to refer to السوء in all of the three instances above; not in the last only:] IB says, [in remarking on this passage of the S, in which he appears to have read السُّوْء, with damm, in all of the three instances,] Akh allows one's saying رَجُلُ السَّوْءِ and رَجُلُ سَوْءٍ, with fet-h to the س in both; but not رَجُلُ السُّوْءِ, with damm to the س, because السُّوْءُ is a subst., meaning “ harm, injury, hurt, mischief, or damage,” and “ evilness of state or condition; ” and رَجُل is prefixed, as governing a gen. case, only to the inf. n.: and he adds that one says, هٰذَا الرَّجُلُ السَّوْءُ, not prefixing [the former noun to the latter, but using the latter as an epithet]. (TA.) b2: See also the next paragraph, in six places.

سُوْءٌ is the subst. from سَآءَهُ; (S, M, * K;) [so, app., accord. to the generality of the lexicologists;] or inf. n. (Ksh and Bd in ii. 46) of سَيِّئٌ, (Ksh ibid.,) or of سَآءَ, aor. ـُ (Bd ibid.,) or of سَآءَهُ [q. v.]; (TA;) signifying Evilness, badness, abominableness, foulness, or unseemliness; [and displeasingness, grievousness, or vexatiousness;] as, for instance, of natural disposition, and of doings: (Ksh ubi suprà:) vitious, immoral, unrighteous, sinful, or wicked, conduct: [hence, رَمَاهُ بِسُوْءٍ: see art. رمي:] anything disapproved, or disallowed; or regarded as evil, bad, abominable, foul, or unseemly: (S, TA:) [an evil action or event:] evilness of state or condition: harm, injury, hurt, mischief, or damage: (IB, TA:) anything that is mentioned as being سَيِّئ [i. e. evil, &c.]: (Lth, TA:) any evil, evil affection, cause of mischief or harm or injury, noxious or destructive thing, calamity, disease, or malady: (M, K, TA:) [pl. أَسْوَآءٌ, accord. to a general rule.] The saying مَا أُنْكِرُكَ مِنْ سُوْءٍ means I do not disacknowledge thee in consequence of سُوْء [i. e. evilness, &c.,] that I have seen in thee, but only in consequence of my little knowledge of thee. (S.) لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوْءَ وَالفَحْشَآءَ, in the Kur [xii. 24], is said by Zj to mean, [In order that we might turn away from him] unfaithfulness to his master, and adultery. (M, TA.) And سُوْءُ الحِسَابِ, in the Kur [xiii. 18, i. e. The evilness of the reckoning], is expl. by him as meaning a reckoning in which no good work will be accepted, and no evil work passed over; because infidelity will have made the former to be of no avail: or, as some say, it means a reckoning pursued to the utmost extent, in which no evil work will be passed over. (M, TA.) لَا خَيْرَ فِى قَوْلِ السُّوْءِ means There is no good in thy saying سُوْء [i. e. a thing that is evil; قول being here used in its original sense of an inf. n.]: but if you say ↓ السَّوْء, [you use قول in the sense of مَقُول, and] the meaning is, in evil speech. (TA as from the K, but not in the CK nor in my MS. copy of the K.) سُوْءٌ accord. to one reading, and ↓ سَوْءٌ accord. to another, (K, TA, [but all that is given in this sentence as from the K is so given only on the authority of the TA, not being in the CK nor in my MS. copy of the K]) the latter of which readings is the more common, (TA,) in the phrase دَائِرَةُ السّوء, (K, TA,) in the Kur [ix. 99 and xlviii. 6], (TA,) mean Defeat, and evil; (K, TA;) and trial, or affliction, and torment; (TA;) and perdition, and destruction, or corruption: (K, TA:) and in like manner in the saying, أُمْطِرَتْ مَطَرَ السّوءِ, (K, TA,) in the Kur [xxv. 42]: (TA:) or السُّوْء means harm, injury, hurt, mischief, or damage; and evilness of state or condition; [as expl. before;] and ↓ السَّوْء, corruption, or destruction, or perdition: (K, * TA:) or السُّوْء in the phrase دَائِرَةُ السُّوْءِ means defeat and evil; and the reading ↓ السَّوْء is from [i. e. syn. with] المَسَآءَة [as inf. n.]. (S. [See also دَائِرَةٌ, in art. دور.]) Accord. to Zj, in the saying in the Kur [xlviii. 6], ↓ الظَّانِّينَ بِاللّٰهِ ظَنَّ السَّوْءِ, (TA,) meaning ظَنَّ الأَمْرِ السَّوْءِ [i. e. Who opine, of God, the opining of the evil thing], (Bd,) it is allowable to read ظَنَّ السُّوْءِ; (T, TA;) and thus some read in this instance: (Jel:) but AM says, in the saying in the Kur [xlviii. 12], ↓ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ [And ye opined the evil opining], it is read only with fet-h, and damm to the س is not allowable in this instance, for there is in it no meaning of trial, or affliction, and torment: (TA:) [for this distinction, however, I see no reason; and it is not correct; for] السوء is with fet-h and with damm to the س in the three sentences [whereof this last is one] in which it occurs in this chapter. (Jel.) b2: In the Kur vii. 188, it is said to mean (assumed tropical:) Diabolical possession; or insanity, or madness. (M, TA.) b3: (tropical:) Leprosy, syn. بَرَصٌ, (Lth, S, M, K, TA,) is said to be its meaning in the Kur xx. 23 and xxvii. 12 and xxviii. 32. (S, TA.) b4: (assumed tropical:) The fire: so in the Kur xxx. 9, accord. to the reading السُّوْءَ: (K, TA:) said to mean there Hell: but the reading commonly known is ↓ السُّوْءَى. (TA.) b5: And (assumed tropical:) Weakness in the eye. (K. [Thus, i. e. with damm to the س, in the CK and TK: in the TA said to be بالفتح; but this is evidently a mistake for بالضمّ.]) سَىْءٌ: see سَيِّئٌ.

سَوْءَةٌ The عَوْرَة [or pudendum], (S, Mgh, Msb,) i. e. (Msb) the فَرْج [which means the same, or the external portion of the organs of generation], (Lth, M, IAth, Msb, K,) of a man, and of a woman: (Lth, Msb, TA:) and the anus: (Az and TA in art. سوى:) dual سَوْءَتَانِ: and pl. سَوْآتٌ: so called because its becoming exposed to men displease [or shames] the owner thereof; (Msb;) or because of its unseemliness. (Ham p. 510.) In the Kur vii. 19, for سَوْآتِهِمَا, some read سَوَاتِهِمَا; and some, سَوَّاتِهِمَا. (Bd.) b2: In the Kur v. 34, it means The dead body, or corpse; (Bd, Jel;) because it is deemed unseemly to be seen. (Bd.) b3: Accord. to IAth, the former is the primary signification: and hence it is transferred to denote Any saying, or action, of which one is ashamed when it appears: (TA:) any evil, bad, abominable, foul, or unseemly, saying or action; (S, K, TA;) as also ↓ سَوْآءُ: (M:) any disgracing action or thing: (Lth, TA:) an evil, abominable, or unseemly, property, quality, custom, or practics; (K, TA;) as also ↓ سَوْآءُ, or ↓ سَوْءَى; (accord. to different copies of the K; [the latter perhaps fem. of ↓ أَسْوَأُ like the former, of the same class as دَفْأَى and دَنْأَى, or fem. of ↓ سَوْآنُ, like عَطْشَى fem. of عَطْشَانُ;]) or so both of these; (TA;) or so ↓ سَوْءَةٌ سَوْآءُ: (S:) [or this last means a property, &c., that is very evil &c.] One says, سَوْءَةً لِفُلَانٍ May a disgracing action or thing befall such a one; [or disgrace, or shame, to such a one;] using the accus. case because it is an expression of reviling and imprecation. (Lth, TA.) [See also سَيِّئَةٌ and سُوْءَى.] b4: ↓ السَّوْءَةُ السَّوْءَى [or ↓ السَّوْءَةُ السَّوْآءُ] also means The contrarious wife or woman. (TA.) سَايَةٌ as used in the saying ضَرَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ

سَايَةً is held by some to be originally with ء, and of the measure فَعْلَةٌ, from السَّوْءُ; so that the saying means Such a one did to such a one a thing that caused displeasure to him; and did evil to him: others hold that the saying means such a one made a way to do what he desired to such a one; in which case, ساية is of the measure فَعْلَةٌ from سَوَّيْتُ; originally سَوْيَةٌ, which is changed into سَيَّةٌ, and then into سَايَةٌ, in like manner as دِوَّانٌ is changed into دِيوَانٌ. (Aboo-Bekr, TA.) [See the same word in art. سوى.]

سَوْءَى: see سَوْءَةٌ, in two places.

سُوْءَى is [fem. of ↓ أَسْوَأُ, q. v., as meaning More, and most, evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly: and is also] a subst. signifying an evil, a bad, an abominable, a foul, or an unseemly, action; (Msb, TA;) i. q. فَعْلَةٌ سَيِّئَةٌ [and سَيِّئَةٌ alone]: in this sense, [as well as in the former,] (TA,) contr. of حُسْنَى. (S, M, K, TA.) b2: In the Kur xxx. 9, (S, TA,) accord. to the reading commonly known, (TA,) [as contr. of الحُسْنَى,] السُّوْءَى means (assumed tropical:) The fire (S, K, TA) of Hell. (TA.) See also سُوْءٌ, last explanation but one.

سَوْآءُ: see أَسْوَأُ (of which it is said by some to be fem.) in two places: b2: and see also سَوْءَةٌ, in four places.

خَزْيَانُ سَوْآنُ is [app. an instance of the alteration of the latter of two epithets to assimilate it to the former, originally خَزْيَانُ أَسْوَأُ, meaning Ashamed, or base, or vile, or ignominious, and evil, bad, &c.,] from القُبْحُ. (M, TA.) b2: See also سَوْءَةٌ.

سَيِّئٌ, [originally سَيْوِئٌ (as will be shown below, voce سَيِّئَةٌ), then سَيْيِئٌ, and then سَيِّئٌ,] applied to a thing [of any kind], (Lth, TA,) Evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly; (Lth, Msb, TA;) contr. of حَسَنٌ: (Msb:) sometimes contracted into ↓ سَىْءٌ, like as هَيِّنٌ is contracted in هَيْنٌ, and لَيّنٌ into لَيْنٌ; as in the saying of Et-Tuhawee, وَلَا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ مِسَىْءٍ

وَلَا يَجْزُونَ مِنْ غِلَظٍ بِلِينِ [And they will not requite good with evil, nor will they requite roughness with gentleness]. (S.) You say قَوْلٌ سَيِّئٌ [An evil saying; or] a saying that displeases. (M, TA.) And فَعْلَةٌ سَيِّئَةٌ [An evil action or deed]. (TA.) And it is said in the Kur [xxxv. 41], وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئٌ

إِلَّا بِأَهْلِهِ [And in the plotting of that which is evil; but the evil plotting shall not beset any save the authors thereof]. (M, TA.) One says also, فُلَانٌ سَيِّئُ الاِخْتِيَارِ [Such a one is evil in respect of choice, or preference]. (S.) [See also the next paragraph.]

سَيِّئَةٌ [fem. of سَيِّئٌ, q. v.: and also a subst., being transferred from the category of epithets to that of substs. by the affix ة], originally سَيْوِئَةٌ, (S,) An evil act or action; contr. of حَسَنَةٌ; (Msb;) a fault, an offence, or an act of disobedience; or such as is intentional; a sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment; syn. خَطِيْئَةٌ: (M, K:) pl. سَيِّئَاتٌ. (TA.) It is said in a trad., الحَسَنَةُ بَيْنَ السَّيِّئَتَيْنِ [The good act is between the two evil acts]; meaning that the exceeding of the just bounds is a سَيِّئَة, and the falling short thereof is a سَيِّئَة, and the pursuing a middle course between these two is a حَسَنَة. (TA.) [See also سَوْءَةٌ and سُوْءَى.] b2: Also; tropically, (tropical:) The recompense of a سَيِّئَة properly so termed [i. e. as expl. above]. (Msb in art. مكر.) b3: An evil, or evil accident; a calamity; a misfortune; (Ksh in iv. 81;) a trial, or an affliction; opposed to حَسَنَةٌ; (Ksh and Bd in iv. 80;) scarcity of herbage, or of the goods, conveniences, and comforts, of life; straitness of circumstances; and unsuccessfulness; thus [likewise] opposed to حَسَنَةٌ in the Kur iv. 80. (Er- Rághib, TA in art. حسن.) أَسْوَأُ; fem. سُوْءَى: see the latter word. One says, هُوَ أَسْوَأُ القَوْمِ He is the most evil, &c., of the people, or party; syn. أَقْبَحُهُمْ: and هِىَ السُّوْءَى

She is the most evil, &c. (Msb.) And the [common] people say أَسْوَأُ الأَحْوَالِ, meaning The [worst, or] most scanty, and weakest, of states or conditions. (Msb.) A2: [Also,] applied as an epithet to a man, (El-Umawee, M, TA,) Evil, bad, abominable, foul, unseemly, unsightly, or ugly: (ElUmawee, M, K, TA:) fem. ↓ سَوْآءُ, (El-Umawee, M, K,) which is thus applied to a woman; (ElUmawee, S, M;) or this is an instance of the measure فَععلَآءُ having no [masc. of the measure]

أَفَعَلُ. (M, TA.) See also سَوْءَةٌ, in four places. It is said in a trad. (M, TA) of the Prophet, or of 'Omar, (TA,) وَلُودٌ خَيْرٌ مِنْ حَسْنَآءَ عَقِيمٍ ↓ سَوْآءُ [An ugly prolific woman is better than a beautiful barren one]. (M, TA.) مَسَآءَةٌ an inf. n. of سَآءَهُ: (S, M, K:) and [also a subst. signifying An evil, as being] a cause of grief or vexation; contr. of مَسَرَّةٌ: originally مَسْوَأَةٌ: and therefore the pl. is ↓ مَسَاوٍ, for مَسَاوِئُ; (Msb;) signifying also vices, faults, defects, or imperfections; (S, Msb, K, TA;) and diseases; (S, TA;) and acts of disobedience: (Msb:) so in the saying, بَدَتْ مَسَاوِيهِ His acts of disobedience, and vices, faults, &c., appeared: (Msb:) and الخَيْلُ تَجْرِى عَلَى مَسَاوِيهَا Horses run, notwithstanding their vices, or faults, &c., (S, Meyd, K,) and diseases; (S, Meyd;) for their generousness impels them to do so: (S, Meyd, K: but omitted in the CK:) and in like manner, the ingenuous generous man bears difficulties, and defends, or protects, what he is bound to defend or protect, or to regard as sacred, or inviolable, though he be weak, and practises generosity in all circumstances: (Meyd, TA:) or it is applied in relation to the protection and defence of what should be sacred, or inviolable, or of wives, or women under covert, and the members of one's household, notwithstanding harm, or injury, and fear: or it means that one may seek to defend himself by means of a man though there be in him qualities disapproved: (MF, TA:) but accord. to Lh, المَسَاوِى has no proper sing., like المَحَاسِنُ: (Meyd, TA: *) accord. to some of the writers on inflection, it is the contr. of المَحَاسِنُ, and an anomalous pl. of السُّوْءُ, being originally with ء. (TA.) مَسَاوٍ: see the next preceding paragraph.
سوأ
: (} ساءَه) {يَسوءُه} سُوءًا بِالضَّمِّ و ( {سَوْءًا) بِالْفَتْح (} وَسَوَاءً) كسحاب ( {وسَوَاءَةً) كسَحَابةٍ وَهَذَا عَن أَبي زيد (} وَسَوَايَةً) كعَبَابَةِ ( {وَسَوَائِيَةً) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سأَلْتُ الخليلَ عَن} سُؤْتُه سَوَائِيَةً فَقَالَ: هِيَ فَعَالِيَة بمنزِلَة عَلاَنِيَةٍ ( {ومَسَاءَةً} ومَسَائِيَةً مَقْلُوباً) كَمَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ، نقلا عَن الْخَلِيل (وَأَصْلُه) وحْدَه ( {مَسَاوِئَة) كَرهوا الْوَاو مَعَ الْهمزَة، لأَنهما حرفانِ مُستَثْقَلانِ (و) سُؤْتُ الرجلَ سَوَايَةً و (} مَسَايَةً) يُخَفَّفان، أَي حذفوا الْهمزَة تَخْفِيفًا كَمَا حَذفوا همزَة هَارٍ وَلاَثٍ كَمَا أَجمع أَكثرُهم على تركِ الْهَمْز فِي مَلَكٍ وأَصلُه مَلأَكٌ (! ومَسَاءً {وَمَسَائِيَّةً) هَكَذَا بِالْهَمْز فِي النّسخ الْمَوْجُودَة، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) بالياءَين: (: فَعَلَ بِهِ مَا يَكْرَهُ) نقيض سَرَّه، (فاسْتَاءَ هُوَ) فِي الصَّنِيع مثل اسْتَاعَ، كَمَا تَقول من الغَمُّ اغْتَمَّ، وَيُقَال: ساءَ مَا فَعَل فلانٌ صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبْحَ صَنيِعاً، وَفِي تَفسير الغَرِيب لِابْنِ قُتَيْبَة قَوْله تَعَالَى.
{} وَسَاء سَبِيلاً} (الْإِسْرَاء: 32) أَي قَبُحَ هَذَا الفعلُ فعْلاً وطَرِيقاً، كَمَا تَقول: ساءَ هَذَا مَذْهَباً، وَهُوَ مَنْصُوب على التَّمْيِيز، كَمَا قَالَ {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (النِّسَاء: 69) {واستاءَ هُوَ اسْتَهَمَّ وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَن رجلا قصَّ عليهِ رُؤيا فاستاءَ لَهَا ثمَّ قَالَ: (خِلافَةُ نُبُؤّة ثمَّ يُوحتي اللَّهُ المُلكَ مَنْ يَشاء) : قَالَ أَبو عبيدٍ: أَراد أَن الرؤْيَا} ساءَتْه فاستاءَ لَهَا، افتعلَ من {المَسَاءَة، وَيُقَال: استاءَ فلانٌ بمكاني، أَي ساءَهُ ذَلِك، ويروى: (فاستآلَها) أَي طلب تَأْوِيلَها بالنَّظرِ والتأْمُّلِ، (والسُّوءُ، بِالضَّمِّ، الاسْمُ مِنْهُ) وَقَوله عز وَجل {1. 019 وَمَا مسنى السوء} (الْأَعْرَاف: 188) قيل: مَعْنَاهُ مَا بِي من جُنونٍ، لأَنهم نَسبوا النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلى الجُنون، والسُّوءُ أَيضاً بِمَعْنى الفُجور والمُنكر، وَقَوْلهمْ: لَا أُنْكِرُك من سُوءٍ، أَي لم يكن إِنكاري إِيَّاك من سُوءٍ رأَيتُه بك، إِنما هُوَ لِقِلَّة المَعرفة (و) يُقَال إِن السُّوءَ (البَرَصُ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {تَخْرُجْ بَيْضَآء مِنْ غَيْرِ سُوء} (طه: 2) أَي من غير بَرَصٍ، قَالَ اللَّيْث: أَما السُّوءُ فَمَا ذُكر} بِسَيِّىءٍ فَهُوَ السُّوءُ، قَالَ: ويُكْنَى بالسُّوءِ عَن اسْمِ البَرَصِ، قلت: فَيكون من بَاب الْمجَاز.
(و) ! السُّوءُ (كُلُّ آفَةٍ) ومَرضٍ، أَي اسمٌ جامِعٌ للآفات والأَمراض، وَقَوله تَعَالَى {كَذالِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوء وَالْفَحْشَآء} قَالَ الزّجاج: السُّوءُ:ضِدٌّ لقَولهم: هَذَا رَجُلُ صِدْقٍ، وثَوحبُ صِدْقٍ، وَلَيْسَ للسَّوْءِ هُنَا معنى فِي بَلاءٍ وَلَا عَذابٍ فَيُضَمّ، وقُرِىءَ قولُه تَعَالَى {عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْء} (أَي الهُزيمة والشَّرِّ) والبلاءِ وَالْعَذَاب (والرَّدَي والفَسَاد وكَذَا) فِي قَوْله تَعَالَى {أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْء} (الْفرْقَان: 40) بِالْوَجْهَيْنِ (أَو) أَن (المضموم) هُوَ (الضَّرَرُ) وسُوءُ الْحَال (و) السَّوْءُ (المفتوحُ) من المَسَاءَة مثل (الفَسَاد) والرَّدي (والنَّار، وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: ( {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءواْ السُّوءى} (الرّوم: 10)) قيل هِيَ جَهَنَّم أَعاذَنا اللَّهُ مِنْهَا (فِي قِراءَة) أَي عِنْد بعض القُرَّاءِ، وَالْمَشْهُور السُّوأَى كَمَا يأْتِي (ورَجُلُ سَوْءٍ) بِالْفَتْح، أَي يَعملُ عمَلَ سَوْءِ (و) إِذا عَرَّفْتَه وصَفْتَ (بِهِ) تَقول: هَذَا رَجُلُ سَوْءِ بالإِضافة وتُدْخِل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّام فَتَقول هَذَا (رَجُلُ السَّوْءِ) قَالَ الفرزدق:
وكُنْتَ كَذِئْبِ السَّوْءِ لمَّا رَأَى دَماً
بِصَاحِبِهِ يَوْماً أَحَالَ عَلَى الدَّمِ
(بالفَتحِ والإِضافة) لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّب، قَالَ الأَخفش: وَلَا يُقَال الرَّجُلُ السَّوْءُ، وَيُقَال الحَقُّ اليَقِينُ وحَقُّ اليَقِينِ، جَميعاً، لأَنّ السَّوْءَ لَيْسَ بِالرجلِ، واليَقينُ هُوَ الحَقُّ، قَالَ: وَلَا يُقَال هَذَا رَجُلُ السُّوءِ، بالضمّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ. وَقد أَجازَ الأَخفَشُ أَن يُقال رَجُلُ السَّوْءِ وَرَجَلُ سَوْءٍ، بِفَتْح الين فيهمَا، وَلم يُجِزْ رَجُل السُّوءِ بِضَم السِّين، لأَن السُّوءَ اسمٌ للضُّرِّ وسُوءِ الحالِ، وإِنما يُضاف إِلى الْمصدر الَّذِي هُوَ فِعْلُه، كَمَا يُقَال: رَجُلُ الــضَّرْبِ والطَّعْنِ، فَيقومُ مَقَامَ قَوْلِك: رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فَلهَذَا جَازَ أَن يُقال رَجُلُ السَّوْءِ بِالْفَتْح، وَلم يَجُزْ أَن يُقَال هَذَا رَجُلُ السُّوءِ، بالضمّ. وَتقول فِي النّكِرة رَجُلُ سَوْءٍ، وإِذا عرَّفتَ قلت: هَذَا الرَّجُلُ السَّوْءُ وَلم تُضِفْ، وَتقول هَذَا عَمَلُ سَوْءٍ، وَلَا تقل السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يكون نَعْتاً للرجل، وَلَا يكون السَّوْءُ نَعْتاً للعَمل، لأَن الفِعل من الرجُل وَلَيْسَ الفِعل من السَّوْءِ، كَمَا تَقول: قوْلُ صِدْق والقَوْلُ الصِّدْقُ ورجُلُ صدْق وَلَا تَقول رجُلُ الصِّدْق، لأَن الرجل لَيْسَ من الصدقِ.
(و) السَّوْءُ بِالْفَتْح أَيضاً: (الضَّعْف فِي العيْنِ) .
( {والسُّوأَى) بِوَزْن فُعْلَى اسمُ الفَعْلَةِ} السَّيِّئَةِ بمنزِلة الحُسْنَى للحَسنة محمولَةٌ على جِهةِ النعْتِ فِي حدِّ أَفْعل وفُعْلَى {كالأَسْوَإِ} والسُّوأَى، وَهِي (ضِد الحُسْنَى) قَالَ أَبو الغُول الطُّهَوِيُّ وَقيل: هُوَ النَّهشَلِيُّ، وَهُوَ الصَّوابُ:
وَلاَ يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسُوأَى
وَلاَ يَجْزُونَ مِنْ غِلَظ بِلِينِ
(و) قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ {أَسَاءوا} السُّوأى} (الرّوم: 10) أَي عَاقِبَة الَّذين أَشركوا (النَّارُ) أَي نَار جهنّم أَعاذَنا الله مِنْهَا.
( {وأَساءَه: أَفْسده) وَلم يُحْسن عَمله، وأَساءَ فُلانٌ الخِياطَةَ وَالْعَمَل، وَفِي الْمثل (أَساءَ كارهٌ مَا عمِل) وَذَلِكَ أَن رجُلاً أَكْرهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يُــضرب هَذَا للرجُل يُطْلَبُ (إِليه) الحاجةُ فَلَا يُبالغُ فِيهَا.
(و) يُقَال أَساءَ بِهِ، وأَساءَ (إِليه) ، وأَساءَ عَلَيْهِ، وأَساءَ لَهُ (ضِدٌّ أَحْسنَ) ، معنى واستعمالاً، قَالَ كُثَيِّر:
} أَسِيئي بِنَا أَوْ أَحْسِنِى لاَ ملُولَةٌ
لَديْنَا ولاَ مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَى} (يُوسُف: 100) وَقَالَ عزَّ مِن قائلٍ {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاِنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (الْإِسْرَاء: 7) وَقَالَ تَعَالَى {وَمَنْ أَسَآء فَعَلَيْهَا} (فصلت: 46) وَقَالَ جلَّ وعزَّ {وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (الْقَصَص: 77) .
( {والسَّوْأَةُ: الفَرْجُ) قَالَ اللَّيْث: يُطلق على فَرْجِ الرجُل والمرأَةِ، قَالَ الله تَعَالَى {بَدَتْ لَهُمَا} سَوْآتُهُمَا} (الْأَعْرَاف: 22) قَالَ:! فالسَّوْأَةُ: كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائِنٍ، يُقَال: سَوْأَةً لفلانٍ، نَصْبٌ لأَنه شَتْمٌ ودُعَاءٌ. (والفاحِشَةُ) والعَوْرَةُ، قَالَ ابنُ الأَثير: السَّوْأَةُ فِي الأَصل: الفَرْجُ، ثمَّ نُقِل إِلى كُلِّ مَا يُسْتَحْيَا مِنْهُ إِذا ظهَرَ من قولٍ وفِعْل، فَفِي حَديث الحُدَيْبِيَة والمُغِيرة: وهَلْ غَسَلْتَ {سَوْأَتَكَ إِلاَّ الأَمْسَ أَشار فِيهِ إِلى غَدْرٍ كَانَ المُغِيرةُ فَعلَه مَعَ قَوْمٍ صَحبوه فِي الجاهِلِيَّة فقتَلَهم وأَخَذ أَموالَهم، وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس فِي قَوْله جلّ وعزّ {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} (الْأَعْرَاف: 22) قَالَ: يَجعلانِه على} سَوْآتِهما، أَي على فُروجهما.
(وَ) السَّوْأَةُ: (الخَلَّةُ القَبِيحَةُ) أَي الخَصلَة الرَّديئة ( {كالسَّوْآءِ) وكُلُّ خَصْلَة أَو فعلة قبيحةٍ سَوْآءُ،} والسَّوْآءُ السَّوْآءُ: المرأَةُ المُخالِفة، قَالَ أَبو زُبيْدٍ فِي رجُل من طيِّيءٍ نَزَل بِهِ رجلٌ من بني شَيْبانَ فَأَضافَه الطائِيُّ وأَحسن إِليه وسقاه، فَلَمَّا أَسرع الشرابُ فِي الطائِيِّ افتخر ومدَّ يَده، فوثَب الشيبانيُّ فقطَع يَده، فَقَالَ أَبو زُبيْدِ:
ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينَا
فِي شَرابٍ ونَعْمةٍ وشواءِ
لَمْ يهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ وحُقَّتْ
يَا لَقَوْمٍ للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ
( {والسَّيِّئَةُ: الخَطهيئَةُ) أَصلُها سَيْوِئَة، قُلِبت الْوَاو يَاء وأُدْغِمت. فِي حدِيث مُطَرِّف قَالَ لابنِه لما اجتهدَ فِي العِبادةِ: خَيْرُ الأُمورِ أَوْسَاطُها، والحَسَنةُ بَين} السَّيِّئَتيْنِ، أَي الغُلُوُّ سيِّئَةٌ والتَّقصير {سيِّئَةٌ، والاقتصادُ بَينهمَا حسنةٌ، وَيُقَال: كلمةٌ حسنةٌ، وَكلمَة سَيِّئَةٌ، وفَعْلةٌ حسنةٌ، وفَعْلة سَيِّئَة، وَهِي} والسَّيِّىءُ عَملانِ قَبِيحانِ، وقَوْلٌ {سيِّىءٌ:} يسُوءُ، وَهُوَ نَعْتٌ للذَّكر من الأَعمال، وَهِي للأُنثى، واللَّهُ يعفُو عَن {السَّيِّئاتِ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {1. 020 35 ومكر} السيِّىء} (فاطر: 43) فأَضافه، وَكَذَا قولُه تَعَالَى {1. 020 وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيىء إِلَّا بأَهْله} (فاطر: 43) وَالْمعْنَى مكْر الشِّرْكِ. وقرأَ ابنُ مَسْعُود ومَكْراً {سَيِّئاً، على النْعتِ، وقولُه:
أَنَّي جَزَوْا عامِراً} سَيْئًا بِفِعْلِهِمُ
أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَنِي {السُّوأَى من الحَسَنِ
فإِنه أَراد} سَيِّئًا فَخفَّفَ، كَهيْن وهَيِّنٍ، وأَراد: من الحُسْنَى، فوضَع الحَسَن مَكَانَهُ، لأَنه لم يُمْكِنه أَكثَرُ من ذَلِك، وَيُقَال: فُلانٌ {سَيِّىءُ الاخْتِيارِ، وَقد يُخَفَّف، قَالَ الطُّهَوِيُّ:
ولاَ يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ
ولاَ يَجْزُونَ مِنْ غِلِظٍ بلِينِ
(و) قَالَ اللَّيْث: (} ساءَ) الشيءُ يسُوءُ ( {سَواءً كسَحَاب) (فعْلٌ) لازِمٌ ومُجاوِزٌ، كَذَا هُوَ مضبوط، لكنه فِي قوْلِ اللَّيْث:} سَوْأً بِالْفَتْح بدل سَوَاءٍ، فَهُوَ سَيِّىءٌ إِذا (قَبْحُ، والنَّعْتُ) مِنْهُ على وزن أَفْعَل، تَقول رجُلٌ ( {أَسْوَأُ) أَي أَقْبَحُ (و) هِيَ (} سَوْآءُ) : قَبِيحةٌ، وَقيل هِيَ فَعْلاَءُ لَا أَفْعَلَ لَهَا، وَفِي الحَدِيث عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَوْآءُ ولُودٌ خَيْرٌ مِنْ حسْنَاءَ عَقِيمٍ) قَالَ الأُمويُّ: السَّوْآءُ: القبيحة، يُقَال للرجل من ذَلِك أَسْوأُ، مهموزٌ مقصورٌ، والأُنثى سَوْآءُ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: أَخرجه الأَزهريُّ حدِيثاً عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَخرجه غيرُه حَدِيثا عَن عُمر رَضِي الله عَنهُ، وَمِنْه حدِيثُ عبدِ الملكِ بن عُميْرٍ: السَّوْآءُ بنتُ السَّيِّدِ أَحبُّ إِليَّ مِن الحسْنَاء بِنْتِ الظَّنُونِ. وَيُقَال: ساءَ مَا فَعَلَ فُلانٌ صنيعاً يسُوءُ، أَي قَبْحَ صَنيِعُه صَنيعاً ( {وسَوَّأَ عَلَيْهِ صَنيِعهُ) أَي فِعْلَه (} تَسْوِئَةً {وتَسوِيئًا: عَابَهُ عَلَيْهِ) فِيمَا صَنعَه (وَقَالَ لَهُ} أَسأْتَ) يُقَال: إِنْ أَخْطَاستُ فَخَطِّئْنِي، وإِنْ أَسَأْتُ {فَسَوِّيءْ عَليَّ، كَذَا فِي الأَساس، أَي قَبِّحْ عَليّ} إِساءَتي، وَفِي الحَدِيث: فَما {سَوَّأَ عَلَيْهِ ذَلِك، أَي مَا قَالَ لَهُ أَسَأْتَ.
وَمِمَّا أَغفله المُصَنّف:
مَا فِي (الْمُحكم) : وَذَا مِمَّا} ساءَك وناءَك وَيُقَال: عِنْدِي مَا {ساءَهُ وناءَه، وَمَا} يَسُوءُه ويَنُوءَهُ.
وَفِي (الأَمثال) للميداني: (تَركَ مَا يَسُوءُهُ ويَنُوءُهُ) يُــضرب لمن تَرك مالَه للْوَرَثَة، قيل: كَانَ المحبوبي ذَا يسارٍ، فَلَمَّا حضرتْه الوفَاةُ أَراد أَن يُوصِيع، فَقيل لَهُ: مَا نَكْتُب؟ فَقَالَ: اكتبوا: تَركَ فُلاَنٌ يعْني نَفْسه مَا يَسُوءُه ويَنُوءُه. أَي مَالا تأْكُلُه وَرَثَتُه ويَبْقَى عَلَيْهِ وِزْرَه.
وَقَالَ ابْن السّكيت: {وسُؤْتُ بِهِ ظَنًّا وأَسأْتُ بِهِ الظَّنَّ، قَالَ: يُثيتون الأَلف إِذا جاءُوا بالأَلف وَاللَّام، قَالَ ابْن برِّيّ: إِنما نَكَّر ظنًّا فِي قَوْله سُؤْت بِهِ ظنًّا لأَن ظَنًّا مُنتصب على التَّمْيِيز، وأَما} أَسأْت بِهِ الظَّنَّ، فالظَّنُّ مفعولٌ بِهِ، وَلِهَذَا أَتى بِهِ معرفَة، لأَن أَسأْتُ متعَدَ، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه.
وسُؤْتُ لَهُ وجْهَ فلانٍ: قَبَّحْتُه، قَالَ اللَّيْث: ساءَ يسوءُ فِعْلٌ لازِمٌ ومُجاوِزٌ.
وَيُقَال سُؤْتُ وجْهَ فُلانِ وأَنا {أَسُوءُه مَساءَةً ومَسائِيَة،} والمَسايَةُ لغةٌ فِي المساءَةِ تَقول: أَردت مَساءَتك {ومَسايَتَك وَيُقَال أَسأْتُ إِليه فِي الصُّنْع، وخَزْيَانُ} سَوْآنُ من القُبْحِ.
وَقَالَ أَبو بكر فِي قَوْله: ضَربَ فلانٌ على فلانٍ سَايةً: فِيهِ قَولَانِ: أَحدهما السَّايَةُ: الفَعْلَةُ من السَّوْءِ فتُرِك همزُها، وَالْمعْنَى فَعَل بِهِ مَا يُؤَدِّي إِلى مكروهه والإِساءَةِ بِهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ: جَعَل لما يُرِيد أَن يَفعله بِهِ طَرِيقا، فالسَّايَةُ فَعْلَةٌ من سَوَيْتُ، كَانَ فِي الأَصل سَوْيَة، فَلَمَّا اجْتمعت الواوُ والياءُ والسابقُ ساكِنٌ، جعلوها يَاء مُشدَّدَةً، ثمَّ استثقلوا التَّشْدِيد فأَتْبَعُوهما مَا قبله، فَقَالُوا: سَايَةٌ، كَمَا قَالُوا دِينَار ودِيوَان وقِيراط، والأَصل دِوَّان فاستَثْقلوا التشديدَ فأَتبعوه الكسرةَ الَّتِي قبله.
وَيُقَال إِن الليلَ طَوِيلٌ وَلَا يَسُوءُ بالُه، أَي! يسوءُني بالُه، عَن اللِّحيانيِّ، قَالَ وَمَعْنَاهُ الدعاءُ. وَقَالَ تَعَالَى {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوء الْحِسَابِ} (الرَّعْد: 18) قَالَ الزجّاج: سُوءُ الحِساب: لَا يُقبل مِنْهُم حسنةٌ وَلَا يُتَجاوز عَن سَيِّئة لأَن كُفْرَهم أَحبط أَعمالَهم، كَمَا قَالَ تَعَالَى {الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (مُحَمَّد: 1) وَقيل: سُوءُ الْحساب أَن يُسْتَقْصَي عَلَيْهِ حِسابُه وَلَا يُتَجاوز لَهُ (عَن) شيءٍ من {سَيِّآتِه، وكِلاهما فِيهِ، أَلاَ تراهم قَالُوا: من نُوقِشَ الحِساب عُذِّب.
وَفِي الأَساس: تَقول: سَوِّ ولاَ} تُسوِّىءْ، أَي أَصْلِح وَلَا تُفْسِدْ.
(وبنُو {سُوأَةَ بِالضَّمِّ: حيٌّ) من قيس ابْن عليَ كَذَا لِابْنِ سَيّده.
(} وسُوَاءَةُ كَخُرافَة: اسمٌ) وَفِي (العُباب) : من الأَعلام، كَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة بتكرير سُوَاءَةَ فِي محلَّين، وَفِي نُسْخَة أُخرى بَنو أُسْوَة كَعُرْوَة، هَكَذَا مضبوط فَلَا أَدري هُوَ غلط أَم تحريفٌ، وَذكر القَلْقَشَنْدِيّ فِي (نِهاية الأَرب) بَنو سُوَاءَةَ ابنِ عامرِ بن صَعْصَة، بطْنٌ من هَوَازِن من العَدْنانية، كَانَ لَهُ ولدان حَبِيبٌ وحُرْثان قَالَ فِي (العِبَر) : وشعوبهم فِي بني حُجَير بن سُواءَة.
قلت: وَمِنْهُم أَبو جُحَيْفة وَهْب بن عبد الله المُلَقَّب بالخَيْر! السُّوائِيّ، رَضِي الله عَنهُ، روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ، قَالَ ابْن سعد: ذكرُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمتُوُفِّي وَلم يبلغ أَبو جُحيفَة الحُلُم، وَقَالَ: تُوفِّي فِي ولَايَة بِشْر بن مَرْوان، يَعْنِي بالكُوفة، وَقَالَ غَيره: مَاتَ سنة 74 فِي ولَايَة بِشْر، وعَوْنُ بنُ جُحَيْفَة سَمِع أَباه عِنْدهمَا، والمنذريّ حرر عِنْد مُسلم، كلّ ذَلِك فِي (رجال الصَّحِيحَيْنِ) لأَبي طَاهِر المَقْدِسي.
وَفِي أَشجع بَنو سُوَاءَة بن سُلَيم، وَقَالَ الْوَزير أَبو الْقَاسِم المغربي: وَفِي أَسد سُوَاءَة بن الْحَارِث بن سعد بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أَسَدَ، وسُوَاءَة بن سَعْد بن مَالك بن ثَعْلبة بن دُودَان بن أَسد، وَفِي خَثْعَم سُوَاءَة بن مَنَاة بن نَاهِس بن عِفْرِس بن خَلَف بن خَثْعم.
(و) قَوْلهم: (الخَيْلُ تَجرِي عَلَى مَسَاوِيها، أَي) أَنها (وإِن كَانَت بهَا عُيُوبٌ) وأَوْصابٌ (فإِنَّ كَرَمَها) مَعَ ذَلِك (يَحْمِلُهَا على) الإِقدام و (الجَرْيِ) . وَهَذَا الْمثل أَورده الميدانيّ والزمخشريّ، قَالَ الميدانيّ بعد هَذَا: فَكَذَلِك الحُرُّ الكريمُ يَحتمِل المُؤَنَ، ويحْمِي الذِّمار وإِن كَانَ ضَعِيفا، ويستعمِل الكَرَمَ على كلِّ حَال، وَقَالَ اليوسي فِي زهرا لأكم: إِنه يُــضْرب فِي حِمَاية الحَرِيم والدَّفع عَنهُ مَعَ الضَّرَر وَالْخَوْف، وَقيل: إِن المُرَاد بِالْمثلِ، أَن الرجلَ يُستمتَع بِهِ وَفِيه الخِصالُ الْمَكْرُوهَة، قَالَه شيخُنا، {- والمَساوِي هِيَ العُيوبُ، وَقد اخْتلفُوا فِي مُفردِها، قَالَ بعضُ الصرفيين، هِيَ ضدّ المحاسِن، جمع سُوءٍ، على غير قِيَاس، وأَصله الْهَمْز، وَيُقَال: إِنه لَا وَاحِد لَهَا كالمحاسن.

اللين واللينة

اللين واللينة: نرمي - وحروف اللين فِي حُرُوف الْعلَّة.
لَيْسَ للنِّسَاء من الْوَلَاء إِلَّا مَا اعتقن أَو اعْتِقْ من اعتقن أَو كاتبن أَو كَاتب من كاتبن أَو دبرن أَو دبر من دبرن أَو جر وَلَاء معتقهن أَو مُعتق معتقهن حَدِيث شرِيف يتَمَسَّك بِهِ على أَن لَا شَيْء للإناث من وراثة الْمُعْتق بِالْكَسْرِ من وَلَاء الْمُعْتق بِالْفَتْح فَلَيْسَ من هُوَ عصبَة بِغَيْرِهِ أَو مَعَ غَيره فِي عصبَة الْمُعْتق الْوَارِثين من الْمُعْتق بل الْعَصَبَات بِالنَّفسِ يَرِثُونَ الْوَلَاء وهم رجال بِخِلَاف الْعصبَة بِالْغَيْر وَمَعَ الْغَيْر فَإِنَّهُنَّ نسَاء -.
وَاعْترض عَلَيْهِ بِأَنَّهُ معَارض لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " الْوَلَاء لحْمَة كلحمة النّسَب " فَإِنَّهُ يَقْتَضِي أَن يكون الْوَلَاء بَين الذّكر وَالْأُنْثَى كَمَا فِي النّسَب. وَأجِيب عَنهُ بِأَنَّهُ تَخْصِيص بعد التَّعْمِيم أَو بِمَنْزِلَة الِاسْتِثْنَاء أَو بَيَان لانحطاط رُتْبَة الْمُشبه عَن الْمُشبه بِهِ يَعْنِي أَن حَدِيث الْوَلَاء لحْمَة كلحمة النّسَب مُشْتَمل على التَّشْبِيه وَهُوَ يَقْتَضِي انحطاط رُتْبَة الْمُشبه عَن المتشبه بِهِ وَكَانَ ذَلِك الانحطاط مُجملا ففصله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله لَيْسَ للنِّسَاء من الْوَلَاء الخ وَلَا يخفى على المتنبه أَن صِحَة هَذَا الْجَواب مَوْقُوفَة على تَأَخّر هَذَا الحَدِيث عَن حَدِيث الْوَلَاء لحْمَة إِلَى آخِره وَهُوَ مُؤخر عَنهُ تَارِيخا وَإِلَّا لما تمسكوا بِهِ فِي دَعوَاهُم. فَإِن قيل إِن هَذَا الحَدِيث شَاذ فَكيف يتَمَسَّك بِهِ على نفي تَوْرِيث الْإِنَاث من وَرَثَة الْمُعْتق من وَلَاء الْمُعْتق. قُلْنَا قَالَ شرِيف الْعلمَاء قدس سره هَذَا الحَدِيث وَإِن كَانَ فِيهِ شذوذ لكنه قد تَأَكد بِمَا رُوِيَ من أَن كبار الصَّحَابَة كعمر وَعلي وَابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم قَالُوا بِمثل ذَلِك فَصَارَ بِمَنْزِلَة الْمَشْهُور انْتهى. أَي بِمَنْزِلَة الحَدِيث الْمَشْهُور الَّذِي الْعَمَل بِهِ وَاجِب وَيجوز بِهِ الزِّيَادَة على الْكتاب.
ثمَّ اعْلَم أَنه حذف من هَذَا الحَدِيث خَمْسَة أَشْيَاء - أَحدهَا: الْمُسْتَثْنى مِنْهُ وَهُوَ اسْم لَيْسَ أَي لَيْسَ للنِّسَاء شَيْء من الْوَلَاء. - وَثَانِيها: الْمُضَاف إِلَى كلمة مَا فِي قَوْله مَا اعتقن أَي إِلَّا وَلَاء مَا اعتقن - وَثَالِثهَا: الْمُضَاف مَعَ الْمُضَاف إِلَيْهِ من قَوْله أَو أعتق من اعتقن أَو كاتبن أَو كَاتب من كاتبن اكْتِفَاء بالْعَطْف على اعتقن. وَرَابِعهَا: ضمير الْمَفْعُول الرَّاجِع إِلَى الْمَوْصُول فِي الْأَفْعَال كلهَا - وخامسها: حذف أَن المصدرية لِأَن قَوْله أَو جر مَعْطُوف على الْوَلَاء الْمَحْذُوف الْمُضَاف إِلَى كلمة مَا فَيكون مُسْتَثْنى بِوَاسِطَة الْعَطف وَالْفِعْل لَا يكون مُسْتَثْنى. - وَقيل عطف الْجُمْلَة على الْمُفْرد غير جَائِز فَيقدر أَن المصدرية ليجعل مدخولها مصدرا فَيصح الْعَطف.
وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن عطف الْجُمْلَة على الْمُفْرد الَّذِي لَهُ مَحل من الْإِعْرَاب جَائِز. - وَقَوله وَلَاء فِي قَوْله أَو جر وَلَاء معتقهن مَنْصُوب على أَنه مفعول جر ومعتقهن فَاعله. وَقَوله أَو مُعتق مَعْطُوف على معتقهن ومضاف إِلَى معتقهن. - وَقَوله أَو جر بتقديران فِي تَأْوِيل الْمصدر وَذَلِكَ الْمصدر بِمَعْنى اسْم الْمَفْعُول فَمَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام هَكَذَا لَيْسَ للنِّسَاء شَيْء من الْوَلَاء إِلَّا وَلَاء مَا اعتقنه أَو وَلَاء مَا اعتقه من اعتقنه أَو وَلَاء مَا كاتبنه أَو وَلَاء مَا كَاتبه من كاتبنه أَو وَلَاء مَا دبرنه أَو وَلَاء مَا دبره من دبرنه أَو إِلَّا أَن جر وَلَاء معتقهن أَو إِلَّا أَن جر وَلَاء مُعتق معتقهن. - وتصوير الْمسَائِل بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ فِي شرح الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة للسَّيِّد السَّنَد شرِيف الْعلمَاء قدس سره. - وَالْمرَاد بِكَلِمَة مَا الْمَذْكُورَة والمقدرة المرقوق الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ الاعتاق وبكلمة من من صَار حرا مَالِكًا. - فَإِن قيل المرقوق من جنس الْعُقَلَاء فَكيف يجوز اسْتِعْمَال كلمة مَا الْمَوْضُوعَة بِغَيْر الْعُقَلَاء فِيهِ. قيل كلمة مَا هَا هُنَا مجَاز عَن من - وَالْجَوَاب أَن الرّقّ فِي المرقوق بِمَنْزِلَة الْمَوْت كَمَا أَن الْإِعْتَاق فِي الْمُعْتق بِمَنْزِلَة الْحَيَاة فالمرقوق ميت جماد بِمَنْزِلَة سَائِر مَا يتَمَلَّك مِمَّا لَا عقل لَهُ وَالْمُعتق حَيّ عَاقل مَالك فَاسْتحقَّ المرقوق أَن يعبر لكلمة مَا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {أَو مَا ملكت أَيْمَانكُم} . وَالْمُعتق اسْتحق أَن يعبر عَنهُ بِكَلِمَة من فَعبر عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كلا مِنْهُمَا بِمَا اسْتَحَقَّه.
لَيْسَ كل مَا هُوَ فعل عِنْد النُّحَاة كلمة عِنْد المنطقيين: هَذِه المسئلة معركة الآراء قَالَ بهَا الشَّيْخ الرئيس فِي الشِّفَاء وتحريرها أَن بعض الْأَفْعَال كالمضارع الْغَائِب مثل يــضْرب كلمة بالِاتِّفَاقِ وَأما الْمُضَارع الْمُخَاطب مثل تــضرب والمتكلم مثل اضْرِب ونــضرب فَهُوَ فعل عِنْد النُّحَاة وَلَيْسَ بِكَلِمَة عِنْد المنطقيين. فَثَبت لَيْسَ كل مَا يُسَمِّيه النُّحَاة فعلا كلمة عِنْد المنطقيين لَكِن كَون الْمُضَارع الْغَائِب كلمة بالِاتِّفَاقِ دون الْمُضَارع الْمُخَاطب والمضارع الْمُتَكَلّم نَظَرِي. اسْتدلَّ عَلَيْهِ بِأَن كَونهمَا فعلين عِنْد النُّحَاة ظَاهر وَعدم كَونهمَا كلمة عِنْد المنطقيين لِأَنَّهُمَا مركبين وَلَا شَيْء من الْمركب بِكَلِمَة.

أما الصُّغْرَى فلأمرين: أَحدهمَا: أَن الْفَاعِل جُزْء لمفهومهما وَالتَّاء والهمزة وَالنُّون تدل عَلَيْهِ. وَيُؤَيِّدهُ امْتنَاع تَصْرِيح الْفَاعِل بعدهمَا إِلَّا بطرِيق التَّأْكِيد كَمَا حقق فِي مَوْضِعه فهناك جُزْء اللَّفْظ يدل على جُزْء مَعْنَاهُ دلَالَة مَقْصُودَة وكل مَا دلّ جُزْء لَفظه على جُزْء مَعْنَاهُ فَهُوَ مركب. وَثَانِيهمَا: أَنَّهُمَا يحتملان الصدْق وَالْكذب وكل مَا يحتملهما فَهُوَ مركب فهما مركبان.
وَأما الْكُبْرَى فَلِأَن الْكَلِمَة قسم من الْمُفْرد وَلَا شَيْء من الْمُفْرد بمركب فَلَا شَيْء من الْكَلِمَة بمركب. وَأما الْمُضَارع الْغَائِب فكلمة بالِاتِّفَاقِ لِأَنَّهُ لَيْسَ بمركب لعدم الْأَمريْنِ الْمَذْكُورين. أما الأول: فَلِأَن الْفَاعِل لَيْسَ جُزْءا من مَفْهُومه وَلَا يدل الْيَاء عَلَيْهِ وَلِهَذَا يُصَرح بفاعله. وَأما الثَّانِي: فَلِأَنَّهُ لَا يحْتَمل الصدْق وَالْكذب لِأَن احتمالهما إِنَّمَا هُوَ بعد تعْيين الْفَاعِل لِأَن الِاحْتِمَال وصف النِّسْبَة الْمُتَأَخِّرَة عَن الطَّرفَيْنِ المعينين بِالتَّعْيِينِ الشخصي فَلَا يرد أَن الْفَاعِل فِيهِ مُتَعَيّن أَيْضا لِأَنَّهُ مُتَعَيّن بالوحدة الْكُلية لَا الشخصية. - وَلِهَذَا قَالُوا إِن يــضْرب قبل ذكر فَاعله مَجْهُول عِنْد السَّامع - أَقُول لَا نسلم أَن الْفَاعِل جُزْء لمَفْهُوم الْمُضَارع الْمُخَاطب والمتكلم لِأَن الْمَدْلُول المطابقي للْفِعْل هُوَ مَجْمُوع الْحَدث وَالزَّمَان وَالنِّسْبَة إِلَى فَاعل مَا فالفاعل من متعلقات النِّسْبَة خَارج عَن مَفْهُوم الْفِعْل. وَإِن سلمنَا أَنه دَاخل فِيهِ فَلَا نسلم أَن التَّاء والهمزة وَالنُّون تدل عَلَيْهِ لِأَنَّهَا عَلَامَات وَالدَّال إِنَّمَا هُوَ الْمَجْمُوع على الْمَجْمُوع. وَلِأَنَّهُ لَو كَانَت لَهَا دلَالَة على الْفَاعِل الْمُخَاطب والمتكلم لما انفكت عَنْهَا تِلْكَ الدّلَالَة وَلَيْسَ كَذَلِك كَمَا لَا يخفى. وَإِن سلمنَا أَنَّهُمَا تدلان لَكِن لَا نسلم أَن هَذَا الْقدر يَقْتَضِي التَّرْكِيب وَإِنَّمَا يَقْتَضِيهِ لَو كَانَ الْبَاقِي من اللَّفْظ دَالا على الْبَاقِي من الْمَعْنى وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن الْبَاقِي من اللَّفْظ لَيْسَ بِلَفْظ لِأَنَّهُ لَا يُمكن الِابْتِدَاء بِهِ فَلَا يُمكن التَّلَفُّظ بِهِ. وَإِن فرضناه لفظا فَعدم دلَالَته وَاضح. وَلَا نسلم أَيْضا أَن الْفَاعِل لَيْسَ جُزْءا من الْمُضَارع الْغَائِب فَإِن النِّسْبَة إِلَى فَاعل مَا مَأْخُوذَة فِي مَفْهُومه لَا الْفَاعِل نَفسه. وَإِن سلمنَا أَنه جزؤه فَلَا نسلم أَن الْيَاء فِي الْمُضَارع الْغَائِب لَا يدل عَلَيْهِ. وَدَعوى دلَالَة التَّاء والهمزة وَالنُّون عَلَيْهِ دون الْيَاء دَعْوَى بِلَا دَلِيل. وتصريح الْفَاعِل بعده لَا يدل على عدم دلالتها عَلَيْهِ مُطلقًا لم لَا يجوز أَن يكون دلالتها مَشْرُوطَة بِعَدَمِ تَصْرِيح الْفَاعِل.
وَإِن أردْت زِيَادَة على هَذَا فَانْظُر فِي شرح الْمطَالع فعلى أَي حَال لَا يَخْلُو ذَلِك الِاسْتِدْلَال عَن الْمقَال. وَلِهَذَا قَالَ بعض أَبنَاء الزَّمَان أَنه لم يَأْتِ أحد بِمَا يتَعَلَّق بقلب الأذكياء. وَلما كَانَ نظر النُّحَاة مَقْصُورا على الْأَلْفَاظ على خلاف أَرْبَاب الْمَعْقُول عدوهما من الْأَفْعَال الَّتِي هِيَ قسم الْكَلِمَة انْتهى.
وَالْحق عِنْدِي أَن الْفِعْل عِنْد النُّحَاة هُوَ مَا سوى فَاعله وَالْفِعْل مَعَ فَاعله جملَة فعلية كَلَام لَيْسَ بِكَلِمَة فضلا عَن أَن يكون فعلا. أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ فِي بَيَان تركيب زيد يــضْرب أَن زيد مُبْتَدأ وَيــضْرب فعل وَالضَّمِير الْمَنوِي الرَّاجِع إِلَى زيد فَاعله وَيــضْرب مَعَ فَاعله جملَة فعلية وَقعت خبر الْمُبْتَدَأ. وَكَذَا يَقُولُونَ إِن تــضرب وَاضْرِبْ ونــضرب أَفعَال وَالضَّمِير الْمَنوِي فِي الأول فَاعله وَهَكَذَا الضَّمِير الْمَنوِي فِي الثَّانِي وَالثَّالِث فَكل فعل بِدُونِ فَاعله كلمة وَمَعَ فَاعله جملَة فعلية وَالْفَاعِل لَيْسَ بِجُزْء من مَفْهُوم الْفِعْل بل النِّسْبَة إِلَى فَاعل معِين من أَجْزَائِهِ هَذَا وَلَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا.
فَإِن قلت إِن المنطقيين اتَّفقُوا على أَن الْكَلِمَة أَي الْفِعْل تدل على الزَّمَان بهيئته فَمَا
وَجه اتِّفَاقهم على كَون الْمُضَارع الْغَائِب كلمة مَعَ أَن هَيئته تدل على الزَّمَان بالِاتِّفَاقِ فَهُوَ مركب أَيْضا كالمضارع الْمُخَاطب والمتكلم. قُلْنَا دلَالَة الْهَيْئَة على جُزْء معنى الْفِعْل لَا يضر فِي كَونه كلمة لِأَن المُرَاد الْأَجْزَاء الملفوظة المترتبة المسموعة والهيئة لَيست كَذَلِك كَمَا حققناه فِي جَامع الغموض منبع الفيوض.

ذبب

(ذبب) ذب وَبَالغ فِي الذب وَفِي السّير أسْرع وَيُقَال ذبب النَّهَار لم يبْق مِنْهُ إِلَّا بَقِيَّة وَالدَّابَّة سَاقهَا سوقا سَرِيعا
(ذ ب ب) : (فِي الْحَدِيثِ) «إنَّمَا النَّحْلُ ذُبَابُ غَيْثٍ» أَيْ يَتَرَبَّى بِسَبَبِهِ لِأَنَّ الْغَيْثَ سَبَبُ النَّبَاتِ وَبِالنَّبَاتِ يَتَغَذَّى هُوَ وَيَتَرَبَّى وَإِنَّمَا سَمَّاهُ ذُبَابًا اسْتِحْقَارًا لِشَأْنِهِ وَتَهْوِينًا لِمَا يَحْصُلُ مِنْهُ وَذَبْذَبِهِ فِي ل ق.
ذ ب ب :
الذُّبَابُ جَمْعُهُ فِي الْكَثْرَة ذِبَّانٌ مِثْلُ: غُرَابٍ وَغِرْبَانٍ وَفِي الْقِلَّةِ أَذِبَّةٌ الْوَاحِدَةُ ذُبَابَةٌ وَذُبَابَةُ الشَّيْءِ بَقِيَّتُهُ وَالْجَمْعُ ذُبَابَاتٌ وَذُبَابُ السَّيْفِ طَرَفُهُ الَّذِي يُــضْرَبُ بِهِ وَذَبْذَبَهُ ذَبْذَبَةً أَيْ تَرَكَهُ حَيْرَانَ مُتَرَدِّدًا وَذَبَّ عَنْ حَرِيمِهِ ذَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ حَمَى وَدَفَعَ. 

ذبب


ذَبَّ(n. ac. ذَبّ)
a. [acc. & 'An], Drove away; repulsed, repelled from.
b. ['An], Defended.
c. Forbade to.
d.(n. ac. ذَبّ
ذَبَب
ذُبُوْب), Became dry; dried, withered up.
e. Became lean, emaciated.
f. Drew to its close (day).
g. [pass.], Became possessed, insane.
ذَبَّبَa. see I (b) (f).
c. [Fī], Exerted, tired himself in.
ذَبّ
a. [art.], Buffalo, wild bull.
b. Restless; fidget.

أَذْبَبُa. Buffalo, wild bull.

مِذْبَبَة
(pl.
مَذَاْبِبُ)
a. Fly-swisher.

ذُبَاْب
(pl.
أَذْبِبَة
ذِبَّاْن)
a. Fly.
b. Edge of the sword.

ذُبَاْبَةa. see 34t
ذَبَّاْبa. Protector, champion.

ذِبَّاْنَةa. Fly.
(ذبب) - في حَدِيثِ عُمرَ، رضي الله عنه: "إنَّما هو ذُبَابُ غَيْثٍ".
يَعنِى النَّحلَ: أي أَنَّه يَكُون مع الغَيْث ويَعِيش به, لأنه يَأكُل ما يَنبُت منه.
وذُبَاب: اسمُ جَبَل بالمَدِينة جاء ذِكْره في حديث.
- وفي الحديث: "عُمْر الذُّبابِ أَربَعونَ يومًا، والذُّبَابُ في النَّار".
قِيلَ: كَونُه في النّار ليس بِعَذابٍ له، وإنَّما يُعذَّب به أَهلُ النَّار لوقُوعِه عليهم. - في حَديثِ المُغِيرة: "شَرُّهَا ذُبابٌ".
قال الزَّمخْشَرِى: الذُّبَاب: الشَّرُّ الدَّائِم.
ذ ب ب: (الذَّبُّ) الْمَنْعُ وَالدَّفْعُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الذُّبَّانَةُ) بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ وَنُونٍ قَبْلَ الْهَاءِ وَاحِدَةُ (الذُّبَابِ) وَلَا تَقُلْ: ذِبَّانَةٌ بِالْكَسْرِ، وَجَمْعُ الذُّبَابِ فِي الْقِلَّةِ (أَذِبَّةٌ) وَالْكَثِيرُ (ذِبَّانٌ) كَغُرَابٍ وَأَغْرِبَةٍ وَغِرْبَانٍ. أَبُو عُبَيْدَةَ: أَرْضٌ (مَذَبَّةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ ذَاتُ ذُبَابٍ. الْفَرَّاءُ: أَرْضٌ (مَذْبُوبَةٌ) كَمَوْحُوشَةٍ مِنَ الْوَحْشِ. وَ (الْمِذَبَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُذَبُّ بِهِ الذُّبَابُ. وَ (الذَّبْذَبُ) كَالْمَذْهَبِ الذَّكَرُ. وَ (الْمُذَبْذَبُ) الْمُتَرَدِّدُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ. 
ذ ب ب

ذبّ عن حريمه وذيّبَ عنه. قال الطرماح:

أذبب عن أحساب قحطان إنني ... أنا ابن بني بطحائها حيث حلّت

وذبّت شفتاه من العطش. قال:

هم سقوني عللا بعد نهل ... من بعد ما ذب السان وذبل

وإنه لأزهى من الذباب. وهو أهون عليّ من ونيم الذباب. وأبخر من أبي الذبان وهو عبد الملك بن مروان. وفرس مذبوب: دخل الذباب في منخره. وتذبذب الشيء: ناس في الهواء. والمنافق مذبذب. وناست ذباذب الهودج وهي أشياء تعلّق منه.

ومن المجاز: هو أعزّ عليّ من ذباب العين وهو إنسانها. وبه ذباب سلال وذبابة. وعلى فلان ذبابة من دين وذبابات أي بقايا. وبه ذبابة من جوع، وصدرت وبها ذبابة من عطش. وتقول: ما تركت في الإناء صبابه، وفيّ من العطش ذبابه؛ وضربــه بذباب سيفه وهو حدّ طرفه. يقال: ثمرة السوط يتبعها ذباب السيف. وانظر إلى ذنابي أذنيه وفرعي أذنيه وهما ما حدّ من أطراف أذني الفرس والأصل الذباب الطائر وهو مثل في القلة. وأصابني ذباب أي شر وأذًى. وذبب النهار: مضى لم يبق منه إلا ذبابة. وذبّب في السير: جدّ حتى لم يترك ذبابة منه. وجاءنا راكب مذيّب. وهذا قرب مذبب. وطعن ورمى غير تذبيب. ورجل ذب الرّياد: قلق لا يقر به مكان زوّارٌ للنساء. قال:

قد كنت مفتاح أبواب مغلّقة ... ذب الرياد إذا ما خولس النظر

وأصله الوحشيّ يرود ههنا وههنا. قال الطرماح يصف ثوراً:

كأعين ذبّ رياد العشيّ ... إذا ورّكت شمسه جانحه

مالت للغروب. ويوم ذباب ومد: يكثر فيه البق على الوحش فتذبها بأذنابها فجعل فعلها لليوم. ويقال: أذنابها مذابّها. وأتاهم خاطب فذبّوه أي ردوه.
[ذبب] نه فيه: رأى رجلًا طويل الشعر فقال: "ذباب" هو الشؤم وقيل الشر الدائم. ومنه ح: شرها "ذباب". وفيه: رأيت أن "ذباب" سيفي كُسر فأولته أنه يصاب رجل من أهلي، فقتل حمزة، ذباب السيف طرفه الذي يــضرب به. ن هو بضم ذال وخفة موحدة مكررة. نه وفيه: صلب رجلًا على "ذباب" وهو جبل بالمدينة. وفيه: عمر "الذباب" أربعون يومًا والذباب في النارن قيل كونه في النار ليس بعذاب له وإنما ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم. وفي ح عمر كتب إلى عماله بالطائف في خلايا العسل وحمايتها: إن أدى ما كان يؤديه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عشور تحله فاحم له فإنما هو "ذباب" غيث يأكله من شاء، يريد بالذباب النحل، وإضافته إلى الغيث على معنى أنه يكون مع المطر حيث كان، ولأنه يعيش بأكل ما ينبته الغيث، ومعنى حماية الوادي أن النحل إنما يرعى أنوار النبات وما رخص منها ونعم، فإذا حميت مراعيها أقامت فيها ورعت وعسلت فكثرت منافع اصحابها، وإذا لم تحم مراعيها احتاجت أن تبعد في طلب المرعى فيكون ريعها أقل، وقيل معناه ان يحمي لهم الوادي الذي تعسل فيه فلا يترك أحد يعرض للعسل، لأن سبيل العسل المباح سبيل المياه والمعادن والصيودن وإنما يملكه من سبق إليه، فإذا حماه ومنع الناس منه وانفرد به وجب عليه إخراج العشر منه عند من أوجب فيه الزكاة. ط: إذا وقع "الذباب" في إناء فليغمسه، ولكون أحد جناحيه داء والآخر دواء نظائر النحلة في بطنها شراب نافع وفي إبرتها سم، والعقرب تهيج الداء بإبرتها وتتداوى بجرمهان وروى أنه يتقي بجناح الداء فذلك إلهام بطبعه، وله غير نظير فالنملة الصغيرة كيف تسعى في جمع القوت، وكيف يصون الحب عن الندى باتخاذ الزبية على نشز من الأرض ثم يجفف الحب في الشمس إذا أثر فيه الندى، ثم أنها تقطع الحب لئلا ينبت، وتترك الكزبرة بحالها لأنها لا تنبت. ك: وكالحية سمها قاتل ولحمها يستشفي به من الترياق. وح: فإنه "يذب" عنه المظالم، أي يدفع ويقال دونه أي عنده. ط: وأذنابها "مذابها" أي مراوحها تذب بها الهوام عن نفسها.
[ذبب] الذَبُّ: المنعُ والدفعُ. وقد ذَبَبْتُ عنه. وذَبَّبَ، أي أكْثَرَ الذب. يقال طعان غير تذييب. إذا بُولغ فيه. وذَبَّبْنا لَيْلَتَنا، أي أَتْعَبْنا في السير. ولا ينالون الماء إلا بقرب مذبب، أي مُسْرِعٍ، قال الشاعر : مُذَبِّبَةً أَضَرَّ بها بُكوري * وتَهْجيري إذا اليَعْفورُ قالا وجاءنا راكبٌ مُذَبِّبٌ، وهو العجل المنفرد. وظمء مذبب، أي طويل يسار إلى الماءِ من بُعْدِ فيُعجَّلُ بالسَيْرِ. والذباب معروف، الواحدة ذبابة ولا تقل ذبانة، وجمع القلة أذبة والكثير ذبان، مثل غراب وأغربة وغربان. قال النابغة:

ضرابة بالمشفر الاذبه * أبو عبيد: أرض مذبة: ذات ذباب. وبعير مذبوب، إذا أصابه الذباب، قاله في باب أمراض الابل. وقال الفراء: أرض مذبوبة كما يقال موحوشة من الوحش. والمِذَبَّةُ: ما يُذَبُّ به الذُبابُ. وذُبابَ أسنانِ الإبل: حّدُّها. قال الشاعر : وتسمعُ للذُبابِ إذا تَغَنَّى * كَتَغْريدِ الحَمامِ على الغُصونِ وذُبابُ السيفِ: طَرَفُهُ الذي يُــضْرَبُ به. وذُبابُ العينِ: إنْسانُها. والذُبابَةُ: البقية من الدَيْنِ ونحوه. قال الراجز:

أَوْ يَقْضيَ اللهُ ذُباباتِ الدَيْن * وذبَّبَ النهارُ، إذا لم يبقَ منه إلا بقيَّةٌ. وقال:

وانْجابَ النهار فذببا * والتذبذب: التحرك. والذبذبة: نوس الشئ المعلق في الهواء. والذبذب: الذَكَرُ. وفي الحديث: " مَنْ وُقيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ ". والذَباذبُ أيضاً: أشياء تعلق في الهودج. والمذبذب: المتردد بين أمرين. قال الله تبارك وتعالى: (مذبذ بين بين ذلك) . والذب: الثور الوحشى، وسمى ذَبَّ الرِيادِ لأنه يَرودُ، أي يجئ ويذهب ولا يثبت في موضِع واحد. وقال الشاعر النابغة: كأنما الرَحْلُ منها فوق ذي جُدَدٍ * ذَبِّ الرِيادِ إلى الأَشباحِ نَظَّارِ - وذَبَّتْ شَفَتُهُ، أي ذَبُلَتْ من العطش. وقال: وهُمْ سَقَوْني عَلَلاً بعد نَهَلْ * من بَعْدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ وذَبَّ جسمُهُ: هُزِلَ. وذَبَّ النَبْتُ: ذَوَي.
ذبب
ذبَّ/ ذبَّ عن ذبَبْتُ، يَذُبّ، اذْبُبْ/ ذُبَّ، ذَبًّا، فهو ذابّ، والمفعول مَذْبوب
• ذبَّ الذُّبابَ ونحوَه: نحّاه، وطرده "ذبَّ البائعُ الذبابَ عن الحلوى".
• ذبَّ عنه: دفع عنه ومنع وحامى "يذبُّ الأحرارُ عن وطنهم". 

أذبَّ يُذبّ، أذْبِبْ/ أذِبَّ، إذبابًا، فهو مُذِبّ
• أذبَّ المكانُ: كثُر ذُبابُهُ. 

ذبَّبَ يُذبِّب، تذبيبًا، فهو مُذبِّب
• ذبَّب المرءُ: بالغ في الدفع والحماية لمحارمه ووطنه. 

ذُباب [جمع]: جج أذِبَّة وذِبَّان، مف ذُبابة: (حن) حشرات طائرة صغيرة تألف الأقذارَ، وتنقل الأمراضَ، موجودة في كلِّ مكان داخل المساكن وخارجها، مُضرِّة بالصحَّة العامّة "اجتمع الذبابُ على الطعام- جرأة الذباب [مثل]: يُــضرب بها المثل؛ لأنّ الذباب يقع على فم الأسد وهو لا يبقي شيئًا، ومع ذلك يُذاد ويعود- {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} " ° أصابه ذبابُ الأمرِ: شرّه- بقِيَ على ذُبابة من دِينٍ: بقيَ علي بقيّة من دِين- ذُبابُ السَّيف: حَدّ طرفيه الذي يــضرب به- ذُبابُ العين: إنسان العين؛ سوادُها- طنينُ الذُّباب [مثل]: يُــضرب للكلام الذي لا قيمة له، ولا يُبالَى به.
• الذُّباب الأزرق: (حن) ذباب يعيش على جثث الحيوانات تنمو يرقاتُه على الموادّ الحيوانيّة- خاصَّة اللَّحم- التي تجذب رائحتُها الذُّبابةَ الكاملة.
• ذبابة تسي تسي: (حن) حشرة من فصيلة الشذاة يُحدث بعضُ أنواعها مرضَ النوم.
• ذبابة السَّرْء: ذبابة تضع بيضَها على الجثث أو التقرُّحات المفتوحة.
• ذبابة الإبل: (حن) بعوضة تنقل نوعًا من الحُمَّى المتقطِّعة "ذباب قارض: ذباب الإبل والماشية".
• الذُّباب المضيء: (حن) نوع من الخنافس تطير ليلاً وتُصدر ومضات من الضَّوء الأخضر المصفرّ من أعلى بطنها، وهذه التَّقلبات الضَّوئيَّة هي لغة التَّخاطب والتَّلاقي والتَّزاوج بينها في الظَّلام. 

ذُبابيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات من رتبة ذوات الجناحين أجناسُها وأنواعُها كثيرة، جميعها صغيرة الحجم أو مُتوسِّطة. 

ذَبّ [مفرد]: مصدر ذبَّ/ ذبَّ عن. 

مَذبَّة [مفرد]: ج مَذَبَّات ومَذَابُّ: مكان كثير الذُّباب. 

مِذَبَّة [مفرد]: ج مِذبّات ومَذَابُّ: اسم آلة من ذبَّ/ ذبَّ عن: منشَّة، أداة تُستخدم في طرد الذُّباب ونحوه "مذبَّة من ذيل الحصان- يحتفظ بمذبَّة جدِّه". 
[ذ ب ب] ذَبَّ عَنْهُ يَذُبُّ ذَبّا دَفَعَ ومَنَعَ وفي حَديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه إِنَّما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ إلا ما ذُبَّ عنه قال

(مَنْ ذَبَّ مِنكُمْ ذَبَّ عن حَمِيمِهِ ... )

(أو فَرَّ مِنْكُم فَرَّ عن حَرِيمِهِ ... )

ورَجًلٌ مِذَبٌّ وذَبّابٌ دَفّاعٌ عن الحَرِيمِ وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّا اختَلَف ولم يَسْتَقِمْ في مَكانٍ واحِدٍ وبعِيرٌ ذَبٌّ لا يَتَقارَّ في مَوْضِعٍ قالَ

(فكأَنَّنا فيها جِمالٌ ذَبَّةٌ ... أُدْمٌ طَلاهُنَّ الكُحَيْلُ وقارُ) فقولُه ذَبَّةٌ بالهاءِ يَدُلُّ على أنه لم يُسَمّ بالمَصْدَرِ إذ لو كان مَصْدَرًا لقالَ جِمالٌ ذَبٌّ كقَوْلِكَ رِجالٌ عَدْلٌ والذَّبُّ الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ ويُقالُ له أيضًا ذَبُّ الرِّيادِ وسُمِّيَ بذلِكَ لأَنَّه يَخْتَلِفُ ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ وقيل لأّنَّه يَرُودُ فيَذْهَبُ ويَجِيءُ قال ابنُ مُقْبِلٍ

(يُمَشٍّ ي بهِ ذَبُّ الرِّيادِ كأَنَّه فَتًى ... فارِسِيٌّ في سَراوِيلَ رامحُ ... )

وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ يَذْهَبُ ويَجِئُ هذه عن كُراع وذَبَّتْ شَفَتَهُ تَذِبُّ ذَبّا وذَبَبًا وذُبُوبًا وذَبَّبَتْ جَفَّتْ من شِدَّة العَطَشِ أو الغَيْرَةِ وشَفَةٌ ذَبّابَةٌ ذابِلَةٌ قال

(هُمُ سَقَوْنِي عَلَلاً بعدَ نَهَلْ ... )

(من بعدِ ما ذَبَّ اللِّسانُ وذَبَلْ ... )

وذَبَّ الغَدِيرُ جَفَّ في آخِر الجُزْءِ عن ابن الأَعْرابِيِّ وأنشَدَ

(مَدارِينَ إنِ جاعُوا وأَذْعَرُ مَن مَشَى ... )

(إذا الرَّوْضَةُ الخَضْراءُ ذَبَّ غَدِيرُها ... )

ويُرْوَى

(وأَدْعَرُ من مَشَى إذا الرَّوْضَةُ ... )

وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبَابَةٌ أي بَقِيَّةٌ من عَطَشٍ وذُبابَةُ الدَّيْنِ بَقِيَّتُه وقيل ذُبابَةُ كُلِّ شيءِ بَقِيَّتُه والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكونُ في البُيُوتِ يَسْقُطُ في الإناء والطَّعامِ والذُّبابُ أيضًا النَّحْلُ ولا يُقالُ ذُبابَةٌ في شيءٍ من ذلكِ إلا أنَّ أبا عُبَيْدَةَ رَوَى عن الأَحْمَرِ ذُبابَة هكَذا وَقَع في كتابِ المُصَنِّف رواية أَبي عَلِيٍّ وأَمّا في رِواية عليِّ بن حَمْزَةَ فحكَى عن الكِسائِيِّ الشَّذاةُ ذُبابَةٌ تَعَضُّ الإِبِلَ وحَكَى عن الأَحْمَرِ أيضًا النُّغَرَةُ ذُبابَةٌ تَسْقُط على الدّوابِّ فأثْبَتَ الهاءَ فِيهما والصَّوابُ ذُبابٌ وهو واحِدٌ وفي التًّنْزِيل {وإن يسلبهم الذباب شيئا} الحج 73 فَسَّرُوهُ للواحد والجمعُ أَذِبَّةٌ وذِبّانٌ سِيبَوَيْهِ ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنَى العَدَدِ لأَنَّهم أَمِنُوا به التَّضْعِيفَ يَعْنِي أَنَّ فُعالاً لا يُكَسَّرُ في أَدْنَى العَدَدِ على فِعْلان ولو كانَ مما يَدْفَعُ به البناءُ إلى التَّضْعِيفِ لم يُكَسَّرْ على ذلك البِناءِ كما أَنَّ فِعالاً ونَحْوَه لما كانَ تكسيرُه عَلَى فُعُلٍ يُفْضِي به إِلى التَّضعيفِ كَسًّرُوه على أَفْعِلَةٍ وقد حَكَى سِيبَوَيْه مع ذلك عن العَربِ ذُبٌّ في جمع ذُبابٍ فهو مع هذا الإدْغامِ عَلَى اللُّغَةِ التَّمِيمِيَّةِ كما يَرْجِعُونَ إليها فيما كان ثانيه واوًا نحو خُونٍ ونُورٍ والعَرَبُ تكْنُو الأَبْخَرَ أَبا ذُبابٍ وبَعْضُهم يَكْنِيهِ أبا ذِبّانٍ وقد غَلَبَ عَلَى عبدِ المَلِكِ ابنِ مَرْوانَ لفَسادٍ كان في فَمٍ هـ قالَ الشّاعِرُ

(لَعَلِّيَ إِن مالَتْ بِي الرِّيحُ مَيْلَةً ... عَلَى ابنِ أَبِي الذِّبّانِ أَن يَتَنَدَّمَا)

يَعْنِي هِشامَ بنَ عَبْدِ المَلِك وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّبَه نَحّاهُ ورَجُلٌ مَخْشِيُّ الذُّبابِ أي الجَهْلِ وأَرْضٌ مَذَبَّةٌ كَثيرةُ الذُّبابِ وبعيرٌ مَذْبُوبٌ أصابَه الذُّبابُ وأَذَبُّ كذلك وقيل الأَذَبُّ والمَذْبُوبُ جَمِيعًا الَّذِي إذا وَقَعَ في الرِّيفِ والرِّيفُ لا يكونُ إلا فِي الأَمْصارِ اسْتَوْبَأَهُ فماتَ مَكانَه قال زِيادٌ الأَعْجَمُ في ابن حَبْناءَ

(كأَنَّكَ من جِمالِ بَنِي تَمِيمِ ... أَذَبُّ أصابَ من رِيفٍ ذُبابَا) يقولُ كأَّنَكَ جَمَلٌ نَزَلَ رِيفًا فأَصابَه الذُّبابُ فالْتَوَتْ عُنُقُه فماتَ والمِذَبَّةُ هَنَةٌ يُذَبُّ بها الذُّبابُ وذُبَابُ العَيْنِ إنْسانُها أُراه على التَّشْبِيهِ بالذُّبابِ والذُّبابُ نُكْتَةٌ سَوداءُ في جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ والجمعُ كالجَمْعِ وذُبابُ السًّيْفِ حَدُّ طَرَفِه الًّذِي بينَ شَفْرَتَيْهِ وقيل طَرَفُه المُتَطَرٍّ فُ وقِيلَ حَدُّه والذُّبابُ من أُذُنِ الإنسانِ والفَرَسِ ما حَدَّ من طَرَفِها وذُبابُ الحِنّاءِ بادِرَةُ نَوْرِه وجاءَنا راكبٌ مُذَبٍّ بٌ عجل مُنْفَرِدٌ قالَ عَنْتَرَةُ

(يُذَبِّبُ وَرْدٌ عَلَى إِثْرِه ... وأَدْرَكَه وَقْعُ مِرْدًى خَشِبْ)

إِما أن يَكُونَ على النَّسَبِ وإمَّا أن يَكُونَ أرادَ خَشِيبًا فحَذَف للضًّرُورِة وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ طَوِيلٌ يُسارُ فيه إلى الماءِ من بُعْدٍ وذَبَّبَ أَسْرَعَ وقولُه

(مَسِيرَة شَهْرٍ للبَعِيرِ المُذَبْذبِ ... )

أرادَ المُذَبِّبَ والذَّبْذَبَةُ تَرَدُّدُ الشَّيْءِ المُعَلَّقِ في الهَواءِ والذَّبْذَبَةُ والذَّباذِبُ أشياءُ تُعَلَّقُ بالهَوْدَجِ أَو رَأْسِ البَعِيرِ للزِّينَةِ والذَّبْذَبُ اللِّسانُ وقِيلَ الذّكَرُ والذَّباذِبُ المَذاكِيرُ وقِيلَ الذَّباذِبُ الخُصَى واحِدَتُها ذَبْذَبَةٌ ورَجُلٌ مُذَبْذَبُ ومُتَذَبْذِبٌ مُتَرَدِّدٌ بين أَمْرَينِ وفي التَّنْزِيل {مذبذبين بين ذلك} النساء 143 وتَذَبْذَبَ الشَّيْءُ ناسَ واضَطَرَبَ وذَبْذَبَه هُوَ أَنْشَد ثعلبٌ

(وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ ... )

(ظَلَّ لأَعْلَى رَأْسِه رَجِيفٌ ... )

وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ

(ومِثْلُ السَّدُوسِيِّيْنِ سادَا وذَبْذَبَا ... رجالَ الحِجازِ من مَسُودٍ وسائِدِ)

قِيلَ ذَبْذَبَا عَلَّقَا وتركاهُم مُتَذَبْذِبِينَ يقول تقطع دونَهما رِجَالُ الحِجازِ وفي الطَّعامِ ذُبَيْباء مَمْدُودٌ حكاه أبو حَنِيفَةَ في باب الطَّعامِ الذي فيه ما لا خَيْرَ فيه ولم يُفَسِّرْه وقد تَقَدَّم أَنَّه الذُّنَيْناء

ذبب: الذَّبُّ: الدَّفْعُ والـمَنْعُ. والذَّبُّ: الطَّرْدُ.

وذَبَّ عنه يَذُبُّ ذَبّاً: دَفَعَ ومنع، وذَبَبْت عنه. وفُلانٌ يَذُبُّ عن حَرِيمِه ذَبّاً أَي يَدْفَعُ عنهم؛ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه:

إِنما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ، إِلا ما ذُبَّ عنه؛ قال:

مَنْ ذَبَّ منكم، ذَبَّ عَنْ حَمِـيمِهِ، * أَو فَرَّ منكم، فَرَّ عَنْ حَريمِهِ

وذَبَّبَ: أَكْثَرَ الذَّبَّ.

ويقال: طِعانٌ غيرُ تَذْبِـيبٍ إِذا بُولِغَ فيه.

ورجلٌ مِذَبٌّ وذَبَّابٌ: دَفَّاعٌ عن الحرِيمِ.

وذَبْذَبَ الرَّجلُ إِذا مَنَعَ الجِوارَ والأَهْلَ أَي حَماهم.

والذَّبِّـيُّ: الجِلْوازُ.

وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّاً: اختَلَفَ ولم يَسْتَقِمْ في مكانٍ واحدٍ. وبعيرٌ ذَبٌّ: لا يَتَقارُّ في مَوْضِع؛ قال:

فكأَننا فيهم جِمالٌ ذَبَّةٌ، * أُدْمٌ، طَلاهُنَّ الكُحَيْل وَقار

فقوله ذَبَّةٌ، بالهاءِ، يَدل على أَنه لم يُسَمَّ بالـمَصْدر إِذ لو

كان مَصْدَراً لقال جِمالٌ ذَبٌّ، كقولك رِجالٌ عَدْلٌ. والذَّبُّ: الثَّوْرُ الوَحْشِـيُّ، ويقال له أَيضاً: ذَبُّ الرِّيادِ، غير مهموزٍ، وسُمِّيَ بذلك لأَنه يَخْتَلِف ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحدٍ؛ وقيل: لأَنه يَرُودُ فيذهَبُ ويَجِـيءُ؛ قال ابن مقبل:

يُـمشّي بها ذَبُّ الرِّياد، كأَنه * فَـتىً فارِسِـيٌّ، في سَراويلَ، رامِحُ

وقال النابغة:

كأَنما الرَّحْلُ منها فَوْق ذِي جُدَدٍ، * ذَبِّ الرِّيادِ، إِلى الأَشْباح نَظَّارِ

وقال أَبو سعيد: إِنما قيل له ذَبُّ الرِّياد لأَن رِيَادَه أَتانُه التي تَرُودُ معه، وإِن شئتَ جَعَلْتَ الرِّيادَ رَعْيه نَفْسَه للكَلإِ.

وقال غيره: قيل له ذَبُّ الرِّيادِ لأَنه لا يَثْبُتُ في رَعْيِـه في مكانٍ

واحدٍ، ولا يُوطِن مَرْعًى واحداً. وسَمَّى مُزاحِمٌ العُقَيْليّ الثَّوْرَ الوَحْشِـيَّ الأَذبَّ؛ قال:

بِلاداً، بها تَلْقَى الأَذَبَّ، كأَنه، * بها، سابِريٌّ لاحَ، منه، البَنائِقُ

أَراد: تَلْقَى الذَّبَّ، فقال الأَذَبَّ لحاجته. وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ: يذهَبُ ويَجيءُ، هذه عن كُراع. أَبو عمرو: رَجُلٌ ذَبُّ الرِّيادِ إِذا كان زَوَّاراً للنساءِ؛ وأَنشد لبعض الشعراءِ فيه:

ما للْكَواعبِ، يا عَيْسَاءُ، قد جَعَلَتْ * تَزْوَرُّ عنّي، وتُثْنَى، دُونيَ، الـحُجَرُ؟

قد كنتُ فَتَّاحَ أَبوابٍ مُغَلَّقَةٍ، * ذَبَّ الرِّيادِ، إِذا ما خُولِسَ النَّظَرُ

وذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُّ ذَبّاً وذَبَباً وذُبوباً، وذَبِبَتْ: يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبَلَتْ من شدَّةِ العطش، أَو لغيرِه. وشَفَةٌ ذَبَّانةٌ: ذابِلة، وذَبَّ لسانُه كذلك؛ قال:

هُمُ سَقَوْني عَلَلاً بعدَ نَهَلْ، * مِن بعدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ

وقال أَبو خَيْرَة يصف عَيْراً:

وشَفَّهُ طَرَدُ العاناتِ، فَهْوَ به * لوْحانُ، مِن ظَمَإٍ ذَبٍّ، ومِن عَضَبِ

أَراد بالظَّمَإِ الذَّبِّ: اليابِسَ.

وذَبَّ جِسمُه: ذَبَلَ وهَزُلَ. وذَبَّ النَّبْتُ: ذَوَى. وذَبَّ الغَدِيرُ، يَذِبُّ: جَفَّ، في آخرِ الجَزْءِ، عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:

مَدارِينُ، إِن جاعُوا، وأَذْعَرُ مَن مَشَى، * إِذا الرَّوْضَةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدِيرُها

يروى: وأَدْعَرُ مَنْ مَشى. وذَبَّ الرجُلُ يَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ

لَوْنُه. وذَبَّ: جَفَّ.

وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبابةٌ أَي بَقِـية عَطَشٍ.

وذُبابةُ الدَّيْنِ: بقِـيتُه. وقيل: ذُب ابَةُ كل شيءٍ بقِـيتُه.

والذُّبابةُ: البقِـية من الدَّيْن ونحوِه؛ قال الراجز:

أَو يَقْضِـيَ اللّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ

أَبو زيد: الذُّبابة بقِـيَّةُ الشيء؛ وأَنشد الأَصمعي لذي الرُّمة:

لَـحِقْنا، فراجَعْنا الـحُمولَ، وإِنما * يُتَلِّي، ذُباباتِ الوداعِ، الـمُراجِعُ

يقول: إِنما يُدْرِكُ بقايا الـحَوائج من راجَع فيها. والذُّبابة

أَيضاً: البقِـية من مِـياه الأَنهارِ.

وذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لم يَبْقَ منه إِلا بقِـية، وقال:

وانْجابَ النهارُ، فَذَبَّـبا

والذُّبابُ: الطَّاعون. والذُّبابُ: الجُنونُ. وقد ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ؛ وأَنشد شمر:

وفي النَّصْرِيِّ، أَحْياناً، سَماحٌ، * وفي النَّصْريِّ، أَحْياناً، ذُبابُ

أَي جُنونٌ. والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكون في البُيوتِ، يَسْقُط في

الإِناءِ والطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، ولا تَقُلْ ذِبَّانة. والذُّبابُ أَيضاً: النَّحْل ولا يقال ذبابة في شيءٍ من ذلك، إِلا أَن أَبا عُبيدة رَوَى عن الأَحْمَرِ ذبابة؛ هكذا وقع في كتاب الـمُصَنَّف، رواية أَبي

عليّ؛ وأَما في رواية عليِّ بنِ حمزة، فَحَكى عن الكسائي: الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ؛ وحُكِـيَ عن الأَحمر أَيضاً: النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط

على الدَّوابِّ، وأَثْـبت الهاءَ فيهما، والصَّواب ذُبابٌ، هو واحدٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كَتَب إِلى عامِلِه بالطَّائف في خَلايا العَسَل وحِمايـتِها، إِنْ أَدَّى ما كان يُـؤَدِّيه إِلى رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، من عُشورِ نَحْلِه، فاحْمِ له، فإِنما هو ذُبابُ غَيْثٍ، يأْكُلُه مَنْ شاءَ. قال ابن الأَثير: يريدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ،

وأَضافَه على الغَيْثِ إِلى معنى أَنه يكونُ مَعَ الـمَطَر حيثُ كان، ولأَنه يَعِـيشُ بأَكْلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ؛ ومعنى حِماية الوادي له: أَنَّ

النَّحْلَ إِنما يَرْعَى أَنْوارَ النَّباتِ وما رَخُصَ منها ونَعُمَ، فإِذا حُمِـيَتْ مَراعِـيها، أَقامت فيها ورَعَتْ وعَسَّلَتْ، فكَـثُرَتْ منافعُ أَصحابِها؛ وإِذا لم تُحْمَ مَراعِـيها، احتاجَت أَنْ تُبْعِدَ في طَلَبِ الـمَرْعَى، فيكونَ رَعْيُها أَقَلَّ؛ وقيل: معناه أَنْ يُحْمَى لهم الوادي الذي يُعَسِّلُ فيه، فلا يُتْرَكَ أَحدٌ يَعْرِضُ للعَسَل، لأَن سبيلَ العسَل الـمُباحِ سبيلُ الـمِـياهِ والـمَعادِنِ والصُّيودِ، وإِنما يَمْلِكُه من سَبَقَ إِليه، فإِذا حَماه ومَنَع الناسَ منه، وانْفَرَدَ به وَجَبَ عليه إِخْراجُ العُشْرِ منه، عند مَن أَوجب فيه الزَّكاة.التهذيب: واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ، بغير هاءٍ. قال: ولا يُقال ذُبَابة.

وفي التنزيل العزيز: وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ شيئاً؛ فسَّروه للواحد،

والجمع أَذِبَّةٌ في القِلَّة، مثلُ غُرابٍ وأَغْرِبَةٍ؛ قال النابغة:

ضَرَّابة بالـمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ

وذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ، سيبويه، ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنى العدد، لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعيف، يعني أَنَّ فُعالاً لا يكَسَّر في أَدنى العدد على فِعْلانٍ،

ولو كان مـمَّا يَدْفَعُ به البناءُ إِلى التَّضعيف، لم يُكسَّر على ذلك

البناءِ، كما أَنَّ فِعَالاً ونحوه، لـمَّا كان تكسيره على فُعُل يُفْضِـي به إِلى التَّضْعِـيف، كسروه على أَفعلة؛ وقد حكى سيبويه،

مع ذلك، عن العرب: ذُبٌّ، في جمع ذُبابٍ، فهو مع هذا الإِدغامِ على اللُّغَة التَّمِـيمِـيَّة، كما يَرْجِعون إِليها، فيما كان ثانِـيه واواً،

نحو خُونٍ ونُورٍ. وفي الحديث: عُمْرُ الذُّبابِ أَربعون يَوْماً،

والذُّبابُ في النار؛ قيل: كَوْنُه في النار ليس لعذاب له، وإِنما لِـيُعَذَّبَ به أَهل النار بوقوعه عليهم، والعرب تَكْنُو الأَبْخَر: أَبا ذُبابٍ، وبعضهم يَكْنيه: أَبا ذِبَّانٍ، وقد غَلَبَ ذلك على عبدالملك بن مَرْوانَ لِفَسادٍ كان في فَمِه؛ قال الشاعر:

لَعَلِّـيَ، إِنْ مالَتْ بِـيَ الرِّيحُ مَيلةً * على ابنِ أَبي الذِّبّانِ، أَن

يَتَنَدّما

يعني هشامَ بنَ عبدالملك.

وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّـبه: نَحَّاه.

ورجل مَخْشيُّ الذُّبابِ أَي الجَهْلِ. وأَصابَ فُلاناً من فلانٍ ذُبابٌ

لادِغٌ أَي شَرٌّ.

وأَرض مَذَبَّةٌ: كثيرةُ الذُّبابِ.

وقال الفرَّاءُ: أَرضٌ مَذْبوبة، كما يقال مَوْحُوشةٌ من الوَحْشِ.

وبَعيرٌ مَذْبُوبٌ: أَصابه الذُّبابُ، وأَذَبُّ كذلك، قاله أَبو عبيد في

كتاب أَمراضِ الإِبل؛ وقيل: الأَذَبُّ والـمَذْبوبُ جميعاً: الذي إِذا

وَقَع في الرِّيفِ، والريفُ لا يكونُ إِلاَّ في المصادرِ، اسْتَوْبَـأَهُ،

فمات مكانَه؛ قال زياد الأَعْجمُ في ابنِ حَبْنَاء:

كأَنـَّكَ، مِن جِمالِ بني تَـمِـيمٍ، * أَذَبُّ، أَصابَ مِن رِيفٍ ذُبابا

يقول: كأَنـَّك جَمَلٌ نزلَ ريفاً، فأَصابَهُ الذُّبابُ، فالْـتَوَتْ عُنُقُه، فمات.

والـمِذَبَّةُ: هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ، يُذَبُّ بها الذُّبابُ؛ وفي الحديث: أَنّ النبـيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، رأَى رَجُلاً طويلَ الشَّعَر، فقال: ذُبابٌ؛ الذُّبابُ الشُّـؤْم أَي هذا شُؤْمٌ.

ورجل ذُبابيٌّ: مأْخوذٌ من الذُّبابِ، وهو الشُّؤْمُ. وقيل: الذُّبابُ

الشَّرُّ الدَّائِم، يقال: أَصابكَ ذُبابٌ من هذا الأَمْرِ. وفي حديث

المغيرة: شَرُّها ذُبابٌ. وذُبابُ العَينِ: إِنْسانُها، على التَّشبِـيهِ

بالذُّباب. والذُّبابُ: نُكْـتَةٌ سوداءُ في جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ، والجمع كالجمع. وذبابُ أَسْنانِ الإِبِلِ: حَدُّها؛ قال المثَقّب العبدي:

وتَسْـمَعُ، للذُّبابِ، إِذا تَغَنَّى، * كَتَغْريدِ الـحَمَامِ على الغُصُونِ

وذبابُ السَّيْفِ: حَدُّ طَرَفِه الذي بين شَفْرَتَيْهِ؛ وما حَوْلَه من

حَدَّيْهِ: ظُبَتَاه؛ والعَيْرُ: النَّاتـئُ في وَسَطِه، من باطنٍ وظاهرٍ؛ وله غِرَارانِ، لكلِّ واحدٍ منهما، ما بينَ العَيْرِ وبين إِحدى الظُّبَتَين من ظاهِر السَّيفِ وما قُبالَةَ ذلك من باطنٍ، وكلُّ واحدٍ من الغِرارَينِ من باطنِ السَّيف وظاهره؛ وقيل: ذُبابُ السَّيفِ طَرَفُه الـمُتَطَرِّفُ الذي يُــضْرَبُ به، وقيل حَدُّه. وفي الحديث: رأَيتُ ذُبابَ سَيْفي كُسِرَ، فأَوَّلْـتُه أَنه يصابُ رجلٌ من أَهل بيتي، فقُتِل حَمْزَةُ. والذُّبابُ من أُذُنِ الانسانِ والفَرَس: ما حَدَّ من طَرَفِها. أَبو

عبيد:

في أُذُنَي الفرسِ ذُباباهُما، وهما ما حُدَّ من أَطرافِ الأُذُنَيْن. وذُبابُ الـحِنَّاء: بادِرةُ نَوْرِه.

وجاءَنا راكبٌ مُذَبِّبٌ: عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ؛ قال عنترة:

يُذَبِّبُ وَرْدٌ على إِثرِهِ، * وأَدْرَكُه وَقْعُ مِرْدىً خَشِبْ

إِمّا أَنْ يكونَ على النَّسَب، وإِمّا أَنْ يكون أَراد خَشِـيباً، فحذف

للضرورة.

وذَبَّـبْنا لَيْـلَتَنَا أَي أَتْعَبْنا في السَّير.

ولا يَنالونَ الماءَ إِلاَّ بقَرَبٍ مُذَبِّبٍ أَي مُسْرِع؛ قال ذو الرُّمة:

مُذَبِّـبَة، أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي * وتَهْجِـيري، إِذا اليَعْفُورُ قالا

اليَعْفُورُ: الظَّبيُ. وقال: من القَيْلُولة أَي سَكَنَ في كِنَاسِه مِن شِدَّةِ الـحَرِّ.

وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ: طَويلٌ يُسارُ فيه إِلى الماءِ من بُعْدٍ، فيُعَجَّل بالسَّيرِ. وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ: لا فُتُورَ فيه.

وذَبَّبَ: أَسْرَع في السَّيرِ؛ وقوله:

مَسِـيرَة شَهْرٍ للبَعِـيرِ الـمُذَبْذِبِ

أَرادَ الـمُذَبِّبَ.

وأَذَبُّ البعيرِ: نابُهُ؛ قال الراجز:

كأَنَّ صَوْتَ نابِهِ الأَذَبِّ

صَرِيفُ خُطَّافٍ، بِقَعْوٍ قَبِّ

والذَّبْذَبَةُ: تَرَدُّدُ الشيءِ المُعَلَّقِ في الهواءِ .

والذَّبْذَبَة والذَّباذِبُ: أَشياءُ تُعَلَّقُ بالهودَجِ أَو رأْسِ البعيرِ للزينةِ، والواحد ذُبْذُبٌ.

والذَّبْذَبُ: اللِّسانُ، وقيلَ الذَّكَر. وفي الحديث: مَنْ وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِه، فقد وُقـيَ. فَذَبْذَبُه: فَرْجُه، وقَبْقَبُه: بَطْنُه. وفي رواية: مَن وُقِـيَ شَرَّ ذَبْذَبِه دَخَلَ الجنَّةَ؛ يعني الذَّكَر سُمِّيَ بِه لتَذَبْذُبِهِ أَي حَرَكَتِه.

والذَّباذِبُ: المذاكِيرُ. والذَّباذِبُ: ذكر الرجلِ، لأَنـَّه يَتَذَبْذَبُ أَي يَترَدَّد؛ وقيل الذَّباذِب: الخُصَى، واحِدتُها ذَبْذَبَةٌ.

ورجلٌ مُذَبْذِبٌ ومُتَذَبْذِبٌ: مُترَدِّدٌ بين أَمْرَين أَو بين رجُلَين، ولا تَـثْبُتُ صُحْبَتُه لواحِدٍ منهما. وفي التنزيل العزيز في صفة

المنافقين: مُذَبْذَبِـين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء.

المعنى: مُطَرَّدين مدَفَّعين عن هؤُلاء وعن هؤُلاء. وفي الحديث: تَزَوَّجْ، وإِلاَّ فأَنتَ من الـمُذَبذِبِـينَ أَي الـمَطْرُودين عن المؤْمنين

لأَنـَّكَ لم تَقْتَدِ بِهِم، وعن الرُّهْبانِ لأَنـَك تَركتَ طَرِيقَتَهُمْ؛ وأَصلُه من الذَّبِّ، وهو الطَّرْدُ. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكونَ من الحركة والاضْطِرابِ.

والتَّذَبْذُبُ: التَّحرُّكُ.

والذَّبْذَبةُ: نَوْسُ الشيءِ الـمُعَلَّقِ في الهواءِ.

وتَذَبْذَبَ الشيءُ: ناسَ واضْطَرَبَ ، وذَبْذَبَهُ هو؛ أَنشد ثعلب:

وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِـيفُ، * ظَلَّ ،لأَعْلَى رأْسِهِ، رَجِـيفُ

وفي الحديث: فكأَني أَنْظُرُ إِلى يَدَيْه تَذَبْذَبانِ أَي تَتَحَرَّكانِ وتَضْطَرِبان، يريد كُـمَّيْهِ. وفي حديث جابر: كان عليَّ بُرْدَة

لها ذباذِبُ أَي أَهْدابٌ

وأَطْرافٌ، واحدُها ذِبْذِبٌ، بالكسرِ، سُمِّـيَتْ بذلك لأَنـَّها تَتَحَرَّك على لابسِها إِذا مَشى؛ وقول أَبي ذؤَيب:

ومِثْل السَّدُوسِـيَّـيْن، سادَا وذَبْذَبا * رِجال الـحِجازِ، مِنْ مَسُودٍ وَسائدِ

قيل: ذَبْذَبا عَلَّقَا . يقول تقطع دونهما رجالُ الحجازِ . وفي الطَّعام

ذُبَيْباءُ ، ممدودٌ ،حكاه أَبو حنيفة في باب الطَّعام الذي فيه ما لا خَيْرَ فيه ، ولم يفسِّره ؛ وقد قيل : إِنها الذُّنَيْناءُ، وستُذْكر في موضِعِها . وفي الحديث : أَنه صَلَبَ رجُلاً على ذُبابٍ ، هو جبلٌ بالمدينة.

ذبب
: ( {ذَبَّ عَنْهُ) } يَذُبُّ {ذَبًّا (: دَفَعَ وَمنَع) } وذَبَبْتُ عَنهُ، وفلانٌ يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِه ذَبًّا أَي يَدْفَعُ عَنْهُم، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (إِنَّمَا النَّسَاءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ إِلاَّ مَا {ذُبَّ عَنْه) ، قَالَ:
مَنْ ذَبَّ مِنْكُمْ ذَبَّ عَنْ حَمِيمِهِ
أَوْ فَرَّ مِنْكُمْ فَرَّ عَنْ حَرِيمِهِ
} والذَّبُّ: الطَّرْدُ، وَمن الْمجَاز: أَتَاهُمْ خَاطِبٌ {فَذَبُّوهُ: رَدُّوهُ.
(و) ذَبَّ (فلانٌ) } يَذِبُّ ذَبًّا (: اخْتَلَفَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ) ويوجدُ فِي بعض النّسخ بِالْوَاو بدل الْفَاء (فِي مكانٍ) واحدٍ.
(و) ذَبَّ (الغَدِيرُ) يَذِبُّ (: جَفَّ فِي آخِرِ الحَرِّ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد:
مَدَارِينُ إِنْ جَاعُوا وأَذْعَرُو مَنْ مَشَى
إِذَا الرَّوْضَةُ الخَضْرَاءُ ذَبَّ غَدِيرُهَا
(و) {ذَبَّتْ (شَفَتُهُ تَذِبُّ ذَبًّا} وذَبَباً، مُحَرَّكَةً، {وذُبُوباً) : يَبِسَتْ و (جَفَّتْ) وذَبَلَتْ (عَطَشاً) أَي من شِدَّةِ العَطَشِ (أَو لِغَيْرِهِ) كَذَا فِي (النّسخ) ، وَفِي بَعْضهَا لِغَيْرَةٍ (} كَذَبَّبَ) ، هَكَذَا فِي (النّسخ) وَالصَّوَاب! كَذَبِبَت، وذَبَّ لِسَانُه كَذَلِك، قَالَ:
هُمُ سَقَوْنِي عَلَلاً بَعْدَ نَهَلْ
مِنْ بَعْدِ مَا ذَبَّ اللِّسَانُ وذَبَلْ
(و) ذَبَّ (جِسْمُهُ:) ذَبَلَ وَ (هُزِلَ، و) ذَبَّ (النَّبْتُ: ذَوَى، و) من الْمجَاز: {ذَبَّبَ (النَّهَارُ) إِذا (لَمْ يَبْقَ مِنْ إِلاَّ) } ذُبَابَةٌ، أَيْ بَقِيَّةٌ) وَقَالَ:
وانْجَابَ النَّهَارُ {وذَبَّبَا
(و) ذَبَّ (فلانٌ) إِذا (سَحَبَ لَوْنُهُ) كَذَا فِي (النّسخ) ، وَالصَّوَاب شَحَبَ، بالشينِ الْمُعْجَمَة والحَاءِ،} وذَبَّ: جَفٌ ( {وذَبَّبْنَا لَيْلَتَنَا} تَذْبِيباً) أَي (أَتْعَبْنَا فِي السَّيْرِ) . وَلاَ يَنَالُونَ المَاءَ إِلاَّ بِقَرَبٍ {مُذَبِّبِ أَي مُسْرِعٍ، قَالَ ذُو الرمة:
} مُذَبِّبَةٌ أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي
وتَهْجِيرِي إِذَا اليَعْفُورُ قَالاَ
أَي سَكَن فِي كِنَاسِهِ من شِدَّةِ الحَرِّ (و) فِي (الأَساس) ، وَمن الْمجَاز: ذَبَّبَ فِي السَّيْرِ: جَدَّ حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ {ذُبَابَةً، وجَاءَنا (رَاكِبٌ} مُذَبِّبُ، كَمُحَدِّثٍ: عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ) ، قَالَ عنترة:
{يُذَبِّبُ وَرْدٌ عَلَى إِثْرِهِ
وأَدْرَكَهُ وَقْعُ مِرْدًى خَشِبْ
إِمَّا أَنْ يَكُونَ على النَّسَبِ، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَشِيباً فحَذَفَ للضَّرُورَةِ.
(وظِمْءٌ} مُذَبِّبٌ: طَوِيلٌ يُسَارُ) فيهِ (إِلَى المَاءِ من بُعْدٍ فَيُعَجَّلُ بالسَّيْرِ) ، وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ: لاَ فُتُورَ فيهِ، وَقَوله:
مَسِيرَة شَهْرٍ لِلْبَرِيدِ {المُذَبْذِبِ
أَرَادَ المُذَبِّبَ، وثَوْرٌ مَذَبِّبٌ، وطَعْنٌ ورَمْيٌ غَيْرُ} تَذْبِيبٍ، إِذا بُولِغَ فيهِ (وبَغِيرٌ {ذَابٌّ) كَذَا فِي (النّسخ) وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) بعِيرٌ ذَبٌّ، أَي (لاَ يَتَقَارُّ فِي مَكَانٍ) واحدٍ، قَالَ:
فكَأَنَّنَا فِيهِمْ جِمَالٌ} ذَبَّةٌ
أُدْمٌ طَلاَهُنَّ الكُحَيْلُ وقَارُ
فقولُه (ذَبَّةٌ) بالهَاءِ، يدل على أَنَّه لم يُسَمِّ بِالمَصْدَرِ إِذا لم كَانَ مصدرا لقَالَ جِمَالٌ ذَبٌّ، كَقَوْلِك: رِجَالٌ عَدْلٌ.
(ورَجُلٌ {مِذَبٌّ، بالكَسْرِ، و) } ذَبَّاب (كشَدَّادٍ: دَفَّاعٌ عنِ الحَرِيمِ) ،! وذَبْذَبَ: حَمَى، وسيأْتي.
(والذَّبُّ) بالفَتْحِ (: الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ) النَّشِيطُ (وَيُقَال لَهُ) أَيضاً (ذَبُّ الرِّيَادِ) غير مَهْمُوز، وَهُوَ مجَاز، سمِّيَ بذلك لأَنَّهُ يَخْتَلِفُ وَلَا يَسْتَقِرُّ فِي مكانٍ واحِدٍ وَقيل: لاِءَنَّهُ يَرُودُ فَيَذْهَبُ ويَجِيءُ، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
يُمَشِّي بهِ ذَبُّ الرِّيَادِ كَأَنَّهُ
فَتًى فَارِسِيٌّ فِي سَرَاوِيلَ رَامِحُ
وَقَالَ النَّابِغَة:
كَأَنَّمَا الرَّحْلُ مِنْهَا فَوْقَ ذِي جُدَدٍ
ذَبِّ الرِّيَادِ إِلى الأَشْبَاحِ نَظَّارِ
وَقَالَ أَبو سعيد: إِنما قيل لَهُ: ذَبُّ الرِّيَادِ لاِءَنَّ رِيَادَه: أَتَانُهُ الَّتِي تَرُودُ مَعَهُ، وإِنْ شئتَ جعلتَ الرِّيَادَ: رَعْيَهُ نَفْسِهِ لِلْكَلإِ، وَقَالَ غيرُه: قيل: ذَبُّ الرِّيَادِ لأَنَّه لَا يَثْبُتُ فِي رَعْيِهِ فِي مكانٍ وَاحِد، وَلاَ يُوطِنُ مَرْعًى واحِداً، ( {والأَذَبُّ) ، سمَّاه مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ وَقَالَ:
بِلاَدٌ بهَا تَلْقَى} الأَذَبَّ كأَنه
بهَا سابِرِيٌّ لاَحَ مِنْهُ البَنَائِقُ
وأَرَادَ: تَلْقَى الذَّبَّ، فقَالَ: الأَذَبَّ، لِحَاجَتِهِ، قَالَ الأَصمعيّ، وفلانٌ ذَبُّ الرِّيَادِ، وَمن الْمجَاز: فُلاَنٌ ذَبُّ الرِّيَادِ: يَذْهَبُ ويَجِيءُ، هذِه عَن كُراع. (والذُّنْبُبُ كقُنْفُذٍ (أَيضاً)) وَهَذِه عَن الصاغانيّ.
(وشَفَةٌ {ذَبَّابَةٌ، كرَيَّانَةٍ) ويوجدُ فِي بعض النسخِ ذَبَّابَةٌ بباءَيْنِ، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ شَيخنَا: يَعْنِي أَنها من الأَوصاف الَّتِي جاءَت على فَعْلاَنَةٍ، وَهِي قليلةٌ عِنْد أَكثرِ العربِ، قِيَاسِيَّةٌ لِبَنِي أَسَدٍ، أَي (ذَابِلَةٌ) .
(والذُّبَابُ م) وَهُوَ الأَسوَدُ الَّذِي كَون فِي الْبيُوت يَسْقُطُ فِي الإِناءِ والطَّعَامِ، قَالَ الدَّمِيرِيُّ فِي حَيَاة الْحَيَوَان: سُمِّيَ ذُبَاباً لكَثْرَةِ حَرَكَتِه، واضْطِرَابِه، أَو لأَنَّه كُلَّمَا} ذُبَّ آبَ قَالَ:
إِنَّمَا سُمِّيَ {الذُّبَابُ} ذُبَاباً
حَيْثُ يَهْوِي وكُلَّمَا ذُبَّ آبَا
(و) الذُّبَابُ أَيضاً (: النَّحْل) قَالَ ابنُ الأَثِير: وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (فَاحْمِ لَهُ فإِنَّمَا هُوَ {ذُبَابُ الغَيْثِ) يَعْنِي النَّحْلَ، أَضَافَهُ إِلى الغَيْثِ على معنى أَنه يكونُ مَعَ المَطَرِ حَيْثُ كَانَ، ولأَنه يعيشُ بأَكلِ مَا يُنْبِتُه الغَيْثُ (الوَاحِدَةُ) من ذُبابِ الطَّعَامِ} ذُبَابَةٌ (بهاءٍ) وَلَا تقل: ذِبَّانَةٌ أَي بِشَدِّ المُوَحَّدَةِ وبعدَ الأَلفِ نُونٌ، وَقَالَ فِي ذُبَابِ النَّحْلِ: لاَ يُقَالُ ذُبَابَة فِي شيْءٍ من ذَلِك، إِلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ روى عَن الأَحْمَرِ ذُبَابَة، هَكَذَا وَقع فِي كتاب المُصَنَّفِ روايةِ أَبِي عليَ، وأَما فِي رِوَايَة عليِّ بنِ حَمْزَةَ فَحَكَى عَن الكسائيّ الشَّذَاةُ: ذُبَابَةُ بعضِ الإِبِلِ، وحُكِيَ عَن الأَحْمَرِ أَيْضاً النُّعَرَةُ: ذُبَابَةٌ تَسْقُطُ على الدَّوَاب، فَأَثْبَتَ الهَاءَ فيهمَا، والصوابّ: ذُبَابٌ، وَهُوَ واحدٌ، كذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . وَفِي (التَّهْذِيب) : وَاحِدُ الذِّبَّانِ، بِغَيْرِ هَاءٍ، قَالَ: وَلاَ يُقَالُ: ذُبَابَةٌ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 029 وان يسلبهم {الذُّبَابُ شَيْئا} (الْحَج: 73) فسَّرُوه للواحِدِ (ج} أَذِبَّةٌ) فِي القِلَّةِ مثلُ غُرَابٍ وأَغْرِبَة قَالَ النَّابِغَة:
ضَرَّابَة بالمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ
( {وذِبَّانٌ بالكَسْرِ) مثل غِرْبَانٍ، وَعَن سيبويهِ: وَلم يقتصروا بِهِ على أَدْنَى العَدَدِ: وَلم يقتصروا بِهِ على أَدْنَى العَدَدِ، لأَنَّهم أَمِنُوا التضعِيفَ، يَعْنِي أَنَّ فُعَالاً لَا يُكْسَّرُ فِي أَدنى الْعدَد على} ذِبَّانٍ، وَلَو كَانَ مِمَّا يُفْضِي بِه إِلى التَّضْعِيف كَسَّرُوه على أَفْعِلَةٍ (و) قد حكى سِيبَوَيْهٍ مَعَ ذَلِك: (ذُبٌّ، بِالضَّمِّ) فِي جمع ذُبَابٍ فَهُوَ مَعَ هَذَا الإِدغام على اللُّغَة التميمية، كَمَا يرجعُونَ إِليها فِيمَا كَانَ ثَانِيه واواً نحْوُ خُون ونُورٍ وَفِي الحَدِيث (عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ يَوْماً، والذُّبَابُ فِي النَّارِ) قيل: كونُه فِي النَّار لَيْسَ بعذَابٍ، وإِنما لِيُعَذَّبَ بِهِ أَهلُ النَّار بوقُوعِه عَلَيْهِم، وَيُقَال: وإِنَّهُ لأَوْهَى مِنَ الذُّبَابِ، وهُوَ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ طَنِينِ الذُّبَابِ، وأَبْخَرُ مِنْ أَبِي الذُّبَابِ، وكَذَا أَبُو {الذِّبَّانِ، وهُمَا الأَبْخَرُ، وَقد غَلَبَا على عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، لِفَسَادٍ كَانَ فِي فَمِهِ قَالَ الشَّاعِر:
لَعَلِّيَ إِنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةً
عَلَى ابنِ أَبِي الذِّبَّانِ أَنْ يَتَنَدَّمَا
يَعْنِي هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ.
وذَبَّ الذُّبَابَ} وذَبَّبَهُ: نَحَّاهُ، ورَجُلٌ مَخْشِيُّ الذُّبَابِ، أَيِ الجَهْلِ.
(وأَرْضٌ {مَذَبَّةٌ:) ذَاتُ ذُبَاب، قَالَه أَبو عبيد (} ومَذْبُوبَةٌ) الأَخيرةُ عَن الفراءِ، كَمَا يُقَال مَوْحُوشَةٌ من الوَحْشِ، أَي (كَثِيرَتُهُ) وبَعِيرٌ مَذْبُوبٌ: أَصَابَه الذُّبَابُ وأَذَبُّ كَذَلِك، قَالَه أَبو عبيد، فِي كتاب أَمْرَاضِ الإِبِل، وَقيل: الأَذَبُّ والمَذْبُوبُ جَمِيعًا: الَّذِي إِذا وقَع فِي الرِّيفِ والرِّيفُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي الأَمْصَارِ اسْتَوْبَأَهُ، فمَاتَ مكانَه، قَالَ زيادٌ الأَعجم:
كَأَنَّكَ مِن جِمَالِ بَنِي تَمِيمٍ
أَذَبُّ أَصَابَ مِنْ رِيفٍ ذُبَابَا
يقولُ: كَأَنَّكَ جَمَلٌ نَزَلَ رِيفاً فأَصَابَهُ الذُّبَابُ فالتَوَتْ عُنُقُه (فمَاتَ)
(والمِذَبَّةُ بالكَسْرِ: مَا يُذَبُّ بِهِ) الذُّبَابُ، وَهِي هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ، وَيُقَال: أَذْنَابُهَا! مَذَابُّهَا، وَهُوَ مجَاز.
(والذُّبَابُ أَيضاً: نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي جَوْف حَدَقَة الفَرَسِ) والجَمْعُ كالجَمْعِ.
(و) الذُّبَابُ كالذُّبَابَةِ (مِنَ السَّيْفِ: حَدُّهُ، أَو) حَدُّ طَرَفِهِ الَّذِي بَين شَفْرَتَيْهِ وَمَا حَوْلَهُ مِنْ حَدَّيْهِ: ظُبَتَاهُ، والعَيْرُ: النَّاتِيءُ فِي وسَطِه من باطنٍ وظاهِرٍ، ولَهُ غِرَارَانِ، لكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا مَا بَين العَيْرِ وَبَين إِحْدَى الظُّبَتَيْنِ من ظاهِرِ السَّيفِ وَمَا قُبَالَةَ ذَلِك من باطنٍ، وكُلُّ واحِدٍ من الغِرَارَيْنِ من باطنِ السيفِ وظاهِرِ، وقيلَ: ذُبَابُ السَّيْفِ: (طَرَفُهُ المُتَطَرِّفُ) الَّذِي يُــضْرَبُ بِهِ، وَفِي الحَدِيث (رَأَيْتُ ذُبَابَ سَيْفِي كُسِرَ فَأَوَّلَتْهُ أَنَّه يُصَابُ رَجُلٌ من أَهْلِ بَيْتِي) . فقُتِلَ حَمْزَة، وَيُقَال: ثَمَرةُ السَّوْطِ يَتبعها ذُبَاب السَّيْفِ، وَهُوَ مجَاز.
(و) الذُّبَابُ (مِنْ الأُذُنِ) أَي أُذُنِ الإِنْسَانِ والفَرَسِ (: مَا حَدَّ مِنْ طَرَفِهَا) قَالَ أَبو عُبَيْد: فِي أُذُنَيِ الفَرَسِ {ذُبَابَاهُمَا، وهُمَا مَا حَدَّ مِنْ أَطْرَافِ الأُذُنَيْنِ، وَهُوَ مجَاز، يُقَال: انظرْ إِلى} - ذُبَابَيْ أُذُنَيْهِ، وفَرْعَى أُذنيه.
(و) الذُّبَابُ (مِنَ الحِنَّاءِ: بَادِرَةُ نَوْرِه، و) الذُّبَابُ (مِنَ العَيْنِ: إِنْسَانُهَا) على التشبيهِ بالذُّبَابِ، وَمن الْمجَاز قولُهم: هُوَ عَلَيَّ أَعَزُّ مِنْ ذُبَابِ العَيْنِ (و) الذُّبَابُ: الطَّاعُونُ، والذُّبَابُ (الجُنُونُ) وَقد (ذُبَّ) الرَّجلُ (بالضَّمِّ) إِذا جُنَّ (فَهُوَ {مَذْبُوبٌ) ، وأَنشدَ شَمِرٌ للمَرَّارِ بنِ سَعِيدٍ:
وفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً سَمَاحٌ
وَفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً ذُبَابُ
أَي جُنُونٌ، وَفِي مُخْتَصَرِ العَيْنِ رَجُلٌ مَذْبُوبٌ، أَيْ أَحْمَقُ (و) فِي الحَدِيث (أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمرَأَى رَجُلاً طَوِيلَ الشَّعرِ فَقَالَ: ذُبَابٌ ذُبَابٌ) الذُّبَابُ: (الشُّؤْم) أَي هَذَا شُؤْمٌ. ورَجُلٌ} - ذُبَابِيٌّ، مأْخُوذٌ من الذُّبَابِ وَهُوَ الشُّؤمُ، وذُبَابُ أَسْنَانِ الإِبِلِ: حَدُّهَا، قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ:
وتَسْمَعُ {للذُّبَابِ إِذَا تَغَنَّى
كَتَغْرِيدِ الحَمَامِ عَلَى الغُصُونِ
(و) فِي الحَدِيث (أَنَّه صَلَبَ رَجُلاً عَلَى ذُبَابٍ) هُوَ (جَبَلٌ بِالمَدِينَةِ و) قيل: الذُّبَابُ (: الشَّرُّ الدَّائِم) يُقَال: أَصَابَكَ ذُبَابٌ من هَذَا الأَمْرِ، وَفِي حَدِيث المُغيرَةِ (شَرُّهَا ذُبَابٌ) وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: وأَصَابَنِي ذُبَابٌ شَرَ وأَذًى، (و) من الْمجَاز (رَجُلٌ} ذَبُّ الرِّيَادِ: زَوَّارٌ لِلنِّسَاءِ) عَن أَبي عَمرو، وأَنشد لبَعض الشعراءِ فِيهِ:
مَا لِلْكوَاعِبِ يَا عَيْسَاءُ قَدْ جَعَلَتْ
تَزْوَرُّ عَنِّي وتُثْنَى ذُونِيَ الحُجَرُ
قَدْ كُنْتُ فَتَّاحَ أَبْوَابٍ مُغَلَّقَةٍ
ذَبَّ الرِّيَادِ إِذَا مَا خُولِسَ النَّظَرُ
( {والأَذَبُّ: الطَّوِيلُ) وَهُوَ أَحَدُ تَفْسِيرَيْ بَيْت النابغةِ الذبيانيّ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ:
يَا أَوْهَبَ النَّاسِ لِعَنْسٍ صُلْبَهْ
ذَاتِ هِبَابٍ فِي يَدَيْهَا خَدْبَهْ
ضَرَّابَةٍ بالمِشْفَرِ الأَذَبَّهْ
فيمَا رُوِيَ بِفَتْح الذَّال، (و) } الأَذَبُّ (مِنَ البَعِيرِ: نَابُهُ) قَالَ الرَاجِزُ وَهُوَ الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ، ويُرْوَى لِدُكَيْنٍ وَهُوَ موجودٌ فِي أَرَاجِيزِهِمَا:
كأَنَّ صَوْتَ نَابِهِ الأَذَبِّ
صَرِيفُ خُطَّافٍ بقَعْوٍ قَبِّ
( {- والذَّبِّيُّ) بالفَتْحِ (: الجِلْوَازُ) ، نَقله الصاغانيّ.
} والذَّبْذَبَةُ: تَرَدُّدُ الشَّيْءِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : هُوَ نَوْسُ الشيْءِ (المُعَلَّقِ فِي الهَوَاءِ) ، {وتذَبْذَبَ: نَاسَ واضْطَرَبَ، (و) } الذَّبْذَبَةُ: (حِمَايَةُ الجِوَارِ والأَهْلِ) {وذَبْذَبَ الرجلُ: إِذَا مَنَعَ الجِوَارَ والأَهْلِ) وذَبْذَبَ الرجلُ: إِذَا مَنَعَ الجِوَارَ والأَهْلَ أَي حَمَاهُمْ، (و) الذَّبْذَبَةُ: (إِيذَاءُ الخَلْقِ) ، وسيأْتي فِي كَلَام الْمُؤلف أَنَّه لَا يُقَال: إِيذَاءٌ، وإِنما يُقَال أَذِيَّة وأَذًى، (و) الذَّبْذَبَة) (: التَّحْرِيك) هَكَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) :} التَّذَبْذُبُ: التَّحَرُّكُ، وتذبذب الشَّيْء: نَاس واضطرب {وَذَبْذَبَهُ هُوَ، وأَنشد ثَعْلَب:
وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ
ظَلَّ لأَعْلَى رَأْسِهِ الرَّجِيفُ
وَفِي الحَدِيث (فَكَأَنِّي أَنْظُر إِلى يَدَيْهِ} يَذَّبْذَبَانِ) أَي يَتَحَرَّكَانِ ويَضْطَرِبَانِ يُرِيدُ كُمَّيْهِ (و) الذَّبْذَبَةُ: (اللِّسَانُ، و) قِيلَ (: الذَّكَرُ) وَفِي الحَدِيث (مَنْ وُقِيَ شَرَّ {ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِهِ فَقَدْ وُقِيَ) . الذَّبْذَبُ: الفَرْج، والقَبْقَبُ: البَطْنُ، وَفِي روايةٍ) مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ) يَعْنِي الذَّكَرَ، سُمّيَ بِهِ} لِتَذَبْذُبِه أَي لِحَرَكَتِه، وَمِنْهُم مَنْ فَسَّرَه باللِّسَانِ، نقلَهُ شيخُنَا عَن بعض شُرَّاحِ الجَامِعِ ( {كالذَّبْذَبِ} والذَّبَاذِبِ) لأَنَّه يَتَذَبْذَبُ، أَي يَتَرَدَّدُ (و) هُوَ على وَزْنِ الجَمْعِ، و (لَيْسَ بجَمْعٍ) ومثلُ فِي (لِسَان الْعَرَب) . فَقَوْل شَيخنَا: إِنه من أَوزان الجُمُوعِ، فإِطلاقُه على المُفْرَدِ بعيدٌ، عَجِيبٌ، قَالَ الصاغانيّ: أَو جُمِعَ بِمَا حَوْلَهُ، قَالَت امرأَةٌ لزوْجِها واسمُهَا غَمَامَةٌ، وزوجُها أَسَدِيّ:
يَا حَبَّذَا ذَبَالذِبُكْ
إِذ الشَّبَابُ غَالِبُكْ
(و) الذَّبَاذِبُ: المَذَاكِيرُ، وقِيلَ: الذَّبَاذِبُ: الخُصَى واحِدتها ذَبْذَبَةٌ، وَهِي (الخُصْيَةُ، و) الذَّبْذَبَةُ، والذَّبَاذِبُ (: أَشْيَاءُ تُعَلَّقُ بالهَوْدَجِ) أَو رَأْسِ البَعِيرِ (لِلزِّينَةِ) ، واحِدَتُهَا {ذُبْذُبٌ بالضَّمِّ، وَفِي حَدِيث جابرٍ (كَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ لَهَا ذَبَاذِبُ) أَي أَهْدَابٌ وأَطرافٌ، واحِدُهَا ذِبْذِبٌ، بالكَسْرِ، سُمِّيتَ بذلك لأَنَّها تَتَحَرَّكُ على لابِسِها إِذا مشَى، وقولُ أَبي ذُؤيب:
ومِثْلُ السَّدُوسِيَّيْنِ سَادَا} وذَبْذَبَا
رِجَالَ الحِجَازِ مِنْ مَسُودٍ وَسَائِدِ
قِيل: ذَبْذَبَا: عَلَّقَا، يقولُ: تَقَطَّع دُونَهُمَا رِجَالُ الحجازِ.
( {والذُّبَابَةُ، كثُمَامَة: البَقِيَّةُ مِنَ الدَّيْنِ) وقِيلَ: ذُبَابَةُ كلِّ شيْءٍ: بَقِيَّتُه، وصَدَرَتِ الإِبِلُ وبهَا ذُبَابَةٌ أَي بَقِيَّةُ عَطَشٍ، وَعَن أَبي زيد: الذُّبَابةُ: بَقِيَّةُ الشيْءِ وأَنشد الأَصمعيّ لذِي الرمّة:
لَحِقْنَا فَرَاجَعْنَا الحُمُولَ وإِنَّمَا
يُتَلِّي} ذُبَابَاتِ الوَدَاعِ المُرَاجِعُ
يَقُول: إِنَّمَا يُدْرِكُ بَقَايَا الحَوَائِجِ مَنْ رَاجَعَ فِيهَا، والذُّبِابَةُ أَيضاً: البَقِيَّةُ من مِيَاهِ الأَنْهَارِ. (و) ذُبَابَةُ (: ع بأَجإٍ و: ع بعَدَنِ أَبْيَنَ) ، نقلهما الصاغانيّ.
(ورَجُلٌ {مُذَبْذِبٌ) بِكَسْر الذالِ الثَّانِيَة (ويُفْتَح) وَكَذَا} مُتَذَبْذِبٌ (: مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ) أَو بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَلَا يُثْبِتُ صُحبةً لواحدٍ مِنْهُمَا، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز فِي صفة المُنَافِقِينَ { {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذالِكَ لاَ إِلَى هَؤُلآء} (النِّسَاء: 143) المَعْنَى مُطَرَّ دِينَ مُدَفَّعِينَ عَن هؤلاءِ وَعَن هؤلاءِ، وَفِي الحَدِيث: (تَزَوَّجْ وإِلاَّ فَأَنْتَ من} المُذَبْذَبِينَ) أَيِ المَطْرُودِينَ عنِ المُؤْمِنِينَ، لأَنَّك لم تَقْتَدِ بهم، وَعَن الرُّهْبَانِ لأَنَّكَ تَرَكْتَ طَريقتهم وأَصلُه من الذَّبِّ وَهُوَ الطَّرْدُ، قَالَ ابْن الأَثير: ويَجُوزُ أَن يكون من الحَرَكَةِ والاضْطِرَابِ.
( {وذَبْذَبٌ: رَكِيَّةٌ) بموضعٍ يُقَال لَهُ مَطْلُوب.
(وسَمَّوْا} ذُبَاباً كغُرَابٍ و) {ذَبَّاباً مثلَ (شَدَّادٍ) فمنَ الأَولِ ذُبَابُ بنُ مُرَّةَ، تابعيٌّ، عَن عليَ، وعَطَاءٌ مَوْلَى بن أَبِي ذُبَابٍ، حدَّث عَنهُ المَقْبُرِيّ، وإِيَاسُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي ذُبَابٍ: صَحَابِيٌّ، عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وسَعْدُ ابنُ أَبِي ذُبَابٍ، لَهُ صُحْبَةٌ أَيْضاً، ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ الحارثُ بنُ سَعْدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بن أَبِي ذُبَابِ بنِ عبد الرحمنِ المَدَنِيُّ، وعبدُ المَلِك بنُ مَرَوَانَ بنِ الْحَارِث بنِ أَبي ذُبَابٍ، الأَخيرُ ذَكره ابنُ أَبِي حاتمٍ، وَمن الثَّانِي: ذَبَّابُ بنُ مِعَاوِيَةَ العُكْلِيُّ الشاعِرُ، نَقله الصاغانيّ:
وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: يَوْمٌ ذَبَّابٌ، كَشَدَّادٍ: وَمِدٌ يَكْثُرُ فِيهِ البَقُّ على الوَحْشِ} فَتَذُبُّهَا بأَذْنَابِهَا، فجُعل فِعْلُهَا لِلْيَوْمِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي الطَّعَامِ ذُبَيْبَاءُ، مَمْدُودٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفةَ فِي بَاب الطَّعَامِ وَلم يُفَسِّرْهُ، وقيلَ: إِنَّهَا الذُّنَيْبَاءُ، وستُذْكر فِي موضعهَا. وَقَالَ شيخُنَا فِي شَرحه: {والذُّبَاباتُ: الجِبَالُ الصِّغَارُ، قَالَه الأَندلسيُّ فِي شرْحَ المفصّل، ونَقله عبدُ الْقَادِر البغداديُّ فِي شرح شَوَاهِد الرضى.
وَقَالَ الزجّاج: أَذَبَّ المَوْضِعُ إِذا صَارَ فِيهِ الذُّبَابُ.

أَخْفَق

أَخْفَق
الجذر: خ ف ق

مثال: أَخْفَق الطائر بجناحيه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «خفق» لم يرد مزيدًا بالهمزة.
المعنى: ضرب بجناحيه، طار أم لم يطرْ

الصواب والرتبة: -أَخْفَق الطائر بجناحيه [فصيحة]-خَفَقَ الطائر بجناحيه [فصيحة]
التعليق: جاء في التاج: أخفق الطائرُ: ضرب بجناحيه، ومنه قول الشاعر:
كأنها إخفاق طير لم يطر
ويفرق الوسيط بين خفق الطائرُ: طار، وأخفق الطائرُ: ضرب بجناحيه.

يأ

ي

أ

R. Q. 1 يَأْيَأَهُ, inf. n. يَأْيَأَهٌ and يَأْيَآءٌ, [respecting the form of which latter see ظَأْظَأَ,] He made a show of kindness, benignity, or favour to him. (K.) b2: إِنَّمَا هُوَ يَأْيَآءٌ [It is only making a show of kindness, &c.: or, perhaps, He is only one who makes a show of kindness, &c,]. (L.) A2: يَأْيَأَ بِالقَوْمِ He called the people: (K: so too in the L, and this is the correct meaning: TA:) or he said to the people يَأَّيَأَّ, in order that they should assemble, or collect together. (K) b2: يَأْيَأَ بِالإِبِلِ He called to the camels by the cry أَىْ, (whence the verb is formed by transposition, TA,) to quiet them. (K.) يَأْيَآءٌ The cry, or crying, of the bird called يُؤْيُؤ. (K.) b2: [See also the verb.] b3: See art. أَيَا.

يُؤْيُؤٌ A certain bird (S, K) of prey, (S,) resembling the [kind of hawk called] بَاشَق: (S, K:) it is of the birds called صُقُور, [pl. of صَقْرٌ,] as are also the بَازِى and the شَاهِين and the زُرَّق and the بَاشَق: (AHát in TA, in art. بشق:) accord. to Dmr, it is a small bird, short-tailed, the temperament of which is, in comparison with that of the باشق, cold and moist; for it is more patient, or enduring, and heavier in motion: the people of Egypt and Syria, he adds, call it جَلَمٌ, on account of the lightness and swiftness of its wings: (TA:) pl. يَأئِىُ, and, in a verse, يَأئِىْ. (S.) b2: Also, accord. to AA, The head, or uppermost part, of a vessel in which كُحْل (collyrium) is kept: mentioned before as called بُؤْبُؤٌ, which is perhaps a mistake for يؤيؤ. (TA.)
[ي أ] يَا حَرْفُ نِدَاءٍ وهي عَامِلَةٌ في الاسْمِ الصَّرِيحِ وإِنْ كانَتْ حَرْفًا والقولُ في ذلك أن لِ يَا فِي قِيامِها مَقَامَ الفِعْلِ خَاصَّةً لَيْسَتْ للحُروفِ وذلكَ أنَّ الحَروفَ قَدْ تَنوبُ عَنِ الأَفْعَالِ كَ هَلْ فإنَّها تَنوبُ عَنِ أَسْتَفْهِمُ وكما ولا فإنَّهما يَنُوبانِ عن أَنْفِي وكَ إِلا تَنُوبُ عَنْ أَسْتَثْنِي وتلكَ الأفْعالُ النَّائِبةُ عنها هذه الحروفُ هِيَ الناصبةُ في الأَصْلِ فَلَمَّا انْصَرَفَتْ عنها إلى الحرفِ طَلَبًا للإِيجَازِ وَرَغْبَةً عَنِ الإِكْثَارِ أَسْقَطَتْ عَمَلَ تِلكَ الأَفْعالِ لِيَتِمَّ لكَ ما انْتَحَيْتَهُ مِنَ الاخْتِصارِ وليس كذلك يا وذلكَ أَنَّ يا نَفْسَها هِيَ العاملُ الواقِعُ على زَيْدٍ وَحَالُها في ذلكَ حالُ أَدْعُو وأُنادِي في كَوْنِ كُلِّ واحدٍ مِنْهما هُو العامِلُ في المفْعُولِ وليسَ كذلِكَ ضَرَبْــتُ وقَتَلْتُ ونحوُهُ وذلك أَنَّ قَوْلَكَ ضَرَبْــتُ زَيْدًا وَقَتَلْتُ بِشْرًا الفِعْلُ الواصِلُ إِلَيْها المُعَبَّرُ بِقَوْلِكَ ضَرَبْــتُ عنه لَيْسَ هُوَ نَفْسَ ض ر ب ت إِنَّما ثَمَّ أَحَدْاثٌ هذه الحروفُ دِلالَةٌ عَلَيْها وكذلِكَ القَتْلُ والشَّتْمُ والإِكْرَامُ ونَحْوُ ذلِكَ وقَوْلُكَ أُنادِي عبدَ اللهِ وأَدْعو عبدَ اللهِ ليس هنا فِعْلٌ واقِعٌ عَلَى عبدِ اللهِ غَيْرُ هذا اللَّفْظِ ويا نَفْسُها في المَعْنَى كَ أَدْعُو أَلاَ تَرى أَنَّكَ إِنَّما تَذْكُرُ بَعْدَ يا اسْمًا واحدًا كمَا تَذْكُرُه بَعْدَ الفِعْلِ المُسْتَقِلِّ بِفَاعِله إذا كانَ مُتَعَدِّيًا إلى مفعولٍ واحدٍ كَــضَرَبْــتُ زَيْدًا وليسَ كذلِكَ حرفُ الاسْتِفْهَامِ وحَرْفُ النَّفْيِ وإِنَّما تُدْخِلُها على الجُمَلِ المُسْتَقِلّةِ فَتَقولُ ما قام زَيْدٌ وهل زيدٌ أخوكَ فَلمَّا قَوِيَتْ يا في نَفْسِها وأَوْغَلَتْ في شَبَهِ الفِعْلِ تَوَلَّتْ بنَفْسِها العَمَلَ وقولُه أَنْشَدَه أَبو زَيدٍ

(فَخَيْرٌ نَحْنُ عِنْدَ النَّاسِ مِنْكُمْ ... إذا الدَّاعِي المُثَوِّبُ قالَ يَالا)

قالَ ابْنُ جِنيٍّ سَأَلَني أبو عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللهُ عن ألف يا مِنْ قَوْلِهِ في قَافِيَةِ هذا البَيْتِ يَالا فقالَ أَمُنْقَلِبَةٌ هيَ قُلْتُ لا لأَنَّها في حَرْفِ أعني يا فقالَ بل هي مُنْقَلِبَةٌفاسْتَدْلَلْتُهُ على ذلك فاعْتَصَمَ بأَنَّها خُلِطَتْ باللاَّمِ بَعْدَها وَوُقِفَ عليها فصارت اللامُ كأَنَّها جزءٌ منها فَصَارَتْ يَال بِمَنزِلَةِ قَالَ والألِفُ في مَوْضِعِ العَيْنِ وهِيَ مَجْهولَةٌ فيَنْبَغِي أَنْ يُحْكَمَ عَلَيْها بالانْقِلابِ عَنِ الواوِ وأَرادَ يَا لَبِنَى فلانٍ ونَحْوَهِ

غرند

غرند: أَبو عبيد: تَثَوَّلَ عليَّ القومُ تَثَوُّلاً واغْرَنْدَوُا

اغْرِنْداءً واغْلَنْتَوُا اغْلِنْتاءً إِذا عَلَوْهُ بالشَّتْمِ والــضَّرْب

والقهر.الأَصمعي: اغْرَنْداهُ واسْرَنْداهُ إِذا عَلاه، واغْرَنْداهُ

واغْرَنْدَى عليه واغْرَنْدَوْا عليه: عَلَوْه بالشتم والــضرب والقهر.

والمُغْرَنْدِي والمُسْرَنْدِي: الذي يَغْلِبُكَ ويَعْلُوكَ؛ قال:

قد جَعَلَ النُّعاسُ يَغْرَنْدِيني،

أَدْفَعُهُ عنِّي ويَسْرَنْدِيني

قال ابن جني: إِن شئت جعلت رويه النون وهو الوجه، وإِن شئت جعلته الياء

وليس بالوجه، فإِن جعلت النون هي الرويّ فقد أُلْزِمَ الشاعرُ فيها

أَربعةَ أَحرف غير واجبة وهي الراء والنون والدال والياء، أَلا ترى أَنه يجوز

معها يُعْطيني ويُرضيني ويَدْعُوني ويَغْزوني؟ وإِن أَنت جعلت الياء

الروي فقد أُلْزِمَ فيه خمسةَ أَحرف غير لازمة وهي الراء والنون والدال

والياء والنون، أَلا ترى أَنك جعلت الياء هي الروي فقد زالت الياء أَن تكون

رِدفاً لبعدها عن الروي؟ قال: نعم وكذلك لما كانت النون رويّاً كانت الياء

غير لازمة لأَن الواو يجوز معها، أَلا ترى أَنه يجوز معها في القولين

جميعاً يغزوني ويدعوني؟ أَبو

زيد: اغْرَنْدَوْا عليه اغْرِنْداءً أَي علوه بالشتم والــضرب والقهر مثل

اغْلَنْتَوْا.

حشو

الحشو: هو في اللغة ما تملأ به الوسادة، وفي الاصطلاح: عبارة عن الزائد الذي لا طائل تحته.

الحشو في العروض: هو الأجزاء المذكورة بين الصدر والعروض، وبين الابتداء والــضرب من البيت، مثلًا: إذا كان البيت مركبًا من مفاعيلن ثماني مرات، فمفاعيلن الأول صدر، والثاني والثالث حشو، والرابع عروض، والخامس ابتداء، والسادس والسابع حشو، والثامن ضرب، وإذا كان مركبًا من مفاعيلن أربع مرات، فمفاعيلن الأول صدر، والثاني عروض، والثالث ابتداء، والرابع ضرب، فلا يوجد فيه الحشو.
(ح ش و) : (الْحَشْوُ) مَصْدَرُ حَشَى الْوِسَادَةَ فَسُمِّيَ بِهِ الثَّوْبُ الْمَحْشُوُّ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ وَيُنْزَعُ عَنْهُ الْحَشْوُ (وَاحْتَشَتْ) الْحَائِضُ بِالْكُرْسُفِ إذَا أَدْخَلَتْهُ فِي الْفَرْجِ (وَقَوْلُهُ) احْتَشَى كُرْسُفًا عَلَى حَذْفِ الْبَاءِ أَوْ عَلَى التَّضْمِينِ (وَقَوْلُهُ) خُذْ مِنْ (حَوَاشِي) أَمْوَالِهِمْ أَيْ مِنْ عُرْضِهَا يَعْنِي مِنْ جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِهَا مِنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ وَهِيَ فِي الْأَصْلِ جَمْعُ حَاشِيَةِ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ لِجَانِبِهِ.

حشو


حَشَا(n. ac. حَشْو)
a. Filled, crammed, stuffed, padded; wadded.
b. Hit, hurt in the entrails.

حَاْشَوَa. Gave (him) the refuse of.
إِحْتَشَوَa. Pass. of I (a).
حَشْوa. Stuffing; padding; wadding.
b. Digression; redundancy.

حَشْوِيّ [] (pl.
حَشْوِيَّة)
a. Bombastical.

حُِشْوَة [حِشْوَة]
a. Intestines, entrails, bowels, guts.
b. Thicket, jungle.

حَشَا (pl.
أَحْشآء [] )
a. see 2t (a)
مَحْشَاة [] (pl.
مَحَاشي [] )
a. Rectum.

حَاشِيَة []
a. The refuse or worthless portion of a flock.

حَشِيَّة [] (pl.
حَشَايَا)
a. Mattress, bed.
b. Padded, wadded garment; woman's bustle.

مَحْشِىّ
a. Stuffed vegetables (dish).
ح ش و : الْحَشَا مَقْصُورٌ الْمِعَى وَالْجَمْعُ أَحْشَاءٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْحَشَا النَّاحِيَةُ وَالْحُشْوَةُ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا الْأَمْعَاءُ أَيْضًا وَأَخْرَجْتُ حِشْوَةَ الشَّاةِ أَيْ جَوْفَهَا وَحَشَوْتُ الْوِسَادَةَ وَغَيْرَهَا بِالْقُطْنِ أَحْشُو حَشْوًا فَهُوَ مَحْشُوٌّ وَحَاشِيَةُ الثَّوْبِ جَانِبُهُ وَالْجَمْعُ الْحَوَاشِي وَحَاشِيَةُ النَّسَبِ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ عَلَى جَانِبِهِ كَالْعَمِّ وَابْنِهِ وَحَاشِيَةُ الْمَالِ جَانِبٌ مِنْهُ غَيْرُ مُعَيَّنٍ وَحَاشَى فُلَانٍ بِالْجَرِّ وَالنَّصْبِ أَيْضًا كَلِمَةُ اسْتِثْنَاءٍ تَمْنَعُ الْعَامِلَ مِنْ تَنَاوُلِهِ. 
ح شوحشوت الوسادة، وغيرها حشواً. وطرح له حشية، ولهم حشايا. وهي الفرش المحشوة. وأخرج القصاب حشوة الشاة وهي ما في بطنها. وضربــه فانتثرت حشوته. واحتشى من الطعام. واحتشت المستحاضة بالكرسف. وطعنة كحاشية البرد. وضم حاشيتي الرداء. وأنا في حشا فلان أي في كنفه وذراه، وفلان خيرهم حشاً. قال الكميت:

لتزور خير العالمي ... ن حشاً لمختبط وزائر

وامرأة ضامرة الحشا، ونساء ضوامر الأحشاء.

وأساءوا حاشي فلان، وحاشى فلاناً. وأنا أحاشيك من كذا. قال:

وما أحاشي من الأقوام من أحد

ومن المجاز: عيش رقيق الحواشي، وكلام رقيق الحواشي. وأعطاه من حشو الإبل وحاشيتها وحواشيها. وأرسل بنو فلان رائداً فانتهى إلى أرض قد شبعت حاشيتاها، وهما ابن المخاض وابن اللبون. وهو من حشو بني فلان، وحشوتهم. قال الراعي:

أتت دونها الأحلاف أحلاف مذقحج ... وأفناء كعب حشوها وصميمها

وهو من العامة والحشوة. واحتشت الرمانة بالحب، وعن بعض العرب: رأيت أززاً كأزز الرمانة المحتشية. قال أبو النجم:

إلى ابن مروان حشوت الأرجلا ... من الغريريات عيساً بزلا

وصدنا محشية الكلاب، وهي الأرنب تتعب كلاب الصائد، حتى يأخذها الحشا وهو الربو. قال:

ألا قبح الإله طليق سلمى ... وصاحبه محشية الكلاب
حشو: حشو: هي حشي في لغة العمة (فوك، بوشر) والمصدر نفسه من حشاية (فوك). ويقال حشي ب، ففي النويري (الأندلس ص479) مثلاً في كلامه عن جثة ميت: حَشِي بعاقاقير.
وحشى: أشبع، وملأ جوفه طعاماً.
وحشى روحه: امتلأ طعاماً. امتلأت معدته امتلاء شديدا (بوشر).
وحشي: ادخل نفسه فيما لا يعنيه (بوشر).
وحشى: ذيَّل تأليفاً: دس نصوصا في كتاب (بوشر).
وحشى في: ضم إلى، جمع إلى (بوشر).
وحشى قطنا: بطنه بالقطن (بوشر).
حشى الحساب: زاد في النفقة (بوشر).
حشى حاله في أمر غيره: سابقه ونافسه وجاراه (بوشر).
حشّى في: دس نصوصا في كتاب (بوشر) أحشى: تعني في لغة العامة حشى بمعنى ملأ (فوك).
وأحشى: أودع في برميل. صب شراباً في برميل بواسطة القمع (ألكالا).
تحشَّى: حشى بمعنى ملأ (معجم المتفرقات).
انحشى: باشرا أمراً. وتورط في قضية (بوشر).
وانحشى: تدثر، تغطى بما يدفئ (بوشر).
احتشى به وفيه: تدخل فيه، دس أنفه فيه (بوشر).
حشاً: ما انضمت عليه الظلوع والقلب والرئة والكبد. وتستعمل في الغالب مجازا لأن الحشا مركز العواطف والانفعالات والتأثر، يقال مثلً: طَأْمِن حشاك أي أطمئن وسكَّن من روعك وأهدأ. (كوزج مختارات ص 108).
وبَرِّد حشاك: أي قلبك وأطرد الهم عنه بالشراب والحب (الحريري ص123).
حَشَّى ويجمع على أحشية: ويطلق غالباً على كل ما يحشى ويطلق خاصة على الخبز المحشو بالسكر واللوز ونحو ذلك، ففي معجم المنصوري: احشية جمع حَشِّى بمعنى مَحْشُوّ وهو كل ما يُحْشَى بغيره والمراد به هنا ما حُشِيَ من الخبز بالسكر واللوز ونحو ذلك.
حَشْو: يعني غالباً كل ما حشي وأدخل في غيره. أنظر كوزج مختارات (121).
وكان على لين أن لا يفسر هذه الكلمة بكلمة، قطن، بل بما معناه ((قطن مندوف، سبيخة)) (أنظر حشى). وفي معجم بوشر. حَشَوة قطن دلالة على الواحدة من الحشو بهذا المعنى.
والثياب ذوات الحشو: الثياب المبطنة (المحشوة) بالقطن المندوف (المقري 2: 88). ويقال مجازا في الكلام عن النساء: الغَدْرُ حَشْوُ ثيابِهِن (ألف ليلة 1: 6) وفي المطبوع منها: حشو وهو خطأ.
وحَشْو: لحم مفروم مخردل (بوشر) وعند رولاند اسم الوحدة منه حشوة بهذا أي لحم مفروم. وحَشو: ضرب من الخبز يتخذ من الدقيق والعسل والسمسم والافاوية. (معجم الأسبانية ص59).
وحَشْو: كلام مسهب مطول (مملوك 1، 2: 105) انظر حشوي.
حَشْوَة: انظر المادة السابقة.
حَشْوِيّ وحَشَوي: حاول كاترمير (مملوك 1، 2: 105) أن يبرهن أن هذه الكلمة من يتكلم بها بكلام فضل لا خير فيه. ويظهر إنها تعني بهذا المعنى في بعض العبارات التي نقلها غير أنها لا تعني هذا المعنى في عبارات أخرى. لئن الحشوية أو أهل الحشو فيها إنما هي اسم طائفة. والرأي مختلف حول اصل هذا الاسم وحول أراء التي تقول بها وتعتقدها انظر معجم الادريسي.
وقد ذكر فوك كلمة حَشَوى في مادة ( Ora) وهي من الأصل حشى.
حَشاء: حَشَّاء التِبْنِ: من يحشو بالتبن مُصَبِر، مقشش (بوشر).
حاشية: حشو، خارج عن الصدد، خارج عن الموضوع، استطراد. والحاشية في الشعر الحشو لإقامة الوزن والقافية (بوشر) ولمعرفة معان أخرى لهذه الكلمة انظر مادة حشى.
أحشائي: نسبة إلى الأحشاء (بوشر) تَحشٍ (بالعامية تحشى): حشو، استطراد، خروج الكلام عن الصدد (بوشر).
مَحْشُوٌ: مُبَطَّن (المعجم اللاتيني العربي) وفيه: ( Diploide) ثوب مُبَطَّن مَحْشُو.
ومَحْشُو: نسيج مبطن. ففي كتاب ابن القوطية (ص17و): خرج إليه كلب من دار تجاور مقبرة قُرِيْش على بنيقة محشوّ مَرْوي كان يلبسه فخرقه. إن استعمال ضمير المذكر يدعو إلى العجب في مخطوطة صحيحة مثل هذه ولعل المؤلف قد فكر بكلمة محشو بالمعنى الذيسيلأتي بدل أن يفكر ب ((بنيقة)).
ومحشو: رداء مبطن (المعجم اللاتيني العربي) وفيه ( Vel clamis sagum mantum) ( لحاف ومَحْشُو).
مَحْشِيَّ: ما حشي باللحم والأرز من الطعام (انظر مادة ( Cuisine) عند برجرن، محيط المحيط).
ورَق محشي: ورق عنب أو ورق خس أو ورق كرنب يلف بخليط من الأرز واللحم المفروم (لين عادات 1: 217).
مُحْشى: ضرب من الخبز يتخذ من الدقيق والعسل والسمسم والأفاوية (ألكالا) وهو يكتبها ( Mohaxi) غير أن هذه ما يقوله أهل غرناطة للفظة ( mohxa) وهو اسم مفعول من أفعل في لغة العامة. وهو عندهم يدل معنى حسَّى.
مَحْشِيَة: تطلق في الأندلس على المِحْشاة وهو ضرب من القمصان أو الجلابيب أو كساء يرتدي به. (معجم البيان ص32 رقم 2 معجم الأسبانية ص163).
باب الحاء والشين و (وا ي) معهما ح ش و، ح وش، وح ش، وش ح، ش ي ح، ش ح ومستعملات

حشو: الحَشْوُ: ما حَشَوْتَ به فراشاً وغيره. والحَشْيَّةُ: الفراش المَحْشُوّ. واحتَشَيْتُ: بمعنى امتلأت. وتقول: انحَشَى صوتٌ في صوتٍ، وانحشَى حرفٌ في حرفٍ. والاحتِشاءُ: احتِشاءُ الرّجل ذي الإبْرِدة. والمُسْتَحاضةُ تحتشي [بالكُرْسُف] والحَشْوُ: صغارُ الإِبل، وحَشْوُها: حاشيتها أيضاً. قال:»

يعصوصِبُ الحشوُ، إذا افتدى بها وحاشيتا الثّوبِ: جانباهُ الطّويلان في طرفيهما الهُدْبُ. وحاشية السّراب: كلّ ناحية منه، وهنّ الحواشي. والحشو من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يُعْتَمَدُ عليه. والحَشْوُ من النّاس: من لا يُعْتَدُّ به. والحَشَا: ما دون الحجاب ممّا في البطن كله من الطّحِال والكَرِش والكبد، وما تَبِع ذلك حشاً كلُّه. والحشا: ظاهرُ البَطْن وهو الخَصْر. وحشوته [سهماً] إذا أصبت حشاه. وحَشَأْته بالعصا حشأً- مهموزا-: إذا ضربــت بها بطنه، وفرّقوا بينهما بالهَمْز. وحشَأْتُ النّار: غَشْيتُها. وقول العرب: حشياء رابية: منتفخة من بهر ونحوه. وحشياء: ضخمة الأحشاء.

حوش: المحاش: كأنّه مِفْعل من الحَوْش، وهم قومٌ لفيفٌ أُشابة. قال النابغة:

اجمعْ مِحاشَك يا يزيدُ فإنّي ... أعددتُ يَربُوعاً لكم وتَميما

والحُوْشُ: بلاد الجنّ، لا يمرُّ بها أحدٌ من النّاس. ورجل حُوشيٌّ: لا يُخالطُ النّاسَ. وليلٌ حُوشيٌّ: مُظِلمٌ هائِل، وهذه سَنَةٌ مَحْوشٌ: يابسة. قال:

وطولُ مَحْشِ الزَّمَنِ المحوش وحُشْنا اليّدَ وأحشناها: أي: أخذناها من حواليها لنصرفها إلى الحبائل التي نصبت لها. واحتوش القومُ فلاناً وتحاوَشُوه: جعلوه وسطهم. وما أَنْحاشُ من شيءٍ، أي: ما أكثرتُ له. والتّحويش: التّحويل. وحاشا: كلمةُ استثناء، وربّما ضمّ إليها لام الصّفة. قال الله تعالى: قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ* . وقال النابغة:

وما أُحاشي من الأَقْوامِ مِنْ أَحَدِ

والحائش: جماعةُ النّخل، لا واحد له.

وحش: الوَحْشُ: كلّ ما لا يُستأنس من دوابّ البَرِّ، فهو وحشيّ. تقول: هذا حمارُ وحشٍ. وحمارٌ وحشيّ، وكل شيء يستوحش عن النّاس فهو وحشيّ. وفي بعض الكلام: إذا أقبل اللّيل استأنس كل وحشي، واستوحش كل إنْسيّ. ويقال للجائع: قد توحّش، أي: خلا بطنُه. ويقال للمحتمي لشرب الدّواء: قد توحش، وللمكان إذا ذهب عنه الإنس: قد أوحش، وطللٌ مُوحش. قال:

لسَلْمَى مُوحشاً طَلَلُ ... يلوح كأنّه خِلَلُ

ودارُ مُوحِشَة. قال:  معالمها حِشُونا

على قياس (سنون) وبالنّصب والجدّ: حِشِينَ، قال:

فأَمْسَتْ بعدَ ساكِنِها حِشِينا

والوَحْشِيُّ والإنْسيّ شِقّا كلّ شيء فإِنسيّ القَدَمِ ما أقبل [منها] على القَدَم الأُخْرى، ووَحْشِيُّها ما خالف إنّسِيَّها. ووحشيّ القَوْس الأعجمية ظهرها، وإنسِيُّها بطنها المُقْبِل عليك. ووحشيّ كلّ دابّة: شِقْها الأَيْمن والِإنسيّ الأَيْسَر. وإذا كان بيدك شيء فرميت به عنك بعيداً قلت: وحّشت.

وشح: الوَشْحُ من الوِشاح، والجمع: الوُشُحُ. والوِشاح: من حَلْيِ النّساء: كِرْسانِ من لؤلؤٍ وجوهر منظومان، مُخَالَفٌ بينهما، معطوف أحدهما على الآخر [تتوشّح به المرأة] . وشاةٌ مُوَشَحة، وطائر مُوَشَّح إذا كان لهما خُطَّتان، من كلّ جانب خُطَّة كالوِشاح قال الطرماح يصف الديك:

وَنَبِّهْ ذا العِفاءِ الموشَّحِ

شيح: الشِّيحُ: نبات. والشّيِح: ضرب من برود اليمن. والمُشَيَّح: المُخطَّط، وبالسّين أيضاً. والشّيِاح: الحذار. ورجلٌ شائحٌ: حَذِرٌ. ومُشِيحٌ: أي: حازم حذر. قال:

شايحنَ منه أَيَّما شِياحِ

ويقال: شائح، أي قاتل. وأشاح الفَرَس بذنَبِه، أي: أرخاه. وأشاح فلان بوجهه عن وَهَج النّار، أو عن أذى إذا نحّاه. قال النابغة:

تُشِيحُ على الفلاةِ فتَعْتَلِيها ... بِبَوْعِ القَدْرِ إذ قَلِقَ الوَضِينُ

أي: تُدِيمُ السَّير، والبَوْع: المداومة، وناقة شيحانة مداومة في الرّسل. قال الحطيئة: شيحانة خلقت خلق المصاعيب والشَّيْحانُ: الطَّويلُ .

شحى: شحَى فلان فاه شَحْياً، واللجام يَشْحَى فم الفرس شحياً. قال:

كأنّ فاها واللِّجام شاحِيَه

ويقال: أقبلت الخيل شَواحيَ وشاحِياتٍ. أي: فاتحاتٍ أفواهَها .
حشو
حشا يَحشُو، احْشُ، حَشْوًا، فهو حاشٍ، والمفعول مَحْشُوّ
• حشا الشَّيءَ: ملأه عن آخره "حشا ضِرسَه عند الطبيب- حشا الجنديُّ سلاحَه: ملأه بالذَّخيرة". 

تحاشى/ تحاشى عن يتحاشى، تحاشَ، تَحاشيًا، فهو مُتحاشٍ، والمفعول مُتحاشًى
• تحاشاه/ تحاشى عنه:
1 - تجنَّبه، هرب منه "تحاشى الملاكمُ ضربــات خصمه- غادرت المكان لكي أتحاشى الجدالَ معه- تحاشى الوقوعَ في أيدي الأعداء".
2 - ابتعد عنه، تنزّه "تحاشى عن الأسئلة المحرجة- تحاشى الوقوعَ في الخطأ". 

حاشى يحاشى، حاشِ، مُحاشاةً، فهو مُحاشٍ، والمفعول مُحاشًى
• حاشاه من أصدقائه: استثناه منهم "سبَّهم وماحاشى منهم أحدًا". 

حشَّى يحشِّي، حَشِّ، تَحشيةً، فهو مُحَشٍّ، والمفعول مُحَشًّى
• حشَّى الكتابَ: جعل له حاشية/ هامشًا "حشَّى كتابًا بحاشية شَرْحٍ: علَّق عليه".
• حشَّى الثَّوبَ: جعل له حاشية، وهي الجانب منه "حشّى السَّتائرَ". 

احْتشاء [مفرد]:
1 - (طب) داءٌ يَسدُّ مجرى الدَّم "عانى من احتشاء".
2 - (طب) جُلْطة دمويَّة تسدّ شريانًا "احتشاء عضلة القلب". 

تَحْشِيَة [مفرد]: ج تحشيات (لغير المصدر):
1 - مصدر حشَّى.
2 - تعليق على نصٍّ في هامشه أو بعد نهايته بملاحظاتٍ تفسيريَّة أو تاريخيَّة ونحوها يضيفها مؤلّف النَّص أو محقّقه "علَّق على الكتاب بتحشيات مفيدة للقارئ". 

حاشا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ح ا ش ا - حاشا). 

حاشية [مفرد]: ج حاشيات وحَواشٍ
• الحاشية من كلِّ شيءٍ: جانبه وطرفه.
• الحاشية: الأهل والخاصّة، البطانة "حاشية الرَّجل/ الملك".
• حاشية كتابٍ: ما عُلِّق على الكتاب من زيادات وإيضاح "حاشية على هامش نَصٍّ- حاشية في رسالة" ° رَجُل رقيق الحواشي: لطيفُ الصُّحبة- عيش رقيق الحواشي: عيش ناعم رغْد- كلامٌ رقيق الحواشي: خفيف رشيق ليِّن. 

حشًا [مفرد]: ج أحشاءُ: حشى، ما دون الحجاب الحاجز ممّا يلي البطن، كالكبد والمعدة والأمعاء وغيرها "التهبت أحشاؤه من العطش- يتكوّن الولدُ في أحشاء أمّه: موضع نموّ الجنين في جسم الأمّ، رَحِمٌ- لطيف الحشا: دقيق الخَصْر" ° أنا في حشا فلان: في كنفه- طاوي الحشا: جوعان- فلانٌ يسكن الحشا: بالغ المحبَّة- في أحشائه: في داخله. 

حَشو [مفرد]:
1 - مصدر حشا.
2 - تكرار المعنى بأسلوبٍ آخر، وهو ممّا لا داعيَ له ° كلامٌ حشو: فضلة لا فائدة منها.
3 - ما حُشِيَ به الشّيءُ "حَشْو وسادة/ ضرس".
4 - (بغ) زيادة اللَّفظ على المعنى زيادة متعيّنة لغير فائدة.
• الحَشْوُ من بيت الشِّعر: (عر) أجزاؤه غير عروضه وضربــه. 

حَشوة/ حُشوة/ حِشوة [مفرد]:
1 - جميع ما في البطن عدا الشَّحْم، أمعاء البطن "أخرجت حشوة الشَّاة".
2 - لحم مفروم للحشو.
3 - ما يُحشى به اللِّحافُ وغيره كالصوف أو القطن "أخلى الوسادةَ من حشوتها". 

حَشِيَّة [مفرد]: ج حَشِيَّات وحَشايا: فراشٌ يُتّكأ أو يُنام عليه محشوٌّ بالرِّيش أو بالقطن أو بنحوهما "حشايا الملوك والسّلاطين". 

مَحْشُوّ [مفرد]: ج محشوَّات، مؤ محشوَّة ومَحشيَّة:
1 - اسم مفعول من حشا.
2 - خضرواتٌ كالفلفل والباذنجان والقرع تُخلى من بذورها وتحشى بخليط من اللّحم المفروم والأرز والخضروات ذات النَّكهة كالبقدونس، أو تُلفّ إذا كانت ورقَ عنبٍ أو كرنبًا أو نحوهما، والشائع: محشيّ. 

حشو

1 حَشَا, (S, Mgh, Msb, TA,) aor. ـْ (Msb, TA,) inf. n. حَشْوٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He filled, (K, TA,) or stuffed, (KL, PS,) a pillow, or cushion, [and a garment, (see حَشْوٌ, below,)] &c., (S, Mgh, * Msb, K,) with a thing, (K,) with cotton, (Msb, TA,) and the like. (TA.) [And He stuffed a lamb, or a fowl, and a vegetable, &c., with rice &c.] b2: Hence, حَشَا الغَيْظَ, aor. and inf. n. as above, (tropical:) [He stuffed wrath into a man's bosom: see an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. حظل:] and حُشِىَ الرَّجُلُ غَيْظًا وَ كِبْرًا (tropical:) [The man was stuffed with wrath and pride], and حُشِىَ الرَّجُلُ بِالنَّفْسِ and حُشِىَ النَّفْسَ (assumed tropical:) [The man was stuffed with pride, or self-magnification, or with disdain, or scorn]. (TA.) b3: [Hence also,] صِغَارُ الإِبِلِ تَحْشُو الكِبَارَ (assumed tropical:) The young camels enter, or occupy the spaces, among the old ones. (TA.) b4: [رَسَمَ كِتَابًا وَ لَمْ يَحْشُهُ, a phrase occurring in the 1st نَوْع of the Mz, means (assumed tropical:) He sketched out a book, and did not fill it up.] b5: حَشَاهُ [also signifies He foisted it into a thing. b6: And] He hit, or hurt, his حَشًا [q. v., like حَشَأَهُ]. (K.) Yousay, حَشَاهُ سَهْمًا, inf. n. as above, He hit, or hurt, his حَشًا [with an arrow]. (TA.) 3 مَا أَجَلَّهُ وَ لَا حَاشَاهُ He gave him not a جَلِيلَة [i. e. a she-camel that had brought forth once] nor حَاشِيَة [i. e. small, or young, camels]: (K:) or ↓ مَا أَجَلَّنِى وَ لَا أَحْشَانِى He gave me not a she-camel that had brought forth once nor gave he me a young, or small, camel. (S in art. جل.) 4 أَحْشَوَ see 3.5 تَحَشَّوَ see 8. b2: تحشّى فِى بَنِى فُلَانٍ (assumed tropical:) He became received among the sons of such a one, and harboured, protected, or lodged, by them. (TA in art. حشى [but belonging to the present art.].) 7 إِنْحَشَوَ see 8. b2: انحشى صَوْتٌ فِى صَوْتٍ [app. (assumed tropical:) A sound became blended in a sound], and حَرْفٌ فِى

حَرْفٍ [a letter in a letter]: mentioned by Az. (TA in art. حشى [but app. belonging to the present art.].) 8 احتشى It (a thing) became filled [or stuffed; as also ↓ انحشى]. (K.) And in like manner you say of a man, احتشى مِنَ الطَّعَامِ He became filled [or stuffed] with food. (TA.) And اِحْتَشَتِ الرُّمَّانَةُ بِالحَبِّ The pomegranate became filled with the grains, or seeds. (TA.) b2: اِحْتَشَتْ She (a مُسْتَحَاضَة) stuffed her vulva (نَفْسَهَا) with the [rags termed] مَفَارِم [in the CK, erroneously, مَقَارِم], (K, TA,) and the like: and in a similar sense احتشى is used as said of a man having the [disorder termed] إِبْرِدَة. (TA.) And اِحْتَشَتْ بِالكُرْسُفِ (S, Mgh, TA) and الكُرْسُفَ (Mgh, TA) She (a حَائِض, S, Mgh) stuffed her vulva with cotton, (Mgh, TA,) to arrest the blood. (S.) b3: اِحْتَشَتْ حَشِيَّةً and بِحَشِيَّةٍ She (a woman) wore a حَشِيَّة; (IAar, K;) as also ↓ تَحَشَّتْ [alone]. (Az, TA in art. حشى.) A poet says, لَا تَحْتَشِى إِلَّا الصَّمِيمَ الصَّادِقَا [She will not wear any stuffing but that which is genuine and true]: meaning that she will not wear حَشَايَا because the largeness of her posteriors renders it needless for her to do so. (IAar, TA.) حِشَةٌ, pl. حِشُونَ: see وَحْشٌ.

حَشًا The contents of the belly: (K:) or a bowel, or an intestine, into which the food passes from the stomach; syn. مِعًى: (Msb:) pl. أَحْشَآءٌ: (Msb, K:) and ↓ حُشْوَةٌ and ↓ حِشْوَةٌ signify the bowels, or intestines; [like أَحْشَآءٌ;] syn. أَمْعَآءٌ: (Msb:) or these are called البَطْنِ ↓ حُشْوَةُ and ↓ حِشْوَتُهُ: (S, TA:) or حشوة signifies all that is in the belly except the fat; so accord. to Az and Esh-Sháfi'ee: or, accord. to As, the place of the food, comprising the أَحْشَآء and the أَقْصَاب: (TA:) [see also مَحْشًى:] الحَشَا is the name of all the places of the food: (Zj in his “Khalk el-Insán:”) [see also, for other meanings, its dial. var. حَشًى, in art. حشى:] the word belongs to this art. and to art. حشى; the dual being حَشَوَانِ and حَشَيَانِ. (TA.) A2: A side, (Msb, TA,) region, quarter, or tract. (Msb.) You say, أَنَا فِى حَشَا فُلَانٍ I am in the quarter and protection of such a one: pl. as above. (Har p. 61.) [See, again, حَشًى, in art. حشى.]

حَشْوٌ, like the inf. n., (TA,) Stuffing; (PS;) [i. e.] what is put into a pillow, or cushion, &c.: (K, TA:) and [hence] cotton: and the seeds used for seasoning food, [and the rice &c.,] with which the belly of a lamb is stuffed: pl. ↓ مَحَاشٍ, deviating from rule. (TA.) b2: (tropical:) The soul of a man. (K, TA.) b3: (assumed tropical:) [A parenthesis;] a redundant part, or portion, of speech, or of a sentence, (K, TA,) upon which nothing is syntactically dependent. (TA. [See Har pp. 85 and 86.]) b4: (assumed tropical:) [A digression.] b5: (assumed tropical:) The portion of either hemistich of a verse that is comprised between the first and last foot. (KT, &c.) b6: (assumed tropical:) Small, or young, camels, (S, K,) among which are no great, or old, ones; (S, TA;) as also ↓ حَاشِيَةٌ: (S, K:) so called because they enter, or occupy the spaces, among the latter; or because they go against the sides of the latter: (TA:) accord. to ISk, (S,) ↓ الحَاشِيَتَانِ signifies [the camel termed] اِبْنُ المَخَاضِ and [that termed] اِبْنُ اللَّبُونِ: (S, and K in art. حشى:) the pl. [of حَاشِيَةٌ] is ↓ حَوَاشٍ. (TA.) It is said in a trad. respecting the poorrate, أَمْوَالِهِمْ ↓ حُذْ مِنْ حَوَاشِى, i. e., accord. to IAth, (assumed tropical:) Take thou of the small, or young, of their camels; such as those termed ابن المخاض and ابن اللبون. (TA. [But see another explanation of this saying voce حَاشِيَةٌ in art. حشى.]) b7: and حَشْوٌ and ↓ حَاشِيَةٌ signify also (assumed tropical:) The like of mankind; (S;) [i. e.] حَاشِيَةٌ signifies (tropical:) the lower or lowest, baser or basest, meaner or meanest, sort, or the rabble, or refuse, of mankind, or of the people; (TA in art. حشى, and Har p. 61;) as also حَشْوٌ [which is of frequent occurrence in this sense]; (KL;) and ↓ حِشْوَةٌ; (S, TA;) such as servants and the like. (Har ubi suprà, in explanation of حاشية. [See also this word in art. حشى.]) You say, ↓ جَآءَ فُلَانٌ مَعَ حَاشِيَتِهِ (assumed tropical:) Such a one came with those who were in his quarter and protection: but this may be from حَشًا signifying “a region, quarter, or tract;” servants and followers being in the quarter and protection of their master. (Har ubi suprà.) And فُلَانٌ بَنِى فُلَانٍ ↓ مِنْ حِشْوَةِ (assumed tropical:) Such a one is of the lower or lowest, &c., of the sons of such a one. (S.) b8: See also حُشْوَةٌ.

A2: Also A stuffed garment. (Mgh.) أَرْضٌ حَشَاةٌ (tropical:) Black land, in which is no good. (K, TA.) حُشْوَةٌ and حِشْوَةٌ: for each, see حَشًا, in two places: b2: and for the latter, see also حَشْوٌ, in two places. b3: You say also, مَا أَكْثَرَ حُشْوَةَ أَرْضِهِ and حِشْوَةَ ارضه, i. e. ↓ حَشْوَهَا and دَغَلَهَا [app. meaning (tropical:) How many are the thickets, or the like, that obstruct the tracts of his land!]. (Lh, K, TA.) حَشِىٌّ Herbage that has become dry in its lower part, and rotten: (IAar, K:) or dry: (As, S, K:) like خَشِىٌّ [q. v.]. (S, TA.) حَشِيَّةٌ A stuffed bed: (K:) pl. حَشَايَا. (TA.) ['Antarah says that a saddle was to him what the حَشِيَّة, or stuffed bed, is to others: see EM p. 229.] b2: Also, (K,) and ↓ مِحْشًى, (S, K,) A pillow, (K,) or the like, (S,) with which a woman makes her posteriors (S, K) or her body (K) to appear large: (S, K:) pl. of the former as above; (TA;) and of the latter مَحَاشٍ. (S, TA. [In the S, it is only said of the former that it is the sing. of حَشَايَا.]) b3: [Also the former, The pad of a رَحْل (or camel's saddle): see مِرْبَطَةٌ.]

حَاشِيَةٌ, and its dual and pl.: see حَشْوٌ, in six places. b2: See also art. حشى.

مَحْشًى The place of the food in the belly. (K.) [See also حَشًا, and مَحْشَاةٌ.]

مِحْشًى: see حَشِيَّةٌ.

مَحْشَاةٌ [The rectum;] the lowest of the places of the food, (As, TA,) [i. e.] the portion of the intestines which is the lowest of the places of the food, (IAth, TA,) leading [immediately] to the place of egress; (As, TA;) in a beast, i. q. مَبْعَرٌ: (TA: [explained in the K in art. حش, to which it does not belong:]) pl. مَحَاشٍ. (IAth, TA.) Hence, إِيَّاكُمْ وَ إِتْيَانَ النِّسَآءِ فِى مَحَاشِيهِنَّ فَإِنَّ كُلَّ مَحْشَاةٍ حَرَامٌ. (TA.) مِحْشَاةٌ A coarse [garment of the kind called]

كِسَآء, (As, S, TA,) that abrades the skin: (TA:) pl. مَحَاشٍ. (As, S.) [But accord. to some, a garment of this kind is called مِحْشَأٌ or مِحْشَآءٌ.]

مَحْشُوٌّ and مَحْشِىٌّ Filled, or stuffed..]

مَحَاشٍ pl. of مِحْشًى, (S, TA,) and of مَحْشَاةٌ, (IAth, TA,) and of مِحْشَاةٌ, (As, S,) and irreg. pl. of حَشْوٌ, q. v. (TA.)
حشو
الحَشْوُ: ما حَشَوْتَ به الفِراشَ وغيرَه، والحَشِيَّةُ: الفِرَاشُ المَحْشُوُّ، وجَمْعُه: حَشَاوى، على الأصْلِ.
واحْتَشَيْتُ: في معنى امْتَلْأتُ. وانْحَشَى صَوْتٌ في صَوْتٍ. والمُسْتَحَاضَةُ تَحْتَشي. والمَحَاشُ - مَفْعَلٌ من الحَشْوِ -: قَوْمٌ لَفِيْفٌ.
والحَشْوُ صِغَار الإبِلِ، وحاشَيْتُها. والحاشِيُّ: - على فاعُوْلٍ -: حَشْوُ الإبِلِ، والفَرْدُ حاشِيَّةٌ. وما أحْشَاني وما أجَلَّني: أي ما أعْطاني حاشِيَةً من الإبِلِ. والحاشِيَتانِ: ابنُ المَخَاضِ وابنُ اللَّبُوْنِ. وفي المَثَلِ لمَنْ يكونُ ذا مَهَانَةٍ ثُمَّ يَنْتَقِلُ إلى العِزِّ: " غَلَبَتْ جِلَّتها حَوَاشِيها ". والحَشْوُ من الكَلام: الفَضَلُ الذي لا يُعْتَمَدُ عليه. ورَجُلٌ حُشَاوَةٌ وقَوْمٌ كذلك: وهم الأنْذَالُ؛ والحِشْوَةُ أيضاً. وهو الضَّعِيْفُ أيضاً. وحاشِيَتا الثَّوْبِ: جانِباه. وحاشِيَةُ السَّرَابِ: كُلُّ ناحِيَةٍ منه، والجَميعُ: الحَوَاشي.
والحَشى: الطَّرَفُ من الأطْرافِ. والنّاحِيَةُ. والذَّرى. وما دُوْنَ الحِجابِ مِمّا في البَطْنِ كالكَبِدِ والطِّحَالِ والكَرِشِ. وهو أيضاً: ظاهِرُ البَطْنِ وهو الخَصْرُ، والجَميعُ: أحْشَاء. وحَشىً رابِيَةً: مُنْتَفِتَخةٌ من بُهْرٍ ونَحْوِه. والعَرَبُ تُسَمِّي الأرْنَبَ مُحْشِيَةَ الكِلابِ، لأنَّها تُتْعِبُها حتّى تَرْبُوَ. وحَشَأْتُه بالسَّهْمِ: أصَبْتَ حَشَاه، والحَشِيُّ: الذي يَشْتَكي حَشَاه. والحَشْيَانُ: الذي به الرَّبْوُ، امْرَأةٌ حَشْيَانَةٌ وحَشِيَّةٌ، والجَميعُ: أحْشَاءٌ.
وحَشَوْتُه: أصَبْتَ حَشَاه. والمِحْشَأٌ: كِسَاءٌ يُشْتَمَلُ به، والجَميعُ: المَحَاشِيءُ.
وحَشَأْتُه بالعَصَا حَشْأ: ضَرَبْــتَه بها. وحَشَأْتُ النّارَ: حَشَشْتَها والمَرْأةَ: نَكَحْتَها. والحَشَأةُ: الحَرَّةُ، والجَميعُ: الحَشَئاءُ، والحُشَّةُ مِثْلُها. وحُشْوَةُ الشّاةِ وحِشْوَتُها - بالضَّمِّ والكَسْر -. والحَشِيُّ: اليابِسُ. وفَعَلُوا ذلك وحَشَاكَ: أي غَيْرَكَ وخَلاكَ، وحَشِيَ كذا وحاشاه. وشَتَمْتُهم فما تَحَشَّيْتُ منهم ولا حاشَيْتُ منهم أحَداً: أي ما بالَيْتُ. وحاشَيْتُ عن فلانٍ وَحشَيْتُه: إذا نَزَّهْتَه ودافَعْتَ عنه بمعنىً. والحُشْوِيُّ: المَسْدُودُ المَذاهِبِ لا يَهْتَدي إلى الأُمور.
الْحَاء والشين وَالْوَاو

حَشا الوسادة وَغَيرهَا حَشواً: ملأها. وَاسم ذَلِك الشَّيْء الحَشْوُ، على لفظ الْمصدر.

والحَشِيَّةُ: الْفراش المَحْشُوُّ.

والحشِيَّةُ: مرفقة أَو مصدعة أَو نَحْوهَا تعظم بهَا الْمَرْأَة بدنهَا أَو عجيزتها لتظن مبدنة أَو عجزاء، وَهُوَ من ذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:

إِذا مَا الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحشايَا ... كَفَاها أَن يُلاثَ بهَا الإزارُ

واحتَشَت الْمَرْأَة الحَشِيَّة واحتَشَت بهَا، كِلَاهُمَا: لبستها، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

لَا تَحْتَشي إِلَّا الصمِيمَ الصادِقا

يَعْنِي إِنَّهَا لَا تلبس الحشايا لِأَن عظم عجيزتها يغنيها عَن ذَلِك، وَأنْشد فِي التَّعَدِّي بِالْبَاء:

كَانَت إِذا الزُّلُّ احتَشَيْن بالنقَبْ

تُلقى الحشايا مَالهَا فِيهَا أَرَبْ

والاحتِشاءُ: الامتلاء.

واحتَشَت الْمُسْتَحَاضَة: حشَتْ نَفسهَا بالفارم وَنَحْوهَا، وَكَذَلِكَ الرجل ذُو الأبردة. وحَشْوُ الرجل: نَفسه، على الْمثل. وَقد حُشِىَ بهَا وحَشِيَها، قَالَ يزِيد بن الحكم الثَّقَفِيّ:

وَمَا بَرِحَتْ نَفْسٌ لجوُجٌ حُشِيَتها ... تُذيبُك حَتَّى قيل: هَل أَنْت مُكتَوِى؟

وحُشِىَ الرجل غيظا وكبرا، كِلَاهُمَا على الْمثل، قَالَ المرار:

وحَشَوْتُ الغيظَ فِي أضلاعِه ... فَهُوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِرْ

وَأنْشد ثَعْلَب:

وَلَا تأنفَا أَن تسألا وتُسَلِّما ... فَمَا حُشِىَ الإنسانُ شراًّ من الكِبْرِ

وحَشْوُ الْبَيْت من الشّعْر: أجزاؤه غير عروضه وضربــه، وَهُوَ من ذَلِك.

والحَشْوُ من الْكَلَام: الْفضل وَمَا لَا يعْتد بِهِ، وَكَذَلِكَ هُوَ من النَّاس.

وحَشْوُ الْإِبِل وحاشِيَتُها: صغارها، وَقيل: صغارها الَّتِي لَا كبار فِيهَا.

وأتيته فَمَا أجلَّني وَلَا أحْشاني: أَي فَمَا أَعْطَانِي جليلة وَلَا حَاشِيَة.

وحاشِيَتَا الثَّوْب: جانباه اللَّذَان لَا هدب فيهمَا.

وعَيْشٌ رَقِيق الْحَوَاشِي: أَي ناعم.

وحِشْوَةُ الشَّاة وحُشْوَتُها: جوفها، وَقيل: حِشْوَةُ الْبَطن وحُشْوَتُه، مَا فِيهِ من كبد وطحال وَغير ذَلِك.

والمَحْشَي: مَوضِع الطَّعَام.

والحَشَا: مَا فِي الْبَطن. وتثنيته حَشَوانِ، وَقد تقدم فِي الْيَاء لِأَنَّهُ مِمَّا يثنى بِالْيَاءِ وَالْوَاو. وَالْجمع أحشاءٌ.

وحَشَوتُه: أصبت حَشاه.

وحِشْوَة النَّاس: رذالتهم. وَحكى الَّلحيانيّ: مَا اكثر حِشْوةَ أَرْضكُم وحُشْوَتَها، أَي حَشوها وَمَا فِيهَا من الدغل.

وَأَرْض حَشاةٌ: سَوْدَاء لَا خير فِيهَا. 

الْقَتْل الْعمد

الْقَتْل الْعمد: عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى مَا تعمد ضربــه بسلاح أَو مَا أجري مجْرى السِّلَاح فِي تَفْرِيق الْأَجْزَاء كالمحدد من الْخشب وَالْحجر والليطة وَالنَّار وَعِنْدَهُمَا وَالشَّافِعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى هُوَ ضربــه قصدا بِمَا لَا يطيقه بدن الْإِنْسَان حَتَّى أَن ضربــه بِحجر عَظِيم أَو خشب عَظِيم فَهُوَ عمد - وموجبه الْإِثْم وَالْقصاص إِلَّا أَن يعْفُو الْوَلِيّ. ثمَّ الْقصاص مُتَعَيّن وَلَيْسَ للْوَلِيّ أَخذ الدِّيَة إِلَّا بِرِضا الْقَاتِل عندنَا وَهُوَ أحد قولي الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَفِي قَوْله الآخر أَن مُوجب الْعمد الْقصاص أَو الدِّيَة وَتعين ذَلِك بِاخْتِيَار الْوَلِيّ وَحقّ الْعَفو للأولياء من الْعصبَة وَذَوي الْأَرْحَام والزوجين فِي ظَاهر الرِّوَايَة. وَقَالَ اللَّيْث بن سعد الْعَفو للْعصبَةِ دون غَيرهَا وَلَيْسَ فِي هَذَا الْقَتْل الْكَفَّارَة.

ربع

(ربع) أَرْبَعَ الوِرْدُ: أَسْرَع الكَرَّ، وأَرْبَعَ ماءُ هذه الرَّكِيَّةِ: أي كَثُرَ.
(ربع) الشَّيْء جعله مربعًا وَجعله أَرْبَعَة أَجزَاء وَفُلَان رجلَيْهِ ثناهما وَهُوَ جَالس فصارتا أَرْبعا (مو)
(ربع، سبع، تسع) : رَبَعْتُ القومَ، وسَبَعْتُهم، وتسًعْتُهم - بالمَعْنيين - أَرْبُعُهُم، وأَربِعُهُم وأَسْبُعُهم، وأَسْبِعُهم وأَتْسُعُهُم وأَتْسِعُهُم: لغاتٌ في أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهُم، وأَتْسَعُهم.
ربع وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّه مر بِقوم يربعون حجرا - و [فِي -] بعض الحَدِيث: يرتبعون - فَقَالُوا: هَذَا حجر الْأَشِدَّاء فَقَالَ: أَلا أخْبركُم بأشدكم من ملك نَفسه عِنْد الْغَضَب. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الرّبع أَن يشال الْحجر بِالْيَدِ يفعل ذَلِك لتعرف بِهِ شدَّة الرجل. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَال ذَلِك فِي الْحجر خَاصَّة. قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأمَوِي أَخُو يحيى بْن سَعِيد فِي الرّبع مثله.
(ربع)
الرّبيع ربوعا دخل وَالْإِبِل ربعا سرحت فِي المرعى وأكلت كَيفَ شَاءَت وشربت وورددت ربعا وَعَلِيهِ الْحمى جَاءَتْهُ ربعا وبالمكان اطْمَأَن وَأقَام وَفُلَان وقف وانتظر وتحبس يُقَال ارْبَعْ عَلَيْك أَو على نَفسك أَو على ظلعك تمكث وانتظر وَرفع الْحجر بِالْيَدِ امتحانا للقوة وأخصب وَالدَّابَّة وسعت خطوها وعدت وَعنهُ كف وعَلى فلَان عطف وَيُقَال ربع الرجل بِالْمَكَانِ وَفِي المَال تحكم كَيفَ شَاءَ وَفُلَانًا أَخذ ربع مَاله والجيش أَخذ مِمَّا يغنمه ربعه وَكَانَ يفعل ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْحمل رَفعه بالمربعة مَعَ آخر أَو بأيديهما وَالْحَبل أَو الْوتر جعله مفتولا من أَربع قوى وَالثَّلَاثَة ربعا صَار رابعهم والتسعة وَالثَّلَاثِينَ أكملهم بِنَفسِهِ أَرْبَعِينَ وَالثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعِينَ أكملهم بِنَفسِهِ أَرْبَعَة وَأَرْبَعين

(ربع) أُصِيب بحمى الرّبع
(ر ب ع) : (الرَّبَاعُ) (وَالرُّبُوعُ) جَمْعُ رَبْعٍ وَهُوَ الدَّارُ حَيْثُ كَانَتْ (وَالرَّبِيعُ) أَحَدُ فُصُولِ السَّنَةِ وَالنَّهْرُ أَيْضًا (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ وَمَا سَقَى الرَّبِيعُ وَبِهِ سُمِّيَ (الرَّبِيعُ) بْنُ صَبِيحٍ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَتْ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ وَالرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ عَمَّةُ أَنَسٍ (وَالرُّبَاعِيُّ) بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ بَعْد الثَّنِيِّ وَهُوَ مِنْ الْإِبِلِ الَّذِي دَخَلَ فِي السَّابِعَةِ (وَمِنْهُ) اسْتَقْرَضَ بَكْرًا وَقَضَاهُ رَبَاعِيًّا (وَالرَّبَاعِيَّاتُ) مِنْ الْأَسْنَانِ الَّتِي تَلِي الثَّنَايَا (وَالرُّبُعُ) أَحَدُ الْأَجْزَاءِ الْأَرْبَعَةِ (وَالرُّبُعُ) الْهَاشِمِيُّ هُوَ الصَّاعُ صَوَابُهُ وَرُبُعُ الْهَاشِمِيِّ عَلَى الْإِضَافَةِ مَعَ حَذْفِ الْمَوْصُوفِ أَيْ وَرُبُعُ الْقَفِيزِ الْهَاشِمِيِّ وَهُوَ الصَّاعُ لِأَنَّ الْقَفِيزَ اثْنَا عَشَرَ مَنًّا مُدٌّ بِدَلِيلِ وَأَمَّا قَوْلِهِ لِكُلِّ مِسْكِينٍ رُبْعَانِ بِالْحَجَّاجِيِّ أَيْ مُدَّانِ وَهُمَا نِصْفُ صَاعٍ مُقَدَّرَانِ بِالصَّاعِ الْحَجَّاجِيِّ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ احْتِرَازًا عَنْ قَوْلِ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الصَّاعِ وَسَيَجِيءُ بَعْدُ (وَيُقَالُ رَجُلٌ رَبْعَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ أَيْ مَرْبُوعُ الْخَلْقِ (وَكَذَا) الْمَرْأَةُ وَرِجَالٌ وَنِسَاءٌ رَبَعَاتٌ بِالتَّحْرِيكِ وَالرَّبَعَة الْجُونَةُ وَهِيَ سُلَيْلَةٌ تَكُونُ لِلْعَطَّارِينَ مُغَشَّاةٌ أَدَمًا وَبِهَا سُمِّيَتْ رَبْعَةُ الْمُصْحَفِ وَذِكْرَهَا فِيمَا يَصْلُحُ لِلنِّسَاءِ مِنْ أَمْتِعَةِ الْبَيْتِ فِيهِ نَظَرٌ.

ربع


رَبَعَ
(n. ac. رَبْع)
a. Took the fourth part of; became the fourth; came on
the fourth day ( to water: camels ).
b. ['Ala], Seized every fourth day (fever).
c. Twisted in four strands (rope).
d. .
[Bi
or
Fī], Lived quietly, undisturbed in; pastured at liberty
(camel).
e. ['Ala], (R)2 Was kindly disposed towards.
f. Restrained himself, paused.
g. ['An], abstained, refrained from.
رَبَّعَa. Made or counted four; made four-sided, square; brought
forth her fourth child (woman).
b. Turned out to grass in the spring ( horses).
c. [Bi], Lived in, in the spring.
رَاْبَعَa. Raised, lifted ( with a lever: burden ).
b. Agreed to take a quarter of the gains or
losses.

أَرْبَعَa. Was, became four; entered on its fourth year (
sheep ).
b. Was in the spring.

تَرَبَّعَ
a. [Fī], Crossed his legs in ( sitting down );
sat cross-legged.
b. Pastured on spring-grass; became fat.

إِرْتَبَعَ
a. [Bi], Passed the spring-time in.
b. see V (b)
إِسْتَرْبَعَa. Was strong, sturdy.

رَبْع
(pl.
أَرْبُع
رِبَاْع
رُبُوْع أَرْبَاْع)
a. Spring residence or encampment.
b. Dwelling, house, home.
c. Band, troop, company.

رَبْعَةa. Of middling stature; thickset.

رِبْعِيّa. see 25yi
رُبْع
(pl.
رُبُوْع
أَرْبَاْع
38)
a. Fourth part, quarter.

رُبَع
(pl.
رِبَاْع
أَرْبَاْع)
a. Young camel brought forth in the spring.

رُبُعa. see 3
أَرْبَعُ
[ fem. ]
a. Four.

أَرْبَعَة
[ mas. ]
a. Four.

مَرْبَعa. Spring residence or encampment.

مِرْبَع
(pl.
مَرَاْبِعُ)
a. Lever; crowbar.

رَاْبِع
(pl.
رَوَاْبِعُ)
a. Fourth.

رِبَاْعَةa. Obligation.

رُبَاْعa. Fourfold.

رُبَاْعِيّa. Quadriliteral (word).
رَبِيْع
(pl.
أَرْبِعَة
رِبَاْع
أَرْبِعَآءُ)
a. Spring, spring-time.
b. Spring verdure, young grass.
c. Spring or early rain.
d. Comrade, associate.

رَبِيْعِيّa. Vernal, spring.

مِرْبَاْعa. see 1t
أَرْبِعَآءُa. Wednesday, ( the fourth day of the week ).

N. P.
رَبڤعَa. Suffering from a quartan ague.

N. P.
رَبَّعَa. Square, four-sided; quadrilateral; quadrangular;
rectangle.
b. Fourfold; of four dimensions.
c. Square ( of a number ).
N. Ag.
أَرْبَعَa. Sail.

N. P.
إِرْتَبَعَa. see 17
أَرْبَعَاء (pl.
أَرْبَعَاءَات)
a. see 68
أَرْبَعُوْن أَرْبَعِيْن
a. Forty.

ذَوَات الأَرْبَع
a. Quadrupeds.

أُمّ أَرْبَع وَأَرْبَعِيْن
a. Milleped; wood-louse.

رَبِيْع رَابِع
a. A spring in which the pasturage is abundant.

يَرْبُوْع (pl.
يَرَابِيْع)
a. Jerboa.
ربع
أربعة، وأربعون، وربع، ورباع كلّها من أصل واحد، قال الله تعالى: ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ
[الكهف/ 22] ، وأَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ
[المائدة/ 26] ، وقال:
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [البقرة/ 51] ، وقال: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ
[النساء/ 12] ، وقال:
مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[النساء/ 3] ، ورَبَعْتُ القومَ أَرْبَعُهُمْ: كنت لهم رابعا، وأخذت ربع أموالهم، ورَبَعْتُ الحبلَ: جعلته على أربع قوى، والرِّبْعُ من أظماء الإبل، والحمّى ، وأَرْبَعَ إِبِلَهُ: أوردها رِبْعاً، ورجل مربوع، ومُرْبَع:
أخذته حمّى الرّبع. والأربعاء في الأيّام رابع الأيّام من الأحد، والرّبيع: رابع الفصول الأربعة. ومنه قولهم: رَبَعَ فلان وارْتَبَعَ: أقام في الربيع، ثم يتجوّز به في كلّ إقامة، وكلّ وقت، حتى سمّي كلّ منزل ربعا، وإن كان ذلك في الأصل مختصّا بالرّبيع. والرُّبَعُ، والرُّبَعِيّ: ما نتج في الرّبيع، ولمّا كان الرّبيع أولى وقت الولادة وأحمده استعير لكلّ ولد يولد في الشّباب فقيل:

أفلح من كان له رَبَعِيُّون
والمِرْبَاع: ما نتج في الرّبيع، وغيث مُرْبِع:
يأتي في الرّبيع. ورَبَعَ الحَجَرَ والحمل: تناول جوانبه الأربع، والمِرْبَع: خشب يربع به، أي:
يؤخذ الشيء به، وسمي الحجر المتناول ربيعة.
وقولهم: ارْبَعْ على ظلعك ، يجوز أن يكون من الإقامة، أي: أقم على ظلعك، ويجوز أن يكون من ربع الحجر، أي: تناوله على ظلعك .
والمِرْبَاع: الرُّبُعُ الذي يأخذه الرّئيس من الغنم، من قولهم: رَبَعْتُ القومَ، واستعيرت الرِّبَاعَة للرّئاسة، اعتبارا بأخذ المرباع، فقيل: لا يقيم رِبَاعَةَ القومِ غَيْرُ فلانٍ. والرَّبْعَةُ: الجونة ، لكونها في الأصل ذات أربع طبقات، أو لكونها ذات أربع أرجل. والرَّبَاعِيتان قيل: سمّيتا لكون أربع أسنان بينهما، والي
ربوع: فأرة لجحرها أربعة أبواب. وأرض مَرْبَعَة: فيها يرابيع، كما تقول:
مضبّة في موضع الضّبّ.
ر ب ع

ربع بالمكان: أقام به. وأقاموا في ربعهم وربوعهم ورباعهم، وهذا مربعهم ومرتبعهم. وناقة مرباع، ونوق مرابيع: ينتجن في الربيع. وماله هبع ولا ربع: فصيل صيفيّ ولا ربعي والجمع رباع. قال:

وعليه نازعتها رباعي ... وعلبة عند مقيل الرّاعي

وولد في ربعية التاج. وربعت الأرض فهي مربوعة: مطرت في الربيع. وأخذ المرباع وهو ربع المغنم. وحبل مربوع: مفتول على أربع قوًى ورجل ربعة، ومربوع ومرتبع: وسيط القامة. وسقى إبله الربع. وأصابته حمّى الربع، وربع وأربع. ورجل مربوع ومربع. قال الهذلي:

من المربعين ومن آزلٍ ... إذا جنّه الليل كالناحط وفرس رباع. وألقى رباعيته. وقد أربع الفرس. ومرّ بقوم يربعون حجراً ويرتبعون ويتربعون. وهذه ربيعة الأشداء وهي الحجر المرتبع ورابعني فلان: حاملني وهو أن يتآخذا بأيديهما حتى يرفعا الحمل على ظهر الجمل. يقال: من يرابعني يداً بيد. وفلان مستربع للحمل وغيره: مطيق له. واستربع الأمر: أطاقه. قال الأخطل:

لعمري لقد ناطت هوازن أمرها ... بمستربعين الحرب شمّ المناخر

وقال أبو وجزة:

لاعٍ يكاد خفيض النقر يفرطه ... مستربع لسرى الموماة هيّاج

اللاعي: الفزع، يفرطه: يملؤه رعباً، هياج: يهيج في العنق. ويقال: إنه لجلد مستربع: مطيق متصبّر. قال عمر بن أبي ربيعة:

استربعوا ساعة فأزعجهم ... سيارة يسحق النوى قلق

أي صبروا فحركهم رجل كثير السير. والقوم على رباعتهم أي على حالهم التي كانوا عليها وعلى استقامتهم، وتركناهم على رباعتهم. وما في بني فلان من يضبط رباعته إلا فلان أي أمره وشأنه. وكفى فلان قومه رباعتهم. قال الأخطل:

ما في معدّ فتًى يغني رباعته ... إذا يهم بأمر صالح فعلاً

ويقال: أغن عني رباعتك. وفلان على رباعة قومه إذا كان سيدهم. وتربع في جلوسه. وما هذه الرّوبعة وهي قعدة المتربع. وتقول: يا أيها الزوبعة، ما هذه الروبعه. وفتح العطار ربعته وهي جوتة الطيب وبها سميت ربعة المصحف.

ومن المجاز: ربع الفرس على قوائمه إذا عرقت من ربع المطر الأرض. والخيل يربعن الشّوى. وربعه الله: نعشه. ويقال: اللهم اربعني من دين عليّ أي انعشني وهو من الربع بمعنى الرفع. وقيل: هو من المطر. وغيث مربع مرتع: يحمل الناس على أن يربعوا في ديارهم لا يرتادون. واربع على نفسك: تمكث وانتظر. وربعت على فعل فلان: لم أتجاوزه واقتديت به فيه. وأكثر الله ربعك أي أهل بيتك. وهم اليوم ربع إذا كثروا ونموا. وحيا الله ربعك أي قومك. وسمعت بمكة حرسها الله شيخاً من الشرف ومعه بنيّ له مليح: دخل عليّ صبيحة بنائي على أم هذا الصبي صبيّ من أهل السّراة ابن ثمان سنين فقال لي: ثبّت الله ربعك وأحدث ابنك؛ أراد: ثبت الله بيتك أي أهلك وامرأتك. وحمل فلان حمالة كسر فيها رباعه أي بذل فيها كل ما ملكه حتى باع فيها منازله. وجاء فلان وعيناه تدمعان بأربعة إذا جاء باكياَ أشدّ البكاء أي يسيلان بأربعة آماق. قال المتنخل:

لا تفتأ الليل من دمع بأربعة ... كأن انسانها بالصاب مكتحل وأرسل عينيه بأربع أي بأربع نواح. وفلان مربّع الجبهة أي عبد. قال الراعي:

مربّع أعلى حاجب العين أمّه ... شقيقة عبد من قطين مولد

ومر تنزو حرابي متنه ويرابيعه وهي لحمات المتن. قال الأخطل:

الواهب المائة الجرجور سائقها ... تنزوا يرابيع متنيه إذا انتقلا

سميت يرابيع استعارة، ألا ترى إلى قول ضبّة بن ثروان:

ألف عراقي كأن بضيعه ... يرابيع تنزو تارة ثم تزحف

وولد فلا ربعيون وصيفيون: مولودون في زمن الشباب والهرم. ولبني فلان ربعيّ من المجد قديم. قال الفرزدق:

لنا رأس ربعي من المجد لم يزل ... لدن أن أقامت في تهامة كبكب

وقال الطّرماح:

لنا سابقات العز والشعر والحصى ... وربعيّة المجد المقدّم والحمد

أي أوّله من قولهم: نتج في ربعية النتاج.
ر ب ع: (الرَّبْعُ) الدَّارُ بِعَيْنِهَا حَيْثُ كَانَتْ وَجَمْعُهَا (رِبَاعٌ) وَ (رُبُوعٌ) وَ (أَرْبَاعٌ) وَ (أَرْبُعٌ) وَ (الرَّبْعُ) أَيْضًا الْمَحَلَّةُ. وَ (الرُّبْعُ) جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَيُثَقَّلُ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ. وَ (الرِّبْعُ) بِالْكَسْرِ فِي الْحُمَّى أَنْ تَأْخُذَ يَوْمًا وَتَدَعَ يَوْمَيْنِ ثُمَّ تَجِيءَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ يُقَالُ: (رَبَعَتْ) عَلَيْهِ الْحُمَّى وَقَدْ (رُبِعَ) الرَّجُلُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَرْبُوعٌ) . وَ (الرَّبِيعُ) عِنْدَ الْعَرَبِ رَبِيعَانِ رَبِيعُ الشُّهُورِ وَرَبِيعُ الْأَزْمِنَةِ: فَرَبِيعُ الشُّهُورِ شَهْرَانِ بَعْدَ صَفَرٍ وَلَا يُقَالُ فِيهِ إِلَّا شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَشَهْرُ رَبِيعٍ الْآخِرِ. وَأَمَّا رَبِيعُ الْأَزْمِنَةِ فَرَبِيعَانِ: الرَّبِيعُ الْأَوَّلُ وَهُوَ الَّذِي تَأْتِي فِيهِ الْكَمْأَةُ وَالنَّوْرُ وَهُوَ رَبِيعُ الْكَلَإِ. وَالرَّبِيعُ الثَّانِي وَهُوَ الَّذِي تُدْرِكُ فِيهِ الثِّمَارُ، وَفِي النَّاسِ مَنْ
يُسَمِّيهِ الرَّبِيعَ الْأَوَّلَ. وَسَمِعْتُ أَبَا الْغَوْثِ يَقُولُ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ السَّنَةَ سِتَّةَ أَزْمِنَةٍ: شَهْرَانِ مِنْهَا الرَّبِيعُ الْأَوَّلُ وَشَهْرَانِ صَيْفٌ وَشَهْرَانِ قَيْظٌ وَشَهْرَانِ الرَّبِيعُ الثَّانِي وَشَهْرَانِ خَرِيفٌ وَشَهْرَانِ شِتَاءٌ. وَجَمْعُ الرَّبِيعِ (أَرْبِعَاءُ) وَ (أَرْبِعَةٌ) مِثْلُ نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَأَنْصِبَةٍ. وَ (الْمَرْبَعُ) مَنْزِلُ الْقَوْمِ فِي الرَّبِيعِ خَاصَّةً تَقُولُ هَذِهِ (مَرَابِعُنَا) وَمَصَايِفُنَا أَيْ حَيْثُ نَرْتَبِعُ وَنَصِيفُ. وَالنِّسْبَةُ إِلَى الرَّبِيعِ: (رِبْعِيٌّ) بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَ (رَبَعَ) الْقَوْمَ مِنْ بَابِ قَطَعَ صَارَ رَابِعَهُمْ أَوْ أَخَذَ رُبْعَ الْغَنِيمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَلَمْ أَجْعَلْكَ تَرْبَعُ» أَيْ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ. قَالَ قُطْرُبٌ: (الْمِرْبَاعُ) الرُّبْعُ وَالْمِعْشَارُ الْعُشْرُ وَلَمْ يُسْمَعْ فِي غَيْرِهِمَا. وَ (رَبَعَ) الْحَجَرَ وَ (ارْتَبَعَهُ) أَيْ أَشَالَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجَرًا» وَيَرْتَبِعُونَ وَالنِّسْبَةُ إِلَى (رَبِيعَةَ رَبَعِيٌّ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَعَامَلَهُ (مُرَابَعَةً) كَمَا يُقَالُ: مُصَايِفَةً وَمُشَاهَرَةً. وَ (الرَّبْعَةُ) بِالتَّسْكِينِ جُؤْنَةُ الْعَطَّارِ. وَرَجُلٌ (رَبْعَةٌ) أَيْ مَرْبُوعُ الْخَلْقِ لَا طَوِيلٌ وَلَا قَصِيرٌ وَامْرَأَةٌ رَبْعَةٌ أَيْضًا، وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا (رَبَعَاتٌ) بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ فِعْلَةً إِذَا كَانَتْ صِفَةً لَا تُحَرَّكُ فِي الْجَمْعِ وَإِنَّمَا تُحَرَّكُ إِذَا كَانَتِ اسْمًا وَلَمْ يَكُنْ مَوْضِعُ الْعَيْنِ وَاوًا وَلَا يَاءً. وَ (ارْتَبَعَ) الْبَعِيرُ وَ (تَرَبَّعَ) أَيْ أَكَلَ الرَّبِيعَ، وَ (ارْتَبَعْنَا) بِمَوْضِعِ كَذَا أَقَمْنَا بِهِ فِي الرَّبِيعِ، وَ (تَرَبَّعَ) فِي جُلُوسِهِ وَ (التَّرْبِيعُ) جَعْلُ الشَّيْءِ (مُرَبَّعًا) . وَ (رُبَاعُ) بِالضَّمِّ مَعْدُولٌ عَنْ أَرْبَعَةٍ أَرْبَعَةٍ. وَ (الرَّبَاعِيَةُ) بِوَزْنِ الثَّمَانِيَةِ السِّنُّ الَّتِي بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالنَّابِ وَالْجَمْعُ (رَبَاعِيَاتٌ) وَيُقَالُ لِلَّذِي يُلْقِي رُبَاعِيَتَهُ: (رَبَاعٌ) بِوَزْنِ ثَمَانٍ فَإِذَا نَصَبْتَ أَتْمَمْتَ فَقُلْتَ: رَكِبْتُ بِرْذَوْنًا رُبَاعِيًّا. وَالْغَنَمُ (تَرْبَعُ) فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ. وَالْبَقَرُ وَالْحَافِرُ فِي الْخَامِسَةِ. وَالْخُفُّ فِي السَّابِعَةِ. تَقُولُ فِي الْكُلِّ (أَرْبَعَ) أَيْ صَارَ رُبَاعِيًّا. وَأَرْبَعَ إِبِلَهُ بِمَكَانِ كَذَا أَيْ رَعَاهَا فِي الرَّبِيعِ. وَأَرْبَعَ الْقَوْمُ صَارُوا أَرْبَعَةً. وَأَرْبَعُوا أَيْ دَخَلُوا فِي الرَّبِيعِ. وَأَرْبَعُوا أَيْ قَامُوا فِي الْمَرْبَعِ عَنِ الِارْتِيَادِ وَالنُّجْعَةِ. وَأَرْبَعَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى لُغَةٌ فِي رَبَّعَتْ وَقَدْ أَرْبَعَ لُغَةٌ فِي رَبَعَ فَهُوَ (مُرْبِعٌ) وَفِي الْحَدِيثِ: «أَغِبُّوا فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَ (أَرْبِعُوا) إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَغْلُوبًا» قَوْلُهُ وَأَرْبِعُوا أَيْ دَعُوهُ يَوْمَيْنِ وَأْتُوهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ. وَ (الْمِرْبَاعُ) مَا يَأْخُذُهُ الرَّئِيسُ وَهُوَ رُبُعُ الْمَغْنَمِ. وَ (الْأَرْبِعَاءُ) مِنَ الْأَيَّامِ وَحُكِيَ فِيهِ فَتْحُ الْبَاءِ وَالْجَمْعُ (أَرْبِعَاوَاتٌ) . وَ (الْيَرْبُوعُ) وَاحِدُ (الْيَرَابِيعِ) . 
(ربع) - في الحديث: "لم أَجِدْ إلا جَمَلاً خِيارًا رَباعِيًا".
بالتَّخْفِيف وفَتْح الرَّاء. يقال للذَّكَر من الِإبلِ إذا طَلَعَت رَبَاعِيتُه رَباعٌ، وللأُنثَى رَبَاعِيَةٌ، وذَلِك في الغَالِب، إذا أَتَت عليه سِتُّ سِنين ودَخَل في السَّابِعَة.
وقيل: وإنّما سُمِّيت الرَّبَاعِيَتَان رَبَاعِيَتَيْن لأنهما مع الثَّنِيَّتَيْن أَربعٌ. وأَربَع الفَرسُ: أَلقَى رَبَاعِيَته، فهو رَبَاع، والجمع رُبُع.
- وفي حَديثٍ آخر: "مُرِى بَنِيك أن يُحسِنوا غِذاءَ رِباعِهم".
بكَسْر الراء وإحسانُ غِذائِها: أن لا يُسْتَقْصَى حَلَبُ أُمَّهاتِها إبقاءً عليها.
وقيل الرُّبَعَة: التي وَلَدت في رِبْعِيَّة النِّتاج: أي أَوَّله، والرَّباع جمع الرُّبَع وهو وَلَدُ النّاقَة إذا نُتج في الرَّبيع والأُنثَى رُبَعة.
- ومنه حَدِيثُ سُلَيْمان بنِ عَبدِ الملك:
إنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفيّونْ ... أَفلح مَنْ كان له رِبْعِيُّونْ فالرِّبعىُّ: الذي وُلِد في الرِبّيع على غَيرِ قِياسٍ، والذى وُلِد في شَبابِ أبَويْه أيضًا.
يقال: أربَعَ: أي وُلِدَ له في شَبَابه فهو مُربِع، وأولادُه رِبْعِيّون، وأَصلهُ في أولادِ الِإبل: والرِّبْعِىُّ قَبْلَ الصَّيْفِىّ.
- في الحديث: "جَعَلْتُك تَرْبَع" .
: أي تَأخُذ المِربَاع، وهو ربعْ الغَنِيمة: أي ملَّكتُك على قَومِك، فإنَّ المَلِك في الجاهِلِيَّة كان يَأخُذ رُبْعَ الغَنِيمَةِ. وقد رَبَع الجَيشُ ربْعاً ورَبْعَة، فهو مِرْبَع للذى يَأخُذُ، ومِرْباعٌ: لِمَا يُؤخَذ كالمِعْشَار للعُشْر.
- في حَديثِ عائِشَةَ، رضي الله عنها: "أرادَت بَيْعَ رِباعِها"
: أي منازِلَها، الواحد رَبْع، ورَبْع القَومْ: مَحِلَّتُهم، ورَبْعَةٌ أيضًا كدَارٍ ودَارَةٍ، والجمع رُبُوعٌ ورِباعٌ.
- ومنه الحَدِيثُ: "الشُّفْعَة في كلّ رَبْعَةٍ أو حَائطٍ أو أَرضٍ".
- في حديثِ الشَّعْبِىّ: "إذا وَقَع في الخَلْق الرَّابع" . يَعنِي إذا صار مُضْغَةً في الرَّحِم؛ لأنَّ اللهُ سُبحانَه وتَعالَى قال: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} .
- في حَدِيثِ المُغِيرَة قال لأَبِى عُبَيْدَةَ، رَضِى الله عنهما: "إنّ فُلانًا قد ارتبَع أمرَ القَوِم لَيْس لك مَعَه أمرٌ".
: أي يُنتَظر أن يُؤَمَّر عليهم، والمُسْتَربِع: المُطِيق للشَّىء، وأرْتَبَع: أصابَ رَبِيعًا، ورَبع الصَّخرةَ وارتبَعها: أشَالَها، وارْتَبَعتِ النَّاقَةُ: استَغْلَق رَحِمُها، فلم يَقبَل المَاءَ. وما فيهم أَحدٌ يَضْبِط رِباعَتَهم: أي أمرَهم، والنَّاسُ على رِباعَتِهم أي: حَالِهم الحَسنَة، ولا يُقال في غَيرها. والأصل حَيثُ يَرتَبِعُون، وهو على رِباعَةِ قَومِه: أي هو سَيِّدُهم.
- في بَعضِ الأَحادِيثِ: "فجَاءَت عَيْناهُ بأَربَعَةٍ"
: أي يَبْكِى وتَسِيلُ دُموعُه من نَواحِى عَيْنَيْه الأَربَع.
- في الحَدِيثِ: "وفي اليَرْبُوع جَفْرة" .
اليَرْبُوعُ نوعٌ من الفَأْر، قيل: سُمِّى به؛ لأَنَّ له أَربعَةَ أجْحِرة.
- وفي الحَدِيث: "كُنتُ رابعَ أَربعَةٍ". : أي كَانُوا ثَلَاثةً فانضَمَمْت إليهم فصاروا بِي ومَعِى أَربعَة.
- في حدِيثِ عَمْرو بنِ عَبْسَة، رَضِى الله عنه: "لقد رَأيتُنِي وإنّى لَرُبعُ الإِسلام".
: أي رَابِعُ أَهلِ الإِسلام، تَقدَّمَنِي ثَلاثةٌ وكُنتُ رَابِعَهم.
- في خَبَرٍ: "أَنَّ القاضِىَ ينزِلُ في حُكْمِه في مَرْبَعَة"
الرَّبْعُ: مَحَلَّة القَومِ، والمَرْبَع: مَنْزِلُهم في الرَّبِيع خَاصَّةً.
- في حَديثِ عُمَر بنِ عَبدِ العزيز "أَنه جَمَّع في مُتَرَبَّع له".
: أي كان يَتَربَّعهُ: أي المَوضِع الذي ينزل فيه أَيَّامَ الرَّبيع، ويقال له: المَرْبَع والمُرتَبَع، كأَنَّه لم يَرَ الجُمُعة لغَيْر الِإمام إلَّا في المِصْر.
- في مَثَلٍ لِشُرَيْح: "حَدِّث حَدِيثَيْن امرأَةً فإن أَبتْ فَارْبَع" .
إذا كَرَّرتَ مَرَّتَيْن فلم تَفهَم فأَمسِك ولا تُتْعِب نفسَك. وروى: "فأَرْبَعة": أي يُعادُ الحَدِيثُ للرَّجُل مَرَّتَين، وللمَرْأةِ أَربع مَرَّاتٍ لنُقصانِ عَقْلِها. - في حَدِيثِ هِشام في صِفَة ناقةٍ له: "إنَّها لمِربَاعٌ" .
: أي تُبكِّر بالحَمْل، أو تَضَع في أَوّل النِّتاج. والنَّخْلةُ المِرْباع: التي تُطعِمُ أولًا.
ر ب ع : الرُّبُعُ بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ الثَّانِي تَخْفِيفٌ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ أَرْبَاعٌ وَالرَّبِيعُ وِزَانُ كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيهِ وَالْمِرْبَاعُ بِكَسْرِ الْمِيمِ رُبُعُ الْغَنِيمَةِ كَانَ رَئِيسُ الْقَوْمِ يَأْخُذُهُ لِنَفْسِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ صَارَ خُمُسًا فِي الْإِسْلَامِ وَرَبَعْتُ الْقَوْمَ أَرْبَعُهُمْ بِفَتْحَتَيْنِ إذَا أَخَذْتَ مِنْ غَنِيمَتِهِمْ الْمِرْبَاعَ أَوْ رُبُعَ مَالِهِمْ وَإِذَا صِرْتَ رَابِعَهُمْ أَيْضًا.
وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَــضَرَبَ وَكَانُوا ثَلَاثَةً فَأَرْبَعُوا وَكَذَلِكَ إلَى الْعَشَرَةِ إذَا صَارُوا كَذَلِكَ وَلَا يُقَالُ فِي التَّعَدِّي بِالْأَلِفِ وَلَا فِي غَيْرِهِ إلَى الْعَشَرَةِ وَهَذَا مِمَّا تَعَدَّى ثُلَاثِيُّهُ وَقَصَرَ رُبَاعِيُّهُ وَالرَّبْعُ مَحَلَّةُ الْقَوْمِ وَمَنْزِلُهُمْ وَقَدْ أُطْلِقَ عَلَى الْقَوْمِ مَجَازًا وَالْجَمْعُ رِبَاعٌ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَام وَأَرْبَاعٌ وَأَرْبُعٍ وَرُبُوعٌ مِثْلُ: فُلُوسٍ وَالْمَرْبَعُ وِزَانُ جَعْفَرٍ مَنْزِلُ الْقَوْمِ فِي الرَّبِيعِ وَرَجُلٌ رَبْعَةٌ وَامْرَأَةٌ رَبْعَةٌ أَيْ مُعْتَدِلٌ وَحَذْفُ الْهَاءِ فِي الْمُذَكَّرِ لُغَةٌ وَفَتْحُ الْبَاءِ فِيهِمَا لُغَةٌ وَرَجُلٌ مَرْبُوعٌ مِثْلُهُ وَالرَّبِيعُ عِنْدَ الْعَرَبِ رَبِيعَانِ رَبِيعُ شُهُورٍ وَرَبِيعُ زَمَانٍ فَرَبِيعُ الشُّهُورِ اثْنَانِ قَالُوا لَا يُقَالُ فِيهِمَا إلَّا شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَشَهْرُ رَبِيعٍ الْآخَرِ بِزِيَادَةِ شَهْرٍ وَتَنْوِينِ رَبِيعٍ وَجَعْلِ الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ وَصَفًا تَابِعًا فِي الْإِعْرَابِ وَيَجُوزُ فِيهِ الْإِضَافَةُ وَهُوَ مِنْ بَابِ إضَافَةِ الشَّيْءِ إلَى نَفْسِهِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ نَحْوُ حَبَّ الْحَصِيدِ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ وَحَقُّ الْيَقِينِ وَمَسْجِدِ الْجَامِعِ قَالَ بَعْضُهُمْ إنَّمَا الْتَزَمَتْ الْعَرَبُ لَفْظَ شَهْرٍ قَبْلَ رَبِيعٍ لِأَنَّ لَفْظَ رَبِيعٍ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الشَّهْرِ وَالْفَصْلِ فَالْتَزَمُوا لَفْظَ شَهْرٍ فِي الشَّهْرِ وَحَذَفُوهُ فِي الْفَصْلِ لِلْفَصْلِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا وَالْعَرَبُ تَذْكُرُ الشُّهُورَ كُلَّهَا مُجَرَّدَةً مِنْ لَفْظِ شَهْرٍ إلَّا شَهْرَيْ رَبِيعٍ وَرَمَضَانَ وَيُثَنَّى الشَّهْرُ وَيَجْمَعُ فَيُقَالُ شَهْرَا رَبِيعٍ وَأَشْهُرُ رَبِيعٍ وَشُهُورُ رَبِيعٍ وَأَمَّا رَبِيعُ الزَّمَانِ فَاثْنَانِ أَيْضًا الْأَوَّلُ الَّذِي تَأْتِي فِيهِ الْكَمْأَةُ وَالنَّوْرُ وَالثَّانِي الَّذِي تُدْرِكُ فِيهِ الثِّمَارُ وَالرَّبِيعُ الْجَدْوَلُ وَهُوَ النَّهْرُ الصَّغِيرُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَجَمْعُ رَبِيعٍ أَرْبِعَاءُ وَأَرْبِعَةٌ مِثْلُ: نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَأَنْصِبَةٍ وَقَالَ الْفَرَّاءُ يُجْمَعُ رَبِيعُ الْكَلَإِ وَرَبِيعُ الشُّهُورِ أَرْبِعَةً وَرَبِيعُ الْجَدْوَلِ أَرْبِعَاءَ وَيُصَغَّرُ رَبِيعٌ عَلَى رُبَيِّعٍ وَبِهِ سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ وَمِنْهُ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ وَرَبِيعَةُ قَبِيلَةٌ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا رِبْعِيٌّ
بِفَتْحَتَيْنِ وَالنِّسْبَةُ إلَى رَبِيعِ الزَّمَانِ رِبْعِيٍّ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَوَّلِ وَالرُّبَعُ الْفَصِيلُ يُنْتَجُ فِي الرَّبِيعِ وَهُوَ أَوَّلُ النِّتَاجِ وَالْجَمْعُ رِبَاعٌ وَأَرْبَاعٌ مِثْلُ: رُطَبٍ وَرِطَابٍ وَأَرْطَابٍ وَالْأُنْثَى رُبَعَةٌ وَالْجَمْعُ رُبَعَاتٌ.

وَالرَّبَاعِيَةُ بِوَزْنِ الثَّمَانِيَةِ السِّنُّ الَّتِي بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالنَّابِ وَالْجَمْعُ رَبَاعِيَاتٌ بِالتَّخْفِيفِ أَيْضًا وَأَرْبَعَ إرْبَاعًا أَلْقَى رَبَاعِيَتُهُ فَهُوَ رَبَاعٍ مَنْقُوصٌ وَتَظْهَرُ الْيَاءُ فِي النَّصْبِ يُقَالُ رَكِبْتُ بِرْذَوْنًا رُبَاعِيًّا وَالْجَمْعُ رُبُعٌ بِضَمَّتَيْنِ وَرِبْعَانٍ مِثْلُ: غِزْلَانٍ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْغَنَمِ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ وَلِلْبَقَرِ وَذِي الْحَافِرِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ وَلِلْخُفِّ فِي السَّابِعَةِ وَحُمَّى الرِّبْعِ بِالْكَسْرِ هِيَ الَّتِي تَعْرِضُ يَوْمًا وَتُقْلِعُ يَوْمَيْنِ ثُمَّ تَأْتِي فِي الرَّابِعِ وَهَكَذَا يُقَالُ أَرْبَعَتْ الْحُمَّى عَلَيْهِ بِالْأَلِفِ.
وَفِي لُغَةٍ رَبَعَتْ رَبْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَيَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ مَمْدُودٌ وَهُوَ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ وَإِنَّمَا يَأْتِي وَزْنُهُ فِي الْجَمْعِ وَبَعْضُ بَنِي أَسَدٍ يَفْتَحُ الْبَاءَ وَالضَّمُّ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِيهِ وَأَرْبَعَ الْغَيْثُ إرْبَاعًا حَبَسَ النَّاسَ فِي رِبَاعِهِمْ لِكَثْرَتِهِ فَهُوَ مُرْبِعٌ.

وَالْيَرْبُوعُ يَفْعُولٌ دُوَيْبَّةٌ نَحْوُ الْفَأْرَةِ لَكِنْ ذَنَبُهُ وَأُذُنَاهُ أَطْوَلُ مِنْهَا وَرِجْلَاهُ أَطْوَلُ مِنْ يَدَيْهِ عَكْسُ الزَّرَافَةِ وَالْجَمْعُ يَرَابِيعُ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ جَرْبُوعٌ بِالْجِيمِ وَيُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَيُمْنَعُ الصَّرْفَ إذَا جُعِلَ عَلَمًا. 
ربع
رَبَعَ بالمَكانِ: أقَامَ به، رَبْعاً. ورَبَعْتُهم رَبْعاً: كانوا ثلاثة فَصِرْنا أرْبَعَةً. وربَعْتُ الجَيْشَ رَبْعاً ومِرْباعاً ورِبْعَةً: أخَذْتَ رُبْعُ الغَنيمَةِ منهم، وجَمْعَ الرِّبْعَةِ: الرِّبَعُ، ولم يأتِ على وَزْن المِرْباع في تَجْزئة الشيء غيرُ المِعْشار. والأرْباعُ: جَمْعُ الرُّبْعِ من الغَنيمة. واسْمُ مَوْضِعٍ.
والمِرْبَعُ: الذي يأخُذُ المِرْباعَ. ورُبِعَ وأُرْبعَ: حُمَّ رِبْعاً. وقد يُقال: رَبَعَتْ عليه الحُمّى وأرْبَعَتْ، وهي حُمّىً رِبْعٌ. وهُمُ اليَوْمَ رَبْعٌ: أي كَثُروا. وأكْثَرَ اللَّهُ رَبْعَك: أي أهْلَ بَيْتِك.
والجَميعُ: رُبُوعٌ. والرَّبْعُ: الدّارُ بِعَيْنها. وتُجْمَعُ على الرُّبُوْع أيضاً.
وحَمَلَ حَمَالةً كَسَرَ فيها رِبَاعَه: أي باعَ مَنَازِلَه.
والمَرْبَعُ: المَنْزِلُ في الرَّبيع خاصَّةً. وتَرَبَّعَ: أقَامَ رَبيعاً. والرَّبِيْعُ: النَّهْرُ الصَّغيرُ؛ وجَمْعَه: أرْبِعاء. والكَلَأُ أيضاً، ويُجْمَعُ حينئذٍ: أرْبَعَة. واسْتَرْبَعَ الغُبَارُ: سَطَعَ. وهو جَلْدٌ مُسْتَرْبعٌ: أي صَبُوْرٌ مُطِيْقٌ للشَّيْء قائمٌ به. وهو مُرْبعٌ: أي كَثيرُ النِّكاحِ. وإِنَّكَ لَتُرْبعُ عَلَيَّ: إِذا سَأَلَ ثمَّ ذَهَبَ ثمَّ عادَ. وارْتَبَعَ ارْتِباعاً ورِبْعَةً: سَمِنَ من الرَّبيع. وأرْبَعَ إبله: رَعَاها في الرَّبيع. وأوْرَدَها الماءَ رِبْعاً أيضاً. والرِّبْعُ: أن تَحْبِسَ الإبِلَ ثلاثة أيّامٍ ثم تُوْرِدَها الرابعَ. وإِذا أُرْسِلَتِ الإبلُ فَتَرِدُ الماءَ كلَّما شَاءتْ بلا وَقْتٍ فهو الإِرْبَاعُ أيضاً. يُقال: ترَكتها هَملاً مُرْبَعاً. وأرْبَعَ: وُلدَ له في شَبابِه. ووَلَدهُ رِبْعِيُّون.
وكانوا ثلاثةً فأرْبَعُوا: أي صارُوا أرْبَعَةً، هذا من غيرِ أنْ تقولَ: رَبَعْتُ. وناقَةٌ مُرْبعٌ: لها رُبَعٌ. وإذا لَحِقَتْ في أوَّلِ الرَّبيع أيضاً. وكذلك المِرْباعُ التي تُبَكِّرُ بالحَمْل. وجَمْعُ الرُّبَعِ - وهو ما نُتِجَ في الرَّبيع -: الرِّبَاعُ. ويُقال: ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ. والمِرْبَاعُ: المكان الباكِرُ بالنَّبات. والمِرْبَعُ والمِرْباع: واحِدُ مَرَابِيْع النُّجُوم، وهي التي يرزُقُ الله المَطَرَ في وَقْت أنْوائها.
والرُّبُعُ: المَطَرُ لا يَهْبِط منه سَيْلٌ. وهو جَمْع الرَّبيع. وقد يُسَمَّى الوَسْمِيُّ رَبيعاً أيضاً.
وأرْبَعُوا: وَقَعُوا في الرَّبيع. وارْتَبَعُوا: أصابُوا رَبيعاً. ويَوْمٌ رَابعٌ: من الرَّبيع؛ كما يُقال يَوْمٌ صَائفٌ من الصَّيْف.
وعامَلْتُه مَرَابَعَةً: أي رَبيْعاً إلى رَبيع. وأرْبَعَني من دَيْنٍ عَلَيَّ: أي أنْعَشني، وكأنَّه من رُبِعَتِ الأرْضُ: أصَابَها الرَّبيعُ. ورَجُلٌ مَرْتَبِعٌ ومَرْبُوعٌ ورَبْعَةٌ: ليس بِطَوِيلٍ ولا قَصيرٍ. وكذلك رُمْحٌ مَرْبُوعٌ. والمِرْباعُ والمَرْبُوْعُ: الحَبْلُ على أرْبَع قُوى. والرَّبْعَةُ الجُوْنَة.
واليَرَابِيْعُ: لَحْمُ المَتْنِ؛ على التَّشْبِيه، كأنَّ بَضِيْعَه حين يَتَحَرَّكُ يَرَابِيْعُ تَنْزُو.
وأرْضٌ مَرْبَعَةٌ: كَثيرةُ اليَرابِيْع. وجاءَ وعَيْناه تَدْمَعان بأرْبَعَةٍ: أي يَسِيْلُ من نَواحيها.
ورَبَعَ الحمارَ: شَواه في الماء إذا أدْخَلَ قَوائمه الأرْبَعَ فيه. وهذا الصَّبِيُّ رابعُ بَطْن أُمِّه: أي رابعُ أَوْلادِها. والرَّبِيعَةُ: الصَّخْرَةُ تُشَالُ: وبها سُمِّيَتْ رَبِيعَة. وقد رَبَعْتُها وارْتَبَعْتُها: أشَلْتَها.
والرَّبِيْعَةُ: البَيْضَةُ من السِّلاح. ويُقال: أرْبَعْ على ظَلْعِكَ وعلى نَفْسِك وعليكَ - وكلُّها واحِد -: أي انْتَظِرْ.
ويَوْمُ الأرْبِعَاءِ والأرْبَعَاء - بفَتْحِ الباء - والإِربِعاءِ - بكَسْر الهَمْزة -، ويُجْمَعُ على الأرْبِعَاوات والأرَابِيْع. ويُقال: في جَمْعِ الأوَّل ورَبيع الآخِر: هذه الأرْبِعَةُ الأوائلُ والأرْبِعَةُ الأواخِر. وسُمِّيَ الرَّبَاعِيَتَانِ من الأسْنان لأنَّهما مع الثَّنِيَّتيْنِ أرْبَعَةٌ. وأَرْبَعَ الفَرَسُ: ألْقى رَبَاعِيَتَه. وهو رَبَاعٌ، والجَمْعُ: رُبْعٌ.
وارْتَبَعَتِ الناقَةُ وارْبَعَتْ: اسْتَغْلَقَ رَحِمُها فلم تَقْبلِ الماءَ. والرَّبَعَةُ: أقْصى غايةِ العَدْو، وقيل: عَدْوٌ ليس بِشَدِيدٍ فوق المَشْيِ فيه مَيَلانٌ. ومالَكَ تَرْتَبعُ: أي تَعْدُو.
ورَبَعُوا: رَفَعُوا في السَّيْر. والرَّبَعَةُ: حَيٌّ من بني أَسْدٍ.
وتَرَبَّعْتُه ورَبَعْتُه: حَمَلْتَه. ورابَعْتُه: أَخَذْتُ بيدِه وأَخَذَ بيَدي تحت الحِمْل ورفَعْناه على البَعير. والمِرْبَعُ والمِرْبَعَةُ: خَشَبَةٌ تُشَالُ بها الأحْمَالُ.
ورِبَاعَةُ الرَّجُلِ: قَوْمُه. وما فيهم أَحَدٌ يَضْبِطُ رِباعَتَهم: أي أَمْرَهُم. والنّاسُ على رَبِعَاتِهم ورِباعَتِهم: أي على استِقَامَتِهم. وتَرَكْنَاهم على سَكِنَاتِهم ورِبَاعَتِهم: أي على حالهم وكانت حَسَنَةً ولا يُقال في غير الحَسَنَة. وقيل: معناه حيثُ يَسْكُنون ويَرْتَبِعون.
وهو على رِبَاعَةِ قَوْمِهِ: أي هو سَيِّدُهم. والرَّبَاعَى: العِيَرَاتُ يَمْتَارُوْنَ عليها في أوَّل الرَّبِيْع. ويُقال: امْتَاروْا في المِيْرَةِ الرِّبْعِيَّةِ. والرِّبْعِيَّةُ: باكُوْرَةُ الأثْمار.
ورِبْعِيَّةُ المَجْدِ: قَدِيمُه. والرَّوْبَعُ والرَّوْبَعَةُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الفِصَالَ في مَنَاكِبِها، وقيل: في أكْبادِها.
والرَّوْبَعُ: القَصِيرُ العُرْقُوْبِ من الفُصْلان، وقيل النّاقِصُ الخَلْقِ. وقَعَدَ الأرْبُعَاءَ والأرْبُعَاوى والأرْبُعَاواءَ: إذا تَرَبَّعَ في الجُلُوْس. ومَشَى الأرْبُعَاء: إذا أسْرَعَ؛ وكأنَّه من الرَّبَعَة. وبَيْتٌ أُرْبُعَاوى وأُرْبُعَاوَاءُ: إذا كانَ على أرْبَعَة أعْمِدَةٍ.
[ربع] نه فيه: ترأس و"تربع" أي تأخذ ربع الغنيمة، ربعت القوم إذا أخذت ربع أموالهم، أي ألم أجعلك رئيسًا مطاعًا، لأن الملك كان يأخذ ربع الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه، ويسمى ذلك الربع المرباع، ويزيد في فل. ومنه قوله لعدي: تأكل "المرباع" وهو لا يحل لك في دينك:
نحن الرؤوس وفينا يقسم "الربع"
أي واحد من أربعة. وفي ح عمرو بن عبسة: لقد رأيتني وإني "لربع" الإسلام، أي تقدمني ثلاثة فيه وأنا رابعهم. وفي ح: السقط إذا نكس في الخلق الرابع، أي صار مضغة في الرحم لقوله "فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة". وفيه: حدث امرأة حديثين فإن أبت "فأربعا" هو مثل يــضرب لبليد لا يفهم أي كرر القول عليها أربع مرات، وقد يروى بوصل همزة أربع بمعنى قف واقتصر، يقول حدثها حديثين فإن أبت فأمسك ولا تتعب نفسك. وفيه: فجاءت عيناه "بأربعة" أي بدموع جرت من نواحي عينيه الأربع. وفي ح طلحة: أنه لما "ربع" يوم أحد وشلت يده قال: يا طلحة بالجنة ربع، أي أصيبت أرباع رأسه وهي نواحيه، وقيل أصابه حمى الربع، وقيل أصيب جبينه. وفي ح سبيعة لما تعلت من نفاسها تشوفت للخطاب فقال صلى الله عليه وسلم: "اربعي" على نفسك، ومعناه عند من جعل عدتها أبعد الأجلين توقفي عن التزوج وانتظري تمام عدة الوفاة، من ربع إذا وقف وانتظر.هو بين الطويل والقصير، رجل ربعة ومربوع. ك: ربعة بسكون موحدة وتفتح أي لا قصير ولا طويل، أنت بتأويل النفس. ومنه: "مربوع" الخلق إلى الحمرة والبياض أي مائل إليهما، وروى: مربوع الخلقة، أي معتدلها. نه وفيه: أغبوا عيادة المريض و"اربعوا" أي دعوه يومين بعد العيادة وأتوه اليوم الرابع، من الربع في أوراد الإبل، وهو أن ترد يومًا وتترك يومين لا تسقى ثم ترد اليوم الرابع. ك: قلعوا "رباعيته" بفتح راء وخفة مثناة تحتية السن بين الثنية والناب من كل جانب اثنتان. ومنه: وكسرت "رباعيته". ش: هو بوزن ثمانية، رماه عتبة بن أبي وقاص يوم أحد فكسرت اليمنى السفلى وجرح شفته السفلى ولم يكسر رباعيته من أصلها بل ذهبت منها فلقة، وابن شهاب شجه في جبهته. ط: "تربع" في مجلسه حتى تطلع حسناء، أي يجلس مربعًا وهو أن يقعد على وركيه ويمد ركبته اليمنى إلى جانب يمينه وقدمه اليمنى إلى جانب يساره واليسرى بالعكس، وحسناء بالمد تأنيث أحسن، حال من الشمس، أي ترتفع الشمس كاملة، وصوب حسنا صفة مصدر أي طلوعا حسنا. شم: يوم "الأربعاء" كسر بائه أجود الثلاثة.
ربع سدس أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَقد يكون فضل المَاء [أَيْضا -] أَن يَسْتَقِي الرجل أرضه فيفضل بعد ذَلِك مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَلَيْسَ لَهُ أَن يمْنَع فضل ذَلِك المَاء كَذَلِك يرْوى عَن عبد الله بن عمر.

ربع هبع حور فصل مخض أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذكر أَسْنَان الْإِبِل وَمَا جَاءَ فِيهَا فِي الصَّدَقَة وَفِي الدِّيَة وَفِي الْأُضْحِية. قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو زِيَاد الْكلابِي وَأَبُو زيد الْأنْصَارِيّ [وَغَيرهم -] دخل كَلَام بَعضهم فِي [كَلَام -] بعض قَالُوا: أول أَسْنَان الْإِبِل إِذا وضعت النَّاقة فَإِن كَانَ ذَلِك فِي أول النِّتَاج فولدها رُبَع وَالْأُنْثَى ربعَة 78 / ب وَإِن كَانَ فِي آخِره فَهُوَ هُبَع وَالْأُنْثَى هُبَعة وَمن الرُّبع حَدِيث عُمَر رَضِيَ الله عَنْهُ / حِين سَأَلَهُ رجل من الصَّدَقَة فَأعْطَاهُ رُبعة يتبعهَا ظئراها. وَهُوَ فِي هَذَا كُله حُوار فَلَا يزَال حُوارا حولا ثمَّ يفصل فَإِذا فصل عَن أمه فَهُوَ فصيل والفصال هُوَ الْفِطَام وَمِنْه الحَدِيث: لَا رضَاع بعد فصَال. فَإِذا اسْتكْمل الْحول وَدخل فِي الثَّانِي فَهُوَ ابْن مَخَاض وَالْأُنْثَى ابْنة مَخَاض وَهِي الَّتِي تُؤْخَذ فِي خمس وَعشْرين من الْإِبِل صَدَقَة عَنْهَا وَإِنَّمَا سمي ابْن مَخَاض لِأَنَّهُ قد فصل عَن أمه وَلَحِقت أمه بالمخاضوَهِي الْحَوَامِل فَهِيَ من الْمَخَاض وَإِن لم تكن حَامِلا. فَلَا يزَال ابْن مَخَاض السّنة الثَّانِيَة كلهَا فَإِذا استكملها وَدخل فِي الثَّالِثَة فَهُوَ ابْن لبون وَالْأُنْثَى ابْنة لبون وَهِي الَّتِي تُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة إِذا جَاوَزت [الْإِبِل -] خمْسا وَثَلَاثِينَ وَإِنَّمَا سمي ابْن لبون لِأَن أمه كَانَت أَرْضَعَتْه السّنة الأولى ثمَّ كَانَت من الْمَخَاض السّنة الثَّانِيَة ثمَّ وضعت فِي الثَّالِثَة فَصَارَ لَهَا ابْن فَهِيَ لبون وَهُوَ ابْن لبون وَالْأُنْثَى ابْنة لبون. فَلَا يزَال كَذَلِك السّنة الثَّالِثَة كلهَا فَإِذا مَضَت الثَّالِثَة وَدخلت الرَّابِعَة فَهُوَ حِينَئِذٍ حِقّ وَالْأُنْثَى حِقّة وَهِي الَّتِي تُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة إِذا جَاوَزت الإبلخمسا وَأَرْبَعين وَيُقَال: [إِنَّه -] إِنَّمَا سمي حِقّا لِأَنَّهُ قد اسْتحق أَن يحمل عَلَيْهِ ويركب وَيُقَال هُوَ حِقّ بيّن إلحِقّة وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى حِقّة قَالَ الْأَعْشَى: [المتقارب]

بِحقّتها ربطت فِي اللجي ... ن حتىالسديس لَهَا قد أسن

واللجين مَا يلّجن من الْوَرق وَهُوَ ان يدق حَتَّى يتلزّج ويلزَق بعضه بِبَعْض. فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى يستكمل الْأَرْبَع وَيدخل فِي السّنة الْخَامِسَة فَهُوَ حِينَئِذٍ جَذَع وَالْأُنْثَى جَذَعة وَهِي الَّتِي تُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة إِذا جاوَزتِ الْإِبِل سِتِّينَ ثمَّ لَيْسَ شَيْء فِي الصَّدَقَة سنّ من الْأَسْنَان من الْإِبِل فَوق الْجَذعَة. فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى تمْضِي الْخَامِسَة فَإِذا مَضَت الْخَامِسَة وَدخلت [السّنة -] السَّادِسَة وَألقى ثنيته فَهُوَ حِينَئِذٍ ثَنِيّ وَالْأُنْثَى ثنى ثنية وَهُوَ أدنى مَا يجوز من أَسْنَان الْإِبِل فِي النَّحْر هَذَا من الْإِبِل وَالْبَقر والمعز لَا يُجزئ مِنْهَا فِي الْأَضَاحِي إِلَّا الثني فَصَاعِدا وَأما الضَّأْن خَاصَّة فَإِنَّهُ يُجزئ مِنْهَا الْجذع لحَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك. وَأما الدِّيات فَإِنَّهُ يدْخل فِيهَا بَنَات الْمَخَاض وَبَنَات اللَّبُون والحِقاق والجِذاع. هَذَا فِي الْخَطَأ فَأَما فِي شبه الْعمد فَإِنَّهَا حِقاق وجِذاع. وَمَا بَين ثنية إِلَى بازل عامها كلهَا خَلِفَة والخلفة: الْحَامِل وَتَفْسِير ذَلِك أَن الرجل إِذا قتل الرجل خطأ وَهُوَ أَن يتَعَمَّد غَيره فَيُصِيبهُ فَتكون الدِّيَة على الْعَاقِلَة أَربَاعًا: خمْسا وَعشْرين بنت مَخَاض وخمسا وَعشْرين بنت لبون وخمسا وَعشْرين حِقة وخمسا وَعشْرين جَذَعة وَبَعض الْفُقَهَاء يَجْعَلهَا أَخْمَاسًا: عشْرين بنت مَخَاض وَعشْرين بنت لبون وَعشْرين ابْن لبون ذكرا وَعشْرين حِقة وَعشْرين جَذَعة. فَهَذَا الْخَطَأ وَأما شبه الْعمد فَأن يتَعَمَّد الرجل الرجل بالشَّيْء لَا يقتل مثله فَيَمُوت مِنْهُ فَفِيهِ الدِّيَة مغلّظة أَثلَاثًا: ثَلَاث وَثَلَاثُونَ حِقّة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ جَذَعة وَأَرْبع وَثَلَاثُونَ مَا بَين ثنية إِلَى بازل عامها كلهَا خَلِفَة وَالْأُنْثَى ثنية. ثمَّ لَا يزَال الثني من الْإِبِل ثنيًا حَتَّى تمْضِي السَّادِسَة فَإِذا مَضَت وَدخل فِي السَّابِعَة فَهُوَ حِينَئِذٍ رباع وَالْأُنْثَى ربَاعية. فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى تمْضِي السَّابِعَة فَإِذا مَضَت وَدخل فِي الثَّامِنَة [و -] ألْقى السن الَّتِي بعد الرّبَاعِيّة فَهُوَ حِينَئِذٍ سَديس وسَدَس لُغَتَانِ. وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى لَفْظهمَا فِي هَذَا السن وَاحِد. فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى تمْضِي الثَّامِنَة فَإِذا مَضَت الثَّامِنَة وَدخل فِي التَّاسِعَة [و] فطر نابه وطلع فَهُوَ حِينَئِذٍ بازِل وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بازل بِلَفْظَة. فَلَا يزَال بازلا حَتَّى تمْضِي التَّاسِعَة فَإِذا مَضَت وَدخل [فِي -] الْعَاشِرَة فَهُوَ حِينَئِذٍ مخلِف. ثمَّ لَيْسَ لَهُ 79 / الف اسْم بعد الإخلاف وَلَكِن يُقَال لَهُ: بازل عَام وبازل عَاميْنِ / ومخلف عَام ومُخلِف عَاميْنِ إِلَى مَا زَاد على ذَلِك فَإِذا كِبر فَهُوَ عَوْد وَالْأُنْثَى عِوْدة. فَإِذا هرم فَهُوَ قحر. وَأما الْأُنْثَى فَهِيَ الناب والشارف وَمِنْه الحَدِيث فِي الصَّدَقَة: خُذ الشارف وَالْبكْر. وَفِي أَسْنَان الْإِبِل أَشْيَاء كَثِيرَة وَإِنَّمَا كتبنَا مِنْهَا مَا جَاءَ فِي الحَدِيث [خَاصَّة -] .
[ربع] الرَبْعُ: الدارُ بعينها حيثُ كانت، وجمعها رِباعٌ ورُبوعٌ وأَرْباعٌ وارْبَعٌ. والرَبْعُ: المحَلّةُ. يقال: ما أوسَعَ رَبْعَ بَني فلانٍ. والأَرْبَعَةُ في عدد المذكر، والأَرْبَعُ في عدد المؤنث. والأرْبَعونَ بعد الثلاثين. والرُبْعُ: جزءٌ من أربعة، ويُثقَّلُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. ورَبَعَ وَتَرَهُ يَرْبَعُهُ رَبْعاً، أي فتله من أربع قوى. والقوة: الطاقة، ومنه قول لبيد:

أعطف الجون بمربوع متل * أي بعنان شديد من أربع قوى. ويقال: أراد رمحا مربوعا، لا قصيرا ولا طويلا. والباء بمعنى مع، أي ومعى رمح. وربعت الإبلُ، إذا وَرَدَتِ الرِبْعَ. يقال: جاءت الإبل رَوابِعَ. ابن السكيت: رَبَعَ الرجل يَرْبَعُ، إذا وقَف وتحبَّس. ومنه قولهم: ارْبَعْ على نفسك، وارْبَعْ على ظَلْعِكَ، أي ارْفُقْ بنفسك وكُفَّ. والرِبْعُ في الحُمَّى، أن تأخذ يوماً وتدعَ يومين ثم تجئ في اليوم الرابع. تقول منه: رَبَعَتْ عليه الحُمَّى. وقد رُبِعَ الرجلُ فهو مَرْبُوعٌ. والرِبْعُ أيضاً: الظِمْءُ، تقول منه: رَبَعَتِ الإِبلُ فهي رَوابِعُ وخوامس، وكذلك إلى العشر. وربع أيضا: اسم رجل من هذيل. والربيع عند العرب رَبيعانِ: رَبيع الشهور وربيع الازمنة. فربيع الشهور شهران: بعد صفر ولا يقال فيه إلا شهر رَبيعِ الأول، وشهر رَبيعٍ الآخِرِ. وأما رَبيعُ الأزمنة فرَبيعانِ: الرَبيعُ الأوَّل، وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأةُ والنَورُ، وهو رَبِيعُ الكلأ، والرَبيعُ الثاني وهو الفصل الذي تُدْرِكُ فيه الثمارُ. وفي الناس مَنْ يُسمِّيه الربيع الاول. وسمعت أبا الغوث يقول: العرب تجعل السنة ستة أزمنة، شهران منها الربيع الاول، وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران ربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء. وأنشد لسعد بن مالك بن ضبيعة : إن بنى صبية صيفيون * أفلح من كان له ربعيون * فجعل الصيف بعد الرَبيعَ الأوَّل. وجمعُ الربيع أَرْبِعاءُ وأَرْبَعَةٌ، مثل نصيب وأنصباءَ وأنصبةٍ. قال يعقوب: ويُجْمَعُ رَبيعُ الكلأ أَرْبَعَةً، ورَبيعُ الجداول أَرْبِعاءَ. والرَبيعُ: المطرُ في الرَبيعِ، تقول منه: رُبِعَتِ الأرضُ فهي مَرْبوعَةٌ. والرَبيعُ: الجدولُ. والمَرْبَعُ: منزِلُ القوم في الربيع خاصَّةً. تقول: هذه مَرابِعُنا ومصايفنا، أي حيث نَرْتَبِعُ ونَصِيفُ والنسبةُ إلى الرَبيعِ رِبْعِيٌّ بكسر الراء ; وكذلك ربعى بن حراش . وقولهم: " ما له هبع ولا رُبَعٌ "، فالرُبَعُ: الفصيل يُنْتَجُ في الربيع، وهو أوَّل النِتاج، والجمع رباع وأرباع، مثل رطب ورطاب وأرطاب. قال الراجز: وعلبة نازعتها رباعى * وعلبة عند مقيل الراعى * والانثى ربعة، والجمع رُبَعاتٌ . فإذا نُتِجَ في آخر النتاج فهو هُبَعٌ، والأنثى هُبَعَةٌ. ورَبَعْتُ القومَ أَرْبَعُهُمْ بالفتح، إذا صرت رابِعَهُمْ، أو أخذت رُبْعَ الغنيمة. وفي الحديث: " ألم أجعَلْكَ تَرْبَعُ "، أي تأخذ المِرْباعَ. وقال قُطْرُبٌ: المِرْباعُ: الرُبْعُ، والمعشارُ العشر، ولم يسمع في غيرهما. ورَبَعْتُ الحجرَ وارْتَبَعْتُهُ، إذا أَشَلْتَهُ. وفي الحديث: " مرَّ بقوم يَرْبَعونَ حجراً، ويَرْتَبِعون ". وذلك الحجر يسمَّى رَبيعَةً. والرَبيعةُ أيضاً: بيضةُ الحديد. وربيعة الفرس: أبو قبيلة، وهو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وإنما سمى ربيعة الفرس لانه أعطى من ميراث أبيه الخيل، وأعطى أخوه الذهب، فسمى مضر الحمراء. والنسبة إليه ربعى بالتحريك. والمِرْبَعَةُ: عُصَيَّةٌ يأخذ الرجلان بطرفَيها ليحملا الحِمل ويَضَعاه على ظهر البعير. ومنه قول الراجز:

أين الشظاظان وأين المربعه * تقول منه: ربعت الحمل، إذا أدخلتَها تحته وأخذت بطرفها وصاحبُك بطرفها الآخر ثم رفعتماه على البعير، فإذا لم تكن المِرْبَعَةُ أخذ أحدهما بيد صاحبه، وهو المرابعة. وأنشد ابن الأعرابي: يا ليت أُمَّ العَمْرِ كانت صاحبي * مَكانَ مَنْ أَنْشَا على الرَكائِبِ * ورابَعَتْني تحت ليلٍ ضارِبِ * بسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ * ومربع أيضا: اسم رجل، قال جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا * أبشر بطول سلامة يا مربع * قال الكسائي: يقال عامَلْتُهُ مُرابَعَةً، كما يقال مُصايَفَةً ومشاهرةً. وقولهم: الناسُ على رَبعاتِهِمْ، بفتح الباء وقد تكسر، عن الفراء، أي على استقامتهم وأمرِهم الأوَّل. والرَبَعَةُ: أشدُّ عَدْوِ الإبل. يقال: مرَّ البعير يَرْتَبِعُ، إذا ضرب بقوائمه كلها. قال رجل من رواس بن عامر بن صعصعة: واعرورت العلط العرضى تركضه * أم الفوارس بالديداء والربعه * والربعة أيضا: حى من أسد. والربعة بالتسكين: جؤنة العطار. ويقال أيضاً: رجلٌ رَبْعَةٌ، أي مَرْبوعُ الخَلْقِ، لا طويلٌ ولا قصيرٌ. وامرأةٌ رَبْعَةٌ، وجمعها جميعاً رَبَعاتٌ بالتحريك، وهو شاذٌّ ; لأنَّ فَعْلَةً إذا كانت صفةً لا تحرك في الجمع. وإنما تحرك إذا كانت اسما ولم يكن موضع العين واو ولا ياء. تقول منه ارْتَبَعَ. قال العجاج:

رَباعِياً مُرْتَبِعاً أو شَوْقَبا * وأما قول ذي الرمة: إذا ذابَتِ الشمسُ اتَّقى صقراتها * بأفنان مربوع الصريمة معبل * فإنَّما عنى به شجراً أصابه مطرُ الربيع، أي شجراً مَرْبوعاً، فجعله خَلَفاً منه. وارْتَبَعَ البعيرُ، إذا أكل الرَبيعَ فسمِن ونشط. وتَرَبَّعَ مثلُه. وارْتَبَعْنا بموضع كذا، أي أقمنا به في الربيع. وتَرَبَّعَ في جلوسه. والتَرْبيعُ: جعلُ الشئ مربعا. ورباع، بالضم: معدول عن أربعة. ويقال: القوم على رِباعَتِهِمْ، بكسر الراء، أي على أمرهم الذي كانوا عليه. ويقال: ما في بني فلان مَنْ يضبط رِباعَتَهُ غيرَ فلانٍ، أي أمرَهُ وشأنَهُ الذي هو عليه. قال الأخطل: ما في مَعَدٍّ فَتىً يُغْني رِباعَتَهُ * إذا يَهُمُّ بأمرٍ صالحٍ فَعَلا * والرِباعَةُ أيضاً: نحوٌ من الحَمالَةِ. والرَباعِيَةُ، مثلُ الثمانِية: السِنُّ التي بين الثَنِيَّةِ والناب، والجمع رَباعِيَاتٌ. ويقال للذي يُلْقي رَباعِيَتَهُ: رَباعٍ مثال ثمانٍ، فإذا نصبْت أتممت فقلت: ركبتُ برذونا رباعيا. قال العجاج يصف حمارا وحشيا:

رباعيا مرتبعا أو شوقبا * والجمع ربع مثل قذال وقذل، وربعان مثل غزال وغزلان. تقول منه للغنم في السنة الرابعة، وللبقر والحافر في السنة الخامسة، وللخُفِّ في السنة السابعة: أَرْبَعَ يُرْبِعُ إِرْباعاً. وهو فرسٌ رَباعٍ، وهي فرسٌ رَباعِيَةٌ. وأَرْبَعَ فلانٌ إبله بمكانِ كذا، أي رعاها في الربيع. وأربع الرجل، إذا وردتْ إبلهُ ربْعاً وأَرْبَعَ، إذا وُلِدَ له في الشبيبة. ووَلَدُهُ رِبْعِيُّونَ. ورِبْعِيَّةُ القومِ أيضاً: مِيرتُهم في أول الشتاء. وأَرْبَعَ القومُ، أي صاروا أَرْبَعَةً. وأَرْبَعوا، أي دخلوا في الربيع. وأَرْبَعوا، أي أقاموا في المَرْبَعِ عن الارتياد والنُجْعَةِ. ومنه قولهم: غيثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِعٌ. والمُرْتِعُ: الذي يُنْبِتُ ما تَرْتَعُ فيه الإبل. وأَرْبَعَتْ عليه الحُمَّى لغةٌ في رَبَعَتْ. وقد أُرْبِعَ: لغةٌ في رُبِعَ فهو مُرْبَعٌ. قال أُسامة الهذليُّ : مِنَ المُرْبَعينَ ومِنْ آزِلٍ * إذا جَنَّهُ الليلُ كالناحِطِ * وفي الحديث: " أغِبُّوا في عيادة المريض وأَرْبِعوا، إلاَّ أن يكون مغلوباً " قوله: وأَرْبِعوا، أي دعوهُ يومين وأْتوهُ اليومَ الثالث . وناقةٌ مُرْبِعٌ: تُنْتَجُ في الربيع. فإنْ كان ذلك من عادتها فهي مِرْباعٌ. قال الأصمعي: المِرْباعُ من النوق: التي تلد في أول النِتاج. والمُرْبِعُ: التي ولدُها معها، وهو رُبَعٌ. والمَرابيعُ: الامطار التى تجئ في أول الربيع. قال لبيدٌ يصف الديار رُزِقَتْ مَرابيعَ النجومِ وصابَها * وَدْقُ الرَواعِدِ جَوْدُها فَرِهامُها * وعَنى بالنجوم الأنواءَ. والمِرْباعُ: ما كان يأخذه الرئيس، وهو ربع المغنم. قال ابن عنمة الضبى : لك المرباع منها والصفايا * وحكمك والنشيطة والفضول * والاربعاء من الأيام. وقد حُكِيَ عن بعض بني أسدٍ فتحُ الباءِ فيه، والجمع أَرْبِعاواتٌ. واليَرْبوعُ: واحد اليَرابيعِ، والياء زائدة لأنَّه ليس في كلامهم فَعْلولٌ. وأرضٌ مَرْبَعَةٌ: ذات يَرابيعَ. ويَرابيعُ المَتْنِ: لَحماتُهُ، واحدها يربوع. ويربوع أيضا: أبوحى من تميم، وهو يربوع بن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم. ويربوع أيضا: أبو بطن من مرة، وهو يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، منهم الحارث بن ظالم اليربوعي المرى. وفى عقيل ربيعتان: ربيعة بن عقيل وهو أبو الخلعاء، وربيعة بن عامر بن عقيل وهو أبو الأبرص وقحافة وعرعرة وقرة، وهما ينسبان الربيعتين. وفى تميم ربيعتان: الكبرى وهو ربيعة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم ويلقب ربيعة الجوع، وربيعة الصغرى وهو ربيعة بن حنظلة ابن مالك. وربيعة: أبوحى من هوازن، وهو ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وهم بنو مجد. ومجد: اسم أمهم نسبوا إليها.
ربع: رَبّع. ربع الفرس: ركض بقوائمه الأربع (محيط المحيط).
رَبَّع (بالتشديد): صلَّب، جعل القماش على أربع ثنيات (بوشر).
رَبَّع رِجْلَيْه: ثناهما وهو جالس فصارتا أربعاً (مارتن ص67).
قعد مربعا: ثنى رجليه وهو جالس كما يقعد الخياط (بوشر).
رَبَّع، رَبَع: أخذ رُبْع ما يملكه الشعب المغلوب (ألكالا) وهذا ما فعله الموحدون حين استولوا على الأندلس. انظر كرتاس (ص122) نجد فيه أن كسبرس استسلم لهؤلاء الفاتحين فكافئوه بأن حُرِّرَت أموالهم فليس في أملاكهم رباعة وجميع بلاد الأندلس مربَّعة.
ورَبَّع. مشتقة من الربيع، يقال: رَبَّع الفرس أي علفه القصيل (مملوك 11: 16).
ورَبَّع الفرس: أكل عشب الربيع في أيامه (محيط المحيط).
وربَّع بالمكان: عامية رَبَع بالمكان (محيط المحيط).
رابع: في ألف ليلة (طبعة بولاق 1: 373) نجد: وعلم لأنه لا أوفق له من قعوده في البستان عند الخولي ويعمل عنده مرابعاً، فقال للخولي: هل تقبلني عندك مرابعاً. وقد ترجمها لين بما معناه: يكون مساعده لقاء ربع الحاصل. غير أنك إذا رجعت إلى معجم لين وجدت فيه: عمل عنده في فصل الربيع. غير أن من الصعب اختيار أحد التفسيرين.
ونجد في ألف ليلة (طبعة ماكن 1: 877): هل تقبلني عندك لأجل المرابع في هذا البستان. وكلمة مرابع هذه غير واضحة المعنى لدي.
رابع: أخضر، عدا الفرس سريعاً (بوشر جزائرية، هلو، دلابورت ص150).
رَبْع: حيٌّ في المدينة، حارة (فريتاج ولم يذكر شاهداً عليه)، وفي حيان (ص51 ق): رجل من البربر من بعض أرباع فرمونة. وفي كتاب عبد الواحد (ص208): وقد قسموا مدينة مراكش أرباعاً.
أصحاب أرْباع: هم في المشرق العسس، حرس الليل (المقري 1: 125).
رَبْع: حقل، مزرعة (ترجمة العقد الصقلي ليلو ص 9، 12، 18) وانظر أيضاً أبلا أبود بُرمانُّس (مجلد 8 ص74) فهو يقول: يوجد عدد من الرباع في مالطة (أناري مخطوطات)، وفيه (ص41): حصن يتصل به رُبْع (رَبْع) عامر. في (ص37، 42) منه: رباع طيبة المزارع. وفي كرتاس (ص33) غلاف الرباع والأرضين (ص170، 197) وفي المطبوع منه جمعه أرباع، غير أنه في مخطوطتنا رباع (ص208، ابن يطوطة 1: 235، الجريدة الآسيوية 1851، 1: 56) (ولم يفهم المترجم في ص 68 هذه العبارة) (جريجور ص34، 36) واقرأ فيه رباعه وفقاً لما جاء في المخطوطة.
ولابد من أن نشير إلى أنه في بعض هذه العبارات يمكن أن يترجم الجمع رباع وأرباع بالمنازل أو المساكن وذلك لأنها تدل على المعنى العام وهو البناء من عدة مساكن والعقار الذي يذكره فوك.
الربع الدِيوانيّ في صقلية (جريجور ص34)، والرباع الديوانية (ص36): أراضي الدولة، أملاك الدولة.
الربع المعمور: الأرض المسكونة (بوشر).
الرَبْع: القبيلة التي ينتسب إليها (زيشر 22: 119).
الرَبْع: السمين الممتلئ (بوشر).
رُبْع: مكيال للبن وهو ربع محلبة (ميهون ص28) رُبْع: في أوارجله مكيال للسمن وهو إناء من الخزف يسع ربع رطل (كاريت جغرافية ص 208).
رُبْع: ربع المصحف الشريف (القرآن) انظر هذا التقسيم في عواده (ص718).
رَبْع: قطعة مقدارها ربع الشاة. ويقال أيضاً: الرُبَع شاة ويتردد ذكره في رياض النفوس.
رُبْع: ضريبة على الصناعة، وهي ضريبة الرْبْع وتجبى من كل الحوانيت (الدكاكين) التي تؤجر للبيع بالمفرد كما تجبى من كل الأعمال الصناعية (بليسييه ص322 - 323).
رُبْع: قسم من القبيلة (سندوفال ص269، دوماس عادات ص16).
رُبْع: في أسطورة سخيفة في كردفان أن نساء الحسَّانية يخصصن ليلة من كل أربع ليال لعشاقهن أو للمسافرين وتسمى هذه الليلة الرُب~ع (دسكارياك ص294).
ربع الموجب: ربع دائرة المزاولة، وهي آلة غاية في البساطة تستعمل لمعرفة ساعات الزمن من ارتفاع الشمس (بربروجر من 260).
رَبْعَة، بدل ربعة مُصْحَف أو ربعة قرآن. أي عليه مزخرفة يحفظ فيها المصحف الشريف وتستعمل بمعنى نسخة من القرآن الكريم (ابن جبير من 298، ابن بطوطة 1: 245)، المقري 2: 641، وفي كتاب الخطيب، مخطوطة الاسكوريال، في ترجمة عبد الله بن بُلُقِين بن باديس: حسن الخط كانت بغرناطة ربعة مصحف بخطّه في نهاية الصفة والإتقان.
وتستعمل كلمة رَبْعَة وحدها أيضاً (ابن بطوطة 2641، 4: 400، كرتاس ص39).
ورَبْعَة: المصحف مجزءً ثلاثين جزءً (عوادة ص718).
رُبْعيّ: نوع من السفن البحرية، وكل سفينة منها تتبعها ثلاثة أخرى: النِصْفِيّ والثُّلْثِيّ والرُبَعيَ (ابن بطوطة 4: 92).
رَبْعيَّة: صاحبة ما يسمى بمصر رَبْعاً أي مساكن فوق الحوانيت (الدكاكين) والمخازن وهي تؤجر هذه المساكن (ألف ليلة برسل 11: 343، 344).
رُبْعَيَّة: زِرّ الذهب (نبات) (بوشر).
رَبِيع: يطلق على العشب عامة (فوك) وأحدته ربيعة والجمع ربائع (ألكالا، دومب ص39، 75). ويطلق أيضاً على الحشيش الجاف (ألكالا) وفيه كُدس من ربيع.
رَبيع: مزرعة فيها الشعير، وفيها النَفَل. وفيها نباتات أخرى وفيها العشر أيضاً ترعاها السائمة من الخيل (مملوك 1، 1: 16، زيشر 11: 477 رقم 3، بارت 1: 97).
في البيع: في القصيل، في المخضرة، في المرج (بوشر).
وهذه الكلمة ليست واضحة لدي في بيت ذكره المقري (1: 893).
ربيع الخُطاف: برق (ألكالا) ويجب أن تبدل به الباء بالفاء.
رَبَاعَة: جمعية، جماعة (شيرب).
رِبَاعَة: ربع من الأملاك العامة التي يستولي عليها المنتصر من أموال المغلوبين (انظر رُبَّع).
رَبِيعة: في المشرق الحماية التي يحصل عليها من البدوي (برتون 2: 113).
رَبِيعَة: نبات اسمه العلمي: Danthonia forskali ( دوماس حياة العرب ص382). رُبَيْعَة: مِزولة، ساعة شمسية (ألكالا).
رُباعِيّ: ما ركب من أربع وحدات (بوشر).
رُباعِيّ: مرادف دوبيت (انظر دوبيت وسمي به لأنه يتألف من أربعة أشطر) (الجريدة الآسيوية 1839، 2: 164، ألف ليلة 1: 70).
ورُباعيّ وجمعه رباعيات اسم لنقد صغير من الذهب يساوي ربع دينار، وهو يساوي نحو أربع فرنكات (ابن جبير معجم، أماري ستوريا 2: 457 - 458) وانظر العبدري (ص48 و) ففيه: فكان حساب الويبة قريباً من ثلاثة أرباع الدينار.
والرُباعي في مصر يساوي نصف دينار لأنا نجد في ألف ليلة (برسل 2: 155): وأخذت معي رباعي يجي نصف دينار.
والرباعي في أيامنا اسم قطعة من النقد غير أنها لا تساوي إلا خمسة وأربعين سنتيماً (مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 12: 397).
رباعي: اسم مكيال للسوائل، وهو حسب ما يقول بليسييه (ص367: 64): رباعي تساوي مَطَر (انظر مَطَر).
رُباعي: سعة ونصف (ألكالا).
رباعي: أرق أنواع الحلوى المسماة بالقطائف، ففي ابن البيطار (2: 309): ابن جزلة: القطائف المحشوة أَجْوده الرباعي المختمر النضيج. ويذكر ابن جزلة طريقة عملها في مادة قطائف محشو.
رَبِيعيّ: نسبة إلى فصل الربيع (بوشر). رَبّاع: بستاني، جناني، حدائقي (درب ص103).
رابع. الرابع. البرج الرَابع في فلك البروج وهو برج السرطان (المقدمة 2: 187) مع تعليقة المترجم.
أرْبَع. الأربعة: اليدان والرجلان (ألف ليلة 1: 89).
أربعة وأربعين: حريش (ابن البيطار 2: 32، باين سميث 1554) وأنظره في مادة جنجباسة.
يوم الأربع: يوم الأربعاء (بوشر).
أَرْبعاء: والعامة تجمعه على أرابع (محيط المحيط).
أَرْبَعُون. جُمْعَة الأربعين أو الأربعين وحدها: أول جمعة تلي الأربعين يوماً بعد تشييع الجنازة (لين عادات 2: 342).
صَوْم الأربعين: الصوم الكبير (بوشر).
يوم الأربعين: اليوم الأربعون بعد الزواج (لين عادات 2: 305).
أَرْبَعِينيَّة: الأربعون يوماً وهي أشد الأيام برداً في الشتاء، وتكون في صبارَّة الشتاء، وهي مرادف الليالي السود (أنظرها في مادة لَيْل). يقول ابن البيطار (2: 34) في كلامه عن السقنقور في الفيوم: وأكثر ما يقع صيده عندهم فيما زعموا في أيام الشتاء في الأربعينية منها، وهو إذا اشتد عليه برد الماء خرج منه الخ.
أُرْبُوع، ويجمع على أَرَابِيع: أسبوع عمل ذو أربعة أيام (معجم المنصوري في مادة أرابيع وأسابيع).
تَرْبِعَة: قطعة حجر (كرتاس ص31) وفي مخطوطات أخرى (انظر الترجمة ص45) تَرْبِيعة.
تَرْبيع، ويجمع على تَرابِيع: صخرة مربعة سطحها مستو يمكن أن تكون دكَّة. ففي كوسج طرائف (ص143): فرأيت صخرة عظيمة مَلساء فيها تربيع بقدر ما يجلس عليه النفر كالدكَّة.
وتربيع: قطعة من الصخر فيما يظهر (كرتاس ص34).
وتربيع: صالة أو غرفة للاستقبال وهي عادة مربعة (ألكالا). تربيع: مجموعة من الحوانيت (الدكاكين) في موضع مستدير أو مربع أو أنها على خط واحد (دلابورت في الجريدة الآسيوية 1830، 1: 320، كرتاس ص26) وتستعمل كلمة تربيعة في نفس هذا المعنى (كرتاس ص41) حيث عليك أن تقرأ تربيعة القّزَّازين، وفقاً لما جاء في مخطوطتنا.
تربيع: مزولة، ساعة الشمس (ألكالا).
تربيع: هلال، ربع القمر أو مسيره (ابن العوام 1: 223).
تربيع: مسح الأراضي وتقييمها (بوشر).
ميزان التربيع: مقياس الاستواء، آلة يعرف بها إذا كان السطح مستوياً (ألكالا).
تربيعة: أنظرها في تَرْبِعَة وتَرْبيع.
مَرْبَع: روضة (بوشر).
مَرْبَع: قطعة نسيج (هوست ص269).
مِرْبَع: إزميل (فوك: مَرْبَع عامية مِرْبع).
مُرْبع. وتجمع على مَرابع، وهي الإبل التي لا ترد الماء إلا رِبُعاً، ويقال التي تأكل الربيع (ديوان الهذليين ص251).
مُرَبَّع، مربع القد: وسيط القامة (فوك)، وفي كتاب العقود في وصف أمة: مربعة القد. وكذلك في وصفه بغلة: مربعة الإقامة (تصحيف قامة).
ومُرَبَع: سمين ممتلئ (بوشر).
مُرَبَّع. حجر مربع: حجر منحوت مربع يستعمل قاعدة للأحجار الأخرى (ألكالا).
ومُرَبّع: صالة أو غرفة للاستقبال وتكون مُربَّعة عادة (ألكالا).
ومُرَبَّع فيما يظهر بمعنى تربيع وتربيعة وهي مجموعة من الحوانيت (الدكاكين) في موضع مستدير أو مربع، أو بالأحرى على خط واحد.
ففي رياض النفوس (ص22 ق): فلما صاروا جميعاً إلى مربع السماط الذي يؤخذ منه إلى السقطيين الخ.
ومُرَبَّع: إناء مربع عند أهل الشام (همبرت ص198).
ومُرَبَّع: لعبة الشطرنج الهندية المربَّعة وفيها (8 × 8 = 64 خانة) فإن درلند، تاريخ الشطرنج (1: 108).
الآلة المرَبَّعة: لعبة الشَطرنج الكبرى المربعة عند العرب وهي (10 × 10 = 100 خانة) (نفس المصدر السابق).
مُرَبَّع: قطعة شعر ذات أربعة أبيات، وذلك بأن تضيف إلى كل شطر من أبيات قصيدة قديمة ثلاثة أشطر جديدة وذلك لتوضيح الفكرة أو تغييرها وتبديلها (دي سلان المقدمة 3: 405 رقم 3).
مرجان مُرَبَّع: عينة كبيرة منه تتخذ حلية (براكس ص28).
مُرَبَّعَة: رُبْع حجر (كرتاس ص31).
ومُرَبَّعَة: صالة أو غرفة للاستقبال تكون عادة مربعة. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص98): وكان يسكن - بدا من ديار القصر وكان جلوسه غدواً وعشياً في مربعة الدار للنهي والأمر.
مُرَبَّعَة: حيّ من أحياء المدينة (فيث، لبت، اللباب، تكملة ص84).
مُرَبَّعَة: براءة، مرسوم، شهادة (مملوك 1، 1: 161، 203) وسميت مربعة بسبب شكلها المربع، ولأنا نجد فيه (ص219): المراسيم المربَّعة.
مُرَبَّعَة: نوع من المناديل تغطي به النسوة رؤوسهن. ففي رياض النفوس (ص94 ق) في كلامه عن رجل كان بسيطاً في لباسه: وكان يجعل على رأسه مربَّعة زوجته وهي خرقة لطيفة.
مُرَبَّعَة: بوقال، قمقم، وعاء زجاجي لا عروة له تحفظ فيه الحبوب والسوائل وأصناف الأطعمة وسواها (بوشر).
مُرَبَّعة: لا أدري أي معنى تعنيه هذه الكلمة التي جاءت في عبارة نشرت في الجريدة الآسيوية (1852، 2: 213) في الكلام عن بني مرين اللذين غلبوا في المعركة إذ تقول: ورجعت بنو مرين مشات بالمربعات إلى المغرب. وقد ترجمها السيد شربونّو (نفس المصدر ص226) بما معناه: وتشتت بنو مرين على الخيل في اتجاه مراكش. غير أن بالمربعات لا يمكن أن تعنى ((على الخيل))، وكلمة مُشاة (وهذا هو صواب كتابة الكلمة تدل دلالة صريحة على الضد من ذلك أي أنهم كانوا يمشون راجلين فقد استولى العدو على خيلهم).
مِرْباع: رَبْع، موضع ينزل فيه زمن الربيع (المقدمة 3: 369).
مَرْبُوع، وتجمع على مرابيع: إزميل (فوك، دومب ص96، هلو).
مُتَّرَّبَع: رُبْع، موضع ينزل فيه زمن الربيع (كوسج، طرائف ص144).
ربع
ربَعَ1 يَربَع ويَربُع ويربِع، رَبْعًا، فهو رابع، والمفعول مَرْبوع
• ربَع الشَّيءَ: أخذ رُبْعَه، أي جزءًا من أربعة أجزاء متساوية.
• ربَع فلانًا: أخذَ رُبْعَ مالِه.
• ربَع القومَ: صار رابعَهم، كمَّلهم بنفسه أربعة.
• ربَع الحجرَ: رفعَه ليمتحن قوّتَه. 

ربَعَ2/ ربَعَ بـ/ ربَعَ على يَربَع، رُبوعًا، فهو رابِع، والمفعول مربوع به
• ربَع الرَّبيعُ: دخَل.
• ربَع المكانُ: أخصب "ربَع الوادي عند نزول الغيث".
• ربَعتِ الإبلُ: سرَحت في المرعى وأكلت كيف شاءت "ربعت الماشيةُ".
• ربَعت الدَّابَّةُ: وسّعت خَطْوَها وعَدَتْ "يربَع الفهدُ عند رؤية الأسد- تربع الناقةُ في الصحراء".
• ربَع الشَّخصُ بالمكان: اطمأنّ وأقام به "ربع المهاجرون بالمدينة".
• رَبَعت عليه الحُمَّى: جاءته كلّ يوم رابع، عاودته كلَّ رابع يوم. 

أربعَ/ أربعَ على يُربع، إرباعًا، فهو مُربِع، والمفعول مُربَع (للمتعدِّي)
• أربع العددُ: صار أربعة أو أربعين.
• أربع القومُ: صاروا أربعة.
• أربع النَّاسُ: صاروا في فصل الربيع.
• أربعت الحاملُ: ولدت في الربيع.
• أربع المولودُ:
1 - طلعت رَبَاعيتُه.
2 - دخل في السنة الرابعة.
• أربع الإبلَ: تركها ترد الماءَ متى شاءت "أربَع الغنمَ".
• أربعت الحُمَّى عليه: ربَعت، عرضت يومًا وأقلعت يومين ثم أتت في الرابع. 

تربَّعَ/ تربَّعَ بـ/ تربَّعَ في يتربَّع، تربُّعًا، فهو مُتربِّع، والمفعول مُتربَّع به
• تربَّعتِ الماشيةُ: أكلت الربيعَ.
• تربَّع الشَّخصُ بالمكان: أقام به فصلَ الربيع.
• تربَّع الشَّخصُ في جِلْسَتِه: ثنى قدميه تحت فخذيه مخالفًا لهما "تربَّع على البساط- تربَّع في جلوسه" ° أنت مُتربِّعٌ في قلبي: ملأ حُبُّك جَنَبات قلبي حتى لم يدَع لغيرك مكانًا- تربَّع على العَرْش: تسلَّم الحكم. 

ربَّعَ/ ربَّعَ في يُربِّع، تربيعًا، فهو مُربِّع، والمفعول مُربَّع
• ربَّع الشَّيءَ:
1 - جعله ذا أربعة أركان أو أجزاء "ربَّع رغيفًا/ تفاحةً- ربَّع البناءَ".
2 - صيَّره أربعة "ربَّع دَخْلَه، ربحه: ضاعفه أربع مرّات".
• ربَّع الشَّكلَ: جعله مُربَّعًا (له أربعة أركان) "ربَّع البيتَ/ الغرفةَ".
• ربَّع العددَ: (جب) ضربــه في نفسه.
• ربَّعَ الثلاثةَ: ربَعهم، جعلهم أربعةً بانضمامه إليهم.
• ربَّع الشَّخصُ في قُعودِه: تربَّع؛ ثَنَى رجليه تحت فخذيه مُخالفًا لهما "قعد وربَّع- ربَّع في المسجد". 

أَرْبَعاء/ أَرْبُعاء/ أَرْبِعاء [مفرد]: ج أربعاءات وأربعاوات وأرابيعُ، مث أربعاءان وأربعاوان
• الأربعاء: خامس أيّام الأسبوع، يأتي بعد الثُّلاثاء، ويليه الخميس "أقابلك الأربعاءَ القادمَ- ستعقد القمّة العربيّة الأربعاءَ المُقبِلَ". 

أربَعة [مفرد]: اسم عدد أصلي فوق الثلاثة ودون الخمسة، تخالف المعدود في التذكير والتأنيث إفرادًا وتركيبًا وعطفًا "في السنة أربعةُ فصولٍ- عنده أربَعُ سنواتٍ- {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ} " ° بين أربعة حيطان: ملازم مكانه لا يبرحُه- ذوات الأربع: كل ما يمشي على أربع أرجل من الحيوانات.
• أمُّ أربعٍ وأربعين: (حن) دُوَيْبَّة سامَّة من الحيوانات المفصليَّة.
• أربعةَ عشرَ: عدد مركب من أربعة وعشر، يلي ثلاثة عَشَر ويسبق خمسة عَشَر، مبنيّ على فتح الجزأين. 

أربعمائة/ أربع مائة [مفرد]: عدد يساوي أربع مئات وهو مركّب من أربع ومائة، ويجوز فصلهما فيقال أربع مائة "حصل الفائز على جائزة قدرها أربعمائة/ أربع مائة دولار". 

أَرْبَعون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة وثلاثين وواحد وأربعين "قرأتُ أربعين كتابًا في السياسة- {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} " ° ذكرى الأربعين: ذكرى مرور أربعين يومًا على الوفاة.
2 - عدد يساوي أربع عشرات، وهو من ألفاظ العقود، يستوي فيه المذكر والمؤنث، ويعامل معاملة جمع المذكر السالم "أربعون طالبًا/ طالبةً".
3 - وصف من العدد أربعين، متمّم للأربعين "الصفحة الأربعون". 

أربعينيَّات [جمع]
• الأربعينيَّات: السَّنتان الأربعون والتاسعة والأربعون وما بينهما، العقد الخامس من قرن ما "مات في الأربعينيّات من عمره- انتهت الحرب العالميّة الثانية في أوائل الأربعينيّات". 

تربيع [مفرد]: ج ترابيعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ربَّعَ/ ربَّعَ في.
2 - (رع) السَّقْيَة الرابعة.
3 - (فك) شكل القمر في الرّبع الأوّل والثالث من الشّهر القمريّ.
• الجذر التَّربيعيّ لعددٍ مَا: (جب) عدد إذا ضرب بمثله أعطى ذلك العدد، أي إن الجذر التَّربيعيّ للتِّسعة هو الثَّلاثة. 

تربيعة [مفرد]: ج تربيعات وترابيعُ:
1 - اسم مرَّة من ربَّعَ/ ربَّعَ في.
2 - غطاء للرأس تتخذه المرأة من الحرير أو القطن، وقد يكون مزيَّنًا بالترتر أو غيره.
3 - قطعة مربَّعة من البلاط أو الأرض "تربيعة طوب/ سيراميك".
4 - ما كان على شكل مربَّع "تربيعة الوجه". 

رابِع [مفرد]: مؤ رابعَة، ج مؤ رابعات ورَوابِعُ:
1 - اسم فاعل من ربَعَ1 وربَعَ2/ ربَعَ بـ/ ربَعَ على.
2 - عدد ترتيبيّ يوصف به، يدلّ على فرد واحد جاء رابعًا، ما بعد الثالث وقبل الخامس "يسكن في الطابق الرابع- {سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} " ° العالم الرَّابع: أقلّ دول العالم الثالث تقدُّمًا خاصة في آسيا وإفريقيا- رابعًا: الواقع بعد الثالث، يستعمل في العدّ فيقال ثالثًا، رابعًا، ... - رابع المستحيلات: مستحيل الوقوع- رابعة النَّهار: وسطه.
• رابع ثلاثة: مَنْ أو ما يضاف إلى الثلاثة فيجعلها أربعة.
• رابع أربعة: أحدهم.
• رابع عشر: عدد ترتيبيّ يوصف به، يلي الثالث عشر ويسبق الخامس عشر.
• رابع إيثيل الرَّصاص: (كم) سائل سامّ، يستخدم في الغازولِين للمحركات ذات الاحتراق الداخلي كمادّة مانعة للطرق. 

رُباعَ [مفرد]: أربعةً أربعة، معدول عن أربعة أربعة بالتكرار، يستوي فيها المذكر والمؤنث، وهي ممنوعة من الصرف "اصطفَّ الجنودُ رُباعَ- جاء القومُ رُباعَ- {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} ". 

رَباعِيَة [مفرد]: (شر) سنٌّ بين الثنيّة والناب، وهي أربع: اثنتان في الفكّ الأعلى واثنتان في الفكّ الأسفل "تلقى لكمة كسرت رَباعيته". 

رُباعيّ [مفرد]: ما كان له أربعة أركان أو أجزاء "مؤتمر رباعيّ: يضمّ ممثلين عن أربع دول- مركّب كيميائيّ رباعيّ العناصر".
• رُباعيّ الأبعاد: متَّسم بالأبعاد الرباعيّة خاصّة الأبعاد الحيزيّة الثلاثة مع البعد الزمني في النظريّة النسبيّة.
• الكلوريد الرُّباعيّ: (كم) كلوريد ذو أربع ذرَّات كلور.
• الفعل الرُّباعيّ: (نح) الفعل المركَّب من أربعة حروف أصليّة، كالفعل دحرج.
• رُباعيّ الأضلاع: (هس) شكل هندسيّ مستوٍ محدود بأربعة أضلاع مستقيمة، يتلاقى كلُّ ضلعين متجاورين في نقطة تسمَّى بالرأس.
• رُباعيّ الأسطح: (هس) شكل مُجسَّم ذو أربعة أسطح مُثلَّثة الشَّكل.
• رُباعيّ الذَّرَّات: (كم) له أربع ذرّات لكل جزيء. 

رُباعِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى رُباعَ.
2 - مصدر
 صناعيّ من رُباعَ.
3 - (دب) منظومة شعرية تتألّف من وحدات، كلّ وحدة منها تستقل بقافيتها وتسمّى في الشعر الفارسيّ بالدوبيت "تُرجمت رباعياتُ عمر الخيام إلى أكثر من لغة".
4 - سلسلة من أربع مسرحيّات أو أعمال أدبيّة. 

رَبَّاع [مفرد]: مَنْ يرفعُ الأثقال امتحانًا لقوَّته. 

رَبْع [مفرد]: ج أَرباع (لغير المصدر {وأَرْبُع} لغير المصدر {ورِباع} لغير المصدر) ورُبُوع (لغير المصدر):
1 - مصدر ربَعَ1.
2 - منزل ينزل أو يُقام فيه زمن الربيع "تكثر الربوع في الأرياف".
3 - دار كبيرة وما حولها "أقمنا سورًا حول رَبْعِنا".
4 - أهل بيت الرجل وقومه "أكثر اللهُ ربعَك".
5 - وسيط القامة "رجلٌ رَبْع".
6 - حَيّ "أهلاً بك في رَبعِنا". 

رُبْع/ رُبُع [مفرد]: ج أَرباع:
1 - جزءٌ واحد من أربعة أجزاء متساوية من الشيء "رُبْع ساعة/ الميراث- {فَلَكُمُ الرُّبْعُ مِمَّا تَرَكْنَ} [ق]- {فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ} " ° رُبْع سنَويّ: كل ثلاثة أشهر (مجلة ربع سنوية).
2 - (جد) ثُمْن الجزء من القرآن الكريم "صلّى الإمام برُبعين في صلاة العشاء". 

رِبْع [مفرد]
• رِبعُ الإبل: أن ترِد الماء يومًا وتُمنَع يومين ثم ترِد اليوم الرابع.
• حُمَّى الرِّبع: (طب) تأتي يومًا وتختفي يومين ثمّ تعود في اليوم الرابع. 

رَبْعَة [مفرد]: ج رَبَعات ورَبْعات: وسيط القامة معتدلها (وصف للمذكر والمؤنث) "فلانٌ رَبْعة لا هو بالطويل ولا بالقصير- امرأة رَبْعة". 

رُبوع [مفرد]: مصدر ربَعَ2/ ربَعَ بـ/ ربَعَ على. 

ربيع [مفرد]: ج أَرْبِعاء وأَرْبعة ورِباع
• الرَّبيع:
1 - (فك) ثاني فصول السَّنة، يأتي بعد الشِّتاء، ويليه الصَّيف، ويبدأ من 21 مارس/ آذار، وينتهي في 20 يونية/ حَزيران، وفيه يعتدل المناخ ويُورق الشجر "تتفتح الأزهار في الربيع- طقس ربيعي- الاعتدال الربيعي" ° بشارة الرَّبيع: تباشيره- حُمَّى الرَّبيع: شعور بالكسل أو الشوق يسبِّبه قدوم الربيع- نفَس الرَّبيع: طِيبه.
2 - المطر في فصل الرَّبيع "أنبت الربيعُ الزهرَ- كسا الربيعُ الأرض خُضرة".
3 - كُلُّ أخضر من النّبات "تكتسي الحقول بثوب الرَّبيع".
• ربيع الأوَّل: الشّهر الثّالث من شهور السَّنة الهجريَّة، يأتي بعد صَفَر ويليه ربيعٌ الثّاني.
• ربيع الثَّاني/ ربيع الآخِر: الشّهر الرّابع من شهور السَّنة الهجريَّة، يأتي بعد ربيع الأوّل ويليه جُمادى الأولى.
• زهرة الرَّبيع: (نت) نبات له أوراق بيضاء بوسط أصفر.
• حسناء الرَّبيع: (نت) جنس من نباتات مزهرة في الربيع لها أوراق رفيعة وأزهار بيضاء أو زهريَّة.
• أبو الرَّبيع: (حن) طائر له ريش ملوّن مزخرف وعرف شبيه بالمروحة في شكله (طائر الهدهد). 

ربيعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ربيع.
• اعتدال ربيعيّ: (فك) وقت من السنة يقع في أول فصل الربيع، وتبدو فيه الشمس عمودية على رأس الراصد عند الظهر على خط الاستواء. 

مُربَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ربَّعَ/ ربَّعَ في.
2 - كل ما له أربعة أركان "بناء مُربَّع".
3 - قطعة شعر ذات أربعة أبيات.
4 - (جب) حاصل ضرب العدد في نفسه، كالتسعة مربع الثلاثة ° مربَّع سِحري: لوحة وُزِّعت فيها الأعداد بحيث تعطي المجموع نفسه في كل سطر وفي كلّ عمود أو قطر.
5 - (هس) شكل هندسيّ يتكوّن من أربعة أضلاع متساوية وأربع زوايا قائمة "شكل هندسيٌّ مُربَّع- مربَّع الأضلاع".
• متر مربَّع: وحدة مساحية قياسها الطوليّ والعرضيّ متر واحد.
• قوس مربَّع: أحد زوج من أقواس مربَّعة [] تستخدم لحصر مادة مكتوبة أو مطبوعة، أو للدلالة على تعبير رياضي يعدّ كوحدة واحدة. 

يَرْبُوع [مفرد]: ج يرابيعُ: (حن) حيوان ثدييّ من رتبة القوارض، على هيئة الفأر وأكبر منه، وله ذنب طويل ينتهي بخصلة من الشّعر، وهو قصير اليدين طويل الرِّجلين يقتات بالنبات والحشرات وصغار الطيور يعيش في صحاري مصر والسودان وشمال إفريقيا، يطلق على الذكر والأنثى،
 وتقول له العامة (جربوع) بالجيم. 
(ر ب ع)

الأربعةُ والأرْبَعُونَ من الْعدَد مَعْرُوف، وَلَا يجوز فِي أربعينَ أرْبَعِينُ على مَا جَازَ فِي فلسطين وبابه، لِأَن مَذْهَب الْجمع فِي أَرْبَعِينَ وَعشْرين وبابه أقوى وأغلب مِنْهُ فِي فلسطين وبابها، فَأَما قَول سحيم بن وثيل الريَاحي:

ومَاذا يَدَّرِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي ... وقَدْ جاوَزْتُ حَدَّ الأرْبَعِينِ

فَلَيْسَتْ النُّون فِيهِ حرف إِعْرَاب وَلَا الكسرة فِيهَا عَلامَة جر الِاسْم، وَإِنَّمَا حَرَكَة لالتقاء الساكنين وهما الْيَاء وَالنُّون، وَكسرت على أصل حَرَكَة الساكنين إِذا التقيا، وَلم يفتح كَمَا يفتح نون الْجَمِيع، لِأَن الشَّاعِر اضْطر إِلَى ذَلِك لِئَلَّا تخْتَلف حَرَكَة حرف الروى فِي سَائِر الأبيات، أَلا ترى أَن فِيهَا:

أخُو خَمْسِينَ مُجْتمِعٌ أشُدّى ... ونَجَّذَني مُدَاوَرَةُ الشُّؤُون

وَقَوله تَعَالَى: (مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ) أَرَادَ أرْبَعا أرْبعا فعدله، وَلذَلِك ترك صرفه. ابْن جني: قَرَأَ الْأَعْمَش مثنى وَثلث وَربع، على مِثَال عمر أَرَادَ رباع فَحذف الْألف.

ورَبَعَ الْقَوْم يَرْبَعُهُم رَبْعا: جعلهم أَرْبَعَة أَو أَرْبَعِينَ.

وأرْبَعُوا: صَارُوا أرْبَعَةً أَو أرْبَعينَ.

والرِّبْعُ فِي الحُمَّى: إتيانها فِي الْيَوْم الرَّابعِ، وَهِي حُمَّى رِبْعٍ، وَقد رُبِعَ الرجل وأُرْبعَ قَالَ أُسَامَة بن حبيب الْهُذلِيّ: منَ المُرْبَعينَ ومنْ آزِلٍ ... إذَا جَنَّهُ الليلُ كالنَّاحطِ

وأرْبَعَتْهُ الْحمى وأرْبَعَتْ عَلَيْهِ: أخذتْه رِبْعا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أربعَتْه الْحمى، وَلَا يُقَال: رَبَعَتْهُ.

والرِّبْعُ: أَن تحبس الْإِبِل عَن المَاء أرْبعا ثمَّ تَرِد الْخَامِس، وَقيل: هُوَ أَن ترد يَوْمًا وتدعه يَوْمَيْنِ، ثمَّ ترد الْيَوْم الرَّابِع، وَقيل: هُوَ لثلاث لَيَال وَأَرْبَعَة أَيَّام.

ورَبَعَتِ الْإِبِل: وَردت رِبْعا، واستعاره العجاج لورد القطا فَقَالَ:

وبَلْدَةٍ تُمْسِي قَطاها نُسَّسَا ... روَابعا وبَعْدَ رِبْعٍ خُمَّسا

وأرْبَعَ الْإِبِل: أورَدَها رِبْعا.

وأرْبَعَ الرجل: جَاءَت إبِله رَوَابعَ.

ورَبَعَ الْوتر وَنَحْوه يَرْبَعُه رَبْعا: جعله أرْبعَ قوى.

ورمح مَرْبُوعٌ: طوله أرْبَعُ أذْرُعٍ.

ورَبَّعَ الشَّيْء: صيره أَرْبَعَة أَجزَاء أَو صوره على شكل ذِي أَربع.

والترْبِيع فِي الزَّرْع: السقية الَّتِي بعد التَّثْلِيث وناقة رَبُوعٌ: تحلب أربعةَ أقداح، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَرجل مُرَبَّعُ الحاجبين: كثير شعرهما كَأَن لَهُ أَرْبَعَة حواجب. قَالَ الرَّاعِي:

مُرَبَّعُ أعْلى حاجِبِ العَينِ أُمُّهُ ... شَقِيَقُة عَبْدٍ مِنْ قَطِينٍ مُوَلَّد

والرُّبْعُ والرُّبُعُ والرَّبِيعُ: جُزْء من أَرْبَعَة، يَطَّرِدُ ذَلِك فِي هَذِه الكسور عِنْد بَعضهم، وَالْجمع أرْباعٌ ورُبُوعٌ.

ورَبَعَهُمْ يَرْبَعُهُم رَبْعا: أَخذ رُبْعَ أمْوَالهم.

والمِرْباعُ: رُبْعُ الْغَنِيمَة قَالَ: لَكَ الْمِرْباعُ مِنهْا والصَّفَايا ... وحُكمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ

الصفايا: مَا يصطفيه الرئيس والنشيطة: مَا أصَاب من الْغَنِيمَة قبل أَن يصير إِلَى مُجْتَمع الْحَيّ. والفضول: مَا عجز عَن أَن يقسم لقلته وَخص بِهِ.

ورَبَع الْجَيْش يَرْبَعُهم رَبْعا ورَباعةً: أَخذ ذَلِك مِنْهُم.

ورَبَع الْحجر يَرْبَعُهُ رَبْعا: رَفعه، وَقيل: حمله، وَقيل: الرَّبْعُ أَن يشال الْحجر ليعرف بذلك شدَّة الرجل.

والرَّبِيعَة: الْحجر الْمَرْفُوع.

والمِرْبَعَةُ: خشيبة قَصِيرَة يرفع بهَا الْعدْل، يَأْخُذ رجلَانِ بطرفيهما فيلقيان الْحمل على الْبَعِير، وَقيل: كل شَيْء رفع بِهِ شَيْء: مِرْبَعَةٌ.

وَقد رَابَعَه، وَقيل المُرَابَعَةُ: أَن تَأْخُذ بيد الرجل وَيَأْخُذ بِيَدِك تَحت الْحمل حَتَّى ترفعه على الْبَعِير. قَالَ:

ورَابَعَتْنِي تَحْتَ لَيْلٍ ضَارِبِ

والرَّبْعُ: جمَاعَة النَّاس.

ورَبَعَ بِالْمَكَانِ يَرْبَعُ رَبْعا: اطمأنَّ.

والرَّبْعُ: الْمنزل. والوطن مَتى كَانَ وَبِأَيِّ مَكَان كَانَ، وَهُوَ مُشْتَقّ من ذَلِك. وَجمعه أرْبُعٌ ورِباعٌ ورُبُوع.

ورَبَعَ بِالْمَكَانِ رَبْعا: أَقَامَ.

والرَّبيع جُزْء من أَجزَاء السّنة، فَمن الْعَرَب من يَجعله الْفَصْل الَّذِي تدْرك فِيهِ الثِّمَار. وَهُوَ الخريف ثمَّ فصل الشتَاء بعده ثمَّ فصل الصَّيف وَهُوَ الْوَقْت الَّذِي تَدعُوهُ الْعَامَّة الرّبيع ثمَّ فصل القيظ بعده وَهُوَ الَّذِي تَدعُوهُ الْعَامَّة الصَّيف. وَمِنْهُم من يُسَمِّي الْفَصْل الَّذِي تدْرك فِيهِ الثِّمَار - وَهُوَ الخريف - الرَّبيعَ الأول، وَيُسمى الْفَصْل الَّذِي يَتْلُو الشتَاء وتأتى فِيهِ الكمأة والنور الرّبيع الثَّانِي، وَكلهمْ مجمعون على أَن الخريف هُوَ الرّبيع قَالَ أَبُو حنيفَة: يُسمى قسما الشتَاء ربيعين، الأول مِنْهُمَا ربيع المَاء والأمطار، وَالثَّانِي ربيع النَّبَات لِأَنَّهُ فِيهِ يَنْتَهِي النَّبَات منتهاه قَالَ: والشتاء كُله ربيع عِنْد الْعَرَب من أجل الندى، قَالَ: والمطر عِنْدهم ربيع مَتى جَاءَ. وَالْجمع أرْبِعَةٌ ورِباعٌ.

وشهرا ربيع، سميا بذلك لِأَنَّهُمَا حُدَّا فِي هَذَا الزَّمن فلزمهما فِي غَيره.

وربيعٌ رَابعٌ: مخضب، على الْمُبَالغَة.

وَرُبمَا سمي الْكلأ والغيث ربيعا.

وَالربيع أَيْضا: الْمَطَر الَّذِي يكون بعد الوسمى وَبعده الصَّيف ثمَّ الْحَمِيم.

وَالربيع: مَا تعتلفه الدَّوَابّ من الْخضر.

وَالْجمع من كل ذَلِك أرْبِعَةٌ.

والرِّبْعَةُ - بِالْكَسْرِ - اجْتِمَاع الْمَاشِيَة فِي الرّبيع يُقَال بلد دميثٌ أنيثٌ طيب الرِّبْعَةِ مرئ الْعود.

ورَبَعَ الربيعُ يَرْبَعُ رُبُوعا: دخل.

وأرْبَعَ الْقَوْم: دخلُوا فِي الرّبيع.

وَقيل أربعوا صَارُوا إِلَى الرِّيف وَالْمَاء.

وتَرَبَّع الْقَوْم الْموضع، وَبِه، وارْتَبَعُوه: أَقَامُوا فِيهِ زمن الرّبيع.

وَقيل: تَرَبَّعُوا وارتَبَعُوا: أَصَابُوا ربيعا.

وَقيل: أَصَابُوهُ فأقاموا فِيهِ.

والمَرْبَعُ: الْموضع الَّذِي يُقَام فِيهِ زمن الرّبيع.

وارتبع الْفرس وتَرَبَّعَ: أكل الرّبيع.

ورُبِع الْقَوْم رَبْعا: أَصَابَهُم مطر الرّبيع.

وَأَرْض مَرْبُوعة: أَصَابَهَا مطر الرّبيع.

ومُرْبِعَةٌ ومِرْباعٌ: كَثِيرَة الرّبيع. قَالَ ذُو الرمة:

بِأوَّلِ مَا هاجَتْ لَك الشَّوْقَ دِمْنَةٌ ... بِأجَرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

وأرْبَعَ إبِله: رعاها فِي الرّبيع. وعامله مُرَابَعَةً ورِباعا، من الرَّبيع، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

واستأجره مُرَابَعَة ورِباعا، عَنهُ أَيْضا.

والرُّبَعُ: الفصيل الَّذِي ينْتج فِي الرّبيع.

وَقيل للقمر: مَا أَنْت ابْن أَربع، قَالَ: عَتَمةُ رُبَع، لَا جائعٌ وَلَا مُرْضَع.

وَالْجمع أرْباعٌ ورِباعٌ. قَالَ:

سَوْفَ تَكْفِي من حُبِّهنَّ فَتاةٌ ... تَرْبُقُ البَهْمَ أوْ تَخُلُّ الرِّباعا

يَعْنِي جمع ربع أَي تخل أَلْسِنَة الفصال، تشقها وَتجْعَل فِيهَا عودا لِئَلَّا ترْضع، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: أَو تحل الرباعا أَي تحل الرّبيع مَعنا حَيْثُ حللنا، يَعْنِي إِنَّهَا متبدية. وَالرِّوَايَة الأولى أولى، لِأَنَّهُ أشبه بقوله تربق البهم أَي إِنَّهَا تشد البهم عَن أمهاتها لِئَلَّا ترْضع وَلِئَلَّا تفرَّق، فَكَأَن هَذِه الفتاة تخْدم البهم والفصال.

وأرْباعٌ ورِباعٌ شَاذ، لِأَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ: إِن حكم فُعَلٍ أَن يكسر على فِعْلانٍ فِي غَالب الْأَمر.

وَالْأُنْثَى رُبَعَةٌ.

وناقة مُرْبعٌ: ذَات رُبَعٍ.

ومِرْباعٌ: عَادَتهَا أَن تنْتج الرباع.

والرِّبْعِيَّةُ: ميرة الرّبيع وَهِي أول المير، ثمَّ الصيفية ثمَّ الدفئية ثمَّ الرمضية. وَسَيَأْتِي ذكر جَمِيع ذَلِك.

والرِّبْعِيَّةُ أَيْضا: العير الممارة فِي الرّبيع، وَقيل أول السّنة، وَإِنَّمَا يذهبون بِأول السّنة إِلَى الرّبيع. وَالْجمع رباعي.

والرِّبْعِيَّة: الْغَزْوَة فِي الرّبيع. قَالَ النَّابِغَة:

وَكَانَت لَهُم رِبْعِيَّةٌ تَحْذَرُونها ... إذَا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّماء القبائلُ

يَعْنِي أنَّهُ كَانَت لَهُم غَزْوَة يغزونها فِي الرّبيع.

وأرْبَعَ الرجل: ولد لَهُ فِي شبابه، على الْمثل بِالربيعِ، ووَلَدُه رِبْعِيوُّنَ. قَالَ: إنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أفْلَحَ مَنْ كَانَ لهُ رِبْعِيُّونْ

وفصيل رِبْعِيّ: نتج فِي الرّبيع، نسب على غير قِيَاس.

ورِبْعِيَّةُ النِّتَاج والقيظ: أوَّلُهُ.

ورِبْعِيُّ الشَّبَاب: أَوله. أنْشد ثَعْلَب:

جَزِعْتَ فَلَمْ تَجْزَع مِنَ الشَّيْبِ مَجْزَعاوقد فاتَ رِبْعِيُّ الشَّبابِ فَوَدَّعا

وَكَذَلِكَ رِبْعِيُّ الْمجد والطعن. وَأنْشد ثَعْلَب أَيْضا:

عَلَيْكُم بِرِبْعِيّ الطِّعانِ فَإنَّه ... أشَق على ذِي الرَّثْيَةِ المْتضَعِّفِ

وَقيل: رِبْعِيُّ كل شَيْء: أوَّلُه.

والسبط الرِّبْعِيُّ: نَخْلَة تدْرك آخر القيظ، قَالَ أَبُو حنيفَة: سمي رِبْعِيّاًّ لِأَن آخر القيظ وَقت الوسمى.

وناقة رِبْعِيَّةٌ: مُتَقَدّمَة النِّتَاج.

وَالْعرب تَقول " صرفانة رِبْعِيَّةٌ، تصرم بالصيف وتؤكل بالشَّتية ". رِبْعِيَّةٌ: مُتَقَدّمَة.

وارْتَبَعَتِ النَّاقة وأرْبَعَتْ وَهِي مُرْبِعٌ استغلقت رَحمهَا فَلم تقبل المَاء.

وَرجل مَرْبُوع ومُرْتَبَعٌ ومرتبِعٌ ورَبْعٌ ورَبْعَةٌ ورَبَعَةٌ: لَا بالطويل وَلَا الْقصير، وصف الْمُذكر بِهَذَا الِاسْم الْمُؤَنَّث كَمَا وصف الْمُذكر بِخَمْسَة وَنَحْوهَا حِين قَالُوا: رجال خَمْسَة.

والمؤنث رَبْعَةٌ ورَبَعَةٌ كالمذكر، وَأَصله لَهُ، وجمعهما رَبَعاتٌ حركوا ثَانِيَة وَإِن كَانَ صفة لِأَن أصل ربعَة اسْم مؤنث وَقع على الْمُذكر والمؤنث، فوصفا بِهِ، وَقد يُقَال ربعات بِسُكُون الْبَاء فَيجمع على مَا يجمع هَذَا الــضَّرْب من الصّفة، حَكَاهُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ الْفراء. إِنَّمَا حرك رَبَعاتٌ لأنَّه جَاءَ نعتا للمذكر والمؤنث فَكَأَنَّهُ اسْم نعت بِهِ.

والمَرابيعُ من الْخَيل: المجتمعة الْخلق.

والرَّبْعَةُ: الجونة. والرَّبَعَةُ: الْمسَافَة بَين قَوَائِم الأثافي والخوان.

وحَمَلْتُ رَبْعَه: أَي نعشه.

وَالربيع: الْحَظ من المَاء مَا كَانَ، وَقيل: هُوَ الْحَظ مِنْهُ ربع يَوْم أَو لَيْلَة، وَلَيْسَ بالقوى.

والرَّبِيعُ: الساقية الصَّغِيرَة تجْرِي إِلَى النّخل، حجازية. وَالْجمع أرْبِعاءُ ورُبْعانٌ.

وتركناهم على رِباعَتِهِمْ ورَبَعاتِهِمْ ورِبَعاتهم: أَي حَالَة حَسَنَة، لَا يكون فِي غير حسن الْحَال.

وَقيل رِباعَتُهُمْ: شَأْنهمْ.

وَقَالَ ثَعْلَب: رَبَعاتُهم ورِبَعاتُهُم: مَنَازِلهمْ.

والرَّباعَةُ: الْقَبِيلَة.

والرَّباعِيَةُ: إِحْدَى الْأَسْنَان الْأَرْبَعَة الَّتِي تلِي الثنايا، يكون للْإنْسَان وَغَيره.

وأرْبَعَ الْفرس وَالْبَعِير: ألْقى رَباعِيَتَهُ.

وَقيل: طَلَعَتْ رَباعِيَتُهُ.

وَفرس رَباعٍ وَكَذَلِكَ الْحمار وَالْبَعِير، وَالْجمع: رُبَعٌ بِفَتْح الْبَاء عَن ابْن الْأَعرَابِي، ورُبْعٌ بِسُكُون الْبَاء عَن ثَعْلَب، وأرْباع ورِباع أَيْضا. وَالْأُنْثَى رَباعِيَةٌ وَحرب رَباعِيَةٌ: شَدِيدَة فتية، وَذَلِكَ لِأَن الإرْباع أوَّل شدَّة الْبَعِير وَالْفرس، فَهِيَ كالفرس الرَّباعي والجمل الرَّباعي، وَلَيْسَت كالبازل الَّذِي هُوَ فِي إدبار، وَلَا كالثني فَتكون ضَعِيفَة وَأنْشد:

لأصْبَحَنْ ظالِما حَرْبا رَباعِيَةً ... فاقْعُدْ لهاوَدَ عَنْ عَنْكَ الأظانينا

قَوْله: فَاقْعُدْ لَهَا أَي هيئ لَهَا أقرانها، يُقَال: قعد بَنو فلَان لبني فلَان: إِذا أطاقوهم وجاءوهم بأعدادهم، وَكَذَلِكَ قعد فلَان بفلان، وَلم يُفَسر الأظانين.

وجمل رَباعٌ كَرَباعٍ وَكَذَلِكَ الْفرس، حَكَاهُ كرَاع، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا ثَمانٌ وشَناحٌ فِي ثَمانٍ وشَناحٍ، والشَّناحُ: الطَّوِيل.

والرَّبِيعَةُ: بَيْضَة السِّلَاح. وأرْبَعتِ الْإِبِل بالورود: أسرعت الكرَّ إِلَيْهِ فوردت بِلَا وَقت، وَحَكَاهُ أَبُو عبيد بالغين وَهُوَ تَصْحِيف.

والمُرْبِعُ: الَّذِي يُورد كل وَقت، من ذَلِك.

وأرْبَع بِالْمَرْأَةِ: كرّ إِلَى مجامعتها من غير فَتْرَة.

والأَرْبِعاءُ والأَرْبَعاء والأَرْبُعاء: الْيَوْم الرَّابِع من الْأُسْبُوع. لِأَن أول الْأَيَّام عِنْدهم الْأَحَد بِدَلِيل هَذِه التَّسْمِيَة. ثمَّ الِاثْنَان ثمَّ الثُّلَاثَاء ثمَّ الْأَرْبَعَاء، وَلَكنهُمْ اختصوه بِهَذَا الْبناء كَمَا اختصوا الدَّبران والسِّماك لما ذَهَبُوا إِلَيْهِ من الْفرق، قَالَ اللحياني: كَانَ أَبُو زِيَاد يَقُول: مضى الْأَرْبَعَاء بِمَا فِيهِ، فيفرده ويذكره، وَكَانَ أَبُو الْجراح يَقُول: مَضَت الْأَرْبَعَاء بِمَا فِيهِنَّ فيؤنث وَيجمع، يُخرجهُ مخرج الْعدَد، وَحكى عَن ثَعْلَب فِي جمعه أرابيع. وَلست من هَذَا على ثِقَة. وَحكى أَيْضا عَنهُ عَن ابْن الْأَعرَابِي: لَا تَكُ أرْبِعاوِياًّ أَي مِمَّن يَصُوم الْأَرْبَعَاء وَحده.

وَحكى ثَعْلَب: بنى بَيته على الْأَرْبَعَاء وعَلى الأَرْبعاوَي - وَلم يَأْتِ على هَذَا الْمِثَال غَيره - إِذا بناه على أَرْبَعَة أعمدة.

وَالْأَرْبِعَاء والأَرْبُعاوي: عَمُود من أعمدة الخباء، وَلم يات على هَذَا الْمِثَال غَيره.

وَبَيت أرْبُعاوَي: على طَريقَة وَاحِدَة وعَلى طريقتين وَثَلَاث وَأَرْبع.

ومشت الأرنب الأُرْبَعا - بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء وَالْقصر - وَهِي ضرب من الْمَشْي.

وَجلسَ الأرْبَعا - على لفظ مَا تقدم - وَهِي ضرب من الجلس، يَعْنِي جمع جلْسَة.

وَحكى كرَاع: جلس الأُرْبُعاوَي: أَي متربعا، قَالَ: وَلَا نَظِير لَهُ.

وارتَبَع الْبَعِير: أسْرع قَالَ:

رَباعِياً مُرْتَبِعا أَو شَوْقَبا

وَالِاسْم: الرَّبَعَةُ قَالَ:

واعْروْرت العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُهُ ... أُمُّ الفَوَارِسِ بالدِّئدَاءِ والرَّبَعَهْ

وَهَذَا الْبَيْت يــضْرب مثلا فِي شدَّة الْأَمر. يَقُول: ركبت هَذِه الْمَرْأَة الَّتِي لَهَا بنُون فوارس بَعِيرًا من عرض الْإِبِل لَا من خِيَارهَا.

وَهِي أرْبَعُهُنَّ لقاحا: أَي أسْرَعُهُنَّ، عَن ثَعْلَب.

ورَبَع عَلَيْهِ وَعنهُ يَرْبَعُ رَبْعا: كف.

وارْبَعْ على نَفسك رَبْعا: أَي كف وارفق.

وارْبَعْ على ظلعك، كَذَلِك.

ورَبَعَ عَلَيْهِ رَبْعا: عطف.

وَقيل: رَفَقَ.

واستربَعَ الشَّيْء: أطاقه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

لَعَمْرِي لقدْ ناطَتْ هَوَازِنُ أمْرَها ... بِمُسْترْبِعِينَ الحَرْبَ شُمِّ المناخِرِ

أَي بمطيقين الْحَرْب، قَالَ وجزة:

لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه ... مُسْترْبعٍ لِسُرَي المَوماةِ هَيَّاجِ

اللاَّعي: الَّذِي يفزعه أدنى شَيْء. ويفرطه: يملؤه روعا حَتَّى يذهب بِهِ.

والرُّبُوعُ: الْأَحْيَاء.

وأخَذَهُ رَوْبَعٌ ورَوْبَعَةٌ: أَي سُقُوط من مرض أَو غَيره. قَالَ جرير:

كانَتْ قُفَيرَةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً ... تبْكي إِذا أَخذ الفصِيلَ الرَّوْبَعُ

والرَّوْبَعُ والرَّوْبَعَةُ: الضَّعِيف.

واليَرْبُوع: دَابَّة، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وَأَرْض مُرْبَعَةٌ ذَات يَرَابيع.

ويَرَابِيعُ الْمَتْن: لَحْمه، على التَّشْبِيه باليرابيع، قَالَ كرَاع: وَاحِدهَا يَرْبُوعٌ فِي التَّقْدِير.

واليَرَابِيعُ: دَوَاب كالأوزاغ تكون فِي الرَّأْس قَالَ رؤبة:

فَقأنَ بِالصَّفْعِ يَرَابيعَ الصَّادْ أَرَادَ الصَّيْد، فأعل على الْقيَاس الْمَتْرُوك.

والرَّبَعَةُ: حَيّ من الْأسد والأرْبِعاءُ: مَوضِع.

ورَبِيعةُ: اسْم.

والرَّبائعُ: بطُون من بني تَمِيم: ربيعَة بن مَالك وَهُوَ ربيعَة الْجُوع وَرَبِيعَة بن حَنْظَلَة، وَفِي عقيل ربيعتان ربيعَة بن عقيل وَرَبِيعَة بن عَامر.

وَرَبِيعَة الْفرس رجل من طَيء، أضافوه كَمَا تُضَاف الْأَجْنَاس.

وَسميت الْعَرَب رَبِيعا ورُبَيْعا ومِرْبَعا ومِرْبَاعا وَقَول أبي ذُؤَيْب:

صَخِبُ الشَّوَارِبِ لَا يَزَالُ كأنَّهُ ... عَبْدٌ لآلِ أَبيِ رَبِيَعَةَ مُسْبَعُ

أَرَادَ آل أبي ربيعَة بن عبد الله بن عمر ابْن مَخْزُوم لأَنهم كثيرو الْأَمْوَال وَالْعَبِيد وَأكْثر مَكَّة لَهُم.

والهدهد يكنى أَبَا الرَّبِيع.

والربائعُ: مَوَاضِع قَالَ:

جَبَلٌ يَزِيدُ عَلى الجِبال إِذا بَدَا ... بَينَ الرَّبائع والجُثُومِ مُقِيمُ

والتِّرْباعُ أَيْضا: اسْم مَوضِع قَالَ:

لمَنِ الدّيارُ عَفَوْنَ بِالرَّضْمِ ... فَمَدَافعِ التِّرْباعِ فالرَّجْمِ

ربع

1 رَبَعَهُمْ, aor. ـَ and رَبُعَ and رَبِعَ, (Msb, K,) inf. n. رَبْعٌ, (TA,) He took the fourth part of their property, or possessions. (Msb, K.) And (so in the K, but in the Msb “ or,”) رَبَعَهُمْ, (S, Sgh, Msb, K,) aor. ـَ (S, Sgh, Msb) and رَبُعَ and رَبِعَ, (Sgh, Msb,) not, as is implied in the K, رَبِعَ only, (TA,) [or rather, not رَبَعَ only,] inf. n. as above, and رباعة [most probably رباعَةٌ] also, (L,) He took the fourth part of their spoil: (S, Sgh, Msb, K:) i. e., of the spoil of an army: this was done in the Time of Ignorance, but El-Islám reduced it to a fifth part; (K;) as is declared in the Kur viii.

42. (TA.) It is said in a trad., أَلَمْ أَجْعَلْكَ تَرْبَعُ وَتَدْسَعُ, (S, * TA,) mentioned [and explained] in art. دسع, q. v.: the meaning [intended] is, Did I not make thee an obeyed chief? (TA.) b2: and رَبَعَهُمْ, (S, Sgh, Msb,) or رَبَعَ الثَّلَاثَةَ, (K,) aor. ـَ (S, Sgh, Msb, K) and رَبُعَ and رَبِعَ, (Sgh, Msb, K,) [inf. n., app., رَبْعٌ,] He became the fourth of them; (S, Sgh, Msb;) or, the fourth of the three: (TA:) or he made the three to be four by [adding to them] himself. (K.) And رَبَعَهُمْ also signifies He made them, by adding himself to them, forty: or, four and forty. (K, * TA.) And He made them (namely thirteen) to be fourteen. (T in art. ثلث.) b3: رَبَعَهُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. رَبعٌ, (S,) He twisted it (namely a bow-string, S, TA, and a rope, or cord, K, TA) of four twists, or strands. (S, K.) A2: رَبَعَت الإِبِلُ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. رَبْعٌ, (TA,) i. q. ↓ وَرَدَتِ الرِّبْعَ; (S, K;) i. e., The camels, having been kept from the water three days [counting two portions of days as one of those days], or four days [counting two portions of days as two days (for the difference is only verbal)], and three [whole] nights, came to the water on the fourth day [counting the day of the next preceding watering as the first]. (K.) [See رِبْعٌ, below. Another meaning of this phrase will be found later in the present paragraph.] Hence, أَرْبَعَ المَرِيضَ: see 4. (TA.) b2: رَبَعَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى, (S, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. رَبْعٌ; (Msb;) and عَلَيْهِ ↓ أَرْبَعَتْ, (S, Msb, K,) and ↓ أَرْبَعَتْهُ, but not رَبَعَتْهُ; (IAar;) or the phrase used by the Arabs is عليه الحمّى ↓ أَرْبَعَتْ: (Az, TA:) The fever seized him on one day and left him two days and then came again on the fourth day [counting the day of the next preceding fit as the first], (S, Msb, K,) and so on. (Msb.) and رُبِعَ, and ↓ أْرْبِعَ, (S, K,) and ↓ أَرْبَعَ is said to be also used in the same sense, (TA,) He had, or was seized by, a quartan fever; a fever of the kind described above. (S, K, TA.) b3: رَبَعَ said of a horse, He came fourth in the race. (T, M, L, all in art. ثلث.) A3: رُبِعَ, said of a man, also signifies He was hit, or hurt, in the أَرْبَاع, meaning regions, of his head. (TA.) A4: رَبَعَ المَطَرُ الأَرْضَ [The rain watered the earth and made it to produce herbage: see رَبِيعٌ]. (TA.) And رُبِعَتِ الأَرْضُ The land was watered by the rain in the season called رَبِيع. (S.) And رُبِعُوا They were rained upon by the rain of the season called رَبِيع; (K, * TA;) similar to قِيظُوا and صِيفُوا: (TA in art. قيظ:) and in like manner, رُبِعَتِ الإِبِلُ The camels were rained upon by that rain: and مَرْبَعٌ may be an inf. n. thereof. (Ham p. 425.) b2: Hence, i. e. from رَبَعَ المَطَرُالأَرْضَ, the phrase, رَبَعَ الفَرَسُ عَلَى قَوَائِمِهِ (assumed tropical:) The horse sweated in his legs. (TA.) b3: And [hence also,] رَبَعَهُ اللّٰهُ (tropical:) God restored him from a state of poverty to wealth or competence or sufficiency; recovered him from his embarassment or difficulty, or from a state of perdition or destruction. (TA.) A5: رَبَعَ الرَّبِيعُ, aor. ـَ inf. n. رُبُوعٌ, The [season called] ربيع commenced. (TA.) b2: رَبَعَ بِالمَكَانِ, (K, TA,) aor. ـَ inf. n. رَبْعٌ, (TA,) in its primary acceptation, signifies He remained, abode, or dwelt, in the place in the [season called]

رَبِيع; (TA;) as also بِهِ ↓ ارتبع. (S, K.) b3: and hence, (TA,) (tropical:) He remained, abode, or dwell, in the place, (K, TA,) in any circumstances, and at any time; (TA;) he took it as his home. (K.) b4: Also He alighted and abode wherever he would, in the place, in abundance of herbage, and pasturage. (K, * TA.) b5: رَبَعَتِ الإِبِلُ, (K,) aor. ـَ inf. n. رَبْعٌ, (TA,) The camels fed by themselves in the pasturage, and ate as they pleased, and drank. (K.) [Another meaning of this phrase has been mentioned before.] b6: رَبَعَ فِى المَآءَ He (a man, TA) acted according to his own opinion or judgment, or did what he judged fit, with respect to the water. (K.) b7: رَبَعَ, (K,) aor. ـَ inf. n. رَبْعٌ, (TA,) said of a man, also signifies He had, or obtained, abundance of herbage (K, TA) [arising] from the [season, or rain, called] رَبِيع. (TA.) b8: Also, [app. from رَبَعَ بِالمَكَانِ in the second of the senses explained above, and if so, tropical, or doubly tropical,] aor. َ0, (assumed tropical:) He (a man, ISk, S) paused, (ISk, S, K,) and acted, or behaved, with deliberation or in a leisurely manner, (K,) and withheld himself. (ISk, S, K.) And [hence,] رَبَعَ عَلَيْهِ, (K,) inf. n. رَبْعٌ, (TA,) (assumed tropical:) He was affectionate, or pitiful, or compassionate, towards him: (K:) or he acted gently towards him. (TA.) And رَبَعَ عَنْهُ (K,) inf. n. رَبْعٌ, (TA,) (assumed tropical:) He restrained himself, refrained, abstained, or desisted, from it. (K.) The phrases اِرْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ and اربع على ظَلْعِكَ (S, K) and اربع عَلَيْكَ (K) are from رَبَعَ in the sense of “ he paused,” &c., (S, K,) as explained by ISk, (S,) [or in one of the senses following that,] meaning (assumed tropical:) Deal thou gently with thyself; moderate thyself; restrain thyself: (S, TA:) or behave thou with deliberation, or in a leisurely manner: or the second of these phrases may mean continue thou notwithstanding thy slight lameness: or it may be from رَبَعَ الحَجَرَ, [q. v. infrà,] meaning take thou it, or reach it, notwithstanding thy slight lameness. (TA.) The phrase اِرْبَعِى بِنَفْسِكِ, or عَلَى نَفْسِكِ, in the trad. of Subey'ah El-Aslameeyeh, accord. to two different relations, admits of two interpretations: one is, (assumed tropical:) Pause thou, and wait for the completion of the عِدَّة [q. v.] of decease; and this is accord. to the persuasion of those who say that her عدّة is the more remote of the two periods, which is the persuasion of 'Alee and I'Ab: the second is, from رَبَعَ الرّجُلُ signifying “ the man had, or obtained, abundance of herbage,” and the meaning is, (assumed tropical:) relieve thou thyself, and release thyself from the straitness of the عدّة, and the evil of thy condition; and this is accord. to the persuasion of those who hold that her عدّة is the nearer of the two periods; and hence 'Omar said, “If she bring forth when her husband is on his bier, meaning, not buried, it is allowable for her to marry. ” (TA.) It is also said, in another trad., لَا يَرْبَعُ عَلَى ظَلْعِكَ مَنْ لَا يُحْزِنُهُ أَمْرُكَ, i. e. (assumed tropical:) He will not restrain himself, and be patient with thee, whom thy case does not grieve. (TA.) And it is said in a prov., حَدِّثِ امْرَأَةً حَدِيثَيْنِ فَإِنْ أَبَتْ فَارْبَعْ, i. e. (assumed tropical:) Speak thou to a woman twice; and if she refuse, abstain thou: or, accord. to one relation, it is ↓ فَأَرْبِعْ: and accord. to another, فَارْبَعْهُ, i. e., then add; for she is very weak in understanding; if she understand not, then make thou the two speeches to be four: Aboo-Sa'eed says, فَإِنْ لَمْ تَفْهَمْ بَعْدَ الأَرْبَعَةِ فَالْمِرْبَعَة, i. e., [and if she understand not after the four, then] the stick [is to be used; or, then use thou the stick]: the prov. applies to the hearing and answering in an evil manner. (TA.) You say also, رَبَعَتْ عَلَى عَقْلِ فُلَانٍ وَكَسَرَ فِيهَا رِبَاعَهُ, inf. n. رِبَاعَةٌ, (tropical:) [app. She behaved in a gentle and coaxing manner so as to get the better of the reason, or understanding, of such a one, and he sold his houses one after another to expend upon her;] i. e., he expended upon her all that he possessed, so that he sold his dwellings. (TA. [The و before كسر is not in the TA; but as it seems to have been dropped by inadvertence, I have supplied it.]) A6: رَبَعَ الفَصِيلُ The young camel widened his stepping, and ran; as also ↓ ارتبع. (TA.) A7: رَبَعَ الحَجَرَ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. رَبْعٌ; (TA;) and ↓ ارتبعهُ; (S;) He raised, or lifted, the stone, (S, K, TA,) with the hand; (K, TA;) or carried it; (TA;) for trial of strength. (K.) It is said in a trad., مَرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجَرًا, [He passed by a company of men raising, &c., a stone]; and ↓ يَرْتَبِعُونَ [signifies the same]; (S;) and ↓ يَتَرَبَّعُونَ. (Z, TA.) b2: رَبَعَ الحِمْلَ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. رَبْعٌ (TA,) He put the [staff, or small staff, called] مِرْبَعَة beneath the load, and took hold of one end of the former, while another took hold of the other end, and then raised it, (S, K,) with the help of his companion, (K,) upon the camel, (S,) or upon the beast. (K,) [See also 3.]

A8: رَبِعَ بِعَيْشِهِ He (a man) approved his life; was satisfied, or content, with it. (TA.) 2 ربّعهُ, inf. n. تَرْبِيعٌ, He made it four. (EshSheybánee, K voce وَحَّدَهُ.) b2: He made it (a thing) مُرَبَّع; (S, K;) i. e. he made it to have four portions [or sides or faces or angles &c.]: or he made it of the form of a thing having four legs; or of the form of a quadruped. (TA.) b3: فُلَانٌ يُثَلِّثُ وَلَا يُرَبَبّعُ Such a one counts three Khaleefehs, [namely, Aboo-Bekr and 'Omar and 'Othmán,] and [does not count a fourth, i. e.,] rejects [' Alee,] the fourth. (TA in art. ثلث.) b4: رَبَّعَتْ She brought forth her fourth offspring. (TA in art. بكر.) b5: ربّع لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained four nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: تَرْبِيعٌ also signifies [The watering of seed-produce on the fourth day, counting the day of the next preceding watering as the first;] the watering of seed-produce that is [next] after the تَثْلِيث. (TA.) [You say, ربّع الزَّرْعَ He watered the seed-produce on the fourth day, &c.]3 عَامَلَهُ مُرَابَعَةً, (Ks, S, K,) or اِسْتَأْجَرَهُ مُرَابَعَةً, and رِبَاعاً, (K,) [He bargained with him for work, or he hired him, or took him as a hireling, by, or for, the season called رِبَيع,] is from الرَّبِيع, (K,) like مُشَاهَرَةً (Ks, S, K) from الشَّهْرُ, (K,) and مُصَايَفَةً (Ks, S, TA) from الصَّيْفُ, &c. (TA.) A2: مُرَابَعَةٌ also signifies The taking hold of the hand of another person beneath a load, and so raising it upon the camel, without a [staff, or small staff, such as is called] مِرْبَعَة. (S, * K, * TA.) You say, رَابَعَهُ He took hold of his hand &c. (IAar.) [See also 1; last signification but one.]4 اربع القَوْمُ The party of men (three in number, Msb) became four: (S, Msb, K: [but in the last of these, mentioned after another signification with which it is connected by the conjunction أَوْ “ or ”]) or, became forty. (TA.) A2: أَرْبَعَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى, and أَرْبَعَتْهُ, and أُرْبِعَ, and أَرْبَعَ: see رَبَعَتْ عليه الحمّى, [which is from رَبَعَتِ الأِبِلُ,] in three places; and رُبِعَ, in two places. b2: أَغِبُّوا فِى عِيَادَةِ المَرِيضِ وَأَرْبِعُوا, occurring in a trad., [Come ye every third day, and every fourth day, counting the day of the next preceding visit as the first, in visiting the sick; or, which is the same, leave ye him one day, and] leave ye him two days, and come to him on the third day, in visiting the sick; unless he be overcome [by his sickness]: (S, TA:) this is [in like manner] from the water-ing of camels termed رِبْعٌ. (TA.) You say also, أَرْبَعَ المَرِيضَ He omitted visiting the sick man two days, and came to him on the third; (O, K;) or, as in the L, and in [some of] the copies of the S, on the fourth [if counting the day of the next preceding visit as the first]. (TA.) b3: [Hence also,] اربع عَلَيْهِ السَّائِلُ The asker, or beggar, asked, or begged, then went away, and then returned. (Ibn-' Abbád, Sgh, K. *) b4: And اربع بِالْمَرْأَةِ He returned to the مُجَامَعَة of the woman without langour: (L:) or اربع alone, said of a man, multum coïvit. (Ibn-' Abbád, K.) b5: and اربع الوِرْدُ, (O, K,) i. e. أَرْبَعَتِ الإِبِلُ بِالْوِرْدِ, (TA,) The camels quickly returned to watering, (O, * K, * TA,) so that they came to water without any appointed time: (TA:) mentioned by A 'Obeyd as written with the pointed غ, which is a mistranscription. (L, TA.) b6: And اربع said of the water of a well, It [returned quickly so that it] became abundant, or copious. (K.) b7: Said of a man, it also signifies ↓ وَرَدَتْ إِبِلُهُ رِبْغًا; (S;) [meaning] He was, or became, one whose camels came in the state in which they are termed رَوَابِع [i. e. being watered on the fourth day, counting the day of the next preceding watering as the first: from رَبَعَتِ الإِبِلُ: whence, likewise, what next follows]. (TA.) b8: اربع الإِبِلَ He watered the camels in the manner termed رِبْعًا [i. e. on the fourth day, counting the day of the next preceding watering as the first]. (TA.) b9: This last phrase, also, (K,) or اربع الإِبِلَ عَلَى المَآءِ, (As,) signifies He sent and left the camels to go to the water whenever they pleased. (As, K. *) [Another signification of the verb thus applied will be found below.]

A3: اربع, (inf. n. إِرْبَاعٌ, S, Msb) He (a sheep or goat, a bull, a solid-hoofed beast, and a camel,) became what is termed رَبَاعٍ: i. e., he shed the tooth called رَبَاعِيَة: (S, Msb, K:) it is when they do this that the camel and the horse begin to be strong. (TA.) A4: اربع القَوْمُ The people, or company of men, entered the [season called] رَبِيع: (S, K:) or [app. a mistake for “ and ”] it has the first of the significations mentioned in this paragraph. (K.) b2: And (so in the S, but in the K “ or ”) The people, or company of men, remained in the place where they had alighted and taken up their abode in the [season called] رَبِيع, abstaining from seeking after herbage; (S, K, TA;) the rain having been general, they remained where they were, because of the general fertility, not needing to remove for seeking after herbage. (TA.) [See also رَبَعَ بِالمَكَانِ.] b3: And The people, or company of men, came to, or arrived at, land of seed-produce and fruitfulness, and water. (TA.) b4: اربع الغَيْثُ The rain caused the [herbage called] رَبِيع to grow: (TA:) or the rain confined the people in their رِبَاع [or dwellings] by reason of its abundance. (Msb.) b5: اربعت الأَرْضُ The earth, or land, produced herbage. (Msb in art. جمد.) b6: اربع said of a man, (tropical:) He had offspring born to him in the prime of his manhood: (S, TA:) this being likened to the [season called] رَبِيع (TA.) b7: اربع إِبِلَهُ بِمَكَانِ كَذَا He pastured his camels in the [season called] رَبِيع in such a place. (S.) b8: اربعت النَّاقَةُ The she-camel's womb was, or became, closed, (اِسْتَغْلَقَتْ رَحِمُهَا,) so that it did not admit the seminal fluid; (Lth, K;) [perhaps because this commonly takes place in the season called رَبِيع, meaning either the spring or the season called رَبِيعُ الكَلَأِ; the usual season of the coupling of camels being winter;] as also ↓ ارتبعت. (TA.) A5: اربع لَهَا بِا لكَلَامِ He made an abominable request to her; mentioned in the T in art. عذم; (TA;) meaning سَأَلَهَا الوَطْءَ فِى الدُّبُرِ. (TA in art. عذم.) A6: See also a prov. mentioned in the latter part of the first paragraph.5 تربّع فِى جُلُوسِهِ (S, K) [He crossed his legs in his sitting; i. e. he sat cross-legged; because a person who does so puts himself in such a posture as to occupy nearly a square space;] contr. of جَثَا and أَقْعَى. (K.) A2: تربّع said of a camel, (S, K,) and of a horse, (TA,) He ate the [herbage called] رَبِيع (S, K, TA,) and in consequence became brisk, lively, or sprightly, (TA,) and fat; (K, TA;) and ↓ ارتبع signifies the same: (S, K:) or تربّعوا and ↓ ارتبعوا signify they lighted on, or found, [herbage called] رَبِيع: or they lighted on it, or found it, and remained among it: and تربّعت الإِبِلُ بِمَكَانِ كَذَا The camels remained, or abode, in such a place. (TA.) You say also, تَرَبَّعْنَا فِى الحَزْنِ وَالصَّمَّانِ We pastured upon the herbs, or leguminous plants, during the winter, upon the rugged ground and the hard and stony ground by the side of sand. (TA.) b2: تربّعت النَّخِيلُ The palm-trees had their fruit cut off; (TA, and in some copies of the K;) [because this is done in the autumn, which is called الرّبِيع.]

A3: See also 1, near the end of the paragraph. b2: [Hence,] تربّعت النَّاقَةُ سَنَامًا طَوِيلًا The she-camel carried a tall hump. (K.) 6 ترابعوا حَجَرًا [They vied, one with another, in lifting a stone, for trial of strength: see رَبَعَ الحَجَرَ]. (TA in art. جذو.) 8 ارتبع He (a. camel) beat [the ground] with all his legs, in going along; (S;) and went quickly. (TA.) b2: See also 1, near the end of the paragraph.

A2: He (a man) was of middling stature, neither tall nor short. (S.) A3: See also رَبَعَ بِالمَكَانِ: b2: and see 5, in two places: b3: and 4, near the end of the paragraph: A4: see also رَبَعَ الحَجَرَ, in two places, near the end of 1.

A5: ارتبع أَمْرَ القَوْمِ He looked for, expected, or awaited, his being made commander, or lord, over the people, or party of men. (TA.) 10 استربعهُ He had power, or ability, for it, to do it, or to bear or endure it: (IAar:) from رَبَعَ الحَجَرَ. (Az.) b2: [Hence also,] استربع said of a camel, He was, or became, strong, لِلسَّيْرِ for journeying. (ISk, K.) b3: It (sand) became heaped up. (Az, K.) b4: It (dust) rose; or rose high. (Az, K.) رَبْعٌ A place where people remain, abide, or dwell, in the [season called] رَبِيع; (K, TA;) as also ↓ مَرْبَعٌ, (S, Msb, K,) and ↓ مُرْتَبَعٌ: (K, TA:) this is the primary signification: (TA:) and hence, (TA,) (tropical:) a place of alighting or abode, (Sh, S, Msb, K, TA,) of a people, or company of men; (Msb;) a settled place of abode; a place of constant residence; a dwelling; a home; whenever and wherever it be; as also ↓ مَرْبَعٌ, and ↓ مُرْتَبَعٌ: (TA:) and (assumed tropical:) a house, wherever it be: (S, Mgh, K:) [in Egypt, a range of distinct lodgings over shops or magazines, separate from the shops or magazines, but generally having one common entrance and staircase:] pl. [of mult.] رِبَاعٌ and رُبُوعٌ (S, Mgh, Msb, K) and [of pauc.] أَرْبَاعٌ and أَرْبُعٌ: (S, Msb, K:) and the pl. of ↓ مَرْبَعٌ is مَرَابِعُ. (S.) You say, مَا أَوْسَعَ رَبْعَ بَنِى فُلَانٍ (tropical:) How ample, or spacious, is the place of alighting, or abode, of the sons of such a one! (S, TA.) b2: Hence, also, (tropical:) The people of a place of alighting or abode; (Sh, Msb, TA;) the people of a house or tent: (Aboo-Málik, TA:) a company of men or people: (K:) a large number: (IB:) pl. as above: (Msb:) رُبُوعٌ signifies the people of places of alighting or abode: (Sh:) and also tribes. (TA.) You say, أَكَثَرَ اللّٰهُ رَبْعَكَ (tropical:) May God multiply the people of thy house or tent. (TA.) And هُمُ اليَوْمَ رَبْعٌ (tropical:) They now, or to-day, [are a large number; or] have become many, and have increased. (TA.) b3: [Hence, also,] (assumed tropical:) A bier; or a bier with a corpse upon it; syn. نَعْشٌ. (K, TA: [in the CK نَفْس.]) So in the saying, حَمَلْتُ رَبْعَهُ (assumed tropical:) [I bore, or carried, his bier, or his bier with his corpse upon it]. (TA.) b4: (assumed tropical:) The extremity of a mountain. (TA.) [App. because travellers often stop and rest there.]

A2: Also i. q. ↓ رَبْعَةٌ, (L, Msb, K,) which signifies, (S, L, &c.,) as also ↓ رَبَعَةٌ, and ↓ مَرْبُوعٌ, (L, Msb, K,) or الخَلْقِ ↓ مَرْبُوعُ, (S, Mgh, L,) and ↓ مُرْتَبِعٌ, (S, L, K,) and ↓ مُرْتَبَعٌ, (L, K,) and ↓ مِرْبَاعٌ, (K, but this last [says SM] I have not seen in the lexicons, except applied by the author of the “ Mo-heet ” as an epithet to a rope, TA,) applied to a man, (S, L, &c.,) Of middling stature; (Msb;) neither tall nor short; (S, L;) between tall and short: (K:) and so, applied to a woman, ↓ رَبْعَةٌ (S, Mgh, L, Msb, K) and ↓ رَبَعَةٌ, (L, Msb,) though originally applied to a man, like خَمْسَةٌ &c.: (L:) the pl. of رَبْعٌ is رَبْعُونَ: (Fr:) and that of ↓ رَبْعَةٌ is رَبَعَاتٌ, applied to men and to women, (S, Mgh, L, K,) and رَبْعَاتٌ also; (IAar, Fr, L, K) the former of these two pls. being anomalous, because a word of the measure فَعْلَةٌ has not its medial radical movent when it is an epithet, but only when it is a subst. and has not و or ي for that radical; (S, O, K;) or the medial radical is movent in this instance because رَبْعَةٌ is originally a fem. subst. applied to a male and a female, and used as an epithet; (L;) or because it resembles a subst. in its being applied alike to a man and a woman. (Az.) رُبْعٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ رُبُعٌ, (S, Msb, K,) the former a contraction of the latter, (Msb,) [which is the more chaste, but the former is the more common,] A fourth part; (S, Msb, K;) one of four parts; (Mgh;;) as also ↓ رَبِيعٌ, (Msb, K,) like عَشِيرٌ; (TA;) and ↓ مِرْبَاعٌ, like مِعْشَارٌ: (Ktr, and S:) or the last signifies, (Msb, K,) or signifies also, (S,) the fourth part of the spoil, which the chief used to take (S, Msb, K) in the Time of Ignorance: (K:) the pl. of رُبْعٌ and ↓ رُبُعٌ is أَرْبَاعٌ [a pl. of pauc.] (Msb, TA) and رُبُوعٌ [a pl. of mult]: (TA:) and that of ↓ رَبِيعٌ is رُبُعٌ (K.) b2: الرُّبْعُ الهَاشِمِىُّ The same as the صَاع; because the قَفِيز is twelve times what is termed مَنّ: but الرُّبْعُ الحَجَّاجِىُّ is the same as the مُدّ, which is a quarter of what is termed الصَّاعُ الحَجَّاجِىُّ. (Mgh.) [In Egypt, the رُبْع is the fourth part of a وُيْبَة, q. v.] b3: أَرْبَاعُ الرَّأْسِ The [four] regions of the head. (TA.) رِبْعٌ The ظِمْء [or interval between two water-ings, or keeping from water during that interval,] which is meant in the phrase رَبَعَتِ الإِبِلُ [q. v.]; (S;) a certain ظِمْء of camels, respecting which authors differ: (TA:) it is when camels are kept from the water three days [counting two portions of days as one of those days], or four days [counting two portions of days as two days (for the difference is only verbal)], and three [whole] nights, and come to the water on the fourth day [counting the day of the next preceding watering as the first]; (K;) or [in other words] their coming to the water one day, and leaving it two days, and then coming to it on the fourth day; or a period of three [whole] nights and four days [of which the first and last are incomplete]; as is indicated in the K: or, as some say, [but this at variance with common usage,] their being kept from the water four [nights (for the n. of number is here fem.)], and then coming to it on the fifth [day (for the n. of number is here masc.)]. (TA.) You say, وَرَدَتِ الإِبِلُ الرِّبْعَ: see رَبَعَتِ الإِبِلُ. (S, K.) And وَرَدَتْ إِبِلُهُ رِبْعًا: see 4. (S.) And أَوْرَدَ الإِبِلَ رِبْعًا i. q. أَرْبَعَ الإِبِلَ [q. v.]. (TA.) b2: [Also, for سَيْرُ رِبْعٍ, A journey in which the camels are watered only on the first and fourth days.] b3: [In like manner,] with respect to fever, it signifies The seizing on one day and leaving two days and then coming again on the fourth day [counting the day of the next preceding fit as the first]. (S, K.) [The fever is termed] حُمَّى الرِّبْعِ [The quartan fever;] the fever that occurs on one day and intermits two days and then comes again on the fourth, and so on. (Msb.) And you say, جَآءَتْهُ الحُمَّى رِبْعًا, i. q. رَبَعَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى [q. v.]. (K.) b4: Also The fourth young one, or offspring. (A in art. ثلث.) رُبَعَ: see رُبَاعُ.

A2: رُبَعٌ A young camel brought forth in the [season called] رَبِيع [here meaning autumn], which is the beginning of the breedingtime: (S, Msb, K:) so called because he widens his stepping, and runs: [see 1, near the end of the paragraph:] (TA:) fem. with ة: pl. masc.

رِبَاعٌ [a pl. of mult.] and أَرْبَاعٌ [a pl. of pauc.]; (S, Msb, K;) both irreg.; for accord. to the rule given by Sb, the pl. should be رِبْعَانٌ [like صرْدَانٌ pl. of صَرَدٌ]: (TA:) pl. fem. رُبَعَاتٌ (S, Msb, K, TA [in the CK, erroneously, رَبْعاتٌ]) and رِبَاعٌ. (K.) Hence the saying, مَا لَهُ هُبَعٌ وَلَا رُبَعٌ He has not a young camel brought forth in the end of the breeding-time nor one brought forth in the beginning thereof. (S, TA.) [See another ex. voce بُلَعٌ.] b2: [Hence, also,] الرُّبَعِ (assumed tropical:) A very small star in the midst of the عَوَائِذ, which are in the head of التِّنِّين [or Draco]. (Kzw.) رُبُعٌ: see رُبْعٌ, in two places.

رَبْعَةٌ: see رَبْعٌ, last signification, in three places.

A2: [A small round basket, covered with leather, in which perfumes are kept by him who sells them;] the جُونَة of the عَطَّار; (S, Mgh, K;) which is a سُلَيْلَة covered with leather: (Mgh:) or a four-sided vessel, like the جُونَة: said by El-Isbahánee to be so called because originally having four طَاقَات [app. meaning compartments, one above another, for different kinds of perfume]; or because having four legs. (TA.) b2: Hence, app., A chest in which the volumes of a copy of the Kur-án are kept; (Sgh, K;) called رَبْعَةُ المُصْحَفِ: (Mgh:) but thus applied, it is post-classical, (Sgh, K,) belonging to the conventional language of the people of Baghdád. (Sgh.) b3: Its application to A household utensil proper for women requires consideration. (Mgh.) رِبعَةٌ The beasts' collecting of themselves together in the [season called] رَبِيع: [whence] a a country, or region, is said to be طَيِّبُ الرِّبْعَةِ [good for the beasts' collecting of themselves together &c.]. (TA.) b2: [Hence, app.,] تَرَكْنَاهُمْ عَلَى رِبْعَتِهِمْ We left them in their former, or first, or original, and right, or good, state, or condition. (TA.) ↓ رَبَاعَةٌ, also, and ↓ رِبَاعَةٌ, signify An affair, a business, or a concern, in which one continues occupied; or a case, a state, or a condition, in which one abides, or continues; (K, TA;) meaning a former, or first, affair, &c.; (TA;) and only relating to a good state or condition: (Yaakoob, K:) or one's way, course, mode, or manner, of acting, or conduct, or the like: (K:) or one's right, or good, state, or condition, (K, TA,) in which he has been before: (TA:) or his [tribe such as is termed] قَبِيلَة: or [the portion thereof which is termed] his فَخِذَ: (K:) or ↓ هُمْ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ, (S, K,) and ↓ رَبَاعَتِهِمْ, and ↓ رَبَاعِهِمْ, and ↓ رَبَعَاتِهِمْ, and ↓ رَبِعَاتِهِمْ, and ↓ رِبَعَتِهِمْ, (K,) means They are in their right, or good, state, or condition: (K, TA:) or they are occupied in their affair, or business, or concern, in which they were occupied before; or they are in their case, or state, or condition, in which they were before: (S, K:) or ↓ على رَبَعَاتِهِمْ, (S, K,) and ↓ رَبِعَاتِهِمْ, (Fr, S, K,) signifies in their right, or good, state, or condition, and in their former, or first, case; or in their right, or good, state, or condition, and occupied in their former, or first, affair, or business, or concern: (S:) or it means in their places of abode. (Th, K.) Yousay also, غَيْرُ ↓ مَافِى بَنِى فُلَانٍ مَنْ يَضْبِطُ رِبَاعَتَهُ فُلَانٍ i. e. [There is not among the sons of such a one he who manages thoroughly, or soundly,] his case, or affair, or business, or concern, in which he is occupied [except such a one]. (S.) And [hence,] قَوْمِهِ ↓ هُوَ عَلَى رِبَاعَةِ and هُوَ ذُو رِبَاعَةِ قَوْمِهِ He is the chief of his people. (Ham p. 313.

[See also رِبَاعَةٌ below.]) رَبَعَةٌ A quick pace of a camel, in which he goes along beating the ground with his legs: (TA:) or the most vehement running: (K:) or the most vehement running of camels: (S and K:) or a kind of running of camels which is not vehement. (K.) A2: See also رَبْعٌ, last signification, in two places. b2: See also its pl., رَبَعَات, voce رِبْعَةٌ, in two places.

رَبِعَةٌ: see its pl., رَبِعَات, voce رِبْعَةٌ, in two places.

رِبَعَةٌ: see رِبْعَةٌ.

رِبْعِىٌّ Of, or relating to, the رَبِيع; (S, Msb, K;) i. e., the season so called; [and the rain, and the herbage, so called;] a rel. n. irregularly formed. (Msb.) b2: Born in the [season called]

رَبِيع; applied to a young camel: born in the beginning of the breeding-time; [which means the same;] so applied. (TA.) b3: And hence, (TA,) (tropical:) A son born in the prime [or spring-time] of his father's manhood; (S, * TA;) because the ربيع is the beginning, and the most approved part, of the breeding-time: (TA:) pl. رِبْعِيُّونَ. (S, TA.) Saad Ibn-Málik says, (TA,) إِنَّ بَنِىَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ مَنْ كَانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ [Verily my sons are boys born in the summer of my age: happy is he who has sons born in the spring-time of his manhood.] (S, TA.) b4: A palm-tree (سِبْطٌ, i. e. نَخْلَةٌ,) of which the fruit ripens in the end of the summer, or hot season; AHn says, because then is the time of the [rain called] وَسْمِىّ. (TA.) b5: The Arabs say, صَرَفَانَةٌ رِبْعِيَّهْ تُصْرَمُ بِالصَّيْفِ وَتُؤْكَلُ بِالشَّتِيَّةْ [A hard kind of date that would ripen in the season called رَبِيع (meaning autumn) that is cut in the summer and eaten in the winter-season]. (TA.) b6: نَاقَةٌ رِبْعِيَّةٌ A she-camel that brings forth [in the season called رَبِيع,] before others. (TA.) b7: رِبْعِيَّةٌ [used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant, for مِيرَةٌ رِبْعِيَّةٌ,] signifies The مِيرَة [or corn brought for provision, or the bringing thereof,] in the beginning of winter: (S, K:) or the مِيرَة of the [season called] رَبِيع; which is the first ميرة; next after. which is the صَيْفِيَّة; and next after this, the دَفَئِيَّة; and next after this, the رَمَضِيَّة. (TA.) [See art. مير.] b8: Also, the same, [used in like manner, for عِيرٌ رِبْعِيَّةٌ,] Camels that bring provision of corn in the [season called] رَبِيع; or, which means the same, in the beginning of the year: pl. رَبَاعِىُّ. (TA.) b9: And [used in the same manner, for غَزْوَةٌ رِبْعِيَّةٌ,] A warring, or warring and plundering, expedition in the [season called] رَبِيع. (TA.) b10: رِبْعِىٌّ also signifies (tropical:) The first, or beginning, or former part, of anything; for instance, of youthfulness, or the prime of manhood; and of glory: and رِبْعِيَّةٌ likewise, the beginning of breeding, and of summer. (TA.) b11: رِبْعِىُّ الطِّعَانِ (assumed tropical:) The sharpest kind of thrusting, or piercing. (Th, TA.) رِبْعِيَّةٌ fem. of رِبْعِىٌّ: [and also used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. predominates: see the latter word, in several places.]

رَبَاعٌ: see an ex. in the phrase هُمْ عَلَى رَبَاعِهِمْ, voce رِبْعَةٌ.

A2: رَبَاعٍ, (S, Msb, K,) like ثَمَانٍ (S, K) and يَمَانٍ [in the CK ثَمَانٌ and ثَمَانٍ] and شَنَاحٍ and [pls. like] جَوَارٍ, which are the only words of this form, (K,) and رَبَاعٌ, (Kr, K,) accus. of the former رَبَاعِيًا, (S, Msb, K,) and fem. رَبَاعِيَةٌ, (S, K,) Shedding its tooth called the رَبَاعِيَة, q. v.; applied to the sheep or goat in the fourth year, and to the bull and cow and the solid-hoofed animal in the fifth year, and to the camel in the seventh year: (S, Msb, K:) [see 4:] pl. [of pauc.] أَرْبَاعٌ (Az, K) and [of mult.] رُبُعٌ (Az, S, Msb, K) and رُبْعٌ, (Th, Az, K,) but the former is the more common, (Az,) and رُبَعٌ (IAar, K) and رِبْعَانٌ (S, Msb, K) and رِبَاعٌ and رَبَاعِيَاتٌ. (K.) You say, رَكِبْتُ بِرْذَوْنًا رَبَاعِيًا [I rode a hackney shedding his رَبَاعِيَة, or in his fifth year]. (S, Msb, K.) b2: Hence, حَرْبٌ رَبَاعِيَةٌ (assumed tropical:) Vehement and youthful war. (TA.) رُبَاعُ [Four and four: four and four together: or four at a time and four at a time:] is a deviation from the original form, (S, K,) or أَرْبَعَةٌ أَرْبَعَةٌ; for which reason, [and, accord. to general opinion, because it is at the same time an epithet, (see ثُلَاثُ,)] it is imperfectly decl.: (K:) but the dim. is ↓ رُبَيِّعٌ, perfectly decl. (S voce ثُلَاثُ, q. v.) [See exs. voce ثُلَاثُ.] In the Kur iv. 3, El-Aamash read ↓ وَرُبَعَ instead of وَرُبَاعَ. (IJ, K.) رَبُوعٌ A she-camel that yields four أَقْدَاح [pl. of قَدَحٌ] of milk. (IAar.) A2: See also الأَرْبِعَآءُ.

رَبِيعٌ: see رُبْعٌ, in two places.

A2: It has also a twofold application; to months and to seasons: and it has a twofold application to months; denoting Two months, (S, Msb, K,) [next] after صَفَرٌ; (S, K;) and they say, (Msb,) one should only say, in speaking of them, شَهْرُ رَبِيعٍ الأَوَّلُ and شَهْرُ رَبِيعٍ الآخِرٌ; (S, Msb, K;) [but in the margin of the copy of the S which I have here followed, I find it stated that in the handwriting of the author the former is شهر ربيعِ الاول (with a single kesreh, and with no syll. sign to الاول); and in another copy of the S I find شهرُ ربيع الاولِ and شَهرُ رَبيع الآخِر;] with the addition of شهر: but it is allowable to say also شَهْرُ رَبِيعِ الأَوَّلِ and شَهْرُ رَبِيعِ الآخِرِ: the word شهر is necessarily added in order to discriminate between the months thus called and the season called ربيع: Az says, the Arabs mention all the months without the word شهر except the two months of ربيع and the month of رَمَضَان: and they say also شَهْرَا رَبِيعٍ and أَشْهُرُ رَبِيعٍ and شُهُورُ رَبِيعٍ: (Msb:) these months were thus called because, when they received this name, they occurred in the season when the earth produced herbage. (Msb in art. جمد.) It has a twofold application also to seasons; الرَّبِيعُ الأَوَّلُ being The season in which the truffles and the blossoms come, (S, Msb, K,) and this is [also called] رَبِيعُ الكَلَأِ [the rabeea of the herbage, properly called the spring of Arabia]; (S;) and الرَّبِيعُ الثَّانِى The season in which fruits ripen; (S, Msb, K;) [also called رَبِيعُ الثِّمَارِ;] but some people call this الرَّبِيعُ الأَوَّلُ; (S, TA;) and the season which follows the winter, and in which the truffles and the blossoms come, they call الرَّبِيعُ الثَّانِى; but all of them agree that the خَرِيف [or autumn] is called الرَّبِيعُ: AHn says, the two divisions of the winter [by which he means the half-year commencing at the autumnal equinox] are called رَبِيعَانِ; the former being رَبِيعُ المَآءِ وَالأَمْطَار ِ [the rabeea of the water and the rains, in which the rain called الوَسْمِىّ, which is termed the first of the rains, commences]; and the second being رَبِيعُ النَّبَاتِ [or رَبِيعُ الكَلَأِ the rabeea of the herbage], because the herbage therein attains to its last stage: and he adds, that رَبِيعٌ is applied by the Arabs to the whole winter, [meaning, again, the half-year commencing at the autumnal equinox,] because of the moisture, or rain: (TA:) or the year consists of six seasons; (so in the K; but in the S, “and I heard Abu-l-Ghowth say, the Arabs make the year to be six seasons; ”) two months thereof are called الرَّبِيعُ الأَوَّلُ; and two months, صَيْفٌ; and two months, قَيْظٌ; (S, K;) and two months, ربيع الثانى, (so in a copy of the S,) or رَبِيعٌ الثّانى, (so in another copy of the S, [but in the margin of this latter, I find it stated that in the handwriting of the author it is ربيعُ الثانى, without tenween,]) or الرَّبِيعُ الثَّانِى; (K;) and two months, خَرِيفٌ; and two months, شِتَآءٌ. (S, K.) Az relates, with respect to the seasons and divisions of the year, on the authority of Aboo-Yahyà Ibn-Kibáseh, who possessed very great knowledge thereof, that the year consists of four seasons; namely, الرَّبِيعُ الأَوَّلُ, which the vulgar call الخَرِيفُ [The autumn]; then الشِّتَآءُ [the winter]; then الصَّيْفُ, which is الرَّبِيعُ الآخِرُ [or الثَّانِى, i. e. the spring]; then القَيْظُ [the summer, or hot season]: all this is what the Arabs in the desert say: the ربيع which is with the Persians the خريف, he says, commences on the third of أَيْلُول [September O. S.]; and the شِتَآء, on the third of كَانُون الأَوَّل [December O. S.]; and the صيف which is with the Persians the ربيع. on the fifth of آذَار [March O. S.]; and the قيظ which is with the Persians the صيف, on the fourth of حَزِيرَان [June O. S.]: and Aboo-Yahyà adds, the ربيع of the people of El-' Irák agrees with the ربيع of the Persians, which is after the شتاء [or winter], and which is the season of the flowers, or roses, and is the most temperate of the seasons: the people of El-' Irák, he says, have rain in all the winter, and have abundance of herbage in the خريف, which the Arabs call الربيع الاوّل: and Az says, the quarter of the خريف is called خريف because the fruits are gathered therein; and the Arabs call it ربيع because the first rain [which is called الوَسْمِىّ] falls therein. (TA.) The pl. of ربيع is أَرْبِعَةٌ [a pl. of pauc.] and أَرْبِعَآءُ [a pl. of mult.] (S, Msb, K) and رِبَاعٌ; (AHn, K;) or the first of these is pl. of ربيع الكلأ (Fr, Yaakoob, S, Msb, K) and of the ربيع of the months; (Fr, Msb;) but the second is pl. of ربيع in the sense of جَدْوَلٌ, to be explained below. (Fr, Yaakoob, S, Msb, K.) Hence the phrase in a supplication, mentioned in a trad., اَللّٰهُمَّ اجْعَلِ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِى [O God, make Thou the Kur-án to be the life, or ease, of my heart]; because the heart of man becomes lively, or at ease, in the season called رَبِيع. (TA.) Hence also, (TA,) أَبُو الرَّبِيعِ The هُدْهُد [or hoopoe]; (K;) because it appears with the [season called] ربيع. (TA.) [See also, respecting the seasons &c., the word زَمَنٌ.] b2: Also The rain in the [season called] رَبيع [as meaning the half-year commencing at the autumnal equinox, (which includes what is really the spring of Arabia, called “ the rabeea of the herbage,”) accord. to a statement of AHn cited above, and accord. to what is stated on the authority of Az voce نَوْءٌ]: (S, K:) or [only, accord. to some,] the rain which is after the وَسْمِىّ, and after which is [that called] the صَيْف, and then the حَمِيم: or, accord. to AHn, rain whenever it comes: Az says, I have heard the Arabs call thus the first rain falling upon the earth in the days of the خَرِيف [or autumn]: (TA:) the pl. [of pauc.] is أَرْبِعَةٌ and [of mult.] رِبَاعٌ. (AHn, TA.) [See also, respecting the rains, the word زَمَنٌ.] b3: Also Herbage; green herbage which the beasts eat; (TA;) [properly] the herbage that is produced by the first rain in the quarter which is called the رَبِيع, and which is commonly called the خَرِيف [or autumn], (Msb in art. زمن,) [continuing its growth during the winter-quarter, which is also called the رَبِيع, and which includes, as stated above, what is really the spring of Arabia, called “ the rabeea of the herbage,” wherein, as AHn says, the herbage attains to its last stage: it seems generally to mean the spring-herbage, which is earlier or later in different latitudes:] pl. أَرِْبعَةٌ. (TA.) [Hence,] a poet says, يَدَاكَ يَدٌ رَبِيعُ النَّاسِ فِيهَا وَفِى الأُخْرَى الشُّهُورُ مِنَ الحَرَامِ meaning (assumed tropical:) [Thy two hands are such that] one hand has in it the means of the plentiful subsistence of mankind, [and in the other are the sacred months, i. e.] in the other is [that which causes] security, and safeguard, and the preservation of what is to be regarded as sacred and inviolable. (TA.) [Compare Proverbs iii. 16.] b4: Also (assumed tropical:) A rivulet, or streamlet; (Msb, K;) i. q. جَدْوَلٌ: (S, Msb, K:) or i. q. نَهْرٌ: (Mgh:) or نَهْرٌ صَغِيرٌ: (Har p. 402:) (tropical:) a rivulet, or streamlet, that runs to palmtrees: and رَبِيعُ السَّاقِى, a subst prefixed to its epithet, occurring in a trad., (assumed tropical:) the river [or rivulet] that waters seed-produce: (TA:) pl. أَرْبِعَآءُ (Fr, Yaakoob, S, Msb, K) and رِبْعَانٌ. (TA.) A poet says, describing one drinking much, فُوهُ رَبِيعٌ وَكَفُّهُ قَدَحٌ (assumed tropical:) His mouth is a river [and his hand is a bowl]. (TA.) b5: Also A share, or portion, of water for [irrigating] land, (IDrd, K, TA,) whatever it be: or, as some say, a share, or portion, thereof for the quarter of a day or night; but this is not of valid authority. (TA.) You say, لِفُلَانٍ مِنْ هٰذَا المَآءِ رَبِيعٌ, (K, TA,) or, as in some copies of the K, فِى, instead of مِنْ, i. e. To such a one belongs a share, or portion, of this water [for irrigating land]. (TA.) b6: The dim. of رَبِيعٌ is ↓ رُبَيِّعٌ. (Msb.) رُبَيِّعٌ: see رُبَاعٌ: A2: and see also رَبِيعٌ, last sentence.

رَبَاعَةٌ: see رِبْعَةٌ, in two places.

رِبَاعَةٌ: see رِبْعَةٌ, in four places. b2: It also signifies A kind of حَمَالَة [meaning obligation, or responsibility, that must be discharged, or performed, taken upon himself by a person for others; and here, particularly, such as is taken upon himself by the head, or chief, of a people]. (S, K.) You say, هُوَ عَلَى رِبَاعَةِ قَوْمِهِ, [properly He is over the affairs of his people, as indicated above, voce رِبْعَةٌ, last sentence,] meaning He is the head, or chief, of his people. (TA.) Abu-l- Kásim El-Isbahánee says, رِبَاعَةٌ is metaphorically used to signify (tropical:) The being a head, or chief; or the office of head, or chief; in consideration of the taking of the مِرْبَاع [or fourth part of the spoil, which was the share of the chief]: and hence one says, لَايُقِيمُ رِبَاعَةَ القَوْمِ غَيْرُ فُلَانٍ (tropical:) [None will act vigorously in the office of head, or chief, of the people, except such a one]. (TA.) رَبِيعَةٌ A stone that is raised, or lifted, (S, K, TA,) for trial of strength: (K, TA:) applied only to a stone. (Az, TA.) A2: A helmet of iron. (Lth, S, K.) A3: A meadow; or a garden; syn. رَوْضَةٌ. (IAar, K.) A4: A [leathern water-bag, such as is called] مَزَادَة. (K.) b2: A kind of receptacle for perfume and the like; syn. عَتِيدَةٌ, q. v. (K.) رُبَاعِىٌّ A boy four spans (أَشْبَار) in height. (S and Msb voce خُمَاسِىٌّ, q. v.) It is also applied to a camel, like سُبَاعِىٌّ; [app. meaning Four cubits in height:] fem. with ة. (TA in art. سبع.) b2: [Also A word composed of four letters, radical only, or radical and augmentative.]

رَبَاعِيَةٌ The tooth that is between the ثَنِيَّة [or central incisor] and the نَاب; (S, Msb, K;) i. e. each of the four teeth which are next to the ثَنَايَا, (Mgh, * TA,) pertaining to man and to others: (TA:) pl. رَبَاعِيَاتٌ: (S, Mgh, Msb, K:) a man has, above, [two teeth called] ثَنِيَّتَانِ, and [two called] رَبَاعِيَتَانِ, after them, and [two called]

نَابَانِ, and [two called] ضَاحِكَانِ, and six أَرْحَآء, on each side [three], and [two teeth called]

نَاجِذَانِ; and the like below: (As, TA:) and the solid-hoofed animal has, after the ثَنَايَا, four رَبَاعِيَات, and four قَوَارِح, and four أَنْيَاب, and eight أَضْرَاس. (Az, TA.) A2: Also fem. of رَبَاعٍ [q. v.]. (S, K.) رَبَّاعٌ One who often buys, or sells, رِبَاع, meaning houses, or places of abode. (IAar, K.) رَابِعٌ [act. part. n. of رَبَعَ]. b2: The chief who used to take the fourth part of the spoil, in the Time of Ignorance. (Ham p. 336.) b3: هُوَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ He is [the fourth of four, or] one of four. (TA.) b4: [رَابِعَ عَشَرَ and رَابِعَةَ عَشْرَةَ, the former masc. and the latter fem., meaning Fourteenth, are subject to the same rules as ثَالِثَ عَشَرَ and its fem., expl. in art. ثلث, q. v.] b5: إِبِلٌ رَوَابِعُ [Camels coming to water, or being watered, on the fourth day, counting the day of the next preceding watering as the first: pl. of رَابِعَةٌ]: from رَبَعَتِ الإِبِلُ, meaning وَرَدَتِ الرِّبْعَ. (S, K.) In like manner, also, رَوَابعُ is applied, metaphorically, to birds of the kind called قَطًا, as an epithet denoting their coming to water, by El-'Ajjáj. (TA.) A2: رَبِيعٌ رَابِعٌ A fruitful, or plentiful, ربيع [meaning the season so called]. (ISk, K.) b2: One does not say يَوْمٌ رَابِعٌ like as one says يَوْمٌ قَائِظٌ &c., because there is no corresponding verb, like قَاظَ, &c., for such a verb would have no meaning of heat nor of cold. (IB.) A3: هُوَ رَابِعٌ عَلَى حَالِهِ He is abiding, or continuing, in his state, or condition. (TA.) أَرْبَعٌ: see أَرْبَعَةٌ.

A2: هِىَ أَرْبَعُهُنَّ لَقَاحًا She is the quickest of them in conceiving, or becoming pregnant. (Th.) أَرْبَعَةٌ [Four;] a masc. n. of number; fem.

↓ أَرْبَعٌ. (S, K.) [Respecting a peculiar pronunciation of the people of El-Hijáz, and a case in which اربعة is imperfectly decl., see ثَلَاثَةٌ. See also سِتَّةٌ.] b2: ذَوَاتُ الأَرْبَعِ The quadrupeds. (The Lexicons passim.) b3: جَآءَتْ عَيْنَاهُ بِأَرْبَعَةٍ (tropical:) His two eyes shed tears running from their four sides: or it means, accord. to Z, he came weeping most vehemently. (TA.) [See another ex. voce ثَمَانِيَةٌ.] b4: أَرْبَعَةَ عَشَرَ [indecl. in every case, meaning Fourteen,] is pronounced by some of the Arabs أَرْبَعَةَ عْشَرَ: and [the fem.] أَرْبَعَ عَشْرَةَ, thus in the dial. of El-Hijáz [and of most of the Arabs], is pronounced أَرْبَعَ عَشِرَةَ in the dial. of Nejd. (S in art. عشر.) الأَرْبِعَآءُ, [also written without tenween when not rendered determinate by the article or otherwise accord. to most authorities, who make it fem., but with tenween when indeterminate accord. to those who make it masc.,] and الأَرْبَعَآءُ, (As, S, Msb, K,) the latter on the authority of some of the BenooAsad, (S, Msb,) and الأَرْبُعَآءُ, (As, Msb, K,) which is a form of the word seldom used, (Msb,) and الإِرْبِعَآءُ, and الإِرْبَعَآءُ, the last two mentioned by IHsh, the first of all the most chaste, (MF,) but it is the only sing. word of its measure, (El-Kutabee, Msb,) except أَرْمِدَآءُ, (Az, O,) the name of A certain day; (S, Msb, K;) [namely Wednesday;] the fourth day of the week; (L;) as also ↓ الرَّبُوعُ; but this is post-classical: (TA:) the dual of أَرْبِعَآء is أَرْبِعَاوَانِ; (L;) and the pl. is أَرْبِعَاوَاتٌ, (S, L,) [accord. to those who make the sing. fem.;] or the dual is أَرْبِعَآءَانِ, and the pl. is أَرْبِعَآءَاتٌ; (K;) thus says Aboo-Jukhádib, regarding the noun as masc.: (Fr:) Aboo-Ziyád used to say, مَضَى الأَرْبِعَآءُ بِمَا فِيهِ [Wednesday passed with what (occurred) in it], making it sing. and masc. [because he meant thereby يَوْمُ الأَرْبِعَآءُ]; but Abu-l-Jarráh used to say, مَضَتِ الأَرْبِعَآءُ بِمَا فِيهِنَّ, making it fem. and pl., and employing it like a n. of number: (Lh:) Th is related to have mentioned أَرَابِيعُ as a pl. of الأَرْبِعَآءُ; but ISd says, I am not sure of this. (TA.) The word has no dim. (Sb, S in art. امس.) أَرْبَعُونَ [Forty;] a certain number, (TA,) after ثَلَاثُونَ. (S, K.) b2: [Also Fortieth.]

أَرْبِعَاوِىٌّ One who fasts alone on the أَرْبِعَآء [or Wednesday]. (IAar.) مَرْبَعٌ; see رَبْعٌ in three places.

مُرْبَعٌ, applied to a camel, [That is watered on the fourth day, counting the day of the next preceding watering as the first: (see 4:) and] that is brought to the water at any time. (TA.) b2: See also مَرْبُوعٌ.

مُرْبِعٌ: b2: see مَرْبُوعٌ.

A2: Applied to rain, (S, Msb, TA,) That comes in the [season called]

رَبِيع: [in the Ham p. 425, written مَرْبَع:] or that induces the people to remain in their abodes and not to seek after herbage: (TA:) or that confines the people in their رِبَاع [or dwellings] by reason of its abundance: (Msb:) or that causes the [herbage called] رَبِيع to grow: (TA:) or that causes the growth of that in which the camels may pasture at pleasure. (S.) b2: With ة, applied to land (أَرْضٌ), Abounding with [the herbage called]

رَبِيع; as also ↓ مِرْبَاعٌ. (TA.) b3: Without ة, applied to a she-camel, (As, S, K,) That brings forth in the [season called] رَبِيع: (S, K:) or that has her young one with her; (As, S, K;) the young one being called رُبَعٌ: (As, S:) as also ↓ مِرْبَاعٌ: (As, TA:) or the latter signifies one that usually brings forth in the [season called]

رَبِيع: (S, K:) or that brings forth in the beginning of the breeding-time: (As, S, K:) or that is early, or before others, in becoming pregnant: (TA:) and the former, so applied, signifies also one whose womb is, or becomes, closed, [app. in the season called رَبِيع, (see 4,)] so that it does not admit the seminal fluid. (TA.) b4: Applied to a man, (tropical:) Having offspring born to him in the prime of his manhood. (TA.) [See 4]

A3: Also The sail of a full ship: (AA, K:) that of an empty ship is called رُومِىٌّ. (AA, TA.) مِرْبَعٌ: see مِرْبَعَةٌ.

مُرَبَّعٌ (S, K,) Having four portions [or sides or faces or angles &c.; generally meaning either square or quadrilateral]: or of the form of a thing having four legs; or of the form of a quadruped. (TA.) [See also مُثَلَّثٌ.] b2: مُرَبَّعُ الحَاجِبَيْنِ (assumed tropical:) A man whose eyebrows have much hair; as though he had four eyebrows. (TA.) b3: مُرَبَّعٌ الجَبْهَةِ [Having a square forehead; meaning] (tropical:) a slave. (TA.) أَرْضٌ مَرْبَعَةٌ A land containing, or having, يَرَابِيع [or jerboas]; (S, K;) as also ↓ أَرْضٌ مُرْتَبِعٌ. (TA.) مِرْبَعَةٌ A staff, (K,) or small staff, (S,) of which two men take hold of the two ends in order to raise a load (S, K) and put it upon the back of the camel, (S,) or upon the beast; (K;) as also ↓ مِرْبَعٌ: (K:) which latter is also expl. as signifying a piece of wood with which a thing is taken. (TA.) [See 1, last signification but one.]

مِرْبَاعٌ: see رُبْعٌ: A2: and مَرْبُوعٌ: A3: and رَبْعٌ.

A4: Rain that comes in the beginning of the [season called] رَبِيع: [an epithet used in this sense as a subst.:] pl. مَرَابِيعُ. (S, * K, * TA, * [in which only the pl. is mentioned,] and EM p. 140.) Hence, مَرَابِيعُ النُّجُومِ, as used in a verse of Lebeed cited in the first paragraph of art. رزق; by the نُجُوم being meant the أَنْوَآء; (S;) i. e. the Mansions of the Moon [which by their rising or setting at dawn were supposed to bring rain or wind or heat or cold]. (EM ubi suprà.) b2: Applied to a place, That produces herbage in the beginning of the [season called] رَبِيع. (K, TA.) b3: Applied to land (أَرْضٌ): see مُرْبِعٌ. b4: Applied to a she-camel: see مُرْبِعٌ.

مَرْبُوعٌ Twisted of four twists, or strands; (S, TA;) applied to a rope, (TA,) as also ↓ مِرْبَاعٌ, (Ibn-' Abbád, TA,) and to a bow-string, and a bridle. (S, TA.) b2: Applied to a spear, Four cubits in length: (TA:) or neither long nor short; (S, TA;) and in like manner applied to a man: see رَبْعٌ, in two places: (S, Mgh, L, &c.:) and [hence its pl.] مَرَابِيعُ, applied to horses, compact in make. (TA.) A2: Also, applied to a man, Having a fever which seizes him on one day and leaves him two days and then comes again on the fourth day [counting the day of the next preceding fit as the first; i. e. having, or seized by, a quartan fever]; as also ↓ مُرْبَعٌ; (S, K;) and ↓ مُرْبِعٌ is said to be used in the same sense; but the Arabs say مُرْبَعٌ. (Az, TA.) A3: أَرْضٌ مَرْبُوعَةً, and شَجَرٌ مَرْبُوعٌ, Land, and trees, watered by the rain in the season called رَبِيع. (S, TA.) b2: [Hence,] مَرْبُوعٌ, applied to a man, also signifies (tropical:) Restored from a state of poverty to wealth or competence or sufficiency; recovered from his embarassment or difficulty, or from a state of perdition or destruction. (TA.) مَرَابِيعُ, pl. of مَرْبُوعٌ [q. v.]: A2: and pl. of مِرْبَاعٌ [q. v.].

مُرْتَبَعٌ: see رَبْعٌ, in three places.

مُرْتَبِعٌ, applied to a beast, That has pastured upon the [herbage called] رَبِيع, and become fat, and brisk, lively, or sprightly. (TA.) A2: See also رَبْعٌ: A3: and see أَرْضٌ مَرْبَعَةٌ.

جَلَسَ مُتَرَبِّعًا He sat cross-legged; i. q. تَرَبَّعَ فِى

جُلُوسِهِ. (TA.) مُسْتَرْبِعٌ شَيْئًا Having power, or ability, for, or to do, a thing; as, for instance, war, or battle; (IAar;) or to bear, or endure, a thing; (IAar, Sgh;) as when relating to an envier, meaning his envy. (Sgh.) You say also رَجُلٌ مُسْتَرْبِعٌ بِعَمَلِهِ A man who is able by himself to execute his work, having power, or strength, to do it, and very patient. (K.) يَرْبُوعٌ, in which the ى is augmentative, (Kr, S, Msb,) because there is not in the language of the Arabs any word of the measure فَعْلُولٌ, (Kr, S,) except what is extr., such as صَعْفُوقٌ, (K,) which is a foreign word [introduced into their language], (S in art. صعفق,) [The jerboa;] a certain wellknown beast; (K;) a small beast like the فَأْرَة [or rat], but longer in the tail and ears, and of which the hind legs are longer than the fore-legs, the reverse of what is the case in the زَرَافَة [or giraffe]; called by the vulgar جَرْبُوع; (Msb;) a rat (فَأْرَة) of which the burrow has four entrances; Az says, it is a small beast larger than the جُرَذ, [q. v.; but in the L, in art. جرذ, the reverse of this is said;] and the name is applied alike to the male and the female: (TA:) [Forskål (“ Descr. Animalium,”

p. iv.,) terms it mus jaculus: see the questions appended to Niebuhr's “ Descr. de l' Arabie,” p.

177:] pl. يَرَابِيعُ. (S, Msb.) [See ذُو الرُّمَيْحِ, voce رُمْحٌ.] b2: Hence, (TA,) اليَرْبُوعُ also signifies لَحْمَةُ المَتْنِ (tropical:) [The portion of flesh and sinew next the back-bone, on either side]; (S * K;) as being likened to the فأَرة [thus called]: (TA:) or this is with damm [اليُرْبُوعُ]: (K:) or the يَرَابِيعُ of the مَتْن are its portions of flesh; (T, S, K;) and the word has no sing.: (K:) Az says, I have not heard any sing. thereof. (TA.) الجَارُ اليَرْبُوعِىُّ The neighbour that is variable in his actions [like the jerboa, which is noted for having recourse to various expedients, in the formation of its burrow, &c., to avoid capture]; like الجَارُ البَرَاقِشِىُّ. (IAar, TA in art. جور.)
ربع
الرَّبْع: الدارُ بعَينِها حيثُ كَانَت، كَمَا فِي الصِّحَاح. وأنشدَ الصَّاغانِيّ لزُهيرِ بن أبي سُلْمى:
(فلمّا عَرَفْتُ الدارَ قلتُ لرَبْعِها ... أَلا انْعَمْ صَباحاً أيُّها الرَّبْعُ واسْلَم)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: ج: رِباعٌ بالكَسْر، ورُبوعٌ، بالضَّمّ، وأَرْبُعٌ، كأَفْلُسٍ، وأَرْبَاعٌ، كزَنْدٍ وأَزْنَادٍ. شَاهد الرُّبوع قَوْلُ الشَّمَّاخ:
(تُصيبُهمُ وتُخْطِئُني المَنايا ... وأَخْلُفُ فِي رُبوعٍ عَن رُبوعِ)
وشاهِدُ الأَرْبُعِ قولُ ذِي الرُّمَّة:
(أَلِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتي كأنَّها ... بَقِيَّةُ وَحْيٍ فِي بُطونِ الصَّحائفِ)
الرَّبْع: المَحَلَّة. يُقَال: مَا أوسعَ رَبْعَ فلانٍ. نَقله الجَوْهَرِيّ. الرَّبْع: المَنزِلُ والوطَن، مَتى كَانَ، وبأيِّ مَكَان، كلُّ ذَلِك مُشتقٌّ من رَبَعَ بالمكانِ يَرْبَع رَبْعَاً، إِذا اطمَأَنَّ، والجَمعُ كالجَمع، وَمِنْه الحَدِيث: وَهل تَرَكَ لنا عَقيلٌ مِن رَبْع ويُروى: مِن رِباعٍ، أرادَ بِهِ المَنزِلَ ودارَ الإقامةِ. وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أنّها أرادتْ بَيْعَ رِباعِها. الرَّبْع: النَّعْش، يُقَال: حَمَلْتُ رَبْعَه، أَي نَعْشَه. وَيُقَال أَيْضا: رَبَعَه الله، إِذا نَعَشَه. ورجلٌ مَرْبُوعٌ، أَي مَنْعُوشٌ مُنَفَّسٌ عَنهُ. وَهُوَ مَجاز.
الرَّبْع: جماعةُ النَّاس. وَقَالَ شَمِرٌ: الرُّبوع: أهلُ المَنازلِ. وَبِه فُسِّرَ قولُ الشّمّاخِ المُتقدِّم: وأَخْلُفُ فِي رُبوعٍ عَن رُبوعِ أَي فِي قومٍ بعدَ قومٍ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: يريدُ فِي رَبْعٍ من أَهلِي، أَي فِي مَسْكَنِهم. وَقَالَ أَبُو مالكٍ: الرَّبْع: مِثلُ السَّكَن، وهما أهلُ البيتِ، وَأنْشد: (فإنْ يكُ رَبْعٌ مِن رِجالي أصابَهُم ... مِن اللهِ والحَتْمِ المُطِلِّ شُعوبُ)
وَقَالَ شَمِرٌ: الرَّبْع: يكونُ المَنزِلَ، ويكونُ أهلَ المَنزلِ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: والرَّبْعُ أَيْضا: العددُ الْكثير. الرَّبْع: المَوضِعُ يَرْتَبِعونَ فِيهِ فِي الرّبيع خاصّةً، كالمَرْبَع كَمَقْعَدٍ، وَهُوَ مَنْزِلُ القومِ فِي الربيعِ خاصّةً. تَقول: هَذِه مَرابِعُنا ومَصايِفُنا، أَي حيثُ نَرْتَبِعُ ونَصِيفُ، كَمَا فِي الصّحاح.
الرَّبْع: الرجلُ المُتَوَسِّطُ القامةِ بَين الطُّولِ والقِصَر، كالمَرْبوعِ والرَّبْعَة، بالفَتْح ويُحرّك، والمِرْباعِ كمِحرابٍ، مَا رَأَيْتُه فِي أُمَّهاتِ اللُّغَة إلاّ صَاحب المُحيط، ذَكَرَ حبلٌ مِرْباعٌ بمَعنى مَرْبُوع فَأَخذه المُصَنِّف وعَمَّ بِهِ، والمُرْتَبَعُ مَبْنِيَّاً للفاعلِ وللمَفعولِ، وَبِهِمَا رُوِيَ قولُ العَجّاج:) رَباعِياً مُرْتَبعاً أَو شَوْقَبا وَقد ارْتَبَعَ الرجلُ، إِذا صارَ مَرْبُوعَ الخِلْقَة، وَفِي الحَدِيث: كَانَ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أطولَ من المَرْبوعِ، وأَقصرَ من المُشَذَّب وَفِي حديثِ أمِّ مَعْبَدٍ رَضِيَ الله عَنْهَا: كَانَ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم رَبْعَةً، لَا يَأْسَ من طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُه عَينٌ مِن قِصَرٍ أَي لم يكُن فِي حدِّ الرَّبْعةِ غيرَ مُتجاوِزٍ لَهُ، فجعلَ ذَلِك القَدرَ من تَجاوُز حدِّ الرَّبْعةِ عَدَمَ يَأْسٍ من بعضِ الطُّول، وَفِي تنكيرِ الطُّولِ دليلٌ على معنى البَعْضِيَّة، وَهِي رَبْعَةٌ أَيْضا بالفَتْح والتحريك، كالمُذَكَّر وجَمْعُهما جَميعاً رَبْعَاتٌ بسكونِ الْبَاء، حَكَاهُ ثعلبٌ عَن ابْن الأَعْرابِيّ، رَبَعَات، مُحرّكةً، وَهُوَ شاذٌّ، لأنّ فَعْلَةً إِذا كَانَت صفة لَا تُحرَّكُ عَيْنُها فِي الجَمع وإنّما تُحرّكُ إِذا كَانَت اسْما، وَلم تكنِ العَين، أَي مَوْضِعُ العَينِ واواً أَو يَاء، كَمَا فِي العُباب والصحاح. وَفِي اللِّسان: وإنّما حرَّكوا رَبَعَاتٍ، وإنْ كَانَ صفة لأنّ أَصْلَ رَبْعَة اسمٌ مُؤَنَّثٌ وَقَعَ على المُذَكَّر والمُؤَنَّث، فوُصِفَ بِهِ.
وَقَالَ الفَرّاء: إنّما حُرِّكَ رَبَعَاتٌ لأنّه جاءَ نَعْتَاً للمُذكَّرِ والمؤنَّث، فكأنّه اسمٌ نُعِتَ بِهِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: خُولِفَ بِهِ طريقُ ضَخْمَةٍ وضَخْمَاتٍ لاستِواءِ نَعْتِ الرجلِ والمرأةِ فِي قولِه: رجلٌ رَبْعَةٌ وامرأةٌ رَبْعَةٌ، فصارَ كالاسم، والأصلُ فِي بَاب فَعْلَة من الْأَسْمَاء مثل: تَمْرَةٍ وجَفْنَةٍ أَن يُجمَع على فَعَلاتٍ، مثلَ تَمَرَاتٍ وجَفَنَات، وَمَا كَانَ من النُّعوتِ على فَعْلَةٍ، مثلُ شاةٍ لَجْبَةٍ، وامرأةٍ عَبْلَةٍ، أَن يُجمَع على فَعْلاتٍ بسُكونِ العَين، وإنّما جُمِعَ رَبْعَةٌ على رَبَعَات وَهُوَ نعتٌ لأنّه أَشْبَهُ الأسماءَ لاستِواءِ لَفْظِ المُذكَّرِ والمؤنَّثِ فِي واحدِه. قَالَ: وَقَالَ الفَرّاء: من العربِ من يَقُول: امرأةٌ رَبْعَةٌ، ونِسوةٌ رَبْعَاتٌ، وَكَذَلِكَ رجلٌ رَبْعَةٌ ورِجالٌ رَبْعُون، فيجعلُه كسائرِ النُّعوت. قَالَ ابْن السِّكِّيت: رَبَعَ الرجلُ يَرْبَعُ، كَمَنَعَ: وَقَفَ وانتظرَ وتحبَّسَ، وليسَ فِي نَصِّ ابْن السِّكِّيت: انتظَرَ، على مَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان وَمِنْه قولُهم: ارْبَعْ عَلَيْك، أَو ارْبَعْ على نَفْسِك، أَو ارْبَعْ على ظَلْعِك، أَي ارْفُقْ بنَفسِك، وكُفَّ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَقيل: مَعْنَاهُ انتَظِرْ. قَالَ الأَحْوَص:
(مَا ضَرَّ جِيرانَنا إِذا انْتَجَعوا ... لَو أنَّهم قَبْلَ بَيْنِهم ربَعُوا)
وَفِي المُفرَداتِ: وقَولُهم: ارْبَعْ على ظَلْعِكَ، يجوز أَن يكونَ من الإقامَةِ، أَي أَقِمْ على ظَلْعِكَ، وأَن يكون من رَبَعَ الحَجَرَ، أَي تناولْهُ على ظَلْعِك انْتهى. وَفِي حَدِيث سُبَيْعَةَ الأَسلَمِيَّة ارْبِعي بنفسِك، ويُروَى: على نفسِكِ. ولهُ تأْويلانِ:أَحدُهما بِمَعْنى تَوَقَّفي وانتَظِري تَمامَ عِدَّةِ الوَفاةِ)
على مَذْهب مَن يَقُول: عِدَّتُها أَبْعَدُ الأَجَلَيْنِ، وَهُوَ مذهبُ عليٍّ وابنِ عَبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُم.
وَالثَّانِي أَن يكونَ من رَبَعَ الرَّجُلُ، إِذا أَخْصَبَ، وَالْمعْنَى: نَفِّسي عَن نَفسِكِ وأَخْرِجيها عَن بُؤْسِ العِدَّة وسوءِ الحالِ، وَهَذَا على مَذْهَبِ مَنْ يَرى أَنَّ عِدَّتَها أَدْنى الأَجلين، وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ: إِذا وَلَدَتْ وزَوْجُها على سَريرِه، يَعْنِي لم يُدْفَنْ، جازَ أَن تتَزَوَّج. وَفِي حديثٍ آخَرَ: فإنَّه لَا يَرْبَعُ على ظَلْعِكَ مَنْ لَا يَحْزُنُه أَمرُكَ، أَي لَا يَحْتَبِسُ عَلَيْك ويَصبر إلاّ مَنْ يُهِمُّهُ أَمْرُكَ. وَفِي المَثَلِ: حَدِّثْ حَديثَيْنِ امْرأَةً، فإنْ أَبَتْ فارْبَعْ، أَي كُفَّ، ويُروَى بقَطْعِ الهَمزةِ، ويُروَى أَيضاً فأَربعَة، أَي زِدْ، لأَنَّها أَضعَفُ فَهْماً، فَإِن لمْ تفهَمْ فاجعلْها أَربعة، وأَرادَ بالحَديثينِ حَديثاً واحِداً تُكَرِّرُه مرَّتين، فكأَنَّكَ حدَّثْتَها بحديثينِ. قَالَ أَبو سعيدٍ: فإنْ لمْ تفهم بعدَ الأَربعَةِ فالمِرْبَعَة، يَعْنِي العَصا. يُــضرَبُ فِي سوءِ السَّمْعِ والإجابَةِ. رَبَعَ يَرْبَعُ رَبْعاً: رفَعَ الحَجَرَ باليَد وشالَهُ: وَقيل: حملَه امْتِحاناً لِلقوَّةِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: يُقال ذَلِك فِي الحَجَرِ خاصَّةً، وَمِنْه الحديثُ أَنَّه مَرَّ بقومٍ يَرْبَعونَ حَجَراً فَقَالَ: مَا هَذَا فَقَالُوا: هَذَا حَجَرُ الأَشِدَّاءِ. فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَشَدِّكُمْ مَنْ ملَكَ نفسَه عندَ الغَضَب. وَفِي رِوَايَة: ثمَّ قَالَ: عُمَّالُ الله أَقوَى من هؤلاءِ. رَبَعَ الحَبْلَ، وكذلكَ الوَتَرَ: فتلَه من أَربَع قُوىً، أَي طاقاتٍ، يُقال: حَبْلٌ مَرْبوعٌ ومِرْباعٌ، الأَخيرَةُ عَن ابنِ عَبّادٍ. ووَتَرٌ مَربوعٌ، وَمِنْه قولُ لَبيد:
(رابِطُ الجأْشِ على فَرْجِهِمُ ... أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلّْ) قيل: أَي بعِنانٍ شَديدٍ من أَربَعِ قُوىً، وَقيل: أَرادَ رُمْحاً، وسيأْتي. وأَنشدَ أَبو اللَّيْث عَن أَبي ليلى:
(أَتْرَعَها تَبَوُّعاً ومَتَّا ... بالمَسَدِ المَرْبوعِ حتَّى ارْفَتّا)
التَّبَوُّع: مَدُّ الباعِ. وارْفَتَّ: انْقَطَع. رَبَعَتِ الإبِلُ تُرْبَعُ رَبْعاً: وَرَدَت الرِّبْعَ، بالكَسرِ، بأَنْ حُبِسَتْ عَن الماءِ ثلاثةَ أَيّامٍ،، أَو أَربَعةً، أَو ثلاثَ ليالٍ، ووَرَدَتْ فِي اليَوْمِ الرَّابِعِ. والرِّبْعُ: ظِمءٌ مِنْ أَظْماءِ الإِبِلِ، وَقد اختُلِفَ فِيهِ، فَقيل: هُوَ أَن تُحبَسَ عَن الماءِ أَرْبعاً، ثُمَّ تَرِدَ الخامِسَ، وَقيل: هُوَ أَن تَرِدَ الماءَ يَوْمًا وتَدَعَهُ يَوْمَيْنِ، ثمَّ تردَ اليومَ الرَّابع، وَقيل: هُوَ لثلاثِ ليالٍ وأَربَعَةِ أَيّامٍ. وقدْ أَشارَ إِلَى ذلكَ المُصنِّفُ فِي سِياقِ عِبارَتِهِ معَ تأَمُّلٍ فِيهِ. وَهِي إبِلٌ رَوابِعُ، وكذلكَ إِلَى العِشْرِ.
واسْتَعارَه العَجّاج لوِرْدِ القَطا، فَقَالَ:
(وبَلْدَةٍ يُمْسي قَطاها نُسَّسَا ... رَوابِعاً وقدْرَ رِبْعِ خُمَّسا)
) رَبَعَ فلانٌ يَرْبَعُ رَبْعاً: أَخْصَبَ، من الرَّبيعِ، وَبِه فَسَّرَ بعضٌ حديثَ سُبيعَةَ الأَسلَمِيَّةِ، كَمَا تقدَّمَ قَرِيبا. وَعَلِيهِ الحُمَّى: جاءتْهُ رِبْعاً، بالكَسْرِ، وَقد رُبِعَ، كعُنِيَ، وأُرْبِعَ، بالضَّمِّ، فَهُوَ مَرْبوعٌ ومُرْبَعٌ، وَهِي أَي الرِّبْعُ من الحُمَى أَن تأْخُذَ يَوْمًا وتَدَعَ يَومَيْنِ ثمَّ تجيءَ فِي اليَومِ الرَّابِعِ. قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(لَثِقاً تُجَفْجِفُهُ الصِّبَا وكأَنَّهُ ... شاكٍ تَنكَّرَ وِرْدُهُ مَربوعُ)
وأَرْبَعَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى: لغةٌ فِي رَبَعَت، كَمَا أَنَّ أُرْبِعَ لُغَةٌ فِي رُبِعَ. قَالَ أُسامةُ الهُذَلِيّ: (إِذا بلَغوا مِصْرَهُمْ عُوجِلوا ... مِنَ المَوتِ بالهِمْيَغِ الذَّاعِطِ)

(مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ ... إِذا جَنَّهُ اللَّيْلُ كالنَّاحِطِ)
وَيُقَال: أَرْبَعتُ عَلَيْهِ: أَخَذْتُه رِبْعاً. وأَغَبَّتْه: أخذتُه غِبَّاً. ورجلٌ مُرْبِعٌ ومُغِبٌّ، بكسرِ الْبَاء. قَالَ الأَزْهَرِيّ: فَقيل لَهُ: لمَ قلتَ: أَرْبَعتِ الحُمَّى زَيْدَاً، ثمّ قلتَ: منَ المُرْبِعين، فَجَعَلتَه مَرَّةً مَفْعُولاً ومرَّةً فاعِلاً فَقَالَ: يُقَال: أَرْبَعَ الرجلُ أَيْضا. قَالَ الأَزْهَرِيّ: كلامُ العربِ أَرْبَعَتْ عَلَيْهِ الحُمّى، والرجلُ مُرْبَعٌ، بفَتحِ الْبَاء. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: أَرْبَعَتْه الحُمّى، وَلَا يُقَال: رَبَعَتْه. رَبَعَ الحِمْلَ يَرْبَعُه رَبْعَاً، إِذا أَدْخَلَ المِرْبَعَةَ تَحْتَه، وأخذَ بطَرَفِها، وَأخذ آخَرُ بطرفها الآخر ثمَّ رَفَعَاهُ على الدّابَّةِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: فإنْ لم تكن مِرْبَعَةً أَخَذَ أحدُهما بيدِ صاحبِه، أَي تَحت الحِملِ حَتَّى يَرْفَعاه على الْبَعِير، وَهِي المُرابَعَة. وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ:
(يَا لَيْتَ أمَّ العَمْرِ كَانَت صَاحِبي ... مكانَ مَن أَنْشَا على الركائبِ)

(ورابَعَتْني تَحْتَ لَيْلٍ ضارِبِ ... بساعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ)
أَنْشَا: أصلُه أَنْشَأَ، فلَيَّنَ الهمزةَ للضرورةِ. وَقَالَ أَبُو عمر الزاهدُ فِي اليَواقِيت: أَنْشَأ: أَي أَقْبَل. رَبَعَ القَومَ يَرْبَعُهم رَبْعَاً: أَخَذَ رُبْعَ أموالِهم، مِثلَ عَشَرَهُم عَشْرَاً. رَبَعَ الثلاثةَ: جَعَلَهُم بنَفسِه أَرْبَعةً و: صارَ رابِعَهُم يَرْبُعُ ويَرْبِعُ ويَرْبَع، بالتَّثْليث فيهمَا، أَي فِي كلٍّ من رَبَعَ القومَ، وَرَبَعَ الثلاثةَ. رَبَعَ الجيشَ، إِذا أَخَذَ مِنْهُم رُبْعَ الغَنيمةِ، ومُضارِعُه يَرْبُع، من حدِّ ضَرَبَ فَقَط، كَمَا هُوَ مُقتَضى سِياقِه، وَفِيه مُخالفةٌ لنَقلِ الصَّاغانِيّ. فإنّه قَالَ: رَبَعْتُ القومَ أَرْبُعُهم وأَرْبِعُهم وأَرْبَعُهم، إِذا صِرتَ رابِعَهم أَو أَخَذْتَ رُبْعَ الغَنيمة، قَالَ ذَلِك يونُسُ فِي كتاب اللُّغَات واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الْفَتْح، ثمّ إنّ مصدرَ رَبَعَ الجيشَ رَبْعٌ ورَباعَةٌ. صرَّحَ بِهِ فِي اللِّسان. وَفِي الحَدِيث: أَلَمْ أَجْعَلكَ تَرْبَعُ وتَدْسَعُ أَي تأخذُ المِرْبَاع، وَقد مرَّ الحديثُ فِي دسص وَقيل فِي)
التَّفْسِير: أَي تأخذُ رُبْعَ الغَنيمة وَالْمعْنَى: ألم أَجْعَلْكَ رَئِيسا مُطاعاً كَانَ يُفعَلُ ذَلِك، أَي أَخْذُ رُبْع مَا غَنِمَ الجيشُ فِي الجاهِليَّة، فرَدَّه الإسلامُ خُمُساً، فَقَالَ تَعَالَى جلَّ شَأْنُه: واعْلَموا أنّ مَا غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للهِ خُمُسَه وللرَّسول. رَبَعَ عليهِ رَبْعَاً: عَطَفَ، وَقيل: رَفَقَ. رَبَعَ عَنهُ رَبْعَاً: كَفَّ وأَقْصَرَ. رَبَعَت الإبلُ تَرْبَعُ رَبْعَاً: سَرَحَتْ فِي المرعى، وأكلتْ كَيفَ شاءَتْ وشَرِبَتْ، وَكَذَلِكَ رَبَعَ الرجلُ بِالْمَكَانِ، إِذا نزلَ حيثُ شاءَ فِي خِصبٍ ومَرعىً. رَبَعَ الرجلُ فِي المَاء: تحَكَّمَ كيفَ شَاءَ. رَبَعَ القومَ: تمَّمَهُم بنَفسِه أَرْبَعةً، أَو أَرْبَعينَ، أَو أَرْبَعةً وأَرْبَعين، فعلى الأوّل: كَانُوا ثَلَاثَة فكمَّلَهم أَرْبَعةً، وعَلى الثَّانِي: كَانُوا تِسعةً وثلاثينَ فكمَّلَهم أَرْبَعين، وعَلى الثَّالِث: كَانُوا ثَلَاثَة وَأَرْبَعين فكمَّلَهم أَرْبَعةً وأَرْبَعين. رَبَعَ بِالْمَكَانِ: اطمأَنَّ وأقامَ. قَالَ الأَصْبَهانيّ فِي المُفردات وأصلُ رَبَعَ: أقامَ فِي الرَّبيع، ثمّ تُجُوِّزَ بِهِ فِي كلِّ إقامةٍ، وكلِّ وَقْتٍ، حَتَّى سُمِّي كلُّ مَنْزِلٍ رَبْعَاً، وإنْ كَانَ ذَلِك فِي الأصلِ مُختَصّاً بالرَّبيع. ورُبِعوا، بالضَّمّ: مُطِروا بالرَّبيع، أَي أصابَهُم مَطَرُ الرّبيع، وَمِنْه قولُ أبي وَجْزَةَ:
(حَتَّى إِذا مَا إيالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً ... وَقد رَبَعْنَ الشَّوى مِن ماطِرٍ ماجِ) أَي أَمْطَرْن، ومِن ماطِرٍ: أَي عَرَقٍ مَأْج، أَي مِلْح. يَقُول: أَمْطَرْنَ قَوائِمَهُنَّ مِن عَرَقِهِنَّ.
والمِرْبَع والمِرْبَعَة، بكَسرِهما، الأُولى عَن ابنِ عَبّادٍ وصاحبِ المُفردات: العَصا الَّتِي تُحمَلُ بهَا الْأَحْمَال. وَفِي الصِّحَاح: عُصَيَّةٌ يَأْخُذُ رَجُلانِ بطَرَفَيْها ليَحمِلا الحِملَ ويَضعاه على ظَهْرِ الدّابَّةِ.
وَفِي المُفردات: المِرْبَع: خَشَبٌ يُرْبَعُ بِهِ، أَي يُؤخَذُ الشيءُ بِهِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَمِنْه قولُ الراجز:
(أَيْن الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ ... وأينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ)
مَرْبَعٌ، كَمَقْعَدٍ: ع، قيل هُوَ جبلٌ قُربَ مكَّةَ. قَالَ الأَبَحُّ بنُ مُرَّة أَخُو أبي خِراشٍ:
(عليكَ بَني مُعاوِيَةَ بنِ صَخْرٍ ... فَأَنْتَ بمَرْبَعٍ وهمُ بضِيمِ)
والرِّوايةُ الصَّحِيحَة: فَأَنْتَ بعَرْعَرٍ. مِرْبَع، كمِنْبَرٍ بنُ قَيْظِيّ بنِ عمروٍ الأنصاريّ الحارثيّ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ المالُ الَّذِي بالمدينةِ فِي بَني حارِثَة، لَهُ ذِكرٌ فِي الحَدِيث، وَهُوَ والِدُ عَبْد الله، شَهِدَ أُحُداً، وقُتِلَ يومَ الجِسْر، وعبدِ الرَّحْمَن شَهِدَ أُحُداً وَمَا بَعْدَها، وقُتِلَ مَعَ أخيهِ يومَ الجِسْرِ، وزَيدٍ نَقَلَه الحافظُ فِي التبصير. وَقَالَ يَزيدُ بنُ شَيْبَان: أَتَانَا ابنُ مِرْبَعٍ ونحنُ بعَرَفَةَ. يَعْنِي هَذَا، ومُرَارَة، ذَكَرَه ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبيّ الصَّحابِيِّين، وَكَانَ أبوهم مِرْبَعٌ أَعْمَى مُنافِقاً، رَضِيَ الله عَن) بَنيه. مِرْبَع: لقَبُ وَعْوَعَةَ بنِ سعيد بنِ قُرْطِ بنِ كَعْبِ بنِ عَبْدِ بن أبي بَكْرِ بنِ كِلاب روايةِ جَريرٍ الشَّاعِر، وَفِيه يقولُ جَريرٌ:
(زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مِرْبَعاً ... أَبْشِرْ بطُولِ سَلامَةٍ يَا مِرْبَعُ)
وأرضٌ مَرْبَعةٌ، كَمَجْمَعَةٍ: ذاتُ يَرابيعَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَذُو المَرْبَعِيّ: قَيْلٌ من الأَقْيال.
والمِرْباع، بالكَسْر، المكانُ يَنْبُتُ نَبْتُه فِي أوّلِ الرَّبيع. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(بأَوَّلِ مَا هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ ... بأَجْرَع مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ)
وَيُقَال: رُبِعَت الأرضُ فَهِيَ مَرْبُوعةٌ، إِذا أصابَها مَطَرُ الرّبيع. ومُرْبِعَةٌ ومِرْباعٌ: كثيرةُ الرَّبيع.
المِرْباع: رُبُعُ الغَنيمةِ الَّذِي كَانَ يأخذُه الرئيسُ فِي الجاهليّة، مأخوذٌ من قولِهم: رَبَعْتُ الْقَوْم، أَي كَانَ القومُ يَغْزُونَ بَعْضَهم فِي الجاهليّة، فَيَغْنَمون، فيأخذُ الرئيسُ رُبُعَ الغَنيمةِ دون أصحابِه خالِصاً، وَذَلِكَ الرُّبُعُ يُسمّى المِرْباع. ونقلَ الجَوْهَرِيّ عَن قُطرُب: المِرْباع: الرُّبُع، والمِعْشار: العُشْر، قَالَ: وَلم يُسمَعْ فِي غيرِهما. قَالَ عَبْد الله بنُ غَنَمَةَ الضَّبِّيِّ:
(لكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصَّفايا ... وحُكمُكَ والنَّشيطةُ والفُضولُ)
وَفِي الحَدِيث قَالَ لعَدِيّ بنِ حاتمٍ قبلَ إسلامِه: إنّك لتأكلُ المِرْباعَ وَهُوَ لَا يحِلُّ لكَ فِي دِينِك. المِرْباع: الناقةُ المُعتادةُ بِأَن تُنتَجَ فِي الرّبيع. ونَصُّ الجَوْهَرِيّ ناقةٌ مُرْبِعٌ: تُنتَجُ فِي الرّبيع، فَإِن كَانَ ذَلِك عَادَتهَا فَهِيَ مِرْباعٌ، أَو هِيَ الَّتِي تَلِدُ فِي أوّلِ النِّتاج، وَهُوَ قولُ الأَصْمَعِيّ.
وَبِه فُسِّرَ حديثُ هشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ فِي وَصْفِ نَاقَة: إنّها لهِلْواعٌ مِرْباعٌ، مِقْراعٌ مِسْياعٌ، حَلْبَانةٌ رَكْبَانةٌ، وَقيل المِرْباع: هِيَ الَّتِي ولَدُها مَعهَا، وَهُوَ رِبْعٌ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تُبَكِّرُ فِي الحَمل.
والأربَعَةُ فِي عددِ المُذَكَّر، والأرْبَعُ فِي عددِ المُؤنَّث، وَالْأَرْبَعُونَ فِي العددِ بعد الثَّلَاثِينَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَرْبَعينَ سَنَةً يتِيهونَ فِي الأَرْض وَقَالَ: أَرْبَعينَ لَيْلَة. والأَرْبِعاءُ من الأيّام: رابِعُ الأيّامِ من الأحَد، كَذَا فِي المُفرَدات، وَفِي اللِّسان: من الأُسبوع، لأنّ أوّل الأيّام عندَهم يَوْمُ الأحَد، بدَليل هَذِه التَّسْمِيَة، ثمّ الِاثْنَان، ثمَّ الثُّلَاثَاء، ثمّ الأَرْبِعاء، ولكنّهم اخْتَصُّوه بِهَذَا الْبناء، كَمَا اختصُّوا الدَّبَران والسِّماك لِما ذهَبوا إِلَيْهِ من الفَرْق مُثَلَّثَةَ الباءِ مَمْدُودةً. أمّا فَتْحُ الباءِ فقد حُكِيَ عَن بعضِ بَني أسَدٍ، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَهَكَذَا ضَبَطَه أَبُو الحسنُ مُحَمَّد بنُ الْحُسَيْن الزُّبَيْديّ فِيمَا استدركَه على سِيبَوَيْهٍ فِي الأبنِيَة، وَقَالَ: هُوَ أَفْعَلاء، بفتحِ العَين. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: يَوْمُ الأَرْبُعاء، بالضَّمّ، لغةٌ فِي الفتحِ والكَسر. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن قَالَ: أَرْبِعاء حَمَلَه على أَسْعِداء،)
وهما أَرْبِعاءان، ج: أَرْبِعاءاتٌ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَحكى عَن بعضِ بني أسَدٍ فتح الباءِ فِي الأربَعاءِ والتَّثْنية أَرْبَعاوان. حُمِلَ على قياسِ قَصْبَاءِ وَمَا أَشْبَهها. وَقَالَ الفَرّاءُ عَن أبي جَخادِب: تَثْنِيةُ الأربَعاءِ أَرْبَعاءان، والجَمعُ أَرْبَعاءات، ذهبَ إِلَى تذكيرِ الِاسْم. وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: كَانَ أَبُو زِيَاد يَقُول: مضى الأَرْبَعاءُ بِمَا فِيهِ، فيُفرِدُه ويُذَكِّرُه. وَكَانَ أَبُو الجَرّاح يَقُول: مَضَتِ الأربعاءُ بِمَا فيهِنَّ، فيُؤَنِّثُ ويَجمَع، يُخرِجُه مُخرَجَ الْعدَد. وَقَالَ القُتَيْبِيّ: لم يَأْتِ أَفْعِلاء إلاّ فِي الجَمع، نَحْو أَصْدِقاء وأَنْصِباء، إلاّ حرفٌ واحدٌ لَا يُعرَفُ غيرُه، وَهُوَ الأَرْبِعاء. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَقد جاءَ أَرْمِداء، كَمَا فِي العُباب. قَالَ شَيْخُنا: وأَفصحُ هَذِه اللُّغَاتِ الكَسرُ، قَالَ: وَحكى ابنُ هشامٍ كَسْرَ الهمزةِ مَعَ الباءِ أَيْضا، وكَسْرَ الهمزةِ وفَتحَ الْبَاء، فَفِي كلامِ المُصَنِّف قُصورٌ ظَاهر. انْتهى. قَالَ اللِّحْيانيُّ: قَعَدَ فلانٌ الأُرْبُعاءُ والأُرْبُعاوَى، بضمِّ الهمزةِ والباءِ مِنْهُمَا، أَي مُتَرَبِّعاً. وَقَالَ غيرُه: جَلَسَ الأُرْبَعا، بضمِّ الهمزةِ وفَتحِ الباءِ والقَصْر، وَهِي ضَرْبٌ من الجِلَسِ، يَعْنِي جَمْعَ جِلسَة.
وَحكى كُراع: جَلَسَ الأُرْبَعاوى، أَي مُتَرَبِّعاً، قَالَ: وَلَا نَظيرَ لَهُ. قَالَ القُتَيْبيّ: لم يَأْتِ على أُفْعُلاءِ إلاّ حرفٌ واحدٌ، قَالُوا: الأُرْبُعاء. وَهُوَ أَيْضا: عمودٌ من: عُمُدِ البِناء. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَال: بَيْتٌ أُرْبُعاواء، على أُفْعُلاء، بالضَّمّ والمَدّ، أَي على عَمُودَيْنِ وثلاثةٍ وأربَعَةٍ وواحدةٍ، قَالَ: والبُيوتُ على طريقتَيْن وثلاثٍ وأرْبَعٍ، وطريقةٍ وَاحِدَة، فَمَا كَانَ على طريقةٍ واحدةٍ فَهُوَ خِباءٌ، وَمَا زادَ على طريقةٍ واحدةٍ فَهُوَ بَيْتٌ، والطريقةُ: العَمودُ الْوَاحِد، وكلُّ عمودٍ طريقةٌ، وَمَا كَانَ بَين عمودَيْن فَهُوَ مَتْنٌ، وَحكى ثَعْلَب: بنى بَيْتَه على الأَرْبُعاءِ وعَلى الأَرْبُعاوى وَلم يَأْتِ على هَذَا المثالِ غيرُه: إِذا بَناه على أَرْبَعةِ أَعْمِدةٍ. والربيعُ: جُزءٌ من أجزاءِ السَّنَة، وَهُوَ عِنْد العربِ رَبيعان: رَبيع ُ الشُّهور، ورَبيعُ الأَزمِنَة. فرَبيعُ الشُّهُور: شَهْرَانِ بَعْدَ صَفَر سُمِّيا بذلك لأنّهما حُدَّا فِي هَذَا الزَّمن، فلَزِمَهُما فِي غيرِه، وَلَا يُقَال فيهمَا إلاّ شَهْرُ رَبيعٍ الأوّل، وشهرُ رَبيعٍ الآخِر. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العربُ تَذْكُرُ الشهورَ كلّها مُجرَّدةً، إلاّ شَهْرَيْ رَبيعٍ، وشهرَ رَمَضَان.
وأمّا ربيعُ الأزمنةِ فرَبيعان: الرَّبيعُ الأوّل وَهُوَ الفَصلُ الَّذِي يَأْتِي فِيهِ النَّوْرُ والكَمْأَة، وَهُوَ رَبيعُ الكَلإِ. والرَّبيعُ الثَّانِي، وَهُوَ الفصلُ الَّذِي تُدرِكُ فِيهِ الثِّمارُ، أَو هُوَ أَي، وَمن العربِ من يُسمّي الفَصلَ الَّذِي تُدرِكُ فِيهِ الثِّمار، وَهُوَ الخريف الرَّبيع الأوّل، ويُسمّى الفَصلَ الَّذِي يَتْلُو الشتاءَ وَيَأْتِي فِيهِ الكَمْأَةُ والنَّوْرُ الرَّبيعَ الثَّانِي، وكلُّهم مُجمِعونَ على أنّ الخريفَ هُوَ الرَّبيع. وَقَالَ أَبُو حنيفةَ: يُسمّى قِسْما الشتاءِ رَبيعَيْن: الأوّلُ مِنْهُمَا: رَبيعُ الماءِ والأمطار، وَالثَّانِي: ربيعُ النَّباتِ)
لأنّ فِيهِ يَنْتَهي النباتُ مُنتَهاه. قَالَ: والشتاءُ كلُّه رَبيعٌ عِنْد العربِ لأجلِ النَّدى. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ يصفُ ظَبْيَةً:
(بِهِ أَبْلَتْ شَهْرَيْ رَبيعٍ كِلَيْهِما ... فَقَدْ مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقْتِرارُها)
بِهِ أَي بِهَذَا الْمَكَان. أَبْلَتْ: جَزَأَتْ. أَو السنةُ عِنْد العربِ سِتّةُ أَزْمِنةٍ: شَهْرَانِ مِنْهَا الرَّبيعُ الأوّل، وشَهْرَانِ صَيْفٌ، وشَهْرَانِ قَيْظٌ، وشَهْرَانِ الرَّبيعُ الثَّانِي، وشَهْرَانِ خريفٌ، وشَهْرَان شِتاءٌ، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي الغَوْث. وأنشدَ لسَعدِ بنِ مالكِ بنِ ضُبَيْعةَ:
(إنّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أَفْلَحَ مَن كَانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ)رَبيعٌ: صَحابِيُّون، رَضِي الله عَنْهُم. رِبْعِيُّ بنُ حِراشٍ: تابعِيٌّ يُقَال: أَدركَ الجاهليَّةَ، وأَكْثَرَ الصَّحابة، تقدَّم ذِكرُه فِي حر) ش. وَكَذَا ذِكْرُ أَخَوَيهِ مَسعود والرَّبيع. روَى مَسعودٌ عَن أَبي حُذَيْفَةَ، وأَخوه الَّذِي تكلَّمَ بعدَ المَوْتِ، فَكَانَ الأَولَى ذِكرَه عِنْد أَخيهِ، والتَّنويهَ بشأْنِهِ لأَجل هَذِه النُّكْتَةِ، وَهُوَ أَوْلَى من ذِكْرِ مِرْبَع بأَنَّه كانَ أَعمى مُنافِقاً. فتأَمَّلْ. ورِبْعِيَّةُ القَومِ: مِيرَتُهم أَوَّل الشتاءِ، وَقيل: الرِّبْعِيَّة: مِيرَةُ الرَّبيع، وَهِي أَوَّل المِيَرِ، ثمَّ الصَّيفِيَّةُ، ثمَّ الدّفَئِيَّة، ثمَّ الرَّمَضِيَّةُ. وجَمْعُ الرَّبيعِ: أَرْبِعاءُ، وأَرْبِعَةٌ، مثلُ نَصيبٍ، وأَنصِباءَ، وأَنصِبَةٍ، نَقله الجَوْهَرِيّ. يُجمَعُ أَيضاً على رِباعٍ، عَن أَبي حَنيفَةَ، أَو جَمْعُ رَبيعِ الكَلأِ أَرْبِعَةٌ، وجَمْعُ ربيعِ الجَداوِلِ، جَمْعَ جَدْوَلٍ، وَهُوَ النَّهر الصَّغير، كَمَا سيأْتي للمصنِّف أَربِعاءُ، وَهَذَا قولُ ابْن السِّكِّيت، كَمَا نقلَه الجَوْهَرِيّ، وَمِنْه الحَدِيث أَنَّهم كَانُوا يُكرُونَ الأَرْضَ بِمَا يَنْبُتُ على الأَرْبِعاءِ، فنُهِيَ عَن ذَلِك. أَي كَانُوا يُكرُونَ الأَرضَ بشيءٍ مَعلومٍ، ويَشترطون بعدَ ذلكَ على مُكتَريها مَا يَنْبُتُ على الأَنهار والسَّواقي. أَمّا إكْراؤُها بدراهِمَ أَو طَعامٍ مَسمَّىً، فَلَا بأْسَ بذلكَ. وَفِي حديثٍ آخر: أَنَّ أَحدَهم كَانَ يشترِطُ ثلاثةَ جَداوِلَ، والقُصارَةَ، وَمَا سَقى الرَّبيع، فنُهوا عَن ذَلِك. وَفِي حَدِيث سهل بنِ سَعدٍ: كَانَت لنا عَجوزٌ تأْخُذُ من أُصولِ سِلْقٍ كنَّا نَغرِسُه على أَرْبِعائِنا. ويَوْمُ الرَّبيعِ: من أَيّام الأَوسِ والخَزْرَج، نُسِبَ إِلَى مَوضِع بالمدينةِ من نَوَاحِيهَا. قَالَ قيس بن الخَطيمِ:
(ونَحْنُ الفَوارِسُ يومَ الرَّبي ... عِ قد عَلِموا كيفَ فُرْسانُها) وأَبو الرَّبيعِ: كُنيَةُ الهُدْهُدِ، لأَنَّه يَظْهَرُ بظُهورِهِ، وكُنيَةُ جَماعَةٍ من التَّابِعين والمُحَدِّثين، بل وَفِي الصَّحابَةِ رَجُلٌ اسْمه أَبو الرَّبيعِ، وَهُوَ الَّذِي اشْتَكَى فعادَه النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، وأَعطاه خَميصَةً. أَخرَج حديثَه النِّسائيّ. وَمن التَّابعين: أَبو الرَّبيع المَدَنيّ، حديثُه فِي الكُوفِيّينَ، روَى عَن أَبي هُريْرَةَ، وَعنهُ علقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ. وَمن المُحَدِّثينَ: أَبو الرَّبيعِ المَهْرِيُّ الرَّشْدينِيّ، هُوَ سليمانُ بنُ داوودَ بنِ حَمَّادِ بنِ عَبْد الله بنِ وَهْبٍ، روَى عَنهُ أَبو داوودَ. وأَبو الرَّبيع الزَّهرانِيّ، اسمُه سليمانُ بنُ داوودَ، عَن حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعنهُ البُخارِيُّ ومسلِمٌ. وأَبو الرَّبيعِ السَّمّان، اسمُه أَشْعَثُ بنُ سعيد، روَى عَن عاصِمِ بنِ عُبَيدٍ، وَعنهُ وَكِيعٌ. ضَعَّفُوه. والرَّبيعُ، كأَميرٍ: سَبعةٌ صَحابِيُّون، وهم: الرَّبيعُ بنُ عَدِيِّ بنِ مالِكٍ الأَنصارِيّ، شَهِدَ أُحُداً، قَالَه ابنُ سَعْدٍ، والرَّبيع بنُ قارِبٍ العَبْسِيّ، لَهُ وِفادَةٌ، ذكرَه الغسَّانِيّ، والرَّبيع بنُ مُطَرِّفٍ التَّميميّ الشَّاعِر، شَهِدَ فتحَ دِمشقَ، والرَّبيع بنُ النُّعمان بنِ يَساف، قَالَه العديّ، والرَّبيع بن النُّعمان أَنصارِيٌّ أُحُدِيٌّ، ذكرَه الأَشيريّ. والرَّبيع بن سهل بن الْحَارِث الأَوْسِيّ الظَّفَرِيّ، شهدَ أُحُداً. والرَّبيع بن ضَبُعٍ)
الفَزارِيّ، قَالَه ابنُ الجَوْزِيّ، عاشَ ثلاثمائةٍ وستِّينَ سنة، مِنْهَا سِتُّونَ فِي الْإِسْلَام، فهؤلاءِ السَّبْعَةُ الذينَ أَشارَ إِلَيْهِم. وأَمّا الرَّبيع بن مَحْمُود الماردِينيّ فإنَّه كَذَّابٌ، ظهَرَ فِي حُدودِ سنة تِسْعٍ وتِسعين وَخَمْسمِائة، وادَّعَى الصُّحْبَةَ، فلْيُحْذَرْ مِنْهُ.المَطَرُ يكونُ بعدَ الوَسْمِيِّ، وَبعده الصَّيْف، ثمَّ الحَميمُ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: والمَطَرُ عندَهم رَبيعٌ مَتى جاءَ، والجَمْعُ أَرْبِعَةٌ، ورِباعٌ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وسَمِعْتُ العَرَب يَقُولُونَ لأَوَّل مَطَرٍ يَقع بالأَرضِ أَيّام الخريف: رَبيعٌ، وَيَقُولُونَ إِذا وقَعَ رَبيعٌ بالأَرضِ بَعَثْنا الرُّوَّادَ، وانْتَجَعْنا مَساقِطَ الغَيْثِ. قَالَ ابْن دُرَيد: الرَّبيعُ: الحَظُّ من الماءِ للأرضِ مَا كانَ، وَقيل: هُوَ الحَظُّ مِنْهُ رُبْعَ يَومٍ أَو ليلَةٍ، وَلَيْسَ بالقَوِيِّ. يُقالُ: لفلانٍ مِنْ، وَفِي بعضِ النُّسَخ: فِي هَذَا المَاء رَبيعٌ، أَي حَظٌّ. الرَّبيعُ: الجَدْوَلُ، وَهُوَ النَّهر الصَّغير، وَهُوَ السَّعيدُ أَيضاً. وَفِي الحَدِيث: فعَدَلَ إِلَى الرَّبيعِ فتَطَهَّرَ. وَفِي حديثٍ آخرَ: بِمَا يَنْبُتُ على رَبيعِ السَّاقِي، هَذَا من إِضَافَة الموصوفِ إِلَى الصِّفَةِ، أَي النَّهر الَّذِي)
يسْقِي الزَّرْعَ، وأَنشدَ الأَصمعيُّ قَول الشَّاعِر:
(فُوهُ رَبيعٌ وكَفُّهُ قَدَحٌ ... وبَطْنُهُ حينَ يَتَّكِي شَرَبَهْ)

(يَسَّاقَطُ النّاسُ حَولَهُ مَرَضاً ... وَهُوَ صَحيحٌ مَا إنْ بهِ قَلَبَهْ)
أَرادَ بقولِه: فُوهُ ربيعٌ، أَي نَهْرٌ، لكَثرةِ شُرْبِه، والجَمْعُ أَربِعاءُ. الرَّبيعَةُ، بهاءٍ: حَجَرٌ تُمْتَحَنُ بإشالَتِهِ، ويُجَرِّبونَ بِهِ القُوَى، وَقيل: الرَّبيعة: الحَجَر المَرفوع، وَقيل: الَّذِي يُشالُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: يُقال ذَلِك فِي الحَجَر خاصَّةً. الرَّبيعَةُ: بَيْضَةُ الحَديدِ، وأَنشدَ الليثُ: رَبيعَتُه تَلوحُ لَدَى الهِياجِ قَالَ ابْن الأَعرابيّ: الرَّبيعة: الرَّوْضَة.رَبيعَةُ: ثلاثونَ صحابِيَّاً رَضِي الله عَنْهُم، وهُم: رَبِيعة بن أَكثم، وَرَبِيعَة بن الحارثِ الأوسي وَرَبِيعَة بن الحارثِ الأَسْلَمِيّ، وَرَبِيعَة بن الْحَارِث بن عبد المُطَّلب، وَرَبِيعَة بن حُبَيْشٍ، وَرَبِيعَة خَادِم رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، وَرَبِيعَة بن خِراش، وربيعةُ بن أَبي خَرَشَةَ، ورَبيعَةُ بن خُويلد، وربعةُ بنُ رُفَيْعِ بن أَهبانِ، ورَبيعةُ بن رُواء العَنَسِيّ، وَرَبِيعَة بنُ رُفَيْعٍ يأْتي ذِكره فِي رفع وَرَبِيعَة بن رَوْحٍ، وربيعةُ بن زُرْعَةَ،)
وَرَبِيعَة بن زيادٍ، وربيعةُ بن سَعدٍ، وَرَبِيعَة بن السَّكَن ورَبيعة بن يَسارٍ، وَرَبِيعَة بن شرحبيلَ، وَرَبِيعَة بن عامِرٍ، وربيعةُ بن عِبادٍ وربيعةُ بن عَبْد الله، وربيعةُ بن عُثمانَ، وربيعةُ بن عَمروٍ الثَّقفيُّ، وربيعةُ بنُ عَمْروٍ الجُهَنِيُّ، وربيعةُ بنُ عَيْدانَ، وربيعةُ بن الفِراسِ، وربيعَةُ بنُ الفَضْلِ، وربيعةُ بنُ قَيْسٍ، وربيعةُ بن كَعْبٍ. والرَّبائع: أَعلامٌ مُتَقاوِدَةٌ قُربَ سَميراءَ، وسَميراءُ: من مَنازل حاجِّ الْكُوفَة. قَالَ الشَّاعر:
(جَبَلٌ يَزيدُ على الجِبالِ إِذا بَدا ... بينَ الرَّبائعِ والجُثومِ مُقيمُ)
والرُّبْع، بالضَّمِّ، ويُثَقَّلُ، فيقالُ: الرُّبُعُ بضمَّتين، مثالُ عُسْرٍ وعُسُرٍ، نَقله الجَوْهَرِيّ هَكَذَا. يُقال أَيضاً: الرَّبيع، كأَميرٍ، كالعَشيرِ والعُشْرُ: جُزءٌ من أَربَعَةٍ، يَطَّرِدُ ذَلِك فِي هَذِه الكَسورِ عندَ بعضِهم. قَالَ الله تَعَالَى: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمّا تَرَكْتُمْ. وجَمْعُ الرَّبيعِ رُبُعٌ، بضمَّتين، وجَمْعُ الرُّبْعِ، بلُغَتَيْهِ: أَرْباعٌ ورُبوعٌ. الرُّبَعُ، كصُرَدٍ: الفَصيل يُنْتَجُ فِي الرَّبيع، وَهُوَ أولُ النَّتاجِ، ورَبَعَ، أَي وَسَّعَ خَطْوَهُ وعَدا. قَالَ الأَعشى يصف ناقتَه:
(تَلوِي بعِذْقِ خِصابٍ كُلَّما خَطَرَتْ ... عَن فَرْجِ مَعقُومَةٍ لمْ تَتَّبِعْ رُبَعا)
ج: رِباعٌ، وأَرباعٌ، كرُطَبٍ ورِطابٍ وأَرطاب، وَهِي بهاءٍ، ج: رُبَعاتٌ ورِباعٌ، قَالَ الرَّاجِز:
(وعُلْبَةٍ نازَعْتُها رِباعِي ... وعُلْبَة عندَ مَقيلِ الرَّاعي)
وَفِي الحَدِيث: مُرِي بَنيكِ أَنْ يُحْسِنوا غِذاءَ رِباعِهم وإحسانُ الغِذاءِ أَلاّ يُسْتَقْصَى حَلَبُ أُمَّهاتِها، إبْقَاء عَلَيْهَا. وَقَالَ الشَّاعِر:
(سَوفَ تَكفي من حُبِّهِنَّ فَتاةٌ ... تَرْبُقُ البَهْمَ أَو تَخُلُّ الرِّباعا)
أَي تَخُلُّ اَلْسِنَةَ الفِصالِ، تَشُقَّها وتَجعلُ فِيهَا عُوداً، لئلاّ تَرْضَعَ. وَمعنى تَرْبُق، أَي تَشُدُّ البَهْمَ عَن أُمَّهاتِها لئلاّ تَرْضَعَ، ولئلاّ تَفَرَّقَ، فكأَنَّ هَذِه الفتاةَ تَخدُمُ البَهْمَ والفِصالَ. والرِّباعُ فِي جَمعِ رُبَعٍ شاذٌّ، وكذلكَ أَرْباعٌ، لأَنَّ سِيبَوَيْهٍ قَالَ: إنَّ حُكْمَ فُعَلٍ أَنْ يُكَسَّرَ على فِعْلانٍ فِي غَالب الأَمْرِ. فَإِذا نُتِجَ فِي آخر النِّتاجِ فهُبَعٌ، وَهِي هُبَعَةٌ، وَمِنْه قولُهم: مَا لَهُ هُبَعٌ وَلَا رُبَعٌ، وسيأْتي فِي موضعِه، وإنَّما تعرَّضَ لَهُ هُنَا اسْتِطْراداً على خِلاف عادَتِهِ. ورِبْعٌ، بالكَسْر: رَجُلٌ من هُذَيْلٍ، ثمَّ من بني حارثٍ، وَهُوَ والِدُ عبدِ مَنافٍ، ويُقال: عَبد مَناةَ، أَحَدِ شُعراءِ هُذَيْلٍ. قَالَ ساعِدَةُ:
(مَاذَا يُفيدُ ابْنَتِي رِبْعٍ عَويلُهُما ... لَا تَرْقُدانِ وَلَا بُؤْسَى لِمَنْ رَقَدا)
والرِّباعَةُ، بِالْفَتْح، وتُكسَرُ: شَأْنُكَ. وَقيل: حالُكَ الَّتِي أَنْتَ رابِعٌ، أَي مُقيمٌ علَيْها، والمُرادُ بِهِ أَمرُه)
الأَوَّلُ. قَالَ يَعْقُوب: وَلَا تكونُ فِي غير حُسْنِ الحالِ، أَو على رَباعَتِكَ، أَي طريقَتِكَ، أَو اسْتِقامَتِكَ. وَفِي كِتَابه للمهاجِرينَ والأَنصار: إنَّهم أُمَّةٌ واحِدَةٌ على رَباعَتِهِم، أَي على اسْتِقامَتهم، يريدُ أَنَّهم على أَمرهِم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ. رَباعَتُكَ: قبيلَتُكَ أَو فَخِذُكَ، أَو يُقَال: هُمْ على رَباعَتِهم، بِالْفَتْح، ويُكْسَرُ، ورَباعِهِم، ورَبَعاتِهم، محرَّكَةً، ورَبِعاتِهم، ككَتِفٍ، ورَبِعَتِهِمْ، كعِنَبَةٍ، أَي حالةٍ حَسَنةٍ من اسْتِقامَتِهمْ. أَو أَمْرُهُم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ أَوّلاً، ورَبَعاتِهِمْ، مُحَرَّكَة، وتُكسَر الْبَاء أَي منازِلُهُم، عَن ثَعْلَبٍ. وَقَالَ الفرَّاءُ: النّاسُ على سكَناتِهم ونَزَلاتِهم، ورَباعَتِهم، ورَبَعاتِهم، يَعْنِي على اسْتِقامَتِهِم. ووَقَعَ فِي كتابِ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لِيَهُودَ: على رِبْعَتِهِمْ بالكَسْر، هَكَذَا وُجِدَ فِي سيرة ابْن إسحاقَ، وعَلى ذلكَ فَسَّرَه ابنُ هشامٍ. والرِّباعة، بالكَسر: نَحوٌ من الحِمالَةِ. وَهُوَ على رِباعَةِ قومِه، أَي سيِّدُهم. ويقالُ: مَا فِي بني فُلانٍ مَنْ يَضْبطُ رِباعَتَهُ غيرُ فلانٍ، أَي أَمْرَهُ وشأْنَهُ الَّذِي عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو الْقَاسِم الأَصبهانِيّ: استُعيرَ الرِّباعةُ للرِّياسَةِ اعْتِبَارا بأَخْذِ المِرْباع، فَقيل: لَا يُقيمُ رِباعَةَ القَوْمِ غيرُ فلانٍ. وَقَالَ الأَخطل يَمدَح مَصْقَلَةَ بنَ رَبيعَةَ:
(مَا فِي مَعَدٍّ فَتىً تُغْنِي رِباعَتُهُ ... إِذا يَهُمُّ بِأَمْرٍ صالِحٍ عَمِلا)
والرَّبْعَةُ، بِالْفَتْح: الجُونَةُ، جُونَة العَطَّارِ، وَفِي حَدِيث هِرَقْلَ: ثُمَّ دَعَا بشيءٍ كالرَّبْعَةِ العَظيمَةِ، الرَّبْعَةُ: إناءٌ مُرَبَّعٌ كالجُونَةِ. قَالَ الأَصبهانيّ: سُمِّيَتْ لكونِها فِي الأَصلِ ذاتَ أَرْبَعِ طاقاتٍ، أَو لكونِها ذاتَ أَرْبَعِ أَرْجُل، وَقَالَ خَلَفُ بنُ خليفَةَ:
(وَقد كانَ أَفضَلَ مَا فِي يديكَ ... مَحاجِمُ نُضِّدْنَ فِي رَبْعَه)
قَالَ الصَّاغانِيُّ: أَمَّا الرَّبْعَةُ بمَعنى صُندوق فِيهِ أَجزاء المُصْحَفِ الْكَرِيم، فإنَّ هَذِه مُوَلَّدَةٌ لَا تَعرِفُها العَرَب، بل هِيَ اصطِلاحُ أَهل بغدادََ، أَو كأَنَّها مأْخوذَةٌ من الأُولَى، وَإِلَيْهِ مالَ الزَّمخشريّ فِي الأَساس. الرَّبْعَةُ: حَيٌّ من الأَسَدِ، بِسُكُون السِّين، وهم بَنو الرَّبْعَةِ بنِ عَمروٍ مُزَيْقِياءَ، قَالَه شيخُ الشَّرَفِ النَّسَّابَةُ. مِنْهُم أَبو الجَوزاءِ أَوسُ بنُ عَبْد اللهِ الرَّبْعِيُّ التّابِعِيُّ، روَى عَن ابنِ عبّاس، وَعنهُ عَمرو بن مالكٍ اليَشْكُرِيّ، وَقد تقدَّم ذِكرُه فِي جوز، هَكَذَا ضبطَه ابنُ نُقطَةَ بتسْكين الباءِ، نقلا عَن خَطِّ مُؤتَمَنٍ السَّاجِيّ، وخالفَه ابْن السَّمعانِيّ، فضبطَه بالتَّحريكِ، وتَبِعَهُ ابْن الأَثيرِ. قلْتُ: وَهَكَذَا رأَيته بخَطِّ ابْن المُهندس مُحرَّكَةً، وَكَذَلِكَ هُوَ مَضبوطٌ فِي المُقدِّمَة الفاضِليَّة بخطِّ الإِمَام المُحَدِّث عبد القادِرِ التَّميمِيّ، رَحمَه الله تَعَالَى. الرَّبْعَةُ، بالتَّحريكِ: أَشَدُّ الجَرْيِ، أَو أَشَدُّ عَدْوِ الإبلِ، أَو ضَرْبٌ من عَدْوِهِ وليسَ بالشَّديد، وبالمعنى الثَّانِي فُسِّرَ قولُ) أَبي دُوَادٍ الرُّؤاسِيّ فِيمَا أَنشدَه الأَصمعيّ:
(واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفوارِسِ بالدِّئدَاءِ والرَّبَعَهْ)
وَفِي اللِّسَان: وَهَذَا البيتُ يُــضرَبُ مثَلاً فِي شِدَّة الأَمر، يَقُول: رَكِبَتْ هَذِه المَرأَةُ الَّتِي لَهَا بنونَ فوارِسُ بَعيراً من عُرْضِ الإبِلِ لَا مِنْ خِيارِها. وَفِي العُبابِ: قَالَ ابْن دُريد: يَقُول: إنَّ هَذِه قد أُغيرَ عَلَيْهَا فرَكِبَتْ من الدَّهَشِ بَعيراً عُلُطاً بِلَا خِطامٍ، فحمَلَتْهُ على الدِّئْداءِ والرَّبَعَةِ، وهما أَشَدُّ العَدْوِ، وبَنُوها فَوارِسُ لَمْ يَحموها، فَإِذا كَانَت أُمُّ الفَوارِسِ هَذِه حالُها، فغيرُها أَسْوأُ حَالا مِنْهَا.
الرَّبَعَةُ: حَيٌّ من الأَزْدِ. قَالَ ابنُ دُريد: الرَّبَعَة: المَسافَةُ بينَ أَثافِي القِدْرِ الَّتِي يَجتَمِعُ فِيهَا الجَمْرُ، قَالَ: وذَكَروا عَن الخَليل أَنَّه قَالَ: كَانَ مَعنا أَعرابِيٌ على خِوانٍ، فَقُلْنَا: مَا الرَّبْعَةُ: فأدْخَلَ يَدَهُ تحتَ الِخِوانِ فَقَالَ: بَين هذهِ القوائمِ رَبَعَةٌ. والرَّوْبَعُ، كجَوْهَرٍ: الضَّعيفُ الدنيءُ، قَالَه ابْن دُريدٍ، وأَنشدَ لرُؤْبَةَ: على إسْتِه رَوْبَعَةً أَو رَوْبَعا الرَّوْبَعَةُ، بهاءٍ: القصيرُ من الرِّجالِ، وتصَحَّفَ على الجَوْهَرِيّ فجعلَها زَوْبَعاً، بالزَّاي، وسيأْتي إِن شَاءَ الله تَعَالَى. فِي زبع، ثمَّ إنَّ ابنَ برِّي قَالَ: ذَكَرَه ابنُ دُرَيدٍ والجَوْهَرِيّ بالزَّاي، وصوابُه بالرَّاءِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي شِعرِ رُؤْبَةَ، وفُسِّرَ بأَنَّه القصيرُ الحَقيرُ، وَهَكَذَا أَنشدَه ابْن السِّكِّيت أَيضاً بالرَّاءِ، فتأَمّلْ. قيل: الرَّوْبَعَةُ فِي شِعرِ رُؤْبَةَ هُوَ قِصَرُ العُرقُوبِ، أَو أَصلُ الرَّوْبَعَةِ: داءٌ يأْخُذُ الفِصالَ كأَنَّها صُرِعَتْ، وَهَذَا الدَّاءُ بهَا، فلذلكَ نَصَبَ رَوْبَعَةً، يُقَال: أَخذَه رَوْبَعَةٌ ورَوْبَعٌ، أَي سُقوطٌ من مَرَضٍ وغيرِه. قَالَ جَريرٌ:
(كانتْ قُفيْرَةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً ... تَبكي إِذا أَخَذَ الفَصيلَ الرَّوْبَعُ)
واليَرْبُوعُ واحِدُ اليَرابيعِ، والياءُ زائدةٌ، لأَنَّه لَيْسَ فِي كلامِ العربِ فَعلولٌ سِوى مَا نَدَرَ، مثلَ صَعْفُوقٍ. قَالَه كُراع: دابَّةٌ، م، وَهِي فَأْرَةٌ لجُحْرِها أَربَعَةُ أَبوابٍ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: دُوَيْبةٌ فوقَ الجُرَذِ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَواءٌ. منَ المَجاز: اليَرْبُوع: لَحْمَةُ المَتْنِ، على التَّشْبِيه بالفأْرَةِ، أَو هِيَ بالضَّمِّ، أَو يَرابيعُ المَتْنِ: لحَماتُه، لَا واحِدَ لَهَا، قَالَ الأَزْهَرِيّ: لمْ أَسمعْ لَهَا بواحِدٍ، يُقال: مَرَّ تَنْزُو حَرابِيُّ مَتْنِهِ ويَرابيعُهُ، وَهِي لحَماتُ المَتْنِ. ويَرْبوعُ بنُ حَنظَلَةَ بنِ مالِك بن عَمْرو بن تميمٍ: أَبو حَيٍّ من تَميمٍ، مِنهم: مُتَمِمُ بنُ نُوَيْرَةَ اليَربُوعِيُّ الصَّحابِيُّ وأَخوه مالكٌ، وَقد تقدَّم ذِكرُه فِي نور. يَرْبوعُ بنُ غَيْظ بنِ مُرَّةَ: أَبُو بَطْنٍ من مُرَّةَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بن ذُبْيانَ، مِنْهُم)
الحارثُ بنُ ظالمِ المُرِّيُّ اليَرْبوعِيُّ، نَقله الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الرَّبَّاع: كشَدّادٍ: الكثيرُ شِراءِ الرِّبَاع، وَهِي المَنازل. قد سَمَّوْا رُبَيْعاً، كزُبَيْرٍ، ورَبْعَانَ، مثل سَحْبَان. وكتصغيرِ رَبيعٍ، كأَميرٍ، الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوِّذ بنِ عَفْرَاء، بايعَتْ تحتَ الشَّجَرَة. الرُّبَيِّعُ بنتُ حارِثةَ بنِ سِنانٍ الخُدْرِيَّة، من المُبايِعات، ذَكَرَها الواقِديُّ، الرُّبَيِّعُ بنتُ الطُّفَيْلِ بنِ النعمانِ بن خنساءَ بنِ سِنانٍ، من المُبايِعات، الرُّبَيِّعُ بنتُ النَّضْر، عمَّةُ أَنَس بنِ مالكٍ، أمُّ الرُّبَيِّعِ وَهِي أمُّ حارثةَ بنِ سُراقَة، وَهِي الَّتِي قَالَ لَهَا النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: يَا أمَّ الرُّبَيِّعِ كتابُ اللهِ القِصَاص، حِين كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ حارثةَ، فَطَلَبوا القِصاصَ، وَقد وقعَ لنا هَذَا الحديثُ عالِياً فِي ثُمانِيات النَّجيب، وَفِي عُشارِياتِ الحافظِ بنِ حَجَرِ: صَحابِيَّاتٌ، رَضِيَ الله عنهُنَّ. وعبدُ الْعَزِيز بنُ الرُّبَيْع أَبُو العَوّام الباهليُّ، بَصْرِيٌّ، وابنُه رُبَيِّعُ بن عبد الْعَزِيز: مُحدِّثان، روى عبد العزيزِ عَن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، وَعنهُ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وغيرُه. وفاتَه: مُحَمَّد بنُ عليّ بن الرُّبَيِّعِ السُّلَميُّ، روى عَنهُ سُفيانُ بن عُيَيْنة. وبِهاءٍ: رُبَيِّعَةُ بنُ حِصن بنِ مُدْلِجِ بنِ حِصْنِ بن كَعْبِ، كَانَ اسمُه رَبيعة، فصَغَّرَ اسمَه، وَقَالَ:
(ولكنِّي رُبَيِّعَةُ بنُ حِصْنٍ ... فقد عَلِمَ الفَوارِسُ مَا مَثابي)
رُبَيِّعةُ بنُ عبدِ بنِ أَسْعَدَ بنِ جَذِيمَةَ بنِ مالكِ بنِ نَصْرِ بن قُعَيْنٍ الأسَديّ: شاعِران وابنُه ذُؤاب بنُ رُبَيِّعةَ بنِ عَبْدٍ، قاتِلُ عُتَيْبةَ بنِ الحارثِ بنِ شِهاب. وعَبْد الله بنُ رُبَيِّعةَ بن فَرْقَدٍ السُّلَميّ الكُوفيّ، مُختَلَفٌ فِي صُحبَتِه، قَالَ شُعبةُ وَحْدَه: لَهُ صُحبةٌ، وَله حديثٌ فِي سُنَنِ النَّسائيّ، وروى أَيْضا عَن ابنِ مَسْعُودٍ وعُبَيْد اللهِ بنِ خالدٍ، وعُتْبَةَ بنِ فَرْقَدٍ، وَعنهُ عَطاءُ بن السَّائِب، ومالكُ بنُ الْحَارِث وعبدُ الرحمنِ بن أبي لَيْلَى، وعَمْرُو بنُ مَيْمُونٍ، وعليُّ ابنُ الأَقْمَر، وابنُ ابنِ أَخِيه مَنْصُورُ بنُ المُعتَمِرِ بنِ عَتّابِ بنِ رُبَيِّعةَ، وغَيرُهم. وفاتَه: رُبَيِّعةُ بن حَزْنٍ العُقَيْليّ، من أجدادِ رافِعِ بن مقلدٍ، وعَبْد الله بنُ حبيبِ بنِ رُبَيِّعةَ السُّلَميّ أَبُو عبد الرَّحْمَن التابعيّ الْمَشْهُور، ضَبَطَه فِي تَهْذِيب الكمالِ هَكَذَا. قلتُ: وَهَذَا روى عَن عليٍّ، وَعنهُ عَلْقَمةُ بنُ مَرْثَدٍ. وكزُبَيْرٍ: رُبَيْعُ بن قُزَيْعٍ، بالزايِ كَمَا ضَبطه الْحَافِظ، الغَطَفانيّ: تابعيٌّ، عَن ابنِ عمر، وَقيل فِيهِ: كأميرٍ. رُبَيْع بنُ الحارثِ بنِ عَمْرِو بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناة بن تَميمٍ: شاعرٌ جاهليٌّ. رُبَيْع بنُ عمروٍ التَّيْميُّ جدّ مِحجَنِ بنِ سَلامةَ بنِ دَجاجةَ بن عَبْدِ قَيْسِ بن امرئِ القَيس بنِ عَلْبَاءَ بن رُبَيْع، وَكَانَ دَجاجةُ أَيْضا شَاعِرًا، وَمن ذُرَيِّةِ رُبَيْعِ بن عمروٍ أَيْضا: النعمانُ بنُ مالكِ بن الْحَارِث، كَانَت)
مَعَه رايةُ الرِّباب يَوْمَ الكُلاب، ومُزاحِمُ بنِ عِلاجِ بن مَالك بن الْحَارِث، كَانَ شَريفاً بالكُوفة، وَقد تقدّم ذِكرُه فِي جسس والشيخُ القائلُ:
(أَلا أَبْلِغْ بَنِيَّ بَني رُبَيْعٍ ... فَأَشْرارُ البَنينَ لكُم فِداءُ)
الأبياتُ الخمسةُ المَشهورة. وَمن ذُرِّيَتِه حَنْظَلةُ بن عَرادَةَ الشَّاعِر فِي أيّامِ بَني أُمَيّة. وفاتَه: رُبَيْع بنُ عامرِ بن صُبْح بن عَدِيِّ بن قَيْسِ بن الحارثِ بن فِهْرٍ، من ولَدِه إبراهيمُ بنُ عليّ بن مُحَمَّد بن سَلَمَةَ بن عامرِ بن هَرَمَةَ بنِ هُذَيْل بن رُبَيْع الشاعرُ المَشهور، وَسَيَأْتِي ذكره فِي هرم.
ورُبَيْع بن أَصْرَمَ بن خارِجَةَ العَنْبَريّ: شاعرٌ ذَكَرَه الآمِديُّ. واختُلِفَ فِي رُبَيْع بنِ ضَبُعٍ الفَزاريِّ أحَدِ المُعَمِّرين، وَهُوَ الْقَائِل:
(إِذا جاءَ الشِّتاءُ فَأَدْفِئوني ... فإنَّ الشيخَ يُهرِمُه الشِّتاءُ)
فَقيل: هَكَذَا مُصَغَّراً، وَقيل: كأَميرٍ، وَقد تقدّم ذِكرُه فِي الصَّحابةِ فِيمَن اسمُه رَبيعٌ، كأميرٍ.
ورُباع، بالضَّمّ، مَعْدُولٌ من أَرْبَعةٍ أَرْبَعةٍ. وقَوْله تَعالى: مَثْنَى وثُلاثَ ورُبَاع، أَي أَرْبَعاً أَرْبَعاً، فَعَدَله، فَلذَلِك تُرِكَ صَرْفُه أَي للعَدْلِ والتعريف. قَالَ ابنُ جِنّيّ: وقرأَ الأعمشُ: مَثْنَى وثُلاثَ ورُبَعَ كزُفَر، على إرادةِ رُبَاع، فَحَذَف الألِفَ. والرَّباعِيَةُ، كَثَمَانِيَة: السِّنُّ الَّتِي بَيْنَ الثَّنِيَّةِ والناب، وَهِي إِحْدَى الْأَسْنَان الأربعةِ الَّتِي تلِي الثَّنايا، تكونُ للإنسانِ وغَيرِه، ج رَبَاعِيَاتٌ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: للإنسانِ من فَوْقٍ ثَنِيَّتَان، ورَباعِيَتانِ بَعْدَهما، ونابان، وضاحِكان، وستّةُ أرحاءٍ من كلّ جانبٍ، وناجِذان، وَكَذَلِكَ من أَسْفَل. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقال لكلِّ خُفٍّ وظِلْفٍ ثَنِيَّتانِ من أسفلَ فَقَط، وأمّا الحافِرُ والسِّباعُ كلهَا فلهَا أَرْبَعُ ثَنايا، وللحافرِ بعدَ الثَّنايا أَرْبَعُ رَباعِيَاتٍ، وأَرْبَعةُ قَوارِح، وأَرْبَعةُ أَنْيَابٍ، وثَمانِيةُ أَضْرَاس. وَيُقَال للَّذي يُلقيها أَي يُلقي رَباعِيَتَه: رَبَاعٍ، كَثَمَانٍ، فَإِذا نَصَبْتَ أَتْمَمْتَ، وقلتَ: رَكِبْتُ بِرْذَوْناً رَباعِياً وَفِي الحَدِيث: لم أَجِدْ إلاّ جَمَلاً خِيَاراً رَبَاعِياً.
قَالَ العَجّاج يصفُ حِماراً وَحْشِيّاً:
(كأنَّ تَحْتِي أَخْدَرِيّاً أَحْقَبا ... رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبا)
وجمَلٌ وفرَسٌ رَبَاعٌ ورَبَاعٍ، الأخيرُ عَن كُراع، قَالَ: وَلَا نَظيرَ لَهَا سِوى ثَمانٌٍ ويَمانٌٍ وشَناحٌٍ.
والشَّناح: الطويلُ، كَذَلِك جوارٌٍ ج: رُبْعٌ: بالضَّمّ: عَن ثعلبٍ، وبضمَّتَيْن، كَقَذَالٍ وقُذُلٍ، ورِبَاعٌ ورِبْعانٌ: بكسرِهما: الأخيرُ كَغَزَالٍ وغِزْلان، ورُبَعٌ: كصُرَدٍ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ وأَرْبَاعٌ ورَباعِيَاتٌ، والأُنثى رَباعِيَةٌ. كلُّ ذَلِك للَّذي يُلقي رَباعِيَته. وتقولُ للغنَمِ فِي السنَةِ الرابعةِ وللبقَر،)
وذاتِ الحافرِ فِي السنةِ الخامسةِ، ولذاتِ الخُفِّ فِي السنةِ السابعةِ: أَرْبَعَتْ تُرْبِعُ إرْباعاً، وَحكى الأَزْهَرِيّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ قَالَ: الخَيلُ تُثْني وتُربِع وتُقرِح، والإبلُ تُثني وتُربِع وتُسدِس وتَبْزُل، والغنَمُ تُثني وتُربِع وتُسدِس وتَصْلَغ، قَالَ: وَيُقَال للفرَسِ إِذا استَتَمَّ سَنَتَيْن: جَذَعٌ، فَإِذا استتَمَّ الثالثةَ فَهُوَ ثَنِيٌّ، وَذَلِكَ عِنْد إلقائِهِ رَواضِعَه، فَإِذا استتَمَّ الرابعةَ فَهُوَ رَباع، قَالَ: وَإِذا سَقَطَتْ رَواضِعُه ونَبَتَ مكانَها سِنٌّ، فَنَبَاتُ تلكَ السِّنِّ هُوَ الإثْناء، ثمَّ تَسْقُطُ الَّتِي تَلِيهَا عِنْد إرْباعِه، فَهِيَ رَباعِيَتُه، فَيَنْبتُ مكانَه سِنٌّ فَهُوَ رَبَاعٌ، وجَمعُه رُبُعٌ، وأكثرُ الْكَلَام رُبُعٌ وأَرْبَاعٌ، فَإِذا حانَ قُروحُه سَقَطَ الَّذِي يَلي رَباعِيَتَه فَيَنْبتُ مكانَه قارِحُه، وَهُوَ نابُه، وَلَيْسَ بعدَ القُروحِ سُقوطُ سنٍّ، وَلَا نَباتُ سِنٍّ، قَالَ: وَقَالَ غيرُه: إِذا طَعَنَ البعيرُ فِي السنةِ الخامسةِ فَهُوَ جَذَعٌ، فَإِذا طَعَنَ فِي السادسةِ فَهُوَ ثَنِيٌّ، فَإِذا طَعَنَ فِي السابعةِ فَهُوَ رَباعٌ، وَالْأُنْثَى رَباعِيَةٌ، فَإِذا طَعَنَ فِي الثامنةِ فَهُوَ سَدَسٌ وسديسٌ، فَإِذا طَعَنَ فِي التاسعةِ فَهُوَ بازِلٌ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: تُجذِع العَناقُ لسنَة، وتُثْنى لتمامِ سَنَتَيْن، وَهِي رَباعِيَةٌ وصالِغٌ لتمامِ خَمْسِ سِنِين. وَقَالَ أَبُو فَقْعَسٍ الأسَديُّ: ولَدُ البقرةِ أوّلَ سَنَةٍ تَبيعٌ، ثمّ جَذَعٌ، ثمّ ثَنِيٌّ، ثمّ رَباعٌ، ثمّ سَدَسٌ، ثمّ صالِغٌ، وَهُوَ أقْصَى أسنانِه.
وأَرْبَعَ القومُ: صَارُوا فِي الرَّبيع أَو دخلُوا فِيهِ، أَو أَرْبَعوا: صَارُوا أَرْبَعةً أَو أَرْبَعين. أَو أَرْبَعوا: أَقَامُوا فِي المَرْبَعِ عَن الارْتِيادِ والنُّجْعة، لعُمومِ الغَيث، فهم يُربِعون حيثُ كَانُوا، أَي يُقيمون للخِصبِ العامِّ، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الانتِقالِ فِي طَلَبِ الكَلإ. والمُرْبِع، كمُحسِنٍ: الناقةُ الَّتِي تُنتَجُ فِي الرّبيع، فإنْ كَانَ ذَلِك عادَتَها فَهِيَ مِرْباعٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَقد تقدّم. أَو المُرْبِع: هِيَ الَّتِي ولَدُها مَعهَا وَهُوَ رُبَعٌ، وَكَذَلِكَ المِرْباع، عَن الأَصْمَعِيّ. قَالَ أَبُو عمروٍ: المُرْبِع: شِراعُ السفينةِ المَلأَى، والرُّومِيُّ: شِراعُ الفارِغَة، والمُتَلَمِّظَة: مَقْعَدُ الاسْتِيام، وَهُوَ رئيسُ الرُّكاب. والمَرابيع: الأمطارُ الَّتِي تجيءُ فِي أوّلِ الرّبيع، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ الله عَنهُ يذكُرُ الدِّمَنَ:
(رُزِقَتْ مَرابيعَ النُّجوم وصابَها ... وَدْقُ الرَّواعِدِ جَوْدُها فرِهامُها)
وعنى بالنجومِ الأنْواء. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: مَرابيعُ النُّجُوم: الَّتِي يكونُ بهَا المطَرُ فِي أوّلِ الأَنْواء. قَالَ الليثُ: أَرْبَعَتِ الناقةُ فَهِيَ مُرْبِعٌ، إِذا استَغْلَقَتْ رحِمُها فَلم تَقْبَلْ الماءَ، وَكَذَلِكَ ارتبَعَتْ. قَالَ غَيْرُه: أَرْبَعَ ماءُ هَذِه الرَّكِيَّة، أَي كَثُرَ. أَرْبَعَ الوِرْدُ: أَسْرَعَ الكَرَّ، كَمَا فِي العُباب، أَي أَرْبَعَتْ الإبلُ بالوِرْد: إِذا أَسْرَعتِ الكَرَّ إِلَيْهِ، فَوَرَدتْ بِلَا وَقْتٍ، وَحَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ بالغَين المُعجَمة، وَهُوَ تَصحيفٌ، كَمَا فِي اللِّسان. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: أَرْبَعَ الإبلَ على المَاء: إِذا) أَرْسَلها وتَرَكَها تَرِدُ الماءَ مَتى شاءَت. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: أَرْبَعَ فلانٌ: إِذا أَكْثَرَ من النِّكاح. وَفِي اللِّسان: أَرْبَعَ بالمرأةِ: إِذا كَرَّ إِلَى مُجامَعَتِها من غَيْرِ فَتْرَةٍ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: أَرْبَعَ عَلَيْهِ السائلُ، إِذا سَأَلَ ثمّ ذَهَبَ، ثمّ عَاد، نَقَلَه الصَّاغانِيّ هَكَذَا. أَرْبَعَ المريضَ: تَرَكَ عِيادَتَه يَوْمَيْن، وأتاهُ فِي اليومِ الثَّالِث، هَكَذَا فِي النّسخ، ومِثلُه فِي العُباب، وَهَكَذَا وُجِدَ بخطِّ الجَوْهَرِيّ. وَوَقَعَ فِي اللِّسان: فِي اليومِ الرَّابِع، وَهَكَذَا هُوَ فِي نسخ الصِّحَاح، وصَحَّحَ عَلَيْهِ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيث: أَغِبُّوا فِي عِيادَةِ الْمَرِيض، وأَرْبِعوا، إلاّ أَن يكونَ مَغْلُوباً وأصلُه من الرِّبْع: من أَوْرَادِ الإبلِ. والتَّرْبيع: جَعْلُ الشيءِ مُرَبَّعاً، أَي ذَا أَرْبَعةِ أَجْزَاءٍ، أَو على شُكْل ذِي أَرْبَعٍ. ومُرَبَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: لقَبُ أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن إبراهيمَ الأَنْماطيِّ صاحبِ يحيى بن مَعينٍ، وَهُوَ حافظُ بغدادَ مَشْهُورٌ تقدّم ذِكرُه فِي الأَنْماطِيِّين. وَمُحَمّد بن عَبْد الله بن عَتّابٍ المُحدِّثُ يُعرَفُ بابنِ مُرَبَّعٍ أَيْضا، وَهَذَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ فِي التكملة، وكُنيَتُه أَبُو بكر، ويُعرَفُ أَيْضا بالمُرَبَّعيّ، وَقد روى عَن يحيى بن مَعينٍ وعليّ بن عاصمٍ، مَاتَ سنةَ مائتَيْن وستّةٍ وثَمانين، كَذَا فِي التَّبصير. واسْتأْجَره أَو عامَلَه مُرابَعَةً عَن الكِسائيّ، ورِباعاً، بالكَسْر، عَن اللِّحْيانيّ، وكِلاهُما من الرَّبيع، كمُشاهَرَة من الشَّهْر، ومُصايَفَة من الصَّيف، ومُشاتاة من الشتَاء، ومُخارَفَةً من الخريف، ومُسانَهَةً من السَّنَة، وَيُقَال: مُساناة أَيْضا، والمُعاوَمَة من الْعَام، والمُياوَمَة: من الْيَوْم، والمُلايَلَة: من اللَّيْل، والمُساعاة: من السَّاعَة، وكلُّ ذَلِك مُستعمَلٌ فِي كلامِ الْعَرَب. وارْتَبَعَ بمكانِ كَذَا: أقامَ بِهِ فِي الرّبيع، والمَوضِعُ مُرْتَبَعٌ، كَمَا سَيَأْتِي للمُصنِّف قَرِيبا. ارْتَبَعَ الفرَسُ، والبَعيرُ: أَكَلَ الرَّبيعَ، كَتَرَبَّعَ فنَشِطَ وسَمِنَ، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبدِ يصفُ ناقتَه:
(ترَبَّعَتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعي ... حَدائقَ مَوْلِيِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ)
وَقيل: ترَبَّعوا، وارتَبَعوا: أَصَابُوا رَبيعاً، وَقيل: أَصَابُوهُ فأقاموا فِيهِ، وَتَرَبَّعَتِ الإبلُ بمكانِ كَذَا: أقامَتْ بِهِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأنشدَ أَعْرَابيٌّ:
(ترَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِيِّ الغُيَّمِ ... فِي بَلَدِ عافِي الرِّياضِ مُبْهِمِ)
عافي الرِّياضِ، أَي رِياضُه عافِيَةٌ وافِيَةٌ لم تُرْعَ. مُبْهِم: كثير البُهْمى. وَيُقَال: ترَبَّعْنا الحَزْنَ والصَّمَّان، أَي رَعَيْنا بُقولَها فِي الشتَاء. وَتَرَبَّعَ فِي جُلوسِه: خِلافُ جَثا وأَقْعَى. يُقَال: جَلَسَ مُتَرَبِّعاً، وَهُوَ الأُرْبَعاوَى الَّذِي تقدّم. ترَبَّعَتِ الناقةُ سَناماً طَويلا، أَي حَمَلَتْه. قَالَ النابغةُ الجَعدِيُّ رَضِيَ الله عَنهُ:)
(وحائلٍ بازِلِ ترَبَّعَتِ الصَّيْ ... فَ عَلَيْهَا العِفاءُ كالأُطُمِ)
يريدُ رَعَتِ بالصيفِ حَتَّى رَفَعَتْ سَناماً كالأُطُم. والمُرْتَبَع، بالفَتْح، أَي بفتحِ الباءِ: المنزلُ يُنْزَلُ فِيهِ أيّامَ الرَّبيعِ خاصّةً، كالمَرْبَع، ثمّ تُجُوِّزَ فِيهِ حَتَّى سُمِّيَ كلُّ منزلٍ مَرْبَعاً ومُرْتَبَعاً، وَمِنْه قَوْلُ الحَريريّ:
(دَعِ ادِّكارَ الأَرْبُعِ ... والمَعْهَدِ المُرْتَبَعِ)
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: اسْتَرْبَعَ الرَّملُ: إِذا تراكَم. والغُبار: إِذا ارتفعَ، وَأنْشد: مُسْتَرْبِعٌ مِن عَجَاجِ الصيفِ مَنْخُولُ قَالَ ابْن السِّكِّيت: اسْتَربعَ البعيرُ للسَّيْرِ: إِذا قَوِيَ عَلَيْهِ. ورجلٌ مُسْتَربَعٌ بعَملِه، أَي مُستَقِلٌّ بِهِ، قَوِيٌّ عَلَيْهِ، صَبُورٌ. قَالَ أَبُو وَجْزَة:
(لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُهُ ... مُسْتَرْبِعٍ بسُرى المَوْماةِ هَيَّاجِ)
اللاّعي: الَّذِي يُفزِعُه أدنى شَيْءٍ، ويُفرِطُه: يَمْلَؤه رَوْعَاً حَتَّى يذهبَ بِهِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: اسْتَربعَ الشيءَ: أطاقَه، وَأنْشد:
(لَعَمْري لَقَدْ ناطَتْ هَوازِنُ أَمْرَها ... بمُسْتَرْبِعينَ الحربَ شُمِّ المَناخِرِ)
أَي بمُطيقينَ الحربَ. قَالَ الصَّاغانِيّ: وأمّا قولُ أبي صَخْرٍ الهُذَليّ يَمْدَحُ خالدَ بنَ عبدِ الْعَزِيز: (رَبيعٌ وبَدرٌ يُسْتَضاءُ بوَجهِه ... كَريمُ النَّثَا مُسْتَرْبِعٌ كلَّ حاسِدِ)
فَمَعْنَاه أنّه يَحْتَملُ حَسَدَه، ويَقْوَى عَلَيْهِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا كلُّه من رَبْعِ الحجَرِ وإشالَتِه. قَالَ الصَّاغانِيّ: والتركيبُ يدُلُّ على جُزْءٍ من أَرْبَعةِ أَجْزَاءٍ، وعَلى الإقامةِ، وعَلى الإشالة، وَقد شَذَّت الرَّبْعَة: المَسافةُ بَيْنَ أثافِي القِدْر. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: يُقَال: هُوَ رابِعُ أَرْبَعةٍ، أَي واحدٌ من أَرْبَعة. وجاءَت عَيْنَاهُ بأَرْبَعَةِ، أَي بدُموعٍ جَرَتْ من نواحي عَيْنَيْه الأَرْبَع، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَي جاءَ باكياً أشَدَّ البُكاء. وَهُوَ مَجاز. وأَرْبَعَ الإبلَ: أَوْرَدَها رِبْعاً. وأَرْبَعَ الرجلُ: جاءَتْ إبلُه رَوابِعَ. ورُمْحٌ مَرْبُوعٌ: لَا طَويلَ وَلَا قَصير. والتَّرْبيع فِي الزَّرْع: السَّقْيَةُ الَّتِي بَعْدَ التثْليث. وناقةٌ رَبُوعٌ، كصَبُورٍ: تَحْلُبُُ أَرْبَعةَ أَقْدَاحٍ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. ورجلٌ مُرَبَّعُ الحاجِبَيْن: كثيرُ شَعْرِهما، كأنّ لَهُ أَرْبَعَ حَواجِبَ. قَالَ الرَّاعِي:
(مُرَبَّعُ أَعْلَى حاجبِ العَينِ، أمُّهُ ... شَقيقَةُ عَبْدِ مِن قَطينٍ مُوَلَّدِ)
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: فلانٌ مُرَبَّعُ الجَبهَةِ، أَي عَبْدٌ. وَهُوَ مَجاز. ورُبِعَ الرجلُ، كعُنِيَ: أُصيبَتْ) أَرْبَاعُ رَأْسِه، وَهِي نَواحيه. وارْتَبعَ الحجَرَ: شالَه، وَذَلِكَ المُتَناوَلُ مَرْبُوعٌ، كالرَّبيعَة. ومَرَّ بقومٍ يَرْبَعونَ حَجَرَاً، ويَرْتَبِعون، ويَتَرَبَّعون، الأخيرُ عَن الزَّمَخْشَرِيّ وأَكْثَرَ اللهُ رَبْعَكَ: أَهْلَ بَيْتِك.
وهم اليومَ رَبْعٌ، إِذا كَثُروا ونَمَوْا. وَهُوَ مَجاز. والرَّبْع: طَرَفُ الجلَل. والمَرْبوعُ من الشِّعْر: الَّذِي ذَهَبَ جُزءٌ من ثَمانيةِ أَجْزَاءٍ من المَديدِ والبَسيط. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسَمِعْتُ العربَ يَقُولُونَ: ترَبَّعَتِ النَّخيلُ: إِذا خُرِفَتْ وصُرِمَتْ. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: يُقَال: يومٌ قائظٌ وصائفٌ وشاتٍ، وَلَا يُقَال: يومٌ رابِعٌ، لأنّهم لم يَبْنُوا مِنْهُ فِعلاً على حَدِّ قاظَ يَوْمُنا، وشَتَا، فيقولوا: رَبَعَ يَوْمُنا، لأنّه لَا معنى فِيهِ لحَرٍّ وَلَا بَرْدٍ، كَمَا فِي قاظَ وشَتا. وَفِي حديثِ الدُّعاء: اللَّهُمَّ اجْعلْ القُرآنَ رَبيعَ قَلْبِي، جَعَلَه رَبيعاً لَهُ لأنّ الإنسانَ يَرْتَاحُ قَلْبُه فِي الرَّبيعِ من الأزمانِ ويَميلُ إِلَيْهِ، وربّما سُمِّيَ الكَلأُ والغَيثُ رَبيعاً. والرَّبيعُ: مَا تَعْتَلِفُه الدَّوابُّ من الخُضَرِ، والجَمعُ أَرْبِعَةٌ. والرِّبْعَة، بالكَسْر: اجتِماعُ الماشِيةِ فِي الرَّبيع. يُقَال: بلَدٌ مَيِّتٌ أَنيثٌ، طَيِّبُ الرِّبْعة، مَرِئُ العُودِ. ورَبَعَ الرَّبيعُ يَرْبَعُ رُبوعاً: دَخَلَ. وأَرْبَعَ القومُ: صَارُوا إِلَى الرِّيفِ وَالْمَاء. والمُتَرَبَّع: الموضِعُ الَّذِي يُنزَلُ فِيهِ أيّامَ الرَّبيع. وغَيثٌ مُرْبِعٌ: يَأْتِي فِي الرَّبيع، أَو يَحْمِلُ الناسَ على أَن يَرْبَعوا فِي دِيارِهم، وَلَا يَرْتَادون، وَهُوَ مَجاز. أَو أَرْبَعَ الغَيثُ: إِذا أَنْبَتَ الرَّبيع. وقولُ الشَّاعِر:
(يَداكَ يَدٌ رَبيعُ الناسِ فِيهَا ... وَفِي الأُخرى الشُّهورُ من الحَرامِ)
أرادَ أنَّ خِصْبَ الناسِ فِي إِحْدَى يَدَيْه، لأنّه يُنعِشُ الناسَ بسَيْبِه، وَفِي يدهِ الأُخرى الأَمْنُ والحَيطَةُ ورَعيُ الذِّمام. والمُرْتَبِعُ من الدَّوابِّ: الَّذِي رَعى الرَّبيعَ، فسَمِنَ ونَشِطَ. وأرضٌ مُرْبِعةٌ: كثيرةُ الرَّبيعِ. وأَرْبَعَ إبلَه بمكانِ كَذَا وَكَذَا: رعاها فِيهِ فِي الرّبيع. والرِّبْعِيَّةُ: الغَزْوَة فِي الربيعِ. قَالَ النابغةُ:
(وكانتْ لَهُم رِبْعِيَّةٌ يَحْذَرونَها ... إِذا خَضْخَضتْ ماءَ السماءِ القَنابِلُ)
يَعْنِي أنّه كَانَ لَهُم غَزْوَةٌ يَغْزُونَها فِي الرَّبيع. وأَرْبَعَ الرجلُ، فَهُوَ مُرْبِع: وُلِدَ لَهُ فِي شَبابِه، على المثَلِ بالرَّبيع، وولَدُه رِبْعِيُون. وَفِي المُفرَدات: ولمّا كَانَ الرَّبيع أوّل وَقْت الوِلادةِ واَحْمَدَهُ استُعير لكلِّ ولَدٍ يُولَدُ فِي الشَّباب، فَقيل: أَفْلَحَ مَن كَانَ لَهُ رِبْعِيُّون وفَصيلٌ رِبْعِيٌّ: نُتِجَ فِي الرَّبيع، نسبَ على غيرِ قياسٍ. ورِبْعِيَّة النِّتاج والقَيْظ: أوَّله، ورِبْعِيُّ كلِّ شيءٍ: أوّلُه، وَكَذَا رِبْعِيُّ الشبابِ والمَجد، وَهُوَ مَجاز، وأنشدَ ثعلبٌ:)
(جَزِعْتَ فَلم تَجْزَعْ من الشَّيْبِ مَجْزَعا ... وَقد فاتَ رِبْعِيُّ الشبابِ فوَدَّعا)
ورِبْعِيُّ الطِّعان: أحَدُّه، أنْشد ثعلبٌ أَيْضا:
(عليكُم برِبْعِيِّ الطِّعانِ فإنّه ... أشَقُّ على ذِي الرَّثْيَةِ المُتَصَعِّبِ) وسَقْبٌ رِبْعيٌّ، وسِقابٌ رِبْعِيَّةٌ: وُلِدَتْ فِي أوّل النِّتاج. والسِّبط الرَّبْعِيُّ: نَخْلَةٌ تدرِك آخرَ القَيظِ.
قَالَ أَبُو حنيفَة: سُمِّي رِبْعِيَّاً لأنّ آخِرَ القَيظِ وَقْت الوَسْمِيّ. وناقةٌ رِبْعيّة: مُتقَدِّمة النِّتاج، والعربُ تَقول: صَرَفَانةٌ رِبْعِيَّةٌ، تُصرَمُ بالصيفِ وتُؤكَلُ بالشَّتِيَّة. وارْتَبَعتْ الناقةُ: اسْتَغلَقَتْ رَحِمُها. والمَرابيع من الخَيل: المُجتَمِعةُ الخَلْق. والرَّبيع: الساقِيَةُ الصغيرةُ تَجْرِي إِلَى النّخل. حِجازِيّةٌ، والجمعُ أَرْبِعاء، ورُبْعان. وتركناهم على رِبْعَتِهم، بالكَسْر، أَي حالِهم الأوّل، واستِقامَتِهم. وَهُوَ رابِعٌ عَلَيْهَا، أَي ثابتٌ مُقيمٌ. وَيُقَال: إنّ فلَانا قد ارْتَبَعَ أَمْرَ الْقَوْم، أَي يَنْتَظرُ أنْ يُؤَمَّرَ عَلَيْهِم. وحَربٌ رَباعِيَةٌ، كَثَمَانِيَةٍ: شديدةٌ فَتِيَّةٌ وَذَلِكَ لأنّ الإرْباعَ أوّلُ شِدَّةِ البعيرِ والفرَس، فَهِيَ كالفرَسِ الرَّباعيّ، والجمَلُ الرَّباعيّ، وَلَيْسَت كالبازِلِ الَّذِي هُوَ فِي إدبارٍ، وَلَا كالثَّنِيِّ فتكونُ ضَعِيفَة. والمُرْبَعُ من الإبلِ: الَّذِي يُورَدُ الماءَ كلَّ وَقْتٍ. وَفِي التَّهْذِيب فِي تَرْجَمة عذم قَالَ: والمرأةُ تَعْذِمُ الرجلَ إِذا أَرْبَعَ لَهَا بالْكلَام، أَي تَشْتُمُه إِذا سامَها المَكروه، وَهُوَ الإرباع.
والرَّبُوع، كصَبُورٍ، لغةٌ فِي الأَرْبِعاءِ مُوَلَّدَة، وحُكِيَ عَن ثعلبٍ فِي جَمْعِ الأَرْبِعاء: أرابيع. قَالَ ابنُ سِيدَه: ولستُ من هَذَا على ثِقة، وحُكِيَ أَيْضا عَنهُ عَن ابْن الأَعْرابِيّ: لَا تَكُ أَرْبَعاوِيَّاً أَي ممّن يصومُ الأَرْبِعاءَ وَحْدَه. والأَرْبَعاء: مَوْضِعٌ: ضَبَطَه أَبُو الحسَنُ الزُّبَيْديّ بفتحِ الْبَاء، وَأنْشد:
(أَلَمْ تَرَنَا بالأَرْبَعاءِ، وخَيْلُنا ... غَداةَ دَعانا قَعْنَبٌ واللَّياهِمُ) قَالَ: وَقد قيل فِيهِ أَيْضا: الأُرْبُعاء بضمِّ أوّلِه وَالثَّالِث، وسُكونِ الثَّانِي. قَالَ ياقوت: وَالْمَعْرُوف سُوقُ الأَرْبَعاء: بَلْدَةٌ من نواحي خُوزِسْتانَ على نهرٍ، ذاتُ جانبَيْن وَبهَا سُوقٌ، والجانبُ العِراقيّ أَعْمَرُ، وَفِيه الْجَامِع. وأَرْبَاعٌ: مَوْضِعٌ، عَن ياقوت. وَمَشَتِ الأرنبُ الأُرْبَعا، بضمِّ الهمزةِ وفتحِ الباءِ والقَصْر، وَهُوَ ضربٌ من المَشي. وارْتَبعَ البعيرُ يَرْتَبِعُ ارْتِباعاً: أَسْرَعَ، ومَرَّ يــضربُ بقوائمِه، والاسمُ الرَّبَعَة. وَهِي أَرْبَعُهُنَّ لِقاحاً: أَي أَسْرَعَهُنَّ، عَن ثعلبٍ. ورَبَعَ الرجلُ بعَيشِه، إِذا رَضِيَ بِهِ، واقتصرَ عَلَيْهِ. والرُّبوع، بالضَّمّ: الأَحْياء. والرَّوْبَع، كَجَوْهَرٍ: الناقِصُ الخَلْق، وأصلُه فِي ولَدِ الناقةِ إِذا خرجَ ناقِصَ الخَلْق. وأرضٌ مُرْتَبِعَةٌ: ذاتُ يَرابيع، كَمَا فِي المُفردات.
وشجَرٌ مَرْبُوعٌ: أصابَه مطَرُ الربيعِ فاخْضَلَّ. وسَمَّت العربُ رابِعةً ومِرْباعاً. وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ:)
(صَخِبُ الشَّوارِبِ لَا يزالُ كأنّهُ ... عَبْدٌ لآلِ أبي رَبيعَةَ مُسْبَعُ)
أرادَ آلَ رَبيعةَ بن عَبْد الله بنِ عَمْرِو بنِ مَخْزُومٍ، لأنّهم كَثيرو الأموالِ وَالْعَبِيد، وأكثرُ مكَّةَ لَهُم، وَسَيَأْتِي فِي سبع. والتِّرْباع، بالكَسْر: مَوْضِعٌ، قَالَ:
(لِمَنْ الدِّيار عَفَوْنَ بالرَّضْمِ ... فَمَدَافِعِ التِّرْباعِ فالزُّخْمِ) والرَّوْبَعة: قِعدَةُ المُتَرَبِّع، تَقول: يَا أيُّها الزَّوْبَعةُ، مَا هَذِه الرَّوْبَعة ورَبَعَ الفرَسُ على قوائمِه: عَرِقَتْ، من رَبَعَ المطرُ الأرضَ. ورَبَعَه اللهُ: نَعَشَه. ورُبِعَتْ على عَقْلِ فلانٍ رِبَاعةٌ، كَسَرَ فِيهَا رِباعَه، أَي بَذَلَ فِيهَا كلَّ مَا مَلَكَ حَتَّى باعَ فِيهَا مَنازِلَه، وَهُوَ مَجاز. والرُّبْعَة، بالضَّمّ وفتحِ الْمُوَحدَة، ابنُ رَشْدَان بن جُهَيْنة: أَبُو بطنٍ يَنْتَمي إِلَيْهِ جماعةٌ من الصحابةِ وغيرِهم. وأحمدُ بنُ الحسينِ بن الرَّبْعَة بالفَتْح فالسُّكون أَبُو الْحَارِث، عَن أبي الْحُسَيْن بن الطُّيوريّ، وَعنهُ ابْن طَبَرْزد. وَأَبُو مَنْصُور نَصْر بن الْفَتْح الفامي المُرَبَّعي: مُحدِّث. وَأَبُو الرّبيع: الْحُسَيْن بنُ ماهان الرّازيّ، عُرِفَ بالكِسائيّ، مُحدِّث. ومِرْبَعُ بنُ سُبَيْع، كمِنْبَرٍ، الَّذِي قَتَلَ غَضُوبَ، كَمَا سَيَأْتِي فِي ضبع.
(ربع) : الارْتِباعُ: العَدْوُ الشَّدِيد.
ربع بن قَالَ أَبُو عبيد: وَأَظنهُ مأخوذا من الْميل وَذَلِكَ أَن الْفَرِيضَة إِذا عالت فَهِيَ تَمِيل على أهل الْفَرِيضَة جَمِيعًا 13 فتنقصهم] . وَقَوله: كَفافا فاْربَعي يَقُول: اقتصري على هَذَا وارضِي بِهِ يُقَال للرجل: قد ربع على الْمنزل إِذا أَقَامَ عَلَيْهِ وَفُلَان لَا يربع عَلَيْهِ إِذا لم يقم عَلَيْهِ.

أَحَادِيث مطرف عبد الله بن الشِّخِّير [رَحمَه الله -]

ربع: الأَربعة والأَربعون من العدد: معروف. والأَربعة في عدد المذكر

والأَربع في عدد المؤنث، والأَربعون نعد الثلاثين، ولا يجوز في أَربعينَ

أَربعينُ كما جاز في فِلَسْطِينَ وبابه لأَن مذهب الجمع في أَربعين وعشرين

وبابه أَقْوَى وأَغلب منه في فِلَسْطين وبابها؛ فأَما قول سُحَيْم بن

وَثِيل الرِّياحيّ:

وماذا يَدَّري الشُّعراء مِنِّي،

وقد جاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ ؟

(* وفي رواية أخرى: وماذا تبتغي الشعراء مني إلخ.)

فليست النون فيه حرف إِعراب ولا الكسرة فيها علامة جرِّ الاسم، وإِنما

هي حركة لالتقاء الساكنين إِذا التقيا ولم تفتح كما تفتح نون الجمع لأَن

الشاعر اضطُرَّ إِلى ذلك لئلا تختلف حركة حرف الرويّ في سائر الأَبيات؛

أَلا ترى أَن فيها:

أَخُو خَمْسِينَ مُجتمِعٌ أَشُدِّي،

ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ

ورُباعُ: معدول من أَربعة. وقوله تعالى: مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ؛ أَراد

أَربعاً فعدَله ولذلك ترك صرْفه. ابن جني: قرأَ الأَعمش مَثْنَى وثُلَثَ

ورُبَعَ، على مثال عُمر، أَراد ورُباع فحذف الأَلف.

ورَبَعَ القومَ يَرْبَعُهم رَبْعاً: صار رابِعَهم وجعلهم أَربعة أَو

أَربعين. وأَربَعُوا: صاروا أَربعة أَو أَربعين. وفي حديث عمرو بن عَبْسةَ:

لقد رأَيْتُني وإِنِّي لرُبُعُ الإِسلام أَي رابِعُ أَهل الإِسلام

تقدَّمني ثلاثةٌ وكنت رابعهم. وورد في الحديث: كنت رابِعَ أَربعة أَي واحداً من

أَربعة. وفي حديث الشعبي في السَّقْط: إِذا نُكِس في الخلق الرابع أَي

إِذا صار مُضْغة في الرَّحِم لأَن الله عز وجل قال: فإِنا خلقناكم من

تُراب ثم من نطفة ثم من علَقة ثم من مُضْغة. وفي بعض الحديث: فجاءت عيناه

بأَربعة أَي بدُموع جرَتْ من نواحي عينيه الأَربع.

والرِّبْعُ في الحُمَّى: إِتيانُها في اليوم الرابع، وذلك أَن يُحَمَّ

يوماً ويُتْرَك يومين لا يُحَمّ ويُحَمّ في اليوم الرابع، وهي حُمَّى

رِبْعٍ، وقد رُبِع الرجل فهو مَرْبوع ومُرْبَع، وأُرْبِعَ؛ قال أُسامةُ بن

حبيب الهذلي:

مِن المُرْبَعِينَ ومن آزِلٍ،

إِذا جَنَّه الليلُ كالناحِطِ

وأَرْبَعَت عليه الحُمَّى: لغة في رُبِعَ، فهو مُرْبَع. وأَربَعَت

الحُمّى زيداً وأَرْبَعَت عليه: أَخذَته رِبعاً، وأَغَبَّتْه: أَخذته غِبًّا،

ورجل مُرْبِعٌ ومُغِبٌّ، بكسر الباء. قال الأَزهري: فقيل له لم قلت

أَرْبَعَتِ الحُمَّى زيداً ثم قلت من المُرْبِعين فجعلته مرة مفعولاً ومرة

فاعلاً؟ فقال: يقال أَرْبَعَ الرجل أَيضاً. قال الأَزهري: كلام العرب أَربعت

عليه الحمى والرجل مُرْبَع، بفتح الباء، وقال ابن الأَعرابي:

أَرْبَعَتْه الحمى ولا يقال رَبَعَتْه. وفي الصحاح: تقول رَبَعَتْ عليه الحُمّى.

وفي الحديث: أَغِبُّوا في عيادة المريض وأَرْبِعُوا إِلا أَن يكون مغلوباً؛

قوله أَرْبِعُوا أَي دَعُوه يومين بعد العيادة وأْتوه اليوم الرابع،

وأَصله من الرِّبْع في أَورادِ الإِبل.

والرِّبْعُ: الظِّمْء من أَظْماء الإِبل، وهو أَن تُحْبَس الإِبلُ عن

الماء أَربعاً ثم تَرِدَ الخامس، وقيل: هو أَن ترد الماءَ يوماً وتَدَعَه

يومين ثم تَرِدَ اليوم الرابع، وقيل: هو لثلاث ليال وأَربعة أَيام.

ورَبَعَت الإِبلُ: وَرَدتْ رِبعاً، وإِبلٌ رَوابِعُ؛ واستعاره العَجَّاج

لوِرْد القطا فقال:

وبَلْدةٍ تُمْسِي قَطاها نُسَّسا

رَوابِعاً، وقَدْرَ رِبْعٍ خُمَّسا

وأَرْبَعَ الإِبلَ: أَوردها رِبْعاً. وأَرْبعَ الرجلُ: جاءت إِبلُه

رَوابعَ وخَوامِس، وكذلك إِلى العَشْر. والرَّبْعُ: مصدر رَبَعَ الوَترَ

ونحوه يَرْبَعه رَبْعاً، جعله مفتولاً من أَربع قُوًى، والقوة الطاقةُ،

ويقال: وَتَرٌ مَرْبوعٌ؛ ومنه قول لبيد:

رابِطُ الجأْشِ على فَرْجِهِمُ،

أَعْطِفُ الجَوْنَ بمرْبوعٍ مِتَلِّ

أَي بعنان شديد من أَربع قُوًى. ويقال: أَراد رُمْحاً مَرْبوعاً لا

قصيراً ولا طويلاً، والباء بمعنى مع أَي ومعيَ رُمْح. ورمح مربوع: طوله

أَرْبَعُ أَذْرُعٍ.

وربَّع الشيءَ: صيره أَربعةَ أَجزاء وصيره على شكل ذي أَربع وهو

التربيع. أَبو عمرو: الرُّومِيُّ شِراعُ السفينة الفارغة، والمُرْبِعُ شِراعُ

المَلأَى، والمُتَلَمِّظةُ مَقْعدُ الاشْتِيام وهو رَئيسُ الرُّكابِ.

والتربيعُ في الزرع: السَّقْية التي بعد التثليث.

وناقة رَبوعٌ: تَحْلُبُ أَربعة أَقداح؛ عن ابن الأَعرابي.

ورجل مُرَبَّعُ الحاجبين: كثير شعرهما كأَنَّ له أَربعة حَواجبَ؛ قال

الراعي:

مُرَبَّع أَعلى حاجبِ العينِ، أُمُّه

شَقيقةُ عَبْدٍ، من قَطينٍ، مُوَلَّدِ

والرُّبْع والرُّبْع والرَّبيعُ: جزء من أَربعة يَطَّرد ذلك في هذه

الكسور عند بعضهم، والجمع أَرباعٌ ورُبوعٌ. وفي حديث طلحة: أَنه لما رُبِعَ

يوم أُحُد وشَلَّت يدُه قال له: باءَ طلحةُ بالجنةِ؛ رُبِعَ أَي أُصِيبَت

أَرباعُ رأْسه وهي نواحيه، وقيل: أَصابه حُمّى الرِّبْع، وقيل: أُصِيبَ

جَبينُه؛ وأَما قول الفَرزدق:

أَظُنُّك مَفْجوعاً بِرُبْعِ مُنافِقٍ،

تَلَبَّس أَثوابَ الخِيانةِ والغَدْرِ

فإِنه أَراد أَنَّ يمينه تُقْطَع فيَذْهَب رُبْع أَطرافِه الأَربعة.

ورَبَعَهم يَرْبَعُهم رَبْعاً: أَخذ رُبْع أَموالهم مثل عَشَرْتُهم

أَعْشُرُهم. ورَبَعهم: أَخذ رُبع الغنيمة.

والمِرْباع: ما يأْخذه الرئيس وهو ربع الغنيمة؛ قال:

لكَ المِرْباعُ منها والصَّفايا،

وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضول

الصَّفايا: ما يَصْطَفِيه الرئيس، والنَّشِيطةُ: ما أَصاب من الغنيمة

قبل أَن يصير إِلى مُجتَمع الحيّ، والفُضول: ما عُجِزَ أَن يُقْسَم لقلته

وخُصَّ به. وفي حديث القيامة: أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ أَي تأْخذ

رُبع الغنيمة أَو تأْخذ المِرْباع؛ معناه أَلم أَجْعَلْك رئيساً

مُطاعاً؟ قال قطرب: المِرْباع الرُّبع والمِعْشار العُشر ولم يسمع في غيرهما؛

ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لعديّ بن حاتم قبل إِسلامه: إِنك

لتأْكلُ المِرْباع وهو لا يَحِلُّ لك في دينك؛ كانوا في الجاهلية إِذا غَزا

بعضهم بعضاً وغَنِموا أَخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصاً دون أَصحابه، وذلك

الربع يسمى المِرْباع؛ ومنه شعر وفد تَمِيم:

نحن الرُّؤُوس وفينا يُقْسم الرُّبُعُ

وقال ابن سكيت في قول لبيد يصف الغيث:

كأَنَّ فيه، لمَّا ارْتَفَقْتُ له،

رَيْطاً ومِرْباعَ غانمٍ لَجَبا

قال: ذكر السَّحاب، والارْتِفاقُ: الاتِّكاءُ على المِرْفَقِ؛ يقول:

اتَّكأْت على مِرْفَقي أَشِيمُه ولا أَنام، شبَّه تبَوُّجَ البرق فيه

بالرَّيْط الأَبيض، والرَّيْطةُ: مُلاءة ليست بمُلَفَّقة، وأَراد بمرباع غانمٍ

صوْتَ رعده، شبهه بمرباع صاحب الجيش إِذا عُزل له ربع النَّهْب من الإِبل

فتحانَّت عند المُوالاة، فشبه صوت الرعد فيه بِحَنِينها؛ ورَبعَ

الجَيْشَ يَرْبَعُهم رَبْعاً ورَباعةً: أَخذ ذلك منهم.

ورَبَع الحَجرَ يَرْبَعُه رَبْعاً وارتبعه: شالَه ورفعه، وقيل: حمله،

وقيل: الرَّبْعُ أَن يُشال الحجر باليد يُفْعَلُ ذلك لتُعْرَفَ به شدَّة

الرجل. قال الأَزهري: يقال ذلك في الحجر خاصّة. والمَرْبُوعُ والرَّبيعة:

الحجر المَرْفُوع، وقيل: الذي يُشال. وفي الحديث: مرَّ بقوم يَرْبَعُون

حَجراً أَو يَرْتَبِعُون، فقال: عُمّالُ الله أَقْوَى من هؤُلاء؛

الرَّبْعُ: إِشالةُ الحجر ورَفْعُه لإِظْهار القوَّةِ.

والمِرْبَعةُ: خُشَيْبة قصيرة يُرْفَع بها العِدْل يأْخذ رجلان

بطَرَفَيْها فيَحْمِلان الحِمْل ويَضَعانه على ظهر البعير؛ وقال الأَزهري: هي عصا

تحمل بها الأَثقال حتى توضَع على ظهر الدوابّ، وقيل: كل شيء رُفع به شيء

مِرْبَعة، وقد رابَعَه. تقول منه: رَبَعْت الحِمْل إِذا أَدخَلتها تحته

وأَخذت أَنت بطَرَفِها وصاحِبُك بطرَفِها الآخر ثم رَفَعْتَه على البعير؛

ومنه قول الشاعر:

أَينَ الشِّظاظانِ وأَينَ المِرْبَعهْ؟

وأَينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟

فإِن لم تكن المِرْبَعةُ فالمُرابَعةُ، وهي أَن تأْخذ بيد الرجل ويأْخذ

بيدك تحت الحِمْل حتى تَرفعاه على البعير؛ تقول: رابَعْت الرَّجل إِذا

رَفَعْتَ معه العِدْلَ بالعصا على ظهر البعير؛ قال الراجز:

يا لَيْتَ أُمَّ العَمْر كانتْ صاحِبي،

مَكانَ مَنْ أَنْشا على الرَّكائبِ

ورابَعَتْني تحتَ لَيْلٍ ضارِبِ،

بساعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ

ورَبَع بالمكان يَرْبَعُ رَبْعاً: اطمأَنَّ. والرَّبْع: المنزل والدار

بعينها، والوَطَنُ متى كان وبأَيِّ مكان كان، وهو مشتق من ذلك، وجمعه

أَرْبُعٌ ورِباعٌ ورُبُوعٌ وأَرْباعٌ. وفي حديث أُسامة: قال له، عليه السلام:

وهل تَرَك لنا عَقِيلٌ من رَبْعٍ؟ وفي رواية: من رِباعٍ؛ الرَّبْعُ:

المَنْزِلُ ودارُ الإِقامة. ورَبْعُ القوم: مَحَلَّتُهم. وفي حديث عائشة:

أرادت بيع رِباعِها أَي مَنازِلها. وفي الحديث: الشُّفْعَةُ في كل رَبْعةٍ

أَو حائط أَو أَرض؛ الرَّبْعةُ: أَخصُّ من الرَّبع، والرَّبْعُ

المَحَلَّة. يقال: ما أَوسع رَبْعَ بني فلان والرَّبّاعُ: الرجل الكثير شراءِ

الرِّباع، وهي المنازِل. ورَبَعَ بالمكان رَبْعاً: أَقام. والرَّبْعُ:

جَماعةُ الناسِ. قال شمر: والرُّبُوع أَهل المَنازل أَيضاً؛ قال

الشَّمّاخ:تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُني المَنايا،

وأَخْلُفُ في رُبُوعٍ عن رُبُوعِ

أَي في قَوْم بعد قوم؛ وقال الأَصمعي: يريد في رَبْعٍ من أَهلي أَي في

مَسْكَنهم، بعد رَبْع. وقال أَبو مالك: الرَّبْعُ مثل السَّكن وهما أَهل

البيتِ؛ وأَنشد:

فإِنْ يَكُ ربْعٌ من رِجالٍ، أَصابَهمْ،

من الله والحَتْمِ المُطِلِّ، شَعُوبُ

وقال شمر: الرَّبْعُ يكون المنزلَ وأَهل المنزل، قال ابن بري:

والرَّبْعُ أَيضاً العَدَدُ الكثير؛ قال الأَحوص:

وفِعْلُكَ مرضِيٌّ، وفِعْلُكَ جَحْفَلّ،

ولا عَيْبَ في فِعْلٍ ولا في مُرَكَّبِ

(* قوله «وفعلك إلخ» كذا بالأصل ولا شاهد فيه ولعله وربعك جحفل.)

قال: وأَما قول الراعي:

فَعُجْنا على رَبْعٍ برَبْعٍ، تَعُودُه،

من الصَّيْفِ، جَشّاء الحَنِينِ تُؤَرِّجُ

قال: الرَّبْع الثاني طَرَف الجَبل. والمَرْبُوع من الشعر: الذي ذهَب

جزآن من ثمانية أَجزاء من المَديد والبَسِيط؛ والمَثْلُوث: الذي ذهب جزآن

من ستة أَجزاء.

والرَّبِيعُ: جزء من أَجزاء السنة فمن العرب من يجعله الفصل الذي يدرك

فيه الثمار وهو الخريق ثم فصل الشتاء بعده ثم فصل الصيف، وهو الوقت الذي

يَدْعُوه العامة الرّبيعَ، ثم فصل القَيْظ بعده، وهو الذي يدعوه العامةُ

الصيف، ومنهم من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وهو الخريف، الربيعَ

الأَول ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء وتأْتي فبه الكَمْأَة والنَّوْرُ

الربيعَ الثاني، وكلهم مُجْمِعون على أَنّ الخريف هو الربيع؛ قال أَبو حنيفة:

يسمى قِسما الشتاء ربيعين: الأَوَّل منهما ربيع الماء والأَمطار،

والثاني ربيع النبات لأَن فيه ينتهي النبات مُنْتهاه، قال: والشتاء كله ربيع

عند العرب من أَجل النَّدى، قال: والمطر عندهم ربيع متى جاء، والجمع

أَرْبِعةٌ ورِباعٌ. وشَهْرا رَبِيعٍ سميا بذلك لأَنهما حُدّا في هذا الزمن

فلَزِمَهما في غيره وهما شهرانِ بعد صفَر، ولا يقال فيهما إِلا شهرُ ربيع

الأَوّل وشهرُ ربيع الآخر. والربيعُ عند العرب رَبيعانِ: رَبيعُ الشهور

وربيع الأَزمنة، فربيع الشهور شهران بعد صفر، وأَما ربيع الأَزمنة فربيعان:

الربيعُ الأَول وهو الفصل الذي تأْتي فيه الكمأَة والنَّوْر وهو ربيع

الكَلإ، والثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، ومنهم من يسميه الرّبيع

الأَوّل؛ وكان أَبو الغوث يقول: العرب تجعل السنة ستة أَزمنة: شهران منها

الربيع الأَوّل، وشهران صَيْف، وشهران قَيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران

خريف، وشهران شتاء؛ وأَنشد لسعد بن مالك بن ضُبَيْعةَ:

إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ،

أَفْلَحَ مَن كانتْ له رِبْعِيُّونْ

فجعل الصيف بعد الربيع الأَول. وحكى الأَزهري عن أَبي يحيى بن كناسة في

صفة أَزمنة السنة وفُصولها وكان علاَّمة بها: أَن السنة أَربعةُ أَزمنة:

الربيع الأَول وهو عند العامّة الخريف، ثم الشتاء ثم الصيف، وهو الربيع

الآخر، ثم القيظ؛ وهذا كله قول العرب في البادية، قال: والربيع الأَوّل

الذي هو الخريف عند الفُرْس يدخل لثلاثة أَيام من أَيْلُول، قال: ويدخل

الشتاء لثلاثة أَيام من كانُون الأَوّل، ويدخل الصيف الذي هو الربيع عند

الفرس لخمسة أَيام تخلو من أَذار، ويدخل القيظ الذي هو صيف عند الفرس

لأَربعة أَيام تخلو من حَزِيران، قال أَبو يحيى: وربيع أَهل العِراق موافق

لربيع الفرس، وهو الذي يكون بعد الشتاء، وهو زمان الوَرْد وهو أَعدل

الأَزمنة، وفيه تُقْطع العروق ويُشرب الدّواء؛ قال: وأَهل العراق يُمطَرون في

الشتاء كله ويُخْصِبون في الربيع الذي يتلو الشتاء، فأَما أَهل اليمن فإِنهم

يُمْطَرون في القيظ ويُخْصِبون في الخريف الذي تسميه العرب الربيع

الأَول. قال الأَزهري: وسمعت العرب يقولون لأَوّل مطر يقع بالأَرض أَيام

الخريف ربيع، ويقولون إِذا وقع ربيع بالأَرض: بَعَثْنا الرُّوّاد وانْتَجَعْنا

مساقِط الغَيْثِ؛ وسمعتهم يقولون للنخيل إِذا خُرِفت وصُرِمَت: قد

تَربَّعَت النَّخِيلُ، قال: وإِنما سمي فصل الخريف خريفاً لأَن الثمار

تُخْتَرَف فيه، وسمته العرب ربيعاً لوقوع أَوّل المطر فيه. قال الأَزهري: العرب

تَذْكُر الشهور كلها مجردة إِلا شَهْرَيْ رَبِيع وشهر رمضان. قال ابن

بري: ويقال يومٌ قائظٌ وصافٍ وشاتٍ، ولا يقال يومٌ رابِعٌ لأَنهم لم

يَبْنُوا منه فِعْلاً على حدّ قاظَ يومُنا وشتا فيقولوا رَبَعَ يومُنا لأَنه لا

معنى فيه لحَرّ ولا بَرْد كما في قاظَ وشتا. وفي حديث الدعاء: اللهم

اجْعلِ القرآنَ رَبِيعَ قَلْبي؛ جعله ربيعاً له لأَن الإِنسان يرتاح قلبه في

الربيع من الأَزمان ويَمِيل إِليه، وجمعُ الربيع أَرْبِعاء وأَرْبِعة مثل

نَصِيب وأَنْصِباء وأَنْصِبة، قال يعقوب: ويجمع رَبِيع الكلإِ على

أَربعة، ورَبِيعُ الجَداولِ أَرْبِعاء. والرَّبِيع: الجَدْوَلُ. وفي حديث

المُزارَعةِ: ويَشْتَرِط ما سقَى الرَّبيعُ والأَرْبِعاء؛ قال: الربيعُ

النَّهرُ الصغير، قال: وهو السَّعِيدُ أَيضاً. وفي الحديث: فعدَلَ إِلى

الرَّبِيعِ فَتَطَهَّر. وفي الحديث: بما يَنْبُت على ربِيعِ السَّاقي، هذا من

إِضافة المَوْصُوف إِلى الصفة أَي النهر الذي يَسْقِي الزَّرْع؛ وأَنشد

الأَصمعي قول الشاعر:

فُوهُ رَبيعٌ وكَفُّه قَدَحٌ،

وبَطْنُه، حين يَتَّكِي، شَرَبَهْ

يَسَّاقَطُ الناسُ حَوْلَهُ مَرَضاً،

وهْو صَحِيحٌ، ما إِنْ به قَلَبَهْ

أَراد بقوله فوه ربيع أَي نهر لكثرة شُرْبه، والجمع أَرْبِعاء؛ ومنه

الحديث: أَنهم كانوا يُكْرُون الأَرض بما يَنْبُت على الأَرْبِعاء أَي كانوا

يُكرون الأَرض بشيء معلوم، ويشترطون بعد ذلك على مُكْتريها ما يَنْبُت

على الأَنهار والسواقي. وفي حديث سَهْل بن سعد، رضي الله عنه: كانت لنا

عجوز تأْخذ من أُصُول سِلْقٍ كنا نَغْرِسُه على أَرْبِعائنا. ورَبِيعٌ

رابِعٌ: مُخْصِبٌ على المبالغة، وربما سمي الكَلأُ والغَيْثُ رَبِيعاً.

والرّبيعُ أَيضاً: المطر الذي يكون في الربيع، وقيل: يكون بعد الوَسْمِيِّ

وبعده الصيف ثم الحَمِيمُ. والرَّبيعُ: ما تَعْتَلِفُه الدوابُّ من الخُضَر،

والجمع من كل ذلك أَرْبعةٌ. والرِّبعة، بالكسر: اجْتِماعُ الماشية في

الرَّبِيع، يقال: بلد مَيِّتٌ أَنيثٌ طَيِّبُ الرِّبْعةِ مَريء العُود.

ورَبَع الرَّبُِعُ يَرْبَع رُبُوعاً: دخَل. وأَرْبَع القومُ: دخلوا في

الرَّبِيع، وقيل: أَرْبعوا صاروا إِلى الرِّيف والماء. وتَرَبَّع القومُ

الموضِع وبه وارْتَبَعوه: أَقاموا فيه زمَن الربيع.

وفي حديث ابن عبد العزيز: أَنه جَمَّع في مُتَرَبَّعٍ له؛ المَرْبَع

والمُرْتَبَعُ والمُتَرَبَّعُ: الموضع الذي يُنْزَلُ فيه أَيّام الربيع،

وهذا على مذهب من يَرى إِقامة الجمعة في غير الأَمصار، وقيل: تَرَبَّعوا

وارْتَبَعوا أَصابوا ربيعاً، وقيل: أَصابوه فأَقاموا فيه. وتربَّعت الإِبل

بمكان كذا وكذا أَي أَقامت به؛ قال الأَزهري: وأَنشدني أَعرابي:

تَرَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِيِّ الغُيَّمِ،

في بَلَدٍ عافي الرِّياضِ مُبْهِمِ

عافي الرِّياضِ أَي رِياضُهُ عافِيةٌ وافِيةٌ لم تُرْعَ. مُبْهِم: كثير

البُهْمى. والمَرْبَع: المَوضع الذي يقام فيه زمن الرَّبِيع خاصّة،

وتقول: هذه مَرابعُنا ومَصايِفُنا أَي حيث نَرْتَبِع ونَصِيفُ، والنسبة إِلى

الرّبيع رِبعيٌّ، بكسر الراء، وكذلك رِبْعِيُّ ابن خِراش. وقيل:

أَرْبَعُوا أَي أَقاموا في المَرْبَع عن الارْتِياد والنُّجْعة؛ ومنه قولهم:

غَيْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِع؛ المُرْتِعُ الذي يُنْبِت ما تَرْتَعُ فيه الإِبل.

وفي حديث الاسْتِسْقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مَرِيعاً مُرْبِعاً،

فالمَرِيع: المُخْصِب الناجِعُ في المال، والمُرْبِع: العامُّ المُغْني عن

الارْتِياد والنُّجعة لِعمومه، فالناس يَرْبَعُون حيث كانوا أَي يُقِيمون

للخِصْب العامّ ولا يَحتاجُون إِلى الانتقال في طَلَب الكلإِ، وقيل: يكون من

أَرْبَعَ الغَيْثُ إِذا أَنبت الرّبِيعَ؛ وقول الشاعر:

يَداكَ يَدٌ رَبيعُ النَّاسِ فيها

وفي الأُخْرَى الشُّهورُ من الحَرام

أَراد أَنَّ خِصْب الناسِ في إِحدى يديه لأَنه يُنْعِش الناسَ بسَيْبِه،

وفي يده الأُخرى الأَمْنُ والحَيْطة ورَعْيُ الذِّمام. وارْتَبَعَ

الفرَسُ والبعيرُ وترَبَّع: أَكل الربيع. والمُرْتَبِعُ من الدّوابّ: الذي

رَعى الربيع فسَمِن ونَشِط. ورُبِعَ القومُ رَبْعاً: أَصابهم مطر الرَّبيع؛

ومنه قول أَبي وجزة:

حتى إِذا ما إِيالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً،

وقد رَبَعْن الشَّوَى من ماطِرٍ ماجِ

فإِنّ معنى رَبَعْن أَمْطَرْن من قولك رُبِعْنا أَي أَصابَنا مطر

الربيع، وأَراد بقوله من ماطر أَي عَرَق مأْجٍ ملْحٍ؛ يقول: أَمْطَرْن

قَوائمَهن من عَرَقِهن. ورُبِعَت الأَرضُ، فهي مَرْبُوعة إِذا أَصابها مطر

الربيع. ومُرْبِعةٌ ومِرْباعٌ: كثيرة الرَّبِيع؛ قال ذو الرمة:

بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ

بِأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ

وأَرْبَع لإِبله بمكان كذا وكذا: رعاها في الربيع؛ وقول الشاعر:

أَرْبَعُ عند الوُرُودِ في سُدُمٍ،

أَنْقَعُ من غُلَّتي وأُجْزِئُها

قيل: معناه أَلَغُ في ماءٍ سُدُمٍ وأَلهَجُ فيه.

ويقال: ترَبَّعْنا الحَزْن والصَّمّانَ أَي رَعَينا بُقولها في

الشِّتاء.وعامَله مُرابَعة ورِباعاً: من الرَّبيع؛ الأَخيرة عن اللحياني.

واستأْجره مُرابعةً ورِباعاً؛ عنه أَيضاً، كما يقال مُصايَفة ومشاهَرة.

وقولهم: ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ، فالرُبَع: الفَصيل الذي يُنْتَج في

الربيع وهو أَوّل النِّتاج، سمي رُبَعاً لأَنه إِذا مشى ارتَبَع ورَبَع أَي

وسَّع خطْوه وعَدا، والجمع رِباع وأَرْباع مثل رُطَب ورِطاب وأَرْطاب؛

قال الراجز:

وعُلْبة نازَعْتها رِباعي،

وعُلْبة عند مَقِيل الرّاعِي

والأُنثى رُبَعةٌ، والجمع رُبَعات، فإِذا نُتِج في آخر النِّتاج فهو

هُبَع، والأُنثى هُبَعة، وإِذا نسب إِليه فهو رُبَعِيٌّ. وفي الحديث: مري

بَنِيك أَن يُحْسِنوا غذاء رِباعهم؛ الرِّباع، بكسر الراء: جمع رُبَع وهو

ما وُلد من الإِبل في الربيع، وقيل: ما ولد في أَوّل النِّتاج؛ وإِحْسان

غِذائها أَن لا يُستَقْصى حلَب أُمهاتها إِبقاء عليها؛ ومنه حديث عبد

الملك بن عمير: كأَنه أَخْفاف الرِّباع. وفي حديث عمر: سأَله رجل من الصَّدقة

فأَعْطاه رُبَعة يَتْبَعُها ظِئراها؛ هو تأْنيث الرُّبَع؛ وفي حديث

سليْمَان بن عبد الملك:

إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ،

أَفْلَحَ مَن كان له رِبْعِيُّونْ

الرِّبْعي: الذي ولد في الربيع على غير قياس، وهو مثل للعرب قديم. وقيل

للقمَر: ما أَنت ابنُ أَربع، فقال: عَتَمة رُبَعْ لا جائع ولا مُرْضَع؛

وقال الشاعر في جمع رِباع:

سَوْفَ تَكْفِي من حُبِّهِنَّ فتاةٌ

تَرْبُقُ البَهْمَ، أَو تَخُلُّ الرِّباعا

يعني جمع رُبَع أَي تَخُلّ أَلسِنةَ الفِصال تَشُقُّها وتجعل فيها عوداً

لئلا تَرْضَع، ورواه ابن الأَعرابي: أَو تحُلّ الرِّباعا أَي تحل

الرَّبيع معنا حيث حَلَلْنا، يعني أَنها مُتَبَدِّية، والرواية الأُولى أَولى

لأَنه أَشبه بقوله تربق البَهْم أَي تَشُدُّ البَهم عن أُمّهاتها لئلا

تَرْضَع ولئلا تُفَرَّقَ، فكأَنّ هذه الفَتاة تَخْدم البَهْم والفِصال،

وأَرْباعٌ ورِباع شاذّ لأَن سيبويه قال: إِنّ حُكْم فُعَل أَن يُكَسَّر على

فِعْلان في غالب الأَمر، والأُنثى رُبَعة.

وناقة مُرْبِعٌ: ذات رُبَع، ومِرْباعٌ: عادتُها أَن تُنْتَج الرِّباع،

وفرَّق الجوهري فقال: ناقة مُرْبِع تُنْتَج في الربيع، فإِن كان ذلك

عادتها فهي مِرْباع. وقال الأَصمعي: المِرْباع من النوق التي تلد في أَوّل

النِّتاج. والمِرْباعُ: التي ولدها معها وهو رُبَع. وفي حديث هشام في وصف

ناقة: إِنها لمِرْباعٌ مِسْياعٌ؛ قال: هي من النوق التي تلد في أَول

النتاج، وقيل: هي التي تُبَكِّر في الحَمْل، ويروى بالياء، وسيأْتي ذكره.

ورِبْعِيّة القوم: ميرَتُهم في أَول الشتاء، وقيل: الرِّبْعِية ميرة الرَّبيع

وهي أَوَّل المِيَر ثم الصَّيْفِيَّةُ ثم الدَّفَئية ثم الرَّمَضِيَّة،

وكل ذلك مذكور في مواضعه. والرِّبْعية أَيضاً: العير الممْتارة في الربيع،

وقيل: أَوّلَ السنة، وإِنما يذهبون بأَوّل السنة إِلى الربيع، والجمع

رَباعيّ. والرِّبْعِيَّة: الغَزوة في الرَّبيع؛ قال النابغة:

وكانَتْ لهم رِبْعِيَّةٌ يَحْذَرُونَها،

إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السّماء القَنابِل

(* في ديوان النابغة: القبائل بدل القنابل.)

يعني أَنه كانت لهم غزوة يَغْزُونها في الربيع. وأَرْبَعَ الرجلُ، فهو

مُرْبِعٌ: ولد له في شبابه، على المثل بالربيع، وولده رِبْعِيّون؛

وأَورد:إِنَّ بَنِيَّ غِلْمةٌ صَيْفِيُّونْ،

أَفْلَحَ مَن كانت له رِبْعِيُّونْ

(* سابقاً كانت: صبية بدل غلمة.)

وفصيل رِبْعِيٌّ: نُتِجَ في الربيع نسب على غير قياس. ورِبْعِيّة

النِّتاج والقَيْظ: أَوَّله. ورِبْعيّ كل شيء: أَوَّله. رِبْعيّ النتاج

ورِبْعيّ الشباب: أَوَّله؛ أَنشد ثعلب:

جَزِعْت فلم تَجْزَعْ من الشَّيْبِ مَجْزَعا،

وقد فاتَ رِبْعيُّ الشبابِ فَوَدَّعا

وكذلك رِبْعِيّ المَجْد والطعْنِ؛ وأَنشد ثعلب أَيضاً:

عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعان، فإِنه

أَشَقُّ على ذي الرَّثْيةِ المُتَصَعِّبِ

(* قوله «المتصعب» أَورده المؤلف في مادة ضعف المتضعف.)

رِبْعِيُّ الطِّعان: أَوَّله وأَحَدُّهُ. وسَقْب رِبْعي وسِقاب رِبْعية:

وُلِدت في أَوَّل النِّتاج؛ قال الأَعشى:

ولكِنَّها كانت نَوًى أَجْنَبيَّةً،

تَواليَ رِبْعيِّ السِّقابِ فأَصْحَبا

قال الأَزهري: هكذا سمعت العرب تُنْشِده وفسروا لي تَوالي رِبْعِي

السقاب أَنه من المُوالاة، وهو تمييز شيء من شيء. يقال: والَيْنا الفُصْلان عن

أُمهاتها فتَوالَتْ أَي فَصَلْناها عنها عند تَمام الحَوْل، ويَشْتَدّ

عليها المُوالاة ويَكْثُر حَنِينها في إِثْر أُمهاتها ويُتَّخَذ لها

خَنْدق تُحْبَس فيه، وتُسَرَّح الأُمهات في وَجْه من مراتِعها فإِذا تَباعَدت

عن أَولادها سُرِّحت الأَولاد في جِهة غير جهة الأُمهات فترعى وحدها

فتستمرّ على ذلك، وتُصْحب بعد أَيام؛ أَخبر الأَعشى أَنّ نَوَى صاحِبته

اشْتدَّت عليه فَحنّ إِليها حَنِين رِبْعيِّ السِّقاب إِذا وُوليَ عن أُمه،

وأَخبر أَنَّ هذا الفصيل

(* قوله «ان هذا الفصيل إلخ» كذا بالأصل ولعله أنه

كالفصيل.) يستمر على المُوالاة ولم يُصْحِب إِصْحاب السَّقْب. قال

الأَزهري: وإِنما فسرت هذا البيت لأَن الرواة لما أَشكل عليهم معناه

تخَبَّطُوا في اسْتِخْراجه وخَلَّطوا، ولم يَعْرِفوا منه ما يَعْرِفه مَن شاهَد

القوم في باديتهم، والعرب تقول: لو ذهبْت تريد ولاء ضَبَّةَ من تَميم

لتعَذَّر عليك مُوالاتُهم منهم لاختلاط أَنسابهم؛ قال الشاعر:

وكُنَّا خُلَيْطَى في الجِمالِ، فَأَصْبَحَتْ

جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك

تُوالى أَي تُمَيَّز منها. والسِّبْطُ الرِّبْعِي: نَخْلة تُدْرك آخر

القيظ؛ قال أَبو حنيفة: سمي رِبعِيّاً لأَن آخر القيظ وقت الوَسْمِيّ.

وناقة رِبْعِية: مُتَقَدِّمة النِّتاج، والعرب تقول: صَرَفانةٌ رِبْعِيّة

تُصْرَم بالصيف وتؤكل بالشَّتِيّة؛ رِبعِية: مُتقدِّمة.

وارْتَبَعتِ الناقةُ وأَرْبَعَتْ وهي مُرْبِعٌ: اسْتَغْلَقَت رَحِمُها

فلم تَقبل الماء.

ورجل مَرْبوع ومُرْتَبَع ومُرْتَبِع ورَبْعٌ ورَبْعة ورَبَعة أَي

مَرْبُوعُ الخَلْق لا بالطويل ولا بالقصير، وُصِف المذَكَّر بهذا الاسم

المؤَنّث كما وصف المذكر بخَمْسة ونحوها حين قالوا: رجال خمسة، والمؤنث رَبْعة

وربَعة كالمذكر، وأَصله له، وجَمْعُهما جميعاً رَبَعات، حركوا الثاني وإِن

كان صفة لأَن أَصل رَبْعة اسمٌ مؤنث وقع على المذكر والمؤنثِ فوصف به،

وقد يقال رَبْعات، بسكون الباء، فيجمع على ما يجمع هذا الــضرب من الصفة؛

حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي. قال الفراء: إِنما حُرِّكَ رَبَعات لأَنه جاء

نعتاً للمذكر والمؤَنث فكأَنه اسم نُعت به. قال الأَزهري: خُولِفَ به

طريق ضَخْمة وضَخْمات لاستواء نُعِت الرجل والمرأَة في قوله رجل رَبْعة

وامرأَة ربعة فصار كالاسم، والأَصل في باب فَعْلة من الأَسماء مثل تَمْرة

وجَفْنة أَن يجمع على فَعَلات مثل تَمَرات وجَفَنات، وما كان من النعوت على

فَعْلة مثل شاة لَجْبة وامرأَة عَبْلة أَن يجمع على فَعْلات بسكون العين

وإِنما جمع رَبْعة على رَبَعات وهو نعت لأَنه أَشبه الأَسماء لاستواء لفظ

المذكر والمؤنث في واحده؛ قال: وقال الفراء من العرب من يقول امرأَة

رَبْعة ونسوة رَبْعات، وكذلك رجل رَبْعة ورجال رَبْعون فيجعله كسائر النعوت.

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَطول من المَرْبوع وأَقْصَر من

المُشَذَّب؛ فالمشذَّب: الطويل البائن، والمَرْبوعُ: الذي ليس بطويل ولا قصير،

فالمعنى أَنه لم يكن مُفرط الطول ولكن كان بين الرَّبْعة والمُشَذَّب.

والمَرابيعُ من الخيل: المُجْتَمِعةُ الخَلْق.

والرَّبْعة، بالتسكين: الجُونة جُونة العَطَّار. وفي حديث هِرَقْل: ثم

دعا بشيء كالرَّبْعة العظيمة؛ الرَّبْعة: إِناء مُربَّع كالجُونة.

والربَعَة: المسافة بين قوائم الأَثافي والخِوان. وحملْت رَبْعَه أَي

نَعْشَه.والربيعُ: الجَدْوَلُ. والرَّبيعُ: الحَظُّ من الماء ما كان، وقيل: هو

الحَظّ منه رُبْع يوم أَو ليلة؛ وليس بالقَوِيّ. والربيع: الساقية الصغيرة

تجري إِلى النخل، حجازية، والجمع أَرْبِعاء ورُبْعان.

وتركناهم على رَباعاتِهم

(* قوله «رباعاتهم إلخ» ليست هذه اللغة في

القاموس وعبارته: هم على رباعتهم ويكسر ورباعهم وربعاتهم محركة وربعاتهم ككتف

وربعتهم كعنبة.) ورِباعَتِهم، بكسر الراء، ورَبَعاتهم ورَبِعاتِهم، بفتح

الباء وكسرها، أَي حالةٍ حسَنةٍ من اسْتقامتهم وأَمْرِهم الأَوَّل، لا

يكون في غير حسن الحال، وقيل: رِباعَتُهم شَأْنُهم، وقال ثعلب: رَبَعاتُهم

ورَبِعاتُهم مَنازِلُهم. وفي كتابه للمهاجرين والأَنصار: إِنهم أُمَّة

واحدة على رِباعتهم أَي على استقامتهم؛ يريد أَنهم على أَمرهم الذي كانوا

عليه. ورِباعةُ الرجل: شأْنه وحالهُ التي هو رابِعٌ عليها أَي ثابت

مُقيمٌ. الفراء: الناس على سَكَناتهم ونَزلاتهم ورَباعتهم ورَبَعاتهم يعني على

استقامتهم. ووقع في كتاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليهود على

رِبْعَتهم؛ هكذا وجد في سِيَر ابن إِسحقَ وعلى ذلك فسره ابن هشام. وفي حديث

المُغيرة: أَن فلاناً قد ارْتَبَعَ أَمْرَ القوم أَي ينتظر أَن يُؤَمَّر

عليهم؛ ومنه المُسْتَرْبِعُ المُطيقُ للشيء. وهو على رباعة قومه أَي هو

سَيِّدهم. ويقال: ما في بني فلان من يَضْبِطُ رِباعَته غير فلان أَي

أَمْرَه وشأْنه الذي هو عليه. وفي التهذيب: ما في بني فلان أَحد تُغْني

رِباعَتُه؛ قال الأَخطل:

ما في مَعَدٍّ فَتًى تُغْنِي رِباعَتُه،

إِذا يَهُمُّ بأَمْرٍ صالِحٍ فَعَلا

والرِّباعةُ أَيضاً: نحو من الحَمالة. والرَّباعةُ والرِّباعة: القبيلة.

والرَّباعِيةُ مثل الثمانية: إِحدى الأَسنان الأَربع التي تلي الثَّنايا

بين الثَّنِيّة والنّاب تكون للإِنسان وغيره، والجمع رَباعِياتٌ؛ قال

الأَصمعي: للإِنسان من فوق ثَنِيّتان ورَباعِيتان بعدهما، ونابانِ وضاحِكان

وستةُ أَرْحاء من كل جانب وناجِذان، وكذلك من أَسفل. قال أَبو زيد: يقال

لكل خُفّ وظِلْف ثَنِيّتان من أَسفل فقط، وأَما الحافرُ والسِّباع

كلُّها فلها أَربع ثَنايا، وللحافر بعد الثنايا أَربعُ رَباعِيات وأَربعة

قَوارِحَ وأَربعة أَنْياب وثمانية أَضراس. وأَرْبَعَ الفرسُ والبعير: أَلقى

رَباعِيته، وقيل: طلعت رَباعِيتُه. وفي الحديث: لم أَجد إِلا جملاً

خِياراً رَباعِياً، يقال للذكر من الإِبل إِذا طلَعت رَباعِيتُه: رَباعٌ

ورَباعٍ، وللأُنثى رَباعِيةٌ، بالتخفيف، وذلك إِذا دخلا في السنة السابعة.وفرس

رَباعٍ مثل ثَمان وكذلك الحمار والبعير، والجمع رُبَع، بفتح الباء؛ عن

ابن الأَعرابي، ورُبْع، بسكون الباء؛ عن ثعلب، وأَرباع ورِباع، والأُنثى

رَباعية؛ كل ذلك للذي يُلقِي رَباعيته، فإِذا نصبت أَتممت فقلت: ركبت

بِرْذَوْناً رَباعياً؛ قال العجاج يصف حماراً وحْشيّاً:

رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبَا

والجمع رُبُعٌ مثل قَذال وقُذُل، ورِبْعان مثل غَزال وغِزْلان؛ يقال ذلك

للغنم في السنة الرابعة، وللبقر والحافر في السنة الخامسة، وللخُفّ في

السنة السابعة، أَرْبَعَ يُرْبِع إِرْباعاً، وهو فرس رَباع وهي فرس

رَباعِية. وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: الخيل تُثْنِي وتُرْبِع

وتُقْرِح، والإِبل تُثْنِي وتُرْبِع وتُسْدِسُ وتَبْزُلُ، والغنم تُثْنِي

وتُرْبِع وتُسدس وتَصْلَغُ، قال: ويقال للفرس إِذا استتم سنتين جَذَع، فإِذا

استتم الثالثة فهو ثَنيّ، وذلك عند إِلقائه رَواضِعَه، فإِذا استتم

الرابعة فهو رَباع، قال: وإِذا سقطت رَواضِعه ونبت مكانها سِنّ فنبات تلك السنّ

هو الإِثْناء، ثم تَسْقُط التي تليها عند إِرباعه فهي رَباعِيته،

فيَنْبُت مكانه سن فهو رَباع، وجمعه رُبُعٌ وأَكثر الكلام رُبُعٌ وأَرْباع.

فإِذا حان قُرُوحه سقط الذي يلي رَباعيته، فينبت مكانه قارِحُه وهو نابُه،

وليس بعد القروح سقُوط سِنّ ولا نبات سنّ؛ قال: وقال غيره إِذا طعَن

البعيرُ في السنة الخامسة فهو جذَع، فإِذا طعن في السنة السادسة فهو ثَنِيّ،

فإِذا طعن في السنة السابعة فهو رَباع، والأُنثى رَباعِية، فإِذا طعن في

الثامنة فهو سَدَسٌ وسَدِيس، فإِذا طعن في التاسعة فهو بازِل، وقال ابن

الأَعرابي: تُجْذِع العَناق لسنة، وتُثْنِي لتمام سنتين، وهي رَباعِية

لتمام ثلاث سنين، وسَدَسٌ لتمام أَربع سنين، وصالِغٌ لتمام خمس سنين. وقال

أَبو فقعس الأَسدي: ولد البقرة أَوّل سنة تبيع ثم جذَع ثم ثَنِيّ ثم رَباع

ثم سَدَس ثم صالغٌ، وهو أَقصى أَسنانه.

والرَّبيعة: الرَّوْضة. والرَّبيعة: المَزادَة. والرَّبيعة: العَتِيدة.

وحَرْب رَباعِية: شديدة فَتِيَّة، وذلك لأَن الإِرْباع أَول شدّة البعير

والفرس، فهي كالفرس الرَّباعي والجمل الرَّباعي وليست كالبازل الذي هو في

إِدبار ولا كالثَنيِّ فتكون ضعيفة؛ وأَنشد:

لأُصْبِحَنْ ظالماً حَرْباً رَباعِيةً.

فاقْعُدْ لها، ودَعَنْ عنكَ الأَظانِينا

قوله فاقْعُد لها أَي هيِّء لها أَقْرانَها. يقال: قعد بنو فلان لبني

فلان إِذا أَطاقوهم وجاؤوهم بأَعْدادهم، وكذلك قَعد فلان بفلان، ولم يفسر

الأَظانين، وجملٌ رباعٍ: كرباعٌ

(* في القاموس: جملٌ رباعٍ ورباعٌ.) وكذلك

الفرس؛ حكاه كراع قال: ولا نظير له إِلاَّ ثمانٍ وشَناحٍ في ثمانٌ

وشناحٌ؛ والشناحُ: الطويل. والرَّبِيعةُ: بيضة السّلاح الحديد.

وأَرْبَعَت الإِبل بالوِرْد: أَسْرَعت الكرّ إِليه فوردت بلا وقت، وحكاه

أَبو عبيد بالغين المعجمة، وهو تصحيف. والمُرْبِعُ: الذي يُورِد كلَّ

وقت من ذلك. وأَرْبَع بالمرأَة: كرّ إِلى مُجامَعتها من غير فَتْرة، وذكر

الأَزهري في ترجمة عذَم قال: والمرأَة تَعْذَم الرجلَ إِذا أَرْبَع لها

بالكلام أَي تَشْتُمه إِذا سأَلها المَكْروه، وهو الإِرْباعُ.

والأَرْبِعاء والأَرْبَعاء والأَرْبُعاء: اليوم الرابع من الأُسْبوع

لأَن أَوّل الأَيام عندهم الأَحد بدليل هذه التسمية ثم الاثنان ثم الثلاثاء

ثم الأَربعاء، ولكنهم اختصوه بهذا البناء كما اختصوا الدَّبَرانَ

والسِّماك لِما ذهبوا إِليه من الفَرْق. قال الأَزهري: من قال أَربعاء حمله على

أَسْعِداء. قال الجوهري: وحكي عن بعض بني أَسَد فتح الباء في الأَربعاء،

والتثنية أَرْبعاوان والجمع أَربعاوات، حُمِل على قياس قَصْباء وما

أَشبهها. قال اللحياني: كان أَبو زياد يقول مضى الأَربعاء بما فيه فيُفْرده

ويذكّره، وكان أَبو الجرّاح يقول مضت الأَربعاء بما فيهن فيؤنث ويجمع يخرجه

مخرج العدد، وحكي عن ثعلب في جمعه أَرابيع؛ قال ابن سيده: ولست من هذا

على ثقة. وحكي أَيضاً عنه عن ابن الأَعرابي: لا تَك أَرْبعاوِيّاً أَي ممن

يصوم الأَربعاء وحده. وحكى ثعلب: بنى بَيْته على الأَرْبُعاء وعلى

الأَرْبُعاوَى، ولم يأعت على هذا المثال غيره، إِذا بناه على أَربعة أَعْمِدة.

والأَرْبُعاء والأَرْبُعاوَى: عمود من أَعْمِدة الخِباء. وبيت

أَرْبُعاوَى: على طريقة واحدة وعلى طريقتين وثلاث وأَربع. أَبو زيد: يقال بيت

أُرْبُعاواء على أُفْعُلاواء، وهو البيت على طريقتين، قال: والبيوت على

طريقتين وثلاث وأَربع وطريقة واحدة، فما كان على طريقة واحدة فهو خباء، وما

زاد على طريقة فهو بيت، والطريقةُ: العَمَدُ الواحد، وكلُّ عمود طريقةٌ،

وما كان بين عمودين فهو مَتْنٌ. ومَشت الأَرْنَبُ الأُرْبَعا، بضم الهمزة

وفتح الباء والقصر: وهي ضرب من المَشْي.

وتَرَبَّع في جلوسه وجلس الأُرْبَعا على لفظ ما تقدم

(* قوله «على لفظ

ما تقدم» الذي حكاه المجد ضم الهمزة والباء مع المد.): وهي ضرب من

الجِلَس، يعني جمع جِلْسة. وحكى كراع: جلَس الأُربُعَاوى أَي متربعاً، قال: ولا

نظير له. أَبو زيد: اسْتَرْبَع الرَّملُ إِذا تراكم فارتفع؛ وأَنشد:

مُسْتَرْبِع من عَجاجِ الصَّيْف مَنْخُول

واستربَعَ البعيرُ للسير إِذا قَوِي عليه. وارْتَبَعَ البَعيرُ

يَرْتَبِعُ ارْتباعاً: أَسرع ومَرَّ يــضرب بقوائمه كلها؛ قال العجاج:

كأَنَّ تَحْتي أَخْدرِيًّا أَحْقَبا،

رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبا،

عَرْدَ التّراقي حَشْوَراً مُعَرْقَبا

(* قوله «معرقبا» نقله المؤلف في مادة عرد معقربا.)

والاسم الرَّبَعةُ وهي أَشدّ عَدْو الإِبل؛ وأَنشد الأَصمعي، قال ابن

بري: هو لأَبي دواد الرُّؤَاسي:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه

أُمُّ الفَوارِس بالدِّئْداء والرَّبَعهْ

وهذا البيت يــضرب مثلاً في شدَّة الأَمر؛ يقول: ركِبَت هذه المرأَة التي

لها بنون فوارِسُ بعيراً من عُرْض الإِبل لا من خيارها وهي أَرْبَعُهن

لَقاحاً أَي أَسْرَعُهنّ؛ عن ثعلب.

ورَبَع عليه وعنه يَرْبَعُ رَبْعاً: كَفَّ. وربَعَ يَرْبَعُ إِذا وقَفَ

وتَحَبَّس. وفي حديث شُرَيْح: حَدِّثِ امرأَةً حَدِيثين، فإِن أَبت

فارْبَعْ؛ قيل فيه: بمعنى قِفْ واقْتَصِر، يقول: حَدّثها حديثين فإِن أَبت

فأَمْسِك ولا تُتْعِب نفسك، ومن قطع الهمزة قال: فأَرْبَعْ، قال ابن

الأَثير: هذا مثل يــضرب للبليد الذي لا يفهم ما يقال له أَي كرِّر القول عليها

أَرْبَع مرات وارْبَعْ على نفسك رَبْعاً أَي كُفَّ وارْفُق، وارْبَع عليك

وارْبَع على ظَلْعك كذلك معناه: انتظر؛ قال الأَحوص:

ما ضَرَّ جِيرانَنا إِذ انْتَجَعوا،

لو أَنهم قَبْلَ بَيْنِهم رَبَعُوا؟

وفي حديث سُبَيْعةَ الأَسْلَمِية: لما تَعَلَّت من نِفاسها تَشَوَّفَت

للخُطَّاب، فقيل لها: لا يَحِلّ لكِ، فسأَلت النبي، صلى الله عليه وسلم،

فقال لها: ارْبَعي على نَفْسك؛ قيل له تأْويلان: أَحدهما أَن يكون بمعنى

التَّوقُّف والانتظار فيكون قد أَمرها أَن تَكُفّ عن التزوج وأَن

تَنْتَظِر تَمام عدَّة الوَفاة على مذهب من يقول إِن عدتها أَبْعدُ الأَجَلَيْن،

وهو من رَبَعَ يَرْبَع إِذا وقف وانتظر، والثاني أَن يكون من رَبَع الرجل

إِذا أَخْصَب، وأَرْبَعَ إِذا دخل في الرَّبيع، أَي نَفِّسي عن نفسك

وأَخْرِجيها من بُؤْس العِدَّة وسُوء الحال، وهذا على مذهب من يرى أَنَّ

عدتها أَدْنى الأَجلين، ولهذا قال عمر، رضي الله عنه: إِذا ولدت وزوجها على

سَرِيره يعني لم يُدْفَن جاز لها أَن تَتزوَّج. ومنه الحديث: فإِنه لا

يَرْبَع على ظَلْعِك من لا يَحْزُنُه أَمْرُك أَي لا يَحْتَبِس عليك

ويَصْبِر إِلا من يَهُمُّه أَمرُك. وفي حديث حَلِيمة السَّعْدية: اربَعِي علينا

أَي ارْفُقِي واقتصري. وفي حديث صِلةَ بن أَشْيَم قلت لها: أَي نَفْسِ

جُعِل رزْقُكِ كَفافاً فارْبَعي، فَرَبعت ولم تَكَد، أَي اقْتصِري على

هذا وارْضَيْ به. ورَبَعَ عليه رَبْعاً: عطَفَ، وقيل: رَفَق.

واسْتَرْبَع الشيءَ: أَطاقه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لَعَمْري، لقد ناطَتْ هَوازِنُ أَمْرَها

بمُسْتَرْبِعِينَ الحَرْبَ شُمِّ المَناخِرِ

أَي بمُطِيقين الحرب. ورجل مُسْتَرْبِع بعمله أَي مُسْتَتِلٌّ به

قَوِيٌّ عليه؛ قال أَبو وجزةَ:

لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه،

مُسْتَرْبِعٌ بسُرى المَوْماةِ هَيّاج

اللاعي: الذي يُفْزِعه أَدنى شيء. ويُفْرِطُه: يَمْلَؤُه رَوعاً حتى

يذهب به؛ وأَما قول صخر:

كريم الثَّنا مُسْتَرْبِع كُلَّ حاسِد

فمعناه أَنه يحتمل حسَده ويَقْدِر؛ قال الأَزهري: هذا كله من رَبْع

الحجر وإِشالَته. وتَرَبَّعَت الناقةُ سَناماً طويلاً أَي حملته؛ قال: وأَما

قول الجعدي:

وحائل بازِل ترَبَّعت، الصْـ

ـصَيفَ، طَويلَ العِفاء، كالأُطُم

فإِنه نصب الصيف لأَنه جعله ظرفاً أَي تربعت في الصيف سَناماً طويل

العِفاء أَي حملته، فكأَنه قال: تربَّعت سَناماً طويلاً كثير الشحم.

والرُّبُوعُ: الأَحْياء.

والرَّوْبَع والرَّوْبعةُ: داء يأْخذ الفصال. يقال: أَخَذه رَوْبَعٌ

ورَوْبَعةٌ أَي سُقوط من مرض أَو غيره؛ قال جرير:

كانت قُفَيْرةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً

تَبْكي إِذا أَخَذَ الفَصيلَ الرَّوْبَعُ

قال ابن بري: وقول رؤبة:

ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا،

على اسْتِه، رَوْبعةً أَو رَوْبَعا

قال: ذكره ابن دريد والجوهري بالزاي، وصوابه بالراء روبعة أَو روبعا؛

قال: وكذلك هو شعر رؤْبة وفسر بأَنه القصِير الحقير، وقيل: القصير

العُرْقوبِ، وقيل: الناقص الخَلْقِ، وأَصله في ولد الناقة إِذا خرج ناقص الخلق؛

قاله ابن السكيت وأَنشد الرجز بالراء، وقيل: الرَّوْبع والرَّوبعة

الضعيف.واليَرْبُوع: دابة، والأُنثى بالهاء. وأَرض مَرْبَعةٌ: ذاتُ يَرابِيعَ.

الأَزهري: واليَرْبُوعُ دُوَيْبَّة فوق الجُرَذِ، الذكر والأُنثى فيه

سواء. ويَرابيعُ المَتْن: لحمه على التشبيه باليَرابيع؛ قاله كراع، واحدها

يَرْبوع في التقدير، والياء زائدة لأَنهم ليس في كلامهم فَعْلول، وقال

الأَزهري: لم أَسمع لها بواحد. أَحمد بن يحيى: إِن جعلت واو يربوع أَصلية

أَجْريت الاسم المسمى به، وإِن جعلتها غير أَصلية لم تُجْرِه وأَلحقته

بأَحمد، وكذلك واو يَكْسُوم. واليرابيع: دوابٌّ كالأَوْزاغ تكون في الرأْس؛

قال رؤبة:

فقَأْن بالصَّقْع يَرابيعَ الصادْ

أَراد الصَّيدَ فأَعلَّ على القياس المتروك. وفي حديث صَيْد المحرم: وفي

اليَرْبوع جَفْرة؛ قيل: اليَرْبوع نوع من الفأْر؛ قال ابن الأَثير:

والياء والواو زائدتان.

ويَرْبُوع: أَبو حَيّ من تَميم، وهو يربوع بن حنظلة ابن مالك بن عمرو بن

تميم. ويربوع أَيضاً: أَبو بَطن من مُرَّةَ، وهو يربوع بن غَيْظ بن

مرَّة بن عَوْف بن سعد بن ذُبيان، منهم الحرث بن ظالم اليربوعي المُرِّي.

والرَّبْعةُ: حَيّ من الأَزْد؛ وأَما قولُ ذِي الرُّمَّة:

إِذا ذابَتِ الشمْسُ، اتَّقَى صَقَراتِها

بأَفْنانِ مَرْبُوع الصَّرِيمةِ مُعْبِل

فإِنما عنى به شجراً أَصابه مطر الربيع أَي جعله شجراً مَرْبُوعاً فجعله

خَلَفاً منه.

والمَرابِيعُ: الأَمطار التي تجيءُ في أَوَّل الربيع؛ قال لبيد يصف

الديار:

رُزِقَتْ مَرايَِيعَ النُّجومِ، وصابها

وَدْقُ الرَّواعِد: جَوْدُها فرِهامُها

وعنى بالنجوم الأَنْواء. قال الأَزهري: قال ابن الأَعرابي مَرابِيعُ

النجوم التي يكون بها المطر في أَوَّل الأَنْواء. والأَرْبَعاء: موضع

(*

قوله « والأربعاء موضع» حكي فيه أيضاً ضم أوله وثالثه، انظر معجم ياقوت.)

ورَبِيعةُ: اسم. والرَّبائع: بُطون من تميم؛ قال الجوهري: وفي تَميم

رَبِيعتانِ: الكبرى وهو رَبِيعة بن مالك بن زَيْد مَناةَ بن تميم وهو ربيعة

الجُوع، والوسطى وهو رَبيعة بن حنظلة بن مالك. ورَبِيعةُ: أَبو حَيّ من

هَوازِن، وهو ربيعة بن عامر بن صَعْصَعةَ وهم بنو مَجْدٍ، ومجدٌ اسم أُمهم

نُسِبوا إِليها. وفي عُقَيْل رَبيعتان: رَبِيعة بن عُقَيل وهو أَبو

الخُلَعاء، وربيعة بن عامر بن عُقيل وهو أَبو الأَبْرص وقُحافةَ وعَرْعرةَ

وقُرّةَ وهما ينسبان للرَّبيعتين. ورَبِيعةُ الفرَس: أَبو قَبِيلة رجل من طيّء

وأَضافوه كما تضاف الأَجناس، وهو رَبِيعة بن نِزار بن مَعدّ بن عَدْنان،

وإِنما سمي ربيعة الفَرَس لأَنه أُعطي من مال أَبيه الخيل وأُعطي أَخوه

الذهَب فسمي مُضَر الحَمْراء، والنسبة إِليهم ربَعي، بالتحريك. ومِرْبَع:

اسم رجل؛ قال جرير:

زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَن سَيَقْتُل مِرْبعاً،

أَبْشِرْ بِطُول سَلامةٍ يا مِرْبَع

وسمت العرب رَبِيعاً ورُبَيْعاً ومِرْبَعاً ومِرْباعاً؛ وقول أَبي ذؤيب:

صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ، كأَنه

عَبْدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ

أَراد آل ربيعة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم لأَنهم كثيرو الأَموال

والعبيد وأَكثر مكة لهم. وفي الحديث ذكر مِرْبع، بكسر الميم: هو مالُ

مِرْبَعٍ بالمدينة في بني حارِثةَ، فأَمّا بالفتح فهو جبل قرب مكة. والهُدْهُد

يُكنَّى أَبا الرَّبِيع. والرَّبائعُ: مَواضِعُ؛ قال:

جَبَلٌ يَزِيدُ على الجِبال إِذا بَدا،

بَيْنَ الرَّبائعِ والجُثومِ مُقِيمُ

والتِّرْباعُ أَيضاً: اسم موضع؛ قال:

لِمَنِ الدِّيارُ عَفَوْنَ بالرَّضمِ،

فَمَدافِعِ التِّرْباعِ فالرَّجمِ

(* قوله «الرضم والرجم» ضبطا في الأصل بفتح فسكون، وبمراجعة ياقوت تعلم

أن الرجم بالتحريك وهما موضعان.)

ورِبْع: اسم رجل من هُذَيْل.

فني

(ف ن ي) : (الشَّيْخُ الْفَانِي) الَّذِي فَنِيَ قُوَاهُ (وَالْفِنَاءُ) سَعَةٌ أَمَامَ الْبُيُوتِ وَقِيلَ مَا امْتَدَّ مِنْ جَوَانِبِهَا.
(فني)
الشَّيْء فنَاء باد وانْتهى وجوده وَفُلَان هرم وأشرف على الْمَوْت وَفِي الشَّيْء اندمج فِيهِ وبذل غَايَة جهده يُقَال فلَان يفني فِي عمله فَهُوَ فان
ف ن ي: (فَنِيَ) الشَّيْءُ (فَنَاءً) بَادَ. وَ (تَفَانَوْا) أَفْنَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْحَرْبِ. وَ (فِنَاءُ) الدَّارِ مَا امْتَدَّ مِنْ جَوَانِبِهَا وَالْجَمْعُ (أَفْنِيَةٌ) . 
ف ن ي : فَنِيَ الْمَالُ يَفْنَى مِنْ بَابِ تَعِبَ فَنَاءً وَكُلُّ مَخْلُوقٍ صَائِرٌ إلَى الْفَنَاءِ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَفْنَيْتُهُ وَقِيلَ لِلشَّيْخِ الْهَرِمِ فَانٍ مَجَازًا لِقُرْبِهِ وَدُنُوِّهِ مِنْ الْفَنَاءِ وَالْفِنَاءُ مِثْلُ كِتَابٍ الْوَصِيدُ وَهُوَ سَعَةٌ أَمَامَ الْبَيْتِ وَقِيلَ مَا امْتَدَّ مِنْ جَوَانِبِهِ. 

فني


فَنِيَ(n. ac. فَنًى [ ]فَنَآء [] )
a. Disappeared, vanished; wasted away, dwindled; decayed;
was spent, exhausted; perished; was perishable, transient; was
mortal; was decrepit, old.

فَاْنَيَa. Coaxed, flattered, caressed, courted, curried favour
with.

أَفْنَيَa. Caused to perish, to pass away; destroyed, brought to
nought; annihilated; used up, exhausted.

تَفَاْنَيَa. Destroyed, killed each other; perished
together.

فَنًىa. see 22
فَانٍa. Passing away, perishing; perishable, transient
transitory, fleeting, evanescent, ephemeral; mortal.
b. Old, infirm, decrepit.

فَنَآء []
a. Perishableness, transitoriness; nothingness;
annihilation.
b. Infirmity, decrepitude, decrepitness, decay.

فِنَآء [] (pl.
أَفْنِيَة [ 15t ]
a. فُنِيّ ), Court, court-yard; open
space; parvis.
أَفَانِيّ
a. Night-shade (plant).
فني: فني الزهر: ذبل. (بوشر).
فني عند الصوفية: استغرق في عظمة الباري ومشاهدة الحق. (زيشر 16: 236 رقم 4).
فني: هزم شر هزيمة. (بوشر).
أفنى: مات وتلاشى. (الكالا).
تفانى: هلك، باد، انقرض، تلف، تلاشى (بدرون ص252، عباد 2: 83).
افني: باد وانتهى وجوده. (فوك).
فنى: ذكرت مع فنؤ (اقرأ فنؤ) مفردا لأفناء (الكامل ص235).
فنية: في ثلاث مخطوطات ذكر الجمع فنايا ويظهر إن مفردها فنية (معجم بدرون).
فناء: تجمع على أفناء (معجم الإدريسي ص362).
فناء المصر: في آخر عبارة التعريفات: وفناء المصر ما اتصل به معدا لمصالحه. وقد ذكرها فريتاج في مادة فناء خطأ منه (أنظر طبعة فلوجل ص176). وقد ذكرها صاحب محيط المحيط فقال: وفناء المصر اتصل به معدا لمصالحه، وقيل هو أن يكون على قدر الغلوة.
سعة الفناء: مسافة، فسحة، ففي ابن العوام (1: 531): وتراعي مع ذلك سعة الاسطار وضيقها وليكن في سعة الفناء الذي بين سطرين في الغراسة التي سعتها سبعة أشبار أو ثمانية رجلان. (وقد صحح هذا النص على مخطوطتنا). وفي الكلام عن البئر: مقدار ما فيها من ماء. ففي ابن العوام (1: 145): على قدر سعة قناء البئر. وهذا هو صواب العبارة وفقا لما جاء في مخطوطتنا.
فإن: ضعيف، هش، سهل المكسر. (هلو).
[ف ن ي] الفَنَاءُ نقيض البقاء وقد فنِي يفنَى وفَنى يفنَى نادر عن كراع فَنَاءً وقال هي بلغة بَلْحَارِثِ بن كعب وأفناه وتفانى القوم قتًلا أفنى بعضهم بعضًا وفنِي يفنى فناء هَرم وبذلك فسر أبو عبيد حديث عُمر أنه قال حَجَّةً هَاهُنَا ثُمَّ احْدِجْ هَا هُنَا حَتَّى تَفْنَى يعني الغزو وقال لبيد

(حَبَائِلُه مَبْثوثَةٌ بِسَبِيله ... وَيَفْنَى إذا ما أَخْطَأَتْهُ الحَبائِلُ)

يقول إذا أخطأه الموت فإنه يهرم ويقال للشيخ الكبير فانٍ والفِناء سَعة أمام الدار يعني بالسَّعة الاسم لا المصدر والجمع أفنِيةٌ وتبدل الفاء من الفاء وقد تقدم وقال ابن جني هما أصلان وليس أحدهما بدلاً من صاحبه لأن الفِناء من فِنيَ يفنَى وذلك لأن الدار هنا تفنى لأنك إذا تناهيت إلى أقصى حدودها فنيت وأما ثِنَاؤها فمن ثَنَى يَثْنِي لأن هناك أيضًا تنثني عن الانبساط لمجيء آخرها واستقصاء حدودها وقد تقدم وإنما قضينا على همزتها أنها بدل من هاء لأن إبدال الهمزة من الياء إذا كانت لامًا أكثر من إبدالها من الواو وإن كان بعض البغداذيين قد قال يجوز أن تكون ألفه واوًا لقولهم شجرة فنواءُ أي واسعة فِناء الظل وهذا القول ليس بقوي لأنا لم نسمع أحدًا يقول إن الفنواء من الفِناء إنما قالوا إنها ذات الأفنان أو الطويلة الأفنان ورجل من أفناء القبائل أي لا يُدري من أي قبيلة هو وقيل إنما يقال قوم من أفناء القبائل ولا يقال رجل وليس للأفناء واحد وفَانَيْتُ الرجل داريته وسكَّنته قال الكميت يذكُر همومًا اعترته (تُقِيمُه تارةً وتُقْعِدُه ... كَما يُفَانِي الشَّموسَ قَائِدُها)

والفَنا عنب الثعلب قال زهير

(كَأنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كُلِّ مَنْزِلٍ ... نَزَلْنَ بِه حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ)

وقيل هو شجرٌ ذو حب أحمر ما لم يكسَّر تتخذ منه قراريط يوزن بها كل حَبَّةٍ قيراط وقيل هي حشيشة تنبت في الغلط ترتفع عن الأرضِ قِيسَ الإِصْبَعِ وأقلّ يرعاها المال وإنما قضينا على هذه الألفات بالياء لأنها لام
فني
فنَى في يَفنَى، فَناءً، فهو فانٍ، والمفعول مَفْنيّ فيه
• فنَى النَّاسُ في الحرب: هلكوا، بادوا، انتهى وجودُهم. 

فنِيَ/ فنِيَ في يَفنَى، افْنَ، فَنَاءً، فهو فانٍ، والمفعول مَفْنِيّ فيه
• فنِي الشَّيءُ: باد وانتهى وجوده "فنِي العمر- الكُلُّ يَفنَى ويبقى الواحدُ القهّار- {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} ".
• فنِي الرَّجلُ: هَرِم وأشرف على الموت "صار شَيْخًا فانيًا" ° الفاني: الشيخ الكبير الهَرِم وقيل له ذلك لدنوه من الفناء.
• فنِي في عمله: بذل غاية جهده لإنجازه "هذا الأستاذ يَفنَى في الشَّرح لطلاّبه". 

أفنى يُفني، أَفْنِ، إفناءً، فهو مُفنٍ، والمفعول مُفنًى
• أفنى الشَّيءَ أو الشَّخصَ: أباده، أنهى وجودَه، أهلكه، أعدمه "أفنى عمره في خدمة الوطن- أفنى ماله في اللهو- أفنى شعبًا/ سُلالةً- أفنى حياتَه في العمل". 

تفانى/ تفانى في يتفانَى، تفانَ، تفانيًا، فهو مُتفانٍ، والمفعول مُتفانًى فيه
• تفانى القومُ: أباد بعضهم بعضًا "تفانى أهل القرية في حوادث الثَّأر".
• تفانى في العمل: بذل جهده لإنجازه، ضحَّى برغباته أو مصالحه من أجله "تفانى في خدمة الوطن/ العمل الاجتماعيّ". 

إفناء [مفرد]: مصدر أفنى. 

فَناء [مفرد]:
1 - مصدر فنَى في وفنِيَ/ فنِيَ في ° دار الفناء: الدنيا.
2 - (سف) ذهاب الحس والوعي وانعدام الشعور بالنفس وبالعالم الخارجيّ، وانمحاء العبد في جلال الربِّ (حسب اعتقاد الصُّوفيّة). 

فِناء [مفرد]: ج أَفْنِيَة: ساحة واسعة محاطة بأسوار أو أبنية "يلعب الأطفال في الفِناء- فِناء مستشفى/ مدرسة/ المنزل". 
فني
: (ي (} فَنِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ) ، هَذِه هِيَ اللُّغَةُ المَشْهورَةُ؛ (و) حَكَى كُراعٌ: {فَنَى} يَفْنَى، مثْلُ (سَعَى) يَسْعَى وَهُوَ نادِرٌ، وقالَ: وَهِي بلُغَةِ بلحارِثِ بنِ كعْبٍ، ( {فَنَاءً) ، مَصْدرُ البابَيْنِ، فَهُوَ} فانٍ: (عُدِمَ) .
(وَفِي المُحْكم: {الفَناءُ ضِدُّ البَقاءِ.
وقالَ أَبُو عليَ القالِي: الفَناءُ نَفادُ الشيءِ؛ قالَ نابِغَةُ بَني شَيْبانَ:
سَتَبْقَى الرَّاسِيات وكلُّ نَفْسٍ وَمَال سَوْفَ يَبْلغه الفَناءُوقالَ الآخَرُ:
كَتَبَ الفَناءَ على الخَلائِقِ رَبُّناوهو المَلِيكُ ومُلْكُه لَا يَنْفدُ (} وأَفْناهُ غَيْرُهُ.
(و) فَنِيَ (فلانٌ) يَفْنَى: إِذا (هَرِمَ) .
(وَفِي التّهذيبِ: أشْرَفَ على المَوْتِ هَرَماً؛ قالَ لبيدٌ:
حَبائِلُه مَبْثوثَةٌ بسَبيلِه {ويَفْنى إِذا مَا أَخْطَأَتْه الحَبائِلُ أَي يَهْرَمُ فيَموتُ.
(} والفَانِي: الشَّيْخُ الكَبيرُ) الهَرِمُ.
( {وتَفانَوْا:} أَفْنَى بَعْضُهُم بَعْضاً) فِي الحَرْبِ.
( {وفِناءُ الَّدارِ، ككِساءٍ: مَا اتَّسَعَ من أَمامِها) .
(وَفِي الصِّحاح: مَا امْتَدَّ مِن جَوانِبِها.
وَفِي المُحْكم: هُوَ سَعَةٌ أمامَ الدَّارِ، نَعْني بالسَّعَةِ الاسْمُ لَا المَصْدَر؛ (ج} أَفْنِيَةٌ {وفُنِيٌّ) ، كعُتِيَ، بالضمِّ والكسْرِ، وتُبْدلُ الثاءُ من الفاءِ فيُقالُ ثِناءُ الدارِ} وفِناؤُها، وَقد مَرَّ.
وقالَ ابنُ جنِّي: هُما أَصْلانِ وليسَ أَحَدُهما بَدَلاً من صاحِبِه، لأنَّ الفِناءَ من فَنِيَ يَفْنَى، وذلكَ أَنَّ الدارَ هُنَاكَ! تَفْنَى، لأنَّك إِذا تَناهَيْتَ إِلَى أقْصَى حُدُودِها فَنِيتْ، وأَمَّا ثِناؤُها فَمن ثَنَى يَثْني لأنَّها هناكَ أَيْضاً تَنْثَني عَن الانْبِساطِ لمجيءِ آخِرِها واسْتِقْصاء حُدُودِها.
قالَ ابنُ سِيدَه: وهَمْزتُها بَدَلٌ من الياءِ، وجَوَّزَ بعضُ البَغْدادِيِّين أنْ تكونَ أَلِفُها واواً لقوْلِهم: شَجَرَةٌ فَنْواءُ، وليسَ بقَوِيَ لأنَّها ليسَتْ مِن الفِناءِ، وإنّما هِيَ مِن الأَفْنانِ.
( {وفَاناهُ: دَارَاهُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
تُقِيمُه تارَةً وتُقْعِدُه
كَمَا} يُفاني الشَّمُوسَ قائِدُهاوقالَ الأُموي: {فَانَاهُ سَكَّنَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي أيْضاً.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: فَانَاهُ دَاجَاهُ.
(وأَرضٌ} مَفْناةٌ) :) أَي (مُوافِقَةٌ لنَازِلِيها) ، بلُغَةِ هُذَيْل، نقلَهُ الأصْمعي ويُرْوَى بالقافِ كَمَا سَيَأْتي.
( {والأفانِي: نَبْتٌ) مَا دَامَ رطبا فَإِذا يَبِسَ فَهُوَ الحَماطُ، (واحِدَتُها) } أَفانِيةٌ، (كثَمانِيَةٍ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي وَهُوَ قولُ أَبي عَمْرٍ و.
قالَ الأزْهرِي: هَذَا غَلَطٌ فإنَّ {الأفَانِيَ نَبْتٌ على حِدةٍ وَهُوَ مِن ذُكورِ البَقْلِ يَهِيجُ فيَتناثَرُ، وأَمَّا الحَماطُ فَهُوَ الحليةُ وَلَا هَيْجَ لَهُ لأنّه مِن الجنبةِ والعروَةِ.
قالَ الجَوْهرِي: ويقالُ أَيْضاً هُوَ عِنَبُ الثّعْلب.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ بَنُو فلانٍ مَا يُعانُونَ مَا لَهُم وَلَا} يُفانُونَه، أَي مَا يَقُومُونَ عَلَيْهِ وَلَا يُصْلِحُونَه.
{والمُفانَاةُ: التَّسْكِين؛ عَن الأُموي.
} والفَانِيَةُ: المُسِنَّةُ مِن الإِبِلِ؛ وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي الحديثِ. 

فني: الفَناء: نَقِيض البقاء، والفعل فَنى يَفْنَى نادر؛ عن كراع، فَناء

فهو فانٍ، وقيل: هي لغة بلحرث ابن كعب؛ وقال في ترجمة قرع:

فلما فَنى ما في الكنائن، ضارَبُوا

إلى القُرْعِ من جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ

أَي ضربــوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لما فَنِيت سهامهم. قال: وفَنى

بمعنى فَنِيَ في لغات طيّء، وأَفْناه هو. وتَفانى القومُ قتلاً: أَفنى بعضهم

بعضاً، وتفانوا أَي أَفنى بعضهم بعضاً في الحرب. وفَنِيَ يَفْنى فَناء:

هَرِمَ وأَشرف على الموت هَرَماً، وبذلك فسر أَبو عبيد حديث عمر، رضي الله

عنه، أَنه قال: حَجَّةً ههنا ثم احْدِجْ ههنا حتى تَفْنى يعني الغزو؛

قال لبيد يصف الإنسان وفَناءه:

حَبائِلُه مَبْثوثةٌ بسَبِيلِه،

ويَفْنى إِذا ما أَخْطَأَتْه الحَبائلُ

يقول: إِذا أَخطأَه الموت فإِنه يفنى أَي يَهْرَمُ فيموت لا بدَّ منه

إِذا أَخطأَته المنِيَّةُ وأَسبابها في شَبِيبَته وقُوَّته. ويقال للشيخ

الكبير: فانٍ.

وفي حديث معاوية: لو كنتُ من أَهل البادِيةِ بعت الفانِيةَ واشتريت

النامِيةَ؛ الفانِيةُ: المُسِنَّة من الإِبل وغيرها، والنامِيةُ: الفَتِيَّةُ

الشابَّة التي هي في نموّ وزيادة.

والفِناء: سَعةٌ أَمامَ الدار، يعني بالسعة الاسم لا المصدر، والجمع

أَفْنِيةٌ، وتبدل الثاء من الفاء وهو مذكور في موضعه؛ وقال ابن جني: هما

أَصلان وليس أَحدهما بدلاً من صاحبه لأَن الفِناء من فَنِيَ يَفْنى، وذلك

أَن الدار هنا تَفْنى لأَنك إِذا تناهيت إِلى أَقصى حدودها فَنِيَتْ، وأَما

ثِناؤها فمن ثَنى يَثْني لأَنها هناك أَيضاً تنثني عن الانبساط لمجيء

آخرها واسْتِقْصاء حدودها؛ قال ابن سيده: وهمزتها بدل من ياء لأَن إِبدال

الهمز من الياء إِذا كانت لاماً أَكثر من إِبدالها من الواو، وإن كان بعض

البغداديين قد قال: يجوز أَن يكون أَلفه واواً لقولهم شجرة فَنْواء أَي

واسِعة فِناء الظل، قال: وهذا القول ليس بقوي لأَنا لم نسمع أَحداً يقول

إِن الفَنْواء من الفِناء، إنما قالوا إِنها ذات الأَفنان أَو الطويلة

الأَفنان. والأَفْنِية: السَّاحات على أَبواب الدور؛ وأَنشد:

لا يُجْتَبى بِفناء بَيْتِك مثْلهم

وفناء الدار: ما امْتدَّ من جوانبها.

ابن الأَعرابي: بها أَعناء من الناس وأَفْناء أَي أَخْلاط، الواحد

عِنْوٌ وفِنْوٌ. ورجل من أَفْناء القبائل أَي لا يُدرى من أَيّ قبيلة هو،

وقيل: إِنما يقال قوم من أَفناء القبائل، ولا يقال رجل، وليس للأَفْناء واحد.

قالت أُم الهيثم: يقال هؤلاء من أَفناء الناس ولا يقال في الواحد رجل من

أَفناء الناس، وتفسيره قوم نُزَّاعٌ من ههنا وههنا. والجوهري: يقال هو

من أَفناء الناس إِذا لم يُعلم من هو. قال ابن بري: قال ابن جني واحد

أَفناء الناس فَناً ولامه واو، لقولهم شجرة فَنْواء إِذا اتسعت وانتشرت

أَغصانها، قال: وكذلك أَفناء الناس انتشارهم وتشعبهم. وفي الحديث: رجل من

أَفناء الناس أَي لم يُعلم ممن هو، الواحد فِنْوٌ، وقيل: هو من الفِناء وهو

المُتَّسَعُ أَمام الدار، ويجمع الفِناء على أَفْنية. والمُفاناة:

المُداراة. وأَفْنى الرجلُ إِذا صَحِب أَفناء الناس. وفانَيْت الرجل: دارَيْته

وسَكَّنْته؛ قال الكميت يذكر هموماً اعترته:

تُقِيمُه تارةً وتُقْعِدُه،

كما يُفاني الشَّمُوسَ قائِدُها

قال أِبو تراب: سمعت أَبا السميدع يقول بنو فلان ما يُعانُون مالهم ولا

يُفانُونه أَي ما يقومون عليه ولا يُصْلِحونه. والفَنا، مقصور، الواحدة

فَناة: عنب الثَّعلب، ويقال: نبت آخر؛ قال زهير:

كأَنّ فُتاتَ العِهْنِ، في كلِّ مَنْزِلٍ

نَزَلْنَ، به حَبُّ الفَنا لم يُحَطَّمِ

وقيل: هو شجر ذو حب أَحمر ما لم يُكسَّر، يتخذ منه قراريط يوزن بها كل

حبة قيراط، وقيل: يتخذ منه القَلائد، وقيل: هي حشيشة تنبت في الغَلْظ

ترتفع على الأَرض قِيسَ الإِصْبع وأَقل يَرعاها المالُ، وأَلفها ياء لأَنها

لام؛ وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده قول الراجز:

صُلْبُ العَصا بالــضَّرْبِ قد دَمَّاها،

يقولُ: لَيْتَ الله قد أَفْناها

(* قوله« صلب العصا» في التكملة: ضخم العصا.)

قال يصف راعي غنم وقال فيه معنيان: أَحدهما أَنه جعل عصاه صُلبة لأَنه

يحتاج إِلى تقويمها ودَعا عليها فقال ليت اللهَ قد أَهلكها ودمَّاها أَي

سيَّلَ دَمها بالــضرب لخِلافِها عليه، والوجه الثاني في قوله صُلْبُ العصا

أَي لا تحوجه إِلى ضربــها فعصاه باقية، وقوله: بالــضرب قد دمَّاها أَي

كساها السِّمَن كأَنه دمَّمها بالشحم لأَنه يُرَعِّيها كل ضرب من النبات،

وأَما قوله ليت اللهَ قد أَفناها أَي أَنبت لها الفَنا، وهو عنب الذئب، حتى

تغزر وتَسْمَن.

والأَفاني: نبت ما دام رطباً، فإِذا يبس فهو الحَماط، واحدتها أَفانِيةٌ

مثال ثمانية، ويقال أَيضاً: هو عنب الثعلب. وفي حديث القِيامة:

فيَنْبُتُون كما يَنْبُت الفَنا؛ هو عنب الثعلب. وقيل: شجرته وهي سريعة النبات

والنموّ؛ قال ابن بري شاهد الأَفاني النبت قول النابغة:

شَرَى أَسْتاهِهِنَّ من الأَفاني

وقال آخر:

فَتِيلانِ لا يَبْكِي المَخاضُ عليها،

إِذا شَبِعا مِنْ قَرْمَلٍ وأَفاني

(* قوله« فتيلان» كذا بالأصل، ولعله مصغر مثنى الفتل. ففي القاموس:

الفتل ما لم ينبسط من النبات، أو شبه الشاعر النبت الحقير بالفتيل الذي يفتل

بالاصبعين. وعلى كلا الاحتمالين الافاني فحق شبعا شبعت ومقتضى أن واحد

الافاني كثمانية أن تكون الافاني مكسورة، وضبطت في القاموس هنا بالكسر

ووزنه المجد في أفن بسكارى.)

وقال آخر:

يُقَلِّصْن عن زُغْبٍ صِغارٍ كأَنَّها،

إِذا دَرَجَتْ تَحتَ الظِّلالِ، أَفاني

وقال ضباب بن وَقْدان السَّدُوسِي:

كأَنَّ الأَفانَي شَيْبٌ لها،

إِذا التَفَّ تحتَ عَناصِي الوَبْرْ

قال ابن بري: وذكر ابن الأَعرابي أن هذا البيت لضباب بن واقد

الطَّهَوِي، قال: والأَفاني شجر بيض، واحدته أَفانِيةٌ، وإِذا كان أَفانية مثل

ثمانية على ما ذكر الجوهري فصوابه أَن يذكر في فصل أَفن، لأَن الياء زائدة

والهمزة أَصل.

والفَناة: البقَرة، والجمع فَنَوات؛ وأَنشد ابن بري قول الشاعر:

وفَناة تَبْغِي، بحَرْبةَ، طِفْلاً

مِن ذَبِيحٍ قَفَّى عليه الخَبالُ

وشعَر أَفْنَى: في معنى فَيْنان، قال: وليس من لفظة. وامرأَة فَنْواء:

أَثِيثة الشعَر منه؛ روى ذلك ابن الأَعرابي، قال: وأَما جمهور أَهل اللغة

فقالوا امرأَة فَنْواء أَي لشَعَرها فُنُون كأَفْنان الشِّعْر، وكذلك

شجرة فَنْواء إِنما هي ذات الأَفْنان، بالواو. وروي عن ابن الأَعرابي:

امرأَة فَنْواء وفَنْياء. وشعَر أَفْنَى وفَيْنانٌ أَي كثير. التهذيب: والفنوة

المرأَة العربية؛ وفي ترجمة قنا قال قَيْس بن العَيْزار الهُذَلي:

بما هي مَقْناةٌ، أَنِيقٌ نَباتُها،

مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ

قال: مَقْناةٌ أَي مُوافِقة لكل مَن نَزَلها من قوله مُقاناةِ البياض

بصُفْرَةٍ أَي يوافق بياضُها صفرتها، قال الأَصمعي: ولغة هذيل مَفْناةٌ

بالفاءِ، والله أَعلم.

وَفِي شرح الْوِقَايَة

وَفِي شرح الْوِقَايَة: وَاعْلَم أَن المُرَاد بالامتداد امتداد يُمكن أَن يستوعب النَّهَار لَا مُطلق الامتداد لأَنهم جعلُوا التَّكَلُّم من قبيل غير الممتد وَلَا شكّ أَن التَّكَلُّم ممتد زَمَانا طَويلا لَكِن لَا يَمْتَد بِحَيْثُ يستوعب النَّهَار انْتهى. فَلَا إِشْكَال.
وَلَا يخفى أَنه يُقَال كَلمته يَوْمًا كَامِلا أَي تَمام الْيَوْم فَالْكَلَام أَيْضا يستوعب النَّهَار وَأَيْضًا كَون الــضَّرْب وَالْجُلُوس وَغَيرهمَا مِمَّا يكون فِي الْمرة الثَّانِيَة مثله فِي الأولى دون الْكَلَام غير ظَاهر وَأَيْضًا كَون الــضَّرْب وَالْجُلُوس مثلا مِمَّا يكون فِي الْمرة الثَّانِيَة مثله فِي الْمرة الأولى من كل وَجه مَمْنُوع - اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُقَال إِن الْعبْرَة للْعُرْف فَإِن الْجُزْء الثَّانِي من الْكَلَام يعد بِحَسب الْعرف أَنه غير الْجُزْء الأول مِنْهُ بِخِلَاف الــضَّرْب وَالْجُلُوس وَغَيرهمَا. وَفِي التَّلْوِيح - فَإِن قيل كَيفَ جعلُوا التَّخْيِير والتفويض مِمَّا يَمْتَد وَالطَّلَاق وَالْعتاق مِمَّا لَا يَمْتَد مَعَ أَنه إِن أُرِيد إنْشَاء الْأَمر وحدوثه فَهُوَ غير ممتد فِي الْكل وَإِن أُرِيد كَونهَا مخيرة ومفوضة وَهُوَ ممتد فَكَذَا كَونهَا مُطلقَة وَكَون العَبْد معتقا ممتدا. قُلْنَا أُرِيد فِي الطَّلَاق وَالْعتاق وقوعهما لِأَنَّهُ لَا فَائِدَة فِي تَقْيِيد كَون الشَّخْص مُطلقًا أَو معتقا بِالزَّمَانِ لِأَنَّهُ لَا يقبل التَّوْقِيت بالمدة. وَفِي التَّخْيِير والتفويض كَونهَا مخيرة ومفوضة لِأَنَّهُ يَصح أَن يكون يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو أَكثر ثمَّ يَنْقَطِع فَيُفِيد توقيته بالمدة انْتهى.
وَالْحَاصِل أَنه إِذا دلّت الْقَرِينَة على أَن المُرَاد إنْشَاء الْأَمر وحدوثه فالفعل غير ممتد. وَإِن دلّت على أَن المُرَاد كَون ذَلِك الشَّخْص متصفا بِهِ فَهُوَ ممتد. وَيَسْتَوِي فِي ذَلِك التَّفْوِيض وَالطَّلَاق وَنَحْوهمَا. وَظَاهر أَن الْمَقْصُود فِي أَمرك بِيَدِك يَوْم كَذَا بَيَان مُدَّة خِيَارهَا لَا زمَان إنشائه إِذْ لَيْسَ فِيهِ كثير فَائِدَة فالفعل فِيهِ ممتد. وَفِي أَنْت طَالِق عكس ذَلِك فالفعل فِيهِ غير ممتد فَفِيمَا يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ كَانَ التعويل على الْقَرَائِن فَافْهَم واحفظ وَكن من الشَّاكِرِينَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.