للشيخ، أبي المظفر: يوسف بن محمد بن حمويه.
للشيخ، أبي المظفر: يوسف بن محمد بن حمويه.
خــيم: الخَــيْمَــةُ: بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ
الشجر؛ قال الشاعر:
أَو مَرْخَة خَــيَّمَــتْ
(* قوله «أو مرخة خــيمــت» كذا بالأصل، والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب
وهي:
أو مرخة خــيمــت في أصلها البقر).
وقيل: وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ
ويُسْتَظَلُّ بها في الحر، والجمع خَــيْمــاتٌ وخِيامٌ وخِــيَمٌ وخَــيْمٌ، وقيل: الخَــيْمُ
أَعواد تنصب في القَيْظِ، وتجعل لها عَوَارِضُ، وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون
أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ، وقيل: هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ؛ قال
النابغة:
فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَــيْمٍ مُنَضَّدٍ،
وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ
الآسُ: الرماد. ومُعَثْلِبٌ: مهدوم. والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ
قال: وهو الأَساسُ؛ ويروى عَجُزُهُ أَيضاً:
وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ
ورواه أَبو عبيد للنابغة، ورواه ثعلب لزُهَيرٍ، وقيل: الخَــيْمُ ما يبنى
من الشجر والسِّعَفِ، يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء.
وخَــيَّمَــه أَي جعله كالخَــيْمَــة. والخَــيْمَــةُ عند العرب: البيت والمنزل، وسميت
خَــيْمَــةً
لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي. ابن الأَعرابي: الخــيمــة لا تكون إلا
من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب، قال: وأَما
المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها، ويقال: مِظَلَّةٌ. قال ابن بري: الذي
حكاه الجوهري من أَن الخَــيْمَــةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو
قول الأَصمعي، وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَــيْمَــةَ إنما تكون من شجر،
فإن كانت من غير شجر فهي بيت، وغيره يذهب إلى أَن الخَــيْمَــة تكون من
الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ، واستدل بأن أصل التَّخْيــيم الإقامة،
فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَــيْمــةً؛ قال: ومثلُ بيت النابغة
قولُ مُزاحِمٍ:
مَنَازِلُ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا
فَبانُوا، وأَمَّا خَــيْمُــها فَمُقِــيمُ
قال: ومثله قول زهير:
أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ،
فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَــيْمٍ مُنَضَّدِ
قال: وشاهد الخِــيَمِ قول مُرَقِّشٍ:
هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها
إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِــيَمْ؟
وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان:
ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام
وفي الحديث: الشَّهِيدُ في خَــيْمَــةِ اللِه تحتَ العَرْشِ؛ الخَــيْمَــةُ:
معروفة؛ ومنه: خَــيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه، واستعارها لِظلِّ رحمة
الله ورِضْوانه، ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر: الشهيد في ظِلِّ الله
وظِلِّ عَرْشِه. وفي الحديث: من أَحب أَن يَسْتَخِــيمَ له الرجالُ قِياماً كما
يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء، وهو من قولهم: خام يَخِــيمُ وخَــيِّمُ
وَخَــيَّمَ يُخَــيِّمُ إذا أقام بالمكان، ويروى: اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ،
وقد تقدما. والخِيامُ أَيضاً: الهَوادِجُ على التشبيه؛ قال الأَعشى:
أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم
على نَبإٍ، إنّ الأَشافيّ سَائل
وأَخامَ الخَــيْمَــةَ وأخْــيَمَــها: بَناها؛ عن ابن الأَعرابي. وتَخَــيَّم
مكانَ كذا: ضَرَب خَــيْمَــتَهُ. وخَــيَّمَ القومُ: دخلوا في الخَــيْمــة.
وخَــيَّمُــوا بالمكان: أَقاموا؛ وقال الأَعشى:
فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً،
وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَــيَّمَــا
والعرب تقول: خَــيَّمَ فلان خَــيْمَــةً إذا بناها، وتَخَــيَّمَ إذا أقامَ
فيها؛ وقال زهير:
وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَــيِّمِ
وخَــيَّمَــت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب: أَقامت وعَبِقَت به.
وخَــيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه: أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ.وخَــيَّمَــه:
غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به؛ وأَنشد:
مَعَ الطِّيبِ المُخَــيَّم في الثياب
أَبو عبيد: الخِــيمُ الشــيمَــة والطبيعة والخُلُق والسجية. ويقال: خِــيم
السيف فِرِنْدُه، والخِــيمُ: الأَصل؛ وأَنشد:
ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِــيم نَفْسِه،
يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِــيمُــها
ابن سيده: الخِــيمُ، بالكسر، الخُلُق، وقيل: سَعة الخُلُق، وقيل: الأَصل
فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه. وخامَ عنه يَخِــيم خَــيْمــاً وخَــيَمــاناً
وخُيُوماً وخِياماً وخَــيْمــومة: نَكَصَ وجَبُنَ، وكذلك إذا كاد يكيد كيداً
فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب، ونَكَلَ ونَكَصَ، وكذلك خامُوا في الحرْب
فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا؛ وأَنشد:
رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور، حتى
أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا
والخَائِمُ: الجَبان. وخامَ عن القِتال يَخِــيمُ خَــيمــاً وخام فيه: جَبُن
عنه؛ وقول الهذلي جُنادة بن عامر:
لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ،
ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاعا
قال ابن جني: أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال، وقال: خامَ
جَبُنَ وتَراجع؛ قال ابن سيده: وهو عندي من معنى الخَــيْمَــةِ، وذلك أن
الخَــيْمَــة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه، فهي من معنى القَصْر
والثَّنْي، وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى، أَلا تَراهم
قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ؟ ابن سيده: والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما
يَنْبتُ على ساقٍ واحدة، وقيل: هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه، وقيل: هي الشجرة
الغَضَّة الرَّطْبة. ابن الأَعرابي: الخامة السُّنْبُلة، وجمعها خامٌ.
والخامة: الفُجْلة، وجمعها خام؛ قال أَبو سعيد الضرير: إن كانت محفوظة فليست
من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من
أَبي سعيد، وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين، والخامُ من
الجلود: ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه. والخامُ: الدِّبْسُ الذي
لم تَمسه النار؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهو أَفضله. والخِــيمُ: الحَمْضُ.
ابن بري: وخِــيمــاءُ اسم ماءةٍ؛ عن الفراء: وخِــيَمٌ: جبل معروف؛ قال جرير:
أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِــيَمْ
وخِــيمٌ: موضع معروف. والمَخِــيمُ: موضعان؛ قال أَبوذؤيب:
ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ، وقَدْ بَلَغُوا
بطنَ المَخِــيم، فقالوا الجَرّ أَو راحُوا
قال ابن جني: المَخِــيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م، وعِزَّة باب قَلِقَ.
وحكى أَبو حنيفة: خامت الأَرض تَخِــيمُ خَــيَمــاناً، وزعم أَنه مقلوب من
وَخُمَتْ؛ قال ابن سيده: وليس كذلك، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه.
وخِمْتُ رِجْلي خَــيْمــاً إذا رفعتها؛ وأَنشد ثعلب:
رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا
جُبُورِيَ، لما أَن رأَوْني أُخِــيمُــها
الفراء وابن الأَعرابي: الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ
عَنَتٌ في رِجْله، فلا يستطيع أَن يُمَــكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها؛
يقال: إنه ليُخِــيم إحدى رجْليه. أَبو عبيد: الإخامَةُ للفرس أَن يرفع
إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره؛ وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب
أَيضاً:
رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا
جُبُوريَ، لما أَن رأَوْني أُخِــيمُــها