Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وبيل

وَبِيل

{وَبِيل}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {أَخْذًا وَبِيلًــا}
فقال ابن عباس: شديداًَ ليس له ملجأ. واستشهد له بقول الشاعر:
أخِزْىُ الحياةِ وخِزْىُ الَممأتِ. . . وكُلاَّ أراه طعاماً وَبِيلــاَ
= الكلمة من آية المزمل 16:
{فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًــا} وحيدة الصيغة في القرآن.
ومن مادتها، جاء {وَبَالَ أَمْرِهِ} في آية المائدة 95، {وَبَالَ أَمْرِهِمْ} في آية الحشر 15، {وَبَالَ أَمْرِهَا} في آية الطلاق 9.
وجاء "وابل" ثلاث مرات في آيتى البقرة 264، 265.
في تفسير البخاري: قال ابن عباس: وبيلــا شديدا. وفي فتح الباري: وقال أبو عبيدة مثله. وحكاه القرطبي كذلك عن ابن عباس. وقال الزجاج: ثقيلا غليطا. وقيل: مهلكا (سورة المزمل) .
وردّه "الراغب" إلى معنى الثقل في المطر الوابل والوبل، ولمراعاة الثقل قيل للأمر الذي يُخاف ضرره: وبال، ويقال طعام وبيل وكلأ وبيل، يخاف وباله، قال تعالى: {أَخْذًا وَبِيلًــا} (المفردات)
وقال ابن الأثير: الوبال في الأصل الثقل والمكروه، وفي حديث "فاستوبَلوا المدينة" أي استوخموها ولم توافق أبدانهم. ويقال أرض وبلة، أي وبئة وخمة. وفي (المقاييس) : الواو والباء واللام أصل يدل على شدة في شيء وتجمع (وبل 6 / 82) .
قد نرى أن العربية خالفت بين الصيغ لفروق في الدلالات، فجعلت الوابل للثقل الشديد التدفق والانهمار، وأكثر ما يختص به المطر. وجعلت الوبال للويل وثقل العذاب، وجعلت الوبل للوبئ الوخيم، والــوبيل للادح المهلك.

يوبيل

يــوبيل
يــوبيل [مفرد]:
1 - ذكرى حدث من الأحداث كالزواج وممارسة المهنة وغير ذلك ° اليُــوبيل الذَّهبيّ: ذكرى مرور خمسين سنة- اليُــوبيل الفِضِّيّ: ذكرى مرور خمس وعشرين سنة- اليُــوبيل المِئويّ: ذكرى مرور مائة سنة- اليُــوبيل الماسيّ: ذكرى مرور خمس وسبعين سنة.
2 - (دن) احتفال ديني كبير عند قدماء اليهود كل خمسين سنة.
3 - (دن) غفران كامل عامّ يمنحه البابا في بعض المناسبات (عند الكاثوليك). 

وبيل

وب ل [وبيلــا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًــا .
قال: أخذا شديدا ليس له ملجأ.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أذلّ الحياة وعزّ الممات ... وكلّا أراه طعاما وبيلــا 

الوبيل

(الــوبيل) الشَّديد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فأخذناه أخذا وبيلــا} والمرعى الوخيم والحزمة من الْحَطب والعصا الغليظة الضخمة والقضيب فِيهِ لين وخشبة يضْرب بهَا الناقوس وخشبة الْقصار الَّتِي يدق بهَا الثِّيَاب بعد الْغسْل

وبل

(وبل) المرتع (يوبل) وبالة ووبالا وخم وَثقل سَوَاء أَكَانَ المرعى رطبا أم يَابسا وَالشَّيْء اشْتَدَّ وَالْأَرْض عَلَيْهِم وبولا وخمت فَهُوَ وبيل وَهِي وبيلــة (ج) وبل
وبل: {وبال}: عاقبة. {وبيلــا}: شديدا متوخما. 
وبل
الوَبْلُ والْوَابِلُ: المطر الثّقيل القطار. قال تعالى: فَأَصابَهُ وابِلٌ
[البقرة/ 264] ، كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ [البقرة/ 265] ولمراعاة الثّقل قيل للأمر الذي يخاف ضرره: وَبَالٌ. قال تعالى: فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ
[التغابن/ 5] ، ويقال طعام وَبِيلٌ، وكلأ وَبِيلٌ: يخاف وباله. قال تعالى: فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًــا
[المزمل/ 16] .

وبل

1 وَبَلَ He (a horse) ran vehemently: see an ex. in a verse cited voce دَامَ, in art. دوم.

وَبْلٌ Violent rain, consisting of large drops; as also ↓ وَابِلٌ; (K;) a heavy rain.

بُلَةٌ

: see إِبَالَةٌ.

وَبَلَةٌ

: see أَبَلَةٌ.

وَبَالٌ An evil result. (Msb.) وَبِيلَــةٌ

: see إِبَالَةٌ.

وَابِلٌ

: see وَبْلٌ.

وَابِلَةٌ The extremity [in which is the glenoid cavity] of the scapula: and the portion of flesh [or muscle] of the scapula. (IAar, T.) See مَرْدَغَةٌ, and also ضَدَفٌ; and more particularly اِنْفَرَكَ.
و ب ل: (وَبُلَ) الْمَرْتَعُ بِالضَّمِّ يَوْبُلُ (وَبَلًا) وَ (وَبَالًا) أَيْضًا فَهُوَ (وَبِيلٌ) أَيْ ثَقِيلٌ وَخِيمٌ. وَ (الْوَابِلُ) الْمَطَرُ الشَّدِيدُ وَقَدْ (وَبَلَتِ) السَّمَاءُ مِنْ بَابِ وَعَدَ قَالَ الْأَخْفَشُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {أَخْذًا وَبِيلًــا} [المزمل: 16] أَيْ شَدِيدًا. وَضَرْبٌ وَبِيلٌ وَعَذَابٌ وَبِيلٌ أَيْ شَدِيدٌ. 

وبل


وَبَلَ
a. [ يَبِلُ] (n. ac.
وَبْل), Rained heavily.
b. Hunted.
c. [acc. & Bi], Beat with.
وَبُلَ(n. ac. وَبَاْل
وَبَاْلَة
وُبُوْل)
a. Was unwholesome & c.

وَاْبَلَa. Persevered with.

إِسْتَوْبَلَa. Deemed unhealthy.

وَبْلa. Downpour.
b. Swift run.

وَبَلَةa. Unhealthiness, insalubrity.
b. Indigestibleness, unwholesomeness.
c. Appetency.

وَبَلَىa. Yielding much milk.

مَوْبَلa. see 20t
مَوْبِلa. see 25 (c) (d).
مِوْبَلa. see 25 (c) (d).
مِوْبَلa. Plaited whip.

وَاْبِلa. see 1 (a)
وَاْبِلَةa. Head, socket ( of a bone ).
b. Knee-cap, patella.
c. The young of the flock.

وَبَاْلa. see 4t (a)b. Injury, hurt.
c. see 1 (b)
وَبِيْلa. Unhealthy, insalubrious.
b. Violent, dangerous (blow).
c. Rod, staff & c.
d. Bundle of reeds.

وَبِيْلَــةa. see 25 (c) (d).
أَبِيْل عَلَى وَبِيْل
a. An old man leaning on a staff.
[وبل] نه: فيه: كل بناء "وبال" على صاحبه، أصله الثقل والمكروه، وأراد به عذاب الآخرة - ومر في ب. وفي ح العرنيين: "فاستوبلوا" المدينة، أي استوخموها ولم توافق أبدانهم، أرض وبلة أي وبئة. ومنه: إن بني قريظة نزلوا أرضًا غملة "وبلة". وفيه: كل مال أديت زكاته فقد ذهبت "وبلته"، أي مضرته وإثمه، أخذ من الوبال، ويروى بالهمزة على القلب. وفيه: أهدى رجل للحسن والحسين ولم يهد لابن الحنفية - غ: وكان جالسًا بينهما فانكسر قلبه، نه- فأومأ عليّ إلى "وابلة" محمد ثم تمثل:
وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تُصبحينا
الوابلة: طرف العضد في الكتف وطرف الفخذ في الورك، وجمعها أوابل. غ: "أخذًا "وبيلــا"" ثقيلًا. و"الوابل": المطر العظيم، وجمعه وبل. والوابل: الأولاد.
و ب ل

جاده وبل ووابل. ووبلت السماء وكلأ وبيل: وخيمٌ، واستوبلت المكان: استوخمته. ويقال: والله لتستوبلنّه. وهو يشكو الوابلة وهي عظم في مفصل الركبة. وضربه بالــوبيل وهي العصا الضخمة، ودقّ القصّار الثوب بالــوبيل وهو مدقّه. وصكّ النصرانيّ الناقوس بالــوبيل. قال الأعشى:

وما صك ناقوس الصلاة وبيلــها

وتقول: كأنه الأبيل، في يده الــوبيل.

ومن المجاز: رجل وابل: جواد يبل بالعطايا. أنشد الفرّاء:

فأصبحت المنازل قد أذاعت ... بها الإعصار بعد الوابليا

بعد الأجواد من أهلها. ووبله بالسياط: تابعها عليه كالوابل. وضربه بالمبيلة: بالدّرّة مفعلة من وبله. وأخذ وبيل: شديد، ومنه: الوبال: لسوء العاقبة.
و ب ل : وَبَلَتِ السَّمَاءُ وَبْلًا مِنْ بَابِ وَعَدَ وَوُبُولًا اشْتَدَّ مَطَرُهَا وَكَانَ الْأَصْلُ وَبَلَ مَطَرُ السَّمَاءِ فَحُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ وَلِهَذَا يُقَالُ لِلْمَطَرِ وَابِلٌ.

وَالْــوَبِيلُ الْوَخِيمُ وَزْنًا وَمَعْنًى.

وَالْوَبَالُ بِالْفَتْحِ مِنْ وَبُلَ الْمَرْتَعُ بِالضَّمِّ وَبَالًا وَوَبَالَةً بِمَعْنَى وَخُمَ سَوَاءٌ كَانَ الْمَرْعَى رَطْبًا أَوْ يَابِسًا وَلَمَّا كَانَ عَاقِبَةُ الْمَرْعَى الْوَخِيمِ إلَى شَرٍّ قِيلَ فِي سُوءِ الْعَاقِبَةِ وَبَالٌ وَالْعَمَلُ السَّيِّئُ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبهِ وَيُقَالُ.

وَبُلَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ أَيْضًا إذَا اشْتَدَّ فَهُوَ وَبِيلٌ.

وَاسْتَوْبَلَتْ الْغَنَمُ تَمَارَضَتْ مِنْ وَبَالِ مَرْتَعِهَا. 
وبل:
وبّل: أنظر وتوبل في (فوك) في مادة incompositius فهي هناك موَّبل.
وبال: في (محيط المحيط): (الوبال مصدر والشدة والثقل والوخامة. ولما كان عاقبة المرعى الوخيم إلى شر قيل في سوء العاقبة وبال. والعمل السيئ وبال على صاحبه؛ من هنا جاءت فكرة العقوبة أو القصاص في (فوك). وفي (بقطر): بوبال الرأس (أي تحت طائلة عقوبة الموت): وبال هذا على رقبتك (أي ستكون الجاني وستوجه التهمة إليك).
وبال تصحيف وابل: مطرة، سيلة (المقدمة 12:370:3). وينبغي أن تقرأ الكلمة وبالاً وفقاً لمخطوطتنا 1350. وابل: تستعمل، أيضاً، صفةً: وابل الغيث (البكري: شِتا وابل (فوك)).
وابل: هذه هي الكلمة التي كان على (فريتاج) أن يعدّها في مقام المعنى الذي قصد إليه حين أراد وصف المطر الغزير السريع الذي يلطم الوجه cursus vehemens الذي ورد في (ديوان الهذليين مرتين، ص162، البيت السابع و1:163) وليس وبل.
موبل والجمع موبلات: موضع آسن، مؤذ الصحة وممحل (معجم بدرون، ابن الخطيب 103): وابتاع موبلاً بوطنه به ماء وانفرد به للعبادة والتبتل.
[وبل] الوَبَلَةُ بالتحريك: الثِقلُ والوَخامَةُ، مثل الابلة. وقد وَبُلَ المرتَعُ بالضم وَبْلاً ووَبالاً، فهو وبِيلٌ، أي وخيمٌ. ويقال أيضاً: بالشاةِ وبَلَةٌ شديدة، أي شهوةٌ للفحل. وقد اسْتَوْبَلَتِ الغنم. واسْتَوْبَلْتُ البَلَدَ، أي اسْتَوْخَمْتُهُ، وذلك إذا لم يوافقكَ في بَدَنِكَ وإن كنت تُحبُّه. والــوَبيلُ: العصا الضخمةُ. وقال: لوَ أصبَحَ في يُمْنى يَدَيَّ زِمامُها وفي كَفِّيَ الأخْرى وبيلٌ تُحاذِرُهْ وكذلك الموبل بكسر الباء. وقال زعمت جؤية أننى عبدٌ لها أسعى بِمَوْبِلِها وأكسبُها الخَنا والمَوْبِلُ أيضاً: الحُزمةُ من الحطب، وكذلك الــوبيل. قال طرفة:

عقيلة شيخ كالــوبيل ألندد * والوابل: المطر الشديدُ. وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِلُ. والأرض مَوْبولَةٌ. قال الأخفش: ومنه قوله تعالى: (أَخْذاً وَبيلــا) أي شديداً. وضربٌ وَبيلٌ وعذابٌ وَبيلٌ، أي شديدٌ. والوابِلَةُ: طرفُ الكَتِفِ، وهو رأس العضد. ووبال: اسم ماء لبنى أسد.
[وب ل] الوَبْلُ المَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ القَطْرِ وَبَلَتِ السَّمَاءُ وَبْلاً وَوَبَلَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ وَبْلاً فَأَمَّا قَوْلُهُ

(وَأَصْبحَتِ المَذَاهِبُ قَدْ أَذَاعَتْ ... بِهَا الإِعْصَارُ بَعدَ الوَابِلِينَا)

فَإِن شِئْتَ جَعَلْتَ الوَابِلِينَ الرِّجَالَ المَمْدُوحِينَ يَصِفُهُم بِالْوَبْلِ لِسَعَةِ عَطَائِهم وَإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ وَبْلاً بَعْدَ وَبْلٍ فكَانَ جَمْعًا لَمْ يُقصَدْ بِهِ قَصْدَ كَثْرَةٍ وَلا قِلَّةٍ وَالــوَبِيلُ المَرْعَى الوَخِيمُ وَبُلَ وَبَالَةً وَوَبَالاً وَوُبُلاً وَأَرْضٌ وَبِيلَــةٌ وَخِيمَةُ المَرْتَعِ وَجَمَعُهَا وُبُلٌ وَهَذا نَادِرٌ لأَنَّ حُكْمهُ أَنْ يَكونَ وَبَائِلُ وَوَبُلَتْ عَلَيْهِم الأَرْضُ وُبُولاً صَارَتْ وَبِيْلَــةً وَاستَوْبَلَ الأَرْض إِذَا لَمْ تُوَافِقْهُ وإِنْ كَانَ مُحِبّا لَهَا وَوَبَلَةُ الطَّعَامِ تُخَمَتُهُ وكذلِك أَبَلَتُهُ عَلَى الإِبْدَالِ وَالوَبَالُ الشِّدَّةُ والثِّقْلُ وَفِي التَّنْزِيلِ {فذاقت وبال أمرها} الطلاق 9 وَأَخَذَهُ أَخْذًا وَبِيْلــاً أَي شَدِيدًا وَوَبَلَ الصَّيْدَ وَبْلاً وَهُو الغَثُّ وَشِدَّةُ الطَّرْدِ وَعَذَابٌ وَبِيْلٌ كَذلِكَ وَالْــوَبِيلَــةُ العَصَا مَا كانَتْ عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ وَالْــوَبِيلُ وَالمِبْيَلُ العَصَا الغَلِيظَةُ قَالَ أَبُو خِرَاشٍ

(يَظَلُّ عَلَى البَرْزِ اليَفَاعِ كَأَنَّهُ ... مِنَ الغَارِ والخَوْفِ المُخِمِّ وَبِيْلُ)

يقولُ ضَمَر مِنَ الغَيرَةِ وَالخَوْفِ حَتَّى صَارَ كَالعَصَا وَقَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ

(فَقَامَ تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِبْيَلَةٍ ... قد عَادَ رَهَبًا رَذِيّا طَائِشَ القَدَمِ) قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ مِبْيَلٌ مِفْعَلٌ مِنَ الــوَبِيلِ تَقُولُ العَرَبُ رَأَيْتُ أَبِيْلاً عَلَى وَبِيْلٍ أَي شَيْخًا عَلَى عَصَا وَجَمْعُ المِيْبَلِ مَوَابِلُ عَادَتِ الوَاوُ لِزَوَالِ الكَسْرَةِ وَالــوَبِيلُ القَضِيبُ الَّذِي فِيهِ لِينٌ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ الرَّاجِزِ

(إِمَّا تَرَيْنِي كَالــوَبِيْلِ الأَعْصَلِ ... )

وَالــوَبِيلُ خَشَبَةُ القَصَّارِ وَالــوَبِيلُ خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا النَّاقُوسُ وَوَبَلَهُ بالعَصَا والسَّوْطِ ضَرَبَهُ وَقِيلَ تَابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ وَالــوَبِيلُ وَالــوَبِيلَــةُ والإِيبَالَةُ الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ وَالوَابِلَةُ طَرَفُ رَأْسِ العَضُدِ والفَخِذِ وَقِيْلَ هُوَ طَرَفُ الكَتِفِ وقيلَ هِيَ عَظْمٌ فِي مَفْصِلِ الرُّكْبَةِ وَقِيلَ الوَابِلَتَانِ مَا الْتَفَّ مِن لَحْمِ الفَخِذَيْنِ في الْوَرِكَيْنِ وَالوَابِلَةُ نَسْلُ الإِبِلِ والغَنَمِ وَوَبَالُ فَرَسُ ضَمْرَةُ بْنِ جَابِرٍ

وبل: الوَبْلُ والوابِلُ: المطر الشديد الضَّخْم القطْرِ؛ قال جرير:

يَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلاً وابِلا

وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِل وَبْلاً ووَبَلتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلاً؛

فأَما قوله:

وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ

بها الإِعْصار، بعدَ الوابِلِينا

فإِن شئت جعلت الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحينَ، يصفهم بالوَبْل

لسَعةِ عَطاياهم، وإِن شئت جعلته وَبْلاً بعدَ وَبْل فكان جمعاً لم يقصد به

قصد كَثْرةٍ ولا قِلَّة. وأَرض مَوْبُولةٌ: من الوابِل. الليث: سَحاب

وابِل، والمطر هو الوَبْلُ كما يقال وَدْقٌ وادِق. وفي حديث الاستسقاء:

فأَلَّفَ اللهُ بين السحابِ فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وَبْلاً، وهو المطر الكثير

القطر، والهمزة فيه بدَل من الواو مثل أَكَّد ووَكَّدَ، وجاء في بعض

الروايات: فَوُبِلْنا، جاء به على الأَصل.

والــوَبِيلُ من المَرعَى: الوخيم، وَبُلَ المَرْتَع وَبالةً ووَبالاً

ووَبَلاً. وأَرض وَبِيلــةٌ: وَخيمةُ المَرتَع، وجمعها وُبُلٌ؛ قال ابن سيده:

وهذا نادر لأَن حكمه أَن يكون وَبائل، يقال: رعينا كلأً وَبِيلــاً.

ووَبُلَت عليهم الأَرضُ وُبُولاً: صارت وَبِيلــةً. واسْتَوْبَل الأَرضَ إِذا لم

تُوَافِقْه في بدَنه وإِن كان مُحِبّاً لها. واسْتَوْبَلْت الأَرضَ

والبلدَ: اسْتَوْخَمْتها، وقال أَبو زيد: اسْتَوْبَلْت الأَرض إِذا لم

يسْتَمْرِئْ بها الطعامَ ولم تُوافِقْه في مَطْعَمه وإِن كان مُحِبًّا لها،

قال: واجْتَوَيْتُها إِذا كره المُقامَ بها وإِن كان في نِعمة. وفي حديث

العُرَنِيِّين: فاسْتَوْبَلوا المدينة أَي استوخَموها ولم توافق أَبدانَهم.

يقال: هذه أَرض وَبِلَةٌ أَي وبِئة وخِمة. وفي الحديث: أَنَّ بني قُرَيظة

نزلوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلةً. والــوَبِيلُ: الذي لا يُسْتَمْرَأُ. وماءٌ

وَبِيلٌ ووبيءٌ: وَخِيم إِذا كان غير مَرِيءٍ، وقيل: هو الثقيلُ الغليظُ

جدًّا، ومن هذا قيل للمطر الغليظ وابِل.

ووَبَلةُ الطعامِ: تُخَمَتُه، وكذلك أَبَلَتُه على الإِبْدال. وفي حديث

يحيى

(* قوله «وفي حديث يحيى إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: وفي

حديث يحيى بن يعمر كل مال أديت زكاته فقد ذهبت وبلته أي ذهبت مضرته وإثمه،

وهو من الوبال، ويروى بالهمز على القلب، وقد تقدم) بن يَعْمَر: أَيُّما

مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَه فقد ذهبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه، فقلبت الواو

همزة، أَي ذهبت مَضَرَّتُه وإِثْمُه، وهو من الوَبال، ويروى بالهمز على

القلب، ويروى وَبَلَتُه. والوَبالُ: الفسادُ، اشتقاقه من الــوَبِيل؛ قال

شمر: معناه شَرُّه ومَضَرَّته.

الجوهري: الوَبَلةُ، بالتحريك، الثَّقَل والوَخَامة مثل الأَبَلةِ،

والوَبالُ الشدة والثِّقَل. وفي الحديث: كل بِناءٍ وبَالٌ على صاحِبه؛

الوَبالُ في الأَصل: الثِّقَل والمكروه، ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة.

وفي التنزيل العزيز: فَذاقَتْ وَبالَ أَمرِها وأَخَذْناه أَخْذاً

وَبِيلــاً؛ أَي شديداً. وضَرْبٌ وَبِيلٌ أَي شديد. ووَبَلَ الصيدَ وَبْلاً: وهو

الغَتُّ وشدَّةُ الطَّرْد، وعَذابٌ وَبِيلٌ كذلك.

والــوَبِيلــةُ: العَصَا ما كانت؛ عن ابن الأَعرابي. والــوَبِيلُ

والمَوْبِلُ، بكسر الباء: العصا الغليظةُ الضخمةُ؛ قال الشاعر:

أَما والذي مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَيْتِه،

طَماعِيةً أَن يَغْفِر الذنبَ غافِرُه

لو آصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها،

وفي كَفِّيَ الأُخْرى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ

لجاءتْ على مَشْي التي قد تُنُصِّيت،

وذَلَّتْ وأَعْطتْ حَبْلها لا تُعاسِرُهْ

يقول: لو تشدَّدْت عليها وأَعْدَدْت لها ما تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها ناقة

قد تُنُضِّيتْ أَي أُتْعِبت بالسير وركبت حتى هُزِلت وصارت نِضْوةً،

والنِّضْوُ: البعيرُ المهزول، وأَعْطَت حَبْلها أَي انقادَت لمن يَسوقُها

ولم تُتْعبه لذُلِّها، والمعنى في ذلك أَنه جعل ما ذكره كناية عن امرأَة

واللفظ للناقة؛ وأَنشد الجوهري في المَوْبِلِ العَصَا الضخمة:

زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّني عَبْدٌ لها

أَسْعَى بمَوْبِلِها، وأُكْسِبُها الخَنا

وقال أَبو خراش:

يَظَلُّ على البَوْرِ اليَفَاعِ كأَنه،

من الغارِ والخَوْفِ المُحِمِّ، وَبيلُ

يقول: ضَمَر من الغَيْرة والخوفِ حتى صار كالعَصا؛ وقال ساعدة بن

جُؤَيَّة:

فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِيبَلِه،

قد عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ القَدَمِ

قال ابن سيده: قال ابن جني مِيبل مِفْعَل من الــوَبيل، تقول العرب: رأَيت

وَبِيلــاً على وبِيلٍ

(* قوله «رأيت وبيلــاً على وبيل» عبارة القاموس:

وأبيل على وبيل شيخ على عصاً) أَي شيخاً على عَصاً، وجمع المِيبَل مَوابِل،

عادت الواوُ لِزَوالِ الكسرة. والــوَبِيلُ: القضيب الذي فيه لِينٌ؛ وبه

فسر ثعلب قول الراجز:

إِمّا تَرَيْني كالــوَبِيلِ الأَعْصَلِ

والــوَبِيلُ: خشَبة القصَّار التي يدقُّ بها الثياب بعد الغسل.

والــوَبِيلُ: خشبة يضرب بها الناقوسُ.

ووَبَله بالعَصا والسَّوْط وَبْلاً: ضرَبه، وقيل: تابع عليه الضرْب.

ووَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلاً؛ قال طرَفة:

فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ،

عَقِيلةُ شَيْخٍ كالــوَبِيلِ يَلَنْدَدِ

والــوَبِيلُ والــوَبِيلــةُ والإِبَالةُ: الحزْمة من الحطب. التهذيب:

والمَوْبِلة أَيضاً الحُزْمة

(* قول «والموبلة أيضاً الحزمة إلخ» وقوله «أسعى

بموبلها إلخ» هكذا في الأصل) من الحطب؛ وأَنشد:

أَسعَى بمَوْبِلِها، وأُكسِبُها الخَنا

ويقال: بالشّاةِ وَبَلةٌ شديدة أَي شهوة للفَحْل، وقد اسْتَوْبَلَتِ

الغنم.

والوابِلةُ: طرَف رأْس العَضُدِ والفَخِذ، وقيل: هو طرف الكَتِف، وقيل:

هي لحمة الكتف، وقيل: هو عظم في مَفْصِل الرُّكْبة، وقيل: الوابِلتان ما

الْتَفَّ من لحم الفَخِذين في الوَرِكَيْن، وقال أَبو الهيثم: هي

الحَسَنُ، وهو طرَف عظْم العَضُدِ الذي يَلي المَنْكِب، سمي حَسَناً لكثرة لحمه؛

وأَنشد:

كأَنه جَيْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها

كَلْبٌ، ووَابِلَةٌ دَسْماءُ في فِيها

وقال شمر: الوَابِلةُ رأْس العضُد في حُقِّ الكتِف. وفي حديث عليّ، عليه

السلام: أَهْدَى رجل للحسن والحُسين، عليهما السلام، ولم يُهْد لابن

الحَنفيَّة فأَوْمَأَ عليٌّ، عليه السلام، إِلى وابِلَةِ محمدٍ ثم

تَمَثَّل:وما شَرُّ الثلاثةِ، أُمَّ عَمْرو،

بصاحِبك الذي لا تُصْبِحِينا

الوَابِلةُ: طرفُ العضُد في الكتِف وطرف الفَخِذ في الوَرِك، وجمعها

أَوابِل. والوَابِلة: نَسْل الإِبل والغنم.

ووَبَال: فرَس ضَمْرةَ بنِ جابر. ووَبَال: اسم ماءٍ لبني أَسَد؛ قال ابن

بري: ومنه قول جرير:

تِلْك المَكارم، يا فَرَزْدَقُ، فاعْترف

لا سَوْق بَكْرِك، يَوْمَ جُرفِ وَبالِ

وبل
(} الوَبْلُ {والوابِلُ: المَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ القَطْرِ) ، قَالَ جَرِيرٌ:
(يَضْرِبْنَ بِالأَكْبَادِ} وَبْلاً {وابِلاَ ... )
وَقَالَ اللّيْثُ: سَحابٌ} وابِلٌ، والمَطَرُ هُوَ {الوَبْلُ، كَمَا يُقالُ: وَدْقٌ وَادِقٌ، وَقَدْ (} وَبَلَتِ السَّماءُ) المَكانَ، ( {تَبِلُ) } وَبْلاً: (أَمْطَرَتْهُ) ، وَأَرْضٌ {مَوْبُولَةٌ مِنَ} الوَابِلِ، وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاءِ: " {فَوُبِلْنَا "، أَي: مُطِرْنا، وَفِي رِوَاية: " فَأُبِلْنَا "، بِالهَمْز، وَهُوَ بَدَلٌ مِنَ الوَاو مِثْلُ أَكَّدَ وَوَكَّدَ.
(و) } وَبَلَ (الْصَّيْدَ) {وَبْلاً: (طَرَدَهُ شَدِيدًا، و) مِنَ المَجاز:} وَبَلَهُ (بِالعَصَا) والسَّوْطِ! وَبْلاً: (ضَرَبَهُ) ، وَقِيلَ تابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ، عَن أَبِي زَيْدٍ. (و) {الــوَبِيلُ، (كَأَمِيرٍ: الشَّدِيدُ) ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فأخذناه أخذا} وبيلــا} أَي: شَدِيدًا، وَضَرْبٌ {وَبِيلٌ؛ أَي: شَدِيدٌ.
(و) الــوَبِيلُ: (العَصَا الغَلِيظَةُ) الضَّخْمَةُ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(أَمَا وَالَّذِي مَسَّحْتُ أَرْكَانَ بَيْتِهِ ... طَماعِيَةً أَنْ يَغْفِرَ الذَّنْبَ غَافِرُهْ)

(لَوَ اصْبَحَ فِي يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها ... وَفِي كَفِّيَ الأُخْرَى وَبِيلٌ تُحاذِرُهْ)

(لَجاءَتْ عَلَى مَشْيِ الَّتِي قَدْ تُنُضِّيَتْ ... وَذَلَّتْ وَأَعْطَتْ حَبْلَها لاَ تُعاسِرُهْ)
يَقُولُ: لَو تَشَدَّدْت عَلَيْهَا وَأَعْدَدَت لَهَا مَا تَكْرَهُ لَجَاءَتْ كَأَنَّهَا نَاقَةٌ قَدْ أُتْعِبَتْ بالسَّيْرِ وَرُكِبَتْ حَتَّى صَارَتْ نِضْوَةً وانْقَادَتْ لِمَنْ يَسُوقُها وَلَمْ تُتْعِبْهُ لِذُلِّها، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ المَرْأَةِ واللَّفْظُ لِلْنّاقَة (} كالمِيبَلِ) ، كَمِنْبَرٍ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ مِفْعَلٌ مِنَ {الــوَبِيْلِ، والجَمْعُ} مَوابِلُ، عَادَت الوَاوُ لِزَوالِ الكَسْرَة، ( {والــوَبِيْلَــة) : هِيَ العَصا مَا كانَتْ، عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، (} والمَوْبِل) ، كَمَجْلِسٍ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّنِي عَبْدٌ لَهَا ... أَسْعَى {بِمَوْبِلِهَا وَأُكْسِبُها الخَنا)

(و) الــوَبِيلُ: (القَضِيبُ فِيْهِ لِينٌ) ، وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ الرَّاجِز:
(أَمَا تَرَيْنِي} كالــوَبِيلِ الأَعْصَلِ ... )

(و) الــوَبِيْلُ: (خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِها النّاقُوسُ، و) أَيْضًا (الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، ( {كالــوَبِيْلَــةِ} والإِبَالَة) ، وَمِنْهُ قَوْلُهم: " إِنَّها لَضِغْثٌ عَلَى {إِبَّالَةٍ "، وَقَد ذكرَ فِي " أَب ل ".
(و) } الــوَبِيْلُ: (مِدَقَّةُ القَصّار) الَّتِي يَدُقُّ بِها الثِّياب (بَعْد الغَسْلِ) . (و) الــوَبِيلُ مِنَ (المَرْعَى: الوَخِيمُ) ، وَقَدْ ( {وَبُلَ) المَرْتَعُ، (كَكَرُمَ،} وَبالَةً {وَوَبالاً} وَوُبُولاً) {وَوَبَلاً، مُحَرَّكَة، (وَأَرْضٌ} وَبِيْلَــةٌ: وَخِيْمَةُ المَرْتَعِ) وَبِيْئَةٌ، (ج) {وُبُلٌ (كَكُتُبٍ) ، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: وَهذا نَادِرٌ؛ لِأَنَّ حُكْمَهُ أَنْ يَكُونَ} وَبَائِلَ، يُقالُ: رَعَيْنا كَلَأً {وَبِيْلــاً، (وَقَدْ} وَبُلَتْ) عَلَيْهِم الأَرْضُ، (كَكَرُمَ) ، {وُبُولاً: صَارَتْ} وَبِيْلَــةً. ( {واسْتَوْبَلَ الأَرْضَ) وَاسْتَوْخَمَهَا بِمَعْنًى وَاحِد، وَذلِكَ (إِذا لَمْ تُوافِقْهُ) فِي بَدَنِهِ، (وَإِنْ كَانَ مُحِبًّا لَهَا) ، وَقَالَ أَبُو زَيْد:} اسْتَوْبَلْتُ الأَرْضَ: إِذا لَمْ يَسْتَمْرِئْ بِهَا الطَّعامَ وَلَمْ تُوافِقْهُ فِي مَطْعَمِهِ، وَإِنْ كَانَ مُحِبًّا لَهَا، قَالَ وَاجْتَوَيْتُها: إِذا كَرِهَ المُقامَ بِها، وَإِنْ كَانَ فِي نِعْمَةٍ، وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّينَ: " {فَاسْتَوْبَلُوا المَدِيْنَة " أَيْ: اسْتَوْخَمُوها وَلَمْ تُوافِقْ أَبْدانَهُم. (} وَوَبَلَةُ الطَّعامِ {وَأَبَلَتُهُ) ، بِالواو والهَمْزِ عَلَى الإِبْدَالْ (مُحَرَّكَتَيْنِ: تُخَمَتُهُ) ، وَفِي حَدِيْثِ يَحْيَى بنِ يَعْمُرَ: " أَيُّما مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ} أَبَلَتُهُ " أَيْ: وَبَلَتُهُ، قُلِبَتِ الوَاوُ هَمْزَةً، أَيْ: ذَهَبَتْ مَضَرَّتُهُ وَإِثْمُهُ، وَهُوَ مِنَ الوَبَالِ، وَيُرْوَى بِالهَمْزِ عَلَى القَلْبِ، وَقَالَ شَمِرٌ مَعْنَاه: شَرُّهُ وَمَضَرَّتُهُ.
(و) يُقالُ (بِالشَّاةِ {وَبَلَةٌ) شَدِيْدَةٌ؛ أَي: (شَهْوَةٌ لِلْفَحْلِ، وَقَدْ} اسْتَوْبَلَتِ الغَنَمُ) : أَرَادَتْ الفَحْلَ. ( {والوَبَالُ: الشِّدَّةُ والثِّقَلُ) والمَكْرُوهُ، وَفِي الحَدِيثِ: " كُلُّ بِنَاءٍ} وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ "، المُرادُ بِهِ العَذابُ فِي الآخِرَةِ، وَفِي التَّنْزِيْلِ العَزِيز: {فذاقت وبال أمرهَا} أَيْ: وَخَامَةَ عَاقِبَةِ أَمْرِهَا. (و) وَبَالُ: (فَرَسُ ضَمْرَةَ بنِ جَابِرِ بنِ قَطَنِ) بنِ نَهْشَل.
(و) وَبَالُ: (ماءٌ لِبَنِي أَسَدٍ) ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي لِجَرِيرٍ:
(تِلْكَ المَكارِمُ يَا فَرَزْدَقُ فَاعْتَرِفْ ... لاَ سَوْقُ بَكْرِكَ يَوْمَ جُرْفِ {وَبَالِ)

(و) قَوْلُهُم: (أَبِيْلٌ عَلَى} وَبِيْلٍ) ؛ أَيْ: (شَيْخٌ عَلَى عَصًا) . ( {والوَابِلَةُ: طَرَفُ رَأْسِ العَضُدِ والفَخِذِ، أَو) هُوَ (طَرَفُ الكَتِفِ) ، أَوْ هِيَ لحْمَةُ الكَتِفِ، (أَوْ عَظْمٌ فِي مَفْصِلِ الرُّكْبَة، أَو مَا الْتَفَّ مِنْ لَحْمِ الفَخِذِ) فِي الوَرِك، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: هِيَ الحَسَنُ، وَهُوَ عَظْمُ العَضُدِ الَّذي يَلِي المَنْكِبَ سُمِّيَ حَسَنًا لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الوَابِلَةُ: رَأْسُ العَضُدِ فِي حُقِّ الكَتِفِ، والْجَمْعُ:} أَوَابِل.
(و) {الوابِلَةُ: (نَسْلُ الإِبِلِ وَالغَنَم) . (} والوَبَلَى كَجَمَزَى: الَّتِي تَدِرُّ بَعْدَ الدَّفْعَة الشَّدِيْدَة) ، قَالَ عَمْرُو بن حُمَيْل:
(تَدُرُّ بَعْدَ {الوَبَلَى شَجَاذِ ... )

(مِنْهَا هَماذِيٌّ عَلَى هَماذِي ... )
(} والمُوابَلَةُ: المُواظَبَةُ) .
( {والمِيْبَلُ) ، كَمِنْبَرٍ: (ضَفِيْرَةٌ مِن قِدٍّ مُرَكَّبَةٌ فِي عُودٍ يُضْرَبُ بِهَا الإِبِل) وَتُساقُ، كَما فِي العُباب. (و) } المِيْبَلَةُ، (بِهاءٍ: الدِّرَّةُ) مِفْعَلَةٌ مِنْ {وَبَلَه، قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ الشَّيْخَ:
(فَقَامَ تُرْعَدُ كَفّاهُ} بِمِيْبَلَةٍ ... قَدْ عَادَ رَهْبًا رَذِيًّا طَائِشَ القَدَمِ)
وَهِيَ أَيْضًا العَصَا، وَبِهِ فُسِّرَ هذَا البَيْت، يَقُولُ: قَامَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصاهُ وَكَفّاهُ تُرْعَدانِ. (و) {وَابِلٌ، (كَصَاحِبٍ: ع بِأَعالِي المَدِيْنَة) عَلَى سَاكِنِهَا السَّلاَمُ.
(و) وَابِلٌ: (جَدُّ هِشامِ بنِ يُونُسَ اللُّؤْلُؤِيّ المُحَدِّثُ) ، حَدَّثَ عَنْهُ التِّرْمِذِيُّ، وَحَفِيْدُهُ إِسْحاق بن إِبْرَاهِيْم، حَدَّثَ عَنْ جَدِّهِ، وَعَنْهُ أَبو القَاسِمِ بنُ النَّحّاسِ المُقْرِئُ. (} والــوَبِيْلُ فِي قَوْلِ طَرَفَةَ) بن العَبْد:
(فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلاَلَةٌ ... عَقِيْلَةُ شَيْخٍ {كالــوَبِيْلِ أَلَنْدَدِ)
وَيُرْوَى: " يَلَنْدَد ": (العَصَا أَوْ مِيجَنَةُ القَصَّارِ) ين، (لاَ حُزْمَةَ الحَطَبِ، كَمَا تَوَهَّمَهُ الجَوْهَرِيُّ) . قُلْتُ: وَهذَا الَّذِي وَهَّمَ فِيْهِ الجَوْهَرِيّ قَدْ ذَكَرَهُ الصّاغانِيُّ فَقَالَ بَعْدَ نَقْل القَوْلَيْن: وَقِيْلَ الحَطَبُ الجَزْلُ، وَكَذلِكَ ذَكَرَهُ أَيْضًا ابْنُ خَرُوفٍ فِي شَرْحِ الدِّيْوان، فَهُوَ قَوْلٌ ثَالِثٌ صَحِيحٌ، وَمِثْلُهُ لاَ يَكونُ وَهْمًا. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ وَابِلٌ: جَوَادٌ} يَبِلُ بِالعَطَاءِ، وَهُو مَجَازٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وَأَصْبَحَتِ المَذَاهِبُ قَدْ أَذَاعَتْ ... بِها الإِعْصَارُ بَعْدَ {الوَابِلِيْنا)
يَصِفُهُم} بِالوَبْلِ لِسَعَةِ عَطاياهُمْ. وَأَرْضٌ غَمِلَةٌ {وَبِلَةٌ، أَيْ: وَبِيْئَةٌ. وَمَاءٌ} وَبِيْلٌ: غَيْرُ مَرِيءٍ، وَقِيْلَ: هُوَ الثَّقِيْلُ الغَلِيْظُ جِدًّا. {والوَبَالُ: الفَسادُ.} والوَبَلَةُ، مُحَرَّكة: الوَخامَةُ، مِثْلُ الأَبَلَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. {والمَوْبِلَةُ: الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ، وَأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ:
(أَسْعَى} بِمَوْبِلِها وَأَكْسِبُها الخَنَا ... )
! وَوَبَلَى، كَجَمَزَى: مَوْضِعٌ. وَمَكانٌ {مُسْتَوْبَلٌ: وَخِيْمٌ. وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحاقَ بنِ مُحَمَّد بنِ الطَّلّ بنِ} وَابِلٍ {- الوابِلِيّ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ يَعْقُوبَ، وَعَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِي، ذَكَرَهُ ابْنُ السَّمْعانِيّ، مَاتَ سَنَة 416.
(وبل) : المَوْبِل: الأَمْعَزُ الشَّديدُ، قال:
إذا سالَ بالفِتْيانِ نَعْمانُ فاجْتَنِبْ ... طَريقَ السُّيُولِ إِنَّ نَعْمانَ مَوْبِلُ
وبل: الوَابِلُ: المَطَرُ الغَلِيْظُ القَطْرِ الكَثِيْرُ، وسَحَابٌ وابِلٌ، والوَبْلُ: المَطَرُ نَفْسُه. وقَوْلُ الشاعِرِ:
بَعْدَ الوَابِلِيْنا
يَعْني الرِّجَالَ المَمْدُوْحِيْنَ بسَعَةِ العَطَاءِ؛ تَشْبِيْهاً بالوَابِلِ من المَطَرِ. وقيل: وَابِلاً بَعْدَ وَابِلٍ؛ فيكونُ جَمْعاً لم يُقْصَدْ به قَصْدُ كَثْرَةٍ ولا قِلَّةٍ.
والــوَبِِيْلُ من المَرْعَى: الوَخِيْمُ الذي لا يُسْتَمْرَأُ. وكَلأٌ مُسْتَوْبَلٌ، واسْتَوْبَلْتُ الأرْضَ. ويقولونَ: أمَا واللهِ لَتَوْبَلَنَّه ولَتَسْتَوْبَلَنَّه: أي لَتَتْخِمَنَّه.
وأَخْذٌ وَبِيْلٌ: شَدِيْدٌ. والوَبَالُ: اشْتِقَاقُه من الشِّدّةِ وسُوْءِ العاقِبَةِ. والمُوَبَّلُ: من الوَبَالِ.
والوَابِلَةُ: طَرَفُ الفَخِذِ في الوَرِكِ. وطَرَفُ العَضُدِ في الكَتِفِ، والجَمِيْعُ الأَوَابِلُ.
والــوَبِيْلُ: خَشَبَةُ القَصّارِ. وخَشَبَةٌ صَغِيْرَةٌ يُضْرَبُ بها النّاقُوْسُ، وهي المَوْبِلُ والمِئْبَلُ والمِئْبَالَةُ.
ووَبَلْتُه بالعَصَا والسَّوْطِ: تابَعْتُ عليه الضَّرْبَ.
والمِيْبَلُ: ضَفِيْرَةٌ من قِدٍّ مُرَكَّبَةٌ في عُوْدٍ يُضْرَبُ به وتُسَاقُ الإِبِلُ عليه.
والمَوْبِلُ: الحُزْمَةُ من الَحَطَبِ، ويُقال لها: الإِيْبَالَةُ أيضاً.
والمِيْبَلَةُ: الدِّرَّةُ.
ووبَلْتُ الصَّيْدَ وَبْلاً: طَرَدْته.
ووَابَلَ على الأمْرِ مُوَابَلَةً: إذا وَاظَبَ.
واسْتَوْبَلَتِ الضَّأْنُ اسْتِيْبَالاً: إذا أرادَتِ الفَحْلَ، وبها وَبْلَةٌ شَدِيْدَةٌ.
وبل
وبَلَ يَبِل، بِلْ، وَبْلاً ووُبُولاً، فهو وابِل، والمفعول موبول (للمتعدِّي)
• وبَلَت السَّماءُ: اشتدَّ مطَرُها.
• وبَلَت السَّماءُ الأرضَ: أمطرتْها، غمرتها بالماء.
• وبَلَه بالعصا ونحوِها: ضربه ضربًا متتابعًا. 

وبُلَ يَوبُل، وَبالاً ووَبالَةً، فهو وابِل ووَبيل
• وبُلَ الأمرُ: اشتدَّ "وبُلت الأحوالُ- وبُلت الكُرْبةُ- {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلــاً} ".
• وبُلَ المكانُ: وخُم وثقُل "وبُل المَرْتَعُ/ المسكنُ" ° أمرٌ وَبيل: شديد، سيِّئ العاقبة، وخيم. 

وابِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وبَلَ ووبُلَ.
2 - مطر شديد القَطْر ضخمُه " {فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا} ".
3 - شخص كريم جَوَاد "رجلٌ وابل في العطاء".
4 - ما يتساقط بغزارة "أمطره بوابل من الشتائم: سيلٌ منها- أتى العدوَّ وابلٌ من السِّهام" ° أمطره وابلاً من الرَّصاص: أطلق عليه طلقاتٍ عديدة- تحت وابل من النِّيران: معرَّض لهجوم العَدُوّ. 

وَبال [مفرد]:
1 - مصدر وبُلَ.
2 - سُوءُ العاقبة "كان ذلك وبالاً عليهم- {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} ".
3 - شدّة وضيق. 

وَبالة [مفرد]: مصدر وبُلَ. 

وَبْل [مفرد]:
1 - مصدر وبَلَ.
2 - مطر شديد "سقط الوَبْلُ في الصَّحراء- وَبْل بعد جدب". 

وَبِلة [مفرد]: ج وَبِلات: كثرة الوباء، وَخِمَة "أرض وَبِلة". 

وُبول [مفرد]: مصدر وبَلَ. 

وَبيل [مفرد]: ج وُبُل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبُلَ. 

وَبَلَ 

(وَبَلَ) الْوَاوُ وَالْبَاءُ وَاللَّامُ: أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى شِدَّةٍ فِي شَيْءٍ وَتَجَمُّعٍ. الْوَبْلُ وَالْوَابِلُ: الْمَطَرُ الشَّدِيدُ. وَيُقَالُ: وَبَلَتِ السَّمَاءُ: أَتَتْ بِوَابِلٍ. قَالَ:

إِنْ دَيَّمُوا جَادَ وَإِنْ جَادُوا وَبَلْ

وَوَبَلَةُ الشَّيْءِ: ثِقَلُهُ. وَمِنْهُ يُقَالُ شَيْءٌ وَبِيلٌ أَيْ وَخِيمٌ. وَاسْتَوْبَلْتُ الْبَلَدَ، إِذَا لَمْ يُوَافِقْكَ وَإِنْ كُنْتَ مُحِبًّا. وَالْــوَبِيلُ: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ. وَالْــوَبِيلُ: الرَّجُلُ الثَّقِيلُ فِي أَمْرٍ يَتَوَلَّاهُ لَا يُصْلِحُهُ. وَالْمَوْبِلُ: الْأَمْعَزُ الشَّدِيدُ. وَالْــوَبِيلُ: خَشَبَةُ الْقَصَّارِ الَّتِي يَدُقُّ بِهَا الثِّيَابَ. وَالْــوَبِيلُ: الْحُزْمَةُ مِنَ الْحَطَبِ. وَيُقَالُ: الْــوَبِيلُ الْكَلَأُ رَطْبًا كَانَ أَوْ يَابِسًا. وَالْوَابِلَةُ: عَظْمُ مَفْصِلِ الرُّكْبَةِ.

لوب

(لوب) الشَّيْء خلطه بالملاب أَو لطخه بِهِ
[لوب] نه: فيه: إنه حرم ما بين "لابتي" المدينة، اللابة: الحرة وهي أرض ذات حجارة سود قد ألبستها لكثرتها. وجمعها لابات، وإذا كثرت فهي اللاب واللوب، وألفها عن واو والمدينة ما بين حرتين عظيمتين، وفي صفة الصديق به بعيدًا ما بين اللابين، أي واسع الصدر واسع العطن، فاستعير له اللابة كرحب الفناء وواسع الجناب.
ل و ب : اللَّابَةُ الْحَرَّةُ وَهِيَ الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَالْجَمْعُ لاب مِثْلُ سَاعَةٍ وَسَاعٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ «حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا» لِأَنَّ الْمَدِينَةَ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ وَاللُّوبَةُ بِضَمِّ اللَّامِ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ لوب.

وَاللُّوبِيَا نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ مُذَكَّرُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. 
ل و ب

الإبل تلوب حول الماء: تحوم عطشاً. وتطيّب بالملاب وهو ضرب من الطيب، وطيب ملوب: جعل فيه الملاب. أنشد سيبويه للمتنخل:

أبيت على معاري واضحات ... بهن ملوّب كدم العباط

جمع عبيط.

ومن المجاز: رأيت لابةً. جماعة من الإبل شبّه سوادها باللابة الحرّة، وما بين لابتيها مثل فلان: أصله في المدينة وهي بين لابتين ثمّ جرى على أفواه الناس في كلّ بلدة.
ل و ب: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (اللُّوبَةُ) وَالنُّوبَةُ بِوَزْنِ الْكُوفَةِ فِيهِمَا الْحَرَّةُ الْمُلْبَسَةُ حِجَارَةً سَوْدَاءَ. وَمِنْهُ قِيلَ لِلْأَسْوَدِ: (لُوبِيٌّ) وَنُوبِيٌّ. وَ (لَابَتَا) الْمَدِينَةِ بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ حَرَّتَانِ تَكْتَنِفَانِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ» . 
(ل و ب) : قَوْلُهُ «مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ أَفْقَرُ مِنِّي» اللَّابَةُ وَ (اللُّوبَةُ) : الْحَرَّةُ وَهِيَ الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَمِنْهُ أَسْوَدُ (لُوبِيٌّ) و (نُوبِيٌّ) وَالْمَعْنَى: لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَدِينَةَ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ ثُمَّ جَرَى عَلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ فَيَقُولُونَ: مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مِثْلُ فُلَانٍ مِنْ غَيْرِ إظْهَارِ صَاحِبِ الضَّمِيرِ (اللُّوبْيَاءُ) بِالْمَدِّ: حَبٌّ مَعْرُوفٌ وَهُوَ نَوْعَانِ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ.

لوب


لَابَ (و)(n. ac. لَوْب
لُوْب
لُوَاْب
لُوُوْب
لَوَبَاْن)
a. Thirsted.
b. Wandered round the water.

لَوَّبَa. Anointed.

أَلْوَبَa. Had thirsty cattle.

لَابa. The Lybians.

لَابَة [] ( pl.
reg. &
لَاب [ ])
a. see 3t (a) (b).
c. Herd of black camels.

لَابِيّ []
a. Lybian.

لُوْب (pl.
لَوُوْب)
a. Camels.
b. A piece of meat.
c. Bees.

لُوْبَة []
a. Stony tract, rocky ground.
b. Lybia.

مَلَاب [] P.
a. Ointment, unguent; saffron.

مَلَابَة []
a. Bundle or shive of saffron.

لَائِب [] (pl.
لُوْبلُؤُوْب [ 27 ] )
a. Thirsty, athirst.

لَائِبَة [] (pl.
لَوَائِب [] )
a. fem. of
لَاْوِبb. see 3 (a)
لُوَابa. Slaver, drivel.

مُلَوَّب [ N. P.
a. II], Mixed with perfume.
b. Twisted.

لُوْبِيَآء لُوْبِيَا لُوْبَآء
P.
a. Haricot, kidney-bean; peas.
لوب: اللُّوَابُ: العَطَشُ، لابَ يَلُوْبُ وهو لائِبٌ، وقَوْمٌ لُوْبٌ ولَوَائِبُ، وكذلك الإِبِلُ. ولابَتِ الدّابَّةُ: حَرَّكَتْ لِسَانَها من العَطَشِ.
والمُلِيْبُ: الذي تَلُوْبُ إبِلُه أي تَدُوْرُ حَوْلَ الماءِ. واللُّوْبَانُ: شِدَّةٌ الحَوَمَانِ على الماءِ؛ وشِدَّةُ الحَرِّ، وكذلك اللُّوَابُ.
واللُّوْبُ: البَضْعَةُ التي تَلُوْبُ وتَدُوْرُ في القِدْرِ.
واللاّبَةُ: الشِّقْشِقَةُ.
واللاّبُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ. والحِرَارُ، والواحِدَةُ لابَةٌ، والجَمْعُ لاَبَاتٌ ولُوْبٌ. والإِبِلُ إذا اجْتَمَعَتْ فكَانَتْ سُوْداً: لابَةٌذ.
ولَوَّبْتُ الشَّيْءَ تَلْوِيْباً: أي خَلَطْتُه؛ كالطِّيْبِ وأشْبَاهِه. والمُلَوَّبُ: الخَلُوْقُ المُطَيَّبُ، ومنه المَلاَبُ.
والحَدِيْدُ المُلَوَّبُ: المَلْوِيُّ.
واللُّوْبِيَاءُ: يُقال لها اللُّوبَاةُ.
واللُّوَابُ: اللُّعَابُ.
[لوب] اللُوبَةُ واللابَةُ: الحرَّةُ، والجمع اللوبُ واللابُ واللاباتُ، وهي الحِرارُ. وفى الحديث أنه " حرم ما بين لابتى المدينة "، وهما حرتان تكتنفانها. قال أبو عبيدة: لوبَةٌ ونوبةٌ للحرَّةِ، وهي الأرض التي ألبستها حجارةٌ سودٌ. ومنه قيل للأسود لوبِيٌّ ونوبِيٌّ. قال بشر يذكر كتيبة : مُعالِيَةٌ لا هَمَّ إلا مُحَجِّر * فحرَّةُ لَيْلى السَهْلُ منها فلوبها ولابَ يَلوبُ لَوْباً ولَوَباناً ولَواباً، أي عطشَ، فهو لائِبٌ والجمع لؤوب، مثل شاهد وشهود. قال الشاعر :

حتى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ * قال الأصمعيّ: إذا طافت الإبلُ على الحوض ولم تقدر على الماء لكثرة الزحام فذلك اللَوْب. يقال: تركتها لوائِبَ على الحوض. والمَلابُ: ضربٌ من الطِيبِ كالخَلوقِ. قال جرير:

بصِنِّ الوَبْرِ تحسبُهُ ملابا * وشئ ملوب، أي ملطخ به. وأمَّا المِرْود ونحوِه فهو الملولب، على مفوعل. 
لوب عير وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه حرم مَا بَين لابَتَي الْمَدِينَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: اللابة الحَرّة وَهِي الأَرْض الَّتِي قد ألبَسَتْها حِجَارَة سُود وَجمع اللابة لابات مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر فَإِذا كثَّرت فَهِيَ اللاب واللوب لُغَتَانِ قَالَ بشر بْن أَبِي خازم يذكر كَتِيبَة:

[الطَّوِيل]

مُعالِيةً لاهَمَّ إِلَّا مُحَجَّر ... وحَرَّة ليلى السهل مِنْهَا فَلُوبَها يُرِيد جمع لابة وَمثل هَذَا فِي الْكَلَام قَلِيل وَمِنْه: قارة وقُور وساحة وسُوح. وَفِي حَدِيث آخر أَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم حرم مَا بَين عَير إِلَيّ ثَوْر. وهما اسْما جبلين بِالْمَدِينَةِ وَقد كَانَ بعض الروَاة يحمل معنى بَيت الْحَارِث بْن حِلّزة فِي قَوْله: [الْخَفِيف]

زَعَمُوا أَن كل من ضرب العَي ... ْر مَوال لنا وَإِنَّا الوَلاءُ

على هَذَا العير يذهب إِلَى كل من ضرب إِلَيْهِ وبلغه وَبَعض الروَاة يحملهُ على [أَن -] العير الْحمار
[ل وب] اللَّوْبُ وَاللُّوْبُ واللُّؤُوبُ واللُّوَابُ العَطَشُ وَقيلَ هُوَ اسْتِدَارَةُ الحَائِمِ حَوْلَ المَاءِ وهُو عَطْشَانُ لا يَصِلُ إِلَيهِ وَقَدْ لابَ لُوَابًا وَلَوَبَانًا وَإِبِلٌ لُوْبٌ ونَخْلٌ لَوَائِبُ وَلُوْبٌ عِطَاشٌ بَعِيْدَةٌ مِن المَاءِ اللُّوْبَةُ القَوْمُ يَكُونُونَ مَعَ القَوْمِ فَلا يُسْتَشَارُونَ فِي خَيْرٍ ولا شَرٍّ واللابَةُ واللُّوبَةُ الحَرَّةُ والجَمْع لابٌ وَلُوْبٌ فَأَمَّا سِيْبَوَيه فَجَعَلَ اللُّوْبَ جَمْعَ لابَةٍ كَقَارَةٍ وقُورٍ وقالوا أَسْوَدُ لُوبِيٌّ وَنُوبِيٌّ مَنْسُوبٌ إِلى اللُّوبَةِ والنُّوبَةِ وَهُمَا الحَرَّةُ واللاَّبَةُ الإِبلُ المُجْتَمِعَةُ السُّودُ واللُّوْبُ النَّخْلُ كالنُّوْبِ عَنْ كُرَاع وَفي الحَدِيثِ لَمْ تَتَفَيَّأَهُ لُوبٌ وَلاَ مَجَّتْهُ نُوبٌ واللُّوبَاءُ مَمْدودٌ نَبْتٌ قيل هُوَ اللُّوبِيَاءُ والمَلاَبُ ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ فَارِسيٌّ وَلَوَّبَ الشَّيءَ خَلَطَه بالمَلابِ قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ

(أَبِيْتُ عَلَى مَعَارِيَ وَاضِحَاتٍ ... بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ)

والمَلابُ الزَّعْفَرَانُ عن بَعْضِهم والحَدِيدُ المُلَوَّبُ المَلْوِيُّ يُوصَفُ بِهِ الدِّرْعُ
لوب:
لابة: وتبدو كما لو إنها الفرنسية lave hg التي تعني حمأة. (طفح) هي الحَرَّة أي الأرض المغطاة بطفح الحمم التي يقذفها البركان؛ (انظر أبو الوليد 339:1) في بلاد اللاب أي في المعاطش والبلاد الحارة الجافة واللاب جمع لابة وهي الحرَّة اعني الأرض التي أحرقتها الشمس وجففتها بدوامها عليها. وذلك مثل المدينة المنورة التي هي بين حرَّتين أو كقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) ما بين لابيتيها لكي يشير إلى طبيعة أرض هذه المدينة، إلاّ أن لكي يشير إلى طبيعة أرض هذه المدينة، إلاّ أن هذا القول شمل، بعدئذ، المدن الأخرى وشمل صقعها كله وصف أحد علماء الدين الكوفيين بقول بعضهم عنه: ما لبين لابتيها أفقه منه أي ليس هناك من هو أفقه منه في منطقة الكوفة (معجم البلاذري، ابن الخطيب- في ملر 1863؛ 9:2، 1): ما بين لابتي المشرق والمغرب.
لَوَبة: تصحيف لَبوة: أنثى الأسد (هلو: لُوبّة).
لُوِبة: قفل (دومب 94، هلو).
لَوبان ولُوبان= لُبان (فوك) (الكالا- encienso) ( المقري23:3).
لوبانة مغربية: هي الفربيون وبالبربرية تدعى التاكوت ويعرف بالديار المصرية (ابن البيطار 284:2) باللوبانة المغربية. لوباني: هو ما كان من لون البخور أي الأبيض الضارب إلى الصفرة (ابن الخطيب في الفصل الذي كتبه عن علي بن سعيد) (مخطوطة باريس وبرلين) في قصيدة عن فرس لوباني (وانظر المقري 637:1 الذي وضع كلمة أصفر موضع لوباني).
لوبياء هندي: (انظر راولف 193).

لوب

1 لَابَ, aor. ـُ inf. n. لَوْبٌ and لُوبٌ and لُؤُوبٌ and لُوَابٌ (S, K) and لُؤَابٌ (K) and لَوَبَانٌ (K, accord. to the TA) or لُوبَانٌ (S, CK) He thirsted; was thirsty; (S, K;) or he, thirsting, went round about the water, not reaching it: (K:) or he went round about the water, by reason of thirst. (ISk.) b2: لَوْبٌ signifies The camels' going round about the tank, or cistern, and not being able to get at the water, on account of the crowding, or pressing. (As, K.) 2 لوّبهُ He mixed it with the perfume called مَلَاب: or he smeared it therewith. (K.) 4 الاب His camels were thirsty: (K:) his camels went round about the water, by reason of thirst. (TA.) لُوبٌ and ↓ لَوَائِبُ Camels, or palm-trees, thirsty; far from water. (K.) You say, تَرَكْتُهَا عَلَى الحَوْضِ ↓ لَوَائِبَ I left them (the camels) going round about the tank, or cistern, unable to get at the water, on account of the crowding, or pressing. (As, S.) [لوائب is pl. of لَائِبَةٌ.]

b2: لُوبٌ A piece of meat that turns round in the cooking-pot. (K.) A2: لُوبٌ Bees: (K:) accord. to some, originally نُوبٌ. (MF.) In some copies of the K, نخل is erroneously put for نحل. (TA.) لَابَةٌ (tropical:) A number of black camels collected together: (K:) likened to the tract so called, covered with black stones. (TA.) [See مَفْتُونَةٌ.]

b2: See لُوبَةٌ.

لُوبَةٌ and ↓ لَابَةٌ A stony tract, of which the stones are black and worn: syn. حَرَّةٌ: (S, K:) لُوبَةٌ and نُوبَةٌ signify a tract of land covered, or strewed, with black stones; and hence a negro is called لُوبِىٌّ and نُوبِىٌّ, [and negroes collectively are called لُوبَةٌ and نُوبَةٌ: the former, however, are evidently the Lybians, the latter, the Nubians:] (A 'Obeyd, S or, as in the TA, A 'Obeydeh:) or a لوبة is a very black, rugged, lengthened tract of ground, only at, or by, [so فِى

seems here to signify] the projecting part of a mountain, or the lower and thinner, or finer, part of a sand-hill, or the foot (عرض) of a mountain: (Az:) or it may be a difficult ascent, or acclivity, up a mountain, rising to the greatest height: (ISh:) pl. of لوبة and لُوبٌ لابة and لَابٌ (S, K) and لَابَاتٌ: (S:) or لُوبٌ is pl. of لابة: [not, as implied above, of لوبة:] (Sb:) for a number from three to ten, the pl. used is لابات; and more than then are termed لاب and لوب: (TA:) [or these last two words are coll. gen. ns., of which لابة and لوبة are the ns. un.] b2: مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مِثْلُ فُلَانٍ [Between its two tracts of black stones, there is not the like of such a one: i. e., within its (the city's) limits, there is not, &c.]: only said with reference to El-Medeeneh and El-Koofeh: (RA:) or said originally with reference to El-Medeeneh, and fig. with reference to any other city. (A.) b3: بَعِيدُ مَا بَيْنَ اللَّابَتَيْنِ, said by 'Áïsheh, describing her father, (tropical:) Freehearted; of ample endowments, app. as to wealth, or possessions, and as to mind, or disposition: syn. وَاسِعُ الصَّدْرِ وَاسِعُ العَطَنِ. (TA.) b4: لُوبَةٌ A people that is with another people, but of which advice or counsel is not asked [by the latter] with respect to anything, (K,) whether good or evil. (TA.) أَسْوَدُ لُوبِىٌّ (and نُوبِىٌّ, TA,) [Very black]: derived from لُوبَةٌ, as signifying “ a tract covered, or strewed, with black stones ”: (K:) or from اللُّوبُ as a syn. of النُّوبُ, meaning [“ the Nubians,” but see above] “ a certain race, or nation, of the negroes. ” (RA.) b2: لُوبىٌّ: see لُوبَةٌ.

لُوَابٌ i. q. لُعَابٌ; Slaver, or drivel: (K:) a chaste word, not formed by mispronunciation. (TA.) لُوبِيَآءُ (K) and لُوبِيَا and لُوبِيَاجٌ (TA) and لُوبَآءُ (K) [The dolichos lubia of Forskål; a species of kidney-bean]. Accord. to El-Khafájee and ElJawáleekee, not an Arabic word. (TA.) [In Persian, لُوبِيَا and لُوبِيَهْ and لُوبَا: in Greek, λόβος.]

لَائِبٌ Thirsting: [but see the verb:] pl. لُؤُوبٌ: like as شُهُودٌ is pl. of شَاهِدٌ. (S.) b2: لَائِبَةٌ: see لُوبٌ.

مَلَابٌ a Persian word, (TA,) A kind of perfume, (S, K,) like خَلُوق (S): or saffron. (IAar, K.) b2: مَلَابَةٌ A fascicle, or small bundle, of filaments of saffron; a shive of saffron. (IAar).

مُلِيبٌ A man whose camels are thirsty; or whose camels are going round about the water, by reason of thirst. (TA.) مُلَوَّبٌ A thing mixed with the perfume called مَلَاب: (TA:) a thing smeared therewith. (S.) b2: مُلَوَّبْ Twisted iron. (K.) Applied as an epithet to a coat of mail. (TA.)

لوب: اللَّوْبُ واللُّوبُ واللُّـؤُوبُ واللُّوَابُ: العَطَش، وقيل: هو

استدارةُ الـحَائِم حَوْلَ الماءِ، وهو عَطشان، لا يَصِل إِليه. وقد لاب يَلُوبُ لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً أَي عَطِشَ، فهو لائِبٌ؛

والجمع، لُـؤُوب، مثل: شاهدٍ وشُهُود؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِـيّ:

حتى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ، * ولاحَ للعَيْنِ سُهَيْل بسَحَرْ

والنَّجَرُ: عَطَشٌ يُصيب الإِبلَ من أَكْلِ الـحِبَّة، وهي بُزُور

الصَّحْراء؛ قال الأَصمعي: إِذا طافت الإِبل على الحوض، ولم تقدر على الماءِ، لكثرة الزحام، فذلك اللَّوْبُ. يُقال: تَرَكْتُها لَوَائِبَ على الحوض، وإِبِل لُوبٌ، ونخلٌ لَوَائِبُ، ولُوبٌ: عِطاشٌ، بعيدة من الماءِ. ابن السكيت: لابَ يَلُوبُ إِذا حامَ حول الماء من العطش؛ وأَنشد:

بأَلذَّ مِنكِ مُقَبَّلاً لِـمُحَـَّلإٍ * عَطشَانَ، دَاغَشَ ثم عادَ يَلُوبُ

وأَلابَ الرجلُ، فهو مُلِـيبٌ إِذا حامَتْ إِبلُه حولَ الماءِ من العطش.

ابن الأَعرابي: يُقال ما وَجَدَ لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقَةٍ من الطَّعام يَلُوكُها؛ قال: واللَّيابُ أَقل من مِلْءِ الفم.

واللُّوبةُ: القومُ يكونون مع القوم، فلا يُسْتَشارون في خير ولا شر.

واللاَّبةُ واللُّوبةُ: الـحَرَّة، والجمع لابٌ ولُوبٌ ولاباتٌ، وهي

الـحِرَارُ. فأَما سيبويه فجعل اللُّوبَ جمع لابةٍ كقَارة وقُور. وقالوا: أَسْوَدُ لُوبيٌّ ونُوبيٌّ، منسوب إِلى اللُّوبة والنُّوبةِ،

<ص:746>

وهما الـحَرَّةُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، حَرَّمَ ما بين لابَتَي المدينة؛ وهما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانها؛ قال ابن الأَثير: المدينة ما بين حَرَّتَيْن عظيمتين؛ قال الأَصمعي: هي الأَرضُ التي قد أَلبَسَتْها حجارةٌ سُود، وجمعها لاباتٌ، ما بين الثلاثِ إِلى العَشْر، فإِذا كُثِّرَت، فهي اللاَّبُ واللُّوبُ؛ قال بشْر يذكر كتيبة (1)

(1 قوله «يذكر كتيبة» كذا قال الجوهري أيضاً قال: في التكملة غلط ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة أنها معالية أي تقصد العالية وارتفع قوله معالية على انه خبر مبتدإ

محذوف ويجوز انتصابه على الحال.) :

مُعالِـيةٌ لا هَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ، * وحَرَّةُ ليلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها

يُريدُ جمع لُوبة؛ قال: ومثله قارةٌ وقُورٌ، وساحةٌ وسُوحٌ.

ابن شميل: اللُّوبة تكون عَقَبَةً جَواداً أَطْوَلَ ما يكون، وربما كانتْ

دَعْوَةً. قال: واللُّوبةُ ما اشْتَدَّ سوادُه وغَلُظَ وانْقادَ على وجه

الأَرض، وليس بالطَّويل في السماءِ، وهو ظاهر على ما حَوْله؛

والـحَرَّةُ أَعظمُ من اللُّوبة، ولا تكون اللُّوبةُ إِلا حجارةً سُوداً، وليس في الصَّمَّانِ لُوبةٌ، لأَن حجارة الصَّمَّانِ حُمْرٌ، ولا تكون اللُّوبة إِلا في أَنْفِ الجَبلِ، أَو سِقْطٍ أَو عُرْض جَبَل.

وفي حديث عائشة، ووصَفَتْ أَباها، رضي اللّه عنهما: بَعِـيدُ ما بين اللاَّبَتَيْنِ؛ أَرادَتْ أَنه واسعُ الصَّدْر، واسعُ العَطَنِ، فاسْتعارتْ

له اللاَّبةَ، كما يقال: رَحْبُ الفِناءِ واسعُ الجَنابِ.

واللاَّبةُ: الإِبل الـمُجْتمعةُ السُّودُ.

واللُّوبُ: النَّحْلُ، كالنُّوبِ؛ عن كُراع. وفي الحديث: لم تَتَقَيَّـأْه لُوبٌ، ولا مَجَّتْه نُوبٌ. واللُّوباءُ، ممدود، قيل: هو اللُّوبِـياءُ؛ يقال: هو اللُّوبِـياءُ، واللُّوبِـيا، واللُّوبِـياجُ، وهو مُذَكَّرٌ، يُمَدُّ ويُقْصَر.

والـمَلابُ: ضَرْبٌ من الطِّيبِ، فارسي؛ زاد الجوهري: كالخَلُوقِ. غيره: الـمَلابُ نوعٌ من العِطْرِ.

ابن الأَعرابي: يقال للزَّعْفَرانِ الشَّعَرُ، والفَيْدُ، والـمَلابُ،

والعَبِـيرُ، والـمَرْدَقُوشُ، والجِسادُ. قال: والـمَلَبَةُ الطاقَةُ من

شَعَرِ الزَّعْفرانِ؛ قال جرير يَهْجُو نساءَ بني نُمَيْر:

ولو وَطِئَتْ نِساءُ بني نُمَيْرٍ * على تِـبْراك، أَخْبَثْنَ التُّرابا

تَطلَّى، وهي سَيِّئَةُ الـمُعَرَّى، * بصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابا

وشيءٌ مُلَوَّبٌ أَي مُلَطَّخٌ به. ولَوَّبَ الشَّيءَ: خَلَطَه بالـملابِ؛ قال المتنخل الـهُذَليُّ:

أَبِـيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ، * بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كدَمِ العِـباطِ

والحديد الـمُلَوَّبُ: الـمَلْويُّ، توصف به الدِّرْع. الجوهري في هذه

الترجمة: وأَما الـمِرْوَدُ ونحوُه، فهو الـمُلَوْلَبُ، على مفوعل.

باب اللام والباء و (وا يء) معهما ل وب، ول ب، ب ول، وب ل، ب ل و، ب ل ي، ي ل ب، ل ب ي مستعملات

لوب: اللُّوبُ واللُّوابُ: العَطَش، وقد لابَ يَلُوبُ، والواحد: لائب، والجميع لوبٌ ولوائب. يقال: إبل لوب، ونخل لوائب، قال:

حتى إذا ما حان من لُوابها

وقال:

وحالَفَها في بَيْتِ لُوبٍ عوامل

ويُروى: في بيت نوب أي: عظام سود طوال. واللاّبة: الحَرَّة السّوداء، والعدد: لابات، والجميع: لابٌ ولوب. والإبلُ إذا اجتمعت فكانت سوداء سميت: لابة،

وفي الحديث: ما بين لابَتَيْها أهل بيت أفقر منّا.

وإنّما جرى هذا أوّل مرةٍ بالمدينة وهي بين حرّتين. فلّما تمكّن هذا الكلام جرى على أفواه النّاس في كلّ بلدة، فصار كأنّه بين حدّين.

ولب: الوالِبةُ: الزَّرْعةُ تَنْبُت من عُروق الزَّرْعة الأُولَى. تَخْرُجُ الوُسْطَى، وهي الأمّ، وتخرجُ الأَوالب بعد ذلك فتتلاحق.

بول: البَوْلُ: معروفٌ، وقد بال يَبولُ. والبال: بالُ النَّفْس، وهو الاكتراث، ومنه اشتقّ: بالَيْتُ، والمصدر: المبالاة. وفي مواعظ الحَسَن: لا يبالهم بالة، ولم أبالِ ولم أُبَلْ على القصر. والبال أيضاً: رخاءُ العَيش، تقول: إنّه لناعم البال ورخيّ البال.

وبل: الوابلُ: المَطَر الغليظُ القَطْر. وسحابٌ وابلٌ، والوبل: المَطَرُ نفسُه، كما تقول: وُدْقٌ ووادِقٌ. والــوبيلُ من المراعي: الوخيم، لا يُستَمْرَأُ. [تقول] : استوبل القَوْمُ هذه الأرض، قال:

لقد عشّيتها كَلأً وبيلــأ

وقوله عزّ وجلّ: أَخْذاً وَبِيلًــا

، أي: شديداً في العقوبة. وفي الحديث: أيّما مالٍ أدّيتَ زكاتَه فقد ذَهَبَتْ أبَلَتُه

أي: وَبَلته، فجعل الهمزةَ بدلَ الواو، وهي الوَخامة. والوبالُ اشتقاقُه من الشّدّة وسوء العاقبة، وكذلك الموبّل بمعناه. والوابلة: طَرَفُ الفَخِذ في الوَرِك، وطَرَفُ العَضُد في الكَتِف، ويجمع: أَوابل. والــوبيل: خشبة القصّار التي يَدُقُّ عليها الثّياب، قال:

فمرت كهاة ذات خيف جلالة ... عقيلة شيخ كالــوبيل يلندد

بلو: بلي: بَلِيَ الشَّيْء [يَبْلَى] بِلىً فهو بالٍ والبَلاءُ لغةٌ في البِلَى، قال:

والمرء يُبليه بلاءُ السّربالْ

والبليّة: الدّابّة التي كانت تُشدُّ في الجاهليّة على قبر صاحبها، رأسها في الوليّة حتّى تموت، قال :

كالبَلايا رءوسها في الوَلايا ... ما نحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخدود

بليّ: حيّ، والنِّسبة إليه: بَلَوِيّ. وناقة بِلْوُ سَفَرٍ من مثل نِضْو، وقد أبلاها السَّفر، قال :

منازلُ ما تَرَى الأنصاب فيها ... ولا حفر المبلي للمنون يعني: النّاقة البِلْو، تقول: بَلَّيْتُها. وتقول: النّاس بذي بِلِّيِّ وذي بَليٍّ، أي: متفرّقون. وأَمّا (بَلَى) فجواب استفهامٍ [فيه حرف نفي] ، كقولك: أَلَمْ تَفْعَلْ كذا، فتقول: بَلَى. وبُلِيَ الإنسانُ وابْتُلي [إذا امْتُحِنَ] ، قال:

بُلِيتُ، وفُقْدانُ الحبيب بَلِيّةٌ ... وكَمْ من كريمٍ يُبْتَلَى ثُمّ يَصْبِرُ

والبَلاءُ، في الخَيْر والشَّرِّ. واللَّه يُبْلي العَبْدَ بلاءً حَسَناً وبَلاءً سَيِّئاً. وأَبْلَيْت فُلاناً عُذْراً، أي: بَيَّنْتُ فيما بيني وبينه ما لا لَوْمَ عليّ بعده. والبَلْوَى: هي البَليّة، والبَلْوَى: التَّجْرِبة، بَلَوْتُه أَبْلُوه بَلْواً.

يلب: اليَلَبُ والأَلَبُ، لغتان: البَيْضُ من جُلودِ الإبِل، والجميعُ: اليَلَب أَيْضاً، وهي أن تؤخذ البَيْضة، فيُجْعَلُ عليها جلودٌ حتّى تغشّى كلّها كهيئة ما تُعْمَلُ الدِّباب، ثم يُتْرَكُ على البَيْضة حتّى يَيْبَس. ثم يُقْلَعُ عنها ويجعل على الرءوس بمنزلة البيضة، قال:

علينا البيض واليَلَبُ اليَمانى ... وأسيافٌ يقمن وينحنينا واليَلَبُ في قَوْل بَعْضهم: الفُولاذُ من الحديد. قال يصفُ البكرةَ التي يُسْتَقَى عليها:

ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ اليَلَبْ

لبي : التَّلْبية: الإجابة، تقول: لَبَّيْكَ، معناه: قرباً منك وطاعة، لأنّ الإلباب القرب، أدخلوا الياء كيلا يتغيّر المعنَى، لأنه لو قال: لبيتك صار من اللَّبَب، واشتبه. يقولون من التَّلْبية: لَبَّيْتُ بالمكان، ولبّيت معناه: أقمت به، وأَلْبَبْتُ أيضاً، ثمّ قلبوا الباء الثّانية إلى الياء استثقالا [للباءات] ، كما قالوا: تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ، وأَصْلُه: تَظَنَّنْتُ.

لبأ : اللِّبَأ، مهموز مقصور: أوّل حَلْب عند وضع المُلَبِّىء. وتقول: لَبَأَتِ الشّاةُ ولدها: أَرْضَعَتْه اللِّبَأَ، وهي تَلْبَؤه. وقد الْتَبَأَها وَلَدُها، أي: رَضَعَ لِبَأَها. ولَبَأْتُ القومَ: سَقَيتهم لِبَأً، والْتَبأْتُ أنا، أي: شَرِبتُ لِبَأً. واللَّبْأَةُ: لغة في اللَّبْوة، وهي الأُنْثَى من الأسود.

ألب: الأَلْبُ: الصَّغْوُ. يُقال: أَلْبُهُ مَعَهُ. وصار النّاسُ علينا أَلْباً واحداً في العداوة والشّرّ. وقد تألّبوا عليه تألُّباً، إذا تضافروا عليه. والأَلْبُ: الطَّرْد، قال:

يَأْلُبُها حمران أَيَّ أَلْبِ

أي: يَطْرُدُها طَرْداً شديداً.

بال: البئيلُ: الصَّغيرُ النَّحيفُ الضّعيفُ، مثل: الضَّئيل. وقد بَؤُل يَبْؤُل بآلةً. والبألة: القارورة بلغة بلحارث، وهي بالنّبطية بالتّاء.

إبل: الإبِلُ المُؤَبَّلّةُ: الّتي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً، نعت في الإبل خاصّة. والإبَّوْل: طولُ الإقامة في المَرْعَى والمَوْضع. ورَجُلٌ آبل: ذو إِبل. وحِمارٌ آبل: مقيم في مكانه لا يبرح. وأَبَلَتِ الإبل تأبُل أبلاً، أي: اجتزآت بالرّطب عن الماء. وتأبّل الرَّجُلُ عن امرأته تأبُّلا، أي: اجتزأ عنها، كما يجتزىء الوحش عن الماء، قال لبيد:

وإذا حركت غرزي أجمرت ... أو قرابي عدو جَوْنٍ قد أَبَلْ

أي: اجتزأ عن الماء [بالرّطب] . والأَبِيلُ: من رُءُوس النَّصارَى، وهو الأَيْبُليّ. وقولُه [جلّ وعزّ] : وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ

أي: يتبعُ بَعْضُها بَعْضاً إبِّيلاً إبِّيلاً، أي: قطيعا خلف قطيع، وخَيْلٌ أبابيل كذلك. والأَبْلُ: الرّطْبُ، وقال بعضُهم: اليَبِيسُ. والأَبَلُّ: الشّديدُ الخُصُومة، قال:

مارس القوم إذا لاقيتهم ... بأريبٍ أو بخلاّفٍ أَبَلّ

وأَبَلّ عليهم، وأبرّ أيضاً، أي: غلبهم خبثاً. وقيل: الإبّالةُ: الحزْمةُ من الحَطَب.
لوب
: ( {اللَّوْبُ) بِالْفَتْح، (} واللُّوبُ) بالضَّم، (واللُّؤُوبُ) كقُعُودٍ، ( {واللُّوَابُ) كغُرَابٍ: (العَطَشُ، أَو) هُوَ (اسْتِدارَةُ الحائِمِ حَوْلَ الماءِ، وهُوَ عَطْشَانُ، لَا يصِلُ إِليه) .
(وَقد} لابَ) ، {يَلُوب،} لَوْباً، {ولُوباً، و (} لُوَاباً، {ولَوَباناً) مُحَرَّكةً. وَفِي نُسْخَة الصَّحاح:} لُوبَاناً، ضَبطه كعُثمان، أَي: عَطِش، فَهُوَ {لائِبٌ، وَالْجمع} لُؤُوبٌ، كشاهِدٍ وشُهُودٍ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ:
حَتَّى إِذا مَا اشْتَدَّ {لُوبانُ النَّجَرْ
ولاحَ لِلْعَينِ سُهَيْلٌ بسحَرْ
والنَّجَرُ: عَطَشٌ يُصِيبُ الإِبِلَ من أَكلِ بُزُورِ الصَّحْرَاءِ، وَعَن ابْنِ السِّكِّيت: لابَ، يَلُوبُ: إِذا حامَ حَوْلَ المَاء من العَطَش، وأَنشد:
بِأَلَذَّ مِنْكِ مُقَبَّلاً لِمحلإٍ
عَطشَانَ دَاغَشَ ثُمَّ عادَ يَلُوبُ
(} واللُّوبَةُ، بالضَّم: القَوْمُ يكونونَ مَعَ القَوْمِ وَلَا يُسْتَشَارُونَ فِي شَيْءٍ) من خَيْرٍ وَلَا شَرَ.
(و) {اللُّوبَةُ: (الحَرَّةُ، كاللاّبَةِ. ج:} لُوبٌ، {ولابٌ) ،} ولاباتٌ، وَهِي الحِرَارُ. وأَمّا سِيبَوَيْهِ فجعَلَ {اللُّوبَ جمعَ} لابَةٍ كقارَةٍ وقُورٍ، وساحَة وسُوحٍ. (و) فِي الحَدِيث: (حَرَّمَ النَّبِيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَيْنَ {- لابَتَيِ المَدِينَةِ) (وهُما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانِهَا) . قَالَ الأَصْمَعِيُّ وأَبو عُبَيْدَةَ، وَفِي نسخةٍ من الصَّحاح: أَبو عبيد: اللُّوبَةُ هِيَ الأَرضُ الّتي قد أَلْبَسَتْها حِجَارَةٌ سُودٌ، وجمعُها} لابَاتٌ، مَا بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى العَشْرِ، فإِذا كُثِّرَتْ، فَهِيَ {اللاَّبُ} واللُّوبُ؛ قَالَ بِشْرٌ يذكرُ كَتِيبَةً:
مُعالِيَةٌ لَا هَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ
فَحَرَّةُ لَيْلَى السَّهْلُ مِنْهَا {فَلُوبُهَا
وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: المدينةُ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْنِ عَظيمتين. وَعَن ابْن شُمَيْلٍ: اللُّوبَةُ تكونُ عَقَبَةً جَوَاداً أَطْولَ مَا يكونُ وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: اللُّوبَةُ: مَا اشْتَدَّ سَوَادُه، وغَلُظَ، وانقَادَ على وجْه الأَرْضِ سَوَاداً وَلَيْسَ فِي الصَّمّان} لُوبَةً، لاِءَنَّ حِجارةَ الصَمَّانِ حُمْرٌ، وَلَا تكونُ اللُّوبَةُ إِلاّ فِي أَنْف الجَبل أَو سِقْطٍ أَو عُرْضِ جبَلٍ.
وَفِي حَدِيث عائشةَ، ووَصَفَت أَباها، رضيَ الله عَنْهُمَا: (بَعِيدُ مَا بَيْنَ {اللاّبَتَيْنِ) أَرادتْ: أَنَّهُ واسعُ الصَّدرِ واسعُ العَطَنِ، فاستعارت لَهُ اللاّبَةَ، كَمَا يُقالُ: رَحْبُ الفِنَاءِ، واسعُ الجَنَابِ.
وَنقل شيخُنَا عَن السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْض مَا نصّه: اللاَّبَةُ واحدةُ اللاَّبِ، بإِسقاط الهاءِ، وَهِي الحَرَّةُ، وَلَا يقالُ ذالك فِي كُلِّ بلدٍ، إِنَّمَا} اللاَّبَتانِ للمدينةِ والكُوفَةِ. ونقلَ الجلالُ فِي المُزْهِرِ عَن عبد اللَّهِ بْن بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، قَالَ: دخلَ أَبِي علَى عِيسَى، وَهُوَ أَمِيرُ البَصْرَة، فعزّاهُ فِي طِفْلٍ ماتَ لَهُ، ودخَلَ بعدَهُ شَبِيبُ بْن شَبَّةَ فَقَالَ: أَبْشِرْ، أَيّها الأَميرُ، فإِنّ الطِّفْلَ لَا يَزالُ مُحْبَنْظِئاً على بَاب الجَنّة، يقولُ: لَا أَدْخُلُ حَتَّى أُدْخِلَ والِدَيّ. فقالَ أَبي: يَا أَبا مَعْمَرٍ، دَعِ الظّاءَ، يَعْنِي المُعْجَمَةَ، والْزَمِ الطّاءَ. فَقَالَ لَهُ شَبِيب: أَتقولُ هاذا وَمَا بينَ {لابَتَيْهَا أَفصحُ مِنِّي؟ فَقَالَ لَهُ أَبي: وَهَذَا خَطأٌ ثانٍ، مِنْ أَينَ لِلبَصرةِ لابَةٌ؟} واللاّبَة: الحِجَارَةُ السُّودُ، والبَصْرَةُ الحِجَارَةُ البِيضُ.
أَورد هاذه الحكايةَ ياقوتٌ الحَمَويّ فِي مُعْجم الأُدَبَاءِ، وابْنُ الجَوْزِيّ فِي كتاب الحَمْقَى والمُغَفَّلِينَ، وأَبو القاسمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه بِسَنَدِهِ إِلى عبد الله بْنِ بكرِ بْنِ حَبِيبٍ السّهْمِيِّ. انْتهى.
وسكَتَ عَلَيْهِ شَيْخُنا، وَهُوَ مِنْهُ عجيبٌ: فإِنّ استِعْمَالَ {اللاّبتَيْنِ فِي كُلِّ بَلَدِ واردٌ مَجازاً، فَفِي الأَساس: اللاّبةُ: الحَرَّةُ، وَمَا بَيْنَ} لاَبَتَيْهَا كفُلانٍ: أَصْلهُ فِي الْمَدِينَة، وَهِي بَين {لابَتَيْنِ، ثمّ جَرَى على الأَلْسِنَةِ فِي كُلِّ بَلَد. ثمَّ إِنّ قولَ شيخِنا عندَ قولِ المُصَنِّف: وحَرَّم النَّبِيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الخ: هاذا لَيْسَ من اللُّغَة فِي شَيْءٍ، بل هُوَ من مسائلِ الأَحكام، وَمَعَ ذالك فَفِيهِ تقصيرٌ بالغٌ، لاِءَنّ حَرَمَ المدينةِ محدودٌ شرقاً وغرباً وقِبْلَةً وشَآماً، خَصَّه أَقوامٌ بالتّصنيف، إِلى آخرِ مَا قالَ، يُشِيرُ إِلى أَنَّ المصنِّف فِي صددِ بيانِ حُدُودِ الحَرَم الشَّريف، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَّ، بل الّذي ذكرَه إِنّما هُوَ الحديثُ المُؤْذِنُ بِتَحْرِيمِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا بَيْنَ اللاَّبَتَيْنِ كَمَا لَا يخْفَى عندَ مُتَأَمِّل، تَبَعاً للجَوْهَرِيِّ وغيرِهِ، فَلَا يلْزَمُ عَلَيْهِ مَا نُسِبَ إِليه من القُصُور.
(} واللُّوباءُ، بالضَّمِّ) مَمْدُوداً: قيل هُوَ ( {اللُّوبِيَاءُ) ، عندَ العامَّةِ يقالُ: هُوَ اللُّوبِيَاءُ،} واللُّوبِيَا، واللُّوبِياجُ، مذكَّرٌ، يُمَدُّ، ويُقْصَرُ. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: هِيَ! اللُّوبَاءُ، وَهَكَذَا تقولُهُ العرَبُ، وكذالك قَالَ بعضُ الرُّوَاة، قَالَ: والعربُ لَا تَصْرِفُهُ. وزَعَمَ بعضُهم أَنَّه يقالُ لَهَا الثّامِرُ، وَلم أَجِدْ ذالك مَعْرُوفا. وَقَالَ الفَرّاءُ: هُوَ اللُّوبِياءُ، والجُودِياءُ، والبُورِياءُ: كلهَا على فُوعِلاءَ، قَالَ: وهاذه كلُّهَا أَعْجَمِيّةٌ. وَفِي شِفَاء الغَلِيل للخَفاجِيّ، والمُعَرَّبِ للجَوالِيقِيّ: إِنّه غيرُ عربيَ.
( {والمَلابُ: طِيبٌ) ، أَي: ضَرْبٌ مِنْهُ، فارسيٌّ. زَاد الجَوْهَرِيُّ: كالخَلُوقِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: المَلاَبُ: نوعٌ من العِطْر. وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيِّ: يقالُ للزَّعْفَرَانِ: الشَّعَرُ، والفَيْدُ، والمَلابُ، والعَبِيرُ، والمَرْدَقُوشُ، والجِسادُ. قَالَ:
(و) } المَلابَةُ الطّاقَةُ من شَعَرِ (الزَّعْفَرَانِ) ، قَالَ جَرِيرٌ يهجو نِسَاءَ بني نُمَيْرٍ:
ولَوْ وَطِئَتْ نِسَاءُ بَنِي نُمَيْرٍ
على تِبْرَاكَ أَخْبَثْنَ التُّرابَا
تَطَلَّى وَهْيَ سَيِّئَةُ المُعَرَّى
بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلاَبَا
( {ولَوَّبَهُ بِهِ خَلَطَهُ بِهِ) ، أَي: بالمَلاَبِ، (أَو لَطَخَهُ بِهِ) . وشَيْءٌ مُلَوَّبٌ: أَي مُلَطَّخٌ بِهِ؛ قَالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيُّ:
أَبِيتُ عَلى مَعَارِيَ واضِحَاتٍ
بِهِنّ} مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ
( {والمُلَوَّبُ، كمُعَظَّمٍ) : الملطوخ} ُ بالمَلاَب، أَو المخلوطُ بِهِ (و) (مِنَ الحَدِيدِ: المَلْوِيُّ) ، تُوصَفُ بِهِ الدِّرْعُ.
(واللاَّبُ: د بالنُّوبَةِ) مَشْهُور، نَقله الصّاغَانيُّ.
(و) اللاَّبُ: اسْمُ (رجُل سَطَر أَسْطُراً، وبنَى عَلَيْها حِساباً، فَقيل: {أَسْطُرُلابٍ، ثُمَّ مُزِجَا) أَيْ: رُكِّبا تَرْكِيباً مَزْجِيّاً، (ونُزِعَت الإِضافةُ، فقيلَ: الأَسْطُرْلاب) بالسِّين (مُعَرَّفة) بالعلَمِيّة (} والأَصْطُرْلابُ، لتَقَدُّمِ السِّينِ على الطّاءِ) ، بِنَاء على الْقَاعِدَة، وَهِي: كُلّ سِينٍ تقدَّمَتْ طاءً، فإِنّها تُبْدَلُ صاداً، سواءٌ كَانَت مُتَّصِلَةً بهَا كَمَا هُنَا، أَو غيرُ مُتَّصِلَةٍ كصِراط ونحوِه. هاكذا نَقله الصّاغانيّ.
قَالَ شيخُنا: ثمّ ظاهرُه أَنَّهُ من الأَلْفاظ العربيّة، وصَرَّحَ فِي نِهَايَة الأَربِ: بأَنّ جميعَ الْآلَات الّتي يُعْرَفُ بهَا الوقتُ سواءٌ كَانَت حِسابِيّةً، أَو مائِيّةً، أَو رَمْليَّة، كُلُّهَا أَلفاظُها غيرُ عربيّةٍ، إِنّمَا تكلّم بهَا النّاس، فوَلَّدُوها على كَلَام العربِ، والعربُ لَا تَعْرِفُها بِرُمَّتِها، وإِنّمَا جرى على مَا اخْتَارَهُ من أَنّها رُكِّبَتْ، فَصَارَت كلمة وَاحِدَة عندَهُمْ، فَكَانَ الأَوْلَى ذِكْرُهَا فِي الهَمزة أَو فِي السّين أَو الصّاد، وَلَا يكَاد يَهتدي أَحدٌ إِلى ذِكرها فِي هاذا الْفَصْل كَمَا هُوَ ظَاهر. وأَكثرُ من ذَكَرَهَا مِمَّن تعرَّضَ لَهَا فِي لُغَاتِ المُوَلَّدِينَ، أَو جعلَها من المُعَرَّب، ذكرهَا فِي الهَمزةِ. انْتهى.
قلت: وَهُوَ الصَّوابُ، فإِنّ أَهلَ الهيْئَة صرَّحُوا بأَنّها رُومِيّةٌ، مَعْنَاهَا الشَّمْسُ، فَتَأَمَّلْ.
(و) من المجَاز: اللاَّبَةُ) : الجَمَاعَةُ من (الإِبِلِ المُجْتَمِعَةِ السُّودِ) ، شبَّهَ سَوادَهَا باللاَّبَةِ: الحَرَّةِ، وَقد تقدّم أَنّ اللاَّبَةَ لَا تَكُونُ إِلاّ حِجَارَةً سُوداً.
(و) اللاَّبَةُ: (ع) .
( {وكَفْرُلابٍ: د بالشَّامِ، بَنَاهُ هِشَامُ) ابْنُ عبدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
(واللُّوبُ، بالضَّمِّ: البَضْعَةُ) ، أَي: القِطْعَةُ من اللحْم (الَّتِي تَدُورُ فِي القِدْرِ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(و) } اللُّوبُ: (النَّخْلُ) ، كَذَا فِي نسختنا، بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، وَهُوَ سَهْوٌ، صوابُهُ: النَّحْلُ، بالحاءِ المُهْمَلَةِ. كالنُّوب، بالنُّون، وَذَا عَن كُراع. وَفِي الحَدِيث: (لَمْ يَتَقَيَّأْهُ لُوبٌ، وَلَا مَجَّتْهُ نُوبٌ) .
( {واللُّوَابُ، بالضَّم: اللُّعَابُ) ، وَهُوَ لغةٌ فصيحةٌ، لَا لُثْغَةٌ كَمَا تُوُهِّمَ.
(و) يقالُ: (إِبِلٌ لُوبٌ، ونَخْلٌ لُوبٌ} ولَوائِبُ: عِطَاشٌ، بَعِيدَةٌ عَن الماءِ) . قَالَ الأَصمَعِيُّ: إِذا طافَتِ الإِبِلُ على الحَوْضِ، وَلم تَقْدِرْ على الماءِ، لكَثْرَةِ الزِّحَام، فذالك اللَّوْبُ. تقولُ: تَركتُها! لَوَائِبَ على الحَوْضِ، كَذَا فِي الصَّحاح.(و) قَالُوا: (أَسْوَدُ {- لُوبِيٌّ) ، ونُوبِيٌّ: (مَنْسُوبٌ إِلى اللُّوبَةِ) والنُّوبَةِ، وهُمَا (للْحَرَّةِ) . قَالَ شيخُنَا: وَقيل هُوَ نسبةٌ إِلى اللُّوبِ، لغةٌ فِي النُّوب الّذي هُوَ جِيلٌ من السُّودانِ، كَمَا صرّح بِهِ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوض.
(} وأَلاَبَ) الرَّجُلُ، فَهُوَ {مُلِيبٌ: إِذا (عَطِشَتْ) ، أَي حامَتْ (إِبِلُهُ) حَوْلَ الماءِ من العَطَشِ؛ وأَنشدَ الأَصْمَعِيُّ:
صُلْبٍ مُلِيبِ وِرْدِهِ مُحِرِّهِ
وإِنْ يُصَرِّرْها انْطَوَتْ لِصِرِّهِ
وممّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ:
اللُّوبُ: موضعٌ فِي بِلَاد العربِ، قَالَ مُنْقِذُ بْنُ طَرِيفٍ:
كَأَنّ رَاعِيَنَا يَحْدُو بِنَا حُمُراً
بيْنَ الأَبَارِقِ من مَكْرَانَ} فاللُّوبِ
كَذَا فِي المُعْجَم، فِي: مَكرَانَ.

نقس

(نقس) فلَانا مُبَالغَة فِي نقسه وَالْقَوْم بناقوسه دعاهم بِهِ والدواة جعل النقس فِيهَا
(نقس)
الناقوس نقسا صَوت وَفُلَان قرع الناقوس وَيُقَال نقس بالناقوس وَالشرَاب حمض وَبَين الْقَوْم أفسد وَفُلَانًا عابه وَطعن فِيهِ
ن ق س : النَّاقُوسُ خَشَبَةٌ طَوِيلَةٌ يَضْرِبُهَا النَّصَارَى إعْلَامًا لِلدُّخُولِ فِي صَلَاتِهِمْ وَنَقَسَ نَقْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَعَلَ ذَلِكَ. 
(نقس) - في حديث بَدْء الأذَان: "حتى نَقَسُوا أو كَادُوا أن يَنْقُسُوا "
: أي ضَرَبُوا النَّاقُوسَ، وهي خشَبَةٌ طَوِيلَةٌ تُضْربُ بأَصْغَرَ منها، والنّصَارَى يُؤذِّنُونَ بها لِصَلاَتِهم. والنَّقْسُ: ضَربُ الناقُوسَ.
نقس
النِّقْسُ: الذي يُكْتَبُ به، والجميع الأنْقاسُ.
والنِّقْسُ: ضَرْبُ الناقُوس وهو الخَشَبَةُ الطويلة، نَقَسَ به نَقْساً.
ونَقَسْتُ الرَّجُلَ - عِبْته ولَقَّبته، والاسم النِّقاسَةُ، رَجُلٌ نَقِسٌ. ونَقَسَ الشَّرَابُ نُقُوساً: حَمُضَ. والنَّقْسُ: الجَرَبُ؛ مِثلُ الوَقْس.
(ن ق س) : (النَّاقُوسُ) خَشَبَةٌ طَوِيلَةٌ يَضْرِبُهَا النَّصَارَى لِأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ يُقَالُ نَقَسَ بِالْــوَبِيلِ (النَّاقُوسَ) نَقْسًا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) كَانُوا (يَنْقُسُونَ) حَتَّى رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ.
[نقس] نه: في ح الأذان: حتى "نقسوا"، التنقيس: الضرب بالناقوس، وهي خشبة طويلة تضرب بخشبة هي أصغر منهان والنصارى يعلمون بها أوقات صلاتهم. ك: اتخذوا "ناقوسًا"، بكسر خاء، ط: أي شاوروا لإعلام الصلاة فذكر بعضهم النار لظهورها والناقوس لصوته فذكر آخرون أنهما شعار أهل الكتاب فيلتبس أوقاتنا بأوقاتهم.
ن ق س

كتب بالنّقس والأنقاس. ونقست النصارى وانتقست: قرعت الناقوس وهو خشبتهم الطويلة، والــوبيل: القصيرة. قال:

كأن أصوات لحييها إذا اصطفقت ... أصوات عيدان رهبانٍ إذا انتقسوا

ونقسه: عابه ونبزه، وناقسه، وبينهما منافسة ومناقسة.

نقس


نَقَسَ(n. ac. نَقْس)
a. Struck; sounded, rang (bell).
b. Abused, insulted, flouted.
نَقَّسَa. Filled (inkbottle).
b. Ridiculed.

إِنْتَقَسَa. see I (a)
نَقْسa. Mange, scab.

نِقْس
(pl.
أَنْقُس أَنْقَاْس)
a. Ink.

أَنْقَسُa. Son of a slave.

نَاْقِسa. Acid.

نِقَاْسَةa. Raillery, irony.

نَقُوْسa. A certain shrub.

نَاْقُوْس
(pl.
نُقُس
نَوَاْقِيْسُ
66)
a. Gong.
b. Bell.
نقس: نقس: نقس: لوث بالسخام أو بالحبر الأسود .. الخ (الكالا).
نقس: تصحيف نقص (بوشر).
نقاس: سخام، حبر أسود (الكالا).
ناقوس وتجمع أيضا على نواقس وعند (فوك) بالصاد (ابن جبير 307: 6) ناقوس: جرس (انظر بهذا المعنى فوك، الكالا، بوشر، هلو، المقري 1: 174، ابن جبير 1: 1، ابن بطوطة 2: 425، البربرية 2: 288، قرطاس 167).
ناقوس: طبل صغير، دف صغير (بيرتون 1: 258).
منقوس: شاقولي، عمودي (هلو).
ن ق س: (النَّاقُوسُ) الَّذِي يَضْرِبُ بِهِ النَّصَارَى لِأَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ. وَقَدْ (نَقَسَ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ ضَرَبَ بِالنَّاقُوسِ، وَفِي الْحَدِيثِ: «كَادُوا يَنْقُسُونَ حَتَّى رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ» وَ (النِّقْسُ) بِالْكَسْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَجَمْعُهُ (أَنْقُسٌ) وَ (أَنْقَاسٌ) ، تَقُولُ مِنْهُ: (نَقَّسَ) دَوَاتَهُ (تَنْقِيسًا) . 
[نقس] الناقوسُ: الذي تَضرب به النَصارى لأوقات الصلاة. قال جرير: لمَّا تَذَكَّرتْ بالدَيْرَيْنِ أَرَّقَني * صوتُ الدجاجِ وضرْبٌ بالنواقيسِ * والنَقْس: ضربُ الناقوس. وفى الحديث: " كادوا ينقسون حتى رأى عبد الله بن زيد الاذان في المنام ". والنقس أيضا مثل اللقس، وهو أن تعيب القومَ وتسخر منهم. والنقس بالكسر: الذى يكتب به. ويجمع على أنْقُسٍ وأنْقاسٍ. قال المرار الفقعسي: عَفَتِ المنازلُ غيرَ مثل الأَنْقُسِ * بعد الزمانِ عَرَفْتَهُ بالقِرْطِسِ * أي في القِرطاسِ. تقول منه: نَقَّسَ دواته تَنْقيساً.
نقس
نقَسَ يَنقُس، نقْسًا، فهو ناقِس
• نقَس الجرسُ: صوّت، قرع.
 • نقَس الشّخصُ: قرَع النّاقوسَ "كَادُوا يَنْقِسُونَ حَتَّى رَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الأَذَانَ فِي المَنَامِ [حديث] ". 

ناقوس [مفرد]: ج نَوَاقيسُ: (انظر: ن ا ق و س - ناقوس). 

نَقْس [مفرد]: مصدر نقَسَ. 

نَقُوس [جمع]: (نت) شجر من فصيلة النخليَّات، ينمو في الأقاليم الحارَّة، نسيجه يُستعمل في صناعة القُبَّعات، وثماره زيتيّة المادّة يُستخرج منها دُهن شائع الاستعمال. 

نقس

1 نَقَسَ It (a نَاقُوس) sounded. (TA.) A2: نَقَسَ, (S, A, Msb,) or نَقَسَ النَّاقُوسَ, (Mgh, K,) aor. ـُ inf. n. نَقْسٌ, (S, Mgh, Msb,) He struck, or beat, the ناقوس, (S, Mgh, Msb, K,) بِالْوَيِيلِ with the وبيل. (Mgh, K.) You say, نَقَسَتِ النَّصَارَى and ↓ انتقست The Christians struck, or beat the ناقوس. (A.) It is said in a trad., that the Muslims were near to doing so, (كَادُوا يَنْقُسُونَ, S, TA,) or used to do so, (كَانُوا يَنْقُسُونَ, Mgh,) until 'Abd-Allah Ibn-Zeyd dreamed of the [mode of calling to prayer termed]

أَذَان. (S, Mgh, TA.) 2 نقّس دَوَاتَهُ, inf. n. تَنْقِيسٌ, He put ink (نِقْس) into his receptacle for ink. (S, * K.) 8 إِنْتَقَسَ see 1.

نِقْسٌ Ink; syn. مِدَادٌ [which is a more common term]; (A, K;) that with which one writes: (S, TA:) pl. أَنْقُسٌ (S, K) and أَنْقَاسٌ. (S, A, K.) نَاقوُسٌ The thing which the Christians strike, or beat, (S, A, Mgh, Msb, K,) to notify the times of prayer, (S, A, Mgh, K,) as a sign for commencing their prayer; (Msb;) being a piece of wood, long, (A, Mgh, K,) and large (K,) [suspended to two cords, (Golius,)] with another which is short, [with which the former is struck, or beaten,] and which is called وَبِيلٌ: (A, K:) pl. نَوَاقِيسُ (S, TA) and نُقُسٌ, as though the ا in the sing. were imagined to be suppressed in forming the latter pl. (TA.) b2: [Hence, in the present day, applied to A bell: and particularly to the bell of a church or convent.]
(ن ق س)

النقس: المداد، وَجمعه: أنقاس.

وَرجل نقسٌ: يعيب النَّاس ويلقبهم.

نقسهم ينقسهم نقساً، وناقسهم.

وَهِي النقاسة.

والناقوس: مضراب النَّصَارَى، قَالَ جرير:

لما تذكرت بالدبرين أرقني ... صَوت الدَّجَاج وقرع بالنواقيس

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ أرقني انْتِظَار صَوت الدَّجَاج وقرع بالنواقيس، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مزمعا سفرا صباحا. قَالَ: ويروى: " ونقس بالنواقيس ".

والنقس: الضَّرْب بهَا.

والنقس: ضرب من النواقيس، وَهِي الْخَشَبَة الطَّوِيلَة والرجلة القصيرة. وَقَول الْأسود بن يعفر:

وَقد سبأت لفتيان ذَوي كرم ... قبل الصَّباح وَلما تقرع النقس

يجوز أَن يكون جمع: ناقوس على توهم حذف الْألف، وَأَن يكون جمع: نقس الَّذِي هُوَ ضرب مِنْهَا كرهن وَرهن، وسقف وسقف.

وَقد نقس الناقوس بالــوبيل نقساً.

ونقس الشَّرَاب نقوساً: حمض. قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

جون كجون الْخمار جرده ال ... خراس لَا ناقس وَلَا هزم

وَرَوَاهُ قوم: لَا نافس، بِالْفَاءِ. حكى ذَلِك أَبُو حنيفَة وَقَالَ: لَا أعرفهُ، إِنَّمَا الْمَعْرُوف: ناقسٌ بِالْقَافِ.

نقس: النِّقْسُ: الذي يكتب به، بالكسر. ابن سيده: النِّقْسُ المِداد،

والجمع أَنْقاسٌ وأَنْقُس؛ قال المرار:

عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْفُسِ،

بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ

أَي في القِرْطاسِ، تقول منه: نَقْسَ دواته تَنقِيساً. ورجل نَقِسٌ:

يعيب الناس ويُلَقِّبُهم، وقد نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً وناقَسَهم، وهي

النَّقاسَة. الفراء: اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْز كله العيب، وكذلك

القَذْل، وهو أَن يعيب القومَ ويَسْخَرَ منهم.

والنَّاقُوس: مِضْراب النصارى الذي يضربونه لأَوقات الصلاة؛ قال جرير:

لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني

صَوْتُ الدَّجاجِ، وقرعٌ بالنَّواقِيسِ

وذلك أَنه كان مُزْمِعاً سفراً صباحاً، قال: ويروى ونقس بالنواقيس؛

والنَّفْسُ: الضرب بالناقوس. وفي حديث بَدْءِ الأَذان: حتى نَقَسُوا أَو

كادوا يَنْقُسُون حتى رأَى عبد اللَّه بن زيد الأَذان. والنَّقْسُ: ضرب من

النواقيس وهي الخشبة الطويلة والــوَبيلَــةُ والــوَبِيلُ الخشبة القصيرة؛ وقول

الأَسود بن يعفر:

وقد سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ،

قبلَ الصَّباحِ، ولمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ

يجوز أَن يكون جمع ناقُوسٍ على توهم حذف الأَلف، وأَن يكون جمع نَقْس

الذي هو ضرب منها كَرهْن ورُهُن وسَقْف وسُقُف، وقد نَقَسَ الناقُوس

بالــوَبِيل نَقْساً.

وشراب ناقِس إِذا حَمُضَ. ونَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً: حمض؛ قال

النابغة الجعدي:

جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ

ورواه قوم: لا نافِسٌ، بالفاء؛ حكى ذلك أَبو حنيفة وقال لا أَعرفه إِنما

المعروف ناقِسٌ بالقاف. الأَصمعي: النَّقْس والوَقْسُ الجَرَب.

نقس
النَّاقُوسُ: الَّذي يَضْرِبُه النَّصَارَى لأَوْقَاتِ صَلاَتهم، وَهِي خَشَبَةٌ كَبيرةٌ طَويلَةٌ وأُخْرَى قَصيرةٌ، واسمُهَا الــوَبِيلُ، قالَ جَريرٌ:
(لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْن أَرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجَاجِ وقَرْعٌ والنَّواقيسِ)
وَقد نَقَسَ بالــوَبِيلِ النَّاقُوسَ نَقْساً، أَي ضَرَبَ، وَمِنْه حَديثُ بَدْءِ الأَذَان: حَتَّى نَقَسُوا أَو كادُوا يَنْقُسُونَ، حتَّى رَأَى عبدُ الله بنُ زَيْدٍ الأَذانَ. والنَّقْسُ: العَيْبُ والسُّخْرِيّةُ، وَكَذَلِكَ اللَّقْسُ والنَّقْزُ والقَذْلُ، قَالَه الفَرّاءُ: وَهُوَ أَنْ يعيبَ القَوْمَ ويَسْخَرَ مِنْهُم، ويُلَقِّبَهُم الأَلْقَابَ. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: نَقَسَ الإِنْسَانَ: طَعَن عَلَيْهِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: النَّقْسُ: الجَرَبُ، كالوَقْسِ. والنِّقْسُ، بالكَسْرِ: المِدَادُ الَّذِي يُكْتَب بِهِ، ج أَنْقَاسٌ وأَنْقَسٌ قَالَ المَرّارُ:
(عَفَتِ المَنَازِلُ غَيْرَ مثْلِ الأَنْقُسِ ... بَعْدَ الزِّمَانِ عَرَفْتُه بالقَرْطَسِ)
أَي فِي القِرْطاسِ. وتقولُ مِنْهُ: نَقَّسَ دَوَاتَه تَنْقِيساً، أَي جَعَلَه فِيهَا. ونَقَّسَه تَنْقِيساً: لَقَّبَه، وكذلِكَ نَقَّزَه، والإسْمُ النِّقَاسَةُ، بالكَسْرِ. والنّاقِسُ: الحَامِضُ، قالَهُ اللَّيْث، يُقَالُ: شَرَابٌ ناقِسٌ، إِذا حَمُضَ.
ونَقَسَ يَنْقُسُ نُقُوساً: حَمُضَ، قَالَ الجَعْدِيّ:
(جَوْنٍ كجَوْزِ الحِمَارِ جَرَّدَهُ الْ ... خَرَّاسُ لَا نَاقِسٍ وَلَا هَزِمِ)
وَرَوَاهُ قَومٌ: لَا نَافِسٍ بالفَاءِ، حَكَى ذلِك أَبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: لَا أَعْرفُه إِنما المَعْرُوفُ: ناقِس، بالقَاف. والأَنْقَسُ: ابنُ الأَمَةِ، لِمَا بِهِ مِن الجَرَبِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَجُلٌ نَقِسٌ، ككَتِفٍ: يَعِيبُ النَّاسَ ويُلَقِّبُهم، وَقد نَاقَسَهُم. وانْتَقَسُوا: قَرَعُوا النَّاقُوسَ. والنُّقُسُ، بضمِّتَيْن: جَمْع نَاقُوسٍ، على تَوَهُّمِ حَذْف الأَلف، وَبِه فُسِّر قولُ الأَسْودِ بنِ يَعْفُرَ:
(وقَدْ سَبَأْتُ لِفِتْيَانٍ ذَوِي كَرَمٍ ... قَبْلَ الصَّباحِ ولَمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ)
ونَقَسَ النَّاقُوسُ: صَوِّتَ. ونَقَسَ بَيْنَ القَوْمِ: أَفْسَدَ. ونَقَسَ المَرْأَةَ: بَاضَعَهَا، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع.
نقس
النّاقوس: الذي تَضْرِب بِهِ النَّصارى لأوْقاتِ صَلَواتِهِم؛ وهو الخَشَبَة الكبيرة الطَوِيْلَة، والــوَبيل: الخَشَبَة القصيرة، قال جَرير:
لَمّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ أرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجاجِ وقَرْعٌ بالنَّواقِيْسِ
وقال آخَر:
صَوْتُ النَّواقِيْسِ بالأسْحارِ هَيَّجَني ... بَلِ الدُّيُوْكُ التي قد هِجْنَ تَشْوِيْقي
وقال المُتَلَمِّس:
حَنَّتْ قَلُوْصي بها واللَّيْلُ مُطَّرِقٌ ... بَعْدَ الهُدُوءِ وشاقَتها النَّواقِيْسُ
وقال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ: دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا ... دُعَاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقوسا
حتى أراني وَجْهَكَ المَرْغوسا
والنَّقْس: ضَرْبُ النّاقوس، يقال: نَقَسَ بالــوَبِيْلِ النّاقوسَ. وقال ابن أبي لَيلى: حَدَّثَنا أصحاب محمّد - صلى الله عليه وسَلَّم -: أنَّه كان الرَّجُل يَقوم فيقول: الصَّلاةَ؛ فَيُصَلِّي مَنْ كان مع النبيّ؟ صلى الله عليه وسلّم -؛ ولا يَسْمَع مَنْ لَم يَكُن مَعَه، قالوا: لو أقَمْنا رَجُلاً فَنادى؛ حتى نَقَسُوا أو كادوا يَنْقُسُونَ، فَأُرِيَ عبد الله بن زَيد - رضي الله عنه - الأذانَ.
والنَّقْس - أيضاً -: مثل اللَّقْس؛ وهو أن يَعِيبَ القَوْمَ ويَسْخَرَ منهم ويُلَقِّبْهُم الألقابَ، يقال منه: نَقَسْتُ الرَّجُلَ: إذا لَقَّبْتَه، والاسم: النِّقَاسَةُ.
وقال الليث: النَّاقِس: الشيء الحامِض، قال النابغة الجَعْدي - رضي الله عنه - يصف خَمْراً:
رُدَّت إلى أكْلَفِ المَنَاكِبِ مَرْ ... سومٍ مُقِيْمٍ في الطِّيْنِ مُحْتَدِمِ
جَوْنٍ كَجَوْزِ الحِمَارِ جَرَّدَهُ ال ... خَرّاسُ لا ناقِسٍ ولا هَزِمِ
وقال الأصمعيّ النَّقْسُ والوَقْسُ: الجَرَبُ.
والنِّقْسُ - بالكسر -: الذي يُكْتَب به، ويُجْمَع على أنْقُس وأنْقاس، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسيّ:
عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ ... بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ
وقال ابن دريد: النَّقْس الذي تُسَمِّيه العامّة المِدَادَ: عربيٌّ معروفٌ، وأنشد:
مُجَاجَةُ نِقْسٍ في أدِيمٍ مُمَجْمَجِ
وقال غيره: الأنْقَسُ: ابنُ الأمَةِ.
ونَقَّسَ أدَوَاتَه تَنْقِيْساً: جعل فيها النِّقْسَ.
والتركيب يدل على لَطْخِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ غَيْرِ حَسَنٍ.

الوَبْلُ

الوَبْلُ والوابلُ: المَطَرُ الشَّديدُ الضَّخْمُ القَطْرِ.
وَبَلَتِ السَّماءُ تَبِلُ: أمْطَرَتْهُ،
وـ الصَّيْدَ: طَرَدَهُ شَديداً،
وـ بالعَصَا: ضَرَبَه. وكأَميرٍ: الشَّديدُ، والعَصا الغَليظَةُ،
كالميبَلِ والــوَبيلــةِ والمَوْبِلِ، والقَضيبُ فيه لينٌ، وخَشَبَةٌ يُضْرَبُ بها الناقوسُ، والحُزْمَةُ من الحَطَبِ،
كالــوَبيلَــةِ والإِبالَةِ، ومِدَقَّةُ القَصَّارِ بَعدَ الغَسلِ، والمَرْعَى الوَخيمُ.
وَبُلَ، كَكَرُمَ،
وبالَةً وَبالاً ووُبولاً.
وأرْضٌ وَبيلَــةٌ: وخِيمَةُ المَرْتَع
ج: ككُتُبٍ.
وقد وبُلَتْ، ككَرُمَ،
واسْتَوْبَلَ الأرضَ: إذا لم تُوافِقْهُ وإن كان مُحِبّاً لَها.
ووَبَلَةُ الطعامِ وأبَلَتُهُ، مُحَرَّكَتَيْنِ: تُخَمَتُهُ.
وبالشاةِ وَبَلَةٌ: شَهْوَةٌ للفَحْلِ.
وقد اسْتَوْبَلَتِ الغنمُ.
والوَبالُ: الشِّدَّةُ، والثِّقَلُ، وفَرَسُ ضَمْرَةَ بنِ جابِرِ بنِ قَطَنٍ، وماءٌ لبَني أسدٍ.
وأبيلٌ على وَبيلٍ: شَيْخٌ على عَصا.
والوابِلَةُ: طَرَفُ رأسِ العَضُدِ والفَخذ، أَو طَرَفُ الكَتِفِ، أَو عَظْمٌ في مَفْصِلِ الرُّكْبَةِ، أَو ما الْتَفَّ من لَحْمِ الفَخِذِ، ونَسْلُ الإِبِلِ والغَنَمِ.
والوَبَلَى، كجمَزَى: التي تَدِرُّ بَعدَ الدَّفْعَةِ الشَّديدَةِ.
والمُوابَلَةُ: المُواظَبَةُ.
والميبَلُ: ضَفيرَةٌ من قِدٍّ مُرَكَّبَةٌ في عودٍ يُضْرَبُ بها الإِبِلُ، وبهاءٍ: الدِرَّةُ.
وكصاحِبٍ: ع بِأَعالي المدينَةِ، وجَدُّ هِشامِ بن يُونُسَ اللُّؤْلُؤِيِّ المحدِّثِ.
والــوَبيلُ في قَوْلِ طَرَفَةَ:
فَمَرَّتْ كهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ ... عَقيلَةُ شَيْخٍ كالــوَبيل أَلَنْدَدِ
العَصا، أو ميجَنَةُ القَصَّارِ لاحُزْمَةُ الحَطَبِ، كما توهَّمَهُ الجوهريُّ.

بيله

بيله: هي عند الكالا ولرشندي بالباء، لفظة أسبانية، ويراد بها حوض النافورة (الكالا: pila de auga ( رايت، معجم ابن جبير) وقد ترجم الكالا " pila" و " auge" حوض، كما وجدها في معجم نونير غير أن فيكتور ترجمها بما معناه ((حوض النافورة)) وكلمة pila بالإيطالية تدل على نفس هذا المعنى) (المقري 1: 126، 127، ابن جبير 50، 199) وفي كرتاس 36 - 37 يجد المرء وصفاً لَخصّة وبيلــة. وهاتان الكلمتان مترادفتان في معجم ألكالا فهو يفسر كل واحدة منهما بالأخرى. ويقول دفريمري (رحلة ابن بطوطة في آسيا الصغرى ص49) إن خَصّة تعنى الحوض الأعلى للنافورة وإن بيلة تعني الحوض الأسفل الذي يجتمع فيه الماء. غير إنه يعترف أن هذا وهم منه وقلب للحقيقة وأنه أراد أن يقول عكس هذا. والواقع أننا نجد في كرتاس ص37): ((فإذا امتلأت البيلة انساب الماء إلى الخصة)).
وبيلــة: جون المعمودية، حوض العماد (الكالا).
والبيلة: الحوت أعجمية (محيط المحيط).

الوابل

(الوابل) الْمَطَر الشَّديد الضخم الْقطر وَرجل وابل جواد يبل بالعطايا
الوابل: كبار المطر لأنه يشتد وقعه على الأرض، وكل ثقيل وبيل ومنه أخذا وبيلــا. وقد يقال للوابل وبل فيوصف بالمصدر كعدل بمعنى عادل.

بلم

(بلم) أبلم

بلم


بَلَمَ
أَبْلَمَa. Was silent.
b. ['Ala], Reviled.
بَلَمa. Small fish.

إِبْلِيْمa. Ambergris.
b. Honey.

بَلْمَآءُa. Night of the full moon.
[بلم] في ح الدجال: رأيته "بيلمانيا" أي ضخماً منتخفاً، ويروى بالفاء. وفي ح السقيفة: كقد "الأبلمة" أي خوصة المقل، وقد مر.
(ب ل م) : (عَبْدُ الرَّحْمَنِ) بْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ مَوْلَى عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، وَرَوَى عَنْهُ سِمَاكُ بْنُ الْفَضْلِ هَكَذَا فِي الْجَرْحِ.
ب ل م

المال بيني وبينك شق الأبلمة وهي خوصة المقل. قال:

أتونا ثائرين فلن يؤبوا ... بأبلمة تشد على بزيم

أي على دستجة بقلٍ.
(بلم) - في حديث الدَّجَّال: "بَيْلَمَانِىّ" .
: أي ضَخْم مُنتَفخ، من قَولهم: شَفَةٌ مُبلِمَةٌ، وأَبلمَت النَّاقَةُ: وَرِم حَياؤُها، وأبلَم الرجلُ: انتفَخَت شَفَتاه. ويروى: "فَيْلَمانِى" بالفاء. 
بلم
أبلمَ يُبلم، إبلامًا، فهو مُبلِم
• أبلم الشَّخصُ: سَكَتَ "حاولتُ محاورتَه فأبلم ولم يجبْني". 

بلَّمَ يبلِّم، تَبْليمًا، فهو مُبلِّم
• بلَّم الشَّخصُ: أبلم، سَكَتَ. 
باب اللام والباء والميم معهما ب ل م، م ل ب مستعملان فقط

بلم: أَبْلَمَتِ النّاقةُ، إذا ضَبِعَتْ فوَرِمَ حَياها. [والمُبْلِم: النّاقة البِكْر التّي لم تُنتَجْ، ولم يَضرِبْها الفحل] . والأُبْلُمةُ: ما يُشَدُّ على حرزة البَقْل والرَّياحين. والبَلَم: صِغارُ السَّمَك ... [والبَيْلَمُ: قُطْنُ القصب]

ملب: المَلابُ: نوعٌ من القُطْن، والملاب: نوعٌ من العطر. 
بلم: البَيْلَمُ: قُطْنُ القَصَبِ.
والبَلَمُ: داءٌ يَأْخُذُ النّاقَةَ في حَلْقَةِ رَحِمَها فيَضِيْقُ لذلك، أُبْلِمَتِ النّاقَةُ. وأبْلَمَتْ: إذا ضَبِعَتْ ووَرِمَ حَيَاؤها.
وأبْلَمَ الرَّجُلُ: إذا زَمَرَ. وهو أيضاً: من انْتِفَاخِ لِهْزِمَتَيْه.
والبَلَمَةُ: النّاقَةُ المُبْلِمَةُ، ومنه يُقال: لا تُبَلِّمْ علينا: أي لا تُقَبِّحْ، وناقَةٌ بَلَمَةٌ ونُوْقٌ بَلَمٌ، وأَبْلَمَ عليه إبْلاَماً وبَلَّمَ تَبْلِيْماً: أي قَبَّحَ.
والأُبْلُمُ: خُوْصُ شَجَرِ المُقْلِ؛ والواحِدَةُ أُبْلُمَةٌ، وفي المَثَلِ: " المالُ بَيْنِي وبَيْنَك شَقَّ الأُبْلُمَةِ " أي مُنَاصَفَةً. والنَّوَاةُ أيضاً.
وأبْلَمَ الرَّجُلُ: سَكَتَ؛ إبْلاَماً.
وبَلِمَتْ شَفَتُه بَلَماً وهو أبْلَمُ الشَّفَةِ: أي غَلُظَ وَسَطُها جِدّاً، ومُبْلَمُ الشَّفَةِ أيضاً.
والإِبْلِيْمُ: العَنْبَرُ.
وإبْلِمَةٌ وإبْلِمٌ: ثَمَرٌ وليس بخُوْصٍ.
والبُلاَمُ: من الحَمْضِ؛ مِثْلُ العِظَامِ؛ أخْضَرُ.
والبَيْلَمَانِيَّةُ: سُيُوْفٌ مَنْسُوْبَةٌ إلى بَيْلَمَانَ وهو بَلَدٌ أو رَجُلٌ.
[ب ل م] البَلَمَةُ بَرَمَةُ العِضاهِ عن أبي حنيفةَ والبَيْلَم قُطْنُ القَصَبِ وقيل قُطْنُ البَرْدِيّ وقيل جَوْزُ القُطْن والإِبْلِمُ والأَبْلَمُ والأُبْلُمُ والإِبْلِمَةُ والأُبْلُمَةُ كلُّ ذلك الخُوصة يقال المال بيننا شَقَّ الأُبْلُمَة وبعضهم يقول شَقُّ الأُبْلُمَةِ وذلك لأنها تُؤْخَذُ فتُشَقُّ طُولاً على السواء ونَخْل مُبَلَّمٌ حوله الأُبْلُمُ قال

(خَوْدٌ تُريكَ الجَسَدَ المُنعَّما ... كما رأيتَ الكَثْرَ المُبَلَّما)

قال أبو زياد الأَبْلَمُ بالفتح بَقْلَةٌ تخرج لها قُرون كالباقِليّ وليس لها أَرْومَةٌ ولها وُرَيْقَةٌ مُنْتَشِرة الأطراف كأنها ورق الجَزر حكى ذلك أبو حنيفة والبَلَمُ والبَلَمَةُ داءٌ يأخذ الناقة في رحِمِها فيضيق لذلك وأَبْلَمَتْ أخذَها ذلك والبَلَمَةُ الضَّبَعَةُ وقيل هي وَرَمُ الحياءِ من شدة الضَّبَعة والمُبْلِمُ والمِبْلامُ التي لا تَرْغُو من شدة الضَّبَعة وخص ثعلب بها البَكْرَةَ من الإبلِ والمُبْلِم من الإبل أيضًا البِكْرُ التي لم تُنْتَجْ ولا ضَرَبَها الفحل وأَبْلَمَت شَفَتُهُ وَرِمَتْ والاسمُ البَلمَةُ ورجل أَبْلَمُ أي غَليظُ الشَّفَتَيْن وكذلك بعيرٌ أَبْلَمُ ولا تُبَلِّمْ عليه أي لا تُقَبِّح مأخوذ من ذلك والبَلْمَاءُ ليلة البدر لعِظمِ القمرِ فيها لأنه يكون تامَّا انتهى الثلاثي الصحيح

بلم: البَلَمةُ: بَرَمةُ العِضاه؛ عن أَبي حنيفة. والبَيلَمُ: القُطْنُ،

وقيل: قُطْن القَصَب، وقيل: الذي في جَوْف القَصَبة، وقيل: قُطْن

البَرْدِيِّ، وقيل: جَوْزُ القُطْن. وسيف بَيْلَمِيٌّ: أَبْيضُ.

والإبْلِمُ والأَبْلَمُ والأُبْلُمُ والإبْلِمَةُ والأُبْلُمة، كل ذلك:

الخُوصةُ. يقال: المالُ بيننا والأَمْرُ بيننا شِقّ الإبْلِمَة، وبعضهم

يقول: شِقَّ الأُبْلُمة، وهي الخُوصة، وذلك لأَنها تؤخذ فتُشَقُّ طُولاً

على السَّواء. وفي حديث السقِيفَة: الأَمْرُ بيننا وبينكم كقَدِّ

الأُبْلُمة؛ الأُبْلُمة، بضم الهمزة واللام وفتحهما وكسرهما، أَي خُوصة المُقْلِ،

وهمزتها زائدة، يقول: نحن وإِيَّاكم في الحُكْم سواء لا فَضْل لأَميرٍ

على مأمور كالخُوصة إذا شُقَّتْ باثْنَتَيْن مُتَساوِيتين. الجوهري:

الأَبْلَم خُوصُ المُقْل، وفيه ثلاثُ لُغات: أَبْلَم وأُبْلُم وإبْلِم،

والواحدة بالهاء. ونَخْلٌ مُبَلَّم: حوله الأَبْلَمِ؛ قال:

خَوْد تُرِيكَ الجَسَدَ المُنَعَّما،

كما رأَيتَ الكَثَرَ المُبَلَّمَا

قال أَبو زياد: الأبْلَم، بالفَتح، بَقْلة تخْرج لها قُرُونٌ كالباقِلّى

وليس لها أَرُومةٌ، ولها وُرَيْقة مِنْتَشِرة الأَطْراف كأَنها ورَق

الجَزَر؛ حكى ذلك أَبو حنيفة.

والبَلَمُ والبَلَمَةُ: داءٌ يأخذ الناقة في رَحِمِها فتَضيق لذلك،

وأَبْلَمتْ: أَخذها ذلك. والبَلَمةُ: الضَّبَعةُ، وقيل: هي ورَمُ الحَياء من

شدة الضَّبَعة. الأَصمعي: إذا وَرِمَ حياءُ الناقة من الضَّبَعةِ قيل: قد

أَبْلَمتْ، بها بَلَمَةٌ شديدة.

والمُبْلِمُ والمِبْلامُ: الناقة التي لا تَرْغُو من شِدَّة

الضَّبَعَةِ، وخصَّ ثعلب به البَكْرة من الإبل؛ قال أَبو الهَيثم: إنما تُبْلِمُ

البَكْرات خاصَّة دون غيرها؛ قال نصير: البَكْرة التي لم يَضْرِبْها الفحل

قطُّ فإنها إذا ضَبِعَتْ أَبْلَمَتْ فيقال هي مُبْلِمٌ، بغير هاء، وذلك

أَن يَرِمَ حَياؤُها عند ذلك، ولا تُبْلِمُ إلاَّ بَكْرة، قال أَبو منصور:

وكذلك قال أَبو زيد: المُبْلِمُ البَكْرةُ التي لم تُنْتَج قطُّ ولم

يَضْرِبها فَحلٌ، فذلك الإبْلامُ، وإذا ضربها الفحلُ ثم نَتَجُوها فإنها

تَضْبَع ولا تُبْلِمُ. الجوهري: أَبْلَمت الناقة إذا وَرِمَ حَياؤها من شدَّة

الضَّبَعَةِ، وقيل: لا تُبْلِم إلاَّ البَكْرة ما لم تُنْتَج.

وأَبْلَمَت شَفَته: وَرِمَتْ، والاسمُ البَلَمَةُ. ورجل أَبْلَم أَي غَليظُ

الشفتَين، وكذلك بعير وأَبلَم. الرجل إذا وَرِمَتْ شَفَتاه. ورأَيت شَفَتيه

مُبْلَمَتَيْن إذا وَرِمتَا.

والتَّبْلِيمُ: التقْبيحُ. يقال: لا تُبَلِّم عليه أَمرَه أَي لا

تُقَبِّح أَمْره، مأخوذ من أَبْلَمتِ الناقة إذا وَرِم حَياؤها من

الضَّبَعةِ.ابن بري: قال أَبو عمرو يقال ما سمِعْت له أَبْلَمةً أَي حركة؛

وأَنشد:فما سمعْت، بعدَ تلك النَّأمهْ،

منها ولا مِنْه هناك أَبْلَمَهْ

وفي حديث الدجال: رأَيته بَيْلَمانِيّاً أَقْمَر هِجاناً أَي ضخمٌ

مُنتَفِخ، ويروى بالفاء.

والبَلْماءُ: ليلةُ البَدْر لعِظَم القَمر فيها لأَنه يكون تامّاً.

التهذيب: أَبو الهذيل الإبْلِيمُ العَنْبر؛ وأَنشد:

وحُرَّةٍ غير مِتْفالٍ لَهَوْتُ بها،

لو كان يَخْلُد ذو نُعْمى لِتَنْعيمِ

كأَنَّ، فوقَ حَشاياها ومِحْبَسِها،

صَوائرَ المسْك مَكْبُولاً بإبْلِيمِ

أَي بالعَنْبر؛ قال الأَزهري وقال غيره: الإبْلِيمُ العسَل، قال: ولا

أَحفَظُه لإمامٍ ثقةٍ، وبَيْلَــمُ النجَّارِ: لغَة في البَيْرَم.

بلم

(البَلَمُ، محرّكةً: صِغارُ السَّمَكِ) . (وبَلَمَتِ الناقةُ وَأَبْلَمَتْ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ) ، وَاقْتصر الجوهريُّ وَغَيره على اللّغة الْأَخِيرَة. (والبَلَمَةُ، مُحَرَّكَة: الضَّبَعَةُ، أَو) هِيَ (وَرَمُ الحَياءِ من شِدَّة الضَّبَعَةِ، كالبَلَمِ) بِغَيْر هاءٍ، وَهُوَ داءٌ يأخُذُ الناقةَ فَتَضِيقُ لِذلِكَ. وَأَبْلَمَت: أَخَذَها ذلِكَ، قَالَ الأصمعيُّ: إِذا وَرِمَ حَياءُ الناقَةِ من الضَّبَعَة قِيل: قد أَبْلَمَت، وَيُقال: بهَا بَلَمَةٌ شَدِيدَةٌ. وَقَالَ نُصَيْر: البَكْرَةُ الَّتِي لم يَضْرِبْها الفَحْلُ قطّ فإنَّها إِذا ضَبِعَتْ أَبْلَمَت. وَقَالَ أَبُو زَيْد: المُبْلِمُ: البَكْرَةُ الَّتِي لم تُنْتَجْ قَطّ وَلم يَضْرِبْها فَحْلٌ، فَذَلِك الإِبْلام، وَإِذا ضَرَبها الفَحْلُ ثمَّ نَتَجُوها فَإِنَّها تَضْبَعُ وَلَا تُبْلِمُ. (و) البَلَمَةُ: (وَرَمُ الشَّفَةِ) ، وَقد أَبْلَمَت شَفَتُه. (والأَبْلَمُ: الغَلِيظُ الشَّفَتَيْنِ) مِنّا وَمِنَ الإِبِلِ، ورَأَيْتُ شَفَتَيْه مُبْلَمَتَيْنِ إِذا وَرِمَتا. (و) قَالَ أَبُو زِيادٍ: الأَبْلَمُ: (بقْلَةٌ) تخرجُ (لَهَا قُرونٌ كالباقِلَّى) ، ولَيْس لَهَا أرُومَةٌ، وَلها وُرَيْقَةٌ مُنْتَشِرَةُ الأَطْرافِ كَأَنَّها وَرَقُ الجَزَر، حَكَى ذَلِك عَنهُ أَبُو حَنِيفة. (و) الأَبْلَمُ: (خُوصُ المُقْلِ، وَيُثَلَّثُ أَوَّلُه، كالإِبْلَمَة مُثَلّثَة الهَمْزة واللَّام) . وَفِي الصّحاح: الأَبْلَم خُوصُ المُقْلِ، وَفِيه ثلاثُ لُغاتٍ: أَبْلَم وإِبْلِم وأُبْلُم، الواحِدَة بالهاءِ، وَأنْشد الجوهريُّ فِي تركيب " ب ز م ":
(وجاؤوا ثائِرِين فَلم يؤوبُوا ... بأُبْلُمَةٍ تُشَدُّ على بَزِيمِ)
أَي: بخوصة تُشَدُّ على باقَةِ مُقْلٍ أَو طَلْع. (و) يُقَال: (المالُ بَيْنَنَا) وَكَذَلِكَ الأَمْرُ (شَقُّ الأُبْلمَةِ) بِكَسْر الشِّين وبفَتْحِها، (أَي: نِصْفَيْنِ) ، وَذَلِكَ(وحُرَّةٍ غَيْرِ مِتْفالٍ لَهَوْتُ بِها ... لَوْ كَانَ يَخْلُدُ ذُو نُعْمَى لِتَنْعِيمِ)

(كَأَنَّ فَوْقَ حَشاياها وَمِحْبَسِها ... صَوائرَ المِسْك مَكْبُولًا بِإِبْلِيمِ)
أَي: بالعَنْبَر، قَالَ الأزهريّ: (و) قَالَ غَيره الإِبْلِيمُ: (العَسَلُ) . قَالَ: وَلَا أَحْفَظُه لإمامٍ ثِقَة. (وَأَبْلَمَ) الرجلُ إِبْلامًا: (سَكَتَ) . (والبَلْماءُ: لَيْلَةُ البَدْرِ) لِعِظَم القَمَرِ فِيهَا؛ لأَنَّه يَكُون تامًّا. (و) البُلامُ، (كَغُرابٍ: أَخْضَرُ الحَمْضِ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: البَلَمَةُ، محرَّكَةً: بَرَمَةُ العِضاهِ، عَن أبي حنيفَة. وسَيْفٌ بَيْلَمِيٌّ: أَبْيَضُ. وَنَخْلٌ مُبَلَّمٌ، كَمُعَظَّم: حَوْلَه الأَبْلَمُ، وَهِي البَقْلَة المَذْكُورة، قَالَ:
(خَوْدٌ تُرِيكَ الجَسَدَ المُنَعَّما ... )

(كَمَا رَأَيْتَ الكَثَرَ المُبَلَّمَا ... )
والأَبْلَمُ مِثْلُ الأَبْلَهِ كالبَلَمِ، مُحَرَّكَةً. وَبَلُومِيَةُ من قُرَى أَصْبَهان، مِنْهَا: أَبُو سَعِيدٍ عِصامُ بنُ زَيْدِ بنِ عَجْلانَ البَلُوميّ، عَن الثَّوْرِيِّ وشُعْبَةَ ومالِكٍ، وَعنهُ ابْناهُ مُحَمَّدٌ وَرَوْحٌ. وَرَجُلٌ بَيْلَمانِيٌّ: ضَخْمٌ مُنْتَفِخٌ. وَمِنْه حَدِيث الدَّجّال: " رَأَيْتُه بَيْلمانِيًّا أَقْمَرَ هِجانًا " ويروى بالفاءِ. والبِلامُ، ككِتابٍ: حديدةٌ تُجْعَلُ على فَمِ الفَرَسِ، وَهُوَ غيرُ اللِّجامِ. وَرَوَى ابنُ بَرّي عَن أبي عَمْرٍ و: مَا سَمِعْتُ لَهُ أَبْلَمَة أَي: حَرَكَةً، وَأنْشد: (مِنْها وَلَا مِنْهُ هُناكَ أَبْلَمَهْ ... )

قلتُ: وَقد تقدَّم ذَلِك فِي ((أل م)) ، وَالصَّوَاب أَيْلَمَة بِالْيَاءِ أَو لُغَة فِيهَا، واللَّهُ أَعْلَم.
وبالام جَاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيث: ((طَعامُ أَهْلِ الجَنَّة بالامٌ ونُونٌ)) وفَسّره عِياضٌ والخَطّابِيُّ بالثَّوْرِ، والنُّون: الحُوتُ. قَالُوا: وَهِي لفظةٌ عِبْرانِيّةٌ.
وبُولِيم، بالضَّمّ: قَرْيَة بِمِصْرَ من حوف رَمْسِيس.

الرب

الرَّبُّ: هو المالك أصله التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام. والربُّ مطلقاً لا يطلق إلى على الله سبحانه وتعالى، وعلى غيره بالإضافة نحو ربِّ الدار.
الرب
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الرب) : الراء والباء المضعَّفة
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) 2/381: - 382 مادة (رب) : "الراء والياء يدل على أصول، فالأول: إصلاح الشيء والقيام عليه، فالرب: المالك، والخالق، والصاحب، والرب: المصلح للشيء..
والأصل الآخر: لزوم الشيء والإقامة عليه، وهو مناسب للأصل الأول..،
والأصل الثالث: ضم الشيء للشيء وهو أيضاً مناسب لما قبله: ومتى أنعم النظر كان الباب كله قياساً واحداً.." اهـ، ومعناها الأصلي الأساسي: التربية، ثم تتشعب عنه معاني التصرف والتعهد والاستصلاح والإتمام والتكميل، ومن ذلك كله تنشأ في الكلمة معاني العلو والرئاسة والتملك والسيادة. ودونك أمثلة لاستعمال الكلمة في لغة العرب بتلك المعاني المختلفة: (1)
(1) التربية والتنشئة والإنماء:
يقولون (ربَّ الولد) أي ربّاه حتى أدرك فـ (الرّبيب) هو الصبي الذي تربيه و (الربيبة) الصبية. وكذلك تطلق الكلمتان على الطفل الذي يربى في بيت زوج أمه و (الربيبة) أيضاً الحاضنة ويقال (الرّابة) لامرأة الأب غير الأم، فإنها وإن لم تكن أم الولد، تقوم بتربيته وتنشئته. و (الراب) كذلك زوج الأم. (المربب) أو (المربى) هو الدواء الذي يختزن ويدّخر. و (رَبَّ يُربُّ ربَّاً) من باب نصر معناه الإضافة والزيادة والإتمام، فيقولون (ربَّ النعمة) : أي زاد في الإحسان وأمعن فيه.
(2) الجمع والحشد والتهيئة:
يقولون: (فلان يرب الناس) أي يجمعهم أو يجتمع عليه الناس، ويسمون مكان جمعهم (بالمرّبّ) و (التربُّب) هو الانضمام والتجمّع.
(3) التعهد والاستصلاح والرعاية والكفالة:
يقولون (رب ضيعة) أي تعهدّها وراقب أمرها. قال صفوان بن أمية لأبي سفيان: لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن، أي يكفلني ويجعلني تحت رعايته وعنايته. وقال علقمة بن عبدة:
وكنت امرءاً أفضت إليك ربابتي ... ... وقبلك ربتني فضيعت ربوب (2)
أي انتهى إليك الآن أمر ربابتي وكفالتي بعد أن رباني قبلك ربوب فلم يتعهدوني ولم يصلحوا شأني. ويقول الفرزدق:
كانوا كسالئة حمقاء إذ حقنت ... ... سلاءها في أديم غير مربوب (3) أي الأديم الذي لم يليّن ولم يدبغ. ويقال (فلان يربب صنعته عند فلان) أي يشتغل عنده بصناعته ويتمرن عليها ويكسب على يده المهارة فيها.
(4) العلاء والسيادة والرئاسة وتنفيذ الأمر والتصرف:
يقولون (قد ربّ فلان قومه) : أي ساسهم وجعلهم ينقادون له. و (ربيت القوم) أي حكمتهم وسدتهم، ويقول لبيد بن ربيعة:
وأهلكن يوماً رب كندة وابنه ... وربَّ معد بين خبث وعرعر (1)
والمراد برب كندة ههنا سيد كندة ورئيسهم. وفي هذا المعنى يقول النابغة الذبياني:
تخُبٌّ إلى لانعمان حتى تناله ... فدىً لك من ربٍ تليدي وطارفي (2)
(5) التملك:
قد جاء في الحديث أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً "أرب غنم أم رب ابل؟، أي أمالك غنم أنت أم مالك ابل؟ وفي هذا المعنى يقال لصاحب البيت (رب الدار) وصاحب الناقة: (رب الناقة) ومالك الضيعة: (رب الضيعة) وتأتي كلمة الرب بمعنى السيد أيضاً فتستعمل بمعنى ضد العبد أو الخادم.
هذا بيان ما يتشعب من كلمة (الرب) من المعاني. وقد أخطأوا لعمر الله حين حصروا هذه الكلمة في معنى المربي والمنشئ، ورددوا في تفسير (الربوبية) هذه الجملة (هو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام) . والحق أن ذلك إنما هو معنى واحد من معاني الكلمة المتعددة الواسعة. وبإنعام النظر في سعة هذه الكلمة واستعراض معانيها المتشعبة يتبين أن كلمة (الرب) مشتملة على جميع ما يأتي بيانه من المعاني:
المربي الكفيل بقضاء الحاجات، والقائم بأمر التربية والتنشئة.
الكفيل والرقيب، والمتكفل بالتعهد وإصلاح الحال.
السيد الرئيس الذي يكون في قومه كالقطب يجتمعون حوله. السيد المطاع، والرئيس وصاحب السلطة النافذ الحكم، والمعترف له بالعلاء والسيادة، والمالك لصلاحيات التصرف.
الملك والسيد.



استعمال كلمة (الرب) في القرآن
وقد جاءت كلمة (الرب) في القرآن بجميع ما ذكرناه آنفاً من معانيها. ففي بعض المواضع أريد بها معنى أو معنيان من تلك المعاني. وفي الأخرى أريد بها أكثر من ذلك. وفي الثالثة جاءت الكلمة مشتملة على المعاني الخمسة بأجمعها في آن واحد. وها نحن نبين ذلك بأمثلة من آي الذكر الحكيم.

بالمعنى الأول
(قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) (1) (يوسف: 23)

بالمعنى الثاني وباشتراك شيء من تصور المعنى الأول.
(فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين. الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين) (الشعراء: 77-80)
(وما بكم من نعمة فمن الله، ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) (النحل: 53-54)
(قل أغير الله أبغي رباً وهو ربُّ كل شيء) (الأنعام: 164)
(ربُّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً) (المزمل: 9)

بالمعنى الثالث (هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
(ثم إلى ربكم مرجعكم) (الزمر: 7)
(قل يجمع بيننا ربنا) (سبأ: 26)
(وما من دابةً في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربّهم يُحشرون) (الأنعام: 38)
(ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربّهم ينسلون) (يس: 51)

بالمعنى الرابع وباشتراك بعض تصور المعنى الثالث.
(اتّخذوا أحبارهم ورُهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة: 31)
(ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
والمراد بالأرباب في كلتا الآيتين الذين تتخذهم الأمم والطوائف هداتها ومرشديها على الإطلاق. فتذعن لأمرهم ونهيهم، وتتبع شرعهم وقانونهم، وتؤمن بما يحلون وما يحرمون بغير أن يكون قد أنزل الله تعالى به من سلطان، وتحسبهم فوق ذلك أحقاء بأن يأمروا وينهوا من عند أنفسهم.
(أما أحدكما فيسقي ربه خمراً) .. (وقال للذي ظنّ أنه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه) .. (فلما جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ إنّ ربي بكيدهنّ عليم) (يوسف: 41، 42، 50)
قد كرر يوسف عليه السلام في خطابه لأهل مصر في هذه الآيات تسمية عزيز مصر بكلمة (ربهم) فذلك لأن أهل مصر بما كانوا يؤمنون بمكانته المركزية وبسلطته العليا، ويعتقدون أنه مالك الأمر والنهي، فقد كان هو ربهم في واقع الأمر، وبخلاف ذلك لم يُرد يوسف عليه السلام بكلمة (الرب) عندما تكلم بها بالنسبة لنفسه إلا الله تعالى فإنه لم يكن يعتقد فرعون، بل الله وحده المسيطر القاهر ومالك الأمر والنهي.

بالمعنى الخامس:
(فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفٍ) (قريش: 3-4)
(سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون) (الصافات: 180)
(فسبحان الله ربِّ العرش عما يصفون) (الأنبياء: 22)
(قل من ربُّ السماوات السبع وربُّ العرش العظيم) (المؤمنون: 86) (رب السماوات والأرض وما بينهما وربُّ المشارق) (الصافات: 5)
(وأنه هو رب الشِّعرى) (النجم: 49)



تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية
ومما تقدم من شواهد آيات القرآن، تتجلى معاني كلمة (الرب) كالشمس ليس دونهما غمام. فالآن يجمل بنا أن ننظر ماذا كانت تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية، ولماذا جاء القرآن ينقضها ويرفضها، وما الذي يدعو إليه القرآن الكريم؟ ولعل من الأجدر بنا في هذا الصدد أن نتناول كل أمة من الأمم الضالة التي ذكرها القرآن منفصلة بعضها عن بعض، فنبحث في عقائدها وأفكارها حتى يستبين الأمر ويخلص من كل لبس أو إبهام.

قوم نوح عليه السلام
إن أقدم أمة في التاريخ يذكرها القرآن هي أمة نوح عليه السلام، ويتضح مما جاء فيه عن هؤلاء القوم أنهم لم يكونوا جاحدين بوجود الله تعالى، فقد روى القرآن نفسه قولهم الآتي في ردّهم على دعوة نوح عليه السلام:
(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريدُ أن يتفضل عليكم، ولو شاء الله لأنزل ملائكة) ... (المؤمنون: 24)
وكذلك لم يكونوا يجحدون كون الله تعالى خالق هذا العالم، وبكونه رباً بالمعنى الأول والثاني، فإنه لما قال لهم نوح عليه السلام
(هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
و (استغفروا ربكم إنه، كان غفاراً) و (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً والله أنبتكم من الأرض نباتاً) (نوح: 10، 15، 16، 17)
لم يقم أحد منهم يرد على نوح قوله ويقول: ليس الله بربنا، أوليس الله بخالق الأرض والسماء ولا بخالقنا نحن، أو ليس هو الذي يقوم بتدبير الأمر في السماوات والأرض.
ثم إنهم لم يكونوا جاحدين أن الله إلهٌ لهم. ولذلك دعاهم نوح عليه السلام بقوله: (ما لكم من إله غيره) فإن القوم لو كانوا كافرين بألوهية الله تعالى، إذاً لكانت دعوة نوح إياهم غير تلك الدعوة وكان قوله عليه السلام حينئذ من مثل "يا قوم! اتخذوا الله إلهاً) . فالسؤال الذي يخالج نفس الباحث في هذا المقام هو: أي شيء كان إذاً موضوع النزاع بينهم وبين نبيهم نوح عليه السلام. وإننا إذاً أرسلنا النظر لأجل ذلك في آيات القرآن وتتبعناها، تبين لنا أنه لم يكن موضوع النزاع بين الجانبين إلا أمرين اثنين: أولهما أن نوحاً عليه السلام كان يقول لقومه: إن الله الذي هو رب العالمين والذي تؤمنون بأنه هو الذي قد خلقكم وخلق هذا العالم جميعاً، وهو الذي يقضي حاجاتكم، هو في الحقيقة إلهكم الواحد الأحد ولا إله إلا هو، وليس لأحد من دونه أن يقضي لكم الحاجات ويكشف عنكم الضر ويسمع دعواكم ويغيثكم، ومن ثم يجب عليكم ألا تعبدوا إلا إياه ولا تخضعوا إلا له وحده.
(يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 59)
(ولكني رسولٌ من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي) (الأعراف: 61-62)
وكان قومه بخلاف ذلك مصرين على قولهم بأن الله هو رب العالمين دون ريب. إلا أن هناك آلهة أخرى لها أيضاً بعض الدخل في تدبير نظام هذا العالم، وتتعلق بهم حاجاتنا، فلا بد أن نؤمن بهم كذلك آلهة لنا مع الله:
(وقالوا لا تذرنُّ آلهتكم ولا تذرنّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) (نوح: 23) وثانيهما أن القوم لم يكونوا يؤمنون بربوبية الله تعالى إلا من حيث إنه خالقهم، جميعاً ومالك الأرض والسماوات، ومدبر أمر هذا العالم، ولم يكونوا يقولون بأنه وحده هو الحقيق – كذلك- بأن يكون له الحكم والسلطة القاهرة في أمور الأخلاق والاجتماع والمدنية والسياسة وسائر شؤون الحياة الإنسانية، وبأنه وحده أيضاً هادي السبيل وواضع الشرع ومالك الأمر والنهي، وبأنه وحده يجب كذلك أن يتبع. بل كانوا قد اتخذوا رؤساءهم وأحبارهم أرباباً من دون اله في جميع تلك الشؤون. وكان يدعوهم نوح عليه السلام – بخلاف ذلك إلى ألا يجعلوا الربوبية يتقسمها أرباب متفرقة بل عليهم أن يتخذوا الله تعالى وحده رباً بجميع ما تشتمل عليه كلمة (الرب) من المعاني وأن يتبعوه ويطيعوه فيما يبلغهم من أوامر الله تعالى وشيعته نائباً عنهن فكان يقول لهم:
(إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله واطيعون) (الشعراء: 107- 108)

عاد قوم هود
ويذكر القرآن بعد قوم نوح عاداً قوم هود عليه السلام. ومعلوم أن هذه الأمة أيضاً لم تكن جاحدة بوجود الله تعالى، وكذلك لم تكن تكفر بكونه إلهاً. بل كانت تؤمن بربوبية الله تعالى بالمعاني التي كان يؤمن بها قوم نوح عليه السلام. أما النزاع بينها وبين نبيها هود عله السلام فلم يكن إلا حول الأمرين الاثنين اللذين كان حولهما نزاع بين نوح عليه السلام وقومه يدل على ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية دلالة واضحة:
(وإلى عادٍ أخاهم هوداً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 65)
(قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا) (الأعراف: 70)
(قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكةً) ... (فصلت: 11)
(وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمرَ كل جبّارٍ عنيد) (هود: 59)

ثمود قوم صالح ويأتي بعد ذلك ثمود الذين كانوا أطغى الأمم وأعصاها بعد عاد وهذه الأمة أيضاً كان ضلالها كضلال قومي نوح وهود من حيث الأصل والمبدأ فما كانوا جاحدين بوجود الله تعالى ولا كافرين بكونه إلهاً ورباً للخلق أجمعين. وكذلك ما كانوا يستنكفون عن عبادته والخضوع بين يديه، بل الذي كانوا يجحدونه هو أن الله تعالى هو الإله الواحد، وأنه لا يستحق العبادة إلا هو، وأن الربوبية خاصة له دون غيره بجميع معانيها. فإنهم كانوا مصرين على إيمانهم بآلهة أخرى مع الله وعلى اعتقادهم أن أولئك يسمعون الدعاء، ويكشفون الضر ويقضون الحاجات، وكانوا يأبون إلا أن يتبعوا رؤساءهم وأحبارهم في حياتهم الخلقية والمدنية، ويستمدوا منهم بدلاً من الله تعالى شرعهم وقانون حياتهم. وهذا هو الذي أفضى بهم في آخر الأمر إلى أن يصبحوا أمة مفسدة، فأخذهم من الله عذاب أليم ويبين كل ذلك ما يأتي من آيات القرآن الحكيم.
(فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون) (حم: السجدة 13-14)
(وإلى ثمود أخاهم صالحاً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (هود: 61)
(قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا)
(إذ قال لهم أخوهم صالحٌ ألا تتقون. إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله وأطيعون) (الشعراء: 151-144)
(ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (الشعراء: 151-152)

قوم إبراهيم ونمورد ويتلو ثمود قوم إبراهيم عليه السلام. ومما يجعل أمر هذه الأمة أخطر وأجدر بالبحث، أن قد شاع خطأ بين الناس عن ملكها نمرود، أنه كان يكفر بالله تعالى ويدعي الألوهية. والحق أنه كان يؤمن بوجود الله تعالى ويعتقد بأنه خالق هذا العالم ومدبر أمره، ولم يكن يدعي الربوبية إلا بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وكذلك قد فشا بين الناس خطأ أن قوم إبراهيم عليه السلام هؤلاء ما كانوا يعرفون الله ولا يؤمنون بألوهيته وربوبيته. إنما الواقع أن أمر هؤلاء القوم لم يكن يختلف في شيء عن أمر قوم نوح وعاد وثمود. فقد كانوا يؤمنون بالله ويعرفون أنه هو الرب وخالق الأرض والسماوات ومدبر أمر هذا العالم، وما كانوا يستنكفون عن عبادته كذلك. وأما غيّهم وضلالهم فهو أنهم كانوا يعتقدون أن الأجرام الفلكية شريكة مع الله في الربوبية بالمعنى الأول والثاني ولذلك كانوا يشركونها بالله تعالى في الألوهية. وأما الربوبية بالمعنى الثالث والرابع والخامس فكانوا قد جعلوها خاصة لملوكهم وجبابرتهم. وقد جاءت نصوص القرآن في ذلك من الوضوح والجلاء بحيث يتعجب المرء: كيف لم يدرك الناس هذه الحقيقة وقصروا عن فهمها؟. وهيا بنا ننظر قبل كل شيء في الحادث الذي حدث لإبراهيم – عليه السلام- عند أول ما بلغ الرشد؛ والذي يصف فيه القرآن كيفية سعي إبراهيم وراء الوصول إلى الحق:
(فلما جن عليه الليل رأى كوكباً، قال هذا ربي؛ فلما أفل، قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغاً، قال هذا ربي، فلما أفلَ قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة، قال هذا ربي، هذا أكبر؛ فلما أفلت قال يا قوم إني بريءٌ مما تشركون. إني وجهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) (الأنعام: 76-79)
فيتبين واضحاً من الآيات المخطوط تحتها أن المجتمع الذي نشأ فيه إبراهيم عليه السلام، كان يوجد عنده تصور فاطر السماوات والأرض وتصوُّر كونه رباً منفصلاً عن تصوّر ربوبية السيارات السماوية. ولا عجب في ذلك، فقد كان القوم من ذرية المسلمين الذين كانوا قد آمنوا بنوح عليه السلام، وكان الدين الإسلامي لم يزل يحيا وُيجدد فيمن داناهم في القرب والقرابة من أمم عاد وثمود، على أيدي الرسل الكرام الذين توالوا عليها كما قال عزّ وجل: (جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) . فعلى ذلك كان إبراهيم عليه السلام أخذ تصور كون الله رباً وفاطراً للسماوات والأرض عن بيئته التي نشأ فيها. وأما التساؤل الذي كان يخالج نفسه فهو عن مبلغ الحق والصحة فيما شاع بين قومه من تصوّر كون الشمس والقمر والسيارات الأخرى شريكة مع الله في نظام الربوبية حتى أشركوها بالله تعالى في العبادة (1) .فجدّ إبراهيم عليه السلام في البحث عن جوابه قبل أن يصطفيه الله تعالى للنبوة، حتى أصبح نظام طلوع السيارات السماوية وأفولها هادياً له إلى الحق الواقع وهو أنه لا رب إلا فاطر السماوات والأرض. ولأجل ذلك تراه يقول عند أفول القمر: لئن لم يهدني ربي لأخافنَّ أن أبقى عاجزاً عن الوصول إلى الحق وانخدع بهذه المظاهر التي لا يزال ينخدع بها ملايين من الناس من حولي. ثم لما اصطفاه الله تعالى لمنصب النبوة
أخذ في دعوة قومه إلى الله، فإنك ترى بالتأمل في الكلمات التي كان يعرض بها دعوته على قومه أن ما قلناه آنفاً يزداد وضوحاً وتبياناً:
(وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزّل به عليكم سلطاناً) (الأنعام – 81)
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله) (مريم – 48)
(قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهنّ) (الأنبياء – 56)
(قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم) (الأنبياء – 66)
(إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون. أأفكاً آلهةً دون الله تريدون. فما ظنّكم بربِّ العالمين) (الصافات: 85- 87)
(إنّا بُرآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) (الممتحنة: 4)
فيتجلى من جميع الأقوال لإبراهيم عليه السلام أنه ما كان يخاطب بها قوماً لا يعرفون الله تعالى ويجحدون بكونه إله الناس ورب العالمين أو أذهانهم خالية من كل ذلك، بل كان بين يديه قوم يشركون بالله تعالى آلهة أخرى في الربوبية بمعناها الأول والثاني وفي الألوهية. ولذلك لا ترى في القرآن الكريم قولاً واحداً لإبراهيم عليه السلام قد قصد به إقناع أمته بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً للعالمين، بل الذي تراه يدعو أمته إليه في كل ما يقول هو أن الله سبحانه وتعالى هو وحده الرب والإله.
ثم لنستعرض أمر نمرود. فالذي جرى بينه وبين إبراهيم عليه السلام من الحوار، قصه القرآن في ما يأتي من الآيات:
(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر) (البقرة – 258)
أنه ليتضح جلياً من هذا الحوار بين النبي وبين نمرود أنه لم يكن النزاع بينهما في وجود الله تعالى أو عدمه وإنما كان في أنه من ذا يعتقده إبراهيم عليه السلام رباً؟ كان نمرود من أمة كانت تؤمن بوجود لله تعالى، ثم لم يكن مصاباً بالجنون واختلال العقل حتى يقول هذا القول السخيف البين الحمق: "إني فاطر السماوات والأرض ومدبر سير الشمس والقمر" فالحق أنه لم تكن دعواه أنه هو الله ورب السماوات والأرض وغنما كانت أنه رب المملكة التي كان إبراهيم –عليه السلام- أحد أفراد رعيتها. ثم أنه لم يكن يدعي الربوبية لتلك المملكة بمعناها الأول والثاني، فإنه كان يعتقد بربوبية الشمس والقمر وسائر السيارات بهذين المعنيين، بل كان يدعي الربوبية لمملكته بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وبعبارة أخرى كانت دعواه أنه مالك تلك المملكة، وأن جميع أهاليها عبيد له، وأن سلطته المركزية أساس لاجتماعهم، وأمره قانون حياتهم. وتدل كلمات (أن آتاه الله الملك) دلالة صريحة على أن دعواه للربوبية كان أساسها التبجح بالملكية. فلما بلغه أن قد ظهر بين رعيته رجل يقال له إبراهيم، لا يقول بربوبية الشمس والقمر ولا السيارات الأخرى في دائرة ما فوق الطبيعة، ولا هو يؤمن بربوبية صاحب العرش في دائرة السياسة والمدنية، استغرب الأمر جداً فدعا إبراهيم عليه السلام فسأله: من ذا الذي تعتقده رباً؟ فقال إبراهيم عليه السلام بادئ ذي بدء: "ربي الذي يحيي ويميت يقدر على إماتة الناس وإحيائهم! " فلم يدرك نمرود غور الأمر فحاول أن يبرهن على ربوبيته بقوله: "وأنا أيضاً أملك الموت والحياة، فأقتل من أشاء وأحقن دم من أريد! .." هنالك بين له إبراهيم عليه السلام أنه لا رب عنده إلا الله الذي لا رب سواه بجميع معاني الكلمة، وأنى يكون لأحد غيره شرك في الربوبية وهو لا سلطان له على الشمس في طلوعها وغروبها؟! وكان نمرود رجلاً فطناً، فما أن سمع من إبراهيم عليه السلام هذا الدليل القاطع
حتى تجلت له الحقيقة، وتفطن لأن دعواه للربوبية في ملكوت الله تعالى بين السموات والأرض إن هي إلا زعم باطل وادعاء فارغ فبهت ولم ينبس ببنت شفة. إلا انه قد كان بلغ منه حب الذات واتباع هوى النفس وإيثار مصالح العشيرة، مبلغاً لم يسمح له بأن ينزل عن ملكيته المستبدة ويئوب إلى طاعة الله ورسوله، مع أنه قد تبين له الحق والرشد. فعلى ذلك قد أعقب الله تعالى هذا الحوار بين النبي ونمرود بقوله: (والله لا يهدي القوم الظالمين) والمراد أن نمرود لما لم يرض أن يتخذ الطريق الذي كان ينبغي له أن يتخذه بعدما تبين له الحق، بل آثر أن يظلم الخلق ويظلم نفسه معهم، بالإصرار على ملكيته المستبدة الغاشمة لم يؤته الله تعالى نوراً من هدايته، ولم يكن من سنة الله أن يهدي إلى سبيل الرشد من كان لا يطلب الهداية من تلقاء نفسه.

قوم لوط عليه السلام
ويعقب قوم إبراهيم في القرآن قوم لوط، الذين بعث لهدايتهم وإصلاح فسادهم لوط بن أخي إبراهيم عليهما السلام -. ويدلنا القرآن الكريم أن هؤلاء أيضاً ما كانوا متنكرين لوجود الله تعالى ولا كانوا يجحدون بأنه هو الخالق والرب بالمعنى الأول والثاني. أما الذي كانوا يأبونه ولا يقبلونه فهو الاعتقاد بأن الله هو الرب المعنى الثالث والرابع والخامس، والإذعان لسلطة النبي من حيث كونه نائباً من عند الله أميناً. ذلك بأنهم كانوا يبتغون أن يكونوا أحراراً مطلقي الحرية يتبعون ما يشاؤون من أهوائهم ورغباتهم وتلك كانت جريمتهم الكبيرة التي ذاقوا من جرائها أليم العذاب. ويؤيد ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية:
(إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمينٌ. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إنْ أجري إلا على رب العالمين. أتأتون الذُّكران من العالمين. وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون) (الشعراء: 161 – 166) وبديهي أن مثل هذا القول لم يكن ليخاطب به إلا قوم لا يجدون بوجود الله تعالى وبكونه خالقاً ورباً لهذا العالم؟ فأنت ترى أنهم لا يجيبون لوطاً عليه السلام بقول من مثل: "ما الله؟ " من أين له أن يكون خالقاً للعالم؟ " أو "أنى له أن يكون ربنا ورب الخلق أجمعين؟ " بل تراهم يقولون:
(لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين) (الشعراء: 167)
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الحديث في موضع آخر بالكلمات الآتية:
(ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) (العنكبوت: 28-29)
أفيجوز أن يكون هذا جواب قوم ينكرون وجود الله تعالى؟. لا والله ومن ذلك يتبين أن جريمتهم الحقيقية لم تكن إنكار ألوهية الله تعالى وربوبيته، بل كانت جريمتهم أنهم على إيمانهم بالله تعالى إلهاً ورباً فيما فوق العالم الطبيعي، كانوا يأبون أن يطيعوه ويتبعوا قانونه في شؤونه الخلقية والمدنية والاجتماعية، يمتنعون من أن يهتدوا بهدي نبيه لوط عليه السلام.

قوم شعيب عليه السلام ولنذكر في الكتاب بعد ذلك أهل مدين وأصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب عليه السلام. ومما نعرف عن أمرهم أنهم كانوا من ذرية إبراهيم عليه السلام. إذن لا حاجة إلى أن نبحث فيهم: هل كانوا يؤمنون بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً أم لا؟ إنهم كانوا في حقيقة الأمر أمة نشأت على الإسلام في بداية أمرها، ثم أخذت بالفساد بما أصاب عقائدها من الانحلال وأعمالها من السوء. ويبدو مما جاء عنهم في القرآن كأن القوم كانوا بعد ذلك كله يدّعون لأنفسهم الإيمان، فإنك ترى شعيباً عليه السلام يكرر لهم القول: يا قوم اعملوا كذا وكذا إن كنتم مؤمنين وفي خطاب شعيب عليه السلام لقومه وأجوبة القوم له دلالة واضحة على أنهم كانوا قوماً يؤمنون بالله وينزلونه منزلة الرب والمعبود. ولكنهم كانوا قد تورطوا في نوعين من الضلال: أحدهما أنهم كانوا أصبحوا يعتقدون الألوهية والربوبية في آلهة أخرى مع الله تعالى، فلم تعد عبادتهم خالصة لوجه الله، والآخر أنهم كانوا يعتقدون أن ربوبية الله لا مدخل لها في شؤون الحياة الإنسانية من الأخلاق والاجتماع والاقتصاد والمدنية والسياسة، وعلى ذلك كانوا يزعمون أنهم مطلقوا العنان في حياتهم المدنية ولم أن يتصرفوا في شؤونهم كيف يشاؤون، ويصدق ذلك ما يأتي من الآيات:
(وإلى مدين أخاهم شعيباً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينةٌ من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين) (الأعراف: 85)
(وإنْ كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلتُ به وطائفةٌ لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خيرُ الحاكمين) (الأعراف: 87) (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقية الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ. قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاءُ إنكَ لأنت الحليم الرشيد) (هود: 85-87)
والعبارات الأخيرة المخطوط تحتها خصوصية الدلالة على ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية والألوهية.

فرعون وآله
وهيا بنا ننظر الآن في قصة فرعون وآله، فمن قد شاع عنهم في الناس من الأخطاء والأكاذيب أكثر مما شاع فيهم عن نمرود وقومه. فالظن الشائع أن فرعون لم يكن منكراً لوجود الله تعالى فحسب، بل كان يدعي الألوهية لنفسه أيضاً. ومعناه أن قد بلغت منه السفاهة أنه كان يجاهر على رؤوس الناس بدعوى أنه فاطر السماوات والأرض، وكانت أمته من البله والحماقة أنها كانت تؤمن بدعواه تلك. والحق الواقع الذي يشهد به القرآن والتاريخ هو أن فرعون لم يكن يختلف ضلاله في باب الألوهية والربوبية عن ضلال نمرود، ولا كان يختلف ضلال آله عن ضلال قوم نمرود. وإنما الفرق بين هؤلاء وأولئك أنه قد كان نشأ في آل فرعون لبعض الأسباب السياسية عناد وتعصب وطني شديد على بني إسرائيل، فكانوا لمجرد هذا العناد يمتنعون من الإيمان بألوهية الله وربوبيته، وإن كانت قلوبهم تعترف بها شأن أكثر الملحدين الماديين في عصرنا هذا.
وبيان هذا الإجمال أنه لما استتبت ليوسف عليه السلام السلطة على مصر، استفرغ جهده في نشر الإسلام وتعاليمه بينهم. ورسم على أرضه من ذلك أثراً محكماً لم يقدر على محوه أحد إلى القرون. وأهل مصر وإن لم يكونوا إذ ذاك قد آمنوا بدين الله عن بكرة أبيهم، إلا أنه لا يمكن أن يكون قد بقي فيهم من لم يعرف وجود الله تعالى ولم يعلم أنه هو فاطر السماوات والأرض. وليس الأمر يقف عند هذا بل الحق أن كان تم للتعاليم الإسلامية من النفوذ والتأثير في كل مصري ما جعله – على الأقل – يعتقد بأن الله إله الآلهة رب الأرباب فيما فوق العالم الطبيعي ولم يبق في تلك الأرض من يكفر بألوهية الله تعالى. وأما الذين كانوا قد أقاموا على الكفر، فكانوا يجعلون مع الله شركاء في الألوهية والربوبية. وكانت تأثيرات الإسلام المختلفة هذه في نفوس أهل مصر باقية إلى الزمن الذي بعث فيه موسى عليه السلام (1) . والدليل على ذلك تلك الخطبة التي ألقاها أمير من الأقباط في مجلس فرعون. وذلك أن
فرعون حينما أبدى إرادته في قتل موسى عليه السلام، لم يصبر عليه هذا الأمير القبطي من أمراء مجلسه، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه، ولم يلبث أن قام يخطب:
(أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرفٌ كذاب. يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) .
(يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب. مثل داب قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والذين من بعدهم) .
(ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً) .. (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار) . (غافر – 28 – 31 – 34 – 41- 42)
وتشهد هذه الخطبة من أولها إلى آخرها بأنه لم يزل أثر شخصية النبي يوسف عليه السلام باقياً في نفوس القوم إلى ذلك الحين، وقد مضت على عهده قرون متعددة. وبفضل ما علمهم هذا النبي الجليل، لم يكونوا قد بلغوا من الجهالة ألا يعلموا شيئاً عن وجود الله تعالى، أو ألا يعرفوا أنه الرب والإله، وأن سيطرته وسلطته غالبة على قوى الطبية في هذا العالم، وأن غضبه مما يخاف ويتقى. ويتضح أيضاً من آخر هذه الخطبة أن أمة فرعون لم تكن تجحد بألوهية الله وربوبيته جحوداً باتاً، وإنما كان ضلالها كضلال الأمم الأخرى مما ذكرناه آنفاً – أي كانت هذه الأمة أيضاً تشرك بالله تعالى في صفتي الألوهية والربوبية وتجعل له فيهما أنداداً.
أما مثار الشبهة في أمر فرعون فهو سؤاله لموسى عليه السلام (وما رب العالمين) حينما سمع منه: (إنا رسول رب العالمين!) ثم قوله لصاحبه هامان: (ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) ووعيده لموسى عليه السلام: (لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين) ، وإعلانه لقومه: (أنا ربكم الأعلى) وقوله لملئه: (لا أعلم لكم من إله غيري) . – فمثل هذه الكلمات التي قالها فرعون قد خيلت إلى الناس أنه كان ينكر وجود الله تعالى وكان فارغ الذهن من تصور رب العالمين، ويزعم لنفسه أنه الإله الواحد، ولكن الواقع الحق أنه لم يكن يدعي ذلك كله إلا بدافع من العصبية الوطنية. وذلك أنه لم يكن الأمر في زمن النبي يوسف عليه السلام قد وقف على أن شاعت تعاليم الإسلام في ربوع مصر بفضل شخصيته القوية الجليلة، بل جاوز ذلك إلى أن تمكن لبني إسرائيل نفوذ بالغ في الأرض مصر تبعاً لما تهيأ ليوسف عليه السلام من السلطة والكلمة النافذة في حكومة مصر. فبقيت سلطة بني إسرائيل مخيمة على القطر المصري إلى ثلاثمائة سنة أو أربعمائة. ثم أخذ يخالج صدور المصريين من العواطف الوطنية والقومية ما جعلهم يتعصبون على بني إسرائيل، واشتد الأمر حتى الغوا سلطة الإسرائيليين ونفوذهم إلغاء. فتولى الأمر بعدهم الأسر المصرية الوطنية وتتابعت في الحكم. وهؤلاء الملوك الجدد لما أمسكوا زمام الأمر لم يقتصروا على إخضاع بني إسرائيل وكسر شوكتهم، بل تعدوه إلى أن حاولوا محو كل أثر من آثار العهد اليوسفي في مصر وإحياء تقاليد ديانتهم الجاهلية. فلما بعث إليهم في تلك الآونة موسى عليه السلام، خافوا على غلبتهم وسلطتهم أن تنتقل من أيديهم إلى أيدي بني إسرائيل مرة أخرى. فلم يكن يبعث فرعون إلا هذا العناد واللجاج على أن يسأل موسى عليه السلام ساخطاً متبرماً: وما رب العالمين؟ ومن يمكن أن يكون إلهاً غيري؟ وهو في الحقيقة لم يكن جاهلاً وجود رب العالمين. وتتضح هذه
الحقيقة كأوضح ما يكون مما جاء في القرآن الكريم من أحاديثه وأحاديث ملئه وخطب موسى عليه السلام. فيقول فرعون – مثلا – تأكيداً لقوله إن موسى عليه السلام ليس برسول الله.
(فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين) (الزخرف: 53)
أفكان لرجل فارغ الذهن من وجود الله تعالى والملائكة أن يقول هذا القول وفي موضع آخر يقص القرآن الحوار الآتي بين فرعون وبين النبي موسى عليه السلام:
(فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً. قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مبثوراً) (بني إسرائيل: 101-102)
وفي محل آخر يظهر الله تعالى ما في صدور قوم فرعون بقوله:
(فلما جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبينٌ وجحدوا واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) (النمل: 13-14)
ويصور لنا القرآن نادياً آخر جمع موسى عليه السلام وآل فرعون بهذه الآية:
(قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى. فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما بطريقتكم المثلى) (طه: 61-63)
والظاهر أنه لم يكن قام النزاع ونشأ الأخذ والرد بينهم وبين نبيهم موسى عليه السلام حين أنذرهم عذاب الله ونبههم على سوء مآل ما كانوا يفترون، إلا لأنهم قد كان في قلوبهم ولاشك بقية من أثر عظمة الله تعالى وجلاله وهيبته ولكن حاكمهم الوطنيين لما أنذروهم بخطر الانقلاب السياسي العظيم، وحذروهم عاقبة اتباعهم لموسى وهارون، وهي عودة غلبة الإسرائيليين على أبناء مصر، قست قلوبهم واتفقوا جميعاً على مقاومة النبيين. وبعد ما قد تبين لنا من هذه الحقيقة، من السهل علينا أن نبحث: ماذا كان مثار النزاع بين موسى عليه السلام وفرعون، وماذا كانت حقيقة ضلاله وضلال قومهن وبأي معاني كلمة (الرب) كان فرعون يدعي لنفسه الألوهية والربوبية. فتعال نتأمل لهذا الغرض ما يأتي من الآيات بالتدريج.
1- إن الذين كانوا يلحون من ملأ فرعون على حسم دعوة موسى عليه الصلاة والسلام واستئصالها من أرض مصر، يخاطبون فرعون لبعض المناسبات ويسألونه:
(أتذرُ موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذركم وآلهتكَ) (الأعراف: 127)
وبخلاف ذلك يناديهم الذي كان قد آمن بموسى عليه السلام:
(تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ) (المؤمن: 42)
فإذا نظرنا في هاتين الآيتين وأضفنا إليهما ما قد زودنا به التاريخ وآثار الأمم القديمة أخيراً من المعلومات عن أهالي مصر زمن فرعون، يتجلى لنا أن كلاً من فرعون وآله كانوا يشركون بالله تعالى في المعنى الأول والثاني لكلمة (الرب) ويجعلون معه شركاء من الأصنام ويعبدونها. والظاهر أن فرعون لو كان يدعي لنفسه الربوبية فيما فوق العالم الطبيعي، أي لو كان يدعي أنه هو الغالب المتصرف في نظام الأسباب في هذا العالم، وأنه لا إله ولا رب غيره في السماوات والأرض، ولم يعبد الآلهة الأخرى أبداً (1)
(2) أما كلمات فرعون هذه التي قد وردت في القرآن:
(يا أيها الملأ ما علمتُ لكم من إله غيري) (القصص: 38)
(لئن اتّخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 29)
فليس المراد بذلك أن فرعون كان ينفي جميع ما سواه من الآلهة. وإنما كان غرضه الحقيقي من ذلك رد دعوة موسى عليها لسلام وإبطالها. ولما كان موسى عليه السلام – يدعو إلى إله لا تنحصر ربوبيته في دائرة ما فوق الطبيعة فحسب، بل هو كذلك مالك الأمر والنهي، وذو القوة والسلطة القاهرة بالمعاني السياسية والمدنية، قال فرعون لقومه: يا قوم لا أعلم لكم مثل ذلك الإله غيري، وتهدد موسى عليه السلام، أنه إن اتخذ من دونه إلهاً ليلقينّه في السجن.
ومما يعلم كذلك من هذه الآيات، وتؤيده شواهد التاريخ وآثار الأمم القديمة، أن فراعنة مصر لم يكونوا يدعون لأنفسهم مجرد الحاكمية المطلقة، بل كانوا يدعون كذلك نوعاً من القداسة والتنزه بانتسابهم إلى الآلهة والأصنام، حرصاً منهم على أن يتغلغل نفوذهم في نفوس الرعية ويستحكم استيلاؤهم على أرواحهم. ولم تكن الفراعنة منفردة بهذا الادعاء، بل الحق أن الأسر الملكية ما زالت في أكثر أقطار العالم تحاول الشركة – قليلاً أو كثيراً – في الألوهية والربوبية في دائرة ما فوق الطبيعة، علاوة على ما كانت تتولاه من الحاكمية السياسية، وما زالت لأجل ذلك تفرض على الرعية أن تقوم بين يديها بشيء من شعائر العبودية، على أن دعواهم تلك للألوهية السماوية لم تكن هي المقصودة بذاتها في الحقيقة، وإنما كانوا يتذرعون بها إلى تأثيل حاكميتهم السياسية. ومن ذلك نرى أنه ما زالت الأسر الملكية في مصر وغيرها من الأقطار الجاهلية تذهب ألوهيتها بذهاب سلطانها السياسي، وقد بقيت الألوهية تتبع العرش في تنقله من أيد إلى أخرى. (3) ولم تكن دعوى فرعون الأصلية الغالبة المتصرفة في نظام السنن الطبيعية، بل بالألوهية السياسية! فكان يزعم أنه الرب الأعلى لأرض مصر ومن فيها بالمعنى الثالث والرابع والخامس لكلمة (الرَّب) ويقول إني أنا مالك القطر المصري وما فيه من الغنى والثروة وأنا الحقيق بالحاكمية المطلقة فيه، وشخصيتي المركزية هي الأساس لمدينة مصر واجتماعها، وإذن لا يجرينَّ فيها إلاّ شريعتي وقانوني. وكان أساس دعوى فرعون بعبارة القرآن:
(ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) (الزخرف – 51)
وهذا الأساس نفسه هو الذي كانت تقوم عليه دعوى نمرود للربوبية.
و (حاجَّ إبراهيم في ربّه أن آتاه الله الملك) (البقرة: 258)
وهو كذلك الأساس الذي رفع عليه فرعون المعاصر ليوسف عليه السلام بنيان ربوبيته على أهل مملكته.
(4) أمّا دعوة موسى عليه السلام التي كانت سبب النزاع بينه وبين فرعون وآله، فهي في الحقيقة أنه لا إله ولا ربَّ بجميع معاني كلمة (الرب) إلا الله رب العالمين، وهو وحده الإله والرّب فيما فوق العالم الطبيعي، كما أنه هو الإله والرب بالمعاني السياسية والاجتماعية، لأجل ذلك يجب ألا نخلص العبادة إلا له، ولا نتبع في شؤون الحياة المختلفة إلا شرعه وقانونه، وانه – أي موسى عليه السلام – قد بعثه الله تعالى بالآيات البينات وسيُنزل الله تعالى أمره ونهيه لعباده بما يوحي إليه؛ لذلك يجب أن تكون أزمّة أمور عباده بيده، لا بيد فرعون. ومن هنا كان فرعون ورؤساء حكومته يُعلون أصواتهم المرّة بعد المرّة بأن موسى وهارون – عليهما السلام – قد جاءا يسلبان أرض مصر. وأرادا أن يذهبا بنظمنا الدينية والمدنية ليستبدلا بها ما يشاءان من النظم والقواعد.
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد) (هود: 96-97) (ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسولٌ كريم. أن أدُّوا إليَّ عبادَ الله إني لكم رسول أمين. وان لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين) (الدخان: 17-19)
(إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول فأذناه أخذاً وبيلــاً) (المزملَّ: 15-16)
(قال فمن ربكما يا موسى. قال ربّنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى) (طه: 49-50)
(قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين. قال لمنّ حوله ألا تستمعون. قال ربكم ورب آبائكم الأولين. قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون. قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 23-29)
(قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى) (طه: 57)
(وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) (غافر: 26)
(قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) ... (طه – 63)
وبإنعام النظر في هذه الآيات بالتدريج الذي قد سردناها به، يتجلى أن الضلال الذي تعاقبت فيه الأمم المختلفة من أقدم العصور، كان هو عينه قد غشت وادي النيل ظلماته، وأن الدعوة التي قام بها جميع الأنبياء منذ الأبد، كانت هي نفسها يدعو بها موسى وهارون عليهما السلام.

اليهود والنصارى وتطلع علينا بعد آل فرعون بنو إسرائيل والأمم الأخرى التي دانت باليهودية والنصرانية. وهؤلاء لا مجال للظن فيهم أن يكونوا منكرين لوجود إله العالم، أو يكونوا لا يعتقدون بألوهيته وربوبيّته فإن القرآن نفسه يشهد بكونهم أهل الكتاب. وأما السؤال الذي ينشأ في ذهن الباحث عن أمرهم فهو أنه ما هو على التحديد الخطأ في عقيدتهم ومنهج عملهم في باب الربوبية – الذي قد عدهم القرآن من أجله من القوم الضالين؟ والجواب المجمل على السؤال تجده في القرآن نفسه في آيته الكريمة:
(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبلُ وأضلوا كثيراً وضلّوا عن سواء السبيل) (المائدة – 77)
فيعلم من هذه الآية أن ضلال اليهود والنصارى هو من حيث الأصل والأساس نفس الضلال الذي ارتطمت فيه الأمم المتقدمة، وتدلنا هذه الآية أيضاً أن ضلالهم هذا كان آتياً من غلوّهم في الدين. وها نحن نرى بعد ذلك كيف يفصل القرآن هذا الإجمال:
(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) (التوبة: 30)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) (المائدة – 72)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد) . (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق) (المائدة: 73، 116)
(ما كان لبشرٍ أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمرَكم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) (آل عمران: 79-80) فكان ضلال أهل الكتاب حسب ما تجل عليه هذه الآيات: أولاً أنهم بالغوا في تعظيم النفوس المقدسة كالأنبياء والأولياء والملائكة التي تستحق التكريم والتعظيم لمكانتها الدينية، فرفعوها من مكانتها الحقيقية إلى مقام الألوهية وجعلوها شركاء مع الله ودخلاء في تدبير أمر هذا العالم، ثم عبدوها واستغاثوا بها واعتقدوا أن لها نصيباً في الألوهية والربوبية الميمنتين على ما فوق العالم الطبيعي، وزعموا أنها تملك لهم المغفرة والإعانة والحفظ. وثانياً أنهم:
(اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة – 31)
أي أن الذين لم تكن وظيفتهم في الدين سوى أن يعلموا الناس أحكام الشريعة الإلهية، ويزكوهم حسب مرضاة الله، تدرج بهم هؤلاء حتى أنزلوهم بحيث يحلون لهم ما يشاؤون ويحرمون عليهم ما يشاؤون، ويأمرونهم وينهونهم حسب ما تشاء أهواؤهم بدون سند من كتاب الله، ويسنون لهم من السنن ما تشتهي أنفسهم. كذلك وقع هؤلاء في نفس النوعين من الضلال الأساسي الخطير اللذين قد وقع فيهما قبلهم أمم نوح وإبراهيم وعاد وثمود وأهل مدين وغيرهم من الأمم، فأشركوا بالله الملائكة وعبادة المقربين – كما أشرك أولئك – في الربوبية المهيمنة على ما فوق العالم الطبيعي، وجعلوا الربوبية بمعانيها السياسية والمدنية – كما جعل أولئك – للإنسان بدلاً من الله رب السماوات. وراحوا يستمدون مبادئ المدنية والاجتماع والأخلاق والسياسة وأحكامها جميعاً من بني آدم، مستغنيين في ذلك عن السلطان المنزل من عند الله تعالى. وأفضى بهم الغي إلى أن قال فيهم القرآن:
(ألم تر إلى الذين أتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) (النساء: 51)
(قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنهُ الله وغضبَ عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. أولئك شرٌّ مكاناً وأضل عن سواء السبيل) (المائدة: 60) (الجبتُ) كلمة جامعة شاملة لجميع أنواع الأوهام والخرافات من السحر والتمائم والشعوذة والتكهّن واستكشاف الغيب والتشاؤم والتفاؤل والتأثيرات الخارجة عن القوانين الطبيعية. والمراد من (الطاغوت) كل فرد أو طائفة أو إدارة تبغي وتتمرد على الله، وتجاوز حدود العبودية وتدعي لنفسها الألوهية والربوبية. فلما وقعت اليهود والنصارى في ما تقدم ذكره من النوعين من الضلال، كانت نتيجة أولها أن أخذت جميع أنواع الأوهام مأخذها من قلوبهم وعقولهم، وأما الثاني فاستدرجهم من عبادة العلماء والمشايخ والصوفية والزهاد إلى عبادة الجبابرة وطاعة الظالمين الذين كانوا قد بغوا على الله علانية!

المشركون العرب
هذا ولنبحث الآن في المشركين العرب الذين بعث فيهم خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، والذين كانوا أول من خاطبهم القرآن، من أي نوع كان ضلالهم في باب الألوهية والربوبية، هل كانوا يجهلون الله رب العالمين، أو كانوا ينكرون وجوده، فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ليبث في قلوبهم الإيمان بوجود الذات الإلهية! وهل كانوا لا يعتقدون الله عز وجل إلهاً للعالمين ورباً، فأنزل الله القرآن ليقنعهم بألوهيته وربوبيته؟ وهل كانوا يأبون عبادة الله والخضوع له؟ أو كانوا لا يعتقدونه سميع الدعاء وقاضي الحاجة؟ وهل كانوا يزعمون أن اللات والعزّى ومناة وهبل والآلهة الأخرى هي في الحقيقة فاطرة هذا الكون ومالكته والرازقة فيه والقائمة على تدبيره وإدارته؟ أو كانوا يؤمنون بأن آلهتهم تلك مرجع القانون ومصدر الهداية والإرشاد في شؤون المدنية والأخلاق؟ كل واحد من هذه الأسئلة إذا راجعنا فيه القرآن فإنه يجيب عليه بالنفي؛ ويبين لنا أن المشركين العرب لم يكونوا قائلين بوجود الله تعالى فحسب، بل كانوا يعتقدونه مع ذلك خالق هذا العالم كله – حتى آلهتهم – ومالكه وربه الأعلى، وكانوا يذعنون له بالألوهية والربوبية. وكان الله هو الجناب الأعلى الأرفع الذي كانوا يدعونه ويبتهلون إليه في مآل الأمر عندما يمسهم الضر أو تصيبهم المصائب، ثم كانوا لا يمتنعون عن عبادته والخضوع له، ولم تكن عقيدتهم في آلهتهم وأصنامهم أنها قد خلقتهم وخلقت هذا الكون، وترزقهم جميعاً، ولا أنها تهديهم وترشدهم في شؤون حياتهم الخلقية والمدنية، فالآيات الآتية تشهد بما تقول:
(قلن لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل أفلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. سيقولن الله، قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيءٍ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل فأنى تسحرون، بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون) (المؤمنون: 84-90)
(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكانٍ وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق) (يونس: 22-23)
(وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً) (الإسراء: 67)
ويروي القرآن عقائدهم في آلهتهم بعبارتهم أنفسهم فيما يأتي:
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)
(ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) ثم إنهم لم يكونوا يزعمون لآلهتهم شيئاً من مثل أنها تهديهم في شؤون حياتهم، فالله تعالى يأمر رسوله صلى الله لعيه وسلم في سورة يونس (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) الآية: 35 فيرميهم سؤاله هذا بالسكات، ولا يجيب أحد منهم عليه بنعم! عن اللات والعزى ومناة والآلهة الأخرى تهدينا سواء السبيل في العقيدة والعمل، وتعلمنا مبادئ العدالة والأمن والسلام في حياتنا الدنيا، وإننا نستمد من منبع علمها معرفة حقائق الكون الأساسية، فعند ذلك يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(قل الله يهدي للحق. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يُهدى فمالكم كيف تحكمون) (يونس: 35)
ويبقى بعد هذه النصوص القرآنية أن نطلب جواب هذا السؤال: ماذا كان ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية الذي بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم نرده إلى الصواب، وأنزل كتابه المجيد ليخرجهم من ظلماته إلى نور الهداية؟ وإذا تأملنا القرآن للتحقيق في هذه المسألة، نقف في عقائدهم وأعمالهم كذلك على النوعين من الضلال اللذين مازالا يلازمان الأمم الضالة منذ القدم.
فكانوا بجانب يشركون بالله آلهة وأرباباً من دونه في الألوهية والربوبية فيما فوق الطبيعة، ويعتقدون بأن الملائكة والنفوس الإنسانية المقدسة والسيارات السماوية – كل أولئك دخيلة بوجه من الوجوه في صلاحيات الحكم القائم فوق نظام العلل والأسباب. ولذلك لم يكونوا يرجعون إلى الله تعالى وحده في الدعاء والاستعانة وأداء شعائر العبودية، بل كانوا يرجعون كذلك في تلك الأمور كلها إلى آلهتهم المصنوعة الملفقة. وكانوا بجانب آخر يكادون لا يتصورون في باب الربوبية المدنية والسياسية أن الله تعالى هو الرب بهذه المعاني أيضاً. فكانوا قد اتخذوا أئمتهم الدينيين ورؤساءهم وكبراء عشائرهم أرباباً بتلك المعاني، ومنهم كانوا يتلقون القوانين لحياتهم.
أما النوع الأول من ضلالهم فيشهد به القرآن فيما يلي من الآيات: (ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فان أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه، ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير) (الحج: 11-13) ...
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في (1) ، سبحانه وتعالى عما يشركون) (يونس: 18)
(قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً) (حم السجدة: 9)
(قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرّاً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) (المائدة: 76)
(وإذا مسَّ الإنسان ضرٌ دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوّله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً (2) ليضل عنه سبيله) (الزمر: 8)
(وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسّكم الضرّ فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضرّ عنكم إذا فريقٌ منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً (3) مما رزقناهم، تالله لتسئلنّ عما كنتم تفترون) (النحل: 53 –56)
وأما الآخر فشهادة القرآن ما يأتي:
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم) (الأنعام: 137)
ومن الظاهر أنه ليس المراد بـ (شركاء) في هذه الآية: الآلهة والأصنام، بل المراد بهم أولئك القادة والزعماء الذين زينوا للعرب قتل أولادهم وجعلوه في أعينهم مكرمة. فأدخلوا تلك البدعة الشنعاء على دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. وظاهر كذلك أن أولئك الزعماء لم يكن القوم قد اتخذوهم شركاء من حيث كانوا يعتقدون أن لهم السلطان فوق نظام الأسباب في هذا العالم، أو كانوا يعبدونهم ويدعونهم، بل كانوا قد جعلوهم شركاء مع الله في الألوهية والربوبية من حيث كانوا يسلمون بحقهم في أن يشرعوا لهم ما يشاؤون من النظم والقوانين لشؤونهم المدنية والاجتماعية، وأمورهم الخلقية والدينية.
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وسيأتي تفصيل معاني كلمة (الدين) في موضعه من هذه الرسالة، وهناك سنتبين سعة معاني هذه الآية وشمولها. على أنه يتضح في هذا المقام أن ما كان يتولاه أولئك الزعماء والرؤساء من وضع الحدود والقواعد التي هي بمثابة الدين بغير إذن من الله تعالى، وأن اعتقاد العرب بكونها مما يجب اتباعه والعمل به، كان هو عينه شركة مع الله من أولئك في ألوهيته وربوبيته، وإيماناً من هؤلاء بشركتهم تلك!

دعوة القرآن: أن هذا البحث الذي قد خضنا غماره في الصفحات السابقة بصدد تصورات الأمم الضالة وعقائدها، ليكشف القناع عن حقيقة أن جميع الأمم التي قد وصمها القرآن بالظلم والضلال وفساد العقيدة من لدن أعرق العصور في القدم إلى زمن نزول القرآن، لم تكن منها جاحدة بوجود الله تعالى ولا كانت تنكر كون الله رباً وإلهاً بالإطلاق. بل كان ضلالها الأصلي المشترك بين جميعها أنها كانت قد قسمت المعاني الخمسة لكلمة (الرب) التي قد حددناها في بداية هذا الباب – مستشهدين باللغة والقرآن – قسمين متباينين:
فأما المعاني التي تدل على أن (الرب) هو الكفيل بتربية الخلق وتعهده وقضاء حاجته وحفظه ورعايته بالطرق الخارجة عن النظام الطبيعي، فكانت لها عندهم دلالة أخرى مختلفة، وهم وإن كانوا لا يعتقدون إلا الله تعالى ربهم الأعلى بموجبها، إلا أنهم كانوا يشركون به في الربوبية الملائكة والجن والقوى الغيبية والنجوم والسيارات والأنبياء والأولياء والأئمة الروحانيين.
وأما المعنى الذي يدل على أن (الرب) هو مالك الأمر والنهي وصاحب السلطة العليا، ومصدر الهداية والإرشاد، ومرجع القانون والتشريع، وحاكم الدولة والمملكة وقطب الاجتماع والمدنية، فكانت له عندهم دلالة أخرى متباينة: وبموجب هذا المفهوم كانوا إما يعتقدون أن النفوس الإنسانية وحدهم رباً من دون الله، وإما يستسلمون لربوبية تلك النفوس في شؤون الأخلاق والمدنية والسياسة مع كونهم يؤمنون إيماناً نظرياً بأن الله هو الرب، هذا هو الضلال الذي مازالت تبعث لحسمه الرسل عليهم اللام من لدن فجر التاريخ، ولأجل ذلك بعث الله أخيراً محمداً صلى الله عليه وسلم. وكانت دعوتهم جميعاً أن الرب بجميع معاني الكلمة واحد ليس غير، وهو الله تقدست أسماؤه. والربوبية ما كانت لتقبل التجزئة ولم يكن جزء من أجزائها ليرجع إلى أحد من دون الله بوجه من الوجوه، وأن نظام هذا الكون مرتبط بأصله ومركزه وثيق الارتباط، قد خلفه الله الواحد الأحد، ويحكمه الفرد الصمد، ويملك كل السلطة والصلاحيات فيه الإله الفذّ الموحد! فلا يد لأحد غير الله في خلق هذا النظام ولا شريك مع الله في إدارته وتدبيره ولا قسيم له في ملكوته. وبما أن الله تعالى هو مالك السلطة المركزية، فإنه هو وحده ربكم في دائرة ما فوق الطبيعة، وربكم في شؤون المدنية والسياسة والأخلاق، ومعبودكم ووجهة ركوعكم وسجودكم، ومرجع دعائكم وعماد توكلكم، والمتكفل بقضاء حاجاتكم، وكذلك هو الملك، ومالك الملك، وهو الشارع والمقنن، وهو الآمر والناهي. وكل هاتين الدلالتين للربوبية اللتين قد فصلتم إحداهما عن الأخرى لجاهليتكم، هي في حقيقة الأمر قوام الألوهية وعمادها وخاصة إلهية الإله. لذلك لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، كما لا يجوز أن يشرك مع الله أحد من خلقه باعتبار أيهما. وأما الأسلوب الذي يدعو به القرآن دعوته هذه فها هو ذا بعبارته:
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين) ... (الأعراف: 54)
(قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون. فذلكم الله ربكم الحق، فما بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون) ... (يونس: 31-32)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) .. (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) (الزمر: 5،6)
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً)
(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) … (الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) (غافر: 61، 62، 64، 65)
(والله خلقكم من تراب) … (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجل مسمى، ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) (فاطر: 11 و 13-14)
(وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) ..
(ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصّل الآيات لقومٍ يعقلون. بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم) ..
(فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 26 و 28 – 29،30) (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عما يُشركون) (الزمر: 67)
(فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين. وله الكبرياءُ في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) (الجاثية: 36-37)
(رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) (مريم: 65)
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (هود: 123)
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) (المزمل: 9)
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون) (الأنبياء: 92-93)
(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) (الأعراف: 3)
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف:110)
فبقراءة هذه الآيات بالترتيب الذي سردناها به، يتبين للقارئ أن القرآن يجعل (الربوبية) مترادفة مع الحاكمية والملكية (Sovereignty) ويصف لنا (الرب) بأنه الحاكم المطلق لهذا الكون ومالكه وآمره الوحيد لا شريك له.
وبهذا الاعتبار هو ربنا ورب العالم بأجمعه ومريبنا وقاضي حاجاتنا.
وبهذا الاعتبار هو كفيلنا وحافظنا ووكلينا.
وطاعته بهذا الاعتبار هي الأساس الفطري الصحيح الذي يقوم عليه بنيان حياتنا الاجتماعية على الوجه الصحيح المرضي، والصلة بشخصيته المركزية تسلك شتى الأفراد والجماعات في نظام الأمة.
وبهذا الاعتبار هو حري بأن نعبده نحن وجميع خلائفه، ونطيعه ونقنت له.
وبهذا الاعتبار هو مالكنا ومالك كل شيء وسيدنا وحاكمنا. لقد كان العرب والشعوب الجاهلية في كل زمان اخطأوا - ولا يزالون يخطئون إلى هذا اليوم - بأنهم وزعوا هذا المفهوم الجامع الشامل للربوبية على خمسة أنواع من الربوبية، ثم ذهب بهم الظن والوهم أن تلك الأنواع المختلفة للربوبية قد ترجع إلى ذوات مختلفة ونفوس شتى، بل ذهبوا إلى أنها راجعة إليها بالفعل. فجاء القرآن فأثبت باستدلاله القوي المقنع أنه لا مجال أبداً في هذا النظام المركزي لأن يكون أمر من أمور الربوبية راجعاً - في قليل أو كثير- إلى غير من بيده السلطة العليا، وأن مركزية هذا النظام نفسها هي الدليل البيّن على أن جميع أنواع الربوبية مختصة بالله الواحد الأحد الذي أعطى هذا النظام خلقه.
ولذلك فإن من يظن جزءاً من أجزاء الربوبية راجعاً إلى أحد من دون الله، أو يرجعه إليه، بأي وجه من الوجوه، وهو يعيش في هذا النظام، فإنه يحارب الحقيقة ويصدف عن المواقع ويبغي على الحق، وباقي بيديه إلى التهلكة والخسران بما يتعب نفسه في مقاومة الحق الواقع.
(الرب) اسْم الله تَعَالَى وَلَا يُقَال الرب فِي غير الله إِلَّا بِالْإِضَافَة وَالْمَالِك وَالسَّيِّد والمربي والقيم والمنعم وَالْمُدبر والمصلح (ج) أَرْبَاب وربوب

(الرب) عصارة التَّمْر المطبوخة وَمَا يطْبخ من التَّمْر وَالْعِنَب وَرب السّمن وَالزَّيْت ثفله الْأسود (ج) ربوب ورباب

بلقق

بلق ق
بَلْقِيق، بالفَتْح: حِصْن بالمَرِيَّةِ، من أَشْهرِ مَوَاضِع الأَنْدَلُس، مِنْهُ أَبو البَرَكاتِ إِبراهيمُ البَلْقِيقِيُّ الشَّهِيرُ بابْنِ الْحَاج، أَحدُ شيُوخ ابْن الخَطِيب وطَبَقَتِه، ذَكَره الدّاوُدِيّ فِي المُقَفَّى، وضَبَطَه بعضٌ بتَشْدِيدِ الّلام المَكْسُورة مَعَ كسرِ المُوَحَّدة.
ب ل ق
البَلَقُ، مُحَرَّكَةً: سَوادٌ وبَياض، كالبُلْقَةِ، بالضَّمِّ قَالَ رُؤْبَةُ: فِيها خُطُوطٌ من سَواد وبلق كَأَنَّها فِي الجِلْدِ تَوْلِيعُ البَهَق وَقَالَ ابنُ سِيدَه: البَلقُ، والبُلْقَةُ: مصدَرُ الأَبلقِ: ارْتِفاعُ التَّحْجِيلِ إِلى الفَخِذَيْنِ، وَقد بلقَ الفَرَس كفَرِحُ، وكَرُمَ بَلَقاً مُحرَّكَةً، مَصْدَرُ الأوّلِ، وَهِي قَليلَة. وقالَ ابنُ دُرَيْد: لَا يُعْرَفُ فِي فِعْلِه إِلاَّ ابلاقَّ، وابْلَقَّ ابلِيقاقاً، وابلِقاقاً. وقالَ غيرُه: قَلَّما تَراهُم يَقُولونَ: بَلِقَ يَبْلَقُ، كَمَا أَنَّهُم لَا يَقُوُلون: دَهِمَ يَدْهَمُ، وَلَا كَمِتَ يكْمَتُ فَهُوَ أَبلقُ، وَهِي بلْقاءُ والعَرَبُ تقولُ: دابَةٌ أَبلَقُ، وجَبَلٌ أَبرَقُ، وجَعَلَ رُؤْبَة الجبالَ بُلْقاً، فَقَالَ: بادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبرْقَا وظُلْمَةَ اللَّيْلِ نِعافاً بُلْقَا والبَلَقُ، مُحَرَّكَةً: الفُسْطاطُ قالَ امرُؤُ القَيس:
(فَليَأتِ وَسْطَ قِبابِه بَلَقِى ... ولْيَأْتِ وَسْطَ خَمِيسِه رَجْلي)
كَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، وَفِي سَجَعاتِ الأساس: الناّسِكُ فِي مَلَقِه، أَعْظَمُ من المَلِكِ فِي بَلقه. وقالَ أَبو عَمْرو: البَلَقُ: الحُمقُ الغَيْرُ الشَّدِيدِ ونَصُّ أبي عَمْرو: الَّذِي لَيسَ بمُحْكَمٍ بَعْدُ. وقالَ اللَّيْثُ: البَلَقُ: الرُّخامُ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: البَلَق: البابُ فِي بعضِ اللُّغاتِ. قَالَ: وحِجارَة باليمَنِ تُضئ مَا وَراءَها، كالزُّجاج تُسَمَّى البَلَقَ. وَفِي أَمْثالِهم: طَلَبَ الأَبلقَ العَقُوقَ، أَي: طَلَبَ مَا لَا يُمْكِنُ لأَنَّ الأبْلَقَ: الذَّكَرُ، والعَقُوقَ: الحامِلُ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
(طَلَبَ الأَبلَقَ العَقوقَ فلمّا ... لم يَنَلْهُ أَرادَ بَيْضَ الأنوقِ)
وَقد مَضى ذلِكَ فِي تَرْجَمة أَن ق. أَو الأَبْلقُ العَقُوق: الصَّبحُ ة لأَنَّه يَنْشَقُّ، مِن عَقَّه: إِذا شَقه وسَيَأتِي. وبلَيْقٌ كزُبَيْرٍ: مَاء لبَني أبِي بكرٍ وَبني قُرَيْطٍ. وبُلَيْقٌ: اسمُ فَرَس سَبّاق، وَمَعَ ذلِكَ كَانَ) يُعابُ نَقَله الجَوْهَرِي فقَالوا فِي المَثَل: يَجْرِى بُلَيْق ويُذَمُّ وبُلَيْقٌ: تَصْغِيرُ تَرْخِيم لأَبْلَقَ، يُضْرَبُ فِي المُحْسِنِ يُذَم. والأبْلَقُ الفَرْدُ: حِصنٌ للسَّمَوْألِ بن عادِيا اليَهُودِيِّ، قِيلَ: بناهُ أَبُوه عادِيا، وَفِيه يقُول:
(بَنَى لي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً ... وعَيْناً كُلَّما شِئْت اسْتَقَيتُ) (وأطماً تَزْلَقُ العِقْبانُ عَنه ... إِذا مَا ضَامَنِي أَمْرٌ أَبَيْتُ)
وقالَ أَيضاً:
(هُوَ الأبْلَقُ الفَردُ الَّذِي سارَ ذِكْرُه ... يَعِز عَلَى مَنْ رامَهُ ويَطُولُ)
أَو بَناه سُلَيْمانُ بنُ داوُدَ عَلَيْهِ وعَلَى أَبِيه السَّلامُ بأَرْضِ تَيماءَ هكَذا ذَكَره الأَعْشى، فقالَ:
(وَلَا عادِيَا لم يَمْنَع المَوْتَ مالُه ... ووِرْدٌ بتَيْماءَ اليَهُودِيِّ أَبْلَقُ)

(بَناهُ سُلَيْمانُ بنُ داوُدَ حِقْبَةً ... لَهُ أَزَجٌ حُمٌّ وطَيٌّ مُوَثَّقُ)
وإِنَّما قِيلَ لَهُ: الأَبْلَقُ، لأَنَّهُ كَانَ فِي بِنائِه بياضٌ وحُمْرَة، وقِيلَ: لأَنه بني من حِجارَة مُخْتَلفةِ الألْوان وقَصدَتْهُ الزَّباّءُ مَلِكَة الجَزِيرَةِ فعَجَزَت عَنهُ، وَعَن مارِدٍ: حِصْنٍ آخرَ تَقَدَّم ذِكْرُه فقالَتْ: تَمَرَدَ مارِدٌ، وعَزَ الأَبلقُ فسَيرَتْهُ مثلا. وبَلْقاءُ: د، بالشّام وَفِي سيرَةِ الشّاميّ أَنَّها مَقْصورة، وَعليه فتُكْتَب بالياءِ، وَوَقع فِي نُورِ النَبْراسِ أَنَّها بالمَدِّ، وَعَلِيهِ فترْسمُ بالأًلِفِ وبَعدَها همزَة.
قلتُ: والقولُ الأَخِيرُ هُوَ الصوابُ، وَهِي: كُورةٌ مشتملةٌ على قُرى كَثِيرَة، ومَزارِع واسِعَةٍ، وأَنشَدَ ابنُ بريّ لحَسّان:
(انْظُرْ خَلِيلِي ببابِ جِلِّقَ هَل ... تُؤْنِسُ دُونَ البَلقاءَ من أحَدِ)
وبلقاءُ: ماءٌ لبَنِي أَبِي بَكرٍ وبَنِي قُرَيْطٍ، وَكَذَلِكَ بُلَيْق، وَقد تقَدم. والبَلْقاءُ: فَرَس للأَحْوَصَ بنِ جَعْفَر، وأخْرَى لعَيْزارَةَ هكَذا فِي النُّسَخ، والصّوابُ كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ: لابنِ عَيْزارَةَ، وَهُوَ قَيْسُ بنُ عَيْزارَةَ الهُذَلِيُّ، أحَدُ الشُّعَراءَ. والبَلُّوقَةُ، كعَجورَةٍ، ويضَمُّ نَقَلَهُما أَبو عَمْرو، وقالَ: هِيَ المَفازَة وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رُبما قالُوا: بُلوقَةٌ بالضمِ، وَالْفَتْح أَكثرُ وَهِي: الأَرْض المُسْتوِيَةُ اللَّيَنة قَالَ الأَصْمَعِيّ: أَو الرَّمْلَةُ الَّتِي لَا تُنبِتُ إِلاّ الرُّخامَي والثِّيران تُولعُ بِهِ، وتحفِرُ أصولَه فتأكل عروقاً فِيهِ، قَالَ ذُو الرمةِ يصف ثوْراً:
(يرُودُ الرُّخامَى لَا يرى مُسترَادَهُ ... ببَلُّوقَةٍ إِلَّا كثِيرَ المَحَافِرِ)
أَراد أَنه يستثيرُ الرُّخامي وَهِي البُقْعَةُ الَّتِي ليسَ بهَا شَجَرٌ، وَلَا يُنْبِتُ شَيْئاً البَتَّةً وقِيلَ: هِيَ قَفرٌ)
من الأَرْضِ لَا يَسْكُنُها إِلاّ الجِنّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّبارِيتُ: الأَرَضُونَ الَّتِي لَا شَيْء فِيها، وكذلِكَ البَلالِيقُ والمَوامِي، وقالَ أَبو خَيرَةَ: البَلُّوقَةُ: مكانٌ صُلْب بينَ الرِّمالِ، كأَنَّه مَكْنُوسٌ، تَزْعُم الأعْرابُ أَنه مَساكِنُ الجِنِّ، وقالَ الفرّاءُ: البَلُّوقَةُ: أَرْضٌ واسِعَةٌ مُخْصِبَة، لَا يُشارِكُكَ فِيها أَحَدٌ، يُقال: ترَكْتهم فِي بَلوقَةٍ منَ الأَرْضَ. كالبَلُّوق، كتنورٍ، ج: بَلالِيقُ قالَ الْأسود بنُ جَعْفَر: ... ثمَّ ارْتعَينَ البَلالِقَا والبَلوقَةُ: ع، بناحِيَةِ البَحْرَيْنِ فَوق كاظمَةَ قالَ ابنُ دُرَيدٍ: يَزْعُمُونَ أَنه من مَساكِنِ الجِنِّ، وَقد جَمَعَها. هكَذا فِي النُّسَخ، وكأَنَّه نَظَر إِلى لَفظِ البَلُّوقَة لَا المَوْضِع عُمارَةُ بنُ طارِقٍ ويُقالُ: عُمارَةُ بنُ أَرْطاةَ عَلىَ بَلالِقَ فقالَ: فوَرَدَتْ من أَيْمَنِ البَلالِقِ ويُرْوَى: البلائِقِ. وبلِقَ الرَّجُلُ، كفرح: إِذا تَحَيرَ ودَهِشَ. وبلَقَ كنَصَر بُلُوقاً أَي: أَسْرَعَ عَن ابْن عَباّدِ. قالَ: وبَلَقَ السَّيل الأَحْجارَ: إِذا جَحَفَها ونَصُّ المُحيطِ: اجْتَحَفَها. وبلَقَ البابَ: فتَحَهَ كُلّهُ يَبْلُقُه بَلْقاً، وقِيلَ: مَرَّ زَيْدُ بنُ كُثْوَةَ بقَوْم، فقالُوا: مِنْ أَينَ. فقالَ: أتَيْتُ بنِي فُلانٍ فِي وَلِيمَةٍ، فبُلِقَ البابُ، فانْدَمَقَ فِيهِ سرعانُ النَّاس، فانْدَمَقْتُ فِيهِ، فدُلِظَ فِي صَدْرِي، وكانَ دَخَلَ البَصْرَةَ، فصادَفَ قَوْماً يَدْخُلُونَ دَار الْعرس، فأَراد أَنْ يَدْخُلَ. أَو: فَتَحَهُ فَتْحاً شَدِيداً، كأَبلَقَه فانبَلَقَ نَقلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد رَجُل من الشرُّاةِ:
(سوْداءُ حالِكَةٌ أَلْقَتْ مَراسِيَها ... فالحِصْنُ مُنْثَلِمٌ وَالْبَاب مُنْبلِقُ)
وقِيلَ: بَلَقَ البابَ: إِذا أَغْلَقَه قَالَ ابنُ فَارس: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عندِي، فهُو ضِد. وقالَ أَبو عَمرو: بَلق الجارِيَة بَلْقاً: فَتَحَ كُعْبَتَها، أَي: افْتَضَّها وأَزالَ عُذْرَتَها، قَالَ: أَنْشَدَنِي فَتى من الْحَيّ: رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهْ قَدْ كانَ مَخْتُوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ وبالِقانُ، بكسرِ الّلام: ة، بمَرْوَ خَرِبَتْ وانْدَرَسَت، وبقِي النًّهْرُ مُضافاً إِليها، وباؤُها فارِسِيَّةٌ بثلاثِ نُقَطٍ من تَحْت، مِنْهَا: أَبو الفَتْح محمَّدُ بنُ أَبي حَنِيفَةَ النُّعْمان بنِ محمًّدِ بنِ أبي عاصِم، المَعْروفُ بابنِ أَبي حَنِيفَةَ، من المتَفَننِّين، مَاتَ بهراةَ سنة.
وبَيْلَــقانُ، بفَتحِها: د، قُرْبَ دَربَندَ وَبَاب الأَبواب، بَناه بَيْلقان ابنُ أَرْمِيني بنِ لَنْطَى بنِ يونانَ، مِنْهَا: أَبُو المَعالِي عبد المَلِكِ بنُ عَبْدِ البيْلَقانِيُّ، سَمِعَ بببغْدادَ أَبا جَعْفَر بنَ المُسْلمَةِ، توفِّي بِبَلَدِهِ)
سنة،. وأَبْلَقَ الفَحْلُ: وَلَدَ وُلْداً بُلْقاً عَن الزّجاج. والتَّبْلِيقُ: إِصْلاحُ البِئْرِ السَّهْلَة بتَوابِيتَ من سَاج. وَهُوَ من قَوْلهم: رَكِيَّةٌ مُبلَّقَةٌ كمُعَظَّمَةٍ، أَي: مُصلَحَةٌ. وابْلقَ الفرَسُ ابْلقاقاً، وابْلاقَ ابْلِيقَاقاً: صارَ أَبلَقَ قالَ ابنُ دُرَيْدِ: لَا يعرَف فِي فِعْلِه غَيْرُهما، وَقد أَشرنا إِليه آنِفا. وابلَنْقَقَ الطَّرِيقُ: وَضَحَ من غَيْره نقَلَه الصّاغاني. قَالَ: والتَرْكِيبُ يدُلُ على الْفَتْح، وَقد يسْتَبْعَدُ البلَقُ فِي الأَلْوانِ، وَهُوَ قَرِيبٌ، وذلِك أَنَّ البَهِيمَ مُشْتَق من البابِ الْمُبْهم، وإِذا أبْيضَّ بعضه فَهُوَ كَالشَّيْء يفتح.
وَمِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ: البَلِقُ، كوجِلٍ: الذِّي بَرِقَتْ عينُه وحارَتْ. ويُقال فِي الشَّتم: حَلْقَى بَلقى.
وابْلَوْلَقَ الدَّابَّةُ ابلِيلاقاً، مثل ابلَقَّ. وَقَالَ الخلِيلُ: البالُوقَة: لُغَة فِي البالوعَةِ. والبُلْقُ، بالضمِّ: اسْم موْضعٍ، قَالَ:
(رَعَتْ بمُعَقِّبٍ فالبُلقِ نبتاً ... أَطارَ نَسِيلَها عَنها فطَارَا)
وبَلقَ كِذْبَةً حَرْشاءَ: صَنَعَها وزَوَّقَها، كَذَا فِي نَوادِرِ الأَعْرابَ. وبَلَقَ ظهْرَه بالسَّوْطِ: إِذا قطعَه، كَذَا فِي النَّوادِرِ أَيضاً. وبُلاق، كغُرابٍ، والعامَّةُ تقولُ: بُولاق، كطوبار: مَدِينة كَبِيرَة على ضَفّةَ النيلِ، على فَرْسَخٍ من مصر.

يَوَنُ

يَوَنُ، محركةً: ة باليمن.
ويَوانُ: ة ببابِ أصبهَانَ.
ويونانُ، بالضم: ة بِبَعْلَبَكَّ، وأخْرَى بين بَرْذَعَةَ وبَيْلَــقانَ.
واليُونانيُّونَ: جِيلٌ انْقَرَضُوا.

البَلَمُ

البَلَمُ، محرَّكةً: صِغارُ السَّمَكِ.
وبَلَمَتِ الناقة
وأبْلَمَتْ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ.
والبَلَمَةُ، محرَّكةً: الضَّبَعَةُ، أو وَرَمُ الحَياءِ من شِدَّةِ الضَّبَعَةِ،
كالبَلَمِ، ووَرَمُ الشَّفَةِ
والأبْلَمُ: الغليظُ الشَّفَتَيْنِ، وبَقْلَةٌ لها قُرونٌ كالباقِلَّى، وخُوصُ المُقْلِ، ويُثَلَّثُ أوَّلُه،
كالإِبْلَمَةِ، مُثَلَّثَةَ الهَمْزَةِ واللامِ،
والمالُ بينَنا شِقَّ الأبْلُمَةِ، أي: نصْفَيْنِ.
والبَيْلَمُ، كحَيْدَرٍ: قُطْنُ البَرْدِيِّ، وبَيْرَمُ النَّجَّارِ، وجَوْزُ القُطْنِ، وقُطْنُ القَصَبِ. وكمُحْسِنٍ: الناقةُ لا تَرْغُو من شِدَّةِ الضَّبَعَةِ،
كالمِبْلامِ، والبِكْرُ التي لم تُنْتَجْ، ولا ضَرَبَها الفَحْلُ.
والتَّبْليمُ: التَّقْبيحُ،
كالإِبْلامِ.
وبَيْلَــمانُ: ع باليَمنِ أو بالسِّنْدِ أو بالهِنْدِ، منه السُّيوفُ البَيْلَمانِيَّةُ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ البَيْلَمانِيِّ: مَوْلَى عُمَرَ بن الخطَّابِ، رضي الله تعالى عنه.
والإِبْليمُ، بالكسر: العَنْبَرُ، والعَسَلُ.
وأبْلَمَ: سَكَتَ.
والبَلْماءُ: لَيْلَةَ البَدْرِ. وكغُرابٍ: أخْضَرُ الحَمْضِ.

الكِيرُ

الكِيرُ، بالكسر: زِقٌّ يَنْفُخُ فيه الحَدَّادُ، وأما المَبْنِيُّ من الطينِ، فَكُورٌ
ج: أكْيارٌ وكِيَرَةٌ، كعِنَبَةٍ، وكِيرانٌ، وجَبَلٌ،
وع بالبادِيَةِ،
ود بينَ تَبْريزَ وبَيْلَــقانَ.
والكَيِّرُ، كسَيِّدٍ: الفَرَسُ يَرْفَعُ ذَنَبَهُ في حُضْرِهِ.
وفِعْلُهُ: الكِيارُ، بالكسر، وهو من كارَ يَكيرُ أو يَكُورُ.

البَلَقُ

البَلَقُ، محرَّكةً: سَوادٌ وبياضٌ،
كالبُلْقَةِ، بالضم، وارْتفاعُ التَّحْجِيلِ إلى الفَخِذَيْنِ.
وقد بَلِقَ، كفرِحَ وكرُمَ، بَلَقاً، وابْلَقَّ، فهو أبْلَقُ، وهي بَلْقاءُ،
و=: الفُسْطاطُ، والحُمْقُ الغيرُ الشديدِ، والرُّخامُ، والبابُ، وحِجارةٌ باليَمنِ تُضيءُ ما وراءَها كالزُّجاجِ.
و"طَلَبَ الأبْلَقَ العَقُوقَ"، أي: ما لا يُمْكِنُ، لأَن الأبْلَقَ: الذَّكَرُ، والعَقُوقَ: الحامِلُ، أو الأبْلَقُ العَقوقُ: الصُّبْحُ، لأَنه يَنْشَقُّ، من عَقَّهُ: شَقَّهُ. وكزُبَيرٍ: ماءٌ، وفرسٌ سَبَّاقٌ ومع ذلك كان يُعابُ، فَقالوا:
"يَجْري بُلَيْقُ ويُذَمُّ بُلَيْقُ": يُضْرَبُ في المُحْسِن يُذمُّ.
والأبْلَقُ الفَرْدُ: حِصْنٌ للسَمَوْألِ بنِ عادِيا، بناهُ أبوهُ، أو سُليمانُ، عليه السلام، بأرْضِ تَيْماءَ، وقَصَدَتْهُ الزَّبَّاءُ، فَعَجَزَتْ عنهُ وعنْ مارد، فَقَالَتْ: "تَمَرَّدَ مارِدٌ وعَزَّ الأبْلَقُ".
وبَلْقاءُ: د بالشامِ، وماءٌ لبَني أبي بَكْرٍ، وفَرَسٌ للْأَحْوَصِ بنِ جَعْفَرٍ، وأُخْرَى لعَيْزارَةَ.
والبَلُّوقةُ، كعَجُّورةٍ ويُضَمُّ: المَفازةُ، والأرضُ المُسْتَوِيَةُ اللَّيِّنَةُ، أو التي لا تُنْبِتُ إلا الرُّخامَى، أو البُقْعَةُ لا تُنْبِتُ البَتَّةَ،
كالبَلُّوقِ، كتَنُّورٍ، ج: بلاَليقُ،
وع بناحيةِ البَحْرَيْنِ فوقَ كاظِمَةَ، يَزْعُمونَ أنه من مَساكِنِ الجِنِّ، وجَمَعَها عُمارةُ بنُ طارِقِ، فقال:
فَوَرَدَتْ من أيْمَنِ البَلالِقِ.
وبَلِقَ، كفَرِحَ: تَحَيَّرَ. وكنَصَرَ بُلوقاً: أسْرَعَ،
وـ السَّيْلُ الأحْجارَ: جَحَفَها،
وـ البابَ: فَتَحَه كلَّه، أو فَتْحاً شديداً،
كأَبْلَقَه فانْبَلَقَ، وأغْلَقَهُ، ضِدٌّ،
وـ الجاريَةَ: افْتَضَّها.
وبالِقانُ، بكسر اللامِ: ة بمَرْوَ.
وبَيْلَــقانُ، بفتحها: د قُرْبَ دَرْبَنْدَ.
وأبْلَقَ الفَحْلُ: وَلَدَ بُلْقاً.
والتَّبْلِيقُ: إصْلاحُ البِئرِ السَّهْلَةِ بِتَوابِيتَ من ساجٍ.
ورَكِيَّةٌ مُبَلَّقَةٌ: مُصَلَّحَةٌ.
وابْلَقَّ الفرسُ إبْلِقاقاً،
وابْلاقَّ: صار أبْلَقَ.
وابْلَنْقَقَ الطريقُ: وَضَحَ من غيرِه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.