راوند ذكر: راوند طويل (بوشر).
راوند ذكر: راوند طويل (بوشر).
كــند: كَــنَدَ يَكْــنُدُ كُنوداً: كَفَرَ النِّعْمَة؛ ورجل كنَّادٌ
وكَنُودٌ. وقوله تعالى: إِن الإِنسان لِرَبِّه لَكَنُود؛ قيل: هو الجَحُود وهو
أَحسن، وقيل: هو الذي يأْكُل وحْدَه ويمْنَعُ رِفْدَه ويَضْرِب عَبْده.
قال ابن سيده: ولا أَعرف له في اللغة أَصلاً ولا يسوغ أَيضاً مع قوله لربه.
وقال الكلبي: لَكَنود، لَكَفور بالنعمة؛ وقال الحسن: لَوَّام لربه
يَعُدُّ المصيباتِ ويَنْسى النِّعَم؛ وقال الزجاج: لكنود، معناه لكفور يعني
بذلك الكافر. وامرأَة كُــنُدٌ وكَنُود: كَفور للمواصلة؛ قال النمر بن تولب
يصف امرأَته:
كَنُودٌ لا تَمُنُّ ولا تُفادِي،
إِذا عَلِقَتْ حَبائِلُها بِرَهْنِ
وقال أَبو عمرو: كَنُود كَفور للمودّة. وكَــنَدَــه أَي قطَعَه؛ قال
الأَعشى:
أَمِيطِي تُمِيطِي بِصُلْبِ الفؤاد
وَصُول حِبالٍ وكَنَّادها
وأَرض كَنُود: لا تُنْبِتُ شيئاً.
وكِــنْدَــةُ: أَبو قبيلة من العرب، وقيل: أَبو حيّ من اليمن وهو كَــنْدَــةُ
بن ثَوْرٍ. وكَنُودٌ وكنَّاد وكُنادة: أَسماء.
قــند: القَــنْدُ والقَــنْدَــةُ والقِــنْدِــيدُ كله: عُصارة قصَب السُّكَّر
إِذا جَمُدَ؛ ومنه يتخذ الفانيذُ. وسويق مَقْنُودٌ ومُقَــنَّدٌ: معمول
بالقِــنْدِــيدِ، قال ابن مقبل:
أَشاقَكَ رَكْبٌ ذو بَناتٍ ونِسْوَةٍ
بِكِرْمانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَــنَّدا
(* قوله «يعتفن» في الاساس يسقين.)
والقَــنْدُ: عسَل قصَب السُّكَّرِ.
والقِــنْدِــدُ: حال الرجل، حَسَنة كانت أَو قبيحة.
والقِــنْدِــيدُ: الوَرْسُ الجَيَّدُ. والقِــنْدِــيدُ: الخمر. قال الأَصمعي:
هو مثل الإِسْفَِنْطِ؛ وأَنشد:
كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِــنْدِــيدُ
وذكره الأَزهري في الرباعي؛ وقيل: القِــنْدِــيدُ عصير عنب يطبخ ويجعل فيه
أَفواهٌ من الطيب ثم يُفْتَقُ، عن ابن جني، ويقال إِنه ليس بخمرٍ. أَبو
عمرو: هي القِــنْدِــيدُ والطَّابَةُ والطَّلَّةُ والكَسِيسُ والفَقْدُ
وأُمُّ زَنْبَق وأُمُّ لَيْلَى والزَّرْقاءُ للخمر. ابن الأَعرابي: القنادِيدُ
الخُمُورُ، والقناديدُ الحالات، الواحد منها قِــنْدِــيد. والقِــنْدِــيدُ
أَيضاً: العَنْبَرُ؛ عن كراع؛ وبه فسر قول الأَعشى:
بِبابِلَ لم تُعْصَرْ فسالَتْ سُلافَةٌ،
تُخالِطُ قِــنْديداً ومِسْكاً مُخَتَّما
وقَــنْدَــةُ الرِّقاعِ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة. وأَبو
القُــنْدَــينِ: كُنْية الأَصمعي؛ قالوا: كني بذلك لعظم خُصْيَيْه؛ قال ابن سيده: لم
يحك لنا فيه أَكثر من ذلك والقضية تُؤْذن أَن القُــنْد الخُصْية الكبيرة.
وناقة قِــنْدَــأْوَةٌ وجمل قِــنْدَــأْوٌ أَي سرِيعٌ. أَبو عبيدة: سمعت الكسائي
يقول: رجل قِــنْدَــأْوةٌ وسِــنْدَــأْوَةٌ وهو الخفيف؛ وقال الفراء: هي من
النُّوق الجَرِيئةُ. شمر: قِــنْدَــاوة يهمز ولا يهمز. أَبو الهيثم:
قِــنْدَــاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، وكذلك سِــنْداوَةٌ وعِــنْداوَةٌ. الليث: القِــنْدَــأْوُ:
السيءُ الخُلُق والغذاء؛ وأَنشد:
فجاءَ به يُسَوِّقُه، ورُحْنا
به في البَهْم قِــنْدَــأْواً بَطِينا
وقَدُومٌ قِــنْدَــأْوَةٌ أَي حادّة. وغيره يقول: فــندأْوة، بالفاء. أَبو
سعيد: فَأْسٌ فِــنْدَــأْوَةٌ وقِــنْدَــأْوَةٌ أَي حديدة، وقال أَبو مالك: قدوم
قِــندأْوة حادّة.
ندخ: رجل مُــنَدَّــخٌ: لا يبالي ما قال من الفحش ولا ما قيل له.
وتــنَدَّــخَ الرجل: تشبَّع بما ليس عــنده، والله أَعلم.
ســند: السَّــنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي،
والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وكلُّ شيءٍ أَســندتَ إِليه شيئاً،
فهو مُسْــنَد. وقد ســنَدَ إِلى الشيءِ يَسْــنُدُ سُنوداً واستَــنَدَ وتسانَد
وأَسْــنَد وأَســنَدَ غيرَه. ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه
أَي أَســنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد:
سانَدُــوه، حتى إِذا لم يَرَوْه
شُدَّ أَجلادُه على التسنيد
وما يُسْــنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْــنَداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري:
السَّــنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. والسَّــنَدُ: سنود القوم في
الجبل. وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْــنِدْــن في الجبل أَي يُصَعِّدْن،
ويروى بالشين المعجمة وسنذكره. وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَســنَدوا
إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُسَــنَّدة: شُدِّد للكثرة.
وتَسانَدْــتُ إِليه: استَــنَدْــتُ. وساندْــت الرجلَ مسانَدَــةً إذا عاضَدْتَهُ
وكاتَفْتَه. وسَــنَدَ في الجبل يَسْــنُدُ سُنوداً وأَســنَد: رَقِيَ. وفي خبر أَبي
عامر: حتى يُسْــنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر. والمُسْــنَد
والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد:
كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ
وسَــنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَــنَدٌ أَي
معتَمَدٌ.
وأَســنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. وأَســنَد الحديثَ: رفعه. الأَزهري:
والمُسْــنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْــنَد إِلى النبي، صلى الله
عليه وسلم، والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل. والإِسنادِ في الحديث:
رَفْعُه إِلى قائله. والمُسْــنَدُ: الدهر. ابن الأَعرابي: يقال لا آتيه
يَدَ الدهر ويَدَ المُسْــنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً.
وناقة سِنادٌ: طويلة القوائم مُسْــنَدَــةُ السَّنام، وقيل: ضامرة؛ أَبو
عبيدة: الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره: السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر. وناقة
مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب:
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَــةُ القَرَى،
جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ
ويروى مُذَكِّرة ثنيا. أَبو عمرو: ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن
برزج: السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها. وقال الأَصمعي في
المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَــة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها
بعضاً؛ الجوهري: السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها
وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ
جُمالِيَّة: ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها.
والحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل. وأَزَجُّ
الخَطْوِ: واسِعُه. وظَمآنُ: ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو
الكثير المخ، والوَظِيفُ: عظم الساق، والسَّهْوَقُ: الطويل.
والإِسنادُ: إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ
والهَمْلَجَة.
ويقال: سَــنَدْــنا في الجَبل وأَســنَدْــنا جَبَلَها فيها
(* قوله «جبلها
فيها» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك) . وفي
حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسَــندُــوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا
إِليه. يقال: أَســنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه.
والســنَدُ: أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه. ابن
الأَعرابي: السَّــنَدُ ضُروبٌ من البرود. وفي الحديث: أَنه رأَى على عائشة، رضي
الله عنها، أَربعة أَثواب سَــنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث: السَّــندُ
ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق
مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى: سِمْطاً؛ قال العجاج يصف
ثوراً وحشيّاً:
كَتَّانُها أَو ســنَدٌ أَسماطُ
وقال ابن بُزُرخ: الســنَدُ الأَسنادُ
(* قوله «الســند الأسناد» كذا بالأصل
ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن الســند مفرد، وحينئذ فقوله: جبة أسناد
أي من أسناد.)
من الثياب وهي من البرود، وأَنشد:
جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها،
لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ
قال: وهي الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابي: سَــنَّدَ الرجلُ إِذا
لَبِس السَّــنَد وهو ضرب من البرود. وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على
راياتٍ شَتَّى. وفي حديث أَبي هريرة: خرج ثُمامة بن أُثال وفلان
مُتسانِدَــين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُسْــنِدُ على الآخر ويستعين
به.والمُسْــنَدُ: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما
بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد
الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمســند؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل:
هو خط حمير؛ قال أَبو العباس: المُسْــنَدُ كلام أَولاد شيث.
والسِّــنْد: جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهــند، والنسبة
إِليهم سِــنْديّ.
أَبو عبيدة: من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول
عَبِيد بن الأَبرص:
فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ،
كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ
ثم قال:
فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي
وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ
وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال:
وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ
والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول. وروي عن ابن سلام
أَنه قال: السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره.
ومن هذا يقال: خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني
أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير
واحد. قال ابن بُزرُخ: يقال أَســنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل
إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة:
وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ
أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا
ابن سيده: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما: خالف بين الحركات
التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله:
شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ
بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا
وقوله فيها:
أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ،
جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا؟
فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت
قَيْنا مع وينا وهو عيب. قال ابن جني: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة
قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن
الفتحة عــندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك
الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما
تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا
ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة
راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت
بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم
قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود،
وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش
بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم
يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عــندهم عيب، قال:
ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال
الشاعر:
فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ
فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً. قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو
الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية
الأَبيات كالمســند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت
فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم
يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب
القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير
مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت
في ضارب ومضروب؛ قال وقوله:
فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد
الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه
عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ
الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول
الحطيئة:
وهِــنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
قال: ومثله كثير. قال: وقول سيبويه هذا باب المُسْــنَد والمُسْــنَد إِليه؛
المســند هو الجزء الأَول من الجملة، والمســند إِليه الجزء الثاني منها،
والهاء من إِليه تعود على اللام في المســند الأَول، واللام في قوله والمســند
إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المســند، لأَنه
أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب المُسْــنَدِ
والمُسْــنَدِ هُو إِليه. قال الخليل: الكلام سَــنَدٌ ومُسْــنَدٌ، فالسَّــنَدُ كقولك
(* قوله «فالســند كقولك إلخ» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط
فالســند أَو زيادة والمســند). عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَــنَدٌ، ورجل صالح
مُسْــنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في
النون مع الميم:
تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم،
تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن
قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه
عن الخليل.
الكسائي: رجل سِــنْدَــأْوَةٌ وقِــنْدَــأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي
من النُّوق الجريئَة. أَبو سعيد: السِّــنْدَــأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً
تحت العمامة من الدُّهْن.
والأَسْنادُ: شجر. والسَّــندانُ: الصَّلاءَةُ.
والسِّــنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.
وسِــنْدٌ: بلادٌ، تقول سِــنْديٌّ للواحد وسِــندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ
وزِنْجٍ.
والمُسَــنَّدَــةُ والمِسْــنَديَّةُ: ضَرْب من الثياب. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَــنَد؛ قيل: هو نوع من البرود
اليمانِية وفيه لغتان: سَــنَدٌ وسَــنْد، والجمع أَسناد.
وسٍَِــنْدادٌ: موضع. والسَّــنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله:
يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّــنَدِ
والعَلياءُ: اسم بلد آخر. وسِــنداد: اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ
يَعْفُر:
والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِــنداد
جــند: الجُــنْد: معروف. والجُــنْد الأَعوان والأَنصار.
والجُــنْد: العسكر، والجمع أَجناد. وقوله تعالى: إِذ جاءَتكم جنود
فأَرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها؛ الجنود التي جاءَتهم: هم الأَحزاب
وكانوا قريشاً وغَطَفَان وبني قُريظة تحزبوا وتظاهروا على حرب النبي، صلى
الله عليه وسلم، فأَرسل الله عليهم ريحاً كفأَت قدورهم وقلعت فساطيطهم
وأَظعنتهم من مكانهم، والجنود التي لم يروها الملائكة. وجــند مُجَــنَّد: مجموع؛
وكل صنف على صفة من الخلق جــند على حدة، والجمع كالجمع، وفلان جَــنَّدَ
الجنود. وفي الحديث: الأَرواح جنود مُجَــنَّدة فما تعارف منها ائْتَلف وما
تناكر منها اختلف؛ والمجــندة: المجموعة، وهذا كما يقال أَلْف مؤَلفة
وقَناطِيرُ مُقَنطَرَةٌ أَي مُضَعَّفة، ومعناه الإِخبار عن مبدإِ كون الأَرواح
وتقدمها الأَجساد أَي أَنها خلقت أَوّل خلقها على قسمين من ائتلاف
واختلاف، كالجنود المجموعة إِذا تقابلت وتواجهت، ومعنى تقابل الأَرواح ما جعلها
الله عليه من السعادة والشقاوة والأَخلاق في مبدإِ الخلق، يقول: إِن
الأَجساد التي فيها الأَرواح تلتقي في الدنيا فتأْتلف وتختلف على حسب ما خلقت
عليه، ولهذا ترى الخَيَّرَ يحب الخَيِّر ويميل إِلى الأَخيار،
والشِّرِّير يحب الأَشرار ويميل إِليهم. ويقال: هذا جــند قد أَقبل وهؤلاء جنود قد
أَقبلوا؛ قال الله تعالى: جــند مّا هنالك مهزوم من الأَحزاب، فوحَّد النعت
لأَن فقظ الجــند
(* هنا بياض بالأصل ولعل الساقط منه مفرد أو واحد) . . .
وكذلك الجيش والحزب. والجــند: المدينة، وجمعها أَجناد، وخص أَبو عبيدة به
مدن الشام، وأَجناد الشام خمس كور؛ ابن سيده: يقال الشام خمسة أَجناد:
دِمَشْق وحِمْص وقِنَّسْرِين والأُرْدُنُّ وفِلَسْطِين، يقال لكل مدينة
منها جــند؛ قال الفرزدق:
فقلت ما هو إِلا الشام نركبه،
كأَنما الموتُ في أَجناده البَغَر
البَغَر: العطش يصيب الإِبل فلا تروى وهي تموت عنه. وفي حديث عمر: أَنه
خرج إِلى الشام فلقيه أُمراء الأَجناد، وهي هذه الخمسة أَماكن، كل واحد
منها يسمى جُــنْداً أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين. وفي حديث
سالم: سترنا البيت بِجُناديٍّ أَخضر، فدخل أَبو أَيوب فلما رآه خرج إِنكاراً
له؛ قيل: هو جنس من الأَنماط أَو الثياب يستر بها الجدران.
والجَــنَد: الأَرض الغليظة، وقيل: هي حجارة تشبه الطين. والجَــنَد: موضع
باليمن، وهي أَجود كورها، وفي الصحاح: وجَــنَد، بالتحريك، بلد باليمن. وفي
الحديث ذكر الجَــنَد، بفتح الجيم والنون، أَحد مَخاليف اليمن؛ وقيل: هي
مدينة معروفة بها.
وجُنَيْد وجَنَّاد وجُنادة: أَسماء. وجُنادة أَيضاً: حيّ.
وجُــنْدَــيْسابُورُ: موضع، ولفظه في الرفع والنصب سواء لعجمته. وأَجنادانُ
وأَجنادَيْنُ: موضع، النونُ معربة بالرفع؛ قال ابن سيده: وأُرى البناء
قد حكي فيها. ويوم أَجنادَيْنِ: يوم معروف كان بالشام أَيام عمر، وهو موضع
مشهور من نواحي دمشق، وكانت الوقعة العظيمة بين المسلمين والروم فيه.
وفي الحديث: كان ذلك يوم أَجْيادِينَ، وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم وبالياء
تحتها نقطتان، جبل بمكة وأَكثر الناس يقولونه بالنون وفتح الدال المهملة
وقد تكسر.