مجلدان.
لأبي الفضل: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
المتوفى: سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
أفرده من كتابه: (إتحاف المهرة، بأطراف العشرة).
وله: (أطراف المختارة).
مجلد ضخم.
عــند: قال الله تعالى: أَلْقِيا في جهنَّم كلَّ كَفَّارٍ عنيدٍ. قال
قتادة: العنيدُ المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى. وقال تعالى: وخاب كلُّ
جَبَّارٍ عَنيدٍ. عَــنَدَ الرجلُ يَعْــنُد عَــنْداً وعُنُوداً وعَــنَداً: عتا
وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه. ورجل عَنِيدٌ: عانِدٌ، وهو من التجبُّرِ. وفي خطبة
أَبي بكر، رضي الله عنه: وستَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً ومَلِكاً عَنوداً؛
العَنُودُ والعَنِيدُ بمعنىً وهما فَعِيلٌ وفَعُولٌ بمعنى فاعل أَو
مُفاعَل. وفي حديث الدعاء: فَأَقْصِ الأَدْنَيْنَ على عُنُودِهِم عنك أَي
مَيْلِهم وجَوْرِهِم.
وعــنَدَ عن الحق وعن الطريق يَعْــنُدُ ويَعْــنِدُ: مالَ. والمُعانَدَــةُ
والعِنادُ: أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشيء فيأْباه ويميل عنه؛ وكان كفر أَبي
طالب مُعاندة لأَنه عرف وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يقال: تَبِعَ ابن أَخيه، فصار
بذلك كافراً. وعانَدَ مُعانَدَــةً أَي خالف وردَّ الحقَّ وهو يعرفه، فهو
عَنِيدٌ وعانِدٌ. وفي الحديث: إِن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني
جَبَّاراً عنيداً؛ العنيد: الجائر عن القصد الباغي الذي يردّ الحق مع العلم
به. وتعاند الخصمان: تجادلا. وعــندَ عن الشيء والطريق يَعْــنِدُ ويَعْــنُدُ
عُنُوداً، فهو عَنُود، وعَــنِدَ عَــنَداً: تَباعَدَ وعَدل. وناقة عَنُودٌ:
لا تخالطُ الإِبل تَباعَدُ عن الإِبل فترعى ناحية أَبداً، والجمعُ عُــنُدٌ
وعانِدٌ وعانِدَــةٌ، وجمعهما جميعاً عَوانِدُ وعُــنَّدٌ؛ قال:
إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلوني وسَطَا،
إِني كَبيرٌ لا أُطِيقُ العُــنَّدَــا
جمع بين الطاء والدال، وهو إِكفاءٌ. ويقال: هو يمشي وسَطاً لا عَــنَداً.
وفي حديث عمر يذكر سيرته يصف نفسه بالسياسة فقال: إِني أَنهَرُ
اللَّفُوت وأَضُمُّ العَنُود وأُلْحُقُ القَطُوف وأَزْجُرُ العَرُوض؛ قال: العنود
هو من الإِبل الذي لا يخالطها ولا يزال منفرداً عنها، وأَراد: من خرج عن
الجماعة أَعدته إِليها وعطفته عليها؛ وقيل: العَنُود التي تباعَدُ عن
الإِبل تطلب خيار المَرْتَع تتأَنَّفُ، وبعض الإِبل يرتع ما وجد؛ قال ابن
الأَعرابي، وأَبو نصر: هي التي تكون في طائفة الإِبل أَي في ناحيتها. وقال
القيسي: العنود من الإِبل التي تعاند الإِبل فتعارضها، قال: فإِذا
قادتهن قُدُماً أَمامهنَّ فتلك السَّلوف. والعاند: البعير الذي يَجُورُ عن
الطريق ويَعْدِلُ عن القَصْد. ورجلٌ عَنُودٌ: يُحَلُّ عِــنْده ولا يخالط
الناس؛ قال:
ومَوْلًى عَنُودٌ أَلْحَقَتْه جَريرَةٌ،
وقد تَلْحَقُ المَوْلى العنودَ الجرائرُ
الكسائي: عــنَدَــتِ الطَّعْنَةُ تَعْــنِدُ وتَعْــنُد إِذا سال دمها بعيداً
من صاحبها؛ وهي طعنة عاندة. وعَــنَدَ الدمُ يَعْــنُِد إِذا سال في جانب.
والعَنودُ من الدوابّ: المتقدّمة في السير، وكذلك هي من حمر الوحش. وناقة
عنود: تَنْكُبُ الطريقَ من نشاطها وقوّتها، والجمع عُــنُدٌ وعُــنَّدٌ. قال
ابن سيده: وعــندي أَن عُــنَّداً ليس جمع عَنُودٍ لأَن فعولاً لا يكسر على
فُعَّل، وإِنما هي جمع عانِدٍ، وهي مماتة. وعانِدَــةُ الطريق: ما عُدِلَ عنه
فَعَــنَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
فإِنَّكَ، والبُكا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍو،
لَكَالسَّاري بِعانِدَــة الطريقِ
يقول: رُزِئْتَ عظيماً فبكاؤك على هالك بعده ضلال أَي لا ينبغي لك أَن
تبكي على أَحد بعده. ويقال: عانَدَ فلان فلاناً عِناداً: فَعَلَ مِثْلَ
فعله. يقال: فلان يُعانِدُ فلاناً أَي يفعل مثل فعله، وهو يعارضه
ويُباريهِ. قال: والعامة يفسرونه يُعانِدُــه يَفْعَلُ خِلافَ فعله؛ قال الأَزهري:
ولا أَعرف ذلك ولا أَثبته.
والعَــنَدُ: الاعتراض؛ وقوله:
يا قومِ، ما لي لا أُحِبُّ عَنْجَدَهْ؟
وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَهْ،
حُبَّ الحُبارَى ويَزِفُّ عَــنَدَــهُ
ويروى يَدُقُّ أَي معارَضةَ الولد؛ قال الازهري: يعارضه شفقة عليه.
وقيل: العَــنَدُ هنا الجانب؛ قال ثعلب: هو الاعتراض. قال: يعلمه الطَّيَرانَ
كما يعلم العُصْفُورُ ولَدَه، وأَنشده ثعلب: وكلُّ خنزيرٍ. قال الأَزهري:
والمُعانِدُ هو المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ، وهذا الذي تعرفه
العوام، وقد يكون العِنادُ معارضةً لغير الخلاف، كما قال الأَصمعي واستخرجه من
عَــنَدِ الحُبارى، جعله اسماً من عانَدَ الحُبارى فَرْخَه إِذا عارضه في
الطيران أَوّلَ ما ينهض كأَنه يعلمه الطيران شفقة عليه.
وأَعْــنَدَ الرجلُ: عارَضَ بالخلاف. وأَعْــنَدَ: عارَض بالاتفاق. وعانَدَ
البعيرُ خِطامَه: عارضَه. وعانَدَــه معانَدَــةً وعِناداً: عارَضَه؛ قال
أَبو ذؤيب:
فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ وماؤُه
بَثْرٌ، وعانَدَــه طريقٌ مَهْيَعُ
(* قوله «وماؤه بثر» تفسير البثر بالموضع لا يلاقي الإخبار به عن قوله
ماؤه، ولياقوت في حل هذا البيت أنه الماء القليل وهو من الأضداد اهـ. ولا
ريب ان بثراً اسم موضع إلا أنه غير مراد هنا) افتنهن من الفَنّ، وهو
الطرْدُ، أَي طَرَدَ الحِمارُ أُتُنَه من السَّواءِ، وهو موضع، وكذلك بَثْرٌ.
والمَهْيَعُ: الواسع.
وعَقَبَةٌ عَنُودٌ: صَعْبَةُ المُرْتَقى. وعَــنَدَ العِرْقُ وعَــنِدَ
وعَــنُدَ وأَعْــنَدَ: سال فلم يَكَدْ يَرْقَأُ، وهو عِرْقٌ عاندٌ؛ قال عَمْرُو
بنُ مِلْقَطٍ:
بِطَعْنَةٍ يَجْري لَها عانِدٌ،
كالماءِ مِنْ غائِلَةِ الجابِيَهْ
وفسر ابن الأَعرابي العانِدَ هنا بالمائل، وعسى أَن يكون السائل فصحفه
الناقل عنه.
وأَعْــنَدَ أَنْفُه: كَشُرَ سَيَلانُ الدمِ منه. وأَعْــنَدَ الَقيْءَ
وأَعْــنَدَ فيه إِعناداً: تابعه. وسئل ابن عباس عن المستحاضة فقال: إِنه
عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضَةٌ من الشيطان؛ قال أَبو عبيد: العِرْقُ العانِدُ
الذي عَــنَدَ وبَغى كالإِنسان يُعانِدُ، فهذا العرق في كثرة ما يخرج منه
بمنزلته، شُبِّهَ به لكثرة ما يخرج منه على خلاف عادته؛ وقيل: العانِدُ الذي
لا يرقأُ؛ قال الراعي:
ونحنُ تَرَكْنا بالفَعاليِّ طَعْنَةً،
لها عانِدٌ، فَوقَ الذِّراعَينِ، مُسْبِل
(* قوله «بالفعالي» كذا بالأَصل)
وأَصله من عُنودِ الإِنسان إِذا بَغى وعَــنَدَ عن القصد؛ وأَنشد:
وبَخَّ كلُّ عانِدٍ نَعُورِ
والعَــنَدُ، بالتحريك: الجانب. وعانَدَ فلانٌ فلاناً إِذا جانبه. ودَمٌ
عانِدٌ: يسيل جانباً. وقال ابن شميل: عَــنَدَ الرجل عن أَصحابه يَعْــنُدُ
عُنُوداً إِذا ما تركهم واجتاز عليهم. وعَــنَدَ عنهم إِذا ما تركهم في سفر
وأَخَذَ في غيرِ طريقهم أَو تخلف عنهم. والعُنُودُ: كأَنه الخِلافُ
والتَّباعُدُ والترك؛ لو رأَيت رجلاً بالبصرة من أَهل الحجاز لقلت: شَدَّ ما
عَــنَدْــتَ عن قومك أَي تباعدت عنهم. وسحابة عَنُودٌ: كثيرة المطر، وجمعه
عُــنُدٌ؛ وقال الراعي:
دِعْصاً أَرَذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُــنُدُ
وقِدْحٌ عَنُودٌ: وهو الذي يخرج فائزاً على غير جهة سائرِ القداح.
ويقال: اسْتَعْــنَدَــني فلان من بين القوم أَي قَصَدَني.
وأَما عِــنْدَ: فَحُضُورُ الشيءِ ودُنُوُّه وفيها ثلاث لغات: عِــنْدَ
وعَــنْدَ وعُــنْدَ، وهي ظرف في المكان والزمان، تقول: عِــنْدَ الليلِ وعِــنْدَ
الحائط إِلا أَنها ظرف غير متمكن، لا تقول: عِــنْدُــك واسعٌ، بالرفع؛ وقد
أَدخلوا عليه من حروف الجر مِنْ وحدها كما أَدخلوها على لَدُنْ. قال تعالى:
رحمةً من عِــندنا. وقال تعالى: من لَدُنَّا. ولا يقال: مضيت إِلى عِــنْدِــك
ولا إِلى لَدُنْكَ؛ وقد يُغْرى بها فيقال: عِــنْدَــكَ زيداً أَي خُذْه؛ قال
الأَزهري: وهي بلغاتها الثلاث أَقْصى نِهاياتِ القُرْبِ ولذلك لم
تُصَغَّرْ، وهو ظرف مبهم ولذلك لم يتمكن إِلا في موضع واحد، وهو أَن يقول
القائل لشيء بلا علم: هذا عِــنْدي كذا وكذا، فيقال: ولَكَ عِــنْدٌ؛ زعموا أَنه
في هذا الموضع يراد به القَلْبُ وما فيه مَعْقُولٌ من اللُّبِّ، وهذا غير
قوي. وقال الليث: عِــنْد حَرْفٌ صِفَةٌ يكون مَوْضعاً لغيره ولفظه نصب
لأَنه ظرف لغيره، وهو في التقريب شبه اللِّزْقِ ولا يكاد يجيء في الكلام
إِلا منصوباً لأَنه لا يكون إِلا صفةً معمولاً فيها أَو مضمراً فيها فِعْلٌ
إِلا في قولهم: ولَكَ عــندٌ، كما تقدم؛ قال سيبويه: وقالوا عِــنْدَــكَ:
تُحَذّرُه شيئاً بين يديه أَو تأْمُرُه أَن يتقدم، وهو من أَسماء الفعل لا
يتعدى؛ وقالوا: أَنت عِــنْدي ذاهبٌ أَي في ظني؛ حكاها ثعلب عن الفراء.
الفراء: العرب تأْمر من الصفات بِعَلَيْكَ وعِــنْدَــك ودُونَك وإِلَيْكَ،
يقولون: إِليكَ إِليكَ عني، كما يقولون: وراءَكَ وراءك، فهذه الحروف كثيرة؛
وزعم الكسائي أَنه سمع: بَيْنَكما البعيرَ فخذاه، فنصب البعير وأَجاز ذلك في
كل الصفات التي تفرد ولم يجزه في اللام ولا الباء ولا الكاف؛ وسمع
الكسائي العرب تقول: كما أَنْتَ وزَيْداً ومكانَكَ وزيْداً؛ قال الأَزهري:
وسمعت بعض بني سليم يقول: كما أَنْتَني، يقول: انْتَظِرْني في مكانِكَ.
وما لي عنه عُــنْدَــدٌ وعُــنْدُــدٌ أَي بُدٌّ؛ قال:
لَقَدْ ظَعَنَ الحَيُّ الجميعُ فأَصْعَدُوا،
نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يَفْعَلُ اللَّهُ عُــنْدُــدُ
وإِنما لم يُقْضَ عليها أَنها فُنْعُلٌ لأَن التكرير إِذا وقع وجب
القضاء بالزيادة إِلا أَن يجيء ثَبَتٌ، وإِنما قضى على النون ههنا أَنها أَصل
لأَنها ثانية والنون لا تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ.
وما لي عنه مُعْلَــنْدَــدٌ أَيضاً وما وجدت إِلى كذا مُعْلَــنْدَــداً أَي
سبيلاً. وقال اللحياني: ما لي عن ذاك عُــنْدَــدٌ وعُــنْدُــدٌ أَي مَحِيص. وقال
مرة: ما وجدت إِلى ذلك عُــنْدُــدُاً وعُــنْدَــداً أَي سبيلاً ولا ثَبَتَ هنا.
أَبو زيد: يقال إِنَّ تَحْتَ طريقتك لَعِــنْدَــأْوَةً، والطريقةُ: اللّينُ
والسكونُ، والعِــنْدَــأْوَةُ: الجَفْوَةُ والمَكْرُ؛ قال الأَصمعي: معناه
إِن تحت سكونك لَنَزْوَةً وطِماحاً؛ وقال غيره: العِــنْدَــأْوَةُ الالتواء
والعَسَرُ، وقال: هو من العَداء، وهمزه بعضهم فجعل النون والهمزة زائدتين
(* قوله «النون والهمزة زائدتين» كذا بالأصل وفيه يكون بناء عــندأوة
فنعالة لا فنعلوة) على بِناءِ فِنْعَلْوة، وقال غيره: عِــنْداوَةٌ
فِعْلَلْوَة.وعانِدانِ: واديان معروفان؛ قال:
شُبَّتْ بِأَعْلى عانِدَــيْنِ من إِضَمْ
وعانِدينَ وعانِدونَ: اسمُ وادٍ أَيضاً. وفي النصب والخفض عاندين؛ حكاه
كراع ومثّله بِقاصِرينَ وخانِقِينَ ومارِدين وماكِسِين وناعِتِين، وكل
هذه أَسماء مواضع؛ وقول سالم بن قحفان:
يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ،
لاحِقَةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ
يعني بعيدة المِرْفَقِ من الزَّوْرِ. والعَوْهَقُ: الخُطَّافُ
الجَبَلِيُّ، وقيل: الغراب الأَسود، وقيل: الثَّوْرُ الأَسود، وقيل:
اللاَّزَوَرْدُ.
وطَعْنٌ عَــنِدٌ، بالكسر، إِذا كان يَمْنَةً ويَسْرَةً. قال أَبو عمرو:
أَخَفُّ الطَّعْن الوَلْقُ، والعانِدُ مثله.
ندب: الــنَّدَــبَةُ: أَثَرُ الجُرْح إِذا لم يَرْتَفِعْ عن الجلد، والجمع
نَدَــبٌ، وأَــنْدابٌ ونُدُــوبٌ: كلاهما جمع الجمع؛ وقيل: الــنَّدَــبُ واحد،
والجمع أَــنْدابٌ ونُدُــوبٌ، ومنه قول عمر، رضي اللّه عنه: إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ، فإِنه لا بُدَّ من أَن يَنْتَدِبَ أَي يَظْهَرَ يوماً ما؛ وقال الفرزدق:
ومُكَبَّلٍ، تَرَك الـحَديدُ بساقِهِ * نَدَــباً من الرَّسَفانِ في الأَحجالِ
وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وإِنَّ بالـحَجَر نَدَــباً سِتَّـةً أَو سبعةً مِن ضربه إِياه؛ فَشَبَّه أَثر الضرب في الـحجَر بأَثر الجَرْح. وفي حديث مُجاهد: أَنه قرأَ سِـيماهُمْ في وُجوههم من أَثر السُّجود؛ فقال: ليس بالــنَّدَــب، ولكنه صُفْرَةُ الوَجْهِ والخُشُوعُ؛ واستعاره بعضُ الشعراء للعِرْضِ، فقال:
نُبِّئْتُ قافيةً قِـيلَتْ، تَناشَدَها * قومٌ سأَتْرُكُ، في أَعْراضِهِم، نَدَــبا
أَي أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ، فيُغادِرُ فيها ذلك الجَرْحُ نَدَــباً.
ونَدِــبَ جُرْحُه نَدَــباً، وأَــنْدَــبَ: صَلُبَتْ نَدَــبَتُه. وجُرْحٌ نَديبٌ: مَــنْدُــوبٌ. وجُرْحٌ نَديبٌ أَي ذو ندَــبٍ؛ وقال ابن أُم حَزْنَةَ يَصِفُ طَعْنة:
فإِن قَتَلَتْه، فلَم آلهُ * وإِنْ يَنْجُ منها، فَجُرْحٌ نَديبْ
ونَدِــبَ ظَهْرُه نَدَــباً ونُدوبةً، فهو نَدِــبٌ: صارت فيه نُدُــوبٌ.
وأَــنْدَــبَ بظَهْره وفي ظَهْره: غادرَ فيه نُدوباً.
ونَدَــبَ الميتَ أَي بكى عليه، وعَدَّدَ مَحاسِنَه، يَــنْدُــبه نَدْــباً؛ والاسم الــنُّدْــبةُ، بالضم. ابن سيده: ونَدَــبَ الميت بعد موته من غير أَن
يُقَيِّد ببكاء، وهو من الــنَّدَــب للجراح، لأَنه احْتِراقٌ ولَذْعٌ من
الـحُزْن.
والــنَّدْــبُ: أَن تَدْعُوَ النادِبةُ الميتَ بحُسْنِ الثناءِ في قولها:
وافُلاناهْ !واهَناه! واسم ذلك الفعل: الــنُّدْــبةُ، وهو من أَبواب النحو؛
كلُّ شيءٍ في نِدائه وا! فهو من باب الــنُّدْــبة. وفي الحديث: كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ، إِلاَّ نادِبةَ سَعْدٍ؛ هو من ذلك، وأَن تَذْكُرَ النائحةُ
الميتَ بأَحسن أَوصافه وأَفعاله. ورجل نَدْــبٌ: خَفِـيفٌ في الحاجة، سريعٌ، ظَريف، نَجِـيبٌ؛ وكذلك الفرس، والجمع نُدوبٌ ونُدَــباءُ، توهموا فيه فَعِـيلاً، فكسَّروه على فُعَلاء، ونظيره سَمْحٌ وسُمَحاء؛ وقد نَدُــبَ نَدابةً، وفرس نَدْــبٌ. الليث: الــنَّدْــبُ الفرسُ الماضي، نقيض البَليدِ. والــنَّدْــبُ: أَن يَــنْدُــبَ إِنسانٌ قوماً إِلى أَمر، أَو حَرْبٍ، أَو مَعُونةٍ أَي يَدْعُوهم إِليه، فَيَنْتَدِبُون له أَي يُجِـيبونَ ويُسارِعُون.
ونَدَــبَ القومَ إِلى الأَمْر يَــنْدُــبهم نَدْــباً: دعاهم وحَثَّهم.
وانْتَدَبُوا إِليه: أَسْرَعُوا؛ وانْتَدَبَ القومُ من ذوات أَنفسهم أَيضاً،
دون أَن يُــنْدَــبُوا له. الجوهري: ندَــبَه للأَمْر فانْتَدَبَ له أَي دَعاه
له فأَجاب. وفي الحديث: انْتَدَبَ اللّهُ لمن يَخْرُجُ في سبيله أَي
أَجابه إِلى غُفْرانه.يقال: نَدَــبْتُه فانْتَدَبَ أَي بَعَثْتُه ودَعَوْتُه
فأَجاب.
وتقول: رَمَيْنا نَدَــباً أَي رَشْقاً؛ وارْتَمَى نَدَــباً أَو نَدَــبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ. ونَدَــبُنا يومُ كذا أَي يومُ انْتِدابِنا للرَّمْي. وتكلَّم فانْتَدَبَ له فلانٌ أَي عارَضَه. والــنَّدَــبُ: الخَطَرُ. وأَــنْدَــبَ نَفْسَه وبنفسه: خاطَر بهما؛ قال عُرْوة بنُ الوَرْد:
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولم أَقُمْ * على نَدَــبٍ، يوماً، ولي نَفْسُ مُخْطِر
مُعْتَمٌّ وزيدٌ: بَطْنانِ من بُطُونِ العرب، وهما جَدَّاه (1)
(1 قوله «وهما جداه» مثله في الصحاح وقال الصاغاني هو غلط وذلك أن زيداً جدّه ومعتم ليس من أجداده وساق نسبهما.) .
وقال ابن الأَعرابي: السَّبَقُ، والخَطَرُ، والــنَّدَــبُ، والقَرَعُ، والوَجْبُ: كُلُّه الذي يُوضَعُ في النِّضال والرِّهانِ، فمن سَبَقَ أَخذه؛ يقال فيه كُلِّه: فَعَّلَ مُشَدَّداً إِذا أَخذه. أَبو عمرو: خُذْ ما
اسْتَبَضَّ، واسْتَضَبَّ، وانْتَدَمَ، وانْتَدَبَ، ودَمَع، ودَمَغ، وأَوْهَفَ، وأَزْهَفَ، وتَسَنَّى، وفَصَّ وإِن كان يسيراً.
والــنَّدَــبُ: قبيلة.
ونَدْــبةُ، بالفتح: اسم أُم خُفافِ بن نَدْــبةَ السُّلَمِـيّ، وكانت سَوْداءَ حَبَشِـيَّةً.
ومَــنْدُــوبٌ: فرس أَبي طلحة زيد بن سَهْل، رَكِـبَه سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال فيه: إِنْ وجَدْناه لَبَحْراً. وفي الحديث: كان له فرس يقال له الـمَــنْدُــوبُ أَي المطلوب، وهو من الــنَّدَــبِ،
وهو الرَّهْنُ الذي يُجْعَل في السِّباقِ؛ وقيل سمي به لِــنَدَــبٍ كان في جِسْمه، وهي أَثَرُ الجُرْح.
ندأ: نَدَــأَ اللحمَ يَــنْدَــؤُه نَدْــءاً: أَلقاهُ في النار، أَو دَفَنَه فيها.
وفي التهذيب: نَدَــأْتُه إِذا مَلَلْتَه في الـمَلَّةِ والجَمْر. قال:
والـــنَّديءُ الاسم، وهو مثل الطَّبِيخِ، ولَحْمٌ نَدِــيءٌ. ونَدَــأً الـمَلَّة
يَــنْدَــؤُها: عَمِلَها.
ونَدَــأَ القُرْصَ في النار نَدْــءاً: دَفَنَه في الـمَلَّة ليَنْضَجَ.
وكذلك نَدَــأَ اللحمَ في الـمَلَّة: دَفَنه حتى يَنْضَج. ونَدَــأَ الشيءَ:
كَرِهَه.
والــنَّدْــأَةُ والــنُّدْــأَةُ: الكَثْرةُ من المال، مثل الــنَّدْــهةِ والــنُّدْــهةِ. والــنُّدْــأَةُ والــنَّدْــأَةُ: دارةُ القمر والشمس،
وقيل: هما قَوْسُ قُزَحَ. والــنَّدْــأَةُ والــنُّدْــأَةُ والــنَّدِــيءُ، الأَخيرة عن كُراع: الحُمْرةُ تكون في الغَيْم إِلى غُروب الشمسِ أو طُلُوعها. وقال مرة: الــنَّدْــأَةُ والــنُّدْــأَةُ والــنَّدِــيءُ: الحمرة التي تكون إِلى جَنْبِ الشمس عــند طُلوعها وغُروبها. وفي التهذيب: إِلى جانِب مَغْرِب الشمسِ، أَو مَطْلَعِها.
والــنُّدْــأَةُ: طَريقةٌ في اللَّحم مُخالِفَةٌ لِلَوْنِه. وفي التهذيب: الــنُّدْــأَةُ، في لحم الجَزُور، طَرِيقةٌ مُخالِفةٌ للون اللحم.
والــنُّدْــأَتان: طَرِيقَتا لحم في بواطن الفخذين، عليهما بياض رقيق من عَقَبٍ، كأَنه نَسْجُ العنْكبوت، تَفْصِل بينهما مَضِيغة واحدة، فتصير كأَنها مَضِيغتان.والــنُّدَــأُ: القِطَعُ الـمُتَفَرِّقة من النبت، كالنُّفَإِ، واحدتها نُدْــأَةٌ وَــنُدَــأَةٌ. ابن الأَعرابي: الــنُّدْــأَةٌ: الدُّرْجَة التي يُحْشَى
بها خَوْرانُ الناقةِ ثم تُخَلَّلُ، إِذا عُطِفَتْ على وَلَدِ غَيرها، أَو على بَوٍّ أُعِدَّ لها. وكذلك قال أَبو عبيدة، ويقال نَدَــأْتُه أَــنْدَــؤُهُ نَدْــءاً، إِذا ذَعَرْتَه.
ندي: الــنَّدَــى: البَلَلُ. والــنَّدَــى: ما يَسْقُط بالليل، والجمع
أَــنْداءِ وأَــندِــيةٌ ، على غير قياس؛ فأَما قول مُرَّة بن مَحْكانَ:
في لَيْلةٍ من جُمادى ذاتِ أَــنْدِــيةٍ
لا يُبْصِرُ الكلبُ ، من ظَلْمائِها ، الطُّنُبا
قال الجوهري: هو شاذٌ لأَنه جَمْعُ ما كان ممدوداً مثل كِساء وأَكْسية
؛ قال ابن سيده: وذهب قوم إلى أنه تكسير نادر ، وقيل: جَمَعَ نَدًــى على
أَــنداء، وأَــنداءً على نِداء ، ونِداء على أَــنْدِــية كرِداء وأَرْدِية،
وقيل: لا يريد به أَفْعِلةً نحو أَحْمِرةٍ وأَقْفِزَةٍ كما ذهب إليه
الكافَّة ، ولكن يجوز أَن يريد أَفْعُلة، بضم العين تأْنيث أَفْعُل، وجَمَعَ
فَعَلا على أَفْعُلٍ كما قالوا أَجْبُلٌ وأَزْمُنٌ وأَرْسُنٌ، وأَما محمد
بن يزيد فذهب إلى أَنه جمع نَدِــيٍّ ، وذلك أَنهم يجتمعون في مجالِسهم
لِقرَى الأَضْياف.
وقد نَدِــيَتْ لَيْلتُنا نَدًــى ، فهي نَدِــيَّةٌ ، وكذلك الأَرض ،
وأَــنداها المطر ؛ قال:
أَــنْداهُ يومٌ ماطِرٌ فَطَلاَّ
(* قوله «فطلا» كذا ضبط في الأصل بفتح الطاء، وضبط في بعض نسخ المحكم
بضمها.) والمصدر الــنُّدُــوَّةُ. قال سيبويه: هو من باب الفُتوَّة، فدل بهذا
على أَن هذا كله عــنده ياء، كما أَن واو الفتوّة ياء. وقال ابن جني :
أَما قولهم في فلان تَكرُّمٌ ونَدًــى، فالإِمالة فيه تدل على أَن لام
الــنُّدُــوَّة ياء، وقولهم الــنَّداوة، الواو فيه بدل من ياء، وأَصله نَدايةٌ لما
ذكرناه من الإمالة في الــنَّدَــى ، ولكن الواو قلبت ياء لضرب من التوسع .
وفي حديث عذاب القَبْر: وجَريدَتَي النَّخْل لَنْ يَزال يُخفِّفُ عنهما ما
كان فيهما نُدُــوٌّ، يريد نَداوةً ؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في مســند
أَحمد بن حنبل ، وهو غريب ، إنما يقال نَدِــيَ الشيءُ فهو نَدٍ، وأَرضٌ
نَدِــيةٌ وفيها نَداوةٌ. والــنَّدَــى على وجوه: نَدَــى الماءِ، ونَدى الخَيرِ،
ونَدى الشَّرِّ ، ونَدَــى الصَّوْتِ، ونَدَــى الحُضْر، ونَدَــى الدُّخْنةِ ،
فأَمَّا نَدَــى الماء فمنه المطر ؛ يقال: أَصابه نَدًــى من طَلٍّ ، ويومٌ
نَدِــيٌّ وليلة نَدِــيَّةٌ. والــنَّدَــى: ما أَصابَك من البَلَلِ . ونَدَــى
الخَيْر: هو المعرُوف . ويقال: أَــنْدَــى فلان علينا نَدًــى كثيراً ، وإنَّ
يده لَــنَدِــيَّةٌ بالمعروف ؛ وقال أَبو سعيد في قول القطامي :
لَوْلا كَتائبُ مِنْ عَمْروٍ يَصُولُ بها،
أُرْدِيتُ يا خَيْرَ مَنْ يَــنْدُــو له النَّادِي
قال: معناه مَن يحوُل له شخصٌ أَو يَتَعَرَّض له شَبَحٌ. تَقول :
رَمَيْتُ ببصري فما نَدَــى لي شيء أَي ما تحرَّك لي شيء. ويقال : ما نَدِــيَني
من فلان شيء أَكْرَهُه أَي ما بلَّني ولا أَصابني ، وما نَدِــيَتْ كفِّي
له بشَّرٍ وما نَدِــيتُ بشيء تَكْرَهُه؛ قال النابغة :
ما إن نَدِــيتُ بِشيء أَنْتَ تَكْرَهُه،
إذاً فَلا رَفَعَتْ صَوْتي إليَّ يَدِي
(* رواية الديوان ، وهي المعوّلُ عليها :
ما قُلتُ من سيّءٍ ممَّا أُتِيتَ به، * إذاً فلا رفعت سوطي إليَّ يدي)
وفي الحديث: مَن لَقِيَ الله ولم يَتَــنَدَّ من الدمِ الحَرامِ بشيء دخل
الجنة أَي لم يُصِبْ منه شيئاً ولم يَنَلْه منه شيء، فكأَنه نالَتْه
نَداوةُ الدمِ وبَلَلُه. وقال القتيبي: الــنَّدَــى المَطر والبَلَل، وقيل
للنَّبْت نَدًــى لأَنه عن نَدَــى المطرِ نبَتَ، ثم قيل للشَّحْم نَدًــى لأَنه
عن ندَــى النبت يكون؛ واحتج بقول عَمرو بن أَحمر:
كثَوْر العَداب الفَرْدِ يَضْرِبهُ الــنَّدَــى،
تَعَلَّى الــنَّدَــى في مَتْنهِ وتَحَدَّرا
أَراد بالــنَّدى الأَوّل الغَيْث والمطر ، وبالــنَّدَــى الثاني الشَّحْمَ ؛
وشاهِدُ الــنَّدى اسم النبات قول الشاعر:
يَلُسُّ الــنَّدَــى ، حتى كأَنَّ سَراتَه.
غَطاها دِهانٌ ، أَو دَيابِيجُ تاجِرِ
ونَدى الحُضْر: بقاؤه؛ قال الجعدي أَو غيره:
كَيْفَ تَرَى الكامِلَ يُفْضِي فَرَقاً
إلى نَدَــى العَقْبِ ، وشدًّا سَحْقا
ونَدى الأَرض: نَداوتها وبَلَلُها . وأَرض نَدِــيَةٌ، على فَعِلة بكسر
العين ، ولا تقل نَدِــيَّةٌ ، وشجر نَدْــيانُ. والــنَّدَــى: الكَلأ ؛ قال بشر:
وتِسْعةُ آلافٍ بحُرِّ بِلادِه
تَسَفُّ الــنَّدَــى مَلْبُونة ، وتُضَمَّرُ
ويقال: الــنَّدَــى نَدَــى النهار، والسَّدَى نَدَــى الليل؛ يُضربان مثلاً
للجود ويُسمى بهما . ونَدِــيَ الشيء إذا ابْتلَّ فهو نَدٍ، مثال تَعِبَ فهو
تِعِبٌ. وأَــنْدَــيْته أَنا ونَدَّــيْته أَيضاً تَــنْدِــيةً. وما نَدِــيَني
منه شيء أَي نالَني ، وما نَدِــيت منه شيئاً أَي ما أَصَبْت ولا علِمت ،
وقيل: ما أَتَيْت ولا قارَبْت. ولا يَــنداك مني شيء تكرهه أَي ما يَصِيبك ؛
عن ابن كيسان. والــنَّدَــى: السَّخاء والكرم. وتــندَّــى عليهم ونَدِــيَ :
تَسَخَّى ، وأَــنْدى نَدًــى كثيراً كذلك . وأَــنْدَــى عليه: أَفضل . وأَــنْدَــى
الرَّجلُ: كثر نداه أَي عَطاؤه، وأَــنْدَــى إذا تَسَخَّى ، وأَــنْدَــى الرجلُ
إذا كثر نَداه على إخوانه، وكذلك انْتَدى وتَــنَدَّــى . وفلان يَتَــنَدَّــى
على أَصحابه: كما تقول هو يَتَسخَّى على أَصحابه، ولا تقل يُــنَدِّــي على
أَصحابِه. وفلان نَدِــي الكَفَّ إذا كان سَخِيًّا. ونَدَــوتُ من الجُود.
ويقال سَنَّ للناس الــنَّدَــى فــنَدَــوْا. والــنَّدَــى: الجُود. ورجل نَدٍ أَي
جَوادٌ. وفلانٌ أَــنْدَــى من فلان إذا كان أَكثر خيراً منه. ورجلٌ نَدِــي
الكفِّ إذا كان سخيًّا ؛ وقال:
يابِسُ الجنْبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُوسٍ،
ونَدِــي الكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّ
وحكى كراع: نَدِــيُّ اليد ، وأَباه غيره . وفي الحديث: بَكْرُ بن وائلٍ
نَدٍ أَي سَخِيٌّ . والــنَّدى: الثَّرى . والمُــنْدِــية: الكلمة يَعْرَق
منها الجَبين. وفلان لا يُــنْدِــي الوَتَرَ، بإسكان النون، ولا يُــنَّدّــي
الوتر أي لا يُحسِنُ شيئاً عَجْزاً عن العمل وعِيًّا عن كل شيء ، وقيل: إذا
كان ضعيف البدن . والــنَّدى: ضَرْب من الدُّخَن . وعُود مُــنَدًّــى
ونَدِــيٌّ: فُتِقَ بالــنَّدى أَو ماء الورد ؛ أَنشد يعقوب:
إلى مَلِكٍ له كَرَمٌ وخِيرٌ ،
يُصَبَّحُ باليلَنْجُوجِ الــنَّديِّ
ونَدَــتِ الإبلُ إلى أَعْراقٍ كَريمةٍ: نَزَعَت. الليث: يقال إنَّ هذه
الناقة تَــنْدُــو إلى نُوقٍ كِرامٍ أَي تَنْزِع إليها في النسب ؛ وأَنشد :
تَــنْدُــو نَواديها إلى صَلاخِدا
ونَوادِي الإبلِ: شَوارِدها . ونَوادي النّوى: ما تَطايرَ منها تحت
المِرْضَخة.
والــنَّداءُ والــنُّداء: الصوت مثل الدُّعاء والرُّغاء ، وقد ناداه ونادى
به وناداه مُناداة ونِداء أَي صاح به.
وأَــنْدى الرجلُ إذا حسُن صوته. وقوله عز وجل: يا قومِ إني أَخافُ عليكم
يومَ التَّنادِ ؛ قال الزجاج: معنى يومِ التَّنادي يوم يُنادي أَصحابَ
الجنةِ أَصحابُ النار أَن أَفِيضُوا علينا من الماء أَو مِما رزَقَكُمُ
اللهُ، قال: وقيل يومَ التَّنادِّ ، بتشديد الدال، من قولهم نَدَّ
البعيرُ إذا هَرَب على وجهه يَفِرّ بعضكم من بعض ، كما قال تعالى: يومَ يَفِرُّ
المرءُ من أَخيه وأُمِّه وأَبيه . والــنَّدى: بُعد الصوت . ورجل نَدِــيُّ
الصوتِ: بَعِيدُه. والإنْداء: بُعْدُ مَدى الصوت. ونَدى الصوتِ :
بُعْدُ مَذْهَبه . والــنِّداءِ ، ممدود: الدُّعاءِ بأَرفع الصوت، وقد نادَيْته
نِداء ، وفلان أَــنْدى صوتاً من فلان أَي أَبْعَدُ مَذْهباً وأَرفع صوتاً
وأَنشد الأَصمعي لِمِدْثارِ بن شَيْبان النَّمَري :
تقولُ خَلِيلَتي لمّا اشْتَكَيْنا :
سَيُدْرِكنا بَنْو القَرْمِ الهِجانِ
فقُلْتُ: ادْعِي وأَدْعُ، فإِنَّ أَــنْدى
لِصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ داعِيانِ
وقول ابن مقبل :
أَلا ناديا ربعي كبسها للوى
بحاجةِ مَحْزُونٍ ، وإنْ لم يُنادِيا
(* قوله «ألا ناديا» كذا في الأصل .)
معناه: وإن لم يُجيبا . وتنَادَوْا أَي نادى بعضُهم بعضاً . وفي حديث
الدعاء: ثنتان لا تُردّان عــند الــنّداء وعــند البَأْس أَي عــند الأَذان
للصلاة وعــند القتال. وفي حديث يأْجوجَ ومأْجوج: فبينما هم كذلك إذ نُودُوا
نادِيةً أَتى أَمْرُ اللهِ ؛ يريد بالنَّادِيةِ دَعْوةً واحدةً ونِداء
واحداً ، فقَلب نِداءَة إلى نادِيةٍ وجعل اسم الفاعل موضع المصدر ؛ وفي حديث
ابن عوف:
وأَوْدَى سَمْعَه إلاَّ نِدايا
(* قوله «سمعه» كذا ضبط في الأصل بالنصب ويؤيده ما في بعض نسخ النهاية
من تفسير أودى بأهلك ، وسيأْتي في مادة ودي للمؤلف ضبطه بالرفع ويؤيده ما
في بعض نسخها من تفسير أودى بهلك.)
أراد إلا نِداء، فأَبدل الهمزة ياء تخفيفاً ، وهي لغة بعض العرب . وفي
حديث الأَذان: فإِنه أَــندى صوتاً أَي أَرْفَعُ وأَعلى ، وقيل: أَحْسَنُ
وأَعْذَب، وقيل: أَبعد . ونادى بسرِّه: أَظهَره؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد :
غَرَّاء بَلْهاء لا يَشْقى الضَّجِيعُ بها ،
ولا تُنادي بما تُوشِي وتَسْتَمِعُ
قال: وبه يفسر قول الشاعر :
إذا ما مَشَتْ ، نادى بما في ثِيابها
ذَكِيُّ الشَّذا ، والمَــنْدَــليُّ المُطَيَّرُ
أَي أَظهره ودل عليه. ونادى لك الطريقُ وناداكَ: ظهر ، وهذا الطريقُ
يُناديك ؛ وأَما قوله:
كالكَرْمِ إذ نادى من الكافُورِ
فإنما أَراد: صاح. يقال: صاحَ النَّبْتُ إذا بَلَغ والْتَفَّ، فاستقبح
الطَّيَّ في مستفعلن، فوضَع نادى موضع صاحَ لِيكْمُل به الجزء، وقال
بعضهم: نادى النبتُ وصاحَ سواء معروف من كلام العرب. وفي التهذيب: قال :
نادى ظَهَر ، ونادَيْتُه أَعْلَمْتَه، ونادى الشيء رآه وعلمه ؛ عن ابن
الأَعرابي.
والــنَّداتان من الفَرَس: الغرُّ الذي يَلي باطنَ الفائل، الواحدة
نَداةٌ.
والــنَّدى: الغاية مثل المَدى ، زعم يعقوب أَن نونه بدل من الميم. قال
ابن سيده: وليس بقويّ.
والنَّادِياتُ من النخل: البعيدةُ الماء.
ونَدا القومُ نَدْــواً وانْتَدَوْا وتَنادَوا: اجْتَمعوا؛ قال
المُرَقِّشُ:
لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ والْـ
ـغاراتِ ، إذْ قال الخَمِيسُ نَعَمْ
والعَدَوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْنِ إذا
آدَ العَشِيُّ ، وتَنادَى العَمُّ
والــنَّدْــوةُ: الجَماعة. ونادى الرجلَ: جالَسَه في النَّادى ، وهو من
ذلك ؛ قال:
أُنادي به آلَ الوَلِيدِ وجعْفَرا
والــنَّدى: المُجالسة. ونادَيْتُه: جالَسْته. وتنادَوْا أَي تَجالَسُوا
في النَّادي. والــنَّدِــيُّ: المجلس ما داموا مجتمعين فيه ، فإذا تفرقوا
عنه فليس بــنَدِــيٍّ ، وقيل: الــنَّدِــيُّ مجلس القوم نهاراً ؛ عن كراع.
والنَّادي: كالــنَّديّ. التهذيب: النَّادي المَجْلِس يَــنْدُــو إليه مَن
حَوالَيْه، ولا يَسمى نادياً حتى يكون فيه أَهلُه، وإذا تفرَّقوا لم يكن
نادِياً ، وهو الــنَّدِــيُّ، والجمع الأَــنْدِــيةُ . وفي حديث أُمّ زرع: قريبُ
البيتِ من النَّادي ؛ النادي: مُجْتَمعُ القومِ وأَهلُ المجلس، فيقع على
المجلس وأَهلِه، تقول: إنَّ بيته وسَطَ الحِلَّة أَو قريباً منه لِيَغْشاه
الأَضيافُ والطُّرَّاقُ. وفي حديث الدُّعاء: فإن جارَ النَّادي
يَتَحَوَّل أَي جار المجلس، ويروى بالباء الموحدة من البَدْوِ. وفي الحديث :
واجعلني في الــنَّدِــيِّ الأَعْلى ؛ الــنَّدِــيُّ، بالتشديد: النَّادي أَي اجعلني
مع المَلإ الأَعلى من الملائكة ، وفي رواية: واجعلني في الــنِّداء
الأَعلى؛ أَراد نداءِ أَهل الجنةِ أَهلَ النار أَنْ قد وجَدْنا ما وعَدنا
ربُّنا حقًّا. وفي حديث سَرِيَّة بني سُلَيْم: ما كانوا ليَقْتُلُوا عامِراً
وبَني سُلَيْمٍ وهم الــنَّدِــيُّ أَي القومُ المُجْتَمِعُون. وفي حديث أَبي
سعيد: كنا أَــنْداءِ فخرج علينا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ؛
الأَــنْداء: جمع النادي وهم القوم المجتمعون ، وقيل: أَراد أَنَّا كنا أَهل
أَــنْداء ، فحذف المضاف . وفي الحديث: لو أَن رجلاً نَدَــى الناسَ إلى
مَرْماتَيْن أَو عَرْقٍ أَجابوه أَي دَعاهم إلى النَّادِي . يقال: نَدَــوْتُ
القومَ أَــنْدوهم إذا جَمَعْتَهم في النَّادِي، وبه سُمِّيت دارُ
الــنَّدْــوة بمكة التي بَناها قُصَيٌّ، سُمِّيت بذلك لاجتماعهم فيها. الجوهري:
الــنَّدِــيُّ، على فَعِيل، مجلس القوم ومُتَحَدَّثُهم، وكذلك الــنَّدْــوةُ
والنَّادِي والمُنْتَدَى والمُتَــنَدَّــى . وفي التنزيل العزيز: وتأْتُونَ في
نادِيكُمُ المُنْكَرَ؛ قيل: كانوا يَحْذفون الناس في مَجالِسِهم فأَعْلَم
اللهُ أَن هذا من المنكر ، وأَنه لا ينبغي أَن يَتَعاشَرَ الناسُ عليه
ولا يَجْتَمِعُوا على الهُزُؤ والتَّلَهِّي، وأَن لاَ يَجْتَمعوا إلا
فيما قَرَّب من الله وباعَدَ من سَخَطه؛ وأَنشدوا شعراً زعموا أَنه سُمع
على عَهْد سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم:
وأَهْدَى لَنا أَكْبُشاً
تَبَخْبَخُ في المِرْبَدِ
وروحك في النادي
ويَعْلَمُ ما في غَدِ
(*قوله « وروحك» كذا في الأصل .)
فقال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: لا يعلم الغَيبَ إلاَّ اللهُ .
ونَدَــوْتُ أَي حَضَرْتُ الــنَّدِــيَّ، وانْتَدَيتُ مثله. ونَدَــوْتُ القوم:
جمعتهم في الــنَّدِــيِّ. وما يَــنْدُــوهم النَّادِي أَي ما يَسَعُهم ؛ قال بشر
بن أبي خازم :
وما يَــنْدُــوهمُ النَّادي ، ولكنْ
بكلِّ مَحَلَّةٍِ مِنْهم فِئامُ
أَي ما يَسَعُهم المجلس من كثرتهم، والاسم الــنَّدْــوةُ، وقيل :
الــنَّدْــوةُ الجماعة، ودارُ الــنَّدْــوةِ منه أَي دارُ الجماعةِ، وسُميت من النَّادي،
وكانوا إذا حَزَبهم أَمْرٌ نَدَــوْا إليها فاجتمعوا للتَّشاورِ، قال
وأُناديكَ أُشاوِرُك وأُجالِسُك ، من النَّادي. وفلان يُنادي فلاناً أَي
يُفاخِرُه؛ ومنه سميت دارُ الــنَّدْــوة، وقيل للمفاخَرةُ مُناداة، كما قيل
مُنافَرة؛ قال الأَعشى :
فَتىً لو يُنادِي الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها،
أَو القَمَرَ السَّارِي لأَلْقَى القَلائِدا
(* قوله «القلائدا» كذا في الأصل، والذي عَشِيرتَه في التكملة :
المقالدا.)
أَي لو فاخَر الشمس لَذَلَّتْ له، وقٍِناعُ الشمسِ حُسْنُها. وقوله
تعالى: فَلْيَدْعُ نادِيَه؛ يريد عَشِرَته، وإنما هم أَهلُ النَّادِي،
والنَّادي مكانه ومجلسه فسماه به، كما يقال تَقَوَّضَ المجلس . الأَصمعي: إذا
أَورَدَ الرجُلُ الإِبلَ الماء حتى تشرب قليلاً ثم يَجيء بها حتى
تَرْعَى ساعةً ثم يَرُدّها إلى الماءِ ، فذلك التَّــنْدِــيةُ. وفي حديث طلحة:
خرجتُ بفَرَسٍ لي أُــنَدِّــيه
(* قوله«أنديه» تبع في ذلك ابن الاثير ، ورواية
الازهري: لأندّــيه.) ؛ التَّــنْدِــيةُ: أَن يُورِدَ الرجُلُ فرسَه الماء
حتى يَشْرَبَ، ثم يَرُدَّه إلى المَرْعَى ساعة، ثم يُعيده إلى الماء، وقد
نَدا الفرسُ يَــنْدُــو إذا فَعَل ذلك؛ وأَنشد شمر:
أَكلْنَ حَمْضاً ونَصِيًّا يابِسا ،
ثمَّ نَدَــوْنَ فأَكلْنَ وارِسا
أَي حَمْضاً مُثْمِراً. قال أَبو منصور: وردَّ القتيبي هذا على أَبي
عُبيد روايتَه حديثَ طَلحَة لأُــنَدِّــيَه، وزعم أَنه تَصْحيف ، وصوابه
لأُبَدِّيَه، بالباء أَي لأُخْرِجه إلى البَدْوِ، وزعم أَن التَّــنْدِــيةَ تكون
للإبل دون الخيل ، وأَن الإبل تُــنَدَّــى لطُول ظَمَئِها، فأَما الخيل
فإَنها تُسْقَى في القَيْظ شَربتين كلّ يوم؛ قال أَبو منصور: وقد غَلِط
القتيبي فيما قال، والصواب الأوّل ، والتَّــندِــيةُ تكون للخيل والإبل، قال :
سمعت العرب تقول ذلك، وقد قاله الأصمعي وأَبو عمرو ، وهما إمامان ثقتان.
وفي هذا الحديث: أَنَّ سَلمَة بن الأَكْوَع قال كنت أَخْدُمُ طلحة وأَنه
سأَلني أَن أَمْضِيَ بفرسه إلى الرِّعْي وأَسْقِيَه على ما ذكره ثم
أُــنَدِّــيه، قال: وللتَّــنْدِــيةِ معنى آخر، وهو تَضْمِيرُ الخيلِ وإجْراؤها حتى
تَعْرَقَ ويَذْهَبَ رَهَلُها، ويقال للعَرَق الذي يسِيل منها الــنَّدَــى،
ومنه قولُ طُفيل :
نَدَــى الماء مِنْ أَعْطافِها المُتَحَلِّب
قال الأزهري: سمعت عَريفاً من عُرفاء القَرامِطة يقول لأصحابه وقد
نُدِــبُوا في سَرِيَّةٍ اسْتُنْهِضَتْ أَلا ونَدُّــوا خيلَكم؛ المعنى
ضَمِّرُوها وشُدُّوا عليها السُّرُوج وأَجْرُوها حتى تَعرَق. واخْتصَم حَيّانِ مِن
العرب في موضع فقال أَحدهما: مَرْكَزُ رِماحِنا ومَخْرَجُ نِسائنا
ومَسْرَحُ بَهْمِنا ومُــنَدَّــى خَيْلنا أَي موضع تَــنْدِــيتها ، والاسم
الــنَّدْــوة . ونَدَــت الإبلُ إذا رَعَتْ فيما بين النَّهَلِ والعَلَل تَــنْدُــو
نَدْــواً ، فهي نادِيةٌ ، وتَــنَدَّــت مثله، وأَــنْدَــيْتها أنا ونَدَّــيْتُها
تَــنْدِــيةً. والــنُّدْــوةُ، بالضم: موضع شرب الإبل ؛ وأَنشد لهِمْيان:
وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ،
قرِيبةٍ نُدْــوتُه مِنْ مَحمَضِه،
بَعِيدةٍ سُرَّتُه مِنْ مَغْرِضِهْ
يقول: موْضِع شربه قريب لا يُتعب في طلَب الماء. ورواه أَبو عبيد :
نَدوَتُه من مُحْمَضِهْ، بفتح نون الــنَّدوة وضم ميم المُحمض. ابن سيده :
ونَدَــتِ الإبلُ نَدْــواً خرجت من الحَمْض إلى الخُلَّةِ ونَدَّــيْتُها ، وقيل: التَّــنْدِــية أَن تُوردها فتَشْرب قليلاً ثم تَجيء بها تَرْعَى ثم
تَردّها إلى الماء ، والمَوضعُ مُــنَدًّــى ؛ قال علقمة بن عَبْدَة:
تُرادَى على دِمْنِ الحِياضِ ، فإنْ تَعَفْ ،
فإنَّ المُــنَدَّــى رِحْلةٌ فَرُكُوب
(* قوله «فركوب » هذه رواية ابن سيده ، ورواية الجوهري بالواو مع ضم
الراء أَيضاً. )
ويروى: وَرَكُوب ؛ قال ابن بري: في تُرادَى ضمير ناقة تقدَّم ذكرها في
بيت قبله، وهو:
إليكََ، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتُ ناقتي،
لِكَلْكَلِها والقُصْرَيَيْنِ وجيبُ
وقد تقدّم أَن رِحلة ورَكُوب هضبتان ، وقد تكون التَّــنْدِــية في الخيل .
التهذيب: الــنَّدْــوَةُ السَّخاءُ ، والــنّدْــوةُ المُشاورة، والــنَّدْــوةُ
الأَكْلة بين السَّقَْيَتَينِ، والــنَّدَــى الأَكلة بين الشَّرْبتين.
أَبو عمرو: المُــنْدِــياتُ المُخْزِياتُ؛ وأَنشد ابن بري لأَوسْ بن
حَجَر:طُلْس الغِشاء، إذا ما جَنَّ لَيْلُهُمُ
بالمُــنْدِــياتِ، إلى جاراتِهم ، دُلُف
قال: وقال الراعي :
وإنَّ أَبا ثَوْبانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ
عن المُــنْدِــياتِ ، وهْوَ أَحْمَقُ فاجِرُ
ويقال: إنه ليَأْتِيني نَوادي كلامك أَي ما يخرج منك وقتاً بعد وقت ؛
قال طرفة:
وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أَثارت مَخافَتي
نَوادِيَهُ ، أَمْشِي بعَضْبٍ مُجَرَّدِ
(* رواية الديوان: بواديَها أي أوائلها ، بدل نواديَه ، ولعلها
نواديَها لأن الضمير يعود إلى البرك جماعة الابل وهي جمع بارك.)
قال أَبو عمرو: النّوادي النَّواحي ؛ أَراد أَثارَتْ مخافَتي إبلاً في
ناحية من الإبل مُتَفَرِّقةً ، والهاء في قوله نَوادِيَه راجعة على
البَرْكِ. ونَدا فلان يَــنْدُــو نُدُــوًّا إذا اعْتزلَ وتَنحَّى ، وقال: أَراد
بنَواديَه قَواصِيَه . التهذيب: وفي النوادر يقال ما نَدِــيتُ هذا
الأَمْرَ ولا طَنَّفْته أَي ما قَرِبْتُه أَــنْداه ويقال: لم يَــندَ منهم نادٍ
أَي لم يبق منهم أَحد.
ونَدْــوةُ: فرس لأبي قَيْد بن حَرْمَل
(* قوله « قيد بن حرمل » لم نره
بالقاف في غير الأصل.)
زند: الزَّــنْدُ والزَّــنْدَــةُ: خشبتان يستقدح بهما، فالسفلى زَــنْدَــةٌ
والأَعلى زَــنْدٌ؛ ابن سيده: الزَّــنْدُ العود الأَعلى الذي يقتدح به النار،
والجمع أَزْــنُدٌ وأَزْنادٌ وزُنودٌ وزِنادٌ، وأَزانِدُ جمع الجمع؛ قال
أَبو ذؤيب:
أَقَبَّا الكُشُوح أَبيضانِ، كلاهما
كَعَالِيَةِ الخَطِّيِّ، وارى الأَزانِدِ
والزَّــنْدَــةُ: العود الأَسفل الذي فيه الفُرْضَة، وهي الأُنثى، وإِذا
اجتمعا قيل زَــندان ولم يقل زندتان. والزِّناد: كالزَّــنْدِ؛ عن كراع. وإِنه
لواري الزَّــنْدِ ووَرِيُّه: يكون ذلك في الكرَم وغيره من الخصال
المحمودة؛ قال ابن سيده: وقول الشاعر:
يا قاتَلَ اللهُ صبياناً نباتُهُمُ
أُمُّ الهُنَيْدِيِّ من زَــنْدٍ لها واري
عن رحمها وإِنما هو على المثل. وتقول لمن أَنجدك وأَعانك: ورَتْ بِكَ
زِنادي. وملأَ سقاءه حتى صار مثل الزَّــنْدِ أَي امتلأَ.
وزَــنَدَ السِّقَاءَ والإِناءَ زَــنْداً وزَــنَّدَــهُما: ملأَهما، وكذلك
الحوض.
وزَــنَدَــتِ الناقةُ زَــنْداً، وذلك أَن تخرج رحمها عــند الولادة. والزَّــندُ
أَيضاً: حجر تلف عليه خرق ويحشى به حياءُ الناقة وفيه خيط، فإِذا أَخذها
لذلك كرب جروه فأَخرجوه فتظن أَنها ولدت، وذلك إِذا أَرادوا أَن
يَظْأَرُوها على ولد غيرها، فإِذا فعل ذلك بها عطفت. أَبو عبيدة: يقال
للدُّرْجَةِ التي تدس في حياء الناقة الزَّــنْدُ والبَداهُ. ابن شميل: زندت الناقة
إِذا كان في حيائها قَرَنٌ فثقبوا حياءها من كل ناحية، ثم جعلوا في تلك
الثقب سيوراً وعقدوها عقداً شديداً فذلك التزنيد؛ وقال أَوس:
أَبَني لُبَيْنَى، إِنَّ أُمَّكُمُ
دَحَقَتْ، فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّــنْدُ
وثوب مُزَــنَّدٌ: قليل العَرْضِ. وأَصل التزنيد: أَن تخلّ أَشاعر الناقة
بأَخلة صغار ثم تشد بشعر، وذلك إِذا اندحقت رحمها بعد الولادة؛ عن ابن
دريد بالنون والباء. وثوب مُزَــنَّدٌ: مضيق. ورجل مُزَــنَّدٌ إِذا كان بخيلاً
ممسكاً. ورجل مُزنَّد: لئيم، وقيل: هو الدَّعِيُّ. وعطاءٌ مُزَــنَّدٌ:
قليل.
وزَــنَّدَ على أَهله: شَدَّ عليهم.
ابن الأَعرابي: زَــنَدَ الرجلُ إِذا كذب، وزَــنَدَ إِذا بخل، وزَــنَدَ إِذا
عاقب فوق ما لَهُ. أَبو عمرو: ما يُزْــنِدُــك أَحد على فضل زِــند، ولا
يُزْــنِدُــك ولا يُزَــنِّدُــك أَيضاً، بالتشديد، أَي لا يَزِيدُك.
ويقال: تَزَــنَّد فلان إِذا ضاق صدره.
ورجل مُزَــنَّدٌ: سريع الغضب. والمُزَــنَّدُ: الضيق البخيل. والتَّزَــنُّد:
التَّحَزُّق والتَّغَضُّب؛ قال عدي:
إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرجال فلا تَلَعْ،
وقُلْ مِثلَ ما قالوا، ولا تَتَزَــنَّدِ
وقد روي بالياء وسيأْتي ذكره. والزَّــنْدان: طرفا عظمي الساعدين مذكران.
غيره: والزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر، فطرف الزند الذي يلي
الإِبهام هو الكوع، وطرف الزند الذي يلي الخنصر كرسوع، والرسغ مجتمع
الزندين ومن عــندهما تقطع يد السارق. والزند: موصل طرف الذراع في الكف وهما
زندان: الكوع والكرسوع.
وزِنادٌ: اسم.
وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير: أَنه كان يعمل زَــنَداً بمكة؛
الزنَد، بفتح النون، المُسَنَّاةُ من خشب وحجارة يضم بعضها إِلى بعض؛ قال ابن
الأَثير: وقد أَثبته الزمخشري بالسكون وشبهها بِزَــنْدِ الساعد، ويروى
بالراء والباء، وقد تقدم. وفي الحديث ذكر زَــنْدَــوَرْدَ، هو بسكون النون
وفتح النون والراء: ناحية في أَواخر العراق، ولها ذكر كبير في الفتوح.
ندل: الــنَّدْــل: نَقْل الشيء واحتِجانُه. الجوهري: الــنَّدْــل النَّقْل
والاختلاس.
المحكم: نَدَــل الشيءَ نَدْــلاً نقَله من موضع إِلى آخر، ونَدَــل التمرَ من
الجُلَّة، والخُبزَ من السُّفْرة يَــنْدُــله نَدْــلاً غرَف منهما بكفِّه
جمعاء كُتَلاً، وقيل: هو الغَرْف باليدين جميعاً، والرجل مِــنْدَــل، بكسر
الميم؛ وقال يصف رَكْباً ويمدح قوم دارِين بالجُود:
يَمُرُّون بالدَّهْنا خِفافاً عِيابُهم،
ويَخْرُجْن من دارِينَ بُجْرَ الحَقائب
على حينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورِهم،
فَــنَدْــلاً زُرَيقُ المالَ نَدْــلَ الثَّعالب
يقول: انْدُــلي يا زُرَيْقُ، وهي قبيلة، نَدْــلَ الثعالِب، يريد
السُّرْعة؛ والعرب تقول: أَكْسَبُ من ثعلب؛ قال ابن بري: وقيل في هذا الشاعر إِنه
يصِف قوماً لُصوصاً يأْتون من دارِين فيسرقون ويَمْلؤُون حَقائبهم ثم
يفرِّغونها ويعودون إِلى دارين، وقيل: يصف تُجَّاراً، وقوله على حين أَلهى
الناسَ جُلُّ أُمورهم: يريد حين اشتغل الناس بالفِتَن والحروب، والبُجْرُ:
جمع أَبْجَر وهو العظيم البطن، والــنَّدْــل: التَّناوُل؛ وبه فسر بعضهم
قوله: فَــنَدْــلاً زُرَيْقُ المالَ.
ويقال: انتَدَلْت المال وانْتَبَلْته أَي احتملته.
ابن الأَعرابي: الــنُّدُــل
(* قوله «الــندل» في القاموس بضمتين، وفي خط
الصاغاني بفتحتين). خَدَم الدعوة؛ قال الأَزهري: سُمُّوا نُدُــلاً لأَنهم
ينقُلون الطعام إِلى مَنْ حضر الدَّعْوة.
ونَدَــلْت الدَّلْوَ إِذا أَخرجتها من البئر. والــنَّدْــلُ: شبه الوَسَخ
(*
قوله «والــندل شبه الوسخ» ضبط في القاموس بسكون الدال وكذا في المحكم في
كل موضع إلا المصدر، وفي الأصل بالسكون في قوله بعد يجوز أن يكون من
الــندل الذي هو الوسخ، وضبط في مصدر الفعل هنا بالتحريك) ونَدِــلَت يدُه
نَدَــلاً غمِرت.
والمِــنْدِــيلُ والمَــنْديلُ نادر والمِــنْدَــل، كله: الذي يُتَمَسَّح به،
قيل: هو من الــنَّدْــل الذي هو الوسخ، وقيل: إِنما اشتقاقه من الــنَّدْــل الذي
هو التناول؛ قال الليث: الــنَّدْــل كأَنه الوسخ من غير استعمال في العربية،
وقد تَــنَدَّــل به وتَمَــنْدَــل؛ قال أَبو عبيد: وأَنكر الكسائي تَمَــنْدَــل.
وتَــنَدَّــلْت بالمِــنْدِــيل وتَمَــنْدَــلْت أَي تمسَّحت به من أَثر الوَضوء
أَو الطَّهور؛ قال: والمِــنْدِــيلُ، على تقدير مِفْعِيل، اسم لما يمسَح به،
قال: ويقال أَيضاً تَمَــنْدَــلْت.
والمَــنْدَــل
(* قوله «والمــندل إلخ» كذا في القاموس وضبطهما الصاغاني بخطه
بالكسر).
والمَنْقَل: الخُفّ؛ عن ابن الأَعرابي، يجوز أَن يكون من الــنَّدْــل الذي
هو الوسخ لأَنه يَقِي رجل لابسه الوسخ، ويجوز أَن يكون من الــنَّدْــل الذي
هو التَّناوُل لأَنه يُتناوَل لِلُّبْس؛ قال ابن سيده: وقوله أَنشده أَبو
زيد:
بِتْنا وباتَ سقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا،
عــند الــنَّدُــولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ
قال: يجوز أَن يعني به امرأَة فيكون فَعُولاً من الــنَّدْــل الذي هو شبيه
الوسخ، وإِنما سماها بذلك لوسخها، وقد يجوز أَن يكون عنى به رجلاً، وأَن
يكون عنى به الضبُع، وأَن يكون عنى كلبة أَو لَبُوءَةً، أَو أَن يكون
موضعاً.
والمُنَوْدِل: الشيخ المُضْطَرِب من الكِبَر. ونَوْدَل الرجلُ: اضطرب من
الكِبَر.
ومَــنْدَــل: بلدٌ بالهــند. والمَــنْدَــلِيُّ من العُود: أَجودُه نُسِب إِلى
مَــنْدَــل، هذا البلدِ الهِــنْدِــيِّ، وقيل: المَــنْدَــل والمَــنْدَــلِيُّ عودُ
الطيب الذي يُتبخَّر به من غير أَن يُخَصَّ ببلد؛ وأَنشد الفراء للعُجير
السلولي:
إِذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها
ذَكِيُّ الشَّذَا، والمَــنْدَــلِيُّ المُطَيَّر
(* قوله «المطير» كذا في الأصل والجوهري والأزهري، والذي في المحكم:
المطيب).
يعني العُود. قال المبرّد: المَــنْدَــل العود الرطْب وهو المَــنْدَــلِيُّ؛
قال الأَزهري: هو عــندي رباعي لأَن الميم أَصلية لا أَدري أَعربيّ هو أَو
معرب، والمُطَيَّر: الذي سطعتْ رائحته وتفَرَّقت. والمَــنْدَــلِيُّ: عِطْر
ينسب إِلى المَــنْدَــل، وهي من بلاد الهــند؛ قال ابن بري: الصواب أَن يقول
والمَــنْدَــليُّ عود يُنْسَب إِلى مَــنْدَــل لأَن مــنْدَــلَ اسم علم لموضع بالهــند
يُجْلَب منه العود، وكذلك قَمارِ؛ قال ابن هرمة:
كأَنَّ الركْبَ، إِذ طَرَقَتْك، باتُوا
بِمَــنْدَــلَ أَو بِقارِعَتَيْ قَمارِ
(* قوله «كأن الركب إلخ» هكذا في الأصل بجر القافية، وفي ياقوت: قماراً
بألف بعد الراء، وقبله:
أحب الليل، إن خيال سلمى * إذا نمنا ألمّ بنا فزارا)
وقَمارِ عُوده دون عُودِ مَــنْدَــل؛ قال: وشاهده قول كثيِّر يصف ناراً:
إِذا ما خَبَتْ من آخِر الليل خَبْوَةً،
أُعِيد إِليها المَــنْدَــلِيّ فَتثقُب
وقد يقع المَــنْدَــل على العود، على إِرادة ياءي النسب وحذفهما ضرورة،
فيقال: تبخَّرت بالمَــنْدَــل وهو يريد المَــنْدَــليَّ على حدّ قول رؤبة:
بل بَلَدٍ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ،
لا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه
يريد جَهْرَميُّه، قال: ويدلك على صحة ذلك دخول الأَلف واللام في
المَــنْدَــل؛ قال عمر بن أَبي ربيعة:
لِمَنْ نارٌ، قُبَيْلَ الصُّبـ
ـحِ عــندَ البيت، ما تَخْبُو؟
إِذا ما أُوقِدَتْ يُلْقَى،
عليها، المَــنْدَــلُ الرَّطْبُ
ويروى: إِذا أُخْمِدَتْ؛ وقال كثير:
بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً،
وقد أُوقِدَتْ بالمَــنْدَــل الرَّطْبِ نارُها
قال ابن بري: وحكى زبير أَن مدنية قالت لكُثيِّر: فضَّ الله فاك أَنت
القائل:
بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً،
وقد أُوقِدَتْ بالمَــنْدَــل الرَّطْبِ نارُها
فقال: نعم قالت: أَرأَيت لو أَن زِنْجِيَّة بخَّرت أَردانَها بمَــنْدَــل
رطْب أَما كانت تَطِيب؟ هلاَّ قلت كما قال سيدكم امرؤ القيس:
أَلم تَرَياني كلَّما جئتُ طارقاً،
وجدتُ بها طِيباً، وإِن لم تَطَيَّب؟
والنَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ: الكابوسُ؛ عن الفارسي، وقيل: هو مثل
الكابوس؛ وأَنشد ثعلب:
تِفْرِجة القَلْب قليل النَّيْلْ،
يُلْقى عليه النَّيْدُلان باللَّيْلْ
وقال آخر:
أُنْجُ نَجاء من غَرِير مَكْبولْ،
يُلْقَى عليه النَّيْدُلانُ والغُولْ
والنِّئْدُلان: كالنَّيْدُلان؛ قال ابن جني: همزته زائدة؛ قال: حدَّثني
بذلك أَبو علي، قال ابن بري: ومن هذا الفصل النَّأْدَل والنِّئْدَل
الكابوس، قال: والهمزة زائدة لقولهم النَّيْدُلان
(* قوله «النيدلان إلخ»
هكذا ضبط في الأصل هنا وفيما يأتي، وعبارة القاموس: والنيدلان، بكسر النون
والدال وتضم الدال، والنيدل بكسر النون وفتحها وتثليث الدال وبفتح النون
وضم الدال، والنئدلان مهموزة بكسر النون والدال وتضم الدال والنئدل بكسر
النون وفتحها وضم الدال الكابوس أو شيء مثله).
أبو زيد في كتابه في النوادر: نَوْدَلَتْ خْصْياه نَوْدَلةً إِذا
استرختا، يقال: جاء مُنَوْدِلاً خُصْياه؛ قال الراجز:
كأَنَّ خُصْيَيْهِ، إِذا ما نَوْدَلا،
أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا
الأَصمعي: مشَى الرجل مُنَوْدِلاً إِذا مشى مُسْترخِياً؛ وأَنشد:
مُنَوْدِل الخُصْيَيْن رِخْو المشْرَجِ
ابن بري: ويقال رجل نَوْدَل
(* قوله «ويقال رجل نودل» هكذا في الأصل،
والظاهر أن يقول ونودل رجل كما يأتي له بعد) ، قال الشاعر:
فازَتْ خليلةُ نَوْدَلٍ بِهَبَنْقَعٍ
رِخْوِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشوَّى
واندالَ بطنُ الإِنسان والدابةِ إِذا سال؛ قال ابن بري: انْدال وزنه
انْفَعَل، فنونه زائدة وليست أَصلية، قال: فحقه أَن يذكر في فصل دول، وقد
ذكر هناك. ويقال للسقاء إِذا تمخّض: هو يُهَوْذِل ويُنَوْدِل، الأُولى
بالذال والثانية بالدال.
والنَّوْدَلان: الثَّدْيان.
وابنُ مَــنْدَــلةَ: رجل من سادات العرب؛ قال عمرو بن جوين فيما زعم
السيرافي
(* قوله «فيما زعم السيرافي» في المحكم: الفارسي) ، أَو امرؤ القيس
فيما حكى الفراء:
وآلَيْتُ لا أُعطي مَلِيكاً مَقادَتي،
ولا سُوقةً، حتى يؤُوبَ ابنُ مَــنْدَــلَه
ونَوْدَل: اسم رجل؛ أَنشد يعقوب في الأَلفاظ:
فازت خَليلةُ نَوْدَلٍ بمُكَدَّنٍ
رَخْصِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشَّوى
(* قوله «بمكدن» كذا في الأصل وشرح القاموس بنون، والذي في المحكم
باللام).
والله أَعلم.
ندر: نَدَــرَ الشيءُ يَــنْدُــرُ نُدُــوراً: سَقَط، وقيل: سَقَطَ وشذَّ،
وقيل: سقط من خَوْف شيء أَو من بين شيء أَو سقط من جَوْف شيء أَو من أَشياء
فظهرَ. ونوادِرُ الكلام تَــنْدُــر، وهي ما شَذَّ وخرج من الجمهور، وذلك
لظُهوره. وأَــندَــرَه غيرُه أَي أَسقطه. ويقال: أَــندَــر من الحِساب كذا وكذا،
وضرب يدَه بالسيف فأَــندَــرَها؛ وقول أَبي كَبير الهذلي:
وإِذا الكُمَاةُ تَنادَرُوا طَعْنَ الكُلى،
نَدْــرَ البِكارة في الجَزاءِ المُضْعَفِ
يقول: أُهْدِرَتْ دِماؤكم كما تُــنْدَــرُ البِكارة في الدِّية، وهي جمع
بَكْرٍ من الإِبل؛ قال ابن بري: يريد أَن الكُلى المطعونة تُــنْدَــر أَي
تُسقط فلا يحتسب بها كما يُــنْدَــر البَكْر في الدية فلا يُحتَسب به. والجَزاء
هو الدية، والمُضْعَف: المُضاعَف مَرَّة بعد مرة. وفي الحديث: أَنه ركِب
فرساً له فمرّت بشجرة فطار منها طائِرٌ فحادتْ فــنَدَــرَ عنها على أَرض
غليظة أَي سقَط ووقع. وفي حديث زَواج صفِيَّة: فعَثَرَتِ الناقة ونَدَــرَ
رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ونَدَــرَتْ. وفي حديث آخر: أَن رجلاً عَضَّ
يد آخر فــندَــرَت ثَنِيَّتُه، وفي رواية: فــنَدَــر ثنيَّتَه. وفي حديث آخر:
فضرب رأْسَه فــنَدَــر. وأَــندَــر عنه من ماله كذا: أَخرج. ونَقَدَه مائة
نَدَــرَى: أَخرجها له من ماله.
ولقيه ندْــرة وفي الــنَّدْــرة والــنَّدَــرة ونَدَــرى والــنَّدَــرى وفي
الــنَّدَــرَى أَي فيما بين الأَيام. وإِن شئت قل: لقيتُه في نَدَــرَى بلا أَلف ولام.
ويقال: إِنما يكون ذلك في الــنَّدْــرة بعد الــنَّدْــرة إِذا كان في الأَحايين
مرة، وكذلك الخطِيئة بعد الخطيئة.
ونَدَــرتِ الشجرةُ: ظهَرت خُوصَتُها وذلك حين يَستمكِن المالُ من
رَعْيِها. وندَــرَ النباتُ يَــنْدُــرُ: خرج الورَق من أَعراضِه. واستــندرتِ الإِبلُ:
أَراغَتْه للأَكل ومارسَتْه. والــنَّدْــرة: الخَضْفَة بالعَجَلة. وندَــرَ
الرجلُ: خَضَفَ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً ندَــرَ في مجلسِه
فأَمَرَ القومَ كلهم بالتطهر لئلا يَخْجَل النادِرُ؛ حكاها الهَرَوِيّ في
الغَرِيبَين، معناه أَنه ضَرطَ كأَنها ندَــرَت منه من غير اختيار. ويقال
للرجل إِذا خَضَفَ: ندَــرَ بها، ويقال: ندَــرَ الرجلُ إِذا مات؛ وقال ساعدة
الهذلي:
كِلانا، وإِن طال أَيامُهُ،
سَيَــنْدُــرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ
سَيَــنْدُــرُ: سَيَموت. والــنَّدْــرة: القِطعة من الذهب والفضة توجد في
المَعْدِن. وقالوا: لو ندَــرْت فلاناً لوجدتَه كما تُحِب أَي لو جرّبتَه.
والأَــندَــرُ: البَيْدَرُ، شامِيَّة، والجمع الأَنادِر؛ قال الشاعر:
دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ
وقال كُراع: الأَــنْدَــر الكُدْس من القمح خاصة. والأَــندَــرُون: فِتْيان من
مواضع شتى يجتمعون للشُّرب؛ قال عمرو بن كلثوم:
ولا تُبْقِي خُمُور الأَــندَــرِينا
واحدهم أَــندَــرِيٌّ، لمَّا نسَب الخمرَ إِلى أَهل القرية اجتمعتْ ثلاثُ
ياءات فخفَّفها للضرورة، كما قال الراجز:
وما عِلْمِي بِسِحْرِ البابِلِينا
وقيل: الأَــندَــرُ قرية بالشام فيها كروم فجمَعها الأَــندَــرِين، تقول إِذا
نسَبتَ إِليها: هؤلاء الأَــندَــرِيُّون. قال: وكأَنه على هذ المعنى أَراد
خمور الأَــندَــرِيِّين فخفَّف ياء النسبة، كما قولوا الأَشْعَرِين بمعنى
الأَشعريين. وفي حديث عليّ، كرم لله وجهه: أَنه أَقبل وعليه
أَــندَــرْوَرْدِيَّةُ؛ قيل: هي فوق التُّبَّان ودون السراوِيل تُغطِّي الركبة، منسوبة إِلى
صانع أَو مكانٍ. أَبو عمرو: الأَــندَــرِيّ الحَبْل الغليظ؛ وقال لبيد:
مُمَرٍّ كَكَرِّ الأَــندَــرِيّ شَتيم