عن الفارسية برهم بمعنى المختلط والمشوش؛ أو عن اللغة الأوردية برهــمي بمعنى الغضب والضجر.
عن الفارسية برهم بمعنى المختلط والمشوش؛ أو عن اللغة الأوردية برهــمي بمعنى الغضب والضجر.
ميــز: الــمَيْــزُ: التــميــيز بين الأَشياء. تقول: مِزْتُ بعضه من بعض فأَنا
أَــمِيــزُه مَيْــزاً، وقد أَمازَ بعضَه من بعض، ومِزْتُ الشيءَ أَــمِيــزُه
مَيْــزاً: عزلته وفَرَزْتُه، وكذلك مَيَّــزْتُه تــميــيزاً فانْمازَ. ابن سيده:
مازَ الشيءَ مَيْــزاً ومِيــزَةً ومَيَّــزَهُ: فصل بعضه من بعض. وفي التنزيل
العزيز: حتى يَــمِيــزَ الخَبِيثَ من الطَّيِّبِ، قرئ: يَــمِيــزَ من مازَ
يَــمِيــزُ، وقرئ: يُــمَيِّــزْ من مَيَّــزَ يُــمَيِّــزُ، وقد تَــمَيَّــزَ وامَّازَ
واسْتَمازَ كله بمعنى، إِلاَّ أَنهم إِذا قالوا مِزْتُه فلم يَنْمَزُ لم
يتكلموا بهما جــميــعاً إِلا على هاتين الصيغتين، كما أَنهم إِذا قالوا زِلْتُه
فلم يَنْزَلْ لم يتكلموا به إِلا على هاتين الصيغتين لا يقولون مَيَّــزْته
فلم يَتَــمَيَّــزْ ولا زَيَّلْتُه فلم يَتَزَيَّلْ؛ وهذا قول اللحياني.
وتَــمَيَّــزَ القومُ وامْتازوا: صاروا في ناحية. وفي التنزيل العزيز:
وامْتازوا اليومَ أَيُّها المُجْرِمُونَ؛ أَي تَــمَيَّــزوا، وقيل: أَي
انْفَرِدُوا عن المؤمنين. واسْتَمازَ عن الشيء: تباعد منه، وهو من ذلك. وفي حديث
إِبراهيم النخعي: اسْتَمازَ رجلٌ عن رجل به بَلاءٌ فابْتُلِيَ به أَي
انفصل عنه وتباعد، وهو اسْتَفْعَلَ من الــمَيْــزِ. ابن الأَعرابي: مازَ الرجلُ
إِذا انتقل من مكان إِلى مكان. ويقال: امْتاز القومُ إِذا تنحَّى
عِصابَةٌ منهم ناحيةً، وكذلك اسْتَمازَ، قال الأَخطل:
فإِن لا تُعَيِّرْها قريشٌ بِمَلْكِها،
يكن عن قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَرْحَلُ
ويقال: امتازَ القومُ إِذا تــميــز بعضهم من بعض. وفي الحديث: لا تَهْلِكُ
أُمتي حتى يكون بينهم التَّمايُلُ والتَّمايُزُ أَي يتحزبون أَحزاباً
ويتــميــز بعضهم من بعض ويقع التنازع. يقال: مِزْتُ الشيءَ من الشيءِ إِذا
فَرَّقْتَ بينهما فانْمازَ وامْتازَ، ومَيَّــزْتُه فَتَــمَيَّــزَ؛ ومنه الحديث:
من مازَ أَذًى فالحسَنةُ بعشر أَمثالها أَي نَحَّاه وأَزاله؛ ومنه حديث
ابن عمر: أَنه كان إِذا صلى يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فيركع أَي يتحول عن
مُقامه الذي صلى فيه.
وتَــمَيَّــزَ من الغَيْظِ: تَقَطَّع. وفي التنزيل العزيز: تَكادُ
تَــمَيَّــزُ من الغَيْظِ.
ميــج: التهذيب، ابن الأَعرابي: ماجَ في الأَمْر إِذا دار فيه. قال:
والــمَيْــجُ الاختلاطُ.
رمي: الليث: رَمى يَرْــمي رَــمْيــاً فهو رامٍ. وفي التنزيل العزيز: وما
رَــمَيْــتَ إذ رَــمَيْــتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ قال أَبو إسحق: ليس هذا نَفْيَ
رَــمْيِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن العرب خُوطِبَت بما تَعْقِل. وروي
أَنّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأَبي بكر، رضي الله عنه: ناوِلْني
كَفّاً من تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ، فناولَهُ كفّاً فرَمى به فلم يَبقَ منهم
أَحدٌ من العدُوّ إلا شُغِلَ بعَيْنهِ، فأَعْلَمَ الله عز وجل أَن
كَفّاً من تُرابٍ أَوحَصًى لا يَمْلأُ به عُيونَ ذلك الجيش الكثير بَشَرٌ،
وأَنه سبحانه وتعالى توَلَّى إيصالَ ذلك إلى أَبصارهم فقال: وما رَــمَيْــتَ
إذْ رَــمَيْــتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ أَي لم يُصِبْ رَــمْيُــك ذلك ويبْلُغ ذلك
المَبْلَغ، بل إنما الله عز وجل تولى ذلك، فهذا مَجازُ وما رَــمَيْــتَ إذْ
رَــمَيْــتَ ولكنّ اللهَ رَمى، وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس أَنه قال:
معناه وما رَــمَيْــتَ الرُّعْبَ والفَزَعَ في قلوبهم إذْ رَــمَيْــتَ بالحَصى
ولكنّ الله رَمى؛ وقال المبرد: معناه ما رميــت بقوتك إذ رميــت ولكن بقوة
الله رميــت. ورَمى اللهُ لفلان: نَصَره وصنَع له؛ عن أَبي علي، قال: وهو
معنى قوله تعالى وما رميــت إذْ رميــت ولكنّ الله رمى، قال: وهذا كله من
الرَّــمْيِ لأَنه إذا نصره رَمى عدُوَّه.
ويقال: طَعَنه فأَرْماه عن فَرسه أَي أَلقاه عن ظهر دابته كما يقال
أَذْراه. وأَرْــمَيْــتُ الحجَرَ من يدي أَي أَلقيت. ابن سيده: رَمى الشيءَ
رَــمْيــاً ورَمى به ورَمى عن القوْس ورَمى عليها، ولا يقال رَمى بها في هذا
المعنى؛ قال الراجز:
أَرْــمي عليها فَرْعٌ أَجْمَعُ،
وهي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ
قال ابن بري: إنما جاز رَــمَيْــتُ عليها لأَنه إذا رَمى عنها جعَلَ
السهمَ عليها. ورَمى القَنَصَ رَمْىاً لا غير. وخرجتُ أَرْتَــمِي وخرج
يَرْتَــمي إذا خرج يَرْــمي القنَصَ؛ وقال الشماخ:
خَلَتْ غيرَ آثارِ الأَراجِيلِ تَرْتَــمِي،
تَقَعْقَع في الآباطِ منها وِفاضُها
قال: ترْتــمي أَي تَرْــمي الصَّيدَ، والأَراجِيلُ رجالةٌ لُصوصٌ. أَبو
عبيدة: ومن أَمثالهم في الأَمر يُتقدَّم فيه قَبْلَ فِعْلِه: قبل الرِّماءِ
تُمْلأُ الكَنائنُ.
والرِّماءُ: المُراماةُ بالنَّبْلِ. والتِّرْماءُ: مثل الرِّماءِ
والمُراماةِ.
وخرجْت أَتَرَمَّى وخرجَ يتَرَمَّى إذا خرج يَرْــمي في الأَغْراضِ
وأُصُول الشجر. وفي حديث الكسوف: خرجتُ أَرْتَــمي بأَسْهُــمي، وفي رواية:
أَتَرامى. يقال رَــمَيْــت بالسَّهْمِ رَمْىاً وارْتَــمَيْــت وترامَيْــت تَرامِىاً
ورامَيْــت مُراماةً إذا رَــمَيْــت بالسهام عن القِسِيّ، وقيل: خرجتُ أَرْتَــمِي
إذا رَــمَيْــت القَنَصَ، وأَترَمَّى إذا خرجت تَرْــمي في الأَهْدافِ
ونحوِها. وفلان مُرْتَمىً للقوم
(* قوله «وفلان مرتمى للقوم إلخ» كذا بالأصل
والتهذيب بهذا الضبط، والذي في القاموس والتكملة: مرتم، بكسر الــميــم
الثانية وحذف الياء). ومُرْتَبىً أي طليعة. وقوله في الحديث: ليس وراءَ اللهِ
مَرْمىً أَي مَقْصِدٌ تُرْمى إليه الآمالُ ويوجَّه نحوهَ
الرَّجاءُ.والمَرْمى: موضع الرَّــمْيِ تشبيهاً بالهَدَف الذي تُرْمى إليه السهام. وفي
حديث زيد بن حارثة: أنه سُبِيَ في الجاهلية فتَرامى به الأَمرُ إلى أَن
صار إلى خديجة، رضي الله عنها، فوَهَبَتْه للنبي، صلى الله عليه وسلم،
فأَعْتَقَه؛ تَرامَى به الأَمرُ إلى كذا أَي صار وأَفْضى إليه، وكأَنه
تَفاعَل من الرَّــمْي أَي رَمَتْه الأَقدارُ إليه.
وتَيْسٌ رَــمِيٌّ: مَرْــمِيٌّ، وكذلك الأُنثى وجمعها رَمايا، إذا لم
يعرفوا ذكراً من أُنثى فهي بالهاء فيهما. وقال اللحياني: عَنْزٌ رَــمِيٌّ
ورَــمِيَّــة، والأَول أَعلى.وفي الحديث الذي جاء في الخوارج: يَمْرُقون من
الدين كما يَمْرُق السهم من الرَّــمِيَّــة؛ الرَّــمِيَّــة: هي الطريدة التي
يَرْــميــها الصائد، وهي كلُّ دابةٍ مَرْــمِيَّــةٍ، وأُنِّثَتْ لأَنها جُعِلَت
اسماً لا نعتاً،يقال بالهاء للذكر والأُنثى: قال ابن الأَثير:
الرَّــمِيَّــة الصيد الذي تَرْــميــه فتَقْصِدهُ ويَنْفُذُ فيه سَهْمُك، وقيل: هي كلُّ
دابة مَرْــمِيَّــة. الجوهري: الرَّــمِيَّــة الصيد يُرْمى. قال سيبويه:
وقالوا بئس الرَّــميَّــةُ الأَرْنَبُ؛ يريدون بئس الشيءُ مما يُرْمى، يذهب إلى
أن الهاء في غالب الأَمر إنما تكون للإشعار بأَن الفعل لم يقع بعدُ
بالمفعول، وكذلك يقولون: هذه ذبيحتك، للشاة التي لم تُذْبَح بعدُ كالضَّحية،
فإذا وقع بها الفعل فيه ذبيحٌ. قالالجوهري في قولهم بئس الرَّــمِيَّــة
الأَرنب: أَي بئس الشيءُ مما يُرْمى به الأَرنب،قال: وإنما جاءت بالهاء
لأَنها صارت في عداد الأَسماء، وليس هو على رُــمِيَــتْ فهي مَرْــمِيَّــة، وعُدِلَ
به إلى فعيل، وإنما هو بئسَ الشيءُ في نفسه مما يُرْمى الأَرْنَبُ.
وبينهم رَــمِّيَّــا أَي رَــمْيٌ. ويقال: كانت بين القومِ رِــمِّيَّــا ثم
حَجَزَتْ بينهم حِجِّيزى، أَي كان بين القوم تَرامٍ بالحجارة ثم توسَّطَهم
من حجزَ بينهم وكفَّ بعضَهم عن بعض.
والرِّمى: صوت الحجر الذي يَرْــمي به الصبي.
والمِرْماةُ: سهمٌ صغير ضعيف؛ قال: وقال أَبو زياد مثلٌ للعرب إذا
رأَوْا كثرةَ المَرَامي في جَفِير الرجل قالوا:
ونَبْلُ العبدِ أَكثرُها المَرامي
قيل: معناه أَن الحُرَّ يغالي بالسهام فيشتري المِعْبَلة والنِّصْل
لأَنه صاحب حربٍ وصيدٍ، والعبد إنما يكون راعياً فتُقْنِعُه المَرامي لأَنها
أَرخصُ أَثماناً إن اشتراها، وإن اسْتَوهَبها لم يَجُدْ له أَحد إلا
بمرْماة. والمِرْماة: سهمُ الأَهداف؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم:
يَدَعُ أَحدُهم الصلاةَ وهو يُدْعى إليها فلا يُجيبُ، ولو دُعِيَ إلى
مِرْماتَيْنِ لأَجابَ، وفي رواية: لو أَن أَحدهم دُعِيَ إلى مِرْماتَيْن
لأَجابَ وهو لا يُجيب إلى الصلاة، فيقال المِرْماةُ الظِّلْفُ ظِلْفُ
الشاةِ. قال أَبو عبيدة: يقال إن المرماتَينِ ما بين ظِلْفَي الشاةِ،
وتُكْسَر ميــمُه وتُفتح. قال: وفي بعض الحديث لو أَن رجلاً دَعا الناس إلى
مِرْماتَيْنِ أَو عَرْقٍ أَجابوه، قال: وفيها لغة أُخرى مَرْماة، وقيل:
المِرْماةُ، بالكسر، السَّهمُ الصغير الذي يُتَعلَّمُ فيه الرَّــمْيُ وهو
أَحْقَرُ السهام وأَرْذَلُها، أَي لو دُعِي إلى أَن يُعْطى سهــميــن من هذه
السهام لأَسْرَعَ الإجابة؛ قال الزمخشري: وهذا ليس بوجيه، ويدفعه قوله في
الرواية الأُخرى لو دُعِيَ إلى مِرْماتَين أَو عَرْقٍ.
قال أَبو عبيد: وهذا حرف لا أَدري ما وجهه إلا أَنه هكذا يُفَسَّر بما
بين ظِلْفَي الشاةِ يريد به حقارَته قال ابن بري: قال ابن القَطاع
المِرْماة ما في جَوْفِ ظِلْف الشاة من كُراعِها، وروي عن ابن الأَعرابي
أَنه قال: المِرْماةُ، بالكسر، السَّهْمُ الذي يُرْمى به، في هذا الحديث.
قال ابن شــميــل: والمَرامي مثل المَسالِّ دقيقةٌ فيها شيءٌ من طول لا
حُروفَ لها ، قال: والقِدْحُ بالحديد مِرْماةٌ، والحديدة وحدها مِرْماةٌ،
قال: وهي للصيد لأَنها أَخَفّ وأَدَقُّ، قال: والمِرْماةُ قِدْح عليه
رِيشٌ وفي أَسْفَلهِ نَصْلٌ مثلُ الإصْبع؛ قال أَبو سعيد: المِرْماتانِ، في
الحديث، سهمان يَرْــمي بهما الرجلُ فيُحْرِزُ سَبَقَه فيقول سابَق إلى
إحْرازِ الدنيا وسَبَقِها ويَدَع سَبَق الآخرة. الجوهري: المِرماة مثل
السِّرْوةِ وهو نَصْل مدَوَّرٌ للسَّهْم. ابن سيده: المِرْماة والمَرْماة
هَنَة بين ظِلْفَي الشَّاةِ.
ويقال: أَرْمى الفرسُ براكِبه إذا أَلقاه. ويقال: أَرْــمَيْــت الحِمْل عن
ظَهْرِ البَعِير فارْتَمى عنه إذا طاح وسَقَط إلى الأَرض؛ ومنه قوله:
وسَوْقاً بالأَماعِزِ يَرْتَــمِيــنا
أَراد يَطِحْن ويَخْرِرْنَ. ورَــمَيْــت بالسَّهْم رَمْىاً ورِمايَةً
ورامَيْــتُه مُراماةً ورِماءً وارْتَــمَيْــنا وتَرامَيْــنا وكانت بينهم
رِمِّىَّا ثم صاروا إلى حِجِّيزى. ويقال للمرأَة. أَنتِ تَرْــمِيــن وأَنْتُنَّ
تَرْــمِيــن، الواحدة والجماعة سواء. وفي الحديث: من قُتِلَ في عِــمِّيَّــةٍ في
رِــمِّيَّــا تكون بينهم بالحجارة؛ الرِّــمِّيَّــا، بوزن الهِِجِّيرى
والخِصِّيصى: من الرَّــمْي، وهو مصدرٌ يُراد به المبالغة. ويقال: تَرامَى القوم
بالسهام وارْتَمَوْا إذا رَمَى بعضُهم بعضاً. الجوهري: رَــمَيْــت الشيءَ من
يَدي أَي أَلْقَيْته فارْتَمى. ابن سيده: وأَرْمى الشيءَ من يدهِ أَلقاه.
ورَمى الله في يدِه وأَنْفِه وغير ذلك من أَعضائهِ رَمْىاً إذا دُعِي
عليه؛ قال النابغة:
قُعوداً لدى أَبْياتِهم يَثْمِدُونَها،
رَمى اللهُ في تلك الأُنوفِ الكَوانِعِ
والرَّــمِيُّ: قِطَعٌ صغار من السحاب، زاد التهذيب: قدرُ الكَفِّ وأَعظمُ
شيئاً، وقيل: هي سحابة عظيمةُ القَطرِ شديدة الوقْعِ، والجمع أَرْماءٌ
وأَرْــمِيَــةٌ ورَمايا؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب يصف عسلاً:
يَمانِيَةٍ أَجْبى لها مَظَّ مائِدٍ،
وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْــميَــةٍ كُحْلِ
ويروى: صوبُ أَسْقِية. الجوهري: الرَّــميّ السّقيُّ وهي السحابة العظيمة
القطرِ. الأَصمعي: الرَّــمِيّ والسَّقِيُّ، على وزن فعيل، هما سحابتان
عظيمتا القطر شديدتا الوقع من سحائب الحــميــم والخريف؛ قال الأَزهري: والقول
ما قاله الأَصمعي؛ وقال مُلَيح الهُذَلي في الرَّــميّ السحاب:
حَنِين اليَماني هاجَه، بعْدَ سَلْوةٍ،
ومِيــضُ رَــميٍّ، آخرَ اللَّيلِ، مُعْرِقِ
وقال أَبو جندب الهذلي وجمعه أَرْــمِيــةً:
هنالك لو دَعَوْت، أَتاكَ منْهمُ
رجالٌ مِثْلُ أَرْــمِيَــةِ الحَــميــم
والحَــميــم: مطرُ الصيف، ويكون عظيمَ القطر شديدَ الوَقْع. والسحابُ
يَتَرامى أَي يَنْضم بعضهُ إلى بعض، وكذلك يَرْــمي؛ قال المُتَنَخِّل
الهذلي:أَنْشَأَ في العَيْقةِ يَرْــمِي لَهُ
جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ
ورَمَى بالقوم من بلد إلى بلد: أَخْرَجهم منه، وقد ارْتَمَت به البلادُ
وترَامَتْ به؛ قال الأَخطل:
ولكن قَذاها زائرٌ لا تُحِبُّهُ،
تَرامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا يَدْرِي
ابن الأَعرابي: ورَمَى الرَّجلُ إذا سافر. قال أَبو منصور: وسمعت
أَعرابيّاً يقول لآخر أَيْنَ تَرْــمِي؟ فقال: أُرِيدُ بلَدَ كذا وكذا؛ أَراد
بقوله أَيْنَ تَرْــمِي أَيَّ جهةٍ تَنْوِي. ابن الأَعرابي: ورَمَى فلان
فلاناً بأَمرٍ قبيحٍ أَي قذفه؛ ومنه قول الله عز وجل: والذين يَرْمُون
المُحْصَنات، والذين يَرْمُون أَزواجَهم؛ معناه القَذْف. ورَمَى فلان يَرْــمِي
إذا ظَنَّ ظَنّاً غيرَ مُصيب؛ قال أَبو منصور: هو مثل قوله رَجْماً
بالغيب؛ قال طُفَيْل يصف الخيل:
إذا قيلَ: نَهْنِهْها وقد جَدَّ جِدُّها،
تَرامَتْ كخُذْرُوفِ الوَلِيد المُثَقَّفِ
تَرامَتْ: تَتابَعَت وازْدادَتْ. يقال: ما زال الشرُّ يَتَرامَى بينهم
أَي يَتَتابَع. وتَرامَى الجُرْحُ والحَبْنُ إلى فَسادٍ أَي تَراخَى وصار
عَفِناً فاسداً. ويقال: تَرامَى أَمرُ فلانٍ إلى الظَّفَرِ أَو
الخِذْلانِ أَي صار إليه. والرَّــمْي: الزيادة في العُمْرِ؛ عن ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:
وعَلَّمَنا الصَّبْرَ آباؤُنا،
وخُطَّ لَنا الرَّــمْيُ في الوافِرَهْ
الوافرة: الدنيا. وقال ثعلب: الرَّــمْي أَن يُرْمَى بالقومِ إلى بَلَدٍ.
ورَمَى على الخمسين رَمْىاً وأَرْمَى: زاد. وكلُّ ما زاد على شيء فَقَدْ
أَرْمَى عليه؛ وقول أَبي ذؤيب:
فَلَمَّا تَراماهُ الشَّباب وغَيُّه،
وفي النَّفْسِ منِهُ فِتْنَةٌ وفُجورُها
قال السُّكّري: تَراماهُ الشَّباب أَي تَمَّ. والرَّماء، بالمَدَّ:
الرِّبا؛ قال اللحياني: هو على البَدَل. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا
تَبيعُوا الذهب بالفِضَّة إلاَّ يَداً بِيَدٍ هاءَ وهاء إني أَخافُ عليكم
الرَّمَاء؛ قال الكسائي: هو بالفَتْح والمدّ. قال أَبو عبيد: أَراد
بالرَّماء الزيادة بمعنى الرِّبَا، يقول: هو زيادة على ما يَحِلُّ. يقال:
أَرْمَى على الشيءِ إرْماءً إذا زاد عليه كما يقال أَرْبى؛ ومنه قيل: أَرْــمَيْــت
على الخَمْسين أَي زدت عليها إرْماءً، ورواه بعضهم: إني أَخاف عليكم
الإرْماءَ، فجاءَ بالمصدر؛ وأَنشد لحاتم طيّء:
وأَسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ
نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِراعاً على العَشْرِ
أَي قد زَادَ عليها، وأَرْمَى وأَرْبى لغتان. وأَرْمَى فلانٌ أَي
أَرْبَى. ويقال: سابَّهُ فأَرْمَى عليه إذا زادَ، وحديث عَدِيٍّ الجُذَامِي:
قال يا رسول الله كانَ لي امْرَأَتانِ فاقْتَتَلَتا فَرَــمَيْــتُ إحْداهما
فرُــمِيَ في جنَازَتِها أَي ماتَتْ فقال: اعْقِلْها ولا تَرِتْهَا؛ قال ابن
الأثير: يقال رُــمِيَ في جنازةِ فلان إذا مات لأنَّ الجِنازَة تَصيرُ
مَرْــميّــاً فيها، والمراد بالرَّــمْيِ الحَمْلُ والوَضْعُ، والفِعلُ فاعِلهُ
الذي أُسْنِدَ إليه هو الظَّرْفُ بعينه كقولك سِيرَ بِزَيْدٍ، ولذلك لم
يُؤَنَّث الفعل، وقد جاء في رواية فرُــمِيَــتْ في جِنازَتها، بإظهار
التاء.ورُــمَيٌّ ورِــمِّيــانُ: موضعان. وأَرْــميَــا: اسمُ نَبِيٍّ؛ قال ابن دريد:
أَحْسبه مُعَرَّباً. قال ابن بري: ورَمَى اسم وادٍ، يصرف ولا يصرف؛ قال
ابن مُقْبِل:
أَحَقّاً أَتاني أَنَّ عَوْفَ بنَ مالِكٍ
ببَطْنِ رَمَى يُهْدِي إلَيَّ القَوافِيَا؟
(* قوله «ببطن رمى» في ياقوت: بين رمى، وقال: بِين رمى، بكسر الباء،
موضع إلخ).