لصلاح بن مبارك البخاري.
جعله على أربعة أقسام:
الأول: في تعريف الولاية، والولي.
والثاني: في منــاقب علاء الدين العطار، وسلسلته.
الثالث: في منــاقب علاء الدين.
الرابع: في كراماته.
وفرغ: سنة خمس وثمانين وسبعمائة.
ضــمن: الضَّمِينُ: الكفيل. ضَــمِنَ الشيءَ وبه ضَــمْنــاً وضَمَاناً: كَفَل
به. وضَــمَّنَــه إياه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابي: فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ
وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ. يقال: ضَــمِنْــتُ الشيءَ
أَضْــمَنُــه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وهو مَضْمون. وفي الحديث: من مات في سبيل
الله فهو ضامِنٌ
على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله؛ قال الأَزهري: وهذا
مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل: ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله
ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله؛ قال: هكذا
خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي
هريرة بمعناه، فــمن طُرُقه تَضَــمَّنَ اللهُ لــمن خرج في سبيله لا يخرجه
إلا جهاداً
في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه
الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منــه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو
غنيمة. وضَــمَّنــته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَــمَّنــه عني: مثل غَرَّمْتُه؛
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ،
من البُعْدِ، ما يَضْــمَنَّ فهو أَداءُ.
فسره ثعلب فقال: معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَــمِنَــتْ أَن
تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه، ثم قال: ما يَضْــمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما
ضَــمِنَّــه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه. وضَــمَّنَ الشيءَ
الشيءَ: أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد
تضَــمَّنــه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً:
أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها،
كما تضَــمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا.
عليه: على الجنين. وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضــمَّنــتَه إياه. الليث: كل
شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُــمِّنَــه؛ وأَنشد:
ليس لــمن ضُــمِّنَــه تَرْبِيتُ
(* قوله «تربيت» أي تربية أي لا يربيه القبر، كما في التهذيب).
ضُــمِّنَــه: أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ.
وروي عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَــمَّنــاً لأَن
اللبن يزيد في الضرع وينقص، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى؛ قال شمر: قال أَبو
معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِــمْنِــه، يقال: شَرَابُك
مُضَــمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء. والمَضامِينُ: ما في بطون الحوامل من كل
شيء كأَنهن تضَــمَّنَّــه؛ ومنــه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى
عن بيع المَلاقيح والمَضامين، وقد مضى تفسير المَلاقيح، وأَما
المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال: هي ما في أَصلاب الفحول، وهي جمع مَضْمُون؛ وأَنشد
غيره:
إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ
ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ.
ويقال: ضَــمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَــمَّنَــه؛ ومنــه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب
كذا وكذا، والمَلاقِيحُ: جمع مَلْقُوح، وهو ما في بطن الناقة. قال ابن
الأَثير: وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن
شهاب عن ابن المسيب، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: إذا كان
في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ،
والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة. وناقة ضامِنٌ ومِضْمان: حامل، من ذلك
أَيضاً. ابن الأَعرابي: ما أَغْنى فلانٌ عني ضِــمْنــاً وهو الشِّسْعُ أَي ما
أَغنى شيئاً
ولا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَــةُ من كل بلد: ما تَضَــمَّنَ وسَطَه.
والضامِنَــةُ: ما تَضَــمَّنَــتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنى
مفعولة؛ قال ابن دريد: وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بن
عبد الملك، وفي التهذيب: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وفي الصحاح: أَنه،
صلى الله عليه وسلم، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من
كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ
(* قوله «إن لنا الضاحية من
البعل» كذا في الصحاح، والذي في التهذيب: من الضحل، وهما روايتان كما في
النهاية. ولو قال كما في النهاية: إن لنا الضاحية من الضحل، ويروي من البعل،
لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ). والبُورَ والمَعامِيَ، ولكم
الضَّامَِنــةُ من النخل والمَعِينُ. قال أَبو عبيد: الضَّاحية من الضَّحْل
ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل، والبَعْلُ
الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ. والضَّامِنَــة من النخل: ما تَضَــمَّنَــها
أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة؛ قال أَبو
منــصور: سميت ضامنــة لأَن أَربابها قد ضَــمِنُــوا عمارَتَها وحفظها، فهي ذاتُ
ضَمانٍ كما قال الله عز وجل: في عِيشةٍ راضية؛ أَي ذاتِ رِضاً،
والضَّامِنَــةُ فاعلة بمعنى مفعولة. وفي الحديث: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ
مُؤْتَــمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه
يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها
مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. والمُضَــمَّنُ من الشعر: ما
ضَــمَّنْــتَهُ بيتاً، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه
كقوله:
يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى، أَما
واللهِ لو عُلِّقْتَ منــه كما
عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ، لما
لُمْتَ على الحُبِّ، فَدَعْني وما
قال: وهي أَيضاً مشطورة مُضَــمَّنَــة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ
على نصف؛ وفي المحكم: المُضَــمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا
في البيت الذي بعده، قال: وليس بعيب عند الأَخفش، وأَن لا يكونَ
تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منــه قبيحاً كان
قول الشاعر:
سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً،
ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ
رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منــه، قال: فليس التضمين بعيب كما أَن هذا
ليس برديء، وقال ابن جني: هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس
بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين: أَحدهما
السماع، والآخر القياس، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين،
وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين
عندهم؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن
ضَبُعٍ الفَزَاري:
أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ، ولا
أَملك رأْس البعيرِ، إن نَفَرا
والذئبَ أَخْشاه، إن مَرَرْتُ به
وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا.
فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله
جملة مركبة من فعل وفاعل، وهي قوله لا أَملك، يدلك على جريه عند العرب
والنحويين جميعاً مجرى قولهم: ضربت زيداً وعمراً لقيته، فكأَنه قال: ولقيت
عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب
يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب،
ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف
بعضها على بعض، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة،
هذا وجه القياس في حسن التضمين، إلا أَن بإِزائه شيئاً
آخر يقبح التضمين لأَجله، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا: إِن كل
بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه، فــمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً، ومن حيث
ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما
ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح
مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة؛ قال: فــمن أَشدَّ التضمين قول
الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره:
وليس المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ
من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ
يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ
لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِّ.
فضَــمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منــهما بصاحبه؛ وقال
النابغة:
وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ،
وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ، إنِّي
شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ،
أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّــي
وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول
بصلته؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان الــمَنْــقَريّ:
ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى
إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على
أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا
والمُضَــمَّنُ من الأَصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. قال
الأَزهري: والمُضَــمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام
اللام إلى الحركة. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة والعاهة؛ قال
الشاعر:
بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما
ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس.
والضَّــمَنُ والضَّمانُ والضُّــمْنــة والضَّمانة: الداء في الجسد من بلاء
أَو كِبر؛ رجل ضَــمَنٌ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث: مريض، وكذلك ضَــمِنٌ،
والجمع ضَــمِنُــون، وضَمِينٌ والجمع ضَــمْنــى، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما
يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو
فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول؛ قال سيبويه: كُسِّر هذا النحو على
فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون.
وقد ضَــمِنَ بالكسر، ضَــمَنــاً: كمَرِض وزَــمِن، فهو ضَــمِنٌ أَي مُبْتَلىً.
والضَّمانة: الزَّمانة. وفي حديث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَــمِنــاً
بعثه الله ضَــمِنــاً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة
الزَّــمْنــى، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به، بعثه الله يوم القيامة زَــمِنــاً،
واكتتب: سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن
عمرو بن العاص، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته.
والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به. والضَّــمِنُ: الذي به ضَمانة في
جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره، تقول منــه: رجل ضَــمِنٌ؛ قال
الشاعر:
ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَــمِنــاً،
أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ.
والاسم الضَّــمَن، بفتح الميم، والضَّمان؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ
بطنُه:
إليك، إلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي
عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا. وكان قد أَصابه بعض ذلك،
فالضَّمان هو الداء نفسه، ومعنى الحديث: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة
ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً، ومعى يَكتتِب
يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه. الفراء: ضَــمِنَــتْ
يدُه ضَمانة بــمنــزلة الزمانة. ورجل مَضْمون اليد: مثل مَخْبون اليد. وقوم
ضَــمْنــى أَي زَــمْنــى. الجوهري: والضُّــمْنــة، بالضم، من قولك كانت ضُــمْنــةُ فلان
أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وفي حديث ابن عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَــمِنــةٍ
أَي أَنها ذبحت لغير علة. وفي الحديث: أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن
أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَــمِنَ منــها أَي زَــمِنَ. وفي الحديث: كانوا
يَدْفعون المفاتيح إلى ضَــمْنــاهم ويقولون: إن احتجتم فكُلوا؛ الضَّــمْنــى:
الزَّــمْنــى، جمع ضَــمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة:
ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ،
كما كنتُ أَلقى منــكِ إذ أَنا مُطْلقُ.
ورجل ضَــمِنٌ: عاشق. وفلان ضَــمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو
زيد: يقال فلان ضَــمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد. وإني لفي غَفَلٍ
عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد؛ قال لبيد:
يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنــةً،
حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ.
كأَنه قال مضمونة؛ ومثله:
أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه.
يريد مأْشورة أَي مقطوعة. ومثله: أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف، والراحلةُ:
بمعنى المَرْحولة، وتطليقة بائنة أَي مُبانة. وفَهِمْت ما تضَــمَّنــه كتابك
أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِــمْنــه. وأَنفَذْتُه ضِــمْن كتابي أَي في
طَيّه.
حــمن: الحَــمْن والحَــمْنــانُ: صغار القِرْدان، واحدته حَــمْنــة وحَــمْنــانة.
وأَرض مُحْــمِنــة: كثيرة الحَــمْنــان. والحَــمْنــانُ: ضربٌ من عنب الطائف، أَسود
إلى الحمرة
(* قوله «إلى الحمرة» في المحكم: إلى الغبرة). قليل الحبّة،
وهو أَصغر العنب حبّاً، وقيل: الحَــمْنــانُ الحبُّ الصغار التي بين الحبّ
العِظام. وقال الجوهري: الحَــمْنــانةُ قُراد، وفي التهذيب: القُراد أَول ما
يكون وهو صغير لا يكاد يُرى من صغره، يقال له قَمْقامة، ثم يصير حَــمْنــانة،
ثم قراداً، ثم حَلَمة، زاد الجوهري: ثم علٌّ وطِلحٌ. وفي حديث ابن عباس،
رضي الله عنهما: كم قَتَلْتَ من حَــمْنــانةٍ؛ هو من ذلك. وحَــمْنــةُ،
بالفتح، اسم امرأَة؛ قيل: هي أَحد الجائين على عائشة، رضوان الله عليها،
بالإفك. والحَوْمانةُ: واحدة الحَوامين، وهي أَماكن غلاظ مُنــقادة؛ ومنــه قول
زهير:
أَــمِنْ آلِ أَوفى دِــمْنــةٌ لم تَكَلَّمِ
بحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ، فالمُتَثَلَّم.
ولم يَرْوِ أَحدٌ بحَوْمانة الدُّرَّاج، بضم الدال، إلاَّ أَبو عمرو
الشيباني، والناس كلهم بفتح الدال. والدُّرّاج الذي هو الحَيْقُطان: مضموم
عند الناس كلهم إلا ابن دريد، فإِنه فتحها، قال أَبو خَيرة: الحَوْمانُ
واحدتها حَوْمانة، وجمعها حوامِين، وهي شقائقُ بين الجبال، وهي أَطيبُ
الحُزونة، ولكنها جَلَدٌ ليس فيها آكام ولا أَبارِق. وقال أَبو عمرو:
الحَوْمان ما كان فوق الرَّمل ودونه حين تصعده أَو تَهبطه، وحَــمْنــانُ مكّةُ؛ قال
يَعْلى بن مُسْلم بن قيس الشَّكْريّ:
فَليْتَ لنا، مِنْ ماءِ حَــمْنــان، شَرْبةً
مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيان.
والطَّهيَان: خشبة يُبرَّد عليها الماء. وشَكْرٌ: قبيلة من الأَزد.
خــمن: خَــمَنَ الشيءَ يَخْــمِنــه خَــمْنــاً وخَــمَنَ يَخْــمُنُ خَــمْنــاً: قال فيه
بالحَدْسِ والتخمينِ أَي بالوهم والظن؛ قال ابن دريد: أَحْسِبه
مولَّداً. والتَّخْمِينُ: القولُ بالحَدْسِ. قال أَبو حاتم: هذه كلمة أَصلها
فارسية عرّبت، وأَصلها من قولهم خُمَاناً على الظَّنِّ
(* قوله «من قولهم
خمانا على الظن إلخ» هي عبارة التكملة بهذا الضبط). والحَدْسِ. وخَمَّانُ
الناسِ: خُشارَتُهم. وخَمَّانُ المَتاعِ: رديئة. والخَمَّانُ من الرُّمْح:
الضعيف. ورمح خَمَّانٌ: ضعيف. وقَناة خَمَّانة كذلك. وهو خامِنُ الذكر:
كقولك خامِلُ الذِّكْرِ، على البدل؛ وأَنشد:
أَتاني، ودُوني من عَتَادي مَعاقِلٌ،
وعيدُ مَلِيكٍ ذِكْرُه غيرُ خامِنِ.
فَعَلَّ أَبا قابُوسَ يَمْلِكُ غَرْبَهُ،
ويَرْدَعُه عِلْمٌ بما في الكَنَائِنِ.
ويروى: عِلْماً، قال: والرفع أَحسن وأَجود.