Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مناة

رغب

ر غ ب: (رَغِبَ) فِيهِ أَرَادَهُ وَبَابُهُ طَرِبَ وَ (رَغِبَهُ) أَيْضًا وَ (ارْتَغَبَ) فِيهِ مِثْلُهُ وَ (رَغِبَ) عَنْهُ لَمْ يُرِدْهُ. وَيُقَالُ: (رَغَّبَهُ) فِيهِ (تَرْغِيبًا) وَ (أَرْغَبَهُ) فِيهِ أَيْضًا. 
ر غ ب : رَغِبْتُ فِي الشَّيْءِ وَرَغِبْتُهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْضًا إذَا أَرَدْتَهُ رَغَبًا بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَسُكُونِهَا وَرَغْبَى بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَرَغْبَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَرَغِبْتُ عَنْهُ إذَا لَمْ تُرِدْهُ وَالرَّغِيبَةُ الْعَطَاءُ الْكَثِيرُ وَالْجَمْعُ الرَّغَائِبُ وَالرَّغْبَةُ الْهَاءُ لِتَأْنِيثِ الْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ رَغَبَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَرَجُلٌ رَغِيبٌ وِزَانُ شَرِيفٍ وَكَرِيمٍ أَيْ ذُو رَغْبَةٍ فِي كَثْرَةِ الْأَكْلِ وَإِذَا أُرِيدَ الْمُبَالَغَةُ كُسِرَ وَثُقِّلَ . 
(رغب)
فلَان رغبا ورغبة ورغبة حرص على الشَّيْء وطمع فِيهِ وَإِلَيْهِ ابتهل وضرع وَطلب وَيُقَال رغب إِلَيْهِ فِي كَذَا وَكَذَا سَأَلَهُ إِيَّاه وَعَن الشَّيْء تَركه مُتَعَمدا وزهد فِيهِ وبنفسه عَن الشَّيْء ترفع عَنهُ وبنفسه عَن فلَان رأى لنَفسِهِ عَلَيْهِ فضلا وبفلان عَن كَذَا ربأ بِهِ عَنهُ وَكَرِهَهُ لَهُ وَيُقَال رغب رَأْيه أحسن الرغب كَانَ سخيا وَاسع الرَّأْي وَالشَّيْء وَفِيه أَرَادَ

(رغب) رغبا ورغابة اتَّسع وَعظم يُقَال رغب الْوَادي وَفُلَان اشْتَدَّ نهمه وَكثر أكله فَهُوَ رغيب ورغيب وَهِي رغيبة وَالْأَرْض كَانَت رغابا
(رغب) - في حديث حُذَيْفَة، رضي الله عنه: " ظَعَن أبو بكر، رضي الله عنه، ظَعْنةً رغِيبَةً بهم - أي بالناس - ثم ظَعَن عُمَرُ، رضي الله عنه، بهم كَذَلِك".
: أي سار. والرَّغِيبَة: الواسِعَة الكثيرة، قال الحَربىُّ: وهو تَسْيِيرُه إيَّاهم إلى الشَّام، وفَتحُه إيَّاهَا بهم، وكذلك تَسْيِيرهُم عُمر، رضي الله عنه، إلى العِراقِ وفَتْحها بِهِم.
- في الحديث: "أَفضلُ العَمَل مَنْحُ الرِّغاب، لا يعَلَم حُسْبان أَجرِها إلا الله عَزَّ وجَلّ".
الرِّغاب: الِإبل الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثِيرةُ النَّفعِ، حمع الرَّغِيبِ، وهو الواسِع. يقال: جَوفٌ رَغِيب، ووادٍ رَغِيب.
(ر غ ب) : (رَغِبَ) فِي الشَّيْءِ رَغَبًا وَرَغْبَةً إذَا أَرَادَهُ (وَرَغِبَ عَنْهُ) لَمْ يُرِدْهُ وَفِي تَلْبِيَةِ ابْنِ عُمَرَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إلَيْك هِيَ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَوْ بِالضَّمِّ وَالْقَصْرِ الرَّغْبَةُ (وَقَوْلُهُ) وَإِنْ أُعْطُوا رَغْبَةً أَيْ مَالًا كَثِيرًا يُرْغَبُ فِيهِ وَمِنْهَا قَوْلُهُ وَإِنْ رُغِّبَ الْمُسْلِمُونَ (وَالرَّغَائِبُ) جَمْعُ رَغِيبَةٍ وَهِيَ الْعَطَاءُ الْكَثِيرِ وَمَا يُرْغَبُ فِيهِ مِنْ نَفَائِسِ الْأَمْوَالِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) قَلَّتْ رَغَائِبُ النَّاسِ فِيهِ فَالصَّوَابُ رَغَبَاتٌ جَمْعُ رَغْبَةٍ فِي مَعْنَى الْمَصْدَر.
[رغب] رغبت في الشئ، إذا أردتَه، رغبةً ورَغَباً بالتحريك. وارْتَغَبْتُ فيه مثله. ورغبت عن الشئ، إذا لم تُرِدْهُ وزَهِدت فيه. وأرغبني في الشئ ورغبني فيه، بمعنىً. ورجلٌ رغبوب من الرَغْبَةِ. والرغيبة: العطاء الكثير، والجمع الرغائب. قال الشاعر :

وإلى الذي يُعْطي الرغائب فارغب  والرغيب: الواسع الجوف، يقال حوضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ، وفرسٌ رَغيبُ الشَحْوَةِ. والرُغْبُ، بالضم: الشَرَهُ. يقال الرُغْبُ شُؤْمٌ. وقد رَغُبَ بالضم رُغْباً فهو رَغيبٌ. أبو عبيد: الرَغابُ، بالفتح: الأرضُ الليّنةُ. وقال ابن السكيت: التي لا تسيل إلا من مطر كثير. وقد رغبت رغبا.
رغب
أصل الرَّغْبَةِ: السّعة في الشيء، يقال: رَغُبَ الشيء: اتّسع ، وحوض رَغِيبٌ، وفلان رَغِيبُ الجوف، وفرس رَغِيبُ العدو. والرَّغْبَةُ والرَّغَبُ والرَّغْبَى: السّعة في الإرادة قال تعالى:
وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً
[الأنبياء/ 90] ، فإذا قيل: رَغِبَ فيه وإليه يقتضي الحرص عليه، قال تعالى: إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ
[التوبة/ 59] ، وإذا قيل: رَغِبَ عنه اقتضى صرف الرّغبة عنه والزّهد فيه، نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ
[البقرة/ 130] ، أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي
[مريم/ 46] ، والرَّغِيبَةُ: العطاء الكثير، إمّا لكونه مَرْغُوباً فيه، فتكون مشتقّة من الرّغبة، وإمّا لسعته، فتكون مشتقّة من الرّغبة بالأصل، قال الشاعر:
يعطي الرَّغَائِبَ من يشاء ويمنع

رغب


رَغِبَ(n. ac. رَغْب
رَغْبَة
رَغْبَى
رُغْب
رُغْبَى
رَغَب
رَغْبَآءُ)
a. [acc.
or
Fī], Wished, desired, longed, craved, yearned for.
b. ['An], Disliked; was disinclined, averse, loath
reluctant to.
c. [Bi & 'An], Preferred to, liked better than.
d.(n. ac. رَغْب
1t. 1ya
رُغْب
رُغْبَة
رُغْبَى
رَغَب
رَغَبَة
رَغَبَاْن
رَغْبَآءُ
رَغْبُوْت
رَغْبُوْتَى) [Ila], Besought, entreated; prayed to, supplicated.

رَغُبَ(n. ac. رُغْب
رُغُب)
a. Was greedy, voracious, gluttonous.
b. Was wide, large, ample, spacious.

رَغَّبَ
a. [acc. & Fī], Made to wish for, inspired with a
liking for.
b. [acc.
or
Ila], Satisfied, contented.
أَرْغَبَa. see II (a)b. Made wide, large &c.; enlargened, widened
amplified.

إِرْتَغَبَa. [Fī]
see I (a)
رَغْبَةa. Wish, desire; longing, craving, yearning.
b. Alacrity, eagerness; diligence, zeal.

رُغْبa. Avidity; voracity, voraciousness, greed; greediness
gluttony.

رُغْبَةa. Wish, request.

رَغِب
(pl.
رُغُب)
a. Wide, large.

رُغُبa. see 3 & 22
رَغَاْبa. Porous, spongy (soil)
رُغَاْبَةa. Knot ( of a sandal ).
رَغِيْب
(pl.
رِغَاْب)
a. Large, wide.
b. Bigbellied; greedy; covetous.

رَغِيْبَة
(pl.
رَغَاْئِبُ)
a. Desire, wish, aim, object (thing).
b. Valuable gift.
رغب: رغب إلى فلان: ابتغى التحالف معه وسعى إليه، ففي كليلة ودمنة (ص23): رغبت إليه المملوك.
رغب إلى فلان: حاول تهدئة غضبه (ابن بدرون ص102).
رغب في بنت: أراد الزواج منها (بوشر).
رغب في الشيء: أهتم به وتمسك به (بوشر).
رغب فلاناً: توسل إليه وسأله عمل شيء (ألكالا)، وفي البكري (ص112): رغبة في الخروج.
رغب لفلان: تدل على نفس معنى رغب إلى فلان (عباد 1: 67)، وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص22 ق): وصنع له السَجَّان ثردة في فرّوج جعل فيها سَمّاً ورغب لعبد السلام أن يأكلها.
رغب بنفسه عنه (انظر لين)، ففي المقري (1: 165): وكان النصارى محصورين في كنيسة وقد خيرهم قائد المسلمين بين الاستسلام والموت فلم يرغبوا في الاستسلام واحترقوا أحياء ((غير أن العلج أميرهم رغب بنفسه عن بليَّتهم - ففرَّ عنه وحده)).
رَغَّب (بالتشديد): شوَّق إلى، جعله يرغب في.
ويرغّب: يتشوق، آخذ بالقلب، مشهٍ (بوشر).
ورغّب: أطمع، أغرى ب (بوشر).
ورغّب: حثّ، حرّض (بوشر).
ورغّب في: حرَّض على، أغرى ب (بوشر).
أرغب، أرغب فلاناً: شَجَّعه، وجرأه على الشيء (معجم الطرائف).
ترغّب في: رغب في (فوك).
ارتغب، ارتغب لِ: استجاب، سمع له (فوك).
رَغِب: حريص (باين سميث 1613).
رَغْبَة، رغبة في: جدّ في السعي لنيل شيء (بوشر).
أهل الرغبة في الدنيا: اللذين يسعون للحصول على متاع الدنيا (المقري 1: 490)، وقد اختصرت في كتاب محمد بن الحارث (ص205) فهو يقول: أهل الرغبة في نفس المعنى.
رَغْبة: تضرع، ابتهال، طلب، صلوات (فوك، ألكالا وفيه رُغْبة).
رَغبة والجمع رَغائب: زيّاح، طواف بأشياء مقدسة داخل الكنيسة أو خارجها (ألكالا).
رَغْبة: شوق إلى التعلم والمعرفة، حب الإطلاع والمعرفة (بوشر)، ورما كان لهذه الكلمة نفس هذا المعنى في عبارة المقري (1: 502): فسمع بمصر من النسائي ومن أحمد بن حماد رغبةً.
رُغْبة (كذا)، رغبة في: اجتهاد، مثابرة، إمعان. ورغبة فيه: اهتماماً وعناية به (بوشر).
رَغْبة عن، رمي بالرغبة عن دينه: اتهم بتركه دينه (تاريخ البربر 1: 366).
رغبةً ورهبةً: طوعاً أو كرهاً، شاء أم أبى، رضىً أو قسراً (عباد 2: 97).
رُغْبة: انظر المادة السابقة.
رغابة: حرص (باين سميث 1613).
رَغِيبَة، حق الرغائب: علبة الأشياء المقدسة (ألكالا).
راغب: كثر الابتهال والتضرع (ألكالا).
راغب: محب المعرفة والإطلاع، نقاف (بوشر).
أَرْغب: مثير الرغبة (معجم الماوردي).
(ر غ ب)

الرَّغْب، والرُّغْب، والرَّغَب، والرَّغْبة، والرَّغَبوت، والرُّغْبى، والرُّغْبى، والرُّغْباء: الضراعة وَالْمَسْأَلَة.

وَقد رَغب إِلَيْهِ، ورَغبه هُوَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

إِذا مَالَتْ الدُّنيا على الْمَرْء رغبَّت إِلَيْهِ وَمَال النَّاس حَيْثُ يمِيل

ورغّبه: أعطَاهُ مَا رَغب، وَقَالَ ساعدةُ بن جُؤية:

لقُلت لدَهري إِنَّه هُوَ غَزْوتي وَإِنِّي وَإِن رَغَّبتي غير فَاعل

ودعا الله رَغبة، ورُغبة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

ورَغب فِي الشَّيْء، رَغْباً، ورَغْبَة، ورَغْبى، ورَغَباً: أَرَادَهُ.

والرَّغيبة: الْأَمر المرغوب فِيهِ.

ورَغِب عَن الشَّيْء: تَركه مُتَعَمدا.

وَرغب بِنَفسِهِ عَنهُ: رأى لنَفسِهِ عَلَيْهِ فضلا.

والرُّغْب: كَثْرَة الْأكل وَشدَّة النهمة والشره، وَفِي الحَدِيث: " الرُّغْب شُؤْم ". وَقد رَغُب رُغُباً ورغبا، فَهُوَ رَغيب.

وَأَرْض رَغَابٌ، ورُغب: تَأْخُذ المَاء الْكثير، وَلَا تسيل إِلَّا من مطر كثير.

وَقيل: وَهِي اللينة الواسعة الدمثة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَاد رغيب: ضخم كثير الاخذ.

وَقد رَغُب رُغْبا ورُغُبا.

وكل مَا اتَّسع، فقد رَغُب رُغْباً.

ووادٍ رُغُبٌ: وَاسع.

وَطَرِيق رَغِبٌ، كَذَلِك.

وَالْجمع: رُغُبٌ، قَالَ الحطيئة:

مستهلك الوِرد كالأُستِيّ قد جَعلتْ أَيدي الْمطِي بِهِ عَادِية رُغُبَا

ويُروى: رُكبا، جمع: ركُوب، وَهِي الطَّرِيق الَّتِي بهَا آثَار.

وحمْلٌ رغيب، ومُرتغب: ثقيل، قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:

تَحوَّبُ قد ترى أَنِّي لحَمْل على مَا كَانَ مُرتغِب ثقيل

وَفرس رَغيب الشَّحوة: كثير الاخذ من الأَرْض بقوائمه، وَالْجمع: رغَاب.

وَرجل مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غنيٌّ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

أَلا لَا يَغُرَّنَّ امْرأ من سَوامِه سوامُ أخٍ دانيِ القَرابة مُرْغِبِ

والرُّغْبانة، من النَّعل: العُقدة الَّتِي تَحت الشِّسع.

وراغب، ورُغَيب، ورَغْبان، أَسمَاء.

ورَغباء: بِئْر مَعْرُوفَة، قَالَ كثير عزة:

إِذا وَردت رَغباء فِي يَوْم وردهَا قَلُوصي دَعَا أعطاشه وتَبل! َدا

والمِرْغابُ: نَهر بِالْبَصْرَةِ.

ومَرْغابين: مَوضِع. 
رغب
رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في يَرغَب، رَغْبًا ورَغَبًا ورَغْبةً ورُغْبةً، فهو راغِب، والمفعول مَرْغوب
• رغِب الشَّيءَ/ رغِب في الشَّيء: أراده وحرَص عليه وطمِع فيه وأحبَّه "رغِب الزواجَ/ في الزواج- رغِب في فلانة: أراد الزَّواج منها- كل ممنوع مرغوب [مثل]: التَّعبير عن
 ميل الإنسان إلى الأشياء الممنوعة- والنفس راغبة إذا رغَّبتها ... وإذا تُردّ إلى قليل تقنعِ- {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}: طمعًا ورجاءً ومحبّةً" ° شَخْصٌ غير مرغوب فيه: عبارة تستعمل غالبًا عند طرد موظف دبلوماسيّ- شيءٌ مرغوب فيه: موضع طلب كثير.
• رغِبَ إليه:
1 - ترجَّاه، ابتهل وتضرّع إليه " {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} ".
2 - ابتغى التحالف معه وسعى إليه.
• رغِب بنفسه عن الشَّيء: رَبَأ بها عنه؛ ترفَّع عنه "رغِب بنفسه عما يُغضِب الله- {وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ} " ° رغِب به عن غيره: فضَّله عليه.
• رغِب عن الشَّيء: ترَكه وزهِد فيه "رغِب عن الرذائل- {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} ". 

رغَّبَ ُيُرغِّب، ترغيبًا، فهو مُرغِّب، والمفعول مُرغَّب
• رغَّبه في الجهاد: جعله يريده ويحرص عليه "رغَّبه في الخير/ طلب العلم/ صحبته- فظاظة طبعه لا ترغِّب الناس فيه- {وَإِلَى رَبِّكَ فَرَغِّبْ} [ق]: حبِّب". 

رَغْب [مفرد]: مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في ° فعلَه رَغْبًا لا رَهْبًا: بنفسٍ راضية واقتناع وليس عن خوف أو إجبار. 

رَغَب [مفرد]: مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في. 

رَغْبة [مفرد]: ج رَغَبات (لغير المصدر) ورَغْبات (لغير المصدر):
1 - مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في.
2 - اسم مرَّة من رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في: نزوع تلقائي واعٍ نحو غاية معينة "أظهر رغبةً صادقة في التوبة- أبدى رغبتَه في تحسين سلوكه- عنده رغْبة في الزواج" ° أهل الرَّغبة: الذين يسعون للحصول على متاع الدُّنيا- رغبة ورهبة: طوعًا أو كرهًا- نزَل عند رغبة فلان/ نزل على رغبة فلان: وافقه وانصاع إليه.
3 - (نف) إحدى الجهات الدفاعيّة في النفس والتي تصدر فيها وعنها الأزمات النفسيّة. 

رُغْبة [مفرد]: مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في. 

رَغيب [مفرد]: ج رِغاب ورُغُب، مؤ رَغيبة، ج مؤ رَغائبُ: مرغوب فيه، ما تطمع فيه النفس وتحرص عليه "أَمرٌ رغيبٌ".
• وادٍ رغيب: مملوءٌ بالماء.
• حِملٌ رغيب: ثقيل. 

رَغيبة [مفرد]: ج رَغائبُ:
1 - مؤنَّث رَغيب: أمرٌ مطموعٌ فيه يحرص عليه صاحبه "تحققت رغائبه".
2 - عطاءٌ كثير "هو وهَّاب لكلِّ رغيبة- قد تفسدنا الرَّغائب [مثل] ". 
رغب
رَغِبَ فلانٌ رَغْبَةً ورَغْبى فهو راغِبٌ. ويُقال: اللَهُمَّ إليكَ الرَّغْباءُ. والرَّغِيْبَةُ: ما يُرْغَبُ فيه، والجميع الرغائبُ.
ورَغِبْتُ عنه: تَرَكْته عَمْداً. ورَغِيْبُ الجَوْفِ: واسِعٌ أكُوْلٌ، رَغُبَ رَغْباً ورَغَابَةً.
ووادٍ رَغِيْبٌ: واسِع. ورَجُلٌ مُرْغِبٌ: كثيرُ المال. والرُّغْبُ: المالُ الكَثيرُ. ورَجُلٌ مُرْتَغِبٌ: ضَخْمٌ. وأرْغِبَ قَدْرُ فلانٍ: أي أبْعَدَ خَطْوَهُ. والرُّغابى والرغامى: زِيادَةُ الكَبِدِ. ورغابِين: اسم موضعٍ أو نهرٍ. والرَّغَابُ: الأرْضُ اللَّيِّنَةُ.
ر غ ب

هو راغب فيه وراغب عنه، ورغب فيه وارتغب، ورغب عنه، ورغب بنفسه عنه. وفي الحديث " يا عثمان لا ترغب عن سنّتي فإن من رغب عن سنتي فمات قبل أن يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حوضي " ولي عنه مرغب. وخطب فلان فأصاب المرغب. قال العجاج:

إن لنا فحلاً هجاناً مصعبا ... نجل مفداة التي تخطّبا

زيد مناةٍ فأصاب المرغبا ... فأكثرا إذ ولدا وأطيبا

مفداة أم سعد بن زيد مناة. ومالي فيه رغبة ورغبي ورغباء. واللهم إليك الرغباء، ومنك النعماء. وقد فترت رغباتهم. وإلى الله أرغب، وإليه أرفع رغبتي أن يعصمني. ورغبته في صحبته. وتراغبوا في الخير. وإنه لوهوب للرغائب وهي نفائس الأموال التي يرغب فيها، الواحدة رغيبة. وتقول: فلان يفيد الغرائب، ويفيء الرغائب. ورجل رغيب: واسع الجوف أكول. وقد رغب رغباً. و" الرغب شؤم ".

ومن المجاز: واد رغيب: كثير الأخذ للماء، وواد زهيد: قليل الأخذ. وحوض وسقاء رغيب. وفرس رغيب الشحوة: واسع الخطو كثير الأخذ من الأرض. وتراغب الوادي: اتسع. ورغب رأيه أحسن الرغب: إذا كان سخياً واسع الرأي. وأرغب الله قدرك: وسّعه وأبعد خطوه. وأنشد الأصمعيّ:

ومدّ بضبعيك يوم الرّها ... ن منجبة أرغبت قدركا

رغب: الرَّغْبُ والرُّغْبُ والرَّغَبُ، والرَّغْبَة والرَّغَبُوتُ،

والرُّغْبَـى والرَّغْبَـى، والرَّغْبَاءُ: الضَّراعة والمسأَلة. وفي حديث

الدعاءِ: رَغْبَةً ورَهْبَةً إِلَيْكَ. قال ابن الأَثير: أَعمل لَفْظَ الرَّغْبَة وَحْدَها، ولو أَعْمَلَهُما مَعاً، لقال: رَغْبة إِليكَ ورَهْبة منكَ، ولكن لـمَّا جمَعَهُما في النظم، حَمَل أَحدَهما على الآخَرِ؛ كقول الراجز:

وزَجَّجْنَ الـحَواجِبَ والعُيونا

وقول الآخر:

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قالوا له عند موتِه: جزاكَ اللّهُ خيراً، فعَلْتَ وفَعَلْتَ؛ فقال: راغِبٌ وراهِبٌ؛ يعني: انَّ قولَكم لِـي هذا القولَ، إِمَّا قولُ راغِبٍ فيما عندي، أَو راهِبٍ منِّي؛ وقيل: أَراد إِنَّنِـي راغِبٌ فيما عندَ اللّه، وراهِبٌ من عذابِه، فلا تَعْويلَ عندي على ما قُلتم من الوصف والإِطْراءِ. ورجل رَغَبُوت: من الرَّغْبَةِ. وقد رَغِبَ إِليه ورَغَّـبَه هو، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إِذا مالَتِ الدُّنْيا على الـمَرْءِ رَغَّـبَتْ * إِليه، ومالَ الناسُ حيثُ يَمِـيلُ

وفي الحديث أَن أَسماءَ بنتَ أَبي بكر، رضي اللّه عنهما، قالت:

أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً في العَهْدِ الذي كان بين رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وبينَ قريشٍ، وهي كافِرة، فسأَلَتْنِـي، فسأَلتُ النبـيَّ، صلى اللّه عليه وسلم: أَصِلُها؟ فقال: نعم. قال الأَزهري: قولُها أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً، أَي طائعة، تَسْـأَلُ شيئاً.

يقال: رَغِـبْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا أَي سأَلتُه إِيَّاه. ورُوِي عن

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: كيفَ أَنتُم إِذا مَرِجَ

الدِّينُ، وظَهَرَتِ الرَّغْبة؟ وقوله: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَي كثُر السُّـؤال

وقَلَّتِ العِفَّة، ومَعْنَى ظُهورِ الرَّغْبة: الـحِرْصُ على الجَمْع، مع مَنْعِ الـحَقِّ.

رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبة إِذا حَرَصَ على الشيءِ، وطَمِعَ فيه.

والرَّغْبة: السُّـؤالُ والطَّمَع.

وأَرْغَبَنِـي في الشَّيءِ ورغَّبَنِـي، بمعنًى.

ورَغَّبَه: أَعْطاه ما رَغِبَ؛ قال ساعدة بنُ جُؤَيَّة:

لَقُلْتُ لدَهْري: إِنَّه هو غَزْوَتي، * وإِنِّي، وإِنْ رَغَّبْتَني، غيرُ فاعِلِ

والرَّغِـيبةُ من العَطاءِ: الكثيرُ، والجمعُ الرَّغائبُ؛ قال النَّمِرُ

بنُ تَوْلَبٍ:

لا تَغْضَبَنَّ على امْرِئٍ في ماله، * وعلى كرائِمِ صُلْبِ مالِكَ، فاغْضَبِ

ومَتى تُصِـبْكَ خَصاصةٌ، فارْجُ الغِنى، * وإِلى الَّذي يُعْطِـي الرَّغائبَ، فارْغَبِ

ويقال: إِنه لَـوَهُوبٌ لكلِّ رَغِـيبةٍ أَي لكلِّ مَرْغُوبٍ فيه.

والـمَراغِبُ: الأَطْماعُ. والـمَراغِبُ: الـمُضْطَرَباتُ للـمَعاشِ.

ودَعا اللّهَ رَغْبةً ورُغْبةً، عن ابن الأَعرابي. وفي التنزيل العزيز: يَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً؛ قال: ويجوز رُغْباً ورُهْباً؛ قال: ولا نعلم أَحَداً قَرَأَ بها، ونُصِـبَا على أَنهما مفعولٌ لهما؛ ويجوز فيهما المصدر.

ورَغِبَ في الشيءِ رَغْباً ورَغْبةً ورَغْبَـى، على قياس سَكْرَى،

ورَغَباً بالتحريك: أَراده، فهو راغِبٌ؛ وارْتَغَبَ فيه مثلُه.

وتقول: إِليك الرَّغْبَاءُ ومنكَ النَّعْماءُ.

وقال يعقوب: الرُغْبَـى والرَّغْبَاءُ مثل النُّعْمَى والنَّعْمَاءِ.

وفي الحديث أَنَّ ابنَ عُمرَ كان يَزِيدُ في تَلْبِـبتِه: والرُّغْبَـى

إِليكَ والعَمَل. وفي رواية: والرَّغْباءُ بالمدّ، وهما من الرَّغْبة،

كالنُّعْمى والنَّعْماءِ من النِّعْمةِ. أَبو زيد: يقال للبَخِـيل يُعْطِـي من

غيرِ طَبْعِ جُودٍ، ولا سَجِـيَّةِ كَرَمٍ: رُهْباك خير من رُغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ لك، وأَحْرى أَنْ يُعْطِـيَكَ عليه من حُبّه لك.

قال ومثَلُ العامَّة في هذا: فَرَقٌ خيرٌ من حُبٍّ. قال أَبو الهيثم: يقول لأَنْ تُرْهَبَ، خيرٌ من أَن يُرْغَبَ فيكَ. قال: وفعلتُ ذلك رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك. قال ويقال: الرُّغْبَى إِلى اللّه تعالى والعملُ أَي الرَّغْبة؛ وأَصَبْتُ منك الرُّغْبَـى أَي الرَّغْبة الكَثيرة.

وفي حديث ابن عمر: لا تَدَعْ رَكْعَتَيِ الفجر، فإِنَّ فيهما

الرَّغائِبَ؛ قال الكلابي: الرَّغائِبُ ما يُرْغَبُ فيه من الثوابِ العظيمِ، يقال: رَغيبة ورَغائِب؛ وقال غيره: هي ما يَرْغَبُ فيه ذو رَغَبِ النفسِ، ورَغَبُ النفسِ سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكثير؛ ومن ذلك صلاةُ الرَّغائِب، واحدتُها رَغيبةٌ؛ والرَّغيبةُ: الأَمرُ الـمَرْغوبُ فيه. ورَغِبَ عن الشيءِ: تَرَكَه مُتَعَمّداً، وزَهِدَ فيه ولم يُرِدْهُ. ورَغِبَ بنفسه عنه: رأَى لنفسِه عليه فضلاً. وفي الحديث: إِني لأَرْغَبُ بك عن الأَذانِ.

يقال: رَغِـبْتُ بفلانٍ عن هذا الأَمرِ إِذا كَرِهْتَه له، وزَهِدتَ له

فيه.والرُّغْبُ، بالضم: كثرة الأَكلِ، وشدة النَّهْمة والشَّرَهِ. وفي

الحديث: الرُّغْبُ شُؤْمٌ؛ ومعناه الشَّرَه والنَّهْمة، والـحِرْصُ على

الدنيا، والتَّبَقُّرُ فيها؛ وقيل: سَعَة الأَمَل وطَلَبُ الكثير. وقد رَغُبَ،

بالضم، رُغْباً ورُغُباً، فهو رغيب. التهذيب: ورُغْبُ البطنِ كثرةُ

الأَكلِ؛ وفي حديث مازنٍ:

وكنت امْرَأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً

أَي بسَعَةِ البطنِ، وكثرةِ الأَكلِ؛ ورُوِي بالزاي، يعني الجماع؛ قال ابن الأَثير: وفيه نظر.

والرَّغابُ، بالفتح: الأَرضُ اللَّـيِّنة. وأَرضٌ رَغابٌ ورُغُبٌ: تأْخُذُ الماءَ الكَثيرَ، ولا تَسيلُ إِلاّ من مَطَرٍ كثير؛ وقيل: هي اللينة

الواسعة، الدَّمِثةُ. وقد رَغُبَتْ رُغْباً.

والرَّغيب: الواسع الجوفِ. ورجلٌ رَغيبُ الجَوْفِ إِذا كان أَكُولاً.

وقد رَغُبَ يَرْغُب رَغابةً: يقال: حَوْضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ. وقال أَبو حنيفة: وادٍ رَغيبٌ ضَخْمٌ واسِعٌ كثير الأَخذِ للماءِ، ووادٍ زَهيدٌ: قليلُ الأَخْذِ. وقد

رَغُبَ رُغْباً ورُغُباً: وكلُّ ما اتَّسَع فقد رَغُبَ رُغْباً. ووادٍ رُغُبٌ: واسعٌ. وطريق رَغِبٌ: كذلك، والجمع رُغُبٌ؛ قال الحطيئة:

مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جَعَلَتْ * أَيْدي الـمَطِـيِّ به عاديَّـةً رُغُبا

ويُروى رُكُبا، جمع رَكُوبٍ، وهي الطريقُ التي بها آثارٌ.

وتراغَبَ المكانُ إِذا اتَّسَع، فهو مُتَراغبٌ.

وحِمْلٌ رَغِـيبٌ ومُرْتَغِبٌ: ثقِـيلٌ؛ قال ساعدة ابنُ جُؤَيَّة:

تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنِّي لِحَمْلٍ، * على ما كانَ، مُرْتَغِبٌ، ثَقِـيلُ

وفَرَسٌ رَغِـيبُ الشَّحْوة: كَثيرُ الأَخذِ من الأَرضِ بِقَوائِمِه،

والجمعُ رِغَابٌ. وإِبِلٌ رِغابٌ: كَثِـيرَةٌ؛ قال لبيد:

ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ، كأَنـَّها * اشَاءٌ دَنا قِنْوانُهُ، أَوْ مَجادِلُ

وفي الحديث: أَفْضَلُ الأَعْمالِ مَنْحُ الرِّغابِ؛ قال ابن الأَثير: هي

الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِـيبِ، وهو الواسِعُ. جَوْفٌ رَغيبٌ: وواد رَغيبٌ. وفي حديث حُذَيْفة: ظَعَنَ بهم أَبو بكر ظَعْنَـةً رَغيبةً، ثم ظَعَنَ بهم عمر كذلك أَي ظَعْنَـةً واسعةً كثيرةً؛ قال الحربي: هو إِن شاء اللّه تَسْيِـير أَبي بكر الناسَ إِلى الشام، وفتحه إِيَّاها بهم، وتَسْيِـيرُ عمر إِيَّاهم إِلى العراق، وفتْحُها بهم. وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ: بئسَ العَوْنُ عَلى الدِّينِ: قَلْبٌ نَخِـيبٌ، وبَطْنٌ رَغِـيبٌ. وفي حديث الحجاج لـمَّا أَراد قَتْلَ سعيدِ بن جبير: ائتُوني بسيفٍ رَغِـيبٍ أَي واسِعِ الحدَّينِ، يأْخُذُ في ضَرْبَتِه

كثيراً من الـمَضْرِب.

ورجلٌ مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غَنيٌّ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً مِن سَوامِهِ * سَوامُ أَخٍ، داني القَرابةِ، مُرْغِبِ

شمر: رَجلٌ مُرْغِبٌ أَي مُوسِرٌ، له مالٌ كثيرٌ رَغِـيبٌ.

والرُّغْبانةُ من النَّعْل: العُقْدَة التي تحتَ الشِّسْع.

وراغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبانُ: أَسْماء.

ورَغباء: بِئرٌ معروفة؛ قال كثَيّر عزة:

إِذا وَرَدَتْ رَغْباءَ، في يومِ وِرْدِها، * قَلُوصِـي، دَعَا إِعْطاشَه وتَبَلَّدَا

والـمِرْغابُ: نَهْر بالبَصْرة.

ومَرْغابِـينُ: موضعٌ، وفي التهذيب: اسم لنَهْرٍ بالبَصْرة.

رغب

1 رَغِبَ, aor. ـَ inf. n. رَغْبَةٌ (JK, TA) and رَغْبَى (JK) [and app. رَغَبٌ &c. as in the next sentence but one], He desired a thing [app. in an absolute sense, agreeably with what follows in the next sentence but one: and also,] vehemently, eagerly, greedily, very greedily, with avidity, excessively, or culpably; he coveted a thing, longed for it, or lusted after it. (TA.) رَغَبُ النَّفْسِ means The [soul's] hoping largely, and desiring much. (TA.) b2: رَغِبَ فِيهِ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c.,) and رَغِبَهُ, (Msb, TA,) aor. ـَ (K, TA,) inf. n. رَغْبَةٌ (S, A, * Mgh, K) and رَغَبٌ (S, Msb) and رَغْبٌ (Mgh, Msb, K) and رُغْبٌ (K) and رُغْبَى (A, * Msb) and رَغْبَى (Msb) and رَغْبَآءُ, (A, * Msb,) He desired it, or wished for it; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also فيه ↓ ارتغب. (S, K.) You say, مَا لِى فِيهِ رَغْبَةٌ and رُغْبَى and رَغْبَآءُ [I have not any desire, or wish, for it]. (A.) and رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ, i. e. The fearing thee is better than the loving thee; رهباك being an inf. n. prefixed to an objective complement; and so رغباك: and said to mean, thy being given a thing through fear of thee is better than through desire: a prov., similar to رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ. (Meyd. [Freytag explains it otherwise: see his Arab. Prov. i. 542.]) b3: رَغِبَ عَنْهُ He did not desire it, or wish for it; (S, A, Mgh, Msb, K;) he shunned, or avoided, it; abstained from it; (S, TA;) or left it, relinquished it, or forsook it, (JK, S, TA,) intentionally. (JK, TA.) b4: رَغِبَ

إِلَيْهِ, inf. n. رَغَبٌ (K) and رَغْبٌ and رُغْبٌ (TA) and رُغْبَى (Mgh, * K) and رَغْبَى (K) and رَغْبَآءُ (A, * K) and رَغْبَةٌ (Mgh, * TA) and رُغْبَةٌ and رَغَبَةٌ and رَغَبُوتٌ, and رَغَبُوتَى and رَغَبَانٌ, (K,) He made petition to him, addressed a petition to him, asked him, petitioned him, sought of him, or demanded of him: (TA:) or he prayed to him, or supplicated him, with humility or abasement, or with sincerity or earnestness or energy: or he humbled, or abased, himself, and made petition to him. (K, A, TA.) You say, رَغِبَ إِلَى فُلَانٍ فِى كَذَا He made petition to such a one, petitioned him, or asked him, for such a thing. (TA.) And إِلَى

اللّٰهِ أَرْغَبُ To God I humble, or abase, myself, and make petition; syn. أَضْرَعُ: and إِلَيْهش أَرْفَعُ رَغْبَتِى

[To Him I raise my humble petition]. (A.) and الرُّهْبَى مِنَ اللّٰهِ وَالرُّغْبَى إِلَيْهِ [Fear should be of God; (not of a creature;) and petition, &c., should be to Him]. (Lth, TA in art. رهب.) See also another ex. in a verse cited voce رَغِيبَةٌ. b5: رَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ [lit. He made himself to be not desirous of, or to shun, or abstain from, or leave, him, or it; the ب having the same effect as in ذَهَبَ بِهِ &c.; and hence,] he held himself above, or superior to, him, or it. (K.) And رَغِبْتُ بِفُلَانٍ عَنْ هٰذَا I made such a one to shun, abstain from, or leave, this, disliking it for him. (MF.) A2: رَغُبَ (assumed tropical:) It (anything) was, or became, wide, or ample. (TA. [See also 6.]) You say, رَغُبَ الوَادِى, aor. ـُ inf. n. رُغْبٌ and رُغُبٌ (K) and رَغَابَةٌ, (TA,) (assumed tropical:) The valley was large and wide, taking, or receiving, much water. (K, * TA.) And رَغُبَتِ الأَرْضُ, inf. n. رُغْبٌ [&c.], (assumed tropical:) The land was soft (S, TA) and wide, with even, or sandy, soil: (TA:) or (S, TA) took much water; (TA;) was such as would not flow unless in consequence of much rain. (S, TA.) b2: And [hence,] رَغُبَ, inf. n. رُغْبٌ (S, K *) and رُغُبٌ, (K, * TA,) (assumed tropical:) He was, or became, voracious, a great eater; (K, TA;) very greedy, or gluttonous; (S, K, TA;) vehemently, excessively, or culpably, desirous of worldly goods, and one who made himself to be large, or abundant, therein: or as some say, large in his hopes, and desirous of much. (TA.) Accord. to the T, رُغْبُ البَطْنِ signifies (assumed tropical:) Voracity: and رُغْبٌ, alone, as occurring in a trad., is explained as meaning capaciousness of the belly, and voracity. (TA.) And رَغُبَ رَأْيُهُ, inf. n. رُغْبٌ, (tropical:) He was, or became, liberal, or bountiful, and large in opinion or judgment. (A.) 2 رغّبهُ فِى شَىْءٍ, [inf. n. تَرْغِيبٌ,] He made him to desire, or wish for, a thing; (S, * MA, K; *) as also فيه ↓ ارغبهُ. (S, * K: *) both signify the same. (S.) You say, رَغَّبْتُهُ فِى صُحْبَتِهِ [I made him to desire, or wish for, his companionship]. (A.) b2: And رغّبهُ, inf. n. تَرْغِيبٌ; (IAar, TA;) and رغّب إِلَيْهِ; (TA;) He gave him what he desired, or wished for. (IAar, TA.) b3: [رغّب is also said by Golius to signify Cupivit avide et expetivit; as on the authority of the KL: but this signification is not in my copy of that work, nor do I find it in any other lexicon.]3 راغب is said by Golius, as on the authority of the KL, and by Freytag after him, to signify Cupiditatem monstravit: but it is not mentioned in any sense in my copy of the KL, nor have I found it in any other lexicon.]4 أَرْغَبَ see 2. b2: [ارغبهُ app. signifies also He made it wide, or ample. b3: And hence,] أَرْغَبَ اللّٰهُ قَدْرَكَ means (tropical:) May God enlarge thy power, and make its steps to extend far. (A, TA.) 6 تراغبوا فِيِه They vied, one with another, in desiring it; or they desired it with emulation; syn. تنافسوا فيه. (A and TA in art. نفس.) b2: تراغب المَكَانُ (assumed tropical:) The place was, or became, wide, or ample. (TA. [See also رَغُبَ.]) 8 إِرْتَغَبَ see 1, third sentence.

رَغِبٌ: see رَغِيبٌ, second sentence.

رُغُبٌ: see رَغَابٌ, and رَعِيبٌ; with both of which it is synonymous. b2: It is also a pl. of the latter, (L in art. أسد,) and of رَغِبٌ. (TA.) رَغْبَةٌ A desire, or wish: pl. رَغَبَاتٌ. (Mgh, Msb.) Hence, قَلَّتْ رَغَبَاتُ النَّاسِ [The desires, or wishes, of the people, or of mankind, became few]. (Mgh.) b2: See also رَغِيبَةٌ.

رَغْبَى: see رَغِيبَةٌ.

رَغَبُوتٌ, an epithet applied to a man, [signifying One who makes petition; who asks, petitions, seeks, or demands: or who prays, or supplicates, with humility or abasement, or with sincerity or earnestness or energy: or who humbles, or abases, himself, and makes petition: originally an inf. n. of رَغِبَ إِلَيْهِ; or] from الرَّغْبَةُ. (S, TA. [In one copy of the former erroneously written رَغَبُوبٌ; in another, رَغْبُوبٌ; and in another, omitted.]) رُغْبَانَةٌ The [knot called] سَعْدَانَة of a sandal; (K;) i. e. the knot beneath the [appertenance called] شِسْع [which passes through the sole and between two of the toes, and to which the شِرَاكَ, also called زِمَام, is attached]. (TA.) أَرْضٌ رَغَابٌ (A'Obeyd, ISk, S, K) and ↓ رُغُبٌ (K) (assumed tropical:) Land that is soft, (A'Obeyd, S, K, TA,) and wide, with even, or sandy, soil: (K, TA:) or (S, K, TA) that takes much water; (TA;) that will not flow unless in consequence of much rain. (ISk, S, K, TA.) رَغِيبٌ (assumed tropical:) Wide, or ample; applied in this sense to a watering-trough or tank, and to a skin for water or milk, (S, TA,) &c.: pl. رِغَابٌ (TA) and رُغُبٌ. (L in art. أسد.) You say also ↓ طَرِيقٌ رَغِبٌ (assumed tropical:) A wide road: pl. رُغُبٌ. (TA.) And مَكَانٌ

↓ مُرَاغِبٌ (assumed tropical:) A wide, or an ample, place. (TA.) And ↓ وَادٍ رُغُبٌ (assumed tropical:) A wide valley; (TA;) [and] so وَادٍ رَغِيبٌ: (JK:) or (tropical:) a wide valley, that takes much water; as also رَغِيبٌ; (AHn, K;) contr. of وَادٍ زهِيدٌ. (TA.) And طَعْنَةٌ رَغِيبَةٌ (assumed tropical:) A wide wound inflicted with a spear or the like. (TA.) And سَيْفٌ رَغِيبٌ (assumed tropical:) A wide sword, that inflicts a large wound. (TA.) b2: (assumed tropical:) A man, or other animal, (K,) having a capacious inside, or belly: (S, K:) pl. رِغَابٌ. (TA.) b3: (assumed tropical:) Voracious; a great eater: (A, K: [but accord. to the former, not tropical in this sense:]) desirous of much eating: (Msb:) very greedy, or gluttonous: (S, K: [see also رِغِّيبٌ:]) vehemently, excessively, or culpably, desirous of worldly goods; and one who makes himself to be large, or abundant, therein: or large in his hopes, and desirous of much: (TA:) and رَغِيبُ الجَوْفِ a man who is a great eater; (TA;) or capacious in the inside, or belly, and a great eater: (JK:) and بَطْنٌ رَغِيبٌ a belly that devours much. (Ham p. 418.) b4: هُوَ رَغِيبُ العَيْنِ, (T and A and TA in art. زهد,) and لَهُ عَيْنٌ رَغِيبَةٌ, (A in that art.,) (assumed tropical:) He is not content but with much; contr. of هو زَهِيدُ العَيْنِ, (T and A in that art.,) and of لَهُ عَيْنٌ زَهِيدَةٌ. (A in that art.) [رَعِيبُ العَيْنِ has a different meaning: see art. رعب.] b5: فَرَسٌ رَغِيبُ الشَّحْوَةٍ (S, in a copy of the A and in the TA الشحو,) (tropical:) A horse of wide step, that takes a large space of ground (A, TA) with his legs: pl. رِغَابٌ. (TA.) b6: إِبِلٌ رِغَابٌ, the latter word being the pl. form, (assumed tropical:) Camels yielding a copious supply of milk, and very profitable. (IAth, TA) And (assumed tropical:) Many camels. (TA.) b7: حِمْلٌ رَغِيبٌ and ↓ مُرْتَغِبٌ (assumed tropical:) A heavy load. (TA.) رَغِيبَةٌ A thing desired, or wished for; (K;) as also ↓ رَغْبَةٌ: (Ham p. 501:) a thing of high account or estimation; that is desired, or wished for: pl. رَغَائِبُ. (A, Mgh.) You say, إِنَّهُ لَوَهُوبٌ, لِكُلِّ رَغِيبَةٍ, i. e. [Verily he is a liberal giver] of everything that is desired. (TA.) [And ↓ رَغْبَى

has a similar meaning; for] you say also, أَصَبْتُ مِنْهُ الرَّغْبَى, i. e. I obtained from him abundance of what I desired. (TA.) b2: A large gift: (S, Mgh, Msb, K:) pl. as above. (S, Mgh, Msb.) A poet (En-Nemir Ibn-Towlab, TA) says, وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى

وَإِلَى الَّذِى يُعْطِى الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ [And when poverty befalls thee, then hope thou for competence, and to Him who gives large gifts humble thyself, and make petition]. (S, * TA.) b3: And A large recompense that one desires to obtain [in the world to come] by prayer: (El-Kilábee, TA:) or that which is wished for by one who has large hope and who desires much: whence the prayer called صَلَاةُ الرَّغَائِبِ [generally said to be a supererogatory prayer]. (TA.) الرُّغَابَى, like الرُّغَامَى (JK, K) and الرُّعَامَى, (TA,) What is called the زِيَادَة of the liver. (JK, K.) رِغِّيبٌ Very, or intensely, or exceedingly, desirous of much eating. (Msb.) [See also رَغِيبٌ.]

رَاغِبٌ Desiring, or wishing; (K;) [as in the phrase رَاغِبٌ فِى كَذَا desiring, or wishing for, such a thing;] and so ↓ مُرْتَغِبٌ. (TA.) مَرْغَبٌ [A place, or time, of desire or wish: and hence, an object thereof]. You say, خَطَبَ فَأَصَابَ المَرْغَبَ [app. meaning He demanded a woman in marriage, and attained the object of desire]. (A.) مُرْغِبٌ (tropical:) Possessing competence or sufficiency; rich, or wealthy; (K, TA;) possessing much property. (JK, TA.) مَرْغَبَةٌ: see مَرَاغِبُ.

مَرْغُوبٌ فِيهِ Desired, or wished for. b2: مَرْغُوبٌ عَنْهُ Not desired, &c. b3: مَرْغُوبٌ إِلَيْهِ Petitioned, &c.: see an ex. voce مَرْهُوبٌ.]

هُوَ مُرَغَّبٌ لَهُ كَذَا وَكَذَا To him are allowed, or permitted, such and such things; like مُسَعَّبٌ and مُسَغَّبٌ. (TA in art. سعب.) مَرَاغِبُ [lit. Causes of desire; sing., if used, ↓ مَرْغَبَةٌ, a word of the same class as مَبْخَلَةٌ and مَجْبَنَةٌ &c.: and hence,] things that are eagerly desired, or coveted; syn. أَطْمَاعٌ [which also signifies soldiers' stipends, or allowances]: (TA:) and (TA) things that are desired to be gained for subsistence, or sustenance; i. q. مضطربات لِلْمَعَاشِ. (K, TA. [In the CK, the former of the two nouns in this explanation is مُضْطَرِبات: in two MS. copies of the K, it is without the syll. signs: the right reading is evidently مُضْطَرَبَات, syn. with مُكْتَسَبَات: Freytag renders the explanation personæ quæ in rebus quæ spectant ad victum perturbatæ et anxiæ sunt; deriving this meaning from the rendering in the TK: Golius, with a near approach to correctness, renders it res ad sustentandam vitam necessariæ; but he has given this explanation as on the authority of J, by whom it is not mentioned; and has put مَرَاغِبٌ for مَرَاغِبُ.]) مُرَاغِبٌ: see رَغِيبٌ.

مُرْتَغِبٌ: see رَاغِبٌ. b2: See also رَغِيبٌ, last sentence. b3: Also (assumed tropical:) A large, big, bulky, or corpulent, man. (JK.)
رغب
: (رَغِبَ فيهِ، كَسمِعَ) يَرْغَبُ (رَغْباً) بالفَتْحِ (ويُضَمُّ ورَغْبَةً) ورَغْبَى على قياسِ سَكْرَى، ورَغَباً بالتَّحْرِيكِ، (: أَرادَهُ، كارْتَغَبَ) فِيهِ، ورَغِبَهُ، أَي مُتَعَدِّياً بِنَفسِهِ، كَمَا فِي الْمِصْبَاح فَهُوَ رَاغِبٌ ومُرْتَغِبٌ.
(و) رَغِبَ (عَنْهُ) : تَرَكَهُ مُتَعَمِّداً وزَهِدَ فِيهِ، و (لَمْ يُرِدْهُ) .
(و) رَغِبَ (إِلَيْهِ) رَغْباً و (رَغَباً مُحَرَّكَةً) ورُغْباً بالضَّمِّ (ورَغْبَى) كَسَكْرَى (ويُضَمُّ، ورَغْبَاءَ كصحْرَاءَ ورَغَبُوتاً ورَغَبُوتَى، ورَغَبَاناً، مُحَرَّكَاتٍ و) رَغْبَةً و (رُغْبَةً بالضَّمِّ، ويُحَرَّكُ: ابْتَهَلَ، أَوْ هُوَ الضَّرَاعَةُ والمَسْأَلَةُ) وَفِي حديثِ الدُّعَاءِ (رَغْبَةً ورَهْبَةً إِليْك) .
وَرَجُلٌ رَغَبُوتٌ مِنَ الرَّغْبَةِ وَفِي الحَدِيث (أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي العَهْدِ الَّذِي كانَ بَيْنَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبَيْنَ قُرَيْشٍ، وهِي كَافِرَةٌ فَسَأَلَتْنِي، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصِلُهَا؟ قَالَ: نَعَم) قَالَ الأَزْهَرِيّ: رَاغِبَةً أَيْ طَامِعَةً تَسْأَلُ شَيْئاً يقالُ: رَغِبْتُ إِلى فُلاَنٍ فِي كَذَا وكَذَا أَي سأَلْتُهُ إِيَّاهُ، وَفِي حديثٍ آخَرَ (كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ وظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ) أَي كَثُرَ السُّؤَال، ومَعْنَى ظُهُورِ الرَّغْبَةِ: الحِرْصُ على الجَمْعِ مَعَ مَنْعِ الحَقِّ، رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبَةً إِذَا حَرَصَ على الشيْءِ وطَمِعَ فيهِ، والرَّغْبَةُ: السؤَالُ والطَّلَبُ، (وأَرْغَبَهُ) فِي الشيْءِ (غَيْرُهُ) وَرَغِبَ إِليه (ورَغَّبَهُ) تَرْغِيباً: أَعْطَاهُ مَا رَغِبَ، الأَخِيرَةُ عَنِ ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنشد:
إِذَا مَالَتِ الدُّنْيَا عَلَى المَرْءِ رَغَّبَتْ
إِلَيْهِ ومَالَ النَّاسُ حَيْثُ يَمِيلُ
وَدَعَا اللَّهَ رَغْبَةً ورَهْبَةً، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 035 يدعوننا رغبا ورهبا} (الأَنبياء: 90) ، ويجوزُ رُغْباً ورُهْباً، قالَ الأَزْهريّ: وَلاَ نَعْلَمُ أَحَداً قَرَأَ بِهَا، وَقَالَ يَعْقُوبُ: الرُّغْبَى والرَّغْبَى مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَى، والرُّغْبَى والرَّغْبَى مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَى، والرُّغْبَى والرَّغْبَاءُ بالمَدِّ مِنَ الرَّغْبَةِ كالنُّعْمَى والنَّعمَاءِ مِنَ النِّعْمَةِ، وأَصَبْتُ مِنْهُ الرُّغْبَى أَيِ الرَّغْبَةَ الكَثِيرَةَ.
(والرَّغِيبَةُ: الأَمْرُ المَرْغُوبُ فِيهِ) يقالُ: إِنَّهُ لَوَهُوبٌ لكلّ رَغِيبَةٍ، بِهَذَا الْمَعْنى، (و) الرَّغِيبَةُ من (العَطَاءِ: الكثِيرُ) ، والجمعُ الرَّغَائِبُ، قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:
لاَ تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرِىءٍ فِي مَالِهِ
وعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ
وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى
وإِلى الذِي يُعْطَى الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ
(وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ، بالكسْرِ) ، أَي (رَأَى لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ فَضْلاً) ، وَفِي الحَدِيث (إِنِّي لأَرْغَبُ بِكَ عَنِ الأَذَانِ) يقالُ رَغِبْتُ بِفُلاَنٍ عَنْ هَذَا، إِذَا كَرِهْتَهُ وزَهِدْتَ فيهِ، كَذَا فِي النِّهَايَة، وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ (لاَ تَدَعْ رَكَعَتَي الفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ) قَالَ الكِلاَبِيُّ: الرَّغَائِبُ: مَا يُرْغَبُ فيهِ مِنَ الثَّوَابِ العَظِيمِ، يقالُ: رَغِيبَةٌ وَرَغَائِبُ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ مَا يَرْغَبُ فِيهِ ذُو رَغَبِ النَّفْسِ، ورَغَبُ النَّفْسِ: سَعَةُ الأَمَلِ، وطَلَبُ الكثِيرِ، ومِنْ ذَلكَ: صَلاَةُ الرَّغَائِبِ، واحِدَتُها: رَغِيبَةٌ، وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: فُلاَنٌ يُفِيدُ الغَرَائِب، ويُفِيءُ الرَّغَائِبَ، وقالَ الوَاحِدِيُّ: رَغِبْتُ بنَفْسِي عنْ هَذا الأَمْرِ، أَي تَرَفَّعْتُ.
(والرُّغْبُ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ: كَثْرَةُ الأَكْلِ، وشِدَّةُ النَّهَمِ) والشَّرَهِ، وَفِي الحَدِيث (الرُّغْبُ شُؤْمٌ) ومَعْنَاهُ الشَّرَهُ والنَّهْمَةُ والحِرْصُ على الدُّنْيَا والتَّبَقُّرُ فيهَا، وقِيلَ: سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكَثِيرِ، و (فِعْلُهُ) رَغُبَ (كَكَرُمَ) رُغْباً ورَغُباً (فَهُوَ رَغِيبٌ، كأَمِيرٍ) : وَفِي (التَّهْذِيب) رُغْبُ البَطْنِ: كَثْرَةُ الأَكْلِ، وَفِي حَدِيث مازِنٍ:
وَكُنْت امْرأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً
أَي بِسَعَةِ البَطْنِ وكَثْرَةِ الأَكْلِ ويُرْوَى بالزَّايِ، يَعْنِي الجِمَاعَ.
(وأَرْضٌ رَغَابٌ، كَسَحَابٍ، و) رُغُبٌ مِثْلُ (جُنُبٍ) : تَأْخُذُ المَاءَ الكَثِيرَ و) (لاَ تَسِيلُ إِلاَّ مِنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ، أَو لَيِّنَةٌ وَاسِعَةٌ دَمِثَةٌ) وقَدْ رَغُبَتْ رُغْباً، والرَّغِيبُ: الواسِعُ الجَوْفِ، ورَجُلٌ رَغِيبُ الجَوْفِ إِذا كانَ أَكُولاً، (و) قَالَ أَبو حنيفَة: (وَادٍ رَغِيبٌ: ضَخْمٌ كَثِيرُ الأَخْذِ) لِلْمَاءِ (وَاسِعٌ) ، وَهُوَ مجَاز. ووادٍ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الأَخْذِ، (كَرُغُبٍ بضَمَّتَيْنِ، فِعْلُهُ) رَغُب (كَكَرُمَ) يَرْغُبَ رَغَابَةً و (رُغْباً بالضَّم وبضَمَّتَيْنِ) وَوَادٍ رُغُبٌ بِضَمَّتَيْنِ: وَاسعٌ، مجازٌ، وطَرِيقٌ رَغِيبٌ كَكَتِفٍ، كذلكَ، والجَمْعُ رُغُبٌ بضَمَّتَيْنِ، قَالَ الحُطَيْئة:
مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قَدْ جَعَلَت
أَيْدِي المَطِيِّ بهِ عَادِيَّةٍ رُغُبَا
وتَرَاغَبَ المَكَانُ إِذا اتسَعَ، فَهُوَ مُتَرَاغِبٌ، وحِمْلٌ رَغِيبٌ أَي ثقَيلٌ، كَمُرْتَغِبٍ، قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنّي لَحِمْلٌ
عَلَى مَا كَانَ مَرْتَغِبٌ
وَمن الْمجَاز: قَوْلُهُمْ: أَرْغَبَ اللَّهُ قَدْرَكَ، أَيْ وَسَّعَهُ وأَبْعَدَ خَطْوَهُ، وَفِي الحَدِيث (أَفْضَلُ الأَعْمَالِ مَنْحُ الرِّغَابِ) قَالَ ابْن الأَثير: هِيَ الوَاسِعَةُ الدَّرِّ الكثِيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِيبَ، وَهُوَ الوَاسعُ، جَوْفٌ رَغِيبٌ وَوَادٍ رَغِيبٌ، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ: (طَعْنَةٌ رَغِيبَةٌ) أَيْ وَاسِعَةٌ، وَفِي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ (بِئسَ العَوْنُ عَلَى الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ وبَطْنٌ رَغِيبٌ) وَفِي حَدِيث الحَجَّاجِ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ (ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ) أَيْ وَاسعِ الحَدَّيْنِ يَأْخُذُ فِي ضَرْبَتِهِ كَثِيراً مِنَ المَضْرِبِ.
(والمُرْغِبُ كَمُحْسِنٍ) مَيِّلٌ غَنِيٌّ، عنِ ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد:
أَلاَ لَا يَغُرَّنَّ امْرأً مِنْ سَوَامِهِ
سَوَامُ أَخٍ دَانِي القَرَابَةِ مُرْغِبِ
وَعَن شَمِرٍ: هُوَ (المُوسِرُ) لَهُ مالٌ كثيرٌ رَغِيبٌ، وَهُوَ مجازُ.
(والمَرَاغِبُ) : الأَطْمَاعُ، والمَرَاغِبُ: (المُضْطَرِبَاتُ لِلْمَعَاشِ) .
(والمِرْغَابُ) بالكَسْرِ ضَبَطَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي (مُعْجَمه) ، وَلكنه فِي (المراصد) مَا يَدُلُّ على أَنَّهُ مَفْتُوحٌ، كَمَا يُنَبِيءُ عَنهُ إِطلاقُ المؤلّف، وكما هُوَ نصّ الصاغانيّ أَيضاً (: ع) قالُوا: كَانَت لَهُ غَلَّةٌ كثيرَةٌ يُرْغَبُ فِيهَا، أَقْطَعَه مُعَاويةُ بنُ أَبي سُفيانَ كَابِسَ بنَ رَبِيعَةَ لِشَبَهِهِ بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَيذكر فِي كبس وقِيلَ: نَهْرٌ بالبَصْرَة، كَذَا قَالَه شُرَّاح الشِّفَاءِ (ونَهْرٌ بِمَرْوِ الشَّاهِجَانِ، و) مِرْغَابُ (: ة) من قُرَى مَالِينَ (بِهَرَاة) كَذَا ذكره الحافظُ ابنُ عَساكر فِي (المعجم) البُلْدَانِيّات (وبالكَسْرِ: سَيْفُ مَالِكِ بنِ حِمَارٍ) وَفِي بعض النّسخ جَمّاز بِالْجِيم وَالزَّاي والأَوّلُ أَصْوَبُ ومَرْغَبَانُ: قَريةٌ بِكِسّ مِنْهَا أَبو عمرٍ و (مُحَمَّد بن) أَحمد بن الْحسن أَبي النَّجْرِيّ (بن الْحسن) المَرْوَزِيّ، مَرْوَزِيّ سَكَنَ مَرْغَبَانَ وحدَّثَ، مَاتَ سنة 435 (وَمَرْغَابَيْنِ مُثَنًّى: ع) بالبَصرة وَفِي (التَّهْذِيب) : اسمٌ موضوعٌ لنَهْرٍ بالبَصْرَة.
(و) الرُّغَابَى (كَالرُّغَامَى: زِيَادَةُ الكَبِدِ) .
(وَرَغْبَاءُ: بِئرٌ) مَعْرُوفَةٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
إِذَا وَرَدَتْ رَغْبَاءَ فِي يَوْمِ وِرْدِهَا
قَلُوصِي دَعَا إِعْطَاشَهُ وَتَبَلَّدَا
ورَاغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبَانُ: أَسْمَاءٌ.
(وعَبْدُ العَظِيمِ بنُ حَبِيبِ بن رَغْبَانَ، حدَّثَ عنِ) الإِمَامِ (أَبِي حَنِيفَةَ) النُّعْمَانِ بنِ ثَابِتٍ الكُوفِيّ قَدّس سرْه، وطبقتِه، وَهُوَ (مَتْرُوكٌ) وَقَالَ الدّارَقُطْنِي: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وفَاتَهُ أَبُو الفَوَارِسِ عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الصَّمَدِ بنِ حَبيبِ بنِ رَغْبَانَ الحِمْصِيُّ، مُحَدِّثٌ، قَدِمَ أَصْبَهَانَ سنة 295 وعادَ إِلى حِمْصٍ.
وابنُ رَغْبَانَ مَوْلَى حَبِيبِ بنِ مَسْلَمَةَ الفِهْرِيّ، من أَهلِ الشأْمِ، صَاحب المَسْجِدِ ببغدادَ.
(وَمَرْغَبُونَ: ة بِبُخَارَا) مِنْهَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ المُغِيرَةِ، حَدَّثَ عنِ المُسَيِّبِ بنِ إِسْحَاقَ، ويَحْيَى بنِ النَّضْرِ وغَيْرِهِمَا، وَعنهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ نُوحِ بنِ طَريفٍ البُخَارِيُّ.
(والرُّغْبَانَةُ بالضَّمِّ: سَعْدَانَةُ النَّعْلِ) وَهِي عُقْدَة الشِّسْع الَّتِي تَلِي الأَرْضَ، قَالَ الصاغانيّ: وَوَقَعَ فِي الْمُحِيط بالزَّايِ والعَيْنِ المُهْمَلَةِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ قَبِيحٌ، وزَادَه قُبْحاً ذِكْرُه إِيَّاهَا فِي الرُّبَاعِيِّ.
(و) الرَّغِيبُ (كَأَمِيرٍ: الوَاسِعُ الجَوْفِ مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهِمْ) يُقَال: حَوْضٌ رَغِيبٌ وسِقَاءٌ رَغِيبٌ، وكُلُّ مَا اتَّسَعَ فَقَدْ رَغُبَ رُرُغْباً، وجَمْعُ الرَّغِيبِ: رِغَابٌ، وَقد تَقَدَّمَ.

شمس

باب الشين والسين والميم معهما ش م س مستعمل فقط

شمس: الشَّمس: عين الضِّحِّ، وقيل: الضَّحُّ هو الشَّمس وعينها قرصها. والشُّموس: معاليق القلائد. [ويقال] : يوم شامسٌ، وقد شمس يشمُسُ شُموساً، أي: ذو ضِحِّ نهارُه كلُّه. ورجلٌ شموس: عسِرٌ، وهو في عداوته كذلك خِلافاً وعسراً على من نازعهُ، وإنه لذو شِماسٍ شديد. وشمس لي فلانٌ، إذا أبدى لك عداوته كأنه قد هم أن يفعل. والشمس والشموس من الدّوابّ الذي إذا نخس لم يستقرَّ. والشَّمّاسُ من رؤساء النَّصارى الذي يحلق وسط رأسه لازما للبيعة، والجميع: الشَّمامِسة. 
الشمس: هو كوكب مضيء نهاري.
(شمس) عبد الشَّمْس وَالشَّيْء عرضه للشمس ليجف وييبس 
(شمس)
الْيَوْم وَنَحْوه شموسا ظَهرت شمسه أَو قويت وَالدَّابَّة شموسا وشماسا جمحت ونفرت وَفُلَان تأبى واستعصى وَلفُلَان هم بِهِ ليؤذيه فَهُوَ شامس (ج) شمس وَهن شوامس
[شمس] فيه: كأنها أذناب خيل "شمس" هي جمع شموس وهو النفور من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته. ن: هو بسكون ميم وضمها أي التي تضطرب بأذنابها وأرجلها؛ وهو نهي عن رفع الأيدي عند السلام مشيرين إلى الجانبين به.
(شمس) - في الحديث: "مَا لِى أَراكم رَافِعِى أيدِيكم في الصَّلاةِ، كأنها أَذْنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ"
الشَّمُوسُ من الدّوابِّ: النَّفُور التي لا تَسْتَقِرّ والجمعِ شُمُس. ورجل شَموسُ الأَخلاقِ: عَسِرُها، وقد شَمُسَ شَماسًا.
شمس
الشَّمْسُ يقال للقرصة، وللضّوء المنتشر عنها، وتجمع على شُمُوسٍ. قال تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها [يس/ 38] ، وقال:
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ [الرحمن/ 5] ، وشَمَسَ يومَنا، وأَشْمَسَ: صار ذا شَمْسٍ، وشَمَسَ فلان شِمَاساً: إذا ندّ ولم يستقرّ تشبيها بالشمس في عدم استقرارها.
ش م س

يوم شامس ومشمس، وقد أشمست الأيام وأقمرت الليالي: وتشمس الحرباء. قال ذو الرمة:

كأن يدي حربائها متشمساً ... يدا مذنب يستغفر الله تائب

ودابة شموس، وخيل شمس: لا تكاد تستقر، وقد شمست شماساً. وكأنه سماس من شمامسة النصارى وهو من بعض رءوسهم يحلق وسط رأسه ويلزم البيعة.

ومن المجاز: رجل شموس الأخلاق. وقد شمس لي فلان إذا أبدى عداوته وكاد يوقع. قال:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا
ش م س: جَمْعُ (الشَّمْسِ شُمُوسٌ) كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا شَمْسًا. كَمَا قَالُوا لِلْمَفْرِقِ: مَفَارِقُ. وَتَصْغِيرُهَا (شُمَيْسَةٌ) . وَ (شَمَسَ) يَوْمُنَا مِنْ بَابِ نَصَرَ إِذَا كَانَ ذَا شَمْسٍ وَ (أَشْمَسَ) أَيْضًا. وَ (شَمَسَ) الْفَرَسُ مَنَعَ ظَهْرَهُ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (شِمَاسًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ فَهُوَ فَرَسٌ (شَمُوسٌ) وَبِهِ (شِمَاسٌ) . وَرَجُلٌ (شَمُوسٌ)
أَيْ صَعْبُ الْخُلُقِ. وَلَا تَقُلْ: شَمُوصٌ. وَشَيْءٌ (مُشَمَّسٌ) عُمِلَ فِي الشَّمْسِ. 
شمس: الشَّمْسُ: عَيْنُ الصُّبْحِ. ويَوْمٌ شامِسٌ يَشْمُسُ شُمُوْساً: أي ذُو وَضَحٍ نَهَارُه كُلُّه. والشُّمُوْسُ: مَعَالِيْقُ القَلائِدِ. وشُمِسْنا وشَمَسْنا: آذَانا حَرُّ الشَمْسِ. وشَمِسَ يَوْمُنا يَشْمَسُ، وشَمَسَ، وأشْمَسَ بالألف. وأشْمَسَ الرَّجُلُ: دَخَلَ في حَرِّها. ورَجُلٌ شَمُوْسٌ: عَسِرٌ، وإنَّه لَذُو شِمَاسٍ. وشَمَسَ لي: إذا أبْدى لك العَدَاوَةَ. والشَّمِسُ والشَّمُوْسُ من الناسِ والدَّوَابِّ: الذي إذا نُجِسَ لم يَسْتَقِرّ. وشَمّاسٌ: بَعْضُ رُؤوسِ النَّصارى، والجَميعُ السَّمَامِسَةُ. والشَّمْسَانِ: مُوَيْهَتَانِ في جَوْفٍ عَرِيْضٍ في أيدي عمرو بن كِلاَبٍ.

شمس


شَمَسَ(n. ac.
شَمْس)
a. Was bright, sunny.
b. [La], Showed enmity, hatred to.
c.(n. ac. شِمَاْس
شُمُوْس), Was restive, refractory (horse).

شَمِسَ(n. ac. شَمَس)
a. see supra
(a)
شَمَّسَa. Set, spread in the sun.
b. [ coll. ], Was a deacon;
officiated as a deacon.
c. [La], Acted as attendant or clerk to ( priest).
أَشْمَسَa. see I (a)
تَشَمَّسَa. Was exposed to the sun; basked in the sun.

شَمْس
(pl.
شُمُوْس)
a. Sun.
b. A kind of necklace or collar.

شَمْسِيّa. Solar.

شَمْسِيَّة
a. [ coll. ], Sunshade, parasol;
umbrella.
شَاْمِس
(pl.
شَوَاْمِسُ)
a. Sunny, sunshiny, bright, fine (day).
b. see 26
شَمُوْس
(pl.
شُمْس
شُمُس
10)
a. Restive, refractory; headstrong, stubborn.

شَمَّاْس
S. (pl.
شَمَامِسَة)
a. Deacon; priest's aftendant, clerk.

شَمَّاْسِيَّةa. Deaconship; office of a deacon.

N. Ag.
تَشَمَّسَa. One basking in the sun.
b. Powerful.
c. Niggardly, tenacious.
طَرِيْق شَمَسِيَّة
a. The ecliptic, the sun's course.

شَمْشَاد
P.
a. Box-tree.

شِمْشِل
a. Elephant.
ش م س : الشَّمْسُ أُنْثَى وَهِيَ وَاحِدَةُ الْوُجُودِ لَيْسَ لَهَا ثَانٍ وَلِهَذَا لَا تُثَنَّى وَلَا تُجْمَعُ وَقَدْ سَمَّوْا بِعَبْدِ شَمْسٍ بِإِضَافَةِ الْأَوَّلِ إلَى الثَّانِي وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِشَمْسٍ فَقِيلَ الْمُرَادُ هَذَا النَّيِّرُ وَعَلَى هَذَا فَشَمْسُ مُمْتَنِعٌ الصَّرْفِ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ أَوْ الْعَدْلِ عَنْ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ شَمْسٌ هُنَا صَنَمٌ قَدِيمٌ وَقَدْ تَسَمَّوْا بِهِ قَدِيمًا وَأَوَّلُ مَنْ سَمَّى بِهِ سَبَأُ بْنُ يَشْجُبَ وَعَلَى هَذَا فَهُوَ مُنْصَرِفٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ عِلَّةٌ وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الْمَعْنَى لِأَنَّهُمْ تَسَمَّوْا بِعَبْدِ وَدٍّ وَعَبْدِ الدَّارِ وَعَبْدِ يَغُوثَ وَلَمْ نَعْرِفْهُمْ تَسَمَّوْا بِشَيْءٍ مِنْ النَّيِّرَيْنِ وَشَمَسَ يَوْمُنَا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ صَارَ ذَا شَمْسٍ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ اشْتَدَّتْ شَمْسُهُ وَشَمَسَ الْفَرَسُ يَشْمِسُ وَيَشْمُسُ أَيْضًا شُمُوسًا وَشِمَاسًا بِالْكَسْرِ اسْتَعْصَى عَلَى رَاكِبِهِ فَهُوَ شَمُوسٌ وَخَيْلٌ شُمُسٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ قَالَ
رَكْضَ الشَّمُوسِ نَاجِزًا بِنَاجِزِ
قَالُوا وَلَا يُقَالُ فَرَسٌ شَمُوصٌ بِالصَّادِ وَمِنْهُ
قِيلَ لِلرَّجُلِ الصَّعْبِ الْخُلُقِ شَمُوسٌ أَيْضًا وَشَمَّاسٌ بِصِيغَةِ اسْمٍ فَاعِلٍ لِلْمُبَالَغَةِ وَشَمَاسَةُ بِفَتْحِ الشِّينِ وَالتَّخْفِيفِ وَحُكِيَ ضَمُّ الشِّينِ. 
[شمس] الشَمْسُ تجمع على شُموسٍ، كأنهم جعلوا كل ناحية منها شمسا، كما قالوا للمَفْرِقِ مَفارِقُ. قال الشاعر  حمى الحديد عليهم فكأنه * وَمَضانُ بَرْقٍ أو شُعاعُ شموس * وتصغيرها شُمَيْسَةٌ. وقد شَمَسَ يَوْمُنا يَشْمُسُ وَيَشْمَسُ، إذا كان ذا شَمْسٍ. وأَشْمَسَ يومنا بالألف كذلك. وشَمَسَ الفرسُ أيضاً شُموساً وشِماساً، أي منع ظهره، فهو فرس شَموسٌ وبه شِماسٌ. ورَجلٌ شَموسٌ: صعب الخلق. ولا تقل شموص. وشمس لى فلان، إذا أبدَى لك عداوته. والشَمْسُ: ضرب من القلائد. وشئ مشمس، أي عُمِلَ في الشَمسِ. وتَشَمَّسَ، أي انتصب للشمس. قال ذو الرمة: كَأَنَّ يَدَيْ حِرْبائها مُتَشَمِّساً * يَدا مُذْنبٍ يستغفر اللهَ تائِبِ * وقد سمت العرب عبد شمس، والنسبة إليه عبشمى لان في النسبة إلى كل اسم مضاف ثلاثة مذاهب: إن شئت نسبت إلى الاول منهما، كقولك عبدى إذا نسبت إلى عبد القيس. قال الشاعر : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلا عطست شيبان إلا بأجدعا * وإن شئت نسبت إلى الثاني إذا خفت اللبس فقلت شمسي. كما قلت مطلبي إذا نسبت إلى عبد المطلب. وإن شئت أخذت من الاول حرفين ومن الثاني حرفين، فرددت الاسم إلى الرباعي ثم نسبت إليه فقلت عبد رى إذا نسبت إلى عبد الدار، وإلى عبد شمس عبشمى. قال الشاعر : وتضحك منى شيخة عبشمية * كأن لم ترا قبلى أسيرا يمانيا * وقد تعبشم الرجل كما تقول: تعبقس إذا تعلق بسبب من أسباب عبد القيس، إما بحلف أو جوار أو ولاء. وأما عبشمس بن زيد مناة بن تميم، فإن أبا عمرو بن العلاء يقول: أصله عب شمس، أي حب شمس، وهو ضوؤها، والعين مبدلة من الحاء كما قال في عب قر، وهو البرد . وقال ابن الاعرابي: اسمه عبء شمس بالهمز، والعبء والعبء: العدل، أي هو عدلها ونظيرها. يفتح ويكسر. 
شمس: شمس: تعرض لحرارة الشمس، ففي رياض النفوس (ص93 ق): كان زهرون يأخذ الطرقات وحده معصراً (متفقراً) وكان لا يحمل معه زاداً - وزهرون من السموس (الشموس) والععر (التفقُّر) قد تغير حتى صار كالشنّ البالي.
شمس: بالمعنى الذي ذكره لين وفريتاج مصدره شَمَس في معجم فوك.
شَمَسَ الرجل فلاناً: أوقع عليه التهمة عند الناس (محيط المحيط) وهو من كلام العامة.
شَمَّسَ (بالتشديد): امتنع، أبى (فوك).
شمَّس: صار شمّاساً هو ومارس عمل الشماسة (محيط المحيط).
تشمّس: امتنع، ابى (فوك).
شَمْس: عند اصحاب الكيمياء تستعمل رمزاً يكنى به عن الذهب (عباد 1: 88 رقم 282 محيط المحيط).
الشمس عند الصوفية هي النور أي الحق سبحانه وتعالى (محيط المحيط).
شمس: يكنى بها عند بعض نساء العامة عن الحيض (محيط المحيط).
شمس الكبيرة: اعتدال الربيع (لين عادات 1: 365).
شَمْسَة: نوع من الحلي مستديرة، وكرية في شكل الشمس (ألف ليلة 1: 69) حيث الكلام عن كيس فيه شمستان أي زبنتان بشكل بلوطتين من الذهب، وهي حلية من الذهب أو الفضة يزين بها طوق القباء (شيرب). وهذه الكلمة لابد ان تدل على هذا المعنى في عبارة الجبرتي التي نقلها كاترمير في (مملوك 2، 1: 280) وهي: على صدرها شمسات قصب بأزرارها.
ويقول كاترمير إنها تعنى نقاباً أو خماراً ينسدل على الكتفين. وهو معنى لا أرى إنه صحيح، كما ترجم كلمة قصب بنسيج من الذهب، وارى انها تعنى حلية مدورة مصنوعة من خيوط مفتولة ومجدولة من الذهب.
شَمْسَة: كرة على برج = رمانة.
(المقري 1: 370) شَمْسَة: قطعة من الحلة بهيئة الشمس تصنع من النحاس أو الحديد تدق فيها رزة الباب أو الخزانة ليجذب بها عند فتحه. وهي من كلام العامة (محيط المحيط).
شَمْسَة: كُلاب، مشبك، إبزيم، تدخل في العروة (بوشر) وفيه: شمشة، وأرى أن هذه من خطأ الطباعة.
شَمُسَة: نافذة المزهر (العود) الكبيرة.
صفة مصر 13: 228 وفيه نافذة القانون، (لين عادة 2: 78، 81).
شَمْسَة: شمسيّة، مظلة (مملوك 1، 2: 280، 181).
شَمْسَة: نافذة (مملوك 1: 2: 280، 281).
شَمْسيّ: فاتر (ألكالا).
مزرعة شمسية: عند العامة هي التي تنزلها أصحابها في أيام الأثمار ونحوها وترجع بعد ذلك إلى مواطنها المستمرة (محيط المحيط).
شَمْسِيّة: مظلة تحمل باليد لتقي حاملها من حر الشمس (ملوك 2، 1: 280، محيط المحيط، بوشر، هلو، باربيه).
شَمْسِيّة: مظلة تحمل باليد لتقي حاملها من المطر (محيط المحيط).
شَمِسيَّة: ستارة تمنع دخول الشمس.
(مملوك 2: 1، 281، كوسج طرائف ص121).
شَمْسِيّة: نافذة (معجم الادريسي، فوك، المقري 1: 405).
شَمْسِيّة: نبتة زهرة الشمس (بوشر).
شمسيات: نوافذ القانون الصغيرة (صفة مصر 13: 228).
الشمسية: فرقة من النصيريّة (محيط المحيط).
شَمُوس: يقال فرس شموس، وجمعها شِماس في معجم فوك.
شَمُوس: (بالقبطية سوموس) نوع من السمك (ياقوت 1: 886، زيشر مجلة لغة مصر القديمة سنة 1868 ص88). وكذلك في (ص55 رقم 8) (سيتزن 3: 261). ويقال أيضاً: سموس (انظر سموس). شَمِيس: مكان كثير الشمس (فوك).
شماسة: نافذة: ومنها الكلمة الأسبانية Aximez وهي نافذة ذات عقد في وسطها عمود (معجم الأسبانية ص219، 220).
حَجَر شُمَيسْ: نوع من الصلصال الأصفر. وقد أطلق عليه هذا الاسم يوجد في بئر شُمَيس وهو موضع في طريق جدة قرب الحدَّة وهو واد فيه حصن ونخل في منتصف الطريق بين مكة وجدّة. (برتون 2: 152).
شَمُوسِيّة: وظيفة الشماس عند النصارى وهي الشَمَاسِيّة (محيط المحيط) شَمّاس انجيلى: نائب كاهن، دون القسيس (بوشر).
شمَّاس رسائلي: دون نائب كاهن (بوشر).
شمّاس الشمعدان: قندلفت. مساعد للكاهن في القداس، وهو كاتب في درجة دنيا. ويقال له أيضاً: شمّاس في الدرجة الرابعة (بوشر).
شَمّاسِيَّة: وظيفة الشمّاس عند النصارى (محيط المحيط) شَمُّوسَة: عند العامة سَلاّلة كالحية الصغيرة (محيط المحيط).
شَمَامسيّ: شمّاسيّ. مختص بشمّاس الكنيسة. (بوشر).
مَشْمَس وجمعها مَشامِس: مكان تطرقه الشمس (فوك).
مَشْمَس: لها معنى آخر، انظره في مادة غرامة مُشَمَّس: اسم شراب مسكر في مصر يصنع من عصير العنب والسكر والماء ويعرض للشمس حتى يجود (معجم المنصوري).
الشين والسين والميم ش م س

الشَّمْسُ معروفةٌ ولا بَكَيْتُك الشَّمسَ والقمرَ أيْ ما كان ذلك نَصَبوهُ على الظَّرْفِ أي طلوعَ الشمسِ والقمرِ كَقَوْلِه

(والشمسُ طالعة ليستْ بكاسِفةٍ ... تَبْكِي عليكَ نُجومَ اللَّيلِ والقَمَرَا)

والجمعُ شُمُوسٌ وقد أشْمَسَ يَوْمُنا وشَمَسَ يَشْمُس شُمُوسًا وَشَمِسَ يَشْمَسُ هذ القياسُ وقد قِيلَ يَشْمُس في آتِي شَمِسَ ومثلُه فَضِل يفْضُل في آتِي فَضِل هذا قولُ أهلِ اللُّغة والصحيح عندي أنَّ يَشْمُسُ آتِي شَمَسَ ويومٌ شامسٌ واضِحٌ وقيل يومٌ شَمْسٌ وشَمِسٌ صَحْوٌ لا غيمَ فيه وشامِسٌ شديدُ الحرِّ وحُكِيَ عن ثَعْلبٍ يومٌ مشموسٌ كَشامسٍ وتشمَّس الرجلُ قَعَدَ في الشَّمسِ وشَمَسَتِ الدَّابةُ تَشْمُسُ شِمَاسًا وشُمُوسًا وهي شَمُوسٌ شَرَدَتْ وجَمَحَتْ وقد تُوصفُ به الناقةُ قال أعرابيٌّ يصف ناقةً إنَّها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ وكل ذلك قد تقدَّم والشَّمُوسُ من النِّساءِ التي لا تُطَالِعُ الرِّجالَ ولا تُطْمِعُهُمْ والجمع شُمُسٌ قال النابغةُ

(شُمُسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيلةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحشِ المِغْيارِ) وقد شَمَسَتْ وقولُ أبي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ

(قِصارُ الخُطَى شُمٌّ شُمُوسٌ عن الخَنَا ... خِدَالُ الشَّوَى فُتْخُ الأَكُفِّ خَراعِبُ)

جَمَعَ شَامَسَةً على شُموسٍ كقاعدةٍ وقُعُودٍ كَسَّرهُ على حَذْفِ الزائد وقد يَجوزُ أن يكونَ جَمْعَ شَمُوٍ سٍ فقد كسَّروا فَعِيلَة على فُعُول وأنْشدَ الفرّاءُ

(وذُبْيَانِيَّة أَوْصَتْ بنيها ... بِأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطُوفُ)

وقال هو جَمْعُ قَطِيفَةٍ وفَعُولٌ أُخْتُ فَعِيل فكَما كَسَّروا فَعِيلاً على فُعُول كذلِك كَسَّرُوا أيضا فَعُولاً على فُعُول والاسْمُ الشِّمَاسُ كالنِّوارِ قال الجَعْدِيُّ

(بآنِسَةٍ غيرَ أُنْسِ القِرافْ ... تُخَلَّطُ باللِّينِ منها شِماسا)

والشَّمُوسُ الخمرُ لأنها تَشْمِسُ بِصاحِبها تَجْمَحُ به وقال أبو حَنيفةَ سُمِّيتْ بذلك لأنها تَجْمحُ بصاحِبها جِمَاحَ الشَّمُوسِ ورجُلٌ شَمُوسٌ عَسِرٌ في عَداوَتِهِ شديدُ الخلافِ على مَنْ عانَدَهُ والجمعُ شُمْسٌ وشُمُسٌ قال الأخطلُ

(شُمْسُ العَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ ... وأَعْظمُ النَّاسِ أَحْلامًا إذا قَدَرُوا)

وَشَامَسَهُ مُشَامَسَةً وشِمَاسًا عاداهُ وعانَدَه أنشد ثَعْلبٌ

(قَوْمٌ إذا شُومِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنادِ وإن ياسَرْتَهمْ يَسَرُوا)

وشَمِس لِي إذا بَدَتْ عَداوتُه فلم يَقْدِر على كَتْمِها والشَّمْسُ مِعْلاقُ القِلادةِ في العُنُقِ والجمعُ شُموسٌ وجِيدٌ شامِسٌ ذو شُموسٍ على النَّسَبِ قال

(بِعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما ... ضَمانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرِ شَامِسِ) وقال اللِّحيانيُّ الشَّمسُ ضربةٌ من الحَلْيِ مُذَكَّرٌ والشَّمسُ قِلادةُ الكَلْبِ والشَّمَّاسُ من رُءُوس النَّصارَى يَحْلِقُ وَسْطَ رأسِه ويَلْزمُ البِيعةَ وليس بعَرَبِيٍّ صحيحٍ والجمعُ شَمامِسةٌ أَلحقُوا الهاءَ للعُجْمَةِ أو للعِوَض والشَّمْسَةُ مَشْطةٌ للنِّساءِ وبنو الشَّمُوسِ بطنٌ وعَيْنُ شَمسٍ موضعٌ وشَمْسٌ عينٍ ماءٌ وشَمْسٌ صَنَمٌ قديمٌ وعَبْدُ شَمْسٍ بَطْنٌ من قُرَيشٍ قِيلَ سُمُّوا بذلِكَ الصَّنَمِ وأولُ من تَسَمَّى به سَبَأُ بنُ يَشْجُبَ وقال ابنُ الأعرابيِّ في قَوْلِه

(كَلا وَشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَمَا ... )

لم يَصْرِفْ شَمْسَ لأنه ذَهَبَ به إلى الْمعرفةِ يَنْوِي به الأَلِفَ واللامَ فلما كانت نِيَّتُه الألفَ واللامَ لم يُجْرِه وجَعَلَهُ معرِفةً وقال غيره إنما عَنَى الصَّنَمَ المُسَمَّى شَمْسًا ولكنَّهُ ترك الصَّرْفَ لأنه جعلَهُ اسمًا للصُّورَةِ وقال سِيْبَوَيْهِ ليس أحدٌ من العربِ يقولُ هذه شمسٌ فجَعَلها معرفةً بغيرِ ألفٍ ولام فإذا قالوا عَبْدُ شَمْسٍ فكُلُّم يجعلُه معرفةً وقالوا عَبُّشَمْسٍ وهو منْ نادر المدْغَمِ حكاه الفارسِيُّ وقد قِيلَ عَبُّ الشَّمْسِ فحَذفُوا لكَثْرِةَ الاسْتِعمالِ وقيل عبُّ الشَّمْسِ لُعابُها وعَبُّشَمْسٍ قبيلة من تَمِيمِ والنَّسَبُ إلى جميعِ ذلك عَبْشَمِيٍّ وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمَّاسٌ أسماءٌ والشَّمُوسُ فَرَسُ شَبِيب بنِ جَرادٍ والشَّمُوسُ أيضاً فَرَسُ سُوَيْدِ بنِ خَذَّاقٍ والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ بلدةٌ باليمنِ قال الراعي

(وأنا الذَّي سَمِعَتْ مصانعُ مَأْرِبِ ... وَقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي)

وَيُرْوَى الشَّمِيس

شمس

1 شَمَسَ, aor. ـُ and شَمِسَ, (S, Msb, K,) inf. n. شُمُوسٌ; (TA;) and شَمِسَ, aor. ـَ (K) and شَمُسَ also, like فَضِلَ, aor. ـْ accord. to the lexicologists, as ISd says, but he holds the aor. of شَمِسَ to be شَمَسَ [only]; (TA;) and ↓ اشمس; (S, K;) It (a day) was, or became, sunny, or sunshiny; it had sun, or sunshine: (S, Msb, K:) or it had sun, or sunshine, all the daytime: or it was, or became, clear, or unobscured: (TA:) or its sun was, or became, vehement. (IF, Msb.) A2: شَمَسَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA) and شَمِسَ, (Msb,) inf. n. شُمُوسٌ and شِمَاسٌ, (S, Msb, K,) He (a horse) refused to be ridden or mounted: (S, K:) or took fright and broke loose and ran away, refusing to be ridden, by reason of the vehemence of his force of resistance, [for لِشِدَّةِ متعبه in the TA, I read لشدّة مَنَعَتِهِ,] and his sharpness of temper, so that he would not remain still: (TA:) or became rebellious against his rider. (Msb.) b2: [Hence,] شَمَسَتِ المَرْأَةُ (assumed tropical:) The woman abstained from looking at men, and from exciting their desire. (TA.) b3: And شَمَسَ لِى فُلَانٌ (tropical:) Such a one showed enmity to me: (K: *) or showed his enmity to me, (T, S, A,) and almost made it to take effect, (A,) or as though he purposed to act: (T, TA:) or شَمَسَ فِى فُلَانٍ signifies, [unless فى be a mistake for لِى, and فُلَانٍ for فُلَانٌ,] he showed his enmity [towards such a one], and could not conceal it. (M in TA.) [See also 3.] b4: And الخَمْرُ تَشْمُسُ بِصَاحِبِهَا (assumed tropical:) Wine overcomes, and runs away with, its drinker. (TA.) 2 شمّس, (TK,) inf. n. تَشْمِيسٌ, (K,) He worshipped the sun. (K, TK.) A2: And He spread a thing in the sun, or sunshine, (K, TK,) in order that it might dry. (TA.) 3 شامسهُ, inf. n. مُشَامَسَةٌ and شِمَاسٌ, He opposed him, and treated him with enmity or hostility. (Th, TA.) [See also 1.]4 أَشْمَسَ see 1, first signification. b2: [Also He ascended a mountain towards the sun. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]5 تشمّس He (a man) sat in the sun, or sunshine: (TA:) he set himself up [or exposed himself standing] to the sun. (S, TA.) A2: تشمّس عَلَيْهِ He was niggardly, tenacious, or avaricious, to him. (TA.) [See also the part. n., below.]

الشَّمْسُ [The sun;] the body of the solar light, that runs its course in the firmament: (Lth, * TA:) it is fem.: (S, * Msb, K:) and has neither dual nor pl.: (Msb:) or it has a pl., [though this is not used in a pl. sense,] namely, شُمُوسٌ, (S, K,) as though they called every part of it a شمس, like as they said مَفَارِقُ for مَفْرِقٌ. (S.) When it is made determinate without the article ال, [as] in the name عَبْدُ شَمْسَ, meaning The Servant of the Sun, (Msb, K,) i. e., of this luminous object, (Msb,) the شمس of heaven, because they used to worship it, (K,) it is imperfectly decl., (Aboo-'Alee, Msb, K,) because it is determinate and of the fem. gender, (Aboo-'Alee, K,) or because it is a proper name and of the fem. gender and altered from الشَّمْس: (Msb:) and a poet says, كَلَّا وَشَمْسَ لَنَخْضِبَنَّهُمُ دَمًا [Nay verily, by the sun, we will assuredly dye them with blood], making شمس imperfectly decl. because he means the art. ال to be understood: (IAar, TA:) but some say that in the former instance, (Msb, TA,) and in the latter, (TA,) the word in question has a different signification, which will be shown below: (Msb, TA:) and Sb says that none of the Arabs made شمس determinate without the art. ال, except in the proper name mentioned above, in which all of them made it so. (TA.) The dim. is ↓ شُمَيْسَةٌ. (S, TA.) b2: [Also The sun, or sunshine.] You say, قَعَدَ فِى الشَّمْسِ [He sat in the sun, or sunshine]. (TA.) b3: Also, (K, TA,) or شَمْسٌ, (Msb,) A certain ancient idol. (Msb, K.) Accord. to Ibn-El-Kelbee, it is this that is meant by the proper name mentioned above; and if so, it is perfectly decl.: (Msb:) and some say that it is this also that is meant in the words of the poet cited above, and that he makes the word imperfectly decl. because he uses it as a proper name of the image (الصُّورَة). (TA.) A2: شَمْسٌ also signifies A kind of necklace or collar: (S, K:) or a pendant, or suspended ornament, (مِعْلَاق,) of the necklace or collar upon the neck: or the collar of a dog: (TA:) or a kind of women's ornament: of the masc. gender: (Lh, TA:) pl. شُمُوسٌ. (TA.) b2: And A kind of comb, (K,) with which women in the first age used to comb themselves; (TA;) as also ↓ شَمْسَةٌ. (IDrd, TA.) A3: يَوْمٌ شَمْسٌ: see شَامِسٌ.

يَوْمٌ شَمِسٌ: see شَامِسٌ.

شَمْسَةٌ: see شَمْسٌ, last sentence but one.

شَمْسِىٌّ [Of, or relating to, the sun; solar].

السَّنَةُ الشَّمْسِيَّةُ The solar year. (Mgh.) b2: It is also a term applied by some of the Arabs to The first [annual] increase [of sheep and goats]. (Aboo-Nasr, TA voce صَفَرِىٌّ, q. v.) شَمَاسٌ The disposition, in a horse, of refusing to be ridden, or mounted. (S.) b2: [And hence,] (assumed tropical:) The disposition, in a woman, of abstaining from looking at men, and from exciting their desire: a subst. from شَمَسَتٌ. (TA.) شَمُوسٌ A horse that refuses to be ridden or mounted; (S, K;) as also ↓ شَامِسٌ: (K:) or that takes fright and breaks loose and runs away, refusing to be ridden, by reason of the vehemence of his force of resistance and his sharpness of temper, so that he will not remain still: (TA: [see 1:]) or that will hardly remain still: (A:) or that rebels against his rider: (Msb:) or that refuses to be ridden or mounted, and will hardly remain still: (Mgh:) also applied to a she-camel: (TA:) شَمُوصٌ, with ص, applied to a horse is not allowable: (Msb:) pl. شُمُسٌ (A, Mgh, Msb, K) and شُمْسٌ. (K.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) A woman who abstains from looking at men, and from exciting their desire; as also ↓ شَامِسَةٌ: pl. of the former, شُمُسٌ; and of the latter, [شَوَامِسُ and] شُمُوسٌ. (TA.) b3: Hence also, (Msb,) (tropical:) A man refractory, untractable, perverse, stubborn, or obstinate, in disposition: (S, Msb, TA:) and a man hard, harsh, or illnatured, in his enmity, vehement in contrariousness to him who opposes him: (TA:) شَمُوصٌ [with ص] is not allowable. (S.) b4: [Hence too,] الشَّمُوسُ (assumed tropical:) Wine: (AHn, K:) because it overcomes, and runs away with, its drinker, like the horse to which this epithet is applied. (AHn.) شُمَيْسَةٌ dir of شَمْسٌ, q. v.

شَمَّاسٌ One of the heads of the Christians, who shaves the middle of his head, and keeps to the church: (Lth, A, Mgh, K:) [in the present day, a deacon: see جَاثَلِيقُ:] not pure Arabic, (IDrd,) or not sound Arabic: (M:) [probably, as Golius says, from the Chaldee 165:] pl. شَمَامِسَةٌ. (Mgh, K: [in the TA, شماسة; and in a copy of the A, شَمَّاسَة; but the right reading is that in the Mgh.]) شَامِسٌ A sunny, or sunshiny, day; a day having sun, or sunshine: or having sun, or sunshine, all the daytime: or clear; unobscured: and in like manner, ↓ شَمْسٌ and ↓ شَمِسٌ, a clear, cloudless, day: and شَامِسٌ also signifies intensely hot: (TA:) and ↓ مُشْمِسٌ, applied to a day, signifies the same as شَامِسٌ; (A;) and so ↓ مَشْمُوسٌ. (Th, TA.) A2: A neck having [ornaments of the kind called] شُمُوس [pl. of شَمْسٌ, q. v.]: a possessive epithet. (TA.) A3: See also شَمُوسٌ, in two places.

أَشْمَسُ More, and most, incompliant or resisting. (Ham p. 324.) مُشْمِسٌ: see شَامِسٌ.

مُشَمَّسٌ Made [or spread to dry (see 2)] in the sun, or sunshine. (S.) مُشَمِّسٌ A worshipper of the sun. (O, TA.) مَشْمُوسٌ: see شَامِسٌ.

مُتَشَمِّسٌ [Sitting in or] setting himself up to [or exposing himself standing to] the sun. (K.) A2: A man who defends what is behind his back: (ISh, TA:) a man strong (ISh, K, TA) in that which sustains or supports him; syn. قَوِىٌّ شَديدُ القُومِيَّةِ: (ISh, TA:) Sgh says شَديدُ القُوَّةِ; but the former is the right reading: (TA:) and niggardly, tenacious, or avaricious, to the utmost degree. (K.)
شمس
شمَسَ1 يَشمُس ويَشمِس، شَمْسًا وشُموسًا، فهو شامس
• شمَس اليومُ: ظهرت فيه الشمسُ، كان صَحْوًا، لا غيمَ فيه. 

شمَسَ2/ شمَسَ لـ يَشمُس، شِماسًا وشُموسًا، فهو شامِس وشَموس، والمفعول مشموس له
• شمَستِ الدّابّةُ: جمحت ونفَرت "فرسٌ شَمُوس".
• شمَس فلانٌ: تأبّى واستعصى.
 • شمَس لفلانٍ: همَّ به ليؤذيَه. 

أشمسَ يُشمِس، إشماسًا، فهو مُشمِس
• أشمس يومُنا: شمَس؛ ظهرت شمسُه أو قوِيت "أشمستِ الأيّام وأقمرت الليالي- أشمس النهارُ". 

تشمَّسَ يتشمَّس، تشمُّسًا، فهو مُتشمِّس
• تشمَّس الرَّجلُ: تعرَّض للشَّمس "تشمّس السبّاح على الشاطئ". 

شامسَ يشامس، مُشامَسةً وشِماسًا، فهو مُشامِس، والمفعول مُشامَس
• شامس جارَه: عاداه وعانده. 

شمَّسَ/ شمَّسَ لـ يشمِّس، تشميسًا، فهو مُشمِّس، والمفعول مُشمَّس
• شمَّس الشَّيءَ: عرّضه للشّمس ليجفّ وييبس "شمَّس العنبَ/ التّمرَ".
• شمَّس لي فلانٌ: أبدى عداوتَه لي. 

تشمُّس [مفرد]:
1 - مصدر تشمَّسَ.
2 - طاقة الإشعاع الشمسيّ التي تستقبلها الأرضُ في يوم واحد. 

شامِس [مفرد]: ج شامسون وشُمَّس، مؤ شامسة، ج مؤ شامسات وشوامِسُ: اسم فاعل من شمَسَ1 وشمَسَ2/ شمَسَ لـ. 

شِماس [مفرد]: مصدر شمَسَ2/ شمَسَ لـ. 

شَمْس [مفرد]: ج شُموس (لغير المصدر): مصدر شمَسَ1.
• الشَّمس:
1 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 91 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمس عشرة آية.
2 - (فك) النَّجم الرَّئيسيّ الذي تدور حوله الأرضُ وسائرُ المجموعة الشَّمسيَّة ويمدُّ الأرضَ بالضّوء والحرارة "غرُبت الشّمس: اختفت- الشمس كاسفة ليست بطالعة ... تبكي عليها نجومُ الليل والقمرُ- {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} - {فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ} " ° حمَّام شمس: تعريض الجسم بعد تعريته للشَّمس- لا جَديد تحت الشَّمس: لم يجدّ جديدٌ- مَكان تحت الشَّمس: مكان أمين- واضح وضوحَ الشَّمس: لا مجال فيه للشّكّ أو عدم الفهم- يَوْمٌ شمْس: مُشمس، مضاء بنور الشّمس، صَحْو.
• شَمْس منتصف اللَّيل: (فك) شَمْس لا تَغْرب، وتُشاهد طوال الأربع والعشرين ساعة خلال مدّة من الصيف في المنطقتين القطبيّتين الشماليَّة والجنوبيَّة.
• ضَرْبَة الشَّمس: (طب) حالة مرضيّة حادّة تنشأ من تأثير أشعة الشَّمس الحارة، قد تؤدِّي إلى موت المريض إذا لم يسعف في حينه، وتتميّز بارتفاع الحرارة والصداع الشديد، وقد تصاحبها غيبوبة.
• عبَّاد الشَّمس: (نت) دوَّار الشمس، نبات عشبيّ من فصيلة المركَّبات الأنبوبيَّة الزَّهر، أزهاره صفراء كبيرة الأقراص مستديرتها تميل مع الشَّمس، يُستخرج من بذورها زيت يُستخدم في الطَّعام. 

شمسيّ [مفرد]: مؤ شمسيَّة، ج مؤ شَمْسيَّات وشماسِيُّ: اسم منسوب إلى شَمْس: "حمّام شمسيّ".
• الطَّيف الشَّمسيّ: (فز) صور متقاربة تؤلِّف سلسلة مُتَّصلة من الألوان ناتجة عن انحلال الضَّوء الأبيض.
• النَّظام الشَّمسيّ: (فك) المجموعة الشَّمسيّة التي تدور حول الشَّمس من كواكب وأقمار وكوَيْكبات ومُذَنَّبات وشُهُب ونيازك.
• التَّصوير الشَّمسيّ: طريقة تقنيَّة تمكِّن من الحصول على صورة ثابتة للأشياء بنقل ضوء سطح حساس بواسطة آلة التَّصوير الشَّمسيّ. 

شَمسِيَّة [مفرد]: ج شَمْسيَّات وشماسِيُّ:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَمْس.
2 - مصدر صناعيّ من شَمْس: مظلّة تُطوى وتُنشر يُتّقى بها من حرارة الشمس أو المطر.
• السَّنة الشَّمسيَّة: (فك) الفترة الزّمنيَّة التي تستغرقها الأرض للدّوران حول الشَّمس دورةً كاملةً، تبدأ في أوّل يناير وتنتهي في آخر ديسمبر.
• الحُروف الشَّمسِيَّة: (لغ) الحروف التي لا تلفظ قبلها لام التَّعريف فتشدّد كقولنا: الشَّمْس، وهي أربعة
 عشر حرفًا: ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ل، ن.
• اللاَّم الشَّمسيَّة: (لغ) لام المعرفة إذا أُدغمتْ في الحروف التي تليها مثل التَّاء والثَّاء والدَّال والشَّين، عكسها الَّلام القمريّة. 

شَمّاس [مفرد]: ج شَمامِسَة:
1 - صيغة مبالغة من شمَسَ2/ شمَسَ لـ.
2 - خادم الكنيسة، وهي مرتبةٌ دون القِسِّيس. 

شَموس [مفرد]: ج شُمْس وشُمُس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شمَسَ2/ شمَسَ لـ.
2 - خَمْر "لعبت الشّمُوس برأسه". 

شُموس [مفرد]: مصدر شمَسَ1 وشمَسَ2/ شمَسَ لـ. 
شمس
الشَّمْسُ: تُجْمَع على شُمُوْسٍ، كأنَّهم جَعَلوا كلَّ ناحيَةٍ منها شَمْساً، كما قال ذو الرُّمَّة:
بَرّاقَةُ الجِيْدِ واللَّبّاتُ واضِحَةٌ ... كأنَّها ظَبْيَةٌ أفْضى بها لَبَبُ
قال مالِك الأشْتَر النَّخَعِيُّ:
حَمِيَ الحَدِيْدُ عليهم فَكأنَّهُ ... وَمَضَانُ بَرْقٍ أو شعَاعُ شُمُوْسِ
وتَصْغيرُها: شُمَيْسَة.
وقد سَمَّت العربُ عَبْدَ شَمْسَ، ونَصَّ أبو عَلّيٍ في التذكِرَة على ترك الصَّرف في عبد شَمس للتعريف والتأنيث، وفَرَقَ بينه وبين دَعْدَ في التخيير بين الصَّرفِ وتَرْكِه. وأُضيفَ إلى الشمس من السَّيّارات التي كانوا يعبُدُونها، لا إلى صَنَمٍ اسْمُه شَمْسٌ؛ كعبد مناة وعبدِ يغوث وعبد العُزّى.
ومن الأصنام صَنَمٌ اسْمُهُ شَمْس، وذكر ابنُ الكَلْبي: أنَّ أوَّلَ مّنء سُمِّيَ عَبْدَ شَمْس: سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُب، وذَكَرَ: أنَّ شَمْسَاً صَنَمٌ قَديم، قال جرير:
أنتَ ابْنُ مُعْتَلَجِ الأباطِحِ فافْتَخِر ... من عَبْدِ شَمْسَ بذِرْوَةٍ وصَمِيْمِ
وما يَجِيءُ في الشِّعْرِ مَصْروفاً يُحْمَلُ على الضّرورة. وقال ابن الأنباري: تقول: قد أتَتْكَ عَبْدُ شَمْسٍ يا فَتى، فتؤنِّثُ الفِعْلَ، ولا تُجْري الشَّمْسَ للتأنيث والتعريف.
والنِّسبة إلى عَبْدِ شَمْسٍ عَبْشَمِيٌّ، لأنَّ في النِّسْبَة إلى كلِّ اسْمٍ مُضافٍ ثلاثةُ مَذاهِب: إنْ شِئتَ نَسَبْتَ إلى الأولى منهما، كقولِكَ: عَبْدِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عَبدِ القيس، قال:
وهم صَلَبوا العَبْدِيَّ في جِذُعِ نَخْلَةٍ ... فلا عَطَسَت شَيْبانُ إلاّ بأجْدَعا
وإن شِئتَ نَسَبْتَ إلى الثاني إذا خِفْتَ اللّبْسَ فقُلْتَ: مُطَّلِبِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عبد المُطَّلِب. وإن شِئتَ أخَذتَ من الأوّل حرفين ومن الثاني حرفين؛ وَرَدَدْتَ الاسم إلى الرُّباعيِّ؛ ثُمَّ نَسَبْتَ إليه، فقُلْتَ: عَبْدَرِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ وعَبْشَمِيٌّ؛ في النِّسْبَةِ إلى عبد الدار وعبد القيس وعبد شمس، قال عبد يَغوث بن وقّاص الحارثيُّ:
وتَضْحَكُ منِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّة ... كأن لم ترى قَبلي أسيراً يمانياً
وأما عَبْشَمْس بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم فانًّ أبا عمرو بن العلاء يقول: أصْلُهُ عَبُّ شمس: أي حبُّ شمس؛ وهو ضوؤها؛ والعين مبدّلة من الحاء، كما قالوا في عَبِّقُرٍ وهو البَرَدُ، وقد تُخَفَّفُ، قال:
إذا ما رَأت شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ بادَرَتْ ... إلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيْدُها
ويروى: " شَمَّرَتْ "، ويروى: " والجُرْهُمِيُّ "، وقال ابن الأعرابي: اسمُه عِبءُ الشَّمسِ - بالهمزِ -، والعِبءُ: العِدْلُ، أي هو نَظيرها وعِدْلُها. وعَبْءَ الشمس - أيضاً -، كالعِدْلِ والعَدْلِ.
وشمسُ: عين ماء.
وعينُ شَمْسٍ: موضع.
وبَنو الشَّمس: بطن من العرب.
وأما قول تأبَّطَ شَرّاً:
إنّي لَمٌهْدٍ من ثَنائي فقاصِدٌ ... به لابْنِ عَمِّ الصِّدْقِ شَمْسِ بن مالِك
فانَّه يُروى بفتح الشين وضمها، فمَن ضمَّها قال انَّه عَلَمٌ لهذا الرَّجُلِ فقط، كحَجَرٍ في أنَّه عَلَمٌ لأبي أوس؛ وأبي سُلمى في أنَّه عَلَمٌ لأبي زهير؛ الشّاعرين، والأعلام لا مُضايَقَةَ فيها.
وعُقاةُ بن شُمْسٍ، ومَعْوَلَة بن شُمْسٍ، وحُدّانُ بن شُمْسٍ، ونحوَ بن شُمْسٍ، ونَدَب بن شُمْسٍ.
وقال ابن دريد: الشَّمْسَة - وقال غيره: الشَّمسُ -: ضَرْبٌ من المَشْطِ كانَ بعضُ نساء الجاهليَّة يَمْتَشِطْنَه. قال:
فامْتَشَطْتِ النَّوْفَلِي ... اتِ وعُلِّيْتِ بِشَمْسِ
وخَضَبْتِ الكَفَّ بالحِن ... اءِ والجِيْدَ بِوَرْسِ
والشَّمْسُ: ضَربٌ من القلائِد.
والشَّمْسَتان: مُوَيْهَتَانِ في جوف عريض، وهو قُنَّةٌ مُنْقَادَةٌ بطَرَفِ النِّيْرِ؛ نِيْرِ بَني غاضِرَةَ. وقال ابن الأعرابي والفرّاء: الشُّمَيْسَتانِ: جَنَّتانِ بازاءِ الفِرْدَوْسِ.
وثابِت بن قيس بن شَمّاس - رضي الله عنه -: له صحبة. وقال الليث: الشمّاس من رؤوس النَّصارى: الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رأسِهِ لازِماً للبيعة. وهذا عَمَلُ عُدُوْلهم. وقال ابن دريد: فأما شَمّاسُ النَّصارى فليس بعربي مَحْضٍ، ويُجْمَعُ على شَمَامِسَة.
والشَّمّاسِيَّة: محلة بدمشق، وموضع قريب من رصافة بغداد.
وشَمَسَ يومُنا يَشْمُسُ ويَشْمِسُ - وزاد ابن دريد: شَمِسَ؛ بكسر الميم -: إذا كان ذا شَمْسٍ وأنشد:
فلو كان فينا إذ لَحِقنا بُلالَة ... وفيهنَّ واليَوْمُ العَبُوْرِي شامِسُ
وقال ذو الرمّة يَصِف الظُّعنَ:
ألِفْنَ اللِّوى حتى إذا البَرْوَقُ ارتَمى ... به بارِحٌ راحٌ من الصَّيْفِ شامِسُ
وأبْصَرْنً أنَّ القِنْعَ كانَت نِطافُهُ ... فَرَاشاً وأنَّ البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ
تَحَمَّلْنَ من قاعِ القَرِيْنَةِ بَعْدَ ما ... تَصَيَّفْنَ حتى ما عن العِدِّ حابِسُ
وشَمَسَ الفَرَسُ يَشْمُسُ شُمُوْساً وشِمَاساً فهو شامِس وشَمُوْس: أي مَنَعَ ظَهْرَه، وخَيْلُ شُمْسٌ وشُمُسٌ - مثال خُلْق وخُلُق -. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - الذي رواه سَمُرَة بن جُنْدُب - رضي الله عنه -: مالي أراكُم رافِعي أيديكِم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؛ اسْكنوا في الصلاة، ثمَّ خَرَجَ علينا فَرَآنا حِلَقاً فقال: مالي أراكَم عِزِيْنَ، ثُمَّ خَرَجَ علينا فقال: ألاَ تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكة عند ربها؟ قالوا: يا رسول الله وكيف تَصُفُّ الملائكة ربَّها؟ قال: يتمُّونَ الصفوف الأولى ويَتَراصُّونَ في الصَّفِّ. قال النابغة الذبياني:
شُمْسٌ مَوَانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِ
والشَّمُوْسُ: فَرَسُ الأسوَدِ بن شَرِيكٍ.
والشَّمُوْس - أيضاً -: فَرَسُ يَزيد بن خَذّاقٍ العَبْديِّ، وهو القائل فيها:
ألا هَلْ أتاها أنَّ شِكَّةَ حازمٍ ... لَدَيَّ وأنّي قد صَنَعْتُ الشَّمُوْسا
وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً ... كأنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوْسا
والشَّمُوْسُ: فَرَسُ سُويد بن خَذّاقٍ العَبْديّ.
والشَّمُوْسُ - أيضاً -: فَرَسُ عبد الله بن عامر القُرَشِّي، وهو القائل فيه:
جرى الشَّمُوْسُ ناجِزاً بناجِزِ
والشَّمُوْسُ: فَرَسُ شَبِيْب بن جَراد أحد بني الوحيد.
والشَّمُوْسُ: هضبة معروفة، سُمِّيتْ بذلك لأنها صعبة المُرتقى.
والشَّمُوْسُ: بنت أبي عامِر الرّاهب واسمه عبد عمرو بن صَيْفيٍّ، والشَّمُوْسُ: بنت عمرو بن حرام، والشَّمُوْسُ: بنت مالك بن قيس، والشَّمُوْسُ: بنت النعمان بن عامِر الأنصاريَّة. رضي الله عنهن، لهنَّ أربعهن صحبة.
ورجُلٌ شَمُوْسٌ: صعب الخُلُق، ولا تَقُل شَمُوصٌ.
وشَمَسَ لي فلان: إذا أبدى لك عداوةً.
وشامِسْتان: من قرى بَلْخَ.
وأشْمَسَ يومُنا: صار ذا شَمْسٍ.
والتَّشْمِيْسُ: بَسْطُ الشيء في الشمس، يقال: شيء مُشَمَّس: أي عُمِلَ في الشمس.
والمُشَمِّس: الذي يعبد الشمس.
والمُتَشَمِّس من الرجال: الذي يمنع ما وراءَ ظهرِه، وهو الشديد القوة.
والبخيل - أيضاً -: مُتَشَمِّسٌ، وهو الذي لا يُنال منه خير، يقال: أتَيْنا فلاناً نتعَرَّضُ لِمَعْروفِه فَتَشَمَّسَ علينا: أي بَخِلَ.
وتَشَمَّسَ - أيضاً -: انْتَصَبَ للشمس، قال ذو الرمَّة:
كأنَّ يَدَيْ حِرْبائها مُتَشَمِّساً ... يَدا مُذْنِبٍ يَسْتَغْفِرُ الله تائبِ
والتركيب يدل على تلوُّنٍ وقِلَّةِ استقرار.

شمس: الشمس: معروفة. ولأَبْكِيَنَّك الشمسَ والقَمَر أَي ما كان ذلك.

نصبوه على الظرف أَي طلوعَ الشمس والقمر كقوله:

الشمسُ طالعةٌ، ليسَتْ بكاسِفَةٍ،

تَبْكِي عليكَ، نُجومَ الليلِ والقَمَرا

والجمع شُموسٌ، كأَنهم جعلوا كل ناحية منها شمساً كما قالوا للمَفْرِق

مَفارِق؛ قال الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ:

إِنْ لم أَشِنَّ على ابنِ هِنْدٍ غارَةً،

لم تَخْلُ يوماً من نِهابِ نُفُوسِ

خَيْلاً كأَمْثالِ السَّعالي شُزَّباً،

تَعْدُو ببيضٍ في الكريهةِ شُوسِ

حَمِيَ الحديدُ عليهمُ فكأَنه

وَمَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ

شَنَّ الغارة: فرَّقها. وابن هند: هو معاوية. والسَّعالي: جمع سِعْلاةٍ،

وهي ساحرة الجنّ، ويقال: هي الغُول التي تذكرها العرب في أَشعارها.

والشُّزَّبُ: الضامرة، واحدها شازِبٌ. وقوله تَعْدُو ببيض أَي تعدو برجال

بيض. والكريهة: الأَمر المكروه. والشُّوسُ: جمع أَشْوَسَ، وهو أَن ينظر

الرجل في شِقٍّ لعِظَم كِبْرِه. وتصغير الشمس: شُمَيْسَة.

وقد أَشْمَسَ يومُنا، بالأَلف، وشَمَسَ يَشْمُِسُ شُموساً وشَمِسَ

يَشْمَسُ، هذا القياس؛ وقد قيل يَشْمُسُ في آتي شَمِس، ومثله فَضِلَ يَفْضُل؛

قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة والصحيح عندي أَن يَشْمُسُ آتي شَمَسَ؛

ويوم شامسٌ وقد شَمَس يَشْمِسُ شُموساً أَي ذُو ضِحٍّ نهارُه كله،

وشَمَس يومُنا يَشْمِسُ إِذا كان ذا شمس. ويوم شامِسٌ: واضحٌ، وقيل: يوم شَمْس

وشَمِسٌ صَحْوٌ لا غيم فيه، وشامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، وحكي عن ثعلب: يوم

مَشْمُوس كَشامِسٍ. وشيء مُشَمَّس أَي عُمِلَ في الشمس. وتَشَمَّسَ

الرجلُ: قَعَدَ في الشمس وانتصب لها؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ يَدَيْ حِرْبائِها، مُتَشَمِّساً،

يَدا مُذْنِبٍ، يَسْتَغْفِرُ اللَّه، تائِبِ

الليث: الشمس عَيْنُ الضِّحِّ؛ قال: أَراد أَن الشمس هو العين التي في

السماء تجري في الفَلَكِ وأَن الضِّح ضَوْءُه الذي يَشْرِقُ على وجه

الأَرض.

ابن الأَعرابي والفراء: الشُّمَيْسَتان جنتان بإِزاء الفِرْدَوْس.

والشَّمِسُ والشَّمُوسُ من الدواب: الذي إِذا نُخِسَ لم يستقرّ.

وشَمَسَت الدابة والفرسُ تَشْمُسُ شِماساً وشُمُوساً وهي شَمُوسٌ: شَرَدتْ

وجَمَحَتْ ومَنَعَتْ ظهرها، وبه شِماسٌ. وفي الحديث: ما لي أَراكم رافعي

أَيديكم في الصلاة كأَنها أَذْنابُ خيل شُمْسٍ؟ هي جمعُ شَمُوسٍ، وهو

النَّفُورُ من الدواب الذي لا يستقرّ لشَغَبه وحِدَّتِه، وقد توصف به الناقة؛ قال

أَعرابي يصف ناقة: إِنها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ، وكل صفة من

هذه مذكورة في فصلها. والشَّمُوسُ من النساء: التي لا تُطالِعُ الرجال

ولا تُطْمِعُهم، والجمع شُمُسٌ؛ قال النابغة:

شُمُسٌ، مَوانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ،

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

وقد شَمَسَتْ؛ وقولُ أَبي صخر الهذلي:

قِصارُ الخُطَى شُمٌّ، شُمُوسٌ عن الخَنا،

خِدالُ الشَّوَى، فُتْخُ الأَكُفِّ، خَراعِبُ

جَمَعَ شامِسَةً على شُمُوسٍ كقاعدة وقُعُود، كَسَّره على حذف الزائد،

وقد يجوز أَن يكون جَمَعَ شَمُوس فقد كَسَّروا فَعِيلة على فُعُول؛ أَنشد

الفرّاء:

وذُبْيانيَّة أَوْصَتْ بَنيها

بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطوفُ

وقال: هو جَمع قَطِيفَة. وفَعِّول أُخْت فَعِيل، فكما كَسَّروا فَعِيلاً

على فُعُول كذلك كَسَّروا أَيضاً فَعُولاً على فُعُول، والاسم الشِّماسُ

كالنِّوارِ؛ قال الجَعْدي:

بآنِسَةٍ، غيرَ أُنْسِ القِراف،

تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا

ورجل شَمُوس: صَعْب الخُلُق، ولا تقل شَمُوص. والشَّمُوسُ: من أَسماء

الخمر لأَنها تَشْمِسُ بصاحبها تَجْمَحُ به؛ وقال أَبو حنيفة: سميت بذلك

لأَنها تَجْمَحُ بصاحبها جِماحَ الشَّمُوسِ، فهي مثل الدابة الشَّمُوس،

وسميت رَاحاً لأَنها تُكْسِبُ شارِبها أَرْيَحِيَّة، وهو أَن يَهَشَّ

للعَطاء ويَخِفَّ له؛ يقال: رِحْتُ لكذا أَراح؛ وأَنشد:

وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وحالي

ورجل شَمُوسٌ؛: عَسِرٌ في عداوته شديد الخلاف على من عانده، والجمع

شُمْسٌ وشُمْسٌ؛ قال الأَخطل:

شُمْسُ العَداوةِ حتى يُسْتَقادَ لهم،

وأَعْظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَرُوا

وشامَسَه مُشامَسَةً وشِماساً: عاداه وعانده؛ أَنشد ثعلب:

قومٌ، إِذا شُومِسوا لَجَّ الشِّماسُ بهم

ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا

وشَمِسَ لي فلانٌ إِذا بَدَتْ عداوته فلم يقدر على كتمها، وفي التهذيب:

كأَنه هَمَّ أَن يفعل، وإِنه لذو شِماسٍ شديدٌ. النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ

من الرجال الذي يمنع ما وراء ظهره، قال: وهو الشديد القومية، والبخيل

أَيضاً: مُتَشَمِّس، وهو الذي لا تنال منه خيراً؛ يقال: أَتينا فلاناً

نتعرَّض لمعروفه فتَشَمَّسَ علينا أَي بخل.

والشَّمْسُ: ضَرْبٌ من القلائد. والشَّمْسُ: مِعْلاقُ الفِلادةِ في

العُنُق، والجمع شُمُوسٌ؛ قال الشاعر:

والدُّرُّ، واللؤْلؤُ في شَمْسِه،

مُقَلِّدٌ ظَبْيَ التَّصاوِيرِ

وجِيدٌ شامِس: ذو شُمُوسٍ، على النَّسَب؛ قال:

بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما

ضَمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شامسِ

قال اللحياني: الشَّمْسُ ضرب من الحَلْيِ مذكر. والشَّمْسُ: قِلادة

الكلب.

والشَّمَّاسُ من رؤوس النصارى: الذي يحلق وسط رأْسه ويَلْزَمُ البِيعَة؛

قال ابن سيده: وليس بعربي صحيح، والجمع شَمامِسَةٌ، أَلحقوا الهاء

للعجمة أَو للعِوَض.

والشَّمْسَة: مَشْطَةٌ للنساء.

أَبو سعيد: الشَّمُوسُ هَضْبَة معروفة، سميت به لأَنها صعبة

المُرْتَقَى. وبنو الشَّمُوسِ: بطنٌ. وعَيْنُ شَمْس: موضع. وشَمْسُ عَيْنِ: ماءٌ.

وشَمْسٌ: صَنَم قديم. وعبدُ شَمْسٍ: بطنٌ من قريش، قيل: سُمُّوا بذلك

الصنم، وأَوّل من تَسَمَّى به سَبَأْ بن يَشْجُبَ؛ وقال ابن الأَعرابي في

قوله:كَلاَّ وشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَما

لم يصرف شمس لأَنه ذهب به إِلى المعرفة ينوي به الأَلف واللام، فلما

كانت نيته الأَلف واللام لم يُجْره وجعله معرفة، وقال غيره: إِنما عنى الصنم

المسمى شَمْساً ولكنه تَرك الصَرْفَ لأَنه جعله اسماً للصورة، وقال

سيبويه: ليس أَحد من العرب يقول هذه شمسُ فيجعلها معرفة بغير أَلف ولام،

فإِذا قالوا عبد شمس فكلهم يجعله معرفة، وقالوا عَبُّشَمْسٍ وهو من نادر

المدغم؛ حكاه الفارسي، وقد قيل: عَبُ الشَّمْسِ فَحَذفوا لكثرة الاستعمال،

وقيل: عَبُ الشَّمْسِ لُعابُها. قال الجوهري: أَما عَبْشَمْسُ بنُ زيد

مَناةَ ابن تميم فإِن أَبا عمرو بنَ العَلاء يقول: أَصله عَبُّ شَمْسٍ كما

تقول حَبُّ شَمْسٍ وهو ضَوءُها، والعين مُبْدَلة من الحاء، كما قالوا في

عَبُّ قُرٍّ وهو البَرَدُ. قال ابن الأَعرابي: اسمه عَبءُّ شَمْسٍ، بالهمز،

والعَبْءُ العِدْلُ، أَي هو عِدْلها ونظيرها، يُفْتَحُ ويكسر. وعَبْدُ

شَمْس: من قريش، يقال: هم عَبُ الشَّمْسِ، ورأَيتُ عَبَ الشَّمْسِ، ومررت

بعَبِ الشَّمْسِ؛ يريدون عبدَ شَمْسٍ، وأَكثر كلامهم رأَيت عبدَ شَمْس؛

قال:

إِذا ما رَأَتْ شَمساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ

إِلى زِمْلها، والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها

وقد تقدَّم ذلك مُسْتَوْفًى في ترجمة عبأَ من باب الهمز. قال: ومنهم من

يقول عَبُّ شَمْسٍ، بتشديد الباء، يريد عبدَ شمس. ابن سيده: عَبُ شَمْسٍ

قبيلة من تميم والنسب إِلى جميع ذلك عَبْشَمِيّ لأَن في كل اسم مضاف

ثلاثةَ مذاهب: إِن شئت نسبت إِلى الأَوّل منهما كقولك عَبْدِيٌّ إِذا نسبت

إِلى عبد القَيْس؛ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل:

وهم صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ،

فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا

وإِن شئت نسبت إِلى الثاني إِذا خفت اللبس فقلت مُطَّلِبِيٌّ إِذا نسبت

إِلى عبد المُطَّلِب، وإِن شئت أَخذت من الأَوّل حرفين ومن الثاني حرفين

فَرَدَدْتَ الاسم إِلى الرباعيِّ ثم نسبت إِليه فقلت عَبْدَرِيُّ إِذا

نسبت إِلى عبد الجار، وعَبْشَمِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد شَمْسٍ؛ قال عبدُ

يَغُوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحارِثيُّ:

وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ،

كأَنْ لم تَرَ قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيا

وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني

أَنا الليثُ، مَعْدُوّاً عليَّ وعادِيا

وقد كنتُ نحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ

ـمَطِيِّ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيا

وقد تَعَبْشَمَ الرجلُ كما تقول تَعَبْقَسَ إِذا تعلق بسبب من أَسباب

عبدِ القَيْسِ إِما بِحلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاءِ.

وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمِيسٌ وشَمَّاسٌ: أَسماء. والشَّمُوسُ:

فَرَس شَبِيبِ بن جَرَادِ. والشَّمُوس أَيضا: فرس سُوَيْد بن خَذَّاقٍ.

والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ: بلد باليمن؛ قال الراعي:

وأَنا الذي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْربٍ

وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي

ويروى: الشَّمِيس.

شمس
الشَّمْسُ، م، أَي معروفَةٌ، مُؤَنَثَةٌ، قَالَ اللَّيْثُ: الشَّمْسُ عَيْنٌ الضَّحِّ، أَرَادَ أَنَّ الشَّمْسَ هُوَ العَيْنُ الَّتِي فِي السَّماءِ تَجْري فِي الفَلَكِ، وأَنَّ الضَّحَّ ضُوْؤُه الَّذِي يُشْرِق على وَجْهِ الأَرْضِ، ج شُمُوسٌ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كلِّ ناحِيَةٍ مِنْهَا شَمْساً، كَمَا قالُوا للمَفْرِقِ: مَفَارِق، قَالَ الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ:
(حِمىَ الحَدِيدُ عليهُم فكأَنَّهُ ... وَمَضَانُ بَرْقٍ أَوْ شُعَاعُ شُمُوسِ)
والشَّمْسُ: ضَرْبٌ مِنَ المَشْطِ، كانتِ النِّسَاءُ فِي الدَّهْرِ الأُوَّلِ يَتَمَشَّطْنَ بِهِ، وَهِي الشَّمْسَةُ، قالَهُ ابْن دُرَيْدٍ. وأَنْشَدَ:
(فامْتَشَطْتِ النَّوْفَلِيَا ... تِ وعُلِّيتِ بِشمْسِ)
والشَّمْسُ: ضَرْبٌ مِن القَلائِد، وَقيل: هُوَ مِعْلاقُ القِلاَدَةِ فِي العُنُقِ، والجَمْعُ شُمُوسٌ، وقالَ اللحْيَانيُّ: هُوَ ضَرْبٌ من الحُلِيِّ، مُذَكَّر، وقالَ غيرُه، هُوَ قِلاَدةُ الكَلْبِ. والشَّمْسُ: صَنَمٌ قَديمٌ، ذكرَه ابْن الكَلْبِيّ. والشَّمْسُ: عَيْنُ ماءٍ، يُقَال لَهُ: عَيْنُ شَمْسٍ. والشَّمْسُ: أَبُو بَطْنٍ من العَربِ، قالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(إِني لَمُهْدٍ مِنْ ثَنَائِي فَقَاصِدٌ ... بهِ لاِبْنِ عَمِّ الصِّدْقِ شَمْسِ بنِ مَالِكِ)
ويُرْوَى فِي البَيْتِ بفَتْح الشِّينِ. وَقد سَمَّتْ عَبْدَ شَمْسٍ وَهُوَ بَطْنٌ من قُرَيْشٍ، قِيلَ: سُمُّوا بذلِك الصَّنَمِ، وأَوَّلُ مَن تَسَمَّى بِهِ سَبَأُ بنُ يَشْجُبُ. ونَصَّ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرة على مَنْعِه، أَي تَرْكِ الصَّرْفِ من عَبْدِ شَمْس، للتَّعْرِيفِ والتَّأْنِيثِ، وفَرَّق بينَه وبَيْنَ دَعْدٍ، فِي التَّخْيِيرِ بينَ الصَّرْفِ وتَرْكِه، قَالَ جَرِير:
(أَنْتَ ابنُ مُعْتَلَجِ الأَبَاطِحِ فافْتَخِرْ ... مِنْ عَبْدِ شَمْسَ بِذِرْوَةٍ وصَمِيم) وَمَا جاءَ فِي الشعْر مَصْرُوفاً حُمِلَ على الضَّرُورَةِ، كَذَا نَصَّ الصّاغَانِيُّ، فإِذاً لَا يُحْتَاجُِإلى تَأْوِيلٍ، وَهُوَ قولُ شيخِنَا: لعلَّ المُرَادَ على جُوازِ مَنْعِه. وإِلاَّ فالأَفْصَحُ عِنْد أَبِي عليٍّ فِي المُؤَنَّثِ الثُّلاثِيّ الساكِنِ الوسَطِ الصَّرْفُ، كَمَا فِي هَمْعِ الهَوَامِعِ وغيرِه، فتأَمَّلْن وفال ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي قولِه: كَلاَّ وشَمْسَ لَنَخْضبَنَّهُمُ دَمَا لم يُصْرِفْ شَمْسَ لأَنَّه ذَهَبَ بهِ إِلَى المَعْرِفَةِ يَنْوِي بِهِ الأَلِفَ والّلام، فلمّا كَانَت نِيَّتُه الأَلَفَ واللامَ لم يُجْرِه، وجَعَلَه مَعْرِفَةً، وَقَالَ غيرُه، إِنّمَا عَنَى الصَّنَمَ المُسَمَّى شَمْساً، وَلكنه تَرَكَ)
الصَّرْفَ لأَنَّهُ جَعَلَه اسْماً للصُّوَرَةِ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ أَحَدٌ من العَرَبِ يَقُولُ: هَذِه شَمْسُ فيَجْعَلُها مَعْرِفَةً بغيرِ أَلِف وَلَام، فإِذا قَالُوا: عَبْدُ شَمْس، فكلُّهُم يَجْعَلُهَا مَعْرِفَةً. وأُضِيفَ إِلى شَمْسِ السَّمَاءِ، لأَنَّهُم كانُوا يَعْبُدُونَهَا، وَهُوَ أَحَدُ الأَقْوَال فِيهِ، وَقيل: إِلى الصَّنَمِ. والنِّسْبَةُ عَبْشَمِيٌّ، بالأَخْذِ منَ الأَوَّلِ حَرْفِيْنِ وَمن الثّانِي حَرْفَيْنِ، ورَدِّ الأسمِ إِلَى الرُّبَاعِيّ، قَالَ عَبْدُ يَغوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحَارِثِيُّ:
(وتَضْحَكُ مِني شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ ... كأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيَا)
وأَمَّا بنِ تَمِيمٍ فأَصْلُه، على مَا قالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ، وَنَقله عَنهُ الجُوْهَرِيُّ: عَبُّ شَمْسٍ: أَي حَبُّها، أَي ضُوْءُهَا، والعَيْنُ مُبْدَلَةٌ من الحاءِ، كَمَا قالُوا فِي عَبِّ قُرٍّ، وَهُوَ البَرْدُ، وَقد يُخَفَّفُ فيُقَال: عَبُ شَمْسٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ الجُوْهَرِيّ، وقِيل: عَبُ الشَّمْسِ: لُعَابُهَا. وإِمَّا أَصْلُه: عَبْءُ شَمْسٍ، بالهَمْزِ والعَبْءُ: العِدْلُ، أَي نَظِيرُهَا وعِدْلُهَا يُفْتَح ويُكْسَرُ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، والنِّسْبُةُ: عَبْشَمِيٌّ أَيضاً، كَمَا صَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيدَه. وعَيْنُ شَمْسٍ: ع بمِصْرَ بالمَطَرِيَّة خارِجَ القَاهِرَة، كَانَ بِهِ مَنْبِتُ البَلَسَانِ قَدِيما، كَمَا تَقدَّمَت. الإِشْارَةُ إِلَيْهِ، وَقد وَرَدْت هَذَا المَوْضِعَ مِرَاراً، وسيأْتي للمصنِّف فِي عين أَيضاً. والشَّمْسَتانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّكْمِلَة: الشَّمْسَانِ: مُوَيْهَتانِ فِي جُوْفِ غَرِيضٍ، كأَمِيرٍ، هَكَذَا بالغِينِ المُعْجَمَةِ فِي النٌّ سَخِ، والصوابُ بالإِهْمَالِ، وَهِي قُنَّةٌ مُنْقَادَةٌ بأَعْلَى نَجْدٍ فِي طَرَفِ النِّيرِ، نيرِ بَنِي غَاضِرَةَ، وَقد سَبَق أنَّ الَّذِي لبَنِي غاضِرَةَ فِي النِّير الجانِبُ الغَرْبِيُّ مِنْهُ، فإِنَّ شَرْقِيَّهُ لِغَنيّ بنِ أَعْصُرَ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ والفَرّاءُ: الشُّمَيْسَتَانِ: جَنَّتَانِ بإِزاءِ الفِرْدَوْسِ، وسَيَأْتِي الفِرْدَوْسُ فِي مَوْضِعه. والشَّمَّاسُ، كشَدَّادٍ، من رُؤُوسِ النَّصَارَى: الَّذِي يَحْلِقُ وَسَطَ رَأْسِه، لازِماً لِلْبِيعَةِ، وَهَذَا عَمَلُ عُدُولِهِم وثِقَاتِهِم، قالَهُ اللَّيْثُ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فأَمَّا شَمَّاسُ النَّصارَى فلَيْسَ بعربِيٍّ مَحْض. وَفِي المُحْكَمِ: لَيْسَ بعربِيٍّ صحيحٍ، ج شَمَامِسَةٌ، أَلْحَقُوا الهاءَ للعُجْمَةِ أَو العِوَض. وشَمَّاسُ بنُ زُهَيْرِ بنِ مالِكِ بنِ امرِئ القَيْسِ بنِ مالِكِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الخَزْرَجِ جَدُّ أَبِي محمَّدٍ ثابِتِ ابنِ قَيْسٍ الصَّحَابِي خَطِيبِ الأَنْصار. والشَّمَّاسِيَّةُ: مَحَلَّةٌ بدِمَشْقَ، وأَيضاً: ع قُرْبَ، وَفِي التَّكْمِلَة: بجَنْب رُصافَةِ بَغْدَادَ، نَقَلَهُمَا الصّاغَانِيُّ. وشَمسَ يَوْمُنَا يَشْمُسُ ويَشْمِسُ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ، شُمُوساً، بالضّمِّ فيهمَا، وشَمِسَ، كسَمِعَ، يَشْمِسُ، بالفَتْحِ على القِيَاسٍ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَقد قِيلَ: آتِيه يَشْمُسُ، بالضّمِّ، ومثلُه فَضلَ يَفْضُلُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ أَهْلِ اللُّغَةِ، والصحيحُ عندِي أَنَّ يَشْمُس آتِي شَمَسَ. وأَشْمَسَ يَوْمُنَا، بالأَلِف، أَي صارَ ذَا شَمْسٍ.)
وَيُقَال: يَوْمٌ، شامِسٌ، وَقد شَمَسَ شُمُوساً، أَي ذُو ضِحٍّ نَهَارهُ كُلّه، وقِيلَ: يومٌ شامِسٌ: وَاضِحٌ.
وشَمَسَ الفَرَسُ يَشْمُسُ شُمُوساً، بالضّمّ، وشِمَاساً، بالكَسْرِ: شَرَدَ وجَمَحَ، ومَنَع ظَهْرَهُ عَن الرُّكُوبِ لشِدَّة شَغْبِهِ وحِدَّتِه، فَهُوَ لَا يَسْتَقرُّ، فَهُوَ شامِسٌ وشَمُوسٌ، كصَبُورٍ، مِنْ خَيْلٍ شُمْسٍ، بالضَّمّ، وشُمُسٍ، بضمَّتين، وَمِنْه الحَديثُ كأَنَّهَا أَذْنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ وَقد تُوصَفُ بِهِ النّاقةُ، قَالَ أَعْرَابِيٌّ يَصِفُ ناقَتَه: إِنّهَا لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرَوسٌ نهُوسٌ. والشَّمُوسُ: من أَسْمَارِ الخَمْرِ، لأَنَّهَا تَشْمُسُ بصاحِبِها: تَجْمَعُ بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحِمَهُ الله: لأَنَّهَا تَجْمَعُ بصاحِبِها جِمَاحَ الشَّمُوسِ، فَهِيَ مِثْلُ الدَّابَّةِ الشَّمُوسِ. والشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عامِرٍ عَبْدِ عَمْرٍ والرَّاهِبِ، وَهِي أُمُّ عاصِمِ بنِ ثابِتٍ. والشَّمُوسُ بنْتُ عَمْرٍ وبن حِزَامٍ الظَّفَرِيَّة، وصوابُه السَّلَمِيَّة. وبنتُ مالِكِ بنِ قَيْسٍ، ذَكَرهُنَّ ابنُ حَبِيب. والشَّمُوسُ بنْتُ النَّعْمَانِ بنِ عامِرٍ الأَنْصَارِيَّةُ، أَخْرَجَ لَهَا الثَّلاثةُ: صَحابِيَّاتٌ.، رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ. والشَّمُوسُ: فَرَسٌ للأَسْوَدِ بنِ شَرِيكٍ، وفَرَسٌ لِيَزِيدَ بنِ خَذَّاقٍ العَبْدِيّ، وَلها يَقُولُ:
(أَلاَ هَلْ أَتَاهَا أَنَّ شِكَّةَ حَازِمٍ ... عَلَيَّ وأَنِّي قد صَنَعْتُ الشَّمُوسَا)
وفرَسٌ لِسُوَيْدِ بنِ خَذَّاق ٍ العَبْدِيِّ، أَخِي يَزِيدَ هَذَا. وفَرَسٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ القُرَشِيّ. وَهُوَ الْقائِلُ فِيهِ: جَرَى الشَّمُوسُ ناجِزاً بناجِزِ وفَرَسٌ لشَبِيبِ بنِ جَرَادٍ أَحَدِ بني الوَحِيدِ من هَوَازِنَ، فَهِيَ خمْسَةُ أَفْرَاسٍ، ذَكَر مِنْهَا ابنُ الكَلْبِيِّ وابنُ سِيدَه الثانِيَة، وَابْن سِيدَه فقطٍ الخامِسَةَ، والباقِي عَن الصّاغانِيِّ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الشَّمُوسُ: هَضْبَةٌ مَعْرُوفةٌ، سُمِّيَتْ بِهِ لأَنَّهَا صَعْبَةُ المُرْتَقَى. ومِنَ المَجَازِ: شَمَسَ لَهُ، إِذا أَبْدَى عَدَاوَةً وكادَ يُوقِعُ، كَذَا فِي الأَسَاسِ، وَفِي المُحْكَم: شَمَسَ لي فُلانٌ، إِذا بَدَتْ عَدَاوْتُه فلَمْ يَقْدِرْ على كَتْمِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَبْدَى عَدَاوَتَه كأَنَّه هَمَّ أَنْ يَفْعَلَ. والتَّشْمِيسُ: بَسْطُ الشَّيْءِ فِي الشَّمْسِ لِيَيْبَسَ، وَهُوَ أَيضاً: عِبَادَةُ الشَّمْسِ، يُقَالُ: هُوَ مُشَمِّسٌ، إِذا كانَ يَعْبُدُها، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. وقالَ النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ من الرّجالِ: الذِي يَمْنَعُ مَا وَرَاءَ ظَهْرِه، وَهُوَ القَوِيُّ الشَّدِيدُ القُومِيَّةِ، هَذَا هُوَ نَصُّ النَّضْرِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: الشَّديدُ القُوَّةِ، وبَيَّض لَهُ فِي اللسَان، كأَنَّه شَكَّ، وَقد ضَبَطَه أَبُو حامِدٍ الأُرْمَوِيُّ على الصّوابِ كَمَا ذَكَرْنا، قَالَ: والبَخِيلُ غايَةً أَيضاً مُتَشَمِّسٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُنَال مِنْهُ خَيرٌ، يُقَال: أَتَيْنَا فُلاناً نَتَعرَّض لمعرُوفِه فتَشَمَسَ علينا، أَي بَخِلَ. والمُتَشَمِّسُ: وَالِدُ أَسِيدٍ)
التابِعِيّ، يَرْوِي عَن أَبِي موسَى، وَعنهُ الحَسَنُ. وشمَاسَةُ، كثُمَامَةَ، ويُفْتَحُ: اسمٌ. وشَامِسْتانُ، وَفِي التَّكْمِلَة: شَامِسْتِيانُ،: ة ببَلْخ. وجَزِيرةُ شامِسَ: من الجَزَائر اليُونانِيَّةِ، ويُقَال: إِنَّهَا فوقَ الثَّلاثِمِائَةِ جَزِيرَةٍ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يومٌ شَمْسٌ، بالفَتح، وشَمِسٌ، ككَتِفٍ: صَحْوٌ لَا غَيْمَ فِيهِ. وشامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، وحُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ: يَومٌ مَشْمُوسٌ كشَامِسٍ. وتَشَمَّسَ الرَّجُلُ: قَعَدَ فِي الشَّمْسِ وانْتَصَبَ لَها. وتَصْغِيرُ الشَّمْسِ: شُمَيْسَةٌ. والشَّمُوسُ من النسَاءِ الَّتِي لَا تُطالِعُ الرِّجَالَ وَلَا تُطْمِعُهُمْ، قَالَ النّابِغَةُ
(شُمُسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفَاحِشِ المِغْيَارِ)
وَقد شَمَسَتْ، وقولُ أَبِي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ:
(قِصَارِ الخُطَا شُمٍّ شُمُوسٍ عَنِ الخَنَا ... خِدَالِ الشَّوَى فُتْخِ الأَكُفِّ خَرَاعِبِ)
جَمَعَ شامِسَة على شُمُوس كقَاعِدَةٍ وقُعُودٍ، كَسَّرَه على حَذْفِ الزَّائِدِ، والاسْمُ: الشِّمَاسُ، كالنِّوَارِ.
ورجُلٌ شَمُوسٌ: صَعْبُ الخُلُقِ، وَلَا تَقُلْ: شَمُوصٌ. ورجُلٌ شَمَوسٌ: عَسِرٌ فِي عَدَاوَتِه شَدِيدُ الخِلافِ على مَن عَانَدَهُ. وشَامَسَهُ مُشَامَسَةً وشِمَاساً: عَانَدَهُ وعادَاه، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(قَوْمٌ إِذا شُومِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنَادِ وإِنْ يَاسَرْتَهُمْ يَسَرُوا)
وجِيدٌ شامِسٌ: ذُو شُمُوسٍ، على النَّسَبِ قَالَ:
(بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فِيهِما ... ضَمَانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شَامِسِ) وبَنُو الشَّمُوسِ: بَطْنٌ. وشُمْسٌ، بالضّمّ وبالفَتْح، وشميسٌ كأَمِيرٍ، وزُبَيْرٍ: أَسْمَاءٌ. والشَّمْسُ والشَّمُوسُ: بلدٌ باليَمَنِ، قَالَ الرَّاعِي:
(وأَنا الَّذِي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْرِبٍ ... وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي)
ويُرْوَى: الشَّمِيس. وشَمْسانِيَّةُ: بُلَيْدَةٌ بالخَابُورِ. والشَّمُوسُ: من أَجْوَدِ قُصُورِ اليَمَامَةِ. وشَمِيسَى: وَادٍ من أَوْدِيةِ القَبَلِيَّة. وقالُوا فِي عَبْشَمْس: عَبَّشَمْس، وَهُوَ من نادِرِ المُدْغَمِ، حكاهُ الفارِسِيُّ.
وبَنُو شُمْسِ بنِ عُمْرِو بن غَنْم بن غالِب، من الأَزْد، بالضَّمِّ، مِنْهُم مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ الأَزْدِيُّ الشُّمْسِيُّ، من التابعِين. وأَبُو الشَّمُوس البَلَوِيّ: صَحابِيٌّ، ورُوِيَ حديثُ سُلَيْمِ بنِ مُطَيْرٍ، عَن أَبِيهِ، عَنهُ، ذَكَرَهُ المِزِّيُّ فِي الكُنَى. وأَبو شَمَّاس بن عَمْرِو: صَحابِيٌّ، ذَكَرَه فِي العُبَابِ. ومُنْيَةُ الشَّمّاسِ: قريةٌ بجِيزةِ مِصْرَ، وَهِي المَعْرُوفَةُ بدَيْرِ الشَّمْع. 

شجع

شجع


شَجَعَ(n. ac.
شَجْع)
a. Excelled in courage.

شَجُعَ(n. ac. شَجَاْعَة)
a. Was courageous, brave, valiant.

شَجَّعَa. Encouraged, emboldened, cheered on.

تَشَجَّعَa. Showed or feigned courage; took courage.

شَجْعَة
شُجْعَةa. Feeble, sickly, puny.

شَجِعa. see 24
أَشْجَعُ
(pl.
شُجُع)
a. see 24
شَجَاْعa. see 24
شَجَاْعَةa. Courage, bravery, valour, daring.

شِجَاْعa. see 24
شُجَاْع
(pl.
شِجْعَاْن شُجْعَاْن)
a. Courageous, brave, valiant.

شَجِيْع
(pl.
شِجَاْع شُجْعَاْن
شُجَعَآءُ)
a. see 24
شَجَم
a. Ruin, destruction.
(شجع)
شجاعة قوي قلبه وَاشْتَدَّ عِنْد الْبَأْس فَهُوَ شجيع (ج) شجعاء وشجاع وَهِي شجيعة (ج) شجائع وشجاع
(شجع) - في صِفَةِ أبي بكر: "عَارِى الأَشَاجِع".
جَمْع أشْجَع؛ وهي مَفَاصِل الأَصَابع: أي كان الّلحمُ عليها قَلِيلًا. 
شجع: تشجَّع: شفي، تعافى، أبل من مرضه (فوك).
شَجْعَة: مبارزة (ألكالا) وفيه: trance de armas. ولا يذكر نبريجا هذه الكلمة إلا بالمعنى الذي أشرت إليه) ويقال: سجعة بالسين المهملة لسهولة النطق (انظر سجَّة تصحيف شجَّة، وسجر تصحيف شجر).
شَجَاعَة العَرَبيَّة: عند أهل البيان اسم للحذف (محيط المحيط) أي عدم استعمال بعض الحروف.
[شجع] نه: فيه: يجئ كنز أحدهم "شجاعًا" أقرع، هو بالضم والكسر الحية الذكر وقيل الحية مطلقًا، وروى: بعث سعفها وليفها أشاجع تنهشه، أي حيات وهي جمع أشجع وهي الحية الذكر، وقيل: جمع أشجعة جمع شجاع وهي الحية. ك: مثل له "شجاعًا" هو بضم ميم أي صور ماله شجاعًا. نه: قيل هو الحية التي تواثب الراجل والفارس ويقوم على ذنبه وربما يبلغ رأس الفارس ويكون في الصحارى. نه: وفي ح الصديق: إنه عاري "الأشاجع"، هي مفاصل الأصابع جمع أشجع أي كان اللحم عليها قليلًا.
ش ج ع

رجل شجاع وشجيع، وقوم شجعاء وشجعة وشجعان، وامرأة شجاعة وشجيعة، ونساء شجاعات وشجيعات وشجائع، وشجع شجاعة. وتشجعوا فحملوا عليهم. وما شجعك على هذا أي جرأك. وشاجعته فشجعته. وتقول: ما تغني عنك المساجعة، إذا طلبت منك المشاجعة. وامرأة شجعة وشجعاء: جريئة على الرجال في كلامها وسلاطتها.

ومن المجاز: نفثه الشجاع وهو الحية الجريئة الشديدة. وبه جوع شجاع. قال:

أردّ شجاع الجوع قد تعلمينه ... وأوثر غيري من عيالك بالطعم
(ش ج ع) : (فِي أَمْثَالِ) الْعَرَبِ أَشْجَعُ مِنْ دِيكٍ (وَفِي الْحَدِيثِ) «مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ أَقْرَعُ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ» يَعْنِي: شِدْقَيْهِ (الشُّجَاعُ) الذَّكَرُ مِنْ الْحَيَّاتِ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ (وَالْأَقْرَعُ) الَّذِي جَمَعَ السُّمَّ فِي رَأْسِهِ حَتَّى انْحَسَرَ شَعْرُهُ (وَالزَّبِيبَتَانِ) بِالْبَاءَيْنِ النُّكْتَتَانِ السَّوْدَاوَانِ فَوْقَ عَيْنَيْهِ وَقِيلَ هُمَا الزَّبْدَتَانِ فِي شِدْقَيْهِ إذَا غَضِبَ.
ش ج ع: (الشَّجَاعَةُ) شِدَّةُ الْقَلْبِ عِنْدَ الْبَأْسِ وَقَدْ (شَجُعَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (شُجَاعٌ) وَقَوْمٌ (شِجْعَةٌ) وَ (شِجْعَانٌ) نَظِيرُ غُلَامٍ وَغِلْمَةٍ وَغِلْمَانٍ. وَرَجُلٌ (شَجِيعٌ) وَقَوْمٌ (شُجْعَانٌ) مِثْلُ جَرِيبٍ وَجُرْبَانٍ وَ (شُجَعَاءُ) كَفَقِيهٍ وَفُقَهَاءَ. وَامْرَأَةٌ (شُجَاعَةٌ) . وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَا تُوصَفُ بِهِ الْمَرْأَةُ. وَنَقَلَ: رَجُلٌ (شِجَاعٌ) بِالْكَسْرِ وَقَوْمٌ (شَجْعَةٌ) بِالْفَتْحِ وَ (شَجَعَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (الْأَشْجَعُ) مِنَ الرِّجَالِ مِثْلُ الشُّجَاعِ. وَقِيلَ: الَّذِي فِيهِ خِفَّةٌ كَالْهَوَجِ لِقُوَّتِهِ. وَ (شَجَّعَهُ) (تَشْجِيعًا) قَالَ لَهُ: إِنَّكَ شُجَاعٌ، أَوْ قَوَّى قَلْبَهُ. وَ (تَشَجَّعَ) تَكَلَّفَ الشَّجَاعَةُ. 
ش ج ع : شَجُعَ بِالضَّمِّ شَجَاعَةً قَوِيَ قَلْبُهُ وَاسْتَهَانَ بِالْحُرُوبِ جَرَاءَةً وَإِقْدَامًا فَهُوَ شَجِيعٌ وَشُجَاعٌ وَبَنُو عُقَيْلٍ تَفْتَحُ الشِّينَ حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهِ وَهُوَ جَبَانٌ وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُ لِلتَّخْفِيفِ وَامْرَأَةٌ شَجِيعَةٌ بِالْهَاءِ وَقِيلَ فِيهَا أَيْضًا شُجَاعٌ وَشُجَاعَةٌ وَرِجَالٌ شِجْعَانٌ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الضَّمُّ خَطَأٌ وَشِجْعَةٌ بِالْكَسْرِ مِثْلُ: غُلَامٍ وَغِلْمَةٍ وَشُجَعَاءُ مِثْلُ: شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَقَدْ تَكُونُ الشَّجَاعَةُ فِي الضَّعِيفِ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُ وَشَجِعَ شَجَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ طَالَ فَهُوَ أَشْجَعُ وَبِهِ سُمِّيَ وَامْرَأَةٌ شَجْعَاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ.
وَالشُّجَاعُ ضَرْبٌ مِنْ الْحَيَّاتِ. 
شجع
الشًجَعُ: سُرْعَةُ نَقْل القَوائِم في الإبل، وبَعير شَجِع. وقيل: هو جُنون يَعْتريها. والشًجِعَةُ: المَرْأةُ الجَريْئَةُ الجَسورةُ في كَلامِها. وأسَدٌ أشْجَعُ: جَريءٌ. ورَجُلٌ أشْجَعُ: كأنَ به جُنوناً.
وأشْجَعُ: حَي من قَيْس.
والأشْجَعُ: هو العَصَبُ المَمدُودُ فوق السُلامى ما بينَ الرُّسْغ إلى أصول الأصَابع، وجَمْعُه أشَاجِعُ. وقيل: هو العَظْمُ الذي يَصِلُ الأصَابعَ بالرسْغ؛ لكل إصْبَع أشْجَع، واحْتُجَ بقَوْلهم: " عاري الأشاجِع " للسباع. وقد يُجْعَلُ واحِدُ الأشاجِع شَجَعَةً.
والشُجَاعُ: ضَرْبٌ من الحيات، والجَميعُ الشًجْعَانُ. ورَجُلٌ شُجاعٌ وشَجِيْعٌ، ويُجْمَعُ على شُجَعَاء وشِجْعَان وشِجْعَة وشُجْعَة وشَجْعَة، وقد قيل: شُجْعَة - بالضَم - مصدر وُصِفَ به الجَمْعُ كالصُحْبَة.
والشُجُعُ: عُروقُ الشجَر. ولُجُمٌ كانت في الجاهلية تُتخَذُ من الخَشَب والرعْلَةُ الجَماعات.
والمُشْجَعُ: المُنْتَهي جُنوناً، ومنه اخِذَ الشجَاع. والشَجْعَةُ: العاجِزُ الضاوي لا فُؤادَ له، وأرى أن سَبيلَه سَبيلُ ما جاءَ على فُعْلة ومعناه المفْعول كالسخْرَة وغيرها.
شجع قرع زبب قَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: يَجِيءُ كنزُ أحدهم يَوْم الْقِيَامَة شُجاعاً أَقرع. قَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ هَهُنَا الَّذِي لَا شعر على رَأسه. [و -] قَالَ غير أَبِي عَمْرو: الشجاع الْحَيَّة وَإِنَّمَا سمي [شجاعا -] أَقرع لِأَنَّهُ يَقْرِي السم ويجمعه فِي رَأسه حَتَّى يتمعط مِنْهُ شعره قَالَ الشَّاعِر يصف حَيَّة ذكرا: [الطَّوِيل] قَرَى السُّمَّ حَتَّى انْمَازَ فَرْوةُ رَأسه ... عَن الْعظم صِلُّ فاتِكُ اللَّسُعِ مَارِدُهْ

وَفِي حَدِيث آخر: شُجَاع أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ. وهما النكتتان السوداوان فَوق عَيْنَيْهِ وَهُوَ أوحش مَا يكون من الْحَيَّات وأخبثه وَيُقَال فِي الزبيبتين: إنَّهُمَا الزبدتان اللَّتَان تَكُونَانِ فِي الشدقين إِذا غضب الْإِنْسَان أَو أَكثر الْكَلَام حَتَّى يُزْبِد. قَالَ أَبُو عبيد: حَدَّثَنِي شيخ من أهل الْعلم عَن أم غيلَان بِنْت جرير ابْن الخطفي أَنَّهَا قَالَتْ: رُبمَا أنشدتُ أبي حَتَّى يزبب شدقاي قَالَ الراجز: [الرجز]

إِنِّي إِذا مَا زَبَّبَ الأشداقُ ... وكَثُرَ الضِّجاجُ والّلقْلاق

ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجَمٌ وداق قَالَ أَبُو عَمْرو: واللقلاق الصَّوْت وداق: دانٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا التَّفْسِير عندنَا أَجود من الأول. وَأما قَوْلهم: ألف أَقرع - فَهُوَ التَّام.
[شجع] الشَجاعَةُ: شدَّة القلب عند البأس. وقد شجع لرجل بالضم فهو شُجاعٌ، وقومٌ شِجْعَةٌ وشِجْعانٌ، ونظيره غلام وغلمة وغلمان. ورجل شجيع وقوم شجعان مثل جريب وجربان، وشجعاء مثل فقيه وفقهاء. وامرأةٌ شُجاعَةٌ. قال أبو زيد: سمعت الكلابيِّين يقولون: رجلٌ شُجاعٌ. ولا يوصف به المرأةُ. والشَجَعُ في الإبل: سرعةُ نَقْل القوائم. قال سُوَيد بن أبي كاهل: فَرَكِبْناها عَلى مَجْهولِها * بصِلابِ الأرضِ فيهن شجع: أي بصلاب القوائم. يقال: جملٌ شَجِعُ القوائم، وناقةٌ شَجِعَةٌ وشَجْعاءُ. وحكى يعقوب عن اللِحياني: رجلٌ شُجاعٌ وشِجاعٌ ، وقومٌ شُجْعانٌ وشِجْعانٌ. وقال أبو عبيدة: قومٌ شِجْعةٌ وشَجْعَةٌ. وحكى أبو عبيدة: وقوم شجعة أيضا بالتحريك. والاشجع من الرجال مثل الشُجاع. ويقال: الذي فيه خِفَّةٌ كالهَوَجِ لقوَّتِه. ويُسمَّى به الأسد، قال الشاعر :

بأَشْجَعَ أَخَّاذٍ على الدهرِ حُكْمَهُ * يعنى الدهر. وأشجع: قبيلة من غطفان. وشجع: قبيلة من عذرة. وشجع: قبيلة من كنانة. والاشجع: ضرب من الحيات، وكذلك الشجاع. وتزعم العرب أن الرجل إذا اشتد جوعه تعرضت له بطنه في حية يسمونها الشجاع والصفر. وقال أبو خراش يخاطب امرأته: أرد شجاع البطن لو تعلمينه * وأوثر غيرى من عيالك بالطعم * والاشاجع: أصول الأصابِع التي تتصل بعصبِ ظاهرِ الكفِّ، الواحدُ أَشْجَعٌ، ومنه قول لبيد:

يُدْخِلُها حتى تُواري أَشْجَعَهْ * وناس يزعمون انه إشجع، مثال إصبع. ولم يعرفه أبو الغوث. وشجعته، إذا قلت له أنت شُجاعٌ، أو قوَّيْتَ قلبه. وتَشَجَّعَ، أي تكلف الشجاعة.
(ش ج ع)

شَجُع شَجاعَة: اشْتَدَّ عِنْد الباس. وَرجل شُجاع، وشِجاع، وشَجاع، وأشَجَع، وشَجِعٌ وشَجِيع، وشِجَعَة، على مِثَال عنبة. هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَهِي طريفة. من قوم شِجاع، وشُجْعان، وشِجْعان - الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ - وشُجَعاء وشَجَعَة، وشُجْعَة، وشِجْعَة، وشَجْعَة. الْأَرْبَع اسْم للْجمع. وَامْرَأَة شَجِعة، وشَجِيعة، وشُجاعَة، وشَجْعاء، من نسْوَة شَجائع، وشُجُع، وشِجاع، الْجَمِيع كُله عَن الَّلحيانيّ.

وتَشَجَّع الرجل: أظهر ذَلِك من نَفسه، وَلَيْسَ بِهِ.

وشَجَّعَه: جعله شُجاعا. وَحكى سِيبَوَيْهٍ: هُوَ يُشَجَّع: أَي يرْمى بذلك، وَيُقَال لَهُ. وشَجَّعه على الْأَمر: أقدمه.

وتشجَّع مِنْهُ أمرا عَظِيما: رَكبه، عَن الَّلحيانيّ.

والأشجع من الرجل: الَّذِي كَأَن بِهِ جنونا، قَالَ الْأَعْشَى:

بأشْجَع أخَّاذٍ على الدَّهر حُكْمَه ... فمِنْ أيّما تأتى الحوادثُ أفْرَقُ

والشَّجِع من الْإِبِل: الَّذِي يَعْتَرِيه جُنُون. وَقيل: هُوَ السَّرِيع نقل القوائم. وناقة شَجِعة، وقوائم شَجِعات: سريعة خَفِيفَة.

وَالِاسْم: من كل ذَلِك الشَّجَع. والشَّجَع أَيْضا: الطول.

وَرجل أشْجَع، وَامْرَأَة شَجْعاء، وقوائم شَجِعَةٌ: طَوِيلَة. وَقد تقدم أَنَّهَا السريعة الْخَفِيفَة.

وَرجل شَجْعَة: طَوِيل ملتوٍ.

وشُجْعَة: جبان ضَعِيف.

والأشجعُ فِي الْيَد وَالرجل: العصب الَّذِي بَين الرسغ إِلَى أصُول الْأَصَابِع. وَقيل: هُوَ ظَاهر عصبها.

والشُّجاع والشِّجاع: الحيَّة الذّكر. وَقيل: هُوَ ضرب من الحيَّات. وَقيل: هُوَ ضرب مِنْهَا صَغِير. وَالْجمع: أشجِعَة، وشُجعان، وشِجْعان. الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ.

والشَّجْعَم: الضخم مِنْهَا. وَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى انه رباعي.

ومَشْجَعَة وشجاع: اسمان.

وَبَنُو شَجْع، بِفَتْح الشين، قَالَ أَبُو خرَاش:

غَداة دَعا بني شَجْع ووَلَّى ... يَؤُمُ الخَطْمَ لَا يَدْعوُ مُجيبا وَفِي الأزد بَنو شُجاعة.
شجع
شجُعَ يَشجُع، شَجاعةً، فهو شُجاع وشجيع
• شجُع الرَّجلُ: قوي قلبُه وأقدم على الأمر في جُرأة لا يخاف "شجُع الجنودُ عند الحرب- خَصْم شُجاع خيرٌ من صديقٍ جبان- رجلٌ ذو قلبٍ شجيع: يواجه الأمور بعزيمةٍ وثبات". 

تشجَّعَ يتشجّع، تشجُّعًا، فهو مُتشجِّع
• تشجَّع الجنديُّ: شجُع؛ تقوّى وأقدم في ثباتٍ لا يخاف "تشجَّعوا فحملوا على العدوِّ حملةً واحدةً".
• تشجَّع الجَبانُ: تكلّف الشّجاعةَ، افتعلها. 

شاجعَ يشاجع، مُشاجعةً، فهو مُشاجِع، والمفعول مُشاجَع
• شاجع خصمَه: باراه في الشّجاعة والإقدام "شاجع الشابُّ الأبطالَ". 

شجَّعَ يشجِّع، تشجيعًا، فهو مُشجِّع، والمفعول مُشجَّع
• شجَّع القائدُ الجنديَّ: قوّى قلبَه وجرّأه على الإقدام بدون خوفٍ أو مهابة "شجَّع المشاهدون فريقَهم القوميّ- شجَّعه النّجاحُ على مواصلة العمل: حمله على الجرأة والثّقة بالنّفس".
• شجَّع الصِّناعةَ: نشَّطها ونمّاها، عمل على ازدهارها.
• شجَّع الآدابَ والفنونَ: عمل على رعايتها ونجاحها وتقدّمها "تشجيع البحث العلميّ". 

أشجعُ [مفرد]: ج أشاجِعُ: اسم تفضيل من شجُعَ: أكثر جرأةً وإقدامًا "أشجعُ من ليْث" ° أشجع من أسامة: شجاع جريء- أشجع من عليّ: شريف كريم.
• الأشجعُ:
1 - عِرْق في ظاهر الكفّ "قُطع أشجعُه في معركة".
2 - ذكر الحيَّة. 

شُجاع [مفرد]: ج شِجاع وشُجَعاءُ وشُجْعان وشِجْعان، مؤ شُجاعَة، ج مؤ شُجاعات وشجائعُ وشِجاع وشُجُع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شجُعَ: جريء مقدام، عكسه جبان. 

شَجاعة [مفرد]:
1 - مصدر شجُعَ.
2 - قوّة معنويّة تمكِّن الإنسان من مقاومة المِحَن، ومجابهة الخَطر أو الألم, وتدفعه إلى العمل بحزم "قاتِلْ بشجاعة- الرَأْي قبل شجاعة الشُّجعان ... هو أوّلٌ وهي المحلّ الثاني".
3 - (سف) إحدى أمّهات الفضائل الأربعة عند أفلاطون، وهي الحكمة والشّجاعة والعفّة والعدالة. 

شجيع [مفرد]: ج شِجاع وشُجَعاءُ، مؤ شجيعة، ج مؤ شجيعات وشجائعُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من
 شجُعَ: شُجاع، جريء مقدام، عكسه جَبان. 

مُشجِّع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شجَّعَ.
2 - شخص يقوم بتحميس الآخرين كمخرج البرامج الترفيهيّة الذي يقوم بتشجيع الحضور أو الضيوف على المشاركة ° رئيس المشجِّعين/ كبير مشجِّعي الفريق: مَنْ يقود جموع المتفرِّجين أثناء التَّشجيع في المسابقات الرِّياضيّة. 

شجع

1 شَجُعَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. شَجَاعَةٌ, (S, Msb,) He (a man, S) was, or became, courageous, brave, valiant, bold, daring, or stronghearted (S, Msb, K) on the occasion of war, or fight, (S, K,) making light of wars, by reason of his boldness. (Msb.) Az says that سَجَاعَةٌ sometimes denotes a comparative quality in relation to him who is weaker than the person to whom it is ascribed. (Msb.) A2: شَجَعَهُ, aor. ـَ [which in this case is contr. to the general rule, notwithstanding the guttural letter, for by rule it should be شَجُعَ,] He overcame him, or surpassed him, in شَجَاعَة [or courage, &c.]. (K.) [See 3.]

A3: شَجِعَ, aor. ـَ (Msb,) inf. n. شَجَعٌ, (IDrd, Msb, K,) He was, or became, tall. (IDrd, Msb, K.) 2 شجّعهُ, (S, K,) inf. n. تَشْجِيعٌ, (K,) He encouraged him; or strengthened his heart; (S, K;) and emboldened him: (K:) or he said to him, Thou art شُجَاع [or courageous, &c.]. (Sb, S, K.) 3 شَاجَعْتُهُ فَشَجَعْتُهُ [I strove to overcome or surpass him, or contended with him for superiority, in شَجَاعَة (or courage, &c.), and] I overcame him, or surpassed him, therein. (TA.) 4 مَا أَشْجَعَهُ [How courageous, brave, valiant, bold, daring, or strong-hearted, is he, on the occasion of war, or fight!]. (TA in art بسل.) 5 تشجّع He affected (تَكَلَّفَ) courage, bravery, valour, boldness, daringness, or strength of heart on the occasion of war, or fight; (S, K;) [he encouraged himself; made himself, or constrained himself to be, courageous:] and he feigned, or pretended to have, courage, &c., on the occasion of war, or fight, not having it in him. (TA.) شَجَعٌ Penetrating energy; boldness. (As.) b2: Quickness of the shifting of the legs, in camels, (S, K,) or, accord. to IB, in horses. (TA.) شَجِعٌ; fem. with ة: see شُجَاعٌ, in three places. b2: شَجِعُ القَوَائِمِ Quick in the shifting of the legs, applied to a he-camel; and so شَجِعَةٌ and ↓ شَجْعَآءُ, applied to a she-camel. (S, K.) And قَوَائِمُ شَجِعَاتٌ Quick, and light, active, or nimble, legs. (TA.) b3: Mad, applied to a camel. (Ibn-'Abbád, K.) شِجَعٌ: see شُجَاعٌ.

شَجْعَةٌ: see شُجَاعٌ: A2: see also شُجْعَةٌ: b2: also Tall, and uncompact in frame: b3: and crippled by disease; or having a protracted disease: [whence] it is said in a prov., أَعْمَى يَقُودُ شَجْعَةً

[A blind man leading one crippled by disease, or having a protracted disease: but in Freytag's Arab. Prov. ii. 119, the last word is written شَجَعَة, and said to be pl. of ↓ شَاجِعٌ, and to signify, app., suffering paralysis]. (TA.) شُجْعَةٌ: see شُجَاعٌ.

A2: Also Cowardly, weak, (Ibn-'Abbád,) lacking strength or power or ability, lean, or emaciated, and small in body, having no heart; (Ibn-'Abbád, K;) as also ↓ شَجْعَةٌ: (Lh, K:) the former seems to have the meaning of a pass. part. n., [i. e. of مَشْجُوعٌ, q. v.,] like سُخْرَةٌ and other words. (Ibn-'Abbád.) شِجَعَةٌ: see شُجَاعٌ.

شَجَعَآءُ [or شِجَعَآءُ or شَجْعَآءُ]: see شُجَاعٌ.

شَجْعَمٌ A bulky serpent: or a malignant and audacious serpent: regarded by Sb as a quadriliteral-radical word. (TA.) [See also شُجَاعٌ.]

شَجَاعٌ: see what next follows.

شُجَاعٌ and ↓ شِجَاعٌ (Lh, ISk, S, Msb, K) and ↓ شَجَاعٌ, (Msb, K,) which is of the dial, of Benoo-'Okeyl, being made by them to accord with its contr., which is جَبَانٌ, (Msb,) and ↓ شَجِيعٌ (Lh, S, Msb, K) and ↓ أَشْجَعُ (S, K) and ↓ شَجِعٌ (K) and ↓ شِجَعٌ, (as in some copies of the K,) or ↓ شِجَعَةٌ, (as in other copies of the K and in the TA,) [of all which forms the first is the most common,] Courageous, brave, valiant, bold, daring, or strong-hearted (S, Msb, K) on the occasion of war, or fight, (S, K,) making light of wars, by reason of boldness: (Msb:) fem. [of the 1st and 2nd and 3rd respectively] شُجَاعَةٌ and شِجَاعَةٌ (S, * Msb, * K) and شَجَاعَةٌ (Msb, * K) and شجاع also [without ة] (Msb) and [of the 4th]

↓ شَجِيعَةٌ (Msb, K) and [of the 5th] ↓ شَجْعَآءُ and [of the 6th] ↓ شَجِعَةٌ: (K:) pl. masc. (of the 1st, S, Msb) شِجْعَةٌ [a pl. of pauc.] (AO, S, Msb, K) and [of the first three, and perhaps of the 4th also,] شَجَعَةٌ (S, K) and (of the 1st, S) شِجْعَانٌ (Lh, S, K) and (of the 4th, S) شُجْعَانٌ (Lh, ISk, S, K) [or, accord. to IDrd, شجعان is a mistake, as is said in the TA, but the word is there written without any syll. signs,] and (of the 4th, S, Msb) ↓ شُجَعَآءُ (S, Msb, K) and [of the 4th, and perhaps of others also,] شِجَاعٌ, (K,) and also, (but these are quasi-pl. ns., TA,) ↓ شَجْعَةٌ (AO, S, K) and ↓ شُجْعَةٌ (K) and ↓ شَجَعَآءُ [app. a mistake for شِجَعَآءُ or شَجْعَآءُ]: (TA:) pl. fem. [all of شَجِيعَةٌ, or the last of شَجْعَآءُ or of شَجِعَةٌ,] شَجَائِعُ and شِجَاعٌ and شُجُعٌ: (Lh, K:) or شُجَاعٌ is [an epithet] peculiar to men: (K, * TA:) Az says, “ I have heard the Kilábees say, رَجُلٌ شُجَاعٌ, but they do not apply this epithet to a woman: ” (S:) ↓ شَجِعَةٌ and ↓ شَجِيعَةٌ, however, are applied to a woman, and signify bold, (Ibn-'Abbád, K,) longtongued, and vehemently clamorous, towards men; (Ibn-'Abbád, TA;) audacious in her speech, (Ibn-'Abbád, K, [but these two epithets as applied to a woman and signifying “ bold ” &c. are omitted in the CK,]) and in her length of tongue, and vehement clamorousness. (Ibn-'Abbád, TA.) b2: شُجَاعٌ (S, Msb, K) and ↓ شِجَاعٌ (K) also signify (assumed tropical:) The serpent; (K;) and so does ↓ أَشْجَعُ: (TA:) or (tropical:) the male serpent: (Mgh, K:) or a certain species of serpent, (Sh, S, Msb, K,) as also ↓ أَشْجَعُ, (S,) small, (K,) or slender, and asserted to be the boldest of the serpent-kind: (Sh:) pl. شِجْعَانٌ (Lh, IDrd, K) and شُجْعَانٌ, (IDrd, K,) the former of which is the more common: (IDrd:) the pl. of أَشْجَعُ is أَشَاجِعُ; or, as some say, this is pl. of أَشْجِعَةٌ, which is pl. [of pauc.] of شجاع, signifying the serpent. (TA.) [See also شَجْعَمٌ, above.]

b3: Also (tropical:) The serpent called صَفَرٌ, that presents itself in the belly (S, K, * TA) of a man, as the Arabs assert, when he has been long hungry: (S, TA:) but As says that شُجَاعُ البَطْنِ signifies (assumed tropical:) vehemence of hunger. (Az, TA.) شِجَاعٌ: see شُجَاعٌ, in two places.

شَجِيعٌ; fem. with ة: see شُجَاعٌ, in three places.

شَاجِعٌ: see شَجْعَةٌ.

أَشْجَعُ; fem. شَجْعَآءُ: see شُجَاعٌ, in four places. You say also, لَبُؤَةٌ شَجْعَآءُ A bold lioness. (TA.) b2: Applied to a man, accord. to some, it signifies, (S,) or it signifies also, (K,) In whom is lightness, or unsteadiness, like what is termed هَوَجٌ, (S, K,) by reason of his strength. (S.) See also شَجِعٌ. b3: Mad; or possessed by a devil: (TA:) Lth says that, applied to a man, it signifies one who is as though there were in him madness, or diabolical possession; but Az says that this is a mistake; for, were this its meaning, the poets would not have used it in praise. (TA, in another part of the art.) b4: Tall: (IDrd, Msb, K:) and so the fem. applied to a woman. (IDrd, Msb.) b5: Bulky; big-bodied; or stout: or, as some say, youthful; or in a state of youthful vigour. (TA.) b6: The lion. (Lth, S, K.) b7: It is said in the K that الأَشْجَعُ also signifies الدَّهْرُ [i. e. Time; or fortune; &c.]; and J says that this is what the poet means by the expression, أَشْجَعُ أَخَّاذٌ: but this cannot be the correct meaning, for the poet, namely El-Aashà, says, بِأَشْجَعَ أَخَّاذٍ عَلَى الدَّهْرِ حُكْمُهُ by الاشجع meaning himself, or some other thing. (TA.) A2: Also, (S, K,) and إِشْجَعٌ, (K,) or the latter accord. to some, but this was not known to Abu-l-Ghowth, (S,) sing. of أَشَاجِعُ, [in some copies of the S written أَشَاجِيعُ, but the former, which, as is mentioned in the TA, is found in the handwriting of J, is that which is commonly known,] which signifies [The knuckles nearest to the wrist; this being what is meant by] the bases (أُصُول) of the fingers, which are connected with the tendons of the outer side of the hand: (S, K:) in the T, we find the heads (رُؤُوس) of the fingers, instead of اصول: (TA:) or اشجع in the hand and foot [but see what follows] signifies the tendons extended above the سُلَامَى [here meaning the metacarpal and metatarsal bones] from the wrist to the bases (أُصُول) of the fingers or toes, which are called أَطْنَابُ الأَصَابِعِ, above the outer side of the hand: or the bone which connects the finger with the wrist; [i. e. the metacarpal bone;] every finger having to it a bone thus called: he who says that the أَشَاجِع [so here instead of اشجع as above] are the tendons calls those bones the أُسْنَاع. (TA.) Aboo-Bekr is described as عَارِى الأَشَاجِعِ عَنْ مَفَاصِلِ الأَصَابِعِ, meaning Having little flesh upon what are thus termed: or having their tendons apparent. (TA.) [See also رَاجِبَةٌ and بُرْجُمَةٌ.]

A3: أَشْجَعُ مِنْ دِيكٍ [More courageous than a cock] is one of the proverbs of the Arabs. (Mgh.) مُشْجَعٌ, like مُجْمَلٌ, (K, TA,) i. e. having the form of a pass. part. n., (TA,) [in the CK مَشْجَع, like مَحْمَل,] In the utmost state of madness, or diabolical possession: (K:) so says Ibn-Abbád; and hence, accord. to him, شُجَاعٌ [but in what sense he does not say]. (TA.) مَشْجُوعٌ Overcome, or surpassed, in شَجَاعَة [or courage, &c.]. (K, TA.)

شجع: شَجُعَ، بالضم، شَجاعةً: اشْتَدَّ عِنْدَ البَأْسِ. والشَّجاعةُ:

شِدّةُ القَلْبِ في البأْس. ورجلٌ شَجاعٌ وشِجاعٌ وشُجاعٌ وأَشْجَعُ

وشَجِعٌ وشَجيعٌ وشِجَعةٌ على مثال عِنَبة؛ هذه عن ابن الأَعرابي وهي

طَرِيفةٌ، من قوم شِجاعٍ وشُجْعانٍ وشِجْعانٍ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وشُجَعاءَ

وشِجْعةٍ وشَجْعةٍ وشُجْعةٍ، الأَربع اسم للجمع؛ قال طريف بن مالك

العنبري:حَوْلِي فَوارِسُ، من أُسَيِّدِ، شِجْعةٌ،

وإِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ

ورواه الصِّقِلِّيُّ: من أُسيّدَ، غير مصروف. وامرأَة شَجِعةٌ وشَجِيعةٌ

وشُجاعةٌ وشَجْعاءُ من نسوة شَجائِعَ وشُجُعٍ وشِجاعٍ؛ الجميع عن

اللحياني، ونِسْوة شجاعاتٌ، والشَّجِعةُ من النساء: الجَريئةُ على الرجال في

كلامها وسَلاطَتِها. وقال أَبو زيد: سمعت الكِلابِيِّينَ يقولون: رجل

شُجاعٌ ولا توصف به المرأَة. والأَشْجَعُ من الرجال: مثل الشُّجاع، ويقال للذي

فيه خِفَّةٌ كالهَوَج لقُوّته ويسمى به الأَسَدُ، ويقال للأَسد أَشْجَعُ

وللّبُوءَة شَجْعاءُ؛ وأَنشد للعجاج:

فَوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْد أَشْجَعا

يعني أُم تميم ولدته أَسداً من الأُسود.

وتَشَجَّعَ الرجلُ: أَظْهَرَ ذلك من نفسه وتَكَلّفه وليس به، وشَجَّعَه:

جعله شُجاعاً أَو قَوَّى قلبه. وحكى سيبويه: هو يُشَجَّعُ أَي يُرْمى

بذلك ويقال له. وشَجّعه على الأَمر: أَقْدَمَه. والمَشْجُوع: المَغْلوبُ

بالشجاعة.

والأَشْجَعُ من الرجال: الذي كأَنَّ به جنوناً، وقيل: الأَشْجَعُ

المجنون؛ قال الأَعشى:

بِأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه،

فَمِنْ أَيِّ ما تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ

وقد فسّر قوله بأَشْجَعَ أَخّاذ قال يصف الدهر، ويقال: عنى بالأَشْجَع

نَفْسَه، ولا يصح أَن يراد بالأَشجع الدهر لقوله أَخّاذٍ على الدهر حكمه.

قال الأَزهري: قال الليث وقد قيل إِن الأَشجع من الرجال الذي كأَنَّ به

جنوناً، قال: وهذا خطأ ولو كان كذلك ما مَدح به الشُّعَراء. وبِهِ شَجَعٌ

أَي جُنون. والشَّجِعُ من الإِبل: الذي يَعْتَرِيه جنون، وقيل: هو السريع

نَقْلِ القوائمِ.

وناقة شَجِعةٌ وقَوائِمُ شَجِعاتٌ: سريعة خفيفة، والاسم من كل ذلك

الشَّجَع؛ قال:

علَى شجعاتٍ لا شحاب ولا عُصْل

(* قوله «لا شحاب» كذا في الأصل وشرح

القاموس بحاء مهملة وباء موحدة ولعله شخات بمعجمة ككتاب جمع شخت وهو دقيق

العنق والقوائم.)

أَراد بالشجعات قَوائِمَ الإِبل الطِّوال. والشَّجَعُ في الإِبل:

سُرْعةُ نقل القوائم؛ جمل شَجِعُ القوائِمِ وناقة شَجِعةٌ وشَجْعاءُ؛ قال

سُوَيْد بن أَبي كاهل:

فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها

بِصِلابِ الأَرضِ، فِيهِنَّ شَجَعْ

أَي بِصِلابِ القَوائِم، وناقة شَجْعاءُ من ذاك؛ قال ابن بري: لم يصف

سويد في البيت إِبلاً وإِنما وصف خيلاً بدليل قوله بعده:

فَتَراها عُصُماً مُنْعَلةً

. . . يد القَيْنِ، يَكْفِيها الوَقَعْ

(* كذا بياض في الأصل؛ ولعلها: بِحَدِيدِ.)

فيكون المعنى في قوله بِصِلاب الأَرض أَي بخيل صلاب الحوافِر. وأَرضُ

الفَرسِ: حوافِرُها، وإِنما فَسَّرَ صلاب الأَرض بالقوائم لأَنه ظَنَّ أَنه

يصف إِبلاً، وقد قدّم أَن الشجَعَ سرعة نقل القوائم، والذي ذكره

الأَصمعي في تفسير الشجَع في هذا البيت أَنه المَضاءُ والجَراءَةُ. والشَّجَعُ

أَيضاً: الطول. ورجل أَشجَعُ: طويلٌ، وامرأَة شَجْعاء. والشَّجْعةُ: الرجل

(* قوله « والشجعة الرجل إلخ» في شرح القاموس هو بالفتح وفي شرح الامثال

للميداني. قال الازهري: الشجعة، بسكون الجيم، الضعيف.) الطويلُ

المُضْطَرِبُ. والشَّجْعةُ: الزَّمِنُ. وفي المثل: أَعْمى يَقود شَجْعةً.

وقوائِمُ شَجِعةٌ: طويلة، وقد تقدّم أَنها السريعة الخفيفة. ورجل شَجْعةٌ: طويلٌ

ملتف، وشُجْعةٌ

(* قوله «وشجعة» في القاموس: والشجعة، بالضم ويفتح،

العاجز الضاوي لا فؤاد له.) جَبانٌ ضَعِيفٌ. والشَّجْعةُ: الفَصِيلُ تَضَعُه

أُمّه كالمُخَبَّلِ.

والأَشْجِعُ في اليد والرجل: العَصَبُ الممدودُ فوق السُّلامى من بين

الرُّسْغِ إِلى أُصول الأَصابع التي يقال لها أَطنابُ الأَصابع فوق ظهر

الكف، وقيل: هو العظم الذي يصل الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ لكل إِصبع أَشْجَع،

واحتج الذي قال هو العصب بقولهم للذئب وللأَسد عارِي الأَشاجِعِ، فمن جعل

الأَشاجعَ العصب قال لتلك العظام هي الأَسْناعُ واحدها سِنْعٌ. وفي صفة

أَبي بكر، رضي الله عنه: عارِي الأَشاجِعِ؛ هي مَفاصِلُ الأَصابع، واحدها

أَشجَع، أَي كان اللحم عليها قليلاً، وقيل: هو ظاهر عصبها، وقيل: الأَشاجع

رؤوس الأَصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكفّ، وقيل: الأَشاجع عُروق ظاهر

الكف، وهو مَغْرِزُ الأَصابع، والجمع الأَشاجع؛ ومنه قول لبيد:

يُدْخِلُها حتى يُوارِي إِصْبَعَه

(* قوله «اصبعه» لا شاهد فيه ولذا

كتب بهامش الأصل: صوابه اشجعه.)

وناس يزعمون أَنه إِشْجَع مثل إِصْبَع ولم يعرفه أَبو الغوث؛ ويقال

للحيَّة أَشْجَع؛ وأَنشد:

فَقَضى عليه الأَشْجَعُ

(* قوله «فقضى إلخ» في هامش النهاية قال جرير: قد عضه فقضى إلخ.)

وأَشْجَع: ضرب من الحيات، وتزعم العرب أَن الرجل إِذا طال جوعه تعرّضتْ

له في بطنه حية يسمونها الشُّجاعَ والشِّجاع والصَّفَرَ؛ وقال أَبو خراش

الهُذَلي يخاطب امرأَته:

أَرُدُّ شُِجاعَ البَطْنِ لو تَعْلَمِينَه،

وأُوثِرُ غَيْري من عِيالِكِ بالطُّعْمِ

وقال الأَزهري: قال الأَصمعي شُجاعُ البطن وشِجاعُهُ شِدَّةُ الجوع،

وأَنشد بيت أَبي خراش أَيضاً. وقال شمر في كتاب الحيات: الشُّجاعُ ضرب من

الحيات لطيف دقيق وهو، زعموا، أَجْرَؤُها؛ قال ابن أَحمر:

وحَبَتْ له أُذُنٌ يُراقِبُ سَمْعَها

يَصَرٌ، كناصِبة الشُّجاعِ المُسْخِدِ

حَبَت: انتصب. وناصِبةُ الشُّجاعِ: عَيْنُه التي يَنْصِبُها للنظر إِذا

نظر. والشُّجاعُ والشِّجاعُ، بالضم والكسر: الحيّةُ الذكَر، وقيل: هو

الحية مطلقاً، وقيل: هو ضَرْب من الحيّات، وقيل: هو ضرب منها صغير، والجمع

أَشْجِعةٌ وشُجْعانٌ وشِجْعانٌ؛ الأَخيرة عن اللحياني. وفي حديث أَبي

هريرة في منع الزكاة: إِلا بُعِثَ عليه يوم القيامة سَعَفُها ولِيفُها

أَشاجِعَ يَنْهَشْنَه أَي حيات وهي جمع أَشجَع، وقيل: هو جمع أَشْجِعةٍ

وأَشْجِعةٌ جمع شُجاع وشِجاع وهو الحية، والشَّجْعَمُ: الضَّخْم منها، وقيل: هو

الخَبيث المارِدُ منها، وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي. وفي الحديث: أَنه،

صلى الله عليه وسلم، قال: يَجِيءُ كَنْزُ أَحدهم يوم القيامة شُجاعاً

أَقرَعَ؛ وأَنشد الأَحمر:

قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما،

الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعما

نصب الشجاع والأُفْعُوان بمعنى الكلام لأَن الحيّاتِ إِذا سالمت القَدَم

فقد سالمها القدم فكأَنه قال سالَم القدمُ الحيّاتِ، ثم جعل الأُفْعُوان

بدلاً منها.

ومَشْجَعةُ وشُجاعٌ: اسمانِ. وبنو شَجْعٍ: بطن من عُذْرةَ. وشِجْعٌ:

قبيلة من كِنانة، وقيل: إِن في كلب بطناً يقال لهم بنو شَجْعٍ، بفتح الشين؛

قال أَبو خراش:

غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ، وولَّى

يَؤُمُّ الخَطْمَ، لا يَدْعُو مُجِيبا

وفي الأَزْد بنو شُجاعةَ. وأَشْجَعُ: قبيلة من غَطَفان، وأَشْجَعُ: في

قَيْس.

شجع
الشّجاع، كسَحاب، وكِتاب، وغُراب، وَهَاتَانِ عَن اللِّحيانيّ، كَمَا حكى ابْن السِّكِّيت، وأميرٍ، نَقله الصَّاغانِيّ عَن اللحيانيّ أَيْضا، وكَتِف، وعِنَبَةٍ، وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأَحْمدَ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ: الشديدُ القلبِ عِنْد الْبَأْس، وَلَا تظهرُ فائدةٌ للتطويلِ بِهَذِهِ الأوزان، وَلَو قَالَ: الشّجاع، مُثَلَّثَةً وكأميرٍ وعِنَبَةٍ وأحْمَدَ كَانَ أَخْصَر، وأَجْرَى على قاعدَتِه، ج: شجْعَة، مثلَّثةً، الْفَتْح وَالْكَسْر عَن أبي عُبَيْدة وَشَجَعةٌ، محرّكةً، وشِجاعٌ، كرِجال، وشُجْعانٌ، بالضَّمّ وَالْكَسْر، الأخيرةُ عَن اللحيانيّ، وَحكى ابْن السِّكِّيت عَن اللحيانيّ: رجلٌ شُجاعٌ وشِجاعٌ، وقومٌ شُجْعانٌ: مثلُ جَريبٍ وجُرْبان، وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: لَا تَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهم: شُجْعان، فإنّه غلَطٌ، وشُجَعاء، مثل قومٌ شَجْعَةٌ وِشجْعَةٌ، وَحكى غيرُه: شَجَعَةٌ بِالتَّحْرِيكِ أَيْضا، وَيُقَال: شُجَعاء، وشجْعةٌ، وشِجَعَةٌ، الْأَرْبَع اسمٌ للجَمعِ، قَالَ طَريفُ بن مالكٍ العَنبَريّ:
(حَوْلي فَوارِسُ من أُسَيِّدَ شُجْعَةٌ ... وَإِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِي خَضَّمُ)
وَهِي شجاعةٌ، مُثلّثة، وشَجِعةٌ كفَرِحة، وشَريفةٍ، وشَجْعاء، بالفَتْح والمَدّ، ج: شَجائِعُ وشِجاعٌ، بالكَسْر، وشُجُعٌ، بضمَّتَيْن، الجميعُ عَن اللحيانيّ، أَو شُجاعٌ خاصٌّ بالرِّجالِ وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأةُ، كَمَا سَمِعَه أَبُو زيدٍ من الكِلابيِّين، وَنَقله الجَوْهَرِيّ. والشَّجِعَة من النِّسَاء: الجَريئَةُ على الرِّجالِ فِي كلامِها وسَلاطَتِها. وَقد شَجُعَ، ككَرُمَ، شَجاعَةً، ككَرامِة. أَغْفَلَ عَنهُ مَعَ شِدّةِ الاحتِياجِ إِلَيْهِ، والاعتذارُ بالشُّهرَةِ مِن مثلِه لَا يَنْهَض. وكغُرابٍ وكِتابٍ: الحَيّةُ مُطلَقاً أَو الذَّكَرُ مِنْهَا، أَو ضَرْبٌ مِنْهَا صغيرٌ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي كتابِ الحَيّاتِ: الشُّجاع: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ لطيفٌ دَقيقٌ، وَهُوَ زعَموا أَجْرَؤُها، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(وَحَبَتْ لَهُ أُذُنٌ يُواقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ كناصِبَةِ الشُّجاعِ المُسْخِدِ)
حَبَت: انْتَصبَتْ، وناصِبَةُ الشُّجاع: عَيْنُه الَّتِي يَنْصِبُها للنَّظَرِ إِذا نَظَرَ. وَفِي الحَدِيث: يجيءُ كَنْزُ)
أحدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ ج: شُجْعانٌ، بالكَسْر والضمِّ، الأوّلُ عَن اللحيانيّ، وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: الكسرُ أَكْثَرُ. منَ المَجاز: الشُّجاع: الصَّفَرُ الَّذِي كَون فِي الْبَطن، وَفِي الصِّحَاح: وتزْعُمُ العربُ أنّ الرجلَ إِذا طالَ جوعُه تعرَّضتْ لَهُ فِي بَطْنِه حَيّةٌ يُسَمُّونَها الشُّجاعَ والصَّفَر، قَالَ أَبُو خَراشٍ الهُذَليُّ يُخاطِبُ امرأتَه:
(أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ لَو تَعْلَمينَهُ ... وأُوثِرُ غَيْرِي من عِيالِكِ بالطُّعْمِ)
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ شُجاعُ البطنِ: شِدّةُ الْجُوع، وأنشدَ بيتَ أبي خِراشٍ أَيْضا.
وشُجاعُ بنُ وَهْبٍ، وَيُقَال: ابنُ أبي وَهْبٍ، بنِ رَبيعةَ الأسَديُّ حَليفُ بَني عبدِ شَمسٍ: صحابيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، كُنيَتُه أَبُو وَهْبٍ، لَهُ هِجرَتان، وشَهِدَ بَدْرَاً، وَبَعَثه النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم رَسُولا إِلَى الحارثِ ابنِ أبي شَمِرٍ الغَسّانيِّ مَلِكِ البَلْقاءِ. وفاتَه: شُجاعُ بن الحارثِ السَّدوسِيُّ لَهُ شِعرٌ، ذَكَرَه ابنُ فَتْحُون فِي الصَّحابَة. وبَنو شُجَاعةَ، بالضَّمّ: بطنٌ من الْعَرَب، قَالَه ابْن دُرَيْدٍ.
قلت: وهم شُجَاعةُ بن مالكِ بن كَعْبِ بن الحارثِ، بَطنٌ من الأَزْدِ. وبَنو شَجْعٍ، بالفَتْح: بَطنٌ من عُذرَةَ بنِ زَيْدِ اللاّتِ، ثمّ من كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ، قَالَ أَبُو خِراشٍ:
(غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ ووَلَّى ... يَؤُمُّ الخَطْمَ لَا يَدْعُو مُجيبا)
بَنو شِجْعٍ، بالكَسْر: بَطنٌ من كِنانةَ، وَهُوَ شِجْعُ بنُ عامرِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ وَهُوَ جَدٌّ للحارثِ بنِ عَوْفِ بنِ أَسيدِ بن جابرِ بنِ عُوَيْرةَ بنِ عَبْدِ مَناةَ بنِ شِجْع، أَبُو واقِدٍ اللَّيثيُّ الصحابيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَهُوَ بكُنيَتِه أَشْهَرُ، شَهِدَ الفَتحَ، ونزلَ فِي الآخر بمكّة، وَبهَا تُوفِّيَ سنةَ ثمانٍ وسِتِّين. والشَّجَع، مُحرّكةً فِي الْإِبِل: سُرعَةُ نَقْلِ القَوائِمِ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وأنشدَ لسُوَيْدِ بن أبي كاهِلٍ:
(فرَكِبْناها على مَجْهُولِها ... بصِلابِ الأرضِ فيهِنَّ شَجَعْ)
أَي بصِلابِ القَوائمِ، يُقَال: جَمَلٌ شَجِعُ القوائمِ، ككَتِفٍ، وناقةٌ شَجْعَاءُ، وشَجِعَةٌ، كفَرِحَةٍ، قَالَ ابنُ بَرّيّ: لم يَصِفْ سُوَيْدٌ فِي البيتِ إبِلاً، وإنّما وَصَفَ خَيْلاً، بدليلِ قَوْلِه بعدَه: فَتراها عُصُماً مُنْعَلَةً فيكونُ الْمَعْنى فِي قولِه: بصِلابِ الأرضِ، أَي بخَيلٍ صِلابِ الحوافرِ، وأرضُ الفرَسِ: حَوافرُها، وإنّما فسَّرَ الجَوْهَرِيّ صِلابَ الأرضِ بالقوائمِ لأنّه ظنَّ أنّه يصفُ إبِلاً، وَقد قدّمَ أنَّ الشَّجَع: سُرعةُ نَقْلِ القوائمِ، وَالَّذِي ذَكَرَه الأَصْمَعِيّ فِي تفسيرِ الشجَعِ فِي هَذَا البيتِ أنّه المَضاءُ)
والجَراءَة. والأَشْجَعُ من الرِّجال، كالشُّجاع: مَن فِيهِ خِفّةٌ كالهَوَجِ لقُوَّتِه، يُسَمَّى بِهِ الأسدُ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ قولُ الليثِ، وَبِه فسَّرَ قولَ العَجّاجِ: فَوَلَدتْ فَرّاسَ أُسْدٍ أَشْجَعا يَعْنِي: أمَّ تَميمٍ وَلَدَتْه أَسَدَاً من الأُسودِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ الليثُ: وَقد قيل: إنَّ الأَشْجَعَ من الرِّجالِ: الَّذِي كأنّ بِهِ جُنوناً. قَالَ: وَهَذَا خطَأٌ، وَلَو كَانَ كَذَلِك مَا مَدَحَ بِهِ الشُّعَراءُ. قولُ الشاعرِ: وأَشْجَعَ أخّاذ، يَعْنِي: الدَّهْر، هَكَذَا نصُّ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قولُ الْأَعْشَى، والرِّوايةُ:
(بأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه ... فمِنْ أيِّ مَا تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ)والشُّجْعَةُ، بالضَّمِّ، عَن ابنِ عبّاد، ويفتَحُ: الجَبانُ الضَّعيفُ العاجِزُ الضَّاويُّ الَّذِي لَا فُؤادَ لهُ. الفَتْح عَن اللِّحيانيِّ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: وأَرى أَنَّ سبيلَه سبيلُ مَا جاءَ على فُعَلَة، ومعناهُ المَفعولُ، كالسُّخَرَةِ، وغيرِها. الشَّجْعَةُ، بالفتحِ: الفصيلُ تَضَعُه أُمُّه كالمُخَبَّلِ، كَمَا فِي اللِّسَان والتَّكملَةِ، عَن اللِّحيانِيِّ. والشُّجُعُ، بضمَّتينِ: عُروقُ الشَّجَرِ، عَن ابنِ عبّاد. أَيضاً: لُجُمٌ كَانَت فِي)
الجاهلِيَّةِ تُتَّخَذُ من الخَشَبِ، عَن ابنِ عَبّادٍ أَيضاً. قَالَ: الشَّجِعُ، ككَتِفٍ: المَجْنونُ من الجِمالِ، أَي الَّذِي يَعْتَرِيه جُنونٌ. الشَّجِعَةُ، بِهاءٍ: المَرأَةُ الجَريئَةُ السَّليطَةُ على الرِّجالِ، الجَسورَةُ فِي كلامِها وسَلاطَتِها، عَن ابنِ عبّادٍ أَيضاً، كالشَّجيعَةِ، كسَفينَةٍ. وبَنو شِجْعٍ، بالكَسر: قبيلَةٌ من كِنانَةَ، وَقد ذَكرَها قَرِيبا، فَهُوَ تكرارٌ. ومَشْجَعَةُ: اسمٌ، وَهُوَ مَشْجَعَةُ بنُ تَميمِ بنِ النَّمِرِ بنِ وبرَةَ: بَطْنٌ من قُضاعَةَ، وَإِلَيْهِ يرجعُ كلُّ مَشْجِعِيٍّ، ذكره ابنُ الجَوانِيِّ والرُّشاطِيُّ. والمُشْجَعُ، كمُجْمَلٍ، أَي على صِيغَة اسْم المَفعولِ، المُنتهي جُنوناً، عَن ابْن عبّادٍ، قَالَ: وَمِنْه أُخِذَ الشُّجاع. فِي الصِّحاح: شَجَّعَه تَشجيعاً: قَوَّى قلبَه وجَرَّأَه، أَو قَالَ لَهُ: إنَّكَ أَنتَ شُجاعٌ، قَالَ سيبويهِ: يُقال: هُوَ يُشَجَّعُ، أَي يُرْمَى بذلك، ويُقال لهُ. وتشَجَّعَ الرَّجُلُ: تكلَّفَ الشَّجاعَةَ وأَظْهرَها من نفسِه وليسَ بِهِ، يُقَال: تَشَجَّعوا فحملوا عَلَيْهِم. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: اللَّبُؤَةُ الشَّجْعاءُ: هِيَ الجَريئةُ. والأَشْجَعُ: المَجنون، وَبِه فسَّرَ بعضٌ قولَ الأَعشَى السَّابِقَ. وقَوائمُ شَجِعاتٌ: سريعَةٌ خفيفةٌ، قَالَ: على شُجِعاتٍ لَا شِحابٍ وَلَا عُصْلِ والشَّجَع، مُحرَّكَة: المَضاءُ والجُرأَةُ. والشَّجْعَةُ، بِالْفَتْح: الطَّويلُ المُضْطَرِبُ، وأَيضاً الزَّمِنُ، وَفِي المَثَلِ: أَعمى يَقودُ شَجْعَةً، وَيُقَال للحَيَّةِ: أَشْجَع، قَالَ: ... فقَضى عليهِ الأَشْجَعُ جَمعُه: أَشاجِعُ، وَمِنْه حديثُ أَبي هُرَيرَةَ فِي مَنع الزَّكاةِ: إلاّ بُعِثَ عَلَيْهِ يومَ القيامَةِ سَعَفُها ولِيفُها أَشاجِعَ يَنْهَشْنَهُ أَي حَيَّاتٍ، وَقيل: هُوَ جَمعُ أَشْجِعَةٍ، وأَشْجِعَةٌ: جَمْعُ شُجاعٍ، وَهُوَ الحَيَّةُ.
والشَّجْعَمُ: الضَّخْمُ من الحَيّات، وَقيل: هُوَ الخبيثُ المارِدُ، وَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَنَّه رُباعِيٌّ، وأَنشدَ الأَحمرُ:
(قد سالَمَ الحَيّاتُ مِنْهُ القَدَما ... الأُفْعُوانُ والشُّجاعُ الشَّجْعَما)
والأَشْجَع: الجَسيمُ، وَقيل: الشَّابُّ، هَكَذَا فسَّر بِهِ بعضُهم قولَ الأَعشى السابقَ.

لثأ

لثأ: لَثَأْتُ أنْفَه لَثْأً: إذا كَسَرْته.
لثأ
الفرَّاءُ: لَثَأ الكلب: إذا ولَغَ.

لث

أ1 لَثَأَ, aor. ـَ He (a dog) put his muzzle into a vessel &c., and lapped. (K.) Omitted by J because held by him incorrect. (TA.)

لثأ: الأَزهري: روى سلمة عن الفرّاءِ أَنه قال: اللَّثَأُ، بالهمز، لِما يسيل من الشجر. وقال أَيضاً في ترجمة لثى: اللَّثَى ما سَال من ماء الشجر من ساقها خاثِراً، وسيأْتي ذكره.

لثأ
: ( {لَثَأَ الكَلْبُ، كَمنَعَ) ، بالمِثلثة، أَهمله الجوهريُّ، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَي (وَلَغَ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : حكى سَلَمة عَن الفرَّاء:} اللَّثَأُ، بالهمزِ: مَا يَسيل مِن الشّجر، {واللَّثَى: مَا سَال من مَاء الشَّجر من ساقِها (خاثِراً) قلت: وسيأْتي ذَلِك فِي المعتلّ.

لَجأ
: (} لَجَأَ إِلَيه) أَي الشيءِ أَو المكانِ (كَمَنَعَ) {يَلْجَأُ} لَجْأً {ولُجُوءًا} ومَلْجَأً (و) {لَجِىءَ مثل (فَرِحَ) } لَجَأً بِالتَّحْرِيكِ، الأَخيرةُ لغةٌ فِي الأُولى كَمَا فِي (التكملة) (: لاَذَ، {كالْتَجَأَ) إِليه.
(} وأَلْجَأَهُ) إِلى كَذَا (: اضْطَرَّهُ) إِليه وأَحْوَجَه (و) {أَلْجَأَ (أَمْرَهُ إِلى اللَّهِ: أَسْنَدَهُ) . وَفِي بعض النّسخ وأَمْرَه إِليه: أَسنده،} والْتَجأَ {وتَلَجَّأَ، وَفِي حَدِيث كَعبٍ: من دَخل فِي ديوَان المُسلمينَ ثمَّ تَلَجَّأَ مِنهم فقدْ خَرَج مِن قُبَّةِ الإِسلام. يُقَال:} لَجَأْتُ إِلى فلانٍ، وَعنهُ، {والتجَأْتُ} وتَلَجَّأْتُ إِذا استَنَدْتَ إِليه واعْتَضَدْتَ بِهِ أَو عَدَلْتَ عَنهُ إِلى غَيره، كأَنه إِشارةٌ إِلى الخُروجِ والانفرادِ من الْمُسلمين. .
(و) أَلْجَأَ (فُلاناً: عَصَمَه) ، وَيُقَال: {أَلجأْتُ فلَانا إِلى الشيءِ إِذا حَصَّنْتَه فِي} مَلْجَإِ.
( {واللَّجَأُ، مُحَرَّكَةً: المَعْقِلُ والمَلاذُ،} كالمَلْجَإِ) وَقد تُحذف هَمزته تَخْفِيفًا ومُزاوَجةً مَعَ المَنْجَا، كَمَا يُهمز المَنْجَا مُزاوَجةً مَعَه، وفُلانٌ حَسَنُ {المَلْجَا. وَجمع} اللَّجَإِ {أَلْجَاءٌ (و) اللَّجَأُ (ع) بَين أَرِيك والرِّجامِ قَالَ أَوْسُ بنُ عَلْفاء:
جَلَبْنَا الخَيْلَ مِنْ جَنْبَيْ أَرِيكِ
إِلَى} لَجَإٍ إِلى ضِلَعِ الرِّجَامِ كَذَا فِي مُعْجم أَبي عُبَيْدٍ البكريِّ، نَقله شَيخنَا، وَقَالَ نَصرٌ فِي (مُعْجَمه) : هُوَ وادٍ أَو جَبَلٌ نَجْدِيٌّ، فقولُ المناوِي: لم يُعَيِّنُوه. لَيْسَ بِشَيْء.
(و) لَجَأٌ، بِلَا لامٍ: اسمُ رجلٍ هُوَ (جَدُّ عُمَرَ بنِ الأَشْعَثِ) التَّيْمِيِّ الشَّاعِر (لَا والِدُه، وَوَهِمَ الجوهريُّ) فَجعله والداً لَهُ، وإِنما هُوَ جَدُّه، وَهَذَا الَّذِي ذكره الْجَوْهَرِي هُوَ الَّذِي أَطبَق عَلَيْهِ أَئِمة الأَنساب واللُّغَة، قَالَ البلاذُرِيُّ فِي مَفاهِيم الأَشراف مَا نَصُّه: ووَلَد ذُهْلُ ابنُ تَيْمِ بن عَبْدِ مَناةَ بنِ أُدّ بن طَابِخَة: سَعْدَ بنَ ذُهحلٍ، فولَدَ سَعْدٌ: ثَعْلَبَةَ بن سعد، وجُشَمَ بن سَعْدٍ، وَبَكْرَ بن سَعْدٍ. فولَد ثَعْلَبةُ: امْرَأَ القَيْسِ بنَ ثَعْلَبة. فولَد امْرُؤُ القيسِ: جُلَّهُم، مِنْهُم عُمَرُ ابنُ لَجَإِ بن حُدَيْرِ بن مَصَاد بن ذُهْلِ ابْن تَيْمِ بن عبْدِ مَناةَ بن أُدَ الشاعرُ، وَكَانَ يُهاجِي جَرِيرَ بنَ عَطِيَّة بن الخَطَدَي، وَكَانَ سببُ تَهاجِيهِما أَنّ ابنَ لَجَإٍ أَنحشدَ جَرِيراً باليَمانِيةِ.
تَجُرُّ بالأَهْوَنِ فِي أَدنائها
جَرَّ العَجُوزِ جَانِبَيْ خِبَائِها
فَقَالَ لَهُ جريرٌ: هلاَّ قلت:
جَرَّ العَرُوسِ طَرَفَيْ رِدَائها
فَقَالَ لَهُ ابنُ لَجَإِ. فأَنت الَّذِي تَقول:
لَقَوْمِيَ أَحْمَى لِلْحَقِيقَةِ مِنْكُمُ
وأَضْرَبُ لِلْجَبَّارِ والنَّقْعُ سَاطِعُ
وأَوْثَقُ عِنْدَ المُرْدَفَاتِ عَشِيَّةً
لَحاقاً إِذَا مَا جَرَّدَ السَّيْفَ مَانِعُ
أَرَأَيْتَ إِذَا أُخِذْنَ غُدْوَةً وَلم تَلْحَقْهُنَّ إِلاَّ عَشِيَّةً وَقد نُكِحْنَ فَمَا غَنَاؤُه؟ فتحاكَما إِلى عُبَيْد بن غَاضرةَ العَنْبريِّ فقَضى على جَريرٍ، فهجاه بِشعْرٍ مَذكور فِي الْكتاب الْمَذْكُور، وَكَذَا جوابُ ابْن لجإٍ، وَمَات عُمَرُ بنُ لجإٍ بالأَهواز، وَبَينهمَا مُفاخراتٌ ومُعارضات حَسَنةٌ لَيْسَ هَذَا محلَّ ذِكْرِا، وَقد عُرِف من كلامِ البَلاذُرِيّ أَن لَجَأً والدُه لَا جَدُّه، وعَلى التَّسْلِيم فإِن مِثْلَ ذَلك لَا يُعْتَرضَ بِهِ، لأَنه كثيرا مَا يُنْسَب الرجلُ إِلى جَدِّه، لكَونه أَشهرَ أَو أَفْخَر أَو غير ذَلِك من الأَعراض، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ) .
وأَمْثِلَةُ ذَلِك لَا تُحْصى، وَالله أَعلم.
(و) اللَّجَأُ (: الضِّفْدَعُ) ، وَفِي (المُحكم) أَنه نَوْعٌ من السَّلاحِفِ يَعِيش فِي البَرِّ والبَحْرِ، وَمِنْه من يُخَفِّفه، فَذكره فِي المُعتلّ، (وَهِيَ) أَي الأُنثى (بِهَاءَ) وَقَالُوا: {اللجَأَةُ البَحْرِيَّةُ لَهَا لِسانٌ فِي صَدْرِهَا، من أَصابَتْه (بِهِ) من الحَيوان قَتَلتْه، قَالَه الدَّمِيري، وَنَقله شيخُنا.
(وذُو} المَلاَجِىءِ: قَيْلٌ) من أَقيال التَّبَابِعَة من مُلوك اليَمَنِ.
( {والتَّلْجِئَةُ: الإِكْرَاهُ) قَالَ أَبو الهَيْثَم أَنْ} يُلْجِئَك أَنْ تَأْتِيَ أَمراً ظاهرُه خِلاَفُ بَاطِنه. وَفِي حَدِيث النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ: (هَذِه {تَلْجِئَةٌ فأَشْهِدْ عَلَيْهِ غَيْرِي) } التّلْجِئَةُ: تَفْعِلَةٌ من {الإِلجاءِ، كأَنه قد} أَلْجَأَك إِلى أَن تأْتيَ أَمراً باطنُه خِلافُ ظَاهره، وأَحْوَجك إِلى أَن تَفعل فِعْلاً تَكْرهُه، وَكَانَ بَشِيرٌ قَد أَفردَ ابْنَه النُّعْمانَ بِشيءٍ دُونَ إِخْوَته، حملتْه عَلَيْهِ أُمُّه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {التَّلْجِئَةُ: أَن يَجْعَل مَالَه لِبَعحضِ وَرَثَتِه دُون بَعْضٍ، كأَنَّه يتصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ وَهُوَ وارِثُه، قَالَ: وَلَا} تَلْجِئَةَ إِلاَّ إِلَى وَارِث. يُقَال: أَلَكَ لَجَأُ يَا فلَان (واللَّجَأُ: الزوجَةُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
(اللَّجَأُ: الزَّوْجَةُ، أَو جَبَلٌ، وأَيضاً الوارثُ، ولَجَأَ أَمْرَه إِلى الله: أَسْنَده كالْتَجَأَ وتَلَجَّأَ.
{وتَلَجَّأَ مِنْهُم: انفرَدَ وخَرَج عَن زُمْرَتِهِم وعدَلَ إِلى غَيرهم، فكأَنه تَحَصَّنَ مِنْهُم.

زنم

[زنم] فيه: "الزنيم" الدعي في النسب الملحق بالقوم وليس منه تشبيهًا له بالزنمة وهي شيء يقطع من أذن الشاة وينزل معلقًا بها وهي أيضًا هنة مدلاة في حلق الشاة كالملحقة بها. ج: وهما "زنمتان" في حلق المعزى. نه: ومنه ح على وفاطمة:
بنت نبي ليس "بالزنيم"
وح: الضائنة "الزنمة" أي ذات الزنمة. ويروى: الزلمة - بمعناه.

زنم


زَنَمَ
زُنَاْمa. Misfortune.

زَنِيْمa. Intruder.

N. P.
زَنَّمَa. see 25
زنم: {زنيم}: ملصق بالقوم وليس منهم. وقيل: الذي له زنمة من الشر يعرف بها.
(زنم)
الشَّاة أَو الْبَعِير زنما قطع من أُذُنه هنة فَتَركهَا معلقَة

(زنم) زنما صَارَت لَهُ زنمة فَهُوَ زنم وأزنم
(زنم) - في حديث عمر : "الضَّائِنَة الزَنمة".
وهي ذات الزَّنَمة، وهي شيءٌ يُقطَع من أُذُنِها ويُتْرك مُعلَّقا، ويروى: "الزَّلَمة" بمعناه. 
(زنم) : زَنَمُ, اإليَّ هذا الخَصْمَ: إذا بَعَثُوه ليُخاصِمَهُ (زأَب) : إنَّ انْقِلاب، وقد زَأَبَه الدَّهْرُ. وقيلَ: الصَّواب لذُو زّوْآب، وقد زاءَ بهِ الدَّهْرُ.
ز ن م

له عنز مزنمة وذات زنمتين.

ومن المجاز: وضع الوتر بين الزنمتين وهما شرخا الفوق. وفي فلان زنمة خير وزنمة شر: علامة. وفلان زنيم ومزنم: دعي معلق بمن ليس منه. قال:

زنيم تداعاه الرجال زيادةكما زيد في عرض الأديم الأكارع وهم يقتفون المزنم وهو ما صغر من النعم لأ التزنيم يكون في حال الصغر.
زنم
الزَّنِيمُ والْمَزَنَّمُ: الزّائد في القوم وليس منهم، تشبيها بِالزَّنمَتَيْنِ من الشّاة، وهما المتدلّيتان من أذنها، ومن الحلق، قال تعالى:
عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ
[القلم/ 13] ، وهو العبد زلمة وزَنْمَةً، أي: المنتسب إلى قوم معلّق بهم لا منهم، وقال الشاعر:
فأنت زَنِيمٌ نيط في آل هاشم كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
ز ن م : رَجُلٌ زَنِيمٌ دَعِيٌّ وَمُزَنَّمٌ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مُشَبَّهٌ بِزَنَمَةِ الْعَنْزِ وَهِيَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِأُذُنِهَا وَالزَّنَمَةُ مِثَالُ قَصَبَةٍ أَيْضًا الْمُتَدَلِّيَةُ مِنْ الْحَلْقِ.
وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - رَأَى نُغَاشِيًّا يُقَالُ لَهُ زُنَيْمٌ فَخَرَّ سَاجِدًا وَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ وَهُوَ بِصِيغَةِ الْمُصَغَّرِ عَلَمٌ لِهَذَا الشَّخْصِ وَيُوضَعُ الْوَتْرُ بَيْنَ الزَّنَمَتَيْنِ وَهُمَا شَرْخَا الْفُوقِ. 
ز ن م: فِي الْحَدِيثِ «الضَّائِنَةُ (الزَّنِمَةُ) » أَيِ الْكَرِيمَةُ. وَ (الزَّنِيمُ) الْمُسْتَلْحَقُ فِي قَوْمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فَكَأَنَّهُ فِيهِمْ (زَنَمَةٌ) وَهِيَ شَيْءٌ يَكُونُ لِلْمَعْزِ فِي أُذُنِهَا كَالْقُرْطِ. وَهِيَ أَيْضًا شَيْءٌ يُقْطَعُ مِنْ أُذُنِ الْبَعِيرِ وَيُتْرَكُ مُعَلَّقًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13] . قَالَ عِكْرِمَةُ: هُوَ اللَّئِيمُ الَّذِي يُعْرَفُ بِلُؤْمِهِ كَمَا تُعْرَفُ الشَّاةُ بِزَنَمَتِهَا. 
زنم
زَنَمَتَا الفُوْقِ: شَرْخاها.
وزَنَمَتَا العَنْزِ: من الأذُنِ. وهو في الشَّفَةِ: كالعَلَمِ، وفي الفَرْجِ: كالبَظْرِ. والزَنِيْمُ: الدَّعِيُ، وكذلك المُزًّنمُ. وعَطَاء مُزَنَمٌ: أي مُزَنَّدٌ. وزَنَّمْتُ له دِرْهَماً: اسْتَصْغَرْته له. وزَنَمْتُ أذُنَ البَعِيرِ حَتَى تَدَلّى منها زَنَمَةٌ. والمُزَنَمُ؛ صِغَارُ الإِبلِ والغَنَمِ. والزنَمَة: بَقْلَةٌ من شَرِّ البَقْلِ في الأوْدِيَةِ. وأزْنَمَتِ الشَّجَرَةُ: صارتْ لها زَنَمَةٌ وهي كهَيْئَةِ الحِمّصِ. والزَنَمُ: شِدَّةُ الزَمَانِ والدَّهْرِ. وُيقال لها: الأزْنَمُ الجَذَعُ. والزنَامُ: الدَاهِيَةُ، وكذلك الأزْنَمُ. و " هو العَبْدُ زُنْمَة " وزَنَمَةً: أي بحَقّ.
[زنم] يقال: هو العبد زَنْمَةٌ وزُنْمَةٌ، وزَنَمَةٌ وزُنَمَةٌ، أي قَدُّهُ قَدُّ العبيد. وقال الكسائيّ: أي حقا. والزنمة: شئ يقطع من أذن البعير فيترك معلٌّقاً. وإنَّما يفعل ذلك بالكِرام من الإبل. يقال: بعيرٌ زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّمٌ، وناقةٌ زَنِمَةٌ وزَنْمَاءُ ومُزَنَّمَةٌ. والزَنَمُ: لغةٌ في الزَلَمِ الذي يكون خلْفَ الظِلفِ. وأمّا الذي في الحديث: " الضائنةُ الزَنِمَةُ " فهي الكريمة: لأنَّ الضأن لا زَنَمَةَ لها، وإنَّما يكون ذلك في المعز. قال الشاعر : وجاءت خلعة دهس صفايا يصوع عنوقها أحوى زنيم والزَنيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَق في قومٍ ليس منهم، لا يُحتاج إليه، فكأنَّه فيهم زَنَمَةٌ. والمُزَنَّمُ أيضاً: صغار الابل. ويقال المزنم: اسم فحل. ويروى قول زهير * من إفال مزنم * وقوله تعالى: (عتل بَعْدَ ذَلِكَ زَنيم) قال عكرمة: هو اللئيم الذي يُعْرَف بلؤمه كما تعرف الشاة بزنمتها. وأزنم: بطن من بنى يربوع. وقال : ولو أنها عصفورة لحسبتها مسومة تدعو عبيدا وأزنما
زنم
زنُمَ يَزنُم، زَنامةً، فهو زَنِيم
• زنُم الشَّخصُ: كان في غاية اللُّؤم " {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}: لئيم يُعرَف بلؤمه كما تُعرف الشَّاة بزَنمتها". 

زَنامة [مفرد]: مصدر زنُمَ. 

زَنَمة [مفرد]: ما يُقْطَع من أذن البعير أو الشَّاة فيُترك معلَّقًا، ويُفْعَل ذلك بكرام الإبل.
• زَنَمة التَّيْس: الهَنة المُتدلّية تحت حلقه، وهما زَنَمتان. 

زَنِيم1 [مفرد]: ج زنيمون وزُنَماءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زنُمَ: لئيم له علامة من علامات الشَّرِّ تُميِّزه. 

زَنِيم2 [مفرد]: ج زنيمون وزَنْمى: دعِيّ، ملتصق بغير قومه "فلان زَنِيم لا يُعرف له نسب". 
(ز ن م) : (الزَّنِيمُ) الدَّعِيُّ وَفِي الْحَلْوَائِيِّ «كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إذَا مَرَّ بِزَنِيمٍ سَجَدَ لِلَّهِ شُكْرًا» ثُمَّ قَالَ الزَّنِيمُ الْمُقْعَدُ الْمُشَوَّهُ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَسْمَعهُ وَأَرَى أَنَّهُ تَصْحِيفُ زَمَنٍ وَاَلَّذِي يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ السِّيَرِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِرَجُلٍ بِهِ زَمَانَةٌ فَسَجَدَ» عَلَى أَنَّ الصَّحِيحَ مَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي كِتَابِ السُّنَنِ الْكَبِيرِ بِإِسْنَادِهِ إلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا نُغَاشِيًّا يُقَالُ لَهُ زُنَيْمٌ فَخَرَّ سَاجِدًا وَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ» فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْمُ عَلَمٍ لِرَجُلٍ بِعَيْنِهِ وَالزَّايُ فِيهِ مَضْمُومَةٌ وَلَمَّا ظَنُّوهُ وَصْفًا فَتَحُوا زَايَهُ وَفَسَّرُوهُ بِمَا لَيْسَ تَفْسِيرًا لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ هَيْئَةُ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمُسَمَّى بِزُنَيْمٍ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
باب الزاي والنون والميم معهما ز ن م، ز م ن، ن ز م، م ز ن مستعملات

زنم: زَنَمَتا العَنز من الأُذُن، وزَنَمَتا الفُوق من السَّهْم، والزَّنَمَة: اللَّحْمة المُتدلِّية في الحلق، تسمى ملازة. والزَّنَمةُ والزُّنمةُ شيءٌ واحد. والزَّنَمَةُ: سمة تحزّ ثم تُتْرك. والزَّنيم: الدَّعيّ، ومنه قوله [تعالى] : عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ . والمزنّم: المُستَعْبَدُ، قال :

[فإنّ نِصابي إن سألتَ ومَنْصِبي ... من النّاس] قومٌ يَقتَنُونَ المُزَنَّما

والمُزَنَّم: صِغارُ الإبل، وكلُّ مُسْتَلْحَقٍ فهو مزنم.

زمن: الزَّمَنْ: من الزَّمان. والزَّمِنُ: ذو الزّمانة، والفِعل: زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزَمانة، والجميع: الزَّمْنَى في الذّكر والأنثى. وأَزْمَن الشَّيءُ: طال عليه الزمان. نزم: النَّزْمُ: شدَّةُ العضّ، والمِنْزَمُ: السِّنّ بلُغَةِ أهلِ اليَمَن كُلِّهم، قال :

ولا أظنّك إن عضّتك نازمةٌ ... من النّوازم الاّ سوف تدعوني

مزن: مَزَنَ [فلانٌ] يَمْزُنُ مزوناً، إذا مضى لوجهه. والمُزْنُ: السَّحابُ، والقطعة: مُزْنة. والمازِنُ: بيضُ النَّمْل. ومازن: حيّ من تميم. [ومُزَينة: قبيلة من مضر، وهو] : مُزَينة بن أُدّ بن طابخة.
[ز ن م] زَنَمتَا الأُذُنِ: هَنَتَانِ تَلِيانِ الشَّحْمةَِ وتُقابلانِ الوَتَرةَ. وزَنَمتَا الفُوقِ، وَزَنْمتَاه، والأُولَى أفْصَحُ: أعْلاهُ وحَرْفَاهُ. والمُزَنَّمُ من الإبِلِ: المَقْطُوع طَرَفِ الأُذُنِ، قال أَبو عُبَيْدٍ: وإنَّما يُفْعَلُ ذلك بالكرامِ منها، والتَّزْنيمُ: اسمُ تلك السِّمَة، اسم كالتَّنْبِيتِ، وقِيلَ: المُزنَّمُ: صِغَارُ الإبِلِ، وقولُه:

(مَغَانِمُ شَتَّى من إفالٍ مُزَنَّمِ ... )

هو من باب السِّمام المُزْعِفِ، والحِجال المُسَجَّف، لأنَّ معنى الجَماعةِ والجَمْعِ سَواءٌ، فَحَملَ الصِّفَةَ علَى الجَمْعِ، ورواه أبو عُبَيدةَ: ((مِنْ إفالِ المُزَنَّمِ)) نَسَبهَ إليه، كأَنَّه من إضافَةِ الشَّىءِ إلى نَفْسِه. وقولُه تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} [القلم: 13] ، قيلَ: مَوْسومٍ بالشَّرِّ؛ لأنَّ قَطْعَ الأُذُنِ وَسْمٌ. وزَنَمَةُ الشَّاةِ وزُنْمَتُها: هَنَةٌ مُعَلّقَةٌ في حَلْقِها تَحْتَ لَحْيَيْها، وخَصَّ بعضُهم به العَنْزَ، قال: ومن كَلامِ بَعْضِ فِتيْان العَرَب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَم: ((كأَنَّ زَنَمتَيَهْا تَتْوا فُسَيْلةٍ)) . والزُّنْمَةُ: شَجرةٌ لا وَرَقَ لها، كأنَّها زُنْمَةُ الشَّاةِ. والزَّنَمةُ: نَبْتهٌ سُهْلِيَّةٌ، ولها وَرَقٌ، وهى من شَرِّ النَّبات، وقال أبو حَنيفةَ: الزَّنَمةُ: بَقْلةٌ قد ذَكَرَها جَمَاعَةٌ من الرُّواةِ، قال: ولا أحْفَظُ لها عَنُهُم صِفَةً. والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ المُتَعلَّقُ به البَلايا، وقيلَ: لأنَّ البلاَيَا مَنُوطَةٌ بِه مُتَعَلِّقَةٌ تَابِعَةٌ لُهُ، وقِيلَ: هو الشَّديدُ، وقد تَقَدَّم عامَّةُ ذَلِكَ في اللامِ. والزَّنِيمُ، والمُزَنَّمُ: الدَّعِىُّ، قال:

(ولكِنَّ قَوْمِى يَقْتِنُونَ المُزَنَّما ... )

وهو العَبْدُ زَنْماً، وزَنْمَةً، وزُنْمَةً، وزَنَمَةً، وزُنَمَةً أي: قَدُّه قَدُّ العَبِد، وقالَ اللِّحيْانِىُّ: هو العَبْدُ زُنْمَةًَ، وزَنَمةً، وزَنْمَةً، وزُنَمَةً، أي: حَقّا. وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ: بَطنان من بني يَرْبُوعٍ. وقالَ ابنُ الأعرابىّ: بنُو أَزْنَمَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّهُ مَنْسُوبةٌ إليهم، وأَنشد:

(يَتْبَعنَ قَيْنَى أَزْنَمِىٍّ شَرْجَبِ ... )

(لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ ... )

يقُولُ: هذه الإبلُ تَرْكَبُ قَيْنَى هذا البَعيرِ؛ لأَنَّه قُدَّامَ الإبِل. وابنُ الزُّنَيْمِ - على لَفْظِ التَّصغِيِر - من شُعرَائِهم.

زنم

2 تَزْنِيمٌ [inf. n. of زنّم] The cutting a small portion of the ear of a camel or other animal, and leaving it hanging thereto. (KL. [See زَنَمَةٌ.]) b2: [And hence,] The act of marking with a sign or token. (KL. [See also the same word as a subst. properly so termed, expl. below.]) b3: And The conjoining any one with a people, or party, to which he does not belong. (KL.) b4: زَنَّمُوا إِلَىَّ هٰذَا الخَصْمُ, (inf. n. تَزْنِيمٌ, TA,) They sent to me this adversary in order that he might contend in an altercation, dispute, or litigate, with me. (K.) 4 ازنم الشَّجَرُ (tropical:) The tress had a ↓ زَنَمَة (K, TA) [i. e. an excrescence] resembling the زَنَمَة of the شَاة [app. here meaning sheep as well as goat; though sheep are said in the S, and in one place in the TA, to have no زَنَمَة]. (TA.) زَنَمٌ The [projecting] thing that is behind the cloven hoof; also called زَلَمٌ; (S, K;) of which it is a dial. var. (S.) زَنِمٌ A camel having a ↓ زَنَمَة, i. e. a thing [or portion] of the ear cut (S, K) and left hanging down [therefrom], (S,) which is done to camels of generous race (S, K) only; (S;) as also ↓ أَزْنَمُ and ↓ مُزَنَّمٌ: fem. زَنِمَةٌ and ↓ زَنْمَآءُ and ↓ مُزَنَّمَةٌ: (S, K:) pl. of pauc. أَزْنُمُ and زَنِمَاتٌ. (Yákoot, TA.) [See also أَزْلَمُ.] b2: ضَائِنَةٌ زَنِمَةٌ (assumed tropical:) A ewe that is held in high estimation; [not signifying having a زَنَمَة, as meaning “ having a kind of wattle; ”] for [it is asserted that] the sheep has no زَنَمَة; that pertaining only to the goat. (S. [But see زَنَمَةٌ.]) هُوَ العَبْدُ زَنْمَةً and ↓ زُنْمَةً and ↓ زَنَمَةً and ↓ زُنَمَةً (S, K) i. q. زَلْمَةً &c., (K,) He is one whose proportion, or conformation, is that of the slave: or, as Ks says, (or Lh, TA,) the meaning is, truly. (S.) [See also زَلْمَة.] b2: زَنْمَتَا الفُوقِ: see زَنَمَةٌ.

زُنْمَة: see what next precedes.

A2: زُنْمَةٌ also signifies A certain tree, having no leaves, as though it were the زَنَمَة of the شَاة [app. here meaning sheep as well as goat: see زَنَمَةٌ]. (TA.) زَنَمَةٌ of the ear of a camel: see زَنِمٌ: but accord. to El-Ahmar, it is a mark made by cutting off a portion of the ear. (TA.) b2: [Of the ear of a man, it is app. The antitragus and also a small prominence of the antihelix immediately above the antitragus: for it is said that] زَنَمَتَا الأُذُنِ signifies two small things (هَنَتَانِ) next to the شَحُمَة [or lobule], opposite to the وَتَرَة [an evident mistranscription for وَتِدَة i. e. tragus]. (K. [So in all the copies that I have seen.]) b3: Also [A kind of wattle, i. e.] a thing, (Msb,) or piece of flesh, (TA,) hanging from the حَلْق [here meaning throat, externally], (Msb, TA,) beneath each ear, (S and A and K in art. رعث,] of the شَاة [i. e., app., sheep as well as goat; though it is said in the S that “ the sheep has no زَنَمَة; that pertaining only to the goat; ” app. because it is uncommon in sheep]. (TA.) [See also زَلَمَةٌ; and see رَعِثَتْ and رَعْثَةٌ and رَعْثَآءُ.] b4: To this is likened the زَنَمَة of a tree: see 4. (TA.) b5: And [as the زَنَمَة of the ear of a camel, or of a goat or sheep, serves to distinguish it,] it signifies also (assumed tropical:) A mark, sign, or token. (TA.) b6: زَنَمَتَا الفُوقِ (tropical:) The two edges [or cusps] of the notch of an arrow, (Msb, K, TA,) between which is put the bow-string; (Msb, TA;) as also الفوق ↓ زَنْمَتَا; (K;) but the former is the more chaste: (TA:) also called شَرْخَا الفُوقِ. (S in art. شرخ, and A and TA.) b7: See also أُذُنَا القَلْبِ, voce أُذُنٌ. b8: الزَّنَمَةُ also signifies (assumed tropical:) A certain herb, or leguminous plant, (K, TA,) of which AHn had heard mention made, but remembered not any description: it is said to grow in plain, or soft, tracts, and in the form of the زَنَمَة of the ear; to have leaves; and to be one of the worst of plants. (TA.) b9: See also زَنْمَة.

زُنَمَة: see زَنْمَة.

زُنَامٌ A calamity, misfortune, or evil accident. (K.) A2: See also زُنَامِىٌّ.

زَنِيمٌ, applied to a goat, [and app. to a sheep also,] Having [two wattles, such as are termed]

زَنَمَتَانِ [of which see the sing., زَنَمَةٌ]; as also ↓ مُزَنَّمٌ. (TA.) b2: Also, and ↓ مُزَنَّمٌ, (tropical:) One adopted among a people to whom he does not belong, (Fr in explanation of the former word as used in the Kur lxviii. 13, and S and K,) to which some add, (TA,) not being needed; as though he were a زَنَمَة among them: (S, TA:) and i. q. دَعِىٌّ [as meaning likewise one who is adopted among a people or by a person (though understood in some other sense by F)]; (Mbr, Mgh, Msb, TA;) conjoined [with them or him]: thus the former was expl. by I 'Ab as used in the Kur ubi suprà: (Mbr, TA:) but Az says that the latter word has only the meaning assigned to it above, voce زَنِمٌ as an epithet applied to a camel. (TA.) And the former word, (tropical:) Base, ignoble, or mean; known by his baseness, ignobleness, or meanness, (S, K, TA,) or his evil character, (K, TA,) like as the شَاة [i. e. sheep or goat] is known by its زَنَمَة: (S, TA: [in the latter of which is added, “because the cutting of the ear is a mark: ” but by its زنمة is here meant “ its wattle; ” for the cutting of the ear of the camel is a mark of generous race:]) thus expl. by 'Ikrimeh as used in the Kur ubi suprà. (S.) And (assumed tropical:) The son of an adulteress or a fornicatress. (TA.) b3: Also A commissioned agent, a factor, or a deputy. (TA.) b4: الأَبَدُّ الزَّنِيمُ The lion. (M and K in art. بد, q. v.) نَاىٌ زُنَامِىٌّ A ناى [or flute], so called because invented by ↓ زُنَام, a skilful زَمَّار [or player upon the musical reed] in the service of Er-Rasheed and El-Moatasim and El-Wáthik: vulgarly called زُلَامِىّ; said by Esh-Shereeshee to be thus miscalled by the common people of the West. (TA.) أَزْنَمُ, and its fem. (زَنْمَآءُ): see زَنِمٌ. b2: الأَزْنَمُ الجَذَعُ i. q. الأَزْلَمُ الجَذَعُ [q. v.]; (K, TA;) meaning (tropical:) Time, or fortune, to which trials are appendant: or, as some say, hard, or rigorous, in its course. (TA.) A2: See also what next follows.

أَزْنَمِىٌّ A camel of those called الأَزْنَمِيَّةُ; thus called in relation to [a sub-tribe (بَطْن) of بَنُو يَرْبُوعٍ or of تَمِيم named] ↓ بَنُو أَزْنَمَ. (IAar, TA.) تَزْنِيمٌ inf. n. of 2 [q. v.]. (TA.) b2: And also a subst. like تَنْبِيتٌ and تَمْتِينٌ, signifying A certain mark of camels. (TA.) مُزَنَّمٌ, and its fem. (with ة): see زَنِمٌ. b2: See also زَنِيمٌ, in two places. b3: Also Small in body; like مُزَلَّمٌ. (IAar, TA in art. زلم.) b4: Also The young ones of camels. (S, K.) b5: And A certain stallion [-camel]; (S, K;) accord. to some, who read thus, in a verse of Zuheyr, مَغَانِمُ شَتَّى مِنْ إِفَالِ مُزَنَّمِ [Sundry spoils consisting of the young camels the offspring of Muzennem]: (S:) thus A'Obeyd read, instead of إِفَالٍ مُزَنَّمِ, in which the latter word is used for مُزَنَّمَةٍ, [by poetic license,] because إِفَالٌ is of a measure common to masc. and fem. words. (EM p. 120.)

زنم: زَنَمَتا الأُذن: هنتان تليان الشحمة، وتقابلان الوَتَرَةَ.

وزَنَمَتا القُوقِ وزُنْمتاه

(* قوله «وزنمتا الفوق وزنمتاه» كذا هو مضبوط في

الأصل بضم الزاي وسكون النون في الثاني، ومقتضى القاموس فتح الزاي).

والأَول أَفصح: أَعلاه وحرفاه. الزَّنَمَتان: زَنَمَتا الفُوق، وهما شَرَجا

الفُوق، وهما ما أَشرف من حرفيه.

والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ: الذي تقطع أُذنه ويترك له زَنَمَةٌ. ويقال:

المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الكريم. والمُزَنَّمُ من الإِبل: المقطوع طرف

الأُذن؛ قال أَبو عبيد: وإِنما يفعل ذلك بالكرام منها؛ والتَّزْنيمُ: اسم

تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبيت. الأَحمر: من السِّمات في قطع الجلد

الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلَّقاً، ومنها الزَّنَمةُ،

وهو أَن تَبِين تلك القطعة من الأُذن، والمُفْضاة مثلها. الجوهري:

الزَّنَمَةُ شيء يقطع من أُذن البعير فيترك معلقاً، وإِنما يفعل ذلك بالكِرام

من الإِبل. يقال: بعير زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وناقة زَنِمَةٌ

وزَنْماء ومُزَنَّمَةٌ. والزَّنَمُ: لغة في الزَّلَمِ الذي يكون خلف الظِّلْفِ،

وفي حديث لقمان: الضائنة الزَّنِمَةُ أَي ذات الزَّنَمَةِ، وهي الكريمة،

لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها وإِنما يكون ذلك في المعز؛ قال المُعَلَّى

بن حَمّال العبدي:

وجاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا،

يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ

يُفَرِّقُ بينها صَدْعٌ رَباع،

له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ

والخَلْعَةُ: خيار المال. والزَّنِيمُ: الذي له زَنَمَتان في حلقه،

وقيل: المُزَنَّمُ صغار الإِبل، ويقال: المُزَنَّمُ اسم فحل؛ وقول زهير:

فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ، من تِلادِكُمْ،

مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُزَنَّمِ

قال ابن سيده: هو من باب السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأَن

معنى الجماعة والجمع سواء، فحمل الصفة على الجمع، ورواه أَبو عبيدة: من

إِفال المُزَنَّمِ، نسبه إِليه كأَنه من إِضافة الشيء إِلى نفسه.

وقوله تعالى: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل: موسوم بالشر لأَن قطع

الأُذن وَسْمٌ.

وزَنَمَتا الشاة وزُنْمتها

(* قوله «وزنمتها» كذا هو مضبوط في الأصل بضم

فسكون): هنة معلقة في حَلْقها تحت لِحْيتها، وخص بعضهم به العنز، والنعت

أَزْنَمُ، والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ؛ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ

النَّهْشَليّ يهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن

المُنْذِرِ:

تَرَكْتَ بني ماء السماءِ وفِعْلَهُمْ،

وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما

ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالحٍ،

فإِنَّ له عِنْدي يُدِيّاً وأَنْعُما

قال: ومن كلام بعض فِتْيانِ العرب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَمِ: كأَنَّ

زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة. الليث: وزَنَمتا العنز من الأُذن.

والزَّنَمَةُ أَيضاً: اللحمة المُتَدَلِّيَةُ في الحلق تسمى ملاده

(* قوله

«تسمى ملاده» كذا هو في الأصل).

والزَّنِيمُ: ولد العَيْهَرَةِ. والزَّنِيمُ أَيضاً: الوكيل.

والزُّنْمةُ: شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة. والزَّنَمةُ: نَبْتَة

سُهَيلية تنبت على شكل زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق وهي من شر النبات؛ وقال أَبو

حنيفة: الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة، قال: ولا أَحفظ لها

عنهم صفة.

والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدهر المعلَّق به البلايا، وقيل: لأَن البلايا

مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له، وقيل: هو الشديد المرّ، وقد تقدم عامة ذلك

في ترجمة زلم. ويقال: أَوْدى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ

الجَذَعُ؛ قال رؤبة يصف الدهر:

أَفْنى القُرونَ وهو باقي زَنَمَهْ

وأَصل الزَّنَمَةِ العلامة. والزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ. والمُزَنَّمُ:

الدَّعيُّ؛ قال:

ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما

أَي يستعبدونه؛ قال أَبو منصور: قوله في المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ

وإِنه صغار الإِبل باطل، إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكريم الذي جعل له

زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ، وأما الدَّعِيُّ فهو الزَّنِيمُ، وفي التنزيل

العزيز: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم؛ وقال الفراء: الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ

المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم، وقيل: الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم

كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها. والزَّنَمَتانِ: المعلقتان عند حُلوق

المِعْزَى، وهو العبد زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي

قَدُّه قَدُّ العبد. وقال اللحياني: هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً

وزُنَمَةً أَي حَقّاً. والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَقُ في قوم

ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ؛ ومنه قول حَسَّان:

وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ،

كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ

وأَنشد ابن بري للخَطِيم التميمي، جاهلي:

زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً،

كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وجدت حاشية صورتها: الأَعْرَفُ أَن هذا البيت لحَسَّان؛ قال: وفي الكامل

للمبرد روى أَبو عبيد وغيره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالى

عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ: ما الزَّنِيمُ؟ قال: هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ،

أَما سمعت قول حَسَّان بن ثابت:

زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً،

كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وورد في الحديث أَيضاً: الزَّنِيمُ وهو الدَّعِيُّ في النَّسَب؛ وفي

حديث علي وفاطمة، عليهما السلام:

بِنْتُ نَبيٍّ ليس بالزَّنِيمِ

وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ: بطنان من بني يَرْبوعٍ. الجوهري: وأَزْنَمُ بطن من

بني يَرْبُوعٍ؛ وقال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ:

فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها

مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا

وقال ابن الأَعرابي: بنو أَزْنَمَ بن عُبَيْد بن ثَعْلبَةَ بن

يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ منسوبة إِليهم؛ وأَنشد:

يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ،

لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ

يقول: هذه الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هذا البعير لأَنه قُدَّام الإِبل.

وابن الزُّنَيْمِ، على لفظ التصغير: من شعرائهم.

زنم

(زُنَيْم كَزُبَير: والدُ سَارِيَةَ) من بني الدُّئِل من كِنانةَ (الصَّحابِيّ) ، ذكره ابنُ سَعْد وأَبو مُوسى، وَلم يذكرَا مَا يَدُل لَه على صُحْبة لكنه أَدْرَك، وَهُوَ (الَّذي نَادَاه) أَمِيرُ المُؤْمنين (عُمرُ) بنُ الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بالمَدِينة على المِنْبر (وَهُوَ بنَهَاوَنْد) مَدِينة فِي قبْلَة همذان، بَينهمَا ثَلَاثَة أيّام: " يَا سارِيةُ الجَبَلَ الجَبَلَ "، وَكَانَت وَقْعَة نَهاونْد فِي سنةِ إِحْدَى وعِشْرِين فِي أيَّام سَيّدنا عُمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُ أَمير المُؤْمنين، وأَمِيرُ المُسلِمين النُّعمانُ ابْن مقرّن المُزَنيّ، وَبهَا قُتِل، فأَخَذَ الرايةَ حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَكَانَ الفَتْحُ على يَدَيْهِ صُلْحًا، وَقيل سنةَ تِسْعَ عشرةَ لِسَبْعٍ مَضَيْن من خِلافة سَيّدنا عمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَلم يَقُم للفُرس بعد هَذِه الوَقْعة قائِم، فسَمَّاها الْمُسلمُونَ فَتْحَ الفُتُوح.
قُلتُ: ومَقامُهُ فِي قَلْعة الْجَبَل بِمصْر، نُسِب إِلَيْهِ، وتَزعُم الْعَامَّة أَنه قَبْر سارِيَةَ المَذْكور، وَقد بُنِي عَلَيْهِ مَشْهَد عَظِيم، وبِجانِبه مَسْجِد بَدِيع الوَصْف، وَقد زُرتُه مِرارًا، وَلم أَر أحدا من الْأَئِمَّة ذكر ذَلِك فلْيُنْظَر.
(و) زُنَيْم أَيْضا: (نُغَاشِيٌّ) ، وَهُوَ بالضّم أقصرُ مَا يكون من الرّجال الضَعِيف الْحَرَكَة النّاقِص الخَلْق (رَآهُ النَّبِي [
] فسَجَد شُكْراً) ، ونصُّ الحَدِيث " فخَرِّ سَاجِدًا " وَقَالَ: أسألُ اللهَ العافِيَة " وَقد ذُكِر فِي الشّين، وأوردَه الطَّبَرانِيُّ فِي الصَّحابة.
(و) زُنَيم (والِدُ ذُؤَيْب الطَهَوِيّ، (و) أَيْضا (جَدُّ أَنَسِ بنِ أَبِي إِياس الشاَّعِرَيْن) ، وَيعرف الْأَخير بِابْن الزُّنَيْم.
(وَزَنَمَتا الأُذُن مُحَرَّكَتَين: هَنَتان تَلِيان الشَّحْمَة وتُقابِلان الوَتَرَةَ) .
(و) من المَجاز: وضع الوَتَر بَين الزَّنَمَتَيْن، وهما (من الفُوقِ: حَرْفَاه) وأَعْلاه، وَفِي الأساس: شَرْخاه، (وتُسَكَّن نُونُه) . والأولُ أفصَح.
(و) يُقَال: (هُوَ العَبْدُ زَنْمه كَزلْمَةٍ فِي لُغاتِه ومَعانِيه) أَي: قَدّه قَدّ العَبْد. وَقَالَ اللِّحياني أَي: حَقًّا.
(والزّنَمَة مُحَرَّكَة: بَقْلَة) . قَالَ أَبُو حَنِيفَة: قد ذكرهَا بَعضُ الرّواة وَلَا أحفَظ لَهَا عَنْهُم صِفَة. وَقَالَ غَيرُه: هِيَ نَبْتَة سُهْلِيّة تَنْبُت على شكل زَنَمة الأُذُن، لَهَا وَرَق، وَهِي من شَرّ النّبات.
(و) الزَّنَمَةُ: (شَيْءٌ يُقْطَع من أُذُن البَعِير فيُتْرَك مُعَلَّقًا) ، وَإِنَّمَا (يُفْعَل) ذَلِك (بِكرامِها) أَي: الْإِبِل، قَالَه الجوهَرِيُّ.
وَقَالَ الأَحْمَرُ: " من السِّمات فِي قطع الْجلد الرَّعْلَة، وَهُوَ أَن يُشَقَّ من الأُذُن شَيْء، ثمَّ يُتْرك مُعلَّقًا، وَمِنْهَا الزَّنَمَة، وَهُوَ أَن تَبِين تِلْك القِطْعَةُ من الأُذُن. والمُفضاةُ مِثلُها ". قَالَ الْجَوْهَرِي: (بَعِير زَنِم) أَي: كَكَتِف (وأَزْنَم ومُزَنَّم كَمُعَظَّم) ، وَكَذَلِكَ مُزَلَّم، (وناقة زَنِمَة وَزَنْماءُ ومُزَنّمَةٌ) .
والزّنَم) مُحَرّكة: لُغَة فِي (الزَّلم الَّذي) يَكُون (خَلْف الظِّلْفِ) .
(و) من المَجاز: (الزِّنِيم) كَأَمِير: (المُسْتلْحَق فِي قَوْم لَيْس مِنْهُم) ، وَبِه فَسَّر الفَرَّاءُ قولَه تَعَالَى {عتل بعد ذَلِك زنيم} زَاد غيرُه: لَا يحُتاج إِلَيْهِ، فكأنّه فيهم زَنَمة، وَمِنْه قَولُ حَسَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(وَأَنت زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هاشِم ... كَمَا نِيط خَلْف الرَّاكِب القَدَحُ الفَرْدُ) (و) فِي الحَدِيث: الزَّنِيمُ: (الدَّعِيُّ) فِي النَّسَب، وَفِي الْكَامِل للمُبرِّد: روى أَبُو عُبَيْد [وَغَيره] أنّ نَافِعًا سَأَلَ ابنَ عَبَّاس عَن قَوْله تَعَالَى: {عتل بعد ذَلِك زنيم} قَالَ: هُوَ الدَّعِيّ المُلزَق، أَمَا سَمِعْتَ قولَ حسّان بنِ ثابِت:
(زَنِيمٌ تَدَاعاه الرِّجال زِيادةً ... كَمَا زِيدَ فِي عَرْضِ الأدِيمِ الأكارُع)

وَفِي حَدِيثِ عليّ وَفَاطِمَة رَضِي الله تعَالى عَنْهُمَا:
بِنْتُ نَبِيٍّ لَيْسَ بالزَنِيم (كالمُزَنَّم كمُعَظَّم فِيهِما) ، وَبِه فُسّر قَوْله:
ولكنّ قَوِمي يَقْتَنُون المُزَنَّما
أَي: يَسْتَعْبِدُونه. وَأنْكرهُ الأزهرِيّ: وَقَالَ: " إِنَّمَا المُزنَّم من الْإِبِل: الكَرِيم الَّذِي جُعِل لَهُ زَنمةٌ عَلامَة لِكَرِمِه. وَأما الدَّعِيّ فَهُوَ زَنِيم.
(و) من الْمجَاز: الزَّنِيم: (اللَّئِيم المَعْرُوف بِلُؤْمه أَو شَرِّه) كَمَا تُعرَف الشَّاة بزَنَمتِها. وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا؛ لِأَن قَطْعَ الأُذُن وَسْم.
(و) المُزَنّم (كَمُعَظَّم: صِغارُ الإِبِل) ، يُقَال: هم يَقْتنُون المُزنَّم. قَالَ الزمخشريُّ: لِأَن التزنيم فِي الصِّغَر، وَأنْكرهُ الأزهريّ. (و) يُقَال: المُزَنَّم: اسمُ (فَحْل) ، وَمِنْه قَولُ زُهَيْر:
(فأَصْبَح يَجْرِي فيهم من تِلادِكُم ... مَغانِمَ شَتَّى من إفالٍ مُزَنَّمِ)

(وأَزْنَمُ: بَطْن من بَنِي يَرْبُوعٍ) ، قَالَه الجوهَرِيّ. ويَرْبُوع هُوَ ابنُ مَالِك بنِ حَنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زَيْد مَناة بنِ تَمِيم. قَالَ العوَّامُ بنُ شَوْذَب الشَّيبانِيّ:
(فَلَو أنَّها عُصفْورَةٌ لحَسِبْتُها ... مُسَوَّمةً تَدْعُو عُبَيْدًا وأَزْنَمَا)

وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: بَنو أَزْنَم بنِ عُبَيْد بن ثَعْلَبة بنِ يَرْبُوع. قُلتُ: من وَلَده سَلِيطُ بنُ سَعْد بن مَعْدَان بن عُمَيْرة بنِ طَارِق بن حُصَيْبَة بنِ أَزْنَم.
(و) أَزَنَمُ (بنُ جُشَم) بن الْحَارِث ابْن كَعْب بن سَعْد بن زَيْد مَناة بن تَمِيم: (أَبُو بَطْن من تَمِيم) ، مِنْهُم زُهْرة بن جُؤبة بن عبد الله بن قَتادَة بن مَرْثَد بن مُعاوِية بن قَطَن ابْن مالِك بن أَزْنَم، شهد القادسِيَّة، وقَتَل الجَالِينُوس.
(و) أَزْنَم: (ع) مَا بَيْن عَقَبة أيلَة والمَدِينة، وَهُوَ الْمَعْرُوف الْآن بالأَزْلَم، وَهُوَ أحد المَناهِل لحُجَّاج مصر، وَهَكَذَا ضَبَطه القاضِي شَمْسُ الدّين محمدُ بنُ محمدِ بنِ ظَهِير الدّين الطرابلسيّ فِي مَناسِكه، وضَبَطه ياقوت بضّم النّون، وَأنْشد لكُثّيِّر بنِ عَبدِ الرَّحْمن:
(تأملتُ من آياتِها بعدَ أهْلَها ... بأَطراف أعظام فأذنابِ أَزنُم) (مَحانِيَ آناءٍ كَأَن رُؤُوسَها ... رُؤُوسُ الجَوابِي بعد حَوْلٍ مُجرَّمِ)

ويروى بالرَّاء أَيْضا، وَقد تقدَّمت الإشارةُ إِلَيْهِ.
(و) الزُّنام (كَغُرابٍ: الدَّاهِيَة) .
(و) زُنَام: (زَمَّار حَاذِق كانَ للرَّشِيد) هَارُون العَبَّاسيّ. وَفِي طِرازِ الْمجَالِس: هُوَ الَّذِي أَحْدَثَ النَّايَ فِي زَمَن المُعْتَصِم، فَيُقَال: نايٌ زُنَامِيٌّ، والعامة تُسَمِّيه زلامِيّ. وَقَالَ الشَّرِيشِيّ فِي شرح المقامة الثَّانِيَة عشرَة: هُوَ الَّذِي تَدْعوه عامَّتُنا بالمَغْرب الزّلامِيّ، فصحَّفوه بإبدال نُونِه لامًا، وَإِنَّمَا هُوَ زُنَامِيّ وَأنشَد:
(إِنّ فِي ناي زُنامٍ شُغُلا ... يَشْغَل العَاقِل عَن نَايِ زُنام)

وَفِي المُضافِ والمَنْسُوب للثَّعالِبِيّ: عُودُ بَنان، ونايُ زُنام: صَدْرا مُطرِبي المُتَوَكّل، وكُلُّ مِنْهُمَا مُنْقَطِعُ القَرِين فِي طَبَقَتِه، فَإِذا اجْتَمَعا على الضَّرب والزَّمر أحسَنا وأَعْجَبا رِقَّةً، قَالَ البُحْتَرِيّ:
(هَل العَيْشُ إِلا ماءُ كَرْم مُصفَّقٍ ... يُرَقْرِقُه فِي الكاس ماءُ غَمام)

(وعُود بَنانٍ حِينَ ساعد شّدْوَه ... على نَغَم الأَلْحان نايُ زُنامِ)

وَفِي شرح المُطَرّزي للمقَامات: أَنه كَانَ من جُملة خَدَم الرشيد، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ يَوْمًا وَأَرَادَ أَن يخرج إِلَى مُتَصَيَّدَه: تَأَهَّب لِلْخُرُوجِ مَعِي، فَقَالَ: بِمَ أتأهب؟ الرِّيح فِي فَمِي، والنَّاي فِي كُمِّي، قَالَ شَيْخُنا: هَذَا موافِق لكَلاَم المصنّف، وَمَا قبله فِيهِ نوع مُخالَفَة فِي مَخْدُوم زنام، وَالله أعلم.
قلت: بل هُوَ خَدَم كُلاًّ من الرشيد والمُعْتَصِم وابْنِه الوَاثِق كَمَا يُومِئ إِلَيْهِ سِيَاق الشَّرِيشِي وَغَيره. (و) يُقَال: (زَنَّموا لي هَذَا الخَصْم) تَزْنِيمًا (أَي: بَعَثُوه ليُخاصِمَنِي) .
(و) من الْمجَاز: (أَزنَم الشَّجَر) : إِذا (صَارَت لَهُ زَنَمَةٌ) كَزَنَمة الشَّاة.
(والأَزْنُم الجَذَعُ) : الدَّهْر المُعلَّق بِهِ البَلايا، وَقيل: هُوَ الشَّدِيدُ المَرّ (كالأَزْلَم) الجَذَع، وَقد تقدّم مَا فِيهِ فِي ز ل م. .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
التَّزنِيمُ: سِمةٌ من سِمات الْإِبِل، اسْم كالتَّنْبيت والتَّمْتِين.
والضائنة الزَّنِمة أَي: ذَات الزَّنَمَة، وَهِي الكريمةُ، لأنّ الضَّأْن لَا زَنَمةً لَهَا، وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِي المَعِز، ومَعِز زَنِيمٌ كأمير: لَهُ زَنَمتان. قَالَ المُعلَّى بن حَمّال العَبْدِيّ:
(وجاءتْ خُلعةٌ دُهْس صَفَايا ... يَصُوعُ عنوقها أَحْوى زَنِيمُ)

ويُجْمَع بَعِيرٌ أزنَم على أَزنُم بضمّ النّون، وَزَنَمات فِي القِلّة، نَقله ياقوت، وتَيْس مُزنَّم: لَهُ زَنمَتان. قَالَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرة النَّهْشَلِيّ يَهجو الأسودَ بنَ المُنذِر بنِ مَاء السَّماء:
(تَركْتَ بَنِي ماءِ السَّماء وفِعْلَهُم ... وأَشْبَهتَ تَيْسًا بالحِجازِ مُزَنَّما)

والزَّنَمَةُ محرّكةً: اللَّحمةُ المُتدلِّيةُ فِي الحَلْق، قَالَه اللَّيْث، وَأَيْضًا العَلامةُ.
والزَّنِيم: وَلَدُ العَيْهَرة، عَن ابْن الأعرابيّ، وَأَيْضًا: الوَكِيل.
والزُّنْمة بالضّمّ: شَجَرَةٌ لَا ورقَ لَهَا كأنَّها زَنمةُ الشّاة.
وَبَنُو زُنَيْم كَزُبَيْر: بَطْن فِي بني يَرْبُوع.
والأزنَمِيَّةُ: إبل منسوبة إِلَى بَنِي أَزْنَم، عَن ابنِ الأعرابيّ، وَأنْشد:
(يَتْبَعْن قَيْنَي أَزَنْميٍّ شَرْجَبِ ... لَا ضَرَع السِّنِّ وَلم يُثَلَّبِ)

[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: 
زنم: زنم: تمثال (فوك).
زنم وجمعها ازنام = صَنَم (أبو الوليد ص234).
زَنِيمِيّ وهي زنيمية وهم زنيميون (فوك) وزُنُوم (فوك، ألكالا)، زنيم: دعي، فاسق، زان (المعجم اللاتيني - العربي، فوك، ألكالا).
شراب مزنم: شراب ممزوج، شراب عذب، شراب اتخذ من عنب جفف في الشمس (ألكالا).
مِزْنام وجمعه مَزَانِم: محتال، مكار (فوك).

قرع

(قرع) فلَانا أوجعهُ باللوم والعتاب وَالْمَكَان تَركه فَارغًا والأقرع عالجه من القرع
(قرع) في حديث هشام في ناقة: "إنَّها لمِقْرَاع"
وهي التي تَلْقَحُ في أوّل قَرْعَة يَقْرَعُها الفَحْل.
قرع
القَرْعُ: ضرب شيء على شيء، ومنه: قَرَعْتُهُ بِالْمِقْرَعَةِ. قال تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ
[الحاقة/ 4] ، الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ [القارعة/ 1- 2] . 
[قرع] فيه: وما في السماء «قزعة»، أي قطعة من الغيم، وجمعها قزع. ط: قزعة - بفتحتين. نه: ومنه: فيجتمعون إليه كما يجتمع «قزع» الخريف، أي قطع السحاب المتفرقة، وخصه لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقًا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع. ومنه ح: إنه نهي عن «القزع»، هو أن يحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع متفرقة تشبيهًا بقزع السحاب. ن: هو بفتحتين في المعنيين. ك: بفتح زاي وسكونها: ط: أجمعوا على كراهته إذا كان في مواضع متفرقة إلا أن يكون لمداواة؛ لأنه من عادة الكفرة ولقباحته صورة.
(قرع)
الشَّيْء قرعا ضربه يُقَال قرع الْبَاب طرقه وقرع رَاحَته بِالسَّوْطِ وقرع الْمُسِيء بالعصا وبالمقرعة وقرع الدَّلْو الْبِئْر ضربهَا لنفاد مَائِهَا والدهر بقوارعه أصَاب بهَا وَفُلَانًا أَمر أَتَاهُ فجاءة وَفُلَانًا بِالرُّمْحِ قرعه وَالدَّابَّة بِلِجَامِهَا كفها وكبحها وَفُلَانًا بِالْحَقِّ رَمَاه وَسَاقه لِلْأَمْرِ جد فِيهِ وعزم وَله الْعَصَا نبهه وَفِي الْمثل (إِن الْعَصَا قرعت لذِي الْحلم) يضْرب لمن إِذا نبهته انتبه وَعَلِيهِ سنه صكها ندما وَالشَّيْء اخْتَارَهُ بِالْقُرْعَةِ

(قرع) الفناء قرعا خلا من الساكنين وَالزُّوَّارِ وَمَاء الْبِئْر نفد وَفُلَان أَصَابَهُ القرع فَهُوَ أَقرع وَهِي قرعاء (ج) قرع وقرعان والنعامة سقط ريش رَأسهَا من الْكبر والفصيل خرج فِي عُنُقه وقوائمه بثر أَبيض يسْقط وبره فَهُوَ قرع وقريع (ج) قرعى (فيهمَا)
(ق ر ع) : (قَرَعَهُ بِالْمِقْرَعَةِ قَرْعًا) ضَرَبَهُ بِهَا مِنْ بَاب مَنَعَ (وَقَارِعَةُ) الطَّرِيقِ أَعْلَاهُ وَهُوَ مَوْضِعُ قَرْعِ الْمَارَّةِ (وَمِنْهَا) وَتَكْرَار الْجَمَاعَةِ فِي مَسْجِدِ الْقَوَارِعِ وَيُرْوَى الشَّوَارِع (وَالْقَارِعَةُ) الدَّاهِيَةُ وَالنَّكْبَةُ الْمُهْلِكَةُ (وَتَقَارَعُوا بَيْنَهُمْ) أَوْ اقْتَرَعُوا مِنْ الْقُرْعَةِ وَأَقْرَعْتُ بَيْنَهُمْ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَقْتَرِعُوا عَلَى شَيْءٍ (وَقَارَعْتُهُ فَقَرَعْتُهُ) أَصَابَتْنِي الْقُرْعَةُ دُونَهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَقَرَعْتُ فِي السَّفْرَةِ الَّتِي أَصَابَنِي فِيهَا مَا أَصَابَنِي» وَهُوَ إشَارَةٌ إلَى حَدِيثِ الْإِفْكِ وَقَوْلُ) عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي الشُّهُود اسْتَحْلِفْ الَّذِي قَرَعَ أَيْ خَرَجَتْ لَهُ الْقُرْعَةُ (وَقَرِعَ) الْغِنَاءُ خَلَا مِنْ النَّغْمِ (وَمِنْهُ) نَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ صَفَرِ الْإِنَاءِ (وَقَرَعِ) الْغِنَاءِ (وَالْقَرَعُ) أَيْضًا فِي الْعُيُوب مَصْدَر الْأَقْرَعِ مِنْ الرِّجَالِ وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَتْ بَشَرَةُ رَأْسِهِ مِنْ عِلَّةٍ (وَالْأَقْرَعُ) أَيْضًا مِنْ الْحَيَّاتِ الَّذِي قَرَى السَّمَّ أَيْ جَمَعَ فِي رَأْسِهِ فَذَهَبَ شَعْرُهُ (وَمِنْهُ حَدِيثُ) مَانِعِ الزَّكَاةِ «مُثِّلَ لَهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ» .
ق ر ع: (قَرَعَ) الْبَابَ مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَ (الْقَرْعُ) حَمْلُ الْيَقْطِينِ الْوَاحِدَةُ قَرْعَةٌ. وَ (الْقُرْعَةُ) بِالضَّمِّ مَعْرُوفَةٌ. وَ (الْأَقْرَعُ) الَّذِي ذَهَبَ شَعْرُ رَأْسِهِ مِنْ آفَةٍ وَقَدْ (قَرِعَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (أَقْرَعُ) ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنَ الرَّأْسِ (الْقَرَعَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْقَوْمُ (قُرْعٌ) وَ (قُرْعَانٌ) . وَ (الْقَرَعُ) أَيْضًا مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَرِعَ الْفِنَاءُ أَيْ خَلَا مِنَ الْغَاشِيَةِ. يُقَالُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرَعِ الْفِنَاءِ وَصَفَرِ الْإِنَاءِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرْعِ الْفِنَاءِ بِالتَّسْكِينِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «قَرِعَ حَجُّكُمْ» أَيْ خَلَتْ أَيَّامُ الْحَجِّ مِنَ النَّاسِ. وَ (الْمِقْرَعَةُ) بِالْكَسْرِ مَا تُقْرَعُ بِهِ الدَّابَّةُ. وَ (الْقَارِعَةُ) الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ. وَ (قَارِعَةُ) الدَّارِ سَاحَتُهَا. وَ (قَارِعَةُ) الطَّرِيقِ أَعْلَاهُ. وَ (قَوَارِعُ) الْقُرْآنِ الْآيَاتُ الَّتِي يَقْرَؤُهَا الْإِنْسَانُ إِذَا فَزِعَ مِنَ الْجِنِّ مِثْلُ آيَةِ الْكُرْسِيِّ كَأَنَّهَا تَقْرَعُ الشَّيْطَانَ. وَ (أَقْرَعَ) بَيْنَهُمْ مِنَ (الْقُرْعَةِ) . وَ (اقْتَرَعُوا) وَ (تَقَارَعُوا) بِمَعْنًى. وَ (التَّقْرِيعُ) التَّعْنِيفُ. وَ (الْمُقَارَعَةُ) الْمُسَاهَمَةُ. يُقَالُ: (قَارَعَهُ فَقَرَعَهُ) إِذَا أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ دُونَهُ. 
ق ر ع : الْقَرْعُ الْمَأْكُولُ بِسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا لُغَتَانِ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالسُّكُونُ هُوَ الْمَشْهُورُ فِي الْكُتُبِ وَهُوَ الدُّبَّاءُ وَيُقَالُ لَيْسَ الْقَرْعُ بِعَرَبِيٍّ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَأَحْسِبُهُ مُشَبَّهًا بِالرَّأْسِ الْأَقْرَعِ وَالْقَرَعُ بِفَتْحَتَيْنِ الصَّلَعُ وَهُوَ مَصْدَرُ قَرِعَ الرَّأْسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ شَعْرٌ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إذَا ذَهَبَ شَعْرُهُ مِنْ آفَةٍ وَرَجُلٌ أَقْرَعُ وَامْرَأَةٌ قَرْعَاءُ وَالْجَمْعُ قُرْعٌ مِنْ بَابِ أَحْمَرَ وَقُرْعَانٌ فِي الْجَمْعِ أَيْضًا وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الْقَرَعَةُ بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ عَيْبٌ لِأَنَّهُ يَحْدُثُ عَنْ فَسَادٍ فِي الْعُضْوِ وَقَرِعَ الْمَنْزِلُ قَرْعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضًا إذَا خَلَا مِنْ النَّعَمِ وَقَرَعَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ قَرْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَمِنْهُ قِيلَ قَرَعَ السَّهْمُ الْقِرْطَاسَ قَرْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ أَيْضًا إذَا أَصَابَهُ وَالْقَرَعُ بِفَتْحَتَيْنِ الْخَطَرُ وَهُوَ السَّبَقُ وَالنَّدَبُ الَّذِي يُسْتَبَقُ عَلَيْهِ وَقَرَعْتُ الْبَابَ قَرْعًا بِمَعْنَى طَرَقْتُهُ وَنَقَرْتُ عَلَيْهِ.

وَالْمِقْرَعَةُ بِالْكَسْرِ مَعْرُوفَةٌ وَقَرَعْتُهُ بِالْمِقْرَعَةِ قَرْعًا أَيْضًا ضَرَبْتُهُ بِهَا.

وَقَارِعَةُ الطَّرِيقِ أَعْلَاهُ وَهُوَ مَوْضِعُ قَرْعِ الْمَارَّةِ.

وَتَقَارَعَ الْقَوْمُ وَاقْتَرَعُوا وَالِاسْمُ الْقُرْعَةُ وَأَقْرَعْتُ بَيْنَهُمْ إقْرَاعًا هَيَّأْتُهُمْ لِلْقُرْعَةِ عَلَى شَيْءٍ.

وَقَارَعْتُهُ فَقَرَعْتُهُ أَقْرَعُهُ بِفَتْحَتَيْنِ غَلَبْتُهُ. 
ق ر ع

قرعته بالمقرعة والمقارع. قال النابغة:

قعود على آل الوجيه ولاحق ... يقيمون حولياتها بالمقارع

وقرعه بالرمح وقارعه. وشهدت مقارعة الأبطال وقراعهم. وتقارعوا بالرماح. وقارعته فقرعته: أصابتني القرعة دونه. واقترعوا فيما بينهم وتقارعوا. وأقرعت بينهم: أمرتهم أن يقترعوا على الشيء، وهو قريعه: للذي يقارعه. وهذا قريع الشّول: لفحلها لأنه يقرعها. واستقرعني فلان جملي فأقرعته إياه أي أعطيته ليضرب أينقه. قال الفرزدق:

وجاء قريع الشول قبل إفالها ... يزف وجاءت خلفه وهي زفّف

وقعد على قارعة الطريق وهي أعلاه، " وإياكم وقوارع الطرق ".

ومن المجاز: فلان قريع قومه: لسيدهم. وأصابته قارعة من قوارع الدهر. وتقول: فلان يخوض الوقائع، ويروض الفوارع. وفي الحديث " شيبتني قوارع القرآن " وقرع جبهته بالإناء: اشتفّ ما فيه. وعاقر حتى قارع دنّها أي أنزفها لأنه يقرع الدنّ فإذا طنّ علم أنه فرغ. وأقرع الفرس بلجامه: كبحه. قورع المراح: خلا من النّعم. قال الهذليّ:

وخزّال لمولاه إذا ما ... أتاه عائلاً قرع المراح

أي يخزل من ماله لمولاه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: إن اعتمرتم في أشهر الحج رأيتموها مجزئةً عن حجّكم فقرع حجّكم. وقرع فلان مكان يده من الطعام، ومكان يده من الطعام أقرع. قال حاتم:

وإني لأستحيي صحابيّ أن يروا ... مكان يدي من جانب الزاد أقرعا

وجاء بالسّوأة الصّلعاء والقرعاء: المكشوفة. وأصبحت الأرض قرعاء: رعي نباتها. أنشد يعقوب:

إذا توخّت عقدةً ذات أجم ... صادرة في ليلة ذات وحم

أصبحت العقدة قرعاء اللحم

وألفٌ أقرع: تام. قال:

فإن يك ظنّي صادقاً وهو صادق ... نقد نحوهم ألفاً من الخيل أقرعا

وعود أقرع: قشر لحاؤه. وشجاع أقرع: قريَ السم في رأسه فذهب شعره. وتقول: قرع مروته، وحبّ ذروته، ومزّق فروته. وقرح عليه سنّه: ندم. " وفلان لا تقرع له العصا ولا يقعقع له بالشنان ". وقرعه بالحق: رماه. وقرع ساقه للأمر: تجرّد له. وأعطاه قرعة ماله: خيرته.

قرع


قَرَعَ(n. ac. قَرْع)
a. Knocked, rapped at (door); beat, played (
drum ).
b. [acc. & Bi], Beat, struck, belaboured with.
c. Ground, gnashed (teeth).
d. Hit the mark (arrow).
e. Emptied, drained.
f. [pass.] ['Ala], Was beaten at (play).
g.(n. ac. قَرْع), Cast lots.
h.(n. ac. قَرْع
قِرَاْع), Covered (stallion).
قَرِعَ(n. ac. قَرَع)
a. Let himself be beaten at play.
b. Accepted advice.
c. Was bald.
d.(n. ac. قَرْع
قَرَع), Was empty; was deserted, abandoned; was little
frequented (place).
e. Was mangy, had the itch.

قَرَّعَa. Molested; annoyed, worried, bothered.
b. Reprimanded, chid.

قَاْرَعَa. Fought, came to blows with.
b. Gambled, cast lots.

أَقْرَعَ
a. [Bain], Cast lots between.
تَقَرَّعَ
a. [ coll. ], Was shaved.
b. [ coll. ], Was topped (
tree ).
تَقَاْرَعَa. see III (b)b. [ coll. ], Quarreled, wrangled
strove together.
إِنْقَرَعَ
a. [ coll. ]
see (قَرِعَ) (e).
إِقْتَرَعَ
a. [Fī
or
'Ala], Cast lots for; won.
b. Chose, selected.
c. Lit, kindled (fire).
d. Wrote poetry.
e. [ coll. ], Squabbled, bickered
wrangled with.
قَرْعa. Pumpkin; gourd.
b. Rap, knock.

قَرْعَةa. see I (a)b. Retort (vessel).
c. The best part of (booty).
d. [ coll. ], Skull, cranium.

قُرْعَة
(pl.
قُرَع)
a. Lot, part, portion.
b. Leather-bag.
c. see 1t (c)
قَرَعa. Bet, wager; stake.
b. White pustule.

قَرَعَةa. Baldness, calvity; scabbiness.
b. see 4 (b)
قَرِعa. Sleepless, restless.

أَقْرَعُ
(pl.
قُرْع
قُرْعَاْن
35)
a. Bald; bare, naked, without vegetation (
mountain ); hard (ground); without
bark (tree).
b. Scabby, mangy, itchy.
c. Complete (number).
d. Hornless (animal).
مِقْرَعa. Wallet, date-basket.

مِقْرَعَة
(pl.
مَقَاْرِعُ)
a. Whip; stick; rod, ferule.

قَاْرِعa. Knocking.
b. Casting lots; gambler.

قَاْرِعَةa. fem. of
قَاْرِعb. [art.], The Day of Judgment.
c. (pl.
قَوَاْرِعُ), Calamity.
d. Insult; invective.
e. Middle ( of the road ); main-road.

قَرِيْع
(pl.
قَرْعَى)
a. Despised; despicable, abject.
b. Choice; excellent ( stallion).
قَرِيْعَةa. see 1t (c)
قَرَّاْعa. Woodpecker.

قِرِّيْعa. Chief; hero.

قَوَاْرِعُ
a. [art.], Certain verses of the Kurān used as a talisman.

قَرْعَآءُa. fem. of
أَقْرَعُb. Bare, waste (garden).
c. Misfortune, calamity.
d. Court, court-yard.

مِقْرَاْعa. Hammer ( for breaking stones ).

N. P.
قَرڤعَa. Choice, excellent (stallion).
b. Chief; master.
c. [ coll. ]
see 14 (b)
N. P.
أَقْرَعَa. Tossing the head (horse).
مُقَارَعَة [ N.
Ac.
قَاْرَعَ
(قِرْع)]
a. The casting lots.
b. Altercation, dispute.

قَرِيْعُ الْدَّهْر
a. The hero, wonder, paragon of his age.

رَمَوُا القُرْعَة
a. They cast lots.

القُرْعَة لَهُ
a. The lot is in his favour: he has gained.

القُرْعَة عَلَيْهِ
a. The lot is against him: he has lost.

أَقْرَعَ دَارًا أَجُرًّا
a. He paved the house with bricks.

بِتُّ أَتَقَرَّع
وَأَنْقَرِع
a. I have passed the night tossing & turning
about.

قرع

1 قَرَعَ in the sense of ضَرَبَ has مَقْرَعٌ for an inf. n. (Mgh, art. غمز.) b2: قَرَعَ فِى مِقْرَعِهِ i. q.

ضَرَبَ فِى مِضْربِهِ. (TA in art. ضرب.) b3: قَرَعَ صَفَاتَهُ (tropical:) He impugned his character; blamed or censured him; spoke against him (Mgh, art. غمز.) See مَغْمَزٌ. b4: قَرَعَ بَيْنَ ظُفْرِ

إِبْهَامِهِ وَظُفْرِ سَبَّابَتِهِ He fillipped with the nail of his thumb and that of his forefinger. (Lth, K, * TA, art. زنجر.) b5: هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ: see أَنْفٌ and قدع. b6: قَرَعَ أَنْفَهُ, inf. n. قَرْعٌ, (assumed tropical:) He rejected him, repelled him, or turned him back; namely a suitor in a case of marriage. (TA, in art. بضع.) See بُضْعٌ. b7: إِنَّ العَصَا قُرِعَتْ لِذِى الحِلْمِ: see Freytag's Arab. Prov. i. 55; and Har, 656. b8: لَا يُقْرَعُ لَهُ العَصَا: see Freytag's Arab. Prov. ii. 543, and Har, 655, in two places. b9: قَرَعَهُ بِعَصَا المَلَامَةِ: see عَصًا. b10: قَرَعْتُ رَأْسَهُ بِالعَصَا and بِالسَّيْفِ: see فَرَعْتُ. b11: قَرَعَ ظُنْبُوبَ بَعِيرِهِ: and قَرَعَ لِأَمْرِهِ ظُنْبُوبَهُ: &c.: see art. ظنب: and قَرَعَ لِلْأَمْرِ سَاقَهُ: see سَاقٌ.2 قَرَّعَهُ He reproached him for his crime or the like, saying to him, Thou didst so and so. (TA, voce مُثَرِّبٌ.) b2: قَرَّعَ He took, got, or won, a bet, wager, or stake. (L, in TA, voce نَدَبٌ.) 3 قَارَعَهُ

: see its syn. سَاهَمَهُ.4 أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ He ordered, or commanded, them to cast, or draw, lots, or to practise sortilege, [among themselves,] for the thing (عَلَى الشَّىْءِ): (JM:) [see an ex. in the Mgh, in this art.:] or he prepared, or disposed, them, for doing so, for the thing (على الشىء): (Msb:) or he cast, or drew, lots, or practised sortilege, among them. (K.) The first explanation is generally preferable. See أَسْهَمَ بَيْنَهُمْ.6 هُمَا يَتَقاَرَظَانِ الخَيْرَ وَالشَّرَّ

: see تَقَارَضَا.

حُبُّ القَرْعِ Worms in the belly. (TA, voce شهدانج.) But see دُودُ القَرْحِ. القَرْع is not a mistake for القَرْح: حَبُّ القَرْحِ is a corruption, found in medical books: حب القرع is a name of the tape-worm, because each joint of it resembles a grain, or seed, of the gourd. (IbrD.) قَرَعٌ Bare pieces of ground amid herbage. (TA in art. خفى, from a trad.) قُوْعَةٌ [A lot used in sortilege: lots collectively: sortilege itself. Used in all these senses in the present day, and app. in the classical times.]

ضَرَبَ القُرْعَةَ He shuffled, or cast, or drew, lots; performed a sortilege.

قَرِيعٌ

; pl. قَرْعَى: see an ex. of the pl. in a prov. cited voce اِسْتَنَّ. b2: هُوَ قَرِيعُ وَحْدِهِ: see وحد.

قَارِعَةُ الطَّرِيقِ The higher, or highest, part of the road; the part that is trodden by the passengers; [the beaten way]. (Msb.) In law books expl. as meaning أَطْرَافُ الطَّرِيقِ; opposed to its جَادَّة.

قَارِعَةٌ A sudden calamity. (K.) See also Bd, and Jel, in xiii. 31, and an ex. voce اِنْفَرَجَ.

مَقْرَعٌ

: see مَغْمَزٌ.

مِقْرَعٌ

: see مَضْرَبٌ.

مِقْرَعَةٌ A whip: or anything with which one beats: (K:) or a thing with which a beast is beaten: (Az, TA:) or a piece of wood with which mules and asses are beaten: (TA:) [a cudgel: often applied in the present day to a cudgel made of the thick part of a palm-stick; and this, when used in sport, has several splits made in the thicker end, to cause the blows to produce a loud sound:] pl. مَقَارِعُ. (TA.)
قرع
القَرَعُ: ذَهابُ شَعر الرأس من داء، وقَل نَعَامَةٌ تُسِنُّ إلا قَرِعَتْ، ونَعَامٌ قُرْعٌ. والحَيةُ يصيرُ أقْرَع: لجَمْعِه السَم في رأسِه. وأقْرَعْتُ بينهم وقارَعْتُ: أمَرْتَهم أن يَقْتَرعوا على الشيء. والقُرْعَة الاسْم. وهو قَرِيْعَةُ الذي يُقارعُه. وأقْرَعْتُ إلى الحق: انْتَهَت إليه وبَخَعْتَ له.
وأقْرَعَ الغائصُ: انتهى إلى الأرض. ومنه: بِئْرٌ قَرُوْعٌ: قليلةُ الماء تُقْرَعُ كل ساعة.
وأقْرَعْتُ بكذا: أطَقْته. وأقْرَعْتُه: كَففْته، فَقَرِعَ. والقَرِيْعُ: الفَحْل، لأنه يَقْرَعُ الناقةَ أي يَضربُها. واسْتَقْرَ عَني جمَلي فأقرَعْتُه.
وقَرَعْتُ الناقةَ للجَمَل: تَعسرَتْ عليه فأنَخْتها له، قَرْعاً. وناقةٌ مِقْراع: سَريعةُ اللّقاح.
وقَرِيْعُ القوم وقَرِيْعَتُهم وقُرْعَتُهم وتجريْعُهم: خِيارُهم. وقد قَرَعْتُ الشيءَ واقتَرَعْتُه: اخْتَرْته. وقَرِيْعَةُ البَيْتِ: خير ُموضعٍ فيه للحر والبرد.
ولا أدْخُلُ قَرِيْعَةَ بيتٍ: أي سَقْفَه. وناقةٌ قَرِيْعَةٌ: يُكْثِرُ الفحلُ ضِرابَها ويبطىءُ لقاحُها.
وطريقٌ قَرِيْعٌ: بَين واضح.
والمُقَارَعَةُ: مُضاربةُ القوم في الحرب. وكلَّ شيءِ ضَرَبْتَه بشيءٍ فقد قرعته. وَقَرَعَهُ بالحق: رَماه به، قَرْعاً.
والشارِبُ يَقْرَعُ جَبْهَتَه بالإناء: إذا استَوْفى ما فيه. والمِقْرَعَة: حَديدة مُطَولَةٌ يُقْرَعُ بها الباب. والقَرْعُ: حَمْل اليَقْطين، والواحدة قَرْعَة. وقَرِعَ المُراح: خَلا من الإبل.
والقَرِعُ: الذي لا ينامُ بالليْل، وقد قَرعْته. وظُفْر قَرِعٌ: فاسد. وإصْبَع قَرْعاء.
والقَرِعُ والقَرِعَةُ: اللَذان لا يَثْبُتان في مجلسٍ واحد. وباتَ يَتَقَرَّعُ: يَتَقَلَّب، ومنه ناقة قَروْع: تُكْثِر الانبعاثَ لإِرضاع وَلَدِها. وقَرعْتُ القومَ: أقْلَقْتهم.
واسْتَقْرَعَت البَقَرَةُ: أرادت الفَحْل. واسْتَقْرَعَ الحافِرُ: صَلُبَ. والقَرَعُ: قَمْلَة النسْر. وبَثْرٌ يخرجُ بالفَصِيْل. وقَرَّعْتُه: عالَجْته منه. والقُرَيْعَاء: البَثْر أيضاً. والقَرَعَة: الحَجَفَة. والجِرابُ الواسعُ الأسفل، والمجمع قَرَعٌ وقِرَاع.
والقَرَع: تَجَردُ الشيء من قِشْره، وقد قَرَّعْته. والقرَّاعَةُ: الاسْت. ونَقارُ الشجَر.
وترْسٌ قَرّاع: شديد. والقُرْعُ: الصِّلابُ من التِّرَسَة. والقُرْعَةُ: سِمَةٌ خَفيفة على أنفِ الناقةِ والشاة؛ أو على السّاق، وقد قَرَعْتها. والمِقْراع: شبْهُ المِعْوَل تُكْسَر به الحجارة.
والقَارِعَةُ: الشديدةُ من قَوارع الذهر. واسمُ القيامة. وقارِعَةُ الطريق. وواحدَة قوارعَ القرآن.
وأنا مُتَقَرع لهذا الأمر: أريدُ أنْ أكونَ أوًلَ مَنْ فَعَلَه وأرْضٌ ليس بها قَرّاعَة. أي يَسِير من الكَلأ. وقَرِعَ رؤوسُ العشب: خَرَجَ ثَمَرُه.
والقَرْعَةُ: اللَوْعَةُ من الحب. واقْتَرَعَ: ثَقبَ النارَ.
وقَرَعْت الشيءَ: علوْته. وقَرَعْتُ الدابةَ باللجام: كبَحَها. والأقْرَعُ من السيوف: الجَيد الحَدِيد.
وألْف أقْرَعُ: تامٌ. وأقْرَعُ بنُ حابِس: رجلٌ شاعر.
[قرع] نه: فيه: لما أتى على محسر «قرع» ناقته، أي ضربها بسوطه، ومنه ح خطبة خديجة: هو الفحل «لا يقرع» أنفه، أي كريم كفء لا يرد - وقد مر في قدع. ومنه ح عمر: أخذ قدح سويق فشربه حتى «قرع» القدح جبينه، أي ضربه أي شرب جميع ما فيه. وح: أقسم «لتقرعن» بها أبا هريرة، أي لتفجأنه بذكرها كالصك له والضرب، أو هو من: أقرعته - إذا قهرته بكلامك، فيضم التاء وتكسر الراء، وعلى الأول تفتحان. وفيه: بهن فلول من «قراع» الكتائب؛ أي قتال الجيوش. وفيه: كان «يقرع» غمنمه ويحلب ويعلف، أي ينزي عليها الفحول، وفي صفة ناقة: إنها «لمقراع»، هي التي تلقح في أول قرعة يقرعها الفحل. وفيه: إنه ركب حمار سعد وكان قطونا فرده وهو هملاج «قريع» ما يساير، أي فاره مختار؛ الزمخشري: ولو روي: فريغ - بفاء وغين معجمة - لطابق الفراغ وهو الواسع المشي. وح: إنك «قريع» القراء، أي رئيسهم، والقريع المختار، واقترعت الإبل: اخترتها. ومنه: «قريع» - لفحل الإبل. ومنه: «يقترع» منكم وكلكم منتهي، أي يختار منكم. وفيه: يجيء كنز أحدكم شجاعًا «أقرع»، أي الذي لا شعر على رأسه، أي تمعط جلد رأسه لكثرة سمه وطول عمره. ومنه: «قرع» أهل المسجد حين أصيب أصحاب النهر, أي قل أهله كما يقرع الرأس إذا قل شعره تشبيهًا بالقرعة، أو هو من: قرع المراح - إذا لم يكن فيه إبل. وفي المثل نعوذ بالله من «قرع» الفناء وصفر الإناء، أي خلو الديار من سكانها والآنية من مستودعاتها. وح: إن اعتمرتم في أشهر الحج «قرع» حجكم، أي خلت أيام الحج من النااسواجتزؤا بالعمرة. وفيه: لا تحدثوا في «القرع» فإنه مصلى الخافين، أي الجن، والقرع بالحركة أن يكون في أرض ذات كلأ مواضع لا نبات بها كقرع الرأس. ومنه: سئل صلى الله عليه وسلم عن الصليعاء و «القريعاء»، هي أرض لعنها الله إذا أنبتت أو زرع فيها نبت في حافتيها ولم ينبت في متنها شيء. وفيه: نهي عن الصلاة على «قارعة» الطريق، هي وسطه، وقيل: أعلاه، وأراد هنا نفس الطريق ووجهه. ط: ومنه البراز في الموارد و «قارعة» الطريق، أي الطريقة التي يقرعها الناس بأرجلهم، أي يدقونها ويمرون عليها. نه: وفيه: من لم يغز ولم يجهز غازيًا أصابه الله «بقارعة»، أي بداهية مهلكة، قرعه أمر - إذا أتاه فجأة، وجمعها قوارع. ومنه: «قوارع» القرآن، وهي آيات من قرأها أمن شر الشيطان كآية الكرسي ونحوها، كأنها تدهاه وتهلكه. ج. «يقرعه» بقضيب، أي يضربه بها. ك: وفيه: اقتسم المهاجرون «قرعة»، هو بضم تاء مبنيًّا للمفعول، وقرعة - نصب ينزع خافض، وروي: قرعت الأنصار، وصوب: أقرعت، أي اقتسم أنصار المهاجرين بالفرعة في نزولهم عليهم وسكناهم في منازلهم. ومنه: فطارت «القرعة» لحفصة وعائشة، الإقراع واجب لغير النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف في حقه، وقوله: ألا تركبين جملي - دليل أن القسم لم يكن واجبًا عليه وإلا حرم التحيل به لعائشة على حفصة، وأجيب بأن الموجب للقسم لا يمنع التحدث بالأخرى في غير وقت عماد القسم، فإنه يجوز أن يدخل في غير وقته على غير صاحبة النوبة فيأخذ المتاع أو يضعه أو يقبلها أو يلمسها من غير إطالة، وعماد القسم في حق المسافر هو وقت النزول فحالة السير ليس منه ليلًا ونهارًا، قوله: وافتقدته - أي عند النزول يعني ترك السير مع حفصة ومصاحبتها حينئذ، قوله: جعل رجليها بين الإذخر، وقولها ما قالته حلمتها عليها الغيرة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو معفو عنها، ولا أستطيع أن أقول له - أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والظاهر أنه كلام حفصة ويحتمل أنه كلام عائشة. ومنه ح: «اقترعوا» فجرت الأقلام، أي اقترعوا عند التنافس أيهم يكفل مريم، وكانوا يلقون الأقلام في النهر فمن علا سهمه أي ارتفع كان الحظ له، والجرية - بكسر جيم للنوع.
[قرع] قَرَعْتُ الباب أقْرَعُهُ قَرْعاً. وقولهم: " إنَّ العصا قُرِعَتْ لذي الحِلْمِ "، أي أن الحليم إذا نبه انتبه. وأصله أن حكما من حكام العرب عاش حتى أهتر، فقال لابنته: إذا أنكرت من فهمي شيئا عند الحكم فاقرعي لى المجن بالعصا لارتدع. قال المتلمس: لذى الحلمِ قبل اليومِ ما تُقْرَعُ العَصا * وما علِّمَ الإنسانُ إلاّ ليَعْلَما * وقَرَعْتُ رأسه بالعصا قَرْعاً، مثل فَرَعْتُ. وقَرَعَ الشاربُ بالإناء جبهته، إذا اشتفَّ ما فيه. والقِراعُ: الضِرابُ. وقد قَرَعَ الثورُ. وقَرَعَ الفحلُ الناقةَ يَقْرَعُها قَرْعاً وقراعا. واستقرعنى فلان فحلى فأقرعته، أي أعطيته ليقرَعَ إبله، أي يضربها. واسْتَقْرَعَتِ البقرةُ، أي أرادت الفحل. والقَرْعُ: حملُ اليقطين، الواحدة قَرْعَةٌ. والقُرعَةُ بالضم معروفةٌ، يقال: كانت له القُرْعةُ، إذا قَرَعَ أصحابه. والقُرعَةُ أيضاً: خيارُ المال. يقال: أقْرَعوهُ، إذا أعطوه خيارَ النهبِ. والقَرَعُ بالتحريك: بَثْرٌ أبيضُ يخرج بالفصال . ودواؤه الملح وجباب ألبان الابل ، فإذا لم يجدوا ملحا نتفوا أوباره ونضحوا جلده بالماء ثم جروه على السبخة. ومنه المثل: " هو أحر من القرع "، وربما قالوا: " هو أحر من القرع " بالتسكين، يعنون به قرع الميسم، وهو المكواة. قال الشاعر: كأن على كبدي قرعة * حذارا من البين ما تبرد * والعامة تريد به هذا القرع الذى يؤكل. والفصيل قريع، والجمع قرعى مثل مريض ومرضى. يقال: " استنت الفصال حتى القَرْعى ". والأقْرَعُ: الذي ذهب شعر رأسه من آفة. وقد قرع فهو أقْرَعُ بيِّن القَرَعِ. وذلك الموضع من الرأس القَرَعَةُ. والقومُ قُرْعٌ وقُرْعانٌ. والقَرَعُ أيضاً: مصدر قولك قَرِعَ الرجلُ فهو قَرِعٌ، إذا كان يقبل المَشورة ويرتدع إذا رُدِعَ. والقَرَعُ أيضاً: مصدر قَرِعَ الفِناءُ، إذا خلا من الغاشية. يقال: " نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناءِ، وصَفَرِ الإناء ". ومُراحٌ قَرِعٌ، إذا لم تكن فيه إبل. وقال ثعلب: " نعوذ بالله من قرع الفناء " بالتسكين على غير قياس. وفي الحديث عن عمر رضي الله عنه " قرع حجكم "، أي خلت أيام الحجّ من الناس. والاقرعان: الاقرع بن حابس وأخوه مرثد. قال الفرزدق: فإنك واجد دوني صعودا * جراثيم الاقارع والحتات * والحية الاقرع: الذى يتمعط شعر رأسه زعموا، لجمعه السمَّ فيه. يقال: شجاعٌ أقْرَعُ. وقولهم: سُقْتُ إليك ألفاً أقْرَعَ من الخيل وغيرها، أي تامًّا. وهو نعت لكل ألف، كما أن هنيدة اسم لكل مائة. والمقرعة: ما تقرع به الدابة. والمقراع كالفأس تكسر به الحجارة. قال يصف ذئبا: يستمخر الريح إذا لم يسمع * بمثل مقراع الصفا الموقع * والمقروع: المختار للفحلة. والمقروع: السيد. ومقروع: لقب عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وفيه يقول مازن بن مالك بن عمرو ابن تميم وفى الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو ابن تميم: " حنت ولات هنت ; وأنى لك مقروع ". والقراع: الصلب الشديد. قال أبو قيس ابن الاسلت:

ومجنأ أسمر قراع * يعنى ترسا صلبا. والاقارع: الشدائد، عن أبى نصر. والقارعة: الشديدة من شدائد الدهر، وهي الداهيةُ. يقال: قَرَعَتْهم قوارِعُ الدهر، أي أصابتهم، ونعوذ بالله من قَوارِعُ فلانٍ ولواذعه، أي قوارص لسانه. وقارِعَةُ الدارِ: ساحتها. وقارِعَةُ الطريق: أعلاه. وقوارع القرآن: الآيات التى يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجنّ أو الإنس، نحو آية الكرسي ; كأنَّها تَقْرَعُ الشيطان. والقَريعُ: الفحلُ، لأنه مُقْتَرَعٌ من الإبل، أي مختارٌ، أو أنَّه يقرَعُ الناقة. قال ذو الرمة: وقد لاح للساري سهيل كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافر * ويروى: " وقد عارض الشعرى سهيل ". والقريع: السيد. يقال: فلان قَريعُ دهره. وقَريعُكَ: الذي يُقارِعُكَ. وقولهم: ما دخلتُ لفلان قَريعَةَ بيتٍ قطُّ، أي سقف بيتٍ. ويقال قريعَةُ البيتِ: خيرُ موضعٍ فيه، إن كان بردٌ فخِيارُ كِنِّه، وإن كان حَرٌّ فخيارُ ظلِّه. والقَريعَةُ مثل القُرْعَةِ، وهي خيار المال. وناقة قَريعَةٌ، إذا كان الفحل يُكثر ضِرابها ويبطئ لقاحها. وأقْرَعَ إلى الحقّ، أي رجع وذلّ. يقال: أقرع لى فلان. قال رؤبة: دعني فقد يقرع للاضز * صكى حجاجى رأسه وبهزى * أي يصرف صكى إليه ويراض له ويذل. وفلان لا يَقْرَعُ إقْراعاً، إذا كان لا يقبل المشورة والنصيحة. وأقْرَعَهُ، أي أعطاه خير ماله. يقال أقْرَعوه خير نهبهم. وأقرعت بينهم، من القُرْعَةِ. واقْتَرَعوا وتَقارعوا بمعنًى. وأقْرَعْتُهُ: كففته. يقال أقْرَعْتُ الدابَّةَ بلجامها، إذا كبحتها. والتقريع: التعنيف. والتَقْريعُ: معالجة الفصيل من القَرَعِ، كأنه ينزع ذلك منه، كما يقال قذيت العين، وقردت البعير، وقلحت العود . وقال أوس بن حجر: لدى كل أخدود يغادرن دارعا * يجر كما جر الفصيل المقرع * ومُقارَعَةُ الأبطال: قَرْعُ بعضهم بعضاً. والمُقارَعَةُ: المساهمةُ. يقال قارَعْتُهُ فَقَرَعْتُهُ، إذا أصابتك القُرْعَةُ دونه. والاقْتِراعُ: الاختيارُ. يقال: اقْتُرِعَ فلانٌ، أي اختيرَ. وبتُّ أتَقَرَّعُ، أي أتقلَّب. وقريع: أبو بطن من بنى تميم رهط بنى أنف الناقة، وهو قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وهو أبو الاضبط.
قرع
قرَعَ/ قرَعَ على يَقرَع، قَرْعًا، فهو قارع، والمفعول مَقْروع
• قرَع الشّيءَ: اختاره بالقُرْعة.
• قرَع البابَ/ قرَع على الباب: طرقه "قرَع الجرسَ: دقَّه وجعله يحدث طنينًا- َأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ [حديث] " ° قرَع بابَ فلان: طلب معروفَه، سأله الإحسانَ- قرَع سمعه: عرفه وعلم به- قرَع سنَّ النَّدم: ندم.
• قرَع فلانًا أمرٌ: أتاه فجأة "قرَعه نبأ سقوط الطائرة- {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى قَرْعًا} [ق]: في همٍّ وضيق (وهو وصف بالمصدر) ".
• قرَع الكأسَ: صكَّها على كأس جليسه ثم شرب ما فيها على صحته.
• قرَعه بالعصا: ضربه بها "قرع راحلتَه بالسَّوط- العبد يُقرع بالعصا والحرُّ تكفيه الإشارة- إنَّ العصا قُرعت لذي حِلْم [مثل]: يضرب لمن إذا نبَّهته انتبه"? قرَع ساقه للأمر: جدَّ فيه وعزم- لا تُقرع له عصا: يشير إلى معاني العزّة والمنعة التي يتّصف بها الإنسانُ. 

قرِعَ يَقرَع، قَرَعًا، فهو أقْرَعُ
• قرِع الشّخصُ: سقط شَعَرُ رأسِهِ من مَرضٍ فيه. 

اقترعَ/ اقترعَ على يقترع، اقْتِراعًا، فهو مُقْتَرِع، والمفعول مُقْتَرَع (للمتعدِّي)
• اقترع الشَّخصُ: أعطى صَوْتَهُ لمُرَشّح في الانتخابات "كان له الحقّ في أن يقترع".
• اقترع الشَّيءَ: اختاره بعد قرعة.
• اقترع على قانون: صوَّت عليه.
• اقترعوا على السَّفر: ضربوا قرعة بينهم عليه. 

قارعَ يقارع، مُقارَعَةً، فهو مُقارِع، والمفعول مُقارَع
• قارع فلانٌ فلانًا:
1 - ضارَبَهُ وصارَعَهُ "قارع الأبطالُ بعضُهم بعضًا: تضاربوا بالسيوف في الحرب" ° قارع الحجّة بالحُجّة: ردّ على الدليل بدليل عكسيّ.
2 - غالبه في القرعة. 

قرَّعَ يقرِّع، تقريعًا، فهو مُقرِّع، والمفعول مُقرَّع
• قرَّع الشَّعْرَ: قصَّهُ من أُصُولِهِ "قرَّع شَعَر سَجين".
• قرَّع المعلِّمُ التلميذَ الكسولَ: عَنَّفه "قَرَّعه ضميرُه". 

أَقْرَعُ [مفرد]: ج قُرْع، مؤ قَرْعاءُ، ج مؤ قَرْعاوات وقُرْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قرِعَ ° أَرْضٌ قَرْعاءُ: لا نبت فيها. 

اقتراع [مفرد]:
1 - مصدر اقترعَ/ اقترعَ على.
2 - (سة) عمليّة يبدي بواسطتها أعضاء جمعيّة أو هيئة سياسيّة رأيهم في قرار أو قضيّة ما، مجموع التعليمات الانتخابيّة مع اقتراع وفرز أصوات وإعلان النّتائج "حقّ الاقتراع: حقّ التصويت في الانتخابات النيابيّة والبلديّة- صندوق الاقْتراع: صندوق مُغْلَقٌ توضع فيه أوراق الناخبين". 

قارِعَة [مفرد]: ج قارعات وقوارِعُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قرَعَ/ قرَعَ على.
2 - مصيبة داهية تقرع بصفوف البلايا "قرعتهم قوارعُ الدهر: أصابتهم نوازله الشديدة- {وَلاَ يَزَالُ
 الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} ".
3 - كلمة مؤذية ومؤلمة ولاذعة "قوارعُ اللسان أشدّ من قوارع السِّنان".
• القارِعة:
1 - القيامة؛ لأنّها تقرع بالأهوال " {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 101 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية.
• قارعة الطّريق: وسطه، معظمه "وقف يكلّمه في قارعة الطّريق- أوقف سيّارته في قارعة الطّريق". 

قُراع [مفرد]: (طب) مرض جلديّ مُعْدٍ يصحبه ظهور قشور فوق منابت الشَّعر فيسقط "أصيب بقُرَاعٍ". 

قرَّاع [مفرد]: ج قرّاعات: (حن) طائرٌ من الفصيلة النقّاريّة متوسِّط الحجم، له منقار قويٌّ يقرع به الخشب حتى يثقبه ليخرج ما به من الحشرات فيلتقطها بلسانه الطَّويل، له أصبعان أماميّتان وأصبعان خلفيّتان في كُلّ قدم، يوجد في كُلّ أنحاء العالم عدا أستراليا وجزيرة مدغشقر. 

قَرْع1 [مفرد]: مصدر قرَعَ/ قرَعَ على. 

قَرْع2 [جمع]: مف قَرْعَة: (نت) جنْس نباتات زراعيّة من الفصيلة القرعيَّة، فيه أنواع تزرع لثمارها وتؤكل مطبوخة، وأنواع تزرع للتزيين، ورد في القرآن الكريم باسم اليقطين. 

قَرَع [مفرد]:
1 - مصدر قرِعَ.
2 - (طب) قُراع، مرض جلديّ مُعْدٍ مزمن يصحبه ظهور قشور فوق منابت الشَّعر فيسقط "أصيب الرّجلُ بالقرع".
3 - مواضعُ لا نبات فيها من الأرض ذات الكلأ. 

قَرْعة [مفرد]: ج قَرَعات وقَرْعات:
1 - (نت) واحدة القَرْع.
2 - اسم مرَّة من قرَعَ/ قرَعَ على: "أحدثت قرْعتُه الشديدة للباب فزعًا كبيرًا". 

قَرَعَة [مفرد]: ج قَرَعات: موضعُ القَرَع من الرَّأس "ضربه على قَرَعة رأسه". 

قُرْعَة [مفرد]: ج قُرْعات وقُرُعات وقُرَع: سهم ونصيب، اختيار بطريقة يتدخّل فيها الحظّ، كأن يسحب ورقة تحدِّد اسم الفائز في مسابقة "أجريت قُرْعة لاختيار الفريق الفائز- تمَّ سحب القُرْعَة- أُعلنت نتائج الحجّ بالقُرْعَة". 

قَرْعيّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين، عديدة التُّوَيجيَّات تشمل القرْع والخِيار والقِثّاء والبطِّيخ ... إلخ. 

مِقْرَعَة [مفرد]: ج مِقْرعات ومَقَارِعُ:
1 - اسم آلة من قرَعَ/ قرَعَ على: أداة من خشب أو معدِن يُدَقّ بها على المنصّة يستخدمها القاضي وغيره لتنبيه المتكلِّمين إلى ضرورة التزام الهدوء.
2 - خشبة يُضرب بها، كلّ ما يُقرع به "قرعه بالمِقْرَعة". 
قرع: قرع: ضرب على الطبل، دق على الطبل. ذكر هذا فريتاج من عبارة نقلها من حياة تيمور، ويمكن أن يضاف إلى ذلك (تاريخ البربر 2: 191).
قرع: دق الناقوس. المقري 1: 345: 443).
قرع: بلغ السمع وصكه. (عباد 1: 194) قرع جبهته بالإناء: لا تعني فقط ضرب جبهته بالإناء كما تقول المعاجم، بل تعنى أيضا: فرغ الإناء. (معجم مسلم).
قرع الماء الخمر: تستعمل مجازا بمعنى خلطوا الماء بالخمر. (معجم مسلم).
قرع الأقدام: صوت الأقدام الأرض عند المشي. (فوك).
قرع المعدة: هضم المعدة الطعام. ففي معجم المنصوري: لفظ مستعار للأمر الكائن فيها عن تناول، وأصب القرع الضرب.
قرع (بالتشديد): قلع، استأصل، اقتلع. (فوك).
قرع: اقتلع الأعشاب المضرة، استصلح الأرض بقلعه شجر الغابة وأشواكها وعوسجها وغير ذلك. (الكالا).
قرع: قطع، بقر، جذم. (الكالا).
قرع: كسر، هشم. ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( Confringo أرضض وأكسر وأهشم وأقرع).
قارع: أعتقد أن كلمة kora التي ترجمها دوماس في حياة العرب (361) بما معناه: كفاح وصراع وهو يكتبها كورة في مخطوطاته إنما هي المصدر قراع الذي تكرر ذكره في (عباد 1: 356، 3: 155، ملر ص21، محيط المحيط).
تقرع: اختلط، امتزج، وقلع، تستأصل، بتر، تقطع، وتصلصل، ودق الجرس. (فوك) تقرع: تجشأ. (رولاند).
انقرع به ومعه: انضم إليه، انخرط فيه (فوك).
انقرع: ضرب، دق، قرع. (فوك).
اقترع: أحذف الأسطر الثلاثة الأولى من معجم فريتاج، فهذا خطأ جاء في الطبعة الأولى من مقامات الحريري، وقد صحح في الطبعة الثانية، غير أنك تجد هذا الخطأ أيضا في محيط المحيط. والصواب افترع بالفاء. (انظر معجم مسلم).
قرع: نوع الدباء وهو الأبيض الصغير وهو احسن الأنواع حسب ما يقوله ابن العوام يوصف بأوصاف كتابتها غير واضحة وغير مؤكدة. يقول بانكري (2: 18 رقم 2) أن في مخطوطة الاسكوريال: البراي أو (2: 234) الترابي. قرع أبو شوك: نبات.
اسمه العلمي: Cucurbita Viridis. ( باجني مخطوطات).
قرع بلدي أو قرع طويل: نبات اسمه العلمي: Cucurbita Longa ( باجني مخطوطات).
قرع تركي أو قرع عجمي: نبات اسمه العلمي: Cucurbita Cameraria ( باجني مخطوطات).
قرع: نبات اسمه العلمي Christianorum.
وكذلك: Cucurbita Maior ( باجني مخطوطات).
قرع كوسة: انظره في مادة كوسة.
حب القرع أو دود حب القرع: انظره في مادة حب.
ظرف القرع: انظره في مادة ظرف.
قرع: قروح في الرأس يتساقط الشعر بسببها ويسمى شعبة أيضا (معجم المنصوري).
قرع: خال مثل اقرع، ويقال: قرع المراح أي لا شيء فيه. أو ليس له إبل ولا غنم في مراحه. (ديوان الهذليين (ص159 البيت الرابع). قرعة: دباءة فارغة تستعمل كما تستعمل القنينة. (بوشر) وانظرها في مادة رومي. وفي شكوري (ص187 و): وسأل الطبيب المريض الذي كان يبول دما فيم إذا تشرب قال في قرعة فأمره بكسرها فوجد فيها ذراريح قد تفسخت وهذه خاصة هذا الحيوان الإضرار بالمثانة يقرحها فيبول الدم.
قرعة: قنينة. (هلو، مارتن ص151، وهي قنينة للحبر، دلابورت ص113) وجمعها قراع. (المقدمة 3: 408).
قرعة: علبة، حقة، ويقال: قرعة متاع البارود أي علبة البارود. (دلابورت ص140).
قرعة: حق' أو جفنة. ففي كتاب العقود (ص 4): وقرعة الطيب وقرعة من السمن.
وربما كانت في الأصل نصف دباؤة. (انظر رحلة ابن بطوطة 4: 386، 392، 398، ويرن ص20، ص95).
قرعة: عند أرباب الكيمياء الطبية إناء مستطيل متسع الأسفل ضيق الأعلى يوضع فيه ما يراد تقطيره من الأدوية مع الماء على النار ثم يركب على فمه الانبيق وهو إناء مقبب تتصل به أنبوب طويلة ضيقة، فإذا إلى الماء تصاعد بخاره إلى جوف الانبيق ثم جرى في جوف تلك الأنبوبة فينحل ماء مكتسبا مزاج ذلك الدواء وخواصهن ويسمون هذه المياه المقطرة أرواحا. (بوشر، محيط المحيط).
قرعة: مقطرة، فرن التقطير. 0المقدمة 3: 203، الجريدة الآسيوية 1849، 2: 266 رقم 1، ابن العوام 2: 273، 395، 397).
قرعة: عن العامة جمجمة الرأس، ويقولون: خرج فلان بالقرعة أي مكشوف الرأس (محيط المحيط).
قرعة: حوض طبيعي. (براكس مجلة الشرق والجزائر 7: 268، 275).
قرعة: قاع، غوط، وهدة، منخفض من الأرض. صالحة للزراعة إذا كثر المطر. (غدامس ص83).
قرعة: قرع، سعفة. علة جلدية تصيب الحيوانات والطيور الدواجن فيتساقط شعرها وريشها، نوع من الجرب. (دوب ص89).
قرعة. ضرب القرعة: اقترع في أو على (الكالا).
قرعة- التنبؤ، فن التنبؤ بأحداث المستقبل (الكالا).
ضارب القرعة- العراف (فوك، الكالا).
قرعة: لمعرفة أصل اسم اسطوانة القرعة في المدينة المنورة انظر (برتون 1: 322).
قرعي: صفة نوع من الكمثري في شكل القرع أي الدباء (ابن العوام 1: 26) وقد جاء في مخطوطتنا في عبارة لم ترد في المطبوع (1: 67). القرع وهو خطأ بدل القرعى.
دود قرعي: صفر، دود البطن ويظهر لدى الإنسان والفرس، وهو دود صغير (بوشر) وانظره في مادة حب القرع.
قراع: قرعن نوع من الجرب في الرأس. (بوشر).
قراع: سقوط بشرة جلد الجمجمة. (سنج).
قروع العينين: ناسور أو قرح دمعي. (الكالا).
قريع: عقاب منسوري، عقيب، مرزة، وهو طير من الجوارح يصيد الجرذان وأفراخ الطيور وغير ذلك، عقاب بحري. (صفة مصر 274:22).
قريعة: في رحلة ابن بطوطة (412:14): ويضرب الآلة التي هي من قصب وتحتها قريعات. وقد ترجم السيد دي سلان كلمة قريعات بكلمة جلاجل وتابعه على ذلك السيد دفريمري. والذي أعلمه أن هذه الكلمة لا تدل على هذا المعنى كما أشار إليه المؤلف أعلاه (4: 405) وأن الآلات الموسيقية عند الزنوج مصنوعة من قصب ومن قرع وهم يضربون عليها بالقضبان ولذلك فإني على يقين أن قريعات تعني دباءات صغيرة.
وفي تاريخ بني زيان في الكلام عن طحان: ورأسه فيه قريعة وهو يحمل الدقيق لديار الناس. وأنا الفظها في هذه العبارة قريعة أيضا.
وعي فيما أرى نصف قرعة (دباءة) تستعمل بدلا من القصعة. (انظرها في مادة قرعة).
قريعة الكتان: هو عند عامة الأندلس الكشوث الذي يتعلق بالكتان. ففي ابن البيطار (2: 4). وتسميه عامة الأندلس بقريعة الكتان. (وانظر: كشوث في معجم المنصوري). وأرى أنها قريعة تصغير قرعة بمعنى الداء الذي يصيب الرأس (القرع) وأنها الترجمة الحرفية للكلمة الأسبانية tinuela ( قرع) التي تدل على نفس هذا النبات. (انظر مادة طنية أو طانية).
قروعة: قرعة، داء القرع. (فوك، ابن جلجل في مقالتي عن طنية أو طانية). قارعة: هي في الشام ميدان وموضع ليس فيه نباتات ولا جدران ولا غير ذلك (زيشر 8: 354 رقم 1).
قارعة الطريق: طريق مطروق يكثر فيه المرور.
(زيشر1: 1) ومن أسف أني لم أقف على هذا حين كتبت تعليقتي في (عباد 3: 153) وقد جاء في ألف ليلة (3: 593) على قارعة الطريق، وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: طريق مطروق.
وفي محيط المحيط: وقارعة الطريق أعلاه أو معظمه وهو موضع قرع المارة. (عباد 1: 312، تاريخ البربر (1: 300 وانظر ما تقدم في مادة محضرة، الواقدي طبعة هماكر ص112).
ويقال أيضا: قارعة المحجة (أبو الوليد ص389) وقارعة فقط (عباد 3: 153 - 154). قارعة: جاء في طرائف دي ساسي (2: 102): إشارة إلى قوارع القرآن: وقد وعظتكن من الزمن الطويل بقوارع الحجج البالغات. وقد ترجمها الناشر إلى الفرنسية بما معناه: وقد أنذرتكن منذ زمن طويل بعباراتي المخيفة التي تعبر عن احتجاجاتي الشديدة. وفي رياض النفوس (ص73 و): فصبوا عليه من قوارع السب.
أقرع: من ذهب شعره من علة في الرأس وهي القرع (فوك، بوشر).
أقرع: أصلع بسبب داء القرع. (بوشر).
أقرع: الأقرع من البهائم: ما كان أجم بلاقرنين. أو كان مقطوع القرن. (الكالا، محيط المحيط).
اقرع، والجمع قرع: قيل وهي قطعة من قطع لعبة الشطرنج. (فوك).
الخوخ الأقرع: انظره في مادة خوخ.
حشيشة القرعان: انظرها في مادة حشيشة.
مقرع، والجمع مقارع: عصا (فوك، الكالا) وفي معجم الكالا: عصا يحملها الراعي، ولا تزال مستعملة في مراكش (ليرشندي).
مقرعن قطعة من خشب تستخدم في البناء رافدة ودعامة للسقف. (الكالا، فيكتور وقد تابعته، نبيريجا).
مقارع: عريش البستان. (الكالا).
معرش من مقارع: سياج، حاجز. سياج من أغصان (الكالا).
مقرع: ملعقة كبيرة من الخشب، معرفة (الكالا).
مقرع: نوع من الآلات على شكل رافعة الأثقال يستخدمها الزراع لمساحة الأرض والخنادق (الكالا).
مقرع: مسعر، قضيب حديد لتحريك النار (الكالا).
مقرع: اقرع، من ذهب شعره من داء القرع (همبرت ص35 جزائرية).
مقرعة: طرف السعفة الضخمة النخيل جردت من الخوص. (لين ترجمة ألف ليلة 1: 22، عادات 2: 63).
مقرعة: خشبة يضرب بها. (دي ساسي طرائف 2: 43، ابن بطوطة 2: 127، 3: 314، 360) وفي النويري (مصر ص2): ثم اكر به فضرب مائة مقرعة.
(ق ر ع)

القَرَع: ذهَاب الشّعْر من دَاء. قَرِعَ قَرَعا، وَهُوَ أَقرع.

والقَرَعة: مَوضِع القَرَع من الرَّأْس.

وقَرِعت النعامة قَرَعا: سقط ريش رَأسهَا من الْكبر. وَالصّفة كالصفة.

وحيَّة أقرَع: متمعِّط شعر الرَّأْس، لجمعه السَّمَّ فِيهِ.

والتَّقريع: قصّ الشّعْر، عَن كرَاع.

والقَرَع: بثر يخرج بالفصلان، وحشو الْإِبِل، يسْقط وبرها. وَفِي الْمثل: " أحَرُّ منَ القَرَع ". وَقد قَرِع الفصيل، فَهُوَ قَرِع وَالْجمع: قَرْعَى.

وَفِي الْمثل: " اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حَتَّى القَرْعَى ": أَي سمنت.

وتَقَرَّع جلده: تقوَّب عَن القَرَع.

وقَرَّع الفصيل: نضح جلده بِالْمَاءِ، وجرّه فِي الأَرْض السبخة، وَذَلِكَ إِذا لم يقدر على الْملح. قَالَ أَوْس بن حجر:

لدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغادرْنَ درِاعاً ... يُجَرُّ كَمَا جُرَّ الفَصيلُ المُقَرَّعُ

وَهَذَا على السلْب، لِأَنَّهُ ينْزع قَرَعَه عَنهُ بذلك، كَمَا يُقَال: قذَّيْتُ العَينَ: نَزَعْتُ قذاها.

والقَرَع: الجَرَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي. أرَاهُ: يَعْنِي جَرَب الْإِبِل.

وقَرِعَتْ كُرُوش الْإِبِل: إِذا أنجردت فِي الْحر، حَتَّى لَا تسق المَاء، فيكثر عَرَقها، وتضعف لذَلِك.

وقَرَع الشَّيْء يَقْرَعُه قَرْعا: ضربه. قَالَ:

لذِي الحلمِ قبلَ اليوْمِ مَا تُقْرَع العَصَا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إِلَّا ليِعْلَما

وَقَوله: وزَعَمْتُمُ أنْ لَا حُلُوم لَنا ... أنّ العَصَا قُرِعَتْ لذِي الحِلْمِ

قَالَ ثَعْلَب: الْمَعْنى: إِنَّكُم إِن زعمتم أنَّا قد أَخْطَأنَا، فقد أَخطَأ الْعلمَاء قبلنَا.

وقَرَع للدابة بلجامه يَقْرَع: كفَّها بِهِ. قَالَ سحيم بن وثيل الريَاحي:

إِذا البَغْلُ لم يُقْرَع لَهُ بلجامه ... عدا طَوْرَهُ فِي كلِّ مَا يَتَعَوَّدُ

والمِقْرعَة: خَشَبَة تضرب بهَا البغال وَالْحمير. وَقيل: كل مَا قُرِع بِهِ: مِقْرَعَة.

والقِراع، والمقارَعة: مُضَارَبَة الْقَوْم فِي الْحَرْب. وَقد تقارعوا.

وقريعُك: الَّذِي يقارعك، وَهُوَ قَريع الكتيبة، وقِرِّيعُها: أَي رأسُها، الَّذِي يُقارِع عَنْهَا. قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

وتَبْتَزُّ قِرِّيعَ الكَتيبَةِ خَيْلُنا ... تُطاعِنُ عَن أحسابِكمْ وتضارِبُ

والإقراع: صكُّ الْحمير بَعْضهَا بَعْضًا بحوافرها، قَالَ رؤبة:

حراًّ مِن الخَرْدَلِ مَكرُوهَ النَّشَقْ

أَو مُقْرَعٌ من رَكضِها دامي الزَّنَقْ

والمِقْراع: السَّاقور.

وَالْقَارِعَة: من شَدَائِد الدَّهْر. قَالَ رؤبة:

وخافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّه

قَالَ يَعْقُوب: القارِعة هُنَا: كل هنة شَدِيدَة القَرْع. وَهِي الْقِيَامَة أَيْضا. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا أدْرَاكَ مَا القارِعةَ) وَقَوله تَعَالَى: (ولَا يزالُ الَّذِين كَفَرُوا تُصِيبُهم بِمَا صَنَعوا قارِعة) . قيل القارعَة: السَّريَّة. وَقيل: القارِعة: النَّازِلَة الشَّدِيدَة، تنزل بِأَمْر عَظِيم. وَقَوله:

وَلَا رَمَيْتُ على خَصْم بقارِعَةٍ ... إِلَّا مُنِيتُ بخَصْمٍ فُرَّ لي جَذَعا

يَعْنِي حُجَّة. وَكله من القَرْع، الَّذِي هُوَ الضَّرْب.

وقَرِعَ مَاء الْبِئْر قَرَعا: نفد، فقَرَعَ قَعْرَها الدَّلوُ.

وبئر قَروع: قَليلَة المَاء، يَقْرَع قَعْرَها الدَّلْو، لفناء مَائِهَا.

والقَرَّاع: طَائِر يَقرع يَابِس العيدان بمنقاره، فَيدْخل فِيهِ. وَالْجمع قَرَّاعات، وَلم يكسر.

وتُرْس قَرَّاع: صلب. قَالَ الْفَارِسِي: سُمِّيَهُ لِصَبْرِهِ على القَرْع. قَالَ:

ومُجْنَإٍ أسْمَرَ قَرَّاعِ

والقَرَّاع من كل شَيْء: الصُّلب الْأَسْفَل، الضَّيق الْفَم.

وقَرَع الْفَحْل النَّاقة يَقْرَعُها قَرْعا وقِراعا: ضربهَا.

وناقة قَرِيعة: يكثر الْفَحْل ضرابها، ويبطئ لقاحها.

واسْتَقْرَعَتِ الْبَقر: أرادتِ الفحلَ.

وقَرَّعَ الْقَوْم: أقلَقَهم، قَالَ أَوْس بن حجر:

يُقَرِّعُ للرّجالِ إِذا أتَوْهُ ... وللنِّسوَانِ إنْ جِئْنَ السَّلامُ

أَرَادَ: يُقَرِّع الرجالَ، فَزَاد اللَّام، كَقَوْلِه تَعَالَى: (قُلْ عَسَى أَن يكُونَ رَدفَ لكمْ) . وَقد يجوز أَن يُرِيد بيُقَرِّع: يَتَقَرَّع.

والتَّقْريع: التأنيب. وَقيل: هُوَ الإيجاع باللوم.

وَبَات يتَقَرَّع، ويُقَرَّع: يتقلَّب.

والقُرْعَة: السُّهْمَة.

وَقد أقْرَعَ الْقَوْم، وتقارَعوا، وقارَعَ بَينهم. وأقْرَعَ أَعلَى. وقارَعه، فقَرَعه يَقْرَعه: أَي أَصَابَته القُرْعَة دونه.

وَقَول خِدَاش بن زُهَيْر، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا اصْطادوا بَغاثا شَيَّطُوُه ... فكانَ وَفاءَ شاتهم القُرُوُع

فسَّره، فَقَالَ: القُروع: المُقارَعة. وَإِنَّمَا وصف لؤمهم. يَقُول: إِنَّمَا يتقارَعون على البغاث، لَا على الجزر، كَقَوْلِه:

فَمَا يَذبحون الشاةَ إِلَّا بمَيْسِرٍ ... طَويلا تَناجيَها، صِغاراً قُدُوُرها

وَلَا ادري: مَا هَذَا الَّذِي قَالَه ابْن الْأَعرَابِي فِي هَذَا الْبَيْت؟ وَكَذَلِكَ لَا أعرف كَيفَ يكون القُرُوع المقارَعَة؟ إِلَّا أَن يكون على حذف الزَّائِد. قَالَ: ويروي شاتهم القَروعِ. وَفَسرهُ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: كَانَ البغاث وَفَاء من شاتهم الَّتِي يتقارَعون عَلَيْهَا، لِأَنَّهُ لَا قدرَة لَهُم أَن يتقارَعُوا على جزر، فَيكون أَيْضا كَقَوْلِه: " فَمَا يَذْبحون إِلَّا بمَيسِر ".

قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي: أَن هَذَا اصحُّ، لقُوَّة الْمَعْنى بذلك، وَقَالَ أَيْضا: فَإِنَّهُ يسلم بذلك من الإقواء، لِأَن القافية مجرورة، وَقبل هَذَا الْبَيْت:

لعَمْرُ أبيكَ لَا الحَبْلُ المُوَطَّا ... أمامَ القَوْمِ للرخَمِ الوُقُوعِ

أحَقُّ بكمْ وأجْدَرُ أنْ تَصِيدُوا ... مِنَ الفُرْسانِ تَرفُلُ فِي الدُّرُوعِ

واقترَعَ الشَّيْء: اخْتَارَهُ. وأقْرَعُوه خيارَ مَالهم ونهبهم: أَعْطوهُ إِيَّاه.

والقَرِيعَة، والقُرْعة: خِيَار المَال.

والقَرِيع: الْفَحْل، وَهُوَ من ذَلِك. وَقيل: سمي قَرِيعا، لِأَنَّهُ يَقْرَع النَّاقة. قَالَ الفرزدق:

وجاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قبلَ إفاِلها ... يَزفُّ، وَجَاءَت خلفَه وهْيَ زُفَّفُ

وَجمعه: أقْرِعَةٌ.

والمَقْروع: كالقَريع الَّذِي هُوَ الْمُخْتَار، أنْشد يَعْقُوب:

ولمَّا يزل يسْتَسْمعُ العامَ حولَهُ ... نَدَي صَوْتِ مَقْرُوعٍ عَن العَدْوِ عازِبِ إِلَّا أَنِّي لَا اعرف للمَقْروع فعلا ثَانِيًا بِغَيْر زِيَادَة، اعني لَا اعرف قَرَعته: إِذا اخترته.

واستقرعه جملا، فأقْرَعَه إِيَّاه: أَي أعطَاهُ إِيَّاه، ليضْرب أينقه.

وقَرِعَ قَرَعا فَهُوَ قَرِع: ارتدع عَن الشَّيْء.

والقَريع: الجبان، عَن كرَاع. قَالَ الْفَارِسِي: قَرَع الشَّيْء قَرْعا: سكنه.

وقَرَّع الْخمر: سكَّن حدتها. قَالَ الْحَارِث ابْن حلزة:

ومُدَامَةٍ قَرَّعْتُها بمُدامةٍ ... وظِباءِ مَحْنِيَةٍ ذَعَرْتُ بسَمْحَجِ

وقَرَعَه: صَرَفه.

وقوارع القُرآن: مِنْهُ. يَعْنِي مثل آيَة الْكُرْسِيّ وَيَاسِين، لِأَنَّهَا تصرف الفَزَع عَمَّن قَرَأَهَا.

وأقْرَع الْفرس: كَبَحَه باللجام. وأقْرَعَ إِلَى الْحق: رَجَعَ.

وقَرَعَه بالحقّ: رَمَاه بِهِ.

وقَرِعَ بِالْمَكَانِ: خلا. وقَرِع مراحه قَرَعا، فَهُوَ قَرِع: هَلَكت مَاشِيَته، فَخَلا. قَالَ ابْن أذينة:

إِذا آداكَ مالُكَ فامْتَهِنْهُ ... لجادِيه وإنْ قَرِعَ المُرَاحُ

ويروى: صَفِر المُرَاحُ. آداك: أعانَك. وَمن كَلَامهم: " نَعُوذ بِاللَّه من قَرَع الفناء، وصفر الْإِنَاء ". وَقيل: قَرَع الفناء: خلاء الديار من سكَّانها، وَانْقِطَاع الغاشية عَنْهَا. والمعنيان مقتربان، أَو مقترنان. حكى الْأَخِيرَة الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والقُرْعة: سمة خُفْيَة على وسط انف الْبَعِير وَالشَّاة.

وقارِعة الدَّار: ساحتها.

والقَريعة: عَمُود الْبَيْت الَّذِي يعمد بالزِّرّ والزِّرُّ أَسْفَل الرمانة. وَقد قَرَّعه بِهِ. وقَرِيعة الْبَيْت: خير مَوضِع فِيهِ، إِن كَانَ فِي حر فخيار ظله، وَإِن كَانَ فِي قُرٍّ فخيار كنِّه. وَقيل: قَريعتُه: سقفه. وقَرَعَ فِي سقائه: جمع، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والمِقْرَع: السقاء يجبي فِيهِ السّمن، أَي يجمع. والقَرْع: حمل اليقطين. الْوَاحِدَة: قَرْعة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ القَرَع. واحدتها: قَرَعة، فحرك ثَانِيهَا.

والمَقْرَعَة: منبته، كالمطبخة، والمقثأة.

والقَرْعاء، بِالْمدِّ والأقرع: موضعان. قَالَ الرَّاعِي:

لَما بينَ نَقْبٍ والحَبِيسِ وأقْرَعا

والأَقرعان: الْأَقْرَع بن حَابِس، وَأَخُوهُ مرْثَد. والأقارِعة والأقارِع: آلهما، على نَحْو المهالبة والمهالب. والأقرع: هُوَ الأشم بن معَاذ بن سِنَان، سمي بذلك لبيت قَالَه، يهجوه مُعَاوِيَة بن قُشَيْر:

مُعاوِيَ مَنْ يَرْقِيكُمُ إنْ أصَابكمْ ... شَبا حَيَّةٍ مِمَّا غَذا القفرُ أقْرَعِ

ومَقْروع، ومقُارِع، وقُرَيْع: أَسمَاء. وَبَنُو قُرَيْع: بطن من الْعَرَب.

قرع: القَرَعُ: قَرَعُ الرأْس وهو أَن يَصْلَعَ فلا يبقى على رأْسه شعر،

وقيل: هو ذَهابُ الشعر من داءٍ؛ قَرِعَ قَرَعاً وهو أَقْرَعُ وامرأَة

قَرْعاءُ. والقَرَعةُ: موضع القَرَعِ من الرأْسِ، والقوم قُرْعٌ وقُرْعانٌ.

وقَرِعَتِ النَّعامةُ قَرَعاً: سقَط ريشُ رأْسها من الكِبَرِ، والصِّفةُ

كالصِّفةِ؛ والحَيّةُ الأَقرع إِنما يَتَمَعَّطُ شعر رأْسه، زعموا لجمعه

السمّ فيه. يقال: شُجاعٌ أَقْرَعُ. وفي الحديث: يَجِيءُ كَنْزُ أَحدِكم

يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِيبَتانِ؛ الأَقْرَعُ: الذي لا شعر

له على رأْسه، يريد حية قد تمعَّط جلد رأْسه لكثرة سمه وطُولِ عُمُره،

وقيل: سمي أَقرع لأَنه يَقْرِي السم ويجمعه في رأْسه حتى تتمعط منه فَرْوةُ

رأْسه؛ قال ذو الرمة يصف حية:

قَرَى السَّمَّ، حتى انْمازَ فَرْوةُ رأْسِه

عن العَظْمِ، صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُهْ

والتَّقْرِيعُ: قَصُّ الشعَر؛ عن كراع. والقَرَعُ: بَثْرٌ أَبيض يخرج

بالفُصْلانِ وحَشْوِ الإِبل يُسْقِطُ وَبَرها، وفي التهذيب: يخرج في أَعْناق

الفُصْلان وقوائمها. وفي المثلِ: أَحَرُّ من القَرَعِ. وقد قَرِع

الفَصِيلُ، فهو قَرِعٌ، والجمع قَرْعى. وفي المثل: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى

القَرْعَى أَي سَمِنَتْ؛ يضرب مثلاً لمن تعدّى طَوْرَه وادّعى ما ليس له.

ودواءُ القَرَع المِلْح وجُبابُ أَلبانِ الإِبل، فإِذا لم يجدوا مِلْحاً

نَتَفُوا أَوباره ونَضَحُوا جلده بالماء ثم جرّوه على السَّبَخةِ. وتَقَرَّعَ

جلده: تَقَوَّبَ عن القَرَعِ. وقُرِّعَ الفَصِيلُ تقريعاً: فُعِلَ به ما

يُفْعَلُ به إِذا لم يوجد الملح؛ قال أَوس بن حجر يذكر الخيل:

لَدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغادِرْنَ دارِعاً،

يُجَرُّ كما جُرَّ الفَصِيلُ المُقَرَّعُ

وهذا على السلب لأَنه يُنْزَعُ قَرَعُه بذلك كما يقال: قَذَّيْتُ العينَ

نزعت قذاها، وقَرَّدْت البعير. ومنه المثل: هو أَحرّ من القَرَع، وربما

قالوا: هو أَحرّ من القرْع، بالتسكين، يعنون به قَرْعَ المِيسَمِ وهو

المِكْواةُ؛ قال الشاعر:

كأَنَّ على كَبِدِي قَرْعةً،

حِذاراً مِنَ البَيْنِ، ما تَبْرُدُ

والعامة تقوله كذلك بتسكين الراء، تريد به القَرْعَ الذي يؤكل، وإِنما

هو بتحريكها. والفَصِيلُ قَرِيعٌ والجمع قَرْعى، مثل مَرِيضٍ ومَرْضَى.

والقَرَعُ: الجَرَبُ؛ عن ابن الأَعرابي، أَراه يعني جرب الإِبل. وقَرَّعَتِ

الحَلُوبةُ رأْسَ فَصِيلها إِذا كانت كثيرة اللبن، فإِذا رَضِعَ الفصيلُ

خِلْفاً قَطَرَ اللبَنُ من الخِلفِ الآخرِ على رأْسه فَقَرَعَ رأْسَه؛

قال لبيد:

لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ مِنْ رُؤُوسِه،

لها فَوْقَه مِمَّا تَحَلَّبَ واشِلُ

سَمَّى الإِفالَ حَجلاً تشبيهاً بها لصغرها؛ وقال الجعدي:

لها حَجَلٌ قُرْعُ الرُؤُوسِ تَحَلَّبَتْ

على هامِها، بالصَّيْفِ، حتى تَمَوَّرا

وقَرِعَتْ كُرُوشُ الإِبل إِذا انْجَرَدَتْ في الحرّ حتى لا تَسْقِ

(*

قوله «لا تسق» كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله لا تستبقي الماء أو ما في

معناه.) الماءَ فيكثر عَرَقُها وتَضْعُفَ بذلك. والقَرَعُ: قَرَعُ

الكَرِش، وهو أَن يذهب زئبره ويَرِِقَّ من شدَّة الحر. واسْتَقْرَعَ الكَرِش

إِذا استَوْكَعَ. والأَكْراشُ يقال لها القُرْعُ إِذا ذهب خَمَلُها. وفي

الحديث: أَنه لما أَتى على محسِّرٍ قَرَعَ راحلته أَي ضرَبها بِسوْطِه.

وقَرَعَ الشيءَ يَقْرَعُهُ قَرْعاً: ضربه. الأَصمعي: يقال العَصا قُرِعَتْ

لِذِي الحِلْمِ أَي إِذا نُبِّه انْتَبَه؛ ومعنى قول الحرث بن وعْلةَ

الذُّهْليّ:

وزَعَمْتُمُ أَنْ لاحُلُومَ لنا،

إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ

قال ثعلب: المعنى أَنكم زعمتم أَنَّا قد أَخطأْنا فقد أَخطأَ العلماءُ

قبلنا، وقيل: معنى ذلك أَي أَنَّ الحليم إِذا نبه انتبه، وأَصله أَنَّ

حَكَماً من حُكَّام العرب عاش حتى أُهْتِرَ فقال لابنته: إِذا أَنكَرْتِ من

فَهْمِي شيئاً عند الحُكْمِ فاقْرَعِي لي المِجَنَّ بالعصا لأَرتدع، وهذا

الحكم هو عَمْرو بن حُمَمةَ الدَّوْسِيّ قضَى بين العرب ثلثمائة سنة،

فلما كَبِرَ أَلزموه السابع من ولده يقرع العصا إِذا غَلِطَ في حكومته؛ قال

المتلمس:

لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليَوْمِ ما تُقْرَعُ العَصا،

وما عُلِّمَ الإِنسانُ إِلاَّ ليَعْلَما

ابن الأَعرابي: وقول الشاعر:

قَرَعْت ظَنابِيبَ الهَوَى، يومَ عاقِلٍ،

ويومَ اللِّوَى حتى قَشَرْت الهَوَى قَشْرا

أَي أَذَلَلْته كما تقرَع ظُنْبُوبَ بعيرك لِيَتَنَوَّخَ لك فتركبه. وفي

حديث عمار قال: قال عمر بن أَسَدِ بن عبد العُزَّى حين قيل له محمد يخطب

خديجة قال: نِعْمَ البُضْعُ

(* قوله« البضع» هو الكفء كما في النهاية

وبهامشها هو عقد النكاح على تقدير مضاف أي صاحب البضع.) لا يُقْرَعُ أَنفه؛

وفي حديث آخر: قال ورقة بن نوفل: هو الفحل لا يُقْرَعُ أَنفه أَي أَنه كفءٌ

كريم لا يُرَدُّ، وقد ذكر في ترجمة قدع أَيضاً، وقوله لا يقرع أَنفه كان

الرجل يأْتي بناقة كريمة إِلى رجل له فحل يسأَله أَن يُطْرِقَها فحلَه،

فإِن أَخرج إِليه فحلاً ليس بكريم قَرَعَ أَنفه وقال لا أُريده.

والمُقْرَعُ: الفحْلُ يُعْقَلُ فلا يُتْرَكُ أَن يضرب الإِبل رغبة عنه، وقَرَعْتُ

البابَ أَقْرَعُه قَرْعاً. وقَرَعَ الدابَّةَ وأَقرَع الدابة بلجامها

يَقْرَعُ: كفَّها به وكبَحَها؛ قال سُحَيْمُ بن وَثِيلٍ الرِّياحِي:

إِذا البَغْلُ لم يُقْرَعْ له بلِجامِه،

عَدا طَوْرَه في كلِّ ما يَتَعَوَّدُ

وقال رؤْبة:

أَقْرَعَه عَنِّي لِجامٌ يُلْجِمُه

وقَرَعْت رأْسه بالعَصا قَرْعاً مثل فَرَعْتُ، وقَرَعَ فلان سنَّه

نَدَماً؛ وأَنشد أَبو نصر:

ولو أَني أَطَعْتُكَ في أُمُورٍ،

قَرَعْتُ نَدامةً مِنْ ذاكَ سِنِّي

وأَنشد بعضهم لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه:

مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ

ليَ النِّصْفُ منها، يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ

وكان زِنْباعُ بن رَوْحٍ في الجاهلية ينزل مَشارفَ الشام، وكان يَعْشُرُ

من مَرَّ به، فخرج عمر في تجارة إِلى الشام ومعه ذَهَبةٌ جعلها في دَبِيلٍ

وأَلقَمَها شارِفاً له، فنظر إِليها زِنْباعٌ تَذْرِفُ عيناها فقال: إِن

لها لَشَأْناً، فنحرها ووجَد الذهبَةَ فَعَشَرَها، فحينئذ قال عمر، رضي

الله عنه، هذا البيت. وقَرَعَ الشاربُ بالإِناء جبهتَه إِذا اشتفَّ ما فيه

يعني أَنه شرب جميع ما فيه؛ وأَنشد:

كأَنَّ الشُّهْبَ في الآذانِ منها،

إِذا قَرَعُوا بِحافَتِها الجَبِينا

وفي حديث عمر: أَنه أَخذ قَدَحَ سويق فشربه حتى قَرَعَ القَدَحُ جبينَه

أَي ضرَبه، يعني شرب جميع ما فيه؛ وقال ابن مقبل يصف الخمر:

تَمَزَّزْتُها صِرفاً، وقارَعْتُ دَنَّها

بعُودِ أَراكٍ هَدَّه فَتَرَنَّما

قارَعْتُ دَنَّها أي نزَفْتُ ما فيه حتى قَرِعَ، فإِذا ضُرِبَ الدَّنُ

بعد فَراغِه بعود تَرَنَّمَ.

والمِقْرعةُ: خشبة تُضْرَبُ بها البغالُ والحمير، وقيل: كلُّ ما قُرِعَ

به فهو مِقْرعةٌ. الأَزهريُّ: المِقْرعةُ: التي تضرب بها الدابة،

والمِقْراعُ كالفأْس يكسر بها الحجارة؛ قال يصف ذئباً:

يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذالم يَسْمَعِ،

بِمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ

(* قوله« يستمخر إلخ» أنشده في مادة مخر: لم أسمع بدل لم يسمع .)

والقِراعُ والمُقارَعةُ: المُضاربةُ بالسيوف، وقيل: مضاربة القوم في

الحرب، وقد تَقارعُوا. وقَرِيعُك: الذي يُقارِعُك. وفي حديث عبد الملك وذكر

سيف الزبير:

بِهِنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكَتائِبِ

أَي قتال الجيوش ومحاربتها.

والإِقْراعُ: صَكُّ الحَمِيرِ بعضُها بعضاً بحَوافِرِها؛ قال رؤبة:

حَرًّا منَ الخَرْدلِ مَكْرُوهِ النَّشَقْ،

أَو مُقْرَعِ مِن رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ

والمِقْراعُ: الساقُورُ. والأَقارِعُ: الشِّدادُ؛ عن أَبي نصر.

والقارِعةُ من شدائدِ الدهْرِ وهي الداهِيةُ؛ قال رؤبة:

وخافَ صَدْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ

قال يعقوب: القارِعةُ هنا كل هَنةٍ شديدةِ القَرْعِ، وهي القيامة

أَيضاً؛ قال الفراء: وفي التنزيل: وما أَدراك ما القارعةُ؛ وقوله:

ولا رَمَيْتُ على خَصْمٍ بقارِعةٍ،

إِلاَّ مُنِيتُ بِخَصْمٍ فُرَّ لي جَذَعا

يعني حُجّة، وكله من القَرْع الذي هو الضرْبُ. وقوله تعالى: ولا يزال

كفروا تصيبهم بما صنعوا قارِعةٌ؛ قيل في التفسير: سَرِيّةٌ من سَرايا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، ومعنى القارعة في اللغة النازلةُ الشديدة تنزل

عليهم بأَمر عظيم، ولذلك قيل ليوم القيامة القارعة. ويقال: قَرَعَتْهم

قَوارعُ الدهْرِ أَي أَصابتهم، ونعوذ بالله من قَوارِعِ فلان ولواذِعِه

وقَوارِصِ لسانه. وفي حديث أَبي أُمامة: من لم يَغْز أَو يُجَهِّزْ غازِياً

أَصابه الله بقارعةٍ أَي بداهيةٍ تُهْلِكُه. يقال: قَرَعَه أَمرٌ إِذا

أَتاه فَجْأَةً، وجمعها قَوارِعُ. الأَصمعي: يقال أَصابته قارعة يعني أَمراً

عظيماً يَقْرَعُه. ويقال: أَنزل الله به قَرْعاءَ وقارعةً ومُقْرِعةً،

وأَنزل الله به بَيْضاء ومُبَيِّضةً؛ هي المصيبة التي لا تدَعُ مالاً ولا

غيره. وفي الحديث: أُقسم لَتَقْرَعَنّ بها أَبا هريرة أَي لَتَفْجَأنَّه

بذكرها كالصّكّ له والضربْ.

وقَرِعَ ماءُ البئرِ: نَفِدَ فَقَرَعَ قَعْرَها الدَّلْوُ. وبئر

قَرُوعٌ: قليلة الماء يَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ لفَناءِ مائِها. والقَرُوعُ

من الرَّكايا: التي تحفر في الجبل من أَعلاها إِلى أَسفلها. وأَقْرَعَ

الغائصُ والمائِحُ إِذا انتهى إِلى الأَرض.

والقَرَّاعُ: طائر له مِنْقارٌ غليظ أَعْقَفُ يأْتي العُود اليابس فلا

يزال يَقْرَعُه حتى يدخل فيه، والجمع قَرّاعاتٌ، ولم يكسّر. والقَرّاعُ:

الصُّلْبُ الشديد. وتُرْسٌ أَقْرَعُ وقَرّاعٌ: صُلْبٌ شديد؛ قال الفارسي:

سمي به لصبره على القَرْعِ؛ قال أَبو قَيْسِ بن الأَسْلتِ:

صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّه،

ومُجْناءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ

وقال الآخر:

فلما فَنى ما في الكَنائِنِ ضارَبُوا

إِلى القُرعِ من جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ

أَي ضربوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لَمّا فَنِيَتْ سِهامُهم، وفَنى

بمعنى فَنِيَ في لغات طيِّءٍ. والقَرّاعُ: التُّرْسُ. والقَرَّاعانِ: السيفُ

والحَجَفةُ؛ هذه من أَمالي ابن بري. والقَرّاعُ من كل شيء: الصُّلْبُ

الأَسفلِ الضَّيِّقُ الفم. واسْتَقْرَعَ حافِرُ الدابّة إِذا اشتد.

والقِراعُ: الضِّرابُ. وقَرَعَ الفحلُ الناقةَ والثورُ يَقْرَعُها

قَرْعاً وقِراعاً: ضربها. وناقة قَرِيعةٌ: يُكْثر الفحلُ ضِرابها ويُبْطِئ

لَقاحُها. ويقال: إِنَّ ناقتك لقَرِيعةٌ أَي مُؤَخَّرةُ الضَّبَعةِ.

واسْتَقْرَعَت الناقةُ: اشتهت الضِّرابَ. الأَصمعي: إِذا أَسْرَعَتِ الناقةُ

اللَّقَحَ فهي مِقْراعٌ؛ وأَنشد:

تَرى كلَّ مِقْراعٍ سَرِيعٍ لَقاحُها،

تُسِرُّ لَقاحَ الفحْلِ ساعةَ تُقْرَعُ

وفي حديث هشام يصف ناقة: إِنها لَمِقْراعٌ؛ هي التي تَلْقَحُ في أَوَّل

قَرْعةٍ يَقْرَعُها الفحلُ. وفي حديث علقمة: أَنه كان يُقَرِّعُ غَنَمه

ويَحْلُِبُ ويَعْلِفُ أَي يُنْزِي الفُحولَ عليها؛ هكذا ذكره الزمخشري

والهروي، وقال أَبو موسى: هو بالفاء، وقال: هو من هفوات الهروي. واسْتَقْرَعَتِ

البقرُ: أَرادت الفحل. الأُمَوِيُّ: يقال للضأْن اسْتَوْبَلَتْ،

وللمِعْزى اسْتَدَرَّتْ، وللبقرة استقرعت، وللكلبة اسْتَحْرَمَتْ. وقَرَعَ

التيْسُ العَنْزَ إِذا قَفَطها. وقرَّعَ القومَ: أَقْلَقَهم؛ قال أَوس بن حجر

أَنشده الفراء:

يُقَرِّعُ للرّجالِ، إِذا أَتَوْه،

وللنِّسْوانِ، إِنْ جِئْنَ، السَّلامُ

أَراد يُقَرِّعُ الرجالَ فزادَ اللام كقوله تعالى: قل عسَى أَن يكون

رَدِفَ لكم؛ وقد يجوزأَن يريد بيُقَرِّع يَتَقَرَّعُ. والتقْرِيعُ:

التأْنِيبُ والتعْنِيف. وقيل: هو الإِيجاعُ باللَّوْمِ. وقَرَّعْتُ الرجلَ إِذا

وَبَّخْتَه وعَذلْتَه، ومرجعه إِلى ما أَنشده الفراء لأَوس بن حجر. ويقال:

قَرَّعَني فلان بلَوْمِه فما ارْتَقَعْتُ به أَي لم أَكْتَرِثْ به. وبات

بَتَقَرَّعُ ويُقَرِّعُ: يَتَقَلَّبُ، وبِتُّ أَتَقَرَّعُ.

والقُرْعةُ: السُّهْمةُ. والمُقارَعةُ: المُساهَمةُ. وقد اقْتَرَعَ

القومُ وتقارَعوا وقارَع بينهم، وأَقْرَعَ أَعْلى، وأَقْرَعْتُ بين الشركاء في

شيء يقتسمونه. ويقال: كانت له القُرْعةُ إِذا قرَع أَصحابه. وقارَعه

فقرَعَه يَقْرَعُه أَي أَصابته القُرْعةُ دونه. وروي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم: أَنه رُفِعَ إِليه أَنَّ رجلاً أَعتق ستة مَمالِيكَ له عند مَوته

لا مال له غيرُهم، فأَقْرَعَ بينهم وأَعْتَق اثنين وأَرَقَّ أَربعة؛

وقول خِداشِ بن زُهَيْر أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا اصْطادُوا بُغاثاً شَيَّطُوه،

فكانَ وفاءَ شاتِهِم القُرُوعُ

فسره فقال: القُرُوعُ المُقارعَةُ، وإِنما وصف لُؤْمَهم، يقول: إِنما

يتَقارَعُون على البغاثِ لا على الجُزُرِ كقوله:

فما يَذْبَحُونَ الشاةَ إِلاّ بمَيْسِرٍ،

طويلاً تَناجِيها صِغاراً قُدُورُها

قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا الذي قاله ابن الأَعرابي في هذا البيت،

وكذلك لا أَعرف كيف يكون القُرُوعُ المُقارَعةَ إِلا أَن يكون على حذف

الزائد، قال: ويروى شاتِهم القَرُوعِ، وفسره فقال: معناه كان البُغاثُ وفاءً

من شاتهم التي يتَقارَعون عليها لأَنه لا قدرة لهم أَن يتقارعوا على

جُزُرٍ، فيكون أَيضاً كقوله:

فما يذبحون الشاة إِلا بميسر

قال: والذي عندي أَن هذا أَصح لقوَّة المعنى بذلك، قال: وأَيضاً فإِنه

يسلم بذلك من الإِقْواءِ لأَن القافية مجرورة؛ وقبل هذا البيت:

لَعَمْرُ أَبيك، لَلْخَيْلُ المُوَطّى

أُمامَ القَوْمِ للرَّخَمِ الوُقوعِ،

أَحَقُّ بكم، وأَجْدَرُ أَن تَصِيدُوا

مِنَ الفُرْسانِ تَرْفُلُ في الدُّروعِ

ابن الأَعرابي: القَرَعُ والسَّبَقُ والخَطَرُ الذي يُسْبَقُ عليه.

والاقْتِراعُ: الاختيارُ. يقال: اقتُرِعَ فلان أَي اخْتِيرَ.

والقَرِيعُ: الخيارُ؛ عن كراع. واقتَرَعَ الشيءَ: اختارَه. وأَقْرَعوه خِيارَ

مالهِم ونَهْبِهم: أَعْطَوه إِياه، وذكر في الصحاح: أَقْرَعَه أَعْطاه خيرَ

مالِه. والقَريعةُ والقُرْعةُ: خيارُ المالِ. وقَرِيعةُ الإِبل: كريمتها.

وقُرْعةُ كل شيء: خياره. أَبو عمرو: يقال قَرَعْناكَ واقْتَرَعْناكَ

وقْرَحْناكَ واقْتَرَحْناكَ ومَخَرْناكَ وامْتَخَرْناك وانتَضَلْناك أَي

اخترناك. وفي الحديث: أَنه ركب حِمارَ سعدِ ابن عُبادةَ وكان قَطوفاً فردّه وهو

هِمْلاجٌ قَرِيعٌ ما يُسايَرُ أَي فارِهٌ مختارٌ؛ قال ابن الأَثير: قال

الزمخشري ولو روي فريغٌ، بالفاء الموحدة والغين المعجمة، لكان مُطابقاً

لفراغٍ، وهو الواسع المشي، قال: ولا آمَنُ أَن يكون تصحيفاً. والقَرِيعُ:

الفحل، سمي بذلك لأَنه مُقْتَرَعٌ من الإِبل أَي مختارٌ. قال الأَزهري:

والقريع الفحل الذي تَصَوَّى للضِّراب. والقَرِيعُ من لإِبل: الذي يأْخذ

بِذِراعِ الناقة فيُنيخُها، وقيل: سمي قَريعاً لأَنه يَقْرَعُ الناقة؛ قال

الفرزدق:

وجاءَ قَرِيعُ الشوْلِ قَبْلَ إِفالِها

يَزِفُّ، وجاءتْ خَلْفَه، وهْي زُفَّفُ

وقال ذو الرمة:

وقد لاحَ للسّارِي سُهَيْلٌ، كأَنّه

قَرِيعُ هِجانٍ عارَضَ الشوْلَ جافِرُ

ويروى:

وقد عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ

وجمعه أَقْرِعة. والمَقْروعُ: كالقَريع الذي هو المختار للفِحْلةِ؛

أَنشد يعقوب:

ولَمَّا يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ العامَ حوْلَه

نَدى صَوْتِ مَقْروعٍ عن العَدْوِ عازِبِ

قال ابن سيده: إِلاَّ أَني لا أَعرف للمقروع فِعْلاً ثانياً بغير زيادة،

أَعني لا أَعرف قَرَعَه إِذا اختارَه.

والقِراعُ: أَن يأُخُذَ الرجلُ الناقةَ الصعْبة فيُرَيِّضَها للفحل

فيَبْسُرها. ويقال: قَرَّعْ لجملك

(* قوله« فيريضها» هو في الأصل بياء تحتية

بعد الراء وفي القاموس بموحدة. وقوله «قرع لجملك» قال شارح القاموس: نقله

الصاغاني هكذا.)

والمَقْروعُ السيِّدُ. والقَريعُ: السيدُ. يقال: فلان قريعُ دَهْرِه

وفلان قريعُ الكَتِيبةِ وقِرِّيعُها أَي رئيسها. وفي حديث مسروق: إِنكَ

قَرِيعُ القُرّاء أَي رئيسهم. والقريعُ: المختارُ. والقريع: المَغْلوب.

والقَريعُ: الغالب. واسْتَقْرَعَه جملاً وأَقْرعَه إِياه أَي أَعطاه إِياه

ليضرب أَيْنُقَه. وقولهم أَلْفٌ أَقْرَعُ أَي تامّ. يقال: سُقْتُ إِليك

أَلفاً أَقرَعَ من الخيل وغيرها أَي تامّاً، وهو نعت لكل أَلفٍ، كما أَنَّ

هُنَيْدة اسم لكل مائة؛ قال الشاعر:

قَتَلْنا، لَوَ نَّ القَتْل يشْفي صُدورَنا،

بِتَدْمُرَ، أَلْفاً مِنْ قُضاعةَ أَقْرَعا

وقال الشاعر:

ولو طَلَبُوني بالعَقوقِ، أَتيتُهم

بأَلفٍ، أُؤَدِّيه إِلى القَوْمِ، أَقْرَعا

وقِدْحٌ أَقْرَعُ: وهو الذي حُكَّ بالحصى حتى بدت سَفاسِقُه أَي

طرائِقُه. وعُود أَقْرَعُ إِذا قُرِعَ من لِحائِه. وقَرِعَ قَرَعاً، فهو قَرِعٌ:

ارتدع عن الشيء. والقَرَعُ: مصدر قولك قَرِعَ الرجلُ، فهو قَرِعٌ إِذا

كان يقبل المَشورةَ ويَرْتَدِعُ إِذا رُدِعَ. وفلان لا يُقْرَعَ إِقْراعاً

إِذا كان لا يقْبَل المَشْوَرةَ والنصيحة. وفلان لا يَقْرَعُ أَي لا

يرتدع، فإِن كان يرتدع قيل رجل قَرِعٌ. ويقال: أَقْرَعْتُه أَي كففته؛ قال

رؤبة:

دَعْني، فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ

صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه، وبَهْزي

أَبو سعيد: فلان مُقْرِعٌ ومُقْرِنٌ له أَي مُطيقٌ، وأَنشد بيت رؤبة

هذا، وقد يكون الإِقْراعُ كفّاً ويكون إِطاقة. ابن الأَعرابي: أَقْرَعْتُه

وأَقْرَعتُ له وأَقدَعْتُه وقدَعْتُه وأَوزَعْتُه ووزَعْتُه وزُعْتُه إِذا

كففتَه. وأَقرَعَ الرجلُ على صاحبه وانقَرَعَ إِذا كَفَّ. قال الفارسي:

قَرَعَ الشيءَ قَرْعاً سَكَّنَه، وقَرَعَه صرَفه. وقَوارِعُ القرآنِ منه:

الآياتُ التي يقرؤُها إِذا فَزِعَ من الجن والإِنس فَيَأْمن، مثل آية

الكرسي وآيات آخر سورة البقرة وياسينَ لأَنها تصرف الفَزعَ عمن قرأَها

كأَنها تَقْرَعُ الشيطانَ. وأَقرَع الفَرسَ: كبَحَه. وأَقرَعَ إِلى الحق

إِقراعاً: رجع إِليه وذَلّ. يقال: أَقرَعَ لي فلان؛ وأَنشد لرؤبة:

دَعْني، فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ

صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه، وبَهْزي

أَي يُصْرَفُ صَكِّي إِليه ويُراضُ له ويَذِلُّ. وقرَعَه بالحق:

اسْتَبْدَلَه

(* هكذا في الأصل، وربما هي محرفة عن استقبله. وفي اساس البلاغة:

رماه.) وقَرِعَ المكانُ: خَلا ولم يكن له غاشيةٌ يَغْشَوْنَه. وقَرِعَ

مَأْوى المال ومُراحُه من المال قَرَعاً، فهو قَرِعٌ: هلكَت ماشيته فخلا؛ قال

ابن أُذينة:

إِذا آداكَ مالُك فامْتَهِنْه

لِجادِيهِ، وإِنْ قَرِعَ المُراحُ

ويروى: صَفِرَ المُراحُ. آداكَ: أَعانك؛ وقال الهذلي:

وخَوَّالٍ لِمَوْلاهُ إِذا ما

أَتاهُ عائِلاً، قَرِعَ المُراحُ

ابن السكيت: قَرَّعَ الرجلُ مكانَ يدِه من المائدةِ تَقْريعاً إِذا ترَك

مكانَ يده من المائدة فارغاً. ومن كلامهم: نعوذ بالله من قَرَعِ

الفِناءِ وصَفَرِ الإِناء أَي خُلُوِّ الديار من سُكانها والآنيةِ من

مُسْتَوْدعاتها. وقال ثعلب: نعوذ بالله من قَرْعِ الفِناء، بالتسكين، على غير قياس.

وفي الحديث عن عمر، رضي الله عنه: قَرِعَ حَجُّكم أَي خلت أَيام الحج. وفي

الحديث: قَرِعَ أَهلُ المسجد حين أُصِيبَ أَصحاب النَّهر

(* قوله

«النهر» كذا بالأصل وبالنهاية أيضاً، وبهامش الأصل: صوابه النهروان.) أَي قَلّ

أَهلُه كما يَقْرَعُ الرأْسُ إِذا قل شعره، تشبيهاً بالقَرعةِ، أَو هو من

قولهم قَرِعَ المُراحُ إِذا لم تكن فيه إِبل.

والقُرْعةُ: سِمةٌ على أَيْبَس الساقِ، وهي وَكزةٌ بطرَف المِيسَمِ،

وربما قُرِعَ منه قَرْعةً أَو قرْعَتين، وبعير مَقْروعٌ وإِبل مُقَرَّعةٌ؛

وقيل: القُرْعةُ سِمةٌ خَفِيَّةٌ على وسط أَنف البعير والشاة.

وقارِعةُ الدارِ: ساحَتُها. وقارِعةُ الطريقِ: أَعلاه. وفي الحديث: نَهى

عن الصلاةِ على قارعةِ الطريق؛ هي وسطه، وقيل أَعلاه، والمراد به ههنا

نفس الطريق ووجهه. وفي الحديث: لا تُحْدِثُوا في القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى

الخافِينَ؛ القَرَعُ، بالتحريك: هو أَن يكون في الأَرض ذات الكَلإِ مواضع لا

نباتَ فيها كالقَرَعِ في الرأْس، والخافُون: الجنُّ. وقَرْعاءُ الدار:

ساحَتُها.

وأَرض قَرِعةٌ: لا تُنْبِتُ شيئاً. وأَصبحت الرِّياضُ قُرْعاً: قد

جَرَّدَتْها المَواشِي فلم تترك فيها شيئاً من الكلإِ. وفي حديث علي: أَن

أَعرابيّاً سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الصُّلَيْعاءِ والقُرَيْعاءِ؛

القُرَيْعاءُ: أَرض لعنها الله إِذا أَنْبَتَتْ أو زُرِعَ فيها نَبَتَ في

حافَتَيْها ولم ينبت في متنها شيء. ومكان أَقْرَعُ: شديد صُلْبٌ، وجمعه

الأَقارِعُ؛ قال ذو الرمة:

كَسا الأُكْمَ بُهْمَى غَضّةً حَبَشِيّةً

قواماً، ونقعان الظُّهُورِ الأَقارِعِ

وقول الراعي:

رَعَيْنَ الحَمْضَ حَمْضَ خُناصِراتٍ،

بما في القُرْعِ من سَبَلِ الغَوادِي

قيل: أَراد بالقُرْعِ غُدْراناً في صلابة من الأَرض. والقَرِيعةُ:

عَمُودُ البيتِ الذي يُعْمَدُ بالزِّرِّ؛ والزِّرُّ أَسْفَلَ الرُّمّانة وقد

قَرَعَه به. وقَرِيعةُ البيتِ: خيْرُ موضع فيه، إِن كان في حَرٍّ فخِيارُ

ظِلِّه، وإِن كان في قُرٍّ فخِيارُ كِنِّه، وقيل: قَرِيعَتُه سَقْفُه؛ ومنه

قولهم: ما دخلت لفلان قَرِيعةَ بيت قَطّ أَي سَقْفَ بيت.

وأَقْرَعَ في سِقائه: جَمَع؛ عن ابن الأَعرابي. والمِقْرَعُ: السِّقاءُ

يُخْبَأُ فيه السمْن. والقُرْعةُ: الجِرابُ الواسع يلقى فيه الطعام. وقال

أَبو عمرو: القُرْعةُ الجِراب الصغير، وجمعها قُرَعٌ. والمِقْرَعُ:

وِعاءٌ يُجْبَى فيه التمرُ أَي يُجْمَعُ. وتميم تقول: خُفّانِ مُقَرَعانِ أَي

مُثْقَلانِ. وأَقْرَعتُ نَعْلي وخُفِّي إِذا جعلت عليهما رُقْعةً

كَثِيفةً.

والقَرّاعةُ: القَدّاحةُ التي يُقْتَدَحُ بها النارُ.

والقَرْعُ: حمْل اليَقْطِين، الواحدة قَرْعةٌ. وكان النبي، صلى الله

عليه وسلم، يحبّ القَرْعَ، وأَكثر ما تسميه العرب الدُّبَّاء وقلّ من

يسْتعمل القَرْعَ. قال المَعَرِّيُّ: القرع الذي يؤكل فيه لغتان: الإِسكان

والتحريك، والأَصل التحريك؛ وأَنشد:

بِئْسَ إِدامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ،

ثَرِيدةٌ بقَرَعٍ وخَلِّ

وقال أَبو حنيفة: هو القَرَعُ، واحدته قَرَعَةٌ، فحرك ثانيها ولم يذكر

أَبو حنيفة الإِسكان؛ كذا قال ابن بري.

والمَقْرَعةُ: مَنْنِتُه كالمَبْطَخَةِ والمَقْثَأَةِ. يقال: أَرض

مَقْرَعة. والقَرْعُ: حَمْلُ القِثّاء من المَرْعَى.

ويقال: جاء فلان بالسَّوْءةِ القَرْعاءِ والسوءةِ الصَّلْعاءِ أَي

المتكشفة.

ويقال: أَقرَعَ المسافر إِذا دَنا من منزله، وأَقْرَع دارَه آجُرًّا

إِذا فرشها بالآجرّ، وأَقرَعَ الشرُّ إِذا دامَ. ابن الأَعرابي: قَرِعَ فلان

في مِقْرَعِه، وقَلَدَ في مِقْلَدِه، وكَرَص في مِكْرَصِه، وصرَب في

مِصْرَبِه، كله: السِّقاءُ والزِّقُّ. ابن الأَعرابي: قَرِعَ الرجلُ إِذا قُمِرَ

في النِّضالِ، وقَرِعَ إِذا افتقر، وقَرِعَ إِذا اتَّعَظَ.

والقَرْعاء، بالمدّ: موضع. قال الأَزهري: والقرعاء مَنْهَلٌ من مَناهِلِ

طريق مكة بين القادسية والعَقَبةِ والعُذَيْب. والأَقْرعانِ: الأَقرع بن

حابس، وأَخوه مَرْثَدٌ؛ قال الفرزدق:

فإِنَّكَ واجِدٌ دُوني صَعُوداً،

جَراثِيمَ الأُقارِعِ والحُتاتِ

الحُتاتُ: هو بشر بن عامر بن علقمة، والأَقارِعةُ والأَقارِعُ: آلُهُما

على نحو المَهالِبةِ والمَهالِبِ؛ والأَقْرَعُ: هو الأَشيم بن معاذ بن

سِنان، سمي بذلك لبيت قاله يهجو معاوية بن قشير:

مُعاوِيَ مَنْ يَرْقِيكُمُ إِنْ أَصابَكُمْ

شَبا حَيّةٍ، مِمّا عَدا القَفْرَ، أَقْرَع؟

ومقْروعٌ: لقب عبد شمس بن سعد بن زيد مَناةَ بن تميم، وفيه يقول مازِنُ

بن مالك بن عمرو بن تميم في هَيْجُمانةَ بنت العَنْبر بن عمرو بن تميم:

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكِ مَقْرُوعٌ. ومُقارِعٌ وقُرَيْعٌ:

اسمان. وبنو قُرَيْع: بطن من العرب. الجوهري: قُريع أَبو بطن من تميم رهط بني

أَنف الناقة، وهو قُرَيْعُ بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم،

وهو أَبو الأَضبط.

قرع
قَرَعَ البابَ، كَمَنَعَ قَرْعَاً: دَقَّه، وَمِنْه الحديثُ: إنّ المُصَلِّي لَيَقْرَعُ بابَ المَلِكِ، وإنّ من يُدِمْ قَرْعَ البابِ يوشِكُ أَن يُفتَحَ لَهُ. وَفِي المثَل: من قَرَعَ بَابا ولَجَّ، وَلَجَ، أَي دَخَلَ، وَهُوَ معنى الحديثُ الْمَذْكُور، وَفِي وَلَجَ ولَجَّ جِناسٌ، وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
(أَخْلِقْ بِذِي الصَّبرِ أَن يَحْظَى بحاجَتِهِ ... ومُدْمِنِ القَرْعِ للأبْوابِ أَن يَلِجَا)
قَرَعَ رَأْسَه بالعَصا: ضَرَبَه كَفَرَعه، بِالْفَاءِ. قَرَعَ الشاربُ جَبْهَتَه بالإناءِ: إِذا اشْتَفَّ مَا فِيهِ يَعْنِي أنّه شَرِبَ جميعَ مَا فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. وَفِي حديثِ عُمر رَضِيَ الله عَنهُ أنّه أَخَذَ قَدَحَ سَويقٍ، فشرِبَه حَتَّى قَرَعَ القدَحُ جَبينَه. أَي: ضَرَبَه، يَعْنِي شَرِبَ جميعَ مَا فِيهِ، وَقَالَ الشاعرُ:
(كأنَّ الشُّهْبَ فِي الآذانِ مِنْهَا ... إِذا قَرَعوا بحافَتِها الجَبينا)
قَرَعَ الفَحلُ الناقةَ يَقْرَعُها قَرْعَاً وقِراعاً، بالكَسْر، وَكَذَلِكَ قَرَعَ الثورُ البقرةَ يَقْرَعُها قَرْعَاً وقِراعاً، بالكَسْر، أَي ضَرَبَا. والقِراعُ: ضِرابُ الفَحلِ. نَقله الجَوْهَرِيّ. منَ المَجاز: قَرَعَ فلانٌ سِنَّه، إِذا حَرَقَه نَدَمَاً، وأنشدَ أَبُو نَصْرٍ:
(وَلَوْ أنِّي أَطَعْتُك فِي أُمورٍ ... قَرَعْتُ نَدامَةً من ذاكَ سِنِّي)
قلتُ: الشِّعرُ للنابغةِ الذُّبْيانيِّ، ويُروى: أُطيعُكَ ويُنشَدُ لعمرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ الله عَنهُ:
(مَتى أَلْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلدَةٍ ... لِيَ النِّصْفُ مِنْهَا يَقْرَعُ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ) لأنّه عَشَرَ ذَهَبَةً كَانَ أَلْقَمَها شارِفاً لَهُ، وَكَانَ زِنْباعٌ ينزلُ بمَشارِفِ الشامِ فِي الجاهليّة، ويَعْشُرُ من مَرَّ بِهِ، وَيُقَال: إنّه دَخَلَ عَلَيْهِ فِي خِلافَتِه، وَقد كَبِرَ وضَعُفَ، وَمَعَهُ ابنُه رَوْحٌ، فمارَهُما.
وَقَالَ تأبَّطَ شرَّاً:
(لَتَقْرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ مِن نَدَمٍ ... إِذا تذَكَّرْتَ يَوْمَاً بَعْضَ أخلاقي)
المُقارَعة: المُساهَمة، وَيُقَال: قارَعوه ف قَرَعَهم، كَنَصَر: غَلَبَهم بالقُرْعَة أَي أصابَتْه القُرْعَةُ دُونَهم. قَالَ الحارثُ بنُ وَعْلَةَ الذُّهْلِيُّ:
(وزَعَتمو أنْ لَا حَلومَ لنا ... إنّ الْعَصَا قُرِعَتْ لذِي الحِلْمِ)

أَي إنّ الحليمَ إِذا نُبِّهَ انْتبه. كَمَا فِي الصِّحَاح. قلتُ: وَهُوَ قولُ الأَصْمَعِيّ، وَقَالَ ثعلبٌ: الْمَعْنى إنّكم زَعَمْتم أنّا قد أَخْطَأنا، فقد أَخْطَأ العُلَماءُ قَبْلَنا. اختَلفوا فِي أوّلِ من قُرِعَتْ لَهُ الْعَصَا فَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: هُوَ عامرُ بنُ الظَّرِبِ بنِ عَمْرِو بنِ عِياذِ بنِ يَشْكُرَ بنِ عَدْوَان بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلان، أَو قَيْسُ بنُ خالدِ بن ذِي الجَدَّيْن، هَكَذَا تَقول رَبيعةُ، أَو عَمْرُو بنُ حُمَمَةَ الدَّوْسيُّ، هَكَذَا تَقول تَميم، أَو عَمْرُو بنُ مالكٍ. وَفِي الصِّحَاح: وأصلُه أنّ حَكَمَاً من حُكّامِ العربِ عاشَ حَتَّى أُهْتِرَ، فَقَالَ لبنَتِه: إِذا أَنْكَرْتِ من فَهْمِي شَيْئا عِنْد الحَكمِ فاقْرَعي ليَ المِجَنَّ بالعصا لأرْتَدِع، قَالَ صاحبُ اللِّسان: هَذَا الحكَمُ هُوَ عَمْرُو بنُ حُمَمةَ الدَّوْسيُّ، قضى بَين العربِ ثلاثمائةِ سَنَة، فلمّا كَبِرَ أَلْزَموه السابعَ من ولَدِه يَقْرَعُ الْعَصَا إِذا غَلِطَ فِي حُكومَتِه. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: كَانَ حُكّامُ العربِ من تميمٍ فِي الجاهليّة: أَكْثَمَ بن صَيْفِيّ، وحاجِبَ بنَ زُرارَة، والأَقْرَعَ بنَ حابِسٍ رَضِيَ الله عَنهُ ورَبيعَةَ بنَ مُخاشِنٍ، وضَمْرَةَ بنَ ضَمْرَةَ. وحُكّامُ قَيْسٍ: عامرَ بن الظَّرِب، وغَيْلانَ بن سَلَمَة الثَّقَفيَّ وحُكّامُ قُرَيْشٍ: عَبْدَ المُطَّلِبِ وَأَبا طالِبٍ والعاصَ بنَ وائلٍ، وَكَانَت لَا تَعْدِلُ بفَهمِ عامرِ بنِ الظَّرِبِ فَهْمَاً، وَلَا بحُكمِه حُكماً، يُقَال: لمّا طَعَنَ عامرٌ فِي السنِّ، أَو بَلَغَ ثلاثمائةِ سنةٍ، أَنْكَرَ من عَقْلِه شَيْئا، فَقَالَ لبَنيه: إنّه كَبِرَتْ سِنِّي، وعَرَضَ لي سَهْوٌ، فَإِذا رَأَيْتُموني خَرَجْتُ من كَلَامي، وأَخَذْتُ فِي غَيْرِه، فاقْرَعوا ليَ المِجَنَّ بالعَصا، وَقيل: كَانَت لَهُ ابنةٌ يُقَال لَهَا: خُصَيْلةُ، فَقَالَ لَهَا: إِذا أَنا خُولِطْتُ فاقْرَعي ليَ الْعَصَا، فأُتي عامرٌ بخُنْثى ليَحكُمَ فِيهِ، فَلم يَدْرِ مَا الحُكْم، فَجَعَل يَنْحَرُ لَهُم، ويُطعِمُهم، ويُدافِعُهم بالقَضاء، فَقَالَت خُصَيْلةُ: مَا شَأْنُكَ قد أَتْلَفْتَ مالَكَ، فخَبَّرَها أنّه لَا يدْرِي مَا حُكمُ الخُنثى فَقَالَت: أَتْبِعْه مَبالَه، فلمّا نبَّهَتْه على الحُكمِ، قَالَ: مَسِّي خُصَيْلَ بَعْدَها أَو رُوحي وَكَانُوا أَقَامُوا عندَه أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للمُتَلَمِّس:
(لذِي الحِلمِ قبلَ اليومِ مَا تُقْرَعُ الْعَصَا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إلاّ ليعْلَما)
والمَقْروع: المُختارُ للفِحْلَةِ، سُمِّي بِهِ لأنّه قد اقْتُرِعَ للضِّراب، أَي اختير، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أعرفُ للمَقْروعِ فِعلاً ثَانِيًا بغيرِ زيادةٍ، أَعنِي لَا أعرفُ قَرَعَه، إِذا اخْتاروه. قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أنكرهُ ابنُ سِيدَه، فقد ذَكَرَه أَبُو عمروٍ فِي نَوادرِه، قَالُوا: قَرَعْناكَ، واقْتَرَعْناك، أَي اخترْناك، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ المادّة، وأنشدَ يعقوبُ:)
(ولمّا يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ العامَ حَوْلَه ... ندى صَوْتِ مَقْرُوعٍ عَن العَدْوِ عازِبِ)
المَقْروع: السيِّد، لكَونِه اقْتُرِعَ، أَي اختير. مَقْرُوعٌ: لقَبُ عبدِ شَمْسِ بنِ سعد بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ، وَفِيه يقولُ مازنُ بنُ مالكِ بنِ عَمْرِو بنِ تَميمٍ، وَفِي الهَيْجُمانَةِ بنتِ العَنبَرِ بنِ عمروٍ بن تَميمٍ:
(حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ ... وأنَّى لكِ مَقْرُوعُ)
وبَعيرٌ مَقْرُوعٌ وُسِمَ بالقَرْعَةِ بالفَتْح اسْم لسِمَةٍ لَهُم على أَيْبَسِ الساقِ وَهِي رَكْزَةٌ على طرَفِ المَنْسِمِ، وربّما قُرِعَ قَرْعَةً أَو قَرْعَتَيْن، قَالَه النضْرُ، يُقَال أَيْضا: بعيرٌ مَقْرُوعٌ: إِذا وُسِمَ بالقُرْعَةِ، بالضَّمّ، اسمُ لسِمَةٍ خَفيفَةٍ على وسَطِ أَنْفِه، وَمن الأوّلِ قولُ الشاعرِ: كأنَّ على كَبِدي قَرْعَةًحِذاراً من البَينِ مَا تَبْرُدُ قَالَ الجَوْهَرِيّ: والعامّةُ تريدُ بِهِ الَّذِي يُؤكَلُ، وَلَيْسَ كَذَلِك، أَي: وإنّما هُوَ بِالتَّحْرِيكِ. والقَرْعُ: حَمْلُ اليَقْطين، واحدَتُه بهاءٍ، وَكَانَ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يُحبُّه، وأكثرُ مَا تُسَمِّيه العربُ: الدُّبّاءَ، وقَلَّ من يَسْتَعمِلُ القَرْعَ، وَقَالَ المعَرِّيُّ: والقَرْعُ الَّذِي يُؤكَلُ فِيهِ لُغَتان: الإسْكانُ والتحريك، والأصلُ التحريك، وَأنْشد:
(بِئْسَ إدامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ ... ثَريدَةٌ بقَرَعٍ وخَلِّ)
واقتصرَ الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ على الإسْكانِ، وقلَّدَهما المُصَنِّف، كَمَا اقتصرَ أَبُو حنيفةَ على التحريك، وَلم يَذْكُرِ الإسْكانَ على مَا نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ، وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه مُشَبَّهاً بالرأسِ الأَقْرَعِ. أَبُو بكر الشاه بن قَرْعٍ، روى عَن الفَصيلِ بنِ عَياضٍ، نَقله الصاغانيّ والحافظ.
القُرْع، بالضمّ: أوْدِيَةٌ بالشامِ لَا نباتَ بهَا. قُرَع، كزُفَرَ، قلعةٌ بِالْيمن، نَقله الصاغانيُّ. قَالَ ابنُ الأعرابيِّ: القَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: السبَقُ والنَّدَب، أَي الخطَرُ الَّذِي يُستَبَقُ عَلَيْهِ. فِي الصِّحَاح: القُرْعَة، بالضمّ: م، أَي مَعْرُوفَة، وَفِي اللِّسَان: وَهِي السُّهْمَة، يُقَال: كَانَت لَهُ القُرْعَة، إِذا قرَعَهم، أَي غلبَهم بهَا. القُرْعَةُ أَيْضا: خِيارُ المالِ، يُقَال: أَقْرَعوه، إِذا أعطَوْه خِيرَ النَّهْبِ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ مَجازٌ. القُرْعَةُ: الجِرابُ، أَو الواسِعُ الفَمِ يُلقى فِيهِ الطعامُ، وَقَالَ أَبُو عمروٍ: هِيَ الجِرابُ الصَّغِير، ج: قُرَعٌ، بضمٍّ ففَتحٍ. القَرَعة، بِالتَّحْرِيكِ: الحَجَفةُ وَزناً وَمعنى، وَهِي التُّرْس، سُمِّيَتْ لصَبرِها على القَرْع. القَرَعة: الجِرابُ الواسِعُ الفمِ، وتحريكُه أَفصَحُ من التسكينِ فِي معنى الجِرابِ. القَرَعة، بِالتَّحْرِيكِ، كَذَا سِياقُه، وصوابُه القَرَع، بغيرِ هاءٍ: بَثْرٌ)
أبيضُ يخرجُ بالفِصال وحَشْوِ الإبلِ يُسقِطُ وَبَرَها، وَفِي التَّهْذِيب: يخرجُ فِي أعناقِ الفُصْلان وقوائِمِها، وَمِنْه المثَل: أحرُّ من القَرَعِ. وَرُبمَا قَالُوا بتسكين الرَّاء، يَعنونَ بِهِ قَرْعَ المِيسَمِ، وَهُوَ المِكْواة، والتحريكُ أفصحُ، كَمَا فِي العُباب ودَواؤُه المِلْحُ وحَبَابُ ألبانِ الإبلِ وَفِي بعضِ النّسخ ودوارة المسلخ وَهُوَ غلطٌ فَإِذا لم يجِدوا مِلحاً نتَفوا أوْبارَه، ونضَحوا جِلدَه بالماءِ، ثمّ جَرُّوه على السبَخَة. القَرَعة: الحَجَفة، والجِرابُ الصغيرُ أَو الواسعُ الأسفلِ يُلقى فِيهِ الطعامُ، هَذَا كلُّه تَكرارٌ مَعَ مَا ذكرَه أوّلاً، فالأوْلى حذفُ هَذِه الْعبارَة بتَمامِها، وَفِيه تَكرارُ الجِرابِ ثلاثَ مرّاتٍ أَيْضا، وَلم يُحرِّرِ المُصنِّفُ هُنَا على مَا يَنْبَغِي، فتنبَّه لذَلِك. القرَعَة: المَرَاحُ الْخَالِي من الإبلِ وَالشَّاء. القَريع، كأميرٍ: الفَصيلُ، ج: قَرْعى، كسَكْرى، كمَريضٍ ومَرْضى. القَريع: فَحلُ الإبلِ سُمِّي بِهِ لأنّه مُقتَرَعٌ من الإبلِ للفِحْلَةِ، أَي مُختارٌ، فَهُوَ كالمَقْروع، وَقد تقدّم الكلامُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الأزهرِيُّ: القَريع: الفحلُ الَّذِي يُصَوَّى للضِّرابِ. والقَريعُ من الْإِبِل: الَّذِي يأخذُ بذِراعِ الناقةِ فيُنيخُها، وَقيل: سُمِّي قَريعاً لأنّه يَقرَعُ الناقةَ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(وجاءَ قَريعُ الشَّوْلِ قبلَ إفالِها ... يَزِفُّ وجاءَتْ خلفَهُ وَهْيَ زُفَّفُ)
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَقد لاحَ للساري سُهَيْلٌ كأنّه ... قَريعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافِرُ)
القَريعُ: المُقارِع، يُقَال: هُوَ قَريعُك، للَّذي يُقارِعُكَ فِي الْحَرْب، أَي يُضارِبُك. القَريع: الغالِبُ.
القَريع: المَغلوب، فَعيلٌ بِمَعْنى فاعِل، وَبِمَعْنى مَفعولٍ. القَريع: سيفُ عُمَيرَةَ بنِ هاجِرٍ، نَقله الصاغانيُّ. القَريع: السيِّد، يُقَال: هُوَ قَريعُ دَهرِه، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي حديثِ مَسْروقٍ: إنّك قَريعُ القُرّاء. أَي رئيسُهم، ومُختارُهم، ومُقَدَّمُهم، كالقِرِّيع، كسِكِّيت، عَن الكِسائيِّ، يُقَال: هُوَ قَريعُ الكَتيبَةِ وقِرِّيعُها، أَي رئيسُها. قَريعٌ: مُحدِّثٌ روى عَن عِكرِمَةَ عَن ابنِ عبّاسٍ. قلتُ: هُوَ قَريعُ بنُ عُبَيْدٍ، روى عَنهُ الفَضلُ بنُ مُوسَى وآخَرون ووَهِمَ الذهبيُّ فضبطَه بالضمّ. قلتُ: وَقد ضبطَه الحافظُ أَيْضا بالضمّ كالذهبيِّ، وَلم يذكرْه بِالْفَتْح إلاّ الصاغانيّ، وقلَّدَه المُصنِّفُ، ثمّ رأيتُ فِي الْإِكْمَال ذكرَ فِي الفتحِ قَريعَ بن عُبيدٍ عَن عِكرِمَة، مَعَ ذِكرِه أوّلاً فِي المَضموم أَيْضا، قَالَ الحافظُ: وَعِنْدِي أنّهما واحدٌ، فتحَصَّلَ من كلامِ الإكمالِ أنّ فِيهِ الفتحَ والضمّ، وَهل هما اثنانِ أَو واحدٌ والصوابُ أنّهما واحدٌ، والمُصنِّفُ وَهَّمَ شيخَه، وَفِيه نظَرٌ. قُرَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: أَبُو بطنٍ من تَميمٍ، رَهطِ بَني أنفِ الناقةِ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ قُرَيْعُ بن عوفِ بن كعبِ بن سعدِ)
بن زيدِ مَناةَ بن تَميمٍ، وَهُوَ أَبُو الأَضْبَطِ الشَّاعِر. قُرَيْع: جدٌّ لأبي الكَنودِ ثعلبةَ الحَمْراويِّ الصحابيِّ رَضِي الله عَنهُ، وإنّما قيل لَهُ: الحَمْراويّ لأنّه نزلَ بمِصرَ بموضِعٍ يُقَال لَهُ: الحَمْراء، فنُسِبَ إِلَيْهِ، وَيُقَال فِي نسَبِه: إنّه سعدُ بنُ مالكِ بنِ الأُقَيْصِرِ بن مالكِ بنِ قُرَيْعِ بن ذُهْلِ بن الدَّيْلِ بن مالكِ بن سَلامان بنِ مَيْدَعان بن كعبِ بن مالكِ بن نصرِ بن الأزْدِ، الأَزْدِيُّ المِصريّ، قَالَ ابنُ يونُس: لَهُ وِفادَةٌ، وشَهِدَ فتحَ مِصر وَمن ولَدِه اليومَ بقيّةٌ بمِصر، روى عَنهُ ابنُه الأَشْيَم، قَالَ سعيدُ بن عُفَيْرٍ: أخبرَنا عمر بنُ زُهيرِ بنِ أشْيَمَ بن أبي الكَنود، أنّ أَبَا الكَنودِ وفدَ على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم، وأنّه عَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ عقدَ لَهُ رايةً سَوداءَ، فِيهَا هِلالٌ أَبيض، كَذَا فِي العُباب. ومُعجمِ ابنِ فَهدٍ. قُرَيْع: اسمُ أبي زيادٍ الصحابيّ. قلتُ: وَهَذَا غلطٌ شَنيعٌ يَنْبَغِي التنبُّه لمِثلِه، وَقد تَبِعَ فِيهِ شيخَه الذهبيَّ، ونصُّه: زيادُ بن قُرَيْعٍ عَن أَبِيه عَن جُنادَةَ بن جَرادٍ، وقُرَيْعٌ والِدُ زيادٍ لَهُ صُحبَةٌ، انْتهى. وَلَيْسَ فِي الصحابةِ من اسمُه قُرَيْع، قَالَ الْحَافِظ: وَالَّذِي فِي الإكمالِ: يروي عَن جُنادةَ بن جَرادٍ صَحابيٍّ، وَهُوَ بالجرِّ صفةٌ لجُنادة، لَا بالرفعِ صفة لقُرَيْعٍ.
قلتُ: ومثلُه فِي معجمِ ابنِ فَهدٍ فِي ترجمةِ جُنادَةَ بن جَرادٍ الغَيْلانيِّ الأسَديِّ، رَضِي الله عَنهُ نزلَ البَصرةَ يروي عَن زيادِ بن قُرَيْعٍ، عَنهُ، انْتهى. وَفِيه وَهَمٌ أَيْضا، فإنّ زياداً لم يَرْوِ عَن جُنادَة، وإنّما الرَّاوِي عَنهُ والِدُه قُرَيْعٌ، فتأمَّلْ. قَرِعَ الرجلُ، كفَرِحَ: قُمِرَ فِي النِّضالِ، عَن ابنِ الأعرابيِّ، أَي غُلِبَ عَن المُناضَلة. قَرِعَ الرجلُ قَرَعاً: ذهبَ شَعرُ رأسِه، كصَلِعَ صَلَعاً، وَقيل: ذهبَ من داءٍ وَهُوَ أَقْرَعُ، وَهِي قَرْعاءُ، ج: قُرْعٌ وقُرْعانٌ، بضمِّهما، وَذَلِكَ الْموضع: قَرَعةٌ، مُحرّكةً، كالصَّلَعةِ والجَلَحة، على الْقيَاس، وَيُقَال: ضَرَبَه على قَرَعةِ رأسِه. قَرِعَ فلانٌ قَرَعاً: قَبِلَ المَشورَةَ وارْتَدعَ واتَّعظَ، عَن ابنِ الأعرابيِّ فَهُوَ قَرِعٌ، ككَتِفٍ وَهُوَ المُرتَدِعُ إِذا رُدِعَ. قَرِعَ الفِناءُ، إِذا خلا من الغاشِيَةِ يَغشَوْنَه، قَرْعاً، بالتسكين على غير قياسٍ، عَن ثعلبٍ فِي قولِه: نعوذُ بِاللَّه من قَرْعِ الفِناءِ. كَمَا نَقله الجوهريُّ ويُحرّك، وَهُوَ القياسُ، وَمِنْه يُقَال: نعوذُ بِاللَّه من قَرَعِ الفِناءِ، وصَفَرِ الإناءِ. ومُراحٌ قَرِعٌ، إِذا لم يكن فِيهِ إبلٌ. نَقله الجوهريُّ. وَفِي اللِّسَان: قَرِعَ مأوى المالِ ومُرَاحُه، من المالِ، قَرَعاً، فَهُوَ قَرِعٌ: هلَكَت ماشِيَتُه. قَالَ ابنُ أُذَيْنَة:
(إِذا آداكَ مالُكَ فامْتَهِنْهُ ... لجادِيهِ وإنْ قَرِعَ المُرَاحُ)
آداك: أعانَك، ويُروى: صَفِرَ المُراح، وَقَالَ الهُذليُّ:
(وخَزَّالٍ لمَوْلاهُ إِذا مَا ... أَتَاهُ عائِلاً قَرِعَ المُراحُ)
) قَرِعَ الحَجُّ ونصُّ الحديثِ عَن عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: قَرِعَ حَجُّكُم. أَي خلَتْ أيّامُه من النَّاس، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي حديثٍ آخَر: قَرِعَ أهلُ المسجِدِ حِين أُصيبَ أهلُ النَّهْروانِ. أَي قَلَّ أهلُه، كَمَا يَقْرَعُ الرأسُ إِذا قَلَّ شَعرُه. القَرِع، ككَتِفٍ: مَن لَا ينَام. القَرِع: الفاسدُ من الأظفارِ، يُقَال: رجلٌ قَرِعٌ، وظُفُرٌ قَرِعٌ. والأَقْرَعان: الأَقْرَعُ بن حابِس بن عِقالٍ المُجاشِعيُّ الدارِمِيُّ التَّميميُّ الصحابيُّ، رَضِي الله عَنهُ، وَأَخُوهُ مَرْثَدٌ، نَقله الجوهريُّ، وأنشدَ للفرَزْدَقِ:
(فإنّكَ واجِدٌ دوني صَعُوداً ... جَراثيمَ الأقارِعِ والحُتَاتِ)
يُرِيد: الحُتَاتَ بن يَزيدَ المُجاشِعيَّ، واسمُه بِشْرٌ. وأَلْفٌ أَقْرَعٌ، أَي تامٌّ، يُقَال: سُقتُ إليكَ أَلْفاً أَقْرَعَ من الخيلِ وغيرِها، أَي تامَّاً، وَهُوَ نعتٌ لكلِّ أَلْفٍ، كَمَا أنّ هُنَيْدَةَ اسمُ لكلِّ مائةٍ، كَمَا فِي الصِّحَاح، قَالَ الشَّاعِر: (قتَلْنا لوَ انَّ القتلَ يشفي صُدورَنا ... بتَدمُرَ ألفا من قُضاعَةَ أَقْرَعا)
وَقَالَ آخَرُ:
(وَلَو طلَبوني بالعَقوقِ أتيتُهم ... بألفٍ أُؤَدِّيه إِلَى القومِ أَقْرَعا)
وَسَيَأْتِي فِي ألف. ومكانٌ أَقْرَع، وتُرسٌ أَقْرَعٌ، أَي صُلبٌ، ج: قُرْعٌ، بالضمّ، ظاهرُه أنّه جمعٌ لَهما، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل الصوابُ أنّ جمعَ الأَقْرَع للمكان: الأقارِع، وشاهدُه قولُ ذِي الرُّمَّة:
(كَسا الأُكْمَ بُهْمى غَضَّةً حبَشِيّةً ... تُؤَاماً ونُقْعانَ الظُّهورِ الأقارِعِ)
وشاهدُ القُرْع جمعِ الأَقْرَعِ للتُّرْسِ قولُ الشَّاعِر:
(فلمّا فَنى مَا فِي الكَنائِنِ ضارِبوا ... إِلَى القُرْعِ من جِلدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ)
أَي ضرَبوا بِأَيْدِيهِم إِلَى التِّرَسةِ لمّا فنِيَتْ سِهامُهم، وفَنى بِمَعْنى فَنِيَ فِي لغةِ طَيِّئ، ثمّ رأيتُ فِي قولِ الرَّاعِي مَا يشهَدُ أنّ الأَقْرَعَ للمكانِ يُجمَعُ أَيْضا على القُرْعِ، وَهُوَ:
(رَعَيْنَ الحَمْضَ حَمضَ خُنَاصِراتٍ ... بِمَا فِي القُرْعِ مِن سَبَلِ الغَوادي)
وعُودٌ أَقْرَعُ، إِذا قُرِعَ من لِحائِه. وقِدْحٌ أَقْرَعُ: حُكَّ بالحَصَى حَتَّى بَدَتْ سَفاسِقُه، أَي طرائقُه، وَهُوَ فِي كلٍّ مِنْهُمَا مَجازٌ. والأَقْرَعُ: السيفُ الجيِّدُ الحَديد، نَقله الصاغانيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. الأَقْرَعُ من الحَيّات: المُتَمَعِّطُ شَعرُ رأسِه. وَهُوَ مَجازٌ، يُقَال: شُجاعٌ أَقْرَع، وإنّما سُمِّي بِهِ لكَثرةِ سُمِّه، كَمَا فِي العُباب، زادَ غيرُه: وطُولِ عُمرِه. وَفِي الصِّحَاح: والحَيّةُ الأَقْرَعُ إنّما يَتَمَعَّطُ شَعرُ رأسِه) زَعَمُوا لجَمعِه السُّمَّ فِيهِ.البيتِ: خيرُ موضِعٍ فِيهِ إِن كَانَ بَرْدُ فخِيارُ كِنِّه، وَإِن كَانَ حَرٌّ فخِيارُ ظِلِّه، كَمَا فِي الصِّحَاح. القَرّاع كشَدّادٍ: طائرٌ يَقْرَعُ العُودَ الصُّلبَ بمِنقارِه، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: لَهُ مِنقارٌ غليظٌ أَعْقَف، يَأْتِي إِلَى العودِ اليابِسِ فَلَا يزالُ يَقْرَعُه حَتَّى يدخلُ فِيهِ، وَقَالَ أَبُو حاتمٍ: القَرَّاع كأنّه قارِيَةٌ، لَهُ مِنقارٌ غليظٌ أَعْقَف، أصفرُ الرِّجْلَيْن، فَيَأْتِي العودَ اليابسَ فَلَا يزالُ يقْرَعُه قَرْعاً يُسمعُ صوتُه، ونُسَميه النَّقّار، كأنّه يقطعُ مَا يَبِسَ من عِيدانِ العُروقِ بمِنقارِه فيدخلُ فِيهِ. ج: قَرّاعاتٌ، وَلم يُكَسَّرْ. القَرّاعُ أَيْضا: فرَسُ غَزالَةَ السَّكُونِيِّ، كَمَا فِي العُباب، وَفِي التكملة ابْن غَزالة وَهُوَ القائلُ فِيهِ:
(أرى المَقانِبَ بالقَرّاعِ مُعتَرِضاً ... مُعاوِدَ الكَرِّ مِقْداماً إِذا نَزِقا)
القَرّاع: الصُّلبُ الشَّديد من كلِّ شيءٍ، وَقيل: هُوَ الصُّلبُ الأسفَل، الضيِّقُ الفمِ. القَرّاعَة، بهاءٍ: الاسْت. القَرّاعة: اليَسيرُ من الكلإ، يُقَال: أرضٌ لَيست بهَا قَرّاعةٌ، أَي يَسيرٌ من الكلإ.
وقَرْعُون، كحَمْدون: ة، بَين بَعْلَبَكَّ ودمشق، نَقله الصاغانيّ. المِقْرَع كمِنبَرٍ: وِعاءٌ يُجْنى، أَي يُجمعُ فِيهِ التَّمرُ، وَقيل: هُوَ السِّقاءُ يُجمعُ فِيهِ السَّمْنُ، يُقَال: قَرع فلانٌ فِي مِقْرَعِه، وقَلَدَ فِي مِقلَدِه، وكَرصَ فِي مِكْرَصِه، وصَربَ فِي مِصرَبِه، كلُّه السِّقاءُ والزَّقُّ، نَقله ابنُ الأعرابيّ.
المِقْرَعة، بهاءٍ: السَّوْط. قيل: كلُّ مَا قَرَعْتَ بِهِ فَهُوَ مِقْرَعةٌ، عَن ابنِ دُريدٍ. وَقَالَ الأزهريُّ: المِقْرَعة: الَّتِي تُضرَبُ بهَا الدّابّةُ، وَقَالَ غيرُه: المِقرَعةُ: خشبَةٌ تُضرَبُ بهَا البِغالُ والحميرُ، والجمعُ: المَقارِع، وأنشدَ ابنُ دُرَيْدٍ: يُقيمونَ حَوْلِيّاتِها بالمَقارِعِ والمِقْراع، بِالْكَسْرِ: الناقةُ تَلْقَحُ فِي أوّلِ قَرْعَةٍ يَقْرَعُها الفَحلُ، وَمِنْه حديثُ هشامِ بن عبدِ الملِك: مِقْراعٌ مِسْياعٌ. وَقد تقدّم فِي ربع. قَالَ الأصمعيُّ: إِذا أسرعَتِ الناقةُ اللَّقَحَ فَهِيَ مِقْراعٌ، وأنشَد:
(ترى كلَّ مِقْراعٍ سَريعٍ لَقاحُها ... تُسِرُّ لَقاحَ الفَحلِ ساعةَ تُقْرَعُ)
المِقْراع: فأسٌ أَو شِبهُه تُكسَرُ بهَا الحجارةُ، قَالَ الشاعرُ يصفُ ذِئباً:
(يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لم يَسمَعِ ... بمِثلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ)
وأقْرَعَه: أعطَاهُ خَيرَ المالِ والنَّهْبِ وَفِي الصِّحَاح: أعطَاهُ خيرَ مالِه، يُقَال: أَقْرَعوه خيرَ نَهبِهم.
زادَ الصاغانيُّ: من القُرْعَةِ، وَهِي خِيارُ المَال. أَو أَقْرَعَه: أعطَاهُ فَحْلاً يَقْرَعُ إبلَه، وَهُوَ المُختارُ)
للفُحولَة. أَقْرَعَ إِلَى الحقِّ، أَي رجعَ وذَلَّ، يُقَال: أَقْرَعَ لي فلانٌ، قَالَ رُؤْبَة:
(دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ ... صَكِّي حِجَاجَيْ رأسِه وبَهْزي)
أَي يُصرَف صَكِّ إِلَيْهِ، ويُراض لَهُ، ويَذِلّ. أَقْرَعَ أَيْضا، إِذا امْتَنعَ، فَهُوَ ضِدٌّ. أَقْرَعَ الرجلُ على صاحبِه: كَفَّ، كانْقَرعَ فيهمَا، أَي فِي الكَفِّ والامتِناع، وهما واحدٌ. أَقْرَع: أطاقَ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: وَقد يكون الإقراعُ كَفّاً، وَيكون إطاقةً، وَقَالَ أَبُو سعيد: فلانٌ مُقْرِعٌ، ومُقْرِنٌ لَهُ، أَي مُطيقٌ، وأنشدَ بيتَ رُؤبةَ السَّابِق. يُقَال: فلانٌ لَا يُقرَعُ إقْراعاً، إِذا لم يقبل المَشورة والنصيحةَ.
كَذَا فِي الصِّحَاح والعُباب، وَفِي كَلَام المُصنِّف نظَرٌ ظاهِرٌ، تأمَّله. أَقْرَع فلَانا: كَفَّه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: وأَقْرَعْتُه، وأَقْرَعْتُ لَهُ، وأَقْدَعتُه وقدَعْتُه، وأوْزَعتُه، ووَزَعْتُه، وزُعْتُه، إِذا كَفَفْتَه.
أقْرَعَ بَينهم فِي شيءٍ يَقتَسِمونَه، أَي ضربَ القُرْعَةَ. وَمِنْه الحَدِيث: فأَقْرَعَ بَينهم، وعتقَ اثنَيْن، وأرَقَّ أربعَةً. أَقْرَع المُسافِرُ: دَنا من مَنزلِه. أَقْرَعَ الدّابَّةَ: كبَحَها بلِجامِها. نَقله الجوهريُّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَهُوَ من الإقراع بِمَعْنى الكَفِّ، قَالَ رُؤْبة: أَقْرَعَهُ عنِّي لِجامٌ يُلجِمُهْ وَقَالَ سُحَيْمٌ: (إِذا البغلُ لم يُقْرَعْ لَهُ بلِجامِه ... عدا طَوْرَه فِي كلِّ مَا يتَعَوَّدُ)
أقْرَعَ دارَه آجُرّاً: فرَشَها بِهِ. أقْرَعَ الشرُّ: دامَ. أقْرَع الغائِصُ، وَكَذَلِكَ المائِح، إِذا انتهَيا إِلَى الأَرْض. أقْرَع الحَميرُ: صَكَّ بعضُها بَعْضًا بحوافِرِها، قَالَ رُؤْبة:
(أَو مُقْرَعٌ من رَكضِها دامي الزَّنَقْ ... أَو مُشْتَكٍ فائِقَهُ من الفَأَقْ)
قيل: المُقْرِع، كمُحكِمٍ فِي قولِ رُؤبة: الَّذِي قد أُقرِع، فرفعَ رأسَه، والفائِق: عَظْمٌ بَين الرأسِ والعنُقِ، والفَأَق: اشتِكاءُ ذَلِك الموضِع مِنْهُ. المُقَرِّعَة، كمُحَدِّثةٍ: الشديدةُ من شَدائدِ الدَّهْر، وَهُوَ مَجازٌ، وَيُقَال: أنزلَ اللهُ بِهِ مُقَرِّعةً، أَي مُصيبةً لم تدعْ مَالا وَلَا غيرَه. والتَّقْريع: التعنيفُ والتثريبُ، يُقَال: النُّصحُ بَين الملإِ تَقْريعٌ: هُوَ الإيجاعُ باللَّوْم. وقَرَّعَه تَقْريعاً: وَبَّخَه وعَذَلَه.
وَيُقَال: قَرَّعَني فلانٌ بلَومِه فَلم أَتَقَرَّعْ بِهِ، أَي لم أكتَرِثْ بِهِ. التَّقْريع: مُعالَجةُ الفَصيلِ من القَرَع، مُحرّكةً، وَهُوَ البَثْرُ الَّذِي تقدّم، وتقدّم معالَجتُه أَيْضا، قَالَ الجوهريّ: كأنَّه يَنزِعُ ذَلِك مِنْهُ، كَمَا يُقَال: قَذَّيْتُ العَينَ، وقَرَّدْتُ البَعيرَ، وقَلَّحْتُ العُودَ. انْتهى. وَيَعْنِي بِهِ أنّه على السَّلْبِ والإزالةِ، فَمَعْنَى قَرَّعَه: أزالَ عَنهُ القَرَع، كإزالةِ القَذى عَن الْعين، والقُرادِ عَن الْبَعِير، واللِّحاءِ عَن)
العُود، وأنشدَ الجوهريُّ لأوْسِ بن حَجَر:
(لَدَى كلِّ أُخْدودٍ يُغادِرْنَ دارِعاً ... يُجَرُّ كَمَا جُرَّ الفَصيلُ المُقَرَّعُ) التَّقْريع: إنْزاءُ الفَحلِ، وَمِنْه حديثُ علقَمة: أنّه كَانَ يُقَرِّعُ غنَمَه، ويَحلِبُ ويَعلِفُ. أَي: يُنْزي عَلَيْهَا الفُحولَ، هَكَذَا ذكرَه الزمخْشَرِيُّ فِي الْفَائِق، والهرَوِيُّ فِي الغَريبَيْن، وَقَالَ أَبُو مُوسَى: هُوَ بِالْفَاءِ، وَقَالَ: هُوَ من هَفَواتِ الهَرَويِّ. وقَرَّعَ للقومِ تَقْريعاً: أقْلقَهم، قَالَه الفَرّاءُ، وأنشدَ لأوْسِ بن حجَرٍ:
(يُقَرِّعُ للرجالِ إِذا أَتَوْه ... وللنِّسْوانِ إنْ جِئْنَ السَّلامُ)
أَرَادَ: يُقَرِّعُ الرِّجَال، فزادَ اللامَ كقولِه تَعَالَى: قل عَسى أَن يكون رَدِفَ لكم وَقد يجوز أنّه يُرِيد بِهِ يتَقَرَّع. قَرَّعَت الحَلُوبَةُ رأسَ فَصيلِها، وَذَلِكَ إِذا كَانَت كثيرةَ اللبَن، فَإِذا رضَعَ الفَصيلُ خِلْفاً قطَرَ اللبَنُ من الخِلْفِ الآخَر، فقَرَعَ رأسَه قَرْعاً، قَالَ لَبيدٌ رضيَ الله عَنهُ: لَهَا حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُؤوسِهِلها فَوقَه ممّا تَحَلَّبُ واشِلُ سَمّى الإفالَ حَجَلاً تَشبيهاً بهَا، لصِغَرِها، وَقَالَ النابغةُ الجَعديُّ:
(لَهَا حَجلٌ قُرْعُ الرؤوسِ تحَلَّبَتْ ... على هامِها بالصَّيْفِ حَتَّى تمَوَّرا)
واسْتَقرعَه: طلبَ مِنْهُ فَحْلاً فأَقْرَعه إيّاه: أعطَاهُ إيّاه ليَضرِبَ أَيْنُقَه. اسْتَقرعَتْ الناقةُ: أرادتْ الفَحلَ. وَفِي اللِّسَان: اشتهَتْ الضِّرابَ، وَفِي الصِّحَاح: اسْتَقرعَتْ البَقرةُ: أَرَادَت الفَحلَ. وَقَالَ الأُمَويُّ: يُقَال للضَّأْنِ: اسْتَوْبَلَتْ، وللمِعْزى: اسْتَدَرَّتْ، وللبقرةِ: اسْتَقرعَتْ، وللكَلبة: اسْتَحرمَتْ.
اسْتَقرعَ الحافرُ، أَي حافرُ الدّابّة: اشتدَّ وصَلُبَ. اسْتَقْرَعَت الكَرِشُ: ذهبَ خمَلُها وَهُوَ زِئْبِرُها، ورَقَّتْ من شدّةِ الحرِّ، وَكَذَلِكَ اسْتَوكعَتْ. والاقْتِراع: الاختِيار، قَالَ أَبُو عمروٍ: وَيُقَال: قَرَعْناكَ، واقْتَرَعْناك، وقَرحْناك، واقْتَرحْناك، ومَخرْناك، وامْتَخرناك، وانْتَضلْناك، أَي اخترْناك.
الاقتِراع: إيقادُ النَّار وثَقبُها من الزَّنْدة. الاقْتِراع: ضربُ القُرْعة، كالتَّقارُع، يُقَال: اقْتَرعَ القومُ، وتَقارَعوا. والمُقارَعة: المُساهمة، يُقَال: قارَعْتُه فقرَعْتُه، إِذا أصابَتْك القُرْعَةُ دونَه، كَمَا فِي الصِّحَاح. قَالَ أَبُو عمروٍ: المُقارَعةُ أَن تأخذَ الناقةَ الصعبةَ فتُرْبِضَها للفَحلِ قيَبْسُرَها، يُقَال: قَرِّعْ لجمَلِكَ، نَقله الصاغانيّ هَكَذَا. المُقارَعة: أَن يَقْرَعَ الأبطالُ بعضَهم بَعْضًا، أَي يُضارِبونَ بالسيوفِ فِي الحربِ. يُقَال: بِتُّ أَتَقَرَّعُ وأَنْقَرِعُ، أَي أتقَلَّبُ لَا أنامُ، فَهُوَ مُتَقَرِّعٌ ومُنْقَرِعٌ، عَن الفَرّاءِ، مثل القَرِعِ، وعُمرُ بنُ مُحَمَّد بن قُرْعَةَ البغداديُّ، بالضمِّ، يُعرَفُ بابنِ الدَّلْوِ: مُحدِّثٌ) مُؤَدِّب، عَن أبي عمر بن حَيَّويَة، وَعنهُ ابنُ الخاضِبَة، كَذَا فِي التبصير. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: قَرِعَتِ النَّعامةُ، كفَرِح: سقَطَ رِيشُها من الكِبَر، فَهِيَ قَرْعاء. والتَّقْريع: قَصُّ الشَّعرِ، عَن كُراع.
قلتُ: وَهُوَ بالزاي أَعْرَف. وَفِي المثَل: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعى. نَقله الجوهريُّ، وَلم يُفسِّرْه، والقَرْعى: جمعُ قَريعٍ، أَو قَرِعٍ، واسْتَنَّتْ: أَي سَمِنَتْ، يُضرَبُ لمن تعَدَّى طَورَه، وادَّعى مَا لَيْسَ فِيهِ. والقَرَعُ مُحرّكةً: الجَرَبُ، عَن ابنِ الأعرابيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراه يَعْنِي جرَبَ الإبلِ. والقُرْع، بالضمِّ: الأكْراشُ إِذا ذهبَ زِئْبِرُها. وقرعَ راحِلَتَه: ضربَها بسَوطِه، وقولُ الشَّاعِر:
(قرَعْتُ ظَنابيبَ الْهوى يومَ عاقِلٍ ... ويومَ اللِّوى حَتَّى قَشَرْتُ الْهوى قَشْراً)
قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَي أذْلَلْتُه، كَمَا تقْرَعُ ظُنْبوبُ بَعيرِك، ليتَنَوَّخَ لَك فترْكَبَه. وَفِي الأساس: قرعَ ساقَه لِلْأَمْرِ: تجرَّدَ لَهُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي المثَل: هُوَ الفحلُ لَا يُقْرَعُ أنفُه. أَي: كُفءٌ كريمٌ.
والمُقْرَع، كمُكرَمٍ: الفحلُ يُعقَلُ فَلَا يُتركُ أَن يضربَ الإبلَ رَغْبَة عَنهُ. وقارَعَ الإناءَ مُقارَعةً: اشْتفَّ مَا فِيهِ، وَمِنْه قولُ ابنِ مُقبِلٍ يصفُ الخَمرَ:
(تمَزَّزْتُها صِرْفاً وقارَعْتُ دَنَّها ... بعُودِ أراكٍ هَدَّهُ فتَرَنَّما)
قارَعْتُ دَنَّها، أَي: نزَفْتُ مَا فِيهَا حَتَّى قَرِعَ، فَإِذا ضُرِبَ الدَّنُّ بعدَ فراغِه بعُودٍ ترَنَّم، وَفِي الأساس: عاقَرَ حَتَّى قارَعَ دَنَّها، أَي: أَنزَفَها لأنّه يَقرَعُ الدنَّ، فَإِذا طَنَّ علِمَ أنّه فرَغَ، وَهُوَ مَجازٌ. والقِرَاعُ بِالْكَسْرِ: المُجالَدةُ بِالسُّيُوفِ، قَالَ: بهِنَّ فُلولٌ من قِراعِ الكَتائبِ والأَقارِع: الشِّدَاد، نَقله الجوهريُّ عَن أبي نصرٍ. والقارِعَة: الحُجَّة، على المثَل، قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَا رَمَيْتُ على خَصمٍ بقارِعَةٍ ... إلاّ مُنِيتُ بخَصمٍ فُرَّ لي جَذَعا)
وقَرِعَ ماءُ البئرِ، كفَرِحَ: نَفِدَ، فقَرَعَ قَعرَها الدَّلْوُ. والقَرّاع، كشَدّادٍ: التُّرْس، قَالَ الفارسيُّ: سُمّي بِهِ لصَبرِه على القَرْعِ، قَالَ أَبُو قَيسِ بنُ الأَسْلَت:
(صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّه ... ومُجْنَإٍ أَسْمرَ قَرّاعِ)
والقَرَّاعان: السيفُ والحَجَفة، هَذِه فِي أمالي ابنِ بَرّيّ. وقرَعَ التيسُ العَنزَ، إِذا قَفَطَها. وباتُ يُقَرِّعُ تَقْريعاً: يتقَلَّبُ. وقارَعَ بَينهم، كأَقْرَع، وأَقْرَع أَعلَى. والقَرُوع، كصَبُورٍ: الشاةُ يتَقارَعون عَلَيْهَا، نَقله ابنُ سِيدَه. والقَريع، كأميرٍ: الخِيارُ عَن كُراع. وحمارٌ قَريعٌ: فارِهٌ مُختارٌ، وَيُقَال:)
هُوَ تَصحيفُ فَريغٍ، بالفاءِ والغينِ المُعجَمة. وقَرَعَهُ قَرْعاً: اخْتاره، وَمِنْه: القَريع والمَقْروع للسيِّد، نَقله أَبُو عمروٍ، وَلم يعرِفْه ابنُ سِيدَه. وَقَالَ الفارسيُّ: قرعَ الشيءَ قَرْعاً: سَكَّنَه. وقرَعَه: صرَفَه، قيل: وَمِنْه قَوارِعُ القُرآن، لأنّها تَصرِفُ الفزَعَ عمّن قَرَأَهَا، وَفِي الأساس: وَفِي الحَدِيث: شَيَّبَتْني قَوارِعُ الْقُرْآن وَهُوَ مَجازٌ. وفرَعَه بالحقِّ: اسْتَبدَله، وَفِي الأساس: رَماه، وَهُوَ مَجاز. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: قَرَّعَ الرجلُ مَكَان يدِه تَقْريعاً، إِذا تركَ مكانَ يدِه من المائدةِ فارِغاً.
وَفِي الأساس: مكانَ يدِه أَقْرَعَ، وَهُوَ مَجازٌ. وإبلٌ مُقَرَّعةٌ، كمُعَظَّمةٍ، وسُمِّيت بالقَرَعةِ، مُحرّكةً.
وأرضٌ قَرِعَةٌ، كفَرِحَةٍ: لَا تُنْبِتُ شَيْئا. والقَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: مواضِعُ من الأرضِ ذاتِ الكلإِ لَا نباتَ فِيهَا، كالقَرَعِ فِي الرأسِ، وَمِنْه الحديثُ: لَا تُحدِثوا فِي القَرَعِ، فإنّه مُصَلَّى الخافِين أَي الجِنِّ. والقُرَيْعاء، مُصَغّراً: أرضٌ لَا ينبتُ فِي مَتْنِها شيءٌ، وإنّما ينبتُ فِي حافتَيْها. والقُرْعُ، بالضَّمّ: غُدْرانٌ فِي صَلابةٍ من الأرضِ، وَبِه فُسِّر قولُ الرَّاعِي الَّذِي تقدّم. والقَريعَة: عَمودُ البيتِ الَّذِي يُعمَدُ بالزِّرِّ، والزِّرُّ: أسفلُ الرُّمّانَةِ، وَقد قَرَعَه بِهِ. وأَقْرَعَ فِي سِقائِه: جَمَعَ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: وتَميمُ تَقول: خُفَّنِ مُقْرَعان، أَي مُنْقَلان. وأَقْرَعْتُ نَعْلِي وخُفِّي: إِذا جَعَلْتَ عَلَيْهِمَا رُقْعَةً كَثيفَةً. والقَرّاعَة: القَدّاحَةُ تُقدَحُ بهَا النارُ. والمَقْرَعةُ: مَنْبِتُ القَرْعِ، كالمَبْطَخةِ والمَقْثَأَة. وَيُقَال: جاءَ فلانٌ بالسَّوْءَة القَرْعاء، والسَّوْءَةِ الصَّلْعاء، أَي المُتَكَشِّفةِ، وَهُوَ مَجاز. والأَقارِعَةُ، والأَقارِع: آلُ الأَقْرَعَيْن، كالمَهالِبَة والمَهالِب. والأَقْرَعُ: لقَبُ الأَشْيَمِ بنِ مُعاذِ بن سِنانٍ، سُمِّي بذلك لبَيتٍ قالَه يَهْجُو مُعاوِيَةَ بنَ قُشَيْرٍ: مُعاوِيَ مَن يَرْقِيكُمُ إنْ أصابَكُمْشَباحَيَّةٍ ممّا عدا القَفْرَأَقْرَع ومُقارِعٌ، بالضَّمّ: اسمٌ. وَيُقَال: فلانٌ لَا يُقرَعُ لَهُ العَصا، وَلَا يُقَعْقَعُ لَهُ بالشِّنانِّ. أَي: نَبيهٌ لَا يحتاجُ إِلَى التَّنْبِيه. والقُرَيْعاء، مُصَغّراً: البَشَرَة. وَالْقَاضِي أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ قُرَيْعةَ كجُهَيْنةَ القُرَيْعيُّ صاحبُ النوادِر، مَشْهُورٌ بِبَغْدَاد. وقُرَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: بَطنٌ من بَني نُمَيْرٍ، مِنْهُم المُخَبَّلُ القُرَيْعيُّ الشَّاعِر. واختُلِفَ فِي عَبْد الله بنِ عِمْرانَ التَّميميِّ القُرَيْعيِّ، فَقيل: بِالْقَافِ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَه البُخاريُّ، وَقيل: بِالْفَاءِ، وَقد تقدّم.

عبادة الأوثان

عبادة الأوثان
جاء الدين الجديد يدعو إلى إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة الأصنام التى أشركوها له، وزعموا حينا أنهم إنما يعبدونها، لتقربهم إلى الله زلفى، وقد فند القرآن هذه العقيدة تفنيدا قويا، وبرهن على ضلالهم في عبادتها برهنة لا تدع مجالا للشك في تفاهة هذه الأوثان، وأنها لا تصلح أن تكون إلها يعبد.
لقد وجه القرآن نظرهم إلى أن هذه الأصنام أقل منهم، فإن لعابديها أرجلا يمشون بها، وأعينا يبصرون بها، وآذانا يسمعون بها، أما هذه الأوثان فجاثمة لا تستطيع الحركة والانتقال، ولا تستطيع البطش والدفاع، ولا تبصر، ولا تسمع، أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها (الأعراف 195). إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ (فاطر 14).
أو يليق بالعاقل أن يعبد من دونه، ومن يراه عاجزا لا يستطيع شيئا؟! ولم يعبد المرء إلها لا يسمع دعاءه، ولا يستطيع أن يجيبه إلى مبتغاه، ولا يقدر على أن يرد عن عابده أذى نزل به، قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا (الإسراء 56). وإذا استنصره لم يجد عنده ما يؤمل من النصر، والمرء عند الشدائد يلجأ إلى الله، ويطلب منه المعونة والمساعدة، فماذا يصنع بعبادة إله لا يمده بهما، بل إن هذه الأوثان لا تستطيع أن تحمى نفسها، وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (الأعراف 197). فهى إذا حجارة لا تنفع ولا تضر، وعابدها يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (الحج 12). وأى ضلال أشد من عبادة من لا يملك الضر والنفع؟ وماذا بقى لهم من صفات الآلهة أخلقوا شيئا في السموات والأرض؟ أبأيديهم الموت والحياة والبعث؟ لا، لقد اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (الفرقان 3). والقرآن يتحداهم أن يدلوه على شىء خلقه هؤلاء الشركاء في الأرض أو في السماء، فيقول: قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً (فاطر 40). ثم يمضى في التحدى مؤكدا لهم أن أولئك الذين يدعونهم شركاء لله لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابا، ولو ظاهر بعضهم بعضا، وتعاون بعضهم مع بعض، برغم حقارة الذباب وضعفه، بل إن هذا الذباب الحقير الضعيف لا يستطيعون استخلاص شىء منه، إن سلبهم إياه، إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (الحج 73). وإذا كانوا لم يخلقوا شيئا، فهل يملكون من شىء في السماء أو الأرض؟ لا. إنهم لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (سبأ 22). وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (فاطر 13).
وإذا كانت هذه الأوثان لا تنفع ولا تضر، ولا تجلب النصر، ولا تكشف الضر، ولا تملك من أمر نفسها شيئا، ولا تخلق شيئا، وليس بيدها حياة ولا موت، بل هى أقل من عابديها قدرا، إذ هى لا تستطيع الحراك، ولا تطيق الدفاع عن نفسها- فقد انمحت عنها حقيقة الألوهية، ولا يعدو الأمر بعدئذ أن تكون المسألة أسماء وضعوها، من غير أن تدل هذه الأسماء على آلهة حقيقية لها ما للآلهة من سلطان وقوة، وتستحق العبادة رغبة أو رهبة، أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَــمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ (النجم 19 - 23).
وها هو ذا يتهكم بهم تهكما لاذعا عند ما منحوا هذه الأسماء التى لا حقيقة لها، صفة الشفعاء الذين يملكون لهم نفعا عند الله، إذ يقول: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (يونس 18). فأى تهكم مرّ يثيره قوله: أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ.
والقرآن يثير في نفوسهم- فضلا عما أثاره من الزراية بهذه الآلهة، وأنها لا تستحق سوى الإهانة والاحتقار- الخوف والفزع من سوء المصير، حين يصور لهم يوم القيامة، وما ينالهم فيه من خيبة الأمل، عند ما يرون هذه الآلهة التى اتخذوها ليعتزوا بها، قد أنكرت أن تكون أهلا لعبادتهم، ويشهدون عليهم بأنهم لم يكونوا عقلاء في هذه العبادة. فيقول: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (مريم 81، 82).
والقرآن بما عرضه من هذه الأفكار قد أثار فيهم احتقار تلك المعبودات، واحتقار الرضا بها آلهة، لأن عاقلا لا ينزل إلى درك عبادة من هو أقل منه، والخوف والحب لما لا يساوى شيئا، وأثار فيهم الخوف من مصير مظلم إن تمادوا في تلك العبادة لمن سينقلب عليهم ضدا يوم القيامة.

عَدو

عَدو
: (و ( {عَدا} يَعْدُو) ؛) ذِكْرُ المُضارِعِ مُسْتدركٌ كَمَا مَرَّ الإيماءُ إِلَيْهِ مِراراً، ( {عَدْواً) ، بالفَتْح، (} وعَدُوًّا) ، كعُلُوَ؛ ( {وعَدَواناً، محرَّكةً،} وتَعْداءً) بالفتحِ ( {وعَداً) ، مَقْصورٌ: (أَحْضَرَ) ، يكونُ مِنَّا ومِن الخَيْلِ.
وحُكِي: أَتاهُ عَدْواً، وَهُوَ مُقارِبُ الهَرْولَةِ ودُونَ الجَرْي.
(} وأَعْداهُ غَيْرُهُ) .) يقالُ: {أَعْدَيْتُ الفَرَسَ: أَي حَمَلْته على الحُضْر.
(} والعَدَوانُ، محرَّكةً، {والعَدَّاءُ) ، كشَدَّادٍ: كِلاهُما (الشَّديدَةُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الشَّد يدُهُ بهاءِ الضَّمِير، أَي الشَّديدُ} العَدْوِ.
فِي الصِّحاح، يقالُ: إنَّه {لعَدَوانٌ، أَي شَديدُ العَدْوِ.
(} وتَعادَوْا: تَبارَوْا فِيهِ) ، أَي فِي العَدْوِ.
وقالَ الراغبُ: أَصْلُ العَدْوِ التَّجاوُزُ ومُنافاةُ الالْتِئَامِ، فتارَةً يُعْتَبر بالمَشْي فيُقالُ لَهُ العَدْوُ، وتارَةً بالقَلْبِ فيُقالُ لَهُ {العَدَاوَةُ إِلَى آخِر مَا قَالَ.
(} والعِداءُ، ككِساءٍ ويُفْتَحُ: الطَّلَقُ الواحِدُ) للفَرَسِ؛ فمَنْ فَتَحَ قالَ جاوَزَ هَذَا إِلَى ذاكَ، ومَنْ كَسَر فمِنْ {عَادَى الصَّيْدَ مِنَ العَدْوِ وَهُوَ الحُضْر حَتَّى يَلْحَقَه.
(و) } العَدِيُّ، (كَغَنِيَ جماعَةُ القوْمِ) ، بلُغَةِ هُذَيْل، ( {يَعْدُونَ لقِتالٍ) ونحْوِه؛ أَو الَّذين يَعْدُونَ على أَقْدامِهم؛ كَمَا فِي الصِّحاح، قالَ: وَهُوَ جَمْعُ} عادٍ كغَازٍ وغَزِيَ.
(أَو أَوَّلُ من يَحْمِلُ من الرَّجَّالةِ) لأنَّهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لمالِكِ بنِ خالِدٍ الخُنَاعِيّ:
لمَّا رأَيْتُ {عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهم
طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ (} كالعادِيَةِ فيهِما) ، والجمْعُ {العَوادِي.
(أَو هِيَ للفُرْسانِ) ، أَي لأوَّل مَنْ يَحْمِلُ مِنْهُم فِي الغارَةِ خاصَّةً.
(} وعَدا عَلَيْهِ {عَدْواً} وعُدُوًّا) ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وَبِهِمَا قُرِىء قوْلُه تَعَالَى: {فيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بغيرِ عِلْمٍ} ؛ {وعُدُوّ، كعُلُوِّ، قراءَةُ الحَسَنِ؛ وقُرِىء:} عَدُوًّا، يَعْنِي بجماعَةٍ، وقيلَ: هُوَ واحِدٌ فِي مَعْنى جماعةٍ؛ ( {وعَداءً) ، كسَحابٍ، (} وعُدْواناً، بالضَّمِّ والكَسْرِ) ، عَن ابنِ سِيدَه، ( {وعُدْوَى، بالضمِّ) فَقَط: (ظَلَمَهُ) ظُلْماً جاوَزَ فِيهِ القدرَ، وَهَذَا تَجاوُزٌ فِي الإخْلالِ بالعَدَالةِ فَهُوَ عادٍ؛ وَمِنْه قوْلُهم: لَا أَشْمَتَ اللهُ بكَ} عادِيَكَ أَي الظالِمُ لكَ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {فَلَا {عُدْوان إلاَّ على الظَّالِمِين} ، أَي لَا سَبِيلَ.
وقِيلَ:} العُدْوانُ أَسْوأُ {الاعْتِداءِ فِي قوَّةٍ أَو فِعْلٍ أَو حالٍ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ومَنْ يَفْعَلْ ذلكَ} عُدْواناً وظُلْماً فسَوْف نصْلِيه نَارا} ، وقولُه تَعَالَى: {بل أَنْتُم قوْمٌ {عادُونَ} ، أَي} مُعْتَدُونَ.
( {كتَعَدَّى} واعْتَدَى {وأَعْدَى) ، ومِن الأخيرِ:} أَعْدَيْت فِي مَنْطِقِكَ، أَي جرْتَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قالَ الراغبُ:! الاعْتِداءُ مجاوَزَةُ الحَقِّ قد يكونُ على سَبِيلِ الابْتِداءِ، وَهُوَ المُنْهَى عَنهُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَلَا {تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحبُّ} المُعْتَدِين} . وَقد يكونُ على سَبيلِ المُجازَاةِ ويصحّ أَن يُتَعاطَى مَعَ مَنِ ابْتَدَأَ كقَوْلِه تَعَالَى: {فمنْ {اعْتَدَى عَلَيكم} فاعْتَدُوا عَلَيْهِ بمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكم} ، أَي قابِلُوه بحقِّ {اعْتِدائِه سُمِّي بمثْلِ اسْمِه لأنَّ صورَةَ الفِعْلَيْن واحِدٌ، وإنْ كانَ أَحدُهما طاعَةً والآخَرُ مَعْصِيَةً.
(وَهُوَ} مَعْدُوٌّ) عَلَيْهِ، ( {ومَعْدِيٌّ عَلَيْهِ) على قَلْبِ الواوِ يَاء للخفَّةِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
وَقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي
أَنا الليثُ} مَعْدِيًّا عَلَيْهِ {وعادِيا (} والعَدْوَى: الفَسادُ) ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {وعَدا اللِّصُّ على القُماشِ} عَداءً) ، كسَحابٍ، ( {وعُدْواناً، بالضَّمِّ والتَّحْريكِ) ؛) وَفِي المُحْكم بالضَّمِّ والفَتْح مَعًا وَهَكَذَا ضَبَطَه؛ أَي (سَرَقَهُ) ؛) وَهَذَا أَيْضاً تَجاوُزٌ فيمَا يخلُّ بالعَدَالةِ.
(وذِئْبٌ} عَدَوانٌ، محرَّكةً) :) أَي (عادٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: {يَعْدُو على الناسِ.
ومِن سَجَعاتِ الأساسِ: وَمَا هُوَ إلاَّ ذِئْبٌ عَدَوانٌ دِينُه الظُّلم} والعُدْوانُ.
( {وعَداهُ عَن الأَمْرِ عَدْواً) ، بالفَتْحِ، (وعُدْواناً) ، بالضَّمِّ: (صَرَفَهُ وشَغَلَهُ؛} كعَدَّاهُ) ، بالتَّشديدِ. يقالُ: عَدّ عَن كَذَا، أَي اصْرِفْ بَصَرَك عَنهُ.
(و) عَدَا (عَلَيْهِ) عَدْواً: (وَثَبَ) .
(و) عَدَا (الأَمْرَ، و) عَدا (عَنهُ: جاوَزَهُ وتَرَكَهُ) .
(وعَداهُ الأَمْرَ (! كتَعدَّاهُ) :) تَجاوَزَهُ. ( {وعَدَّاهُ} تَعْدِيَةً: أَجازَهُ وأَنْفَذَه) {فتَعَدَّى.
} والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشَّيءِ إِلَى غيرِهِ، وَمِنْه {تَعْدِيةُ الفِعْلِ عنْدَ النُّحَّاةِ، وَهُوَ جَعْلُ الفِعْل لفاعِلٍ يَصِيرُ مَنْ كانَ فاعِلاً لَهُ قَبْل} التَّعْديَةِ مَنْسوباً إِلَى الفِعْل نَحْو خَرَجَ زيْدٌ فأخْرَجْتَه.
( {والعَداءُ، كسَماءٍ وغُلَواءٍ: البُعْدُ.
(وَفِي الصِّحاحِ: بُعْد الَّدارِ.
قُلْت: وَمِنْه قوْلُ الَّراجزِ:
مِنْهُ على} عُدَواءِ الدَّار تَسْقِيمُ (و) أيْضاً: (الشَّغْلُ يَصْرِفُكَ عنِ الشَّيءِ) ، قَالَ زهيرٌ:
{وعادَكَ أَن تُلاقيها} العَدَاء وقيلَ: {العُدَواءُ: عادَةُ الشُّغْل.
وقيلَ: عُدَواءُ الشُّغْلِ مَوانِعُه؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للعجَّاج:
وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا
عَنْها وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا (} والتَّعادِي: الأمْكِنَةُ الغَيْرُ المُتَساوِيَةِ؛ وَقد {تَعادَى المَكانُ) :) إِذا تَفاوَتَ وَلم يَسْتَوِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (وَفِي المَسْجِدِ جَراثِيمُ} وتَعادٍ؛ أَي أَمْكنَةٌ مُخْتَلِفَة غَيْر مُسْتَوِيةٍ.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: نِمْتُ على مَكانٍ {مُتَعادٍ، إِذا كانَ مُتَفاوِتاً ليسَ بمُسْتَوٍ.
وَهَذِه أَرْضٌ} مُتعادِيَةٌ: ذاتُ حِجَرَةٍ ولَخاقِيق.
وَفِي الأساسِ: وبعُنُقِي وَجَعٌ مِن {تَعادِي الوِسادِ: مِن المَكانِ} المُتَعادِي غَيْر المُسْتَوِي.
(و) ! العِدَى، (كإلَى: المُتَباعِدُونَ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (الغُرباءُ) والأَجانِبُ؛ وَمِنْه حديثُ حبيب بنِ مُسْلِمَةَ لمَّا عَزَلَه عُمَرُ عَن حِمْصَ قالَ: (رَحِمَ اللهُ عُمَرَ يَنْزِعُ قَوْمه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَى) .
وقوْلُه: ( {كالأعْداءِ) :) يَقْتَضِي أنْ يكونَ} كالعدى فِي مَعانِيه وليسَ كَذلكَ.
وَالَّذِي فِي المُحْكم بَعْد قَوْله: وقيلَ الغُرْباء، وهُم {الأعْدَاءُ أَيْضاً لأنَّ الغَرِيبَ بَعِيدٌ؛ فالصَّوابُ أنْ يقولَ:} والأعْداء.
ويدلُّ لَه أيْضاً مَا فِي الصِّحاح، قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَلم يأْتِ فِعْلٌ فِي النّعوتِ إلاَّ حَرْف واحِدٌ، يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ عِدًى، أَي غُرباءُ؛ وقَوْمٌ {عِدًى: أَي} أَعْداءٌ، وأَنْشَدَ:
إِذا كنتَ فِي قوْمٍ عِدًى لسْتَ منهمُ
فكُلْ مَا عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب ( {والعُدْوَةُ، بالضَّمِّ: المَكانُ المُتباعِدُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والعُدَواءُ، كالغُلَواءِ: الأَرضُ اليابِسَةُ الصُّلْبَةُ) ، ورُبَّما جاءَتْ فِي البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، ورُبّما كانتْ حَجَراً فيحيدُ عَنْهَا الحافِرُ.
ويقالُ: أَرْضٌ ذاتُ {عُدَواءَ إِذا لم تكُنْ مُسْتَقِيمةً وَطِيئةً وَكَانَت} مُتَعادِيَةً.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ الخَشِنُ الغَلِيظُ.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ المُشْرِفُ يَبْرُكُ عَلَيْهِ البَعيرُ فيَضْطجِعُ عَلَيْهِ، وَإِلَى جَنْبِه مَكانٌ مُطْمَئِنٌّ فيميلُ فِيهِ فيَتَوَهَّنُ، وتوَهُّنُه مَدُّ جِسْمِه إِلَى المَكانِ الوَطِيءِ فتَبْقى قَوائِمُه على العُدَواءِ، وَهُوَ المُشْرِفُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ القِيامَ حَتَّى يموتَ، فتَوَهُّنه اضْطِجاعُه.
قَالَ الَّراغبُ: وَهَذَا مِن التَّجاوُزِ فِي أَجْزاءِ المقرِّ.
(و) أَيْضاً: (المَرْكَبُ الغَيْرُ المُطْمَئِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: العُدَواءُ المَكانُ الَّذِي لَا يَطْمَئِنُّ مَنْ قَعَدَ عَلَيْهِ.
يقالُ: جِئْتُ على مَرْكبٍ ذِي عُدَواء أَي ليسَ بمُطْمَئِنَ؛ وأَبو زيْدٍ مِثْله.
وَفِي المُحْكم: جَلَسَ على عُدَواء أَي على غَيْرِ اسْتِقامَةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَفِي نسخةِ المصنَّفِ لأبي عُبيدٍ: ذِي عُدَواء مَصْرُوفٌ وَهُوَ خَطَأ مِنْهُ إِن كانَ قائِلَه لأنَّ فُعَلاء بِناءٌ لَا يَنْصرِفُ مَعْرِفَةً وَلَا نَكِرَةً.
( {وأَعْدَى الأَمْرَ: جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ) .
(وَفِي المُحْكم:} أَعْداهُ الدَّاءُ جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ؛ {وأَعْداهُ مِن عِلَّتِه وخُلُقِه وأَعْداهُ بِهِ: جَوَّزَه إِلَيْهِ؛ والاسْمُ مِن كلِّه العَدْوى.
(و) } أَعْدى (زيْداً عَلَيْهِ) :) إِذا (نَصَرَهُ وأَعانَهُ) ، والاسْمُ {العَدْوى، وَهِي النُّصْرةُ والمَعُونَةُ.
(و) أَعْدَاهُ: (قَوَّاهُ) ؛) وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
وَلَقَد أَضاءَ لكَ الطَّريقُ وأَنْهَجَت
سُبُلُ المكارِمِ والهُدَى} يُعْدي أَي: إبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيكَ على الطَّريقِ.
( {واسْتَعداهُ: اسْتَعانَهُ واسْتَنْصَرَهُ) .) يقالُ:} اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأَميرَ فأعْداني: أَي اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فأَعانَنِي عَلَيْهِ؛ والاسْمُ مِنْهُ العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ فيكونُ {الاسْتِعْداءُ طَلَب العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ.
(} وعادَى بينَ الصَّيْدَيْنِ {مُعادَاةً} وعِداءً: وَالَى وتابَعَ) بأَنْ صَرَعَ أَحَدَهما على إثْرِ الآخَرِ (فِي طَلَقٍ واحِدٍ) ؛) وكَذلكَ! المُعادَاةُ بينَ رَجُلَيْن إِذا طَعَنَهما طَعْنَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لامْرىءِ القَيْس:
{فعَادَى عِداءً بَين ثوْرٍ ونعْجَةٍ
دِرَاكاً وَلم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ (} وعَداءُ كُلِّ شيءٍ، كسَماءٍ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ ( {وعِداهُ} وعِدْوُهُ {وعِدْوَتُهُ، بكسْرِهنَّ وتُضَمُّ الأَخيرَةُ) ، إِذا فَتَحْته مَدَدْته وَإِذا كَسَرْته قَصَرْته؛ (طَوارُهُ) وَهُوَ مَا انْقادَ مَعَه مِن عَرْضِه وطُولِه. يقالُ: لَزِمْتُ} عَداءَ الطَّريقِ أَو النَّهْرِ أَو الجَبَلِ أَي طَوَاره.
( {والعِدَى، كإلَى: النَّاحِيَةُ؛ ويُفْتَحُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم، (ج} أَعْداءٌ) .
(وقيلَ: أَعْداءُ الوادِي: جَوانِبُه.
(و) أَيْضاً: (شَاطِىءُ الوادِي) وشَفِيرُه وجانِبُه.
( {كالعُدْوَةِ مُثَلَّثَةً) ، التَّثْلِيثُ عَن ابنِ سِيدَه، جَمْعُه عِدًى، بالكسْرِ والفَتْح.
وَفِي الصِّحاح:} العِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانِبُ الوادِي وحافَتُه؛ قالَ اللهُ تَعَالَى: {وهُم {بالعُدْوَةِ القُصْوى} .
وَفِي المِصْباح: ضمُّ العَيْن لُغَةُ قَرَيْش، والكسْرُ لُغَةُ قَيْسٍ، وقُرِىءَ بهما فِي السَّبْعةِ.
وَقَالَ الراغبُ:} العُدْوَة القُصْوى الجانِبُ المُتجاوِز للقُرْب.
(و) {العِدَا: (كُلُّ خَشَبَةٍ) تُجْعَلُ (بينَ خَشَبَتَيْنِ.
(و) أَيْضاً: (حَجَرٌ رَقيقٌ يُسْتَرُ بِهِ الشَّيءُ،} كالعِداءِ) ، ككِتابٍ، (واحِدَتُه) {عِدْوٌ، (كجِرْوٍ) ، وَهُوَ حينئَذٍ جَمْعٌ.
وَالَّذِي فِي نسخ المُحْكم: العِدَى} والعَداءُ كإلَى وسَحابٍ، هَكَذَا ضَبَطَه بالقَلَمِ. ( {والعُدْوَةُ، بالكسْر والضَّمِّ: المَكانُ المُرْتَفِعُ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج.} عِداءٌ) ، كبُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ، ( {وعَدَياتٌ) ، بالتَّحْريكِ، كَمَا فِي النسخِ، وَفِي الصِّحاح: بكسْرِ العَيْنِ وفَتْح الدالِ.
(} والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيقِ) .
(وَفِي الصِّحاح: ضِدُّ الوَلِيِّ يكونُ (للواحِدِ والجَمْعِ والذَّكَرِ والأُنْثَى) بلَفْظِ واحدٍ، (وَقد يُثَنَّى ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ) .
(فِي الصِّحاح: قالَ ابنُ السِّكِّيت: فَعُولٌ إِذا كانَ فِي تأْوِيلِ فاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُه بغَيْرِ هاءٍ نَحْو رجلٌ صَبُور وامْرأَةٌ صَبُور، إلاَّ حَرْفاً وَاحِدًا جاءَ نادِراً؛ قَالُوا: هَذِه {عَدُوَّة الله.
قالَ الفرَّاءُ: إنَّما أَدْخَلوا فِيهَا الهاءَ تَشْبيهاً بصَديقةٍ لأنَّ الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ. (ج} أَعْداءٌ، ج) جَمْعُ الجَمْعِ ( {أَعادٍ.
(} والعُدا، بالضَّمِّ والكَسْر: اسْمٌ الجَمْعِ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النّسخ بالألِفِ، والصَّوابُ أنَّه يُكْتَبُ بالياءِ وَإِن كانَ واوِيًّا لكَسْرةِ أَوَّلِه.
وَفِي الصِّحاحِ: {العِدَى، بالكَسْرِ: الأعْدَاءُ، وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلم يأْتِ فِعَلٌ فِي النُّعوت إلاَّ حَرْف واحِدٌ يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ} عِدًى، أَي أَعْداءٌ؛ ويقالُ: قَوْمٌ {عُدىً مِثْل سِوًى وسُوًى؛ قالَ الأخْطَل:
أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بني بَدْرِ
وإنْ كانَ حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِيُرْوَى بالضَّمِّ وبالكَسْر.
وقالَ ثَعْلبٌ: قَوْمٌ أَعْداءٌ} وعِدًى، بكسْرِ العَيْن، فإنْ أُدْخِلَتِ الهاءُ قُلْت {عُداةٌ بضمِّ العَيْن.
(} والعادِي: {العَدُوُّ) قالتِ امْرأَةٌ مِن العَرَبِ أَشْمَتَ رَبُّ العالَمِيْن} عادِيَكَ، أَي {عَدُوَّكَ، (ج} عُداةٌ) ، كقَاضٍ وقُضاةٍ.
(وَقد {عَادَاهُ) } مُعادَاةً، (والاسْمُ {العَداوَةُ) يقالُ: عَدُوٌّ بَيِّنُ} المُعَادَاةِ {والعَداوَةِ،} فالعَداوَةُ: اسْمٌ عامٌّ مِن العَدُوِّ، وَمِنْه قوْلُهُ تَعَالَى: {وأَلْقَيْنا بَيْنهم العَداوَةَ والبغْضاءَ} .
( {وتَعادَى: تَباعَدَ) ، والاسْمُ العَداءُ، كسَحابٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأَعْشَى يَصِفُ ظَبْيَةً وطلاها:
وتَعَادى عَنهُ النَّهَار فَمَا تَعْ
جُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُيقولُ: تباعَدُ عَن ولَدِها فِي المَرْعى لئَلاَّ يَسْتَدِلَّ الذِّئْبُ بهَا عَلَيْهِ.
(و} تَعادَى (مَا بَيْنهم: اخْتلَف.
(وَفِي الصِّحاح: فَسَدَ.
(و) تَعادَى (القومُ: {عادَى بعضُهم بَعْضًا،) مِن العَداوَةِ.
(} وعَدِيتُ لَهُ، كرَضِيتُ: أَبْغَضْتُه؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {وعادَى شَعَرَهُ: أَخَذَ مِنْهُ أَو رَفَعَه) عنْدَ الغَسْل أَو جفاهُ وَلم يَدْهِنْه، أَو عاوَدَهُ بالوضُوءِ والغُسْلِ.
(وإِبلٌ} عادِيَةٌ {وعَوادٍ: تَرْعَى الحَمْضَ؛) كَمَا فِي المُحْكم، وَهُوَ مَا فِيهِ مُلُوحَةٌ.
وَفِي الصِّحاح:} العادِيَةُ من الإِبِلِ المُقِيمةُ فِي العِضاهِ لَا تُفارِقُها وليسَتْ تَرْعَى الحَمْضَ؛ قالَ كثيِّرٌ:
وإنَّ الَّذِي يَبْغي منَ المالِ أهْلُها
أَوارِكُ لمَّا تَأْتَلِفْ! وعَوادِي يقولُ: أَهْلُ هَذِه المَرْأَة يَطْلُبونَ من مَهْرِها مَا لَا يكونُ وَلَا يُمْكِن كَمَا لَا تَأْتَلِفُ الأَوَارِكُ {والعَوادِي؛ وكذلكَ} العَادِيات؛ قالَ النُّعْمانُ بنُ الأعْرج:
رأَى صاحِبي فِي العادِياتِ نَجِيبةً
وأَمْثالها فِي الواضِعاتِ القَوامِسِ ( {وتَعَدَّوُا: وَجَدُوا لَبَناً) يَشْربُونه (فأَغْناهُمْ عَن الخَمْرِ،) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ: عَن اللَّحْمِ أَي عَن اشْتِرائِه، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
(و) أَيْضاً: (وَجَدُوا مَرْعًى) لمَواشِيهم (فأَغْناهُمْ عَن شِراءِ العَلَفِ.
(و) } عَدِيٌّ، (كغَنِيَ: قَبيلَةٌ،) بل قَبائِل أَشْهَرهنَّ الَّتِي فِي قُرَيْش رَهْط عُمَر بنِ الخطَّاب، رضِيَ اللَّه عَنهُ، وَهُوَ عَدِيٌّ ابنُ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ بنِ فهرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضْر.
وَفِي الرِّباب: عَدِيٌّ بنُ عبْدِ مَناةَ بنِ أُدِّ بنِ طَلْحَةَ رَهْطُ ذِي الرُّمَّة.
وَفِي حَنيفَةَ: عَدِيُّ بنُ حنيفَةَ؛ وعَدِيٌّ فِي فزارَة؛ هَؤُلَاءِ ذَكَرَهُم الجَوْهريُّ.
وَفِي مرَّةَ بنِ أُدَد: عَدِيُّ بنُ الحارثِ بنِ مرَّة.
وَفِي السّكُون: عَدِيُّ بنُ أَشْرَس بنِ شبيبِ بنِ السّكُونِ.
وَفِي خزاعَةَ: عَدِيُّ بنُ سلولِ بنِ كعْبٍ.
وَفِي ربيعَةَ الْفرس: عَدِيُّ بنُ عُمَيْرَةَ بنِ أَسَدٍ.
وَفِي كَلْبٍ: عَدِيُّ بنُ جنابِ بنِ هُبَل.
(وَهُوَ) إِلَى كلَ من هَذِه القَبائِلِ: ( {عَدَوِيٌّ،) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ، (} وعَدَيِيُّ، كحَنَفِيَ،) هَكَذَا فِي النُّسخِ. والصَّوابُ كحَنِيفيَ كَمَا هُوَ نصُّ المُحْكَم. (وبَنُو {عِدَى، كإلَى: حَيٌّ) من مُزَيْنَة، (وَهُوَ} عِدَاوِيٌّ،) نادِرٌ هَكَذَا فِي المُحْكم؛ وَهُوَ عَدِيُّ بنُ عُثْمان بنِ عَمْرِو بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةٍ وأُمُّ عَمْرٍ ووتُسَمَّى مُزَيْنَة وَبهَا عُرِفُوا، وضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ {عَدَّاء كشَدَّاد.
(} وعَدْوانُ،) بالتَّسْكِين: (قَبيلَةٌ) من قَيْسِ، واسْمه الحارِثُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ، وإنَّما قيلَ لَهُ ذلكَ لأنَّه {عَدا على أخِيهِ فهَمَّ بقَتْلِه.
وَفِي غَطَفان: عَدْوانُ بنُ سَهْمِ بنِ مرَّة، وَمِنْهُم ذُو الإصْبَع العَدْوانِيُّ حكِيمُ العَرَبِ.
(وبَنُو عَدَّاءٍ،) كشَدَّادٍ: (قَبيلَةٌ؛) قيلَ: هُم الَّذين تقدَّمَ ذِكْرُهم مِن مُزَيْنَة، وَهَكَذَا ضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ فِي المقدَّمةِ الفاضِلِيَّةِ.
(} ومَعْدِيكَرِبَ، وتُفْتَحُ دالُهُ: اسْمٌ؛) فِي المُحْكَم: من جَعَلَه مَفْعِلاً كانَ لَهُ مَخْرَج مِن الياءِ والواوِ.
قالَ شيْخُنا: وفَتْح دالِهِ غَريبٌ وَلَا يُعْرَفُ فيمَا رُكِّبَ ترْكِيب مزْجٍ مُعْتَل وآخِرُ الجُزْءِ الأَوَّل مَفْتُوح، وفَتْحِ الدَّالِ مَعَ حَذْفِ الياءِ وعَدَم إبْدالِها ألِفاً مَعَ دَعْوَى أصالَةِ الميمِ أَشَدُّ غَرابةً.
قُلْت: وَهَذَا الَّذِي اسْتَغْرَبَه شيْخُنا فقد ذَكَرَه الصَّاغاني فِي التكمِلَةِ عَن ابنِ الكَلْبي وقالَ: هُوَ بلُغةِ اليَمَنِ. ( {وعَدا: فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وبدُونِهِ،) تَقول: جاءَني القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً، وجاؤُوني عَدا زَيْداً، تنصبُ مَا بَعْدَهابها والفَاعِل مُضْمَر فِيهَا، كَذَا فِي الصِّحاح.
قالَ شيْخُنا: وإنَّما يكونُ فِعْلاً إِذا كانَ مَا بَعْده مَنْصوباً، فَإِن كانَ مَا بَعْدَه مَجْروراً فَهُوَ حَرْفٌ باتِّفاقٍ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم: رأَيْتهم عَدا أَخَاكَ وَمَا} عَداهُ، أَي مَا خَلا، وَقد يُخْفَضُ بهَا دُونَ مَا.
وَقَالَ الأزْهري: إِذا حَذَفْتَ نَصَبْت بمعْنَى إلاَّ، وخَفَضْت بمعْنَى سِوَى.
( {والعَدْوَى: مَا} يُعْدِي من جَرَبٍ أَو غيرِه، وَهُوَ مُجاوزَتُه مِن صاحِبِه إِلَى غيرِه.) يقالُ: {أَعْدَى فلانٌ فلَانا مِن خُلُقِه أَو مِن عِلَّةٍ بِهِ، أَو جَرَبٍ.
وَفِي الحديثِ: (لَا} عَدْوَى وَلَا طِيرَة) ، أَي لَا يُعْدِي شيءٌ شَيْئا؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي النهايَةِ: وَقد أَبْطَلَه الإِسْلامُ لأَنَّهم كَانُوا يظُنُّونَ أنَّ المَرَضَ بنَفْسِه {يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه ليسَ الْأَمر كَذلكَ، وإنَّما اللَّهُ هُوَ الّذي يُمْرِضُ ويُنْزلُ الدَّاءَ، وَلِهَذَا قَالَ فِي بعضِ الأحاديثِ: فمَن أَعْدَى الأوَّل، أَي من أَيْنَ صارَ فِيهِ الجَرَب؟ .
(} والعَدَوِيَّةُ،) محرَّكةً: (من نَباتِ الصَّيْفِ بعدَ ذَهابِ الرَّبيعِ) يَخْضَرُّ صِغارُ الشَّجَرِ فتَرْعاهُ الإِبِلُ يقالُ: أَصابَتِ الإِبِلُ {عَدَوِيَّةً، كَذَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ:} العَدَوِيَّةُ الرَّبْل.
(و) العَدَوِيَّةُ أَيْضاً: (صِغارُ الغَنَمِ؛) وقيلَ: هِيَ (بَناتُ أَرْبَعينَ يَوْماً،) فإِذَا جُزَّتْ عَنْهَا عَقِيقتُها ذَهَبَ عَنْهَا هَذَا الاسْمُ؛ قالَهُ اللَّيْثُ، وَقد غَلَّطَه الأزْهري.
(أَو هِيَ بالغَيْنِ) والَّذالِ المعْجَمَتَيْن، أَو بإِعْجامِ الأَوَّلِ فَقَط، واحِدُها غَذِيٌّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وسَيَأْتِي للمصنِّفِ فِي غَدَى وَفِي غَذَى.
وقدْ نَبَّه الأزْهري على تَغْليطِ اللّيْث وتَصْويب القَوْل الأَخيرِ.
(و) العَدَوِيَّةُ: (ة قُرْبَ مِصْرَ،) وَهِي تُعْرَفُ الآنَ بدَيْر العَدَوِيَّةِ.
والعَدَوِيَّةُ: قَرْيةٌ أُخْرى بالغَرْبيةِ قُرْب أبيار.
( {والعادِي: الأَسَدُ) لظُلْمِه وافْتِراسِه الناسَ؛ وَقد جاءَ فِي الحديثِ ذكْرُ السَّبع} العادِي.
(و) {عُدَيَّةُ، (كسُمَيَّةَ: امْرأَةٌ) مِن العَرَبِ، وَهِي أُمُّ قَيْسٍ وعَوْفٍ ومُسَاورٍ وسيَّارٍ ومَنْجوفٍ.
(و) بَنُو عُدَيَّة: (قَبيلَةٌ) وهُم بَنُو هؤلاءِ، نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم المَذْكورَةِ، وهم مِن أَفْخاذِ صَعْصَعَة بنِ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرِ بنِ وائلٍ.
(و) عُدَيَّةُ: (هَضْبَةٌ؛) نَقَلَهُ الصَّاغاني هَكَذَا.
(} وتَعَدَّى مَهْرَ فلانَةَ: أَخَذَه.
( {وعَدْوَةُ: ع.
(} وعَادِيا اللَّوْح: طَرَفاهُ،) كلٌّ مِنْهُمَا {عادِى،} كالعدى.
( {والعَوادِي من الكَرْمِ: مَا يُغْرَسُ فِي أُصُولِ الشَّجَرِ العِظامِ،) الواحِدَةُ} عادِيَةٌ.
(! وعادِيَةُ: أُمُّ أَهْبانَ) بنِ أَوْسٍ الأَسْلَمي ابْن عقبَةَ (مُكَلِّمِ الذِّئْبِ،) رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ، ويُعْرَفُ بابنِ عادِيَة.
( {والعَدَّاءُ بنُ خالِدِ) بنِ هوذَةَ مِن بكْرِ بنِ هوَازن، (صَحابِيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ بَعْدَ حُنَيْن، وروايَةٌ، رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العادِيَةُ: الخَيْلُ المُغِيرَةُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} والعادِياتُ ضَبْحاً} .
وَهُوَ منِّي عَدْوَة القَوْسِ.
{والعَادِي:} المُعْتَدِي {والمُعَادِي والمُتَجاوِزُ الطّورِ.
وعَدَا طَوْرَه: جاوَزَهُ، وقولُه تَعَالَى: {غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ} ، أَي: غَيْر مُتجاوِزٍ سَدّ الجُوعَة، أَو غَيْر عادٍ فِي المَعْصِيةِ طَرِيق المُحْسِنِين.
وقالَ الحَسَنُ: أَي وَلَا عَائِد فقُلِبَ.
} وعُدِي عَلَيْهِ، كعُنِيَ: سُرِقَ مالُه وظُلِم.
{والاعْتِداءُ فِي الدُّعاءِ: الخُرُوجُ عنِ السُّنَّةِ المَأْثُورَةِ.
والعادِي المُخْتَلِسُ.
} والعادِيَةُ: الشُّغْلُ يَعْدُوكَ عَن الشيءِ؛ والجَمْعُ العَوادِي، وَهِي الصَّوارِفُ.
يقالُ: {عَدَتْ عَوادٍ عَن كَذَا: أَي صَرَفَتْ صَوارِفُ؛ وقولُ الشاعِرِ:
} عَداكَ عَن رَيَّا وأُمِّ وَهْبٍ
! عادِي العَوادِي واخْتِلافُ الشَّعْبِفسَّرَ ابنُ الأَعْرابي: عَادِي العَوادِي بأَشَدّها أَي أَشَدّ الأَشْغَالِ، وَهُوَ كزَيْد رجُلُ الرِّجالِ أَي أَشَدُّ الرِّجالِ. {وعَدْواءُ الدَّهْر: صَرْفُه واخْتِلافُه.
} والتَّعدِّي فِي القافِيَةِ: حَرَكةُ الهاءِ الَّتِي للمُضْمَرِ المُذَكَّر السَّاكِنَة فِي الوَقْف؛ {والمُتَعَدِّي الواوُ الَّتِي تَلْحقُه من بَعْدِها كقَوْله:
تَنْفُشُ مِنْهُ الخَيل مَا يَغْزِلُهُو فحركَةُ الهاءِ هِيَ} التَّعَدِّي، والواوُ بَعْدها هِيَ {المُتَعَدِّي، سُمِّيَت بذلك لأَنَّه تَجاوزٌ للحَدِّ وخُروجٌ عَن الواجِبِ، وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ فِي الوَزْنِ، لأنَّ الوَزْنَ قد تَناهَى قَبْله جَعَلُوه آخِرَ البَيْت بمنْزِلَةِ الخَرْمِ أوَّله.
وقالَ ابنُ فارِسَ:} العَدْوَى طَلَبُكَ إِلَى والٍ {ليُعْدِيَكَ على مَنْ ظَلَمَكَ، أَي يَنْتَقِم مِنْهُ} باعْتِدائِه عَلَيْك.
والفقهاءُ يقولونَ: مَسافَة العَدْوَى وكأَنَّهم اسْتَعَارُوها من هَذِه العَدْوَى لأنَّ صاحِبَها يَصِلُ فِيهَا الذَّهابَ والعَوْدَ بعَدْوٍ واحِدٍ لمَا فِيهِ من القوَّةِ والجلادَةِ؛ كَمَا فِي المِصْباح.
وقوْلُهم: {أَعْدَى من الذِّئْبِ، من} العَدْوِ {والعَداوَةِ، والأوَّلَ أَكْثَر.
} والمُعَادَاةُ: المُوالاةُ والمُتابَعَةُ.
وَقَالُوا فِي جَمْعِ {عَدْوَةٍ} عَدايا فِي الشِّعْر.
! وتَعادَى القوْمُ: ماتَ بعضُهم إثْرَ بعضٍ فِي شَهْرٍ واحِدٍ وَفِي عامٍ واحِدٍ، أَو إِذا أَصابَ هَذَا دَاء هَذَا؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ: فَمَا لَكِ مِنْ أَرْوَى {تَعادَيْت بالعَمى
ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورَامِيا} والعُدْوَةُ، بالضمِّ: الخلَّةُ من النَّباتِ، وَهِي مَا فِيهِ حَلاوَةٌ؛ والنَّسَبُ إِلَيْهَا {عُدوية على القِياسِ،} وعَدَوِيَّةٌ على غيرِهِ، {وعَوادٍ على النَّسَبِ بغيرِ ياءِ النَّسَبِ.
وإِبِلٌ عُدْويَّةٌ، بالضمِّ،} وعُدَوِيَّةٌ، بضمِّ ففَتْح: تَرْعَى الحَمْضَ.
{وتَعَدَّى الحقَّ} واعْتَداهُ: جاوَزَهُ، وَكَذَا عَن الحقِّ، وفَوْقَ الحقِّ، {والعِدَى: كإلَى: مَا يُطْبَقُ على اللَّحْدِ من الصَّفائِحِ؛ عَن أبي عَمْرٍ و، وبِه فسّر قَوْل كثيِّرٍ:
وحالَ السَّفا بَيْني وبَيْنَكَ والعِدَى
ورهْنُ السَّفَا غَمْرُ النَّقِيبة ماجِدُوالسَّفا: تُرابُ القَبْر.
وطالَتْ} عُدَوَاؤُهم أَي تَباعُدُهم وتَفَرُّقهم.
{والعُدَواءُ: إناخَةٌ قَلِيلَةٌ.
وجِئْتُكَ على فَرَسٍ ذِي} عُدَواءَ: غَيْر مُجْرًى إِذا لم يكُنْ ذَا طُمَأْنِينَة وسُهُولَة.
{وعُدَوَاءُ الشَّوْق: مَا بَرَّحَ بصاحِبِه.
} وعَدَّيْت عَنِّي الهَمَّ: نَحَّيْتَه.
وتقولُ لمَنْ قَصَدَك: {عَدِّ عَنِّي إِلَى غَيْري، أَي اصْرِفْ مَرْكبَك إِلَى غَيْرِي.
} والعادِيَةُ: الحدَّةُ والغَضَبُ.
وأَيْضاً: الظُّلْمُ والشرُّ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالعاقِبَةِ.
{وعادِيَةُ الرَّجُلِ:} عَدْوُه عَلَيْك بالمَكْرُوه.
وعَدَا الماءُ يَعْدُو: إِذا جَرَى.
{وتَعَادَى القوْمُ عليَّ بنَصْرِهم: أَي تَوالَوْا وتَتابَعُوا.
} وعَدْوَةُ الأَمَدِ: مَدُّ البَصَرِ.
ويقالُ: عادِ رِجْلَكَ عَن الأرْضِ: أَي جافِها. {وعَادَى الوِسادَةَ: ثَناها؛ والشيءَ: باعَدَهُ.
وتعَادَى عَنهُ: تَجافَى.
وفلانٌ لَا} يُعَادِينِي وَلَا يُوادِينِي: أَي لَا يُجافِينِي وَلَا يُواتِينِي.
{وتَعادَتِ الإِبِلُ جَمْيعاً: مَوَّتَتْ؛ وقَد} تَعَادَتْ بالقَرْحة.
وعَادَى القِدْرَ: إِذا طامَنَ إحْدَى الأَثافِي لتَمِيلَ على النارِ.
{وعَدَاني مِنْهُ شَرٌّ: أَي بَلَغنِي.
وفلانٌ قد} أَعْدَى الناسَ بشَرَ: أَي أَلْزَقَ بهم شَرًّا وفَعَلَ كَذَا عَدْواً بَدْواً: أَي ظاهِراً جِهاراً.
وقولُ العامَّةِ: مَا عَدَا مَنْ بَدَا، خَطَأ، والصَّواب: أَمَا مَا عَدَا بألفِ الاسْتِفْهامِ: أَي أَلَمْ يَتَعَدَّ الحَقَّ مَنْ بَدَأَ بالظُّلْم.
وَمَا لي عَنهُ {مَعْدًى: أَي لَا تجاوُزَ إِلَى غيرِهِ وَلَا قُصُورَ دُونَه.
ويقالُ: السُّلطانُ ذُو} عَدَوانٍ وذُو بَدرانٍ.
وبَنُو العَدَوِيَّةَ: قوْمٌ مِن حَنْظَلَة وتمِيمٍ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم، واسْمُها الحزامُ بنْتُ خزيمَةَ بنِ تمِيمِ بنِ الدول، ويقالُ فيهم: {بلعَدَوِيَّة أَيْضاً:} وعادِياءُ، والِدُ السَّمَوْأَل، مَمْدودٌ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلبٍ:
هلاَّ سأَلْت {بعادِياءَ وبَيْتِه
والخَلِّ والخَمْرِ الَّتِي لم تُمْنَعِوجاءَ مَقْصوراً فِي قوْلِ السَّمَوْأَل:
بَنَى لي} عادِياً حِصْناً حَصِيناً
إِذا مَا سامَنِي ضَيْمٌ أَبَيْت {وَعَادِيَةُ بنُ صَعْصَعَة مِن هُذَيْلٍ.
وَفِي هوَازن: بَنُو} عاَدِيَة.
وَفِي بَجِيلَةَ: بَنُو عادِيَةَ بن عامِرٍ.
وَفِي أَفْخاذِ صَعْصَعة: بَنُو عادِيَةَ، وهم: بَنُو عبدِ اللَّهِ والحارِثِ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم.
وأَبو السّيَّارِ {عَاِدي بن سَنْد كَتَبَ عَنهُ السَّلَفِي.
وبرّ} العُدْوَةِ، بالضمِّ: بالأنْدَلُسِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ شهابُ بنُ إدْرِيس {العُدْوِيُّ عَن قاسِمِ بنِ أصْبَغ، قيَّدَه الرَّشاطِي.
وزِيادُ بنُ} عُدَيَ، كسُمَيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ، قالَ الحافِظُ: وحَكَى فِيهِ البُخاري عُتَي بالتاءِ الفَوْقِيّة.
وقالَ ابنُ حَبيبٍ: كلُّ شيءٍ فِي العَرَبِ عَدِي بفَتْح العَيْن إلاَّ الَّذِي فِي طيِّىءٍ وَهُوَ {عُدَيُّ بنُ ثَعْلَبَة بنِ حَيَّان بنِ جرمٍ.
} وعِدْي، بكسْرٍ فسكونٍ، هُوَ ابنُ الحارِثِ بنِ عَوْفٍ النَّخَعِيُّ جَدُّ زُرَارَةَ بنِ قَيْسِ بنِ الحارِثِ بنِ عدي، وجَدُّ عَزِيزِ بنِ معاويَةَ بنِ سِنانِ بنِ عدي، ومثْلُه {عِدْيُ بنُ رَبيعَةَ بن عجلٍ.
وكسُمَيَّة:} عُدَيَّةُ بنُ أُسامةَ فِي آل عجلٍ، هَكَذَا ضَبَطَه الدَّارْقطْني.
وبَنُو عَدِيَ، كغَنِيَ: بليدَةٌ فِي الأَشْمونين سُمِّيَت باسْمِ النازِلِينَ بهَا، وهُم عَدِيُّ قُرَيْشٍ فيمَا زَعَمُوا، وَقد خَرَجَ مِنْهَا فِي الزَّمَن القَرِيب أَهْل العِلْمِ والصَّلاحِ.
{وأَعْدَى الشَّيءُ الشَّيءَ والصَّاحِبُ الصَّاحِبَ: أَكْسَبَه مثْلَ مَا بِهِ.
وَفِي المَثَلِ: قَرِينُ الشَّيء} يعدي قَرِينَه. وبَنُو {عاداة: قَبِيلةٌ.
وأُمُورٌ} عِدْوَة، بالكَسْر: أَي بعِيدَةٌ.

خَرق

خَرق
خَرَقَه أَي: السَّبْسَبَ والثَّوْبَ يَخْرُقُه ويَخْرِقُه منِّ حَدَي نَصَر، وضَرَّب: جابَهُ ومَزقَه لَف ونشرٌ مرَيب. وَمن المَجازِ: خرَقَ الرَجُلُ: إِذا كَذَبَ. وَمن الْمجَاز أَيضاً: خرَقَ: إِذا قطع المَفازَةَ حَتى بلغ أَقْصَاها، وقولُه تَعالى: إِنَّكَ لَنْ تَخرِقَ الأَرْضَ أَي: لن تَبْلُغَ أّطْرافَها، وقَرَأَ الجَرّاحُ ابْن عبد الله بن تخرق بِضَم الرَّاء وَهِي لُغَة وَالْكَسْر أَعلَى وَقَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ لن تقطعها طولا وعرضاً وَقيل لن تثقب الأَرْض. وخرق الثَّوْب خرقاً شقَّه. وَمن الْمجَاز خرق الْكَذِب واختلقه إِذا صنعه واشتقه. وخرق فِي الْبَيْت خروقاً إِذا أَقَامَ فَلم يبرح كخرق كفرح وَهَذِه عَن اللَّيْث.
وخرق بالشَّيْء ككرم إِذا جَهله وَلم يحسن عمله. والخرق الْبعيد مستوياً كَانَ أَو غير مستو.
وَأَيْضًا الأَرْض الواسعة تتخرق فِيهَا الرِّيَاح نَقله الْجَوْهَرِي وَقَالَ المؤرج كل بلد وَاسع تتخرق بِهِ الرِّيَاح فَهُوَ خرق وَقَالَ ابْن شُمَيْل يعد مَا بَين الْبَصْرَة وحفر أبي مُوسَى خرقاً وَمَا بَين النباح وضرية خرقاً قَالَ أَبُو دؤاد الْإِيَادِي:
(وخرق سبسب يجْرِي ... عَلَيْهِ موره سهب)
كالخرقاء وَيُقَال مفازة خرقاء حوقاء أَي بعيدَة ج: خروق قَالَ معقل بن خويلد الْهُذلِيّ:
(وإنهما لجوابا خروق ... وشرابان بالنطف الطوامي)
وَيُقَال قَطعنَا إِلَيْكُم أَرضًا خرقاً وخروقاً. وَقَالَ ابْن عباد الْخرق نبت كالقسط لَهُ أوراق وخرق ع: بنيسابور. والخرق بِالْكَسْرِ والخريق كسكيت الرجل السخي الْكَرِيم الْجواد يتخرق فِي السخاء يَتَّسِع فِيهِ وَهُوَ مجَاز أَو قَالَ. الظَّرِيف فِي سَخاوَةٍ والصّوابُ: فِي سماحة، كَمَا هُوَ نَص اللَيثِ، زادَ: ونَجدة. وقِيلَ: هُوَ الفَتَى الحَسَن الكَرِيمُ الخَلِيقَةِ وأَنْشد اللَّيث:
(وخِرقٍ يَرَى الكَأْس أُكْرُومَةً ... يُهِين اللّجَيْنَ لَهَا النُّضارَا)
وَقَالَ البُرْج بنُ مُسْهر:
(فَلما أَن تَنشأَ قامَ خِرْقٌ ... من الفِتيانٍ مُخْتَلَق هَضومُ)
وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لأَبِي ذُؤَيبٍ يَصِف رَجُلاً صَحِبَهُ رجلٌ كَريم:)
(أتِيحَ لَهُ مِن الفِتْيانِ خِرق ... أَخُو ثِقَةٍ وخِرِّيقٌ خَشوفُ)
قالَ ابنُ الأَعرابِي: لَا جَمْعَ للخِرْقِ، وقالَ ابْن دُرَيْدِ: ج: أَخْراق كسِرْبٍ وأسراب. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: خُراق كغُرابٍ. وقالَ غَيْرُهُما: جَمعُ الخِرْق: خُرُوقٌ وجمعُ الخِرِّيقِ: خِريقُونَ، قالَ الأَزْهرِيُّ: وَلم نَسمَعْهم كَسَّرُوه، لأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَكادُ يُكَسَّرُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. والمَخْرَقُ كمَقعَد: الفَلاة الواسِعَةُ تَتَخَرَّقُ فِيهَا الرًّياحُ، قَالَ أَبُو قَحْفانَ العَنْبَرِيّ: قَدْ أَقْبَلَتْ ظَوامِئاً م المَشْرِقِ قادِحَةً أَعْيُنَها فِي مَخْرَقِ والمَخْرَقُ من الحَوْضِ: حَجَرٌ يكونُ فِي عُقْرِه، ليُخْرِجُوا مِنْهُ الماءَ إِذا شَاءُوا قَالَ أَبُو دُؤادٍ الإِيادِيّ:
(والماءُ يَجْرِي وَلَا نِظامَ لَهُ ... لَو وَجَدَ الماءُ مَخْرَقاً خَرَقَهْ)
وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: المَخْرُوقُ: المَحْرُوم الَّذِي لَا يَقَع فِي كَفِّهِ غِنىً وَهُوَ مَجازٌ. والخِرْقَةُ، بالكسرِ، من الجَرادِ دُونَ الرِّجْلِ، وَهُوَ مَجاز. وَكَذَا الحِزْقَة، وأَنْشد ابنُ دُرَيد: قد نَزَلَتْ بساحَةِ ابْن وَاصل خرقَة رِجلٍ من جَراد نازلِ وَفِي حَدِيثِ مَريمَ عَلَيْهَا السَّلَام: فَجَاءَت خرْقَة من جَرادِ، فاصطادت وشَوَت. والخِرْقَةُ من الثوبِ: القعطةُ مِنْهُ وقِيلَ: المزْقَة مِنْهُ ج: خِرق، كعِنَب. وأبُو القاسِم عُمَر بنُ الْحُسَيْن ابنِ عَبْدِ الله بنِ أَحْمَدَ الخرَقِي: شَيخ الحَنابِلَةِ ببَغْدادَ، صَاحب المُخْتَصرٍ فِي فِقْهِ الإِمام أَحْمَدَ بنِ حَنبل، كانَ فَقِيهاً سدِيداً ورِعاً، قالَ القَاضِي أَبُو يَعلَى: كَانَت لَهُ مُصَنَّفات وتَخْرِيجات على المَذهب لم تَظهَرْ، لأَنه خَرَج من بَغْدادَ، وأَوْدَعً كُتبَهُ فِي دربِ سُلَيْمَان، فاحْتَرَقَت، وماتَ هُوَ بدمَشْقَ سنة، وَأَبُو الحُسَيْنيِ بنُ عَبدِ اللهِ بن أَحْمَد وَالِد صَاحب الْمُخْتَصر هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب وَأَبوهُ الْحُسَيْن عَبْدُ الله بن أَحْمد وَهَذَا يَعْنِي عَن قَوْله وَالِد صَاحب الْمُخْتَصر وكنيته أَبُو عَليّ حدث عَن أبي عمر الدوري وَالْمُنْذر بن الْوَلِيد الجارودي وَمُحَمّد بن مرادس الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَعنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي وَأَبُو عَليّ بن الصَّواف وَعبد الْعَزِيز بن جَعْفَر الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم. وَأَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الْمَعْرُوف بِابْن حمدي من أهل بَغْدَاد سمع أَبُو الْقَاسِم بن زَكَرِيَّا الْمُطَرز وَمُحَمّد بن طَاهِر بن أبي الدميك،)
وَعنهُ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو بكر البرقاني، وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي وَكَانَ ثِقَة أَمينا توفّي سنة،. وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ وَإِبْرَاهِيم ابْن عَمْرو هَكَذَا ي سَائِر النّسخ وَلم أجدهما فِي كتاب ابْن السَّمْعَانِيّ وَلَا الذَّهَبِيّ وَلَا الرشاطي. وَقَالَ الذَّهَبِيّ مُسْند أَصْبَهَان أَبُو الْفَتْح عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح القاسمي مَاتَ سنة، وبلدَيِاهُ: أَبُو طاهِر عُمَرُ بنُ محمَّدِ ابنِ عَليّ بن عمَرَ بن يوسفَ الدَّلالُ روَى عَن أَبي بكرِ بنِ الْمُقْرِئ نسخةَ جوَيرِيَةَ بنت أَسماء، ونسْخَةَ وَرَقَة، وَعنهُ أبُو عبدِ الله الْخلال، توفّي سنة، وأَبو العَباسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ أحْمَد بن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَ عَن أَبِي عَليّ الحَسَنِ بن عمَرَ بنِ يُونسَ الحافِظِ الْأَصْبَهَانِيّ، الخِرَقِيّونَ إِلى بَيع خِرَقِ وَالثيَاب أَئِمَّة مُحَدِّثُونَ. وَذُو الرَقِ: النُّعْمانُ بنُ رَاشد ابْن مُعاوِيَةَ بنِ عَمْرو بن وهب بنِ مُرَةَ ابنِ عَبْد الأَشهل بنِ عَوْفِ بنِ إِياس بنْ ثَعلَبَةَ بنِ عَمرو بنِ عَبْلةَ. ابْن أَنْمارِ بَنِ مبشَر بن عُمَيرَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبيعة ابْن نزار لإعلامه نَفْسَهُ بخرق حمر وصفر فِي الْحَرْب.وَذُو الخِرَق: خليقُة بن حَملَ ابْن عامرِ بنِ حميري بنِ وَقْدَانَ ابنِ سُبَيعِ بنِ عَوْفِ بنِ مَالك بنِ حَنْظَلَة الطُّهَوِيّ، لقِّبَ بِهِ لَقْولهِ:
(مَا بالُ أُمِّ حُبَيْش لَا تُكَلِّمُنا ... لمّا افْترَقْنَا وقَدْ نثرِى فنَتَّفقُ)

(تقطعُ الطَّرْفَ دُونِي وَهْي عابِسَةٌ ... كَمَا تَشاوَسَ فيكَ الثّائِرُ الحَنِقُ)

(لمّا رَأَتْ إِبِلِي جاءتْ حُمُولَتُها ... غَرْثَى عِجافاً عَلَيْها الرِّيشُ والخِرَقُ)

(قالَتْ: أَلا تَبْتَغِي مَالا تَعِيشُ بِهِ ... عَمّا تُلاقِي، وشَرُّ العِيشَةِ الرَّنَق)

(فِيئَي إِلَيكِ، فإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرٌ ... فِي الجَدْبِ، لَا خِفَّةٌ فِينَا وَلَا مَلقُ)

(إنّا إِذا حطْمَةٌ حَتتْ لنا وَرَقاً ... نُمارِس العَيْشَ حَتى يَنبُتَ الوَرَقُ)
وذُو الخرَقِ: قُراط، أَو هُو: ذُو الخرَقِ بنُ قُرْطٍ الطهَوِيُّ أَخو بنِي سعِيدةَ بنِ عَوْفِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ وأَمُّ أَبِي سُودٍ وعَوْفٍ ابْنَي مالِكِ بنِ حَنْظَلَة طُهَيَّةُ بنت عَبْدِ شَمْسِ بنِ سَعْدِ ابنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ الشاعِرُ الفارِسُ القَدِيم أَي: جاهِلِيّ. وذُو الخِرَق: فَرَسُ عَبّادِ بنِ الحارِثِ بنِ عَدِيًّ بنِ الأَسْوَدِ بنِ أَصْرَم، كَانَ يُقاتِلُ عَلَيْهِ يومَ اليَمامَةِ. وخِرْقَةُ، بالكسرِ: فرسُ الأسوَدِ بنِ قِرْدَةَ السَّلُولِيِّ، وَهُوَ القائِلُ فِيها:
(ثَأَرتُ يَزِيدَ مِن ابْنِ الجُنَيْ ... دِ فاشْكُرْ يَزيدُ وَلَا تَكْفُرِ) (ذبَحْتُ يَزِيدَ رَئِيسَ الخَمِي ... س ذَبْحاً وخِرْقَةُ بِي تَحْضُرُ)

(وعَمراً طَعَنتُ فأَطلَعْتُه ... نَقِيباً بنَجْلاءَ لَا تسْتَرُ)
وخِرْقَةُ: فَرَش مُعَتِّبٍ الغَنَوِيِّ. وخِرْقَةُ: اسمُ ابْن شعاثَ الشّاعِر كغُرابٍ وشعاث أُمه، وأَبوه بُنانَةُ كثُمامَةٍ، وَفِي التَّكْمِلَةِ نُباتَةُ. والمِخْراقُ بِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ الحَسَنُ الجِسْم، طالَ أَو لم يَطُلْ. وأَيْضاً: المُتَصَرِّفُ فِي الأمُورِ وقالَ شَمِرٌ: هُوَ الّذِي لَا يَقَعُ فِي أَمْرٍ إِلاّ خَرَج مِنْهُ. قالَ: والثَّوْرُ البَرِّيُّ يُسَمَّى مِخْراقاً، لأَنَّ الكِلاب تَطْلُبُه فيُفْلِتُ مِنْها، وَفِي الأَساسِ: يُسمَى مِخْراقَ المَفازَةِ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: لقَطْعِه البِلادَ البعِيدَةَ، وَهَذَا كَمَا قِيلَ لَهُ: ناشطٌ، وَمِنْه قَوْل عَدِيِّ بنِ زَيدٍ العِبادِيِّ:
(ولَهُ النَّعجَةُ المَرِيُّ تُجاهَ الرَّ ... كْبِ عِدْلاً كالنّابِئ المِخراقِ)
والمِخْراقُ: السَّيِّدُ هكَذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ السَّيْفُ، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسان والأَساسِ، وَهُوَ مَجازٌ، وقَدْ ذَكَوه كُثَيِّرٌ فِي شِعْرِه، وجُمِعَ على المخارِيقِ، قالَ:
(عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ كالمَخارِيقِ كُلُّهُم ... يُعَدُّ كَرِيماً لَا جَباناً وَلَا وَغْلا)
والمِخْراقُ أَيضاً: السَّخِي الجَوادُ. والمِخْراقُ: اسمٌ لَهُم. والمِخْراقُ: المِنْدِيلُ أَو نحوُه يُلَفُّ ليُضْرَبَ بهِ أَو يُفَزَّع، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وأنْشَدَ:
(أُجالِدُهُم يومَ الحَدِيقَةِ حاسِراً ... كأَنَّ يَدِي بالسَّيْفِ مِخْراقُ لاعِبِ)
وَقَالَ غيرُه: المَخارِيقُ واحِدُها مِخْراقٌ: مَا يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيانُ من الخِرَقِ المَفتُولَةِ، قَالَ عَمْرُو بنُ كُلثُوم:
(كأَنَّ سُيُوفَنا مِنّا ومِنهُم ... مَخارِيقٌ بأَيْدِي لاعِبينَا)
وَفِي حديثِ عَليّ رضِي اللهُ عَنهُ: البَرْقُ مَخارِيقَ الملائِكَة أَي: آلَة يزْجى بهَا المَلائِكَةُ السَّحابَ وتَسوقه. وهُوَ مِخْراق حَرْب أَي: صاحِب حرُوب يخِفَ فِيها، نَقلَه الجَوهَرِي، وأَنْشَدَ.
(وأَكْثرَ ناشئاً مِخْراقَ حَرْبٍ ... يُعِين على السِّيادَةِ أَو يَسودُ)
وَيَقُول لم أَر مَعْشراً أَكثر فِتيانَ حَرْب مِنهم. والخَرِيقُ كأَمِير: المُطْمَئِن من الأَرْضِ، وَفِيه نَبات وقالَ الفَرِّاءُ: يُقَال: مَررْت بخَرِيق من الأَرضِ بَين مسحاوَين، والخَرِيقُ: الَّذِي تَوَسطَ بينَ مَسحاويْنِ بالنبات، والمَسْحاءُ: أَرض لَا نَباتَ بهَا ج: خرُقٌ ككُتاب وأَنْشَدَ الفَرّاء لأبِي محَمد الفَقعسِيِّ: تَرعى سمِيراء إِلى أَهضامِها) إِلى الطُّرَيفاتِ إِلَى أَرمامِها فِي خُرقٍ تَشبع من رمْرامِها والخَرِيقُ أَيضاً: الرِّيح البارِدَةُ الشدِيدَة الهَبّابَةُ وَفِي العُبابِ: الشَّدِيدَة الهبُوبِ، وَمثله نصُّ الصِّحاح، وأَنشَدَ للشّاعِر، وَهُوَ الأَعْلَم الهذَلِيًّ:
(كأَنِّ هُوِيها خَفقان رِيح ... خَريق بينَ أَعلام طِوالِ)
قَالَ الجَوهَرِي: وَهُوَ شَاذ، وقياسُه خَرِيقَة، قَالَ ابْن بَريّ: والَّذِي فِي شِعْره: كأَنَ جناحَه خفقان رِيح يَصِف ظَلِيماً، وأَولُه:
(كأَن ملاءتي عَلَى هِجِف ... يَعن معَ العَشِيَّةِ للرِّئالِ)كفَرِحَ: إِذا دَهِشَ فَهُوَ خَرِقٌ ككَتِفِ وَهِي خَرِقَةٌ وَقد خالفَ اصْطِلاَحَه هُنَا، وَفِي حَدِيثِ تَزوِيج فاطِمةَ عَلِيّاً رضِي اللهُ عَنْهُمَا: فلمّا أَصْبَحَ دَعاهَا فجاءتْ خَرِقَة من الحَياءَ أَي: خَجِلَةً مَدْهُوشة، ويُرْوَى) أَنّها: أَتَتْهُ تَعْثُر فِي مِرْطِها من الحَياءَ وقالَ أَبُو دُوادٍ الإِيادِيُّ:
(فاخْلَوْلَقَتْ للحَيَاءَ مُقْبِلَة ... وطَيْرُها فِي حافاتِها خَرِقَهْ)
وخَرَقُ بِلَا لَام: ة، بمَرْوَ على بَريدَيْنِ مِنْهَا، بهَا سُوقٌ قائِمَةٌ، وجامع كَبِيرٌ حَسَن مُعَرَّب خَرَه، مِنْها: أَبُو بَكَرٍ مُحمَّد بن أَحْمَدَ بنِ أبِي بِشر المُتَكَلِّمُ سَمعَ أَبا بَكْرِ بنَ خَلَفٍ الشِّيرازِيّ، وأَبا الحَسَنِ المَدِينِي توفّي سنة. وَأَبُو قابُوس محَمَّدُ بنُ مُوسى سَمعَ ابنَ الفقْرِي وأَبو مَذْعُور مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بن خَشْرَم المُحَدِّثُونَ. وفاتَه: عبدُ الرَّحْمنِ بنُ بَشِير الخَرَقِيُّ، لَقَبُه مَرْدانَةُ، شيخ لأحْمَدَ ابنِ سَيّارٍ الإِمَام، وأبُو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ مُحمَّدِ بنِ ثَابت الخَرَقِيًّ، قاضِيها، سمِع أَبَاهُ وَأبا المُظَفَّرِ بنَ السَّمْعانِيِّ، وَعنهُ أَبُو سَعدٍ، وقالَ: ماتَ فِي حُدودِ الأرْبَعِينَ وخَمْسِمائةِ،. وَقَالَ أَبو سَعْد المالِينِي: سَمِعْت أَباَ عَبْدِ اللهِ أَحمدَ بنَ مُحمد يَقُولُ عَن أَبيه حازِم بنِ مُحَمّدِ بنِ حمْدانَ بنِ محمَّدِ بنِ حازِمٍ بنِ عبدِ اللهِ ابْن حازِم الخَرَقِيِّ، بخَرَق، يقولُ: سَمِعْتُ أَبِيَّ أَبا قَطَنٍ مُحَمَّدَ بنَ حازِم الخَرَقِيَّ بخَرَق، يَقُول عَن أَبِيهِ حَازِم ابنِ مُحَمَّد الخَرَقِيِّ، وأَحْمَدَ بنِ مُحَمد الخَرَقِيّ، كلاهُما عَن جَدِّه مُحَمدِ بن حَمْدانَ الخَرَقِيِّ، عَن أبِيهِ، عَن جَدِّه محَمدِ بنِ حازِم أَنّه سَمعَ مُحَمدَ بنَ قَطَنٍ الخَرَقِيَّ، وكانَ وَصًّى عَبْدَ اللهِ بنَ حَازِم قالَ: كانَ لعَبْدِ اللهِ بن حَازِم عمامَةٌ سَوْداءُ، فكانَ يَلْبَسها فِي الأعْيادِ، ويَقُولُ: كَسانِيها رَسول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلم.
قلتُ: وأَبو مُحَمَّد عَبدُ اللهِ بنُ محمَّد ابْن قَطَنٍ الخَرَقِيُّ، كانَ عالِماً بالعَرَبيةِ ومَسائِل مالِكِ، من قَرْيَة خَرَق، هكَذا ذَكَره أَبو زُرْعَةَ السِّنجي. وأَمّا زُهَيْر بن محمَد التَّمِيمِي الخَرَقِيُّ، قِيلَ: إِنَّه من أهْلِ هَراةَ، وقِيلَ: من أَهْلِ نيسابُور، رَوَى عَن مُوسَى بنِ عقْبَةَ، وَعنهُ رَوْح بنُ عُبادَةَ.
والخُرْقُ، بالضمَ وبضَمَّتَيْن والحرَقُ بالتَّحْرِيكِ المَصْدر، وَهُوَ: ضِدُّ الرِّفقِ وَمِنْه الحَدِيث: مَا كَانَ الرِّفْق فِي شَيْء قَطُّ إِلَّا زانَهُ، وَمَا كانَ الخرْقُ فِي شَيْء قَط إِلاّ شانَهُ. والخرْقُ أَيضاً: أَن لَا يُحْسِنَ الرَّجل العَمَلَ والتَّصرُّفَ فِي الأمورِ. والخُرقُ: الحمْق، كالخُرْقَةِ بالهاءَ، خَرِقَ فَهُوَ أَخرَقُ. والخُرْقُ أَيضاً: جَمعُ الأخْرَقِ، والخَرْقاء وَمِنْه قَول ذِي الرُّمةِ: بَيْت أَطافتْ بهِ خَرْقاءُ مَهْجُومُ قالَ المازِنِيًّ: امْرْأَة غير صَناعٍ وَلَا لَها رفْقٌ، فإِذا بَنَتْ بَيتْاً انهَدَم سَرِيعاً. وَقد خَرِق، كفَرحَ، وكرم الأَخيرَةُ عَن ابنِ عَبّاد، قَالَ الكِسائي: كُل شَيْء من بَاب أَفعَل وفَعلاءَ سوى الألوانِ فإنَّهُ يُقالُ فِيهِ: فَعل يفعل، مثل: عَرجَ يعرَج، وَمَا أشبه، إلاّ سِتةَ أحرف، فإِنها جاءَتْ على فعلَ)
مِنْهَا: الأَخرَق والأَحْمق والأرْعَن والأَعْجَفُ، والأسْمَن يقالُ: خرقَ الرَجُلُ يَخْرُق، فهوَ أَخْرق، وكذلِك أَخواته. وخَرقان، كسَحبان: ة، ببِسْطامَ على طَرِيقِ أَستراباذِّ وتَحْرِيكه لَحنٌ من قُرَى سَمَرْقَندَ، مِنْهَا الأَدِيبُ أَبُو الفَتْح أَحمَدُ بنُ الحُسَينوالأخْرَقُ: البَعِيرُ يَقَع مَنسِمه على الأرْضِ قَبلَ خُفِّه، يَعْتَرِيه ذلِكَ من النَّجابَةِ نَقَلَهُ ابنُ عَبّاد وصاحبُ اللَسانِ. وخَرْقاءُ: امْرَأَة سَوْداء كانَتْ تَقُم مَسْجِدَ رَسُولِ الله صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ورَضِي عَنْها نَقَلَهُ الصّاغانِي، وَهُوَ اسْمُها، كَمَا فِي المُعجَم. وخرقاءُ: امرأَة من بَني البَكّاءَ اسْمهَا مَيةُ شَببًّ بهَا ذُو الرُّمًّةِ الشاعِرُ فأكْثَرَ، وقِصتُها مَشْهورةٌ فِي اسْتطْعام ذِي الرُّمَّةِ كَلامَها، وأَنّه قَدًّمَ إِليها دَلْواً، أَو إِداوَة فقالَ: اخْرُزيها لي، فقالَتْ: إِنِّي خَرْقاءُ، أَي: لَا أحْسِن الخَرْزَ، وقِيلَ: إِنَّها غيرُ مَيَّةَ، بل هِيَ امْرَأَةٌ من بَنِى عامِرِ بنِ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ) صَعْصَعَةَ، رَآهَا، فاسْتقاها مَاء، فخَجِلَتْ، وأَبَتْ أَنْ تَسْقِيَهُ، فقالَ لأمِّها: قُولِي لَها فلتَسْقنِي، فقالَتْ لَهَا أمهَا: اسْقِيهِ يَا خَرْقاءُ. والخَرقاءُ: من الغَنَم: الَّتِي فِي أذنها خَرق مُستَديرٌ، وَقد نَهَى النَّبيُّ صَلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو مُقابَلَةٍ أَو مُدابَرةٍ أَو جَدْعاءَ. وَمن المَجازِ: الخَرْقاءُ من الرِّيح: الشَّدِيدَةِ الهبُوب، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَدُومُ على جِهَتِها فِي هُبُوبها، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ الزمَخْشرِي: وصِفَتْ بالخَرَقِ، كَمَا وُصِفَتْ بالهَوَج، وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرمةِ السّابِق: بَيْت أطافَتْ بِهِ خَرقاءُ مَهْجومُ والخَرْقاءُ من النوق: الَّتِي لَا تَتَعاهَدُ وَفِي اللِّسانِ لَا تَتَعَهدُ مواضِع قَوائِمِها من الأرْضِ، نَقَلَه ابنُ عَبّاد والزَّمَخْشَريّ. والخَرْقاءُ: ع قالَ أبُو سهم الهُذَلِي:
(غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاءَ تَدْعُو ... وصَرَّحَ باطِلُ الظنِّ الكَذوبِ) وعذار بنُ خَرْقاءَ الكُوفِيّ: مُحدَث. ومالِكُ بنُ أَبِي الخرقاءَ: عُقيْلِي وبنْتهُ كَرِيمَةُ بنت مالِكٍ، امرأَةُ عبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ المَدانِ. وَفِي المَثَل: لَا تعْدَمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً يُضْرَبُ فِي النَّهْى عَن المعاذِيرِ، أَي: إِنَّ العِلَل كَثِيرَةٌ تُحْسِنها الخَرْقاءُ فَضلاً عَن الكَيِّسِ والكَيِّسَةِ فَلَا تتشَبَّثُوا بِها، وَلَا تَرْضَوْا بهَا لأَنْفسكم. وأَخْرَقَه: أَدْهشَه نَقَله الجَوْهَريُّ. والتَّخْرِيقُ: التَّمْزِيقُ يكون فِي الثَّوْبِ وغيرِه. وَمن المَجاز: التَّخْرِيقُ: المُبالَغَةُ فِي الخرْقِ، أَي: كَثرَة الكَذِبِ وقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ ونافِع: وخَرَّقُوا لَهُ بَنِينَ وبَناتٍ بالتَّشدِيدِ. والتَّخَرُّقُ: خَلْقُ الكَذِبِ واشْتِقاقُه، وَهُوَ مجَاز أَيْضا.
والتَّخرق: فطاوِعُ التخرِيقِ، كالانْخِراقِ يُقال: خَرَقَه فانخَرَقَ، وتَخَرَّقَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِنَّ رَجُلاً أَتاهُ فقالَ: يَا رَسولَ اللهِ تَخَرَّقَتْ عَنّا الخنف، وأحرق بطوننا التَّمْر وَقَول رؤبة: يَكِلُّ وَفدُ الرِّيح من حَيْث انْخَرَقْ أَي: من حَيثُ صارَ خرْقاً، أَي: متَّسَعاً. وَمن المَجازِ: التَّخَرق: التَّوَسعُ فِي السَّخاءَ يُقال: هُوَ مُتَخرَقُ الكَفِّ بالنوال، وأنشدَ ابنُ برِّي للأبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيًّ:
(فَتى إِن هُوَ اسْتَغْنَى تَخَرقَ فِي الغِنَى ... وإِن عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَع مَتْنَهُ الفَقْرُ)
وَيُقَال: رَجلٌ مُتَخَرِّقُ السِّرْبالِ، ومُنْخَرِقُه: إِذا طالَ سَفَره فتَشَقَّقَتْ ثِيابه. واخرورَق: تخرقَ.
قالَ ابْن بَرِّيّ عَن أَبِي عَمروٍ الشَّيباني والمُخْرَورقُ: من يَدُور عَلَى الإبلِ فيحملها على مَكْروهها، نَقله الصاغانِي عَن ابنِ عَباد، وفيهِ: ويَخِف ويَتَصَرّف وأَنشد أَبو عَمْرو:) خْلف المَطِي رجُلاً مُخرَوْرِقَا لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعِه المنَطَّقَا وَمن الْمجَاز: اختَرَقَ الأَرضَ: إِذا مَر فِيهَا عَرْضاً على غيرِ طَرِيقٍ. وَمن المَجاز: اختَرقَ الكَذِبَ: مثل اختلقه. ومُختَرق الرياحَ: مهبها ومَمَرها، قَالَ رؤبة: وقاتِم الأعْماقِ خاوِي المختَرَق مُشْتَبِهِ الْأَعْلَام لماع الخَفَق وأَبو أمَيةَ عبد الكَريمِ بنُ أَبِي المُخارقِ قَيْس البَصْري المُعَلم: مُحَدِّث من أتباعِ التابِعِين لين وَقَالَ ابْن الجَوْزي فِي كتاب الضْعَفاءَ: رَوَى عَن نافِع والحّسَنِ ومجاهِدِ وعِكرِمَةَ، رَمَاه أيوبُ السِّختياني بالكَذب، وَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بِشَيْء، وَهُوَ شَبِيه المَتروك، وَقَالَ السَّعْدِيّ: غير ثقَة.
وَمِمَّا يستَدرك عَلَيْهِ: الخَرقُ: الفرجَة، وجمعُه: خُرُوق خَرَقَه يَخرقه، وخرقَه، واحترَقَه، فتخرق، وانْخَرقَ، واخرَوْرَقَ. وَفِي التَّهْذِيب: الْخرق يكون فِي الحائطِ أَيضاً، وَيُقَال: فِي ثَوْبِه خَرق، وَهُوَ فِي الأَصْل مَصدو، وَمِنْه قَوْلهم: اتسَعَ الخَرق على الراقع. والخَرْقُ أَيضاً: مَا انْخَرَق من الشيءَ وبانَ مِنْهُ. وَسيف خارق: قاطِع، وجمعُه: خرُقٌ، بضمَتَينِ، وانخَرَقَتِ الرّيح: هَبَّتْ على غيرِ اسْتقامَةِ، وَهُوَ مَجاز. والخِرقُ، بالكسرِ: الكَريم من الرِّماح، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جؤَيَّةَ:
(خِرق من الخَطِّىِّ أغْمِض حَدُّهُ ... مِثل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتَلَهّبُ)
وأُذُن خَوقاءُ: فِيهَا خَرْقٌ نافِذٌ. ومُنخَرَقُ الرِّياح: هَهَبُّها. واخْترَق الدّارَ: جَعَلَها طَرِيقاً لحاجَتِه، وَمِنْه قَوْلهم: لَا تَخْتَرِقِ المَسْجِدَ أَي: لَا تَجْعَلْهُ طَرِيقاً، وَهِي مَجازْ. والخَيْل تَخْتَرِقُ مَا بيْنَ القُرَى وَالْأَرْض، أَي: تَتَخَلَّلها. والخرق، بضَمتَيْنِ: لُغَة فِي الخُرْقِ، بالضمْ: بِمَعْنى الجَهْلِ والحمْقِ.
قالَ شَمِر: وأَقْرَأَنِي ابنُ الْأَعرَابِي لبَعض الهذَلِيِّينَ يصف طَرِيقاً:
(وأَبيضَ يهدِينِي وإِن لم أنادِه ... كفَرقِ العَرُوسِ طَوْلُه غيرُ فخْرِقِ)
فقالَ: غير مُخْرِقٍ، أَي: لَا أَخْرَقُ فِيهِ وَلَا أَحار، وإِن طالَ عليَّ وبَعُدَ، وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: فَوَقع فخَرِقَ أرادَ أَنَّه وَقَع مَيِّتاً. وخَرِقَ الرَّجُلُ: إَذا بَقي متحَيِّراً من هَم أَو شِدة. وقالَ أَبو عَدْنان: المخَارق الملاص الّذِينَ يَتَخَرَّقُونَ الأرضَ، بَينا هم بأرْضٍ إِذا هُمْ بأخرَى، وَقَالَ الأصمَعِي: هم الّذِين يَتَخَرَّقُون ويتصرفون فِي وجُوهِ الخَيرِ. وَقد سَمَّوْا مخارِقاً. وَيُقَال. بَلَدٌ بَعيدُ)
المُخترقٍ. واخْتَرَقْتُ القوْمَ: مضيت وسطَهم. وهم مَخْروقُ الكَفِّ بالنَّوال، أَي: سخِي، وَهُوَ مَجاز. والمُخَرِّق، كمُحَدِّث: لقَبُ عَبّادِ ابْن المُخَرِّقِ الحَضْرَمِي الشاعِرِ ابْن الشاعِر، وَهُوَ القائِل:
(أَنا المُخَرَقُ أَعراضَ اللَئام كَمَا ... كانَ المُمَزِّق أَعراضَ اللئاَم أبِي) وبابُ الخَرْقِ: أحد أَبوابِ مِصْرَ حَرَسها اللهُ تَعالَى. وعِمامَةٌ خُرْقانِيَّةٌ، بالضَّمِّ، أَي: مُكَوَّرَةٌ، كعِمامَةِ أَهْلِ الرّساتِيقِ، قالَ ابنُ الأثِير: هكَذَا جاءَ فِي رِوَايَة، وَقد رُويَت بالحاءَ وبالضَّمِّ، وبالفَتْح، وغيرِ ذَلِك وَقد تَقَدَّم. والخَرَقانِيَّة، مُحَركَة: قَرْيةٌ بالقُرْبِ من مصر، كَذَا على لِسانِ العامَّةِ، والصوابُ خاقانِيّة، وَهِي من أَعمالِ الشَّرْقية. وخَرَّق، بِالْفَتْح مشدَّدَ الرّاءَ: محلَّةٌ ببَيْلقَانَ، مِنْهَا: شَمْسُ الدّينِ زَكِيُّ ابنُ الحَسَنِ بنِ عِمْرانَ البَيْلقاِنيُّ الخَرَّقِي قَرَأَ على فَخْرِ الدّينِ الرازِي، وعاشَ بعدَه مُدّةً طَوِيلَة، وحَدَّث عَن المُؤَيَّدِ الطُّوسيِّ، ودَخَلَ اليَمَنَ، فقَطَعها، وَمَات سنة، قَالَ الحافِظُ: وسمعَ مِنْهُ أَبو الحَسَن عليًّ بنُ جابِرٍ الهاشِمِيُّ، شيخُ شيوخِنا. وخَرَقانَة: مَوضِع.
والخَرْقُ، بِالْفَتْح: نَبتٌ كالقُسْطِ لَهُ أوْراقٌ.

خَطف

خَطف
) خَطِفَ الشَّيْءَ، كَسَمِعَ، يَخْطَفُه، خَطْفاً، وَهِي اللُّغَةُ الجَيِّدَةُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي التَّهْذِيبِ، وَهِي القِرَاءَةُ الجَيِّدَةُ، وَفِيه لُغَةٌ أُخْرَى حَكاهَا الأَخْفَشُ، وَهِي: خَطَفَ، يَخْطِفُ، مِنْ حَدِّ ضَرَبَ، أَو هذِه قَلِيلَةٌ، أَو رَدِيئَةٌ لَا تَكادُ تُعْرَفُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ قَالَ: وَقد قَرَأَ بهَا يُونُسُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَخْطِفُ أَبْصَارَهُمْ.
قلتُ: وأَبو رَجاء، ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، كَمَا فِي العُبَابِ، ومُجَاهِد، كَمَا فِي شَرْحِ شَيْخِنا: اسْتَلَبَهُ، وَقيل: أَخَذَهُ فِي سُرْعَةٍ واسْتِلابٍ، ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن أَقَانِيمِ التَّعْلِيمِ للخُوَيِّيّ تِلْمِيذِ الفَخْرِ الرَّازِيِّ، أَنَّ خَطِفَ، كَفَرِحَ، يَقْتَضِي التَّكْرارَ، والمَفْتُوحُ لَا يَقْتَضِيهِ، وَقَالَ شيخُنَا: وَهُوَ غَرِيبٌ لَا يُعْرَفُ لغَيْرِهِ، فَتأَمَّلْ. ومِن المَجَازِ: خَطِفَ الْبَرْقُ الْبَصَرَ، وخَطَفَهُ: ذَهَبَ بِهِ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ، وَكَذَا الشُّعَاعُ، والسَّيْفُ، وكلُّ جِرْمٍ صَقِيلٍ، قَالَ: والهِندُوَانِيَّاتُ يَخْطَفْنَ الْبَصَرْ ومِن المَجَازِ: خَطِفَ الشَّيْطَانُ السَّمْعَ: اسْتَرَقَهُ، كاخْتَطَفَهُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: خَطَفَهُ، واخْتَطَفَهُ، كَمَا قَالُوا: نَزَعَهُ، وانْتَزَعَهُ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعالَى: إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ وَفِي حديثِ الجِنِّ: يَخْتَطِفُونَ) السَّمْعَ أَي: يَسْتَرِقُونَه ويَسْتَلِبُونَهُ. وخَاطِفُ ظِلِّهِ طَائِرٌ، قَالَ ابْنُ سَلَمَةَ: يُقَال لَهُ: الرَّفْرَافُ، إِذا رَأَى ظِلَّهُ فِي الْمَاءِ أَقْبَلَ إِليه لِيَخْطَفَهُ، كَذَا فِي الصَّحاحِ، زَادَ فِي اللِّسَانِ: يَحْسِبُهُ صَيْداً، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْتِ:
(ورَيْطَةِ فِتْيَانٍ كَخَاطِفِ ظِلِّهِ ... جَعَلْتُ لَهُمْ مِنْهَا خِبَاءً مُمَدَّدَا)
والْخَاطِفُ: الذِّئْبُ، لاِسْتِلاَبِهِ الفَرِيسَةَ. وَفِي الحديثِ: نَهَى رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَن الْخَطْفَة، وَهِي فِي الأَصْلِ لِلمَرَّةِ الوَاحِدَةِ، ثمَّ سُمِّيَ بهَا الْعُضْو الَّذِي يَخْتَطِفُهُ السَّبُعُ، أَو يَقْتَطِعُهُ الإِنْسَانُ مِن أَعْضَاءِ الْبَهِيمَةِ الْحَيَّةِ وَهِي مَيْتَةٌ، فإِنَّ كُلَّ مَا أُبِينَ مِن الحَيَوانِ وَهُوَ حَيٌّ مِن لَحْمٍ أَو شَحْمٍ فَهُوَ لَا يَحِلُّ أَكْلُهُ، وَكَذَا مَا اخْتَطَفَ الذِّئْبُ مِن أَعْضَاءِ الشاةِ وَهِي حَيَّةٌ، مِنْ يَدٍ أَو رِجْلٍ، أَو اخْتَطَفَهُ الكلبُ مِن أَعْضَاءِ حَيَوَانِ الصَّيْدِ، مِن لَحْمٍ أَو غيرِه، والصَّيْدُ حَيٌّ، وأَصْلُ هَذَا أَنَّه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ، رَأَى النَّاسَ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ، وأَلْيَاتِ الغَنَمِ، فيَأْكُلُونَهَا. خَطَفَى، كجَمَزَى: لَقَبُ حُذَيْفَةَ، جَدِّ جَرِيرٍ الشَّاعِرِ، وَهُوَ جَرِيرُ بنُ عَطِيَّةَ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوعِ ابنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ، لُقِّبَ بقَوْلِهِ: وعَنَقاً بَعْدَ الرَّسِيمِ خَطَفَى وَفِي الصِّحاحِ: لَقَبْ عَوْفٍ، وَهُوَ جَدُّ جَرِيرِ بنِ عَطِيَّةَ بنِ عَوْفٍ الشَّاعِرِ، سُمِّى بذلك لِقَوْلِهِ: وعَنَقاً بَعْدَ الْكَلاَلِ خَطَفَى انْتهى، والصَّوابُ مَا ذَكَرْنَاهُ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ، وحَكَاهُ ابنُ بَرِّيٍّ عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وقَبْلَهُ: يَرْفَعْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا مَا أَسْدَفَا أَعْنَاقَ جِنَّانٍ وهَاماً رُجَّفَا وعَنَقاً. . إِلى آخِرِهِ. ويُرْوَى: خَيْطَفَى كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي النَّقائِضِ: خَيْطَفَى، أَي: سَرِيعاً.
والخَطَفَى: السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ، كأَنَّه يَخْتطِفُ فِي مِشْيَتِهِ عُنَقَهَ، أَي يَجْتَذِبُهُ، كالْخَيْطَفَى، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ حُذَيْفَةَ السَّابِقُ، وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(هَوَى الْخَطَفَى لَمَّا اخْتَطَفْتُ دِمَاغَهُ ... كَمَا اخْتَطَفَ الْبَازِي الْخَشَاشَ المُقَارِعُ)
وَهُوَ جَمَلٌ خَيْطَفٌ، كَهَيْكَلٍ: سَرِيعُ الْمَرِّ. وَقد خَطِفَ، كسَمِعَ، وضَرَبَ، يَخْطَفُ، ويَخْطِفُ، خَطَفاناً، هَكَذَا هُوَ بالتَّحْرِيكِ فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: خَطْفاً، بالفَتْحِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ.
والْخَاطُوفُ: شِبْهُ الْمِنْجَلِ يُشَدُّ بِحِبَالَةِ الصَّيْدِ، كَذَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: فِي حِبَالَةِ الصَّائِدِ،)
فيُخْتَطَفُ بِه الظَّبْيُ.
وَفِي الحدِيثِ: صَحْفَةٌ فِيهَا خَطِيفَةٌ ومِلْبَنَةٌ الْخَطِيفَةُ، دَقِيقٌ يُذَرُّ عَلَيْهِ اللَّبَنُ، ثمَّ يُطْبَخُ، فيُلْعَقُ، ويُخْتَطَفُ بِالْمَلاَعِقِ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هُوَ الحَبُولاءُ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الخَطِيفَةُ عندَ العَرَبِ أَن تُؤْخَذَ لُبَيْنَةٌ فتُسَخَّنَ، ثمَّ يُذَرَّ عَلَيْهِ دَقِيقَةٌ، ثمَّ تُطْبَخَ، فيَلْعَقَها النَّاسُ، ويخْتَطِفُونَهَا فِي سُرْعَةٍ والخُطَّافُ، كَرُمَّانٍ: طَائِرٌ أَسْوَدُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ العُصْفُورُ الَّذِي تَدْعُوهُ العَامَّةُ: عُصْفُورَ الجَنَّةِ، والجَمْعُ: الخَطَاطِيفُ.
وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لأَنْ أَكُونَ نَفَضْتُ يَدَيَّ مِنْ قُبُورِ بَنِيَّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقَعَ مِنِّي بَيْضُ الخُطّافِ فَيَنْكَسِرِ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: قَالَ ذَلِك شَفَقَةً ورَحْمَةً. والخُطَّافُ أَيضاً: حَدِيدَةٌ حَجْنَاءُ، تكونُ فِي جَانِبَيِ الْبَكْرَةِ، فِيهَا الْمِحْوَرُ، تُعْقَلُ بهَا البَكْرَةُ مِن جَانِبِهَا، أَو كُلُّ حَدِيدَةٍ حَجْنَاءَ: خُطَّافٌ، والجَمْعُ: خَطَاطِيفُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الخُطَّافُ: هُوَ الَّذِي يَجْرِي فِي البَكْرَةِ إِذا كَانَ مِن خَشَبٍ فَهُوَ القَعْوُ، وَقَالَ النَّابِغَةُ:
(خَطَاطِيفُ حُجْنٌ فِي حِبَالٍ مَتِينَةٍ ... تُمَدُّ بِهَا أَيْدٍ إِلَيْكَ نَوَازِعُ)
الخُطَّافُ: فَرَسٌ كَانَ لرَجُلٍ يُقَال: لَهُ مَاعِز، فَرَّ يَوْمَ القِنْع مِن بني شَيْبَانَ، قَالَ مَطَرُ بنُ شَرِيكٍ الشَّيْبَانِيُّ:
(أَفْلَتَنَا يَعْدُو بِهِ سَابِحٌ ... يُلْهِبُ إِلْهابَ ضِرَامِ الحَرِيقْ)

(ومَر خُطَّافٌ علَى مَاعِزٍ ... والقَوْمُ فِي عِثْيَرِ نَقْعٍ وضِيقْ)
والخَطَّافُ، كَشَدَّادٍ: فَرَسٌ آخَرُ، وَهِي لعَمْرِو بنِ الحُمَامِ السُّلَمِيِّ، قَالَ فِيهِ زِيادُ بنُ هُرَيْرٍ التَّغْلَبِيُّ:
(تَرَكْنَا فَارِسَ الخَطَّافِ يَزْقُو ... صَدَاهُ بَيْنَ أَثْنَاءِ الفُرَاتِ)
تَوَلَّتْ عَنْهُ خَيْلُ بَنِي سُلَيْمٍ وَقد زَافَ الكُماةُ إِلى الكُمَاةِ ومِن المَجَازِ: رَجُلٌ أَخْطَفُ الْحَشَا، ومَخْطُوفُهُ: أَي ضَامِرُهُ، قَالَ سَاعِدَةُ الهُذَلِيُّ يَصِفُ وَعْلاً:
(مُوَكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْمِ يَنْظُرُهَا ... مِنَ الْمَغَارِبِ مَخْطُوفُ الْحَشَا زَرِمُ)
الشُّدُوفُ: الشُّخُوصُ، والصَّوْمُ: شَجَرٌ. وَجَمَلٌ مَخْطُوفٌ: وُسِمَ سِمَةَ خُطَّافِ الْبَكَرَةِ، واسْمُ تِلْكَ السِّمَةِ: خُطَّافٌ، أَيضا، كَمَا فِي اللِّسَانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَعِيرٌ مُخْطَفُ الْبَطْنِ، وَكَذَا: حِمَارٌ مُخْطَفُ البَطْنِ، أَي: مَنْطَوِيهِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَو مُخْطَفُ الْبَطْنِ لاَحَتْهُ نَحَائِصُهُ ... بِالْقُنَّتَيْنِ كِلاَ لِيتَيْهِ مَكْدُومُ)

وخَطَافِ، كَقَطَامِ: هَضْبَةٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، ويُقَال: جَبَلٌ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. وخَطَافِ: اسْمُ: كَلْبَة مِن كِلابِ الصَّيْدِ، وَكَذَا كَسَابِ. ويُقَال: مَا مِن مَرَضٍ إِلاَّ وَله خُطْفٌ، بِالضَّمِّ: أَي يُبْرَأُ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبو صَفْوَانَ: يُقَال: اخْتَطَفَتْهُ كَذَا فِي الأَسَاسِ، وَفِي العُبَابِ: أَخْطَفَتْهُ الْحُمَّى، وَهُوَ نَصُّ اللِّحْيَانِيِّ، عَن أَبِي صَفْوَانَ، أَي: أَقْلَعَتْ عَنْهُ، وأَنْشَدَ:
(ومَا الدَّهْرُ إِلاَّ صَرْفُ يَوْمٍ وليَلَةٍ ... فَمُخْطِفَةٌ تُنْمِى ومُقْعِصَةٌ تُصْمِى)
وأَخْطَفَ الرَّمِيَّةَ: أَخْطَأَهَا، وأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ للشَّاعِر، وَهُوَ القُطَامِيُّ: وَانْقَضَّ قد فَاتَ الْعُيُونَ الطُّرَّفَا إِذَا أَصَابَ صَيْدَهُ أَو أَخْطَفَا وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: خَطَفْتُ الشَّيْءَ: أَخَذْتُه، وأَخْطَفْتُه: أَخْطَأْتُه، وأَنْشَدَ لِلْهُذَلِيِّ:
(تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْقِرَانِ وعَيْنُهَا ... كَعَيْنِ الْحُبَارَى أَخْطَفَتْهَا الأَجَادِلُ)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: مَرَّ يَخْطِفُ خَطْفاً مُنْكَراً: أَي مَرَّ مَرٍّ اسَرِيعاً. وتَخَطَّفَه: اخْتَطَفَه، وَمِنْه قَوْلُه تَعالَى: ويُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ، وقَرَأَ الحَسَنُ: إِلاَّ مَنْ خَطَّفَ الْخَطْفَةَ، بالتَّشْدِيدِ، وأَصْلُهُ: اخْتَطَفَ، أُدْغِمَتِ التَّاءُ فِي الطَّاءِ، وأُلْقِيَتْ حَرَكَتُهَا علَى الخاءِ، فَسَقَطَتِ الأَلِفُ، وقُرِىءَ: خِطِفَ بكَسْرِ الخاءِ والطاءِ، علَى إِتْبَاعِ كَسْرَةِ الخاءِ كَسْرَةَ الطَّاءِ، وَهُوَ ضعيفٌ جِداً.
قلتُ: وَهِي أَيضاً رِوايَةٌ عَن الحَسَنِ، وقَتادَةَ، والأَعْرَجِ، وابنِ جُبَيْرٍ.
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَفِيه وَجْهَانِ: أَحدُهما: أَن يكونُوا كَسَرُوا الخاءَ لاِنْكِسَارِ الطَّاءِ، لِلْمُطابَقَةِ واتِّفاقِ الحَرَكَتَيْنِ، والثانِي: أَنْ يُرِيدُوا: اخْتَطَفَ، فيُسْتَثْقَلُ اجْتِمَاعُ التَّاءِ والطاءِ، مُبَيَّنةً ومُدْغَمَةً، فتُحْذَفُ التَّاءُ، ثمَّ يُكْرَه الالْتِباسُ فِي قَوْلِهِمْ: اخْطِفْ، بالأَمْرِ، إِذا قَالَ: اخْطِفْ هَذَا يَا رَجُلُ، فتُحْذَفُ الأَلِفُ، لأَنَّها ليستْ مِن نَفْسِ الكلمةِ، وتُتْرَكُ الكَسْرَةُ الَّتِي كانتْ فِيهَا الخاءِ، لأَنَّه لَا يُبْتَدَأُ بسَاكِنٍ، ثمَّ تَتْبَعُ الطَّاءُ كَسْرَةَ الخَاءِ.
ورُوِيَ عَن الحَسَنِ أَنَّه قَرَأَ: يِخِطِّفُ أَبْصَارَهُمْ، بكَسْرِ الخاءِ وتَشْدِيدِ الطاءِ مَعَ الكَسْرِ، وقَرَأَهَا: يَخَطِّفُ بفَتْحِ الخاءِ وكَسْرِ الطاءِ وتَشْدِيدِها، فمَن قَرَأَ يَخَطِّفُ فالأَصْلُ يَخْتَطِفُ، ومضن كَسَرَ الخاءِ فلِسُكونِهَا وسُكُونِ الطاءِ، وَهَذَا قَوْلُ البَصْرِيِّينَ، وَقد نَازَعَهم الفَرَّاءُ فِي ذَلِك، وَرَدَّ عَلَيْهِ الزَّجّاجُ، وقَوَّى قَوْلَ البَصْرِيِّينَ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَفْسِيرِه. والخَطْفَةُ: المَرَّةُ الوَاحِدُ. والرَّضْعَةَ القَلِيلَةُ، يأْخُذُهَا الصَّبِيُّ مِن الثَّدْيِ بسُرْعَةٍ.)
والخَطِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: الاخْتِلاسُ. وسَيْفٌ مِخْطَفٌ: يَخْطِفُ البَصَرَ بلَمْعِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ: ونَاطَ بالدَّفِّ حُسَاماً مِخْطَفَا والخَاطِفُ: البَرْقُ يَأْخُذُ بالأَبْصَارِ. والخَطَّافُ، كشَدَّادٍ: الشَّيْطانُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ عليٍّ: نَفَقَتُكَ رِياءٌ وسُمْعَةٌ لِلْخَطَّافِ وَقيل: هُوَ كرُمَّانٍ، علَى أَنه جَمْعُ خَاطِفٍ، أَو تَشْبِيهاً بالخُطَّاف، لِكَلُّوبِ الحَدِيد. والخَيْطَفُ، كحَيْدَرٍ: سُرْعَةُ انْجِذَابِ السَّيْرِ، ويُقَال: عَنَقٌ خَيْطَفٌ. ومَخَالِيبُ السِّباعِ: خَطاطِيفُها، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقد نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخَطَاطِيفُ الأَسَدِ: بَرَاثِنُهُ، شُبِّهَتْ بالحَدِيدِ لِحُجْنَتِهَا، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ: إِذَا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطِيفُ كَفِّهِرَأَى الْمَوْتَ رَأْىَ الْعَيْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرَا والخُطَّافُ، كرُمَّانٍ: الرَّجُلُ اللِّصُّ الفَاسِقُ، قَالَ أَبو النَّجْمِ: واسْتَصْبَحُوا كُلَّ عَمٍ أُمِّيِّ مِنْ كُلِّ خُطَّافٍ وأَعْرَابِيِّ وأَمَّا قَوْلُ تِلْكَ المَرْأَةِ لجَرِيرٍ: يَا ابْنَ خُطَّافٍ، فإِنَّمَا قَالَتْهُ لَهُ هَازِئَةً بِهِ. والخُطُفُ، بالضَّمِّ، وبضَمَّتَيْنِ: الضُّمْرُ، وخِفَّةُ لَحْمِ الجَنْبِ. وإِخْطَافُ الْحَشَى: انْطِوَاؤُهُ. وفَرَسٌ مُخَطُ الْحَشَى: إِذا كانَ لاَحِقَ مَا خَلْفَ المَحْزِمِ مِنْ بَطْنِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ورَجُلٌ مُخْطَفٌ، ومَخْطُوفٌ، وأَخْطَفَ الرَّجُلُ: مَرِضَ يَسِيراً ن ثُمَّ بَرَأَ سَرِيعاً. وقالَ أَبو الخَطَّابِ: خَطِفَتِ السَّفِينَةُ، وخَطَفَتْ: أَي سَارَتْ، يُقَال: خَطِفَت اليومَ مِن عُمَانَ، أَي سَارَتْ.
ويُقَال: أَخْطَفَ لي مِن حَدِثِهِ شَيْئاً ثُمَّ سَكَتَ، وَهُوَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ فِي الحَدِيثِ، ثُمَّ يَبْدُو لَهُ، فيَقْطَعُ حَدِيثَهُ، وَهُوَ الإِخْطَافُ. والخَيَاطِفُ: المَهَاوِي، واحدُهَا: خَيْطَفٌ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(وَقد رُمْتَ أَمْراً يَا مُعَاوِيَ دُونَهُ ... خَيَاطِفُ عِلْوَدٍّ صِعَابٌ مَرَاتِبُهْ)
والخُطُفُ، والخُطَّفُ جمِيعاً، مِثْلُ الجُنونِ، قَالَ أُسَامَةُ الهُذَلِيُّ:
(فَجَاءَ وقَد أَوْجَتْ مِنَ الْمَوْتِ نَفْسُهُ ... بِهِ خُطُفٌ قد حَذَّرَتْهُ الْمَقَاعِدُ)
ويُرْوَى: خُطَّفٌ فإِمَّا أَن يكونَ جَمعاً كضُرَّبٍ، أَو مُفْرَداً. والإِخْطَافُ فِي الخَيْلِ: عَيْب، وَهُوَ ضِدُّ الانْتِفَاخِ، وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: الإِخْطَافُ فِي الخَيْلِ: صِغَر الجَوْفِ، وأَنْشَدَ: لَا دَنَنٌ فِيهِ ولاَ إِخْطَافُ وأَخْطَفَ السَّهْمُ: اسْتَوَى. وسِهَامٌ خَوَاطِفُ: خَوَاطِىءُ، قَالَ:)
(تَعَرَّضْنَ مَرْمَى الصَّيْدِ ثُمَّ رَمَيْنَنَا ... مِنَ النَّبْلِ لاَ بِالطَّائِشَاتِ الْخَوَاطِفِ)
وَهُوَ علَى إِرَادَةِ المُخْطِفَاتِ. ويُقَال: هَذَا سَيْفٌ يَخْطِفُ الرَّأْسَ، وَهُوَ مَجَازٌ. والحَكَمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ خُطَّافٍ، كرُمّانٍ، أَبو سَلَمَةَ، عَن الزُّهْرِيِّ، مُتَّهَمٌ. وكشَدَّادٍ: غَالِبُ بنُ خَطَّافٍ القَطَّانُ، عَن الحَسَنِ.

أَنف

أَنف
) {الأَنْفُ للإِْنَساِن وغيْرِه: أَي: مَعْرُوفٌ، قَالَ شيخُنَا، هُوَ اسمٌ لِمَجْمُوعِ الْمِنْخَرَيْنِ، والْحَاجِزِ، والْقَصَبَةِ، وَهِي مَا صَلُبَ مِن الأَنْفِ، فَعَدُّ المِنْخَرَيْنِ من المُزْدَوَجِ لَا يُنَافِي عَدَّ الأَنْفِ مِن غير المُزْدَوَجِ، كَمَا تَوَهَّمَهُ الْغُنَيْمِيُّ فِي شرحِ الشَّعْرَاوِيَّةِ، فَتَأَمَّلْ، ج:} أُنُوفٌ، {وآنافٌ،} وآنُفٌ، لأَخيرُ كأَفْلُسٍ، وَفِي حدِيثِ السَّاعَةِ:) حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً صِغَارَ الأَعْيُنِ، ذُلْفَ الآنُفِ (، وَفِي حديثِ عائشةَ:) يَا عُمَرُ، مَا وُضَعْتَ الْخُطُمَ عَلَى {آنُفِنا وأَنشَد ابنُ الأعْرَابِيِّ:
(بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةً أَحْسَابُهُمْ ... فِي كُلِّ نَائِبَةٍ عِزَازُ} الآنُفِ)
وَقَالَ الأعْشي:
(إِذا رَوَّحَ الرَّاعِي اللِّقَاحَ مُعَزِّباً ... وأَمْسَتْ عَلَى! آنَافِهَا غَبَرَاتُهَا) وَقَالَ حسّانُ بن ثَابت:
(بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أحْسَابُهُمْ ... شُمُّ {الأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ)
قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ:} الأَنْفُ: السَّيِّدُ، يُقَال: هُوَ {أَنْفُ قَوْمِهِ، وَهُوَ مَجَاز.} أَنْفٌ: ثَنِيَّةٌ قَالَ أَبو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ، وَقد نَهَشَتْهُ حَيَّةٌ:
(لَقَدْ أَهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ {أَنْفٍ ... علَى الأَصْحَابِ سَاقاً ذَاتَ فَقَدِ)
ويُرْوَي) بَطْنِ وَادٍ (.
الأَنْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّلُهُ، أَو أَشُدُّهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، يُقَال: هَذَا أَنْفُ الشَّدِّ: أَي أَشَدُّ الْعَدْوِ.
قَالَ ابنُ فَارِسٍ: الأَنْفُ مِن الأَرْضِ: مَا اسْتَقْبَلَ الشَّمْسَ مِن الْجَلَدِ والضَّوَاحِي.
قَالَ غيرُه: الأَنْفُ مِن الرَّغِيفِ: كِسْرَةٌ مِنْهُ، يُقَال: مَا أَطْعَمَنِي إِلاَّ أَنْفَ الرَّغِيفِ وَهُوَ مَجاز.
الأَنْفُ مِن الْبابِ هَكَذَا بالمُوَحَدَّةِ فِي سائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: النَّاب، بالنُّونِ: طَرَفُهُ وحَرْفُهُ حِين) يْطُلَعُ، وَهُوَ مَجاز، والأَنْفُ مِن اللِّحْيَةِ: جَانِبُهَا، ومُقَدَّمُهَا، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبُو خِراشٍ:
(تُخَاصِمُ قَوْماً لَا تُلَقَّى جَوابَهُمْ ... وَقَدْ أَخَذَتْ مِن أَنْفِ لِحْيَتِكَ الْيَدُ)
يَقُول: طَالَتْ لِحْيَتُكَ، حَتَّى قَبَضْتَ عَلَيْهَا، ولاَ عَقْلَ لَكَ.
والأَنْفُ مِن الْمَطَرِ: أَوَّلُ مَا أَنْبَتَ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(قد غَدَا يَْمِلُنِي فِي أَنْفِهِ ... لاَحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّْ)
الأَنْفُ مِن خُفِّ الْبَعِيرِ: طَرَفُ مَنْسِمِه، يُقَال رَجُلٌّ حَمِىُّ الأَنْفِ: أَي} آنِفٌ،! يَأْنَفُ أَنْ يُضَامَ وَهُوَ مَجاز، قَالَ عامُر بن فُهَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي مَرَضِهِ وعَادَتْهُ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وقالَتْ لَهُ: كيفَ تَجِدُك: لَقَدْ وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ والْمَرْءُ يَأْتِي حَتْفُهُ مِن فَوْقِهِ كُلُّ امْرِىءٍ مُجَاهِدٌ بِطَوْقِهِ كَالثَّوْرِ يَحْمِي {أَنْفَهُ بِرَوْقِهِ ويُقَال لِسَمَّيِ الأَنْفِ:} الأَنْفَانِ، تَقول: نَفَسْتُ عَن {أَنْفَيْهِ، أَي: منْخَرَيْهِ، قَالَ مُزَاحِمٌ العُقْيِلِيُّ:
(يَسُوفُ} بِأَنْفِيْهِ النِّقَاعَ كَأَنَّهُ ... عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشَاطِ كَعِيمُ)
فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي لَا طُرَقَ لَهَا:) لِكُلِّ شَيْءٍ أَنْفَةٌ، وأَنْفَةُ الصَّلاةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى (، أَي: ابْتِدَاؤُهَا، وأَوَّلُهَا، و، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هكَذَا رُوِىَ فِي الحَدِيثِ مَضْمُومَةً قَالَ: وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: الصَّوَابُ الْفَتْحُ، قَالَ الصَّاغَانيُّ: وكأَنَّ الهاءَ زِيدَتْ عَلَى الأَنْفِ، كَقَوْلِهم فِي الذَّنَبِ: ذَنَبَةٌ، وَفِي المَثَلِ:) إِذَا أَخَذْتَ بِذَنَبَةِ الضَّبِّ أَغْضَبْتَهُ (.
ومِنَ المَجَازِ: جَعَلَ أَنْفَهُ فِي قَفَاهُ: أَي: أَعْرَضَ عَنِ الْحَقِّ، وأَقْبَلَ عَلَى الْبَاطِلِ وَهُوَ عبارةٌ عَن غايةِ الإِعْرَاضِ عَن الشَّيْءِ، وَلَيِّ الرَّأْسِ عَنهُ، لأَنَّ قُصارَى ذلِك أَنْ يُقْبِلَ! بِأَنْفِهِ عَلَى مَا وَرَاءَهُ، فكأَنَّه جَعَلَ أَنْفَهُ فِي قَفاهُ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ لِلُمْنَهِزِمِ:) عَيْنَاهُ فِي قَفاهُ (، لِنَظْرِه إِلَى مَا وَرَاءَهُ دَائِباً فَرَقاً منِ الطَّلَبِ مِن المَجَازِ هُوَ يَتَتَبَّعُ أَنْفَهُ: أَي: يَتَشَمَّمُ الرَّائِحَةَ فَيَتْبَعُهَا، كَمَا فِي اللِّسَانِ والْعُبابِ.
وذُو الأنْفِ: لَقَبُ النُّعْمَان بن عبدِ اللهِ بن جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ الأُقَيْصِرِ مَالِكِ ابْن قُحَافَةَ بنِ عامرِ بنِ رَبِيعَة بنِ عامرِ بنِ سَعْدِ بن مالكٍ الخَثْعَمِيِّ، قَائِدُ خَيْلِ خَثْعَمَ إِلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْمَ الطَّائِفِ، وكانُوا مَعَ ثَقِيفٍ، نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ وابنُ الْكَلْبِيِّ فِي أَنْسَابِهِمَا.)
{وأَنْفُ النَّاقَةِ: لَقَبُ جَعْفَرِ بنِ قُرَيْع بِن عَوْفِ بنِ كَعْبٍ أَبو بَطْنٍ من سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِن تمِيمٍ، وإِنَّمَا لُقِّبِ بِهِ لأنَّ أَبَاهُ قُرَيْعاً نَحَرَ جَزُوراً، فقَسَمَ بَين نِسَائِهِ، فَبَعثَتْ جَعْفَرأً هَذَا أمُّهُ وَهِي الشُّمُوسُ من بَنِي وَائِل ثُمَّ مِن سَعْدِ هُذَيْمٍ فَأَتَاهُ وَقد قَسَمَ الْجَزُورَ، وَلم يَبْق إِلاَّ رَأْسُهَا وعُنُقُهَا فَقَالَ: شَأْنَكَ بِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي أَنْفِهَا، وَجَعَلَ يَجُرُّهَا، فَلُقِّبَ بِهِ، وَكَانُوا يَغْضَبُونَ مِنْهُ، فلَمَّا مَدَحَهُم الْحُطَيْئَةُ بقوله:
(قَوْمٌ هُمُ الأَنْفُ والأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ ... ومَن يُسَوِّي} بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا)
صَارَ اللَّقَبُ مَدْحاً لَهُمْ، والنسِّبْةَُإِليهم {- أَنْفِيٌّ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: قَوْلُهُم: أَضَاعَ مَطْلَبَ أَنْفِهِ قيلَ: فَرْج أُمِّهِ، وَفِي اللِّسَان: أَي الرَّحِمَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا، عَن ثَعْلَبٍ، وأَنْشَدَ:
(وإِذَا الْكَرِيمُ أَضَاعَ مَوْضِعَ أَنْفِهِ ... أَوْ عِرْضَهُ لِكَرِيهَةٍ لم يَغْضَبِ)
} وأَنَفَهُ {يَأْنِفُهُ} ويَأْنُفُهُ مِن حَدَّىْ ضَرَبَ ونَصَرَ ضرب: أَنْفَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. يُقَال: {أَنَفَ الماءُ فُلاناً: أَي بَلَغَ أَنْفَهُ، وذلِكَ إِذا نَزَلَ النَّهْرَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَنَفَتِ الإِبِلُ} أنْفاً: إِذا وَطِئَتْ كَلأً {أَنُفاً بضَمَّتَيْنِ. قَالَ أََيضاً: رَجُلٌ} أُنافِيٌّ، بِالضَّمِّ أَي: عَظِيمُ الأنْفِ.
قلتُ: وَكَذَا عُضَادِىٌّ عَظِيمُ العَضُدِ، وأَذَانِيٌّ، عُظِيمُ الأُذُنِ.
قَالَ وَامْرَأَةٌ {أَنُوفٌ، كصَبُورٍ: طَيِّبَةُ رَائِحَتِهِ، أَي: الأَنْفِ، هَكَذَا نَقَلَهُ الْجَوْهَرِيُّ، أَو} تَأْنَفُ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. من المَجَازِ: رَوْضَةٌ {أُنُفٌ كَعُنُقٍ،} ومُؤْنِفٍ، مِثْلِ مُحْسِنٍ وهذِه عنِ ابنِ عَبَّادٍ: إِذا لَمْ تُرْعَ، وَفِي المُحْكَمِ: لم تُوطَأْ. واحْتَاجَ أَبو النَّجْمِ إِليه فسَكَّنَهُ، فَقَالَ: أُنْفٌ تَرَى ذِبَّانَهَا تُعَلِّلُهْ وكَلأٌ أُنُفٌ: إِذا كَانَ بِحَالِهِ لم يَرْعَهُ أَحَدٌ، وَكَذَلِكَ كَأْسٌ أَنُفٌ إِذا لم تُشْرَبْ، وَفِي اللِّسَان، أَي مَلأَى، وَفِي الصِّحاحِ: لم يُشْرَبْ بهَا قَبْلَ ذَلِك، كأنَّه {اسْتُؤْنِفَ شُرْبُها، وأَنْشَدَ الصَّاغَانيُّ لِلَقِيطِ بنِ زُرَارَةَ: إِنَّ الشِّواءَ والنَّشِيلَ والرُّغُفْ والْقَيْنَةَ الْحَسْنَاءَ والْكَأْسَ} الأُنُفْ وصَفْوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيلَ الْكَتِفْ لِلطّاعِنِينَ الْخَيْلَ والْخَيْلُ قُطُفْ)
وأَمْرٌ وأُنُفٌ: {مُسْتَأْنَفٌ لم يَسْبِقْ بِهِ قَدَرٌ، وَمِنْه حديثُ يحيى بن يَعْمَرُ، أَنه قَالَ لعبدِ اللهِ بن عمرَ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا:) أَبَا عبدَ الرحمنِ، إِنه قد ظَهَرَ قِبَلَنَا أُنَاسٌ يقْرؤُونَ القُرْآنَ، ويَتَقَعَّرُونَ الْعِلْمَ، وإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، أَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ، قَالَ: إِذا لَقِيتَ أُولئِكِ فَأَخْبِرْهُم أَنِّي مِنْهُم بَرِىءٌ، وأَنَّهُم بُرَآءُ مِنِّي.
} والأُنُفُ أَيضاً: الْمِشْيَةُ الْحَسَنَةُ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وقَالَ آنِفاً وسَالِفاً، كصاحِب، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، {أَنِفاً، مِثْل كَتِف، وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ، وقُرِىءٌ بهما قولُه تَعَالَى:) مَاذَا قَالَ} آنِفاً و ( {أَنِفاً قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَي مُذْ ساعَةٍ وَقَالَ الزَّجَاجُ: أَي مَاذَا قالَ السَّاعَةَ أَي: فِي أَولِ وَقْتٍ يَقْرُبُ مِنّا. نَقَلَ ابنُ السِّكِّيتِ عَن الطَّائِي: أَرْضٌ} أَنِيفَةُ النَّبْتِ: إِذا أَسْرَعَت النَّبَاتَ، كَذَا نَصُّ الصِّحاح، وَفِي المُحْكَمِ: مُنْبِتَةٌ، وَفِي التَّهْذِيب: بَكَّرَ نَباتُهَا، وَكَذَلِكَ أَرْضٌ أنُفٌ، قَالَ الطَّائِيُّ: وَهِي أَرْضٌ! آنَفُ بلاَدِ اللهِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي أَسْرَعُها نَباتاً، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يُقَال أَيضاً: آتِيكَ من ذِي أُنُفٍ، بضَمَّتًيْنِ، كَمَا تَقول: مِن ذِي قُبُلٍ: أَي فِيما يُسْتَقْبَلُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: أتَيْتُ فُلاناً {أَنُفاً، كَمَا تَقُولُ: من ذِي قُبُلٍ قَالَ الكِسَائِيُّ:} آنِفَةُ الصِّبَا، بالْمَدِّ: مَيْعَتُهُ، وأَوَّلِيَّتُهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ كُثَيِّرٌ: عَذَرْتُكَ فِي سَلْمَى بِآنِفَةِ الصِّبَا ومَيْعَتِه إِذْ تَزْهَيِكَ ظِلالُهَا قَالَ أَبو تُرَابٍ: {الأَنِيفُ، والأَنِيثُ بالفَاءِ والثَّاءِ مِنَ الْحَدِيدِ: اللَّيِّنُ.
قَالَ ابنُ عبَّادٍ: الأَنِيفُ من الْجِبَالِ: الْمُنْبِتُ قَبْل سائِرِ الْبِلاَدِ.
قَالَ:} والْمِئْنَافُ، كمِحْرَابٍ: الرجلُ السَّائِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، ونَصُّ المُحِيطِ: فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَهُوَ الصَّوابُ، قَالَ الأَصْمَعِيِّ: {الْمِئْنَافُ: الرَّاعِي مَالَهُ أُنُفَ الكَلإِ، أَي أوَّلَهُ، وَمن كتاب علِيٍّ ابنِ حمزةَ: رجلٌ} مِئنافٌ: {يَسْأْنِفُ الْمَرَاعِيَ والْمَنَازِلَ، ويُرْعِى مَالَهُ أُنُفَ الْكَلإِ.
} وأَنِفَ مِنْهُ، كفَرِح، {أَنَفاً،} وأَنَفَةً، مُحَرَّكَتَيْنِ: أَي اسْتَنْكَفَ، يُقال: مَا رأَيتُ أَحْمَى {أَنْفاً، وَلَا} آنَفَ مِن فُلانٍ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي اللِّسَانِ: {أَنِفَ مِن الشَّيْءِ أَنَفاً: إِذا كَرِهَهُ، وشَرُفَتْ عَنهُ نَفْسُه وَفِي حديثِ مَعْقِلِ بنِ يَسَارِ) فَحَمِىَ مِن ذلِك أَنْفلأً أَي: أَخَذَتْهُ الحَمِيَّةُ مِن الغَيْرَةِ والغَضَبِ، وَقَالَ أَبو زيد:} أَنِفْتُ مِن قَوْلِكَ لِي أَشَدَّ {الأَنَفِ، أَي: كَرِهْتُ مَا قُلْتَ لِي.)
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: أَنِفَتِ الْمَرْأَةُ} تَأْنَفُ: إِذا حَمَلَتْ فَلم تَشْتَهِ شَيْئاً، وَفِي اللِّسَان: الْمَرْأَةُ والنّاقَةُ والْفَرَسُ تَأْنَفُ فَحْلَهَا إِذا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا. أَنِفَ الْبَعِيرُ: أَي اشْتَكَى {أَنْفَهُ مِن الْبُرَةِ، فَهُوَ أَنِفٌ، ككَتِفٍ، كَمَا تَقُول: تَعِبَ فَهُوَ تَعِبٌ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَفِي الحديثِ:) الْمُؤمِنُ كَالجْمَلِ} الأَنِفِ، إِنْ قِيدَ انْقادَ، وَإِنِ اسْتُنِيخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ (، وَذَلِكَ للْوَجَعِ الَّذِي بِهِ، فَهُوَ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ، كَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ غيرُه: الأَنِفُ: الذِي عَقَرَهُ الْخِطَامُ، وإِن كَانَ مِن خِشَاشٍ أَو بُرَةٍ أَو خِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ يَمْتَنِعُ عَلَى قَائِدِهِ فِي شيءٍ لِلْوَجَعِ، فَهُوَ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الجَمَلُ الأَنِفُ: الَّذلِيلُ المُؤَاتِي، الذِي {يَأْنَفُ مِن الزَّجَرِ والضَّرْبِ، ويُعْطِي مَا عندَه من السَّيْرِ عَفْواً سَهْلاً، كذلِكَ المُؤْمِنُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى زَجْرٍ وَلَا عِتَابٍ، وَمَا لَزِمَهُ مِن حَقٍّ صَبَرَ عَلَيْهِ، وقامَ بِهِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ، وكانَ الأَصْلُ فِي هَذَا أَن يُقَال:} مَأْنُوفٌ، لأَنَّه مَفْعُولٌ بهِ، كَمَا قَالُوا: مَصْدُورٌ ومَبْطُون، لِلَّذِي يشْتَكِي صَدْرَه وبَطْنَه، وجميعُ مَا فِي الجَسَدِ عَلَى هَذَا، ولكِنَّ هَذَا الحَرفَ جاءَ شَاذاًّ عَنْهُم. انْتهى. يُقَال أَيضاً: هُوَ {آنِفٌ، مثل صَاحِبٍ، هَكَذَا ضَبَطَهُ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ الصَّاغَانيُّ: والأَوَّلُ أَصَحُّ وأَفْصَحُ، وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ.
قلتُ: وَهَذَا القَوْلُ الثَّانِي قد جاءَ فِي بَعْضِ رِوَاياتِ الحَدِيثِ:) إِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْبَعِيرِ} الآنِفِ: أَي: أَنَّه لَا يَرِيمُ التَّشَكِّي.
وكُزبَيْرٍ:! أَنَيْفُ بنُ جُشَمَ وَفِي بعضِ النُّسَخِ خَيْثَم، بنِ عَوْذِ اللهِ، حَلِيفُ الأَنْصارِ، شَهِدَ بَدْراً.
قَالَ اْنُ إسْحَاق: وأُنَيْفُ بنُ مَلَّةَ اليَمَامِيُّ، قَدِمَ فِي وَفْدِ الْيَمَامَةِ مُسْلِماً فِيمَا قِيل، وَقيل قَدِمَ فِي وَفْدِ جُذَام، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق. أَنَيْفُ بنُ حَبِيبٍ ذَكَرَه الطَّبَرِيُّ فِيمَنْ اسْتُشْهِد يَوْمَ خَيْبَرَ، قِيل: إِنَّه مِن بني عَمْرِو بنِ عَوْفٍ. أُنَيْفُ بنُ وَاثِلَةَ، اسْتُشْهدَ بخَيْبَرَ، قالَه ابنُ إِسحاق، ووَاثِلَةُ، بالمُثَلَّثَةِ هَكَذَا ضَبَطَه، وَقَالَ غيرُه: وَايِلَةُ، بالياءِ التَّحْتِيَّة: صَحَابِيُّونَ رَضِيَ اللهٌ تعالَى عَنْهُم.
وقُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ: شَاعِرٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ.
وأُنَيْفُ فَرْعٍ: ع قَالَ عبدُ اللهِ بن سَلِيْمَةَ:
(ولَمْ أَرَ مِثْلَهَا {بِأُنَيْفِ فَرْعٍ ... عَلَىَّ إِذَنْ مٌ دَرَّعَةٌ خَضِيبُ)
} وآنَفَ الإِبِلَ فَهِيَ {مُؤْنَفَةٌ: تَتَبَّعَ كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي اللِّسَان: انْتَهَى بهَا} أَنُفَ الْمَرْعَي وَهُوَ الَّذِي) لَمْ يُرْعَ، قَالَ ابنُ فَارِسٍ: {آنَفَ فُلاناً: إِذا حَمَلَهُ عَلَى} الأَنَفَةِ أَي: الغَيْرَةِ والحِشْمَةِ، {كأَنَّفَهُ} تَأْنِيفاً فيهمَا أَي: فِي المَرْعَي {والأَنَفَةِ، يُقال: أَنَّفَ فُلانٌ مَالَهُ تَأْنِيفَا،} وآنَفَهَا {إِينَافاً، إِذا رَعَاهَا أُنُفَ الْكَلإِ، قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(لَسْتُ بِذي ثَلَّةٍ} مُؤَنَّفَةٍ ... آقِطُ أَلْبَانَهَا وأَسْلَؤُهَا)
وَقَالَ حُمَيْدٌ: ضَرَائِرٌ لَيْسَ لَهُنَّ مَهْرُ تَأْنِيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ أَي: رَعْيُهُنَّ الْكَلأَ {الأُنُفَ.
آنَفَ فُلاناً: جَعَلَهُ يَشْتَكِي} أَنْفَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(رَعَتْ بَأرِضَ الْبُهْمَي جَمِيعاً وبُسْرَةً ... وصَمْعَاءَ حَتَّى {آنَفَتْهَا نِصَالُهَا)
أَي: أَصابَ شَوْكُ الْبُهْمَي} أُنُوفَ الإِبِلِ، فأَوْجَعَهَا حِين دخل {أُنُوفَها وجَعَلَها تَشْتَكِي أُنُوفَها، وَقَالَ عُمَارَةُ بنُ عَقِيلٍ:} آنَفَتْهَا: جَعَلَتْهَا {تَأْنَفُ مِنْهَا، كَمَا} يَأْنَفُ الإِنْسَانُ، ويُقَال: هَاجَ الْبُهْمَى حَتّى {آنَفَتِ الرَّاعِيَةِ نِصَالُها، وذلِكَ أَنْ يَيْبَسَ سَفَاهَا، فَلَا تَرْعَاهَا الإِبِلُ وَلَا غيرُهَا، وذلِكَ فِي آخِرِ الْحَرِّ، فكأَنَّهَا جَعَلَتْهَا تَأْنَفُ رَعْيَهَا، أَي: تَكْرَهُهُ.
آنَفَ أَمْرَهُ: أَعْجَلَهُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
} والاسْتِئْنَافُ {والائْتِنافُ: الابْتِدَاءُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَقد} اسْتَأْنَفَ الشَّيْءَ {وائْتَنَفَهُ: أَخَذَ أَوَّلَهُ وابْتَدَأَه، وَقيل: اسْتَقْبَلَه، فهما اسْتِفْعَالٌ وافْتِعَالٌ، من أَنْفِ الشَّيْءَ، وَهُوَ مَجاز.
ويُقَال: اسْتَأْنَفَهُ بِوَعْدٍ: ابْتَدَأَهُ بِهِ، قَالَ:
(وأَنْتِ الْمُنَى لَوْ كُنْتِ} تَسْتَأْنِفِينَنَا ... بِوَعْدٍ ولكِنْ مُعْتَفَاكِ جَدِيبُ)
أَي: لَو كُنْتِ تَعِدينَنَا الْوَصْلَ.
{والمؤُْتَنَفُ، للمفعولِ: الَّذِي لم يُؤْكَلْ مِنْهُ شَيْءٌ،} كالمُتَأَنِّفِ للفاعِلِ، وهذِه عَن ابنِ عَبّادٍ، ونَصُّهٌ: {الْمُتَأَنِّفُ مِن الأماكنِ: لم يُؤْكَلْ قَبْلَهُ.
وجَارِيَةٌ} مُؤْتَنَفَةُ الشَّبَابِ: أَي مُقْتَبِلَتُهُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ. يُقَال: إِنَّهَا، أَي المرأَةُ {لتَتَأَنَّفُ الشَّهَوَاتِ: إِذا تَشَهَّتْ عَلَى أَهْلِهَا الشَّيْءَ بعدَ الشَّيْءِ لِشِدَّةِ الوَحَمِ،)
وذلِكَ إِذا حَمَلَتْ، كَذَا فِي اللِّسَانِ والمُحِيطِ.
ونَصْلٌ} مٌؤَنَّفٌ كمُعَظَّمٍ، قد {أُنِّفَ} تَأْنِيفاً، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، وَلَيْسَ فِيهِ تَفْسِيرُ الحَرْفِ، والظاهرُ أَنَّهُ سَقَطَ قولُه: مُحَدَّدٌ، بعدَ كمُعَظَّمٍ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي الصِّحاحِ: {التَّأْنِيفُ: تَحْدِيدُ طَرَفِ الشَّيْءِ، وَفِي اللِّسَان:} الْمُؤَنَّفُ، المُحَدَّدُ مِن كلِّ شيءٍ، وأَنشد ابنُ فَارِسٍ: (بكُلِّ هَتُوفٍ عَجْسُهَا رَضَوِيَّةٍ ... وسَهْمٍ كسَيْفِ الْحِمْيَريِّ {الْمُؤَنَّفِ)
} والتَّأْنِيفُ: طَلَبُ الْكَلإِ {الأُنُفِ قَوْله: غَنَمٌ} مُؤَنَّفَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه لأَنَّه مَفْهُومٌ مِن قولِهِ سَابِقًا {كأَنَّفَهَا تَأْنِيفاً لأَنَّ الإِبِلَ والغَنَمَ سَواءٌ، نعمْ لَو قَالَ أَولاً:} آنَفَ المالَ، بَدَلَ الإِبِلِ، لَكانَ أَصابَ المَحَزَّ، وَقد تقدَّم قولُ ابْنِ هَرْمَةَ سَابِقًا.
قَوْله: {أَنَفَهُ الْماءُ: بَلَغَ أَنْفَهُ مُكَرَّرٌ، يَنْبَغِي حَذْفُه، وَقد سَبَق أَنَّ الجَوْهَرِيُّ زَاد: وذلِك إِذا نَزَلَ فِي النَّهْرِ، فتَأَمَّلْ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الأُنْفُ، بِالضَّمِّ: لغَةٌ فِي الأَنْفِ، بالفَتْحِ، نَقَلَهُ شيخُنَا عَن جماعةٍ.
قلتُ: وبالكَسْرِ، مِن لُغَةِ العامَّةِ. وبَعِيرٌ مَأْنُوفٌ: يُسَاقُ {بِأَنْفِهِ، وَقَالَ بعضُ الكِلابِيِّين:} أَنِفَتِ الإِبِلُ كفَرِح: إِذا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى {أُنوُفِها، وطَلَبَتْ أَماكِنَ لم تَكُنْ تطْلُبُها قبلَ ذلِكَ، وَهُوَ} الأَنَفُ، {والأَنَفُ يُؤْذِيها بالنَّهَارِ، وَقَالَ مَعْقِلُ بنُ رَيْحَانَ:
(وقَرَّبُوا كُلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَة ... كالْفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِير والأُنَفُ)
} وأَنْفَا الْقَوْسِ: الْحَدَّان اللّذانِ فِي بَوَاطِنِ السيَتَيْنِ، {وأَنْفُ النَّعْلِ: أَسَلَتُهَا، وأَنْفُ الْجَبَلِ: نَادِرٌ يَشْخَصُ ويَنْدُرُ مِنْهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن ابنَ السِّكِّيتِ، قَالَ:
(خُذَا} أَنْفَ هَرْشَي أَوْقَفَاهَا فَإنَّه ... كِلاَ جَانِبَيْ هَرْشَي لَهُنَّ طَرِيقُ)
وَهُوَ مَجاز.
{والمُؤَنَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الْمُسَوَّي، وسَيْرٌ} مُؤنفٌ: مَقْدُولٌ عَلَى قَدْرِ واسْتِوَاءٍ وَمِنْه قَوْلُ الأَعْرَابِيِّ يَصِفُ فَرَساً: لُهِزَ لَهْزَ الْعَيْرِ، {وأُنِّفَ} تَأْنِيفَ السَّيْرِ، أَي قُدَّ حتَّى اسْتَوَى كَمَا يَسْتَوِي السَّيْرِ المَقْدُودُ. ويُقَال: جاءَ فِي أَنْفِ الخَيْلِ، وَسَار فِي أَنْفِ النَّهَارِ، ومَنْهَلٌ أُنُفٌ كعُنُقٍ لم يُشْرَبْ قَبْلُ، وقَرْقَفٌ أُنُفٌ: لمَ تُسْتَخْرَجْ مِن دَنِّها قَبْلُ، وكُلُّ ذلِك مَجازٌ، قَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ.)
(ثُمَّ اصْطَبَحْنَا كُمَيْتاً قَرْقَفاً {أُنُفاً ... مِنْ طَيِّبِ الرَّاحِ، واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ)
وأَرْضٌ أَنُفٌ: بَكَّرَ نَباتُها.
} ومُسْتَأْنَفُ الشَّيْءِ: أَوَّلُهُ.
{والمُؤَنَّفَةُ مِن النِّسَاءِ، كمُعَظَّمَةٍ: الَّتِي} اسْتُؤْنِفَتْ بالنكاحِ أَوَّلاً، ويُقَال: امْرَأَةٌ مُكَثَّفَةٌ {مُؤَنَّفَةٌ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: فَعَلَهُ} بَأَنِفَةٍ، وَلم يُفَسِّرُه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه مِثْلُ قَوْلِهم: فَعَلَهُ {آنِفاً، وَفِي الحَدِيثِ:) أُنْزِلَتْ عَلَىَّ سُورَةٌ آنِفا (أَي الآنَ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ:} أَنِفَ: إِذَا أَجَمَ، ونَئِفَ: إِذَا كَرِهَ، قَالَ: وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: {أَنِفَتْ فَرَسِي هذِه هَذَا الْبَلَدَ، أَي: اجْتَوَتْهُ وكَرِهَتْهُ، فهُزِلَتْ.
ويُقَال: حَمِيَ} أَنَفُهُ، بالفَتْحِ: إِذا اشْتَدَّ غَضَبُهُ وغَيْظُهُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهَذَا مِن طَريِق الكِنَايَةِ، كَمَا يُقَالُ لِلْمُتَغَيِّظِ: وَرِمَ أَنْفُهُ.
ورَجُلٌ {أَنُوفٌ، كصَبُورٍ، شَدِيدُ} الأَنَفَةِ، والجَمْعُ: أُنُفٌ.
ويُقَال: هُوَ {يَتَأَنَّفُ الإِخْوانَ: إِذا كَانَ يطْلُبُهم} آنِفينَ، لم يُعاشِرُوا أَحَداً، وَهُوَ مَجَاز.
{والأَنْفِيَّة: النَّشُوغُ، مُوَلَّدَةٌ.
ويُقَال: هُوَ الفَحْلُ يُقْرَعُ} أَنْفُهُ، وَلَا يُقْدَعُ، أَي: هُوَ خَاطِبٌ يُرَدُّ، وَقد مَرَّ فِي) ق د ع (.
ويُقَال: هَذَا {أَنْفُ عَمَلِهِ أَي أَوَّلُ مَا أَخَذَ فِيهِ، وَهُوَ مَجَاز.} والتَّأْنِيفُ فِي العُرْقُوبِ: تَحْدِيدُ طَرَفِهِ ويُسْتَحَبُّ ذلِكَ فِي الْفَرَسِ.

حَوْض

(حَوْض) عمل حوضا وَالْمَاء حاضه وَحَوله دَار
حَوْض
من (ح و ض) مجتمع الماء، والقطعة المحدودة من الأرض أو الزرع، ومحارة الأذن وصدفتها، حوض: اسم يطلق على عدة اماكن بعمان والمدينة والبصرة وبغداد.
حَوْض
{الحَوْضُ، م مَعْرُوف، وَهُوَ مُجْتَمَعُ الماءِ.} وحَوْضُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم الَّذِي يَسْقِي مِنْهُ أُمَّتَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، حَكَى أَبُو زَيْدٍ: سَقَاكَ اللهُ {بِحَوْضِ الرَّسُولِ، ومِنْ حَوْضِهِ. ج} حِيَاضٌ {وأَحْوَاضٌ. قَالَ رُؤْبَةُ: أَنْتَ ابْنُ كُلِّ سَيِّدٍ فَيّاضِ جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَع الحِيَاضِ واختُلف فِي اشْتقَاقه، فقِيل: مِنْ حَاضَتِ المَرْأَة ُحَيْضاً، إِذَا سَالَ دَمُهَا، وسُمِّيَ بِهِ لأَنَّ المَاءَ يَحِيضُ إِلَيْه، أَي يَسِيلُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ على الْيَاءِ، والْيَاءَ على الْوَاوِ، لأَنَّهما من حَيِّز وَاحِد، وسَيَأْتي الكَلامُ عَلَيْهِ قَرِيباً. قِيلَ: مِنَ حَاضَ المَاءَ} يَحُوضُه {حَوْضاً، إِذا جَمَعَه وحَاطَه. حَاضَ يَحُوضُ حَوْضاً: اتَّخَذَهُ.} وحَوْضُ الحِمَارِ: سَبٌّ، أَي مَهْزُومُ الصَّدْرِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وَهُوَ مَجَازٌ. وذُو {الحَوْضَيْن: لَقَبُ عَبْدِ المُطَّلِب، واسمُه شَيْبَةُ أَو عَامِرُ بنُ هاشِم بنِ عَبْد مَنَافٍ شَيْخ البَطْحَاءِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه: أَنا ابنُ ذِي الحَوْضَيْنِ عَبْدِ المُطَّلِبْ ذُو الحَوْضَيْن الحَسْحَاسُ ابنُ هكَذَا فِي النُّسَخ والصَّوابِ مِنْ غَسَّان، كَمَا فِي العُبَابِ والتَّكْمِلَة.} وحَوْضَى، كسَكْرَى: ع، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب، وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْب:
(مِن وَحْشِ! حَوْضَى يُرَاعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً ... كأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِي الجَوِّ مُنْحَرِدُ) قُلتُ: وقِيلَ: إِنّ حَوْضَى مَدِينَةٌ باليَمَن. وَقَالَ اليَعْقُوبيُّ: حَوْضَى: مَدِينَةُ المَعَافِرِ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: ومِثْلُه لِذِي الرُّمَّة:
(كَأَنَّا رَمَتْنَا بالعُيُون الَّتِي نَرَى ... جَآذِرُ حَوْضَى من عَيُونِ البَرَاقِعِ)
وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
(أَوْذِي وُشُومٍ {بحَوْضَى بَاتُ مُنْكَرِساً ... فِي ليِلَةٍ من جُمَادَى أَخْضَلَتْ دِيَمَا)
والَّذِي فِي المُعْجَم أَنّ حَوْضَى: جَبَل فِي دِيَار بَنِي كِلاَبٍ يُقَالُ لَه حَوْضَى الماءِ، وَهُنَاكَ آخَرُ يُقال لَهُ حَوْضَى الظِّمْءِ لطَهْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ بْنِ سَكَنِ بنِ قُرَيْطِ ابنِ عُبَيْدِ بنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاب. وَقيل: حَوْضَى: اسمُ ماءٍ لَهُم يُضِيفُون إِليه الهَضْبَ. وأَبُو عَمْرٍ و، هكذَا فِي النُّسَخ بالوَاوِ، وصَوَابُه أَبو عُمَرَ، واسمُه حَفْصُ بنُ عُمَرَ بْنِ الحَارِث بْنِ عُمَرَ ابْنِ سَخْبَرَةَ النَّمَرِيّ) } - الحَوْضِيُّ، ثِقَةٌ، م، مَشْهُورٌ من أَهْلِ البَصْرَة، رَوَى عَن شُعْبَةَ وأَبَان وهِشَامٍ الدَّسْتَوَائيّ والمُبَارَكِ بنِ فضَالَةَ، وهَمَّامٍ، ويَزِيدَ بْن إِبْرَاهيم، وعَنْه البُخَارِيّ وجَمَاعَةٌ، وآخِرُهُم أَبو خَلِيفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحِيّ، أَوْرَدَه ابنُ المُهَنْدِس فِي الكُنَى مُخْتَصَراً وابنُ السَّمْعَانِيّ مُطَوَّلاً، وَلم يَذْكُرُوا النِّسْبَةَ إِلَى مَاذَا. قَالَ ابنُ الأَثِير: نِسْبَة إِلى الحَوْضِ، وَقَالَ غَيْرُهُ إِلَى حَوْضَى، مَدِينَة باليَمَن. و {المُحَوَّضُ، كمُعَظَّمٍ: شَيْءٌ} - كالحَوْضِ يُجْعَلُ للنَّخْلَة تَشْرَبُ مِنْه نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَمِنْه حَدِيثُ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: لَمَّا ظَهَرَ لهَا ماءُ زَمْزَمَ جَعَلَتْ {تُحَوِّضُهُ أَي تَجْعَلُه} حَوْضاً يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ. وَفِي المُحْكَم: {المُحَوَّضُ: مَا يُصْنَعُ حَوَالَيِ الشَّجَرَةِ عَلَى شَكْلِ الشَّرَبَةِ قَال: أَمَا تَرَى بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ كُلَّ رَدَاحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ واستَحْوَضَ الماءُ: اجْتَمَعَ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللّسَان والعُبَابِ: اتَّخَذَ لِنَفْسِه حَوْضاً. من المَجَاز: أَنا أَحَوِّضُ لَكَ هذَا الأَمْرَ. كَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَابُ حَوْلَ ذلِكَ الأَمْرِ، كَمَا فِي الصّحاح، والعُبَابِ، واللِّسَان، أَي أَدُورُ حَوْلَهُ، مثْل أُحَوِّطُ، حَكَاه الجَوْهَرِيّ عَن يَعْقُوبَ.
ويُرْوَى عَن الأَصْمَعِيّ مِثْلُهُ. ويُقَال أَيْضاً: فُلانٌ يَحُوضُ حَوْلَ فُلانَةَ أَي يَدُورُ حَوْلَهَا يُجَمِّشُهَا، كَمَا فِي الأَسَاسِ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: حَوْضُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ هُوَ الكَوْثَرُ، اللهُمَّ اسْقِنَا مِنْه مِنْ غَيْرِ سَابِقَةِ عَذَابٍ، ويُجْمَعُ الحَوْضُ أَيْضاً على حِيضانٍ.} وحَوَّضَ الماءَ {تَحْوِيضاً: حَاطَهُ.} والتَّحْوِيضُ: عَمَلُ الحَوْضِ. {والاحْتِيَاضُ: اتِّخَاذُه، عَن ثَعْلَب. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(طَمِعْنَا فِي الثَّوَابِ فكَانَ جَوْراً ... } كمُحْتَاضٍ على ظَهْرِ السَّرَابِ)
{وحَوْضُ المَوْتِ: مُجْتَمَعُهُ، على المَثَلِ، والجَمْع كالجَمْع.} والمُحَوَّضُ: الحَوْضُ بنَفْسِه. وَفِي الحَدِيث: ذكر! حَوْضَاءَ، بالفَتْح والمَدّ: مَوْضِعٌ بَيْنَ وَادِي القُرَى وتَبُوكَ، مِنْ مَنَازِلهِ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم. ضَبَطَهُ ابنُ إِسْحَاقَ هكَذَا، وقَدْ سَبَقَ لَهُ ذِكْرُهُ فِي ح وص. ويُقَال: مَلأَ {حَوْضَ أُذُنِهِ بكَثْرَةِ كَلاَمِهِ، وَهُوَ صَدَفَتُهَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وانْصَبَّ عَلَيْهِم} حَوْضُ الغَمَامِ {وحِيَاضُهُ، وَهُوَ مَجَازٌ أَيْضاً.} وحِيَاضُ المَوْصِليّ: مَحَلَّةٌ بمِصْرَ مَشْهُورَةٌ. وحِيَاضُ الدَّيْلَمِ، انْظُرْهُ فِي د ح ر ض. {والأَحْوَاضُ: أَمْكِنَةٌ تَسْكُنُهَا بَنُو عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيم.

خَدع

خَدع
خَدَعَهُ، كمَنَعَهُ، يَخْدَعُهُ خَدْعاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، مِثَالُ: سَحَرَهُ سَحْراً، كذَا فِي الصّحاحِ. قُلْتُ: والكَسْرُ عَن أَبِي زَيْدٍ، وأَجاز غَيْرُه الفَتْحَ، قالَ رُؤْبَة: وقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخَدَّعا خَتَلَهُ وأَرادَ بِهِ المَكْرُوهَ مِن حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، كاخْتَدَعَهُ، فانْخَدَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ غَيْرُهُ: الخَدْعُ: إِظْهَارُ خِلافِ مَا تُخْفِيهِ.
وَفِي المُفْرَداتِ، والبَصَائرِ: الخِدَاعُ: إِنْزَالُ الغَيْرِ عَمّا هُوَ بصَدَدِهِ بأَمْرٍ يُبْدِيهِ علَى خِلافِ مَا يُخْفِيهِ. والاسْمُ الخَدِيعَةُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ. زادَ غَيْرُهُمَا: والخَدْعَة، وقِيلَ: الخَدْعُ والخَدِيعَةُ المَصْدر، والخِدْعُ والخِدَاعُ الاسْمُ. وَفِي الحَدِيثِ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: الحَرْبُ خدْعَةٌ، مُثَلَّثَة، وكهُمَزَةٍ، ورُوِيَ بِهِنّ جَمِيعاً، والفَتْحُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ ثَعْلَبٌ: بَلَغَنَا أَنَّها لُغَةُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. ونَسَبَ الخَطّابِيُّ الضَّمَّ إِلَى العامَّةِ. قالَ: ورَوَاهُ الكِسَاِئي وأَبُو زَيْدٍ كهُمَزَةٍ، كَذا فِي إِصْلاحِ الأَلْفَاظِ للخَطّابيّ، أَيْ تَنْقَضِي أَيْ يَنْقَضي أَمْرُها بِخُدْعَةٍ وَاحِدَةٍ، كَمَا فِي العُبَاب.)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قَالَ: خَدْعَةً فَمَعْنَاهُ: مَنْ خُدِعَ فِيها خَدْعَةً، فَزَلَّتْ قَدَمُه وعَطِبَ، فَلَيْسَ لَهَا إِقَالَةٌ.
قالَ ابنُ الأَثِيرُ: وهُوَ أَفْصَحُ الرِّوَايَاتِ وأَصَحُّهَا. وَمن قالَ: خُدْعَةُ، أَرادَ هِيَ تَخْدَع، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَةٌ: يُلَعْن كَثِيراً، وإِذا خَدَعَ أَحَدُ الفَريقَيْنِ صاحِبَهُ فِي الحَرْبِ، فكأَنِّمَا خُدِعَتْ هِيَ. ومَنْ قالَ: خُدَعَة، أَرادَ أَنَّهَا تَخْدَعُ أَهْلَهَا، كَمَا قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ:
(الحَرْبُ أَوّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّة ... تَسْعَى ببِزَّتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ)
وَفِي المُعْجَمِ فِي أج أ، أَوّلُ مَنْ قالَ هَذَا عَمْرُو بنُ الغَوْثِ بنِ طَيِّئٍ، فِي قِصَّة ذَكَرَهَا عِنْدَ نُزُولِ بَنِي طَيِّئٍ الجَبَلَيْن.
وخَدْعَةُ: ماءَةٌ لغَنِيّ بنِ أَعْصُر، ثُمَّ لِبَني عِتْرِيفِ بنِ سَعْدِ بنِ جِلاّنَ بنِ غَنْمِ بنِ غَنِيّ.
وخَدْعَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وقِيلَ: اسْمُ نَاقَةٍ. وبِهِمَا فُسِّرَ مَا أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَسِيرُ بشَكْوَتَي وأَحُلُّ وَحْدِي ... وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعَةَ فِي السَّمَاعِ)
وخَدَعَ الضَّبُّ فِي جُحْرِه يَخْدع خَدْعاً: دَخَلَ. وقالَ أَبُو العَمَيْثِلِ: خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا دَخَلَ فِي وِجَارِهِ مُلْتَوِياً، وكذلِكَ الظَّبْيُ فِي كِنَاسِهِ، وَهُوَ فِي الضَّبِّ أَكْثَرُ. وَفِي حَدِيثِ القَحْطِ: خَدَعَتِ الضِّبابُ، وجَاعَتِ الأَعْرَابُ أَيْ امْتَنَعَتْ فِي جِحَرَتِهَا، لأَنَّهُمْ طَلَبُوهَا، ومَالُوا عَلَيْهَا لِلْجَدْبِ الَّذِي أَصابَهِمْ. وقَالَ اللَّيْثُ: خَدَعَ الضَّبُّ: إِذا دَخَلَ جُحْرَهُ، وكذلِكَ غَيْرُهُ. وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاح:
(يُلاوِذْنَ من حَرٍّ يَكَادُ أُوارُهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ خَدُوعُ)
قَالَ الصاغَانيّ: الرِّوايَة خَتُوع بالتّاءِ الفَوْقِيّة، وقَدْ تَقَدَّمَ.
وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الضَّبُّ خَدْعاً: اسْتَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسَانِ فَدَخَلَ فِي جُحْرِه لِئَلاّ يُحْتَرَشَ.
وَمن المَجَازِ: خَدَعَ الرِّيقُ فِي الفَمِ: قَلَّ وجَفَّ، كَمَا فِي الأَساسِ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَيْ فَسَدَ، وَفِي الصّحاح: يَبِسَ. وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الرِّيقُ خَدْعاً: نَقَصَ، وإِذا نَقَصَ خَثُرَ، وإِذا خَثُرَ أَنْتَنَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِسُوَيْدِ بنِ أَبِي كاهِلٍ يَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَةٍ:
(أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيداً طَعْمُهُ ... طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الرِّيقُ خَدَعْ)
قالَ: لأَنَّهُ يَغْلُظُ وَقْتَ السَّحَرِ فيَيْبَسُ ويُنْتِنُ.
ومِن المَجَازِ: كَان فُلانٌ الكَرِيم ثُمَّ خَدَعَ، أَيْ أَمْسَكَ، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ فِي اللِّسَانِ: ومَنَعَ وقالَ اللِّحْيَانِيّ: خَدَعَ الثَّوْبَ خَدْعاً، وثَنَاهُ ثَنْياً بِمَعْنىً وَاحِدٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِن المَجَازِ: خَدَعَ المَطَرُ خَدْعاً، أَيْ قَلَّ، وكذلِكَ خَدَعَ الزِّمَانُ خَدْعاً، إِذا قَلَّ مَطَرُه، وأَنْشَدَ)
الفارِسِيُّ: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العَلاَّتِ قَدْ خَدَعَا قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ فِي ج د ع: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعا وَمَا أَنْشَدَه الفَارِسِيُّ أَعْرَفُ.
وخَدَعَتَ الأُمُورُ: اخْتَلَفَتْ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعَ الرَّجُلُ: قَلَّ مالُهُ، وكَذَا خَيْرُهُ، وَهُوَ مَجاز.
وخَدَعَتْ عَيْنُه: غَارَتْ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ مَجاز.
ومِن المَجازِ: خَدَعَت عَيْنُ الشَّمْسِ، أَيْ غَابَتْ، وَفِي الأَسَاسِ: غارَتْ، قالَ: وَهُوَ مِنْ خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا أَمْعَنَ فِي جُحْرِهِ.
ومِنَ المَجَازِ: خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً: كَسَدَتْ، وكُلُّ كاسِدٍ خَادِعٌ. وقِيلَ: خَدَعَتِ السُّوقُ، أَيْ قامَتْ، فكَأَنَّهُ ضِدُّهُ، كانْخَدَعَ كَذا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه كانْخَدَعَتْ، كَمَا هُوَ نَص اللِّحْيَانِيّ فِي النّوادِرِ.
ويُقَال: سُوقٌ خادِعَة، أَي مُخْتَلِفَةٌ مُتَلَوِّنَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ: زادَ فِي الأَساسِ: تَقُومُ تَارَةً وتَكْسُدُ أُخْرَى. وقالَ أَبو الدِّينارِ فِي حَدِيثه: السُّوقُ خَادِعَةٌ، أَي كاسِدَةٌ. قالَ، ويُقَالُ: السُّوقُ خَادِعَةٌ، إِذا لَمْ يُقْدَرْ على الشَّيْءِ إِلاّ بغَلاَءٍ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: إِنَّ السِّعْرَ لَمُخَادِعٌ، وَقد خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ.
ومِنَ المَجَاز: خُلُقٌ خَادِعٌ، أَيْ مُتَلَوِّنٌ، وقَدْ خَدَعَ الرِّجُلُ خَدْعاً، إِذا تَخَلَّقَ بغَيْرِ خُلُقِه.
وبَعِيرٌ خَادِعٌ وخَالِعٌ، كَمَا فِي العُبَابِ، ونَصُّ اللِّسَان: بَعِيرٌ بِهِ خادِعٌ وخالِعٌ، إِذا بَرَكَ زَالَ عَصَبُهُ فِي وَظِيفِ رِجْلِهِ، وَبِه خَوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخَادِعُ أَقَلُّ مِن الخَالِع.
والخَدُوعَ كصَبُورٍ: النَّاقَةُ تُدِرُّ مَرَّةً القَطْرَ، وتَرْفَعُ لَبَنَهَا مَرَّةً.
ومِن المَجَازِ: الخَدُوعُ: الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً، ويَخْفَى أُخْرَى. قالَ الشّاعِرُ يَصِفُ الطَّرِيقَ:
(ومُسْتَكْرَهٍ مِنْ دَارِسِ الدَّعْسِ داثِرٍ ... إِذا غَفَلَتْ عَنْهُ العُيُونُ خَدُوع)
كالخَادِع، يُقَالُ: طَرِيقٌ خَادِعٌ، إِذا كانَ لَا يُفْطَنُ لَهُ. قَالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ دارَ قَوْمٍ:
(خَادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصَادُهَا ... تُمْسِي وُكُوناً فَوْقَ آرَامِهَا)

والخَدُوعُ والخَادِعُ: الكَثِيرُ الخَدَاعِ. قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(كَذِي الطِّنْءِ لَا يَنْفَكُّ عَوْضاً، كأَنَّهُ ... أَخُو حَجْرَةٍ بالعَيْنِ وهُوُ خَدُوعُ)
كالخُدَعَة، كهُمَزَة، وكذلِك المرأَة.
والخُدْعَة، بالضَّمِّ: مَنْ يَخْدَعُه الناسُ كَثِيراً، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَة، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ عَن ثَعْلِبٍ فِي شَرْح الحَدِيث، وتَقَدَّم بَحثُه أَيضاً فِي ل ق ط، عَن ابْن بَرِّيّ مُفصَّلاً، فرَاجِعُه.
والخُدَعَة، كهُمَزَة: قَبِيلَة من تَمِيم، وهم رَبِيعَةٌ بنُ كَعْب بنِ سَعْد بنِ زَيْد مَنَاةَ بنِ تَمِيم. قالَ الأَضبَطُ بنُ قُريْع السَّعْدِيّ:
(لكلّ هَمٍّ من الهُمُومِ سَعَهْ ... والمُسَىُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعَهْ)

(أَكْرِمَنّ الضَّعِيفَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ ... كَعَ يَوْمًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ)

(وصِلْ وِصَالَ البَعِيدِ إِنْ وَصَلَ الْحَبْ ... لَ، وأَقْصِ القَرِيبَ إِنْ قطَعَهْ)

(واقبَلْ من الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عينا بعَيْشِه نَفَعَهْ) (قد يَجْمَعُ المالَ غيرُ آكِلِه ... ويَأْكلُ المالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَهْ)

(مَا بالُ مَنْ غَيُّه مُصِيبُك لَا تَمْ ... لِكُ شَيْئاً مِنْ أَمِر وَزَعَهْ)

(حتَّى إِذَا مَا انْجَلَتْ عَمَايَتُه ... أَقْبَلَ يَلْحَى وغَيُّه فَجَعهَ)

(أَذُودُ عَن نَفْسِه، ويَخْدَعُنِي ... يَا قَوْمُ، مَنْ عَاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ)
كَتَبْتُ القِطْعَةَ بتَمَامِهَا لجَوْدتِهَا.
ويُرْوَى: لَا تُهِينَ الْفِقِيرَ أَي لَا تُهِينَنْ، فحُذِفَتِ النُّونُ الخَفِيفَةُ لمَّا اسْتَقْبَلَهَا سَاكنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُم: الخُدَعَةُ فِي هَذَا البَيْتِ اسْمٌ للدَّهْرِ، لتلَوُّنِه. ويُقَال: دَهْرٌ خَادِعٌ وخُدَعَةٌ، وَهُوَ مَجاز.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: مَنْ لَا يُوثَقُ بمَوَدَّتهِ.
والغُولُ الخَيْدْعُ، أَيْ الخَدَّاعَةُ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ. والطَّرِيقُ الخَيْدَعُ: الجائرُ عَن وَجْهِهِ المُخَالِفُ لِلْقَصْدِ، لَا يُفْطَنُ لَهُ، كالخَادِع، وَهُوَ مَجَاز. ويُقَالُ: غَرَّهُمُ الخَيْدَعُ، أَي السَّرَابُ. ومِنْهُ أُخِذَ الغُولُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَكُونَ مَعْنَى الغُولِ من مَجازِ المَجَاز، وأُخِذَ السَّرابُ مِن الخَيْدَعِ، بمَعْنَى مَنْ لاَ يُوثَقُ بمَوَدّتِه.
والخَيْدَعُ: الذِّئْبُ المُحْتَال، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ والصّاغَانِيّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وضَبٌّ خَدِعٌ، ككَتِف: مُرَاوِغٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وزادَ الزَّمَخْشَرِيّ: وخَادِعٌ، وَهُوَ مجَاز.)
وَفِي المَثَلِ: أَخْدَعُ مِنْ الضّبِّ كَمَا فِي الصّحاح. قالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ ذلِكَ إِذا كانَ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ من الخَدْع. وَفِي العُبَابِ: وَقَالَ الفارِسِيّ: قالَ أَبُو زَيْدٍ: وقالُوا: إِنَّكَ لأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَهُ. ومَعْنَى الحَرْشِ أَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ علَى فَمِ جُحْرِ الضَّبِّ يَتَسَمَّعُ الصَّوْتَ، فرُبما أَقْبَلِ وَهُوَ يَرَى أَنَّ ذلِكَ حَيَّةٌ، ورُبما أَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسانِ، فَخَدَعَ فِي جُحْرِه ولَمْ يَخْرُجْ، وأَنْشَدَ الفارِسيّ:
(ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلاَ، خَرْشَ الضِّبَابِ الخَوَادِعِ)
حُلْوُ الخَلاَ: حُلْوُ الكَلامِ. وَفِي العُبَابِ: خِدَاعُ الضَّبِّ أَنَّ المُحْتَرِشَ إِذا مَسَحَ رَأْسَ جُحْرِه لِيَظُنَّ أَنَّهُ حَيَّةٌ، فإِنْ كانَ الضَّبُّ مُجَرِّباً أَخْرَجَ ذَنَبَه إِلَى نِصْفِ الجُحْرِ، فإِنْ أَحَسَّ بحَيَّةِ ضَربَهَا فقطعها نِصْفَيْنِ، وإِنْ كانَ مُحْتَرِشاً لَمْ يُمْكِنْه الأَخْذُ بذَنَبِه فَنَجَا، وَلَا يَجْتَرِئُ المُحْتَرِشُ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي جُحْرِهِ، لأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ عَقْربَ، فَهُوَ يَخَافُ لَدْغَهَا، وبَيْن الضَّبِّ والعَقْرَبِ أُلْفَةٌ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ يَسْتَعِينُ بِهَا على المُحْتَرِشِ، قَالَ:
(وأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إِذا جاءِ حَارِشٌ ... أَعَدَّ لَهُ عِنْدَ الذُّنَابَةِ عَقْرَبَاً)
وقِيلَ: خِدَاعُهُ: تَوَارِيهِ، وطُولُ إِقَامَتِهِ فِي جُحْرِهِ، وقِلَّةُ ظُهُورِهِ، وشِدَّةُ حَذَرِه.
والأَخْدَعُ: عِرْقٌ فِي مَوْضِعِ المَحْجَمَتَيْنِ، وَهُوَ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ وهَمَا أَخْدَعَانِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وهُمَا عِرْقَانِ خَفِيَّانِ فِي مَوْضعِ الحِجَامَةِ من العُنُقِ، وقالَ اللِّحْيَانِي: هُمَا عِرْقانِ فِي الرَّقَبَةِ، وقِيلَ: هُمَا الوَدَجَانِ. وَفِي الحَدِيثِ أَنَّهُ احْتَجَمَ عَلَى الأَخْدَعَيْنِ والكَاهِل. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَرُبمَا وَقَعَتِ الشَّرْطَةُ عَلَى أَحَدِهِمَا فيُنْزَفُ صاحِبُه، أَيْ لأَنَّهُ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ ج: أَخادِعُ قَالَ الفَرَزْدَق:
(وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خدَّه ... ضَرَبْنَاهُ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الأَخادِعُ)
والمَخْدُوعُ: مَنْ قُطِعَ أَخْدَعُه، وقَدْ خَدَعَهُ يَخْدَعُه خَدْعاً. وَفِي الحَدِيثِ: تكونُ بَيْنَ يَدَي الدَّجَّالِ سِنُونَ خَدّاعَةٌ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ قَلِيلَةُ الزَّكاءِ والرَّيْعِ، مِنْ خَدَعَ المَطَرُ، إِذا قَلَّ. وخَدَعَ الرِّيقُ، إِذا يَبِسَ، فَهُوَ مِنْ مَجَازِ المَجَازِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وقِيلَ: إِنَّهُ يَكْثُرُ فِيهَا الأَمْطَارُ، ويَقِلُّ فِيهَا الرَّيْعُ، ويُرْوَى: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السّاعَةِ سِنِينَ غَدّارَةً، يَكْثُرُ فِيها المَطَرُ، يَقِلُّ النَّبَاتُ، أَي تُطْمِعُهُم فِي الخِصْبِ بالمَطَرِ، ثُمَّ تُخْلِفُ. فجَعَلَ ذلِكَ غَدْراً مِنْهَا وخَدِيعَةً، قالَهُ ابنُ الأَثِير. وقالَ شَمِرٌ: السِّنُونَ الخَوَادِعُ: القَلِيلَةُ الخَيْرِ الفَوَاسِدُ.)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَادعَةُ: البابُ الصَّغِيرُ فِي البَابِ الكَبِيرِ. والبَيْتُ فِي جَوْفِ البَيْتِ، قَالَ الرّاغِبُ: كَأَنّ بَانِيَهُ جَعَلَهُ خادِعاً لمَنْ رامَ تَنَاوُلَ مَا فِيهِ.
وَقَالَ غَيْرُه: الخَدِيعَةُ: طَعامٌ لَهُمْ، أَيْ لِلْعَرَبِ، ويُرْوَى بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، كَمَا سَيَأْتِي.
والمِخْدَعُ كمِنْبَرٍ، ومُحْكَمٍ: الخِزَانَةُ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَن الفَرّاءِ. قالَ: وأَصْلُه الضَّمُّ، إِلاَّ أَنّهُمْ كَسَرُوهُ اسْتِثْقَالاً، كَمَا فِي الصّحاح، والمُرَادُ بالخِزانَةِ البَيْتُ الصَّغِيرُ يَكُونُ دَاخلَ البَيْتِ الكَبيرِ.
وقالَ سِيبُوَيْه: لَمْ يَأْتِ مُفْعَلٌ اسْماً إِلاّ المُخْدَع، وَمَا سِوَاهُ صِفَةٌ. وَقَالَ مُسَيْلِمَةُ الكَذّابُ لسَجَاح المُتَنَبِّئَةِ حِينَ آمَنَتْ بِهِ وتَزَوَّجَهَا، وخَلاَ بهَا:
(أَلاَ قُومِي إِلَى المِخْدَعْ ... فقَدْ هُيِّى لَكِ المَضْجَعْ)

(فإِنْ شِئْتِ سَلَقْنَاكِ ... وإِنْ شِئْتِ عَلَى أَرْبَعْ)

(وإِنْ شِئْتِ بِثُلثَيْهِ ... وإِنْ شِئْتِ بِهِ أَجْمَع)
فقالَتْ: بَلْ بِهِ أَجْمَع، فإِنَّهُ أَجْمَعُ للشَّمْل.
وأَصْلُ المَخدَعِ من الإِخْدَاعِ، وَهُوَ الإِخْفَاء. وحُكِيَ فِي المُخْدَع أَيْضاً الفَتْحُ عَن أَبِي سُلَيْمَانَ الغنوِيّ. واخْتَلَفَ فِي الفَتْحِ والكَسْرِ القَنَانِيّ وأَبو شَنْبَلٍ، ففَتَحَ أَحَدُهُمَا وكَسَرَ الآخَرُ.
وبَيْتُ الأَخْطَل:
(صَهْباء قَدْ كَلِفَتْ من طُولِ مَا حُبِسَتْ ... فِي مَخْدَعٍ بَيْنَ جَنَّاتٍ وأَنْهَارِ)
يُرْوَى الوُجُوهِ الثَّلاثَةِ: فالفَتْحُ يُسْتَدْرَكُ بِهِ عَلَى المُصَنِّف والجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ، فإِنَّهُم لم يَذْكُرُوه.
وقالَ بَعْضُهُمْ: أَخْدَعَهُ: أَوْثَقَهُ إِلَى الشَّيْءِ.
وأَخْدَعَهُ: حَمَلَهُ عَلَى المُخَادَعَةِ. وَمِنْه قِرَاءِةُ يَحْيَى بنِ يَعْمُر وَمَا يُخدِعُون إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ بِضَم الْيَاء، وَكسر الدَّال.
والمُخْدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرِّب، وقَدْ خُدِعَ مِراراً حَتَّى صارَ مُجرِّباً، كَمَا فِي الصّحاح.
وَفِي اللِّسَانِ: رَجُلٌ مُخَدَّعٌ: خُدِعَ فِي الحَرْبِ مَرّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى حَذِقَ.
والمُخَدَّعُ: المُجَرِّبُ للأُمُورِ.
وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ مُخَدَّع، أَيْ مُجَرّب صاحِبُ دَهَاءِ وَمكْرٍ، وَقد خَدِّعَ. وأَنشد: أُبايعُ بَيْعاً مِنْ أَرِيبٍ مُخَدَّعِ)
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَتَنَازَلا وتَوَاقفت خَيْلاهُمَا ... وكِلاهُمَا بَطَلُ اللِّقَاءِ مُخدَّعُ)
ورَوَى الأَصْمَعِيّ: فَتنادَيَا. ورَوَى مَعْمَرٌ: فَتَبَادَرَا. وقَالَ أَبو عُبَيْدَة: مُخدَّعٌ: ذُو خُدْعَةٍ فِي الحَرْبِ، ويُرْوَى: مُخَذَّعٌ بالذالِ المُعْجَمَة أَي مَضْرُوبٌ بالسَّيْفِ مَجْرُوحٌ.
والتَّخْدِيعُ: ضَرْبٌ لَا يَنْفُذُ وَلَا يَحِيكُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
وتَخَادَعَ: أَرَى مِنْ نَفْسِه أَنَّهُ مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ، كانْخَدَعَ. وانْخَدَعَ أَيْضاً مُطَاوِعُ خَدَعْتُه. وقَالَ اللَّيْثُ: انْخَدَعَ: رَضِيَ بالخَدْعِ.
والمُخَادَعَةُ فِي الآيَةِ الكَرِيمَة، وهُوَ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ: إِظْهَارُ غَيْرِ مَا فِي النَّفْسِ وذلِكَ أَنَّهُمْ أَبْطَنُوا الكُفْرَ وأَظْهَرُوا الإِيمانَ، وإِذا خَادَعُوا المُؤْمِنِينَ فقَدْ خادُعُوا الله. ونُسِبَ ذلِكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ أَنَّ مُعَامَلَةَ الرَّسُولِ كمُعَامَلَتِهِ، ولِذلِكَ قالَ: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنِّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ.
وجَعَلَ ذلِكَ خِدَاعاً تَفْظِيعاً لِفِعْلِهِمْ، وتَنْبِيهاً عَلَى عِظَمِ الرَّسُولِ وعِظَمِ أَوْلِيَائِه وَمَا يُخَادِعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ، أَيْ مَا تَحُلُّ عاقِبَةُ الخِدَاعِ إِلاّ بِهِمِ قَرَأَ ابنُ كَثِيرِ ونافِعٌ وأَبُو عَمْروٍ: ومَا يُخَادِعُونَ، بالأَلِفِ وقَرَأَ أَبُو حَيَوَةَ يَخْدَعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا ومَا يَخْدَعُونَ، جَمِيعاً بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى أَنَّ الفِعْلَ فِيهِمَا جَمِيعاً من الخَادِع. وَفِي اللِّسَان: جَازَ يُفَاعِلُ لِغَيْرِ الاثْنَيْنِ، لأَنَّ هذَا المِثَالَ يَقَعُ كَثِيراً فِي اللُّغَةِ للْوَاحِدِ، نَحْو: عاقَبْتُ اللِّصَّ، وطارَقْتُ النَّعْلَ. وقالَ الفَارِسِيّ: والعَرَبُ تُقُولُ: خَادَعْتُ فُلاناً، إِذا كُنْتَ تَرُومُ خَدْعَهُ. وعلَى هَذَا يُوَجَّهُ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونُ اللهَ وهُوَ خَادِعُهُم مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُم يُخَادِعُونَ اللهَ، واللهَ هُوَ الخَادِعُ لَهُمْ، أَي المُجَازِي لَهُمْ جَزَاءَ خِدَاعِهم. وقالَ الرَّاغِبُ فِي المُفْرَدَاتِ: وقَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ إِنَّ هَذَا على حَذْفِ المُضَافِ وإِقَامَةِ المُضَافِ إِلَيْهِ مُقَامَهُ، فيَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ المَقْصُودَ بمِثْلِهِ فِي الحَذْفِ لَا يَحْصُلُ لَوْ أُتِيَ بالمُضَافِ المَحْذُوفِ، ولِمَا ذَكَرْنَا مِنْ التَّنْبِيه عَلَى أَمْرَيْنِ: أَحْدِهِمَا فَظَاعَةُ فِعْلِهِمْ فِيمَا تَجَرَّؤُوهُ مِنَ الخَدِيعَةِ، وأَنَّهُمْ بمُخَادَعَتِهِمْ إِيّاه يُخَادِعُونَ اللهَ، والثانِي: التَّنْبِيهُ علَى عِظَمِ المَقْصُودِ بالخِدَاعِ، وأَنَّ مُعَامَلَتَهُ كمُعَامَلَةِ اللهِ. وقِرَاءِةُ مُوَرِّقٍ العِجْلِيّ وَمَا يَخَدِّعُون إِلاَّ أَنْفُسَهم، بفَتْحِ الياءِ والخاءِ وكَسْرِ الدَّالِ المُشَدَّدَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى إِرادَةِ يَخْتَدِعُونَ، أُدْغِمَت التَّاءُ فِي الدَّال، ونُقِلَتْ فَتْحَتُها إِلَى الخاءِ.
وخَادَعَ: تَرَكَ عَنِ الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للرّاعِي:)
(وخادَعَ المَجْدَ أَقْوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ ... رَاحَ العِضَاهُ بِهِ والعِرْقُ مَدْخُولُ)
وهكَذَا رَوَاه شَمِرٌ، وفَسَّرَهُ، ورَوَاهُ أَبُو عَمْروٍ: خَادَعَ الحَمْدَ، وفسَّرُ، أَيْ تَرَكُوا الحَمْدَ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِن أَهْلِهِ.
والخِدَاعُ، ككِتَابِ: المَنْعُ والحِيلَةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. والَّذِي فِي اللِّسَانِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخَدْعُ: مَنْعُ الحَقِّ، والخَتْمُ: مَنْعُ القَلْبِ من الإِيمان.
والتَّخَدُّع: تَكَلُّفُهُ، أَيْ الخِدَاع، قَالَ رُؤْبة: فَقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخدَّعا بالوَصْل أَو أَقْطَعُ ذَاك الأَقْطَعَا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: خَدَّعه تَخْدِيعاً، وخَادَعَهُ، وتَخَدَّعه، واخْتَدَعَهُ: خَدَعَهُ، وَهُوَ خَدَّاعٌ وخَدِعٌ، كشَدَّادٍ وكَتِفٍ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وكَذلِكَ خَيْدَعٌ، كحَيْدَرٍ. وخَدَعْتُه: ظَفِرْتُ بِهِ.
وتَخادَعَ القَوْمُ: خَدَعَ بَعْضُهُم بَعْضاً.
وانْخَدَعَ: أَرَى أَنَّه مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ.
والخُدْعَةُ بالضَّمِّ: مَا تُخْدَعُ بِهِ.
وماءُ خَادِعٌ: لَا يُهْتَدَى لَهُ، وَهُوَ مَجَاز. وخَدَعْتُ الشَّيْءَ وأَخْدَعْتُه: كَتَمْتُه وأَخْفَيْته.
والمَخْدَعُ، كمَقْعَدٍ: لُغَة فِي المُخْدَع، والمِخْدَعِ بالكَسْرِ والضَّمِّ، عَنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الغَنَويّ، وقَدْ تَقَدَّمَ. والمُخْدَعُ أَيْضاً: مَا تَحْتَ الجَائِز الَّذِي يُوضَعُ عَلَى العَرْشِ، والعَرْشُ: الحائطُ يُبْنَى بَيْنَ حَائِطَيِ البَيْتِ، لَا يَبْلُغُ بِهِ أَقْصَاه، ثُمَّ يُوضَع الجائزُ من طَرَفِ العَرْشِ الدَّاخِلِ إِلَى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسْقَفُ بِهِ.
وانْخَدَعَ الضَّبُّ مِثْلُ خَدَعَ: اسْتَرْوَحَ فاسْتَتَرَ، لِئلاَّ يُحْتَرَشَ.
وخَدَعَ مِنّي فُلاَنٌ، إِذا تَوَارَى ولَمْ يَظْهَرْ.
وخَدَعَ الثَّعْلَبُ، إِذا أَخَذَ فِي الرَّوَغانِ.
وخَدَعَ الشَّيْءُ خَدْعاً: فَسَدَ، والخَادِعُ: الفَاسِدُ من الطَّعَامِ وغَيْرِه. ودِينَار خَادِع، أَي نَاقِصٌ.
وفُلانٌ خادِعُ الرَّأْي: إِذا كانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ. وهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعِتِ العَيْنُ خَدْعاً: لَمْ تَنَمْ. وَمَا خَدَعَتْ بعَيْنِهِ خَدْعَةٌ، أَيْ نَعْسَةٌ تَخْدَعُ، أَي مَا مَرَّتْ بِهَا، وَهُوَ)
مجَاز، قَالَ المُمَزِّق العَبْدِيّ:
(أَرِقْتُ ولَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنِيَّ نَعْسَةٌ ... ومَنْ يَلْقَ مَا لاقَيْتُ لَا بُدَّ يَأْرَقُ)
وخَادَعْتُهُ: كَاسَدْتُهُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنو أَسَدٍ يَقُولُون: إِنَّ السِّعْر لَمُخَادِعٌ، وقَدْ خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ. وقَالَ كُرَاع: الخَدْعُ: حَبْسُ المَاشِيَةِ والدَّوابِّ علَى غَيْرِ مَرْعىً وَلَا عَلَفٍ. قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم فِي ج د ع.
والمُخَدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المَخْدُوعُ، قالَ الشَّاعِرُ:
(سَمْحُ اليمِينِ إِذا أَرَدْتَ يَمِينَهُ ... بسَفَارَةِ السُّفَراءِ غَيْر مُخَدَّعِ)
أَرادَ غَيْرَ مَخْدُوعٍ. وقَدْ رُوِيَ جِدُّ مُخَدَّعِ أَيْ أَنَّهُ مُجَرَّبٌ، والأَكْثَرُ فِي مِثْلِ هذَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ صِفَةٍ مِنْ لَفْظِ المُضَافِ إِلَيْه كقَوْلِهِمْ: أَنْتَ عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَع، أَيْ شَدِيدُ مَوْضِع الأَخْدَعِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. قالَ: وَلَا كذلِكَ شَدِيدُ النِّسَا. قَالَا: وكذلِكَ شَدِيدُ الأَبْهَرِ. وأَما قَوْلُهُم فِي الفَرَسِ: إِنَّهُ لَشَدِيدُ النَّسَا، فَيُرَادُ بذلِكَ النَّسَا نَفْسُه، لأَنَّ النَّسَا إِذا كانَ قَصِيراً كَانَ أَشَدَّ للرِّجْلِ، فإِذا كانَ طَوِيلاً اسْتَرْخَت رِجْلُه.
ورَجُلٌ خَادِعٌ: نَكِدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَعِ: مُمتَنِعٌ أَبِيٌّ، ولَيِّنُ الأَخْدَع بخِلاف ذلِكَ.
ويُقَالُ: لَوَى فُلانٌ أَخْدَعَهُ، إِذا أَعْرَضَ وتَكَبَّرَ. وسَوَّى أَخْدَعَهُ، إِذا تَرَكَ التَّكَبُّرَ، وَهُوَ مَجازٌ.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: السِّنَّوْرُ، عَن ابنِ بَرِّيّ. واسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي أُمُّ يَرْبُوعٍ، ومِنْهُ المَثَلُ: لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً حَكَاهُ يُعْقُوبُ، وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه فِي ر أَب فرَاجِعْهُ.
وخَدْعَةُ، بالفَتْح: اسْمُ رَجُلٍ لأَنَّهُ كانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدْعَةَ وَهِي ناقَةٌ أَو امْرَأَةٌ فسُمِّيَ بهِ.
وابْنُ خِدَاعٍ: مَشْهُورٌ مِنْ أَئمَّةِ النَّسَبِ.

رأَس

رأَس
{الرَّأْسُ: م، أَي معروفٌ، وأَجْمَعُوا على أَنَّه مُذَكَّرٌ. والرَّأْسُ: أَعْلَى كُلِّ شيْءٍ. وَمن المَجَازِ: الرَّأْسُ: سَيِّدُ القَوْمِ} كالرَّيِّسِ، ككَيِّسٍ. {والرَّئِيسِ، كأَمِيرٍ. قالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ سُلَيْمَانَ الهاشِمِيَّ:
(تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّد ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ)

(لاَ ذِي تَخَافُ ولاَ لِهذَا جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ} الرَّيِّسُ)
والثَّوْلاءُ: النَّعْجَةُ. والمُخْرِفَةُ. الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا، ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لعَدْلِه وإِنْصَافِه، حتَّى إِنّه لَيَشْرَبُ الذِّئْبُ والشَّاةُ من ماءٍ وَاحدٍ، ج، {أَرْؤُسٌ، فِي القِلَّةِ،} وآرَاسٌ، على القَلْبِ، {ورُؤُوسٌ، فِي الكَثْرَةِ، وَلم يَقْلِبُوا هذِه،} ورُؤْسٌ، وهذِه عَلَى الحَذْفِ. قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(فيَوْماً إِلَى أَهْلِي ويَوْماً إِليْكُمُ ... ويَوْماً أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ {رُؤْسِ أَجْبَالِ)
وأَمّا} الرَّئِيسُ، فيُجْمَع على! الرُّؤَسَاءِ. والعامَّةُ تَقُولُ: الرُّيَسَاء. {والرَّأْسُ: القُوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا، نقَلَه الأَصْمَعِيُّ. قَالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ:
(} بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَاَ)
وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنا أُرَى أَنَّه أَرادَ الرَّئِيسَ لأَنَّه قَالَ: نَدُقُّ بِهِ وَلم يَقُلْ: بِهِمْ.
وَيُقَال: {رَأْسٌ} مَرْأَسٌ، كمَقْعَدٍ. كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ، وصوابُه بالكَسْرِ، أَي مِصَكٌّ {للرُّؤُوسِ. وَقَالَ العَجَّاجُ: وعُنُقَاً عَرْداً ورَأْساً} مِرْأَسَا مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسَا عَضْباً إِذا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا وَفِي الْجمع: {رُؤُوسٌ} مَرَائِيسُ. و) {رُؤُوسٌ} رُؤّسٌ، كرُكَّع. وبَيْتُ {رَأْسٍ: ع، بالشّامِ مِن قُرَى حَلَبَ) يُنْسَبُ إِليهِ الخَمْرُ قالَ حَسّان: كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ ومَاءُ ونَقَل شيخُنَا أَنها قَرْيَةٌ بينَ غَزَّةَ والرَّمْلَةِ، ويُقَال: إِنَّ بهَا مَوْلِدَ الإِمَامِ الشافِعِيِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ، قالَه الفَنَارِيّ فِي حَواشِي المُطَوَّلِ. قلتُ: وقالَ الصّاغَانِيُّ: هِيَ كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ، وَهِي المُرَادَةُ من قَوْلِ حَسّان.} ورَأْسُ عَيْنٍ: مَدِينةٌ بالجَزِيرَةِ، ويُقَالُ فِيهَا: {رأْسُ العَيْنِ، وَلها يَوْمٌ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيدَةَ لسُحَيْمِ بنِ وَثِيلٍ الرِّياحِيِّ:
(وَهُمْ قَتَلُوا عَمِيدَ بَنِي فِرَاسٍ ... } بِرَأْسِ العَيْنِ فِي الحُجُجِ الخَوَالِي)
وَفِي الصّحاح: قَدِمَ فُلانٌ مِن رأْسِ عَيْنٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، والعامَّة تَقول: مِن رأْسِ العَيْنِ: قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: جَاءَ فلانٌ مِنْ رأْسِ عَيْنٍ، إِذا كانَتْ عَيْناً من العُيُونِ نَكِرَةً، فأَمَّا رأْسُ عَيْنٍ هذِه الَّتِي فِي الجَزِيرَةِ، فَلَا يُقال فِيهَا رأْسُ العَيْنِ. ورَأْسُ الأَكْحَلِ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِن نَوَاحِي ذَمَارِ. ورَأْسُ الإِنْسَانِ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ، وأَبِي قُبَيْس.! ورَأْسُ ضَأْنٍ: جَبَلٌ لِدَوْسٍ. وَرَأْسُ الحِمَارِ: د، قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ. وَرأْسُ الكَلْبِ: ة بِقُومَسَ. وَقيل: ثَنِيَّةٌ بِهَا. ويُقَال: إِنَّهَا قَارَاتُ الكَلْبِ.
ورَأْسُ الكَلْبٍ: ثَنِيَّةٌ باليَمَامَةِ. وَرأْسُ كِيفَى، بكسرِ الكَاف: ع. بالجَزِيرةِ من دِيَار مُضَرَ، وَهُوَ المَشْهُورُ بِحِصْنِ كِيفَى، أَو غَيْرُه، فَلْيُنْظَرْ. وقولُهم: رُمِيَ فُلانٌ مِنْهُ فِي الرَّأْسِ، أَي أَعْرَضَ عَنْهُ وَلم يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً واستَثْقَلَه. تَقول: رُمِيتُ مِنْكَ فِي الرَّأْسِ، على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، أَي ساءَ رأْيُكَ فِيَّ حَتَّى لَا تَقْدِرَ أَنْ تَنظُرَ إِليَّ. وَذُو الرَّأْسٍ: لَقَبُ جَرِير بن عَطِيَّةَ بنِ الخَطَفَي، واسمُه حُذَيْفةُ بنُ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوع بن حَنْظَلَةَ بنِ مالِك بن زِيْدِ مَنَاةَ، قِيلَ لَهُ ذلِك لجُمَّةٍ كانتْ لَهُ، وكانَ يُقَال لَهُ فِي حَدَاثَتِه: ذُو اللِّمَمِ. وذُو الرَّأْسَيْنِ لَقَبُ خُشَيْنِ بن لأْيِ بنِ عُصَيْمٍ. وَذُو الرَّأْسينِ أَيضاً: أُمَيَّةُ بنُ جُشَمَ بنِ كِنَانةَ بنِ عَمْرو بنِ قَيْن بن فَهْم بن عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ. ومِن المَجَازِ: رَأْسُ المالِ: أَصْلُه. وَيُقَال: أَقْرِضْنِي عَشْرَةً برُؤوسِهَا، أَي قَرْضاً لَا رِبْحَ فِيهِ إلاَّ رأْسُ المالِ.
ومِن المَجَازِ: الأَعْضَاءُ {الرَّئِيسَةُ، وَهِي أَرْبَعَةٌ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ: القَلْبُ والدِّماغُ والكَبِدُ، فهذِه الثَّلاثَةُ رَئيسَةٌ مِن حَيْثُ الشَّخْصُ، على مَعْنَى أَنَّ وُجُودَه بدُونِهَا أَو بِدُونِ وَاحدٍ مِنْهَا لَا يُمْكِنُ. والرّابِعُ الأُنْثَيَانِ، وكونُه رَئيساً مِن حَيْثُ النَّوْعُ، على مَعْنَى أَنَّه إِذا فاتَ فاتَ النَّوْعُ. ومَنْ قالَ: إِنَّ الأَعْضَاءَ الرَّئيسَةَ هِيَ الأَنْفُ واللِّسَانُ والذَّكَرُ، فقدْ سَهَا.)
قالَ الصّاغَانِيُّ: وشاةٌ رَئيسٌ، كأَمِيرٍ: أُصِيبَ} رَأْسُهَا. مِنْ غَنَمٍ رَآسىَ، بوزنِ رَعَاسىَ، مثْل: حَبَاجَى ورَمَاثَى. والرَّئيسُ، وَفِي التَّبْصِيرُ، والتَّكْمِلَة: رَئيسُ بنُ سَعِيد بنِ كَثير بنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيّ، مُحَدِّثٌ شاعِرٌ، وَهُوَ أَخو عُبَيْدِ الله. (و) {الرِّئِيسُ، كسِكِّيتٍ: الكَثِيرُ} التَّرَؤُّسِ، أَي التأَمُّرِ.
{والمِرْآسُ، كمِحْرَابٍ: الفَرَسُ الَّذِي يَعَضُّ} رُؤُوسَ الخَيْلِ إِذا صارَتْ مَعَهُ فِي المُجَاراةِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(لَوْ لمْ يُبَرِّزْهُ جَوَادٌ {مِرْآسْ ... لَسَقَطَتْ بِالْمَاضِغَيْنِ الأَضْراسْ)
أَو} الْمِرْآسُ الَّذِي يَرْأَسُ أَي يَكُونُ {رَئِيساً لَها فِي تَقَدُّمِه وسَبْقهِ.} ورَأَسهُ {يَرْأَسُهُ} رَأْساً، كمَنَع: أَصابَ {رَأْسَهُ فَهُوَ} مَرْؤُوسٌ! ورَئيسٌ. {والرَّآس، كشَدَّادٍ: بائِعُ} الرُّؤُوسِ. {- والرَّوَّاسِيُّ، بِالْوَاو وياءِ النِّسْبَةِ، لَحْنٌ، وَفِي اللِّسَانِ: مِن لُغَةِ العَامَّةِ. مِنْهُ أَبو الفِتْيَانِ عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الكَرِيمِ الدِّهِسْتَانِيّ الحَافِظُ} - الرَّآسِيّ نُسِبَ إِلَى بيعِ الرُّؤُوسِ. وَقَع لي حَدِيثُه عالِياً فِي الأَرْبَعِين البُلْدانِيَّةِ للحَافِظِ أَبي طاهِرٍ السِّلَفِيِّ وخَرَّجْتُه أَيضاً فِي بَذْلِ المَجْهُود بتَخْرِيجِ حَدِيثِ: شَيَّبَتْنِي هُود مَاتَ سنة. {والمُرَأّسُ، كمُعَظَّمٍ ومِصْباحٍ وصَبُورٍ، من الإِبِلِ: الذِي لم يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ، بالكَسْرِ، إلاَّ فِي رَأْسِه، عَن الفَرَّاءِ، حَكَاهُ عَنهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَفِي نَصِّه:} المُرائِسُ، كمُقَاتِلٍ. وَقد صَحَّفَهُ المُصَنِّف. وليسَ عِنْدَه {المِرْآسُ، كمِصْبَاحٍ. (و) } المُرَئِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الأَسَدُ.
{والَّرَوائِسُ: أعالِي الأَوْدِيَةِ، الوَاحِدَةُ:} رَائِسٌ. وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى الأَصَحِّ:
(خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ ... ومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ {الرَّوَائِسُ)
وَهِي أَيضاً المُتَقَدِّمَةُ مِن السّحابِ،} كالمَرَائِسِ. يُقَال: سَحَابَةٌ {رَائسَةٌ. وَبِه فُسِّر بَعْضُ قَول ذِي الرُّمَّةِ السّابِق.} والرَّائِسُ: جَبَلٌ فِي بَحْرِ الشَّامِ. وَبِه فُسِّر قولُ أُمُيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
(وَفِي مَعْرَكِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكاً على! رائسٍ يَقْسِمُونا) (و) {رائِسُ: بِئْرٌ لِبَنِي فَزَارَةَ. (و) } الرَّائِسُ: الوَالِي. {والمَرْؤُوسُ: الرَّعِيَّةُ. وقَالَ الفَرَّاءُ:} المَرْؤُوسُ: الَّذِي شَهْوَتهُ فِي رَأْسِهِ لَا غَيْرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. (و) {المَرْؤُوسُ:} الأَرْأَسُ، أَي العَظِيمُ الرَّأْسِ.
{ورِئَاسُ السَّيْفِ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُهُ أَو قَبِيعَتُه، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وهذِه أَصَحُّ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ثُمَّ اضطغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ} كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا)
هَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ: {رِئَاساً إلاَّ هُنَا. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: ووَجَدْنَاهُ فِي المُصَنَّفِ: كرِيَاسِ السَّيْف غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ: فَلَا أَدْرِي هَلْ هُو تَخْفِيفٌ أَم الكَلِمَةُ من الياءِ. ومِن المَجَازِ:} الرَّأْسُ مِن الأَمْرِ: أَوَّلُهُ، وتقولُ لمَنْ يُحدِّثُكَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلاَمَكَ مِن {رَأْسٍ، ومِن الرَّأْسِ، وَهِي أَقَلُّ اللُّغَتَيْنِ، وأَنْكَرَهَا بَعضُهُم، وَقَالَ: لَا تَقُلْ: مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ: والعَامَّةُ تقولُه. قالَهُ شيخُنَا، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ: لَمْ يُبْعَثْ نَبيٌّ إِلاَّ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ عَاماً. ونَعْجَةٌ} رَأْسَاءُ: سَوْداءُ الرَّأْسِ والوَجْهِ وسائِرُها أَبْيَضُ. قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ غَيرُه: شاةٌ {رَأْساءُ: مُسْوَدَّةُ} الرَّأْسِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: إِذا اسْوَدَّ {رأْسُ الشَّاةِ فَهِيَ} رَأْسَاءُ، فإِن أَبْيَضَّ {رَأْسُهَا مِن بَيْنِ جَسَدِهَا فَهِيَ رَخْمَاءُ ومُخَمَّرَةٌ. وبَنُو} رُؤَاسٍ، بالضَّمِّ: حَيٌّ مِن عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. وَهُوَ رُؤَاسُ بن كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. مِنْهُم أَبو دُوَادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عُمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدِ بنِ {رُؤاسِ بنِ كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ.
قلت:} ورُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ وعَقِبُه مِنْ ثلاثةٍ: بِجَادٍ وبُجَيْدٍ وعُبَيْدٍ، أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ.
ومِن وَلَدِ رُؤَاسٍ: وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيّ بنِ الفَرَسِ الفَقِيهُ.
وَمِنْهُم حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ حُمَيْدٍ، {الرُّؤَاسِيُّونَ. مُحَدِّثُون. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وكانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ يَقُولُ فِي أَبِي جَعْفَرِ} - الرُّؤاسِيِّ أَحَدِ القُرَّاءِ والمَحَدِّثِين: إِنَّه الرَّوَاسِيُّ، بِفَتْح الرّاءِ وبالوَاوِ من غَيْر هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاس: قَبِيلَةٍ من سُلَيْمٍ، وكانَ يُنْكِرُ أَنْ يُقَال: الرُّؤَاسيُّ، بالهَمْزِ، كمَا يَقُولُه المُحَدِّثُون وغيرُهم. قلت: ويَعْنِي بأَبِي جَعْفَر هَذَا مُحَمَّدَ بنَ أَبي سارةَ الرَّوَاسِيّ. ذكرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الكُوفِيِّينَ. وَله تَصانِيفُ، وَقد تقدَّم ذِكْرهُ فِي المُقَدِّمة. {والرُّؤَاسِيُّ أَيضاً: العَظِيمُ الرَّأْسِ، ومِمَّن نُسِبَ إِلى ذلِكَ مِسْعَرُ ابنُ كِدَامٍ الفَقِيهُ وغيرُه، وَمِنْهُم مَن يقولُه بتَشْدِيدِ الواوِ، من غَيْرِ هَمْزٍ، وَهُوَ غَلَظٌ. ويُقَال:} رَأسْتُه {تَرْئيساً، إِذا جَعَلْتَه رَئيساً على القَوْمِ.
} وارْتَأَسَ هُوَ: صارَ {رَئيساً،} كتَرَأّسَ، مثلُ تأَمَّرَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرابِ:! ارْتَأَسَ زَيْداً، إِذا شَغَلَه.
وأَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُهَا إِلى الأَرْضِ، وَمثله: اكْتَأَسَه وارْتَكَسَه واعْتَكَسَه، كلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحدٍ. {والمُرَائِسُ، كمُقَاتِلٍ: المتَخَلِّفُ عَن القومِ فِي القِتَالِ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} رُئِسَ الرجُلُ، كعُنِيَ، شَكَا {رَأْسَه، فَهُوَ} مَرْؤوسٌ. {والرَّئِيس: الَّذِي قَدْ شُجَّ رَأْسُه، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ:
(كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئيسٍ ... يُحَاذِرُ مِنْ سَرَابَا وَاغْتِيَالِ)
} والمَرْؤُوسُ: مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. وأَصَابَ {رأْسَه: قَبَّلَهُ، وَهُوَ كِنَايَةٌ.} وارْتَأَسّ الشَّيْءَ: رَكِبَ رأْسَه. وفَحْلٌ {أَرْأَسُ، وَهُوَ الضَّخْمُ} الرَّأْسِ، {كالرُّؤَاسِ} - والرُّؤَاسيّ، وَقيل: شاةٌ) أَرْأَسُ، وَلَا تَقُلْ: {- رَؤاسِيٌّ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ.} والرَّائِسُ: رَأْسُ الوَادِي. وكُلُّ مُشْرِفٍ: رَائِسٌ.
ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي ر وس.
وهُم {رأُسٌ عَظِيمٌ، أَي جَيْشٌ على حِيَالِهِ لَا يَحْتَاجُون إِلى إِحْلاب.} ورأَسَ الْقَوْمَ {يَرْأَسُهُم} رَآسةً: فَضَلَهُمْ. {ورأَسَ عَلَيْهِم. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. ورَوَّسُوه على أَنفُسِهم، قَالَ: وهكَذَا رأَيتُه فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، والقِيَاسُ:} رَأّسُوه. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: {رَأَسَ الرَّجُلُ} رَآسَةً، إِذا زَاحَمَ عَلَيْهَا وأَرَادَهَا.
قَالَ: وكانَ يُقَال: {الرَّآسَةُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بهَا} رَأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُها. وَفِي الحَدِيث: رَأْسُ الكُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَهُوَ مَجَازٌ، يكون إِشَارَةً إِلَى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِه من! رُؤَسَاءِ الضَّلاَلِ الخَارِجِينَ بالمَشْرِقِ. {ورَئِيسُ الكِلابِ} ورائِسُهَا: كَبِيرُها الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُه فِي القَنَصِ، وَهُوَ مَجازٌ. وكَلبة {رائسة: يَأْخُذ الصَّيْد. وكَلْبَةٌ} رَؤُوسٌ، كصَبُورٍ: تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ. ويُقَال: أَعْطِنِي {رَأْساً مِن الثُّومِ، وسِنًّا مِنْهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وَيُقَال: كَمْ فِي} رَأْسِك مِن سِنٍّ وَهُوَ مَجَازٌ. والضَّبُّ رُبَّمَا {رأَّسَ الأَفْعَى ورُبَّمَا ذَنَّبَها، وذلِكَ أَنَّ الأَفْعَى تَأْتِي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه، فيَخْرُجُ أَحْيَاناً برأْسِه مُسْتَقْبِلَهَا، فيُقَال: خَرَجَ} مُرَئِّساً، ورُبَّما احْتَرشَهُ الرَّجُلُ فيَجْعَلُ عُوداً فِي فَمِ جُحْرِه فيَحْسبُه أَفْعَى فيَخْرُجُ {مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً.
وقالَ ابنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ} مُرَائِساً: اسْتَبقَ برَأْسِه من جُحْرِه. ورُبَّمَا ذَنَّبَ. وَيُقَال: وَلَدَتْ وَلَدَها على {رَأْسٍ وَاحِدٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، أَي بعضُهُم فِي إِثْرِ بَعْضٍ، وكذلِكَ: وَلَدَتْ ثلاثةَ أَوْلادٍ} رَأْساً عَلَى رأسٍ، أَي وَاحِداً فِي إِثْرِ آخَرَ. ويُقَال: أَنْتَ علَى رأْسِ أَمْرِك {ورِئَاسِهِ أَي على شَرَفٍ مِنْهُ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، قولُهُم: أَنْتَ على} رِئاسِ أَمْرِكَ: أَي أَوَّلهِ. والعَّامَّةُ تَقول: عَلَى {رَأْسِ أَمْرِكَ. وعِنْدِي رَأْسٌ من الغَنَمِ، وعِدَّةٌ مِن} أَرْؤُسٍ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَكَذَا: رَأْسُ الدِّينِ الخَشْيَةُ. وأَهْلُ مَكَّةَ يُسَمُّون يَوْمَ القَرِّ يَوْمَ {الرُّؤُوسِ لأَكْلِهِم فِيهِ رُؤُوسَ الأَضَاحِي. وَرَأْسُ الشَّيْءِ: طَرَفُه، وَقيل: آخِرُه، نَقَلَه شيْخُنَا.
} والرَّأْسُ: من أَسْمَاءِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ، وتُسَمَّى! رأْسَ القُرَى. وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَة فِي المُشْكِلِ: {رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ: جَبَلٌ بِالحِجَازِ مُتَشَعِّبٌ شَنِعُ الْخِلْقَةِ. واسْتَدْرَك الصّاغَانِيُّ هُنَا: رَأسِكُ، من مُدُنِ مُكْرَان. وحَقُّه أَنْ يُذْكَرَ فِي الكَافِ.} والرَّئِيسُ: أَبُو عَلِيِّ بنُ سِينَاءَ، مَشهورٌ. وَجَعْفَرُ بنُ محمَّد بنِ الفَضْل {- الرَّأْسِيّ من رَأْسِ العَيْنِ، عَن أَبِي نُعَيْم، وَعنهُ أَبو يَعْلَى الْمَوْصَلِيّ. والصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بنِ عليّ بنِ محَّمد} - الرُّؤَاسِيّ الأَسَدِيّ الإِسْفِرَايِنِيّ الشافِعيّ، وُلد بِشِقّان من بلادِ خُرَاسَان، لقِيه البِقَاعِيُّ بمَكَّة.)

نَشد

(نَشد)
فلَان نشدا ونشدانا تذكر يُقَال نشدته بِمَا عاهدني عَلَيْهِ فنشد والضالة طلبَهَا وَسَأَلَ عَنْهَا وَفُلَانًا قَصده وَسَأَلَهُ وَفُلَانًا بِكَذَا ذكره بِهِ واستعطفه يُقَال نشدتك الله وَبِه ونشدتك الرَّحِم وَبهَا
نَشد
: (نَشَدَ الضَّالَّةَ نَشْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ونِشْدَةً ونِشْدَاناً، بسكرهما) ، إِذا (طَلَبَهَا وعَرَّفَها) ، هاكذا فِي المُحكم، وَقَالَ كُرَاع فِي المُجَرَّد وابنُ القَطَّاع فِي الأَفعال: يُقَال: نَشَدْتُ الضَّالَّةَ: طَلَبْتُهَا، وعَرَّفْتُهَا، ضِدٌّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الغَرِيب المُصَنّف، وأَنشد بَيت أَبي دُوَادٍ:
ويُصِيخُ أَحْيَاناً كَمَا اسْ

تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ نَاشِدْ
أَضَلَّ، أَي ضَلَّ لَهُ شَيْءٌ فَهُوَ يَنْشُدُه، قَالَ: وَيُقَال فِي النَّاشِدِ إِنَّه المُعَرِّف، قَالَ الأَصمعيُّ: وَكَانَ أَبو عَمرِو ابنُ العَلاَءِ يَتَعَجَّب مِن قَوْلِ أَبي دُوَادٍ:
(كَمَا استمعُ المضِلُّ) لِصَوْتِ نَاشِدْ
قَالَ أَحْسَبُه قَالَ هاذا، وغيرُه أَرادَ بالنَّاشِدِ أَيضاً رَجُلاً قد ضَلَّتْ دَابَّتُه فَهُوَ يَنْشُدُها أَي يَطْلُبها لِيَتَعَزَّى بذالك، وأَمَّا لَيْثُ (بن) المُظَفّر فإِنه جَعل الناشِدَ المُعَرِّفَ فِي هاذا البَيتِ، قَالَ: وهاذا مِن عَجِيب كلامِهم أَنْ يَكون الناشدُ الطالبُ والمُعَرِّف جَميعاً، وَقَالَ ابنُ سِيده: الناشِد فِي بَيْتِ أَبي دُوَادٍ: المُعَرِّف وَقيل الطَّالِب، لأَن المُضِلَّ يَشْتَهِي أَن يَجِدَ مُضِلاًّ مِثْلَه لِيَتَعَزَّى بِهِ، وهاذا كقَولهم: الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى.
(و) نَشَدَ (فُلاَناً: عَرَفَه) ، بتَخْفِيف الراءِ، (مَعْرِفَةً) ، ورُوِيَ عَن المُفَضَّل الضَّبِّي أَنه قَالَ: زَعَمُوا أَنّ امرأَةً قالتْ لابنَتِها: احْفَظِي بَيْتَكِ ممَّن لَا تَنْشُدِين أَي لَا تَعرِفين.
(و) نَشَدَ (بِاللَّه: اسْتَحْلَفَ) ، قَالَ(و) أَنْشَدَ (الشِّعْرَ: قَرَأَه) ورفَعَه وأَشَادَ بذِكْرهه، كنَشَدَه.
(و) أَنْشَدَ (بِهِم: هَجَاهُمْ) . وَفِي الخَبَر أَنّ السَّلِيطِيِّين قَالُوا لِغَسصان: هَذَا جَرِيرٌ يُنْشِدُ بِنَا، أَي يَهْجُونا.
(وتَنَاشَدُوا: أَنْشَدَ بعضُهم بَعْضًا) ، وأَمّا قولُ الأَعشى:
رَبِّي كَرِيمٌ لَا يُكَدِّرُ نِعْمَةً
وإِذَا تُنُوشِدَ فِي المَهَارِقِ أَنْشَدَا
قَالَ أَبو عُبَيْدَة يَعْنِي النُّعْمَانَ بن المُنْذِر إِذا سُئل بِكَتْبِ الجَوَائِز أَعْطَى، و (تُنُوشِدَ) فِي مَوْضِع نُشِدَ، أَي سُئل، (والنِّشدَةُ، بالكَسْرِ: الصَّوْت) والنَّشِيد: رَفْعُ الصوْتِ، (قَالَ) أَبو مَنْصُور: وإِنما قيل للطَّالِب ناشِدٌ لِرَفْعِ صَوْتِه بالطَّلَبِ، وكذالك المُعَرِّفَ يَرْفَعُ صَوتَه بالتعرِيف يُسَمَّى مُنْشِداً، وَمن هَذَا إِنشادُ الشِّعْرِ إِنما هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ، وَقَوْلهمْ نَشَدْتُك بِاللَّه بالرَّحِم مَعْنَاهُ: طلَبْتُ إِليك بِاللَّه وبِحَقِّ الرَّحِمِ بِرَفْعِ نَشِيدِي، أَي صَوْتِي، قَالَ وَقَوْلهمْ: نَشَدْت الضالَّةَ، أَي رفَعْتُ نَشِيدي، أَي صَوحتِي بِطَلَبِها.
(و) من المَجاز: النَّشِيد (: الشِّعْرُ المُتَنَاشَدُ) بينَ القَوْم يُنْشِدُه بعضُهم بعْضاً، (كالأُنْشُودَةِ) ، بالضمِّ، (ج أَنَاشِيدُ) ، وجَمْعُ النَّشِيد النَّشَائدُ.
(واسْتَنْشَدَ) فُلاناً (الشِّعْرَ) فأَنْشَدَه (: طَلَبَ) مِنْهُ (إِنْشَادَه) ، وَهِي مَجازٌ.
(و) مِنْهُ أَيضاً (تَنَشَّدَ الأَخْبَارَ: أَرَاغَها لِيَعْلَمَهَا) مِن حَيْثُ لَا يَعْلَمُها الناسُ.
(ومُنْشِدٌ كمُحْسِنٍ: ع بَيْنَ رَضْوَى) جَبَلٍ جُهَيْنَة (والساحِلِ) ، قَالَ الرَّاعِي:
إِذا مَا انْجَلَتْ عَنْهُ غَدَاةً ضَبَابَةُ
غَدَا وَهُوَ فِي بَلْدٍ خَرَانِقِ مُنْشِدِ
وجَبَلٌ مِن حَمْرَاءِ المَدِينةِ على ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ من طَرِيق الفُرْعِ، وإِيّاه أَرادَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنِيّ بقوله:
فَمُنْدَفَعُ الغُلاّنِ مِنْ جَنْبِ مُنْشِدٍ
فَنَعْفُ الغُرَابِ خُطْبُه وأَسَاوِدُهْ
(و) مُنْشِدٌ (: ع آخَرُ فِي جِبَال طَيِّىءٍ) ، قَالَ زَيْدُ الخَيْلِ يَتَشَوَّقَهُ وَقد حضَرَتْه الوَفاةُ:
سَقَى الله مَا بَيْنَ القُفَيْلِ فَطَابَةٍ
فَمَا دُونَ أَرْمَامٍ فَمَا فَوْقَ مُنْشِدِ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الناشِدُون: الَّذين يَنْشُدُونَ الإِبلَ ويَطْلُبُونَ الشَّوَالَّ فيأْخُذُونها ويَحْبِسُونَهَا على أَرْبَابِهَا.
ونَشَدْتُ فُلاناً أَنْشُدُه نَشْداً فَنَشَدَ، أَي سأَلْتُه بِاللَّه، كأَنّك ذَكَّرْتَه إِيَّاه فتَذَكَّر. وَفِي حديثِ عُثْمَانَ (فأَنْشَدَ لَهُ رِجالٌ) أَي أَجَابُوه يُقَال: نَشَدْتُه فأَنْشَدَنِي وأَنْشَدَ لِي. أَي سأَلْتُه فأَجَابَنِي، وهاذه الأَلف تُسَمَّى أَلِفَ الإِزَالَةِ. يُقَال: قَسَطَ الرجلُ، إِذا جَارَ، وأَقْسَط، إِذا عَدَلَ، كأَنَّه أَزَالَ جَوْره و (هاذا) أَزالَ نَشِيدَه.
ونَاشَدَه الأَمْرَ وناشَدَه فِيهِ، وَفِي الخَبَر أَنّ أُمَّ قيْسِ بنِ ذَرِيحٍ أَبْغَضَت لُبْنَي فناشَدَتْه فِي طَلاقِها. وَقد يَجُوز أَن يَكُون عُدِّيَ بِفِي، لأَن فِي نَاشَدْت مَعْنَى طَلَبْت ورَغِبْت وتَكَلَّمْت.
ونَشَدَ: طَلَبَ، قَالَ الأُقَيْشِرُ الأَسَدِيُّ:
ومُسَوِّفٍ نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُه
قَبْلَ الصَّبَاحِ وقَبْلَ كُلِّ نِدَاءِ
والمُسوِّف: الجائِعُ يَنْظُر يَمْنَةً ويَسْرةً، وَقَالَ الجعدِيُّ:
أَنْشُدُ النَّاسَ ولاَ أُنْشِدُهُمْ
إِنَّما يَنْشُدُ منْ كَانَ أَضَلّ
لَا أُنْشِدهم، أَي لَا أَدُلُّ عَلَيْهِم، ويَنْشُدُ: يطْلُب.
ومُنْشِد: بلَدٌ لبني سعْدِ بن زَيْدِ منَاةَ ابْن تَمِيمٍ، عَن ياقوت، وَهُوَ غير الَّذِي ذكره المصنّف.

أَسد

(أَسد) الْكَلْب آسده
(أَسد) طلب السداد وأصابه
(أَسد)
أسدا تخلق بِصِفَات الْأسد وَرَأى الْأسد فدهش وفزع لرُؤْيَته وَعَلِيهِ اجترأ
أَسد
: ( {الأَسَدُ، محرّكةً) من السِّباع (م) ، أَي مَعْرُوف، وأَوردَ لَهُ ابْن خَالَويه وغيرُه أَكثر من خَمْسِمائة اسمٍ، قَالَ شَيخنَا: ورأَيت من قَالَ إِنّ لَهُ أَلفَ اسمٍ، وأَورد مِنْهَا كثيرا المصنّف فِي الرّوْض المسلوف، فِيمَا لَهُ اسمانِ إِلى الإِلوف. (ج} آسَادٌ {وأُسُودٌ} وأُسْدٌ) ، بضمّ فَسُكُون، وَفِي نُسخة بضمّتين. والأَوّل مَقْصُور مُخفّف من {أُسود، وَالثَّانِي مقصورٌ مثقَّل مِنْهُ (} وآسُدٌ) ، بهمزتين على أَفعُل كجَبَلٍ وأَجبُلٍ ( {وأُسْدانٌ) ، بالضّمّ، (} ومَأْسَدة) ، بِالْفَتْح كمَشْيعخَة. وَهل هُوَ جَمْعٌ أَو اسْمُ جَمْع؟ خِلافٌ، وصُحِّح الثَّانِي. (وَهِي) أَي الأُنثَى من {الأَسَد (بِهَاءِ) التأْنيث، فَيُقَال فِيهَا} أَسَدَةٌ، كَمَا قَالَه أَبو زيد، ونَقَلَه فِي (الْمِصْبَاح) عَن الكسائيّ. وَقَالَ غَيرهم: إِن {الأَسَد عامٌّ للّكر والأُنثَى.
(والمَكَانُ} مَأْسَدَةٌ أَيضاً) . وَهُوَ الأَرضُ الكثيرةُ الإِسودِ، كالمَسْبَعة، كَمَا فِي (الرَّوض) . وبعضُهُم جعلَه مَقِيساً، لكثْرةِ أَمثالِه فِي كَلَامهم.
(و) {أَسَدِ الرّجلُ، (كفَرِحَ) } يأْسَدُ {أَسَداً، إِذا تَحَيَّرَ و (دَهِشَ من رِؤيتِه) ، أَي الأَسَدِ، من الخَوْف. (و) من المَجاز: أَسدَ الرَّجُلُ} واستأْسَدَ: (صارَ {كالأَسَدِ) فِي جَراءَته وأَخلاقِه. وَقيل لامرأَةٍ من الْعَرَب: أَيّ الرِّجالِ زَوْجُك؟ قَالَت: (الّذي إِن خَرَجَ أَسِدَ، وإِن دَخَلَ فَهِدَ، وَلَا يَسأَل عَمَّا عَهدَ) . وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ كذالك: أَي صَار كالأَسَدِ فِي الشَّجَاعَة، يُقَال أَسِدَ} واستَأْسَدَ، إِذَا اجْتَرأَ، أَو هُوَ (ضِدٌّ. و) أَسِدَ عَلَيْهِ (غَضِبَ. و) قيل أَسِدَ عَلَيْهِ (سَفهَ) .
(و) من المَجاز: أَسَدَ (، كضَرَب: أَفسَدَ بينَ القَوْمِ. و) أَسَدَ: (شَبِعَ) .
(وَذُو الأَسَدِ: رَجلٌ) . وَفِي حَدِيث لُقمانَ بن عَاد (خُذْ منِّي أَخِي ذَا الأَسَدِ) أَي ذَا القُوَّة {الأَسَديّة.
(} والأَسْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون (الأَزْد) ، بِالسِّين أَفصحُ وبالزّاي أَكثرُ، وَقد تقدَّم قَريباً. ( {والأَسِدَة، كفَرِحَة: الحَظِيرَةُ) ، عَن ابْن السِّكِّيت، (والضَّارِيَة) .
(و) من المَجازِ: (} استأْسَدَ) عَلَيْهِ: (صارَ كالأَسَد) فِي جَرَاءَته. (و) {استأْسَدَ (عَلَيْه: اجْتَرَأَ) ، كأَسِدَ عَلَيْهِ (و) من المَجاز استأْسَدَ (النَّبْتُ: طالَ) وجُنَّ وعَظُمَ، وَقيل: هُوَ أَن يَنْتَهِيَ فِي الطُّول ويَبلُغَ غَايَتَه. (و) قيل هُوَ: إِذا (بَلَغَ) والْتَفَّ وقَوِيَ. وأَنشد الأَصمعيّ لأَبي النَّجم:
} مُستأْسِدٌ ذِبّانُه فِي غَيْطَلِ
يَقُول للرّائدَ أَعشَبْتَ انْزِلِ
وَقَالَ أَبو خِرَاش الهُذليّ:
يُفَجِّين بالأَيدي على ظَهْرِ آجِنٍ
لَهُ عَرْمَضٌ مُستأْسِدٌ ونَجِيلُ
قَوْله: يُفجّين أَي يُفرِّجن بأَيديهنّ، لينال الماءُ أَعناقَهن لقِصَرِهَا، يعنِي حُمُراً ورَدَت الماءَ. والعَرمَضُ: الطُّحلُب وجعلَه {مُستأْسِداً كَمَا} يَسْتَأْسِدُ النَّبْتُ والنَّجِيلُ: النَّزّ والطِّين.
(و) من الْمجَاز: ( {آسَدَ الكَلْبَ) بالصَّيْد} إِيساداً، ( {وأَوْسَدَه،} وأَسَّدَه) : هَيَّجَه و (أَغْرَاه) ، وأَشْلاَه: دَعَاه.
( {والإِسَادَة، بِالْكَسْرِ والضّمّ:} الوِسَادَة) الأَخيرة عَن الصّاغانيّ، كَمَا قَالُوا للوِشاحِ إِشاحٌ.
( {واستُوسِدَ) الرّجلُ، إِذا (هُيِّجَ) وأُخْرِيَ.
(} - والأُسْديّ، بالضمّ) ، وَفِي نُسْخَة: (ككُرْسيّ) ، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) بِفَتْح الْهمزَة (: نَبَاتٌ) ، بالنُّون والموحّدة، هَكَذَا فِي نُسختنا، والصّواب (ثِياب) ، بالمثلَّثة فالتّحتية، وَهُوَ فِي شِعر الحُطَيئة يَصف قَفْراً.
مُسْتَهْلِك الوِرْد! - كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَتْ
أَيْدِي المَطِيِّ بِهِ عَادِيّةً رُغُبَا
مُستهلِك الوِرد، أَي يهلِك واردُه لطوله، فشبَّهه بالثَّوْبِ المُسَدَّى فِي استوائِه. والعادِيّة: الْآبَار. والرُّغُبُ الواسعة. قَالَ ابْن بَرّيّ: صَوابه {- الأُسْدِيّ بضمّ الْهمزَة ضَرْبٌ من الثِّياب. قَالَ: ووَهِمَ مَن جعلَه فِي فَصْل أَسد. وصعوابه أَن يذكر فِي فصل سدى. قَالَ أَبو عليّ، يُقَال} - أُسْدِيّ وأُسْتِيّ، وَهُوَ جمْع {- سَديَ وسَتِيَ، للثَّوب المُسَدَّى، كأُمعُوزِ جمُع مَعز. قَالَ: وَلَيْسَ بجمْع تكسير، وإِنَّمَا هُوَ اسمٌ واحدٌ يُرَاد بِهِ الجمْع، والأَصلُ فِيهِ} - أُسْدُويٌ، فقلِبت الْوَاو يَاء لاجتماعهما وَسُكُون الأُولى مِنْهُمَا، على حَدِّ مَرْمِيّ ومَخْشيّ.
(و) {أَسِيدٌ، (كأَمِيرٍ: سَبْعَة) رجالٍ (صَحَابِيُّون) ، وَهُوَ أَسيِدُ بنُ جارِيَة بن أَسِيدٍ الثَّقَفِيّ، وأَسيدُ بنُ صَفوان، وأَسِيدُ بن عَمْرِو بن مِحْصَنٍ، وأَسِيدٌ المُزَنِيّ، وأَسِيدُ بن ساعدَةَ الأَنصاريّ وأَسِيدٌ الجُعْفيّ، وأَسيدُ بن سَعْيةَ القُرَظِيّ، وهاذا الأَخير رُوِيَ فِيهِ الوَجهانِ مُكبّراً ومُصغَّراً، كَذَا فِي التَّجْرِيد للذّهبيّ. قلّت: وستأْتي الإِشارةُ إِلى بَعضهم فِي كَلَام المصنّف قَرِيبا.
(و) المسمَّى بأَسِيدٍ أَيضاً (خَمْسَة) رجال (تابِعيُّون) وهم أَسِيدُ بن أَبي أَسِيد السّاعَديّ الأَنصاريّ، وأَسِيدُ بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الخطّاب العَدَوِيّ، وأَسِيد بن المُشمّس بن مُعَاويةَ السَّعْدِيّ، وأَسِيد ابْن أَخي رَافع بن خَدِيجٍ، وأَسيدٌ الجُعْعيُّ يَروِي المراسِيلَ، كَذَا فِي كتاب (الثِّقَات) لِابْنِ حِبّانَ. قلْت: والايخير ذَكرَه العسكريّ فِي الصّحابَة، كَمَا تقدّم، والّذي قبلَه يُقَال فِيهِ أَيضاً أَسيد بن رَافع بن خَديج، وَهُوَ شيخُ مُجَاهدٍ.
(و) } أُسَيْدٌ، (كزُبَير ابنُ حُضَير ابْن سِمَاكٍ الأَوسِيّ الأَنصاريّ الأَشْهَليّ أَبو يحيى) ، كَذَا فِي تَارِيخ دِمشقَ.
(و) أُسَيْد (بن ثَعْلَبَةَ) الأَنصاريّ، شَهِدَ بَدْراً وصِفِّين مَعَ عليَ، قَالَه ابْن عبد البَرّ. (و) أُسَيْد (بنُ يَربُوع) الخَزْرَجيّ السَّاعِديّ ابنُ عَمّ ابْن أَبي أَسيد السَّاعديّ، قُتِل باليَمامة. (و) أُسَيد (بن ساعدةَ) بنِ عامرٍ الأَنصاري الحارثيّ، وَيُقَال فِيهِ مكبَّراً، كَذَا تقدّم، (و) أُسَيْد (بن ظُهَيْر) بن رَافع بن عَدِيّ الأَنصارِيّ الأَوسيّ الْحَارِثِيّ بن عمّ رافعِ بن خَدِيجٍ. (و) أُسَد (بن أَبي الجَدْعاءِ، ويُعْرَف بِعَبْد الله) ، وَقد وَهِمَ فِيهِ ابْن ماكُولاَ. (و) أُسَيد (ابْن أَخي رَافِع بن خَدِيجٍ) ، وَهِم فِيهِ ابنُ مَنْده، وَصَوَابه أُسَيد بن ظُهَير. (و) أُسَيد (بن سَعْيَةَ) القُرَظِيُّ أَسْلَم فِي اللّيْلَة الَّتِي حَكَمَ فِيهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فِي بني قُرَيظَةَ، (أَو هُوَ كَأَمِيرٍ) ، وَقد تقدّم، (صَحَابِيُّون) ، رِضوان الله عَلَيْهِم أَجمعين.
(وعُقْبَة بن أُسَيْدٍ) ، تَصْغِير أَسدٍ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي التبصير لِلْحَافِظِ ابْن حجر هُوَ عُقْبَة بن أَبي أُسَيْد (تابعيٌّ) من بني الصَّدِف.
( {وأَسَيِّدٌ) ، بتَشْديد التحتيَّة سيأْتي ذِكْرُه (فِي سيد) . وَقَالَ الْحَافِظ بن حَجَر فِي (التبصير) : وَمن الْعَجَائِب مَا ذكرَه ابْن القطَّاع فِي كتاب (الأَبنية) وابنُ رَشِيق فِي كتاب (الشَّذوذِ) أَنَّه لَيْسَ فِي الْعَرَب أُسَيد، بضمّ الْهمزَة وإِسكان الياءِ سوَى أُسَيدِ بنِ أَسماءَ بنِ أُسَيْد السُّلَميّ. زَاد ابْن رَشِيق أَنَّ عليّ بن أَبي طَالب قَطع يَده فِي سَرقَة.
(} وأَسَدُ بن خُزَيمةَ) بنِ مُدرِكَةَ بن الْيَاس بنِ مُصَرَ، (محرّكَةً، أَبو قَبِيلَةٍ) عظيمةٍ (من مُضَرَ) الحمراءِ (و) أَسَدُ (بنُ رَبِيعَةَ بنِ نِزَار) بن مَعَدّ بن عَدنانَ (أَو) قبيلةٍ (أَخرَى) .
(وأَسَدُ آباذَ: د، قُرْبَ هَمَذَانَ) ، على مَنزلٍ مِنْهُ، وَيعرف بأَسْتَرَاباذَ، مِنْهُ أَبو عبد الله الزُّبير بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ، سمع أَبا يَعْلَى الموصليّ، تُوفِّيَ سَنَة 347. (و) أَسد آباذ: (ة بنَيْسَابُورَ) ، نُسِب إِليها جماعَة من المحدِّثين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَسَدٌ {آسِدٌ، على الْمُبَالغَة، كَمَا قَالُوا عَرَادٌ عَرِدٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ،} وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَد، نادِرٌ، كَقَوْلِهِم: حِقّةٌ بيِّنُ الحِقّةِ. {واستَأْسَدَ الأَسدَ: دَعَاه. قَالَ مُهلهل:
إِنّي وَجَدْت زُهَيراً فِي مآثرِهمْ
شِبْهَ اللُّيوثِ إِذا} استأْسَدْتَهُمْ {أَسِدُوا
وَمن المَجاز:} آسَدْتُ بينَ الكلابِ إِذا هَارَشْتَ بَينهَا: كَا فِي (الأَساس) .
(! والمُؤْسِد: الكَلاَّبُ الّذي يُشْلِي كَلْبَه للصَّيد) ، يَدعوه ويُغرِيه.
وآسدَ السَّيْرَ، {كأَسْأْده، عَن ابْن جنّي. قالابن سِيده: وعسَى أَن يكون مَقْلوباً عَن أَسأَد.
وأَبو أَسِيدِ بنُ ثابتٍ صَحابيّ. وأَسِيد بن أَبي الأَسد أَبو الرّبيع، لَهُ حكايةٌ مَعَ الحَجّاج رَوَاهَا عَنهُ ابْنه محمّد بن أَسيد. وأَسيد بن الحَكَم بن سَعيدٍ الواسطِيّ أَبو الْحَارِث، عَن يزِيد بنِ هارُونَ ويحي بن أَبي أَسِيدٍ المصريّ أَبو مَالك، عَن ابْن عُمَر، وَعنهُ حَيْوَةُ بن شُرَيح. وأَبو أَسِيدٍ حَجّارُ بنُ أَبجرَ العِجليّ، عَن عليَ ومعاويةَ. وأَسِيد بن الأَخنس بنِ شريقٍ الثَّقَفيّ، ذكرَه عُمَرُ بنُ شبَّةَ فِي الصحابَة. وأَسِيد بن عَمْرو بنِ مِحْصَن، ذَكَرَه أَبو مُوسَى فِي الذَّيل، كَذَا فِي (التبصير) .
وَفِي مَذْحج قَبائلُ بني أَسَد، منهمْ أَسَد بن مُسلِيةَ بن عَامر بن عَمْرو. وأَسَد بن عَبْد مناةَ بن عَائِذِ الله بن سَعدِ العَشِيرَةِ. وأَسَد بنُ مرِّبْن صدَاءٍ. وَفِي قُريش أَسدُ بن عبد العُزَّى. وَفِي الأَزْد أَسدُ بن الحارِث بن العَتِيك. وأَسَدُ بن شَرِيك بن مَالك بن عَمْرو، وإِليه نُسِبَ مُسَدِّد بنُ مُسَرْهَد. قَالَه كلّه أَبو الْقَاسِم الْوَزير المغربيّ.
وأَمّا من نُسِبَ إِلى جَدّه أَسَد فكَثيرون.
} والأُسْدان، بالضّمّ، {والمأْسَدة: الأُسُودُ، مثْلُ المَضَبَّة والمَشْيَخة، نقلَه الصاغانيّ.
والأَسِيدُ، كأَمِير: الشديدُ.

لَيْث

لَيْث
من (ل و ث) الشد والقوة، والأسد والشجاع.
(لَيْث) فلَان صَار كالليث وانتمى إِلَى بني لَيْث أَو صَار ليثي الْهوى والعصبية
لَيْث
: ( {اللَّيْثُ) القُوَّة والشِّدة، قيل: وَمِنْه اللَّيْثُ بِمَعْنى (الأَسَد،} كاللاّئِثِ) ، زعم كُراع أَنه مُشتقّ من اللَّوْثِ الَّذِي هُوَ القُوَّة، قَالَ ابْن سَيّده: فإِن كَانَ كذالك فالياءُ منقلِبة عَن واوٍ، وَقَالَ: وهاذا لَيْسَ بقويّ؛ لأَن الياءَ ثَابِتَة فِي جَمِيع تصارِيفه، وَلذَا ذكره المصنّف هُنَا. قلت: وَمَا زَعمه كُراع ذكره السُّهَيْليّ فِي الرَّوْض، وصَوَّبعه جمَاعَة.
وإِنّه لبَيِّن {اللِّيَاثَةِ.
والجَمْع} لُيُوثُ، وَيُقَال: يَجْمَعُ اللَّيْثَ {مَلْيَثَةٌ، مثل مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخَة، قَالَ الهُذليُّ:
وأَدْرَكَتْ من خُثَيْمٍ ثَمَّ} مَلْيَثَةٌ
مِثْلُ الأُسُودِ على أَكْتَافِها اللِّبَدُ
(و) قَالَ عَمْرُو بنُ بَحْرٍ: اللَّيْثُ: (ضَرْبٌ من العَنَاكِبِ) قَالَ: وَلَيْسَ شيءٌ من الدّوابِّ مثله فِي الحِذْقِ والخَتْلِ وصَوَابِ الوَثْبَةِ، والتَّسْدِيدِ، وسُرْعَةِ الخَطْفِ، والمُدَارَاة، لَا الكلْبُ وَلَا عَنَاقُ الأَرْضِ وَلَا الفَهْدُ، وَلَا شَيْءٍ من ذواتِ الأَرْبعِ، وإِذا عاين الذُّبابَ ساقِطاً لطَأَ بالأَرض، وسَكّنَ جوَارحَه، ثمّ جمعَ نفْسه وأَخرّ الوَثْب إِلى وقْتِ الغِرّةِ، وتري مِنْهُ شَيْئا لم تَرَهُ فِي فَهدٍ، وإِنْ كانَ موْصُوفاً بالخَتْلِ للصيْدِ.
وَعَن الليْثِ، قَالَ: اللَّيْثُ: العَنكبوتُ، وَقيل: الَّذِي يأَخُذُ الذُّبَابَ وَهُوَ أَصغَرُ من العنْكبوتِ.
(و) اللَّيْثُ فِي لغةِ هُذَيْلٍ: (اللَّسِنُ) الجَدِلُ (البلِيغُ) .
(و) {لَيْثٌ: (أَبو حيَ) ، وَهُوَ لَيْثُ ابْن بَكْرِ بنِ عبدِ منَاةَ بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ الْيَاسِ بنِ مُضرَ.
وَفِي التّهْذِيب: بَنو لَيْثٍ: حَيٌّ من كِنَانَةَ.
(و) } اللِّيث، (بِالْكَسْرِ:) وادٍ معروفٌ، أَو (: ع) بالحجاز، وَهُوَ (بَين السِّرِّينِ) ، بِالْكَسْرِ وَتَشْديد الرّاءِ الْمَفْتُوحَة، (ومكةَ) ، زِيدتْ شَرفاً، (وَله يومٌ) مَعْرُوف، قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّة يَرثِي ابْنَه:
وَقد كانَ يومُ اللِّيثِ لَو قُلْتَ أُسْوةً
ومَعْرِضَةً لَو كنْتَ قُلتَ لقَائِلِ
(و) اللِّيث، بِالْكَسْرِ: (جمعُ {الأَلْيَثِ: الشُّجَاعِ) ، عَن ابنِ الأَعْرابيّ؛ كبِيضٍ جمع أَبيضَ، والشُّجاع، بِالْجَرِّ: بَدلٌ من الأَلْيَثِ، قصد بِهِ تَفسيرهَ، قَالَه شيخُنا، وَفِي حَدِيث ابْنه الزُّبير: (أَنَّه كَانَ يُواصل ثَلاثاً ثمَّ يُصْبِحُ وَهُوَ} أَلْيَثُ أَصحابِه) أَي أَشَدُّهم وأَجْلدُهم، وَبِه سُمِّيَ الأَسد لَيْثاً، كَذَا فِي اللَّسان، قَالَ شيخُنَا: وَمن كتبه: (والشجاع) فقد حرَّفه؛ لأَنَّه لَا معنَي لَهُ.
( {وتَليَّثَ) الرَّجلُ (صَار} - لَيْثِيَّ الهَوي) والعصبِيَّةِ، قَالَ رُؤْبةُ:
دُونَكَ مدْحاً من أَخٍ {مُلَيَّثِ
عَنْكَ بِمَا أَوْلَيْتَ فِي تَأَثُّثِ
وَفِي اللِّسَان:} تَليَّثَ: صارَ {كاللّيْثِ. (} كلَيَّث) {واستَلْيثَ (} ولُيِّثَ) مبنيًّا على الْمَفْعُول.
وَفِي الأَساس: لَيّثَ: انتَمي لبني لَيْثٍ. ( {والمِلْيَثُ، كمِنبر: الشَّدِيدُ) العارِضَةِ، وَقيل: الشَّدِيدُ (القَوِيُّ) .
(و) } المُلَيَّثُ (كمُحَمَّد: السَّمِينُ المُذَلَّلُ) ، نَقله الصَّاغَانيّ.
( {والمُلَيِّيثُ، كعُصيْفير:) الخَدْلُ (اللمُمْتَلِىءُ الكَثِيرُ الوَبَرِ) ، نَقله الصاغَانيّ.
(} واللَّيْثَةُ من الإِبِلِ: الشَّدِيدَةُ) القَوِيَّةُ.
(و) قَوْلهم: إِنه لأَشْجَعُ من (لَيْثِ عِفِرِّينَ) ، قَالَ أَبو عمْرٍ و: هُوَ الأَسدُ، وَقَالَ الأَصمعيّ: هُوَ دابَّةٌ مثلُ الحِرْباءِ تَتَعرَّضُ للرْاكِبِ، نُسِب إِلى عِفِرِّينَ، اسمِ بَلَدٍ، قَالَ الشَّاعِر:
فَلَا تَعْذِلي فِي حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجاً
{ولَيْثَ عِفِرِّينٍ إِليّ سَواءُ
وسيأْتِي ذِكْرُه (فِي) حرف (الرّاءِ) إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(خَ وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} لاَيَثَه، إِذا زايَلَه مُزايَلَةً، قَالَ الشَّاعِر:
شَكْسٌ إِذا لاَيَثْتَهُ لَيْثِيُّ
وَيُقَال: لايَثَهُ، أَي عامَلَهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ، أَو فاخَرَه بالشَّبَهِ {باللَّيْثِ.
} واللَّيْثُ: أَنْ يكونَ فِي الأَرْضِ يَبِيسٌ فيُصِيبَه مَطَرٌ فينْبُتَ فيكونَ نِصْفُه أَخضَرَ ونصفُه أَصفَرَ.
وَمَكَان {مَلِيثٌ} ومَلُوثٌ، وَكَذَلِكَ الرأْسُ إِذا كَانَ بعضُ شَعَرِه أَسوَدَ وبعضُه أَبْيَضَ، وَهَذَا ذكرَه المصنِّف فِي لوث، وَهُوَ بِالْوَاو وبالياءِ.
{واللِّيثُ، بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ، صَارَت الْوَاو ياءغ لكسرةِ مَا قبلهَا، وَقد تقدّم.

لَهب

(لَهب) النَّار أوقدها حَتَّى صَار لَهَا لَهب
(لَهب)
الرجل لهبا عَطش فَهُوَ لهبان وَهِي لهبى
لَهب
: (اللَّهْبُ) بِفَتْح فَسُكُون، (واللَّهَبُ) محرّكةً، (واللَّهِيبُ) كأَمِيرٍ، (واللُّهَابُ بالضَّمِّ، واللَّهَبَانُ مُحَرَّكةً: اشتِعالُ النَّارِ: إِذَا خَلَصَ من الدُّخَانِ) . الأُولى: لُغَةٌ فِي الثّانِيَة، كالشَّمَعِ والشَّمْع، والنَّهَر والنَّهْر، وَمِنْه قِراءَةُ ابْنِ كَثِيرٍ: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ} (المسد: 1) ، (أَوْ لَهَبُها) : لِسانُها، ولَهِيبُها: حَرُّها.
(و) قد (أَلْهَبَها فالْتَهَبَتْ، ولَهَّبَها فَتَلَهَّبَتْ) ، أَي: اتَّقدَتْ، وأَلْهَبْتُهَا: أَوْقَدْتُهَا، قَالَ:
تَسْمَعُ مِنْهَا فِي السَّلِيقِ الأَشْهَبِ
مَعْمَعَةً مِثْلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ
(و) عَن ابْنِ سِيدَهْ: (اللَّهَبَانُ: شِدَّة الحَرَّ) فِي الرِّمْضاءِ، ونحْوِها. وَقَالَ غيرُهُ: هُوَ تَوقُّدُ الجَمْرِ بغيرِ ضِرَامٍ، وَكَذَلِكَ لَهَبَانُ الحَرِّ فِي الرَّمْضَاءِ؛ وأَنشد:
لَهَبَانٌ وَقَدَتْ حِزَّانُهُ
يَرْمَضُ الجُنْدَبُ فِيهِ فيَصِرُّ
(و) اللَّهَبَانُ: (اليَوْمُ الْحارُّ) ، قَالَ:
ظَلَّتْ بِيَومٍ لَهَبانٍ ضَبْحِ
يَلْفَحُها المِرْزَمُ أَيَّ لَفْحِ
تَعُوذُ مِنْهُ بِنَوَاحِي الطَّلْحِ
(و) اللَّهَبَانُ: (العَطَشُ، كاللُّهَابِ واللُّهْبَةِ، بضمّهما) مَعَ التّسكينِ فِي الثّاني، قالَ الرّاجِزُ:
وبَرَدَتْ منهُ لِهابُ الحَرَّهْ
وَقد (لَهِبَ، كفَرِح) ، يَلْهَب، لَهَباً، (وهوَ لَهْبَانُ، وَهِي) أَي: الأُنثَى (لَهْبَى) ، كسَكْرَانَ وسَكْرَى، (ج لِهَابٌ) بِالْكَسْرِ.
وَفِي الأَساس: من المَجَاز: رجلٌ لَهْبَانُ ولَهْثَانُ، أَي عَطْشَانُ.
(واللُّهْبَةُ، بالضَّمِّ: بياضٌ ناصعٌ نَقِيٌّ) ، نَقله الصاغانيُّ، وَهُوَ إِشراقُ اللَّونِ من الجَسَد. (و) اللَّهَبَةُ، (بالتَّحْرِيك: قَبِيلَةٌ) من غامِدٍ، من الأَزْدِ، واسْمُهُ مالِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ قُريعِ بْنِ بَكْرِ بْن ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّولِ بْنِ سَعْدِ مَناةَ بْنِ غامِدٍ، كَذَا فِي أَنساب الْوَزير. وَفِي الإِيناس: كَانَ اللَّهَبَةُ هاذا شَرِيفاً، وَفِيه يَقُول أَبو ظَبْيَانَ الأَعْرَجُ الْوَالِد على رسولِ اللَّهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَنا أَبُو ظَبْيَانَ غَيْرُ التَّكْذِبَهْ
أَبِي أَبو العَفَا وخالِي اللَّهَبَهْ
أَكْرَمُ مَنْ تَعْلَمُهُ مِنْ ثَعْلَبَهْ
ذُبْيانُها وبَكْرُها فِي المَنْسَبَهْ
نَحْنُ صِحَابُ الجَيْشِ يَوْمَ الأَحْسَبَهْ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّهَبَةُ: هُوَ صَاحب الرّايَةِ يَوْمَ القادِسِيَّةِ.
(واللَّهَبُ، محركَةً: الغُبَارُ السّاطعُ) ، قَالَه اللَّيْث. وَهُوَ كالدُّخَان المرتفِعِ من النّار.
(و) اللِّهْبُ، (بالكَسْرِ: مَهْوَاةُ مَا بَيْنَ كُلِّ جَبَلَيْنِ) ، هاكذا فِي المُحْكَم. وَفِي الصَّحاح: الفُرْجَةُ والهَوَاءُ يكونُ بينَ الجَبَليْنِ، (أَو) هُوَ (الصَّدْعُ فِي الجَبَلِ) ، عَن اللِّحْيَانيّ، (أَو) هُوَ (الشِّعْبُ الصَّغِيرُ فيهِ) ، أَي: الجَبَلِ، وَفِي شرح أَبي سعيد السُّكَّرِيِّ لاِءَشْعَارِ هُذَيْلٍ: اللِّهْبُ: الشَّقُّ فِي الجَبل ثمَّ يَتَّسِعُ كالطَّرِيقِ، واللِّصْبُ والشِقْب: دُونَ اللِّهْبِ، كالطَّرِيقِ الصَّغِير. (أَو) هُوَ (وَجْهٌ فِيهِ) ، أَي: الْجَبَل، (كالحَائِطِ، لَا يُسْتَطَاعُ ارْتِقاؤُه) . وكذالك لِهْبُ أُفُقِ السَّماءِ. وَقيل: اللِّهْب: السَّرب فِي الأَرْضِ. (ج: أَلْهابٌ، ولُهُوبٌ، ولِهابٌ، ولِهَابَةٌ) بكسرهما. وضُبِط فِي نُسْخَة الصَّحاح لَهَابٌ، كسَحَابٍ. وَيُقَال: كَمْ جَاوَزْتَ من سُهُوبٍ ولُهُوبٍ؟ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:
فأَبْصَرَ أَلْهَاباً من الطَّوْدِ دُونَها
يَرَى بَيْنَ رَأْسَيْ كُلّ نِيقَيْنِ مَهْبِلاَ
وَقَالَ أَبو ذُؤَيْب:
جَوَارِسُها تَأْري الشُّعوفَ دَوَائِباً
وتَنْصَبُّ أَلْهَاباً مَصِيفاً كِرَابُهَا وَقَالَ أَبو كَبِير:
فَأَزَالَ ناصِحَها بأَبْيضَ مُفْرَطٍ
من ماءِ أَلْهَابٍ بِهِنَّ التَّأْلَبُ
(و) بَنُو لِهْبٍ: (قَبِيلَةٌ من الأَزْدِ) فِي اليَمَن. وَفِي الإِيناس: فِي الأَسْدِ، أَي بسُكُونِ السِّينِ: لِهْبُ بْنُ أَحْجَنَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عبدِ اللَّهِ بْنِ مالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الأَزْد، وهم أَهْلُ العِيافَة والزَّجْر، وَفِيهِمْ يَقُولُ كُثَيِّرُ بْنُ عبدِ الرّحمن الخُزَاعِيُّ:
تَيَمَّمْتُ لِهْباً أَبْتَغِي العِلْمَ عِنْدَهُم
وقدْ رُدَّ عِلْمُ العَائِفِينَ إِلى لِهْبِ
وَفِي المُحْكَم: لِهْبٌ: قَبِيلَةٌ زَعَمُوا أَنّها أَعْيَفُ العربِ، ويُقَالُ لَهُمُ: اللِّهْبِيُّونَ.
(وأَبُو لَهَبٍ) محرَّكةً، (وتُسَكَّنُ الهاءُ) لُغَة، وَبِه قَرَأَ ابْنُ كَثير كَمَا تقدَّم: (كُنْيَةُ) بعضِ أَعْمَام النَّبِيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ (عَبْدُ العُزَّى) ابْنُ عبدِ المُطَّلِبِ، والنِّسْبَةُ إِليه اللَّهَبِيُّ قيل: كُنِيَ أَبو لَهَبٍ (لِجَمَالِهِ) . زَاد المُصَنِّف: (أَو لِمالِهِ) .
وَقد تعقَّبه جماعةٌ، وقالُوا: إِنّ المَال لَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ لَهَبٌ، حَتَّى يُكْنَى صاحبُهُ بِهِ.
قلت: والّذِي يظهَرُ عندَ التَّفَكُّرِ أَنّه (لِمَآلِهِ) بالمَدّ، ويدُلُّ لذالك قولُ شيخِنا مَا نصُّهُ: وقيلَ إِيماءً إِلى أَنَّه جَهَنَّمِيٌّ، باعتبارِ مَا يَؤُولُ إِليه. ولاكِنّه لم يتفطَّنْ لِما قُلْنَا، كَمَا هُوَ ظَاهر، فافْهَمْ.
وَقَالَ عِيَاضٌ فِي شرح مُسْلِمٍ: واخْتُلِفَ فِي جَواز تَكْنِيَة المُشْرِك وَعَدَمِهِ، فكَرِهَهُ بعضُهُمْ، إِذْ فِي الكُنْيَة تعظيمٌ وتَفخيم، وتَكْنِيَةُ اللَّهِ لاِءَبي لَهَبٍ، لَيْسَ من هاذا، وَلَا حجَّةَ فِيهِ إِذْ كَانَ اسْمُهُ عبد العُزَّى، وَلَا يُسمِّيه اللَّهُ عزَّ وجَلَّ بعَبْد لغَيْرِه، فَلذَلِك كُني، وَقيل: بل كُنْيَتُهُ الغالبُ عَلَيْهِ، فَصَارَ كالاسْمِ لَهُ. وَقيل: بل هُوَ لَقبٌ لَهُ، لَيْسَ بكُنْيَة، كُنْيَتُهُ أَبو عُتَيْبَةَ، فجَرَى مَجرَى اللَّقَبِ والاسْم، لَا مَجرى الكُنْيَةِ. وَقيل: بل جاءَ ذِكْرُ أَبِي لَهَبٍ لمجانسةِ: {نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ} فِي السُّورَة، من بَاب البلاغة وتحسين العِبَارة، انْتهى.
(واللُّهَابُ، بِالْكَسْرِ، أَو بالضَّمّ: ع) ، كأَنَّه جمعُ لَهَبٍ.
(والأُلْهُوبُ: اجْتِهادُ الفَرَسِ فِي عَدْوِهِ حَتَّى يُثِيرَ الغُبارَ) ، أَي: يَرْفَعَهُ. وَعَن الأَصْمَعِيّ: إِذا اضْطَرَم جَرْيُ الفَرَسِ، قيل: أَهْذَب إِهْذاباً، وأَلْهَبَ إِلْهاباً. وَيُقَال للفَرَسِ الشَّديدِ الجَرْيِ، المُثِيرِ للغُبَارِ: مُلْهِبٌ، وَله أُلْهُوبٌ. وَفِي حَدِيث صَعْصَعَةَ لِمُعَاوِيَةَ: (إِنِّي لأَتْرُكُ الكَلاَمَ، فَمَا أُرْهِفُ بِهِ، وَلَا أُلْهِبُ فِيهِ) ، أَي: لَا أُمْضِيهِ بسُرْعَةٍ. قَالَ: الأَصلُ فِيهِ الجَرْيُ الشَّدِيدُ الّذي يُثِير اللَّهَبَ، وَهُوَ الغُبَارُ السّاطعُ.
(أَو) الأُلْهُوبُ: (ابْتداءُ عَدْوِهِ) ، ويُوصَفُ بِهِ فيُقَال: شَدٌّ أُلْهُوبٌ.
(وقَدْ أَلْهَبَ) الفَرَسُ: اضْطَرَمَ جَرْيُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: يكون ذالك لِلْفَرَسِ وغيرِه ممّا يَعْدُو، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
فَلِلسَّوْطِ أُلْهُوبٌ ولِلسّاقِ دِرَّةٌ
ولِلزَّجْرِ منهُ وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ
وَفِي الأَساس: من الْمجَاز: فَرَسٌ مُلْهِبٌ.
(و) من المَجَاز أَيضاً: أَلْهَبَ (البَرْقُ) إِلْهَاباً، وَذَلِكَ إِذا (تَتَابَعَ) ، وتَدَارَكَ لَمَعَانُهُ، حتّى لَا يكونَ بينَ البَرْقَتَيْنِ فُرْجَةٌ.
(واللِّهَابَةُ، بالكَسْرِ: وادٍ بناحِيَةِ الشَّوَاجِنِ) ، فيهِ رَكَايَا يَخْرِقُهُ طَرِيقُ بَطْنِ فَلْجٍ، وكأَنَّه جمعُ لِهْبٍ.
(واللَّهْبَاءُ: ع) ، نَقله ابْنُ دُرَيْدٍ، وَهُوَ (لِهُذَيْلٍ) . (و) لُهَابٌ، (كَغُرابٍ: ع) لَا يَخْفَى أَنّهُ قد مرَّ ذِكره أَوّلاً، فَهُوَ تَكْرارٌ.
(و) عَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: المِلْهَبُ، (كمِنْبَرٍ: الرّائعُ الجمَالِ) ، والكَثِيرُ الشَّعَرِ من الرِّجَال.
(و) من المَجَاز: ثَوْبٌ مُلَهَّب، (كمُعَظَّمٍ) ، وَهُوَ (مَا لَمْ تُشْبَع حُمْرَتُهُ) ، وَهُوَ الّذِي نَقَص صبْغُهُ (مِن الثِّيَابِ) .
وَمِمَّا يستدرَكُ عَلَيْهِ:
اللُّهَابَةُ، بالضَّمّ: كِسَاءٌ يوضَعُ فِيهِ حَجَرٌ، فَيُرَجَّحُ بِهِ أَحدُ جوانبِ الهَوْدَجِ، أَو الحِمْلِ. عَن السِّيرافيّ، عَن ثعلبٍ.
وَمن المَجَاز: أَلْهَبَهُ الأَمْرُ.
وأَرَدْت بذالك تَهْيِيجُهُ وإِلْهابَهُ.
والْتَهَبَ عليهِ: غَضِب، وتَحَرَّقَ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ:
وإِنَّ أَباكَ قد لاقاهُ خِرْقٌ
من الفِتْيَانِ، يَلْتَهِبُ الْتِهَابا
وَهُوَ يَتَلَهَّبُ جُوعاً، ويَلْتَهِبُ، كَقَوْلِك: يَتَحَرَّقُ، ويَتَضَرَّم.
واللَّهِيبُ: موضعٌ، قَالَ الأَفْوَهُ:
وجَرَّدَ جَمْعُها بِيضاً خِفَافاً
عَلَى جَنْبَيْ تُضَارِعُ فاللَّهِيبِ
ولِهابَةُ، بِالْكَسْرِ: فِعالَةٌ، من التَّلَهُّبِ وَقَالَ عُمَارةُ: اللِّهَابَةُ لِهَابَةُ بني كَعْبِ بْنِ العَنْبرِ، بأَسفلِ الصَّمّانِ.
ولَهْبانُ، بالفَتْح: قبيلةٌ من الْعَرَب.
ويُسْتَعْمَلُ اللُّهَابُ، بالضَّمّ، بِمَعْنى العطَش، كَمَا يُسْتَعْملُ فِي اتِّقَادِ النّارِ.
واللَّهْبانُ كاللَّهْفَانِ. ولِهْبُ بنُ قَطَنِ بْنِ كَعْبٍ، بالكَسر: أَبو ثُمَالَةَ، القَبِيلَةِ الّتي يُنْسَبُ إِليها اللِّهْبِيّون.
ولَهْبَانُ: موضعٌ.
واللَّهِيبُ بْنُ مالِكٍ اللِّهْبِيُّ: لَهُ حديثٌ فِي الكُهّانِ، قَالَ ابْنُ فَهْدٍ: ظَنِّي أَنّه موضوعٌ. وَقيل: اللَّهَب. وانْظُرْهُ فِي أَنساب البُلْبَيْسيّ، وعليّ بْنُ أَبي عليَ اللَّهَبيّ، محركةً ويسكن، من وَلَدَ أَبي لَهَبٍ، قَالَ أَبو زُرْعَةَ: مَدَنِيٌّ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: حِجَازيّ، يَرْوِي الموضوعاتِ عَن الثِّقات، لَا يُحْتَجُّ بِهِ.
قلت: وإِبراهيمُ بْنُ أَبي خِداشٍ (اللَّهَبِيُّ، عَن ابْنِ عَبّاسٍ: شيخٌ لابْنِ عُيَيْنَةَ. والفًضْلُ بن عَبّاسٍ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ اللَّهَبِيّ: شاعرٌ مَشْهُور، والزُّبَيْرُ بْنُ داوودَ اللَّهَبِيّ، عَن أَبِي دُلاَمَةَ، وآخَرُونَ.

طُنب

(طُنب) الشَّيْء كثر حَتَّى لَا يرى أقصاه من كثرته وبالمكان أَقَامَ والخيمة وَنَحْوهَا جعل لَهَا أطنابا وشدها بهَا والسقاء وَنَحْوه علقه فِي أحد أطناب خيمته
طُنب
: (الطُّنُبُ بضَمَّتَيْن: حَبْلٌ طَوِيلٌ يُشَدُّ بِهِ سُرَادِقُ البَيْتِ) ، وعِبَارَةُ المُحْكَم يُشَدُّ بِهِ البَيْتُ والسُّرَادِقُ بَيْن الأَرْضِ والطَّرَائِق. قُلْتُ: وَفِي لِسَان الْعَرَب: الطُّنُبُ والطُّنْبُ أَي عُنُق وقُفْل: (حَبْلُ) الخِباءِ والسُّرَادِقِ ونَحْوِهِمَا (أَو) الطُّنُبُ (الوَتِدُ) ومثْلُه فِي المُحْكَم، وأَخْطأَ مَنْ جَعَلهَ مَعْطُوفاً على السُّرَادِق. (ج أَطْنَابٌ وطِنَبَةٌ) على مِثَال عِنَبَة.
الأَطْنَابُ هِيَ الأَوَخِيّ، وَهِي الطِّوَالُ مِنْ حِبَالِ الأَخْبِيَة، والأُصُرُ: القِصَارُ، وَاحِدُها إِصَارٌ. والأَطْنَابُ: مَا شَدُّوا بِهِ البَيْتَ من الحِبَالِ بَين الأَرْضِ والطَّرَائِقِ.
ومِن المَجَازِ: فِي الحَدِيثِ: (مَا بَيْنَ طُنْبَي المَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي إِلَيْهَا) أَي مَا بَيْن طَرَفَيْهَا. والطُّنُبُ: وَاحِدُ أَطْنَابِ الخَيْمَ فاسْتَعَارَه للطَّرَفِ والنَّاحِيَة قَالَ شَيْخُنَ: وزَعَم بَعْضُ اللّغَوِيِّين أَنَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً فَيكون كَعُنُق وجَمْعاً أَيضاً فَيَكُونُ كَكُتُبٍ.
وَقَالَ ابْن السَّرَّاح فِي مَوْضِعٍ من كِتَابِه: طُنُبٌ وأَطْنَابٌ كَعُنُقٍ وأَعْنَاقٍ، وَلَا يُجْمَعُ علَى غَيْرِ لِكَ.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخَر يُقَالُ: عُنُقٌ وأَعْنَاقٌ وطُنُبٌ وأَطْنَابٌ فِيمَن جَمَع الطُّنُب. فأَفْهَم خلَافاً فِي جَوَازِ الجَمْع وأَنَّه يُسْتَعْمَل بلَفْظٍ وَاحِدٍ للمُفْرَدِ والجَمْعِ، عَلَيْهِ قَوْلُه:
إِذَ أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ
دُونَ الأَرْومَةِ من أَطْنَابِهَا طُنُبُ
فجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْن فاسْتَعْمَلَه مَجْمُوعاً ومُفْرَداً بِنِيَّةِ الجَمْع.
(و) الطُّنُب: (سَيْرٌ يُوصَلُ بِوَتَرِ القَوْسِ) العَرَبِيَّةِ (ثُم يُدَار على كُظْرِهَا) بالضَّم، وَهُوَ مَحَزّ القَوْس يَقَعُ فِيه حَلْقَةُ الوَتَر، كَمَا يَأْتِي لَه (كالإِطْنَابَة) . وَقيل: إِطْنَابَةُ القَوْسِ: سَيْرُهَا الَّذِي فِي رِجْلِهَا يُشَدُّ من الوَتَرِ على فُرْضَتِهَا وقَد طَنَّبْتُها. وعَن الأَصْمَعيّ: الإِطْنَابَةُ: لسَّيْرُ الَّذِي عَلَى رَأْس الوَتَر مِن الْقَوْسِ.
وقوسُ مُطَنَّبَة. والإِطْنَابَةُ: سَيْرٌ يُشَدُّ فِي طَرَفِ الحِزَامِ لِيَكُونَ عوْناً لسيرِه إِذَا قَلِقَ. قَالَ النَابِغة يصف خيلاً:
فهُنَّ مُسْتَبْطنَاتٌ بَطْنَ ذِي أُرُلٍ
يَرْكُضْن قد قَلِقَت عَقْدُ الأَطَانِيبِ
والإِطْنَابَةُ: سَيْرُ الحِزَامِ المَعْقُود إِلى الإِبْزيم وجَمْعُه الأَطانِيب. وَقَالَ سلَامة:
حَتَّى استَغَثْن بأَهْلِ المِلْح ضَاحِيَةً
يَرْكُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطَانِيبِ
وَقيل: عَقْدُ الأَطَانِيبِ: الأَلْبَابُ والحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَت.
(و) الطُّنُبُ: (عَصَبَةٌ يالنَّحْرِ) . فِي لِسَان الْعَرَب: الطُّنْبَانِ: عَصَبَتَن مَكْتَنِفَتَانِ ثَغْرَةَ النّحر تَمْتَدَّان إِذا تَلَفَّت الإِنْسَان.
(و) طُنُبٌ: (ع بَين مَاوِيَّةَ وذَات العُشَر) .
وطَنُوبُ: قَرْيةٌ بِجَزِيرَة بَنِي نَصْر.
(و) الطّنُبُ: (عِرْقُ الشّجَر) جَمْعُه. أَطْنَاب، وَهِي عُرُوقٌ تَنْشَعِب من أُرُومَتِهَا.
(و) الطنُبُ: (عَصَبُ الجَسَدِ) جَمْعُه أَطنَاب. قَالَ ابْنُ سِيدَه: أَطْنَابُ الجَسَدِ: عَصَبُه الَّتِي تَتَّصِل بِها المَفَاصِلُ والعِظَامُ وتَشُدُّها.
ومِنَ المَجَازِ: أَطْنَابُ الشَّمْسِ: أَشِعَّتُهَا الَّتي تَمْتَدّ كأَنَّهَا القَصَب، وذَلكَ عنْدَ طُلُوعِهَا.
(و) الطَّنَبُ (بِفتْحَتَيْنِ: اعْوِجَاجٌ فِي الرُّمْح. وطُولٌ فِي الرِّجْلَيْن فِي) أَيَ مَعَ (اسْتِرْخَاءٍ وطُولٍ فِي الظَّهْرِ) .
وفرسٌ فِي ظَهْره طَنَب أَي طُولٌ (وَهُوَ عَيْبٌ) فِي الذُّكُورِ دُونَ الإِناث كَما عُرِف فِي الفِراسَة (والنعتُ أَطْنَبُ) للمذكر (و) هِيَ (طَنْبَاءُ) . يُقَال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كَانَ طَوِيل القَرَى. قَالَ النَّابِغَةُ:
لقد لَحِقْتُ بِأُوْلَى الخَيْلِ تحْمِلُنِي
كَبْدَاءُ لَا شَنَجٌ فِيهَا وَلَا طَنَبُ. (وطَنَّبَه) أَي الخِبَاءَ (تَطْنِيباً) إِذَا (مَدّه بأَطْنَابِهِ وشَدَّه) ، وخِبَاءٌ مُطَنَّبٌ، ورِوَاقٌ مُطَنَّب، أَي مَشْدُودٌ بالأَطْنَاب وَفِي الحَدِيثِ: (مَا أُحِب أَنَّ بَيْتي مُطَنَّب بِبَيْت مُحَمَّد صلَّى الله عليهِ وَسلم، إِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَاي) (و) طَنَّبَ (الذِّئْبُ: عَوَى. و) طَنَّبَ (بالمَكَان: أَقَامَ) بِهِ.
(والإِطْنَابَة: المِظَلَّةُ) بالكَسْرِ. (وامرأَةٌ) مِنْ بَنِي كِنَانَة بْنِ القَيْسِ بْنِ جَسْرِ بن قُضَاعَة (وعَمْرٌ وابْنُها شَاعِر) مَشْهُورٌ، واسْمُ أَبِيهِ زَيْدُ مَنَاةَ.
(وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت فِي غُبَار و) أَطْنَبَتِ (الإِبِلُ: اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً فِي السَّيْرِ. و) أَطْنَبَ (النهرُ: بَعُد ذَهَابُه) . قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب:
كَأَنَّ امرَأً فِي النَّاسِ كنتَ ابْنَ أُمِّه
على فَلَجٍ من بَطْنِ دِجْلَةَ مُطْنِبِ
(و) أَطْنَبَ (الرَّجُلُ) فِي الكَلَام: (أَتى بالبَلَغَةِ فِي الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ ذَمًّا) . والإِظْنَابُ: البَلَاغَةُ فِي المَنْطِق والوَصْفِ مَدحاً كَانَ أَوْ ذَمًّا. وأَطْنَبَ فِي الكَلَام: بَالَغ فِيهِ. والإِطْنَابُ المُبَالَغَةُ فِي مدْح أَو ذَمَ والإِمْثَارُ فِيه. والمُطْنِبُ: المدَّاحُ لِكُلِّ أَحَد.
وَقَالَ ابْن الأَنْبَارِيّ: أَطْنَبَ فِي الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَد. وأَطْنَبَ فِي عَدْوِه إِذَا مَضَى فِيهِ باجْتِهَاد ومُبَالَغَة.
(والمَطْنَبُ كمَقْعَدٍ) وكمِنْبَر أَيْضاً، كَذَا وَجَدْت فِي هَامِشِ نُسْخَةِ لِسَان الْعَرَب: (المَنْكِبُ. والعَاتُقُ) قَال امْرُؤُ القَيْس:
وإِذْ هِي سَوْدَاءُ مِثْلُ الفَحِيم
تُغَشِّي المَطَانِبَ والمَنْكِبَا
والمَطْنَبُ: حَبْلُ العَاتِقِ وجَمْعُه المَطَانِبُ.
(و) عَسْكَر مُطَنِّبٌ: لَا يُرَى أَقْصَاهُ مِنْ كَثْرَته. و (جَيْشٌ مِطْنَابٌ: عَظِيم) أَي بَعِيدُ مَبَيْن الطَرفين لَا يَكَاد يَنْقَطع. قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَمِّي الَّذِي صَبَحَ الحَلَائبَ غُدوَةً
فِي نَهْرُوَنَ بِجَحْفَلٍ مِطْنَاب
(وتَطْيبُ السِّقَاءِ: تَطْبِيبُه) وَهُوَ أَنْ تُعَلِّق السِّقَاءَ من عَمُودِ البَيْتِ ثمَّ تَمْخَضه، عَنْ أَبِي عَمْرو. وقَد تَقَدَّم فِي طَبَّ مَا يَتَعَلَّق بِهِ.
(و) قَوْلُهُم: (جَارِي مُطَانِبِي) أَي (طُنُبُ بَيْتِهِ إِلى طُنُب بَيْتِي) وكَذَلِك الطَّنِيب وجَمْعُه الطَّنَائب.
ومِنَ المَجَازِ: مَوَرَد فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: (أَنَّ الأَشْعَثَ بنَ قَيْس لَمَّا تَزوَّج مُلَيْكَةَ بنْت زُرَارَةَ عَلَى حُكْمِهَا فحَكَمَتِ بِمائَة أَلْفِ دِرْهَم فرَدَّهَا عُمَر إِلى أَطْنَاب بَيْتها) . يَعْني رَدَّها إِلى مَهْرِ مِثْلها مِنْ نِسَائهَا، يُرِيدُ إِلى مَا بنِي عَلَيْه أَمرُ أَهْلِهَا. وامتَدَّت عَلَيْه أَطْنَابُ بُيُوتِهم. وَهُوَ فِي النِّهَايَة والمِصْبَاح ولِسَانِ الْعَرب.
وَيُقَال: رَأَيْتُ إِطْنَابَةً مِنْ خَيْلٍ ومِنْ طَيْرٍ. وخَيْلٌ أَطَنِيبُ: يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً وَمِنْه قَوْلُ الفَرزْدَقِ:
وَقد رَأَى مُصْعَبٌ فِي سَاطِع سَبِطٍ
مِنْهَا سَوَابِقَ غَارَاتٍ أَطَانِيبِ
واسْتَدْرَكَ هُنَا شَيْخُنا على المُؤَلِّف.
أَطْنَابُ الجَسَد. وطُنُبَا النَّحْرِ وَهُوَ عَجِيبٌ، وَلَعَلَّهُمَا سَقَطَا من نُسْخَته واللهُ أَعْلَمُ.
(طُنب)
طنبا طَالَتْ رِجْلَاهُ فِي استرخاء وَطَالَ ظَهره وَهُوَ عيب فِي الْخَيل وَالرمْح وَنَحْوه اعوج فَهُوَ أطنب وَهِي طنباء (ج) طُنب

الجَلْسَدُ

الجَلْسَدُ: صَنَمٌ.
الجَلْسَدُ:
اسم ضم كان بحضرموت ولم أجد ذكره في كتاب الأصنام لأبي المنذر هشام بن محمد الكلبي، ولكني قرأت في كتاب أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري: أخبرنا ابن دريد قال أخبرني عمي الحسين بن دريد قال أخبرني حاتم بن قبيصة المهلّبي عن هشام بن الكلبي عن أبي مسكين قال: كان بحضرموت صنم يسمى الجلسد تعبده كندة وحضرموت، وكانت سدنته بني شكامة بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن ثور بن مرتع وهو كندة ثم أهل بيت منهم يقال لهم بنو علّاق، وكان الذي يسدنه منهم يسمى الأخزر بن ثابت، وكان للجلسد حمى ترعاه سوامه وغنمه، وكانت هوا في الغنم إذا رعت حمى الجلسد حرمت على أربابها، وكانوا يكلّمون منه، وكان كجثّة الرجل العظيم، وهو من صخرة بيضاء لها كرأس أسود، وإذا تأمّله الناظر رأى فيه كصورة وجه الإنسان قال الأخزر: فإني ليوما
عند الجلسد وقد ذبح له رجل من بني الامريّ بن مهرة ذبحا إذ سمعنا فيه كهمهمة الرعد، فأصغينا فإذا قائل يقول: شعار أهل عدم، انه قضاء حتم، ان بطش سهم فقد فاز سهم، فقلنا: ربنا وضاح وضاح! فأعاد الصوت وهو يقول: ناء نجم العراق، يا أخزر بن علاق، هل أحسست جمعا عما، وعددا جما، يهوي من يمن وشام، إلى ذات الآجام، نور أظلّ، وظلام أفلّ، وملك انتقل، من محل إلى محلّ. ثم سكت فلم ندر ما هو، فقلنا: هذا أمر كائن. فلما كان في العام المقبل وقد راث علينا ما كنا نسمع من كلام الصنم وساءت ظنوننا وقرّبنا قربانا ولطخنا بدمه وكذلك كنا نفعل، فإذا الصوت قد عاد علينا فتباشرنا وقلنا: عم صباحا ربّنا لا مصدّ عنك ولا محيد، تشاجرت الشئون، وساءت الظنون، فالعياذ من غضبك، والإياب إلى صفحك! فإذا النّداء من الصنم يقول: قلبت البنات، وعزّاها واللات، وعلياها ومناة، منعت الأفق فلا مصعد، وحرست فلا مقعد، وأبهمت فلا متلدد، وكان قد ناجم نجم، وهاجم هجم، وصامت زجم، وقابل رجم، وداع نطق، وحق بسق، وباطل زهق. ثم سكت. فتحدثت القبائل بهذا في مخاليف اليمن فأنا لعلى افان ذلك إذ أضل رجل من كندة إبلا فأقبل إلى الجلسد فنحر جزورا واستعار ثوبين من ثياب السدنة واكتراهما فلبسهما، وكذلك كانوا يفعلون، ثم قال: أنشدك يا رب أبكرا ضخما مدمومة دما مخلوقة بالأفخاذ مخبوطة بالحاذ أضللتها بين جماهير النخرة حيث الشقيقة والضفرة، فاهد ربّ وأرشد فلم يجب، قال الأخزر:
فانكسر لذلك، وقد كان فيما مضى يخبرنا بالأعاجيب، فلما جن علينا الليل بتّ مبيتي عنده فإذا هاتف يقول:
لا شأن للجلسد ولا رثي لهدد، استقام الأود وعبد الواحد الصمد، واكفى الحجر الأصلد، والرأس الأسود، قال: فنهضت مذعورا فأتيت الصنم فإذا هو منقلب على رأسه وكان لو اجتمع فئام من الناس ما حلحلوه، فو الذي نفسي بيده ما عرّجت على أهل ولا مال حتى أتيت راحلتي وخرجت حتى أتيت صنعاء فقلت: هل من خابئة خبر؟ فقيل لي: ظهر رجل بمكة يدعو إلى خلع الأوثان ويزعم أنه نبيّ، فلم أزل أطوف في مخاليف اليمن حتى ظهر الإسلام، فأتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فأسلمت وفي أشعارهم:
............... ... كما ... بيقر من يمشي إلى الجلسد
والبيقرة: مشية يطأطئ الرجل فيها رأسه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.