Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لات

وسع

وسع
{وَسِعَهُ الشَّيءُ، بالكَسْرِ يَسَعُه، كيَضَعُه،} سَعَةً، كدَعَةٍ وزِنَةٍ، وعَلى الأوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وقَرَأَ زَيْدُ بنُ عليّ: ولمْ يُؤْتَ {سِعَةً بالكَسْرِ.
ويُقَالُ: إنَّهُ} - يَسَعُنِي مَا {يَسَعُكَ، وَلَا يَسَعُنِي شَيءٌ ويَضِيقُ عَنْكَ، وَلَا يَسَعُكَ أنْ تَفْعَلَ كَذَا كَمَا فِي الأساسِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ أَي: وأنْ يَضِيقَ عَنْكَ، بلْ مَتى} - وَسِعَنِي شَيءٌ وَسِعَكَ.
ويُقَالُ: مَا {أسَعُ ذلكَ، أَي: مَا أُطِيقُه. وهَلْ} تَسَعُ هَذَا أَي: هَلْ تُطِيقُه، وهُوَ مجازٌ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: إنَّمَا سَقَطَتِ الواوُ منْهُ فِي المُسْتَقْبَلِ لما ذكَرْنَاهُ فِي بابِ الهَمْزَةِ فِي وَطِيءَ يَطَأُ.
وَفِي النَّوادِرِ: اللهمَّ {سَعْ عَلَيْنَا أَي:} وسِّعْ.
ويُقَالُ: {لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ: أمْرٌ بالقرارِ فيهِ، وقدْ} وَسِعَهُ بَيْتُه.
ويُقَالُ: هَذَا الإناءُ {يَسَعُ عِشْرِينَ كَيْلاً، أَي:} يَتَّسِعُ لعِشْرِينَ، وَهَذَا {يَسَعُه عِشْرُونَ كَيْلاً، أَي يَتَّسِعُ فيهِ عِشْرُونَ، على مِثَالِ قَوْلكَ: أَنا} أسَعُ هَذَا الأمْرَ، وَهَذَا الأمْرُ {- يَسَعُنِي، قالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطائِيُّ:
(حَمّالُ أثْقَالِ أهْلِ الوُدِّ آوِنَةً ... أُعْطِيِهُم الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ مَا أسَعُ)
والأصْلُ فِي هَذَا أنْ تَدْخُلَ فِي وعي، واللامُ لأنَّ قَوْلَكَ: هَذَا الوِعَاءُ} يَسَعُ عِشْرِينَ كَيْلاً، مَعْنَاه: يَسَعُ لعِشْرِينَ كَيْلاً، أَي: {يَتَّسِعُ لذلكَ، ومِثْلُه: هَذَا الخُفُّ يَسَعُ رِجْلِي أَي: يَتَّسِعُ لَهَا، وتَقُول: هَذَا الوِعاءُ يَسَعُهُ عِشْرُونَ كَيْلاً، مَعْناه: يَسَعُ فيهِ عِشْرُونَ كَيْلاً، أَي يَتَّسِعُ فيهِ عِشْرُونَ كَيْلاً، والأصْلُ فِي هَذِه المسألَةِ أنْ يَكُونَ بصِفَةٍ، غَيْرَ أنَّهُمْ يَنْتَزِعُونَ الصِّفاتِ منْ أشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، حَتَّى يَتَّصِلَ الفِعْلُ إِلَى مَا يَلِيه، ويُفْضِي إليْه، كأنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، كقَوْلِكَ: كِلْتُكَ ووَزَنْتُكَ واسْتَجَبْتُكَ ومَكّنْتُكَ أَي: كِلْتُ لَك، ووزَنْتُ لَك واسْتَجَبْتُ لكَ، ومَكَّنْتُ لكَ.
ويُقَالُ:} وَسِعَتْ رَحْمَةُ اللهِ كُلَّ شَيءٍ، ولكُلِّ شَيءٍ، وعَلى كُلِّ شَيءٍ، وقوْلُه تَعَالَى: {وَسِعَ كُرْسِيُّه السَّمواتِ والأرْضِ، أَي:} اتَّسَعَ، وَفِي الحديثِ: إنَّكُمْ لنْ {تَسَعُوا النّاسَ بأمْوَالِكُمْ،} فلْيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ وَجْهٍ، وحُسْنُ خُلُقٍ، وهُوَ مجازٌ.
{والواسِعُ: ضِدُّ الضَّيِّقِ،} كالوَسيعِ، وقدْ {وَسِعَهُ ولمْ يَضِقْ عَنهُ.
(و) } الواسعُ: فِي الأسْمَاءِ الحُسْنَى اخْتُلِفَ فيهِ، فقيلَ: هُوَ الكَثِيرُ العَطَاءِ الّذِي {يَسَعُ لما يُسْألُ قالَ ابنُ الأنْبَارِيِّ: وَهَذَا قَوْلُ أبي عُبَيْدَةَ، أَو هُوَ المُحِيطُ بكُلِّ شَيءٍ، من قَوْلِه:} وَسعَ كُلَّ شَيءٍ عِلْماً، أَو هُوَ الّذِي! وَسِعَ رِزْقُه جَمِيعَ خَلْقه، و {وَسِعَتْ رَحْمَتُه كُلَّ شَيءٍ، ولكُلِّ شَيءٍ وعَلى كُلِّ شَيءٍ.
} وواسِعُ بنُ حَبّانَ الأنْصَارِيُّ بفَتْحِ الحاءِ فِي صُحْبَتِهِ خِلافٌ، قُتِلَ يَوْمَ الحَرَّةِ، وأخُوه: يَحْيَى بنُ حَبّانَ رَوَى عَن ابنِ عُمَرَ، وابْنِ عَبّاسٍ، وعنْهُ ابنْهُ مُحَمَّدٌ، ومُحَمَّدٌ هَذَا منْ شُيُوخِ مالِكٍ، وحَبّان بنُ واسِعِ بنِ حَبّانَ، عنْ أبيهِ، وعنْ عَمِّهِ، وعَنْهُ ابنُ لَهِيعَةَ، وَقد تقَدَّمَ ذِكْرُه فِي حبب.
{والوَُسِعُ، مُثَلَّثَةً: الجِدَةُ، والغِنَى، والرَّفاهِيَةُ، على المَثَلِ، والطَّاقَةُ} كالسَّعَةِ بالفَتْحِ، وقيلَ: هُوَ قَدْرُ جِدَةِ الرَّجُلِ، وقُدْرَةُ ذاتِ اليَدِ، والهاءُ فِي {السَّعَةِ عِوَضٌ عَن الواوِ، كَمَا مَرَّ فِي عِدَةٍ وسَيَأْتِي فِي زِنَةٍ كذلكَ.
وقالَ اللَّيْثُ:} الوَسَاعُ كسَحَابٍ: النَّدْبُ {لِسَعَةِ خُلُقِه، وقدْ مَرَّ لهُ أنَّ النَّدْبَ يُطْلَقُ على الخَفِيفِ فِي الحاجَةِ، والسَّرِيعِ الظَّرِيفِ النَّجِيبِ، ومنْهُ قَوْلُهُم: أراكَ نَدْباً فِي الحَوَائِجِ.
والوَسَاعُ منَ الخَيْلِ: الجَوَادُ، أَو الواسِعُ الخَطْوِ والذَّرْعِ يُقَالُ: فَرَسٌ} وَسَاعٌ، قالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ:
(فتَسَلَّ حاجَتَها إِذا هِيَ أعْرَضَتْ ... بخَمِيصَةٍ سُرُحِ اليَدَيْنِ {وَساعِ)
} كالوَسِيعُ، وقدْ وَسُعَ، ككَرُمَ، {وساعَةً،} وسَعَةً: {اتَّسَعَ فِي السَّيْرِ.
} ووَسيعٌ: ماءٌ وَفِي الصِّحاحِ: ووَسِيعٌ ودُحْرُضٌ: ماءَانِ بَيْنَ بَنِي سَعْدٍ وبَنِي قُشَيْرٍ، وهُمَا الدُّحْرُضانِ اللَّذانِ فِي شِعْرِ عَنْتَرَةَ:
(شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأصْبَحَتْ ... زَوْراءَ تَنْفِرُ عنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ)
وقالَ الأزْهَرِيُّ: وَسيعٌ: ماءٌ لبَني سَعْدٍ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ قَوْلَ الشّاعِرِ: (مُقِيمٌ على بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَهُ ... وماءُ وَسِيعٍ ماءُ عَطْشَانَ مُرْمِلِ)
{ويَسَعُ، كيَضَعُ: اسْم نَبِيٍّ منَ الأنْبِيَاءِ منْ ولَدِ هارُونَ عليهِ السّلامُ، وهُوَ اسمٌ أعْجَمِيُّ أُدْخِلَ عليهِ ال، وَلَا يَدْخُلُ على نَظَائِرِه كيَزيدَ، ويَعْمَرَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وقُرِئَ واللَّيْسَعَ بلامَيْنِ، وَهِي قِرَاءَةُ حَمْزَةَ والكِسَائِيِّ وخَلَفٍ، والباقُونَ بلامٍ واحِدَةٍ.)
} وأوْسَعَ الرَّجُلُ: صارَ ذَا {سَعَةٍ وغِنىً، وَهُوَ مجازٌ: ومنْهُ قَولهُ تَعَالَى: على} المُوسِعِ قَدَرُهُ وعَلى المُقْتِرِ قَدَرُهُ.
ويُقَالُ: {أوْسَعَ اللهُ تَعَالَى عليهِ، أَي: أغْنَاهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ} كوَسَّعَ عليهِ {تَوْسِيعاً، وهُوَ مجازٌ، وقَوْلُه تَعَالَى: والسَّماءَ بنَيْنَاهَا بأيْدٍ وإنَّا} لمُوسِعُونَ أَي: أغْنِيَاءَ قادِرُونَ من أوْسَعَ: صارَ ذَا {سَعَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
} وتَوَسَّعُوا فِي المَجْلِسِ أَي: تَفَسَّحُوا كَمَا فِي العُبابِ والصِّحاحِ.
{ووسَّعَهُ} تَوْسِيعاً: ضِدُّ ضَيَّقَه كَمَا فِي الصِّحاحِ {فاتَّسَعَ،} واسْتَوْسَعَ: صارَ {واسِعاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ:} التَّوْسِعَةُ: {السَّعَةُ، وَبِه سَمَّى ابنُ السِّكِّيتِ كِتابَهُ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه.
} ووَسِعَه {يَسِعُه، كوَرِثَ يَرِثَ، لُغَةٌ قَلِيلَةٌ.} ووَسُعَ الشّيءُ، ككَرُمَ، فهُوَ {وَسِيعُ} ووَسِعَ كفَرِحَ.
{واتَّسَعَ} كوَسِعَ وسَمِعَ الكِسَائِيُّ: الطَّرِيق ياتَسِعُ، أرادُوا: يَوْتَسِعُ، فأبْدَلُوا الواوَ ألِفاً طَلَباً للخِفَّةِ، كَمَا قالُوا: ياجَلُ ونَحْوُه، ويَتَّسِعُ أكْثَرُ وأقْيَسُ.
{واسْتَوْسَعَ الشَّيءَ: وجَدَهُ} واسِعاً، وطَلَبه {واسِعاً.
} وأوْسَعَه صَيَّرَهُ {واسِعاً، وقيلَ فِي قَوْلِه تَعَالَى: وإنّا} لمُوسِعُونَ أَي جَعَلْنا بَيْنَها وبَيْنَ الأرْضِ سَعَةً، جَعَلَ {أوْسَعَ بمَعْنَى وَسَّعَ.
} ووَسَعَ عليهِ {يَسَعُ} سَعَةً {ووَسَّعَ، كِلاهُمَا: رَفَّهَهُ وأغْنَاهُ.
ورَجُلٌ} مُوَسَّعٌ عليهِ الدُّنْيَا: {مُتَّسعٌ لَهُ فِيهَا.
} وأوْسَعَهُ الشَّيءُ: جَعَلَهُ يَسَعَهُ، قالَ: امْرُؤُ القيسِ:
( {فتُوسِعُ أهْلَهَا أقِطاً وسَمْناً ... وحَسْبُكَ منْ غِنىً شِبَعٌ ورِيُّ)
وَفِي الدُّعاءِ: اللَّهُمَّ} أوْسِعْنا رَحْمَتَكَ أَي: اجْعَلْها تَسَعُنا.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قيلَ لامْرَأَةٍ: أيُّ النِّسَاءِ أبْغَضُ إليْكِ فقالَتْ: الّتِي تأْكُلُ لمّاً، وتُوسِعُ الحَيَّ ذَمّاً.
وناقَةٌ {وَساعٌ: واسِعَةٌ الخَلْقِ، أنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:
(عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالق ... تِّ وإيضاعُهَا القَعُودَ} الوَساعَا)
وَفِي حديثِ جابِرٍ: رَضِي الله عنهُ: فانْطَلَقَ أوْسَعَ جَمَلٍ رَكِبْتُه قَطُّ أَي: أعْجَلَ جَمَلٍ سَيْراً، يُقَالُ: جَمَلٌ {وَسَاعٌ أَي: واسِعُ الخَطْوِ، سَرِيعُ السَّيْرِ.)
ونَاقَةٌ} مِيساعٌ: {واسِعَةُ الخَطْوِ.
وسَيْرٌ} وَسِيعٌ {ووَساعٌ:} مُتَّسِعٌ.
{واتَّسَعَ النَّهارُ وغَيْرُه: امْتَدَّ وطالَ.
ومالِي عنْ ذاكَ} مُتَّسَعٌ أَي مَصْرِفٌ.
{وسَعْ: زَجْرٌ للإبِلِ، كأنَّهُم قَالُوا:} سَعْ يَا جَمَلُ، فِي مَعْنَى {اتَّسِعْ فِي خَطْوِكَ ومَشْيِكَ.
وقالَ الزّجّاجُ:} وَسَعَ اللهُ على الرَّجُلِ، بالتَّخْفيفِ أَي:! أوْسَعَ عليْهِ. {ووَساعٌ، كسَحَابٍ: وادٍ منْ أوْدِيَةِ اليَمَنِ.
وسع: {وسعها}: طاقتها. {على الموسع}: على المكثر.
(وسع) الشَّيْء توسيعا وتوسعة صيره وَاسِعًا وَالله عَلَيْهِ وَعَلِيهِ رزقه وَفِي رزقه أوسع
(وسع) الشَّيْء (يُوسع) وَسَاعَة وسع فَهُوَ وسيع وأسيع وَالدَّابَّة وَسَاعَة وسعة اتسعت فِي السّير فَهِيَ وساع ووسيعة وَهُوَ وساع
وسع
وَسُعَ الشَّيْءُ سَعَةً ووَسَاعَةً، فهو وَسَاعٌ. وسَيْرٌ وَسِيْعٌ ووَسَاعٌ. وأوْسَعَ: صارَ ذا سَعَةٍ في المال. وأوْسَعْتَ فَابْنِ: أي وَجَدْتَ مَكاناً واسِعاً. واسْتَوْسَعَ: صارَ ذا سَعَةٍ في عَيْشِه.
واتَّسَعَ الشَّيْءُ واسْتَوْسَعَ: واحِدٌ. ولا أسَعُه: أي لا أُطيقُه، من الوُسْع. ولا يَسَعُكَ: لَسْتَ منه في سَعَةٍ. ووَسِيْعٌ: اسْمُ ماءٍ يُقال له ولآخَرَ يُسَمّى دُحْرُضاً: الدُّحْرُضانِ.
(وسع)
الله عَلَيْهِ رزقه وَفِي رزقه (يُوسع) وسعا بَسطه وكثره وأغناه

(وسع) الشَّيْء (يسع) سَعَة لم يضق وَالشَّيْء لم يضق عَنهُ وَالله عَلَيْهِ رفهه وأغناه ورحمه الله كل شَيْء وَلكُل شَيْء وعَلى كل شَيْء لم تضق عَنهُ وَالْمَال الدّين كثر حَتَّى وقى بِجَمِيعِهِ فَهُوَ وَاسع وَيُقَال لَا يسعك أَن تفعل كَذَا لَا يجوز لِأَن الْجَائِز موسع غير مضيق وَمَا أوسع ذَلِك الْأَمر وَلَا يسعنى ذَلِك الْأَمر مَا أُطِيقهُ وَهَذَا الْإِنَاء يسع عشْرين كَيْلا ويسعه عشرُون كَيْلا
(وسع) - قوله تبارك وتعالى: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ}
: أي الغَنِىّ المُكْثر؛ وقد أَوسَع الرجلُ: صَارَ ذَا سَعَةٍ مِن المالَ، والوُسْعُ: الجِدَةُ والطَّاقَةُ.
- في الحديث: "إنّكُمَ لن تَسَعُوا النَّاسَ بأمْوَالِكُم، فسَعُوهُم بأَخْلاقِكم"
: أي لا تَتَّسِعُ أَمْوَالُكُم لإعطائِهم، فلتتَّسِع أَخلاقُكم لِصُحْبَتهم، وتَحسِينِ الخُلُق معهم، ويُقال: لا أَسَعُه: أي لا أُطِيقُه، ولَسْتُ منه في سَعَةٍ.
- في حديث هِشام في صفَةِ ناقَةٍ: "إنَّها لَمِيسَاعٌ"
: أي واسِعَة الخَطْوِ.
(و س ع) : (قَوْلُهُ) نِيَّةُ الْعَدُوِّ (لَا تَسَعُ) فِي هَذَا الصَّوَابُ طَرْحُ فِي وَكَذَا قَوْلُهُمْ إذَا اجْتَمَعُوا فِي أَكْبَرِ مَسَاجِدِهِمْ لَمْ يَسَعُوا فِيهِ صَوَابُهُ لَمْ يَسَعُوهُ أَوْ لَمْ يَسَعْهُمْ لِأَنَّهُ يُقَالُ (وَسِعَ الشَّيْءُ) الْمَكَانَ وَلَا يُقَالُ فِي الْمَكَانِ وَفِي مَعْنَاهُ (وَسِعَهُ) الْمَكَانُ وَذَلِكَ إذَا لَمْ يَضِقْ عَنْهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لَا يَسَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ لَا يَجُوزُ لِأَنَّ الْجَائِزَ مُوسَعٌ غَيْرُ مُضَيَّقٍ وَمِنْهُ (لَا يَسَعُ) امْرَأَتَيْهِ أَنْ تُقِيمَا مَعَهُ أَيْ لَا يَجُوزُ لَهُمَا الْإِقَامَةُ وَمِثْلُهُ (لَا يَسَعُ) الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَأْبَوْا عَلَى أَهْلِ الْحِصْنِ.
[وسع] نه: فيه "الواسع" تعالى، وسع غناه كل فقير ورحمته كل شيء، وسعه الشيء يسعه فهو واسع، وسع - بالضم - وساعة هو وسيع، والوسع والسعة: الجدة والطاقة. ش: و"سعة" المنزل، بفتح سين. نه: ومنه: إنكم "لن تسعوا" الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، أي لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم. ومنه: فضرب صلى الله عليه وسلم عجز جملى وكان فيه قطاف فانطلق "أوسع" جمل ركبته، أي أعجل جمل سيرًا، من جمل وساع - بالفتح، أي واسع الخطو سريع السير. ومنه: إنها "لميساع" - بكسر ميم، أي واسعة الخطو. ك: "وسعت" سمعه الأصوات، أي أدركت لأن السعة والضيق إنما يتصوران في الأجسام. ط: أن تأكلوا فوق ثلاثة لكي "تسعكم"، أي اللحوم، أي نهيتكم عن أكلها ليتسع عليكم فتؤتوها المحتاجين، وأن يأكلوها - بدل من لحومها.
و س ع: (وَسِعَهُ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ يَسَعُهُ (سَعَةً) بِالْفَتْحِ. وَ (الْوُسْعُ) وَ (السَّعَةُ) بِالْفَتْحِ الْجَدَّةُ وَالطَّاقَةُ: « {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} [الطلاق: 7] » أَيْ عَلَى قَدْرِ سَعَتِهِ. وَ (أَوْسَعَ) الرَّجُلُ صَارَ ذَا سَعَةٍ وَغِنًى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47] أَيْ أَغْنِيَاءُ قَادِرُونَ، وَيُقَالُ: (أَوْسَعَ) اللَّهُ عَلَيْكَ أَيْ أَغْنَاكَ. وَ (التَّوْسِيعُ) خِلَافُ التَّضْيِيقِ تَقُولُ: (وَسَّعَ) الشَّيْءَ (فَاتَّسَعَ) . وَ (اسْتَوْسَعَ) أَيْ صَارَ (وَاسِعًا) . وَ (تَوَسَّعُوا) فِي الْمَجْلِسِ تَفَسَّحُوا. وَ (يَسَعُ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَجَمِ وَقَدْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَهُمَا لَا يَدْخُلَانِ عَلَى نَظَائِرِهِ نَحْوُ يَعْمُرَ وَيَزِيدَ وَيَشْكُرَ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وَقُرِئَ: وَالْيَسَعُ واللَّيْسَعُ بِلَامَيْنِ. 
[وسع] وسعه الشئ بالكسر يسعه سعة. يقال: لا يسعنى شئ ويضيق عنك، أي وإن يضيق عنك، أي بل متى وَسِعَني شئ وسعك. وإنما سقطت الواو منه في المستقبل لما ذكرناه في باب الهمز في وطئ يطأ. والوسع والسعة: الجدة والطاقةُ. قال تعالى: {لِيُنْفِقَ ذو سَعَةٍ من سَعَتِهِ} ، أي على قدر غِناه وسَعَتِهِ، والهاء عوض من الواو. وأوْسَعَ الرجل ; إذا صار ذا سَعَةٍ وغِنًى، ومنه قوله تعالى: {والسماء بَنَيْناها بأَيْدٍ وإنَّا لَموسِعونَ} ، أي أغنياء قادرون. ويقال: أوْسَعَ الله عليك، أي أغناك. والتَوْسيعُ: خلاف التضييق. تقول: وسعت الشئ فاتسع واستوسع، أي صار واسِعاً. وتَوَسَّعوا في المجلس، أي تفسَّحوا. وفرسٌ وَسَّاعٌ بالفتح، أي واسِعُ الخطو. وقد وَسُعَ بالضم وساعة. ووسيع ودحرض: ماءان بين سعد وبنى قشير، وهما الدحرضان، الذى في شعر عنترة . ويسع: اسم من أسماء العجم، وقد أدخل عليه الالف واللام، وهما لا يدخلان على نظائره، نحو يعمر ويزيد ويشكر إلا في ضرورة الشعر. وأنشد الفراء : وجدنا الوليد بن اليزيد مباركا * شديدا بأعباء الخلافة كاهله * وقرئ " واليسع " و " الليسع " بلامين.

وسع


وَسِعَ
a. [ يَسِعُ] (n. ac.
سَِعَة), Was wide, spacious, vast.
b. Held, contained.
c. [acc.
or
'Ala
or
La], Comprised, included; embraced, extended to.
d. Was capable of; was allowed to do.
c. ['Ala], Empowered.
وَسُعَ(n. ac. وَسَاْعَة
&
a. سَعَة ), Was energetic; went well (
horse ).
وَسَّعَa. Widened, enlarged, amplified, expanded.
b. Authorized, permitted, empowered; enabled.
c. ['Ala], Enriched.
d. [acc. & La], Gave much to.
أَوْسَعَa. see II (a) (b), (c).
d. Multiplied, added to (expenses).
e. Was rich.
f. [Fī], Went far into.
تَوَسَّعَ
a. [Fī], Was comfortable in.
b. [Fī]
see IV (d)c. [Fī], Used in a wider sense (word).

إِوْتَسَعَ
(ت)
a. see I (a)b. Spread, expanded; stretched; was extended
&c.
c. [Fī]
see I (b)
إِسْتَوْسَعَa. see I (a)
& VIII (b).
وَسْع
وِسْعa. see 3
وُسْعa. Width, capacity, extent; wideness, ampleness. (b), Faculty, ability; capacity.
c. Opulence.

وُسْعَةa. Wideness, ampleness; extension; roominess
spaciousness; vastness.

وَسَعَةa. see 3
أَوْسَعُa. Wider, larger; vaster.

وَاْسِعa. Embracing, inclusive, comprehensive.
b. The Infinite One : God.
c. see 25 (a)
وَسَاْعa. Good goer (horse).
b. Active (boy).
c. Space.

وَسِيْعa. Wide, broad, ample; extensive; roomy, spacious;
vast.
b. Able, capable.
c. see 22 (a)
وَسَّاْعa. see 22 (a)
N. Ag.
أَوْسَعَa. Wealthy, opulent.

مُتَّسِع [ N.
Ag.
a. VIII]
see 25 (a) (b).
إِتَّسَاع [ N.
Ac.
a. VIII]
see 3t (a)b. Comprehensiveness (rhetoric).

سَعَة
a. see 3 & 3t
مَا أَسَعُ ذٰلِكَ
a. I cannot do that.

أَللَّهُمَّ سَعْ عَلَيْنَا
a. O God! be gracious to us!

لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ
a. Remain in thy house.
و س ع : وَسِعَ الْإِنَاءُ الْمَتَاعَ يَسَعُهُ سَعَةً بِفَتْحِ السِّينِ وَقَرَأَ بِهِ السَّبْعَةُ فِي قَوْلِهِ {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} [البقرة: 247] وَكَسْرُهَا لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهِ بَعْضُ التَّابِعِينَ قِيلَ الْأَصْلُ فِي الْمُضَارِعِ الْكَسْرُ وَلِهَذَا حُذِفَتْ الْوَاوُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَكَسْرَةٍ ثُمَّ فُتِحَتْ بَعْدَ الْحَذْفِ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ وَمِثْلُهُ يَهَبُ وَيَقَعُ وَيَدَعُ وَيَلَغُ وَيَطَأُ وَيَضَعُ وَيَلَعُ وَيَزَعُ الْجَيْشَ أَيْ يَحْبِسُهُ وَالْحَذْفُ فِي يَسَعُ وَيَطَأُ مِمَّا مَاضِيهِ مَكْسُورٌ شَاذٌّ لِأَنَّهُمْ قَالُوا فَعِلَ بِالْكَسْرِ مُضَارِعُهُ يَفْعَلُ بِالْفَتْحِ وَاسْتَثْنَوْا أَفْعَالًا تَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى لَيْسَتْ هَذِهِ مِنْهَا وَوَسِعَ الْمَكَانُ الْقَوْمَ وَوَسِعَ الْمَكَانُ أَيْ اتَّسَعَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى قَالَ النَّابِغَةُ
تَسَعُ الْبِلَادُ إذَا أَتَيْتُكَ زَائِرًا ... وَإِذَا هَجَرْتُكَ ضَاقَ عَنِّي مَقْعَدِي
وَوَسُعَ الْمَكَانُ بِالضَّمِّ بِمَعْنَى اتَّسَعَ أَيْضًا فَهُوَ وَاسِعٌ مِنْ الْأُولَى وَوَسِيعٌ مِنْ الثَّانِيَةِ وَهُوَ فِي سَعَةٍ مِنْ الْعَيْشِ وَفِي الْمَوْضِعِ سَعَةٌ وَاتِّسَاعٌ.

وَفِي وُسْعِهِ بِضَمِّ الْوَاوِ أَيْ فِي طَاقَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَبِهِ قَرَأَ السَّبْعَةُ فِي قَوْلِهِ {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهِ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ وَبِهِ قَرَأَ عِكْرِمَةُ وَيُقَالُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَسِعَ الْمَالُ الدَّيْنَ إذَا كَثُرَ حَتَّى، وَفَى بِجَمِيعِهِ.
وَوَسَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِزْقَهُ يَوْسَعُ بِالتَّصْحِيحِ وَسْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ بَسَطَهُ وَكَثَّرَهُ وَأَوْسَعَهُ وَوَسَّعَهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّشْدِيدِ مِثْلُهُ وَلَا يَسَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ لَا يَجُوزُ لِأَنَّ الْجَائِزَ مُوَسَّعٌ غَيْرُ مُضَيَّقٍ.

وَأَوْسَعَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا سَعَةٍ وَغِنًى وَوَسَّعْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ خِلَافُ ضَيَّقْتُهُ وَتَجِبُ الصَّلَاةُ بِأَوَّلِ الْوَقْتِ وُجُوبًا مُوَسَّعًا فَلَهُ أَنْ يَفْعَلهَا فِي أَيِّ جُزْءٍ كَانَ مِنْ أَجْزَاءِ الْوَقْتِ الْمَحْدُودِ شَرْعًا حَتَّى إذَا بَقِيَ مِنْ الْوَقْتِ مِقْدَارٌ يَسَعُهَا فَالْوُجُوبُ مُضَيَّقٌ حِينَئِذٍ وَلَا يَجُوزُ التَّأْخِيرُ. 
(وس ع)

السَّعَةُ: نقيض الضّيق، وَقد وَسِعَه يَسَعُه ويَسِعُه سَعَةً، وَهِي قَليلَة أَعنِي فَعِل يَفْعِل، وَإِنَّمَا فتحهَا حرف الْحلق وَلَو كَانَت يَفْعَلُ ثبتَتْ الْوَاو وصحَّت إِلَّا بِحَسب ياجل.

وَشَيْء وَسِيعٌ وأسِيعٌ: واسعٌ.

وَقَوله تَعَالَى (للَّذِينَ أحْسَنُوا فِي هَذِه الدُّنْيا حَسَنةٌ وأرْضُ الله وَاسِعَةٌ) قَالَ الزّجاج: إِنَّمَا ذكرت سَعَةُ الأَرْض هَاهُنَا لمن كَانَ مَعَ من يعبد الْأَصْنَام فَأمر بِالْهِجْرَةِ عَن الْبَلَد الَّذِي يكره فِيهِ عبادتها كَمَا قَالَ تَعَالَى (ألمْ تَكُنْ أرْضُ الله وَاسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيهَا) وَقد جرى ذكر الْأَوْثَان فِي قَوْله تَعَالَى (وجَعَلَ لله أنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبيله) .

واتَّسَعَ كَوَسِع. وسَمِعَ الْكسَائي: الطَّرِيق يَاتَسِعُ، أَرَادوا يَوْتَسِع فأبدلوا الْوَاو ألفا طلبا للخفة كَمَا قَالُوا يَاجَل وَنَحْوه، ويَتَّسع أَكثر وأقيس.

واسَتَوْسَع الشَّيْء: وجده واسِعا وَطَلَبه وَاسِعا.

وأوْسعه ووَسَّعَهُ: صيره وَاسِعًا. وَقَوله تَعَالَى (والسَّماءَ بَنَيْناها بِأيْدٍ وإنَّا لمُوسِعون) أَرَادَ: جعلنَا بَينهَا وَبَين الأَرْض سَعَةً.

والسَّعَةُ: الْغنى والرفاهية، على الْمثل.

ووَسِعَ عَلَيْهِ يَسَعُ سَعَةً ووَسَّع، كِلَاهُمَا رفَّهه وأغناه.

وَرجل مُوسَّعٌ عَلَيْهِ الدُّنْيَا: مُتَّسَعٌ لَهُ فِيهَا.

وأوْسَعَهُ الشَّيْء: جعله يَسَعهُ قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فَتُوسِعُ أهْلَها أقِطا وسَمْنا ... وحَسْبكَ منْ غِنىً شِبَعٌ وَرِىُّ

وَقَالَ ثَعْلَب: قيل لامْرَأَة: أَي النِّسَاء أبْغض إِلَيْك؟ فَقَالَت: الَّتِي تَأْكُل لماًّ وتُوسعُ الْحَيّ ذماًّ.

وَفِي الدُّعَاء. اللَّهمُّ أوْسعْنا رَحمتكَ أَي اجْعَلْهَا تَسَعنا.

والوُسْعُ والوَسْعُ: قدر جده الرجل، وَقد أوْسَعَ. وَفِي التَّنْزِيل (عَلى المُوسعِ قَدَرُه وعَلى المُقتِرِ قَدَرُه) . ووَسِعَ الشيءُ الشيءَ: لم يضق عَنهُ.

ووَسُعَ الْفرس سَعَةً ووَساعَةً، وَهُوَ وَساعٌ: اتَّسَع فِي السّير.

وناقة وَساعُ: وَاسِعَة الْخلق، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّن بالقَتّ ... وإيضاعُها القَعُودَ الوَساعا

الْقعُود من الْإِبِل: مَا اقتعد فَركب.

وسير وَسِيعٌ ووَساعٌ: مُتَّسِعٌ.

واتَّسع النَّهَار وَغَيره: امْتَدَّ وَطَالَ.

والوَساعُ: النّدب، لسعة خلقه.

وَمَالِي عَن ذَاك مُتَّسَعُ، أَي مصرف.

وَسَعْ: زجر لِلْإِبِلِ كَأَنَّهُمْ قَالُوا: سَعْ يَا جمل فِي معنى اتَّسِعْ فِي خطوك ومشيك.

واليَسَعُ: اسْم نَبِي، هَذَا إِن كَانَ عَرَبيا، فَإِن كَانَ أعجميا فقد تقدم.
وسع:
وسع يسع: كان من السعة بحيث أصبح كافياً ل .. (فريتاج - الكلمة وردت عنده بغير تنقيط). وعلى سبيل المثال ما ورد في (محيط المحيط): (وسع الإناء المتاع ضد ضاق عليه أو هذا الإناء يسع عشرين كيلاً أي يتسع لعشرين) (معجم الإدريسي 2:212 والعبدري 66. فإن قبره في بيت لا يسع غيره؛ وفي (محيط المحيط) أيضاً (وسع المال الدين) أي كان كافياً لتسديد الدين. وفي (كليلة ودمنة 2:246): قد أذنبت الذنب العظيم - فوسعه حلمُه وكرم طبعهُ أي إن طيبته وكرمه - الملك - كانا كبيرين فعفا عني (معجم الجغرافيا).
وسع: في (محيط المحيط): (هذا الإناء يسعه عشرون كيلاً أي يتسع فيه عشرون). وذلك في الحديث عن مقدار ما يحتويه الشيء. وكذلك واصدق فأن الصدق واسعنا أي قٌل الحقيقة لأننا نستطيع أن نصغي إليها ونتحملها مهما كانت قاسية (الأغاني 1:66). وهناك أيضاً صيغة وسع في: احتوى: tenir وعلى سبيل المثال ما ورد في (ابن بطوطة 257:4): ولم يسع لحمها في برمة واحدة، أي أن الدجاجة كانت كبيرة لم يتسع لها قدر واحد وكان لزاماً علينا أن نستخدم قدرين. وفي (217:3): ولا يسع ذلك في عقل كثير من الناس، أي أن هذا لا يسمح به في ذهن كثير من الناس. إن (المقريزي) قدم المزيد من الأمثلة في استعمالات هذه الكلمة إلا انه استنكرها ولاحظ وجوب عدم قبول (إذا اجتمعوا في أكبر مساجدهم لم يسعوا فيه بل لم يسموه أو بالأحرى لم يسعهم. الواقع إن وسع في هذه الأمثلة تستعمل بدلاً من اتسع التي تصاغ مع حرف الجر في (معجم الطرائف).
يسع فلاناً: اتسّع حتى .. وعلى سبيل المثال يسعنا ما يسع الناس من عدلك (عدالتك التي ينتفع منها كل الناس يجب أن تتسع لنا أيضاً). وفي مفهوم المخالفة، أي حين نعكس المعنى تصح معنى جملة، لا يسع الفيلة غير السلطان التي وردت في (معجم الطرائف) (لا يسع أحداً، التصرفُ في الفيلة سوى السلطان).
يسع فلاناً: يسمح، وعلى سبيل المثال، لا يسعك أن تفعل كذا أي لا يسمح لك بفعل ذلك (معجم الطرائف)؛ إذا وسعني الحال: إذا سمح لي الوقت، إذا سمحت لي الظروف (بوسويه).
لم يسعني عذراً: لم يقبل عذري (ابن بطوطة 241:1).
وسع على: استطاع أن يفعل الشيء الفلاني (ابن جبير 9:116).
وسع: قد تتعدى بنفسها إلى مفعولين، وكذلك على فلان، أو يكون مضارعها يَوْسَعْ الذي = يوسّع (بالتشديد) (معجم مسلم).
وسع: في (محيط المحيط): يقال اللهم سع علينا أي وسّع رحمتك.
يسع: يعادل، يقارن ب، من أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) التي وردت في (سعدي جلستان، طبعة 58): لي مع الله وقت لا يسعني بين ملك مقرب ولا نبي مرسل.
وسع: انسحب (هلو)، هل هي وسّع؟ وَسَع مضارع يَوسَعُ واسم المصدر وساعة ضد ضاق. وفي (محيط المحيط): (ووسع المكان بوسع وساعةَ ضد ضاق فهو وسيع).
وسّع شجرةً: évasser un arbre ( بقطر).
وسّع اللغة: أثراها، وأضاف إليها تعابير جديدة (بقطر).
وسّع: أجزل donner implement: وسّع ل ووسع من، ووسع في، ووسّع على (معجم البلاذري) ووسّع ب (ابن الخطيب 72): يعظم باب الانتفاع في باب التوسعة بالسلف والمداينة. انظر عند (بوسويه): سلف إحسان وتوسعة (قروض دون مقابل لغرض مساعدة الآخرين).
وسع البحر أو وسع وحدها: اندفع إلى عرض البحر pousser au large ( همبرت 130).
وسّع: أي: لجّجَ Prendre le large ومجازاً هرب (بقطر). وسّع له طريقاً: أفسح له الطريق، هيأه له ليجتازه، وضعه إلى جانبه (بقطر، بدرون 7:254): توسع له صدر المجلس وكذلك وسّع السكة: تنحّى لكي يهيئ مكاناً (بقطر).
وسّع على الحصن: lever le siege ( عبّاد 10:203:2): رأى التوسعة على الحصن والتأهب للقاء العدو. وفي المخطوطتين عن.
أوسع: كثّر يقال أوسعهم شراً أي أحدث فيهم المزيد من الشّر (م. الطرائف).
أوسع من المرعى: ارتعى بغزارة، شبع من الكات (عنتر 4:1:3): مرأوا ألف ناقة ترعى، وقد أوسعت في المرعى) أسنامها وقد مالت على أجنابها من كثرة العشب والكلأ.
أوسع في مشيه: أوسع الخطأ (2:1:3 عنتر) فمدّت النياق خطأها وأوسعت في مشيها.
أوسع له: افسخ له مكاناً (م. البلاذري 3:88، رياض النفوس 30): فقمت من بين يديه فأوسع لي رجل فجلست.
توسع: واسم المصدر توسعاً ضد تضيق (بقطر).
توسّع: استدار، تكوّر، اغْتنى (بقطر).
توسّع في البلاد: حال واحتل مدناً كثيرة (أخبار 5:25): وكان من وصفنا من الولاة يجاهدون العدو ويتوسعون في البلاد حتى بلغوا إفرنجة وحتى اقتحمت عامة الأندلس.
توسع في النكاح: زاد في التسرّي واتخاذ المحظيات (عبّاد 245:1).
توسع: عاش في رفاهة vine dans l'abondance أي في بذخ ورتع (محمد بن الحارث 227): رزقتني رزقاً واسعاً
وتوسعتُ به (به هنا تعني بواسطته)؛ وهناك أيضاً توسع في (أخبار 122): وقال أد بالعقد عن نفسك وعن قومك وتوسع في الباقي أي تفسح فيها وأكثرها. واسم المصدر: توسعاً أي بذخاً (معجم الجغرافيا).
توسع على: أجزل العطاء عليه، بما هو يحتاجه (البيان 178:1).
توسع في: اظهر نفسه أقل تشدداً في nontrer peu exigeant surse ( المقدمة 16:405:2 و 17).
اتسع: اشغل فضاء كبيراً، ضد تضيّق (معجم البلاذري).
اتسع: كان في خفض العيش (معجم البلاذري ومعجم مسلم): اتسع في: كان لديه ما يكفي من المال للدفع (معجم الطرائف): فيتسع أمير المؤمنين في نفقة البناء أي إن اسم المصدر هنا يفيد الرخاء والسعة (ابن جبير 18:209 و 2:288).
اتسع: أثرى، ازداد، نما (معجم الطرائف، النويري مصر م مخطوط 19 B: 24) .
اتسعت أمواله؛ وفي (المقري 16:25:2): يا أبا بكر لتعلم أنّا اليوم في خمول وضيق لا يتسع لنا معها .. ) وينبغي أن تفهم من هذه الجملة أن هناك كلمة ضمنية هي الحال أو الأمر.
اتسع: حسّن، زيّن (اللغة) (بقطر).
اتسع ب وفي: امتلك بوفرة (معجم الجغرافيا) (معجم الطرائف): اتسعوا في الزاد والعلوقة (ابن جبير 1:329): لأنهم متسعون في الملابس الفاخرة والمراكب الفارهة.
اتسع ل: كان كافياً ل (معجم الجغرافيا).
اتسع ل: كان ممكناً (هذا ما جاء عند - فريتاج - في 1 و2) (محمد بن الحارث 271): لا أعرف لذلك وجهاً من الوجوه يتسع لهم فيه القول ويقوم لهم به العذر إلا وجهاً واحداً.
استوسع الناس في غراسه: أكثروا من إنباته (المقري 14:305:1) استوسع في اتخاذهن (أي اتخذ كثيراً من النساء) (عباد 8:245:1).
وَسُِع: بالضمة والكسرة أيضاً سعة؛ من وسع: بُرحِب، بسَعة (بقطر).
وسع: مسافة الموضع وفق خط الاستواء بالدرجات ومجازاً الامتداد والسعة واصطلاحاً: فسحة Liberté d'action ( بقطر).
وسع: سعة، حَمل، نقلهُ ومقدارهُ (بقطر).
وسع: اتساع (بقطر).
وسع: مال رأس مال، ومجازاً: وفرة (بقطر).
وسع لغة: مقدار ما فيها من غنى وتنوع (بقطر).
استنفد وسعه: بذل ما في مستطاعه (النويري أسبانيا 452): وبذل كل من الطائفتين جهده واستنفد وسعه (عبد الواحد 3:110).
وسع: باحة المنزل (ألف ليلة 3:224:3): ثم نزل به في وسع بيت أمه. أما في نسخة (برسل) فالكلمة كانت: وسعة.
وُسْعة = اتساع (محيط المحيط).
وسع: سهولة commodite ( بقطر).
وسعة: سهل، أرض منبسطة Place إذا وردت الكلمة بالضم (بقطر، همبرت 170).
وسعة: ساحة، محل عام محاط بالأبنية (إذا وردت الكلمة بالفتحة) (بقطر وصف مصر 18: القسم الثاني 137).
وسعة: باحة منزل (ألف ليلة برسل 373:9). وقد وردت الكلمة في (ماكني): وسع.
سَِعَة هي سَعة: في (بقطر) في مادة ampleur.
أنت في سعة أن: أنت حرّ في، وعلى سبيل المثال، أن تتزوجي مَنْ شئت أي (مَنْ يتراءى
لك مناسباً) (دي ساس كرست 4:365، محمد بن الحارث 239): لم أجدني في سعة من قبول شهادتك (لم أجد نفسي حراً في قبول شهادتك). سعة حلمه: سماحه ورحمته (كليلة ودمنة 4:264) سعة علمه: حكمته البالغة (4:265).
سعة صدر: شهامة، مروءة magnanimité ( بقطر).
سعة لغة: كثرة كلمات لغة سعتهُا واتساعها وغناها richesse d'une Langue ( بقطر).
سعة: سهولة في اتخاذ الأساليب والتعّود عليها (بقطر).
له في الأدب باعٌ وساعٌ: أي ضليع وذو اطلاع كبير (عبّاد 7:63:2).
وسيع المال: غني (بقطر).
وكل ذلك واسع: (وكل ذلك مفوض لرأي كل واحد) (ابن جبير 14:179) (= ابن بطوطة 400:1).
واسع: غزير، يستطيع أن يرفد المزيد من المواضيع والمواد؛ وكذلك غنى وخصب الأفكار والآراء .. الخ؛ لغة واسعة أي غنية (بقطر).
واسع الصدر: شهم، كريم النفس magnanime ( بقطر).
يد واسعة: رخاء، خصب، وفرة abandance ( معجم الجغرافيا). وفيه تجد صيغة أفعل التفضيل: أطيب البلدان ما كان اليد فيه أوسع.
أوسع: أرحب، أطرافها أكثر بُعداً (دي ساسي كرست): أوسع أهل زمانه شراً، وأوسعهم خديعة ومكراً.
أوسع: أنظر واسع.
توسَّع: أنظر توسَّعَ.
موسَّع: براحة، على مهل (بوسويه، الحلل 47): للدخول إلى هذه المدينة ليس هناك سوى طريقتين؛ فطريق أوسع ما فيه أن يمشي الفارس عليه وحده موسعاً وأضيقه أن ينزل عن فرسه خوفاً من سقوطه (الكلمة التي وردت في المخطوطة كانت موشعاً وهذا خطأ ظاهر).
موسعة: قضيب بي حمالين، يحمل كل واحدٍ طرفاً على كتفه (المقري 18:626:2 و20).
اتساع: في (محيط المحيط): ( .. وعند الأطباء أن تتسع العصبة المجوفة مع سعة الحدقة وقيل فيه غير ذلك).
اتساع: في (محيط المحيط): (الاتــساع في الظرف أن يقدّر معه في فينَصبَ نصب المفعول به أو يضاف إليه إضافة بمعنى اللام كما في مالك يوم الدين).
وسع
وسَعَ/ وسَعَ في يوسَع، وَسْعًا، فهو واسع، والمفعول موسوع
• وسَعَ اللهُ عليه رِزقَه/ وسَعَ اللهُ في رزقه: بَسَطه وكثّره وأغناه "وسَع اللهُ عليه العقلَ والعافيةَ". 

وسُعَ يوسُع، وَساعةً، فهو وَسيع
• وَسُعَ المكانُ: رَحُب، عكسه ضاق "وَسُع البيتُ/ عقلُه". 

وسِعَ/ وسِعَ على/ وسِعَ لـ يَسَع، سَعْ، سَعَةً وسِعَةً، فهو واسع، والمفعول مَوْسوع (للمتعدِّي)
• وسِعَ الشَّيءُ ونحوُه: وسُع، رحُب، عكسه ضاق "وَسِع المكانُ لكلِّ المتفرِّجين- لا تكاد الدُّنيا تَسعُه من الفرح".
• وسِعَت الحُجْرَةُ الزَّائرين/ وسِعَت الحُجْرَةُ للزَّائرين: احتوتهم بلا ضيق، اتسعت لهم "يَسَعُ الملعب الرِّياضيّ ثلاثين ألف مقعد- {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} ".
• وسِعَت رحمةُ الله كلَّ شيءٍ/ وَسِعَت رحمةُ الله على كلّ شيءٍ/ وَسِعت رحمةُ الله لكل شيء: احتوت، أحاطت به ولم تَضِقْ عنه " {وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} - {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} ".
• وسِعَهُ أن يفعل كذا: أمكنه "لا يَسَعُني إلاّ أن أنوِّه بمركزه العلميّ" ° لا يَسَعُني ذلك الأمر: ما أطيقه- ما أسع ذلك/ لا أسع ذلك: أي ما أطيقه.
• وَسِعَ المالُ الدَّينَ: كَثُر حتّى وَفَى بجميعه. 

أوسعَ/ أوسعَ في يُوسع، إيساعًا، فهو مُوسِع، والمفعول مُوسَع (للمتعدِّي)
• أوسع فلانٌ: كَثُر مالُه وصار ذا يُسرٍ وغنًى " {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} ".
• أوسع فلانٌ الشَّيءَ:
1 - صيَّره واسعًا "أوسعت الحكومةُ شوارعَ العاصمة".
2 - جعله يَسَعهُ "اللّهم أوسعنا رحمتَك: اجعلها تَسَعُنا- موسَع ضَرْبًا: مُشبَع" ° أوسع خُطاه: زاد من سُرعة سيره، عجّل، أسرع فيه- أوسعه شتمًا: انهال عليه بالكلام القبيح، أمطره وابلاً من الشَّتائم والسِّباب- أوسعه ضربًا: ضربه ضربًا كثيرًا مُبرِّحًا.
• أوسع اللهُ عليه رزقَه/ أوسع اللهُ في رزقه: وسَعه، أغناه، بَسَطَهُ وكثّرهُ. 

اتَّسعَ/ اتَّسعَ لـ يتَّسع، اتِّساعًا، فهو مُتَّسِع، والمفعول مُتَّسَع له
• اتَّسع الشَّيءُ: مُطاوع وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ: رَحُب وامتدّ وطال، ضدّ ضاق "اتَّسع الميدانُ: ازدادت مساحته- اتَّسع صدرُه للنّقاش والحوار" ° لم يجد متَّسعًا من الوقت: لم يجد الوقت الكافي- ما لي من ذلك متَّسع: مندوحة ومذهب.
• اتَّسع الشَّيءُ لكذا:
1 - وَسِع، كان واسعًا بما فيه الكفاية واللُّزوم "بكل ما تتَّسع له الكلمة من معنى".
2 - كان صالحًا لإقامة مؤقّتة أو للسّكن "مدرسة تتَّسع لخمسين تلميذًا- اتَّسعت القاعةُ لألف متفرِّج".
3 - استوعب حُمولةً "سفينة تتَّسع لألف برميل زيت". 

استوسعَ يستوسع، استيساعًا، فهو مُستوسِع، والمفعول

مُستوسَع (للمتعدِّي)
• استوسع الشَّيءُ: مُطاوع وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ: صار واسعًا.
• استوسع الرَّجلُ: اتَّسعت حاله.
• استوسع الشَّيءَ: وَجَده واسعًا، طلبه واسِعًا. 

توسَّعَ/ توسَّعَ في يتوسَّع، توسُّعًا، فهو مُتوسِّع، والمفعول مُتوسَّع فيه
• توسَّع الشَّيءُ: اتّسع وامتدّ، كان واسعًا "يحظر القانون الدَّوليّ توسّع بلد على حساب بلد آخر".
• توسَّع القومُ في المجلس: تفسَّحوا فيه.
• توسَّع الشَّخصُ في العطاء: أكثر منه "فلان يتوسَّع في التَّبرّع للفقراء والمحتاجين".
• توسَّعَ في البحث: تعمَّق، أسهب فيه وعرضه بصورة مفصَّلة "توسَّع الباحثُ في موضوعه- توسَّع في عمله". 

وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ يوسِّع، توسيعًا وتوسِعَةً، فهو مُوسِّع، والمفعول مُوسَّع (للمتعدِّي)
• وسَّع بين أشجار: باعد بينها.
• وسَّع الشَّيءَ:
1 - صيَّرهُ واسعًا، كبَّرهُ، خلاف ضيَّقه "وسَّع بيتَهُ- وسَّعت الحكومةُ الطَّريقَ: عرّضته" ° وسَّع دائرة معارفه: زادها وأنماها.
2 - أطاله، بَسَطه، مَدّه، أفاضه "وَسَّع حُدودًا/ أراضيه- وسَّع ثروته: زادها- بيان مُوَسَّع: مُفَصَّل" ° وسَّع صلاحيته: زاد في مداها، مَدَّ، بَسَط.
• وسَّع اللهُ عليه رزقَه/ وسَّع اللهُ عليه/ وسَّع اللهُ في رزقه/ وسَّع اللهُ له في رزقه: أوسع؛ أغناه، بسَطه وكثّره "اللهمَّ اغفر لي ذنبي ووسِّع لي في داري وبارك لي في رزْقي". 

اتّساع [مفرد]:
1 - مصدر اتَّسعَ/ اتَّسعَ لـ ° اتّساع الأمر لأكثر من وجه: احتماله عدَّة تأويــلات.
2 - سَعَة "اتّساع إناء".
3 - انتشار، ازدهار ونموّ "أخذت التِّجارة في الاتــساع".
4 - تضخُّم، تمدُّد، زيادة حجم ناتجة من مرض "اتّساع القلب/ المعدة". 

توسُّع [مفرد]: ج توسُّعات (لغير المصدر):
1 - مصدر توسَّعَ/ توسَّعَ في.
2 - اتِّساع، نموّ وازدهار "أخذت التجارة في التّوسُّع- توسُّع حربيّ/ معماريّ".
3 - نزعة إلى مَدّ النفوذ والسَّيطرة على مجالات أوسع "سياسة التوسُّع في الإنتاج- توسُّعات استعماريَّة".
4 - استعمال اللَّفظ للدَّلالة على أكثر مما وُضع له.
5 - (طب) انفتاح، امتداد جزء من الجسم كعضو أو قناة فوق حجمها السَّوِيّ "توسُّع القصبات الهوائيَّة". 

تُوسُّعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تَوَسُّع.
2 - ما يهدف إلى التوسُّع ومَدّ النفوذ والسّيطرة "سياسة توسُّعيَّة".
3 - ما يَشْمل دلالة أوسع مِمّا وضع له "معنى توسُّعيّ". 

توسُّعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَوَسُّع: "أعمال/ سياسة توسُّعيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تَوَسُّع: نزعة تهدف إلى مدّ النّفوذ والسّيطرة على مناطق أو مجالاتٍ أوسع وأرحب "التوسُّعيَّة الإسرائيليَّة/ الشّيوعيَّة- توسُّعيَّة استيطانيَّة". 

تَوْسِعَة [مفرد]: ج تَوْسِعات (لغير المصدر):
1 - مصدر وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ.
2 - جعل الشَّيء واسعًا فسيحًا "قام بتوسِعَة المكان".
3 - مُهْلة "منَحه توسِعة لأداء دَيْنه".
4 - عكس تقتير. 

توسيع [مفرد]:
1 - مصدر وسَّعَ/ وسَّعَ على/ وسَّعَ في/ وسَّعَ لـ.
2 - (طب) عمليّة كحت الرَّحِم. 

سَعَة/ سِعَة [مفرد]:
1 - مصدر وسِعَ/ وسِعَ على/ وسِعَ لـ.
2 - غِنًى ورفاهية "هو في سَعَة من العيش- {وَلَمْ يُؤْتَ سِعَةً مِنَ الْمَالِ} [ق]- {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}: كثرة ووفرة".
3 - طاقة وقُدْرة وقوة "ذاكر على قدر سَعَته- سعة الموجة في الإذاعة- سعة الذبذبة" ° سَعَة الصَّدر: التّسامح والحِلْم- على الرَّحْب والسَّعَة: أهلاً وسهلاً، بكلِّ التِّرحاب والارتياح.
4 - كمِّيَّة يستوعبها وعاء "سِعة الإناء".
5 - حُمُولة، حجم "سِعة المركب/ السَّفينة".
• السَّعة الكهربائيَّة: (فز) معدَّل الشُّحنات الكهربائيَّة إلى الشُّحنات الكامنة في موصِّل معزول.
• سَعَة أسطوانة: سعة تكعيبيّة لأسطوانات محرِّك انفجاريّ. 

مُتَّسَع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اتَّسعَ/ اتَّسعَ لـ.
2 - فسحة، فضاء واسع "أمام داره مُتَّسع من الأرض".
3 - مكان "ليس لديه متّسع من الوقت" ° ما لي عن ذلك مُتَّسع: مصرف. 

مَوْسوعة [مفرد]: دائرة معارف؛ كتاب يجمع معلومات في كلّ ميادين المعرفة والفنون، أو فى ميدان منها، تُعرض المواد فيه مرتَّبة ترتيبًا هجائيًّا أو بحسب الموضوعات "المَوْسوعة الإسلاميَّة/ الفلسطينيّة/ الطِّبِّيَّة". 

مَوْسوعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَوْسوعة: "معلومات موسوعيَّة".
2 - عالم جليل ذو معارف واسعة "الجاحظ مؤلِّف موسوعيّ- عقله موسوعيّ". 

واسع [مفرد]: اسم فاعل من وسِعَ/ وسِعَ على/ وسِعَ لـ ووسَعَ/ وسَعَ في ° تدخُّل واسع النِّطاق: كبير- واسع الأرجاء: فسيح- واسع الأفق: رحب الأفق، كثير الاطلاع والمعرفة، متحرر، منفتح الذهن- واسع الباع: كريم، سَخيّ، جواد- واسع الحيلة: خبيث، بارع في الخروج من المآزق، ماهر في تدبُّر أموره- واسع الذِّراع: مقتدر- واسع الصَّدر: صبور، جلود- واسع الضَّمير: غير شريف، يحلِّل ضميريًّا ما لا ينبغي تحليله، ليس عنده حرص وجدانيّ- واسع الكفّ: كريم- واسع المعرفة: له معرفة نظاميّة واسعة- واسع النِّطاق/ على نطاق واسع: منتشر.
• الواسع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي وسِع وجودُه جميعَ الأوقات، ووسِع علمُه جميعَ المعلومات، ووسِعت قدرتُه جميعَ المقدورات، ووسِع سمعُه جميعَ المسموعات، ووسع رزقُه جميعَ خلقه " {وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ". 

وَساعة [مفرد]: مصدر وسُعَ. 

وَسْع [مفرد]: مصدر وسَعَ/ وسَعَ في. 

وُسْع/ وِسْع [مفرد]:
1 - طاقة، قُدْرة، قوَّة "في وسْعِه أن يساعد صديقَه- {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلاَّ وِسْعَهَا} [ق]- {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا} " ° بذَل ما في وُسْعَه: ما في طاقته وقدرته- لا يدَّخر وُسْعًا: يفعل أقصى ما يقدر عليه.
2 - (فز) كمِّيَّة كهربائيَّة لازمة لرفع جُهْد موصِّل أو مكثِّف كهربيّ بمقدار الوَحْدَة.
• الوُسْع الحيويّ: (طب) حجم الهواء الممكن زَفْره بعد شهيق كامل. 

وَسيع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وسُعَ.
• الوسيع من السَّير: المتّسِع. 
و س ع

وسع المكان وغيره سعةً واتسع وتوسع واستوسع. قال النابغة:

تسع البلاد إذا أتيتك زائراً ... وإذا هجرتك ضاق عنّي مقعدي

ولي في هذا المكان متّسع. وأوسعت الموضع: وجدته واسعاً. يقال: " أوسعت فابنِ ". وفرس وساعٌ ووسيعٌ: واسع الخطو، وقد وسع وساعة. ووسع الرجل المكان، ووسعه المكان.

ومن المجاز: إنه ليسعني ما يسعك، ولا يسعني شيء ويضيق عنك، ولا يسعك أن تفعل كذا. ووسّع الله عليه العيش وأوسعه. وأوسع الرجل واستوسع: اتسعت حاله. وهو في عيش واسع " والله واسع "، ووسعت رحمته كل شيء، ولا تكلف نفسٌ إلا ما تسع. قال الأخطل:

ولا تكلّف نفسٌ فوق ما تسع

ووسع القوم عطاء فلان.

وسع

1 وَسِعَ الإِنَآءُ المَتَاعَ [The vessel was sufficient in its capacity or dimensions, or sufficiently capacious, or large, for the goods]; and المَكَانُ القَوْمَ [the place for the company of men]. (Msb.) لَا يَسَعُكَ ان تَفْعَلَ كَذَا It is not in thy power, or proper for thee, (MA,) or allowable for thee, (Mgh, Msb,) to do such a thing. (MA, Mgh, Msb.) b2: وَسَعَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ, aor. ـْ and ↓ أَوْسَعَهُ, and ↓ وَسَّعَهُ; He (God) made his means of subsistence ample and abundant. (Msb.) 2 وَسَّعَ He made wide, broad, spacious, roomy, or ample. b2: وَسَّعَ لَهُ فِى المَجْلِسِ He made room, or ample space, for him in the sitting-place. (S, art. فسح.) b3: [And so] فِى المَجْلِسِ ↓ تَوَاسَّعُوا They made room, or ample space, [one for another,] in the sitting-place. (S, art. فسح.) b4: وَسَّعَ عَلَيْهِ, for وَسَّعَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ, He (God) amplified, enlarged, or made ample or plentiful, his means of subsistence; contr. of ضَيَّقَ. b5: See 1, and 4.4 أَوْسَعَهُ الشَّىْءَ [He made, or rendered, the thing ample, or free from straitness, to him;] he made the thing sufficient for him; syn. جَعَلَهُ يَسَعُهُ: (TA:) [he gave him sufficiently of the thing; or largely thereof.] b2: اَللّٰهُمَّ أَوْسِعْنَا رَحْمَتَكَ O God, make thy mercy sufficient for us; syn. اِجْعَلْهَا تَسَعُنَا. (TA.) b3: أَوْسَعَهُ أَمْرَهُ [He made, or rendered, his state, or case, or affair, ample, or free from straitness, to him]. (S, art. فرش.) See فَرَشَهُ. b4: أَوْسَعُوا لِلرَّجُلِ They made room, or ample space, for the man, in a place of standing or of sitting. (Msb, voce فَرَجَ.) b5: أَوْسَعَ عَلَيْهِ, (S, K.) and ↓ وَسَّعَ, (K,) He (God) enriched him; or rendered him free from want. (S, K.) b6: See 1.5 تَوَسَّعَ [He became, or made himself, ample, or abundant, in his circumstances; or in his means of subsistence; for توسّع فِى عَيْشِهِ;] i. q. تَرَفَّغَ. (S, in art. رفغ.) b2: تَوَسَّعَ He took a wide, an ample, or a large, range, فِى أَمْرٍ, in an affair. b3: تَوَسَّعَ فِى السَّخَآءِ (assumed tropical:) [He took a wide, or an ample range, or was profuse, in bounty, or munificence]. (S, K, in art. خرق.) b4: It expanded itself, spread out, dilated, widened. b5: He expatiated. One says, توسّع فِى الدَّارِ, and لَهُ سَاحَةٌ يتوسّع فِيهَا. (TA, voce تركّح.) b6: He strode, in walking. b7: تَوَسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أَطْلَقُوهُ عَلَى كَذَا They extended its (a word's) signification, or amplified in respect of it, or rather, took an extended range in using it, so that they applied it to such a thing. (The lexicons, &c., passim.) b8: تَوَسَّعَ: see تَبَقَّرَ.8 اِتَّسَعَ It (a man's state, or condition, &c.) became free from straitness, or unstraitened. b2: اِتَّسَعَ عَيْشُهُ [His means, or circumstances, of life became ample, or plentiful]. (Msb, art. نعم.) b3: اِتَّسَعَ It widened, became wide, dilated, or expanded. b4: اِتَّسَعَ بَطْنُهُ His belly became wide, or distended. b5: اِتَّسَعَ لِأَمْرٍ He was capable of doing a thing. An instance occurs in the TA, voce أَوْهَبَ. b6: اِتِّسَاعُ البِئْرِ i. q.

جِرَابُهَا [The interior of the well]. (K, art. جرب.) See also 5, in art. عقد. b7: اِتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ The hole was wide to the pitcher: see خَرْقٌ. b8: اِتِّسَاعٌ Extension of the signification of a word or phrase: an amplification. (The lexicons, &c., passim.) سَعَةٌ Width; breadth; extent, or space, from side to side. See سَدِيلٌ. b2: سَعَةٌ العَيْشِ Ampleness of the means, or circumstances, of life; an unstraitened, or a plentiful, state of life. b3: سَعَةٌ [Ample scope for action, &c.: and a state in which is ample scope for action, &c.: see نَفَسٌ, and مِعْرَاضٌ:] richness, or wealthiness, or competence: and capacity, or power, or ability: (S, K:) and plentifulness and [consequently] easiness of life. (TA.) b4: سَعَةُ الصَّدْرِ i. q.

سَعَةُ الخُلُقِ. (Har, p. 194.) b5: لَكَ عَنْهُ سَعَةٌ: see رُدْحَةٌ. b6: يَجُوزُ فِى السَّعَةِ It is allowable absolutely, in other cases than those of poetical necessity. (IbrD.) وَسَاعٌ A horse wide in step: (S, K:) or i. q. جَوَادٌ. (K.) وَسِيعٌ

, pl. وِسَاعٌ: see أَرِيضء in art. أرض.

عَيْشٌ وَاسِعٌ A life ample in its means or circumstances; unstraitened, or plentiful. b2: وَاسِعٌ Having power, or ability: (Bd, iv. 129:) or rather, having ample power or ability; powerful. See Ham, p. 609. b3: نَفْسٌ وَاسِعٌ: see رَابِطٌ. b4: خُلُقٌ وَاسِعٌ (assumed tropical:) A large, or liberal, disposition: see بَارِجٌ. b5: وَاسِعُ الخُلُقِ (tropical:) Large, or liberal, in disposition. b6: وَاسِعُ الصَّدْرِ: see مَجَمٌّ. b7: وَاسِعُ الجَرْىِ (S voce سَهْبٌ, applied to a horse,) Widestepping [in running]. (So expl. in the PS.) أَوْسَعُ Wider, or widest: see 3 in art. خلط.

مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ Amply, or abundantly, provided with the means of subsistence.

مُتَّسَعٌ Width; extent; ampleness of space, and of quantity: properly a place of width, or spaciousness. See نُفْسَةٌ and مَبْسَطٌ.

وسع: في أَسْمائِه سبحانه وتعالى الواسِعُ: هو الذي وَسِعَ رِزْقُه جميعَ

خَلْقِه ووَسِعتْ رحمتُه كل شيء وغِناه كل فَقْرٍ. وقال ابن الأَنباري:

الواسع من أَسماءِ الله الكثيرُ العطاءِ الذي يَسَعُ لما يُسْأَلُ، قال:

وهذا قول أَبي عبيدة. ويقال: الواسِعُ المُحِيطُ بكل شيء من قوله وَسِعَ كل

شيءٍ عِلْماً؛ وقال:

أُعْطِيهِمُ الجَهْدَ مِني بَلْهَ ما أَسَعُ

معناه فَدَعْ ما أُحِيطُ به وأَقْدِر عليه، المعنى أُعطيهم ما لا أَجده

إِلاَّ بالجَهْدِ فَدَعْ ما أُحيطُ به. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى:

فأَينما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجهُ الله إِنّ الله واسِع عليم؛ يقول: أَينما

تولوا فاقصدوا وجه الله تَيَمُّمكم القِبْلة، إِن الله واسع عليم، يدل على

أَنه تَوْسِعةٌ على الناسِ في شيء رَخَّصَ لهم؛ قال الأَزهري: أَراد

التحري عند إِشْكالِ القبلة.

والسعة: نقبض الضِّيق، وقد وَسِعَه يَسَعُه ويَسِعُه سَعةً، وهي قليلة،

أَعني فَعِيلَ يَفْعِلُ وإِنما فتحها حرف الحلق، ولو كانت يَفْعَلُ ثبتت

الواو وصحت إِلاَّ بحسَب ياجَلُ. ووسُع، بالضم، وساعةً، فهو وَسِيعٌ.

وشيءٌ وَسِيعٌ وأَسِيعٌ: واسِعٌ. وقوله تعالى: للذين أَحسنوا في هذه الدنيا

حسَنةٌ وأَرْضُ اللهِ واسعةٌ؛ قال الزجاج: إِنما ذُكِرَتْ سَعةُ الأَرضِ

ههنا لمن كان مع من يعبد الأَصنام فأَمِرَ بالهجرة عن البلَد الذي يُكره

فيه على عِبادَتِها كما قال تعالى: أَلم تكن أَرضُ اللهِ واسِعةً

فتُهاجِرُوا فيها؛ وقد جرى ذِكْرُ الأَوْثانِ في قوله: وجعل لله أَنداداً ليُضِلَّ

عن سبيلِه. واتَّسَعَ: كَوَسِعَ. وسمع الكسائي: الطريق ياتَسِعُ،

أَرادوا يَوْتَسِعُ فأَبدلوا الواو أَلفاً طلباً للخفة كما قالوا ياجَلُ ونحوه،

ويَتَّسِعُ أَكثرُ وأَقْيَسُ. واسْتَوْسَعَ الشيءَ: وجده واسِعاً وطلبَه

واسِعاً، وأَوْسَعَه ووَسَّعَه: صيَّره واسعاً. وقوله تعالى: والسماءَ

بنيناها بأَيد وإِنا لَمُوسِعُون؛ أَراد جعلنا بينها وبين الأَرض سَعةً،

جعل أَوْسَعَ بمعنى وَسَّعَ، وقيل: أَوْسَعَ الرجلُ صار ذا سَعةٍ وغِنًى،

وقوله: وإنا لموسعون أَي أَغنِياءُ قادِرون. ويقال: أَوْسَعَ الله عليك

أَي أَغناكَ. ورجل مُوسِعٌ: وهو المَلِيءُ. وتَوَسَّعُوا في المجلس أَي

تَفَسَّحُوا. والسَّعةُ: الغِنى والرفاهِيةُ، على المثل. ووَسِعَ ع عليه

يَسَعُ سَعةً ووَسَّعَ، كلاهما: رَفَّهَه وأَغناه. وفي النوادر: اللهم سَعْ

عليه أَي وسِّعْ عليه. ورجل مُوَسَّعٌ عليه الدنيا: مُتَّسعُ له فيها.

وأَوْسَعَه الشيءَ: جعله يَسَعُه؛ قال امرؤ القيس:

فَتُوسِعُ أَهْلَها أَقِطاً وسَمْناً،

وحَسْبُك من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ

وقال ثعلب: قيل لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليْكِ؟ فقالت: التي

تأْكل لَمّاً،وتُوسِعُ الحيَّ ذمّاً. وفي الدعاء: اللهم أَوْسِعْنا

رَحْمَتَكَ أَي اجعلها تَسَعُنا. ويقال: ما أَسَعُ ذلك أَي ما أُطِيقُه، ولا

يَسَعُني هذا الأَمر مثله. ويقال: هل تَسَعُ ذلك أَي هل تُطِيقُه؟ والوُسْعُ

والوُسْعُ والسَّعةُ: الجِدةُ والطاقةُ، وقيل: هو قَدْرُ جِدةِ الرجل

وقَدْرُه ذاتُ اليد. وفي الحديث: إِنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأَموالكم

فَسَعُوهم بأَخْلاقِكم، أَي لا تَتَّسِعُ أَمْوالُكم لعَطائِهم فوَسِّعُوا

أَخْلاقَكم لِصُحْبتهم. وفي حديث آخر قاله، صلى الله عليه وسلم: إِنكم لا

تَسَعُونَ الناسَ بأَموالِكم فلْيَسَعْهم منكم بَسْطُ الوجه. وقد أَوْسَعَ

الرجلُ: كثُرَ مالُه. وفي التنزيل: على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ

قَدَرُه. وقال تعالى: ليُنفِقْ ذُو سَعةٍ من سَعَتِه؛ أَي على قدر سعته،

والهاء عوض من الواو. ويقال: إِنه لفي سَعةٍ من عَيْشِه. والسَّعةُ:

أَصلها وُسْعة فحذفت الواو ونقصت. ويقال: لِيَسَعْكَ بيتُك، معناه القَرارُ.

ويقال: هذا الكَيْلُ يَسَعُ ثلاثةَ أَمْناء، وهذا الوِعاءُ يَسَعُ عشرين

كيْلاً، وهذا الوعاء يسعه عشرون كيلاً، على مثال قولك: أَنا أَسعُ هذا

الأَمْرَ، وهذا الأَمْرُ يَسَعُني، والأَصل في هذا أَن تدخل في وعلى ولام

لأَنَّ قولك هذا الوعاء يَسَعُ عشرين كيلاً أَي يتسع لذلك، ومثله: هذا

الخُفُّ يَسَعُ رجلي أَي يَسَعُ لرجلي أَي يَتَّسِعُ لها وعليها. وتقول: هذا

الوِعاءُ يَسَعُه عشرون كيلاً، معناه يسع فيه عشرون كيلاً أَي يَتَّسِعُ

فيه عشرون كيلاً، والأَصل في هذه المسأَلة أَن يكون بِصفة، غير أَنهم

يَنْزِعُون الصفات من أَشياءَ كثيرة حتى يتصل الفعل إِلى ما يليه ويُفْضِيَ

إِليه كأَنه مَفْعول به، كقولك: كِلْتُكَ واسْتَجَبْتك ومَكَّنْتُكَ أَي

كِلْتُ لك واستجبت لك ومكنت لك. ويقال: وسِعَتْ رحْمتُهُ كلَّ شيء ولكلِّ شيء

وعلى كلِّ شيء؛ قال الله عز وجل: وَسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرضَ،

أَي اتَّسَعَ لها. ووَسِعَ الشيءَ الشيءَ: لم يَضِقْ عنه. ويقال: لا

يَسَعُني شيء ويَضِيقَ عنك أَي وأَن يَضِيقَ عنك؛ يقول: متى وَسِعَني شيءٌ

وَسِعَكَ. ويقال: إِنه لَيَسَعُني ما وَسِعَك. والتوْسِيعُ: خلاف

التضْيِيقِ. ووسَّعْتُ البيتَ وغيره فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ.

ووَسُعَ الفرسُ، بالضم، سَعةً ووَساعةً، وهو وَساعٌ: اتَّسَعَ في السير.

وفرس وَساعٌ إِذا كان جَواداً ذا سَعةٍ في خَطْوِه وذَرْعِه. وناقةٌ

وَساعٌ: واسِعةُ الخَلْق؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالقَتْـ

ـتِ، وإِيضاعُها القَعُودَ الوَساعا

القَعُودُ من الإِبل: ما اقْتُعِد فَرُكِبَ. وفي حديث جابر: فضرب رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، عَجُزَ جَملي وكان فيه قِطافٌ فانطلق أَوْسَعَ

جملٍ رَكِبْتُه قَطُّ أَي أَعْجَلَ جمَلٍ سَيْراً. يقال: جمل وَساعٌ،

بالفتح، أَي واسع الخَطْو سَرِيعُ السيْر. وفي حديث هشام يصف ناقة: إِنها

لمِيساعٌ أَي واسعة الخَطْو، وهو مِفْعالٌ، بالكسر، منه. وسَيْرٌ وَسِيعٌ

ووَساعٌ: مُتَّسِعٌ. واتَّسَعَ النهارُ وغيره: امْتَدَّ وطالَ. والوَساعُ:

الندْبُ لِسَعةِ خلقه.

وما لي عن ذاك مُتَّسَعٌ أَي مَصْرِفٌ.

وسَعْ: زجْرٌ للإِبل كأَنهم قالوا: سَعْ يا جملُ في معنى اتَّسِعْ في

خَطْوكَ ومشيك.

واليَسَعُ: اسم نبيّ هذا إِن كان عربيّاً، قال الجوهري: يَسَعُ اسم من

أَسماءِ العجم وقد أُدخل عليه الأَلف واللام، وهما لا يدخلان على نظائره

نحو يَعْمَرَ ويَزيدَ ويَشْكُرَ إِلاَّ في ضرورة الشعر؛ وأَنشد الفرَّاءُ

لجرير:

وجَدْنا الوَلِيدَ بنَ اليَزِيدِ مُبارَكاً،

شدِيداً بأَعْباءِ الخِلافةِ كاهِلُهْ

وقرئَ: والْيَسَع واللَّيْسَع أَيضاً، بلامين. قال الأَزهري: ووَسِيعٌ

ماءٌ لبني سعْدٍ؛ وقال غيره: وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَانِ بين سَعْدٍ وبني

قُشَيْرٍ، وهما الدُّحْرُضانِ اللذان في شعر عَنْتَرةَ إِذ يقول:

شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ

وسع
السَّعَةُ تقال في الأمكنة، وفي الحال، وفي الفعل كالقدرة والجود ونحو ذلك. ففي المكان نحو قوله: إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ
[العنكبوت/ 56] ، أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً [النساء/ 97] ، وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ [الزمر/ 10] وفي الحال قوله تعالى: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ
[الطلاق/ 7] وقوله: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ
[البقرة/ 236] والوُسْعُ من القدرة: ما يفضل عن قدر المكلّف. قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها
[البقرة/ 286] تنبيها أنه يكلّف عبده دوين ما ينوء به قدرته، وقيل: معناه يكلّفه ما يثمر له السَّعَة. أي: جنّة عرضها السّموات والأرض كما قال: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة/ 185] وقوله: وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً
[الأعراف/ 89] فوصف له نحو: أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [الطلاق/ 12] وقوله: وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ
[البقرة/ 268] ، وَكانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً
[النساء/ 130] فعبارة عن سَعَةِ قدرته وعلمه ورحمته وإفضاله كقوله: وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً
[الأنعام/ 80] وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
[الأعراف/ 156] ، وقوله: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
[الذاريات/ 47] فإشارة إلى نحو قوله: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه/ 50] ووَسِعَ الشّيءُ: اتَّسَعَ. والوُسْعُ:
الجدةُ والطّاقةُ، ويقال: ينفق على قدر وُسْعِهِ.
وأَوْسَعَ فلانٌ: إذا كان له الغنى، وصار ذا سَعَةٍ، وفرس وَسَاعُ الخطوِ: شديد العدو.

لَتَتَ

(لَتَتَ)
(هـ) فِيهِ «فَما أبْقَى منِّي إلاَّ لِتَاتاً» اللِّتَاتُ: مَا فُتَّ مِنْ قُشُورِ الشَّجَرِ. كَأَنَّهُ قَالَ: مَا أبْقَى مِنِّي المَرض إلاَّ جِلْداً يابِساً كَقشْر الشَّجَرة. وَقَدْ ذَكر الشافعيُّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي بَابِ «التَّيَمُّم مَّما لَا يَجوز التَّيَمُّم بِهِ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ «فِي قَوْلِهِ تعالى: «أَفَرَأَيْتُمُ الــلَّاتَ وَالْعُزَّى» قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَلُتُّ السَّويَق لَهُمْ» يُريد أنَّ أصْلَه. الــلَّاتُّ بِالتَّشْدِيدِ؛ لأنَّ الصَّنَم سَمِّي بِاسْمِ الَّذِي كَانَ يَلُتُّ السَّويق عِنْدَ الْأَصْنَامِ: أَيْ يَخْلِطُه، فخُفّف وجُعل اسْماً للصَّنَم.
وَقِيلَ: إنَّ التَّاء فِي الأصْل مُخَفَّفَةٌ لِلتَّأْنِيثِ، وَلَيْسَ هذا بابها. 

حلأ 

[حلأ] ابن السكيت: حَلأْتُ له حلوءا، على فعول، إذا حككت له حجراً على حجر، ثم جعلت الحُكاكَةَ على كَفِّكَ، وصَدَّأْتَ به المِرْآةَ، ثمَّ كَحَلْتَه بها. والحُلاءَةُ بالضم على فُعالَة، مثل الحلوء. والحلاءة أيضا: قشرة الجلد التي يَقْشُرُها الدبَّاغُ مما يلي اللحم، تقول حَلأْتُ الجلد، إذا قشرته. وفى المثل: " حــلات حالئة عن كوعِها "، لأن المرأة الصَّنَاعَ، ربما استعجلت فقشرت كوعها. والتحلئ بالكسر: ما أفسده السِّكين من الجلد إذا قُشِرَ، تقول منه: حَلئَ الأَديمُ حَلأً بالتحريك، إذا صار فيه التحلئ. والحلا أيضا: العُقْبُولُ. وقد حَلِئَتْ شَفَتي، أي: بَثُرَتْ. أبو زيد: حَلأْتُه بالسوط حَلأً، إذا جلدته به، وحَلأْتُه بالسيف: ضربته به، وحَلأْتُه مائة دِرهم، إذا أعطيته. وحلأْتُ الإِبِل عن الماء تحْلِئَةً وتحليئاً، إذا طَرَدْتَها عنه، ومنعتها أن تَرِدَهُ، قال الشاعر : لحائم حام حتى لا حوام به * محلا عن سبيل الماء مطرود وكذلك غير الابل. قال امرؤ القيس:

كمشى الاتــان حلئت عن مناهل * ويقال: قد حــلات السويق. قال الفراء: قد همزوا ما ليس بمهموز، لانه من الحلواء.

سلل

س ل ل

سل السيف من غمده واستله وانسل منه، وسيف مسلول. وسل الشعرة من العجين فانسلت انسلالاً. وانسلّ من المضيق والزحام وتسلل. " رمتني بدائها وانسلت " وخلق الإنسان من سلالة من طين. وأسل من المغنم. وتقول: أهديت لك من مال حلال، من غير إسلال ولا إغلال. وفي بني فلان سلة: سرقة. قال:

فلسنا كمن كنتم تصيبون سلة ... فنقبل ضيماً أو نحكم قاضياً

واستل بكذا: ذهب به في خفية. أنشد ابن الأعرابي:

إذ بيتوا الحيّ فاستلوا بجاملهم ... ونحن يسعى صريخانا إلى الداعي

وجاء فلان انسلال السيل: لا يؤبه له. وهو سليله وهي سليلته. وسل فلان وبه سل وسلال، وقد سله الداء.

ومن المجاز: سل السخيمة من قلبه، والهدايا تسل السخائم، وتحل الشكائم. وهو سلالة طيبة. وخرجت سلة هذا الفرس على سائر الخيل وهي دفعته في جريه. واستل النهر جدول إذا انشق منه. قال ذو الرمة:

يستلها جدول كالسيف منصلت

وبرق ذو سلاسل، وبدت سلاسل البرق، وقد تسلسل البرق: استطال في خفقانه. وتسلسل فرند السيف، وسيف مسلسل. ورمل ذو سلاسل. وما أقوم سلاسل كتابه وهي سطوره. قال البعيث:

لمن طلل بالسدرتين كأنه ... كتاب زبور وحيه وسلاسله

وثوب مسلسل: رق من البلى، ولبسته حتى تسلسل. قال ذو الرمة:

قف العنس في أطلال مية فاسأل ... رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل
(سلل) : المَسْلُولة من الغَنَم: التي يَطُولُ فُوهاً، يُقال: في فِيها سَلَّةٌ.
سلل: {سلالة}: يعني آدم استل من طين، وقيل: من كل تربة والسلالة ما يسل عن الشيء القليل. {يتسللون}: يخرجون من الجماعة واحدا واحدا.

سلل


سَلَّ(n. ac. سَلّ)
a. Pulled, drew out.
b.(n. ac. سَلّ), Lost his teeth.
c. [pass.], Was consumptive.
أَسْلَلَa. see I (a)
تَسَلَّلَa. Withdrew; slipped, stole away.

إِنْسَلَلَa. see I (c)
& V.
إِسْتَلَلَa. see I (a)
& V.
سَلّ
(pl.
سِلَاْل)
a. Basket.
b. Toothless.

سَلَّة
(pl.
سِلَاْل)
a. Rush, dash.
b. Pilfering, theft, larceny.
c. Crack, crevice, chink.
d. Small basket.

سِلّ
سُلّ
3a. Consumption.

مِسْلَلَة
( pl.
reg. &
مَسَاْلِلُ)
a. Large needle; packing-needle.
b. Obelisk.

سَاْلِل
(pl.
سُلَّاْن)
a. Middle of a valley; torrent, water-course.

سُلَاْلa. see 3
سُلَاْلَةa. Posterity, offspring, children.
b. Extract, essence, quintessence. —

سَلِيْل
(pl.
سُلَّاْن)
a. Child, son; colt.
b. Marrow.
c. Pure wine.
d. see 21
سَلِيْلَة
(pl.
سَلَاْئِلُ)
a. Girl, daughter; filly.
b. Strip, slice of meat; fillet.
c. Handful of wool or cotton ( ready for
spinning ).
سَلَّاْلa. Basket-maker.

N. P.
سَلڤلَa. Consumptive, phthisical.

سَلْ
a. [ imp. of
سَأَلَ ] Ask!
س ل ل: (سَلَّ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ رَدَّ وَسَلَّ السَّيْفَ وَ (أَسَلَّهُ) بِمَعْنًى. وَ (سَلَّةُ) الْخُبْزِ مَعْرُوفَةٌ. وَ (الْمِسَلَّةُ) بِالْكَسْرِ الْإِبْرَةُ الْعَظِيمَةُ وَجَمْعُهَا (مَسَالُّ) . وَ (السَّلِيلُ) الْوَلَدُ وَالْأُنْثَى (سَلِيلَةٌ) . وَ (السُّلَالُ) بِالضَّمِّ السِّلُّ. يُقَالُ: (أَسَلَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ (مَسْلُولٌ) وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ. وَ (سُلَالَةُ) الشَّيْءِ مَا (اسْتُلَّ) مِنْهُ، وَالنُّطْفَةُ (سُلَالَةُ) الْإِنْسَانِ. وَ (انْسَلَّ) مِنْ بَيْنِهِمْ خَرَجَ وَ (تَسَلَّلَ) مِثْلُهُ. وَ (تَسَلْسَلَ) الْمَاءُ فِي الْحَلْقِ جَرَى. وَ (سَلْسَلَهُ) غَيْرُهُ صَبَّهُ فِيهِ.
وَمَاءٌ (سَلْسَلٌ) وَ (سَلْسَالٌ) وَ (سُلَاسِلٌ) بِالضَّمِّ سَهْلُ الدُّخُولِ فِي الْحَلْقِ لِعُذُوبَتِهِ وَصَفَائِهِ. وَقِيلَ: مَعْنَى (يَتَسَلْسَلُ) أَنَّهُ إِذَا جَرَى أَوْ ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ يَصِيرُ كَالسِّلْسِلَةِ. وَشَيْءٌ (مُسَلْسَلٌ) مُتَّصِلٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَمِنْهُ (سِلْسِلَةُ) الْحَدِيدِ. 
[سلل] نه: فيه: لا إغلال ولا "إسلال" هو السرقة الخفية، يقال: سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل وهى السلًة، وأسل أي صار ذا سلة وإذا أعان غيره عليه، ويقال: الإسلال الفارة الظاهرة، وقيل: سل السيوف. وفيه: "فانسللت" من بين يديه، أي مضيت وخرجت بتأن وتدريج. ن: ذهبت في خفية خافت وصول شىء من الدم إليه "فانسلت" أو تقذرت نفسها. ك: فكرهت أن أسنحه "فأنسل" بهمزة مفتوحة وفتح سين وتشديد لام، وروى: كرهت أن أقول فاستقبله - بالنصب، فانسل بالرفع، من قبل بكسر قاف وفتح موحدة أي من جهة رجلى السرير بالتثنية والإضافة. ومنه: "فانسل" الحوت من المكتال، لأنه أصابه من ماء عين الحياة الكائنة في أصل الصخرة. وح: "فانسللت" فأتيت الرجل فقلت فقال الرحل بحاء مهملة ساكنة أي الذي أوى إليها فقلت الذي فعلت من المجىء للرحل والاغتسال. وح: "لأسلنك" منهم، أي لا تلطف في تخليص نسبك بحيث لا يبقى جزء من نسبك فيما ناله الهجو كالشعر إذان العجين لا يبقى شىء منه بخلاف ما لو سل من شىء صلب فانه ربما انقطع وبقى منه بقية وهذا بأن أهجوهم بأفعالهم وبما يخص عادة لهم، قال عروة: أسب حسان، لأنه كان موافق أهل الإفك - ومر في الخاء بعضه. ط: ومنه: "فاستل" منه سواكا، أي انتزع السواك من الفراش بتأن. وح: "اسلل" سخيمة صدرى، أي اخراجها. ن: ابن "سلول" صوابه أن يكتب ابن بألف ويعرب بإعراب عبد الله فانه وصف ثان له وهى أمه فنسب إلى أبويه. ومنه: من "سل" سخيمته في طريق الناس. وح: مضجعة "كسل" شطبة، هو مصدر بمعنى المسلول أي ما سل من نشره، والشطبة السعفة الخضراء، وقيل: السيف. ك: هو بفتح ميم وسين وشدة لام مصدر بمعنى مسلول أو اسم مكان، وشطبة بفتح معجمة وسكون طاء، تريد أنه خفيف اللحم. نه: وفيه: "بسلالة" من ماء ثغب، أي ما استخرج من ماء الثغف وسل منه. وفيه: اللهم اسق عبد الرحمن من "سليل" الجنه، قيل هو الشراب البارد، وقيل: الخالص الصافي من القذى أو السكدر فهو بمعنى مسلول، ويروى: سلسال الجنة وسلسبيلها - وقد مر. وفيه: غبار ذيل المرأة الفاجرة يورث "السل" يريد أن من اتبع الفواجر وفجر ذهب ماله وافتقر، فشبه خفة المال وذهابه بخفة الجسم وذهابه إذا سل. غ: (من "سللة" من طين) سل من الأرض أو من منى آدم عليه السلام. و"السل" علة في الرئة.
سلل غلل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي صلح الْحُدَيْبِيَة حِين صَالح أهل مَكَّة وَكتب بَينه وَبينهمْ كتابا فَكتب فِيهِ أَن لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال وَأَن بَينهم عَيْبَة مَكْفُوفَة. قَالَ أَبُو عَمْرو: الْإِسْلَال السّرقَة يُقَال: فِي بني فلَان سلة - إِذا كَانُوا يسرقون. وَالْإِغْلَال: الْخِيَانَة وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: رَجُل مُغِلّ مُسِلّ - أَي صَاحب سلة وخيانة. وَمِنْه قَول شُرَيْح: لَيْسَ على الْمُسْتَعِير غير الْمغل ضَمَان وَلَا على الْمُسْتَوْدع غير الْمغل ضَمَان - يَعْنِي الخائن وَقَالَ النمر بن تولب يُعَاتب امْرَأَته جَمْرَة فِي شَيْء كرهه مِنْهَا فَقَالَ: [الطَّوِيل]

جزى اللَّه عَنَّا جَمْرَة ابْنَة نَوْفَل ... جَزَاء مُغِل بالأمانة كاذبِ

قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَأما قَول النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: ثَلَاث لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن. فَإِنَّهُ يروي: لَا يغل وَلَا يغل. فَمن قَالَ: يَغِل - بِالْفَتْح - فَإِنَّهُ يَجعله من الغِلّ وَهُوَ الحقد والضغن والشحناء وَمن قَالَ: يغل - بِضَم الْيَاء - جعله من الْخِيَانَة من الإغلال. وَأما الْغلُول فَإِنَّهُ من الْمغنم خَاصَّة يُقَال مِنْهُ: قد غَلّ يَغُلّ غُلولا وَلَا يرَاهُ من الأول وَلَا الثَّانِي وَمِمَّا يبين ذَلِك أَنه يُقَال من الْخِيَانَة: أغل يُغِلّ وَمن الغِل: غل يغل وَمن الْغلُول: غَلّ يَغُلّ - بِضَم الْغَيْن فَهَذِهِ الْوُجُوه مُخْتَلفَة قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَّغُلَّ} وَلم نسْمع أحدا قَرَأَهَا بِالْكَسْرِ وَقرأَهَا بَعضهم: يُغَلُّ فَمن قَرَأَهَا بِهَذَا الْوَجْه فَإِنَّهُ يحْتَمل مَعْنيين: [أَن يكون -] يُغَلّ يخان - يَعْنِي أَن يُؤْخَذ من غنيمته وَيكون يغل ينْسب إِلَيّ الْغلُول. وَقد قَالَ بعض الْمُحدثين: قَوْله: لَا إِغْلَال - أَرَادَ لبس الدروع ولَا إِسْلَال - أَرَادَ سل السيوف وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَا أعرف لَهُ وَجها. 
[سلل] سللت الشئ أسله سلا. يقال: سَلَلْتُ السيف واسْتَلَلْتُهُ بمعنىً. وأتيناهم عند السَلَّةِ، أي عند استلال السيوف. قال الراجز : هذا سلاح كامل وأله وذو غرارين سريع السله والسلة: السرقة. يقال: لي في بني فلان سَلَّةٌ. وفرسٌ شديدُ السَلَّةِ، وهي دَفْعَتُهُ في سِباقه. يقال: خرجَتْ سَلَّتَهُ على الخيل. وسلة الخبز معروفة. والسال: المسيل الضيق في الوادي، وجمعه سلان، مثل حائر وحوران. والمسلة بالكسر: واحدة المَسَالِّ، وهي الإبر العظام. وسلول: قبيلة من هوازن، وهم بنو مرة ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وسلول اسم أمهم نسبوا إليها، منهم عبد الله بن همام الشاعر السلولى. والسليل: الولد، والانثى سليلة. وقال :

سليلة أفراس تخللها بغل (*) قال الاصمعي: إذا وضعت الناقة فولدها ساعة تضعه سليل قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى. والسَليلُ: الوادي الواسعُ يُنْبِت السَلَمَ والسَمُرَ. يقال سَليلٌ من سَمُرٍ، كما يقال: غالٌّ من سَلَمٍ. قال زهير: كَأَنَّ عَيْني وقد سالَ السَليلُ بهم وجيرَةٌ ما هُمُ لو أنَّهم أمَمُ ويقال: سَليلَةٌ من شَعَرٍ، لِما اسْتُلَّ من ضريبته، وهو شئ ينفش منه ثم يُطْوى ويُدْمَجُ طِوالاً، طولُ كلِّ واحدة نحوٌ من ذراع، في غلظ أسلة الذراع، ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأة الشئ بعد الشئ فتغزله. والسلال، بالضم: السِلُّ. يقال: أَسَلَّه الله، فهو مَسْلولٌ، وهو من الشواذّ. وسلالة الشئ: ما استل منه. والنُطفة سُلالَةُ الإنسان. وأسَلَّ يُسِلُّ إسْلالاً، أي سرق. والإسْلالُ: الرِشْوَةُ والسرقةُ. وفي الحديث: " لا إغْلالَ ولا إسْلالَ " وهذا يحتمل الرشوة والسرقة جميعاً. وانْسَلَّ من بينهم، أي خرج، وفي المثل: " رَمتْني بدائها وانسلت ". وتسلل مثله. وتسلسل الماء في الحلق: جَرَى. وسَلْسَلْتُهُ أنا: صببته فيه. وماءٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالالدُخول في الحلْق، لعذوبته وصفائه. والسُلاسِلُ بالضم مثله. ويقال: معنى يَتَسَلْسَلُ، أنَّه إذا جرى أو ضربته الريحُ يصير كالسِلْسِلَةِ. قال أوس:

غديرٌ جرتْ في مَتْنِهِ الريحُ سلسل * وشئ مسلسل: متصل بعضه ببعض. ومنه سِلْسِلَةُ الحديد. وسلْسِلَةُ البرق: وما استطال منه في عَرْض السحاب. قال أبو عُبيد: السَلاسِلُ: رملٌ ينعقد بعضُه على بعض وينقاد.
سل: سَلْكَ الشعرَ من العَجِيْنِ. والانْسِلالُ: في مَعْنى المُضِي. والخُرُوْجُ من بَيْن ضيق. وسَلَلتُ السيْفَ فانْسَل.
والتسَلُّلُ: فِعْلُ جَماعَةٍ إذا انْسَلوا.
وفي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: " كمِسَل شَطْبَةٍ " وهو ما سُلَّ من شَطْبِ الجَرِيْدِ يُعْمَلُ منه الزبُلُ. ومَثَل: " رَمَتْني بدائها وانْسَلتْ " أي انْفَلَتَتْ وامَلَصَتْ.
والسلِيْلُ والسلِيْلَةُ: المُهْرُ والمُهْرَةُ. وسَلِيْلَة من شَعر: هي مِثْلُ الضرِيْبَةِ؛ تَسُل المَرْأةُ الشيْءَ بَعْدَ الشيْءِ ثُم تَغْزِلُه.
والسلِيْل: الماءُ الصافي كأنه سُل من القَذى حَتى خَلَصَ، وهو مِثْلُ السلَاسِلِ السهْلِ في الحَلْقِ. والسلِيْلَة: عَقَبَةٌ أو عَصَبَة أو لَحْمَة إذا كانَتْ شِبْهَ طَرائقَ يَنْفَصِلُ بَعْضُها من بَعْض. وكذلك السلَائلُ في الخَيْشُوْم. وهي - أيضاً -: رَوَاهِشُ اليَدِ الظوَاهِرُ من العَصَبِ. وقيل: هو النَخَاعُ. وسِلَةُ الفَرَسِ: دُفْعَتُه في سِبَاقِه.
والسلةُ: الخُفْيَةُ. والسرِقَةُ. والسبَذَةُ المُطْبَقَةُ كالجُوْنَةِ. والسلةُ والسلِيْل والسلانُ - جَماعَةً -: وهي أوْدِيَةٌ بالبادِيَةِ.
والإسْلالُ: السرِقَةُ والرشْوة.
واسْتَل فلان بكذا: ذَهَبَ به خُفْيَةً. واسْتَل: أسْرَعَ، وانْسَل: مِثْلُه. وانْسِلَالُ السيلِ: أول ما يبتدئ به حِيْنَ يَسِيْلُ.
والمِسَلةُ: المِخيَط الضخْمُ، والجَميعُ المَسَال. والسلْسَلُ: الماء العَذْبُ الذي إذا شُرِبَ تَسَلْسَلَ، وهو السلسَالُ أيضاً. وخَمْر سَلْسَل. وماء سُلَاسِلُ: عَذْبٌ. وتَسَلْسَلَ الثوْبُ: رَق. وسَلَاسِلُ الكِتابِ: سُطُورُه.
ومن حَبَائلِ السبَاعِ: السلسِلَةُ، وهي غَيْرُ السلْسِلَةِ المَعْرُوْفَةِ. وبَرق ذو سَلَاسِلَ: وهو الذي يُرى في التِوَائه.
وسَيف مُسَلسَل: وهو الذي فيه خُطُوطُ الفِرِندِ. والسلْسِلَةُ: الوَحَرَةُ؛ وهي رُقَيطَاءُ لها ذَنَب دَقِيْق.
وما سَلْسَلْتُ طَعاماً: أي ما أكَلْته. والسلُّ: داء، والسُّلَالُ: مِثْلُه. سُل الرجُلُ، وأسَله اللهُ. والسُّلآءةُ والسلاءُ: شَوْكُ النخْلِ. وسَلِسَتِ النخْلَةُ تَسْلَسُ سَلَساً: إذا ذَهَبَ كَرَبُها. وأسْلَسَتْ - بالألف - إسْلاساً: تَنَاثَرَ بُسْرُها، فهي مُسْلِسٌ ومِسْلَاس. ويُقال لِمَا سَقَطَ منها: السلَسُ. وأسْلَسَتِ المَرْأةُ إسْلاَساً: إذا أخْدَجَتْ قَبْلَ تَمامِ الوَلَدِ.
والتسْلِيْسُ: التَّألِيْفُ لِمَا ألفْتَ من الحَلْي سِوى الخَرَزِ. وسَلسَ لي بحَقي. والسلْسُ: القُرْطُ من الحَلْيِ، وجَمْعُه سُلُوْسٌ.
وسَلِسَتِ الخَشَبَةُ سَلَساً: إذا نَخِرَتْ وبَلِيَتْ. والسلِيْلُ - الواحِدَةُ سَلِيْلَة -: سَمَكَةٌ طَوِيْلةٌ لها مِنْقَار طَوِيلٌ.
والسلَائل: مَنَابِتُ الطلْحِ والسمُرِ، الواحِدُ سَلِيْلٌ. والسُّلان من الأرْضِ - واحِدُها سَال -: مَسِيْلٌ ضيق غامِض في الأرْضِ. ورَجُل سَل وامْرَأة سَلةٌ وشاةٌ كذلك: أي ساقِطَةُ الأسْنَانِ. وقد سَنَتْ تَسَلُ سُلُوْلاً.
(س ل ل) : (السَّلُّ) إخْرَاجُ الشَّيْءِ مِنْ الشَّيْءِ بِجَذْبٍ وَنَزْعٍ كَسَلِّ السَّيْفِ مِنْ الْغِمْدِ وَالشَّعْرَةِ مِنْ الْعَجِينِ يُقَالُ سَلَّهُ فَانْسَلَّ (وَمِنْهُ) «سُلَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ» أَيْ نُزِعَ مِنْ الْجِنَازَةِ إلَى الْقَبْرِ (وَفِي النِّكَاحِ) الْمَسْلُولُ الَّذِي سُلَّ أُنْثَيَاهُ أَيْ نُزِعَتْ خُصْيَاهُ (وَانْسَلَّ) قِيَادُ الْفَرَسِ مِنْ يَدِهِ أَيْ خَرَجَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي أُمِّ الْوَلَدِ انْسَلَّ جُزْؤُهَا مِنْهَا (وَالسُّلَالَةُ) الْخُلَاصَةُ لِأَنَّهَا تُسَلُّ مِنْ الْكَدَرِ وَيُكَنَّى بِهَا عَنْ الْوَلَدِ (وَأَسَلَّ) مِنْ الْمَغْنَمِ سَرَقَ مِنْهُ لِأَنَّ فِيهِ إخْرَاجًا (وَالْمِسَلَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَاحِدَةُ الْمَسَالِّ وَهِيَ الْإِبْرَةُ الْعَظِيمَةُ (وَالسِّلْسِلَةُ) وَاحِدُ السَّلَاسِلِ وَمِنْهَا شَعْرٌ مُسَلْسَلٌ أَيْ جَعْدٌ (وَسِلْسِلَةُ بَنِي إسْرَائِيلَ) كَانَتْ تَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ فَتَأْخُذُ بِعُنُقِ الظَّالِمِ وَفِي شُرُوطِ الْحَاكِمِ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنَّهُ كَانَ فِي بَدْءِ أَمْرِ دَاوُد - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَقَعُ الْقَضَاءُ بِالسِّلْسِلَةِ الَّتِي كَانَتْ عُلِّقَتْ بِالْهَوَاءِ فَكَانَ الْخَصْمَانِ يَمُدَّانِ أَيْدِيَهُمَا إلَيْهَا وَكَانَتْ تَصِلُ يَدُ الْمَظْلُومِ إلَيْهَا وَتَقْصُرُ يَدُ الظَّالِمِ دُونَ وُصُولِهَا إلَيْهَا إلَى أَنْ احْتَالَ وَاحِدٌ كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ لِآخَرَ فَاتَّخَذَ عَصًا وَغَيَّبَ الذَّهَبَ الَّذِي كَانَ لِخَصْمِهِ فِي رَأْسِ تِلْكَ الْعَصَا بِحَيْثُ لَا يَظْهَرُ ذَلِكَ لِأَحَدٍ فَلَمَّا تَحَاكَمَا إلَى السِّلْسِلَةِ دَفَعَ الْعَصَا إلَى صَاحِبِ الْحَقِّ وَمَدَّ يَدَهُ إلَى السَّلْسَلَةِ فَوَصَلَ إلَيْهَا فَلَمَّا فَرَغَا اسْتَرَدَّ الْعَصَا مِنْهُ فَارْتَفَعَتْ السِّلْسِلَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَضَاءَ بِالشُّهُودِ وَالْأَيْمَانِ وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ كَانَ مَسْرُوقٌ عَلَى (السِّلْسِلَةِ) سَنَتَيْنِ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ هِيَ الَّتِي تُمَدُّ عَلَى نَهْرٍ أَوْ عَلَى طَرِيقٍ يُحْبَسُ بِهَا السُّفُنُ أَوْ السَّابِلَةُ لِيُؤْخَذَ مِنْهُمْ الْعُشُورَ وَتُسَمَّى الْمَأْصِرَ بِهَمْزٍ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ عَنْ اللَّيْثِ وَعَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَقَدْ تَوَلَّى هَذَا الْعَمَلَ مَسْرُوقٌ عَلَى مَا ذَكَرَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ فِي كِتَابِ الزَّوَاجِرِ عَنْ الشَّعْبِيِّ أَنَّ زِيَادًا بَعَثَهُ عَامِلًا عَلَى السِّلْسِلَةِ فَلَمَّا خَرَجَ شَيَّعَهُ قُرَّاءُ الْكُوفَةِ وَكَانَ فِيهِمْ فَتًى يَعِظُهُ فَقَالَ أَلَا تُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ فَقَالَ وَاَللَّهِ مَا أَرْضَاهُ لَكَ فَكَيْفَ أُعِينُكَ عَلَيْهِ قَالَ وَلَمَّا رَجَعَ مَسْرُوقٌ مِنْ عَمَلِهِ ذَلِكَ قَالَ لَهُ أَبُو وَائِلٍ مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قَالَ اكْتَنَفَنِي شُرَيْحٌ وَابْنُ زِيَادٌ وَالشَّيْطَانُ وَيُرْوَى أَنَّهُ كَانَ أَبَدًا يَنْهَى عَنْ عَمَلِ السُّلْطَانِ فَلَمَّا وَلَّاهُ زِيَادٌ السِّلْسِلَةَ قِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ اجْتَمَعَ عَلَيَّ زِيَادٌ وَشُرَيْحٌ وَالشَّيْطَانُ وَكُنْت وَاحِدًا وَهُمْ ثَلَاثَةٌ فَغَلَبُونِي وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ كُنْت مَعَهُ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى السِّلْسِلَةِ فَمَا رَأَيْت رَجُلًا أَعَفَّ مِنْهُ مَا كَانَ يُصِيبُ إلَّا الْمَاءَ مِنْ دِجْلَةَ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ رَأَى أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -.
السين واللام س ل ل

السَّلُّ انْتِزاعُ الشيءِ وإخراجُهُ في رِفْقٍ سَلَّهُ يَسُلُّهُ سَلا واسْتَلَّه فانْسَلَّ سيبَوَيْه انْسَلَلْتُ ليسَتْ للمُطاوَعَةِ إنما هي كفَعَلْتُ كما أنّ افتقَرَ كضَعُفَ وقولُ الفرزدقِ

(غَداةَ تَوَلَّيْتُم كأنَّ سُيوفَكُمْ ... ذآنينُ في أعناقِكُمْ لم تُسَلْسَلِ)

فكّ التَّضعيفَ كما قالوا يَتَمَلْمَلُ وإنما هو يَتَمَلَّلُ وهكذا رواهُ ابنُ الأعرابيِّ وأمَّا ثعلبٌ فَرواهُ لم تُسَلَّل تُفَعَّل من السَّلِّ وسيفٌ سَلِيلٌ مَسْلولٌ وأتيناهُم عند السَّلَّةِ أي عند اسْتِلالِ السُّيوفِ قال

(وذُو غِرارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ ... )

وانْسَلَّ وتسلَّلَ انطَلق في اسْتِخفاءٍ والسُّلالةُ ما انسلَّ من الشيءِ والسَّليلَةُ الشّعرُ يُنْفَشُ ثم يُطْوَى ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأةُ الشيءَ بعد الشيءِ تغْزِلُه والسُّلالَةُ والسَّليلُ الوَلَدُ والأُنْثَى سَلِيلَةٌ والسَّليلُ والسَّلِيلةُ المُهْرُ والمُهْرةُ وقيل السليلُ المُهْرُ يُولَدُ في غير ماسِكَةٍ ولا سَلىً فإن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ وقد تقدّم وقولُه أنشده ثعلبٌ

(أَشَقَّ قَسَامِيّا رَبَاعِيَّ جانبٍ ... وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أشْقَرَا)

معنى سُلَّ أُخْرِجَ سَليلاً والسَّليلُ دِماغُ الفَرسِ والسَّليلُ السَّنامُ والسَّليلَةُ عَصَبَةٌ أو لَحْمةٌ ذاتُ طَرائِقَ وسَلِيلَةُ المَتْنِ ما استطال من لَحْمِه والسَّليلُ النُّخاعُ قال الأعْشَى (ودَأْياً لَواحِكَ مِثلَ الفُئوسِ ... لاءَمَ مِنها السَّليلُ الفَقَارَا)

والسلائِلُ نَغَفَاتٌ مستطيلَةٌ في الأنفِ والسَّليل مَجْرَى الماءِ في الوادي وقيلَ السَّليلُ وسط الوادي حيث يَسِيلُ معظمُ الماءِ والسَّليل وادٍ واسعٌ غامِضٌ يُنْبِتُ السَّلِم والضَّعَةَ واليَتَمَةَ والحَلَمَةَ وجَمعُه سُلاَّنٌ عن كراع وهو السَّالُّ والجمعُ سُلاَّنٌ أيضاً والسُّلُّ والسُّلاَلُ الداءُ وقد سُلَّ وأَسَلَّهُ اللهُ وهو مسلُولٌ على غير قِياسٍ قال سيبويه كأنَّه وضِعَ فيه السُّلُّ والسَّلَّةُ السَّرِقَةُ الخفِيَّةُ وقد أَسَلَّ والإِسلالُ الرَّشْوَةُ والسَّلٌّ والسَّلَّةُ كالجُؤْنَة والجمع سَلٍّ وسِلاَلٌ قال ابن دُرَيْدٍ لا أحسَبُها عربيَّةً قال أبو الحسن سَلٌّ عندي من الجمعِ العزيز لأنه مصنوعٌ غيرُ مخلوقٍ وأن يكونَ من بابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ أَوْلَى لأنَّ ذلك أكْثَرُ من باب سَفِينةٍ وسَفِينٍ ورَجُلٌ سَلٌّ وامرأةٌ سَلَّةٌ ساقِطا الأسنانِ وكذلك الشَّاةُ وسَلَّتْ تَسِلُّ ذَهبتْ أسنانُها كلُّ هذا عن اللحيانيِّ والسَّلَّةُ ارْتِدادُ الرَّبْوِ في جوفِ الفَرَسِ من كَبْوَةٍ يَكْبوهَا فإذا انتفخَ منه قيل أَخْرجَ سَلَّتَه فَيُرْكَضُ رَكْضاً شديداً ويُعَرَّقُ ويُلْقَى عليه الجِلاَلُ فيَخْرُجُ ذلك الرَّبْوُ قال المرَّارُ

(أَلِزٍ إِذْ خَرَجَتْ سَلَّتُهُ ... وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِرْ)

والمِسَلَّةُ مِخْيَطٌ ضَخْمٌ والسُّلاَّءَةُ شَوْكةُ النَّخْلَةِ والجمع سُلاءٌ قال علقمةُ يَصِفُ ناقةً أَوْ فرساً

(سُلاءَةٌ كعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لها ... ذو فَيْئةٍ من نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ)

والسَّلَّةُ أن يَخْرِزَ سَيْريْنِ في خَرْزَةٍ واحدةٍ والسَّلَّةُ العَيْبُ في الحَوْضِ أو الخابِيةِ وقيل هي الفُرْجَةُ بَيْنَ نَصَائبِ الحَوْضِ وسلُولٌ فَخْذٌ من قَيْسِ بن هَوازِنَ وسِلَّى اسمُ موضِعٍ بالأهوازِ كثيرُ التَّمْرِ قال

(كأنَّ عَذِيرَهُم بِجَنُوبِ سِلَّي ... نَعَامٌ فاقَ في بَلَدٍ قِفَارِ)

والسَّلْسَلُ والسَّلْسَالُ والسُّلاسِلُ الماءُ العَذْبُ السَّلِسُ في الحَلْق وقيل البارِدُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسَالٌ لَيِّنةٌ وتَسَلْسَلَ الماءُ جَرى في حَدُورٍ قال الأخطلُ

(إذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَمَاءَةً ... أدَبَّ إليها جَدْولاً يتَسَلْسَلُ)

وثَوْبٌ مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ رَدِيء النَّسْجِ رَقِيقُه والسَّلْسَلَةُ اتّصالُ الشيءِ بالشيء والسِّلْسِلَةُ دائرةٌ من حديدٍ ونحوِه من الجواهرِ مُشْتَقٌّ من ذلك وسَلاسِلُ البَرْقِ ما تسلْسَلَ مِنه في السَّحابِ واحدها سِلْسِلَةٌ وكذلك سلاسِلُ الرَّمْلِ واحدتُها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ قال الشاعر

(خَليلَيَّ بينَ السِّلْسِلَيْنِ لو أنَّني ... بِنَعْفِ اللِّوَى أنكرتُ ما قُلْتُما لِيَا)

وقيل السِّلسِلاَن هنا موضِعانِ وبِرْذَوْنٌ ذُو سَلاَسِلَ إذا رأيتَ في قوائِمِه شِبْهَها والسُلْسِلانُ بِبلادِ بَنِي أسدٍ وسَلْسَلٌ جَبَلٌ من الدَّهْناء أنشد ابن الأعرابي

(يَكْفيكَ جَهْلُ الأَحْمقِ المُسْتَجْهَلِ ... ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَل) 
سلل
سلَّ سَلَلْتُ، يَسُلّ، اسْلُلْ/ سُلَّ، سَلاًّ، فهو سالّ، والمفعول مَسْلول وسَليل
• سلَّ الشَّيءَ من الشَّيءِ:
1 - انتزعه وأخرجه برفق "سَلَلْت السّيفَ من غمده- سلّ شوكةً من إصبعه" ° كما تُسلُّ الشَّعرةُ من العجين: بسهولة دون عواقب.
2 - سرقه، أخذه خُفْيَة "سلّ الحافظةَ من جيبه".
• سلَّه الدَّاءُ: أصابه وأضناه. 

سُلَّ يُسَلّ، سَلاًّ، والمفعول مَسْلول
• سُلَّ الشَّخصُ: أُصيب بالسُّلِّ. 

أسلَّ يُسلّ، أسْلِلْ/ أسِلَّ، إسلالاً، فهو مُسِلّ، والمفعول مُسَلّ
• أسلَّه اللهُ: ابتلاه بالسُّلِّ.
• أسلَّ الشَّيءَ: سرقه، سَلَّه؛ انتزعه وأخرجه برفق "لا إغلال ولا إسلال". 

استلَّ يستلّ، اسْتَلِلْ/ استَلَّ، استلالاً، فهو مُستَلّ، والمفعول مستَلّ
• استلَّ الشَّيءَ من الشَّيء: سلَّه، انتزعه وأخرجه منه برفق "استلّ السّيفَ من غمده". 

انسلَّ ينسلّ، انْسَلِلْ/ انْسَلَّ، انسلالاً، فهو مُنسَلّ
• انسلَّ الشَّيءُ: مُطاوع سلَّ: خرج في رفق "انسلّ الثُّعبان".
• انسلَّ الشَّخصُ: خرج في خفية دون أن يُعلم به، تحرَّك خِلسة "انسلّ اللصُّ من وسط الزحام- انسلّ من الباب". 

تسلَّلَ يتسلَّل، تسلُّلاً، فهو مُتسلِّل
• تسلَّل الشَّخصُ: خرج أو دخل في خفية، تحرّك خِلسة "تسلّل من الاجتماع- تسلّل لصّ إلى البيت- تسلّل بعضُ الجنود خلف خطوط العدوّ- تسلّل الجنديّ من تحت الأسلاك- {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} ". 

انسلال [مفرد]:
1 - مصدر انسلَّ.
2 - (حي) حركة كريات الدّم خاصّة البيضاء عبر الجدران الشّعرية إلى أنسجة الجسم. 

سُلال [مفرد]:
1 - هُزال.
2 - (طب) مرض يصيب الرِّئة، يُهزل صاحبَه ويفنيه وربَّما يقتله. 

سُلالة1 [مفرد]: ج سُلالات:
1 - نُطفة " {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} ".
2 - شيءٌ قليل يُستلُّ ويستخلص من شيء كثير " {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ} ". 

سُلالة2 [جمع]:
1 - ذرية، نَسْل، ولد "هو من سُلالة طيِّبة- سُلالة حاكمة: تعاقب الحكَّام من الأسرة أو النَّسب نفسه".
2 - (حي) جملة أفراد متشابهة من حيوان أو نبات تنتقل صفاتها بالوراثة جيلاً بعد جيل "هذا الحصان من سلالة عريقة". 

سِلالة [مفرد]: صناعة السِّلال ونحوها. 

سَلّ [مفرد]: ج سِلال (لغير المصدر):
1 - مصدر سُلَّ وسلَّ.
2 - وعاء يصنع من شقاق القصب ونحوه، تُحمل فيه الفاكهة ونحوها. 

سُلّ/ سِلّ [مفرد]: (طب) سُلال، مرض يُصيب الرِّئة، يُهزِل صاحبَه ويفنيَه، وربمّا يقتله، تظهر أعراضه بعد فترة طويلة من الإصابة "سُلّ رئويّ- سُلّ العمود الفقريّ".
• لُقاح السُّلّ: (حي) سائل معقّم يحتوي على البروتينات المأخوذة من العُصيّبات السّليّة الكاملة النّمو، يستخدم في الاختبارات على مرض السلّ، والوقاية منه. 

سَلاّل [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من سلَّ: كثير السَّرقة.
2 - صانع السِّلال وبائعها. 

سَلَّة1 [مفرد]: ج سَــلاَّت وسِلال:
1 - اسم مرَّة من سَلّ: "أخرج الشوكةَ من أوّل سلَّةٍ".
2 - سَلّ، قُفّة، وعاء يُصنع من شقاق القصب ونحوه تحمل فيه الفاكهة ونحوها "سلّة العنب/ الخبز" ° سَلَّة المهمــلات: سَلَّة تُلقى فيها النُّفايات.
• كُرَة السَّلَّة: (رض) لعبة يشترك فيها فريقان يتألّف كلٌّ منهما من خمسة لاعبين، يحاول كلّ فريق إدخال الكرة في سلّة خصمه، وتُلعب في ملعب مستطيل. 

سَلَّة2 [جمع]: (نت) نبات شائك ينبت في الصَّحراء من الفصيلة الصَّليبيّة. 

سَليل [مفرد]: ج سُلاَّن، مؤ سليلة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من سلَّ: مسلول "سيف سليل".
2 - كائن حيّ ينحدر أصله إلى فرد واحد.
• سليل الشَّخص: ابنه، أو واحد من نسْله "إنّه سليل أسرة كريمة". 

مَسَلَّة [مفرد]: ج مَسَــلاّت ومَسالُّ:
1 - مِسَلَّة، إبرة كبيرة "خاط القماشَ الغليظ بالمَسَلَّة".
2 - عمود أثريّ من حجر على هيئة المَسَلَّة، مُحدَّد الرَّأس، من آثار الفراعنة، وعليه كتابة أثريّة. 

مِسَلَّة [مفرد]: ج مِسَــلاّت ومَسالُّ:
1 - اسم آلة من سلَّ: إبرة كبيرة "خاط القماش الغليظ بالمِسَلّة".
2 - عمود أثريّ من حجر على هيئة المِسَلّة، مُحدَّد الرَّأس، من آثار الفراعنة، وعليه كتابة أثريّة. 

مَسْلول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من سلَّ.
2 - مصاب بمرض السّلّ "رجل مسلول". 

سلل: السَّلُّ: انتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفْق، سَلَّه يَسُلُّه

سَلاًّ واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلاًّ. والسَّلُّ: سَلُّك

الشعرَ من العجين ونحوه. والانْسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من مَضِيق أَو

زِحامٍ. سيبويه: انْسَلَلْت ليست للمطاوعة إِنما هي كفَعَلْت كما أَن

افْتَقَرَ كضَعُف؛ وقول الفرزدق:

غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم، كأَنَّ سُيُوُفَكُم

ذَآنِينُ في أَعناقِكُمْ، لم تُسَلْسَل

فَكَّ التضعيفَ كما قالوا هو يَتَمَلْمَلُ وإِنما هو يَتَمَلَّل، وهكذا

رواه ابن الأَعرابي، فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل، تُفَعَّل من

السَّلِّ. وسَيْف سَلِيلٌ: مَسْلُول. وسَللْت السيف وأَسْلَلْته بمعنىً.

وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عند اسْتِلال السيوف؛ قال حِمَاس بن قيس بن خالد

الكناني:

هذا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ،

وذو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ

وانْسَلَّ وتَسَلَّل: انْطَلَق في استخفاء. الجوهري: وانْسَلَّ من بينهم

أَي خرج. وفي المثل: رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ، وتَسَلَّل مثلُه.

وفي حديث عائشة: فانْسَلَلْتُ من بين يديه أَي مَضَيْتُ وخرجت بتَأَنٍّ

وتدريج. وفي حديث حَسَّان: لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من

العجين. وفي حديث الدعاء: اللهم اسْلُل سَخِيمةَ قلبي. وفي الحديث الآخر:

مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه في طريق الناس. وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه

كمَسَلِّ شَطْبَةٍ؛ المَسَلُّ: مصدر بمعنى المَسْلُول أَي ما سُلَّ من قشره،

والشَّطْبة: السَّعَفة الخضراء، وقيل السَّيْف. والسُّلالةُ: ما

انْسَلَّ من الشيء. ويقال: سَلَلْت السيفَ من الغِمْد فانْسَلَّ. وانْسَلَّ فلان

من بين القوم يَعْدو إِذا خرج في خُفْية يَعْدُو. وفي التنزيل العزيز:

يَتَسَلَّلون منكم لِوَاذاً؛ قال الفراء: يَلُوذُ هذا بهذا يَسْتَتِر ذا

بذا؛ وقال الليث: يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ.

والسَّلِيلةُ: الشَّعَر يُنْفَش ثم يُطْوَى ويشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة

الشيءَ بعد الشيء تَغْزِله. ويقال: سَلِيلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من

ضَريبته، وهي شيء يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَج طِوالاً، طول كل واحدة

نحو من ذراع في غِلَظ أَسَلة الذراع ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ

الشيءَ بعد الشيء فتَغْزِله.

وسُلالةُ الشيء: ما اسْتُلَّ منه، والنُّطْفة سُلالة الإِنسان؛ ومنه قول

الشماخ:

طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ،

على مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِينُ

وقال حسان بن ثابت:

فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً،

سُلالةَ فَرْجٍ كان غَيْر حَصِين

وفي التنزيل العزيز: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالةٍ من طين؛ قال

الفراء: السُّلالة الذي سُلَّ من كل تُرْبة؛ وقال أَبو الهيثم: السُّلالة ما

سُلَّ من صُلْب الرجل وتَرائب المرأَة كما يُسَلُّ الشيءُ سَلاًّ.

والسَّليل: الولد سُمِّي سَليلاً لأَنه خُلق من السُّلالة. والسَّلِيلُ: الولد

حين يخرج من بطن أُمه، وروي عن عكرمة أَنه قال في السُّلالة: إِنه الماء

يُسَلُّ من الظَّهر سَلاًّ؛ وقال الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، والنُّطفة

السُّلالة؛ وقد جعل الشماخ السُّلالة الماء في قوله:

على مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ

قال: والدليل على أَنه الماء قوله تعالى: وبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ من

طين، يعني آدم ثم جَعَل نَسْله من سُلالة، ثم تَرْجَمَ عنه فقال: من ماء

مَهِين؛ فقوله عز وجل: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالة؛ أَراد بالإِنسان

وَلد آدم، جُعِل الإِنسان اسماً للجنس، وقوله من طين أَراد أَن تلك

السُّلالة تَوَلَّدت من طين خُلق منه آدمُ في الأَصل، وقال قتادة: اسْتُلَّ آدم

من طين فسُمّي سُلالة، قال: وإِلى هذا ذهب الفراء؛ وقال الزجَّاج: من

سُلالة من طين، سُلالة فُعالة، فخَلق الله آدم عليه السلام . . . .

(* كذا

بياض بالأصل) والسُّلالة والسَّليل: الولد، والأُنثى سَليلة. أَبو عمرو:

السَّلِيلة بنت الرجل من صُلْبه؛ وقالت هند بنت النُّعمان:

وما هِنْدُ إِلاّ مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ،

سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل

قال ابن بري: وذكر بعضهم أَنها تصحيف وأَن صوابه نَغْل، بالنون، وهو

الخَسِيس من الناس والدواب لأَن البَغْل لا يُنْسِل. ابن شميل: يقال

للإِنسان أَيضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ. والسَّلِيل والسليلة:

المُهْر والمُهْرة، وقيل: السَّلِيل المُهْر يُولَد في غير ماسِكَة ولا سَلىً،

فإِن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ، وقد تقدم؛ وقوله أَنشده ثعلب:

أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ،

وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا

معنى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلاً. والسَّلِيل: دِماغ الفرس؛ وأَنشد الليث:

كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَو في شأْنُ قَمْحَدة،

فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ

(* قوله «قمحدة» هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة، ولم نقف على البيت

في غير هذا الموضع، غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون في

القمحدوة).

والسَّلِيلُ: السَّنام. الأَصمعي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ

تَضَعه سَلِيلٌ قبل أَن يُعلم أَذكر هو أَم أُنثى. وسَلائِلُ السَّنام:

طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه. وسَلِيلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقَطَع منه.

وسَلِيل اللحم: خَصِيله، وهي السَّلائل. وقال الأَصمعي: السَّلِيل طرائق

اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب.

وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، وهي القِطْعة الطويلة من السَّنام،

وقال أَبو عمرو هي اللَّسْلَسة، وقال الأَصمعي هي اللِّسْلِسَة، ويقال

سَلْسَلة. ويقال انْسَلَّ وانْشَلَّ بمعنى واحد، يقال ذلك في السَّيل

والناس: قاله شمر. والسَّلِيلُ: لحم المَتْنِ؛ وقول تَأَبَّطَ شَرًّا:

وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل

هو الذي قد تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ، وقال أَبو منصور: أَراد به نفسه،

أَراد أَقْطَعُ المَلا وهو ما اتَّسَعَ من الفَلاة وأَنا شاحبٌ

مُتَسَلْسِلٌ؛ ورواه غيره:

وأَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل

بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره، وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، والمَلا

الصَّحْراء، والشاحب الرجل الغَزَّاء، قال: وقال الأَصمعي الشاحبُ سيف قد

أَخْلَق جَفْنُه، والمُتشَلْشِلُ الذي يَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب

به.والسَّلِيلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض.

وسَلِيلة المَتْن: ما استطال من لحمه. والسَّلِيل: النُّخاع؛ قال

الأَعشى:

ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤو

سِ، لاءم منها السَّلِيلُ الفَقَارا

وقيل: السَّليل لحمة المَتْنَين، والسَّلائل: نَغَفات مستطيلة في

الأَنف. والسَّلِيل: مَجْرَى الماء في الوادي، وقيل السَّلِيل وَسَطُ الوادي

حيث يَسِيل مُعْظَمُ الماء. وفي الحديث: اللَّهم اسْقِنا من سَلِيل

الجَنَّة، وهو صافي شرابها، قيل له سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حتى خَلَص، وفي رواية:

اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِيل الجنَّة؛ قال: هو الشراب البارد،

وقيل: السَّهْل في الحَلْق، ويروى: سَلْسَبيل الجنَّة وهو عين فيها؛ وقيل

الخالص الصافي من القَذَى والكدَر، فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، ويروى

سَلْسال وسَلْسَبيل. والسَّلِيل: وادٍ واسع غامض يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة

واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر، وجمعه سُلاَّنٌ؛ عن كراع، وهو السَّالُّ

والجمع سُلاَّنٌ أَيضاً. التهذيب في هذه الترجمة: السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ

وما حَوْلَه مُشْرِف، وجمعه سَوالُّ، يجتمع إِليه الماء. الجوهري:

والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق في الوادي. الأَصمعي: السُّلاّن واحدها سالٌّ

وهو المَسِيل الضيّق في الوادي، وقال غيره: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، وهي

رُقَيْطاءُ لها ذَنَبٌ دقيق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ، يقال إِنها ما تَطَأُ

طعاماً ولا شَراباً إِلاَّ سَمَّتْه فلا يأْكله أَحَدٌ إِلاَّ وَحِرَ

وأَصابه داءٌ رُبَّما مات منه. ابن الأَعرابي: يقال سَلِيلٌ من سَمُرٍ،

وغالٌّ من سَلَم، وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ؛ قال زهير:

كأَنَّ عَيْني وقد سال السَّليلُ بِهِم

وجِيرَةٌ مَّا هُمُ، لو أَنَّهم أمَمُ

ويروى:

وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ

قال ابن بري: قوله سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي ساروا سيراً سريعاً، يقول

انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم، وقوله ما هم، ما زائدة، وهُمْ مبتدأ،

وعِبْرةٌ خبره أَي هُمْ لي عِبْرةٌ؛ ومن رواه وجِيرَة مَّا هُم، فتكون ما

استفهامية أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم، والجملة صفة لجِيرة، وجِيرة خبر مبتدإِ

محذوف. والسَّالُّ: موضع فيه شجر. والسَّلِيل والسُّلاّن: الأَودية. وفي حديث

زياد: بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ أَي ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب وسُلَّ

منه.

والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال: الداء، وفي التهذيب: داء يَهْزِل

ويُضْني ويَقْتُل؛ قال ابن أَحمر:

أَرَانا لا يَزال لنا حَمِيمٌ،

كَدَاء البَطْن سُلاًّ أَو صُفَارا

وأَنشد ابن قتيبة لِعُرْوة بن حزام فيه أَيضاً:

بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني،

فإِيَّاكَ عَنِّي، لا يَكُن بِكَ ما بِيا

ومثله قول ابن أَحمر:

بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها،

وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رقيق

وفي الحديث: غُبَارُ ذَيْل المرأَة الفاجرة يُورِث السِّلَّ؛ يريد أَن

من اتبع الفواجر وفجر ذَهَب مالُه وافتقر، فشَبَّه خِفَّة المال وذهابَه

بخِفَّة الجسم وذهابِه إِذا سُلَّ، وقد سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ، فهو

مَسْلول، شاذ على غير قياس؛ قال سيبويه: كأَنه وُضع فيه السُّلُّ؛ قال محمد بن

المكرم: رأَيت حاشية في بعض الأُصول على ترجمة أمم على ذكر قُصَيٍّ: قال

قُصَيٌّ واسمه زيد كان يُدْعَى مُجَمِّعاً:

إِنِّي، لَدى الحَرْب، رَخِيٌّ لَبَبي

عند تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ

مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي،

أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ بي

قال: هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الياس بن مُضَر الأَلف واللام فيه

للتعريف، فأَلفه أَلف وصل؛ قال المفضَّل بن سلمة وقد ذكَرَ الياسَ النبيَّ،

عليه السلام: فأَما الياسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل واشتقاقه من

اليأْسِ وهو السُّلُّ؛ وأَنشد بيت عُرْوة بن حِزام:

بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني

وقال الزبير بن بكار: الياسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمي

السُّلُّ يأْساً، ومن قال إِنه إِلْياسُ بن مُضَر بقطع الأَلف على لفظ

النبي، عليه الصلاة والسلام، أَنشد بيت قصي:

أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي

(* قوله «والياس» هكذا بالأصل بالواو. ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط

الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن).

قال واشتقاقه من قولهم رجل أَليْسَ أَي شُجَاع، والأَلْيَسُ: الذي لا

يَفِرُّ ولا يَبْرَحُ؛ وقد تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس، وأُسودٌ لِيسٌ

ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ.

والسَّلَّةُ: السَّرِقة، وقيل السَّرِقة الخَفِيَّةُ. وقد أَسَلَّ

يُسِلُّ إِسْلالاً أَي سَرَق، ويقال: في بَني فلان سَلَّةٌ، ويقال للسارق

السَّلاَّل. ويقال: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة. وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ

إِذا سَرَق؛ وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلاًّ. وفي الكتاب الذي كَتَبه

سَيِّدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالحُدَيبية حين وادع أَهل مكة: وأَن

لا إِغلالَ ولا إِسْلال؛ قال أَبو عمرو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة؛

قال الجوهري: وهذا يحتمل الرَّشْوة والسرقة جميعاً. وسَلَّ البعيرَ

وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من بين الإِبل، وهي السَّلَّة. وأَسَلَّ

إِذا صار ذا سَلَّة وإِذا أَعان غيره عليه. ويقال: الإِسْلال الغارَةُ

الظاهرة، وقيل: سَلُّ السيوف. ويقال: في بني فلان سَلَّة إِذا كانوا

يَسْرِقون. والأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابن السكيت: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق،

والمُسَلِّل اللطيف الحيلة في السَّرَق. ابن سيده: الإِسلال الرَّشوة

والسرقة.والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، والجمع سَلٌّ وسِلالٌ.

التهذيب: والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قال أَبو منصور:

رأَيت أَعرابياً من أَهل فَيْد يقول لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة، قال:

وسَلَّةُ الخُبْز معروفة؛ قال ابن دريد: لا أَحْسَب السَّلَّة عربية، وقال أَبو

الحسن: سَلٌّ عندي من الجمع العزيز لأَنه مصنوع غير مخلوق، وأَن يكون من

باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى، لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِينةٍ

وسَفِين. ورجل سَلٌّ وامرأَة سَلَّة: ساقطا الأَسنان، وكذلك الشاة. وسَلَّتْ

تَسِلُّ: ذهب أَسنانُها؛ كل هذا عن اللحياني. ابن الأَعرابي: السَّلَّة

السُّلُّ وهو المرض؛ وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة:

كأَنَّ بي سُلاًّ وما بي ظَبْظاب

قال ابن بري: في هذا البيت شاهد على صحة السُّلِّ لأَن الحريري قال في

كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِنه من غَلَط العامَّة، وصوابه عنده السُّلال،

ولم يُصِبْ في إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء في أَشعار الفصحاء، وذكره

سيبويه أَيضاً في كتابه. والسَّلَّة: استلالُ السيوف عند القتال.

والسَّلَّة: الناقة التي سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم، وقيل: هي الهَرِمة التي لم

يَبْقَ لها سِنٌّ. والسَّلَّة: ارتداد الرَّبْو في جوف الفرس من كَبْوة

يَكْبُوها، فإِذا انتفخ منه قيل أَخْرَجَ سَلَّته، فيُرْكَض رَكْضاً

شديداً ويُعَرَّق ويُلْقَى عليه الجِلال فيخرج ذلك الرَّبْو؛ قال

المَرَّار:أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه،

وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر

الأَلِزُ: الوَثَّاب، وسَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه من بين الخيل

مُحْضِراً، وقيل: سَلَّته دَفْعته في سِباقه. وفرس شديد السَّلَّة: وهي دَفْعته في

سِباقه. ويقال: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل.

والمِسَلَّة، بالكسر: واحدة المَسالِّ وهي الإِبَرُ العظام، وفي المحكم:

مِخْيَطٌ ضَخْم.

والسُّلاَّءة: شَوْكة النخلة، والجمع سُلاَّءٌ؛ قال علقمة يصف ناقة أَو

فرساً:

سُلاَّءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لها

ذو فَيْئة، من نَوى قُرَّان، مَعْجومُ

والسَّلَّة: أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن في سَلَّةٍ واحدة. والسَّلَّة:

العَيْب في الحَوْض أَو الخابية، وقيل: هي الفُرْجة بين نَصائب الحوض؛

وأَنشد:

أَسَلَّةٌ في حَوْضِها أَم انْفَجَر

والسَّلَّة: شُقوق في الأَرض تَسْرِق الماء.

وسَلُولُ: فَخِذٌ من قَيْس بن هَوازِن؛ الجوهري: وسَلُولُ قبيلة من

هَوازِن وهم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة ابن معاوية بن بكر بن هَوازن، وسَلُول:

اسم أُمهم نُسِبوا إِليها، منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُوليُّ الشاعر.

وسُلاَّن: موضع؛ قال الشاعر:

لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلاَّنِ

فالرَّقْمَتَيْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟

وسِلَّى: اسم موضع بالأَهواز كثير التمر؛ قال:

كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى

نَعامٌ، فاق في بَلَدٍ قِفارِ

قال ابن بري: وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب:

بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ

كِرامٍ، وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد

وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ، وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت

بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة، قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن

بَشِير بن الماحُوز

(* قوله «الماحوز» هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة، وفي

عدة مواضع من ياقوت بالعكس) المازني؛ قال ابن بري: وسِلَّى أَيضاً اسم

الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس، وقيل شُمَيس بن طَرود بن

قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة؛ قال

الشاعر:

وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً،

ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ

قال ابن بري: حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن

صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم، وفيهم يقول الشاعر:

وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً،

إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول

(* هذا البيت للسَّموأل بن عادياء، وهو في حماسة أبي تمَّام:

وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ)

يريد عامرَ بن صَعْصَعة، وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة؛ قال: وفي قُضاعة

سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن

بن الجَرْم بن قُضاعة، قال: وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة

بن حارثة، قال: وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن

صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ، وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني

سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي

مريم السَّلُولي، وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

ورأَيت في حاشية: وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق.

سلل
{السَّلُّ: انْتِزاعُكَ الشَّيْءَ، وإِخْراجُهُ فِي رِفْقٍ،} سَلَّهُ، {يَسُلُّهُ،} سَلاًّ، {كالاسْتِلاَلِ، وَفِي حديثِ حَسَّانَ:} لأَسُلَّنَكَ مِنْهُم كَما {تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ العَجِينِ. وسَيْفٌ} سَلِيلٌ: {مَسْلُولٌ، وَقد} سَلَّهُ،! سَلاً، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ: (إِنَّ الرِّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بهِ ... مُهَنَّدٌ مِن سُيُوفِ اللهِ {مَسْلُولُ)
ويُقالُ: أَتَيْنَاهُم عِنْدَ} السَّلَّةِ، ويُكْسَرُ، أَي عِنْد {اسْتِلالِ السُّيُوفِ، قالَ حِماسُ بنُ قَيْسٍ الْكِنانِيُّ، وكانَ بِمَكَّةَ يُعِدُّ الأَسْلِحِةَ لِقِتالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: إِنْ يَلْقَنِي القَوْمُ فمالِي عِلَّهْ هَذَا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ وذُو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ} السَّلَّهْ {وانْسَلَّ الرَّجُلُ مِنَ الزَِّحامِ،} وتَسَلَّلَ: أَي انْطَلَقَ فِي اسْتِخْفاءٍ، وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضيَ اللهُ تَعالى عَنْهَا: {فَانْسَلَلْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، أَي مَضَيْتُ، وخَرَجْتُ، بِتَأَنٍّ، وتَدْرِيج، وقالَ الجَوْهَرِيُّ:} انْسَلَّ مِنْ بَيْنِهم، أَي خَرَجَ، وَفِي المَثَلِ: رمَتْنِي بِدَائِها {وانْسَلَّتْ،} وتَسَلَّلَ مِثْلُهُ. انْتَهى، وقالَ سِيبَوَيْه: {انْسَلَلْتُ، ليستْ للمُطَاوَعَةِ، إِنَّما هِيَ كفَعَلْتُ. وقولُه تَعالى:} يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً، قَالَ اللَّيْثُ: يَتَسَلَّلُونَ، {ويَنْسَلُّونَ، واحِدٌ.} والسُّلاَلَةُ، بالضَّمِّ: مَا {انْسَلّ مِنَ الشَّيْءَ، والنُّطْفَةُ} سُلاَلَةُ الإِنْسانِ، قالَ اللهُ تَعالى: ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ، قالَ الْفَرَّاءُ: {السُّلاَلَةُ الَّذِي سُلّ مِنْ كُلِّ تُرْبَةٍ، وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ: مَا} سُلِّ مِنْ صُلْبِ الرَّجُلِ، وتَرَائِبِ الْمَرْأَةِ، كَما {يُسَلُّ الشَّيءُ} سَلاً. ورُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّهُ قالَ فِي {السُّلاَلَةِ: المَاءُ يُسَلُّ منَ الظَّهْرِ سَلاًّ، ومنهُ قَوْلُ الشَّمّاخِ:
(طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ ... عَلى مَشَجٍ} سُلالَتُهُ مَهِينِ)
قَالَ: والدَّلِيلُ على أَنَّهُ الماءُ، قولُه تَعالى: وبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ جَعَل نَسْلَهُ مِن {سُلاَلَةٍ، ثُمَّ تَرْجَمَ عَنهُ، فَقَالَ: مِن مَاءٍ مَهِينٍ، وقالَ قَتَادَةُ:} اسْتُلَّ آدَمُ مِن طِينٍ، فسُمِّيَ سُلالَةً، قالَ: وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الفَرَّاءُ. وقالَ الأَخْفَشُ: {السُّلالَةُ: الْوَلَدُ حينَ يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ،} كالسَّلِيلِ، سُمِّيَ {سَلِيلاً، لأَنَّهُ خُلِقَ مِنَ السُّلاَلَةِ.} والسَّلِيلَةُ: الْبِنْتُ، عَن أبي عَمْروٍ، قالتْ هِنْدُ بِنْتُ النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ:
(وَمَا هِنْدُ إلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ ... {سَلِيلَةُ أَفْراسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ)

(و) } السَّلِيلَةُ: مَا اسْتَطالَ مِن لَحْمَةِ الْمَتْنِ، وقيلَ: هيَ لَحْمَةُ المَتْنَيْنِ، وَأَيْضًا: عَقَبُةٌ، أَو عَصَبَةٌ أَو لَحْمَةٌ إِذا كانتْ ذَات طَرَائِقَ، يَنْفَصِلُ بعضُها من بعضٍ، قالَ الأَعْشَى:
(ودَأْياً لَوَاحِكَ مِثْلَ الْفُؤُو ... سِ لاَءَمَ فِيهَا السَّلِيلُ الفِقَارَا)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: {السَّلاَئِلُ: طَرائِقُ اللَّحْمِ الطِّوالُ، تكونُ مُمْتَدَّةً مَع الصُّلْبِ.
وَأَيْضًا: سَمَكَةٌ طَوِيلَةٌ، لَهَا مِنْقَارٌ طَوِيلٌ.} والسَّلِيلُ، كأَمِيرٍ: الْمُهْرُ وَهِي بهاءٍ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا وَضَعَتِ النَّاقَةُ فَوَلَدُها ساعةَ تَضَعُهُ {سَلِيلٌ، قَبْلَ أَن يُعْلَمَ أَنَّهُ ذكرٌ أَو أَنْثَى، قالَ الرَّاعِي: أَلْقَتْ بِمُنْخَرِقِ الرِّياحِ} سَلِيلاَ وقيلَ: السَّلِيلُ مِنَ الأَمْهارِ: مَا وُلِدَ فِي غَيْرِ ماسِكَةٍ وَلَا سَلَى، وإِلاَّ، أَي إنْ كانَ فِي واحِدَةٍ مِنْهُمَا فبَقِيرٌ، وَقد ذُكِرَ فِي حرفِ الرَّاءِ.
وأَيضا: دِماغُ الْفَرَسِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَوْفَى شَأْنُ قَمْحَدَةٍ ... فِيهِ! السَّلِيلُ حَوَالَيْهِ لَهُ إِرَمُ)
وَأَيْضًا: الشَّرابُ الْخَالِصُ، كأَنَّهُ {سُلَّ مِن الْقَذَى حَتَّى خَلَصَ ومنهُ الحَديثُ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ سَلِيلِ الْجَنَّةِ، أَي: صافي شَرابِها، وقِيلَ: هوَ الشَّرابُ البَارِدُ، وقيلَ: الصَّافِي مِنَ الْقَذَى والكَدَرِ، فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعُولٍ، وقيلَ: السَّهْلُ فِي الحَلْقِ، ويُرْوَى: سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ، ويُرْوَى: سَلْسَالِ الْجَنَّةِ.
وَأَيْضًا: السَّنامُ. وَأَيْضًا: مَجْرَى الماءِ فِي الْوادي، أَو وَسَطُهُ حيثُ يَسيلُ مُعْظَمُ الماءِ.
وَأَيْضًا: مَجْرَى الماءِ فِي الْوادي، أَو وَسَطُهُ حيثُ مُعْظَمُ الماءِ. وَأَيْضًا: النُّخاعُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى السَّابِقُ.
وَأَيْضًا: وَادٍ واسِعٌ غَامِضٌ، يُنْبِتُ السَّلَمَ، والضَّعَةَ، والْيَنَمَةَ، والحَلَمَةَ، والسَّمُرَ،} كالسَّالِّ مُشَدَّدُ الَّلامِ، قيلَ: هوَ مَوْضِعٌ فِيهِ شَجَرٌ، وجَمْعُهُما: {السُّلاَّنُ، كرُمَّانٍ، قالَ كُراعٌ: السُّلاَّنُ، كرُمَّانٍ، قالَ كُراعٌ: السُّلاَّنُ جمعُ سَلِيلٍ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: السُّلاَّنُ واحدُها سَالٌّ، كحَائِرٍ وحُوَرَان، وَهُوَ الْمَسِيلُ الضَّيِّقُ فِي الوادِي. أَو جَمْعُ الثَّانِيَةِ:} سَوَالُّ، وهوَ قَوْلُ النَّضْرِ، قالَ: {السَّالُّ مَكانٌ وَطِيءٌ، وَمَا حَوْلَهُ مُشْرِفٌ، وجَمْعُهُ سَوالٌّ، يَجْتَمِعُ الماءُ إليهِ.} والسَّلِيلُ الأَشْجَعِيُّ: صَحابِيٌّ، قالَ الحافِظُ: مَذكورٌ فِي الصحابَةِ، فِي رِوَايَةٍ مَغْلُوطَةٍ، وإِنَّما هُوَ الجَرِيرِيُّ، عَن أبي السَّلِيلِ. وأَبُو! السَّلِيلِ: ضُرَيْبُ بنُ نُقَيْرِ بنِ سُمَيْرٍ القَيْسِيُّ الْجُرَيرِيُّ التَّابِعِيُّ، مِنْ أهلِ البَصْرَةِ، رَوَى عَن أَبي ذَرٍّ، وعبدِ اللهِ بنِ رَبَاحٍ، وَعنهُ) كَهْمَسُ بنُ الحَسَنِ، وسعيدُ بنُ إِياسٍ الجُرَيرِيُّ، وَثَّقُوهُ، وتقدَّم ذكرُه فِي ن ق ر، ويُقالُ: هُوَ نُفَيْرٌ، بالفاءِ، وقيلَ: ثُفَيْلٌ، بالَّلامِ. وأَبو السَّلِيلِ: عبدُ اللَّهِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي التَّبْصِيرِ: عُبَيْدُ اللهِ ابنُ إِيَادٍ، عَن أَبِيهِ، وعنهُ أَبو الوليدِ. وَأَبُو السَّلِيلٍ: أَحمدُ بنُ صاحِبِ آمِدَ عِيسَى بنِ الشِّيْخِ، وابْنُهُ السَّلِيلُ ابنُ أَحْمَدَ، رَوَى عَن محمدِ بنِ عثمانَ ابنِ أَبي شَيْبَةَ.
{وسَلِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ النَّجْرانِيُّ، عَن أَبِيهِ، وعنهُ ابنُه مُوسَى أَبو السَّلِيلِ. وعَبدُ اللهِ بنُ يَحْيى بنِ} سَلِيلٍ، عَن الزُّهْرِيِّ، وَعنهُ مَعْنُ بنُ عِيسَى. وزَيْدُ بنُ خَليفَةَ بنِ السَّلِيلِ، وآَخَرونَ مُحَدِّثُونَ.
{والسَّلَّةُ، بالفتحِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ،} والسِّلُّ، بالكسرِ، ويُرْوَى فيهِ الضَّمُّ أَيْضا، (و) {السُّلالُ، كَغُرابٍ: مَرَضٌ مَعْرُوفٌ، أعاذَنا اللهُ مِنْهُ، وقالَ الأَطِبَّاءُ: هِيَ قَرْحَةٌ تَحْدُثُ فِي الرِّئَةِ، إِمَّا تُعْقِبُ ذَاتَ الرِّئَةِ، أَو ذَاتَ الْجَنْبِ، أَو هُوَ زُكامٌ، ونَوازِلُ، أَو سُعَالٌ طَوِيلٌ، وتَلْزَمُها حُمَّى هَادِيَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: دَاءٌ يَهْزِلُ، ويُضْنِي، ويَقْتُلُ، قالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(أَرانا لَا يَزالُ لَنا حَمِيمٌ ... كَدَاءِ البَطْنِ} سُلاًّ أَو صُفارَا)
وأَنْشَدَ ابنُ قُتَيْبَةَ، لعُرْوَةَ بنِ حِزَامٍ، فِيهِ أَيْضا:
(بِيَ {السُّلُّ أَوْ دَاءُ الهُيامِ أَصابَنِي ... فإِيَّاكَ عَنِّي لَا يَكُنْ بِكَ مَا بِيَا)
ومِثْلُهُ قَوْلُ الآخَرِ:
(بِمَنْزَلَةٍ لَا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها ... وعَيْشٍ كَمَلْسِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ)
وَفِي الحديثِ: غُبَارُ ذَيْلِ الْمَرْأَةِ الْفَاجِرَةِ يُورِثُ السِّلَّ، يُرِيدُ أَنَّ مَنْ اتَّبَعَ الفَواجِرَ، وفَجَرَ، ذَهَبَ مالُهُ، وافْتَقَر، فشَبَّهَ خِفَّةَ المالِ وذَهَابَهُ، بِخِفَّةِ الجِسْمِ وذَهابِهِ إِذا} سُلَّ. وَفِي تَرْجَمَةِ ظبظب قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّ بِي {سُلاًّ وَمَا بِي ظَبْظَابْ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا البيتِ شَاهِدٌ عَلى صِحَّةِ} السُّلِّ، لأنَّ الحَرِيرِيَّ قالَ فِي كتابِهِ دُرَّةِ الغَوَّاصِ: إِنَّهُ مِن غَلَطِ العامَّةِ، وصَوابُهُ عندَهُ:! السُّلال، وَلم يُصِبْ فِي إنْكارِهِ السُّلَّ، لِكَثْرَةِ مَا جاءَ فِي أشْعارِ الفُصَحَاءِ، وذكَرَهُ سِيبَوَيْهِ أَيْضا فِي كِتابِهِ. وَقد سُلَّ، بالضَّمِّ، {وأسَلَّهُ اللهُ تَعالى، وَهُوَ} مَسْلُولٌ، شاذٌّ على غيرِ قِياسٍ، قالَ سِيبَويْهِ: كأَنَّهُ وُضِعَ فيهِ السُّلُّ، وقالَ الزُبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: الْيَاسُ ابنُ مُضَرَ أَوَّلُ مَنْ ماتَ مِنَ السُّلِّ، فَسُمِّي السُّلُّ يَاساً. {والسَّلَّةُ: السَّرِقَةُ الْخَفِيَّةُ، يُقال: لي فِي بَنِي فُلانٍ} سَلَّةٌ، ويُقالُ: الخَلَّةُ تَدْعُو إِلَى {السَّلَّةِ، وَقد} سَلَّ الرَّجُلُ الشَّيْءَ، {يَسُلُّهُ} سَلاًّ، فَهُوَ) {سَلاَّلٌ: سَارِقٌ،} كالإِسْلاَلِ، عَن ابنِ السِّكِّيْتِ، وَقد {أَسَلَّ،} يُسِلُّ، {إِسْلالاً، وبهِ فَسَّرَ أَبُو عَمْرٍ والحديثَ: وأَنْ لَا إِغْلالَ، وَلَا} إِسْلالَ. {وسَلَّ البَعِيرَ، وغيرَهُ فِي جَوْفِ الَّليلِ: إِذا انْتَزَعَهُ مِنْ بَيْنِ الإبِلِ. (و) } السَّلَّةُ: شِبْهُ الْجُونَة، المُطْبَقَةِ، وَهِي السَّبَذَةُ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، ج: {سِلاَلٌ، بالكَسْرِ.
} والإِسلاَلُ: الرِّشْوَةُ، وبهِ فُسِّرَ الحديثُ أَيْضا، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الحديثُ يَحْتَمِلُ الرِّشْوَةَ والسَّرِقَةَ جَمِيعاً. {وسَلَّ الرَّجُلُ،} يَسِلُّ: ذَهَبَ أسْنَانُهُ فَهُوَ سَلٌّ وَهِي {سَلَّةٌ، ساقِطَا الأَسْنانِ، قالَهُ اللِّحْيانِيُّ، وكذلكَ الشَّاةُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ:} السَّلَّةُ: ارْتِدَادُ الرَّبْوِ فِي جَوْفِ الْفَرَسِ، مِنْ كَبْوَةٍ يَكْبُوهَا، فَإِذا انْتَفَخَ مِنْهُ قِيل أَخْرَجَ {سَلَّتَهُ فيُرْكَضُ رَكْضاً شَدِيداً، ويُعَرَّقُ، ويُلْقَى عليهِ الجِلاَلُ، فيخرُجُ الرَّبْوُ.} والْمِسَلَّةُ، بكسرِ المِيمِ: مِخْيَطٌ ضَخْمٌ، كَما فِي المُحْكَمِ، وقالَ غَيْرُهُ: إِبْرَةٌ عَظيمةٌ، والجمعُ {المَسَالُّ.} والسُّلاَّءَةُ، كرُمَّانَةٍ: شَوْكَةُ النَّخْلِ، ج: {سُلاَّءٌ، قالَ عَلْقَمَةُ، يَصِفُ ناقَةً أَو فَرَساً:
(} سُلاَّءَةٌ كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئَةٍ مِنْ نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ)
{والسَّلَّةُ: أَنْ تَخْرِزَ سَيْرَيْنِ فِي خَرْزَتَيْنِ فِي سَلَّةٍ واحِدَةٍ.
(و) } السَّلَّةُ: الْعَيْبُ فِي الْحَوْضِ، أَو الْخَابِيَةِ، أَو هِيَ الْفُرْجَةُ بَيْنَ أَنْصابِ، ونَصُّ المُحْكَمِ نَصائِبِ الْحَوْضِ، وأَنْشَدَ: {أَسَلَّةٌ فِي حَوْضِها أَمِ انْفَجَرْ} وسَلُولُ: فَخِذٌ مِن قَيْسِ بنِ هَوَازِنَ، وَفِي الصِّحاحِ، والْعُبابِ: قَبيلَةٌ مِنْ هَوَازِنَ، وهُمْ بَنُو مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِنَ، {وسَلُولُ: اسْمُ أُمِّهِمْ، نُسِبُوا إِلَيْها، وَهِي ابْنَةُ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ابنِ ثَعْلَبَةَ، مِنْهُم عبدُ اللهِ بنُ هَمَّامٍ الشَّاعِرُ} - السَّلُولِيُّ، هوَ من بَنِي عَمْرِو ابنِ مُرَّةَ بنِ صَعْصَعَةَ، وَهُمْ رَهْطُ أَبي مَرْيَمَ السَّلُولِيِّ الصَّحابِيِّ، وقالَ ابنُ حَبِيب، قالَ: فِي قَيْس، {سَلُولُ بنُ مُرَّةَ ابنِ صَعْصَعَةَ اسْمُ رَجُلٍ، وَفِيهِمْ يَقولُ:
(وإنَّا أُناسٌ لَا نَرَى القَتْلَ سُبَّةً ... إِذا مَا رَأَتْهُ عامِرٌ وسَلُولُ)
يُرِيدُ عامرَ بنَ صَعْصَعَةَ، وسَلُولَ بنَ مُرَّةَ بنِ صَعْصَعَةَ. وسَلُولُ أَيْضا: ُأمُّ عبدِ اللهِ بنِ أَبَيِّ الْمُنافِقِ، ويُقالُ: جَدَّتُهُ.} - وسُلِيٌّ، ككُلِّيٍّ، ودُبِّيٍّ: ع، لِبَنِي عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، قالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ:
(فَوَقْفٍ {- فَسُلِّيٍّ فأَكْنافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعُ فيهِ تَارَةً وتُقِيمُ)

وليسَ بِتَصْحِيفِ} - سُلَيٍّ، كَسُمَيٍّ، وَلَا بِتَصْحِيفِ،! سُلَّى، كرُبَّى. {والسُّلاَّن بالضَّمِّ: وَادٍ لِبَنِي عَمْرِو ابْنِ تَمِيمٍ، قالَ جَرِيرٌ:
(نَهْوَى ثَرَى العِرْقِ إِذْ لَمْ نَلْقَ بَعْدَكُمُ ... بالعِرْقِ عِرْقاً} وبالسُّلاَّنِ {سُلاَّنَا)
وقالَ غيرُه:
(لِمَنِ الدِّيارُ بِرَوْضَةِ} السُّلاَّنِ ... فالرَّقْمَتَيْنِ فَجانِبِ الصَّمَّانِ)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {أسْلَلْتُ السَّيْفُ، لُغَةٌ فِي:} سَلَلْتُهُ، وبِهِ فُسِّرَ أَيْضا الحديثُ: لَا إِغْلالَ ولاَ {إسْلالَ، وقَوْلُ الفَرَذْدَقِ:
(غَداةُ تَوَلَّيْتُمْ كَأَنَّ سُيوفَكُمْ ... ذآنِينُ فِي أَعْناقِكُمْ لَمْ} تُسَلْسَلِ)
قيل: هوَ مِن فَكِّ التَّضْعِيفِ، كَما قَالُوا: هُوَ يَتَمَلْمَلُ، وإِنَّما هوَ يَتَمَلَّلُ، وَهَكَذَا رَوَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، فَأَمَّا ثَعْلَبٌ فَرَواهُ: لم {تُسَلَّلِ. وَفِي الحديثِ: اللَّهُمَّ} اسْلُلُ سَخِيمَةَ قَلْبِي، وَهُوَ مَجازٌ، ومنهُ قولُهُمْ: الهَدَايَا {تَسُلُّ السَّخَائِمَ، وتَحُلُّ الشَّكائِمَ. وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُهُ} كمَسَلِّ شَطْبَةٍ هوَ مَصْدَرٌ بمعنَى المَفْعُولُ: أَي مَا {سُلَّ مِن قِشْرِهِ، والشَّطْبَةُ: السَّعْفَةُ الخَضْرَاءُ، وقيلَ: السَّيْفُ.} وانْسَلَّ السِّيْفُ مِنَ الْغِمْدِ: انْسَلَتَ. {والسَّلِيلَةُ: الشَّعْرُ يُنْفَشُ، ثُمَّ يُطْوَى ويُشَدُّ، ثُمَّ} تَسُلُّ منهُ المَرْأَةُ الشَّيْءَ بعدَ الشَّيْءِ، تَغْزِلُهُ، ويُقالُ: {سَلِيلَةٌ مِنْ شَعَرٍ، لِمَا} اسْتُلَّ مِن ضَرِيبَتِهِ، وَهِي شَيْءٌ يُنْفَشُ مِنْهُ، ثمَّ يُطْوَى ويُدْمَجُ طِوَالاً، طُولُ كُلِّ وَاحِدَةٍ نَحْوٌ مِنْ ذِرَاعٍ، فِي غِلَظِ أَسَلَةِ الذِّراعٍ، ويُشَدُّ، ثمَّ {تَسُلُّ مِنْهُ الْمَرْأَةُ.} وسُلَّ المَهْرُ: أُخْرِجَ {سَلِيلاً، أَنْشَدَ ثَعْلَب:
(أَشَقَّ قَسامِياً رَباعِيَّ جَانِبٍ ... وقَارِحَ جَنْبٍ} سُلَّ أَقْرَحَ أشْقَرَا) {وسَلائِلُ السَّنامِ: طَرائِقُ طِوَالٌ تُقْطَعُ مِنْهُ.} وسَلِيلُ اللَّحْمِ: خَصِيلُهُ، وَهِي السَّلائِلُ. {والسَّلائِلُ: نغَفاتٌ مُسْتَطِيلَةٌ فِي الأَنْفِ. وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: يُقالُ:} سَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ، كَما يُقالُ: فَرْشٌ مِن عُرْفُطٍ، وغَالٌ مِن سَلَمٍ، وقَوْلُ زُهَيْرٍ:
(كأنَّ عَيْنِي وَقَدْ سَالَ {السَّلِيلُ بِهِمْ ... وجِيرَةٌ مَا هُمُ لَوْ أَنَّهُم أَمَمُ)
قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قولُهُ: سالَ السَّلِيلُ بهم، أَي: سارُوا سَيْراً سَرِيعاً.} واسْتَلَّ بِكَذا: ذَهَبَ بِهِ فِي خِفْيَةٍ.
{والسَّالُّ،} والسَّلاَّلُ، {والأَسَلُّ: السَّارِقُ.} والإِسْلاَلُ: الغَارَةُ الظَّاهِرَةُ، وبهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ أَيْضا.
{وأَسَلَّ: إِذا صَارَ صاحِبَ} سَلَّةٍ، وَأَيْضًا: أعانَ غَيْرَهُ عليْهِ. {والمُسَلِّلُ، كمُحَدِّثٍ: اللَّطِيفُ الْحِيلَةِ فِي السَّرِقَةِ.} وسَلَّةُ الخُبْزِ: مَعْرُوفَةٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا أَعْرِفُ {السَّلَّةَ عَرَبِيَّة، والجمعُ} سَلٌّ، قالَ أَبُو)
الحسَنِ: {سَلٌّ عِنْدِي من الجَمْعِ العَزِيزِ، لأَنَّهُ مَصْنُوعٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَن يكونَ مِن بابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ أَوْلَى.} والسَّلَّةُ: النَّاقَةُ الَّتِي سَقَطَتْ أَسْنانُها من الهَرَمِ، وقيلَ: هِيَ الهَرِمَةُ الَّتِي لَمْ يَبْقَ لَهَا سِنٌّ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. {وسَلَّةُ الفَرَسِ: دَفْعَتُهُ مِنْ بَيْنِ الخَيْلِ مُحْتَضِراً، وقيلَ: دَفْعَتُهُ فِي سِبَاقِهِ، وفَرَسٌ شَدِيدُ} السَّلَّةِ، ويُقالُ: خَرَجَتْ {سَلَّةُ هَذَا الفَرَسِ عَلى سائِرِ الخَيْلِ، وَهُوَ مَجازٌ. والسَّلَّةُ: شُقُوقٌ فِي الأَرضِ تَسْرِقُ المَاءَ.
} وسَلَّى، كحَتَّى، وقيلَ: بِكَسْرِ السِّينِ، بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ، واسْمُهُ الحارِثُ بنُ رِفاعَةَ بنِ عُذْرَةَ بنِ عَدِيِّ ابْن عَبْدِ شَمْسِ بنِ طَرُودِ بنِ قُدَامَةَ بنِ جَرْمِ بنِ رَبَّانِ بنِ حُلْوانَ، قالَ الشاعرُ:
(وَمَا تَرَكْتُ {سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً ... ولكنْ أحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ)
مِنْهُم: أسْمَاءُ بنُ رَبابِ بنِ مُعاويَةَ بنِ مالِكِ بنِ سِلَّى الصَّحابيُّ، وَأَبُو تَمِيمَةَ طَرِيفُ بنُ مُجالِدٍ الهَجَيْمِيُّ، من الرُّواةِ.} وسِلَّى، بكسرِ السِّينِ وتَشْدِيدِ الَّلامِ المَفْتُوحَةِ: ماءٌ لِبَنِي ضَبَّةَ، بِنَواحِي اليَمامَةِ، قالَهُ نَصْرٌ، وبالفَتْحِ: جَبَلٌ بِمَناذِرَ، من أَعْمالِ الأَهْوازِ، كَثِيرُ التَّمْرِ، قالَ:
(كأَنَّ غَدِيرَهُمْ بِجَنُوبِ سِلَّى ... نَعامٌ قاقَ فِي بَلَدٍ قِفَارِ)
قالَ ابنُ بَرِّيِّ: قالَ أَبو المِقْدَامِ بَيْهَسُ ابنُ صُهَيْبٍ:
( {بِسِلَّى وسِلَّبْرَى مَصارعُ فِتْيَةٍ ... كِرَامٍ وَعَقْرَى مِنْ كُمَيْتٍ ومِنْ وَرْدِ)
قَالَ:} سِلَّى {وسِلَّبْرَى، يُقالُ لَهما: الْعَاقُولُ، وَهِي مَنَاذِرُ الصُّغْرَى، كانَتْ بهَا وَقْعَةٌ بَيْنَ المُهَلَّبِ والأَزَارِقَةِ، قُتِلَ بهَا إمامُهُم عُبَيْدُ اللهِ بنُ بَشِيرِ بنِ الْمَاحوزِ المَازِنيُّ. قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: وَفِي قُضاعَةَ، سَلُولُ بِنْتُ زِبَانِ بنِ امْريءِ القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مالِكِ بنِ كِنانَةَ بنِ الْقَيْنِ، وَفِي خُزَاعَةَ،} سَلُولُ بنُ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبيعَةَ بنِ حَارِثَةَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرِو: {المَسْلُولَةُ من الغَنَمِ: الَّتِي يَطُولُ فوها، يُقالُ: فِي فِيهَا سَلَّةٌ.} وتَسَلَّلَ الشَّيْءُ: اضْطَرَبَ، كأَنَّهُ تُصُوِّرَ فِيهِ {تَسَلُّلٌ مُتَرَدِّدٌ، فرُدِّدَ لَفْظُهُ تَنْبِيهاً عَلى تَرَدُّدِ مَعْناهُ، قالَهُ الرَّاغِبُ. وَفِي المَثَلِ: رَمَتْنِي بِدَائِها} وانْسَلَّتْ، هُوَ لإِحْدى ضَرائِرِ رُهْمِ بِنْتِ الخَزْرَجِ، امْرَأَةِ سَعدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ، رَمَتْها رُهْمٌ بِعَيْبٍ كانَ فِيهَا، فقالتِ الضَّرَّةُ ذَلِك. {واسْتَلَّ النَّهْرُ جَدْوَلاً: انْشَقَّ مِنْه، وَهُوَ مَجازٌ.
} والسَّلِيلَةُ: ماءَةٌ بأَعْلَى ثَادِقٍ. قالَهُ نَصْرٌ.
س ل ل : سَلَلْتُ السَّيْفَ سَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَسَلَلْتُ الشَّيْءَ أَخَذْتُهُ وَمِنْهُ قِيلَ يُسَلُّ الْمَيِّتُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ إلَى الْقَبْرِ أَيْ يُؤْخَذُ.

وَالسَّلَّةُ بِالْفَتْحِ السَّرِقَةُ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ سَلَلْته سَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا سَرَقْتَهُ وَالسَّلَّةُ وِعَاءٌ يُحْمَلُ فِيهِ الْفَاكِهَةُ وَالْجَمْعُ سَــلَّاتٌ مِثْلُ: جَنَّةٍ وَجَنَّاتٍ.

وَالسَّلِيلُ الْوَلَدُ وَالسُّلَالَةُ مِثْلُهُ وَالْأُنْثَى سَلِيلَةٌ وَرَجُلٌ مَسْلُولٌ سُلَّتْ أُنْثَيَاهُ أَيْ نُزِعَتْ خُصْيَتَاهُ.

وَالْمِسَلَّةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مِخْيَطٌ كَبِيرٌ وَالْجَمْعُ الْمَسَالُّ.

وَالسِّلُّ بِالْكَسْرِ مَرَضٌ مَعْرُوفٌ وَأَسَلَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ أَمْرَضَهُ بِذَلِكَ فَسُلَّ هُوَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مَسْلُولٌ مِنْ النَّوَادِرِ وَلَا يَكَادُ صَاحِبُهُ يَبْرَأُ مِنْهُ وَفِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّهُ مِنْ أَمْرَاضِ الشَّبَابِ لِكَثْرَةِ الدَّمِ فِيهِمْ وَهُوَ قُرُوحٌ تَحْدُثُ فِي الرِّئَةِ. 
(سلل) - قَولُه تَعالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} .
: أي يخرجون من الجَماعةِ واحِداً واحداً من قولهم: سَلَلتُ كَذَا من كَذَا: أَخرجتُه.
- ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: "فانسلَلتُ من بين يَدَيْه". وفي رواية: "فانْسَلّ". وكأنه لا يكون دَفعَةً واحدة ولكن على التَّدريج.
- في الحديث: "سَقَى الله ابن عَوْفٍ - يعني عبد الرحمن - من سَلْسَبيل الجَنَّة".
ورُوِى: "من سَلْسَل الجَنَّة"، وفي رواية عن أُمِّ سَلَمَة: "من سَلِيل الجنة"
أما السَّلْسَبِيل فقد ذكره الهَرَوِىّ. وأما السَّلْسَلُ فذكَر الأَخفَشُ أنه الباردُ وأنشد:
أم لا سَبِيلَ إلى الشَّراب وذِكْرُهُ
أَشْهَى إلىَّ من الرَّحِيقِ السَّلْسَل
وقيل: هو السَّهْل في الحَلْقِ فأما السَّلِيل: فهو الصافي من الشرَّاب كأنه سُلَّ منه كل كَدَرٍ، فهو بمعنى مَسْلُول.
- ومنه قوله في الدعاء: "اللهُمَّ اسلُلْ سَخِيمةَ قَلبىِ".
- وفي حديث أمِّ زرع: "كمَسَلِّ شَطْبَةٍ" .
مَصْدَر بمعنى المسْلُول: أي ما سُلّ من قِشْرِه.
- في المعجم الصغير: مَنْ سلَّ سَخِيمَتَه في طَريق الناسِ؟
كَنَى بذلك عن الغَائِط، لأنه كان يُكْنَى عنه "ما يُسْتَحْسَن ذِكرُه بلفظ حسن، كما يَجىء عنها بإتيان الغَائِطِ وقَضَاءِ الحَاجَة وغَيرها.

الكشف

الكشف: رفع الساتر. وقال بعضهم: لغة، رفع الحجاب، واصطلاحا الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الخفية الحقيقية وجودا أو شهودا.
الكشف:
[في الانكليزية] Unveiling ،manifestation ،suppression of the seventh syllable (in prosody)
[ في الفرنسية] Devoilement ،manifestation ،chute de la septieme syllabe (en prosodie)
بالفتح وسكون الشين المعجمة، وقيل بالمهملة عند أهل العروض حذف حرف سابع متحرّك، والجزء الذي فيه الكشف يسمّى مكشوفا كحذف التاء من مفعولات بضم التاء كذا في عنوان الشرف. وفي بعض الرسائل هو إسقاط آخر مفعولات انتهى والمآل واحد. وفي رسالة قطب الدين السرخسي الكشف حذف المتحرّك الثاني من الوتد المفروق انتهى. ولا يخفى أنّ هذا يصدق على حذف عين فاع لاتــن بخلاف التعريف الأول. والكشف بالشين المعجمة عند أهل السلوك هو المكاشفة.
والمكاشفة يقال لها رفع الحجاب، الذي بين الروح الجسماني، الذي لا يمكن إدراكه بالحواس الظاهرة. وقد تطلق المكاشفة على المشاهدة أيضا على ما سيجيء في لفظ الوصال. قالوا: إنّ السّالك حينما يضع قدمه في عليّين الحقيقة بعد ما يجذبها من طبيعتها السقلية بسبب جذبه الإرادة فإنّه يصفّي باطنه بالرياضة، فلذا تصبح عينه في كلّ وقت مفتوحة. وبمقدار ذلك (الصّفاء) يرتفع عنه الحجاب ويزداد لديه قوة صفاء عقل المعاني المعقولة، ويقال لهذا:
الكشف النظري. ثم يجب على السّالك أن يتجاوز ذلك ويخطو عدّة خطوات أكثر ولا يبقى في طريق أهل الفلسفة والحكمة، وأن يجعل قلبه عاملا أكثر حتى يتّصل بنور القلب الذي يسمّى الكشف النوري. وهنا يتقدّم السّالك نحو الأمام خطوات أخرى حتى تبدو له المكاشفات السّرّية التي يقال لها: الكشف الإلهي. وثمة تبدو له أسرار الخلق وحكمة الوجود. ثم يتقدّم إلى الأمام أيضا حتى يصل إلى المكاشفة الروحانية وهي التي يقال لها: الكشف الروحاني. فتنكشف له عوالم النعيم والجحيم ورؤية الملائكة والعوالم اللامتناهية فتبدو له الولاية (يد المقام).
ثم يجب أن يجتاز هذه الدرجة حتى تبدو له المكاشفات الخفية حتى يجد بواسطتها عالم صفات الربوبية. وهذا ما يقال له المكاشفة الصّفائية. وفي هذه الحال إذا كوشف بالصّفة العلمية فتبدو له من جنس العلم اللّدني، كما هو حال الخضر عليه السلام. وإذا كان كشفه عن طريق الاستماع فيكون ذلك عن طريق استماع الكلام والصفات كما هو حال سيدنا موسى عليه السلام. وإذا كان كشفه بصريا فإنّه يبدأ بالمشاهدة والرّؤية وإذا كان كشفه بصفة الجلال فيظهر له البقاء الحقيقي. وإذا كان بصفة الوحدانية تبدو له الوحدة. وعلى هذا القياس تقاس بقية الصفات.
أمّا الكشف الذاتي فدرجة عالية جدا يقصر البيان والإشارة عنها. كذا في مجمع السلوك.

ويقول في كشف اللغات: المكاشفة هي التي يقال لها: ظهور الناسوت والملكوت والجبروت واللاهوت، يعني النفس والقلب والروح والرّأس يصيرون واقفين على الحال.

قبل

(قبل) : القبَلِيُّونَ من النَّاسِ: ما كانُوا قريباً من الرِّيفِ، وهم القَبَليَّةُ.
(قبل) : القبَل: شيءٌ من عاج يُعلَّقُ على الخَيْلِ والغِلْمانِ يُشْبهُ الفَلْكَةَ، مُسْتَدِيرٌ يَتَلأَْلأَُ، الواحِدَةُ قَبَلةٌ.
قبل: {والملائكة قبيلا}: ضمينا، وقيل: معاينة. و {قبيلُه}: جيله. {قبلا}: أصنافا، جمع قبيل. {قبلة}: جهة.
قبل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: قابلوا النِّعَال. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَن يعْمل عَلَيْهَا القَبَل وَاحِدهَا قِبال وَهُوَ مثل الزَّمام يكون فِي وسط الْأَصَابِع الْأَرْبَع وَمِنْه حَدِيثه: إِن نَعله كَانَ لَهَا قِبالان يَعْنِي هَذَا الَّذِي وصفناه من الزِّمَام ويُقَال: نعل مقابَلة ومُقبَلة. وَقد فسر بَعضهم قَوْله: قابلوا النِّعَال أَن يثني ذُؤابة الشرَاك فيعطف رَأسهَا إِلَى الْعقْدَة. وَالْأول عِنْدِي هُوَ التَّفْسِير. 
(قبل)
قبلا أَتَى يُقَال قبل اللَّيْل أَو الشَّهْر أَو الْعَام وَالرِّيح هبت وعَلى الْعَمَل أسْرع فِيهِ وَالْمَكَان جعله أَمَامه يُقَال قبلت الْجَبَل مرّة ودبرته مرّة وجاءه وَيُقَال قبلت الْمَاشِيَة الْوَادي والنعل جعل لَهَا قبالا وَيُقَال قبل الثَّوْب رقعه

(قبل) بفلان قبالة كفله وَضَمنَهُ والقابلة الْوَلَد تَلَقَّتْهُ عِنْد الْولادَة وَالشَّيْء قبولا أَخذه عَن طيب خاطر يُقَال قبل الْهَدِيَّة وَنَحْوهَا وَيُقَال قبل الله دُعَاء فلَان استجابه وَالْعَمَل رضيه وَيُقَال قبل الْخَبَر صدقه وَفُلَان قبلا كَانَ بِعَيْنِه قبل فَهُوَ أقبل وَيُقَال قبلت عينه فَهِيَ قبلاء

(قبل) الرجل قبلا صَار قبيلا أَي كَفِيلا
(ق ب ل) : (عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -) لَوْ اسْتَقْبَلْنَا مِنْ أَمْرِنَا مَا اسْتَدْبَرْنَا مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إلَّا نِسَاؤُهُ أَيْ لَوْ أَدْرَكْنَا أَوَّلًا مَا أَدْرَكْنَا آخِرًا تَعْنِي لَوْ عَلِمْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُغَسَّلُ بَعْدَ الْوَفَاةِ لَمَا غَسَّلَهُ إلَّا نَحْنُ مِنْ اقْتَبَلَ الْأَمْرَ وَاسْتَقْبَلَهُ إذَا اسْتَأْنَفَهُ وَابْتَدَأَهُ وَأَفْعَلُ هَذَا الْعَشْرِ مِنْ (ذِي قَبَلٍ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ مِنْ وَقْتٍ مُسْتَقْبَلٍ وَوَجَدْت هَذَا (مِنْ قِبَلِكَ) بِكَسْرِ الْقَاف أَيْ مِنْ جِهَتِكَ وَتِلْقَائِك (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ ثَبَتَ لِفُلَانٍ قِبَلِي حَقٌّ (وَالْقَبِيلُ) الْكَفِيلُ وَالْجَمْعُ قُبُل وَقُبَلَاءُ وَمَنْ تَقَبَّلَ شَيْئًا وَكَتَبَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا فَاسْمُ ذَلِكَ الْكِتَابِ الْمَكْتُوب عَلَيْهِ (الْقَبَالَة) وَقَبَالَةُ الْأَرْضِ أَنْ يَتَقَبَّلَهَا إنْسَانٌ فَيُقْبِلهَا الْإِمَامُ أَيْ يُعْطِيهَا إيَّاهُ مُزَارَعَةً أَوْ مُسَاقَاةً وَذَلِكَ فِي أَرْضِ الْمَوَاتِ أَوْ أَرْض الصُّلْح كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقْبَلُ خَيْبَرَ مِنْ أَهْلِهَا كَذَا ذُكِرَ فِي الرِّسَالَة الْيُوسُفِيَّة (وَسُمِّيَتْ شَرِكَة التَّقَبُّلِ) مِنْ تَقَبَّلَ الْعَمَلِ (وَرَجُلٌ أَقْبَلُ) وَامْرَأَةٌ (قَبْلَاءُ) وَبِهِ قَبَلٌ وَهُوَ أَنْ تُقْبِلَ حَدَقَتَاهُ عَلَى الْأَنْف وَخِلَافُهُ الْحَوَلُ وَهُوَ أَنْ تَتَحَوَّلَ إحْدَاهُمَا إلَى الْأَنْفِ وَالْأُخْرَى إلَى الصُّدْغِ (وَالْقِبَال) زِمَامُ النَّعْل وَهُوَ سَيْرُهَا الَّذِي بَيْنَ الْإِصْبَعِ الْوُسْطَى وَاَلَّتِي تَلِيهَا (وَالْقَبَلِيَّةُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الْفَرْعِ وَهُوَ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ.

(وَمِنْهَا الْحَدِيث) «أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ» هَكَذَا صَحَّ بِالْإِضَافَةِ.
ق ب ل

ذهب قبل السوق. ولي قبلك حقّ، وأصبت هذا من قبلك أي من جهتك وتلقائك. ولقيته قبلاً وقبلاً وقبلاً: مواجهة وعياناً. وافعل ذلك لعشر من ذي قبلٍ وقبلٍ: من قوتٍ مستقبلٍ. ورأيت بذلك القبل شخصاً وهو ما استقبلك من نشزٍ أو جبلٍ. وبه قبلٌ: خلاف حولٍ. ورجلٌ أقبل، وامرأة قبلاء، وعينٌ قبلاء، وقوم قبلٌ. وجاء من قبلٍ ومن دبرٍ. وما تصنع لو أقبل قبلك، ولو أقبل قبلك لسكتّ أي لو استقبلت بما تكره. وهم قبلي وقبلائي: جمع قبيلٍ وهو الكفيل. وقبل به يقبل وتقبّل به، وهو قبيل القوم: لعريفهم. ونحن في قبالة فلان. وكلّ من تقبّل بشيء مقاطعةً وكتب عليه بذلك الكتاب فعمله: القبالة، وكتابعه المكتوب عليه هو: القبالة. وقبلت القابلة الولد تقبله قبلاً وقبالة، وصناعتها: القبالة. وقبل الدلو من يد الماتح يقبلها. وقبلت الماشية الوادي تقبله. وأقبلتها الوادي. قال:

أقبلتها الخلّ من شوران مصعدة ... إني لأزري عليها وهي تنطلق

أي أعيب عليها الإبطاء. وقال الجعديّ:

يتواصون بقتلى بينهم ... مقبلي نحري أطراف الأسل

وأقبلت الإناء مجرى الماء إذا استقبلت به جريته. وقال ابن أحمر:

شربت الشكاعى والتددت ألدّةً ... وأقبلت أفواه العروق المكاويا

وقعدت قبالة الكعبة. وجار مقابل ومدابر. قال:

حميت نفسي ومعي جاراتي ... مقابــلاتــي ومدابراتي

وتقول: وربّ هذه البنيّة ما قبل منها وما دبر ما فعلت كذا. واقتبل الأمر واستقبله: استأنفه. وتقابلوا واقتبلوا. قال أبو النجم:

غير رماد النار والأثفيّ ... مقتبــلات قعدة النّجيّ

ورأيت قبيلاً من الناس وقبلاً. وكادت تصدّع قبائل رأسي: من الصداع وهي شعبة. وقبل الهبة، وقبل منه النصح. وقبل الله من عبده التوبة، " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ". وقبل الله عمله وتقبّله " فتقبّلها ربها بقبول حسن ".

ومن المجاز: " ما يعرف قبيلاً من دبير " وأصله في فتل الحبل إذا مسح اليمين على اليسار علواً فهو قبيلٌ وإذا مسحها عليها سفلاً فهو دبير. ورجل مقتبل الشباب: كأنه يستأنف الشباب كلّ ساعة. ورجل مقابل مدابر: كريم الطرفين. ورأيت قبائل من الطير: أصنافاً من غربان وحمام وغيرها. وأتى في ثوب له قبائل: رقاع. ولجام حسن القبائل وهي السيور. قال ابن مقبل:

ترخي العذار وإن طالت قبائله ... عن حشرة مثل سنف المرخة الصّفر

وأقبلت الدولة، وأقبل الأمر وقبل، وخذ الأمر بقوابله. وقبّلته الحمّى؛ وبشفتيه قبلة الحمّى. وما لهاذ الأمر قبلةٌ أي جهة صحّةٍ.
ق ب ل: (قَبْلُ) ضِدُّ بَعْدُ. وَ (الْقُبْلُ) وَ (الْقُبُلُ) ضِدُّ الدُّبْرِ وَالدُّبُرِ. وَقُدَّ قَمِيصُهُ مِنْ قُبُلٍ وَمِنْ دُبُرٍ بِالتَّثْقِيلِ أَيْ مِنْ مُقَدَّمِهِ وَمِنْ مُؤَخَّرِهِ. وَ (الْقُبْلَةُ) مِنَ التَّقْبِيلِ
مَعْرُوفَةٌ. وَ (الْقِبْلَةُ) الَّتِي يُصَلَّى نَحْوَهَا. وَجَلَسَ (قُبَالَتَهُ) بِالضَّمِّ أَيْ تُجَاهَهُ وَهُوَ اسْمٌ يَكُونُ ظَرْفًا. وَ (الْقَابِلَةُ) اللَّيْلَةُ الْمُقْبِلَةُ. وَقَدْ (قَبَلَ) وَ (أَقْبَلَ) بِمَعْنًى. يُقَالُ: عَامٌ (قَابِلٌ) أَيْ (مُقْبِلٌ) . وَ (تَقَبَّلَ) الشَّيْءَ وَ (قَبِلَهُ) يَقْبَلُهُ (قَبُولًا) بِفَتْحِ الْقَافِ وَهُوَ مَصْدَرٌ شَاذٌّ يُقَالُ: إِنَّهُ لَا نَظِيرَ لَهُ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي وَضُؤَ. وَيُقَالُ: عَلَى فُلَانٍ (قَبُولٌ) إِذَا قَبِلَتْهُ النَّفْسُ. وَالْقَبُولُ أَيْضًا الصَّبَا وَهِيَ رِيحٌ تُقَابِلُ الدَّبُّورَ. وَقَدْ (قَبَلَتِ) الرِّيحُ مِنْ بَابِ دَخَلَ أَيْ تَحَوَّلَتْ قَبُولًا. فَالِاسْمُ مَفْتُوحٌ وَالْمَصْدَرُ مَضْمُومٌ. وَرَآهُ (قَبَلًا) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (قُبُلًا) بِضَمَّتَيْنِ وَ (قِبَلًا) بِكَسْرٍ بَعْدَهُ فَتْحٌ أَيْ (مُقَابَلَةً) وَعِيَانًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} [الكهف: 55] وَلِي (قِبَلَ) فُلَانٍ حَقٌّ أَيْ عِنْدَهُ. وَمَا لِي بِهِ قِبَلٌ أَيْ طَاقَةٌ. وَ (الْقَابِلَةُ) مِنَ النِّسَاءِ مَعْرُوفَةٌ. يُقَالُ: قَبِلَتِ الْقَابِلَةُ الْمَرْأَةَ تَقْبَلُهَا (قِبَالَةً) بِالْكَسْرِ إِذَا قَبِلَتِ الْوَلَدَ أَيْ تَلَقَّتْهُ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وَ (الْقَبِيلُ) الْكَفِيلُ وَالْعَرِيفُ وَقَدْ (قَبَلَ) بِهِ يَقْبُلُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا (قَبَالَةً) بِالْفَتْحِ. وَنَحْنُ فِي قَبَالَتِهِ أَيْ فِي عِرَافَتِهِ. وَ (الْقَبِيلُ) الْجَمَاعَةُ تَكُونُ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَصَاعِدًا مِنْ قَوْمٍ شَتَّى مِثْلُ الرُّومِ وَالزِّنْجِ وَالْعَرَبِ وَالْجَمْعُ (قُبُلٌ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} [الأنعام: 111] قَالَ الْأَخْفَشُ: أَيْ قَبِيلًا. وَقَالَ الْحَسَنُ: عِيَانًا وَ (الْقَبِيلَةُ) وَاحِدَةُ (قَبَائِلِ) الْعَرَبِ وَهُمْ بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ. وَ (الْقَبِيلُ) مَا أَقْبَلَتْ بِهِ الْمَرْأَةُ مِنْ غَزْلِهَا حِينَ تَفْتِلُهُ. وَمِنْهُ قِيلَ: مَا يَعْرِفُ قَبِيلًا مِنْ دَبِيرٍ. وَ (أَقْبَلَ) ضِدُّ أَدْبَرَ. يُقَالُ: أَقْبَلَ (مُقْبَلًا) مِثْلُ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ مُقْبَلِهِ مِنَ الْعِرَاقِ. وَ (أَقْبَلَ) عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَ (الْمُقَابَلَةُ) الْمُوَاجَهَةُ. وَ (التَّقَابُلُ) مِثْلُهُ. وَ (الِاسْتِقْبَالُ) ضِدُّ الِاسْتِدْبَارِ. وَ (مُقَابَلَةُ) الْكِتَابِ مُعَارَضَتُهُ. 

قبل


قَبَلَ(n. ac. قَبْل
قَبُوْل
قُبُوْل)
a. Blew from the south (wind).
b. ['Ala], Applied himself to, attempted; persevered with.
c.(n. ac. قَبْل), Drew near, approached; advanced; came.
d. Provided with straps; strapped, laced (
shoe & c. ).
e.
(n. ac.
قَبَاْلَة) [Bi], Stood security for. _ast;
قَبِلَ(n. ac. قَبُوْل
قُبُوْل)
a. Received; accepted; admitted; assented, consented
agreed to; yielded to; acceded to, granted.
b.(n. ac. قِبَاْلَة), Acted as a midwife.
c.(n. ac. قَبَل), Squinted.
d. see supra
(e)
قَبَّلَa. Kissed.
b. Guaranteed, contracted to do (work).

قَاْبَلَa. Was opposite to, over against; faced
confronted.
b. Met; received; welcomed.
c. Corresponded to.
d. [acc. & Bi], Compared, collated with.
e. see I (d)
أَقْبَلَa. see I (b) (c), (d).
d. [Ila
or
'Ala], Advanced towards; approached, neared; met.
e. Brought before, introduced into the presence
of.
f. Became wise, intelligent.
g. [ coll. ], Throve, yielded well
was abundant (harvest).
تَقَبَّلَa. see (قَبِلَ) (a).
b. Journeyed towards the south.
c. Guaranteed.

تَقَاْبَلَa. Were face to face, faced, confronted each other; were
opposite; met, encountered.

إِقْتَبَلَa. see (قَبِلَ) (a).
b. Improvised, extemporized (speech).
c. Recommenced.

إِقْبَلَّa. see (قَبِلَ) (c).
إِسْتَقْبَلَa. Went to meet, advanced towards; received, gave
reception to, placed himself opposite to, fronted, faced.
b. Impended, was to come.
c. [Min], Recovered from (illness).

إِقْبَاْلَّa. see (قَبِلَ) (c).
قَبْلa. Antecedency.
b. Before.
c. Formerly, previously.

قَبْلَةa. see 3t (b)
قِبْلَةa. Side, direction to which one turns ( in
prayer ).
b. [ coll. ], South.
قِبْلِيّ
a. [ coll. ], South, southern;
meridional.
قُبْلa. Front, front part.

قُبْلَة
(pl.
قُبَل)
a. Kiss.
b. Love-philter; amulet.
قَبَلa. Mountain-summit.
b. Beginning; first appearance.
c. Squint; strabism.
d. Improvisation.

قِبَلa. Presence.
b. Power, might, influence.

قُبُلa. see 3
أَقْبَلُ
(pl.
قُبْل)
a. Squinting; squinter.

قَاْبِلa. Receiving, accepting; receiver.
b. Coming; future; comer.
c. [La], Susceptible, liable to.
قَاْبِلَة
(pl.
قَوَاْبِلُ)
a. fem. of
قَاْبِلb. Midwife.

قَاْبِلِيَّةa. Aptitude, capacity; aptness; tendency;
susceptibility.
b. [ coll. ], Desire, appetite.

قَبَاْلَةa. Security, bail.

قِبَاْلa. Sandal-strap, thong; lace.
b. [ coll. ]
see 24t
قُبَاْلَةa. Facing, opposite, over against; vis-à-vis.

قَبِيْلa. see 21t (b) & 22tc. Spouse.
d. (pl.
قُبُل), Kind, sort, species; class, category.
e. Side, direction.
f. Obedience.
g. Success.

قَبِيْلَة
(pl.
قَبَاْئِلُ)
a. Tribe.
b. Wellstone.

قَبُوْلa. Acceptance; agreement; assent, consent.
b. Reception, welcome; affability.
c. see 21t (b)
قُبُوْلa. see 26 (a) (b).
قَوَاْبِلُa. Beginnings, commencement, outset.

N. P.
قَبڤلَa. Received, accepted; agreed to.
b. Welcomed.
c. Mended, patched.

N. P.
قَبَّلَa. see N. P.
I (c)
N. Ac.
قَبَّلَa. Kissing, kiss.

N. P.
قَاْبَلَa. Opposing, facing; vis-à-vis.
b. Of noble birth.

N. Ag.
أَقْبَلَa. Coming, approaching; next (year).
b. Fortunate, lucky, favourable.

N. Ac.
أَقْبَلَa. arrival, coming.
b. Prosperity.

N. Ac.
تَقَاْبَلَa. see N. Ac.
III
(قِبْل).
N. Ag.
إِسْتَقْبَلَa. Future.
b. Opposite, facing.
c. Meeting, receiving.

N. Ac.
إِسْتَقْبَلَa. Future.
b. Reception &c.
c. Opposition ( of two stars ).
مُقَابَلَة [ N.
Ac.
قَاْبَلَ
(قِبْل)]
a. Confrontation; meeting, receiving.
b. Collation, comparison.
c. Antithesis.
d. Equivalency.
e. Opposition.

قَبْل
a. مِن قَبْل Before.
b. Previously, formerly.

قَبْلًا
a. see supra
(b)
قَبْل أَن
a. Before that.

قُبَيْلًا
a. A little before.

قِبَلًا
a. In face.

قِبَلَهُ
a. With him, in his presence.

مِن قِبَلِهِ
a. On his side, on his part.

مِن ذِي قَِبَل
a. From that time.

قَبَلًا قُبُلًا قَبِيْلًا
a. Face to face.

مِن هَذَا القَبِيْل
a. From this side, in this direction.
b. In this respect, with regard to this.
مَا لِي بِهِ قِبَل
a. I cannot do it.

قَبِل لِلْموْت
a. Mortal.

مُقْتَبَل الشَّبَاب
a. Still young (woman).
مَا لَهُ فِي هَذَا قِبْلَة وَلَا
دِبْرَة
a. He does not know what to do.

إِجْعَلُوا بُيُوْتِكُم
قِبْلَةً
a. Place your houses opposite each other.

لَا يَعْرِف قَبِيْلًا مِن
دَبِيْر
a. He does not know who goes or comes.
(قبل) - قولُه تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}
: أي مِنْ قَبْل كُلِّ شيءٍ، ومن بَعدِ كُلِّ شىء.
قيل: والمُضافُ مع المُضافِ إليه كالجُزْء الوَاحدِ من الكلمة، والجُزْء الواحِدُ من الجملة لا يُفِيد شيئاً، فَحلَّ محلَّ الحرف، وحَقُّ الحَرف البناءُ، وأَصلُ البِناءِ السُّكُون؛ لأنّ البناءَ ضِدُّ الإِعرابِ، والحركَةُ للإعْرابِ، وضِدُّ الحركة السُّكُون. وكان حَقّه أن يُبنَى على السُّكون، فصِينَ عن السُّكون، مخَافةَ أن يَتمخَّض حَرفاً، فيدخل في باب هَلْ وبَلْ، فَحُرِّكَ لِتَرَدُّدِهِ بين الاسم والحرف، فوقع بين الحرَكَات الثلاث فامتَنَع من الفتح؛ لأنه استَحَقَّه مَرَّة - حين تَقُول: قَبلَك وبَعدَك، وامْتَنع من الكَسْر؛ لأَنَّه أَلمَّ به في قَولِك: من قَبْلِك ومن بَعْدِك، فلم يبق إلا الضَّمُّ فَبُنى عليه.
- في الحديث: "نَسأَلُك من خَيْر هذا اليومِ، وخَير ما قَبلَه، وخَير ما بَعْدَه، ونَعُود بك من شَرِّ هذا اليومِ، وشَرِّ ما قَبلَه، وشَرِّ ما بَعدَه"
يَعْني الاسْتِعاذة من شَرِّ زَمانٍ مَضَى: طَلَب العَفْو عن ذَنْب قَارفَه فيه والوَقْت وإن مَضَى فتَبِعَتُه باقيَةٌ وكذلك مَسْأَلة خَيْر ما قَبْله: قَبُول الحَسَنة التي قَدَّمها في ذلك اليوم.
- في الحديث: "طَلِّقُوا النِّساء لِقُبُل عِدَّتِهِنَّ"
وفي رواية: "في قُبُل طُهْرِهِنَّ"
: أي في إقْبالِه ومُقَابَلتِه، وحين يُمكِنها الدُّخولُ في العِدَّة والشُّروعُ فيها، فتكون لها مَحسُوبةً، وذَلك في حَالَة الطُّهْر. يقال: كان ذلك في قُبُل الشِّتَاءِ: أي إِقبالِه.
- في حديث ابن جُرَيْج: قُلْت لِعَطاء: "مُحرِمٌ قَبَضَ على قُبُلِ امرأَتِه فقال: إذا أَوْغَل إلى ما هُنَالِك فعَلَيه دَمٌ"
القُبُل: الفَرْج من الذَّكر والأُنثَى، وقيل: هو فَرجُ المَرأة خَاصَّة، وهو خِلافُ الدُّبُر. وأَوْغَل: أي أَولجَ فيه.
- في صفة هَارُونَ - عليه الصَّلاةُ والسَّلام -: "في عَيْنَيْه قَبَلٌ"
قال الأَصمَعيُّ: قَبِلت عَينُه تَقبَل قَبَلاً؛ إذا كان فيها مَيَلٌ كالحَوَل. ورجل أَقبَلُ ورِجال قُبْلٌ. وقيل: القَبَل: إقبالُ السَّوادِ على المَحْجَر والأَنفِ. والقَبَل - أيضا كالفَحَجِ بَيْن الرِّجْلَيْن، وهو اعْوجاجٌ فيهما.
- في حديث رافع - رضي الله عنه - في المُزَارعَة: "يُسْتَثْنَى ما عَلَى المَاذِيَاناتِ، وأَقْبالِ الجَداوِل"
الأَقْبَال: الأَوائل والرؤوس. جمع قَبَل وهو رَأْس الجَبَل والأَكَمَة. وقد يكون القَبَلُ المَحَجَّة الواضِحَة. والقَبَل: الشَّيءُ الجَدِيد. وقيل: القَبَل: الكَلأ في دِبارِ الأَرضِ؛ لأنه يَسْتَقْبِلُك.
- في حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: "إيَّاكم والقَبَالات؛ فإنها صَغارٌ، وفَضلُها رِبًا"
معناه: أن يَتَقبَّل الخَراجَ ويَجْبِيَه أَكْثَر ممَّا أَعْطَى، فذلك الفَضْل رِبًا؛ لأنه أعطى فَرقاً ، وأَخَذ أكثر مِمَّا أَعطَى؛ فإن تَقبَّل وزَرَعَ فلا بأْس. والقَبَالة: مَصْدَر قَبَل بالفَتْح: إذا كَفَل، وقَبُل - بالضَّمِّ -: صار قَبِيلاً. مثل: كَفَل وكَفُل. والمَكْتُوبُ إذا سُمِّى قَبالَةً فهو مُسَمًّى بالمَصْدر.
والقَبِيل: الكَفِيلُ، والعَريف، والقِبالَة - بالكَسْر -: العِرافة. - في الحديث: "أَنَّه أَقطع بِلالَ بنَ الحَارث - رضي الله عنه - المعَادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَورِيَّها، وحيث تَصلُح للزَّرْع من قُدْس ولم يُعطِه حَقَّ مسلم"
المعَادِن القَبَلِيَّة: من ناحية الفُرْع، وجَلْسِيُّها: نَجْدِيُّها، وكلُّ مرتَفِع جَلْسٌ ؛ والغَوْر: ما انْخَفَض من الأرض.
ورجلى قَبَلِيُّ: منسوب إلى قَبائِل العرب وقيل القَبَلِيَّة: منسوبة إلى نَاحِيَة من ساحل البَحْر، بينَها وبين المَدِينَة خمسةُ أيَّام.
والفُرْع: مَوضِع بين نَخْلَة والمدَينَة. هذا هو المحفوظ.
وفي كِتابِ الأمكِنَة: معَادِن القِلَبَة - بكَسْر القَافِ، وبَعدَها لَامٌ مَفْتُوحَة، وبَاءٌ وهَاءٌ حيث يَصْلُح للزَّرع من قُرَيْس، وقال: قِرْس وقُرَيْس جَبَلان قُربَ المَدينة.
ق ب ل : قَبِلْتُ الْعَقْدَ أَقْبَلُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ قَبُولًا بِالْفَتْحِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَقَبِلْتُ الْقَوْلَ صَدَّقْتُهُ وَقَبِلْتُ الْهَدِيَّةَ أَخَذْتُهَا وَقَبِلَتْ الْقَابِلَةُ الْوَلَدَ تَلَقَّتْهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ قِبَالَةً بِالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ قَوَابِلُ وَامْرَأَةٌ قَابِلَةٌ وَقَبِيلٌ أَيْضًا وَقَبِلَ اللَّهُ دُعَاءَنَا وَعِبَادَتَنَا وَتَقَبَّلَهُ وَقَبَلَ الْعَامُ وَالشَّهْرُ قُبُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ فَهُوَ قَابِلٌ خِلَافُ دَبَرَ وَأَقْبَلَ بِالْأَلِفِ أَيْضًا فَهُوَ مُقْبِلٌ وَالْقُبُلُ بِضَمَّتَيْنِ اسْمٌ مِنْهُ يُقَالُ افْعَلْ ذَلِكَ لِقُبُلِ الْيَوْمِ أَيْ لِاسْتِقْبَالِهِ قَالُوا يُقَالُ فِي الْمَعَانِي قَبَلَ وَأَقْبَلَ مَعًا وَفِي الْأَشْخَاصِ أَقْبَلَ بِالْأَلِفِ لَا غَيْرُ وَافْعَلْ ذَلِكَ لِعَشْرٍ مِنْ ذِي قَبَلٍ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ مِنْ وَقْتٍ مُسْتَقْبَلٍ وَالْقُبُلُ لِفَرْجِ الْإِنْسَانِ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِهَا وَالْجَمْعُ أَقْبَالٌ مِثْلُ عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ وَالْقُبُلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خِلَافُ دُبُرِهِ قِيلَ سُمِّيَ قُبُلًا لِأَنَّ صَاحِبَهُ يُقَابِلُ بِهِ غَيْرَهُ وَمِنْهُ.

الْقِبْلَةُ لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يُقَابِلُهَا وَكُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ تِلْقَاءَ وَجْهِكَ فَقَدْ اسْتَقْبَلْتَهُ.

وَالْقُبْلَةُ اسْمٌ مِنْ قَبَّلْتُ الْوَلَدَ تَقْبِيلًا وَالْجَمْعُ قُبَلٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْمُقَابَلَةُ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ الشَّاةُ الَّتِي يُقْطَعُ مِنْ أُذُنِهَا قِطْعَةٌ وَلَا تَبِينُ وَتَبْقَى مُعَلَّقَةً مِنْ قُدُمٍ فَإِنْ كَانَتْ مِنْ أُخُرٍ فَهِيَ الْمُدْبِرَةُ وَقُدُمٌ بِضَمَّتَيْنِ بِمَعْنَى الْمُقَدَّمِ وَأُخُرٌ بِضَمَّتَيْنِ أَيْضًا بِمَعْنَى الْمُؤَخَّرِ.

وَاسْتَقْبَلْتُ الشَّيْءَ وَاجَهْتُهُ فَهُوَ مُسْتَقْبَلٌ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَلَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ أَيْ لَوْ ظَهَرَ لِي أَوَّلًا مَا ظَهَرَ لِي آخِرًا.
وَفِي النَّوَادِرِ اسْتَقْبَلْتُ الْمَاشِيَةَ الْوَادِيَ تُعَدِّيهِ إلَى مَفْعُولَيْنِ وَأَقْبَلْتُهَا إيَّاهُ بِالْأَلِفِ إلَى مَفْعُولَيْنِ أَيْضًا إذَا أَقْبَلْتَ
بِهَا نَحْوَهُ وَقَبَلَتْ الْمَاشِيَةُ الْوَادِيَ قُبُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا اسْتَقْبَلَتْهُ وَلَيْسَ لِي بِهِ قِبَلٌ وِزَانُ عِنَبٍ أَيْ طَاقَةٌ وَلِي فِي قِبَلِهِ أَيْ جِهَتِهِ.

وَالْقَبِيلُ الْكَفِيلُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ قُبَلَاءُ وَقُبُلٌ بِضَمَّتَيْنِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ تَقُولُ قَبِلْتُ بِهِ أَقْبَلُ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ قَبَالَةً بِالْفَتْحِ إذَا كَفَلْتَ وَيُطْلَقُ الْقَبِيلُ عَلَى الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْقَبِيلُ أَيْضًا الْجَمَاعَةُ ثَلَاثَةٌ فَصَاعِدًا مِنْ قَوْمٍ شَتَّى وَالْجَمْعُ قُبُلٌ بِضَمَّتَيْنِ.

وَالْقَبِيلَةُ لُغَةٌ فِيهَا وَقَبَائِلُ الرَّأْسِ الْقِطَعُ الْمُتَّصِلُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ وَبِهَا سُمِّيَتْ قَبَائِلُ الْعَرَبِ الْوَاحِدَةُ قَبِيلَةٌ وَهُمْ بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ.

وَتَقَبَّلْت الْعَمَلَ مِنْ صَاحِبِهِ إذَا الْتَزَمْتُهُ بِعَقْدٍ.

وَالْقَبَالَةُ بِالْفَتْحِ اسْمُ الْمَكْتُوبِ مِنْ ذَلِكَ لِمَا يَلْتَزِمُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ عَمَلٍ وَدَيْنٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ كُلُّ مَنْ تَقَبَّلَ بِشَيْءٍ مُقَاطَعَةً وَكَتَبَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا فَالْكِتَابُ الَّذِي يُكْتَبُ هُوَ الْقَبَالَةُ بِالْفَتْحِ وَالْعَمَلُ قِبَالَةٌ بِالْكَسْرِ لِأَنَّهُ صِنَاعَةٌ.

وَقَبِيلُ الْقَوْمِ عَرِيفُهُمْ وَنَحْنُ فِي قِبَالَتِهِ بِالْكَسْرِ أَيْ عِرَافَتِهِ.

وَقَبْلُ خِلَافُ بَعْدُ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ إلَّا بِالْإِضَافَةِ لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا.

وَالْقَبَلِيَّةُ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ مَوْضِعٌ مِنْ الْفُرْعِ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ» قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ هَكَذَا صَحَّ بِالْإِضَافَةِ وَفِي كِتَابِ الصَّغَانِيّ مَكْتُوبٌ بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ الْبَاءِ.

وَالْقَابُولُ هُوَ السَّابَاطُ هَكَذَا اسْتَعْمَلَهُ الْغَزَالِيُّ وَتَبِعَهُ الرَّافِعِيُّ وَلَمْ أَظْفَرْ بِنَقْلٍ فِيهِ. 
[قبل] قبلُ: نقيض بعدُ. والقُبْلُ والقُبُلُ: نقيض الدبْرِ والدُبُرِ. ووقع السهم بقُبُلِ الهدف وبدُبُرِهِ. وقُدَّ قميصه من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ، بالتثقيل، أي من مقدمه ومن مؤخره. ويقال انْزِلْ بقُبُلِ هذا الجبل، أي بسفحه. وكان ذلك في قُبْلِ الشتاء وفي قُبْلِ الصيف، أي في أوَّله. وقولهم إذنْ أقْبِلَ قُبْلَكَ، أي أقْصِد قصدَكَ وأتوجَّه نحوك. والقُبْلَةُ من التَقْبيلِ معروفةٌ. والقِبلةُ: التي يُصَلَّى نحوها. ويقال أيضاً: ما له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يهتد لجهة أمره. وما لكلامه قِبْلَةٌ، أي جهةٌ. ومن أين قِبْلَتُكَ، أي من أين جهتك. ويقال: فلانٌ جلس قُبالَتَهُ بالضم، أي تجاهَهُ، وهو اسمٌ يكون ظرفاً. وقِبالُ النعلِ بالكسر: الزمامُ الذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها. يقال: قابلتُ النعلَ وأقْبَلْتُها، إذا جعلت لها قِبالَيْنِ. وأخذت الأمر بقَوابِلِهِ. أي بأوائله وحدثانه. والقابلة: الليلة المقبلة. وقد قَبَلَ وأقْبَلَ بمعنًى، يقال عامٌ قابِلٌ أي مُقْبِلٌ. وقبَّح الله منه ما قَبَلَ وما دَبَرَ. وبعضهم لا يقول منه فَعَلَ. وتقبلت الشئ وقبلته قبولا بفتح القاف، وهو مصدر شاذ، وحكى اليزيدى عن أبى عمرو ابن العلاء: القبول بالفتح مصدر، ولم أسمع غيره. ويقال: على فلان قبول، إذا قَبِلَتْهُ النفس. والقَبولُ أيضاً: الصَبَا، وهي ريحٌ تقابِل الدَبورَ. وقال :

فإن الريحَ طيِّبةٌ قَبولُ * وقد قَبَلَتِ الريحُ بالفتح تَقْبُلُ قُبولاً بالضم، والاسمُ من هذا مفتوحٌ، والمصدرُ مضمومٌ. والقَبَلُ بالتحريك: نَشْزٌ من الأرض يستقبلك. يقال: رأيت بذلك القبل شخصا. قال الجعدى:

إنما ذكرى كنار بقبل * والقبل أيضا: فحَجٌ، وهو أن يتدانى صدر القدمين ويتباعد عَقِباهما. ويقال أيضاً: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئى قبل ذلك. والقَبَلُ في العين: إقبالُ السوادِ على الأنف، وقد قَبِلَتْ عينه، وأقْبَلْتُها أنا. ورجلٌ أقْبَلُ بيِّن القَبَلِ، وهو الذي كأنَّه ينظر إلى طرف أنفه. قالت الخنساء : ولما أن رأيتَ الخيلَ قُبْلاً تُباري بالخدود شَبا العَوالي وشاةٌ قَبْلاءُ بيِّنة القَبَلِ، وهي التي أقْبَلَ قرناها على وجهها. والقَبَلُ أيضاً: أن تشرب الإبل الماء وهو يصب على رؤوسها ولم يكن لها قبل ذلك شئ. وتكلَّم فلانٌ قَبَلاً فأجادَ، وهو أن يتكلَّم ولم يستعدّ له. الأصمعيّ: رَجَزْتُهُ قَبَلاً، إذا أنشدته رجزا لم تكن أعددته. والقبل أيضاً: جمع قَبَلَةٍ، وهي الفُلْكَةُ، وهي أيضاً ضربٌ من الخَرَزِ يؤخذ بها. وتقول الساحرة: يا قَبَلَةُ أقْبَليهِ. وربَّما عُلِّقت في عنق الدابَّةِ تُدفعُ بها العين. ورأيته قَبَلاً وقُبُلاً بالضم، أي مقابلة وعيانا. ورأيته قِبَلاً بكسر القاف. قال تعالى: (أوَ يأتِيَهُمُ العذابُ قِبَلاً) ، أي عِياناً. ولي قِبَلَ فلانٍ حَقٌّ، أي عنده. ولا أكلِّمك إلى عشرٍ من ذي قِبل، أي فيما اسْتَأنِفُ. وما لي به قِبَلٌ، أي طاقةٌ. والقابِلَةُ من النساء معروفةٌ. يقال: قَبِلَتِ القابلةُ المرأةَ تَقْبَلُها قِبالَةً، إذا قَبِلَتِ الوَلَدَ، أي تلقَّته عند الولادة، وكذلك قَبِلَ الرجلُ الدلوَ من المُسْتقي قَبولاً، فهو قابِلٌ. والقَبيلُ والقَبولُ: القابِلَةُ. قال الأعشى:

كَصَرْخَةِ حبلى أسلمتها قبيلها * ويروى " قبولها " أي يئست منها. والقَبيلُ: الكفيل والعريفُ. وقد قَبَلَ به يَقْبُلُ ويَقْبِلُ قَبالَةً. ونحن في قَبالَتِهِ، أي في عِرافَتِهِ. والقَبيلُ: الجماعةُ تكون من الثلاثةِ فصاعداً من قومٍ شتَّى، مثل الروم والزنج والعرب: والجمع قُبُلٌ. وقوله تعالى: (وحشرنا عليهم كل شئ قبلا) قال الأخفش: أي قَبيلاً. وقال الحسن: عِياناً. والقبيلَةُ: واحد قبائِلِ الرأسِ، وهي القطعُ المَشْعوبُ بعضها إلى بعض، تصلُ بها الشُؤونُ. وبها سمِّيت قبائِلُ العربِ. والواحدةُ قَبيلةٌ، وهم بنو أبٍ واحدٍ. والقَبيلُ: ما أقْبَلَتْ به المرأة من غَزْلِها حين تَفْتِلُهُ. ومنه قيل: " ما يعرِفُ قَبيلاً من دَبيرٍ ". وأقْبَلَ: نقيض أدْبَرَ. يقال: أقبل مقبلا، مثل (أدخلني مدخل صدق) . وفى الحديث: " سئل الحسن عن مقبله من العراق ". وأقبل عليه بوجهه. وأقْبَلْتُ النعلَ، مثل قابَلْتُها، أي جعلت لها قبالا، وأقبلته الشئ، أي جعلته يلى قبالته. يقال: أقْبَلْنا الرِماحَ نحو القومِ، وأقْبَلْتُ الإبلَ أفواهَ الوادي. والمُقابَلَةُ: المواجهةُ. والتقابُلُ مثله. ورجلٌ مُقابَلٌ، أي كريم النسب من قِبَلِ أبويه. وقد قوبِل. وقال: إن كنتَ في بكرٍ تَمُتُّ خُؤولَةً فأنا المُقابلُ من ذَوي الأعْمامِ واقْتَبَلَ أمرُهُ، أي اسْتأنفهُ. ورجلٌ مُقْتَبَلُ الشبابِ، إذا لم يَبِنْ فيه أثَرُ كِبَرٍ. واقْتَبَلَ الخُطبَةَ، أي ارتجلها. والاستقبال: ضد الاستدبار. ومُقابَلَةُ الكتابِ: معارَضَتُهُ. وشاةٌ مُقابَلَةٌ: قُطِعَتْ من أُذُنها قطعةٌ لم تَبِنْ وتُركتْ معَلَّقَةً من قُدُمٍ. فإن كانت من أُخُرٍ فهي مُدابَرَةٌ.
قبل
قَبْلُ يستعمل في التّقدّم المتّصل والمنفصل، ويضادّه بعد، وقيل: يستعملان في التّقدّم المتّصل، ويضادّهما دبر ودبر. هذا في الأصل وإن كان قد يتجوّز في كلّ واحد منهما.
(فَقَبْلُ) يستعمل على أوجه:
الأوّل: في المكان بحسب الإضافة، فيقول الخارج من أصبهان إلى مكّة: بغداد قبل الكوفة، ويقول الخارج من مكّة إلى أصبهان: الكوفة قبل بغداد.
الثاني: في الزّمان نحو: زمان عبد الملك قبل المنصور، قال: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ [البقرة/ 91] .
الثالث: في المنزلة نحو: عبد الملك قبل الحجّاج.
الرابع: في الترتيب الصّناعيّ. نحو تعلّم الهجاء قبل تعلّم الخطّ، وقوله: ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ [الأنبياء/ 6] ، وقوله: قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها [طه/ 130] ، قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ [النمل/ 39] ، أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ [الحديد/ 16] ، فكلّ إشارة إلى التّقدّم الزّمانيّ. والقُبُلُ والدّبر يكنّى بهما عن السّوأتين، والإِقْبَالُ: التّوجّه نحو الْقُبُلِ، كَالاسْتِقْبَالِ. قال تعالى: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ [الصافات/ 50] ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ [يوسف/ 71] ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ [الذاريات/ 29] ، والقَابِلُ: الذي يَسْتَقْبِلُ الدّلو من البئر فيأخذه، والْقَابِلَةُ: التي تَقْبَلُ الولد عند الولادة، وقَبِلْتُ عذره وتوبته وغيره، وتَقَبَّلْتُهُ كذلك. قال:
وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ
[البقرة/ 123] ، وَقابِلِ التَّوْبِ
[غافر/ 3] ، وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ [الشورى/ 25] .
والتَّقَبُّلُ: قَبُولُ الشيء على وجه يقتضي ثوابا كالهديّة ونحوها. قال تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا
[الأحقاف/ 16] ، وقوله: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة/ 27] ، تنبيه أن ليس كل عبادة مُتَقَبَّلَةً، بل إنّما يتقبّل إذا كان على وجه مخصوص. قال تعالى:
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي [آل عمران/ 35] . وقيل للكفالة: قُبَالَةٌ فإنّ الكفالة هي أوكد تَقَبُّلٍ، وقوله: فَتَقَبَّلْ مِنِّي [آل عمران/ 35] ، فباعتبار معنى الكفالة، وسمّي العهد المكتوب: قُبَالَةً، وقوله:
فَتَقَبَّلَها
[آل عمران/ 37] ، قيل: معناه قبلها، وقيل: معناه تكفّل بها، ويقول الله تعالى:
كلّفتني أعظم كفالة في الحقيقة وإنما قيل:
فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ [آل عمران/ 37] ، ولم يقل بتقبّل للجمع بين الأمرين: التَّقَبُّلِ الذي هو التّرقّي في القَبُولِ، والقَبُولِ الذي يقتضي الرّضا والإثابة . وقيل: القَبُولُ هو من قولهم:
فلان عليه قبول: إذا أحبّه من رآه، وقوله: كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا
[الأنعام/ 111] قيل: هو جمع قَابِلٍ، ومعناه: مُقَابِلٌ لحواسهم، وكذلك قال مجاهد: جماعة جماعة ، فيكون جمع قَبِيلٍ، وكذلك قوله:
أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا [الكهف/ 55] ومن قرأ قبلا فمعناه: عيانا . والقَبِيلُ: جمع قَبِيلَةٍ، وهي الجماعة المجتمعة التي يقبل بعضها على بعض. قال تعالى: وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ
[الحجرات/ 13] ، وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا
[الإسراء/ 92] ، أي: جماعة جماعة.
وقيل: معناه كفيلا. من قولهم: قَبلْتُ فلانا وتَقَبَّلْتُ به، أي: تكفّلت به، وقيل مُقَابَلَةً، أي:
معاينة، ويقال: فلان لا يعرف قَبِيلًا من دبير ، أي: ما أَقْبَلَتْ به المرأة من غزلها وما أدبرت به.
والمُقَابَلَةُ والتَّقَابُلُ: أن يُقْبِلَ بعضهم على بعض، إمّا بالذّات، وإمّا بالعناية والتّوفّر والمودّة. قال تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ
[الواقعة/ 16] ، إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ [الحجر/ 47] ، ولي قِبَلَ فلانٍ كذا، كقولك:
عنده. قال تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ
[الحاقة/ 9] ، فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ [المعارج/ 36] ، ويستعار ذلك للقوّة والقدرة على الْمُقَابَلَةِ، أي: المجازاة، فيقال: لا قِبَلَ لي بكذا، أي: لا يمكنني أن أُقَابِلَهُ، قال:
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها
[النمل/ 37] ، أي: لا طاقة لهم على اسْتِقْبَالِهَا ودفاعها، والقِبْلةُ في الأصل اسم للحالة التي عليها الْمُقَابِلُ نحو: الجلسة والقعدة، وفي التّعارف صار اسما للمكان الْمُقَابَلِ المتوجّهِ إليه للصلاة.
نحو: فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها [البقرة/ 144] ، والقَبُولُ: ريح الصّبا، وتسميتها بذلك لِاسْتِقْبَالِهَا القِبْلَةَ، وقَبِيلَةُ الرأس: موصل الشّؤن.
وشاة مُقَابلَةٌ: قطع من قِبَلِ أذنها، وقِبَالُ النّعلِ: زمامها، وقد قَابَلْتُهَا: جعلت لها قِبالا، والقَبَلُ:
الفحج ، والقُبْلَةُ: خرزة يزعم السّاحر أنه يُقْبِلُ بالإنسان على وجه الآخر، ومنه: القُبْلَةُ، وجمعها قُبَلٌ، وقَبَّلْتُهُ تَقْبِيلًا.
باب القاف واللام والباء معهما ق ب ل، ل ق ب، ق ل ب، ب ق ل، ب ل ق مستعمــلات

قبل: قال الخليل: من قَبْلُ ومن بَعْدُ غايتان بلا تنوين، (وهما مثل قولك: ما رأيت مثله قط) فإذا أضفته إلى شيء نصبته إذا وقع موقع الصفة، تقول: جاء قبل عبد الله، وهو قبل زيد قادم. وإذا ألقيت عليه من صار في حد الأسماء نحو قولك: من قبل زيد، فصارت من صفة وخفض قبل ب من فصار قبل منقاداً ب من، وتحول من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان. وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. والقبُلُ: خلاف الدبر، والقُبْلُ: فرج المرأة. والقُبْل: من إقبالك على الشيء، تقول: قد أقبَلْتُ قُبْلَكَ، كأنك لا تريد غيره. وسئل الخليل عن قول العرب: كيف أنت لو أَقْبَل قُبْلُكَ، قال: أراه مرفوعاً لأنه اسم وليس بمصدر كالقصد والنحو، إنما هو: كيف أنت لو استُقْبِلَ وجهك بما تكره. والقِبَل: الطاقة، تقول: لا قِبَل لهم. وفي معنى آخر هو التلقاء، تقول: لقيته قِبَلاً أي مواجهة، قال الكميت:

ومرصدٍ لك بالشحناء ليس له ... بالسجل منك إذا واضحته قِبَلُ

أي طاقة. وأصيب هذا من قبله، أي من تلقائه ومن لدنه، وليس من تلقاء الملاقاة، ولكن على معنى: من عنده. وقوله تعالى: وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا

أي قَبيلاً قَبيلاً، ويقال: عيانا أي يُستْقْبَلُونَ كذلك فكل جيل من الجن والإنس قُبلٌ. وقوله: إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ

أي هو ومن كان من نسله. وأما القبيلةُ فمن قبائل العرب وسائر الناس. وقبَيلةَ الرأس: كل فِلْقةٍ قوبلت بالأخرى، والكرة لها قَبائِلُ. والقِبالُ: زمام النعل، ونعل مقبُولة ومُقْبَلَةٌ. والقِبالُ: شبه فحج وتباعد بين الرجلين، وهو أفجى وأفحج، واحدٌ لا فعل له، قال:

حنكلة فيها قِبالٌ وفجا

والقَبَلُ: رأس الجبل والأكمةِ ونحوه، قال الكميت:

والأخريان لما أوفى بها القبل

ومن الجيران مقابل ومدابر، قال:

حمتك نفسي ومعي جاراتي ... مُقابــلاتــي ومدابراتي

ومُقابَلة وقُبالةٌ: ما كان مستقبل شيء. وشاة مُقابَلةٌ: قطعت من أذنها قطعة فتركت مُعَلَّقةً من قدم، والمدابرة من خلف. وإذا ضممت شيئاً إلى شيء، تقول: قابلته به. والقابلة: الليلة المقبلة، والعام القابل: المقبل، ولا يقال منه فعل يفعل. والقابلةُ التي تقبل الولد عند الولادِ، وتجمع قوابل. والقَبُولُ: الصبا لأنها تستدبر الدبور، وهي تهب مستقبل القبلة، قال:

فإن تمنع سدوس درهميها ... فإن الريح طيبة قَبُولُ

والقَبُولُ: أن تقبل العفو والعافية، وهو اسم للمصدر وقد أميت الفعل منه. والقبل: إقبال سواد العين على المحجر، ويقال: بل إذا أقبل سوادها على الأنف فهو أقبل، وإذا أقبلا على الصدغين فهو أخزر. والقَبَلُ: استئناف الشيء، وتقول: أفعل هذا الشيء من ذي قبل، أي من ذي استقبال. وتقول: أقبلنا على الإبل، وذلك إذا شربت ما في الحوض فاستقيتم على رءوسها وهي تشرب، قال:

قرب لها سقاتها يا ابن خدب ... لقَبَلٍ بعد قراها المنتهب

والفِعل من القُبلة التقبيل. والتَّقَبُّلُ: القبول، يقال: تقبل الله منك عملك، وتقبلت فلاناً من فلان بقبول حسن. ورجل مُقابلٌ في الكرم والشرف من قبل أعمامه وأخواله. ورجل مُقتبَلٌ من الشباب: لم ير فيه أثر من الكبر بعد، قال:

بل ليس بعل كبير لا شباب له ... لكن أثيلة صافي اللون مُقْتَبَلُ

رفع أثيلة على طلب الهاء، كقولك: لكنه أقبل فلان أي جاء مستقبلك. وأقبلت الإبل طريق كذا أي استَقْبَلْتُ بها أسوقها، قال الشاعر:

أقبَلْتُها الخل من شوران مصعدة ... إني لأزوي عليها وهي تنطلق

وقوله: أزوي من زويت عليه أي شددت عليه في المشي وأقبَلْتُ الإناء مجرى الماء ونحو ذلك. وقَبيلُ القوم فعله القِبالة. والقَبيلُ والدبير في فتل الحبل، القبيل: الفتل الأول الذي عليه العامة، والدبير الفَتْلُ الآخر، ويقال: الفتل في قوى الحبل: كل قوة على قوة، فالوجه الداخل قبيل، والوجه الخارج دبير  .....

بقل: البََقْلُ: ما ليس بشجر دق ولا جل، وفرق ما بين البَقْل ودق الشجر أن البَقْل إذا رعي لم يبق له ساق، والشجر تبقى له سوق وإن دقت. وابتَقَلَ القوم إذا رعوا البَقْلَ. والإبل تَبْتَقِل وتتبقل أي تأكل البَقْلَ، قال:

أرض بها المكاء حيث ابْتَقَلا ... صعد ثم انصب ثم صلصلا

وقال أبو النجم:

تبقلت في أول التَبقُّلِ

والباقِلُ: ما يخرج في أعراض الشجر إذا ما دنت أيام الربيع وجرى فيها الماء فرأيت في أعراضه شبه أعين الجراد قبل أن يستبين ورقه، (فذلك الباقل) وقد ابقل الشجر. ويقال عند ذلك: صار الشجر بقلة واحدة. وابقَلَتِ الأرض فهي مُبْقِلةٌ أي أنبتت البقل، والمَبْقَلَةُ: ذات البَقْلِ. والباقِلَّى اسم سوادي، وهو الفول وحبه الجرجر. ويقال للأمرد إذا خرج وجهه: قد بَقَلَ وجهه. وباقِلٌ اسم رجل يوصف بالعي، وبلغ من عيه أنه اشترى ظبياً فقيل له: بكم اشتريت؟ فأخرج أصابع يديه ولسانه أي أحد عشر درهماً فأفلت الظبي وذهب.

قلب: القَلبُ مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط، قال: ما سمي القَلْبُ إلا من تقلبه ... والرأي يصرف والإنسان أطوار

وجئتك بهذا الأمر قَلْباً أي محضاً لا يشوبه شيء.

وفي الحديث: كان علي بن أبي طالب- عليه السلام- يقرأ: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيشبع رفع النون إشباعاً وكان قرشياً قَلْباً، أي محضاً.

وقُلُوبُ الشجر: ما رخص فكان رخصاً من عروقه التي تقوده، ومن أجوافه، الواحد قلب. وقَلْبُ النخلة: شحمتها، وقلْبُ النخلة: شطبة بيضاء تخرج في وسطها كأنها قُلْبُ فضة رخص سمي قَلْباً لبياضه. والقُلْبُ من الأسورة: ما كان قلداً واحداً، وتقول: سوار قُلْبٌ، وفي يدها قُلبٌ. والقُْلبُ: الحية البيضاء شبهت بالقَلبِ. ولكل شيء قَلْبٌ، وقَلْبُ القرآن يس. والقَلْبُ: تحويلك الشيء عن وجهه، وكلام مَقلُوبٌ، وقَلَبْتهُ فانقَلَبَ، وقَلَّبْتُه فَتَقلَّبَ. وقَلَبْتُ فلاناً عن وجهه أي صرفته. والمُنْقَلَبُ: مصيرك إلى الآخرة. والقَليبُ: البئر قبل أن تطوى، ويجمع على قلب، ويقال: هي العادية. والقِلَّوْبُ: الذئبُ، يمانية، وكذلك القَلوبُ ، ويقال: قِلاّبٌ، قال: أيا جحمتا بكي على أم واهب ...قتيلة قِلَّوب بإحدى المذانب

والأَقْلَبُ: من في شفتيه انقِلابٌ، وشفة قلباء . وما به قَلَبَةٌ أي لا داء ولا غائلة. ويقال: قَلَبَ عينه وحملاقه عند الوعيد والغضب، قال:

قالَبُ حملاقيه قد كاد يجن

والقالَبُ دخيل، ويقال: قالِبٌ. والقُلَّبُ الحول: الذي يَقْلِبُ الأمور، والحُولُ: صاحب حيل.

لقب: اللَّقَبُ: نبز اسم غير ما سمي به، وقول الله- عز وجل-: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ

، أي لا تدعوا الرجل إلا بأحب الأسماء إليه.

بلق: البَلقُ والبُلقَةُ مصدر الأبلقِ. ويقال للدابة أبْلَقُ وبَلْقاءُ، والفعل: بَلِقَ يَبْلَقُ، وخيل بُلْقٌ. ونعف أَبْلَقُ يعني الشرف من الأرض. والبَلُّوقةُ، وتجمع بَلاليقَ، وهي مواضع لا ينبت فيها الشجر. وبَلَقْتُ الباب فانبلق أي فتحته فانفتح، قال: فالحصن منثلم والباب مُنْبَلِقُ

وفي لغة: ابْلَقْتُ الباب. وحبل أبْلَقُ.

لبق: رجل لَبِقٌ، ويقال: لَبيقٌ، وهو الرفيق بكل عمل، وامرأة لَبيقةٌ أي لطيفة رفيقة ظريفة، يَلبَقُ بها كل ثوب. وهذا الأمر يَلْبَقُ بك أي يزكو بك ويوافقك. وثريد مُلَبَّقٌ أي شديد التثريد، ملين.

قبل

1 قَبَلَ as syn. with ↓ أَقْبَلَ, q. v.: see أَدْبَرَ, in two places. b2: قَبَحَ اللّٰهُ مَا قَبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ: see دَبَر. b3: قَبِلَ He took, received, or admitted, willingly, or with approbation; he accepted. See قَبُولٌ. b4: قَبِلَتِ النَّعْلُ The sandal had its قِبَال broken. (TA in art. شسع.) 3 قَابَلَهُ He faced, or fronted, or was opposite to or over against, him, or it. (S, * K.) See also ↓ اِسْتَقْبَلَهُ He, or it, corresponded to him, or it. b2: قَابَلَهُ بِنَفْسِهِ [He opposed himself to him]. (TA, art. عرض.) See عَرَضَ لَهُ; and see 4. b3: قَابَلَ كَذَا بِكَذَا He requited such a thing with such a thing; or did, or gave, such a thing in return for such a thing; as good for good, evil for evil, good for evil, or evil for good. (The Lexicons passim.) b4: He counteracted such a thing with such a thing. b5: He compared such a thing &c. b6: قُوبِلَ بِكَذَا It was compensated, or requited, by, or with, such a thing: see an ex. of the part. n. voce غُنْمٌ. b7: قَابَلَ الشَّاة: see دَابَرَ الشاة. b8: فَرَسٌ قُوبِلَ مِنْ آفِقٍ وَآفِقَةٍ A horse that is generous with respect to both parents. (S in art. افق.) 4 أَقْبَلْتُهُ الشَّىْءَ I made it to face the thing: (S, K:) and الشَّىْءَ ↓ قَابَلْتُهُ app. signifies the same: see a verse of El-Aashà voce اِرْتِسَامٌ. b2: أَقْبَلَ بِهِ [He turned it forward; contr. of أَدْبَرَ بِهِ]. (S, K, art. دبر.) b3: أَقْبَلَ He came, facing; (JK, S, * K; *) came forward; came on; advanced; contr. of أَدْبَرَ. (S, K.) b4: أَقْبَلْتُ قِبَلَكَ [not قُبْلَكَ] I advanced, or came, toward thee. Like قَصَدْتُ قَصْدَكَ. (L, art. حرد.) See also Kur, ii. 172. b5: أَقْبَلَ عَلَيْهِ He advanced, or approached, towards him, or it. b6: أَقْبَلَ عَلَى إِنْسَانٍ, as though he desired no other person. (JK.) b7: اقْبَالٌ The advancing of fortune; contr. of إِدْبَارٌ. b8: الإِقْبَالُ فِى الدُّنْيَا [Advance in the world, or in worldly circumstances]. (Mgh in art. جد.) إِقْبَالٌ signifies The being fortunate. (KL.) b9: إِقْبَالٌ i. q. دَوْلَةٌ [Good fortune; &c.; see تامِكُ]: and عِزَّةٌ [might; &c.]. (Kull, p. 64.) b10: أَقْبَلَ عَلَيْهِ He showed favour to him: or, more properly, he presented a favourable aspect to him; or, accord. to general usage, he met him kindly; see بَشَّ لَهُ. b11: أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا, (A, art. فتح,) The world favoured him. b12: أَقْبَلَ عَلَى شَىْءٍ He set about, or commenced, doing a thing. (K, &c.) b13: See تَصَدَّدَ. b14: أَقْبَلَ عَلَيْهِ He clave to it: and he took to, set about, began, or commenced it; as also عليه ↓ قَبَلَ. (K.) b15: [أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ, and بِالعَصَا, and بِالسَّوْطِ He advanced against him, or set upon him, with the sword, and with the staff or stick, and with the whip.] b16: You say, أَقْبَلَ عَلَيْه بِالسَّوْطِ يَضْرِبُهُ [He advanced against him, or set upon him, with the whip, striking him]. (S in art. حول.) b17: See قَبَلٌ. b18: يُقْبِلُ بِالدَّلْوِ إِلَى البِئْرِ and أَمْرُ فُلَانٍ الَى إِقْبَالٍ: see أَدْبَرَ. b19: أَقْبَل عَلَيْهِ بِالتَّعْنِيفِ: see Har, p. 165 b20: أَقْبِلْ عَلَى نَفْسِكَ [Betake, or apply, thyself to thine own affairs]. (T, voce إِلَى.) b21: دَبَرَتْ لَهُ الرِّيحُ بَعْدَ مَا أَقْبَلَتْ: see دبر. b22: أَقْبَلَ [He recovered, or regained, health;] occurring in the K, as the explanation of ثَابَ جِسْمُهُ. (K, art. ثوب.) أَقْبَلَ بَعْدَ هُزَالٍ. (K, voce حَشَمَ.) b23: أَقْبَلَ, with reference to the slit ear of a she-camel: see أَدْبَرَ. b24: أَقْبِلْنَا بِذِمَّةٍ, app. a mistranscription for أَقْلِبْنَا: see ذِمَّةٌ.6 تَقَابَلُوا They faced, or confronted, one another: see S in art. فقح.8 اِقْتَبَلَهُ He began it, or commenced it; namely, an affair; (S, * Mgh, K; *) as also ↓ إِسْتَقْبَلَهُ. (Mgh.) 10 اِسْتَقْبَلَهُ

: see اِسْتَدْبَرَهُ. He faced him, or it. (TA) He turned his face towards him, or it. b2: He came before his face. b3: He went to meet him; he met him, or encountered him. He saw it before him: he looked forward to it: he saw it, or knew it, beforehand. He saw, or knew, at the beginning of it what he did not see, or know, at the end thereof. b4: استقبلهُ بِأَمْرٍ (T, S, K, &c., in art. بده) He met him, or encountered him, with a thing. or an affair, or an action. (TK in art. بده.) b5: استقبلهُ بِمَا يَكْرَهُ (A, K, in art. بكت, &c.) He encountered him with, or, as it often means, he accused him, to his face, of a thing that he disliked, or hated: see بَكَّتَهُ; and the phrases اَلبْهتُ اسْتِقْبَالُكَ أَخَاكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ and بِالكَذبِ ↓ قَابَلَهُ, voce بَهَتَهُ; and استقبلهُ بِالحَقِّ, voce قَرَحَهُ; in both senses like لَقِيَهُ بِمَكْرُوهٍ. b6: اِسْتَقْبَلْتُهُ بِكَلَامٍ فِيهِ غِلْظَةٌ [I encountered him, or confronted him, with speech in which was roughness]. (JK, M, TA, art. جبه.) b7: اِسْتَقْبَلَهُ He anticipated it; namely, Ramadán, by fasting before its commencement. (TA.) b8: See 8.

قَبْلُ Before; contr. of بَعْدُ; (S, K, &c.;) an adv. n. of time; and, as some say, of place also; (MF, TA;) and of rank, or station. (TA.) سَقَى إِبِلَهُ قَبَلًا [and بِالقَبَلِ] He poured the water into the trough while his camels were drinking, so that it came upon them: (T, TA:) or قَبَلٌ signifies a man's bringing his camels to water, and drawing the water over their mouths, not having prepared for them aught [thereof] before that: (As, TA:) and سَقَى عَلَى إِبِلِهِ قَبَلًا he poured the water over the mouths of his camels: (M, TA:) and أَقَبْلَ ↓ عَلَى إِبِلِهِ he drew the water over the heads of his camels while they drank, when they had drunk what was in the trough, (Lh, M, TA,) not having prepared it before that: and this is the most severe mode of watering. (Lh, TA.) ee an ex. voce جَبًا, art. جبو and جبى. b2: نَبَلٌ is opposed to دَبَرٌ: see the latter. b3: إِنَّ الحَقَّ بِقَبَلٍ Verily the truth is manifest; where one sees it. (TA, art. عجز.) b4: مِنْ ذِى قَبَلٍ: see مِنْ ذِى عَوْضٍ; and see قِبَلٌ; and أُنُفٌ. b5: إِذَا رَأَيْتَ الشِّعْرَى بِقَبَلٍ الخ: see M, art. دبر.

لَقِيتُهُ قِبَلًا I met him face to face. (JK.) b2: لَا أُكَلِّمُكَ اِلَى عَشْرٍ مِنْ ذِى قِبَلٍ

i. q. ↓ من ذى قَبَلٍ, i. e. [I will not speak to thee until ten nights] in what I [now] begin [of time]: or the latter, until ten [nights] which thou [now] beginnest: and the former, until ten [nights] of the days which thou [now] witnessest, (K, TA,) i. e. beginnest: (TA:) or the latter, of a time [now] begun; or, a future time. (Mgh, Msb.) And أَتَيْتُ قُلَانًا مَنُ ذِى قِبَلٍ

i. q.

آنِفًا. (Lth in T, art. انف.) b3: قِبَلَ Towards. (Bd. ii. 172.) قِبَلُ شَىْءُ What is next to a thing: you say, ذَهَبَ قِبَلَ السُّوقِ [he went to the part next to the market]. (TA.)
لِى قِبَلَهُ مَالٌ I have property in his hands; i. e. due, or owing, to me by him; syn. عِنْدَهُ [q. v.] (K, * TA.) And لَنَا قِبَلَكَ حَاجَةٌ: (S in art. روى &c.:) see رَوِيَّةٌ (and عِنْدَ also). b4: هٰذَا الأَمْرُ مِنْ قِبَلِهِ This thing, or affair, is from him; syn. مَنْ تِلْقَائِهِ and مَنْ لَدُنْهُ, meaning مِنْ عِنْدِهِ. (Lth, TA.) يَتَكَلَّمُ مِنْ قِبَلِ أَنْفِهِ [He speaks from (i. e. through) his nose]. (JK and K, voce أَدْغَمُ.) b5: اِنْشَقَّ من قِبَلِ نَفْسِهِ It (a garment) rent of itself. (L, art. صوخ, &c.) قُبُلٌ The front, or fore part. See Kur, xii. 26.

The former or first part: see دَفَئِيٌّ. b2: القُبُلُ The anterior pudendum (فَرْج) [vulva, and vagina,] of a man or woman; (Msb;) opposite of الدُّبُرُ. (S, K.) مَا لَهُ قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ

, &c.: see دبر.
قَبَلِىٌّ: see دَبَرِىٌّ.

قِبَالُ الشِّبْرِ and الشِّسْعِ: see شِبْرٌ. b2: فُلَانٌ مَا يَدْرِى قِبَالَ الأَمْرِ مَنْ دِبَارِهِ; &c.: see دبر. b3: قبَالٌ of the sandal: see زِمَامٌ.

قَبُولٌ Favourable reception; acceptance; approbation: (KL PS:) love, and approbation, and inclination of the mind. (TA.) عَلَى فُلَانٍ قَبُولٌ [Approbation is bestowed upon such a one;] the mind accepts, or approves, such a one. (S.) b2: قَبُولٌ Goodliness, beauty, grace, comeliness, or pleasingness: and [beauty of] aspect or garb. (K.) [And Acceptableness.

عَلَيْهِ قَبُولٌ may be rendered Upon him, or it, is an appearance of goodliness, &c.]

قَبِيلٌ: see دَبِيرٌ. b2: قَبِيلٌ Kind, species, class, race.

مِنْ قً Of the kind, &c. See قَبِيلَةٌ.

جَآءَ قُبَيْلَ He came a little while ago; syn. آنِفًا. (M in art. انف.)
قُبَالَتَهُ Opposite to, in a position so as to face, him or it. (K, &c.) See حِيَالٌ in art. حول. b2: قُبَالَةٌ The direction, point, place, or tract, in front of a thing; the opposite direction &c.
قَبِيلَةٌ A body of men from one father and mother: and ↓ قَبِيلٌ, without ة, a body of men from several ancestors. (Az in TA, art. سبط.) b2: قَبِيلَةٌ: see شَعْبٌ. b3: A mass of stone or rock at the mouth of a well. (K and TA voce عُقَابٌ, q. v.) See قَابِلٌ.

عَامٌ قَابِلٌ , and ↓ مُقْبِلٌ, signify the same, [A nextcoming year]. (S.) القَابِلَةُ i. q.

اللَّيْلَةُ المُقْبِلَةُ [The next night]. (S, K.) See القُبَاقِبُ. b2: قَابِلٌ لِكَذَا Susceptible of such a thing. b3: قَابِلٌ An arrow that wins [in the game of المَيْسِر]; (TA, art دبر;) contr. of دَابِرٌ, q. v. (S and TA, art. دبر.) b4: قَبَائِل of the head: see شَأْنٌ. b5: and ↓ قَبِيلَة of a helmet: see طِرَاقٌ. b6: قَابِلَةٌ A wife. (TA in art. عزب.) قَابِلِيَّةٌ [The quality of admitting or receiving; susceptibility].

أَقْبَلُ لِلْمَوْعِظَةِ [More, or most, inclined to accept admonition]. (TA, art. رق.]

إِقْبَالَةٌ and its syn. إِقْبَالٌ: see 4; and see إِدْبَارَةٌ.
مُقْبِلٌ

: see قَابِلٌ. b2: [I. q. مُقْتَبَلٌ]. Ex. مَقْبِلَةٌ الرَّحْمِ (K, voce جَوَارِحُ,) and الشَّبَابِ. (TA, ibid.) See مَدْبِرٌ.

ثَغْرٌ بَارِدُ المُقَبَّلٌ [A mouth, or front teeth, cold, or cool, in the part that is kissed]. (A, art. خصر, &c.) المُقَابَلُ مِنَ المَنَازِلِ contr. of المُدَابَرُ, (M, art. دبر, q. v.) b2: مُقَابَلٌ Noble, by the father's and mother's side: (S, K, TA:) see an ex. voce طَابٌ; and see إِزْدَوَجَا. b3: مُقَابَلَةٌ applied to a ewe: see مُدَبَرَةٌ. b4: نَاقَةٌ مُقَابَلَةٌ مُدَابَرَةٌ: see دبر. b5: الجَبْرُ والمُقَابَلَةُ: see جبر. b6: فِى مُقَابَلَةِ كَذَا In comparison with such a thing: see an ex. in art. غين in the Msb.

مُسْتَقْبَلٌ , with fet-h to the ب, Looked forward to, anticipated, begun.

مَسْتَقِبْلُ المَجْدِ

: see مُسْتَدِبْر.
قبل: قبل: استلم يقال قبل التأثير، وقبل التغيير وكذلك قبل الحجر أشعة الشمس. (دي يونج).
قيل: تعهد بدفع كمبيالة، ودفعها (معجم الطرائف).
قبل: استقبل شخصا. (بوشر).
قبل: أصغى إليه ورضي بما قاله (فوك).
قبل: آوى، أسكن، أنزل في بيته، استضاف أنزله ضيفا في بيته (الكالا).
قبل: يستعمل هذا الفعل وحده بمعنى قبول الطلب مع حذف الطلب اختصارا.
ففي النويري (الأندلس ص456): فأرسل عبد الرحمن من يسكنهم فلم يقبلوا ودفعوا من أتاهم.
قبل من فلان: اتبع نصيحته. (كليلة ودمنة ص202، 254) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص209): لو قبل مني الأمير، أي لو اتبع الأمير نصيحتي ومشورتي.
قبل منهم علي: صدق بما اتهموني به. (دي ساسي طرائف 2: 460).
قبل من: حبلت من، حملت من، صارت حاملا من، صارت حبلى من (فوك).
قبل: سمح ب، رضي ب، وافق على. (بوشر).
قبل فلانا: قابله، اجتمع به. (بوشر).
قبل: استقبل. (بوشر)، غير أن الصواب قبل بهذا المعنى.
قبل (بالتشديد): لثم، باس. ويقال: قبل في (عباد 1: 271: 167 رقم 551، ابن بطوطة 2: 405). وقبل ب (كرتاس ص43).
تقبيل الأرض: أن يمس الأرض بيده اليمنى ثم يمس بها شفتيه وجبينه أو عمامته. (لين في ترجمة ألف ليلة 1: 483).
قبل: جعل حيوانا يمشي نحو مكان. ففي تاريخ الجاهلية لأبي الفدا (ص200): بقي كلما قبل فيله مكة ينام ويرمي بنفسه إلى الأرض فإذا قبلوه غير مكة قام يهرول.
قبل الأرض من فلان: أجر له مزرعة. (معجم البلاذري).
قابل: بمعنى واجه، وفي كرتاس: قابل ب وهو خطأ (كرتاس ص28، ص40).
قابل: ناظر لاءم، طابق، وافق، ماثل (بوشر، المعري 1: 185).
قابل: لاقى التقى. (هلو).
قابل فلانا: واجهه. (بوشر).
قابلوا بعضهم: تعاشروا، تآلفوا، تواجهوا. (بوشر).
قابل ب: شافه، قابل، واجه، فاوض. (بوشر).
قابله ب: أعد له مقابلة ومواجهة مع. (بوشر). قابل فلانا ب: قدم إليه شيئا. (ابن جبير ص48).
قابل: بمعنى عاقب وقاص، ويقال: قابل فلانا.
وقابل فلانا على (فريتاج) وتجد لها أمثلة في كليلة ودمنة ص197، دي ساسي طرائف (265:1، كوسج طرائف 82).
قابل: عارض، اعترض على، رد على. (هلو). قابل الكتاب بالكتاب: عارضه، وقابل النسخة بالكتاب الأصلي. (محيط المحيط، بوشر، عبد الواحد (ص61).
ويقال: قابل الكتاب على (بوشر). وقابل في المعاجم القديمة: صحح. ففي معجم فوك: قابل الكتاب: صححه وكذلك في معجم الكالا. (وعند الكالا: مقابلة أي تصحيح).
قابل: ولد امرأة ساعد امرأة على الولادة (المعجم الــلاتــيني- العربي).
قابل: عني ب. اعتني ب. (بوشر بربرية).
قابل: عالج مريضا. (همبرت ص38 جزائرية).
قابل: صمد لهجوم، قاوم. ففي الأخبار (ص9): ثم قابل القلب شيئا من قتال، وفيه (ص31): فخرج إليه منها فيما يقابل بشر كثير.
قابل بيني وبينه (أماري ديب ص51) وقد ترجمها الناشر إلى الفرنسية بما معناه: كان كفيلا ضامنا له.
أقبل: بمعنى قصد إلى، توجه إلى لا يقال: قابل على فقط بل قابل إلى أيضا. (كوسج (طرائف ص73). وفي النويري (الأندلس ص456): أقبلوا إلى قرطبة من النواحي يطلبون الأموال التي كان ظلمهم ربيع فيها.
أقبل بفلان: قاده إلى الأمام. (كليلة ودمنة ص 200، ص208).
أقبل بفلان إلى مكان: أوصله إلى مكان .. (كوسج طرائف ص82).
أقبل على: اشتغل ب، كرس وقته ب (الجريدة الآسيوية 1838، 1: 32، عباد 1: 375 رقم 156).
ويقال أيضا: أقبل في: ففي النويري (الأندلس ص438). فأقبل يوسف في إعداد الطعام ليأكله الناس في يوم الأضحى.
اقبل على فلان: أظهر له المراعاة والإكرام وحسن الالتفات. (مملوك 1: 174، معجم بدرون، كرتاس ص58، ص174، ص203، كوسج طرائف ص68، دي ساسي طرائف 2: 23).
أقبل بوجهه إلى: التفت إلى، تلفت إلى. 0معجم البلاذري).
أقبل عليه بالكلام: وجه إليه الكلام، خاطبه (بوشر).
أقبل: نضج، ينع، أينع. (كرتاس ص231).
أقبل: ولد امرأة ساعد امرأة على الولادة (الكالا). وفيه المصدر إقبال وهو واجب القابلة أي المولدة.
أقبل ثوبا: أعطاه ثوبا. (ابن بطوطة 3: 39).
أقبل= قبل، آوى، أسكن أنزل في بيته، استضافة، أنزله ضيفا عنده. (الكالا).
أقبل= قابل، واجه، ضاهى (رولاند) وهو خطأ، والصواب قابل.
تقبل، أو تقبل ب: استأجر مزرعة أو أرضا أو أي شيء آخر. (معجم البلاذري، معجم الطرائف) وفي حيان- بسام (1: 143 ق): متقبل السكة بالمرية.
وفي رياض النفوس (ص83 ق): فعرفنا أن الذي يعمل الخبز هناك رجل يهودي تقبل السوق في تلك القرية فلا يعمل أحدا (أحد) بها خبز (خبزا) سواه.
تقبل بفلان وتقبل بالدراهم: تعهد بأن يستخرج منه مبلغا من المال. (معجم الطرائف.
تقبل: قبل، لثم، باس. (فوك، هلو).
تقبل على: أصغى إلى. (فوك).
تقابل مع: ضادة، خالفه، عاكسه. (فوك).
تقابل: تناظر، تماثل، تناسق.
تقابل مع: واجه، قابل، اجتمع ب. (بوشر).
تقابل الكتاب: صححه. (فوك).
انقبل: استرجع، استرد، استعيد. (فوك) اقتبل: كما يقال مقتبل الشباب (راجع المعاجم في مادة اسم المفعول مقتبل) يقال اقتبال زمان ففي القلائد (ص192).
ولهوت عن خلي صفاء لم يكن ... يلهيهما عنك اقتبال زمان اقتبل سرا: تناول القربان المقدس. (بوشر).
استقبل: بدأ الشيء. (معجم البلاذري. المقري 1: 25، ملر ص27، ص37).
استقبل: لقيه مرحبا به. (بوشر).
استقبل بفلان المكان: قاده إليه، أوصله إليه. (ملر ص30).
استقبله بفعله: لامه على فعله ووبخه وأنبه. (أخبار ص29).
قُبل وقَبل: شرج، أست، باب البدن فرج، (معجم المنصوري، القزويني 2: 184، فوك).
قبل: شاب. ففي الكامل (ص727): فتى قبل لم تعنس السن وجهه.
قبل. قبله: لهذا السبب. ففي تاريخ البربر (2: 450). فنكر لهم السلطان قبله.
من قبل نفسه: تلقائيا، عفويا. (المقري 1: 121).
من ذي قبل: فيما بعد. وكذلك: من ذي قبل. (معجم البلاذري).
قبل: إعدادي، تمهيدي، تحضيري. (بوشر).
قبلة. كان في القبلة= كان إماما. (البكري ص122).
أهل القبلة: المسلمون. ففي حيان (ص11 ق)، وجاور أهل الشرك ووالاهم على أهل القبلة. (حيان ص95 و، حيان - بسام 1: 172 ق، المقدمة 2: 149، تاريخ البربر 2: 17).
وأهل السنة يطلقون هذه الكلمة على الخوارج ففي رياض النفوس (ص85 ق): ورأى أن الخروج مع أبي يزيد الخارجي وقطع دولة بني عبيد فرض لازم لأن الخوارج من أهل القبلة لا يزول عنهم اسم الإسلام ويورثون ويرثون وبنو عبيد ليس كذلك لأنهم مجوس زال عنهم اسم الإسلام. وفيه (ص89 و): فلما رأى ربيع ذلك لم يسعه التأخر عليهم لما أن وجد رجلا من أهل القبلة قام عليهم (والضمير هو أبو يزيد الخارجي).
وفي (ص89 ق) منه: وكان شيخ من أهل السنة يقول: إن جند أبي يزيد من أهل القبلة أما جنود بني عبيد فليسوا كذلك.
قبلة: ظهر، منتصف النهار. (فوك).
قبلة: جهة الجنوب عند العامة (محيط المحيط).
قبلة: خشبة رأس القانون وهو الآلة الموسيقية. (صفة مصر 13: 309).
قبلة: الجانب الأقصر من القانون وهو هذه الآلة الموسيقية. (لين عادات 2: 79).
قبلة: لثمة، بوسى. وجمعها قبل. (معجم مسلم، فوك، الكامل ص236، المقدمة 3: 412، 414).
القبلة: القبلانية، تفسير اليهود للتوراة رمزيا حسب التقاليد. (بوشر).
قبلي (وفي معجم بوشر قبلي أي جنوبي) وهو لا يعني مصر جنوب فقط (فريتاج) بل يعني ذلك في بلاد الشام أيضا (زيشر 16: 688) وكذلك في افريقية.
قبلي: ريح الجنوب. (بوشر، دسكرياك ص29، نستا ص8) وهي في شمال أفريقية ريح شديدة الحرارة تهب من الصحراء. (ريشاردسن صحاري 1: 17، ريشاردسن سنترال (1: 61).
قبلي شرقي: ريح جنوبية شرقية. (بوشر).
قبلي غربي: ريح جنوبية غربية. (بوشر).
قبلي: ريح شرقية في الأندلس. (الكالا) وكذلك عند وايلد (ص103) الذي يقول في كلامه عن إبحاره في البحر الأحمر: إن الأتراك يسمون هذه الريح قبلة لأنها تهب من ناحية الشرق.
قبلي: مسألة يجب حلها قبل الدعوى. (بوشر).
قبلية: حقة صغيرة، بيت إبرة صغيرة، بوصلة صغيرة. (لين عادات 1: 320).
قبلية: نزوع، ميل فطري أو مكتسب. (هلو). والصحيح قابلية.
قبلان بصطى (قبلان بالتركية هو نمر): فهد. (بوشر).
قبال= شيء لا قيمة له. (معجم الطرائف).
قبال: أمام، إزاء، تجاه، حذاء، قبالة. (بوشر، ألف ليلة 1: 44).
حشيشة قبال: كوكوبال. وهو نبات مداد أي يمتد على الأرض. (بوشر).
قبول: ريح الجنوب. (المعجم الــلاتــيني- العربي).
قبول: شرق، مشرق. (أبو الوليد ص626).
قبول: حظ، نصيب، فلاح، نجاح. (بوشر).
قبيل: قبيلة، عشيرة. (الإدريسي ص35، ص57).
القبيل: رؤساء القبائل. (تاريخ البربري 2: 351).
قبيل: جنس، نوع. فريتاج، الإدريسي ص16، ابن بطوطة 3: 217). وكثيرا ما تذكر في المقدمة. في (1: 236) مثلا: لا دبيرا ولا قبيلا= حتى ولا أقل شيء. (بدرون تعليقات ص66).
الله قبيلك: الله حسيبك. (بوشر 11: 521).
قبيل (باليونانية قسابلون): أصحاب حانات. خمارون، أصحاب ميخانات. (فليشر ص73).
قبيل، (بالأسبانية capillo) : غماء الصقور، غطاء من الجلد تغطى به عينا الصقر. (الكالا) وانظر: قنبيل.
قبالة: عقد واتفاق يسمح بموجبه للرجل أن يستغل أرضا للزراعة بعد أن يدفع ضريبة أو رسما. وهذه الضريبة تدفع سنويا دراهم أو عينا.
وهذه الكلمة كانت تستعمل أيضا حين يترك الملك زراعة البلاد المفتوحة إلى سكانها بشرط أن يقدموا إلى بيت المال حصة من الغلة أو مبلغا من المال. ومن هذا صارت كلمة قبالة ترادف تقريبا كلمة عهد وصلح.
ويقال: أهل القبالة = أهل الذمة. (معجم البلاذري).
قبالة: رسم أو ضريبة تدفع بموجب اتفاق وتعاقد مع بيت المال أي الخزانة العامة. (جريدة الجنوب 1848 ص49).
وهذه الكلمة تطلق أيضا على أنواع من الضرائب لم ينص عليها في الشريعة. فهي لذلك غير شرعية تماما. ففي مراكش مثلا فرضت ضريبة على كل أنواع الحرف والصناعات وعلى بيع الأشياء الضرورية، فقد فرض ابن مردنيش ضريبة على كل حفلة من حفــلات اللهو، وكانت تسمى قبالة اللهو. انظر: (معجم البيان، معجم الإدريسي، معجم الأسبانية ص74).
قبالة: ديوان الكمرك (كرتاس ص285).
قبالة: استئجار منزل وتأجيره. (معجم البلاذري).
قبالة: تجاه شخص، ويقال أيضا: في قبالته (معجم الإدريسي) مباشرة، رأسا (بوشر. بربرية).
قبالة: أمام. قدام. (هلو).
قبالة قبالة: أمامك. في طريقك المستقيم (هلو، دوماس حياة العرب ص484).
قبالة: جدا، لغاية ما يكون. (بوشر بربرية).
قبالو (أسبانية)، والجمع قبالوس: قبعة الكردينال (الكالا).
قبيلة. قبائل= برابر، بربر، قبيل. (معجم الإدريسي، زيشر 7: 18 رقم 2).
قبائل: أملاك متبادلة (ريسكه، المقري 2: 29).
قبلة: قبلة، لثمة، بوسة. (بوشر).
قبلة (أسبانية)، والجمع قبابل: قبعة الاسكيم. قلنسوة البرنس. (الكالا).
فيلة: ثوب الراهب، اسكيم. (الكالا).
قبلة، والجمع قبابل: قلفة، غرلة، جلدة عضو التناسل. (الكالا).
قابل، من قابل: في السنة القادمة. (ابن الأغلب ص= أماري ص478) وكذلك: من القابلة (المقري 1: 392).
قابل: محتمل، قريب من الحق. (هلو).
قابلة، والجمع قوابل: وعاء، إناء، وهو وعاء يقطر فيه ماء ورد حين تقطيره. (ابن العوام 2: 393، 394).
قابلية: قدرة، طاقة. (بوشر).
قابلية، أو قابلية للأكل: شهية إلى الطعام. (بوشر، همبرت ص11، ألف ليلة 1: 801، محيط المحيط).
قابلية الألم: قوة تحمل الألم. (بوشر).
قابلية الانحصار: قبول الضغط والانحصار (بوشر).
قوابلي: من كرس وقته للقوابل وهن الــلاتــي يساعدن الوالدة ويتلقين الولد عند الولادة وهو لقب بول ديجين. (معجم أبي الفداء).
أقبل: في عقد بيع ذكر في الجريدة الآسيوية (1843، 2: 223): الشاب أقبل علي، وقد ترجمها برجس بالشاب الصالح علي.
مقبل النعلين: أي لنعله قبال، وهي علامة الرخاوة واللين والترفه. (الكامل ص516).
مقبل: مزدهرن ناجح. (بوشر).
مقبل ومقبل: اقتراب، قرب. ففي الكامل (ص79): عند مقبل الحيض.
مقبل: مكان التقبيل من الجسد (معجم جوليوس، المقري 2: 310).
مقبل الظعن: لقب يطلق على الرجل الشديد الطول لأنه يستطيع أن يقبل المرأة فيما يقولون وهي محملها على الجمل. (الكامل ص298).
مقبول: ملائم، موافق، مناسب. (هلو).
حديث مقبول: فيه كل الشروط المطلوبة. (دي سلان المقدمة 2: 484).
مقبول: محبوب، أو بالأحرى حبيب. (الكالا).
مقتبل= مستقبل: الآتي، الزمان الآتي بعد الحال. (المقري 1: 241).
مقابلة: استقبال، جرمان في الاستقبال، وهو كون الكوكبين بحيث يكون البعد بينهما بقدر نصف فلك البروج. (بوشر).
مقابلة: لقاء، مواجهة، اجتماع. (بوشر).
مقابلة في علم الجبر: معادلة، وهي قاعدة من قواعد علم الجبر. (بوشر).
علم الجبر والمقابلة: علم الجبر. (بوشر).
متقبل: خاضع للضريبة المسماة قبالة (معجم الإدريسي).
مستقبل: في معجم فريتاج لابد إنها مستقبل.
قبلار قبَلار وقبِلار (بلأسبانية capellar) معطف ذو قبع (الملابس ص349، مباحث ص557 الطبعة الأولى).
وفي العقد الغرناطي: قبلار ديدي وأخضر.
[قبل] في ح آدم: خلقه بيده ثم سواه "قبلا"، وروى: كلمه قبلا، أي عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحدا من ملائكته. وفيه: كان لنعلهلان"، هو زمام النعل وهو سير يكون بين الإصبعين، وقد أقبل نعله وقابلها. ط: هو بكسر قاف سير بين الوسطى وتاليتها، أي كان لكل نعل زمامان يدخل الوسطى والإبهام في قبال والأصابع الأخرى في آخر. نه: ومنه ح: "قابلوا" النعال، أي اعملوا لها قبالا، ونعل مقبلة - إذا جعلت لها قبالا، ومقبولة - إذا شددت قبالها. وفيه: نهي أن يضحى "بمقابلة" أو مدابرة، هي التي يقطع من طرف أذنها شيء ثم يتكر معلقا كأنه زنمة، واسمها القبلة والإقبال. وفيه: أرض "مقبلة" وأرض مدبرة، أي وقع المطر فيها خططا ولم يكن عاما. وح: ثم يوضع له "القبول" في الأرض، هو بفتح قاف المحبة والرضا بالشيء وميل النفس إليه. ك: أي قبول قلوب العباد، ويفهم منه أن محبة قلوب العباد علامة محبة الله وما رآه المسلمون حسانا فهو عد الله حسن. و "القبول" ريح الصبا. نه: وح: جساسة الدجال: رأى دابة يواريها شعرها أهدف "القبال"، يريد كثرة الشعر في قبالها، القبال الناصية والعرف لأنهما اللذان يستقبلان الناظر، وقبال كل شيء وقبله: أوله وما استقبلك منه. وفي ح أشراط الساعة: وأن يرى الهلال "قبلا"، أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب، وهو بفتح قاف وباء. وفيه: إن الحق "قبل"، أي واضح لك حيث تراه. وفي عينه أي هارون عليه السلام "قبل"، هو إقبال السواد على الأنف، وقيل: هـ ميل كالحول. ومنه ح: "الأقبل" القصير القصرة صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء والأرض ويل له! الأقبل من القبل الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه، وقيل: هو الأفحج، وهو الذي تتدائى صدور قدميه ويتباعد عقباهما. وفيه ح: رأيت عقيلاالعير طريق الساحل، فشاور صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن الله وعدكم إحدى الطائفتين وتودون غير ذات الشوكة وهي العير، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذات الشوكة ليحث الحق، فطاوعه سعد وأجاب بما أقر به عين الرسالة ج: وصاموا إلى "القابلة"، هي الليلة أو السنة الآتية. وح: نهى أن "نستقبل القبلتين"، أي مكة وبين المقدس، إما احترامًا لبيت المقدس لأنه كان قبلةً مرةً، وإما لأنه يلزم استدبار الكعبة هناك. تو: "لا يقبل" الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور، استدل به على اشتراط الطهارة في صحة الصلاة. قيل: ولا يتم إلا بأن يكون انتفاء القبول دليل انتفاء الصحة، واعترض بأنه ورد عدم القبول في مواضع مع ثبوت الصحة كالعبد الآبق فإنه يصح صــلاتــه ولا يقبل. وح: "فأقبل" بهما وأدبر، أي أقبل بيديه إلى جهة وجهه وأدبر بهما إلى جهة قفاه. غ: "قبله" رضيه. و ((هو و"قبيله")) من جنده. و "القبيل" الجماعة ليسوا من أب واحد، و"القبيلة" من أب واحد. و ((من "قبله")) أي تباعه. ((لا "قبل" لهم)) لا طاقة. ((واجعلوا بيوتكم"قبلة")) أي صلوا في بيوتكم نحو القبلة لتأمنو من الخوف. و "قبلت" الدلو، تلقيتها فأخذتها، و"قبلت" القابلة الولد.
(ق ب ل)

قبل: عقيب بعد. يُقَال: افعله قبل وَبعد، وَهُوَ مَبْنِيّ على الضَّم إِلَّا أَن يُضَاف أَو يُنكر.

وَسمع الْكسَائي: (لله الْأَمر من قبل وَمن بعد) فَحذف وَلم يبن، وَقد تقدم القَوْل عَلَيْهِ فِي " بعد " وَحكى سِيبَوَيْهٍ: افعله قبلا وبعداً، وجئتك من قبلٍ وَمن بعدٍ.

قَالَ اللحياني: وَقَالَ بَعضهم: مَا هُوَ بِالَّذِي لَا قبل لَهُ وَمَا هُوَ بِالَّذِي لَا بعد لَهُ.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِن كَانُوا من قبل أَن ينزل عَلَيْهِم من قبله لمبلسين) مَذْهَب الْأَخْفَش وَغَيره من الْبَصرِيين فِي تَكْرِير " قبل ": أَنه على التوكيد، وَالْمعْنَى: وَإِن كَانُوا من قبل تَنْزِيل الْمَطَر لمبلسين.

وَقَالَ قطرب: إِن " قبل " الأولى للتنزيل، و" قبل " الثَّانِيَة للمطر.

قَالَ الزّجاج: القَوْل قَول الْأَخْفَش، لِأَن تَنْزِيل الْمَطَر بِمَعْنى الْمَطَر، إِذْ لَا يكون إِلَّا بِهِ كَمَا قَالَ:

مشين كَمَا اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرِّيَاح النواسم

فالرياح لَا تعرف إِلَّا بمرورها، فَكَأَنَّهُ قَالَ: تسفهت الرِّيَاح النواسم أعاليها.

والقبل، والقبل من كل شَيْء: نقيض الدبر وَجمعه: أقبال، عَن أبي زيد، ولقيته من قبل وَمن دبر، وَمن قبل وَمن دبر، وَمن قبل وَمن دبر وَقد قريء: (إِن كَانَ قَمِيصه قد من قبل) و (....من دبر) و (....من قبل) و ( ... من دبر) .

وقبلني هَذَا الْجَبَل ثمَّ دبرني.

وعام قَابل: خلاف دابر.

وعام قَابل: مقبل، وَكَذَلِكَ: لَيْلَة قَابِلَة، وَلَا فعل لَهما.

وَمَا لَهُ فِي هَذَا الْأَمر قبْلَة وَلَا دبرة: أَي وجهة، عَن اللحياني.

والقبل: الْوَجْه، يُقَال: كَيفَ أَنْت إِذا اقبل قبلك، وَهُوَ يكون اسْما وظرفا، فَإِذا جعلته اسْما رفعته، وَإِن جعلته ظرفا نصبته.

والقبل: فرج الْمَرْأَة.

واستقبل الشَّيْء، وقابله: حاذاه بِوَجْهِهِ.

وأفعل ذَلِك من ذِي قبل: أَي فِيمَا اسْتقْبل. وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تستقبلوا الشَّهْر اسْتِقْبَالًا ". يَقُول: لَا تقدمُوا رَمَضَان بصيام قبله. وَهُوَ قَوْله: " لَا تصلوا رَمَضَان بِيَوْم من شعْبَان ". ورأيته قبلا، وقبلاً، وقبلاً، وقبلياً، وقبيلا: أَي مُقَابلَة وعيانا.

وَرَأَيْت الْهلَال قبلا: كَذَلِك.

وَقَالَ اللحياني: الْقبل، بِالْفَتْح: أَن ترى الْهلَال أول مَا يرى، وَلم ير قبل ذَلِك.

وَكَذَلِكَ كل شَيْء أول مَا يرى فَهُوَ: قبل.

والإقبال: نقيض الإدبار، قَالَت الخنساء:

ترتع مَا غفلت حَتَّى إِذا ادركت ... فَإِنَّمَا هِيَ إقبال وإدبار

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جعلهَا الإقبال والإدبار على سَعَة الْكَلَام، قَالَ ابْن جني: الْأَحْسَن فِي هَذَا أَن تَقول: كَأَنَّهَا خلقت من الإقبال والإدبار، لَا على أَن يكون من بَاب حذف الْمُضَاف، أَي: هِيَ ذَات إقبال وإدبار، وَقد تقدم تَعْلِيله فِي قَول الله سُبْحَانَهُ: (خلق الْإِنْسَان من عجل) .

وَقد أقبل إقبالا، وقبلاً، عَن كرَاع واللحياني، وَالصَّحِيح: أَن " الْقبل ": الِاسْم، و" الإقبال " الْمصدر.

وَقبل على الشَّيْء، وَاقْبَلْ: لزمَه واخذ فِيهِ.

واقبلت الأَرْض بالنبات: جَاءَت بِهِ.

وَرجل مُقَابل مدابر: مَحْض من أَبَوَيْهِ. وَقَالَ اللحياني: الْمُقَابل الْكَرِيم من كلا طَرفَيْهِ.

وناقة مُقَابلَة مدابرة، وَذَات إقبالة وإدبارة، وإقبال وإدبار، عَن اللحياني، إِذا شقّ مقدم اذنها ومؤخرها، وفتلت كَأَنَّهَا زنمة، وَكَذَلِكَ: الشَّاة.

وَقيل: الإقبالة والإدبارة: أَن تشق الْأذن ثمَّ تفتل، فَإِذا اقبل بِهِ: فَهُوَ الإقبالة، وَإِذا ادبر بِهِ فَهُوَ الإدبارة.

والجلدة الْمُعَلقَة أَيْضا هِيَ: الإقبالة والإدبارة. وَيُقَال لَهَا أَيْضا: القبال والدبار.

وَقيل: الْمُقَابلَة: النَّاقة الَّتِي تقْرض قرضة من مقدم اذنها مِمَّا يَلِي وَجههَا، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللحياني: شَاة مُقَابلَة ومدابرة، وناقة مُقَابلَة ومدابرة، فالمقابلة: الَّتِي تقْرض أذنها من قبل وَجههَا، والمدابرة: الَّتِي تقْرض أذنها من قبل قفاها.

وَمَا يعرف قبيلاً من دبير، يُرِيد: الْقبل والدبر. وَقيل: مَعْنَاهُ: لَا يعرف قبيلا من دبر، يُرِيد: الْقبل والدبر.

وَقيل: مَعْنَاهُ: لَا يعرف الْأَمر مُقبلا وَلَا مُدبرا.

وَقيل: هُوَ مَا اقبلت بِهِ الْمَرْأَة من غزلها حِين تفتله وأدبرت.

وَقيل: الْقَبِيل من الفتل: مَا اقبل بِهِ على الصَّدْر، والدبير: مَا ادبر بِهِ عَنهُ.

وَقيل: الْقَبِيل: بَاطِن الفتل، والدبير: ظَاهره. وَقيل: الْقَبِيل والدبير فِي فتل الحبال، فالقبيل: الفتل الأول الَّذِي عَلَيْهِ الْعَامَّة، والدبير: الفتل الآخر.

وَبَعْضهمْ يَقُول: الْقَبِيل فِي قوى الْحَبل: كل قُوَّة على قُوَّة، وَجههَا الدَّاخِل قبيل، وَالْخَارِج دبير.

وَقيل: الْقَبِيل: اسفل الاذن، والدبير: اعلاها.

وَقيل الْقَبِيل: الْقطن. والدبير: الْكَتَّان.

وَقيل: مَعْنَاهُ: مَا يعرف من يقبل عَلَيْهِ.

وَقيل: مَا يعرف نسب أمه من أَبِيه.

وَالْجمع من كل ذَلِك: قبل ودبر.

وَمَا يعرف مَا قبيل هَذَا الْأَمر من دبيره، وَمَا قباله من دباره.

وَقد اقبل الرجل وأدبره.

وَأَقْبل بِهِ وَأدبر، فَمَا وجد عِنْده خيرا.

وَقبل الشَّيْء قبولا وقبولا، الْأَخِيرَة عَن ابْن الاعرابي، وتقبله، كِلَاهُمَا: أَخذه.

وَالله يقبل الْأَعْمَال من عباده، وعنهم، ويتقبلها، وَفِي التَّنْزِيل: (أُولَئِكَ الَّذين يتَقَبَّل عَنْهُم أحسن مَا عمِلُوا) قَالَ الزّجاج: ويروى: أَنَّهَا نزلت فِي أبي بكر رَضِي الله عَنهُ.

وَقَالَ اللحياني: قبلت الْهَدِيَّة قبولا، وقبولا.

وَقَبله بِقبُول حسن، وَكَذَلِكَ: تقبله بِقبُول أَيْضا، وَفِي التَّنْزِيل: (فتقبلها رَبهَا بِقبُول حسن) وَلم يقل: بتقبل.

وتقبله النَّعيم: بدا عَلَيْهِ، واستبان فِيهِ، قَالَ الاخطل:

لدن تقبله النَّعيم كَأَنَّمَا ... مسحت ترائبه بِمَاء مَذْهَب

وأقبله، وَأَقْبل بِهِ: إِذا راودوه على الْأَمر فَلم يقبله.

وقابل الشَّيْء بالشَّيْء مُقَابلَة، وقبالا: عَارضه.

ومقابلة الْكتاب بِالْكتاب، وقباله بِهِ: معارضته.

وتقابل الْقَوْم: اسْتقْبل بَعضهم بَعْضًا، وَقَوله تَعَالَى فِي وصف أهل الْجنَّة: (إخْوَانًا على سرر مُتَقَابلين) جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَنه لَا ينظر بَعضهم فِي أقفاء بعض.

وأقبله الشَّيْء: قابله بِهِ.

وأقبلناهم الرماح.

وَأَقْبل إبِله أَفْوَاه الْوَادي، واستقبلها إِيَّاه.

وَقد قبلته تقبله قبولا.

وَهُوَ قبالك، وقبالتك: أَي تجاهك.

وَهَذِه الْكَلِمَة قبال كلامك، عَن ابْن الْأَعرَابِي، ينصبه على الظّرْف، وَلَو رَفعه على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر لجَاز وَلَكِن كَذَا رَوَاهُ عَن الْعَرَب.

وَقَالَ اللحياني: هَذِه كلمة قبال كلمتك، كَقَوْلِك: حِيَال كلمتك.

وقبالة الطَّرِيق: مَا استقبلك مِنْهُ.

وَحكى اللحياني: اذْهَبْ بِهِ فاقبله الطَّرِيق: أَي دله عَلَيْهِ، واجعله قباله.

وَاقْبَلْ المكواة الدَّاء: جعلهَا قبالته، قَالَ ابْن الْأَحْمَر:

شربت الشكاعي والتددت ألدة ... واقبلت أَفْوَاه الْعُرُوق المكاويا

وَكُنَّا فِي سفر فَأَقْبَلت زيدا، وأدبرته: أَي جعلته مرّة أَمَامِي وَمرَّة خَلْفي.

وقبائل الرَّأْس: أطباقه.

وَقيل: هِيَ أَربع قطع مشعوب بَعْضهَا إِلَى بعض واحدتها: قَبيلَة. وَكَذَلِكَ: قبائل الْقدح والجفنة إِذا كَانَت على قطعتين أَو ثَلَاث قطع.

وقبائل الرحل: أحناؤه المشعوب بَعْضهَا إِلَى بعض.

وقبائل الشَّجَرَة: أَغْصَانهَا.

وكل قِطْعَة من الْجلد: قَبيلَة.

والقبيلة: صَخْرَة تكون على رَأس الْبِئْر، والعقابان من جنبتيها تعضدانها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقبيلة من النَّاس: بَنو أَب وَاحِد.

قَالَ الزّجاج: الْقَبِيلَة من ولد إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام: كالسبط من ولد إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام، سمعُوا بذلك ليفرق بَينهمَا، وَمعنى الْقَبِيلَة من ولد إِسْمَاعِيل: معنى الْجَمَاعَة، يُقَال لكل جمَاعَة من وَاحِد: قَبيلَة.

وَيُقَال لكل جمع على شَيْء وَاحِد: قبيل، قَالَ الله تَعَالَى: (إِنَّه يراكم هُوَ وقبيله من حَيْثُ لَا ترونهم) .

واشتق الزّجاج الْقَبَائِل: من قبائل الشَّجَرَة، وَهِي أَغْصَانهَا.

والقبيلة: اسْم فرس، سميت بذلك على التفاؤل، كَأَنَّهَا إِنَّمَا تحمل قَبيلَة، أَو كَأَن الْفَارِس الَّذِي عَلَيْهَا يقوم مقَام قَبيلَة، قَالَ:

قصرت لَهُ الْقَبِيلَة إِذْ تجهنا ... وَمَا ضَاقَتْ بشدته ذراعي

قصرت: حبست. وَأَرَادَ: اتجهنا.

والقبيل: الْجَمَاعَة من النَّاس يكونُونَ من الثَّلَاثَة فَصَاعِدا من قوم شَتَّى كالزنج وَالروم وَالْعرب، وَقد يكونُونَ من نَحْو وَاحِد.

وَرُبمَا كَانَ الْقَبِيل بني أَب وَاحِد كالقبيلة.

وَجمع الْقَبِيل: قبل.

وَاسْتعْمل سِيبَوَيْهٍ: الْقَبِيل فِي الْجمع والتصغير وَغَيرهمَا من الْأَبْوَاب المتشابهة.

والقبل فِي الْعين: إقبال إِحْدَى الحدقتين على الْأُخْرَى.

وَقيل: إقبالها على الموق. وَقيل: إقبالها على عرض الْأنف.

وَقيل: إقبالها على الْأنف. وَقيل: إقبالها على المحجر. وَقَالَ اللحياني: هِيَ الَّتِي اقبلت على الْحَاجِب.

وَقيل: الْقبل: مثل الْحول.

قبلت عينه قبلا، وَأَقْبَلت، وَهِي قبلاء.

وشَاة قبلاء بَيِّنَة الْقبل: وَهِي الَّتِي أقبل قرناها على وَجههَا.

وعضد قبلاء: فِيهَا ميل.

والقابل والدابر: الساقيان.

والقابل: الَّذِي يقبل الدَّلْو. قَالَ زُهَيْر:

وقابل يتَغَنَّى كلما قدرت ... على الْعِرَاقِيّ يَدَاهُ قَائِما دفقا

وَالْجمع: قبْلَة.

وَقد قبلهَا قبولا، عَن اللحياني.

وَقيل: الْقبْلَة: الرشاء والدلو وأداتها مَا دَامَت على الْبِئْر يعْمل بهَا، فَإِذا لم تكن على الْبِئْر فَلَيْسَتْ بقبلة.

والمقبلتان: الفأس والموسى.

والقبل: مَا ارْتَفع من جبل أَو رمل أَو علو من الأَرْض.

والقبل: الْمُرْتَفع فِي أصل الْجَبَل كالسند.

والقبل، أَيْضا: النشز من الأَرْض أَو الْجَبَل.

والقبل: الطَّاقَة، وَفِي التَّنْزِيل: (فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا) ، أَي لَا طَاقَة لَهُم وَلَا قدرَة لَهُم على مقاومتها.

وَقبل: تكون لما ولى الشَّيْء، قَول: ذهبت قبل السُّوق. وَقَالُوا: لي قبلك مَال: أَي فِيمَا يليك، اتَّسع فِيهِ فاجرى مجْرى " على " إِذا قلت: لي عَلَيْك مَال.

ولقيته قبلا: أَي عيَانًا. وَفِي التَّنْزِيل: (وحشرنا عَلَيْهِم كل شَيْء قبلا) وَيقْرَأ: " قبلا "، فَقبلا ": عيَانًا، و" قبلا ": قبيلا قبيلاً.

وَقيل: " قبلا ": مُسْتَقْبلا، وقريء أَيْضا: (وحشرنا علهم كل شَيْء قبيلا) فَهَذَا يُقَوي قِرَاءَة من قَرَأَ: " قبلا " وَقَوله عز وَجل: (أَو ياتيهم الْعَذَاب قبلا) مَعْنَاهَا: عيَانًا.

والقبل: كالفحج بَين الرجلَيْن.

وقبال النَّعْل: زمامها.

وَقيل: هُوَ مثل الزِّمَام بَين الإصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا انْقَطع نَعْلي فَلَا أم مَالك ... قريب وَلَا نَعْلي شَدِيد قبالها

يَقُول: لست بقريب مِنْهَا فأستمتع بهَا، وَلَا أَنا بصبور فأسلى عَنْهَا.

وَأَقْبل النَّعْل، وَقبلهَا، وقابلها: جعل لَهَا قبالين.

وَقيل: اقبلها: جعل لَهَا قبالا، وَقبلهَا: شدّ قبالها.

وَقيل: مقابلتها: أَن يثنى ذؤابة الشرَاك إِلَى الْعقْدَة.

وَرجل مُنْقَطع القبال: سيئ الرَّأْي، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقبلت الْقَابِلَة الْوَلَد قبالا: أَخَذته من الوالدة.

وَهِي قَابِلَة الْمَرْأَة، وقبولها، وقبيلها. قَالَ:

كصرخة حُبْلَى اسلمتها قبيلها

والقبيل: الْكَفِيل.

وَقبل وَقبل بِهِ يقبل قبالة.

قَالَ اللحياني: وَمن ذَلِك قيل: كتبت عَلَيْهِم القبالة.

وَتقبل بِهِ: تكفل: كقبل.

وَقَالَ: قبلت الْعَامِل الْعَمَل تقبلا. وَهَذَا نَادِر.

وَالِاسْم: القبالة.

وتقبله الْعَامِل تقبيلا، نَادِر أَيْضا.

والقبل: أَن يتَكَلَّم بِكَلَام لم يكن استعده، عَن اللحياني.

وَتكلم قبلا: أَي بِكَلَام لم يكن أعده. ورجزه قبلا: أنْشدهُ رجزاً لم يكن أعده.

واقتبل الْكَلَام وَالْخطْبَة: ارتجلهما من غير أَن يعدهما.

واقتبل من قبله كلَاما فأجاد، عَن اللحياني أَيْضا، وَلم يفسره، إِلَّا أَن يُرِيد: من قبله نَفسه.

وَسَقَى على إبِله قبلا: صب المَاء على أفواهها.

وَأَقْبل على الْإِبِل: وَذَلِكَ إِذا شربت مَا فِي الْحَوْض فاستقى على رؤوسها وَهِي تشرب، وَقَالَ اللحياني: مثل ذَلِك، وَزَاد فِيهِ: " وَلم يكن أعده قبل ذَلِك ". قَالَ: وَهُوَ اشد السَّقْي.

والقبلة: اللثمة.

وَقد قبل الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ.

والقبلة: نَاحيَة الصَّلَاة.

وَقَالَ اللحياني: الْقبْلَة وجهة الْمَسْجِد.

وَلَيْسَ لفُلَان قبْلَة: أَي جِهَة.

وَالْقَبُول من الرِّيَاح: الصِّبَا، لِأَنَّهَا تستدبر الدبور وتستقبل بَاب الْكَعْبَة.

قَالَ ثَعْلَب: الْقبُول: مَا استقبلك بَين يَديك إِذا وقفت فِي الْقبْلَة قَالَ: وَإِنَّمَا سميت " قبولا "، لِأَن النَّفس تقبلهَا.

وَهِي تكون اسْما وَصفَة، عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَالْجمع قبائل، عَن اللحياني.

وَقد قبلت تقبل قبلا، وقبولا، الأولى: عَن اللحياني.

وَأَقْبل الْقَوْم: دخلُوا فِي الْقبُول.

وقبلوا: اصابتهم الْقبُول.

وَالْقَبُول: الْحسن، والشارة، وَهُوَ: الْقبُول، بِضَم الْقَاف أَيْضا، لم يحكها إِلَّا ابْن الْأَعرَابِي، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف: الْقبُول، بِالْفَتْح، وَقَول أَيُّوب بن عيابة:

وَلَا من عَلَيْهِ قبُول يرى ... وَآخر لَيْسَ عَلَيْهِ قبُول

مَعْنَاهُ: لَا يَسْتَوِي من لَهُ رواء وحياء ومروءة، وَمن لَيْسَ لَهُ شَيْء من ذَلِك.

وَرجل مقتبل الشَّبَاب: إِذا لم ير عَلَيْهِ اثر كبر. وَأَقْبل الْإِبِل الطَّرِيق: أسلكها إِيَّاه.

والقبلة، والقبيل: خرزة شَبيهَة بالفلكة، تعلق فِي اعناق الْخَيل.

والقبلة: خرزة من خرز نسَاء الْأَعْرَاب اللواتي يؤخذن بهَا الرِّجَال، يقلن فِي كلامهن: يَا قبْلَة أقبليه، وَيَا كرار كريه، وَهَكَذَا جَاءَ الْكَلَام، وَإِن كَانَ ملحونا، لِأَن الْعَرَب تجْرِي الْأَمْثَال على مَا جَاءَت بِهِ وَقد يجوز أَن يكون عَنى بكرار: الكرة، فانث لذَلِك، وَقَالَ اللحياني: هِيَ الْقبل وَأنْشد:

جمعن من قبل لَهُنَّ وفطسة ... والدردبيس مُقَابلا فِي المنظم

والقبلة: مَا تتخذه الساحرة ليقبل بِوَجْه الْإِنْسَان على صَاحبه.

وَقَالَ اللحياني: الْقبْلَة، والقبل: من أَسمَاء خرز الْأَعْرَاب.

والقبلة: حجر ابيض عريض يَجْعَل فِي عنق الْفرس.

وثوب قبائل: أَي أَخْلَاق، عَن اللحياني.

والقبلة: الخباز، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة.

وَقيل: مَوضِع، عَن كرَاع.
قبل
قبِلَ1 يَقْبَل، قَبالةً وقِبالةً وقَبْلاً، فهو قَابِل، والمفعول مَقْبول
• قَبِلتِ القابلةُ الولدَ: تلقّته عند الولادة. 

قبِلَ2/ قبِلَ بـ يَقبَل، قَبولاً وقُبولاً، فهو قابِل، والمفعول مَقْبول
• قبِل الهديّةَ: أخذها عن طِيب خاطر "دعاني فقبِلت دعوتَه".
• قبِل الشّيءَ/ قبِل بالشّيء: رضِي عنه، وافق عليه "قبل التاجرُ عرضًا- من شروط الزواج القَبُول- قبِل برأي صديقه- قبِل الأمرَ الواقعَ/ بالأمرِ الواقعِ" ° أسعار لا تقبل المنافسة: أسعار رخيصة- لا يقبل الجَدَل: مُسَلَّم به.
• قبِل الكلامَ: صدَّقه.
• قبِل المريضَ في المستشفى: كفله وضَمِنه.
• قبِل اللهُ دعاءَه: استجابَه " {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} ".
• قبِل اللهُ توبتَه: صفح عنه وغفر له " {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} ". 

أقبلَ/ أقبلَ بـ/ أقبلَ على يُقبل، إقْبالاً، فهو مُقْبِل، والمفعول مُقْبَل به
• أقبلَ الشَّخصُ: جاء، قدِمَ وأتى "أقبل العمّالُ من الريف- أقبل العامُ الجديد/ الربيعُ".
• أقبل عليه بوجهه: توجّه نحوَه.
• أقبل على العمل: اهَتَمَّ به واجْتهدَ، أخذ فيه ولزمه، ضدّ أدبر عنه "أقبل الباحثُ على أبحاثه- أقبل الصانعُ على حرفته" ° أقبل بفلان وأَدْبر به: داوره مُختبِرًا إيّاه في قبول أمر- أقْبَلت الدُّنْيا عليه: جاءته بخيرها، أثرى واغتنى. 

استقبلَ يستقبل، اسْتِقبالاً، فهو مُسْتقبِل، والمفعول مُسْتقبَل
• استقبل الضَّيْفَ: لقيه مُرَحِّبًا به "ذهب لاستقبال السَّائحين في المطار".
• استقبل المصلِّي القِبلةَ: اتَّجه نحوَها، ضدّ استدبرها.
• استقبل عهدًا زاهرًا: دخل في حياة جديدة كريمة.
• استقبل الأمرَ: استأنفه "استقبل الطلابُ الدِّراسةَ بعد الإجازة".
• استقبل الرِّسالةَ: تسلَّمها.
• استقبل موجاتٍ: (فز) التقط أو حوّل الموجات الكهرومغناطيسيّة إلى إشارات مرئيّة أو مسموعة ° مُرْسِل ومُسْتَقبِل: جهاز لا سلكيّ محمول باليد ومشغّل بالبطاريّة يسمح بالاتِّــصال بين طرفين. 

تقابلَ/ تقابلَ بـ يتقابل، تقابُلاً، فهو مُتقابِل، والمفعول مُتقابَل به
• تقابلَ الصَّديقان/ تقابل مع صديقِه/ تقابل الصَّديقُ بصديقه: لقي كُلٌّ منهما الآخر بوجهه "تقابل الزعيمان لحلِّ الخلاف".
• تقابلَ المنزلان: تواجها، كان أحدهما قبالة الآخر. 

تقبَّلَ يتقبَّل، تقبُّلاً، فهو مُتقبِّل، والمفعول مُتقبَّل
• تقبَّلَ الهديَّةَ: قَبِلها، أخذها عن طِيب خاطر "تقبَّل التهنئةَ بزواجه- تقبَّل النّصيحةَ من معلِّمه".
• تقبَّل دراستَه: رضي عنها، وطّن نفسَه على قبولها "تقبَّل
 المصيبةَ بإيمان- تقبّل اللهُ الأعمالَ: رضيها وأثاب عليها".
• تقبَّل اللهُ الدُّعاءَ: استجاب له " {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} " ° اللَّهُمَّ تقبّل: اقبل، دعاء لله بالقبول- تقبَّل اللهُ: دعاءٌ بالقبول، أي: تقبَّل عملَك أو طاعتَك. 

قابلَ يقابل، مُقابَلةً، فهو مُقابِل، والمفعول مُقابَل (للمتعدِّي)
• قابَل بين نصّين: قارن "قابل بين الموقفين- قابل بين صورة الوثيقة وأصلها".
• قابَل صديقَه/ قابَل صديقَه وجهًا لوجه/ قابَل صديقَه مواجهة: واجهه والتقى به "قابَل الخطرَ بكلّ شجاعة" ° قابله على الرَّحب والسَّعة.
• قابَل المسئولَ: حادثه في أمر "قابل الوزيرَ ليكلِّمه في مشكلته".
• قابَل الكتابَ المطبوعَ بالمخطوط/ قابَل الكتابَ المطبوعَ على المخطوط: عارض بينهما، طابقه عليه.
• قابَل السَّيِّئةَ بالحسنة: جازى بها "قابل العنفَ بالعنف- قابل التحيّةَ بمثلها- عمِل مُقابلَ أجرٍ مناسب: ". 

قبَّلَ يُقبِّل، تَقْبيلاً، فهو مُقبِّل، والمفعول مُقَبَّل (للمتعدِّي)
• قبَّل الشَّخْصُ: اتّجه ناحيةَ القِبْلة، أي: الجنوب.
• قبَّل الشَّخْصَ: لَثَمه، لامس أحدَ أعضائه بشَفَتيه للتَّحيّة أو إظهار الشّوق "قبَّل الأبُ ولَدَه- قبَّل التلميذُ يَدَ معلِّمه- قبَّل جبينَها/ قبَّلها في جبينها: لَثَمها" ° قبَّل الأيادِيَ/ تقبيلُ الأيادي: كناية عن التزلّف والتقرّب. 

استقبال [مفرد]:
1 - مصدر استقبلَ ° حجرة الاستقبال/ غرفة الاستقبال: إحدى غرف البيت لاستقبال الضيوف والزُّوّار- حَفْل الاستقبال: حفل خاصّ أو عامّ يقام لتكريم زائر أو نابهٍ أو ضيف أو مناسبة ما- قسم الاستقبال بالمستشفى: مكان تلقِّي المرضى والمصابين لإجراء الإسعافات السّريعة- مُوظَّف استقبال: عامل في مكتب مهمّته الأساسيّة مقابلة الزائرين والردّ على الاستفسارات.
2 - (فز) تحويل أمواج لاسلكيّة أو إشارات كهربائيّة إلى شكل مفهوم مثل الضوء والصوت عن طريق هوائيّات ومعدّات إلكترونيّة، أمواج أو إشارات مُلتقَطة.
• جهاز الاستقبال: الرَّاديو، جهاز كهربيّ يُعَدّ لاستقبال الرَّسائل اللاّسلكيّة المرسلة بطريق أجهزة الإذاعة.
• حروف الاستقبال: (نح) حُروف تدخل على المضارع فتجعله نصًّا في المستقبل وهي: السين، وتفيد التنفيس وسوف، وتفيد التسويف في الإثبات، ولن في النفي، وتفيد النفي المطلق. 

تقابُل [مفرد]:
1 - مصدر تقابلَ/ تقابلَ بـ.
2 - (سف) عدم اجتماع الأمرين في الموضوع الواحد من جهة واحدة كتقابل السّواد والبياض.
• مبدأ التَّقابل: (فز) المبدأ الذي ينصّ على أنّ توقُّعات النظريّة الكميّة تقارب تلك الخاصّة بمبادئ الفيزياء الكلاسيكيّة في العمل على الحدّ من الأعداد الكميّة الكبيرة. 

تقابُليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تقابُل.
• التَّحليل التَّقابليّ: (لغ) تحليل ظاهرة لغويّة معيّنة في لغتين مختلفتين. 

قابِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قبِلَ1 وقبِلَ2/ قبِلَ بـ.
2 - ما سيأتي مستقبلاً "سيدخل المدرسة في العام القابل".
3 - صالحٌ، ومتهيِّئ للقبول أو التأثُّر بشيء ما "موضوع قابل للمناقشة- هذا البيت غير قابل للسَّكن".
• القابِل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يقبل التَّوبة، ويصفح عن المذنب، إذا أبدى النَّدَم وعزم على ترك المعاودة " {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} ".
• قابل للتَّداول: (قص) مستند أو سند ماليّ يمكن نقله من شخص لآخر بالتظهير أو التحويل.
• قابل للاشتعال: (كم) وصف للمادّة سريعة الاشتعال. 

قابِلة [مفرد]: ج قابِــلات وقوابِلُ: داية؛ امرأة تُساعد الحامِل عند الولادة "تخرَّجت القابِلةُ من معهد التمريض- عندما أحسَّت بآلام الوضع جاءوا لها بالقابلة". 

قابليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من قابِل: حالة يكون بها الإنسان مُستعدًّا للقبول أو الانفعال "له قابليّة لحفظ القرآن الكريم- ليست للمريض قابليّة للأكل".
2 - صلاحِيَّة "قابليّة العُمْلة للتحويل- قابليّة التَّجزئة/ القسمة/ التّوصيل/ التَّأثّر/ الاشتعال/ التَّعليل".
• قابليَّة التَّأقلُم/ قابليَّة التَّحسُّن: (نف) موهبة أو قدرة على التَّطوّر والتحسُّن. 

قبائليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قبائلُ: "عادات قبائليّة".
2 - مصدر صناعيّ من قبائلُ: نزعة تتسم بالاتّــجاه نحو القبيلة والتعصُّب لها "سعى لحلّ مشاكلهم بعيدًا عن القبائليّة التي يتعصَّبون لها". 

قُبال [مفرد]
• قُبال كُلّ شيء: أوَّله وما استقبلك منه، أمامه "جلس قُبال البيت- قُبال الدّابّة: ناصيتها وعُرفها". 

قَبالة [مفرد]: مصدر قبِلَ1. 

قُبالة [مفرد]: تُجاه وإزاء "بيته قُبالة بيتي- الحديقة قُبالة المدرسة- جلس قُبالة النافذة".
• قُبالة الطَّريق: ما استقبلك منه. 

قِبالة [مفرد]:
1 - مصدر قبِلَ1.
2 - مِهْنة القابلة "يعمل بالقِبالة كثيرٌ من خرِّيجات معهد التمريض".
3 - (طب) فرع من فروع الطبّ يبحث في العناية بالنساء خلال الحمل والولادة وفترة النقاهة بعد الولادة. 

قَبْل1 [مفرد]: مصدر قبِلَ1. 

قَبْل2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف مبهم لا يفهم معناه إلاّ بالإضافة لما بعده، يدلّ على ما هو سابق، ويكون منصوبًا أو مجرورًا، ويبنى على الضمّ إن قطع عن الإضافة "رأيتك قَبْلاً- {لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}: من قَبْل الغلبة ومن بعدها" ° قَبْل التَّاريخ: سابق للتاريخ المعروف- قَبْل فوات الأوان: قَبْل أن يُصبح من المتعذَّر تدارُك الأمر.
2 - ظرف للمكان السّابق "بيتي قَبْل بيته". 

قُبْل/ قُبُل [مفرد]: ج أقبال:
1 - سفْحُ الجبل "نظرت من قُبْل الجبل فلم أتبيّن قمَّتَه".
2 - مُقابِل، عيان ومقابلة " {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً}: مقابلاً لهم بحيث يقابلونه ويشاهدونه".
• قُبُل الشَّيء: قُدّامه، مقدّمه، نقيض الدُّبُر " {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ} ".
• قُبُل الرَّجُل أو المَرْأة: العَوْرةُ الأماميَّة. 

قِبَل [مفرد]:
1 - طاقة، قدرة، قوّة، ويكثر استعمالُها مع النفي "لا قِبَل له بالحرب/ بالمشي/ بهذا المجهود- ما لي به قِبَل: لا طاقةَ لي على مواجهته- {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} ".
2 - عند، جهة، ناحية "وصلني خطاب من قبَل الإدارة- {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} " ° لي قِبَل فلانٍ دين: لي عليه دين- مِنْ قِبَل نفسه: مِنْ تلقاء نفسه، بدون ضغطٍ أو تأثيرٍ من أحد. 

قُبْلة [مفرد]: ج قُبُــلات وقُبْــلات وقُبَل: لثمة؛ بَوْسة "طبعت الأمُّ قُبْلة على خدّ ابنتها" ° قُبْلة الوداع: القبلة الأخيرة قبل الفراق- قُبْلة حارّة: مليئة بالحبّ والرَّغبة في المقبَّل.
• قُبْلة الحياة: (طب) تنفس صناعيّ عن طريق نفخ الهواء من فم المعالج في فم المغمى عليه من غرق وغيره، إسعافًا له. 

قِبْلَة [مفرد]: ج قِبْــلات
• قِبْلَة الشّيء: ما تستقبله من جهته "الشواطئ قِبْلَة السيّاح- مكّة قِبْلَة الحجّاج- المدرسة قِبْلَة الطّلاب" ° ليس لفلان قِبْلَة: أي: مكان يذهب إليه أو هدف يسعى نحوه- ما له في هذا الأمر قِبْلَة ولا دِبْرة: لا يعرف من أين يأخذه.
• قِبْلَة المُصَلِّي: الجهة التي يصلِّي نحوها، الاتِّــجاه نحو الكعبة المشرّفة عند الصّلاة "استخدم البوصلة لمعرفة اتّجاه القِبْلَة- {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} - {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} "? أولى القِبْلَتين: القُدْس- أين قبلتك؟: ما جهتك؟، إلى أيّ مكان تتوجّه؟ - قِبْلَة الأنظار: موضع الاهتمام والإعجاب.
• القِبْلَتان: المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة، والمسجد الأقصى
 في القدس الشَّريف. 

قَبَليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قَبيلة: "النظام القَبَليّ يتميّز بالتماسك" ° العصبيّة القَبَليّة: شعور قويّ بالهويّة القبليّة وولاء الشّخص لقبيلته أو مجموعته- صراعات قَبَليّة: مشاحنات تحدث بين القبائل المختلفة. 

قِبْليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قِبْلَة: "اتِّجاهٌ قِبْليّ".
2 - من ناحية الجنوب "يتميّز الوجه القِبْليّ في مصر بالحرارة" ° ريحٌ قِبْليّة: تهبّ من ناحية الجنوب. 

قَبَليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من قَبيلة: تنظيم القبيلة أو ثقافتها أو معتقداتها. 

قَبُول/ قُبُول [مفرد]:
1 - مصدر قبِلَ2/ قبِلَ بـ ° إمّا القبول وإمّا الرَّفض: يجب اتِّخاذ القرار بصورة حاسمة- امتحان القَبول: اختبار يُجْرى لمن يتقدّم لوظيفة أو معهد علميّ- بالقبول: بالإيجاب- تفضَّلوا بقبول وافر الشُّكر: عبارة للمجاملة في ختام الرَّسائل.
2 - موافقة جماعة أو فرد أو هيئة على انضمام فرد إليها بعد التَّأكُّد من موافقته على لوائحها ونُظمها.
3 - (قن) ثاني كلام يصدر من أحد العاقدين أو المتعاقدين لأجل إنشاء التصرُّف وبه يتمّ العقد، وهو جواب الإيجاب، وينتج عن تلاقي الإرادات. 

قَبيل [مفرد]: ج قُبُل وقُبَلاء:
1 - نوعٌ "ذاكَ الشَّيءُ من هذا القبيل- من قَبيل الإيضاح: على سبيل الإيضاح" ° ما يعرف قبيلاً من دبيرٍ: جاهل بالأمور.
2 - جيل، جماعة من الناس، جنودٌ وأتباع " {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}: يراكم هو وجنوده وأتباعه- {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً} ".
3 - جهة "جاء من قبيل الصَّداقة".
4 - ضامن أو كفيل " {أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً} ". 

قُبَيْل [مفرد]: تصغير قَبْل: قبل الشّيء بقليل "جاء قُبَيْل الظُّهر: قبله بزمن قليل- تحطّمت الطّائرة قُبَيْل المطار". 

قَبيلة [مفرد]: ج قبائلُ:
1 - جماعة من الناس تنتسب إلى أب أو جَدّ واحد "ما زالت بعض القبائل تعيش في سيناء" ° القبائل الرُّحَّل: غير المستقرّة، المتنقِّلة في الأرض طلبًا للماء والكلأ.
2 - صنف من الحيوان أو النبات. 

قوابلُ [جمع]: مف قَابِلَة
• قوابلُ الشّيءِ: أوائِلُه "قوابل الأمر تدلّ على أواخره". 

مُتقابِل [مفرد]: تُطلق على شيئين أحَدُهما مُقابل للآخر، متواجه في مجلسه مع شيء آخر أو شخص آخر "زاويتان مُتقابِلتان- هاتان الشجرتان مُتقابِلتان- {عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}: متواجهين في مجلسهم". 

مُسْتقبَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استقبلَ ° الجهل بمصائب المُسْتقبَل أجدى من معرفتها.
2 - زمن يلي الحاضر "يجب عليك أن تجتهد مُسْتقبَلاً".
• علم المُسْتقبَل: علم حديث يعتمد المعطيات الاقتصاديّة والعلوم الحديثة والتقنيات المتقدّمة لتصوُّر ما سوف يُصْبح عليه العالَمُ بعد عقد أو عقود. 

مُسْتَقْبِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استقبلَ.
2 - متّجه " {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} ".
3 - آلة كسمَّاعة الهاتف والرَّاديو.
4 - (شر) عضو الحسِّ كالعين أو الأذن أو الجلد ونحوها.
5 - (طب) خليّة أو مجموعة من نهايات الأعصاب تستجيب للمثيرات الحسِّيَّة.
• مُسْتَقْبِل ألفا: (طب) موقع الجهاز العصبيّ اللاّإراديّ، حيث تحدث الاستجابات المثيرة عند إفراز عوامل أدريناليّة. 

مُسْتقبَليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مُسْتقبَل: "هذا الأمر مُسْتقبَليّ فلنؤجِّلْ مناقشته".
2 - من يهتمّ بدراسة علم المُسْتقبَل. 

مُقابِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قابلَ.
2 - ما يُساوي "اشتغل العامل مُقابل أجر مناسب".
3 - عِوَض "قام بعمل دون/ بلا/ من غير مُقابل: دون ثمن، مجَّانًا- كافأته مُقابل ما أسداه إليَّ منْ خِدْمات".
4 - ضدّ أو إزاء "كانت نتيجة المباراة ثلاثة أهداف مُقابل هدفين- الطاقة الشمسيّة مُقابل الطاقة الذريّة". 

مُقابَلة [مفرد]:
1 - مصدر قابلَ.
2 - لِقاء وجهًا لوجه لعرض مشكلة أو التقدُّم بمطالب "له مُقابَلة مع الوزير- التمس مُقابَلة رئيس العمل" ° مُقابَلة رسميّة: جلسة استماع رسميّة مع صاحب مقام رفيع في الدولة.
3 - (بغ) أن يُؤتَى بمعنيين أو
 أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب " {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} ".
4 - بَدَل عن الشّيء "أخذ سِلْعة في مُقابَلة نقوده".
5 - مطابقة النُّصوص بعضها ببعض بقصد تحقيقها، وعادة ما يكون ذلك في تحقيق المخطوطات والمطبوعات القديمة. 

مُقَبِّــلات [جمع]: ما يُقدَّم من شراب أو أكل قبل الوجبة الرئيسيَّة ويقال لها أيضًا مفتِّحات، ما يحرِّك القابليّة للأكل ويفتح الشهيّة. 

مَقْبول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قبِلَ1 وقبِلَ2/ قبِلَ بـ ° على نحو مَقْبول: ليس حسنًا جدًّا ولا رديئًا جدًّا- غير مَقْبول اجتماعيًّا: منبوذ ومُستهجَن- في حدود المَقْبول: على قدر الموجود.
2 - (في التعليم الجامعي) ناجح بأدنى مستوى "نجح الطالبُ بتقدير مَقْبول". 

مُقْتَبَل [مفرد]: بداية "مُقْتَبَل النهار/ الشّباب- أفلست الشركةُ وهي في مُقْتَبَل نشاطها".
• في مُقْتَبَل العمر: في أنشط وقت وأحسن فترة من العمر "مات في مُقْتَبَل الشّباب". 
قبل
قَبْلُ: نَقيضُ بَعْدَ كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ الله تَعالى: للهِ الأمرُ من قَبْلُ وَمن بَعْدُ وَفِي الْمُحكم: قَبْلُ: عَقيبُ بَعْد، يُقَال: افْعَلْه قَبْلُ وَبَعْدُ، قَالَ شَيْخُنا: فهما ظَرْفَان للزمان، وَقد قَالَ جمعٌ: إنّهما يكونانِ للمكانِ أَيْضا، وَفِيه بَحثٌ، انْتهى. قلت: وَهُوَ بحَسَبِ الإضافةِ، كقولِ الخارجِ من اليمنِ، إِلَى بيتِ المَقدِسِ: مكّةُ قَبْلَ المدينةِ، ويقولُ الخارجُ من القُدسِ إِلَى الْيمن: المدينةُ قَبْلَ مكّةَ، وَقد يُستعمَلُ أَيْضا فِي المنزِلةِ، كقولِهم: فلانٌ عِنْد السُّلطانِ قَبْلَ فلانٍ، وَفِي التَّرْتِيب الصِّناعيِّ، نَحْو: تعلَّم الهِجاءَ قَبْلَ تعَلُّمِ الخَطِّ، فتأمَّل. وآتيكَ من قَبْلُ، وقَبْلُ، مَبْنِيَّتَيْن على الضمِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: إلاّ أَن يُضافَ أَو يُنَكَّر، وَسمع الكِسائيّ: للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ فَحَذَف وَلم يَبْنِ، حكى سِيبَوَيْهٍ: افْعَلْه قَبْلاً وَبَعْداً، وجِئتُكَ من قَبْلٍ وَمن بَعْدٍ، قولُه: قَبْلٌ مُنَوَّنتَيْنِ، قَالَ شيخُنا: بالنصبِ على الظَّرفِيّةِ، أَو الجرِّ فِي المَجرور بمِن، أمّا الضمُّ والتنوينُ فَلَا يُعرَفُ وَإِن حَكَاهُ بعضُهم عَن هشامٍ، وَهَذَا التنوينُ شرطُه عدمُ الإضافةِ ونِيَّتِها لَا لَفْظَاً وَلَا تَقْديرا وَلَا اعتبارَ معنى، كَمَا فُصِّلَ فِي مُصَنِّفات العربيّةِ، الَّذِي فِي العُباب: يُقَال: أَتَيْتُكَ قَبْلُ: أَي بالضَّمّ، وقَبْلِ: أَي بالكَسْر، قَبْلَ:)
أَي على الفتحِ، وَقَبْلاً: مُنَوّناً، وَقَالَ الخليلُ: قَبْلُ وَبَعْدُ رُفِعَا بِلَا تنوينٍ لأنّهما غايَتان، وهما مِثلُ قَوْلك: مَا رَأَيْتُ مِثلَه قَطُّ، فَإِذا أَضَفْتَه إِلَى شيءٍ نَصَبْتَ. والقُبْلُ، بالضَّمّ وبضمّتَيْن: نَقيضُ الدُّبُر، وَقد قُرِئَ بهما قَوْله تَعالى: إِن كَانَ قميصُه قُدَّ من قُبُلٍ. القُبْل، بالضَّمّ من الْجَبَل: سَفْحُه، يُقَال: انزِلْ بقُبْلِ هَذَا الجبلِ، أَي بسَفحِه، كَذَا فِي الصِّحاح. القُبْلُ من الزمَن: أوَّلُه، يُقَال: كَانَ ذَلِك فِي قُبْلِ الشتاءِ، وَفِي قُبْلِ الصيفِ، أَي فِي أوّلِه، كَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي الحَدِيث: طَلِّقوا النساءَ لقُبْلِ عِدَّتِهِنَّ، وَفِي رِوَايَة: فِي قُبْلِ طُهرِهِنّ، أَي فِي إقبالِه وأوّلِه وَحين يُمكنُها الدخولُ فِي العِدّةِ والشُّروعُ فِيهَا فتكونُ لَهَا مَحْسُوبةً، وَذَلِكَ فِي حالةِ الطُّهر. قولُهم: إِذا أُقْبِلُ قُبْلَكَ، بالضَّمّ: أَي أَقْصِدُ قَصْدَكَ وأتوَجَّهُ نَحْوَك، كَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي المُحكم: القُبْل: الْوَجْه، يُقَال: كَيفَ أنتَ إِذا أُقْبِلَ قُبْلُكَ وَهُوَ يكون اسْما وَظَرْفاً، فَإِذا جَعَلْتَه اسْما رَفَعْتَه، وَإِن جَعَلْتَه ظَرْفَاً نَصَبْتَه، وَفِي التَّهْذِيب: والقُبْل: إقبالُكَ على الإنسانِ كأنكَ لَا تريدُ غيرَه، تَقول: كيفَ أنتَ لَو أَقْبَلْتُ قُبْلَكَ وجاءَ رجلٌ إِلَى الخليلِ فَسَأَله عَن قولِ الْعَرَب: ِ: كَيفَ أَنْتَ لَو أُقْبِلَ قُبْلُكَ فَقَالَ: أُراه مَرْفُوعاً لأنّه اسمٌ وَلَيْسَ بمصدرٍ كالقَصدِ والنَّحْوِ، إنّما هُوَ: كَيفَ أَنْت لَو أنتَ استُقبِلَ وَجْهُكَ بِمَا تكره. والقُبْلَةُ، بالضَّمّ: اللَّثْمةُ مَعْرُوفةٌ، والجمعُ القُبَل. وفِعلُه التَّقْبيل، وَقد قَبَّلَها تَقْبِيلاً: لَثِمَها. القُبْلَةُ: مَا تتَّخِذُه الساحرةُ لتُقْبِلَ بِهِ وَجْهَ، وَفِي المُحكم بوَجْهِ، الإنسانِ على صاحبِه.
القُبْلَة: وَسْمٌ بأُذُنِ الشاةِ مُقْبِلاً، أَي قَبِلَ العَينِ. القُبْلَة: الكَفالَةُ كالقَبالَة. القِبْلَة، بالكَسْر: الَّتِي يُصَلَّى نَحْوَها، القِبْلَةُ فِي الأَصْل: الجِهةُ، يُقَال: مَا لكلامِه قِبْلَةٌ: أَي جهةٌ، وأينَ قِبْلَتُكَ: أَي جِهتُك.
القِبْلَةُ: الكَعْبَة، وكلُّ مَا يُستقبَلُ قِبْلَةٌ، وَفِي البصائرِ للمُصَنِّف: القِبلَةُ فِي الأَصْل: الحالةُ الَّتِي عَلَيْهَا المُقابِل نَحْو الجِلسَةِ والقِعدَة، وَفِي التعارُفِ صارَ اسْما للمكانِ المُقابِلِ المُتَوَجَّهِ إِلَيْهِ للصلاةِ، انْتهى. وَفِي حديثِ ابنِ عمر: مَا بَيْنَ المَشرقِ والمَغرِبِ قِبْلَةٌ، أرادَ بِهِ المُسافِرَ إِذا الْتَبسَتْ عَلَيْهِ قِبْلَتُه، فأمّا الحاضرُ فيجبُ عَلَيْهِ التَّحرِّي والاجتهادُ، وَهَذَا إنّما يَصِحُّ لمن كَانَت القِبْلَةُ فِي جنوبِه أَو شِمالِه، ويجوزُ أَن يكونَ أرادَ بِهِ قِبْلَةَ أهلِ المدينةِ ونواحيها فإنَّ الكَعبَةَ جنوبُها. يُقَال: مالَه فِي هَذَا قِبْلَةٌ وَلَا دِبرَةٌ، بكسرِهما: أَي وِجهَةٌ، وَفِي الصِّحاح: إِذا لم يَهْتَدِ لجهةِ أَمْرِه. يُقَال: جَلَسَ فلانٌ قُبالَتَه بالضَّمّ أَي تُجاهُه، وَهُوَ اسمٌ يكون ظَرْفَاً كَمَا فِي الصِّحاح، وَكَذَلِكَ القُبال. وقِبال النَّعْل، ككِتابٍ: زِمامٌ، يكون بَين الإصبعَ الوُسطى وَالَّتِي تَليها، وَقيل: هُوَ مِثلُ الزِّمامِ يكونُ فِي الإصبعِ الوُسطى وَالَّتِي تَليها، وَقيل: هُوَ مَا كَانَ قُدَّامَ عَقْدِ الشِّراك. قد) قَبَلَها كَمَنَعها قَبْلاً، وقابَلَها مُقابلَةً، وأَقْبَلَها: جَعَلَ لَهَا قِبالَيْن، أَو مُقابَلَتُها: أَن تُثنى ذُؤابَةُ الشِّراكِ إِلَى العُقدةِ، أَو قَبَلَها: شَدَّ قِبالَها، وأَقْبَلَها: جَعَلَ لَهَا قِبالاً، وَفِي الحَدِيث: قابِلوا النِّعالَ أَي اعمَلوا لَهَا قِبالاً، وَنَعْلٌ مُقْبَلَةٌ: إِذا جَعَلْتَ لَهَا قِبالاً، وَمَقْبولَةٌ: إِذا شَدَدْتَ قِبالَها. وقوابِلُ الأمرِ: أَوَائِله، يُقَال: أَخَذْتُ الأمرَ بقوابِلِه: أَي بأوائلِه وحُدْثانِه، كَمَا فِي الصِّحاح والأساسِ وَهُوَ مَجاز.
والقابِلَة: الليلةُ المُقْبِلَةُ، يُقَال: آتِيكَ القابِلَةَ، وَقد قَبَلَتْ قَبْلاً، من حدِّ مَنَعَ، وأَقْبَلَتْ إقْبالاً، وَقيل: لَا فِعلَ لَهُ. القابِلَة: المرأةُ الَّتِي تأخذُ الولَدَ عِنْد الوِلادةِ أَي تتَلَقَّاهُ كالقَبُولِ والقَبيل، قَالَ الْأَعْشَى: (أُصالِحُكُمْ حَتَّى تَبُوءوا بمِثلِها ...كَصَرْخَةِ حُبْلى أَسْلَمَتْها قَبيلُها)
ويُروى قَبُولُها، أَي يَئِسَتْ مِنْهَا. وَقد قَبِلَت القابِلَةُ المرأةَ، كعَلِمَ، قِبالَةً وقِبالاً، بالكَسْر فيهمَا: تَلَقَّت الولَدَ من بطنِ أمِّه عِنْد الوِلادة. وَتَقَبَّلَه، وقَبِلَه، كعَلِمَه، قَبُولاً، بالفَتْح، وَهُوَ مصدرٌ شاذٌّ، وَحكى اليَزيديُّ عَن أبي عَمْرِو بنِ الْعَلَاء: القَبُول، بالفَتْح: مصدرٌ وَلم نَسْمَعْ غيرِه، كَذَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابنُ بَرِّي وَقد جاءَ الوَضوءُ والطَّهورُ والوَلُوعُ والوَقُودُ، وعِدَّتُها مَعَ القَبُولِ خَمْسَةٌ، يُقَال: على فلانٍ قَبُولٌ: إِذا قَبِلَتْه النفسُ، وَقد يُضَمُّ، لم يَحْكِها إلاّ ابْن الأَعْرابِيّ، والمعروفُ الفتحُ، وقولُ أيُّوبَ بنِ عَبايَةَ:
(وَلَا مَن عَلَيْهِ قَبُولٌ يُرى ... وآخَرُ ليسَ عليهِ قَبُولُ)
معناهُ لَا يَسْتَوي مَن لَهُ رُواءٌ وحَياءٌ ومُروءَةٌ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ شيءٌ من ذَلِك: أَخَذَه، وَمِنْه قَوْله تَعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبةَ عَن عبادِه، وَقَالَ: غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْبِ، وَقيل: التَّقَبُّلُ: قَبُولُ الشيءِ على وَجْهٍ يَقْتَضي ثَواباً كالهَدِيَّة، وقَوْله تَعالى: إنّما يَتَقَبَّلُ اللهُ من المُتَّقين تنبيهٌ أنّه لَيْسَ كلُّ عِبداةٍ مُتَقَبَّلَةٌ، بل إِذا كَانَت على وجهٍ مَخْصُوص، وقَوْله تَعالى: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بقَبُولٍ حسَنٍ قيل: مَعْنَاهُ قَبِلَها، وَقيل: تكَفَّلَ بهَا، وإنّما قَالَ بقَبُولٍ، وَلم يَقُلْ بتَقَبُّلٍ للجَمعِ بَين الأمرَيْن: التَّقَبُّلُ الَّذِي هُوَ التَّرَقِّي فِي القَبُول، والقَبُولِ الَّذِي يَقْتَضي الرِّضا والإثابة. والقَبُول، كصَبُورٍ: رِيحُ الصَّبا لأنّها تُقابِلُ الدَّبُورَ، أَو لأنّها تُقابِلُ الكَعبَةَ وتًستَدبرُ الدَّبُورَ، وَفِي التَّهْذِيب: القَبُولُ من الرِّياح: الصَّبا لأنّها تَسْتَقبلُ الدَّبُورَ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الرياحُ مُعظَمُها الأرْبَعُ: الجَنوبُ، والشَّمالُ، والدَّبور، والصَّبا، فالدَّبُور: الَّتِي تهُبُّ من دُبُرِ الكَعبةِ، والقَبُول: من تِلْقائِها، وَهِي الصَّبا، قَالَ الأخطَل:
(فإنْ تَبْخَلْ سَدُوسُ بدِرْهَمَيْها ... فإنَّ الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ)

وَقَالَ ثعلبٌ: القَبُول: مَا اسْتَقبلَكَ بينَ يَدَيْكَ إِذا وَقَفْتَ فِي القِبلَةِ، أَو لأنّ النَّفسَ تَقْبَلُها عَن ثَعْلَب، وَهَذَا الوجهُ الأخيرُ من التَّعليــلاتِ ذَكَرَه الآمِدِيُّ فِي المُوازَنةِ مَعَ غيرِه، قَالَ: وأظنُّ أنّ الأخْطَلَ إِن كانتْ الرِّوايةُ صَحيحةً لذَلِك قالَ: فإنْ تَبْخَلْ ... . إِلَخ، أَي طيِّبَةٌ لَا يَمْنَعُها الانصِرافُ والمَسير، انْتهى. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: القَبُول: كلُّ ريحٍ طيِّبَةِ المَسِّ لَيِّنَةٍ لَا أَذَى فِيهَا، قَالَ الآمِديُّ: يمكنُ أَن يكون إطلاقُهم القَبُولَ على كلِّ ريحٍ ليِّنةِ المَسِّ على التشبيهِ كَزَيْدٌ أَسَدٌ، لَا على أنّ كلَّ ريحٍ طَيِّبةٍ تسمى قبولاً، ثمّ قَالَ: وَعَن النَّضْر: أنَّ القَبُولَ: ريحٌ تلِي الصَّبا مَا بَيْنَها وبينَ الجنوبِ، قَالَ: وَهُوَ لَا يُعرفُ وَلَا يُعوَّلُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَعَن قومٍ تَسْمِيَةُ الشَّمالِ قَبُولاً، وَلَيْسَ بثَبْتٍ وَلَا مُعَوَّلَ عَلَيْهِ إلاّ أَن يُحمَلَ على مَا ذَكَرْتُه من التَّشْبِيه، وَذَكَر من وجوهِ التسميةِ أنّها سُمِّيت قَبُولاً لأنّها تَأتي من المَوضِعِ الَّذِي يُقْبِلُ مِنْهُ النهارُ، وَهُوَ مَطْلِعُ الشمسِ، قَالَ شَيْخُنا: وَقد سَبَقَ فِي جنب عَن المُبَرِّدِ فِي الكامِل: القَبُول: الصَّبا، وبعضُهم يجعلُه للجَنوبِ، فتأمَّلْ، انْتهى. وَهِي تكونُ اسْما وصِفةً عِنْد سِيبَوَيْهٍ، والجمعُ قَبائِلُ، عَن اللِّحْيانيِّ. وَقد قَبَلَتْ الريحُ، كَنَصَرَ، تَقْبُلُ قَبْلاً، وَهَذَا عَن اللِّحيانيِّ، وقُبُولاً، بالضَّمّ مصدر، والفتحِ اسمٌ، قَالَ شيخُنا: الضمُّ هُوَ المصدرُ المشهورُ، والفتحُ اسمٌ للريحِ، وَسَبَقَ استعمالُ أسماءِ الرياحِ أَحْيَانًا أَسمَاء وَأَحْيَانا مصادرَ، وكلامُ المُصَنِّف صريحٌ فِي أنّه يُقَال بالضَّمّ والفتحِ مَصْدَراً، وَلَيْسَ كَذَلِك. قلتُ: وَهَذَا ظاهرٌ، وَقد صرَّحَ بِهِ الجَوْهَرِيّ وغيرُه. والقَبَلُ مُحَرَّكَةً: نَشَزٌ من الأرضِ يَسْتَقبِلُكَ، أَو من الجبلِ، يُقَال: رَأَيْتُ فلَانا بذلك القَبَلِ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للجَعدِيِّ:
(خَشْيَةَ اللهِ وأنِّي رجُلٌ ... إنّما ذِكْري كنارٍ فِي قَبَلْ)
أَو رأْسُ كُلِّ أَكَمَةٍ أَو جَبَلٍ، أَو المُرتفِعُ من أَصلِ الجبَلِ كالسَّنَد، يُقال: لنْزِلْ بِقَبَلِ هَذَا الجَبَلِ، أَي سفحِه. أَو مًجتَمَعُ رَمْلٍ، أَو جَبَلٍ. قَالَ أَبُو عَمروٍ: القَبَلُ: المَحَجَّةُ الواضِحَةُ. أَيضاً: لُطْفُ القابِلَةِ لإخراجِ الوَلَدِ. أَيْضا: الفَحَجُ، وَهُوَ أَن يتدانَى صَدْرُ القَدَمَيْنِ ويتباعَدَ عقباهما، كَمَا فِي الصحاحِ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: فِي قدَمَيهِ قَبَلٌ، ثمَّ حَنَفٌ، ثمَّ فَحَجٌ، وَفِي المحكَمِ: القَبَلُ: كالفَحَجِ بينَ الرَّجْلَيْنِ.
والقَبَلُ، فِي العينِ: إقبالُ السّوادِ على المَحْجِرِ، ويُقال: بل إِذا أَقبَلَ سَوادُهُ على الأَنفِ، قَالَه الليثُ، أَو هُوَ مِثلُ الحَوَلِ، أَو أَحسَنُ مِنْهُ، قَالَ أَبو نَصْرٍ، إِذا كانَ فِيهَا مَيْلٌ كالحَوَلِ، أَو هُوَ إقبالُ إِحْدَى الحَدَقَتَينِ على الأُخرى، أَو إقبالُها على المُوقِ، أَو إقبالُها على عُرْضِ الأَنْفِ، أَو)
إقبالُها على المَحْجِرِ، أَو هِيَ الَّتِي أَقبلَتْ على الحاجِبِ، عَن اللِّحيانِيِّ، أَو هُوَ إقبالُ نَظَرِ كلٍّ من العينينِ على صاحِبَتِها، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إقبالُ الحَدَقَتينِ على الأَنفِ.رأَيْتُ الهلالَ قَبَلاً، أَو كُلُّ شيءٍ أَوَّلَ مَا يُرى قَبَلٌ، وَفِي الحَدِيث فِي أَشراطِ السّاعَةِ: أَنْ يُرى الهِلالُ قَبَلاً، أَي يُرى ساعَةَ مَا يَطلُعُ لِعِظَمِه ووُضوحِه من غيرِ أَنْ يُتَطَلَّبَ. والقَبَلُ: جمعُ قَبَلَةٍ، مُحرَّكَةً، للفلَكَةِ. أَيضاً: ضَرْبٌ من الخَرَزِ يُؤَخَّذُ بهَا، يكونُ عندَ نسَاء الأَعرابِ، يَقُلْنَ فِي كلامِهِنَّ: يَا قَبَلَةُ اقْبَليه، وَيَا كَرارِ كُرِّيه، وأَنشدَ اللِّحيانِيُّ فِي القَبَل:
(جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ ... والدَّرْدَبيسِ مُقابَلاً فِي المَنْظَمِ)
كالقَبْلَةِ، بالفتحِ، وَبِه رُويَ أَيضاً: يَا قَبْلَة اقْبِلِيه. القَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: شيءٌ من عاجٍ مستديرٌ يتلأْلأُ) يُعلَّقُ فِي صدرِ المَرأَةِ، أَو الصَّبِيِّ أَو الفرَسِ، وقِيل: حَجَرٌ عريضٌ يُعلَّقُ على الخَيْلِ، تُدفَعُ بهَا العَيْنُ. ورأَيْتُهُ قَبَلاً، مُحرَّكَةً وبضَمَّتينِ، وكصُرَدٍ وكعِنَبٍ، وقَبَلِيّاً مُحرَّكَةً، مُشدَّدَة الياءِ، وقَبيلاً، كأَميرٍ، اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأُولى والثّانية والرّابعة: أَي عِياناً ومُقابَلَةً، وَفِي حديثِ أَبي ذَرٍّ: خَلَقَ اللهُ آدَمَ بيدِهِ ثمَّ سوّاهُ قَبَلاً، وَفِي رِوَايَة: إنَّ اللهَ كلَّمَهُ قَبَلاً، أَي عِياناً ومُقابَلَةً لَا من وراءِ حِجابٍ، وَمن غير أَن يُوَلِّيَ أمرَهُ أَو كلامَهُ أَحداً من مَلَائكَته، وَقيل: قُبُلاً وقُبَلاً، أَي استِئنافاً واستِقبالاً، وقِبَلاً وقَبَلاً: أَي مُقابَلَةً ومُشاهَدَةً، وَقَالَ الزّجّاجُ: كلُّ مَا عاينتَه قلتَ فِيهِ: أَتاني قَبَلاً، أَي مُعايَنَةً، وكُلُّ مَا استقبلَكَ فَهُوَ قَبَلٌ، وَفِي التَّنزيلِ الْعَزِيز: وحَشَرْنا عليهِمْ كُلَّ شيءٍ قِبَلاً أَي عِياناً، ويُقرأُ: قُبُلاً، أَي مُستقْبَلاً، وَكَذَا قولُه تَعَالَى: أَو يأْتيَهُمُ العَذابُ قِبَلاً، أَي عِياناً، وقُرئَ أَيضاً: قُبُلاً، أَي مُقابلَةً، قَالَه الزَّجّاجُ. ولِي قِبَلَه مالٌ، بِكَسْر القافِ، أَي مَعَ فتح المُوَحَّدَةِ، قَالَ شيخُنا: فِيهِ مخالفةٌ لاصطلاحِ ضَبْطِهِ المَشهورِ، فإنَّه يَكْفِي لَو أَنَّه قَالَ بالكسرِ، فتأَمَّلْ، انْتهى.
قلتُ: لَو قَالَ بِالْكَسْرِ لظُنَّ أَنَّه بسُكونِ ثَانِيه كَمَا هُوَ اصْطِلاحُه، ولكنَّه أَظهرَ الضَّبْطَ لِيُعلَمَ أَنَّ مَا بعدَه مُتحرِّكٌ، وَكَذَا لي قِبَلَ فلانٍ حَقٌّ: أَي عِنْده، وقِبَلَ يكونُ لمّا وَلِيَ الشيءَ، تقولُ: ذهبَ قِبَلَ السُّوقِ، ولِي قِبَلَكَ مالٌ، ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ فأُجْرِيَ مَجرى: على، إِذا قلتَ: لي عليكَ مالٌ، وَيُقَال: أَصابَني هَذَا الأَمرُ من قِبَلِهِ: أَي من تِلقائه، من لَدُنْهُ، لَيْسَ من تِلقاءِ المُلاقاةِ لَكِن على مَعنى مِنْ عندِه، قَالَه الليثُ. وَمَا لي بِهِ قِبَلٌ، كعِنَبٍ، أَي طاقَةٌ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بهَا أَي لَا طاقَةَ لَهُم بهَا وَلَا قدرَةَ لَهُم على مُقاومَتِها. والقَبيلُ، كأَميرٍ: الكَفيلُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وحَشَرْنا علهِم كُلَّ شيءٍ قَبيلاً فِي قراءَةِ مَن قرأَ، ويكونُ المَعنى لَو حُشِرَ عَلَيْهِم كُلُّ شيءٍ فَفَلَ لهُم بصِحَّةِ مَا يقولُ مَا كَانُوا لِيؤمِنوا. والقَبيلُ: العريفُ. أَيضاً: الضّامِنُ، وَهُوَ قريبٌ من معنى الكَفيلِ، وجَمعُ الكُلِّ قُبُلٌ وقُبَلاءُ. وَقد قَبَلَ بِهِ كنَصَرَ وسَمِعَ وضَرَبَ، الثانيةُ نقلهَا الصَّاغانِيُّ، يَقْبُلُ ويَقْبِلُ قَبالَةً، بِالْفَتْح: كَفَلَهُ وضَمِنَه، قالَ:(إنَّ كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضا ... فاقْبَلي يَا هِنْدُ، قَالَت: قدْ وَجَبْ)
قَالَ أَبو نَصْرٍ: اقْبَلي مَعناهُ كوني أَنتِ قَبيلاً، قَالَ اللِّحيانِيُّ: وَمن ذلكَ قيلَ: كتَبْتُ عَلَيْهِم القَبالَةَ، ويُقال: نحنُ فِي قِبالَتِهِ، بالكسْرِ: أَي عَرافَتِه. وقَبَّلْتُ العامِلَ العملَ تَقَبُّلاً، وَهَذَا نادرٌ لِخُرُوجِهِ عَن الْقيَاس، والاسمُ القُبالَة. وتقَبَّلَه العاملُ تَقبيلاً، وَهُوَ نادرٌ أَيضاً لِخُرُوجِهِ عَن القياسِ، وَحكى بعضٌ وُرودَهُما على القياسِ: قَبَّلْتُهُ إيّاهُ تَقبيلاً، وتقَبَّلَهُ تَقَبُّلاً. وَفِي الأَساسِ: وكُلُّ مَنْ تَقَبَّلَ بشيءٍ) مُقاطَعَةً وكُتِبَ عَلَيْهِ بذلكَ الكتابُ فعَملَه القِبالَةُ، والكِتابُ المَكتوبُ عَلَيْهِ هُوَ: القَبالَة، انْتهى. وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاسٍ: إيّاكُمْ والقَبالاتِ فإنَّها صَغارٌ، وفَضْلُها رِباً، هُوَ أَن يَتَقَبَّلَ بخَراجٍ أَو جِبايَةٍ أَكثرَ مِمّا أَعطى فذلكَ الفَضْلُ رِباً، فإنْ تَقَبَّلَ وزَرَعَ فَلَا بأْسَ. والقَبيلُ: الزَّوجُ. أَيضاً: الجَماعَةُ، تكونُ من الثلاثةِ فصاعِداً من أَقوامٍ شَتّى، كالزَّنْجِ والرُّومِ والعرَبِ، وَقد يكونونَ من نَجْرٍ واحِدٍ، وَفِي بعضِ الأُصولِ: من نَحوٍ واحِدٍ، ورُبَّما كَانُوا بني أَبٍ واحِدٍ، كالقبيلَةِ، ج: قُبُلٌ، كعُنُقٍ.
واستعمَلَ سيبويهِ القَبيلَ فِي الجَمعِ والتَّصْغيرِ وغيرِهما من الأَبوابِ المُتشابِهَةِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وحَشَرْنا علَيْهِمْ كُلَّ شيءٍ قُبُلاً قَالَ الأَخفَشُ: أَي قَبيلاً قَبيلاً، وَقَالَ الحسنُ البَصرِيُّ: أَي عِياناً. وقيلَ فِي قولِهِم: مَا يَعرِفُ قَبيلاً من دَبيرٍ: أَي مَا أَقْبَلَتْ بِهِ المَرأَةُ من غَزْلِها حينَ تفتِلُه، مِمّا أَدْبَرَتْ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. قَالَ أَبو عَمروٍ: القَبيلُ: طاعَةُ الرَّبِّ تَعَالَى، والدَّبيرُ: مَعصِيَتُه. قَالَ المُفَضَّلُ: القَبيلُ: فَوْزُ القِدْحِ فِي القِمارِ، والدَّبيرُ: خَيْبَتُه.وَكَذَلِكَ قَبائلُ القَدَحِ والجَفْنَةِ إِذا كانتْ على قِطعتَيْن أَو ثَلَاث قِطَع، وَيُقَال: كادتْ تصَدَّعُ قَبائلُ رَأْسِي من الصُّداع، وَهِي شُعَبُه، وَقَالَ الليثُ: قَبيلَةُ الرَّأْس: كلُّ فِلْقَةٍ قد قُوبِلَتْ بالأُخرى، وَكَذَلِكَ قَبائلُ بعضِ الغُروب، والكثرةُ لَهَا قَبائلُ. مِنْهُ، أَي من معنى قَبائلِ الرَّأْس، وَفِي الصِّحاح: وَبهَا سُمِّيت قَبائلُ العرَب، قَالَ شيخُنا: ظاهرُه أنّه مَجازٌ فِيهَا، وصرَّحَ غيرُه بخِلافِه، فادَّعى الاشتِراكَ، وميلُ الراغبِ وَجَمَاعَة كالزَّمَخْشَرِيّ، كَمَا قَالَه المُصَنِّف، واحدُهم قَبيلَةٌ، قَالَ شيخُنا: الأَوْلى واحدُها أَي القَبائل، ويجوزُ كونُه واحدَ القَبيلِ، وَعَلِيهِ فَهُوَ اسمُ جِنسٍ جَمْعِيٍّ، وعَلى كلٍّ فالتعبيرُ بواحدِهم غيرُ صوابٍ، انْتهى. وَقَالَ أَبُو العبَاس: أُخِذَتْ قَبائلُ العربِ من قَبائلِ الرأسِ لاجتِماعِها، وجَماعتُها الشُّعَبُ، والقَبائلُ دُونَها، واشتقَّ الزَّجَّاجُ القَبائلَ من قَبائلِ الشجرةِ، وَهِي أغصانُها، وهم بَنو أبٍ واحدٍ، أَو بَنو آباءٍ مُختلِفةٍ أَو أَعَمُّ، أَو قَبيلُ كلِّ شيءٍ: نَسْلُه، أَو نَوْعُه، سَوَاء كَانُوا من نَسْلِه أَو لَا، قَالَه شيخُنا، وَفِي التَّهْذِيب: أما القَبيلةُ فَمن قَبائلِ العربِ وسائرِهم من النَّاس، قَالَ ابنُ الكَلبيِّ: الشَّعْبُ: أَكْبَرُ من القَبيلةِ، ثمّ القَبيلةُ، ثمّ العِمارَةُ، ثمّ البَطنُ، ثمّ الفَخِذ، قَالَ الزَّجَّاج: القَبيلَة: من ولَدِ إسماعيلَ عَلَيْهِ السَّلَام، كالسِّبْطِ من ولَدِ إسحاقَ عَلَيْهِ السَّلَام، سُمُّوا بذلك ليُفَرَّقَ بَينهمَا، وَمعنى القَبيلَةِ من ولدِ إِسْمَاعِيل معنى الجماعةِ، يُقَال لكلِّ جماعةٍ من واحدٍ قَبيلَةٌ، وَيُقَال لكلِّ جمعٍ من شيءٍ واحدٍ: قَبيلٌ، قَالَ الله تَعالى: إنّه يراكُم هُوَ وقَبيلُه، أَي هُوَ وَمن كَانَ من نَسْلِه. منَ المَجاز: القَبيلَة: سَيْرُ اللِّجامِ، يُقَال: لِجامٌ حسَنُ القَبائلِ: أَي السُّيُور، قَالَ ابنُ مُقبِلٍ:
(تُرْخي العِذارَ وإنْ طالَتْ قَبائِلُهُ ... عَن حَشْرَةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخَةِ الصَّفِرِ) القَبيلَة: صَخْرَةٌ على رأسِ البِئرِ، والعُقابان: دِعامتا القَبيلةِ من جَنَبَتيْها يُعَضِّدانِها، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: هِيَ القَبيلةُ والمَنْزَعةُ، وعُقابُ البئرِ حيثُ يقومُ الساقي. القَبيلة: اسمُ فرَسٍ، سُمِّيت بذلك على التفاؤلِ، كأنّها إنّما تحملُ قَبيلَةً، أَو كَانَ الفرِسُ عَلَيْهَا يقومُ مَقامَ القَبيلَة، وَهُوَ اسمُ فرَسِ الحُصَيْنِ بن مِرْداسٍ الصَّمُوتِيِّ، كَمَا فِي العُباب، وَفِي المُحكم: مِرْداسُ بن حُصَيْنٍ جاهِليّ، وأنشدَ لَهُ:
(قَصَرْتُ لَهُ القَبيلَةَ إذْ تَجَهْنا ... وَمَا ضاقَتْ بشِدَّتِهِ ذِراعي)
قَصَرْتُ: أَي حَبَسْتُ، وَأَرَادَ: اتَّجَهْنا. وأَقْبَلَ إقْبالاً وَقَبَلاً، عَن كُراعٍ واللِّحْيانيِّ، والصحيحُ أنّ القَبَلَ الاسمُ، والإقْبالُ المصدرُ، وَهُوَ ضِدُّ أَدْبَرَ، قَالَت الخَنساءُ:)
(تَرْتَعُ مَا غَفَلَتْ حَتَّى إِذا ادَّكَرَتْ ... فإنّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جَعَلَها الإقْبالَ والإدْبارَ على سَعَةِ الْكَلَام، قَالَ ابنُ جِنِّي: والأحسنُ فِي هَذَا أَن يَقُول: كأنّها خُلِقَتْ من الإقبالِ والإدبار، لَا على أنْ يكونَ من بابِ حَذْفِ المُضاف، أَي هِيَ ذاتُ إقْبالٍ وإدبار، وَقد ذَكَرَ تعليلَه فِي قولِه عزَّ وجلَّ: خُلِقَ الإنْسانُ من عَجَلٍ. وأَقْبَلَ مُقْبَلاً، بالضَّمّ وفتحِ الْبَاء، وَلَو قالَ كمُكْرَمٍ أصابَ المحزّ، أَي قَدِمَ، كأدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ، وَمِنْه حديثُ الحسَن: أنّه سُئِلَ عَن مُقْبَلِه من الْعرَاق، أَي قَدْمَتِه. وأَقْبَلَ الرجلُ: عَقَلَ بعدَ حَماقَةٍ، عَن الفَرّاءِ هَكَذَا فِي العُباب، وَالَّذِي فِي التهذيبِ عَن الفَرّاء: اقْتَبلَ الرجلُ: كاسَ بعد حماقةٍ، فانظرْ ذَلِك. وقَبَلَ على الشيءِ يَقْبِلُ قَبْلاً وأَقْبَلَ عَلَيْهِ بوَجهِه: إِذا لَزِمَه وأَخَذَ فِيهِ. وأَقْبَلْتُه الشيءَ: جعلتُه يَلِي قُبالَتَه أَي تُجاهَه. وقابلَه مُقابلَةً: واجهَه. قابَلَ الكتابَ بالكتابِ: عارَضَه بِهِ مُقابلَةً وقِبالاً. وَقَالَ الليثُ: إِذا ضَمَمْتَ شَيْئا إِلَى شيءٍ قلتَ قابَلْتُه بِهِ. وشاةٌ مُقابَلَةٌ، بفتحِ الْبَاء: قُطِعَتْ من أُذُنِها قِطعةٌ، لم تُبَنْ، وتُرِكَتْ مُعَلَّقَةً من قُدُمٍ فغنْ كَانَت من أُخُرٍ فَهِيَ مُدابَرَةٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ اللِّحيانيُّ: ناقةٌ مُقابَلَةٌ: إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذُنِها وفُتِلَتْ كأنّها زَنَمَةٌ، وَكَذَلِكَ الشاةُ، وَقيل: المُقابَلَة: الناقةُ الَّتِي تُقْرَضُ قَرْضَةً من مُقَدَّمِ أُذُنِها مِمَّا يَلِي وَجْهَها، حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ، وَفِي الحَدِيث: أنّه نهى أَن يُضَحّى بشَرْقاءَ أَو خَرْقَاءَ أَو مُقابَلةٍ أَو مُدابَرةٍ، قَالَ الأَصْمَعِيّ: المُقابَلةُ أَن يُقطَعَ من طرَفِ أذُنِها شيءٌ ثمّ يُتركَ مُعَلَّقاً لَا يَبينُ كأنّه زَنَمَةٌ. وَتَقَابَلا: تواجَها واستقبلَ بعضُهم بَعْضًا، وقَوْله تَعالى: إخْواناً على سُرُرٍ مُتَقابِلين، جاءَ فِي التَّفْسِير: أنّه لَا ينظرُ بعضُهم فِي أَقْفَاءِ بعضٍ. ورجلٌ مُقابَلٌ، بفتحِ الْبَاء: كريمُ النَّسَبِ من قِبَلِ أَبَوَيه، وَقد قُوبِلَ، قَالَ:
(إنْ كنتَ فِي بَكْرٍ تَمُتُّ خُؤولَةً ... فَأَنا المُقابَلُ فِي ذَوي الأعْمامِ)
وَقَالَ اللِّحيانيّ: المُقابَل: الكريمُ مِن كِلا طَرَفَيْه، وَقَالَ غَيره: رجلٌ مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: إِذا كَانَ كريمَ الطَّرفَيْنِ من قِبَلِ أَبِيه وأمِّه، وَهُوَ مَجاز. واقْتَبلَ أَمْرَه: اسْتَأْنَفَه، وَمِنْه رجلٌ مُقْتَبَلُ الشَّبَاب، بالفَتْح، أَي بفتحِ الْبَاء: لم يظهرْ فِيهِ أثَرُ كِبَرٍ كأنّه يَسْتَأنِفُ الشبابَ كلَّ ساعةٍ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبُو كبيرٍ الهُذَليُّ:
(ولرُبَّ مَن طَأْطَأتَهُ بحَفيرَةٍ ... كالرُّمْحِ مُقْتَبَلِ الشبابِ مُحَبَّرِ)
واقْتَبلَ الخُطبَةَ: ارْتَجلَها من غيرِ أَن يُعِدَّها، وَكَذَلِكَ الكلامَ. والقَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الجُشار، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: الخُبّاز، بالخاءِ المَضمومةِ وفتحِ الموَحَّدةِ الثقيلةِ وآخِرُه زَاي، كَمَا هُوَ نصُّ)
أبي حَنيفةَ الدِّينَوَرِيِّ فِي كتابِ النَّبَات. وَأَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عُمرَ بن حَفْصِ بن الحَكَمِ الثَّغْريّ، روى عَن هِلالِ بن العَلاء، وَمُحَمّد بن عبدِ العزيزِ بن المُبارَك، وَعنهُ أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن سَلْيَمانَ الْبَزَّار الدمشقيُّ، وَأَبُو الفَتحِ الأَزْدِيُّ المَوْصِليُّ، قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ضعيفٌ جدا، وَأَبُو يعقوبَ، ذَكَرَه الصَّاغانِيّ فِي العُباب، القَبَلِيّانِ مُحَرَّكَةً مُحدِّثان، وفاتَه القَاضِي أحمدُ بنُ الحسَنِ القَبَليِّ، عَن الإسماعيليِّ، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد الشَّعْبيّ، بَقِي عَلَيْهِ أنّه لم يذكرْ أنّ هَذِه النسبةِ إِلَى أيِّ شيءٍ، وربّما يُتَوهَّمُ من سِياقِه أنّها إِلَى القَبَلَةِ الَّذِي هُوَ النباتُ الْمَذْكُور، وَلَيْسَ كَذَلِك، والصحيحُ أنّها نِسبةٌ إِلَى القَبائلِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا أَضَفْتْ إِلَى جميعٍ فإنّكَ تُوقِعُ الإضافةَ على واحدِه الَّذِي كُسِّرَ عَلَيْهِ، ليُفْرَق بَينه إِذا كَانَ اسْما لشيءٍ، وبينَه إِذا لم يُرَدْ بِهِ إلاّ الجَمعُ، فَمِنْهُ قولُ العربِ فِي رجلٍ من القَبائلِ: قَبَلِيٌّ، مُحَرَّكَةً، وَفِي المرأةِ: قَبَلِيَّةٌ، كَذَا فِي اللُّبابِ للبَلْبيسيِّ. يُقَال: لَا أُكَلِّمُكَ إِلَى عَشْرٍ من ذِي قِبَلٍ كعِنَبٍ وجبَلٍ، وَمن ذِي عِوَضٍ وَعَوَضٍ، وَمن ذِي أُنُفٍ: أَي فِيمَا أَسْتَأنِفُ وأَسْتَقبِلُ، وَذَكَر الوَجهَيْنِ الفَرّاءُ، واقتصرَ ثعلبٌ على التحريكِ، واستدركَ عَلَيْهِ شُرّاحُه كعِنَبٍ. أَو معنى المُحَرَّكَةً لَا أُكَلِّّمُكَ إِلَى عَشرٍ تَسْتَقبلُها، وَمعنى المَكسورةِ القافِ لَا أُكَلِّمُكَ إِلَى عَشرٍ ممّا تُشاهدُه من الأيّامِ أَي فِيمَا تَسْتَقبِل. والقَبُول، بالفَتْح، وَقد يُضَمُّ وَهَذَا عَن ابْن الأَعْرابِيّ: الحُسنُ والشّارَةُ، وَمِنْه قولُ نَديمِ المأمونِ العَبّاسيّ فِي الحَسَنَيْنِ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا: أمُّهما البَتُول، وأبوهما القَبُول رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُم، وَهُوَ من قولِهم: فلانٌ عَلَيْهِ القَبُول: إِذا قَبِلَتْه النَّفسُ، وتقدّمَ قولُ أيُّوبَ بنِ عبايَةَ قَرِيبا. والقَبُول: أَن تَقْبَلَ العَفوَ والعافيةَ وغيرَ ذَلِك، وَهُوَ اسمٌ للمصدر، قد أُميتَ فِعلُه، نَقله ابنُ سِيدَه. والقَبُول أَيْضا مصدرُ قَبِلَ القابِلُ الدَّلوَ كعَلِمَ، وَهُوَ أَي القابِلُ الَّذِي يأخذُها من الساقي، وضِدُّه الدّابِرُ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(وقابِلٌ يَتَغَنَّى كلَّما قَدَرَتْ ... على العَراقي يداهُ قائِماً دَفَقَا)
والجمعُ قَبَلَةٌ، وَقد قَبِلَها قَبُولاً، عَن اللِّحْيانيِّ، وَفِي الحَدِيث: رَأَيْتُ عُقَيْلاً يَقْبِلُ غَرْبَ زَمْزَم، أَي يَتَلَقَّاها فيأخذُها عِنْد الاستِقاء. قَالَ شَمِرٌ: قُصَيْرى قِبالٍ، ككِتابٍ: حَيّةٌ خَبيثَةٌ تَقْتُلُ على المكانِ، هَكَذَا سمّاها أَبُو الدُّقَيْشِ، قَالَ: وَأَزَمتْ بفِرْسِنِ بِعِيرٍ فماتَ مكانَه، وسمّاها أَبُو خَيْرَةَ: قُصَيْرى، وَقد ذُكِرَ فِي قصر. وَقَبَلٌ، مُحَرَّكَةً: جبَلٌ، وبزِنَتِه أَي هُوَ على وَزْنِه قربَ دُومَةِ الجَندَلِ، كَمَا فِي العُباب. قَبَلَةُ بهاءٍ: د، قربَ الدَّرَبَنْدِ كَمَا فِي العُباب، والدَّربَنْدُ هُوَ بابُ الْأَبْوَاب. قُبْلى كحُبْلى: ع بَين عُرَّبٍ والرّيّانِ، هَكَذَا فِي النسخِ عُرَّب بالراء، والصوابُ غُرَّب بالغينِ الْمُعْجَمَة)
كسُكَّرٍ، وَهُوَ جبلٌ نَجْدِيٌّ من ديارِ كِلابٍ، والرَّيَّان: وادٍ بحِمى ضَرِيَّةَ، من أرضِ كلابٍ.
والقابِل: مَسْجِدٌ كَانَ عَن يسارِ مسجدِ الخَيْف. والمَقْبول، والمُقَبَّل، كمُعَظَّمٍ: الثوبُ المُرَقَّع، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ أَيْضا المُرَدَّم، والمُلَبَّد، والمَلْبود. والقِبْلِيَّة، بالكَسْر وبالتحريكِ، وعَلى الأوّلِ كأنّه مَنْسُوبٌ إِلَى القِبْلَةِ، وعَلى الثَّانِي إِلَى قَبَلٍ مُحَرَّكَةً وَهِي ناحيةٌ من ساحلِ البحرِ بَينهَا وَبَين المدينةِ خمسةُ أيّام، وَقيل: ناحيةٌ من نواحي الفُرْعِ بَين نَخْلَةَ والمدينةِ على ساكنِها أفضلُ السَّلَام، وَمِنْه الحَدِيث: أنّه أَقْطَعَ بلالَ بنَ الحارثِ معادِنَ القَبَلِيَّةِ جَلْسِيَّها وَغَوْرِيَّها. وعَلى الضبطِ الأخيرِ اقتصرَ ابنُ الأثيرِ والصَّاغانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وغيرُهم، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: هَذَا هُوَ المَحفوظُ فِي الحَدِيث، قَالَ: وَفِي كتابِ الأمْكِنَة: مَعادِنُ القِلَبَة، بكسرِ القافِ وَبعدهَا لامٌ مفتوحةٌ ثمّ باءٌ، واللهُ أعلم. قلتُ: وكأنّ المُصَنِّف عَنَى بقولِه بالكَسْر إِلَى هَذَا فصَحَّفَ وحَرَّفَ، وَهُوَ ليسَ من هَذَا البابِ إنّما محَلُّه الباءُ، وَذَلِكَ لأنِّي مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً من المُحدِّثينَ ضَبَطَ فِي الحديثِ القِبْلَيَّة بالكَسْر، فتأمَّلْ ذَلِك. وقَوْله تَعالى: واجعَلوا بُيوتَكم قِبْلَةً أَي مُتَقابِلَةً، أَي يُقابِلُ بعضُها بَعْضًا، هَكَذَا أخرجَه ابنُ أبي حاتمٍ عَن ابنِ عبّاسٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا، وأخرجَ ابنُ جَريرٍ وابنُ مَرْدُوَيْه عَن ابنِ عبّاسٍ، قَالَ: اجعَلوها مَسْجِداً، حَتَّى تُصَلُّوا فِيهَا، وَعنهُ أَيْضا من طريقٍ آخر: أُمِروا أَن يتَّخِذوا فِي بيوتِهم مَساجِدَ، وأخرجَ أَبُو الشَّيْخ عَن أبي سِنانٍ قَالَ: قِبَلَ الكَعبَةِ، وذكرَ أنّ آدَمَ فَمن بعدَه كَانُوا يُصَلُّونَ قِبَلَ الكَعبةِ، وَهَذَا القولُ الَّذِي اعتمدَه البَيْضاوِيُّ، وفسَّرَ الآيةَ بِهِ، والأوّلُ أشهرُ. قُبَلُ، كصُرَدٍ: ع، عَن كُراعٍ. وسمَّوْا مُقْبِلاً، كمُحْسِنٍ، مِنْهُم: تَميمُ بن أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ، أحدُ شُعراءِ الجاهليّةِ مُخَضْرمٌ عاشَ مائَة وعِشرينَ سنة، ذَكَرَه المُصَنِّف فِي ع ور. وَمُحَمّد بنُ مُقْبِلٍ الحلَبيُّ: أحدُ المُعَمِّرين مُلْحِقُ الأحْفادِ بالأجداد، آخِرُ أصحابِ الصَّلاحِ بن أبي عمر، حدَّثَ عَنهُ السَّخاوِيُّ بحلَبَ، والسيُوطيُّ، وعبدُ الحقِّ السُّنْباطيّ، وَزَكَرِيّا، إجَازَة.
قابِلاً، مثل صاحِبٍ، وقَبيلاً، مثل أميرٍ، وَهَذَا قد تقدّمَ لَهُ، فَهُوَ تَكْرَارٌ، قَبُولاً مثل صَبُورٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قُبُلُ المرأةِ: فَرْجُها، كَمَا فِي المُحكم، وَفِي حديثِ ابنِ جُرَيْجٍ: قلتُ لعَطاءٍ: مُحْرِمٌ قَبَضَ على قُبُلِ امرأتِه، فَقَالَ: إِذا وَغَلَ إِلَى مَا هنالكَ فَعَلَيهِ دمٌ القُبُل، وَهُوَ بضمّتَيْن: خِلافُ الدُّبُر، وَهُوَ الفَرْجُ من الذَّكَرِ والأُنثى، وَقيل: هُوَ للْأُنْثَى خاصّةً، وَوَغَلَ، إِذا دَخَلَ، قَالَه ابنُ الْأَثِير. وَوَقَعَ السَّهمُ بقُبُلِ الهدَفِ، وبدُبُرِه: أَي من مُقَدَّمِه وَمن مُؤَخَّرِه. وَيَقُولُونَ: مَا أنتَ لَهُم فِي قِبالٍ وَلَا دِبارٍ: أَي لَا يَكْتَرِثونَ لكَ، قَالَ الشاعرُ:)
(وَمَا أنتَ إنْ غَضِبْتَ عامِرٌ ... لَهَا فِي قِبالٍ وَلَا فِي دِبارِ)
وَمَا لهَذَا الأمرِ قِبْلَةٌ، بالكَسْر: أَي جِهةُ صِحّةٍ، وَهُوَ مَجاز. وقُبِلْنا: أصابَنا رِيحُ القَبُولِ. وأَقْبَلْنا: صِرْنا فِيهَا. وَقَبَلتِ المكانَ: اسْتقبلَتْه. وقَبِلْتُ الخَبرَ كعَلِمَ: صَدَّقْتُه. والقُبْلُ بالضَّمّ: إقبالُكَ على الإنسانِ كأنّكَ لَا تريدُ غيرَه. واسْتَقْبلَه: حاذاه بوَجهِه، وَفِي الحَدِيث: لَا تَسْتَقبِلوا الشَّهرَ اسْتِقْبالاً، يَقُول: لَا تَقَدَّموا رمضانَ بصيامٍ قَبْلَه. وَفِي حديثِ الحَجِّ: لَو اسْتَقبلْتُ من أَمْرِي مَا اسْتدبَرْتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ، أَي لَو عَنَّ لي هَذَا الرأيُ الَّذِي رأيتُه أخيراً، وأمرْتُكُم بِهِ فِي أوّلِ أَمْرِي لما سُقْتُ الهَدْيَ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الأَقْبال: مَا اسْتَقبلَكَ من مُشْرِفٍ، الواحدُ قَبَلٌ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: قَالَ رجلٌ من رَبيعةَ بن مالكٍ: إنّ الحَقَّ بقَبَلٍ، فَمَنْ تعَدَّاه ظَلَم، وَمن قَصَّرَ عَنهُ عَجَز، وَمن انْتهى إِلَيْهِ اكتَفى، قَالَ: بقَبَلٍ أَي يتَّضِحُ لَك حيثُ ترَاهُ. وقَبَّحَ اللهُ مَا قَبَلَ وَمَا دَبَرَ، وبعضُهم لَا يقولُ مِنْهُ فَعَلَ. وأَقْبَلَت الأرضُ بالنباتِ: جاءَتْ بِهِ. وَيُقَال: هَذَا جاري مُقابِلي ومُدابِري، قَالَ: حَمَتْكَ نَفْسِي مَعَ جاراتي مُقابِــلاتــي ومُدابِراتي وناقةٌ ذاتُ إقْبالَةٍ وإدْبارَةٍ، وإقْبالٍ وإدْبارٍ، عَن اللِّحيانيِّ: إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذُنِها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأنّها زَنَمَةٌ، والجِلْدَةُ المُعلَّقةُ هِيَ الإقْبالَةُ والإدبارَةُ، وَيُقَال لَهَا القِبالُ والدِّبار، والقُبْلَة والدُّبْرَة.
والقَبيل: أسفلُ الأُذُن، والدَّبير: أَعْلَاهَا. وَفِي الحَدِيث: ثمّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأرضِ، أَي المحَبَّةُ والرِّضا وَمَيْلُ النَّفسِ إِلَيْهِ. وتقَبَّلَه النَّعيمُ: بدا عَلَيْهِ واسْتَبانَ فِيهِ، قَالَ الأخْطَل:
(لَدْنٍ تقَبَّلَهُ النَّعيمُ كأنّما ... مُسِحَتْ تَرائِبُه بماءٍ مُذْهَبِ)
وأَقْبَلَه وأَقْبَلَ بِهِ: إِذا راوَدَه على الأمرِ فَلم يَقْبَلْه. وَقَبَلت الماشيةُ الواديَ: اسْتَقبلَتْه، وأَقْبَلْتُها إيّاه، فَيَتَعدَّى إِلَى مَفْعُولٍ، وَمِنْه قولُ عامرِ بنِ الطُّفَيْل:
(فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً ... ولأُقْبِلَنَّ الخَيلَ لابَةَ ضَرْغَدِ)
وأَقْبَلْنا الرِّماحَ نحوَ القومِ، وإبلَه أَفْوَاهَ الْوَادي: أَسْلَكَها إيّاها. وَهَذِه الكلمةُ قِبالَ كلامِكَ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، ينصِبُه على الظَّرْفِ، وَلَو رَفَعَه على المُبتدأِ والخبَرِ لجازَ، وَلَكِن رواهُ عَن العربِ هَكَذَا، وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: هَذِه كلمةٌ قِبالَ كَلِمَتِكَ، كقولِك: حِيالَ كَلِمَتِكَ. وَحكى أَيْضا: اذْهبْ بِهِ فَأَقْبِلْه الطَّرِيق: أَي دُلَّه عَلَيْهِ، واجْعلْه قِبالَهُ. وأَقْبَلْتُ المِكْواةَ الداءَ: جَعَلْتُها قُبالَتَه، قَالَ ابنُ أَحْمَر:)
(شَرِبْتُ الشُّكاعَى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةً ... وأَقْبَلْتُ أَفْوَاهَ العُروقِ المَكاوِيا)
وكُنّا فِي سَفَرٍ فَأَقْبَلْتُ زَيْدَاً وأَدْبَرْتُه: أَي جَعَلْتُه مرّةً أَمَامِي ومرّةً خَلْفِي فِي الْمَشْي. وقَبَلْتُ الجبلَ مرّةً ودَبَرْتُه أُخرى. وقَبائلُ الرَّحْل: أَحْنَاؤُه المَشْعوبُ بعضُها إِلَى بعضٍ. وقَبائلُ الشجرةِ: أغصانُها. وكلُّ قِطعةٍ من الجِلدِ قَبيلَةٌ.ورأيتُ قَبائلَ من الطَّيرِ: أَي أصنافاً من الغِرْبانِ وغيرِها، وَهُوَ مَجاز، قَالَ الرَّاعِي:
(رَأَيْتُ رُدَافى فَوْقَها من قَبيلَةٍ ... منَ الطَّيْرِ يَدْعُوها أَحَمُّ شَحُوجُ)
يَعْنِي الغِرْبانَ فَوق الناقةِ. وثوبٌ قَبائلُ: أَي أَخْلاقٌ، عَن اللِّحْيانِيّ، وأتانا فِي ثوبٍ لَهُ قَبائِلُ: أَي رِقاعٌ، وَهُوَ مَجاز. والقَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الرِّشاءُ والدَّلْوُ وأداتُها مَا دامَتْ على البئرِ يُعمَلُ بهَا، فَإِذا لم تكن على البئرِ فليستْ بقَبَلَةٍ. والمُقْبِلَتانِ: الفاسُ والمُوسى. وَقَالَ الليثُ: القِبال، بالكَسْر: شِبهُ فَحَجٍ وتَباعُدٍ بَين الرِّجلين، وأنشدَ: حَنْكَلَةٌ فِيهَا قِبالٌ وَفَجَا وَيُقَال: مَا رَزَأْتُه قِبالاً وَلَا زِبالاً، وَقد ذُكِرَ فِي زبل. ورجلٌ مُنْقَطِعُ القِبال: سَيِّئُ الرأيِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وقَبُلَ الرجلُ، ككَرُمَ: صارَ قَبيلاً، أَي كَفيلاً. واقْتَبلَ الرجلُ من قِبَلِه كَلاماً فأجادَ، عَن اللِّحْيانِيّ، وَلم يُفَسِّرْه، قَالَ ابنُ سِيدَه: إلاّ أَن يريدَ من قِبَلِه نَفْسِه. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجٍ: قَالُوا: قَبِّلوها الريحَ: أَي أَقْبِلوها الرّيح، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقابِلوها الريحَ بِمَعْنَاهُ، فَإِذا قَالُوا: اسْتَقبِلوها الريحَ فإنّ أكثرَ كلامِهم اسْتَقبِلوا بهَا الرّيح. والقَبيل: خَرَزَةٌ شَبيهةٌ بالفَلْكَةِ تُعَلَّقُ فِي أَعْنَاقِ الخَيلِ. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: يُقَال للخِرْقَةِ يُرقَعُ بهَا قَبُّ الْقَمِيص: القَبيلَةُ، وَالَّتِي يُرقَعُ بهَا صَدْرُه اللِّبْدَةُ. وَتَقَبَّلَ الرجلُ أَبَاهُ: إِذا أَشْبَهه، قَالَ الشَّاعِر:
(تقَبَّلْتُها مِن أُمَّةٍ ولطالَما ... تُنوزِعَ فِي الأسواقِ مِنْهَا خِمارُها) والأُمّةُ هُنَا الأُمّ. وأرضٌ مُقْبَلَةٌ، وأرضٌ مُدبَرَةٌ: أَي وَقَعَ المطرُ فِيهَا خِطَطاً وَلم يكن عامّاً.
ودابّةٌ أَهْدَبُ القُبالِ: كثيرةُ الشَّعَرِ فِي قُبالِها، أَي ناصِيَتِها وعُرْفِها لأنّهما اللذانِ يَسْتَقبِلانِ الناظِرَ، وَقد جاءَ فِي حديثِ الدَّجّال. وقُبالُ كلِّ شيءٍ: مَا اسْتَقبلَكَ مِنْهُ. وأَقْبَالُ الجَداوِل: أوائلُها ورُؤوسُها، جمع قُبْلٍ بالضَّمّ، وَقد يكونُ جمعَ قَبَلٍ مُحَرَّكَةً، وَهُوَ الكلأُ فِي مواضِعَ من الأرضِ.
وَأَبُو قَبيلٍ، حَيُّ بنُ هانِئٍ المَعافِرِيُّ المِصريُّ عَن عَبْد الله بن عمروٍ وعُقبَةَ بن عامرٍ، وَعنهُ الليثُ بن سَعدٍ وابنُ لَهيعَةَ وأهلُ مِصرَ، وَيحيى بنُ أيّوب، مَاتَ سنة وَكَانَ يُخطِئُ. قلتُ:)
وروى عَنهُ أَيْضا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَقَالَ أَبُو حاتمٍ: ووقعَ فِي العُباب: حيُّ بنُ عامرٍ المَعافِريّ، وَهُوَ غلَطٌ. والقَبَلِيَّةُ مُحَرَّكَةً من الناسِ مَا كَانُوا قَرِيبا من الرِّيف. والقَهْبَلَةُ: الوجهُ، والهاءُ زائدةٌ، وَسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي قهبل. ونقلَ شيخُنا عَن جماعةٍ أنّ قَبْلَ يُستعمَلُ بِمَعْنى دُونَ، وخَرَّجوا عَلَيْهِ قَوْله تَعالى: قَبْلَ أَن تَنْفَدَ كَلِمَاتُ ربِّي وحملَ عَلَيْهِ بعضُهم قولَ بَشّارٍ: والأُذُنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَينِ أَحْيَانًا انْتهى. والقابِلِيَّةُ: الاستعدادُ للقَبُول. وَأَبُو النجمِ المُبارَكُ بنُ الحَسَنِ الفرَضيُّ، عُرِفَ بابنِ القابِلَةِ، عَن قَاضِي المارِسْتان، وابنُه عبدُ الرحيمِ أجازَ لَهُ قَاضِي المارِسْتان مَسْمُوعاتِه، وحدَّثَ بسبعةِ ابنِ مُجاهِد عَن عليِّ بن عبدِ السَّيِّدِ بنِ الصَّبّاغِ، وأخوهُ أَبُو القاسمِ عُبَيْدُ الله، سَمِعَ من يحيى بن ثابتِ بنِ بُنْدار. والشيخُ نورُ الدينِ عليُّ بنُ قَبيلَةَ البَكْريُّ، أحَدُ الفُضَلاء، مُعاصِرُ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ. وعُبَيْدُ بن عبدِ الرحمنِ القَبائِليُّ شيخٌ لأبي عاصِمٍ النَّبيل. والقَبَلِيُّون: شِرْذِمَةٌ فِي ريفِ مِصر. والقُبَيْلَة، كجُهَيْنَةٍ: نوعٌ من الاعْتِمام. وقَبُولَةُ، بالفَتْح: حِصنٌ مَنيعٌ بالهِند، وَإِلَيْهِ يُنسَبُ شيخُنا العَلاّمةُ المُحدِّثُ الشيخُ نورُ الدينِ مُحَمَّد القَبُولِيُّ، مَاتَ بدِهْلَى سنة. والمُسْتَقْبَلُ عِنْد الصَّرْفِيِّين: الفِعلُ المُضارِع. وقَبَّلَتْه الحُمّى، وبشَفَتَيْهِ قُبْلَةُ الحُمّى، وَهُوَ مَجاز. وراشِدُ بنُ قِبالٍ، ككِتابٍ: خادمُ سعيدِ بن جُبَيْرٍ، روى عَنهُ بِشْرُ بن إِسْمَاعِيل. ومُقْبِلٌ كمُحسِنٍ: جبلٌ أَعْلَى عازِلَةَ، وَقد ذُكِرَ فِي عزل. وَأَمَةُ العَزيزِ مُقْبِلَةُ بنتُ عليٍّ البَزّازِ كمُحسِنَةٍ: حدَّثَتْ عَن أحمدَ بن مُبارَكِ بنِ دُرَّك. والقابُول: الساباط، والجمعُ القَوابيل، قَالَ صاحبُ المِصباح: هَكَذَا استعملَه الغَزاليُّ فِي كتُبِه وتَبِعَه الرافِعِيُّ، وَلم أَجِدْ لَهُ وَجْهَاً.
(قبل) ظرف للزمان السَّابِق أَو الْمَكَان السَّابِق (وضده بعد) وَهُوَ مُبْهَم لَا يفهم مَعْنَاهُ إِلَّا بِالْإِضَافَة لفظا مثل جَاءَ فَلَا قبل فلَان وداري قبل دَاره أَو تَقْديرا كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لله الْأَمر من قبل وَمن بعد}
قبل
قَبْلُ: عَقِيْبُ بَعْدُ.
والقُبْلُ: خِلافُ الدُّبْرِ. وفَرْجُ المَرْأةِ. وإقْبَالُكَ على الإِنسانِ كأنَّكَ لا ترِيْدُ غيرَه. ويقولون: كيفَ أنْتَ لو أقْبِلَ قُبْلُكَ.
وأقْبَلَ فلانٌ: جاءَ مًستَقْبِلَكَ. وأقْبلْ قُبْلَكَ وقُبُلَكَ.
والقِبَلُ: الطاقَةُ، لا قِبَلَ لي به. والتًّلْقَاءُ، تقول: لَقِيْتُه قِبَلاً أي مُوَاجَهَةً. واسْتِيْنافُ الشيْءِ، افْعَلْ هذا من ذي قِبَلٍ: أي من ذي اسْتِينافٍ.
وقَوْلُه عَز َوجل: " وحَشَرْنا عليهم كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً " أي قَبِيلاً قَبِيلاً، وقيل: عِياناً يَسْتَقْبِلُونَ كذلك. وكلُّ جِيْلٍ من الناس والجِنِّ: قَبِيل.
والقَبِيْلةُ من قَبائل العَرَب: الثَّلاثَةُ فَصاعِداً، وجَمْعُه قُبُل.
وقَبِيْلةُ الرأس: كلُّ فِلْقَةٍ قد قُوبِلَتْ بالأخرى.
وكلُّ قِطْعَةٍ من الجِلْدِ: قَبِيلةٌ، وجَمْعُها قَبَايلً.
والكُرَةُ يُقال لها: قَبَايِلُ.
والإِقْبَالَةُ: الجِلْدَةُ المعَلَّقَةُ التي تُوْسَمُ بها الشاةُ. والمقَابَلَةُ: الشاةُ المَوْسُومَةُ بذلك.
وأتاني في ثَوْبٍ قَبِيْلَتَيْنِ: أي ذي لِفْقَيْنِ، وثَوْب قَبَايِلُ.
وشاةٌ قَبْلاءُ: أقْبَلَ قَرْناها على وَجْهِها.
والقِبَالُ: زِمَامُ النَّعْل، نَعْلٌ مَقْبُوْلَةٌ ومُقْبَلَةٌ. وأقْبَلْتُ النَّعْلَ: جَعَلْتَ لها قِبَالاً، فإِنْ شدَدْتَ قِبَالَها قُلْتَ: قَبَلْتُها. وهو - أيضاً -: شِبْهُ فَحَجٍ وتَبَاعُد ما بين الرِّجْلَيْنِ.
وقُبَالَةُ كلِّ شَيْءٍ: ما كانَ مُسْتَقْبِلَ شَيْءٍ.
والجِيرانُ مُقَابَلٌ ومُدَابَر. والقَبِيْلُ والدَّبِيْرُ: في فَتْل الحَبْل. والقَبِيْل: الأوَّل من الفَتْل.
وهو في قِبَالً ودِبَارٍ وإقْبَالً وإدْبَارٍ.
وأمْرٌ ليس له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ: أي لا يُعْرَفُ جِهَتُه.
ويقولون: " لا يَعْرِفُ قَبِيْلاً من دَبِيْرٍ " وهو ما أقْبَلَتْ به المَرْأةُ من غَزْلها حَتّى تَفْتِلَه.
وقال خالِدٌ لابْنِه: " واللَّهِ ما تُفْلِحُ العامَ ولا قابِلَ ولا قَبَائلَ ".
وشاةٌ مُقابَلَةٌ: قُطِعَ من أذُنِها قِطْعَةٌ فَتُرِكَتْ مُعَلًقَةً من قُدُمٍ.
وإذا ضَمَمْتَ شَيْئاً إلى شَيْءٍ فقد قابَلْتَه به.
وما قَبَلَ من الجَبَل وما دَبَرَ: في معنى أقْبَلَ وأدْبَرَ.
ويقولون: " خُذِ الأمْرَ بقَوابِلِه " أي باسْتِقبالِه.
والقابِلَةُ: هي اللَّيْلَةُ المًقْبِلةُ. وعامٌ قابِلٌ ومُقْبِلٌ.
والأقْبَلُ: الذي يمشي فَيَحْثي إحدى رِجْلَيْهِ على ظَهْرِ الأخْرى.
والقابِلَةُ: التي تَقْبَلُ الوَلَدَ عند الوِلادِ، والجميع القَوَابِلُ، ويُقال لها القَبِيْلُ والقَبُولُ.
والقَبَلُ في العَيْنِ: إقْبَالُ السَّوَادِ على المَحْجَرِ، وكذلك إذا أقْبَلَ سَوَاده على الأنْفِ. وما اسْتَقْبَلَكَ من أعْلى الجَبَل والأكَمَةِ. وقيل: هو سَفْحُ الجَبَل. والكَلأ في الدَّبْرَةِ من دِبَارِ الأرض، وجَمْعًه أقْبَالٌ. وقَبَلَ في الجَبَل يَقْبَلُ: إذا صَعِدَ فيه، فهو قابِلٌ.
والقَبُوْلُ من الرِّيْح: الصَّبَا؛ لأنَّها تَسْتَقْبِل الدَّبُوْرَ، وقَبَلَتِ الرِّيْحُ تَقْبُلُ قُبُوْلاً.
والقَبُوْلُ: أنْ تَقْبَلَ العَفْوَ وغَيْرَه. والتَّقَبُّلُ: قَبُوْلُ الشَّيْءِ. ورَجُلٌ مُقَابَلٌ: في شَرَفٍ وكَرَمٍ ومُقْتَبَلُ الشَّبَابِ: لم يُرَ فيه أثَرٌ من الكِبَرِ بَعْدُ.
وأقْبَلَتِ الإبلُ طَرِيْقَ كذا: إذا سَلَكَتْه. واسْتَقْبَلْتَ به يَسُوْقُكَ.
وأقْبَلتُ الإنَاءَ مَجْرى الماءِ ونحوِه.
ويُقال: اذْهَبْ فأقْبِلْهُ الطَّرِيقَ: أي دُلَّهُ عليه.
وقَبِيْلُ الرِّجُل والقَوْم: كَفِيله، وفِعْلُه القَبَالةُ، وضَمَانُه القَبَالَةُ، قَبَلْتُ به وقَبِلْتُ.
والقِبْلَةُ: قِبْلَةُ الصَّلاةِ لمُقَابَلَتِهم إيّاها.
وقولُه عَزَّ من قائلٍ: " واجْعَلوا بُيُوتَكم قِبْلَةً " أي مُتَقابِلًةَ.
واقْتَبَلَ فلانٌ الخُطْبَةَ: تَكَلَّم بها اخْتِراعاً من غَيْرِ اسْتِعدادٍ، وتَكًلّمَ فلانٌ قَبَلاً.
والقُبْلَةُ: معروفةٌ، والجميع القُبَلُ. وقُبْلَةُ الحُمّى: ما يَعْرِضُ في الفَم من بَثْرٍ.
والقَبَلُ في السَّقْي: أنْ تَشْرَبَ الإبلً ما في الحَوْض فاسْتُقِيَ على رُؤوسِها وهي تَشْرَبُ لئلاّ تُصِيْبَها العَيْنُ.
والقَبَــلاتُ: نَصائبُ الحَوْض، الواحدة قبَلَةٌ. وهي - أيضاً -: الفَلْكَة البيضاءُ رُبَّما عُلَقَتْ على الدَوَابِّ لئلاّ تصِيْبَها العَيْنُ.
والقَبَلَةُ والقَبَلُ: من خَرَزَاتِ الأخذِ.
والقَبَلَةُ: شَيْءٌ من عاجٍ في صَدرِ المَرْأةِ أو الصَّبيِّ. والقَبَائلُ: أحْنَاءُ الرَّحْلَ.
وقَبَلُ الجَبَل: ضِدُّ دَبَرِه. وقَبَلَني: أي اسْتَقْبَلَني.

زيت

زيت
زَيْتُونٌ، وزَيْتُونَةٌ، نحو: شجر وشجرة، قال تعالى: زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
[النور/ 35] ، والزَّيْتُ: عصارة الزّيتون، قال: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ
[النور/ 35] ، وقد زَاتَ طعامَهُ، نحو سمنه، وزَاتَ رأسَهُ، نحو دهنه به، وازْدَاتَ:
ادّهن.

زيت: ابن سيده: الزَّيتُ معروف، عُصارة الزَّيْتون. والزَّيْتُون: شجر

معروف، والزَّيْتُ: دُهْنه، واحدته زَيْتُونة، هذا في قول من جعله

فَعْلوتاً؛ قال ابن جني: هو مثالٌ فائتٌ، ومن العَجب أَن يفوت الكتابَ، وهو في

القرآن العزيز، وعلى أَفواه الناس، قال الله، عز وجل: والتينِ والزيتونِ؛

قال ابن عباس: هو تِينُكم هذا، وزَيْتُونكم هذا. قال الفراء: يقال إِنهما

مسجدان بالشأْم؛ وقيل: الذي كلم الله تعالى عنده موسى، عليه السلام؛

وقيل: الزيتون جبال الشأْم. ويقال للشجرة نفسها: زيتونة، ولثَمرتها: زيتونة،

والجمع: الزَّيْتون، وللدهن الذي يستخرج منه: زيت.

ويقال للذي يبيع الزيت: زَيَّاتٌ، وللذي يَعْتَصِره: زَيَّات.

وقال أَبو حنيفة: الزيتون من العِضاءِ. قال الأَصمعي: حدثني عبد الملك

بن صالح بن علي، قال: تَبْقَى الزيتونةُ ثلاثةَ آلافِ سنة. قال: وكلُّ

زَيْتُونةٍ بفلَسْطِينَ من غَرْس أُمَم قبل الرُّوم، يقال لهم

اليُونانِيُّون.

وزِتُّ الثَّريدَ والطعامَ أَزِيتُه زَيْتاً، فهو مَزِيتٌ، على

النَّقْصِ، ومَزْيُوتٌ، على التَّمام: عَمِلْتُه بالزَّيت؛ قال الفرزدق في

النُّقصان يهجو ذا الأَهْدام:

ولم أَرَ سَوَّاقِينَ غُبْراً، كَساقةٍ

يَسُوقونَ أَعْدالاً، يُدِلُّ بَعِيرُها

جاؤُوا بِعِيرٍ، لم تَكُنْ يَمَنِيَّةً،

ولا حِنْطة الشأْمِ المَزِيتِ خَميرُها

هكذا أَنشده أَبو عليّ؛ والرواية:

أَتَتْهم بِعِيرٍ لم تكنْ هَجَرِيَّةً

لأَنه لما أَراد أَن يَنْفِي عن عِيرِ جعفرٍ أَن تَجْلِبَ إِليهم تمراً

أَو حِنْطة، إِنما ساقتْ إِليهم السلاحَ والرجالَ فقتلوهم؛ أَلا تراه

يقول قبل هذا:

ولم يأْتِ عِيرٌ قبلَها بالذي أَتتْ

به جَعْفَراً، يومَ الهُضَيْباتِ، عِيرُها

أَتَتْهم بعَمْرو، والدُّهَيْمِ، وتِسْعةٍ

وعِشْرينَ أَعْدالاً، تَمِيلُ أُيُورُها؟

أَي لم تكن هذه الأَعْدالُ التي حَمَلَتْها العِيرُ من ثيابِ اليَمن،

ولا من حنطة الشام. ومعنى يُدِلّ: يَذْهَبُ سَنامُه لثِقَلِ حِمْلِه.

اللحياني: زِتُّ الخُبْزَ والفَتُوتَ لتَتُّه بزَيْتٍ. وزِتُّ رأْسي

ورأْسَ فلانٍ: دَهَنْتُه بالزيت. وازَّتُّ به: ادَّهَنْتُ. وزِتُّ القَومَ:

حعلتُ أَديمهم الزَّيتَ. وزَيَّتُّهم إِذا زَوَّدْتَهم الزيتَ. وزاتَ

القومَ يَزيتُهم زَيْتاً: أَطعمهم الزيتَ؛ هذه رواية عن اللحياني.

وأَزاتُوا: كثُر عندهم الزيتُ، عنه أَيضاً، قال: وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت

أَطعمتهم، أَو وهبت لهم، قُلْتَه: فَعَلْتهم، وإِذا أَردتَ أَنَّ ذلك قد

كثُر عندهم، قلتَ: قد أَفْعَلُوا.

وازْداتَ فلانٌ إِذا ادَّهَنَ بالزَّيْتِ، وهو مُزْداتٌ؛ وتصغيره

بتمامه: مُزَيْتِيتٌ.

وجاؤوا يَسْتَزِيتون أَي يَسْتَوْهِبُون الزيتَ.

الزيت: نور استعدادها الأصلي.
(ز ي ت) : (الزَّيْتُونُ) مِنْ الْعِضَاهِ وَيُقَالُ لِثَمَرِهِ الزَّيْتُونُ أَيْضًا وَلِدُهْنِهِ الزَّيْتُ.
ز ي ت : الزَّيْتُونُ ثَمَرٌ مَعْرُوفٌ وَالزَّيْتُ دُهْنُهُ وَزَاتَهُ يَزِيتُهُ إذَا دَهَنَهُ بِالزَّيْتِ. 
[زيت] ك: فيه: كان عبد الله يأكل "بالزيت" أي يجعله إدامه حين ينفر من منى بعد ثلاثة أيام لأنه لا يأكل ح لحوم الأضاحي وهو المراد من لحوم الهدي.
زيت
الزَّيْت: عُصَارَةُ الزَّيْتُوْنِ. وزِدْتُ رَأسَه. وازْدَتُّ ازْدِيَاتاً. وازْدَاتَ: بالزيْتِ. وطَعَامٌ مُزيت ومَزْيُوتٌ.

زيت


زَاتَ (ي)(n. ac. زَيْت)
a. Oiled; put oil into.

زَيَّتَa. Supplied with oil.

أَزْيَتَa. Had much oil.

إِسْتَزْيَتَa. Asked for oil.

زَيْت
(pl.
زُيُوْت)
a. Oil; essence.

زَيَّاْتa. Oil-merchant.

زَيْتُوْن
a. Olive-tree; olive.
ز ي ت: (زَاتَ) الطَّعَامَ جَعَلَ فِيهِ (الزَّيْتَ) فَهُوَ طَعَامٌ (مَزِيتٌ) وَ (مَزْيُوتٌ) . وَ (زَاتَ) الْقَوْمَ جَعَلَ أُدْمَهُمُ الزَّيْتَ وَبَابُهُمَا بَاعَ. وَ (زَيَّتُّهُمْ تَزْيِيتًا) زَوَّدْتُهُمُ الزَّيْتَ. وَهُمْ (يَسْتَزِيتُونَ) بِوَزْنِ يَسْتَعِينُونَ أَيْ يَسْتَوْهِبُونَ الزَّيْتَ. 
[زيت] الزَيْتونُ معروف، الواحدة زَيْتونَة. والزَيْتُ: دُهْنُه. وزِتُّ الطعامَ أَزيتُهُ زَيْتاً، إذا جَعَلْتَ فيه الزيت. وطعامٌ مَزيتٌ على النَقْصِ، ومَزْيوتٌ على التمام. وقال في النقصان: جاءوا بعير لم تكن يمنية * ولا حنطة الشام المزيت خميرها وزت القوم: جعلت أُدْمَهُم الزَيْتَ. وزَيَّتُّهُم، إذا زَوَّدْتَهم الزَيْتَ. وجاءوا يَسْتَزيتونَ، أي يستوهبون الزيت.
ز ي ت

الزيت مخ الزيتون، والحواشي محخة المتون. وطعام مزيت ومزيوت: جعل فيه الزيت. قال أبو ذؤيب:

أتتكم بعير لم تكن هجرية ... ولا حنطة الشأم المزيت خميرها

وسوبق مزيوت، بالزيت ملتوت. وزت رأس الصبيّ: دهنته. وتقول خيراً زدتني، متى ما زتني. وزيته: زوّده الزيت. وجاؤوا يستزيتون: يطلبون الزيت. وجاءنا في ثياب الزيات: في ثياب وسخة.
باب الزاي والتاء و (وا يء) معهما ز ي ت، ت ي ز مستعملان

زيت: الزِّياتةُ: حرفة الزَّيّات. يقال: زِتُّ رأسه فهو مَزِيتٌ وازْدَتُّ ازدياتاً، أي: ادّهنت بالزَّيت، وهو عُصارةُ الزَّيتون. وازداتَ فلانٌ، أي: ادّهَنَ بالزّيت فهو [مُزْداتٌ] ، وتصغيره. بتمامه: مزيتيت. تيز: التّيّاز: الرّجلُ المُلَزَّزُ الذي يَتَتَيَّزُ في مشيه كأنّه يَتَقَلَّعُ من الأَرْض تَقَلُّعاً، قال القُطاميّ :

إذا التياز ذو العضــلات قلنا ... إليكَ إِليكَ ضاق بها ذِراعا
[ز ي ت] الزَّيْتُ مَعْروفٌ، والزَّيْتَونُ: شَجَرُه، واحِدَتُها زَيْتُونَهٌ، هذا في قَولَ مَنْ جَعَلَه فَعْلُونًا، قالَ ابنُ جِنَّي: هو مِثَالٌ فَائِتٌ، ومن العَجَبَ أَنْ يَفُوتَ الكتِابِ، وهو في القُرآنِ، وعلى أَفواهِ النّاسِ. وقال أُبُو حَنِيفَةَ: الزَّيْتُونُ: من العِضَاهِ. قالَ الأَصْمَعيُّ: حَدَّثِني عبدُ المَلكِ بنُ صالحِ بنِ عليٍّ: قالَ: تَبْقَى الزَّيْتُونَةُ ثَلاثَةَ آلافِ سَنَةٍ، قال: وكُلُّ زَيْتُونَةٍ بِفلَسْطِينَ من غَرْسِ أُمَّةٍ قَبْلَ الرُّومِ، قاَل: وهم أُمَّةٌ يُقالُ لُهم: اليُونانِيًُّونَ. وزَتًّ الطَّعَامَ: عَمِلْتُه بالزَّيْتِ، قالَ الفَرَزْدَقُ:

(جَاءُوا بعيرٍ لمْ تكُنْ يَمَنِيَّةً ... ولا حِِنْطَةَ الشَّأْمِ المَزِيتَ خَمِيرُها)

هَكَذا أنْشَدَه أَبُو عُبَيْدِ، والرِّوَايَةًُ:

(أَتَتْهُمْ بعيِرٍ لَمْ تكُنْ هَجَرِيَّةً ... )

لأَنه إِنَّما أرادَ أَن يَنْفِيَ عْنْ عِيرِ جَعْفَرٍ أنْ تَجْلِبَ إلَيْهمِ تَمْراً أو حِنْطَةً، إِنَّما سَاقَتْ إِلَيْهِم السِّلاَحَ والرِّجالَ، فَقَتَلُوهُم، أَلا تَراهُ يَقُولُ قَبْلَ هذا:

(ولَمْ تَأْتِ عِيرٌ حَيَّها بالَّذِي أَتَتْ ... به جَعْفَراً يَومَ الهُِضَيْبَاتِ عِيرُها)

وبَعدَه:

(أَتْتَهُمُ بَعَمْرٍ ووالدُّهَيْمٍ وتِسْعَةٍ ... وَعِشْرِينَِ أعْدَا لا تَمِيلُ أُيُورُها)

وقَالَ اللَّجيانِيُّ: زِتُّ الخُبْرَ والفَتُوتَ: لَتَتُّه بَزَيْتٍ. وَازتُّ رَأْسِي: دَهَنْتُه بالزَّيْتِ. وازْدَتُّ به: ادًّهَنْتُ. وزَاتَ القَوْمَ يَزِيتُهم زَيْتًا: أطْعَمَهم الزَّيْتَ، هذه عن اللِّحْيانِيّ. وأَزاتُوا: كَثُرَ عِندَهُم الزَّيْتُ، عنه أيضاً. قال: وكَذِلكَ كُلُّ شَيٍْ من هَذَا، إِذَا أِرَدْتَ أَطْعَمْتُهم، أو وَهَبْتُ لَهُم قُلْتَه: فَعَلْتَهُم. بغَيْرِ ألِفٍ، وإذَا أرَدْتَ أَنَّ ذَلِكَ قد كَثُرَ عِنْدَهم قُلْتَ: قَدْ أَفْعَلُوا.
زيت: زَيَّت (بالتشديد)، زيّت الشيء: طلاه بالزيت (بوشر، محيط المحيط)، ففي ابن العوام (1: 685): إناء مزيّت بزيت عذب.
زيّت: طلى بالدهن الصيني (الورنيش) (ألكالا).
زيَّت السراج: وضع فيه زيتاً (محيط المحيط).
زيَّت الزيتون: دب فيه الزيت (محيط المحيط).
تزيّت: طُلِيَ بالزيت (فوك).
زيت، جمعه زُيُوت (فوك، محيط المحيط).
زيت حار وزيت بزر الكتان: دهن بزر الكتان (سنج، محيط المحيط).
زيت حلو: زيت الزيتون (هلو)، ويقال له زيت عذب أيضاً.
زيت السودان: زيت الهرجان وزيت أرجان، وقيل أن زيت السودان هو غير زيت الهرجان (ابن البيطار 1: 555).
زيت فلسطيني: هو في مصر = زيت ركابي (ابن البيطار 1: 556).
زيت الماء: أنظره في مادة زيتون الماء.
زيت العود: زيت يعتصر من الزيتون الناضج (جاكسون ص85، 283).
زَيْتَة: نبات اسمه العلمي limoniastrum guyonianum ( بوسييه، مجلة الشرق والجزائر 1: 8: 281، 13: 89، كولومب ص49، غدامس ص329، وانظر باجني ص197)، وكذلك Statice monopetala (براكس مجلة الشرق والجزائر 4: 132)، وكذلك muscari racemosum ( مجلة الشرق والجزائر 8: 279).
وكذلك: Adianthum Capillus Veneris ( حويون ص205).
زَيْتِيّ: نسبة الزيت (بوشر).
زَيْتِيّ: أخضر كالزيت (ألف ليلة 4: 472).
زَيْتِيّ: تورنالين أصفر (مجلة الشرق والجزائر 13: 81).
زَيْتُون، يجمع على زَوَاتِين (فوك).
زيتون: حب الآس (ألكالا).
زيتون الأرض: مازريون (بوشر، ابن البيطار 1: 556).
زيتون البحر: جرب الفوقس (بليسييه ص107).
زيتون الحبش وزيتتون الكلية: زيتون بري (ابن البيطار 1: 556). زيتون الزيت: الزيتون الناضج (معجم المنصوري)، وانظر: زيتون الماء.
زيتون الماء: الزيتون الفجّ الذي يملح ويكبس (المستعيني، معجم المنصوري) وليس في هذا الزيتون زيت، غير أنهم يطلقون اسم زيت الماء على الزيتون الفج الذي لم يتم نضجه والذي يستخرج منه زيت الماء وزيت الأُنْفاق (المستعيني).
عيد الزيتون: عيد الشعانين، أحد السباسب أو السعانين (بوشر).
زَيْتانة: نبات طعمه مالح جداً (مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 5: 231، 232).
الزيتوني: من أولاد الخيل ما لقحت به أمه في الخريف الذي هو وقت إدراك الزيتون (محيط المحيط).
زيتوني: نسيج موشى من القطيفة والستان (الستن) يصنع في تسونونج المدينة الصينية وتسمى اليوم تسايوان - قشو - فو وكان اسمها زيتون عند العرب (ابن بطوطة 4: 269). وفي إسبانيا ستوني Setuni واسيتوني acituni ( معجم الإسبانية ص340)، وعند مارمول (2: 102، 3: 111) ستيني ceteni: برقع.
زياتي، رطل زياتي: ربما كانت تصحيف زيادتي (صفة مصر 16، 85، 104).
نصف رطل زياتي: ربع أقة، نصف ليبرة، 250 غراماً، ثمانية أونسات (بوشر).
الدم المُزَيّت عند الأطباء: ما طغت عليه دهنية كالزيت كما يتفق لصاحب ذات الجنب إذا فصد.
زيت
زاتَ يَزيت، زِتْ، زَيْتًا، فهو زائِت، والمفعول مَزيت

• زاتَ فلانٌ الطَّعامَ: جعل فيه الزيت.
• زاتَ فلانٌ فلانًا: أطعَمه الزيتَ.
• زات فلانٌ الآلَةَ: دهنها بالزَّيت. 

زيَّتَ يُزيِّت، تزييتًا، فهو مزيِّت، والمفعول مُزيَّت (للمتعدِّي)
• زيَّت الزَّيتونُ: جاء زيتُه.
• زيَّت السِّراجَ: زاتَه؛ وضع فيه الزّيت "زيّت الطعامَ".
• زيَّت الإناءَ: زَاتَه؛ طلاه بالزّيت.
• زيَّت الآلةَ: وضع الزيت أو الشحم بين جسمين متّصلين فيها؛ لتقليل قوة الاحتكاك بينهما، عالجها بالزيت "زيَّت عجــلات سيارته". 

زائت [مفرد]: اسم فاعل من زاتَ. 

زَيْت [مفرد]: ج زُيوت (لغير المصدر):
1 - مصدر زاتَ.
2 - (كم) سائل دُهنيّ نباتيّ أو حيوانيّ أو معدنيّ غليظ القوام منه أنواع تُستعمل في الطعام والإضاءة وتزييت الآلات والمحرِّكات وسواها، يتكوّن أساسًا من عنصري الهيدروجين والكربون "زيت الذُّرة/ الزَّيتون/ النِّفط/ التشحيم/ البترول/ بذرة القطن/ جوز الهند- زيت عطريّ: زيت سريع التبخُّر- زيت نباتي- {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} " ° الزَّيت في العجين لا يضيع: يُضرب في برّ الأقارب- صبَّ الزَّيتَ على النَّار: زاد الفتنةَ إثارةً، أهاج الأمرَ.
• الزَّيت الأبيض: زيت يُستخلص من تقطير القطران والنفط.
• الزَّيت الخام: ما لم يستثمر.
• الزَّيت المعدنيّ: (جو) الزيت المستخرج من باطن الأرض، وهو زيت البترول.
• الزَّيت العِطْرِيّ: (نت) كل زيت طيّار له رائحة، يوجد في أوراق النَّبات وزهره. 

زَيْتُون [جمع]: مف زيتونة: (نت) شجر زيتيّ مثمر من الفصيلة الزيتونيّة، وتُطلق الكلمة أيضا على ثمار هذا الشّجر، وهي ثمار تؤكل بعد ملحها ويُعصر منها الزيت "باع الفلاح محصول الزيتون- {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ} - {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا. فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا. وَعِنَبًا وَقَضْبًا. وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً} - {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} " ° جَبَلُ الزَّيتون: جبل في القدس- غُصْن الزَّيتون: رمز للسلام. 

زَيْتُونيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى زَيْتُون.
2 - ما كان بلون الزيتون، أخضر مائل للصفرة "قارورة زيتونيّة اللون". 

زَيْتِيك [مفرد]: (انظر: ز ي ت ي ك - زَيْتِيك). 

زَيْتِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى زَيْت: "لوحة زيتيّة- نبات زيتيّ: يُستخرج منه الزَّيت".
2 - ماكان في لون الزيت، أخضر مشوب بصفرة "قميص زيتيّ". 

زَيّات [مفرد]:
1 - مَنْ يعصر الزَّيتون "فلان يعمل زيّاتًا على الطريقة التقليديّة".
2 - بائع الزيت "هو من كبار الزيّاتين في القرية". 

مِزْيتة [مفرد]: ج مَزَايت: اسم آلة من زاتَ: إناء من معدن على شكل مخصوص تُزيَّت به الآلات

زيت

1 زَاتَهُ, aor. ـِ [inf. n. زَيْتٌ,] He anointed him, or it, with زَيْت, i. e. oil of the زَيْتُون [or olive]. (Msb.) You say, زِتٌّ, meaning I anointed my head, and the head of another, with oil of the زيتون. (L.) b2: And زِتُّهُ, (Lh, S, K,) aor. ـِ (S, K, TA, in the CK اَزِتُّه, and so in my MS. copy of the K,) inf. n. زَيْتٌ, (K,) I put زَيْت [i. e. olive-oil] into it; namely, the food; (S, K;) or the crumbled bread: or I prepared it therewith: (TA:) or I moistened it, or stirred it about, or moistened and mixed it, with زيت; namely, bread, and crumbled bread. (Lh, TA.) b3: And زَاتَهُمْ (Lh, S, K, TA, in the CK [erroneously] زَأَتَهُمْ) He fed them with زَيْت: (Lh, K:) or he made زيت to be the seasoning of their food. (S.) 2 زَيَّتَهُمْ He furnished them with زَيْت [i. e. olive-oil] for travelling-provision; (Lh, S, A;) agreeably with a general rule relating to verbs similar to this in meaning. (Lh, TA.) 4 أَزَاتُوا (in the CK [erroneously] اَزِْاَتُوا) They had much زَيْت [i. e. olive-oil]; their زَيْت became much; (Lh, K;) agreeably with a general rule relating to verbs similar to this in meaning. (Lh, TA.) 8 اِزْدَاتَ [so in the TA and in my MS copy of the K; in the CK, erroneously, اِزْدَأَتَ;] He anointed himself with زَيْت [i. e. olive-oil]. (K.) 10 استزات He sought, or demanded, زَيْت [i. e. olive-oil]. (K.) You say, جَاؤُوا يَسْتَزِيتُونَ They came asking for زَيْت as a gift; (S, L;) or seeking, or demanding, زيت. (A.) زَيْتٌ The oil, (S, Mgh, Msb, K,) or expressed juice, (M, TA,) or مُخّ [i. e. best, or choicest, of the constituents], (A, TA,) of the زَيْتُون [or olive]. (S, M, A, Mgh, Msb, K.) [In the present day it is applied to Any oil.]

زَيْتُونٌ [The olive-tree;] a certain kind of tree, (Msb, K, *) well known, (S, Msb,) whence زَيْت is obtained; (S, Msb, K;) [a tree] of the kind called عِضَاه; (AHn, Mgh, TA;) As says, on the authority of 'Abd-El-Melik Ibn-Sálih Ibn-'Alee, that a single tree of this kind lasts thirty thousand years; and that every tree of this kind in Palestine was planted by the ancient Greeks who are called the Yoonánees: (TA:) and the fruit of that tree: (Mgh:) or it has the latter signification, and is tropically applied to the tree: or it properly has both of these significations: (TA:) [it is a coll. gen. n.:] n. un. with ة: (S, TA:) accord. to some, the ن is a radical letter, and the ى is augmentative, because they said ارض زتنة [i. e. أَرْضٌ زَتِنَةٌ, like أَرْضٌ عَضِهَةٌ from العِضَاهُ], meaning “ a land in which are زَيْتُون; ” so that the measure is فَيْعُولٌ; and if so, its proper place is art. زتن. (TA.) Respecting the phrase in the Kur xcv. l, وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ, see تِينٌ. b2: [زَيْتُونُ بَنِى إِسْرَائِيلَ Lapis Judaicus: so called because resembling an olive in shape, and found in Judæa.]

زَيْتُونِىٌّ Of, or relating to, the olive: olivecoloured.]

زَيَّاتٌ One who sells, or expresses, زَيْت [i. e. olive-oil, and, vulgarly, any oil]. (TA.) b2: [Hence,] جَآءَ فُلَانٌ فِى ثِيَابِ زَيَّاتٍ (assumed tropical:) Such a one came in dirty clothes. (A.) مَزِيتٌ and ↓ مَزْيُوتٌ Food into which زَيْت [i. e. olive-oil] has been put: (S, A, K:) or prepared therewith. (TA.) مَزْيُوتٌ: see what next precedes.

مُزْدَاتٌ A man anointing himself, or who anoints himself, with زَيْت [i. e. olive-oil]. (TA.) مُزَيْتِيتٌ dim. of مُزْدَاتٌ. (TA.)

الجبر

الجبر: إسناد فعل العبد إلى الله تعالى. والجبرية اثنان: متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل كالأشعرية، وخالصة لا تثبته كالجهمية. قال الراغب: وأصل الجبر الإصلاح المجرد كقول علي "يا جابر كل كسير ومسهل كل عسير" وتارة يستعمل في القهر المجرد نحو قوله عليه السلام "لا جبر ولا تفويض"..
والجبر في الحساب إلحاق شيء به إصلاحا لما يراد إصلاحه ومنه سمي السلطان جبرا، وسمي الذين يدعون أنه تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين مجبرة، وفي قول المتقدمين جبرية. والجبار في صفة الإنسان، يقال لمن يجبر نقيصته بادعاء منزلة من التعالى لا يستحقها ولا يقال إلا للذم نحو {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} . ويقال للقاهر غيره جبار نحو {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّار} . ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل نخلة جبارة وناقة جبارة.، والجبار في وصفه تعالى من جبرت الفقير لأنه يجبر الناس بفائض نعمه، أو من الجبر وهو القهر لأنه يقهرهم على ما يريده، ودفع بعضهم له بأن جبارا لا يبنى من أجبرت إذ لا يقال من أفعلت فعال، رده الراغب بأنه من لفظ الجبر المروي "لا جبر ولا تفويض"، وأنكره المعتزلة وليس بمنكر لأنه تعالى أجبر الناس على أمور لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية لا على ما يتوهمه الغواة كإكراههم على الموت والمرض والبعث، وسخر كلا منهم لحرفة يتعاطاها وطريقة من الأخلاق يتحراها، وجعله مجبرا في صورة مخير، فإما راض بصنعته لا يبغي عنها حولا، وإما كاره يكابدها مع كراهته كأنه لا يجد عنها بدلا نحو {قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ} .
الجبر:
[في الانكليزية] Reassembly ،recasting ،bonesetting ،algebra ،power ،predestination
[ في الفرنسية] Remboitement ،reboutage ،algebre ،puissance ،predestination

بالفتح وسكون الموحدة وبالفارسية:
شكسته را بستن، أي تجبير المكسور، وإصلاح حال شخص ما على ما في الصّراح. وهو أيضا بمعنى نسبة الخير والشّر إلى الله وبمعنى الإجبار: أي إكراه شخص ما على عمل ما.

ومن معانيه: الملك والعبد الشجاع والفقير.
على ما في المنتخب. وعند الصوفية هو الجبروت. وعند المحاسبين حذف المستثنى من أحد المتعادلين أي المتساويين وزيادة مثله أي مثل ذلك المستثنى على المتعادل الآخر.
مثاله مال إلّا خمسة أشياء يعدل ستة فحذف خمسة أشياء من المتعادل الأوّل وهو مال إلّا خمسة أشياء وزيادته على المتعادل الآخر يسمّى جبرا، والحاصل بعد الجبر مال يعدل ستة وخمسة أشياء. وقيل حذف المستثنى من أحد المتعادلين جبر وزيادة مثله على الآخر تعديل، كذا في بعض الرسائل. وقد يطلق الجبر عندهم ويراد به علم الجبر. والمقابلة وهو علم يعرف به المجهولات العددية من معلوماتها المخصوصة حال كون تلك المجهولات على وجه مخصوص من فرض المجهول شيئا، وحذف المستثنى من أحد المتعادلين وزيادته على الآخر، وإسقاط المشترك بين المتعادلين، على ما بيّن في كتب الحساب، كذا في شرح خلاصة الحساب. ثم الجبر عند أهل الكلام يستعمل كثيرا بمعنى إسناد فعل العبد إلى الله سبحانه، وهو خلاف القدر. وهو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى. فالجبر إفراط في تفويض الأمر إلى الله تعالى بحيث يصير العبد بمنزلة الجماد لا إرادة له ولا اختيار. والقدر تفريط في ذلك بحيث يصير العبد خالقا لأفعاله بالاستقلال، وكلاهما باطلان عند أهل الحق وهم أهل السّنة والجماعة. والحق الوسط بين الإفراط والتفريط المسمّى بالكسب هكذا في شرح المواقف والتلويح. وفي الصّراح الجبر بمعنى خلاف القدر على ما قال أبو عبيدة كلام مولد.

الرجل

الرجل: بِفَتْح الأول وَضم الثَّانِي ذكر من بني آدم جَاوز حد الصغر بِالْبُلُوغِ سَوَاء كَانَت الْمُجَاوزَة حَقِيقَة كَمَا فِي أَبنَاء آدم عَلَيْهِ السَّلَام. أَو حكما كَمَا فِي آدم عَلَيْهِ السَّلَام. وَتَحْقِيق هَذَا المرام بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ فِي كتَابنَا جَامع الغموض فِي شرح الْكَلِمَة وَفِي رسالتنا سيف المبتدين فِي قتل المغرورين.
(الرجل) الْمَاشِي على رجلَيْهِ وَاسم لجمع الراجل الْمَاشِي على رجلَيْهِ

(الرجل) من أصل الْفَخْذ إِلَى الْقدَم (ج) أرجل وَيُقَال هُوَ قَائِم على رجل همه أَمر فَقَامَ لَهُ وَفِي الْمثل (لَا تمش بِرَجُل من أَبى) لَا تستعن بِمن لَا يهتم بِأَمْرك وَكَانَ ذَلِك على رجل فلَان فِي عَهده وزمانه وَفِي الحَدِيث (لَا أعلم نَبيا هلك على رجله من الْجَبَابِرَة مَا هلك على رجل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام) وانقطعت الرجل إِذا خلت الطَّرِيق من السابلة (محدثة) والطائفة من الشَّيْء والطائفة الْعَظِيمَة من الْجَرَاد والجيش والسهم والنصيب فِي الشَّيْء وَرجل الْبَحْر خليجه وَرجل الْقوس سيتها السُّفْلى وَرجل الْغُرَاب نَبَات مستطيل منبسط على الأَرْض مشقق الْوَرق يطْبخ ويؤكل وَرجل الْجَبَّار وَرجل الجوزاء كواكب (ج) أرجال

(الرجل) الذّكر الْبَالِغ من بني آدم وَيُقَال هَذَا رجل كَامِل فِي الرِّجَال بَين الرجولة والرجولية والراجل خلاف الْفَارِس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِن خِفْتُمْ فرجالا أَو ركبانا} (ج) رجال ورجلة (جج) رجالات يُقَال هُوَ من رجالات الْقَوْم من أَشْرَافهم
الرجل: بفتح الراء وضم الجيم: مختص بآدمي ذكر بالغ. وبالكسر الجارحة المعروفة، وهي كما في المصباح. من أصل الفخذ إلى القدم وهي حقيقة في ذلك. وتطلق مجازا على الطائفة من الجراد، وعلى السراويل، وعلى العهد كما في قولهم: كان على رجل فلان أي عهده، ذكره الزمخشري. ومن مجازه قولهم: فلان لا يعرف يد القوس من رجلها أي لا يعرف أعلاها من أسفلها، وقولهم: قام على رجل، إذا جد في أمر. ورجال الله في طريق الصوفية هم المسمون بعالم الأنفاس، وهو اسم يعمهم، وهم على طبقات كثيرة وأحوال مختلفة، فمنهم من تجمع له الحالات والطبقات كلها، ومنهم من يحصل له البعض. وما من طائفة إلا لها لقب خاص، ومنهم من يحصره عدد في كل زمن، ومنهم من لا، ومنهم الرجبيون وهم أربعون في كل زمن بلا زيادة ولا نقص، وهم أرباب القول الثقيل سموا به لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في رجب ثم بانقضائه يفقدون الحال إلى قابل، وهم متفرقون بالبلاد، يعرف بعضهم بعضا وقل من يعرفهم من أهل الطريق، وكل منهم في رجب يجد أن السماء انطبقت عليه فيضطجع ولا تتحرك منه جارحة، ولا يقدر على قيام ولا قعود ولا حركة، يبقى ذلك عليه أول يوم، ثم يخف شيئا فشيئا، ويقع له الكشف والتجلي والاطلاع على المغيبات، ولا يزال مسجى حتى يدخل شعبان فيقوم كأنما نشط من عقال، فإن كان ذا تجارة أو صنعة اشتغل بشغله وسلب عنه حاله، إلا من شاء الله أن يبقى عليه. وهو حال غريب مجهول السبب.

حَلَبُ

حَلَبُ:
بالتحريك: مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء صحيحة الأديم والماء، وهي قصبة جند قنّسرين في أيامنا هذه، والحلب في اللغة: مصدر قولك حلبت أحلب حلبا وهربت هربا وطربت طربا، والحلب أيضا: اللبن الحليب، يقال: حلبنا وشربنا لبنا حليبا وحلبا، والحلب من الجباية مثل الصدقة ونحوها، قال الزّجّاجي: سمّيت حلب لأن إبراهيم، عليه السلام، كان يحلب فيها غنمه في الجمعات ويتصدّق به فيقول الفقراء حلب حلب، فسمي به، قلت أنا: وهذا فيه نظر لأن إبراهيم، عليه السلام، وأهل الشام في أيامه لم يكونوا عربا إنما العربية في ولد ابنه إسماعيل، عليه السلام، وقحطان، على أن إبراهيم في قلعة حلب مقامين يزاران إلى الآن، فإن كان لهذه اللفظة، أعني حلب، أصل في العبرانية أو السريانية لجاز ذلك لأن كثيرا من كلامهم يشبه كلام العرب لا يفارقه إلا بعجمة يسيرة كقولهم كهنّم في جهنم، وقال قوم: إن حلب وحمص وبرذعة كانوا إخوة من بني عمليق فبنى كلّ واحد منهم مدينة فسمّيت به، وهم بنو مهر بن حيص بن جان بن مكنّف، وقال الشرقي: عمليق بن يلمع بن عائذ ابن اسليخ بن لوذ بن سام، وقال غيره: عمليق بن لوذ بن سام، وكانت العرب تسميه غريبا وتقول في مثل: من يطع غريبا يمس غريبا، يعنون عمليق ابن لوذ، ويقال: إن لهم بقية في العرب لأنهم كانوا قد اختلطوا بهم، ومنهم الزّبّاء، فعلى هذا يصحّ أن يكون أهل هذه المدينة كانوا يتكلمون بالعربية فيقولون حلب إذا حلب إبراهيم، عليه السلام.
قال بطليموس: طول مدينة حلب تسع وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب، وبيت حياتها إحدى وعشرون درجة من القوس، لها شركة في النسر الطائر تحت إحدى عشرة درجة من السرطان، وخمس وثلاثون دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، قال أبو عون في زيجه: طول حلب ثلاث وستون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلث، وهي في الإقليم الرابع، وذكر أبو نصر يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في كتاب ألّفه أن سلوقوس الموصلي ملك خمسا وأربعين سنة، وأول ملكه كان في سنة ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسع وخمسين لآدم، عليه السلام، قال:
وفي سنة تسع وخمسين من مملكته، وهي سنة أربعة آلاف وثماني عشرة لآدم، ملك طوسا المسمّاة سميرم مع أبيها وهو الذي بنى حلب بعد دولة الإسكندر وموته باثنتي عشرة سنة، وقال في موضع آخر:
كان الملك على سوريا وبابل والبلاد العليا سلوقوس نيقطور، وهو سريانيّ، وملك في السنة الثالثة عشرة لبطليموس بن لاغوس بعد ممات الإسكندر، وفي السنة الثالثة عشرة من مملكته بنى سلوقوس اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروّا وهي حلب واداسا وهي الرّها وكمل بناء أنطاكية، وكان بناها قبله، يعني أنطاكية، انطيقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر، وذكر آخرون في سبب عمارة حلب أن العماليق لما استولوا على البلاد الشامية وتقاسموها بينهم استوطن ملوكهم مدينة عمّان ومدينة أريحا الغور ودعاهم الناس الجبارين، وكانت قنّسرين مدينة عامرة ولم يكن يومئذ اسمها قنّسرين وإنما كان اسمها صوبا، وكان هذا الجبل المعروف الآن بسمعان
يعرف بجبل بني صنم، وبنو صنم كانوا يعبدونه في موضع يعرف اليوم بكفرنبو، والعمائر الموجودة في هذا الجبل إلى اليوم هي آثار المقيمين في جوار هذا الصنم، وقيل: إن بلعام بن باعور البالسي إنما بعثه الله إلى عبّاد هذا الصنم لينهاهم عن عبادته، وقد جاء ذكر هذا الصنم في بعض كتب بني إسرائيل، وأمر الله بعض أنبيائهم بكسره، ولما ملك بلقورس الأثوري الموصل وقصبتها يومئذ نينوى كان المستولي على خطّة قنسرين حلب بن المهر أحد بني الجان بن مكنّف من العماليق، فاختط مدينة سمّيت به، وكان ذلك على مضي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعين سنة لآدم، وكانت مدة ملك بلقورس هذا ثلاثين عاما، وكان بناها بعد ورود إبراهيم، عليه السلام، إلى الديار الشامية بخمسمائة وتسع وأربعين سنة لأن إبراهيم ابتلي بما ابتلي به من نمرود زمانه، واسمه راميس، وهو الرابع من ملوك أثورا، ومدة ملكه تسع وثلاثون سنة، ومدة ما بينه وبين آدم، عليه السلام، ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاث عشرة سنة، وفي السنة الرابعة والعشرين من ملكه ابتلي به إبراهيم فهرب منه مع عشيرته إلى ناحية حرّان ثم انتقل إلى جبل البيت المقدس، وكانت عمارتها بعد خروج موسى، عليه السلام، من مصر ببني إسرائيل إلى التيه وغرق فرعون بمائة وعشرة أعوام، وكان أكبر الأسباب في عمارتها ما حل بالعماليق في البلاد الشامية من خلفاء موسى، وذلك أن يوشع بن نون، عليه السلام، لما خلف موسى قاتل أريحا الغور وافتتحها وسبى وأحرق وأخرب ثم افتتح بعد ذلك مدينة عمّان، وارتفع العماليق عن تلك الديار إلى أرض صوبا، وهي قنّسرين، وبنوا حلب وجعلوها حصنا لأنفسهم وأموالهم ثم اختطوا بعد ذلك العواصم، ولم يزل الجبارون مستولين عليها متحصّنين بعواصمها إلى أن بعث الله داود، عليه السلام، فانتزعهم عنها.
وقرأت في رسالة كتبها ابن بطلان المتطبّب إلى هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي في نحو سنة 440 في دولة بني مرداس فقال: دخلنا من الرّصافة إلى حلب في أربع مراحل، وحلب بلد مسوّر بحجر أبيض وفيه ستة أبواب وفي جانب السور قلعة في أعلاها مسجد وكنيستان وفي إحداهما كان المذبح الذي قرّب عليه إبراهيم، عليه السلام، وفي أسفل القلعة مغارة كان يخبئ بها غنمه، وكان إذا حلبها أضاف الناس بلبنها، فكانوا يقولون حلب أم لا؟
ويسأل بعضهم بعضا عن ذلك، فسميت لذلك حلبا، وفي البلد جامع وست بيع وبيمارستان صغير، والفقهاء يفتون على مذهب الإمامية، وشرب أهل البلد من صهاريج فيه مملوءة بماء المطر، وعلى بابه نهر يعرف بقويق يمد في الشتاء وينضب في الصيف، وفي وسط البلد دار علوة صاحبة البحتري، وهو بلد قليل الفواكه والبقول والنبيذ إلا ما يأتيه من بلاد الروم، وفيها من الشعراء جماعة، منهم: شاعر يعرف بأبي الفتح بن أبي حصينة، ومن جملة شعره قوله:
ولما التقينا للوداع، ودمعها ... ودمعي يفيضان الصبابة والوجدا
بكت لؤلؤا رطبا، ففاضت مدامعي ... عقيقا، فصار الكل في نحرها عقدا
وفيها كاتب نصراني له في قطعة في الخمر أظنه صاعد بن شمّامة:
خافت صوارم أيدي المازجين لها، ... فألبست جسمها درعا من الحبب
وفيها حدث يعرف بأبي محمد بن سنان قد ناهز العشرين وعلا في الشعر طبقة المحنّكين، فمن قوله:
إذا هجوتكم لم أخش صولتكم، ... وإن مدحت فكيف الريّ باللهب
فحين لم ألق لا خوفا ولا طمعا ... رغبت في الهجو، إشفاقا من الكذب
وفيها شاعر يعرف بأبي العباس يكنى بأبي المشكور، مليح الشعر سريع الجواب حلو الشمائل، له في المجون بضاعة قوية وفي الخلاعة يد باسطة، وله أبيات إلى والده:
يا أبا العباس والفضل! ... أبا العباس تكنى
أنت مع أمّي، بلا شكّ، ... تحاكي الكركدنّا
أنبتت، في كل مجرى ... شعرة في الرأس، قرنا
فأجابه أبوه:
أنت أولى بأبي المذمو ... م بين الناس تكنى
ليت لي بنتا، ولا أنت، ... ولو بنت يحنّا
بنت يحنّا: مغنية بأنطاكية تحنّ إلى القرباء وتضيف الغرباء مشهورة بالعهر، قال: ومن عجائب حلب أن في قيسارية البزّ عشرين. دكانا للوكلاء يبيعون فيها كل يوم متاعا قدره عشرون ألف دينار مستمرّ ذلك منذ عشرين سنة وإلى الآن، وما في حلب موضع خراب أصلا، وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبينها وبين حلب يوم وليلة، آخر ما ذكر ابن بطلان.
وقلعة حلب مقام إبراهيم الخليل، وفيه صندوق به قطعة من رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ظهرت سنة 435، وعند باب الجنان مشهد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، رؤي فيه في النوم، وداخل باب العراق مسجد غوث فيه حجر عليه كتابة زعموا أنه خطّ علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين يزعمون أنه سقط لما جيء بالسّبي من العراق ليحمل إلى دمشق أو طفل كان معهم بحلب فدفن هنالك، وبالقرب منه مشهد مليح العمارة تعصّب الحلبيّون وبنوه أحكم بناء وأنفقوا عليه أموالا، يزعمون أنهم رأوا عليّا، رضي الله عنه، في المنام في ذلك المكان، وفي قبلي الجبل جبّانة واحدة يسمونها المقام، بها مقام لإبراهيم، عليه السلام، وبظاهر باب اليهود حجر على الطريق ينذر له ويصبّ عليه ماء الورد والطيب ويشترك المسلمون واليهود والنصارى في زيارته، يقال إن تحته قبر بعض الأنبياء.
وأما المسافات فمنها إلى قنّسرين يوم وإلى المعرّة يومان وإلى أنطاكية ثلاثة أيام وإلى الرّقّة أربعة أيام وإلى الأثارب يوم وإلى توزين يوم وإلى منبج يومان وإلى بالس يومان وإلى خناصرة يومان وإلى حماة ثلاثة أيام وإلى حمص أربعة أيام وإلى حرّان خمسة أيام وإلى اللاذقية ثلاثة أيام وإلى جبلة ثلاثة أيام وإلى طرابلس أربعة أيام وإلى دمشق تسعة أيام، قال المؤلف، رحمة الله عليه: وشاهدت من حلب وأعمالها ما استدللت به على أن الله تعالى خصّها بالبركة وفضّلها على جميع البلاد، فمن ذلك أنه يزرع في أراضيها القطن والسمسم والبطيخ والخيار والدخن والكروم والذرة والمشمش والتين والتفاح عذيا لا يسقى إلا بماء المطر ويجيء مع ذلك رخصا
غضّا رويّا يفوق ما يسقى بالمياه والسيح في جميع البلاد، وهذا لم أره فيما طوّفت من البلاد في غير أرضها، ومن ذلك أن مسافة ما بيد مالكها في أيامنا هذه، وهو الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب ومدبّر دولته والقائم بجميع أموره شهاب الدين طغرل، وهو خادم روميّ زاهد متعبّد، حسن العدل والرأفة برعيته، لا نظير له في أيامه في جميع أقطار الأرض، حاشا الإمام المستنصر بالله أبي جعفر المنصور بن الظاهر ابن الناصر لدين الله، فإن كرمه وعدله ورأفته قد تجاوزت الحدّ فالله بكرمه يرحم رعيتهما بطول بقائمها، من المشرق إلى المغرب مسيرة خمسة أيام، ومن الجنوب إلى الشمال مثل ذلك، وفيها ثمانمائة ونيف وعشرون قرية ملك لأهلها ليس للسلطان فيها إلا مقاطعات يسيرة، ونحو مائتين ونيف قرية مشتركة بين الرعية والسلطان، وقفني الوزير الصاحب القاضي الأكرم جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، أدام الله تعالى أيامه وختم بالصالحات أعماله، وهو يومئذ وزير صاحبها ومدبر دواوينها، على الجريدة بذلك وأسماء القرى وأسماء ملّاكها، وهي بعد ذلك تقوم برزق خمسة آلاف فارس مراخي الغلة موسع عليهم، قال لي الوزير الأكرم، أدام الله تعالى علوّه: لو لم يقع إسراف في خواصّ الأمراء وجماعة من أعيان المفاريد لقامت بأرزاق سبعة آلاف فارس لأن فيها من الطواشية المفاريد ما يزيد على ألف فارس يحصل للواحد منهم في العام من عشرة آلاف درهم إلى خمسة عشر ألف درهم، ويمكن أن يستخدم من فضــلات خواصّ الأمراء ألف فارس، وفي أعمالها إحدى وعشرون قلعة، يقام بذخائرها وأرزاق مستحفظيها خارجا عن جميع ما ذكرناه، وهو جملة أخرى كثيرة، ثم يرتفع بعد ذلك كله من فضــلات الإقطاعات الخاصة بالسلطان من سائر الجبايات إلى قلعتها عنبا وحبوبا ما يقارب في كل يوم عشرة آلاف درهم، وقد ارتفع إليها في العام الماضي، وهو سنة 625، من جهة واحدة، وهي دار الزكاة التي يجبى فيها العشور من الأفرنج والزكاة من المسلمين وحق البيع، سبعمائة ألف درهم، وهذا مع العدل الكامل والرفق الشامل بحيث لا يرى فيها متظلّم ولا متهضّم ولا مهتضم، وهذا من بركة العدل وحسن النية.
وأما فتحها فذكر البلاذري أن أبا عبيدة رحل إلى حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري، وكان أبوه يسمّى عبد غنم، فلما أسلم عياض كره أن يقال له ابن عبد غنم فقال: أنا عياض بن غنم، فوجد أهلها قد تحصنوا، فنزل عليها فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها، فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد، وكان الذي صالحهم عياض، فأنفذ أبو عبيدة صلحه، وقيل: بل صالحوا على حقن دمائهم وأن يقاسموا أنصاف منازلهم وكنائسهم، وقيل: إن أبا عبيدة لم يصادف بحلب أحدا لأن أهلها انتقلوا إلى أنطاكية وأنهم إنما صالحوا على مدينتهم بها ثم رجعوا إليها.
وأما قلعتها فبها يضرب المثل في الحسن والحصانة لأن مدينة حلب في وطاء من الأرض وفي وسط ذلك الوطإ جبل عال مدوّر صحيح التدوير مهندم بتراب صح به تدويره، والقلعة مبنيّة في رأسه، ولها خندق عظيم وصل بحفره إلى الماء، وفي وسط هذه القلعة مصانع تصل إلى الماء المعين، وفيها جامع وميدان وبساتين ودور كثيرة، وكان الملك الظاهر غازي بن
صلاح الدين يوسف بن أيوب قد اعتنى بها بهمّته العالية فعمّرها بعمارة عادية وحفر خندقها وبنى رصيفها بالحجارة المهندمة فجاءت عجبا للناظرين إليها، لكن المنية حالت بينه وبين تتمّتها، ولها في أيامنا هذه سبعة أبواب: باب الأربعين، وباب اليهود، وكان الملك الظاهر قد جدّد عمارته وسمّاه باب النصر، وباب الجنان، وباب أنطاكية، وباب قنّسرين، وباب العراق، وباب السرّ، وما زال فيها على قديم الزمان وحديثه أدباء وشعراء، ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم وتثمير الأموال، فقلّ ما ترى من نشئها من لم يتقيل أخلاق آبائه في مثل ذلك، فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثّروة ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان، وقد أكثر الشعراء من ذكرها ووصفها والحنين إليها، وأنا أقتنع من ذلك بقصيدة لأبي بكر محمد بن الحسن بن مرّار الصّنوبري وقد أجاد فيها ووصف متنزهاتها وقراها القريبة منها فقال:
احبسا العيس احبساها، ... وسلا الدار سلاها
واسألا أين ظباء ال ... دّار أم أين مهاها
أين قطّان محاهم ... ريب دهر ومحاها
صمّت الدار عن السا ... ئل، لا صمّ صداها
بليت بعدهم الدا ... ر، وأبلاني بلاها
آية شطّت نوى الإظ ... عان، لا شطّت نواها
من بدور من دجاها، ... وشموس من ضحاها
ليس ينهى النفس ناه ... ما أطاعت من عصاها
بأبي من عرسها وسخ ... طي، ومن عرسي رضاها
دمية إن جلّيت كا ... نت حلى الحسن حلاها
دمية ألقت إليها ... راية الحسن دماها
دمية تسقيك عينا ... ها، كما تسقي مداها
أعطيت لونا من الور ... د، وزيدت وجنتاها
حبّذا الباءات باءت، ... وقويق ورباها
بانقوساها بها با ... هي المباهي، حين باهى
وبباصفرا وبابل ... لا ربا مثلي وتاها
لا قلى صحراء نافر ... قلّ شوقي، لا قلاها [1]
لا سلا أجبال باسل ... لين قلبي، لا سلاها
وبباسلّين فليب ... غ ركابي من بغاها
وإلى باشقلّيشا ... ذو التناهي يتناهى [1] قوله: نافر، بسكون الراء، هكذا في الأصل.
وبعاذين، فواها ... لبعاذين، وواها
بين نهر وقناة ... قد تلته وتلاها
ومجاري برك، يجلو ... همومي مجتلاها
ورياض تلتقي آ ... مالنا في ملتقاها
زاد أعلاها علوّا ... جوشنا لمّا علاها
وازدهت برج أبي الحا ... رث حسنا وازدهاها
واطّبت مستشرف الحص ... ن، اشتياقا، واطّباها
وأرى المنية فازت ... كلّ نفس بمناها
إذ هواي العوجان السا ... لب النفس هواها
ومقيلي بركة التّل ... ل وسيبات رحاها
بركة تربتها الكا ... فوز، والدّرّ حصاها
كم غراني طربي حي ... تانها لما غراها
إذ تلى مطبّخ الحي ... تان منها مشتواها
بمروج اللهو ألقت ... عير لذّاتي عصاها
وبمغنى الكامليّ اس ... تكملت نفسي مناها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن غيثا، وغراها
كلأ الراموسة الحس ... ناء ربي، وكلاها
وجزى الجنّات بالسّع ... دى بنعمى، وجزاها
وفدى البستان من فا ... رس صبّ وفداها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن، محلولا عراها
واذكرا دار السّليما ... نيّة اليوم، اذكراها
حيث عجنا نحوها العي ... س تبارى في براها
وصفا العافية المو ... سومة الوصف صفاها
فهي في معنى اسمها حذ ... وبحذو، وكفاها
وصلا سطحي وأحوا ... ضي، خليليّ، صلاها
وردا ساحة صهري ... جي على سوق رداها
وامزجا الراح بماء ... منه، أو لا تمزجاها
حلب بدر دجّى، أن ... جمها الزّهر قراها
حبّذا جامعها الجا ... مع للنفس تقاها
موطن مرسي دور ألب ... رّ بمرساة حباها [1]
شهوات الطرف فيه، ... فوق ما كان اشتهاها
قبلة كرّمها الل ... هـ بنور، وحباها
ورآها ذهبا في ... لازورد من رآها
ومراقي منبر، أع ... ظم شيء مرتقاها
وذرى مئذنة، طا ... لت ذرى النجم ذراها
والنّواريّة ما لا ... ترياه لسواها
قصعة ما عدت الكع ... ب، ولا الكعب عداها
أبدا، يستقبل السّح ... ب بسحب من حشاها
فهي تسقي الغيث إن لم ... يسقها، أو إن سقاها
كنفتها قبّة يض ... حك عنها كنفاها
قبّة أبدع بانى ... ها بناء، إذ بناها
ضاهت الوشي نقوشا، ... فحكته وحكاها
لو رآها مبتني قب ... بة كسرى ما ابتناها
فبذا الجامع سرو ... يتباهى من تباهي
جنّبا السارية الخض ... راء منه، جنّباها
قبلة المستشرف الأع ... لى، إذا قابلتماها
حيث يأتي خلفه الآ ... داب منها من أتاها
من رجالات حبّى لم ... يحلل الجهل حباها
من رآهم من سفيه ... باع بالعلم السفاها
وعلى ذاك سرور ال ... نفس منّي وأساها
شجو نفسي باب قنّس ... رين، وهنا، وشجاها
حدث أبكي التي في ... هـ، ومثلي من بكاها
أنا أحمي حلبا دا ... را، وأحمي من حماها
أيّ حسن ما حوته ... حلب، أو ما حواها
سروها الداني، كما تد ... نو فتاة من فتاها
آسها الثاني القدود ال ... هيف، لمّا أن ثناها [1] هذا البيت مختل الوزن ولعل فيه تصحيفا.
نخلها زيتونها، أو ... لا فأرطاها عصاها
قبجها درّاجها، أو ... فحباراها قطاها
ضحكت دبسيّتاها، ... وبكت قمريّتاها
بين أفنان، تناجي ... طائريها طائراها
تدرجاها حبرجاها ... صلصلاها بلبلاها
ربّ ملقي الرّحل منها، ... حيث تلقى بيعتاها
طيّرت عنه الكرى طا ... ئرة، طار كراها
ودّ، إذ فاه بشجو، ... أنه قبّل فاها
صبّة تندب صبّا، ... قد شجته وشجاها
زيّنت، حتى انتهت ... في زينة في منتهاها
فهي مرجان شواها، ... لازورد دفّتاها
وهي تبر منتهاها، ... فضّة قرطمتاها
قلّدت بالجزع، لمّا ... قلّدت، سالفتاها
حلب أكرم مأوى، ... وكريم من أواها
بسط الغيث عليها ... بسط نور، ما طواها
وكساها حللا، أب ... دع فيها إذ كساها
حللا لحمتها السّو ... سن، والورد سداها
إجن خيرياتها بال ... لحظ، لا تحرم جناها
وعيون النرجس المن ... هلّ، كالدمع نداها
وخدودا من شقيق، ... كاللظى الحمر لظاها
وثنايا أقحوانا ... ت، سنا الدّرّ سناها
ضاع آذريونها، إذ ... ضاء، من تبر، ثراها
وطلى الطّلّ خزاما ... ها بمسك، إذ طلاها
وانتشى النّيلوفر الشّو ... ق قلوبا، واقتضاها
بحواش قد حشاها ... كلّ طيب، إذ حشاها
وبأوساط على حذ ... والزنابير حذاها
فاخري، يا حلب، المد ... ن يزد جاهك جاها
إنه إن لم تك المد ... ن رخاخا، كنت شاها
وقال كشاجم:
أرتك ندى الغيث آثارها، ... وأخرجت الأرض أزهارها
وما أمتعت جارها بلدة ... كما أمتعت حلب جارها
هي الخلد يجمع ما تشتهي، ... فزرها، فطوبى لمن زارها!
وكفر حلب: من قرى حلب. وحلب الساجور:
في نواحي حلب، ذكرها في نواحي الفتوح، قال:
وأتى أبو عبيدة بن الجرّاح، رضي الله عنه، حلب الساجور بعد فتح حلب وقدم عياض بن غنم إلى منبج.
وحلب أيضا: محلّة كبيرة في شارع القاهرة بينها وبين الفسطاط، رأيتها غير مرّة.

التشبيه في القرآن

التشبيه في القرآن
- 1 - أرى واجبا علىّ قبل الحديث عن التشبيه في القرآن الكريم، أن أتحدث قليلا عن بعض نظرات للأقدمين في هذا الباب، لا أوافقهم عليها، ولا أرى لها قيمة في التقدير الفنى السليم.
فمما اعتمد عليه القدماء في عقد التشبيه العقل، يجعلونه رابطا بين أمرين أو مفرّقا بينهما، وأغفلوا في كثير من الأحيان وقع الشيء على النفس، وشعورها به سرورا أو ألما، وليس التشبيه في واقع الأمر سوى إدراك ما بين أمرين من صلة في وقعهما على النفس، أما تبطن الأمور، وإدراك الصلة التى يربطها العقل وحده فليس ذلك من التشبيه الفنى البليغ، وعلى الأساس الذى أقاموه استجادوا قول ابن الرومى:
بذل الوعد للأخلاء سمحا ... وأبى بعد ذاك بذل العطاء
فغدا كالخلاف، يورق للعين، ويأبى الإثمار كل الإباء
وجعلوا الجامع بين الأمرين جمال المنظر وتفاهة المخبر، وهو جامع عقلى، كما نرى، لا يقوم عليه تشبيه فنى صحيح، ذلك أن من يقف أمام شجرة الخلاف أو غيرها من
الأشجار، لا ينطبع في نفسه عند رؤيتها سوى جمالها ونضرة ورقها وحسن أزهارها، ولا يخطر بباله أن يكون لتلك الشجرة الوارفة الظلال ثمر يجنيه أو لا يكون، ولا يقلل من قيمتها لدى رائيها، ولا يحط من جمالها وجلالها، ألا يكون لها بعد ذلك ثمر شهى، فإذا كانت تفاهة المخبر تقلل من شأن الرجل ذى المنظر الأنيق، وتعكس صورته منتقصة في نفس رائيه، فإن الشجرة لا يقلل من جمالها لدى النفس عدم إثمارها، وبهذا اختلف الوقع لدى النفس بين المشبّه والمشبه به، ولذلك لا يعد من التشبيه الفنى المقبول.
وقبل الأقدمون من التشبيه ما عقدت الحواس الصلة بينهما، وإن لم تعقدها النفس، فاستجادوا مثل قول الشاعر يصف بنفسجا:
ولازورديّة تزهو بزرقتها ... بين الرياض على حمر اليواقيت
كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت فليس ثمة ما يجمع بين البنفسج وعود الكبريت، وقد بدأت النار تشتعل فيه، سوى لون الزرقة التى لا تكاد تبدأ حتى تختفى في حمرة اللهب، وفضلا عن التفاوت بين اللونين، فهو في البنفسج شديد الزرقة، وفي أوائل النار ضعيفها، فضلا عن هذا التفاوت نجد الوقع النفسى للطرفين شديد التباين، فزهرة البنفسج توحى إلى النفس بالهدوء والاستسلام وفقدان المقاومة، وربما اتخذت لذلك رمزا للحب، بينما أوائل النار في أطراف الكبريت تحمل إلى النفس معنى القوة واليقظة والمهاجمة، ولا تكاد النفس تجد بينهما رابطا. كما استجادوا كذلك قول ابن المعتز:
كأنا وضوء الصبح يستعجل الدجى ... نطير غرابا ذا قوادم جون
قال صاحب الإيضاح: «شبه ظلام الليل حين يظهر فيه ضوء الصبح بأشخاص الغربان، ثم شرط قوادم ريشها بيضاء؛ لأن تلك الفرق من الظلمة تقع في حواشيها، من حيث يلى معظم الصبح وعموده، لمع نور، يتخيل منها في العين كشكل قوادم بيض». وهكذا لم ير ابن المعتز من الدجى وضوء الصباح سوى لونيها، أما هذا الجلال الذى يشعر به في الدجى، وتلك الحياة التى يوحى بها ضوء الصبح، والتى عبّر القرآن عنها بقوله: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 18).- فمما لم يحس به شاعرنا، ولم يقدره نقادنا، وأين من جلال هذا الكون الكبير، ذرة تطير؟!
وقبلوا من التشبيه ما كان فيه المشبه به خياليّا، توجد أجزاؤه في الخارج دون صورته المركبة، ولا أتردد في وضع هذا التشبيه بعيدا عن دائرة الفن؛ لأنه لا يحقق الهدف الفنى للتشبيه، فكيف تلمح النفس صلة بين صورة ترى، وصورة يجمع العقل أجزاءها من هنا وهنا، وكيف يتخذ المتخيل مثالا لمحسوس مرئى، وقبل الأقدمون لذلك قول الشاعر:
وكأن محمرّ الشقيق ... إذا تصوّب أو تصعّد
أعلام ياقوت نشر ... ن على رماح من زبرجد
ألا ترى أن هذه الأعلام من الياقوت المنشورة على رماح الزّبرجد، لم تزدك عمق شعور بمحمر الشقيق، بل لم ترسم لك صورته إذا كنت جاهله، فما قيمة التشبيه إذا وما هدفه؟! وسوف أتحدث عن الآية الكريمة التى فيها هذا اللون من التشبيه لندرك سره وقيمته.
هذا، ولن نقدّر التشبيه بنفاسة عناصره، بل بقدرته على التصوير والتأثير، فليس تشبيه ابن المعتز للهلال حين يقول:
انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر وتلمس شبه له بهذا الزّورق الفضى المثقل بحمولة العنبر، مما يرفع من شأنه، أو ينهض بهذا التّشبيه الذى لم يزدنا شعورا بجمال الهلال، ولا أنسا برؤيته، ولم يزد على أن وضع لنا إلى جانب الهلال الجميل صورة شوهاء متخيلة، وأين الزورق الضخم من الهلال النحيل، وإن شئت فوازن بين هذه الصورة التى رسمها ابن المعتز للهلال، وتلك الصورة التى تعبر عن الإحساس البصرى والشعور النفسى معا، حينما تحدّث القرآن عن هذا الهلال، فقال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (يس 39). فهذا العرجون القديم أقدر على تصوير القمر كما تراه العين وكما تحسّ به النفس أكثر من تصوير الزورق الفضى له، كما سنرى.
- 2 - التشبيه لمح صلة بين أمرين من حيث وقعهما النفسى، وبه يوضح الفنان شعوره نحو شىء ما، حتى يصبح واضحا وضوحا وجدانيّا، وحتى يحس السامع بما أحس المتكلم به، فهو ليس دلالة مجردة، ولكنه دلالة فنية، ذلك أنك تقول: ذاك رجل لا ينتفع بعلمه، وليس فيما تقول سوى خبر مجرد عن شعورك نحو قبح هذا الرجل، فإذا قلت إنه كالحمار يحمل أسفارا، فقد وصفت لنا شعورك نحوه، ودللت على احتقارك له وسخريتك منه.
والغرض من التشبيه هو الوضوح والتأثير، ذلك أن المتفنن يدرك ما بين الأشياء من صــلات يمكن أن يستعين بها في توضيح شعوره، فهو يلمح وضاءة ونورا في شىء ما، فيضعه بجانب آخر يلقى عليه ضوءا منه، فهو مصباح يوضح هذا الإحساس الوجدانى، ويستطيع أن ينقله إلى السامع.
ليس من أغراض التشبيه إذا ما ذكره الأقدمون من «بيان أن وجود المشبه ممكن وذلك في كل أمر غريب يمكن أن يخالف فيه ويدعى امتناعه» . وقد استشهدوا على هذا الغرض بقول المتنبى:
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال
وليس في هذا البيت تشبيه فنّى مقبول، فليس الأثر الذى يحدثه المسك في النفس سوى الارتياح لرائحته الذكية، ولا يمر بالخاطر أنه بعض دم الغزال، بل إن هذا الخاطر إذا مرّ بالنفس قلّل من قيمة المسك ومن التّلذذ به، وهذه الصورة التى جاء بها المتنبى ليوضح إحساسه نحو سموّ فرد على الأنام، ليست قوية مضيئة، تلقى أشعتها على شعوره، فتضيئه لنا، فإن تحول بعض دم الغزال إلى مسك ليس بظاهرة قريبة مألوفة، حتى تقرب إلى النفس ظاهرة تفوق الممدوح على الأنام، كما أن ظاهرة تحول الممدوح غير واضحة، ومن ذلك كله يبدو أن الرابط هنا عقلى لا نفسى وجدانى.
وليس من أغراضه ما ذكره الأقدمون أيضا من الاستطراف، فليس تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب- تشبيها فنيّا على هذا المقياس الذى وضعناه، فإن بحر المسك ذا الموج الذهبى، ليس بهذا المصباح الوهاج الذى ينير الصورة ويهبها نورا ووضوحا.
ولما كان هدف التشبيه الإيضاح والتأثير أرى الأقدمين قد أخطئوا حينما عدّوا البليغ من التشبيه ما كان بعيدا غريبا نادرا، ولذلك عدّوا قوله:
وكأنّ أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزرق
أفضل من قول ذى الرمة:
كحلاء في برج، صفراء في نعج  ... كأنها فضة قد مسها ذهب
«لأن الأول مما يندر وجوده دون الثانى، فإن الناس أبدا يرون في الصياغات فضة قد موهت بذهب ولا يكاد يتفق أن يوجد درر قد نثرن على بساط أزرق» .
وذلك قلب للأوضاع، وبعد عن مجال التشبيه الفنى الذى توضع فيه صورة قوية تبعث الحياة والقوة في صورة أخرى بجوارها، وبرغم أن التشبيهين السالفين حسّيان أرى التشبيه الثانى أقوى وأرفع، ولست أرمى إلى أن يكون التشبيه مبتذلا، فإن الابتذال لا يثير النفس، فيفقد التشبيه هدفه، ولكن أن يكون في قرب التشبيه ما يجعل الصورة واضحة مؤثرة كما سنرى.
- 3 - ليس الحس وحده هو الذى يجمع بين المشبه والمشبه به في القرآن، ولكنه الحس والنفس معا، بل إن للنفس النصيب الأكبر والحظ الأوفى.
والقرآن حين يشبه محسوسا بمحسوس يرمى أحيانا إلى رسم الصورة كما تحس بها النفس، تجد ذلك في قوله سبحانه يصف سفينة نوح: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ (هود 42). ألا ترى الجبال تصور للعين هذه الأمواج الضخمة، وتصور في الوقت نفسه، ما كان يحس به ركاب هذه السفينة وهم يشاهدون هذه الأمواج، من رهبة وجلال معا، كما يحس بهما من يقف أمام شامخ الجبال. وقوله تعالى يصف الجبال يوم القيامة: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (القارعة 5). فالعهن المنفوش يصور أمامك منظر هذه الجبال، وقد صارت هشة لا تتماسك أجزاؤها، ويحمل إلى نفسك معنى خفتها ولينها. وقوله تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (يس 39). فهذا القمر بهجة السماء وملك الليل، لا يزال يتنقل في منازله حتى يصبح بعد هذه الاستدارة المبهجة، وهذا الضوء الساطع الغامر، يبدد ظلمة الليل، ويحيل وحشته أنسا- يصبح بعد هذا كله دقيقا نحيلا محدودبا لا تكاد العين تنتبه إليه، وكأنما هو في السماء كوكب تائه، لا أهمية له، ولا عناية بأمره، أو لا ترى في كلمة العرجون ووصفهما بالقديم ما يصور لك هيئة الهلال في آخر الشهر، ويحمل إلى نفسك ضآلة أمره معا. وقوله تعالى يصف نيران يوم القيامة: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرســلات 32، 33)، فالقصر وهو الشجر الضخم، والجمال الصفر توحى إلى النفس بالضخامة والرهبة معا، وصور لنفسك شررا في مثل هذا الحجم من الضخامة يطير.
ويرمى أحيانا إلى اشتراك الطرفين في صفة محسوسة، ولكن للنفس كذلك نصيبها فى اختيار المشبه به الذى له تلك الصفة، وحسبى أن أورد هنا آيات ثلاث تتبين فيها هذا الذى أشرنا إليه. فالقرآن قد شبه نساء الجنة، فقال: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (الرحمن 56 - 58). وقال: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (الصافات 48). وقال: وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (الواقعة 22، 23).
فليس في الياقوت والمرجان واللؤلؤ المكنون لون فحسب، وإنما هو لون صاف حىّ فيه نقاء وهدوء، وهى أحجار كريمة تصان ويحرص عليها، وللنساء نصيبهن من الصيانة والحرص، وهن يتخذن من تلك الحجارة زينتهن، فقربت بذلك الصلة واشتد الارتباط، أما الصلة التى تربطهن بالبيض المكنون، فضلا عن نقاء اللون، فهى هذا الرفق والحذر الذى يجب أن يعامل به كلاهما، أو لا ترى في هذا الكون أيضا صلة تجمع بينهما، وهكذا لا تجد الحس وحده هو الرابط والجامع، ولكن للنفس نصيب أى نصيب.
وحينا يجمع بين الطرفين المحسوسين معنى من المعانى لا يدرك بإحدى الحواس، وقلّ ذلك في القرآن الكريم الذى يعتمد في التأثير أكثر اعتماد على حاسة البصر، ومن القليل قوله سبحانه: أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ (الأعراف 179).
وصفة ضلال الأنعام من أبرز الصفات وأوضحها لدى النفس. وكثر في القرآن إيضاح الأمور المعنوية بالصور المرئية المحسوسة، تلقى عليها أشعة الضوء تغمرها فتصبح شديدة الأثر، وها هو ذا يمثل وهن ما اعتمد عليه المشركون من عبادتهم غير الله وهنا لن يفيدهم فائدة ما، فهم يعبدون ويبذلون جهدا يظنونه مثمرا وهو لا يجدى، فوجد في العنكبوت ذلك الحيوان الذى يتعب نفسه في البناء، ويبذل جهده في التنظيم، وهو لا يبنى سوى أوهن البيوت وأضعفها، فقرن تلك الصورة المحسوسة إلى الأمر المعنوى، فزادته وضوحا وتأثيرا قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت 41).
وها هو ذا يريد أن يحدثنا عن أعمال الكفرة، وأنها لا غناء فيها، ولا ثمرة ترجى منها، فهى كعدمها فوجد في الرماد الدقيق، لا تبقى عليه الريح العاصفة، صورة تبين ذلك المعنى أتم بيان وأوفاه، فقال سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (إبراهيم 18).
وليس في القرآن سوى هذين اللونين من التشبيه: تشبيه المحسوس بالمحسوس، وتشبيه المعقول بالمحسوس، أما قوله سبحانه: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (الصافات 64، 65). فالذى سمح بأن يكون المشبه به خياليّا، هو ما تراكم على الخيال بمرور الزمن من أوهام رسمت في النفس صورة رءوس الشياطين في هيئة بشعة مرعبة، وأخذت هذه الصورة يشتد رسوخها بمرور الزمن، ويقوى فعلها في النفس، حتى كأنها محسوسة ترى بالعين وتلمس باليد، فلما كانت هذه الصورة من القوة إلى هذا الحد ساغ وضعها في موضع التصوير والإيضاح، ولا نستطيع أن ننكر ما لهذه الصورة من تأثير بالغ في النفس، ومما جرى على نسق هذه الآية قوله تعالى: فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ (النمل 10). ففي الخيال صورة قوية للجان، تمثله شديد الحركة لا يكاد يهدأ ولا يستقر.
والتشبيه في القرآن تعود فائدته إلى المشبه تصويرا له وتوضيحا، ولهذا كان المشبه به دائما أقوى من المشبه وأشد وضوحا، وهنا نقف عند قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (النور 35). فقد يبدو للنظرة العجلى أن المشبه وهو نور الله أقوى من مصباح هذه المشكاة، ولكن نظرة إلى الآية الكريمة ترى أن النور المراد هنا هو النور الذى يغمر القلب، ويشرق على الضمير، فيهدى إلى سواء السبيل، أو لا ترى أن القلب ليس في حاجة إلى أكثر من هذا المصباح، يلقى عليه ضوءه، فيهتدى إلى الحق، وأقوم السبل، ثم ألا ترى في اختيار هذا التشبيه إيحاء بحالة القلب وقد لفه ظلام الشك، فهو متردد قلق خائف، ثم لا يلبث نور اليقين أن يشرق عليه، فيجد الراحة والأمن والاستقرار، فهو كسارى الليل يخبط فى الظلام على غير هدى، حتى إذا أوى إلى بيته فوجد هذا المصباح في المشكاة، وجد الأمن سبيله إلى قلبه، واستقرت الطمأنينة في نفسه، وشعر بالسرور يغمر فؤاده.
وإذا تأملت الآية الكريمة رأيتها قد مضت تصف ضوء هذا المصباح وتتأنق في وصفه، بما يصور لك قوته وصفاءه، فهذا المصباح له زجاجة تكسب ضوءه قوة، تجعله يتلألأ كأنه كوكب له بريق الدر ولمعانه، أما زيت هذا المصباح فمن شجرة مباركة قد أخذت من الشمس بأوفى نصيب، فصفا لذلك زيتها حتى ليكاد يضيء ولو لم تمسسه نار. ألا ترى أن هذا المصباح جدير أن يبدد ظلمة الليل، ومثله جدير أن يبدد ظلام الشك، ويمزق دجى الكفر والنفاق. وقد ظهر بما ذكرناه جمال هذا التشبيه ودقته وبراعته.
- 4 - أول ما يسترعى النظر من خصائص التشبيه في القرآن أنه يستمد عناصره من الطبيعة، وذلك هو سر خلوده، فهو باق ما بقيت هذه الطبيعة، وسر عمومه للناس جميعا، يؤثر فيهم لأنهم يدركون عناصره، ويرونها قريبة منهم، وبين أيديهم، فلا تجد في القرآن تشبيها مصنوعا يدرك جماله فرد دون آخر، ويتأثر به إنسان دون إنسان، فليس فيه هذه التشبيهات المحلية الضيقة مثل تشبيه ابن المعتز:
كأن آذريونها ... والشمس فيه كالية
مداهن من ذهب ... فيها بقايا غالية
مما لا يستطيع أن يفهمه على وجهه، ويعرف سر حسنه، إلا من كان يعيش في مثل حياة ابن المعتز، وله من أدوات الترف مثل أدواته.
تشبيهات القرآن تستمد عناصرها من الطبيعة، انظر إليه يجد في السراب وهو ظاهرة طبيعية يراها الناس جميعا، فيغرهم مرآها، ويمضون إلى السراب يظنونه ماء، فيسعون إليه، يريدون أن يطفئوا حرارة ظمئهم، ولكنهم لا يلبثون أن تملأ الخيبة قلوبهم، حينما يصلون إليه بعد جهد جهيد، فلا يجدون شيئا مما كانوا يؤمّلون، إنه يجد في هذا السراب صورة قوية توضح أعمال الكفرة، تظن مجدية نافعة، وما هى بشيء، فيقول: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً (النور 39).
ويجد في الحجارة تنبو على الجسو ولا تلين، ويشعر عندها المرء بالنبو والجسوة، يجد فيها المثال الملموس لقسوة القلوب، وبعدها عن أن تلين لجلال الحق، وقوة منطق الصدق، فيقول: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (البقرة 74). أو لا ترى أن القسوة عند ما تخطر بالذهن، يخطر إلى جوارها الحجارة الجاسية القاسية.
ويجد في هذا الذى يعالج سكرات الموت، فتدور عينه حول عواده في نظرات شاردة تائهة، صورة تخطر بالذهن لدى رؤية هؤلاء الخائفين الفزعين من المضى إلى القتال وأخذهم بنصيب من أعباء الجهاد، فيقول: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ (الأحزاب 18، 19).
ويجد في الزرع وقد نبت ضئيلا ضعيفا ثمّ لا يلبث ساقه أن يقوى، بما ينبت حوله من البراعم، فيشتد بها ساعده، ويغلظ، حتى يصبح بهجة الزارع وموضع إعجابه، يجد في ذلك صورة شديدة المجاورة لصورة أصحاب محمد، فقد بدءوا قلة ضعافا ثمّ أخذوا في الكثرة والنماء، حتى اشتد ساعدهم، وقوى عضدهم، وصاروا قوة تملأ قلب محمد بهجة، وقلب الكفار حقدا وغيظا فقال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ (الفتح 29).
ويجد في أعجاز النخل المنقعر المقتلع عن مغرسه، وفي الهشيم الضعيف الذاوى صورة قريبة من صورة هؤلاء الصرعى، قد أرسلت عليهم ريح صرصر تنزعهم عن أماكنهم، فألقوا على الأرض مصرّعين هنا وهناك، فيقول: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (القمر 19، 20). ويقول: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (القمر 31).
فأنت في هذا تراه يتخذ الطبيعة ميدانا يقتبس منها صور تشبيهاته، من نباتها وحيوانها وجمادها، فمما اتخذ مشبها به من نبات الأرض العرجون، وأعجاز النخل والعصف المأكول، والشجرة الطيبة، والشجرة الخبيثة، والحبة تنبت سبع سنابل، وهشيم المحتظر، والزرع الذى أخرج شطأه. ومما اتخذ مشبها به من حيوانها الإنسان في أحوال مختلفة والعنكبوت والحمار، والكلب، والفراش، والجراد، والجمال، والأنعام، ومما اتخذ مشبها به من جمادها العهن المنفوش، والصيب، والجبال، والحجارة، والرماد، والياقوت، والمرجان، والخشب، ومن ذلك ترى أن القرآن لا يعنى بنفاسة المشبه به، وإنما يعنى العناية كلها باقتراب الصورتين في النفس، وشدة وضوحها وتأثيرها.
هذا ولا يعكر على ما ذكرناه من استمداد القرآن عناصر التشبيه من الطبيعة، ما جاء فيه من تشبيه نور الله بمصباح وصفه بأنه في زجاجة كأنها كوكب درىّ؛ لأن هذا المصباح قد تغير وتحول، فإن المراد تشبيه نور الله بالمصباح القوى، والمصباح باق ما بقى الإنسان في حاجة إلى نور يبدد به ظلام الليل.
ومن خصائص التشبيه القرآنى، أنه ليس عنصرا إضافيّا في الجملة، ولكنه جزء أساسى لا يتم المعنى بدونه، وإذا سقط من الجملة انهار المعنى من أساسه، فعمله في الجملة أنه يعطى الفكرة في صورة واضحة مؤثرة، فهو لا يمضى إلى التشبيه كأنما هو عمل مقصود لذاته، ولكن التشبيه يأتى ضرورة في الجملة، يتطلبه المعنى ليصبح واضحا قويّا، وتأمل قوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (البقرة 18). تجد فكرة عدم سماعهم الحق وأنهم لا ينطقون به، ولا ينظرون إلى الأدلة التى تهدى إليه، إنما نقلها إليك التشبيه في صورة قوية مؤثرة، كما تدرك شدة الفزع والرهبة التى ألمت بهؤلاء الذين دعوا إلى الجهاد، فلم يدفعهم إيمانهم إليه في رضاء وتسليم، بل ملأ الخوف نفوسهم من أن يكون الموت مصيرهم، وتدرك ذلك من قوله سبحانه: يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (الأنفال 6). وتفهم اضطراب المرأة وقلقها، وعدم استقرارها على حال، حتى لتصبح حياتها مليئة بالتعب والعناء- من قوله سبحانه: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ (النساء 129).
وتفهم مدى حب المشركين لآلهتهم من قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (البقرة 165). وهكذا تجد للتشبيه مكانه في نقل الفكرة وتصويرها، وقل أن يأتى التشبيه في القرآن بعد أن تتضح الفكرة نوع وضوح كما فى قوله تعالى: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ (الأعراف 171). وإذا أنت تأملت أسلوب الآية الكريمة وجدت هذا التعبير أقوى من أن يقال: وإذ صار الجبل كأنه ظلة، لما فى كلمة «نتق» من تصوير انتزاع الجبل من الأرض تصويرا يوحى إلى النفس بالرهبة والفزع، ولما في كلمة «فوقهم» من زيادة هذا التصوير المفزع وتأكيده فى النفس، وذلك كله يمهد للتشبيه خير تمهيد، حتى إذا جاء مكن للصورة في النفس، ووطد من أركانها. ومع ذلك ليس التشبيه في الآية عملا إضافيا، بل فيه إتمام المعنى وإكماله، فهو يوحى بالإحاطة بهم، وشمولهم، والقرب منهم قرب الظلة من المستظل بها، وفي ذلك ما يوحى بخوف سقوطه عليهم.
ومن خصائص التشبيه القرآنى دقته، فهو يصف ويقيد حتى تصبح الصورة دقيقة واضحة أخاذة، وخذ مثلا لذلك قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (الجمعة 5).
فقد يتراءى أنه يكفى في التشبيه أن يقال: مثلهم كمثل الحمار الذى لا يعقل، ولكن الصورة تزداد قوة والتصاقا والتحاما، حين يقرن بين هؤلاء وقد حملوا التوراة، فلم ينتفعوا بما فيها، وبين الحمار يحمل أسفار العلم ولا يدرى مما ضمته شيئا، فتمام الصورتين يأتى من هذا القيد الذى جعل الصلة بينهما قوية وثيقة.
وقوله تعالى: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (المدثر 49 - 51). فربما بدا أنه يكفى في تصوير إعراضهم وصفهم بأنهم كالحمير، ولكنه في دقته لا يكتفى بذلك، فهو يريد أن يصور نفرتهم من الدعوة، وإسراعهم في إبعاد أنفسهم عنها، إسراعا يمضون فيه على غير هدى، فوصف الحمر بأنها مستنفرة تحمل نفسها على الهرب، وتحثها عليه، يزيد في هربها وفرارها أسد هصور يجرى خلفها، فهى تتفرق في كل مكان، وتجرى غير مهتدية فى جريها، أو لا ترى في صورة هذه الحمر وهى تجد في هربها لا تلوى على شىء، تبغى الفرار من أسد يجرى وراءها، ما ينقل إليك صورة هؤلاء القوم معرضين عن التذكرة، فارين أمام الدعوة لا يلوون على شىء، سائرين على غير هدى، ثم ألا تبعث فيك هذه الصورة الهزء بهم والسخرية.
ومن ذلك وصفه الخشب بأنها مُسَنَّدَةٌ فى قوله تعالى: وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (المنافقون 4). فهى ليست خشبا قائمة في أشجارها لما قد يكون لها من جمال في ذلك الوضع، وليست موضوعة فى جدار؛ لأنها حينئذ تؤدى عملا، وتشعر بمدى فائدتها، وليست متخذا منها أبواب ونوافذ، لما فيها من الحسن والزخرف والجمال، ولكنها خشب مسندة قد خلت من الجمال، وتوحى بالغفلة والاستسلام والبلاهة.
ولم يكتف في تشبيه الجبال يوم القيامة بالعهن، بل وصفها بالمنفوش، إذ قال: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (القارعة 5). للدقة في تصوير هشاشة الجبال، كما لم يكتف في تشبيه الناس يخرجون يوم القيامة بأنهم كالجراد بل وصفه بالمنتشر، فقال: يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (القمر 7). حتى يكون دقيقا فى تصوير هذه الجموع الحاشدة، خارجة من أجداثها منتشرة في كل مكان تملأ الأفق، ولا يتم هذا التصوير إلا بهذا الوصف الكاشف.
ومن خصائص التشبيه القرآنى المقدرة الفائقة في اختيار ألفاظه الدقيقة المصورة الموحية، تجد ذلك في تشبيه قرآنى، وحسبى أن أشير هنا إلى بعض أمثلة لهذا الاختيار.
نجد القرآن قد شبه بالجبال في موضعين، فقال: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ (هود 42). وقال: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (الشورى 32). ولكنك تراه قد آثر كلمة الجبال عند الموج، لما أنها توحى بالضخامة والجلال معا، أما عند وصف السفن فقد آثر كلمة الأعلام، جمع علم بمعنى جبل، وسر إيثارها هو أن الكلمة المشتركة بين عدة معان تتداعى هذه المعانى عند ذكر هذه الكلمة، ولما كان من معانى العلم الراية التى تستخدم للزينة والتجميل، كان ذكر الأعلام محضرا إلى النفس هذا المعنى، إلى جانب إحضارها صورة الجبال، وكان إثارة هذا الخاطر ملحوظا عند ذكر السفن الجارية فوق البحر، تزين سطحه، فكأنما أريد الإشارة إلى جلالها وجمالها معا، وفي كلمة الأعلام وفاء بتأدية هذا المعنى أدق وفاء.
وشبه القرآن الموج في موضعين، فقال: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ (هود 42). وقال: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (لقمان 32). وسر هذا التنويع أن الهدف في الآية الأولى يرمى إلى تصوير الموج عاليا ضخما، مما تستطيع كلمة الجبال أن توحى به إلى النفس، أما الآية الثانية فتصف قوما يذكرون الله عند الشدة، وينسونه لدى الرخاء، ويصف موقفا من مواقفهم كانوا فيه خائفين مرتاعين، يركبون سفينة تتقاذفها الأمواج، ألا ترى أن الموج يكون أشد إرهابا وأقوى تخويفا إذا هو ارتفع حتى ظلل الرءوس، هنالك يملأ الخوف القلوب، وتذهل الرهبة النفوس، وتبلغ القلوب الحناجر، وفي تلك اللحظة يدعون الله مخلصين له الدين، فلما كان المقام مقام رهبة وخوف، كان وصف الموج بأنه كالظلل أدق في تصوير هذا المقام وأصدق.
وعلى طريقة إيثار كلمة الأعلام على الجبال التى تحدثنا عنها، آثر كلمة القصر على الشجر الضخم؛ لأن الاشتراك في هذه الكلمة بين هذا المعنى، ومعنى البيت الضخم يثير المعنيين في النفس معا فتزيد الفكرة عن ضخامة الشرر رسوخا في النفس.
وآثر القرآن كلمة بُنْيانٌ فى قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف 4). لما تثيره في النفس من معنى الالتحام والاتــصال والاجتماع القوى، وغير ذلك من معان ترتبط بما ذكرناه، مما لا يثار فى النفس عند كلمة حائط أو جدار مثلا.
واختار القرآن كلمة «لباس»، فى قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ (البقرة 187). لما توحى به تلك الكلمة من شدة الاحتياج، كاحتياج المرء للباس، يكون مصدر راحة، وعنوان زينة معا.
ومن مميزات التشبيه القرآنى أيضا أن المشبه قد يكون واحدا ويشبه بأمرين أو أكثر، لمحا لصلة تربط بين هذا الأمر وما يشبهه، تثبيتا للفكرة في النفس.
أو لمحا لها من عدة زوايا، ومن ذلك مثلا تصوير حيرة المنافقين واضطراب أمرهم، فإن هذه الحيرة يشتد تصورها لدى النفس، إذا هى استحضرت صورة هذا السارى قد أوقد نارا تضيء طريقه، فعرف أين يمشى ثمّ لم يلبث أن ذهب الضوء، وشمل المكان ظلام دامس، لا يدرى السائر فيه أين يضع قدمه، ولا كيف يأخذ سبيله، فهو يتخبط ولا يمشى خطوة حتى يرتد خطوات. أو إذا استحضرت صورة هذا السائر تحت صيّب من المطر قد صحبه ظلمات ورعد وبرق، أما الرعد فمتناه فى الشدة إلى درجة أنه يود اتقاءه بوضع أصابعه إذا استطاع في أذنه، وأما البرق فيكاد يخطف البصر، وأما الظلمات المتراكمة فتحول بين السائر وبين الاهتداء إلى سواء السبيل. وتجد تعدّد هذا التشبيه في قوله سبحانه: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً ... أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ .... (البقرة 17 - 19).
ومن النظر إلى الفكرة من عدّة زوايا، أنه حينا ينظر إلى أعمال الكافرين من ناحية أنها لا أثر لها ولا نتيجة، فيرد إلى الذهن حينئذ هذا الرماد الدقيق لا يقوى على البقاء أمام ريح شديدة لا تهدأ حتى تبدأ؛ لأنها في يوم عاصف، ألا ترى هذه الريح كفيلة بتبديد ذرّات هذا الغبار شذر مذر، وأنها لا تبقى عليه ولا تذر، وكذلك أعمال الكافرين، لا تلبث أن تهب عليها ريح الكفر، حتى تبددها ولا تبقى عليها، وللتعبير عن ذلك جاء قوله سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي
يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ
(إبراهيم 18).
وحينا ينظر إليها من ناحية أنها تغر أصحابها فيظنونها نافعة لهم، مجدية عليهم، حتى إذا جاءوا يوم القيامة لم يجدوا شيئا، ألا ترى في السراب هذا الأمل المطمع، ذا النهاية المؤيسة، ولأداء هذا المعنى قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً (النور 39). وحينا ينظر إليها من ناحية ما يلم بصاحبها من اضطراب وفزع، عند ما يجد آماله في أعماله قد انهارت، ألا تظلم الدنيا أمام عينيه ويتزلزل كيانه كهذا الذى اكتنفه الظلام في بحر قد تلاطمت أمواجه، وأطبقت ظلمة السحاب على ظلمة الأمواج، ألا يشعر هذا الرجل بمصيره اليائس، وهلاكه المحتوم، ألا يصور لك ذلك صورة هؤلاء الكفار عند ما يجيئون إلى أعمالهم، فلا يجدون لها ثوابا ولا نفعا، ولتصوير ذلك جاء قوله سبحانه: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (النور 40).
- 5 - ويهدف التشبيه في القرآن إلى ما يهدف إليه كلّ فنّ بلاغىّ فيه، من التأثير في العاطفة، فترغب أو ترهب، ومن أجل هذا كان للمنافقين والكافرين والمشركين نصيب وافر من التشبيه الذى يزيد نفسيتهم وضوحا، ويصور وقع الدعوة على قلوبهم، وما كانوا يقابلون به تلك الدعوة من النفور والإعراض.
يصور لنا حالهم وقد استمعوا إلى دعوة الداعى، فلم تثر فيهم تلك الدعوة رغبة فى التفكير فيها، لمعرفة ما قد تنطوى عليه من صدق، وما قد يكون فيها من صواب، بل يحول بينهم وبين ذلك الكبر والأنفة، وما أشبههم حينئذ بالرجل لم يسمع عن الدعوة شيئا، ولم يطرق أذنه عنها نبأ، بل ما أشبههم بمن في أذنه صمم، فهو لا يسمع شيئا مما يدور حوله، وبمن أصيب بالبكم، فهو لا ينطق بصواب اهتدى إليه، وبمن أصيب بالعمى، فهو لا يرى الحق الواضح، وبذلك شبههم القرآن، فقال: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (الجاثية 7، 8)، وقال: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (البقرة 171).
أما ما يشعرون به عند ما يسمعون دعوة الحق فضيق يملأ صدورهم، ويئودهم حمله، كهذا الضيق الذى يشعر به المصعد في جبل، فهو يجر نفسه ويلهث من التعب والعناء، وهكذا صور الله ضيق صدورهم بقوله: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (الأنعام 125).
وما دام هؤلاء القوم لا يستخدمون عقولهم فيما خلقت له، ولم تصغ آذانهم إصغاء من يسمع ليتدبر، فقد وجد القرآن في الأنعام شبيها لهم يقرنهم بها، ويعقد بينهم وبينها وثيق الصــلات، فقال: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (الأعراف 179). وأنت ترى في هذا التشبيه كيف مهد له التمهيد الصالح، فجعل لهم قلوبا لا يفقهون بها، وأعينا لا يبصرون بها، وآذانا لا يسمعون بها، ألا ترى نفسك بعدئذ مسوقا إلى إنزالهم منزلة البهائم، فإذا ورد هذا التشبيه عليك، وجد في قلبك مكانا، ولم تجد فيه بعدا ولا غرابة، بل ينزل بهم حينا عن درجة الأنعام، فيراهم خشبا مسندة.
وحينا يريد أن يصورهم، وقد جدوا في الهرب والنفرة من تلك الدعوة الجديدة، فيقول: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (المدثر 49 - 51). وقد تحدثنا عن هذا التشبيه فيما مضى.
أما هذا الذى آمن ثمّ كفر، وانسلخ عن الإيمان واتبع هواه، فقد عاش مثال الذلة والهوان، وقد وجد القرآن في الكلب شبها يبين عن خسته وحقارته، ومما يزيد في الصلة بين الاثنين أن هذا المنسلخ يظل غير مطمئن القلب، مزعزع العقيدة، مضطرب الفؤاد، سواء أدعوته إلى الإيمان، أم أهملت أمره، كالكلب يظل لاهثا، طردته وزجرته، أم تركته وأهملته، قال: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف 175، 176).
ولم ينس القرآن تصوير حيرتهم، واضطراب نفسيتهم، ولمح في اضطرابهم صلة بينهم وبين من استوقد نارا، ثم ذهب الله بنوره وبين السائر تحت صيّب منهمر، فيه ظلمات ورعد وبرق.
وصوّر وهن ما يعتمد عليه من يتخذ من دون الله أولياء بوهن بيت العنكبوت، وحين أراد أن يتحدث عن أن هؤلاء الأولياء لن يستفيد منهم عابدوهم بشيء، رأى في هذا الذى يبسط كفه إلى الماء، يريد وهو على تلك الحال أن ينقل الماء إلى فيه، وما هو ببالغه، شبيها لهم فقال: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (الرعد 14).
وتعرض لأعمال الكفرة كما سبق أن ذكرنا، ولصدقاتهم التى كان جديرا بها أن تثمر وتزهر، ويفيدوا منها لولا أن هبت عليها ريح الشرك فأبادتها، كما تهب الريح الشديدة البرد بزرع كان ينتظر إثماره فأهلكته: مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (آل عمران 117).
وهناك طائفة من التشبيهات ترتبط بيوم القيامة، لجأ إليها القرآن للتصوير والتأثير معا، فإذا أراد القرآن أن يبين قدرة الله على أن يأتى بذلك اليوم، بأسرع مما يتصور المتصورون لجأ إلى أسرع ما يراه الرائى، فاتخذه مثلا يؤدى إلى الهدف المراد، فيقول: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النحل 77).
ويقرب أمر البعث إلى الأذهان بتوجيه النظر إلى بدء الإنسان، وأن هذا البعث صورة من هذا البدء، فيقول: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (الأعراف 29). وبتوجيه النظر إلى هذا السحاب الثّقال يسوقه الله لبلد ميت، حتى إذا نزل ماؤه دبت الحياة في أوصال الأرض، فخرج الثمر منها يانعا، وهكذا يخلق الله الحياة في الموتى، قال سبحانه:
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأعراف 57).
وإذا جاء يوم القيامة استيقظ الناس لا يشعرون بأنه قد مضى عليهم حين من الدهر طويل منذ فارقوا حياتهم، ويورد القرآن من التشبيه ما يصور هذه الحالة النفسية، فيقول: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (يونس 45). وإذا نظرت إلى قوة التشبيه مقترنة بقوله: يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ أدركت مدى ما يستطيع أن يحدثه في النفس من أثر. وقد كرر هذا المعنى في موضع آخر يريد أن يثبته في النفس ويؤكده فقال: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (النازعات 42 - 46).
ها هم أولاء قد بعثوا، خارجين من أجداثهم في كثرة لا تدرك العين مداها، وماذا يستطيع أن يرسم لك تلك الصورة، تدل على الغزارة والحركة والانبعاث، أفضل من هذا التشبيه الذى أورده القرآن حين قال: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (القمر 7، 8).
وحينا يصوّرهم ضعافا يتهافتون مسرعين إلى الداعى كى يحاسبهم، فيجد في الفراش صورتهم، فيقول: الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (القارعة 1 - 4). ولا أخال أحدا لم ير الفراش يسرع إلى الضوء، ويتهافت عليه في ضعف وإلحاف معا، ولقد تناول القرآن إسراعهم مرة أخرى، فشبههم بهؤلاء الذين كانوا يسرعون في خطوهم، ليعبدوا أنصابا مقامة، وتماثيل منحوتة، كانوا متحمسين في عبادتها، يقبلون عليها في رغبة واشتياق، فيقول: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (المعارج 43).
ويتناول المجرمين، فيصوّر ما سوف يجدونه يومئذ من ذلة وخزى، ويرسم وجوههم، وقد علتها الكآبة: كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (يونس 27). أما طعامهم فمن شجرة الزقوم، يتناولونها فيحسون بنيران تحرق أمعاءهم فكأنما طعموا نحاسا ذائبا أو زيتا ملتهبا، وإذا ما اشتد بهم الظمأ واستغاثوا قدمت إليهم مياه كهذا النحاس والزيت تشوى وجوههم، قال تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (الدخان 43 - 46). وقال سبحانه: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ (الكهف 29). ألا ترى التشبيه يثير في النفس خوفا وانزعاجا.
ويصور آكل الربا يوم القيامة صورة منفرة منه، مزرية به، فهل رأيت ذلك الذى أصابه مس من الشيطان، فهو لا ينهض واقفا حتى يسقط، ولا يقوم إلّا ليقع، ذلك مثل آكل الربا: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا (البقرة 275).
ولعب التشبيه دورا في تصوير يوم القيامة، وما فيه من الجنة والنار، ففي ذلك الحين، تفقد الجبال تماسكها، وتكون كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (القارعة 5). وتفقد السماء نظام جاذبيتها، فتنشق، ويصبح الجوّ ذا لون أحمر كالورد: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (الرحمن 37). وأما جهنم فضخامتها وقوة لهبها مما لا يستطيع العقل تصوره، ومما لا يمكن أن تقاس إليها تلك النيران التى نشاهدها في حياتنا، وحسبك أن تعلم أن شررها ليس كهذا الشرر الذى يشبه الهباءة اليسيرة، وإنما هو شرر ضخم ضخامة غير معهودة، وهنا يسعف التشبيه، فيمد الخيال بالصورة، حين يجعل لك هذا الشرر كأنه أشجار ضخمة تتهاوى، أو جمال صفر تتساقط: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرســلات 32، 33). وأما الجنة ففي سعة لا يدرك العقل مداها، ولا يستطيع التعبير أن يحدها، أو يعرف منتهاها، ويأتى التشبيه ممدا في الخيال، كى يسبح ما يشاء أن يسبح، فيقول: وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ (الحديد 21).
وهكذا ترى التشبيه يعمل على تمثيل الغائب حتى يصبح حاضرا، وتقريب البعيد النائى حتى يصير قريبا دانيا. ولجأ القرآن إلى التشبيه يصور به فناء هذا العالم الذى نراه مزدهرا أمامنا، عامرا بألوان الجمال، فيخيل إلينا استمراره وخلوده، فيجد القرآن في الزرع يرتوى من الماء فيصبح بهيجا نضرا، يعجب رائيه، ولكنه لا يلبث أن يذبل ويصفر، ويصبح هشيما تذروه الرياح- يجد القرآن في ذلك شبها لهذه الحياة الدنيا، ولقد أوجز القرآن مرة في هذا التشبيه وأطنب، ليستقر معناه في النفس، ويحدث أثره في القلب، فقال مرة: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (الكهف 45). وقال مرة أخرى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً
(الحديد 20). وقال مرة ثالثة: إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (يونس 24).
ولما كان للمال أثره في الحياة الاجتماعية، لعب التشبيه دوره في التأثير في النفس، كى تسمح ببذله في سبيل تخفيف أعباء المجتمع، فقرر مضاعفة الثواب على ما يبذل في هذه الناحية، فقال في موضع: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 265). فلهذا التشبيه أثره في دفع النفس إلى بذل المال راضية مغتبطة، كما يغتبط من له جنة قد استقرت على مرتفع من الأرض، ترتوى بما هى فى حاجة إليه من ماء المطر، وتترك ما زاد عن حاجتها، فلا يظل بها حتى يتلفها، كما يستقر في المنخفضات، فجاءت الجنة بثمرها مضاعفا، وفي مرة أخرى رأى مضاعفة جزاء الحسنة كمضاعفة الثمرة، لهذا الذى يبذر حبة قمح، فتخرج عودا يحمل سبع سنابل، فى كل سنبلة مائة حبة: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 261).
وحاط القرآن هذه المضاعفة بشرط ألا يكون الإنفاق عن رياء، وهنا نقف أمام هذا التشبيه القرآنى الذى سيق تصويرا لمن يتصدق لا عن باعث نفسى، نتبين إيحاءاته، ونتلمس وجه اختياره، إذ يقول سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (البقرة 264). أرأيت هذا الحجر الصلد قد غطته قشرة رقيقة من التراب فخاله الرائى صالحا للزرع والإنبات، ولكن وابل المطر لم يلبث أن أزال هذه القشرة فبدا الحجر على حقيقته، صلدا لا يستطيع أحد أن يجد فيه موضع خصب، ولا تربة صالحة للزراعة، ألا ترى في اختيار كلمة الصفوان هنا ما يمثل لك هذا القلب الخالى من الشعور الإنسانى النبيل، والعطف على أبناء جنسه عطفا ينبع من شعور حى صادق، ولكن الصدقة تغطيه بثوب رقيق حتى يخاله الرائى، قلبا ينبض بحب الإنسانية، ويبنى عليه كبار الآمال فيما سوف يقدمه للمجتمع من خير، ولكن الرياء والمن والأذى لا تلبث أن تزيل هذا الغشاء الرقيق، فيظهر القلب على حقيقته قاسيا صلبا لا يلين.
- 6 - وتأتى الكاف في القرآن أحيانا لا لهذا التشبيه الفنى الخالص، بل لإيقاع التساوى بين أمرين، ومن أمثلة هذا الباب قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالًا وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (التوبة 68، 69). وقوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا (المزمل 15، 16). فهو يعقد موازنة بينهم وبين من سبقهم، ويبين لهم الوجوه التى يتفقون فيها معهم، ولا ينسى أن يذكر ما أصاب سابقيهم، وإلى هنا يقف، تاركا لهم أن يصلوا بأنفسهم إلى ما ينتظرهم من العواقب، وإنها لطريقة مؤثرة في النفس حقّا، أن تضع لها شبيها، وتتركها تصل بنفسها إلى النتيجة في سكينة وهدوء، لا أن تقذف بها في وجهها، فربما تتمرد وتثور.
ومن كاف التساوى أيضا قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ (النساء 163). وقد يلمح في ذلك الرغبة في إزالة الغرابة عن نفوس السامعين، واستبعادهم نزول الوحى على الرسول، فالقرآن يقرنه بمن لا يشكّون فى رسالته، ليأنسوا بدعوة النبى، وقد يكون في هذا التساوى مثار للتهكم، كما فى قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ (الأنعام 94). أو مثار للاستنكار، كما في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ (العنكبوت 10). فسر الاستنكار كما ترى هو تسوية عذاب الناس بعذاب الله. وقد تأتى الكاف وسيلة للإيضاح، وتقوم هى وما بعدها مقام المثال للقاعدة، وغير خاف ما للمثل يضرب من التأثير والإقناع، ومن ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (آل عمران 10، 11)، فجاء بآل فرعون مثالا لأولئك الذين لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا، ومن كاف الإيضاح قوله سبحانه: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ، وقوله: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي.

تول

(تول) : تُلْتُ: أَي مُنِيتُ.

تول


تَالَ (و)(n. ac. تَوْل)
a. Practised magic.

تَوْلَة
تُوْلَةa. Misfortune.

تِوَلَة
تُوَلَةa. Sorcery, magic.
b. Amulet, charm.
تول
التُّوَلَةُ والتِّوَلَةُ: شَيْء يُشْبِهُ السحْرَ يُحَبِّبُ المَرْأةَ إلى زَوْجِها. والتُّوَــلاتُ: الدَّوَاهي، الواحِدَةُ تُوَلَةٌ. وتالَ الرجلُ يَتُوْلُ: عالَجَ التَوَلَةَ.
ويقولون: كَيْفَ تالِكَ المَرْأة: بمَعْنى تِلْكَ، وهي تَأنِيْثُ ذلكَ. والتَالُ: ضَرْبٌ من ضرُوْب النَخْلِ. والتَّاويلَةُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فَي ألْوِيَةِ الرَّمْلِ.
(تول) - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس رَضِى الله عَنْهُما: "أفْتِنا في دَابَّةٍ تَرعَى الشَّجرَ وتَشرَبُ المَاءَ في كَرِشٍ لم تُثْغَر ؟ قال: قُلتُ: تِلكَ عِندَنَا الفَطِيمُ ، والتِّوَلَةُ، والجَذَعَة.
قال الخَطَّابِى : هكَذَا رُوِى، وإنما هو التِّلْوَة. يقال للجَدْى إذا ارتَفَع وفُطِم وتَبِع أُمَّه: تِلْوٌ والأُنثَى تِلْوَةٌ، وأمَّهاتُها حِيَنئذٍ المَتَالِى .
(ت و ل) : (التَّالُ) مَا يُقْطَعُ مِنْ الْأُمَّهَاتِ أَوْ يُقْطَعُ مِنْ الْأَرْضِ مِنْ صِغَارِ النَّخْلِ فَيُغْرَسُ الْوَاحِدَةُ تَالَةٌ (وَمِنْهُ) غَصَبَ تَالَةً فَأَنْبَتَهَا (وَقَوْلُهُ) التَّالَةُ لِلْأَشْجَارِ كَالْبَذْرِ لِلْخَارِجِ مِنْهُ يَعْنِي أَنَّ الْأَشْجَارَ تَحْصُلُ مِنْ التَّالَةِ لِأَنَّهَا تُغْرَسُ فَتَعْظُمُ فَتَصِيرُ نَخْلًا كَمَا أَنَّ الزَّرْعَ يَحْصُلُ مِنْ الْبَذْرِ.
تول وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَن التمائم والرُّقي والتِوَلة من الشّرك. قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ التولة بِكَسْر التَّاء وَهُوَ الَّذِي يحبِّب الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَلم أَسمع على هَذَا الْمِثَال فِي الْكَلَام إِلَّا حرفا وَاحِدًا قَالَ: يُقَال: هَذَا شَيْء طِيَبَه يَعْنِي الشَّيْء الطّيب
[تول] قال الفراء: التوَلَةُ والدوَلَةُ، مثال الهُمَزَةِ: الداهيةُ. يقال: جاءنا بتوَــلاتِــهِ ودوَــلاتِــهِ، وهي الدواهي. قال الخليل: التِوَلَةُ والتولَةُ، بكسر التاء وضمها، شبيهٌ بالسحر. قال الأصمعي: التولة: ما تحبب به المرأة إلى زوجها. وقال ابن الأعرابي: فلانا لذوتولات، إذا كان ذا لُطْفٍ وتَأَتٍّ حتّى كأنه يسحر صاحبه. 
[تول] ط: "التولة" من الشرك، بكسر التاء وفتح الواو ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره جعل من الشرك لاعتقادهم التأثير فيه بخلاف قدر الله. ط: "التولة" بضم تاء وكسرها نوع من السحر لتحبب إلى الزوج أو الزوجة من نخيط يقرأ فيه أو قرطاس يكتب فيه وسمي شركاً لأن المتعارف في عهده كان متضمناً للشرك. نه وفيه: قال أبو جهل: أن الله قد أراد بقريش "التولة" بضم تاء وفتح واو الداهية وقد تهمز. وفيه: أفتنا في دابة ترعى الشجرة وتشرب الماء في كرش لم تثغر، قال: تلك عندنا الفطيم، و"التولة"، والجذعة. الخطابي: إنما هو "التلوة" يقال للجدى إذا فطم وتبع أمه: تلو، والأنثى تلوة، والأمهات حينئذ المتالي.

تول: التُّوَلة: الداهية، وقيل: هي بالهمز، يقال: جاءنا بتُولاتــه

ودُولاتــه وهي الدواهي. ابن الأَعرابي: إِن فلاناً لذو تُولات إِذا كان ذا لُطْف

وتَأَتٍّ حتى كأَنه يَسْحَر صاحبه. ويقال: تُلْتُ به أَي دُهِيتُ

ومُنِيت؛ قال الراجز:

تُلْتُ بساقٍ صادق المَرِيسِ

وفي حديث بدر: قال أَبو جهل إِن الله قد أَراد بقريش التُّوَلة؛ هي بضم

التاء وفتح الواو الداهية، قال: وقد تهمز. والتُّوَلة والتِّوَلة: ضَرْب

من الخَرَز يوضع للسِّحْر فتُحَبَّب بها المرأَةُ إِلى زوجها، وقيل: هي

مَعَاذَة تُعَلَّق على الإِنسان، قال الخليل: التِّوَلة والتُّولة، بكسر

التاء وضمها، شبيهة بالسِّحر. وحكى ابن بري عن القزاز: التُّوَلة

والتِّوَلة السِّحْر. وفي حديث عبدالله بن مسعود: التِّوَلة والتَّمَائم

والرُّقَى من الشِّرْك؛ وقال أَبو عبيد: أَراد بالتَّمائم والرُّقَى ما كان بغير

لسان العربية مما لا يُدْرَى ما هو، فأَما الذي يُحَبِّب المرأَةَ إِلى

زوجها فهو من السِّحْر. والتِّوَلة، بكسر التاء: هو الذي يُحَبِّب المرأَة

إِلى زوجها، وفي المحكم: التِّوَلة الذي يُحَبِّب بين الرجل والمرأَة،

صِفَةٌ، ومثله في الكلام شيء طِيَبَة؛ قال ابن الأَثير: التِّوَلة، بكسر

التاء وفتح الواو، ما يُحَبِّب المرأَة إِلى زوجها من السِّحْر وغيره،

جعله ابن مسعود من الشِّرْك لاعتقادهم أَن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما

يُقَدِّرُه الله تعالى. ابن الأَعرابي: تالَ يَتُول إِذا عالج التِّوَلة وهي

السِّحْر.

أَبو صاعد: تَوِيلةٌ من الناس أَي جماعة جاءت من بُيُوت وصِبْيان ومال،

وقال غيره: التّالُ صِغارُ النَّخْل وفَسِيله، الواحدة تالَةٌ. وفي حديث

ابن عباس: أَفْتِنا في دابة تَرْعى الشَّجر وتشرب الماء في كَرِش لم

تُثْغَر، قال: تلك عندنا الفَطِيمُ والتَّوْلة والجَذَعة؛ قال الخطابي: هكذا

روي، قال: وإِنما هو التِّلْوة، يقال للجَدْيِ إِذا فُطِم وتَبِعَ أُمَّه

تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوة، والأُمهات حينئذ المَتَالي، فتكون الكلمة من

باب تلا لا تول، والله أَعلم.

تول
{التُّوَلَةُ، كهُمَزَةٍ: السِّحْرُ أَو شِبهُه الأَخِيرُ عَن الخَلِيل. وخَرَزَةٌ تُحَبِّبُ مَعهَا المَرأةُ إِلَى زَوجِها عَن الأصمَعِيّ. وَقَالَ ابنُ فارِس: هُوَ شيءٌ تَجعله المرأةُ فِي عُنُقِها تَتَحسَّنُ بِهِ عندَ زَوْجِها} كالتِّوَلَة، كعِنَبَة فيهمَا وَبِهِمَا رُوِىَ حديثُ ابنِ مَسعُودٍ رَضِي الله عَنهُ: إنّ التَّمائِمَ والرُّقَى {والتُّوَلَةَ مِن الشِّركِ التُّوَلَةُ: الدَّاهِيَةُ المُنْكَرَةُ كالدُّوَلَة، عَن الفَرّاء كالتَّوْلَة، بِالْفَتْح والضمّ وَكَذَلِكَ الدُّولَةُ بالضّم ج:} تُولَاتٌ ودُولات، بِالضَّمِّ. وَفِي الحَدِيث: إِن أَبَا جَهْلٍ لَمّا رَأَى الدَّبْرَةَ قَالَ: إنّ اللَّهَ قد أَرَادَ بقُرَيشٍ! التُّوَلَةَ. والتاءُ مُبدلةٌ من دَال، كَمَا قَالَ سِيبَوَيه فِي تَاء تَرَبُوتٍ، للنّاقَةِ المُرْتاضة: إِنَّهَا بَدَلٌ مِن دَال مدرب. واشتقاق الدُّولَة مِن تَداوُلِ الأيّامِ ظاهِرٌ. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: {تالَ} يَتُولُ: إِذا عالَجَ {التُّوَلَةَ أَي السِّحْرَ. قَالَ غَيره:} التَّالُ: صِغارُ النَّخْلِ وفُسْلانُها، واحِدَتُها: تالَةٌ. ومحمّدُ بنُ أحمدَ بنِ {تَوْلَةَ، مُحدِّثٌ رَوى عَنهُ سُليمانُ بن إِبْرَاهِيم الأَصْبَهانيُّ الحافِظ. قَالَ أَبُو صاعِدٍ:} تَوِيلَةٌ مِن النّاسِ كسَفِينةٍ: أَي جَماعَةٌ جَاءَت مِن بُيوتٍ وصِبيانٍ ومالٍ. وعبدُ اللَّهِ بنُ {تَوْلَى، كسَكْرَى وَقَالَ ابنُ أبي حاتِمٍ: بَولَى، بالمُوحَّدة، كَمَا فِي العُباب تابِعِيٌّ عَن عُثمانَ بنِ عَفّانَ، وَعنهُ عبدُ الرَّحْمَن بن إِسْحَاق، إِن كَانَ سَمِع مِنْهُ، قَالَه ابنُ حِبَّان.} وتَوِيلٌ، كأمِيرٍ: جَدُّ حَنْظَلَة بنِ صَفْوانَ وأخيه بِشْرِ بن صَفْوانَ من أُمَرَاء مِصْرَ. وكزُبَيرٍ: قَيسُ بنُ {تُوَيْلٍ نَقلَه الصاغانيُّ. قَالَ أَبُو عَمْرو:} التَّاوِيلَةُ: نَبتٌ يَنْبُت فِي أَلْوِيَةِ الرَّمْل. يُقال: جَاءَ بِدُولاهُ {وتُولاهُ عَن أبي مالِكٍ ودُولاتِــه} وتُولاتِــه بضَمَّتيْن: أَي بالدَّواهِي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:)
إنّ فُلاناً لَذو {تُولاتٍ: إِذا كَانَ ذَا لطفٍ وتَأَتٍّ، حَتَّى كَأَنَّهُ يَسحَرُ صاحِبَه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو:} تُلْتُ بِه: إِذا مُنِيتَ ودُهِيتَ بِهِ، وأنشَد:! تُلْتُ بِساقٍ صادِقِ المَرِيسِ

وهل

وهل



لَقِيتُهُ أَوَّلَ وَهْلَةٍ

I met him the first thing: see صَوْلَةٌ.
وهل الوهل الفزع، وهل يوهل وهلاً. ولقيته أول وَهْلَةٍ ووَهَلَةٍ أي أول شيء، وأول واهلة. ووهلت في الحساب غلطت.
و هـ ل : لَقِيَهُ أَوَّلَ (وَهْلَةٍ) أَيْ أَوَّلَ شَيْءٍ. 

وهل


وَهَلَ
[&
a. يَهِلُ] (n. ac.
وَهْل) [Ila], Formed an opinion, thought of; considered; opined.

وَهِلَ(n. ac. وَهَل)
a. Was feeble; was timid, frightened.
b. [Fī
or
'An], Erred, blundered in.
وَهَّلَa. Terrified.

تَوَهَّلَa. Led into error.

وَهْلa. Wrong opinion.

وَهْلَة
وَهَلa. Fear, fright, terror.

وَهِلa. Timid; weak.

N. Ag.
إِسْتَوْهَلَa. see 5
أَوَّلَ وَهْلَةٍ
أَوَّلَ وَاهِلَةٍ
a. At first, first of all.
و هـ ل : وَهِلَ وَهَلًا فَهُوَ وَهِلٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَزِعَ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ وَهَلْتُهُ وَالْوَهْلَةُ الْفَزْعَةُ وَوَهِلَ عَنْ الشَّيْءِ وَفِيهِ وَهَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضًا غَلِطَ فِيهِ وَوَهَلْتَ إلَيْهِ وَهْلًا مِنْ بَابِ وَعَدَ ذَهَبَ وَهْمُكَ إلَيْهِ وَأَنْتَ تُرِيدُ غَيْرَهُ مِثْلُ وَهَمْتُ وَلَقِيتُهُ أَوَّلَ وَهْلَةٍ أَيْ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ. 
[وهل] يقال: لقيتُهُ أوَّلَ وهلةٍ، أي أول شئ. والوهلة: الفزعة. والوَهَلُ بالتحريك: الفَزَعُ. وقد وَهِلَ يوهل، وهو وهل ومستوعل. قال القطامى يصف إبلا: وترى لجيضتهن عند رحيلنا وهلا كأن بهن جنة أولق أبو زيد: وهل في الشئ وعن الشئ، يوهل وهلا، إذا غلط فيه وسها. ووهلت إليه بالفتح أهل وهلاً، إذا ذهب وَهْمُكَ إليه وأنتَ تريدُ غيرَهُ، مثل وهمت.
و هـ ل

رجل وجلٌ وهلٌ: فزعٌ، وقد وهلت وهلاً شديداً، وأصابهم أهوال وأوهال، وجاء وهو مستوهل: فزع، واستوهل فلان. قال طفيل:

فقلنا لها لما رأينا الذي بها ... من الشرّ لا تستوهلي وتأمّلي

ويقال: وهلت منه: فزعت منه. ووهلت إليه. فزعت إليه. ووهل في الحساب والمسألة، ووهل عنه إذا غلط فيه وسها عنه. ووهمت إلى كذا ووهلت إليه بالفتح، وأنا أهم إليه وأهل إذا ذهب وهمك إليه، ووهلك أي ظنك. و" لقيته أول وهلة ".
(وه ل)

وَهِلَ، وَهَلاً: ضعف وفزع. ووَهَلَه: أفزعه.

والوَهِلُ والمُستَوْهَلُ: الْفَزع.

ووَهِلَ فِي الشَّيْء، وَعنهُ، وَهَلاً: غلط فِيهِ ونسيه.

ووَهَل إِلَى الشَّيْء يَوْهَلُ ويَهِلُ وَهْلاً: ذهب وهمه إِلَيْهِ.

وَكلمت فلَانا وَمَا ذهب وَهْلِى إِلَّا إِلَى فلَان، أَي وَهْمِى.

ولقيه أول وَهْلَةٍ، ووَهَلَةٍ، ووَاهِلَةِ، أَي أول شَيْء.
وهـل
وهِلَ/ وهِلَ إلى/ وهِلَ عن/ وهِلَ في يوهَل، وَهَلاً، فهو وَهِل، والمفعول مَوْهول إليه
• وهِل فلانٌ:
1 - فزع.
2 - ضعُف.
3 - جَبُن.
• وهِل إلى فلان: فزِع إليه.
• وهِل عن الأمر/ وهِل في الأمر: غلط فيه ونسيه. 

وَهَل [مفرد]: مصدر وهِلَ/ وهِلَ إلى/ وهِلَ عن/ وهِلَ في. 

وَهِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وهِلَ/ وهِلَ إلى/ وهِلَ عن/ وهِلَ في. 

وَهْلَة [مفرد]: ج وَهَــلات ووَهْــلات: أوَّل شيء "لقِيته أوَّل وَهْلَة: من الوَهْلة الأولى- لا تحكم لأول وهلة" ° في الوَهْلة الأولى: في أوّل مرَّة- لأوّل وَهْلة: أي أوّل ما تراه أو أوّل شيء أو لأوّل نظرة- للوَهْلة الأولى: للمرّة الأولى. 

وَهَلَة [مفرد]: ج وَهَــلات: وَهْلة. 
[وهل] نه: فيه: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة فذهب "وهلى" أنها اليمامة أو هجر، وهل إلى الشيء يهل من ضرب وهلا - بالسكون - إذا ذهبه إليه. رز: بسكون هاء وفتحها - ومر في ب. نه: ومنه ح عائشة: "وهل" ابن عمر، أي ذهب وهمه إليه، ويجوز أن يكون بمعنى سها وغلطن من وهل في الشيء وعن الشيء بالكسر يوهل وهلا - بالتحريك. ن:"وهل" ابن عمرن والله ما قال صلى الله عليه وسلم: إن الميت يعذب، فيه جواز الحلف بالظن، وإنكارها سماع الموتى إن استندت فيه إلى أن الحياة شرط في السمع فكذا شرط في اللم، وإن كان إلى عدم الرواية فقد صح ما أنتم بأسمع، ثم هو لا ينافي "لا تسمع الموتى" إذ المراد به العريون عن الحياة والحديث بعد رد الحياة إليهم ولذا يسمع كلام الملكين ويذوق عذاب القبر، ووهل للغلط من ضرب، وللفزع من سمع. نه: ومنه قول ابن عمر: "وهل" انس، أي غلط. ك: "فوهل" الناس، بفتح هاء ويجوز كسرها، أي غلطوا وذهب وهمهم إلى خلاف الواقع في تأويله، فقيل: تقوم الساعة عنده، وإنما مراده أنه لا يبقى أحد من الموجودين تلك الليلة، وقد كان كذلك فإنه قد أجمع المحدثون أن آخر الصحابة موتًا أبو الطفيل عامر بن واثلة، وغاية ما قيل فيه أنه بقى سنة عشر ومائة وهي رأس مائة سنة من مقالته. نه: وفي ح قضاء الصلاة: فقمنا "وهلين"، أي فزعين، والوهل -بالحركة: الفزع. ومنه: يف أنت إذا أتاك ملكان "فتوهلاك" في قبرك؟ من توهلته -إذا عرضته لأن يهل أي يغلط أي في جواب الملكين. وفيه: فلقيته أول "وهلة". أي أول شيء، والوهلة المرة من الفزع، أي لقيته أول فزعة فزعتها بلقاء إنسان. غ: والإنسان يرتاع لشيء رآه بديئًا.

وهل: وَهِل وَهَلاً: ضعُف وفَزِعَ وجَبُن، وهو وَهِلٌ، ووَهَّله:

أَفزعه. الجوهري: الوَهَل، بالتحريك، الفزَع، وقد وَهِلَ يَوْهَل فهو وَهِلٌ

ومُسْتَوْهِل؛ قال القطامي يصف إِبلاً:

وتَرى لِجَيْضَتهِنّ عند رَحِيلِنا

وَهَلاً، كأَنَّ بهنَّ جِنَّة أَوْلَق

ووَهَلْت إِليه إِذا فَزعْت إِليه. ووَهِلْت، بالكسر، إِذا فَزِعْت منه؛

قال: وشاهدُ مُسْتَوْهِلٍ قول أَبي دُواد:

كأَنه يَرْفَئِيُّ، باتَ عن غَنَمٍ،

مُستَوْهِلٌ في سَواد الليل مَذْؤُوبُ

وفي حديث قضاء الصَّلاة والنَّوم عنها: فقُمْنا وَهِلِينَ أَي

فَزِعِينَ. والوَهِل والمُسْتَوْهِل: الفَزِع النَّشِيط. ووَهِلْت إِليه وَهَلاً:

فَزِعْت إِليه. ووَهِلْت منه: فَزِعْت منه. والوَهْلةُ: الفَزْعة.

ووَهَلْت إِليه، بالفتح، وأَنت تريد غيرَه: مثل وَهَمْت وسَهَوْت، ووَهَلْت

فأَنا واهِل أَي سَهَوْت. ووَهِل في الشيء وعنه وَهِلاً: غَلِط فيه ونَسِيه.

وفي التهذيب: وَهَلْت إِلى الشيء وعنه إِذا نَسِيته وغَلِطت فيه.

وتوَهَّلت فلاناً أَي عَرَّضته لأَن يَهِلَ ويَغْلَط؛ ومنه الحديث: كيف أَنت

إِذا أَتاكَ مَلَكان فتَوَهَّلاك في قَبْرك؟ أَبو سعيد: أَبو زيد وهَلْت

إِلى الشيء أَهِلُ وَهْلاً، وهو أَن تُخْطِئ بالشيء فتَهِل إِليه وأَنت

تريد غيرَه. أَبو زيد: وَهِلَ في الشيء وعن الشيء يَوْهَل وَهَلاً إِذا

غلِط فيه وسَها. ووَهَلْت إِليه، بالفتح، وأَنت تريد غيره: مثل وَهَمْت؛

ومنه الحديث: رأَيت في المَنام أَني أُهاجِر من مَكَّة فذهَب وَهَلِي إِلى

أَنها اليَمامةُ أَو هَجَرُ؛ وهَلَ إِلى الشيء، بالفتح، يَهِل، بالكسر،

وَهْلاً، بالسكون، ويَوْهَل إِذا ذهب وَهْمُه إِليه؛ ومنه حديث عائشة، رضي

الله عنها: وَهَلَ ابنُ عُمر أَي ذهب وَهْمُه إِلى ذلك؛ قال: ويجوز أَن

يكون بمعنى سَها وغَلِط. يقال منه: وَهِل في الشيء وعن الشيء، بالكسر،

يَوْهَل وَهَلاً، بالتحريك؛ ومنه قول ابن عمر: وَهِلَ أَنَسٌ أَي غَلِط.

وكلَّمت فلاناً وما ذهَب وَهَلي إِلاَّ إِلى فلان أَي وَهْمِي. ولَقِيته

أَوَّل وَهْلةٍ ووَهَلة ووَاهِلةٍ أَي أَوَّل شيء، وقيل: هو أَوّل ما تراه.

وفي الحديث: فلَقِيته أَوَّل وَهْلةٍ أَي أَوَّل شيء، والوَهْلة المرَّة

من الفزَع، أَي لقيته أَوّل فزعة فَزِعتها بلقاء إِنسان.

وهـل

(} وَهِلَ؛ كَفَرِحَ) {يَوْهَلُ} وَهَلاً:
(ضَعُفَ وَفَزِعَ) وَجَبُنَ، {كَاسْتَوْهَلَ (فَهُوَ} وَهِلٌ، كَكَتِفٍ، {وَمُسْتَوْهَلَ) ، وَفِي حَدِيث لَيْلَةِ التَّعْرِيس، " فَقُمْنا} وَهِلِينَ " أَي فَزِعِينَ. وَقَالَ القَطامِيُّ يَصفُ إِبِلاً:
(وَتَرَى لِجَيْضَتِهِنَّّ عِنْدَ رَحِيْلِنا ... {وَهَلًا كَأَنَِّبِهنَّ جِنَّةَ أَوْلَقِ (و) } وَهِلَ (عَنْهُ) {يَوْهَلُ} وَهَلًا: (غَلِطَ فِيْهِ وَنَسِيَهُ) ، وَكَذلِكَ {وَهِلَ فِي الشَّيْءِ. وَفِي التَّهْذيب:} وَهِلْتُ إِلَى الشَّيءِ وَعَنْهُ: إِذا نَسِيْتَهُ وَغَلِطْت فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْن عُمَرَ: " وَهِلَ أَنَسٌ " أَيْ: غَلِطَ.
( {وَوَهَّلَهُ} تَوْهِيلاً: فَزَّعَهُ) وَخَوَّفَهُ. ( {وَوَهَلَ إِلَى الشَّيْءِ} يَوْهَلُ، بِفَتْحِهِما، و) {وَهَل (} يَهِلُ) ، كَوَعَدَ يَعِدُ ( {وَهْلاً) ، بِالفَتْح: (ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَيْهِ) . وَقَالَ أَبو سَعِيد عَن أَبِي زَيْدٍ:} وَهَلْتُ إِلَى الشَّيْءِ {أَهِلُ} وَهْلاً، وَهُوَ أَنْ تُخْطِئَ بالشَّيْءِ فَتَهِل إِلَيْهِ وَأَنْتَ تُرِيْدُ غَيْرَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ: " {وَهَلَ ابْنُ عُمَرَ "، أَي: ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلى ذلِكَ. وَيَجوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى سَها وَغَلِطَ.
(} والوَهِلُ) ، كَكَتِفٍ، ( {والمُسْتَوْهِلُ: الفَزِعُ) ، قَالَ أَبُو دَاوُد:
(كَأَنَّهُ يَرْفَئِيٌّ باتَ عَن غَنَمٍ ... } مُسْتَوْهِلٌ فِي سَوادِ اللَّيْلِ مَذْؤُوبُ)
(وَلَقِيْتُهُ أَوَّلَ {وَهْلَةٍ) ، بالفَتْح، (وَيُحَرَّكُ، و) أَوَّلَ (} وَاهِلَةٍ) ، كُلّ ذلِكَ (أَوَّلَ شَيْءٍ) ، قَاَلهُ الفَرّاء، وَقِيْلَ: هُوَ أَوَّلُ مَا تَراه.
( {وَتَوَهَّلَه: عرضه لِأَن يغلط) ، وَمِنْهُ الحَدِيث: " كَيْفَ أَنْتَ إِذا أَتاكَ مَلَكانِ} فَتَوَهَّلاَكَ فِي قَبْرِك ". [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ {وَهَلَ إِلَيْهِ: إِذَا فَزِعَ إِلَيْهِ.} والوَهْل: الوَهْمُ.
{والوَهْلَةُ: المَرَّةُ مِنَ الفَزَع. وَيُقَالُ: وَقَعُوا فِي} أَوْهالٍ {وَأَهْوالٍ.

الذّهن

الذّهن:
[في الانكليزية] Spirit ،intelligence ،understanding
[ في الفرنسية] Esprit ،intelligence ،entendement

بالكسر وسكون الهاء وبفتحتين أيضا:
الذكاء، والتذكّر وحدّة الخاطر وقوّته كما في كشف اللغات. الأذهان الجمع. وفي عرف العلماء يطلق على معان. منها قوّة للنفس معدّة لاكتساب الآراء أنّ العلوم التصوّرية والتصديقية والمعدّة على صيغة اسم المفعول، أي قوة مهيّئة هيّأها الله تعالى للاكتساب. ويجوز أن يكون على صيغة اسم الفاعل أي قوة مهيئة تهيئ النفس للاكتساب، هكذا يستفاد من الأطول والمطول. وأما ما وقع في شرح هداية النحو من أنّ الذّهن قوة نفسانية يحصل بها التمييز بين الأمور الحسنة والقبيحة والصواب والخطاء.
وقيل هي القوة المعدة لاكتساب التصوّرات والتصديقات. وقيل هي قوّة مهيئة لاكتساب العلوم انتهى. فمرجع هذه الأقوال إلى هذا المعنى كما لا يخفى. ومنها النفس. ومنها العقل أي المقابل للنفس وهو الجوهر المجرّد الغير المتعلّق بالبدن تعلّق التدبير والتصرف وقد صرّح بهذه المعاني الثلاثة السيّد السّند في حاشية خطبة شرح الشمسية حيث قال: الذّهن قوة معدّة لاكتساب الآراء والحدود، وقد يعبّر عنه بالعقل تارة وبالنفس أخرى انتهى.
والمراد بالآراء التصديقات وبالحدود التصوّرات. وقيد الاكتساب احتراز عن القوى العالية فإنّ علومها حضورية وليست بمكتسبة.
ومنها المدارك من العقل وقواها والمبادئ العالية جميعا لأنّ الوجود الذهني هو الحصول في واحد واحد منها، كذا في شرح هداية النحو.
والمراد بالعقل النفس وإطلاق العقل على النفس جائز كما يجيء في لفظ العقل. ويؤيّد هذا المعنى ما وقع في بعض حواشي شرح التجريد من أنّ الوجود الظلّي لا يتصوّر إلا في القوى الدراكة ولذلك يسمّى وجودا ذهنيا، والوجود الأصلي لا يكون إلّا خارجا عن القوى الدراكة فالخارج يقابل الذهن انتهى. والقوى الدراكة هي القوة العالية والسافلة صرّح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية في بيان القضية الخارجية حيث قال: المراد بالخارج في قولهم قد تعتبر القضية المحصورة بحسب الخارج هو الخارج عن المشاعر، والمشاعر هي القوى الدراكة أي النفس وآلاتــها، بل جميع القوى العالية والسافلة انتهى. وأما ما وقع في شرح هداية النحو من أنّه قيل الذهن قوة دراكة تنتقش فيها صور المحسوسات والمعقولات انتهى، فيراد بهذه القوة النفس عند من ذهب إلى أنّ صور المحسوسات والمعقولات جميعها ترتسم في النفس. وأمّا عند من ذهب إلى أنّ صور الكليّات والجزئيّات المجرّدة ترتسم في النفس وصور الجزئيات المادية ترتسم في آلاتــها فيراد بهذه القوة النفس وقواها أي القوى السافلة. وقد يفهم مما ذكر العلمي في حاشية شرح الهداية في مبحث الوجود أنّ الذهن قد يراد به القوى السافلة تارة والقوى العالية أخرى، والأعم منهما اي العالية والسافلة جميعا مرة أخرى.

عشرون كتابًا عَدَا مئات

عشرون كتابًا عَدَا مئات
الجذر: ع د

مثال: أَلَّفَ عشرين كتابًا عدا مئات المقالات
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لاستعمال «عدا» هنا للإضافة والزيادة.

الصواب والرتبة: -ألَّفَ عشرين كتابًا بالإضافة إلى مئات المقالات [فصيحة]
التعليق: الثابت أن «عدا» أداة استثناء، ومعنى الاستثناء إخراج شيء من شيء، فهو عملية طرْحٍ لا جمع، ومن الخطأ استعمالها بمعنى الإضافة والزيادة، والصواب أن تحل محلها العبارة «بالإضافة إلى».

المفهوم

المفهوم:
[في الانكليزية] Conceived ،idea ،conception ،notion ،concept
[ في الفرنسية] Conccu ،idee ،conception ،notion ،concept
هو عند المنطقيين ما حصل في العقل أي من شأنه أن يحصل في العقل سواء حصل بالفعل أو بالقوة بالذات كالكلّي أو بالواسطة كالجزئي، وهذا عند من يقول إنّ صور الجزئيات الجسمانية مرتسمة في النفس الناطقة إلّا أنّ ارتسامها فيها بواسطة الآلات أي الحواس. وأمّا من يقول بأنّها مرتسمة في الآلات لا في النفس فيفسّر المفهوم بما حصل عند العقل لا في العقل صرّح به السّيّد السّند.
ثم المفهوم والمعنى متحدان بالذات فإنّ كلّا منهما هو الصورة الحاصلة في العقل أو عنده مختلفان باعتبار القصد والحصول. فمن حيث إنّها تقصد باللفظ سمّيت معنى ومن حيث إنّها تحصل في العقل سمّيت بالمفهوم، هكذا يستفاد من بديع الميزان والصادق الحلواني وغيرهما.
وعند الأصوليين خلاف المنطوق وهو ما دلّ عليه اللفظ لا في محل النطق بأن يكون حكما بغير المذكور وحالا من أحواله كما يجيء، وهو ينقسم إلى مفهوم موافقة ومفهوم مخالفة لأنّ حكم غير المذكور إمّا موافق لحكم المذكور نفيا أو إثباتا أو لا. والأول مفهوم الموافقة وهو أن يكون المسكوت عنه وهو المسمّى بغير محلّ النطق موافقا في حكم المذكور المسمّى بمحل النطق ويسمّى فحوى الخطاب ولحن الخطاب، هذا عند الشافعي رحمه الله تعالى. وأمّا الحنفية فيسمّونه دلالة النّص، مثاله قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ فعلم من حال التأفيف وهو محلّ النطق حال الضرب وهو غير محل النطق مع الاتــفاق وهو إثبات الحكم فيهما. وقوله تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ فعلم منه عدم تأدية ما فوق الدينار. فمفهوم الموافقة تنبيه بالأدنى على الأعلى كالتنبيه بالتأفيف على ما فوق وهو الضرب أو بالأعلى على الأدنى كالتنبيه بالقنطار على ما دونه فلا عبرة في مفهوم الموافقة بالمساواة، هكذا في العضدي وحاشيته للسّيّد السّند. لكن في الإتقان مفهوم الموافقة هو ما يوافق حكمه المنطوق فإن كان أولى يسمّى فحوى الخطاب كدلالة فلا تقل لهما أفّ على تحريم الضرب لأنّه أشدّ، وإن كان مساويا يسمّى لحن الخطاب أي معناه كدلالة إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً على تحريم الإحراق لأنّه مساو للأكل في الإتلاف انتهى.
والثاني مفهوم المخالفة وهو أن يكون المسكوت مخالفا للمذكور في الحكم إثباتا ونفيا ويسمّى دليل الخطاب، وسمّاه الحنفية تخصيص الشيء بالذكر كما في كشف البزدوي، وهو أقسام:
الأول مفهوم الصفة مثل في الغنم السّائمة زكاة يفهم منه أنّه ليس في المعلوفة زكاة. والثاني مفهوم العدد الخاص مثل فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً فيفهم أنّ الزائد على الثمانين غير واجب، ومنه مفهوم الاستثناء مثل لا إله إلّا الله، ومفهوم إنّما مثل إنّما الأعمال بالنّيّات، ومفهوم الحصر مثل العالم زيد. وصاحب الإتقان أدخل مفهوم العدد في مفهوم الصفة حيث قال: مفهوم الموافقة أنواع: مفهوم صفة نعتا كان أو حالا أو ظرفا أو عددا، ومثّل للعدد بقوله تعالى فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً أي لا أقلّ ولا أكثر. والثالث مفهوم الشرط مثل وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ يفهم أنّهن إن لم تكن أولات حمل فأجلهنّ بخلافه.

والرابع: مفهوم الغاية مثل فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ أي فإذا نكحته تحلّ للأول. الخامس: مفهوم الاسم وهو نفي الحكم عمّا لم يتناوله الاسم مثل في الغنم زكاة، فتنتفي من غير الغنم، وسمّاه الحنفية بتخصيص الشيء باسمه العلم كما سمّوا مفهوم الصفة بتخصيص الشيء بالصفة، وكما سمّوا مفهوم الشرط بتخصيص الشيء بالشرط وتعليقه به وعلى هذا القياس.
فائدة:
مفهوم المخالفة لم يعتبره الحنفية، والشافعي اعتبره. وفي جامع الرموز في بيان الوضوء مفهوم المخالفة كمفهوم الموافقة معتبر في الرواية بلا خلاف، لكن في إجارة الزاهدي إنّه غير معتبر، والحقّ أنّه معتبر إلا أنه أكثري لا كلّي، كما في حدود النهاية وغيرها.

أولو

(أولو)
ذَوُو وَهُوَ مُضَاف دَائِما وَيسْتَعْمل للمفرد (ذُو) من غير لَفظه
أولو
أولو [جمع]: مؤ أولات: جمع لا مفرد له من لفظه، بمعنى: أصحاب، يلزم الإضافة إلى اسم ظاهر ويعرب بالواو رفعًا وبالياء نصبًا وجرًّا (تُرسم بالواو الأولى ولا تُنطق) " {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} " ° أولو الأحلام والنُّهى: ذوو الألباب والعقول الرّاجحة- أولو الأمر: الرؤساء- أولو الشَّأن/ أولو الحلّ والعقد: مَنْ بيدهم البتّ في الأمور كالحكَّام والمسئولين- أولو العلم: العلماء. 
أولو
: ( {أُولُو) ، بضمَّتَيْن: (جَمْعٌ لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِهِ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي ومَرَّ للمصنِّفِ فِي الَّلامِ.
(وقيلَ: اسْمٌ جَمْعٍ واحِدُهُ ذُر،} وأُــلاتُ للإناثِ، واحِدُها ذاتُ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ واحِدَتُها، كَمَا هُوَ نَصُّ الجَوْهرِي.
تقولُ: جاءَني أُولُو الألْبابِ وأُــلاتُ الأحْمالِ.
( {وأُولاَ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ والصَّواب} أُولَى كهُدًى، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح؛ (جَمْعٌ) أَو اسْمٌ يُشارُ بِهِ إِلَى الجَمْعِ، (ويُمَدُّ) فيكونُ على وَزْنِ غُرابٍ، فَإِن قَصَرْتَه كَتَبْتَه بالياءِ، وَإِن مَدَدْتَه بَنَيْتَه على الكَسْر، ويَسْتَوِي فِيهِ المذكّرُ والمُؤنَّثُ، وشاهِدُ المَمْدودِ قولُ خَلَف بن حَازِم:
إِلَى النَّفَرِ البِيضِ {الأُلاءِ كأنَّهم
صَفائِحُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَخْلَصَها الصَّقْلُوالكَسْرةُ الَّتِي فِي} أُلاءِ كَسْرةُ بناءٍ لَا كَسْرة إعْرابٍ، وعَلى ذلكَ قولُ الشاعرِ:
وإنَّ {الأُلاءِ يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمُ قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا يدلُّ على أنَّ} أُولَى! وأُولاءَ نُقِلَتا مِن أَسْماءِ الإشارَةِ إِلَى مَعْنى للَّذين، قالَ: وَلِهَذَا جاءَ فيهمَا المدُّ والقَصْرُ وبُنِي المَمْدودُ على الكَسْر.
(لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِه) أَيْضاً، (أَو واحِدُه للمُذكَّر وذِهْ للمُؤَنَّثِ وتَدْخُلُه هَا التَّنْبِيهِ) ، تقولُ: (هَؤُلاءِ) .
قَالَ أَبُو زيْدٍ: ومِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: هَؤُلاءِ قَوْمُك، ورأَيْت هَؤُلاءٍ، فيُنَوِّن ويَكْسِرُ الهَمْزةَ، قالَ: وَهِي لُغَةُ بَني عُقَيْلِ؛ (و) تَلْحَقه (كافُ الخِطابِ) تقولُ: ( {أُولئِكَ} وأُولاَكَ) ؛ قَالَ الكِسائي: مَنْ قالَ أُولئِكَ فواحِدُه ذلكَ، ومَنْ قالَ {أُولاكَ فواحِده. ذاكَ، (} وأولاَ لِكَ) مِثْلُ أُولئِكَ؛ وأَنْشَدَ يَعْقوبٌ:
{أُولالِكَ قَوْمي لم يَكُونُوا أُشابةً
وهَلْ يَعِظُ الضِّلِّيلَ إلاَّ} أُولالِكا؟ واللامُ فِيهِ زائِدَةٌ، وَلَا يقالُ هَؤُلالِكَ، وزَعَمَ سِيبَوَيْهٍ أنَّ اللامَ لم تُزَدْ إلاَّ فِي عَبْدَلٍ وَفِي ذلكَ وَلم يَذْكر أُولالِكَ إلاَّ أَنْ يكونَ اسْتَغْنى عَنْهَا بقوله ذَلِك، إِذْ أُولالِكَ فِي التَّقْديرِ كأنَّه جَمْع ذَلِك.
قَالَ الجَوْهري: ورُبَّما قَالُوا أُولئِكَ فِي غَيْرِ العُقلاءِ؛ قالَ محمدُ بنُ عبدِ اللهاِ بنِ نميرٍ الثّقفي:
ذُمَّ المَنازِلَ بَعْدَ مَنْزِلة اللِّوَى
والعَيْشَ بَعْدَ! أُولئِكَ الأيَّام ِوقولهُ تَعَالَى: {إنَّ السَّمَعَ والبَصَر والفُؤادَ كلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسْؤُولاً} . ( {وأُلاَّكَ، بالتَّشْديدِ، لُغَةٌ) فِي أُولئِكَ؛ (قالَ) الراجزُ:
(مَا بينَ} أُلاَّكَ إِلَى {أُلاَّكَا (وأَما) قولُهم: (ذَهَبَتِ العَرَبُ} الأُولَى) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ الأُلَى، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح، قالَ: {والأُلَى بوَزْنِ العُلَى، هُوَ أَيْضاً جَمْعٌ لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِ، واحِدُه الَّذِي؛ وأَمَّا قولُهم: ذَهَبَتِ العَرَبُ الأُلَى (فَمقلوبُ الأَوَّلِ لأنَّه جَمْعُ أُولَى كأُخْرَى وأُخَرَ) .
وَفِي التهذيبِ: الأُلَى بمعْنَى الَّذين؛ وَمِنْه قَوْله:
فإنَّ} الأُلَى بالطَّفِّ مِن آلِ هاشِمٍ
تأسَّوْا فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِياقال: وأَتى بِهِ زِيادٌ الأعْجَم نَكِرَة بغَيْرِ أَلفٍ ولامٍ فِي قولهِ:
فأَنْتُم {أُلَى جِئْتُمْ مَعَ البَقْلِ والدَّبى
فَطارَ وَهَذَا شَخْصُكُم غَيْرُ طائِرِوأَنْشَدَ ابنُ برِّي شاهِدَ الأُلى:
رأَيتُ مَواليَّ} الأُلى يَخْذلُونَني
على حَدَثانِ الدَّهْرِ إِذْ يَتَقَلَّ بُقالَ: فقولُه: يَخْذلُونَني مَفْعولٌ ثانٍ أَو حالٌ ليسَ بصِلَةٍ؛ وقالَ عبيدُ بنُ الأبْرَصِ:
نحْنُ الأُلَى فاجْمَعْ جُمو
عَكَ ثمَّ وجِّهْهُمْ إلَيْناقال: وَعَلِيهِ قولُ أَبي تمامٍ:
مِنْ أَجْلِ ذلكَ كانتِ العَرَبُ الأُلَى
يَدْعُونَ هَذَا سُودَداً مَحْدُوداوقال صاحِبُ اللِّسان: وَجَدْتُ بخطِّ الشّيْخ رَضِيّ الدِّين الشَّاطِبي قالَ: وللشَّريفِ الرِّضِيِّ يَمْدحُ الطَّائِع: قد كانَ جَدُّكَ عِصْمةَ العَرَبِ {الأُلَى
فاليَوْمَ أَنْتَ لَهُمْ مِن الأَجْذامقال: قالَ ابنُ الشَّجري: قولهُ الأُلى يَحْتَمِل وَجْهَيْن: أَحَدُهما أَن يكونَ اسْماً ناقِصاً بمعْنَى الَّذين، أَرادَ الأُلَى سَلَفُوا فحذَفَ الصِّلَةَ للعِلْم بهَا.

زِيَادة الواو في تركيب الجملة

زِيَادة الواو في تركيب الجملة
الأمثلة: 1 - أَحَد إنجازاتك القديمة والتي تمتد لعدة أجيال 2 - أَرْجُوكَ الانتباه لاسِيَّما وأنَّ الأمر مهم 3 - اعْتَذِرْ إن كان ولابُدَّ أن تتأخَّر 4 - بَدَا الحقُّ وكأنه عَلَمٌ 5 - جاء يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة 6 - سبق وأن قلت لك 7 - صاحبتُ رجلاً وأي رجل 8 - كُلُّ عام وأنتم بخير 9 - لابُدَّ وأن تعود فلسطين لأصحابها 10 - لَمْ يترك سؤالاً إلاّ وسأله 11 - ما من أحد إلاّ وله طمع أو حسد 12 - منذ رحل وصورته لا تفارقني 13 - هو قصاص كما وأنه شاعر
الرأي: مرفوضة
السبب: لزيادة الواو في تركيب الجملة.

الصواب والرتبة:
1 - أحد إنجازاتك القديمة التي تمتد لعدة أجيال [فصيحة]-أحد إنجازاتك القديمة والتي تمتد لعدة أجيال [صحيحة]
2 - أرجوكَ الانتباه لاسِيَّما أنَّ الأمر مهم [فصيحة]-أرجوكَ الانتباه لاسِيَّما وأنَّ الأمر مهم [صحيحة]
3 - اعْتَذِرْ إنْ كان لابُدَّ أن تتأخر [فصيحة]-اعْتَذِرْ إنْ كان ولابُدَّ أن تتأخر [صحيحة]
4 - بَدَا الحقُّ كأنه عَلَمٌ [فصيحة]-بَدَا الحقُّ وكأنه عَلَمٌ [فصيحة]
5 - جاء يوسف والي نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة [فصيحة]-جاء يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة [صحيحة]
6 - سبق أن قلت لك [فصيحة]-سبق وأن قلت لك [صحيحة]
7 - صاحبتُ رجلاً أيَّ رجلٍ [فصيحة]-صاحبتُ رجلاً وأيّ رَجُلٍ [صحيحة]
8 - كُلَّ عام أنتم بخير [فصيحة]-كُلُّ عام وأنتم بخير [صحيحة]
9 - لابُدَّ من أن تعود فلسطين لأصحابها [فصيحة]-لابُدَّ وأن تعود فلسطين لأصحابها [صحيحة]
10 - لم يترك سؤالاً إلاّ سأله [فصيحة]-لم يترك سؤالاً إلاّ وسأله [فصيحة]
11 - ما من أحد إلاّ له طمعٌ أو حسدٌ [فصيحة]-ما من أحد إلاّ وله طمعٌ أو حسدٌ [صحيحة]
12 - مُنْذُ رَحَلَ صورته لا تفارقني [فصيحة]-مُنْذُ رَحَلَ وصورتُه لا تفارقني [صحيحة]
13 - هو قَصَّاص كما أنّه شاعر [فصيحة]-هو قَصَّاص كما وأنّه شاعر [صحيحة]
التعليق: منع بعض النحاة واللغويين زيادة الواو في تركيب الجملة، واعتمد على ذلك بعض المحدثين فرفضوا بعض الاستعمالات المحدثة، كقولنا: «كل عام وأنتم بخير»، و «منذ رحل وصورته لا تفارقني»، و «صاحبت رجلاً وأيّ رجل»، و «إن كان ولابد»، و «لاسيما وأن الأمر مهم»، و «هو قصّاص كما وأنه شاعر»، و «بدا الحقّ وكأنه عَلَم»، و «سبق وأن قلتُ لك»، و «لابد وأن تعود فلسطين لأصحابها»، و «لم يترك سؤالاً إلا وسأله»، و «ما من أحد إلا وله طمع»، و «جاء يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة»، و «أحد إنجازاتك القديمة والتي تمتد لعدة أجيال». وقد أجيزت جميع الاستعمالات باعتبار زيادة الواو. (وانظر: زيادة الواو بين المبتدأ والخبر، ومنذ مع الواو في الاستعمال المعاصر، وزيادة الواو قبل الصفة، وزيادة الواو بين «كان» وخبرها، ومجيء الجملة بعد «لاسيما» مقترنة بالواو، وزيادة الواو بعد أداة التشبيه، وزيادة الواو قبل أداة التشبيه، وزيادة الواو بين الفعل وفاعله، وزيادة الواو بين «لابد» والمصدر المؤول بعدها، ومجيء الماضي بعد «إلاَّ» مقترنًا بالواو، وزيادة الواو بعد «إلاَّ»، وزيادة الواو حين تتعدد الوظائف، وزيادة الواو قبل الاسم الموصول).

طوي

طوي
طوَى يَطوِي، اطْوِ، طَيًّا، فهو طاوٍ، والمفعول مَطويّ وطَوِيّ
• طوَى الكتابَ: لفّ بعضَه فوق بعض "طوَى الورقةَ/ البساطَ/ قطعةَ القماش/ ركبتيْه/ الشراعَ- {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} " ° طواه النسيان: أصبح مغمورًا- طوَى الله عُمْرَه: أفناه، أماته- طوَى صفحة الماضي: تخلَّى عما سبق وبدأ من جديد- طُوِيت صحيفتُه: مات.
• طوَى المكانَ: جاوزه وقطَعه "طوَى البلادَ بحثًا عن عمل".
• طوَى الأمرَ: أخفاه وكتمه "طوَى سرَّ صديقه- طوَى سِرَّه بين جوانحه". 

طَوِيَ يَطْوَى، اطْوَ، طَوًى، فهو طَوٍ وطيَّان
• طَوِيَ الفرسُ:
1 - ضَمَرَ وهَزُل.
2 - جاع ولم يأكل شيئًا. 

انطوى/ انطوى على يَنطوي، انْطَوِ، انطواءً، فهو مُنطَوٍ، والمفعول مُنطوًى عليه
• انطوى المُجَلَّدُ: مُطاوع طوَى: التفّ بعضه فوق بعض "انطوت الحيَّةُ/ الصحيفةُ".
• انطوى العمرُ: انقضى "انطوى من العمر أكثره".
 • انطوى الحديثُ بينهما: انكتم.
• انطوى على معلومات خطيرة: تضمّن، اشتمل على "انطوى على نتائج طيبة- ينطوي الاستغلال على مخاطر كثيرة- انطوى قلبه على الحقد" ° انطوى على نفسه: اعتزل النَّاس. 

تطوَّى/ تطوَّى على يتطوَّى، تَطَوَّ، تَطَوّيًا، فهو مُتَطَوٍّ، والمفعول مُتَطَوًّى عليه
• تطوَّت الحيَّةُ: مُطاوع طوَّى: التفَّت، انضمَّ بعضُها إلى بعض.
• تطوَّى على الشَّيء: تضمَّنه ° تطوَّى على نفسه: انعزل. 

طوَّى يطوِّي، طَوِّ، تَطْوِيَةً، فهو مُطَوٍّ، والمفعول مُطَوًّى
• طوَّى الورقةَ: بالغ في طيِّها أي في لفِّ بعضها فوق بعض. 

انطِواء [مفرد]:
1 - مصدر انطوى/ انطوى على.
2 - (نف) اتجاه الفرد نحو شعوره الذاتي اتجاهًا مستغرقًا يؤدّي إلى السَّهو وفرط الحساسية "شخص ميَّالٌ إلى الانطواء". 

انطوائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى انطوِاء: مَنْ يُغَلِّب شعوره الذَّاتيّ ويعزل نفسه عن الآخرين "رجلٌ انطوائيّ". 

انطوائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انطِواء: "شخصيّة انطوائيّة".
2 - مصدر صناعيّ من انطوِاء.
3 - (نف) اتّجاه الفرد نحو شعوره الذَّاتيّ اتّجاهًا مستغرقًا يؤدّي إلى السَّهو وفرط الحساسية. 

تطوية [مفرد]: مصدر طوَّى. 

طَوٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طَوِيَ. 

طَوًى [مفرد]:
1 - مصدر طَوِيَ.
2 - جُوع "لم يجد ما يسدّ به طوَى أطفاله- ولقد أبيتُ على الطَّوَى وأَظَلُّه ... حتى أنالَ به كريم المأكلِ" ° بات على الطَّوى: بات جائعًا. 

طُوًى [مفرد]: شيءٌ مَثنيّ مَطويّ " {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}: الذي قُدِّس مَرتين أو هو جبل بالشَّام، أو وادٍ في أسفل الطُّور". 

طَوِيّ [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من طوَى: مَطوِيّ.
2 - مرِن، سهل الانثناء والتشكيل. 

طَوِيَّة [مفرد]: ج طَوايا: ضمير، نِيَّة، سريرة، دخيلة "كان حسَن النيَّة نقيَّ الطويَّة- نفذ إلى طويَّة الآخرين" ° سليم الطَّوِيَّة: ليس ماكرًا، لا يُخفي حقدًا. 

طَيّ [مفرد]: ج أطواء (لغير المصدر):
1 - مصدر طوَى ° طيُّ الرسالة: مرفق بها- طيُّ الشيء: داخله- في طيّ الغيب: مجهول، لا يُرى- في طيّ الكتمان: سِرِّيّ.
2 - (جو) تقبّض في القشرة الأرضيّة نتيجة للحركات الأرضية، ينتج عنه أن تنطوي الصخور. 

طيَّان [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طَوِيَ. 

طَيَّة [مفرد]: اسم مرَّة من طوَى: "لا نعرف ما يحمله لنا المستقبل في طيّاته- طواه طيَّتين- طيّات الأرض: تعاريجها" ° حمَل في طيَّاته: تضمّن. 

طِيَّة [مفرد]: نيَّة "مضى لطِيَّته: لناحيته، لقصده الذي قصده". 

مِطواة [مفرد]: ج مَطاوٍ: سِكِّين صغير ذو نصل أو نصال يبيت في فتحة مخصوصة "ضرب اللصَّ بالمِطواة- اعتدوا عليه بالمطاوي". 

مِطْوًى [مفرد]: ج مَطاوٍ: اسم آلة من طوَى: أداة يُطوى أو يُلفُّ عليها الغزلُ ونحوُه "لف النسيج على المِطْوَى". 
(طوي) السقاء وَنَحْوه طوى ضمر وانكمش والبطن خمص من الْجُوع وَيُقَال طوى فلَان جَاع فَهُوَ طو وطيان وَهِي طيا (ج) طواء
ط و ي : طَوَيْتُهُ طَيًّا مِنْ بَابِ رَمَى وَطَوَيْتُ الْبِئْرَ فَهُوَ طَوِيٌّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَذُو طَوًى وَادٍ بِقُرْبِ مَكَّةَ عَلَى نَحْوِ فَرْسَخٍ وَيُعْرَفُ فِي وَقْتِنَا بِالزَّاهِرِ فِي طَرِيقِ التَّنْعِيمِ وَيَجُوزُ صَرْفُهُ وَمَنْعُهُ وَضَمُّ الطَّاءِ أَشْهَرُ مِنْ كَسْرِهَا فَمَنْ نَوَّنَ جَعَلَهُ اسْمًا لِلْوَادِي وَمَنْ مَنَعَهُ جَعَلَهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ مَعَ الْعَلَمِيَّةِ أَوْ مَنَعَهُ لِلْعَلَمِيَّةِ مَعَ تَقْدِيرِ الْعَدْلِ عَنْ طَاوٍ. 
ط و ي

ثوب مطوي وأثواب مطواة، وطواه طية واحدة وطية حسنة. ورجل طاوٍ وطيّان: خميص البطن. وامرأة طاوية وطياً. وقد طويَ من الجوع فهو طيان. وطوى يطوي إذا تعمد ذلك.

ومن المجاز: طوى الله عمره. وطوى فلان وهو منشور إذا بقي له حسن ذكر أو أثر جميل. وطوى عني الحديث والسر: كتمه. وطواه السير: هزله. ووجدت في طيّ الكتاب وفي أطواء الكتب ومطاويها كذا. والغل في طيّ قلبه: وانطوى قلبه على حقد. قال يصف يوماً شديد الحر:

حتى إذا لم يدع في طيّ حاقنة ... مما استقينا لخمس بائص بللا

هي حوصلة القطاة لأنها تحقن الماء. وعلى جنبيها أطواء الشحم وهي طرائقه. وانطوت الحية وتطوت، ولها أطواء ومطاوٍ. وما بقيت في مطاوي أمعائها ثميلة. وتحت مطاوي درعه أسد. قال:

وعندي حصداء مسرودة ... كأن مطاويها مبرد

وتقول: طوى عني كشحاً، وضرب عني صفحاً. قال:

وصاحب لي طوى كشحاً فقلت له ... إن انطواءك هذا عنك يطويني

وأدرجني في طيّ النسيان. وطوى الله لك البعد. وهو يطوي البلاد. ومضى لطيّته، وأن طيتك وأمتك؟ وبعدت عنا طيته وهي الجهة التي إليها يطوي البلاد. وله طيات شتى، ولقيته بطيات العراق: في نواحيه وجهاته. ومررت بظبي طاوٍ: عاطفٍ طوى عنقه وعطفها ونام آمناً. قال الراعي:

أغنّ غضيض الطرف باتت تعله ... صرى ضرّة شكرى فأصبح طاوياً وطوى البناء باللبن والبئر بالحجارة وهي الطويُّ والأطواء.
طوي: تقول: طَوَيْتُ الصَّحيفةَ أطويها طيّاً، فالطّيّ: المصدر، وطَوَيْتها طَيَّةً واحدة، أي: مرةً واحدة. وإنّه لحَسَنُ الطِّيّة، لا يُراد به المرة الواحدة، ولكنْ ضربٌ من الطَّيِّ مثل: الجِلْسة والمِشية يراد: نوعٌ منه، قال ذو الرُّمّة: 

أم دمنةٌ نسفت عنها الصَّبا سُفَعاً ... كما تنشر بعد الطية الكتب

فكسر الطّاء [لأنّه] أراد نوعاً من الطَّي في الحسن أو القبح. والفعل اللازم: الانطواء، يقال للحيّة وما يُشبِهُها: انطَوَى يَنطَوي انطواء فهو منطوٍ، على مُنْفَعِل.. ويقال: اطّوى يَطَّوي اطِّواء إذا أردت به: افتعل فأدغم التّاء في الطّاء، فهو مًطَّوٍ على مُفْتَعل. والمَطْوَى: شيءٌ تَطْوى عليه المرأةُ غَزْلَها. والطِّيَّة تكون منزلاً، وتكون مُنْتَوىً، تقول: مَضَى فلانٌ لطِيَّته، أي: لِنِيَّته التّي انتواها. ويُقال: طوى اللهُ لك البُعدَ، أي: قرّبة. وفلانٌ يَطْوي البلاد، أي: يَقطَعُها بلداً عن بلدٍ. وقد تُخَفَّفُ الطيّة في الشِّعْر، كما قال الطِّرِمّاح: 

[ولا كِفْلَ الفُرُوسةِ شاب غُمراً] ... أصمَّ القلب حوشي الطيات 

أي: بعيد الهمّة. ويقال: فلان حوشيٌّ إذا كان خبيث الفؤاد والحركات. وطَوّى فُلانٌ كَشْحَهُ، أي: ذهب لوجهه، قال:

وصاحبٍ قد طوى كَشْحَاً فقلت له: ... إنّ انطواءك هذا عنك يطويني 

وطوى عنّي نصيحته، [أي: كتمها] . وأطواء النّاقة: طرائق شَحْمٍ في جَنْبَيها وسنامها، طيٌّ فوقَ طيٍّ. ومطاوي الحيّة والأمعاء والشَّحم والبَطْن والثَّوْب: أطواؤها وغُضُونُها، الواحد: مَطوَى. وكذلك مطاوي الدِّرع إذا ضُمَّت غُضُونُها، قال:

وعندي حَصْداءُ مَسْرُودةٌ ... كأن مَطاويَها مِبْرَدُ 

والأطواء كذلك، الواحدُ: طيّ. والطَّوِيُّ: البِئْر المطويّة. والطيُّ [فيها] : طيّ الحجارة. وطُوَى: جبلٌ بالشّام، ويُقال: بل طُوىَ وادٍ في أصل الطُّور. وطوى فلان نهاره جائعاً يطوي طَوىً فهو طاوٍ.. والطيّان: الطّاوي البطن، والمرأة: طيى، وطاوية، قال عنترة:

ولقد أَبيتُ على الطَّوَى وأظلّه ... حتّى أنالَ به كريم المأكل 
[ط وي] الطَّيُّ: نَقِيضُ النَّشْرِ، طَوَيْتُه طَيّا وَطِيَّةً وطَيَةً - بالتَّخفِيفِ - الأخيرةُ عن اللَِّحيانِيّ، وهي نادِرَةٌ، وحكى: صَحِيفَةٌ جافَيِةُ الطِّيَةِ، بالتَّخفيف أيضاً، أي: الطَّيِّ. وطَوِّيْتُه، وقَدِ انْطَوَى، واطَّوَى، وتَطَوَّى، وحكَى سِيبَويْهِ، تَطَوَّى انْطِواءً، وأنْشَدَ:

(وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ ... )

الحِضْبُ: ضَرْبٌ من الحيَّاتِ، وهو الوَتَرُ أيضْاً، قَالَ: وكذلك جَمِيعُ ما يُطْوَى. والطّاوِى من الظِّباءِ: الَّذي يَطْوِى عُنُقَه عٍ نْدَ الرُّبوضِ، ثُم يَرْبِضُ: قال الرَّاعِي:

(أَغَنُّ غَضيضُ الطَّرْفِ باتْتَ تَعُلُّه ... صَرَى ضَرَّةٍ شَكْرَى فأَصْبِح طاوِيَا)

عَدَّي تَعُلُّ إلى مَفْعُولَيْنِ؛ لأَنَّ فيه مَعْنَى تَسْقِي. والطِّيَّةُ: الهَيْئَةُ التي يُطْوَى عليها. وأََطْواءُ: الثَّوْبِ، والصَّحِيفةِ، والبَطْنِ، والشَّحْمِ، والأمعاء، والحَيَّةِ وغَيرِ ذلك: طَرائِقُه ومكاسِرُ طَيِّه، واحِدُها، طِيٌّ، بالكَسْرِ، وطَيٌّ بالفَتْحِ، وطِوًى. وطِوَى الحيَّةِ: انْطِواؤُها. ومَطَاوِي الدِّرْعِ: غُضُونُها إذا ضُمَّتْ، واحِدُها مِطْوًى، قَالَ:

(وعِنْدِيَ حَصْداءُ مَوْضُونَةٌ ... كأَنَّ مَطاوِيِها مِبْرَدُ)

والمِطْوَي: شَيءٌ يُطْوَى عليه الغَزْلُ. والمُنْطَوِي: الضّامِرُ البَطْنِ. وسِقاءٌ طَوٍ: طُوِىَ وفيه بَلَلٌ، أو رُطُوبَةٌ، أو بَقِيَّةُ لَبَنٍ فَتَغَّيرَ ولَخِنَ وتَقَطَّعَ عَفَناً، وقد طَوَى طَوًى. والطَّيُّ في العَرُوضِ: حَذْفُ الرّابِع من ((مُسْتفْعِلُنْ)) ، و ((مَفْعُولات)) ، فَيَبْقَي ((مُسْتَعِلُنْ)) ومَفْعُــلاتٌ فَتْنْقَلُ مُسْتِلُنْ إلى مُفْتَعِلُنْ، ومَفْعُــلاتُ إلى فاعِــلاتُ، يكونُ ذلك في البَسِيطِ والرَّجَزِ والمُنْسَرِحِ، وإنَّما سُمِّيَ هذا الجُزْءُ إذا كان كذلك مَطْوِياً، لأَنَّ رابِعَه وَسِطُه على الاسْتْواءِ، فَشُبِّةَ بالثَّوبِ الذي يَعْطَفُ من وَسَطِه. وطَوَى الرَّكِيَّةَ طَيّا: عَرَشَها الحجِارِةَ والآجُرِّ، وكذلك اللِّبِنَ تَطْوِيه في البِناءِ. والطَّوِيُّ: البِئْرُ المَطْوِيَّةُ، مُذَكَّرٌ، فإنْ أَنِّتْ فعَلَى المَعْنَى، كما ذُكِّرَ البِئْرُ على المَعْنى في قَوْلِه:

(يا بِئْرُ يا بِئْرَ بَنِي عَدِيِّ ... )

(لأتَزْحَنْ قَعْرَكَ بالدُّليِّ ... )

(حَتّى تَعُودِي أَقْطَعَ الوَلِيِّ ... )

أَرادَ قَلِيباً أَقْطَعَ الوَلِيِّ. وطَوَى كَشْحَهُ على كذا: أَضْمَرَه، وعَزَمَ عليه. وطَوَى كَشْحَه: مَضَى لوَجْهِه. وطَوَى عَنِّى نَصيِحتَه وأَمْرَه: كَتَمه. وطَوَى البِلادَ طَيّا: قَطَعَها بَلَداً عن بَلِدِ. وطَوَى المكانَ إِلى المَكانِ: جاوَزَه، أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيّ:

(عليها ابنُ عَــلاّتٍ إذا اجْتَسَّ مَنْزِلاً ... طَوْتُه نُجومُ اللَّيلِ وهي بلاقِعُ ... )

أًَي أَنَّه لا يُقِيم بالمَنْزِل لا يُجاوِزُه النَّجْمُ إلا وهو قَفْرٌ منه، وقَالَ: ((وهي بَلاقِعُ)) لأَنَّه عَنَى بالمَنْزِل المَنازِلَ، أي: إذا اجْتَسَّ مَنازِلَ، وأَنْشَدَِ:

(بها الوَجْناءُ ما تَطْوى بماءٍ ... إِلى ماءٍ وَيْمتَدُّ السَّليلُ)

يقولُ: وإن بَقِيْتْ فإنَّها لا تَبْلُغُ الماءَ ومَعَها حِينَ بُلُوغِها فَضْلَةٌ من الماءِ الأَوَّلِ. وطُوَيَتْ طِيَّةٌ: بَعْدتْ، هذه عن اللِّحْيانّي. فأَمَّا قَوْلُ الأَعْشَى:

(أَجَدَّ بِتَيَّا هَجْرُها وشَتِاتُها ... وحَبَّ بها لو تُسْتَطاعُ طِياتُها)

إنما أَرادَ ((طِيَّاتُها)) ، فَحذَفَ الياءَ الثَّانِيَةَ. والطيةُ: الناحيةُ والطِّيِّةُ: الحاجَةُ والوَطَرُ. ومَضَى لطِيَّتِه، أي: لوَجْهِه الذي يُرِيدُه. والطِّيَّةُ: الوَطَنُ، والمَنْزِلُ، والنِّيَّةُ، والجَمْعُ: طِيَّاتٌ، وقد تُخَفَّفُ في الشِّعْرِ، قَالَ الطِّرمَّاحُ:

(أَصَمُّ القَلِبِ حُوشيُّ الطِّياتِ ... )

قَالَ أَبو حَنيفَةَ: والأَطواءُ: الأَثْناءُ في ذَنَبِ الجَرادَةِ، وهي كالعَقْدَةِ، واحِدُها طِوًى. والطَّيّانُ: الجائِعُ، والأُنْثَى طَيَّا، وجَمْعها: طِواءٌ. وقد طَوِىَ طَوًى، وطِوًى، عن سِيبَوَيْهِ: خَمُصَ من الجُوعِ، فإذا تَعمَّدَ ذلك قِيلَ: طَوَى. وأَتَيْتُه بعد طُوًى من اللَّيْلِ، أي: بعد ساعَةٍ منه. وطُوَى وطُوًى وطِوًى: جَبَلٌ بالشَّأمِ، وقِيلَ: هو وادٍ في أًصْلِ الطُّورِ، فمن لم يَصْرِِفْه تَركَ صَرْفَه من وَجْهَيْنِ: أَحَدُهما: أن يكونَ مَعْدولاً عن طاوٍ، فيصيرُ مثلَ عُمَرَ المَعْدولِ عن عامِر، والوَجُهُ الآخَرُ: أَنْ يكونَ اسْماً للبُقَعَةِ، كما قَالَ تعالى: {في الْبٌ قْعَةِ المْبُاَرَكَة مِنَ الشَّجَرَةِ} [القصص: 30] ومَنْ قالَ: ((طوًى)) فَنَوَّنَ جعلَه اسماً للوادِي، أو للجَبلِ مُذَكَّراً، سُمِّيَ بمُذكَّرٍ، نحو حُطَمٍ وصُرَدٍ، ومَنْ قَالَ: ((طِوًى)) فَكَسَرَ ونَوَّنَ فهو مِثلُ مِعَى وضِلَعِ. وذُو طَوًى، مَقْصورٌ: وادٍ بمكَّةَ: وكانَ في كتابِ أبي زيدٍ مَمْدُوداً، والمَعْرُوفُ أنَّ ذا ? طُوًى مَقْصورٌ: وادٍ بمكَّةَ. وذُو طَوَاءٍ مَمْدودٌ: مَوْضِعٌ بِطَريق الطّائِفِ، وقيل: وادٍ. وما بالدارِ طُوَوَيٌّ، أي: ما بها أَحَدٌ، وقد تَقَدَّمَ في الهَمزِ. والطّاءُ: حرفُ هجاءِ، وهو حَرْفٌ مَجْهورٌ مُسْتَعْلٍ، يكونُ أَصْلاً وبَدَلاً، ولا يكونُ زائداً. وإِنَّما قَضَيْتُ على أنَّه من (ط وي) لما قَدَّمْتُه في الحاء. وشِعْرٌ طاوِيٌّ: قافِيتُه الطّاءُ.

طوي: الطَّيُّ: نَقِيضُ النَّشْرِ، طَوَيْته طَيّاً وطِيَّةً وَطِيَةً،

بالتخفيف؛ الأَخيرة عن اللحياني وهي نادرة، وحكى: صَحِيفة جافيَة

الطِّيَةِ، بالتخفيف أَيضاً، أَي الطَّيّ. وحكى أَبو علي: طَيَّةٌ وطُوًى

ككَوَّة وكُوًى، وطَوَيته وقد انطَوَى واطَّوَى وتَطَوَّى تَطَوِّياً، وحكى

سيبويه: تَطَوَّى انْطِواءً؛ وأَنشد:

وقد تَطَوَّيْتُ انطِواءَ الحِضْبِ

الحِضْبُ: ضربٌ من الحَيَّاتِ، وهو الوتَرُ أَيضاً، قال: وكذلك جميعُ ما

يُطْوَى. ويقال: طَوَيتُ الصَّحيفةَ أَطْوِيها طَيّاً، فالطَّيُّ

المصدرُ، وطَوَيْتُها طَيَّةً واحدة أَي مَرَّةً واحدةً. وإِنه لحَسَنُ

الطِّيَّة، بكسر الطاءِ: يريدون ضَرْباً من الطَّيِّ مثلُ الجِلسَة والمِشْيَة

والرِّكْبةِ؛ وقال ذو الرمة:

من دِمْنَةٍ نَسَفَتْ عنها الصَّبا سُفَعاً،

كما تُنَشَّرُ بعدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ

فكسَر الطاء لأَنه لم يُرِدْ به المَرَّة الواحدة. ويقال للحيَّة وما

يُشبِهُها: انْطَوَى يَنْطوِي انْطِواءً فهو مُنْطَوٍ، على مُنْفَعِلٍ.

ويقال: اطَّوَى يَطَّوِي اطِّواءً إِذا أَردتَ به افْتَعَل، فأَدْغمِ التاء

في الطاءِ فتقول مُطَّوٍ مُفْتَعِل. وفي حديث بناءِ الكَعْبةِ: فتَطوَّتْ

موضعَ البَيْتِ كالحَجَفَة أَي اسْتَدارَتْ كالتُّرْسِ، وهو تَفَعَّلَتْ

من الطيِّ.

وفي حديث السفَرِ: اطْوِ لَنا الأَرضَ أَي قَرِّبها لنا وسَهِّلِ

السَّيـْرَ فيها حتى لا تَطُولَ علينا فكأَنها قد طُوِيَتْ. وفي الحديث: أَن

الأَرضَ تُطْوَى بالليلِ ما لا تُطْوَى بالنَّهارِ أَي تُقْطَع مسافتُها

لأَن الإِنسان فيه أَنشَطُ منه في النهارِ وأَقدرُ على المَشْي والسيرِ

لعدمِ الحَرِّ وغيره. والطاوِي من الظِّباءِ: الذي يَطْوِي عُنُقَه عند

الرُّبوضِ ثم يَرْبِضُ؛ قال الراعي:

أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ، باتَتْ تَعُلُّه

صَرَى ضَرّةٍ شَكْرى، فأَصْبَحَ طاوِيا

عَدَّى تَعُلُّ إِلى مفعولَيْن لأَن فيه معنى تَسْقِي. والطِّيَّة:

الهيئة التي يُطْوَى عليها. وأَطواءُ الثَّوْبِ والصحيفةِ والبطْنِ والشَّحمِ

والأَمعاء والحَيَّةِ وغير ذلك: طَرائِقُه ومَكاسِرُ طَيِّه، واحدُها

طِيٌّ، بالكسر، وطَيٌّ، بالفتح، وطِوًى. الليث: أَطواءُ الناقةِ طَرائقُ

شَحْمها، وقيل: طَرائِقُ شَحْمِ جَنْبَيْها وسنَامِها طَيٌّ فوق طَيٍّ.

ومَطاوي الحيَّةِ ومَطاوِي الأَمْعاءِ والثَّوْبِ والشحمِ والبطْنِ:

أَطواؤُها، والواحدُ مَطْوًى. وتَطوَّتِ الحَيَّة أَي تحوَّت. وطِوى الحيَّة:

انْطِواؤُها. ومَطاوِي الدِّرْعِ: غُضُونُها إِذا ضُمَّتْ، واحدها مِطْوىً؛

وأَنشد:

وعِنديَ حَصْداءُ مَسْرُودَةٌ،

كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ

والمِطْوَى: شيءٌ يُطوَى عليه الغَزْلُ. والمُنْطَوِي: الضامرُ

البَطْنِ. وهذا رجلٌ طَوِيّ البَطنِ، على فَعِلٍ، أَي ضامِرُ البَطنِ، عن ابن

السِّكِّيت؛ قال العُجَيرُ السَّلوليّ:

فقامَ فأَدنَى من وِسادِي وِسادَه

طَوِي البَطْنِ، ممشُوقُ الذراعَينِ، شَرْجَبُ وسِقاءٌ طَوٍ: طُوِيَ

وفيه بَلَلٌ أَو بَقِيَّةُ لبَنٍ فَتَغَيَّر ولَخِنَ وتَقَطَّع عَفَناً، وقد

طَوِي طَوًى. والطَّيُّ في العَرُوضِ: حَذْفُ الرابِعِ من

مُسْتَفْعِلُنْ ومَفْعُولاتُ، فيبقى مُسْتَعِلُنْ ومَفْعُــلات فيُنْقَل مُسْتَعِلُنْ

إلى مُفْتَعِلُنْ ومَفْعُــلات إِلى فاعــلاتُ، يكون ذلك في البَسيطِ والرَّجَز

والمنْسَرِح، وربما سمي هذا الجزءُ إِذا كان ذلك مَطْوِيّاً لأَن رابعهُ

وسَطُه على الاسْتِواء فشُبِّه بالثَّوْبِ الذي يُعطَفُ من وَسَطه.

وطَوَى الرَّكِيَّة طَيّاً: عرشها بالحِجارةِ والآجُرِّ، وكذلك

اللَّبِنُ تَطْويه في البِناءِ.

والطَّوِيُّ: البئرُ المَطْوِيَّة بالحجارة، مُذَكَّر، فإِن أُنِّثَ

فَعَلى المعنى كما ذُكِّرَ البئرُ على المعنى في قوله: يا بِئرُ، يا بِئرَ

بَني عَدِيِّ

لأَنْزَحَنْ قَعْرَكِ بالدُّلِيِّ،

حتى تَعُودي أَقْطَعَ الوَلِيِّ

أَرادَ قَلِيباً أَقْطَعَ الوَلِيِّ، وجمع الطّوِيِّ البئرِ أَطواءٌ.

وفي حديث بَدْرٍ: فَقُذِفوا في طَوِيٍّ من أَطْواءِ بَدْرٍ أَي بِئرٍ

مَطوِيَّةٍ من آبارِها؛ قال ابن الأَثير: والطَّوِيُّ في الأَصْل صِفَةٌ فعيلٌ

بمعنى مَفْعول، فلذلك جَمَعُوه على الأَطْواء كَشَرِيفٍ وأَشرافٍ

ويَتِيمٍ وأَيْتامٍ، وإِن كان قد انْتَقَلَ إِلى بابِ الاسْمِيّة.

وطَوَى كَشْحَه على كذا: أَضْمَرَه وعزم عليه. وطَوَى فلانٌ كَشْحَهُ:

مَضَى لِوَجّهِه؛ قال الشاعر:

وصاحبٍ قد طَوَى كَشْحاً فَقُلْتُ له:

إِنَّ انْطِواءَكَ هذا عَنْكَ يَطْوِيني

وطَوَى عنِّي نَصِيحتَه وأَمْرَه: كَتَمه. أَبو الهيثم: يقال طَوَى

فُلانٌ فُؤادَهُ على عَزِيمةِ أَمرٍ إِذا أَسَرَّها في فُؤادِه. وطَوَى

فُلانٌ كَشْحَه: أَعْرَضَ بِودِّهِ. وطوَى فلانٌ كَشْحَه على عَدواةٍ إِذا لم

يُظْهِرْها. ويقال: طَوَى فُلانٌ حَديثاً إِلى حَديثٍ أَي لم يُخْبِرْ به

وأَسَرَّه في نفسِه فَجازَه إِلى آخر، كما يَطْوِي المُسافِرُ مَنزلاً

إِلى مَنزلٍ فلا يَنْزِلُ. ويقال: اطْوِ هذا الحديثَ أَي اكْتُمْه. وطَوَى

فلانٌ كَشْحَه عَني أَي أَعْرَضَ عَنِّي مُهاجِراً. وطَوَى كَشْحَهُ على

أَمْرٍ إذا أَخْفاه؛ قال زهير:

وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ،

فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَقَدَّم

أَرادَ بالمُسْتَكِنَّةِ عَداوَةً أَكَنَّها في ضَميره. وطوَى البِلادَ

طَيّاً: قَطَعَها بلَداً عَنْ بَلَدٍ. وطوَى الله لنا البُعْدَ أَي

قرّبَه. وفلانٌ يَطْوِي البلادَ أَي يَقْطَعُها بَلداً عن بَلَدٍ. وطَوَى

المَكانَ إِلى المَكانِ: جاوَزه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

عليها ابنُ عَــلاَّتٍ إِذا اجْتَسَّ مَنْزِلاً،

طَوَتْهُ نُجُومُ اللَّيْلِ، وَهْي بَلاقِعُ

أَي أَنه لا يُقِيمُ بالمَنْزِل، لا يُجاوِزُه النَّجْمُ إِلا وهو قَفْر

منه، قال: وهي بلاقِعُ لأَنه عَنَى بالمَنْزل المنازِلَ أَي إِذا

اجْتَسَّ مَنازِلَ؛ وأَنشد:

بهَا الوَجْناءُ ما تَطْوِي بماءٍ

إِلى ماءٍ، ويُمْتَلُّ السَّلِيلُ

يقول: وإِن بَقِيَتْ فإِنها لا تَبْلغُ الماءَ ومَعَها حِين بُلوغِها

فَضْلَةٌ من الماءِ الأَوَّلِ. وطَوَيْت طِيَّةً بَعُدَتْ؛ هذه عن

اللحياني؛ فأَما قول الأَعشى:

أَجَدَّ بِتَيَّا هَجْرُها وشَتاتُها،

وحُبَّ بها لو تُسْتَطاعُ طِياتُها

إِنما أَراد طِيَّاتُها فحَذَف الياء الثانية. والطِّيَّة: الناحية.

والطِّيَّةُ: الحاجة والَوطَر، والطِّيَّةُ تكونُ مَنْزِلاً وتكونُ

مُنْتَوًى. ومضى لِطيَّتِه أَي لوجهِه الذي يريدُه ولِنِيَّتِه التي انْتَواها.

وفي الحديث: لَمَّا عَرَضَ نفسَه على قَبائلِ العرب قالوا له يا محمد

اعْمِدْ لِطِيَّتِكَ أَي امْضِ لِوَجْهِكَ وقَصْدِك. ويقال: الْحَقْ

بطِيَّتِك وبنِيَّتِك أَي بحاجتِك. وطِيَّةٌ بعيدةٌ أَي شاسِعةٌ.

والطَّوِيَّة: الضَّمِيرُ.

والطِّيَّة: الوَطَنُ والمَنْزِلُ والنِّيَّة. وبَعُدَتْ عَنَّا

طِيَّتُه: وهو المَنْزِلُ الذي انْتَواهُ، والجمع طِيَّاتٌ، وقد يُخَفَّفُ في

الشِّعْرِ؛ قال الطرمّاح:

أَصَمّ القلبِ حُوشِيّ الطِّيَاتِ

والطَّواءُ: أَن يَنْطَوِي ثَدْيا المرأَةِ فلا يَكْسِرهما الحَبَل؛

وأَنشد:

وثَدْيانِ لم يَكْسِرْ طَواءَهُما الحَبَلْ

قال أَبو حنيفة: والأَطْواءُ الأَثْناءُ في ذَنَب الجَرادة وهي

كالعُقْدَةِ، واحِدُها طِوًى.

والطَّوَى: الجُوعُ. وفي حديث فاطمة: قال لها لا أُخْدِمُكِ وأَتْرُكَ

أَهلَ الصُّفَّة تَطْوَى بطونُهم. والطَّيَّانُ: الجائعُ. ورجلٌ طَيَّانُ:

لم يأْكل شيئاً، والأُنثى طَيَّا، وجمعها طِوَاءٌ. وقد طَوِيَ يَطْوَى،

بالكسر، طَوًى وطِوًى؛ عن سيبويه: خَمُصَ من الجوعِ، فإذا تَعَمَّدَ ذلك

قيل طَوَى يَطْوِي، بالفتح، طَيّاً. الليث: الطَّيَّانُ الطاوي البطن،

والمرأَةُ طَيَّا وطاوِيةٌ. وقال: طَوَى نهارَه جائعاً يَطْوِي طَوًى، فهو

طاوٍ وطَوًى أَي خالي البَطنِ جائع لم يأْكل. وفي الحديث: يَبِيتُ

شَبْعانَ وجارُهُ طاوٍ. وفي الحديث: أَنه كان يَطْوِي بَطنَه عن جارِه أَي

يُجِيعُ نفسَه ويؤثِرُ جارَه بطعامِه. وفي الحديث: أَنه كان يَطْوِي يومين

أَي لا يأْكل فيهما ولا يَشْرَب.

وأَتيته بعد طُوًى من الليل أَي بعد ساعة منه.

ابن الأَعرابي: طَوَى إِذا أَتى، وطَوَى إِذا جاز، وقال في موضع آخر:

الطَّيُّ الإِتيانُ والطَّيُّ الجوازُ؛ يقال: مَرَّ بنا فَطَوانا أَي

جَلَسَ عندنا، ومَرَّ بنا فطَوانا أَي جازَنا.

وقال الجوهري: طُوًى اسم موضِعٍ بالشأْم، تُكْسَرُ طاؤُه وتُضَمُّ

ويُصْرَفُ ولا يُصْرَف، فمن صَرَفَه جَعلَه اسمَ وادٍ ومكانٍ وجَعَله نكرَةً،

ومن لم يَصْرِفْه جَعَلَه اسم بَلْدة وبُقْعَة وجَعَله معرفة؛ قال ابن

بري: إِذا كان طُوًى اسْماً للوادي فهو عَلم له، وإِذا كان اسماً عَلَماً

فليس يَصِحُّ تَنْكيرُه لتَبايُنِهما، فمن صَرَفه جعله اسماً للمكان، ومن

لم يَصْرفه جعله اسماً للبُقْعة، قال: وإذا كان طُوًى وطِوًى، وهو الشيء

المَطْوِيّ مرتين، فهو صفة بمنزلة ثُنًى وثِنًى، وليس بعَلَمٍ لشيءٍ، وهو

مَصْروفٌ لا غيرُ كما قال الشاعر:

أَفي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً؟

لعَمْري لقد كانت مَلامَتُها ثِنَى

وقال عديّ بن زيد:

أَعاذِل، إِنَّ اللَّوْمَ في غيرِ كُنْهِه،

عليَّ طُِوىً من غَيِّك المُتَرَدِّد

ورأَيت في حاشية نسخة من أَمالي ابن بري: إِن الذي في شعر عَدِيّ:

عَليَّ ثِنًى من غَيِّك. ابن سيده: وطُوًى وطِوًى جَبَلٌ بالشام، وقيل: هو

وادٍ في أَصلِ الطُّورِ. وفي التنزيل العزيز: إنك بالوادِي المُقَدَّسِ

طُوًى؛ قال أَبو إِسحق: طُوًى اسمُ الوادي، ويجوز فيه أَربعة أَوجه: طُوَى،

بضم الطاء بغير تنوين وبتنوين، فمن نَوَّنه فهو اسم للوادي أَو الجَبَل،

وهو مذكَّر سمي بمذكَّرٍ على فُعَلٍ نحو حُطَمٍ وصُرَدٍ، ومن لم

يُنَوِّنْه تركَ صَرْفَه من جهتين: إِحداهما أَن يكون مَعْدُولاً عن طاوٍ فيصير

مثلَ عُمَرَ المعدولِ عن عامرٍ فلا ينصرف كما لا ينصرف عُمَر، والجهة

الأُخرى أَن يكون اسماً للبُقْعة كما قال في البُقْعة المُبارَكَةِ من

الشَّجَرة، وإذا كُسر فَنُوِّن فهو طِوًى مثلُ مِعىً وضِلَعٍ، مصروفٌ، ومن لم

يُنَوِّن جعلَه اسماً للبُقْعة، قال: ومن قرأَ طِوًى، بالكسر، فعلى معنى

المُقَدَّسة مرة بعد مرة كما قال طرفة، وأَنشد بيت عدي بن زيد المذكور

آنِفاً، وقال: أَرادَ اللَّوْمَ المكَرَّرَ عليَّ. وسُئل المُبَرِّد عن وادٍ

يقال له طُوًى: أَتَصْرِفُه؟ قال: نعم لأَن إِحدى العِلَّتين قد

انْخَرَمت عنه. وقرأَ ابن كُثيرٍ ونافعٌ وأَبو عمرو ويعقوب الحَضْرَميّ: طُوَى

وأَنا وطُوَى اذْهَبْ، غيرَ مُجْرًى، وقرأَ الكسائيُّ وعاصمٌ وحمزة وابنُ

عامر: طُوًى، مُنَوَّناً في السورتين. وقال بعضهم طُوًى مثل طِوًى، وهو

الشيء المَثْنِيُّ. وقالوا في قوله تعالى: بالوادي المُقَدَّسِ طُوًى؛ أَي

طُوِيَ مرتين أَي قُدِّسَ، وقال الحسن: ثُنِيَتْ فيه البَرَكة

والتَّقْدِيسُ مرتين. وذو طُوًى، مقصور: وادٍ بمكة، وكان في كتاب أَبي زيد ممدوداً،

والمعروف أَن ذا طُوًى مقصور وادٍ بمكة. وذو طُواءٍ، ممدود: موضع بطريق

الطائفِ، وقيل: وادٍ. قال ابن الأَثير: وذو طُوًى، بضم الطاء وفتح الواو

المخففة، موضع عند باب مكة يُسْتحب لمن دخل مكة أَن يَغْتَسِلَ به. وما

بالدار طُوئيٌّ بوزن طُوعِيٍّ وطُؤوِيٌّ بوزن طُعْوِيٍّ أَي ما بها

أَحَدٌ، وهو مذكورٌ في الهَمْزة. والطَّوُّ: موضِعٌ.

وطَيِّءٌ: قَبيلة، بوزن فَيْعِلٍ، والهمزة فيها أَصلية، والنسبة إِليها

طائيٌّ لأَنه نُسِبَ إِلى فعل فصارت الياء أَلِفاً وكذلك نسبوا إِلى

الحيرة حارِيّ لأَن النسبة إِلى فعل فعليّ كما قالوا في رجل من النَّمِر

نَمَرِيٌّ

(*

قوله« من النمر نمري» تقدم لنا في مادة حير كما نسبوا إلى التمر تمري

بالتاء المثناة والصواب ما هنا.)، قال: وتأْليفُ طَيِّءٍ من همزة وطاء وياء،

وليست من طَوَيْت فهو مَيِّتُ التَّصْرِيف. وقال بعض النسَّابِينَ:

سُمِّيت طَيِّءٌ طَيّئاً لأَنه أَوّلُ من طَوَى المَناهِلَ أَي جازَ

مَنْهَلاً إِلى منهل آخر ولم يَنْزِلْ.

والطاءُ: حرفُ هِجاءٍ من حُرُوفِ المُعْجَمِ، وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ

مُسْتَعْلٍ، يكون أَصلاً وبَدَلاً، وأَلفُها تَرْجِع إِلى الياء، إِذا

هَجَّيْتَه جَزَمْتَه ولم تُعْرِبْهُ كما تقول طَ دَ مُرْسَلَةَ اللَّفْظِ بلا

إِعْرابٍ، فإِذا وَصَفْتَه وصَيَّرْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه كما تُعْرِبُ

الاسم، فتقولُ: هذه طاءٌ طَويلَةٌ، لمَّا وَصَفْتَه أَعْرَبْتَه. وشُعرٌ

طاوِيٌّ: قافِيَتُه الطاء.

طوي


طَوِيَ(n. ac. طَوًى [ ])
a. Hungered.

أَطْوَيَa. Was hungry, famished.

تَطَوَّيَa. Coiled, rolled itself up; writhed ( serpent).
إِنْطَوَيَإِطْتَوَيَ
(ط)
a. Was folded, rolled up.

طَيّa. Fold; roll; crease.
b. Wrapper, cover; envelope.
c. Suppression of a letter ( in poetry ).
طِيَّة []
a. Folding, fold.
b. Distance; stage; relay.
c. Goal, destination.
d. Object, aim, design, intention.

طَوًىa. Hunger.
b. Waterskin.
c. Roll; fold; packet, package.

تَوٍa. Hungry, famished.

طِوًىa. see 4 (c)
مَطْوًى [] (pl.
مَطَاوٍ [] )
a. see 4 (c)b. Spiral.
c. [ coll. ]
see 20 (b)
مِطْوًى [] (pl.
مَطَاْوِيُ)
a. Winder.
b. [ coll. ], Clasp-knife.

طَاوٍa. see 5
طَوِيّa. see 4 (c) & 25t
(b).
طَوِيَّة []
a. see 2t (d)b. Bricked, cased (well).
طَيَّان []
a. see 5
طَيَّا
a. fem. of
طَوْيَاْنُ
فِى طَيِّهِ
a. Enclosed, herewith.

طَوَى اللّٰهُ البُعْدَ لَنَا
a. May God reunite us.

طَايَة
a. Flat roof, terrace; dryingground.
b. Rock, boulder, flat stone.
طوي
: (ى} طَوَى الصَّحيفَةَ {يَطْويها) } طَيّاً، {فالطَّيُّ المَصْدَرُ، وَهُوَ نَقِيضُ نَشَرَها، (} فاطَّوَى) ، على افْتَعَلَ، نقلَهُ الأزْهري، ( {وانْطَوَى) ، نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.
(وإنَّهُ لحَسَنُ} الطِّيَّةِ، بالكَسْرِ) ، يُرِيدُونَ ضَرْباً من الطَّيِّ كالجِلْسَةِ والمِشْيَةِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
كَمَا تُنَشَّرُ بعدَ {الطِّيَّةِ الكُتُب ُفكسرَ الطاءَ لأنَّه لم يُرِدْ بهِ المَرَّة الواحِدَة.
(و) مِن المجازِ:} طَوَى عنِّي (الحديثَ) والسِّرَّ: (كَتَمَهُ) . ويقالُ: {اطْوِ هَذَا الحديثَ أَي اكْتُمْه.
(و) مِن المجازِ: طَوَى (كَشْحَهُ عنِّي) : إِذا (أَعْرَضَ مُهاجِراً) ؛ وَهُوَ كقوْلِهم: ضَرَبَ صَفْحَهُ عَنِّي؛ وَفِي الصِّحاح: أَعْرَضَ بودِّهِ؛ وَفِي المُحْكم: مَضَى لوَجْهِه؛ وأنْشَدَ:
وصاحِبٍ قد طَوَى كَشْحاً فقُلْتُ لَهُ
إنَّ انْطِواءَكَ هَذَا عَنْكَ} يَطْوِيني (و) طَوَى (القَوْمَ: جَلَسَ عِنْدَهُم) . يقالُ: مَرَّ بِنَا {فطَوَانا، أَي جَلَسَ عِنْدَنا.
(أَو) } طَوَاهُم إِذا (أَتاهُم؛ أَو) إِذا (حازَهُمْ) ، كِلاهُما عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وكلُّ ذلكَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: طَوَى (كَشْحَهُ على أَمْر) : إِذا (أخْفاهُ) .
وَفِي المُحْكم: أَضْمَرَهُ وعَزَمَ عَلَيْهِ، قَالَ زهيرٌ: وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ
فَلا هُوَ أَبْداها وَلم يَتَقَدَّمِ (و) مِن المجازِ: طَوَى (البلادَ) طَيّاً إِذا (قَطَعَها) بَلَداً عَن بَلَدٍ.
(و) مِن المجازِ: طَوَى (اللهُ البُعْدَ لنا: قَرَّبَهُ) ؛ وَفِي التَّهذيبِ: البَعِيدَ.
( {والأَطْواءُ فِي النَّاقَةِ: طَرائِقُ شَحْمِ سَنامِها) .
وقالَ اللَّيْثُ: طَرائِقُ جَنْبَيْها وسَنامِها طَيٌّ فوْقَ طَيَ.
(و) } الأطْواءُ: (ة باليِمامَةِ) قُرْبَ قرقرى ذَات نَخْلٍ وزَرْعٍ كَثيرٍ؛ قالَ ياقوتُ: كأَنَّه جَمْعُ {- طَوِيَ وَهُوَ البِئْرُ المَبْنِيَّة.
(} ومَطاوِي الحَيَّة والأَمْعاءِ والشَّحْمِ والبَطْنِ والثَّوْبِ: {أطْواؤها، الواحِدُ} مَطْوًى) ؛ كَذَا فِي التّهذيبِ.
وَفِي المُحْكم: {أطْواءُ الثَّوْبِ والصَّحيفَةِ والبَطْنِ والشَّحْمِ والأَمْعاءِ والحيَّةِ وغَيْر ذلكَ: طَرائِقُه ومَكاسِرُ طَيِّه، واحِدُها طِيٌّ، بالكَسْر وبالفَتْح، وطِوىً.
وَفِي الأساسِ: وَجَدْتُ فِي} - طَيِّ الكِتابِ وَفِي {أطْواءِ الكُتُبِ ومَطاوِيها كَذَا، وللحيَّة} أطْواءٌ {ومَطاوٍ؛ وَمَا بَقِيَتْ فِي} مَطاوِي أمْعائِها ثميلةٌ.
( {وطُوِيَ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر ويُنَوَّنُ: وادٍ بالشَّامِ) ؛ وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {إنَّكَ بالوادِ المُقَدَّسِ} طُوىً} ، التَّنْوِين قِراءَةُ حَمْزة والكِسائي وعاصِم وابنِ عامِرٍ.
وَفِي الصِّحاح: {طُوىً اسْمُ مَوْضِعٍ بِالشَّام، يُكْسَرُ ويُضَمُّ ويُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، فَمن صَرَفَه جَعَلَه اسْمَ وادٍ ومكانٍ وجعلهُ نكرَةً، وَمن لم يَصْرِفْه جَعَلَه اسْمَ بَلْدةٍ وبُقْعَةٍ وجَعَلَه مَعْرفَةً، انتَهَى.
وقالَ الزجَّاجُ: فِي} طِوَىً أَرْبَعَة أَوْجُهٍ: ضَمّ أَوَّلهِ وكَسْره مُنوّناً وغَيْر مُنَوَّن، فَمن نَوَّن فَهُوَ اسْمُ الوادِي وَهُوَ مُذكَّر سُمِّي بمذكَّرٍ على فُعَلٍ كحُطَمٍ وصُرَدٍ.
وسُئِلَ المبرِّدُ عَن وادٍ يقالُ لَهُ {طُوىً: أَنَصْرِفُه؟ قالَ: نعم لأنَّ احدى العِلَّتين قد انْخَرَمَتْ عَنهُ.
وَفِي المُحْكم:} طُوىً، بالضمِّ والكَسْر: جَبَلٌ بِالشَّام أَو وادٍ فِي أَصْلِ الطُّور، فَمن لم يَصْرْفه فلوَجْهَيْن: أَحَدُهما أَن يكونَ مَعْدولاً عَن {طاوٍ فيَصير كعُمَرَ المَعْدولِ عَن عامِرٍ؛ وَالثَّانِي: أنْ يكونَ اسْماً للبُقْعةِ، وَمن ضَمَّ ونَوَّنَ جَعَلَهُ اسْماً للوادِي أَو للجَبَلِ مُذكَّراً سُمِّي بمذكَّرٍ، ومَنْ كَسَر ونَوَّنَ فَهُوَ كمِعىً وضِلَعٍ.
وَفِي الصِّحاح: قالَ بعضُهم: طُوىً مِثْل طِوىً، وَهُوَ الشيءُ المَثْنِيُّ؛ وَقَالُوا فِي قوْلِه تَعَالَى: {المُقَدَّسِ طُوىً} ، أَي} - طُوِىَ مَرَّتَيْن أَي قُدِّسَ.
وقالَ الحَسَنُ: ثُنِيَتْ فِيهِ البَرَكَةُ والتَّقْدِيسُ مَرَّتَيْن.
وَقَالَ الَّراغبُ: مَعْناه نادَيْته مَرَّتَيْن.
(وذُو طُوَى، مُثَلَّثَةَ الطَّاءِ ويُنَوَّنُ: ع قُرْبَ مكَّةَ) ، يُعْرفُ الآنَ بالزَّاهرِ؛
واقْتَصَرَ الجوهريُّ كغيرِهِ على الضَّم.
وذَكَرَ التَّثْلِيث السَّهيلي فِي الرَّوْض قالَ: والفَتْح أَشْهَر مَقْصور مُنَوَّن وَقد لَا يُنَوَّنُ، يُرْوَى أنَّ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ إِذا أَتَى البَيْتَ خَلَعَ نَعْلَيْه بِذِي طُوَى.
( {والطَّوِيُّ، كغَنِيَ: بئْرٌ بهَا) بأَعْلاها حَفَرَها عبدُ شَمْس بنُ عَبْد مَناف.
(و) أَيْضاً: (الحُزْمَةُ من البُرِّ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِي التكْملَةِ: من البُزِّ.
(و) أَيْضاً: (السَّاعَةُ من اللّيْلِ) . يقالُ: أَتَيْتُه بَعْد} طَوِيٍ من اللّيْلِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) {الطَّوِيَّةُ، (بهاءٍ: الضَّميرُ) لأنَّه} يُطْوَى على السرِّ، أَو يُطْوَى فِيهِ السِّرُّ.
(و) {الطَّوِيَّةُ: (النِّيَّةُ،} كالطِّيَّةِ، بالكسْرِ) . يقالُ: مَضَى {لطِيَّتِه، أَي لنِيَّتِه الَّتِي انْتَواها.
(و) } الطَّوِيَّةُ: (البِئْرُ) {المَطْوِيَّةُ بالحِجارَةِ، جَمْعُه} أَطْواءٌ.
وَالَّذِي فِي الصِّحاح والمُحْكم: {الطَّوِيُّ: البِئْرُ} المَطْوِيَّةُ؛ وَلم أَرَ أَحَداً ذَكَرَ فِيهِ {الطَّوِيَّة.
قالَ ابنُ سِيدَه: مُذَكَّر فإنْ أُنِّثَ فَعَلى المَعْنى فكانَ المُناسِبُ أَن يقدَّم ذِكْرُه على الطَّوِيَّة.
(} والطَّايَةُ: السَّطْحُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ؛ زادَ الأزْهريُّ: الَّذِي ينامُ عَلَيْهِ.
(و) أَيْضاً: (مِرْبَدُ التَّمْرِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) أَيْضاً: (صَخْرَةٌ عَظيمَةٌ فِي أَرْضٍ ذاتِ رَمْلٍ) ، أَو الَّتِي لَا حِجارَةَ بهَا؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(ورَجُلٌ {طَيَّانٌ: لم يأْكُلْ شَيْئا) . وَقد (} طَوِيَ، كَرضِيَ، {طِوًى) ، بالكسْرِ والفَتْح مَعًا عَن سِيْبَوَيْه (} وأَطْوَى فَهُوَ {طاوٍ} وطَوٍ) خَمْصَ، (فإنْ تَعَمَّدَ ذَلِك {فَطَوَى) } يَطْوِي {طَيّاً، (كرَمَى) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه والأَزْهريُّ؛ (وَهِي} طيَيَّ {وطاوِيَةٌ) ، جَمْعُ الكُلِّ} طِوَاءٌ.
( {والطَّوَى، كعَلَى: السِّقاءُ) طُوِيَ وَفِيه بَلَلٌ فتَقَطَّع؛ وَقد} طَوِي {طَوًى، فكأنَّه سُمِّي بالمَصْدرِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} طَوَى الثَّوْبَ {طِيّةً، بالكسْرِ، وطِيَةً، كعِدَةٍ، وَهَذِه عَن اللّحْياني وَهِي نادِرَةٌ، وحَكى: صَحِيفةٌ جافِيَةُ} الطِّيَةِ، بالتَّخْفيفِ أيْضاً، أَي {الطَّيّ.
} وطَوَيْته {فتَطَوَّى،
وَحكى سِيْبَوَيْه:} تَطَوَّى {انْطِواءً، وأَنْشَدَ:
وَقد} تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الخِصْب ِلضَرْبٍ من الحيَّاتِ، أَو الوَتَر.
{والطَّاوِي مِن الظِّباءِ: الَّذِي} يَطْوِي عُنُقَه عِنْد الرُّبوضِ ثمَّ يَرّبِضُ؛ قَالَ الراعِي:
أغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ باتَتْ تَعُلُّه
صَرَى ضَرَّةٍ شَكْرى فأَصْبَحَ {طَاوِيا وَمِنْه قوْلُهم: مَرَزْتُ بظَبْي:} طاوٍ {طَوَى عُنُقَه ونامَ آمِناً.
} والطِّيَّةُ، بالكسْرِ: الهَيْئةُ الَّتِي {يُطْوَى عَلَيْهَا.
ويقالُ:} طَواهُ {طيّةً جَيِّدةً،} وطَيَّةً واحِدَةً.
{والطِّيَّةُ، بالكسْرِ: يكونُ مَنْزلاً. يُقَال: بَعُدَتْ عَنَّا} طِيَّتُه، وَهُوَ المَنْزِلُ الَّذِي انْتَواهُ.
وَفِي الأساس: وَهِي الجهَةُ الَّتِي {يطوي إِلَيْهَا البِلادَ وَله} طِيَّاتٌ شَتَّى ولَقِيتُه {بطِيَّاتِ العِراقِ: أَي نَواحِيه وجِهاتهِ.
} وطِيَّةٌ بَعيدَةٌ: أَي شاسِعَةٌ، وَقد تُخَفَّفُ {الطِّيَة؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
أَصَمّ القلبِ حُوشِيّ} الطِّيَات {وطِوَى البَطْن، بالكسْرِ: كسرُه.
} وطِوَى الحيَّةِ: {انْطِواؤُها.
} وتَطَوَّتِ الحيَّةُ تحوَّتْ.
{ومَطاوِي الدِّرْعِ: غُضُونُها إِذا ضُمَّتْ، واحِدُها مِطْوىً.
} والمِطْوَى: شيءٌ {يُطْوَى عَلَيْهِ الغَزْلُ.
وأَيْضاً: السكِّينَةُ الصَّغيرَةُ، عاميَّةٌ.
} والمُنْطَوِي: الضامِرُ البَطْنِ؛ {كالطَّوِيّ، على فَعِلٍ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ وأَنْشَدَ للعُجيرِ السَّلوليّ:
فقامَ فأَدْنَى من وِسادِي وسادَه
} طَوِي البَطْنِ ممشُوقُ الذِّراعَيْنِ شَرْجَب ُوسِقاءٌ {طَوٍ:} طُوِيَ وَفِيه بَلَلٌ أَو رُطوبَةٌ أَو بَقِيَّةُ لَبَنٍ فَتَغَيَّر ولَجن وتَقَطَّعَ عَفَناً؛ وَقد {طَوِيَ} طَوًى.
! والطَّيُّ فِي العَرُوضِ: حَذْفُ الرابِعِ من مُسْتَفْعِلُنْ ومَفْعُولاتُ، فيَبْقى مُسْتَعِلُنْ ومَفْعُــلات، فتُنْقَلُ مُسْتَعِلُنْ إِلَى مُفْتَعِلُنْ ومَفْعُــلات إِلَى فاعِــلاتُ، يكونُ ذلكَ فِي البَسِيطِ والرَّجَز والمُنْسرِحِ.
{وطَوَى الرَّكِيَّةَ طَيّاً: عرشَها بالحِجارَةِ والآجُرِّ، وكَذا اللَّبِنُ} تَطْويه فِي البِناءِ؛ ويُسَمَّى ذلكَ البِئْر {طَوِيّاً وطَيّاً.
} وطَوَى المَكانَ إِلَى المَكانِ: جاوَزَهُ.
{وطَوَيْت} طِيَّته: بَعُدَتْ، عَن اللّحياني.
{والطِّيَّةُ: الوَطَرُ والحاجَةُ.
وَقَالَ أَبُو حنيفَةَ:} الأطْواءُ الأَثْناءُ فِي ذَنَبِ الجَرادِ، وَهِي كالعقدِ، واحِدهاُ {طِوىً، كإلَى.
وذُو} طُواءٍ، كغُرابٍ: موْضِعٌ بطَريقِ الطائِفِ، أَو وادٍ.
وَمَا بالدَّارِ {طُووِيٌّ بالضمِّ: أَي أَحَدٌ.
ويُعَبَّرُ} بالطيِّ عَن مُضِي العُمُر فيُقالُ: {طَوَى اللهُ عُمرَه؛ قَالَ الشاعِرُ:
} طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرك بَعْد نَشْر وَعَلِيهِ حُمِلَ قوْلُه تعالَى: {والسَّمواتُ {مَطْوِياتٌ بيَمِينهِ} أَي مُهْلَكات؛ قالَهُ الراغبُ.
} وطُوِيَ فلانٌ وَهُوَ مَنْشورٌ: إِذا بَقيَ لَهُ حُسْنُ ذِكْرٍ أَوْ جَمِيلٌ، وَهُوَ مجازٌ.
{وطَواهُ السَّيْرُ: هزَلَهُ الغِلُّ فِي} طَيِّ قَلْبِه: {وانْطَوَى قَلْبُه على غلَ.
وعَلى جَبِينِها أَطْواءُ الشَّحْمِ: أَي طَرائِقُه.
وأَدْرَجَنِي فِي طَيِّ النِّسْيانِ؛ وكلُّ ذلكَ مِن المجازِ.
} والطَّاءُ: حَرْفُ هِجاءٍ، وَهُوَ مَجْهورٌ مُسْتَعْلٍ يكونُ أَصْلاً ويكونُ بَدَلاً، وَلَا يكونُ زائِداً.
وشعْرٌ {طاوِيٌّ: قافِيَتُه الطَّاء.
قالَ الخلِيلُ: أَلِفُها ترجِعُ إِلَى الياءِ.
} وطَيَّيْتُ طاء: كَتَبْتُها، ويجوزُ مَدّها وقَصْرها وتَذْكِيرها وتَأْنِيثها. والطَّاءُ الرَّجُلُ الكَثيرُ الوقاعِ؛ وأَنْشَدَ الخليلُ:
إنِّي وَإِن قَلّ عَن كلِّ المُنَى أَمَلِي
{طاء الوقاع قوي غير عنين} والطاءُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعمال قويسنا؛ وأُخْرَى بالغَرْبيَّةِ؛ ومِن الأُوْلى: الإِمامُ المحدِّثُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ الحَسَنِ {الطائِيُّ الجَعْفريُّ حدَّثَ عَن الوليِّ الْعِرَاقِيّ والحافِظِ بنِ حَجَرٍ وغيرِهما.
} وطَوَى حدِيثاً إِلَى حَديثٍ: أَسَرَّه فِي نَفْسِه فجَازَه إِلَى آخر، كَمَا {يَطْوِي المُسافِرُ مَنْزلاً إِلَى مَنْزلٍ فَلَا يَنْزِلُ؛ وكَذلكَ} طَيّ الصَّوْم.
وقالَ أَبو زيادٍ: مِن مِياهِ عَمْرو بنِ كِلابٍ {الأَطْواءُ فِي جَبَلٍ يقالُ لَهُ شرا، نقلَهُ ياقوتُ.
وجاءَتِ الإِبِلُ} طَاياتٍ: أَي قُطْعاناً واحِدُها {طايَةٌ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهريُّ لعمر بنِ لَجَأٍ يصِفُ إبِلا:
تَرِبعُ} طاياتٍ وتَمْشِيَ هَمْسا وقرْنُ {الطّوِىَ: جَبَلٌ لمحاربٍ؛ عَن نَصْر.
} والطُّيَبَّةُ، كسُمَيَّةَ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرٍ؛ عَن نَصْر.
{وطَواءُ، كسَحابٍ: موضِعٌ بينَ مكَّةَ والطائِفِ.
} وطُوَّةُ، بالضَّمِّ: من كورِ بَطْنِ الرِّيف.
{والطيُّ: السِّقاءُ.
} والطوُّ: الجوعُ.

ملند

ملند: الملند: أمير البحر (في الأسبانية) المشير البحري، أو قائد الأسطول (المقدمة 2: 32 البربرية 2: 386 كارتاس 224، أبو حمو 133): قاد أبو الحسن سلطان بني مرين حملة عسكرية بعد أن فسد ملند الطاغية النصراني وأخذ ما كان له في البحر من الطرائد والشواني. إن هذه الكلمة جاءت حقا من كلمة أمير (انظر معجم الأسبانية 5: 164) إلا أنها تغيرت تماما، عبر حقبة طويلة من الزمن، لكي تعود اللغة العربية فتتعرف أصلها مرة ثانية.
ملندية: اسم آلة موسيقية شائعة في غرناطة وعند المغاربة ففي هرناندو دي بيزا (طبعة موللر لا يبرج 78): melendiay ... ete y tocando los atauales y anafiles y وإن هذه الآلات الثلاث التي من ضمنها الملندية قد ملأت الشارع بأصواتها العالية وقد وردت هذه الكلمة عند (الكالا) في مادة تصبح فيه من جملة أعمال (الموزاييك) وليس (الموسيقى) وهذا خطأ لأن هذه الآلات الثلاث هن آلات عربي و (الموسيقى) هي التي تجمع بينهن ولا علاقة لهن (بالموزاييك).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.