Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: في_إمكانه_أن

مأن

م أ ن

فيه مؤونة ومؤونات ومؤن وهي جمع: مؤنة في نحو قوله:

أميرنا مؤنته خفيفة

وأصاب مأنته وهي السرة وما حولها.
[مأن] نه: فيه: إن طول الصلاة وقصر الخطبة "مئنة" من فقه الرجل، أي يعرف به فقهه، وكل دليل شيء مئنة له، وهي مفعلة من "إن"- للتحقيق، لا مشتق منها لأنها حرف، وقيل: الهمزة بدل من ظاء مظنة.
(مأن)
الْقَوْم مأنا احْتمل مؤونتهم قوتهم (وَقد لَا يهمز) وَيُقَال هَذَا أَمر مامأنت لَهُ أَو مَا مأنت مأنه مَا أخذت عدته وأهبته وَالرجل اتَّقَاهُ وحذره وَأصَاب مأنته

(مأن) فِي الْأَمر تمئنة نظر وفكر وَفُلَانًا أعلمهُ وَالشَّيْء هيأه
(م أ ن) : (الْمَئُونَةُ) الثِّقْلُ فَعُولَةٌ مِنْ (مَأَنْت) الْقَوْمَ إذَا احْتَمَلْت مَئُونَتَهُمْ وَقِيلَ الْعُدَّةُ مِنْ قَوْلِهِمْ أَتَانِي هَذَا الْأَمْرُ وَمَا مَأَنْت لَهُ مَأْنًا إذَا لَمْ تَسْتَعِدَّ لَهُ وَقِيلَ إنَّهَا مِنْ (مُنْت) الرَّجُلَ (أَمُونُهُ) وَالْهَمْزَةُ فِيهَا كَهِيَ فِي أَدْؤُرٍ وَقِيلَ هِيَ مَفْعَلَةٌ مِنْ الْأَوْنِ أَوْ الْأَيْنِ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.

م

أن1 مَأَنَهُمْ He sustained them; bore the burden of, or undertook, their maintenance; he maintained them. (S, K, arts. مأن and مون.) b2: مَأَنَ القَوْمَ and ↓ مَأَّنَهُمْ He maintained, or sustained, the people, or party. (M.) 2 مَاَّ^َ see 1.

مَأْنَةٌ of the belly: see جَأْبَةٌ. b2: المَأْنَتَانِ of the hump of a camel: see قَحَدَةٌ.

مُؤْنَةٌ i. q. قُوْتٌ [Food, &c.]; (M;) a dial. var. of ↓ مَؤُونَةٌ (q. v.); as also مُونَةٌ: pl. مُؤَنٌ. (Msb.) مَئِنَّةٌ : see art. ان, where will be found the explanations of this word given in the S and K in art. مأن.

مَؤونَةٌ A weight, or burden. (Mgh, Msb.) See مِثْقَالٌ. b2: Trouble, molestation, or embarrassment; as also ↓ مُؤْنَةٌ: pl. of the former مَؤُونَاتٌ; and of the latter مُؤَنٌ. (MA.) b3: The requisite means of subsistence. (KL.) b4: مَؤُونَةُ الجِمَاعِ: see زَافِنَةٌ: it seems to mean the pudendum muliebre considered as the means of جِمَاع.
م أ ن: الْمُؤُونَةُ تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ. وَ (مَأَنْتُ) الْقَوْمَ مِنْ بَابِ قَطَعَ احْتَمَلْتُ مَؤُنَتَهُمْ. وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَةَ قَالَ: (مُنْتُهُمْ) مِنْ بَابِ قَالَ. وَ (الْمَئِنَّةُ) الْعَلَامَةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «إِنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ» هَكَذَا يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ أَيْضًا بِتَشْدِيدِ النُّونِ. وَحَقُّهُ عِنْدِي أَنْ يُقَالَ: (مَئِينَةٌ) بِوَزْنِ مَعِينَةٍ لِأَنَّ الْمِيمَ أَصْلِيَّةٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ. وَكَانَ أَبُو زَيْدٍ يَقُولُ: مَئِتَّةٌ بِالتَّاءِ أَيْ مَخْلَقَةٌ لِذَلِكَ وَمَجْدَرَةٌ وَمَحْرَاةٌ. 
مأن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن مَسْعُود -] [رَحمَه الله -] أَن طول الصَّلَاة وقِصَر الْخطْبَة مَئِنَّة من فقه الرجل. [قَالَ أَبُو زيد -] قَوْله: مئنة كَقَوْلِك: مَخْلَقَة لذَلِك ومَجْدَرة لذَلِك ومَحْراة وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي: قد سَأَلَني شُعْبَة عَن هَذَا فَقلت: مَئنَّة [يَقُول -] هِيَ عَلامَة لذاك خليق لذاك قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَن هَذَا مِمَّا يُعرف بِهِ فقه الرجل ويستدل بِهِ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ كل شَيْء دلّك على شَيْء فَهُوَ مئنة لَهُ قَالَ الشَّاعِر: [الْكَامِل]

فتهامَسُوا شَيْئا فَقَالُوا عَرَّسُوا ... من غَير تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ 2 - / الف يَقُول: قَالُوا ذَلِك القَوْل فِي غير مَوضِع / تعريس وَلَا عَلامَة تدلهم عَلَيْهِ. 
مأن
مأَنَ يمأَن، مأْنًا، فهو مائن، والمفعول مَمْئون
• مأَن الشَّخصَ: احتمل مئونَتَه، أي: قَُوتَه، تكفّل بقوتِه "كان رجلا خيِّرًا مأنَ كلَّ أيتام حيِّه". 

مَأْن [مفرد]: مصدر مأَنَ. 

مُؤْنة [مفرد]: ج مُؤْنات ومُؤُنات ومُؤَن:
1 - مئونة؛ قُوت، موادّ تخزّن ليتمّ استهلاكُها عند الحاجة "أعطاه مؤنةً من الحبوب تكفيه شهرًا- لم يكن يمتلك مؤنة يومه".
2 - ذخيرة، عتاد حربيّ "جمع المؤنَ الحربيّة من سلاح وعتاد- أرسل في طلب المُؤَن- عندهم من المؤن الحربيّة ما يكفيهم لحرب طويلة الأمد".
3 - شدّة وثقل "وقف بجواره في مؤنة أولاده". 

مَئُونة [مفرد]: ج مَئُونات ومُؤَن:
1 - مؤنة؛ قوت، موادّ تخزّن ليتمّ استهلاكُها عند الحاجة "أعطاه مئونة من الحبوب تكفيه شهرًا".
2 - مؤنة، ذخيرة، عتاد حربيّ "أرسل في طلب المئونة".
3 - مؤنة، شدّة وثقل "وقف بجواره في مئونة أولاده". 
[م أن] المَأْنَةُ الطَّفْطَفَةُ وقيل هي شحمة لازقة بالصِّفَاق من باطنه مُطبِّقَتُه كله وقيل هي السُّرَّةُ وما حولها وقيل هي لحمة تحت السرة إلى العانة وقيل المَأْنَةُ من الفرس السرة وما حولها ومن البعير الطَفْطَفَةُ والمأنة شحمة قَصِّ الصدر وقيل هي باطن الكِرْكَرَة قال سيبويه المأنة تحت الكِركرة كذا قال تحت الكِرْكِرَة ولم يقل ما تحت والجمع مَأَنَاتٌ ومُئُونٌ ومَأنَه يَمْأَنه مَأْنًا أصاب مَأْنَتَه وجاءه أمرٌ ما مَأَنَ له أي لم يشعر به وما مَأَنَ مَأْنَه عن ابن الأعرابي أي ما شعر به وأتاني أمر ما مَأنْتُ مأنَه وما مَألْتُ مَأْله أي ما تهيأت له عن يعقوب وزعم أن اللام مبدلة من النون وقال اللحياني أتاني ذلك وما مأَنْتُ مأْنه أي ما علمت به قال وقال بعضهم معناه ما شَعَرْتُ به ولا تهيأت له ولا أخذت أهبته والمُؤْنَةُ القُوتُ مأن القومَ ومَأَنَهُم قام عليهم وقول الهذلي (رُوْيَدَ عَلِيّا جُدَّ مَا ثَدَيْ أُمِّهم ... إِلَيْنَا ولَكِنْ بُغْضُهُم مُتَمَائِنُ)

معناه قديم وهو من قولهم جاءني الأمر وما مأنْتُ فيه مأْنَةً أي ما طلبته ولا أطلت التعب فيه والتقاؤهما إذًا في معنى الطول والبعد وهذا معنى القِدَمِ وقد روي متماين بغير همز فهو حينئذ من المَيْنِ وهو الكذب وإنه لَمَئِنَّةٌ من كذا أي خَلِيقٌ وقوله أنشده أبو عبيدة

(فَتَهامَسُوا سِرّا فَقَالوا عَرِّسُوا ... مِنْ غَيْر تَمِئْنَةٍ لغَيْر مُعَرَّسٍ)

يجوز أن يكون تَفْعِلةً من المَئِنَّةِ التي هي الموضع المُخْلَقُ للنزول في غير موضع تعريس ولا علامة تدلهم عليه وقال ابن الأعرابي هو تفعلة من المَؤُنَةُ التي هي القُوتُ وعلى ذلك استشهد بالبيت وقد تقدم أنه مَفْعِلَةٌ فهو على هذا ثنائي وقد تقدم
[مأن] المَؤُونَةُ تهمز ولا تهمز، وهي فعولةٌ. وقال الفراء: هي مفعلة من الاين، هو التعب والشدَّة . ويقال هي مَفْعُلَةٌ من الأَوْنِ، وهو الخُرجُ والعِدْلُ، لأنَّها ثقل على الانسان. قال الخليل: ولو كانت مفعلة لكانت مئينة مثل معيشة. وعند الاخفش يجوز أن تكون مفعلة. ومأنت القوم أمؤنهم مأنا إذا احتملت مؤنتهم. ومن ترك الهمز قال: مُنْتُهُمْ أمونُهُمْ. وأتاني فلان وما مَأَنْتُ مَأْنَهُ، أي لم أكترث له. قال الكسائي: وما تهَيَّأْت له. وقال أعرابيٌّ من سُلَيْم: أي ما علمت بذلك. وهو يمْأَنُهُ، أي يعلمه. وأنشد: إذا ما علمتُ الأمر أقْرَرْتُ علمه * ولا أدَّعي ما لستُ أمْأَنُهُ جهلا كَفى بامْرئٍ يوماً يقول بعلمِهِ * ويسكتُ عمَّا ليسَ يعلمه فَضْلا ومَأَّنْتُ فلاناً تَمْئِنَةً، أي أعلمته. وأنشد الأصمعي للمرار الفَقعسيّ: فتهامسوا شيئاً فقالوا عَرِّسوا * من غير تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ أي من غير تعريف ولا هو في موضع التَعْريس. والتَمْئِنَةُ: الإعلامُ. والمُئِنَّةُ: العلامةُ. وفي حديث ابن مسعود: " إنّ طول الصلاة وقِصَرَ الخطبة مَئِنَّةٌ من فِقه الرجل ". قال الأصمعي: سألني شعبة عن هذا الحرف فقلت: مَئِنَّةٌ أي علامةٌ لذاك وخليق لذاك. قال الراجز: إن اكتحالا بالنقى الابلج * ونظرا في الحاجب المزجج مئنة من الفعال الاعوج وهذا الحرف هكذا يروى في الحديث والشعر بتشديد النون، وحقه عندي أن يقال مئينة، مثال معينة على فعيلة، لان الميم أصلية، إلا أن يكون أصل هذا الحرف من غير هذا الباب، فتكون مئنة مفعلة من إن المكسورة المشددة، كما يقال هو معساة من كذا، أي مجدرة ومظنة، وهو مبنى من عسى. وكان أبو زيد يقول: مئتة بالتاء، أي مخلقة لذلك ومجدرة ومحراة ونحو ذلك، وهو مفعلة من أته يؤته أتا، إذا غلبه بالحجة. الاصمعي: ماءنت في هذا الامر على وزن ما عنت، أي روأت. ويقال: امْأَنْ مُأْنَكَ واشْأَنْ شَأْنَكَ، أي اعملْ ما تحسنُه. والمَأنُ والمَأَنَةُ: الطِفْطِفَةُ، والجمع مَأناتٌ ومُئونٌ أيضاً على فعول مثل بدرة وبدور على غير قياس. أبو زيد: مأنت الرجل أمأنه مَأْناً، إذا أصبت مَأْنَتَهُ. قال: وهي ما بين سُرَّتِهِ وعانته وشُرْسوفِهِ. والمَأْنُ أيضاً: الخشبة في رأسها حديدةٌ تُثار بها الأرض، عن أبى عمرو وابن الاعرابي. 
مأن: مأن: احتمل مؤونة فلان (دي ساسي كرست 2: 361) تكفل بنفقات معيشة فلان (معجم فليشر 48).
مونة: وصيغها (1) مئونة وهي نادرة وجمعها مؤن (2) مؤونة أو مئونة وجمعها مئونات ومؤن (3) مونة (انظر معجم الطرائف وقابله بفليشر) والجمع مؤن وهذا الجمع الصائب مذكور في مخطوطتنا ومقترن باسم أبي إسحاق الشيرازي (ص55: 1 من المطبوع).
مونة: عناية. اكتفينا مونته: (لقد تخلصنا من هذا العبء، كفينا الجهد ووفرنا على أنفسنا هذه المشقة). (بوشر، معجم البلاذري، معجم الطرائف، ابن بطوطة 2: 221). عب. حمل (بالمعنى المجاري) (مقدمة ابن خلدون 1: 313).
مونة: عمل، عمل شاق (ابن جبير 47: 18): ومونته العظيمة كنشر الرخام ونحت الصخور العظام وحفر الخندق (وفي المقدمة 2: 235): مؤن الفلح: (الأعمال الزراعية).
المؤن: متطلبات الحياة (المقدمة 2: 1). مونة: ضريبة، غرامة (ابن الخطيب 186): فعظمت في بلاده المغارم وثقلت وجعل على الأغنام وعروض (؟) البقر مونا غريبة وفي (رحلة ابن جبير 74: 16) (مولر 26: 5): إذا عزمت فأصالحك على دجاجة فقلت ضريبة غريبة ومونة قريبة (وفي ابن الأثير 1: 293): فكتب إلى جميع رعيته إنه لا خراج عليهم ولا جزية ولا مؤونة، وفي (دي ساسي كرست 2: 9): وشرط أن لا يكون على أحد من ولد علي بن أبي طالب (رض) مونة ولا كلفة (وفيه 1: 10 معجم الجغرافيا، بوسويه): كانت تسمى سابقا ضريبة التموين.
مونة: نفقات معيشة الشخص (معجم فليشر 48، معجم التنبيه). وعند (بوشر) كانت الكلمة تفسر بتوريدات أو تموين (حيان 34): وكان ملحقا في الديوان فكان الغزو يلحقه فيحمل القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة كل السفر عنه ويقوم بمئونته ذاهبا وجائيا (حيان بسام 1: 142): وكان من بخله على نسائه أن وكلهن إلى أنفسهن في أكثر مئونتهن. وفي (ابن جبير 21: 279 والمقري 1: 93 ومولر 10: 47 وابن بطوطة 1: 358 و4: 347 البربرية 1: 581 وابن بطوطة 3: 76): لو قلت لرفاقي الذين اعتادوا المجيء عندي أنني قد تبت ظنوا ذلك عجزا عن مونتهم. لذلك فقد كانوا يقومون بكل الأمور التي كانوا يقومون بها قبلا سواء في تقديم الشراب أو الطعام.
مونة: ذخيرة (هيلو ويجمعها على مونات): تجهيزات، ميرة، مؤونة المواد الغذائية (بوسييه، وانظرها عند فوك في مادة providere، كارتاس 6: 280): وأجرى عليهم المرتبات والمؤن في كل شهر (ألف ليلة 1: 567): حين انعقد العزم على تزويجي شرع أبي في تجهيز مؤن الولائم (لين) (برسل 2: 274): وأدخلته إلى المدينة سرا ورتبت له مونته. مونة: تجهيزات البحارة من المواد الغذائية خلال الرحلة البحرية (أماري M.S) مونات المالكة: مؤونة الغذاء (رولاند 514).
مونة الطراد: (ميرة الحرب -بوشر بربرية). بيت المونة: في (م. المحيط): بيت المونة ما يوضع فيه المئونة من السمن والزيت إلى غير ذلك. (انظر م. المحيط في مادة (مون)).
مونة: ضريبة الطرق، ضريبة تتقاضاها الحكومة لحفظ الطرق بين الضيع في حالة حسنة، حصة أو قسمة من ماكول ومشروب (بوسويه)، الغذاء الذي يقدم مجانا للمسافر) لونشتاين 211): كل مسافر يصل مساء إلى الدوار douar ( مجمع الخيم) يتسلم مونته، وتختلف هذه وفقا لغنى القبيلة وحالة المسافر إلا أنها، في العادة، مكونة من الحليب والفواكه. وفي دافيد سون ص21 إلى ص25): هذان المسافران اشتقا من هذه الكلمة اشتقاقا مخطئا كما لو أنها كانت منة. وفي (البربرية 1: 544): أصلح مونات السلطان وأحوال مقامته في سفره.
مونة: نفقة، مصاريف (بوسويه، ابن جبير 45: 3، المقري 1: 303 البربرية 1: 433 دي ساسي كرست 1: 226): نفقة الحراسة التي يتعين على المسافر دفعها (هويست 90).
مونة: الأجرة اليومية (دومب 75، هلو). مونة: في المعجم اللاتيني gubernatio: حياطة وحراسة ومونة وتدبير.
مونة: والجمع مون: قطع أو كتل الصخور (معجم الطرائف) (م. المحيط) ويضيف دي كوج مواد البناء كالمرمر وغيره (سامهودي 10: 169).
مونة: في (م. المحيط): والمئونة عند البنائين اسم لما يعملون منه الطين والملاط للبناء (هلو).

مأن: المَأْنُ والمَأْنةُ: الطِّفْطِفَةُ، والجمع مأْناتٌ ومُؤُونٌ

أَيضاً، على فُعُول، مثل بَدْرَة وبُدُور على غير قياس؛ وأَنشد أَبو

زيد:

إذا ما كنتِ مُهْدِيةً، فأَهْدِي

من المَأْناتِ أَو قِطَع السَّنامِ

وقيل: هي شَحْمة لازقة بالصِّفاق من باطنه مُطِيفتُه كلَّه، وقيل: هي

السُّرَّة وما حولها، وقيل: هي لحمة تحت السُّرَّة إلى العانة، وقيل:

المأْنة من الفرس السُّرَّة وما حولها، ومن البقر الطِّفْطِفة. والمأْنَةُ:

شَحْمةُ قَصِّ الصدر، وقيل: هي باطنُ الكِرْكِرة، قال سيبويه: المأنةُ تحت

الكِرْكِرة، كذا قال تحت الكِرْكِرة ولم يقل ما تحت، والجمع مَأْناتٌ

ومُؤُونٌ؛ وأَنشد:

يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ، وهُنَّ بُخْتٌ

عِراضاتُ الأَباهِرِ والمُؤُونِ

ومَأَنه يَمْأَنُه مَأْناً: أَصابَ مأْنَتَه، وهو ما بين سُرَّته وعانته

وشُرْسُوفه. وقيل: مَأْنة الصدر لحمةٌ

سمينةٌ أَسفلَ الصَّدْرِ كأَنها لحمةٌ

فَضْلٌ، قال: وكذلك مَأْنةُ الطِّفْطِفة. وجاءه أَمرٌ

ما مأَنَ له أَي لم يشعر به. وما مأَنَ مأْنَه؛ عن ابن الأَعرابي، أَي

ما شعرَ به. وأَتاني أمرٌ

ما مأَنْتُ مأْنه وما مأَلْتُ مأْلَه ولا شأَنْتُ شأْنه أَي ما

تهيَّأْتُ له؛ عن يعقوب، وزعم أَن اللام مبدلة من النون. قال اللحياني: أَتاني

ذلك وما مأنْتُ مأنه أَي ما علِمْتُ عِلْمَه، وقال بعضهم: ما انتبهت له ولا

شعرْتُ به ولا تهَيَّأتُ له ولا أَخذْتُ أُهْبته ولا احتَفلْتُ به؛

ويقال من ذلك: ولا هُؤْتُ هَوْأَهُ ولا رَبَأْتُ رَبْأَه. ويقال: هو

يَمْأَنُه أَي يَعْلمه. الفراء: أَتاني وما مأَنْتُ مأْنه أَي لم أَكترِثُ له،

وقيل: من غير أَن تَهيَّأْتُ له ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه؛ وقال

أَعرابي من سُلَيْم: أَي ما علمت بذلك. والتَّمْئِنَةُ: الإعلام.

والمَئِنَّةُ: العَلامة. قال ابن بري: قال الأَزهري الميم في مئِنَّة زائدة لأَن

وزنها مَفْعِلة، وأَما الميم في تَمْئِنة فأَصْل لأَنها من مأَنْتُ أَي

تهيأْت، فعلى هذا تكون التَّمئنة التَّهيئة. وقال أَبو زيد: هذا أَمر مأَنْتُ

له أَي لم أَشعُرْ به. أَبو سعيد: امْأَنْ مأْنَك أَي اعمَلْ ما

تُحْسِنُ. ويقال: أَنا أَمأَنُه أَي أُحْسنه، وكذلك اشْأَنْ شأْنَك؛

وأَنشد:إذا ما عَلِمتُ الأَمر أَقرَرْتُ عِلْمَه،

ولا أَدَّعي ما لستُ أَمْأَنُه جَهْلا

كفى بامرئٍ يوماً يقول بعِلْمِه،

ويسكت عما ليس يََعْلَمُه، فَضْلا

الأَصمعي: ما أَنْتُ في هذا الأَمر على وزن ماعَنْت أَي رَوَّأْتُ.

والمَؤُونة: القُوتُ. مأَنَ القومَ ومانهم: قام عليهم؛ وقول الهذَليَّ:

رُوَيدَ عِليّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ

إلينا، ولكنْ وُدُّهم مُتَمائنُ

معناه قديم، وهو من قولهم: جاءني الأَمر وما مأَنْتُ فيه مأْنةً أَي ما

طلبته ولا أَطلتُ التعبَ فيه، والتقاؤهما إذاً في معنى الطُّول والبُعد،

وهذا معنى القِدَم، وقد روي مُتَمايِن، بغير همز، فهو حينئذ من المَيْن،

وهو الكذب، ويروى مُتَيامِنٌ

أَي مائل إلى اليمن. الفراء: أَتاني وما مأَنْتُ مأْنَه أَي من غير أَن

تهيَّأْتُ ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه، ونحو ذلك قال أَبو منصور،

وهذا يدل على أَن المؤُونة في الأَصل مهموزة، وقيل: المَؤُونة فَعُولة من

مُنْتُه أَمُونُه موْناً، وهمزةُ مَؤُونة لانضمام واوها، قال: وهذا حسن.

وقال الليث: المائِنة اسمُ ما يُمَوَّنُ أَي يُتكَلَّفُ من المَؤُونة.

الجوهري: المَؤونة تهمز ولا تهمز، وهي فَعُولة؛ وقال الفراء: هي مَفعُلة من

الأَيْن وهو التعب والشِّدَّة. ويقال: هو مَفعُلةٌ من الأَوْن وهو

الخُرْجُ والعِدْلُ لأَنه ثِقْلٌ على الإنسان؛ قال الخليل: ولو كان مَفعُلة لكان

مَئِينةً مثل معِيشة، قال: وعند الأَخفش يجوز أَن تكون مَفعُلة.

ومأَنْتُ القومَ أَمأَنُهم مأْناً إذا احتملت مَؤُونتَهم، ومن ترك الهمز قال

مُنْتُهم أَمُونهم. قال ابن بري: إن جَعلْتَ المَؤُونة من مانَهم يَمُونهم

لم تهمز، وإن جعلتها من مأَنْتُ همزتها؛ قال: والذي نقله الجوهري من مذهب

الفراء أَن مَؤُونة من الأَيْن، وهو التعب والشِّدَّة، صحيح إلا أَنه

أَسقط تمام الكلام، وتمامه والمعنى أَنه عظيم التعب في الإنفاق على من

يَعُول، وقوله: ويقال هو مَفعُلة من الأَوْنِ، وهو الخُرْج والعِدْل، هو قول

المازني إلا أَنه غيَّر بعضَ الكلام، فأَما الذي غيَّره فهو قوله: إن

الأَوْنَ الخُرْجُ وليس هو الخُرْجَ، وإِنما قال والأَوْنانِ جانبا الخُرْجِ،

وهو الصحيح، لأَن أَوْنَ الخرج جانبه وليس إِياه، وكذا ذكره الجوهري

أَيضاً في فصل أَون، وقال المازني: لأَنها ثِقْل على الإِنسان يعني

المؤُونة، فغيَّره الجوهري فقال: لأَنه، فذكَّر الضمير وأَعاده على الخُرْج،

وأَما الذي أَسقطه فهو قوله بعده: ويقال للأَتان إِذا أَقْرَبَتْ وعَظُمَ

بطنُها: قد أَوَّنتْ، وإِذا أَكل الإِنسانُ وامتلأَ بطنُه وانتفخت خاصِرَتاه

قيل: أَوَّنَ تأْوِيناً؛ قال رؤبة:

سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ

انقضى كلام المازني. قال ابن بري: وأَما قول الجوهري قال الخليل لو كان

مَفْعُلة لكان مَئينةً، قال: صوابه أَن يقول لو كان مَفْعُلة من الأَيْن

دون الأَوْن، لأَن قياسها من الأَيْنِ مَئينة ومن الأَوْن مَؤُونة، وعلى

قياس مذهب الأَخفش أَنَّ مَفْعُلة من الأَيْنِ مَؤُونة، خلاف قول الخليل،

وأَصلها على مذهب الأَخفش مأْيُنَة، فنقلت حركة الياء إِلى الهمزة فصارت

مَؤويْنَة، فانقلبت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها، قال: وهذا

مذهب الأَخفش.

وإِنه لَمَئِنَّة من كذا أَي خَلِيقٌ. ومأَنْتُ فلاناً تَمْئِنَة

(*

قوله «ومأنت فلاناً تمئنة» كذا بضبط الأصل مأنت بالتخفيف ومثله ضبط في نسخة

من الصحاح بشكل القلم، وعليه فتمئنة مصدر جارٍ على غير فعله). أَي

أَعْلَمته؛ وأَنشد الأَصمعي للمَرَّار الفَقْعسيّ:

فتهامَسُوا شيئاً، فقالوا عرّسُوا

من غيرِ تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ

أَي من غير تعريف، ولا هو في موضع التَّعْريسِ؛ قال ابن بري: الذي في

شعر المَرَّار فتَناءَمُوا أَي تكلموا من النَّئِيم، وهو الصوت؛ قال: وكذا

رواه ابن حبيب وفسر ابنُ حبيب التَّمْئِنة بالطُّمَأْنينة؛ يقول: عَرّسوا

بغير موضع طُمَأْنينة، وقيل: يجوز أَن يكون مَفْعِلة من المَئِنَّة التي

هي الموضع المَخْلَقُ للنزول أَي في غير موضع تَعْريسٍ ولا علامة تدلهم

عليه. وقال ابن الأَعرابي: تَمْئِنة تَهْيِئة ولا فِكْر ولا نظر؛ وقال

ابن الأَعرابي: هو تَفْعِلة من المَؤُونة التي هي القُوتُ، وعلى ذلك استشهد

بالقوت؛ وقد ذكرنا أَنه مَفْعِلة، فهو على هذا ثنائي. والمَئنَّةُ:

العلامة. وفي حديث ابن مسعود: إِنَّ طولَ الصلاة وقِصَرَ الخُطْبة مَئِنَّة

من فِقه الرجل أَي أَن ذلك مما يعرف به فِقْه الرجل. قال ابن الأَثير:

وكلُّ شيء دَلَّ على شيء فهو مَئِنَّة له كالمَخْلَقة والمَجْدرة؛ قال ابن

الأَثير: وحقيقتها أَنها مَفْعِلة من معنى إِنَّ التي للتحقيق والتأْكيد

غير مشتقة من لفظها، لأَن الحروف لا يشتق منها، وإِنما ضُمِّنَتْ حروفَها

دلالةً على أَن معناها فيها، قال: ولو قيل إِنها اشتقت من لفظها بعدما

جعلت اسماً لكان قولاً، قال: ومن أَغرب ما قيل فيها أَن الهمزة بدل من ظاء

المَظِنَّة، والميم في ذلك كله زائدة. قال الأَصمعي: سأَلني شعبة عن هذا

فقلت مَئِنَّة أَي علامة لذلك وخَلِيقٌ لذلك؛ قال الراجز:

إِنَّ اكْتِحالاً بالنَّقِيِّ الأَبْلَجِ،

ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ،

مَئِنَّةٌ من الفَعالِ الأَعْوَجِ

قال: وهذا الحرف هكذا يروى في الحديث والشعر بتشديد النون، قال: وحقه

عندي أَن يقال مَئِينة مثال مَعِينة على فَعِيلة، لأَن الميم أَصلية، إِلا

أَن يكون أَصلُ هذا الحرف من غير هذا الباب فيكون مَئِنَّة مَفْعِلة من

إِنَّ المكسورة المشدَّدة، كما يقال: هو مَعْساةٌ من كذا أَي مَجْدَرة

ومَظِنَّة، وهو مبني من عسى، وكان أَبو زيد يقول مَئِتَّة، بالتاء، أَي

مَخْلَقة لذلك ومَجْدَرة ومَحْراة ونحو ذلك، وهو مَفْعِلة من أَتَّه يَؤُتُّه

أَتّاً إِذا غلبه بالحجة، وجعل أَبو عبيد الميم فيه أَصلية، وهي ميم

مَفْعِلة. قال ابن بري: المَئِنَّة، على قول الأَزهري، كان يجب أَن تذكر في

فصل أَنن، وكذا قال أَبو علي في التذكرة وفسره في الرجز الذي أَنشده

الجوهري:

إِنَّ اكتحالاً بالنقيِّ الأَبلج

قال: والنقيّ الثَّغْر، ومَئِنَّة مَخْلَقة؛ وقوله من الفَعالِ الأَعوج

أَي هو حرام لا ينبغي.

والمأْنُ: الخشبة في رأْسها حديدة تثار بها الأَرض؛ عن أَبي عمرو وابن

الأَعرابي.

مأن
: (} المَأْنَةُ: السُّرَّةُ وَمَا حَوْلَها) ، وَمِنْهُم مَنْ خَصَّها بالفَرَسِ؛ (و) من البَقَرِ: (الطَّفْطَفَةُ أَو شَحْمَةُ) قَصِّ الصَّدْرِ (لاصِقَةٌ بالصِّفاقِ من باطِنِهِ) مُطِيفَتُه كُلَّه، أَو لَحمةٌ تحْتَ السُّرَّةِ إِلَى العانَةِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: هِيَ تحتَ الكِرْكِرَةِ؛ وأَنْشَدَ:
يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ وهُنَّ بُخْتٌ عِراضاتُ الأباهِرِ! والمُؤُونِ وقالَ غيرُهُ: باطِنُ الكِرْكِرَةِ؛ {كالمَأْنِ، (ج} مَأْناتٌ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
إِذا مَا كنتِ مُهْدِيةً فأَهْدِيمن {المَأْناتِ أَو قِطَع السَّنامِ (} ومُؤُونٌ) على غيرِ قِياسٍ كبَدْرَةٍ وبُدُورٍ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ وهُنَّ بُخْتٌ عِراضاتُ الأَباهِرِ {والمُؤُونِ (} ومَأَنَهُ، كَمَنَعَهُ) ، {مَأْناً: (أَصابَ} مَأْنَتَهُ) وَهِي مَا بينَ سُرَّتِه وعانَتِه وشُرْسُوفِه.
(و) {مَأَنَهُ} مَأْناً: (اتَّقاهُ وحَذِرَهُ.
(و) {مَأَنَ (القَوْمَ: احْتَمَلَ} مَؤُنَتَهُمْ، أَي قُوتَهُمْ) وقامَ عَلَيْهِم، والاسمُ {المَائِنَةُ؛ (وَقد لَا تُهْمَزُ) } المَؤُنَةُ، وَهِي فَعُولَةٌ، (فالفِعْلُ) على هَذَا ( {مانَهُمْ) ، كَمَا سيَأْتي، أَشارَ إِلَيْهِ الجوْهرِيُّ.
قالَ الفرَّاءُ: أَتانِي (وَمَا} مَأَنْتُ {مَأْنَهُ) ، أَي (لم أَكْتَرِثْ لَهُ أَو لم أشْعُرْ بِهِ) ؛) عَن أَبي زيْدٍ وابنِ الأعْرابيِّ؛ (أَو مَا تَهَيَّأْتُ لَهُ، وَمَا أَخَذْتُ عُدَّتَهُ وأُهْبَتَهُ) وَلَا عَمِلْتُ فِيهِ، عَن الفرَّاء.
قالَ الأَزْهرِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهَذَا يدلُّ على أنَّ} المَؤُنةَ مَهْموزَةٌ.
وقالَ بعضُهم: مَا انْتَبَهْتُ لَهُ وَلَا احْتَفَلْتُ بِهِ. وَمن ذَلِك أَيْضاً: وَلَا هُؤْتُ هَوْأَهُ وَلَا رَبَأْتُ رَبْأْهُ.
(و) قالَ بعضُهم: جاءَ الأَمْرُ وَمَا مَأَنْتُ فِيهِ! مَأْنَةً، أَي (مَا طَلَبْتُهُ وَلَا أَطَلْتُ التَّعَبَ فِيهِ. ( {والمَئِنَّةُ فِي الحَدِيثِ) الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِم عَن ابنِ مَسْعودٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، كمَظِنَّةٍ: (العَلامَةُ) .) ونَصُّ الحدِيثِ: (إنَّ طُولَ الصَّلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ} مَئِنَّة من فِقْه الرَّجُل) ، أَي ذلِكَ ممَّا يعْرفُ بِهِ فِقْه الرَّجُلِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وكلُّ شيءٍ دلَّ على شيءٍ فَهُوَ مَئِنَّةٌ لَهُ؛ (أَو) هِيَ (مَفْعِلَةٌ من إنَّ كمَعْساة من عَسَى) ، فالميمُ حينَئِذٍ زائِدَةٌ، (أَي مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرَةٌ أَنْ يقالَ فِيهِ: إنَّه كَذَا وَكَذَا) .
(قالَ ابنُ الأثيرِ: حَقِيقَتُها أنَّها مَفْعِلَةٌ من معْنَى إنَّ الَّتِي للتَّحْقِيقِ والتّأْكيدِ غَيْر مُشْتَقَّة مِن لفْظِها، لأنَّ الحُروفَ لَا يُشْتَقُّ مِنْهَا، وإنّما ضُمِّنَتْ حُروفها دلَالَة على أنَّ مَعْناها فِيهَا، وَلَو قيلَ: إنَّها اشتُقَّتْ من لَفْظِها بعْدَما جُعِلَت اسْماً لكَان قولا، قالَ: وَمن أَغْرَب مَا قيلَ فِيهَا أنَّ الهَمْزَةَ بدلٌ من ظاءِ المَظِنَّةِ، والميمُ فِي ذَلِك كلِّه زائِدَةٌ.
وقالَ (الأصْمعيُّ) :) سَأَلَني شعْبَة عَن هَذَا فقلْتُ: مئِنَّة أَي عَلامَةٌ لذلِكَ وخَلِيقٌ لذلِكَ؛ قالَ الراجزُ:
إنَّ اكْتِحالاً بالنَّقِيِّ الأبْلَج ِونَظَراً فِي الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ من الفَعالِ الأَعْوجِ قالَ: وَهَذَا الحَرْفُ هَكَذَا يُرْوَى فِي الحدِيثِ والشِّعْرِ بتَشْديدِ النونِ، و (حَقُّها) عنْدِي (أَنْ تكونَ! مَئِينَةٌ على فَعِيلَةٍ) ، لأنَّ الميمَ أَصْليَّةٌ، إلاَّ أَنْ يكونَ أَصلُ هَذَا الحَرْف مِن غيرِ هَذَا البابِ فَيكون مِن إنَّ المَكْسُورَة المُشدَّدَة، كَمَا يقالُ: هُوَ مَعْساةٌ من كَذَا أَي مَجْدَرَة ومَظِنَّة، وَهُوَ مبْنيٌّ من عَسَى.
وكانَ (أَبو زيْدٍ) يقولُ: (هِيَ مَئِتَّةٌ بالمُثَنَّاةِ) من (فَوْق) ، أَي مَخْلَقة لذلِكَ ومَجْدَرة ومَحْرَاة ونَحْو ذلِكَ، وَهُوَ (مَفْعِلَةٌ من أَتَّهُ) أَتًّا (إِذا غَلَبَه بالحُجَّةِ) .
(قالَ ابنُ بَرِّي: المَئِنّة على قَوْلِ الجوْهرِيِّ والأزْهرِيّ كانَ يجبُ أَنْ تُذْكَرَ فِي أنن، وَكَذَا قالَ أَبُو عليَ فِي التذْكِرَةِ.
(وقيلَ: وَزْنُها فَعِلَّةٌ من مَأَنَ إِذا احْتَمَلَ) ، وحينَئِذٍ فالميمُ أَصْليَّة، وَهُوَ مِن هَذَا الفَصْل.
( {وماءَنَ فِي) هَذَا (الأَمْرِ، كفاعَلَ،} مُمَاءَنَةً) ، أَي (رَوَّأَ) ؛) عَنِ الأصْمعيِّ.
( {والمَأْنُ: خَشَبَةٌ فِي رأْسِها حَديدَةٌ تُثارُ بهَا الأرْضُ) ؛) عَن أَبي عَمْرٍ ووابنِ الأَعْرابيِّ.
(} وتَماءَنَ: قَدُمَ) ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الهُذَليّ:
رُوَيدَ علِيًّا جُدَّ مَا ثَدْيُ أُمِّهِمإلينا ولكنْ وُدُّهم {مُتَمائِنُ أَي قدِيمٌ، وَهُوَ مِن قوْلِهم: جاءَني الأَمْرُ وَمَا} مأَنْتُ فِيهِ {مأْنَةً، أَي مَا طَلَبْتُه وَمَا أَطَلْتُ التعبَ فِيهِ، والْتِقاؤُهما إِذا فِي معْنَى الطُّولِ والبُعْدِ، وَهَذَا معْنَى القِدَمِ، وَقد رُوِيَ مُتَمايِنٌ بغيرِ هَمْزٍ، فَهُوَ حينَئِذٍ مِن المَيْنِ، وَهُوَ الكَذِبُ، ويُرْوَى مُتَيامِنٌ أَي مائِلٌ إِلَى اليَمَنِ.
(} والتَّمْئِنَةُ: التَّهْيِئَةُ والفِكْرُ والنَّظَرُ) من {مأَنْتُ إِذا تَهَيَّأْتُ، فالميمُ فِيهِ أَصْليَّة؛ وَهَكَذَا فَسَّر ابنُ الأَعْرابيِّ قَوْلَ المرَّار الفَقْعَسِيّ:
فتهامَسُوا شَيْئا فَقَالُوا عرَّسُوامن غيرِ} تَمْئِنَةٍ لغيرِ مُعَرَّسِقالَ ابنُ بَرِّي: وَالَّذِي فِي شِعْرِ المَرَّارِ فتَناءَمُوا أَي تَكَلَّمُوا مِن النَّئِيمِ، وَهُوَ الصَّوْتُ؛ وَكَذَا رَوَاهُ ابنُ حَبيب.
(! والمَمْأَنَةُ: المَخْلَقَةُ والمَجْدَرَةُ) زِنَةً ومعْنًى، والميمُ زائِدَةٌ. ( {وامْأَنْ} مَأْنَكَ واشْأَنْ شَأْنَكَ) :) أَي (افْعَلْ مَا تُحْسِنُه) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
إِذا مَا عَلِمْتُ الأمْرَ أقرَرْتُ عِلْمَهولا أَدَّعي مَا لستُ {أَمْأَنُه جَهْلا كفى بامرىءٍ يَوْمًا يقولُ بعِلْمِهويسكتُ عمَّا لَيْسَ يَعْلَمُه فَضْلا وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَتاني ذلِكَ وَمَا} مأَنْتُ: أَي عَلِمْتُ بذلِكَ؛ عَن أعْرابيَ من سُلَيْم.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: مَا عَلِمْتُ عِلْمَه.
{والتَّمِئَنَةُ: الإعْلامُ.
وقالَ الأصْمعيُّ: التَّعْريفُ؛ وَبِه فسَّر قَوْلَ المَرَّار المَذْكُور.
وقالَ ابنُ حبيبٍ: هِيَ الطُّمَأْنِينَةُ، وَبِه فَسَّر قَوْلَهُ: يقولُ: عَرَّسُوا بغيرِ مَوْضِع الطُّمَأْنِينَة، وقيلَ: هِيَ مَفْعِلَةٌ من المَئِنَّة الَّتِي هِيَ المَوْضِعُ المَخْلَقُ للنّزولِ أَي فِي غيرِ موْضِع تَعْريسٍ وَلَا عَلامَة تَدلّهم عَلَيْهِ.
ونُقِلَ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ: هُوَ تَفْعِلةٌ من المَؤُونَةِ الَّتِي هِيَ القُوتُ.
} والمَائِنَةُ: اسمُ مَا يُمَوَّنُ أَي يُتَكلَّفُ مِن! المَؤُونَةِ؛ عَن الليْثِ.
واخْتُلِفَ فِي المونَةِ تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ وَقد أَشارَ لَهُ المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى؛ ولكنَّ كَلامَ الجوْهرِيّ فِي ذلِكَ أَوْسَع، فقيلَ: هُوَ فَعُولَةٌ؛ وقيلَ: مَفْعَلةٌ، قالَ الفرَّاءُ: مِن الأَيْنِ، وَهُوَ التَّعَبُ والشدَّةُ.
ويقالُ: هُوَ مَفْعُلةٌ من الأَوْنِ وَهُوَ الخُرْجُ والعِدْلُ لأنَّه ثِقْلٌ على الإنْسانِ.
قالَ الخليلُ: وَلَو كانَ مَفْعُلة لكانَ مَئِينةً مِثْل مَعِيشةٍ؛ وعنْدَ الأَخْفَش يَجوزُ أَنْ تكونَ مَفْعُلة؛ هَذَا حاصِلُ مَا نَقَلَه الجوْهرِيُّ رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى. قالَ ابنُ بَرِّي: وَالَّذِي نَقَلَه الجَوْهرِيُّ مِن مَذْهبِ الفرَّاء أَنَّ مَؤُونَةَ مِن الأيْنِ، وَهُوَ التَّعَبُ والشدَّةُ، صَحيحٌ إلاَّ أنَّه أَسْقَط تَمامَ الكَلامِ؛ فأمَّا الَّذِي غيَّره فَهُوَ قوْلُه: إنَّ الأَوْنَ هُوَ الخُرْجُ، وليسَ هُوَ الخُرْجَ، وإنَّما قالَ: والأَوْنانِ جانِبَا الخُرْجِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، لأنَّ أَوْنَ الخُرْجِ جانِبُه وليسَ إيَّاه، وكذلِكَ ذَكَرَه الجوْهرِيُّ أَيْضاً فِي فَصْل أَوَنَ.
وقالَ المَازِنيُّ: لأنَّها ثِقْلٌ على الإنْسانِ يعْنِي المَؤُونَةَ، فغيَّره الجوْهرِيُّ فقالَ: لأنَّه، فذَكَّر الضَّميرَ وأَعادَهُ على الخُرْجِ، وأَمَّا الَّذِي أَسْقَطه فَهُوَ قَوْلُه بَعْده: ويقالُ للأَتانِ إِذا أَقْرَبَتْ وعَظُمَ بطْنُها: قد أَونتْ، وَإِذا أَكَلَ الإِنْسانُ وامْتَلأَ بَطْنُه وانْتَفَخَتْ خاصِرَتاه، قيلَ: أَوَّنَ تأْوِيناً، انْقَضَى كَلام المَازِنيّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
قالَ: وأَمَّا قَوْلُ الجوْهرِيّ قالَ الخَليلُ لَو كانَ مَفْعُلة لكانَ مَئِينةً، قالَ: صَوابُه أَنْ يقولَ لَو كانَ مَفْعُلة مِنَ الأَيْنِ دونَ الأوْن، لأنَّ قِياسَها من الأَيْنِ مَئِينَة ومِن الأَوْن مَؤْنة، وعَلى قِياسِ مَذْهَب الأَخْفَش أنَّ مَفْعُلةً مِن الأَيْنِ مَؤُونة، خِلاف قَوْل الخَلِيلِ، وأَصْلُها على مَذْهَبِ الأَخْفَش مأْيُنَة، فنقلتْ حَرَكةَ الياءِ إِلَى الهَمْزَةِ فصارَتْ مَؤُويْنَة، فانْقَلبَتِ الواوُ يَاء لسكونِها وانْضِمامِ مَا قَبْلها، قالَ: وَهَذَا مَذْهبُ الأَخْفَش.

أَنَّى

أَنَّى
: ( {أَنَّى) ، كحَتَّى: (تكونُ بمعْنَى أيْنَ) ، تقولُ: أنَّى لكَ هَذَا، أَي مِن أَيْنَ لكَ هَذَا؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {} وأَنَّى لَهُم التَّناوُشُ مِن مَكانٍ بَعِيدٍ} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} ؛ وَقد جَمَعَهُما الشاعرُ تَأْكِيدًا فَقَالَ:
أنّى ومِن أَيْنَ آتكَ الطّرَبُ (و) بمعْنَى (مَتَى) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {قُلْتُم أنَّى هَذَا} ، أَي مَتَى هَذَا؛ نقلَهُ الأزْهري.
(و) بمعْنَى (كَيْفَ) ، تقولُ: أَنَّى لكَ أَنْ تَفْتَحَ الحِصْنَ، أَي كيْفَ لكَ ذلكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَقَالَ اللّيْثُ فِي قولِ عَلْقمة:
ومُطْعَمُ الغُنْمِ يَوْمَ الغُنْمِ مُطْعَمُهُ
أَنَّى تَوَجَّه والمَحْرُومُ مَحْرومُأَرادَ أَيْنَما تَوَجَّه وكَيْفَما تَوَجَّه.
قَالَ الجَوْهرِي: (وَهي مِن الظُّروفِ الَّتِي يُجازَى بهَا) ، تقولُ: (أَنَّى تأْتِنِي آتِكَ) ، مَعْناه مِنْ أَيِّ جهَةٍ تأْتِنِي آتِكَ.
وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي: قرأَ بعضُهم {أَنَّى صَبَبْنا الماءَ صَبّاً} بفَتْح الهَمْزةِ، قالَ: مَنْ قَرأَ بِهَذِهِ القراءَةِ قالَ الوَقْف على طَعامِه تامٌّ، ومعْنَى أنَّى أيْنَ إلاَّ أَنَّ فِيهَا كِنايَة عَن الوُجُوهِ وتأْوِيلُها: مِن أَيّ وَجْه صَبَبْنا الماءَ.
وقولهُ تَعَالَى: {أنَّى شِئْتُم} يحتملُ المَعانيَ الثَّلاثَةَ.
(و) أَمَّا (أَنا) : فقد ذَكَرْناه (فِي) بابِ (النُّونِ) ، مَرَّتْ أَحْكامُه مُفَصَّلة، فراجِعْه.

أَنْقِرَة

أَنْقِرَة:
بالفتح ثم السكون، وكسر القاف، وراء، وهاء، وهو فيما بلغني: اسم للمدينة المسماة أنكورية، وفي خبر امرئ القيس لما قصد ملك الروم يستنجده على قتلة أبيه هويته بنت الملك، وبلغ ذلك قيصر فوعده أن يتبعه الجنود إذا بلغ الشام أو يأمر من بالشام من جنوده بنجدته، فلما كان بأنقرة بعث اليه بثياب مسمومة فلما لبسها تساقط لحمه، فعلم بالهلاك فقال:
رب طعنة مثعنجره، ... وخطبة مسحنفره،
تبقى غدا بأنقره
وقال بطليموس: مدينة أنقرة طولها ثمان وخمسون درجة وعرضها تسع وأربعون درجة وأربعون دقيقة، طالعها العقرب اثنتا عشرة درجة منه بيت حياتها فيه القلب وفي عاشرها قلب الأسد، وهي في الإقليم السابع طالعها السماك، كان في أول الطول والعرض به تحت خمس وعشرين درجة من السرطان وأربعين دقيقة عاشرها جبهة الأسد، وكان المعتصم قد فتحها في طريقه الى عمّورية، فقال أبو تمّام:
يا يوم وقعة عمّوريّة انصرفت ... عنك المنى حفّلا معسولة الحلب
جرى لها الفأل نحسا يوم أنقرة ... إذ غودرت وحشة الساحات والرّحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت ... كان الخراب لها أعدى من الجرب
وأنقرة أيضا: موضع بنواحي الحيرة، في قول الأسود بن يعفر النّهشلي، قال الأصمعي: تقدّم رجل من بني دارم إلى القاضي سوّار بن عبد الله ليقيم عنده شهادة فصادفه يتمثل بقول الأسود بن يعفر، وهي هذه الأبيات:
ولقد علمت، لو أنّ علمي نافعي، ... أنّ السبيل سبيل ذي الأعواد
إنّ المنيّة والحتوف كلاهما ... توفي المخارم ترميان فؤادي
ماذا أؤمّل بعد آل محرّق ... تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشّرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من أطواد
جرت الرياح على محلّ ديارهم ... فكأنّما كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ... في ظلّ ملك ثابت الأوتاد
فإذا النعيم وكلّ ما يلهى به ... يوما يصير إلى بلى ونفاد
ثم أقبل على الدارمي فقال له: أتروي هذا الشعر؟
قال: لا، قال: أفتعرف قائله؟ قال: لا، قال: هو رجل من قومك له هذه النّباهة يقول مثل هذه الحكم لا ترويها ولا تعرف قائلها يا مزاحم؟ أثبت شهادته عندك فاني متوقف فيها حتى أسأل عنه فاني أظنّه ضعيفا، وقد ذكر بعض العلماء أن أنقرة التي في شعر الأسود هي أنقرة التي ببلاد الروم، نزلتها إياد لما نفاهم كسرى عن بلاده، وهذا حسن بالغ ولا أرى الصواب إلا هذا القول، والله أعلم.

أنق

(أنق) صَار ذَا نقيق وَشرع فِي النقيق
(أنق) الشَّيْء صيره أنيقا وَالشَّيْء فلَانا أعجبه
(أنق)
أنقا وأناقة رَاع حسنه وأعجب فَهُوَ أنيق وَفُلَان فَرح وسر وَبِه وَله أعجب بِهِ فَهُوَ أنق وَالشَّيْء أحبه يُقَال رَوْضَة أنيق
أنق: اناق: ضرب من النسيج (المقري 2: 711).
مأنوق: يظهر أن معناها هرم، ففي ألف ليلة (برسلاو 10: 263): شيخ كبير مأنوق. وفي طبعة ماكن: شيخ كبير هرم، وقد تكرر في ص264 من طبعة ماكن ذكر هرم بدل مأنوق.
أ ن ق: شَيْءٌ (أَنِيقٌ) أَيْ حَسَنٌ مُعْجِبٌ وَ (تَأَنَّقَ) فِي الْأَمْرِ أَيْ عَمِلَهُ بِنِيقَةٍ مِثْلُ تَنَوَّقَ. 
أ ن ق

هو شبه الأنوق، في القدر والموق. وهذا شيء أنيق وآنق ومونق. ورأيت له حسناً وأنقاً، وبهاءً ورونقاً. وقد آنقني بحسنه. وقد أنقت به أي أعجبت، ولي به أنق. وتأنق في الروضة: وقع فيها متتبعاً لما يونقه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهنّ. وعن محمد بن عمير: ما من عاشية أشد أنقاً ولا أبعد شبعاً من طالب العلم. أراد بالأنق التأنق.

ومن المجاز: تأنق في عمله وفي كلامه: إذا فعل فعل المتأنق في الرياض، من تتبع الآنق والأحسن.
أنق
الأنَقُ: الإعجابُ بالشَّيْءِ، أنِقْتُ به آنَقُ أنَقاً، وهو أنِقٌ وأنِيْقٌ: أي مُعْجِبُ. وآنَقَني يُؤنِقُني. ورَوْضَةٌ أنِيْقٌ. ونَحْنُ في أنَاقَةٍ من عَيْشِنا ودَهْرِنا.
وما آنَقَ فلان في كذا: أي ما أشَدَّ طَلَبَه له.
ومالَهُ في الشَّيْءِ آنِقَة: أي ليس له عُجْبٌ.
والمُتَأنقُ: الذي هو في أنَق من عَيْشِه وخِصْبٍ. وفي المَثَل: " ليس المُتَعَلَقُ كالمُتَأنق ". وتَأنَّقَ في الأمر: تَنَوَّقَ فيه.
والأنُوْقُ: ذَكَرُ الرَّخَم. وفي المَثَل: هو أعَزُّ من بَيْض الأنُوْقِ وجَمْعُها أُنُقٌ.
واليَنَقُ: لغَةٌ في الأنَق من الأنِيْق المُعْجِبِ.
[أنق] الأَنَقُ: الفرح والسرور. وقد أنق بالكسر يأنق أنقا. وشئ أَنِيقٌ، أي حَسَنٌ معجِبٌ. وآنَقَني الشئ، أي أعجبني. وتأنق في الأمر، إذا عمِله بِنيقَةٍ، مثل تنوق. وله أناقة ولباقة. وتأنق فلانٌ، في الروضة، إذا وقع فيها مُعْجَباً بها. والأَنوقُ على فَعولٍ: طائرٌ، وهو الرَخَمَةُ. وفي المثل: " أعزُّ من بَيضِ الأَنوقِ " لأنها تُحرِزه فلا يكاد يُظْفَرُ به، لان أو كارها في رءوس الجبال والاماكن الصعبة البعيدة. وهى تحمق مع ذلك. قال الكميت: وذات اسمين والالوان شتى تحمق وهى كيسة الحويل وإنما قال ذات اسمين، لانها تسمى الرخمة، والانوق.
(أن ق)

أنق بالشَّيْء، وأنق لَهُ أنقا، فَهُوَ بِهِ أنق: اعْجَبْ، قَالَ:

إِن الزبير زلق وزملق ... لَا أَمن جليسه وَلَا أنق

وآنقني: اعجبي.

والأنق: حسن المنظر، وإعجابه إياك.

والأنق: النَّبَات الْحسن المعجب، سمي بِالْمَصْدَرِ، قَالَت اعرابية: " يَا حبذا الْخَلَاء، آكل أنقى، والبس خلقى ".

وَقَالَ الراجز:

جَاءَ بَنو عمك رواد الأنق وَقيل: الأنق: اطراد الخضرة فِي عَيْنَيْك، لِأَنَّهَا تعجب رائيها.

وَشَيْء أنيق: حسن معجب.

وتانق فِي أُمُوره: تجود وَجَاء فِيهَا بالعجب.

وتانق الْمَكَان: اعجبه.

وتانق: رأى شَيْئا اعجبه فعلقه لَا يُفَارِقهُ، قَالَ ابْن مَسْعُود: " إِذا وَقعت فِي آل حم وَقعت فِي روضات أتأنقهن ".

والأنوق: الرخمة.

وَقيل: ذكر الرخم، وَفِي الْمثل:

طلب الابلق العقوق فَلَمَّا ... لم يجده أَرَادَ بيض الانوق

يجوز أَن يَعْنِي بِهِ الرخمة، الانثى، وَأَن يَعْنِي بِهِ الذّكر، لِأَن بيض الذّكر مَعْدُوم. وَقد يجوز أَن يُضَاف الْبيض اليه، لِأَنَّهُ كثيرا مَا يحضنها، وَإِن كَانَ ذكرا كَمَا يحضن الظليم بيضه، كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس، أَو أَبُو حَيَّة النميري:

فَمَا بَيْضَة بَات الظليم يحفها ... لَدَى جؤجؤ عبلٍ مميثاء حوملا
أنق
أنِقَ/ أنِقَ بـ يأنَق، أناقةً وأنَقًا، فهو أنيق، والمفعول مأنوق (للمتعدِّي)
• أنِق شابٌّ: أحسن اختيارَ ألفاظه وطرق تعبيره، وجمال مظهره فأعجب الناس بلباقته وشياكته "شابٌّ أنيق".
• أنِق الشَّيءَ: أحبَّه.
• أنِق به: أُعجب به، وفضَّله على سواه. 

آنقَ يؤنق، إيناقًا، فهو مؤنِق وأنيق، والمفعول مؤنَق
• آنقه منظرُ الحديقة: أعجبه، خلبَه "روضةٌ أنيقة".
• آنَق البستانَ: جعله أنيقًا متَّسقًا يعجب الناظرين. 

أنَّقَ يؤنِّق، تأنيقًا، فهو مؤنِّق، والمفعول مُؤنَّق (للمتعدِّي)
• أنَّق الدَّجاجُ: صوَّت، أصدر نقيقًا.
• أنَّق الأثاثَ ونحوَه: آنقه؛ صيَّره أنيقًا، حسَّن مظهره "أنَّق المنزلَ القديم/ مظهَره- أنّقَت صديقتها حتى صارت تأخذ بالألباب". 

تأنَّقَ/ تأنَّقَ في يتأنَّق، تأنُّقًا، فهو مُتأنِّق، والمفعول مُتأنَّق فيه
• تأنَّق الشَّخصُ: اعتنى بمظهره وأسلوبه وبدا أنيقًا، تزوّق وتهندم وبالغ في زينته.
• تأنَّق في العمل ونحوه: أتقنه وجوّده "كان كاتبًا يتأنَّق في اختيار كلماته وعباراته- تأنّق في عمله وفي كلامه- كان شديدَ التأنُّق في كتاباته". 

أناقة [مفرد]:
1 - مصدر أنِقَ/ أنِقَ بـ.
2 - حُسْن معجب في الترتيب والتنسيق، أو في المظهر والتعبير "أناقة بستان/ مظهر/ أسلوب". 

أَنَق [مفرد]: مصدر أنِقَ/ أنِقَ بـ. 

أنيق [مفرد]: مؤ أنيقة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من آنقَ وأنِقَ/ أنِقَ بـ: حَسَن المظهر والتنسيق. 

إيناق [مفرد]: مصدر آنقَ. 

تأنُّق [مفرد]: مصدر تأنَّقَ/ تأنَّقَ في.
• التَّأنُّق اللَّفظيّ/ التَّأنُّق البديعيّ: (بغ) أسلوب مصطنع في الكتابة والكلام يتميّز بالإسراف في استخدام أنواع السَّجع والطِّباق والتَّلميحات ونحوها. 

أنق: الأَنَقُ: الإعْجابُ بالشيء. تقول: أَنِقْت به وأَنا آنَق به

أنَقاً وأَنا به أَنِق: مُعْجَب. وإنه لأَنِيقٌ مؤنق: لكل شيء أَعجبَك حُسْنه.

وقد أَنِق بالشيء وأَنِق له أَنَقاً، فهو به أَنِقٌ: أُعْجِبَ. وأَنا به

أَنِق أي مُعْجَب؛ قال:

إن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ،

جاءتْ به عَنْسٌ من الشامِ تَلِق،

لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ

أَي لا يأْمَنُه ولا يأْنَق به، من قولهم أَنِقْت بالشيء أَي أُعْجِبت

به. وفي حديث قزَعةَ مولى زياد: سمعت أَبا سعيد يحدِّث عن رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، بأَربع فآنقَتْني أَي أَعجبتْني؛ قال ابن الأَثير:

والمحدّثون يروونه أَيْنَقْنَني. وليس بشيء؛ قال: وقد جاء في صحيح مسلم: لا

أَيْنَقُ بحديثه أَي لا أُعْجَب، وهي هكذا تروى. وآنقَني الشيء يُؤْنِقُني

إيناقاً: أَعجبني. وحكى أبو زيد: أَنِقْت الشيء أَحببْته؛ وعلى هذا يكون

قولهم: رَوضة أَنيق، في معنى مأْنُوقة أَي محبوبة، وأمّا أَنِيقة فبمعنى

مُؤْنِقة. يقال: آنقَني الشيء فهو مُؤْنِق وأَنِيق، ومثله مؤْلم وأَلِيم

ومُسمِع وسميع؛ وقال:

أَمِنْ رَيْحانةَ الدّاعِي السميعُ

ومثله مُبدِع وبديع؛ قال الله تعالى: بديع السمواتِ والأرض؛ ومُكِلٌّ

وكَلِيل؛ قال الهذلي:

حتى شآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ،

باتَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ

والأَنَقُ: حُسْن المَنْظر وإعْجابه إياك. والأَنَقُ: الفرَحُ

والسُّرور، وقد أَنِقَ، بالكسر، يأْنَقُ أَنَقاً. والأَنَقُ: النباتُ الحسَن

المعجب، سمِّي بالمصدر؛ قالت أَعرابية: يا حبذا الخَلاء آكلُ أَنَقي وأَلبَس

خَلَقي وقال الراجز:

جاء بنو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ

وقيل: الأَنَق اطِّراد الخُضْرة في عينيك لأَنها تُعجِب رائيها. وشيء

أَنيقٌ: حسن مُعجِب.

وتأنَّق في الأَمر إذا عمله بِنِيقةٍ مثل تَنَوَّقَ، وله إناقةٌ

وأَناقةٌ ولَباقةٌ. وتأَنَّقَ في أُموره: تجوَّد وجاء فيها بالعجب.وتأْنَّقَ

المَكانَ: أعجَبه فعَلِقَه لا يفارقه. وتأَنَّق فلان في الرَّوضة إذا وقع

فيها معجباً بها. وفي حديث ابن مسعود: إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في

رَوْضاتٍ أتأنَّقُهنّ، وفي التهذيب: وقعتُ في روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن؛

أَبو عبيد: قوله أَتأَنق فيهن أَتَتبَّع محاسنهن وأُعْجَبُ بهن

وأَستلذُّ قراءتهن وأَتمتَّعُ بمحاسنهن؛ ومنه قيل: منظر أَنيق إذا كان حسناً

معجباً، وكذلك حديث عبيد بن عمير: ما من عاشِية أَشدُّ أَنَقاً ولا أَبعدُ

شِبَعاً من طالب علم أَي أَشد إعجاباً واستحساناً ومحَبَّة ورَغْبة.

والعاشِيةُ من العَشاء: وهو الأَكل بالليل. ومن أَمثالهم: ليس المُتعلِّق

كالمُتأَنِّق؛ معناه ليس القانع بالعُلْقة وهي البُلْغة من العيش كالذي لا

يَقْنَع إلا بآنَق الأَشياء وأَعجبها. ويقال: هو يتأَنّق أَي يَطلُب آنَق

الأَشياء. أَبو زيد: أَنِقْت الشيء أَنَقاً إذا أَحببْته؛ وتقول: روْضة

أَنِيق ونبات أَنيق.

والأَنُوقُ على فَعُول: الرَّخَمة، وقيل: ذكر الرخم. ابن الأَعرابي:

أَنْوقَ الرجل إذا اصطاد الأَنُوق وهي الرخمة. وفي المثل: أَعزُّ من بيض

الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فلا يكاد يُظْفَر به لأَن أَوْكارها في رؤوس

الجبال والأَماكن الصعْبة البعيدة، وهي تُحمَّق مع ذلك. وفي حديث عليّ، رحمة

الله عليه: ترقَّيتُ إلى مَرْقاةٍ يقْصُر دونها الأَنُوق؛ هي الرخمة

لأَنها تبيض في رؤُوس الجبال والأَماكن الصعبة؛ وفي المثل:

طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ، فلمّا

لم يَجِدْهُ، أَرادَ بيضَ الأَنُوقِ

قال ابن سيده: يجوز أَن يُعْنى به الرخمة الأُنثى وأَن يعنى به الذكر

لأَن بيض الذكر معدوم، وقد يجوز أَن يضاف البيض إليه لأَنه كثيراً ما

يحضُنها، وإن كان ذكراً، كما يحضُن الظليم بيضه كما قال امرؤ القيس أَو أَبو

حَيَّة النُّمَيْري:

فما بَيْضةٌ باتَ الظَّلِيمُ يَحُفُّها،

لدى جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ، بمَيْثاءٍ حَوْمَلا

وفي حديث معاوية قال له رجل: افْرِضْ لي، قال نعم، قال ولولدي، قال لا،

قال ولعشيرتي، قال لا؛ ثم تمثل:

طَلبَ الأَبلقَ العَقوقَ، فلمّا

لم يجده، أَراد بَيضَ الأَنوق

العَقُوقُ: الحامل من النُّوق، والأَبلق: من صفات الذكور، والذكر لا

يحمل فكأَنه قال طَلَب الذكر الحامل. وبَيضُ الأَنوق مثَل للذي يطلبُ

المُحال الممتنِع، ومنه المثل: أَعَزُّ من بيض الأَنُوق والأَبلقِ العقوق، وفي

المثل السائر في الرجل يُسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدَرُ عليه:

كلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقُوق؛ ومثله: كلَّفتني بيض الأنوق. وفي التهذيب: قال

معاوية لرجل أراده على حاجة لا يُسأَل مثلها وهو يَفْتِل له في الذِّرْوة

والغاربِ: أَنا أَجَلُّ من الحَرْشِ ثم الخَديعةِ، ثم سأله أُخْرَى

أَصْعبَ منها فأَنشد البيت المَثَلَ. قال أَبو العباس: وبيضُ الأنوق عزيز لا

يوجد، وهذا مثل يُضرب للرجل يَسأَل الهَيِّنَ فلا يُعْطَى، فيَسأَل ما هو

أَعز منه. وقال عُمارةُ: الأَنوقُ عندي العُقاب والناس يقولون الرخَمة،

والرخمةُ توجد في الخَرابات وفي السهْل. وقال أَبو عمرو: الأَنوق طائر

أَسود له كالعُرْف يُبعِد لبيضه. ويقال: فلان فيه مُوقُ الأَنُوق لأَنها

تُحمَّق؛ وقد ذكرها الكميت فقال:

وذاتِ اسْمَينِ، والأَلوانُ شَتَّى،

تُحَمَّقُ، وهي كَيِّسةُ الحَوِيلِ

يعني الرخمة. وإنما قيل لها ذات اسمين لأَنها تسمِّى الرخمة والأَنُوقَ،

وإنما كَيِسَ حَوِيلُها لأَنها أَوَّل الطير قِطاعاً، وإنما تبيض حيث لا

يَلْحَق شيء بيضها، وقيل: الأَنوق طائر يشبه الرخمة في القَدِّ

والصَّلَعِ وصُفْرة المِنقار، ويخالفها أَنها سوداء طويلة المِنْقار؛ قال

العُدَيْلُ بن الفَرْخ:

بَيْضُ الأَنُوقِ كسِرِّهِنَّ، ومَن يُرِدْ

بَيْضَ الأَنوقِ، فإنه بمَعاقِل

أنث

(أنث) فِي الْأَمر لَان وَلم يتشدد والكلمة ألحق بهَا عَلامَة التَّأْنِيث
(أنث)
أنوثة وأناثة لَان فَهُوَ أنيث
(أنث ذكر) : إِناثٌ النُجوم:
صِغارُها، وذُكُورُها: كِبارُها.
(أ ن ث) : (الْأُنْثَيَانِ) الْأُذُنَانِ وَالْخُصْيَتَانِ أَيْضًا (وَمِنْهُ) قَوْلُ شَيْخِنَا نَزَعَ أُنْثَيَيْهِ ثُمَّ ضَرَبَ تَحْتَ أُنْثَيَيْهِ يَعْنِي نَزَعَ خُصْيَتَيْهِ ثُمَّ قَتَلَهُ.
أ ن ث: جَمْعُ (الْأُنْثَى إِنَاثٌ) وَقَدْ قِيلَ (أُنُثٌ) بِضَمَّتَيْنِ كَأَنَّهُ جَمْعُ إِنَاثٍ. وَ (الْأُنْثَيَانِ) الْخُصْيَتَانِ وَالْأُذُنَانِ أَيْضًا. 
أ ن ث

امرأة مئناث، وقد آنثت. وهذه امرأة أنثى للكاملة من النساء، كما يقال: رجل ذكر للكامل.

ومن المجاز: رجل محنث مؤنث. وسيف أنيث ومئناث ومئناثة. ونزع أنثييه ثم ضربه تحت أنثييه وهما أذناه، والأنوثة فيهما من جهة تأنيث الاسم. ويقال: أنثت في أمرك تأنيثاً: لنت ولم تشدد. وأرض أنيثة: بينة الأناثة، دميثة: بينة الدماثة.
[أنث] الأنثى: خلاف الذكر، ويجمع على إناث. وقد قيل أُنُثٌ كأنَّه جمع إناثِ. وآنَثَتِ المرأةُ، إذا وَلدت أنثى، فهي مُؤْنِثٌ. وإذا كان ذلك عادتَها فهي مئناث أيضا، لانهما يستويان في مفعال. وتأنيث الاسم، خلاف تذكيره. وقد أنثته فتأنث. والانيث: ما كان من الحديد غير ذَكَرٍ. والأُنْثَيانِ: الخُِصْيانِ. والأُنْثَيانِ أيضاً: الاذنان. قال الشاعر : وكنا إذا القيسي نب عتوده * ضربناه دون الانثيين على الكرد قال الكلابي: يقال أرض أنيثة: تنبت البقل سهلة.
أنث: الأُنْثَى: خِلاَفُ الذَّكَرِ من كُلِّ شَيْءٍ. والمُؤَنَّثُ: ذَكَرٌ في خَلْقِ أُنْثى. والإِنَاثُ: جَمَاعَةُ أُنْثى، ويَجِيْءُ في الشِّعْر: أنَاثى.
والأُنْثَيَانِ: الخُصْيَتَانِ. ومن أحْيَاءِ العَرَبِ: بَجِيْلَةُ وقُضَاعَةُ. والعُنُقُ أيضاً؛ من قَوْلهم:
ضَرَبْنَاهُ تَحْتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ
والأَنِيْثُ: السَّيْفُ الذي عُمِلَ من حَدِيْدٍ غَيْرِ ذَكَرٍ. وسَيْفُ مِئْنَاثَةٌ بالهاءِ فيه: أي حَدِيْدَتُه أُنْثى.
وأرْضٌ أنِيْثَةٌ: حَسَنَةُ النَّبَاتِ، بَيِّنَةُ الإِنَاثَةِ. ومَكَانٌ أَنِيْثٌ: أسْرَعَ نَبَاتُه.
وأنِّثْ في أمْرِكَ تأْنِيْثاً: أي لَيِّنْ فيه ولا تَشَدَّدْ.
وقيل في قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " إنْ يَدْعُوْنَ من دُوْنِه إلاَّ إنَاثاً ": أي مَوَاتاً مِثْلَ الحَجَرِ والخَشَبِ وغَيْرِهما.
أنث: أَنَّث بالتضعيف والمصدر تأنيث: أُنُث، أشبه الأنثى (الثعالبي لطائف 30).
وبتأنيث: باسلوب المرأة (الأنثى) في اللين ورقة الكلام وتكسر الأعضاء (الكالا) أُنْثَى، أُنْثَى في ذكر: متداخلا شيئا في شيء (ابن جبير 195)، وقد ظن رايت Wright إن الصواب ذكراً في أنثى كما في المقري (1: 124).
(وفي معجم بوشر visser ( لولب أدخل البرغي): أدخل الواحد في الآخر ملولباً: ركب ذكر في أنثى) وهذا خطأ، والصواب أن يقال: الواحد والآخر. ويؤيد هذا ما ورد في عبارة جاءت في ألف ليلة، برسل 10: 236 في الكلام عن مزهر أو عود مؤلف من اثنتين وثلاثين قطعة: فركبته الصبية ذكر في أنثى وأنثى في ذكر، وفي طبعة ماكن 4: 262: ثم ركبت الخشبة في بعضه على صورة ذكر في أنثى وأنثى في ذكر، وفي معجم الكالا: أنثى في ذكر، وجمعها إناث وذكور وهو المشبك والكلاب (انظر معجم فكتور وهو فيه مزلاج وبوابة مركبة).
انثاية: أنثى (بوشر).
أَنَاثَة: لا تقال في الكلام عن الحديد فقط (انظر لين) كما يؤيده ما جاء في المقري (2: 84).
أنث
الأنثى: خلاف الذكر، ويقالان في الأصل اعتبارا بالفرجين، قال عزّ وجلّ: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى [النساء/ 124] ، ولمّا كان الأنثى في جميع الحيوان تضعف عن الذكر اعتبر فيها الضعف، فقيل لما يضعف عمله: أنثى، ومنه قيل: حديد أنيث ، قال الشاعر:
عندي جراز لا أفلّ ولا أنيث 
وقيل: أرض أنيث: سهل، اعتبارا بالسهولة التي في الأنثى، أو يقال ذلك اعتبارا بجودة إنباتها تشبيها بالأنثى، ولذا قال: أرض حرّة وولودة.
ولمّا شبّه في حكم اللفظ بعض الأشياء بالذّكر فذكّر أحكامه، وبعضها بالأنثى فأنّث أحكامها، نحو: اليد والأذن، والخصية، سميت الخصية لتأنيث لفظ الأنثيين، وكذلك الأذن. قال الشاعر:
ضربناه تحت الأنثيين على الكرد
وقال آخر:
وما ذكر وإن يسمن فأنثى
يعني: القراد، فإنّه يقال له إذا كبر: حلمة، فيؤنّث .
وقوله تعالى: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً [النساء/ 117] فمن المفسرين من اعتبر حكم اللفظ فقال: لمّا كانت أسماء معبوداتهم مؤنثة نحو: اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ [النجم/ 19- 20] قال ذلك:
ومنهم- وهو أصحّ- من اعتبر حكم المعنى، وقال: المنفعل يقال له: أنيث، ومنه قيل للحديد الليّن: أنيث، فقال: ولمّا كانت الموجودات بإضافة بعضها إلى بعض ثلاثة أضرب:
- فاعلا غير منفعل، وذلك هو الباري عزّ وجلّ فقط.
- ومنفعلا غير فاعل، وذلك هو الجمادات.
- ومنفعلا من وجه كالملائكة والإنس والجن، وهم بالإضافة إلى الله تعالى منفعلة، وبالإضافة إلى مصنوعاتهم فاعلة، ولمّا كانت معبوداتهم من جملة الجمادات التي هي منفعلة غير فاعلة سمّاها الله تعالى أنثى وبكّتهم بها، ونبّههم على جهلهم في اعتقاداتهم فيها أنها آلهة، مع أنها لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر، بل لا تفعل فعلا بوجه، وعلى هذا قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام: يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً
[مريم/ 42] .

وأمّا قوله عزّ وجل: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً [الزخرف/ 19] فلزعم الذين قالوا: إنّ الملائكة بنات الله.
[أن ث] الأُنْثَى خِلافُ الذَّكَرِ والجمعُ إِناثٌ وأُنُثٌ جَمْع إِناثٍ كحِمارٍ وحُمُرٍ وقُرِئَ {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دونه إِلاَّ أُنُثًا} النساء 177 ومن قرأ {إلا إناثا} قِيل أَرادَ إِلاّ مَوَاتًا والمَواتُ كُلُّها يُخْبَرُ عنها كما يُخْبَرُ عن المُؤَنَّثِ والتَّأْنِيثُ خِلافُ التَّذْكِير وهي الأَنَاثَةُ والأُنْثَيانِ الخُصْيَتانِ وهما أَيْضًا الأُذُنانِ يمانية وقولُ الفَرَزْدَقِ

(وكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ... ضَرَبْناهُ تَحْتَ الأًنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ)

يَعْنِي الأُذُنَيْنِ لأَنَّ الأُذُنَ أُنْثَى وقَوْلُ العَجّاجِ

(وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجارًا ... )

يَعْنِي المَنْجَنِيق لأَنّها أُنْثَى وقولُه في صِفَةِ فَرَسٍ

(تَمَطَّقَتْ أُنَيْثياهَا بالعَرقْ ... )

(تَمَطُّقَ الشَّيْخِ العَجوزِ بالمَرَقْ ... )

عَنَتْ بأُنْثَيَيْها رَبَلَتي فَخِذَيْها والأُنْثَيانِ من أَحْياءِ العَرَبِ بَجِيلَةُ وقُضاعَةُ عن أَبِي العَمَيْثَلِ الأعَرابِيِّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ

(فيا عَجَبا للأُنْثَيَيْنِ تَهادَتا ... أَذاتِيَ إِبْراقَ البَغايَا إِلى الشَّرْبِ)

وآنَثَت المَرْأَةُ وهي مُؤْنِثٌ وَلَدَت الإناثَ فإِن كانَ ذلِكَ لها عادَةً فهي مِئْناثٌ وأَرْضٌ مِئْناثٌ وأَنِيثَةٌ سَهْلَةٌ مُنْبِتَةٌ وبَلَدٌ أَنِيثٌ سَهْلٌ حكاهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ ومِن كلامِهم بَلَدٌ أَنِيثٌ دَمِيثٌ طَيِّبُ الرِّيْعَةِ مَرْثُ العُودِ وزَعَمَ ابنُ الأَعْرابِيِّ أَنَّ المَرْأَةَ إِنَّما سُمِّيَت أُنْثَى من البَلَدِ الأَنِيث قالَ لأنَّ المَرْأَةَ أَلْيَنُ من الرَّجُلِ وسُمِّيتْ أُنثَى لِلِينها فأَصْلُ هذا البابِ على قَوْلِه إِنَّما هُو الأَنِيثُ الَّذِي هو اللَّيِّنُ وحَدِيدٌ أَنِيثٌ غَيْرُ ذَكَرٍ والأَنِيثُ من السُّيُوفِ الَّذِي من حَدِيدٍ غيرِ ذَكَرٍ وقِيلَ هو نَحْوٌ من الكَهامِ قال صَخْرُ الغَيِّ

(فيُعْلِمُه بأَنَّ العَقْلَ عِندِي ... حُسامٌ لا أَقَلُّ ولا أَنِيثُ)

والمُؤَنَّثُ كالأَنِيثِ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ

(وما يَسْتَوِي سَيْفَانِ سَيْفٌ مُؤَنَّث ... وسَيْفٌ إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا)

وسَيْفٌ مِئْناثٌ ومِئْناثَةٌ عن اللِّحْيانِيِّ تَأْنِيثُه على إِرادَةِ الشَّفْرَةِ أَو الحَدِيدَة أَو السِّلاح
أنث
أنَّثَ/ أنَّثَ في يؤنِّث، تأنيثًا، فهو مؤنِّث، والمفعول مؤنَّث
• أنَّث الشَّيءَ: جعله مؤنَّثًا، عدَّه أُنثى "وما التأنيث لاسم الشمس عيب ... وما التذكير فخرٌ للهلالِ".
• أنَّث الكلمةَ: (نح) أضاف إليها علامة التأنيث.
• أنَّث في الأمر: لان ولم يتشدّد. 

تأنَّثَ/ تأنَّثَ في يتأنَّث، تأنُّثًا، فهو متأنِّث، والمفعول متأنَّثٌ فيه
• تأنَّث الشَّخصُ: مُطاوع أنَّثَ/ أنَّثَ في: تشبَّه بالأنثى في كلامه وحركاته ومظهره "تأنَّث شابٌّ".
• تأنَّث له في الأمر: لان ولم يتشدّد معه. 

أُنْثَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أنثى: خاصّ بالمرأة "لطافة أنثويّة- مظهر/ سلوك/ تصرّف أنثويّ". 

أنثى [مفرد]: ج إناث وأناثَى وأناثِيّ، جج أُنُث، مث أنثيان: جنس يلد من الناس والحيوان خِلاف الذَّكر من كلِّ شيء " {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} " ° امرأةٌ أنثى: كاملة الأنوثة. 

أُنوثة [مفرد]: مجموعة الصفات التي تميِّز الأنثى "هذه المرأة تنقصها الأنوثة".
• اللاَّأنوثة: فقدان المرأة للصفات التي تميِّزها كأنثى.
• سِنّ اللاَّأنوثة: سن اليأس. 

تأنيث [مفرد]: مصدر أنَّثَ/ أنَّثَ في.
• علامات التَّأنيث: (نح) علامات تحوِّل المذكّر إلى مؤنّث، أو تدلّ على أن الكلمة مؤنّثة وهي التاء المربوطة في: طالبة، والألف المقصورة في: كُبرَى والألف الممدودة في: خضراء. 

مِئناث [مفرد]: ج مآنيث: امرأةٌ لا تلدُ إلاّ إناثًا. 

مِئْناثَة [مفرد]: مِئْناث. 

مُؤنَّث [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أنَّثَ/ أنَّثَ في.
2 - عكس المذكَّر.
3 - من يُشبه الأنثى من الرِّجال في كلامه ومظهره وحركاته.
• جمع المؤنَّث السَّالم: (نح) ما دلَّ على أكثر من اثنتين، وأغنى عن المتعاطفين، وخُتم بالألف والتَّاء الزائدتين. 

أنث: الأُنْثى: خلافُ الذكر من كل شيء، والجمع إِناثٌ؛ وأُنُثٌ: جمع

إِناث، كحمار وحُمُر. وفي التنزيل العزيز: إِن يَدْعُون من دونه إِلا

إِناثاً؛ وقرئ: إِلا أُنُثاً، جمع إِناث، مثل تِمارٍ وتُمُر؛ ومَن قرأَ إِلا

إِناثاً، قيل: أَراد إِلا مَواتاً مثل الحَجَر والخَشَب والشجر والمَوات،

كلُّها يخبر عنها كما يُخْبر عن المُؤَنث؛ ويقال للمَوات الذي هو خلاف

الحَيوان: الإِناثُ. الفراء: تقول العرب: اللاَّتُ والعُزَّى وأَشباهُها من

الآلهة المؤَنثة؛ وقرأَ ابن عباس: إِن يَدْعون من دونه إِلا أُثُناً؛

قال الفراءُ: هو جمع الوَثَنْ فضم الواو وهمزها. كما قالوا: وإِذا الرسل

أُقِّتَتْ. والمُؤَنَّث: ذَكَرٌ في خَلْق أُنْثى؛ والإِناثُ: جماعة

الأُنْثى ويجيءُ في الشعر أَناثى. وإِذا قلت للشيءِ تُؤَنِّثه، فالنَّعْتُ

بالهاء، مثل المرأَة، فإِذا قلت يُؤَنث، فالنعت مثل الرجل بغير هاءٍ، كقولك

مؤَنثة ومؤَنث.

ويقال للرجل: أَنَّثْتُ تَأْنيثاً أَي لِنْتَ له، ولم تَتَشَدَّد.

وبعضهم يقول: تَأَنَّثَ في أَمره وتَخَنَّثَ. والأَنِيثُ من الرجال:

المُخَنَّثُ، شِبْه المرأَة؛ وقال الكميت في الرجل الأَنيثِ:

وشَذَّبْتَ عنهم شَوْكَ كلِّ قَتادةٍ

بفارسَ، يَخْشاها الأَنِيثُ المُغَمَّزُ

والتأْنِيثُ: خلافُ التذكير، وهي الأَناثةُ.

ويقال: هذه امرأَة أُنثى إِذا مُدِحَتْ بأَنها كاملة من النساء، كما

يقال: رجل ذَكَر إِذا وُصِفَ بالكمال. ابن السكيت: يقال هذا طائرٌ وأُنْثاه،

ولا يقال: وأُنْثاتُه.

وتأْنيثُ الاسم: خلافُ تذكيره؛ وقد أَنَّثْته، فتَأَنَّثَ.

والأُنثَيان: الخُصْيتانِ، وهما أَيضاً الأُذُنانِ، يمانية؛ وأَنشد

الأَزهري لذي الرمة:

وكُنَّا، إِذا القَيْسيُّ نَبَّ عَتُودُه،

ضَرَبْناه فوقَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ

قال ابن سيده، وقول الفرزدق:

وكنّا، إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّه،

ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيينِ على الكَرْد

قال: يعني الأُذُنَيْن، لأَنَّ الأُذُنَ أُنثى. وأَورد الجوهري هذا

البيت على ما أَورده الأَزهري لذي الرمة، ولم يَنْسُبْه لأَحد؛ قال ابن بري:

البيت للفرزدق، قال والمشهور في الرواية:

وكنا إِذا الجَبَّار صَعَّرَ خَدَّه

كما أَورده ابن سيده. والكَرْدُ: أَصل العُنق؛ وقول العجاج:

وكلُّ أُنْثى حَمَلَتْ أَحجارا

يعني المِنْجَنيقَ لأَنها مؤَنثة؛ وقولها

(* هكذا وردت مؤنثةً.) في صفة

فرس:

تَمَطَّقَتْ أُنْثَياها بالعَرَقْ،

تَمَطُّقَ الشَّيْخِ العَجُوزِ بالمَرَقْ

عَنَتْ بأُنْثَييها: رَبَلَتَيْ فَخِذَيْها. والأُنْثَيان: من أَحياءِ

العرب بَجيلة وقُضاعة، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي؛ وأَنشد للكميت:

فيا عَجَبا للأُنْثَيَيْن تَهادَنا

أَذانيَ، إِبْراقَ البَغايا إِلى الشَّرْبِ

وآنَثَتِ المرأَةُ، وهي مُؤْنِثٌ: وَلَدَتِ الإِناثَ، فإِن كان ذلك لها

عادةً، فهي مِئْناثٌ، والرجلُ مِئْناثٌ أَيضا، لأَنهما يستويان في

مِفْعال. وفي حديث المُغيرةِ: فُضُلٌ مِئْناثٌ. المئْناثُ: التي تَلِدُ

الإِناثَ كثيراً، كالمِذْكارِ: التي تَلِدُ الذكور. وأَرض مِئْناثٌ وأَنيثةٌ:

سَهْلة مُنْبِتة، خَلِيقةٌ بالنَّبات، ليست بغليظة؛ وفي الصحاح: تُنْبتُ

البَقْلَ سَهْلةٌ.

وبلدٌ أَنِيثٌ: لَيِّنٌ سَهْل؛ حكاه ابن الأَعرابي. ومكانٌ أَنِيثٌ إِذا

أَسْرَع نباتُه وكَثُر؛ قال امرؤ القيس:

بمَيْثٍ أَنيثٍ في رياضٍ دَمِيثةٍ،

يُحيلُ سَوافِيها بماءِ فَضِيضِ

ومن كلامهم: بلد دَمِيثٌ أَنِيثٌ طَيِّبُ الرَّيْعةِ، مَرْتُ العُودِ.

وزعم ابن الأَعرابي أَني المرأَة إِنما سميت أُنثى، من البلد الأنيث، قال:

لأَن المرأَة أَلْيَنُ من الرجل، وسميت أُنثى للينها. قال ابن سيده:

فأَصْلُ هذا الباب، على قوله، إِنما هو الأَنيثُ الذي هو اللَّيِّنُ؛ قال

الأَزهري: وأَنشدني أَبو الهيثم:

كأَنَّ حِصانا وفِضُّها التينُ، حُرَّةً،

على حيثُ تَدْمى بالفِناءِ حَصيرُها

قال، يقوله الشماخ: والحَصانُ ههنا الدُّرَّة من البحر في صَدَفَتِها

تُدْعَى التِّينَ. والحَصِيرُ: موضعُ الحَصِير الذي يُجْلَس عليه، شَبَّه

الجاريةَ بالدُّرَّة. والأَنِيثُ: ما كان من الحَديد غيرَ ذَكَر. وحديدٌ

أَنيثٌ: غير ذَكِير. والأَنيثُ من السُّيوف: الذي من حديدٍ غير ذَكَر؛

وقيل: هو نحوٌ من الكَهام؛ قال صَخْرُ الغَيِّ:

فيُعْلِمهُ بأَنَّ العَقْل عِنْدي

جُرازٌ، لا أَفَلُّ، ولا أَنِيثُ

أَي لا أُعْطِيهِ إِلا السَّيْفَ القاطعَ، ولا أُعْطيه الدِّيةَ.

والمُؤَنَّثُ: كالأَنِيث؛ أَنشد ثعلب:

وما يَسْتَوي سَيْفانِ: سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ،

وسَيْفٌ، إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّما

وسيفٌ أَنِيثٌ: وهو الذي ليس بقاطع. وسيف مِئْناثٌ ومِئناثة، بالهاءِ،

عن اللحياني إِذا كانت حَديدتُه لَيِّنة، بالهاء، تأْنِيثُه على إِرادة

الشَّفْرة، أَو الحديدة، أَو السلاح. الأَصمعي: الذَّكَرُ من السُّيوف

شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ، ومَتْناه أَنيثٌ، يقول الناسُ إِنها من عَمَل الجن.

وروى إِبراهيم النحعي أَنه قال: كانوا يَكْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّيب،

ولا يَرَوْنَ بذُكُورته بأْساً؛ قال شمر: أَراد بالمُؤَنَّثِ طِيبَ

النساءِ، مثل الخَلُوق والزَّعْفران، وما يُلَوِّنُ الثيابَ، وأَما ذُكورةُ

الطِّيبِ، فما لا لَوْنَ له، مثلُ الغالية والكافور والمِسْكِ والعُود

والعَنْبَر، ونحوها من الأَدهان التي لا تُؤَثِّرُ.

فيما

فيما
... ؟
الجذر: ف ي م ا

مثال: فيما كتبت موضوعك؟
الرأي: مرفوضة
السبب: لإثبات الألف في «ما» الاستفهامية المسبوقة بحرف جر.

الصواب والرتبة: -فِيمَ كتبتَ موضوعك؟ [فصيحة]-فيما كتبت موضوعك؟ [صحيحة]
التعليق: ذكر اللغويون أن حرف الجر إذا دخل على «ما» الاستفهامية أَوْجَبَ حذف ألفها في غير الوقف، نحو قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} النبأ/1، ويمكن تصحيح إثبات الألف في المثال المرفوض استنادًا إلى قراءة {عَمَّا يَتَسَاءَلُونَ} النبأ/1، وقول الشاعر:
على ما قام يشتمني لئيمٌ
فيما
فيما [كلمة وظيفيَّة]: كلمة مركّبة من: حرف الجرّ (في)، و (ما) الموصولة أو المصدريّة "فيما يبدو/ يظهر- فيما بينهم- فيما إذا" ° فيما أعتقد/ فيما أعلم: حسب اعتقاديّ، حسب علميّ- فيما بعدُ: في وقت لاحق، في المستقبل- فيما بين ذلك: في غضون ذلك، في أثنائه- فيما بيني وبين نفسي: في داخلي- فيما مضَى: في وقت سابق، في الزمن الماضي- فيما يلي: في التالي. 

أَنِفَ

(أَنِفَ)
(هـ) فِيهِ «الْمُؤْمِنُونَ هيّنُون لَيّنُون كَالْجَمَلِ الأَنِف» أَيِ المَأْنُوف، وَهُوَ الَّذِي عقَرَ الخِشَاشُ أنْفَه فَهُوَ لَا يَمْتَنِع عَلَى قائدِه للْوَجَع الَّذِي بِهِ. وَقِيلَ الأَنِفُ الذَّلُول. يُقَالُ أَنِفَ الْبَعِيرُ يَأْنَفُ أَنَفاً فَهُوَ أَنِفٌ إِذَا اشْتَكَى أنْفَه مِنَ الخِشَاش. وَكَانَ الْأَصْلُ أَنْ يُقَالَ مَأْنُوف لِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، كَمَا يُقَالُ مَصْدورٌ ومَبْطُون لِلَّذِي يشْتَكي صَدْرَهُ وبَطْنه. وَإِنَّمَا جَاءَ هَذَا شَاذًّا، ويروَى كَالْجَمَلِ الآنِفِ بِالْمَدِّ، وهُو بِمَعْنَاهُ.
وَفِي حَدِيثِ سَبْقِ الحدثِ فِي الصَّلَاةِ «فليأخُذ بِأَنْفِهِ ويَخْرُج» إِنَّمَا أَمَرَهُ بِذَلِكَ لِيُوهِمَ الْمُصَلِّينَ أَنَّ بِهِ رُعافا، وَهُوَ نَوْع مِنَ الْأَدَبِ فِي ستْر العَوْرة وَإِخْفَاءِ الْقَبِيحِ، وَالْكِنَايَةِ بالأحْسَن عَنِ الأقْبح، وَلَا يَدخُل فِي بَابِ الْكَذِبِ وَالرِّيَاءِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ التَّجمُّل وَالْحَيَاءِ وَطَلَبِ السَّلَامَةِ مِنَ النَّاسِ.
[هـ] وَفِيهِ «لِكُلِّ شَيْءٍ أُنْفَةٌ وأُنْفَةُ الصَّلَاةِ التَّكْبيرَةُ الْأُولَى» أُنْفَةُ الشَّيْءِ: ابْتِدَاؤُهُ، هَكَذَا رُوِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَالصَّحِيحُ بِالْفَتْحِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «إِنَّمَا الْأَمْرُ أُنُفٌ» أَيْ مُسْتَأْنَفٌ اسْتِئْنَافاً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ سَبَقَ بِهِ سَابِقُ قَضَاءٍ وَتَقْدِيرٍ، وَإِنَّمَا هو [مقصور] على اختيارك ودخولك فيه. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: اسْتَأْنَفْتُ الشَّيْءَ إِذَا ابْتَدَأْتَهُ، وفَعَلْتُ الشَّيْءَ آنِفًا، أَيْ فِي أَوَّلِ وَقْتٍ يقرُب مِنِّي.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُنْزِلَتْ عليَّ سُورَةٌ آنِفاً» أَيِ الْآنَ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ «وَوَضَعها فِي أُنُفٍ مِنَ الْكلإ وَصَفْوٍ مِنَ الْمَاءِ» الأُنُف- بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ-: الْكَلَأُ الَّذِي لَمْ يُرعَ وَلَمْ تَطَأْهُ الْمَاشِيَةُ.
وَفِي حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ «فَحَمِيَ مِنْ ذَلِكَ أَنَفاً» يُقَالُ أَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ يَأْنَفُ أَنَفاً إِذَا كَرِهَهُ وَشَرُفَتْ نَفْسُهُ عَنْهُ، وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا أخَذَتْه الْحَمِيَّةُ مِنَ الغيْرة والغَضَب. وَقِيلَ هُوَ أَنْفاً بِسُكُونِ النُّونِ لِلْعُضْوِ، أَيِ اشْتَدَّ غيظُه وَغَضَبُهُ، مِنْ طَرِيقِ الْكِنَايَةِ، كَمَا يُقَالُ للمتغَيّظ وَرِم أَنْفُهُ:
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ فِي عَهْدِه إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِالْخِلَافَةِ «فكُلُّكُم ورِمَ أَنْفُهُ» أَيِ اغْتاظ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ أحْسن الْكِنَايَاتِ، لأنَّ الْمُغْتَاظَ يرِمُ أَنْفُهُ ويَحْمَرّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَمَا إِنَّكَ لَوْ فعلتَ ذَلِكَ لجَعْلتَ أَنْفَكَ فِي قَفَاكَ» يُرِيدُ أَعْرَضْتَ عَنِ الْحَقِّ وَأَقْبَلْتَ عَلَى الْبَاطِلِ. وَقِيلَ أَرَادَ إِنَّكَ تُقْبل بِوَجْهِكَ عَلَى مَنْ ورَاءك مِنْ أَشْيَاعِكَ فتؤثرهُم بِبرَّك.

شَأْن

(شَأْن)
شَأْنًا صَار لَهُ شَأْن وشأن فلَان تبع طَرِيقه
شَأْن
: (} الشَّأْنُ: الخَطْبُ والأَمْرُ) والحَالُ الَّذِي يشينُ ويصلحُ. وَلَا يُقالُ إلاَّ فيمَا يَعْظمُ مِن الأَحْوالِ والأُمُورِ؛ قالَهُ الرَّاغبُ؛ (ج {شُؤُونٌ} وشِئينٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: {شِئانٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابْن جنيّ عَن أَبي عليَ الفارِسِيِّ، كَذَا فِي المُحْكَمِ.
وقوْلُه تعالَى: {كلَّ يوْمٍ هُوَ فِي} شَأْنٍ} : قالَ المُفَسِّرونَ: من {شأْنِه أَن يُعِزَّ ذَلِيلاً ويُذِلَّ عَزِيزاً ويُغْنِي فَقِيراً ويُفْقرَ غَنِيّاً، وَلَا يَشْغَلُه شَأْنٌ عَن} شْأْنٍ سُبْحانه وتعالَى.
وَفِي حدِيثِ الحَكَم بنِ حَزْن: ( {والشَّأْنُ إذْ ذَاكَ دُونٌ) ، أَي الحَالُ ضَعِيفَةٌ لم تَرْتفِعْ وَلم يَحْصل الغِنَى.
وأَمَّا قوْلُ جَوْذابةَ بنِ عبْدِ الرَّحْمن:
وشَرُّنا أَظْلَمْنا فِي الشُّونِ فإنَّما أَرادَ فِي} الشُّؤُون.
(و) {الشَّأْنُ (مَجْرَى الدَّم إِلَى العَيْنِ، ج} أَشْؤُنٌ {وشُؤُونٌ) .
وقالَ اللَّيْثُ:} الشُّؤُونَ: عُرُوقُ الدّموعِ مِن الرَّأْسِ إِلَى العَيْن.
وقالَ الأَصْمعيُّ: الدّموعُ تخْرجُ مِن! الشّؤُونِ وَهِي أَرْبَع بعضُها إِلَى بعضٍ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {الشَّأْنانِ عِرْقان يَنْحدِرَان مِن الرَّأْسِ إِلَى الحَاجِبَيْن ثمَّ إِلَى العَيْنَيْن؛ قالَ عُبَيْد:
عَيْناكَ دَمْعُهما سَرُوبُ كأَنَّ} شَأْنَيْهِما شَعِيب ُوحجَّةُ الأَصْمعيّ قوْلُه:
لَا تُحْزنِيني بالفِراقِ فإِنَّنيلا تسْتَهِلُّ مِن الفِراقِ {شُؤُوني (و) } الشَّأْنُ: (عِرْقٌ فِي الجَبَلِ يَنْبُتُ فِيهِ النَّبْعُ) ، جَمْعهُ {شُؤُونٌ. يقالُ: رأَيْتُ نَخِيلاً نابِتَةً فِي} شَأْنٍ مِن {شُؤُونٌ الجَبَلِ.
(و) } الشَّأْنُ: (مَوْصِلُ قَبائِلِ الرَّأْسِ) إِلَى العَيْنِ، والجَمْعُ {شُؤُونٌ.
وقيلَ:} الشُّؤُونُ: السَّلاسِلُ الَّتِي تَجْمَعُ بينَ القَبائِلِ.
وقالَ الليْثُ: الشُّؤُونُ: نَمَانِمُ فِي الجمْجمَةِ شِبْهُ لِجامِ النُّحاس تكونُ مِن القبائِلِ.
وقالَ ثَعْلَب: هِيَ عُرُوقٌ فوْقَ القَبائِلِ، فكلَّما أَسَنَّ الرَّجُلُ قَوِيَتْ واشْتَدَّتْ.
وقالَ الأَصْمعيُّ: {الشُّؤُونُ مَواصِلُ القبَائِلِ بينَ كلِّ قَبِيلَتَيْن} شَأْنٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: واحِدُ {الشُّؤُونُ وَهِي مَواصِلُ قَبائِلِ الرَّأْسِ ومُلْتَقَاها، وَمِنْهَا تجيءُ الدُّموعُ.
ويُقالُ: اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه والاسْتِهْلالُ قَطْرٌ صَوْتٌ.
وقالَ أَبو حاتِمٍ: الشُّؤُونُ: الشُّعَبُ الَّتِي تجْمَعُ بينَ قَبائِلِ الرَّأْسِ، وَهِي أَرْبَعةُ أَشْؤُنٍ.
وَفِي حدِيثِ الغسْلِ: شُؤُون حَتَّى تَبْلُغ بِهِ} شُؤُون رأْسِها، هِيَ عِظامُه وطَرائِقُه ومَواصِلُ قَبائِلِه، وَهِي أَرْبَعةٌ بعضُها فوْقَ بعضٍ. (و) {الشَّأْنُ: (عِرْقٌ مِن التُّرابِ فِي) شقوقِ (الجَبَلِ يَنْبُتُ فِيهِ النَّخْلُ) .
وقالَ ابنُ سِيدَه: الشُّؤُونُ: خُطوطٌ فِي الجَبَلِ: وقيلَ: صُدُوعٌ: قالَ ساعِدَةُ الهُذَليُّ:
كأَنَّ} شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ خِلافَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسيلُشَبَّه تَحَدُّرَ الماءِ عَن هَذَا الجَبَلِ بتَحَدُّرِه عَن هَذَا الطائِرِ، أَو تَحَدُّرَ الدَّمِ عَن لَبَّات الَبَدَنِ؛ (ج شُؤُونٌ (.
(و) . يُقالُ: (مَا {شَأْنَ} شَأْنَهُ، كَمَنَعَ) : أَي (مَا شَعَرَ بِهِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: أَتاني ذلِكَ وَمَا {شَأَنْتُ} شَأْنَه، أَي مَا عَلِمْتُ بِهِ.
(أَو) مَا {شَأَنَ شَأْنَه وَمَا مَأَنَ مَأْنَه: إِذا (لم يَكْتَرِثْ لَهُ) وَلم يَعْبَأْ بِهِ، عَن اللّحْيانيّ.
(} وشَأَنَ شَأْنَهُ: قَصَدَ قَصْدَهُ) ؛ وَمِنْه سُمِّي الخَطْبُ {شَأْناً لأنَّه مِن شَأنِه أَنْ يقْصدَ؛ (} كاشْتَأَنَهُ.
(و) {شَأَنَ} شَأْنَه: (عَمِلَ مَا يُحْسِنُهُ) .
وَفِي التَّهْذِيبِ: {اشْأَنْ} شَأْنكَ: اعْمَلْ مَا تُحْسِنْ.
(و) يُقالُ: ( {لأَشْأَنَنَّ خَبَرَهُم) : أَي (لأَخْبُرَنَّهُمْ.
(و) قيلَ: (لأَشْأَنَنَّ} شَأْنَهُمْ) : أَي (لأْفْسِدَنَّهُمْ) ، أَي أَمْرَهُم.
(و) يُقالُ: (شَأَنَ) فلانٌ (بعدَكَ) : أَي (صارَ لَهُ شَأْنٌ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يُقالُ: أَقْبلَ فلانٌ وَمَا {يَشْأَنُ شَأْنَ فلانٍ} شَأْناً إِذا عَمِلَ فيمَا يحبُّ أَو يكْرَهُ؛ عَن اللّحْيانيِّ.
ويُقالُ: إنَّه! لَمِشْآنُ شَأْنٍ أَن يُفْسِدَك: أَي أَنْ يَعْمَلَ فِي فَسادِك. واشْأَنْ شَأْنَك: عَلَيْك بِهِ؛ عَن اللّحْيانيِّ.
وَمَا شَأَنَ {شَأْنَه: أَي مَا أَرَادَ.
} وشُؤُونُ الخَمْرِ: مَا دَبَّ مِنْهَا فِي عُرُوقِ الجَسَدِ؛ قالَ البَعِيث:
بأَطْيَبَ من فِيهَا وَلَا طَعْمَ قَرْقَفٍ عُقارٍ تَمَشَّى فِي العِظامِ شُؤُونُها

الثلاثي الْمَزِيد فِيهِ

الثلاثي الْمَزِيد فِيهِ: كاكرم وضارب. وللاسم الثلاثي الْمُجَرّد عشرَة أبنية وَالْقِسْمَة الْعَقْلِيَّة تَقْتَضِي اثْنَي عشر لِأَن الْفَاء يكون مَفْتُوحًا ومضموما ومكسورا. وَالْعين مَفْتُوحًا ومكسورا ومضموما وساكنا. وَاللَّام مَحل الْإِعْرَاب لَا تقسم الأوزان بِاعْتِبَارِهِ. وَالْحَاصِل من ضرب الثَّلَاثَة فِي الْأَرْبَعَة اثْنَا عشر سقط مِنْهَا فعل وَفعل بِضَم الْفَاء وَكسر الْعين وَبِالْعَكْسِ استثقالا للنَّقْل فيهمَا من الضمة إِلَى الكسرة وَبِالْعَكْسِ لِأَنَّهُمَا حركتان ثقيلتان متبائنتان فِي الْمخْرج لَكِن الأول أخف لِأَن فِيهِ انتقالا من الأثقل وَهُوَ الضَّم للاحتياج فِيهِ إِلَى تَحْرِيك العضلتين إِلَى مَا دونه فِي الثّقل وَهُوَ الْكسر إِذْ لَا يحْتَاج فِيهِ إِلَّا إِلَى تَحْرِيك عضلة وَاحِدَة. وَعلم مِنْهُ أَن الْفَتْح أخف مِنْهُمَا إِذْ لَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى تَحْرِيك العضلة وَلذَا وضعُوا الْبناء الأول فِي الْفِعْل عِنْد الِاحْتِيَاج. وَأما نَحْو يضْرب وَإِن كَانَ فِيهِ انْتِقَال من الْكسر إِلَى الضَّم فَلم يعبؤوا بِهِ لِأَن الضَّم فِي معرض الزَّوَال بالناصب والجازم. وَتلك الْأَبْنِيَة الْعشْرَة هِيَ فلس - فرس - كتف - عضد - حبر - عِنَب - ابل - قفل - صرد - عنق - وأبنية الِاسْم الثلاثي الْمَزِيد فِيهِ كَثِيرَة.
وللفعل الْمَاضِي الثلاثي الْمُجَرّد ثَلَاثَة أبنية فعل كنصر وَفعل كعلم وَفعل ككرم وأبوابه سِتَّة فعل يفعل كنصر ينصر وَفعل يفعل كضرب يضْرب وَفعل يفعل كعلم يعلم وَهَذِه الثَّلَاثَة أصُول لِأَن حَرَكَة عين ماضيها مُخَالف لحركة عين مضارعها كَمَا هُوَ الأَصْل لِأَن معنى الْمَاضِي مبائن ومخالف للمضارع. فَالْأَصْل أَن يكون لَفظه أَيْضا مُخَالفا للفظه وَفعل يفعل كفتح يفتح وَفعل يفعل ككرم يكرم وَفعل يفعل كحسب يحْسب وَهَذِه الثَّلَاثَة فروع لِأَنَّهَا لَيست على مَا هُوَ الأَصْل من الِاخْتِلَاف بِقدر الوسع فَإِن قلت لم كَانَ أبنية الْمَاضِي من الثلاثي الْمُجَرّد ثَلَاثَة قلت لِأَن الأول مَفْتُوح للخفة وَامْتِنَاع الِابْتِدَاء بالساكن. وللعين ثَلَاثَة أَحْوَال إِذْ لَا يكون سَاكِنا لِئَلَّا يلْزم التقاء الساكنين عِنْد اتِّصَال الضَّمِير الْمَرْفُوع المتحرك فَإِن اللَّام يسكن حِينَئِذٍ لِئَلَّا يلْزم توالي أَربع حركات فِيمَا هُوَ كالكلمة الْوَاحِدَة وَلَيْسَت أبوابه ثَمَانِيَة لِأَن فضل يفضل وَكَاد يكَاد من بَاب التَّدَاخُل كَمَا مر فِي التَّدَاخُل. وأبواب الثلاثي الْمَزِيد فِيهِ الَّذِي يدْخل فِيهِ همزَة الْوَصْل تِسْعَة أَو سَبْعَة إِن لم يعْتَبر بَابا إِلَّا فَاعل وَإِلَّا فعل لِأَنَّهُمَا فرعا بَابي التفاعل والتفعل وَالَّذِي لَا تدخل فِيهِ فأبوابه خَمْسَة فمجموع أَبْوَاب الثلاثي الْمَزِيد فِيهِ أَرْبَعَة عشر أَو اثْنَا عشر.

أَنح

أَنح
: ( {أَنَحَ} يَأْنِحَ) من حدِّ ضَرَبَ ( {أَنْحاً) ، بالتّسكين، (} وأَنِيحاً {وأُنوحاً) ، الأَخير بالضّمّ، إِذا تَأَذَّى و (زَحَرَ من ثِقَلٍ يَجِدُه من مَرَضٍ أَو بُهْرٍ) ، بالضِّمّ، كأَنه يَتَنَحْنَحُ وَلَا يُبِين، (فَهُوَ} أَنِحٌ) أَي ككَتَف، هاكذا هُوَ مضبوط فِي نُسختنا بالقلم وَالَّذِي فِي غَيرهمَا من النُّسخ و (الصّحاح) و (اللّسان) : فَهُوَ! آنِح، بالمدّ، بِدَلِيل مَا بعده، (ج {أُنَّحٌ كرُكَّعٍ) ، جمْع راكعٍ.
وَفِي (اللِّسَان) :} الأُنُوح: مثل الزَّفيرِ يكون من الغَمّ والغَضبِ والبِطْنَةِ والغَيْرَة.
وَقَالَ الأَصمعيّ: هُوَ صَوْتٌ مَعَ تَنَحْنُحٍ.
(وَرجل {آنِحٌ) كراكعٍ (} وأَنُوحٌ) كصَبور ( {وإِنَّحٌ كقُبَّرٍ) ، أَي بضَمَ فشدَ،} وأَنّاحٌ ككَتَّانٍ، هاذه الأَخيرة عَن اللِّحيانيّ: الّذي (إِذا سُئِلَ تَنَحْنَحَ بُخْلاً) . وَقَالَ رُؤبة:
كَزِّ المُحَيّا {أُنَّحٍ إِرْزَبِّ
وَقَالَ آخر:
أَراك قَصيراً ثائرَ الشَّعْرِ} أُنَّحاً
بَعيداً مِن الخَيْراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ
والأَزُوحُ من الرّجالِ {والأَنوحُ: الّذي يَستأْخِرُ عَن المكارِم، وَسبق إِنشادُ البَيت. وَفِي حديثِ ابْن عُمَرَ (أَنّه رَأَى رجلا} يَأْنِح ببَطْنِه) ، أَي يُقِلُّه مُثْقَلاً بِهِ، من {الأُنُوحِ: صَوْت يُسْمَعُ من الجَوْفِ معَه نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ يَعْترِي السِّمانَ من الرِّجال، وكذالك} الأَنيحُ. قَالَ أَبو حَيّةَ النُّمَيريّ:
تَلاَقَيْتُهمْ يَوْماً علَى قَطَريَّةٍ
وللبُزْلِ ممَّا فِي الخُدورِ أَنِيحُ
يَعْنِي من ثِقَل أَرْدافِهنّ.
( {والأَنِحَةُ: القَصيرةُ) .
(و) } أُنَّحَةُ (كقُبَّرَة: ة، باليَمَامةِ) وَفِي بعض النُّسخ: وكقُبَّرَةٍ: النَّمّامَةُ. (و) قَالَ أَبو ذُؤيب:
سَقَيْتُ بِهِ دَارَها إِذْ نَأَتْ
وصَدَّقَتِ الخَالَ فِينَا {الأَنوحَا
قَالَ أَبو سعيدٍ السُّكّريّ: (فَرَسٌ} أَنوحٌ) كصَبورٍ: (إِذا جَرَى فَرْفَرَ) ، هاذا هُوَ الصّواب. وَفِي بعض النُّسخ: قَرْقَرَ. قَالَ العَجّاج:
جِرْيَةَ لاكَاب وَلَا {أَنُوحِ
وَهُوَ مثلُ النَّحِيطِ.

فَيْدُ

فَيْدُ:
بالفتح ثم السكون، ودال مهملة، قال ابن الأعرابي: الفيد الموت، والفيد: الشعرات فوق جحفلة الفرس، وقيل للمؤرّج: لم اكتنيت بأبي فيد؟ قال: فيد منزل بطريق مكة، والفيد: ورد الزعفران، ويجوز أن يكون من قولهم: استفاد الرّجل فائدة، وقلّ ما يقولون فاد فائدة، قاله الزجاجي. وفيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى الآن يودع الحاجّ فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك، وهم مغوثة للحاجّ في مثل ذلك الموضع المنقطع، ومعيشة أهلها من ادّخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاجّ فيبيعونه عليهم، قال الزجاجي: سميت فيد بفيد بن حام وهو أول من نزلها، وقال السكوني:
فيد نصف طريق الحاجّ من الكوفة إلى مكة، وهي أثلاث: ثلث للعمريّين وثلث لآل أبي سلامة من همدان وثلث لبني نبهان من طيّء، وبين فيد ووادي القرى ستّ ليال على العريمة، وليس من دون فيد طريق إلى الشام، بتلك المواضع رمال لا تسلك حتى تنتهي إلى زبالة أو العقبة على الحزن فربما وجد به ماء وربما لم يوجد فيجنب سلوكه، قالوا: وقول زهير فيد القريّات موضع آخر، والله أعلم، وقال الحازمي: فيد، بالياء، أكرم نجد قريب من أجإ وسلمى جبلي طيّء، ينسب إليه محمد بن يحيى ابن ضريس الفيدي، ومحمد بن جعفر بن أبي مواتية الفيدي، وأبو إسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدي
الكوفي، سكن فيد، يروي عن موسى الجهني، روى عنه أبو عبد الله عامر بن زرارة الكوفي وغيرهم.

الصّوفي

الصّوفي:
[في الانكليزية] Mystic
[ في الفرنسية] Mystique
بالضم وسكون الواو عند أهل التّصوّف هو الذي هو فان بنفسه باق بالله تعالى مستخلص من الطبائع متصل بحقيقة الحقائق.
والمتصوف هو الذي يجاهد لطلب هذه الدرجة.
والمستصوف هو الذي يشبّه نفسه بالصوفي والمتصوّف لطلب الجاه والدنيا وليس بالحقيقة من الصوفي والمتصوّف. قال الجنيد: الصوفية هم القائمون مع الله تعالى بحيث لا يعلم قيامهم إلّا الله. وقال سهل التستري: التصوّف القيام مع الله تعالى بحيث لا يعلمه غير الله. وقيل أول التصوّف علم وأوسطه عمل وآخره موهبة من الله. وقيل، قال الجنيد: التصوف ترك الاختيار. وقال الشبلي هو حفظ حواسّك ومراعاة أنفاسك. وقيل بذل المجهود في طلب المقصود والأنس بالمعبود وترك الاشتغال بالمفقود. وقيل الصوفي هو الذي لا يملك ولا يملك أي لا يسترقهم الطّمع. وقيل الصوفي هو الذي صفا من الكدر وامتلأ من الفكر وانقطع إلى الله من البشر واستوى عنده الذهب والمدر والحرير والوبر.

وقيل: الصوفي هو الذي تصفّى قلبه وأخلص لله فلا يتعلّق بربّ آخر.

وقيل: الصوفي هو الذي يضع الشوق في ناحية وقلبه أمامه ويضع البخل في جهة ويؤثر الإيثار.

وقيل: الصوفي هو من له ذكر مع الجمع وله حالة الوجد عند السماع وعمله مع الأتباع (أي لا يخرج في عمله عن الأصول).

وقيل: الصوفي هو الذي يكون دائما مع الله بدون هوى. وقيل: الصوفي هو الذي أمات الله فيه حظوظ النفس وأحياه بمشاهدته.

وقال الجنيد: الصوفي كالأرض يعني في التواضع.

أَنث

أَنث
: ( {آنَثَت المَرْأَةُ} إِيناثاً) إِذا (وَلَدَتْ أُنْثَى) وَفِي بعض: {الإِناثَ، (فَهِيَ} مُؤْنِثٌ. ومُعْتادَتُهَا) أَي إِذا كَانَ لَهَا ذَلِك عَادَةً فَهِيَ ( {مئنَاثٌ) والرَّجُلُ} مِئنَاثٌ أَيضاً؛ لأَنَّهُمَا يَسْتَويانِ فِي مِفْعَال، ويقابِلُه الْمِذْكارُ، وَهِي الَّتِي تَلِد الذُّكُورَ كثيرا.
(و) من الْمجَاز: ( {الأَنِيثُ) من (الحَدِيدِ) : مَا كانَ (غير الذَّكَرِ) وحَدِيدٌ} أَنِيثٌ: غيرُ ذَكَرٍ.
ونَزَعَ {أَنِيثَه، ثمَّ ضَرَبَه تَحت} أُنْثَيَيْهِ.
وَفِي اللِّسَان: الأَنِيثُ من السُّيُوف: الَّذِي من حَديدٍ غيرِ ذَكَرٍ، وَقيل: هُوَ نَحْوٌ من الكَهَامِ. قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: فيُعْلِمُهُ بَأَنَّ العَقْلَ عندِي
جُرَازٌ لَا أَفَلُّ وَلَا أَنِيثُ
أَي لَا أُعطِيه إِلاّ السَّيْفَ القَاطِعَ، وَلَا أُعطِيه الدِّيَةَ.
وسيفٌ {أَنِيثٌ: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِقاطِعٍ.
(و) من الْمجَاز: (} المُؤَنَّثُ) من الرِّجَالِ (: المُخَنَّثُ) شِبْهُ المَرْأَةِ فِي لِينِهِ، ورِقَّةِ كَلامِه، وتَكَسُّر أَعضَائِه ( {كالمِئْناث) } والمِئْنَاثَةِ، {والأَنِيثِ.
وبعضُهُم يَقُول:} تَأَنَّثَ فِي أَمْرِه وتَخَنَّثَ، وَقَالَ الكُمَيْتُ فِي الرَّجُلِ {الأَنِيث:
وشَذَّبْتُ عَنْهُمْ شَوْكَ كُلِّ قَتَادَةٍ
بِفَارِسَ يَخْشَاهَا الأَنِيثُ المُغَمَّرُ
(} والأُنْثَيَانِ: الخُصْيَتانِ) .
(و) فِي الأَساسِ: وَمن الْمجَاز: ونَزَعَ {أُنْثَيَيْه وضَرَبه تَحْتَ} أُنْثَيَيْهِ، {الأُنْثَيَانِ: (الأُذُنَانِ) ، يَمَانِيَة،} والأُنوثَةُ فيهِما من {تَأْنِيثِ الاسْمِ. وأَنشد الأَزْهَرِيّ لذِي الرُّمّة:
وكُنّا إِذا القَيْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه
ضَرَبْنَاهُ فوقَ} الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ
وَفِي أَصْلِ الجَوْهَرِيّ: العَبْسِيّ، وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ: يَعني الأُذُنَيْنِ؛ لأَنَّ الأُذُنَ {أُنْثَى، وأَورده الجَوْهَرِيّ (على مَا أَورده الأَزهري) لذِي الرُّمّة وَلم يَنْسُبْه لأَحَدٍ.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البيتُ للفَرَزْدَق، قَالَ: والمَشْهُور فِي الرّوايةِ:
وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّهُ
كَمَا أَورَدَه ابنُ سِيده.
(و) الأُنْثَيانِ، من أَحياءِ العَرَب (: بَجِيلَةُ وقُضَاعَةُ) ، عَن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ، وأَنشد للكُمَيْت:
فيا عَجَباً} للأُنْثَيَيْنِ تَهَادَتَا
أَذَاتِيَ إِبْرَاقَ البَغَايَا إِلى الشَّرْبِ
(و) من المَجَاز: قَالَ الكِلاَبيّ: (أَرْضٌ! أَنِيثَةٌ ومِئْناثٌ: سَهْلَةٌ مِنْباتٌ) . (سقط: خَلِيقَة بالنبات، لَيست بغليظة، وَفِي الصِّحَاح: تنْبت البقل سهلة.
وبلد أنيث: لين سهل. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
وَمَكَان أنيث، إِذا أسْرع نَبَاته وَكثر، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
بميث أنيث فِي رياض دمثة
تحيل سواقيها بِمَاء فضيض
وَمن كَلَامهم: بلد أنيث دميث، طيب الريعة مرت الْعود.
وَزعم ابْن الْأَعرَابِي: أَن الْمَرْأَة إِنَّمَا سميت أُنْثَى من الْبَلَد الأنيث، قَالَ لِأَن الْمَرْأَة أَلين من الرجل، وَسميت أُنْثَى للينها، قَالَ ابْن سَيّده: فَأصل هَذَا الْبَاب - على قَوْله - إِنَّمَا هُوَ الأنيث الَّذِي هُوَ اللين.
(و) من الْمجَاز: ( {أنثت لَهُ) فِي الْأَمر (} تأنيثا، {وتأنثت، لنت) لَهُ، وَلم أتشدد.
(} وَالْإِنَاث) بلاكسر (: جمع {الْأُنْثَى) وَهُوَ خلاف الذّكر من كل شَيْء وَجمع الْجمع} أنث، كحمار وحمر، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز (إِن يدعونَ من دونه إِلَّا {إِنَاثًا) [سُورَة النِّسَاء: 117] وقرىء " إِلَّا} أُنُثاً " جمع {إناث مثل نمار ونمر، وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس: إِن يدعونَ من دونه إِلَّا أنثا. قَالَ الْفراء: هُوَ جمع الوثن (} - كالأناثي) كعذارى، جَاءَ ذَلِك فِي الشّعْر (و) من قَرَأَ: إِلَّا إِنَاثًا، أَرَادَ (الْموَات) الَّذِي هُوَ خلاف الْحَيَوَان (كالشجر وَالْحجر) والخشب، عَن اللحياني.
وَعَن الْفراء تَقول الْعَرَب: اللات والعزى، وأشباههما، من الْآلهَة! المؤنثة.
(و) الْإِنَاث (: صغَار النُّجُوم) .
(و) يُقَال: هَذِه (امْرَأَة أُنْثَى) إِذا مدحت بِأَنَّهَا (كَامِلَة) من النِّسَاء، كَمَا يُقَال: رجل ذكر، إِذا وصف بالكمال، وَهُوَ مجَاز.) (و) من الْمجَاز أَيضاً: (سَيْفٌ) أَنِيثٌ، و ( {مِئْنَاثٌ} ومِئْنَاثَةٌ) بالهاءِ، وَهَذِه عَن اللِّحْيَانيّ، وكذالك مُؤَنَّثٌ، أَ (كَهَامٌ) ، وكذالك {مُؤَنَّثٌ، أَي (كَهَامٌ) ، وذالك إِذا كانَتْ حَدِيدَتُه لَيِّنةً،} تأْنيثُه على إِرادَةِ الشَّفْرَةِ، أَو الحَديدَةِ أَو السِّلاح.
وَقَالَ الأَصْمَعيّ: الذَّكَرُ من السُّيُوف: شَفْرَتُه حديدٌ ذَكَرٌ، وَمَتْنَاهُ أَنِيثٌ. يَقُول الناسُ: إِنَّها من عَمَلِ الجِنّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ السِّكّيت: يُقال: هاذا طَائِر {وأُنْثَاهُ، وَلَا يُقَال: أُنْثَاتُه.
وَقد} أَنَّثْتُه {فتَأَنَّثَ.
والأُنْثَى: المَنْجَنِيقُ، وَقد جاءَ فِي قَول العَجّاجِ.
وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا
} وأُنْثَيَا الفَرَسِ: رَبَلَتَا فَخِذَيْهَا، قالَ الشّاعر فِي صفة الفَرَسِ:
تَمَطَّقَتْ {أَنَيْثَيَاهَا بِالعَرَقْ
تَمَطُّقَ الشَّيْخِ (العَجُوزِ) بالمَرَقْ
وسَيْفٌ مُؤَنَّثٌ، كالأَنِيثِ. أَنشدَ ثَعْلَب:
وَمَا يَسْتَوِي سَيْفَانِ: سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ
وسَيْفٌ إِذا مَا عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا
ورَوِيَ عَن إِبراهيمَ النَّخَعِيّ أَنه قَالَ: كَانُوا يَكرَهون المُؤنَّث من الطيِّبِ، وَلَا يَرَوْن بِذُكُورَتِهِ بَأساً. قَالَ شَمِرٌ: أَرادَ} بالمُؤَنّثِ طِيبَ النِّسَاءِ، مثل: وأَمّا ذُكُورَةُ الطِّيب: فَمَا لَا لَونَ لَهُ. مثل: الغَالِيَةِ والكَافُورِ والمِسْكِ والعُودِ والعَنْبَرِ ونحوِها من الأَدْهَانِ الَّتِي لَا تُؤَثِّر، كَذَا فِي اللِّسَان.

أَنَا الَّذي سماني

أَنَا الَّذي سماني
الجذر: ا ل ل ذ ي

مثال: أَنَا الَّذي سماني أبي محمدًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم المطابقة بين الاسم الموصول والضمير العائد إليه.

الصواب والرتبة: -أنا الذي سماه أبوه محمدًا [فصيحة]-أنا الذي سماني أبي محمدًا [صحيحة]
التعليق: الأصل أن يكون الضمير العائد على الاسم الموصول ضمير غيبة، ولكن إذا كان الاسم الموصول خبرًا عن مبتدأٍ هو ضمير متكلم أو مخاطب أجاز النحاة مطابقته له في الغيبة، أو مطابقته للمبتدأ في التكلم أو الخطاب. كما أجاز بعضهم أن يراعى في الضمير العائد على الاسم الموصول الخطاب إذا كان الموصول صفة لمنادى. أما الاسم الموصول العام مثل: «مَنْ» فيجوز أن يراعى في الضمير العائد عليه لفظه أي الإفراد والتذكير أو معناه حسب السياق. وفي هذا المثال جاء الاسم الموصول خبرًا عن مبتدأ هو ضمير متكلم؛ ولهذا يجوز في الضمير العائد عليه الغيبة مراعاة للاسم الموصول، أو التكلم مراعاة للمبتدأ، وفي شعر ينسب للإمام علي (ض):
أنا الذي سمتنِ أمي حيدره

أنا

أنا: يكنى به الذكر والأنثى عن أنفسهما. يقول الرجل: أنا قلت، والمرأة أيضاً تقول: أنا قمت؛ بلفظ واحد.
أنا: {آناء}: ساعات، واحدها أنًا وإنًى وإنْي. 
[أنا] أنى معناه أين، تقول: أنى لك هذا، أي (*) من أين لك هذا؟ وهى من الظروف التى يجازى بها، تقول: أنى تأتني آتك معناه: من أي جهة تأتني آتك. وقد تكون بمعنى كيف، تقول: أنى لك أن تفتح الحصن؟ أي كيف لك ذلك. وأما قولك أنا فقد ذكرناه فيب النون.
[أنا] ك فيه: "أنا" خير من يونس هو عبارة عن عبد، أو النبي صلى الله عليه وسلم ويتم في "خير". ن: فقال صلى الله عليه وسلم: "أنا أنا" كره العلماء في جواب من هذا أن يقال: أنا، إذ لا يفيد، بل يقول فلان، ولا بأس بأن يقول: أنا أبو فلان. و"أنا" ولا يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر أي يقول: أنا أحق بالخلافة، وليس كما يقول، بل يأبى الله، وفي بعضها أنا أولى أي بالخلافة، وروى "أنا ولي" بخفة نون وكسر لام أي أنا أحق ولي الخلافة، وروى "أنا ولاه" أي أنا الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى "أني ولاه" بتشديد نون أي كيف ولاه، وأرجو أن أكون أنا هو، جملة أنا هو خبر "أكون" ويحتمل كون "أنا" تأكيداً، و"هو" خبر أكون، أستعير مكان إياه. و"أنا بك" وإليك أي توفيقي بك والتجائي وانتمائي إليك.
أ ن ا: (أَنَى) يَأْنِي كَرَمَى يَرْمِي (إِنًى) بِالْكَسْرِ أَيْ حَانَ وَ (أَنَى) أَيْضًا أَدْرَكَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] وَأَنَى الْحَمِيمُ أَيْضًا أَيِ انْتَهَى حَرُّهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44] وَ (آنَاءُ) اللَّيْلِ سَاعَاتُهُ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَاحِدُهَا (إِنًى) مِثْلُ مِعًى وَقِيلَ وَاحِدُهَا (إِنْيٌ) وَ (إِنْوٌ) يُقَالُ مَضَى مِنَ اللَّيْلِ إِنْوَانِ وَإِنْيَانِ. وَ (تَأَنَّى) فِي الْأَمْرِ تَرَفَّقَ وَتَنَظَّرَ وَ (اسْتَأْنَى) بِهِ انْتَظَرَ بِهِ، يُقَالُ: اسْتُؤْنِيَ بِهِ حَوْلًا وَالِاسْمُ (الْأَنَاةُ) بِوَزْنِ الْقَنَاةِ. وَالْأَنَاةُ أَيْضًا الْحِلْمُ وَ (الْإِنَاءُ) الْوِعَاءُ وَجَمْعُهُ (آنِيَةٌ) وَجَمْعُ الْآنِيَةِ (أَوَانٍ) مِثْلُ سِقَاءٍ وَأَسْقِيَةٍ وَأَسَاقٍ. 
[أنا] أنى الشئ يأنى إنى، أي حانَ. وأَنى أيضاً: أدرك. قال الله تعالى: (غَيْر ناظرينَ إناهُ) أي نُضْجَه. ويقال أيضاً: أَنى الحميمُ، أي انتهى حرُّه. ومنه قوله تعالى: (وبَيْنَ حَميمٍ آنٍ) أي بالغٍ إناهُ في شدَّة الحرّ. وكلُّ مدركٍ آنٍ. وآناهُ يُؤْنِيهِ إيناءً، أي أَخَّرَهُ وحَبَسَهُ وأبطأه. قال الكميت: ومَرْضوفَةٍ لم تؤْنِ في الطبخ طاهياً * عَجِلْت إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا والاسم منه الاناء على فعال بالفتح. قال الحطيئة (*) وأَخَّرْتُ العَشاَء إلى سُهَيْلٍ * أو الشِعْرى فَطالَ بيَ الأَناءُ وآناء الليلِ: ساعاتُه. قال الأخفش: واحدُها إنى، مثال معى. قال: وقال بعضهم: واحدها إنْيٌ وإنْوٌ. يقال: مضى إنْيانِ من الليل وإنْوان. وأنشدَ للهذليّ : السالِكُ الثَغْرَ مَخشياً مَوارِدُهُ * في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ وقال أبو عبيدة: واحدها إنْيٌ مثل حسى ، والجمع آناء مثل أحساء. وأنشد للهذلى: حلو ومرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ * في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ وتَأَنَّى في الأمر، أي تَرَفَّقَ وتنظر. واستأنى به، أي انتظر به. يقال: اسْتؤْنيَ به حَوْلاً. والاسم الاناة مثل الفناة. يقال: تأنيتك حتى لا أَناةَ بي. والأناةُ من النساء: التي فيها فتورٌ عند القيام وتأن. قال الشاعر  رمته أناةٌ من ربيعةٍ عامرٍ * نَؤُومُ الضُحى في مأْتمٍ أيٍّ مَأْتَمِ قال سيبويه: أصله وناة، مثل أحد ووحد من الونى. ورجل آن، على فاعل، أي كثير الاناة والْحِلم. والإِناءُ معروف، وجمعه آنيَةٌ، وجمع الآنية الاواني، مثل سقاء وأسقية وأساق.
أنا
أنا [كلمة وظيفيَّة]: ج نحن: ضمير رفع منفصل مبنيّ على السكون للمتكلِّم أو المتكلِّمة، ألفه الأخيرة تكتب ولا تلفظ إلاّ في الوقف أو ضرورة الشِّعر، يجمع على نحن، ولا يثنَّى
 ولا يقع مضافًا ولا نعتًا ولا منصوبًا "أنا طالب مجتهد- أنا فتاة مهذّبة- أنا فخور بحضارة العرب- {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ".
• الأنا: (نف) إدراك الشَّخص لذاته أو هويّته. 

أنانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أنا: على غير قياس.
2 - من لا يضع نُصْب عينيه إلاّ مصلحته الشخصيّة ولا يهمّه سوى ذاته، محِبّ لذاته، من آثر نفسه وأعجب بذاته وأغفل الآخرين "رجل أنانيّ- يحرص الأنانيّ على أن يكون له الخير والنفع دون سواه". 

أنانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أنا: على غير قياس "شخصيَّة أنانيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من أنا: أثرة وحبّ الذات مع عدم التفكير في الآخرين وهي ضدّ الإيثار "الأنانيّة تتنافى والتعاون مع الآخرين".
3 - (سف) مذهب يردّ كلّ شيء إلى الأنا، ويعدّ وجودَ كلّ الموجودات الأخرى وهميًّا. 

أنوِيّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أنا: على غير قياس.
• الأنويَّة: (نف) المغالاة في الاعتزاز بالنَّفس، أو التَّكلّم عن النَّفس أكثر من اللازم. 
[أنا] الاتيان: المجئ. وقد أتيته أتيا. قال الشاعر:

فاحتل لنفسك قبل أتى العسكر * وأتوته أتوة لغة فيه، ومنه قول الهذلى * كنت إذا أتوته من غيب * وقوله تعالى: (إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِيَّا) أي آتيا، كما قال: (حجابا مستورا) أي ساترا. وقد يكون مفعولا، لان ما أتاك من أمر الله عز وجل فقد أتيته أنت. وإما شدد لان واو مفعول انقلبت ياء لكسرة ما قبلها، فأدغمت في الياء التى هي لام الفعل. وتقول: أَتَيْتُ الأمر من مَأْتاتِهِ، أي من مَأتاه، أي من وجهه الذى يوتى منه، كما تقول: ما أحسن معناة هذا الكلام، تريد معناه. قال الراجز: وحاجة كنت على صماتها * أتيتها وحدي من مأتاتها وقرئ: (يوم يأت) بحذف الياء كما قالوا: لا أدر، وهى لغة هذيل. وتقول: آتيته غلى ذلك الامر مواتاة، إذا وافقتَه وطاوعته. والعامَة تقول: واتَيْتُهُ. وآتاه إيتاء، أي أعطاه. وآتاهُ أيضاً، أي أتى به. ومنه قوله تعالى (آتِنا غَداءَنا) أي ائتنا به. والا تاوة: الخراج، والجمع الاتاوي. قال الجعدى: (*) موالى حلف لا مَوالي قَرابةٍ ولكنْ قَطيناً يسألون الاتاويا تقول منه: أتوته آتُوه أَتْواً وإتاوَةً. قال الشاعر : ففي كلِّ أسواق العراق إتاوةٌ * وفى كل ما باع امرو مكس درهم يقال للسقاء إذا مَخِضَ وجاء الزُبْدُ: قد جاء أَتْوُهُ. ولفلانٍ أَتْوٌ، أي عطاء. ويقال: ما أحسَن أَتْوَ يَدَي هذه الناقة، وأَتْيَ أيضاً، أي رَجْعَ يديها في السير. والإيتاء: الاعطاء. وتأتى له الشئ، أي تهيأ. وتأتى له، أي تَرَفّقَ وأَتاهُ من وجهه. قال الفرء: يقال جاء فلان يتأتى، أي يتعرض لمعروفك. وأتيت للماء تأتية وتأتيا، أي سهلت سبيله ليخرج إلى موضع . والأَتِيُّ: الجدولُ يُؤتِّيهِ الرجلُ إلى أرضه. وهو فعيل. يقال: جاءنا سيل أَتيٌّ وأَتاويٌّ، إذا جاءك ولم يصبك مطره. قال الراجز :

سيل أتى مده أتى * والاتي أيضا والاتاوى: الغريب. ونسوة أتاويات. قال الشاعر: لا يعدلن أتاويون تضربهم * نكباء صر بأصحاب المحلات وأما قول الشاعر : ألم يأتيك والانباء تنمى * بما لاقت لبون بنى زياد فإنما أثبت الياء ولم يحذفها للجزم ضرورة ورده إلى أصله. قال المازنى: ويجوز في الشعر أن (*) تقول زيد يرميك برفع الياء، ويغزوك برفع الواو، وهذا قاضى بالتنوين مع الياء، فتجرى الحرف المعتل مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه في الاسماء والافعال جميعا لانه الاصل. واستأتت الناقة استئتاء مهموز، أي ضبعت وأرادت الفحل. والاتاء: البركة والنماء، وحمل النخلِ . تقول منه: أَتَتِ النخلةُ تأتو إتاء. وأنشد ابن السكيت : هنالك لا أبالى نخل بَعْلٍ * ولا سَقْي وإنْ عَظُمَ الاتاء والميتاء والميداء ممدودان: آخر الغاية حيث ينتهي إليه جَرْيُ الخيل. والميتاء: الطريقُ العامرُ. ومجتمعُ الطريق أيضاً ميتاء وميداءُ. يقال: بَنى القومُ بيوتَهم على ميتاءٍ واحدٍ وميداءٍ واحدٍ. وداري بميتاء دارِ فلان وميداءِ دارِ فلانٍ، أي تِلقاءَ داره ومحاذية لها. 
أنا: أَنَّى، معناها: كيف؟ ومن أين؟ .. أنّى شئت: [كيف شئت؟] ومن أين شئت؟ قال الكميت:

أنّى ومن أين آبك الطَّرَبُ 

وقوله جل وعز: أَنَّى لَكِ هذا

. أي: من أينَ لكِ هذا؟ وقوله [جلّ وعزّ] : أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا

، أي: كيف يكون؟، وقال :

ومُطْعَمُ الغُنْمِ يوم الغُنْمِ مُطْعَمُهُ ... أَنَّى توجّه والمَحْرومُ مَحْرومُ

أي: أينما توجّه، وكيفما توجّه. أنا، فيها لغتان، حذفُ الأَلِفِ وإثباتُه، وأَحْسنُ ذلك أَنْ نُثْبِتَها في الوقوفِ، وإذا مضيت عليها قلت: أَنَ فعلت. وإذا وقفتَ قلتَ: أَنَهْ، وإِن شئتَ: أنا وحذفُها أَحْسَنُ. وقوله تعالى: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي معناه: لكنّ أنا، فحُذفتٍ الهمزةُ وحذفت [إحدى نوني] لكنّ فالْتَقَتْ نونان فأدغمتها في صاحبتها. والإنْيُ والإنَى، مقصور: ساعة من ساعات اللّيل، والجميع: آناء، وكلّ إنْيٍ ساعة. والإنَى، مقصور أيضاً: الإدراك والبلوغ، وإنَى الشّيء بلوغه وإدراكُهُ، فتقول: انتظرنا إنَى الطعام، أي: إدراكه، و [قوله تعالى] : غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ

، أي: غير منتظرين نُضْجه وبلوغه. وقوله [تعالى] : حَمِيمٍ آنٍ

، أي: قد انتهى حرّه، والفِعْل: أَنَى ياني أنىً. وقوله [تعالى] : مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ

، أي: سُخْنة. وقال العبّاس بن مرداس:

فجئنا مع المهديّ مكّةَ عُنْوةً ... بأَسْيافنا والنَّقْعُ كابٍ وساطعُ

علانيةً والخيلُ يَغْشَى مُتُونَها ... حميمٌ وآنٍ من دم الجَوْف ناقعُ

والإيناء، ممدود: قد يكون بمعنى الإبطاء ... آنيت الشّيء، أي: أخَّرته، وتقول للمُبطِىء: آنيت وآذيت. وأَنَى الشَّيْءُ يأني أُنِيّاً إذا تأخر عن وقته، ومنه قوله:

والزّاد لا آنٍ ولا قَفارُ 

أي: لا بطيء، ولا جَشِبٌ غير مأدوم. وتقول: ما أنى لك، وأ لم يأنِ لك، أي ألم يَحِن لك؟ والأَنَى: من الأناة والتّؤدة، قال العجّاج :

طال الأَنَى وزايل الحقُّ الأَشَرْ

وقال:

أناةً وحلماً وانتظاراً بهم غداً ... فما أنا بالواني ولا الضرع الغَمْرِ 

ويقال: إنّه لَذُو أَناةٍ، إذا كان لا يَعْجَلُ في الأُمور، أي: تأنّى، فهو آنٍ، أي متأنٍّ، قال:

الرّفق يُمْنٌ والأناة سعادةٌ ... فتأنَّ في رِفْقٍ تُلاقِ نجاحا 

والأناة: الحلم ، والفِعْل: أَنِيَ، وتأنَّى، واسْتَأْنَى، أي: تَثَبَّتَ، قال:

وتأنّ إنّك غير صاغِرْ 

ويقال للمتمكِّث في الأمر: المتأنّي.

وفي الحديث: آذيت وآنيت ،

أي: أخّرت المجيء وأبطأت، وقال الحطيئة: 

وآنيت العَشاءَ إلى سُهَيْلٍ ... أو الشِّعرَى فطال بيَ الأَناءُ

واستأنيت فلاناً، أي: لم أُعْجِلْهُ.. ويقال: استانِ في أمرك، أي: لا تعجل، قال:

استأنِ تَظْفَرْ في أمورِكَ كُلِّها ... وإذا عزمت على الهوى فَتَوَكَّلِ 

واستأنيت في الطعام، أي: انتظرت إدراكه. ويقال للمرأة المباركة الحليمة المواتية: أناة، والجميع: الأنوات. قال أهل الكوفة: إنّما هي من الوَنَى وهو الضّعف، ولكنّهم همزوا الواو. والإناء، ممدود: واحد الآنية، والأواني: جمع الجمع.. جُمِعَ فِعال على أفعلة، ثمّ جُمِعَ أفعلة على أفاعل.
أنا
أَنَا ضمير المخبر عن نفسه، وتحذف ألفه في الوصل في لغة، وتثبت في لغة ، وقوله عزّ وجل: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي [الكهف/ 38] فقد قيل: تقديره: لكن أنا هو الله ربي، فحذف الهمزة من أوله، وأدغم النون في النون، وقرئ:
لكنّ هو الله ربي، فحذف الألف أيضا من آخره .
ويقال: أُنِيَّة الشيء وأَنِيَّتُه، كما يقال: ذاته، وذلك إشارة إلى وجود الشيء، وهو لفظ محدث ليس من كلام العرب، وآناء الليل: ساعاته، الواحد: إِنْيٌ وإنىً وأَناً ، قال عزّ وجلّ:
يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ [آل عمران/ 113] وقال تعالى: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ [طه/ 130] ، وقوله تعالى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ
[الأحزاب/ 53] أي: وقته، والإنا إذا كسر أوّله قصر، وإذا فتح مدّ، نحو قول الحطيئة:
وآنيت العشاء إلى سهيل أو الشّعرى فطال بي الأناء
أَنَى وآن الشيء: قرب إناه، وحَمِيمٍ آنٍ
[الرحمن/ 44] بلغ إناه من شدة الحر، ومنه قوله تعالى: مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ
[الغاشية/ 5] وقوله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا
[الحديد/ 16] أي: ألم يقرب إناه.
ويقال : آنَيْتُ الشيء أُنِيّاً، أي: أخّرته عن أوانه، وتَأَنَّيْتُ: تأخّرت، والأَنَاة: التؤدة.
وتَأَنَّى فلان تَأَنِّياً، وأَنَى يَأْنِي فهو آنٍ، أي:
وقور. واستأنيته: انتظرت أوانه، ويجوز في معنى استبطأته، واستأنيت الطعام كذلك، والإِنَاء: ما يوضع فيه الشيء، وجمعه آنِيَة، نحو: كساء وأكسية، والأَوَانِي جمع الجمع.

أني

أني: أَنِي: يستعملها عامة الأندلس بدل أنا ضمير المتكلم وقد صارت أنا إلى أني لأن ألفها كانت تنطق ممالة، فيقولون: أنى في الدنيا مثلا (فوك).
إناء: مبولة (إناء يبال فيه ليلا) (المقدمة 1: 27).
أَنّى: يقال أنّى لمثلي ببراعة الخطاب أي من أين لمثلي براعة الخطاب (عبد الواحد 125).
وأنى لله على ما لحق عرشه من ثل، وعزه من ذل: أي كيف سمح الله أن يترك عرشه يثل وعزه يذل. (بحوث 1: 185 الطبعة الأولى).
أنّى وكيف: قل له ما يجب عليه أن يفعل (بدرون 294).
(أ ن ي) : (الْإِنَاءُ) وِعَاءُ الْمَاءِ وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ آنِيَةٌ وَالْكَثِيرُ الْأَوَانِي وَنَظِيرُهُ سِوَارٌ وَأَسْوِرَةٌ وَأَسَاوِرُ (وَالْأَنَاةُ) الْحِلْمُ وَالْوَقَارُ يُقَالُ تَأَنَّى فِي الْأَمْرِ وَاسْتَأْنَى إذَا أَنَاءَ فِيهِ وَتَوَقَّرَ وَتَأَنَّيْتُ الرَّجُلَ انْتَظَرْتُهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «تَآلَفُوهُمْ وَتَأَنَّوْهُمْ» وَيُرْوَى بِالتَّاءِ وَالتَّأَتِّي قَرِيبٌ مِنْ التَّأَنِّي يُقَالُ تَأَتَّاهُ وَتَأَتَّى لَهُ إذَا تَرَفَّقَ بِهِ وَكَأَنَّ الْأَصْلَ اللَّامُ وَالْمَعْنَى انْتَظِرُوهُمْ وَلَا تَعَجَّلُوا فِي أَمْرِهِمْ وَاسْتَأْنَيْتُ بِهِ انْتَظَرْتُهُ (وَمِنْهُ) وَيُسْتَأْنَى بِالْجِرَاحَاتِ أَيْ يُنْتَظَرُ مَآلُ أَمْرِهَا (وَأَمَّا حَدِيثُ) الْأَسْوَدِ «وَيُسْتَأْنَى الصِّغَارُ حَتَّى يُدْرِكُوا» فَالصَّوَابُ بِالصِّغَارِ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «آذَيْتَ وَآنَيْتَ» أَيْ أَخَّرْت وَأَبْطَأْت مِنْ بَابِ أَكْرَمَ.
[أن ي] أَنَى الشيءُ أَنْيًا وَإِنِّي وأَنآءُ وهُوَ أَنِيٌّ حَانَ وأدْرَكَ وخَصَّ بَعْضُهم به النَباتَ والإناءُ الَّذي يُرْتَفَقُ به وهو مشتقٌّ مِن ذلكَ لأنه قد بَلَغَ أَنْ يُعْتَملَ بما يُعَانَى به من طَبْخٍ أَوْ خَرْزٍ أَو نِجَارةٍ والجمعُ آنيَةٌ وأَوَانٍ الأخيرَةُ جَمعُ الجمعِ مثلُ أَسْقِيَةٍ وأَسَاقٍ والألفُ في آنيَةٍ مُبَدلَةُ مِنَ الهمزةٍ ولستْ بمُخَفَّفَةٍ عنها لا نقلابِها في التكسيرِ واوًا ولولا ذلكَ لحُكمَ عليه بالقلْبِ دُوْنَ البَدَل لأنّ القلْبَ قياسيٌّ والبدلَ مَوقُوفٌ وَأَنَى الماءُ سَخَنَ وبَلَغَ في الحرارةِ وفي التنزيلِ {وبين حميم آن} الرحمن 44 وفيه {تسقى من عين آنية} الغاشية 5 أي متناهيةٍ في شدة الحرِّ وكذلك سائر الجواهر وبلغ الشيءُ إناه وأناءَهُ أي غايتُهُ وفي التنزيلِ {غير ناظرين إناه} الأحزاب 53 أي نُضْجَهُ وإدْرَاكَهُ والأَنَاةُ والأَنى الحِلمُ والوَقَارُ وأَنَى وتَأَنَّى واستأْنَى تَثَبَّتَ وأَنَى أُنِيّا فهو أَنِيٌّ تأَخَّرَ وأبْطَأَ وَآنَى كأَنَى وفي الحديث في صَلاة الجُمْعَة آنَيْتُ وآذَيْتَ وآنَيْتُ الشيءَ أَخَّرْتُهُ قال الحُطَيْئةُ

(وآنَيْتُ العَشَاءَ إلى سُهَيلٍ ... أَوِ الشِّعْرَى فطال بي الأَنَاءُ)

وَالإنْيُ والأَنَى الوَهْنُ أو السَّاعَةُ مِنَ اللَّيلِ وقيلَ السَّاعَةُ منهُ أَيَّ سَاعةٍ كانَتْ وحكى الفارسيُّ عن ثَعْلَبٍ إِنْوٌ في هذا المَعْنَى قال وهو من باب أَشَاوَى وقيلَ الإنَى النّهارُ كُلُّهُ والجمعُ آنَاءٌ وَأُنِيٌّ قال

(يا ليتَ لِي مِثْلَ شَرِيبِي مِنْ غَنِي ... ) (وهوَ شَريبُ الصِّدْقِ ضَحّاكُ الأُنِيْ ... )

يَقُولُ في أَيّ ساعةٍ منَ الليلِ جِئْتُهُ وجَدْتُهُ يَضْحَكُ وحكى الفارسيُّ أَتَيْتُهُ آنِيَةً بعدَ آنِيةٍ أي تَارَةً بعدَ تَارَةٍ هكذا حكاهُ وأُرَاهُ بَنَى مِنَ الإنَى فَاعِلَةً ورَوَى

(وآنِيَةً يَخْرُجْنَ مِن غَامرٍ ضَحْل ... )

والمعروفُ آوِنَةً وقال عُروَةُ في وَصِيَّتِهِ لِبَنِيْهِ يا بَنيَّ إذَا رأَيتُم خَلَّةً رَائِعةً مِن رجلٍ فَلا تَقْطَعُوا أنَاتكمُ مِنْه وإن كان عند الناسِ رجُلَ سَوْءٍ أي رجَاءَكُم وقولُ السُّلَمِيَّة أنشدُهُ يعقُوبُ

(عنِ الأمرِ الّذِي يُؤْنيكَ عنهُ ... وعن أهلِ النصيحَةِ وَالوِدَادِ)

قالَ أرادَ يُنْئيكَ مِنَ النأْيِ وهو البُعدُ فَقُدِّمَتِ الهمزةُ قبلَ النونِ
أني
أنَى يَأنِي، ائْنِ، أنْيًا وأناةً وإنًى، فهو آنٍ
• أنى الأمرُ: حان وقتُه، دنا وقَرُب " {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} ".
• أنى الرَّجلُ: أبطأ، تمهّل، ترفّق "لا تأنِ في عملك ولا تُؤجِّلْه".
• أنى الطَّعامُ: نضَج " {إلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} ".
• أنى السَّائلُ: بلغ غاية الحرارة " {وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ} ". 

تأنَّى يتأنَّى، تَأَنَّ، تأنّيًا، فهو متأنٍّ
• تأنَّى فلانٌ: تمهَّل، تروّى، لم يتسرّع أو يندفع، تأخّر وأبطأ "قدّم أفكاره متأنِّيًا- من تأنَّى نال ما تمنَّى [مثل]- في التأنِّي السلامة وفي العجلة الندامة [مثل] ". 

آناء [جمع]: مف أَنْي وإِنْي: ساعاتٌ من الليل، عكسُها أطرافُ النَّهار " {وَمِنْ ءَانَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} ". 

آنية [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل أنَى: بالغةٌ نهايتَها في شدَّةِ الحرِّ " {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ} ". 

إناء [مفرد]: ج آنية، جج أوانٍ: وعاءٌ للطَّعام أو الشَّراب " {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ} " ° أوانٍ فضيّة: ما يشتمل على الصحون والملاعق ونحوها من أدوات الأكل- أواني المطبخ: ما يستعمل للطبخ والأكل- كلّ إناء بما فيه ينضح: كلّ شيء يأتي مشابهًا لأصله.
• الأواني المستطرَقَة: (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متّصل بعضها ببعض بأنبوبة أفقيّة إذا وُضع سائل في إحداها توزّع إلى بقيَّة الأواني متّخذًا منسوبًا أفقيًّا واحدًا. 

أناة [مفرد]:
1 - مصدر أنَى.
2 - وقار، تروٍّ وتمَهُّل "طويل الأناة- عالج الأمر بأناة".
3 - ضبط النفس والصبر والحلم "عليك بالأناة والحِلم- الأناة حصن السلامة والعجلة مفتاح الندامة- الرِّفق يُمن والأناةُ سعادة ... فتأنَّ في أمرٍ تلاق نجاحا" ° ذو أناة: حليم- طولُ الأناةِ: الصبر. 

إِنى [مفرد]: مصدر أنَى. 

أَنْي [مفرد]: مصدر أنَى. 

أني: أَنى الشيءُ يأْني أَنْياً وإِنىً وأَنىً

(* قوله

«وأنى» هذه الثالثة بالفتح والقصر في الأصل، والذي في القاموس ضبطه

بالمد واعترضه شارحه وصوب القصر)، وهو أَنيٌّ. حان وأَدْرك، وخَصَّ بعضهم به

النبات. الفراء: يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلَم يَئِنْ لك وأَلم يَنَلْ لكَ

وأَلم يُنِلْ لك، وأَجْوَدُهُنَّ ما نزل به القرآن العزيز، يعني قوله: أَلم

يَأْنِ للذين آمنوا؛ هو من أَنى يأْني وآنَ لك يَئين. ويقال: أَنى لك

أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنالَ لك وآن لك، كل بمعنى واحد؛ قال الزجاج:

ومعناها كلها حانَ لك يَحين. وفي حديث الهجرة: هل أَنى الرحيلُ أَي حانَ

وقتُه، وفي رواية: هل آنَ الرحيلُ أَي قرب. ابن الأَنباري: الأَنى من بلوغ

الشيء منتهاه، مقصور يكتب بالياء، وقد أَنى يَأْني؛ وقال:

. . . . . . . . . . بيَوْمٍ

أَنى ولِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ

أَي أَدرك وبلغ. وإِنَى الشيء: بلوغُه وإِدراكه. وقد أَنى الشيءُ يأْني

إِنىً، وقد آنَ أَوانُك وأَيْنُك وإِينُكَ. ويقال من الأَين: آنَ يَئِين

أَيْناً.

والإِناءُ، ممدود: واحد الآنِية معروف مثل رداء وأَردية، وجمعه آنيةٌ،

وجمع الآنية الأَواني، على فواعل جمع فاعلة، مثل سِقاء وأَسْقِية وأَساقٍ.

والإِناءُ: الذي يرتفق به، وهو مشتق من ذلك لأَنه قد بلغ أَن يُعْتَمل

بما يعانَى به من طبخ أَو خَرْز أَو نجارة، والجمع آنِيَةٌ وأَوانٍ؛

الأَخيرة جمع الجمع مثل أَسقية وأَساق، والأَلف في آنِيَة مبدلة من الهمزة

وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واواً، ولولا ذلك لحكم عليه دون

البدل لأن القلب قياسيّ والبدل موقوف.

وأَنَى الماءُ: سَخُنَ وبلغ في الحرارة. وفي التنزيل العزيز: يطوفون

بينها وبين حَميم آنٍ؛ قيل: هو الذي قد انتهى في الحرارة. ويقال: أَنَى

الحميمُ أَي انتهى حره؛ ومنه قوله عز وجل: حميم آنٍ. وفي التنزيل العزيز:

تُسْقَى من عين آنِيَة؛ أَي متناهية في شدّة الحر، وكذلك سائر الجواهر.

وبَلَغ الشيءُ إِناه وأَناه أَي غايته. وفي التنزيل: غير ناظرين إِناهُ؛

أَي غير منتظرين نُضْجَه وإِدراكَه وبلوغه. تقول: أَنَى يَأْني إِذا

نَضِجَ. وفي حديث الحجاب: غير ناظرين إِناه؛ الإِنَى، بكسر الهمزة والقصر:

النُّضْج.

والأَناةُ

والأَنَى: الحِلم والوقار. وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت. ورجل

آنٍ على فاعل أَي كثير الأَناة والحلم. وأَنَى أُنِيّاً فهو أَنِيٌّ:

تأَخر وأَبطأَ. وآنَى: كأَنَى. وفي الحديث في صلاة الجمعة: قال لرجل جاء

يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس رأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ؛ قال الأَصمعي:

آنَيْتَ أَي أَخرت المجيء وأَبطأْت، وآذَيْتَ أَي آذَيت الناس بتخطيك؛ ومنه

قيل للمتمكث في الأُمور مُتَأَنٍّ. ابن الأَعرابي: تَأَنَّى إِذا رَفَق.

وآنَيْت وأَنَّيت بمعنى واحد، وفي حديث غزوة حنين: اختاروا إِحدى الطائفتين

إِمَّا المال وإِمّا السبي وقد كنت استَأْنَيْتُ

بكم أَي انتظرت وتربَّصت؛ يقال: آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت

واسْتَأْنَيْتُ. الليث: يقال اسْتَأْنَيتُ بفلان أَي لم أُعْجِله. ويقال: اسْتأْنِ

في أَمرك أَي لا تَعْجَل؛ وأَنشد:

اسْتأْن تَظْفَرْ في أُمورِك كلها،

وإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتوَكلِ

والأَناة: التُّؤَدة. ويقال: لا تُؤنِ فُرْصَتَك أَي لا تؤخرها إِذا

أَمْكَنَتْك. وكل شيء أَخَّرته فقد آنَيْتَه. الجوهري: آناه يُؤنِيه إِيناء

أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه؛ قال الكميت:

ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً

عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها، حين غَرْغَرا

وتَأَنَّى في الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ. واسْتأْنَى به أَي انتظر

به؛ يقال: اسْتُؤْنيَ به حَوْلاً. ويقال: تَأَنَّيْتُكَ حتى لا أَناة بي،

والاسم الأَناة مثل قناة؛ قال ابن بري شاهده:

الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ

وآنَيْتُ الشيءَ: أَخَّرته، والاسم منه الأَناء على فَعَال، بالفتح؛ قال

الحطيئة:

وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ،

أَو الشَّعْرى، فطال بِيَ الأَناء

التهذيب: قال أَبو بكر في قولهم تَأَنَّيْتُ الرجل أَي انتظرته وتأَخرت

في أَمره ولم أَعْجَل. ويقال: إِنَّ خَبَر فلان لَبَطيءٌ أَنِيٌّ؛ قال

ابن مقبل:

ثم احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ،

مِثْل المَخارِيف من جَيْلانَ أَو هَجَر

(* قوله «قال ابن مقبل ثم احتملن...» أورده ياقوت في جيلان بالجيم،

ونسبه لتميم بن أبي، وقال أنيّ تصغير إنى واحد آناء الليل).

الليث: أَنَى الشيءُ يَأْني أُنِيّاً إِذا تأَخر عن وقته؛ ومنه قوله:

والزادُ لا آنٍ ولا قَفارُ

أَي لا بطيء ولا جَشِبٌ غير مأْدوم؛ ومن هذا يقال: تَأَنَّى فلان

يَتَأَنَّى، وهو مُتَأَنّ إِذا تَمَكَّث وتثبت وانتظر. والأَنَى: من الأَناة

والتُّؤَدة؛ قال العجاج فجعله الأَناء:

طال الأَناءُ وَزايَل الحَقّ الأَشر

وهي الأَناة. قال ابن السكيت: الإِنَى من الساعات ومن بلوغ الشيء

منتهاه، مقصور يكتب بالياء ويفتح فيمدّ؛ وأَنشد بيت الحطيئة:

وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل

ورواه أَبو سعيد: وأَنَّيْت، بتشديد النون. ويقال: أَنَّيْتُ الطعامَ في

النار إِذا أَطلت مكثه، وأَنَّيْت في الشيء إِذا قَصَّرت فيه. قال ابن

بري: أَنِيَ عن القوم وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شديداً والصَّلاةُ

أُنِيّاً، كل ذلك: أَبطأَ. وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فهو أَنِيٌّ إِذا

رَفَقَ.

والأَنْيُ والإِنْيُ: الوَهْنُ أَو الساعة من الليل، وقيل: الساعة منه

أَيَّ

ساعة كانت. وحكى الفارسي عن ثعلب: إِنْوٌ، في هذا المعنى، قال: وهو من

باب أَشاوِي، وقيل: الإِنَى النهار كله، والجمع آناء وأُنِيّ؛ قال:

يا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّْ،

وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيّْ

يقول: في أَيّ ساعة جئته وجدته يضحك. والإِنْيّْ: واحد آناه الليل وهي

ساعاته. وفي التنزيل العزيز: ومن آناء الليل؛ قال أَهل اللغة منهم الزجاج:

آناء الليل ساعاته، واحدها إِنْيٌ وإِنىً، فمن قال إِنْيٌ فهو مثل

نِحْيٍ وأَنحاء، ومن قال إِنىً فهو مثل مِعىً وأَمْعاء؛ قال الهذلي

المتنخِّل:السالك الثَّغْرِ مَخْشِيّاً مَوارِدُه،

بكُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ

قال الأَزهري: كذا رواه ابن الأَنباري؛ وأَنشده الجوهري:

حُلْو ومرّ، كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُه،

في كل إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ

ونسبه أَيضاً للمنتخّل، فإِما أَن يكون هو البيت بعينه أَو آخر من قصيده

أُخرى. وقال ابن الأَنباري: واحد آناء الليل على ثلاثة أَوجه: إِنْي

بسكون النون، وإِنىً بكسر الأَلف، وأَنىً بفتح الأَلف؛ وقوله:

فَوَرَدَتْ قبلَ إِنَى صِحابها

يروى: إِنَى وأَنَى، وقاله الأَصمعي. وقال الأَخفش: واحد الآناء إِنْوٌ؛

يقال: مضى إِنْيانِ من الليل وإِنْوانِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في

الإِنَى:

أَتَمَّتْ حملَها في نصف شهر،

وحَمْلُ الحاملاتِ إِنىً طويلُ

ومَضَى إِنْوٌ من الليل أَي وقت، لغة في إنْي. قال أَبو عليّ: وهذا

كقولهم جَبَوْت الخراج جِباوة، أُبدلت الواو من الياء. وحكى الفارسي: أَتيته

آيِنَةً بعد آينةٍ أَي تارة بعد تارة؛ كذا حكاه، قال ابن سيده: وأُراه

بني من الإِنَى فاعلة وروى:

وآيِنَةً يَخْرُجْنَ من غامر ضَحْل

والمعروف آوِنَة. وقال عروة في وصية لبنيه: يا بَنيّ إِذا رأَيتم

خَلَّةً رائعة من رجل فلا تقطعوا إِناتَكم

(* قوله «إناتكم» كذا ضبط بالكسر في

الأصل، وبه صرح شارح القاموس). وإِن كان الناس رَجُلَ سَوءٍ؛ أَي رجاءكم؛

وقول السلمية أَنشده يعقوب:

عَن الأَمر الذي يُؤْنِيكَ عنه،

وعَن أَهْلِ النَّصِيحة والوداد

قال: أَرادت يُنْئِيك من النَّأْي، وهو البعد، فقدمت الهمزة قبل النون.

الأَصمعي: الأَناةُ من النساء التي فيها فتور عن القيام وتأَنٍّ؛ قال

أَبو حيَّة النميري:

رَمَتْه أَناةٌ، من رَبيعةِ عامرٍ،

نَؤُومُ الضُّحَى في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم

والوَهْنانةُ نحوها. الليث: يقال للمرأَة المباركة الحليمة المُواتِية

أَناة، والجمع أَنواتٌ. قال: وقال أَهل الكوفة إِنما هي الوَناة، من

الضعف، فهمزوا الواو؛ وقال أَبو الدُّقَيْش: هي المباركة، وقيل: امرأَة أَناة

أَي رَزِينة لا تَصْخَبُ ولا تُفْحِش؛ قال الشاعر:

أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها،

ورِيحَ خُزامَى الطَّلِّ في دَمِثِ الرَّمْل

قال سيبويه: أَصله وَناةٌ مثل أَحَد وَوَحَد، من الوَنَى. وفي الحديث:

أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَمَر رجلاً أَن يزوج ابنته من

جُلَيْبِيبٍ، فقال حتى أُشاورَ أُمَّها، فلما ذكره لها قالت: حَلْقَى،

أَلِجُلَيْبيبٍ؟ إِنِيْه، لا لَعَمْرُ اللهِ ذكره ابن الأَثير في هذه الترجمة

وقال: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً فرويت بكسر الهمزة

والنون وسكون الياء وبعدها هاء، ومعناها أَنها لفظة تستعملها العرب في

الإِنكار، يقول القائل: جاء زيد، فتقول أَنت: أَزَيْدُنِيه وأَزَيْدٌ إِنِيه،

كأَنك استبعدت مجيئه. وحكى سيبويه: أَنه قيل لأَعرابي سكن البَلَدَ:

أَتخرج إِذا أَخصبت البادية؟ فقال: أَنا إِنيه؟ يعني أَتقولون لي هذا القول

وأَنا معروف بهذا الفعل؟ كأَنه أَنكر استفهامهم إِياه، ورويت أَيضاً بكسر

الهمزة وبعدها باء ساكنة، ثم نون مفتوحة، وتقديرها أَلِجُلَيْبيبٍ

ابْنَتي؟ فأَسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء؛ قال أَبو موسى، وهو في مسند أَحمد

بن حنبل بخط أَبي الحسن بن الفُراتِ، وخطه حجة: وهو هكذا مُعْجَمٌ

مُقَيَّد في مواضع، قال: ويجوز أَن لا يكون قد حذف الياء وإِنما هي ابْنَةٌ نكرة

أَي أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيباً ببنتٍ، يعني أَنه لا يصلح أَن يزوج ببنت،

إِنما يُزَوَّجُ مثلُه بأَمة استنقاصاً له؛ قال: وقد رويت مثل هذه

الرواية الثانية بزيادة أَلف ولام للتعريف أَي أَلجليبيبٍ الابْنةُ، ورويت

أَلجليبيبٍ الأَمَةُ؟ تريد الجارية كناية عن بنتها، ورواه بعضهم أُمَيَّةُ

أَو آمِنَةُ على أَنه اسم البنت.

أني: {آنية}: انتهى حرفها. {إناه}: بلوغ وقته. 

الْقَيْد تَحت النَّفْي

الْقَيْد تَحت النَّفْي: للتعميم والإدخال وَتَحْت الْإِثْبَات للتخصيص والإخراج اعْلَم أَن السِّرّ فِيهِ أَن النَّفْي إِذا كَانَ مُتَوَجها إِلَى الْمُقَيد يكون الْمُقَيد منفيا وَنفي الْمُقَيد يتَصَوَّر على وَجْهَيْن بِانْتِفَاء الْقَيْد والمقيد مَعًا وبانتفاء الْقَيْد دون الْمُقَيد بِخِلَاف الْقَيْد فِي الْإِثْبَات فَإِنَّهُ لَا احْتِمَال لَهُ سوى تَخْصِيص الْعَام وَتَقْيِيد الْمُطلق وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي شرح المواقف فِي تَعْرِيف الضدين فِي الْمَقْصد التَّاسِع من المرصد الرَّابِع من الْأُمُور الْعَامَّة وَهُوَ قيد للمنفي فحقه أَن يُفِيد تَعْمِيم الْحَد وَإِدْخَال شَيْء فِيهِ لَا تَخْصِيصه وَإِخْرَاج شَيْء عَنهُ انْتهى. وَأَنت تعلم أَنه يفهم من هَا هُنَا أَن الْقَيْد تَحت النَّفْي لَا يُوجب التَّعْمِيم والإدخال لِأَنَّهُ قد يكون لنفي الْقَيْد فَقَط وَلذَا قَالَ أهل الْبَيَان إِن كل كَلَام فِيهِ قيد يكون الْمَقْصُود بِالنَّفْيِ وَالْإِثْبَات ذَلِك الْقَيْد وَلَعَلَّ الأول فِي الْمقَام البرهاني وَالثَّانِي فِي الْمقَام الْخطابِيّ. وَإِنَّمَا قُلْنَا يفهم من هُنَا إِلَى آخِره لِأَنَّهُ قدس سره قَالَ فحقه وَلم يقل فَالْوَاجِب أَن يُقيد الخ فَيُفِيد تَعْمِيم الْحَد الخ.
وَقَالَ قدس سره فِي حَوَاشِيه على المطول فِي الْحَقِيقَة الْعَقْلِيَّة وَاعْلَم أَن القَوْل بِكَوْن الْقُيُود فِي الْإِثْبَات مخصصة إِنَّمَا يَصح إِذا كَانَ الْقَيْد أخص مِمَّا قيد بِهِ كَمَا هُوَ الظَّاهِر من الْقُيُود فِي سَائِر الْحُدُود مثل الْحَيَوَان النَّاطِق وَلَفظ وضع لِمَعْنى مُفْرد. وَأما إِذا كَانَ الْقَيْد أَعم كالإنسان الْمَاشِي أَو مُسَاوِيا كالحيوان الْمَاشِي كَانَ الْمُقَيد مُسَاوِيا للمطلق فِي الصدْق قطعا أما الأول فَظَاهر وَأما الثَّانِي فَلِأَن المُرَاد بالماشي فِي الْإِنْسَان الْمَاشِي هُوَ الْإِنْسَان الْمَاشِي لَا الْمَاشِي مُطلقًا فَلَا خَفَاء فِي كَون الْمُقَيد مُسَاوِيا للمطلق فِي الصدْق فِي الصُّورَتَيْنِ إِلَّا أَن التَّخْصِيص بِحَسب الْمَفْهُوم لَازم للتَّقْيِيد مُطلقًا أَي سَوَاء كَانَ الْقَيْد أَعم من الْمُقَيد أَو أخص فَإِن صُورَة التَّقْيِيد تفِيد التَّخْصِيص بِحَسب الْمَفْهُوم وَإِن كَانَ بَين الْقَيْد والمقيد مُسَاوَاة فِي الصدْق. أَلا ترى أَن بَين الْحَيَوَان قبل تَقْيِيده بالماشي وَبعد تَقْيِيده بِهِ فرقا ظَاهرا بِحَسب الْفَهم والملاحظة.
وَقَالَ الْفَاضِل المدقق ملا مرزاجان رَحمَه الله تَعَالَى فَإِن قلت: هَذَا اللُّزُوم غير مُسلم لِأَن الْإِنْسَان إِذا قيد بِالْحَيَوَانِ لم يكن الْمُقَيد أخص من الْقَيْد لَا بِحَسب الْوَاقِع وَلَا بِحَسب الْمَفْهُوم أما الأول فَظَاهر وَأما الثَّانِي فَلِأَن الْعقل لم يجوز تحقق الْكل بِدُونِ الْجُزْء فِي بَادِي النّظر أَيْضا قلت: هَا هُنَا لَا تَقْيِيد حَقِيقَة إِذْ مَعْنَاهُ قريب من التَّخْصِيص أَو نقُول الْإِنْسَان الْمُقَيد بِالْحَيَوَانِ اعْتبر فِيهِ الْحَيَوَان مرّة وَاحِدَة وَالْعقل يجوز تحقق مَا اعْتبر فِيهِ الْحَيَوَان مرّة بِدُونِ مَا اعْتبر فِيهِ الْحَيَوَان مرَّتَيْنِ فَيكون الْمُطلق أَعم مفهوما من الْمُقَيد وَقس عَلَيْهِ نَظَائِره انْتهى.
ثمَّ اعْلَم أَنه قد تكون الْقُيُود الْوَاقِعَة تَحت النَّفْي مفيدة لدُخُول مَا كَانَ خَارِجا عَن الْحَد بِدُونِهَا فَمن هُنَا يعْتَرض بِأَن زِيَادَة الْقُيُود على مَا فِي حيّز النَّفْي يُوجب تعميما وتناولا لما كَانَ خَارِجا بِدُونِ الْقَيْد لِأَن نفي الْأَخَص أَعم من نفي الْأَعَمّ.
وَأما الْقُيُود فِي الْإِثْبَات فَيجب أَن تكون مخصصة فَكيف يتَصَوَّر أَن تكون الْقُيُود الْوَاقِعَة تَحت النَّفْي مُوجبَة لِأَن يدْخل فِي الْحَد مَا كَانَ خَارِجا عَنهُ بِدُونِهَا. فيجاب بِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ تَقْيِيد فِي الْحَقِيقَة بل تَغْيِير للعبارة السَّابِقَة عَن مَعْنَاهَا الْمُتَبَادر مِنْهَا إِلَى معنى آخر وَإِن كَانَت تتراءى قيود هُنَاكَ. فَإِن أردْت وضوح هَذَا الْمقَال فَعَلَيْك بمطالعة حَاشِيَة السَّنَد السَّنَد قدس سره هُنَاكَ المعنونة بقوله هَذَا ليدْخل فِيهِ مَا يُطَابق الِاعْتِقَاد دون الْوَاقِع. وَقَالَ الشَّيْخ بهاء الدّين العاملي صرح كثير من محققي أَئِمَّة الْمعَانِي أَن النَّفْي إِنَّمَا يتَوَجَّه إِلَى الْقَيْد إِذا صَحَّ كَون الْقَيْد قيدا فِي الْإِثْبَات أما إِذا لم يَصح فَلَا فَإِذا قلت زيد لَا يحب المَال محبته للفقر مثلا لم يكن النَّفْي مُتَوَجها إِلَى الْقَيْد كَمَا لَا يخفى - وعَلى هَذَا فَلَا احْتِيَاج إِلَى تَأْوِيل قَول من قَالَ لم أبلغ فِي اخْتِصَار لَفظه تَقْرِيبًا لتعاطيه بترك الْمُبَالغَة كَمَا وَقع فِي المطول وَغَيره تَأمل.

وَفِي

وَفِي
: (ي (} وَفَى بالعَهْدِ، كوَعَى) ، يَفِي ( {وَفاءً) ، بالمدِّ، فَهُوَ} وافٍ: (ضِدُّ غَدَرَ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ غيرُهُ: {الوَفاءُ مَلازَمَةُ طرِيقِ المُواساةِ ومُحافَظَة عُهُودِ الخُلَطاء؛ (} كأوْفَى) ؛ قالَ ابنُ برِّي: وَقد جَمَعَهما طُفَيْل الغَنَوِيُّ فِي بيتٍ واحدٍ فِي قولهِ:
أَمَا ابْن طَوْقٍ فقد {أَوْفَى بذِمَّتهِ
كَمَا} وَفَى بقِلاصِ النَّجْمِ حادِيهاقال شَمِرٌ: يقالُ {وَفَى} وأَوْفَى، فَمنْ قالَ {وَفَى فإنَّه يقولُ تَمَّ كقَوْلكَ وَفَى لنا فلانٌ أَي تَمَّ لنا قَوْلُه وَلم يَغْدِر،} ووَفَى هَذَا الطَّعامُ قَفِيزاً، أَي تَمَّ قَفِيزاً؛ ومَنْ قالَ {أَوْفَى فمعْناهُ} أَوفانِي حَقِّي أَي أَتَمَّه وَلم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا، وكَذلكَ {أَوْفَى الكَيْلَ أَي أَتَمَّه وَلم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا.
قالَ أَبو الهَيْثم فيمَا رَدَّ بِهِ على شَمِرٍ: الَّذِي قالَ شمرٌ فِي} وَفَى {وأَوْفَى باطِلٌ لَا مَعْنى لَهُ إنَّما يقالُ} أَوْفَيْتُ بالعَهْدِ ووَفَيْتُ بالعَهْدِ. وكلُّ شيءٍ فِي كتابِ اللهاِ يقالُ مِن هَذَا فَهُوَ بالألفِ، قالَ اللهاِ تَعَالَى: { {أَوْفُوا بالعُقُود} ، {} أَوْفُوا بَعَهْدِي} ويقالُ: وَفَى الشيءُ ووَفَى الكَيْلُ، أَي تَمَّ، {وأَوْفَيْتُه أَنا أَي أَتْمَمْتُه، قالَ اللهاُ: {أَوْفُوا الكَيْلَ} ، انتَهَى.
(و) } وَفَى (الشَّيءُ {وُفِيّاً، كصُلِيَ) : أَي (تَمَّ وكَثُرَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ (فَهُوَ} وَفِيٌّ {ووافٍ) بمعْنًى واحِدٍ، وَفِي الصِّحاح} الوَفِيُّ: {الوَافِي، انتَهَى.
وكلُّ شيءٍ بَلَغَ تمامَ الكَمالِ فقد} وَفَى وتَمَّ (و) مِنْهُ وَفَى (الدِّرْهَمُ المِثْقالَ) إِذا (عَدَلَهُ) فَهُوَ {وافٍ.
قَالَ شيْخُنا: وَفِي لَحْنِ العَوام لأبي بكْرٍ الزَّبيدِي أنَّهم يقولونَ دِرْهَمٌ وافٍ للزَّائِدِ وَزْنه، وإنَّما هُوَ الَّذِي لَا يزيدُ وَلَا يَنْقُصُ، وَهُوَ الَّذِي وَفَى بزِنَتِه، أَي فَلَا يقالُ: وَفَى أَي كَثُرَ وزادَ؛ وَقد يقالُ إنَّه يَصْدقُ على الزائِدِ أنَّه} وَفَى بزِنَتِهِ؛ فتأَمَّل.
( {وأَوْفَى عَلَيْهِ: أَشْرَفَ) واطَّلَعَ؛ وَمِنْه حديثُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (} أَوْفَى على سَلْع) .
(و) (أَوْفَى (فلَانا حَقَّهُ) : إِذا (أَعْطاهُ {وافِياً،} كوفَّاهُ) {تَوْفِيَةً؛ نقلَهُ الجَوْهري.
وَقَالَ غيرُهُ: أَي أَكْمَلَهُ؛ (} ووَافاهُ) {مُوافاةً كَذلكَ؛ وَقد جاءَ فاعَلْتُ بمَعْنَى أَفْعَلْتُ وفَعَلْتُ فِي حُرُوفٍ بمعْنًى واحِدٍ؛ تَعاهَدْتُ الشيءَ وتعَهَّدْته وباعَدْته وأَبْعَدْتُه، وقارَبْتُ الصبيَّ وقَرَبْتُه، وَهُوَ يُعاطِيني الشيءَ ويُعْطِيني؛ وَمِنْه المُوافاةُ الَّتِي يَكْتُبها كتَّابُ دَواوِيْن الخَراجِ فِي حساباتِهم؛ (} فاسْتَوْفاهُ {وتَوَفَّاهُ) ، أَي لم يَدَعْ مِنْهُ شَيْئا، فهُما مُطاوِعانِ} لأوْفاهُ {ووَفاهُ} ووَافاهُ.
(و) من المجازِ: أَدْرَكَتْه ( {الوَفاةُ) : أَي (المَوْتُ) والمَنِيَّةُ.
} وتُوفِّيَ فلانٌ: إِذا ماتَ.
( {وتَوفَّاهُ اللهاُ) ، عزَّ وجلَّ: إِذا (قَبَضَ) نَفْسَه؛ وَفِي الصِّحاحِ، (رُوْحَهُ) .
وَقَالَ غيرُهُ: تَوَفِّي الميتِ} اسْتِيفَاء مُدَّتهِ الَّتِي وُفِيتْ لَهُ وعَدَد أَيَّامِه وشُهُورِه وأَعْوامِه فِي الدُّنْيا؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {الله {يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حِين مَوْتِها} ، أَي} يَسْتَوفي مُدَد آجالِهم فِي الدُّنْيا، وقيلَ: يَسْتَوفي تَمامَ عَددِهم إِلَى يَوْم القِيامَةِ.
وأَمَّا تَوَفِّي النَّائم فَهُوَ اسْتِيفَاء وَقْت عَقْلِه وتَميزه إِلَى أَنْ نامَ.
وَقَالَ الزجَّاجُ فِي قولهِ تَعَالَى: {قُلْ {يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ المَوْتِ} ، قالَ: هُوَ مِن تَوْفِيةِ العَدَدِ، تَأْوِيلُه أَي يَقْبِضُ أَرْواحَكم أَجْمَعِين فَلَا ينقُصُ واحِد مِنْكم، كَمَا تقولُ: قد} اسْتَوْفَيْتُ مِن فلانٍ {وتَوَفَّيْت مِنْهُ مَالِي عَلَيْهِ، تأْوِيلُه أَي لم يَبْقَ عَلَيْهِ شيءٌ.
وقولُه تَعَالَى: {حَتَّى إِذا جاءَتْهم رُسُلُنا} يَتَوَفَّوْنَهم} ؛ قالَ الزجَّاجُ: فِيهِ، واللهاُ أَعْلَم، وَجْهان: يكونُ حَتَّى إِذا جاءَتْهم ملائِكَةُ المَوْتِ يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عنْدَ المُعايَنةِ فيَعْتَرِفونَ عنْدَ مَوّتِهم أنَّهم كَانُوا كافِرِينَ، لأنَّهم قَالُوا لهُم: {أَيْنَما كُنْتُم تدْعُونَ مِن دون ااِ؟ قَالُوا: ضَلُّوا عنَّا} أَي بطلوا وذَهَبُوا، ويجوزُ أَنْ يكونَ، واللهاُ أَعْلم، حَتَّى إِذا جاءَتْهم ملائِكَةُ العَذابِ يَتَوَفَّوْنَهم، فيكونُ يَتَوَفَّوْنَهم فِي هَذَا المَوْضِع على ضَربَيْن: أَحَدُهما يَتَوَفَّوْنَهم عَذَاباً وَهَذَا كَمَا تقولُ: قد قَتَلْتُ فلَانا بالعَذابِ وَإِن لم يَمتْ، ودَليلُ هَذا القَوْل قولهُ تَعَالَى: {ويأْتِيه الموتُ مِن كلِّ مَكانٍ وَمَا هُوَ بمَيِّتٍ} ، قالَ: ويجوزُ أَنْ يكونَ {يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم، وَهُوَ أَضْعَفُ الوَجْهَيْن؛ وَالله أَعْلَم.
(و) مِن المجازِ: (} وافَيْتُ العامَ) : أَي (حَجَجْتُ) ؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري.
صارَتِ {المُوافَاةُ عنْدَهم اسْماً للحَجِّ كَمَا قَالُوا نَزَلْت أَي أَتَيْت مِنَي؛ قالَهُ الصَّاغاني.
(و) } وافَيْتُ (القَوْمَ: أَتَيْتُهُم) ، كأَنَّه أَتاهُم فِي المِيعادِ، ( {كأَوْفَيْتُهُم.
(} والمُوِفِيَةُ) ، كمُحْسِنَةٍ؛ وَفِي التكْملَةِ بفتْح الميمِ؛ (ة) قُرْبَ بِلادِ؛ كَذَا فِي التكْملَةِ؛ فِيهَا نخيلاتٌ، نقلَهُ الحفْصِي عَن الأصْمعي؛ قالَهُ ياقوتُ.
(و) {المُوَفِّيَةُ (كمُحَدِّثةٍ: اسْمُ طَيْبَةَ، صلى الله على ساكِنِها وَسلم) ، كأنَّها سُمِّيَتْ بذلكَ لأنَّها} اسْتَوْفَتْ حَظَّها مِن الشَّرَفِ.
( {والوَفاءُ) ، مَمْدودٌ: (ع) ، فِي شِعْرِ الحارِثِ بنِ حِلِّزة عَن ياقوت.
قُلْتُ: هُوَ قولهُ:
فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا
قُ قَنانٍ فعاذِبٌ} فالوَفاءُ ( {والمِيفاءُ) ، كمِحْرابٍ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّحيحُ أنَّه مَقْصورٌ كَمَا هُوَ نَصُّ التَّهذيبِ والتّكْملةِ؛ (طَبَقُ التَّنُّورِ) . قالَ رجلٌ مِن العَرَبِ لطَبَّاخِه: خَلِّبْ} مِيفاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ، قالَ: خَلِّبْ أَي طَبِّقْ، والرَّوْدَقُ الشِّواءُ.
(و) أيْضاً: (إرَةٌ تُوَسَّعُ للخُبْزِ) ، أَي لخبْز الملةِ.
(و) أَيْضاً: (بَيْتٌ يُطْبَخُ فِيهِ الآجُرُّ) ؛ رَواهُ أَبُو الخطَّابِ عَن ابنِ شُمَيْل.
(و) أَيْضاً: (الشَّرَفُ مِن الأَرْض) يُوفَى عَلَيْهِ؛ ( {كالمِيفاةِ) ؛ وهُما مَقْصورانِ (} والوَفْىُ) ، وَهُوَ بفَتْح فسكونٍ وضُبِطَ فِي سائِرِ النسخِ كغَنِيَ وَهُوَ غَلَطٌ، والدليلُ على ذلكَ قولُ كثيرٍ:
وإنْ طُوِيَتْ من دونه الأَرضُ وانْبَرَى
لنُكْبِ الرِّياح {وَفْيُها وصغِيرُها (} وأَوْفَى بنُ مَطَرٍ وعبدُ اللهاِ بنُ أَبي {أَوْفَى) عَلْقَمَة بنِ خالِدِ بنِ الحارِثِ الأَسْلَمي، أَبو مُعاوِيَةَ أَو أَبو إبْراهيمَ أَو أَبو محمدٍ، (صَحابِيَّانِ) ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا؛ هَكَذَا فِي سائِرِ النّسخ والصَّوابُ أنَّ أَوْفَى بنَ مَطَرٍ شاعِرٌ وليسَتْ صُحْبَةٌ كَمَا هُوَ نصُّ التكْملةِ فتأَمَّل.
(} وتَوافَى القَوْمُ: تَتامُّوا) نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {والوَفاءُ: الطُّولُ) وتَمامُ العَمُرِ. (يقالُ: ماتَ فلانٌ وأنْتَ} بوَفاءٍ، أَي بطُولِ عُمُرِ) وتَمامِه، (تَدْعُو لَهُ بذلَكَ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَفِي التكملةِ: أَي تَسْتَوفِي عُمرَكَ.
( {والوَافِي: دِرْهَمٌ: أَرْبَعَةُ دَوانِيقَ) .
وقالَ شمِرٌ: بَلَغَني عَن ابنِ عُيَيْنة أنَّه قالَ:} الوَافِي دِرْهَمٌ دانِقانِ؛ وقالَ غيرُهُ: هُوَ الَّذِي وَفَى مِثْقالاً؛ وَقد تقدَّمَ عَن أبي بكْرٍ الزَّبيدي قرِيباً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الوَفْيُ بِفَتْح فسكونٍ: مَصْدَرُ وَفَى يَفِي، سَمَاعا، وَبِه فُسِّر قولُ الهُذَلي:
إذْ قَدَّمُوا مائَة واسْتَأْخَرَتْ مِائةً
} وَفْياً وزادُوا على كِلْتَيْهِما عَدَدا قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ قِياساً غَيْرَ مسموعٍ، فإنَّ أَبا عليَ قد حكَى أنَّ للشاعِرَ أَنْ يأْتي لكلِّ فَعَلَ بفَعْلٍ وَإِن لم يُسْمَع.
{والوَفيُّ، كغَنِيَ: الَّذِي يُعْطِي الحقَّ ويأْخُذُ الحقَّ، والجَمْعُ} أَوْفياءُ.
{وأَوْفَى اللهاُ بأُذُنِه: أَظْهَرَ صِدْقَه فِي إخْباره عمَّا سَمِعَتْ أُذُنه.
ورجُلٌ} وَفِيٌّ {ومِيفاءٌ: ذُو} وَفاءٍ، وَقد {وَفَى بنَذْرِهِ،} وأَوْفاهُ {وأَوْفى بِهِ؛ قالَ اللهاُ تَعَالَى: {} يُوفُونَ بالنَّذْرِ} .
وحكَى أَبو زيْدٍ: {وفَّى نَذرَه} وأَوْفَاهُ، أَي أَبْلَغَه.
وقولهُ تَعَالَى: {وإبراهيمَ الَّذِي وَفَّى} ؛ فِيهِ وَجْهانِ: أَحَدُهما: أَي بَلَّغَ أَن ليسْت تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى؛ وَالثَّانِي: {وَفَّى بِمَا أُمِرَ بِهِ وَمَا امْتُحِنَ بِهِ مِن ذَبْحِ ولدِه، وَهُوَ أَبْلَغُ مَنْ} وَفَى، لأنَّ الَّذِي امْتُحِنَ بِهِ مِن أَعْظَمِ المِحَنِ.
{وتَوافَيْنا فِي المِيعادِ،} ووَافَيْته فِيهِ، {وتَوَفَّى المُدَّة: بَلَغَها واسْتَكْمَلَها.
} وأَوْفى المَكانَ: أَتاهُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
أُنادِي إِذا {أُوفِي مِن الأرضِ مَرْبَأً
لأنِّي سَمِيعٌ لَوْ أُجابُ بَصِيرُو} وأَوفِي فِيهِ: أُشْرِفُ.
{ووَفَى رِيشُ الجَناح فَهُوَ} وافٍ.
{والوَافِي مِن الشِّعْر مَا} اسْتَوْفَى فِي الاسْتِعمالِ عِدَّةَ أَجْزائِه فِي دَائِرتِه، وَقيل: هُوَ كلُّ جزءٍ يمكنُ أَن يدْخلَه الزِّحافُ فسَلِمَ مِنْهُ.
وإنَّه {لَمِيفاءٌ على الأَشْرافِ: أَي لَا يزَالُ} يُوفِي عَلَيْهَا.
وعَيرٌ {مِيفاءٌ على الإكام: إِذا كانَ مِن عادَتهِ أَن يُوفيَ عَلَيْهَا؛ قالَ حميدٌ الأرْقَط يَصِفُ حِماراً:
أَحْقَبَ، مِيفاءٍ على الرُّزونِ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} والمِيفاةُ: المَوْضِعُ الَّذِي {يُوفي فَوْقه البازِي لإِيناس الطَّيْر أَو غيرِه.
} وأَوْفَى على الخَمْسين: أَي زادَ؛ وكانَ الأصْمعي يُنْكرُه ثمَّ عَرَفَه.
وقالَ الزَّمَخْشري: {أَوْفَى على المِائَةِ: زادَ عَلَيْهَا؛ وَهُوَ مجازٌ.
} وتَوَفَّيْتُ عَدَدَ القَوْمِ: إِذا عَدَدْتهم كلَّهمْ، وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ لمَنْظورٍ العَنْبري:
إنَّ بَني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ
وَلَا {تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ فِي العَدَدْأَي لَا تَجْعَلهم قُرَيشٌ تَمامَ عَدَدِهم لَا} تَسْتَوفي بهم عدَدَهم.
{ووَافاه حِمامُه: أَدْرَكَه؛ وَكَذَا كِتابُه.
ووَزَنَ لَهُ بالوَافِيَةِ: أَي بالصَّنْجةِ التَّامة} والمُوافِيُّ المُفاجِيءُ؛ وَمِنْه قولُ بِشْر:
كأنَّ الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فِيهَا
لحُسْنِ دَلالِها رَشأٌ! مُوافِي قالَهُ أَبو نَصْرٍ الباهِلِي واسْتَدَلَّ بقولِ الشاعرِ:
وكأَنَّما {وَافاكَ يومَ لقِيتَها
من وَحْش وَجْرَة عاقِدٌ مُتَرَبِّبُأَي فَاجَأَك؛ وقيلَ:} مُوافِي أَي قد وَافَى جِسْمه جِسْمَ أُمِّه، أَي صارَ مِثْلَها.
{والمُوفِيَات: بنَجْدٍ بالحمى مِن جِبالِ بَني جَعْفرٍ، قالَ الشاعرُ:
أَلا هَلْ إِلَى شُرْبٍ بناصِفَةِ الْحمى
وقَيْلولَة} بالموفيات سَبِيل {والمُسْتَوْفي مِن الكِتابِ والحِسابِ مَعْروفٌ، وَقد عُرِفَ بِهِ جماعَةٌ، مِنْهُم: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَبي بكْرِ بنِ أَبي زيْدٍ النَّيْسابُورِي رَوَى عَن إسْمعيل بنِ عبْدِ الرحمانِ العصايدي وَعنهُ نجْمُ الدِّيْن الرَّازِي المُلَقَّبُ بالدّايَة.
} وأَوْفَى بنُ دلهمٍ العَدَوِيُّ محدِّثٌ ثِقةٌ مِن رِجالِ التَّرْمذي.
وأَبو {الوَفا: كُنْيَةُ جماعَةٍ مِن المحدِّثِين وغيرِهم.
} ووَفاءُ بنُ شريحٍ المَصْرِي تابِعيٌّ عَن رُوَيْفعِ بنِ ثابِتٍ وَعنهُ زِيادُ بنُ نُعَيْم.

والسر فِيهِ أَن الافتقار نَوْعَانِ

والسر فِيهِ أَن الافتقار نَوْعَانِ: الأول: افتقار الْمَاهِيّة فِي الصُّدُور إِلَى جاعلها - وَالثَّانِي: افتقارها إِلَى المقومات والافتقار الأول يسْتَوْجب التباين الْحَقِيقِيّ بِالذَّاتِ والوجود بَين المفتقر والمفتقر إِلَيْهِ والافتقار الثَّانِي لَا يَقْتَضِي التباين الْمَذْكُور بل يَكْفِيهِ التغاير فِي نَحْو من اللحاظ كلحاظ الْإِبْهَام والتحصل والتعين وَأَيْضًا الأول يَقْتَضِي الْإِمْكَان الذاتي دون الثَّانِي حَتَّى لَو فرض انسلاخ الْمَاهِيّة المركبة عَن الْإِمْكَان الذاتي والافتقار الأول لَا يَنْسَلِخ عَنْهَا الافتقار الثَّانِي فيجامع الافتقار الثَّانِي مَعَ عدم الْإِمْكَان الذاتي فَلَا يُنَافِيهِ. فللماهية المركبة الممكنة افتقاران افتقار فِي الصُّدُور والمجعولية إِلَى الْجَاعِل من جِهَة الْإِمْكَان الذاتي. وافتقار إِلَى المقومات من جِهَة التَّرْكِيب والتأليف. وللماهية البسيطة الممكنة افتقار وَاحِد هُوَ افتقارها فِي المجعولية إِلَى الْجَاعِل من جِهَة إمكانها الذاتي. فالتركيب لَا يسْتَلْزم فِي نفس الْأَمر. وَأما إِمْكَانه وافتقاره من حَيْثُ التَّأْلِيف والتقوم على فرض التقرر والوجود فَلَا يَقْتَضِي الْإِمْكَان الذاتي فَلَا يُنَافِي الِامْتِنَاع الذاتي. فَيجوز أَن يكون شَيْئا مُمْتَنعا بِالذَّاتِ وممكنا بِحَسب التَّأْلِيف على فرض الْوُجُود. وَيكون مَفْهُوم مَجْمُوع شَرِيكي الْبَارِي من هَذَا الْقَبِيل.
وَلَك أَن تَقول فِي تَقْرِير الْجَواب أَنه إِن أُرِيد أَن الْمركب مُمكن مفتقر فِي صدوره ووجوده إِلَى الْجَاعِل. فَقَوْلهم كل مركب مُمكن مَمْنُوع لجَوَاز أَن يكون بعض الْمركب مُمْتَنعا بِالذَّاتِ. وَإِن أُرِيد أَن الْمركب مُمكن مفتقر إِلَى مقوماته الَّتِي تدخل فِي قوام ماهيته فَمُسلم. لَكِن هَذَا الْإِمْكَان والافتقار لَا يُوجب الْإِمْكَان الذاتي الْمنَافِي للامتناع الذاتي. فَيجوز أَن يكون مَجْمُوع شَرِيكي الْبَارِي مُمكنا بِاعْتِبَار التَّرْكِيب والافتقار إِلَى المقومات مُمْتَنعا بِالذَّاتِ.
وَاعْلَم أَنه لما ثَبت أَن الافتقار على نَوْعَيْنِ يكون المفتقر إِلَيْهِ وَهُوَ الْعلَّة الَّتِي تفْتَقر إِلَيْهَا الْمَاهِيّة الممكنة أَيْضا على نَوْعَيْنِ: أَحدهمَا: جاعلها الَّذِي يصدر عَنهُ نَفسهَا أَو اتصافها بالوجود على الِاخْتِلَاف فِي الْجعل. فافتقارها إِلَيْهِ افتقار صُدُور وَخُرُوج من الليس إِلَى الأيس من حَيْثُ إفادته فعليتها وقوامها بِحَسب إمكانها. وَهَذَا هُوَ عِلّة الْوُجُود. وَثَانِيهمَا: مقوماتها الَّتِي تدخل فِي قوامها ويتألف جوهرها مِنْهَا وافتقار الْمَاهِيّة إِلَيْهَا لَيْسَ افتقار صُدُور لِاسْتِحَالَة كَون ذَات الْمَاهِيّة مجعولة لجزئها بل افتقارها افتقار التَّأْلِيف والتركيب فِي تقوم ذَاتهَا. وَهَذَا هُوَ عِلّة الْمَاهِيّة بِالْمَعْنَى الاصطلاحي. وافتقار الشَّيْء إِلَى هَذِه الْعلَّة لَا يُوجب إِمْكَانه الذاتي وَقد يُقَال إِن عِلّة الْمَاهِيّة نَوْعَانِ الْجَاعِل والمقوم. فَلَا يُرَاد بهَا الْمَعْنى الاصطلاحي بل يُرَاد بهَا الْمَعْنى اللّغَوِيّ أَي مَا تفْتَقر إِلَيْهِ الْمَاهِيّة مُطلقًا أَي من غير تقيد بالصدور أَو القوام هَذَا وَلَعَلَّ عِنْد غَيْرِي أحسن من هَذَا.

أَنك

أَنك
} الآنكُ، بالمَدّ وضَمّ النُّونِ قالَ الجَوهريُّ: وَهُوَ من أَبْنِيَةِ الجَمْع ولَيسَ أَفْعُلٌ غَيرَها أَي فِي الواحِدِ، قالَه الأَزْهرِيُّ، زَاد الجَوهرِيّ وأَشُدّ زادَ الصّاغانِيّ، وآجُر، فِي لُغَةِ من خَفَّف الراءَ، قَالَ الأزْهرِيُّ فأَمّا أَشُدّ فمُخْتَلَفٌ فيهِ: هَلْ هُوَ واحِدٌ أَو جَمْعٌ، وَقيل: يُحْتَمَل أَنْ يكونَ الآنكُ فاعُلاً لَا أَفْعُلاً، وَهُوَ شاذٌّ. قلت: وَقد سَبَق هَذَا القَوْلُ فِي ش د د عِنْد قَوْلِه تَعَالَى: حَتَّى يبلُغَ أَشُدَّهُ ويُروَى أَيْضا بضَمِّ الْهمزَة، قالَ السِّيرافي: وَهِي قَلِيلَةٌ، ومرّ الاخْتِلافُ فِي كونِه جَمْعاً أَو مُفْرداً، وعَلى الأَوّلِ فهَلْ هُوَ جمع شِدَّةٍ أَو شَدِّ بِالْفَتْح، أَو بِالْكَسْرِ، أَو جَمْعٌ لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِه، ومَرّ هُنَاكَ أَيْضا قَول شيخِنا، وَلَعَلَّ مُرادَه من الأسْماءِ المُطْلَقةِ الَّتِي اسْتَعْمَلَتْها العربُ، فَلَا يُنافي وُرود أَعْلامِ على بِلَاد ككابُل وآمُل، وَمَا يُبدِيه الاسْتِقْراءُ، فتأَمّلْ ذَلِك: الأُسْرُبُّ وَهُوَ الرَّصاصُ القَلْعِيُّ، قَالَه القُتيبِيّ. قالَ الأَزهرِيُّ: وأَحْسِبُه مُعَرَّباً أَو أَبْيَضُه أَو أَسْوَدُه أَو خالِصُه وَقَالَ القاسِمُ بنُ مَعْنِ: سمعتُ أَعرابِياً يقولُ: هَذَا رَصاصٌ آنُكٌ، أَي خالِصٌ، وَقَالَ كُراع: هُوَ القَزْدِيرُ، وَقَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام على فاعُل غيرُه، فأَما كابُل فأَعْجمِيٌّ، وَقد جاءَ فِي الحَدِيث: من استَمَعَ إِلى قَينَةٍ صَبَّ اللهُ الآنُكَ فِي أُذُنَهِ يومَ القِيامةِ رَوَاهُ ابْن قُتَيبَةَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: {أَنَكَ} يَأْنُكُ: عَظُمَ وغَلُظَ وَبِه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَةَ: فِي جِسمِ خَدْلٍ صَلْهَبِي عَمَمُهْ! يَأنُكُ عَن تَفْئيمِه مُفَأَّمُه أَي يَعْظُم، وَقَالَ الأَصْمَعيُّ: لَا أَدْرِي مَا يَأنك وَقَالَ ابنُ عَبّاد: أَنَّك الْبَعِير يَأنْك: إِذا عَظُمَ وطالَ، وقِيل: إِذا توجع. وَقيل: أنَك الرّجل: إِذا طمِعَ وأَسَفَّ لمَلائِمِ الأَخْلاقِ كَمَا فِي المُحيطِ والعبابِ والتّكْملَة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.