Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فيه

بهمن

بهمن
: (البَهْمَنُ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (أَصْلُ نَباتٍ شَبيهٌ بأَصْلِ الفُجْلِ الغَليظِ فِيهِ اعْوِجاجٌ غَالِبا، وَهُوَ أَحْمَرُ وأَبْيَضُ، ويُقْطَعُ ويُجَفَّفُ نافِعٌ للخَفَقانِ البارِدِ مُقَوَ للقَلْبِ جدّاً باهِيٌّ.
(وبَهْمَنُ: اسمُ) رجُلٍ مِن مُلُوكِ الفُرْسِ.
(وبَهْمَن: ماهْ) اسمُ شَهْرٍ (من الشُّهورِ الفارِسِيَّةِ الحادِي عَشَرَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بَهْمانُ: والدُ عبدِ الرَّحمنِ التَّابِعِيّ الحجازيّ الرَّاوي عَن عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثابِتٍ، قالَ البُخارِي: وقالَ بعضُهم: عبدُ الرَّحمنِ بنِ يَهْمان بالياءِ التحْتِيّة وَلَا يَصحُّ.
وَقد أَوْرَدَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي الزَّاي فقالَ بَهْماز والدُ عبدِ الرَّحمنِ فحرَّفَ وصحَّفَ، وَقد نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ فرَاجِعْه.

بَين
: ( {البَيْنُ) فِي كَلامِ العَرَبِ جاءَ على وَجْهَيْن: (يكونُ فُرْقَةً، و) يكونُ (وَصْلاً) ، بانَ} يَبِينُ {بَيْناً} وبَيْنُونَةً، وَهُوَ مِن الأَضْدادِ؛ وشاهِدُ البَيْنِ بمعْنَى الوَصْلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لقد فَرَّقَ الواشِينَ {بَيْني} وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عَيْني وعينُهاوقالَ قيسُ بنُ ذَريح:
لَعَمْرُكَ لَوْلَا البَيْنُ لانْقَطَعَ الهَوَى وَلَوْلَا الهَوَى مَا حَنَّ {للبَيْنِ آلِف} فالبَيْنُ هُنَا الوَصْلُ؛ وأَنْشَدَ صاحِبُ الاقْتِطافِ، وَقد جَمَعَ بينَ المَعْنَيَيْن: وكنَّا على {بَيْنٍ ففَرَّقَ شَمْلَنافأَعْقَبَه البَيْن الَّذِي شَتَّتَ الشَّمْلافيا عجبا ضِدَّان واللّفْظ واحِدفللَّهِ لَفْظ مَا أَمَرّ وَمَا أَحْلى وقالَ الرَّاغبُ: لَا يُسْتَعْمل إلاَّ فيمَا كانَ لَهُ مَسافَة نَحْو بَيْن البُلْدان؛ أَوله عَدَدٌ مَّا اثْنانِ فصاعِداً نَحْو بَيْن الرَّجُلَيْن} وبَيْن القَوْمِ، وَلَا يُضَافُ إِلَى مَا يَقْتَضِي معْنَى الوحِدَةِ إلاَّ إِذا كُرِّرَ نَحْو: {وَمن {بَيْننا} وبَيْنك حِجابٌ} .
وقالَ ابنُ سِيْدَه: (و) يكونُ البَيْنُ (اسْماً وظَرْفاً مُتَمَكِّناً) .
(وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {لقَدْ تقَطَّعَ! بَيْنكم وضَلَّ عَنْكم مَا كُنْتم تَزْعَمُون} ؛ قُرِىءَ بَيْنكم بالرَّفْعِ والنَّصْبِ، فالرَّفْع على الفِعْل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنَّصبُ على الحَذْفِ، يريدُ مَا بَيْنكم، وَهِي قِراءَةُ نافِعٍ وَحَفْص عَن عاصِمٍ والكِسائي، والأَوْلى قِراءَةُ ابنِ كثيرٍ وابنِ عامِرٍ وحَمْزَةَ.
ومَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ فإنَّ أَبا العبَّاس رَوَى عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه قالَ: مَعْناهُ تقَطَّع الَّذِي كانَ بَيْنَكم.
وقالَ الزَّجَّاجُ: لقد تقَطَّع مَا كُنْتم فِيهِ مِن الشَّركةِ بَيْنَكم؛ ورُوِيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ أنَّه قَرَأَ لقد تقَطَّع مَا بَيْنَكم، واعْتَمَدَ الفرَّاءُ وغيرُهُ مِن النَّحويينِ قِراءَةَ ابنِ مَسْعودٍ، وكانَ أَبو حاتِمٍ يُنْكِرُ هَذِه القِراءَةَ ويقولُ: لَا يَجوزُ حَذْفُ المَوْصولِ وبَقَاء الصِّلَة.
وَقد أَجابَ عَنهُ الأَزْهرِيُّ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَهْذِيبِه.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ احْتَمَل أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ الفاعِلُ مُضْمَراً أَي تقَطَّع الأَمرُ أَو الودُّ أَو العَقْدُ بَيْنَكم، والآخَرُ مَا كانَ يَراهُ الأَخْفشُ مِن أَنْ يكونَ بَيْنَكم، وَإِن كانَ مَنْصوبَ اللفْظِ مَرْفوعَ الموْضِعِ بفِعْلِه، غيرَ أنَّه أُقِرَّتْ نَصْبةُ الظَّرْفِ، وَإِن كانَ مَرْفوعَ الموْضِعِ لاطِّرادِ اسْتِعْمالِهم إيَّاه ظَرْفاً، إِلَّا أنَّ اسْتِعْمالَ الجُملةِ الَّتِي هِيَ صفَةٌ للمُبْتدأِ مَكانَه أَسْهلُ مِن اسْتِعمالِها فاعِلةً، لأنَّه ليسَ يَلْزمُ أَنْ يكونَ المُبْتدأُ اسْماً مَحْضاً كلزومِ ذلكَ الفاعِل، أَلا تَرَى إِلَى قوْلِهِم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِن أَنْ تَراهُ؛ أَي سماعُك بِهِ خيرٌ مِن رُؤْيتِك إيَّاهُ.
(و) البَيْنُ: (البُعْدُ) كالبُونِ. يقالُ: بَيْنَهما بُونٌ بَعيدٌ وبَيْنٌ بَعيدٌ، والواوُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {البِينُ، (بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ) ؛) عَن أَبي عَمْرو.
(و) أَيْضاً: (الفَصْلُ بينَ الأَرْضَينِ) وَهِي التّخومُ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ بهأَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ} البِينا والجَمْعُ! بُيونٌ.
(و) أَيْضاً: (ارْتِفاعٌ فِي غِلَظٍ.
(و) أَيْضاً: القطْعَةُ مِن الأرضِ (قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ) مِن الطَّريقِ.
(و) البِينُ: (ع قُرْبَ نَجْرانَ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ الحِيرةِ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ المَدينَةِ) ، جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ إسلامِ سلَمَةَ بنِ جَيش، ويقالُ فِيهِ بالتاءِ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: (ة بفَيْرُوزآبادِ فارِسَ.
(و) أَيْضاً: (ع) آخَرُ.
(و) أَيْضاً: (نَهْرٌ بَين بَغْدادَ ودَفاعِ) ، وَفِي نسخةٍ: دَماغ، وقيلَ: رَماغ بالرَّاءِ، والصَّوابُ فِي سِياقِ العِبارَةِ ونَهْرُ بِينَ ببَغْدادَ، فإنَّ ياقوتاً نَقَلَ فِي معجمِهِ أنَّه طسو ج مِن سَوادِ بَغْدادَ مُتَّصِل بنَهْر بوق. ويقالُ فِيهِ باللامِ أَيْضاً؛ وَقد يُنْسَبُ إِلَيْهِ أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّهْرُبينيُّ سَمِعَ الطيوريَّ، وسَكَنَ الحديثَةَ من قُرَى الغُوطَةِ وبهاماتَ، وأَخُوه أَبُو عبدِ اللَّهِ الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ النَّهْرُبينيُّ المُقْرِىءُ سَكَنَ دِمَشْقَ مدَّةً.
(و) يقالُ: (جَلَسَ بَين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ) بالتخْفيفِ.
قالَ الرَّاغبُ: بَين مَوْضوعٌ للخَلَلِ بينَ الشَّيْئَيْن ووَسْطَهما؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وجَعَلْنا {بَيْنهما زرعا} .
قالَ الجوْهرِيُّ: وَهُوَ ظَرْفٌ، وَإِن جَعَلْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه، تقولُ: لقد تقَطَّع بَيْنُكم برَفْعِ النونِ، كَمَا قالَ الهُذَليُّ:
فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَيْنَيْه الجَبُوبا (و) يقالُ: (لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ: إِذا لَقِيَهُ بَعْدَ حِينٍ ثمَّ أَمْسَكَ عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قد (} بانُوا {بَيْناً} وبَيْنونةً) :) إِذا (فارَقُوا) ؛) وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
فهَاجَ جَوًى بالقَلْب ضَمَّنه الهَوَى {ببَيْنُونةٍ يَنْأَى بهَا مَنْ يُوادِعُوقالَ الطرمَّاحُ:
أَآذَنَ الثَّاوِي ببَيْنُونةٍ (و) } بانَ (الشَّيءُ بَيْناً {وبُيوناً وبَيْنُونَةً: انْقَطَعَ؛} وأَبانَهُ غيرُه) {إبانَةً: قَطَعَهُ.
(و) } بانَتِ (المرْأَةُ عَن الرَّجُلِ فَهِيَ! بائِنٌ: انْفَصَلَتْ عَنهُ بطَلاقٍ. (وتَطْليقَةٌ {بائِنَةٌ) ، بالهاءِ (لَا غَيْر) ، فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ: أَي تَطْليقَةٌ ذَات} بَيْنُونَةٍ، ومثْلُه عِيشَةٌ راضِيَةٌ أَي ذَات رِضاً.
والطّلاقُ {البائِنُ: الَّذِي لَا يملكُ الرَّجُلُ فِيهِ اسْتِرجاعَ المرْأَةِ إلاَّ بعَقْدٍ جَديدٍ وَله أَحْكامٌ تَفْصِيلُها فِي أَحْكامِ الفُروعِ مِن الفقْهِ.
(و) بانَ (} بَياناً: اتَّضَحَ، فَهُوَ {بَيِّنٌ) ، كسَيِّدٍ، (ج} أَبْيِناءُ) ، كهَيِّنٍ وأَهْيِناء، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه مثْلُ هَيِّن وأَهْوِناء لأنَّه مِن الهوانِ.
( {وبِنْتُه، بالكسْرِ،} وبَيَّنْتُه {وتَبَيَّنْتُه} واسْتَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه وعَرَّفْتُه {فبانَ} وبَيَّنَ {وتَبَيَّنَ} وأَبانَ {واسْتَبَانَ، كُلُّها لازِمَةٌ مُتَعَدِّيَةٌ) ، وَهِي خَمْسَةُ أَوْزانٍ، اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ مِنْهَا على ثلاثَةٍ وَهِي:} أَبانَ الشَّيْء اتَّضَحَ، {وأَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه، واسْتَبَانَ الشيءُ: ظَهَرَ، واسْتَبَنْتُه: عَرفْتُه، وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَرَ، وتبَيَّنْتُه أَنا، ولكلَ مِن هَؤلاء شَواهِدُ.
أَمَّا} بانَ {وبانَهُ، فقد حَكَاه الفارِسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
كأَنّ عَيْنَيَّ وَقد} بانُوني غَرْبانِ فَوْقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِوأَمَّا أَبانَ اللاّزِمَ فَهُوَ {مُبِينٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَةَ:
لَو دَبَّ ذَرَّ فوقَ ضاحِي جلْدِها} لأَبانَ مِن آثارِهِنَّ حُدورُقالَ الجَوْهرِيُّ: {والتَّبْيينُ: الإيضاحُ، وأَيْضاً: الوُضوحُ.
وَفِي المَثَل:
قد} بَيَّنَ الصبحُ لذِي عَيْنَينِ أَي {تَبَيَّنَ.
وقالَ النابِغَةُ:
إلاَّ الأَوارِيّ لَأْياً مَا} أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوْضِ بالمظلومةِ الجَلَد ِأَي {أَتَبيَّنُها.
وقوْلُه تعالَى: {آياتٌ} مُبَيِّناتٍ} ، بكسْرِ الياءِ وتَشْديدِها بمعْنَى {مُتَبَيِّناتٍ؛ ومَنْ قَرَأَ بفتْحِ الياءِ فالمعْنَى أَنَّ اللَّهَ بَيَّنَها.
وقالَ تعالَى: {قد} تَبَيَّنَ الرشد من الغيِّ} ، وقوْلُه تعالَى: {إلاَّ أَنْ يأْتِين بفاحِشَةٍ {مُبَيِّنة} ، أَي ظاهِرَةٍ} مُتَبَيِّنة؛ وقالَ ذُو الرُّمّة:
تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كَمَا {بَيَّنْتَ فِي الأَدَم العَواراأَي} تُبَيِّنُها، ورَوَاهُ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: تُبيِّن نِسبةُ، بالرَّفْع، على قوْلِه:
قد {بَيَّنَ الصبْحُ لذِي عَيْنَيْن وقوْلُه تَعَالَى: {والكِتابُ} المُبِينُ} ، قيلَ: مَعْناه المُبِين الَّذِي {أَبانَ طُرُقَ الهُدَى مِن طُرُقِ الضّلالِ} وأَبانَ كلَّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ الأُمَّةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: {الاسْتِبانَةُ قد يكونُ واقِعاً. يقالُ:} اسْتَبَنْتُ الشيءَ إِذا تَأَملْتَه حَتَّى {يَتَبيَّنَ لكَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ولِتَسْتَبين سبيلَ المُجْرِمين} ، المَعْنى {لِتَستبينَ أَنْتَ يَا محمدُ، أَي لتَزْدادَ} اسْتِبَانَةً.
وأَكْثَرُ القرَّاءِ قَرأُوا ولِتَسْتَبينَ سبيلُ المُحْرِمِين، {والاسْتِبانَةُ حينَئِذٍ غَيْر واقِعٍ.
(} والتِّبْيانُ) ، بالكسْرِ (ويُفْتَحُ مَصْدَرُ) {بَيَّنتْ الشَّيءَ} تَبْيِيناً {وتِبْياناً وَهُوَ (شاذٌّ) .
(وعِبارَةُ الجوْهرِيِّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، أَوْفى بالمُرادِ مِن عِبارَتِه فإنَّه قالَ:} والتِّبْيانُ مَصْدَرٌ وَهُوَ شادٌّ، لأنَّ المَصادِرَ إنَّما تَجِيءُ على التَّفْعال بفتْحِ التاءِ نَحْو التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، وَلم يَجِيءْ بالكسْرِ إلاَّ حَرْفان وهُما! التِّبْيان والتِّلْقاء، اه.
وأَيْضاً حِكَايَةُ الفتْحِ غَيْرُ مَعْروفَةٍ إلاّ على رأْي مَنْ يُجِيزُ القِياسَ مَعَ السماع وَهُوَ رأْيٌ مَرْجوحٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا ذَكَرَه من انْحِصار تِفْعال فِي هذَين اللَّفْظَيْن بِهِ جَزَمَ الجَماهِير مِن الأَئِمَّة، وزَعَمَ بعضُهم أنَّه سَمِعَ التِّمْثال مَصْدَر مَثلْتُ الشيءَ تَمْثِيلاً وتِمْثالاً.
وزادَ الحَرِيري فِي الدرَّةِ على الأَوَّلَيْن تِنْضالاً مَصْدَر الناضلة.
وزادَ الشّهابُ فِي شرْحِ الدرَّة: شَربَ الخَمْر تِشْراباً، وزَعَمَ أَنَّه سَمِعَ فِيهِ الفَتْحَ على القِياسِ، والكَسْرَ على غيرِ القِياسِ، وأَنْكَر بعضُهم مَجِيءَ تِفْعال، بالكسْرِ، مَصْدراً بالكُلِيَّة؛ وقالَ: إنَّ كلَّ مَا نَقَلوا من ذلكَ على صحَّتِه إنَّما هُوَ مِن اسْتِعمالِ الاسمِ مَوْضِعَ المَصْدرِ كَمَا وَقَعَ الطَّعامُ، وَهُوَ المَأْكُولُ، مَوْقِعَ المَصْدَرِ وَهُوَ الإطْعامُ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وقوْلُه تَعَالَى: {وأَنْزَلْنا عَلَيْك الكِتابَ {تِبْياناً لكلِّ شيءٍ} ، أَي} بُيِّنَ لكَ فِيهِ كلُّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ أَنْتَ وأُمَّتُك مِن أَمْرِ الدِّيْن، وَهَذَا مِن اللَّفْظِ العامِّ الَّذِي أُرِيد بِهِ الخاصُّ، والعَرَبُ تقولُ: بَيَّنْتُ الشيءَ تَبْيِيناً وتِبْياناً، بكسْرِ التاءِ، وتِفْعالٌ، بالكسْرِ يكونُ اسْماً، فأَمَّا المَصْدَرُ فإنَّه يَجِيءُ على تَفْعالٍ بالفتْحِ، مثْلُ التّكْذاب والتَّصْداق وَمَا أَشْبَهه، وَفِي المَصَادِرِ حَرْفان نادِرَان. وهُما تِلْقاء الشَّيْء {والتِّبْيان، وَلَا يقاسُ عَلَيْهِمَا.
وقالَ سِيْبَوَيْه فِي قوْلِه تعالَى: {والكِتابُ المُبِين} ، قالَ: هُوَ} التِّبْيانُ، وليسَ على الفِعْل إنَّما هُوَ بناءٌ على حِدةٍ، وَلَو كانَ مَصْدَراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنَّما هُوَ من {بَيَّنْتُ كالغارَةِ من أَغَرْتُ.
وقالَ كراعٌ: التِّبْيانُ مَصْدرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ التِّلْقاء.
(وضَرَبَهُ} فأَبانَ رأْسَه) مِن جَسَدِه وفَصَلَه (فَهُوَ مُبِينٌ.
(و) قوْلُه: (مُبْيِنٌ، كمُحْسِنٍ) ، غَلَطٌ وإنّما غَرَّهُ سِياقُ الجوْهرِيِّ ونَصّه فَتَقول: ضَرَبَه فأَبانَ رأْسَه مِن جَسَدِه فَهُوَ مُبِينٌ. {ومُبْيِنٌ أَيْضاً: اسمُ ماءٍ، وَلَو تأَمَّل آخِرَ السِّياقِ لم يَقَعْ فِي هَذَا المَحْذورِ. وَلم أَرَ أَحداً مِن الأَئِمةِ قالَ فِيهِ مُبْينٌ كمُحْسِنٍ، وَلَو جازَ ذلكَ لوَجَبَ الإشارَة لَهُ فِي ذِكْرِ فِعْله كأَنْ يقولَ:} فأَبانَ رأْسَه {وأَبْيَنَه، فتأَمَّلْ.
(} وبايَنَه) {مُبايَنَةً: (هاجَرَه) وفارَقَه.
(} وتَبايَنا: تَهاجَرا) ، أَي {بانَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا عَن صاحِبِه، وكذلِكَ إِذا انْفَصَلا فِي الشّركةِ.
(} والبائِنُ: مَنْ يأْتي الحَلوبَةَ مِن قِبَلِ شِمالِها) ، والمُعَلِّي الَّذِي يأْتي مِن قِبَلِ يَمِينِها، كَذَا نَصّ الجوْهرِيّ، والمُسْتَعْلي من يعلى العلبة فِي الضّرْعِ.
وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ للأزْهرِيّ يُخالِفُ مَا نَقَلَه الجوْهرِيُّ فإنَّه قالَ: {البائِنُ الَّذِي يقومُ على يَمينِ الناقَةِ إِذا حَلَبَها والجَمْعُ} البُيَّنُ، وقيلَ: البائِنُ والمُسْتَعْلي هُما الحالِبَانِ اللذانِ يَحْلُبان الناقَةَ أَحدُهما حالِبٌ، والآخَرُ مُحْلِب، والمُعينُ هُوَ المُحْلِبُ، والبائِنُ عَن يَمينِ الناقَةِ يُمْسِكُ العُلْيةَ، والمُسْتَعْلي الَّذِي عَن شِمالِها، وَهُوَ الحالِبُ يَرْفعُ البائِنُ العُلْبةَ إِلَيْهِ؛ قالَ الكُمَيْت:
يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لَا غِرارا (و) البائِنُ: (كلُّ قَوْسٍ {بانَتْ عَن وَتَرِها كثيرا) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كالبائِنَةِ) عَن الجوْهرِيّ، قالَ: وأَمَّا الَّتِي قرُبَتْ من وَتَرِها حَتَّى كادَتْ تلْصَقُ بِهِ فَهِيَ {البانِيةُ، بتقْدِيمِ النونِ، وكِلاهُما عَيْبٌ.
(و) البائِنُ كَمَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه؛ وَفِي الصِّحاح،} البائِنَة (البئْرُ البَعيدَةُ القَعْرِ الواسِعَةُ {كالبَيُونِ) ، كصَبُورٍ، لأنَّ الأَشْطانَ} تَبِينُ عَن جرابِها كثيرا.
وقيلَ: بِئْرٌ! بَيُونٌ واسِعَةُ الجالَيْنِ.
وقالَ أَبو مالِكٍ: هِيَ الَّتِي لَا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلكَ لأنَّ جِرابَ البِئْرِ مُسْتَقيمٌ.
وقيلَ: هِيَ البِئْرُ الواسِعَةُ الرأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَل؛ وأَنشد أَبو عليَ الفارِسِيّ:
إنَّك لَو دَعَوْتَني ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمَنْ يَدْعوني والجَمْعُ {البَوائِنُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للفَرَزْدقِ يَصِفُ خَيْلاً:
يَصْهِلْنَ للشبحِ البَعِيدِ كأَنَّماإرْنانُها} ببَوائنِ الأَشْطانِ أَرادَ: أَنَّ فِي صَهِيلِها خُشُونَةً وغِلَظاً كأَنَّها تَصْهَل فِي بئْرٍ دَحُول، وذلكَ أَغْلَظُ لِصَهِيلِها.
(وغُرابُ {البَيْنِ) :) هُوَ (الأبْقَعُ) ؛) قالَ عَنْترةُ:
ظَعَنَ الَّذين فِراقَهم أَتَوَقَّع ُوجَرَى} ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لَحْيَيْ رأْسِه جَلَمَانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ (أَو) هُوَ (الأَحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ، وأَمَّا الأَسْوَدُ، فإنَّه الحاتِمُ لأنَّه يَحْتِمُ بالفِراقِ) ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي الغَوْثِ.
(وَهَذَا) الشَّيءُ (! بَيْنَ بَيْنَ أَي بينَ الجيِّد والرَّدِيءِ) ، وهما (اسْمانِ جُعِلا واحِداً وبُنِيا على الْفَتْح؛ والهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى) هَمْزَةَ (بَيْنَ بَيْنَ) أَي هَمْزَةٌ بَيْنَ الهَمْزَةِ وحَرْف اللّين، وَهُوَ الحَرْفُ الَّذِي مِنْهُ حَرَكَتُها إنْ كَانَت مَفْتوحَة، فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والأَلِفِ مِثْل سَأَلَ، وَإِن كانتْ مَكْسورَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والياءِ مِثْل سَئِم، وَإِن كانتْ مَضْمومَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والواوِ مِثْل لَؤُمَ، وَهِي لَا تَقَعُ أَوَّلاً أَبداً لقرْبِها بالضِّعْفِ مِن السَّاكِنِ، إلاَّ أَنَّها وَإِن كانتْ قد قَرُبَتْ مِن السّاكِن وَلم يكنْ لَهَا تَمكّن الهَمْزَةِ المُحَقَّقَة فَهِيَ مُتَحرِّكَة فِي الحَقيقَةِ، وسُمِّيَت بَيْنَ بَيْنَ لضَعْفِها؛ كَمَا قالَ عَبيد بنُ الأَبْرص: نَحْمي حَقيقَتَنا وبعضُ القَوْمِ يَسْقُط بَيْنَ {بَيْنَا أَي يَتَساقَطُ ضَعِيفاً غَيْر معتدَ بِهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ السِّيرافي: كأَنَّه قالَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء، كأَنَّه رجلٌ يدْخلُ بينَ الفَرِيقَيْنِ فِي أَمرٍ مِنَ الأُمورِ فيسْقُط وَلَا يُذْكَر فِيهِ.
قالَ الشيْخ: ويجوزُ عنْدِي أَن يُريدَ بينَ الدّخولِ فِي الحرْبِ والتّأَخر عَنْهَا، كَمَا يقالُ: فلانٌ يُقدِّمُ رِجْلاً ويُؤخِّرُ أُخْرَى.
(و) قوْلُهم: (بَيْنا نَحْنُ كَذَا) إِذا حَدَثَ كَذَا: (هِيَ بينَ) ، وَفِي الصِّحاحِ: فعلى، (أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها فحَدَثَتِ الألِفُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: فصارَتْ أَلِفاً.
قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: ومَن زَعَمَ أَنَّ بَيْنا مَحْذُوفَة مِن} بَيْنما احْتَاجَ إِلَى وَحي يصدقهُ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
! فبَيْنا نَحن نَرْقُبُه أَتانامُعَلّقُ وَفْضةٍ وزِنادُ راعِيأَرادَ بَيْنَ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، فَإِن قِيلَ: لِمَ أَضافَ الظَّرْفَ الَّذِي هُوَ بَيْن، وَقد علِمْنا أَنَّ هَذَا الظَّرْفَ لَا يُضافُ مِنَ الأَسْماءِ إلاَّ لمَا يدلُّ على أَكْثَر مِنَ الواحِدِ أَو مَا عُطِف عَلَيْهِ غيرُه بالواوِ دُونَ سائِرِ حُروف العَطْف، وقوْلُه نحنُ نَرْقُبُه جمْلَةٌ، والجمْلَةُ لَا يُذْهَب لَهَا بَعْدَ هَذَا الظَّرْفِ؟
فالجَوابُ: أنَّ هَهُنَا واسِطَةٌ مَحْذوفةٌ وتقْديرُ الكَلامِ بَيْنَ أَوْقاتِ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، أَي أَتَانا بَيْنَ أَوقاتِ رَقْبَتِنا إيَّاه، والجُمَلُ ممَّا يُضافُ إِلَيْهَا أَسْماءُ الزَّمانِ كقوْلِكَ: أَتَيْتك زَمَنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخَلِيفةُ عبدُ الملِكِ، ثمَّ إنَّه حذف المضافُ الَّذِي هُوَ أَوْقاتٌ ووَليَ اللَّفْظ الَّذِي كانَ مُضافاً إِلَى المَحْذوفِ الجُمْلة الَّتِي أُقِيمت مُقامَ المُضاف إِلَيْهَا كقوْلِه تعالَى: {واسْئَل القَرْيةَ} ؛ أَي أَهْلَ القَرْيةِ، ( {وبَيْنا} وبَيْنما من حُروفِ الاِبْتِداءِ) وليْسَتِ الأَلفُ بصلةٍ، وبَيْنما أَصْله بَيْنَ زِيْدَتْ عَلَيْهِ مَا والمَعْنى واحِدٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وقوْلُه: مِن حُروفِ الاِبْتِداءِ، إِن أَرادَ بالحُروفِ الكَلِماتَ كَمَا هُوَ مِن إطْلاقات الحُرُوف، فظاهِرٌ، وأَمَّا إِن أَرادَ أَنَّهما صَارا حَرْفَيْن فِي مُقابلةِ الاسْم والفِعْل فَلَا قائِل بِهِ، بل هما باقِيانِ على ظَرْفِيّتِهما والإشْبَاعِ وهما لَا يُخْرِجان بَيْنَ عَن الاسْميَّةِ، وإنَّما يقْطَعانه عَن الإضافَةِ كَمَا عُرِف فِي العربيَّة؛ اه.
وقالَ غيرُهُ: هما ظَرْفا زَمانٍ بمعْنَى المُفاجَأَة، ويُضافَان إِلَى جُمْلةٍ مِن فِعْل وفاعِلٍ ومُبْتدأ وخَبَر فيَحْتاجَانِ إِلَى جَوابٍ يتمُّ بِهِ المعْنَى.
قالَ الجوْهرِيُّ: (و) كانَ (الأَصْمَعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إِذا صَلُحَ فِي موْضِعِه بَيْنَ كقَوْلِه) ، أَي أَبي ذُؤَيْب الهُذَليّ كانَ ينْشدُه هَكَذَا بالكَسْر:
(بَيْنا تَعَنَّفِه الكُماةَ ورَوْغِه (يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ) كَذَا فِي الصِّحاحِ تَعَنُّفه بالفاءِ، وَالَّذِي فِي نسخِ الدِّيوان تَعَنُّقه بالقافِ؛ أَرادَ بينَ تَعَنُّقه فزادَ الألِفَ إشْباعاً؛ نَقَلَه عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ.
وقالَ السّكَّريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: كانَ الأَصْمعيُّ يقولُ بَيْنا الأَلِف زائِدَة إنَّما أَرادَ بينَ تَعَنُّقه! وبينَ رَوَغَانِه أَي بَيْنا يقتلُ ويُراوِغُ إِذْ يخْتل. (وغيرُه يَرْفَعُ مَا بَعْدَها على الاِبْتِداءِ والخَبَرِ) ؛) نَقَلَه السُّكَّريُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه فِي جوازِ الرَّفْع والخفْضِ قوْلُ الرّاجزِ:
كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك الموتُلا مَزْحَلٌ عَنهُ وَلَا فَوْتُبَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهزالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُقالَ: وَقد تأْتي إذْ فِي جوابِ بَيْنا؛ قالَ حُمَيْد الأَرْقط:
بَيْنا الفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِهإذِ انْتَمَى الدَّهْرُ إِلَى عِقْراتِهقالَ: وَهُوَ دَليلٌ على فَسَادِ قوْلِ مَنْ قالَ إنَّ إذْ لَا تكونُ إلاَّ فِي جوابِ بَيْنما بزِيادَةِ مَا، وممَّا يدلُّ على فَسادِ هَذَا القَوْل أَنَّه جاءَ بَيْنما وليسَ فِي جوابِها إِذْ كقوْلِ ابنِ هَرْمة:
بَيْنما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقاعِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي هُوِيَّاخطَرَتْ خطْرةٌ على القلبِ مِن ذِكراكِ وَهْناً فَمَا استَطَعتُ مُضِيَّا ( {والبَيانُ: الإفْصاحُ مَعَ ذَكاءٍ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ الفَصاحَةُ واللَّسَن.
وَفِي النهايةِ: هُوَ إظْهارُ المَقْصودِ بأبْلَغ لَفْظٍ وَهُوَ مِن الفَهْم وذَكاء القَلْب مَعَ اللّسَن وأَصْلُه الكَشْف والظّهور.
وَفِي الْكَشَّاف: هُوَ المَنْطقُ الفَصِيحُ المُعْربُ عمَّا فِي الضَّميرِ.
وَفِي شرْحِ جَمْع الجوامِعِ:} البَيانُ إخْراجُ الشيءِ من حيِّزِ الأَشْكالِ إِلَى حيِّزِ التَّجَلِّي.
وَفِي المَحْصول: البَيانُ إظْهارُ المعْنَى للنَّفْسِ حَتَّى {يتبيَّنَ من غيرِهِ ويَنْفصِلَ عمَّا يلتبسُ بِهِ.
وَفِي المُفْردات للرَّاغب، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: البَيانُ أَعَمُّ مِن النُّطْقِ لأنَّ النُّطْقَ مُخْتصٌّ باللِّسانِ ويُسمَّى مَا} يَبِينُ بِهِ {بَيَانا وَهُوَ ضَرْبان: أَحَدُهما بالحالِ وَهِي الأشْياءُ الدَّالَّةُ على حالٍ مِنَ الأَحْوالِ مِن آثارِ صفَةٍ؛ وَالثَّانِي بالإخْبارِ وَذَلِكَ إمَّا أَنْ يكونَ نُطْقاً أَو كِتابَةً، فَمَا هُوَ بالحالِ كقولِهِ تَعَالَى: {إنَّه لكُم عَدوٌّ مُبِينٌ} ، وَمَا هُوَ بالإخْبارِ كقوْلِهِ تَعَالَى: {فاسْئَلُوا أَهْل الذِّكْر إِن كُنْتم لَا تَعْلمُونَ} بالبَيِّناتِ والزُّبُر} ؛ قالَ: ويُسمَّى الكَلام بَيَانا لكَشْفِه عَن المعْنَى المَقْصودِ وإظْهارِهِ نَحْو {هَذَا بَيانٌ للناسِ} ؛ ويُسمَّى مَا يُشْرَحُ بِهِ المُجْمَلُ والمُبْهَم مِن الكَلامِ بَيَانا نحوَ قوْلِه تعالَى: {ثمَّ إنَّ علينا {بَيانَه} .
وَفِي شرْحِ المَقامَاتِ للشَّريشي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: الفَرْقُ بَيْنَ البَيانِ} والتِّبْيان أَنَّ البَيانَ وُضوحُ المعْنَى وظُهورُه، والتِّبْيان تَفْهِيم المعْنَى {وتَبْيِينه، والبَيانُ منْك لغيرِكَ، والتِّبْيان منْك لنَفْسِك مثْلُ} التَّبْيِين، وَقد يَقَعُ التَّبْيينُ فِي معْنَى البَيانِ، وَقد يَقَعُ البَيانُ بكثْرةِ الكَلامِ ويُعَدُّ ذلكَ مِن النِّفاقِ، وَمِنْه حدِيثُ التّرمذيّ: (البذاءُ والبَيانُ شُعْبتان مِنَ النِّفاقِ) ، اه.
قلْتُ: إنّما أَرادَ مِنْهُ ذَمَّ التَّعَمّقِ فِي المنْطِقِ والتَّفاصُحَ وإظْهارَ التَّقدُّمِ فِيهِ على الناسِ، وكأَنَّه نوعٌ من العُجْبِ والكِبْرِ؛ ورَاوِي الحَدِيْثِ أَبو أُمامَةَ الباهِلِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ؛ وجاءَ فِي رِوايَةٍ أُخْرى: (البَذاءُ وبعضُ البَيانِ) ، لأنَّه ليسَ كلُّ البَيانِ مَذْموماً.
وأَمَّا حَدِيْث: (إنَّ مِن البَيانِ لسِحْراً) ، فرَاجِع النِّهايَة.
(! والبَيِّنُ) مِن الرِّجالِ: (الفَصيحُ) ؛) زادَ ابنُ شُمَيْل: السَّمْحُ اللِّسانِ الظَّريفُ العالِي الكَلام القَلِيل الرَّتَج؛ وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على {البَيِّنِ السَّفَّاكِ وَهُوَ خَطيبُ (ج} أَبْيِناءُ) ، صحَّتِ الباءُ لسكونِ مَا قَبْلها.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ فِي جَمْعِه: ( {أَبْيانٌ} وبُيَناءُ) ، فأَمَّا أَبْيانُ فكمَيِّتٍ وأَمْواتٍ، قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعِلٍ حينَ قَالُوا شَاهِد وأَشْهاد، مِثْل، قَيِّلٍ وأَقْيالٍ؛ وأَمَّا بُيَناءُ فنادِرٌ، والأَقْيَس فِي ذلِكَ جَمْعُه بالواوِ، وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ فِي أَثْناءِ هَذِه التَّرْجَمةِ: رُوِي عَن أَبي الهَّيْثم أَنَّه قالَ: (الكَواكِبُ {البَيانِيَّاتُ) هِيَ (الَّتِي لَا تَنْزِلُ الشمسُ بهَا وَلَا القمرُ) إنَّما يُهْتَدَى بهَا فِي البرِّ والبَحْرِ، وَهِي شآمِيةٌ، ومَهَبُّ الشّمالِ مِنْهَا، أَوَّلُها القُطْبُ وَهُوَ كوكبٌ لَا يَزُولُ، والجدْيُ والفَرْقَدان، وَهُوَ بَيْنَ القُطْب، وَــفِيه بَناتُ نعْشٍ الصُّغْرى.
هَكَذَا النَّقْل فِي هَذِه التَّرْجَمة صَحِيحٌ غَيْر أَنَّ الأَزْهرِيَّ استدلَّ بِهِ على قَوْلِهم: بَيْنَ بمعْنَى وَسْط، وذلِكَ قَوْله: وَهُوَ عَيْنُ القُطْب، أَي وَسْطُه.
وأَمَّا الَّذِي استدلَّ بِهِ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، مِن كوْنِ تلْك الكَواكِبِ تسمَّى} بَيانِيَّاتٍ فتَصْحِيفٌ مَحْضٌ لَا يَتَنبَّه لَهُ إلاَّ مَنْ عانَى مُطالَعَةَ الأُصولِ الصَّحِيحةِ ورَاجَعَها بالذِّهْن الصَّحِيحِ المُسْتَقِيم. والصَّوابُ فِيهِ {الببانيات، بموحَّدَتَيْن، ويقالُ فِيهِ أَيْضاً} البابانيات، هَكَذَا رَأَيْته مُصحَّحاً عَلَيْهِ، والدَّليلُ فِي ذلِكَ أَنَّ صاحِبَ اللِّسانِ ذَكَرَ هَذَا القَوْلَ بعَيْنِه فِي تَرْكِيبِ ب ب ن، كَمَا مَرَّ آنِفاً فتَفَهَّم ذلِكَ.
( {وبَيَّنَ} بنْتَه: زَوَّجَها، {كأَبانَها) } تَبْيِيناً! وإِبانَةً، وَهُوَ مِن البَيْنِ بمعْنَى البُعْدِ، كأَنَّه أَبْعَدها عَن بيتِ أَبِيها.
(و) مِن المجازِ: بَيِّنَ (الشَّجرُ) :) إِذا (بَدا) ورَقُه (وظَهَرَ أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ.
(و) بَيَّن (القَرْنُ: نَجَمَ) ، أَي طَلَعَ.
(وأَبو عليِّ بنُ {بَيَّانٍ) العاقُوليُّ، (كشَدَّادٍ: زاهِدٌ ذُو كَراماتٍ) ، وقَبْرُهُ يُزارُ؛ قالَهُ ابنُ ماكُولا.
(} وبَيَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: ة بالمغْربِ) ، وَالْأولَى فِي الأَنْدَلُس فِي عَمَلِ قرطبَةَ، ثمَّ إنَّ التَّشْديدَ الَّذِي ذَكَرَه صَرَّح بِهِ الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ السّمعانيّ والحافِظُ، وشَذِّ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فقالَ: هُوَ بالتَّخْفِيفِ مِثْل سَحابَةٍ، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ الأَئِمَّةِ؛ (مِنْهَا) أَبو محمدٍ (قاسِمُ بنُ أَصْبَغِ) بنِ محمدِ بنِ يُوسُف بنِ ناسجِ بنِ عطاءٍ مَوْلى أَميرِ المُؤْمِنِينَ الوَلِيد بنِ عبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ (! البَيَّانيُّ الحافِظُ المُسْنِدُ) بالأَنْدَلُس، سَمِعَ مِن قرطبَةَ مِن بقيّ بنِ مَخْلدٍ ومحمدِ بنِ وَضَّاح، ورَحَلَ إِلَى مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، والعِرَاق ومِصْر، وسَمِعَ مِن ابنِ أَبي الدُّنْيا والكِبار، وَكَانَ بَصِيراً بالفقْهِ والحَدِيْثِ، نَبِيلاً فِي النَّحْوِ والغَريبِ والشِّعْرِ، وصنَّفَ على كتابِ أَبي دُاوَد، وَكَانَ يُشاوَرُ فِي الأحْكامِ، وتُوفي سَنَة 144 عَن ثَلَاث وتسْعِيْن سَنَة، وحَفِيدُه قاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ الأَنْدَلُسيُّ البَيَّانيُّ رَوَى عَنهُ ابْنُه أَبو عَمْرٍ ووأَحْمد، وأَحْمدُ هَذَا مِن شيوخِ ابنِ حَزْم، وقاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمِ بنِ سَيَّار البَيَّانيُّ أَنْدلُسِيُّ لَهُ تَصانِيف صَحِبَ المُزَنيّ وغيرَه، وكانَ يميلُ إِلَى مَذْهَبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ماتَ سَنَة 278. [وَابْنه مُحَمَّد، روى عَن مُحَمَّد بن وضاح، وَغَيره، مَاتَ سنة 328 -] . وابْنُه أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ رَوَى عَن أَبيهِ. (وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ) بنِ أَحْمد المراكشيُّ الصنهاجيُّ (المُقْرىءُ) .
(قُلْت: الصَّوابُ فِي نِسْبَتِه البَياتيُّ، بالتاءِ الفوْقيَّةِ بدلُ النُّونِ، كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وصَحَّحَه، فقَوْله بَلَديُّه غَلَطٌ، ومحلُّ ذِكْرِه فِي ب ي ت، وَهُوَ مِن شيوخِ الإسْكَنْدريَّة، سَمِعَ مِن ابنِ رواح ومظفر اللُّغَويّ، وَعنهُ الوَانِي وجماعَةٌ.
( {وبَيانٌ) ، كسَحابٍ: (ع بَبَطْلَيُوسَ) مِن كُورِ الأَنْدلُس.
(ويوسفُ بنُ المُبارَكِ بنِ} البِينِي، بالكسْرِ) ، وضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، (مُحَدِّثٌ) هُوَ وأَخُوهُ مهنا ووالدُهُما، سَمِعَ الثلاثَةُ عَن أَبي القاسِمِ الرَّبَعيِّ، سَمِعَ مِنْهُم أَبو القاسِمِ بنُ عَساكِر.
وقالَ عُمَرُ بنُ عليَ القُرَشِيُّ: سَمِعْتُ مِن يُوسُف، وماتَ سَنَة 561.
( {وبَيْنونُ: حِصْنٌ باليمنِ) يُذْكَرُ مَعَ سَلْحَيْنَ، خرَّبَهما أرياطُ عامِلُ النَّجاشِيّ، يقالُ: إنَّهما مِن بِناءِ سُلَيْمان، عَلَيْهِ السَّلامُ، لم يَرَ الناسُ مثْلُه، ويقالُ: إنَّه بَناهُ} بَينونُ بنُ مَنافِ بنِ شرحبيلِ بنِ ينكف بنِ عبْدِ شمسِ بنِ وائِلِ بنِ غوث؛ قالَ ذُو وجدن الحِمْيريُّ:
أَبَعْدَ بَينُونَ لَا عينٌ وَلَا أَثَرٌ وبَعْدَ سَلْحينَ بيني الناسُ أبياتا (و) ! بَيْنونَةٌ، (بهاءٍ، ة بالبَحْرَيْنِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: بينَ عُمَان والبَحْرَيْن؛ وَفِي مُعْجمِ نَصْر: أَرْضٌ فَوْق عُمَان تتَّصِلُ بالشَّحْرِ؛ قالَ:
يَا رِيحَ بَيْنونَةَ لَا تَذْمِيناجئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينا (و) هُما {بَيْنونَتان، (بَيْنُونَةُ الدُّنْيَا، و) بَيْنُونَةُ (القُصْوَى) ، وكِلْتاهُما (قَرْيتَانِ فِي شِقِّ بني سَعْدٍ) بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين.
(} وبَيْنَةُ: ع بوادِي الرُّوَيْثَةِ) بَيْنَ الحَرَمَيْن، ويقالُ بكسْرِ الباءِ أَيْضاً، كَمَا فِي مُعْجمِ نَصْر، (وثَنَّاها كُثَيِّرٌ) عزَّة؛) (فقالَ:
(أَلا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ (بحَيْثُ الْتَقَتْ مِن {بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ) وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّويلُ} البائِنُ: أَي المُفْرِطُ طُولاً الَّذِي بَعُدَ عَن قَدِّ الرِّجالِ الطِّوال.
وحَكَى الفارسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ: طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْه {البائِنَةَ، وذلِكَ إِذا طَلَبَ إِلَيْهِمَا أَنْ} يُبِينَاهُ بمالٍ فيكونَ لَهُ على حِدَةٍ، وَلَا تكونُ البائِنَةُ إلاَّ مِن الأَبَوَيْن أَو أَحدِهما، وَلَا تكونُ مِن غيرِهما، وَقد {أَبانَه أَبواهُ} إبانَةً حَتَّى بانَ هُوَ بذلِكَ {يَبينُ} بُيُوناً.
{وبانَتْ يَدُ الناقَةِ عَن جَنْبِها} تَبِينُ {بُيُوناً.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يقالُ للجارِيَةِ إِذا تزوَّجَتْ: قد} بانَتْ، وهنَّ قد {بِنَّ إِذا تزوَّجْنَ كأَنَّهنَّ قد بَعَدْنَ عَن بَيْتِ أَبِيهنَّ؛ وَمِنْه الحدِيْثُ: (مَنْ عالَ ثلاثَ بَناتٍ حَتَّى} يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ) .
{وبَيَوانُ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ فِي بحيرَةِ تنيس، قد ذُكِرَ فِي ب ون.
} وأَبانَ الدَّلْوَ عَن طَيِّ البئْرِ: حادَ بهَا عَنهُ لئَلاَّ يُصيبَها فتَنْخرِق؛ قالَ:
دَلْوُ عِراكٍ لجَّ بِي مَنينُهالم يَرَ قبْلي مائِحاً {يُبينُها} والتَّبْيينُ: التَّثبُّتُ فِي الأَمْرِ والتَّأَني فِيهِ؛ عَن الكِسائي.
وَهُوَ! أَبْيَنُ مِن فلانٍ: أَي أَفْصَح مِنْهُ وأَوْضَح كَلاماً.
وأَبانَ عَلَيْهِ: أَعْرَبَ وشَهِدَ. ونَخْلَةٌ بائِنَةٌ: فاتَتْ كبائِسُها الكوافرَ وامتدَّتْ عَراجِينُها وطالَتْ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:
مِن كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَهاعنها وحاضنةٍ لَهَا مِيقارِ {والباناةُ مَقْلوبَةٌ عَن البانِيَةِ، وَهِي النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حَكَاه السُّكَّريُّ عَن أَبي الخطَّاب.
} والبائِنُ: الَّذِي يُمْسِكُ العُلْبة للحالِبِ.
ومِن أَمْثالِهم: اسْتُ {البائِنِ أَعْرَفُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فَهُوَ أَعْلَم بِهِ ممَّن لم يُمارِسْه.
} ومُبِينٌ، بالضمِّ: مَوْضِعٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: اسْمُ ماءٍ؛ وأَنْشَدَ:
يَا رِيَّها اليومَ على مُبِينِعلى مبينٍ جَرَدِ القَصِيمِجَمَعَ بَيْنَ المِيمِ والنُّونِ، وَهُوَ الإِكْفاءُ.
{وأَبْيَنُ، كأَحْمدَ: اسْمُ رجُلٍ نُسِبَتْ إِلَيْهِ عَدَنُ مَدينَةٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليمنِ؛ ويقالُ} يبين بالياءِ.
{والبَيِّنَةُ: دَلالَةٌ واضِحَةٌ عَقْليَّة كانَتْ أَو مَحْسوسَة، وسُمِّيَت شَهادَةُ الشاهِدَيْن بَيِّنَة لقَوْلِه، عَلَيْهِ السّلامُ:} البَيِّنَةُ على المُدَّعِي واليمينُ على مَنْ أَنْكَر؛ والجَمْعُ {بَيِّناتٌ.
وَفِي المَحْصولِ: البَيِّنَةُ: الحجَّةُ الوَاضِحَةُ.
} والبِينَةُ، بالكسْرِ: مَنْزلٌ على طرِيقِ حاجِّ اليَمامَةِ بينَ الشِّيح والشُّقَيْرَاءَ.
وذاتُ {البَيْنِ، بالفتْحِ، مَوْضِعٌ حِجازيٌّ عَن نَصْر.
} وبَيانُ، كسَحابٍ: صقْعٌ مِن سَوادِ البَصْرَةِ شَرْقيّ دجْلَةَ عَلَيْهِ الطَّريقُ إِلَى حِصْنِ مَهْدِي.
{والبَيْنِي: نوعٌ من الذُّرَةِ أَبْيَض} بَيَانِيَّة. ومحمدُ بنُ عَبْدِ الخالِقِ {البَيَانيُّ مِن شيوخِ الحافِظِ الذهبيِّ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى، مَنْسوبٌ إِلَى طَريقَةِ الشيْخ أَبي} البَيان تبَاين مُحَمَّد بن مَحْفُوظ القُرَشِيّ عُرِفَ بابنِ الحورانيّ المُتَوفّى بدِمَشْق سَنَة 551، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، لَبِسَ الخرقَةَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِياناً يقْظَة، وَكَانَ الملبوس مَعَه معايناً للخلقِ كَمَا هُوَ مَشْهورٌ.
وقالَ الحافِظُ أَبو الفُتوحِ الطاووسيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: إنَّه مُتواتِرٌ.
{وبايانُ: سكَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا أَبو يَعْلى محمدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الإمامُ الأَدِيبُ، تُوفي سَنَة 337، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
} ومباينُ الحقِّ: مواضِحُه.
ودِينارُ بنُ {بَيَّان، كشَدَّادٍ، وداودُ بنُ} بَيَّان، وقيلَ: {بنُون ثَقيلَة، مُحَدِّثان.
وعُمَرُ بنُ بَيانٍ الثَّقفيُّ، كسَحابٍ: مُحَدِّثٌ.
} وبَيانٌ أَيْضاً: لَقَبُ محمدِ بنِ إمامِ بنِ سراجٍ الكِرْمانيِّ الفارِسِيّ الكازرونيِّ مُحَدِّث وحَفِيدُه محمدُ.
ويُلَقَّبُ {ببَيان أَيْضاً ابنُ محمدٍ، ويُلَقَّبُ بعباد ابْن محمدٍ، ماتَ سَنَة 857. ووَلَدُه عليّ وَرَدَ إِلَى مِصْرَ فِي أَيَّام السُّلْطان قايتباي، فأَكْرَمَه كَثيراً، وَله تَأْليفٌ صَغيرٌ رَأَيْته.
} والبيانيَّةُ: طائِفَةٌ مِن الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى بَيان بنِ سمْعَان التَّمِيميّ.
ومُبِينٌ، بالضمِّ: ماءٌ لبَني نُمَيْرٍ ورَاءَ القَرْيَتَيْن بنصفِ مَرْحَلة بمُلْتَقى الرَّمْل والجلْد؛ وقيلَ لبَني أَسَدٍ وبَني حَبَّة بَيْنَ القَرْيَتَيْن أَو فِيهِ؛ قالَهُ نَصْر.
! ومَبْيَنٌ، كمَقْعَدٍ: حِصْنٌ باليمنِ من غَرْبي صَنْعاء فِي البِلادِ الحجية؛ واللَّهُ أَعْلَم بالصَّواب. 

علم الحساب

علم الحساب
هو علم بقواعد تعرف بها طرق استخراج المجهولات العددية من المعلومات العددية المخصوصة من الجمع والتفريق والتصنيف والتضعيف والضرب والقسمة.
والمراد بالاستخراج معرفة كمياتها.
وموضوعه العدد إذ يبحث فيه عن عوارضه الذاتية والعدد هو الكمية المتألفة من الوحدات فالوحدة مقومة للعدد وأما الواحد فليس بعدد ولا مقوم له وقد يقال لكل ما يقع تحت العد فيقع على الواحد وعبارة ابن خلدون هي صناعة عملية في حساب الأعداد بالضم والتفريق فالضم يكون في الأعداد بالإفراد هو الجمع وبالتضعيف وهو تضاعف عددا بآحاد عدد آخر وهذا هو الضرب والتفريق أيضا يكون في الأعداد.
أما بالإفراد مثل إزالة عدد من عدد ومعرفة الباقي وهو الطرح.
أو تفصيل عدد بأجزاء متساوية تكون عدتها محصلة وهو القسمة وسواء كان هذا الضم التفريق في الصحيح من العدد أو الكسر.
ومعنى الكسر نسبة عدد إلى عدد تلك النسبة تسمى كسر أو كذلك يكون بالضم والتفريق في الجذور ومعناها العدد الذي يضرب في مثله فيكون منه العدد المربع فإن تلك الجذور أيضا يدخلها الضم والتفريق.
وهذه الصناعة حادثة احتيج إليها للحساب في المعاملات انتهى.
ومنفعته ضبط المعاملات وحفظ الأموال وقضاء الديون وقسمة المواريث والتركات وضبط ارتفاعات المماليك وغير ذلك.
ويحتاج إليه في العلوم الفكلية وفي المساحة والطب وقيل يحتاج إليه في جميع العلوم بالجملة ولا يستغني عنه ملك ولا عالم ولا سوقة وزاد شرفا بقوله - سبحانه وتعالى -: {وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} وبقوله تعالى: {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} وقوله تعالى: {فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} ولذلك ألف فيه الناس كثيرا وتداولوه في الأمصار بالتعليم للولدان.
ومن أحسن التعليم عند الحكماء الابتداء به لأنه معارف متضحة وبراهينه منتظمة فينشأ عنه في الغالب عقل مضيء يدل على الصواب وقد يقال إن من أخذ نفسه بتعلم الحساب أول أمره يغلب عليه الصدق لما في الحساب من صحة المباني ومنافسة النفس فيصير له ذلك خلقا ويتعود الصدق ويلازمه مذهبا.
وهو مستغلق على المبتدئ إذا كان من طريق البرهان وهذا شأن علوم التعاليم لأن مسائلها وأعمالها واضحة وإذا قصد شرحها وهو التعليل في تلك الأعمال ظهر من العسر على الفهم مالا يوجد في أعمال المسائل.
وهو فرع علم العدد المسمى بالأرتماطيقي وله فروع أوردها صاحب مفتاح السعادة بعد أن جعل علم العدد أصلا وعلم الحساب مرادفا له مع كونه فرعا حيث قال:
الشعبة الثامنة في فروع علم العدد وقد يسمى بعلم الحساب فعرفه بتعريف مغاير لتعريف علم العدد.
قال في مدينة العلوم ولعلم الحساب فروع.
منها علم حساب التخت والميل وهو علم يتعرف منه كيفية مزاولة الأعمال الحسابية برقوم تدل على الآحاد وتغني عما عداها بحفظ المراتب وتنسب هذه الأرقام إلى الهند انتهى.
وقال صاحب الكشف:
بل هو علم بصور الرقوم الدالة على الأعداد مطلقا ولكل طائفة أرقام دالة على الآحاد الأرقام الهندية والرومية والمغربية والإفرنجية والنجومية وغيرها ويقال له التخت والتراب أيضا انتهى
ونفع هذا العلم ظاهر ولابن الهيثم كتاب برهن فيه بمعرفة أصول أعماله ببراهين عددية لما فيسه من تسيهل الأعمال الحسابية.
ومن الكتب الشاملة فيه كتاب نصير الدين الطوسي وكتاب: البهائية وشرحه وكتاب المحمدية لعلي القوشجي وغير ذلك من الكتب التي لا تحصى.
ولأهل المغرب طرق ينفردون بها في الأعمال الجزئية من هذا العلم فمنها قريبة المآخذ لطرق ابن الياسين ومنها بعيدة كطرق الحضار كذا في المدينة.
ومنها علم الجبر والمقابلة وقد سبق في الجيم.
ومنها علم حساب الخطأين وهو قسم من مطلق الحساب وسيأتي في الخاء المعجمة وإنما جعل علما برأسه لتكثير الأنواع.
ومنها علم حساب النجوم وهو علم يبحث فيه عن كيفية حساب الأرقام الواقعة في الزيجات وهذا وإن كان من فروع علم العدد إلا أنه لما امتازت عن سائر علم الحساب بقواعد مخصوصة يعرفها أهلها وتوقف علم التقويم عليه جعلوه علما برأسه.
ومنها علم حساب الدور والوصايا وهو علم يتعرف منه مقدار ما يوصي به إذا تعلق بدور في بادئ النظر.
مثال: رجل وهب لعتقه في مرض موته مائة درهم لا مال له غيرها فقبضها ومات قبل موت سيده وخلف بنتا والسيد المذكور ثم مات السيد فظاهر المسئلة أن الهبة تمضي من المائة في ثلثها فإذا مات المعتق رجع إلى السيد نصف الجائز بالهبة فيزداد مال السيد من إرثه وهلم جراً.
وبهذا العلم يتعين مقدار الجائز بالهبة.
وظاهر أن منفعة هذا العلم جليلة وإن كانت الحاجة إليه قليلة ومن كتبه كتاب لأفضل الدين الخونجي.
أقول هذا العلم يؤول إلى علم الجبر والمقابلة وفيه تأليف لطيف لأبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري المتوفى سنة إحدى وثمانين ومائتين وكتاب نافع لأحمد بن محمد الكرابيسي وكتاب مفيد لأبي كامل شجاع بن مسلم ذكر فيه كتاب الوصايا بالجذور للحجاج بن يوسف. ومنها: علم حساب الدرهم والدينار وهي علم يتعرف منه كيفية استخراج المجهولات العددية التي تزيد عدتها على المعادلات الجبرية ولهذه الزيادة لقبوا تلك المجهولات بالدرهم والدينار والفلس وغير ذلك ومنفعته كمنفعة الجبر والمقابلة فيما يكثر فيه الأجناس المعادلة:
ومن الكتب المؤلفة فيه كتاب لابن فلوس إسماعيل بن إبراهيم بن غازي المارديني الحنبلي المتوفى سنة سبع وثلاثين وستمائة والرسالة المغربية والرسالة الشاملة للخرقي والكافي الكرخي. ومختصره للسمؤل بن يحيى بن عباس المغربي الإسرائيلي المتوفى سنة ست وسبعين وخمسمائة كذا في إرشاد القاصد وكتاب لابن المحلي الموصلي.
ومن المبسوطة فيه الكافي والكامل لأبي القاسم بن السمح.
ومنها علم حساب الفرائض وهو معرفة فروض الوراثة وتصحيح سهام الفريضة مما نصح باعتبار فروضها الأصول أو مناسختها وذلك إذا هلك أحد الورثة وانكسرت سهامه على فروض ورثته فإنه حينئذ يحتاج إلى حساب يصحح الفريضة الأولى حتى يصل أهل الفروض جميعا في الفريضتين إلى فروضهم من غير تجزية.
وقد تكون هذه المناسخات أكثر من واحد واثنين وتتعدد لذلك بعدد أكثر وبقدر ما تتعدد تحتاج إلى الحسبان.
وكذلك إذا كانت فريضة ذات وجهين مثل أن يقر بعض الورثة بوارث وينكره الآخر فتصحح على الوجهين حينئذ وينظر مبلغ السهام ثم تقسم التركة على نسب سهام الورثة من أصل الفريضة وكل ذلك يحتاج إلى الحسبان وكان غالبا فيه وجعلوه فناء مفردا وللناس فيه تآليف كثيرة.
أشهرها عند المالكية من متأخري الأندلس كتاب ابن ثابت ومختصر القاضي أبي القاسم الحوفي ثم الجعدي.
ومن متأخري إفريقية ابن النمر الطرابلسي وأمثالهم.
وأما الشافعية والحنفية والحنابلة فلهم فيه تآليف كثيرة وأعمال عظيمة صعبة شاهدة لهم باتساع الباع في الفقه والحساب
وقد يحتج الأكثر من أهل هذا الفن على فضله بالحديث المنقول عن أبي هريرة رضي الله عنه إن الفرائض ثلث العلم وإنها أول ما ينسى وفي رواية نصف العلم خرجه أبو نعيم الحافظ واحتج به أهل الفرائض بناء على أن المراد بالفرائض فروض الوراثة.
والذي يظهر أن هذا المحمل بعيد وأن المراد بالفرائض إنما هي الفرائض التكليفية في العبادات والعادات والمواريث وغيرها وبهذا المعنى يصحح فيهــا المنصفية والثلثية وأما فروض الوراثة فهي أقل من ذلك كله بالنسبة إلى علم الشريعة كلها أو يعين هذا المراد أن حمل اللفظ للفرائض على هذا الفن المخصوص أو تخصيصه بفروض الوراثة إنما لهو صلاح ناشئ للفقهاء عند حدوث الفنون 2 / 243 والاصطلاحات ولم يكن صدر الإسلام يطلق على هذا الأعلى عموم مشتقا من الفرض الذي هو لغة التقدير أو القطع وما كان المراد به في إطلاقه إلا جميع الفروض كما قلناه وهي حقيقته الشرعية فلا ينبغي أن يحمل إلا على ما كان يحمل في عصرهم والله - سبحانه وتعالى - أعلم وبه التوفيق انتهى كلام ابن خلدون ملخصا. ومنها علم حساب الهواء وهو علم يتعرف منه كيفية حساب الأموال العظيمة في الخيال بلا كتابة ولها طرق وقوانين مذكورة في بعض الكتب الحسابية وهذا العلم عظيم النفع للتجار في الأسفار وأهل السوق من العوام الذين لا يعرفون الكتابة وللخواص إذا عجزوا عن إحضار آلات الكتابة.
ومنها علم حساب العقود أي عقود الأصابع وقد وضعوا كلا منها بإزاء عدد مخصوص ثم رتبوا الأوضاع الأصابع آحادا وعشرات ومئات وألوفا ووضعوا قواعد يتعرف بها حساب الألوف فما فوقها بيد واحدة.
وهذا عظيم النفع للتجار سيما عند استعجام كل من المتبايعين لسان الأخر عند فقد آلات الكتابة والعصمة عن الخطأ في هذا العلم أكثر من حساب الهواء.
وكان هذا العلم يستعمله الصحابة رضي الله عنهم كما وقع في الحديث في كيفية وضع اليد على الفخذ.
ومنه في التشهد أنه عقد خمسا وخمسين وأراد بذلك هيئة وضع الأصابع لأن هيئة عقد خمس وخمسين في علم العقود هي عقد أصابع اليد غير السبابة والإبهام وتحليق الإبهام معها وهذا الشكل في العلم المذكور دال على العدد المرقوم فالراوي ذكر المدلول وأراد الدال.
وهذا دليل على شيوع هذا العلم عندهم والمراد بالعقود في تمثيل الدلالة غير اللفظية الوضعية هي عقود الأصابع حيث مثلوها بالخطوط والعقود والإشارات والنصب وفي هذا العلم أرجوزة لابن الحرب أورد فيهــا مقدار الحاجة ورسالة لشرف الدين اليزدي أورد فيهــا قدر الكفاية.
ومنها علم إعداد الوفق وتقدم في الألف.
ومنها علم خواص الأعداد المتحابة والمتباغضة وسيأتي في الخاء.
ومنها علم التعابي العددية وقد سبق في التاء وهذه الثلاثة من فروع علم العدد من حيث الحساب ومن فروع الخواص من جهة أخرى ولذلك أوردناها إجمالا كما أوردها صاحب مفتاح السعادة ومدينة العلوم وأما علم حساب النجوم فهو علم يتعرف منه قوانين حساب الدرج والدقائق والثواني والثوالث بالضرب والقسمة والتجذير والتفريق ومرابتها في الصعود والنزول وتقدم وفيه كتب مفردة غير ما بين في مبسوطات الكتب الحسابية وأما المصنفات في علم الحساب مطلقا فكثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون على ترتيب الكتاب إجمالا لا نطول بذكرها.

اللّوح المحفوظ

اللّوح المحفوظ:
[في الانكليزية] Preserved tablet ،divine tablet
[ في الفرنسية] Table preservee ،table divine
بالفتح وسكون الواو هو عند جمهور أهل الشرع جسم فوق السماء السابعة كتب فيهــا ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة كما يكتب في الألواح المعهودة، ولا استحالة فيه لأنّ الكائنات عندنا متناهية فلا يلزم عدم تناهي اللوح المذكور في المقدار. عن ابن عباس رضي الله عنه هو لوح من درّة بيضاء طوله ما بين السماء إلى الأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب. وقال الإمام الغزالي في الإحياء هو أعلم أنّ لوح الله تعالى لا يشبه لوح الخلق كما أنّ ذات الله تعالى وصفاته لا يشبه ذات الحقّ وصفاته، بل ثبوت المقادير في اللوح مضاهي ثبوت كلمات القرآن وحروفه في دماغ حافظ القرآن وقلبه، فإنّه منظور فيه حتى كأنّه حيث يقرأ ينظر إليه ولو فشت عن دماغه جزء فجزء لم يشاهد هذا الحظّ فيمن هذا الحظ.
وعند الحكماء هو العقل الفعّال المنتقش بصور الكائنات على ما هي عليه، منه ينطبع العلوم في عقول الناس، وفي شرح إشراق الحكمة أنّ العقل الفعّال هو المسمّى بجبرئيل في لسان الشريعة. وفي شرح المقاصد أنّ اللوح العقل الأول، ولعل المراد الأول بالنسبة إلينا وهو العقل الفعّال بعينه فإنّه لا يجوز أن يثبت الصور الكثيرة في العقل الأول لأنّه يبطل إذ ذاك قولهم الواحد لا يصدر عنه إلّا الواحد. ثم هذا عند المشّائين النافين للنفس المجرّدة في الأفلاك المقتصرين على إثبات النفوس المنطبعة فيهــا، إذ الكلّيات لا ترتسم في تلك النفوس عندهم، واللوح المحفوظ لا بد أن ترتسم فيهــا صور جميع الموجودات، والجزئيات ترتسم في العقل عندهم، وإن كان على وجه كلّي. وأمّا عند متأخّري الفلاسفة المثبتين للنفس المجرّدة في الأفلاك فاللوح المحفوظ هو النفس الكلّي للفلك الأعظم يرتسم فيهــا الكائنات ارتسام المعلوم في العالم، هذا كله خلاصة ما في التلويح وما ذكر الچلپي في حاشيته وحاشية شرح المواقف. وقال أيضا في حاشية التلويح يريد الحكماء باللوح والكتاب المبين العالم العقلي انتهى. وعند الصوفية عبارة عن نور إلهي حقّي متجلّ في مشهد خلقي انطبعت الموجودات فيه انطباعا أصليا فهي أم الهيولى لأنّ الهيولى لا تقتضي صورة إلّا وهو منطبع في اللوح المحفوظ فإذا اقتضت الهيولى صورة ما وجد في العالم على حسب ما اقتضته الهيولى من الفور والمهلة لأنّ القلم الأعلى جرى في اللوح المحفوظ بإيجادها حسب ما اقتضته الهيولى.
واعلم أنّ النور الإلهي المنطبع فيه الموجودات هو المعبّر عنه بالعقل الكل كما أنّ الانطباع في النور هو المعبّر عنه بالقضاء وهو التفصيل الأصلي الذي هو مقتضى الوصف الإلهي المعبّر عن مجلاه بالكرسي. ثم التقدير في اللوح هو الحكم بإبراز الخلق على الصورة المعينة والحالة المخصوصة في الوقت المفروض وهذا هو المعبّر عن مجلاه بالقلم الأعلى، وهو في اصطلاحنا معاشر الصوفية العقل الأول مثاله قضى الحقّ بإيجاد زيد على الهيئة الفلانية في الزمان الفلاني، والأمر الذي اقتضى هذا التقدير في اللوح هو القلم الأعلى وهو المسمّى بالعقل الأول، والمحلّ الذي وجد فيه بيان هذا الاقتضاء هو اللوح المحفوظ المعبّر عنه بالنفس الكلّي. ثم الأمر الذي اقتضى إيجاد هذا الحكم في الوجود هو مقتضى الصفات الإلهية المعبّر عنه بالقضاء ومجلاه هو الكرسي، فاعرف ما المراد بالقلم واللوح والقضاء والقدر. ثم اعلم أنّ علم اللوح المحفوظ نبذة من علم الله أجراه الله تعالى على قانون الحكمة الإلهية على حسب ما اقتضته حقائق الموجودات الخلقية، ولله علم وراء ذلك هو حسب ما اقتضته الحقائق الحقّية برز على نمط اختراع القدرة في الوجود لا تكون مثبتة في اللوح المحفوظ، بل قد تظهر فيه عند ظهورها في العالم العيني وقد لا تظهر أيضا فيه، وجميع ما في اللوح المحفوظ هو علم مبدأ الوجود الحسّي إلى يوم القيامة وما فيه من علم أهل النار والجنّة شيء على التفصيل لأنّ ذلك من اختراع القدرة، وأمر القدرة مبهم لا معيّن. نعم يوجد فيهــا علمها على الإجمال مطلقا كالعلم بالنعيم مطلقا لمن جرى له القلم بالسعادة الأبدية، ثم لو فصل ذلك النعيم لكان ذلك الجنس هو أيضا جملة كما تقول بأنّه من أهل الجنة المأوى أو أهل جنة النعيم. ثم اعلم أنّ المقضي به المقدّر في اللوح على نوعين:
مقدّر لا يمكن التغيير فيه من الأمور التي اقتضتها الصفات الإلهية في العالم فلا سبيل إلى وجودها، أمّا الأمور التي يمكن فيهــا التغيير فهي الأشياء التي اقتضتها قوابل العالم على قانون الحكمة المعتادة فقد يجريها الحقّ على ذلك الترتيب فيقع المقضي به. ولا شكّ أنّ ما اقتضته قوابل العالم هو نفس مقتضى الصفات الإلهية، ولكن بينهما فرق أعني بين ما اقتضته قوابل العالم وبين ما اقتضته الصفات مطلقا وذلك أنّ قوابل العالم ولو اقتضت شيئا فإنه من حكمها العجز لاستناد أمرها إلى غيرها، فلأجل هذا قد يقع وقد لا يقع بخلاف الأمور التي اقتضتها الصفات الإلهية فإنّها واقعة ضرورة للاقتدار الإلهي، وأيضا قوابل العالم ممكنة، والممكن يقبل الشيء وضدّه، فإذا اقتضت القابلية شيئا ولم يجر القدر إلّا بوقوع نقيضه، كأنّ ذلك النقيض أيضا من مقتضى القابلية التي في الممكن فيقول بإيقاع ما اقتضته قوابل العالم لكن بخلاف قانون الحكمة، وإذا وقع ما اقتضته القابلية بعينه. قلنا بوقوعه على القانون الحكمي وهذا أمر ذوقي لا يدركه إلّا صاحب الكشف.
فالقضاء المحكم هو الذي لا تغيير فيه ولا تبديل والقضاء المبرم هو الذي يمكن فيه التغيير ولهذا ما استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بالله إلّا من القضاء المبرم لأنّه يعلم أنّه يمكن فيه أن يحصل التغيير والتبديل. قال الله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ بخلاف القضاء المحكم فإنّه المشار إليه بقوله: وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً. وأصعب ما على الكاشف لهذا العلم معرفة المبرم من المحكم فيبادر فيما يعلمه محكما ويشفع فيما يعلمه مبرما، وإعلام الحقّ له بالقضاء المبرم هو الإذن له في الشفاعة. قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ كذا في الإنسان الكامل. والمفهوم من مجمع السلوك أنّ القضاء المبرم هو الذي لا يمكن التغيير فيه حيث قال: ومن موجبات ترك الاعتراض على الله تعالى الرّضاء بقدر الله المقدّر وقضائه المبرم من الفقر والغنى، يعني:
بعض موجبات ترك الاعتراض على الله هو الرّضا بتقدير الله الذي قدّره، وحكم الله بالفقر والغنى هو حكم محكم.

سَوَدَ

(سَوَدَ)
(هـ س) فِيهِ «أَنَّهُ جَاءَهُ رجُلٌ فَقَالَ: أنتَ سَيِّدُ قُرَيش، فَقَالَ: السَّيِّدُ اللهُ» أَيْ هُوَ الَّذِي تَحِقُّ لَهُ السِّيَادَةُ. كأنَّه كَره أَنْ يُحْمَد فِي وَجْهِهِ، وأحَبَّ التَّواضُع.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لمَّا قَالُوا لَهُ أَنْتَ سَيِّدُنَا، قَالَ: قُولُوا بقَولِكم» أَيِ ادْعُوني نَبِيًّا وَرَسُولًا كَمَا سمَّاني اللهُ، وَلَا تُسمُّوني سيِّدا كَمَا تُسمُّون رُؤساءَكم، فَإِنِّي لسْتُ كأحَدِهم مِمَّنْ يَسُودُكُمْ فِي أَسْبَابِ الدُّنْيَا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَا سَيِّدُ وَلدِ آدَم وَلَا فَخْرَ» قَالَهُ إِخْبَارًا عَمَّا أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنَ الْفَضْلِ والسُّودَد، وتحدُّثاً بِنِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَهُ، وَإِعْلَامًا لأمُّته لِيَكُونَ إيمانُهم بِهِ عَلَى حَسَبه ومُوجَبه.
وَلِهَذَا أتْبَعه بِقَوْلِهِ وَلَا فَخْر: أَيْ أنَّ هَذِهِ الفَضِيلة الَّتِي نِلْتها كَرامةٌ مِنَ اللَّهِ لَمْ أنَلْها مِنْ قِبَل نَفْسي، وَلَا بَلْغتُها بقُوَّتي، فَلَيْسَ لِي أَنْ أفْتَخِر بِهَا.
(س) وَــفِيهِ «قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ السَّيِّدُ؟ قَالَ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالُوا: فَمَا فِي أُمَّتِك مِنْ سَيِّد؟ قَالَ: بَلَى، مَنْ آتاَه اللهُ مَالًا، ورُزِقَ سَمَاحَةً فأدَّى شُكْرَهُ، وقَلَّت شكاَيتُه فِي النَّاسِ» .
(س) وَمِنْهُ «كُلُّ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فالرجُل سَيِّدُ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ سَيِّدَةُ أَهْلِ بَيْتِهَا» .
(س) وَفِي حَدِيثِهِ لِلْأَنْصَارِ «قَالَ: مَن سَيِّدُكُمْ؟ قَالُوا: الجَدُّ بنُ قَيسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُه. قَالَ وَأَيُّ داءٍ أدْوَي مِنَ البُخْل» .
(هـ س) وَــفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّد» قِيلَ أَرَادَ بِهِ الحليمَ، لِأَنَّهُ قَالَ فِي تَمَامِهِ «وإنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المسْلمين».
(س) وَــفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: قومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» يَعْنِي سعْدَ بْنَ مُعاَذ. أَرَادَ أَفْضَلَكُمْ رَجُلاً.
(س) وَمِنْهُ «أَنَّهُ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: انْظُروا إِلَى سَيِّدِنَا هَذَا مَا يَقُولُ» هكذا رَواه الخطَّابي، وقال يُريدُ: انظروا إلى مَنْ سَوَّدْنَاهُ عَلَى قَومه ورَأَّسْناَه عَلَيْهِمْ، كَمَا يَقُولُ السلطانُ الأَعظم:
فُلان أميرُنا ــوقائدُنا: أَيْ مَنْ أمَّرناه عَلَى النَّاس ورتَّبناه لقَوْد الجُيُوش. وَفِي رِوَايَةٍ «انْظُرُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» أَيْ مُقَدَّمِكم. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «إِنَّ امْرأةً سألتْها عَنِ الخِضاَب فَقَالَتْ: كَانَ سَيِّدِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرَهُ رِيحَه» أرادَت مَعْنى السِّيَادَةِ تَعْظِيمًا لَهُ، أَوْ مِلْك الزَّوجيَّة، مِنْ قوله تعالى وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ «قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَيِّدِي أَبُو الدَّرداء» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «تفقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا» أَيْ تعلموا العلم مادمتم صِغَارًا، قَبْلَ أَنْ تَصِيرُوا سَادَةً مَنْظُورًا إِلَيْكُمْ فَتَسْتَحْيُوا أَنْ تَتَعَلَّمُوهُ بَعْدَ الْكِبَرِ فَتَبْقَوْا جُهَّالًا.
وَقِيلَ: أَرَادَ قَبْلَ أَنْ تتزوَّجُوا وتَشْتِغلوا بِالزَّوَاجِ عَنِ العِلْم، مِنْ قَوْلِهِمْ: اسْتَادَ الرجلُ إِذَا تزوَّج فِي سَادَةٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ «اتَّقَوُا اللَّهَ وسَوِّدُوا أكبْرَكُم» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «مَا رأيتُ بعدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْوَدَ مِنْ مُعاَوية، قِيلَ: وَلَا عُمر! قَالَ: كَانَ عُمرُ خَيْرًا مِنْهُ، وَكَانَ هُوَ أَسْوَدَ مِنْ عُمر» قِيلَ أرادَ أسْخَى وأعْطى لِلْمَالِ.
وَقِيلَ أحْلَم مِنْهُ. والسَّيِّدُ يُطْلق عَلَى الربِّ والمالِك، والشَّرِيف، والفاَضِل، والكَرِيم، والحَليِم، ومُتَحمِّل أذَى قَومِه، والزَّوج، وَالرَّئِيسِ، والمقدَّم. وَأَصْلُهُ مِنْ سَادَ يَسُودُ فَهُوَ سَيْوِد، فقُلبت الْوَاوُ يَاءً لأجْل الياءِ السَّاكِنَة قَبْلَهَا ثُمَّ أُدْغِمَتْ.
(س) وَــفِيهِ «لَا تَقُولُوا للمُناَفِق سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ سَيِّدَكُمْ وَهُوَ مُناَفِق فحالُكُم دُونَ حَالِهِ، واللهُ لَا يرْضَى لَكُمْ ذَلِكَ» .
(س) وَــفِيهِ «ثَنِىُّ الضأنٍ خيرٌ مِنَ السَّيِّدِ مِنَ المَعَز» هُوَ المُسِنّ. وَقِيلَ الْجَلِيلُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسِنّاً.
(س) وَــفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ: انْظُرْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْأَسَاوِدِ حَوْلَكَ» أَيِ الجماعةِ المُتَفرِّقة. يُقَالُ:
مَرَّت بِنَا أَسَاوِدُ مِنَ النَّاس وأَسْوِدَاتٌ، كَأَنَّهَا جَمْعُ أَسْوِدَةٍ، وأَسْوِدَةٌ جَمْعُ قِلة لِسَوَادٍ، وَهُوَ الشخصُ؛ لِأَنَّهُ يُرى مِنْ بَعيدٍ أَسْوَدَ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمَانَ «دَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يعُودُه فَجَعَلَ يَبْكي ويقولُ:
لَا أَبْكِي جَزَعا مِنَ الْمَوْتِ أَوْ حُزنا عَلَى الدُّنيا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِد إلينا ليَكْفِ أحدَكم مثلُ زَادِ الرَّاكب، وَهَذِهِ الْأَسَاوِدُ حَوْلي، وَمَا حوْلَه إَّلا مِطْهَرَةٌ وإجَّانَة، وجَفْنَة» يُرِيدُ الشُّخوصَ مِنَ المَتاَع الَّذِي كَانَ عِنْدَه. وكُلُّ شخْصٍ مِنْ إنْسانٍ أَوْ مَتاَع أَوْ غَيْرِهِ سَوادٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يُريد بِالْأَسَاوِدِ الحيَّاتِ، جمعُ أَسْوَدَ، شبهَّهَا بِهَا لاسْتِضْرارِه بمكانِها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ، وَذَكَرَ الفِتَن «لتعُودُنّ فِيهَــا أَسَاوِدَ صُبّاً» والْأَسْوَدُ أخبثُ الحيَّات وأعظمُها، وَهُوَ مِنَ الصِّفَةِ الغَالبَةِ، حَتَّى استُعْمِل اسْتْعمال الأسْماَء وجُمِع جَمعَها .
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أمَر بقَتْل الْأَسْوَدَيْنِ» أَيِ الحيَّة والعَقْرب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «لقد رأيتنا ومالنا طعامٌ إَّلا الأَسْوَدَانِ» هُما التَّمرُ والماءُ. أَمَّا التَّمْرُ فَأَسْوَدُ وَهُوَ الغالبُ عَلَى تَمْر الْمَدِينَةِ، فأُضيف الماءُ إِلَيْهِ ونُعِت بِنَعْته إِتْبَاعًا. والعَرَب تَفْعل ذَلِكَ فِي الشيئَين يصْطَحبان فيُسَمَّيان مَعاً باسْم الأشْهرَ مِنْهُمَا، كالقَمرين والعُمَرين.
(هـ) وَفِي حديث أبى مجاز «أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْجُمُعَةِ وَفِي الطَّريق عَذِرَات يَابِسَةٌ، فَجَعَلَ يَتَخطَّاها وَيَقُولُ: مَا هَذِهِ الْأَسْوِدَاتُ» هِيَ جَمْعُ سَوْدَاتٍ، وسَوْدَاتٌ جَمْعُ سَوْدَةٍ، وَهِيَ القِطْعة مِنَ الْأَرْضِ فِيهَــا حِجاَرة سُودٌ خَشِنَة، شَبَّه العَذِرة الْيَابِسَةَ بِالْحِجَارَةِ السُّودِ.
(هـ) وَــفِيهِ «مَا مِنْ دَاءٍ إِلَّا فِي الحبَّة السَّوْدَاءِ لَهُ شِفاء إِلَّا السَّام» أرادَ الشُّونِيز .
(هـ) وَــفِيهِ «فأمَرَ بِسَوَادِ البَطْن فشُوِى لَهُ» أَيِ الكَبد.
(هـ) وَــفِيهِ «أَنَّهُ ضحَّى بِكَبْشٍ يَطَؤُ فِي سَوَادٍ، وينْظُر فِي سَوَادٍ، ويبْرُكُ فِي سَوَادٍ» أَيْ أَسْوَد القَوائم والمرَابِض والمَحاَجِر.
(هـ) وَــفِيهِ «عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الأعْظَم» أَيْ جُمْلة النَّاس ومُعْظَمهم الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى طَاعَةِ السُّلطان وسُلُوك النَّهج المُسْتقيم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ لَهُ: إذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الحِجاَبَ وتستَمِع سِوَادِي حَتَّى أَنْهَاكَ» السِّوَادُ بالكسر : السِّرارُ. يقال سَاوَدْتُ الرَّجُل مُسَاوَدَةً إِذَا ساَرَرْتَه. قِيلَ هُوَ مِنْ إدْناءِ سَوَادِكَ مِنْ سَوَادِهِ: أَيْ شَخصِك مِنْ شَخْصه.
(هـ) وَــفِيهِ «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ سَوَاداً بلَيْل فَلَا يَكُنْ أجْبَنَ السَّوَادَيْنِ» أَيْ شَخْصا.
(هـ) وَــفِيهِ «فَجَاءَ بِعُودٍ وَجَاءَ بِبَعْرَةٍ حَتَّى رَكَمُوا فَصَارَ سَوَاداً» أَيْ شخْصاً يبَين مِنْ بُعْد.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَجَعَلُوا سَوَاداً حَيساً» أَيْ شَيْئًا مُجْتَمِعًا، يَعْنِي الأزْوِدَةَ.

رجل

(رجل) : الرُّجْلُ: الرُّجْلَةُ مصدرُ الَّراجِلِ، يُقال: لقد طالَ رٌجْلُه: [إذا لم يَكُنْ له دَابّة] ، وحَمَلَك الله من الرُّجْلِ.
وَرَجَلَها: نَكَحَهَا.
ر ج ل : رِجْلُ الْإِنْسَانِ الَّتِي يَمْشِي بِهَا مِنْ أَصْلِ الْفَخِذِ إلَى الْقَدَمِ وَهِيَ أُنْثَى وَجَمْعُهَا أَرْجُلٌ وَلَا جَمْعَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ وَالرَّجُلُ الذَّكَرُ مِنْ الْأَنَاسِيِّ جَمْعُهُ رِجَالٌ وَقَدْ جُمِعَ قَلِيلًا عَلَى رَجْلَةٍ وِزَانِ تَمْرَةٍ حَتَّى قَالُوا لَا يُوجَدُ جَمْعٌ عَلَى فَعْلَةٍ بِفَتْحِ الْفَاءِ إلَّا رَجْلَةٌ وَكَمْأَةٌ جَمْع كَمْءٍ وَقِيلَ كَمْأَةٌ لِلْوَاحِدَةِ مِثْلُ: نَظِيرِهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ جُمِعَ رَجُلٌ عَلَى رَجْلَةٍ فِي الْقِلَّةِ اسْتِغْنَاءً عَنْ أَرْجَالٍ وَيُطْلَقُ الرَّجُلُ عَلَى الرَّاجِلِ وَهُوَ خِلَافُ الْفَارِس وَجَمْعُ الرَّاجِلِ رَجْلٌ مِثْلُ:
صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَرَجَّالَةٌ وَرُجَّالٌ أَيْضًا وَرَجِلَ رَجَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ قَوِيَ عَلَى الْمَشْيِ وَالرُّجْلَةُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْهُ وَهُوَ ذُو رُجْلَةٍ أَيْ قُوَّةٍ عَلَى الْمَشْيِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «أَنَّ رَجُلًا مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَآخَرَ مِنْ كِنْدَةَ اخْتَصَمَا إلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَرْضٍ» فَالْحَضْرَمِيُّ اسْمُهُ عَيْدَانُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ آخِرِ الْحُرُوفِ ابْنُ الْأَشْوَعِ وَالْكِنْدِيُّ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ بِكَسْرِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَاسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا عَلَى الصَّدَقَاتِ يُقَالُ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِ التَّاءِ نِسْبَةً إلَى لُتْبٍ بَطْنٍ مِنْ أَزْدَ عُمَانَ وَقِيلَ فَتْحُ التَّاءِ لُغَةٌ وَلَمْ يَصِحَّ وَجَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ هَلَكْتُ وَأَهْلَكْتُ قَالَ مَا فَعَلْتَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي نَهَارِ رَمَضَانَ هُوَ صَخْرُ ابْنُ خَنْسَاءَ وَالرِّجْلَةُ بِالْكَسْرِ الْبَقْلَةُ الْحَمْقَاءُ وَتَرَجَّلْتَ فِي الْبِئْرِ نَزَلْتَ فِيهَــا مِنْ غَيْرِ أَنْ تُدْلِيَ.

وَالْمِرْجَلُ بِالْكَسْرِ قِدْرٌ مِنْ نُحَاسٍ وَقِيلَ يُطْلَقُ عَلَى كُلّ قِدْرٍ يُطْبَخُ فِيهَــا وَرَجَّلْتَ الشَّعْرَ تَرْجِيلًا سَرَّحْتَهُ سَوَاءٌ كَانَ شَعْرَكَ أَوْ شَعْرَ غَيْرِكَ وَتَرَجَّلْتَ إذَا كَانَ شَعْرَ نَفْسِكَ وَرَجِلَ الشَّعْرُ رَجَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ رَجِلٌ بِالْكَسْرِ وَالسُّكُونُ تَخْفِيفٌ أَيْ لَيْسَ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ وَلَا شَدِيدَ السُّبُوطَةِ بَلْ بَيْنَهُمَا وَارْتَجَلْتُ الْكَلَامَ أَتَيْتُ بِهِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا فَكْرٍ وَارْتَجَلْتُ بِرَأْيٍ انْفَرَدْتُ بِهِ مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ فَمَضَيْتُ لَهُ. 
رجل: {ورجلك}: رجالتك. {فرجالا}: جمع راجل.
الرجل: هو ذكر من بني آدم جاوز حد الصغر بالبلوغ.
(رجل) رجلا ورجلة عظمت رجله وَمَشى على رجلَيْهِ وَقَوي على الْمَشْي وشكا رجله وَالْحَيَوَان كَانَ فِي إِحْدَى رجلَيْهِ بَيَاض فَهُوَ أرجل وَهِي رجلاء (ج) رجل وَالشعر كَانَ بَين السبوطة والجعودة فَهُوَ رجل ورجلى (ج) أرجال
(ر ج ل) : (الرِّجَالُ) جَمْعُ رَجُلٍ خِلَافُ الْمَرْأَةِ وَهُوَ فِي مَعْنَى الرَّجُلِ أَيْضًا وَبِهِ كُنِّيَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ فِي السِّيَرِ (وَالرِّجْلُ) مِنْ أَصْلِ الْفَخِذِ إلَى الْقَدَمِ وَقُرِئَ {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] بِالْجَرِّ وَالنَّصْبِ وَظَاهِرُ الْآيَةِ مَتْرُوكٌ بِالْإِجْمَاعِ وَالسُّنَّةِ الْمُتَوَافِرَةُ وَيُرْوَى أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَهْدَى رِجْلَ حِمَارٍ وَيُرْوَى فَخِذَ وَعَجُزَ وَتَفْسِيرُهَا بِالْجَمَاعَةِ خَطَأٌ (وَالْمِرْجَلُ) قِدْرٌ مِنْ نُحَاسٍ وَقِيلَ كُلُّ قِدْرٍ يُطْبَخُ فِيهَــا وَرَجَّلَ شَعَرَهُ أَرْسَلَهُ بِالْمِرْجَلِ وَهُوَ الْمِشْطُ (وَتَرَجَّلَ) فَعَلَ ذَلِكَ بِشَعْرِ نَفْسِهِ وَمِنْهُ حَتَّى فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ «وَنَهَى عَنْ التَّرَجُّلِ إلَّا غِبًّا» وَتَفْسِيرهُ بِنَزْعِ الْخُفِّ خَطَأٌ.
رجل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه دخل مَكَّة رِجْل من جرادٍ فَجعل غلْمَان مَكَّة يَأْخُذُونَ مِنْهُ فَقَالَ: أما إِنَّهُم لَو علمُوا لم يأخذوه. قَالَ حدّثنَاهُ هشيم قَالَ أخبرنَا أَبُو بشر عَن يُوسُف بْن مَاهك عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: رِجْل من جَراد الرِجْل: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة من الْجَرَاد خَاصَّة وَهَذَا جمع على غير لفظ الواحدومثله فِي كَلَامهم كثير وَهُوَ كَقَوْلِهِم لجَماعَة النعام: خِيط ولجماعة الظباء: إجْل ولجماعة الْبَقر: صِوار وللحَمِير: عانة قَالَ أَبُو النَّجْم يصف الحُمُر وتَطُاير الْحَصَى عَن حوافرها فَقَالَ: (الرجز)

كَأَنَّمَا المَعزاء مِن نِضالها ... رِجْلُ جَرادٍ طَار عَن خُذَّالها

وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه كره قتل الْجَرَاد فِي الْحرم لِأَنَّهُ كَانَ عِنْده من صيد البرّ وَقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَحُرِمَ عَلَيْكُم صَيْدُ الْبَرِّ مَا دمتم حرما} وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَذكر عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ: إِن ابْن أبي الْعَاصِ مَشى القُدَمِيّة وَإِن ابْن الزبير لَوَى ذَنَبه. قَالَ أَبُو عَمْرو: قَوْله: القُدَميَّة يَعْنِي التَّبَخْتُر
(رجل) - في الحَدِيث: "أَنَّه لَعَن المُتَرجِّلات من النِّساء" وفي رواية "الرجلة من النساء".
يعني اللَّائِى يَتَشبَّهن بالرِّجال في زِيَّهم، فأَمَّا في العِلْم والرَّأى فمَحمُود.
- كما رُوِى أَنّ عائِشةَ، رَضِىَ الله عنها: "كانت رَجُلَة الرَّأى".
- في حَدِيث العُرَنِيِّينَ: "فما تَرجَّل النَّهار حتى أُتِىَ بهم".
: أي ما ارتَفَع. يقال: تَرجَّلَتِ الضُّحَى: أي ارْتَفَع وقتُها، كما ارتَفَع الرَّجلُ عن الصِّبَا.
- في الحَدِيث: "الرِّجْل جُبَار".
يَعنِي ما أَصابَ الدَّابَّة برِجْلِها، وصاحِبُها راكِبٌ عليها أو يَقودُها فلا قَوَد فيه، ولا دِيَةَ. فإن كان يَسُوقُها سائِقٌ فما أَصابَت برِجْلِها فعَلَى السَّائِق دونَ القَائِد والرَّاكِب، فإن اجْتَمع معها رَاكِبٌ وسَائِق وَقائِدٌ، فما أصابَت بِيَدِها فَعَلَيْهم أَثلاثاً، وما أَصابَت برِجْلِها فعَلَى السَّائِق دُونَ غَيْره، وللفُقَهاء في هَذِه المَسْألة خِلاف.
- في الحَدِيثِ: "ولِصَدْرِه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَل".
قيل: المِرْجَل: ما يُطبَخ فيه الشَّىءُ من حِجارة أو حَدِيدٍ أو خَزَف, لأنه إذا نُصِب، كأنَّه أُقِيم على رِجْل.
- في الحَدِيث: "نَحَتَه بالمِرْجَل"
: أي المُشْط، والمِسْرَح أيضا. وهو رَجِلُ الشَّعْر، ورَجَلٌ شَعْرُه.
- في الحديث: "رِجْلٌ من جَرادٍ" .
: أي جَماعةٌ منها.
ر ج ل

هذا رجل أي كامل في الرجال بين الرجولية والرجولية. وهذا أرجل الرجلين. وهو راجل ورجلٌ بين الرجلة. وحملك الله عن الرجلة ومن الرجلة. وقوم رجّال ورجال ورجّالة ورجل ورجلي ورجالي وأراجيل. ورجل الرجل يرجل. وترجلوا في القتال: نزلوا عن دوابهم للمنازلة. ورآه فترجّل له. ورجل أرجل: عظيم الرجل، ورجل رجيل وذو رجلة: مشّاء. وبعير رجيل، وناقة رجيلة. ورجل رجلي: عدّاء. وقوم رجليون. وترجّلت في البئر: نزلت فيهــا على رجلي لم أدل فيهــا. وبئر صعبة الترجل والمترجل. وحرة رجلاء: يصعب المشي فيهــا. وفرس أرجل: أبيض إحدى الرجلين. وهو من رِجالات قريش: من أشرافهم. ونبتت الرِّجْلَة في الرّجلة أي البقلة الحمقاء في المسيل. ورجّل الشعر: سرّحه. وشعر رجل: بين السبوطة والجعودة. وارتجل الكلام.

ومن المجاز: كان ذلك على رجل فلان أي في عهده وحياته. وترجّلت الشمس: ارتفعت. وترجّل النهار. وفلان قائم على رجل إذا جدّ في أمر حزبه. وفلان لا يعرف يد القوس من رجلها أي سيتها العليا من السفلى. وبزّ عنه رجله أي سراويله. قال عمرو بن قميئة:

وقد بز عنه الرجل ظلماً ورمّلوا ... علاوته يوم العروبة بالدم

ورايت رجلاً من جراد: طائفة منه. وصر ناقته رجل الغراب وهو ضرب من الصر شديد. قال الكميت:

صرّ رجل الغراب ملكك في النا ... س على من أراد فيه الفجورا

أي منعهم من الفجور كما يمنع هذا الصر الفصيل من الرضاع.

رجل


رَجَلَ(n. ac. رَجْل)
a. Bound or tied the feet of (animal).
b. Allowed to suck its mother ( a young animal).
رَجِلَ(n. ac. رَجَل)
a. Went on foot, walked.
b. Had a white spot on one of its feet (
animal ).
c. Was left in liberty with its mother ( young
animal ).
رَجَّلَa. Encouraged, strengthened.
b. Combed out (hair).
أَرْجَلَa. Made to go on foot.
b. Granted a delay or respite to.

تَرَجَّلَa. Went on foot; got down, dismounted.
b. [Fī], Let himself down into (well).
c. Became a man; was like a man.
d. Advanced, wore on (day).
e. see II (b)
إِرْتَجَلَa. Seized, bound by the feet.
b. Extemporized, improvised.
c. [Fī], Followed ( his own judgment ).
d. Cooked in a caldron.

رَجْلa. see 5 (a)
رَجْلَىa. see 42
رِجْل
(pl.
أَرْجُل)
a. Foot; leg; hind leg.
b. Portion.
c. Time, epoch, period.
d. (pl.
أَرْجَاْل), Multitude, swarm.
رِجْلَةa. Vigorous walking; pedestrianism.
b. (pl.
رِجَل), Purslain.
رُجْلَةa. see 27yit & 2t
(a).
رَجَل
(pl.
رَجَاْلَى
أَرْجَاْل)
a. One having wavy, flowing hair.
b. see 5 (a) (b).
رَجِلa. Wavy, flowing (hair).
b. Allowed to suck freely ( young animal ).
c. see 21 (a)
رَجُل
(pl.
رِجَاْل)
a. Man; strong man.

مِرْجَل
(pl.
مَرَاْجِلُ)
a. Large cooking-pot, caldron.

رَاْجِل
(pl.
رَجْل
رِجَاْل
رَجَّاْلَة
رُجَّاْل
رُجْلَاْن)
a. Foot-passenger; pedestrian; wayfarer.
b. [ coll. ], Man.
رَجِيْل
(pl.
أَرْجِلَة
أَرَاْجِلُ
أَرَاْجِيْلُ)
a. see 21 (a)b. (pl.
رَجْلَى
رَجَاْلَى
رُجَاْلَى) Good walker.
رَجُوْلِيَّة
رُجُوْلَةa. see 27yit
رُجُوْلِيَّةa. Manhood; manliness, virility; strength;
endurance.

رَجْلَاْنُa. see 21 (a)
رَجْلَآءُa. Whitc-footed (animal).
b. Hard, strong (ground).
N. P.
إِرْتَجَلَa. Extempore, extemporaneous, improvised.

N. Ac.
إِرْتَجَلَa. Improvisation.

رِجْل البَحْر
a. Gulf, bay.
رجل
الرَّجُلُ: مختصّ بالذّكر من الناس، ولذلك قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا
[الأنعام/ 9] ، ويقال رَجْلَةٌ للمرأة: إذا كانت متشبّهة بالرّجل في بعض أحوالها، قال الشاعر:
لم يبالوا حرمة الرّجلة
ورجل بيّن الرُّجُولَةِ والرُّجُولِيَّةِ، وقوله: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى
[يس/ 20] ، وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
[غافر/ 28] ، فالأولى به الرّجوليّة والجلادة، وقوله:
أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ [غافر/ 28] ، وفلان أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ. والرِّجْلُ: العضو المخصوص بأكثر الحيوان، قال تعالى:
وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ
[المائدة/ 6] ، واشتقّ من الرِّجْلِ رَجِلٌ ورَاجِلٌ للماشي بالرِّجْل، ورَاجِلٌ بيّن الرُّجْلَةِ ، فجمع الرَّاجِلُ رَجَّالَةٌ ورَجْلٌ، نحو: ركب، ورِجَالٌ نحو: ركاب لجمع الرّاكب. ويقال: رَجُلٌ رَاجِلٌ، أي: قويّ على المشي، جمعه رِجَالٌ، نحو قوله تعالى:
فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً [البقرة/ 239] ، وكذا رَجِيٌل ورَجْلَةٌ ، وحرّة رَجْلَاءُ: ضابطة للأرجل بصعوبتها، والْأَرْجُلُ: الأبيض الرِّجل من الفرس، والعظيم الرّجل، ورَجَلْتُ الشاةَ:
علّقتها بالرّجل، واستعير الرِّجْلَ للقطعة من الجراد، ولزمان الإنسان، يقال: كان ذلك على رِجْلِ فلان، كقولك: على رأس فلان، ولمسيل الماء ، الواحدة رِجْلَةٌ وتسميته بذلك كتسميته بالمذانب . والرِّجْلَةُ: البقلة الحمقاء، لكونها نابتة في موضع القدم. وارْتَجَلَ الكلام: أورده قائما من غير تدبّر، وارْتَجَلَ الفرس في عدوه ، وتَرَجَّلَ الرّجل: نزل عن دابّته، وتَرَجَّلَ في البئر تشبيها بذلك، وتَرَجَّلَ النهار: انحطّت الشمس عن الحيطان، كأنها تَرَجَّلَتْ، ورَجَّلَ شعره، كأنّه أنزله إلى حيث الرّجل، والْمِرْجَلُ: القدر المنصوبة، وأَرْجَلْتُ الفصيل: أرسلته مع أمّه، كأنما جعلت له بذلك رِجْلًا.
ر ج ل: (الرِّجْلُ) وَاحِدَةُ (الْأَرْجُلِ) . وَ (الرِّجْلَةُ) بَقْلَةٌ تُسَمَّى الْحَمْقَاءَ لِأَنَّهَا لَا تَنْبُتُ إِلَّا فِي مَسِيلٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هُوَ أَحْمَقُ مِنْ رِجْلَةٍ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: مِنْ رِجْلِهِ بِالْإِضَافَةِ. وَ (الْأَرْجَلُ) مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي فِي إِحْدَى رِجْلَيْهِ بَيَاضٌ وَيُكْرَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ بِهِ وَضَحٌ غَيْرُهُ. وَالْأَرْجَلُ أَيْضًا مِنَ النَّاسِ الْعَظِيمُ الرِّجْلِ. وَ (الْمِرْجَلُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ قِدْرٌ مِنْ نُحَاسٍ. وَ (الرَّاجِلُ) ضِدُّ الْفَارِسِ وَالْجَمْعُ (رَجْلٌ) كَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَ (رَجَّالَةٌ) وَ (رُجَّالٌ) بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ فِيهِــمَا. وَ (الرَّجْلَانُ) أَيْضًا الرَّاجِلُ وَالْجَمْعُ (رَجْلَى) وَ (رِجَالٌ) مِثْلُ عَجْلَانَ وَعَجْلَى وَعِجَالٍ. وَامْرَأَةٌ (رَجْلَى) مِثْلُ عَجْلَى وَنِسْوَةٌ (رِجَالٌ) مِثْلُ عِجَالٍ. وَ (الرَّجُلُ) ضِدُّ الْمَرْأَةِ وَالْجَمْعُ (رِجَالٌ) وَ (رِجَالَاتٌ) مِثْلُ جِمَالٍ وَجِمَالَاتٍ وَ (أَرَاجِلُ) وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: (رَجُلَةٌ) . وَيُقَالُ: كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا رَجُلَةَ الرَّأْيِ. وَتَصْغِيرُ الرَّجُلِ (رُجَيْلٌ) وَ (رُوَيْجِلٌ) أَيْضًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ تَصْغِيرُ رَاجِلٍ. وَ (الرُّجْلَةُ) بِالضَّمِّ مَصْدَرُ الرَّجُلِ وَ (الرَّاجِلِ) وَ (الْأَرْجَلِ) يُقَالُ: رَجُلٌ بَيِّنُ (الرُّجْلَةِ) وَ (الرُّجُولَةِ) وَ (الرُّجُولِيَّةِ) . وَ (رَاجِلٌ) جَيِّدُ (الرُّجْلَةِ) . وَفُرْسٌ (أَرْجَلُ) بَيِّنُ (الرَّجَلِ) وَ (الرُّجْلَةِ) . وَشَعْرٌ (رَجَلٌ) وَ (رَجِلٌ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا لَيْسَ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ وَلَا سَبْطًا تَقُولُ مِنْهُ: (رَجَّلَ) شَعَرَهُ (تَرْجِيلًا) . قُلْتُ: (تَرْجِيلُ) الشَّعْرِ تَجْعِيدُهُ وَتَرْجِيلُهُ أَيْضًا إِرْسَالُهُ بِمُشْطِهِ. وَ (ارْتِجَالُ) الْخُطْبَةِ وَالشِّعْرِ ابْتِدَاؤُهُمَا مِنْ غَيْرِ تَهْيِئَةٍ قَبْلَ ذَلِكَ. وَ (تَرَجَّلَ) مَشَى رَاجِلًا. 
رجل: رَجُلٌ وَجْلٌ. ورَجُلٌ رَجُلٌ: كامِلٌ. ورَجُلٌ بَيِّنُ الرَّجْلِ. وهذا رَجُلٌ وهذه رَجُلٌة؛ للمَرْأَةِ. وهذا أرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ: أي فيه رَجُلِيَّةٌ لَيْسَتْ في الآخَرِ. وتَصْغِيرُ رَجُلٍ: رُوَيْجِلٌ ورُجَيْلٌ، وتَصْغِيرُ الرِّجَالِ: رُجَيّالٌ ورُجَيْلُونَ. والرَّجْلُ: خِلافُ اليَدِ وكان ذاك على رجل فلان: أي في عهده. ورَجِلَ من رجْلِه: أي أصَابَه فيهــا ما يَكْرَهُ. ورَجُلٌ رَجَلِيٌّ: يُغِيْرُ على رِجْلَيْهِ لخُبْثِه وقُوَّتِه. ورَجَّلَتْ هذه الدابَّةُ قَوَائِمَها: أي صَيَّرَتْها رَجِيْلَةً قَوِيَّةً. ويُقال للسَّرَاوِيْلِ: الرَّجْلُ. وبُزَّ عنه رِجْلَه. والرَّجْلُ: جَماعَةُ الرّاجِلِ؛ كالَّركْبِ. وهُمُ الرَّجّالَةُ والرُّجّالُ والرَّجْلَةُ، والرَّجْلاَنُ والرَّجِلُ والأرْجَالُ. وهو رَجِلٌ؛ وهي رَجِلَةٌ: أي راجِلَةٌ. وقَوْلُه: فَسِيْقَتْ نِسائي اليكم رِجَالا. أي رَوَاجِلَ. ورَجُلٌ رَجِيْلٌ: مَشّاءٌ. وارْتَجَلَ الرَّجُلُ: رَكِبَ رِجْلَيْه. وارْتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ من الأمْرِ: أي ارْكَبْ ما رَكِبْتَ منه. وارْتَجَلَ الزَّنْدَ: أخَذَه تَحْتَ رِجْلِه. وتَرَجَّلَ القَوْمُ في الحَرْبِ. وحَمَلْتُه عن الرُّجْلَةِ ومن الرَّجْلَةِ. والرَّجْلَةُ: مَصْدَرُ الأرْجَلِ من الدَّوَابِّ؛ وهو الذي بإِحْدَى رِجْلَيْه بَيَاضٌ، وكذلك التَّرْجِيْلُ. وقَوْمٌ رُجَالى: إذا مَشَوْا رُجّالاً. والرُّجْلُ: الرُّجْلَةُ. والأرَاجِيْلُ: الصَّيّادُوْنَ. والرِّجْلَةُ: مَنْبِتُ العَرْفَجِ الكَثِيرِ في رَوْضَةٍ وَاحِدَةٍ. والتَّراجِيْلُ: اسْمٌ سَوَادِيٌّ تُسَمِّيه العَجَمُ الكَرَفْسَ. ورِجْلُ القَوْسِ: سِيَتُها السُّفْلَى. وهو قائمٌ على رِجْلٍ: إذا أجَدَّ في أمْرٍ حَزبَه. والقَطِيْعُ من الجَرَادِ ونَحْوَه من الخَلْقِ: رِجْلٌ. والرَّجْلَةُ: جَمَاعَةٌ من الوَحْشِ. وبَقْلَةُ الحَمْقَاءِ، ويقولونَ: " أحْمَقُ من رِجْلَةٍ " لآنَّها تَنْبُتُ في الرِّجْلِ يَعْني مَسَائلَ الماءِ. والرُّجْلَةُ: نَجَابَةُ الرَّجِيْلِ من الدَّوابِّ: وهي الصَّبُورُ على طُوْلِ السَّيْرِ. وناقَةٌ رَجِيْلَةٌُ وحِمَارٌ رَجِيْلٌ. ورَجَّلَتْها قَوائمُها: أي صَيَّرَتْها رَجِيْلَةً. وتَرَجَّلَ النَّهارُ: ارْتَفَعَ. وشَعرٌ مُرَجَّلٌ: مُسَرَّحٌ. وثَوْبٌ مُرَجَّلٌ: مُوَشّىً. وقَوْمٌ أرْجَالٌ: إذا كانَ كُلُّ واحِدٍ منهم رَجِلَ الشِّعر. وارْتَجَلَ الرَّأيَ والكَلامَ. والرَّجِيْلُ: الكلامُ المُرْتَجَلُ. وإذا خَلَطَ الفَرَسُ العَنَقَ بالهَمْلَجَةِ قيل: ارْتَجَلَ ارْتِجالاً. وحَرَّةُ رَجْلاَءُ: وهي المُسْتَوِيَةُ بالأرْضِ الكَيِيرةُ الحِجَارَةِ لا يُجَاوِزُهَا الراكِبُ حَتّى يَتَرَّجلَ. وَمَكَانٌ رَجِيْلٌ: صُلْبٌ. والإِرْجَالُ: أنْ يُتْرَكَ الوَلَدُ مَعَ الأُمِّ تُرَبِّيْه ويَرْضَعُها مَتى شَاءَ، أرْجَلْتُ المُهْرَ أُرْجِلُه، والاسْمُ: الرَّجَلُ: وقد رَجَلَ أُمَّه يَرْجُلُها رَجْلاً: إذا رَضِعَها. وإذا نَزا عليها التَّيْسُ فقد رَجَلَها. ويُسْتَعْمَلُ في الخَيْلِ أيضاً، يُقال: فَرَسٌ رَجَلٌ: أي مُرْسَلٌ على الخَيْلِ، وخَيْلٌ رَجَلٌ. وهذه ناقَةٌ راجِلٌ على وَلَدِها: أي ليستْ بمَصْرُوْرَةٍ، والجَميعُ رُجَّلٌ، وقد رَجَلَتْ تَرْجُلُ رُجُوْلاً، وأرْجَلْتُها أنا. والرَّجُلُ مُتَرَجِّلٌ. وتَرْجِيْلُ الحَوْضِ: نَصَائُبُه وإيْثَاقُه. وأصْلُه في شَدِّ رِجْلِ الحِصَانِ وأيثاقِه. والتَّرْجِيْلُ: أنْ تُسْلَخَ أحْدى رِجْلَي الشاةِ وتُتْرَكَ الرِّجْلُ الأُخْرى بِفَخِذِها وساقِها. وسقَاءٌ مُرَجَّلٌ. والمَرْجُوْلُ: الذي يُسْلَخُ من قِبَلِ رِجْلَيْهِ إلى رَأسِهِ. والمُرَجَّلَةُ والرَّجْلاءُ من الشاءِ: التي ابْيَضَّتْ إحْدَى رِجْلَيْها من رُسْغِها الى عُرْقُوبِها. والمُرْتَجِلُ: الذي يَجْمَعُ رِجْلاً من الجَرَادِ أي جَمَاعَةٌ منه. والذي يَقْدَحُ النارَ. ويُقال: رِجْلٌ من جَرَادٍ ورِجْلَةٌ. ويُقال للكَلامِ القَبيحِ: مَرْجَلٌ؛ تَشْبِيْهاً. وحَرَّةُ راجِلٍ: بَيْنَ السَّرِّ ومَشَارِيْفِ حَوْرَانَ. وراجِلٌ: وادٍ يَنْحَدِرُ من هُناك. والرُّجْلُ والرُّجْلَةُ: لمَصْدَرِ الرّاجِلِ.
[رجل] نه فيه: فهي عن "الترجل" إلا غبا، الترجل والترجيل تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، كأنه كره كثرة التنعم والترفه، والمرجل والمسرح المشط، ويتم في مشط. وفيه: كان شعره صلى الله عليه وسلم "رجلا" أي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما. ك شعر"رجل" بكسر جيم، وقيل:زمانه، يقال: كان ذلك على رجله، أي في حياته. وفيه: اشترى "رجل" سراويل، هذا كما يقال: اشترى زوج خف وزوج نعل، وإنما هما زوجان، يريد رجلي سراويل لأن السراويل من لباس الرجلين، وبعضهم يسمى السراويل رجلًا. وفيه: "الرجل" جُبار، أي ما أصاب الدابة برجلها فلا قود على صاحبها، واختلف الفقيه فيه على حالة الركوب عليها وقودها وسوقها. وفي ح الجلوس في الصلاة: إنه لجفاء "بالرجل" أي بالمصلى نفسه، ويروى بكسر الراء وسكون الجيم يريد جلوسه على رجليه في الصالة. وفيه: فإن اشتد الخوف صلوا "رجالًا" وركبانًا، هو جمع راجل أي ماش. ك: وفيه على "الرجالة" يوم أحد، بفتح راء وتشديد جيم جمع راجل خلاف الفارس. ط: حتى يضع الله "رجله" وروى: قدمه، هو من المتشابه، ويأول الرجل بالجماعة والقدم بالأعمال المتقدمة، ويتم في ق. نه: وفي شعر كعب:
ولا يمشي بواديه الأراجيل
هم الرجالة وكأنه جمع الجمع، وقيل: أراد الرجال وهو جمع الجمع أيضًا. وحرة "رجلي" في ديار جذام بوزن دفلي. در: وكان إبليس ثنى "رجلًا" معناه اتكل ومال طمعًا في أن يرحم ويعتق من النار. ك: غمزني فقبضت "رجلي" بفتح لام وشدة ياء للتثنية، وروى بكسر لام بالإفراد، فبسطتهما بالإفراد والتثنية، واستدل به على عدم نقض الوضوء باللمس، وأجيب باحتمال الحائل من ثوب ونحوه، أو بالخصوصية، ورد بأنه دعوى بلا دليل. وفيه: من توكل ما بين لحييه و"رجليه" أي اللسان والفرج. زر: إنها تنفي "الرجال" بالراء وروى بالدال. ك: أي تنفي شرار الرجال واخبائهم أي تظهره وتميزه بقرينة المشبه به. وفيه: لأنصر هذا "الرجل" أي عليًا يوم جمل. وكذا بين عباس و"رجل" أخر، ولم تسم عليا لأنه لم يلازم إلى المسجد بل كان [على] تارة وأسامة أخرى والعباس كان ملازمًارجل. ن: يغلى "المرجل" بكسر ميم وفتح جيم قدر معروف من حديد أو نحاس أو حجارة أو خزف، وقيل من نحاس فقط، ويتم في م.
رجل
رجَلَ يرجُل، رَجْلاً، فهو راجل، والمفعول مَرْجول
• رجَل فلانٌ فلانًا: أصابَ رِجْلَه، وهي عضو الجسم من أصل الفخذ إلى القدم. 

رجِلَ يَرجَل، رَجَلاً، فهو راجِل
• رجِل المسافرُ: مشى على قدميه. 

أرجلَ يُرجل، إرجالاً، فهو مُرجِل، والمفعول مُرجَلٌ (للمتعدِّي)
• أرجلت المرأةُ: ولدت ذكرًا.
• أرجل فلانًا:
1 - جعله يمشي على قدميه "أرجله وأبى أن يصحبه في سيّارته".
2 - أمهله "أرجل المطلَّقة حتَّى تنقضي عِدَّتُها- أرجله في تسديد الديون". 

ارتجلَ يرتجل، ارتجالاً، فهو مُرتجِل، والمفعول مُرتجَلٌ (للمتعدِّي)
• ارتجل الشَّخصُ: رجِلَ؛ سار على قدميه "ارتجل المسافرُ/ الحجيجُ".
• ارتجل المُتكلِّمُ الحديثَ: أتى به دون إعداد سابق، ابتدعه بلا رويَّة "ارتجل خطابًا/ لحنًا موسيقيًّا/ قصيدةً". 

استرجلَ يسترجل، استرجالاً، فهو مسترجِل
• استرجلتِ المرأةُ: تشبَّهت بالرَّجل "امرأة مسترجلة". 

ترجَّلَ يترجَّل، ترجُّلاً، فهو مُترجِّل
• ترجَّل المسافرُ: رجِلَ؛ مشى على قدميه "ترجَّل الحجيجُ".
• ترجَّل الرَّاكبُ: نزل عن رَكوبته ومشى على قدميه "ترجَّل عن حصانه/ سيارته" ° رآه فترجَّل له: نزل عن دابَّته احترامًا له.
• ترجَّلتِ المرأةُ: استرجلت؛ تشبَّهت بالرجل "لَعَنَ اللهُ الْمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ [حديث] ". 

تمرجَلَ يتمرجَل، تمرجُلاً، فهو مُتَمَرجِل (انظر: م ر ج ل - تمرجَلَ). 

رجَّلَ يُرجِّل، ترجيلاً، فهو مُرجِّل، والمفعول مُرجَّل
• رجَّل شعرَه: سوّاه وزيّنه وسرّحه. 

مرجَلَ يمرجِل، مَرْجَلةً، فهو مُمرجِل، والمفعول مُمرجَل (انظر: م ر ج ل - مرجَلَ). 

ارتجال [مفرد]:
1 - مصدر ارتجلَ.
2 - (لغ) اختراع، كأن يصدر عن المتكلم كلمة جديدة في معناها أو في صورتها، وقد يقصد به الاشتقاق الذي يولِّد لنا صيغة من مادَّة معروفة وعلى نسق صيغ مألوفة في موادّ أخرى. 

ارتجاليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ارتجال: بدون دراسة أو إعداد "مشروع ارتجاليّ- كلام ارتجاليّ". 

ارتجاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ارتجال: "قرارات/ إجراءات/ مواقف ارتجاليّة- خُطَب/ مرافعات ارتجاليّة".
2 - مصدر صناعيّ من ارتجال: حالة من التلقائيّة أو العشوائيّة أو العفويَّة يصدر عنها العمل أو القول "لعب الفريق مباراته بارتجاليّة لعدم وجود خطّة- عليها أن تتحمَّل مسئولية الارتجاليّة في قراراتها". 

راجِل [مفرد]: ج رِجال ورُجَّال ورَجَّالة ورَجْل:
1 - اسم فاعل من رجَلَ ورجِلَ.
2 - الماشي على قدميه، خلافُ الفارس "جاءت الخيّالة والرجَّالة- {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا} " ° أتَى بخيله ورَجْله: بفرسانه ومشاته. 

رِجاليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رِجال: خاصّ بالرجل، عكسه حريميّ أو نسائيّ "قميص رجاليّ- عِطر/ صوت رجاليّ". 

رَجْل1 [مفرد]: مصدر رجَلَ. 

رَجْل2 [جمع]: مف راجِل: ماشٍ على قدميه " {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ} [ق] ". 

رَجَل [مفرد]: مصدر رجِلَ. 

رَجُل [مفرد]: ج رِجال، جج رِجالات، مؤ امرأة:
1 - ذكرٌ بالغ من بني آدم، عكسه امرأة "وإنما رَجُل الدنيا وواحدها ... من لا يعوِّل في الدنيا على رَجُلِ- لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ [حديث]- {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} " ° الرَّجل الثَّاني: مَنْ في منصب مهمّ كنائب الرئيس أو مساعد العميد- رجالات القوم: أشرافهم وأعيانهم- رجال الحديث: رواته الذين ذُكرت أسماؤهم في أسانيد الحديث- رَجُل أعمال: من يتعاطى الأمور التّجاريَّة والماليَّة- رَجُل الإسعاف: الفرد في جهاز الإسعاف- رَجُل البوليس: الشُّرطيّ- رَجُل الدِّين: عالم الدين، المتخصِّص في الدِّراسات الدِّينيّة- رَجُل السَّاعة: إنسان مشهور تتناقل أخباره وسائل الإعلام- رَجُل الشَّارع: المواطن العادي، العاميّ- رَجُل الفضاء: رجل من رجال الطيران مدرَّب على الانطلاق إلى الفضاء الخارجي في مركبة فضائيَّة- رَجُل المطافئ: الفرد في جهاز الإطفاء- رَجُلُ عَمَل: مِقدام يقرن القول بالفعل- كبار رجال الدولة: الأشراف والرؤساء.
2 - كامل الرجُوليَّة (كمال الصّفات المميِّزة للذكر البالغ من بني آدم) "هذا أرجلُ الرَّجُلين: أكملهما- المطامح الكبرى تصنع رجالاً عظامًا- لكلّ زمانٍ دولة ورجال- إن الرِّجال وإن راعتك كثرتهم ... إذا خبرتَهم لم تُلفِ من رجلِ" ° الرَّجُل القويّ: رجل سياسيّ يمارس القيادة والسلطة بالقوة- تعاطى ما ليس من رجاله: اشتغل بما ليس من اختصاصه- رَجُل دَوْلة: قائد سياسيّ يُرى أنه يعمل للصالح العام بلا أهداف شخصيَّة.
3 - مطلق الإنسان " {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} ". 

رِجْل [مفرد]: ج أَرجُل: (شر) عضو في الجسم؛ من أصل الفخذِ إلى القدم "باعَد بين رجليه- رباعيّ الأرجل- {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} " ° أكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم: جاءهم الخير من كلِّ مكان- انقطعت الرِّجْلُ: خلا الطريقُ من المارَّة- خُلُوّ الرِّجْل: مبلغ يدفع لمستأجر عقار أو مالكه ليسلِّمه خاليًا- رِجْل في الدُّنيا ورِجْل في الآخرة: كناية عن كبر السِنّ- قائمٌ على رِجْلٍ: مشغول بأمر، مهموم به- كان ذلك على رِجْل فلان: على عَهْده وفي زمانه- لا تمشِ برجْلِ مَن أبَى [مثل]: لا تستعن بمن لا يهتم بأمرك- لا يعرف يد الشّيء من رجله: جاهل بالأمور- هدأت الرِّجلُ والعَيْن: نام النّاسُ وسكنت حركتهم- يُقدِّم رِجْلاً ويؤخِّر أخْرى: يتردَّد في أمره بين

الإقدام عليه والإحجام عنه- يمدّ رجليه على قدر لحافه: يتصرّف في حدود قدرته وحَسب إمكاناته.
• رجل كاذبة: (حن) امتداد بروتوبلازميّ مؤقَّت يفيض من جسم الأميبا وأشباهها من وحيدات الخلية، يستخدم في الحركة والابتلاع.
• رِجْل الذِّئب: (نت) نوع من النباتات الأنبوبيّة التي تشبه الطحالب، وتُنتج عن طريق الأبواغ.
• رجل الأسد: (نت) نبات عشبيّ مُعَمَّر من الفصيلة الورديّة ينبت في المروج، ويُستعمل ورقه في الطبّ.
• كثير الأرجل: (نت) نبات من السرخسيّات يتَّسم بسيقانه المتسلّقة. 

رَجْلانُ/ رَجْلانٌ [مفرد]: ج رِجال/ رجلانون ورَجْلَى/ رجلانون، مؤ رَجْلَى/ رجلانة، ج مؤ رَجالَى/ رجلانات ورُجَالى/ رجلانات: راجلٌ: ماشٍ على رِجْليه. 

رَجُلَة [مفرد]: ج رَجَلات ورَجْلات: امرأة تشبه الرِّجال في الرأي والمعرفة. 

رِجْلَة [جمع]: ج رِجلات ورِجَل: (نت) بَقْلةٌ حمقاء، وهي بَقْلَة سنويّة عشبيّة لها بُذورٌ دِقاقٌ يؤكل ورقُها مطبوخًا ونيئًا ° هو أحمقُ من رِجْلة. 

رُجولة [مفرد]: كمال الصِّفات المميِّزة للذَّكر البالغ من بني آدم "يفتقر إلى الرُّجولة- سنّ الرُّجولة" ° نُعَرَة الرُّجولة: شعور مبالغ فيه بالصّفات الرجوليّة ويشدَّد فيه على بعض الخواصّ كالشجاعة والقوّة والسيطرة على النساء. 

رُجوليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى رُجولة: "صفات/ تصرفات رجوليّة".
2 - مصدر صناعيّ من رُجولة: كمال الصِّفات المميِّزة للذَّكر البالغ من بني آدم "تمتَّع بالرجوليّة". 

مُرْتَجَلَة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول ارتجلَ.
• مسرحيَّة مرتجلة: (دب) مسرحية قصيرة تتميز بالأناقة والحوار الخفيف البليغ، الغرض منها التسلية والترفيه في وسط أرستقراطي مرح.
• قصيدة مرتجلة: (دب) قصيدة قصيرة يرتجلها ناظمها في مناسبة من المناسبات، ويغلب عليها السمة الاجتماعية والتكلُّف. 

مُرجَّل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من رجَّلَ.
2 - ماوُضعت فيه أو عليه صورُ الرِّجال "جِلْدٌ/ محِلّ/ ثوبٌ مُرجَّل". 

مِرجَل [مفرد]: ج مَراجِلُ:
1 - قِدرٌ من طين أو نحاس يُغلى فيه الماء "مِرْجلٌ من طين- جاء يغلي من الغضب كالمِرْجَل" ° جاشت مراجِلُه: اشتدّ غضبُه.
2 - جهاز تتمّ به عمليّة تولّد البخار من الماء أو من غيره "مِرْجل بخاريّ".
3 - مِشْط. 
(ر ج ل)

الرَّجل: الذّكر من نوع الْإِنْسَان.

وَقيل: إِنَّمَا يكون رَجُلا فَوق الْغُلَام، وَذَلِكَ إِذا احْتَلَمَ وشب.

وَقيل: هُوَ رجل سَاعَة تلده أمه إِلَى مَا بعد ذَلِك.

وتصغيره: رُجَيْل، ورُوَيجل على غير قِيَاس، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ. وَالْجمع: رِجَال، وَفِي التَّنْزِيل: (واسْتشْهدُوا شهيدين من رجالكم) أَرَادَ: من أهل ملتكم.

ورجالات: جمع الْجمع.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يكسر على بِنَاء من أبنية أدنى الْعدَد، يَعْنِي أَنهم لم يَقُولُوا: أرجال. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: ثَلَاثَة رَجْلة، جَعَلُوهُ بَدَلا من أرجال، وَنَظِيره ثَلَاثَة أَشْيَاء، جعلُوا لفعاء بَدَلا من أَفعَال.

وَحكى أَبُو زيد فِي جمعه: رَجِلة، وَهُوَ أَيْضا اسْم للْجمع؛ لِأَن فَعِلة لَيست من أبنية الجموع.

وَذهب أَبُو الْعَبَّاس إِلَى أَن رَجْلة مخفف عَنهُ.

ابْن جني: وَيُقَال لَهُم: المَرْجَل.

وَالْأُنْثَى: رَجُلة، قَالَ: خرَّقوا جَيْب فَتَاتهمْ ... لم يبالوا حُرْمَة الرَّجُلهْ

عَنى بجيبها هَنَها.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: أَن أَبَا زيد الْكلابِي قَالَ فِي حَدِيث لَهُ مَعَ امْرَأَته: فتهايج الرّجلَانِ، يَعْنِي نَفسه وَامْرَأَته، كَأَنَّهُ أَرَادَ: فتهايج الرجلُ والرَّجُلة، فغلب الْمُذكر.

وترجَّلت الْمَرْأَة: صَارَت كَالرّجلِ. وَقد يكون الرجل صفة، يَعْنِي بذلك الشدَّة والكمال.

وعَلى ذَلِك أجَاز سِيبَوَيْهٍ الْجَرّ فِي قَوْلهم: مَرَرْت بِرَجُل رجلٍ أَبوهُ، وَالْأَكْثَر الرّفْع. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: إِذا قلت: هَذَا الرجل فقد يجوز أَن تَعْنِي كَمَاله، وَأَن تُرِيدُ كل رجل تكلم وَمَشى على رجلَيْنِ فَهُوَ رجل لَا تُرِيدُ غير ذَلِك الْمَعْنى، ذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن معنى قَوْلك: هَذَا زيد: هَذَا الرجل الَّذِي من شَأْنه كَذَا، وَلذَلِك قَالَ فِي مَوضِع آخر حِين ذكر الصَّعق وَابْن كرَاع: وَلَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلَة زيد وَعَمْرو من قبل أَن هَذِه أَعْلَام جمعت مَا ذكرنَا من التَّطْوِيل فحذفوا، وَلذَلِك قَالَ الْفَارِسِي: إِن التَّسْمِيَة اخْتِصَار جملَة أَو جمل.

وَرجل بيِّن الرُّجُولة، والرُّجْلَة، والرُّجْلِيَّة، والرُّجُولِيَّة، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَهِي من المصادر الَّتِي لَا أَفعَال لَهَا.

وَهَذَا أرْجَلُ الرَّجُلين: أَي أشدهما، وَأرَاهُ من بَاب أحنك الشاتين: أَي أَنه لَا فعل لَهُ وَإِنَّمَا جَاءَ فعل التَّعَجُّب من غير فعل.

وَحكى الْفَارِسِي: امْرَأَة مُرْجِل: تَلد الرِّجَال، وَإِنَّمَا الْمَشْهُور مُذَكّر.

وَقَالُوا: مَا ادري أَي ولد الرجل هُوَ: يَعْنِي آدم عَلَيْهِ السَّلَام. وبُرْد مُرَجّل: فِيهِ صور كصور الرِّجَال.

والرَّجْل: قدم لإِنْسَان وَغَيره، أُنْثَى.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: والرِّجْل من أصل الْفَخْذ إِلَى الْقدَم، أُنْثَى.

وَقَوْلهمْ: لَا يرحل رحلك من لَيْسَ مَعَك، وَقَوله:

وَلَا يدْرك الْحَاجَات من حَيْثُ تُبْتَغَي ... من النَّاس إِلَّا المصبحون على رِجْل

يَقُول: إِنَّمَا يَقْضِيهَا المشمرون الْقيام، لَا المتزمِّلون النيام، فَأَما قَوْله:

أرَتْنِيَ حِجْلا على سَاقهَا ... فهَشَّ الفؤادُ لذاك الحِجِلْ

فَقلت وَلم أُخْفِ عَن صَاحِبي ... أَلا بِي أَنا أصل تِلْكَ الرّجِلْ

فَإِنَّهُ أَرَادَ: الرِّجْل والحِجْل، فَألْقى حَرَكَة اللَّام على الْجِيم، وَلَيْسَ هَذَا وضعا لِأَن فعلا لم يَأْتِ إِلَّا فِي قَوْلهم: إبل وإطل، وَقد تقدم.

وَالْجمع: أرْجُل، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا نعلمهُ كسر على غير ذَلِك.

قَالَ ابْن جني: استغنوا فِيهِ بِجمع الْقلَّة عَن جمع الْكَثْرَة، وَقَوله تَعَالَى: (ولَا يَضْرِبْنَ بأرجلهنَّ ليُعْلَم مَا يخفين من زِينتهنَّ) قَالَ الزجَّاج: كَانَت الْمَرْأَة رُبمَا اجتازت وَفِي رِجلها الخلخال، وَرُبمَا كَانَ فِيهِ الجلاجل فَإِذا ضربت برجلها علم أَنَّهَا ذَات خلخال وزينة، فَنهى عَنهُ لما فِيهِ من تَحْرِيك الشَّهْوَة، كَمَا امرن أَلا يبدين ذَلِك لِأَن إسماع صَوته بِمَنْزِلَة إبدائه.

وَرجل أرجل: عَظِيم الرِّجْل، وَقد رَجِل.

ورجَله يَرْجُله رَجْلا: أصَاب رِجله.

ورُجِل رَجْلا: شكا رِجْله.

وَحكى الْفَارِسِي رَجِل فِي هَذَا الْمَعْنى.

والرُّجْلة: أَن يشكو رِجْله.

ورجِل الرجُل رَجَلا، فَهُوَ راجل، ورَجُلٌ ورجِلٌ، ورَجِيل، ورَجْلٌ، ورَجْلان، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، إِذا لم يكن لَهُ ظهر فِي سفر يركبه، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

عليَّ إِذا لاقيتُ ليلَى بخلْوة ... أَن ازدار بيتَ الله رَجْلان حافِيا

وَالْجمع: رِجَال، ورَجَّالة، ورُجَّال، ورَجَالي، ورُجَالي، ورُجْلان، ورَجْلة، ورِجْلة، وأرْجِلة، وأراجِل، وأراجِيل، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أهمَّ بنية صَيْفُهم وشِتاؤهم ... فَقَالُوا تَعَدَّ واغْزُ وَسْط الأراجِل

قَالَ ابْن جني: الأراجل جمع الرَّجَّالة على الْمَعْنى لَا على اللَّفْظ فَيجوز أَن يكون أراجل: جمع أرْجِلة، وأرجِلة: جمع رِجَال، ورِجَال: جمع راجل كصاحب وصِحاب، فقد اجاز أَبُو الْحسن فِي قَوْله:

فِي لَيْلَة من جُمادَى ذَات أندية

أَن يكون كسر نَدىً على نِدَاء، كجمل وجمال ثمَّ كسر نِدَاء على أندية رِدَاء وأردية، فَكَذَلِك يكون هَذَا.

والرَّجْل: اسْم للْجمع عِنْد سِيبَوَيْهٍ، وَجمع عِنْد أبي الْحسن. وَرجح الْفَارِسِي قَول سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ: لَو كَانَ جمعا ثمَّ صغر لرد إِلَى واحده ثمَّ جمع وَنحن نجده مُصَغرًا على لَفظه، وَأنْشد:

بَنَيته بعُصْبَة من ماليا

أخْشَى رُكيبا ورُجيلا عادِيا وَأنْشد:

وَأَيْنَ رُكَيب واضعون رحالَهم ... إِلَى أهل بَيت من مَقَامة أهْوَدَا

ويروى: " من بيُوت بأسْودا ".

وَالْعرب تَقول فِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: مَا لَهُ رَجِلَ: أَي عدم المركوب فَبَقيَ رَاجِلا.

وَحكى اللحياني: لَا تفعل كَذَا وَكَذَا أمك راجل، وَلم يفسره إِلَّا أَنه قَالَ قبل هَذَا: أمك هابل وثاكل وَقَالَ بعد ذَا: أمك عَقْرَى وخَمْشَى وحَيْرَى فدلنا ذَلِك بمجموعة أَنه يُرِيد الْحزن والثكل.

والرُّجْلة: الْمَشْي رَاجِلا.

والرَّجْلة، والرِّجْلة: شدَّة الْمَشْي، حَكَاهُمَا أَبُو زيد.

وحَرَّة رَجْلاء: لَا يُسْتَطَاع الْمَشْي فِيهَــا لخشونتها وصعوبتها، حَتَّى يترجَّل فِيهَــا.

وترجَّل الرجُل: ركب رِجْليه.

وترجَّل الزَّنْد، وارتجله: وَضعه تَحت رِجْليه.

ورَجَل الشَّاة، وارتجلها: عَقَلها برِجْليه. ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلا، وارتجلها: علَّقها برِجْلَيها.

والمُرَجَّل من الزقاق: الَّذِي يسلخ من رجل وَاحِدَة.

وَقيل: الَّذِي يُسْلَخ من قبل رِجْله.

والرُّجْلة، والتَّرْجيل: بَيَاض فِي إِحْدَى رِجْلي الدَّابَّة.

رَجِل رَجَلا، وَهُوَ أرجل، وَالْأُنْثَى: رَجْلاء.

ونعجة رَجْلاء: ابيضَّت رِجلاها مَعَ الخاصرتين وسائرها أسود.

ورَجَّلت الْمَرْأَة وَلَدهَا: خرجت رِجْلَاهُ قبل رَأسه عِنْد الْولادَة. وَهَذَا يُقَال لَهُ اليتين.

ورِجْل الغُراب: ضرب من صر الْإِبِل لَا يقدر الفصيل على أَن يرضع مَعَه وَلَا ينْحل، قَالَ الْكُمَيْت:

صُرَّ رِجْلَ الْغُرَاب مُلْكُكَ فِي النا ... س على من أَرَادَ فِيهِ الفجورا

رِجْل الْغُرَاب: مصدر لِأَنَّهُ ضرب من الصر، فَهُوَ من بَاب: رَجَعَ الْقَهْقَرَى، واشتمل الصماء.

والرُّجْلِة: الْقُوَّة على الْمَشْي.

ورجلٌ راجِل، ورَجِيل: قوي على الْمَشْي.

وَكَذَلِكَ: الْبَعِير وَالْحمار.

وَالْجمع: رَجْلَى، ورَجَالَى.

وَالْأُنْثَى: رَجِيلة.

والرَّجِيل أَيْضا من الرِّجَال: الصُّلْب.

وَفُلَان قَائِم على رِجْل: إِذا حزبه أَمر فَقَامَ لَهُ.

ورِجْل الْقوس: سِيَتُها السُّفْلى. ويدها: سيتها الْعليا.

وَقيل: رِجْل الْقوس: مَا سفل من كَبِدهَا.

قَالَ أَبُو حنيفَة: رِجْل الْقوس أتَمّ من يَدهَا قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي: القوَّاسون يسحِّفون الشق الْأَسْفَل من الْقوس، وَهُوَ الَّذِي نُسَمِّيه يدا لتعنت الْقيَاس فينفق مَا عِنْدهم. ورِجْلا السهْم: حَرْفاه.

ورِجْل الْبَحْر: خَلِيجه، عَن كرَاع.

وارتجل الفَرَس: راوح بَين العَنَق والهَمْلجة.

وترجَّل الْبِئْر، وترجَّل فِيهَــا، كِلَاهُمَا: نزلها من غير أَن يُدَلَّى.

وارتجل الْكَلَام: تكلم بِهِ من غير أَن يهيئه.

وارتجل بِرَأْيهِ: انْفَرد بِهِ وَلم يشاور أحدا فِيهِ.

وشعَرَ رَجَل، ورَجِل، ورَجْل بَين السُّبُوطة والجُعُودة.

وَقد رَجِل رَجَلاً، ورَجَّله هُوَ.

ورجُل رَجِل الشّعْر ورَجَلَه.

وجمعهما: أرْجال، ورَجَالى.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما رَجَل بِالْفَتْح فَلَا يكسر، استغنوا عَنهُ بِالْوَاو وَالنُّون، وَذَلِكَ فِي الصّفة، وَأما رَجِل بِالْكَسْرِ فَإِنَّهُ لم ينص عَلَيْهِ، وَقِيَاسه قِيَاس فعل فِي الصّفة، وَلَا يحمل على بَاب: أنجاد وأنكاد، جمع نجد ونكد لقلَّة تكسير هَذِه الصّفة من أجل قلَّة بنائها، إِنَّمَا الأعرف فِي جَمِيع ذَلِك الْجمع بِالْوَاو وَالنُّون، لكنه رُبمَا جَاءَ مِنْهُ الشَّيْء مكسرا، لمطابقته الِاسْم فِي الْبناء، فَيكون مَا حَكَاهُ اللغويون من رجالى وأرجال: جمع رَجِل ورَجَل على هَذَا.

وَمَكَان رَجيل: صُلْب.

وَمَكَان رَجِيل: بعيد الطَّرفَيْنِ موطوء ركُوب. قَالَ الرَّاعِي:

قعدوا على أكوارها فَتَردّفت ... صَخِب الصَّدَى جَذَع الرِّعان رَجِيلا

والرَّجَل: أَن يُشترك الفصيل والمُهْر والبَهْمَة مَعَ أمه حَتَّى يرضعها مَتى شَاءَ، قَالَ الْقطَامِي:

فصاف غلاُمنا رَجَلا عَلَيْهَا ... إِرَادَة أَن يُفَوِّقها رَضاعا

ورجلها يَرْجُلها رَجْلا، وأرجلها: أرْسلهُ مَعهَا.

ورَجَل البهم أمه يَرْجُلها رَجْلا: رضعها. وبهمة رَجَلٌ، ورَجِلٌ.

وارتجِلْ رَجَلك: أَي عَلَيْك شَأْنك فالزمه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والرِّجْل: الطَّائِفَة من الشَّيْء والقطعة مِنْهُ، أُنْثَى، وَخص بَعضهم بِهِ الْقطعَة الْعَظِيمَة من الْجَرَاد. وَالْجمع: أرجال.

والمرتَجِل: الَّذِي يَقع بِرَجُل من جَراد فيشتوى مِنْهَا أَو يطْبخ، قَالَ الرَّاعِي:

كدُخان مرتجِل بِأَعْلَى تَلْعةٍ ... غَرثان ضرَّم عَرْفجا مبلولا

وارتجل الرجلُ: جَاءَ من أَرض بعيدَة فاقتدح نَارا وَأمْسك الزند بيدَيْهِ ورِجليه لِأَنَّهُ وَحده، وَبِه فسر بَعضهم:

كدخان مرتجل بِأَعْلَى تلعة

والمُرَجَّل من الْجَرَاد: الَّذِي يرى آثَار أجنحته فِي الأَرْض.

وَكَانَ ذَلِك على رِجْل فلَان: أَي فِي حَيَاته وعَلى عَهده.

وترجَّل النَّهَار: ارْتَفع.

والرَّجْلة: مَنْبت العَرْفَج فِي رَوْضَة وَاحِدَة.

والرجْلة؛ مَسِيل المَاء من الحَرَّة إِلَى السهلة، قَالَ لبيد:

يَلْمُج البارضَ لَمْجاً فِي النَّدَى ... من مرابيع رياض ورِجَلْ

قَالَ أَبُو حيفة: الرِّجَل تكون فِي الغلظ واللين وَهِي أَمَاكِن سهلة تنصب إِلَيْهَا الْمِيَاه فتمسكها، وَقَالَ مُرَّة: الرِّجْلة كالقَرِىّ وَهِي وَاسِعَة تحل، قَالَ: وَهِي مسيل سهلة منبات.

والرِّجْلة: ضَرْب من الحمض.

وَقوم يسمُّون البقلة الحمقاء: الرِّجْلة وَإِنَّمَا هِيَ العرفج.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَمن كَلَامهم: أَحمَق من رِجْلة، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تنْبت على طرق النَّاس فتداس. وَالْجمع: رِجَل.

والرِّجْل: يضف الراوية من الْخمر وَالزَّيْت، عَن أبي حنيفَة.

والتراجيل، الكَرِفس، سوادِيَّة.

والمِرْجل: الْقدر من الْحِجَارَة والنحاس مُذَكّر، قَالَ:

حَتَّى إِذا مَا مِرْجَلُ الْقَوْم أفَرْ

وَقيل: هُوَ قدر النّحاس خَاصَّة.

وَقيل: هِيَ كل مَا طبخ فِيهَــا من قدر وَغَيرهَا.

وارتجل الرجلُ: طبخ فِي المِرْجَل.

والمُمَرْجَل: ضرب من ثِيَاب الوشى فِيهِ صور المَرَاجِل. فممرجل على هَذَا مُمَفْعَل.

وَأما سِيبَوَيْهٍ فَجعله رباعيا لقَوْله:

بشية كشِيَة الممرجل

وَجعل دَلِيله على ذَلِك ثبات الْمِيم فِي الممرجل، وَقد يجوز أَن يكون من بَاب: تمدرع وتمسكن، فَلَا يكون لَهُ فِي ذَلِك دَلِيل.

وثوب مِرْجَليّ: من الممرجل، وَفِي الْمثل: " حَدِيثا كَانَ بُرْدك مِرْجَليّا " أَي إِنَّمَا كُسِيت المراجل حَدِيثا، وَكنت تلبس العباء، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي.

رجل: الرَّجُل: معروف الذكرُ من نوع الإِنسان خلاف المرأَة، وقيل: إِنما

يكون رَجلاً فوق الغلام، وذلك إِذا احتلم وشَبَّ، وقيل: هو رَجُل ساعة

تَلِدُه أُمُّه إِلى ما بعد ذلك، وتصغيره رُجَيْل ورُوَيْجِل، على غير

قياس؛ حكاه سيبويه. التهذيب: تصغير الرجل رُجَيْل، وعامَّتهم يقولون

رُوَيْجِل صِدْق ورُوَيْجِل سُوء على غير قياس، يرجعون إِلى الراجل لأَن اشتقاقه

منه، كما أَن العَجِل من العاجل والحَذِر من الحاذِر، والجمع رِجال. وفي

التنزيل العزيز: واسْتَشْهِدوا شَهِيدَين من رِجالكم؛ أَراد من أَهل

مِلَّتكم، ورِجالاتٌ جمع الجمع؛ قال سيبويه: ولم يكسر على بناء من أَبنية

أَدْنى العدد يعني أَنهم لم يقولوا أَرْجال؛ قال سيبويه: وقالوا ثلاثةُ

رَجْلةٍ جعلوه بدلاً من أَرْجال، ونظيره ثلاثة أَشياء جعلوا لَفْعاء بدلاً

من أَفعال، قال: وحكى أَبو زيد في جمعه رَجِلة، وهو أَيضاً اسم الجمع لأَن

فَعِلة ليست من أَبنية الجموع، وذهب أَبو العباس إِلى أَن رَجْلة مخفف

عنه. ابن جني: ويقال لهم المَرْجَل والأُنثى رَجُلة؛ قال:

كلُّ جار ظَلَّ مُغْتَبِطاً،

غيرَ جيران بني جَبَله

خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهم،

لم يُبالوا حُرْمَة الرَّجُله

عَنى بجَيْبِها هَنَها وحكى ابن الأَعرابي: أَن أَبا زياد الكلابي قال

في حديث له مع امرأَته: فَتَهايَجَ الرَّجُلانِ يعني نفسه وامرأَته، كأَنه

أَراد فَتَهايَجَ الرَّجُلُ والرَّجُلة فغَلَّب المذكر.

وتَرَجَّلَتِ المرأَةُ: صارت كالرَّجُل. وفي الحديث: كانت عائشة، رضي

الله عنها، رَجُلة الرأْي؛ قال الجوهري في جمع الرَّجُل أَراجل؛ قال أَبو

ذؤيب:

أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُم وشِتاؤهم،

وقالوا: تَعَدَّ واغْزُ وَسْطَ الأَراجِل

يقول: أَهَمَّهم نفقةُ صيفهم وشتائهم وقالوا لأَبيهم: تعدَّ أَي انصرف

عنا؛ قال ابن بري: الأَراجل هنا جمع أَرجال، وأَرجال جمع راجل، مثل صاحب

وأَصحاب وأَصاحيب إِلا أَنه حذف الياء من الأَراجيل لضرورة الشعر؛ قال

أَبو المُثَلَّم الهذلي:

يا صَخْرُ ورّاد ماء قد تتابَعَه

سَوْمُ الأَراجِيل، حَتَّى ماؤه طَحِل

وقال آخر:

كأَن رَحْلي على حَقْباء قارِبة

أَحْمى عليها أَبانَيْنِ الأَراجيل

أَبانانِ: جَبَلانِ؛ وقال أَبو الأَسود الدؤلي:

كأَنَّ مَصاماتِ الأُسود ببَطْنه

مَراغٌ، وآثارُ الأَراجِيلِ مَلْعَب

وفي قَصِيد كعب بن زهير:

تَظَلُّ منه سِباعُ الجَوِّ ضامزةً،

ولا تَمَشَّى بِواديه الأَراجِيلُ

وقال كثير في الأَراجل:

له، بجَبُوبِ القادِسِيَّة فالشَّبا،

مواطنُ، لا تَمْشي بهنَّ الأَراجلُ

قال: ويَدُلُّك على أَن الأَراجل في بيت أَبي ذؤيب جمع أَرجال أَن أَهل

اللغة قالوا في بيت أَبي المثلم الأَراجيل هم الرَّجَّالة وسَوْمُهم

مَرُّهُم، قال: وقد يجمع رَجُل أَيضاً على رَجْلة. ابن سيده: وقد يكون

الرَّجُل صفة يعني بذلك الشدّة والكمال؛ قال: وعلى ذلك أَجاز سيبويه الجر في

قولهم مررت برَجُلٍ رَجُلٍ أَبوه، والأَكثر الرفع؛ وقال في موضع آخر: إِذا

قلت هذا الرَّجُل فقد يجوز أَن تعْني كماله وأَن تريد كل رَجُل تكلَّم

ومشى على رِجْلَيْن، فهو رَجُل، لا تريد غير ذلك المعنى، وذهب سيبويه إِلى

أَن معنى قولك هذا زيد هذا الرَّجُل الذي من شأْنه كذا، ولذلك قال في

موضع آخر حين ذكر ابن الصَّعِق وابن كُرَاع: وليس هذا بمنزلة زيد وعمرو من

قِبَل أَن هذه أَعلام جَمَعَت ما ذكرنا من التطويل فحذفوا، ولذلك قال

الفارسي: إِن التسمية اختصار جُمْلة أَو جُمَل. غيره: وفي معنى تقول هذا رجل

كامل وهذا رجل أَي فوق الغلام، وتقول: هذا رَجُلٌ أَي راجل، وفي هذا

المعنى للمرأَة: هي رَجُلة أَي راجلة؛ وأَنشد:

فإِن يك قولُهمُ صادقاً،

فَسِيقَتْ نسائي إِليكم رِجَالا

أَي رواجلَ. والرُّجْلة، بالضم: مصدر الرَّجُل والرَّاجِل والأَرْجَل.

يقال: رَجُل جَيِّد الرُّجلة، ورَجُلٌ بيِّن الرُّجولة والرُّجْلة

والرُّجْليَّة والرُّجوليَّة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وهي من المصادر التي

لا أَفعال لها. وهذا أَرْجَل الرَّجُلين أَي أَشدُّهُما، أَو فيه

رُجْلِيَّة ليست في الآخر؛ قال ابن سيده: وأُراه من باب أَحْنَك الشاتين أَي أَنه

لا فعل له وإِنما جاء فعل التعجب من غير فعل. وحكى الفارسي: امرأَة

مُرْجِلٌ تلد الرِّجال، وإِنما المشهور مُذْكِر، وقالوا: ما أَدري أَيُّ ولد

الرجل هو، يعني آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ:

فيه صُوَر كَصُوَر الرجال. وفي الحديث: أَنه لعن المُتَرَجِّلات من

النساء، يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زِيِّهِم وهيآتهم، فأَما في العلم

والرأْي فمحمود، وفي رواية: لَعَنَ الله الرَّجُلة من النساء، بمعنى

المترجِّلة. ويقال: امرأَة رَجُلة إِذا تشبهت بالرجال في الرأْي

والمعرفة.والرِّجْل: قَدَم الإِنسان وغيره؛ قال أَبو إِسحق: والرَّجْل من أَصل

الفخذ إِلى القدم، أُنْثى. وقولهم في المثل: لا تَمْشِ برِجْلِ من أَبى،

كقولهم لا يُرَحِّل رَحْلَك من ليس معك؛ وقوله:

ولا يُدْرِك الحاجاتِ، من حيث تُبْتَغَى

من الناس، إِلا المُصْبِحون على رِجْل

يقول: إِنما يَقْضِيها المُشَمِّرون القِيام، لا المُتَزَمِّلون

النِّيام؛ فأَما قوله:

أَرَتْنيَ حِجْلاً على ساقها،

فَهَشَّ الفؤادُ لذاك الحِجِلْ

فقلت، ولم أُخْفِ عن صاحبي:

أَلابي أَنا أَصلُ تلك الرِّجِلْ

(* قوله «ألابي أنا» هكذا في الأصل، وفي المحكم: ألائي، وعلى الهمزة

فتحة).

فإِنه أَراد الرِّجْل والحِجْل، فأَلقى حركة اللام على الجيم؛ قال: وليس

هذا وضعاً لأَن فِعِلاً لم يأْت إِلا في قولهم إِبِل وإِطِل، وقد تقدم،

والجمع أَرْجُل، قال سيبويه: لا نعلمه كُسِّر على غير ذلك؛ قال ابن جني:

استغنوا فيه بجمع القلة عن جمع الكثرة. وقوله تعالى: ولا يَضْرِبْن

بأَرْجُلِهن ليُعْلَم ما يُخْفِين من زينتهن؛ قال الزجاج: كانت المرأَة ربما

اجتازت وفي رجلها الخَلْخال، وربما كان فيه الجَلاجِل، فإِذا ضَرَبت

برِجْلها عُلِم أَنها ذات خَلْخال وزينة، فنُهِي عنه لما فيه من تحريك الشهوة،

كما أُمِرْن أَن لا يُبْدِين ذلك لأَن إِسماع صوته بمنزلة إِبدائه. ورجل

أَرْجَل: عظيم الرِّجْل، وقد رَجِل، وأَرْكبُ عظيم الرُّكْبة، وأَرْأَس

عظيم الرأْس. ورَجَله يَرْجله رَجْلاً: أَصاب رِجْله، وحكى الفارسي رَجِل

في هذا المعنى. أَبو عمرو: ارْتَجَلْت الرَّجُلَ إِذا أَخذته برِجْله.

والرُّجْلة: أَن يشكو رِجْله. وفي حديث الجلوس في الصلاة: إِنه لجَفاء

بالرَّجُل أَي بالمصلي نفسه، ويروى بكسر الراء وسكون الجيم، يريد جلوسه على

رِجْله في الصلاة.

والرَّجَل، بالتحريك: مصدر قولك رَجِلَ، بالكسر، أَي بقي راجلاً؛

وأَرْجَله غيره وأَرْجَله أَيضاً: بمعنى أَمهله، وقد يأْتي رَجُلٌ بمعنى راجل؛

قال الزِّبْرِقان بن بدر:

آليت لله حَجًّا حافياً رَجُلاً،

إِن جاوز النَّخْل يمشي، وهو مندفع

ومثله ليحيى بن وائل وأَدرك قَطَريّ

بن الفُجاءة الخارجي أَحد بني مازن حارثي:

أَمَا أُقاتِل عن دِيني على فرس،

ولا كذا رَجُلاً إِلا بأَصحاب

لقد لَقِيت إِذاً شرّاً، وأَدركني

ما كنت أَرْغَم في جسمي من العاب

قال أَبو حاتم: أَما مخفف الميم مفتوح الأَلف، وقوله رجلاً أَي راجلاً

كما تقول العرب جاءنا فلان حافياً رَجُلاً أَي راجلاً، كأَنه قال أَما

أُقاتل فارساً ولا راجلاً إِلا ومعي أَصحابي، لقد لقيت إِذاً شَرًّا إِن لم

أُقاتل وحدي؛ وأَبو زيد مثله وزاد: ولا كذا أُقاتل راجلاً، فقال: إِنه

خرج يقاتل السلطان فقيل له أَتخرج راجلاً تقاتل؟ فقال البيت؛ وقال ابن

الأَعرابي: قوله ولا كذا أَي ما ترى رجلاً كذا؛ وقال المفضل: أَما خفيفة

بمنزلة أَلا، وأَلا تنبيه يكون بعدها أَمر أَو نهي أَو إِخبار، فالذي بعد

أَما هنا إِخبار كأَنه قال: أَما أُقاتل فارساً وراجلاً. وقال أَبو علي في

الحجة بعد أَن حكى عن أَبي زيد ما تقدم: فَرجُلٌ على ما حكاه أَبو زيد

صفة، ومثله نَدُسٌ وفَطُنٌ وحَذْرٌ وأَحرف نحوها، ومعنى البيت كأَنه يقول:

اعلموا أَني أُقاتل عن ديني وعن حَسَبي وليس تحتي فرس ولا معي أَصحاب.

ورَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلاً، فهو راجل ورَجُل ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ

ورَجْلان؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ إِذا لم يكن له ظهر في سفر يركبه؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

عَلَيّ، إِذا لاقيت لَيْلى بخلوة،

أَنَ آزدار بَيْتَ الله رَجْلانَ حافيا

والجمع رِجَالٌ ورَجَّالة ورُجَّال ورُجَالى ورُجَّالى ورَجَالى

ورُجْلان ورَجْلة ورِجْلة ورِجَلة وأَرْجِلة وأَراجل وأَراجيل؛ وأَنشد لأَبي

ذؤيب:

واغُزُ وَسْط الأَراجل

قال ابن جني: فيجوز أَن يكون أَراجل جمع أَرْجِلة، وأَرْجِلة جمع رِجال،

ورجال جمع راجل كما تقدم؛ وقد أَجاز أَبو إِسحق في قوله:

في ليلة من جُمادى ذات أَنديةٍ

أَن يكون كَسَّر نَدًى على نِداء كجَمَل وجِمال، ثم كَسَّر نِداء على

أَندِية كرِداء وأَرْدِية، قال: فكذلك يكون هذا؛ والرَّجْل اسم للجمع عند

سيبويه وجمع عند أَبي الحسن، ورجح الفارسي قول سيبويه وقال: لو كان جمعاً

ثم صُغِّر لرُدَّ إِلى واحده ثم جُمِع ونحن نجده مصغراً على لفظه؛

وأَنشد:بَنَيْتُه بعُصْبةٍ من ماليا،

أَخشى رُكَيْباً ورُجَيْلاً عاديا

وأَنشد:

وأَيْنَ رُكَيْبٌ واضعون رِحالهم

إِلى أَهل بيتٍ من مقامة أَهْوَدا؟

ويروى: من بُيُوت بأَسودا؛ وأَنشد الأَزهري:

وظَهْر تَنُوفةٍ حَدْباء تمشي،

بها، الرُّجَّالُ خائفةً سِراعا

قال: وقد جاء في الشعر الرَّجْلة، وقال تميم بن أَبي

(* قوله «تميم بن

أبي» هكذا في الأصل وفي شرح القاموس. واأنشده الأزهري لأبي مقبل، وفي

التكملة: قال ابن مقبل) :

ورَجْلة يضربون البَيْضَ عن عُرُض

قال أَبو عمرو: الرَّجْلة الرَّجَّالة في هذا البيت، وليس في الكلام

فَعْلة جاء جمعاً غير رَجْلة جمع راجل وكَمْأَة جمع كَمْءٍ؛ وفي التهذيب:

ويجمع رَجاجِيلَ.

والرَّجْلان أَيْضاً: الراجل، والجمع رَجْلى ورِجال مثل عَجْلان وعَجْلى

وعِجال، قال: ويقال رَجِلٌ ورَجالى مثل عَجِل وعَجالى. وامرأَة رَجْلى:

مثل عَجْلى، ونسوة رِجالٌ: مثل عِجال، ورَجالى مثل عجالى. قال ابن بري:

قال ابن جني راجل ورُجْلان، بضم الراء؛ قال الراجز:

ومَرْكَبٍ يَخْلِطني بالرُّكْبان،

يَقي به اللهُ أَذاةَ الرُّجْلان

ورُجَّال أَيضاً، وقد حكي أَنها قراءة عبد الله في سورة الحج وبالتخفيف

أَيضاً، وقوله تعالى: فإِن خِفْتم فرِجالاً أَو رُكْباناً، أَي فَصَلُّوا

رُكْباناً ورِجالاً، جمع راجل مثل صاحب وصِحاب، أَي إِن لم يمكنكم أَن

تقوموا قانتين أَي عابدين مُوَفِّين الصَّلاةَ حَقَّها لخوف ينالكم

فَصَلُّوا رُكْباناً؛ التهذيب: رِجالٌ أَي رَجَّالة. وقوم رَجْلة أَي رَجَّالة.

وفي حديث صلاة الخوف: فإِن كان خوف هو أَشدّ من ذلك صَلوا رِجالاً

ورُكْباناً؛ الرِّجال: جمع راجل أَي ماش، والراجل خلاف الفارس. أَبو زيد: يقال

رَجِلْت، بالكسر، رَجَلاً أَي بقيت راجِلاً، والكسائي مثله، والعرب تقول

في الدعاء على الإِنسان: ما له رَجِلَ أَي عَدِمَ المركوبَ فبقي راجلاً.

قال ابن سيده: وحكى اللحياني لا تفعل كذا وكذا أُمُّك راجل، ولم يفسره،

إِلا أَنه قال قبل هذا: أُمُّك هابل وثاكل، وقال بعد هذا: أُمُّك عَقْري

وخَمْشى وحَيْرى، فَدَلَّنا ذلك بمجموعة أَنه يريد الحزن والثُّكْل.

والرُّجْلة: المشي راجلاً. والرَّجْلة والرِّجْلة: شِدَّة المشي؛ خكاهما أَبو

زيد.

وفي الحديث: العَجْماء جَرْحها جُبَار، ويَرْوي بعضم: الرِّجْلُ جُبارٌ؛

فسَّره من ذهب إِليه أَن راكب الدابة إِذا أَصابت وهو راكبها إِنساناً

أَو وطئت شيئاً بيدها فضمانه على راكبها، وإِن أَصابته برِجْلها فهو جُبار

وهذا إِذا أَصابته وهي تسير، فأَمَّا أَن تصيبه وهي واقفة في الطريق

فالراكب ضامن، أَصابت ما أَصابت بيد أَو رجل. وكان الشافعي، رضي الله عنه،

يرى الضمان واجباً على راكبها على كل حال، نَفَحَتْ برِجلها أَو خبطت

بيدها، سائرة كانت أَو واقفة. قال الأَزهري: الحدث الذي رواه الكوفيون أَن

الرِّجل جُبار غير صحيح عند الحفاظ؛ قال ابن الأَثير في قوله في الحديث:

الرِّجل جُبار أَي ما أَصابت الدابة برِجْلها فلا قَوَد على صاحبها، قال:

والفقهاء فيه مختلفون في حالة الركوب عليها وقَوْدها وسَوْقها وما أَصابت

برِجْلها أَو يدها، قال: وهذا الحديث ذكره الطبراني مرفوعاً وجعله

الخطابي من كلام الشعبي.

وحَرَّةٌ رَجْلاءُ: وهي المستوية بالأَرض الكثيرة الحجارة يَصْعُب المشي

فيهــا، وقال أَبو الهيثم: حَرَّة رَجْلاء، الحَرَّة أَرض حجارتها سُودٌ،

والرَّجْلاء الصُّلْبة الخَشِنة لا تعمل فيهــا خيل ولا إِبل ولا يسلكها

إِلا راجل. ابن سيده: وحَرَّة رَجْلاء لا يستطاع المشي فيهــا لخشونتها

وصعوبتها حتى يُتَرَجَّل فيهــا. وفي حديث رِفاعة الجُذامي ذِكْر رِجْلى، هي

بوزن دِفْلى، حَرَّةُ رِجْلى: في ديار جُذام. وتَرَجَّل الرجلُ: ركب

رِجْليه.والرَّجِيل من الخيل: الذي لا يَحْفى. ورَجُلٌ رَجِيل أي قَوِيٌّ على

المشي؛ قال ابن بري: كذلك امرأَة رَجِيلة للقوية على المشي؛ قال الحرب بن

حِلِّزة:

أَنَّى اهتديتِ، وكُنْتِ غير رَجِيلةٍ،

والقومُ قد قَطَعوا مِتان السِّجْسَج

التهذيب: ارْتَجَل الرجلُ ارتجالاً إِذا ركب رجليه في حاجته ومَضى.

ويقال: ارْتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ أَي اركب ما ركبت من الأُمور. وتَرَجَّل

الزَّنْدَ وارتجله: وضعه تحت رجليه. وتَرَجَّل القومُ إِذا نزلوا عن دوابهم

في الحرب للقتال. ويقال: حَمَلك الله على الرُّجْلة، والرُّجْلة ههنا:

فعل الرَّجُل الذي لا دابة له.

ورَجَلَ الشاةَ وارتجلها: عَقَلها برجليها. ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً

وارتجلها: علَّقها برجلها.

والمُرَجَّل من الزِّقاق: الذي يُسْلَخ من رِجْل واحدة، وقيل: الذي

يُسْلَخ من قِبَل رِجْله. الفراء: الجِلْد المُرَجَّل الذي يسلخ من رِجْل

واحدة، والمَنْجُول الذي يُشَقُّ عُرْقوباه جميعاً كما يسلخ الناسُ اليومَ،

والمُزَقَّق الذي يسلخ من قِبَل رأْسه؛ الأَصمعي وقوله:

أَيام أَلْحَفُ مِئْزَري عَفَرَ الثَّرى،

وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيَّان

(* قوله «أَيام ألحف إلخ» تقدم في ترجمة غضض:

أيام أسحب لمتي عفر الملا

ولعلهما روايتان).

أَراد بالمُرَجَّل الزِّقَّ الملآن من الخَمْر، وغَضُّه شُرْبُه. ابن

الأَعرابي: قال المفضل يَصِف شَعْره وحُسْنه، وقوله أَغُضّ أَي أَنْقُص منه

بالمِقْراض ليستوي شَعَثُه. والمُرَجَّل: الشعر المُسَرَّح، ويقال للمشط

مِرْجَل ومِسْرَح. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عن

الترَجُّل إِلا غِبًّا؛ الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه،

ومعناه أَنه كره كثرة الادِّهان ومَشْطَ الشعر وتسويته كل يوم كأَنه كره

كثرة التَّرفُّه والتنعم.

والرُّجْلة والترجيل: بياض في إِحدى رجلي الدابة لا بياضَ به في موضع

غير ذلك. أَبو زيد: نَعْجة رَجْلاء وهي البيضاء إِحدى الرجلين إِلى الخاصرة

وسائرها أَسود، وقد رَجِلَ رَجَلاً، وهو أَرْجَل. ونعجة رَجْلاء:

ابْيَضَّتْ رَِجْلاها مع الخاصرتين وسائرها أَسود. الجوهري: الأَرجل من الخيل

الذي في إِحدى رجليه بياض، ويُكْرَه إِلا أَن يكون به وَضَحٌ؛ غيره: قال

المُرَقِّش الأَصغر:

أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليس فيه مَعابةٌ،

كُمَيْتٌ كَلَوْن الصِّرف أَرْجَل أَقرَح

فمُدِح بالرَّجَل لَمَّا كان أَقرح. قال: وشاة رَجْلاء كذلك. وفرس

أَرْجَل: بَيِّن الرَّجَل والرُّجْلة. ورَجَّلَت المرأَةُ ولدَها

(* قوله

«ورجلت المرأة ولدها» ضبط في القاموس مخففاً، وضبط في نسخ المحكم بالتشديد) :

وضَعَتْه بحيث خَرَجَتْ رِجْلاه قبْل رأْسه عند الولادة، وهذا يقال له

اليَتْن. الأُموي: إِذا وَلَدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل وَلَّدتُها

الرُّجَيْلاء مثال الغُمَيْصاء، ووَلَّدتها طَبَقة بعد طَبَقة.

ورِجْلُ الغُراب: ضَرْب من صَرِّ الإِبل لا يقدر الفصيل على أَن يَرْضَع

معه ولا يَنْحَلُّ؛ قال الكميت:

صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ في النا

س، على من أَراد فيه الفجورا

رِجْلَ الغراب مصدر لأَنه ضرب من الصَّرِّ فهو من باب رَجَع القَهْقَرى

واشتمل الصَّمَّاء، وتقديره صَرًّا مثل صَرِّ رِجْل الغُراب، ومعناه

اسْتَحْكَم مُلكُك فلا يمكن حَلُّه كما لا يمكن الفَصِيلَ حَلُّ رِجْل

الغراب. وقوله في الحديث: الرُّؤيا لأَوَّلِ عابر وهي على رِجْل طائر أَي أَنها

على رِجْلِ قَدَرٍ جارٍ وقضاء ماضٍ من خير أَو شَرٍّ، وأَن ذلك هو الذي

قَسَمه الله لصاحبها، من قولهم اقتسموا داراً فطار سهمُ فلان في ناحيتها

أَي وَقَعَ سهمُه وخَرج، وكلُّ حَركة من كلمة أَو شيء يَجْري لك فهو

طائر، والمراد أَن الرؤيا هي التي يُعَبِّرها المُعَبِّر الأَول، فكأَنها

كانت على رِجْل طائر فسقطت فوقعتْ حيث عُبِّرت، كما يسقط الذي يكون على

رِجْل الطائر بأَدنى حركة. ورِجْل الطائر: مِيسَمٌ. والرُّجْلة: القُوَّةُ

على المشي. رَجِلَ الرَّجُلُ يَرْجَل رَجَلاً ورُجْلة إِذا كان يمشي في

السفر وحده ولا دابة له يركبها. ورَجُلٌ رُجْليٌّ: للذي يغزو على رِجليه،

منسوب إِلى الرُّجْلة. والرَّجيل: القَوِيُّ على المشي الصبور عله؛

وأَنشد:حَتى أُشِبَّ لها، وطال إِيابُها،

ذو رُجْلة، شَثْنُ البَراثِن جَحْنَبُ

وامرأَة رَجِيلة: صَبُورٌ على المشي، وناقة رَجِيلة. ورَجُل راجل

ورَجِيل: قويٌّ على المشي، وكذلك البعير والحمار، والجمع رَجْلى ورَجالى.

والرَّجِيل أَيضاً من الرجال: الصُّلْبُ. الليث: الرُّجْلة نجابة الرَّجِيل من

الدواب والإِبل وهو الصبور على طول السير، قال: ولم أَسمع منه فِعْلاً

إِلا في النعوت ناقة رَجِيلة وحمار رَجِيل. ورَجُل رَجِيل: مَشَّاء.

التهذيب: رَجُل بَيِّن الرُّجولِيَّة والرُّجولة؛ وأَنشد أَبو بكر:

وإِذا خَلِيلُك لم يَدُمْ لك وَصْلُه،

فاقطع لُبانَته بحَرْفٍ ضامِر،

وَجْناءَ مُجْفَرةِ الضُّلوع رَجِيلةٍ،

وَلْقى الهواجر ذاتِ خَلْقٍ حادر

أَي سريعة الهواجر؛ الرَّجِيلة: القَوية على المشي، وحَرْفٌ: شبهها

بحَرْف السيف في مَضائها. الكسائي: رَجُلٌ بَيِّن الرُّجولة وراجل بيِّن

الرُّجْلة؛ والرَّجِيلُ من الناس: المَشّاء الجيِّد المشي. والرَّجِيل من

الخيل: الذي لا يَعْرَق. وفلان قائم على رِجْلٍ إِذا حَزْبَه أَمْرٌ فقام

له. والرِّجْل: خلاف اليد. ورِجل القوس: سِيَتُها السفْلى، ويدها: سِيَتُها

العليا؛ وقيل: رِجْل القوس ما سَفَل عن كبدها؛ قال أَبو حنيفة: رِجْل

القوس أَتمُّ من يدها. قال: وقال أَبو زياد الكلابي القوّاسون يُسَخِّفون

الشِّقَّ الأَسفل من القوس، وهو الذي تُسميه يَداً، لتَعْنَت القِياسُ

فَيَنْفُق ما عندهم. ابن الأَعرابي: أَرْجُلُ القِسِيِّ إِذا أُوتِرَت

أَعاليها، وأَيديها أَسافلها، قال: وأَرجلها أَشد من أَيديها؛ وأَنشد:

لَيْتَ القِسِيَّ كلَّها من أَرْجُل

قال: وطَرفا القوس ظُفْراها، وحَزَّاها فُرْضتاها، وعِطْفاها سِيَتاها،

وبَعْدَ السِّيَتين الطائفان، وبعد الطائفين الأَبهران، وما بين

الأَبهَرَين كبدُها، وهو ما بين عَقْدَي الحِمالة، وعَقْداها يسميان الكُليتين،

وأَوتارُها التي تُشَدُّ في يدها ورجلها تُسَمَّى الوُقوف وهو المضائغ.

ورِجْلا السَّهم: حَرْفاه. ورِجْلُ البحر: خليجه، عن كراع. وارْتَجل الفرسُ

ارتجالاً: راوح بين العَنَق والهَمْلَجة، وفي التهذيب: إِذا خَلَط

العَنق بالهَمْلجة. وتَرَجَّل أَي مشى راجلاً. وتَرَجَّل البئرَ تَرَجُّلاً

وتَرَجَّل فيهــا، كلاهما: نزلها من غير أَن يُدَلَّى.

وارتجالُ الخُطْبة والشِّعْر: ابتداؤه من غير تهيئة. وارْتَجَل الكلامَ

ارْتجالاً إِذا اقتضبه اقتضاباً وتكلم به من غير أَن يهيئه قبل ذلك.

وارْتَجَل برأْيه: انفرد به ولم يشاور أَحداً فيه، والعرب تقول: أَمْرُك ما

ارْتَجَلْتَ، معناه ما استبددت برأْيك فيه؛ قال الجعدي:

وما عَصَيْتُ أَميراً غير مُتَّهَم

عندي، ولكنَّ أَمْرَ المرء ما ارْتَجلا

وتَرَجَّل النهارُ، وارتجل أَي ارتفع؛ قال الشاعر:

وهاج به، لما تَرَجَّلَتِ الضُّحَى،

عصائبُ شَتى من كلابٍ ونابِل

وفي حديث العُرَنِيّين: فما تَرَجَّل النهارُ حتى أُتيَ بهم أَي ما

ارتفع النهار تشبيهاً بارتفاع الرَّجُل عن الصِّبا.

وشعرٌ رَجَلٌ ورَجِل ورَجْلٌ: بَيْنَ السُّبوطة والجعودة. وفي صفته، صلى

الله عليه وسلم: كان شعره رَجِلاً أَي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد

السبوطة بل بينهما؛ وقد رَجِل رَجَلاً ورَجَّله هو ترجيلاً، ورَجُلٌ رَجِلُ

الشَّعر ورَجَلُه، وجَمْعهما أَرجال ورَجالى. ابن سيده: قال سيبويه: أَما

رَجْلٌ، بالفتح، فلا يُكَسَّرُ استغنوا عنه بالواو والنون وذلك في

الصفة، وأَما رَجِل، وبالكسر، فإِنه لم ينص عليه وقياسه قياس فَعُل في الصفة،

ولا يحمل على باب أَنجاد وأَنكاد جمع نَجِد ونَكِد لقلة تكسير هذه الصفة

من أَجل قلة بنائها، إِنما الأَعرف في جميع ذلك الجمع بالواو والنون،

لكنه ربما جاء منه الشيء مُكَسَّراً لمطابقة الاسم في البناء، فيكون ما حكاه

اللغويون من رَجالى وأَرجال جمع رَجَل ورَجِل على هذا.

ومكان رَجِيلٌ: صُلْبٌ. ومكان رَجِيل: بعيد الطَّرفين موطوء رَكوب؛ قال

الراعي:

قَعَدوا على أَكوارها فَتَردَّفَتْ

صَخِبَ الصَّدَى، جَذَع الرِّعان رَجِيلاً

وطريق رَجِيلٌ إِذا كان غليظاً وَعْراً في الجَبَل. والرَّجَل: أَن

يُترك الفصيلُ والمُهْرُ والبَهْمة مع أُمِّه يَرْضَعها متى شاء؛ قال

القطاميّ:

فصاف غلامُنا رَجَلاً عليها،

إِرادَة أَن يُفَوِّقها رَضاعا

ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً وأَرجلها: أَرسله معها، وأَرجلها الراعي مع

أُمِّها؛ وأَنشد:

مُسَرْهَدٌ أُرْجِل حتى فُطِما

ورَجَلَ البَهْمُ أُمَّه يَرْجُلها رَجْلاً: رَضَعها. وبَهْمة رَجَلٌ

ورَجِلٌ وبَهِمٌ أَرجال ورَجَل. وارْتَجِلْ رَجَلك أَي عليك شأْنَك

فالْزَمْه؛ عن ابن الأَعرابي. ويقال: لي في مالك رِجْل أَي سَهْم. والرِّجْل:

القَدَم. والرِّجْل: الطائفة من الشيء، أُنثى، وخص بعضهم به القطعة العظيمة

من الجراد، والجمع أَرجال، وهو جمع على غير لفظ الواحد، ومثله كثير في

كلامهم كقولهم لجماعة البقر صِوَار، ولجماعة النعام خِيط، ولجماعة

الحَمِير عانة؛ قال أَبو النجم يصف الحُمُر في عَدْوها وتَطايُر الحصى عن

حوافرها:

كأَنما المَعْزاء من نِضالها

رِجْلُ جَرادٍ، طار عن خُذَّالها

وجمع الرِّجْل أَرجال. وفي حديث أَيوب، عليه السلام: أَنه كان يغتسل

عُرياناً فَخَرَّ عليه رِجْلٌ من جَراد ذَهَب؛ الرِّجل، بالكسر: الجراد

الكثير؛ ومنه الحديث: كأَنَّ نَبْلهم رِجْلُ جَراد؛ ومنه حديث ابن عباس: أَنه

دَخَل مكَّة رِجْلٌ من جَراد فَجَعل غِلْمانُ مكة يأْخذون منه، فقال:

أَمَا إِنَّهم لو علموا لم يأْخذوه؛ كَرِه ذلك في الحرم لأَنه صيد.

والمُرْتَجِل: الذي يقع بِرِجْلٍ من جَرَاد فيَشْتَوي منها أَو يطبخُ؛ قال

الراعي:

كدُخَان مُرْتَجِلٍ، بأَعلى تَلْعة،

غَرْثانَ ضَرَّم عَرْفَجاً مبْلُولا

وقيل: المُرْتَجِل الذي اقتدح النار بزَنْدة جعلها بين رِجْليه وفَتل

الزَّنْدَ في فَرْضِها بيده حتى يُورِي، وقيل: المُرْتَجِل الذي نَصَب

مِرْجَلاً يطبخ فيه طعاماً. وارْتَجَل فلان أَي جَمَع قِطْعَة من الجَرَاد

ليَشْوِيها؛ قال لبيد:

فتنازعا سَبَطاً يطير ظِلالُه،

كدخان مُرتَجِلٍ يُشَبُّ ضِرَامُها

قال ابن بري: يقال للقِطْعة من الجراد رِجْل ورِجْلة. والرِّجْلة

أَيضاً: القطعة من الوحش؛ قال الشاعر:

والعَيْن عَيْن لِياحٍ لَجَلْجَلَتْ وَسَناً،

لرِجْلة من بَنات الوحش أَطفال

وارْتَجَل الرجلُ: جاء من أَرض بعيدة فاقتدح ناراً وأَمسك الزَّنْد

بيديه ورجليه لأَنه وحده؛ وبه فَسَّر بعضهم:

كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلى تَلْعةٍ

والمُرَجَّل من الجَراد: الذي ترى آثار أَجنحته في الأَرض. وجاءت رِجْلُ

دِفاعٍ أَي جيشٌ كثير، شُبّه برِجْل الجَراد. وفي النوادر: الرَّجْل

النَّزْوُ؛ يقال: بات الحِصَان يَرْجُل الخيلَ. وأَرْجَلْت الحِصانَ في

الخيل إِذا أَرسلت فيهــا فحلاً. والرِّجْل: السراويلُ الطاقُ؛ ومنه الخبر عن

النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه اشترى رِجْلَ سَراوِيل ثم قال للوَزَّان

زِنْ وأَرْجِحْ؛ قال ابن الأَثير: هذا كما يقال اشترى زَوْجَ خُفٍّ

وزوْجَ نَعْل، وإِنما هما زَوْجان يريد رِجْلَيْ سراويل لأَن السراويل من لباس

الرِّجْلين، وبعضهم يُسَمِّي السراويل رِجْلاً. والرِّجْل: الخوف والفزع

من فوت الشيء، يقال: أَنا من أَمري على رِجْلٍ أَي على خوف من فوته.

والرِّجْل، قال أَبو المكارم: تجتمع القُطُر فيقول الجَمَّال: لي الرِّجْل

أَي أَنا أَتقدم. والرِّجْل: الزمان؛ يقال: كان ذلك على رِجْل فلان أَي في

حياته وزمانه وعلى عهده. وفي حديث ابن المسيب: لا أَعلم نَبِيًّا هَلَكَ

على رِجْله من الجبابرة ما هَلَك على رِجْل موسى، عليه الصلاة والسلام،

أَي في زمانه. والرِّجْل: القِرْطاس الخالي. والرِّجْل: البُؤْس والفقر.

والرِّجْل: القاذورة من الرجال. والرِّجْل: الرَّجُل النَّؤوم.

والرِّجْلة: المرأَة النؤوم؛ كل هذا بكسر الراء. والرَّجُل في كلام أَهل اليمن:

الكثيرُ المجامعة، كان الفرزدق يقول ذلك ويزعم أَن من العرب من يسميه

العُصْفُورِيَّ؛ وأَنشد:

رَجُلاً كنتُ في زمان غُروري،

وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهودُ

والرِّجْلة: مَنْبِت العَرْفج الكثير في روضة واحدة. والرِّجْلة: مَسِيل

الماء من الحَرَّة إِلى السَّهلة. شمر: الرِّجَل مَسايِلُ الماء،

واحدتها رِجْلة؛ قال لبيد:

يَلْمُج البارضَ لَمْجاً في النَّدَى،

من مَرابيع رِياضٍ ورِجَل

اللَّمْج: الأَكل بأَطراف الفم؛ قال أَبو حنيفة: الرِّجَل تكون في

الغِلَظ واللِّين وهي أَماكن سهلة تَنْصَبُّ إِليها المياه فتُمْسكها. وقال

مرة: الرِّجْلة كالقَرِيِّ وهي واسعة تُحَلُّ، قال: وهي مَسِيل سَهْلة

مِنْبات.

أَبو عمرو: الراجلة كَبْش الراعي الذي يَحْمِل عليه متاعَه؛ وأَنشد:

فظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ،

يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِد

أَي يَطْبُخ. والرِّجْلة: ضرب من الحَمْض، وقوم يسمون البَقْلة

الحَمْقاء الرِّجْلة، وإِنما هي الفَرْفَخُ. وقال أَبو حنيفة: ومن كلامهم هو

أَحمق من رِجْلة، يَعْنون هذه البَقْلة، وذلك لأَنها تنبت على طُرُق الناس

فتُدَاس، وفي المَسايل فيَقْلَعها ماء السيل، والجمع رِجَل.

والرِّجْل: نصف الراوية من الخَمْر والزيت؛ عن أَبي حنيفة. وفي حديث

عائشة: أُهدي لنا رِجْل شاة فقسمتها إِلاّ كَتِفَها؛ تريد نصف شاة طُولاً

فسَمَّتْها باسم بعضها. وفي حديث الصعب بن جَثَّامة: أَنه أَهدى إِلى

النبي، صلى الله عليه وسلم، رِجْل حمار وهو مُحْرِمٌ أَي أَحد شقيه، وقيل:

أَراد فَخِذه. والتَّراجِيل: الكَرَفْس، سواديّة، وفي التهذيب بِلُغَة

العجم، وهو اسم سَواديٌّ من بُقول البساتين. والمِرْجَل: القِدْر من الحجارة

والنحاسِ، مُذَكَّر؛ قال:

حتى إِذا ما مِرْجَلُ القومِ أَفَر

وقيل: هو قِدْر النحاس خاصة، وقيل: هي كل ما طبخ فيهــا من قِدْر وغيرها.

وارْتَجَل الرجلُ: طبخ في المِرْجَل. والمَراجِل: ضرب من برود اليمن.

المحكم: والمُمَرْجَل ضرب من ثياب الوشي فيه صور المَراجل، فمُمَرْجَل على

هذا مُمَفْعَل، وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً لقوله:

بشِيَةٍ كشِيَةِ المُمَرْجَل

وجعل دليله على ذلك ثبات الميم في المُمَرْجَل، قال: وقد يجوز أَن يكون

من باب تَمَدْرَع وتَمَسْكَن فلا يكون له في ذلك دليل. وثوب مِرْجَلِيٌّ:

من المُمَرْجَل؛ وفي المثل:

حَدِيثاً كان بُرْدُك مِرْجَلِيّا

أَي إِنما كُسيت المَراجِلَ حديثاً وكنت تلبس العَبَاء؛ كل ذلك عن ابن

الأَعرابي. الأَزهري في ترجمة رحل: وفي الحديث حتى يَبْنَي الناسُ بيوتاً

يُوَشُّونها وَشْيَ المراحِل، ويعني تلك الثياب، قال: ويقال لها المراجل

بالجيم أَيضاً، ويقال لها الراحُولات، والله أعلم.

رجل

1 رَجِلَ, (T, S, M, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. رَجَلٌ (T, S, M, Msb) and رُجْلَةٌ, (T, TA,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He (a man) went on foot, in a journey, by himself, [i. e.] having no beast whereon to ride; (T, TA;) he had no beast whereon to ride, (M, K, TA,) in a journey, so went on his feet: (TA:) or he remained going on foot: so says Az; and Ks says the like: (S:) or he was, or became, strong to walk, or go on foot: (Msb:) and ↓ ترجّل [in like manner] signifies he went on foot, (S, K, TA,) having alighted from his beast: (TA:) [used in the present day as meaning he alighted from his beast:] and ↓ ترجُلوا they alighted [upon their feet, or dismounted,] in war, or battle, to fight: and ↓ ارتجل he (a man) went on his legs, or feet, for the purpose of accomplishing the object of his want. (TA.) b2: رَجِلَ, (M, K,) aor. ـَ (K,) [inf. n. رَجَلٌ, being similar to رَكِبَ, aor. ـَ inf. n. رَكَبٌ,] also signifies He (a man) was, or became, large in the رِجْل [i. e. leg, or foot]. (M, K: but omitted in some copies of the K.) b3: And رُجِلَ, like عُنِىَ; and رَجِلَ, aor. ـَ inf. n. [of the former] رِجْلَةٌ and [of the latter]

رِجْلٌ; [so in the CK; but accord. to the rule of the K they should be رَجْلَةٌ and رَجْلٌ, as neither is expressly said to be with kesr; or the latter may be correctly رِجْلٌ, as رَجِلَ is said to be like عَلِمَ, of which the inf. n. is عِلْمٌ;] He had a complaint of his رِجْل [i. e. leg, or foot]: (CK; but omitted in other copies: both mentioned in the TA:) the latter verb is mentioned in this sense by El-Fárisee, and also on the authority of Kr. (TA.) b4: And رَجِلَ مِنْ رِجْلِهِ He was, or became, affected in his leg, or foot, by something that he disliked. (TA.) b5: And رَجِلَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. رَجَلٌ, (TA,) He (a beast, such as a horse or the like,) had a whiteness in one of his رِجْلَانِ [i. e. hind legs or feet], (K, TA,) without a whiteness in any other part. (TA.) A2: رَجِلَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. رَجَلٌ, (Msb, TA,) is also said of hair, (Msb, K,) meaning It was, or became, [wavy, or somewhat curly, i. e.] of a quality between lankness and crispness or curliness, (K,) or neither very crisp or curly, nor very lank, but between these two. (Msb, TA.) A3: رَجَلَهُ, (CK, TA, omitted in some copies of the K,) [aor. ـُ as in similar verbs,] inf. n. رَجْلٌ, (TA,) He, or it, hit, or hurt, his رِجْلِ [i. e. leg, or foot]. (CK, TA.) b2: رَجَلَ الشَّاةَ, (S, K,) or, accord. to the O and the Mufradát, رَجَلَ الشَّاةَ بِرِجْلِهَا, (TA,) and ↓ ارتجلها, (K,) He suspended the sheep, or goat, by its hind leg or foot: (S, O, K:) or the meaning is عَقَلَهَا بِرِجْلَيْهِ [app. he confined its shank and arm together with his feet, by pressing his feet upon its folded fore legs while it was lying on the ground], (K,) or, as in the M, بِرجْلِهِ [with his foot]. (TA.) b3: رَجَلَتْ وَلَدَهَا, (K,) inf. n. رَجْلٌ; in the copies of the M written ↓ رَجَّلَتْ, with teshdeed; (TA;) She (a woman) brought forth her child preposterously, so that its legs came forth before its head. (K.) A4: رَجَلَهَا, namely, the mother of a young camel, (K,) aor. ـُ inf. n. رَجْلٌ, (TA,) He sent the young one with her [to suck her whenever he would; as is implied by what immediately precedes]; as also ↓ أَرْجَلَهَا: (K:) or الفَصِيلَ ↓ أَرْجَلْتُ (so in two copies of the S and in the O) I left the young camel with his mother to such her whenever he pleased: (S, * O: [in one of my copies of the S رَجَلْتُ, which appears from what here follows to be a mistake:]) so says ISk: and he cites as an ex., حَتَّى فُطِمَا ↓ مُسَرْهَدٌ أُرْجِلَ [Fat, and well nourished: he was left with his mother to such her when he pleased until he was weaned]. (O.) [See also رَجَلٌ, below; where it is explained as though a quasi-inf. n. of أَرْجَلْتُ in the sense here assigned to it in the S and O, or inf. n. of رَجَلْتُ in the same sense.] b2: And رَجَلَ

أُمَّهُ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. رَجْلٌ, (S,) He (a young camel, S, or a lamb, or kid, or calf, K, TA) sucked his mother. (S, K.) b3: رَجَلٌ also signifies The act of [the stallion's] leaping the mare: (O, K, TA:) [i. e., as inf. n. of رَجَلَ; for] one says, بَاتَ الحِصَانُ يُرْجُلُ الخَيْلَ The stallion-horse passed the night leaping the mares. (TA; and so in the O, except that الخيل is there omitted.) b4: And رَجَلَ المَرْأَةَ He compressed the woman. (TA.) A5: [Golius says that رَجُلَ signifies Vir et virili animo fuit; as on the authority of J; and that رُجْلَةٌ is its inf. n.: but it seems that he found الرُّجْلَةُ incorrectly explained in a copy of the S as مَصْدَرُ رَجُلَ instead of مَصْدَرُ الرَّجُلِ: ISd expressly says that رُجْلَةٌ and its syns. (explained below) are of the number of those inf. ns. that have no verbs.]2 رَجَّلَتْ وَلَدَهَا [app. a mistranscription]: see 1, in the latter half of the paragraph.

A2: تَرْجِيلٌ [the inf. n.] signifies The making, or rendering, strong. (Ibn-'Abbád, K.) A3: رجّل الشَّعَرَ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. تَرْجِيلٌ, (S, Msb, K,) He made the hair to be [wavy, or somewhat curly, i. e.] not very crisp or curly, nor lank, (S,) or in a state between that of lankness and that of crispness or curliness: (K:) or he combed the hair; (Msb, TA;) either his own hair, [see 5,] or that of another: (Msb:) or he combed down the hair; i. e., let it down, or made it to hang down, by means of the comb: (Mgh:) Er-Rághib says, as though he made it to descend at the رِجْل [or foot], i. e. from its places of growth; but this requires consideration: (MF:) or he combed and anointed the hair: (TA voce عَسِبٌ:) or he washed and combed the hair. (Ham p. 356.) 4 ارجلهُ He made him to go on foot; (S, K, TA;) to alight from his beast. (TA.) A2: and He granted him some delay, or respite; let him alone, or left him, for a while. (S, K.) b2: أَرْجَلْتُ الحِصَانَ فِى الخَيْلِ I sent-the stallion-horse among the mares. (TA.) b3: See also 1, in the latter half of the paragraph, in three places.5 تَرَجَّلَ see 1, first sentence, in two places. b2: ترجّل فِى البِئْرِ, (S, Msb, K,) and ترجّل البِئْرَ, (K,) He descended into the well (S, Msb, K) [by means of his feet, or legs, alone, i. e.,] without his being let down, or lowered, or suspended [by means of a rope]. (S, Msb.) b3: ترجّل الزَّنْدَ, and ↓ ارتجلهُ, [or, more probably, ارتجل الزَّنْدَةَ, and ترجّلها, (see مُرْتَجِلٌ,)] He put the زند [or the زندة; (the former meaning the upper, and the latter the lower, of the two pieces of wood used for producing fire,)] beneath his feet: (M, K:) or ↓ ارتجل signifies he (a man come from a distant country) struck fire, and held the زَنْد [here app. meaning (as in many other instances) the زند properly so called and the زندة] with his hands and his feet, [i. e. the زند with his hands and the زندة with his feet,] because he was alone. (TA. [See مُرْتَجِلٌ.]) A2: [ترجّل He became a رَجُل, or man; he rose to manhood. (See an explanation of ترجّل النَّهَارُ, in what follows.) And] ترجّلت She (a woman, TA) became like a رَجُل [or man] (K, TA) in some of her qualities, or states, or predicaments. (TA.) b2: ترجّل النَّهَارُ i. q. اِرْتَفَعَ (tropical:) [i. e. The day became advanced, the sun being somewhat high]; (S, IAth, O, K, TA;) it being likened to the rising of a man from youth; (IAth, TA;) and so النهار ↓ ارتجل: or, accord. to Er-Rághib, the former means the sun went down from [or below] the walls; as though it alighted (كَأَنَّهَا تَرَجَّلَتْ [in a proper sense of this verb: see 1, first sentence]). (TA.) A3: and ترجّل He combed his own hair: (Msb:) or he combed down his own hair; i. e., let it down, or made it to hang down, by means of the comb: (Mgh:) or he anointed [or washed] and combed his own hair. (TA. [See 2.]) Hence, نَهَى

عَنِ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا (Mgh, TA) He [Mohammad] forbade the anointing and combing of one's own hair except it be less frequent than every day. (TA.) 8 ارتجل: see 1, first sentence. b2: Said of a horse, (in his running, TA,) He mixed the pace termed العَنَق with that termed الهَمْلَجَة, (T, TA,) or the former pace with somewhat of the latter, and thus, (S,) he went those two paces alternately, (S, K,) somewhat of the former and somewhat of the latter. (S.) A2: He took a man by his رِجْل [i. e. leg, or foot]. (S, TA.) b2: ارتجل الشَّاةَ: see 1, in the middle of the paragraph. b3: ارتجل الرَّنْدَ [or الزَّنْدَةَ], and ارتجل alone in a similar sense: see 5, in two places.

A3: [He extemporized a speech or verses; spoke it or them extemporaneously, impromptu, or without premeditation;] he began an oration (a خُطْبَة), and poetry, without his having prepared it beforehand; (S;) he spoke a speech (Msb, K) without consideration or thought, (Msb,) or without his having prepared it; (K;) he recited it, or related it, standing, without forecast, consideration, thought, or meditation; so accord. to Er-Rághib [who seems to have held this to be the primary signification of the verb when relating to a speech or the like]; or without reiteration, and without pausing, halting, or hesitating. (TA.) and ارتجل الشَّىْءَ [He did, performed, or produced, the thing without premeditation, or previous preparation]. (TA in art. خرع.) [And ارتجل اسْمًا He coined a name.] b2: ارتجل بِرَأْيِهِ He was, or became, alone, or independent of others, with none to take part or share or participate with him, in his opinion, (Msb, K, TA,) without consulting any one respecting it, (Msb, TA,) and kept constantly, or perseveringly, to it. (Msb.) [Hence,] أَمْرُكَ مَا ارْتَجَلْتَ Thine affair [to which thou shouldst keep] is that respecting which thou art alone [&c.] in thine opinion. (K.) and اِرْتَجِلْ مَا ارْتَجَلْتَ مِنَ الأَمْرِ is explained in the T as meaning اِرْكَبْ مَا رَكِبْتَ مِنْهُ [i. e. Undertake thou what thou hast undertaken of the affair: but it may rather signify keep thou to what thou hast undertaken of the affair; agreeably with what here follows]. (TA.) One says also, ↓ اِرْتَجِلْ رَجْلَكَ Keep thou to thine affair: (IAar, M, K, TA:) in [some of] the copies of the K, erroneously, رَجَلَكَ. (TA.) A4: He collected a detached number (قِطْعَة [or رِجْل]) of locusts, to roast, or fry, them. (S.) A5: He set up a مِرْجَل [q. v.], to cook food in it: (T, TA:) or he cooked food in a مِرْجَل. (K.) A6: ارتجل النَّهَارُ: see 5.10 استرجل He desired, or requested, to be, or to go, on foot. (KL.) رَجْلٌ: see رَجُلٌ: b2: and رَاجِلٌ; the latter in two places.

A2: See also رَجِلٌ, in two places.

A3: اِرْتَجِلْ رَجْلَكَ, in some of the copies of the K, erroneously, رَجَلَكَ: see 8, near the end of the paragraph.

رِجْلٌ [The leg of a human being and of a bird, and the kind leg of a quadruped; in each of these senses opposed to يَدٌ;] the part from the root of the thigh to the [sole of] the foot of a man [and of any animal]; (Mgh, Msb, K:) رِجْلُ الإِنْسَانِ meaning that [limb] with which the man walks: (Msb:) or the foot of a man [and of a bird, and the kind foot of a quadruped: or rather it signifies thus in many instances; but generally as before explained: and sometimes, by a synecdoche, it is used in a yet larger sense, as will be explained below]: (K:) of the fem. gender: (Zj, Msb, TA:) pl. أَرْجُلٌ: (S, Msb, K, &c.:) it has no other pl. (Msb, TA) known to Sb; (TA;) the pl. of pauc. being also used as a pl. of mult. in this instance. (IJ, TA.) [Hence,] الرِّجْلُ جُبَارٌ [The hind leg or foot, or it may here mean the leg or foot absolutely, is a thing of which no account, or for which no retaliation or mulct, is taken]: i. e., if a beast tread upon a man with its رِجْل, there is no retaliation or mulct, if in motion; but if the beast be standing still in the road, or way, the rider is responsible, whether it strike with a يَد or a رِجْل. (TA.) And هُوَ قَائِمٌ عَلَى رِجْلٍ [lit. He is standing upon a single leg; meaning] (assumed tropical:) he is setting about, or betaking himself to, an affair that presses severely, or heavily, upon him, or that straitens him. (T, K, TA. [In the CK, حَزَنَهُ is erroneously put for حَزَبَهُ.]) And أَنَا عَلَى رِجْلٍ (assumed tropical:) I am in fear, or fright, lest a thing should escape me. (TA.) b2: ذُو الرِّجْلِ [as though meaning The onelegged;] a certain idol, of El-Hijáz. (TA.) b3: رِجْلُ الجَبَّارِ (assumed tropical:) The very bright star [3, called by our astronomers “ Rigel,” and also called by the Arabs رِجْلُ الجَوْزَآءِ اليُسْرَى,] upon the left foot of Orion. (Kzw.) [And رِجْلُ الجَوْزَآءِ اليُمْنَى (assumed tropical:) The star k upon the right leg of Orion.] b4: رِجْلُ الغُرَابِ (assumed tropical:) A certain plant, (K,) called also رِجْلُ الرَّاغِ, the root, or lower part, of which, when cooked, is good for chronic diarrhœa; mentioned in art. غرب [q. v.]. (TA.) Also A certain mode of binding the udder of a camel, so that the young one cannot suck, therewith, nor will it undo: (S, K:) whence the phrase صَرَّ رِجْلَ الغُرَابِ, for صَرَّ صَرًّا مِثْلَ صَرِّرِجْلِ الغُرَابِ. (TA.) El-Kumeyt says, صَرَّ رِجْلَ الغُرَابِ مُلْكُكَ فِى النَّا سِ عَلَى مَنْ أَرَادَ فِيهِ الفُجُورَا (assumed tropical:) [Thy dominion among the people has bound with a bond not to be undone him who desires, within the scope of it, transgression]: (S, TA:) i. e. thy dominion has become firm so that it cannot be undone; like as what is termed رجل الغراب cannot be undone by the young camel. (TA.) And one says, صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ الغُرَابِ, meaning (tropical:) The affair was, or became, difficult to him: (K and TA in art. غرب:) or his life, or subsistence, was, or became, difficult to him. (TA in that art.) b5: رِجْلُ الجَرَادِ (assumed tropical:) A certain plant, like البَقْلَةُ اليَمَانِيَّةُ [see art. بقل: accord. to Golius, the former appellation is applied to a species of atriplex, or orache]. (IAar, K.) b6: [And several other plants have similar appellations in the present day.] b7: رِجْلُ الطَّائِرِ (assumed tropical:) A certain مِيسَم [i. e. branding-instrument, or brand]. (S, K.) b8: رِجْلُ البَابِ (assumed tropical:) The foot, or heel, of the door, upon which it turns in a socket in the threshold. (MA.) b9: رِجْلُ القَوْسِ (assumed tropical:) The lower curved extremity of the bow; (Kh, S, K;) the upper curved extremity being called its يَد: (Kh, S:) or the part below its كَبِد [q. v.]: accord. to AHn, it is more complete, or perfect, than its يد: accord. to IAar, أَرْجُلُ القَوْسِ means, when the string is bound, or braced, the upper parts of the bow; and أَيْدِيهَا, its lower parts; and the former are stronger than the latter: and he cites the saying, لَيْتَ القِسىَّ كُلُّهَا مِنْ أَرْجُلِ [Would that the bows were all of them, or wholly, of what are termed أَرْجُل]: the two extremities of the bow, he says, are called its ظُفْرَانِ; and its two notches, its فُرْضَتَانِ; and its curved ends, its سِئَتَانش; and after the سئتان are the طَائِفَانِ; and after the طائفان, the أَبْهَرَانِ; and the portion between the ابهران is its كَبِد; this being between the two knots of the suspensory. (TA.) b10: رِجْلَا السَّهْمِ (assumed tropical:) The two extremities of the arrow. (K, * TA. [In the former it is implied that the phrase is رِجْلُ السَّهْمِ.]) b11: رِجْلُ بَحْرٍ (tropical:) A canal (خليج) of a بحر [or large river]. (Kr, K, TA.) b12: رِجْلٌ also signifies (tropical:) A part, or portion, of a thing: (K, TA:) of the fem. gender. (TA.) It is said in a trad. of 'Áïsheh, أَهْدَى لَنَا أَبُو بَكْرٍ رِجْلَ شَاةٍ مَشْوِيَّةٍ فَقَسَمْتُهَا إِلَّا كَتِفِهَا, meaning (tropical:) [Aboo-Bekr gave to us] the half of a roasted sheep, or goat, divided lengthwise [and I divided it into shares, except its shoulder-blade, or its shoulder]: she called the half thus by a synecdoche: (IAth, O, TA:) or she meant the leg (رجْل) thereof, with what was next to it [for مما يَلِيهَا in the O and TA, I read بِمَا يَلِيهَا] of the lateral half: or she thus alluded to the whole thereof, like as one does by the term رَأْس. (O, TA. [But see what here next follows.]) And in another trad., the رِجْل of a [wild] ass is mentioned as a gift, meaning (tropical:) One of the two lateral halves: or, as some say, the thigh: (TA:) and it is explained as meaning the whole; but this is a mistake. (Mgh.) b13: Also (assumed tropical:) The half of a رَاوِيَة [or pair of leathern bags, such as are borne by a camel, one on each side,] of wine, and of olive-oil. (AHn, K.) b14: It is also applied by some to (assumed tropical:) A pair of trousers or drawers; and رِجْلُ سَرَاوِيلَ occurs in this sense in a trad., for رِجْلَا سَرَاوِيلَ; like زَوْجُ خُفٍّ and زَوْجُ نَعْلٍ, whereas each is properly زَوْجَانِ; for the سراويل are of the articles of clothing for the two legs: (IAth, TA:) this is what is meant by the saying in the K [and in the O likewise] that الرِّجْلُ also signifies السَّرَاوِيلُ [app. for مِنَ السَّرَاوِيلِ الطَّاقُ]. (TA.) b15: Also (assumed tropical:) A swarm, or numerous assemblage, of locusts: (S:) or a detached number (قِطْعَةٌ) thereof: (K:) [or] one says [or says also] رِجْلُ جَرَادٍ, (S, TA,) and رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ: it is masc. and fem.: (TA:) a pl. without a proper sing.; like عَانَةٌ (a herd of [wild] asses, S) and خِيطٌ (a flock of ostriches, S) and صُِوَارٌ (a herd of [wild] bulls or cows, S): (S, K:) pl. أَرْجَالٌ; (K:) and so in the next two senses here following. (TA.) b16: And hence, as being likened thereto, (TA,) (assumed tropical:) An army: (K:) or a numerous army. (TA.) b17: Also (assumed tropical:) A share in a thing. (IAar, K.) So in the saying, لِى فِى

مَالِكَ رِجْلٌ (assumed tropical:) [To me belongs a share in thy property]. (TA.) b18: And (tropical:) A time. (TA.) One says, كَانَ ذٰلِكَ عَلِى رِجْلِ فُلَانٍ (tropical:) That was in the time of such a one; (S, K, TA;) in his life-time: (K, TA:) like the phrase على رَأْسِ فُلَانٍ. (TA.) b19: Also (assumed tropical:) Precedence. (Abu-l- Mekárim, K.) When the files of camels are collected together, an owner, or attendant, of camels says, لِىَ الرِّجْلُ, i. e. (assumed tropical:) [The precedence belongs to me; or] I precede: and another says, لَا بَلِ الرِّجْلُ لِى (assumed tropical:) [Nay, but the precedence belongs to me]: and they contend together for it, each unwilling to yield it to the other: (Abu-l-Mekárim, TA:) pl. أَرْجَالٌ: (K:) and so in the senses here following. (TA.) b20: And (assumed tropical:) Distress; straitness of the means of subsistence or of the conveniences of life; a state of pressing want; misfortune; or calamity; and poverty. (O, K.) A2: Also A man who sleeps much: (O, K:) fem. with ة. (TA.) b2: And A man such as is termed قَاذُورَةٌ [which means foul in language; evil in disposition: one who cares not what he does or says: very jealous: one who does not mix, or associate as a friend, with others, because of the evilness of his disposition, nor alight with them: &c.: see art. قذر]. (O, K.) A3: Also Blank paper; (O, K, * TA;) without writing. (TA.) رَجَلٌ: see رَاجِلُ, first sentence: A2: and see also رَجِلٌ, in two places.

A3: [It is also explained as here follows, as though a quasi-inf. n. of 4 in a sense mentioned in the first paragraph on the authority of the S and O, or inf. n. of رَجَلَ in the same sense; thus:] The sending, (S, O,) or leaving, (K, TA,) a lamb or kid or calf, (S, O, TA,) or a young camel, (K, TA,) and a colt, (TA,) with its mother, to such her whenever it pleases: (S, O, K:) [but I rather think that this is a loose explanation of the meaning implied by رَجَلٌ used as an epithet; for it is added in the S and O immediately, and in the K shortly after, that] one says بَهْمَةٌ رَجَلٌ (S, O, K) and ↓ رَجِلٌ (K) [meaning, as indicated in the S and O, A lamb, or hid, or calf, sent with its mother to such her whenever it pleases, or, as indicated in the K, sucking, or that sucks, its mother]: pl. أَرْجَالٌ. (S, O, K.) b2: Also A horse [i. e. a stallion] sent upon the خَيْل [meaning mares, to leap them]: (K:) and in like manner one says خَيْلٌ رَجَلٌ, [using it as a pl., app. meaning horses so sent,] (K accord. to the TA,) or ↓ خَيْلٌ رَجِلَةٌ. (CK, and so in my MS. copy of the K: [perhaps it should be رَجَلَةٌ.]) رَجُلٌ (S, O, Mgh, Msb, K &c.) and ↓ رَجْلٌ, (O, K,) the latter a dial. var., (O,) or, accord. to Sb and El-Fárisee, a quasi-pl. n., [but app. of رَاجِلٌ, not of رَجُلٌ,] called by Abu-l-Hasan a pl., (TA,) A man, as meaning the male of the human species; (Msb;) the opposite of اِمْرَأَةٌ: (S, O, Mgh:) applied only to one who has attained to puberty and manhood: (K, * TA:) or as soon as he is born, (K, TA,) and afterwards also: (TA:) pl. رِجَالٌ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) [applied in the Kur lxxii. 6 to men and to jinn (or genii), like نَاسٌ and أُنَاسٌ, and likewise a pl. of رَاجِلٌ, and of its syn. رَجْلَانُ,] and رجَالَاتٌ, (S, K,) said by some to be a pl. pl., (TA,) and ↓ رَجْلَةٌ, (Sb, Msb, K, TA, in the CK رِجْلَةٌ, [which is a mistake, as is shown by what follows,]) of the measure فَعْلَةٌ, with fet-h to the ف, (Msb,) [but this is, properly speaking, a quasi-pl. n.,] said to be the only instance of its kind except كَمْأَةٌ, which, however, some say is a n. un. like others of the same form belonging to [coll.] gen. ns., (Msb,) used as a pl. of pauc. instead of أَرْجَالٌ, (Sb, Ibn-Es-Serráj, Msb, TA,) because they assigned to رَجُلٌ no pl. of pauc., (Sb, TA,) not saying أَرْجَالٌ (TA) [nor رِجْلَةٌ], and ↓ رَجِلَةٌ, mentioned by Az as another pl., but this [also] is a quasi-pl. n., and of it Abu-l-' Abbás holds ↓ رَجْلَةٌ to be a contraction, (TA,) and رِجَلَةٌ (Ks, K) and أَرَاجِلُ (Ks, S, K) and [another quasi-pl. n. is] ↓ مَرْجَلٌ. (IJ, K.) شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ, in the Kur [ii. 282], means [Two witnesses] of the people of your religion. (TA.) [رَجُلٌ also signifies A woman's husband: and the dual] رَجُلَانِ [sometimes] means A man and his wife; predominance being thus attributed to the former. (IAar, TA.) And ↓ رَجُلَةٌ signifies A woman: (S, K:) or, accord. to Er-Rághib, a woman who is, or affects to be, or makes herself, like a man in some of her qualities, or states, or predicaments. (TA.) It is said of 'Áïsheh, (S, TA,) in a trad., which confirms this latter explanation, (TA,) كَانَتْ الرَّأْىِ, ↓ رَجُلَةَ, (S, TA,) meaning She was like a man in judgment. (TA. [See also مَرْجَلَانِيَّةٌ.]) The dim. of رَجُلٌ is ↓ رُجَيْلٌ and ↓ رُوَيْجِلٌ: (S, K:) the former reg.: (TA:) the latter irreg., as though it were dim. of رَاجِلٌ: (S, TA:) [but it seems that رُوَيْجِلٌ is properly the dim. of رَاجِلٌ, though used as that of رَجُلٌ.] One says, هُوَ رَجُلُ وَحْدِهِ [He is a man unequalled, or that has no second], (IAar, L in art. وحد,) and وَحْدِهِ ↓ رُجَيْلُ [A little man (probably meaning the contrary) unequalled, &c.]. (S and L in that art.) and it is said in a trad., إِنْ صَدَقَ ↓ أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ [The little man prospers if he speak truth] (TA.) b2: Also One much given to coition: (Az, O, K:) used in this sense by the Arabs of ElYemen: and some of the Arabs term such a one عُصْفُورِىٌّ. (O, TA.) b3: And i. q. رَاجِلٌ, q. v. (Mgh, Msb, K.) b4: And Perfect, or complete [in respect of bodily vigour or the like]: ('Eyn, O, K, TA: [in the CK, والرّاجِلُ الكَامِلُ is erroneously put for والراَجل والكامل:]) or strong and perfect or complete: sometimes it has this meaning, as an epithet: and when thus used, Sb allows its being in the gen. case in the phrase, مَرَرْتُ بِرَجُلٍ رَجُلٍ أَبُوهُ [I passed by a man whose father is strong &c.]; though the nom. case is more common: he says, also, that when you say, هُوَ الرَّجُلُ, you may mean that he is perfect or complete, or you may mean any man that speaks and that walks upon two legs. (M, TA.) A2: [In the CK, شَعَرٌ رَجُلٌ is erroneously put for شَعَرٌ رَجْلٌ: and, in the same, رَجُلُ الشَّعَرِ, as syn. with رَجِلُ الشَّعَرِ, is app. a mistake for رَجْلُ الشَّعَرِ; but it is mentioned in this sense by 'Iyád:] see the paragraph here following.

رَجِلٌ; and its fem., with ة: see رَاجِلٌ.

A2: شَعَرٌ رَجِلٌ (ISk, S, Msb, K) and ↓ رَجَلٌ (ISk, S, K) and ↓ رَجْلٌ, (Msb, K, [in the CK, erroneously, رَجُلٌ,]) Hair [that is wavy, or somewhat curly, i. e.] of a quality between [بَيْنَ, for which بَيِّنُ is erroneously put in the CK,] lankness and crispness or curliness, (K,) or not very crisp or curly, nor lank, (ISk, S,) or neither very crisp or curly, nor very lank, but between these two. (Msb, TA.) b2: And رَجِلُ الشَّعَرِ and ↓ رَجَلُهُ (ISd, Sgh, K) and ↓ رَجْلُهُ (ISd, K, TA, but accord. to the CK as next follows,] and ↓ رَجُلُهُ, with damm to the ج, added by 'Iyád, in the Meshárik, (MF, TA,) A man having hair such as is described above: pl. أَرْجَالٌ and رَجَالَى; (M, K;) the former, most probably, accord. to analogy, pl. of رَجْلٌ; but both may be pls. of رَجِلٌ and رَجَلٌ: accord. to Sb, however, رَجَلٌ has no broken pl., its pl. being only رَجَلُونَ. (M, TA.) A3: See also رَجَلٌ, in two places.

رَجْلَةٌ: see رَجُلٌ, first sentence, in two places: b2: and رَاجِلٌ.

A2: See also the next paragraph.

رُجْلَةٌ The going on foot; (T, S, * M, TA;) the act of the man who has no beast [to carry him]; (T, TA;) an inf. n. (T, S, TA) of رَجِلَ: (T, TA: [see 1, first sentence:]) or it signifies strength to walk, or go on foot; (Msb, K;) and is a simple subst.: (Msb:) and also excellence of a دَابَّة [meaning horse or ass or mule] and of a camel in endurance of long journeying; in which sense [Az says] I have not heard any verb belonging to it except [by implication] in the epithets رَجِيلَةٌ, applied to a she-camel, and رَجِيلٌ, applied to an ass and to a man: (T, TA:) and (M) ↓ رِجْلَةٌ, with kesr, signifies vehemence, or strength, of walking or going on foot; (M, K;) as also ↓ رَجْلَةٌ. (K. [In the K is then added, “or with damm, strength to walk, or go on foot; ” but it seems evident that we should read “ and with damm,”

&c., agreeably with the passage in the M, in which the order of the two clauses is the reverse of their order in the K.]) One says, حَمَلَكَ اللّٰهُ عَنِ الرُّجْلَةِ and مِنَ الرُّجْلَةِ, i. e. [May God give thee a beast to ride upon, and so relieve thee from going on foot, or] from the act of the man who has no beast. (T, TA.) And هُوَ ذُو رُجْلَةٍ He has strength to walk, or go on foot. (Msb.) b2: And The state, or condition, of being a رَجُل [or man, or male human being; generally meaning manhood, or manliness, or manfulness]; (S, K;) as also ↓ رُجُولَةٌ (Ks, S, TA) and ↓ رُجُولِيَّةٌ (IAar, S, K) and ↓ رَجُولِيَّةٌ (Ks, T, K) and ↓ رُجْلِيَّةٌ; (K) of the class of inf. ns. that have no verbs belonging to them. (ISd, TA.) A2: And The having a complaint of the رِجْل [i. e. leg, or foot]. (TA.) b2: And in a horse, (S,) or beast, (دَابَّة, K,) A whiteness, (K,) or the having a whiteness, (S,) in one of the رِجْلَانِ [i. e. hind legs or feet], (S, K,) without a whiteness in any other part; (TA;) as also ↓ تَرُجِيلٌ (K.) This is disliked, unless there be in him some other [similar] وَضَح. (S.) رِجْلَةٌ: see the next preceding paragraph, first sentence.

A2: [Also, accord. to the K, a pl. of رَاجلٌ or of one of its syns.]

A3: And A herd, or detached number collected together, of wild animals. (IB, TA.) A4: And A place in which grow [plants, or trees, of the kind called] عَرْفَج, (K,) accord. to Az, in which grow many thereof, (TA,) in one رَوْضَة [or meadow]. (K.) b2: and A water-course, or channel in which water flows, (S, K,) from a [stony tract such as is called] حَرَّة to a soft, or plain, tract: (K:) pl. رِجَلٌ; (S, K;) a term similar to مَذَانِبُ [pl. of مِذْنَبٌ]: so says Er-Rághib: the waters (he says) pour to it, and it retains them: and on one occasion he says, the رِجْلَة is like the قَرِيّ; it is wide, and people alight in it: he says also, it is a water-course of a plain, or soft, tract, such as is ملباث, or, as in one copy, مِنْبَات [which is app. the right reading, meaning productive of much herbage]. (TA.) A5: الرِجْلَةُ also signifies A species of the [kind of plants called] حَيْض. (K.) b2: And, accord. to [some of] the copies of the K [in this place], The عَرْفَج; but correctly the فَرْفَخ [as in the CK here, and in the K &c. in art. فرفخ]; (TA;) i. q. البَقْلَةُ الحَمُقَآءُ; (S, Msb, TA;) thus the people commonly called it; i. e. البقلةالحمقآء; (TA;) [all of these three appellations being applied to Purslane, or purslain; and generally to the garden purslane:] it is [said to be] called الحمقآء because it grows not save in a water-course: (S: [i. e. the wild sort: but see art. حمق:]) whence the saying, أَحْمَقُ مِنْ رِجْلَةٍ [explained in art. حمق], (S, K,) meaning this بَقْلَة: (TA:) the vulgar say, مِنْ رِجْلِهِ. (S, K, TA. [In the CK, erroneously, من رَجْلَةٍ.]) رَجُلَةٌ: see رَجُلٌ in two places.

رَجِلَةٌ a quasi-pl. n. of رَجُلٌ q. v. (TA.) A2: [Also fem. of the epithet رَجِلٌ.]

رجْلَي fem. of رَجْلَانُ: see رَاجِلٌ near the end of the paragraph. b2: حَرَّةٌ رَجْلَي and ↓ رَجْلَآءُ A [stony tract such as is called] حَرَّة that is rough [or rugged], in which one goes on foot: or level, but abounding with stones: (K:) or rough and difficult, in which one cannot go except on foot: (TA:) or the latter signifies level, but abounding with stones, in which it is difficult to go along: (S:) or hard and rough, which horses and camels cannot traverse, and none can but a man on foot: (AHeyth, TA:) or that impedes the feet by its difficulty. (Er-Rághib, TA.) A2: رَجْلَي is also a pl. of رَجْلَانُ: (S:) [and app. of رَجِيلٌ also.]

رَجْلَآءُ fem. of أَرْجَلُ [q. v.]. b2: See also the next preceding paragraph.

رَجَلِيٌّ sing. of رَجَلِيُّونَ, which latter is applied, with the article ال to Certain men who used to run (كَانُوا يَعْدُونَ, so in the O and K, but in the T يَغْزُونَ [which is evidently a mistranscription], TA) upon their feet; as also ↓ رُجَيْلَآءُ, in like manner with the article ال: (O, K, TA:) in the T, the sing. is written رَجْلِيٌّ; and said to be a rel. n. from الرُّجْلَةُ; which requires consideration: (TA:) they were Suleyk El-Makánib, (O, K, TA,) i. e. Ibn-Sulakeh, (TA,) and El-Munteshir Ibn-Wahb El-Báhilee, and Owfà Ibn-Matar ElMázinee. (O, K, TA. [All these were famous runners.]) رُجْلِيَّةٌ: see رُجْلَةٌ.

رَجْلَانُ; and its fem., رَجْلَي: see رَاجِلٌ.

رُجَالٌ [a quasi-pl. n.] : see رَاجِلٌ.

رَجِيلٌ: see رَاجِلٌ, in two places. b2: Also i. q. مَشَّآءٌ; and so ↓ رَاجِلٌ; (K;) i. e. (TA) [That walks, or goes on foot, much; or a good goer; or] strong to walk, or go, or go on foot; (S, in explanation of the latter, and TA;) applied to a man, (S, K, TA,) and to a camel, and an ass: (TA:) or the latter, a man that walks, or goes on foot, much and well: and strong to do so,. with patient endurance: and a beast, such as a horse or an ass or a mule, and a camel, that endures long journeying with patience: fem. with ة: (T, TA:) or, applied to a horse, that does not become attenuated, or chafed, abraded, or worn, in the hoofs [by journeying] : (S, O:) or, so applied, that does not sweat: and rendered submissive, or manageable; broken, or trained: (K, * TA:) the fem., with ة is also applied to a woman, as meaning strong to walk, or go on foot: (TA:) pl. رَجْلَي [most probably of رَجِيلٌ, agreeably with analogy,] and رَجَالَي. (K.) b3: Also A place of which the two extremities are far apart: (M, K, * TA:) in the copies of the K, الطَّرِيقَيْنِ is here erroneously put for الطَّرَفَيْنِ: and the M adds, trodden, or rendered even, or easy to be travelled: (TA:) or rugged and hard land or ground: (O, TA:) and a hard place: and a rugged, difficult, road, in a mountain. (TA.) A2: Also, applied to speech, i. q. ↓ مُرْتَجَلٌ [i. e. Extemporized; spoken extemporaneously, impromptu, or without premeditation]. (O, K, TA.) رُجَيْلٌ dim. of رَجُلٌ, which see, in two places.

رُجُولَةٌ: see رُجْلَةٌ.

رَجُولِيَّةٌ: see رُجْلَةٌ.

رُجُولِيَّةٌ: see رُجْلَةٌ.

رُجَيْلَآءُ: see رَجَلِيٌّ b2: وَلَدَتْهَا الرُّجَيْلَآءَ They (sheep or goats) brought them forth [i. e. their young ones] one after another. (El-Umawee, T, S, O, K.) رَجَّالٌ i. q. رَاجِلٌ, q. v. (Az, TA.) رَجَّالَةٌ: quasi-pl. ns. of رَاجِلٌ, q. v.

رُجَّالَي: quasi-pl. ns. of رَاجِلٌ, q. v.

رَاجِلٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ رَجُلٌ, (Mgh, Msb, K,) the latter of the dial. of El-Hijáz, (MF,) in copies of the M written ↓ رَجَلٌ, (TA,) and ↓ رَجِلٌ (S, K) and ↓ رَجِيلٌ [afterwards mentioned as a quasi-pl. n.] (K) and ↓ رَجْلَانُ (S, K) and ↓ رَجْلٌ, (K,) but this last is said by Sb to be a quasi-pl. n., (TA,) Going, or a goer, on foot; a pedestrian; a footman; the opposite of فَارِسٌ; (S, Msb;) one having no beast whereon to ride, (K, TA,) in a journey, and therefore going on his feet: (TA:) see also رَجِيلٌ : pl. ↓ رَجَّالَةٌ, (Ks, T, S, M, Msb, K,) [or rather this is a quasi-pl. n.,] written by MF رِجَالَةٌ, as on the authority of AHei, but the former is the right, (TA,) and رُجَّالٌ (Ks, T, S, M, Msb, K) and ↓ رَجْلٌ, (S, Msb, TA,) this last mentioned before as being said by Sb to be a quasi-pl. n., (TA,) like صَحْبٌ (S, Msb, TA) and رَكْبٌ, and occurring in the Kur xvii. 66, (TA,) all of رَاجِلٌ, (S, Msb,) and رِجَالٌ, (S, M, K,) of رَجْلَانُ (S) and of رَاجِلٌ, (TA,) [but more commonly of رَجُلٌ, q. v.,] and رَجْلَي, (S, O, K,) of رَجْلَانُ, (S, O,) and رَجَالَي, (S, M, K,) of رَجِلٌ, (S,) or of رَجْلَانُ, (TA,) and رُجَالَي and رُجْلَانٌ, (M, K,) which last is of رَاجِلٌ or of رَجِيلٌ, (TA,) and رِجْلَةٌ [a pl. of pauc.], (M, K,) written by MF رَجَلَةٌ, and if so, of رَاجِلٌ, like as كَتَبَةٌ is pl. of كَاتِبٌ, (TA,) and ↓ رَجْلَةٌ, (T, M, K,) [but this is a quasi-pl. n., mentioned before as of رَجُلٌ, q. v.,] and أَرْجِلَةٌ, (M, K,) which may be pl. of رِجَالٌ, which is pl. of رَاجِلٌ, (IJ,) and أَرَاجِلُ, (M, K,) which may be pl. of the pl. أَرْجِلَةٌ, (IJ,) and أَرَاجِيلُ, (M, K,) and to the foregoing pls. mentioned in the K are to be added (TA) رِجَلَةٌ, (Ks, M, TA) which is of رَجُلٌ, (TA,) and رُجَّلٌ, like سُكَّرٌ, (AHei, TA,) and [the quasi-pl. ns.]

↓ رُجَّالَي, (Ks, T, M, AHei, TA,) termed by MF an anomalous pl., (TA,) and ↓ رُجَالٌ, (AHei, TA,) said by MF to be extr., of the class of رُخَالٌ, (TA,) and ↓ رَجِيلٌ, (AHei, TA,) said to be a quasi-pl. n. like مَعِيزٌ and كَلِيبٌ. (TA.) Az says, I have heard some of them say ↓ رَجَّالٌ as meaning رَاجِلٌ; and its pl. is رَجَاجِيلُ. (TA.) And رَاجِلَةٌ and ↓ رَجِلَةٌ are applied in the same sense to a woman, (Lth, TA,) and so is ↓ رَجْلَي [fem. of رَجْلَانُ, like غَضْبَي fem. of غَضْبَانُ]: (S:) and the pl. [of the first] is رَوَاجِلُ (TA) and ([of the first or second or] of the third, S) رِجَالٌ (Lth, S, TA) and رَجَالَي. (S.) b2: Lh mentions the saying, لَا تَفْعَلْ كَذَا أُمُّكَ رَاجِلٌ, but does not explain it: it seems to mean [Do not thus:] may thy mother mourn, and be bereft of thee. (TA.) A2: نَاقَةٌ رَاجِلٌ عَلَى وَلَدِهَا means A she-camel [left to give suck to her young one,] not having her udder bound with the صِرَار [q. v.]. (K.) رَاجِلَةٌ The pastor's كَبْش [or ram] upon which he conveys, or puts to be borne, his utensils. (AA, O, K.) So in the saying of a poet, فَظَلَّ يَعْمِتُ فِى قَوْطٍ وَرَاجِلَةٍ

يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِدُ (AA, TA,) meaning [And he passed the day] spinning from a portion of wool [wound in the form of a ring upon his hand], termed عَمِيتَه, [amid a flock of sheep, with a ram upon which he conveyed his utensils,] ever collecting [to himself], and coveting, or labouring to acquire, save when he was sitting cooking هَبِيد [i. e. colocynths or their seeds or pulp]. (T and TA in art. عمت: where راجلة is likewise explained as above.) رُوَيْجِلٌ: see رَجُلٌ, in two places.

أَرْجَلُ A man large in the رِجْل [i. e. leg, or foot]: (S, K:) like أَرْكَبُ “ large in the knee,” and أَرْأَسُ “ large in the head. ” (TA.) b2: And A horse, (S,) or beast, (دَابَّة, K,) having a whiteness in one of his رِجْلَانِ [i. e. hind legs or feet], (S, K,) without a whiteness in any other part. (TA.) This is disliked, unless there be in him some other [similar] وَضَح. (S. [See also 2 in art. خدم.]) The fem. is رَجْلَآءُ, (S, K,) which is applied in like manner to a sheep or goat: (S:) or to a ewe as meaning whose رِجْلَانِ [or hind legs] are white to the flanks, (M, TA,) or with the flanks, (T, TA,) the rest of her being black. (TA.) b3: حَرَّةٌ رَجْلَآءُ: see رَجْلَى.

A2: هُوَ أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ means [He is the more manly, or manful, of the two men; or] he has رُجْلِيَّة that is not in the other [of the two men]: (T, TA:) or he is the stronger of the two men. (K.) ISd thinks ارجل in this case to be like أَحْنَكُ, as having no verb. (TA.) أَرَاجِيلُ app. a pl. of أَرْجِلَةٌ, which may be pl. of رِجَالٌ, which is pl. of رَاجِلٌ [q. v.] (TA.) b2: Also Men accustomed to, or in the habit of, taking, capturing, catching, snaring, or trapping, game or wild animals or the like, or birds, or fish; hunters, fowlers, or fishermen. (Sgh, K.) تَرْجِيلٌ: see رُجْلَةٌ, last signification.

تَرَاجِيلُ i. q. كَرَفْسٌ [q. v., i. e. The herb smallage]; (K;) of the dial. of the Sawád; one of the herbs, or leguminous plants, of the gardens. (TA.).

مَرْجَلٌ: see رَجُلٌ, of which it is a quasi-pl. n. : A2: and مِرْجَلٌ.

مُرجِلٌ A woman that brings forth men-children; (M, TA;) i. q. مُذْكِرٌ, (M, K, TA,) which is the epithet commonly known. (M, TA.) مِرْجَلٌ A copper cooking-pot: (S, Mgh, Msb:) or a large copper cooking-pot: (Ham p. 469:) or a cooking-pot of stones [or stone], and of copper: (K:) or any cooking-pot (Mgh, Msb, TA, and Ham ubi suprà) or vessel in which one cooks: (TA:) of the masc. gender: (K:) pl. مَرَاجِلُ. (Ham ubi suprà.) b2: And A comb. (Mgh, K.) b3: Also, and ↓ مَرْجَلٌ, (K,) the latter on the authority of IAar alone, (TA,) A sort of [garment of the kind called] بُرْد, of the fabric of El-Yemen: (K:) pl. as above, مَرَاجِلُ; with which مَرَاحِل, occurring in a trad., is said in the T, in art. رحل, to be syn.: [and ↓ بُرْدٌ مِرْجَلِىٌّ signifies the same as مِرْجَلٌ:] it is said in a prov., حَدِيثًا كَانَ بُرْدُكَ مِرْجَلِيَّا [Recently thy بُرْد was of the sort called مِرْجَلِىّ;] i. e. thou hast only recently been clad with the مَرَاجِل, and usedst to wear the عَبَآء: [whence it appears that the مِرْجَل may be thus called because worn only by full-grown men:] so says IAar: it is said in the M that ثَوْبٌ مِرْجَلِىٌّ is from الممرجل [i. e. المُمَرْجَلُ, perhaps a mistranscription for المَرْجَلُ]: (TA:) [but] ↓ مُمَرْجَلٌ signifies a sort of garments, or cloths, variegated, or figured; (S and K in art. مرجل;) similar to the مَرَاجِل, or similar to these in their variegation or decoration, or their figured forms; as explained by Seer and others; (TA in that art.;) [wherefore] Sb holds the م of مَرَاجِلُ to be an essential part of the word; (S in that art.;) and hence Seer and the generality of authors also say that it is a radical, though Abu-l-'Alà and some others hold it to be augmentative. (MF and TA in that art.) مِرْجَلِىٌّ A maker of cooking-pots [such as are called مَرَاجِلَ, pl. of مِرْجَلٌ]. (MA.) b2: See also the next preceding paragraph.

مَرْجَلَانِيَّةٌ A woman who is, or affects to be, or makes herself, like a man in guise or in speech. (TA. [See also رَجُلَةٌ, voce رَجُلٌ.]) مُرَجَّلٌ A skin, (Fr, TA,) or such as is termed a زِقّ, (K,) that is stripped off [by beginning] from one رَِجْل [or hind leg]; (Fr, K, TA;) or from the part where is the رِجْل (M, TA.) And شَاةٌ مُرَجَّلَةٌ A sheep, or goat, skinned [by beginning] from one رِجْل: (Ham p. 667:) and in like manner ↓ مَرْجُولٌ applied to a ram. (Lh, K voce مَزْقُوقٌ, which signifies the contr. [like مُزَقَّقٌ].) b2: Also A [skin such as is termed] زِقّ full of wine. (As, O, K.) A2: A [garment of the kind called] بُرْد upon which are the figures of men; (K;) or upon which are the figures of of men. (TA.) b2: And A garment, or piece of cloth, (O, TA,) and a بُرْد, (TA,) ornamented in the borders. (O, K, TA.) A3: Combed hair. (O, TA. [See its verb, 2.]) A4: جَرَادٌ مُرَجَّلٌ Locusts the traces of whose wings are seen upon the ground. (ISd, K.) مَرْجُولٌ A gazelle whose رِجْل [or hind leg] has fallen [and is caught] in the snare: when his يَد [or fore leg] has fallen therein, he is said to be مَيْدِىٌّ. (TA.) b2: See also the next preceding paragraph.

مُرْتَجَلٌ: see رَجِيلٌ, last sentence.

مُرْتَجِلٌ A man holding the زَنْد with his hands and feet, (K, TA,) because he is alone: (TA:) [i. e.] one who, in producing fire with the زَنْد, holds the lower زَنْدَة with his foot [or feet]. (AA, TA. [See 5.]) A2: One who collects a detached number (قِطْعَة [or رِجْل]) of locusts, to roast, or fry, them: (S:) one who lights upon a رِجْل of locusts, and roasts, or fries, some of them, (K, TA,) or, as in the M, cooks. (TA.) مُمَرْجَلٌ: see مِرْجَلٌ.
رجل
الرَّجُلُ، بِضَمِّ الجِيمِ، وسُكونِهِ، الأخيرةُ لُغَةٌ نَقَلَها الصّاغَانِيُّ: م مَعْرُوف، وَهُوَ الذَّكَرُ مِنْ نَوْعِ الإنْسانِ، يَخْتَصُّ بِهِ، ولذلكَ قالَ تَعَالَى: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً. وَفِي التَّهْذِيبِ: الرَّجْلُ، بالفتحِ وسُكونِ الْجِيم: اسمٌ للجَمْعِ عِنْد سِيبَوَيْه، وجَمْعٌ عِنْد أبي الْحسن، ورَجَّحَ الْفارِسِيُّ قَوْلَ سِيبَوَيْه، وَقَالَ: لَو كانَ جَمْعاً، ثمَّ صُغِّرَ لَرُدَّ إِلَى واحِدِهِ ثُمَّ جُمِعَ، ونَحن نَجِدُهُ مُصَغَّراً على لَفْظِهِ، قَالَ: أَخْشَى رُكَيْباً ورُجَيلاً عادِيا وَقيل: إِنَّما هُوَ فَوْقَ الغُلامِ، وَذَلِكَ إِذا احْتَلَمَ، وشَبَّ، أَو هُوَ رَجُلٌ ساعةَ يُولَدُ، إِلَى مَا بَعْدَ ذَلِك، تَصْغِيرُهُ: رُجَيْلٌ، على القِياسِ، ورُوَيْجِلٌ، عَلى غيرِ قِياسٍ، كأنَّه تصْغِيرُ رَاجِلٍ، وَمِنْه الحديثُ: أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ إنْ صَدَقَ. والرَّجُلُ، فِي كلامِ العربِ مِن أَهْلِ اليَمَنِ: الْكَثِيرُ الْجِمَاعِ، حُكِيَ ذلكَ عَن خالِ الْفَرَزْدَقِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَرَزْدَقَ يَقُولُ ذَلِك، قَالَ: وزعَم أَنَّ مِن العربِ مَن يُسَمِّيهِ العُصْفُورِيَّ، وأنْشَدَ:
(رَجُلاً كنتُ فِي زَمانِ غُرُورِي ... وَأَنا اليومَ جَافِرٌ مَلْهُودُ)
نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ، والصّاغَانِيُّ. والرَّجُلُ أَيْضا: الرَّاجِلُ، وَأَيْضًا: الْكَامِلُ، يُقال: هَذَا رَجُلٌ، أَي راجِلٌ. وَهَذَا رَجُلٌ: أَي كامِلٌ، كَمَا فِي الْعَيْنِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الرَّجُلُ: جَماعةُ الرَّاجِلِ، وهم الرَّجَّالَةُ. وَفِي المُحْكَم: وَقد يكونُ الرَّجُلُ صِفَةً، يَعْنِي بهِ الشِّدَّةَ والكَمال، وَعَلِيهِ أجازَ سِيبَوَيْه الجَرَّ فِي قولِهم: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ رَجُلٍ أَبُوهُ. والأَكْثَرُ الرَّفْعُ، وقالَ فِي مَوْضِعٍ: وَإِذا قلتَ: هُوَ الرَّجُلُ. فقد يجوزُ أَن تَعْنِيَ كَمالَهُ، وَأَن تُرِيدَ كلَّ رَجُلٍ تَكَلَّمَ ومَشَى على رِجْلَيْن فَهُوَ رَجُلٌ، لَا تُرِيدُ غيرَ ذَلِك الْمَعْنى. ج: رِجالٌ، ورِجالاَتٌ، بكسرِهما، مِثْلُ جِمالٍ، وجِمالاتٍ، وقيلَ: رِجالاتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُم، أَي مِن أهْلِ مِلَّتِكُمْ، وقالَ سِيبَوَيْه: لم يُكَسَّرْ على بِناءٍ مِن أَبْنِيَةِ أَدْنَى الْعَدَدِ، يَعْني أَنهم لم يَقُولُوا: أَرْجالٌ، وَقَالُوا: ثَلاثَةُ رَجْلَةٍ، جَعَلُوه بَدَلاً من أَرْجَالٍ، ونَظِيرُهُ: ثَلاثَةُ أَشْياء، جَعَلُوا لفعاءَ بَدَلاً من أَفْعالٍ، وحكَى أَبُو زَيْدٍ فِي جَمْعِه: رَجِلَة، وَهُوَ أَيْضا اسْمٌ للجَمْعِ، لأنَّ فَعِلَة ليستْ من أَبْنِيَةِ الجُمُوع، وَذهب أَبُو العبَّاسِ إِلَى أنَّ رَجْلَة مُخَفَّفٌ عَنهُ، وَقَالَ الكِسَائِيُّ: جَمَعُوا رَجُلاً رِجَلَة، كَعِنَبَةٍ، وقالَ ابنُ جِنِّيٍّ: جَمْعُ رَجُلٍ:) مَرْجَلٌ، زادَ الْكِسائِيُّ: وأَرَاجِلُ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ:
(أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفهُمْ وشِتَاؤُهمْ ... وَقَالوا تَعَدَّ وَاغْزُ وَسْطَ الأَراجِلِ)
يَقُول: أَهَمَّتْهُم نَفَقَةُ صَيْفِهم وشِتائِهم، وقالُوا لأَبِيهِمْ: تَعَدَّ، أَي انْصَرِفْ عَنَّا. وَهِي رَجْلَةٌ، قَالَ:
(كُلُّ جَارٍ ظَلَّ مُغْتَبِطاً ... غيرَ جِيرانِ بَنِي جَبَلهْ)

(خَرَّقُوا جَيْبَ فَتاتِهِمُ ... لَمْ يُبالُوا حُرْمَةَ الرَّجُلَهْ)
كَنَى بالْجَيْبِ عَن الفَرْج، وقَيَّدُه الرَّاغِبُ، فَقَالَ: ويُقال لِلْمَرْأَةِ رَجُلَة إِذا كانتْ مُتَشَبِّهَةً بالرَّجُلِ فِي بعضِ أحوالِها. قلت: ويُؤيِّدُهُ الحديثُ: أنَّ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كانتْ رَجُلَةَ الرَّأْيِ، أَي كانَ رَأْيُها رَأْيَ الرِّجالِ. وتَرَجَّلَتْ الْمَرْأَةُ: صارَتْ كالرَّجُلِ فِي بعضِ أَحْوالِها. ورَجُلٌ بَيِّنُ الرَّجُولِيَّةِ، والرَّجْلَةِ، والرُّجْلِيَّةِ، بضَمَّهِنَّ، الأُولَى عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، والرُّجُولِيَّةِ، والرُّجْلَةِ، والرُّجْلِيَّةِ، بضَمِّهِنَّ، الأُولَى عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، والرَّجُولِيَّةِ، بالفتحِ وَهَذِه عَن الْكِسائِيِّ، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهِي من الْمَصادِرِ الَّتِي لَا أفْعالَ لَهَا، وقالَ الرَّاغِبُ: قولُه تَعَالَى: وجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى، وقولُه تَعَالَى: وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، فالأَوْلَى بِهِ الرُّجُولِيَّةُ والْجَلادَةُ. وهوَ أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ، أَي أَشَدُهُما، وَفِي التَّهْذِيبِ: فِيهِ رُجْلِيَّةٌ ليستْ فِي الآخَر، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ من بابِ أَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ، أَي أنَّه لَا فِعْلَ لَهُ، وإنَّما جَاءَ فِعْلُ التَّعَجُّبِ من غيرِ فِعْلٍ. حكى الفارِسيُّ: امْرَأَةٌ مُرْجِلٌ، كمُحْسِنٍ: تَلِدُ الرِّجالَ، وإنَّما الْمَشْهُورُ: مُذْكِرٌ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: فِيهِ صُوَرٌ، كصُوَرِ الرِّجالِ، وَفِي العُبابِ: ثَوْبٌ مُرَجَّلٌ، أَي مُعْلَم، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(فقُمْتُ بهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَراءَنا ... عَلى إِثْرِنَا أّذْيَالَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ)
والرِّجْلُ، بالكسرِ: القَدَمُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ الْعُضْوُ الْمَخْصُوصُ بأَكْثَرِ الْحَيوانِ، أَو من أَصْلِ الْفَخِذِ إِلَى الْقَدَمِ، أُنْثَى، قالَه الزَّجَّاجُ، ونَقَلَهُ الْفَيُّومِي، ج: أَرْجُلٌ، قَالَ الهُ تَعَالَى: وامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا نَعْلَمُهُ كُسِّرَ على غَيْرِه، وَقَالَ ابنُ جِنِّيٍّ: اسْتَغْنَوْا فيهِ بِجَمْعِ الْقِلَّةِ عَن جَمْعِ الكَثْرَةِ. ورَجُلٌ أَرْجَلُ: عَظِيمُ الرِّجْلِ، كالأَرْكَبِ، لِلْعَظِيمِ الرُّكْبَةِ، والأَرْأَسِ، لِلْعَظِيمِ الرَّأْسِ. وَقد رَجِلَ، كفِرِحَ، رَجَلاً، فَهُوَ راجِلٌ، كَذَا فِي النُّسَخ، والظاهرُ أَنَّ فِي العِبارَةِ سَقْطاً، ونَصُّ المُحْكَمِ بعدَ قَوْله: وَقد رَجِلَ بسَطْرَيْنِ: ورَجِلَ رَجَلاً، فَهُوَ رَاجِلٌ، ورَجُلٌ، هَكَذَا بِضَمِّ الجِيمِ، وَهِي لُغَةُ الحِجازِ، قالَه شيخُنا، ووقَعَ فِي نُسَخِ الْمُحْكَم بالتَّحْريكِ، ورَجِلٌ، ككَتِفٍ،)
ورَجِيلٌ، كأَمِيرٍ، ورَجْلٌ، بالْفَتْحِ، قَالَ سِيبَوَيْه: هُوَ اسْمٌ لِلْجَمْع، وَقَالَ أَبو الْحسن: جَمْعٌ، ورَجَّحَ الْفَارِسُّ قولَ سِيبَوَيْه، كَمَا تَقدَّم، ورَجْلانُ، كسَكْرَانَ: إِذا لمْ يَكُنْ لَهُ ظَهْرٌ فِي سَفَرٍ يَرْكَبُهُ، فمَشَى عَلى قَدَمَيْهِ، قالَ:
(عَلَيَّ إِذا لاَقَيْتُ لَيْلَى بِخَلْوَةٍ ... أَن ازْدارَ بَيْتَ اللهِ رَجْلانَ حَافِيَا)
ج: رِجالٌ بِالْكَسْرِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: فَرِجَالاً أوْ رُكْبَاناً. وَهُوَ جَمْعُ رَاجِلٍ، كقائِمٍ وقِيامٍ، وأَنْشَدَ أَبو حَيَّانَ فِي الْبَحْرِ:
(وبَنُو غُدَانَةَ شَاخِصٌ أَبْصارُهُمْ ... يَمْشُونَ تحتَ بُطُونِهِنَّ رِجالا)
أَي مَا شِينَ على الأَقْدام، ورَجَّالَةٌ، ضبَطه شيخُنا بالكسرِ، نَقْلاً عَن أبي حَيَّانَ، وَالَّذِي فِي المُحْكَمِ، والتَّهْذِيب، بالفَتْحِ مَعَ التَّشْدِيدِ، وَهُوَ قَوْلُ الْكِسائِيِّ، وَهُوَ الصَّوابُ، ورُجَّالٌ، كرُمَّانٍ، عَن الْكِسائِيِّ، هَكَذَا ضبَطه فِي المُحْكَمِ، والتَّهْذِيبِ، وأَنْشَدَ الأَخِيرُ:
(وظَهْر تَنُوفَةٍ حَدْبَاءَ يَمْشِي ... بِها الرُّجَّالُ خائِفَةً سِراعَا)
ونَقَلَهُ أَبُو حَيَّانَ، وقالَ: مِنْهُ قِراءَةُ عِكْرَمَةَ، وَأبي مِجْلزٍ: فرُجَّالاً أَوْ رُكْباناً، ورُجَالَى، بالضَّمِّ مَعَ التَّخْفِيفِ، ورَجَالَى، بالْفَتْحِ مَعَ التَّخْفِيف، كسُكارَى، وسَكارَى، وَهُوَ جَمْعُ رَجْلانَ، كعَجْلانَ، وعُجَالَى، ورَجْلَى، كسَكْرَى، وَهُوَ أَيضاً جَمْعُ رَجْلانَ، كعَجْلانَ، وعَجْلَى، نَقَله الصّاغَانِيُّ، ورُجْلانٌ، بالضَّمِّ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وَهُوَ جَمْعُ رَاجِلٍ، أَو رَجِيلٍ، كرَاكِبٍ ورُكْبَانٍ، أَو قَضِيبٍ وقُضْبَانٍ، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ رَجْلَةٌ، بالفَتْحِ، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ لِابْنِ مُقْبِلٍ:
(ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ عَن عُرُضٍ ... ضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطالُ سِجِّينَا)
قلتُ: ووَقَعَ فِي الْبُخاريِّ: ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ الْهَامَ ضَاحِيَةًوالأَزْهَرِيُّ، عَن الكِسائِيِّ، ونَقَله أَبُو حَيَّانَ أَيْضا، قالَ شَيْخُنا: وَهُوَ مِن شَواذِّ الجُموعِ.
ورُجَال، كغُرَابٍ، عَن أبي حَيَّانَ، وَمِنْه قِراءَةُ عِكْرِمَةَ: فرُجَلاً أَوْ رُكْبَاناً، قالَ شَيْخُنا: هُو مِن النَّوادِرِ، فيَدْخُل فِي بابِ رُخَالٍ. ورَجَلَة، مُحَرَّكَةً، نَقَله شَيْخُنا عَن أبي حَيَّانَ أَيْضا، وَقد أَشَرنا إِلَيْهِ، وقُرِئَ: فَرُجَّلاً، كسُكَّرٍ، عَن أبي حَيَّانَ أَيْضا، وقُرِئَ: فَرَجْلاً بالْفَتْحِ، وهوَ جِمْعُ راجِلٍ، كراكِبٍ ورَكْبٍ، وصَاحِبٍ وصَحْبٍ، وَمِنْه قَوْلُه تَعالى: وأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ، كَمَا فِي العُابِ، وَقد تقدَّم مَا فِيهِ الْكَلَام عَن سِيبََيه والأخْفَشِ. ورَجِيل، كأَمِيرٍ، عَن أبي حَيَّانَ، وقيلَ: هوَ اسْمٌ للجَمْعِ، كالْمَعِيزِ، والْكَلِيبِ. ورِجَالةٍ، ككِتَابَةٍ، عَن أبي حَيَّانَ أَيْضا، فَهَذِهِ ثَمانِيَةُ أَلْفاظٍ مُسْتَدْرَكَةٌ عَلى المُصَنِّفِ، على خِلافٍ فِي بَعْضِها، فصارَ المَجْمُوعُ عِشْرِين، وللهِ الحَمْدُ والْمِنَّةُ.
والرَّجْلَةُ، بالفَتْحِ، ويُكْسَر: شِدَّةُ المَشْيِ، أَو بالضَّمِّ: القُوَّةُ عَلى المَشْيِ. وَفِي المُحْكَمِ: الرُّجْلَةُ، بالضَّمِّ: الْمَشْيُ رَاجِلاً، وبالكَسْرِ: شِدَّةُ الْمَشْيِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الرُّجْلَةُ: نَجابَةُ الرَّجِيلِ مِن الدَّوابِّ والإبِلِ، قَالَ:
(حَتَّى أُشِبَّ لَهَا وطالَ إيابُها ... ذُو رُجْلَةٍ شَثْنُ الْبَراثِنِ جَحْنَبُ)
وَقَالَ أَيْضا: يُقالُ: حَمَلَكَ اللهُ عَن الرُّجْلَةِ، ومِنَ الرُّجْلَةِ. والرُّجْلَةُ هُنا: فِعْلُ الرَّجُلِ الَّذِي لَا دَابَّةَ لَهُ. وحَرَّةٌ رَجْلَى، كسَكْرَى، ويُمَدُّ، عَن أبي الْهَيْثَمِ: خَشِنَةٌ صَعْبَةٌ، لَا يُسْتطاعُ المَشْيُ فِيهَــا حَتَّى) يُتَرَجَّلُ فِيهَــا. وَقَالَ الرَّاغِبُ: حَرَّةٌ رَجْلاءُ: ضَاغِطَةٌ لِلأَرْجُلِ بصُعُوبَتِها. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: حَرَّةٌ رَجْلاَءُ: صُلْبَةٌ خَشِنَةٌ، لَا يَعْمَلُ فِيهَــا خَيْلٌ وَلَا إِبِلٌ، لَا يَسْلُكُها إلاَّ راجِلٌ. أَو رَجْلاَءُ: مُسْتَوِيَةٌ بالأَرْضِ، كَثِيرَةُ الْحِجَارَةِ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ، وقالَ الْحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(ليسَ يُهْجِي مُوَائِلاً مِن حِذَارٍ ... رَأْسُ طَوْدٍ وحَرَّةٌ رَجلاءُ)
وتَرَجَّلَ الرَّجُلُ: نَزَلَ عَن دَابَّتِهِ، ورَكِبَ رِجْلَيْهِ، وتَرَجَّلَ الزَّنْدَ: وَضَعَهُ تحتَ رِجْلَيْهِ، كَارْتَجَلَهُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَقيل: ارْتَجَلَ الرَّجُلُ: جاءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، فاقْتَدَحَ نَاراً، وأَمْسَكَ الزَّنْدَ بِيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ، لأَنَّهُ وَحْدَهُ، وبهِ فُسّرَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بِأَعْلَى تَلْعَةٍ وَسَيَأْتِي. وَمن المَجازِ: تَرَجَّلَ النَّهَارُ: أَي ارْتَفَعَ، كَمَا فِي العُبابِ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَي انْحَطَّتِ الشَّمْسُ عَن الْحِيطانِ، كأَنَّها تَرَجَّلَتْ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ.
(وهَاجَ بِهِ لَمَّا تَرَجَّلَتْ الضُّحَى ... عَصَائِبُ شَتَّى مِن كِلاَبٍ ونَابِلِ)
وَفِي حدِيثِ العُرَنِيِّينَ: فَمَا تَرَجَّلَ النَّهارُ حتَّى أُتِيَ بهم أَي مَا ارْتَفَعَ، تَشْبِيهاً بارْتِفاعِ الرَّجُلِ عَنِ الصِّبا. قالَهُ ابْنُ الأَثِيرِ. ورَجَلَ الشَّاةَ، وارْتَجَلها: عَقَلها بِرِجْلَيْهِ، وَفِي المُحْكَمِ: بِرِجْلِهِ، أَو عَلَّقَها بِرِجْلِها، وَفِي العُبابِ: رَجَلْتُ الشَّاةَ بِرِجْلِها: عَلَّقْتُها بِها، ومِثْلُهُ فِي المُفْرَداتِ. والمُرَجَّلُ، كمُعَظَّم: المُعْلَمُ مِن الْبُرودِ والثِّيابِ، وَقد تَقَدَّمَ عندَ قَوْلِهِ: فيهِ صُوَرُ الرِّجالِ. فــفيهِ تَكْرارٌ لَا يَخْفَى.
والْمُرَجَّلُ: الزِّقُّ الَّذِي يُسْلَخُ مِن رِجْلٍ واحِدَةٍ، وَالَّذِي يُسْلَخُ مِن قِبَل رِجْلِهِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. وقالَ الْفَرَّاءُ: الْجِلْدُ الْمُرَجَّلُ: الَّذِي سُلِخَ مِنْ رِجْلٍ واحِدَةٍ، والْمَنْجُولُ الَّذِي يُشَقُّ عُرْقُوبَاهُ جَمِيعاً، كَما يَسْلُخُ الناسُ اليومَ، والْمُزَقَّقُ: الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رأْسِهِ. والْمُرَجَّلُ: الزِّقُّ الْمَلآنُ خَمْراً، وبهِ فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
(أَيَّامَ أُلْحِفُ مِئْزَرِي عَفَرَ الثَّرَى ... وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيَّانِ)
وفَسَّرَ المُفَضَّلُ الْمُرَجَّلَ بالْمُسَرَّحِ، وأَغُضُّ: أَي أَنْقُصُ مِنْهُ بالْمِقْراضِ، لِيَسْتَوِيَ شَعَثُهُ، والرَّيَّانُ: الْمَدْهُونُ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ: حَدَّثْتُ ابنَ الأَعْرابِيِّ بِقَوْلِ الأَصْمَعِيِّ فَاسْتَحْسَنَهُ، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
والْمُرَجَّلُ مِنَ الْجَرَادِ: الَّذِي تُرَى آثارُ أَجْنِحَتِهِ فِي الأَرْضِ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه. والرُّجْلَةُ، بالضَّمِّ، والتَّرْجِيلُ: بَيَاضٌ فِي إحْدَى رِجْلَي الدَّابَّةِ، لَا بَياضَ بِهِ فِي مَوْضِع غَيْرِها، وَقد رَجِلَ، كفَرِحَ، رَجَلاً، والنَّعْتُ أَرْجَلُ، وَهِي رَجْلاءُ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ، مَا عَدا التَّرْجِيل، فإنَّهُ من المُحْكَمِ، قَالَ:)
ونَعْجَةٌ رَجْلاءُ: ابْيَضَّتْ رِجْلاها إِلَى الخَاصِرَتَيْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعَ الْخَاصِرَتَيْنِ، وسائِرُها أَسْوَدُ. وَفِي العُبابِ: الأَرْجَلُ مِنَ الخَيْلِ: الَّذِي فِي إِحْدَى رِجْلَيْهِ بَياض، ويُكْرَهُ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ بهِ وَضَحٌ غَيْرُهُ، قَالَ الْمُرَقِّشُ الأَصْغَرُ:
(أَسِيلٌ نَبِيلٌ لَيْسَ فيهِ مَعابَةٌ ... كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الصِّرْفِ أَرْجَلُ أَقْرَحُ)
فَمُدِحَ بالرَّجُلِ لَمَّا كانَ أَقْرَحَ. وشاةٌ رَجْلاَءُ: كَذَلِك. ورَجَلتِ الْمَرْأَةُ وَلَدَها، رَجْلاً، ووُجِدَ فِي نُسَخِ المُحْكَمِ: رَجَّلَتْ، بالتَّشْدِيدِ: وضَعَتْهُ بحيثُ خَرَجَتْ رِجْلاَهُ قَبْلَ رَأْسِهِ، وَهَذَا يُقالُ لهُ: الْيَتْنُ.
ورِجْلُ الْغُرَابِ، بالكَسْرِ: نَبْتٌ، ويُقالُ لهُ أَيْضا: رِجْلُ الزَّاغِ، أصْلُها إِذا طُبِخَ نَفَعَ مِن الإِسْهالِ الْمُزْمِنِ، وَقد ذُكِرَ فِي غ ر ب تَفْصِيلاً. ورِجْلِ الغُرابِ: ضَرْبٌ مِن صَرَِّ الإِبِلِ، لَا يَقْدِرُ الْفَصِيلُ أَنْ يَرْضَعَ مَعَهُ، وَلَا يَنْحَلُّ، قالَ الْكُمَيْتُ:
(صَرَّ رِجْلَ الْغُرَابِ مُلْكُكَ فِي النَّا ... سِ عَلى مَنْ أَرادَ فيهِ الْفُجُورَا)
رِجْلَ الغُرابِ: مَصْدَرٌ، لأنَّهُ ضَرْبٌ مِنَ الصَّرِّ، فهوَ مِن بابِ: رَجَعَ الْقَهْقَرَى، واشْتَمَلَ الصَّمَّاءَ، وتَقْدِيرُهُ: صَرَّاً مِثْلَ صَرِّ رِجْلِ الْغُرابِ، ومَعْناهُ: اسْتَحْكَمَ مُلْكُكُ فَلا يُمْكِنُ حَلُّهُ، كَمَا لَا يُمْكِنُ الْفَصِيلَ حَلُّ رِجْلِ الْغُرابِ. ورَجُلٌ رَاجِلٌ، ورَجِيلٌ: أَي مَشَّاءٌ، أَي قَوِيٌّ عَلى الْمَشْيِ، وكَذا الْبَعِيرُ، والْحِمَارُ، زادَ الأَزْهَرِيُّ: وَقد رَجِلَ الرَّجُلُ، يَرْجِلُ، رَجَلاً، ورُجْلَةً: إِذا كَانَ يَمْشٍ ي فِي السَّفَرِ وَحْدَه، لَا دَابَّةَ لهُ يَرْكَبُها. ج: رَجْلَى، ورُجالَى، كسَكْرَى، وسُكَارى. وَفِي التَّهْذِيبِ: الرَّجِيلُ مِن النَّاسِ: الْمَشَّاءُ الْجَيِّدُ الْمَشْيِ، وَأَيْضًا: الْقَوِيُّ عَلى الْمَشْيِ، الصَّبُورُ عَلَيْهِ، قَالَ: والرُّجْلَةُ: نَجَابَةُ الرَّجِيلِ مِن الدَّوابِّ، والإِبِلِ، وهوَ الصَّبُورُ عَلى طُولِ السَّيْرِ، وَلم أَسْمَعْ مِنْهُ فِعْلاً إِلاَّ فِي النُّعوتِ، ناقَةٌ رَجِيلَةٌ، وحِمارٌ رَجِيلٌ، ورَجُلٌ رَجِيلٌ. والرَّجِيلُ، كأَمِيرٍ: الرَّجُلُ الصُّلْبُ، كَما فِي المُحْكَمِ، زادَ غَيْرُه: القَوِيُّ عَلى الْمَشْيِ. وَمن المَجَازِ: هُوَ قائمٌ عَلى رِجْلٍ، إِذا حَزَبَهُ أَمْرٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَخَذَ فِي أَمْرٍ حَزَبَهُ، فَقَامَ لَهُ. ورِجْلُ الْقَوْسِ: سِيَتُها السُّفْلَى، ويَدُهَا سِيَتُها الْعُلْيَا. وقيلَ: رِجْلُها مَا سَفَلَ عَن كَبِدِها. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: رِجْلُ الْقَوْسِ أَتَمُّ مِن يَدِها. وقالَ ابْنُ الأَعْرابِيِّ: أَرْجُلُ الْقَوْسِ، إِذا أُوتِرَتْ: أَعَالِيها، وأيْدِيها: أَسافِلُها، قالَ: وأَرْجُلُها أَشَدُّ من أيْدِيها، وأَنْشَدَ: لَيْتَ الْقِسِيَّ كُلَّها مِن أَرْجُلِ قالَ: وطَرَفَا الْقَوْسِ ظُفْرَاها، وحَزَّاها فُرْضَتاها، وعِطْفَاها سِيَتَاهَا، وبَعْدَ السِّيَتَيْنِ الطَّائِفَتانِ، وبَعْدَ)
الطَّائِفَيْنِ الأَبْهَرانِ، وَمَا بَيْنَ الأَبْهَبرَيْنِ كَبِدُها، وهُوَ مَا بَيْنَ عَقْدَيِ الْحِمالَةِ. والرِّجْلُ من البَحْرِ: خَلِيجُهُ، عَن كُرَاعٍ، وَهُوَ مَجازٌ. والرِّجْلاَنِ مِن السَّهْمِ: حَرْفَاهُ. ورِجْلُ الطَّائِرِ: مِيسَمٌ لَهُم. ورِجْلُ الْجَرَادِ: نَبْتٌ كالبَقْلَةِ الْيَمَانِيَةِ، يَجْرِي مَجْرَاها، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وارْتَجَلَ الكَلامَ، ارْتِجالاً: مِثْلُ اقْتَضَبَهُ اقْتِضاباً، وهُما إِذا تَكَلَّمَ بِهِ مِ غَيْرِ أنْ يُهَيِّئَهُ قَبْلَ ذَلِك، وَقَالَ الرَّاغِبُ: ارْتَجَلَهُ: أَوْرَدَهُ قائِماً، مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ. وقالَ غيرُه: مِن غَيْرِ تَرَدُّدٍ وَلَا تَلَعْثُمٍ، وَقَالَ بَعْضُهم: مِن غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا فِكْرٍ، وكُلُّ ذلكَ مُتَقارِبٌ. وارْتَجَلَ بِرَأْيِهِ: انْفَرَدَ بهِ، وَلم يُشاوِرْ أحَداً فِيهِ. وارْتَجَلَ الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ: رَاوَحَ بَيْنَ الْعَنَقِ والْهَمْلَجَةِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا خَلَطَ العَنَقَ بالْهَمْلَجَةِ. زادَ فِي العُبابِ: فَرَاوَحَ بَيْنَ شَيْءٍ مِن هَذَا وَشَيْءٍ مِن هَذَا. والْعَنَقُ والْهَمْلَجَةُ سَيْرانِ، تَقَدَّمَ ذِكْرُهما.
وتَرَجَّلَ الْبِئْرَ، وتَرَجَّلَ فِيهَــا، كِلاهُما: إِذا نَزَلَ فِيهَــا من غَيْرِ أَن يُدْلَى، كَما فِي المُحْكَمِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِن غَيْرِ أَن يُدَلَّى. وتَرَجَّلَ النَّهَارُ: ارْتَفَعَ، وَقد تَقَدَّمَ هَذَا بِعَيْنِهِ قَرِيباً، فَهُوَ تَكْرارٌ.
وتَرَجَّلَ فُلانٌ: مَشَى رَاجِلاً، وَهَذَا أيْضاً قد تقدَّمَ، عِنْدَ قَوْلِهِ: تَرَجَّلَ: نَزَلَ عَن دَابَّتِهِ. وشَعَرٌ رَجْلٌ، بالفَتْحِ، وكجَبَلٍ، وكَتِفٍ، ثلاثُ لُغاتٍ حَكَاهَا ابنُ سِيدَه: بَيْنَ السُّبُوطَةِ والْجُعُودَةِ وَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: كانَ شَعَرُه رَجْلاً أَي لَم يَكُنْ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ، وَلَا شَدِيدَ السُّبُوطَةِ، بل بَيْنَهُما، وَقد رَجِلَ، كفَرِحَ، رَجَلاً، بالتَّحْرِيكِ، ورَجَّلْتُهُ، تَرْجِيلاً: سَرَّحْتُهُ ومَشَّطْتُهُ، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: (كأَنَّ دِماءَ الهَادِيَاتِ بِنَحْرِهِ ... عُصارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجَّلِ)
وَقَالَ الرَّاغِبُ: رَجَّلَ شَعَرَهُ: كأَنَّهُ أَنْزَلَهُ حيثُ الرِّجْلُ، أَي عَن مَنابِتِهِ، ونظَرَ فيهِ شَيْخُنا. ورَجُلٌ رَجْلُ الشَّعَرِ، بالفَتْحِ، عَن ابنِ سِيدَه، ونَقَلَه أَبُو زُرْعَةَ، ورَجِلُهُ، ككَتِفٍ، ورَجَلُهُ مُحَرَّكَةٍ، كِلاهُما عَن ابنِ سِيدَه أَيْضا، واقْتَصَرَ عليْهُما الصّاغَانِيُّ، وزادَ عِياضٌ فِي المَشارِقِ: رَجُلُُ، بِضَمِّ الْجِيمِ، كَما نَقَلَهُ شَيْخُنا، فَهِيَ أَرْبَعُ لُغاتٍ. ج: أَرْجَالٌ، ورَجَالَى، كسَكَارَى، وَفِي المُحْكَمِ: قَالَ سِيبَوَيْه: أَمَّا رَجَلٌ، بالفَتْحِ، فَلَا يُكَسَّرُ، اسْتَغْنَوْا عَنهُ بالواوِ والنُّونِ، وَذَلِكَ فِي الصِّفَةِ. وأَمَّا رَجِلٌ، بالكَسْرِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنُصَّ عليْهِ، وقِياسُه قِياسُ فَعَل فِي الصِّفَةِ، وَلَا يُحْمَلُ عَلى بابِ أَنْجادٍ وأنْكادٍ، جَمْعُ نَجِدٍ ونَكِدٍ، لِقِلَّةِ تَكْسِيرِ هَذِه الصِّفَةِ، مِن أَجْلِ قِلَّةِ بِنائِها، إِنَّما الأَعْرَفُ فِي جَمِيع ذلكَ الجَمْعُ بالواوِ والنُّونِ، لكنَّهُ رُبَّما جاءَ مِنْهُ الشِّيءُ مُكَسَّراً، لِمُطابَقَةِ الاسْمِ فِي الْبِناءِ، فَيكونُ مَا حَكاهُ اللُّغَوِيُّونَ مِن رَجالَى وأَرْجالٍ، جَمْعُ رَجَلٍ ورَجِلٍ، عَلى هَذَا. ومَكانٌ رَجِلٌ، كأَمِيرٍ: بَعِيدُ)
الطَّرِيقَيْنِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: الطَّرَفَيْنِ. كَمَا هُوَ نَصُّ الْمُحْكَمِ، وزادَ: مَوْطُوءٌ رَكُوبٌ، وأَنْشَدَ للرَّاعِي:
(قَعَدُوا عَلى أَكْوارِهَا فتَرَدَّفتْ ... صَخِبَ الصَّدَى جَذَعَ الرِّعانِ رَجِيلا)
وَفِي العُبابِ: الرَّجِيلُ: الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ مِن الأَرْضِ، وأَنْشَدَ هَذَا البَيْتَ. وفَرَسٌ رَجِيلٌ: مَوْطُوءٌ رَكُوبٌ، وجَعَلَهُ ابنُ سِيدَه مِن وَصْفِ الْمَكانِ، كَمَا تَقَدَّمَ، وَفِي العُبابِ: الرَّجِيلُ مِن الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَخْفَى، وَقيل: الَّذِي لَا يَعْرَقُ. وكَلامٌ رَجِيلٌ: أَي مُرْتَجِلٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والرَّجُلُ، مُحَرَّكَةً: أَنْ يُتْرَكَ الْفَصِيلُ، والْمُهْرُ، والْبَهْمَةُ، يَرْضَعُ أُمَّهُ مَا شاءَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَتى شَاءَ، قالَ الْقَطامِيُّ:
(فَصافَ غُلامُنا رَجَلاً عَلَيْها ... إِرادَةَ أَنْ يُفَوِّقَها رَضاعَا)
ورَجَلَها، يَرْجُلُها، رَجْلاً: أَرْسَلَهُ مَعَها، كَأَرْجَلَها، وأَرْجَلَها الرَّاعِي مَعَ أُمِّها، وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ: مُسَرْهَدٌ أَرْجِلَ حَتَّى فُطِمَا كَما فِي التَّهْذِيبِ، وزادَ الرَّاغِبُ: كَأَنَّما جُعِلَتْ لَهُ بذلك رَجْلاً. ورَجَلَ الْبَهْمُ أُمَّهُ: رَضَعَها، وبَهْمَةٌ رَجَلٌ، مُحَرَّكَةً، ورَجِلٌ، ككَتِفٍ، والجمْعُ أَرْجالٌ. ويُقالُ: ارْتَجِلْ رَجَلَكَ، بفَتْحِ الجِيمِ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي نُسَخِ الْمُحْكَمِ، فَما فِي النُّسَخِ بِسُكُونِها خَطَأٌ: أَي عَلَيْكَ شَأْنَكَ فَالْزَمْهُ، عَن ابنِ الأعْرابِيِّ. وَمن الْمَجازِ: الرِّجْلُ، بالكسرِ: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ، أُنْثَى، وَفِي حديثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: أَهْدَى لَنا أَبُو بَكْرٍ رِجْلَ شاةٍ مَشْوِيَّةٍ فسَمَّتْها باْسمِ بَعْضِها، قالَهُ ابنُ الأَثِيرِ. وَفِي الْعُبابِ: أرادَتْ رِجْلَها مِمَّا يَلِيها مِن شِقِّها، أَو كَنَتْ عَن الشَّاةِ كُلِّها بالرِّجْلِ، كَما يُكْنَى عَنْهَا بالرِّأْسِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَةَ: أنَّهُ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم رِجْلَ حِمارٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ أَي أَحَدَ شِقَّيْهِ، وَقيل: أرادَ فَخِذَهُ. والرِّجْلُ: نِصْفُ الرَّاوِيَةِ مِن الْخَمْرِ والزِّيْتِ، عَن أبي حَنِيفَةَ، وخَصَّ بعضُهم بالرِّجْلِ: الْقِطْعَة الْعَظِيمَة مِن الْجَرادِ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، وَهُوَ جَمْعٌ عَلى غَيْرِ لَفْظِ الْوَاحِدِ، ومثلُه كثيرٌ فِي كلامِهم كالْعَانَةِ لِجَماعَةِ الْحَمِيرِ، والخَيْطِ لِجَماعَةِ النَّعام، والصِّوَارِ لِجَماعَةِ الْبَقَرِ، ج: أَرْجَالٌ، قَالَ أَبُو النَّجْمِ، يَصِفُ الْحُمُرَ فِي عَدْوِها، وتَطايُرِ الْحَصَى عَن حَوافِرِها: كأَنَّما المَعْزاءُ مِن نِضَالِها فِي الوَجْهِ والنَّحْرِ وَلم يُبالِها رِجْلُ جَرادٍ طارَ عَن خُذَّالِها)
وَفِي حديثِ أَيُّوبَ عَليْهِ السَّلامُ: أَنَّهُ كانَ يَغْتَسِلُ عُرْياناً فَخَرَّ عَلَيْهِ رِجْلٌ مِن جَرادِ ذَهَبٍ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كَأَنَّ نَبْلَهُ رِجْلُ جَرادِ، وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاس رَضيَ اللهُ تَعالى عَنْهُمَا، أنَّه دخَلَ مَكَّةَ رِجْلٌ مِن جَرادٍ، فجَعَلَ غِلْمانُ مَكَّةَ يَأْخُذونَ مِنْهُ، فقالَ: أَمَا إِنَّهُم لَو عَلِمُوا لم يَأْخُذُوهُ. كَرِهَ ذلَك فِي الْحَرَمِ، لأَنَّهُ صِيْدٌ. والرِّجْلُ: السَّراوِيلُ الطَّاقُ، وَمِنْه الحديثُ: إنَّهُ اشْتَرَى رِجْلَ سَرَاوِيلَ، ثُمَّ قَالَ لِلْوَزَّانِ: زِنْ وأَرْجِحْ، قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هَذَا كمَا يُقالُ: اشْتَرى زَوْجَ خُفٍّ، وزَوْجَ نَعْلٍ، وإنَّما هُمام زَوْجانِ، يُرِيدُ: رِجْلَيْ سَرَاوِيلَ، لَنَّ السَّراوِيلَ مِن لِباسِ الرِّجْلَيْنِ، وبَعْضُهُم يُسَمِّي السَّراوِيلَ رِجْلاً. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الرِّجْلُ: السَّهْمُ فِي الشَّيْءِ، يُقالُ: لي فِي مالِكَ رِجْلٌ، أَي سَهْمٌ، والرَّجْلُ أَيْضاً: الرَّجُلُ النَّؤُومُ، وَهِي رِجْلَةٌ، والرَّجْلُ: الْقِرْطَاسُ الأَبْيَضُ الخَالِي عَن الكِتابَةِ. والرِّجْلُ: البُؤْسُ والْفَقرُ. وَأَيْضًا: الْقاذُورَةُ مِنَّا وَأَيْضًا: الْجَيْشُ الكَثِيرُ، شُبِّهَ بِرِجْلِ الْجَرادِ، يُقالُ: جاءَتْ رِجْلُ دِفاعٍ، عَن الْخَلِيلِ. والرِّجْلُ التَّقَدُّمُ، عَن أبي الْمَكارِمِ، قالَ: يقُولُ الْجَمَّالُ: لِي الرِّجْلُ، أَي أَنا أتَقَدَّمُ، ويقولُ الآخَرُ: لَا بَلْ الرِّجْلُ لِي. ويَتَشاحُّونَ عَلى ذلكَ ويَتَضايَقُونَ، وَذَلِكَ عِنْدَ اجْتِماعِ الْقُطُرِ، ج: أَرْجالٌ، أَي فِي كُلِّ مَا ذُكِرَ. والْمُرْتَجِلُ: مَن يَقَعُ بِرِجْلٍ مِن جَرادٍ، فَيَشْوِي مِنْهَا، أَو يَطْبُخُ، كَما فِي الْمُحْكَمِ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاعِي:
(كدُخانِ مُرْتَجِلٍ بِأَعْلَى تَلْعَةٍ ... غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولا)
وَقَالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنهُ:
(فَتَنازَعَا سَبِطاً يَطِيرُ ظِلالُهُ ... كدُخانِ مُرْتَجِلٍ يُشَبُّ ضِرامُها)
وقِيلََ: الْمُرْتَجِلُ: مَنْ يمْسِكُ الزَّنْدَ بِيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ، لأنَّهُ وَحْدَهُ، وبهِ فُسّرَ أَيْضا قَوْلُ الرَّاعِي المَذْكُورُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الْمُرْتَجِلُ: الَّذِي يَقْدَحُ الزَّنْدَ فَأمْسك الزَّنْدَةَ السُّفْلَى بِرِجْلِهِ. وقَدْ يُسْتَعارُ الرِّجْلُ للزَّمانِ فَيُقالُ: كانَ ذلكَ على رِجْلِ فُلانٍ، كقَوْلِكَ: عَلى رَأْسِ فُلانٍ: أَي فِي حَيَاته وعَلى عَهْدِهِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ المُسَيِّبِ: أنَّهُ قالَ ذاتَ يَوْمٍ: اكْتُبْ يَا بُرْد أَنِّي رَأَيْتُ مُوسَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم يَمْشِي عَلى البَحرِ حَتَّى صَعَدَ إِلَى قَصْرٍ، ثُمَّ أَخَذَ بِرِجْلَيْ شَيْطانٍ، فَأَلْقاهُ فِي الْبَحْرِ، وإِنِّي لَا أَعْلَمُ نَبِيَّاً هَلَكَ عَلى رِجْلِهِ مِن الْجَبابِرَةِ مَا هَلَكَ يَعْنِي عبدَ الْمَلِكِ، فَجاءَ نَعْيُهُ بَعْدَ أَرْبَع. وُضِعَتِ الرِّجْلُ الَّتِي هِيَ آلَةُ الْقِيامِ مَوْضِعَ وَقْتِ الْقِيامِ. والرِّجْلَةُ، بالكسرِ: مَنْبِتُ الْعَرْفَجِ، زادَ الأَزْهَريُّ: الْكَثِيرِ، فِي رَوْضَةٍ واحِدَةٍ، وَأَيْضًا: مَسِيرُِ الْماءِ مِن الْحَرَّةِ إِلَى السَّهْلَةِ، ج: رِجَلٌ، كعِنَبٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: الرِّجَلُ مَسايِلُ الْماءِ، قالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنهُ:)
(يَلْمُجُ الْبارِضَ لَمْجاً فِي النَّدَى ... مِن مَرابِيعِ رِياضٍ وَرِجَلْ) وَقَالَ الرَّاغِبُ: تَسْمِيَتُهُ بذلكَ كَتَسْمِيَتِهِ بالْمَذانِبِ، وقالَ أَبُو حنيفَةَ: الرِّجَلُ تكونُ فِي الْغِلَظِ واللِّينِ، وهيَ أماكِنُ سَهْلَةٌ تَنْصَبُ إِلَيْها المِياهُ فتُمْسِكُها. وقالَ مَرَّةً: الرِّجْلَةُ كالْقَرِيِّ، وهيَ وَاسِعَةٌ تُحَلُّ.
قالَ: وَهِي مَسِيلٌ سَهْلَةٌ مِلْباثٌ، وَفِي نُسْخَةٍ: مِنْبات. قَالَ: والرِّجْلَةُ: ضَرْبٌ مِن الْحَمْضِ، وقَوْمٌ يُسَمُّونَ البَقْلَةَ الْحَمْقَاءَ الرِّجْلَةَ، وإِنَّما هِيَ العَرْفَج، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: الْفَرْفَخُ، بالخَاءِ فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: الْفَرْفَخُ، بالخاءِ المُعْجَمَةِ والْفاءِ، ومِنْهُ قَوْلُهم: أَحْمَقُ مِن رِجْلَةٍ، يَعْنُونَ هذهِ البَقْلَةَ، وذَلِكَ لأنَّها تَنْبُتُ عَلى طُرُقِ الناسِ فتُداسُ وَفِي المَسايِلِ فيقْتَلِعُها ماُ السَّيْلِ، والْجَمْعُ رِجَلٌ. وَفِي الْعُبابِ: أَصْلُ الرِّجْلَةِ الْمَسِيلُ، فسُمِّيَتْ بهَا الْبَقْلَةُ. وقالَ الرَّاغِبُ: الرِّجْلَةُ: البَقْلَةُ الْحَمْقاءُ، لِكَوْنِها نَابِتَةً فِي مَوْضِعِ القَدَمِ، قالَ الصّاغَانِيُّ: والْعَامَّةُ تَقُول: أَحْمَقُ مِن رِجْلِهِ، أَي بالإَضاَفَةِ.
ورِجْلَةُ التَّيْسِ: ع بَين الكُوفَةِ والشَّامِ. ورِجْلَةُ أَحْجَارٍ: ع بالشَّامِ. ورِجْلَتَا بَقَرٍ: ع بأَسْفَلِ حَزْنِ بَنِي يَرْبُوعٍ، وَبهَا قَبْرُ بِلالِ بنِ جَرِيرٍ، يَقُولُ جِريرٌ:
(وَلَا تَقَعْقُعَ أَلْحِي الْعِيسِ قَارِبَةً ... بَيْنَ المْزاج ورَعْنَيْ رِجْلَتَيْ بَقَرِ)
وذُو الرِّجْلِ، بِكَسْرِ الرِّاءِ: لُقْمانُ بنُ تَوْبَةَ القُشَيْرِيُّ: شَاعِرٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والمِرْجَلُ، كمِنْبَرٍ: المُشْطُ، وَهُوَ المِسْرَحُ أَيْضا. والْمِرْجَُ: القِدْرُ من الْحِجارَةِ والنُّحَاسِ، مُذَكَّرٌ، قَالَ: حَتَّى إِذا مَا مِرْجَلُ الْقَوْمِ أَفَرْ وقِيلَ: هُوَ قِدْرُ النُّحاسِ خَاصَّةً، وقِيلَ: هِيَ كُلُّ مَا طُبِخَ فِيهَــا، من قِدْرٍ وغَيْرِها، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
(عَلى الذّبْلِ جَيَّاشٌ كأنَّ اهْتِزامَهُ ... إِذا جاشَ فيهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَلِ) وارْتَجَلَ: طَبَخَ فِيهِ، وبِهِ فُسِّربَ قَوْلُ الرَّاعِي أَيْضاً، وَقد سَبَقَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ارْتَجَلَ: نَصَبَ مِرْجَلاً يَطْبُخُ فيهِ طَعاماً. والتَّراجِيلُ: الْكَرَفْسُ، سَوَادِيَّةٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: بِلُغَةِ الْعَجَمِ، وهوَ مِن بُقُولِ الْبَساتِينِ. والْمُمَرْجَلُ: ثِيابٌ مِن الْوَشْيِ، فِيهَــا صُوَرُ الْمَراجِلِ، فَمُمَرْجَلٌ عَلَى هَذَا مُفَفْعَل، وجَعَلَهُ سِيبَوَيْه رُباعِياً، لِقَوْلِهِ: بِشِيَةٍ كَشِيَةِ الْمُمَرْجَلِ وجَعَلَ دَلِيلَة عَلى ذَلِك ثَباتَ الْمِيمِ فِي الْمُمَرْجَلِ، ويَجُوزُ كَوْنُه مِن بابِ تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ، فَلَا يَكُونُ لَهُ فِي ذلكَ دَليلٌ. وكَشَدَّادٍ: رَجَّالُ بنُ عُنْفُوَةَ الْحَنَفِيُّ، قَدِمَ فِي وَفْدِ بني حَنِيفَةَ ثُمَّ لَحِقَهُ)
الإدْبارُ، وارْتَدَّ، فَتَبِعَ مُسَيْلِمَةَ فأَشْرَكَهُ فِي الأَمْرِ، قَتَلَهُ زَيْدُ ابنُ الخَطَّابِ، رَضِيَ اللهَ تَعال عَنهُ يَوْمَ الْيَمامَةِ، ووَهِمَ مَن ضَبَطَهُ بالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ عبد الْغَنِيِّ. والرَّجَّالُ بنُ هِنْدٍ: شاعرٌ مِن بَنِي أَسَدٍ. وككِتَابٍ: أَبُو الرِّجالِ سَالِمُ بنُ عَطاءٍ: تَابِعِيٌّ.
وأَبُو الرِّجالِ سَالِمُ بنُ عَطاءٍ: تَابِعِيٍّ. وأَبو الرِّجَالِ: محمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حَارِثَةَ بنِ النُّعْمانِ الأَنْصارِيُّ الْمَدَنِيُّ، مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ، رَوَى عَن أُمِّهِ عَمْرَةً بنتِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ سَعْدِ بن زُرَارَةَ، رَوَى عَنهُ يَحْيى بنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارًيُّ، وابْنُه حَارِثَةُ بنُ أَبِي الرِّجَالِ، وأَخُوهُ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ أبي الرَِّجَالِ، رَوَيا عَن أَبِيهِمَا، وأخوهُما مالكُ بنُ أبي الرِّجَالِ، ذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ.
وعُبَيْدُ بنُ رِجَالٍ: شَيْخٌ لِلطَّبَرانِيِّ، وسَمِعَ يَحْيى بنَ بَكِيرٍ، قَالَ الْحافِظُ: اسْمُهُ مُحمدُ بنُ محمدِ بنِ مُوسَى الْبَزَّازُ الْمُؤَدِّبُ، وعُبَيْدٌ لَقَبُهُ. وأَرْجَلَهُ: أمْهَلَهُ، أَو جَعَلَهُ راجِلاً، بأنْ أنْزَلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فقالتْ لَكَ الْوَيْلاَتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي وَإِذا وَلَدَتِ الْغَنَمُ بَعضُها بعدَ بَعْضٍ، قِيلَ: وَلدْتُها الرُّجَيْلاءَ، كالْغُمَيْصاءِ، ووَلَّدْتُها طَبقَةً بَعْدَ طَبَقَةٍ، كَمَا فِي التّهْذِيبِ، ونَسَبَهُ الصّاغَانِيُّ للأُمَوِيِّ. والرَّاجِلَةُ: كَبْشُ الرَّاعِي الَّذِي يَحْمِلُ عَلَيهِ مَتَاعَهُ، عَن أبي عَمْرٍ و، وأَنْشَدَ:
(فَظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ ورَاجِلَةٍ ... يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ)
والْمَرْجَلُ، كَمَقْعَدٍ، ومِنْبَرٍ، الْفَتْحُ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ وَحْدَهُ، والكَسْرُ عَن اللَّيْثِ: بُرْدٌ يَمَنِيٍّ جَمْعُهُ الْمَراجِلُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: ثَوْبٌ مِرْجَلِيٌّ، مِنَ الْمُمَرْجَل، وَمن أمْثالِهِم: حَدِيثاً كانَ بُرْدُكَ مِرْجَلِيّاً أَي إنَّما كُسِيتَ الْمَراجِلَ حَدِيثاً، وكُنْتَ تَلْبَسُ الْعَباءَ، قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْكِيبِ ر ح ل، وَفِي الحَدِيثِ: حَتَّى يَبْنِي النَّاسُ بُيُوتاً يُوَشُّونَها وَشْيَ الْمَراحِلِ، يَعْنِي تِلْكَ الثِّيابَ، قالَ: ويُقالُ لَهَا أيْضاً الْمَراجِلُ، بالْجِيمِ. والرَّجْلُ، بالفَتْحِ: النَّزْوُ، يُقالُ: باتَ الْحِصانُ يَرْجُلُ الْخَيْلَ. كَذَا ف النَّوادِرِ. والرُّجَيْلاءُ، كَغُمَيْصاءَ، والرَّجَلِيُّونَ، مُحَرَّكَةً: قَوْمٌ كَانُوا يَعْدُونَ، كَذَا فِي الْعُبابِ، ونَصُّ الأَزْهَرِيُّ: يَغْزُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، الواحِدُ رَجَلِيٍّ، مُحَرَّكَةً أَيْضا، هَكَذَا فِي العُبابِ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ رُجْلِيٌّ لِلَّذِي يَغْزُو عَلى رِجْلَيْهِ، مَنْسُوبٌ إِلَى الرُّجْلَةِ، فَتَأَمَّلْ، وهُم: سُلَيْكُ الْمَقَانِبِ، وَهُوَ ابنُ السُّلَكَةِ، والْمُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الْبَاهِلِيُّ، وأَوْفَى ابنُ مَطَرٍ الْمَازِنيُّ،)
كَمَا فِي الْعُبابِ. ويُقالُ: أَمْرُكَ مَا ارْتَجَلْتَ، أَي مَا اسْتَبْدَدْتَ فيهِ بِرَأْيِكَ، كَمَا فِي الْعُبابِ، ونَصُّ الأَزْهَرِيُّ: يُقالُ: ارْتَجِلْ مَا ارْتَجَلْتَ مِن الأَمْرِ: أَي ارْكَبْ مَا رَكِبْتَ مِنْهُ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِلَبِيدٍ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ:
(وَمَا عَصَيْتُ أَمِيراً غَيْرَ مُتَّهَمٍ ... عِنْدِي ولَكنَّ أَمْرَ المَرْءِ مَا ارْتَجَلا)
ويُرْوَى: ارْتَحَلا، بالْحَاءِ. وسَمَّوْا: رِجْلاً، ورِجْلَةَ، بكسرِهما، مِنْهُم: رِجْلُ بنُ يَعْمُرَ بنِ عَوْفٍ، الشَّاعِرِ، ورِجْلُ بنُ ذُبْيانَ بنِ كَعْبٍ، فِي تَمِيم، جَدُّ خالِدِ بنِ عَثَمَ الَّذِي كَانَ سَيّدَ بَنِي سَعْدٍ فِي زَمانِهِ، ورِجْلَةُ بنتُ أبي صَعْبٍ أُمُّ هَيْصَمِ بنِ أبي صَعْبٍ بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ، مِن بَنِي سَامَةَ بنِ لُؤَيٍّ. والرَّجَلُ: كعِنَبٍ: ع بالْيَمامَةِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي العِبارَةِ سَقْطٌ، قالَ نَصْرٌ: الرِّجْلُ، بِكَسْرٍ ففَتْحٍ: مَوْضِعٌ بينَ الْكُوفَةِ وفَلْج، وأَمَّا بِسُكُونِ الجِيمٍ: فمَوْضِعٌ قُرْبَ الْيَمَامَةِ. وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ شاهِداً عَلى الأَوَّلِ قَوْلَ الأَعْشَى: (قَالُوا نُمَارٌ فَبَطْنُ الْخَالِ ... فالْعَسْجَدِيَّةُ فالأَبْواءُ فالرِّجَلُ)
قُلْتُ: وعِنْدِي فِيمَا قالَهُ نَصْرٌ نَظَرٌ، فإِنَّ الأَبْواءَ مَا بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ، فَهُوَ أَشْبَهُ أَن يكونَ الرِّجَلُ مَوْضِعاً قَريباً منهُ، فتأَمَّلْ. والتَّرْجِيلُ: التَّقْوِيَةُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. وفَرَسٌ رَجَلٌ، مُحَرَّكَةٌ: أَي مُرْسَلٌ عَلى الْخَيْلِ، وَكَذَا: خَيْلٌ رَجَلٌ. وناقَةٌ راجِلٌ عَلى وَلَدِها: أَي ليستْ بمَصْرُورَةٍ. وذُو الرُّجَيْلَةِ، كجُهَيْنَة، ثلاثةٌ: عَامِرُ بنُ مالِكِ بنِ جُشَمِ بنِ بَكْرِ بنِ حَبِيبِ بنِ عَمْرِو بنِ غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ التَّغْلَبِيُّ، وكانَ أَحْنَفَ، وكَعْبُ بنُ عَامِرِ بنِ نَهْدٍ النَّهْدِيُّ، وعامِرُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ عَلِيِّ بنِ ذُبْيانَ بنِ سَعْدِ بنِ جُبَيْلِ بنِ مَنْصُورِ بنِ مُبَشِّرِ بن عُمَيْرَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ نِزارٍ. والأَراجِيلُ: الصَّيَّادُونَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وكأَنَّهُ أَرْجِلَةٍ، وَقد تَقَدَّمَ. قالَ: والتَّرْكيبُ يَدُلُّ مُعْظَمُهُ عَلى العُضْوِ الَّذِي هُوَ رِجْلُ كُلِّ ذِي رِجْلٍ، وَقد شَذَّ عَنهُ الرِّجْلُ لِلْجَرادِ، والرِّجْلَةِ لِلْبَقْلَةِ، وَوَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ. قلتُ: أَمَّا الرِّجْلَةُ لِلْبَقْلَةِ فإنَّها سُمِّيَتْ باسم الْمَسِيلِ، أَو بِمَا تَقَدَّمّ عَن الرَّاغِب، فَلا يَكُونُ شَاذَّاً عنهُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجَلَ الْمَرْأَةَ: جَامَعَها. ورَجُلٌ بَيِّنُ الرُّجُولَةِ، بالضَّمِّ، عَن الكِسائِيِّ. ورَجِلَ مِن رِجْلِهِ، كفَرِحَ: أصابَهُ فِيهَــا مَا يَكْرَهُ. ورَجَلَهُ رَجْلاً: أصابَ رِجْلَهُ. وظَبْيٌ مَرْجُولٌ: وَقَعَتْ رِجْلُهُ فِي الحِبَالَةِ، وَإِذا وَقَعَتْ يَدُهُ فَهُوَ مَيْدِيٌّ. وارْتَجَلَ الرَّجُلُ: أَخَذَ بِرِجْلِهِ عَن أبي عَمْرٍ و. والرِّجْلَةُ، بالكَسْرِ، الْمَرْأَةُ النَّؤُومُ. وارْتَجَلَ النَّهارُ: ارْتَفَعَ، مِثْلُ تَرَجَّلَ. ومَكانٌ رَجِيلٌ: صُلْبٌ. وطَرِيقٌ رَجِيلٌ: غَلِيظٌ وَعِرٌ فِي الْجَبَلِ. والرِّجْلَةُ: الْقِطْعَةُ مِن الْوَحْشِ، عَن ابنِ بَرِّيٍّ، وأنْشَدَ:)
(والعَيْنُ عَيْنُ لِيَاحٍ لَجِلَجَتْ وَسَناً ... بِرِجْلَةٍ مِنْ بَناتِ الْوَحْشِ أَطْفالِ)
وأَرْجَلْتُ الْحِصانَ فِي الخَيْلِ، إِذا أَرْسَلْت فِيهَــا فَحْلاً. والرِّجِلُ: الخَوْفُ والفَزَعُ مِن فَوْتِ شَيْءٍ، يُقالُ: أَنا على رِجْلٍ، أَي عَلى خَوْفٍ مِن فَوْتِهِ. وحَكَى ابنُ الأَعْرابِيِّ: الرَّجُلاَنِ لِلرَّجُلِ وامْرَأَتِهِ، عَلى التَّغْلِيبِ. وامْرَأَةٌ مَرْجَلانِيَّةٌ: تَتَشَبَّهُ بالرِّجالِ فِي الهَيْئَةِ، أَو فِي الكَلامِ. ورُجِلَ، كعُنِيَ، رَجْلاً: شَكَى رِجْلَهُ، وحكَى الفارِسيٍُّ: رَجِلَ، كفَرِحَ، فِي هَذَا المَعْنَى، ومِثْلُهُ عَن كُراعٍ.
والرُّجْلَةُ، بالضَّمِّ: أَن يَشْكُوَ رِجْلَهُ. وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: لَا تَفْعَلْ كَذا أُمُّكَ رَاجِلٌ، وَلم يُفَسِّرْهُ، كأنَّهُ يُرِيدُ الحُزْنَ والثُّكْلَ. وامْرَأَةٌ رَجُلَةٌ: رَاجِلَةٌ، والجَمْعُ رِجالٌ، عَن اللَّيْثِ، وأَنْشَدَ:
(فإنْ يَكُ قَوْلُهُمُ صادِقا ... فَسِيقَتْ نِسائِي إلَيْكُم رِجَالاَ)
أَي رَوَاجِلَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ بَعْضَهم يقولُ للرَّاجِلِ: رَجَّالٌ، ويُجْمَعُ رَجاجِيل. وارْتَجَلَ الرَّجُلُ: رَكِبَ عَلى رِجْلَيْهِ فِي حَاجَتِهِ، ومَشَى، وتَرَجَّلُوا: نَزَلُوا فِي الحَرْبِ لِلْقِتالِ. والرِّجْلُ جُبارٌ، أَي إِن أصابَتِ الدَّابَّةُ تَحْتَهُ إنْساناً بِرِجْلِها فهَدَرٌ، هَذَا إِذا كَانَ سائِراً، فَأمَّا إنَّ كانَتْ واقِفَةً فِي الطَّرِيقِ فالرَّاكِبُ ضَامِنٌ، أصابَتْ بِيَدٍ أَو رِجْلٍ. ونُهِيَ عَن التَّرَجُّلِ إلاَّ غِبّاً، أَي كَثْرَةِ الادِّهانِ، وامْتِشاطِ الشَّعَرِ كُلَّ يَوْمٍ. وامْرَأَةٌ رَجِيلَةٌ: قَوِيَّةٌ على الْمَشْيِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِلْحَارِثِ بنِ حِلِّزَةَ:
(أَنَّى اهْتَدَيْتِ وكُنْتِ غَيْرَ رَجِيلَةٍ ... والقَوْمُ قد قَطَعُوا مِتانَ السَّجْسَجِ)
وكَفْرُ أبي الرُّجَيْلاتِ: قَرْيَةٌ بِمِصْرَ، عَلى شَرْقِيِّ النِّيلِ. وذُو الرَّجْلِ: صَنَمٌ حِجازِيٌّ، وذَاتُ رِجْلٍ: مَوْضِعٌ مِن أرَِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، مِن أسافِلِ الْحَزَنِ، وأَعَالِي فَلْج. قالَهُ نَصْرٌ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِلْمُثَقِّبِ العَبْدِيِّ:
(مَرَرْنَ عَلى شِرافَ فذَاتِ رِجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذّرانِحَ بالْيَمِينِ)
وذاتُ رِجْلٍ أَيْضا: مَوْضِعٌ مِن دِيارِ كَلْبٍ بالشَّامِ. ورَجُلٌ، واحِدُ الرِّجالِ: زَعَمَ ابنُ حَزْمٍ أنَّهُ عَلَمٌ عَلى صَحابِيٍّ. والقاضِي العَلاَّمَةُ أحمدُ بنُ صالِحٍ بنِ أبي الرِّجالِ، لَهُ تاريخٌ فِي رِجالِ اليَمَنِ، وبَيْتُ أبي الرِّجالِ لَهُ شُهْرَةٌ بالْيَمَنِ. وراجِيلُ: اسْمُ أُمِّ سَيِّدِنا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، هَكَذَا ضَبَطَهُ الشَّامِيُّ فِي سِيرَتِهِ، وذَكَرَهُ المُصَنِّفُ فِي الَّتِي بَعْدَها، وسيأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ. والرَّجِيلُ بنُ مُعاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ: مِن أَتْباعِ التَّابِعينَ، رَوى عَن أبي إسْحاقَ السَّبِيعِيِّ.
[رجل] الرِجْلُ: واحدة الأَرْجلِ. وقولهم: كان ذلك على رِجْلِ فلان، أي في عهده وزمانه. والرِجْلُ أيضاً: الجماعة الكثيرة من الجراد خاصَّةً، وهو جمعٌ على غير لفظ الواحد، ومثله كثير في كلامهم كقولهم لجماعة البقر: صوار، ولجماعة النعام: خيط، والجماعة الحمير: عانة. قال أبو النجم يصف الحمر في غدوها وتطاير الحصى عن حوافرها: كأنَّما المَعْزاءُ من نِضالِها رِجْلُ جَرادٍ طارَ عن خُذّالِها قال الخليل: رِجْلُ القَوسِ: سِيَتُها السُفلى. ويَدُهَا: سِيَتُها العليا. ورِجْلُ الطائِرِ: ميسَمٌ. ورِجْلُ الغراب: ضرب من الابل، لا يقدر الفصل على أن يرضَع معه ولا ينحلُّ. قال الكميت: صررجل الغراب ملكك في النال س على من أراد فيه الفُجورا والرِجْلَةُ: بقلةٌ، وتسمَّى الحمقاءَ، لأنَّها لا تنبت إلاّ في مَسيلٍ. ومنه قولهم: " هو أحمق من رجلة ". والعامة تقول: من رجله. والرجلة أيضاً: واحدة الرِجلِ، وهي مَسايِلُ الماء. قال لبيد: يلمج البارض لمجافى الندى من مرابيع رياض ورجل والرجل بالتحريك: مصدر قولك رَجِلَ بالكسر، أي بَقيَ راجِلاً. وأَرْجَلَهُ غيره. وأَرْجَلَهُ أيضاً، بمعنى أمهله. والرجل: أن ترسل البهة مع أمِّها ترضعُها متى شاءت. يقالُ: بَهْمَةٌ رَجَلٌ وبَهْمٌ أَرْجالٌ. قال الشاعر : وصاف غلامنا رجلا عليها إرادة أن يفوقها رضاعا تقول منه: أَرْجَلْتُ الفصيلَ. وقد رجل الفصل أمه يرجلها رجلا، أي رضعها. ورجلت الشاة: علقتها بِرِجلِها. والأَرَجَلُ من الخيل: الذي في إحدى رِجْلَيْهِ بياضٌ، ويُكْرَهُ إلاّ أن يكون به وَضَحٌ غير. قال الشاعر : أسيل نبيل ليس فيه مَعابَةٌ كُمَيْتٌ كلَوْنِ الصِرْفِ أرْجَلُ أَقْرَحُ فَمُدِحَ بالرَجَلِ لمّا كان أَقْرَحَ. وشاةٌ رَجْلاءُ كذلك. والأرْجلُ أيضاً من الناس: العظيمُ الرِجْلِ. والمِرْجَلُ: قِدْرٌ من نحاس. والرجل: خلاف الفارس، والجمع رجل، مثل صاحب وصحب، ورجالة ورجال. والرجلان أيضا: الراجل، والجمع رجلى ورجال، مثل عجلان وعجلى وعجال. ويقال أيضاً: رَجِلٌ ورَجالى، مثل عَجِلٌ وعَجالى. وامرأةٌ رَجْلَى مثل عَجْلَى، ونسوةٌ رِجالٌ مثل عِجالٍ، ورَجالى مثل عَجالى. والرَجُلُ: خلاف المرأة، والجمع رجال ورجالات، مثل جمال وجمالات، وأراجل. قال أبو ذؤيب: أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُمْ وشِتاؤُهُمْ وقالوا تَعَدَّ واغْزُ وَسْط الا راجل يقول: أهمهم نفقة صيفهم وشِتائِهم وقالوا لأبيهم: تَعَدَّ، أي انصرفْ عنا. ويقال للمرأة رَجُلَةٌ. وقال: مَزِّقوا جَيْبَ فَتاتِهمُ لم يُبالوا حُرْمَةَ الرَجْلَهْ ويقال: كانت عائشة رضي الله عنها رَجُلَةَ الرأي. وتصغير الرجل رجيل وروبجل أيضا على غير قياس، كأنّه تصغير راجِلٍ. والرُجْلَةُ بالضم: مصدر الرَجُلِ. والراجِلُ والأَرْجَلُ، يقال رَجُلٌ بيّن الرجلة والرجولة والجولية. وراجل: جيد الرجلة. وفرس أزجل بين الرجل والرُجْلَةِ. قال الأمويّ: إذا ولدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل: ولدتها الرجيلاء، مثال الغميضاء. قال أبو زيد: يقال رَجِلْتُ بالكسر رَجَلاً، أي بقيت راجلا. والكسائي مثله. والرجيل من الخيل: الذي لا يَحْفى. ورَجُلٌ رَجيلٌ، أي قوى على المشى. وحرة رَجْلاءُ، أي مستويةٌ كثيرةُ الحجارةِ يصعُب المشي فيهــا. قال ابن السكيت: شَعَرٌ رَجَلٌ، ورَجِلٌ، إذا لم يكن شديد الجُعودة ولا سَبِطاً. تقول منه: رَجَّلَ شعره تَرْجيلاً. أبو عمرو: ارْتَجَلْتُ الرَجُلَ، إذا أخذتَه برِجْلِهِ. وارْتِجالُ الخطبة والشِعر: ابتداؤه من غير تهيئةٍ قبل ذلك. وارْتَجَلَ الفرسُ، إذا خلط العنق بشئ من الهملجة فراوح بين شئ من هذا وشئ من هذا. وارتحل فلان، أي جمع قطعةً من الجراد ليشويها. ومنه قول لبيد:

كَدُخانِ مُرْتَجِلٍ يَشِبُّ ضِرامُها * وَتَرَجَّلَ في البئر، أي نزلَ فيهــا من غير أن يُدَلَّى. وتَرَجَّلَ النهارُ، أي ارتفع. قال الشاعر: وَهاجَ. به لمَّا تَرَجَّلتِ الضُحى عَصائبُ شتى من كلاب ونابل
رجل: أَرْجَل: أنزل الحمل (فوك).
أرِجل: أخضع (؟)، وفي المعجم اللاتيني - العربي ( subicere: إرجال ورياضة).
وعند ابن العوام (1: 673): ماء شديد الحرارة قد أُرْجِل على النار (وكذلك في مخطوطتنا) حيث يعني هذا الفعل فيما يظهر غلي في المرجل، مثل ارتجل.
ترجَّل. ترجَّل عن دابته، وعن الفرس: نزل عن دابته وعن الفرس فمشى (معجم الطرائف). وفي معجم ألكالا ترجَّل وحدها تدل على هذا المعنى.
ترجَّل لفلان وإلى فلان: تحية له وإكراماً وتشريفاً، وهي علامة الخضوع والطاعة (معجم الطرائف).
ارتجل: ترجّل: نزل عن دابته فمشى (فوك).
ارتجل: نكس رأسه، طأطأ (فوك).
ارتجل: أنزل الحمل (فوك).
ارتجال: وضع الكلمات، ضد اشتقاق (تاريخ البربر 4: 7).
رِجْل، رِجْل الجبل: أسفله (محيط المحيط).
رِجْل: ساق حرف مائل بعض الميل، خط يشطب الكلمة أو الحرف أو أي شيء آخر (بوشر).
رِجْل: ركيزة، عماد، عمود مستطيل ناتئ بعض الشيء، من جدار، يجمع على أرجل، وجمع الجميع أَرْجالات (معجم الإدريسي). وفي حيّان (ص102 ق): وفيهــا وافى بنهر قرطبة سَيْل عظيم اعتصت (اغتصت) به حلاقيم القنطرة وتثلم بعض أرجلها.
رِجْل: خيزران، دقة المركب، سكان السفينة (فوك، معجم ابن جبير، معجم مسلم).
رجل الأَسَد: نبات (بوشر).
رجل البقرة: لوف قبطي (نبات) (بوشر). رجل الحجر، عند البنّائين: وجهه الأسفل (محيط المحيط).
رجل الحَلُّوف: عتلة حديدية، رفاعة حديدية أحد طرفيهــا على شكل رجل الماعز (دومب ص95).
رجل الدَّجاجة: هو في أفريقية البابونج الأبيض الزهر (ابن البيطار 1: 106).
رجل الأرنب: لاغوبس (بوشر، ابن البيطار 1: 492).
رجل الزرزور: نبات اسمه coronopus ( ابن البيطار 1: 492). رجل الزاغ: نبات اسمه عند أهل الشام coenopus ( ابن البيطار 1: 490).
رجل العصفور: نبات اسمه arnithapode أو رجل الطير (بوشر).
رجل العقاب: نبات اسمه coenopus ( ابن البيطار 1: 492).
رجل العقعق: نبات اسمه coenopus ( ابن البيطار 1: 492).
رجل الغراب: جزر الشيطان، زركشت، رجل الدجاجة (بوشر).
رجل الغزال: عند فانسليب (ص110): ((رويت غزال أو رجل الإبل (الوعل) سمي بذلك أن أوراقه تشبه رجل هذا الحيوان كل الشبه، وهو نبات زيتي)). وأرى أن هذا الاسم يجب أن يصحح كما صححته.
رجل الفَرُّوج ورجل الفُلُّوسي: اسم عند عامة الأندلس لنبات اسمه العلمي: salsola fruticosa ( ابن البيطار 1: 492).
رجل القطّ: نبات (بوشر).
رجل الوَزّ: نبات سام (بوشر).
رجل اليمامة، رجل القبّرة، نبات اسمه Delphinium ( بوشر).
أرْجُل الجراد: اسم نبات يسمى أيضاً افلنجة (انظر افلنجة) كما يسمى زَرْنُب (ابن البيطار 1: 525) والجمع أرجل في مخطوطة في ب.
قام رجله: فاضت نفسه، مات (بوشر).
نبيذ الأرجل: نبيذ العنب الذي يستخرج بدوس الأرجل. ونبيذ الأيدي هو النبيذ المعروف. انظر رسالة إلى فليشر (ص196).
رجع على رجله: رجع عند وصوله وهو واقف قبل أن يجلس (محيط المحيط).
رَجُل وجمعه رِجَال، أي الرجال الكاملون الممتازون بعلمهم وتقواهم (ابن جبير ص45) والرجال عند الصوفية هم الرجال الممتازون بارتقائهم في الحياة الروحية (المقدمة 3: 63، زيشر 16: 136 رقم 4).
رجال: في رياض النفوس (ص94 ر): دخل عليه عمرون الفقيه وكان من رجاله، أي من أصحابه وأصدقائه.
الله والرجال: أي الله والأولياء (ألف ليلة 4: 689، 694) مع تعليقه لين في الترجمة (3: 729 رقم 17).
تَعاطَي ما ليس من رجاله: اشتغل بما ليس من اختصاصه، بما لا يعنيه (ابن بطوطة 4: 358).
رجال الحديث: رواة الحديث الذين ذكرت أسماؤهم في أسانيد الحديث (دي سلان 2: 482) ويقال: الرجال فقط. ففي المقري (1: 492): كان بصيراً بالحديث والرجال (ص501).
رِجالات، جمع رجال: كبار رجال الدولة (دي سلان المقدمة 2: 18 رقم 2) وانظر الجريدة الآسيوية (1869، 2: 158 - 159) وأماري (ص398).
رجل خُنْثَى: مُخَنَّث، عديم المروءة، ضعيف الإرادة (بوشر).
رجل وَحْشِي: إنسان الغاب، نوع من القردة (أورانج - أوتانج) عديم الذنب قامته كقامة الإنسان (بوشر).
رِجْلَة: جرادة (معجم الماوردي).
رِجْلِيّ: جندي مشاة، راجل (تاريخ البربر 1: 302).
رُجْلِيَّة: رُجولية (فوك).
رَجَالَة: مروءة، شهامة، نجدة (روتجرز ص155، 156).
رُجَيْلَة: رِجلة، بقلة حمقاء، فرفحين (ألكالا). وفي زاد المسافر لابن الجزار: البقلة الحمقاء وهي الرجيلة.
رِجَالِيّ: خاص بالرجال (بوشر).
رَجّال: راجل، جندي المشاة (انظر لين) (كرتاس ص149)، وفي مخطوطتنا: راجل وهي الكلمة المألوفة.
رَجَّال: شجاع، جريء (بوشر).
رجال الدهر: فريدو العصر، قرعاء الدهر، نسيج وحدهم (بوشر).
راجِل: حرس الأمير يسمون رَجَّالة الدائرة (حيان وبسّام 1: 114ق) أو يسمون الرَجَّالة فقط. ففي حيان - بسام (2و) في كلامه عن خليفة: بعض الرجالة القائمين على رأسه.
راجل: عَوْن. ففي رياض النفوس (ص91 و): أمر القاضي الرَجَّالة.
راجل: ويجمع على رجَّالة ورِجال أيضاً: عامل (فوك، الجريدة الآسيوية 1869، 2: 159، معجم الطرائف)، وفي مخطوطتنا لابن العوام (1: 531) عبارة لم تذكر في المطبوع منه، وهي تبدأ بقوله: واليد هو القطيع الذي يقطع من الكرم للرَجَّالة، فكلمة الراجل فيه إذاً هي مرادفة لكلمة الرَجُل الخَدَّام. وفي رياض النفوس (ص97 و) يول أستاذ في مدرسة من مدارس أهل السنة، وكان قد استلم عشرة دنانير من الخليفة العبيدي معدّ: هذه إنمَّا أخذتُها لأستعين بها على هدم قصرهم يُعْطَى لكل راجل رُبْعُ درهم. قال: وكان يسأل عن الصرف فإذا أخبروه إنه زاد ربع درهم فرح وقال: زاد لي في الهَدَّامين راجل.
راجل، وتجمع على رَجَّالة: خادم (الجريدة الآسيوية 1896، 2: 159).
راجل، وتجمع على رجَّالة: فَيجْ، ساعي البريد (بابن سميث 1426).
راجل: مرادف رَجُل (ألكالا).
ارجالة بالأسبانية orchilla: حُمَّاض، حُمَّيضة، بقلة حامضة. يقول ابن جُلْجل: الارجالة التي يصبغ بها.
ترجيل: حذاءَ، نعل (محيط المحيط، ميهرن ص25، ألف ليلة 1: 87، 2: 14، 16) وهي مرادف مركوب (ألف ليلة برسل 12: 368) وفي طبعة ماكن (3: 187): نَعْل.
مِرْجَل وتجمع على مراجيل (الكامل ص315).
رُجَّل: رجل كامل الرجولية (رايسك عند فريتاج، عبار 1: 225).
امرأة مرجلة: امرأة تشبه الرجل، امرأة تشبه الرجل، امرأة مسترجلة (دي ساسي طرائف 1: 71).
مرجلية: رجولية (بوشر).
مَرْجُوليَّة: سن الرجولة (همبرت ص28).
امرأة مسترجلة: امرأة تشبه الرجل (بوشر).

خَيل

(خَ ي ل)

خَال الشيءَ يخَال خَيْلاً، وخَيْلة، وخالاً، وخِيَلاً، وخَيَلانا، ومَخالة. ومخيلة. وخَيلولة، ظنّه.

وخَيَّل فِيهِ الخَيْرَ، وتَخيّله: ظَنّه وتَفرَسه.

وخَيَّل عَلَيْهِ: شَبّه.

وخيّل عَلَيْهِ تَخْييلا وتخُّيلا، الْأَخِيرَة على غير الْفِعْل، حَكَاهَا أَبُو زيد: وجّه التُّهمة إِلَيْهِ.

والسحابة المُخيِّل، والمُخيِّلة، والمُخِيلة: الَّتِي إِذا رايتها حسبتها ماطرة.

وَقد اخيلنا.

وأخيَلت السَّمَاء، وخَيّلت، وتخيّلت: تَهيأت للمطر فَرعدَت وبَرقت، فَإِذا وَقع الْمَطَر ذهب اسْم ذَلِك.

وأخَلْنا، وأخْيلنا: شِمْنا سَحَابَة مُخِيلة.

والسحابة المُختالة، كالمُخيلة، قَالَ كُثيِّر بن مُزِرِّد: كالَّلامعات فِي الكفاف المُختال وَمَا احسن خالَها، ومَخيلتهَا.

وَالْخَال: سَحَاب لَا يُخلف مطره، قَالَ: مثل سَحَاب الْخَال سحَّا مَطَرُه وَقَالَ صَخر الغَيّ: يُرفِّعُ للخالٍ رَيْطًا كَثيفا وَقيل: الْخَال: السَّحاب الَّذِي إِذا رَأَيْته حسبته ماطرا وَلَا مطر فِيهِ.

وَالْخَال: الْبَرْق، حَكَاهُ أَبُو زِيَاد، ويردّه عَلَيْهِ أَبُو حنيفَة.

وَقد أبنت مَا ردّ بِهِ أَبُو حنيفَة فِي ردّه على أبي زِيَاد.

والخالُ: الرَّجلُ السَّمْح، يُشَبَّه بالغيم حِين يَبْرُق.

وَالْخَال، والخَيْل، والخُيَلاء، والخِيلاَء، والأَخْيل، والخَيْلة، والمخِيلة، كُلّه: وَالْكبر.

وَرجل خالٌ، وخائل، وخال، على الْقلب، ومختال، وأُخائِل: ذُو خُيلاء مُعجب بِنَفسِهِ، لَا نَظِير لَهُ من الصِّفَات إِلَّا رجل أُدَابِر: لَا يَقبل قَول أحد وَلَا يَلوي على شَيْء، وأُباتر: يَبتُر رَحَمه لقطعها.

وَقد تَخيَّل، وتَخايل.

واختالت الأرضُ بالنبات: ازدانت.

وَالْخَال: الثَّوْب الَّذِي تضعه على الْمَيِّت تَستره بِهِ.

وَقد خَيَّل عَلَيْهِ.

وَالْخَال: ضَربٌ من بُرود الْيمن.

وَالْخَال: الثوبُ الناعم، قَالَ الشماخ:

وبُرْدان من خالٍ وسَبعون دِرْهماً على ذَاك مَقْروظٌ من الجِلْد مَاعِز

وَالْخَال: شامة سَوْدَاء فِي الْبدن.

وَقيل: هِيَ نُكْتَة سَوْدَاء فِيهِ.

والجمْع: خِيلان. وامرأةٌ خَيْلاء، وَرجل أخْيل، ومَخِيل، ومَخْيول، وَلَا فِعْل لَهُ.

والأَخْيَل: طَائِر اخضر. وعَلى جناحيه لُمْعَةٌ تخَالف لَونه، سُمِّي بذلك للخِيلان، وَلذَلِك وَجهه سِيبَوَيْهٍ على أَن اصله الصّفة، ثمَّ استُعمل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء، كالأَبرق وَنَحْوه.

وَقيل: الأَخيل: الشَّقِرَّاق، وَهُوَ مَشئُوم. تَقول الْعَرَب: أشأم من أخْيل.

قَالَ ثَعْلَب: وَهُوَ يَقع على دَبَرة الْبَعِير.

انْتَهَت الْحِكَايَة عَنهُ.

واراهم إِنَّمَا يتشاءمون بِهِ لذَلِك، قَالَ:

إِذا قَطَناً بلَّغْتنِيه ابْن مُدْركٍ فلقيتِ من طَير اليعاقَيب أخْيلا

فَأَما قَوْله:

وَلَقَد غَدوتُ بسابحٍ مَرِحٍ ومَعي شَبابٌ كُلهم اخيَلُ

فقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ هَذَا الطَّائِر، أَي: كلهم مثل الاخيل فِي خفته وطموره.

وَقد يكون: المختال، وَلَا اعرفه فِي اللُّغَة.

وَقد يجوز أَن يكون التَّقْدِير: كلُّهم اخيل، أَي: ذُو اختيال.

وَالْخَال: كالضَّلْع يكون بالدابة، وَقد خَال يخال خالا، قَالَ:

نَادَى الصَّريخُ فَردُّوا الخَيْل عانِيِة تَشْكُو الكَلاَل وتَشكو من أذَى الخالِ

وَالْخَال: اللِّوَاء يُعقد للأمير.

وَالْخَال: الجَبل الضخم، وَالْبَعِير الضخم، وَالْجمع: خيلان، قَالَ: وَلَكِن خِيلاناً عَلَيْهَا العمائم شَبههْم بالابل فِي ابدانهم وانه لَا عُقُول لَهُم.

وَأَنه لمخيل للخير، أَي: خليق لَهُ.

وأخال فِيهِ خالا من الْخَيْر، وتخيل عَلَيْهِ، كِلَاهُمَا: اخْتَارَهُ وتفرس فِيهِ الْخَيْر. وتخيَّل الشيءُ لَهُ: تَشبّه.

والخيال، والخَيالة: مَا تشبّه لَك فِي اليَقظة والحِلمِ من صُورة، قَالَ الشَّاعِر:

فلست بنازلٍ إِلَّا ألمَّتْ بَرحْلي أَو خَيالَتُها الكَذُوب

وَقيل: إِنَّمَا أنّثَ على إِرَادَة الْمَرْأَة.

وَرَأَيْت خَيالَه، وخيالته، اي، شخصه وطلعته، مَعَ ذَلِك.

وخَيَّل للناقة، واخيْل: وضع وَلَدهَا خَيالاً ليفزع مِنْهُ الذئبُ فَلَا يقربهُ.

وَقَوله تَعَالَى: (يُخيَّل إِلَيْهِم من سحِرهم أَنَّهَا تَسعى) ، أَي: يُشبه.

والخَيال: كسَاء اسود يُنصب على عُود يُخيَّل بِهِ، قَالَ ابْن احمر:

فَلَمَّا تَجلَّى مَا تَجلَّى من الدُّجى وشمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخيَّل

وَالْخَيْل: جمَاعَة الافراس، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه. قَالَ أَبُو عبيد: وَاحِدهَا: خائل، لِأَنَّهُ يختال فِي مَشْيه، وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوف.

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فتنازُلا وتَوافَقَت خَيْلاهُما وَكِلَاهُمَا بَطَلُ اللَّقاء مُخدَّعُ

ثناه، على قَوْلهم: هما لقاحان اسودان وجمالان. وَقَوله " بَطل اللِّقَاء "، أَي: عِنْد اللِّقَاء.

وَالْجمع: اخيال، وخُيول، الأولى عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَالْأُخْرَى اشهر واعرف.

وَفُلَان لَا تُسايَر خيلاه، وَلَا توَافق خَيلاه، وَلَا تُسايَر وَلَا توَافق، أَي: لَا يُطاق نَميمة وكَذبِا.

وَقَالُوا: الخَيل أعلمُ من فُرسانها، يضْرب للرجل تظن أَن عِنْده غناء، أَو انه لاغناء عِنْده، فتجده على مَا ظَنَنْت.

والخيال: نَبْت. والخالُ: مَوضِع، قَالَ: أتعرف أطلالاً شَجوْنك بالخال وَقد تكون أَلفه مُنقلبة عَن وَاو.

والخِيلُ: الحِلْتيتُ، يَمَانِية.
خَيل
} خالَ الشَّيْء {يَخالُ} خَيلاً {وخَيلَةً، ويُكسَران،} وخالاً {وَخَيلاناً، محرَّكةً} ومَخيلةً {ومَخالَةً} وخَيلُولَةً: ظَنَّهُ اقْتصر ابنُ سِيدَه مِنْهَا على {الخَيل، بِالْفَتْح وَالْكَسْر،} والخَيلةِ {والخالِ} والخَيَلان {والمَخالَة.
ونَقل الصَّاغَانِي} الخِيلَةَ، بِالْكَسْرِ، {والمَخِيلَةَ} والخَيلُولَةَ. وَفِي التَّهْذِيب: {خِلْتُه زَيداً} خِيلاناً، بِالْكَسْرِ، وَمِنْه المَثَلُ: مَن يَسمَعْ {يَخَلْ: أَي يَظُن. وَقيل: مَن يَشْبَعْ وكلامُ العَربِ الأَوَّلُ. وَمَعْنَاهُ: مَن يَسمَعْ أخبارَ الناسِ ومَعايِبَهم يَقَعْ فِي نَفسِه عَلَيْهِم المَكْروهُ. وَمَعْنَاهُ: أنّ مُجانَبَةَ الناسِ أسلَمُ. وَقيل: يُقال ذَلِك عندَ تَحقيقِ الظَّنِّ. وتقولُ فِي مُسْتَقبَلِه:} إخالُ، بِكَسْر الْهمزَة وَهُوَ الأفصَحُ، كَمَا فِي العُباب.
زَاد غيرُه: وأكثَرُ اسْتِعْمَالا. وتُفْتَحُ فِي لُغَيَّةٍ هِيَ لُغة بني أَسَد، وَهُوَ الْقيَاس، كَمَا فِي الْعباب والمصباح. وَقَالَ المرزوقي فِي شرح الحماسة: الْكسر لُغَة طائية، كثر اسْتِعْمَالهَا فِي أَلْسِنَة غَيرهم، حَتَّى صَار " {أخالُ " بِالْفَتْح كالمرفوض. وَزعم أَقوام أَن الْفَتْح هُوَ الْأَفْصَح، وَــفِيه كَلَام فِي شلارح الْكَعْبِيَّة لِابْنِ هِشَام، قَالَه شَيخنَا. (} وخَيَّل عَلَيْهِ {تَخْييِلَا} وتَخَيُّلاَ: وَجه التُّهْمَة إِلَيْهِ) كَمَا فِي الْمُحكم، وَهُوَ قَول أبي زيد. (و) {خَيَّلَ (فِيهِ الْخَيْر: تفرسه،} كَتخَيَّله) وتخوله، بِالْيَاءِ وَالْوَاو. وَيُقَال: {تَخيَّلَه} فَتَخيَّلَ، كَمَا يُقَال: تصَوره فتصور، وتحققه فتحقق. وَفِي التَّهْذِيب: {تَخيِّلْتُ عَلَيْهِ} تَخَيُّلاً: إِذا تخبرته وتفرست فِيهِ الْخَيْر. (والسحابة {المُخَيِّلَةُ} والمُخَيِّلُ) كمحدثة ومحدث ( {والمُخِيلَةُ) بِضَم الْمِيم (} والمُخْتالَةُ: الَّتِي تحسبها ماطرة) ذَا رَأَيْتهَا وَفِي التَّهْذِيب: {المَخِيلَةُ، بِفَتْح الْمِيم: السحابة، وَالْجمع:} مَخايِلُ، وَمِنْه الحَدِيث: " أَنه كَانَ إِذا رأى {مَخِيلَةَ أقبل وَأدبر ". فَإِذا أَرَادوا أَن السَّمَاء تغيمت قَالُوا: أخالت فهى} مُخِيلَةٌ، بِضَم الْمِيم، وَإِذا أَرَادوا السحابة نَفسهَا قَالُوا: هَذِه مخيلة، بِفَتْحِهَا. ( {وأَخْيَلْنا} وأَخَلْنا: شمنا سَحَابَة {مُخِيلةَ) للمطر. (} وأَخْيَلَتِ السَّمَاء، {وتَخَيَّلَت،} وخَيَّلَت: تهيأت للمطر فَرعدَت وَبَرقَتْ، فَإِذا وَقع الْمَطَر ذهب اسْم ذَلِك. ( {والخالُ: سَحَاب لَا يخلف مطره) قَالَ:
(مثل سَحَاب} الخالِ سَحا مطرة ... )
(أَو) الَّذِي إِذا رَأَيْته حسبته ماطرا و (لَا مطر فِيهِ) . الخالُ: البَرقُ. أَيْضا: الكِبرُ {كالخُيَلاء، قَالَ العَجّاجُ:} والخالُ ثَوبٌ مِن ثِيابِ الجُهَّالْ والدَّهْرُ فِيهِ غَفْلَةٌ للغُفَّالْ وَقَالَ آخَرُ:
(وَإِن كُنتَ سيِّدَنا سُدْتَنَا ... وَإِن كُنتَ {للخالِ فاذْهَبْ فَخَلْ)
أَيْضا: الثَّوبُ الناعِمُ مِن ثِيابِ اليَمَن. أَيْضا: بُرْدٌ يَمَنِيٌّ أحمرُ فِيهِ خُطوطٌ سُودٌ، كَانَ يُعمَلُ فِي الدَّهر الأوّل، وجَعلهما الأزهريّ وَاحِدًا، وَقد، تقدَّم ذَلِك فِي خَ ول أَيْضا، وَهُوَ يَحتَمِلُ الواوَ وَالْيَاء. أَيْضا: شامَةٌ سَوْدَاءُ فِي البَدَنِ وقِيل: نُكْتَةٌ سَوْداءُ فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيب: بَثْرَةٌ فِي الوَجْهِ تَضْرِبُ إِلَى السَّواد. ج:} خِيلانٌ بِالْكَسْرِ. وَهُوَ {أَخْيَلُ} ومَخِيلٌ {ومَخْيُولٌ زَاد الأزهريّ: ومَخُولٌ: أَي كثيرُ} الخِيلان. وَهِي {خَيْلاءُ. وَلَا فِعْلَ لَهُ، وتَصغيرُه:} خُيَيْل، فيمَن قَالَ: {مَخِيلٌ} ومَخْيُولٌ، وخُوَيْلٌ، فيمَن قَالَ: مَخُولٌ. الخالُ: الجَبَلُ الضَّخْمُ. أَيْضا: البَعِيرُ الضَّخْمُ على التَّشبيه، وجَمْعُهما: {خِيلانٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(غُثاءٌ كَثِيرٌ لَا عَزِيمَةَ فِيهِــمُ ... ولكنَّ} خِيلاناً عَلَيْهَا العَمائِمُ)
شَبَّهَهم بالإبِلِ فِي أبدانِهم، وَأَنه لَا عُقُولَ لَهم. الخالُ: اللِّواءُ يُعْقَدُ للأَمِير وَفِي التَّهْذِيب: يُعْقَدُ لوِلايةِ والٍ، وَلَا أرَاهُ سمِّيَ بِهِ إلّا لِأَنَّهُ كَانَ يُعْقَدُ مِن بُرُودِ الْخَال. الخالُ: مِثْلُ الظَّلَع يكونُ بالدابَّةِ، وَقد خالَ الفَرَسُ {يَخالُ} خَالاً فَهُوَ! خائِلٌ، وَأنْشد اللَّيث.) (نادَى الصَّرِيخُ فرَدُّوا {الخَيلَ عانِيَةً ... تشكُو الكَلالَ وتَشكُو مِن حَفا خالِ)
الخالُ: الثَّوبُ يُستَرُ بِهِ المَيِّتُ وَقد} خُيِّلَ عَلَيْهِ. الخالُ: الرَّجُلُ السَّمْحُ يُشَبَّه بالغَيم حينَ يَبرُق، كَذَا فِي المحكَم. وَفِي التَّهْذِيب: يُشَبَّه {بالخال، وَهُوَ السَّحابُ الماطِرُ. والخالُ: ع مِن شِقِّ اليَمامة، قَالَه نَصْرٌ. الخالُ:} المَخِيلَةُ وَهِي الفِراسَةُ، وَقد {أخالَ فِيهِ} خالاً. الخالُ: الفَحْلُ الأَسودُ مِن الإبلِ، عَن ابنِ الأعرابيّ، وَقد تقدَّم فِي خَ ول. الخالُ: صاحِبُ الشَّيْء يُقَال: مَن خالُ هَذَا الفَرسِ أَي مَن صاحِبُه، وَهُوَ مِن {خالَهُ} يَخُولُه: إِذا قَامَ بأَمْرِه وساسَهُ، وَقد ذُكِرَ فِي خَ ول. (و) {الخالُ: الخِلافَةُ إِذْ هِيَ مِن شَأْن مَن يُعقَدُ لَهُ اللِّواءُ. (و) } الْخَال: جَبَلٌ تِلْقاءَ الدَّثِينَةِ فِي أرضِ غَطَفانَ، وَهُوَ لبني سُلَيم، قَالَ:
(أهاجَكَ! بالخالِ الحُمُولُ الدَّوافِعُ ... وأنتَ لِمَهْواها مِن الأرضِ نازِعُ)
الخالُ: المُتَكبِّرُ المُعْجِبُ بنَفْسِه يُقَال: رجُلٌ خالٌ وخالٍ. الخالُ: المَوضِعُ الَّذِي لَا أَنِيسَ بِهِ.
الخالُ: الظَّن والتَّوَهُّمُ خالَ يَخالُ خالاً. الخالُ: الرجُلُ الفارِغُ مِن عَلاقَةِ الحُبِّ. الخالُ: العَزَبُ مِن الرِّجَال. الخالُ: الرجلُ الحَسَنُ القِيامِ على المالِ. وَقد خالَ عَلَيْهِ يَخِيلُ ويَخُولُ: إِذا رَعاه وأحسنَ القِيامَ عَلَيْهِ. الخالُ: الأَكمَةُ الصَّغِيرةُ. الخالُ: المُلازِمُ للشَّيْء يَسُوسُه ويرعاه. الخالُ: لِجامُ الفَرَسِ وَكَأَنَّهُ لغَة فِي الخَوَلِ، مُحرَّكةً، وَقد مَرَّ إنكارُ الأزهريّ على اللَّيث فِي خَ ول. الخالُ: الرَّجلُ الضَّعيفُ القَلْبِ والجِسمِ وَهُوَ أشْبَهُ أَن يكون بتشديدِ اللَّام، مِن خَلَّ لَحْمُه: إِذا هُزِلَ، وَقد تقدَّم. الخالُ: نَبتٌ لَهُ نَوْرٌ م معروفٌ بنَجْدٍ، وَلَيْسَ بالأَوَّل. الخالُ: البَرِيءُ مِن التُّهْمة. الْخَال: الرجلُ الحَسَنُ المَخِيلَةِ بِما يُتَخَيَّلُ فِيهِ أَي يُتَفرَّس ويُتَفَطَّن، فَهَذِهِ أحدٌ وَثَلَاثُونَ مَعنًى للخال. ومَرَّ الخالُ أَخُو الأُمّ، فَتكون اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ معنى، نَظَم غالِبَها الشُّعراءُ فِي مُخاطَباتِهم، ومِن أجمع مَا رَأَيْت فِيهَــا قصيدة مِن بَحْرِ السِّلْسِلة، للشَّيْخ عبدِ الله الطَّبلاوِيّ، يمدَحُ بهَا أَبَا النَّصر الطَّبلاوِيّ، ذَكر فِيهَــا هَذِه المَعانِيَ الَّتِي سَرَدَها المُصنِّفُ، وَزَاد عَلَيْهِ بعضَ مَعانٍ يُنْظَرُ فِيهَــا. فَمِنْهَا: الصاحِبُ، والمُفْتَقِرُ، والماضِي، والمُخَصِّص، والقاطِعُ، والمَهْزولُ، والمُتَفَرقُ، وَالَّذِي يَقْطَعُ الخَلاءَ مِن الحَشِيش، والنِّقْرِسُ، والخُلقُ. فَهَذِهِ عَشْرةٌ. وذَكَر الكِبرَ والتَّكبُّرَ والاختِيالَ، وَهَذِه الثَّلَاثَة بِمَعْنى واحدٍ. وَلَا يَخفى أنّ المَعانيَ السبعةَ الأُوَل كلّها مِن خَلّ يَخُلُّ فَهُوَ خالٌّ، بتَشْديد اللَّام. وخَلَّ إِلَيْهِ: افْتَقَرَ. وخَلَّهَ خَلّاً: شَكَّه وقَطَعَه. وخَلَّه فِي الدُّعاء: خَصَّه كَمَا سبق ذَلِك كلُّه. وَأما الَّذِي يَقْطَع الخَلَاءَ، فالصَّواب فِيهِ الخالِئُ، بِالْهَمْز، حُذِفَتْ)
للتَّخْفِيف، فَهُوَ لَيْسَ مِن هَذَا الحَرف. والنِّقْرِسُ مفهومٌ مِن الظَّلْع الَّذِي ذكره المصنِّفُ، فتأَمَّلْ ذَلِك. مِن المَجاز: {أخالت الناقَةُ فَهِيَ} مُخِيلَةٌ: إِذا كَانَ فِي ضَرعِها لَبَنٌ وَكَانَت حَسَنَة العَطْلِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أرَاهُ على التَّشبيه بالسَّحاب. أخالَت الأرضُ بالنَّبات: إِذا ازْدانتْ وَفِي المحكَم: {اخْتالَتْ، وَهُوَ مَجازٌ.} والأَخْيَلُ {والخُيَلاءُ إطلاقُه صريحٌ بِأَن يكون بالفَتح، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل هُوَ بضَم فَفتح، ورُوِي أَيْضا بكسرٍ ففَتْح، وذَكر الوَجْهين الصَّغانيُ.} والخَيْلُ {والخَيلَةُ} والخالُ {والمَخِيلَة بِفَتْح المِيم، كُلِّه: الكِبْرُ عَن} تَخَيُّلِ فَضيلةٍ تَتَراءَى للْإنْسَان مِن نَفْسِه. وَفِي الحَدِيث، قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إنَّكَ لستَ تَصْنَعُ ذَلِك {خُيَلاءَ ضُبِط بالوَجهين. وَقَالَ اللَّيثُ:} الأَخْيَلُ: تَذكِيرُ {الخَيلاءِ، وأنشَد: لَها بَعْدَ إِدْلاجٍ مراحٌ} وأَخْيَلُ ورجلٌ {خَال} وخائِل وخالٍ مَقْلُوباً، {ومُخْتالٌ} وأُخائِلٌ إطلاقُا صريحٌ فِي أَنه بِفَتْح الْهمزَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ بضَمّها، وَالْمعْنَى: أَي مُتَكبِّرٌ ذُو {خُيَلاءَ، مُعْجِبٌ بِنَفسِهِ. وَلَا نظيرَ} لأُخائِلٍ مِن الصِّفات إلّا رَجُلٌ أدابرٌ: لَا يَقْبَلُ قولَ أحدٍ، وَلَا يَلْوِي على شَيْء. وأُباتِرٌ: يَبتُر رَحِمَه: أَي يقطَعُها، نَبَّه عَلَيْهِ الجوهريّ. وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كلَّ {مُخْتالٍ فَخُورٍ. وَقد} تَخَيَّلَ {وتَخايَلَ: إِذا تَكبِّر.} والأَخْيَلُ: طائِرٌ مَشْؤُومٌ عندَ العَرب، يَقُولُونَ: أشْأَمُ مِن {أخْيَلَ، وَهُوَ يَقعُ على دَبَرِ البَعِير، وأراهم إِنَّمَا يَتشاءَمُون لذَلِك، قَالَ الفَرَزْدَق:
(إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكٍ ... فلاقَيتِ مِن طَيرِ العَراقِيبِ} أَخْيَلاَ)
ويروَى: فلُقِّيتِ مِن طَيرِ اليَعاقِيبِ. أَو هُوَ الصُّرَدُ الأخضَرُ، أَو هُوَ الشّاهِينُ أَو هُوَ الشِّقِرَّاقُ قَالَه الفَرّاءُ. قَالَ السُّكَّرِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لأنّ على جَناحِه ألواناً تُخالِفُ لَونَه، قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلِي:
(فَإِذا طَرَحْتَ لَه الحَصاةَ رَأَيتَهُ ... يَنْزُو لوَقْعَتِها طُمُورَ {الأَخْيَلِ)
وَقيل: سُمِّيَ بِهِ لاختِلافِ لَونِه بالسَّوادِ والبَياضِ. وَفِي العُباب: هُوَ يَنْصرِفُ فِي النَّكِرةِ إِذا سَمَّيتَ بِهِ، وَمِنْهُم من لَا يَصْرِفه فِي المَعرفة وَلَا فِي النَّكرة، ويجعلُه فِي الأَصل صِفةً مِن} التَّخَيُّلِ، ويَحتَجُّ بقولِ حَسّانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(ذَرِينِي وعِلْمِي بالأُمُورِ وشِيمَتِي ... فَمَا طائِرِي فِيهَــا عَلَيكِ {بأَخْيَلاَ)
ج:} خِيلٌ، بِالْكَسْرِ وَفِي التَّهْذِيب: جَمْعُه {الأَخائِلُ. وبَنُو} الأَخْيَلِ بن مُعاوِيةَ: بَطْنٌ مِن بني عُقَيل بنِ كَعْب رَهْطُ لَيلَى {الأَخْيَلِيَّة، وَقد جَمعتْه على الأَخائل، فَقَالَت:)
(نَحن} الأخائلُ مَا يَزالُ غُلامُنا ... حتّى يَدِبَّ علَى العَصا مَذْكُورا)
{وتَخيَّلَ الشَّيْء لَهُ: إِذا تَشَبَّه. وَقَالَ الراغِبُ:} التَّخَيُّلُ: تَصوُّرُ خَيالِ الشَّيْء فِي النَّفْس. وَأَبُو {الأَخْيَلِ خالِدُ بنُ عَمْرو السُّلَفِيُّ بِضَم فَفتح، عَن إسماعيلَ بن عَيّاس. وإسحاقُ بن} أَخْيَلَ الحَلَبِيُّ عَن مُبَشِّرِ بن إِسْمَاعِيل: مُحَدِّثان. {والخَيالُ} والخَيالَةُ: مَا تَشَبَّه لكَ فِي اليَقَظة والحُلْمِ مِن صُورَةٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: {الخَيالُ: كلُّ شيءٍ تَراه كالظِّلِّ، وَكَذَا خَيالُ الإنسانِ فِي المِرآة.} وخَيالُه فِي النَّومِ: صُورةُ تِمْثالِه، ورُّبما مَرَّ بك الشَّيْء يُشبِهُ الظِّلَّ فَهُوَ {خَيالٌ، يُقَال:} تَخَيَّلَ لي {خَيالُه. وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ} الخَيالِ: االقُوَّةُ المُجَرَّدةُ كالصّورة المُتَصوَّرة فِي المَنامِ وَفِي المِرآةِ وَفِي القَلب، ثمَّ استُعمِل فِي صُورةِ كلِّ أمرٍ مُتَصَوَّرٍ، وَفِي كلِّ دَقِيقٍ يَجرِي مَجْرَى الخيال. قَالَ: {والخَيالُ: قُوَّةٌ تَحفَظُ مَا يُدْرِكُه الحِسّ المُشتَرَكُ مِن صُوَرِ المَحْسُوسات بعدَ غَيبُوبةِ المادَّةِ، بحيثٌ يُشاهِدُها الحِسُّ المُشْتَرك، كلَّما التفتَ إِلَيْهِ، فَهُوَ خِزانَةٌ للحِسّ المُشتَرك، ومَحَلُّه البَطْنُ الأَوّلُ مِن الدِّماغ. ج:} أَخْيِلَةٌ. أَيْضا: شَخْصُ الرَّجُلِ وطَلْعَتُه يُقَال: رَأَيْت {خَيالَه} وخَيالَتَه، وَقَالَ الشاعِر، وَهُوَ البُحْتُرِيُّ:
(فلَسْتُ بنازِلٍ إلَّا أَلَمَّتْ ... برَحْلِي أَو {خَيالَتُها الكَذُوبُ)
وَقيل: إِنَّمَا أَنت على إرادَةِ الْمَرْأَة.} وخَيَّلَ للنّاقَةِ {وأخْيَلَ لَهَا: وَضَعَ لِوَلَدِها خَيالاً لِيَفْزَعَ مِنْهُ الذِّئبُ فَلَا يَقْرَبَه، نقلَه ابنُ سِيدَه. (و) } خَيَّل فُلانٌ عَن القَوْم: إِذا كَعَّ عَنهُم ومثلُه: غَيَّفَ وخَيَّفَ، نَقله الأزهريّ وَهُوَ قولُ عَرّامٍ. وَقَالَ غيرُه: {خَيَّل الرجلُ: إِذا جَبُنَ عندَ القِتال.} والخَيالُ: كِساءٌ أَسْوَدُ يُنصَبُ على عُودٍ {يُخَيَّلُ بِهِ للبهَائم والطَّيرِ، فتُظنُّه إنْسَانا وَفِي التَّهْذِيب: خَشَبَةٌ تُوضَعُ فَيُلْقَى عَلَيْهَا الثَّوبُ للغَنم، إِذا رَآهَا الذِّئب ظَنَّه إنْسَانا، قَالَ الشَّاعِر:
(أَخٌ لَا أخَا لِي غَيرُه غَيرَ أنَّنِي ... كَراعِي} الخيَالِ يَستَطِيفُ بِلا فِكْرِ)
وَقيل: راعِي الخَيالِ: الرَّأْلُ، يَنْصِبُ لَهُ الصائدُ! خَيالاً، فيألَفُه فَيَأْخذهُ الصائدُ، فيتْبَعُه الرَّأْلُ.
وَقيل: الخَيالُ: مَا نُصِبَ فِي أرضٍ، ليُعْلَمَ أَنَّهَا حِمًى فَلَا تُقْرَب. والجَمْعُ: {أَخْيِلَةٌ، عَن الكِسائي،} وخِيلانٌ، قَالَ الراجز: {تَخالُها طائرةً وَلم تَطِرْ كَأَنَّهَا} خِيلانُ راعٍ مُحْتَظِز أرادَ {بالخِيلان: مَا نَصَبَه الرَّاعِي عندَ حَظِيرةِ غَنَمِه. (و) } الخَيالُ: أرضٌ لبني تَغْلِبَ بن وائلٍ.)
الخَيالُ: نَبتٌ. {والخَيل: جَماعَةُ الأَفْراسِ، لَا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِه، وَهُوَ مُؤنَّثٌ سَماعِيٌّ، يَعمُّ الذَّكرَ والأُنثى. أَو واحِدُه:} خائِلٌ، لِأَنَّهُ {يَخْتالُ فِي مِشْيتِه، قَالَه أَبُو عُبيدة. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هَذَا بمعروفٍ والضَّميرُ عائدٌ إِلَى} الخائلِ، لِأَنَّهُ أقربُ مَذكُورٍ، وَيجوز إعادَتُه للخَيلِ، بِناءً على أَنه اسمُ جَمعٍ، أمّا على القولِ بِأَنَّهُ مُؤنثٌ، كَمَا نَصُّوا عَلَيْهِ، فيتعينُّ عَودُه {للخائِل، قَالَه شيخُنا.
ويَشْهدُ لِما قَالَه أَبُو عُبَيْدَة مَا حَكاه أَبُو حاتِمٍ، نَقلاً عَن الأصمَعِي، قَالَ: جَاءَ مَعْتوهٌ إِلَى أبي عَمْرو بن العَلاء، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرو، لِمَ سُمِّيَت} الخَيلُ {خَيلاً فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ: لكنْ أَدْرِي، فقالَ: عَلِّمْنا، قَالَ:} لاخْتِيالِها فِي المَشْيِ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو لأصحابِه بعدَ مَا وَلَّي: اكتُبوا الحِكْمَةَ وارْوُوها وَلَو عَن مَعْتُوهٍ. وَقَالَ الراغِبُ بعدَ مَا ذَكر {الخُيَلاء: وَمِنْهَا تُنُووِلَ لَفظ الخَيلِ، لِما قِيل: لَا يَركَبُ أحدٌ فَرَساً إلَّا وَجَد فِي نَفْسِه نَخْوةً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقَول أبي ذُؤيب:
(فَتنازَلا وتَواقَفَتْ} خَيلاهُما ... وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَدَّعُ)
ثَنّاه على قَوْلهم: هما لِقاحانِ أَسْودَان وجِمالان. جج جَمْعُ الجَمْع: {أَخْيالٌ} وخُيُولٌ وَهَذِه أشْهَرُ وأَعْرَفُ ويكْسَرُ. قَالَ الراغِبُ: (و) ! الخَيلُ فِي الأصلِ: اسْمٌ للأَفْراسِ الفُرسان جَميعاً، قَالَ تَعَالَى: وَمِن رِبَاطِ الْخَيلِ ويُستعمَلُ فِي كُل واحدٍ مِنْهُمَا مُنفَرِداً، نَحْو مَا رُوِى: يَا {خَيلَ اللَّهِ ارْكَبِي. أَي يَا رُكَّابَ خَيلِ اللَّهِ، فحُذِفَ للعِلْم اختِصاراً. فَهَذَا للفُرسان. وَكَذَا قولُه تَعَالَى: وَأَجْلِبْ عَلَيهِم} بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ أَي بفُرسانِك ورَجَّالَتِك. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أنّ {خَيلَه كُلُّ خَيل تَسعَى فِي مَعْصِيةِ الله. ورَجِلَه: كلُّ ماشٍ فِي مَعصيةِ الله. وَفِي الحَدِيث: عَفَوْتُ لكُم عَن صَدَقةِ الخَيلِ يَعْنِي الأفْراسَ. وَكَذَا قولُه تَعَالَى:} وَالْخَيلَ والْبِغالَ والحَمِيرَ لِتَركَبُوها وزِينَةً. خَيل: د قُربَ قَزْوِينَ بينَها وبينَ الرَّيَّ. وزَيْدُ الخَيرِ هُوَ ابْن مُهَلْهل بن زيد بن مُنْهِب الطَّائِي النَّبهاني كَانَ يُدْعَى زَيْدَ الخَيل لشجاعَتِه فسَمَّاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا وَفَد عَلَيْهِ فِي سنة تِسعٍ من الْهِجْرَة زَيْدَ الخَيرِ، لِأَنَّهُ بمَعناه وأَثْنى عَلَيْهِ وأقْطَعه أَرَضِينَ، وَقد تقدَّم ذِكرُه فِي أل ف. وَأَيْضًا أزالَ تَوهُّمَ أنّه سُمِّيَ بِهِ لِما اتَّهَمَه بِهِ كَعْبُ بن زُهَير بن أبي سُلمَى مِن أَخْذِ فَرَسٍ لَهُ. يُقال: فُلانٌ لَا تُسايَرُ {خَيلاهُ، أَو لَا تُواقَفُ خَيْلاه، وَلَا تُسايَرُ وَلَا تُواقَفُ: أَي لَا يُطاقُ نَمِيمَةً وكَذِباً نقلَه ابنُ سِيدَه، وَهُوَ مَجازٌ. قَالُوا: الخَيلُ أَعْلَمُ مِن فُرسانِها: يُضْرَبُ لمَن تَظُن بِهِ ظَنّاً أنّ عندَه غَناءً، أَو أَنه لَا غَناءَ عندَه فتَجِدُه على مَا ظَنَنْتَ نقلَه ابنُ سِيدَه.} والخِيلُ، بالكَسرِ: السَّذابُ نقلَه الأزهريُّ.
أَيْضا: الحِلْتِيتُ يَمانِيَةٌ، نَقله ابنُ سِيدَه. ويُفْتَحُ. {وخالَ} يَخالُ! خَيلاً: داوَمَ على أكلِه أَي السَّذاب،)
قَالَه الأزهريّ، وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ، ونَصُّه: خالَ {يَخِيلُ} خَيْلاً. {وخِيلَةُ الأَصْفَهانِيُّ، بِالْكَسْرِ: مُحَدِّثٌ وَهُوَ أَبُو القاسِم عبدُ الْملك بن عبد الغَفّار بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر البَصْرِيّ الفَقِيه الهَمَذاني، يُعْرَفُ} بخِيلَةَ، ويُلَقَّب ببحير، سَمِعَ الكثيرَ بأصبَهان، وأدركَ أصحابَ الطَّبَرانِيّ، قَالَ ابْن ماكُولا: سَمِعت مِنْهُ، قَالَه الحافِظُ. قلت: فقولُ المصنِّفِ الْأَصْفَهَانِي فِيهِ نَظَرٌ. {والمُخايَلَةُ: المُباراةُ خايَلْتُ فُلاناً: أَي بارَيْتُه وفَعْلتُ فِعْلَه، قَالَ الكُمَيت:
(أقولُ لَهُمْ يومَ أيمانهُم ... } تُخايِلُها فِي النَّدَى الأَشْمُلُ)
{تُخايِلُها: أَي تفاخِرها وتُبارِيها. وَذُو} خَيلِيل هَكَذَا فِي المَوضِعَين نَصُّ العُباب: وَفِي بعض النُّسَخ: وَذُو خَيل، فِي المَوضِعَين، وَوَقع فِي كتاب نَصْر: ذُو خَلِيلٍ، كأَمِيرٍ، وَقَالَ: مَوضِعٌ بشِقِّ اليَمَن، نسِب إِلَيْهِ أَحَدُ الأَذْواء. وَهُوَ على مَا فِي العُباب: مالِكُ بن زُبَيدِ بنِ وَلِيعَةَ بن مَعْبَد بن سَبأ الأصغَر ابْن كَعْب بن زَيد بن سَهْل الحِميَرِيّ. وَذُو خَيلِيل بنُ جُرَشَ بنِ أَسْلَمَ بن زَيد بن الغَوث الأصغَر ابْن سعد بن عَوْف بن عَدِيّ بن مالِك بن زَيد بن سَهْل الحِمْيَرِيّ. وبَنُو {المُخَيَّلِ، كمُعَظَّمٍ: فِي ضُبَيعَةِ أَضْجَمَ كَمَا فِي العُباب.
وَمِمَّا يستَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الخَيالُ {والخَيالَةُ: الطَّيْفُ.} والخائِلُ: الشَّاب المُخْتالُ، والجَمْعُ: خالَةٌ. {والخالَةُ: المَرأةُ} المُخْتالَةُ، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ النَّمِر بن تَوْلَب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(أودى الشَّبابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلَبَهْ ... وَقد بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِن قَلَبَهْ) ويُرْوَى: الخَلَبَة مُحرَّكَةً، كعابِدٍ وعَبَدَة، وبكسر اللَّام أَيْضا بمَعْنى الخَدَّاعة. ورجلٌ مَخُولٌ كمَقُولٍ: كَثُر الخِيلانُ فِي جَسَدِه. وبَعِيرٌ {مَخْيولٌ: وقَعَ} الأَخْيَلُ على عَجُزِه فقَطَعه، وَمِنْه قِيل للرَّجُل إِذا طَار عَقْلُه فَزَعاً: مَخْيولٌ، وَهُوَ من استِعمال العامَّةِ، لكنه صَحيحٌ. {والخَيَّالَةُ، بالتَّشديد: أصحابُ الخُيولِ.} والخِيَلاءُ، بكسرٍ فَفتح: لُغَةٌ فِي {الخُيَلاءِ بمَعْنى الكِبر. وَهُوَ} مُخِيلٌ للخَيرِ: أَي خَلِيقٌ لَهُ، وحَقِيقَتُه أَنه مُظْهِرٌ {خَيالَ ذَلِك.} وأخال الشَّيْء: اشْتَبَه، يُقَال: هَذَا أَمْرٌ لَا {يُخِيلُ، قَالَ:
(والصِّدْقُ أَبْلَجُ لَا} يُخِيلُ سَبِيلُهُ ... والصِّدْقُ يَعْرِفُه ذَوُو الأَلْبابِ)
وفُلانٌ يَمضِي على {المُخَيَّل، كمُعَظمٍ: أَي على مَا خَيَّلَتْ: أَي شَبَّهَتْ، يَعْنِي علَى غَرَرٍ مِن غيرِ يَقِين، وَمِنْه قولُهم: وَقَع فِي} - مُخَيَّلِي كَذَا، وَفِي {- مُخَيَلاتي.} وخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنه كَذَا، على مَا لم يُسَمَّ)
فاعِلُه، مِن التَّخْيِيل والوَهْم، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِنْ سِحْرِهِم أَنَّهَا تَسعَى} والتَّخْيِيلُ: تَصوِيرُ {خَيالِ الشَّيْء فِي النَّفْس. ووجَدْنا أَرضًا} مُتَخَيِّلَةً {ومُتَخايِلَة: إِذا بَلَغَ نَبتُها المَدَى، وخَرج زَهْرُها، قَالَ ابنُ هَرمَةَ:
(سَرا ثَوْبَهُ عنكَ الصِّبا} المُتَخايِلُ ... وقَرَّبَ للبَيْنِ الخَلِيطُ المُزايِلُ)
وَقَالَ آخَرُ:
(تَأَزَّرَ فِيهِ النَّبتُ حتّى {تَخايَلَتْ ... رُباهُ وحتَّى مَا تُرَى الشَّاءُ نُوَّما)
} واسْتَخالَ السَّحابَةَ: إِذا نَظَر إِلَيْهَا

علم اللغة

علم اللغة
هو: علم باحث عن مدلولات جواهر المفردات وهيئاتها الجزئية التي وضعت تلك الجواهر معها لتلك المدلولات بالوضع الشخصي وعما حصل من تركيب كل جوهر وهيئاتها من حيث الوضع والدلالة على المعاني الجزئية.
وغايته: الاحتراز عن الخطأ في فهم المعاني الوضعية والوقوف على ما يفهم من كلمات العرب
ومنفعته: الإحاطة بهذه المعلومات وطلاقة العبارة وجزالتها والتمكن من التفنن في الكلام وإيضاح المعاني بالبيانات الفصيحة والأقوال البليغة. فإن قيل: علم اللغة عبارة عن تعريفات لفظية والتعريف من المطالب التصورية وحقيقة كل علم مسائله وهي قضايا كلية أو التصديقات بها وأيا ما كان فهي من المطالب التصديقية فلا تكون اللغة علماً.
أجيب: بأن التعريف اللفظي لا يقصد به تحصيل صورة غير حاصلة كما في سائر التعاريف من الحدود والرسوم الحقيقية أو الاسمية بل المقصود من التعريف اللفظي: تعيين صورة من بين الصور الحاصلة ليلتفت إليه ويعلم أنه موضوع له اللفظ فما له إلى التصديق بأن هذا اللفظ موضوع بإزاء ذلك المعنى فهو من المطالب التصديقية لكن يبقى أنه حينئذ يكون علم اللغة عبارة عن قضايا شخصية حكم فيهــا على الألفاظ المعينة المشخصة بأنها وضعت بإزاء المعنى الفلاني والمسئلة لا بد وأن تكون قضية كلية.
واعلم: أن مقصد علم اللغة مبني على أسلوبين.
لأن منهم: من يذهب من جانب اللفظ إلى المعنى بأن يسمع لفظا ويطلب معناه.
ومنهم: من يذهب من جانب المعنى إلى اللفظ فلكل من الطريقين قد وضعوا كتبا ليصل كل إلى مبتغاه إذ لا ينفعه ما وضع في الباب الآخر.
فمن وضع بالاعتبار الأول فطريقه ترتيب حروف التهجي.
إما باعتبار أواخرها أبوابا وباعتبار أوائلها فصولا تسهيلا للظفر بالمقصود كما اختاره الجوهري في الصحاح ومجد الدين في القاموس.
وإما بالعكس أي: باعتبار أوائلها أبوابا واعتبار أواخرها فصولا كما اختاره ابن فارس في المجمل والمطرزي في المغرب.
ومن وضع بالاعتبار الثاني فالطريق إليه أن يجمع الأجناس بحسب المعاني ويجعل لكل جنس بابا كما اختاره الزمخشري في قسم الأسماء من مقدمة الأدب.
ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب أحداث طرق شتى:
فمن واحد أدى رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن.
ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث.
وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه كالمطرزي في المغرب.
وأن يفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم وما يجري مجراها كنظام الغريب والمقصود هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات.
والكتب المؤلفة في اللغة كثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون على ترتيب حروف الهجاء وألفت كتابا في أصول اللغة سميته البلغة وذكرت فيه كل كتاب ألف في هذا العلم إلى زمني هذا وذكر صاحب مدينة العلوم كتاب في هذا العلم وأورد لكل كتاب ترجمة مؤلفه وبسط فيهــا فليراجعه.
قال ابن خلدون: علم اللغة هو بيان الموضوعات اللغوية.
وذلك أنه لما فسدت ملكة اللسان العربي في الحركات المسماة عند أهل النحو بالإعراب واستنبطت القوانين لحفظها كما قلناه ثم استمر ذلك الفساد بملابسة العجم ومخالطتهم حتى تأدى الفساد إلى موضوعات الألفاظ فاستعمل كثير من كلام العرب في غير موضوعه عندهم ميلاً مع هجنة المتعربين في اصطلاحاتهم المخالفة لصريح العربية فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث فشمر كثير من أئمة اللسان لذلك وأملوا فيه الدواوين وكان سابق الحلبة في ذلك الخليل بن أحمد الفراهيدي ألف فيهــا كتاب العين فحصر فيه مركبات حروف المعجم كلها من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي وهو غاية ما ينتهي إليه التركيب في اللسان العربي وتأتي له حصر ذلك بوجوه عددية حاصرة.
وذلك أن جملة الكلمات الثنائية تخرج من جميع الأعداد على التوالي من واحد إلى سبعة وعشرين وهو دون نهاية حروف المعجم بواحد لأن الحرف الواحد منها يؤخذ مع كل واحد من السبعة والعشرين فتكون سبعة وعشرين كلمة ثنائية ثم يؤخذ الثاني مع الستة والعشرين كذلك ثم الثالث والرابع ثم يؤخذ السابع والعشرون مع الثامن والعشرين فيكون واحدا فتكون كلها أعدادا على توالي العدد من واحد إلى سبعة وعشرين فتجمع كما هي بالعلم المعروف عند أهل الحساب ثم تضاعف لأجل قلب الثنائي لأن التقديم والتأخير بين الحروف معتبر في التركيب فيكون الخارج جملة الثنائيات وتخرج الثلاثيات من ضرب عدد الثنائيات فيما يجمع من واحد إلى ستة وعشرين لأن كل ثنائية يزيد عليها حرفا فتكون ثلاثية فتكون الثنائية بمنزلة الحرف الواحد مع كل واحد من الحروف الباقية وهي ستة وعشرون حرفا بعد الثنائية فتجمع من واحد إلى ستة وعشرين على توالي العدد ويضرب فيه جملة الثنائيات ثم يضرب الخارج في ستة جملة مقلوبات الكلمة الثلاثية فيخرج مجموع تراكيبها من حروف المعجم وكذلك في الرباعي والخماسي فانحصرت له التراكيب بهذا الوجه ورتب أبوابه على حروف المعجم بالترتيب المتعارف واعتمد فيه ترتيب المخارج فبدأ بحروف الحلق ثم ما بعده من حروف الحنك ثم الأضراس ثم الشفة وجعل حروف العلة آخرا وهي: الحروف الهوائية.
وبدأ من حروف الحلق بالعين لأنه الأقصى منها فلذلك سمى كتابه بالعين لأن المتقدمين كانوا يذهبون في تسمية دواوينهم إلى مثل هذا وهو تسمية بأول ما يقع فيه من الكلمات والألفاظ ثم بين المهمل منها من المستعمل وكان المهمل في الرباعي والخماسي أكثر لقلة استعمال العرب له لثقله تلحق به الثنائي لقلة دورانه وكان الاستعمال في الثلاثي أغلب فكانت أوضاعه أكثر لدورانه.
وضمن الخليل ذلك في كتاب العين واستوعبه أحسن استيعاب وأوعاه وجاء أبو بكر الزبيدي وكتب لهشام المؤيد بالأندلس في المائة الرابعة فاختصر مع المحافظة على الاستيعاب وحذف منه المهمل كله وكثيرا من شواهد المستعمل ولخصه للحفظ أحسن تلخيص.
وألف الجوهري من المشارقة كتاب الصحاح على الترتيب المتعارف لحروف المعجم فجعل البداءة منها بالهمزة وجعل الترجمة بالحروف على الحرف الأخير من الكلمة لاضطرار الناس في الأكثر إلى أواخر الكلم وحصر اللغة اقتداء بحصر الخليل.
ثم ألف فيهــا من الأندلسيين ابن سيدة من أهل دانية في دولة علي بن مجاهد كتاب المحكم على ذلك المنحى من الاستيعاب وعلى نحو ترتيب كتاب العين وزاد فيه التعرض لاشتقاقات الكلم وتصاريفها فجاء من أحسن الدواوين. ولخصه محمد بن أبي الحسن صاحب المستنصر من ملوك الدولة الحفصية بتونس وقلب ترتيبه إلى ترتيب كتاب الصحاح في اعتبار أواخر الكلم وبناء التراجم عليها فكانا توأمي رحم وسليلي أبوة.
هذه أصول كتب اللغة فيما علمناه.
وهناك مختصرات أخرى مختصة بصنف من الكلم مستوعبة لبعض الأبواب أو لكلها إلا أن وجه الحصر فيهــا خفي ووجه الحصر في تلك جلي من قبل التراكيب كما رأيت.
ومن الكتب الموضوعة أيضا في اللغة: كتاب الزمخشري في المجاز بين فيه كل ما تجوزت به العرب من الألفاظ وفيما تجوزت به من المدلولات وهو كتاب شريف الإفادة.
ثم لما كانت العرب تضع الشيء على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظا أخرى خاصة بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحنا وخروجا عن لسان العرب.
واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه فقه اللغة وهو من آكد ما يأخذ به اللغوي نفسه أن يحرف استعمال العرب عن مواضعه فليس معرفة الوضع الأول بكاف في التركيب حتى يشهد له استعمال العرب لذلك وأكثر ما يحتاج إلى ذلك الأديب في فني نظمه ونثره حذرا من أن يكثر لحنه في الموضوعات اللغوية في مفرداتها وتراكيبها وهو أشد من اللحن في الإعراب وأفحش.
وكذلك ألف بعض المتأخرين في الألفاظ المشتركة وتكفل بحصرها وإن لم يبلغ إلى النهاية في ذلك فهو مستوعب للأكثر.
وأما المختصرات الموجودة في هذا الفن المخصوصة بالمتداول من اللغة الكثير الاستعمال تسهيلا لحفظها على الطالب فكثيرة مثل: الألفاظ لابن السكيت والفصيح لثعلب وغيرهما وبعضها أقل لغة من بعض لاختلاف نظرهم في الأهم على الطالب للحفظ والله الخلاق العليم لا رب سواه انتهى.
وذكر في مدينة العلوم من المختصرات: كتاب العين للخليل بن أحمد والمنتخب والمجرد لعلي بن حسن المعروف بكراع النمل والمنضد في اللغة المجرد.
ومن المتوسطات: المجمل لابن حسن الفارس وديوان الأدب للفارابي.
ومن المبسوطات: المعلم لأحمد بن أبان اللغوي والتهذيب والجامع للأزهري والعباب الزاخر للصغاني والمحكم لابن سيدة والصحاح للجوهري واللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب والقاموس المحيط1 قال:
ومن الكتب الجامعة: لسان العرب جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية للشيخ محمد بن مكرم بن علي وقيل: رضوان بن أحمد بن أبي القاسم.
ومن المختصرات: السامي في الأسامي للميداني والدستور ومرقاة الأدب والمغرب في لغة الفقهيات خاصة للمطرزي ومختصر الإصلاح لابن السكيت وكتاب طلبة الطلبة لنجم الدين أبي حفص عمر بن محمد ويختص بالفقهيات.
ومما يختص بغريب الحديث: نهاية الجزري والغريبين جمع فيه وبين غريب الحديث والقرآن
ومنهم من أفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم إلى غير ذلك انتهى.
وذكر تراجم اللغويين تحت الكتب المذكورة ومن أبسط الكتب في اللغة وأنفعها كتاب تاج العروس في شرح القاموس للسيد مرتضى الزبيدي المصري البلجرامي وبلجرام قصبة بنواحي قنوج موطن هذا العبد الضعيف. وكتاب المصباح ومختار الصحاح.
وفي كتابنا البلغة كفاية لمن يريد الإطلاع على كتب هذا العلم. 

مانعة الجمع

مانعة الجمع:
[في الانكليزية] Disjunctive conditional proposition
[ في الفرنسية] Proposition conditionnelle disjonctive

ومانعة الخلوّ: فمانعة الجمع تطلق عند المنطقيين على ثلاثة معان. الأول قضية شرطية منفصلة حكم فيهــا بالتنافي في الصدق فقط أي بعدم التنافي في الكذب بل يمكن اجتماعهما على الكذب، وبهذا المعنى يقال المنفصلة ثلاثة أقسام: حقيقية ومانعة الجمع ومانعة الخلوّ.
الثاني شرطية منفصلة حكم فيهــا بالتنافي في الصدق فقط أي لم يحكم البتّة في جانب الكذب بشيء من التنافي وعدمه. الثالث شرطية منفصلة حكم فيهــا بالتنافي في الصدق مطلقا أي سواء حكم في جانب الكذب بالتنافي أو عدمه أو لم يحكم بشيء من التنافي وعدمه، فهي بالمعنى الأول مشروطة بالحكم بعدم التنافي في الكذب، وبالمعنى الثاني مجرّدة عن ذلك لكنها مشروطة بعدم الحكم بالتنافي في الكذب وعدمه وبالمعنى الثالث مجرّدة عن هذين الأمرين، فالمعنى الأول أخصّ من الثاني والثاني من الثالث.
ومانعة الخلو أيضا تطلق عندهم على ثلاثة معان. الأول شرطية منفصلة حكم فيهــا بالتنافي في الكذب فقط أي بعدم التنافي في الصدق فتقابل الحقيقية ومانعة الجمع. الثاني شرطية منفصلة حكم فيهــا بالتنافي في الكذب فقط أي لم يحكم في جانب الصدق بشيء من التنافي وعدمه. الثالث شرطية منفصلة حكم فيهــا بالتنافي في الكذب مطلقا أي سواء حكم فيهــا في جانب الصدق بالتنافي أو بعدمه أو لم يحكم بشيء منهما، فالمعنى الأول أخصّ من الثاني والثاني من الثالث على قياس مانعة الجمع فكلّ من مانعة الجمع ومانعة الخلوّ بالمعنيين الأخيرين أعم من الحقيقية باعتبار المواد وبالمعنى الثالث خاصّة أعمّ منها باعتبار المفهوم أيضا، هكذا يستفاد من تحقيق المولوى عبد الحكيم في حاشية القطبي. وفي تكملة الحاشية الجلالية أنّ المعنى الثاني لمانعة الجمع هو ما حكم فيهــا بالتنافي في الصدق فقط أي لم يحكم فيهــا بالتنافي في الكذب سواء حكم بعدم التنافي فيه أو لم يحكم بشيء منهما، ولمانعة الخلو ما حكم فيهــا بالتنافي في الكذب فقط أي لم يحكم بالتنافي في الصدق سواء حكم بعدم التنافي فيه أو لم يحكم بشيء منهما. وذكر الخليل في حاشية القطبي: اعلم أنّ كلمة فقط في تعريف مانعة الجمع تحتمل ثلاثة معان. الأول أن لا يكون في الجانب الآخر حكم أصلا أي لا بالتنافي ولا بعدم التنافي. والثاني أن لا يكون في الجانب الآخر حكم بالتنافي سواء حكم بعدم التنافي أو لا. والثالث أن يكون في الجانب الآخر حكم بعدم التنافي، وقس عليه مانعة الخلو انتهى. فعلى هذا قولهم ما حكم فيهــا بالتنافي في الصدق مطلقا معنى رابع لمانعة الجمع. وقولهم ما حكم فيهــا بالتنافي في الكذب مطلقا معنى رابع لمانعة الخلو.

العبادة

العبادة: في اللغة: الطاعةُ من الخضوع. وفي الشرع، عبارةٌ عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. قال المهائمي: العبادةُ تذلّلٌ لغيرٍ عن اختيار لغاية تعظيمه، فخرج التسخير والسخر والقيام والانحناء لنوع تعظيم.
العبادة
التحقيق اللغوي
العبودة والعبودية؛ معناها اللغوي
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) 5/200 في مادة (عبد) : عبد: "العين والباء أصلان صحيحان، كأنهما متضادان، والأول من ذينك الأصلين يدل على لين وذل، والآخر على شدة وغلظ" اهـ
وقال ابن سيده في المخصص) 13/96:
"اصل العبادة في اللغة: التذليل، … والعبادة والخضوع والتذلل والاستكانة قرائب في المعاني،.. وكل خضوع ليس فوقه خضوع فهو عبادة؛ طاعة كان للمعبود أو غير طاعة، وكل طاعة لله على جهة الخضوع والتذلل في عبادة والعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم بأعلى أجناس النعم كالحياة والفهم والسمع والبصر، والشكر والعبادة لا تستحق إلا بالنعمة، لأن أقل القليل من العبادة يكبر عن أن يستحقه إلا من كان له أعلى جنس من النعمة إلا الله سبحانه فلذلك لا يستحق العبادة إلا الله" اهـ.: الخضوع والتذلل، أي استسلام المرء وانقياده لأحد غيره انقياداً لا مقاومة معه ولا عدول عنه ولا عصيان له، حتى يستخدمه هو حسب ما يرضى وكيف ما يشاء.
وعلى ذلك تقول العرب: (بعير معبَّد) للبعير السلس المنقاد، و (طريق معبّد) للطريق الممهد الوطء. ومن هذا الأصل اللغوي نشأت في مادة هذه الكلمة معاني العبودية والإطاعة والتأله والخدمة والقيد والمنع. فقد جاء في لسان العرب تحت مادة (ع ب د) ما نلخصه فيما يلي (1) :
(1) (العبد) المملوك خلاف الحر: (تعبد الرجل) : اتخذه عبداً أي مملوكاً أو عامله معاملة العبد، وكذلك (عبد الرجل واعبده واعتبده) وقد جاء في الحديث الشريف: ثلاثة أنا خصمهم: رجل اعتبد محرراً - وفي رواية أعبدُ محرراً - أي اتخذ رجلاً حراً عبداً له ومملوكاً: وفي القرآن أن موسى عليه السلام قال لفرعون: وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) اتخذتهم عبيداً لك.
(2) (العبادة) الطاعة مع الخضوع: ويقال (عبد الطاغوت) أي أطاعه؛ (إياك نعبد) أي نطيع الطاعة التي يخضع معها؛ و (اعبدوا ربكم) أي أطيعوا ربكم؛ و (قومهما لنا عبادون) أي دائنون وكل من دان لملك فهو عابد له؛ وقال ابن الأنباري: (فلان عابد) وهو الخاضع لربه المستسلم المنقاد لأمره.
(3) (عبده عبادة ومعبداً ومعبدة) تأله له. (التعبّد) : التنسك. هو (المعبَّد) المكرم المعظم: كأنه يعبد. قال الشاعر:
... ... ... أرى المال عند الباخلين معبداً
(4) (وعبد به) : لزمه فلم يفارقه.
(5) (ما عبدك عني) أي ما حبسك. ويتضح من هذا الشرح اللغوي لمادة (ع ب د) أن مفهومها الأساسي أن يذعن المرء لعلاء أحد وغلبته، ثم ينزل له عن حريته واستقلاله ويترك إزاءه كل المقاومة والعصيان وينقاد له انقياداً. وهذه هي حقيقة العبدية والعبودية، ومن ذلك أن أول ما يتمثل في ذهن العربي لمجرد سماعه كلمة (العبد) و (العبادة) هو تصور العبدية والعبودية. وبما أن وظيفة العبد الحقيقية هي إطاعة سيده وامتثال أوامره، فحتماً يتبعه تصور الإطاعة. ثم إذا كان العبد لم يقف به الأمر على أن يكون قد أسلم نفسه لسيده طاعة وتذللاً، بل كان مع ذلك يعتقد بعلائه ويعترف بعلو شأنه وكان قلبه مفعماً بعواطف الشكر والامتنان على نعمه وأياديه، فإنه يبالغ في تمجيده وتعظيمه ويتفنن في إبداء الشكر على الآئه وفي أداء شعائر العبدية له، وكل ذلك اسمه التأله والتنسك. وهذا التصور لا ينضم إلى معاني العبدية إلا إذا كان العبد لا يخضع لسيده رأسه فحسب، بل يخضع معه قلبه أيضاً. وأما المفهومان الباقيان فإنهما تصوران فرعيان لا أصليان للعبدية.

استعمال كلمة العبادة في القرآن
وإذا رجعنا إلى القرآن بعد هذا التحقيق اللغوي رأينا أن كلمة (العبادة) قد وردت فيه غالباً في المعاني الثلاثة الأولى. ففي بعض المواضع قد أريد بها المعنيان الأول والثاني معاً، وفي الأخرى المعنى الثاني وحده، وفيا لثالثة المعنى الثالث فحسب، كما قد استعملت في مواضع أخرى بمعانيها الثلاثة في آن واحد. أما أمثلة ورودها بالمعنيين الأول والثاني في القرآن فهي:
(ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين. فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) (1) . (المؤمنون: 45-47) (وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) (1) . (الشعراء: 22)
والمراد بالعبادة في كلتا الآيتين هو العبودية والإطاعة. فقال فرعون: أن قوم موسى وهارون عابدون لنا، أي عبيد لنا وخاضعون لأمرنا، وقال موسى: إنك عبَّدت بني إسرائيل، اتخذتهم عبيداً وتستخدمهم حسب ما تشاء وترضى.

العبادة بمعنى العبوية والإطاعة
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) (2) . (البقرة: 172)
إن المناسبة التي أنزلت بها هذه الآية هي أن العرب قبل الإسلام كانوا يتقيدون بأنواع من القيود في المآكل والمشارب، امتثالاً لأوامر أئمتهم الدينيين واتباعاً لأوهام آبائهم الأولين، فلما أسلموا قال الله تعالى:
إن كنتم تعبدونني فعليكم أن تحطموا جميع تلك القيود وتأكلوا ما أحللته لكم هنيئاً مريئاً، ومعناه أنكم إن لم تكونوا عباداً لأحباركم وأئمتكم، بل لله تعالى وحده، وإن كنتم قد هجرتم طاعتهم إلى طاعته، فقد وجب عليكم أن تتبعوا ما وضعه لكم من الحدود، لا ما وضعوه في الحلال والحرام. ومن ذلك جاءت كلمة (العبادة) في هذا الموضع أيضاً بمعاني العبودية والإطاعة. (قل هل أُنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت) (1) . (المائدة: 60)
(ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) (النحل: 36)
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) (الزمر: 17)
المراد بعبادة الطاغوت في كل من هذه الآيات الثلاث هو العبودية للطاغوت وإطاعته. ومعنى الطاغوت في إصطلاح القرآن – كما سبقت الإشارة إليه – كل دولة أو سلطة وكل إمامة أو قيادة تبغي على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد. فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة وتلك الإمامة والزعامة وتعبّده لها ثم طاعته إياها – كل ذلك منه عبادة – ولا شك – للطاغوت!

العبادة بمعنى الطاعة
وخذ بعد ذلك الآيات التي قد وردت فيهــا كلمة (العبادة) بمعناها الثاني فحسب؛ قال الله تعالى:
(ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين) . (يس: 60)
الظاهر أنه لا يتأله أحد للشيطان في هذه الدنيا، بل كل يلعنه ويطرده من نفسه، لذلك فإن الجريمة التي يصم بها الله تعالى بنى آدم يوم القيامة ليست تألههم للشيطان في الحياة الدنيا، بل إطاعتهم لأمره وابتاعهم لحكمه وتسرعهم إلى السبل التي أراهم إياها. (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون. من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) … (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين. قالوا بل لم تكونوا مؤمنين. وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين) (الصافات: 22 – 23، 27 –30)
ويتضح بإنعام النظر في هذه المحاورة التي حكاها القرآن بين العابدين وبين ما كانوا يعبدون، أن ليس المراد بالمعبودين في هذا المقام الآلهة والأصنام التي كان يتأله لها القوم، بل المراد أولئك الأئمة والهداة الذين أضلوا الخلق متظاهرين بالنصح، وتمثلوا للناس في لبوس القديسيين المطهرين، فخدعوهم بسبحاتهم وجباتهم وجعلوا تبعاً لهم، والذين أشاعوا فيهــم الشر والفساد باسم النصح والإصلاح. فالتقليد الأعمى لأولئك الخداعين والاتباع لأحكامهم هو الذي قد عبر الله عنه بكلمة العبادة في هذه الآية.
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) (التوبة: 31)
والمراد باتخاذ العلماء والأحبار أرباباً من دون الله ثم عبادتهم في هذه الآية هو الإيمان بكونهم مالكي الأمر والنهي، والإطاعة لأحكامهم بدون سند من عند الله أو الرسول، وقد صرح بهذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه في الأحاديث الصحيحة، فلما قيل له: إننا لم نعبد علماءنا وأحبارنا، قال: ألم تحلوا ما أحلوه وتحرموا ما حرّموه؟

العبادة بمعنى التأله
ولننظر بعد ذلك في الآيات التي قد وردت فيهــا كلمة (العبادة) بمعناها الثالث. وليكن منك على ذكر في هذا المقام أن العبادة بمعنى التأله تشتمل على أمرين اثنين حسبما يدل عليه القرآن: أولهما: أن يؤدي المرء لأحد من الشعائر كالسجود والركوع والقيام والطواف وتقبيل عتبة الباب والنذر والنسك، ما يؤديه عادة بقصد التأله والتنسك، ولا عبرة بأن يكون المرء يعتقده إلهاً أعلى مستقلاً بذاته، أو يأتي بكل ذلك إياه وسيلة للشفاعة والزلفى إليه أو مؤمناً بكونه شريكاً للإله الأعلى وتابعاً له في تدبير أمر هذا العالم.
والثاني: أن يظن المرء أحداً مسيطراً على نظام الأسباب في هذا العالم ثم يدعوه في حاجته ويستغيث به في ضره وآفته، ويعوذ به عند نزول الأهوال ونقص الأنفس والأموال.
فهذان لوجهان من كلاهما داخل في معاني التأله، والشاهد بذلك ما يأتي من آيات القرآن:
(قل إني نُهيتُ أنْ أعبُدَ الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي) (غافر: 66)
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي) ..
(فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق) (مريم: 48، 49)
(ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) (1) . (الأحقاف: 5-6)
ففي كل من هذه الآيات الثلاث قد صرح القرآن نفسه بأن المراد بالعبادة فيهــا هو الدعاء والاستغاثة.
(بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) (سبأ: 41)
والمراد بعبادة الجن والإيمان بهم في هذه الآية، تفصله الآية الآتية من سورة الجن:
(وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن) (الجن: 6)
فيتبين منه أن المراد بعبادة الجن هو العياذ بهم واللجوء إليهم في الأهوال ونقص الأموال والأنفس، كما أن المراد بالإيمان بهم هو الاعتقاد بقدرتهم على الإعاذة والمحافظة. (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل. قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء) (1) . ... (الفرقان: 17-18)
ويتجلى من بيان هذه الآية أن المقصود بالمعبودين فيهــا هم الأولياء والأنبياء والصلحاء والمراد بعبادتهم هو الاعتقاد بكونهم أجل وأرفع من خصائص العبدية والظن بكونهم متصفين بصفات الألوهية وقادرين على الإعانة الغيبية وكشف الضر، والإغاثة، ثم القيام بين يديهم بشعائر التكريم والتعظيم فما يكاد يكون تألهاً وقنوتاً!.
(ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون. قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم) (سبأ: 40-41)
والمقصود بعبادة الملائكة (2) في هذه الآية هو التأله والخضوع لهياكلهم وتماثيلهم الخيالية، كما كان يفعله أهل الجاهلية، وكان غرضهم من وراء ذلك أن يرضوهم، فيستعطفوهم ويستعينوا بهم في شؤون حياتهم الدنيا.
(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18)
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)
والمراد بالعبادة في هذه الآية أيضاً هو التأله، وقد فصل فيهــا أيضاً الغرض الذي كانوا لأجله يعبدونهم.

العبادة بمعنى العبدية والإطاعة والتأله: ويتضح كل الوضوح من جميع ما تقدم من الأمثلة أن كلمة (العبادة) في القرآن قد استعملت في بعض المواضع بمعنيي العبودية والإطاعة وفي الأخرى بمعنى الإطاعة فحسب، وفي الثالثة بمعنى التأله وحده والآن قبل أن نسوق لك الأمثلة التي قد جاءت فيهــا كلمة (العبادة) شاملة لجميع المعاني الثلاثة، لا بد أن تكون على ذكر من بعض الأمور الأولية.
إن الأمثلة التي قد سردناها آنفاً، تتضمن جميعاً ذكر عبادة غير الله، أما الآيات التي قد وردت فيهــا كلمة (العبادة) بمعنيي العبودية والإطاعة، فإن المراد بالمعبود فيهــا إما الشيطان، وإما الأناس المتمردون الذين جعلوا أنفسهم طواغيت، فحملوا عباد الله على عبادتهم وإطاعتهم بدلاً من عبادة الله وإطاعته، أو هم الأئمة والزعماء الذي قادوا الناس إلى ما اخترعوه من سبل الحياة وطرق المعاش جاعلين كتاب الله وراء ظهرهم. وأما الآيات التي قد وردت فيهــا (العبادة) بمعنى التأله، فإن المعبود فيهــا عبارة إما عن الأولياء والأنبياء والصلحاء الذين اتخذهم الناس آلهة لهم على رغم أنف هدايتهم وتعليمهم، وإما عن الملائكة والجن الذين اتخذوهم لسوء فهمهم شركاء في الربوبية المهيمنة على قانون الطبيعة، أو هو عبارة عن تماثيل القوى الخيالية وهياكلها. التي أصبحت وجهة عبادتهم وقبلة صلواتهم بمجرد إغراء الشيطان والقرآن الكريم يعد جميع أولئك المعبودين باطلاً ويجعل عبادتهم خطأ عظيماً سواءاً تعبدهم الناس أو أطاعوهم أم تألهوا لهم، ويقول إن جميع من طفقتم تعبدونهم عباد الله وعبيده، فلا يستحقون أن يعبدوا ولا أنتم مكتسبون من عبادتهم غير الخيبة والمذلة والخزي، وأن مالكهم في الحقيقة ومالك جميع ما في السماوات والأرض هو الله الواحد، وبيده كل الأمر وجميع السلطات والصلاحيات ولأجل ذلك لا يجدر بالعبادة إلا هو وحده. (إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعو فليستجيبوا (1) لكم إن كتم صادقين) … (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون) (الأعراف: 194، 197)
(وقالوا اتّخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عبادٌ مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) (2) . (الأنبياء: 26-28)
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً) (الزخرف: 19)
(وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون) (الصافات: 158)
(لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون، ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً) (النساء: 172)
(الشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان) (الرحمن: 5-6)
(تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهــنّ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) (الإسراء: 44)
(وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) (الروم: 26)
(ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها) (هود: 56)
(إن كلُّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً. لقد أحصاهم وعدهم عداً. وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) (مريم: 93-95)
(قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاءُ وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) (آل عمران: 26)
كذلك بعد أن يقيم القرآن البرهان على كون جميع من عبدهم الناس بوجه من الوجوه عبيداً لله وعاجزين أمامه، يدعو جميع الإنس والجن إلى أن يعبدوا الله تعالى وحده بكل معنى من معاني (العبادة) المختلفة، فلا تكن العبدية إلا له، ولا يطع إلا هو، ولا يتأله المرء إلا له، ولا تكن حبة خردل من أي تلك الأنواع للعبادة لوجه غير الله! (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) (النحل: 36)
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) (الزمر: 17)
(ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين. وأن اعبدوني هذا صراطٌ مستقيم) .
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)
(وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) (التوبة: 31)
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) (البقرة: 172)
قد أمر الله تعالى في هذه الآيات أن تختص له العبادة التي هي عبارة عن العبدية والعبودية والإطاعة والإذعان، وقرينة ذلك واضحة في الآيات، فإن الله تعالى يأمر فيهــا أن اجتنبوا إطاعة الطاغوت والشيطان والأحبار والرهبان والآباء والأجداد واتركوا عبديتهم جميعاً، وادخلوا في طاعة الله الواحد الأحد وعبديته.
(قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البيّنات من ربي وأُمرت أن أسلم لرب العالمين) (غافر: 66)
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم. إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (غافر: 60)
(ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) (فاطر: 13-14)
(قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) (المائدة: 76)
وقد أمر الله تعالى في هذه الآيات أن تختص له العبادة بمعنى التأله. وقرينة ذلك أيضاً واضحة في الآية، وهو أن كلمة (العبادة) قد استعملت فيهــا بمعنى الدعاء. وقد جاء فيما سبق وما لحق من الآيات ذكر الآلهة الذين كانوا يشركونهم بالله تعالى في الربوبية المهيمنة على ما فوق الطبيعة. فالآن ليس من الصعب في شيء على ذي عينين أن يتفطن إلى أنه حيثما ذكرت في القرآن عبادة الله تعالى ولم تكن في الآيات السابقة أو اللاحقة مناسبة تحصر كلمة العبادة في معنى بعينه من المعاني المختلفة للكلمة، فإن المراد بها في جميع هذه الأمكنة معانيها الثلاثة: العبودية والإطاعة والتأله. فانظر في الآيات التالية مثلاً:
(إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني) (طه: 14)
(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) (الأنعام: 102)
(قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين) (يونس: 104)
(ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان. إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم) (يوسف: 40)
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (هود: 123)
(له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسياً. رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) (مريم: 64، 65)
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف: 110)
فلا داعي لأن تخص كلمة (العبادة) في هذه الآيات وما شاكلها بمعنى التأله وحده أو بمعنى العبدية والإطاعة فحسب. بل الحق أن القرآن في مثل هذه الآيات يعرض دعوته بأكملها. ومن الظاهر أنه ليست دعوة القرآن إلا أن تكون العبدية والإطاعة والتأله، كل أولئك خالصاً لوجه الله تعالى: ومن ثم إن حصر معاني كلمة (العبادة) في معني بعينه، في الحقيقة، حصر لدعوة القرآن في معان ضيقة. ومن نتائجه المحتومة أن من آمن بدين الله وهو يتصور دعوة القرآن هذا التصور الضيق المحدود، فإنه لن يتبع تعاليمه إلا اتباعاً ناقصاً محدوداً.
العبادة: فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه. وقيل: تعظيم الله وامتثال أوامره. وقيل: هي الأفعال الواقعة على نهاية ما يمكن من التذلل والخضوع المتجاوز لتذلل بعض العباد لبعض، ولذلك اختص الرب فهي أخص من العبودية لأنها التذلل.
العبادة:
[في الانكليزية] Worshipping ،devoutness
[ في الفرنسية] Adoration ،devotion
بالكسر وتخفيف الموحدة هي نهاية التعظيم وهي لا تليق إلّا في شأنه تعالى إذ نهاية التعظيم لا تليق إلّا بمن يصدر عنه نهاية الإنعام، ونهاية الإنعام لا تتصوّر إلّا من الله تعالى، كذا في التفسير الكبير في تفسير قصة هود عليه السلام في سورة الأعراف. وتطلق العبادات أيضا على الأحكام الشرعية المتعلّقة بأمر الآخرة كما ذكر في تفسير علم الفقه في المقدمة وهو أحد أركان الفقه. وفي مجمع السلوك العبادة على ثلاث مراتب. منهم من يعبد الله لرجاء الثواب وخوف العقاب وهذا هو العبادة المشهورة، وبه يعبد عامة المؤمنين، وبه يخرج المرء عن مرتبة الإخلاص. وقيل العبادة لطلب الثواب لا تخرج المرء عن الإخلاص.
ومنهم من يعبد لينال بعبادته شرف الانتساب بأن يسميه الله باسم العبد وهذه يسمّيها بعضهم بالعبودية. وقيل العبادة أن يعمل العبد بما يرضي الله تعالى وهي لعوام المؤمنين كما أنّ العبودية لخواصّهم، وهي أن ترضى بما يفعل ربّك. وقيل العبودية أربعة الوفاء بالعهود والرضاء بالموعود والحفظ للحدود والصبر على المفقود. ومنهم من يعبده إجلالا وهيبة وحياء منه ومحبة له، وهذه المرتبة العالية تسمّى في اصطلاح بعض السالكين عبودة انتهى. وفي خلاصة السلوك العبودية بالضم قيل ترك الدعوى فاحتمال البلوى وحبّ المولى. وقيل العبودية ترك الاختيار فلازمه الذلّ والافتقار. وقيل العبودية ثلاثة منع النفس عن هواها وزجرها عن مناها والطاعة في أمر مولها انتهى.

المطلق

المطلق: الدال على الماهية بلا قيد، أو ما لم يقيد بصفة معنوية ولا نطقية. والتقييد حصر الألفاظ من جزأيها على موجبها.
المطلق:
[في الانكليزية] Absolute ،unconditional ،whole number
[ في الفرنسية] Absolu ،inconditionne ،nomber entier
على صيغة اسم المفعول من الإطلاق بمعنى الإرسال. والمحاسبون يطلقونه على العدد الصحيح. والحكماء والمتكلّمين يطلقونه على المعنيين. أحدهما الطبيعة المطلقة وهي الطبيعة من حيث الإطلاق لا بأن يكون الإطلاق قيدا لها وإلّا لا تبقى مطلقة، بل بأن يكون الإطلاق عنوانا لملاحظاتها وشرحا لحقيقتها. وثانيهما مطلق الطبيعة أي الطبيعة من حيث هي من غير أن يلاحظ معها الإطلاق وبهذا ظهر الفرق بين مطلق الشيء والشيء المطلق لا ما توهّمه البعض من أنّ مطلق الشيء يرجع إلى الفرد المنتشر والشيء المطلق يرجع إلى الكلّي الطبيعي. ثم إنّ المطلق إن أخذ على الوجه الأول فسلب الخاص لا يستلزم سلبه وإن أخذ على الوجه الثاني فسلبه يستلزم سلبه، هكذا ذكر مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في بحث الوجود ويجيء أيضا في لفظ المقيّد. وقال الأصوليون المطلق هو اللفظ المتعرّض للذات دون الصفات لا بالنفي ولا بالإثبات، ويقابله المقيّد وهو اللفظ الدّال على مدلول المطلق بصفة زائدة. والمراد بالمتعرض للذات الدّال على الذات أي نفس الحقيقة لا الفرد. قال الإمام الرازي: إنّ كلّ شيء له ماهية وحقيقة وكلّ أمر لا يكون المفهوم منه عين المفهوم من تلك الماهية كان مغايرا لها، سواء كان لازما لها أو مفارقا لأنّ لإنسان من حيث إنّه إنسان ليس إلّا الإنسان، فإمّا أنّه واحد أو لا واحد، فهما قيدان مغايران لكونه إنسانا، وإن كنّا نعلم أنّ المفهوم من كونه إنسانا لا ينفكّ عنهما، فاللفظ الدالّ على الحقيقة من حيث إنّها هي من غير أن تكون فيه دلالة على شيء من قيود تلك الحقيقة هو المطلق، فتبيّن بهذا أنّ قول من يقول المطلق هو اللفظ الدّال على واحد لا بعينه سهو لأنّ الوحدة وعدم التعيّن قيدان زائدان على الماهية. فعلى هذا المطلق ليس خاصا ولا عاما إذ لا دلالة فيه على الوحدة والكثرة كما عرفت في لفظ الخاص.

قال في التحقيق شرح الحسامي: فرّق بعضهم بين المطلق والنّكرة والمعرفة والعام وغيرها بأنّ اللفظ الدّال على الماهية من غير تعرّض لقيد ما هو المطلق، ومع التعرّض لكثرة متعيّنة الفاظ الأعداد، ولكثرة غير متعيّنة العام، ولوحدة متعيّنة المعرفة، ولوحدة غير متعيّنة النكرة، والأظهر أنّه لا فرق بين النّكرة والمطلق في اصطلاح الأصوليين إذ تمثيل جميع العلماء المطلق بالنكرة في كتبهم يشعر بعدم الفرق بينهما انتهى. فالحق أنّ المطلق موضوع للفرد.
قيل وذلك لأنّ الأحكام إنّما تتعلّق بالأفراد دون المفهومات للقطع بأنّ المراد بقوله تعالى فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ تحرير فرد من أفراد هذا المفهوم غير مقيّد بشيء من العوارض. فالمراد بالمتعرّض للذات على هذا الدّال على الذات أي الحقيقة باعتبار التحقّق في ضمن فرد ما، فعلى هذا المطلق من قبيل الخاص النوعي، وإلى هذا أي إلى كون المطلق موضوعا للفرد، ذهب المحقّق التفتازاني وابن الحاجب. ولذا عرّفه ابن الحاجب بأنّه لفظ دلّ على شائع في جنسه والمقيّد بخلافه. والمراد بشيوع المدلول في جنسه كون المدلول حصّة محتملة أي ممكنة الصدق على حصص كثيرة من الحصص المندرجة تحت مفهوم كلّي لهذا اللفظ مثل رجل ورقبة، فتخرج عن التعريف المعارف لكونها غير شائعة لتعيّنها بحسب الوضع أو الاستعمال على خلاف المذهبين، وتخرج منه أيضا النكرة في سياق النفي والنكرة المستغرقة في سياق الإثبات نحو كلّ رجل، وكذا جميع ألفاظ العموم إذ المستغرق لا يكون شائعا في جنسه. قيل المراد بالمعارف المخرجة ما سوى المعهود الذهني مثل اشتر اللّحم فإنّه مطلق، وفيه أنّه ليس بمطلق لاعتبار حضوره الذهني ويقابله المقيّد وهو ما يدلّ لا على شائع في جنسه فتدخل فيه المعارف والعمومات كلّها، فعلى هذا لا واسطة في الألفاظ الدّالة بين المطلق والمقيّد، لكن إطلاق المقيّد على جميع المعارف والعمومات ليس باصطلاح شائع وإنّما الاصطلاح على أنّ المقيّد هو ما أخرج من شياع بوجه من الوجوه مثل رقبة مؤمنة، فإنّها وإن كانت شائعة بين الرّقبات فقد أخرجه من الشياع بوجه ما حيث كانت شائعة بين المؤمنة والكافرة، فأزيل ذلك الشياع عنه وقيّد بالمؤمنة. وبالجملة فلا يلزم فيه الإخراج عن الشياع بحيث لا يبقى مطلقا أصلا، بل قد يكون مطلقا من وجه مقيّدا من وجه. هكذا يستفاد من العضدي وحاشيته للتفتازاني. والمطلقة هي عند المنطقيين تطلق في الأصل على قضية لم تذكر فيهــا الجهة بل يتعرّض فيهــا بحكم الإيجاب أو السلب أعمّ من أن يكون بالقوة أو بالفعل، فهي مشتركة بين سائر الموجّهات الفعلية والممكنة، فإنّ الموجّهات هي التي ذكرت فيهــا الجهة فهي مقيّدة بالجهة، والمطلقة غير مقيّدة بها. وغير المقيّد أعمّ من المقيّد إلّا أنّ المطلقة لمّا كانت عند الإطلاق يفهم منها النسبة الفعلية عرفا ولغة، حتى إذا قلنا: كلّ ج ب يكون مفهومه ثبوت ب لج بالفعل، خصّوها بالقضية التي نسبة المحمول فيهــا إلى الموضوع بالفعل وسمّوها مطلقة عامّة فتكون مشتركة بين الموجّهات الفعلية لا الممكنة. إن قيل المطلقة وهي غير الموجّهة أعمّ من أن تكون النسبة فيهــا فعلية أو لا، وتفسير الأعمّ بالأخصّ ليس بمستقيم. وأيضا لو كان معناها النسبة فيهــا فعلية لم تكن مطلقة بل مقيّدة بالفعل. قلت مفهومها وإن كان في الأصل أعمّ، لكن لمّا غلب استعمالها فيما تكون النسبة فيه فعلية سمّيت بها ولا امتناع في تسمية المقيّد باسم المطلق إذا غلب استعماله فيه. إن قيل المطلقة سواء كانت بالمعنى الأول أو الثاني قسيمة للموجّهة فكيف يكون أعمّ منها. قلت للمطلقة اعتباران: أحدهما من حيث الذات أي ما صدقت عليها وهو قولنا كلّ ج ب، أو لا شيء من ج ب. وثانيهما من حيث المفهوم وهو أنّها ما لم تذكر فيهــا الجهة فهي أعمّ منها بالاعتبار الأول دون الثاني، وهذا كالعام والخاص، فإنّ صدق العام على الخاص بحسب الذات لا بحسب العموم والخصوص. إن قلت الفعل كيفية للنسبة فلو كان مفهوم المطلقة ما ذكرتم كانت موجّهة. قلت الفعل ليس كيفية للنسبة لأنّ معناه ليس إلّا وقوع النسبة، والكيفية لا بدّ أن تكون أمرا مغايرا لوقوع النسبة الذي هو الحكم، إذ الجهة جزء آخر للقضية مغاير للموضوع والمحمول والحكم. وإنّما عدّوا المطلقة في الموجّهات بالمجاز كما عدّوا السّالبة في الحمليات والشرطيات. ولا يرد أنّه على هذا إن كان في الممكنة حكم لم يكن بينها وبين المطلقة فرق وإلّا لم تكن قضية، لأنّا نقول إنّ الممكنة ليست قضية بالفعل لعدم اشتمالها على الحكم، وإنما هي قضية بالقوة القريبة من الفعل باعتبار اشتمالها على الموضوع والمحمول والنسبة، وعدّها من القضايا كعدّهم المخيّلات منها مع أنّه لا حكم فيهــا بالفعل.
ومن هاهنا قيل إنّ المطلقة مغايرة للممكنة بالذات والمفهوم جميعا. قيل والذي يقتضيه النظر الصائب أن الثبوت بطريق الإمكان إن كان مغايرا لإمكان الثبوت فالممكنة مشتملة على الحكم والجهة فتكون موجّهة، وكذا المطلقة العامة لكون الفعل جهة مقابلة للإمكان حينئذ، وإن لم يكن مغايرا فلا حكم فيهــا. فالمطلقة العامة هي القضية المطلقة وعدّها في الموجّهات باعتبار كونها في صورة الموجّهة لاشتمالها على قيد الفعل. وقد يقال المطلقة للوجودية اللادائمة والوجودية اللاضرورية أيضا. ولعلّ منشأ الاختلاف أنّه قد ذكر في التعليم الأوّل أنّ القضايا إمّا مطلقة أو ضرورية أو ممكنة، ففهم قوم من الإطلاق عدم التوجيه فبيّن القسمة بأنّها إمّا موجّهة أو غير موجّهة، والموجّهة إمّا ضرورية أو لا ضرورية، والآخرون فهموا من الإطلاق الفعل. فمنهم من فرّق بين الضرورة والدّوام، فقال: الحكم فيهــا إمّا بالقوة وهي الممكنة أو بالفعل، ولا يخلو إمّا أن يكون بالضرورة فهي الضرورية أو لا بالضرورة وهي المطلقة فسمّي الوجودية اللاضرورية بها. ومنهم من لم يفرّق بينها فقال: الحكم فيهــا إن كان بالفعل فإن كان دائما فهي الضرورية وإلّا فالمطلقة، فصارت المطلقة هي الوجودية اللادائمة وتسمّى مطلقة اسكندرية، لأنّ أكثر أمثلة المعلم الأول للمطلقة لما كانت في مادة اللادوام تحرّزا عن فهم الدّوام فهم اسكندر الأفردوسي منها اللادوام. وربّما يقال المطلقة للعرفية العامة وهي التي حكم فيهــا بدوام النسبة ما دام الوصف. هكذا خلاصة ما في شرح المطالع وحاشية المولوي عبد الحكيم لشرح الشمسية.
فائدة:
المراد بالفعل هاهنا ما هو قسيم القوة وهو كون الشيء من شأنه أن يكون وهو كائن، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم، ويقرب منه ما وقع في بعض حواشي شرح الشمسية قولهم بالفعل وبالإطلاق العام ومطلقا ألفاظ مترادفة بمعنى وقت من الأوقات. فإذا قلنا كلّ ج ب بالفعل أو بالإطلاق العام أو مطلقا يكون معناه أنّ ثبوت المحمول للموضوع في الجملة، أي في وقت من الأوقات وانتهى. وتطلق المطلقة أيضا عندهم على قسم من الشرطية كما مرّ. وعند أهل البيان على قسم من الاستعارة وهي استعارة لم تقترن بصفة ولا تفريع كما يجيء.

يمن

يمن: {باليمين}: أي بالقوة والقدرة وقيل: {لأخذنا منه باليمين}: منعناه التصرف.
(يمن)

(ييمن) يمنا أَخذ ذَات الْيَمين وأتى الْيمن وبفلان ذهب بِهِ ذَات الْيَمين وَجَاء عَن يَمِينه والبلد سلك يَمِينه وَفُلَان آله وعَلى آله ولآله

(ييمن) يمنا وميمنة كَانَ مُبَارَكًا عَلَيْهِم وَالله فلَانا يمنا جعله مُبَارَكًا فَهُوَ مَيْمُون

(يمن) فلَان على آله ولآله (ييمن) يمنا وميمنة يمن فَهُوَ يامن وَيَمِين وأيمن

(يمن) فلَان على آله ولآله يمن فَهُوَ مَيْمُون (ج) ميامين

(أَيمن) أَخذ نَاحيَة الْيَمين وَلبس اليمنة

(يامن) أَخذ ذَات الْيَمين وَأَرَادَ الْيمن وَبِه ذهب بِهِ ذَات الْيَمين

(يمن) يامن وعَلى فلَان برك
يمن: يُمِنَ الرَّجُلُ فهو مَيْمُوْنٌ. والمُيَمِّنُ: الذي يَأْتي باليُمْنِ والبَرَكَةِ.
واليَمَنُ: ما كانَ على يَمِيْنِ القِبْلَةِ من بِلاَدِ الغَوْرِ. واليَامِنُ: نَعْتٌ؛ وهو الذي جاءَ من ناحِيَةِ اليَمَنِ. وأَخَذْنَا يَمْنَةً ويَمْناً، ونَحْنُ يَمَنٌ وشَأمٌ، وهم اليَامِنُوْنَ والياسِرُوْنَ، وثَلاَثُ أيْمُنٍ وأَشْمُلٍ. واليَمِيْنُ خِلاَفُ الشِّمَالِ.
والتَّيَمُّنُ: المَوْتُ؛ لأنَّ المَيِّتَ يُوَسَّدُ يَمِيْنَه، ومنه قيل:
التَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
وهو الأَيْمَنُ: الذي شِمَالُه كيَمِيْنِهِ في القُوَّةِ، وجَمْعُه يُمْنٌ.
واليَمِيْنُ: القُوَّةُ؛ في قَوْلِه عَزَّ وجلَّ: " ضَرْباً باليَميْنِ ".
واليُمْنَةُ: ضَرْبٌ من بُرُوْدِ اليَمَنِ.
واليَمِيْنُ: الحَلِفُ، والجَمِيْعُ الأَيْمَانُ. وأَيْمَنُ: حَرْفٌ وُضِعَ للقَسَمِ، تقول: أَيْمُ اللهِ وأَيْمُنُ اللهِ؛ ولَيْمَنُكَ وأَيْمُنُكَ.
وهو عِنْدَنَا باليَمِيْنِ: أي بمَنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ.
واسْتَيْمَنْتُ فلاناً: اسْتَحْلَفْتُه.
ومِلْكُ اليَمِيْنِ في الشِّرَى: أن يَصْفِقَ بيَمِيْنِهِ.
واليَمَانِيَةُ: شَعِيْرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
ويُقال للذَّكَرِ: مَيْمُوْنٌ.
ي م ن

يمن على قومه يمناً، وهو ميمون عليهم، وهو الأيمن، وهي اليمنى. وأخذ بيمينه ويمناه، قالوا لليمين: اليمنى، كما قالوا للشمال: الشّومى. وقيل للحلف: اليمين: لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون. وتيمّن به. ويمّن عليه وبرّك. ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وليمن الله لأفعلنّ. قال:

فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري

واستيمنته: استحلفته. ويامنوا وتيامنوا: أخذوا في جانب اليمين. وولاذه ميامنه. وأيمن الرجل ويامن وتيامن: أتى اليمن. ولبس اليمنة وهي من برود اليمن. ومن المجاز: هو ملك يمينه. وهو عنده باليمين: بمنزلة حسنةٍ. وضربها بالميمون: جامعها. قال:

أضرب بالميمون في دهليزها ... أصبّ ما في قلّتي في كوزها

ويقال للشيخ الفاني: التيمّن أروح أي الموت لأن الميّت يتوسّد يمينه. قال:

إذا المرء علبيَ ثم أصبح جلده ... كرحض أديم فالتيمن أروح

ظهرت علابيّه من الكبر، الرّحض: الشنّ الخلق. ويقولون: نحن يمن وهم شامٌ.
يمن بن [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أنّه قَالَ: لَيْمُنُكَ لَئِن كنت ابتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ ولَئن كنت أخَذْتَ لقد أبقيت قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه. قَوْله: ليمنك وأيمنك إنماهي يَمِين وَهِي كَقَوْلِهِم: يَمِين الله كَانُوا يحلفُونَ بهَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الطَّوِيل)

فقلتُ يَمِينُ الله أبْرَحُ قَاعِداً ... وَلَو ضَرَبوا رَأْسِي لَدَيْكِ وأوصالي

فَحلف بِيَمِين الله ثمَّ تُجْمَعُ اليمينُ أيْمُن كَمَا قَالَ زُهَيْر: (الوافر)

فَتُجْمَعُ أيْمُنُ منّا ومِنكُم ... بُمْقَسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُ

ثمَّ يحلفُونَ بأيمُن الله فَيْقولون: أيمُنُ الله لَا أفعل ذَلِك وأيْمُنُك يَا رَبّ إِذا خَاطب ربَّه فعلى هَذَا قَالَ عُرْوَة: لَيْمُنُك لَئِن كنت ابْتليت لقد عافيت فَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي أيْمُنُ الله ثمَّ كثر هَذَا فِي كَلَامهم وخَفّ على ألسنتهم حَتَّى حذفوا النُّون كَمَا حذفوا فِي قَوْلهم: لم يكن فَقَالُوا: لم يَكُ وَكَذَلِكَ قَالُوا أيْمُن الله لأفْعَلَنَّ ذَاك وأيم الله لأفْعَلَنّ ذَاك قَالَ وفيهَــا لُغَات سوى هَذِه كَثِيرَة. حَدِيث الْقَاسِم مُحَمَّد بن أبي بكر رَحمَه الله
(يمن) - قولُه تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ}
قال صاحِبُ التَّتِمّة: سَمِعْتُ شَيخَنا أبا طَالب يقول: يجوز أن يكون أرَادَ باليَمين: الأَيمانَ، فأوقع الواحدَ مَوقعَ الجَمْعِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} : أي النّاس. ويجوز أن يَكُون أراد "بالشَّمائِل": الواحد، فَأوقَع الجَمعَ موقعَ الوَاحدِ، كَقَولِه تَعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} أراد به: نُعَيم بنَ مَسْعُود. - وفي الحديث: "الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمينُ الله تعالى في الأرضِ"
قال الخطَّابِى: هذا كلام تَشْبِيه وَتَمْثِيلٍ، وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صَافح رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُلُ يدَه، فكأنَ الحجَر [الأَسْوَدَ] لله تعالى بمَنْزِلة اليَمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَمُ وَيُلثَم.
- وفي الحَديث: "وكِلْتَا يَدَيْهِ يَمينٌ"
: أي أنَّ الشِّمَالَ تَنْقُصُ عنَ اليَمِين في العادَةِ ، وُسَمّىِ الشِّمال الشُؤْمَى ، كأنَّه أَرادَ أَنَّ يدَيه تبارك وتعالى جميعاً بِصفةِ الكماَل لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما.
- وفي رِوَاية: "كِلتَاهُما مَيمُون مُبارَكُ" على أنّ الشِّمال قد وَردَ في بعض الأخبار الصِّحاح.
وفي رِوَايَةٍ: "ويَدُه الأُخْرى" لم يَذكُر اليَمينَ ولا الشِّمال.
- في الحديث: "أنّه عليه السلام كُفِّنَ في يُمْنَةٍ"
: وهي ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ - بضَم اليَاءِ -، قال الشَّاعر: كَسَحْق اليُمْنَةِ المنُجَابِ *
- في الحديث : "يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِه والخُلْدَ بِشِمالِه"
: أي يُجْعَلاَن في مَلَكَتِهِ، فاسْتَعار اليَمِينَ والشِّمال؛ لِأَنّ الأخْذَ بهما.
يمن:
تيمن ب: لا تعني أبداً مات وفقاً (لفريتاج)، بل ووفقاً (لمحيط المحيط)، إذ أن تبرّك به ضد تشأم، أي تفاءل خيراً من (تقويم 1:80): ويسمى بالسعود لتيمنهم بطلوعه (عبد الواحد 6:94): فسّر بهم أهل الأندلس وأظهروا التيمن بأمير المسلمين والتبرك به (عباد 3:109:2).
تيمن في: = أخذ فيه من المين مثلما ورد في الحديث يجب التيمن في جميع أمره ما استطاع.
تيمن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicere.
تيامن: في (محيط المحيط): (تيامن
الرجل تيامناً ذهب ذات اليمين. وتيامن بفلان ذهب به ذات اليمين وقيل ولا تقل تيامن بهم والعامة تقوله. وتيامن فلان أخذ ناحية اليمن).
وخطأ العامة هذا يقع فيه أحسن الكتّاب مثل (بدرون 11:76) و (البكري 4:114). وهكذا نرى، وفقاً (لمحيط المحيط) إن (فريتاج) أخطأ في استعمال تيامن استعمال العامة لها وكان عليه أن يقول تيامن بفلان.
تيامن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicer.
استيمن ب: صحح استيمن ب وفقاً لما ذكرناه في تيمن ب. وهذه أيضاً تعين ما أراده صاحب (محيط المحيط) في قوله: (تيامن بفلان اخذ ناحية اليمن واستيمنه استيماناً استحلفه. واستحلفه بكذا تبرّك به).
يمن: بركة (فوك) benediction.
يمن: موت (معجم البلاذري).
يمنّى، يماني: مع عقيق أو حجر أو الصفة وحدها يصبح المعنى متعلقاً بالحجر اليماني أو اليشب الذي هو من الأحجار الكريمة (بقطر، ريشاردسون سنترال 29:2: agate) . وعند (نيبور B: 134 وباجني ms وهلو): عقيق أحمر cornaline.
يمني: قطن ملون (دي سويس، زيتشر 510:11).
يمنية: مرتل في التأبين (لين عادات مصر 322:2، بيرتون 369:1).
يمين. ملك اليمين: الجواري والمحظيات (قارطاس 7:78) (أنظر القرآن الكريم 3:4).
يمين: بمعنى القسم والجمع يمينات عند (بقطر).
التيمن: الجنوب le sud ( الجريدة الآسيوية 196:2:1848 (باين سميث 1606؛ وانظر في (ترجمة أبو الفداء. جغرافيا 2111 × 2 عدده). وقد أخطأ (رينو حين كتبها: تَيَمن).
تيمينة: من طرق إلقاء التحية. انظر (لين عادات مصر. 300:1).
مُيمّن: تصحيف مؤمِّن: (الكالا).
ميمون: عبد (رولاند) (؟).
ميمون: الاسم البربري لنابت الظان الأسود (ابن البيطار 114:3). وانظر ظيان في آخر الجزء السابع من ترجمة هذا المعجم؛ أما (معجم المنصوري)، فقد أطلق عليه اسم ميمونة وهو الاسم الذي يطلقه عوام المغرب على هذه النبتة، وانظر مادة بوطانية.

يمن


يَمَنَ
[&
a. يَامِن] (n. ac.
يَمْن), Went to the right.
b. Approached from the right.
c. [Bi], Led to the right.
d. Placed on the right side ( one dead ).
e. [& يَامَن ], (n. ac.
يُمْن
مَيْمَنَة) [& pass.], Was fortunate, lucky.
f.
see (يَمُنَ) (b).
يَمِنَa. see supra
(b) (e).
يَمُنَa. see I (e)b. ['Ala], Brought happiness to.
يَمَّنَa. see I (a) (c).
c. Went, came to Yemen.
d. ['Ala], Invoked blessings upon.
يَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
أَيْمَنَa. see I (a)
& II (c).
تَيَمَّنَa. Belonged, referred to Yemen.
b. [Bi], Was lucky, prospered in; was benefited by.
c. [Fī], Succeeded, prospered in.
d. Died.
e. [Bi]
see I (d)
تَيَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
إِسْتَيْمَنَa. see V (b)b. Exacted an oath from; swore.

يَمْنَةa. see 4 (a)b. Portion; food.

يُمْنa. Luck, good fortune; luckiness; prosperity, success;
felicity.
b. Good omen.

يُمْنَةa. see 3 (a)b. Striped cloth from Yemen.

يُمْنَى
( pl.

يُمْنَيَات
a. see 4 (a)
يَمَنa. Right : right side, right hand.
b. [art.], Al-Yemen, Arabia Felix.
يَمَنِيّa. Of or from Yemen.

أَيْمَنُ
(pl.
أَيَاْمِنُ أَيَاْمِيْنُ)
a. Right; righthand; dexter; dextral.
b. Right-hand.
c. Fortunate, prosperous; felicitous; auspicious
favourable.

مَيْمَنَة
(pl.
مَيَاْمِنُ)
a. Right-side, wing or flank.
b. see 3 (a)
يَاْمِنa. see 14 (a) (c).
يَمَاْنِيّa. see 4yi
يَمَاْنِيَّةa. A species of red barley.

يَمِيْن
(pl.
أَيْمُن أَيَاْمِنُ
أَيْمَاْن
أَيَاْمِيْنُ)
a. see 4 (a)b. (pl.
أَيْمَاْن)
see 14 (c)c. Power, might.
d. (pl.
أَيْمُن
أَيْمَاْن), Oath.
e. see 3 (a)
N. P.
يَمڤنَ
(pl.
مَيَاْمِيْنُ)
a. see 14 (c)b. [art.], Penis.
c. [ coll. ], Ape.
N. P.
يَمَّنَa. Prosperous; blessed.

يَمَانِ
a. see 4yi
يَمَانِيَة
a. fem. of supra.
b. South (wind).
يَمَانُوْنَ
a. People of Al-Yemen.

أَلتَّيْمَن
a. The south.
b. The south wind.

أَلتَّيْمَنِيّ
a. see 4 (b)
& supra (a).
يَمْنَةً يَمَنًا يَمِيْنًا
a. From, on the right.

عَن اليَمِيْن
a. see supra.
b. Auspiciously, with good omens.

يَمِيْن الصَّبْر
a. False oath; perjury.

عَلَى أَيْمَن الْيَمِيْن
a. Prosperously, felicitously.

أَـِيْمَُِنُ الْلَّهِ
a. In God's name!

أَـِيْمُِ الْلّٰةِ
أَـِمَُ الْلّٰهِ
a. see supra.

أَتَوْنَا عَن اليَمِيْن
a. They have deceived us.

هُوَ عِنْدَنَا بِالْيَمِيْن
a. He is held in honour amongst us.

يَنْبُوْب
a. see under
نَبَتَ
يَنْبُوْع
a. see under
نَبَعَ
يَنْخُوْب
a. see under
نَخَبَ
(ي م ن) : (الْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَرَجُلٌ مَيْمُونٌ (وَتَيَمَّنَ بِهِ) تَبَرَّكَ (وَالْيَمِينُ) خِلَافُ الْيَسَارِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَسَمُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَمَاسَحُونَ بِأَيْمَانِهِمْ حَالَةَ التَّحَالُفِ وَقَدْ يُسَمَّى الْمَحْلُوفُ عَلَيْهِ يَمِينًا لِتَلَبُّسِهِ بِهَا (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا» وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ فِي جَمِيعِ الْمَعَانِي (وَقَوْلُهُمْ) الْأَيْمَانُ ثَلَاثَةٌ الصَّوَابُ ثَلَاثٌ وَإِنْ كَانَتْ الرِّوَايَةُ مَحْفُوظَةً فَعَلَى تَأْوِيلِ الْأَقْسَامِ وَيُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٌ كَرَغِيفٍ وَأَرْغُفٍ (وَأَيْمُ) مَحْذُوفٌ مِنْهُ وَالْهَمْزَةُ لِلْقَطْعِ وَهَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزَّجَّاجُ وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ هِيَ كَلِمَةٌ بِنَفْسِهَا وُضِعَتْ لِلْقَسَمِ لَيْسَتْ جَمْعًا لِشَيْءٍ وَالْهَمْزَةُ فِيهَــا لِلْوَصْلِ وَمِنْ الْمُشْتَقِّ مِنْهَا (الْأَيْمَنُ) خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِيهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ الْأَيْمَنُ الْأَيْمَنُ» هَكَذَا فِي الْمُتَّفِقِ وَرُوِيَ الْأَيْمَنُ بِالْإِفْرَادِ وَفِي إعْرَابِهِ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ بِإِضْمَارِ الْفِعْلِ أَوْ الْخَبَرِ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ حَاضِنَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ أَخُو أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ لِأُمِّهِ (وَيَامَنَ وَتَيَامَنَ) أَخَذَ جَانِبَ الْيَمِينِ (وَمِنْهُ) «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ التَّيَامُنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ» وَرُوِيَ التَّيَمُّنَ وَــفِيهِ نَظَرٌ لِأَنِّي لَمْ أَجِدْهُ إلَّا فِي مَعْنَى التَّبَرُّكِ وَمِنْ الْمَأْخُوذِ مِنْهَا (الْيَمَنُ) بِخِلَافِ الشَّامِ لِأَنَّهَا بِلَادٌ عَلَى يَمِينِ الْكَعْبَةِ (وَالنِّسْبَةُ) إلَيْهَا يَمَنِيٌّ بِتَشْدِيدِ الْيَاء أَوْ يَمَانِيٌّ بِالتَّخْفِيفِ عَلَى تَعْوِيضِ الْأَلِفِ مِنْ إحْدَى يَاءَيْ النِّسْبَةِ وَمِنْهُ طَاوُسٌ الْيَمَانِيُّ (وَأَمَّا يَامِينُ) فَاسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَهُوَ يامين بْنُ وَهْبٍ فِي السِّيَرِ أَسْلَمَ وَلَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
ي م ن: (الْيَمَنُ) بِلَادٌ لِلْعَرَبِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ (يَمَنِيٌّ) (وَيَمَانٍ) مُخَفَّفَةٌ وَالْأَلِفُ عِوَضٌ مِنْ يَاءِ النَّسَبِ فَلَا يَجْتَمِعَانِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (يَمَانِيٌّ) بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْمٌ (يَمَانِيَةٌ) وَ (يَمَانُونَ) مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ وَثَمَانُونَ، وَامْرَأَةٌ (يَمَانِيَةٌ) أَيْضًا. وَ (أَيْمَنَ) الرَّجُلُ وَ (يَمَّنَ تَيْمِينًا) وَ (يَامَنَ) إِذَا أَتَى الْيَمَنَ. وَكَذَا إِذَا أَخَذَ فِي سَيْرِهِ يَمِينًا، يُقَالُ: يَامِنْ يَا فُلَانُ بِأَصْحَابِكَ. أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً. وَلَا تَقُلْ: تَيَامَنْ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. (وَتَيَمَّنَ) تَنَسَّبُ إِلَى الْيَمَنِ. (وَالْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَقَدْ (يُمِنَ) فُلَانٌ عَلَى قَوْمِهِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَيْمُونٌ) أَيْ صَارَ مُبَارَكًا عَلَيْهِمْ. وَ (يَمَنَهُمْ) أَيْضًا (يَمْنًا) فَهُوَ (يَامِنٌ) وَ (تَيَمَّنَ) بِهِ تَبَرَّكَ. وَ (الْيَمْنَةُ) ضِدُّ الْيَسْرَةِ. وَ (الْأَيْمَنُ) وَ (الْمَيْمَنَةُ) ضِدُّ الْأَيْسَرِ وَالْمَيْسَرَةِ. وَ (الْيَمِينُ) الْقُوَّةُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات: 28] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا -: أَيْ مِنْ قِبَلِ الدِّينِ فَتُزَيِّنُونَ لَنَا ضَلَالَتَنَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ تَأْتُونَنَا عَنِ الْمَأْتَى السَّهْلِ. وَالْيَمِينُ الْقَسَمُ، وَالْجَمْعُ (أَيْمُنٌ) وَ (أَيْمَانٌ) قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ. وَإِنْ جَعَلْتَ الْيَمِينَ ظَرْفًا لَمْ تَجْمَعْهُ لِأَنَّ الظُّرُوفَ لَا تَكَادُ تُجْمَعُ. (وَالْيَمِينُ) يَمِينُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَ (ايْمُنُ) اللَّهِ اسْمٌ وُضِعَ لِلْقَسَمِ هَكَذَا بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَهُوَ جَمْعُ يَمِينٍ وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ عِنْدَ أَكْثَرِ النَّحْوِيِّينَ، وَلِمَ يَجِئْ فِي الْأَسْمَاءِ أَلِفُ الْوَصْلِ مَفْتُوحَةً غَيْرَهَا، وَرُبَّمَا حَذَفُوا مِنْهُ النُّونَ فَقَالُوا: (أَيْمُ) اللَّهِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا أَبْقَوُا الْمِيمَ وَحْدَهَا فَقَالُوا: مُ اللَّهِ، وَمِ اللَّهِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا قَالُوا: مُنُ اللَّهِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ، وَمَنَ اللَّهِ بِفَتْحِهِمَا، وَمِنِ اللَّهِ بِكَسْرِهِمَا. وَيَقُولُونَ: (يَمِينُ) اللَّهِ لَا أَفْعَلُ. وَجَمْعُ الْيَمِينِ (أَيْمُنٌ) كَمَا سَبَقَ. 
ي م ن : الْيَمِينُ الْجِهَةُ وَالْجَارِحَةُ وَتَقَدَّمَ فِي الْيَسَارِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَخَذْتُ بِيَمِينِهِ وَيُمْنَاهُ
وَقَالُوا لِلْيَمِينِ الْيُمْنَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا أَيْمُنٌ وَأَيْمَانٌ.

وَيَمِينُ الْحَلِفِ أُنْثَى وَتُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٍ وَأَيْمَانٍ أَيْضًا قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قِيلَ سُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ فَسُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا مَجَازًا وَالْيَمِينُ الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْيُمْنُ الْبَرَكَةُ يُقَالُ يُمِنَ الرَّجُلُ عَلَى قَوْمِهِ وَلِقَوْمِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَيْمُونٌ وَيَمَنَهُ اللَّهُ يَيْمُنُهُ يَمْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا جَعَلَهُ مُبَارَكًا وَتَيَمَّنْتُ بِهِ مِثْلُ تَبَرَّكْتُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيَامَنَ فُلَانٌ وَيَاسَرَ أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَالْأَمْرُ مِنْهُ يَامِنْ بِأَصْحَابِكَ وِزَانُ قَاتِلْ أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ تَيَامَنْ بِهِمْ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: تَيَاسَرَ بِمَعْنَى يَاسَرَ وَتَيَامَنَ بِمَعْنَى يَامَنَ وَبَعْضُهُمْ يَرُدُّ هَذَيْنِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ الْعَامَّةُ تَغْلَطُ فِي مَعْنَى تَيَامَنَ فَتَظُنُّ أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ عَنْ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا تَيَامَنَ عِنْدَهُمْ إذَا أَخَذَ نَاحِيَةَ الْيَمَنِ وَأَمَّا يَامَنَ فَمَعْنَاهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ.

وَالْيَمَنُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَقِيلَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ يَمَنِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَيَمَانٍ بِالْأَلِفِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَعَلَى هَذَا فَفِي الْيَاءِ مَذْهَبَانِ أَحَدُهُمَا وَهُوَ الْأَشْهَرُ تَخْفِيفُهَا وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُ التَّثْقِيلَ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْأَلِفَ دَخَلَتْ قَبْلَ الْيَاءِ لِتَكُونَ عِوَضًا عَنْ التَّثْقِيلِ فَلَا يُثَقَّلُ لِئَلَّا يُجْمَعَ بَيْن الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضِ عَنْهُ وَالثَّانِي التَّثْقِيلُ لِأَنَّ الْأَلِفَ زِيدَتْ بَعْدَ النِّسْبَةِ فَيَبْقَى التَّثْقِيلُ الدَّالُّ عَلَى النِّسْبَةِ تَنْبِيهًا عَلَى جَوَازِ حَذْفِهَا وَالْأَيْمَنُ خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَأَيْمُنٌ اسْمٌ اُسْتُعْمِلَ فِي الْقَسَمِ وَالْتُزِمَ رَفْعُهُ كَمَا اُلْتُزِمَ رَفْعُ لَعَمْرُ اللَّهِ وَهَمْزَتُهُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَصْلٌ وَاشْتِقَاقُهُ عِنْدَهُمْ مِنْ الْيُمْنِ وَهُوَ الْبَرَكَةُ وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ قَطْعٌ لِأَنَّهُ جَمْعُ يَمِينٍ عِنْدَهُمْ وَقَدْ يُخْتَصَرُ مِنْهُ فَيُقَالُ وَاَيْمُ اللَّهِ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ ثُمَّ اُخْتُصِرَ ثَانِيًا فَقِيلَ (مُ اللَّهِ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. 
يمن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية. قَوْله: الْإِيمَان يمَان وَإِنَّمَا بَدَأَ الْإِيمَان من مَكَّة لِأَنَّهَا مولد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ومبعثه ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَفِي ذَلِك قَولَانِ: [أما -] أَحدهمَا فَإِنَّهُ يُقَال: إِن مَكَّة من أَرض تهَامَة وَيُقَال: إِن تهَامَة من أَرض الْيمن وَلِهَذَا سمي مَا وَالِي مَكَّة من أَرض الْيمن واتصل بهَا التهائم فَكَانَ مَكَّة على هَذَا التَّفْسِير يَمَانِية فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان [على هَذَا -] وَالْوَجْه الآخر أَنه يرْوى فِي الحَدِيث إِن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هَذَا الْكَلَام وَهُوَ يَوْمئِذٍ بتبوك نَاحيَة الشَّام وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ بَينه وَبَين الْيمن فَأَشَارَ إِلَى نَاحيَة الْيمن وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان أَي هُوَ من هَذِه النَّاحِيَة فهما وَإِن لم يَكُونَا من الْيمن فقد يجوز أَن ينسبا إِلَيْهَا إِذا كَانَتَا من ناحيتها وَهَذَا كثير فِي كَلَامهم فَاش أَلا تراهم قَالُوا: الرُّكْن الْيَمَانِيّ فنسب إِلَى الْيمن وَهُوَ بِمَكَّة لِأَنَّهُ مِمَّا يَليهَا وأنشدني الْأَصْمَعِي للنابغة يذم يزِيد بْن الصَّعق وَهُوَ رجل من قيس فَقَالَ:

[الوافر]

وكنتَ أمينَه لَو لم تخنه ... وَلَكِن لَا أَمَانَة لليمانيِ

وَذَلِكَ أَنه كَانَ مِمَّا يَلِي الْيمن وَقَالَ ابْن مقبل وَهُوَ رجل من بني العجلان من بني عَامر بن صعصة: [الْبَسِيط]

طافَ الخيالُ بِنَا ركبًا يمانينا

فنسب نَفسه إِلَى الْيمن لِأَن الخيال طرقه وَهُوَ يسير ناحيتها وَلِهَذَا قَالَ: سُهَيْل الْيَمَانِيّ لِأَنَّهُ يرى من نَاحيَة الْيمن. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَخْبرنِي هِشَام أبن الْكَلْبِيّ أَن سُهَيْل بْن عبد الرَّحْمَن بْن عَوْف تزوج الثرياء / بنت فلَان 58 / ب من بني أُميَّة من العَبَلات وَهِي أُميَّة الصُّغْرَى فَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة أنشدنيه عَنهُ الْأَصْمَعِي: [الْخَفِيف]

أَيهَا المنكح الثريا سُهيلا ... عمرك اللَّه كَيفَ يلتقيانِ

هِيَ شامية إِذا مَا استقلّت ... وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يمانِ

قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل لَهما النُّجُوم مِثَالا لِاتِّفَاق أسمائهما للنجوم قَالَ ثمَّ قَالَ: هِيَ شامية فعنى الثريا الَّتِي فِي السَّمَاء وَسُهيْل يمَان وَذَلِكَ أَن الثريا إِذا ارْتَفَعت اعترضت نَاحيَة الشَّام مَعَ الجوزاء حَتَّى تغيب تِلْكَ النَّاحِيَة قَالَ: وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يماني لِأَنَّهُ يَعْلُو من نَاحيَة الْيمن. فَسمى تِلْكَ شامية وَهَذَا يَمَانِيا وَلَيْسَ مِنْهُمَا شأم وَلَا يمَان وَإِنَّمَا هما نُجُوم السَّمَاء وَلَكِن نسب كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى ناحيته فعلى هَذَا تَأْوِيل قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان. وَيذْهب كثير من النَّاس فِي هَذَا إِلَى الْأَنْصَار يَقُول: هم نصروا الْإِيمَان وهم يَمَانِية فنسب الْإِيمَان إِلَيْهِم على هَذَا الْمَعْنى. وَهُوَ أحسن الْوُجُوه عِنْدِي [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لما قدم [أهل -] الْيمن قَالَ: أَتَاكُم أهل الْيمن هم أَلين قلوبا وأرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وهم أنصار النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمِنْه أَيْضا قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار.
[يمن] اليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يمنى ويمان مخففة، والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف يمانيا يظَلُّ يشدُّ كِيراً * وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُواظِ وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ، مثل ثمانية وثمانون. وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً. وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ، ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً. ولا تقل تيامن بهم. والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ. والتَيْمَنِيُّ: أفق اليَمَنِ. واليُمْنُ: البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم. ويمنهم فهو يا من، مثل شئم وشأم . وتيمنت به: تبركت. والايامن: خلاف الاشأئم. قال المرقش : ولقد غدوت وكنت لا * أغدو على واق وحاتم  (*) فإذا الاشائم كالايا * من والايامن كالاشائم وقول الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأى مثبور وثابر يعنى في انتسابها إلى اليمن، كأنه جمع اليمن على أيمن، ثم على أيامن، مثل زمن وأزمن. واليمنة بالفتح: خلاف اليسرة. ويقال: قعد فلانٌ يَمْنَةً. والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة. واليمينُ: القوَّة. قال الحطيئة : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عراببة اليمين وقوله تعالى: (تأتونَنا عن اليمينِ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد: تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على اليُمْنِ. واليمين: القسم، الجمع أيمن وأيمان. يقال: سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ على يَمينِ صاحبِهِ. وإن جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه، لان الظروف لا تكاد تجمع، لانها جهات وأقطار مختلفة الالفاظ. ألا ترى أن قدام مخالف لخلف، واليمين مخالف للشمال. وقول الشاعر :

يبرى لها من أيمن وأشمل * يقول: يعرض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى أيمن الابل وأشملها، فجمع لذلك. وقول الشاعر :

ألقت ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ * يعني مالت بأحد جانبيها إلى المغيب. (*) واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره. وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ. وأما الذى في حديث عمر رضي الله عنه: " زودتنا أمنا بيمينتيها من الهبيد " فيقال: إنه أراد بيمينتيها تصغير يمنى، فأبدل من الياء الاولى تاء إذ كانتا للتأنيث. واليُمْنَةُ بالضم : البُرْدَةُ من بُرود اليمن. وقال:

واليمنة المعصبا * وأم أيمن: امرأة أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى حاضنة أولاده، فزوجها من زيد فولدت له أسامة. وأيمن الله: اسم وضع للقسم، هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحو يين، ولم يجئ في الاسماء ألف وصل مفتوحة غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء، تقول: ليمن الله، فتذهب الالف في الوصل. قال الشاعر  فقال فريق القوم لما نشدتهم * نعم وفريق ليمن الله ما ندرى وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير ليمن الله قسمي، وليمن الله ما أقسم به. وإذا خاطبت قلت: ليمنك. وفى حديث عروة ابن الزبير أنه قال: " ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت سلبت لقد أبقيت " وربما حذفوا منه النون فقالوا: ايم الله وايم الله أيضا بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء فقالوا: ام الله وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا: م الله، ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحدا، فيشبهونها بالباء، فيقولون م الله. وربما قالوا من الله بضم الميم والنون، ومن الله بفتحهما، ومن الله بكسرهما. وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ. وأنشد لامرئ القيس: فقلتُ يَمينُ الله أبرحُ قاعداً * ولو قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي أراد: لا أبرحْ، فحذف لا وهو يريده. ثم يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ، كما قال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا ومنكم * بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا. قال: فهذا هو الاصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قولهم: لم يكن فقالوا لم يك. قال: وفيهــا لغات كثيرة سوى هذه. وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقال: ألف أيمن ألف قطع وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. 
[يمن] نه: فيه: الإيمان "يمان" والحكمة "يمانية"، لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وهي من أرض اليمن، ولذا يقال: الكعبة اليمانية. ن: هو بخفة ياء على المشهور، وحكى تشديدها. نه: وقيل: قاله بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد الحرمين، وقيل: أراد الأنصار لأنهم يمانون في الأصل وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وأوهم فنسب الإيمان إليهم. ن: ولا مانع من حمله على الحقيقة لأن من قوى في شيء نسب إليه، وهكذا كان حال الوافدين منهم لحديث: جاءكم أهل اليمن أرق أفئدة -إلخ، ومنهم أويس وأبو مسلم، مع أنه لا ينفي الإيمان عن غيرهمن ثم المراد الموجودون منهم حينئذ لا كلهم في كل زمان. ز: قلت: لعل المانع أنه يلزم قوة يمانهم وفضلهم به على المهاجرين الأول والأنصار وفيهــم العشرة وغيرهم - والله أعلم. ك: أصل يمان يمنى، حذف إحدى الياءين وعوض عنها الألف، وقيل: قدم أحداهما وقلبت ألفًا فصار كقاض، والحكمة يمانية - بخفة ياء على الأصح. ومنه بين العمودين "اليمانيين" - بخفتها، وجوز سيبويه التشديد، وهما الركنان: الركن الأسود والركن اليماني. ن: ومنه لا تمس إلا "اليمانيتين"، وفيه تغليب. ك: ثلاثة أثواب "يمانية"ن بخفة ياء. نه: وفيه: الحجر الأسود "يمين" الله، هو تمثيلوأما عند غيره فيقع على نية الحالف لكنه يأتم به إلا إذا كان على جهة العذر. بغوي: قيل: إن كان المستحلف مظلومًا فعلى نيته، وإن كان ظالمًا فعلى نية الحالف. ط: وفيه: عرض على قوم "اليمين" فأسرعوا فأسهم، صورته أن يتداعى الرجلان متاعًا في يد ثالث ولم يكن لهما بينة أو لهما بينة يقرع بينهما فأيهما خرجت قرعته يحلف ويقضي له به. ك: حلفت على "يمين"، أي بيمين، أو المراد بها المحلوف عليه مجازًا. ش: ومثله: لا أحلف على "يمين". نه: وفيه: "ليمنك" لئن ابتليت لقد عافيت ولئن أخذت لقد أبقيت، ليمن وأيمن من ألفاظ القسم وألفه وصل وتفتح وتكسر. وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم كفن في "يمنة" - بضم ياء، ضرب من برود اليمن.
باب ين
[ي م ن] اليُمْنُ خلاف الشُّؤْم وقد يَمِنَ الرجل يَمْنًا ويُمِنَ وتَيَمَّنَ به واستَيْمَنَ وإنهُ لميْمُونٌ عَلَيهم ورجلٌ أيْمنُ ومَيمُونٌ والجمع أيامِنُ والأيامِنُ خلافُ الأشَائِم ويقال قَدِم فُلان على أَيمَنِ اليمين أي على اليُمْنِ والمَيْمَنةُ اليُمْنُ وقوله تعالى {فأصحاب الميمنة} الواقعة 8 أي أصحاب اليُمْنِ على أَنْفُسِهم أي كانوا مَيَامينَ على أنفسهم غَيرَ مَشَائِيمَ واليَمِنُ نقيضُ اليَسَارِ والجمع أيمُنٌ وأيْمَانٌ ويَمايِيْنُ فأمّا قوله

(قد جَرَت الطيرُ أَيَامنِيْنَا ... )

(قالت وكنت رَجلاً فَطيْنَا ... )

(هذا لَعَمْرو الله إسرائِيْنَا ... )

فعندي أنه جَمَعَ يَمينًا على أَيمُنٍ ثم جَمَعَ أيْمُنًا على أَيامِنَ ثم أراد وراءَ ذلكَ جمعًا آخَرَ فلم يجد جَمْعًا من جُموعِ التكسير أكثرَ مِنْ هذا لأن باب أَفَاعِلَ وفَوَاعِلَ وفعائِلَ ونحوها نهايَةُ الجمعِ فرجعَ إلى الجمع بالواو والنونِ كقول الآخَرِ

(فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتُها ... )

بلغَ نهايةَ الجمعِ التي هي حَدَائِدُ فلم يجد بعدَ ذلك بناءً من أبْنِيَةِ الجمع المُكَسَّرِ فجمعَهُ بالألف والتاءِ وكقولِ الآخر

(جَذْبَ الصراريِّينَ بالكُرُور ... )

جَمَعَ صارِيًا على صُرَّاءٍ ثم جمع صُرَّاءً على صَرَارِيٍّ ثم جمع صَراريَّ بالياء والنونِ وقد كان يجب لهذا الراجزِ أن يقولَ أياميِنِينا لأن جمعَ أَفْعَالَ كجمع إفْعَالٍ لكن لمَّا أزمع أن يقول في النصفِ الثاني أو البيت الثاني فطينَا ووزنُهُ فَعُولنْ أرادَ أن يَبنى قولَهُ أيامِنينا على فَعُولُنْ أيضًا ليُسوِّيَ الضَّرْبينِ أو العَرُوضين ونظير هذه التسوية قولهُ

(قد رَوِيَتْ غَيرَ الدُّهَيْدِهِيْنا ... )

(قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكريْنَا ... )

كان حُكمُه أن يقولَ غَيرَ الدُّهَيْدِهينا لأن الألِفَ في دَهْدَاهٍ رابعَةٌ وحُكْمُ حرف اللينِ إذَا ثَبتَ في الواحدِ رابعًا أن يثبُتَ في الجمع ياءً كقولك سرادحٌ وسَراديحُ وقِندِيلٌ وقناديل ويُهْلُولٌ وبهاليلُ ولكن أرادَ أن يسوّي بين دُهَيْدِهينا وبين أُبيَكرينا فجعل الضربين جميعًا أو العروضين فَعُولُنْ وقد يجوز أن يكون أيامِنيْنَا جمع أيامِنَ الذي هو جمع أَيْمُنٍ فلا يكون هنالك حذُفٌ وأَمَّا قوله

(هذا لعمرُو الله إِسرائينَا ... )

فإنّ قالت هنا بمعنى ظنّتْ فعدتْهُ إلى مفعولينِ كما تعدَّى قال إلى مفعولينِ وذلك في لغة بني سُلَيْمٍ حكاه سيبويه عن أبي الخطّاب ولو أراد قال التي ليست في مَعْنَى الظنّ لرفعَ وليس أحدٌ منَ العرب يَنْصِبُ بقال التي في معنى ظنّ إلا بَني سُلَيم وهي اليُمْنَى لا تُكَسَّرُ قال أبو عُبَيْدٍ وأما قول عُمَر رضي الله عنه وَزَوّدتْنَا يُمَيتَنَيْها فقياسه يُمَيّنَيْهَا لأنه تصغير يَمينٍ لكن قال يُمَيْنَتَيْهَا على تصغير الترخيم وإنما قال يُمَيْنَتَيْهَا ولم يقل يَدَيها ولا كَــفَّيْهــا لأنه لم يُرد أنها جمعت كــفيهــا ثم أَعطَتْهُما بجميع الكفينِ ولكنه أراد أنها أعطَتْ كُلَّ واحدٍ كفّا واحِدةً بيَمينها وَأَيْمَنَ أَخَذَ يَمِينًا وَيَمنَ به ويَامَنَ وتيامَنَ ذَهَبَ به ذات اليَمينِ وحكى سيبويه يَمَنَ يَيْمِنُ يعني أخذ ذاتَ اليمينِ قال وسَلّمُوا لأنّ الياءَ أخفُّ عليهم من الواوِ وقوله تعالى {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} الصافات 28 قال الزجّاجُ هذا قول الكفّارِ للذين أضلوهم كنتم تخدعونَنَا بأقوى الأسباب فكنتم تأتوننا مِنْ قِبَلِ الدّين فَتُرُونَنَا أنّ الدين والحقَّ ما تضلوننا به وقيل معناه كنتم تأتوننا من قِبَلِ الشهوة لأن اليَمِينَ مَوضِعُ الْكبِدِ والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإرادة ألا ترى أنّ القلبَ لا شيءَ له من ذلكَ لأنه من ناحية الشمال والتيَمُّنُ أنّ يوضعَ الرجلُ على جنبِه الأَيْمَنِ في القبر قال

(إذَا الشيخُ عَلْبا ثُمّ أصبح جِلْدُهُ ... كَرَحْضِ غِسيلٍ فالتيَمُّنُ أَرْوَحُ)

وأخذ يَمْنَةً وَيمنًا وَيسْرَةً ويَسَرًا أي ناحية يَمِين ويسارٍ واليَمَنُ ما كانَ عَنْ يمين القِبَلة مِنْ بلادِ الغَور النسبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمَانٍ على نادر النسب وألفُهُ عِوَضُ من الياءِ ولا تدلُّ على ما تدل عليه الياءُ إِذْ ليس حكمُ العقيِبِ أنْ يدلّ على ما يدل عَلَيه عَقيبُهُ دائمًا فإن سَمَّيتَ رجُلاً بِيَمَنٍ ثم أضفتَ إليه فعلى القياس وكذلك جميعُ هذا الضربِ وقد خَصُّوا باليَمَنِ موضعًا مَا أو غلَّبُوه عليه وعلى هذا لا يجوزُ ذهبتُ اليَمَنَ وإنّما يجوزُ على اعتقاد العموم ونظيرهُ الشأمُ ويدُلُّك على أنّ اليَمَنَ جنسِيٌّ غيرُ عَلَميٍّ أنّهم قد قالوا فيه اليَمْنَةُ واليُمْنَةُ وأَيْمَنَ القَومُ ويَمّنُوا أتَوا اليَمَنَ وقولُ أبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ

(تَعْوِي الذِّئَابُ من المخافَةِ حَوْلَهُ ... إهلاكَ رَكْبِ اليامِنِ المُتَطوِّفِ)

إمّا أنْ يكون على النسبِ وإمّا أنْ يكونَ على الفعلِ ولا أعْرِف له فِعْلاً ورجلٌ أَيْمَنُ يَصْنَعُ بِيُمْنَاه وقال أبو حَنيفَةَ يَمِنَنى ويَمَننَي جاء عن يميني واليَمِينُ الحِلفُ أُنثى والجمعُ أَيْمُنٌ وأَيْمانٌ وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ الله وإيمُنُ الله وإيمُ الله ومُ الله فحذفوا ومِ الله أُجرِي مُجْرَى مُ اللهِ قال سيبويه وقالوا لايْمُ الله واستدل بذلك على أنّ ألفَها ألِفُ وصْلٍ قال ابن جِنّي أمّا أيَمُنٌ في القسم فحذفت الهمزةُ منها وهي اسمٌ مِنْ قِبَلِ أنَّ هذا اسمٌ غَيرُ متمكِّنٍ ولم يستعمل إلا في القسم وحْدَهُ فلما ضارعَ الحرفَ بقلة تمكُّنِه فُتِحَ تشبيهًا بالهمزةِ اللاحقة لحرف التعريفِ وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرفَ وأيضًا فقد حكى يونس إيمُ الله بالكسر فقد جاءَ فيه الكسرُ أيضًا كما ترى ويؤكِّدُ عندك أيضًا حالَ هذا الاسم في مضارعته الحرفَ أنّهم قد تلاعبُوا به وأضعَفوهُ فقالوا مرّة أيمُنُ الله ومرّةً أيْمُ الله ومرّة إيْمُ الله ومرّة مِ الله ومرّة مُ الله فلما حذفوه هذا الحذف المُفْرِطَ وأصارُوهُ من كونه عَلَى حَرْفٍ إلى لفظِ الحروفِ قوِيَ شبَهُ الحرفِ عليه ففتحوا هَمْزتَهُ تشبيهًا بهمزة لامِ التعريف وقالَ مَرّةً ومما يجيزُهُ القياسُ غَيْرَ أَنْ لم يَرِدْ به الاستعمالُ خَبَرُ الأيْمُنِ مِن قولهم لايمُنُ اللهِ لأنطلقنّ فهذا مبتدأٌ محذُوفُ الخبر وصارَ طولُ الكلامِ بجوابِ القسم عِوَضًا منِ الخبر واستَيْمَنْتُ الرجلَ استخلفتهُ عن اللحيانِي واليَمِينُ القوة والقدرة وبه فُسِّرَ قوله تعالى {لأخذنا منه باليمين} الحاقة 45 وقيل أراد باليد اليُمْنَى وقولُ الشَّمَّاخ

(إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجْدٍ ... تَلَقّاها عَرابةُ باليَمِينِ)

قيلَ أرادَ القوّة وقيل أراد اليد اليُمْنَى وأمّا قوله {فراغ عليهم ضربا باليمين} الصافات 93 فقيل معناه بالحَلِف لقوله {وتالله لأكيدن أصنامكم} الأنبياء 57 واليَمِينُ المنزلةُ يقال هو عندنا باليَمِيْنِ أي بمنزلةٍ حَسَنَةٍ واليَمْنَةُ واليُمْنَةُ ضربٌ من بُرُود اليَمَنِ وأَيمُنُ اسم رجلٍ وأيمُنُ موضع قال المُسّيَبُ أو غَيرُهُ

(شَرَكَا بَمَاءِ الذَّوْبِ تجمعُهُ ... في طوْد أيْمَنَ مِنْ قُرى قَسْرِ)
يمن
يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون
• يمَن اللهُ الشَّخصَ: جعله مُباركًا.
• يمَن آلَه/ يمَن على آله/ يمَن لآله: كان مُباركًا عليهم. 

يمَنَ2/ يمَنَ بـ ييمِن، يَمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون (للمتعدِّي)
• يمَن الشَّخصُ: ذهب جهة اليمين.
• يمَن فلانٌ فلانًا: أتى من يمينه "أدرك صاحبَه في الطريق فيَمَنه".
• يمَن فلانٌ بفلان:
1 - ذهب به جهة اليمين.
2 - جاء عن يمينه. 

يمُنَ على/ يمُنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن وأيْمَن، والمفعول مَيْمُون عليه
• يمُن على آله/ يمُن لآله: يمَن عليهم، كان مُباركًا عليهم. 

أيمنَ يُومن، إيمانًا، فهو مُومِن
 • أيمنَ الرَّجلُ:
1 - اتَّجَه ناحيةَ اليمين.
2 - دخلَ بلاَد اليمن. 

استيمنَ/ استيمنَ بـ يستيمن، استيمانًا، فهو مُستيمِن، والمفعول مُستيمَن
• استيمن فلانٌ فلانًا: استحلفه؛ طلب منه الحلِف "استيمن القاضي الشهودَ قبل الإدلاء بشهادتهم".
• استيمن فلانٌ بالشَّيءِ: تبرَّك به "استيمن بزيارة المسجد النبويّ". 

تيامنَ يتيامن، تيامُنًا، فهو مُتيامِن
• تيامن الرَّجلُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - تفاءَل "فلنتيامن بمقدِم الربيع". 

تيمَّنَ/ تيمَّنَ بـ/ تيمَّنَ في يَتيمَّن، تيمُّنًا، فهو مُتيمِّن، والمفعول مُتيمَّن به
• تيمَّن الشَّخصُ: انتسب إلى اليَمَن.
• تيمَّن بالشَّيء: تبرّك به، تفاءَلَ؛ ضدّ تشاءَم "تيمّن بزيارة المسجد النبويّ- تيمَّن بنجاح مشروعه".
• تيمَّن بالأمر/ تيمَّن في الأمر: أخذ فيه من جهة اليمين "يتيمّن العربُ في كتابتهم". 

يامنَ/ يامنَ بـ ييامن، مُيامَنةً، فهو مُيامِن، والمفعول مُيَامَن به
• يامَن الشَّخصُ: يمَن، ذهب جهة اليمين، أتى اليمين "يامن القائدُ".
• يامَن القائدُ بجنودِه: ذهب بهم جهة اليمين. 

يمَّنَ/ يمَّنَ على يُيمِّن، تيمينًا، فهو مُيمِّن، والمفعول مُيمَّن عليه
• يمَّن الشَّخصُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - سافر إلى اليمن "يمَّن المعلِّم في بعثة تعليميّة".
3 - تفاءَل.
• يمَّن عليه: برَّك عليه، دعا له بالبركة. 

أيمنُ1 [مفرد]: ج أيامِنُ وأيْمَان وأَيْمُن، مؤ يُمنى، ج مؤ يُمْنَيَات وأيْمَان وأَيْمُن:
1 - جهة اليمين، عكسه أيسر "الشارع الأيمن- اليد/ الجهة اليُمنى- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} " ° هو ذراعه اليُمنى/ هو ساعده الأيمن: عضده، يعتمد عليه في الشدَّائد.
2 - اسم تفضيل من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: أكثر بركة " {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} ".
• أيمن الدَّوران: مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

أَيْمَنُ2 [مفرد]: ج يُمْن، مؤ يَمْناء، ج مؤ يَمْناوَات ويُمْن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يمُنَ على/ يمُنَ لـ.
2 - مَنْ يعمل بيده اليُمنى، عكسه أعسر. 

ايمن [كلمة وظيفيَّة]: اسم يضاف إلى اسم الله تعالى، يعرب مبتدأ دائمًا وخبره محذوف وجوبًا، وهو بمعنى اليمين والقسم، وقد تحذف نونه فيقال: ايْمُ وهمزته همزة وصل "ايمنُ الله لأخدمنّ الوطن: التقدير: ايمن الله قسمي". 

مُيامِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يامنَ/ يامنَ بـ.
2 - ما يدور باتّجاه عقارب الساعة "حركة مُيامِنة".
3 - (كم) ما يحوِّل مستوى الضوء المستقطب إلى اليمين "بِلَّوْر مُيامِن". 

مُيامَنة [مفرد]: مصدر يامنَ/ يامنَ بـ.
• مُيامَنة القَلب: (طب) وضع القلب إلى اليمين، أو تحوُّله، ويكون إمّا خِلْقيًّا وإمّا مُكتسَبًا. 

مُيمَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من يمَّنَ/ يمَّنَ على: مَدْعوٌّ له بالبركة.
2 - مَنْ يأتي بالخير والبركة. 

مُيمِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يمَّنَ/ يمَّنَ على.
2 - (فز) مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

مَيْمَنة [مفرد]: ج مَيَامِنُ:
1 - مصدر ميميّ من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: " {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ".
2 - ناحية اليمين، عكسها مَيْسرة "مَيْمَنة الجيش: جناحه الأيمن- مَيْمنة السفينة أو الطائرة- {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ". 

مَيْمون [مفرد]: ج مَيَامِنُ ومَيامينُ:
1 - اسم مفعول من
 يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ويمَنَ2/ يمَنَ بـ ° سافر على الطَّائر الميمون: سافر بالطائرة- سِرْ على الطَّائر الميمون: سِرْ موفّقًا- سَفرًا ميمونًا: دعاء للمسافر- هو ميمون الطائر: مبارك الطلعة.
2 - (حن) قِرْد من فصيلة كلبيَّة الرءوس، وهو أقبح القرود وأشرسها خُلقًا. 

يَمانيّ [مفرد]: مؤ يمانيّة: اسم منسوب إلى يَمَن: على غير قياس "سيف يمانيّ- عادات يمانيَّة".
• الشِّعْرى اليَمانيَّة: (فك) النَّجمة الأكثر توهّجًا وبريقًا في مجموعة الدُّبّ الأكبر في النِّظام الفلكيّ. 

يَمْن [مفرد]: مصدر يمَنَ2/ يمَنَ بـ. 

يُمْن [مفرد]:
1 - مصدر يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ.
2 - بركة، سِعة عيش، رفاهية، قوّة، خير كثير "أعاد الله عليكم العيد بالخير واليُمْن والبركاتَ" ° سنةُ يُمْن: سنة إقبال. 

يَمْنَة [مفرد]: مَيْمَنة؛ ناحية اليمين، عكسُ يَسْرَة "أحاطتِ الأشجارُ بالحديقة يَمْنَةً ويَسْرَة- اتّجهت السيارة يَمْنة". 

يَمين1 [مفرد]: ج أَيْمُن ويمائن:
1 - جهة اليمين، عكس يسار (مؤنّثة) "جلس على يمينه: تمكّن في جلوسه من جهة اليمين- جلس عن يمينه: جلس مُنحرِفًا عنه، غير ملاصق لجاره- {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} - {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} " ° أقصى اليَمين- إلى اليَمين دُرْ- ذات اليَمين: جهة اليمين- يمينًا وشمالاً: إلى اليمين وإلى اليسار.
2 - يد يمنى، عكس يسار " {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} - {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} " ° أصْحاب اليَمين: أهل الجنّة- ما ملكت يمينه: ممتلكاته- مِلْك اليَمين: الإماء.
• أحزاب اليَمين: الأحزاب المحافظة وهي التي تميل إلى الاعتدال في الحياة السياسيّة والقضايا العامَّة ويقابلها: الأحزاب اليساريّة. 

يَمين2 [مفرد]: ج أيْمَان وأَيْمُن:
1 - قَسَم، حَلِف (مؤنّثة) "يمين الولاء والإخلاص- يمين كاذبة/ زور/ غليظة- الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث] " ° يمين الله: أُقْسِم بالله.
2 - قوَّة وشدّة "أخذَ حَقَّه بيمينه- {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ".
• اليَمين الغَموس: (فق) يمين كاذبة تغمس صاحبَها في النّار لأنّه يحلف وهو يعلم أنّه كاذب.
• اليَمين اللَّغْو: (فق) ما يحلف عليه الشَّخص ظانًّا أنّه كذا وهو بخلافه، أو ما ورد على اللِّسان بغير قصد.
• اليَمين القَضائيَّة: (قن) اليَمين التي تتمّ أمام القضاء، وهي نوعان: حاسمة وهي التي يوجِّهها خصم إلى خصمه ليحسم بها النِّزاع، ومتمِّمة وهي التي توجِّهها المحكمة من تلقاء نفسها إلى أحد الخصوم.
• يمين الأمانة: (قن) اليَمين التي كان القاضي يلي تحليفها المدَّعي أو المدَّعى عليه كلّما استشعر أنّ واحدًا منهما يفعل أو يهمل شيئًا غدرًا.
• يمين المبرَّة: (قن) اليَمين التي كان يحلفها الخصمان تلو انتصاب الخصومة، أي أنّهما أقاماها اعتقادًا بصدقها ويواصلانها بلا خيانة.
• اليَمين الدُّستوريَّة: (قن) القسم الذي يتعهّد فيه رئيس الجمهوريّة قُبَيْل تسلُّمه الحكم بالمحافظة على الدستور. 

يَمين3 [مفرد]: ج أيْمَان: بركة ° هو عندنا باليمين: بالمنزلة الحسنة. 

يَمينيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يَمين1: عكسه يساريّ "طريقة يمينيّة".
2 - (سة) مَنْ يميل إلى المحافظة والاعتدال في رأيه وفي الحياة السياسيَّة والعامَّة، وينسب الاسم إلى اليمين لأن مقاعد اليمينيِّين في المجالس النيابيَّة إلى اليَمين، وهو خلاف اليساريّ "تفوق أعدادُ اليمينيّين في البرلمان أعدادَ اليساريِّين- يمينيّ متطرِّف". 
يمن
: ( {اليُمْنُ، بالضَّمِّ: البَرَكَةُ) ؛) وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ، وَهُوَ ضِدُّ الشُّؤْمِ؛ (} كالمَيْمَنَةِ) ؛) وَبِه فسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {أُولَئِكَ أَصْحابُ {المَيْمِنَةِ} ، أَي كَانُوا} مَيامِينَ على أَنْفُسِهم غَير مَشَائِيم، وجَمْعُ {المَيْمَنَةِ} مَيَامِنُ، وَقد ( {يَمِنَ) الرَّجُلُ، (كعَلِمَ وعُنِيَ وجَعَلَ وكَرُمَ) ،} يُمْناً، (فَهُوَ {مَيْمونٌ} وأَيْمَنُ {ويامِنٌ} ويمينٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: {يُمِنَ فلانٌ على قوْمِه فَهُوَ} مَيْمونٌ إِذا صارَ مُبارَكاً عَلَيْهِم، ويَمَنَهُم، فَهُوَ {يامِنٌ، مِثْلُ شُئِمَ وشَأَمَ.
وَفِي المُحْكَم: يَمَنَه اللَّهُ يُمْناً، فَهُوَ مَيْمُونٌ، واللَّهُ} اليَامِنُ؛ {واليَمِينُ} واليَامِنُ، كالقَدِيرِ والقَادِرِ؛ قالَ:
بَيْتُكَ فِي {اليامِنِ بَيْتُ} الأيْمَنِ (ج {أَيامِنُ) جَمْعُ} أَيْمَن، (و) جَمْعُ {المَيْمونِ (} مَيامِينُ.
( {وتَيَمَّنَ بِهِ) وبرأْيِه (} واسْتَيْمَنَ) :) أَي تَبَرَّكَ بِهِ.
(وقَدِمَ على {أَيْمَنِ} اليَمِينِ: أَي {اليُمْنِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: قَدِمَ على أَيْمَنِ اليُمْنِ: أَي على اليُمْنِ.
(} واليَمِينُ: ضِدُّ اليَسارِ، ج {أَيْمُنٌ) بضمِّ الميمِ وفتحِها، (} وأَيْمانٌ {وأَيامِنُ) جَمْعُ أَيْمَنَ، (} وأَيامِينُ) جَمْعُ أَيْمانٍ.
(و) {اليَمِينُ: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (القُوَّةُ) والقُدْرَةُ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشمَّاخِ:
تَلقَّاها عَرابَةُ} باليَمِينِ أَي بالقُوَّةِ، وَكَذَا قَوْلُه تَعَالَى: {لأَخَذْنَا مِنْهُ {باليَمِين} .
قالَ الزجَّاجُ: أَي بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: باليَدِ} اليُمْنَى.
وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {فَراغَ عَلَيْهِم ضَرْباً {باليَمِينِ} ، فقيلَ:} بيَمِينِه؛ وقيلَ: بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: بالحَلْفِ.
( {ويَمَنَ بِهِ} يَيْمِنُ) ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَكَاهُ سِيْبَوَيْه، ( {ويامَنُ،} ويَمَّنَ) ، مُشَدَّداً، ( {وتَيامَنَ: ذَهَبَ بِهِ ذاتَ اليَمينِ) .
(وقالَ ابنُ السِّكِّيت: يامِنْ بأَصْحابِكَ وشائِمْ: خُذْ بهم} يَمِيناً وشِمالاً، وَلَا يقالُ {تَيامَنَ بهم وَلَا تياسَرْ.
وَفِي الحدِيثِ: (فأَمَرَهُم أَن} يَتَيَامَنُوا عَن الغَمِيمِ) ، أَي يأْخُذُوا عَنهُ! يَمِيناً.
(و) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {إنَّكُم (كُنْتُم تَأْتوننا عَن اليمينِ) } ،) قالَ الزجَّاجُ: هَذَا قوْلُ الكفَّارِ للَّذِينَ أَضَلُّوهم؛ (أَي تَخْدَعُوننا بأَقْوَى الأَسْبابِ) فتُرُونَنا أنَّ الدِّينَ والحَقَّ مَا تُضِلُّوننا بِهِ، كأَنَّه أَرادَ تَأْتُونَنا عَن المَأْتَى السَّهْل؛ (أَو) مَعْناه: تَأْتُونَنا (من قِبَلِ الشهوةِ لأنَّ اليَمِينَ مَوْضِعُ الكَبِدِ، والكَبِدُ مَظِنَّةُ الشهوةِ والإرادَةِ) ، أَلا تَرَى أنَّ القَلْبَ لَا شَيْء لَهُ مِن ذلِكَ لأنَّه من ناحِيَةِ الشِّمالِ؟
( {والتَّيَمُّنُ: الموتُ؛ و) الأصلُ فِيهِ (وَضْعُ المَيِّتِ فِي قبرِهِ على جَنْبِهِ} الأَيْمَنِ) ؛) قالَ الجَعْدِيُّ:
إِذا مَا رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى وجِلْدُهكضَرْحٍ قَديمٍ {فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُوهو مجازٌ.
(وأَخَذَ} يَمْنَةً {ويَمَناً، محرَّكةً) ، ويَسْرَةً ويَسَراً، (أَي ناحِيَةَ يَمِينٍ) ويَسارٍ.
(} واليَمَنُ، محرَّكةً: مَا) كانَ (عَن {يَمِينِ القِبْلَةِ من بِلادِ الغَوْرِ) .) وقالَ الشَّرْقي: إنَّما سُمِّيَت اليَمَن لتَيامُنِهم إِلَيْهَا.
قالَ ياقوتُ: فِيهِ نَظَرٌ لأنَّ الكَعْبَة مربَّعَةٌ فَلَا يَمِين لَهَا وَلَا يَسَار، فَإِذا كَانَ} اليَمَنُ عَن يَمِينِ قَوْمٍ كانتْ عَن يَسارِ آخَرِيْن، وكذلِكَ الجِهَات الأرْبَع إلاَّ أنْ يُريدَ بذلِكَ من يَسْتَقْبل الرُّكْن! اليَمَانيّ فإنَّه أَجَلّها، فَإِذا يصحّ، واللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم.
وَفِي المَراصِدِ: اليَمَنُ ثلاثٌ وِلاياتٍ: الجنْدُ ومَخالِيفُها، وصَنْعاءُ ومَخالِيفُها، وحَضْرَمَوْت ومَخالِيفُها، وأَمَّا حَدُّ اليَمَنِ فمِن وَرَاء تَثْلِيث وَمَا سامتها إِلَى صَنْعاء وَمَا قارَبَها إِلَى حَضْرَمَوْت والشَّحْر وعُمَان إِلَى عَدَن أَبْيَن وَمَا يَلِي ذلكَ إِلَى التهائِم والنّجُودِ، واليَمَنُ يَجْمَعُ ذلِكَ كُلّه.
وقالَ قُطْرُبُ: سُمِّي اليَمَن ليمنِه والشّأْم لشُؤْمِه.
(وَهُوَ {يَمَنِيٌّ) على القِياسِ، (} ويَمانِيٌّ) ، بتَشْدِيدِ الياءِ، نَقَلَهُ سِيْبَوَيْه عَن بعضِهم، وأَنْشَدَ لأُمَيَّة بنِ خَلَف الهُذَليّ:
{يَمانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِباً لَهَبَ الشُّوَاطِقالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: والأَكْثَر على مَنْعِ التَّشْديدِ مَعَ ثُبوتِ الألِفِ لأنَّه جَمْعٌ بينَ العَوَضِ والمُعَوَّضِ.
وأَجابَ عَنهُ الشِّيخُ ابنُ مالِكٍ: بأنَّه قد يكونُ نسْبَةً مَنْسُوب.
(} ويمانٍ) ، مُخَفَّفَة، وَهُوَ من نادِرِ النَّسَبِ، وأَلِفُه عِوَض عَن الياءِ، وَلَا يدلُّ على مَا يدلُّ عَلَيْهِ الياءُ إِذْ ليسَ حكم العقيب أَن يدلَّ على مَا يدلّ عَلَيْهِ عقبه دائِباً.
وقومٌ {يَمانِيَةٌ} ويَمانُونَ: مثْلُ ثمانِيَة وثَمانُون، وامْرأَةٌ {يَمانِيَة أَيْضاً.
(} ويَمَّنَ {تَيْمِيناً} وأَيْمَنَ {ويامَنَ: أَتاها) أَو أَرادَها.
(} وتَيَمَّنَ: انْتَسَبَ إِلَيْهَا.
( {والتَّيْمَنِيُّ: أُفُقُ اليَمَنِ) وَإِذا نَسَبُوا إِلَى} التَّيَمُّنِ قَالُوا {تَيْمَنِيٌّ.
(} والأَيْمَنُ: من يَصْنَعُ {بيُمْناهُ) ، وَهُوَ ضِدُّ الأَيْسَرِ.
(} ويَمَنَهُ، كمَنَعَهُ وعَلِمَهُ) يُمْناً ويُمْنَةً: (جاءَ عَن يَمِينِهِ) ، وكذلِكَ شَأمَهُ وشَئِمَه ويَسَرَهُ إِذا جاءَ عَن شِمالِه.
( {واليَمِينُ) :) الحَلْفُ و (القَسَمُ، مُؤَنَّثٌ) ، سُمِّيَ باسمِ يَمِينِ اليَدِ، (لأنَّهم كَانُوا يَتَماسحونَ} بأَيْمانِهِم فيَتحالَفُونَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: لأنَّهم كَانُوا إِذا تَحالَفُوا ضَرَبَ كلُّ امْرىءٍ مِنْهُم {يَمِينَه على} يَمِينِ صاحِبِه، (ج أَيْمُنٌ) ، بضمِّ الميمِ، (وأَيْمانٌ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لزُهَيْرٍ:
فتُجْمَعُ {أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمُبمُقْسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُقالَ الجوْهرِيُّ: وَإِن جَعَلْتَ اليَمِينَ ظَرْفاً لم تَجْمَعْه، لأنَّ الظّروفَ لَا تَكادُ تُجْمَعُ لأنَّها جِهاتٌ وأَقْطارٌ مُخْتَلِفَةُ الأَلْفاظِ.
(} وأَيْمُنُ اللَّهِ) ، بضمِّ الميمِ والنّونِ، وأَلِفُه أَلِفُ وَصْل عنْدَ أَكْثَر النّحويِّين، وَلم يَجِىءْ فِي الأسماءِ أَلِف وَصْل مَفْتوحَة غَيْرها، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
( {وأَيْمُ اللَّهِ، وَيكسر أَوَّلُهُما) ، عَن ابنِ سِيدَه.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: أَهْلُ الكُوفَة يقُولُونَ: أَيْمُن جَمْعُ يَمينِ للقَسَمِ، والألِفُ فِيهَــا أَلِفُ وَصْلٍ ويُفْتَحُ ويُكْسَرُ.
والكَسْرُ فِي} إِيمِ اللَّهِ، حَكاهُ يونُسُ ونَقَلَه ابنُ جنِّي.
وذَهَبَ ابنُ كَيْسان وابنُ دَرَسْتَوَيْه: إِلَى أنَّ أَلِفَ أَيْمُنٍ أَلفُ قَطْع، وَهُوَ جَمْعُ يَمينٍ، وإنّما خُفِّفَتْ هَمْزَتُها وطُرِحَتْ فِي الوَصْلِ لكَثْرةِ اسْتِعْمالِهم لَهَا.
ويقُولانَ: إنَّ أَيْم اللَّهِ أَصْلُه أَيْمُن اللَّهِ حذفت النُّونُ كَمَا حُذِفَتْ مِن لم يَكُ ( {وأَيْمَنُ اللَّهِ، بفتْحِ الميمِ والهَمْزَةِ، و) قد (تُكْسَرُ) الهَمْزَةُ.
(} وإيم اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ والميمِ، وقيلَ: أَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ) ، وَهُوَ قَوْلُ النّحويِّين إلاَّ مَا كانَ مِن ابنِ كَيْسان وابنِ دَرَسْتَوَيْه كَمَا ذَكَرْنا.
(و) قالُوا: (هَيْمُ اللَّهِ، بفتْحِ الهاءِ وضمِّ الْمِيم) ، والأصْلُ أَيْمُ اللَّهِ، قُلِبَتِ الهَمْزةُ هَاء، (و) رُبَّما حَذَفُوا مِنْهُ الياءَ فَقَالُوا ( {أَمِ اللَّهِ، مُثلَّثَة الميمِ،} وإِمُ اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ وضمِّ الميمِ وفَتْحِها، و) رُبَّما قَالُوا: ( {مُنِ اللَّهِ، بضمِّ الميمِ وكسْرِ النُّونِ،} ومُنُ اللَّهِ، مُثلَّثَةَ الميمِ والنُّونِ) أَي بضمِّ الميمِ والنونِ وبفتْحِهما وبكسْرِهِما، (و) رُبَّما أَبقُوا الميمَ وَحْدَها فَقَالُوا: (مُ اللَّهِ، مُثلَّثَةً) ، أَمَّا الضمُّ فَهُوَ الأصْلُ، وأَمَّا الكَسْرُ فلأنَّها صارَتْ حَرْفاً واحِداً فيُشَبِّهُونَها بالباءِ، (و) رُبَّما أَدْخَلُوا عَلَيْهَا اللامَ لتَأْكِيدِ الابْتِداءِ، فقالُوا: ( {لَيْمُ اللَّهِ ولَيْمَنُ اللَّهِ) ، الأخيرَة نَقَلَها الجوْهرِيُّ وحينَئِذٍ يَذْهب الألِفُ فِي الوَصْلِ؛ قالَ نُصَيْبٌ:
فَقَالَ فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْنَعَمْ وفريقٌ} لَيْمُنُ اللَّهِ مَا نَدْرِي وَهُوَ مَرْفوعٌ بالابْتِداءِ، وخبرُهُ مَحْذُوفٌ، والتَّقْديرُ لَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي، {ولَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ، وَإِذا خاطَبْتَ قُلْتَ} لَيْمُنُكَ.
وَفِي حدِيثِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ أنَّه قالَ: لَيْمُنُكَ لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، وَإِن كُنْتَ أَخَذْتَ لقد أَبْقَيْتَ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: والعلَّةُ فِي ضمِّ نونِ لَيْمُنَك كالعَلَّةِ فِي قوْلِهم لَعَمْرُكَ، كأَنَّه أُضْمِرَ فِيهَــا يَمِينٌ ثانٍ، فقيلَ: وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عَظِيمَة، وكَذلِكَ لَعَمْرُك، فلعمرك عَظِيمٌ، قالَهُ الأحْمَر والفرَّاء.
كُلُّ ذلِكَ (اسمٌ وُضِعَ للقَسَمِ، والتَّقْديرُ {أَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي) ،} وأَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ.
( {وأَيْمُنٌ، كأَذْرُحَ: اسمُ) رجُلٍ.
(و) أَيْمَنُ، (كأَحْمَدَ: ع) ؛) قالَ المُسَيَّبُ أَو غيرُهُ:
شرقاً بماءِ الذّوْبِ يَجْمَعُهفي طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ (} واسْتَيْمَنَهُ: اسْتَخْلَفَهُ) ، عَن اللَّحْيانيّ.
(وبِنْيامينُ، كإسْرافيلَ: أَخُو يوسُفَ، عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَلَا تَقُلْ ابنِ يامِينَ) . (قُلْتُ: فَإِذا مَحَلُّ ذِكْرِه فَصْل الباءِ مَعَ النونِ وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ.
(وحُذَيْفَةُ بنُ {اليَمانِ: صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، اسمُ أَبيهِ حسلٌ، ويقالُ: حسيلُ بنُ جردَةَ بنِ عُمَر بنِ عبدِ اللَّهِ القَيْسيّ، وقيلَ: اليَمَانُ لَقَبُ جَدِّه جردَةَ بنِ الحارِثِ.
قالَ الكَلْبيُّ: أَصابَ دَماً فِي قوْمِه فهَرَبَ إِلَى المدينَةِ وحالَفَ بَني عبدِ الأَشْهَل فسمَّاه قَوْمُه اليَمانَ، تُوفي سَنَة 36.
(وسَمَّوْا:} يُمْناً، بالضَّمِّ وبالتَّحْرِيكِ) ؛) أَمَّا بالضمِّ: فيُمْنُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُسْتَنْصر مِن الأُمَراءِ ومَوْلاهُ نظرُ بنُ عبدِ اللَّهِ اليَمَنِيُّ، سَمِعَ مَعَ مَوْلاه مِن ابنِ البطرِ، ماتَ سَنَة 544، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
والمُكَنَّى بأَبي {اليَمَنِ كَثِيرُونَ.
وأَمَّا بالتّحْريكِ: فيَمَنُ الحَنْبَليُّ الفَقِيهُ حَمُو المُحدِّثِ محبُّ الدِّيْن، قَرَأَ صَحِيحَ البُخاري على أَصْحابِ ابنِ الزّبيدي.
وجَحَّافُ بنُ اليَمَنِ الأنْدَلُسِيُّ قاضِي بَلَنْسِيَة؟ أُصيْبَ سَنَة 327 غازِياً.
ويَمَنُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحَنَفيُّ فِي نَسَبِ حَمْزَةَ بن بَيْض، الشاعِر الحَنَفي.
وأَبو اليَمَن عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي الشَّرِيف، ذَكَرَه عبدُ الغَنيِّ بنُ سعيدٍ.
(و) سَمَّوْا:} يامِنَ، (كصاحِبٍ، {ويامِينَ) ، كرَاحِيلَ، (} والمَيْمونُ: نَهْرٌ) مِن أَعْمالِ وَاسِط، قصبتُه الرَّصافَة، وكانَ أَوَّل من حَفَرَه سعيدُ بنُ زيْدٍ، وَكِيل أُمِّ جَعْفَر زبيدَةَ، وكانتْ فوهَتُه فِي قَرْيةٍ تُسَمَّى قَرْية! مَيْمونٍ، فحوِّلَتْ فِي أَيامِ الوَاثِقِ على يَدِ عُمَر بنِ الفَرَجِ الرجحي إِلَى مَوْضِع آخر وسُمِّي {بالمَيْمونِ لِئَلاّ يَسْقطَ عَنهُ اسمُ اليَمَنِ.
(و) مِن المجازِ: المَيْمونُ: (الذَّكَرُ) .) يقالُ: ضَرَبَها بالمَيْمون إِذا جامَعَها؛ وأَنْشَدَ الزَّمَخْشريُّ:
أَضْرِبُ بالمَيْمونِ فِي دِهْلِيزهاأَصبُّ مَا فِي قُلَّتي فِي كوزِها (و) } مَيْمونُ (بنُ خالِدِ) بنِ عامِرِ بنِ (الحَضْرَميّ، ويُضافُ إِلَيْهِ بِئْرٌ بمكَّةَ) .
(قالَ ياقوتُ: كَذَا وَجَدْتُه بخطِّ الحافِظِ أَبي الفضْلِ بنِ ناصِرٍ على ظهْرِ كتابٍ؛ قالَ: ووَجدْتُ فِي موْضِع آخَر: أَنَّ مَيْمونَ صاحِبَ البِئْرِ هُوَ أَخُو العَلاءِ بنِ الحَضْرميّ وَالِي البَحْرَيْن، حَفَرَها بأَعْلى مكَّةَ فِي الجاهِلِيَّة وعنْدَها قَبْرُ أَبي جَعْفرٍ المَنْصورِ، كانَ مَيْمونُ حَلِيفاً لحَرْبِ بنِ أُمَيَّة بنِ عبْدِ شمْس؛ واسمُ الحَضْرميّ عبدُ اللَّهِ بنُ عماد؛ قالَ الشاعِرُ:
تَأمل خليلي هَل ترى قصرَ صالحوهل تعرف الأطلال من شعب وَاضح؟ إِلَى بِئْر مَيْمُون إِلَى الْعبْرَة التيلها ازدحَمَ الْحجَّاج بَين الأباطح (! ويُمْنٌ، بالضَّمِّ) ، ويُرْوَى بالفتْحِ أَيْضاً: (ماءٌ) لغَطَفانَ مِن بَطْنِ فِرِنْداذ على الطَّريقِ بينَ تَيْماءَ وفَيْد.
وقيلَ: هُوَ ماءٌ لبَني صرمَةَ بنِ مُرَّةَ، مِنْهُم ويُسمِّيه بعضُهم أمنا؛ قالَ زهيرٌ: عَفَا من آلِ فاطِمَة الجواءُ {فيُمْنٌ فالقَوادِمُ فالحَساءُ (و) } يُمَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ) فِي جَبَلِ صَبِر، من أَعْمالِ ثغر اسْتَحْدَثَه عليُّ بنُ زُرَيْعٍ.
( {واليَمانِيَةُ، مُخَفَّفَةً: شَعيرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
(و) } المُيَمَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الَّذِي يَأْتي {باليُمنِ والبَرَكَةِ.
(} وتَيَمَّنَ بِهِ) :) تَبَرَّكَ.
( {ويَمَّنَ عَلَيْهِ) } تَيْمِيناً: (بَرَّكَ) تَبْرِيكاً.
( {واليُمْنَةُ، بالضَّمِّ) وتُفْتَحُ: (بُرْدٌ يَمَنِيٌّ) ؛) قالَ رَبيعَةُ الأسَدِيُّ:
إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بينناخَلَقٌ كسَحْقِ} اليُمْنَةِ المُنْجابِ وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفن فِي {يُمْنَةٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأيامِنُ: خِلافُ الأشائِمِ؛ قالَ المُرَقِّشُ:
فَإِذا الأشائِمُ كالأيامِن {والأيامِنُ كالأشائِم وقالَ الكُمَيْت:
ورَأَتْ قُضاعَةُ فِي الأيامِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْيعْني فِي انْتِسابِها إِلَى اليَمَنِ، كأَنَّه جَمَع اليَمَنَ على} أَيْمُنٍ ثمَّ على! أَيامِنَ كزَمَنٍ وأَزْمُن. ويقالُ فِي جَمْعِ اليَمِينِ اليُمُنُ بضَمَّتَيْن؛ قالَ زهيرٌ:
وحَقّ سَلْمَى على أَرْكانِها اليُمُنِ {والتَّيَمُّنُ: الابْتِداءُ فِي الأفْعالِ باليَدِ} اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانِبِ {الأَيْمَن.
ونَظَرَ} أَيْمَنَ مِنْهُ: عَن {يَمِينِه.
وتُجْمَعُ} اليَمينُ ضِدّ اليَسارِ على يَمَائِنُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
وقالَ اليَزِيدِيُّ: {يَمَنْتُ أَصْحابي: أَدْخَلْتُ عَلَيْهِم} اليَمِينَ، وأَنا {أَيْمَنُهُمْ} يُمْناً {ويُمْنةً} ويُمنْتُ عَلَيْهِم وأَنا {مَيْمونٌ عَلَيْهِم.
} وأَيْمَنَ الرَّجُلُ: أَرادَ {اليَمِينَ، كأَشْأَمَ أَرادَ الشمالَ.
} والمَيْمَنَةُ: خِلافُ المَيْسَرَةِ، وقوْلُه:
قَدْ جَرَتِ الطَّيْرُ {أَيامِنِينا قالتْ وكُنْتُ رجُلاً فَطِينا هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ إسْرائينا قالَ ابنُ سِيدَه: جَمَع} يَمِيناً على {أَيْمانٍ، ثمَّ جَمَعَه على} أَيامِين، ثمَّ جَمَعَه بالواوِ والنونِ.
وأَعْطاهُ {يَمْنَةً من طَعامٍ: أَي أَعْطاهُ الطَّعامَ} بيَمِينِه ويَدهُ مَبْسوطَة. والأصْلُ فِي يَمْنَة أنَّها مَصْدَرٌ كاليَسْرَةِ، ثمَّ سُمِّي الطَّعامُ يَمْنَةً لأنَّهُ أُعْطِي يَمْنَةً أَي {باليَمِينِ؛ كَمَا سَمَّوا الحَلِفَ} يَمِيناً لأنَّه يكونُ بأَخْذِ اليَمِينِ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ مَنْ لَقِيتُ مِن غَطَفانَ يتَكلَّمُونَ فيَقولُونَ إِذا أَهْوَيْتَ! بيَمِينِك مَبْسوطَةً إِلَى الطَّعامِ أَو غيرِهِ فأَعْطَيْت بهَا مَا حَمَلَتْه مَبْسوطَة فإنَّك تقولُ أَعْطاهُ يَمْنةً من الطَّعامِ، فَإِن أَعْطاهُ بهَا مَقْبوضَةً قُلْتَ أَعْطاهُ قَبْضةً من الطَّعامِ، وَإِن حَثَى لَهُ بيدَيْه فَهِيَ الحَثْيَة والحَفْنَةُ.
وتَصْغيرُ اليَمِينِ: {يُمَيِّنٌ؛ وتَصْغيرُ} اليَمْنَة {يُمَيْنَة، وهُما} يُمَيْنتاه.
وذَهَبَ إِلَى {أَيْمَنِ الإِبِلِ وأَشْمُلِها: أَي مِن ناحِيَةِ} يَمِينِها وشمالِها؛ وقوْلُ ثَعْلَبَة بنِ صُعَيْر:
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدماأَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينِها فِي كافِرِيعْنِي مالَتْ بإحْدَى جانِبَيْها إِلَى المَغِيبِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: هُوَ عنْدَنا باليَمِينِ أَي بمنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ، وَهُوَ مجازٌ.
{ويمَن يَمِيناً: أَتَى باليَمِينِ.
وَكَانُوا يَقولُونَ فِي الحلفِ: يَمِينُ اللَّهِ لَا أَفْعَل؛ عَن أَبي عبيدٍ.
ورُوِي عَن عطاءِ بنِ السائِبِ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ يَمِيناً مِن أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {كهيعيص} : كَاف هاد يَمِين عَزِيز صَادِق.
وإنَّما قيلَ للشعرى العبورُ} اليَمانِيةُ ولسُهَيْل {اليَمانِيُّ لأنَّهما يُريَان من ناحِيَةِ اليَمَنِ.
} وتَيَامَنَتِ السَّحابَةُ: أَخَذَتْ ناحِيَةَ اليَمَنِ.
وأُمُّ أَيْمَنَ: امْرأَةٌ أَعْتَقَها، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حاضِنَةُ أَولادِه فزوَّجَها مِن زيْدٍ فولَدَتْ لَهُ أُسامَةَ.
ويقالُ: هُوَ مِلْكُ اليَمِينِ للرَّقِيقِ، وَهُوَ مجازٌ.
{واليُمَيْنَيْن، مُثَنَّى} يُمَيْن، كزُبَيْرٍ: من حُصُونِ اليَمَنِ بعْدَ كابس، عَن ياقوت. {واليَمانِيةُ: فِرْقةٌ مِن الخَوارِج أَصْحاب محمدِ بنِ اليَمان الكُوفيّ.
} ويَمِينُ بنُ سليعٍ الحَضْرميُّ، كأَمِيرٍ، جَدُّ حَسَّان بن أَعْين عَن عبدِ اللَّهِ بنِ عان، وَعنهُ ابْنُه خالِدُ وعقبةُ بنُ عامِرٍ الحَضْرَميُّ.
ويقالُ لمكّةَ {اليَمانِيَة لأنَّها مِن تهامَةُ وتهامَة من أَرْضِ اليَمَنِ.

يمن: اليُمْنُ: البَركةُ؛ وقد تكرر ذكره في الحديث. واليُمْنُ: خلاف

الشُّؤم، ضدّه. يقال: يُمِنَ، فهو مَيْمُونٌ، ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ. ابن

سيده: يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن، وإنَّه

لمَيْمونٌ

عليهم. ويقال: فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به، وجمع

المَيْمونِ مَيامِينُ. وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فهو مَيْمُونٌ، والله

الْيَامِنُ. الجوهري: يُمِن فلانٌ على قومه، فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً

عليهم، ويَمَنَهُم، فهو يامِنٌ، مثل شُئِمَ وشَأَم. وتَيَمَّنْتُ به:

تَبَرَّكْتُ.

والأَيامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قال المُرَقِّش، ويروى لخُزَزَ بن

لَوْذَانَ.

لا يَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَا

ءِ الخَيْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم

وكَذَاك لا شَرٌّ ولا

خَيْرٌ، على أَحدٍ، بِدَائم

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو على وَاقٍ وحائم

فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامنُ كالاشائم

وقول الكيمت:

ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا

مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ

يعني في انتسابها إلى اليَمَن، كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على

أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن. ويقال: يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن؛

قال زُهَير:

وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ

ورجل أَيْمَنُ: مَيْمُونٌ، والجمع أَيامِنُ. ويقال: قَدِمَ فلان على

أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن. وفي الصحاح: قدم فلان على أَيْمَن

اليَمِين أَي اليُمْن. والمَيْمنَةُ: اليُمْنِ. وقوله عز وجل: أُولئك أَصحاب

المَيْمَنةِ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على

أَنفسهم غير مَشَائيم، وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ.

واليَمِينُ: يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه، وتصغير اليَمِين يُمَيِّن،

بالتشديد بلا هاء. وقوله في الحديث: إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع

أَمره ما استطاع؛ التَّيَمُّنُ: الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى

والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن. وفي الحديث: فأَمرهم أَن

يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً. وفي حديث عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ

أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم؛ أَي عن يمينه. ابن سيده: اليَمينُ

نَقِيضُ اليسار، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ

ويَمَائنُ. وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص:

هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ

عَزِيزٌ صادِقٌ؛ قال أَبو الهيثم: فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله

كافٍ، وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ، وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من

قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً، فهو مَيْمون، قال:

واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر؛ وأَنشد:

بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ

قال: فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ، وجعل العَيْنَ عزيزاً

والصاد صادقاً، والله أَعلم. قال اليزيدي: يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم

اليَمِينَ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا

مَيْمونٌ

عليهم، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم، وأَنا أَيْمَنُهُمْ

يَمْناً ويَمْنةً، وكذلك شَأَمْتُهُم. وشأَمْتُهُم: أَخَذتُ على شَمائلهم،

ويَسَرْتُهم: أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً. والعرب تقول: أَخَذَ فلانٌ

يَميناً وأَخذ يساراً، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً. ويامَنَ فلان:

أَخذَ ذاتَ اليَمِين، وياسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابن السكيت: يامِنْ

بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً، ولا يقال: تَيامَنْ بهم

ولا تَياسَرْ بهم؛ ويقال: أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين،

ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ. واليَمْنةُ: خلافُ اليَسْرة.

ويقال: قَعَدَ فلان يَمْنَةً. والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة: خلاف الأَيْسَر

والمَيْسَرة. وفي الحديث: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض؛ قال ابن

الأَثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ

الرجلُ يده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم

ويُلْثَم. وفي الحديث الآخر: وكِلْتا يديه يمينٌ

أَي أَن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن

الشمال تنقص عن اليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد

والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو

على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم. وفي حديث

صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ

في مَلَكَتِه، فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما؛ وأَما

قوله:

قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا،

قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا:

هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا

قال ابن سيده: عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ، ثم جمع أَيْماناً على

أَيامِين، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير

أَكثر من هذا، لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع، فرجع

إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها

لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية

الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء؛ وكقول الآخر:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور

جَمَع صارِياً على صُرَّاء، ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ، ثم جمعه على

صراريين، بالواو والنون، قال: وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول

أَيامينينا، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال، لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف

الثاني أَو البيت الثاني فطينا، ووزنه فعولن، أَراد أَن يبني قوله

أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين؛ ونظير هذه التسوية

قول الشاعر:

قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا

كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا، لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة

وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء، كقولهم

سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل، لكن أَراد أَن

يبني بين

(* قوله «يبني بين» كذا في بعض النسخ، ولعل الأظهريسوي بين كما

سبق). دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا، فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو

العَرُوضَيْن فَعُولُن، قال: وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي

هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف؛ وأَما قوله:

قالت، وكنتُ رجُلاً فَطِينا

فإن قالت هنا بمعنى ظنت، فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى

مفعولين، وذلك في لغة بني سليم؛ حكاه سيبويه عن الخطابي، ولو أَراد قالت التي

ليست في معنى الظن لرفع، وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن

إلاَّ بني سُلَيم، وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ

(* قوله «وهي اليمنى فلا

تكسر» كذا بالأصل، فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو

الورقتين، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهــما هذه المادة

لنقصهما). قال الجوهري: وأَما قول عمر، رضي الله عنه، في حديثه حين ذكر ما

كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته، وأَنه واخْتاً له خرجا

يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما، قال: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها

وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ، فيقال: إنه أَراد

بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى، فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث؛

قال ابن بري: الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة، وهي تصغير

يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة؛ يقال: أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه

الطعام بيمينه ويده مبسوطة. ويقال: أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه

بيده مبسوطة، والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة، ثم سمي

الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين، كما سَمَّوا الحَلِفَ

يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين؛ قال: ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً

تَصْغِيرَ الترخيم، ثم ثنَّاه، وقيل: الصواب يَمَيِّنَيْها، تصغير يمين،

قال: وهذا معنى قول أَبي عبيد. قال: وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه

أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى، على ما ذكره من إبدال التاء من

الياء الأُولى. قال أَبو عبيد: وجه الكلام يُمَيِّنَيها، بالتشديد،

لأَنه تصغير يَمِينٍ، قال: وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء. قال ابن سيده:

وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها، وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين،

لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم، وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل

يديها ولا كــفيهــا لأَنه لم يرد أَنها جمعت كــفيهــا ثم أَعطتها بجميع

الكفين، ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها، فهاتان

يمينان؛ قال شمر: وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها، قال: وهكذا قال

يزيد بن هرون؛ قال شمر: والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن

اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة، قال: وسعت من لقيت في غطفانَ

يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت

بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام، فإن أَعطاه

بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام، وإن حَشَى له بيده فهي

الحَثْيَة والحَفْنَةُ، قال: وهذا هو الصحيح؛ قال أَبو منصور: والصواب عندي ما

رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها، وهو صحيح كما روي، وهو تصغير

يَمْنَتَيْها، أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم

ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ؛ قال: وهذا أَحسن الوجوه مع السماع. وأَيْمَنَ:

أَخَذَ يَميناً.ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ: ذهب به ذاتَ

اليمين. وحكى سيبويه: يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين، قال: وسَلَّمُوا

لأَن الياء أَخف عليهم من الواو، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه؛ وقول

أَبي النَّجْم:

يَبْري لها، من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ،

ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ

(* قوله «يبري لها» في التكملة الرواية: تبري له، على التذكير أي

للممدوح، وبعده:

خوالج بأسعد أن أقبل

والرجز للعجاج).

يقول: يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى

أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك؛ وقال ثعلبة بن صُعَيْر:

فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً، بعدما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر

يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب. قال أَبو منصور: اليَمينُ في كلام

العرب على وُجوه، يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ. واليَمِينُ: القُوَّة

والقُدْرة؛ ومنه قول الشَّمّاخ:

رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو

إلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرينِ

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ،

تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ

أَي بالقوَّة. وفي التنزيل العزيز: لأَخَذْنا منه باليَمين؛ قال الزجاج:

أَي بالقُدْرة، وقيل: باليد اليُمْنَى. واليَمِينُ: المَنْزِلة.

الأَصمعي: هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ؛ قال: وقوله تلقَّاها عَرابة

باليمين، قيل: أَراد باليد اليُمْنى، وقيل: أَراد بالقوَّة والحق. وقوله

عز وجل: إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين؛ قال الزجاج: هذا قول الكفار

للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب، فكنتم تأْتوننا من

قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به

وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل، وقيل:

معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد،

والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ، أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك

لأَنه من ناحية الشمال؟ وكذلك قيل في قوله تعالى: ثم لآتِيَنَّهم من بين

أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم؛ قيل في قوله وعن

أَيمانهم: من قِبَلِ دينهم، وقال بعضهم: لآتينهم من بين أَيديهم أَي

لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة، ومن خلفهم حتى

يكذبوا بأَمر البعث، وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون

لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك، وإن كانت اليدان لم

تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف، فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل

بغيرهما. وأَما قوله تعالى: فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين؛ فــفيه أَقاويل:

أَحدها بيمينه، وقيل بالقوَّة، وقيل بيمينه التي حلف حين قال: وتالله

لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين.

والتَّيَمُّنُ: الموت. يقال: تَيَمَّنَ فلانٌ

تيَمُّناً إذا مات، والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في

قبره؛ قال الجَعْدِيّ

(* قوله «قال الجعدي» في التكملة: قال أبو سحمة

الأعرابي):

إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى، وجِلْدَه

كضَرْحٍ قديمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* قوله «وجلده» ضبطه في التكملة بالرفع والنصب).

عَلْبَى: اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ، والضِّرْحُ: الجِلدُ،

والتَّيَمُّن: أَ يُوَسَّدَ

يمِينَه في قبره. ابن سيده: التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه

الأَيْمن في القبر؛ قال الشاعر:

إذا الشيخُ عَلْبى، ثم أَصبَحَ جِلْدُه

كرَحْضٍ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة).

وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ.

واليَمَنُ: ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ، النَّسَبُ إليه

يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، على نادر النسب، وأَلفه عوض من الياء، ولا تدل على ما تدل عليه

الياء، إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً، فإن

سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس، وكذلك جميع هذا الضرب،

وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه، وعلى هذا ذهب اليَمَنَ، وإنما

يجوز على اعتقاد العموم، ونظيره الشأْم، ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير

علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة. وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا:

أَتَوا اليَمن؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه،

إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ

إمّا أَن يكون على النسب، وإِما أَن يكون على الفعل؛ قال ابن سيده: ولا

أََعرف له فعلاً. ورجل أَيْمَنُ: يصنع بيُمْناه. وقال أَبو حنيفة: يَمَنَ

ويَمَّنَ جاء عن يمين.

واليَمِينُ: الحَلِفُ والقَسَمُ، أُنثى، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان. وفي

الحديث: يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له

على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له.

الجوهري: وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم، هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف

وصل عند أَكثر النحويين، ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها؛

قال: وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول: لَيْمُنُ اللهِ، فتذهب

الأَلف في الوصل؛ قال نُصَيْبٌ:

فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ:

نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري

وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي،

ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به، وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك. وفي حديث عروة بن

الزبير أَنه قال: لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، ولئن كنت

سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ، وربما حذفوا منه النون قالوا: أَيْمُ الله وإيمُ

الله أَيضاً، بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء، قالوا: أَمُ اللهِ،

وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة، قالوا: مُ اللهِ، ثم يكسرونَها

لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ، وربما قالوا

مُنُ الله، بضم الميم والنون، ومَنَ الله

بفتحها، ومِنِ الله بكسرهما؛ قال ابن الأَثير: أَهل الكوفة يقولون

أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ، والأَلف فيهــا أَلف وصل تفتح وتكسر، قال ابن

سيده: وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ، فحذفوا،

ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ. قال سيبويه: وقالوا لَيْمُ الله،

واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل. قال ابن جني: أَما أَيْمُن في القسم

ففُتِحت الهمزة منها، وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن، ولم يستعمل

إلا في القسَم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة

اللاحقة بحرف التعريف، وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف،

وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله، بالكسر، وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى،

ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به

وأَضعفوه، فقالوا مرة: مُ الله، ومرة: مَ الله، ومرة: مِ الله، فلما

حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف، قوي شبه

الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف، ومما يجيزه القياس،

غير أَنه لم يرد به الاستعمال، ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله

لأَنطلقن، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما

أُقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من

الخبر.

واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحياني. وقال في حديث عروة بن

الزبير: لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ، وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون

بها. قال أَبو عبيد: كانوا يحلفون باليمين، يقولون يَمِينُ

الله لا أَفعل؛ وأَنشد لامرئ القيس:

فقلتُ: يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً،

ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي

أَراد: لا أَبرح، فحذف لا وهو يريده؛ ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما

قال زهير:

فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ

بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ

ثم يحلفون بأيْمُنِ الله، فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا،

وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا، وأَيْمُنْك يا رَبِّ، إذا خاطب ربَّه، فعلى

هذا قال عروة لَيْمُنُكَ، قال: هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله، ثم كثر في

كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا:

لم يَكُ، وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ؛ قال الجوهري: وإلى هذا ذهب ابن كيسان

وابن درستويه فقالا: أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع، وهو جمع يمين، وإنما خففت

همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أَبو منصور: لقد أَحسن

أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول، إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك

لمَ ضمَّت النون، قال: والعلة فيهــا كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه

أُضْمِرَ فيهــا يَمِينٌ

ثانٍ، فقيل وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عظيمة، وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك

عظيم؛ قال: قال ذلك الأَحمر والفراء. وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى:

الله لا إله إلا هو؛ كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم. وقال

غيره: العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله، الأَصل أَيْمُنُ الله، وقلبت

الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ، وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف

فقالوا مُ الله ليفعلن كذا، وهي لغات كلها، والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن

الله. قال الجوهري: سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل

امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه،

لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ، أَلا ترى

أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال؟ وقال بعضهم: قيل

للحَلِفِ يمينٌ

باسم يمين اليد، وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا

وتبايعوا، ولذلك قال عمر لأَبي بكر، رضي الله عنهما: ابْسُطْ يَدَك

أُبايِعْك. قال أَبو منصور: وهذا صحيح، وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى،

كما روى عن ابن عباس، فهو الحَلِفُ بالله؛ قال: غير أَني لم أَسمع

يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب، والله أَعلم.

واليُمْنةَ واليَمْنَةُ: ضربٌ من بُرود اليمن؛ قال: واليُمْنَةَ

المُعَصَّبا. وفي الحديث: أَنه عليه الصلاة والسلام، كُفِّنَ في يُمْنة؛ هي، بضم

الياء، ضرب من برود اليمن؛ وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن

عَمَّار:

يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا،

ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه

وقال ربيعة الأَسدي:

إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا

خلَقٌ، كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ

وفي هذه القصيدة:

إنْ يَقْتُلوكَ، فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم

بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ

وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة، كما قيل لناحية

الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،

وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ: الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة؛ وقال أَبو

عبيد: إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة، لأَنها مولد النبي، صلى الله

عليه وسلم، ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة. ويقال: إن مكة من أَرض

تِهامَةَ، وتِهامَةُ من أَرض اليَمن، ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية، ولهذا سمي ما

وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ، فمكة على هذا التفسير

يَمَانية، فقال: الإيمانُ يَمَانٍ، على هذا؛ وفيه وجه آخر: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك، ومكّةُ والمدينةُ

بينه وبين اليَمن، فأَشار إلى ناحية اليَمن، وهو يريد مكة والمدينة أَي هو

من هذه الناحية؛ ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل

من قيس:

وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ،

ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي

وذلك أَنه كان مما يلي اليمن؛ وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس:

طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا

فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها، ولهذا قالوا

سُهَيْلٌ

اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ. قال أَبو عبيد: وذهب بعضهم إلى

أَنه، صلى الله عليه وسلم، عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ،

وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم، قال: وهو

أَحسن الوجوه؛ قال: ومما يبين ذلك حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن: أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً

وأَرَقُّ أَفْئِدَة، الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ. وقولهم: رجلٌ

يمانٍ منسوب إلى اليمن، كان في الأَصل يَمَنِيّ، فزادوا أَلفاً وحذفوا

ياء النسبة، وكذلك قالوا رجل شَآمٍ، كان في الأَصل شأْمِيّ، فزادوا أَلفاً

وحذفوا ياء النسبة، وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً

وقالوا تَهامٍ. قال الأَزهري: وهذا قول الخليل وسيبويه. قال الجوهري:

اليَمَنُ بلادٌ للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، مخففة، والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه:

وبعضهم يقول يمانيّ، بالتشديد؛ قال أُميَّة ابن خَلَفٍ:

يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً،

ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ

وقال آخر:

ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها،

وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ

وقوم يَمانية ويَمانُون: مثل ثمانية وثمانون، وامرأَة يَمانية أَيضاً.

وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ، وكذلك إذا أَخذ في

سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً، ولا تقل

تَيامَنْ بهم، والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تنَسَّبَ إلى اليمن. ويامَنَ

القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن. قال ابن الأَنباري: العامة

تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب،

إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن، وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية

الشأْم، ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه، وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله. قال

النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك

عَيْنٌغُدَيْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ

الشأْم. ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ

ويَمَنٌ، وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ.

والتِّيمَنِيُّ: أَبو اليَمن

(* قوله «والتيمني أبو اليمن» هكذا بالأصل

بكسر التاء، وفي الصحاح والقاموس: والتَّيمني أفق اليمن ا هـ. أي بفتحها)

، وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ. وأَيْمُنُ: إسم رجل.

وأُمُّ أَيْمَن: امرأة أَعتقها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي حاضنةُ

أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة. وأَيْمَنُ: موضع؛ قال

المُسَيَّبُ أَو غيره:

شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه

في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ

يمن
اليَمِينُ: أصله الجارحة، واستعماله في وصف الله تعالى في قوله: وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[الزمر/ 67] على حدّ استعمال اليد فيه، وتخصيص اليَمِينِ في هذا المكان، والأرض بالقبضة حيث قال جلّ ذكره:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر/ 67] يختصّ بما بعد هذا الكتاب. وقوله:
إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ
[الصافات/ 28] أي: عن الناحية التي كان منها الحقّ، فتصرفوننا عنها، وقوله: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
[الحاقة/ 45] أي: منعناه ودفعناه. فعبّر عن ذلك الأخذ باليَمِينِ كقولك: خذ بِيَمِينِ فلانٍ عن تعاطي الهجاء، وقيل: معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جلّ ذكره: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ
[الواقعة/ 27] أي: أصحاب السّعادات والمَيَامِنِ، وذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن المَيَامِنِ باليَمِينِ، وعن المشائم بالشّمال. واستعير اليَمِينُ للتَّيَمُّنِ والسعادة، وعلى ذلك وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ 90- 91] ، وعلى هذا حمل:
إذا ما راية رفعت لمجد تلقّاها عرابة باليَمِينِ
واليَمِينُ في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمحالف وغيره. قال تعالى:
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
[القلم/ 39] ، وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ [النور/ 53] ، لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ
[البقرة/ 225] ، وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ
[التوبة/ 12] ، إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ
[التوبة/ 12] وقولهم: يَمِينُ اللهِ، فإضافته إليه عزّ وجلّ هو إذا كان الحلف به.
ومولى اليَمِينِ: هو من بينك وبينه معاهدة، وقولهم: ملك يَمِينِي أنفذ وأبلغ من قولهم: في يدي، ولهذا قال تعالى: مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
[النور/ 33] وقوله صلّى الله عليه وسلم آله: «الحجر الأسود يَمِينُ اللهِ» أي: به يتوصّل إلى السّعادة المقرّبة إليه. ومن اليَمِينِ: تُنُووِلَ اليُمْنُ، يقال:
هو مَيْمُونُ النّقيبة. أي: مبارك، والمَيْمَنَةُ: ناحيةُ اليَمِينِ.

يمن

1 يُمِنَ , (T, M, K,) and يَمِنَ, (M, K,) He was prosperous; fortunate; lucky. (T, M, K.) 3 يَامَنَ : see 3 in art. شأم in two places.4 أَيْمَنَهُ He made it to incline towards the right: see an ex. voce سِنٌّ (near the end of the paragraph). b2: أَيْمَنَ: see أَشْأَمَ in two places. b3: أَيْمَنْتُ إِبِلِى: see أَيْسَرْتُ.5 تَيَمَّنَ He was placed on his right side in the grave. (TA, voce عَلْبَى.) b2: تَيَمَّنَ بِهِ i. q. تَبَرَّكَ بِهِ [q. v.]. (S.) b3: فُلَانٌ يُتَيَمَّنُ بِرَأْيِهِ, i. e. يُتَبَرَّكُ بِهِ, (T,) app. One is fortunate in, or derives a blessing from, his counsel. b4: He augured good by it, or from it; or looked for good fortune, or a blessing, from it; syn. تَبَّرَكَ بِهِ: (Mgh, Msb, &c:) opposed to تَشَأءَمَ بِهِ, in the K, art. طير; and in Bd, xvii. 14; and well known. b5: تَيَمَّنَ بِكَلِمَةٍ [He augured good from the word], (Har, p. 488,) and بِكَلَامٍ. (Msb. in art. فأل.) 6 تَيَامَنَ : see تَشَّامَ. b2: تَيَامَنُوا: see 3 in art. يسر.

يُمْنٌ Prosperity; good fortune; good luck; auspiciousness; (T, S, M, K;) contr. of شُؤْمٌ, (M,) and of نَحْسٌ. (L, art. سعد.) يُمْنَةٌ : its pl. seems to be يُمَنٌ. See بُرْدٌ.

اليَمِينُ The location that is on the right. b2: يَمِينٌ also, The south. See سَرْحٌ. b3: يَمِينُ also signifies A covenant (Bd, and Jel in lxviii. 39) confirmed by an oath. (Bd, ibid.) يَمِينُ اللّٰهِ The oath by attestation of God: see أَيْمُ اللّٰهِ, and عَهْدُ اللّٰهِ. b4: حَلَفْتُ يَمِينًا [I swore, or have sworn, an oath]. (T, S, M, voce أَمِينٌ, which see. You say, يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعلُ (as in some copies of the S [meaning, حَلَفْتُ يَمِينَ اللّٰهِ]): or يَمِينُ اللّٰهِ (as in other copies [meaning, يَمِينُ اللّٰهِ قَسَمِى]). See a similar form of oath voce حَرَامٌ. b5: يَمِينًا صَادِقَةً لَأَفْعَلَنَّ: see زَعْمةٌ.

يَمَانٍ A garment of Yemen: see a verse voce تَسْهِيمٌ.

يَمَانِىٌّ and يَمَانُونَ: see تِهَامِىٌّ.

يَامِنٌ : see يَاسِرٌ.

أَيْمَنُ [The right, as opposed to the left; see Kur, xix. 53, xx. 82, and xxviii. 30:] contr. of أَيْسَرُ; and [in like manner] ↓ مَيْمَنَةٌ is contr. of مَيْسَرَةٌ. (S.) b2: أَيْمَنُ, contr. of أَشْأَمُ, as signifying The right, opposed to the left: and as signifying Lucky, or auspicious: pl. أَيَامِنُ. See أَشْأَمُ. b3: It is also used in the sense of يُمْنٌ: see أَشْأَمُ. b4: Also More, and most, lucky, or auspicious, or happy: see 8 in art. فئل.

أَيْمُنٌ , used only in swearing, is a sing. noun, not a particle, nor pl. of يَمِينٌ: and is derived from يُمْنٌ. (Mughnee.) الأَيَامِنُ : see an ex. of this word, voce ثَابِرٌ.

مَيْمَنَةٌ The right wing of an army. See أَيْمَنُ.

مَيْمُونٌ Fortunate; happy; (T, M, MA, KL;) blest. (T.) See an ex. voce عَرِيكَةٌ.

تَيَمُّنٌ The having [or receiving] a blessing. (K L.) تِيمَنَّا for تَأْمَنَّا: see أَمِنَهُ.

سبب

(سبب) : السِّبِّيبَي: السًّبُّ.
السبب: في اللغة اسم لما يتوصل به إلى المقصود، وفي الشريعة: عبارة عما يكون طريقًا للوصول إلى الحكم غير مؤثر فيه.

السبب التام: هو الذي يوجد المسبب بوجوده فقط.

السبب الغير التام: هو الذي يتوقف وجود المسبب عليه، لكن لا يوجد المسبب بوجوده فقط.

السبب الخفيف: هو متحرك بعده ساكن، نحو: قم، ومن.

السبب الثقيل: هو حرفان متحركان نحو: لك، ولم.
(س ب ب) : (السِّبُّ) فِي ح ج سبت: (السَّبْتُ) الْقَطْعُ وَمِنْهُ سَبَتَ رَأْسَهُ حَلَقَهُ (وَالسِّبْتُ) بِالْكَسْرِ جُلُودُ الْبَقَرِ الْمَدْبُوغَةُ بِالْقَرَظِ (وَمِنْهُ) النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ لِأَنَّ شَعْرَهَا قَدْ سُبِتَ عَنْهَا أَيْ حُلِقَ بِالدِّبَاغِ فَلَانَتْ وَهِيَ مِنْ نِعَالِ أَهْلِ التَّنَعُّمِ وَأَمَّا حِكَايَةُ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْمُنْتَقَى فَــفِيهَــا نَظَرٌ.
س ب ب: (السَّبُّ) الشَّتْمُ وَالْقَطْعُ وَالطَّعْنُ وَبَابُهُ رَدَّ، وَ (التَّسَابُّ) التَّشَاتُمُ وَالتَّقَاطُعُ. وَهَذَا (سُبَّةٌ) عَلَيْهِ بِالضَّمِّ أَيْ عَارٌ يُسَبُّ بِهِ. وَرَجُلٌ سُبَّةٌ يَسُبُّهُ النَّاسُ. وَ (سُبَبَةٌ) كَهُمَزَةٍ يَسُبُّ النَّاسَ. وَ (السَّبَبُ) الْحَبْلُ وَكُلُّ شَيْءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ. وَ (أَسْبَابُ) السَّمَاءِ نَوَاحِيهَا. 
س ب ب : سَبَّهُ سَبًّا فَهُوَ سَبَّابٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْأُصْبُعِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ سَبَّابَةٌ لِأَنَّهُ يُشَارُ بِهَا عِنْدَ السَّبِّ وَالسُّبَّةِ الْعَارُ وَسَابَّهُ مُسَابَّةً وَسِبَابًا وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ سِبٌّ بِالْكَسْرِ وَالسِّبُّ أَيْضًا الْخِمَارُ وَالْعِمَامَةُ وَالسَّبَبُ الْحَبْلُ وَهُوَ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى الِاسْتِعْلَاءِ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِكُلِّ شَيْءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى أَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ فَقِيلَ هَذَا سَبَبُ هَذَا وَهَذَا مُسَبَّبٌ عَنْ هَذَا. 

سبب


سَبَّ(n. ac. سَبّ
سِبِّيْبَى )
a. Reviled, vilified, abused.

سَبَّبَa. Caused, occasioned; furnished with an opportunity, gave
a chance.
b. Abused, inveighed against.

سَاْبَبَa. see I
تَسَبَّبَa. Sought an occasion, opportunity &c.
b. [Bi], Was the cause, means of.
c. [Bi & Ila], Made use of as a means for obtaining, getting at.
d. Trafficked, carried on a retail trade.
سَبّa. Abuse; invectives.

سَبَّة
(pl.
سِبَاْب)
a. Period, space of time; a while, some time.
b. Podex.

سِبّa. Vilifier.
b. Muffler, veil.

سِبَّةa. Fore-finger, index.
b. Week.

سُبَّةa. Disgrace, shame.
b. Fault; vice.

سَبَب
(pl.
أَسْبَاْب)
a. Cause; motive, reason; occasion.
b. Means; opportunity, chance.
c. Matter, subject; argument.
d. Means of subsistence, livelihood.
e. Part of a foot, consisti ng of two letters ( in
versification ).
f. Rope, cord.

سَبَبِيّa. Causative, causal.

سَبَبِيَّةa. Causality.

مَسْبَبَة
(pl.
مَسَاْبِبُ)
a. Abusive; slanderous.
b. Reviler.
c. Revilings, invectives; blasphemy.
d. see 3t
سِبَاْبa. see 1
سَبِيْب
(pl.
أَسَاْبِيْبُ)
a. Lock, plait of hair; hair.

سَبِيْبَة
(pl.
سَبَاْئِبُ)
a. see 25b. Strip of cloth.

سَبَّاْبa. Sword.

سَبَّاْبَةa. see 2t (a)
N. Ag.
سَبَّبَa. Causer; cause.

N. P.
سَبَّبَa. Caused, occasioned.

بِسَبَب ذَلِك
a. Because of that, on that account, owing to
that.

مُتَسَبِّب عن
a. see N. P.
سَبَّبَ
مُسَابَّة
a. see 1
(سبب) - في حديث عُقْبة: "وَإن كان رِزْقُه في الأَسْباب"
: أي في طُرُق السَّماءِ وأَبوابِها، ويُحتَمل أن يكونَا سُمِّيا سَبَباً، لأَنَّ بهما يُتوصَّل إليها.
- في حديث عوف بن مالك: "أَنَّه رأَى في المنامِ كأنّ سَبَباً دُلِّىَ من السَّماء"
: أي حَبْلاً، ولا يُسَمَّى الحَبْلُ سَبَباً حتى يكون أحدُ طرفيه مُعَلَّقاً بالسَّقف أو نَحوِه. - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لَا تَمشِيَنَّ أمَام أبيك وَلا تَسْتَسِبَّ له"
: أي لا تُعرِّضه للسَّبّ؛ بأن تَسُبَّ أبا غيرك فيسُبَّ أباكَ مجازاةً لك، فيكون كأنك سأَلْتَه ذلك، وعلى هَذا معنى قَوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ..} الآية.
وقيل: أَصلُ السَّبِّ القَطْع، ثم كَثُر ذلك حتر صار السَبُّ شَتْماً.
- في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنه -: "أَنّه سُئِل عن سَبَائِبَ يُسْلَف فيهــنّ"
قيل: السَّبائبُ: ضَرْبٌ من الكَتَّان جمع سَبِيبةٍ، والمشهور في السَّبِيبة: الشُّقَّة من الثِّياب أىَّ نوع كان.
- في الحديث: "ليس في السُّبُوب زَكاةٌ"
قال أبو عَمْرٍو: هىِ الثِّيابُ الرِّقاق، الواحِدُ سِبٌّ - يعنى - إذا كانت لِغير التِّجارة.
وقيل: أنهَا السُّيُوب، بالياء، وهي الرِّكاز. إلا أَنَّ الرِّكاز يجب فيه الخُمسُ. 
س ب ب

بينهما سباب، والمزاح سباب النوكى، وقد سابه وتسابوا واستبوا. وفي الحديث " المستبان شيطانان " وهو سبة، وهذه سبة عليك وعلى عقبك، وأنت سبة على قومك. وإياك والمسبة والمساب. ولا تكن سببة ولا سبة كضحكة وضحكة. واستسب لأبويه. وبينهم أسبوبة وأسابيب. وتقول: ما هي أساليب، إنما هي أسابيب. وفرس ضافي السبيب، وقد عقدوا سبائب خيلهم، وأقبلت الخيل معقدات السبائب. وله سبيبة من ثوب وسبائب: شقق. وانقطع السبب أي الحبل. ومالي إليه سبب: طريق.

ومن المجاز: خيل مسببة، يقال لها: قاتلها الله تعالى أو أخزاها إذا استجيدت. قال الشماخ:

مسببة قب البطون كأنها ... رماح نحاها وجهة الريح راكز

وأشار إليه بالسبابة والمسببة. وسيف سباب العراقيب كأنه يعاديها ويسبها. وامرأة طويلة السبائب وهي الذوائب. وعليه سبائب الدم: طرائقه. ونشر الآل سبائبه. قال ذو الرمة:

فأصبحن بالجرعاء جرعاء مالك ... وآل الضحى يزهى الشبوح سبائبه

وانقطع بينهم السبب والأسباب: الوصل. وجرى في سبب الصبا. قال مصرف بن الأعلم العقيليّ:

فزع الفؤاد وطالما طاوعته ... وجريت في سبب الصبا ما تنزع

تكف. وسبب الله لك سبب خير. وسببت للماء مجرى: سويته. واستسب له الأمر. وطعنه في سبته: في استه لأنها مذمومة. وعن بعض الفرسان طعنته في الكبه، فوضعت رمحي في اللبه، فأخرجته من السبة. ومضت سبة من الدهر. قال:

والدهر سبات فحر وخصر

لأن الدهر أبداً مشكو، ولقولهم: كان ذلك على است الدهر.
سبب
السَّبَبُ: الحبل الذي يصعد به النّخل، وجمعه أَسْبَابٌ، قال: فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ [ص/ 10] ، والإشارة بالمعنى إلى نحو قوله:
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ [الطور/ 38] ، وسمّي كلّ ما يتوصّل به إلى شيء سَبَباً، قال تعالى: وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً [الكهف/ 84- 85] ، ومعناه: أنّ الله تعالى آتاه من كلّ شيء معرفة، وذريعة يتوصّل بها، فأتبع واحدا من تلك الأسباب، وعلى ذلك قوله تعالى: لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ [غافر/ 36- 37] ، أي: لعلّي أعرف الذرائع والأسباب الحادثة في السماء، فأتوصّل بها إلى معرفة ما يدعيه موسى، وسمّي العمامة والخمار والثوب الطويل سَبَباً ، تشبيها بالحبل في الطّول. وكذا منهج الطريق وصف بالسّبب، كتشبيهه بالخيط مرّة، وبالثوب الممدود مرّة. والسَّبُّ: الشّتم الوجيع، قال: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام/ 108] ، وسَبَّهُمْ لله ليس على أنهم يَسُبُّونَهُ صريحا، ولكن يخوضون في ذكره فيذكرونه بما لا يليق به، ويتمادون في ذلك بالمجادلة، فيزدادون في ذكره بما تنزّه تعالى عنه. وقول الشاعر:
فما كان ذنب بني مالك بأن سبّ منهم غلاما فسبّ
بأبيض ذي شطب قاطع يقطّ العظام ويبري العصب
فإنه نبّه على ما قال الآخر: ونشتم بالأفعال لا بالتّكلّم
والسِّبُّ: الْمُسَابِبُ، قال الشاعر:
لا تسبّنّني فلست بسبّي إنّ سبّي من الرّجال الكريم 
والسُّبَّةُ: ما يسبّ، وكنّي بها عن الدّبر، وتسميته بذلك كتسميته بالسّوأة. والسَّبَّابَةُ سمّيت للإشارة بها عند السّبّ، وتسميتها بذلك كتسميتها بالمسبّحة، لتحريكها بالتسبيح.
[سبب] السَبُّ: الشَتْمُ، وقد سَبَّهُ يَسُبُّهُ. وسَبَّهُ أيضاً بمعنى قَطَعَهُ. وقولهم: ما رأيته منذ سَبَّهُ، أي مُنذ زمنٍ من الدهر، كقولك منذ سنةٍ. ومَضَتْ سَبَّةٌ من الدهرِ. والسَبَّةُ الاسْتُ: وسَبَّهُ يَسُبُّهُ، إذا طعنه في السَبَّةِ. وقال : فما كان ذنب بنى مالك * بأن سب منهم غلام فسب يعنى معاقرة غالب وسحيم، فقوله سب شتم، وسب عقر: والتَسابُّ: التشاتم. والتَسابُّ: التقاطُعُ. ورجل مسب بكر الميم: كثير السباب. ويقال: صار هذا الأمر سُبَّةً عليه، بالضم، أي عاراً يُسَبُّ به. ورجل سُبَّةٌ، أي يَسُبُّهُ الناس. وسُبَبَةٌ، أي يَسُبُّ الناسَ. قال أبو عبيد: السِبُّ بالكسر: الكثير السِباب. وسِبُّكَ أيضاً: الذي يُسابُّكَ قال الشاعر : لا تَسُبَّنَّني فَلَسْتُ بِسِبِّي * إنَّ سِبِّي من الرجال الكَريمُ والسِبُّ أيضاً: الخِمارُ، وكذلك العمامة. قال المخبل السعدى: وأشهد من عوف حلولا كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا والسب: الحبل في لغة هذيل. قال أبو ذؤيب: تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ * بجرداَء مثلِ الوَكْفِ يَكْبو غرابها والسبوب: الحبال. قال ساعدة بن جُؤَيَّة: صَبَّ اللهيفُ لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والسب: شقة كتان رقيقة. والسبيبة مثله، والجمع السبوب والسبائب. قال الراجز : ينير أو يسدى به الخدرنق * سبائبا يجيدها ويصفق وإبل مسببة، أي خيار، لأنه يُقالُ لها عند الإعجاب بها: قاتَلَها الله! ويقال: بينهم أُسْبوبَةٌ يَتَسابُّونَ بها. والسبب: الحَبْلُ. والسبب أيضا: كل شئ يتوصل به إلى غيره. والسَبَبُ اعْتِلاقُ قَرابَةٍ. وأسبابُ السماءِ: نواحيها في قول الأعشى:

وَرُقِّيتَ أَسبابَ السَماءِ بسُلَّمِ * والله مُسَبِّبُ الاسباب، ومنه التسبيب. والسبيب: شعر الناصية والعرف والذنب. والسبسب: المفازة. يقال: بلد سَبْسَبٌ، وَبَلدٌ سَباسِبُ. وقول النابغة: رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرَيحانِ يومَ السَباسِبِ يعني به عيدا لهم. والسبابة من الاصابع: التى تلى الابهام. 
[سبب] كل سبب ونسب ينقطع إلا "سببى" ونسبى، النسب بالولادة والسبب بالزواج، وأصله من السبب الحبل المتوصل به إلى الماء، فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شئ، كقوله "وتقطعت بهم الأسباب" أي الوصل والمودات. ومنه ح: إن كان رزقه في "الأسباب" أي طرق السماء وأبوابها. وح: رأي في المنام كأن "سببا" دلى من السماء، أي حبلا، وقيل: لا يسمى الحبل سببا حتى يكون أحد طرفيه معلقا بنحو السقف. وفيه: ليس في "السبوب" زكاة، هي الثياب الرقاق، جمع سبب بالكسر، يعنى إذا كانت لغير التجارة، وقيل: إنما هي السيوب بالياء يعنى الركاز، إذ لا يجب فيه الزكاة بل الخمس. ومنه: فاذا "سب" فيه دوخلة أي ثوب رقيق. وفيه: سئل عن "سبائب" تسلف فيهــا، هي جمع "سبيبة" وهى شقة من الثياب أي نوع كان، وقيل: من الكتان. ومنه ح: فعمدت إلى "سبيبة" من هذه السبائب فحشنها صوفا ثم أتتنى بها. وح: دخلت على خالد وعليه "سبيبة"، وفيه: رأيت العباس وقد طال عمر وعيناه تنضمان و"سبائبه" تجول على صدره، يعنى ذوائبه جمع سبيب، وعد بعض: وقد طال عمره، وإنما هو: طال عمر، أي كان"يسب" ابن أحدنا - بضم تحتية وفتح مهملة، وحكى بفتح تحتية وكسر شين معجمة من الشباب، والأول الصواب. وفيه: لعله يستغفر "فيسب" أي إذا دعا لنفسه وهو لا يعقل يدعو عليها. ": يستغفر "فيسب" بالرفع عطفا، والنصب جوابًا للعل، يعنى لعله يطلب من الله المغفرة لذنبه ليصير مزكى فيتكلم بما يجلب الذنب فيزيد العصيان فكأنه سب نفسه. وفيه: "المستبان" ما قالا فعلى البادئ، أي اللذان يشتم كل منهما الآخر، وما شرطية أو موصولة، فعلى البادئ جزاء أو خبر، أي إثم ما قالا على البادئ إذا لم يعتد المظلوم فاذا تعدى يكون عليهما. ش: و"سب" أخر الأمة، أخبر بطعن الخلف السلف، ويجوز أن يراد ألا يقتدى بهم في الأعمال الصالحة فنزل ذلك سبا. غ: ((أتينه من كل شئ "سببا")) أي شئ يتبلغ به في التمكن من أقطار الأرض سببا علما يوصله إلى حيث يريد ((فاتبع "سببا")) أي سببا من الأسباب. و: ((فليرتقوا في "الأسباب")) أي طرق السماء وأبوابها، يقال لذوى الفضل إنه يرتقى في السماء. ((وتقطعت بهم "الاسباب")) أي الوصل والمودات.
سبب
سبَّ سَبَبْتُ، يَسُبّ، اسْبُبْ/ سُبّ، سَبًّا، فهو سابّ، والمفعول مَسْبوب
 • سبَّ المقصِّرَ في عمله: شتمه وعابه، أهانه بكلام جارح "انتقده بدون أن تسبّه- {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} ". 

استبَّ يستبّ، استَبِِبْ/ استَبَّ، اسْتِبابًا، فهو مُستَبّ
• استبَّ الخصومُ: شتَم بعضُهم بعضًا، أهان بعضُهم بعضًا بكلام جارح "ما استبّ اثنان إلاّ انحطَّ الأعلى إلى مرتبة الأسفل". 

تسابَّ يتسابّ، تَسَابَبْ/ تَسابَّ، تَسابًّا، فهو مُتسابّ
• تسابَّ الخصومُ أمام النَّاس: استبُّوا؛ تشاتموا، سَبَّ بعضُهم بعضًا. 

تسبَّبَ عن/ تسبَّبَ في يتسبَّب، تسبُّبًا، فهو مُتسبِّب، والمفعول مُتسبَّبٌ عنه
• تسبَّبت عن الحادث خسائرُ في الأرواح: مُطاوع سبَّبَ: نتجت منه.
• تسبَّب في فَصْله من العمل: كان سببًا فيه "تسبَّبت الأحداثُ في إسقاط الوزارة- تسبَّب الطقسُ في إلغاء المباراة". 

سابَّ يسابّ، سابِبْ/ سابَّ، سِبابًا ومُسابَّةً، فهو مُسابّ، والمفعول مُسابّ
• سابَّ زميلَه: شاتَمَه "سابّ بعضُهم بعضًا- سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ [حديث] " ° دمدم سبابًا: تلفّظ بشتائم. 

سبَّبَ يُسبِّب، تسبيبًا، فهو مُسبِّب، والمفعول مُسبَّب
• سبَّب الأسبابَ: أوجدَها، كان سببًا لها "سرعة قيادة السيّارة تسبِّب الحوادثَ- سبَّب القمارُ إفلاسه".
• سبَّب الحكمَ ونحوَه: ذكر أسبابَه، علّله وبرّره "قدّم استقالة مسبَّبة- سبّب رأيَه في القضيّة". 

أُسْبوبة [مفرد]: ج أسابِيبُ: ما يُتسابُّ به. 

سِباب [مفرد]: مصدر سابَّ. 

سَبّ [مفرد]: مصدر سبَّ. 

سَبَب [مفرد]: ج أسباب:
1 - ما يؤدّي إلى حدوث أمر أو نتيجة، ما يتوصّل به إلى غيره "الكسل والإهمال سببان من أسباب الفشل- الأسباب والعلل- {وَءَاتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا. فَأَتْبَعَ سَبَبًا} " ° أخَذ بأسباب الحضارة: اتَّصل بمقوّماتها- بسبب/ لهذا السبب: نتيجة لـ- تعاطى الأسباب: أخذ وأعطى طلبًا لتحصيل ما يحتاج إليه أمر المعيشة- تقطَّعت بهم الأسباب: أعيتهم الحِيَل، ضلّوا- السبب المباشر: الفاعل الذي يصدر عنه الفعل بلا واسطة- قطَع بفلان السَّبب: مات- لأسباب صحِّيَّة: لدواعٍ صحِّيّة- ما لي إليك سبب: طريق- ولذلك السبب: من أجل ذلك.
2 - حَبْل " {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} ".
3 - قرابة ومودّة، علاقة وصِلة "ليس بيني وبينهم سبب- {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} " ° تقطَّعت الأسبابُ بينهم: انقطعت علاقاتهم.
4 - (عر) حرفان، متحرِّك فساكن أو متحرِّكان، فالأوّل سَبَبٌ خفيفٌ، والثّاني سَبَبٌ ثقيلٌ.
• أسباب السَّماء: أبوابها، مراقيها ونواحيها وطُرقها " {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ} ".
• أسباب الحكم: (قن) ما تسوقه المحكمة من أدلّة واقعيّة وحجج قانونيّة لحكمها. 

سَبّابة [مفرد]: إصبع بين الإبهام والوسطى وسُمِّيت بذلك؛ لأنّه يُشار بها عند السَّبِّ "أشار بالسبّابة". 

سُبّة [مفرد]:
1 - عارٌ "نَقْض العهد سُبّة- *وإنَّا لقومٌ لا نرى الموتَ سُبَّةً*" ° سُبَّة في جبين والديه.
2 - مَنْ يُكثر الناسُ سَبّه "من يُقرض الناسَ بالرِّبا الفاحش يصبح سُبّة- هرب من المعركة فأصبح سُبَّة". 

سببيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَبَب: "يريد أن يغير المسار السببيّ للأشياء".
• نَعْت سببيّ: (نح) نعتٌ دالٌّ على صفة من صفات متعلِّق منعوته "هذا رجلٌ محمودة أخلاقُه". 

سَبَبِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى سَبَب.
2 - مصدر صناعيّ من سَبَب: علاقة بين السَّبَب والمُسَبَّب.
3 - (بغ) علاقة من علاقات المجاز المرسَل.
4 - (سف) مبدأ عقليّ يراد به أنّ لكلّ ظاهرة سببًا يحدثها.
5 - (سف) نظريّة قائمة على
 العلاقة التي تجمع بين العلَّة والمعلول. 

مُسَبِّب [مفرد]: ج مُسبِّبون (للعاقل) ومُسَبِّبات:
1 - اسم فاعل من سبَّبَ.
2 - ما يؤدِّي إلى حدوث أمر أو إلى نتيجة "قضينا على مُسبِّبات هذا المرض". 

مَسَبَّة [مفرد]: سُبّة؛ عار. 

سبب: السَّبُّ: القَطْعُ. سَبَّه سَبّاً: قَطَعه؛ قال ذو الخِرَقِ

الطُّهَوِيُّ:

فما كان ذَنْبُ بَني مالِكٍ، * بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ، فَسَبْ(1)

(1 قوله «بأن سب» كذا في الصحاح، قال الصاغاني وليس من الشتم في شيء. والرواية بأن شب بفتح الشين المعجمة.)

عَراقِـيبَ كُومٍ، طِوالِ الذُّرَى، * تَخِرُّ بَوائِكُها للرُّكَبْ

بأَبْيضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ، * يَقُطُّ العِظَامَ، ويَبْري العَصَبْ

البَوائِكُ: جمع بائكة، وهي السَّمِـينةُ. يريدُ مُعاقَرةَ أَبي الفَرَزْدق غالِب بن صَعْصعة لسُحَيْم بن وَثِـيلٍ الرِّياحِـيّ، لما تَعاقَرا بصَوْأَر، فعَقَرَ سُحَيْم خمساً، ثم بدا له وعَقَرَ غالِبٌ مائة. التهذيب: أَراد بقوله سُبَّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ، فسَبَّ عَراقيبَ إِبله أَنَفةً مما عُيِّر به، كالسيف يسمى سَبَّابَ العَراقيب لأَنه يَقْطَعُها.

التهذيب: وسَبْسَبَ إِذا قَطَع رَحِمه.

والتَّسابُّ: التَّقاطُعُ.

والسَّبُّ: الشَّتْم، وهو مصدر سَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: شَتَمَه؛ وأَصله

من ذلك.

وسَبَّبه: أَكثر سَبَّه؛ قال:

إِلاَّ كَمُعْرِضٍ الـمُحَسِّرِ بَكْرَهُ، * عَمْداً، يُسَبِّـبُني على الظُّلْمِ

أَراد إِلا مُعْرِضاً، فزاد الكاف، وهذا من الاستثناءِ

المنقطع عن الأَوَّل؛ ومعناه: لكن مُعْرِضاً.

وفي الحديث: سِـبابُ الـمُسْلِم فُسوقٌ، وقِتاله كُفرٌ. السَّبُّ: الشَّتْم، قيل: هذا محمول على من سَبَّ أَو قاتَلَ مسلماً، من غير تأْويل؛

وقيل: إِنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أَنه يُخْرِجُه إِلى الفِسْقِ

والكفر.

وفي حديث أَبي هريرة: لا تَمْشِـيَنَّ أَمام أَبيك، ولا تجْلِسْ قَبْله،

ولا تَدْعُه باسمه، ولا تَسْتَسِبَّ له، أَي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ، وتَجُرَّه إِليه، بأَن تَسُبَّ أَبا غَيْرك، فيَسُبَّ أَباك مُجازاةً لك.

قال ابن الأَثير: وقد جاءَ مفسراً في الحديث الآخر: انَّ من أَكبر الكبائر أَن يَسُبَّ الرجلُ والديه؛ قيل: وكيف يَسُبُّ والديه؟ قال: يَسُبُّ أَبا الرجلِ، فيسُبُّ أَباه، ويَسُبُّ أُمـَّه، فيَسُبُّ أُمـَّه. وفي

الحديث: لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِن فيهــا رُقُوءَ الدَّم.

والسَّـبَّابةُ: الإِصْبَعُ التي بين الإبهام والوُسْطى، صفةٌ غالبة،

وهي الـمُسَبِّحَةُ عند الـمُصَلِّين.

والسُّـبَّة: العارُ؛ ويقال: صار هذا الأَمر سُبَّةً عليهم، بالضم، أَي

عاراً يُسبُّ به.

ويقال: بينهم أُسْبوبة يَتَسابُّونَ بها أَي شيء يَتشاتَمُونَ به.

والتَّسابُّ: التَّشاتُم. وتَسابُّوا: تَشاتَمُوا.

وسابَّه مُسابَّةً وسِـباباً: شاتَمه.

والسَّبِـيبُ والسِّبُّ: الذي يُسابُّكَ. وفي الصحاح: وسِـبُّكَ الذي

يُسابُّكَ؛ قال عبدالرحمن بن حسان، يهجو مِسْكِـيناً الدَّارِمِيَّ:

لا تَسُبَّنَّنِـي، فَلسْتَ بِسِبِّـي، * إِنَّ سِبِّـي، من الرِّجالِ، الكَرِيمُ

ورجل سِبٌّ: كثيرُ السِّبابِ.

ورجلٌ مِسَبٌّ، بكسر الميم: كثيرُ السِّبابِ. ورجل سُبَّة أَي يَسُبُّه

الناسُ؛ وسُبَبَة أَي يَسُبُّ الناسَ. وإِبِلٌ مُسَبَّبَة أَي خِـيارٌ؛ لأَنـَّه يقال لها عندَ الإِعْجابِ بها: قاتلَها اللّه !وقول الشَّمَّاخ، يَصِفُ حُمُر الوَحْشِ وسِمَنَها وجَوْدَتَها:

مُسَبَّبَة، قُبّ البُطُونِ، كأَنها * رِماحٌ، نَحاها وجْهَة الريحِ راكزُ

يقولُ: من نَظَر إِليها سَبَّها، وقال لها: قاتَلها اللّهُ ما أَجودَها!

والسِّبُّ: السِّتْرُ. والسِّبُّ: الخمارُ. والسِّبُّ: العِمامة.

والسِّبُّ: شُقَّة كَتَّانٍ رقِـيقة. والسَّبِـيبَةُ مِثلُه، والجمع السُّـبُوبُ، والسَّبائِبُ. قال الزَّفَيانُ السَّعْدِي، يَصِفُ قَفْراً قَطَعَه في الهاجرة، وقد نَسَجَ السَّرابُ به سَبائِبَ يُنيرُها، ويُسَدِّيها، ويُجيدُ صَفْقَها:

يُنيرُ، أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ * سَبائِـباً، يُجِـيدُها، ويصْفِقُ

والسِّبُّ: الثَّوْبُ الرَّقِـيقُ، وجَمْعُه أَيضاً سُبُوبٌ. قال أَبو عمرو: السُّبُوبُ الثِّيابُ الرِّقاقُ، واحدُها سِبٌّ، وهي السَّبائِبُ، واحدُها سَبيبَة؛ وأَنشد:

ونَسَجَتْ لوامِـعُ الـحَرُورِ * سَبائِـباً، كَسَرَقِ الـحَريرِ

وقال شمر: السَّبائِب متاعُ كَتَّانٍ، يُجاءُ بها من ناحية النيلِ، وهي

مشهورة بالكَرْخِ عند التُّجّار، ومنها ما يُعْملُ بِمصْر، وطولها ثمانٌ في سِتٍّ.

والسَّبِـيبَة: الثوبُ الرقِـيقُ.

وفي الحديث: ليس في السُّبوبِ زَكاةٌ، وهي الثِّيابُ الرِّقاقُ،

الواحِدُ سِبٌّ، بالكسرِ، يعني إِذا

كانت لغير التجارةِ؛ وقيل: إِنما هي السُّيُوبُ، بالياءِ، وهي الرِّكازُ لأَن الركاز يَجِبُ فيه الخُمس، لا الزكاةُ.

وفي حديث صِلَة بن أَشْيَمَ: فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّةُ رُطَبٍ أَي ثوبٌ رَقِـيقٌ. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَنه سُئِلَ عن

سَبائِبَ يُسْلَفُ فيهــا. السَّبائِبُ: جمع سَبِيبَةٍ وهي شُقَّة من الثِّيابِ

أَيَّ نوعٍ كان؛ وقيل: هي منَ الكتَّانِ؛ وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فعَمَدَتْ إِلى سَبِـيبةٍ من هذه السَّبائبِ، فَحَشَتْها صوفاً، ثم أَتتني بها. وفي الحديث: دَخَلْتُ على خالد، وعليه سَبِـيبة؛ وقول المخبل السعدي:

أَلم تَعْلَمِـي، يا أُمَّ عَمْرَةَ، أَنني * تخَاطأَني رَيْبُ الزَّمانِ لأَكْبَرا

وأَشْهَدُ من عَوْفٍ حُلُولاً كثيرةً، * يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ الـمُزَعْفَرا

قال ابن بري: صواب إِنشاده: وأَشْهَدَ بنَصْبِ الدالِ. والـحُلولُ:

الأَحْياءُ المجتمعةُ، وهو جمع حالٍّ، مثلُ شاهِدٍ وشُهودٍ. ومعنى يَحُجُّون: يَطْلُبونَ الاختلافَ إِليه، ليَنْظُروه؛ وقيل: يعني عمامَتَه؛ وقيل: اسْتَه، وكان مَقروفاً فيما زَعَم قُطْرُبٌ. والـمُزَعْفَر: الـمُلَوَّن بالزَّعْفَران؛ وكانت سادةُ العرب تَصْبُغُ عَمائمَها بالزَّعْفَرانِ.

والسَّبَّةُ: الاسْتُ. وسَـأَلَ النُّعمانُ بنُ الـمُنْذِرِ رجُلاً طَعَنَ رجُلاً، فقال: كيف صَنَعْتَ؟ فقال طَعَنْتُه في الكَبَّةِ طَعْنةً في السَّبَّة، فأَنْفَذْتُها من اللَّبَّة. فقلت لأَبي حاتمٍ: كيف طَعَنَه في السَّبَّة وهو فارس؟ فَضَحِكَ وقال: انْهَزَم فاتَّبَعه، فلما رَهِقَه أَكبَّ ليَـأْخُذَ بمَعْرَفَةِ فَرَسِه، فَطَعَنَه في سَبَّتِه.

وسَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: طَعَنَه في سَبَّتِه. وأَورد الجوهري هنا بَيْتَ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:

بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلامٌ فَسَبْ

ثم قال ما هذا نصه: يعني مُعاقَرَة غالِبٍ وسُحَيْمٍ، فقوله سُبّ:

شُتِمَ، وسَبَّ: عَقَرَ. قال ابن بري: هذا البيت فسره الجوهري على غير ما قَدَّم فيه من المعنى، فيكون شاهداً على سَبَّ بمعنى عَقَر، لا بمعنى طَعَنه في السَّبَّة وهو الصحيح، لأَنه يُفَسَّر بقوله في البَيْتِ الثاني:

عَراقِـيبَ كُومٍ طوالِ الذُّرَى

ومما يدل على أَنه عَقْرٌ، نَصْبُه لِعَراقيبَ، وقد تقدَّمَ ذلك مُستَوْفًى في صدْر هذه الترجَمة.

وقالت بعض نساءِ العرَب لأَبِـيها، وكان مَجْرُوحاً: أَبَتَ، أَقَتَلُوكَ؟ قال: نعم، إِي بُنَيَّةُ ! وسبُّوني، أَي طَعَنُوه في سَبَّتِه.الأَزهري: السَّبُّ الطِّبِّيجاتُ، عن ابن الأَعرابي. قال الأَزهري: جعل

السَّبَّ جمعَ السَّبَّة، وهي الدُّبرُ. ومَضَتْ سَبَّة وسَنْبَة من الدَّهْر أَي مُلاوَةٌ؛ نونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ مِنْ باءِ سَبَّة، كإِجّاصٍ وإِنجاصٍ، لأَنه ليس في الكلام «س ن ب». الكسائي: عِشْنا بها سَبَّة وسَنْبَة، كقولك: بُرهةً وحِقْبَةً. وقال ابن شميل: الدهرُ سَبّاتٌ أَي أَحْوالٌ،

حالٌ كذا، وحالٌ كذا. يقال: أَصابَتْنَا سَبَّة من بَرْدٍ في الشِّتاءِ،

وسَبَّةٌ مِنْ صَحْوٍ، وسَبَّةٌ من حَرٍّ، وسَبَّةٌ من رَوْحٍ إِذا دامَ ذلك أَيـَّاماً.

والسِّبُّ والسَّبِـيبَةُ: الشُّقَّةُ، وخَصَّ بعضُهم به الشُّقَّة البَيْضاء؛ وقولُ عَلْقَمَة بنِ عَبَدة:

كأَنَّ إِبريقَهُم ظَبْيٌ على شَرَفٍ، * مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتَّانِ، مَلْثُومُ

إِنما أَراد بِسَبائِب فحَذف، وليس مُفَدَّمٌ من نَعْت الظَّبْـي، لأَنَّ الظَّبـيَ لا يُفَدَّم؛ إِنما هو في موضع خَبرِ الـمُبْتَدَإِ، كأَنه قال: هو مُفَدَّمٌ بسَبا الكَتَّانِ.

والسَّبَبُ: كلُّ شيءٍ يُتَوَصَّلُ به إِلى غيره؛ وفي نُسْخةٍ: كلُّ شيءٍ

يُتَوَسَّل به إِلى شيءٍ غيرِه، وقد تَسَبَّبَ إِليه، والجمعُ أَسْبابٌ؛

وكلُّ شيءٍ يُتَوصّلُ به إِلى الشيءِ، فهو سَبَبٌ. وجَعَلْتُ فُلاناً لي

سَبَباً إِلى فُلانٍ في حاجَتي وَوَدَجاً أَي وُصْلَة وذَريعَة.

قال الأَزهري: وتَسَبُّبُ مالِ الفَيءِ أُخِذَ من هذا، لأَنَّ الـمُسَبَّبَ عليه المالُ، جُعِلَ سَبَباً لوُصول المال إِلى مَن وَجَبَ له من أَهل الفَيءِ.

وقوله تعالى: وتَقَطَّعَتْ بهمُ الأَسْبابُ، قال ابن عباس: المودّةُ.

وقال مجاهدٌ: تواصُلُهم في الدنيا. وقال أَبو زيد: الأَسبابُ المنازلُ، وقيل المودّةُ؛ قال الشاعر:

وتقَطَّعَتْ أَسبابُها ورِمامُها

فيه الوجهان مَعاً. المودة، والمنازِلُ. واللّه، عز وجل، مُسَبِّبُ

الأَسْبابِ، ومنه التَّسْبِـيبُ.

والسَّبَبُ: اعْتِلاقُ قَرابة. وأَسبابُ السماء: مَراقِـيها؛ قال زهير:

ومَن هابَ أَسبابَ الـمَنِـيَّةِ يَلْقَها، * ولو رَامَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّم

والواحدُ سَبَبٌ؛ وقيل: أَسبابُ السماءِ نواحيها؛ قال الأَعشى:

لئن كنتَ في جُبٍّ ثمانينَ قامةً، * ورُقِّيتَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّمِ

لَيَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حتى تَهُرَّه، * وتَعْلَمَ أَني لستُ عنكَ بمُحْرِمِ

والـمُحْرِمُ: الذي لا يَسْتَبيح الدِّماءَ. وتَهُرّه: تَكْرَهه.

وقوله عز وجل: لَعَلِّي أَبْلُغ الأَسبابَ أَسبابَ السموات؛ قال: هي

أَبوابُها. وارْتَقَى في الأَسبابِ إِذا كان فاضِل الدين.

والسِّبُّ: الـحَبْلُ، في لغة هُذَيْلٍ؛ وقيل: السِّبُّ الوَتِد؛ وقول

أَبي ذُؤَيْب يصف مُشْتارَ العَسَل:

تَدَلَّى عليها، بين سِبٍّ وخَيْطةٍ، * بجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها

قيل: السِّبُّ الـحَبْل، وقيل الوَتِدُ، وسيأْتي في الخَيْطة مثلُ هذا

الاختلاف، وإِنما يصف مُشْتارَ العَسَل؛ أَراد: أَنه تَدَلَّى من رأْسِ

جبلٍ على خلِـيَّةِ عَسَلٍ ليَشْتارَها بحَبْلٍ شدَّه في وَتِدٍ أَثْبَته في رأْس الجبَل، وهو الخَيْطة، وجَمْع السِّبِّ أَسبابٌ.

والسَّبَبُ: الـحَبْلُ كالسِّبِّ، والجمع كالجمع، والسُّبوبُ: الـحِـبال؛ قال ساعدة:

صَبَّ اللهيف لها السُّبوبَ بطَغْيةٍ، * تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ الـمِجْنَبُ

وقوله عز وجل: مَن كان يظُنُّ أَن لنْ يَنْصُرَه اللّه في الدنيا

والآخرة فلْـيَمدُدْ بسببٍ إِلى السماءِ. معناه: من كان يَظُنّ أَن لن يَنْصُرَ اللّهُ، سبحانه، محمداً، صلى اللّه عليه وسلم، حتى يُظْهِرَه على الدين كلِّه، فلْـيَمُتْ غَيظاً، وهو معنى قوله تعالى: فلْـيَمدُدْ بسَبَب إِلى السماءِ؛ والسَّبَبُ: الـحَبْل. والسماءُ: السَّقْف؛ أَي فلْـيَمْدُدْ حَبْلاً في سَقفِهِ، ثم

ليَقْطَعْ، أَي ليَمُدَّ الـحَبْل حتى ينْقَطِـع، فيَموتَ مخْتَنِقاً. وقال أَبو عبيدة: السَّببُ كلُّ حَبْل حَدَرْتَه من فوق. وقال خالدُ بنُ جَنَبَة: السَّبَب من الـحِـبال القويُّ الطويلُ.

قال: ولا يُدعى الحبلُ سَبباً حتى يُصْعَد به، ويُنْحَدَرَ به. وفي الحديث: كلُّ سببٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِـعُ إِلاّ سَبَبـي ونَسَبــي؛ النَّسَبُ

بالولادةِ، والسَّبَبُ بالزواج، وهو من السَّبَبِ، وهو الـحَبْل الذي

يُتَوَصَّل به إِلى الماءِ، ثم اسْتُعِـير لكلّ ما يُتوصَّل به إِلى شيءٍ؛ كقوله تعالى: وتقَطَّعَتْ بهِمُ الأَسبابُ، أَي الوُصَل والـمَوَدَّاتُ. وفي حديث عُقْبَة، رضي اللّه عنه: وإِن كان رزْقُه في الأَسباب، أَي في طُرُقِ السماءِ وأَبوابها. وفي حديث عَوْفِ بن مالك، رضي اللّه عنه: أَنه رأَى في المنامِ كأَنَّ سَبباً دُلِّـيَ من السماءِ، أَي حَبْلاً. وقيل: لا يُسَمَّى الحبلُ سبباً حتى يكونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بالسَّقْفِ أَو نحوِه.والسببُ، من مُقَطَّعات الشِّعْرِ: حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وحرفٌ ساكنٌ، وهو على ضَرْبَيْن: سَبَبانِ مَقرونانِ، وسَببانِ مَفْروقان؛ فالمقْرونانِ ما توالَتْ فيه ثلاثُ حَرَكاتٍ بعدَها ساكِنٌ، نحو مُتَفَا من مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتُنْ من مُفاعَلَتُن، فحركة التَّاءِ من مُتَفا، قد قَرَنَت السَّبَبَين، وكذلك حركةُ اللامِ مِن عَلَتُنْ، قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ أَيضاً؛ والـمَفْرُوقان هما اللذانِ يقومُ كلُّ واحدٍ منهما بنفسِه أَي يكونُ حرفٌ متحركٌ وحرفٌ ساكنٌ، ويَتْلُوه حرفٌ متحرك، نحو مُسْتَفْ، من مُسْتَفْعِلُنْ؛ ونحو عِـيلُنْ، مِن مَفاعِـيلُنْ، وهذه الأَسبابُ هي التي يَقَع فيهــا الزِّحافُ على ما قد أَحْكَمَته صِناعةُ العَروض، وذلك لأَن الجُزْءَ غيرُ مُعْتَمِدٍ عليها؛ وقوله:

جَبَّتْ نِساءَ العالَـمِـينَ بِالسَّبَبْ

يجوز أَن يكونَ الـحَبْلَ، وأَن يكونَ الخَيْطَ؛ قال ابنُ دُرَيْدٍ: هذه

امرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِـيزَتَها بخَيْطٍ، وهو السبب، ثم أَلْقَتْه إِلى النساءِ لِـيَفْعَلْنَ كما فَعَلَتْ، فَغَلَبَتْهُنّ. وقَطَعَ اللّه به السببَ أَي الـحَياة.

والسَّبِـيبُ من الفَرَس: شَعَر الذَّنَبِ، والعُرْفِ، والنَّاصِـيَةِ؛

وفي الصحاح: السبِـيبُ شَعَر الناصِـيةِ، والعُرْفِ، والذَّنَبِ؛ ولم

يَذْكُر الفَرَس. وقال الرياشِـيُّ: هو شَعْرُ الذَّنَب، وقال أَبو عبيدة:

هو شَعَر الناصِـية؛ وأَنشد:

بِوافي السَّبِـيبِ، طَوِيلِ الذَّنَبْ

والسَّبِـيبُ والسَّبِـيبَةُ: الخُصْلة من الشَّعَر. وفي حديثِ استسْقاءِ عُمَرَ، رضي اللّه عنه: رأَيتُ العباسَ، رضي اللّه عنه، وقد طالَ

عُمَرَ، وعَيْناه تَنْضَمَّان، وسَبائِبُهُ تَجُولُ على صَدْرِه؛ يعني

ذَوائِـبَهُ، واحدُها سَبِـيبٌ. قال ابن الأَثير: وفي كتاب الـهَرَوِيّ، على اختلافِ نسخه: وقد طالَ عُمْرُه، وإِنما هو طال عُمَرَ، أَي كان أَطْوَلَ منه لأَنَّ عُمَرَ لـمَّا استَسْقَى أَخَذَ العباس إِليه، وقال: اللهم إِنَّا نَتَوسَّل إِليك بعَمِّ نَبِـيِّكَ، وكان إِلى جانِـبِه، فرآهُ الراوي

وقد طالَهُ أَي كان أَطوَلَ منه.

والسَّبِـيبة: العِضاهُ، تَكْثُرُ في المكانِ.

سبب: {سببا}: ما وصل شيئا بشيء. {أسباب السماوات}: أبوابها.

أَثر

(أَثر) ظَلَّت ناقَتُه مَأَثُورة: إِذا حُبسَتْ على غَيْر عَلَفِ. 
أَثر
: (} الأَثَرُ، محرَّكَةً: بَقِيَّةُ الشيْءِ. ج {آثَارٌ} وأُثُورٌ) ، الأَخيرُ بالضَّمِّ. وَقَالَ بعضُهم: الأَثَرُ مَا بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ. . (و) الأَثَرُ: (الخَبَرُ) ، وجَمْعُه الآثارُ.
وفلانٌ مِن حَمَلَةِ {الآثَارِ. وَقد فَرقَ بَينهمَا أَئمَّةُ الحديثِ، فَقَالُوا: الخَبَرُ: مَا كَانَ عَن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم،} والأَثَرُ: مَا يُرْوَى عَن الصَّحَابَة. وَهُوَ الَّذِي نَقَلَه ابنُ الصَّلاحِ وغيرُه عَن فُقَهاءِ خُراسانَ، كَمَا قَالَه شيخُنا.
(الحُسَيْنُ بنُ عبدِ المَلِكِ) الخَلَّالُ ثِقةٌ مشهورٌ تُوِفِّيَ سنَةَ 532 هـ، (وعبدُ الكريمِ بنُ منصورٍ) العُمَرِيُّ المَوْصِلِيّ، عَن أَصحاب الأُرمويّ، نَقله السَّمْعَانِيُّ، مَاتَ سنة 490 هـ، ( {الأَثَرِيّانِ: مُحَدِّثَانِ) .
وممَّن اشْتَهَر بِهِ أَيضاً: أَبو بكر سعيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليَ الطُّوسِيُّ، وُلِدَ سنة 413 هـ بنَيْسَابُورَ، ومحمّدُ بنُ هياج بن مبادر} - الآثاريُّ الأَنصاريُّ التَّاجِر، من أَهل دِمشقَ، وَرَدَ بغدَادَ، وبابا جَعْفَرُ بنُ محمّدِ بنِ حُسَيْنٍ {- الأَثَرِيُّ، رَوَى عَن أَبي بكرٍ الخَزَرِيِّ.
(و) يُقَال: (خَرَجَ) فلانٌ (فِي} إِثْرِهِ) ، بكسرٍ فسكونٍ، (وأَثَرِهِ) ، مُحَرِكةً وَالثَّانِي أَفصحُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ، مَعَ تَأَمُّلٍ فِيهِ، وأَوردهما ثعلبٌّ فِيمَا يُقَال بلُغَتَيْن من فَصِيحِه، وصَوَّبَ شيخُنا تقديمَ الثّانِي على الأَوّل. وَلَيْسَ فِي كلامِ المصنِّف مَا يدلُّ على ضَبْطِه قَالَ: فإِن جَرَيْنَا على اصطلاحِه فِي الإِطلاق كَانَ الأَوْلُ مَفْتُوحًا، وَالثَّانِي مُحْتَملاً لوجوهٍ، أَظهرُها الكَسْرُ والفَتْحُ، وَلَا قائلَ بِهِ، إِنما يُعْرَفُ فِيهِ التَّحْرِيكُ، وَهُوَ أَفصحُ اللُّغَتَيْن وَبِه وَرَدَ القرآنُ: (بَعْدَه) . هاكذا فَسَّرَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيُّ. ووقَعَ فِي شُرُوح الفَصيح بَدَلَه: عَقِبَه.
وَقَالَ صاحِبُ الواعِي: الأَثَرُ مُحرَّك هُوَ مَا {يُؤَثِّرُه الرَّجُلُ بِقَدَمِه فِي الأَرض، وَكَذَا كلُّ شيْء} مُؤَثَّرٌ {أَثَرٌ، يُقَال: جئتُكَ على أَثَر فلانٍ، كأَنَّكَ جئتَه تَطَأُ} أَثَرَه.
قَالَ: وكذالك! الإِثْرُ، ساكنُ الثّاني مكسورُ الهمزةِ، فإِن فتحتَ الهمزةَ فتحتَ الثّاءَ، تَقول: جئتُكَ على أَثَره وإِثْرِه، وَالْجمع آثارٌ.
( {وائْتَثَرَه: تَبعَ أَثَرَه) ، وَفِي بعض الأُصول: تَتَبَّعَ أَثَرَه. وَهُوَ عَن الفارسيِّ.
(} وأَثَّر فِيهِ {تَأْثِيراً: تَرَكَ فِيهِ أَثَراً) .
} والتَّأْثِيرُ: إِبقاءُ الأَثَرِ فِي الشَّيْءِ.
( {والآثارُ: الأَعْلَامُ) ، واحِدُه الأَثَرُ.
(} والأَثْرُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (فِرِنْدُ السَّيْفِ) ورَوْنَقُه، (ويُكْسَرُ) ، وبضَمَّتَيْن على فُعُل، وَهُوَ واحدٌ لَيْسَ بجَمْعٍ، ( {كالأَثِير. ج} أُثُورٌ) ، بالضمِّ. قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرَصِ:
ونحنُ صَبَحُنَا عامِراً يومَ أَقْبَلُوا
سُيُوفاً عليهنَّ {الأُثُورُ بَواتِكَا
وأَنشدَ الأَزهريُّ:
كأَنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيَةٌ
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بهَا} الأُثُرُ
{وأَثْرُ السَّيْفِ: تَسَلْسُلُه ودِيبَاجَتُه، فأَمَّا مَا أَنشدَه ابنُ الأَعرابيِّ من قَوْله:
فإِنِّي إِنْ أَقَعْ بكَ لَا أُهَلِّكْ
كوَقعِ السَّيْفِ ذِي} الأَثَرِ الفِرِنْدِ
قَالَ ثعلبٌ: إِنّمَا أَرادَ ذِي الأَثْر، فحَرَّكَه للضَّرورة. قَالَ ابْن سِيدَه: وَلَا ضَرورةَ هُنَا عِنْدِي؛ لأَنّه لَو قَالَ: (ذِي الأَثْر) فسَكَّنه على أَصلِه لصار (مُفَاَعلَتُنْ) إِلى (مَفَاعِيلُنْ) : وهاذا لَا يكْسِر البَيْتَ لاكن الشّاعر إِنما أَرادَ تَوْفِيَةَ الجزْءِ، فحَرَّك لذالك، ومثلُه كثيرٌ، وأَبْدَلَ الْفِرِنْدَ من الأَثَر.
وَفِي الصّحاح: قَالَ يَعْقُوب: لَا يَعرفُ الأَصمعيُّ الأَثْرَ إِلّا بِالْفَتْح، قَالَ: وأَنشدَنِي عِيسَى بنُ عُمَر لخُفَافِ بنِ نَدْبَةَ:
جَلَاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها
خِفَافاً كلُّها يَتْقِي! بأَثْرِ
أَي كلُّها يستقبُلكَ بفرِنْدِه. ويَتْقِي، مخفَّف مِن يَتَّقِي، أَي إِذا نَظَر النّاظرُ إِليها اتَّصلَ شُعَاعُها بعينِه فَلم يَتمَكَّن من النَّظَرِ إِليها.
ورَوَى الإِيادِيُّ عَن أَبي الهَيْثَمِ أَنْه كَانَ يَقُول: {الإِثْرُ بكَسْر الهَمْزةِ لخُلَاصَةِ السَّمْنِ، وأَمّا فِرِنْدُ السَّيْفِ فكلُّهُم يَقُول:} أُثْر.
وَعَن ابْن بُزُرْج: وَقَالُوا: {أُثْرُ السَّيْفِ، مضمومٌ: جُرْحُه،} وأَثْرُه، مفتوحٌ: رَوْنَقُه الّذِي فِيهِ.
قلتُ: وزَعم بعضٌ أَن الضَّمَّ أَفصحُ فِيهِ وأَعرَفُ.
وَفِي شَرْح الفَصِيح لِابْنِ التَّيّانِيِّ: أثْرُ السَّيفِ مثالُ صَقْر، {وأُثُرُه، مِثَال طُنُبٍ: فِرِنْدُه.
وَقد ظهرَ بِمَا أَوردنا من النُّصُوص أَنّ الكسْرَ مسموعٌ فِيهِ، وأَرودَه ابْن سِيدَه وغيرُه، فَلَا يُعَرَّجُ على قَول شيخِنَا: إِنه لَا قائلَ بِهِ من أَئِمَّة اللغةِ وأَهلِ العربيّة. فَهُوَ سَهْوٌ ظاهرٌ، نَعم،} الأُثْر بضمَ، على مَا أَوردَه الجوهَرِيُّ وغيرُه، وَكَذَا {الأُثُر، بضمَّتَيْن على مَا أَسْلَفْنَا، مسْتَدْرَكٌ عَلَيْهِ، وَقد أُغْفِلَ شيخُنا عَن الثّانية.
} والأَثِيرُ، كأَمِيرِ الَّذِي ذكرَه المصنِّفُ أَغفلَه أَئِمَّةُ الغَرِيب.
وحَكَى اللَّبْلِيُّ فِي شرح الفَصِيح: {لأُثْرَةُ اللسَّيفِ بِمَعْنى} الأَثْر، جمعُه أُثَر كغُرَفٍ، وَهُوَ مُستدَركٌ على المصنِّف.
(و) الأَثْرُ: (نَقْلُ الحديثِ) عَن القَوم (ورِوايتُه، {كالأَثَارةِ) بِالْفَتْح، (} والأُثْرَةِ، بالضّمِّ) ، وهاذه عَن اللِّحْيَانِّي.
وَفِي الْمُحكم أَثَرَ الحديثَ عَن القومِ ( {يَأْثِرُه) ، أَي من حدِّ ضَرَبَ، (} ويَأْثُره) أَي من حدِّ نَصَرَ: أَنْبأَهم بِمَا سُبِقُوا فِيهِ من الأَثَر، وَقيل: حَدَّثَ بِهِ عَنْهُم فِي {آثَارهم. قَالَ: والصحيحُ عِنْدِي أَنَّ} الأُثْرَةَ الاسمُ، وَهِي المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ.
وَفِي حَدِيث عليَ فِي دَعَائِه على الخَوَارج: (وَلَا بَقِيَ مِنْكُم {آثِرٌ) ، أَي مُخْبِرٌ يَرْوِي الحَدِيث.
وَفِي قولِ أبي سُفيانَ فِي حديثِ قَيْصَرَ: (لَوْلَا أَنْ} تَأْثُرُوا عنِّي الكذبَ) ، أَي تَرْوُون وتحكُون.
وَفِي حَدِيث عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (فَمَا حَلَفتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا {آثِراً) ، يريدُ مُخْبِراً عَن غيرِه أَنَّه حَلَفَ بِهِ، أَي مَا حلفْتُ بِهِ مُبتدئِاً مِن نفسِي، ولَا رَوَيْتُ عَن أَحدٍ أَنّه حَلَف بهَا.
وَمن هاذا قيل: حديثٌ} مَأْثُورٌ، أَي يُخْبِرُ الناسُ بِهِ بعضُهم بَعْضًا، أَي يَنقلُه خَلَفٌ عَن سَلَفٍ، يُقَال مِنْهُ: {أَثَرْتُ الحديثَ فَهُوَ مَأْثُور، وأَنا آثِرٌ، وَقَالَ الأَعْشَى:
إِنَّ الَّذِي فِيهِ تَمَارَيْتُمَا
بُيِّنَ للسّامِعِ} والآثِرِ.
(و) الأَثْر: (إِكْثَارُ الفَحْلِ مِن ضِرَاب النّاقَة) وَقد أَثَر يَأْثُر، مِن حَدِّ نَصَرَ.
(و) الأُثْر، بالضّمِّ: أَثَرُ الجِرَاحِ يَبقَى بعد البُرْءِ. ومثلُه فِي الصِّحَاح. وَفِي التَّهْذِيب: أُثْرُ الجُرْحِ: {أَثَرُه يَبقَى بعد مَا يَبْرَأُ. وَقَالَ الأَصمعيُّ: الأُثْرُ بالضّمّ من الجُرْحِ وغيرِه فِي الجَسَد يَبْرَأُ ويبقَى} أَثَرُه. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَال فِي هاذا: أَثْرٌ وأُثْرٌ، والجمعُ {آثارٌ، ووجهُه} إِثَارٌ، بِكَسْر الأَلفِ، قَالَ: وَلَو قلتَ أُثُورٌ، كنتَ مُصِيباً.
(و) فِي المُحكم: {الأُثْر: (ماءُ الوجهِ ورَوْنَقُه، و) قد (تُضَمُّ ثاؤُهما) ، مثل عُسْرٍ وعُسُر، ورَوَى الوَجْهَيْن شَمِرٌ، والجمعُ آثارٌ. وأَنشدَ ابنُ سِيدَه:
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بهَا} الأُثُرُ
وأَوردَه الجوهريُّ هاكذا: (بيضٌ مضاربُهَا) قَالَ: وَفِي النَّاس مَن يَحْمِلُ هاذا على الفِرِنْد. (و) الأُثْر: (سِمَةٌ فِي بَاطِن خُفِّ البعيرِ يُقْتَفَى بهَا أَثَرُه) ، والجمعُ أُثُور.
وَقد {أَثَرَه} يَأْثُره {أَثْراً،} وأَثَّره: حَزَّه.
(و) رَوَى الإِياديُّ عَن أَبي الهَيْثم أَنه كَانَ يَقُول: الإِثْرُ (بِالْكَسْرِ: خُلاصةُ السَّمْنِ) إِذا سُلِيءَ، وَهُوَ الخِلاصُ، وَقيل: هُوَ اللَّبَنُ إِذا فارَقَه السَّمْنُ. (و) قد (يُضَمُّ) ، وهاذا قد أَنْكَره غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة، وَقَالُوا: إِن المضمومَ فِرِنْدُ السَّيْفِ.
(و) {الأَثُرُ، بِضَم الثّاءِ (كعَجُزٍ، و) الأَثِرُ ك (كَتِفٍ: رجلٌ} يَستأْثِرُ على أَصحابِه) فِي القَسْم، (أَي يَختارُ لنفْسه أَشياءَ حَسنةً) ، وَفِي الصّحاح: أَي يحتاجُ لنَفسِهِ أَفعالاً وأَخلاقاً حَسَنَة.
(والاسمُ {الأَثَرَةُ، محرّكةً، والأُثْرَةُ، بالضّمّ، و) } الإِثْرَة، (بِالْكَسْرِ، و) {الأُثْرَى، (كالحُسْنَى) ، كِلَاهُمَا عَن الصَّغَانِّي.
(و) قد (} أَثِرَ على أَصحابه، كفَرِحَ) ، إِذا (فَعَلَ ذالك) .
وَيُقَال: فلانٌ ذُو {أُثْرَةٍ، بالضمّ، إِذا كَانَ خاصًّا.
وَيُقَال: قد أَخَذَه بِلَا} أَثَرَةٍ، وَبلا {إِثْرَةٍ، وَبلا} استئثارٍ، أَي لم يَستأْثِر على غيرِه وَلم يَأْخُذ الأَجْوَدَ.
وجمْعُ {الإِثْرَة، بِالْكَسْرِ،} إِثَرٌ. قَالَ الحُطَيئةُ يمدحُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ:
مَا {آثَرُوكَ بهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا
لاكنْ لأَنْفسِهِمْ كانتْ بكَ} الإِثَرُ
أَي الخِيَرَةُ {والإِيثارُ.
وَفِي الحَدِيث: (لما ذُكِرَ لَهُ عُثْمَانُ بالخلافةِ فَقَالَ: أَخْشَى حَفْدَه} وأَثَرَتَه) ، أَي! إِيثارَه، وَهِي {الإِثْرَةُ، وكذالك} الأُثْرَةُ {والأَثْرَةُ} والأُثْرَى قَالَ:
فقلتُ لَهُ يَا ذئْبُ هَل لكَ فِي أَخٍ
يُوَاسى بِلَا أُثْرَى عليكَ وَلَا بُخْلِ
( {والأُثْرَةُ، بالضّمِّ: المَكْرُمةُ) ؛ لأَنها} تُؤْثَرُ، أَي تُذْكَر، ويَأْثُرها قَرْنٌ عَن قَرْنٍ يتحدَّثُون بهَا. وَفِي المُحكَم: المَكْرُمةُ (المُتَوارَثَة، {كالمَأْثَرَةِ) ، بِفَتْح الثاءِ (} والمَأْثُرَةِ) بضمهَا، ومثلُه من الكلامِ المَيْسَرَة والمَيْسُرة، ممّا فِيهِ الوَجْهَانِ، وَهِي نَحْو ثَلَاثِينَ كلمة جَمَعَها الصّغانيّ فِي ح ب ر.
وَقَالَ أَبو زيد: مَأْثُرَةٌ ومآثِرُ، وَهِي القدَمُ فِي الحَسَب. {ومآثِرُ العَرَب: مَكارمُها ومَفاخرُها الَّتِي} تُؤْثَرُ عَنْهَا، أَي تُذْكَرُ وتُرْوَى. ومثلُه فِي الأَساس.
(و) {الأُثْرَةُ: (البَقِيَّةُ من العِلْم} تُؤْثَرُ) ، أَي تُرْوَى وتُذْكَر، ( {كالأَثَرَةِ) محرَّكَةً، (} والأَثارةِ) ، كسَحَابةٍ. وَقد قُرِىءَ بهَا، والأَخيرةُ أَعْلَى.
وَقَالَ الزَّجّاج: {أَثَارةٌ فِي معنَى عَلامة، ويجوزُ أَن يكونَ على معنى بَقِيَّة من عِلْمٍ، ويجوزُ أَن يكونَ على مَا} يُؤْثَرُ من العِلْم. وَيُقَال: أَوْ شَيْءٌ {مَأْثُورٌ من كُتُب الأَوَّلِين، فمَن قرأَ: (أَثَارَة) فَهُوَ المصدرُ، مثل السَّمَاحة، ومَن قرأَ: (} أَثَرةٍ) فإِنه بناهُ على الأَثَر مثْل قَتَرَةٍ، ومَن قَرأَ: ( {أَثْرة) فكأَنه أَراد مثلَ الخَطْفَةِ والرجْفة.
(و) } الأَثْرَة، بالضّمّ: (الجَدْبُ، والحالُ غيرُ المَرْضِيَّة) ، قَالَ الشَّاعِر:
إِذا خافَ مِن أَيْدِي الحَوَادث {أُثْرَةُ
كَفَاهُ حِمارٌ مِن غِنى مَقَيَّدُ
وَمِنْه قولُ النّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلّم: (إِنّكم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي} أُثْرَةً فاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْنِي على الحَوْضِ) . ( {وآثَره: أَكرَمه) ، وَمِنْه: رجلٌ} أَثِيرٌ، أَي مَكِينٌ مُكْرَمٌ. وَالْجمع {أُثَراءُ والأُنْثَى} أَثِيرَةٌ.
( {والأَثِيرَةُ: الدّابَّةُ العظيمةُ الأَثَرِ فِي الأَرضُ بحافِرِا) وخُــفَّيْهَــا، بَيِّنةُ} الإِثارةِ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (فَعَلَ) هاذا (آثِراً مّا، {وآثِرَ ذِي أَثِيرٍ) ، كلاها على صِيغَةِ اسمِ الْفَاعِل، وكذالك آثِراً، بِلَا (مَا) . وَقَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
فقالُوا مَا تُرِيدُ فقلتُ أَلْهُو
إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِيرِ
هاكَذَا أَنشده الجوهريُّ. قَالَ الصّغَانيُّ: والروايةُ: (وقالتْ) ، يَعْنِي امرأَتَه أُمَّ وَهْبٍ واسْمُها سَلْمَى.
(و) يُقَال: لَقِيتُه (أَوَّلَ ذِي أَثِيرٍ،} وأَثِيرَةَ ذِي أَثِيرٍ) ، نَقله الصَّغانيّ.) ، {وأُثْرَة ذِي أَثِيرٍ، بالضّمِّ) وضَبَطَه الصّاغانيُّ بالكَسْر.
وَقيل: الأَثِيرُ: الصُّبْحُ، وذُو أَثِيرٍ: وَقْتُه.
(و) حَكَى اللِّحْيَانيّ: (إِثْرَ ذِي} أَثِيرَيْن، بالكَسْر. ويُحرَّك) ، {وإِثْرَةً مّا.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: ولَقِيتُه (آثِرَ ذاتِ يَدَيْنِ، وذِي يَدَيْنِ، أَي أَوَّلَ كلِّ شَيْءٍ) .
قَالَ الفَرّاءُ: ابْدَأْ بهاذا آثِراً مّا،} وآثِرَ ذِي أَثِيرٍ، {وأَثِيرَ ذِي أَثِيرٍ، أَي ابدَأْ بِهِ أَوَّلَ كلِّ شيءٍ.
ويُقَال: افْعَلْه} آثِراً مّا، {وأَثِراً مّا، أَي إِن كنتَ لَا تفعلُ غيرَه فافْعَلْه.
وقيلَ: افْعَلْهُ} مُؤْثِراً لَهُ على غيرِه، و (مَا) زائدةٌ، وَهِي لازمةٌ لَا يجوزُ حذفُها؛ لأَنّ مَعْنَاهُ افعلْه آثِراً مُخْتَارًا لَهُ مَعْنِيًّ بِهِ، مِن قَوْلك: {آثَرتُ أَن أَفعلَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ المبرِّد: فِي قولِهم: خُذْ هاذا آثِراً مّا، قَالَ: كَأَنّه يريدُ أَن يأْخذَ مِنْهُ وَاحِدًا وَهُوَ يُسَامُ على آخَرَ، فَيَقُول: خُذْ هاذا الواحِدَ آثِراً، أَي قد} آثرتُكَ بِهِ، و (مَا) فِيهِ حَشْوٌ.
(و) يُقَال: (سَيفٌ مأْثورٌ: فِي مَتْنِه أَثَرٌ) ، وَقَالَ صاحبُ الواعِي: سَيفٌ {مَأْثُورً، أُخِذَ من الأَثَر، كأَنّ وَشْيَهُ أَثَّرَ فِيهِ، (أَو مَتْنُه حَدِيدٌ أَنِيثٌ، وشَفْرَتهُ حَدِيدٌ ذَكَرٌ) ، نَقَلَ القَوْلَيْن الصَّغَانيُّ. (أَو هُوَ الَّذِي) يُقَال إِنه (يَعْمَلُه الجِنُّ) ، وَلَيْسَ من الأَثْرِ الَّذِي هُوَ الفِرِنْد. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
إِنِّي أُقَيِّدُ} بالمَأْثُورِ راحِلَتِي
وَلَا أُبالِي وَلَو كُنَّا على سَفَرِ
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعَدَني أَنّ! الْمَأْثُورَ مَفْعُولٌ لَا فِعْلَ لَهُ، كَمَا ذهَب إِليه أَبو عليّ فِي المَفْؤُود الَّذِي هُوَ الجَبان.
(وأَثِرَ يَفْعَلُ كَذَا، كفَرِحَ: طَفِقَ) ، وذالك إهذا أَبْصَرَ الشَّيءَ وضَرِيَ بمعرفتِه وحَذِقه، وكذالك طَبِنَ (وَطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ) وفَطِنَ، كَذَا فِي نَوادِر الأَعرابِ.
وَقَالَ ابْن شُمَيل: إِن أَثِرْتَ أَن تَأْتِيَنَا فأْتِنَا يومَ كَذَا وَكَذَا، أَي إِن كَانَ لَا بُدَّ أَن تَأْتِيَنَا فأْتِنَا يومَ كَذَا وَكَذَا.
ويُقَال: قد أَثِرَ أَن يَفْعَلَ ذالك الأَمْرَ، أَي فَرَغَ لَهُ. (و) أَثِرَ (على الأَمرِ: عَزَمَ) ، قَالَ أَبو زيد: قد أَثِرْتُ أَن أَقولَ ذالك: أَي عَزَمْتُ. (و) أَثِرَ (لَهُ: تَفَرَّغَ) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: لقد أَثِرْتُ أَن أَفْعَلَ كَذَا وكذَا، وَهُوَ هَمٌّ فِي عَزْمٍ.
(وآثَرَ: اخْتارَ) وفَضَّلَ، وقَدَّمَ، وَفِي التَّنْزِيل: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} (يُوسُف: 91) قَالَ الأَصمعي: آثرتُكَ إِيثاراً، أَي فَضَّلْتُكَ.
(و) آثَرَ (كَذَا بِكَذَا: أَتْبَعَه إِيّاه) ، وَمِنْه قولُ مُتَمِّمِ بِن نُوَيرةَ يَصفُ الغَيثَ:
{فآثَرَ سَيْلَ الوادِيَيْنِ بدِيمَةٍ
تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا مِن النَّبْتِ خِرْوَعَا
أَي أَتْبَعَ مَطراً تقدَّم بدِيمَةٍ بعدَه.
(} والتُّؤْثُورُ) وَفِي بعض الأُصُول التؤْرُورُ، أَي على تُفْعُول بالضّمّ: (حَدِيدَةٌ يُسْحَى بهَا باطِنُ خُفِّ البعيرِ، ليُقْتَصَّ أَثَرُه) فِي الأَرض ويُعْرَفَ، ( {كالمِئْثَرةِ) .
ورأَيت} أُثْرَته، أَي مَوْضِعَ {أَثَرِه من الأَرض.
وَقيل:} الأُثْرَةُ {والتُّؤْثُورُ} والتَّأْثُورُ، كلُّها علاماتٌ تَجعلُهَا الأَعرابُ فِي باطنِ خُفِّ البَعيرِ، وَقد تَقدَّم فِي كَلَام المصنِّف.
(و) {التُّؤْثُورُ: (الْجِلْوَازُ) ، كالتُّؤْرُورِ واليُؤْرُورِ، بالياءِ التَّحْتِيَّة، كَمَا سيأْتي فِي أَرّ، عَن أَبي عليّ.
(} واستأْثرَ بالشيْءِ: استبدَّ بِهِ) وانفردَ. (و) {استأْثرَ بالشيْءِ على غيرِه: (خَصَّ بِهِ نفْسَه) ، قَالَ الأَعشى:
استَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ وبال
عَدْله ووَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلَا
وَفِي حَدِيث عُمَرَ: (فوَاللَّه مَا} أَستْأثِرُ بهَا عَلَيْكُم، وَلَا آخذُها دُونَكم) .
(و) استأْثَرَ (اللهُ تَعَالَى) فلَانا، و (بفلانٍ، إِذا ماتَ) وَهُوَ مِمَّنْ يُرْجَى لَهُ الجَنَّةُ (ورُجِيَ لَهُ الغُفْرَانُ) .
(وَذُو الآثارِ) : لَقَبُ (الأُسوَد) بن يَعْفُرَ (النَّهْشَلِيّ) ، وإِنا لُقِّب بِهِ (لأَنَّه) كَانَ (إِذا هَجَا قَوماً تَرَكَ فيهــم آثاراً) يُعْرَفون بهَا، (أَو) لأَنّ (شِعْره فِي الأَشعار {كآثارِ الأَسدِ فِي آثارِ السِّباع) لَا يَخْفَى.
(و) يُقَال: (فلانٌ} - أَثِيرِي، أَي مِن خُلَصَائِي) . وَفِي بعض الأُصول: أَي خُلْصانِي. وفلانٌ أَثِيرٌ عِنْد فلانٍ وَذُو أُثْرةٍ، إِذا كَانَ خاصًّا.
ورجلٌ أَثِيرٌ: مَكِينٌ مُكْرَمٌ.
وَفِي الأَساس: وَهُوَ {- أثِيرِي، أَي الَّذِي أُوثِرُه وأُقَدِّمُه.
(و) شيْءً (كَثِيرٌ أَثِيرٌ، إِتباعٌ) لَهُ، مثلُ بَثِير.
(و) } أُثَيْرٌ (كزُبَيْرٍ ابنُ عَمْرٍ والسَّكُونِيُّ الطَّبِيبُ) الكُوفيُّ، وإِليه نُسِبتْ صحراءُ أُثَيْرٍ بالكُوفة.
(ومُغِيرَةُ بنُ جَمِيلِ بنِ {أُثَيْر، شَيخٌ لأَبِي سَعِيدٍ) عبدِ الله بن سَعِيدٍ (الأَشَجِّ) الكوفيّ أَحد الأَئمّة: قَالَ ابْن القرابِ مَاتَ سنة 357 هـ.
وجوادُ بنُ أُثَيْرِ بنِ جَوادٍ الحَضْرميّ، وَغَيرهم.
(وقَولُ عليَ رَضِيَّ اللهُ عَنهُ: (ولستُ} بمَأْثُورٍ فِي دِينِي)) ، أَي لستُ ممَّن {يُؤْثَرُ عنِّي شَرٌّ وتُهمَة فِي دِينِي. فيكونُ قد وَضَعَ} الْمَأْثُورَ مَوضِعَ المأْثُورِ عَنهُ. وَقد تقدَّم (فِي أَب ر) ومَرّ الكلامُ هُنَاكَ.
وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
الأَثَرُ، بالتَّحْرِيك: مَا بَقِيَ من رَسْمِ الشَّيْءِ، والجَمْعُ الآثارُ.
{والأَثَرُ، أَيضا: مُقَابِلُ العَيْنِ، وَمَعْنَاهُ العَلَامةُ. وَمن أَمثالهم: (لَا أَثَرَ بعد العَيْنِ) . وسَمَّى شيخُنَا كتابَه: (إِقرار العَيْنِ ببقاءِ الأَثَرِ بعدَ ذَهابِ العَيْنِ) .
} والمَأْثُور: أَحدُ سُيُوفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عيْه وسلَّم. كَمَا ذَكَره أَهْل السِّيَرِ.
وحَكَى اللِّحْيَانيُّ عَن الكِسائيِّ: مَا يُدْرَى لَهُ أَينَ أَثَرٌ، وَلَا يُدْرَى لَهُ مَا أَثَرٌ، أَي مَا يُدْرَى أَين أَصْلُه وَمَا أَصْلُه.
{والإِثْارُ، ككِتَاب: شِبْهُ الشِّمَالِ يُشَدُّ على ضَرْعِ العَنْزِ شِبْهُ كِيسٍ لئلَّا تُعَانَ.
وَفِي الحَدِيث: (مَنْ سَرَّه أَن يَبْسُطَ اللهُ لَهُ فِي رِزْقه وَيَنْسَأَ فِي أَثَرِه فلْيَصِلْ رَحمَه) .} الأَثَرُ الأَجَلُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه يَتْبَعُ العُمرَ، قَالَ زُهَيْر:
والمرءُ مَا عاشَ مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلٌ
لَا يَنْتَهِي العمْرُ حتَّى يَنْتَهي الأَثَرُ
وأَصلُه مِن {أَثَّرَ مَشْيُه فِي الأَرض، فإِنَّ مَن ماتَ لَا يَبْقَى لَهُ أَثَرٌ، وَلَا يُرَى لأَقدامِه فِي الأَرض أَثَرٌ. وَمِنْه قولُه للَّذِي مَرَّ بَين يَدَيْه وَهُوَ يُصَلِّي: (قَطَعَ صَلاتَنا قَطَعَ اللهُ} أَثَرَه) ، دُعَاءٌ عَلَيْهِ بالزَّمَانَة؛ لأَنه إِذا زَمِنَ انقطعَ مَشْيُه فانقطعَ أَثَرُه.
وأَمّا {مِيثَرةُ السَّرْجِ غيرُ مَهمُوزةٍ.
وقولُه عَزّ وجَلّ: {وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَ} آثَارَهُمْ} (يللهس: 12) ، أَي نكتُب مَا أَسْلَفُوا مِن أَعمالِهم.
وَفِي اللِّسَان: وسَمِنَت الإِبلُ والنّاقةُ على أَثَارةٍ. أَي على عَتِيقِ شَحْمٍ كَانَ قبلَ ذالك، قَالَ الشَّمّاخُ:
وذاتِ {أَثَارةٍ أَكَلتْ عَلَيْهِ
نَبَاتاً فِي أَكِمَّتِه قَفَارَا
قَالَ أَبو مَنْصُور: ويُحْتَملُ أَن يكونَ قولُه تَعَالَى: {أَوْ أَثَارَةٍ مّنْ عِلْمٍ} (الْأَحْقَاف: 4) مهن هاذا؛ لأَنها سَمِنَت على بَقِيَّةِ شَحْمٍ كَانَت عَلَيْهَا، فكأَنَّها حَمَلَتْ شَحْماً على بَقِيَّةِ شَحْمِها.
وَفِي الأَساس: وَمِنْه: أَغضَبَني فلانٌ عَن أثارةِ غَضَبٍ، أَي كَانَ قبل ذالك. وَفِي المُحْكَم والتَّهْذِيب: وغَضِبَ على أَثَارةٍ قبْلَ ذالك، أَي قد كَانَ قبْلَ ذالِكَ مِنْهُ غَضَبٌ، ثمَّ ازْدادَ بعد ذالك غَضَباً. هاذه عَن اللِّحْيَانِّي.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاس: {أَو} أَثارةٍ مِنْ عِلْمٍ} ، إِنّه عِلْمُ الخَطِّ الَّذِي كَانَ أُوتِيَ بعض الأَنبياءِ.
وأَثْرُ السَّيْفِ: دِيباجَتُه وتَسَلْسُلُه. وَيُقَال: أَثَّرَ بوَجْهِه وبِجَبِينِه السُّجُودُ. وأَثَّرَ فِيهِ السَّيْفُ والضَّرْبَةُ. وَفِي الأَمثال: يُقال للكاذب: (لَا يَصْدُقُ {أَثَرُه) ، أَي} أَثَرُ رجْلِه.
وَيُقَال: افعَلْه {إِثْرَةَ ذِي} أَثِيرٍ بِالْكَسْرِ وأَثْرَ ذِي أَثِيرٍ، بِالْفَتْح. لغتانِ فِي: آثِر ذِي أَثِيرٍ، بالمدّ، نقلَه الصّاغانيُّ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: افْعَلْ هاذه {أَثَراً مّا محرَّكةً مِثل قَوْلك:} آثِراً مّا.
واستدرك شيخُنا.
الأَثِيرُ: كأَمِيرٍ وَهُوَ الفَلَكُ التّاسِعُ الأَعْظَمُ الحاكمُ على كلِّ الأَفلاكِ؛ لأَنّهُ {يُؤَثِّرُ فِي غَيره.
وأَبناءُ الأَثِيرِ: الأَئِمَّةُ المَشَاهِيرُ، الأَخوةُ الثلاثةُ: عِزُّ الدِّين عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ عبد الواحدِ الشَّيْبَانِيُّ الجَزَرِيُّ، اللُّغَوِيُّ، المحدِّثُ، لَهُ التاريخُ والأَنسابُ، ومعرفةُ الصَّحابةِ، وغيرُها، وأَخُوه مَجْدُ الدِّينِ أَبو السَّعَاداتِ، لَهُ جامعُ الأُصولِ، والنِّهَايَةُ، وغيرُهما، ذَكَرهما الذَّهَبِيُّ فِي التَّذْكرة، وأَخُوهما الثّالثُ ضِياءُ الدِّين أَبو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ، لَهُ المَثَلُ السّائرُ، وغيرُه، ذَكَره مَعَ أَخَويْه ابنُ خلِّكانَ فِي الوَفَيات. قَالَ شيخُنا: ومِن لَطائفِ مَا قِيلَ فيهــم:
وبَنُو الأَثِيرِ ثلاثةٌ
قد حازَ كلٌّ مُفْتَخَرْ
فمُؤَرِّخٌ جَمَع العُلُو
مَعَ وآخَرٌ وَلِيَ الوَزَرْ
ومُحَدِّثٌ كَتَب الحَدِي
ثَ لَهُ النِّهَايةُ فِي الأَثَرْ
قَالَ: والوَزِيرُ هُوَ صاحبُ (المَثَلِ السّائِرِ) . وَمَا أَلْطَفَ التَّوْريَةَ فِي النِّهَاية.
وصحراءُ} أُثَيْرٍ، كزُبَيْرٍ: بالكُوفة حيثُ حَرَقَ أَميرُ الْمُؤمنِينَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنهُ النَّفَرَ الغَالِين فِيهِ.

سامَرّاء

سامَرّاء:
لغة في سرّ من رأى: مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة وقد خربت، وفيهــا لغات: سامرّاء، ممدود، وسامرّا، مقصور، وسرّ من رأ، مهموز الآخر، وسرّ من را، مقصور الآخر، أمّا سامرّاء فشاهده قول البحتري:
وأرى المطايا لا قصور بها ... عن ليل سامرّاء تذرعه
وسرّ من را مقصور غير مهموز في قول الحسين بن الضحاك:
سرّ من را أسرّ من بغداد، ... فاله عن بعض ذكرها المعتاد
وسرّ من راء ممدود الآخر في قول البحتري:
لأرحلنّ وآمالي مطرّحة ... بسرّ من راء مستبطي لها القدر
وسامرّا، مقصور، وسرّ من رأى وساء من رأى، عن الجوهري، وسرّاء، وكتب المنتصر إلى المتوكل وهو بالشام:
إلى الله أشكو عبرة تتحيّر، ... ولو قد حدا الحادي لظلّت تحدّر
فيا حسرتا إن كنت في سرّ من رأى ... مقيما وبالشام الخليفة جعفر!
وقال أبو سعد: سامرّاء بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها سرّ من رأى فخففها الناس وقالوا سامرّاء، وهي في الإقليم الرابع، طولها تسع وستون درجة وثلثا درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وسدس، تعديل نهارها أربع عشرة ساعة، غاية ارتفاع الشمس بها تسع وسبعون درجة وثلث، ظل الظهر درجتان وربع، ظل العصر أربع عشرة درجة، بين الطولين ثلاثون درجة، سمت القبلة إحدى عشرة درجة وثلث، وعن الموصلي ثلاث وثمانون درجة، وعرضها مائة وسبع عشرة درجة وثلث وعشر، وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه، وقد ينسبون إليها بالسّرّ مرّي، وقيل: إنّها مدينة بنيت لسام فنسبت إليه بالفارسية سام راه، وقيل: بل هو موضع عليه الخراج، قالوا بالفارسية: ساء مرّة أي هو موضع الحساب، وقال حمزة: كانت سامراء مدينة عتيقة من مدن الفرس تحمل إليها الإتاوة التي
كانت موظفة لملك الفرس على ملك الروم، ودليل ذلك قائم في اسم المدينة لأن سا اسم الإتاوة، ومرّة اسم العدد، والمعنى أنّه مكان قبض عدد جزية الروم، وقال الشعبي: وكان سام بن نوح له جمال ورواء ومنظر، وكان يصيف بالقرية التي ابتناها نوح، عليه السلام، عند خروجه من السفينة ببازبدى وسماها ثمانين، ويشتو بأرض جوخى، وكان ممرّه من أرض جوخى إلى بازبدى على شاطئ دجلة من الجانب الشرقي، ويسمّى ذلك المكان الآن سام راه يعني طريق سام، وقال إبراهيم الجنيدي: سمعتهم يقولون إن سامراء بناها سام بن نوح، عليه السلام، ودعا أن لا يصيب أهلها سوء، فأراد السفاح أن يبنيها فبنى مدينة الأنبار بحذائها، وأراد المنصور بعد ما أسس بغداد بناءها، وسمع في الرواية ببركة هذه المدينة فابتدأ بالبناء في البردان ثمّ بدا له وبنى بغداد وأراد الرشيد أيضا بناءها فبنى بحذائها قصرا وهو بإزاء أثر عظيم قديم كان للأكاسرة ثمّ بناها المعتصم ونزلها في سنة 221، وذكر محمد بن أحمد البشّاري نكتة حسنة فيهــا قال: لما عمرت سامرّاء وكملت واتسق خيرها واحتفلت سميت سرور من رأى، ثمّ اختصرت فقيل سرّ من رأى، فلمّا خربت وتشوّهت خلقتها واستوحشت سميت ساء من رأى، ثمّ اختصرت فقيل سامراء، وكان الرشيد حفر نهرا عندها سمّاه القاطول وأتى الجند وبنى عنده قصرا ثمّ بنى المعتصم أيضا هناك قصرا ووهبه لمولاه أشناس، فلمّا ضاقت بغداد عن عساكره وأراد استحداث مدينة كان هذا الموضع على خاطره فجاءه وبنى عنده سرّ من رأى، وقد حكي في سبب استحداثه سرّ من رأى أنّه قال ابن عبدوس: في سنة 219 أمر المعتصم أبا الوزير أحمد بن خالد الكاتب بأن يأخذ مائة ألف دينار ويشتري بها بناحية سرّ من رأى موضعا يبني فيه مدينة وقال له: إني أتخوّف أن يصيّح هؤلاء الحربية صيحة فيقتلوا غلماني فإذا ابتعت لي هذا الموضع كنت فوقهم فإن رابني رائب أتيتهم في البر والبحر حتى آتي عليهم، فقال له أبو الوزير: آخذ خمسة آلاف دينار وإن احتجت إلى زيادة استزدت، قال: فأخذت خمسة آلاف دينار وقصدت الموضع فابتعت ديرا كان في الموضع من النصارى بخمسة آلاف درهم وابتعت بستانا كان في جانبه بخمسة آلاف درهم ثمّ أحكمت الأمر فيما احتجت إلى ابتياعه بشيء يسير فانحدرت فأتيته بالصكاك، فخرج إلى الموضع في آخر سنة 220 ونزل القاطول في المضارب ثمّ جعل يتقدّم قليلا قليلا وينتقل من موضع إلى موضع حتى نزل الموضع وبدأ بالبناء فيه سنة 221، وكان لما ضاقت بغداد عن عسكره وكان إذا ركب يموت جماعة من الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطها، فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا: إمّا أن تخرج من بغداد فإن الناس قد تأذوا بعسكرك أو نحاربك، فقال: كيف تحاربونني؟ قالوا: نحاربك بسهام السحر، قال: وما سهام السحر؟ قالوا:
ندعو عليك، فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك، وخرج من بغداد ونزل سامراء وسكنها وكان الخلفاء يسكنونها بعده إلى أن خربت إلّا يسيرا منها، هذا كلّه قول السمعاني ولفظه، وقال أهل السير: إن جيوش المعتصم كثروا حتى بلغ عدد مماليكه من الأتراك سبعين ألفا فمدوا أيديهم إلى حرم الناس وسعوا فيهــا بالفساد، فاجتمع العامة ووقفوا للمعتصم وقالوا: يا أمير المؤمنين ما شيء أحبّ إلينا من مجاورتك لأنّك الإمام والحامي للدين وقد أفرط علينا أمر غلمانك وعمّنا أذاهم فإمّا منعتهم عنّا أو نقلتهم
عنّا، فقال: أمّا نقلهم فلا يكون إلّا بنقلي ولكني أفتقدهم وأنهاهم وأزيل ما شكوتم منه، فنظروا وإذا الأمر قد زاد وعظم وخاف منهم الفتنة ووقوع الحرب وعاودوه بالشكوى وقالوا: إن قدرت على نصفتنا وإلّا فتحوّل عنّا وإلّا حاربناك بالدعاء وندعو عليك في الأسحار، فقال: هذه جيوش لا قدرة لي بها، نعم أتحوّل وكرامة، وساق من فوره حتى نزل سامرّاء وبنى بها دارا وأمر عسكره بمثل ذلك، فعمّر الناس حول قصره حتى صارت أعظم بلاد الله، وبنى بها مسجدا جامعا في طرف الأسواق، وأنزل أشناس بمن ضم إليه من القوّاد كرخ سامرّاء، وهو كرخ فيروز، وأنزل بعضهم في الدور المعروفة بدور العرباني، فتوفي بسامرّاء في سنة 227، وأقام ابنه الواثق بسامرّاء حتى مات بها ثمّ ولي المتوكل فأقام بالهاروني وبنى به أبنية كثيرة وأقطع الناس في ظهر سرّ من رأى في الحيّز الذي كان احتجره المعتصم، واتسع الناس بذلك، وبنى مسجدا جامعا فأعظم النفقة عليه وأمر برفع منارة لتعلو أصوات المؤذنين فيهــا وحتى ينظر إليها من فراسخ فجمع الناس فيه وتركوا المسجد الأوّل، واشتقّ من دجلة قناتين شتويّة وصيفيّة تدخلان الجامع وتتخلّلان شوارع سامرّاء، واشتقّ نهرا آخر وقدره للدخول إلى الحيّز فمات قبل أن يتمّم، وحاول المنتصر تتميمه فلقصر أيامه لم يتمم ثمّ اختلف الأمر بعده فبطل، وكان المتوكل أنفق عليه سبعمائة ألف دينار، ولم يبن أحد من الخلفاء بسرّ من رأى من الأبنية الجليلة مثل ما بناه المتوكل، فمن ذلك: القصر المعروف بالعروس أنفق عليه ثلاثين ألف ألف درهم، والقصر المختار خمسة آلاف ألف درهم، والوحيد ألفي ألف درهم، والجعفري المحدث عشرة آلاف ألف درهم، والغريب عشرة آلاف ألف درهم، والشيدان عشرة آلاف ألف درهم، والبرج عشرة آلاف ألف درهم، والصبح خمسة آلاف ألف درهم، والمليح خمسة آلاف ألف درهم، وقصر بستان الايتاخيّة عشرة آلاف ألف درهم، والتلّ علوه وسفله خمسة آلاف ألف درهم، والجوسق في ميدان الصخر خمسمائة ألف درهم، والمسجد الجامع خمسة عشر ألف ألف درهم، وبركوان للمعتز عشرين ألف ألف درهم، والقلائد خمسين ألف دينار، وجعل فيهــا أبنية بمائة ألف دينار، والغرد في دجلة ألف ألف درهم، والقصر بالمتوكلية وهو الذي يقال له الماحوزة خمسين ألف ألف درهم، والبهو خمسة وعشرين ألف ألف درهم، واللؤلؤة خمسة آلاف ألف درهم، فذلك الجميع مائتا ألف ألف وأربعة وتسعون ألف ألف درهم، وكان المعتصم والواثق والمتوكل إذا بنى أحدهم قصرا أو غيره أمر الشعراء أن يعملوا فيه شعرا، فمن ذلك قول عليّ بن الجهم في الجعفري الذي للمتوكل:
وما زلت أسمع أنّ الملو ... ك تبني على قدر أقدارها
وأعلم أنّ عقول الرّجا ... ل يقضى عليها بآثارها
فلمّا رأينا بناء الإما ... م رأينا الخلافة في دارها
بدائع لم ترها فارس ... ولا الرّوم في طول أعمارها
وللرّوم ما شيّد الأوّلون ... وللفرس آثار أحرارها
وكنّا نحسّ لها نخوة ... فطامنت نخوة جبّارها
وأنشأت تحتجّ للمسلمين ... على ملحديها وكفّارها
صحون تسافر فيهــا العيون ... إذا ما تجلّت لأبصارها
وقبّة ملك كأنّ النجوم ... تضيء إليها بأسرارها
نظمن الفسافس نظم الحليّ ... لعون النّساء وأبكارها
لو انّ سليمان أدّت له ... شياطينه بعض أخبارها
لأيقن أنّ بني هاشم ... يقدّمها فضل أخطارها
وقال الحسين بن الضحاك:
سرّ من را أسرّ من بغداد، ... فاله عن بعض ذكرها المعتاد
حبّذا مسرح لها ليس يخلو ... أبدا من طريدة وطراد
ورياض كأنّما نشر الزّه ... ر عليها محبّر الأبراد
واذكر المشرف المطلّ من ال ... تلّ على الصّادرين والورّاد
وإذا روّح الرّعاء فلا تن ... س رواعي فراقد الأولاد
وله فيهــا ويفضلها على بغداد:
على سرّ من را والمصيف تحيّة ... مجلّلة من مغرم بهواهما
ألا هل لمشتاق ببغداد رجعة ... تقرّب من ظلّيهما وذراهما؟
محلّان لقّى الله خير عباده ... عزيمة رشد فيهــما فاصطفاهما
وقولا لبغداد إذا ما تنسمت ... على أهل بغداد جعلت فداهما
أفي بعض يوم شفّ عينيّ بالقذى ... حرورك حتى رابني ناظراهما؟
ولم تزل كل يوم سر من رأى في صلاح وزيادة وعمارة منذ أيّام المعتصم والواثق إلى آخر أيّام المنتصر ابن المتوكل، فلمّا ولي المستعين وقويت شوكة الأتراك واستبدوا بالملك والتولية والعزل وانفسدت دولة بني العبّاس لم تزل سر من رأى في تناقص للاختلاف الواقع في الدولة بسبب العصبية التي كانت بين أمراء الأتراك إلى أن كان آخر من انتقل إلى بغداد من الخلفاء وأقام بها وترك سر من رأى بالكلية المعتضد بالله أمير المؤمنين كما ذكرناه في التاج وخربت حتى لم يبق منها إلا موضع المشهد الذي تزعم الشيعة ان به سرداب القائم المهدي ومحلّة أخرى بعيدة منها يقال لها كرخ سامراء وسائر ذلك خراب يباب يستوحش الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض كلّها أحسن منها ولا أجمل ولا أعظم ولا آنس ولا أوسع ملكا منها، فسبحان من لا يزول ولا يحول، وذكر الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمّى بالعزيزي قال: وأنا اجتزت بسر من رأى منذ صلاة الصبح في شارع واحد مادّ عليه من جانبيه دور كأن اليد رفعت عنها للوقت لم تعدم إلّا الأبواب والسقوف، فأمّا حيطانها فكالجدد، فما زلنا نسير إلى بعد الظهر حتى انتهينا إلى العمارة منها، وهي مقدار قرية يسيرة في وسطها، ثمّ سرنا من الغد على مثل تلك الحال فما خرجنا من آثار البناء إلى نحو الظهر، ولا شك أن طول البناء كان أكثر من ثمانية فراسخ،
وكان ابن المعتز مجتازا بسامرّاء متأسفا عليها وله فيهــا كلام منثور ومنظوم في وصفها، ولما استدبر أمرها جعلت تنقض وتحمل أنقاضها إلى بغداد ويعمّر بها، فقال ابن المعتز:
قد أقفرت سرّ من را، ... وما لشيء دوام
فالنّقض يحمل منها ... كأنّها آجام
ماتت كما مات فيل ... تسلّ منه العظام
وحدثني بعض الأصدقاء قال اجتزت بسامرّاء أو قال أخبرني من اجتاز بسامرّاء: فرأيت على وجه حائط من حيطانها الخراب مكتوبا:
حكم الضّيوف بهذا الرّبع أنفذ من ... حكم الخلائف آبائي على الأمم
فكلّ ما فيه مبذول لطارقه، ... ولا ذمام به إلّا على الحرم
وأظنّ هذا المعنى سبق إليه هذا الكاتب فإذا هو مأخوذ من قول أرطاة بن سهية المري حيث قال:
وإنّي لقوّام لدى الضيف موهنا ... إذا أغدف الستر البخيل المواكل
دعا فأجابته كلاب كثيرة ... على ثقة مني بأنّي فاعل
وما دون ضيفي من تلاد تحوزه ... لي النّفس إلّا أن تصان الحلائل
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد وأهلها ويفضل سامراء: كتبت إليك من بلدة قد أنهض الدهر سكانها، وأقعد جدرانها، فشاهد اليأس فيهــا ينطق، وحبل الرجاء فيهــا يقصر، فكأن عمرانها يطوى، وكأنّ خرابها ينشر، وقد وكّلت إلى الهجر نواحيها، واستحثّ باقيها إلى فانيها، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيهــا حقّ جوار، فالظاعن منها ممحوّ الأثر، والمقيم بها على طرف سفر، نهاره إرجاف، وسروره أحلام، ليس له زاد فيرحل ولا مرعى فيرتع، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذمّ الدنيا، بعد ما كانت بالمرأى القريب جنة الأرض وقرار الملك، تفيض بالجنود أقطارها عليهم أردية السيوف وغلائل الحديد، كأنّ رماحهم قرون الوعول، ودروعهم زبد السيول، على خيل تأكل الأرض بحوافرها وتمدّ بالنقع حوافرها، قد نشرت في وجوهها غررا كأنّها صحائف البرق وأمسكها تحجيل كأسورة اللّجين ونوّطت عذرا كالشّنوف في جيش يتلقّف الأعداء أوائله ولم ينهض أواخره، وقد صبّ عليه وقار الصبر، وهبّت له روائح النصر، يصرفه ملك يملأ العين جمالا، والقلوب جلالا، لا تخلف مخيلته، ولا تنقض مريرته، ولا يخطئ بسهم الرأي غرض الصواب، ولا يقطع بمطايا اللهو سفر الشباب، قابضا بيد السياسة على أقطار ملك لا ينتشر حبله، ولا تتشظّى عصاه، ولا تطفى جمرته، في سن شباب لم يجن مأثما، وشيب لم يراهق هرما، قد فرش مهاد عدله، وخفض جناح رحمته، راجما بالعواقب الظنون، لا يطيش عن قلب فاضل الحزم بعد العزم، ساعيا على الحقّ يعمل به عارفا بالله يقصد إليه، مقرّا للحلم ويبذله، قادرا على العقاب ويعدل فيه، إذ الناس في دهر غافل قد اطمأنّت بهم سيرة لينة الحواشي خشنة المرام تطير بها أجنحة السرور، ويهب فيهــا نسيم الحبور، فالأطراف على مسرة، والنظر إلى مبرّة، قبل أن تخب مطايا الغير، وتسفر
وجوه الحذر، وما زال الدهر مليئا بالنوائب، طارقا بالعجائب، يؤمّن يومه، ويغدر غدره، على أنّها وإن جفيت معشوقة السكنى، وحبيبة المثوى، كوكبها يقظان، وجوها عريان، وحصاها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها مسك أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، وتاجرها مالك، وفقيرها فاتك، لا كبغدادكم الوسخة السماء، والومدة الهواء، جوها نار، وأرضها خبار، وماؤها حميم، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم في شمسها من محترق وفي ظلّها من عرق، ضيقة الديار، قاسية الجوار، ساطعة الدخان، قليلة الضيفان، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، ومالهم مكتوم، لا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وبعد اللجاجة انتهاء والهم إلى فرجة، ولكل سابلة قرار، وبالله أستعين وهو محمود على كل حال.
غدت سر من را في العفاء فيا لها ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وأصبح أهلوها شبيها بحالها ... لما نسجتهم من جنوب وشمأل
إذا ما امرؤ منهم شكا سوء حاله ... يقولون لا تهلك أسى وتجمّل
وبسامراء قبر الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر وابنه الحسن بن علي العسكريّين، وبها غاب المنتظر في زعم الشيعة الإمامية، وبها من قبور الخلفاء قبر الواثق وقبر المتوكل وابنه المنتصر وأخيه المعتز والمهتدي والمعتمد بن المتوكل.

حصب

حصب: حمى حصبية: حُمَّى قرمزية (بوشر).
(حصب) الطِّفْل حَصْبًا أَصَابَته الحصبة فَهُوَ محصوب
(حصب) الْحَاج نَام بالمحصب سَاعَة من اللَّيْل وَالْمَكَان حصبه

(حصب) الطِّفْل حصب
حصب: {حصب}: ما ألقي في النار. وقيل: الحطب بالحبشية. وقرئ: حضب، وهو ما هُيجت به النار. {حاصبا}: ريحا عاصفة ترمي بالحصباء وهي الحصى الصغار.
(حصب) : قال ابن أبي حاتم حدثني أبي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي حدثنا عبد الله بن موسى عن المنهال بن خليفة الطائي عن سلمة عن تمام الشعري عن ابن عباس في قوله تعالى حصب قال: (حطب جهنم بالزنجية) .

حصب


حَصَبَ(n. ac.
حَصْب)
a. Threw pebbles at, pelted.
b. see II
حَصِبَ(n. ac. حَصَب)
a. Had the measles.

حَصَّبَa. Strewed, paved with pebbles.

أَحْصَبَa. Kicked up the pebbles (horse).

حَصْبَةa. see 4t
حَصَبa. Pebbles, stones.
b. Fuel, firewood.

حَصَبَةa. Measles.

حَاْصِب
(pl.
حَوَاْصِبُ)
a. Violent wind.

حَصْبَآءُa. Pebbles.
ح ص ب: (الْحَصْبَاءُ) بِالْمَدِّ الْحَصَى وَمِنْهُ (الْمُحَصَّبُ) وَهُوَ مَوْضِعُ الْجِمَارِ بِمِنًى. وَ (الْحَاصِبُ) الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ تُثِيرُ الْحَصْبَاءَ. وَ (الْحَصَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا تَحْصِبُ بِهِ النَّارَ أَيْ تَرْمِي وَكُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ فِي النَّارِ فَقَدْ حَصَبْتَهَا بِهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. 
(ح ص ب) : (الْمُحَصَّبُ) مَوْضِعُ الْجِمَارِ بِمِنًى وَأَمَّا التَّحْصِيبُ فَهُوَ النَّوْمُ بِالشِّعْبِ سَاعَةً مِنْ اللَّيْلِ ثُمَّ يَخْرُجُ إلَى مَكَّةَ (وَمِنْهُ) قَوْلُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَيْسَ التَّحْصِيبُ بِشَيْءٍ وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَذَلِكَ وَعَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَانَ يَرَى التَّحْصِيبَ سُنَّةً وَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ يَوْمَ النَّفْرِ بِالْحَصْبَةِ وَهِيَ مَوْضِعٌ ثَمَّةَ.
بَاب الحصب

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحصب والحضب والحطب وَاحِد قَالَ ابْن خالويه وَقد قرىء هَذَا الْحَرْف على ثَلَاثَة أوجه حصب جَهَنَّم وحضب جَهَنَّم وحطب جَهَنَّم قَرَأَ بالضاد ابْن عَبَّاس وبالطاء عَائِشَة وَسَائِر النَّاس بالصَّاد والزنب السّمن وَالْجنب الشوق والوكب الْوَسخ والوشب مثله والأنب الباذنجان وَالْحَرب الطّلع والخرب وجع فِي حَيَاء النَّاقة والخرب ذكر الْحُبَارَى وَجمعه خربَان وَالْعرب فَسَاد الْمعدة والغرب قدح الْفضة

ح ص ب

حصبت الريح بالحصباء، وريح حاصب، وحصبوه. وفي الحديث " هل أحصبه لكم " وتحاصبوا، وفي فتنة عثمان رضي الله عنه: " تحاصبوا حتى ما أبصروا أديم السماء ". وحصبوا المسجد: بسطوا فيه الحصباء. وأرض محصبة: ذات حصى. وتقول: هذا حاصب، وليس بصاحب. " وهم حصب جهنم ". وحصبت النار: طرحته فيهــا. وبتنا بالمحصب وهو موضع الجمار. وأحصب الفرس في عدوه: أثار الحصى، وفرس ملهب محصب. وحصب: ثارت به الحصبة، ورجل محصوب. وأرض محصبة ومجدرة: من الحصبة والجدري.

ومن المجاز: حصبوا عنه: أسرعوا في الهرب، كأنهم ريح حاصب.
(حصب) - في حَدِيثِ مَسْروق : "أَتينَا عَبدَ اللهِ - رَضِى الله عنه - في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين".
: أي الّذيِن بِهِم الجُدَرِىّ والحَصْبَة - بسُكونِ الصَّادِ وفَتْحِها وكَسْرِها - وهما جِنْسَان من بَثْر يَخرُجَان بالصَّبْيان غالبا. يقال: منه حُصِب فهو مَحْصُوبٌ، والمُحَصَّب للتَّكْثِير.
في حديِث عُمَر: "يا آل خُزَيْمَة حَصِّبِوا" .
: أي أقيِمُوا بالمُحَصَّب أَحصبُوا بالأَبْطَح: موضع التَّحْصِيب قَبْل دُخولِ مَكَّة، ورُوِى: "أصْبِحُوا": أي بَيِّتُوا به لَيلةً.
ح ص ب : الْحَصْبَاءُ بِالْمَدِّ صِغَارُ الْحَصَى وَحَصَبْتُهُ حَصْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَرَمَيْتُهُ بِالْحَصْبَاءِ وَحَصَبْتُ الْمَسْجِدَ وَغَيْرَهُ بَسَطْتُهُ بِالْحَصْبَاءِ وَحَصَّبْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ فَهُوَ مُحَصَّبٌ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَمِنْهُ الْمُحَصَّبُ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ مِنًى وَيُسَمَّى الْبَطْحَاءَ وَالْمُحَصَّبُ أَيْضًا مَرْمَى الْجِمَارِ بِمِنًى وَالْحَصَبُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا هُيِّئَ لِلْوَقُودِ مِنْ الْحَطَبِ وَالْحَصِبَةُ وِزَانُ كَلِمَةٍ وَإِسْكَانُ الصَّادِ لُغَةٌ بَثْرٌ يَخْرُجُ بِالْجَسَدِ وَيُقَالُ هِيَ الْجُدَرِيُّ. 
[حصب] الحصباء: الحصى. وأرض حَصِبَةٌ ومَحْصَبَةٌ بالفتح: ذاتُ حصباء. وحَصَّبْتُ المسجد تحصيباً، إذا فرشتَه بها. والمحصب: موضع الجمار بمنى. وحصبت الرجل أَحْصِبُهُ بالكسر، أي رميته بالحصباء. وحَصَبَ في الأرض: ذهبَ فيهــا. والحاصب: الريح الشديدة التي تُثير الحصباء. وكذلك الحَصِبَةُ. قال لبيد: جَرَّتْ عليها أَنْ خَوَتْ من أَهْلِها * أذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَهْ وأحصب الفرسُ: أثار الحصباءَ في عَدْوِهِ، والحَصْبَةُ: بَثْرٌ يخرج بالجسد، وقد يحرك . تقول منه: حَصِبَ جِلْدُهُ بالكسر يَحْصَبُ. والحَصَبُ: ما يُحْصَبُ به في النار، أي يُرْمى. قال أبو عبيدة في قوله تبارك وتعالى: (حَصَبُ جَهَنَّمَ) : كُلُّ ما ألقيته في النار فقد حصبتها به. ويحصب بالكسر: حى من اليمن، وإذا نسبت قلت: يحصبى فتفتح الصاد مثل تغلب وتغلبي.
حصب
الحَصَبُ: الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّوْرٍ أو وَقُوْدٍ، فأمّا ما دامَ غيرَ مُسْتَعْمَلٍ للسَّجُوْرِ فلا يُسَمّى حَصَباً. وحَصَبْتُ النّارَ حَصَباً: طَرَحْتُ فيهــا حَطَباً. والحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباءِ صِغَارِ الحَصى وكِبارِها. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ: " إِنّا أرْسَلْنا عليهم حاصِباً ": يَعْني حِجَارَةً قُذِفُوا بها. والمُحَصَّبُ: مَوْضِعُ الجِمَارِ. والتَّحْصِيْبُ: النَّوْمُ بالشِّعْبِ الذي مَخْرَجُه إلى الأبْطَح. والحاصِبُ: رِيْحٌ تَحْمِلُ التُّرابَ. وما تَنَاثَرَ من دُقَاقِ البَرَدِ والثَّلْج. والحَصْبَةُ: مَعْروفَةٌ، ما يَخْرُجُ بالجَسَدِ، حُصِبَ الرَّجُلُ فهو مَحْصُوْبٌ. وحَصَبَ القَوْمُ أشَدَّ الحَصْبِ، وأحْصَبُوا عنه إِحْصَاباً: وَلَّوْا عنه. وأحْصَبَ الفَرَسُ: مَرَّ مَرّاً سَرِيعاً، مِثْلُ أحْصَفَ. وحَصَبَ في الأرْضِ: ذَهَبَ فيهــا. وتَحَصَّبَ الحَمَامُ: خَرَجَ إِلى الصَّحَاري لِطَلَبِ الحَبِّ. والحَصَبِصُ: حَصىً صِغَارٌ.
[حصب] نه: أمر "بتحصيب" المسجد، وهو أن يلقى فيه الحصباء، وهو الحصى الصغار. ومنه ح عمر: إنه "حصب" المسجد وقال: هو أغفر للنخامة، أي أستر للبزاقة إذا سقطت فيه. وح: نهى عن مس "الحصباء" في الصلاة، كانوا يصلون على الحصباء بلا حائل فإذا سجدوا سووها فنهوا عنه، لأنه عبث وتبطل الصلاة إن تكرر. وفي ح الكوثر: فأخرج من "حصبائه" فإذا ياقوت أحمر، أي حصاه الذي في قعره. و"حصبوا" أي أقيموا بالمحصب، وهو الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة ومنى. ومنه ح عائشة: "التحصيب" ليس بشيء، أي النوم بالمحصب عند الخروج من مكة ساعة والنزول به، وكان صلى الله عليه وسلم نزله من غير أن يسنه للناس. ك ن: إنما كان منزل، أي أن المنزل الذي كان المحصب إياه منزل نزل النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه ليس التحصيب أي النزول في المحصب بشيء من أمر المناسك. والمحصب أيضاً موضع الجمار بمنى، سميا به للحصى الذي فيهــما، ويقال لموضع الجمار أيضاً: حصاب، بكسر حاء. وفي ح مقتل عثمان: إنهم "تحاصبوا" في المسجد حتى ما أبصر أديم السماء، أي تراموا بالحصباء. ومنه: رأى رجلين يتحدثان والإمام يخطب "فحصبهما" أي رجمهما بالحصباء. وفيه: أصابكم "حاصب" أي عذاب من الله، وأصله ورميتم بالحصباء. وفيه: أتينا عبد الله في مجدرين و"محصبين" هم الذين أصابهم الجدري والحصبة، وهما بثرة يظهر في الجلد. ك: وتكون حمراً متفرقة كحب الجاورس، وهو بفتح حاء وسكون صاد وفتحها وكسرها. وح: حتى إذا كان ليلة "الحصبة" بسكون مهملة ليلة نزولهم بالمحصب حتى نفروا من منى، وكان تامة أو ناقصة، اسمها ضمير الوقت. وح: "فحصبوا" الباب، أي رموا بها الباب لينتبه، ظنوا أنه نسي، وتتبعوا أي طلبوا موضعه واجتمعوا إليه، وصنيعكم أي صلاتكم. ن: مغضباً، بفتح ضاد، فحصبوا بتشديد صاد. وح: فأهوى إلى "الحصباء يحصبهم" بكسر صاد أي يرميهم بها، ظن أنه لا يليق بالمسجد وأنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم به. ش ومنه: "أحصب" وجوهها، من أحصبته وحصبته رميته بالحصى. ط: ولم نزد على أن مسحنا أيدينا "بالحصباء" أي لم نتوضأ ولم نغسل أيدينا بعد أكل اللحم والخبز. غ: "حصب جهنم" حطبها وما ألقي فيهــا. وحاصب ريح.
الْحَاء وَالصَّاد وَالْبَاء

الحَصْبَة والحَصَبَة والحَصِبَة: الَّذِي يخرج بِالْبدنِ. وَقد حُصِبَ.

والحَصَب والحَصْبَة، الْحِجَارَة. واحدته حَصَبَةٌ، وَهُوَ نَادِر.

والحَصْباءُ، الْحَصَا. واحدته حَصَبَةٌ، كقصبة وقصباء. وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم للْجمع.

وَمَكَان حَصِبٌ، ذُو حَصْباءَ، على النّسَب لأَنا لم نسْمع لَهَا فعلا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فكَر عْنَ فِي حَجَرَاتِ عَذْبٍ بارِدٍ ... حَصِبِ البطاحِ تغيب فِيهِ الأكرُعُ

وَأَرْض مَحْصَبَةٌ، كَثِيرَة الحصْباءِ.

وحَصَبَه يَحْصِبُه حَصْبا، رَمَاه بالحصْباء. وتحاصَبوا، تراموا بالحَصْباء.

والإحْصَابُ، أَن يثير الْحَصَا فِي عدوه، قَالَ الَّلحيانيّ يكون ذَلِك فِي الْفرس وَغَيره مِمَّا يعدو.

وحَصَّبَ الْموضع، ألْقى فِيهِ الْحَصَا الصغار.

والمُحَصَّب، مَوضِع رمي الْجمار بمنى، وَقيل: هُوَ الشّعب الَّذِي مخرجه إِلَى الأبْطَحِ ينَام فِيهِ سَاعَة من اللَّيْل ثمَّ يخرج إِلَى مَكَّة.

والحاصِبُ، ريح تحمل التُّرَاب. وَقيل: هُوَ مَا تناثر من دقاق الْبرد والثلج.

وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّا أرسَلْنا عَلَيْهِم حاصِبا) .

والحَصَبُ كل مَا أَلقيته فِي النَّار من حطب وَغَيره. وَفِي التَّنْزِيل: (حَصَبُ جَهَنَّمَ) . وَلَا يكون الْحَطب حَصَبا حَتَّى يسجر بِهِ. وَقيل: الحَصَب، الْحَطب عَامَّة.

وحَصَب النَّار بالحصَبِ يَحْصُبُها حَصْبا، أضرمها.

وحَصَبَ فِي الأَرْض: ذهب.

وحصَبَةُ: اسْم رجل، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

ألَسْتَ عَبْدَ عامِرِ بن حَصَبَهْ

ويَحْصَبُ قَبيلَة، وَقيل: إِنَّمَا هِيَ يَحْصُبُ نقلت من قَوْلك: حصَبَه بالحصا يحصُبُه، وَلَيْسَ بِقَوي. 
حصب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر بن الْخطاب [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ: يَا آل خُزَيْمَة أَصْبحُوا - وَفِي بعض الحَدِيث: حصبوا. 7 / ب قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي بذلك التحصيب قَالَ: والتحصيب إِذا نفر الرجل من منى إِلَى مَكَّة للتوديع أَن يُقيم بِالشعبِ الَّذِي مخرجه إِلَى الأبطح / حَتَّى يهجع بهَا من اللَّيْل سَاعَة ثمَّ يدْخل مَكَّة وَكَانَ هَذَا شَيْئا يُفعل ثمَّ تُرِك وَهُوَ الَّذِي قَالَت فِيهِ عَائِشَة: لَيْسَ التحصيب بِشَيْء إِنَّمَا كَانَ منزلا نزله رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ كَانَ أسمح لِلْخُرُوجِ. قَالَ ابْن مهْدي: فَكَأَن عمر إِنَّمَا خص بني خُزَيْمَة أَن يقيموا بِالْأَبْطح حَتَّى يُصبحوا قَالَ: من شَاءَ فلينفُر فِي النَّفر الأول إِلَّا بني أَسد بن خُزَيْمَة. قَالَ أَبُو عبيد: فَوجه هَذَا عندنَا أَنه [إِنَّمَا -] أَرَادَ بني خُزَيْمَة وهم قُرَيْش وكنانة وَلَيْسَ فيهــم أَسد وَذَلِكَ أَن منَازِل قُرَيْش وكنانة الْحرم وَمَا حوله فكره لَهُم أَن يعجلوا النَّفر لقرب دَارهم وَرخّص لمن بَعُدَتْ دارُه وَلَيْسَت لبني أَسد هُنَاكَ دَار إِنَّمَا هم بِنَجْد فَكيف خصهم بِالْكَرَاهَةِ لَا أعرف لهَذَا وَجها إِلَّا مَا ذكرنَا [قَالَ أَبُو عبيد -] وَالْمَحْفُوظ عندنَا هُوَ الأول الَّذِي لَا ذكر لبني أَسد فِيهِ. قَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه كَانَ يسْتَحبّ قَضَاء رَمَضَان فِي عشر ذِي الْحجَّة وَقَالَ: وَمَا من أَيَّام أَقْْضِي فِيهِــنَّ رَمَضَان أحب إليّ مِنْهَا. قَالَ أَبُو عبيد: نرى أَنه كَانَ يستحبه لِأَنَّهُ كَانَ لَا يحب أَن يفوت الرجل صِيَام الْعشْر ويستحبه نَافِلَة فَإِذا كَانَ عَلَيْهِ شَيْء من رَمَضَان كره أَن يتَنَفَّل وَعَلِيهِ من الْفَرِيضَة شَيْء فَيَقُول: فيقضيها فِي الْعشْر فَلَا يكون أفطرها وَلَا يكون بَدَأَ بِغَيْر الْفَرِيضَة فيجتمع لَهُ الْأَمْرَانِ وَلَيْسَ وَجهه عِنْدِي أَنه كَانَ يسْتَحبّ تَأْخِيرهَا عمدا إِلَى الْعشْر وَلَكِن هَذَا لمن فرط حَتَّى يدْخل الْعشْر وَكَانَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ يكره قَضَاء رَمَضَان فِي الْعشْر وَذَلِكَ لِأَن رَأْي عَليّ [رَحْمَة الله عَلَيْهِ -] كَانَ [على -] أَن لَا يقْضى رَمَضَان مُتَفَرقًا فَيَقُول: إِن صَامَ الْعشْر ثمَّ جَاءَ الْعِيد وَقد بقيت عَلَيْهِ أَيَّام لم يستقم لَهُ أَن يَصُوم يَوْم النَّحْر لما فِيهِ من النَّهْي وَلم يستقم لَهُ أَن يفْطر فَيكون قد فرق قَضَاء رَمَضَان وَذَلِكَ عِنْده مَكْرُوه فَلهَذَا كره قَضَاء رَمَضَان فِي الْعشْر إِن شَاءَ اللَّه. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَنه قَالَ: لما توفّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ أَبُو بكر فَتلا هَذِه الْآيَة فِي خطبَته {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَّإِنَّهُمْ مَّيِّتُوْنَ} قَالَ عمر: ف
حصب
حصَبَ يَحصُب ويَحصِب، حَصْبًا، فهو حَاصِب، والمفعول مَحْصوب
• حصَب فلانًا: رماه بالحصباء، وهي الحصى أو كسور الحجارة وصغيرها "راح الأشقياءُ يحصبون المارَّة".
• حصَب المكانَ: فرشه بالحَصْباء "حَصَب طريقًا- حصَبت المسجدَ". 

حصِبَ يَحصَب، حَصَبًا، فهو حاصِب، والمفعول مَحْصوب
• حصِب الطِّفلُ: أصابته الحَصْبَةُ "عندما يَحصَب الطِّفلُ يُعْزل عن الأطفال الآخرين". 

حُصِبَ يُحْصَب، حَصَبًا، والمفعول مَحْصوب
• حُصِبَ الطِّفلُ: حَصِب، أصابته الحَصْبَةُ. 

حصَّبَ يحصِّب، تحصيبًا، فهو محصِّب، والمفعول مُحصَّب (للمتعدِّي)
• حصَّبَ الطِّفلُ: حصِب، أُصيب بالحَصْبَةُ.
• حصَّب الحاجُّ: نام في المُحصَّب من مِنىً ساعة من اللَّيل، ثمَّ خرج إلى مكّة.
• حصَّب المكانَ: فرشه بالحصباء "حصَّب طريقًا". 

حُصِّبَ يُحصَّب، تحصيبًا، والمفعول مُحَصَّب
• حُصِّبَ الطِّفلُ: حصِب، أصابته الحَصْبَةُ. 

حاصِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حصَبَ وحصِبَ.
2 - ريحٌ شديدةٌ تحمل التُّرابَ والحصباء " {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إلاَّ ءَالَ لُوطٍ} ".
3 - سحاب حامل للبَرَد والثَّلج.
• مكان حاصب: ذو حصباء. 

حِصاب [مفرد]: موضع رمي الجِمَار في أثناء مناسك الحجّ "توافد الحجيجُ على الحِصاب". 

حَصْب [مفرد]: مصدر حصَبَ. 

حَصَب1 [مفرد]: مصدر حُصِبَ وحصِبَ. 

حَصَب2 [جمع]: مف حَصَبَة:
1 - حَصًى، صِغار الحجارة "جرَف العُمَّال الحصبَ من الطَّريق".
2 - كلُّ ما يُلقى في النّار من وقود ليزيد لهيبَها، ويُقال له: الذُّكيَة " {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} ". 

حَصباءُ [جمع]: مف حَصَبَة:
1 - صخر رمليٌّ حبيباته صغيرة "تَرَقْرَق الماء على بياض الحصباء- فرش العمّالُ الممرَّ بالحَصْباء".
2 - حصًى، حجارة صغيرة "أثارَ الفرسُ في عَدْوه الحَصْباءَ". 

حَصْبَة [مفرد]: ج حَصَبات وحَصْبات: (طب) حُمّى حَادَّةٌ طفحيَّةٌ مُعدية، يَصْحَبُها زُكامٌ وسُعالٌ وبثور تخرج على الجلد وغير ذلك من علامات النَّزْلة "أُصيب الطِّفلُ بالحَصْبة".
• الحَصْبَة الخبيثة: (طب) نوع خطير من الحُمّى مُتَّسم بطفح جلديّ داكن ونازف.
• الحَصْبَة الألمانيَّة: (طب) مرض بسيط طفحيّ مُعْدٍ ناتج عن فيروس، قد يُسبِّب عيوبًا خلقيّة في الأطفال الذين وُلِدوا من أمّهاتٍ أُصبن بالمرض في الأشهر الثَّلاثة الأولى من الحمل. 

مُحَصَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حصَّبَ.
2 - حِصاب، موضع رمي الجِمار بمنًى "نزل الحجيجُ إلى المُحصَّب". 

حصب

1 حَصَبَهُ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, A, Msb) and حَصُبَ, (Msb,) inf. n. حَصْبٌ, (Msb, TA,) He threw at him, or pelted him with, pebbles, (S, A,* K,) or small pebbles. (Msb.) And hence, in a general sense, He pelted him. (Har p. 234.) And حَصَبَتِ الرِّيحُ بِالحَصْبَآءِ [The wind cast, or drove along, or tore up, the pebbles, or small pebbles]. (A.)b2: Also, (A,) or ↓ حصّبهُ, inf. n. تَحْصِيبٌ, (S,) or both, (Msb, K,) but the latter has an intensive signification, (Msb,) He spread pebbles in it, (A, K,) namely, a mosque, (A,) or a place; (K;) he strewed it, namely, a mosque, (S, Msb,) &c., (Msb,) with pebbles, (S,) or with small pebbles. (Msb.) b3: حَصَبَ بِهِ النَّارَ He threw it (anything) into the fire. (AO, S.) b4: حَصَبَ النَّارَ He threw حَصَب [or firewood, &c.,] into the fire. (A.) [Also,] inf. n. as above, He kindled the fire, or made it to blaze or flame, with حَصَب. (TA.) A2: حَصَبُوا عَنْهُ (tropical:) They hastened from him, or it, in flight. (A, TA.) b2: حَصَبَ عَنْ صَاحِبِهِ (assumed tropical:) He turned away from his companion; as also ↓ احصب. (K.) b3: حَصَبَ فِى

الأَرْضِ (assumed tropical:) i. q. ذَهَبَ فِيهَــا [which has two meanings: he went away in, or into, the country, or land: and he discharged his excrement: the former seems to be here meant]. (S.) A3: حُصِبَ; (K; [in a copy of the A حَصُبَ, but this is probably a mistranscription, as appears to be indicated by its being there added that the part. n. is مَحْصُوبٌ;]) and حَصِبَ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَصَبٌ, (KL,) or حَصَبٌ; (TK, and indicated in the K;) [and app. ↓ حُصِّبَ also; (see مَحْصُوبٌ;)] He broke forth with حَصْبَة [i. e. measles, or spotted fever]. (K, KL.) The second of these verbs signifies as above, said of a person's skin. (S.) 2 حصّبهُ: see 1.

A2: Also حصّب, (T, TA,) inf. n. تَحْصِيبٌ, (T, Mgh, K,) He (a pilgrim) slept [or stopped to sleep] in El-Mohassab (↓ المُحَصَّب), (T, Mgh, * K,) which is the name of the way between the mountains opening upon the part called الأَبْطَحُ, (T, K,) between Mekkeh and Minè, (T, Msb,) so called from the pebbles in it, (T, TA,) and also called ↓ الحَصْبَآءُ, (Msb,) for an hour, or a short time, (سَاعَة,) of the night, (T, Mgh, K,) in returning from Minè to Mekkeh: (T, Mgh, * TA:) this was formerly done in imitation of Mohammad; but it is said to be voluntary; not obligatory. (T, TA.) Also He slept at that place after going forth from Mekkeh. (TA.) ↓ المُحَصَّبُ is also the name of the place where the pebbles are cast in Minè; (As, S, A, Mgh, Msb, K;) also called ↓ حِصَابٌ. (TA.) A3: حُصِّبَ: see 1.4 احصب, (S, A, K,) inf. n. إِحْصَابٌ, (TA,) He (a horse, S, A, or other beast &c., TA) struck up the pebbles in his running. (S, A, K.) b2: See also 1.6 تحاصبوا They pelted one another with pebbles. (A, K.) حَصَبٌ Stones; as also ↓ حَصْبَةٌ, n. un. ↓ حَصَبَةٌ, which is extr. [as n. un. of حَصْبَةٌ, but not of حَصَبٌ]. (K.) b2: A stone that is thrown; like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ. (TA.) b3: Firewood, (K,) in a general sense; (TA;) in the dial. of El-Yemen: (Fr, TA:) or what is thrown into a fire, (A 'Obeyd, S, K,) of firewood and of other things; (TA;) in the dial. of Nejd: (Fr, TA:) or firewood prepared for fuel: (Msb:) or firewood with which a fire is lighted; firewood not being so called until it is thus used. (K.) حَصَبُ جَهَنَّمَ, in the Kur [xxi. 98], signifies, in the Abyssinian language, accord. to 'Ikrimeh, The firewood [or fuel] of Hell. (TA.) حَصِبٌ [Pebbly]. You say أَرْضٌ حَصِبَةٌ and ↓ مَحْصَبَةٌ (T, S, A, K) A land containing, (T, S,) or abounding with, (A, K,) pebbles. (T, S, A, K.) And ↓ مَكَانٌ حَاصِبٌ A place containing pebbles. (TA.) b2: See also حَاصِبٌ.

حَصْبَةٌ [A single throwing of pebbles]. b2: [Hence, app., because immediately following the day of the last throwing of pebbles in the Valley of Minè,] لَيْلَةُ الحَصْبَةِ The night [next] after the days called أَيَّامُ التَّشْرِيقِ [which are the 11th and 12th and 13th of Dhu-l-Hijjeh]. (K.) b3: See also حَصَبٌ.

A2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ حَصِبَةٌ, (S, Msb, K,) and (sometimes, S) ↓ حَصَبَةٌ, (S, K,) [Measles, or spotted fever;] a certain cutaneous eruption: (S, A, Msb, K:) by some, [contr. to general authority,] said to be small-pox. (Msb.) حَصَبَةٌ: see حَصَبٌ, and حَصْبَآءُ: A2: and see also حَصْبَةٌ حَصِبَةٌ: see حَصْبَةٌ.

حَصْبَآءُ Pebbles: (S, A, K:) or small pebbles: (Msb:) accord. to Sb, a quasi-pl. n.: (TA:) sing. ↓ حَصَبَةٌ. (K.) b2: See also 2.

حِصَابٌ: see 2.

حَاصِبٌ [A thrower, or pelter, of stones]. Yousay, هُوَ حَاصِبٌ لَيْسَ بِصَاحِبٍ [He is a pelter of stones (app. meaning a calumniator): he is not a friend]. (A, TA.) [Hence also,] حَاصِبٌ, (S, K,) or رِيحٌ حَاصِبٌ, (A,) A violent wind that raises the pebbles; (S, A; *) as also ↓ حَصِبَةٌ: (S:) or a wind that bears along the dust (K, TA) and pebbles: (TA:) and a wind casting down pebbles from the sky: or a wind that tears up the pebbles. (TA. [See the Kur liv. 34, &c.]) b2: And hence, (assumed tropical:) A punishment from God. (TA.) b3: Dust containing pebbles. (IAar, TA.) See also حَصِبٌ. b4: Clouds (سَحَابٌ) casting down snow and hail: (K:) or clouds (سحاب), because of their casting down snow and hail. (TA.) b5: Pebbles [borne] in the wind. (ISh, TA.) Yousay, كَانَ يَوْمُنَا ذَا حَاصِبٍ [Our day was one in which pebbles were blown about by the wind]. (TA.) b6: Small particles of snow and hail scattered about. (K.) b7: A large number of men on foot. (Az, TA.) مَحْصَبَةٌ: see حَصِبٌ.

مُحَصَّبٌ: see مَحْصُوبٌ: A2: and see also 2, in two places.

مَحْصُوبٌ Affected with the cutaneous eruption termed حَصْبَة [i. e. measles, or spotted fever]; (A, K;) as also ↓ مُحَصَّبٌ (TA.)
باب الحاء والصاد والباء معهما ح ص ب، ص ح ب، ص ب ح، مستعملات

حصب: الحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباء أي صِغار الحَصَى أو كِبارها.

وفي فِتنةِ عُثمان: تَحاصَبُوا حتّى ما أُبصِرَ أديمُ السَماء.

والحَصْبَةُ معروفة تخرُجُ بالجَنْب، حُصِبَ فهو مَحصُوب. والحَصَبُ: الحَطَب للتَنُّور أو في وقود [أما]  ما دام غيرَ مُسَتْعمل للسُجُور فلا يُسَمَّى حصباً. والحاصِب: الريحُ تَحمِلُ التُرابَ وكذلك ما تَناثَر من دِقاق البَرَد والثّلج، قال الأعشى:

لنا حاصِبٌ مثلُ رِجْلِ الدَّبَى ... وجأواءُ تُبرِق عنها الهُيُوبا

يصف جَيشاً جَعَلَه بمنزلةِ الريح الحاصب يُثير الأرض. والمُحَصَّب: موضع الجِمار. والتَحصيبُ: النَّومَ بالشِعْب الذي مَخرَجُه إلى الأبْطَح ساعةً من اللَّيل ثم يُخرَجُ إلى مَكّة.

صحب: الصّاحِبُ: يجمعُ بالصَّحْب، والصُّحبان والصُحْبة والصِحاب. والأَصحابُ: جماعة الصَّحْبِ. والصِّحابة مصدرُ قولِك صاحَبَكَ اللهُ وأَحْسَنَ صِحابتَكَ. ويُقالُ عندَ الوَداع: مُصاحَباً مُعافىً. ويقال: صَحِبَكَ اللهُ [أي: حفظك] ، ولا يُقال: مصحوب. والصّاحبُ يكونُ في حالٍ نعتاً، ولكنَّه عَمَّ في الكلام فجرى مَجرى الاسمِ، كقولك: صاحبُ مال، أي: ذو مالٍ، وصاحبُ زيدٍ، أي: أخو زيدٍ ألا تَرى أنّ الألفَ والّلام لا تدخلانِ، على قياس الضّارب زيداً، لأنّه لم يُشْتَقّ من قولك: صَحِبَ زَيْداً، فإذا أَرَدْتَ ذلك المعنى قُلتَ: هو الصاحب زيداً. وأَصْحَبَ الرجُلُ: إذا كان ذا صاحبٍ. وتقول: إنَّك لَمِصْحابٌ لنا بما تُحِبُّ، قال:

فقد أراك لنا بالوُدِّ مِصْحابا

وكلُّ شَيءٍ لاءَمَ شَيئاً فقد استَصْحَبَه، قال:

إنَّ لك الفضل على صاحبي  ... والمسك قد يستصحب الرامكا ويقال: جِلدٌ مُصْحِب: إذا كان عليه شَعْرُه وصُوفه.

صبح: [تقول] : صَبَحنَي فلانٌ: إذا أتاك صبَاحاً. وناوَلكَ الصَبُّوح صباحاً، قال طرفة بن العبد:

متى تَأْتِني أصبحك كأسا روية ... وإن كنتَ عنها ذا غِنىً فاغْنَ وازْدَدِ

وتقول في الحرب: صَبَحناهم. أي غادَيناهم بالخَيْل ونادَوا: يا صَباحاه، إذا استَغاثُوا. ويومُ الصبَّاح: يومُ الغارة، قال الأعشى:

ويمنَعُه يَومَ الصَّباح مَصُونةٌ ... سِراعاً إلى الداعي تَثُوبُ وتُركَبُ

(يَعني أنَّ الخَيْل تَمنَع هذا المصطَبح يَوْمَ الصبَّاح، المصونة: الخيْل، تثوب: ترجع) . وكان ينبغي أن يقول: تُركَبُ وتَثُوب، فاضطُرَّ إلى ما قاله. وهذا مثل قوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ إنَّما معناه: انشَقَّ القَمَرُ واقَتَرَبتِ الساعةُ. وكما قال ابن أحمر:

فاستَعرِفا ثم قُولا في مَقامِكُما ... هذا بَعيرٌ لنا قد قامَ فانعَقَرا

مَعناهُ: قد انعَقَرَ فقامَ. والصَّبْحُ: سَقْيُكَ من أتاكَ صبَوحاً من لَبَنٍ وغيره. والصَّبُوح: ما يُشرَب بالغَداة فما دونَ القائلة، وفِعلك الاصطِباح. والصبَّوَح: الخمرَ، قال الأعشى:

ولقد غَدوتُ على الصَّبُوحِ معي ... شَرْبٌ كِرامٌ من بَني رُهْمِ  واستصبح القوم بالغدوات. والمُصْبَحُ: الموضع الذي يُصبَحُ فيه، قال:

بعيدةُ المُصْبَح من مُمساها

والمِصباحُ: السِراج بالمِسرَجة، والمِصباحُ: نفْسُ السراج وهو قُرْطُه الذي تَراهُ في القِنديل وغيره، والقِراطة لغة. والمِصباح من الإبِل: ما يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا ينهضُ وإنْ أُثيرَ حتى يُصبحَ، قال:

أَعْيَس في مَبْرَكهِ مِصباحا

والمَصابيحُ من النُجُوم: أعلامُ الكَواِكب، الواحدُ مِصباح، وقَوْلُ الله- عزَّ وجَلَّ-: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ أي بعدَ طُلُوع الفجر وقبلَ طُلُوع الشمس. وصَبَحْتُ القومَ ماءَ كذا، وصبحتهم أيضا: أتيتهم مع الصَباح، قال:

وصَبَّحْتُهم ماءً بفيفاء قفرة ... وقد حلق النَّجْمُ اليَمانيُّ فاستَوَى

والصُّبْح والصباح: هما أوَّل النَهار. والصَّبَحُ: شِدَّةُ حُمْرةٍ في الشَّعْر، وهو أصْبَحُ. والأَصْبَحيَّةُ والأَصْبَحيُّ: غِلاظ السياط وجيادها، وتقول: أصبَحَ الصبح صَباحاً وصَباحَةً. وصَبُحَ الرجلُ صَباحةً وصُبْحةً، قال ذو الرمة:

وتَجلو بفَرْعٍ من أَراكٍ كأنَّه ... من العَنْبَر الهِنْديِّ والمِسْكُ أصْبَحُ

أراد به أذَكى ريحاً. ونَزَل رجلٌ بقَومٍ فَعَشَّوه فجَعَل يقولُ: إذا كانَ غدٌ وأصَبْتُ من الصَّبُوح مَضَيْتُ في حاجَة كذا (أراد أن يُوجبَ) الصبوح عليهم ففَطٍنُوا له فقالوا: أَعَنْ صبَوحٍ تُرَقِّقُ. أي: تُحسِن كلامَكَ فذَهَبَتْ مَثَلاً.

حصب: الحَصْبةُ والحَصَبةُ والحَصِبةُ، بسكون الصاد وفتحها وكسرها: البَثْر الذي يَخْرُج بالبَدَن ويظهر في الجِلْد، تقول منه: حَصِبَ جِلدُه، بالكسر، يَحْصَبُ، وحُصِبَ فهو مَحْصُوبٌ. وفي حديث مَسْرُوقٍ: أَتَيْنا عبدَاللّهِ في مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ، هم الذين أَصابَهم الجُدَرِيُّ والحَصْبةُ.

والحَصَبُ والحَصْبةُ: الحجارةُ والحصى، واحدته حَصَبةٌ، وهو نادر.

والحَصْباء: الحَصى، واحدته حَصَبة، كقَصَبةٍ وقَصَباءَ؛ وهو عند سيبويه اسم للجمع. وفي حديث الكَوْثَرِ: فأَخرج من حَصْبائه، فإِذا ياقُوتٌ أَحمرُ، أَي حَصاه الذي في قَعْره.

وأَرضٌ حَصِبةٌ ومَحْصَبةٌ، بالفتح: كثيرة الحَصباءِ. قال الأَزهري: أَرض مَحْصَبةُ: ذاتُ حَصْباء، ومَحْصاةٌ: ذاتُ حَصى. قال أَبو عبيد: وأَرضٌ مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْبةٍ، ومَجْدَرةٌ: ذاتُ جُدَرِيٍّ، ومكانٌ حاصِبٌ: ذُو حَصْباء. وفي الحديث: أَنه نَهى عن مَسِّ الحَصْباءِ في الصلاةِ،

كانوا يُصَلُون على حَصْباءِ المسجد، ولا حائلَ بين وجوههم وبَيْنَها، فكانوا إِذا سجدوا، سَوَّوْها بأَيديهم، فنُهُوا عن ذلك، لأَنه فِعْلٌ من غير أَفعالِ الصلاة، والعَبَثُ فيهــا لا يجوز، وتَبْطُلُ به إِذا تكرَّر؛ومنه الحديث: إِن كان لا بدّ من مَسِّ الحَصْباءِ فواحدةً، أَي مَرَّةً واحدة، رُخِّصَ له فيهــا، لأَنها غير مكرّرة.

ومكانٌ حَصِبٌ: ذُو حَصْباء على النَّسَب، لأَنا لم نَسْمع له فِعْلاً؛

قال أَبو ذُؤَيْب:

فكَرَعْنَ في حَجَراتِ عَذْبٍ بارِدٍ، * حَصِبِ البِطاحِ، تَغِيبُ فيه الأَكْرُعُ

والحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباءِ.

حَصَبَهُ يَحْصِبُه حَصْباً(1)

(1 قوله «حصبه يحصبه» هو من باب ضرب وفي لغة

من باب قتل ا هـ مصباح.): رماه بالحَصْباءِ وتحاصَبُوا: تَرامَوْا بالحَصْباءِ، والحَصْباءُ: صِغارُها وكِبارُها.

وفي الحديث الذي جاءَ في مَقْتَل عثمان، رضي اللّه عنه، قال: إِنهم تَحاصَبُوا في المسجد، حتى ما أُبْصِرَ أَدِيمُ السماءِ، أَي تَرامَوْا بالحَصْباءِ. وفي حديث ابن عمر: أَنه رأَى رَجلين يَتَحدّثان، والإِمامُ يَخْطُب، فَحَصَبَهما أَي رَجَمَهُما بالحَصْباءِ ليُسَكّتَهُما.

والإِحْصابُ: أَن يُثِيرَ الحَصى في عَدْوِه. وقال اللحياني: يكون ذلك في الفَرَس وغيره مـما يَعْدُو؛ تقول منه: أَحْصَبَ الفرسُ وغيره.

وحَصَّبَ الموضعَ: أَلقَى فيه الحَصى الصِّغار، وفَرَشَه بالحَصْباءِ.

وفي الحديث: أَن عُمر، رضي اللّه عنه، أَمَرَ بتَحْصِيبِ المسجد، وذلك أَن يُلقَى فيه الحَصى الصغارُ، ليكون أَوْثرَ للـمُصَلِّي، وأَغْفَرَ لِما يُلْقى فيه من الأَقْشابِ والخَراشِيِّ والأَقْذارِ. والحَصْباءُ: هو الحَصى الصغار؛ ومنه الحديث الآخَرُ: أَنه حَصَّبَ المسجدَ وقال هو أَغْفَرُ للنُّخَامةِ، أَي أَسْتَرُ للبُزاقة، إِذا سقَطَت فيه؛ والأَقْشابُ: ما يَسْقُط من خُيوطِ خِرَقٍ، وأَشياء تُسْتَقْذَر.

والـمُحصَّب: موضع رَمْيِ الجِمار بِمِنىً، وقيل: هو الشِّعْبُ الذي

مَخْرَجُه إِلى الأَبْطَحِ، بين مكة ومِنى، يُنامُ فيه ساعةً من الليل، ثم يُخرج إِلى مكة، سُمّيا بذلك للحَصى الذي فيهــما. ويقال لموضع الجمار أَيضاً: حِصاب، بكسر الحاءِ. قال الأَزهري: التَّحْصِيبُ النَّوْمُ بالشِّعْبِ، الذي مَخْرَجُه إِلى الأَبْطَحِ ساعةً مِن الليلِ، ثم يُخْرَجُ إِلى مكةَ، وكان موضعاً نَزَلَ به رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، مِن غير أَن سَنَّه للناسِ، فَمَن شاءَ حَصَّبَ، ومن شاءَ لم يُحَصِّبْ؛ ومنه حديث عائشةَ، رضي اللّه عنها: ليس التَّحْصِيبُ بشيءٍ، أَرادت به النومَ بالـمُحَصَّبِ، عند الخُروجِ من مَكةَ، ساعةً والنُّزُولَ به. ورُوِي عن عمر، رضي

اللّه عنه، أَنه قال: يَنْفِرُ الناسُ كُلُّهم إِلاَّ بَنِي خُزَيْمَةَ، يعني قريشاً لا يَنْفِرُون في النَّفْرِ الأَوّل. قال وقال: يا آلَ خُزَيْمَةَ حَصِّبُوا أَي أَقِيموُا بالـمُحَصَّبِ. قال أَبو عبيد: التَّحْصِيبُ إذا نَفَر الرَّجلُ مِن مِنى إِلى مكة، للتَّوْدِيعِ، أَقامَ بالأَبْطَحِ حتى يَهْجَعَ بها ساعةً مِنَ الليل، ثم يَدْخُل مكة. قال: وهذا شيءٌ كان يُفْعَل، ثم تُرِكَ؛ وخُزَيْمَةُ هم قُرَيْش وكِنانةُ، وليس فيهــم أَسَدٌ. وقال القعنبي: التَّحْصِيبُ: نُزولُ الـمُحَصَّب بمكة. وأَنشد:

فَلِلّهَ عَيْنا مَن رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ * أَشَتَّ، وأَنْأَى مِنْ فِراقِ الـمُحَصَّبِ

وقال الأَصمعي: الـمُحَصَّبُ: حيث يُرْمَى الجمارُ؛ وأَنشد:

أَقامَ ثَلاثاً بالـمُحَصَّبِ مِن مِنًى، * ولَـمَّا يَبِنْ، للنَّاعِجاتِ، طَرِيقُ

وقال الراعي:

أَلم تَعْلَمي، يا أَلأَمَ النَّاسِ، أَنَّني * بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ، وعِندَ الـمُحَصَّبِ

يريد موضع الجِمار.

والحاصِبُ: رِيحٌ شَدِيدة تَحْمِل التُّرابَ والحَصْباءَ؛ وقيل: هو ما

تَناثَر من دُقاقِ البَرَد والثَّلْجِ. وفي التنزيل: إِنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً؛ وكذلك الحَصِبةُ؛ قال لبيد:

جَرَّتْ عَلَيها، أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِها، * أَذْيالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ(1)

(1 قوله «جرت عليها» كذا هو في بعض نسخ الصحاح أيضاً والذي في التكملة جرت عليه.)

وقوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً؛ أَي عَذاباً يَحْصِبُهم

أَي يَرْمِيهم بحجارة مِن سِجِّيل؛ وقيل: حاصِباً أَي ريحاً تَقْلَعُ

الحَصْباء لقوّتها، وهي صغارها وكبارها. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه، قال للخَوارج: أَصابَكم حاصِبٌ أَي عَذابٌ من اللّه، وأَصله رُميتم بالحَصْباءِ من السماءِ. ويقال للرِّيحِ التي تَحْمِل الترابَ والحَصى: حاصِبٌ، وللسَّحابِ يَرْمِي بالبَرَد والثَّلْج: حاصِبٌ، لأَنه يَرْمِي بهما رَمْياً؛ قال الأَعشى:

لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى، * وجَأْواءُ تُبْرقُ عنها الهَيُوبا

أَراد بالحاصِب: الرُّماةَ. وقال الأَزهري: الحاصِبُ: العَدَدُ

الكَثِيرُ من الرَّجَّالةِ، وهو معنى قوله:

لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى

ابن الأَعرابي: الحاصِبُ مِن التّراب ما كان فيه الحَصْباء. وقال ابن شميل: الحاصِبُ: الحَصْباء في الرِّيح، كان يَوْمُنا ذا حاصِبٍ. ورِيحٌ حاصِبٌ، وقد حصَبَتْنا تَحْصِبُنا. وريحٌ حَصِبةٌ: فيهــا حَصباء. قال ذو الرمة:

حَفِيفُ نافِجةٍ، عُثْنُونُها حَصِب

والحَصَبُ: كُلُّ ما أَلقَيْتَه في النَّار من حَطَب وغيره. وفي

التنزيل: إِنَّكم وما تَعْبُدُون مِن دُونِ اللّه حَصَبُ جَهَنَّم. قال

الفرَّاءُ: ذكر أَن الحَصَبَ في لغة أَهل اليمن الحَطَبُ. ورُوِي عن علي، كرّم اللّه وجهه: أَنه قرأَ حَطَبُ جَهَنَّمَ. وكلُّ ما أَلْقَيْتَه في النار، فقد حَصَبْتَها به، ولا يكون الحَصَبُ حَصَباً، حتى يُسْجَر به. وقيل: الحَصَبُ: الحَطَبُ عامّةً.

وحَصَبَ النارَ بالحَصَبِ يَحْصُبها حَصْباً: أَضْرَمَها.

الأَزهري: الحَصَبُ: الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّور، أَو في وَقُودٍ،

فأَمـّا ما دام غير مستعمل للسُّجُورِ، فلا يسمى حَصَباً.

وحَصَبْتُه أَحْصِبُه: رمَيْته بالحَصْباءِ. والحَجرُ الـمَرْمِيُّ به:

حَصَبٌ، كما يقال: نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً، والمنفوضُ نَفَضٌ، فمعنى قوله حَصَبُ جهنم أَي يُلْقَوْن فيهــا، كما يُلْقَى الحَطَبُ في النارِ. وقال الفرَّاءُ: الحَصَبُ في لغة أَهل نجد: ما رَمَيْتَ به في النار. وقال عكرمة: حَصَبُ جهنم: هو

حَطَبُ جهنم بالحَبَشية. وقال ابن عرفة: إِن كان أَراد أَن العرب تكملت به فصار عَرَبيةً، وإِلا فليس في القرآن غيرُ العربيةِ. وحَصَبَ في الأَرض: ذَهَبَ فيهــا. وحَصَبةُ: اسم رجل، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلَسْتَ عَبْدَعامِرِ بنِ حَصَبَهْ

ويَحْصَبُ: قبيلةٌ، وقيل: هي يَحْصُبُ، نقلت من قولك حَصَبَه بالحصى، يَحْصُبُه، وليس بقويّ. وفي الصحاح: ويَحْصِبُ، بالكسر: حَيٌّ من اليمن، وإِذا نسبت إِليه قلت: يَحْصَبِيٌّ، بالفتح، مثل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيٍّ.

حصب
: (الحَصْبَةُ ويُحَرَّكُ، و) الحَصِبَةُ (كَفَرِحَةٍ) وَهَذِه عَن الفَرَّاءِ (: بَثْرق يَخْرُجُ بالجَسَدِ، و) مِنْهُ تَقول: (قد حُصِبَ، بالضَّمِّ) ، كَمَا تَقول: قد جُدِرَ، (فَهُوَ مَحْصُوبٌ) ومَجْدُورٌ (وحَصِب كَسَمعَ) يَحْصَبُ فَهُوَ مَحْصُوبٌ أَيضاً، والمُحَصَّبُ كَالمُجَدَّرِ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ (أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ فِي مُجدَّرِينَ ومُحَصَّبينَ) هم الَّذِينَ أَصَابَهُمْ الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ.
(والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً، والحَصْبَةُ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ (: الحِجَارَةُ، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ، مُحَرَّكَةً) كَقَصَبَةٍ وَهُوَ (نَادِرٌ) وحَصَبْتُه: رَمَيْتُهُ بهَا، والحَجَرُ المَرْمِيُّ بِهِ حَصَبٌ، كَمَا يُقَال نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ، (و) الحَصَبُ (: الخَطَبُ) عَامَّةً وقَال الفَرَّاءُ: هِيَ لُغَةُ اليَمَنِ (و) كُلُّ (مَا يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ) من حَطَبٍ وغَيْرِه فَهُوَ (حَصَبٌ) وَهُوَ لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ، كَمَا رُوِيَ عَن الفَرَّاءِ أَيضاً، (أَوْ لاَ يَكُونُ الحَطَبُ حَصَباً حَتَّى يُسْجَرَ بِهِ) ، وَفِي التَّنْزِيل {2. 020 انكم وَمَا تَعْبدُونَ. . جَهَنَّم} (الأَنبياء: 98) ورُوِيَ عنْ عَليَ كعرَّمَّ الله وجهَه أَنه قرأَه (حَطَبُ جَهَنَّمَ) . وحَصَبَ النَّارَ بالحَسَبِ يَحْسُبُهَا حَصْباً: أَضْرَمَهَا، وَقَالَ الأَزهَرِيُّ الحَصَبُ: الحَطَبُ الَّذِي يُلْقَى فِي تَنُّورٍ أَوْ فِي وَقُودٍ فأَمَّا مَا دَامَ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ للسَّجُورِ فَلَا يُسَمَّى حَصَباً، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَصَبُ جَهَنَّمَ هُوَ حَطَبُ جَهَنَّمَ بالحَبَشِيَّةِ، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: إِنْ كَانَ أَرَادَ أَنَّ العَرَب تَكَلَّمَتْ بِهِ فَصَارَ عَرَبِيَّةً وإِلاَّ فَلَيْسَ فِي القُرْآنِ غَيْرُ العَرَبِيّةِ.
(والحَصْبَاءُ: الحَصَى، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ) مُحَرَّكَةً (كَقَصَبَة) ، وحَصْبَاءُ كقَصْبَاءَ، وَهُوَ عندَ سيبويهِ اسمٌ للجَمْعِ، وَفِي حَدِيثِ الكَوْثَرِ (فَأَخْرَجَ من حَصْبَائِهِ فَإِذَا يَاقُوتٌ أَحْمَرُ) أَي حَصَاهُ الَّذِي فِي قَعْرِه، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ نَهَى عَن مَسِّ الحَصْبَاءِ فِي الصَّلاَةِ) كَانُوا يُصَلّونَ على حَصْبَاءِ المَسْجِدِ وَلَا حَائِلَ بَين وُجُوهِهِمْ وَبَينهَا، فَكَانُوا إِذَا سَجعدُوا سَوَّوْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَنُهُوا عَن ذَلِك لأَنَّهُ فِعْلٌ مِنْ (غير) أَفعالِ الصَّلاَةِ، والعَبَثُ فِيهَــا لَا يَجُوزُ وتَبْطُلُ بِهِ إِذَا تَكَرَّرَ، وَمِنْه الحَدِيثُ (إِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنْ مَسِّ الحَصْبَاءِ فَوَاحدَةً) أَي معرَّةً وَاحهدٍ ةً رُخِّصَ لَهُ فِهَا لاِءَنَّهَا غَيْرُ مُكَرَّرَةٍ.
(وأَرْضٌ حَصِيبَةٌ، كَفَرِحَةٍ ومَحْصَبَةٌ) بالفعتْحِ (: كَثِيرَتُهَا) ، أَي الحَصْبَاءِ وقَال الأَزهريُّ: مَحْصَبَةٌ: ذَاتُ حَصْبَةٍ ومَجْدَرَةٌ: ذَاتُ جُدَرِيَ، وَمَكَانٌ حَاصِبٌ ذُو حَصْبَاءَ، كَحَصِبٍ، على النَّسَبِ، لأَنَّا لم نَسْمَعْ لَهُ فِعْلاً، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
فَكَرَعْنَ فِي حَجَرَاتِ عَذْب بارِدٍ
حَسِبَ البِطَاحِ تَغِيبُ فِيهِ الأَكْرُعُ
(و) الحَصْبُ: رَمْيُكَ بِالْحَصْبَاءِ، (حَصَبَهُ) يَحْصُبُهُ حَصْباً (: رَمَاهُ بهَا) وَفِي حَدِيثِ ابْن عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ والإِمَامُ يَخْطُبُ فَحَصَبَهُمَا) أَي رَجَمَهَا بِالحَصْبَاءِ (و) حَصَبَ (المَكَانَ) بَسَطَهَا فِيهِ) أَيْ أَلْقَى فِيهِ الحَصْبَاءَ الصِّغَارَ وفَرَشَهُ بالحَصْبَاءِ وَفِي الحديثِ (أَنَّهُ حَصَبَ المَسْجِدَ وقَالَ: هُوَ أَغْفَرُ للنُّخَامَةِ) أَيْ أَسْتَرُ لِلْبُزَاقَةِ إِذَا سَقَطَتْ فِيهِ (كَحَصَّبَهُ) ، فِي الحَدِيثِ (أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُ أَمَرَ بِتَحْصِيبِ المَسْجِدِ) .
والحَصْبَاءُ هُوَ الحَصَى الصِّغَارُ
(و) حَصَبَ (عَن صَاحِبِهِ: تَوَلَّى) عَنهُ مُسْرِعاً، كَحَاصِبِ الرِّيحِ (كَأَحْصَبَ) ، وَفِي الأَرْضِ: ذَهَبَ فِيهَــا.
(و) فِي الحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قَالَ: (إِنَّهُمْ (تَحَاصَبُوا) فِي المَسْجِدِ حَتَّى مَا أُبْصِرَ أَدِيمُ السَّمَاءِ) أَي (تَرَامَوْا بهَا) والحَصْبَاءُ: صِغَارُهَا وكِبَارُهَا.
(و) الإِحْصَابُ: أَن يُثِيرَ الحَصَى فِي عَدْوِهِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يكون ذَلِك فِي الفَرَسِ وغيرِه مِمَّا يَعْدُو، تَقُولِ مِنْهُ: (أَحْصَبَ) الفَرَسُ وغَيْرُه إِذَا (أَثَارَ الحَصْبَاءَ فِي جَرْيِهِ) ، وفَرَسٌ مُلْهِبٌ مُحْصِب.
(وَلَيْلَةُ الحَصْبَةِ بِالفَتْحِ) فالسُّكُونِ هِيَ اللَّيْلَةُ (الَّتي بعد أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، و) قَالَ الأَزهريُّ: (التَّحْصِيبُ: النَّوْمُ بِالمُحَصِّبِ) اسْمِ (الشِّعْبِ الَّذِي مَخْرَجُهُ إِلى الأَبْطَحِ) بينَ مَكَّةَ ومِنًى يُقَامُ فِيهِ (سَاعَةً مِن اللَّيْلِ) ثمَّ يُخرَج إِلى مَكَّةَ، سُمِّيَ بِهِ لِلْحَصْبَاءِ الَّذِي فِيهِ، وَكَانَ مَوْضِعاً نَزَلَ بِهِ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلممِن غَيْرِ أَنْ سَنَّهُ لِلنَّاسِ، فَمَنْ شَاءَ حَصَّب ومَمنْ شَاءَ لم يُحَصِّبْ. وَمِنْه حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا (لَيْسَ التَّحْصِيبُ بشَيْءٍ) أَرَادَتْ بِهِ النَّوْمَ بالمُحَصَّبِ عِنْد الخُرُوج مِن مَكَّةَ سَاعَةً والنُّزُولَ بِهِ، ورُوِيَ عَن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: (يَنْفِرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلاَّ بَنِي خُزَيْمَةَ حَصِّبُّوا) أَي أَقِيمُوا بالمُحَصَّبِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّحْصِيبُ إِذَا نَفَرَ الرَّجُلُ مِن مِنًى إِلى مَكَّةَ لِلتَّوْدِيعِ أَقَامَ بالأَبْطَحِ حَتَّى يَهْجَعَ بهَا سَاعَةً مِن اللَّيْلِ، ثُمَّ يَدْخُل مَكَّةَ، قَالَ: وهذَا شيءٌ كَانَ يُفعَلُ ثُمَّ تُرِكَ، وخُزَيْمَةُ هم قُرَيْشٌ وكِنَانَةُ، وَلَيْسَ فيهــم أَسَدٌ، وَقَالَ القَعْنَبِيّ: التَّحْصِيبُ: نُزُولُ المُحَصَّبِ، بِمَكَّةَ، وأَنشد:
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ
أَشَتَّ وأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ المُحَصَّبِ
(أَو) هُوَ، أَي (المُحَصَّبُ: مَوْضِعُ رَمْيِ الجِمَارِ بِمِنًى) قَالَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنشد:
أَقَامَ ثَلاَثاً بالمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى
ولَمَّا يَبِنْ لِلنَّاعِجَاتِ طَرِيقُ
قَالَ الرَّاعي:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَلأَمَ النَّاسِ أَنَّنِي
بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ وعِنْدَ المُحَصَّبِ
يُرِيدُ مَوْضِع الجِمَارِ، وَيُقَال لَهُ أَيضاً: حِصَابٌ بِكَسْرِ الحَاءِ.
(والحَاصِبُ رِيحٌ) شَدِيدَةٌ (تَحْمِلُ التُّرَابَ) والحَصْبَاءَ (أَو هُوَ مَا تَنَاثَرَ مِن دُقَاقِ الثَّلْجِ والبَرَدِ) ، وَفِي التَّنْزِيلِ {2. 020 انا اءَرسلنا عَلَيْهِم حاصبا} (الْقَمَر: 34) وَكَذَلِكَ الحَصِبَةُ قَالَ لَبِيدٌ:
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا
أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ
وَقَوله: {2. 020 انا اءَرسلنا عَلَيْهِم حاصبا} (الْقَمَر: 34) أَي عَذَاباً يَحْصِبُهُمْ، أَي يَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ، وَقيل: حَاصِباً، أَي رِيحاً تَقْلَعُ الحَصْبَاءَ لِقُوَّتِهَا، وَهِي صِغَارُهَا وكِبَارُهَا، وَفِي حدِيثِ عليَ رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ لِلْخَوَارِجِ (أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ) أَي عَذَابٌ مِن اللَّهِ، وأَصْلُهُ رُمِيتُمْ بالحصْبَاءِ مِن السماءِ، وَيُقَال لِلرِّيح الَّتِي تَحْمِلُ التُّرَابَ والحَصى: حَاصِبٌ (و) الحَاصِبُ (: السَّحَابُ) لأَنَّهُ (يَرْمِي بِهِما) أَي الثَّلْجِ والبَرَدِ رَمْياً، وَقَالَ الأَزهريُّ: الحَاصِبُ: العدَدُ الكَثِيرُ مِن الرَّجَّالةِ، وَهُوَ مَعْنَى قولَ الأَعشى: لَنَا حَاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى
وقِيل المُرَادُ بِهِ الرُّمَاةُ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الحَاصِبُ مِنَ التُّرَابِ مَا كَانَ فِيهِ الحَصْبَاءُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الحَاصِبُ: الحَصْبَاءُ فِي الرِّيحِ، كَانَ يَوْمُنَا ذَا حَاصِبٍ، وَرَيحٌ حَاصِبٌ وحَصِبَةٌ: فِيهَــا حَصْبَاءُ، قَالَ لبيد:
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا
أَذْيالَهَا كْلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ
وَتقول: هُوَ حَاصِب، ليسَ بِصَاحِب.
(والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً) ، وضَبَطَهُ الصاغانيُّ بالفَتْحِ (: انْقِلاَبُ الوَتَرِ عَن القَوْسِ) قَالَ:
لاَ كَزَّةِ السَّيْرِ وَلاَ حَصُوبِ
ويقَال: هُوَ وَهَمٌ إِنَّمَا هُوَ الخَضْبُ، بالضَّادِ المُعْجَمَةِ لَا غيرُ، كَمَا سَيَأْتِي.
(و) حَصَبَةُ (بِهَاءٍ) مِنْ غَيْرِ لاَم (اسْمُ رَجُلٍ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
أَلَسْتَ عَبْدَ عَامِرِ بنِ حَصَبَهْ
وحَصَبَةُ مِنْ بَنِي أَزْنَمَ، جَدُّ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ اليَرْبُوعِيُّ، لَهُ ذِكرٌ فِي السِّيَرِ.
(و) الحَصِبُ (كَكَتِفٍ) هُوَ (اللَّبَنُ) لَا يَخْرُجُ زُبْدُهُ، مِنْ بَرُدِهِ) .
(و) حُصَيْبٌ (كَزُبَيْرٍ: ع باليَمَنِ) وَهُوَ وَادِي زَبِيدَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى وسَائِرَ بِلاَد المُسْلِمِينَ، حَسَنُ الهَوَاءِ (فَاقَتْ نِسَائْهُ حُسْناً) وجَمَالاً وظَرَافَةً ورِقَّةً، (وَمِنْه) قَوْلُهُمُ المَشْهُورُ (إِذَا دَخَلْتَ أَرْضَ الحُصَيْبِ فَهَرْوِلْ) أَي أَسْرِعْ فِي المَشْيِ لِئَلاَّ تُفْتَنَنَ بِهِنَّ.
(ويَحْصَبُ) بنُ مَالِكٍ (مُثَلَّثَةَ الصَّادِ: حَيٌّ بِهَا) أَيْ باليَمَنِ، وَهُوَ من حِمْيَرَ، ذَكَرَ الحَافِظُ ابنُ حَزْمٍ فِي جَمْهَرَةِ الأَنْسَاب أَنَّ يَحْصِبَ أَخُوذِي أَصْبَحَ جَدِّ الإِمَامِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنهُ وَقيل هِيَ يَحْصُبُ، نُقِلَتْ مِن قَوْلكَ: حَصَبَهُ بالحَصَى يَحْصُبُه، وَلَيْسَ بِقَوِيَ (والنِّسْبَةُ) إِليها (مُثَلَّثَةٍ) أَيْضاً لَا بالفَتْحِ فَقَط، كَمَا زَعَمَ الجَوْهَرِيُّ وعِبَارَتُهُ فِي (الصّحَاح) : ويَحْصِبُ، بالكَسْرِ: حَيٌّ من اليَمَنِ، وإِذَا نَسَبْتَ إِليه قلت: يَحْصَبِيٌّ، والفَتْحِ مِثْل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيَ، وَهَكَذَا قالَهُ أَبُو عُبَيْد.
قُلْت: ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن ابنِ مَالِك فِي شَرْحِ الكَافِيَةِ مَا نَصُّهُ: الجَيِّدُ فِي النَّسَبِ إِلى تَغْلِبَ ونَحْوِه من الرُّبَاعِيِّ السَّاكِنِ الثَّانِي المَكْسُورِ الثَّالثِ إِبْقَاءُ الكَسْرَةِ، والفَتْح عنْدَ أَبي العَبَّاسِ، وَهُوَ مَطَّرِدٌ، وعِنْدَ سيبويهِ مَقْصُورٌ على السَّمَاعِ، وَمن المَنْقولِ بالفَتْحِ والكَسْرِ تَغْلَبِيٌّ ويَحْصِبَيُّ ويَثْرِبِيٌّ، انْتَهَى، ونَقَلَ عنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ أَنَّ فَتحَ العَيْنِ المَكْسُورَةِ من الرُّبَاعِيِّ شَاذُّ يُحْفَظْ مَا وَرَدَ منهُ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، صَحَّحَهُ بَعْضٌ، وقَالُوا: هُوَ مَذْهَبُ سِيْبَوَيْهِ والخَلِيلِ، وَقَالَ بَعْضٌ: إِنَّهُ يُقَاسُ، وعُزِيَ لِلْمُبَرّدِ وابنِ السَّرَّاجِ والرُّمّانِيِّ والفَارِسِيِّ، وتَوَسَّطَ أَبو مُوسَى الحَامِضُ فَقَالَ: المُخْتَارُ أَنْ لَا يُفْتَحَ، ونَقَلَ أَبُو القَاسِمِ البَطَلْيَوسِيُّ أَنَّ جَوَازَ الوَجْهَيْنِ فِيهِ مَذْهَبُ الجُمْهُورِ، وإِنَّمَا خَالَفَ فِيهِ أَبُو عَمْرٍ و، فالجَوْهَرِيُّ إِنَّمَا ذَكَرَ مَا صَحَّ عِنْدَهُ كَمَا هُوَ مِن عادَتِهِ، وَهُوَ رأْي المُبَرِّدِ ومَن وَافَقَهُ، ويَعْضُدُهُ النَّظَرُ، وَهُوَ أَنَّ العَرَبَ دائِماً تَمِيلُ إِلى التَّخْفِيفِ مَا أَمكنَ، فَحَسْبُ المَجْدِ أَنْ يُقَلِّدَهُ لأَنَّهُ فِي مَقَامِ الاجْتِهَادِ وَالنَظَّرِ، وَهُوَ كَلامٌ لَيْسَ عَلَيْهِ غُبَارٌ.
(و) يَحْصِبٌ (كَيَضْرِب: قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ) . سُمِّيَتْ بِمَن نَزَلَ بهَا مِن اليَحْصَبِيِّينَ مِن حِمْيَرَ، فَكَانَ الظَّاهِر فِيهِ التَّثْلِيث أَيضاً كَمَا جَرَى عَلَيْهِ مُؤرِّخُو الأَنْدَلُسِ، (مِنْهَا سَعِيدُ بن مَقُرُونِ) بنِ عَفَّانَ، لَهُ رِحْلَةٌ وَسَمَاعٌ، (والنَّابِغَةُ بنُ إِبْرَاهِيمَ) بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، (المُحَدِّثَانِ) رَوَى الأَخِيرُ عَن مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ، ومَاتَ سنة 313 والقَاضِي عِيَاضُ بنْ مُوسَى اليَحْصَبِيُّ صَاحِبُ الشِّفَاءِ والمطالع فِي اللُّغَةِ، وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ اليَحْصِبَيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، كَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ، وكذَا أَخُوهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ، مُحَدِّثُون، ذَكَرَهُمَا الصَّابُونِيُّ.
(وبُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ كَزُبَيْرٍ) بنِ الحَارِثِ بنِ الأَعْرَجِ الأَسْلَمِيُّ أَبو الحُصَيْبِ (صَحَابِيٌّ) ، دُفِنَ بِمَرْوَ (ومُحَمَّدُ بنُ الحُصَيْبِ) بنِ أَوْسِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ (حَفَيدُهُ) ، وجَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ دُفِنَ بِجَاوَرْسَةَ إِحْدَى قُرَى مَرْوَ.
(وتَحَصَّبَ الحَمَامُ: خَرَجَ إِلى الصَّحْرَاءِ لطَلَبِ الحَبِّ) .
وَمن الْمجَاز: حَصَبُوا عَنهُ: أَسْرَعُوا فِي الهَرَبِ، كَمَا فِي الأَساس.
والأَحْصَبَانِ: تَثْنِيَةُ الأَحْصَبِ، قَالَ أَبو سَعِيدٍ: اسْمُ مَوْضعٍ باليَمَنِ، يُنْسَبُ إِليه أَبو الفَتْحِ أَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن بن الحُسَين الأَحْصَبِيُّ الوَرَّاقُ، كَذَا فِي (المعجم) .
ويَحْصِبُ أَيضاً: مِخْلاَفٌ فِيهِ قَصْرُ زَيْدَانَ، يَزْعُمُون أَنه لم يُبْنَ قَطُّ مِثْلُه، وبينَهُ وبينَ ذَمَارِ ثمانيةُ فراسخَ.
وَيُقَال لَهُ: عِلْوُ يَحْصِبَ، وَبَينه وَبَين (قَصْرِ) السَّمَوْأَل ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ، وسِفْلُ يَحْصِب: مِخْلاَفٌ آخَرُ كَذَا فِي (المعجم) .

عرا

عرا: عَرَاهُ عَرْواً واعْتَراه، كلاهما: غَشِيَه طالباً معروفه، وحكى

ثعلب: أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول إِذا أَتيْت رجُلاً تَطْلُب منه حاجة

قلتَ عَرَوْتُه وعَرَرْتُه واعْتَرَيْتُه واعْتَرَرْتُه؛ قال الجوهري:

عَرَوْتُه أَعْرُوه إِذا أَلْمَمْتَ به وأَتيتَه طالباً، فهو مَعْرُوٌّ. وفي

حديث أَبي ذرّ: ما لَك لا تَعْتَريهمْ وتُصِيبُ منهم؟ هو من قَصْدِهم

وطَلَبِ رِفْدِهم وصِلَتِهِم. وفلان تَعْرُوه الأَضْيافُ وتَعْتَرِيهِ أَي

تَغْشاهُ؛ ومنه قول النابغة:

أَتيتُكَ عارِياً خَلَقاً ثِيابي،

على خَوْفٍ، تُظَنُّ بيَ الظُّنونُ

وقوله عز وجل: إِنْ نقولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بعض ألِهَتِنا بسُوءٍ؛ قال

الفراء: كانوا كَذَّبوه يعني هُوداً، ثم جعَلوه مُخْتَلِطاً وادَّعَوْا

أَنَّ آلهَتَهم هي التي خَبَّلَتْه لعَيبِه إِيَّاها، فهُنالِكَ قال: إِني

أُشْهِدُ اللهَ واشْهَدُوا أَني بريء مما تُشْرِكون؛ قال الفراء: معناه

ما نقول إِلا مَسَّكَ بعضُ أَصْنامِنا بجُنون لسَبِّكَ إِيّاها. وعَراني

الأَمْرُ يَعْرُوني عَرْواً واعْتَراني: غَشِيَني وأَصابَني؛ قال ابن بري:

ومنه قول الراعي:

قالَتْ خُلَيْدةُ: ما عَراكَ؟ ولمْ تكنْ

بَعْدَ الرُّقادِ عن الشُّؤُونِ سَؤُولا

وفي الحديث: كانت فَدَكُ لِحُقوقِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، التي

تَعْرُوه أَي تغشاه وتَنْتابُه. وأَعْرَى القومُ صاحِبَهُم: تركوه في

مكانه وذَهَبُوا عنه.

والأَعْراءُ: القوم الذين لا يُهِمُّهم ما يُهِمُّ أَصحابَهم.ويقال:

أعْراه صَدِيقُه إِذا تباعد عنه ولم يَنْصُرْه. وقال شمر: يقال لكلِّ شيء

أَهْمَلْتَه وخَلَّيْتَه قد عَرَّيْته؛ وأَنشد:

أَيْجَعُ ظَهْري وأُلَوِّي أَبْهَرِي،

ليس الصحيحُ ظَهْرُه كالأَدْبَرِ،

ولا المُعَرَّى حِقْبةً كالمُوقَرِ

والمُعَرَّى: الجَمَل الذي يرسَلُ سُدًى ولا يُحْمَل عليه؛ ومنه قول

لبيد يصف ناقة:

فكَلَّفْتُها ما عُرِّيَتْ وتأَبَّدَتْ،

وكانت تُسامي بالعَزيبِ الجَمَائِلا

قال: عُرِّيت أُلْقي عنها الرحْل وتُرِكت من الحَمْل عليها وأُرْسِلَتْ

تَرْعى. والعُرَواءُ: الرِّعْدَة، مثل الغُلَواء. وقد عَرَتْه الحُمَّى،

وهي قِرَّة الحُمَّى ومَسُّها في أَوَّلِ ما تأْخُذُ بالرِّعْدة؛ قال ابن

بري ومنه قول الشاعر:

أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوائِه،

بمَدَافِعِ الرَّجَّازِأَو بِعُيُون

الرَّجَّازُ: واد، وعُيُونٌ: موضعٌ، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمل فيه صيغة

ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. ويقال: عَراه البَرْدُ وعَرَتْه الحُمَّى، وهي

تَعْرُوه إِذا جاءَته بنافضٍ، وأَخَذَتْه الحُمَّى بعُرَوائِها، واعْتراهُ

الهمُّ، عامٌّ في كل شيء. قال الأَصمعي: إِذا أَخَذَتِ المحمومَ قِرَّةٌ

ووَجَدَ مسَّ الحُمَّى فتلك العُرَواء، وقد عُرِيَ الرجلُ، على ما لم

يُسَمَّ فاعله،فهو مَعْرُوٌّ، وإِن كانت نافضاً قيل نَفَضَتْه، فهو

مَنْفُوضٌ، وإِن عَرِقَ منها فهي الرُّحَضاء. وقال ابن شميل: العُرَواء قِلٌّ

يأْخذ الإِنسانَ من الحُمَّى ورِعدَة. وفي حديث البراء بن مالك: أَنه كان

تُصيبُه العُرَواءُ، وهي في الأَصْل بَرْدُ الحُمَّى. وأَخَذَتْه الحُمَّى

بنافضٍ أَي برِعْدة وبَرْد. وأَعْرى إِذا حُمَّ العُرَواء. ويقال: حُمَّ

عُرَواء وحُمَّ العُرَواء وحُمَّ عُرْواً

(* قوله« وحم عرواً» هكذا في

الأصل.) . والعَراة: شدة البرْد. وفي حديث أَبي سلمة: كنتُ أَرى الرُّؤْيا

أُعْرَى منها أَي يُصيبُني البَرْدُ والرِّعْدَة من الخَوْف. والعُرَواء:

ما بينَ اصْفِرارِ الشَّمْسِ إِلى اللَّيْلِ إِذا اشْتَدَّ البَرْدُ

وهاجَتْ رِيحٌ باردةٌ. ورِيحٌ عَرِيٌّ وعَرِيَّةٌ: بارِدَة، وخص الأَزهري بها

الشِّمالَ فقال: شَمال عَرِيَّةٌ باردة، وليلة عَريَّةٌ باردة؛ قال ابن

بري: ومنه قول أَبي دُواد:

وكُهولٍ، عند الحِفاظ، مَراجِيـ

ـح يُبارُونَ كلَّ ريح عَرِيَّة

وأَعْرَيْنا: أَصابنا ذلك وبلغنا بردَ العشيّ. ومن كلامِهم: أَهْلَكَ

فقَدْ أَعْرَيْتَ أَي غابت الشمس وبَرَدَتْ. قال أَبو عمرو: العَرَى

البَرْد، وعَرِيَت لَيْلَتُنا عَرىً؛ وقال ابن مقبل:

وكأَنَّما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ

بِعَرًى، تنازعُه الرياحُ زُلال

قال: العَرَى مكان بارد.

وعُرْوَةُ الدَّلْوِ والكوزِ ونحوهِ: مَقْبِضُهُ.

وعُرَى المَزادة: آذانُها. وعُرْوَةُ القَمِيص: مَدْخَلُ زِرِّه.

وعَرَّى القَمِيص وأَعْراه: جَعَلَ له عُرًى. وفي الحديث: لا تُشَدُّ العُرى

إلا إِلى ثلاثة مَساجِدَ؛ هي جمعُ عُرْوَةٍ، يريدُ عُرَى الأَحْمالِ

والرَّواحِلِ. وعَرَّى الشَّيْءَ: اتَّخَذَ له عُرْوةً. وقوله تعالى: فقَدِ

اسْتَمْسَكَ بالعُرْوةِ الوُثْقَى لا انْفِصامَ لها؛ شُبِّه بالعُرْوَة التي

يُتَمسَّك بها. قال الزجاج: العُرْوة الوُثْقَى قولُ لا إِلهَ إلا الله،

وقيل: معناه فقد عَقَدَ لنَفْسِه من الدِّين عَقْداً وثيقاً لا تَحُلُّه

حُجَّة. وعُرْوَتا الفَرْجِ: لحْمٌ ظاهِرٌ يَدِقُّ فيَأْخُذُ يَمْنَةً

ويَسْرةً مع أَسْفَلِ البَطْنِ، وفَرْجٌ مُعَرىً إذا كان كذلك. وعُرَى

المَرْجان: قلائدُ المَرْجان. ويقال لطَوْق القِلادة: عُرْوةٌ. وفي النوادر:

أَرضٌ عُرْوَةٌ وذِرْوَة وعِصْمة إِذا كانت خَصيبة خصباً يَبْقَى.

والعُرْوة من النِّباتِ: ما بَقِي له خضْرة في الشتاء تَتعلَّق به الإبلُ حتى

تُدرِكَ الرَّبيع، وقيل: العُروة الجماعة من العِضاهِ خاصَّةً يرعاها

الناسُ إذا أَجْدَبوا، وقيل: العُرْوةُ بقية العِضاهِ والحَمْضِ في

الجَدْبِ، ولا يقال لشيء من الشجر عُرْوةٌ إلا لها، غيرَ أَنه قد يُشْتَقُّ لكل

ما بَقِيَ من الشجر في الصيف. قال الأَزهري: والعُرْوة من دِقِّ الشجر ما

له أَصلٌ باقٍ في الأَرض مثل العَرْفَج والنَّصِيِّ وأَجناسِ الخُلَّةِ

والحَمْضِ، فأذا أَمْحَلَ الناسُ عَصَمت العُرْوةُ الماشيةَ فتبلَّغَت

بها، ضربها اللهُ مثلاً لما يُعْتَصَم به من الدِّين في قوله تعالى: فقد

اسْتمْسَك بالعُرْوة الوُثْقى؛ وأَنشد ابن السكيت:

ما كان جُرِّبَ، عندَ مَدِّ حِبالِكُمْ،

ضَعْفٌ يُخافُ، ولا انْفِصامٌ في العُرى

قوله: انفصام في العُرى أَي ضَعْف فيما يَعْتَصِم به الناس. الأَزهري:

العُرى ساداتُ الناس الذين يَعْتَصِم بهم الضُّعفاء ويَعيشون بعُرْفِهم،

شبِّهوا بعُرَى الشَّجَر العاصمة الماشيةَ في الجَدْب. قال ابن سيده:

والعُروة أَيضاً الشجر المُلْتَفُّ الذي تَشْتُو فيه الإبل فتأْكلُ منه،

وقيل: العُروة الشيءُ من الشجرِ الذي لا يَزالُ باقياً في الأرض ولا يَذْهَب،

ويُشَبَّه به البُنْكُ من الناس، وقيل: العُروة من الشجر ما يَكْفِي

المالَ سَنَته، وهو من الشجر ما لا يَسْقُط وَرَقُه في الشِّتاء مثل

الأَراكِ والسِّدْرِ الذي يُعَوِّلُ الناسُ عليه إِذا انقطع الكلأ، ولهذا قال

أَبو عبيدة إنه الشجر الذي يَلجأُ إليه المالُ في السنة المُجْدبة

فيَعْصِمُه من الجَدْبِ، والجمعُ عُرًى؛ قال مُهَلْهِل:

خَلَع المُلوكَ وسارَ تحت لِوائِه

شجرُ العُرَى، وعُراعِرُ الأَقوامِ

يعني قوماً يُنتَفَع بهم تشبيهاً بذلك الشجر. قال ابن بري: ويروى البيت

لشُرَحْبِيل بنِ مالكٍ يمدَحُ معديكرب بن عكب. قال: وهو الصحيح؛ ويروى

عُراعِر وْضراعِر، فمن ضَمَّ فهو واحد، ومن فتَح جعله جمعاً، ومثلُه

جُوالِق وجَوالِق وقُماقِم وقَماقِم وعُجاهِن وعَجاهِن، قال: والعُراعِرُ هنا

السيِّد؛ وقول الشاعر:

ولمْ أَجِدْ عُرْوةَ الخلائقِ إلا

الدِّينَ، لمَّا اعْتَبَرْتُ، والحَسبَا

أَي عِمادَه. ورَعَيْنا عُرْوة مكَّةَ لِما حولَها. والعُروة: النفيسُ

من المالِ كالفَرَسِ الكريم ونحوه.والعُرْيُ: خلافُ اللُّبْسِ. عَرِيَ من

ثَوْبه يَعْرَى عُرْياً وعُرْيَةً فهو عارٍ، وتَعَرَّى هو عُرْوة شديدة

أَيضاً وأعراهُ وعرَّاه، وأَعراهُ من الشيءِ وأَعراه إِياهُ؛ قال ابن

مُقْبلٍ في صفة قِدْحٍ:

به قَرَبٌ أَبْدَى الحَصَى عن مُتونِه،

سَفاسقُ أَعراها اللِّحاءَ المُشَبِّحُ

ورَجلٌ عُريانٌ، والجمع عُرْيانون، ولا يُكسَّر، ورجل عارٍ من قومٍ

عُراةٍ وامرأَة عُرْيانةٌ وعارٍ وعاريةٌ. قال الجوهري: وما كان على فُعْلانٍ

فَمُؤَنَّثُه بالهاء. وجاريةٌ حسَنة العُرْيةِ والمُعَرَّى والمُعَرَّاةِ

أي المُجَرَّدِ أَي حَسَنَة عندَ تَجْريدِها من ثيابها، والجمع

المَعاري، والمَحاسِرُ من المرأةِ مِثْلُ المَعاري، وعَريَ البَدَن من اللَّحْم

كذلك؛ قال قيس بنُ ذَريح:

وللحُبِّ آيات تُبَيّنُ بالفَتى

شُحوباً، وتَعْرَى من يَدَيْه الأَشاجعُ

ويروى: تَبَيَّنُ شُحُوبٌ. وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم:

عارِي الثَّدْيَيْن، ويروى: الثَّنْدُوَتَيْن؛ أَراد أَنه لم يكن عليهما

شعر، وقيل: أَرادَ لم يكن عليهما لحم، فإنه قد جاء في صفته، صلى الله عليه

وسلم ، أَشْعَر الذراعَيْن والمَنْكِبَين وأَعْلى الصَّدرِ. الفراء:

العُرْيانُ من النَّبْتِ الذي قد عَرِيَ عُرْياً إذا اسْتَبانَ لك. والمَعاري:

مبادي العِظامِ حيثُ تُرى من اللَّحْمِ، وقيل: هي الوَجْهُ واليَدَانِ

والرِّجْلانِ لأَنها باديةٌ أَبداً؛ قال أَبو كبِيرٍ الهُذَليّ يصف قوماً

ضُرِبُوا فسَقَطوا على أَيْديهم وأَرْجُلِهمْ:

مُتَكَوِّرِينَ على المَعاري، بَيْنَهُم

ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

ويروى: الأَنْجَلِ، ومُتَكَوِّرينَ أَي بعضُهم على بَعْضٍ. قال

الأَزهري: ومَعاري رؤوس العظام حيث يُعَرَّى اللحمُ عن العَظْم. ومَعاري المرأة:

ما لا بُدَّ لها من إظْهاره، واحدُها مَعْرًى. ويقال: ما أَحْسَنَ

مَعارِيَ هذه المرأَة، وهي يَدَاها ورِجْلاها ووجهُها، وأَورد بيت أَبي كبير

الهذلي. وفي الحديث: لا يَنْظُر الرجل إلى عِرْيَة المرأَةِ؛ قال ابن

الأَثير: كذا جاء في بعض روايات مسلم، يريد ما يَعْرَى منها ويَنْكَشِفُ،

والمشهور في الرواية لا يَنْظُر إلى عَوْرَة المرأَةِ؛ وقول الراعي:

فإنْ تَكُ ساقٌ من مُزَيْنَة قَلَّصَتْ

لِقَيْسٍ بحَرْبٍ لا تُجِنُّ المَعَارِيا

قيل في تفسيره: أَراد العورةَ والفَرْجَ؛ وأَما قول الشاعر الهُذَلي:

أَبِيتُ على مَعارِيَ واضِحَاتٍ،

بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ

فإنما نَصَبَ الياءَ لأنه أَجْراها مُجْرى الحَرْفِ الصحيح في ضَرُورةِ

الشِّعْرِ، ولم يُنَوّن لأنه لا يَنْصرِف، ولو قال مَعارٍ لم ينكَسر

البيتُ ولكنه فرَّ من الزحاف. قال ابن سيده: والمَعَارِي الفُرُش، وقيل: إنَّ

الشاعر عَناها، وقيل: عَنى أَجْزاءَ جِسْمِها واخْتار مَعَارِيَ على

مَعَارٍ لأنه آثَرَ إتْمامَ الوَزْنِ، ولو قال معارٍ لمَا كُسر الوزن لأنه

إنما كان يصير من مُفاعَلَتُن إلى مَفاعِيلن، وهو العَصْب؛ ومثله قول

الفرزدق:

فلَوْ كانَ عبدُ اللهِ مَولىً هَجَوْتُه،

ولكِنَّ عبدَ اللهِ مَولى مَوَالِياَ

قال ابن بري: هو للمُتَنَخّل الهذلي. قال: ويقال عَرِيَ زيدٌ ثوبَه

وكسِي زيدٌ ثَوْباً فيُعَدِّيه إلى مفعول؛ قال ضَمْرة بنُ ضمرة:

أَرَأَيْتَ إنْ صَرَخَتْ بلَيلٍ هامَتي،

وخَرَجْتُ مِنْها عارياً أَثْوابي؟

وقال المحدث:

أَمَّا الثِّيابُ فتعرْى من مَحاسِنِه،

إذا نَضاها ،ويُكْسَى الحُسْنَ عُرْيانا

قال: وإذا نَقَلْتَ أَعرَيْت، بالهمز، قُلْتَ أَعْرَيْتُه أَثْوَابَه،

قال: وأَما كَسِيَ فتُعَدِّيه من فَعِل فتقول كسوته ثوباً، قال

الجوهري:وأَعْرَيْته أَنا وعَرَّيْتُه تَعْرية فتَعَرَّى. أَبو الهيثم: دابة عُرْيٌ

وخَيْلٌ أَعْرَاءٌ ورَجلٌ عُرْيان وامرأَةٌ عُرْيانةٌ إذا عَرِيا من

أَثوابهما، ولا يقال رجلٌ عُرْيٌ. ورجلٌ عارٍ إذا أَخْلَقَت أَثوابُه؛

وأَنشد الأزهري هنا بيت التابغة:

أَتَيْتُك عارِياً خَلَقاً ثِيابي

وقد تقدم.

والعُرْيانُ من الرَّمْل: نقاً أَو عَقِدٌ ليس عليه شجر. وفَرَسٌ

عُرْيٌ: لا سَرْجَ عليه، والجمع أَعْراءٌ. قال الأزهري: يقال: هو عِرْوٌ من هذا

الأَمر كما يقال هو خِلْوٌ منه. والعِرْوُ: الخِلْو، تقول أَنا عِرْوٌ

منه، بالكسر، أي خِلْو. قال ابن سيده: ورجلٌ عِرْوٌ من الأَمْرِ لا

يَهْتَمُّ به، قال: وأُرَى عِرْواً من العُرْيِ على قولهم جَبَيْتُ جِباوَةً

وأَشاوَى في جمع أَشْياء، فإن كان كذلك فبابُه الياءُ، والجمعُ أَعْراءٌ؛

وقول لبيد:

والنِّيبُ إنْ تُعْرَ منِّي رِمَّةً خَلَقاً،

بَعْدَ المَماتِ، فإني كُنتُ أَتَّئِرُ

ويروى: تَعْرُ مِنِّي أَي تَطْلُب لأنها ربما قَضِمت العظامَ؛ قال ابن

بري: تُعْرَ منِّي من أَعْرَيْتُه النخلةَ إذا أَعطيته ثمرتها، وتَعْرُ

مني تَطْلُب، من عَرَوْتُه، ويروى: تَعْرُمَنِّي، بفتح الميم، من عَرَمْتُ

العظمَ إذا عَرَقْت ما عليه من اللحم. وفي الحديث: أنه أُتيَ بفرس

مُعْرَوْرٍ؛ قال ابن الأَثير: أَى لا سَرْجٍ عليه ولا غيره. واعْرَوْرَى فرسَه:

رَكبه عُرْياً، فهو لازم ومتعدّ، أَو يكون أُُتي بفرس مُعْرَوْرىً على

المفعول. قال ابن سيده: واعْرَوْرَى الفرسُ صارَ عُرْياً. واعْرَوْرَاه:

رَكبَه عُرْياً، ولا يُسْتَعْمل إلا مزيداً، وكذلك اعْرَوْرى البعير؛ ومنه

قوله:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُه

أُمُّ الفوارس بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ

وهو افعَوْعَل؛ واسْتَعارَه تأَبَّطَ شرّاً للمَهْلَكة فقال:

يَظَلُّ بمَوْماةٍ ويُمْسِي بغيرِها

جَحِيشاً، ويَعْرَوْرِي ظُهورَ المَهالكِ

ويقال: نحن نُعاري أَي نَرْكَبُ الخيل أَعْرَاءً، وذلك أَخفُّ في الحرب.

وفي حديث أَنس: أَن أَهل المدينة فَزِعوا ليلاً، فركب النبي، صلى الله

عليه وسلم، فرساً لأبي طلحة عُرْياً. واعْرَوْرَى مِنِّي أَمراً قبيحاً:

رَكِبَه، ولم يَجِئ في الكلامِ افْعَوْعَل مُجاوِزاً غير اعْرَ وْرَيْت،

واحْلَوْلَيْت المكانَ إذا اسْتَحْلَيْته.

ابن السكيت في قولهم أَنا النَّذير العُريان: هو رجل من خَثْعَم، حَمَل

عليه يومَ ذي الخَلَصة عوفُ بنُ عامر بن أبي عَوْف بن عُوَيْف بن مالك بن

ذُبيان ابن ثعلبة بن عمرو بن يَشْكُر فقَطع يدَه ويد امرأَته، وكانت من

بني عُتْوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال إنما مَثَلي ومَثَلُكم كمثل رجل

أَنْذَر قومَه جَيْشاً فقال: أَنا النَّذير العُرْيان أُنْذِركم جَيْشاً؛ خص

العُرْيان لأنه أَبْيَنُ للعين وأَغرب وأَشنع عند المُبْصِر، وذلك أَن

رَبيئة القوم وعَيْنَهم يكون على مكان عالٍ، فإذا رأى العَدُوَّ وقد أَقبل

نَزَع ثوبه وأَلاحَ به ليُنْذِرَ قومَه ويَبْقى عُرْياناً. ويقال: فلان

عُرْيان النَّجِيِّ إذا كان يُناجي امرأَتَه ويُشاوِرها ويصَدُرُ عن

رَأْيها؛ ومنه قوله:

أَصاخَ لِعُرْيانِ النَّجِيِّ، وإنَّه

لأزْوَرُ عن بَعْض المَقالةِ جانِبُهْ

أَي اسْتَمع إلى امرأته وأَهانني. وأَعْرَيتُ المَكانَ: ترَكْتُ حضُوره؛

قال ذو الرمة:

ومَنْهَل أَعْرى حَياه الحضر

والمُعَرَّى من الأسماء: ما لمْ يدخُلْ عَلَيه عاملٌ كالمُبْتَدإ.

والمُعَرَّى من الشِّعْر: ما سَلِمَ من الترْفِيلِ والإذالةِ والإسْباغِ.

وعَرَّاهُ من الأمرِ: خَلَّصَه وجَرَّده. ويقال: ما تَعَرَّى فلان من هذا

الأَمر أَي ما تخلَّص. والمَعاري: المواضع التي لا تُنْبِتُ. وروى الأزهري

عن ابن الأعرابي: العَرَا الفِناء، مقصور، يكتب بالألف لأن أُنْثاه

عَرْوَة؛ قال: وقال غيره العَرَا الساحةُ والفِناء، سمي عَراً لأَنه عَرِيَ من

الأنبية والخِيام. ويقال: نزل بِعَراء وعَرْوَتِه وعَقْوَتِه أَي نزَل

بساحَتهِ وفنائه، وكذلك نَزَل بِحَراه، وأَما العَراء، ممدوداً، فهو ما

اتَّسَع من فضاء الأرض؛ وقال ابن سيده: هو المكانُ الفَضاءُ لا يَسْتَتِرُ

فيه شيءٌ، وقيل: هي الأرضُ الواسعة. وفي التنزيل: فنَبَذْناه بالعَراءِ

وهو سَقيمٌ، وجَمْعُه أَعْراءٌ؛ قال ابن جني: كَسَّروا فَعالاً على

أَفْعالٍ حتى كأنهم إنما كسَّروا فَعَلاً، ومثله جَوادٌ وأَجوادٌ وعَياءٌ

وأَعْياءٌ، وأَعْرَى: سارَ فِيهــا

(* قوله: سار فيهــا أي سار في الأرض العراء.)؛

وقال أَبو عبيدة: إنما قيل له عَراءٌ لأنه لا شجر فيه ولا شيء يُغَطِّيه،

وقيل: إن العَراء وَجْه الأَرض الخالي؛ وأَنشد:

وَرَفَعْتُ رِجلاً لا أَخافُ عِثارَها،

ونَبَذْتُ بالبَلَدِ العَراء ِثيابي

وقال الزجاج: العَراء على وجْهين: مقصور، وممدود، فالمقصور الناحية،

والممدود المكان الخالي. والعَراء: ما اسْتَوَى من ظَهْر الأَرض وجَهَر.

والعَراء: الجَهراء، مؤنثة غير مصروفة. والعَراء: مُذكَّر مصروف، وهُما

الأَرض المستوية المُصْحرة وليس بها شجر ولا جبالٌ ولا آكامٌ ولا رِمال، وهما

فَضاء الأرض، والجماعة الأعْراء. يقال: وَطِئْنا عَراءَ الأرض

والأَعْراية. وقال ابن شميل: العَرَا مثل العَقْوَة، يقال: ما بِعَرانا أَحَدٌ

أَي مابعَقْوَتنا أَحدٌ. وفي الحديث: فكَرِهَ أَن يُعْرُوا المدينة، وفي

رواية: أَن تَعْرَى أَي تخلو وتصير عَرَاءً، وهو الفضاء، فتصير دُورهُم في

العَراء. والعَراء: كلُّ شيءٍ أُعْرِيَ من سُتْرَتِه. وتقول: اسُتُرْه عن

العَراء. وأَعْراءُ الأَرض: ما ظَهَر من مُتُونِها وظُهورِها، واحدُها

عَرًى؛ وأَنشد:

وبَلَدٍ عارِيةٍ أَعْراؤه

والعَرَى: الحائطُ، وقبلَ كلُّ ما سَتَرَ من شيءٍ عَرًى. والعِرْو:

الناحيةُ، والجمع أَعْراءٌ. والعَرى والعَراةُ: الجنابُ والناحِية والفِناء

والساحة. ونزَل في عَراه أَي في ناحِيَتِه؛ وقوله أَنشده ابن جني:

أو مُجْزَ عنه عُرِيَتْ أَعْراؤُه

(* قوله «أو مجز عنه» هكذا في الأصل، وفي المحكم: أو مجن عنه.)

فإنه يكونُ جمعَ عَرىً من قولك نَزَل بِعَراهُ، ويجوز أَن يكون جَمْعَ

عَراءٍ وأَن يكون جَمع عُرْيٍ.

واعْرَوْرَى: سار في الأرضِ وَحْدَه

وأَعْراه النخلة: وَهَبَ له ثَمرَة عامِها. والعَرِيَّة: النخلة

المُعْراةُ؛ قال سُوَيدُ بن الصامت الأنصاري:

ليست بسَنْهاء ولا رُجَّبِيَّة،

ولكن عَرايا في السِّنينَ الجَوائحِ

يقول: إنَّا نُعْرِيها الناسَ. والعَرِيَّةُ أَيضاً: التي تُعْزَلُ عن

المُساومةِ عند بيع النخلِ، وقيل: العَرِيَّة النخلة التي قد أكِل ما

عليها. وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَفِّفوا في الخَرْصِ

فإنّ في المال العَرِيَّة والوَصِيَّة، وفي حديث آخر: أنه رَخَّص في

العَريَّة والعرايا؛ قال أَبو عبيد: العَرايا واحدتها عَرِيَّة، وهي النخلة

يُعْرِيها صاحبُها رجلاً محتاجاً، والإعراءُ: أن يجعلَ له ثَمرَة عامِها.

وقال ابن الأعرابي: قال بعض العرب مِنَّا مَنْ يُعْرِي، قال: وهو أَن يشتري

الرجل النخلَ ثم يستثني نخلة أَو نخلتين. وقال الشافعي: العرايا ثلاثة

أَنواع، واحدتها أَن يجيء الرجل إلى صاحب الحائط فيقول له: بِعْني من

حائطك ثَمَرَ نَخلاَت بأَعيانها بِخرْصِها من التَّمْر، فيبيعه إياها ويقبض

التَّمر ويُسَلِّم إليه النخَلات يأْكلها ويبيعها ويُتَمِّرها ويفعل بها

ما يشاء، قال: وجِماعُ العرايا كلُّ ما أُفْرِد ليؤكل خاصَّة ولم يكن في

جملة المبيع من ثَمَر الحائط إذا بيعَتْ جُمْلتُها من واحد، والصنف الثاني

أَن يَحْضُر رَبَّ الحائط القومُ فيعطي الرجلَ النخلة والنخلتين وأَكثر

عرِيَّةً يأْكلها، وهذه في معنى المِنْحة، قال: وللمُعْرَى أَن يبيع

ثَمرَها ويُتَمِّره ويصنع به ما يصنع في ماله لأنه قد مَلَكه، والصنف الثالث

من العرايا أَن يُعْرِي الرجلُ الرجلَ النَّخلةَ وأَكثر من حائطه ليأْكل

ثمرها ويُهْدِيه ويُتَمِّره ويفعل فيه ما أَحبَّ ويبيع ما بقي من ثمر

حائطه منه، فتكون هذه مُفْرَدة من المبيع منه جملة؛ وقال غيره: العَرايا أَن

يقول الغنيُّ للفقير ثَمَرُ هذه النخلة أَو النَّخلات لك وأَصلُها لي،

وأَما تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم، إنه رخَّص في العَرايا، فإن

الترخيص فيهــا كان بعد نهي النبي، صلى الله عليه وسلم عن المُزابَنة، وهي بيع

الثمر في رؤوس النخل بالتمر، ورخَّصَ من جملة المزابنة في العرايا فيما دون

خمسة أَوسُق، وذلك للرجل يَفْضُل من قوت سَنَته التَّمْرُ فيُدْرِك

الرُّطَب ولا نَقْدَ بيده يشتري به الرُّطَب، ولا نخل له يأْكل من رُطَبه،

فيجيء إلى صاحب الحائط فيقول له بِعْنِي ثمر نخلة أَو نخلتين أَو ثلاث

بِخِرْصِها من التَّمْر، فيعطيه التمر بثَمَر تلك النَّخلات ليُصيب من

رُطَبها مع الناس، فرَخَّص النبيُّ،صلى الله عليه وسلم، من جملة ما حَرَّم من

المُزابَنة فيما دون خمسة أَوْسُق، وهو أَقلُّ مما تجب فيه الزكاة، فهذا

معنى ترخيص النبي،صلى الله عليه وسلم، في العَرايا لأن بيع الرُّطَب

بالتَّمْر محرَّم في الأصل، فأَخرج هذا المقدار من الجملة المُحَرَّمة لحاجة

الناس إليه؛ قال الأزهري: ويجوز أَن تكون العَرِيَّة مأْخوذة من عَرِيَ

يَعْرَى كأَنها عَرِيَتْ من جملة التحريم أَي حَلَّتْ وخَرَجَتْ منها، فهي

عَرِيَّة، فعيلة بمعنى فاعلة، وهي بمنزلة المستثناةِ من الجملة. قال

الأزهري: وأَعْرَى فلان فلاناً ثمر نخلةٍ إذا أَعطاه إياها يأْكل رُطَبها،

وليس في هذا بيعٌ، وإنما هو فضل ومعروف. وروى شَمِرٌ عن صالح بن أَحمد عن

أَبيه قال: العَرايا أَن يُعْرِي الرجلُ من نخله ذا قرابته أَو جارَه ما

لا تجب فيه الصدقة أَي يَهبَها له، فأُرْخص للمُعْرِي في بيع ثمر نخلة في

رأسها بِخِرْصِها من التمر، قال: والعَرِيَّة مستثناةٌ من جملة ما نُهِي

عن بيعه من المُزابنَة، وقيل: يبيعها المُعْرَى ممن أَعراه إيَّها، وقيل:

له أَن يبيعها من غيره. وقال الأزهري: النخلة العَرِيَّة التي إذا

عَرَضْتَ النخيلَ على بَيْع ثَمَرها عَرَّيْت منها نخلة أَي عَزَلْتها عن

المساومة. والجمع العَرايا، والفعل منه الإعراء، وهو أَن تجعل ثمرتها

لِمُحْتاج أَو لغير محتاج عامَها ذلك. قال الجوهري: عَرِيَّة فعيلة بمعنى

مفعولة، وإنما أُدخلت فيهــا الهاء لأنها أُفردت فصارت في عداد الأسماء مثل

النَّطِيحة والأكيلة، ولو جئت بها مع النخلة قلت نخلة عرِيٌّ؛ وقال: إن

ترخيصه في بيع العَرايا بعد نهيه عن المُزابنة لأنه ربَّما تأَذَّى بدخوله

عليه فيحتاج إلى أَن يشتريها منه بتمر فرُخِّص له في ذلك. واسْتعْرَى الناسُ

في كلِّ وجهٍ، وهو من العَرِيَّة: أَكلوا الرُّطَبَ من ذلك، أَخَذَه من

العَرايا. قال أبو عدنان: قال الباهلي العَرِية من النخل الفارِدَةُ التي

لا تُمْسِك حَمْلَها يَتَناثر عنها؛ وأَنشدني لنفسه:

فلما بَدَتْ تُكْنَى تُضِيعُ مَوَدَّتي،

وتَخْلِطُ بي قوماً لِئاماً جُدُودُها

رَدَدْتُ على تُكْنَى بقية وَصْلِها

رَمِيماً، فأمْسَتْ وَهيَ رثٌّ جديدُها

كما اعْتكرَتْ للاَّقِطِين عَرِيَّةٌ

من النَّخْلِ، يُوطَى كلِّ يومٍ جَريدُها

قال: اعْتِكارُها كثرةُ حَتِّها، فلا يأْتي أَصلَها دابَّةٌ إلا وَجَدَ

تحتها لُقاطاً من حَمْلِها، ولا يأتي حَوافيهــا إلا وَجَد فيهــا سُقاطاً من

أَي ما شاءَ. وفي الحديث: شَكا رجلٌ إلى جعفر بن محمد، رضي الله عنه،

وَجَعاً في بطنه فقال: كُلْ على الريق سَبْعَ تَمَرات من نَخْلٍ غير

مُعَرّىً؛ قال ثعلب: المُعرَّى المُسَمَّد، وأَصله المُعَرَّر من العُرَّة، وقد

ذكر في موضعه في عرر.

والعُرْيان من الخيل: الفَرَس المُقَلِّص الطويل القوائم. قال ابن سيده:

وبها أَعراءٌ من الناسِ أَي جماعةٌ، واحدُهُم عِرْوٌ. وقال أَبو زيد:

أَتَتْنا أَعْراؤُهم أَي أَفخاذهم. وقال الأصمعي: الأعراء الذين ينزلون

بالقبائل من غيرهم، واحدهم عُرْيٌ؛ قال الجعدي:

وأَمْهَلْت أَهْلَ الدار حتى تَظاهَرُوا

عَليَّ، وقال العُرْيُ مِنْهُمْ فأَهْجَرَا

وعُرِيَ إلى الشيء عَرْواً: باعه ثم اسْتَوْحَش إليه. قال الأزهري: يقال

عُريتُ إلى مالٍ لي أَشدَّ العُرَواء إذا بِعْته ثم تَبِعَتْه نفسُكَ.

وعُرِيَ هَواه إلى كذا أَي حَنَّ إليه؛ وقال أَبو وَجْزة:

يُعْرَى هَواكَ إلى أَسْماءَ، واحْتَظَرَتْ

بالنأْيِ والبُخْل فيما كان قَد سَلَفا

والعُرْوة: الأَسَدُ، وبِه سُمِّي الرجل عُروَة.

والعُرْيان: اسم رجل. وأَبو عُرْوَةَ: رجلٌ زَعَموا كان يصيح بالسَّبُعِ

فيَموت، ويَزْجُرُ الذِّئْبَ والسَّمْعَ فيَموتُ مكانَه، فيُشَقُّ

بَطْنُه فيوجَدُ قَلْبُه قد زالَ عن مَوْضِعِهِ وخرَجَ من غِشائه؛ قال النابغة

الجعدي:

وأَزْجُرُ الكاشِحَ العَدُوَّ، إذا اغْـ

ـتابَك، زَجْراً مِنِّي على وَضَمِ

زَجْرَ أَبي عُرْوَةَ السِّباعَ، إذا

أَشْفَقَ أَنْ يَلْتَبِسْنَ بالغَنَمِ

وعُرْوَةُ: اسمٌ. وعَرْوَى وعَرْوانُ: موضعان؛ قال ساعِدَة بن جُؤيَّة:

وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي دَبُوبَها

دُفاقٌ ، فعَرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها؟

وقال الأَزهري: عَرْوَى اسم جبل، وكذلك عَرْوانُ، قال ابن بري: وعَرْوَى

اسم أَكَمة، وقيل: موضع؛ قال الجعدي:

كَطاوٍ بعَرْوَى أَلْجَأَتْهُ عَشِيَّةٌ،

لها سَبَلٌ فيه قِطارٌ وحاصِبُ

وأَنشد لآخر:

عُرَيَّةُ ليسَ لها ناصرٌ،

وعَرْوَى التي هَدَمَ الثَّعْلَبُ

قال: وقال عليّ بن حَمزة وعَرْوَى اسم أَرْضٍ؛ قال الشاعر:

يا وَيْحَ ناقتي، التي كَلَّفْتُها

عَرْوَي ، تَصِرُّ وبِارُها وتُنَجِّم

أَي تَحْفِرُ عن النَّجْمِ، وهو ما نَجَم من النَّبْت.

قال: وأَنْشَدَه المُهَلَّبي في المَقصور ملَّفْتها عَرَّى، بتشديد

الراءِ، وهو غلط، وإنما عَرَّى وادٍ. وعَرْوى: هَضْبَة. وابنُ عَرْوانَ:

جبَل؛ قال ابن هَرْمة:

حِلْمُه وازِنٌ بَناتِ شَمامٍ،

وابنَ عَرْوانَ مُكْفَهِرَّ الجَبينِ

والأُعْرُوانُ: نَبْتٌ، مثَّل به سيبويه وفسَّره السيرافي. وفي حديث

عروةٍ بن مسعود قال: والله ما كلَّمتُ مسعودَ بنَ عَمْروٍ منذ عَشْرِ سِنين

والليلةَ أُكَلِّمُه، فخرج فناداه فقال: مَنْ هذا؟ قال: عُرْوَة،

فأَقْبَل مسعودٌ وهو يقول:

أَطَرَقَتْ عَراهِيَهْ،

أَمْ طَرَقَتْ بِداهِيهْ؟

حكى ابن الأَثير عن الخطابي قال: هذا حرفٌ مُشْكِل، وقد كَتَبْتُ فيه

إلى الأَزهري، وكان من جوابه أَنه لم يَجِدْه في كلام العرب، والصوابُ

عِنْده عَتاهِيَهْ، وهي الغَفْلة والدَّهَش أَي أَطَرَقْت غَفْلَةً بلا

روِيَّة أَو دَهَشاً؛ قال الخطابي: وقد لاح في هذا شيءٌ، وهو أَنْ تكون

الكَلِمة مُركَّبةً من اسْمَيْن: ظاهرٍ، ومكْنِيٍّ، وأَبْدَل فيهــما حَرْفاً،

وأَصْلُها إماَّ من العَراءِ وهو وجه الأَرض، وإِما منَ العَرا مقصورٌ،

وهو الناحيَِة، كأَنه قال أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زائراً وضَيْفاً

أَم أَصابتك داهِيَةٌ فجئْتَ مُسْتَغِيثاً، فالهاءُ الأُولى من عَراهِيَهْ

مُبدلَة من الهمزة، والثانية هاءُ السَّكْت زيدت لبيان الحركة؛ وقال

الزمخشري: يحتمِل أَن يكونَ بالزاي، مصدرٌ من عَزِه يَعْزَهُ فهو عَزِةٌ إذا

لم يكن له أَرِبٌ في الطَّرَب، فيكون .معناه أَطَرَقْت بلا أَرَبٍ وحاجةٍ

أَم أَصابَتْك داهية أَحوجَتْك إلى الاستغاثة؟ وذكر ابن الأثير في ترجمة

عَرَا حديث المَخْزومية التي تَسْتَعِيرُ المَتاع وتَجْحَدُه، وليس هذا

مكانَه في ترتيبِنا نحن فذكرناه في ترجمة عَوَر.

عرا بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف كنت أرى الرُّؤْيَا أُعرَى مِنْهَا غير أَنِّي لَا أُزمِّل حَتَّى لقِيت أَبَا قَتَادَة فَذكرت ذَلِك لَهُ. قَوْله: أُعرَى مِنْهَا هُوَ من العرواء وهِيَ الرعدة عِنْد الحمّى يُقَال مِنْهُ: قد عُرِي الرجل فَهُوَ مَعروّ إِذا وجد ذَلِك فَإِذا تثاءب عَلَيْهَا فَهِيَ الثُّؤَباء فَإِذا تمطى عَلَيْهَا فَهِيَ المُطَواء فَإِذا عَرِقَ فَهِيَ الرُّحَضَاء وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه جعل يَمْسَح الرُّحضاء عَن وَجْهه فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَإِذا أَصَابَته الْحمى الشَّدِيدَة قيل: أَصَابَته البرحاء] .

أَحَادِيث عمر عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان رَحمَه الله
ع ر ا: (الْعَرَاءُ) بِالْمَدِّ الْفَضَاءُ لَا سِتْرَ بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ} [القلم: 49] . وَ (عُرْوَةُ) الْقَمِيصِ مَدْخَلُ زِرِّهِ. وَ (عَرَاهُ) كَذَا مِنْ بَابِ عَدَا وَ (اعْتَرَاهُ) أَيْ غَشِيَهُ. وَ (الْعَرِيَّةُ) النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا صَاحِبُهَا رَجُلًا مُحْتَاجًا فَيَجْعَلُ لَهُ ثَمَرَهَا عَامًا فَيَعْرُوهَا أَيْ يَأْتِيهَا فَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. وَإِنَّمَا أُدْخِلَتْ فِيهَــا الْهَاءُ لِأَنَّهَا أُفْرِدَتْ فَصَارَتْ فِي عِدَادِ الْأَسْمَاءِ كَالنَّطِيحَةِ وَالْأَكِيلَةِ. وَلَوْ جِئْتَ بِهَا مَعَ النَّخْلَةِ قُلْتَ: نَخْلَةٌ (عَرِيٌّ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ رَخَّصَ فِي (الْعَرَايَا) بَعْدَ نَهْيِهِ عَنِ الْمُزَابَنَةِ» لِأَنَّهُ رُبَّمَا تَأَذَّى بِدُخُولِهِ عَلَيْهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَشْتَرِيَهَا مِنْهُ بِثَمَنٍ فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ. وَ (عَرِيَ) مِنْ ثِيَابِهِ بِالْكَسْرِ (عُرْيًا) بِالضَّمِّ فَهُوَ (عَارٍ) وَ (عُرْيَانٌ) وَالْمَرْأَةُ (عُرْيَانَةٌ) وَمَا كَانَ عَلَى فُعْلَانٍ فَمُؤَنَّثُهُ بِالْهَاءِ. وَ (أَعْرَاهُ) وَ (عَرَّاهُ تَعْرِيَةً فَتَعَرَّى) . وَفَرَسٌ عُرْيٌ لَيْسَ عَلَيْهِ سَرْجٌ. 
عرا قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحْسبهُ مَحْفُوظًا وَلكنه عِنْدِي: لما يَعْرُوك بِالْوَاو وَمَعْنَاهُ: لما يَنُوبك من أَمر النَّاس ويلزمك من حوائجهم وَكَذَلِكَ كل من أَتَاك بحاجة أَو نائبة فقد عرَاك [وَهُوَ -] يَعْرُوك عَرْواً قَالَ الرَّاعِي: [الْكَامِل]

قَالَت خلّيدةُ مَا عَراكَ وَلم تكن ... بعد الرُّقادِ عَن الشؤون سَؤولا

يُرِيد بقوله: مَا عرَاك [أَي مَا نزل بك و -] مَا ألمّ بك وَنَحْو ذَلِك وَمِنْه قَول الله [تبَارك و -] تَعَالَى / {إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتَنَا بِسُوْء} وَمِنْه قيل: اعتراه الوجع وَغَيره وَقَالَ معن بن أَوْس يمدح رجلا: [الطَّوِيل]

رأى الحمدَ غُنما فَاشْتَرَاهُ بِمَالِه ... فَلَا الْبُخْل يعروه وَلَا الْجهد جاهده أَي لَا ينزل بِهِ الْبُخْل وَلَا يُصِيبهُ. وَمن قَالَ: يعرُرُك فَلَيْسَ يخرج إِلَّا من أحد الْمَعْنيين من العَرّة وَهُوَ القذِرة أَو من العَرّ وَهُوَ الجرب وَلَيْسَ فِي الحَدِيث مَوضِع لوَاحِد من هذَيْن وَلَو كَانَ من أَحدهمَا لم يكن أَيْضا براءين لَكَانَ: لما يَعُرّك لِأَنَّهُ مَوضِع رفع وَلَيْسَ بِموضع جزم فَيظْهر التَّضْعِيف.
(عرا) - في حَدِيث البَراء بِن مالكٍ، رضي الله عنه: "كانت تُصِيبُه العُرَوَاء". وهي الرِّعدةُ، وأَصلُها في الحُمَّى حين تأخذ بقُرِّها.
يقال: عُرِى فهو مَعْرُوٌّ، فإذا عَرِق، فهو الرُّحَضَاء.
- ومنه حَدِيثُ أَبىِ سَلَمة: "كنتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعرَى منها"
: أي يُصِيبُنى العُرَوَاءُ
- في الحديث: "كانت فَدكُ لحُقوقِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي تَعرُوه".
: أي تَغْشَاه وتَنْتَابُه. يقال: عَرَاه هَمٌّ وضِيقٌ، واعْتَراه: أي نَزَلَ به.
- في الحديث: "فكَرِه أن يُعْرُوا"
: أي تَصِير دُورُهم إلى العَرَاء، وهو الفَضَاء من الأرض.
وفي رواية: "فكَرِه أَنْ تَعْرى المَدِينَةُ": أي تَخلُوِ وتَصِيرَ عَراءً.
- في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أنَّ امرأةَ مَخْزومِيَّة كانت تَسْتَعِيرُ المَتاعَ وتَجْحَدُه، فأَمَر بها فقُطِعت يَدُها"
ذهب عامَّةُ أهلِ العِلْمِ إلى أَنَّ المُسْتَعِيرَ إذا جَحَد العَارِيَّة لم يُقْطَع، لأنَّ الله تعالى إنما أَوجبَ القَطْعَ على السُّرَّاق، وهذا خَائِنٌ ليس بِسَارق.
وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: "لا قَطْع على خَائنٍ" دلِيلٌ على سُقُوط القَطْع عنه. وذهب إسحاق إلى القَوْل بِظَاهِر هذا الحديث. وقال أَحمدُ: لا أعلَمُ شَيئاً يدفعُه، يعنى حَديثَ المَخْزُومِيَّة. قال الخَطَّابىُّ: وهذا الحديث مُختَصَر غير مُتَقَصًّى لَفظُه، وسِياقُه: وإنما قُطِعت المَخزُومِيَّةُ؛ لأنّها سَرَقَت، وذلك بَيّن في رِواية عائِشةَ، رضي الله عنها، لهذا الحَديثِ. وإنَّما ذُكِرت الاسْتِعارةُ والجَحدُ في هذه القِصَّةِ تعريفًا لها بخاصِّ صِفتِها؛ إذ كانت الاستعارةُ صِفةً لها حتى عُرِفَت بذلك، كما عُرِفَت بأنّها مخزومِيَّة، إلا أنّها لمّا استمرَّ بها هذا الصَّنيعُ تَرَقَّت إلى السَّرِقَة، وتَجَرّأت عليها، فأمَرَ بها فقُطِعَتْ.
ورواه مسعودُ بنُ الأَسْود أيضا، فذكَر أَنَّها سَرقَت قَطِيفةَ بَيْت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم.
- في صحيح مسلم: "لا ينَظُر الرجُلُ إلى عُرَيَّة المرأة" كَنَّى عن العَوْرة بما يَعْرَى منها، وليست بتَصْغِير عَورَة؛ لأن تصْغِيرها عُوَيْرة - بتقديم الواو عِلى الراء - إلا أن يُقالَ: قدَّم الرَّاءَ على الواو في عَوْرَة، ثم صغَّرها.
- في الحديث: "فأُتِى بفرسٍ مُعْرَوْرٍ" : أي ليس على ظَهرِه شيء.
والاعْرِيرارُ: كَونُه عُرْيانًا ليس عليه شىْء، وفي لفظه تقدير.
- في الحديث: "لا تُشَدُّ العُرَى إلا إلى ثَلاثَة مَساجِدَ"
وفي رواية: "لا يُشَدّ الغَرَض".
وهو حِزَام الرَّحْل، والعُرَى بمعناه.
[عرا] العَرا مقصور: الفِناءُ والساحة، وكذلك (*) العَراةُ. والعَراةُ أيضاً: شدّة البرد. والعَراءُ بالمد: الفضاء لا سِتر به. قال الله تعالى: (لَنُبِذَ بالعراء) . وعروى: هضبة. وعروة القميض والكوز معروفة. والعروة أيضا من الشجر: الشئ الذي لا يزال باقياً في الأرض لا يذهب، وجمعه عرًى، ويشبه به البُنْكُ من الناس. قال مُهلهِل: خَلع الملوكَ وسار تحت لوائه * شجر العرى وعَراعِرُ الأقوامِ وقال آخر: ولم أجد عُرْوَةَ الخلائق إلا ال‍ * دينَ لَمَّا اعتبرتُ والحَسَبا والعُرْوَةُ الأسد، وبه سمى الرجل عروة. وأنا عِرْوٌ منه بالكسر، أي خِلْوٍ. وعَراني هذا الأمر واعْتَراني، إذا غشيكَ. وعَرَوْتُ الرجل أعْروهُ عَرْواً، إذا ألممتَ به وأتيتَه طالباً، فهو مَعْرُوٌّ. وفلان تَعْروهُ الأضياف وتَعْتَريه، أي تغشاه. ومنه قول النابغة: أتَيْتُكَ عارِياً خَلَقاً ثيابي * على خوفٍ تُظَنُّ بي الظنون والعرية: النخلة يعريها صاحبها رجلاً مُحتاجاً فيجعل له ثمرها عاما فيعروها أي يأتيها، وهى فعيلة بمعنى مفعولة، وأنما أدخلت فيهــا الهاء لانها أفردت فصارت في عداد الاسماء، مثل النطيحة والاكيلة، ولو جئت بها مع النخلة قلت: نخلة عرى. وفى الحديث أنه رخص في العرايا بعد نهيه عن المزابنة، لانه ربما تأذى المعرى بدخوله عليه، فيحتاج أن يشتريها منه بثمن، فرخص له في ذلك. قال شاعر الأنصار : وليست بسَنْهاَء ولا رُجَّبِيَّةٍ * ولكن عَرايا في السنينِ الجَوائِحِ يقول: إنّا نُعْريها الناسَ المحاويج. واسْتَعْرى الناسُ في كل وجه، وهو من العَرِيَّةِ، أي أكلوا الرطب. والعرية أيضا: الريح الباردة. الكلابي: يقال إن عَشِيّتَنا هذه لَعَرِيَّةٌ، أي باردةٌ. ويقال: أهْلَكَ فقد أعْرَيْتَ، أي غابت الشمس وبردت. والعرواء مثل الغلواء: قرة الحُمَّى ومَسُّها في أول ما تأخذ بالرعدة. وقد عُرِيَ الرجل على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهو معرو. وقول لبيد: والنيب إن تعرمنى رمة خلقا * بعد الممات فإنى كنت أتئر (*) ويروى: " تعرمنى " أي تطلب، لانها ربما قضمت العظام تتملح بها. وعرى من ثيابه يَعْرى عُرْياً، فهو عارٍ وعُرْيانٌ، والمرأة عريانة. وما كان على فعلان فمؤنثه فعلانة بالهاء. وأعريته أنا وعريته تَعْرِيَةً فَتَعَرَّى. ويقال: ما أحسنَ مَعاريَ هذه المرأة، وهي يداها ورجلاها ووجهها. قال أبو كَبير الهذلي : مُتَكَوِّرينَ على المعاري بينهم * ضربٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الاثجل ويقال: اعروريت منه أمرا قبيحاً، أي ركبتُ واعْرَوْرَيْتُ الفرسَ: ركبته عريانا، وهو افعو عل. وفرس عرى: ليس عليه سرج، والجمع الاعراء. وأما قول الهذلى: أبيت على معارى واضحات * بهن ملوب كدم العباط فإنما نصب الياء لانه أجراها مجرى الحرف الصحيح في ضرورة الشعر، ولم ينون لانه لا ينصرف. ولو قال معار لم ينكر البيت، ولكنه فر من الزحاف. ويقال أعراه صديقه، إذا تباعَد منه ولم ينصره.
[عرا] فيه: رخص في "العرية" و"العرايا"، واختلف فيه فقيل: إنه لما نهى عن المزانبة وهو بيع الثمر في رؤس النخل بالتمر خص منها العرية وهو أن من لا نخل له من ذوي الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله ولا نخل له يطعمهم منه ويكون قد فضل له من قوته تمر فيشتري من صاحب النخل ثمرة نخلة بخرصها من التمر، فرخص له فيما دون خمسة أوسق، وهو فعيلة بمعنى مفعولة، من عراه يعروه إذا قصده، أو بمعنى فاعلة من عرى يعري إذا خلع ثوبه كأنها عريت من التحريم فعريت أي خرجت. ج: وذلك بأن يخرص بأن رطبها إذا جف يجيء ثلاثة أوسق فيبيع بها من التمر وكذا في الكرم، قوله: أن يباع، بدل من العرية، ورطبًا بضم راء وفي بعضها بفتحها فيتناول العنب أيضًا فيشملرقيقًا يصف لون بدنها. ج: بأن يلقين خمرهن وراءهن فتظهر صدورهن- ويتم في كسا. ط: وفي أصحاب الصفة: فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا، أي ليسوي نفسه ويجعلها عديلة مماثلة لنا بجلوسه فينا تواضعًا ورغبة فيما نحن، قوله: من "العري"، أي لم يكن لهم ثياب إلا قليل فمن كان ثوبه أقل من ثوب أخيه يجلس خلفه حتى لا يرى، ثم قال بيده هكذا أي أشار بيده أن اجلسوا حلقة ليظهر وجوههم له ويراهم كلهم لقوله تعالى "ولا تعد عيناك عنهم" وإن كان هذا كناية عن الإزراء لكن ينافي إرادة الحقيقة. وفيه: بل "عارية" مؤداة، هي بتشديد ياء وقد تخفف، وهذه مبالغة أي بل أردها عينها وأضمن قيمتها لو تلفت، وكان صفوان ح مشركًا فإن هذا النداء لا يصدر عن مؤمن؛ وفيه حجة على أبي حنيفة أن العارية أمانة، وفائدة التأدية عند من لا يرى التضمين إلزام المستعير مؤنة ردها إلى مالكها. وح: فقام إليه "عريانًا" يجر ثوبه ما رأيته "عريانًا" قبله ولا بعده، لعلها أرادت ما رأيته عريانًا استقبل رجلًا واعتنقه فاختصر الكلام، وذلك لفرحه بقدومه وتعجيله للقائه بحيث لم يتمكن من تمام التردي بالرداء. ك: كانت بنو إسرائيل يغتسلون "عراة"، لجوزه في شريعتهم أو لتساهلهم وكان موسى يغتسل وحده تنزهًا أول حرمته، والأول أظهر وإلا لما قررهم موسى ولما خرج متعريًا على بني إسرائيل قائلًا: ثوبي حجر.

علم الحكمة

علم الحكمة
هو علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية وموضوعه الأشياء الموجودة في الأعيان والأذهان.
وعرفه بعض المحققين بأحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية عني بذل جهده الإنساني بتمامه في أن يكون بحثه مطابقا لنفس الأمر فدخلت في التعريف المسائل المخالفة لنفس الأمر المبذولة الجهد بتمامه في تطبيقها على نفس الأمر
فيكون موضوعه الأعيان الموجودة وفوائد قيود هذه الحدود مذكورة في كشاف اصطلاحات الفنون بما لها وعليها.
وغايته هي التشريف بالكمالات في العاجل والفوز بالسعادة الأخروية في الآجل.
وتلك الأعيان إما الأفعال والأعمال التي وجودها بقدرتنا اختيارنا أولا فالعلم بأحوال الأول من حيث يؤدي إلى إصلاح المعاش والمعاد يسمى حكمة عملية لأن غايتها ابتداء الأعمال التي لقدرتنا مدخل فيهــا فنسبت إلى الغاية الابتدائية.
والعلم بأحوال الثاني يسمى حكمة نظرية لأن المقصود منها حصل بالنظر وهو الإدراكات التصورية والتصديقية المتعلقة بالأمور التي لا مدخل لقدرتنا واختيارنا فيهــا ولا يرد أن الحكمة العملية أيضا منسوبة إلى النظر لأن النظر ليس غايتها ولأن وجه التسمية لا يلزم اطراده وذكر الحركة والسكون والمكان في الحكمة الطبيعية بناء على كونها من أحوال الجسم الطبيعي الذي ليس وجوده بقدرتنا وإن كانت تلك مقدورة لنا.
وكل منهما ثلاثة أقسام:
أما العلمية فلأنها أمام علم بمصالح شخص بانفراده ويسمى تهذيب الأخلاق وقد ذكر في علم الأخلاق ويسمى الحكمة الخلقية وفائدتها تنقيح الطبائع بأن تعلم الفضائل وكيفية اقتنائها لتزكي بها النفس وإن تعلم الرذائل وكيفية توقيها لتطهر عنها النفس.
وأما علم بمصالح جماعة متشاركة في المنزل كالوالد والولد والمالك والمملولك ونحو ذلك ويسمى تدبير المنزل والحكمة المنزلية وقد سبق في التاء. وأما علم بمصالح جماعة متشاركة في المدينة ويسمى: السياسة المدنية وسيأتي في السين.
وفائدتها: أن تعلم كيفية المشاركة التي بين أشخاص الناس ليتعاونوا على مصالح الأبدان ومصالح بقاء نوع الإنسان كما أن فائدة تدبير المنزل أن تعلم المشاركة التي ينبغي أن تكون بين أهل منزل واحد لتنتظم بها المصلحة المنزلية التي تهم بين زوج وزوجة ومالك ومملوك ووالد ومولود وفائدة هذه الحكمة عامة شاملة لجميع أقسام الحكمة العملية ثم مبادئ هذه الثلاثة من جهة الشريعة وبها تتبين كمالات حدودها أي بعض هذه الأمور معلومة من صاحب الشرع على ما يدل عليه تقسيمهم الحكمة المدنية إلى ما يتعلق بالسلك والسلطنة إذ ليس العلم بهما من عند صاحب الشرع كذا ذكر السيد السند في حواشي شرح حكمة العين.
وأما النظرية فلأنها إما علم بأحوال مالا يفتقر في الوجود الخارجي والتعقل إلى المادة كالإله وهو العلم الإلهي وقد سبق في الألف.
وأما علم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجي دون التعقل كالكرة وهو العلم الأوسط يسمى بالرياضي والتعليمي وسيأتي في الراء.
وأما علم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجي والعقل كالإنسان وهو العلم الأدنى ويسمى بالطبيعي وسيأتي في الطاء.
وجعل بعضهم ما لا يفتقر إلى المادة أصلا قسمين ما لا يقارنها مطلقا كالإله والعقول وما يقارنها لكن لا على وجه الافتقار كالوحدة والكثرة وسائر الأمور العامة فيسمى العلم بأحوال الأول: علما إلهيا والعلم بأحوال الثاني: علما كليا وفلسفة أولى.
واختلفوا في أن المنطق من الحكمة أم لا؟ فمن فسرها بما يخرج النفس إلى كمالها الممكن في جانبي العلم والعمل جعله منها بل جعل العمل أيضا منها وكذا من ترك الأعيان من تعريفها جعله من أقسام الحكمة النظرية إذ لا يبحث فيه إلا عن المعقولات الثانية التي ليس وجودها بقدرتنا واختيارنا.
وأما من فسرها بأحوال الأعيان الموجودة وهو المشهور بينهم فلم يعده منها لأن موضوعه ليس من أعيان الموجودات والأمور العامة ليست بموضوعات بل محمولات تثبت بالأعيان فتدخل في التعريف.
ومن الناس من جعل الحكمة اسما لاستكمال النفس الإنسانية في قوتها النظرية أي: خروجها من القوة إلى الفعل في الإدراكات التصورية والتصديقية بحسب الطاقة البشرية.
ومنهم من جعلها اسما لاستكمال القوة النظرية بالإدراكات المذكورة واستكمال القوة العملية باكتساب الملكة التامة على الأقوال الفاضلة المتوسطة بين طرفي الإفراط والتفريط وكلام الشيخ في عيون الحكمة يشعر بالقول الأول وهو جعل الحكمة اسما للكمالات المعتبرة في القوة النظيرة فقط وذلك لأنه فسر الحكمة باستكمال النفس الإنسانية بالتصورات والتصديقات سواء كانت في الأشياء النظرية أو في الأشياء العملية فهي مفسرة عنده باكتساب هذه الإدراكات.
وأما اكتساب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة فما جعلها جزء منها بل جعلها غاية للحكمة العملية.
وأما حكمة الإشراق فهي من العلوم الفلسفية بمنزلة التصوف من العلوم الإسلامية كما إن الحكمة الطبيعية والإلهية منها بمنزلة الكلام منها وبيان ذلك أن السعادة العظمى والمرتبة العليا للنفس الناطقة هي معرفة الصانع بما له من صفات الكمال والتنزه عن النقصان بما صدر عنه من الآثار والأفعال في النشأة الأولى والآخرة.
والجملة معرفة المبدأ والمعاد والطريق إلى هذه المعرفة من وجهين:
أحدهما: طريقة أهل النظر والاستدلال.
وثانيهما: طريقة أهل الرياضة والمجاهدات. والسالكون للطريقة الأولى إن التزموا ملة من ملل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهم المتكلمون إلا فهم الحكماء المشاؤون والسالكون إلى الطريقة الثانية إن وافقوا في رياضتهم أحكام الشرع فهم الصوفية وإلا فهم الحكماء الإشراقيون فلكل طريقة طائفتان.
وحاصل الطريقة الأولى: الاستكمال بالقوة النظرية والترقي في مراتبها الأربعة - أعني مرتبة العقل الهيولاني والعقل بالفعل والعقل بالملكة والعقل المستفاد - والأخيرة هي الغاية القصوى لكونها عبارة عن مشاهدة النظريات التي أدركتها النفس بحيث لا يغيب عنها شيء ولهذا قيل لا يوجد المستفاد لأحد في هذه الدار بل في دار القرار اللهم إلا لبعض المتجردين عن علائق البدن والمنخرطين في سلك المجردات.
وحاصل الطريقة الثانية: الاستكمال بالقوة العملية والترقي في درجاتها التي أولها: تهذيب الظاهر باستعمال الشرائع والنواميس الإلهية.
وثانيها: تهذيب الباطن عن الأخلاق الذميمة
وثالثها: تحلي النفس بالصور القدسية الخالصة عن شوائب الشكوك والأوهام.
ورابعها: ملاحظة جمال الله - سبحانه وتعالى - وجلاله وقصر النظر على كماله والدرجة الثالثة من هذه القوة وإن شاركتها المرتبة الرابعة من القوة النظرية فإنها تفيض على النفس منها صور المعلومات على سبيل المشاهدة كما في العقل المستفاد إلا أنها تفارقها من وجهين:
أحدهما: إن الحاصل المستفاد لا يخلو عن الشبهات الوهمية لأن الوهم له استيلاء في طريق المباحثة بخلاف تلك الصور القدسية فإن القوى الحسية قد تسخرت هناك للقوة العقلية فلا تنازعها فيما تحكم به
وثانيهما: إن الفائض على النفس في الدرجة الثالثة قد تكون صورا كثيرة استعدت النفس بصفائها عن الكدورات وصقالتها عن أوساخ التعلقات لأن تفيض تلك الصور عليها كرات صقلت وحوذي بها ما فيه صور كثيرة فإنه يتراءى فيهــا ما تسع هي من تلك الصور والفائض عليها في العقل المستفاد هو العلوم التي تناسب تلك المبادئ التي رتبت معا للتأدي إلى مجهول كمرآة صقل شيء يسير منها فلا يرتسم فيهــا إلا شيء قليل من الأشياء المحاذية لها. ذكره ابن خلدون في المقدمة.
وأما العلوم العقلية التي هي طبيعة للإنسان من حيث أنه ذو فكر فهي غير مختصة بملة بل يوجد النظر فيهــا لأهل الملل كلهم ويستوون في مداركها ومباحثها وهي موجودة في النوع الإنساني مذ كان عمران الخليقة وتسمى هذه العلوم: علوم الفلسفة والحكمة.
وهي سبعة: المنطق وهو المقدم.
وبعده التعاليم فالأرثماطيقي أولا ثم الهندسة ثم الهيئة ثم الموسيقى ثم الطبيعيات ثم الإلهيات ولكل واحد منها فروع تتفرع عنه. واعلم أن أكثر من عني بها في الأجيال الأمتان العظيمتان فارس والروم فكانت أسواق العلوم نافقة لديهم لما كان العمران موفورا فيهــم والدولة والسلطان قبل الإسلام لهم وكان للكلدانيين ومن قبلهم من السريانيين والقبط عناية بالسحر والنجامة وما يتبعهما من التأثيرات والطلسمات. وأخذ عنهم الأمم من فارس ويونان ثم تتابعت الملل بحظر ذلك وتحريمه فدرست علومه إلا بقايا تناقلها المنتحلون.
وأما الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيما ولقد يقال: إن هذه العلوم إنما وصلت إلى يونان منهم حين قتل إسكندر دارا وغلب على مملكته واستولى على كتبهم وعلومهم إلا أن المسلمين لما افتتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذن في شأنها وتنقيلها للمسلمين.
فكتب إليه عمر رضي الله عنه: أن اطرحوها في الماء فإن يكن ما فيهــا هدى فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله تعالى فطرحوها في الماء أو في النار فذهبت علوم الفرس فيهــا.
وأما الروم: فكانت الدولة فيهــم ليونان أولا وكان لهذه العلوم شأن عظيم وحملها مشاهير من رجالهم مثل أساطين الحكمة واختص فيهــا المشاؤون منهم أصحاب الذوق واتصل سند تعليمهم على ما يزعمون من لدن لقمان الحكيم في تلميذه إلى سقراط ثم إلى تلميذه أفلاطون ثم إلى تلميذه أرسطو ثم إلى تلميذه إسكندر الأفرودوسي وكان أرسطو أرسخهم في هذه العلوم ولذلك يسمى: المعلم الأول
ولما انقرض أمر اليونانيين وصار الأمر للقياصرة وتنصروا هجروا تلك العلوم كما تقتضيه الملل والشرائع وبقيت من صحفها ودواوينها مجلدات في خزائنهم.
ثم جاء الإسلام وظهر أهله عليهم وكان ابتداء أمرهم بالغفلة عن الصنائع حتى إذا اتضح السلطان والدولة وأخذوا من الحضارة تشوقوا إلى الاطلاع على هذه العلوم الحكمية بما سمعوا من الأساقفة وبما تسمو إليه أفكار الإنسان فيهــا فبعث أبو جعفر المنصور إلى ملك الروم: أن يبعث إليه بكتب التعاليم مترجمة فبعث إليه بكتاب إقليدس وبعض كتب الطبيعيات وقرأها المسلمون واطلعوا على ما فيهــا وازدادوا حرصا على الظفر بما بقي منها
وجاء المأمون من بعد ذلك وكانت له في العلم رغبة فأوفد الرسل إلى ملك الروم في استخراج علوم اليونانيين وانتساخها بالخط العربي وبعث المترجمين لذلك فأخذ منها واستوعب وعكف عليها النظار من أهل الإسلام وحذقوا في فنونها وانتهت إلى الغاية أنظارهم فيهــا وخالفوا كثيرا من آراء المعلم الأول واختصوه بالرد والقبول ودونوا في ذلك الدواوين.
وكان من أكابرهم في الملة: أبو نصر الفارابي وأبو علي بن سينا في المشرق والقاضي أبو الوليد بن رشد والوزير أبو بكر بن الصانع بالأندلس بلغوا الغاية في هذه العلوم.
واقتصر كثير على انتحال التعاليم وما يضاف إليها من علوم النجامة والسحر والطلسمات ووقفت الشهرة على مسلمة بن أحمد المجريطي من أهل الأندلس ثم إن المغرب والأندلس لما ركدت ريح العمران بهما وتناقصت العلوم بتناقصه اضمحل ذلك منه إلا قليلا من رسومه وبلغنا عن أهل المشرق: أن بضائع هذه العلوم لم تزل عندهم موفورة وخصوصا في عراق العجم وما وراء النهر لتوفر عمرانهم واستحكام الحضارة فيهــم وكذلك يبلغنا لهذا العهد أن هذه العلوم الفلسفية ببلاد الفرنجة وما يليها من العدوة الشمالية نافقة الأسواق وإن رسومها هناك متجددة ومجالس تعليمها متعددة انتهى خلاصة ما ذكره ابن خلدون.
أقول: وكانت سوق الفلسفة والحكمة نافقة في الروم أيضا بعد الفتح الإسلامي إلى أواسط الدولة العثمانية وكان شرف الرجل في تلك الأعصار بمقدار تحصيله وإحاطته من العلوم العقلية والنقلية وكان في عصرهم فحول ممن جمع بين الحكمة والشريعة كالعلامة شمس الدين الفناري والفاضل قاضي زاده الرومي والعلامة خواجه زاده والعلامة علي القوشجي والفاضل ابن المؤيد وميرجلبي والعلامة ابن الكمال والفاضل ابن الحنائي وهو آخرهم.
ولما حل أوان الانحطاط ركدت ريح العلوم وتناقصت بسبب منع بعض المفتين عن تدريس الفلسفة وسوقه إلى درس الهداية والأكمل فاندرست العلوم بأسرها إلا قليلا من رسومه فكان المولى المذكور سببا لانقراض العلوم من الروم وذلك من جملة أمارة انحطاط الدولة كما ذكره ابن خلدون والحكم لله العلي العظيم.
ونقل في الفهرس: أنه كانت الحكمة في القديم ممنوعا منها إلا من كان من أهلها ومن علم أنه يتقبلها طبعا.
وكانت الفلاسفة تنظر في مواليد من يريد الحكمة والفلسفة فإن علمت منها أن صاحب المولد في مولده حصول ذلك استخدموه وناولوه الحكمة وإلا فلا.
وكانت الفلسفة ظاهرة في اليونانيين والروم قبل شريعة المسيح عليه السلام فلما تنصرت الروم منعوا منها وأحرقوا بعضها وخزنوا البعض إذ كانت بضد الشرائع.
ثم إن الروم عادت إلى مذهب الفلاسفة وكان السبب في ذلك أن جوليانوس بن قسطنطين وزر له تامسطيوس مفسر كتب أرسطاطاليس.
ثم قتل جوليانوس في حرب الفرس ثم عادت النصرانية إلى حالها وعاد المنع أيضا وكانت الفرس نقلت في القديم شيئا من كتب المنطق والطب إلى اللغة الفارسية فنقل ذلك إلى العربي عبد الله بن المقفع وغيره وكان خالد بن يزيد بن معاوية يسمى: حكيم آل مروان فاضلا في نفسه له همة ومحبة للعلوم خطر بباله الصنعة فأحضر جماعة من الفلاسفة فأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اليوناني إلى العربي وهذا أول نقل كان في الإسلام.
ثم إن المأمون رأى في منامه رجلا حسن الشمائل فقال: من أنت؟ فقال: أرسطاطاليس فسأل عن الحسن فقال: ما حسن في العقل ثم ماذا؟ فقال: فما حسن في الشرع فكان هذا المنام من أوكد الأسباب في إخراج الكتب وكان بينه وبين ملك الروم مراسلات وقد استظهر عليه المأمون فكتب إليه يسأله إنفاد ما يختار من الكتب القديمة المخزونة بالروم فأجاب إلى ذلك بعد امتناع فأخرج المأمون لذلك جماعة منهم: الحجاج بن مطر وابن البطريق وسلما صاحب بيت الحكمة فأخذوا ما اختاروا وحملوا إليه فأمرهم بنقله فنقل.
وكان يوحنا بن مأسويه ممن ينفد إلى الروم وكان محمد وأحمد والحسن بنو شاكر المنجم ممن عني بإخراج الكتب وكان قسطا بن لوقا البعلبكي قد حمل معه شيئا فنقل له.
وأول من تكلم في الفلسفة على زعم فرفوريوس الصوري في تاريخه السرياني سبعة أولهم: ثاليس. قال آخرون: قوتاغورس وهو أول من سمى الفلسفة بهذا الاسم وله رسائل تعرف بالذهبيات لأن جالينوس كان يكتبها بالذهب.
ثم تكلم على الفلسفة سقراط من مدينة أيتنه بلد الحكمة.
ومن أصحاب سقراط أفلاطون كان من أشراف يونان وكان في قديم أمره يميل إلى الشعر فأخذ منه بحظ عظيم ثم حضر مجلس سقراط فرآه يسب الشعراء فتركه ثم انتقل إلى قول فيثاغورس في الأشياء المعقولة وعنه أخذ أرسطاطاليس وألف كتبا وترتيب كتبه هكذا: المنطقيات الطبيعيات الإلهيات الخلقيات.
أما المنطقية فهي ثمان كتب قاطيغورياس معناه: المقالات نقله حنين وفسره فرفوريوس والفارابي.
ياريمنياس: معناه العبارة نقله حنين إلى السريانية وإسحاق إلى العربي وفسره الكندي.
أنالوطيقا معناه: تحليل القياس نقله تيودورس إلى العربي وفسره الكندي.
أنورطيقا ومعناه: البرهان نقله إسحاق إلى السرياني ونقل متى نقل إسحاق إلى العربي وشرحه الفارابي.
طوبيقا ومعناه: الجدل نقله إسحاق إلى السرياني ونقل يحيى هذا النقل إلى العربي وفسره الفارابي.
سوفسطيقا ومعناه: المغالطة والحكمة المموهة نقله ابن ناعمة إلى السرياني ونقله يحيى بن عدي إلى العربي من السرياني وفسره الكندي.
ريطوريقا معناه: الخطابة قيل: إن إسحاق نقله إلى العربية وفسره الفارابي.
أنوطيقا معناه: الشعر نقله متى من السرياني إلى العربي.
وأما الطبيعيات والإلهيات فــفيهــما كتاب السماع الطبيعي بتفسير الإسكندر وهو ثمان مقالات فوجد تفسير مقالة بجماعة.
وكتاب السماء والعالم وهو أربع مقالات نقله متى وشرح الأفرودات.
وكتاب الكون والفساد نقله حنين إلى السرياني وإسحاق إلى العربي.
وكتاب الأخلاق فسره فرفوريوس.
أسماء النقلة اصطفن القديم نقل لخالد بن يزيد كتب الصنعة وغيرها.
والبطريق كان في أيام المنصور ونقل أشياء بأمره.
وابن يحيى الحجاج بن مطر وهو الذي نقل المجسطي وإقليدس للمأمون.
وابن ناعمة عبد المسيح الحمصي وسلام الأبرش من النقلة القدماء في أيام البرامكة.
وحسين بن بهريق فسر المأمون عدة كتب وهلال بن أبي هلال الحمصي وابن آوى وأبو نوح بن الصلت وابن رابطة وعيسى بن نوح وقسطا بن لوقا البعلبكي جيد النقل وحنين وإسحاق وثابت وإبراهيم بن الصلت ويحيى بن عدي وابن المقفع نقل من الفارسية إلى العربية وكذا موسى ويوسف ابنا خالد والحسن ابن سهل والبلاذري وكنكه الهندي نقل من الهندية إلى العربية وابن وحشية نقل من النبطية إلى العربية.
وذكر الشهرستاني في الملل والنحل: إن فلاسفة الإسلام الذين فسروا ونقلوا كتبها من اليونانية إلى العربية وأكثرهم على رأي أرسطو منهم: حنين وأبو الفرج وأبو سليمان السنجري ويحيى النحوي ويعقوب بن إسحاق الكندي وأبو سليمان محمد ابن بكير المقدسي وثابت بن قرة الحراني وأبوتمام يوسف بن محمد النيسابوري وأبو زيد أحمد بن سهل البلخي وأبو الحارث حسن بن سهل القمي وأبو حامد بن محمد الإسفرائني وأبو زكريا يحيى الصيمري وأبو نصر الفارابي وطلحة النسفي وأبو الحسن العامري وابن سينا.
وفي حاشية المطالع لمولانا لطفي أن المأمون جمع مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت بن قرة وترجموها بتراجم متخالفة مخلوطة غير ملخصة ومحررة لا توافق ترجمة أحدهم للآخر فبقيت تلك التراجم هكذا غير محررة بل أشرف إن عفت رسومها إلى زمن الحكيم الفارابي.
ثم إنه التمس منه ملك زمانه مصور بن نوح الساماني أن يجمع تلك التراجم ويجعل من بينها ترجمة ملخصة محررة مهذبة مطابقة لما عليه الحكمة فأجاب الفارابي وفعل كما أراد وسمى كتابه بالتعليم الثاني فلذلك لقب: بالمعلم الثاني.
وكان هذا في خزانة المنصور إلى زمان السلطان مسعود من أحفاد منصور كما هو مسودا بخط الفارابي غير مخرج إلى البياض إذ الفارابي غير ملتفت إلى جمع تصانيفه وكان الغالب عليه السياحة على زي القلندرية وكانت تلك الخزانة بأصفهان وتسمى: صوان الحكمة.
وكان الشيخ أبو علي بن سينا وزير المسعود وتقرب إليه بسبب الطب حتى استورده وسلم إليه خزانة الكتب فأخذ الشيخ الحكمة من هذه الكتب ووجد فيما بينها التعليم الثاني ولخص منه كتاب الشفاء.
ثم إن الخزانة أصابها آفة فاحترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أخذ من تلك الخزانة الحكمة ومصنفاته ثم أحرقها لئلا ينتشر بين الناس ولا يطلع عليه فإنه بهتان وإفك لأن الشيخ مقر لأخذه الحكمة من تلك الخزانة كما صرح في بعض رسائله.
وأيضا يفهم في كثير من مواضع الشفاء أنه تلخيص التعليم الثاني انتهى إلى هنا خلاصة ما ذكروه في أحوال العلوم العقلية وكتبها ونقلها إلى العربية والتفصيل في تاريخ الحكماء.
ثم إن الإسلاميين لما رأوا في العلوم الحكمية ما يخالف الشرع الشريف صنفوا فنا للعقائد واشتهر بعلم الكلام
لكن المتأخرين من المحققين أخذوا من الفلسفة ما لا يخالف الشرع وخلطوا به الكلام لشدة الاحتياج إليه كما قال العلامة سعد الدين في شرح المقاصد فصار كلامهم حكمة إسلامية ولم يبالوا برد المتعصبين وإنكارهم على خلطهم لأن المرء مجبول على عداوة ما جهله
لكنهم لما لم يكن أخذهم وخلطهم على طريق النقل والاستفادة بل على سبيل الرد والاعتراض والنقص والإبرام في كثير من الأمور الطبيعية والفلكية والعنصرية. قام أشخاص من الإسلاميين كالنصير وابن رشد ومن غير الإسلاميين وانتصبوا في ردهم وتزييفهم فصار فن الكلام كالحكمة في النقض وتزييف الدلائل كما قال الفاضل القاضي مير حسين الميبذي في آخر رسالته المعرفة بجام كيتي نما: فاللائق بحال الطالب أن ينظر في كلام الفريقيين وكلام أهل المتصوف ويستفيد من كل منهما ولا ينكر إذ الإنكار سبب البعد عن الشيء كما قال الشيخ في آخر الإشارات.
وأما الكتب المصنفة في الحكمة الطبيعية والإلهية والرياضية فأكثرها ليس بإسلامي بل يوناني ولاتيني، لأن معظم الكتب بقي في بلادهم ولم ينقل إلى العربي إلا الشاذ النادر وما نقل لم يبق على أصل معناه لكثرة التحريفات في خلال التراجم كما هو أمر مقرر في نقل الكتب من لسان إلى لسان.
وقد اختبرنا وحققنا ذلك حين الاشتغال بنقل كتاب أطلس وغيره من لغة لاتن إلى اللغة التركية فوجدناه كذلك ولم نر أعظم كتابا من الشفا في هذا الفن مع أنه شيء يسير بالنسبة إلى ما صنف أهل أقاديميا التي في بلاد أورفا ثم إن بعض المحققين أخذ طرفا من كتب الشيخ كالشفا والنجاة والإشارات وعيون الحكمة وغيرها وجعل مقدمة ومدخلا للعلوم العقلية كالهداية لأثير الدين الأبهري وعين القواعد للكابر القزويني فصار قصارى همم أهل زماننا الاكتفاء بشيء من قراءة الهداية ولو تجرد بعض المشتغلين وسعى إلى مذاكرة حكمة العين لكان ذلك أقصى الغاية فيما بينهم وقليل ما هم. انتهى ما في كشف الظنون.

بهر

بهر بور وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه رفع إِلَيْهِ غُلَام اِبْتَهَرَ جَارِيَة فِي شعره فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ فَلم يُوجد أنبتَ فدرأ عَنهُ الحدّ وروى بَعضهم هَذَا الحَدِيث عَن عُثْمَان. قَوْله: ابتهر الابتهار أَن يقذفها بِنَفسِهِ فَيَقُول: فعلتُ بهَا كَاذِبًا فَإِن كَانَ قد فعل فَهُوَ الابتيار قَالَ الْكُمَيْت: [المتقارب]

قبيحٌ بِمثْلِيَ نَعْتَ الفتا ... ةِ إِمَّا ابتِهارا وَإِمَّا ابتيارَا ... يَقُول: فَذكر ذَلِك مني قَبِيح إِن كنت فعلت [ذَلِك -] أَو لم أفعل وَإِنَّمَا أَخذ الابتيار من قَوْلك: بُرْتُ الشَّيْء أبورُه إِذا خبرته وَهَذَا افتعلت مِنْهُ. وَفِي [هَذَا -] الحَدِيث من الحكم أَنه رأى الْإِدْرَاك بالإنبات وَهَذَا مثل حكم النَّبِي صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فِي بني قُرَيْظَة قَالَ عَطِيَّة الْقرظِيّ: عرضت عَليّ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْم قُرَيْظَة فنظروا إليّ فَلم أكن أنبتُ فألحقني بالذرية وَهَذَا قَول يَقُول بِهِ بعض الْحُكَّام وَأما الَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَل فَحَدِيث ابْن عمر قَالَ: عُرِضت على رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر وَأَنا ابْن ثَلَاث عشرَة فردّني وَعرضت عَلَيْهِ يَوْم الخَنْدَق وَأَنا ابْن خمس عشرَة فأجازني فَهَذَا الحدّ بَين الصغر والإدراك خمس عشرَة إِلَّا أَن يكون قبل ذَلِك احْتِلَام. 
(بهر) انْقَطع نَفسه من الإعياء فَهُوَ مبهور وبهير
(بهر) : البُهار: حُوتٌ أَبْيضُ، يكونُ في البَحْر، طَيِّبٌ.
الأَبْهَرُ: الطَّيِّبُ من الأرضِ لا يَعْلُوه السَّيلُ.
(بهر) في الحَديثِ: "إن خَشِيتَ أَنْ يبهرَكَ شُعاعُ السّيفِ": أي يَغلِبَك ضَوؤُه وبَرِيقُه، والبَاهِر: المُضِىء الشديدُ الِإضاءة، قال:
* بَيضاءُ مثلُ القَمَر البَاهِرِ *
- ومنه الحديث الآخر: "صلاةُ الضُّحَى إذا بَهَرت الشَّمسُ الأرضَ".
: أي غَلبَها نُورُها وضَوؤُها.
بهر هور وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سَار لَيْلَة حَتَّى ابهار اللَّيْل ثُمَّ سَار حَتَّى تهور اللَّيْل. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله ابهار اللَّيْل يَعْنِي انتصف اللَّيْل وَهُوَ مَأْخُوذ من بهرة الشَّيْء أَي وَسطه. وَقَوله: ثُمَّ سَار حَتَّى تهور اللَّيْل - يَعْنِي أدبر وانهدم كَمَا يتهور الْبناء وَغَيره وَيسْقط وَقَالَ: وَمِنْه قَول اللَّه تعالي {عَلىَ شَفَا جُرُفٍ هار فانهار بِهِ} .
ب هـ ر : بَهَرَهُ بَهْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ غَلَبَهُ وَفَضَلَهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْقَمَرِ الْبَاهِرُ لِظُهُورِهِ عَلَى جَمِيعِ الْكَوَاكِبِ وَبَهْرَاءُ مِثْلُ: حَمْرَاءَ قَبِيلَةٌ مِنْ قُضَاعَةَ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا بَهْرَانِيُّ مِثْلُ: نَجْرَانِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَقِيَاسُهُ بَهْرَاوِيُّ وَالْبَهَارُ وِزَانُ سَلَامٍ الطِّيبُ وَمِنْهُ قِيلَ لِأَزْهَارِ الْبَادِيَةِ بَهَارٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَالْبُهَارُ بِالضَّمِّ شَيْءٌ يُوزَنُ بِهِ. 
بهر قنطر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَمْرو [بن الْعَاصِ -] أَن ابْن الصَّعْبة ترك مائَة بُهار فِي كل بُهار ثَلَاثَة قناطير ذهب وَفِضة. وَقَوله: بُهار أحسبها كلمة غير عَرَبِيَّة أَرَاهَا قبطية والبُهار فِي كَلَامهم ثَلَاثمِائَة رَطْل. والقناطير / وَاحِدهَا قِنطار وَقد اخْتلف النَّاس فِي القنطار فَروِيَ عَن معَاذ أَنه قَالَ: ألف وَمِائَتَا أُوقِيَّة وَعَن غَيره أَنه سَبْعُونَ ألف دِينَار وَبَعْضهمْ يَقُول: ملْء مَسْك ثَوْر ذَهَبا. وَقَوله: ابْن الصعبة يَعْنِي طَلْحَة بن عبيد الله.

بهر


بَهَرَ(n. ac. بَهْر
بُهُوْر)
a. Shone, glittered.
b. Dazzled, outshone; surpassed, excelled, outdid.
c. Aspersed, accused falsely.
d. [pass.], Was dazzled, blinded, dazed.
بَهَّرَa. Peppered, seasoned, spiced.

أَبْهَرَa. Was fortunate; was wedded to fortune.
b. see I (d)
تَبَهَّرَa. Glowed (sky).
إِبْتَهَرَa. Was infamous.

إِسْتَبْهَرَa. Was gloomy, overcast (sky).
بَهْرa. Beauty; splendour.
b. Triumph.
c. Wonder.
d. Disappointment, distress.

بُهْرa. Breathlessness.
b. Middle; best part of.
c. Wide tract of land.

بُهْرَةa. see 3 (b)
أَبْهَرُa. Artery.

بَاْهِرa. Surpassing, excelling.
b. Clear, unclouded, bright.

بَهَاْرa. Pepper, spice.
b. Buphthalmum, ox-eye.
c. Periume.
d. Beauty, comeliness.

بُهَاْرa. Certain weight ( about 600 lbs. ).
b. Swallow.
c. Raw cotton.
d. Tackle, rigging.

بَهِيْرَةa. Lady of rank.
b. Buxom.
ب هـ ر : (بَهَرَهُ) غَلَبَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (الْبُهْرُ) بِالضَّمِّ تَتَابُعُ النَّفَسِ وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ يُقَالُ: (بَهَرَهُ) الْحِمْلُ أَيْ أَوْقَعَ عَلَيْهِ الْبُهْرَ بِالضَّمِّ (فَانْبَهَرَ) أَيْ تَتَابَعَ نَفَسُهُ. وَ (الْبَهَارُ) بِالْفَتْحِ الْعَرَارُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ عَيْنُ الْبَقَرِ وَهُوَ بَهَارُ الْبَرِّ، وَهُوَ نَبْتٌ جَعْدٌ لَهُ فُقَّاحَةٌ صَفْرَاءُ تَنْبُتُ أَيَّامَ الرَّبِيعِ يُقَالُ لَهَا الْعَرَارَةُ. وَ (بَهَرَ) الْقَمَرُ أَضَاءَ حَتَّى غَلَبَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الْكَوَاكِبِ يُقَالُ: قَمَرٌ (بَاهِرٌ) وَ (بَهَرَ) الرَّجُلُ بَرَعَ، وَبَابُهُمَا قَطَعَ. 
ب هـ ر

بهره: غلبه. وبهراً له: دعاء عليه بأن يغلب. قال ابن ميادة:

فبهراً لقومي إذ يبيعون مهجتي ... بجارية بهراً لهم بعدها بهراً

ويقولون: بهراً له ما أسخاه، كما يقولون: تعساً له جميماً. وسرينا حتى ابهار الليل إذا انتصف من بهرة الشيء وهو وسطه.

ومن المجاز: قمر باهر وهو الذي بهر ضوءه ضوء الكواكب. وطاول الرجل صاحبه فبهره أي طاله. وبهره الحمل أو العدو فانبهر، وعلاه البهر فهو مبهور وبهير ومنبهر. وبهرت السيف فما حاك فيه أي أكرهته في الضرب. ومازال يراجعه الألم حتى قطع أبهره أي أهلكه، وهو عرق مستبطن الصلب إذا انقطع لم يبق صاحبه. قال بشر بن أبي حازم:

على كل ذي ميعة سابح ... يقطع ذو أبهريه الحزاما

أي بطنه.
[بهر] فيه: سار حتى "أبهار" الليل أي انتصف. وبهرة كل وسطه وقيل: أبهار إذا طلعت نجومه واستنارت، والأول أكثر. ومنه ح: فلما "أبهر" القوم احترقوا أي صاروا في بهرة النهار أي وسطه. وح صلاة الضحى: إذا "بهرت" الشمس الأرض أي غلبها نورها. وح على: لا حتى "تبهر" البتيراء أي يستنير ضوؤها، لمن سأله: أصلي الضحى إذا بزغت الشمس؟. وح الفتنة: إن خشيت أن "يبهرك" شعاع السيف أي يغلبك ضوؤه وبريقه، ويتم في أحجار الزيت. وفيه: وقع عليه "البهر" هو بالضم ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعدو من تتابع النفس. ومنه ح ابن عمر: أنه أصابه قطع أو "بهر". وفي ح عمر: رفع إليه غلام "ابتهر" جارية في شعره، الابتهار أن يقذف المرأة بنفسه كاذباً فإن كان صادقاً فهو الابتيار. ومنه ح العوام: "الابتهار" بالذنب أعظم من ركوبه لأنه لم يدعه لنفسه إلا وهو لو قدر لفعل فهو كفاعله بالنية، وزاد عليه بهتك ستره وتبجحه بذنب لم يفعله. وفيه: إن ابن الصعبة أي طلحة بن عبيد الله ترك مائة "بهار" في كل "بهار" ثلاثة قناطير ذهب وفضة، البهار عندهم ثلاثمائة رطل.
بهر لدم قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَصله من الْعدَد لوقت مَعْلُوم مثل الْحمى الرّبع وَالْغِب وَكَذَلِكَ السم الَّذِي يقتل لوقت. وكل شَيْء مَعْلُوم فَإِنَّهُ يُعَاد صَاحبه لأيام وَأَصله الْعدَد حَتَّى يَأْتِي وقته الَّذِي يقتل فِيهِ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: [الوافر]

يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ لَيْلى ... كَمَا يَلْقَى السَّلِيْمُ مِن الْعداد يَعْنِي بالسليم اللديغ. قَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا سمي اللديغ سليما لأَنهم تطيروا من اللديغ فقلبوا الْمَعْنى كَمَا قَالُوا للحبشي: أَبُو الْبَيْضَاء وكما قَالُوا للفلاة: مفازة تطيروا إِلَى الْفَوْز وَهِي مَهْلَكةٌ ومُهْلِكَةٌ وَذَلِكَ لأَنهم تطيروا إِلَيْهِ. وَالْأَبْهَر: عرق مستبطن الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع لم تكن مَعَه حَيَاة وَأنْشد الْأَصْمَعِي [لِابْنِ مقبل -] : [الْبَسِيط]

وللفؤاد وجيب تَحت أبهَره ... لدمَ الْغُلاَمِ وَرَاءَ الْغَيْب باِلْحَجَرِ شبه وجيب قلبه بِصَوْت حجر واللدم: الصَّوْت. وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا سمي التدام النسأ من هَذَا. وَيُقَال الْأَبْهَر: الوتين وَهُوَ فِي الْفَخْذ: النسأ وَفِي السَّاق: الصَّافِن وَفِي الْحلق: الوريد وَفِي الذِّرَاع: الأعجل وَفِي الْعين: النَّاظر وَهُوَ نهر الْجَسَد.
بهر
بَهَرْتُ فلاناُ: عالَجْتَه حتّى يَنْبَهِرَ. والاسْمُ البُهْرُ. وامْرَأةٌ بَهِيْرَةٌ: وهي الصَّغِيرةُ الذَّليلةُ الخِلْقَةِ الضَّعِيفةُ في المَشْي. وبَهَرَها بكذا: أي قَذَفَها بِبُهْتانٍ. والأبْهَرَانِ: عِرْقانِ مُكْتَنِفاً الصُّلْبِ من الجانِبْيَنْ. وقيل: هُما الأكْحَلانِ في الحَدِيث. والباهِرُ: عِرْقٌ يَنْفُذُ شَوَاةَ الرَّأْسِ إلى اليافُوْخ. والأبَاهِرُ: الجانِبُ الأقْصَرُ من الرِّيْشِ. ومن القَوْسِ: دُوْنَ الطائف. وهو عَمُوْدُ البَيْتِ أيضاً.
والبُهَارُ - بالقِبْطِيَّة -: ثلاثُمائةِ رِطْلٍ. ومَتَاعُ البَحْرِ - أيضاً -: بُهَارٌ. والبَهَارُ: شَيْءٌ من الآنِيَة كالإبْرِيق، والمَحْلُوجُ من القُطْنِ. وهو من نَبات الرَّبيع. والبَرْبَهَارُ: نَبْتٌ طَيِّبٌ. وبَهْرَاءُ: حَيٌّ من اليَمَن. وابْهَارَّ اللَّيْلُ: انْتَصَفَ، وبُهْرَةُ الشَّيْءِ: وَسطُه، وقيل: ابْهِيْرارُه طُلوعُ نَجْمِه وذَهابُ فَحْمَتِه حِيْنَ بَهَرَتْ نُجُوْمُه سَوادَه.
والباهِرُ: الغالِبُ ضَوْءاً، والقَمَرُ لَيْلَةَ البَدْرِ: باهِرٌ، لأنَّه يَبْهَرُ النُّجُومَ. وبَهَرَه: أي طالَهُ. وبَهْراً لكم: أي حُبّاً، وقيل: تَبّاً وتَعْساً. والمُتَبَهِّرُ: المَمْلُوءُ، بَهَرَني الأمْرُ، وهو - أيضاً -: النائمُ على ما خَيَّلَتْ. وبَهْراً له ما أسْخَاه: أي سَقْياً له.
وذَهَبَ بَهْراً: أي باطِلاً، ويُقال: عَجَباً. وبَهَرْتُ السَّيْفَ: إذا أكْرَهْتَه على الضَّرِيْبَةِ فلا يُحِيْكُ، أبْهَرُه بَهْراً، وانْبَهَرَ السَّيْفُ: انْكَسَرَ بِنِصْفَيْنِ. والباهِرَاتُ: السُّفُنُ، لِشَقِّها الماءَ بصُدُورِها.
وضَرِيْعٌ أبْهَرُ: يابِسٌ، وهو يَبِيْسُ العِشْرِقِ. والبَهْرُ في طَيِّ البِئر: أنْ يُضَيَّقَ فَمُها بخَشَبٍ من جَوانِبها. والابْتِهارُ بالذَّنْب: أنْ يقولَ فَعَلْتُ كذا ولم يَفْعَلُه. وابْتَهَرَ الشاعِرُ الجارِيَةَ: ذَكَرَها في شِعْرِه. وبُهَرَةُ الصَّدْرِ: ما ضَمَّ الصَّدْرَ من الزَّوْرِ، وجَمْعُها بُهَرٌ. ويقولون: من أيِّ بُهْرَةٍ أنتَ: أيْ من أيِّ بَلَدٍ.
بهر: بهر من فلان: غلبه وانتصر عليه (عبد الواحد 220).
انبهر: استحسن واعجب به وفاق بجماله، ففي مطمح الفتح (ص64و): الاحتفال الذي اشتهر ذكره وانبهر أمره.
بُهرورة: جمرة صغيرة جداً (محيط المحيط).
بهار: لا يعني عادة في المغرب الأقحوان الأصفر أو عين البقر وهو نبات يسميه شجارو الأندلس مغارجة (بالأسبانية magarge) وتسميه العامة خبز الغراب (ابن البيطار 1: 181) فقط بل يعني النرجس Narcissus tagetta L. ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 278) والنرجس الاسلي (رولاند). وفي المقري (2: 198) النرجس وهو البهار عند الأندلسيين وفي (ص465) منه: بهار هو النرجس. والكلمة الأسبانية albihar هي النرجس في معجم نونيز وكذلك الأقحوان الأصفر. وفي معجم نبريجا. ومعجم فكتور هي النرجس فقط.
بَهار: انظر بُهار.
بهار اربيان: أقحوان (بوشر).
بُهار: وعاء يصنع من جلد البقر، وقيل: وعاء يصنع من جلد عنق البعير (ابن بدرون 137)، وجلد بقر يسع إردبين وهو كيلة يكيلون بها في مصر (المقريزي فيما نقله عنه كاترمير في البكري ص230، وانظر لين).
وهو اليوم اسم ميزان يوزن به طاقته 420 ليبرة هولندية قديمة توزن به مختلف البضائع كالحديد والصلب والقهوة والتوابل (نيبور ب 208 - 210) وينطقونها الآن بَهار بالفتح خطأ.
وبُهار: توابل، ابزار (كاترمير 1: 1 بوشر، همبرت 18، 77، أماري ديب ص186 وغيرها، ألف ليلة، برسل 4: 45، المقري 2: 684) ويقال بهارات في نفس المعنى (بوشر، همبرت 77 وفيه بهرات خطأ، ألف ليلة 1: 579، 2: 67 وطبعة برسل 3: 369) وينطقونها بَهار بالفتح خطأ.
وبُهار: فلفل (همبرت 18 وفيه بَهار بالفتح) وضريبة الكمرك (دى ساسي مختار 3: 379 رقم 159، 383، 2: 384، انظر كاترمير 1: 1).
أما السمك المسمى بهار فانظر عنه الادريسي (ترجمة جوبرت ( jaubert) 1: 134) .
بُهور، ولَعِب البهور أيضاً: astiludere ولِعْب البهور: astiludium ( فوك) واللفظة معربة من الأسبانية bofordo أو bohordo وتعني رمحاً قصيراً يرمي به الفرسان في الميدان ضرباً من الألواح المعلقة يمكن أن تسقط إذا أصابوها بمهارة وقوة، وهذا ما يسمى ( lanzar ? tablado) والفعل bahordar و bofordar انظر: معجم الأكاديمية الأسبانية. وص15 و64 من: Catélogo de la Real Armeria glosario.
بُهارة: صباغ يؤتدم به يتخذ من الخل والملح والتوابل (بوشر).
ابهرتا الدماغ: الوداجان، شريانا الدماغ (بوشر).
مبوهر ( Mebouher) فرس مبوهر: أعشى، لا يبصر ليلاً (دوماس، حياة العرب 189).
[بهر] أبو عمرو: يقال بَهْراً له، أي تَعْساً له. قال ابن ميادة: تفَاقَدَ قَوْمي إذْ يَبيعون مُهْجَتي * بَجَارِيةٍ بَهْراً لهم بعدها بهرا - ويقال أيضا: بهرا في معنى عَجَباً. قال عمر ابن أبي ربيعة: ثم قالوا تحِبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ القَطرِ والحَصى والتُرابِ. - وبَهَرَهُ بَهْراً، أي غلبه. والبُهْرُ بالضم: تتابُع النَفَسِ. وبالفتح المصدر، يقال: بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً، أي أوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ، أي تتابع نَفَسُهُ. وبُهْرَةُ الليلِ والوادي والفرسِ: وَسَطُهُ. والأَبْهَرُ: عِرْقٌ إذا انقطع مات صاحبُه، وهما أَبْهَرانِ يَخرجان من القلب ثم يتشعَّبُ منهما سائر الشَرايين. وأنشد الأصمعيُّ لابن مُقْبل: ولِلْفُؤَادِ وَجيبٌ تحت أبْهَرِهِ * لَدْمَ الغُلامِ وراء الغَيْبِ بالحَجَر - والأبْهَرُ من القوس: مابين الطائف والكُلْيَةِ. والأَباهِرُ من ريش الطائر: ما يلي الكُلى، أولها القوادمُ، ثم المناكبُ، ثم الخوافي، ثم الاباهر، ثم الكلى. وبهراء: قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم بهرانى مثال بحراني، على غير قياس لان قياسه بهراوى بالواو. والبهار: العرار الذى يقال له عين البقر، وهو بهار البر، وهو نبت جعد له فقاحة صفراء تنبت أيام الربيع، يقال لها العرارة. والبهار بالضم: شئ يوزن به، وهو ثلثمائة رطل. وقال عمر وبن العاص " إن ابن الصعبة - يعنى طلحة بن عبيد الله - ترك مائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب " فجعله وعاء. قال أبو عبيد: والبهار في كلامهم: ثلثمائة رطل، وأحسبها غير عربية، وأراها قبطية. وبهر القمر: أضاء حتى غلب ضَوْءَهُ ضَوْءَ الكواكب. يقال: قمرٌ باهِرٌ. وبَهَرَ الرجل: بَرَعَ. وقال ذو الرمة : وقد بَهَرْتَ فلا تَخْفى على أحَدٍ * إلاَّ على أَحَدٍ لا يَعْرِفُ القَمَرا - وقد بهرت فلانة السناء: غلبتهن حسنا. والعرب تقول: الازواج ثلاثة: زوج بهر، وزوج دهر، وزوج مهر. أي يبهر العيون بحسنه، وأو يعد لنوائب الدهر، أو يؤخذ منه المهر. والابتهار: ادعاء الشئ كذبا. قال الشاعر: * وما بى إن مَدَحْتَهُمُ ابْتِهارُ * وابْتُهِرَ فلانٌ بفلانة: شُهِرَ بها. وابْهارَّ الليلُ ابْهيراراً، أي انتصف، ويقال ذهب مُعظمه وأكثره. وابهَارَّ علينا الليلُ ابْهيراراً: طال.
بهـر
بهَرَ يَبهَر، بَهْرًا وبُهُورًا، فهو باهِر، والمفعول مَبْهور (للمتعدِّي)
• بهَر القمرُ: غلب ضوءُه ضوءَ الكواكب، عمَّ بضوئه "البدر في اكتماله باهر للناظر".
• بهَرهُ الشَّيءُ: أدهشه وحيَّره، جذب انتباهه "بهرتني فطنته وذكاؤه في المناقشة- بَهَرَ المغني الجمهورَ بصوته".
• بهَر أصدقاءَه: تفوَّق عليهم، غلبهم وفضلهم "مستقبل باهر- بهرت فلانةُ النّساء: غلبتهن حسنًا" ° ضوء باهر: قويّ يخطف الأبصار- نجاح باهر: متفوّق. 

أبهرَ يُبهر، إبْهارًا، فهو مُبْهِر، والمفعول مُبْهَر
• أبهر النَّاسَ: أدهشهم، أثار إعجابَهم "أبهر العالِمُ الناسَ باختراعه" ° شيء يُبهر الأبصار: يثير الدهشة والإعجاب.
• أبهره الضَّوءُ: خَطَفَ بصرَه لشدّة سطوعه "أبهر البصرَ"? ضوءٌ مُبْهِرٌ: قوي يخطف الأبصار. 

انبهرَ/ انبهرَ بـ/ انبهرَ من ينبهر، انْبِهارًا، فهو مُنبهِر، والمفعول مُنبهَر به
• انبهرَ المرءُ: مُطاوع بهَرَ: غُشِّيَ بَصَرُه من شدّة الضِّياء.
• انبهَر بالأمر/ انبهر من الأمر: أعجب به ودهِش منه وتحيّر "ينبهر الغربُ بإعجاز القرآن العلمي- انبهر بفكرة ما". 

بهَّرَ يبهِّر، تبهيرًا، فهو مُبَهِّر، والمفعول مُبَهَّر
• بهَّرَ الطَّعامَ: طيّبه بالبُهار والتوابل. 

أَبْهَرُ [مفرد]: مث أبهران
• الأبهر: (شر) أكبر شريان في الجسم، ينشأ من البُطين الأيسر للقلب وتتشعَّب منه جميع الشَّرايين المتعلِّقة بالدَّورة الدَّمويّة.
• الأبهران: (شر) الوريدان اللذان يحملان الدَّم من جميع أوردة الجسم إلى الأذين الأيمن من القلب ° ذو الأبهرين: لقب للبطن. 

باهِر [مفرد]: اسم فاعل من بهَرَ. 

بَهار/ بُهار2 [مفرد]: ج بَهارات/ بُهَارات: (انظر: ب هـ ا ر - بَهار/ بُهار2). 

بُهار1 [مفرد]: ج بَهارات: (انظر: ب هـ ا ر - بُهار1). 

بَهْر [مفرد]: مصدر بهَرَ ° بَهْرًا له: عَجَبًا. 

بَهَر [مفرد]: (طب) وقوف النَّفَس. 

بُهْر [مفرد]: (طب) اضطراب في الجهاز التنفّسيّ ينتج عنه توقّف التنفّس المؤقت. 

بُهور [مفرد]: مصدر بهَرَ. 

مِبْهرة [مفرد]: ج مباهرُ: وعاء بثقوب صغيرة من أعلى لرش الفلفل المطحون والبهارات. 
(ب هـ ر)

البُهْرُ: مَا اتَّسع من الأَرْض.

والبُهْرَةُ: الأَرْض السهلة، وَقيل: هِيَ الأَرْض الواسعة بَين الأجبل.

وبُهْرَةُ الْوَادي: سرارته وخيره، وبُهرَةُ كل شَيْء: وَسطه، وبُهْرَةُ الرحل كزفرته، أَي وَسطه.

وابهارَّ النَّهَار، وَذَلِكَ حِين ترْتَفع الشَّمْس.

وابْهارَّ اللَّيْل، إِذا انتصف: وَقيل: ابْهارَّ: تراكبت ظلمته، وَقيل: ابْهارَّ: ذهبت عامته وَبَقِي نَحْو من ثلثه.

وتَبهَّرَت السحابة: أَضَاءَت، قَالَ رجل من الْأَعْرَاب، وَقد كبر، وَكَانَ فِي دَاخل بَيته فمرت سَحَابَة: كَيفَ ترَاهَا يَا بني؟ فَقَالَ: أَرَاهَا قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ، نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ.

وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَه وغَلَبَهُ.

وبَهَرَ الْقَمَر النُّجوم بُهورا: غلبها بضوئه قَالَ:

غَمَّ النُّجُومَ ضَوْؤُه حينَ بَهَرْ

فَغَمَرَ النَّجمَ الَّذِي كَانَ ازْدَهَرْ

وَهِي لَيْلَة البُهْرِ، وَالثَّلَاث البُهْرُ: الَّتِي يغلب فِيهَــا ضوء الْقَمَر النُّجُوم، وَهِي اللَّيْلَة السَّابِعَة وَالثَّامِنَة والتاسعة.

وبَهْراً لَهُ، أَي تعسا وَغَلَبَة، قَالَ: ثمَّ قَالُوا تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهرا ... عَدَدَ القَطْرِ والحَصا والتُّرابِ

وَقيل: معنى بَهْراً فِي هَذَا الْبَيْت: جمًّا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا فعل، لقَولهم: بَهْراً لَهُ فِي حد الدُّعَاء، وَإِنَّمَا نصب على توهم الْفِعْل، وَهُوَ مِمَّا ينْتَصب على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إضهاره.

وبَهَرَهم الله بَهْراً: كَرَبَهُمْ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وبَهْراً لَهُ: أَي عجبا.

وَيُقَال الْأزْوَاج ثَلَاثَة: زَوْجُ مَهْرٍ، وَزوج بَهْرٍ، وَزوج دَهْرٍ، فَأَما زوج مهر، فَرجل لَا شرف لَهُ، فَهُوَ يسنى الْمهْر ليرغب فِيهِ، وَأما زوج بهر: فالشريف وَإِن قل مَاله تتزوجه الْمَرْأَة لتفخر بِهِ، وَزوج دهر: كفؤها.

والبُهْرُ: انْقِطَاع النَّفس من الإعياء، وَقد ابْتَهَرَ، وبُهِرَ فَهُوَ مَبهورٌ وبَهيرٌ، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذا مَا تَأَتَّى تُريدُ القِيامَ ... تَهادَى كَمَا قدْ رَأيتَ البَهِيرَا

وبَهَرَهُ: عالجه حَتَّى انْبَهَرَ.

والأبهَرُ: عرق فِي الظّهْر يُقَال: هُوَ الوريد فِي الْعُنُق، وَبَعْضهمْ يَجعله عرقا مستبطن الصلب، وَقيل: الأبهَرانِ: الأكحلان.

وفان شَدِيد الأْبهَرِ، أَي الظّهْر.

والأْبهَرُ: الْجَانِب الأقصر من الريش.

والأبهَرُ من الْقوس: دون الطَّائِف، وهما أْبهَرانِ، وَقيل: الأبهَرُ: ظهر سية الْقوس.

وتَبَهَّرَ الْإِنَاء: امْتَلَأَ، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:

مُتَبَهِّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها ... يَخرُجْنَ منْ لَجفٍ لَهَا مُتَلَقِّمِ

والبُهارُ: الْحمل، وَقيل: هُوَ ثَلَاثمِائَة رَطْل بالقبطية، وَقيل: أَرْبَعمِائَة رَطْل وسِتمِائَة رَطْل، عَن أبي عَمْرو، وَقيل ألف رَطْل.

والبُهارُ: إِنَاء كالإبريق. والبَهارُ: كل شَيْء حسن مُنِير.

والبَهارُ: نبت طيب الرّيح.

والبَهارُ: الْبيَاض فِي لبان الْفرس.

والبَهارُ: الخطاف الَّذِي يطير، تَدعُوهُ الْعَامَّة عُصْفُور الْجنَّة.

وَامْرَأَة بَهِيرَةٌ: صَغِيرَة الْخلق ضَعِيفَة.

وبَهَرَها بِبُهْتَان: قَذفهَا بِهِ.

والابْتِهارُ: أَن ترمى الْمَرْأَة بِنَفْسِك وَأَنت كَاذِب، وَقيل: الابتهار: أَن ترمي الرجل بِمَا فِيهِ، والابتيار: أَن ترميه بِمَا لَيْسَ فِيهِ.

وبَهْراءُ: حَيّ من الْيمن، قَالَ كرَاع: بَهْراءُ، مَمْدُود: قَبيلَة، وَقد تقصر، لَا أعلم أحدا حكى فِيهِ الْقصر إِلَّا هُوَ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف بِهِ الْمَدّ، أنْشد ثَعْلَب:

وَقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أنَّ سُيوفَنا ... سُيوُف النَّصارَى لَا يَلِيقُ بهَا الدَّمُ

وَقَالَ مَعْنَاهُ: لَا يَلِيق بِنَا أَن نقْتل مُسلما، لأَنهم نَصَارَى معاهدون، وَالنّسب إِلَى بهراء بهراوي، على الْقيَاس، وبهراني على غير قِيَاس، وَالنُّون فِيهِ بدل من الْهمزَة، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ ابْن جني: من حذاق أَصْحَابنَا من يذهب إِلَى أَن النُّون فِي بهراني إِنَّمَا هِيَ بدل من الْوَاو الَّتِي تبدل من همزَة التَّأْنِيث فِي النّسَب، وَأَن الأَصْل بهراوي، وَأَن النُّون هُنَاكَ بدل من هَذِه الْوَاو كَمَا أبدلت الْوَاو من النُّون فِي قَوْلك: " من وَافد " وَإِن وقفت وقفت، وَنَحْو ذَلِك، وَكَيف تصرفت الْحَال فالنون بدل من بدل من الْهمزَة، قَالَ: وَإِنَّمَا ذهب من ذهب إِلَى هَذَا، لِأَنَّهُ لم ير النُّون أبدلت من الْهمزَة فِي غير هَذَا، وَكَانَ يحْتَج فِي قَوْلهم: إِن نون فعلان بدل من همزَة فعلاء، فَيَقُول: لَيْسَ غرضهم هُنَا الْبَدَل الَّذِي هُوَ نَحْو قَوْلهم فِي ذِئْب ذيب، وَفِي جؤنة جونة، إِنَّمَا يُرِيدُونَ أَن النُّون تعاقب فِي هَذَا الْموضع الْهمزَة، كَمَا تعاقب لَام الْمعرفَة التَّنْوِين، أَي لَا تَجْتَمِع مَعَه، فَلَمَّا لم تجامعه قيل: إِنَّهَا بدل مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الْهمزَة وَالنُّون، وَهَذَا مَذْهَب لَيْسَ بِقصد.

بهر

1 بَهَرَهُ, (S, A, Msb,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. بَهْرٌ, (S, Msb, K,) He overcame him: (S, A, Msb, K:) he overpowered him; subdued him: (TA:) he surpassed him; excelled him. (Msb.) See also 3.

You say, بَهَرَتْ فُلَانَةُ النِّسَآءَ Such a woman surpassed the [other] women in beauty. (S.) and بَهَرَ [alone] He excelled in knowledge &c.; or he was, or became, accomplished, or perfect, in every excellence, and in goodliness. (S, K.) And بَهَرَ القَمَرُ, (S, K,) or بَهَرَ القَمَرُ النُّجُومَ, (TA,) aor. ـَ (K,) inf. n. بُهُورٌ, (TA,) (tropical:) The moon overcame with its light the light of the stars. (S, K, TA.) and بَهَرَتِ الشَّمْسُ الأَرْضَ (assumed tropical:) The light of the sun overspread the earth. (TA.) b2: [Hence,] بَهَرَ, aor. ـَ (TA,) inf. n. بَهْرٌ and بُهُورٌ, (K,) (tropical:) It shone, or shone brightly: (K, TA:) and السَّحَابَةُ ↓ تَبَهَّرَتِ (tropical:) The cloud shone, or shone brightly. (K.) A2: بَهَرَهُ, (S, A,) aor. ـَ inf. n. بُهْرٌ, (S,) also signifies (tropical:) It (a load, or burden, S, A, and running, A) [caused him to be out of breath; interrupted his breathing; (see بُهْرٌ;)] caused to pant, or breathe [shortly or] uninterruptedly. (S, A.) b2: Also, (ISh, JK, TA,) inf. n. بَهْرٌ, (K, TA,) (assumed tropical:) He stopped his breath by beating, or by squeezing his throat, or throttling him, or by any other means: (ISh, TA:) (assumed tropical:) he plied him, or worked him, (عَالَجَهُ,) until he became out of breath, or until he panted: (JK, TA:) (assumed tropical:) he imposed upon him a thing that was above his power, or ability. (K, TA.) A poet says, إِنَّ البَخِيلَ إِذَا سَأَلْتَ بَهَرْتَهُ Verily the niggardly, when thou askest of him, thou stoppest his breath. (ISh, TA.) b3: [Hence,] بُهِرَ, i. q. انبهر, as explained below. (K.) A3: بَهَرَهَا, (JK,) or بَهَرَهَا بِبُهْتَانٍ, (TA,) inf. n. بَهْرٌ, (K,) He reproached her, or accused her, falsely; (JK;) he aspersed her; calumniated her; or brought a false accusation against her. (K, * TA.) Yousay, بَهَرَهَا بِكَذَا He reproached her falsely with, or accused her falsely of, such a thing. (JK.) [See also 8.]3 بَاْهَرَ ↓ باهر صَاحِبَهُ فَبَهَرَهُ (K, * TA,) inf. n. مُبَاهَرَةٌ and بِهَارٌ, (TA,) [aor. of the latter verb, accord. to rule, بَهُرَ, not بَهَرَ,] He contended, or disputed, or vied, with his companion for glory, or superiority, or excellence, and overcame him. (K, * TA.) 4 ابهر He did, or effected, or he said, or uttered, what was wonderful; syn. جَآءَ بِالعَجَبِ. (K.) 5 تَبَهَّرَ see 1.7 انبهر, (S, A, K,) and ↓ ابتهر, (TA,) and ↓ بُهِرَ, like عُنِىَ, (K,) (tropical:) He was, or became, out of breath; his breath became interrupted, by reason of fatigue [or running, or by hard work, or bearing a heavy load; see 1]: (K:) he panted, or breathed [shortly or] uninterruptedly. (S, A.) 8 ابتهر He arrogated to himself, or professed, a thing falsely. (S, K.) El-Akhtal says, وَمَا بِى إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهَارُ And there is not in me, if I praise them, false profession: (S:) or ابتهر signifies he said what was false, and swore to it. (TA.) b2: He said that he had transgressed, or acted vitiously, or committed adultery or fornication, when he had not done so. (K.) And ابتهر بِذَنْبٍ He asserted himself to have committed a crime, or sin, when he had not done so. (TA, from a trad.) b3: ابتهرها He asserted falsely that he had had sexual intercourse with her: (M, TA:) ابتارها signifies “ he asserted the same with truth: ” (TA:) or ابتهر signifies he charged, or upbraided, a person with that which was in him; (K, TA;) and ابتار, “he charged, or upbraided, with that which was not in him. ” (TA.) See an ex. voce بَارَ in art. بور. b4: Also He (a poet) mentioned her (a girl) in his poetry. (JK.) اُبْتُهِرَ بِفُلَانَةَ He became, or was rendered, notorious, or infamous, on account of such a woman [with whom he was said to have had an illicit connexion]. (S, K.) A2: See also 7.11 ابهارّ اللَّيْلُ, (S, A, K,) inf. n. اِبْهِيرَارٌ, (S,) The night reached its middle point; (As, S, A, K;) from بُهْرَةٌ signifying the “ middle ” of a thing: (A:) or reached the point when all its stars appeared and shone: (Aboo-Sa'eed Ed-Dareer:) or became thickly dark: (K:) or for the most part passed: (S, K:) or reached the point when about one third of it remained. (K.) And ابهارّ عَلَيْنَا اللَّيْلُ The night became long to us. (S.) And ابهارّ النَّهَارُ The day reached the point when the sun had become high. (TA.) بَهْرٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (S, Msb, K.) You say, بَهْرًا لَهُ, an imprecation, meaning May he be overcome! (A:) or i. q. تَعْسًا لَهُ [may he fall, having stumbled! or stumble and fall! &c.]: (AA, S, K:) and thus used [app. in the latter sense] as an imprecation, accord. to Sb, it has no verb, but is put in the accus. case on the supposition of a verb. (TA.) One says also, ↓ قُهْرًا وَبُهْرًا, with damm to each. (TA in art. قهر.) And بَهْرًا مَا

أَسْخَاهُ [May he fall, having stumbled! &c.: how bountiful is he!], like as one says تَعْسًا لَهُ [when not meaning it to be understood as an imprecation]. (A.) b2: It also signifies Distance, or remoteness: (K:) and remoteness from good or prosperity. (TA.) b3: Disappointment. (IAar, TA.) b4: Wonder; syn. عَجَبٌ. (K.) One says, بَهْرا meaning عَجَبًا [for أَعْجَبُ عَجَبًا I do wonder: or wonderful!]. (S.) So [sometimes] in the phrase بَهْرًا لَهُ [I do wonder at him, or it]. (IAar, TA.) b5: Love. (K.) Accord. to some, بَهْرًا لَكُمْ means Love to you. (JK.) b6: الأَزْوَاجُ ثَلاَثَةٌ زَوْجُ بَهْرٍ وَزَوْجُ دَهْرٍ وَزَوْجُ مَهْرٍ is a saying of the Arabs, meaning Husbands are three: a husband who overcomes the eyes by his goodliness, (S,) or a husband of noble race, though he may be of little wealth; (TA;) and a husband prepared for the accidents, or calamities, of fortune; and a husband from whom a dowry is got, (S,) or a husband who has not nobility of race, and who therefore doubles the dowry to make himself desired. (TA.) A2: (assumed tropical:) Distress that affects the breath or respiration, syn. كَرْبٌ, (K, TA,) [particularly] of a camel when he is spurred on, or of a man when a labour above his power is imposed upon him. (TA.) بُهْرٌ: see بَهْرٌ. b2: Also (tropical:) The state of being out of breath; interruption of the breath, by reason of fatigue, (K, TA,) [or by bearing a heavy load, (see 1,)] or by hard work, and by running: (TA:) a panting, or breathing [shortly or] uninterruptedly. (S, A, TA,) A2: Wide-spreading land; a wide tract of land; as also ↓ بُهْرَةٌ [q. v.]. (K.) b2: A country, or district; or a city, or town; syn. بَلَدٌ: (K:) or the middle thereof. (TA.) b3: The middle, and best part, (سِرّ, and خَيْر, for the former of which words we find شَرّ erroneously put in the copies of the K, TA,) of a valley; as also ↓ بُهْرَةُ [q. v.]. (K, TA.) بُهْرَةٌ Plain, or even, or soft, land or ground: or a wide tract of land between mountains. (L.) b2: See also بُهْرٌ, in two places. b3: The middle (S, A, K) of a valley, and of the night, and of a horse, (S, K,) and of a camel's saddle, (TA,) and of a ring, (K,) or of a thing. (A.) بَهَارٌ A certain plant, of sweet odour; (K;) the [plant called] عَرَار, which is also called عَيْنُ البَقَرِ; [buphthalmum, or ox-eye;] it is the بَهَارُ البَرِّ, a crisping, or curling, plant, having a yellow flower; growing in the days of the spring (الرَّبِيع), and called عَرَارَةٌ: (S:) As says, The عَرَار is the بَهَارُ البَرِّ: and Az says, The عَرَارَة is the خَسْوَة; and I regard بهار as a Persian word. (TA.) b2: Perfume. (Msb.) b3: And hence applied to The flowers of the desert. (Msb.) b4: And Anything goodly, or beautiful, and bright, or shining. (K, TA.) بُهَارٌ A certain thing with which one weighs; (S, Msb, K;) the weight of three hundred pounds: (Fr, IAar, A'Obeyd, S, K:) thought by A'Obeyd to be not Arabic, but Coptic; (S;) having this signification in Coptic; (JK;) but thought by Az to be pure Arabic: (TA:) or four hundred pounds: or six hundred: or a thousand: (K:) and, (K,) or as some say, (TA,) one half of a load (K, TA) borne by a camel, (TA,) containing four hundred pounds, (K, TA,) in the dial. of Syria: (TA:) or a load borne by a camel: (KT:) or a camel-load of household-goods or furniture and utensils: (As:) and commodities, or utensils, or the like, of the sea; expl. by مَتَاعَ البَحْرِ [perhaps a mistranscription for مَتَاعَ التَّجْرِ or التُّجُرِ, commodities, or goods, of the merchants: the poet Bureyk El-Hudhalee speaks of camels bearing بُهَار]. (JK, K.) It is said that Talhah the son of 'Obeyd-Allah left a hundred بُهَار, in each بهار of which was three hundred-weight of gold (S, TA) and silver; (TA;) بهار being thus made to signify a receptacle: (S, TA:) accord. to As and KT, the meaning is, a hundred camel-loads. (TA.) بَهِيرٌ and ↓ مَبْهُورٌ (A, K) and ↓ مَنْبَهِرٌ (A) [and ↓ مُبْتَهِرٌ] (tropical:) Out of breath; having his breath interrupted, by reason of fatigue [or running, or by hard work, or bearing a heavy load; see 1 and 7]; panting, or breathing [shortly or] uninterruptedly. (A.) بَاهِرٌ [act. part. n. of 1, Overcoming; &c. and particularly,] (assumed tropical:) Overcoming in light. (JK.) [Hence,] قَمَرٌ بَاهِرٌ (tropical:) A moon that overcomes with its light the light of the stars. (S, A.) And البَاهِرُ (tropical:) The moon; because it outshines the stars: (Msb:) or the full moon. (JK.) أَبْهَرُ [The aor. a; so in the present day;] a certain vein [or artery], (S, A, K,) in the back, (K,) lying within, or at the inner side of, the back-bone (A'Obeyd, A, TA) and the heart, (A'Obeyd, TA,) the severing of which causes death: (A'Obeyd, S, A:) it is name given to each of two veins [or arteries, or the two portions of the aor. a which are called the aor. a ascendens and aor. a descendens,] which issue from the heart, and from which then branch off all the other arteries: (S:) and, (K,) or as some say, (TA,) the وَرِيد [i. e. either the carotid artery or the external jugular vein] of the neck: (K:) and, (K,) or as some say, (TA,) [the vein in the arm called] the أَكْحَل: (K:) or, accord. to the more full description of IAth, a certain vein [or artery] arising from the head, and extending to the foot, and having arteries which communicate with most of the extremities and the body: what is in the head is called the نَامَّة; and hence the saying, أَسْكَتَ اللّٰهُ نَامَّتَهُ, meaning “God killed him,” or “may God kill him!” and it extends to the throat, and is there called the وَرِيد; and to the chest, and is there called [especially] the أَبْهَر [meaning the aor. a ascendens]; and to the back, and is there called the وَتِين [meaning the aor. a descendens]; and the heart is suspended to it; and it extends to the thigh, and is there called the نَسَا; and to the shank, and is there called the صَافِن: the ء in it is augmentative. (TA.) Yousay, قَطَعَ أَبْهَرَهُ [It severed his aor. a]; meaning (tropical:) it (pain) destroyed him. (A.) b2: Also The back: (K:) or the place of the vein [or artery] so called. (As, in art. خدع of the S.) One says, فُلَانٌ شَدِيدٌ الأَبْهَرِ Such a one is strong in the back: (TA:) or strong in the place of the vein [or artery] called the ابهر. (As, ubi suprà.) b3: And The back of the curved part of the extremity of a bow: (K:) or the part between the طائِف and the كُلْيَة: (S, K:) in the bow is its كَبِد, which is the part between the two extremities of its string or the like; then, next to this, the كُلْيَة; then, next to this, the أَبْهَر; then, the طَائِف; then, the سِئَة, which is the curved part of the extremity. (As.) b4: And A tent-pole. (JK.) b5: And The shorter side of a feather: (K:) [or] so أَبَاهِرُ [which is the pl.]: (JK:) [or] the latter signifies the feathers (Lh, S) of the wing (Lh) of a bird (Lh, S) next after those called الخَوَافِى, (Lh,) [and] next [before] those called الكُلَى: (S:) the first of them are those called القَوَادِمُ, (S,) four in number, in the fore part of the wing; (Lh;) the next, المَنَاكِبُ, (Lh, S,) also four; (Lh;) the next, الخَوَافِى, (Lh, S,) also four; (Lh;) the next, الأَبَاهِرُ, (Lh, S,) also four; (Lh;) and the next, الكُلَى [which are also four]. (S.) مَبْهُورٌ: see بَهِيرٌ.

مُبْتَهِرٌ: see بَهِيرٌ.

مُنْبَهِر: see بَهِيرٌ.

بهر: البُهْرُ: ما اتسع من الأَرض. والبُهْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ،

وقيل هي الأَرض الواسعة بين الأَجْبُلِ. وبُهْرَةُ الوادي: سَرارَتُه

وخيره. وبُهْرَةُ كل شيء: وسطُه. وبُهْرَةُ الرَّحْلِ كزُفْرَتِه أَي وسطه.

وبُهْرَةُ الليل والوادي والفرس: وسطه. وابْهارَّ النهارُ: وذلك حين ترتفع

الشمس. وابْهارَّ الليلُ وابْهِيراراً إِذا انتصف؛ وقيل: ابْهارَّ

تراكبت ظلمته، وقيل: ابْهارَّ ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نحو من ثلثه.

وابْهارَّ علينا أَي طال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه سار ليلةً

حتى ابْهارَّ الليلُ. قال الأَصمعي: ابْهارَّ الليلُ يعني انتصف، وهو

مأْخوذ من بُهْرَةِ الشيء وهو وسطه. قال أَبو سعيد الضرير: ابْهِيرارُ الليل

طلوعُ نجومه إِذا تنامّت واستنارت، لأَن الليل إِذا أَقبل أَقبلت

فَحْمَتُه، وإِذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة.

وفي الحديث: فلما أَبْهَرَ القومُ احترقوا أَي صاروا في بُهْرَةِ النهار

وهو وسطه.

وتَبَهَّرَتِ السحابةُ: أَضاءت. قال رجل من الأَعراب وقد كبر وكان في

داخل بينه فمرّت سحابة: كيف تراها يا بنيّ؟ فقال: أَراها قد نَكَّبتْ

وتَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ.

والبُهْرُ: الغلبة. وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَهُ وعلاه

وغلبه. وبَهَرَتْ فُلانةُ النساء: غلبتهن حُسْناً. وبَهَرَ القمرُ النجومَ

بُهُوراً: غَمَرَها بضوئه؛ قال:

غَمَّ النجومَ ضَوؤُه حِينَ بَهَرْ،

فَغَمَرَ النَّجْمَ الذي كان ازْدَهَرْ

وهي ليلة البُهْرِ. والثلاث البُهْرُ: التي يغلب فيهــا ضوءُ القمر

النجومَ، وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة. يقال: قمر باهر إِذا علا

الكواكبُ ضَوؤه وغلب ضوؤُه ضوأَها؛ قال ذو الرمة يمدح عمر بن هبيرة:

ما زِلْتَ في دَرَجاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً،

تَنْمي وتَسْمُو بك الفُرْعانُ مِنْ مُضَرَا (قوله الفرعان هكذا في

الأَصل، ولعلها القُرعان: ويريد بهم الأَقرع بن حابس الصحابي وأَخاه مرثداً

وكانا من سادات العرب).

حَتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ،

إِلاَّ على أَكْمَهٍ، لا يَعْرِفُ القَمَرَا.

أَي علوت كل من يفاخرك فظهرت عليه. قال ابن بري: الذي أَورده الجوهري

وقد بَهرْتَ، وصوابه حتى بَهرْتَ كما أَوردناه، وقوله: على أَحد؛ أَحد ههنا

بمعنى واحد لأَن أَحداً المستعمل بعد النفي في قولك ما أَحد في الدار لا

يصح استعماله في الواجب. وفي الحديث: صلاة الضحى إِذا بَهَرَت الشَّمسُ

الأَرضَ أَي غلبها نورها وضوْؤُها. وفي حديث عليّ: قال له عَبْدُ خَيْرٍ:

أُصَلِّي إِذا بَزَغَتِ الشمسُ؟ قال: لا، حتى تَبْهَرَ البُتَيْراءُ أَي

يستبين ضوؤُها. وفي حديث الفتنة: إِنْ خَشِيتَ أَن يَبْهَرَك شُعاعُ

السيف. ويقال لليالي البيض: بُهْرٌ، جمع باهر. ويقال: بُهَرٌ بوزن ظُلَمٍ

بُهْرَةٍ، كل ذلك من كلام العرب. وبَهَرَ الرجلُ: بَرَعَ؛ وأَنشد البيت

أَيضاً:

حتى بهرتَ فما تخفي على أَحد

وبَهْراً له أَي تَعْساً وغَلَبَةً؛ قال ابن ميادة:

تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبِيعُونَ مُهْجَتي

بجاريةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرا

وقال عمر بن أَبي ربيعة:

ثم قالوا: تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهْراً

عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ

وقيل: معنى بَهْراً في هذا البيت جمّاً، وقيل: عَجَباً. قال سيبويه: لا

فعل لقولهم بَهْراً له في حدّ الدعاء وإنما نصب على توهم الفعل وهو مما

ينتصب على إضمار الفعل غَيْرَ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه. وبَهَرَهُم الله

بَهْراً: كَرَبَهُم؛ عن ابن الأَعرابي. وبَهْراً لَهُ أَي عَجَباً.

وأَبْهَرَ إِذا جاء بالعَجَبِ. ابن الأَعرابي: البَهْرُ الغلبة. والبَهْرُ:

المَلْءُ، والبَهْرُ: البُعْدُ، والبَهْرُ: المباعدة من الخير، والبَهْرُ:

الخَيْبَةُ، والبَهْرُ: الفَخْرُ. وأَنشد بيت عمر بن أَبي ربيعة؛ قال أَبو

العباس: يجوز أَن يكون كل ما قاله ابن الأَعرابي في وجوه البَهْرِ أَن

يكون معنى لما قال عمر وأَحسنها العَجَبُ. والبِهارُ: المفاخرة. شمر:

البَهْرُ التَعْسُّ، قال: وهو الهلاك.

وأَبْهَرَ إِذا استغنى بعد فقر. وأَبْهَرَ: تزوج سيدة، وهي البَهِيرَةُ.

ويقال: فلانة بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ. وأَبْهَرَ إِذا تلوّن في أَخلاقه

دَمًّاثَةً مَرّةً وخُبْثاً أُخْرى. والعرب تقول: الأَزواج ثلاثة: زوجُ

مَهْرٍ، وزوجُ بَهْرٍ، وزوج دَهْرٍ؛ فأَما زوج مهرٍ فرجل لا شرف له فهو

يُسنْي المهرَ ليرغب فيه، وأَما زوج بهر فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه المرأَة

لتفخر به، زووج دهر كفؤها؛ وقيل في تفسيرهم: يَبْهَرُ العيون بحسنه أَو

يُعدّ لنوائب الدهر أَو يؤخذ منه المهر.

والبُهْرُ: انقطاع النَّفَسِ من الإِعياء؛ وقد انْبَهَرَ وبُهِرَ فهو

مَبْهُورٌ وبَهِيرٌ؛ قال الأَعشى:

إِذا ما تَأَتَّى يُرِيدُ القيام

تَهادى، كما قَدْ رَأَيْتَ البَهِيرَا

والبُهْرُ بالضم: تتابع النَّفَسِ من الإِعياء، وبالفتح المصدر؛

بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً أَي أَوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ أَي

تتابع نفسه. ويقال: بُهِرَ الرجل إِذا عدا حتى غلبه البُهْرُ وهو

الرَّبْوُ، فهو مبهور وبهير. شمر: بَهَرْت فلاناً إِذا غلبته ببطش أَو لسان.

وبَهَرْتُ البعيرَ إِذا ما رَكَضْتَهُ حتى ينقطع؛ وأَنشد ببيت ابن

ميادة:أَلا يا لقومي إِذ يبيعون مِهْجَتي

بجاريةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرَا

ابن شميل: البَهْرُ تَكَلُّف الجُهْدِ إِذا كُلِّفَ فوق ذَرْعِهِ؛ يقال

بَهَرَه إِذا قطع بُهْرَهُ إِذا قطع نَفَسَه بضرب أَو خنق أَو ما كان؛

وأَنشد:

إِنَّ البخيل إِذَا سَأَلْتَ إِذَا سَأَلْتَ بَهَرْتَهُ

وفي الحديث: وقع عليه البُهْرُ، هو بالضم ما يعتري الإِنسان عند السعي

الشديد والعدو من النهيج وتتابع النَّفَس؛ ومنه حديث ابن عمر: إِنه أَصابه

قَطْعٌ أَو بُهْرٌ.

وبَهَرَه: عالجه حتى انْبَهَرَ. ويقال: انبهر فلان إِذا بالغ في الشيء

ولم يَدَعْ جُهْداً. ويقال: انْبَهَرَ في الدعاء إِذا تحوّب وجهد،

وابْتَهَرَ فُلانٌ في فلان ولفلان إِذا لم يدع جهداً مما لفلان أَو عليه، وكذلك

يقال ابتهل في الدعاء؛ قال: وهذا مما جعلت اللام فيه راء. وقال خالد بن

جنبة: ابتهل في الدعاء إِذا كان لا يفرط عن ذلك ولا يَثْجُو، قال: لا

يَثْجُو لا يسكت عنه؛ قال: وأَنشد عجوز من بني دارم لشيخ من الحي في

قعيدته:ولا ينامُ الضيف من حِذَارِها،

وقَوْلِها الباطِلِ وابْتِهارِها

وقال: الابْتِهارُ قول الكذب والحلف عليه. والابتهار: ادّعاء الشيء

كذباً؛ قال الشاعر:

وما بي إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهارُ

وابْتُهر فُلانٌ بفلانَةَ: شُهِرَ بها.

والأَبْهرُ: عِرْق في الظهر، يقال هو الوَرِيدُ في العُنق، وبعضهم يجعله

عرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْب؛ وقيل: الأَبْهَرانِ الأَكْحَلانِ، وفلان

شديد الأَبْهَرِ أَي الظهر. والأَبْهَرُ: عِرْقٌ إِذا انقطع مات صاحبه؛

وهما أَبْهَرانِ يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشَّرايين. وروي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما زالت أُكْلَةُ خيبر تعاودني

فهذا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِي؛ قال أَبو عبيد: الأَبْهَرُ عرق مستبطن في

الصلب والقلب متصل به فإِذا انقطع لم تكن معه حياة؛ وأَنشد الأَصمعي لابن

مقبل:

وللفؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبَهرِه،

لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ

الوجيب: تحرُّك القلب تحت أَبهره. والَّلدْمُ: الضَّرْب. والغيب: ما كان

بينك وبينه حجاب؛ يريد أَن للفؤاد صوتاً يسمعه ولا يراه كما يسمع صوت

الحجر الذي يرمي به الصبي ولا يراه، وخص الوليد لأَن الصبيان كثيراً ما

يلعبون برمي الحجارة، وفي شعره لدم الوليد بدل لدم الغلام. ابن الأَثير:

الأَبهر عرق في الظهر وهما أَبهران، وقيل: هما الأَكحلان اللذان في

الذراعين، وقيل: الأَبهر عرق منشؤه من الرأْس ويمتد إِلى القدم وله شرايين تتصل

بأكثر الأَطراف والبدن، فالذي في الرأْس منه يسمى النَّأْمَةَ، ومنه

قولهم: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه أَي أَماته، ويمتدُ إِلى الحلق فيسمى الوريد،

ويمتد إِلى الصدر فيسمى الأَبهر، ويمتد إِلى الظهر فيسمى الوتين والفؤاد

معلق به، ويمتد إِلى الفخذ فيسمى النَّسَا، ويمتدّ إِلى الساق فيسمى

الصَّافِنَ، والهمزة في الأَبهر زائدة، قال: ويجوز في أَوان الضم والفتح،

فالضم لأَنه خبر المبتدإِ، والفتح على البناء لإِضافته إِلى مبني كقوله:

على حِينَ عاتبتُ المَشيبَ عَلى الصِّبا

وقلتُ: أَلمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وازِعُ؟

وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فيُلْقى بالفضاء منقطعاً أَبْهَراهُ.

والأَبْهَرُ من القوس: ما بين الطائف والكُلْية. الأَصمعي: الأَبهر من القوس

كبدها وهو ما بين طرفي العِلاقَةِ ثم الكلية تلي ذلك ثم الأَبهر يلي ذلك

ثم الطائف ثم السِّيَةُ وهو ما عطف من طرفيهــا. ابن سيده: والأَبهر من

القوس ما دون الطائف وهما أَبهِران، وقيل: الأَبهر ظهر سية القوس، والأَبهر

الجانب الأَقصر من الريش، والأَباهر من ريش الطائر ما يلي الكُلَى

أَوّلها القَوادِمُ ثم المَنَاكِبُ ثم الخَوافي ثم الأَباهِرُ ثم الكلى؛ قال

اللحياني: يقال لأَربع ريشات من مقدّم الجناح القوادم، ولأَربع تليهن

المناكب، ولأَربع بعد المناكب الخوافي، ولأَربع بعد الخوافي الأَباهر. ويقال:

رأَيت فلاناً بَهْرَةً أَي جَهْرَةً علانية؛ وأَنشد:

وكَمْ مِنْ شُجاع بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً،

يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ

وتَبَهَّر الإِناءُ: امْتَلأَ؛ قال أَبو كبير الهذلي:

مُتَبَهّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها،

يَخْرُجْنَ مِنْ لَجَفٍ لهَا مُتَلَقَّمِ

والبُهار: الحِمْلُ، وقيل: هو ثلثماه رطل بالقبطية، وقيل: أَربعمائة

رطل، وقيل: ستمائة رطل، عن أَبي عمرو، وقيل: أَلف رطل، وقال غيره: البهار،

بالضم، شيء يوزن به وهو ثلثمائة رطل. وروي عن عمرو بن العاص أَنه قال:

إِنّ ابن الصَّعْبَةِ، يعني طلحة ابن عبيد الله، كان يقال لأُمه الصعبة؛

قال: إِنّ ابن الصعبة ترك مائة بُهار في كل بُهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة

فجعله وعاء؛ قال أَبو عبيد: بُهار أَحسبها كلمة غير عربية وأُراها قبطية.

الفرّاء: البُهارُ ثلثمائة رطل، وكذلك قال ابن الأَعرابي، قال:

والمُجَلَّدُ ستمائة رطل، قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن البُهار عربي صحيح وهو ما

يحمل على البعير بلغة أَهل الشأْم؛ قال بُرَيْقٌ الهُذَليّ يصف سحاباً

ثقيلاً:

بِمُرْتَجِزٍ كَأَنَّ على ذُرَاهُ

رِكاب الشَّأْمِ، يَحْمِلْنَ البُهارا

قال القتيبي: كيف يُخْلفُ في كل ثلثمائة رطل ثلاثة قناطير؟ ولكن البُهار

الحِمْلُ؛ وأَنشد بيت الهذلي. وقال الأَصمعي في قوله يحملن البهارا:

يحملن الأَحمال من متاع البيت؛ قال: وأَراد أَنه ترك مائة حمل. قال: مقدار

الحمل منها ثلاثة قناطير، قال: والقنطار مائة رطل فكان كل حمل منها

ثلثمائة رطل. والبُهارُ: إِناءٌ كالإِبْريق؛ وأَنشد:

على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهارُ

قال الأَزهري: لا أَعرف البُهارَ بهذا المعنى.

ابن سيده: والبَهارُ كُلُّ شيء حَسَنٍ مُنِيرٍ. والبَهارُ: نبت طيب

الريح. الجوهري: البَهارُ العَرارُ الذي يقال له عين البقر وهو بَهارُ

البَرْ، وهو نبت جَعْدٌ له فُقَّاحَةٌ صفراء بنبت أَيام الربيع يقال له

العرارة. الأَصمعي: العَرارُ بَهارُ البر. قال الأَزهري: العرارة الحَنْوَةُ،

قال: وأُرى البَهار فارسية. والبَهارُ: البياض في لبب الفرس.

والبُهارُ: الخُطَّاف الذي يطير تدعوه العامّة عصفور الجنة.

وامرأَة بَهِيرَةٌ: صغيرة الخَلْقِ ضعيفة. قال الليث: وامرأَةٌ

بَهِيرَةٌ وهي القصيرة الذليلة الخلقة، ويقال: هي الضعيفة المشي. قال الأَزهري:

وهذا خطأٌ والذي أَراد الليث البُهْتُرَةُ بمعنى القصيرة، وأَما

البَهِيرَةُ من النساء فهي السيدة الشريفة؛ ويقال للمرأَة إِذا ثقلت أَردافها

فإِذا مشت وقع عليها البَهْرُ والرَّبْوُ: بَهِيرَةٌ؛ ومنه قول الأَعشى:

تَهادَى كما قد رأَيتَ البَهِيرَا

وبَهَرَها بِبُهْتانٍ: قذفها به. والابتهار: أَن ترمي المرأَة بنفسك

وأَنت كاذب، وقيل: الابْتِهارُ أَن ترمي الرجل بما فيه، والابْتِيارُ أَن

ترميه بما ليس فيه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رفع إِليه غلام

ابْتَهَرَ جارية في شعره فلم يُوجَدِ الثِّبَتُ فدرأَ عنه الحدّ؛ قال أَبو

عبيد: الابتهار أَن يقذفها بنفسه فيقول فعلت بها كاذباً، فإِن كان صادقاً قد

فعل فهو الإِبتيار على قلب الهاء ياء؛ قال الكميت:

قَبيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا

ة، إِمَّا ابْتِهاراً وإِمَّا ابْتِيارَا

ومنه حديث العوّام: الابتهار بالذنب أَعظم من ركوبه وهو أَن يقول فعلت

ولم يفعل لأَنه لم يدّعه لنفسه إِلاَّ وهو لو قدر فعل، فهو كفاعله بالنية

وزاد عليه بقبحه وهتك ستره وتبجحه بذنب لم يفعله. وبَهْراءُ: حَيٌّ من

اليمن. قال كراع: بهراء، ممدودة، قبيلة، وقد تقصر؛ قال ابن سيده: لا أَعلم

أَحداً حكى فيه القصر إِلا هو وإِنما المعروف فيه المدّ؛ أَنشد ثعلب:

وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيوفَنا

سُيوفُ النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ

وقال معناه: لا يليق بنا أَن نقتل مسلماً لأَنهم نصارى معاهدون، والنسب

إِلى بَهْرَاءَ بَهْراوِيٌّ، بالواو على القياس، وبَهْرَانِيُّ مثلُ

بَحْرانِيّ على غير قياس، النون فيه بدل من الهمزة؛ قال ابن سيده: حكاه

سيبويه. قال ابن جني: من حذاقق أَصحابنا من يذهب إِلى أَن النون في بهراني

إِنما هي بدل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب، وأَن الأَصل

بهراوي وأَن النون هناك بدل من هذه الواو، كما أَبدلت الواو من النون في

قولك؛ من وافد، وإِن وقفت وقفت ونحو ذلك، وكيف تصرفت الحال فالنون بدل من

الهمزة؛ قال: وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبدلت من

الهمزة في غير هذا، وكان يحتج في قولهم إِن نون فعلان بدل من همزة فعلاء،

فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب ذيب وفي جؤْنة جونة،

إِنما يريدون أَن النون تعاقب في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب لام المعرفة

التنوين أَ لا تجتمع معه فلما لم تجامعه قيل: إِنها بدل منه، وكذلك

النون والهمزة؛ قال: وهذا مذهب ليس بقصد.

بهر
: (البُهْر، بالضمِّ: مَا اتَّسَعَ من الأَرض) .
(و) البُهْرُ: (شَرُّ الوادِي وخَيْرُه) ، هاكذا فِي النُّسَخ بالشِّين المعجَمَة، والصّواب: سِرُّ الوادِي، بالسِّين؛ أَي سَرارَتُه، كَمَا فِي الأُصول المُصَحَّحَةِ، (كالبُهْرَةِ، فيهــمَا) ، وَفِي اللِّسَان: والبُهْرَة: الأَرضُ السَّهْلَةُ، وَقيل: هِيَ الأَرضُ الواسعةُ بَين الأَجْبُلِ.
(و) البُهْرُ: (البَلَدُ) أَو وَسَطَه، وَيُقَال: مِن أَيِّ بُهْرٍ أَنتَ؟ أَي مِن أَيِّ بَلَدٍ؟
(و) من المَجاز: البُهْرُ: (انْقِطَاعُ النَّفَسِ من الإِعياءِ) ، وبالفَتْح مصدر بَهَرَه الحِمْلُ يَبْهَرُه بَهْراً.
(وَقد نْبهَرَ) وابْتهرَ، أَي تَتابَعَ نَفَسُهُ.
(و) يُقَال: (بُهِرَ) الرجلُ (كعُنِيَ) ، إِذا عَدَا حَتَّى غَلَبَهُ البُهْرُ، وَهُوَ الرَّبْوُ، (فَهُوَ مَبْهُور وبَهيرٌ) ، وَفِي الحَدِيث: (وَقَعَ عَلَيْهِ البُهْرُ) ، هُوَ بالضَّمِّ: مَا يَعْتَرِي الإِنْسانَ عِنْد السَّعْيِ الشديدِ والعَدْوِ، من النَّهِيج وتَتَابُعِ النَّفَسِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ (أَنَّه أَصابَه قُطْعٌ أَو بُهْرٌ) . وبَهَرَه: عالَجَه حَتَّى انْبَهَرَ.
(و) من المَجَاز: (البَهْرُ: الإِضاءَةُ، كالبُهُورِ) ، بالضمِّ، وَفِي حَدِيث عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (قَالَ لَهُ عَبْدُ خَيْرٍ: أُصَلِّي الضُّحَى إِذا بَزَغَتِ الشمسُ؟ قَالَ: لَا، حَتَّى تَبْهَرَ البُتَيْرَاءُ) ، أَي يَسْتَبِينَ ضَوْءُهَا.
(و) من المَجاز: البَهْرُ: (الغَلَبَةُ) ، بَهَرَه يَبْهَرُ بَهْراً: قَهَرَه وعَلاه وغَلَبَه. وَبَهَرَتْ فلاةُ النِّسَاءَ: غَلَبَتْهُنَّ حُسْناً، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يمدحُ عُمَرَ بنَ هُبَيْرَةَ:
مَا زِلْتَ فِي دَرَجَاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً
تَنْمِي وتَسْمُو بكَ الفُرْعانُ مِن مُضَرَا
حتَّى بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى على أَحَدٍ
إِلّا على أَكْمَهٍ لَا يَعْرِفُ القَمَرَا
أَي عَلَوْتَ كلَّ مَن يُفَاخِرُكَ فظَهرتَ عَلَيْهِ.
وَفِي الحَدِيث: (صلاةُ الضُّحَى إِذا بَهَرَت الشمسُ الأَرضَ) ، أَي غَلَبَها نُورُها وضَوءُها.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: البَهْرُ (المَلْءُ) .
(و) البَهْرُ: (البُعْدُ) .
والبَهْرُ: المُبَاعَدَةُ مِن الخَيْر.
(و) البَهْرُ: (الحُبُّ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَالَّذِي نُقِلَ عَن ابْن الأَعرابيّ أَنه قَالَ: والبَهْرُ: الخَيْبَةُ. والبَهْرُ الفَخْرُ، وأَنشدَ بيتَ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ، ولعلّ مَا ذَكَره المصنِّفُ تَصْحِيفٌ، فلْيُنْظَرْ، وبيتُ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ الَّذِي أَشار إِليه هُوَ قولُه:
ثُمَّ قَالُوا: تُحِبُّها؟ قُلتُ: بَهْراً
عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ وَقيل: معنَى (بَهْراً) فِي هاذا الْبَيْت: جَمًّا، وَقيل: عَجَباً، قَالَ أَبو العبّاس: يجوزُ أَن كلَّ مَا قَالَه ابنُ الأَعرابيِّ فِي وُجُوهِ البَهْرِ أَنْ يكونَ معنىٌ لما قَالَ عُمَرُ، وأَحسنُها العَجَبُ.
(و) البَهْرُ: (الكَرْبُ) المُعْتَرِي للبَعِيرِ عِنْد الرَّكْضِ، أَو للإِنسان، إِذا كُلِّفَ فَوق الجَهْد.
(و) البَهْرُ: (القَذْفُ والبُهتانُ) ، يُقَال: بَهَرَها ببُهتانٍ، إِذا قَذَفَها بِهِ.
(و) البَهْرُ: (التَّكْلِيفُ فوقَ الطّاقَةِ) يُقَال: بَهَرَه، إِذا قَطَعَ بُهْرَه، وَذَلِكَ إِذا قَطَعَ نَفَسَه بضَرْب أَو خَنْق، أَو مَا كَانَ، قالَه ابْن شُمَيْلٍ، وأَنشدَ:
إِنَّ البَخِيلَ إِذا سَأَلْتَ بَهَرْتَه
وتَرَى الكَرِيمَ يَرَاحُ كالمُخْتَالِ
(و) البَهْرُ: (العَجَبُ، وبَهْراً لَهُ) ، أَي عَجَباً، قَالَه ابْن الأَعرابيِّ، وَبِه فَسَّر أَبو العَبّاس الزَّجّاجُ بيتَ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ المتقدِّم ذِكْرُه، وأَنشدَ ابنُ شُمَيْلٍ بيتَ ابنِ مَيّادَةَ:
أَلَا يَا لَقَوْمِي إِذْ يَبِيعُون مُهْجَتِي
بجارِيَةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَهَا بَهْرَا
(أَي تَعْساً) وغَلَبَةً، هاكذا فَسَّرَه غيرُ واحدٍ، قَالَ سِيبوَيْه: لَا فِعْلَ لقولِهم: بَهْراً لَهُ، فِي حَدّ الدُّعَاءِ، وإِنما نُصِبَ على توهُّمِ الفِعلِ، وَهُوَ ممّا يَنْتَصِبُ على إِضمر الفِعْلِ غيرِ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه.
(و) من المَجاز: (بَهَرَ القَمَرُ كمَنَعَ) النُّجُومَ بُهُوراً: بَهَرَها بضَوْئِه، قَالَ:
غَمَّ النُّجُومَ ضَوْءُه حِينَ بَهَ
فَغَمرَ النَّجْمَ الَّذِي كانَ ازْدَهَرْ
يُقَال: قَمَرٌ باهِرٌ، إِذا عَلَا، و (غَلَبَ ضَوءُه ضَوءَ الكواكبِ) .
(و) بَهَرَ (فلانٌ) ، إِذا (بَرَعَ) وفَاق نُظراءَه، وأَنشدُوا قولَ ذِي الرُّمَّةِ:
حتَّى بَهَزْتَ فَمَا تَخْفَى على أَحَدٍ
أَي بَرَعْتَ وعَلَوْتَ.
(و) يُقَال: فلانٌ شديدُ (الأَبْهَرِ) ، أَي (الظَّهْرِ) .
(و) الأَبْهَرُ أَيضاً: (عِرْقٌ فِيهِ، و) يُقَال: هُوَ (وَرِيدُ العُنُق) ، وبعضُهم يَجعلُه عِرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْبِ والقَلْبِ. قلت: وَهُوَ قولُ أَبي عُبَيْد، وتمامُه: فإِذا انقطعَ لم تكنْ مَعَه حَياةٌ.
(و) قيل: الأَبْهَرُ: (الأَكْحَلُ) ، وهما الأَبْهَرانِ يَخرُجَان من القلْب، ثمَّ يَتَشَعَّبُ مِنْهُمَا سائرُ الشَّرايين، ورُوِيَ من النبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم أَنه قَالَ: (مَا زالتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَاوِدُنِي فهاذاأَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي) . وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: وَمَا زل يُراجِعُه الأَلَمُ حَتَّى قَطَعَ أَبْهَرَه، أَي أَهْلَكَه، انْتهى.
وأَجمعُ من ذالك قولُ ابنِ الأَثِير؛ فإنّه قَالَ: الأَبْهَرُ عِرْقٌ مَنْشَؤُه مِن الرَّأْس، ويَمْتَدُّ إِلى القَدمِ، وَله شَاريِينُ تتَّصِلُ بأَكثرِ الأَطرافِ والبَدَنِ، فَالَّذِي فِي الرأْس منهُ يُسَمَّى النَّأْمَة، وَمِنْه قولُهم: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه، أَي أَماتَه، ويَمتدُّ إِلى الحَلْق فيُسَمَّى فِيهِ الوَرِيدَ، ويمتدُّ إِلى الصَّدْر فيُسَمَّى الأَبْهَرَ، ويمتدُّ إِلى الظَّهْر فيُسَمَّى الوَتِينَ، والفُؤادُ معلَّقٌ بِهِ، ويمتدُّ إِلى الفَخِذ فيُسَمَّى النَّسَا، ويمتدُّ إِلى السّاق فيُسَمَّى الصّافِنَ، والهمزةُ فِي الأَبْهَر زائدةٌ، انْتهى.
وأَنشدَ الأَصمعيُّ لِابْنِ مُقْبِلٍ:
ولِلْفُؤادِ وَجِيبٌ تَحتَ أَبْهَرِهِ
لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ
(و) الأَبْهَرُ: (الجانِبُ الأَقْصَرُ مِن الرِّيش) . والأَباهِرُ مِن رِيشِ الطّائِر: مَا يَلِي الكُلَى أَوّلُها القَوادِمُ، ثمَّ الخَوافِي، ثمَّ الأَباهِرُ، ثمَّ الكُلَى، وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: يُقَالِ لأَرْبَعِ رِيشَاتٍ من مُقَدَّم الجَنَاحِ: القَوادِمُ، ولأَربعٍ يَلِيهنَّ: المَنَاكِبُ، ولأَربعٍ بعدَ المَناكِبِ: الخَوافِي، ولأَربعٍ بعد الخَوافِي: الأَباهِرُ.
(و) قيل: الأَبْهَرُ: (ظَهْرُ سِيَةِ القَوْسِ، أَو) الأَبْهَرُ من القَوْسِ (مَا بينَ طائِفِها والكُلْيَةِ) . وَفِي حَدِيث عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (فيُلْقَى بالفَضاءِ مُنقطِعاً أَبْهَرَاه) . قَالَ الأَصمعيّ: فِي القَوْس كَبِدُها، وَهُوَ مَا بَين طَرَفَي العِلَاقَةِ، ثمَّ الكُلْيَةُ تَلِي ذالك، ثمَّ الأَبْهَرُ يَلِي ذالك، ثمَّ الطّائِفُ، ثمَّ السِّيَةُ، وَهُوَ مَا عُطِفَ مِن طَرَــفَيْهَــا.
(و) الأَبْهَرُ: (الطَّيِّبُ من الأَرض) السَّهْلُ مِنْهَا، (لَا يَعْلُوه السَّيْلُ) ، وَمِنْهُم مَن قَيَّدَه بِمَا بَين الأَجْبُلِ.
(و) الأَبْهَرُ: (الضَّرِيعُ اليابِسُ) نقلَه الصَّغانيّ.
(و) أَبْهَرُ، (بِلَا لامٍ: مُعَرَّبُ آبْ هَرْ، أَي ماءُ الرَّحْى: د، عظيمٌ بَين قَزْوِينَ وزَنْجَانَ) ، مِنْهَا إِلى قَزْوِينَ إثنا عَشَرَ فَرْسَخاً، وَمِنْهَا إِلى زَنْجَانَ خمسةَ عشرَ فَرْسَخاً، ذَكَره ابنُ خُرْدَاذْبَه.
(و) أَبْهَرُ: (بُلَيْدَةٌ بنواحِي أَصْبَهَانَ) ، ذَكَرَه أَبو سَعِيدٍ المالِينيُّ، ونُسِبَ إِليها أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ صالحٍ التَمِيمِيُّ، الفَقِيهُ المُقرِي، تُوُفِّيَ سنةَ 375 هـ، ونُسِبَ إِليها أَيضاً أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ بنِ ماجَه الأَبْهَرِيُّ، طَال عُمرُه، وأَكْثَرُوا عَنهُ الحديثَ، تُوُفِّيَ سَنةَ 481 هـ.
(و) أَبْهَرُ: (جبلٌ بالحِجاز) .
وبَهْرَاءُ: (قَبِيلةٌ) من اليَمن، قَالَ كُراع: (وَقد يُقْصَرُ) ، قَالَ ابنِ سِيدَه: لَا أَعْلَمُ أَحداً حَكَى فِيهِ القَصْرَ إِلّا هُوَ، وإِنّمَا المعْرُوفُ فِيهِ المَدُّ، أَنشد ثعلبٌ:
وَقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيُوفَنَا
سُيُوفُ النَّصارَى لَا يَلِيقُ بهَا الدَّمُ (والنِّسْبَةُ بَهْرَانِيٌّ) مثْلُ بَحْرانِيّ، على غيرِ قِياسٍ، والنُّونُ فِيهِ بَدَلٌ من الهَمْز، قَالَ ابْن سِيدَه: حَكاه سِيبَوَيْهِ. (وبَهْراوِيٌّ) ، على القِيَاسِ، قَالَ ابْن جِنِّي: مِن حُذّاقِ أَصحابِنا مَن يذهبُ إِلى أَن النونَ فِي بَهْرَانِيَ إِنّمَا هِيَ بَدَلٌ من الْوَاو، الَّتِي تُبدَلُ مِن هَمْزةِ التَّأْنِيثِ فِي النَّسَب، وأَن الأَصلَ بَهْرَاوِيٌّ، وأَن النُّونَ هُنَاكَ بَدَلٌ من هاذه الْوَاو، كَمَا أُبْدِلَتِ الواوُ من النُّون فِي قَوْلك: مِن وافِد، وإِن وقفتَ وقفت، وَنَحْو ذالك، وكيفَ تَصَرَّفَتِ الحالُ فالنُّون بَدَلٌ من الْهمزَة، قَالَ: وإِنَّما ذَهَبَ مَن ذَهَب إِلى هاذا؛ لأَنه لم يرَ النُّون. أُبْدِلَتْ مِن الهَمْزة فِي غير هاذا، وكانَ يَحْتَجُّ فِي قَوْلهم: إِنَّ نُونَ فَعْلَانَ بدلٌ من همزَة عْلاءَ، فَنَقُول: لَيْسَ غَرَضُهُم هُنَا البدلَ الَّذِي هُوَ نحوُ قولِهم فِي ذِئْبٍ: ذِيبٌ، وَفِي جُؤْنَةَ: جُونَةُ، إِنّمَا يُرِيدُونَ أَنّ النُّونَ تُعاقِبُ فِي هاذا الْموضع الهمزةَ، كَمَا تُعاقِبُ لامُ المعرفةِ التنوينَ، أَي لَا تجتَمِعُ مَعَه، فلمّا لم تُجامِعْه قيل: إِنها بدلٌ مِنْهُ، وكذالك النونُ والهمزةُ، قَالَ: وهاذا مذهبٌ لَيْسَ بقَصْدٍ.
(والبَهَارُ) كسَحَابٍ: (نَبْتٌ طَيْبُ الرِّيحِ) . قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ بَهارُ البَرِّ، وَهُوَ نَبْتٌ جَعْدٌ لَهُ فُقّاحَةٌ صفراءُ يَنبتُ أَيّامَ الرَّبِيع، يُقَال لَهَا: العَرَارَةُ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: العَرارُ: بَهَارُ البَرِّ، وَقَالَ الأَزهريُّ: العَرَارَةُ: الحَنْوَةُ، قَالَ: وأُرَى البَهارَ فارسيَّةً.
(و) البَهَارُ: (كلُّ) شيْءٍ (حَسَن مُنِيرٍ) .
(و) البَهَارُ: (لَبَتُ الفَرَسِ) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، (و) الصحيحُ أَنه (البَيَاضُ فِيهِ) ، أَي فِي اللَّبَبِ، وَالَّذِي فِي الأُمَّهاتِ اللُّغَوِيَّةِ: هُوَ البياضُ فِي لَبَانِ الفَرَسِ، فلْيُنْظَرْ.
(و) البَهَارُ: (ة بِمَرْوَ، وَيُقَال لَهَا: بَهارِينُ أَيضاً، مِنْهَا: رُقَادُ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ وَرْقاءُ (بنُ إِبراهيمَ المحدِّثُ) ، مَاتَ سَنَة (سِتَ و) أربعينَ (وَمِائَتَيْنِ) ، هَكَذَا ضَبَطَه الحافظُ.
(و) البُهَارُ (بالضمِّ: الصَّنَمُ) .
(و) البُهَارُ: (الخُطَّافُ) ، وَهُوَ الَّذِي تَدْعُوه العَامَّةُ: عُصْفُورَ الجَنَّةِ.
(و) البُهَارُ: (حُوتٌ أَبيضُ) .
(و) البُهَارُ: (القُطْنُ المَحْلُوجُ) ، وهاذه عَن الصّغَانيِّ.
(و) البُهَارُ: (شَيْءٌ يُوزَنُ بِهِ، وَهُوَ ثلاثُمائَةِ رِطْلٍ) ، قالَه الفَرّاءُ وابنُ الأَعرابيِّ.
ورُوِيَ عَن عَمْرِو بنِ العَاصِ، أَنه قَالَ: (إِنّ ابنَ الصَّعْبَةِ يَعْنِي طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ تَرَكَ مِائَةَ بُهَارٍ، ي كلِّ بُهَارٍ ثَلاَثَةُ قَناطِيرِ ذَهَبٍ وفِضَّةٍ) فجَعَلَه وِعَاءً.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: بُهَارٌ أَحْسَبُها كلمة غيرَ عَرَبيَّةٍ، وأُراها قِبْطِيَّةً.
(أَو أَرْبَعُمِائَةِ) رِطْلٍ، (أَو سِتُّمِائَةِ) رِطْلٍ، عَن أَبِي عَمْرٍ و، (أَو أَلْفُ) رِطْلٍ.
(و) البُهَارُ: (مَتَاعُ البَحْرِ) .
(و) قيل: هُوَ.
العِدْل: (يُحْمَلُ على البَعِير، (فِيهِ أَرْبَعُمِائَةِ رِطْلٍ) ، بِلْغَةِ أَهلِ الشّامِ.
ونَقَلَ الأَزهريُّ عَن الفَرّاءِ وابنِ الأَعرابيِّ قولَهما: إِنّ البهارَ ثلاثُمِائَة رِطْلٍ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: والمُجَلَّدُ سِتُّمَائَةِ رِطْلٍ، قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا يَدُل على أَنَّ البُهَارَ عربيٌّ صحيحٌ، وَقَالَ بُرَيْقٌ الهُذَلِيُّ يصفُ سَحاباً:
بِمُرْتَجِ كأَنَّ على ذُرَاهُ
رِكَابُ الشّامِ يَحْمِلْنَ البُهَارَا
قالب القُتَيْبيُّ: كَيفَ يَخْلُفُ فِي كلِّ ثَلَاثمِائَة رِطْلٍ ثلاثَةَ قَنَاطِيرَ، ولكنّ البُهَارَ الحِمْلُ، وأَنشدَ بيتَ الهُذَلِيِّ، وَقَالَ الأَصمعيُّ فِي قَوْله: (يَحْمِلْنَ البُهَارَا) : يَحْمِلْنَ الأَحْمَالَ مِن مَتَاعِ البَيْتِ، قَالَ: وأَرادَ أَنّه تَرَكَ مائةَ حِمْلٍ، قَالَ: مقدارُ الحِمْلِ مِنْهَا ثلاثةُ قنطايرَ، قَالَ: والقِنطارُ مائةُ رِطْلٍ، فَكَانَ كلُّ حِمْلٍ مِنْهَا ثَلَاثمِائَة رِطْلٍ.
(و) البُهَارُ: (إِناءٌ كالإِبْرِيقِ) ، وأَنشدَ:
على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهَارُ
قَالَ الأَزهريُّ: لَا أَعرِفُ البُهارَ باهذا المعنَى.
(والبَهِيرَةُ) من النِّسَاءِ: (السَّيِّدَةُ الشَّرِيفَةُ) ، وَيُقَال: هِيَ بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ.
(و) البَهِيرَةُ: (الصَّغِيرَةُ الخَلْقِ الضَّعِيفَةُ) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: امرأَةٌ بَهِيرَةٌ، وَهِي القَصِيرةُ الذَّلِيلَةُ الخِلْقَةِ، وَيُقَال: هِيَ الضَّعِيفَةُ المَشْي، قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا خَطَأٌ، وَالَّذِي أَرادَ اللَّيْثُ البُهْتُرَةُ بمعنَى القَصِيرَةِ، وأَما البَهِيرةُ من النساءِ فَهِيَ السَّيدةُ الشَّرِيفةُ.
(وأَبْهَرَ) الرجلُ: (جاءَ بالعَجَبِ) .
(و) أَبْهَرَ، إِذا (اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ) ، كِلَاهُمَا عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) أَبْهَرَ، إِذا (احْتَرَقَ مِن حَرِّ بُهْرَةِ النَّهارِ) ، وَفِي الحَدِيث: (فلمَّا أَبْهَرَ القومُ احترقُوا) ؛ أَي صَارُوا فِي بُهْرَةِ النَّهَارِ، أَي وَسَطِه. وتعبير المصنِّفِ لَا يخلُو عَن رَكَاكَةٍ، وَلَو قَالَ: وأَبْهَرَ: صَار فِي بُهْرَةِ النَّهارِ، كَانَ أَحسنَ.
(و) أَبْهَرَ، إِذا (تَلَوَّنَ فِي أَخُلاقِه) : دَماثَةً مَرَّةً، وخُبْثاً أُخْرَى.
(و) أَبْهَرَ، إِذا (تَزَوَّجَ بَهِيرَةً) مَهِيرَةً، كِلَاهُمَا عَن الصَّغانيّ. (وابْتَهَرَ) الرَّجلُ: (ادَّعَى كَذِباً) ، قَالَ الشَّاعِر:
وَمَا بِي إِنْ مَدَحْتُهُم ابْتِهارُ
وأَنشَدَ عَجُوزٌ مِن بَنِي دارِمٍ لشيخ من الحَيّ فِي قَعِيدَتِه:
وَلَا يَنَامُ الضَّيْفُ مِن حِذارِهَا
وقَوْلِهَا الباطِلِ وابْتِهَارِهَا
قَالُوا: الابْتِهارُ: قولُ الكَذِبِ، والحَلِفُ عَلَيْهِ.
وَفِي المُحكَم: الابْتِهَارُ: أَنْ تَرْمِيَ المرأَةَ بنفسِك وأَنت كاذبٌ.
(و) ابْتَهَرَ: (قَالَ: فَجَرْتُ وَلم يَفْجُرْ) ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (أَنَّهُ رُفِعَ إِليه غُلامٌ ابْتَهَرَ جارِيَةً فِي شِعْرِه، فَلم يُوجَدْ أَنْبَتَ، فدَرَأَ عَنهُ الحَدَّ) . قَالَ: الابْتِهارُ أَن تَقذِفَهَا بنفسِك فَتَقول: فَعَلْتُ بهَا، كاذِباً، فإِن كَانَ صَادِقا قد فَعَلَ فَهُوَ الابْتِيَارُ، على على قَلْبِ الهاءِ يَاء، قَالَ الكُمَيت:
قَبِيحٌ لِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا
ةِ إِمّا ابْتِهاراً وإِمّا ابْتِيارَا
(و) قيل: ابْتَهَرَ، إِذا (رَماه بِمَا فِيهِ) ، وابْتَأَرَ، إِذا رَماه بِمَا لَيْسَ فِيهِ.
وَفِي حَدِيث العَوّام: (الابتهارُ بالذَّنْبِ أَعظمُ مِن رُكُوبِه) . وَهُوَ أَن يقولَ فعلتُ، وَلم يَفعل؛ لأَنه لم يَدَّعِه لنفسِه إِلّا وَهُوَ لَو قَدَرَ فَعَلَ، فَهُوَ كفاعِلهِ بالنِّيَّةِ، وزادَ عَلَيْهِ بقبحه وهَتْكِ سِتْرِه، وتَبحْبُحِه بذَنْبٍ لم يَفْعَلْه.
(و) يُقَال: ابْتَهَرَ (فِي الدُّعَاءِ) إِذا تَحَوَّب وجَهَدَ، وكذالك يُقَال: (ابْتَهَلَ) فِي الدُّعاءِ، وهاذا ممّا جُعِلَتِ الّلامُ فِيهِ رَاء. (أَو) ابْتَهَرَ فِي الدُّعاءِ، إِذا كَانَ (يَدْعُو كلَّ سَاعَة) ، و (لَا يَسْكُتُ) عَنهُ، قالَه خالدُ بنُ جَنْبَةَ، وَقَالَ خالُ بنُ جَنْبَةَ: ابْتَهَرَ فِي الدُّعاءِ، إِذا كَانَ لَا يُفَرّطُ عَن ذالك وَلَا يَثْجُو، قَالَ: لَا يَثْجُو: لَا يَسْكُتُ عَنهُ.
(و) ابْتَهَرَ: (نامَ على مَا خَيَّلَ) ، وَفِي التَّكْمِلَة: على مَا خَيَّلتْ.
(و) ابْتَهَرَ (لفلانٍ وَــفِيه) ، أَي فِي فلانٍ، إِذا (لم يَدَعْ جَهْداً ممّا لَهُ أَو عَلَيْهِ) ، نَقله الصغانيّ.
وابْتَهَرَ، إِذا بالَغَ فِي شيْءٍ وَلم يَدَعْ جَهْداً.
(و) يُقَال: (ابْتُهِرَ) فلانٌ (بفُلانةَ بالضمِّ) ، أَي مَبْنِيًّا للْمَجْهُول: (شُهِرَ بهَا.
(وتَبَهَّرَ) الإِناءُ: (امتلأَ) ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
مُتَبَهِّراتٍ بالسِّجالِ مِلاؤُهَا
يَخْرُجْنَ مِن لَجَفٍ لَهَا مُتَلَقِّمِ
(و) من المَجاز: تَبَهَّرَتِ (السَّحابةُ) إِذا (أَضاءَتْ) ، قَالَ رجلٌ من الأَعراب، وَقد كَبِرَ وَكَانَ فِي داخِله بيتِه، فمَرَّتْ سحابةٌ: كَيفَ ترَاهَا يَا بُنَيّ؟ فَقَالَ: أَراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ. نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ.
(وباهَرَ) مُبَاهَرَةً وبِهَاراً: (فاخَرَ) .
وباهَرَ صاحِبَه فبَهَره: طاوَلَه.
(وانْبَهَرَ السَّيْفُ: انْكَسَرَ نِصْفَيْنِ) ؛ مأْخوذٌ من البُهْرَةِ؛ الوَسَطِ.
(وابْهَارَّ) النَّهَارُ، وذالك حِين ترْتفع الشمسُ.
وابْهَارَّ (الليلُ) ابْهِيراراً، إِذا (انْتَصَفَ) ، قَالَه الأَصمعيُّ؛ مأْخوذٌ من بُهْرَةِ الشَّيْءِ، وَهُوَ وَسَطُه.
(أَو) ابْهَارَّ الليلُ: (تَرَاكَبَتْ ظُلْمَتُه) .
(أَو) ابْهارَّ: (ذَهَبَتْ عامَّتُه) وأَكثرُه (أَو بَقِيَ نحوٌ) مِن (ثُلُثِه) ، وهما قولٌ واحدٌ؛ فإِنه إِذا ذهبتُ عامَّتهُ وأَكثرُه فَلَا يَبْقَى إِلَّا نحوُ ثُلُثِه، ف (أَوْ) هُنَا لَيْسَ للتَّرْدِيد كَمَا لَا يَخْفَى. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: ابْهِيرارُ الليلِ: طلوعُ نُجُوم، إِذا تَتامَّتْ واستنارَتْ؛ لأَنَّ الليلَ إِذا أَقبلَ أَقبلتْ فَحْمَتُه، وإِذا استنارتِ النُّجُومُ ذهبتْ تِلْكَ الفَحْمَةُ، وبكلِّ مَا ذُكِرَ فُسِّرَ الحديثُ: (أَنَّه صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم سارَ حَتَّى ابْهارَّ الليلُ) .
(والباهِراتُ: السُّفُنُ) ، سُمِّيَتْ بذالك (لِشَقِّها الماءَ) وغلبَتها عَلَيْهِ.
(والبَاهِرُ: عِرْقٌ يَنْفُذُ شَواةَ الرَّأْسِ إِلى اليافُوخِ) مِن الدِّماغ، نقلَه الصَّغانيُّ.
(والبَهْوَرُ، كجَرْوَلٍ: الأَسَدُ) ، نقلَه الصغانيُّ، لَغَلَبَتِه.
(وبُهْرَةُ، بالضمِّ: ع بنواحِي المدينةِ) ، على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ. (و) بُهْرَةُ: (ع باليَمَامَةِ) ، عَن الصغانيِّ.
(و) لبُهْرَةُ (مِن اللَّيْلِ، و) مِن (الوادِي، و) من (الفَرَسِ) ، والرَّحْلِ (والحَلْقَةِ: وَسَطُه) ، وتقدَّم بُهْرَةُ الوادِي: سَرَارَتُه وخَيْرُه.
(والبَهيرُ) كَثيرٍ، كَذَا وَقَع ضَبْطُه فِي نُسَخِ الكتابِ، والصَّواب كأَمِيرٍ: (الثَّقِيلَةُ الأَرادفِ الَّتِي إِذا مَشَتْ انْبَهَرَتْ) ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب: ويُقال للمرأَةِ إِذا ثَقُلَ أَرادفُها فإِذا مَشَتْ وَقَعَ عَلَيْهَا البُهْرُ والرَّبْوُ: بَهِيرٌ وَمِنْه قولُ الأَعشى:
إِذا مَا تَأَيَّا تُرِيدُ القِيَامَ
تَهادَى كَمَا قد رَأَيْتَ البَهِيرَا وممّا يُستَدرك عَلَيْهِ:
البِهَارُ: بِالْكَسْرِ: المفاخَرةُ.
وابْهارّ علينا اللَّيْلُ، أَي طالَ.
وليلةُ البُهَرِ: السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ، وَهِي اللَّيالِي الَّتِي يَغْلِبُ فِيهَــا ضَوءُ القمرِ النُّجُومَ، وَهِي كظُلَمٍ جَمْع ظُلْمَةٍ، وَيُقَال بضمَ فسكونٍ جمع باهرٍ.
وَيُقَال لِلَّيَالِي البِيضِ: بُهْرٌ.
وَقَالَ شَمِرٌ: البَهْرُ هُوَ الهَلاكُ.
والعربُ تقولُ: الأَزواجُ ثَلاثةٌ: زَوْجُ مَهْرٍ، وزَوْجُ بَهْرٍ وزَوْجُ دَهْرٍ؛ فأَمَّا زَوْجُ مَهْرٍ فرجلٌ لَا شَرَفَ لَهُ فَهُوَ يُسْنِي المَهْرَ لِيُرْغَبَ فِيهِ، وأَما زوجُ بَهْر، فالشَّرِيفُ وإِنْ قلَّ مالُه تَتَزَوَّجَه المرأَةُ لِتَفْخَرَ بِهِ، وزَوْجُ دَهْرٍ كُفْؤُها. وَقيل فِي تَفْسِيرهم: يبْهَرُ العُيُونَ لِحُسْنِه، أَو يُعدُّ لنَوائِبِ الدَّهْرِ، أَو يُؤْخَذُ مِنْهُ المَهْرُ.
وَيُقَال: رأَيتُ فلَانا بَهْرَةً، أَي جَهْرَةً عَلانِيَةً، وأَنشدَ:
وكمْ مِن شُجَاعٍ بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً
يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ
والأَبْهَرُ: فَرَسُ أَبي الحَكَمِ القَيْنِيِّ.
وبهارةُ: جَدُّ أَبي نَصْرٍ أَحمد بن الْحُسَيْن بن عليّ بن بهارةَ، البَكْرَاباذِيّ الجُرجانيّ، المحدّث، وأَبو الحسنِ محمّد بنُ عُمَرَ بنِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحَسَن بنِ بَهَرٍ، البَقّال حَرَكَة الأَصْبَهَانِيُّ، ذَكَره ابنُ نُقْطَةَ.
وبهرُ بنُ سعدِ بنِ الْحَارِث، جدُّ سالمِ بنِ وابِصَةَ الأَسَدِيّ.
وأُمُّ بهرٍ بنتُ ربيعةَ بنِ سعدِ بن عِجْل.
وعبدُ السَّلَام بنُ الحسنِ بنِ نصر بن بهارٍ المُقَيِّر، عَن ابْن نَاصِر.
وبَهَار: امرأَةٌ كَانَ يُشَبِّبُ بهَا المُؤَمّل بن أُمَيْل الشاعرُ النَّصْريّ.
وأَبو البَهارِ محمّدُ بنُ القاسمِ الثَّقَافِيُّ، كَانَ يُعْجب بالبَهارِ فكُنِيَ بِهِ. قالَه المَرْزُبَانِيُّ.
وبِهَار، ككِتَابٍ: مدينةٌ عَظِيمَة بِالْهِنْدِ.

النار

النار: جوهر لطيف يفرط لشدة لطافته في ذاته المتجمد بالحر المفرط وفي تجميد المتميع بالبرد المفرط، ذكره الحرالي. وقال غيره: جسم لطيف مضيء حار من شأنه الإحراق بالطبع عن الوسط مستقر تحت فلك القمر.
النار
أما جهنم فقد أعدت لِلطَّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيهــا أَحْقاباً (النبأ 22، 23). ويقال لهم وقد كبكبوا فيهــا: هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (الطور 14، 15). وقد أجاد القرآن في تصويرها تصويرا يبعث الرهبة فى النفوس والهلع في القلوب، والخوف من أن يكون المصير إليها، فتلجأ إلى العمل تتقى به لظاها، وتتخذه ستارا بينه وبين لفحها، وإذا كان عرض الجنة عرض السموات والأرض، وكان من السعة بحيث يشعر أهلها بالطلاقة والحرية أنى ساروا، فعلى العكس من ذلك النار فإن ساكنها لا يحس بحرية ولا طلاقة، ولكنه يحس بالضيق، وكأنى بأهل النار يرصّ بعضهم رصّا إلى جوار بعض، لا يكادون يجدون متسعا للحركة ولا الانتقال، ويزيد من ضيقهم أنهم مقيدون في السلاسل، مقرنون في الأغلال، يسحبون على وجوههم ويلقون في النار، وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (الفرقان 13). إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (غافر 71، 72). وليس ذلك لضيق في النار، ولكن للتضييق
على ساكنها، أما النار فتسع أكثر من داخليها، يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (ق 30).
وتلتهب نيران جهنم بوقود من الناس الطغاة والحجارة، وإن الصلة لوثقى بين أهل النّار والحجارة، فإنّ أهل النار لا يميّزهم من الحجارة، ما يمتاز به الناس من العقل والإدراك والحسّ، بل لقد ألغوا عقولهم، فلم يفهموا بها الحق والصواب، ولم يفكروا بها التفكير السليم المنتج، وألغوا أعينهم، وآذانهم، فلا يهتدون بما يرون ولا بما يسمعون، وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (الأعراف 179). أو ليس الغافل أشبه شىء بالجماد، وبم يصير الإنسان إنسانا بغير عقله وإدراكه. ومن حطب جهنم كذلك جند إبليس الذين كانوا يغوون الناس ويضلونهم، فَكُبْكِبُوا فِيهــا هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (الشعراء 94 - 95).
كما يقذف في النار أولئك الآلهة التى كانوا يعبدون من دون الله، وهنا يوجه القرآن أنظارهم إلى أن ما يعبدونه لو كان يستحق أن يكون إلها ما صح أن يلقى فى نهار جهنم خالدا فيهــا، إذ يقول: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيهــا خالِدُونَ (الأنبياء 98، 99).
ويصوّر القرآن شدّة لهيب هذه النيران بضخامة ما يتطاير منها من الشرر، فهو ليس بذرات صغيرة كهذه الذّرّات التى تتصاعد من نار هذه الحياة الدنيا، ولكنه شرر كجذوع الشجر الضخم، أو الجمال الصفر، إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرسلات 32، 33). فليترك المجال للخيال، يتصوّر هذه النيران تلقى مثل هذا الشرر.
هذه النيران الملتهبة يسمع لظاها من مدى بعيد، فكأنما تبدى غيظها مما اقترفه هؤلاء الجناة، واستمع إليه يصوّر ذلك في قوله: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيهــا سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ (الملك 6 - 8). أو لا تحس في هذا التصوير بقوة غضب النيران يملؤها، حتى لتكاد تضيق به وتنفجر، وفي هذه النيران ذات اللظى، يتنفسون لهبها لَهُمْ فِيهــا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (هود 106). وليصوّر خيالك هذا اللهب يتنفسون منه ويزفرون، ليصوّر خيالك هذه النيران تحيط بالعصاة من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت 54، 55). فهى مهادهم، ومنها غطاؤهم، وليصوّر الخيال هذه الوجوه تتقلّب في النيران، والرءوس تنزع منها شواها، وهذه الأجسام تتخذ ثيابها من النار، فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (الحج 19). وهذه الجلود كلما احترقت وصهرت، استبدلت بجلود أخرى، ليبدأ عذابهم من جديد، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ (النساء 56). وهكذا لا يجدون في وسط هذه النيران ظلا يحسون عنده ببرد الراحة، اللهم إلا ظلّ دخان قد تفرق وانتشر شعبا، فصار ظلا لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (المرسلات 31). وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (الواقعة 41 - 44). ويظلون في هذا العذاب خالدين، لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (الزخرف 75). وعليهم حرس مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (التحريم 6).
وأمّا طعامهم فمن شجرة الزقوم، وهى شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (الصافات 64 - 66).
وهى طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (الدخان 44 - 46).
وجعل الله طعامهم في موضع آخر مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (الغاشية 6، 7). فإذا أرادوا الشراب سقوا من عين آنية ، وشربوا حميما ، وغساقا ، وإن ما يتصاعد منه من حرارة يشوى الوجوه شيّا، إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (الكهف 29). وهم يملئون بطونهم من هذا الطعام، ويقبلون على شرابهم في شراهة كشراهة الهيم، فيقطع أمعاءهم، ولا يكتفى الأمر بأن يشربوا من هذا الحميم، ولكنه يصبّ من فوق رءوسهم، يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (الحج 20).
لا عجب إذا إن حاول هؤلاء النزلاء أن يفروا من جهنم، ولكن أنى لهم الفرار، وقد أعدت وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهــا وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (الحج 21، 22). أو إن تمنوا أن لو كانوا ترابا، أو دعوا الله أن ينالهم بالهلاك المبيد، لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (الفرقان 14)، يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (المعارج 11 - 14). أرأيت كيف يشتد العذاب بأصحاب النار، حتى يتمنى أحدهم أن يفدى نفسه بابنه، الذى يتمنى المرء أن يفديه بنفسه، بل يتمنى أن لو هلك الناس جميعا، ونجا وحده.
فى هذا اللهب المشتعل الذى لا يموت من فيه موتة تريحه، ولا يحيا حياة يرضاها- يلعن أهل النار بعضهم بعضا، فإذا حوتهم جهنم جميعا قال الرعاع عن سادتهم: رَبَّنا هؤُلاءِ
أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ
(الأعراف 38). فيجيبهم الله بأن لكل منهم ضعفا، ويقول السادة للرّعاع: أنتم مثلنا في العذاب، ولن يخفف عنكم فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الأعراف 39). وينادى على السيد منهم، فيقال لمعذبيه: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (الدخان 47 - 49). ويشتد الخصام بينهم وبين ما كانوا يعبدون من دون الله، ويدركون مقدار ما كانوا عليه من الخطأ والضلال قالُوا وَهُمْ فِيهــا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (الشعراء 96 - 101). ويندمون على عصيان الله ورسوله، ويتمنون أن لو كانوا قد أطاعوهما، وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (الأحزاب 67، 68). وحينا يتجه هؤلاء الضعاف إلى رؤسائهم فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهــا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (غافر 47، 48). ويتجه هؤلاء العصاة إلى الله، ويصور القرآن ذلك في قوله، يوجه إليهم الأسئلة فيجيبون: أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ اخْسَؤُا فِيهــا وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (المؤمنون 105 - 115). وحينا يصطرخون فيهــا قائلين: رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ (فاطر 37).
فيسألون: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (فاطر 37). وفي النار لا يسعهم إلا اعترافهم بذنوبهم فها هم أولاء الخزنة يسألونهم، كلما أقبل فوج منهم: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (الملك 8 - 11). وحينا يجيبون إجابة من يريد أن يموه، طمعا في النجاة حيث لا مطمع، فإذا قيل لهم:
أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً (غافر 73، 74). وحينا يصمتون وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (الشعراء 92، 93).
ويتجه أصحاب النار حينا إلى خازنها، ويتضرعون أن يقضى ربهم عليهم، فتكون الإجابة قاضية على آمالهم، بأنهم مخلدون لا يفترّ عنهم العذاب، وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (الزخرف 77، 78)، وحينا وقد أضناهم العذاب يتوسلون لخزنة جهنم أن ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (غافر 49، 50). وحينا يتساءلون عن رجال مضوا إلى الجنة مع أنهم كانوا يعدونهم من الأشرار، فإذا اتجهت أبصارهم تلقاء أصحاب الجنة نادوا أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (الأعراف 50، 51).
وأكبر ما يتمنون يومئذ أن يكون لهم شفعاء، فيشفعوا لهم، يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (الأعراف 53).
ذلك وصف حافل للعذاب الجسمى في جهنم، أما العذاب الروحى فشعور هؤلاء المجرمين بأنهم محجوبون عن رضوان الله الذى خلقهم، وأنعم عليهم بما قل من النعم أو كثر،
ثم قابلوا نعمه بالجحود والنكران، وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ (البقرة 174). كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (المطففين 15). وفي كفران النعمة شقاء نفسى، يتعذب له الضمير، ويشقى من أجله الوجدان.

جبب

جبب: {الجب}: الركية لم تطو، فإذا طويت فهي بئر.
(جبب) : جَبَّبَ بَنُو فُلان إذا أرْوَوْا ما لَهُم.
(جبب) مضى مسرعا فَارًّا وَفِي حَدِيث مُورق (المتمسك بِطَاعَة الله إِذا جبب النَّاس عَنْهَا كالكار بعد الفار) وَالْفرس بلغ تحجيله إِلَى رُكْبَتَيْهِ
ج ب ب: (الْجُبُّ) الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تَطْوَ. قُلْتُ: مَعْنَاهُ لَمْ تُبْنَ بِالْحِجَارَةِ. 

جبب


جَبَّ(n. ac. جَبّ)
a. Cut, cut off.
b. Excelled, surpassed.

جَبَّبَa. Fled, took flight.
b. ['An], Shrank back from; forsook, relinquished.

جَاْبَبَa. Vied, contended with.

تَجَبَّبَa. Put on a vest, a tunic.

جُبّ
(pl.
جِبَاْب
أَجْبَاْب)
a. Well; cistern; pit, trench, ditch.

جُبَّة
(pl.
جُبَب)
a. Vest, tunic; coat of mail, cuirass.

جِبَاْبa. Emulation, rivalry.

جُبَاْبa. Famine.
b. Butter made from camel's milk.

جَبُوْبa. Earth, ground.

جَبُوْبَةa. Clod.
ج ب ب : جَبَبْتُهُ جَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَمِنْهُ جَبَبْتُهُ فَهُوَ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الْجِبَابِ بِالْكَسْرِ إذَا اُسْتُؤْصِلَتْ مَذَاكِيرُهُ.

وَجَبَّ الْقَوْمُ نَخْلَهُمْ لَقَّحُوهَا وَهُوَ زَمَنُ الْجَبَابِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالْجُبَّةُ مِنْ الْمَلَابِسِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ جُبَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْجُبُّ بِئْرٌ لَمْ تُطْوَ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ أَجْبَابٌ وَجِبَابٌ وَجِبَبَةٌ مِثْلُ: عِنَبَةٍ. 
(جبب) - في حَديثِ أَسماءَ: "نَاولَنِي جُبَّةَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ".
الجُبَّة: ثَوبانِ يُطارَقَان ويُجعَل بَينَهما قُطْن، فإن كانت من صُوفٍ جَازَ أن يَكُونَ واحِدًا غيرَ مَحْشُوٍّ.
- في حَدِيثِ زِنْبَاع: "أَنَّه جَبَّ غُلامًا له".
: أي قَطَع ذَكَره، والمَزادَةُ المَجْبُوبة: التي قُطِع رَأْسُها، والجَبُّ: القَطْع.
- ومنه حَدِيثُ مَأْبورٍ الخَصِيِّ: "الذِي أمَر رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بقَتْلِه لَمَّا اتُّهِم بالزِّنا فإذا هو مَجْبُوب ".
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّهم كانوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الِإبِل حَيَّةً".
- ومنه حَدِيثُ عَمْرو بنِ العَاص: "إنَّ الإِسلام يَجُبُّ ما قَبلَه" .
يَعنِي يَستَأْصِل ما عُمِل قَبلَه من الكُفْر من السَّيِّئاتِ ويَقْطَعُه. 
ج ب ب

جب الرجل، فهو مجبوب، بين الجباب بالكسر إذا استؤصلت مذاكيره. وجبوا النخل: أبروه، وهو زمن الجباب بالفتح. وبعير أجب: لا سنام له. وناقة جباء. قال النابغة:

ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام ويقال: سمع المسبة، فركب المجبة؛ وهي لقم الطريق. وعن بعض العلماء: من رضي بما سمع منا، وإلا فليلتحم المجبة " وألقوه في غيابة الجب ". ولبسوا جباب الخز. واندس في جبته كما يندس الثعلب في جبته. وضربت على بابه الجباجب أي الطبول، جمع جبجبة بالضم وهي في الأصل زبل لطاف من جلود. ويقال للكروش الجباجب، جمع جبجبة بالفتح. يقال: تجبجبوا أي اتخذوا جباجب، والتقينا بالجباجب، وهي علم لمنحر منًى: لأن الكروش تلقى فيهــا. وارمأة جباء: صغيرة الثديين، استعارة من الناقة الجباء. ومنه حديث الأشتر: أنه قال لعلي رضي الله عنه صبيحة بنائه بالنهشلية " كيف وجد أمير المؤمنين أهله فقال كالخير من امرأة قباء جباء ". وجبت فلانة النساء حسناً: بذتهن حتى قطعتهن عن المفاخرة، يقال جابتهن فجبتهن، وجابه في القرى فجبه، إذا كان أحسن قرىً منه، وقد تجابوا.
جبب
جَبَّ جَبَبْتُ، يَجُبّ، اجْبُبْ/جُبَّ، جَبًّا وجِبابًا، فهو جابّ، والمفعول مَجْبوب
• جبَّ النَّخْلَ: قطعه "إِنَّ الإِسْلاَمَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَه [حديث]: يمحو ما كان قبله من الكفر والذُّنوب".
• جَبَّ فلانًا: غلبه "جَبّ زميلَه في الذكاء". 

جِباب [مفرد]: مصدر جَبَّ. 

جَبّ [مفرد]: مصدر جَبَّ. 

جُبّ [مفرد]: ج أجباب وجِباب وجِبَبَة: بئر، حفرة واسعة عميقة، كثيرة الماء "من حفر لأخيه جُبًّا وقع فيه مُنكبًّا [مثل]: يضرب لسوء عاقبة الغدر- {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} ". 

جُبَّة [مفرد]: ج جُبّات وجُبَب وجِباب وجَبائبُ: ثوب للرجل واسع الكُمَّين مفتوح الأمام يُلبس عادة فوق ثوب آخر "اشترى جُبَّة جديدة" ° جُبَّة الدَّار: وسطها- جُبَّة العين: حجابها- جُبَّة الفارس: درعه. 
[جبب] الجّبٌّ: القَطْعُ. وخَصِيٌّ مَجْبوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. وبعيرٌ أجبُّ بيِّن الجببِ، أي مقطوعُ السَنامِ. وفلان جب القوم، إذا غلبهم. قال الراجز: من رول اليوم لنا فقد غلب * خبزا بسمن وهو عند الناس جب والجباب: التي تُلبَسُ. والجِبابُ أيضاً: تلقيح النخل، يقال: جاء زمن الجِبابِ. وقد جَبَّ الناسُ النخل. والجُبَّةُ: ما دخل فيه الرمحُ من السِنانِ. والجُبَّةُ: مَوصِلُ الوَظيفِ في الذراع. قال الأصمعيّ: هو مَغْرِزٌ الوظيفِ في الحافر. والتجبيب: أن يبلغ التحجيل ركبة اليد وعرقوب الرِجْلِ. والفرس مُجَبَّبٌ، وفيه تجبيبٌ، والاسم الجبب. قال الكميت: أعطيت من غرر الاحساب شادخة * زينا وفزت من التحجيل بالجبب والتجبيب أيضا: النفار، يقال جَبَّبَ فلان فذهب. والمَجَبَّةُ: جادة الطريق. والجباب بالضم: شئ يعلو ألبان الإبل كالزُبْدِ، ولا زبد لالبانها. قال الراجز:

عصب الجباب بشفاه الوطب.

* والجبجبة : الكرش يجعل فيهــا الخَلْعُ، أو تذابُ الإهالَةُ فتُحقَنُ فيهــا. وتَجَبْجَبَ الرجلُ، إذا اتَّشَقَ. والوشيقةُ: لحمٌ يُغْلى إغْلاءَةً ثم يقدَّدُ، فهو أبقى ما يكون. قال الشاعر : إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمينةٌ فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ والجُبْجُبَةُ أيضاً: زَبِيلٌ من جلودٍ يُنقَلُ فيه التراب، والجمع: الجباجب. والجب: البئر التى لم تُطْوَ، وجمعها جِبابٌ وجبَبَةٌ. والجَبوبُ: الأرض الغليظة، ويقال وجه الارض، ولا يجمع.
[جبب] فيه: كانوا "يجبون" أسنمة الإبل وهي حية، الجب القطع. ومنه ح حمزة: أنه "اجتب" أسنمة شارفي علي، افتعل من الجب. ن: وروى جب وأجب وكله بمعنى. نه وح: الانتباذ في المزادة "المجبوبة" وهي ما قطع رأسها وليس لها عزلاء من أسفلها يتنفس منها الشراب. وح ابن عباس: نهى صلى الله عليه وسلم من "الجب" قيل: وما الجب؟ فقالت امرأة: هو المزادة يخيط بعضها إلى بعض، كانوا ينتبذون فيهــا حتى ضريت أي تعودت الانتباذ فيهــا واستدت عليه ويقال لها المجبوبة أيضاً. وح خصى: أمر صلى الله عليه وسلم بقتله لما اتهم بالزنا فإذا هو "مجبوب" أي مقطوع الذكر. وح زنباع: أنه "جب" غلاماً له. وح: الإسلام "يجب" ما قبله، والتوبة "تجب" أي يقطعان ويمحوان ما قبلهما من الكفر والمعاصي. وفيه: المتمسك بطاعة الله إذا "جبب" الناس عنها كالكار بعد الفار أي إذا ترك الناس الطاعة ورغبوا عنها، من جبب الرجل إذا مضى مسرعاً فاراً من الشيء. وفيه: أن رجلاً مر "بجبوب" بدر، هو بالفتح الأرض الغليظة، وقيل: هو المدر جمع جبوبة. ومنه ح: رأيت المصطفى صلى الله عليهوسلم يصلي ويسجد على "الجبوب". وح دفن أم كلثوم: فطفق النبي صلى الله عليه ويسلم يلقى إليهم "بالجبوب" ويقول: سدوا الفرج. وح: أنه تناول "جبوبة" فتفل فيهــا. وح عمر: سأله رجل عنت لي عكرشة فشنقتها "بجبوبة" أي رميتها حتى كفت عن العدو. وفي قول بعض الصحابة عن امرأة تزوج بها: وجدتها كالخير من امرأة قباء "جباء" قالوا: وليس ذلك خيراً، قال: ما ذاك بأدفأ للضجيع، ولا أروي للرضيع، يريد بالجباء أنها صغيرة الثديين وهي في اللغة أشبه بالتي لا عجز لها كالبعير الأجب الذي لا سنام له، وقيل: هي القليلة لحم الفخذين. وفيه: أن سحر النبي صلى الله عليه وسلم جعل في "جب" طلعة أي في داخلها، ويروى بالفاء وهما وعاء طلع النخيل. ك: "جبتان" من حديد، بضم جيم وشدة موحدة ثوب مخصوص، ويروي: جنتان- بنون أي درعان، من ثديهما بضم فكسر، إلا سبغت بمفتوحة فموحدة وغير معجمة أي امتدت أو وفرت، شك من الراوي أي كملت، حتى تخفى من الإخفاء أي تستر بنانه، ولبعض تجن بضم فكسر وبفتح وضم أي تستره، وتعفو بالنصب، أثره بفتحتين. ونصب، وفاعله الجنة، أي تمحو أثر مشيته لسبوغها، أي الصدقة تستر خطاياه كما يستر ثوبه أثر مشيه، يعني أن الجواد إذا همب الإنفاق انفتح صدره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق إلا لزقت كل حلقة مكانها أي يضيق صدره. غ: و"الجب" البئر غير المطوي.

جبب: الجَبُّ: القَطْعُ.

جَبَّه يَجُبُّه جَبّاً وجِباباً واجْتَبَّه وجَبَّ خُصاه جَبّاً:

اسْتَأْصَلَه.

وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. والـمَجْبُوبُ: الخَصِيُّ الذي قد

اسْتُؤْصِلَ ذكَره وخُصْياه. وقد جُبَّ جَبّاً.

وفي حديث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ الذي أَمَر النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، بقَتْلِه لَـمَّا اتُّهمَ بالزنا: فإِذا هو مَجْبُوبٌ. أَي مقطوع الذكر.

وفي حديث زِنْباعٍ: أَنه جَبَّ غُلاماً له.

وبَعِيرٌ أَجَبُّ بَيِّنُ الجَبَبِ أَي مقطوعُ السَّنامِ. وجَبَّ السَّنامَ يَجُبُه جَبّاً: قطَعَه. والجَبَبُ: قَطْعٌ في السَّنامِ. وقيل: هو أَن يأْكُلَه الرَّحْلُ أَو القَتَبُ، فلا يَكْبُر. بَعِير أَجَبُّ وناقةٌ جَبَّاء. الليث: الجَبُّ: استِئْصالُ السَّنامِ من أَصلِه. وأَنشد:

ونَأْخُذُ، بَعْدَهُ، بِذنابِ عَيْشٍ * أَجَبِّ الظَّهْرِ، ليسَ لَه سَنامُ

وفي الحديث: أَنهم كانوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الإِبلِ وهي حَيّةٌ.

وفي حديث حَمْزةَ، رضي اللّه عنه: أَنه اجْتَبَّ أَسْنِمةَ شارِفَيْ

عليٍّ، رضي اللّه عنه، لَـمَّا شَرِبَ الخَمْرَ، وهو افْتَعَلَ مِن الجَبِّ

أَي القَطْعِ. ومنه حديثُ الانْتِباذِ في الـمَزادةِ الـمَجْبُوبةِ التي قُطِعَ رأْسُها، وليس لها عَزْلاءُ مِن أَسْفَلِها يَتَنَفَّسُ منها الشَّرابُ.

وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: نَهَى النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، عن الجُبِّ. قيل: وما الجُبُّ؟ فقالت امرأَةٌ عنده: هو الـمَزادةُ يُخَيَّطُ بعضُها إِلى بعض، كانوا يَنْتَبِذُون فيهــا حتى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتِ الانْتباذ فيهــا، واشْتَدَّتْ عليه، ويقال لها الـمَجْبُوبةُ أَيضاً. ومنه الحديث: إِنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ ما قَبْلَه والتَّوبةُ تَجُبُّ ما قَبْلَها. أَي يَقْطَعانِ ويَمْحُوانِ ما كانَ قَبْلَهما من الكُفْر

والـمَعاصِي والذُّنُوبِ.

وامْرأَةٌ جَبّاءُ: لا أَلْيَتَيْنِ لها. ابن شميل: امْرأَة جَبَّاءُ أَي رَسْحاءُ.

والأَجَبُّ مِنَ الأَرْكَابِ: القَلِيلُ اللحم. وقال شمر: امرأَةٌ جَبَّاءُ إِذا لم يَعظُمْ ثَدْيُها. ابن الأَثير: وفي حديث بعض الصحابة، رضي

اللّه عنهم، وسُئل عن امرأَة تَزَوَّجَ بها: كيف وجَدْتَها؟ فقال:

كالخَيْرِ من امرأَة قَبّاءَ جَبَّاءَ. قالوا: أَوَليس ذلكَ خَيْراً؟ قال: ما ذاك بِأَدْفَأَ للضَّجِيعِ، ولا أَرْوَى للرَّضِيعِ. قال: يريد بالجَبَّاءِ

أَنها صَغِيرة الثَّدْيَين، وهي في اللغة أَشْبَهُ بالتي لا عجز لها،

كالبعير الأَجَبّ الذي لا سَنام له. وقيل: الجَبّاء القَلِيلةُ لحم

الفخذين.والجِبابُ: تلقيح النخل. وجَبَّ النَخْلَ: لَقَّحَه. وزَمَنُ الجِباب: زَمَنُ التَّلْقِيح للنخل. الأَصمعي: إِذا لَقَّحَ الناسُ النَّخِيلَ قيل قد جَبُّوا، وقد أَتانا زَمَنُ الجِبابِ.

والجُبَّةُ: ضَرْبٌ من مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس، وجمعها جُبَبٌ

وجِبابٌ. والجُبَّةُ: من أَسْماء الدِّرْع، وجمعها جُبَبٌ. وقال الراعي:

لـنَا جُبَبٌ، وأَرْماحٌ طِوالٌ، * بِهِنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونا(1)

(1 قوله «الشطونا» في التكملة الزبونا.) والجُبّةُ مِن السِّنانِ: الذي دَخَل فيه الرُّمْحُ.

والثَّعْلَبُ: ما دخَل مِن الرُّمْحِ في السِّنانِ. وجُبَّةُ الرُّمح: ما دخل من السنان فيه. والجُبّةُ: حَشْوُ الحافِر، وقيل: قَرْنُه، وقيل: هي من الفَرَس مُلْتَقَى الوَظِيف على الحَوْشَب من الرُّسْغ . وقيل: هي مَوْصِلُ ما بين الساقِ والفَخِذ. وقيل: موصل الوَظيف في الذراع. وقيل: مَغْرِزُ الوَظِيفِ في الحافر. الليث: الجُبّةُ: بياضٌ يَطأُ فيه الدابّةُ بحافِره حتى يَبْلُغَ الأَشاعِرَ. والـمُجَبَّبُ: الفرَسُ الذي يَبْلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكْبَتَيْه. أَبو عبيدة: جُبّةُ الفَرس: مُلْتَقَى الوَظِيفِ في أَعْلى الحَوْشَبِ. وقال مرة: هو مُلْتَقَى ساقَيْه ووَظِيفَي رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كل عَظْمَيْنِ، إِلاّ عظمَ الظَّهْر. وفرسٌ مُجَبَّبٌ: ارْتَفَع البَياضُ منه إِلى الجُبَبِ، فما فوقَ ذلك، ما لم يَبْلُغِ الرُّكبتين. وقيل: هو الذي بلغ البياضُ أَشاعِرَه. وقيل: هو الذي بلَغ البياضُ منه رُكبةَ اليد وعُرْقُوبَ الرِّجْلِ، أَو رُكْبَتَي اليَدَيْن وعُرْقُوَبي الرّجْلَيْنِ.

والاسم الجَبَبُ، وفيه تَجْبِيبٌ. قال الكميت:

أُعْطِيتَ، مِن غُرَرِ الأَحْسابِ، شادِخةً، * زَيْناً، وفُزْتَ، مِنَ التَّحْجِيل، بالجَبَبِ

والجُبُّ: البِئرُ، مذكر. وقيل: هي البِئْر لم تُطْوَ. وقيل: هي الجَيِّدةُ الموضع من الكَلإِ. وقيل: هي البِئر الكثيرة الماءِ البَعيدةُ القَعْرِ. قال:

فَصَبَّحَتْ، بَيْنَ الملا وثَبْرَهْ،

جُبّاً، تَرَى جِمامَــه مُخْضَرَّهْ،

فبَرَدَتْ منه لُهابُ الحَــــــــرَّهْ

وقيل: لا تكون جُبّاً حتى تكون مـمّا وُجِدَ لا مِمَّا حفَرَه الناسُ.

والجمع: أَجْبابٌ وجِبابٌ وجِبَبةٌ، وفي بعض الحديث: جُبِّ طَلعْةٍ مَكانَ جُفِّ طَلعْةٍ، وهو أَنّ دَفِينَ سِحْرِ النبيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، جُعِلَ في جُبِّ طَلْعةٍ، أَي في داخِلها، وهما معاً وِعاءُ طَلْعِ

النخل. قال أَبو عبيد: جُبِّ طَلْعةٍ ليس بمَعْرُوفٍ إِنما الـمَعْرُوفُ جُفِّ طَلْعةٍ، قال شمر: أَراد داخِلَها إِذا أُخْرِجَ منها الكُفُرَّى، كما

يقال لداخل الرَّكِيَّة من أَسْفَلِها إِلى أَعْلاها جُبٌّ. يقال إِنها لوَاسِعةُ الجُبِّ، مَطْوِيَّةً كانت أَو غير مَطْوِيّةٍ. وسُمِّيَت البِئْر جُبّاً لأَنها قُطِعَتْ قَطْعاً، ولم يُحْدَثُ فيهــا غَيْر القَطْعِ من طَيٍّ وما أَشْبَهه. وقال الليث: الجُبّ البئر غيرُ البَعيدةِ. الفرَّاءُ: بِئْرٌ مُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيء منها مُقَبَّبةً. وقالت الكلابية: الجُبُّ القَلِيب الواسِعَةُ الشَّحْوةِ. وقال ابن حبيب: الجُبُّ رَكِيَّةٌ تُجابُ في الصَّفا، وقال مُشَيِّعٌ: الجُبُّ جُبُّ الرَّكِيَّةِ قبل أَن تُطْوَى. وقال زيد بن كَثْوةَ: جُبُّ الرَّكِيَّة جِرابُها، وجُبة القَرْنِ التي فيهــا الـمُشاشةُ. ابن شميل: الجِبابُ الركايا تُحْفَر يُنْصَب فيهــا العنب أَي يُغْرس فيهــا، كما يُحْفر للفَسِيلة من النخل، والجُبُّ الواحد. والشَّرَبَّةُ الطَّرِيقةُ من شجر العنب على طَرِيقةِ شربه. والغَلْفَقُ ورَقُ الكَرْم.

والجَبُوبُ: وَجْهُ الأَرضِ. وقيل: هي الأَرضُ الغَلِيظةُ. وقيل: هي

الأَرضُ الغَليظةُ من الصَّخْر لا من الطّينِ. وقيل: هي الأَرض عامة، لا تجمع. وقال اللحياني: الجَبُوبُ الأَرضُ، والجَبُوب التُّرابُ. وقول امرئِ القيس:

فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها، * وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً على رَحْلِي

يحتمل هذا كله.

والجَبُوبةُ: الـمَدَرةُ. ويقال للـمَدَرَةِ الغَلِيظةِ تُقْلَعُ من وَجْه الأَرضِ جَبُوبةٌ. وفي الحديث: أَن رجلاً مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رجلٌ أَبيضُ رَضْراضٌ. قال القتيبي، قال الأَصمعي: الجَبُوب، بالفتح: الأَرضُ الغَلِيظةُ. وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه: رأَيتُ المصطفى، صلى اللّه عليه وسلم، يصلي أَو يسجد على الجَبُوبِ. ابن الأَعرابي: الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ، والجَبُوبُ الـمَدَرُ الـمُفَتَّتُ. وفي الحديث: أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فتفل فيهــا. هو من الأَوّل(1)

(1 قوله «هو من الأول» لعل المراد به المدرة الغليظة.) . وفي حديث عمر: سأَله رجل، فقال: عَنَّتْ لي عِكْرِشةٌ، فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ أَي رَمَيْتُها، حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ. وفي حديث أَبي أُمامةَ قال: لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في القَبْر طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهم الجَبُوبَ، ويقول: سُدُّوا الفُرَجَ، ثم قال: إِنه ليس بشيءٍ ولكنه يُطَيِّبُ بنَفْسِ الحيّ. وقال أَبو خِراش يصف عُقاباً أَصابَ صَيْداً:

رأَتْ قَنَصاً على فَوْتٍ، فَضَمَّتْ، * إِلى حَيْزُومِها، رِيشاً رَطِيبا

فلاقَتْـــــه بِبَـــلْقَعةٍ بَراحٍ، * تُصادِمُ، بين عَيْنيه، الجَبُوبا

قال ابن شميل: الجَبُوبُ وجه الأَرضِ ومَتْنها من سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل. أَبو عمرو: الجَبُوبُ الأَرض، وأَنشد:

لا تَسْقِه حَمْضاً، ولا حَلِيبا،

انْ ما تَجِدْه سابِحاً، يَعْبُوبا،

ذا مَنْعــــةٍ، يَلْتَهِبُ الجَبُوبـا

وقال غيره: الجَبُوب الحجارة والأَرضُ الصُّلْبةُ. وقال غيره:

تَدَعُ الجَبُوبَ، إِذا انْتَحَتْ * فيه، طَرِيقاً لاحِبا

والجُبابُ، بالضم: شيء يَعْلُو أَلبانَ الإِبل، فيصير كأَنه زُبْد، ولا

زُبْدَ لأَلبانها. قال الراجز:

يَعْصِبُ فاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ، عَصْبَ الجُبابِ بِشفاهِ الوَطْبِ

وقيل: الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم والبقَر، وقد أَجَبَّ اللَّبَنُ. التهذيب: الجُبابُ شِبه الزبد يَعْلُو الأَلبانَ، يعني أَلبان الإِبل،

إِذا مَخَضَ البعيرُ السِّقاءَ، وهو مُعَلَّقٌ عليه، فيَجْتمِعُ عند فَمِ

السِّقاء، وليس لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إِنما هو شيء يُشْبِه الزُّبْدَ.

والجُبابُ: الهَدَرُ الساقِطُ الذي لا يُطْلَبُ.

وجَبَّ القومَ: غَلَبَهم. قال الراجز:

مَنْ رَوّلَ اليومَ لَنا، فقد غَلَبْ، خُبْزاً بِسَمْنٍ، وهْو عند الناس جَبْ

وجَبَّتْ فلانة النساء تَجُبُّهنّ جَبّاً: غَلَبَتْهنّ من حُسْنِها.

قالَ الشاعر:

جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ وعَبْس

وجابَّنِي فجَبَبْتُه، والاسم الجِبابُ: غالَبَني فَغَلَبْتُه. وقيل: هو

غَلَبَتُك إِياه في كل وجْهٍ من حَسَبٍ أَو جَمال أَو غير ذلك. وقوله:

جَبَّتْ نساءَ العالَمين بالسَّبَبْ

قال: هذه امرأَة قدَّرَتْ عَجِيزَتها بخَيْط، وهو السَّبَبُ، ثم أَلقَتْه إِلى نساء الحَيِّ لِيَفْعَلْن كما

فَعَلت، فأَدَرْنَه على أَعْجازِهنَّ، فَوَجَدْنَه فائضاً كثيراً، فغَلَبَتْهُنَّ.

وجابَّتِ المرأَةُ صاحِبَتَها فَجَبَّتْها حُسْناً أَي فاقَتْها بِحُسْنها.

والتَّجْبِيبُ: النِّفارُ. وجَبَّبَ الرجلُ تَجْبيباً إِذا فَرَّ وعَرَّدَ. قال الحُطَيْئةُ:

ونحنُ، إِذ جَبَّبْتُمُ عن نسائِكم، * كما جَبَّبَتْ، من عندِ أَولادِها، الحُمُرْ

وفي حديث مُوَرِّقٍ: الـمُتَمَسِّكُ بطاعةِ اللّهِ، إِذا جَبَّبَ الناسُ

عنها، كالكارِّ بعد الفارِّ، أَي إِذا تركَ الناسُ الطاعاتِ ورَغِبُوا

عنها. يقال: جَبَّبَ الرجلُ إِذا مَضَى مُسْرِعاً فارًّا من الشيءِ.

الباهلي: فَرَشَ له في جُبَّةِ لدارِ أَي في وسَطِها. وجُبَّةُ العينِ:

حجاجُها.

ابن الأَعرابي: الجَبابُ: القَحْطُ الشديدُ، والـمَجَبَّةُ: الـمَحَجَّةُ وجادَّتُ الطرِيق. أَبو زيد: رَكِبَ فلان الـمَجَبَّةَ، وهي الجادّةُ.وجُبَّةُ والجُبَّةُ: موضع. قال النمر بن تَوْلَب:

زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوِّ، فأَصْبَحَتْ * أَجَأٌ وجُبَّةُ مِنْ قَرارِ دِيارِها

وأَنشد ابن الأَعرابي:

لا مالَ إِلاَّ إِبِلٌ جُمَّاعَهْ، * مَشْرَبُها الجُبَّةُ، أَو نُعاعَهْ

والجُبْجُبةُ: وِعاءٌ يُتَّخذُ مِن أَدمٍ يُسْقَى فيه الإِبلُ ويُنْقَعُ

فيه الهَبِيدُ. والجُبْجُبة: الزَّبيلُ من جُلودٍ، يُنْقَلُ فيه الترابُ،

والجمع الجَباجِبُ. وفي حديث عبدالرحمن بن عوف، رضي اللّه عنه: أَنه أَوْدَعَ مُطْعِم بنَ عَديّ، لـما أَراد أَن يُهاجِر، جُبْجُبةً فيهــا نَوًى مِن ذَهَبٍ، هي زَبِيلٌ لطِيفٌ من جُلود. ورواه القتيبي بالفتح. والنوى: قِطَعٌ من ذهب، وَزْنُ القِطعة خمسةُ دراهمَ. وفي حديث عُروة، رضي اللّه عنه: إِنْ ماتَ شيءٌ من الإِبل، فخذ جِلْدَه، فاجْعَلْه جَباجِبَ يُنْقَلُ فيهــا أَي زُبُلاً. والجُبْجُبةُ والجَبْجَبةُ والجُباجِبُ: الكَرِشُ، يُجْعَلُ فيه اللحم يُتَزَوَّدُ به في الأَسفار، ويجعل فيه اللحم الـمُقَطَّعُ ويُسَمَّى الخَلْعَ. وأَنشد:

أَفي أَنْ سَرَى كَلْبٌ، فَبَيَّتَ جُلَّةً * وجُبْجُبةً للوَطْبِ، سَلْمى تُطَلَّقُ

وقيل: هي إِهالةٌ تُذابُ وتُحْقَنُ في كَرشٍ. وقال ابن الأَعرابي: هو

جِلد جَنْبِ البعير يُقَوَّرُ ويُتَّخذ فيه اللحمُ الذي يُدعَى الوَشِيقةَ،

وتَجَبْجَبَ واتخذَ جُبْجُبَةً إِذا اتَّشَق، والوَشِيقَةُ لَحْمٌ يُغْلى

إِغْلاءة، ثم يُقَدَّدُ، فهو أَبْقى ما يكون. قال خُمام بن زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِي:

إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ، * فلا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ، وتَجَبْجَب

وقال أَبو زيد: التَّجَبْجُبُ أَن تجْعَل خَلْعاً في الجُبْجُبةِ، فأَما

ما حكاه ابن الأَعرابي من قَولهم: إِنّك ما عَلِمْتُ جَبانٌ جُبْجُبةٌ،

فإِنما شبهه بالجُبْجُبة التي يوضعُ فيهــا هذا الخَلْعُ. شَبَّهه بها في

انْتِفاخه وقِلة غَنائه، كقول الآخر:

كأَنه حَقِيبةٌ مَلأَى حَثا

ورَجلٌ جُباجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذا كان ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ. ونُوقٌ جَباجِبُ. قال الراجز:

جَراشِعٌ، جَباجِبُ الأَجْوافِ، حُمُّ الذُّرا، مُشْرِفةُ الأَنْوافِ

وإِبل مُجَبْجَبةٌ: ضَخْمةُ الجُنُوبِ. قالت:

حَسَّنْتَ إِلاَّ الرَّقَبَهْ، * فَحَسِّنَنْها يا أَبَهْ،

كي ما تَجِيءَ الخَطَبَهْ، * بإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ

ويروى مُخَبْخبه. أَرادت مُبَخْبَخَةً أَي يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعْجاباً

بها، فَقَلَبت. أَبو عمرو: جمل جُباجِبٌ وبُجابِجٌ: ضَخْمٌ، وقد جَبْجَبَ إِذا سَمِنَ. وجَبْجَبَ إِذا ساحَ في الأَرض عبادةً.

وجَبْجَبَ إِذا تَجَرَ في الجَباجِبِ. أَبو عبيدة: الجُبْجُبةُ أَتانُ الضَّحْل، وهي صَخْرةُ الماءِ، وماءٌ جَبْجابٌ وجُباجِبٌ: كثير. قال: وليس جُباجِبٌ بِثَبْتٍ. وجُبْجُبٌ: ماءٌ معروف. وفي حديث بَيْعَةِ الأَنصارِ: نادَى الشيطانُ يا أَصحابَ الجَباجِب. قال: هي جمع جُبْجُبٍ، بالضم، وهو الـمُسْتَوى من الأَرض ليس بحَزْنٍ، وهي ههنا أَسماءُ مَنازِلَ بمنى سميت به لأَنَّ كُروشَ الأَضاحِي تُلْقَى فيهــا أَيامَ الحَجّ. الأَزهري في أَثناءِ كلامه على حيَّهلَ. وأَنشد لعبداللّه بن الحجاج التَّغْلَبي من أَبيات:

إِيَّاكِ أَنْ تَستَبْدِلي قَرِدَ القَفا، * حَزابِيةً، وهَيَّباناً، جُباجِبا

أَلفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه، * من الصُّوفِ، نِكْثاً، أَو لَئِيماً دُبادِبا

وقال: الجُباجِبُ والدُّبادِبُ الكثيرُ الشَّرِّ والجَلَبةِ.

جبب
: (} الجَبُّ: القَطْعُ) ، {جَبَّهُ} يَجُبُّه {جَبًّا (} كالجِبَابِ بالكَسْر، {والاجْتِبَّابِ) من اجْتَبَّه (و) } الجِبَابُ {والاجْتِبَابُ (: اسْتِئصالُ الخُصْيَةِ) ،} وجَبَّ خُصَاهُ {جَبًّا اسْتَأْصَلَهُ، وخَصِيٌّ} مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبَابِ، وقَدْ {جُبَّ} جَبًّا، وَفِي حَدِيث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ (فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ أَي مَقْطُوعُ الذَّكَرِ، وَفِي حَدِيث زِنْبَاعٍ (أَنَّهُ {جَبَّ غُلاَماً لَهُ) (و) } الجِبَابُ (: تَلْقِيحُ النَّخْلِ) ، جَبَّ النَّخْلَ: لَقَّحَهُ، وزَمَنُ الجِبَابِ: زَمَنُ التَّلْقِيحِ للنَّخْل، وَعَن الأَصمعيّ: إِذا لَقَّحَ الناسُ النخيلَ قيل: قد {جَبُّوا، وَقد أَتانا زَمَنُ الجِبَابِ، قَالَ شيخُنا: وَمِنْه المَثَلُ المشهورُ: (} جِبَابٌ فَلاَ تَعَنَّ أَبْراً) الجِبَابُ: وِعَاءُ الطَلْعِ جَمْع جُبَ، وجُفٌّ أَيْضاً، والأَبْرُ: تَلْقِيحُ النَّخْلِ وإِصْلاَحُهُ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ القَلِيلِ خَيْرُهُ، أَيْ هُوَ جِبَابٌ لاَ خَيْرَ فِيهِ وَلاَ طَلْعَ، فَلَا تَعَنَّ، أَيْ لَا تَتَعَنَّ، أَي لَا تَتْعَبْ فِي إِصْلاَحِهِ. قلت: ويَأْتِي ذِكْرُ الجَبِّ عِنْد جَبِّ الطَّلْعَةِ.
(و) {الجَبُّ (: الغَلَبَةُ) ،} وجَبَّ القَوْمَ: غَلَبَهُمْ، {وجَبَّتْ فُلاَنَةُ النِّسَاءَ} تَجُبُّهُنَّ {جَبًّا: غَلَبَتْهُنَّ من حُسْنِهَا، وَقيل: هُوَ غَلَبَتُكَ إِيَّاهُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، من حَسَب أَو جَمَالٍ أَو غَيْرِ ذَلِك، وقَوْلِهُ:

} جَبَّتْ نهسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
هَذِه امرأَةٌ قدَّرَت عَجِيزَتَهَا بخَيْطٍ وَهُوَ السَّبَبُ، ثمَّ أَلْقَتْه إِلى نِسَاءِ الحَيِّ ليفْعَلْنَ كَمَا فَعَلتْ، فَأَدَرْنَه على أَعْجَازِهِنَّ فَوَجَدْنَه فَائِضاً كثيرا، فَغَلَبَتْهُنَّ، ويأْتي طَرَفٌ من الْكَلَام عِنْد ذكر الجِبَاب والمُجَابَّةِ، فإِن المؤلّف رَحمَه الله تَعَالَى فَرَّقَ الْمَادَّة الْوَاحِدَة فِي ثلاثةِ مواضِع على عَادَته، وَهَذَا من سوءِ التأْليف، كَمَا يَظهرُ لَك عِنْد التأْمُّل فِي المَوَادِّ.
( {والجَبَبُ، مُحَرَّكَةً: قَطْعٌ) فِي (السَّنَامِ، أَو أَنْ يَأْكُلَهُ الرَّحْلُ) أَو القَتَبُ (فَلاَ يَكْبُرَ، يُقَال: (بَعِيرٌ} أَجَبُّ، ونَاقَةٌ {جَبَّاءُ) بَيِّنُ الجَبَب، أَي مقطوعُ السَّنَامِ،} وجَبَّ السَّنَامَ {يَجُبُّه} جَبًّا: قَطَعَه، وَعَن اللَّيْث: الجَبُّ: اسْتِئصَال السَّنَامِ من أَصْلِه، وأَنشد:
ونَأْخُذُ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ
{أَجَبِّ الظَّهْرِ لَيْس لَهُ سَنَامِ
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّهُمْ كانُوا يَجُبُّون أَسْنَمَةَ الإِبِلِ وَهِي حَيَّةٌ) وَفِي حَدِيث حَمزةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (أَنَّهُ} اجْتَبَّ أَسْنِمَةَ شَارِفَيْ عليَ رَضِي الله عَنهُ لمَّا شَرِب الخَمْرَ) افْتَعَلَ من الجَبِّ وَهُوَ القَطْعُ. {والأَجَبُّ من الأَرْكَابِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ، (وَهِي) أَي} الجَبَّاءُ (: المَرْأَةُ) الَّتِي (لَا أَلْيَتَيُنِ لَهَا) ، وَعَن ابْن شُمَيْل: امْرَأَةٌ! جَبَاءُ، أَي رَسْحَاءُ، (أَو الَّتِي لم يَعْظُمْ صَدْرُهَا وثَدْيَاهَا) قَالَ شَمِرٌ: امرأَةٌ جَبَّاءُ، إِذا لم يَعْظُمْ ثَدْيُهَا، وَفِي الأَسَاس أَنه اسْتُعِيرَ من نَاقَة جَبَّاءَ.
قلت: فَهُوَ مجازٌ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَفِي حَدِيث بعض الصَّحَابَة، وسُئلَ عَن امْرَأَة تزوَّجَ بهَا: كيفَ وَجَدْتَهَا؟ فَقَالَ: كالخَيْرِ من امرأَةٍ قَبَّاءَ جَبَّاءَ. قَالُوا: أَو لَيْسَ ذَلِك خَيْراً؟ قالَ: مَا ذَاكَ بأَدْفَأَ للضَّجِيعِ ولاَ أَرْوَى للرَّضِيع) ، قَالَ يريدُ بالجَبَّاءِ أَنها صغيرَةُ الثَّدْيَيْنِ، وَهِي فِي اللُّغَة أَشْبَهُ بِالَّتِي لَا عَجُزَ لَهَا، كالبَعِيرِ الأَجَبِّ الَّذِي لَا سَنَامَ لَهُ.
قلت: بيَّنه فِي الأَسَاس بقوله: وَمِنْه قولُ الأَشْتَرِ لعليَ كرّم الله وَجهه صَبِيحَةَ بِنَائِهِ بالنَّهْشَلِيَّةِ: كَيْفَ وَجَدَ أَمِيرُ المؤمنينَ أَهْلَهُ؟ قَالَ: قَبَّاءَ جباءَ، (أَو الَّتِي لَا فَخِذَيْ لَهَا) أَي قليلةَ لحْمِ الفَخِذَيْنِ، فكأَنها لَا فخِذَيْ لَهَا، وحَذْفُ النونِ هُنَا وإِثباتُها فِي الأَلْيَتَيْنِ تَنَوُّعٌ، أَشار لَهُ شيخُنَا.
( {والجُبَّةُ) بِالضَّمِّ (: ثَوْبٌ) من المُقَطَّعَاتِ يُلْبَسُ (م، ج} جُبَبٌ {وجِبَابٌ) كقُبَب وقِباب.
(و) الجُبَّةُ (: ع) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
لاَ مَالَ إِلاَّ إِبِلٌ جُمَّاعَهْ
مَشْرَبُهَا} الجُبَّةُ أَوْ نُعَاعَهْ
كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَظَاهره أَنه اسمُ ماءٍ.
(و) الجُبَّةُ (: حَجَاجُ العَيْنِ) بِكَسْر الحاءِ الْمُهْملَة وَفتحهَا.
(و) الجُبَّةُ من أَسماءِ (الدِّرْع) وَجَمعهَا جُبَبٌ، وَقَالَ الرَّاعِي:
لَنَا جُبَبٌ وأَرْمَاحٌ طِوَالٌ
بِهِنَّ نُمَارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونَا
(و) الجُبَّة (: حَشْوُ الحَافِرِ أَو قَرْنُه، أَو) هِيَ من الفَرسِ: مُلْتَقَى الوَظِيفِ على الحَوْشَبِ من الرُّسْغِ، وَقيل: هِيَ (مَوْصِلُ مَا بينَ الساقِ والفَخِذِ) ، وَقيل: مَوْصِلُ الوَظِيفِ فِي الذِّراع، وَقيل: مَغْرِزُ الوَظِيفِ فِي الحافِرِ، وَعَن اللَّيْث: الجُبَّةُ: بَيَاضٌ يَطَأُ فِيهِ الدابّة بحافِره حَتَّى يَبلغَ الأَشَاعِرَ، وَعَن أَبي عُبَيدَة: جُبَّةُ الفَرَسِ: مُلْتَقى الوَظِيفِ فِي أَعْلَى الحَوْشَبِ، وَقَالَ مَرةً: مُلْتقَى ساقَيْه وَوَظِيفَيْ رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كلِّ عَظْمَيْنِ إِلاَّ عَظْمَ الظَهْر. (و) الجُبَّةُ (من السِّنَانِ: مَا دَخَلَ فِيهِ الرُّمْحُ) ، والثَّعْلَبُ: مَا دَخَلَ من الرُّمْحِ فِي السِّنَان، وجُبَّةُ الرُّمحِ: مَا دخل من السِّنَان فِيهِ.
(و) الجِبَّةُ (: ة بالنَّهْرَوَانِ من عَمَلِ بَغْدَادَ، و: ة) أُخْرَى (ببغدادَ، مِنْهَا) أَبُو السَّعَادَاتِ (مُحَمَّدُ بن المُبَارَك) بنِ مُحَمَّد السُّلَمِيّ ( {الجُبَّائِيُّ) عَن أَبي الفَتْح ابْن شَابِيل، وأَبُوه حَدَّثَ بغَرِيب الحَدِيث عَن أَبي المَعَالي السَّمِين.
قلت: والصوابُ فِي نَسَبِه:} - الجُبِّيُّ، إِلى الجُبَّةِ: قَريةٍ بخُرَاسَانَ، كَمَا حقَّقه الحَافظُ. (و) أَبُو مُحَمَّد (دَعْوَانُ بنُ عَلِيِّ) بن حَمَّادٍ (الجُبَّائِيُّ) ، وَيُقَال لَهُ: الجُبِّيُّ أَيضاً، وَهُوَ الضَّرِيرُ، نِسْبَة إِلى قَرْيَة بالنَّهْرَوَانِ، وَهُوَ من كبار قُرَّاءِ العِرَاق مَعَ سبط الخَيَّاط، وأَخَوَاه حُسَيْنٌ وسَالِمٌ رَوَيَا الحديثَ، وهم من الجُبَّةِ: قريةٍ بالسَّوَاد، وَقد كَرَّرَه المُصَنّف فِي مَحَلَّيْنِ.
(و) الجُبَّةُ (: ع بِمصْرَ، و: ع بَين بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ، ومَاءٌ بِرَمْلِ عالِجٍ و: ة بِأَطْرَابُلُسَ) ، قَالَ الذَّهَبِيّ: (مِنْهَا عبدُ اللَّهِ بن أَبي الحَسَنِ الجُبَّائِيُّ) نَزَل أَصْبَهَانَ، وحدَّث عَن أَبي الفَضْل الأُرْمَوِيّ، وَكَانَ إِماماً مُحدِّثاً، مَاتَ سنة 605.
(وفَرَسٌ {مُجَبَّبٌ، كمُعظَّم: ارْتَفَعَ البياضُ مِنْهُ إِلى الجُبَبِ) فَمَا فوقَ ذَلِك، مَا لمْ يَبْلُغِ الرُّكْبَتينِ، وَقيل: هُوَ الَّذِي بلغ البياضُ أَشاعِرَه، وَقيل: الَّذِي بلَغَ البياضُ مِنْهُ رُكْبَة اليَدِ وعُرْقوبَ الرِّجُلِ أَو رُكْبَتَي اليَدَيْنِ وعُرْقُوبَيِ الرِّجْلَيْنِ، والاسمُ: الجَبَبُ، وَــفِيه} تَجْبِيبٌ، قَالَ الكُميت:
أُعْطِيتَ مِنْ غُرَرِ الأَحْسَابِ شَادِخَةً
زَيْناً وفُزْتَ منَ التَّحْجِيلِ بالجَبَبِ
وَعَن اللَّيْث:! المُجَبَّبُ: الفَرَسُ الَّذِي يَبلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكبتَيْه.
(والجُبُّ، بِالضَّمِّ: البِئْرُ) ، مُذَكَّرٌ، (أَو) البئرُ (الكَثِيرَةُ الماءِ البعيدةُ القَعْرِ أَو) هِيَ (الجَيِّدَة المَوْضِعِ من الكَلاَ، أَو) هِيَ (الَّتِي لمْ تُطْوَ، أَو) لَا تَكُونُ {جُبًّا حَتَّى تكونَ (مِمَّا وُجِدَ، لَا مِمَّا حَفَرَهُ النَّاسُ، ج} أَجْبَابٌ {وجِبَابٌ) بِالْكَسْرِ، (} وجِبَبَةٌ) كقِرَدة، كذَا هُوَ مضبوطٌ، وَقَالَ اللَّيْث: الجُبُّ البِئْرُ غيرُ البَعِيدَةِ، وَعَن الفَرّاء: بئرٌ مُجَبَّبَةُ الجوْفِ، إِذا كَانَ فِي وَسطهَا أَوسعُ شيءٍ مِنْهَا، مُقَبَّبَةً، وقالَت الكِلاَبِيَّةُ: الجُبُّ: القَلِيبُ الواسِعةُ الشَّحْوَةِ، وَقَالَ أَبو حبيب: الجُبُّ: رَكِيَّةٌ تُجَابُ فِي الصَّفَا، وَقَالَ مُشَيِّعٌ: الجُبُّ: الرَّكِيَّةُ قبْلَ أَنْ تُطْوى، وَقَالَ زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ: جُبُّ الرَّكِيَّةِ: جِرَابُها، وجُبَّةُ القَرْن: الَّذِي فِيهِ المُشَاشَةُ. وَعَن ابْن شُمَيل: الجِبَابُ: الرَّكَايَا تُحْفَرُ يُغْرَسُ فِيهَــا العِنَبُ كَمَا يُحفَر للفَسِيلَةِ من النّخل، والجُبُّ: الوَاحدُ.
(و) الجُبُّ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس (نَهَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعن الجُبِّ) فقيلَ: ومَا الجُبُّ؟ فَقَالَت امْرَأَةٌ عِنْدَهُ: هُوَ (المَزَادَةُ يُخَيَّطُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ) كَانُوا يَنْتَبِذُونَ فِيهَــا، حَتَّى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتْ الانْتِبَاذَ فِيهَــا واشْتَدَّتْ عَلَيْهِ، وَيُقَال لَهَا:! المَجْبُوبة أَيضاً.
(و) الجُبُّ (: ع بالبَرْبَرِ تُجْلَبُ مِنْهُ الزَّرَافَة) ، الحَيَوَان الْمَعْرُوف (و) الجُبُّ: (مَحْضَرٌ لِطَيِّىء) بِسَلْمَى، نَقله الصاغانيُّ، (ومَاءٌ لِبَنِي عَامِرِ) بن كِلابٍ، نَقله الصاغانيّ (وَمَاءٌ لِضَبَّةَ بن غَنِيَ) ، وَالَّذِي فِي التكملة أَنه ماءٌ لبني ضَبِينَة، وَيُقَال: الأَجْبَابُ أَيضاً، كَمَا سيأْتي، (و: ع بَيْنَ القَاهِرَةِ وبُلْبَيْسَ) يقالُ لَهُ: جُبُّ عَمِيرة (و: ة بحَلَبَ، وتُضَافُ إِلى) لفْظِ (الكَلْب) فَيُقَال: جُبُّ الكَلْبِ، وَمن خُصُوصِيَّاتِهَا أَنه (إِذا شَرِبَ مِنْهَا المَكْلُوبُ) ، الَّذِي أَصَابه الكَلْبُ الكَلِبُ، وَذَلِكَ (قَبْلَ) استكمالِ (أَرْبَعِينَ يَوْماً بَرَأَ) من مَرَضه بإِذنِ الله تَعَالَى. ( {وَجُبُّ يُوسُفَ) المذكورُ فِي الْقُرْآن {2. 010 واءَلقوه فِي غيابة الْجب} (يُوسُف: 10) وسيأْتي فِي غيب (عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً منْ طَبَرِيَّةَ) وَهِي بَلْدَةٌ بالشأْم (أَو) هُوَ (بَيْنَ سَنْجَلَ ونَابُلُسَ) على اخْتِلَاف فِيهِ، وَقد أَهمل المُصَنّف ذكر نَابُلُسَ فِي مَوْضِعه، ونبهْنَا عَليْه هُنَا.
(ودَيْرُ الجُبِّ بالمَوْصِلِ) شَرْقِيَّهَا (و) فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا (أَنَّ دَفِينَ سِحْرِ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمجُعِلَ فِي (جُبِّ الطَّلْعَةِ) والرُّوَايَةُ: (جُبّ طَلْعَةٍ) مَكانَ: جُفِّ طَلْعَة، وهُمَا مَعاً وِعَاءُ طَلْعِ النخْل، قَالَ أَبو عُبَيْد: جُبُّ طَلْعَةٍ غيرُ مَعْرُوفٍ، إِنما المعروفُ جُفُّ طَلْعَة، قَالَ شَمِرٌ، أَرادَ (داخلَهَا) إِذا أُخْرجَ مِنْهَا الكُفُرَّى، كَمَا يُقَال لداخل الرَّكِيَّةِ من أَسْفَلهَا إِلى أَعلاها: جبٌّ، يُقَال: إِنَّهَا لَوَاسعَةُ الجُبِّ، سوَاءٌ كانَتْ مَطْوِيَّةً أَو غير مَطْويةٍ.
(والتَّجْبِيبُ: ارْتِفَاعُ التَّحْجِيلِ) إِلى الجُبَبِ) ، قد تقدَّم معناهُ فِي فَرَس مُجَبَّب، وذِكْرُ المَصْدَرِ هُنَا، وذكْرُ الوَصْفِ هُنَاكَ مِنْ تَشْتِيتِ الفِكْرِ كمَا تَقَدَّمَ.
(و) } التَّجْبِيبُ (النِّفَارُ) أَي المُنَافَرَةُ باطنِاً أَو ظاهِراً، فَفِي حَدِيث مُوَرِّق (المُتَمَسِّك بطاعةِ الله إِذا جَبَّبَ الناسُ عَنْهَا كالكَارِّ بعدَ الفَارِّ) أَي إِذا ترك الناسُ الطَّاعَات ورَغِبوا عَنْهَا، (والفرارُ) يُقَال: جَبَّبَ الرَّجُلُ {تَجْبِيباً، إِذا فَرَّ، وعَرَّدَ، قَالَ الحُطيئة:
ونَحْنُ إِذَا جَبَّبْتُمُ عَنْ نِسَائِكمْ
كَما} جَبَّبَتْ مِنْ عِنْدِ أَوْلاَدِهَا الحُمُرْ
وَيُقَال: جَبَّ الرَّجُلُ، إِذا مَضَى مُسْرِعاً فارًّا م الشيءِ، فظَهَر بِمَا ذَكَرْنا سقوطُ مَا قَالَه شيخُنَا أَنّ ذِكْرَ الفِرَار مستدركٌ، لأَنه بِمَعْنى النِّفار، وَعطف التَّفْسِير غير مُحْتَاج إِليه.
قلت: وَيجوز أَن يكون المرادُ من النِّفَار المُغَالبَة فِي الحُسْنِ وغيرِه، كَمَا يأْتي، فَلَا يكون الفِرَارُ عطفَ تَفْسِير لَهُ.
(و) التَّجْبِيبُ (: أَرْوَاءُ) الجَبُوب ويُرَادُ بِهِ (المَال،! والجَبَاب، كسَحَابٍ) قَالَ ابْن الأَعرابيّ: هُوَ (القَحْطُ الشَّديدُ) .
(و) {الجِبَابُ باللاَّمِ (بالكَسْر: المُغَالَبَةُ فِي الحُسْنِ وغَيْرِه (كالحَسَب والنَّسَبِ،} جَابَّنِي {فَجَبَبْتُهُ: غَالَبَني فَغَلَبْتُهُ،} وجَابَّتِ المَرْأَةُ صَاحِبَتَهَا {فَجَبَّتْهَا حُسْناً أَي فَاقَتْهَا بحُسْنهَا.
(و) } الجُبَابُ (بالضَّمِّ: القَحْطُ) ، قد تقدم أَنه بالكَسْرِ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول هُنَاكَ ويُضَمُّ، رِعَايَة لطريقته من حُسْن الإِيجازِ، كَمَا لَا يخفى (والهَدَرُ السَّاقِطُ الَّذِي لَا يُطْلَبُ، و) هُوَ أَيضاً (مَا اجْتَمَعَ من أَلْبَانِ الإِبلِ) فيصيرُ كأَنه زُبْدٌ ولاَ زُبْدَ للإِبِل) أَي لأَلْبَانها قَالَ الراجز:
يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ ععصْبِ
عَصْبَ الجُبَابِ بِشِفَاهِ الوَطْبِ
وَقيل: الجُبَابُ لِلإِبل كالزُّبْدِ للغَنَمِ والبَقَرِ، (وقَدْ {أَجَبَّ اللَّبَنُ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) :} الجُبَابُ: شِبْهُ الزُّبْدِ يَعْلُو الأَلْبَانَ يَعْنِي أَلْبَانَ الإِبل إِذا مَخض البَعِيرُ السَّقاءَ وَهُوَ مُعَلَّقٌ عَلَيْهِ، فيَجْتَمعُ عِنْد فَم السِّقاءِ، ولَيْسَ لأَلْبانِ الإِبلِ زُبْد إِنّمَا هُوَ شَيءٌ يُشْبِه الزُّبْدَ.
( {والجَبُوبُ) بالفَتْح هِيَ (الأَرْضُ) عَامَّةً، قَالَه اللِّحْيَانيُّ وأَبو عَمْرو وأَنشد:
لاَ تَسْقِهِ حَمْضاً وَلاَ حَلِيبَا
إِنْ مَا تَجِدْهُ سَابِحاً يَعْبُوبَا
ذَا مَنْعَة يَلْتَهِبُ} الجَبُوبَا
وَلَا يُجْمَع، قَالَه الجوهريّ، وَتارَة يُجْعَل عَلَماً، فَيُقَال: {جَبُوبُ، بِلَا لَام، كشَعوبَ، وَنقل شيخُنا عَن السُّهيليّ فِي رَوْضِهِ: سُمِّيَتْ جَبُوباً لأَنَّهَا تُجَبُّ أَي تُحْفَرُ، أَو تَجُبُّ مَنْ يُدْفَنُ فِيهَــا، أَي تَقْطَعُهُ، ثمَّ قَالَ شيخُنَا، وَمِنْه قيل:} جَبَّانٌ {وجَبَّانَةٌ للأَرْضِ الَّتِي يُدْفَنُ بِهَا المَوْتَى، وَهِي فَعْلانٌ من} الجَبِّ والجَبُوب قَالَه الخَلِيلُ، وغَيْرُه جَعَلَهُ فَعَّالاً من الجُبْنِ، (أَوْ وَجْهُهَا) ومَتْنُهَا من سَهْلٍ أَو حَزْن أَو جَبَلٍ، قَالَه ابنُ شُمَيْل، وَبِه صَدَّرَ فِي لِسَان الْعَرَب (أَو غَلِيظُهَا) ، و (نَقله القُتَيْبِيُّ عَن الأَصمعيِّ، فَفِي حَدِيث عَليَ (رَأَيْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلميُصَلِّي ويَسْجُدُ عَلى الجَبُوبِ) قَالَ ابْن الأَعرابيّ: الجَبُوب الأَرْضُ الصُّلْبَةُ أَو الغَلِيظَةُ من الصَّخْرِ، لَا من الطِّينِ (أَو) الجَبُوبُ (التُّرَابُ) ، قَالَه اللِّحْيَانيّ، وعَدَّهَا العَسْكَرِيُّ من جُمْلَةِ أَسْمَاءِ التُّرَابِ، وأَمَّا قولُ امرىء الْقَيْس:
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا
وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلَى رَحْلِي
فَيحْتَمل هَذَا كلّه.
(و) الجَبُوبُ (: حِصْنٌ باليَمَن) والمَشْهُور الآنَ عَلى أَلسُنة أَهلها ضَمُّ الأَوّل كَمَا سمعتُهم، (و: ع بالمَدِينَةِ) المنورة، على ساكنها أَفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام (و: ع ببَدْرٍ) ، وكأَنَّهُ أُخِذَ من الحَديث (أَنَّ رَجُةً مَرَّ بجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رَجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ) .
(و) {الجَبُوبَةُ (بهاءٍ: المَدَرَةُ) ، مُحَرَّكَةً، وَيُقَال لِلْمَدَرَةِ الغَلِيظَةِ تُقْلَعُ من وَجْهِ الأَرْضِ: جَبُوبٌ: وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الجَبُوبُ: المَدَرُ المُفَتَّتُ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّه تَنَاوَلَ جَبُوبَةً فَتَفَلَ فِيهَــا) ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (سَأَلَهُ رَجُلٌ فقالَ: عَنَّتْ لِي عكْرِشَةٌ فشنَقْتُها بجبُوبَةٍ) أَي رَمَيْتُهَا حَتَّى كَفَّتْ عَن العَدْوِ، وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهمُ الجَبُوبَ وَيَقُولُ: سُدُّوا الفُرَجَ) ، وَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقَاباً أَصَابَ صَيْداً.
رَأَتْ قَنَصاً عَلَى فَوْتٍ فَضَمَّتْ
إِلى حَيْزُومِهَا رِيشاً رَطِيبَا
فَلاَقَتْهُ بِبَلْقَعَةٍ بَرَاحٍ
تُصَادمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجَبُوبَا
(} والأَجَبُّ: الفَرْجُ) مِثْلُ الأَجَمِّ، نَقله الصَّاغانيُّ.
(! وجُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، كثْمَامَة شَاعِرٌ لِصٌّ) مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ، نَقله الصاغانيُّ والحافظُ. (و) {جُبَيْبٌ (كزُبَيْر: صَحَابِيّ) فَرْدُ، هُوَ جُبَيْبُ بنُ الحَارِثِ، قَالَت عَائِشَة إِنه قَالَ: يَا رَسُول الله، إِني مِقْرَافٌ للذُّنوب.
(و) جُبَيْبٌ أَيضاً (: وادٍ بِأَجَأَ) من بِلَاد طيِّىءٍ.
(و) جُبَيْبٌ (: وادٍ بكَحَلَةَ) مُحَرَّكَةً: ماءٍ لِجُشَمَ.
(} وجُبَّى بالضَّمِّ) وَالتَّشْدِيد (والقَصْر كُورَةٌ بخُوزِسْتَانَ، مِنْهَا) الإِمَامُ (أَبو عَلِيّ) المُتَكَلِّمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ صَاحِبُ مَقَالاَتِ المُعْتَزِلَةِ (وابْنُه) الإِمَامُ (أَبُو هَاشِم) تُوُفِّيَ سنةَ إِحدى وعِشْرِينَ (وثلاثمائة) ببغدادَ وهما شَيخا الاعتزالِ بعد الثلاثمائة (و) جُبَّى (: ة بالنَّهْرَوَانِ، مِنْهَا أَبُو محمدِ بنِ عليِّ بن حَمَّادٍ المُقْرِىءٌ) الضَّريرُ، وَهُوَ بِعَيْنِه دَعْوَا بنُ عليِّ بنِ حمّادٍ فَهُوَ مُكَرَّرٌ مَعَ مَا قبلَهُ، فليُتأَمَّل (و) جُبَّى (: ة قُرْبَ هِيتَ، مِنْهَا محمدُ بن أَبي العِزَّ) وَيُقَال فِي هَذِه الْقرْيَة أَيضاً الجُبَّةُ وَالنِّسْبَة إِليها! - الجُبِّيُّ، كَمَا حَقَّقَهُ الحافظُ ونسبَ إِليها أَبَا فِرَاسٍ عُبَيْدَ الله بن شِبْلِ بنِ جَمِيلِ بن مَحْفُوظٍ الهِيتِيَّ الجُبِّيَّ، لَهُ تصانيف وَمَات سنة 658 وابنُه أَبو الفَضْلِ عبدُ الرَّحْمَن كَانَ شيخ رِبَاط العميد، مَاتَ سنة 67 (و) جُبَّى (: ة قربَ بَعْقُوبَا) بِفَتْح الْمُوَحدَة مَقْصُورَة قَصَبَةٍ بطرِيق خُرَاسَانَ بَينهَا وَبَين بغدادَ عشرَةُ فراسِخَ، وَيُقَال فِيهَــا: بَا بَعْقُوبا، كَذَا فِي المراصد واللُّبّ، وَلم يذكرهُ المؤلّفُ فِي مَحَلّه. قلت: وَهَذِه القَريةُ تُعرَف بالجُبَّةِ أَيضاً، وَقَالَ الحافظُ: هِيَ بخراسان، وَاقْتصر عَلَيْهِ وَلم يذكُر جُبَّى كَمَا ذَكَره المُصَنّف، وإِليها نُسِبَ المباركُ بن محمدٍ السُّلَمِيّ الَّذِي تقدّم ذِكرُه وَكَذَا أَبو الحُسَيْن الجُبِّيُّ شيخُ الأَهْوَازِيّ الْآتِي ذِكْرُه.
وَبَقِيَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ مُوسى بنِ الضَّبِّيِّ المِصْرِيّ الملقّبُ سِيبويهِ، يقالُ لَهُ: الجُبِّيّ، ويأْتي ذِكرُه فِي سيب، وَهُوَ من هَذِه القريةِ على مَا يَقْتَضِي سياقُ الْحَافِظ، وَيُقَال: إِلى بَيْعِ الجِبَابِ فتأَمَّل، (والنِّسْبَةُ) إِلى كلّ مَا ذُكِرَ ( {- جُبَّائِيُّ) .
(و) } جَبَّى (كحَتَّى: ة فِي اليَمَنِ) مِنْهَا الفقيهُ أَبو بكرِ بنُ يَحيى بن إِسْحَاق، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن قاسمِ بن محمدِ بن أَحمدَ بن حسّانَ، وإِبراهيمُ بنُ القاسمِ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ حَسَّانَ، ومحمدُ بن الْقَاسِم المُعَلِّمُ، {الجَبَّائِيُّونَ، فُقَهَاءُ مُحَدِّثُونَ، تَرْجَمَهُمْ الخَزْرَجِيُّ والجنديّ، وَلَكِن ضبطَ الأَميرُ القَريةَ الْمَذْكُورَة بالتَّخْفِيفِ والقَصْرِ وصَوَّبَه الحافظُ، قلت: وَهُوَ المشهورُ الآنَ، و (مِنْهَا) أَيضاً (شُعَيْبُ) بن الأَسْوَدِ (} - الجَبَّائِيُّ المُحَدِّثُ) من أَقْرانِ طَاوُوسَ، وَعنهُ محمدُ بنُ إِسحاقَ، وسَلَمَةُ بنُ وَهْرَامَ (و) قَالَ الذَّهَبِيُّ: أَبُو الحُسَيْنِ (أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللَّهِ) المُقرِىء (الجُبِّيُّ، بالضَّمِّ ويُقَالُ) فيهِ ( {- الجِبَابِيُّ) ، وإِنما قيل ذَلِك (لِبَيْعِه الجِبَابَ، مُحَدِّث) شيخٌ للأَهْوَازِيِّ (ومُحَمَّدٌ وعُثْمَانُ ابْنَا محمودِ ابنِ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصْبهَانِيَّانِ) رَوَيَا عَن أَبي الوَقْتِ وغيرِه (ومحمدُ بنُ} جَبُّويَةَ الهَمَذَانِيّ) عَن محمودِ بنِ غَيْلاَنَ.
وفَاتَه: محمدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصبَهَانيُّ عَمُّ الأَخَوَيْنِ، سَمعَ يَحْيَى بنَ مَنْدَه، وَمَات سنة 565.
(و) أَبُو البَرَكَاتِ (عَبدُ القَوِيِّ بنُ الجَبَّابِ كَكَتَّان) المِصْرِيُّ (لِجُلُوسِ جَدِّهِ) عَبْدِ اللَّهِ (فِي سُوقِ الجِبَابِ، والحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ) بنِ يَزِيدَ (الجَبَّابُ) كُنْيَتُه أَبُو عُمَرَ، أَنْدَلُسِيٌّ، قالَ الذهبيُّ: هُوَ حافِظُ الأَنْدَلُسِ، تُوُفِّيَ بقُرْطُبَةَ سنة 322 قَالَ الحَافظُ: سَمِع بَقِيَّ بن مَخْلَدٍ وطَبقَته، قَالَ وَأَوَّلُهُم عَبْدُ الرحمنِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ الله بنِ أَحْمَدَ التَّمِيميُّ السَّعْدِيُّ أَبُو القَاسِمِ، حَدَّثَ عَن محمدِ بنِ أَبي بكر الرَّضِيّ الصِّقِلِّيّ، وابنُه إِبراهيمُ حَدَّث عَن السِّلَفِيّ، وعبدُ العزيزِ بنُ الحسينِ حَدَّثَ أَيضاً، وابْنُهُ عَبْدُ القَوِيِّ، وَهُوَ الْمَذْكُور فِي قَول المصنِّف، كَانَ المُنْذِرِيُّ يَتكلَّم فِي سَمَاعِهِ للسِّيرةِ عَن ابنِ رِفَاعَةَ، وكانَ ابنُ الأَنْمَاطِي يُصَحِّحُه، وابنُ أَخِيهِ أَبُو الفَضْل أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ، وأَبُو إِبْرَاهِيمَ بنُ عبدِ الرحمنِ بن عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحسنِ بنِ الجَبَّابِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ أَيْضاً، أَخَذَ عَنْهُمَا الدِّمْيَاطِيُّ، وأَجَازَا للدَّبُّوسِيِّ.
قلت: وأَبو القاسِمِ عبدُ الرحمنِ بنُ الجَبَّاب من شُيُوخِ ابْن الجوَّانيّ النَّسَّابَةِ (مُحَدِّثُونَ) .
( {والجُبَابَاتُ بالضَّمِّ: ع قُرْبَ ذِي قَارٍ) نَقله الصاغانيُّ.
(} والجَبْجَبَةُ) قَالَ أَبو عبيدةَ: هُوَ (أَتَانُ الضَّحْلِ) وَهِي صَخْرَةُ المَاءِ وسيأْتي فِي (ضحل) وَفِي (أَتن) (و) {الجُبْجُبَةُ (بضَمَّتَيْنِ) : وِعَاءٌ يُتَّخذ من أَدَمٍ يُسْقَى فِيهِ الإِبلُ، ويُنقَع فِيهِ الهَبِيدُ،} والجُبْجُبَة (: الزَّبِيلُ من جُلُود) يُنْقَلُ فِيهِ التُّرَابُ، والجَمْعُ {الجَبَاجِبُ، وَفِي حَدِيث عُرْوَةَ (إِنْ مَاتَ شيءٌ منَ الإِبل فخُذْ جِلْدَهُ فاجْعَلْهُ} جَبَاجِبَ) أَيْ زُبُلاً، وَفِي حَدِيث عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ (أَنَّهُ أَودَع مُطْعِمَ بنَ عَدِيَ، لمَّا أَرَادَ أَنْ يُهَاجِر، جُبْجُبَةً فِيهَــا نَوًى من ذَهَب) هِيَ زِنْبِيلٌ لَطِيفٌ من جُلُودٍ، ورَوَاهُ القُتَيْبِيُّ بالفَتْحِ، والنَّوَى: قِطَعٌ من ذَهَبٍ، وزْنُ القِطْعَةِ: خَمْسَةُ دَرَاهِمَ (و) الجَبْجبَةُ (بفَتْحَتَيْنِ وبِضَمَّتَيْنِ) والجُبَاجِبُ أَيضاً كَمَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (: الكَرِشُ) كَكَتِفٍ (يُجْعَلُ فِيهِ اللَّحْمُ) يُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسْفَارِ، وَقد يُجْعَل فِيهِ اللَّحْمُ (المُقَطَّع) ويُسَمَّى الخَلْعَ، (أَو هِيَ الإِهَالَةُ تُذَابُ و) تُحْقَن أَي (تُجْعَلُ فِي كَرِشٍ، أَو) هِيَ عَلى مَا قالَ ابنُ الأَعرابيّ (: جِلْدُ جَنْبِ البَعِيرِ يُقَوَّرُ ويُتَّخَذُ فِيهِ اللَّحْمُ) الَّذِي يُدْعَى الوَشِيقَةَ، {وتَجَبْجَبَ، واتَّخَذَ} جَبْجَبَةً إِذَا اتَّشَقَ، والوَشِيقَةُ: لَحْمٌ يُغْلَى إِغْلاءَةً ثمَّ يُقَدَّدُ، فهُوَ أَبْقَى مَا يَكُون، قَالَ حُمَامُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِيُّ:
إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ
فَلاَ تُهْدِ مِنْهَا واتِّشِقْ {وتَجَبْجَبِ
وَقَالَ أَبو زيد:} التَّجَبْجُبُ أَنْ تَجْعَلَ خَلْعاً فِي {الجُبْجُبَةِ، وأَمَّا مَا حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ مِنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ جَبَانٌ جُبْجُبَةٌ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُ} بالجُبْجُبَة الَّتِي يوضعُ فِيهَــا هَذَا الخَلْعُ، شبَّهه بهَا فِي انْتِفَاخِه وقِلَّة غِنَائِه.
( {وجُبْجُبٌ، بالضَّمِّ: مَاءٌ) معروفٌ، نَقله الصاغانيُّ هَكَذَا، وزادَ المصنفُ (قُرْبَ المَدِينَةِ) ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، قَالَ:
يَا دَارَ سَلْمَى بِجُنُوبُ يَتْرَبِ
} بجُبْجُبٍ أَوْ عَنْ يَمِينِ جُبْجُبِ
ويَتْرَبُ، على مَا تقدّم، بالتَّاءِ الفَوْقِيَّةِ: موضعٌ باليَمَامة، وكأَنّ المصنفَ ظنّه يَثْرِب بالمثلثّة، فَلِذَا قَالَ قربَ الْمَدِينَة، وَــفِيه نَظَرٌ.
(وماءٌ {جَبْجَابٌ) بالفَتْحِ، (} وجُبَاجِبٌ) ، بالضَّمِّ (: كَثِيرٌ) قَالَ أَبو عُبَيْدَة: وليسَ جُبَاجِبٌ بِثَبْت، كَذَا قَالَه ابنُ المُكَرَّم، وَنَقله الصاغانيُّ عَن ابْن دُرَيْد، وأَهمله الجوهريّ، (! والجَبْجَبُ) بالفَتْحِ، كَذَا فِي نسختنا، وَضَبطه فِي لِسَان الْعَرَب بالضمَّ (: المُسْتَوِي منع الأَرضِ) ليْسَ بحَزْنٍ، (وَبَقِيعُ الجَبْجَبِ:) مَوْضِع (بالمَدِينةِ) المُشَرَّفَةِ، ثَبت فِي نسختنا، وَكَذَا فِي النُّسْخَة الطَّبلاويَّةِ، كَذَا قَالَ شَيخنَا: ومُقْتَضَى كَلَامه أَنه سَقَطَ مِمَّا عدَاهَا من النّسخ، واللفظُ ذكره أَبو دَاوُودَ فِي سُنَنِه، والرواةُ على أَنه بجِيمَيْنِ (أَو هُوَ بالخَاء) الْمُعْجَمَة فِي (أَوَّلِهِ) ، كَمَا ذكره السُّهَيْلِيُّ وَقَالَ: إِنه شجرٌ عُرِف بِهِ هَذَا الموضِعُ.
قلت: فيكونُ نِسْبةُ البَقِيعِ إِليه كنِسْبته إِلى الغَرْقَدِ، ويَنبغِي ذِكرُه فِي فصل الخَاء، قَالَ شَيخنَا: وَقد ذكره صَاحب المراصد بِالْجِيم، وأَشار إِلى الْخلاف. (والجَبَاجِبُ: الطَّبْلُ) فِي لُغَة اليَمَنِ، نَقله الصاغانيّ، (و) قَالَ الزُّبير بن بكّار: الجَبَاجِبُ (: جِبَالُ مَكَّةَ، حَرَسَهَا الله تَعَالَى، أَو أَسواقُها، أَو مَنْحَرٌ) ، وَقَالَ البرقيُّ: حَفَرٌ (بِمِنًى كَانَ يُلْقَى بِهِ الكُرُوشُ) أَي كُرُوشُ الأَضَاحي فِي أَيام الحَجِّ، أَو كَانَ يُجْمَع فِيهَــا دَمُ البُدْنِ والهَدَايَا، والعَرَبُ تُعَظِّمُهَا وتَفْخَرُ بِهَا، وَفِي الناموس: الأَوْلَى تَعْبيرُ النّهَاية بأَصْحَابِ الجَبَاجِبِ، هِيَ أَسماءُ منازِلَ بمِنًى إِلى آخِرها، وَقد كفَانَا فِي الردِّ عَلَيْهِ بِمَا يَلِيقُ بِهِ شيخُنَا الإِمَامُ، فَلَا يحْتَاج إِلى إِعادةِ تَجْرِيعِ كَأْسِ المَلامِ، وأَما الحَدِيث الَّذِي عُنيَ بِهِ مُلاَّ عَلِيّ فَفِي غيرِ كتب الحَدِيث فِي بَيْعَةِ الأَنْصَارِ: نَادَى الشَّيْطَانُ بِأَصْحَاب الجَبَاجِبِ، قَالَ أَبو عُبيدة: هِيَ جَمْعُ جُبْجُبٍ بالضَّمِّ، وَهُوَ المستَوِي من الأَرْضِ ليْسَ بحَزْن، وَهِي هَاهُنَا أَسماءُ منازلَ بمِنًى، سُمِّيَت بِهِ لأَن كُرُوشَ الأَضَاحِي تُلْقَى فِيهَــا أَيامَ الحجِّ، وَالَّذِي ذكره شيخُنَا عَن ابْن إِسحاقَ نَاقِلا عَن ابْن بَحر، وَذكر فِي آخرِه أَنه خَلَتْ مِنْهُ زُبُرُ أَكثرِ اللُّغَوِيّين، فقد أَشرنا إِليه آنِفاً عَن الأَزهريّ، فَــفِيهِ مَقْنَعٌ لكلّ طالبٍ رَاغِب.
(و) الجَبَاجِب كالبَجَابِج (: الضِّخَامُ مِنَ النُّوقِ) قَالَه أَبو عَمْرو، ورَجُلٌ جُبَاجِبُ ومُجَبْجَبٌ إِذَا كَانَ ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ، ونُوقٌ جَبَاجِبُ، قَالَ الراجز:
جَرَائِعٌ جَبَاجِبُ الأَجوَافِ
حُمُّ الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأَنْوَافِ
وإِبل! مُجَبْجَبَةٌ: ضَخْمَةُ الجُنُوبِ، أَنشد ابْن الأَعرابيِّ لصَبِيَّة قَالَت لأَبِيها:
حَسَّنْتَ إِلاَّ الرَّقَبَهْ
فَحَسِّنَنْهَا يَا أَبَهْ
كَيْمَا تَجِىءَ الخَطَبَهْ
بِإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ
لِلْفَحْلِ فِيهَــا قَبْقَبَهْ
ويروى مُخَبْخَبَهْ، تُرِيدُ مُبَخْبَخة، أَي يُقَال لَهَا: بَخٍ بَخٍ، إِعْجَاباً بهَا، فقُلِبَ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَهَذَا التحقيقُ أَحْرَى بقولِ شيخِنا السابقِ ذِكرُه: أَنَّه خَلَت مِنْهُ زُبُرُ الأَكْثَرِينَ.
( {والمُجَابَّةُ) مُفَاعَلَةٌ (: المُغَالَبَة فِي الحُسْنِ و) غيرهِ من حَسَبٍ وجَمَالٍ، وقَدْ} جَابَّتْ جِبَاباً {ومُجَابَّةً، وقِيلَ هُوَ (فِي الطَّعَامِ) : أَنْ يَضَعَهُ الرَّجُلُ فَيَضَعَ غَيْرُه مِثْلَهُ، نَقله الصاغانيّ.
(} والتَّجَابُّ) مِنْ بَابِ التَّفَاعُلِ أَنْ يَتَنَاكَحَ الرَّجُلاَنِ أُخْتَيْهِمَا) نَقله الصاغانيُّ.
( {وجَبَّانُ مُشَدّدَة: ة بالأَهْوَازِ) نَقله الصاغانيُّ.
(و) قَدْ (} جَبْجَبَ) إِذَا سَمِنَ، {وجَبْجَبَ إِذَا (سَاحَ فِي الأَرْضِ) عِبَادَةً، وجَبْجَبَ إِذَا اتَّجَرَ فِي الجَبَاجِبِ.
(وأَحْمَد بن} الجَبَّاب مُشَدَّدَة: مُحَدِّثٌ) ، لَا يخفى أَنَّه الحافِظُ أَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ خالدٍ الأَنْدَلُسيُّ المتقدِّمُ ذِكرُه فذِكرُه ثَانِيًا تكرارٌ.
(و) جُبَيْبٌ (كزُبَيرٍ) هُوَ (أَبو جُمِعَةَ الأَنْصَارِيُّ) ، وَيُقَال الكِنَانِيُّ وَيُقَال القارِيُّ قيل: هُوَ جُبَيْبُ بنُ وَهْبٍ، بِالْجِيم وَقيل: ابْن سَبُعٍ، وَقيل: ابْن سِبَاعٍ، قَالَ أَبو حَاتِم: وَهَذَا أَصَجُّ، لَهُ صُحْبَةٌ، نزل الشَّام، روى عَنهُ صالحُ بن جُبَيْرٍ الشامِيّ، (أَو هُوَ بالنُّونِ) ، كَمَا قَالَه ابْن ماكُولاَ وخَطَّأَ المستغفريَّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ابنُ {الجُبَيْبِيِّ، نِسْبةٌ إِلى جَدِّه جُبَيْبٍ، هُوَ أَبو جَعْفَر حَسَّانُ بنُ محمدٍ الإِشبِيلِيُّ شَاعِرُ غَرْنَاطَةَ.
والجُبَّةُ: مَوْضِعٌ فِي جَبلِ طَيِّىءٍ جاءَ ذِكرُهَا فِي قَول النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ.
وحَبَابٌ كسَحابٍ: مَوضعٌ فِي دِيَارِ أَوْدٍ.
} واسْتَجَبَّ السِّقَاءُ: غَلُظَ، واسْتَجَبَّ الحُبُّ إِذا لم يَنْضَحْ وضَرِيَ. وجُبَيْبُ بنُ الحارِث، كزُبَيرٍ: صَحَابيٌّ فَرْدٌ.
{والأَجْبَابُ: وَادٍ، وَقيل: مِيَاهٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ تَلِي مَهَبَّ الشَّمَالِ، وَقَالَ الأَصمعيّ: هِيَ من مياهِ بَنِي ضَبِينَةَ، ورُبَّمَا قِيلَ لَهُ: الجُبُّ، وَــفِيه يَقُول الشَّاعِر:
أَبَنِي كِلابٍ كَيْفَ يُنْفَى جَعْفَرٌ
وَبَنُو ضَبِينَةَ حَاضِرُو} الأَجْبَابِ
! والجُبَاجِبَةُ: مَاءَةٌ فِي دِيارِ بنِي كلابِ ابنِ ربيعةَ بنِ قُرْطٍ عَلَيْهَا نَخْلٌ، وَلَيْسَ على مِياهِهم نَخْلٌ غيرُها وغيرُ الجَرْوَلَةِ.
(ج ب ب) : (الْجَبُّ) الْقَطْعُ وَمِنْهُ الْمَجْبُوبُ الْخَصِيُّ الَّذِي اُسْتُؤْصِلَ ذَكَرُهُ وَخُصْيَاهُ وَقَدْ جُبَّ جَبًّا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْجَبُّ وَالْعُنَّةُ فِي الزَّوْجِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.