Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ضل

ثرد

(ث ر د) : (غَيْرُ مُثَرِّدٍ) فِي (فَرَّ) .

ثرد


ثَرَدَ(n. ac.
ثَرْد)
a. Crumbled into the broth (bread).
b. Dipped, dyed.

ثَرْدa. Fine rain.

ثَرَدa. Chapped (lips).
ثَرِيْد
ثَرِيْدَة
(pl.
ثُرُد
ثَرَاْئِدُ)
a. Sop ( bread crumbled and soaked ).
b. Effervescence ( in wine ).
ث ر د: (ثَرَدَ) الْخُبْزَ كَسَرَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (ثَرِيدٌ) وَ (مَثْرُودٌ) وَالِاسْمُ (الثُّرْدَةُ) بِوَزْنِ الْبُرْدَةِ. 
ث ر د : الثَّرِيدُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَيُقَالُ أَيْضًا مَثْرُودٌ يُقَالُ ثَرَدْتُ الْخُبْزَ ثَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَهُوَ أَنْ تَفُتَّهُ ثُمَّ تَبُلّهُ بِمَرَقٍ وَالِاسْمُ الثُّرْدَةُ. 
(ثرد)
الْخبز ثردا فته ثمَّ بله فَهُوَ ثارد وَالْخبْز ثريد ومثرود والذبيحة ذَبحهَا بِحجر أَو عظم أَو حَدِيدَة غير حادة فَقَتلهَا من غير أَن يقطع أوداجها وَالثَّوْب غمسه فِي الصَّبْغ وَفِي حَدِيث عَائِشَة (فَأخذت خمارا لَهَا قد ثردته بزعفران) والمطر الأَرْض أَصَابَهَا مِنْهُ قَلِيل فَهِيَ مثرودة
ثرد وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سُئِلَ عَن بعير شرد فَرَمَاهُ بَعضهم بِسَهْم حَبسه اللَّه بِهِ عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن هَذِه الْبَهَائِم لَهَا أوابد كأوابد الْوَحْش فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا.
ثرد
الثَّرِيْدُ: مَعْرُوْفٌ. والثرْدُ: الفَتُّ. وهو يَأكُلُ النَّعْجَةَ بثِرَادِها. وأثْرُدَانٌ: اسْمٌ للثَرِيْدِ.
وأرْضٌ مُثَردَةٌ: أصَابَها تَثْرِيْدٌ من مَطَرٍ أي لَطْخٌ، ومَثْرُوْدَةٌ: مِثْلُه. وأصَابَها ثُرُوْدٌ من مَطَرٍ ضَعِيْفٍ.
والثرْدُ في الخِصَاءِ: أنْ يُدْلَكَ الخُصْيَتَانِ مَكَانَهُما والثوْبُ المَثْرُوْدُ: المَغْمُوْسُ في الصِّبْغِ.
ثرد: ثَرَّد: ذكرت في فوك بمعنى ثَرَد، أنظر مثالا له في مادة مُلَّبق انثرد: ذكرت في فوك في مادة ثرد.
ثُرّدَة وجمعها ثُرد، سويقية (جزمة) للنساء (الكالا) وفيه: botin de la muger ثَرّاد: ذكرت في فوك في مادة ثرد.
مثَرد: مُثردة، قصعة الثريد، وعند دوماس (5: 317): مترد قصعة كبيرة من الخزف، وعند ميهرن 30: مترد. وفي رياض النفوس (58و): وحين صنع كنافة أفرغ عليها الزبد والعسل الكثير في مترد (كذا) كبير.
مَثَارد: مناضد صغيرة من الخشب (كاريت قبيل 1: 481، 484 وفيه mtâred)
ث ر د

ثردت الخبز أثرده وهو أن تفته ثم تبله بمرق وتشرفه في وسط الصحفة وتجعل له وقبة، وهو الثريد، والثريدة، والثردة. يقال: جاء بثريدة كربضة الأرنب، وهن الثرد، والثرد، والثرائد. وقال:

ألا يا خبز يا ابنة أثردان ... أبي الحلقوم دونك أن يناما

ومن المجاز: في شفتيك تثريد أي تشقيق.

وثردت ذبيحتك إذا كانت مديته كالة ففت ولم يفر.
[ثرد] ثردت الخبر ثردا: كسرته، فهو ثَريدٌ ومَثْرودٌ. والاسم الثُرْدَةُ بالضم. وكذلك اتردت الخبر، وأصله اثتردت على افتعلت، فلما اجتمع حرفان مخرجهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الادغام، إلا أن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة لم يصح ذلك، فأبدلوا من الاول تاء وأدغموه في مثله. وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء ويدغمون، فيقولون: اثرد، فيكون الحرف الاصلى هو الظاهر. والتثريد في الذَبح هو الكسر قبل أن يَبْرُدَ، وهو منهيٌّ عنه. والثَرَدُ، بالتحريك: تشقق في الشفتين.
(ثرد) - في الحَدِيث: "فَــضْلُ عائِشةَ على النِّساء كفَــضْل الثَّرِيِد على سَائِر الطَّعام"
نُرَى، والله أعلم، أَنَّه لم يُرِد عَينَ الثَّرِيد، لأَنَّ الثَّرِيدَ غالباً لا يكون إلَّا من لَحْم، والعرب قَلَّما تَجِد طَبِيخاً لا سِيَّما بلحم، فكأَنَّه أَرادَ كفَــضْل اللّحمِ على سَائِر الطَّعام.
وقد وَرَد في حَدِيثٍ آخَر: "سَيِّد الِإدامَ اللَّحْمُ". فكما أَنَّ سَيِّدَ الِإدَامِ وهو الَّلحم والثَّرِيدُ من الَّلحمِ يَفــضُلــان سائِرَ الأَطْعِمة، فعَائِشَةُ تَفــضُل النِّساءَ.
وقد وَرَد في طَرِيق: عن ابنِ عُمَر: "فَــضلُ عَائِشةَ على النِّساء كفَــضْل الَّلحم على سَائِرِ الِإدام".
ويقال: الثَّرِيدُ أَحدُ الَّلحْمَيْن، بل القُوَّةُ والَّلذَّة إذا كَانَ اللَّحمُ في غَايَةِ النُّضْج في المَرَق أَكْثرَ مِمَّا في نَفْسِ الَّلحْم، لا سِيَّما إذا عاضَدَهُما الخُبزُ الذي لا عِوضَ له في الغِذَاءِ.
ثرد
ثرَدَ يَثرُد، ثَرْدًا، فهو ثارِد، والمفعول مَثْرود وثَريد
• ثرَد الخبزَ: هشَّمه وفتَّه وغمره في المرق أو اللبن. 

أثردَ يثرد، إثْرَادًا، فهو مُثْرِد، والمفعول مُثْرَد
• أثردت الأمُّ الخبزَ لأولادها: فَتَّتْهُ ثم غمرته في المرق. 

أَثْرَد [مفرد]: ج ثُرْد، مؤ ثَرْدَاء، ج مؤ ثُرْد
• الأَثْرَدُ: المشقوق الشَّفتين. 

ثَرْد [مفرد]: مصدر ثرَدَ. 

ثَرِيد [مفرد]: ج ثرائد وثُرْد:
1 - صفة ثابتة للمفعول من ثرَدَ.
2 - طعام من خبزٍ مفتوت ولَحْم ومَرَق "أكلنا ثريدًا دَسِمًا". 
ثرد فرا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الذَّبِيحَة بالعُود قَالَ: كلّ مَا أفرى الْأَوْدَاج غير مثرد. قَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي التثريد أَن يذبح الذَّبِيحَة بِشَيْء لَا حدّ لَهُ فَلَا يُنْهِرُ الدَّمَ وَلَا يُسِيْلُه فَهَذَا المُثَرِّد وَلَيْسَ بذكيٍّ إِنَّمَا هُوَ قَاتل. وإفراء الْأَوْدَاج تقطيعها وتشقيقها وكل شَيْء شققته فقد أفريته وَمَا كَانَ على وَجه التَّقْدِير والتسوية فإنّه يُقَال [مِنْهُ -] : فريت بِغَيْر ألف [وَهُوَ من غير الأول -] [قَالَ زُهَيْر: (الْكَامِل)

ولأنت تَفْري مَا خلقت وبَعْ ... ضُ الْقَوْم يخلق ثمَّ لَا يَفرِي

فالخَلْق: التَّقْدِير والفَرْي: الْقطع على وَجه الْإِصْلَاح] [وَقد تأوّل بعض النَّاس هَذَا الحَدِيث أنّ قَوْله: كُلْ من الْأكل وَهَذَا خطأ لَا يكون وَلَو أَرَادَ من الْأكل لوقع الْمَعْنى على الشَّفْرة إِذا قَالَ كل مَا أفرى الأوداجَ لِأَن الشَّفْرَة هِيَ الَّتِي تفري] . [قَالَ أَبُو عبيد -] وإنّما 132 / الف معنى / الحَدِيث أنّ كلَّ شَيْء أفرى الْأَوْدَاج من عُود أَو لِيُطةٍ أَو حجر بعد أَن يفريها فَهُوَ ذكٌي غَيْرُ مُثَرَّدٍ.
[ثرد] فيه: فــضل عائشة كفــضل "الثريد" لم يعطف عائشة على أسية بل أبرز في صورة جملة مستقلة تنبيها على اختصاصها بما امتازت به عن سائرهن، ومثل بالثريد لأنه أفــضل طعام العرب لأنه مع اللحم جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ فيفيد بأنها أعطيت مع حسن الخلق وحلاوة النطق وفصاحة اللهجة رزانة الرأي فهي تصلح للتبعل والتحدث وحسبك أنها عقلت ما لم يعقل غيرها من النساء وروت ما لم يرو مثلها من الرجال. ك: "الثريد" من كل طعام أفــضل من المرق فثريد اللحم أفــضل من المرق بلا ثريد نفعاً والتذاذا وتيسر تناوله وسرعته. نه وفيه: فــضل عائشة على النساء كفــضل "الثريد" على سائر الطعام، قيل: لم يرد عين الثريد وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معاً لأن الثريد غالباً لا يكون إلا من لحم والعرب قلما تجد طبيخاً ولاسيما بلحم، ويقال: الثريد أحد اللحمين بل اللذة والقوة إذا كان اللحم نضيجاً في المرق أكثر مما يكون في نفس اللحم. وفيه: فأخذت خماراً لها قد "ثردته" بزعفران أي صبغته. ثوب مثرود إذا غمس في الصبغ. وفيه: كل ما أفرى الأوداج غير "مثرد". المثرد الذي يقتل بغير ذكاة، وقيل: التثريد أن يذبح بما لا يسيل الدم ويروى مثرد بفتح راء، والرواية: كل- أمر بالأكل، وقيل: إنما هو كل ما أي كل شيء أفرى، والفرى القطع. ومنه ح سعيد: وسئل عن بعير نحروه بعود فقال: إن كان مار موراً فكلوه وإن "ثرد" فلا.
[ث ر د] الثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ يَثْرُدُه ثَِرْداً، فهو ثَرِيدٌ. والثَّرِيدَةُ، والثَّرودَةُ، والثُّرْدَةُ: ما ثُرِدَ من الخُبْزِ. واثَّرَدَ ثَرِيداً، واتَّرَدَهُ: اتَّخَذَه، وهو مُثَّرِدٌ ومُتَّرِدٌ، قُلِبَت الثّاءُ تاءً؛ لأَنّ الثاءَ أختُ التاء في الهَمْسِ، فلماّ تَجاوَرَتا في المَخْرَجِ أَرادُوا أن يَكُونَ العَمَلُ من وجْهِ واحِدٍ، فَقَلبُوها تاءً، وأَدْغَمُوها في التّاء بِعَدها؛ ليَكُونَ الصَوْتُ نَوْعاً واحِداً، كما أَنَّهُم لّما أَسْكَنُوا تاءَ وتِدٍ تَخْفِيفاً أَبْدَلُوها إِلى لَفْظِ الدّالِ بَعْدَها، فقالُوا: وَدٌّ. وقَوْلُه - أنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيٍّ -:

(أََلاَ يا خُبْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ ... أَبَي الحُلْقُومُ بعدَكِ أن يَنَامَا)

(وبَرْقٍ للعَصِيدَةِ لاحَ وَهْناً ... كما شَقَّقْتَ في القَدْرِ السَّناماَ ... )

قال: يَثْرُدانِ: غُلامانِ كانَا يَثْرُودانِ، فنَسَبَ الخُبْزَةَ إليهما، ولكنَّهُ نَوَّنَ وصَرَفَ للضَّرُورِةِ، والوَجْهُ في مِِثْلِ هذا أَنْ يُحْكَىَ؛ لأَنَّ قولَه: ((يَثْرُدان)) جُمْلَةٌ، والجُمَلُ إذا سُمَى بها فَحُكْمُها أَنْ تُحْكَى. ورواه الفرّاءُ ((أُثْرُدانٍ)) ، فعَلَى هذا لَيْسَ بفِعْلٍ سُمِّى به، إنّما هو اسمٌ، كأُسْحُلان وأُلْعبُان، فحُكْمُه أَنْ يَنْصَرِفَ في النَّكِرَةِ، ولا يَنْصَرِفَ في المَعْرِفَةً، وأَظُنُّ أُثْرُدانَ اسْماً للثَّرِيدِ، أو المُثَرَّدِ مَعْرِفَةً، فإِذا كان ذِلكَ فحُكْمُه أَنْ لا يَنْصَرِفَ، لكن صَرَفَه للضَّرُورَةِ. وأرادَ: ((أَبَي صاحِبُ الحُلْقُومِ بعدَكِ أَنْ يَنامَا)) لأَنَّ الحُلْقُومً ليَس هو وَحدَه هو النّائِمَ، وقد يَجُوزُ أن يَكُونَ خَصَّ الحُلْقُومَ ها هُنا، لأَنَّ مَمَرَّ الطَّعِامِ إِنَّما هو عليه، فكأَنَّه لّما فَقَدَه حَنَّ إِليهِ، فلا يَكُونُ فيه على هَذا القَوْلِ حَذْفٌ. وقولُه:

(وبَرْقٍ للعَصٍ يدةَ لاحَ وَهْناً ... )

إِنّما عَنَى بذِلكَ شِدَّةَ ابْيضاضِ العَصِيدَةِ، فكَأَنَّما هي بَرْقٌ، وإِن شئْتَ قُلْتَ: إنّه كانَ جَوْعانَ مُتَطَلِّعاً إِلى العَصِيدةَ كتَطَلُّع المُجْدبِ إِلى البَرْقِ، أو كتَطَلُّعِ العاشِقِ إِليه إِذا أَتاهُ من ناحِيَةِ مَحْبُوبِه وقوله:

(كما شَقَّقْتَ في القِدْرِ السَّناما ... )

يُريدُ أَنَّ تلكَ العَصِيدَة بَيْضاءُ تَلُوحُ كما يَلُوحُ السَّنامِ إِذا شُقِّقَ، يعِني بالسَّنامِ الشَّحْمَ؛ إذْ هو كُلُّه شَحْمٌ. وثَرَّدَ الذَّبِيحَةَ: قَتَلَها من غَيْرِ أَنْ يَفْرِىَ أَوْدَاجَها. وأُرَى ثَرَدَها لُغَةً. وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: المُثَرِّدُ: الّذِي لا تَكُونُ حَدِيدَتُه حادَّةً، فهو يَفْسَخُ اللِّحْمَ. وفي الحَديِثِ: ((ما أَفْرَى الأَوداجَ غيرَ مُثَرِّدٍ فكُلْ)) . وقيلَ: المُثَرِّدُ: الذي يَذْبَحُ ذَبِيَحتَه بحجَرٍ، أو عَظْمٍ، أو ما أَشْبَهَ ذلٍِ كَ، وقد نُهِى عنهُ. والمِثْرادُ: اسمُ ذِلكَ الحَجَر، قال:

(فلا تُدَمُوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ ... )

والثَّرْدُ: المَطَرُ الضَّعِيفُ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، قال: وقِيلَ لأَعْرابِيِ: ما مَطَرُ أَرْضِكَ؟ قالَ: ((مُرَكِّكَةٌ فيها ضُرُوسُ، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه، ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه)) . الضُّروُسُ: سَحائِبُ مُتَفَرِّقَةٌ، وغُيُوثٌ تُفَرِّقُ بينَها رِكاكٌ. وقالَ مَرَّةًَ: ((هي الجَوْدُ)) . ويَذُرُّ: يَطْلُعُ ويَظْهَرُ، وذلك أنّه يَذُرُّ من أَدْنَى مَطَرِ، وإِنَّما يَذُرُّ من مَطِر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ، ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ مِنْ قَدْرِ الذِّراعِ من المَطَرِ فما زادَ، وتَقْرِيحُه: نَباتُ أُصْلِه، وهو ظُهُورُ عُودِه. والثَّرِيدُ: القُمُّحانُ، عن أَبِي حَنيفَةَِ، يَعْنى الَّذي يَعْلُو الخَمْرَ كأَنَّه ذَرِيرَةٌ. واثْرَنْدَى الرَّجُلُ: كَثُرَ لَحْمُ صَدْرِه.

ثرد

1 ثَرَدَ, aor. ـُ (M, L,) or ـِ (so in one place in the TT,) inf. n. ثَرْدٌ, (T, M, Mgh, L,) He broke a dry or hollow thing: (T, Mgh, L:) he crumbled a thing, or broke it into small pieces, with his fingers. (M, L.) [Hence,] ثَرَدَ خُبْزًا, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. as above, (S, Msb,) He crumbled bread, or broke it into small pieces, with his fingers, (M, A, Msb, K,) then moistened it with broth, (A, Msb,) and then piled it up in the middle of a bowl: (A:) or he broke bread: (S:) and in like manner ↓ اِتَّرَدَهُ, originally اِثْتَرَدَهُ; and ↓ اِثَّرَدَهُ: (S, K:) and ثَرِيدًا ↓ اثّرد, and ↓ اتّردهُ, he made, or prepared, ثريد [i. e. bread crumbled &c. as above described]. (M.) b2: He rubbed and pressed a testicle with the hand, in lieu of castrating; (K;) inf. n. as above. (Mgh.) b3: See also 2. b4: He dipped a garment, or piece of cloth, in dye: (K:) he dyed it with saffron [&c.]. (TA from a trad.) b5: ثُرِدَ مِنَ المَعْرَكَةِ, (so in a copy of the T, and in some copies of the K, and in the CK,) or ↓ ثُرِّدَ, (so in some copies of the K, and in the TA,) He (a man, IAar, T) was carried away from the place of fight wounded much but having life remaining in him. (IAar, T, K.) 2 ثرّد, (T, M, K,) inf. n. تَثْرِيدٌ; (T, S, Mgh;) and ↓ ثَرَدَ; (K;) [ISd says,] I think that the latter is a dial. var. of the former; (M;) He killed an animal that should be slaughtered without cutting the أَوْدَاج [or external jugular veins] so as to make the blood flow; (M, K;) i. e., (TA,) he killed it with a blunt knife, so that he broke, [or tore, the flesh &c.,] and did not cut so as to make the blood flow: (A, TA:) or he killed it by squeezing and pressing the اوداج, without cutting, and making the blood to flow: (Mgh:) or he killed it with a thing that did not make the blood to flow freely: or he killed it without practising the method prescribed by the law: (T:) or تثريد in slaughtering is the breaking [the bones or joints &c. of the animal] before it is cold; and this is forbidden. (S.) [See also مُثَرِّدٌ.] b2: See also 1, last sentence. b3: And see ثَرَدٌ, below.4 أَثْرَدَ [It seems that Golius found أَثْرَدَ erroneously written in a copy of the S and in a copy of the K for اِثَّرَدَ.]8 اِثَّرَدَ and اِتَّرَدَ: see 1, in four places.

ثَرْدٌ Weak rain. (IAar, M, K.) ثَرَدٌ (S, K) and ↓ تَثْرِيدٌ (A) (tropical:) A chapping in the lips. (S, A, K.) ثُرْدَةٌ: see what next follows.

ثَرِيدٌ and ↓ مَثْرُودٌ Bread crumbled, or broken into small pieces, with the fingers, and then moistened with broth: (Msb:) or [simply] broken bread. (S.) b2: Also, the former, (T, A,) and ↓ ثَرِيدَةٌ (T, M, A, K) and ↓ ثُرْدَةٌ (S, M, A, Msb) and ↓ ثَرُودَةٌ (M, K) and ↓ مَثْرُودَةٌ (K accord. to the TA) and ↓ أُثْرُدَانٌ, (Fr, M, * K,) Bread, itself, crumbled, or broken into small pieces, with the fingers, (T, * S, * M, A, Msb, K, *) then moistened with broth (T, A, Msb) &c., (T,) and then piled up in the middle of a bowl; (A;) generally having some flesh-meat with it: (L:) or ↓ ثَرِيدَةٌ signifies a mess, or portion, of ثَرِيد [or bread crumbled or broken &c.]; (T;) [and so ↓ ثَرُودَةٌ, and ↓ مَثْرُودَةٌ:] that of Ghassán is said by common consent to have been prepared with marrow, and with eggs, or the yolks of eggs; and there was no kind more delicious than these two kinds. (TA.) The pl. of ثريدة is ثَرَائِدُ and ثُرُدٌ and ثُرْدٌ; (A, and Ham p. 524;) the last of which is a contraction of that next preceding it. (Ham ubi suprà.) A poet, as cited by IAar, says, ↓ أَلَا يَا خُبْزُ يَا ابْنَةَ يَثْرُدَانٍ

أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لَا يَنَامُ [Now surely, O bread, O daughter of two preparers of ثَرِيد, the throat refuses, after swallowing thee, to rest, by reason of desire for more]: he says that the poet calls the bread after two young men, or slaves, who were preparing ثريد, and gives tenween to يثردان by a poetic license, instead of saying يَثْرُدَانِ, which, as it is [originally] a verbal phrase, he should have said by rule: but the word, as Fr relates it, is ↓ أُثْرُدَانٍ; and [ISd says,] I think that this is a determinate subst., for الثَّرِيد or المَثْرُود, and therefore properly imperfectly decl., but here made perfectly decl. by a poetic license. (M.) It is said in a trad. that the excellence of 'Áïsheh above other women is as the excellence of ثريد above other kinds of food; but it is said that what is here meant is food prepared with flesh-meat, together with ثريد, because this is generally prepared with flesh-meat, and it is said to be one of the two things called لَحْم. (TA.) ثَرُودَةٌ: see ثَرِيدٌ; for each, in two places.

ثَرِيدَةٌ: see ثَرِيدٌ; for each, in two places.

أُثْرُدَانٌ: see ثَرِيدٌ; for each, in two places.

مِثْرَدَةٌ A [bowl such as is called] قَصْعَة [app. for ثَرِيد]. (TA.) مُثَرِّدٌ One who slaughters (an animal intended to be slaughtered, M) with a stone or a bone, (M, K,) or the like thereof; to do which is forbidden: (M:) or one whose iron instrument is not sharp, (IAar, M, K,) so that he mangles the flesh. (IAar, M.) مِثْرَادٌ A stone, or bone, or blunt iron instrument, with which an animal is slaughtered [in a bungling manner: see مُثَرِّدٌ]. (M, K.) مَثْرُودٌ: see ثَرِيدٌ. b2: Also A garment, or piece of cloth, dipped in dye. (ISh, T.) مَثْرُودَةٌ: see ثَرِيدٌ, in two places.

يَثْرُدَان: see ثَرِيدٌ.

ثرد: الثَّرِيدُ معروف. والثَّرْدُ: الهَشْمُ؛ ومنه قيل لما يُهشم من

الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره: ثَريدة.

والثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ يَثْرُدُهُ ثَرْداً، فهو ثريد. وثَرَدْتُ

الخبز ثَرْداً: كسرته، فهو ثَريدٌ ومَثْرُود، والاسم الثُّردة، بالضم.

والثَّريدُ والثَّرودَةُ: ما ثُرِدَ من الخبز.

واثَّرَدَ ثريداً واتَّرَدَه: اتخذه. وهو مُتَّرِد، قلبت الثاء تاء لأَن

الثاء أُخت التاء في الهمس، فلما تجاورتا في المخرج أَرادوا أَن يكون

العمل من وجه فقلبوها تاء وأَدغموها في التاء بعدها، ليكون الصوت نوعاً

واحداً، كأَنهم لما أَسكنوا تاء وَتِدٍ تخفيفاً أَبدلوها إِلى لفظ الدال

بعدها فقالوا وَدٌّ. غيره: اثَّرَدْتُ الخبز أَصله اثْتَرَدْتُ على افتعلت،

فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الإِدغام، إِلاَّ

أَن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة

(* قوله «التاء مجهورة» المشهور

أن التاء مهموسة.) لم يصح ذلك، فأَبدلوا من الأَول تاء فأَدغموه في

مثله، وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء فيقولون: اثَّرَدْتُ، فيكون الحرف

الأَصلي هو الظاهر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أَلا يا خُبْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ،

أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ

وبَرْقٍ لِلعَصيدَةِ لاحَ وَهْناً،

كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما

(* في هذا البيت إقواء).

قال: يَثْرُدانٍ غلامان كانا يثردان فَنَسَب الخُبزة إِليهما ولكنه نوّن

وصرف للضرورة، والوجه في مثل هذا أَن يحكى، ورواه الفراء أُثْرُدانٍ

فعلى هذا ليس بفعل سمي به إِنما هو اسم كأُسْحُلان وأُلْعُبانٍ؛ فحكمه أَن

ينصرف في النكرة ولا ينصرف في المعرفة؛ قال ابن سيده: وأَظن أُثْرُدانَ

اسماً للثريد أَو المثرود معرفةً، فإِذا كان كذلك فحكمه أَن لا ينصرف لكن

صرفه للضرورة، وأَراد أَبى صاحب الحلقوم بعدك لا ينام لأَن الحلقوم ليس هو

وحده النائم، وقد يجوز أَن يكون خص الحلقوم ههنا لأَن ممرّ الطعام إِنما

هو عليه، فكأَنه لما فقده حنَّ إِليه فلا يكون فيه على هذا القول حذف.

وقوله: وبرقٍ للعصيدة لاح وهناً، إِنما عنى بذلك شدّة ابيضاض العصيدة

فكأَنما هي برق، وإِن شئت قلت إِنه كان جَوْعانَ متطلعاً إِلى العصيدة كتطلع

المجدب إِلى البرق أَو كتطلع العاشق إِليه إِذا أَتاه من ناحية محبوبه.

وقوله: كما شققت في القِدر السناما، يريد أَن تلك العصيدة بيضاء تلوح كما

يلوح السنام إِذا شقق، يعني بالسنام الشحم إِذ هو كله شحم. ويقال: أَكلنا

ثَريدة دَسِمَةً، بالهاء، على معنى الاسم أَو القطعة من الثريد. وفي

الحديث: فــضل عائشة على النساء كفــضل الثريد على سائر الطعام؛ قيل: لم يرد عين

الثريد وإِنما أَراد الطعام المتخذ من اللحم والثَّريِد معاً لأَن

الثريد غالباً لا يكون إِلاَّ من لحم، والعرب قلما تتخذ طبيخاً ولا سيما بلحم.

ويقال: الثريد أَحد اللحمين بل اللذة والقوَّة إِذا كان اللحم نضيجاً في

المرق أَكثر ما يكون في نفس اللحم.

والتَّثْريدُ في الذبح: هو الكسر قبل أَن يَبْرُدَ، وهو منهيٌّ عنه.

وثَرَدَ الذَّبِيحَة: قَتَلها من غير أَن يَفْرِيَ أَوْداجَها؛ قال ابن

سيده: وأُرى ثَرَّدَه لغة. وقال ابن الأَعرابي: المُثَرِّدُ الذي لا تكون

حديدته حادَّة فهو يفسخ اللحم؛ وفي الحديث؛ سئل ابن عباس عن الذبيحة

بالعُودِ فقال: ما أَفْرَى الأَوْداجَ غيرُ المُثَرِّدِ، فكُلْ. المُثَرِّدُ:

الذي يقتُلُ بغير ذكاة. يقال: ثَرَّدْتَ ذَبيحَتَك. وقيل: التَّثْريدُ أَن

يَذْبَحَ الذبيحةَ بشيء لا يُنْهِرُ الدَّمَ ولا يُسيلُهُ فهذا

المُثَرِّدُ. وما أَفْرَى الأَوداجَ من حديد أَو لِيطَةٍ أَو طَرِيرٍ أَو عود له

حد، فهو ذكيٌّ غيرُ مُثَرِّدٍ، ويروى غيرُ مُثَرَّدٍ، بفتح الراء، على

المفعول، والرواية كُلْ: أَمْرٌ بالأَكلِ، وقد ردَّها أَبو عبيد وغيره.

وقالوا: إِنما هي كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ أَي كلُّ شيءٍ أَفْرَى،

والفَرْيُ القطع. وفي حديث سعيد وسئل عن بعير نحروه بعود فقال: إِن كانَ مارَ

مَوْراً فكلوه، وإِن ثَرَدَ فلا. وقيل: المُثَرِّدُ الذي يذبح ذبيحته بحجر

أَو عظم أَو ما أَشبه ذلك، وقد نُهِيَ عنه، والمِثْرادُ: اسم ذلك الحجر؛

قال:

فلا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ

ابن الأَعرابي: ثَرِدَ الرجلُ إِذا حُمِلَ من المعركة مُرْتَثّاً.

وثوبٌ مَثْرُودٌ أَي مغموس في الصِّبْغ؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:

فأَخذتْ خِماراً لها قد ثرَدَتْه بزعفران أَي صبغته؛ وثوب مَثْرُود.

والثَّرَدُ، بالتحريك: تشقق في الشفتين.

والثَّرْدُ: المطر الضعيف؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال: وقيل لأَعرابي ما

مَطَرُ أَرضك؟ قال: مُرَكَّكَةٌ فيها ضُروس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بقلُه ولا

يُقَرِّحُ أَصْلُه؛ الضروس: سحائب متفرقة وغيوث يفرق بينها رَكاكٌ، وقال مرة:

هي الجَوْدُ. ويَذُرُّ: يطلعُ ويظهر، وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر،

وإِنما يَذُرُّ من مطر قدر وضَحِ الكف. ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ

مِنْ قَدْرِ الذراع من المطر فما زاد، وتقريحه نبات أَصله، وهو ظهور

عوده.والثَّرِيدُ القُمُّحانُ؛ عن أَبي حنيفة، يعني الذي يعلو الخمر كأَنه

ذريرة.

واثْرَنْدَى الرجل: كثر لحم صدره.

ثرد
: (ثرَدَ الخُبْزَ: فَتَّه) ثمَّ بَلَّه بمَرَقٍ ثمّ شَرَّفَه وَسْطَ القَصعةِ. وَهُوَ الثَّريدُ والثَّريدةُ والثُّرْدَةُ، كَمَا فِي (الأَساس) ، (كاتَّرَدَه واثَّردَه، بالتاءِ) المثنّاة الفوقيّة (والثاءِ) المثلّثَة (على افْتَعَله) ، أَي بتَشْديد التاءِ والثَّاءِ، أَي اتّخذَه. كَانَ فِي أَصْله اثْتَرده على افتَعَل، فَلَمَّا اجتمَعَ حَرفانِ مَخْرجاهما مُتقارِبانِ فِي كلمةٍ واحدةٍ وَجَبَ الإِدغام، إِلاّ أَن الثّاءَ لما كَانَت مهموسةً، وَالتَّاء مجهورة لم يَصِحَّ ذالك، فأَبدَلُوا من الأَول تَاء فأَدغموه فِي مثله. وناسٌ من الْعَرَب يُبدِلُون من التاءِ ثاءً فيُدغمون فَيَقُولُونَ اثَّرَدت، فَيكون الْحَرْف الأَصليّ هُوَ الظَّاهِر، كَمَا فِي (الصّحاح).
(و) ثَرَدَ (الثَّوْبَ: غَمَسَه فِي الصِّبْغ) . وثَوبٌ مَثرُودٌ: مَغموسٌ فِيهِ، عَن ابْن شُمَيل. وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (فأَخَدَتْ خِمَاراً لَهَا قد ثَرَدَته بزَعْفرانٍ) ، أَي صَبَغَتْه.
(و) ثَرَدَ (الخُصْيَة: دلَكَهَا مَكَانَ الخِصاءِ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) من المَجاز: ثَرَدَ (الذَّبيحةَ) ، إِذا (قَتَلَهَا من غير أَنْ يَفرِيَ أَوْدَاجَها) ، وذالك إِذا كَانَت مُدْيَتُه كالَّةً فَفَتَّ وَلم يَفْرِ. وَفِي بعض النُّسخ (يفْدي) بِالدَّال الْمُهْملَة وَفِي أُخرَى (يبري) بالمُوحدة والدَّاءِ، وَكِلَاهُمَا تَحْرِيف، (كثَرّدَهَا) تَثريداً. وَفِي الحَدِيث سُئِلَ ابْن عبّاسٍ عَن الذَّبيحةِ بالعُود فَقَالَ: (مَا أَفْرَى الأَودَاجَ غير المثَرَّد فَكُلْ) وَقيل: التّثريد: أَن يَذبَحَ الذَّبِيحَةَ بشيْءٍ لاَ يَنْهَرُ الدّمَ وَلَا يُسِيله. فهاذا المُثرَّدُ. وَمَا أَفْرَى الأَودَاجَ من حديدٍ أَو لِيطَة أَو عُودٍ لَهُ حَدٌّ فَهُوَ ذَكيٌّ غيرُ مُثرَّد.
(و) الثَّرْد: الهَشْم والكَسْر. ثرَدَ الخُبْزَ يَثْرُده ثَرْداً.
و (المَثْرُودَة والثَّرُودَة) ، بالفتْح، وهاذه عَن الصّاغانيّ، (والأُثْرُدَانُ كعُنْفُوانٍ) ، قَالَ الفرّاءُ: هُوَ على لفْظ الايمر ثمّ زِيدت عَلَيْهِ أَلفٌ وَنون، فأَشبهَ الأَسماءَ وخَرَجَ من حَدِّ لفظِ الأَمر، كلُّ ذَلِك اسمُ (الثَّرِيدَة) ، وَالِاسْم الثُّرْدة، بالضّم. وأَنشد الفرّاءُ:
أَلاَ يَا خُبْزَ يَا ابْنَةَ أُثْرُدَانٍ
أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لَا يَنَامُ
قَالَ أُثْرُدَانٌ: اسمٌ كأُسحُلانٍ، وأُلْعُبَانٍ، فَحكمه أَن يَنْصَرفَ فِي النَّكرة وَلَا ينْصَرف فِي الْمعرفَة. قَالَ ابْن سَيّده: وأَظنّ أُثْرُدانَ اسْما للثَّريد أَو المثرود معْرفة، فإِذا كَانَ كذالك فحُكْمه أَن لَا ينْصَرف، لكنْ صَرَفه للضّرورة. وَرِوَايَة ابْن الأَعرابيّ (يَا ابنةَ يَثْرُدانٍ. قَالَ يَثْرُدان: غُلامانِ كَانَا يَثرُدانِ، فنَسَبَ الخُبزةَ إِليهما، ولاكنه نَوَّنَ فصرَفَ للضَّرُورَة، والوجْه فِي مثْل هشذا أَن يُحْكَى.
وَيُقَال: أَكلنا ثَرِيدَةً دَسِمةً، بالهاءِ على معنَى الِاسْم أَو القِطْعَة من الثَّريد. وَفِي الحَدِيث: (فَــضْلُ عائشةَ على النِّسَاءِ كفَــضْل الثَّرِيدِ على سَائِر الطَّعام) قيل لم يُرِدْ عَيْنَ الثَّرِيد وإِنما أَرادَ الطّعَام المتّخذَ من اللَّهْم والثَّريد مَعًا، لأَنَّ الثَّرِيد غَالِبا لَا يكون إِلاّ من لَحْم. وَيُقَال: الثَّرِيد أَحدُ اللَّحْمَيْن.
(والثَّرْد: المَطَرُ الضَّعيفُ) ، عَن بن الأَعرابيّ. قَالَ: وَقيل لأَعرابيّ: مَا مَطَرُ أَرضِك؟ قَالَ: مُرَكِّكَة فِيهَا ضُرُوس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه وَلَا يُقرِّحُ أَصلُه.
(و) الثَّرْد: (نَبْتٌ) ضعيفٌ. (و) من الْمجَاز الثَّرَد، (بِالتَّحْرِيكِ: تَشقُّقٌ فِي الشَّفَتين) .
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ (ثَرَّدَ) الرجلُ بالتَّسْدِيد، وَفِي بعض الأُمَّهات بِالتَّخْفِيفِ، كعَلِمَ، وَهُوَ الصَّوَاب (مِنَ المَعْرَكَةِ: حُمِلَ) مِنْهَا (مُرْتَثًّا) ، نقلَه الصاغانِيّ.
(ومَثْرُودٌ جَدّ) أَبي موسَى (عيسَى ابْن إِبراهيمَ الغَافِقيّ) ، روَى عَن ابنِ عُيينة وابنِ وَهْبٍ وعدّة، وَعنهُ أَبو دَاوُود، والنَّسائيّ، وَابْن خُزَيمة. وثَّقُوه، مَاتَ سنة 261، كَذَا فِي (الكاشف) للذهبيّ.
(وأَرْضٌ مَثْرودةٌ ومُثَرَّدة: أَصابَهَا تَثْرِيدٌ مِنْ مَطَرٍ، أَي لَطْخٌ) من الثَّرْد.
(والمثَرِّدُ: مَنْ يَذْبَح) ذَبيحتَه (بحَجَرٍ أَو عَظْم) أَو مَا أَشبَه ذالك، وَقد نُهِيَ عَنْه. (أَو مَنْ حَديدَتُه غَيرُ حادَّة) ، فَهُوَ يَفسَخُ اللحمَ. وهاذا عَن ابْن الأَعرابيّ، وَقد سبق ذالك، (وَاسم ذالك) الحَجرِ أَو العظْمِ (المِثْرادُ) ، بِالْكَسْرِ. قَالَ:
فَلَا تُدَمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرَادِ
(والثَّرِيدُ: كالذَّرِيرَةِ تَعْلُو الخَمْرَ) ، وَهُوَ القُمُّحَانُ، عَن أَبي حنيفةَ.
(واثْرَنْدَى) الرَّجلُ: (كَثُرَ لحْمُ صَدْرِه) ، عَن اللِّحْيَانيّ. ورجلٌ مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ: مُخصِبٌ. وابْلَنْدَى، إِذا كَثُرَ لحْمُ جَنْبَيْه وعَظُمَا. وادْلَنْظَى، إِذا سَمِنَ وغَلُظَ.
(وأَبُو ثَرَادٍ) ، كسَحَابٍ: (عَوْذُ بن غالبٍ المِصْريّ) الحجريّ، (مِن الصّالحين) ، روَى عَنهُ حَيْوَةُ بن شُرَيْح وَغَيره.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المِثْرَدَة: القَصْعَةُ. وثَرِيدَةُ غَسّانَ أَجمَعوا على أَنّهَا كَانَت من المُخِّ، والمُحِّ وَلَا أَطيبَ مِنْهُمَا.
وعليّ بن ثَرْدَةَ الواعظُ الواسطيّ وَعَظَ بدمشقَ، وسمعَ من الذَّهبيّ.
والثُّرْدُودُ بالضّمّ: المطَرُ الضَّعيفُ، عَن الصّاغانيّ.

رِيْوَذ

رِيْوَذ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الواو، وذال معجمة: من قرى بيهق من نواحي نيسابور، ينسب إليها أبو محمد الفــضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير الشعراني الريوذي، سمع إسماعيل بن أبي أويس وأبا توبة الربيع بن نافع ويحيى بن معين وإسحاق بن محمد الفروي وعيسى بن مينا وإبراهيم بن المنذر الحزامي، روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو العبّاس السّرّاج وغيرهما، تفرّد برواية كتب كثيرة، ومات سنة 282 في محرّمها، قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: فــضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن هارون بن زيد بن كيسان بن باذان، وهو ملك اليمن الذي أسلم بكتاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ومحمد الشعراني النيسابوري، وكان يرسل شعره، وهو من قرى بيهق، وكان أديبا فقيها عابدا كثير الرحلة في طلب الحديث فهما عارفا بالرجال، سمع بالشام والعراق والحجاز وما بين ذلك وخراسان، وكان يقول: ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفــضل في طلب الحديث، وقال أحمد ابن عليّ بن سحنويه: حدثني أبو الحسين محمد بن زياد القناني سئل عنه فرماه بالكذب، وقال مسعود بن عليّ السجزي: سألت الحاكم أبا عبد الله عن الفــضل الشعراني فقال: ثقة مأمون لم يطعن في حديثه بحجة.

اسْتِعْمَال الكاف دون أن يكون في الجملة تشبيه

اسْتِعْمَال الكاف دون أن يكون في الجملة تشبيه
الأمثلة: 1 - أَنَا كباحث أقرّ هذا الرأي 2 - بَدَأَ كتاجر صغير ثم تضخمت ثروته 3 - عَامَله كمذنب 4 - هُوَ كمتحدث أفــضل منه ككاتب 5 - وَقَّع الاتفاق كرئيس للجمهوريَّة
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام الكاف دون أن يكون هناك تشبيه.

الصواب والرتبة:
1 - باعتباري باحثًا أقرّ هذا الرأي [فصيحة]-بوصفي باحثًا أقرّ هذا الرأي [فصيحة]-أنا كباحث أقرّ هذا الرأي [صحيحة]
2 - بَدَأ تاجرًا صغيرًا ثم تضخَّمت ثروته [فصيحة]-بَدَأ كتاجر صغير ثم تضخَّمت ثروته [صحيحة]
3 - عامله معاملة المذنب [فصيحة]-عامله كمذنب [صحيحة]
4 - هو متحدِّثًا أفــضل منه كاتبًا [فصيحة]-هو كمتحدِّث أفــضل منه ككاتب [صحيحة]
5 - وَقَّعَ الاتّفاق بصفته رئيسًا للجمهوريَّة [فصيحة]-وَقَّعَ الاتّفاق كرئيس للجمهوريَّة [صحيحة]
التعليق: يمكن تخريج التعبيرات المرفوضة من عدة أوجه، أهمها أن الكاف زائدة، كما في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الشورى/ 11، أو على التشبيه حين يكون المشبّه به أعمّ من أن يُراد به المشبه نفسه، أو على اعتبار الكاف اسميّة بمعنى «مثل»، مع نصبها على الحالية. وقد وافق مجمع اللغة المصري- في دورته الثانية والأربعين- على التعبيرات المرفوضة بناء على الوجهين الأول والثاني من التخريجات المذكورة.

الرّحمة

الرّحمة:
[في الانكليزية] Mercy ،clemency
[ في الفرنسية] Misericorde clemence
بالفتح وسكون الحاء المهملة لغة رقّة القلب وانعطاف يقتضي التّفــضّل والإحسان، وهي من الكيفيات التابعة للمزاج، والله سبحانه منزّه عنها، فإطلاقه عليه مجاز عمّا يترتّب عليه من إنعامه على عباده، كالغضب فإنّه لغة ثوران النفس وهيجانها عند إرادة الانتقام، فإذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية. ولذا قيل أسماء الله تعالى إنّما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات.
وذكر بعض المحققين أنّ الرحمة من صفات الذات وهي إرادة إيصال الخير ودفع الشّر.
فالباري سبحانه رحمن ورحيم لأنّ إرادته أزلية، ومعنى ذلك أنّه تعالى أراد في الأزل أن ينعم على عبيده المؤمنين فيما لا يزال. وقال آخرون هي من صفات الفعل وهي إيصال الخير ودفع الشرّ، ونسبتها إليه سبحانه عبارة عن عطاء الله تعالى العبد ما لا يستحقّه من المثوبة ودفع ما يستوجبه من العقوبة. وقيل هي ترك عقوبة من يستحقّ العقوبة. وذكر الإمام الرازي في مفاتيح الغيب أنّ الرحمة لا تكون إلّا لله تعالى لأنّ الجود هو إفادة ما ينبغي لا لغرض، وكل أحد غير الله إنّما يعطي ليأخذ عوضا، إلّا أنّ العوض أقسام. منها جسمانية كمن أعطى دينارا ليأخذ كرباسا. ومنها روحانية وهي أقسام. أحدها إعطاء المال لطلب الخدمة. والثاني إعطاؤه لطلب الثناء الجميل. والثالث إعطاؤه لطلب الإعانة. والرابع إعطاؤه لطلب الثّواب الجزيل.
والخامس إعطاؤه لدفع الرّقة الجنسية عن القلب. والسادس إعطاؤه ليزيل حبّ المال عن قلبه، فكلّ من أعطى إنّما يعطي لغرض تحصيل الكمال، فيكون ذلك في الحقيقة معاوضة. وأمّا الحقّ سبحانه فهو كامل في نفسه فيستحيل أن يعطي ليستفيد به كمالا.
اعلم أنّ الفرق بين الرحمن والرحيم أنّ الرحمن اسم خاص بصفة عامة، والرحيم اسم عام بصفة خاصة، وخصوص اللفظ في الرحمن بمعنى أنّه لا يجوز أن يسمّى به لما سوى الله تعالى.
وعموم المعنى من حيث إنّه يشتمل على جميع الموجودات من طريق الخلق والرزق والنفع والدفع. وعموم اللفظ في الرحيم من حيث اشتراك المخلوقين في التسمية به. وخصوص المعنى لأنّه يرجع إلى اللطف والتوفيق المخصوصين بالمؤمنين. وفي الرحمن مبالغة في معنى الرحمة ليست في الرحيم، هي إمّا بحسب شموله للدارين واختصاص الرحيم بالدنيا كما وقع في الأثر (يا رحمن الدنيا والآخرة ويا رحيم الدنيا)، وإمّا بحسب كثرة أفراد المرحومين وقلتها كما ورد (يا رحمن الدنيا ويا رحيم الآخرة)، فإنّ رحمة الدنيا تعم المؤمن والكافر ورحمة الآخرة تخص المؤمن، وإما باعتبار جلالة النّعم ودقتها فيقصد بالرحمن رحمة زائدة بوجه ما. وعلى هذا يحمل في قولهم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، فالمراد بالرحمن نوع من الرحمة أبعد من مقدورات العباد وهي ما يتعلّق بالسعادة الأخروية، والرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد أولا والهداية ثانيا والإسعاد في الآخرة ثالثا والإنعام بالنظر إلى وجه الكريم رابعا.
والأقوال للمفسرين في الفرق بينهما كثيرة، فإن شئت الاطلاع عليها فارجع إلى أسرار الفاتحة.
وقال أبو البقاء الكفوي الحنفي في كلياته:
اعلم أنّ جميع أسماء الله تعالى ثلاثة أقسام:
أسماء الذات وأسماء الأفعال وأسماء الصفات.
والبسملة مشتملة على أفــضل الأقسام الثلاثة.
فلفظ الله اسم للذات المستجمع لجميع الكمالات. ولفظ الرحمن اسم لفعل الرحمة على العباد في الدنيا والآخرة شيئا فشيئا من حيث حدوث المرحومين وحدوث حاجاتهم، فمتعلّقه أثر منقطع فيشتمل المؤمن والكافر. ولفظ الرحيم اسم لصفة الرحمة الثابتة الدائمة فيختصّ في حقّ المؤمن، فمتعلّقه أثر غير منقطع. فعلى هذا الرحيم أبلغ من الرحمن انتهى.

قال الصوفية: الرحمانية هي الظهور لحقيقة الأسماء والصفات، وهي بين ما يختص به من ذاته كالأسماء الذاتية وبين ما له وجه إلى المخلوقات كالعالم والقادر ونحوهما ممّا له تعلّق إلى الحقائق الوجودية. فالرحمانية اسم جميع المراتب الحقّية دون الخلقية، فهي أخصّ من الألوهية لانفرادها بما يتفرّد الحقّ سبحانه. والألوهية جميع الأحكام الحقيّة والخلقية. فالرحمانية جمع بهذا الاعتبار أعزّ من الألوهية لأنها عبارة عن ظهور الذات في المراتب العليّة وتقدّسها عن المراتب الدنيّة، وليس للذات في مظاهرها مظهر يختصّ بالمراتب العليّة بحكم الجمع إلّا المرتبة الرحمانية، فنسبتها إلى الألوهية نسبة النبات إلى القصب، فالنبات على مرتبة توجد في القصب، والقصب توجد فيه النبات وغيره. فإن قلت بأفــضلــية النبات بهذا الاعتبار فالرحمانية أفــضل.
وإن قلت بأفــضلــية القصب لعمومه وجمعه له ولغيره فالألوهية أفــضل. والاسم الظاهر في المرتبة الرحمانية هو الرحمن، وهو اسم يرجع إلى الأسماء الذاتية والأوصاف النفسية وهي سبعة: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر. والأسماء الذاتية كالأحدية والواحدية والصّمدية ونحوها. واختصاص هذه المرتبة بهذا الاسم للرحمة الشاملة لكلّ المراتب الحقّية والخلقية فإنّه لظهورها في المراتب الحقّية ظهرت المراتب الخلقية، فصارت الرحمة عامة في جميع الموجودات فإن شئت الزيادة فارجع إلى الإنسان الكامل.

وفي الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين:
الرحمن اسم للحقّ باعتبار الجمعية الأسمائية التي في الحضرة الإلهية الفائض منها الوجود وما يتبعه من الكمالات على جميع الممكنات.
والرحيم اسم له باعتبار فيضان الكمالات المعنوية على أهل الإيمان كالمعرفة والتوحيد.
والرحمة الامتنانية هي الرحمانية المقتضية للنّعم السابقة على العمل، وهي التي وسعت كلّ شيء في قوله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ والرحمة الوجوبية هي الرحمة الموعودة للمتّقين والمحسنين في قوله تعالى فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وفي قوله تعالى إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ انتهى.

شيأ

ش ي أ

أنت في لا شيء، ورأى غير شيء. وتأخرت عنه شيئاً أي تأخرا قليلاً. وروى الكسائي: يا شيء مالي: في التلهف على الشيء. وأنشد:

يا شيء مالي من يعمر يفنه ... مر الزمان عليه والتقليب

وقال زهير بن مسعود:

يا شيء ما هم حين يدعوهم ... داع ليوم الروع مكروب

وغلام مشيأ: مختلف الخلق كأن فيه من كل قبح شيئاً. وشيأ الله تعالى خلقه. ويقولون لمن أرادوا قيامه: إذا شئت.
شيأ: شَاءَ، انظر قولهم: فقرب من اللوم ما شاء (حيان - بسان 1: 192 ق) أي سار سيرة سيئة يلام عليها.
شيءْ: فرج المرأة (المقري 1: 629، ألف ليلة 4: 260، 286، برسل 3: 274، 6، 83).
في حفظه شيء: استعاد ما حفظه عن ظهر قلب (دي سلان المقدمة 1: 145). شيْء: سبب، دافع، باعث. ففي رياض النفوس (ص88 و): وبعد أن تنبأ الولي بحدوث أمر قال: ولولا شيءً لأخبرتكم من أبن قُلْتُ (ويظهر إن الله قد منعه من الكشف عنه).
ليس على شيء: لا دليل له ولا حجة. دي ساسي طرائف 1: 103) شيء من: بعض، يقال مثلاً في الكلام عن الحيوانات: صيدوا لنا منه فلما كان من الغد جاءوا بشيء له وجه .. الخ.
ويقال: في شيء من السنين - وفي شيء من البلاد - وفي شيء من الأودية (دي يونج) من أعلى شيء الوادي (تاريخ البربر 2: 158) وقد ترجمها السيد دي سلان بما معناه: على مصب الوادي تماماً.
شيء: تارة، طوراً، يقال مثلاً: شي يقعد شي يقوم أي تارة يقعد وطوراً يقوم (بوشر).
شي شي وشى في شي: قليلاً قليلاً (فوك) أو شُويْء: هو في لغة العامة شُوَيّ أي قليلاً، طفيفاً، زهيداً (الكالا).
وفيه: أكثر شوي وأقل شوي (برجرن).
شُوَيَّة: قليل، طفيف (كوسان دي برسفال قواعد اللغة العامية ص128، طنطاوي رسالة اللغة العربية العامية ص86، بوشر، هلو، برجرن، مارسيل).
شوية شوية: بهدوء، بلطف، قليلاً قليلا (بوشر).
على مهل شوية: رُوَيداً! (بوشر).
بشوية شوية: بصوت خاف، بهدوء (بوشر).
شوية الأخرى: أقل مما ينبغي (بوشر) كمان شوية وشوية أخرى: بعد قليل، يقال: شوية الأخرى أعطيك إياه أي أعطيك إياه بعد لحظة، بعد وقت وجيز (بوشر) من هنا شوية: قريباً، عما قليل (بوشر بربرية).
شُيَيَّة. كان المرحوم ويجرز يرى أن هذا هو صواب الكلمة في (كوسج طرائف ص61) وهي تصغير شيء.
شيأ: الشيءُ واحدُ الأشياء، والعرب لا تضرب أشياء، وينبغي أن يكون مصروفاً، لأنه على حد فيءٍ وأفياء.. واختلف فيه جهل النَّحو، إنما كان أصلُ بناء شيء: شيء بوزن فيعل، ولكنهم اجتمعوا قاطبةً على التَّخفيف، كما اجتمعوا على تخفيف (ميِّت) . وكما خففوا السيئة، كما قال:

والله يعفو عن السَّيئات والزَّللِ 

فلما كان الشيء مخففاً وهو اسم الآدميين وغيرهم من الخلق، جُمع [على] فعلاء، فخفِّف جماعته، كما خفف وحداته، ولم يقولوا: أشيئاء، ولكن: أشياء، والمدّةُ الآخرةُ زيادة، كما زيدت في أفعلاء، فذهب الصَّرف لدخول المدةُ في آخرها، وهو مثل مدّة حمراء وأسعداء وعجاساء، وكلُّ اسمٍ آخرهُ مدة زائدة فمرجعه إلى التأنيث، فإنه لا ينصرفُ في معرفةٍ ولا نكدةٍ، وهذه المدة خُولٍف بها علامةُ التأنيث وكذلك الياء يخالف العلامة في الحبلى لانعدالها في جِهَتها. وقال قومٌ في (أشياء) : إن العرب لما [اختلفت] في جمع الشيء، فقال بعضهم: أشيئاء وقال بعضهم: أشاوات، وقال بعضهم: أشاوى، ولما لم يجيء على طريقة فيء وأفياء ونحوه، وجاء مختلفاً عُلم أنه قد قلِب عن حدِّه، وترك صرفُه لذلك ألا ترى أنهم لما قالوا أشاوى وأشاوات استبان أنه كان في الشيء واوٌ (والياء مدغمة فيها ) ، فخُفِّفت كما خفّفوا ياء الميّتة والميّت. [وقال الخليل: أشياء: اسمٌ للجميع، كأن أصله: فعلاء شيئاء، فاستقثقلت الهمزتان، فقلبت الهمزة الأولى، إلى أول الكلمة، فجعلت: لفعاء، كما قلبوا (أنوق) فقالوا: (أينق) . وكما قلبوا: قووس [فقالوا] : قسي ] . والمشيئة: مصدر شاء يشاء.
ش ي أ: (الْمَشِيئَةُ) الْإِرَادَةُ تَقُولُ مِنْهُ: شَاءَ يَشَاءُ مَشِيئَةً. قُلْتُ: وَفِي دِيوَانِ الْأَدَبِ: (الْمَشِيئَةُ) أَخَصُّ مِنَ الْإِرَادَةِ. 
[شيأ] الشئ تصغيره شيئ وشيئ أيضاً بكسر الشين وضمِّها ، ولا تقل شوئ، والجمع أشياء غير مصروف. قال الخليل: إنما ترك صرفه لان أصله فعلاء، جمع على غير واحده، كما أن الشعراء جمع على غير واحده، لان الفاعل لا يجمع على فعلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره فقلبوا الاولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء كما قالوا: عقاب بعنقاة وأينق وقسى، فصار تقديره لفعاء، يدل على صحة ذلك أنه لا يصرف وأنه يصغر على أشياء، وأنه يجمع على أشاوى. وأصله أشائي قلبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث يا آت فحذفت الوسطى، وقلبت الاخيرة ألفا فأبدلت من الاولى واوا، كما قالوا: أتيته أتوة. وحكى الاصمعي: أنه سمع رجلا من أفصح العرب يقول لخلف الاحمر: إن عندك لاشاوى مثال الصحارى ويجمع أيضا على أشايا وأشياوات. وقال الاخفش هو أفعلاء، فلهذا لم يصرف لان أصله أشيئاء حذفت الهمزة التى بين الياء والالف للتخفيف. قال له المازنى: كيف تصغر العرب أشياء؟ فقال: أشياء. قال له: تركت قولك، لان كل جمع كسر على غير واحده وهو من أبنية الجمع فإنه يرد في التصغير إلى واحده كما قالوا: شويعرون في تصغير الشعراء، وفيما لا يعقل بالالف والتاء، فكان يجب أن يقال شييئات، وهذا القول لا يلزم الخليل لان فعلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشياء أفعال مثل: فرخ وأفراخ، وإنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لانها شبهت بفعلاء، وهذا القول يدخل عليه ألا يصرف أبناء وأسماء، وقال الفراء: أصل شئ شيئ مثال شيع فجمع على أفعلاء، مثل: هين وأهيناء، ولين وأليناء، ثم خفف فقيل: شئ، كما قالوا: هين ولين. وقالوا: أشياء فحذفوا الهمزة الاولى. وهذا القول يدخل عليه ألا يجمع على أشاوى. والمشيئة: الارادة، وقد شئت الشئ أشاؤه. وقولهم: كل شئ بشيئة الله، بكسر الشين مثل شيعة، أي بمشيئة الله تعالى. الأصمعي: شَيَّأتُ الرجل على الامر: حملته عليه. وأشاءَهُ لغة في أَجاءَهُ، أي ألجأه. وتميم تقول: " شر ما يشيئك إلى مخة عرقوب " بمعنى يجيئك. قال زهير بن ذؤيب العدوى: فيال تميم صابروا قد أشئتم * إليه وكونوا كالمحربة البسل
الشين والياء والهمزة ش ي أ

شِئتُ الشيءَ أشاؤُه شَيْئاً ومَشِيئةً ومَشَاءَةً وما شاء الله أَرَدْتُه والاسمُ الشِّيئَة عن اللحيانيِّ والشيءُ مَعْلومٌ قال سيبَوَيْهِ حين أراد أن يجعل المذكَّرَ أصلا للمُؤَنثِ ألا ترى أن الشيءَ مذكرٌ وهو يقع على كلِّ ما أُخْبِرَ عنه فأما ما حكاهُ سيبويه أيضا من قول العربِ ما أَغْفَلَهُ عنك شيئاً فإنه فسّره بقولِه أي دَعِ الشّكَّ عنكَ وهذا غير مُقْنِعٍ قال ابنُ جِنِّي ولا يجوزُ أن يكون شيئاً هاهنا منصوباً على المصدرِ حتى كأنه قال ما أَغْفَلَهُ عنك غُفولاً ونحو ذلك لأن فعلَ التَّعجُّبِ قد اسْتَغْنَى بما حَصَلَ فيه من معنى المبالغةِ عن أن يُؤَكَّد بالمصدرِ وأما قولُهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً فإنّ شيئاً هنا منصوبٌ على تقديرِ بشيءٍ فلما حَذَفَ حرفَ الجرِّ أَوْصلَ إليه ما قبلَه وذلك أن معنى هو أَفْعَلُ منه في المبالغةِ كمَعْنَى ما أَفْعَلَه فكما لم يَجُزْ ما أَقْومَه قِيَاماً كذلك لم يَجُزْ هو أقومُ مِنْهُ قِياماً والجمع أشياءُ وأشياواتٌ وأَشَاواتٌ وأَشايا وأشَاوَى من بابِ جَبَيْتُ الخَراجَ جِبَاوةً وقال اللحيانيُّ وبعضُهم يقول في جَمْعِها أَشْيَاياً وأَشَاوِهَ وحَكَى أن شيخاً أنشده في مجلسِ الكسائيِّ عن بعض الأعرابِ

(وذلك مَا أُوصِيكِ يا أُمَّ مَعْمَرٍ ... وبَعْضُ الوَصَايا في أَشَاوِه تَنْفَعِ)

قال وزَعَمَ الشيخُ أن الأعرابيَّ قال أريدُ شَايَا وهذا من أشَذّ الجمعِ لأنه لا هاءَ في أشياءَ فتكون في أشاوِهَ وأشْياءُ لَفْعَاءُ عند الخليلِ وسيبَوَيْه وعند أبي الحسنِ أفْعِلاءُ وقد أَبَنْتُها بغاية الشرحِ في الكتابِ المُخَصّص والمُشَيَّأُ المختلفُ الخَلْقِ المخَبَّلُه قال

(فَطَيِّئٌ مَا طَيِّئٌ ما طَيِّئُ ... شَيَّأَهُم إِذْ خَلَقَ المُشَيِّئُ)

وياشئَ كلمةٌ يُتَعَجَّبُ بها قال

(ياشئَ مَالِيَ من يُعَمِّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليه والتقلب)

وقيلَ معناه التأسُّفُ على الشيءِ وقال اللحيانيُّ معناه يا عَجَبِي وما في موضعِ رَفْعٍ
شيأ
شاءَ يَشاء، شَأْ، شيْئًا، فهو شاءٍ، والمفعول مَشِيء
• شاءَ الأمرَ: أراده، أحبّه ورغب فيه " {وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ} - {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} " ° شاء أم أبَى/ شاء أم لم يشأ: في كلِّ الأحوال، سواء رضي أم لم يرضَ- كما يشاء: بالشكل الذي يريده.
• شاء اللهُ الشّيءَ: قدّره? إلى ما شاء الله: إلى ما لا نهاية- إن شاء الله: تُقال عند الوعد بفعل شيء في المستقبل أو تمنِّي وقوعه- ما شاء الله!: عبارة استحسان وتعجُّب. 

شيء [مفرد]: ج أشياءُ (لغير المصدر):
1 - مصدر شاءَ.
2 - اسم لأيّ موجود ثابت متحقّق يصحّ أن يُتصوَّر ويُخبر عنه سواء أكان حسِّيًّا أم معنويًّا (يُطلق على المذكَّر والمؤنَّث) "تأخّرت عنه شيئًا قليلا- انتابني شيء من الخوف- {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} - {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا}: شرًّا" ° شيئًا بعد شيء/ شيئًا فشيئًا: على سبيل التدريج، تباعًا، بالتوالي- شيء ما: شيء غير محدَّد- شيء من كذا: قليل مِنْ، بعض من- في الأمر شيء: فيه سبب خفيّ غير معلوم- لا شيء: عدَم- ولمّا كان الشّيءُ بالشّيء يُذكر: تُستعمل لتذكُّر شيء عند حدوث آخر. 

شيئيّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شيء.
2 - مصدر صناعيّ من شيء.
3 - (فز) عدسيّة مرئيّة، هدَفيَّة شبحيَّة، وهي خلاف العينيَّة.
• عدسة شيئيَّة: (فز) عدسة منظار مُوجّهة نحو الشّيء المقصود رؤيته. 

مَشِيئة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من شاءَ.
2 - إرادة "اقتضت مشيئةُ اللهِ كذا" ° بمشيئة الله: تقال عند الوعد بفعل شيء أو الرّغبة في وقوعه- حسَب المشيئة: تقال عند عدم التأكُّد من فعل شيء وعدم الوعد بوقوعه. 
[شيأ] نه: إن يهوديًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنكم تنذرون وتشركون! تقولون: ما "شاء" الله و"شئت" فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: ما "شاء" الله ثم "شئت"، المشيئة مهموزة: الإرادة، وهذا لأن الواو تفيد الجمع "وثم" تجمع وترتب، فيكون مشيئة الله مقدمة على مشيئته. ط: لا تقولوا: ما "شاء" الله و"شاء" فلان، لأنه يوهم الشركة فأمر بالتأخير، ولم يرخص في اسمه صلى الله عليه وسلم ولو مع التأخير دفعًا لمظنة التهمة، أو لأنه رأس الموحدين ومشيئته مغمورة في مشيئته تعالى. ك: أي لا يجمع بينهما لجواز كل منفردًا. وح: فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن "شاء" الله، يحتمل التبرك والتعليق وهو متعلق بالأخر. وح: اللهم! إن "تشأ" لا تعبد، هو تسليم لأمر الله فيما شاء أن يفعله، وهو رد على المتعزلة القائلة بأن الشرك غير مراد الله. ح: فمشيئتك" بين يدي، بالنصب بتقدير: فأني أقدم مشيئتك في ذلك وأنوي الاستثناء فيه طرحًا للحنث، وبالرفع بمعنى الاعتذار بسابق العائق عن الوفاء بما ألزم نفسه منها؛ والأول أحسن. ط: وإنافيهما "بشيء" أي مما لا يتعلق بالصلاة - وقد مر في ح. ن: في أعين الأنصار "شيئًا" أراد صغرها أو زرقتها؛ وفيه جواز النظر إلى وجه من يريد تزوجها وكفيها ولو بلا رضاها في غفلة، وقيل: كره في غفلة، وأباح داود النظر إلى جميع البدن. ط: ولعل المراد بتزوجت خطبت ليفيد النظر. ن: وفيه ح: هل معك من شعر ابن أبي الصلت "شيئًا" بالنصب بتقدير: فتنشد شيئًا، وروى بالرفع. وح: حتى ينبتوا نبات "الشيء" أي الحبة في حميل السيل. ك: فاخترنا الله فلم يعد ذلك "شيئا" أي طلاقًا. وح: ما عندنا "شيء" إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، أي شيء من أحكام الشريعة مكتوبة، إذ لم يكن السنن في ذلك الوقت مكتوبة، وقد مر أنه كان في الصحيفة العقل وفكاك الأسير، وهنا أن فيه: المدينة حرام؛ فيجوز كون الكل فيها. ط: ذكر صلى الله عليه وسلم "شيئا" تنكيره للتهويل وواو كيف للعطف، أي متى يقع ذلك الهول وكيف يذهب العلم والحال أن القرآن مستمر فيه علم إلى الساعة، وإن كنت أي ان الشأن كنت، ومن أفقه مفعول ثان لأرى، ومن زائدة في الإثبات أو متعلقة بمحذوف أي كائنًا من أفقه. كنز: ولا "شيء" بعده، أي لا يغلبهم شيء بعد نصر الله لهم.
شيأ
الشَّيْئُ: تصغيره شُيَيءٌ وشَييءٌ - بكسر الشين - ولا تقل شُوَيءٌ، والجمع أشياء غير مصروفة، قال الخليل: إنما تُرك صرفُها لأن أصلها فَعْلاءُ على غير واحدها كما أن الشُّعَراء جُمعت على غير واحدها، لأن الفاعِلَ لا يُجْمَعُ على فُعَلاء، ثم اسْتَثْقَلُوا الهمزتين في آخرها فقلبوا الأولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء؛ كما قالوا عُقَابٌ بَعَنْقَاةٌ وأيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديرها لَفْعَاء، يدل على صحة ذلك أنها لا تُصرف وأنها تُصغّر على أشياء وأنها تُجمع على أشاوى، وأصلها أشائيُّ، قُلِبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث ياءات فحُذِفت الوسطى وقُلِبت الأخيرةُ ألفاً وأبدِلَت من الأولى واو، كما قالوا أتَيْتُه أتوةً. وحكى الأصمعي: أنه سمع رجلا من فُصحاء العرب يقول لِخَلَفٍ الحمر: إن عندك لأَشاوى مثال الصَّحارى، ويُجمع أيضاً على أشَايَا وأشْيَاوات، قال الأخفش: هي أفْعِلاَءُ فلهذا لم تُصْرَف، لأن أصلها أشياء، حُذفت الهمزة التي بين الياء والألف للتَّخفيف. قال له المازني: كيف تُصَغِّر العرب أشياء؟ فقال: أُشَيّاءَ، فقال له: تركْتَ قولك لأن كل جمعٍ كُسِّر على غير واحده وهو من أبنيةِ الجمع فإنه يُردُّ في التّصغير إلى واحده، كما قالوا شُويْعِرُوْنَ في تصغير الشُّعراء؛ وفيما لا يَعْقِلُ بالألف والتاء؛ فكان يجب أن يقولوا: شُيَيْآتٌ. وهذا القول لا يَلْزم الخليل لأن فَعْلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشْيَاءُ أفْعَالٌ مثل فرخ وأفراخ؛ وإنَّما تَرَكوا صرفها لكثرة استعمالهم إيّاها لأنها شُبِّهَت بِفَعْلاءَ، وهذا القول يَدْخُلُ عليه ألاّ تُصْرَف أبناء وأسماء. وقال الفرّاء: أصل شَيْءٍ شَيِّءٌ مثال شَيِّعٍ فَجُمِعَ على أفْعِلاءَ مثل هَيِّنٍ وأهْينَاءَ وليِّن وأليْنَاءَ ثم خُفِّف فقيل: شَيْءٌ؛ كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أشياء فَحَذَفوا الهمزة الأولى، وهذا القول يدخل عليه ألاّ تُجمع على أشاوى. والمَشِيْئَةُ: الإرادة، وقد شِئْتُ الشَّيْءَ أشَاؤُه، وقولهم: كل شَيْءٍ بِشِيْئَةِ الله عز وجل - بكسر الشين مثال شِيْعَةٍ -: أي بِمَشِيْئَة الله.
أبو عبيد: الشَّيَّآنُ - مثال الشَّيَّعان -: البعيد النظير الكثير الاشتِراف، ويُنْعَتُ به الفرس، قال ثَعلبة بن صُعَيْر بن خُزَاعِيٍّ:
ومُغِيْرَةٍ سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها ... قبل الصَّباح بِشَيَّآنٍ ضامِرِ
وأشاءَهُ: أي ألْجَأَه. وتميم تقول: شر ما يُشِيْئُكَ إلى مُخةِ عُرقُوبِ: بمعنى يُجِيْئُكَ ويُلْجِئُكَ، قال زهير بن ذُؤيب العدويُّ:
فَيَالَ تميمٍ صابِروا قد أُشِئْتُمُ ... إليه وكُونوا كالمُحَرَّبَةِ البُسْلِ
ويقال: شَيَّأَ الله وجهه: إذا دعوت عليه بالقُبح، قال سالم بن دارة يهجو مُرّة ابن واقعٍ المازني:
حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيان
إنَّ بني فَزارةَ بنِ ذُبْيانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بإنْسَانْ
مُشَيَّأ سُبْحانَ وَجْهِ الرحمنْ ... لا تَقْتُلوهُ واحذَروا ابنَ عَفّانْ
حتّى يكونَ الحُكْمُ فيه ما كانْ ... قد كُنْتُ أنْذَرْتُكمُ يا نِغْرانْ
من رَهْبَةِ اللهِ وخَوْفِ السُّلْطانْ ... ورَهْبَةِ الأدْهَمِ عند عُثمانْ
هكذا الرواية، وأنشد أبو عمر في اليَواقِيْت ستة مشاطير، وروايته:
حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيانْ
إنَّ بني سُوَاءَةَ بن غَيْلانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بِإنْسَانْ
مُشَيَّأِ الخَلْقِ تعالى الرحمنْ ... لا تقتُلوه واحذَروا ابنَ عَفّانْ
والمُعَوَّلُ على الرِّواية الأولى
الأصمعي: شَيَّأْتُ الرجل على الأمر: حَمَلْتُه عليه، وقالت امرأةٌ من العرب:
إنِّي لأَهْوى الأطْوَلِيْنَ الغُلْبا ... وأُبْغِضُ المُشَيَّئين الزُّعْبا
وروى ابن السكيت في الألفاظ:؟ المُشَيَّعِيْنَ؟ أي الذين يُشَيِّعُونَ الناس على أهوائهم. وقال أبو سعيد: المُشَيَّأُ مِثل المُوْتَنِ، قال النابغة الجَعديُّ - رضي الله عنه -:
كأنَّ زَفيرَ القوم من خوفِ شَرَّهِ ... وقد بَلَغَتْ منه النُّفوسُ التَّراقِيا
زَفِيْرُ المُتِمِّ بالمُشَيَّأِ طَرَّقَتْ ... بكاهِلِه فلا يَريمُ المَلاقِيا

شي

أ1 شَآءَهُ, (Msb,) [originally شَيِئَهُ,] like خَافَهُ, [which is originally خَوِفَهُ,] (MF,) first. Pers\.

شِئْتُهُ, (S, K,) aor. ـَ (Msb,) [and by poetic license يَشَاهُ, without ء,] first Pers\. أَشَاؤُهُ, (S. K,) inf. n. شَىْءٌ (Msb, K) and مَشِيْئَةٌ, (S, * K,) or this is a simple subst., (Msb,) and مَشَآءَةٌ and مَشَائِيَةٌ, (K,) [or these two also are simple substs.,] He, and I, willed, wished, or desired, it; syn. أَرَادَهُ (Msb) and أَرَدْتُهُ: (S, * K:) most of the scholastic theologians make no difference between المَشِيْئَةُ and الإِرَادَةُ, though they are [said to be] originally different; for the former, in the proper language, signifies the causing to be or exist, syn. الإِيجَادُ; and the latter, the willing, wishing, or desiring; syn. الطَّلَبُ. (TA.) A Jew objected, to the Prophet, his people's saying مَا شَآءَ اللّٰهُ وَشِئْتُ [What God hath willed and I have willed], as implying the association of another being with God: therefore the Prophet ordered them to say مَا شَآءَ اللّٰهُ ثُمَّ شِئْتُ [What God hath willed, then I have willed]. (TA.) [مَا شَآءَ اللّٰهُ as signifying What hath God willed! is used to express admiration. And as signifying What God willed it is a phrase often used to denote a vague, generally a great or considerable, but sometimes a small, number or quantity or time: See De Sacy's Relation de l'Égypte par Abdallatif, pp.246 and 394 &c.]

A2: See also 1 in art. شوأ.2 شَيَّأْتُهُ عَلَى الأَمْرِ [in some copies of the K (erroneously) شِئْتُهُ] I incited him, or made him, to do the thing, or affair. (As, S, L, K, TA.) A2: And شَيَّأَ اللّٰهُ وَجْهَهُ, (K, TA,) and خَلْقَهُ, (TA,) God rendered, or may God render, foul, unseemly, or ugly, his face, (K, TA,) and his make. (TA.) 4 أَشَآءَهُ إِلَيْهِ He, or it, compelled him, constrained him, or necessitated him, to have recourse, or betake himself, to it; syn. أَلْجَأَهُ; (S, K;) a dial. var. of أَجَآءَهُ; (S;) of the dial. of Temeem. (TA.) Temeem say, شَرٌّ مَا يُشِيؤُكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ, meaning يُجِيؤُكَ [q. v., i. e. It is an evil thing that compels thee to have recourse to the marrow of a hock]. (S.) 5 تشيّأ His anger became appeased: (K:) said of a man. (TA.) شَىْءٌ [A thing; anything; something; somewhat;] a word of well-known meaning: (K:) [sometimes, in poetry, written and pronounced شَىٌّ: see an ex. in a verse cited voce صُؤَابَةٌ: see also the last sentence but one of this paragraph:] الشَّىْءُ properly signifies what may be known, and that whereof a thing may be predicated: (Mgh, KT:) accord. to Sb, it denotes existence, and is a name for anything that has been made to have being, whether an accident, or attribute, or a substance, and such that it may be known, and that a thing may be predicated thereof: (KT:) MF says that it is app. an inf. n. used in the sense of a pass. part. n., meaning what is willed, and meant, or intended, [in which sense ↓ مَشِيْئَةٌ (pl. مَشِيْآتٌ) is often used,] without restriction to its actuality or possibility of being, so that it applies to that which necessarily is, and that which may be, and that which cannot be; accord. to the opinion adopted by the author of the Ksh: [or, as an inf. n. in the sense of a pass. part. n., it may be expl., agreeably with what is said to be the proper meaning of the verb, as signifying what is caused to be or exist; accordingly,] Er-Rághib says that it denotes whatever is caused to be or exist, whether sensibly, as material substances, or ideally, as sayings; and Bd and others expressly assert that it signifies peculiarly what is caused to be or exist; but Sb says that it is the most general of general terms; and some of the scholastic theologians apply it to what is non-existent; such, however, are overcome in their argument by its not being found to have been thus used by the Arabs, and by such passages as كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [Everything is subject to perish except Himself (Kur xxviii. last verse)] and وَإِنْ مِنْ شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [And there is not anything but it glorifies Him with praising (Kur xvii. 46)], for what is nonexistent cannot be described as perishing nor imagined to glorify God: (TA:) the pl. is أَشْيَآءُ, (S, Msb, K, &c.,) imperfectly decl., (Msb, TA,) or rather this is a quasi-pl. n., (Sb, TA,) respecting the formation of which there is much difference of opinion [as will be shown hereafter], (Msb, TA,) and أَشْيَاوَاتٌ, (S, K,) a pl. pl. [i. e. pl. of أَشْيَآءٌ], (MF, TA,) and أَشَاوَاتٌ, [a contraction of that next preceding,] (K,) and أَشَاوَى, (S, K,) with fet-h to the و, (MF, TA,) and it is also mentioned as with kesr, (TA,) [and is written in both of my copies of the S أَشَاوَى, though if with kesr it should be either أَشَاوٍ or أَشَاوِىُّ, but أَشَاوَى

only is meant by J, as is shown by what here follows,] originally أَشَايِىُّ, with three ى s, not أَشَائِىُّ as J says, [or rather as the word is written in copies of the S, for J may have held it to be أَشَائِىُّ or أَشَايِىْءُ, as he says that the ء was changed into ى thus occasioning the combination of three ىs, so that he held its secondary form to be أَشَايِىُّ, as will presently be shown,] because the first ى is radical, not augmentative, (IB, K,) the medial ى of the three being suppressed, and the final one changed into ا [though written ى], and the initial one changed into و, (S,) and another form of pl. is أَشَايَا, (S, Msb, K,) with the ى preserved, not changed into و [as it is in أَشَاوَى], (TA,) [likewise] a pl. of أَشْيَآءُ, (Msb,) and أَشَيَايَا also is mentioned, (K,) as formed [from أَشْيَآءُ] by the change of ء into ى and adding ا, (TA,) and أَشَاوِهُ, which is strange, (Lh, K,) as there is no ه in أَشَيَآءُ, (Lh,) or in شَىْءٌ: (K:) with respect to the first of these forms, [the quasi-pl. n.] أَشَيَآءُ, the most probable opinion is that of Kh: (Msb, TA:) accord. to him, (S, Msb, K,) it is originally of the measure فَعْلَآءُ, (S, K, *) in lieu of أَفْعَالٌ, (K,) and therefore imperfectly decl., (S,) [i. e.] it is originally شَيْئَآءُ, (Msb,) and the two hemzehs combined in the latter portion being found difficult of pronunciation, the former of them is transposed to the beginning of the word, so that it becomes of the measure لَفْعَآءُ, (S, Msb,) as is shown by its having for its pls. أَشَاوَى and أَشَايَا and أَشْيَاوَاتٌ: (S:) accord. to Akh, it is [originally] of the measure أَفْعِلَآءُ; (S, K;) but if it were thus a broken pl., [not a quasi-pl. n.,] its dim. would not be ↓ أُشْيَّآءُ, as it is, but شُيَيْآتٌ: (S:) accord. to Ks, it is of the measure أَفْعَالٌ, and made imperfectly decl. because of frequency of usage, being likened to فَعْلَآءُ; but were it so, أَبْنَآء and أَسْمَآء would be imperfectly decl.: (S, K:) accord. to Fr, شَىْءٌ is originally شَيِّئٌ, and therefore has a pl. of the measure أَفْعِلَآءُ, afterwards contracted to فَعْلَآءُ; but were it so, it would not have for its pl. أَشَاوَى. (S. [Much more respecting this pl. is added in the TA, but it is comparatively unprofitable.]) The dim. of شَىْءٌ is ↓ شُيَىْءٌ and ↓ شِيَىْءٌ; (S, K, TA, but only the former in some copies of the K, the word being written in other copies شُِيَىْءٌ;) not ↓ شُوَىٌّ, or ↓ شُوَىْءٌ; (the former accord. to my two copies of the S and accord. to the copies of the K followed in the TA, in which it is said to be with teshdeed to the ى, and the latter accord. to the CK and my MS. copy of the K;) or this is a dial. var. of weak authority, (K,) used by post-classical poets in their verses. (MF, TA.) b2: When a man says to thee, “What dost thou desire? ” thou answerest, لَا شَيْئًا [Nothing]: and when he says, “Why didst thou that? ” thou answerest, لِلَا شَىْءٍ [For nothing]: and when he says, “What is thine affair? ” thou answerest, لَا شَىْءٌ [Nothing]: it is with tenween in every one of these cases. (As, AHát, TA.) [When one says لَا شَىْءَ, he means thereby There is nothing.]

b3: لَيْسَ بِشَىْءٍ means [It is nought, of no account or weight; it is not worthy of notice, or not worth anything;] it is not a good thing; or it is not a thing to be regarded. (W p. 27.) b4: [لَيْسَ مِنَ الأَمْرِ فِى شَىْءٍ is a phrase of frequent occurrence, meaning He has no concern with the affair; see two exs. in the first paragraph of art. حوص. b5: فِيهِ شَىْءٍِ مِنَ الطُّولِ occurs in the TA voce حُسْبَانَةٌ, meaning In it is somewhat, or some degree, of length; i. e. it is somewhat long; and is used in the present day in this sense.] b6: In the phrase هُوَ أَحْسَنُ مِنْكَ شَيْئًا, the last word is for بِشَىْءٍ

[i. e. He is better than thou in something; meaning he is somewhat better than thou]. (IJ, L.) b7: مَا أَغْفَلَهُ عَنْكَ شَيْئًا is a phrase of the Arabs [app. lit. signifying How unmindful of thee is he as to anything!] mentioned by Sb as meaning دَعِ الشَّكَّ عَنْكَ [Dismiss doubt from thee (respecting him as to anything)]: IJ says that شيئا is here put in the accus. case as an inf. n., as though the saying were مَا أَغْفَلَهُ عَنْكَ غُفُولًا, because the verb of wonder does not require to be corroborated by the inf. n. [proper to it]: (L, TA:) [or it is a specificative:] IF says that it is a phrase of dubious meaning; and that the most probable explanation of it is this; that ما is here lit. interrogative, but in meaning denotative of wonder; and that شيئا is governed in the accus. case by some other word, or phrase, as though the saying were dismiss a thing by which he is not occupied in mind, and dismiss doubt as to his being occupied in mind by it. (TA in art. ما.) b8: [شَيْئًا فَشَيْئًا means Thing by thing, part by part, bit by bit, piecemeal, inch by inch, drop by drop, little and little in succession, by little and little, by degrees or gradually.] b9: أَىُّ شَىْءٍ [meaning What thing?] is, by the alleviation of the ى [in اىّ] and the suppression of the ء [in شىء], made into one word, أَيْشَىْ: so says El-Fárábee: (Msb:) or, [as is commonly the case in the present day,] by reason of frequency of usage, it is contracted into أَيْشَ. (TA in art. جرم, as on the authority of Ks.) b10: شَىْءٌ in the Kur lx. 11 may mean Any one (Bd, Jel) or more. (Jel.) b11: [It is also applied to (assumed tropical:) The penis of a man; as in the explanation of a phrase mentioned voce ذَنَبٌ; like as its syn. هَنٌ is to the same and (more commonly) to the “ vulva ” of a woman.] b12: In algebra, it signifies [A square root;] a number that is multiplied into itself; which in arithmetic [and in algebra also] is called جذر [i. e. جَذْرٌ]; and in geometry, ضلــع [i. e. ضِلْــعٌ or ضِلَــعٌ]; (“ Dict. of the Techn. Terms used in the Sciences of the Musalmans,” p. 202;) an unknown number that is multiplied into itself. (Idem, p. 730.) A2: It is also said, on the authority of Lth, to signify Water: and he cites as an ex., تَرَى رَكْبَهُ بِالشَّىْءِ فِى وَسْطِ قَفْرَةٍ

[Thou seest, or wilt see, his company of riders at the water in the midst of a desert]: but AM says, I know not الشىء in the sense of “ water,” nor know I what it is. (TA.) A3: يَا شَىْءَ is an expression of regret, (El-Ahmar, Ks, TA,) or of wonder, (K, TA,) [or of both,] meaning [Oh! or] O my wonder! (Ks, Lh, TA.) One says, يَا شَىْءَ مَا لِى, (El-Ahmar, Ks, Lh, K,) and يَا شَىَّ مَا لِى, i. e. with and without ء, (Ks, TA,) and يَا هَىْءَ مَا لِى, (Lh, K,) يا هَىَّ ما لى, and يَا فَىَّ ما لى, (El-Ahmar, Ks, TA,) neither of these two with ء, (Ks, TA,) [meaning Oh! or O my wonder! What has happened to me?] in all of these, (Ks, TA,) ما being in the place of a noun in the nom. case. (Ks, Lh, TA.) b2: Some also say, يَا شَىْءَ and يَا هَىَّ and يَا فَىَّ, and some add مَا, saying, يَا شَىْءَ مَا and يَا هَىَّ مَا and يَا فَىَّ مَا, meaning How good, or beautiful, is this! (Ks, TA.) شِيْئَةٌ [Will, wish, or desire,] a subst. from شَآءَهُ, (Lh, K,) [and] so is ↓ مَشِيْئَةٌ [which is mentioned in the K as an inf. n.]. (Msb.) One says, كُلُّ شَىْءٍ بِشِيْئَةِ اللّٰهِ, (S, K,) i. e. ↓ بَمِشِيْئَتِهِ [Everything is by the will of God]. (S.) شُيَىْءٌ and شِيَىْءٌ and شُوَىٌّ or شُوَىْءٌ: see شَىْءٌ in the middle of the paragraph.

شَيِّآنٌ and شَيَّآنٌ: see art. شوأ.

أُشَيَّآءُ dim. of أَشْيَآءُ: see شَىْءٌ, in the latter part of the former half of the paragraph.

مَشِيْئَةٌ: see شِيْئَةٌ, in two places: b2: and see also شَىْءٌ, near the beginning of the paragraph.

مُشَيَّأٌ Incongruous, unsound, (K, TA,) foul, or ugly, (TA,) in make, or formation. (K, TA. [See Ham p. 192.]) b2: And accord. to Aboo-Sa'eed, A child born preposterously, the legs coming forth before the arms. (TA.)

شيأ: الـمَشِيئةُ: الإِرادة. شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً

ومَشاءة ومَشايةً(1)

(1 قوله «ومشاية» كذا في النسخ والمحكم وقال شارح

القاموس مشائية كعلانية.): أَرَدْتُه، والاسم الشِّيئةُ، عن اللحياني.

التهذيب: الـمَشِيئةُ: مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً. وقالوا: كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه، بكسر الشين، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه.

وفي الحديث: أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال:

إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تقولون: ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ. فأَمَرَهم

النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا: ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ.

الـمَشِيئةُ، مهموزة: الإِرادةُ. وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ

<ص:104>

اللّهُ وشِئتُ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ، لأَن الواو تفيد

الجمع دون الترتيب، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ

على مَشِيئتِه.

والشَّيءُ: معلوم. قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً

للمؤَنث: أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه.

فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب: ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً،

فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، وهذا غير مُقْنِعٍ. قال ابن

جني: ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه قال: ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً، ونحو ذلك، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر. قال: وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً. والجمع: أَشياءُ، غير مصروف، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً.

وقال اللحياني: وبعضهم يقول في جمعها: أَشْيايا وأَشاوِهَ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب:

وَذلِك ما أُوصِيكِ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ، * وبَعْضُ الوَصايا، في أَشاوِهَ، تَنْفَعُ

قال: وزعم الشيخ أَن الأَعرابي قال: أُريد أَشايا، وهذا من أَشَذّ

الجَمْع، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ. وأَشْياءُ: لَفْعاءُ

عند الخليل وسيبويه، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ. وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم.

قال أَبو منصور: لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء، وأَنها غير مُجراة.

قال: واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد

منهم، واقتصرتُ على ما قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها، واحتج لأَصْوَبِها عنده، وعزاه إِلى الخليل، فقال قوله: لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ، أَشْياءُ في موضع الخفض، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف.

قال وقال الكسائي: أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، وكَثُر استعمالها،

فلم تُصرَفْ. قال الزجاج: وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء. وقال الفرّاءُ والأَخفش: أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء، على وزن أَشْيِعاع، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى. قال أَبو إِسحق: وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء. قال وقال الخليل: أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ، فاسْتُثْقل الهمزتان، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً. وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً.

قال: وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا، قال: وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش. وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء، فقال له أَقول: أُشَيَّاء؛ فاعلم، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل: شُيَيْئات. وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء، إِن كانت للمؤَنث:

صُدَيْقات، وإِن كان للمذكرِ: صُدَيْقُون. قال أَبو منصور: وأَما

الليث، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته، قال: فلذلك تركته، فلم أَحكه بعينه. وتصغير الشيءِ: شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها. قال: ولا تقل شُوَيْءٌ.

قال الجوهري قال الخليل: إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة، فقالوا: أَشياء، كما قالوا: عُقابٌ بعَنْقاة، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديره لَفْعاء؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء، وأَنه يجمع على أَشاوَى، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً، وأُبْدِلت من الأُولى واواً، كما قالوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً. وحكى الأَصمعي: أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر: إِنَّ عندك لأَشاوى، مثل الصَّحارى، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات.

وقال الأَخفش: هو أَفْعلاء، فلهذا لم يُصرف، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف. قال له المازني: كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ؟ فقال:

أُشَيَّاء. فقال له: تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده، كما قالوا: شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات. قال: وهذا القول لا يلزم الخليل، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع. وقال الكسائي: أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء. وقال الفرّاء: أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، على مثال شَيِّعٍ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء، ثم خفف، فقيل شيءٌ، كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى، هذا نص كلام الجوهري.

قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل: ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده؛ قال ابن بري:

حِكايَتُه عن الخليل أَنه قال: إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ، وَهَمٌ منه، بل واحدها شيء. قال: وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم: ثلاثة أَشْياء، فأَما جمعها على غير واحدها، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئاء، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً. قال: وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء. قال: وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم. والخليل وسيبويه يقولان: أَصلها شَيْئاءُ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء، فوزنها لَفْعاء.

قال: ويدل على صحة قولهما أَن العرب قالت في تصغيرها: أُشَيَّاء. قال:

ولو كانت جمعاً مكسراً، كما ذهب إِليه الأخفش: لقيل في تصغيرها: شُيَيْئات، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ،تقول في تصغيرها: جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ، فتردها إِلى الواحد، ثم تجمعها بالالف والتاء. وقال ابن <ص:106>

بري عند قول الجوهري: إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً، وأُبدلت من الاولى واواً، قال: قوله أَصله أَشائِيُّ سهو، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات.

قال: ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف، ثم خففت الياء المشدّدة، كما قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ، فصار أَشايٍ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف، فصار أَشايا، كما قالوا في صَحارٍ صَحارَى، ثم أَبدلوا من الياء واواً، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً.وعند سيبويه: أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ، وإِن لم يُنْطَقْ بها.

وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني قال للأَخفش: كيف تصغِّر العرب أَشياء، فقال أُشَيَّاء، فقال له: تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده. قال ابن بري: هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء، وهي جمع مكسر للكثرة، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة. قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء: إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، فجمع على أَفْعِلاء، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، قال: هذا سهو، وصوابه أَهْوناء، لأَنه من الهَوْنِ، وهو اللِّين.

الليث: الشَّيء: الماء، وأَنشد:

تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرةٍ

قال أَبو منصور: لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت. وقال أَبو حاتم: قال الأَصمعي: إِذا قال لك الرجل: ما أَردت؟ قلتَ:

لا شيئاً؛ وإِذا قال لك: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قلت: للاشَيْءٍ؛ وإِن قال:

ما أَمْرُكَ؟ قلت: لا شَيْءٌ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن.

والـمُشَيَّأُ: الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله(1)

(1 قوله «المخبله» هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة.) القَبِيحُ. قال:

فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ؟ * شَيَّأَهُم، إِذْ خَلَقَ، الـمُشَيِّئُ

وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه. وقالت امرأَة من العرب:

إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا

وقال أَبو سعيد: الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن. وقال الجَعْدِيُّ:

زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا

وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ: حَمَلْتُه عليه. ويا شَيْء: كلمة يُتَعَجَّب بها. قال:

يا شَيْءَ ما لي! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ

قال: ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت. وقال اللحياني: معناه يا عَجَبي، وما: في موضع رفع. الأَحمر: يا فَيْءَ ما لِي، ويا شَيْءَ ما لِي، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن. الكسائي: يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي، لا يُهْمَزان، ويا شيء ما لي، يهمز ولا يهمز؛ وما، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى. قال الكسائي: مِن العرب من

يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ، ومنهم من يزيد ما، فيقول: يا شيَّ ما، ويا هيّ ما، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا. وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه. وتميم تقول: شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك. قال زهير ابن ذؤيب العدوي:

فَيَالَ تَمِيمٍ! صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ * إِليه، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل

شيأ
: ( {شِئْتُه) أَي الشيءَ (} أَشَاؤُه {شَيْأً} ومَشِيئَةً) كخَطِيئَة ( {وَمَشَاءَةً) كَكَراهة (} ومشَائِيَةً) كعَلانِية: (أَردْتُه) قَالَ الجوهريُّ: المَشِيئَة: الإِرادة، ومثلُه فِي (المُصباح) و (المُحكم) ، وايكثرُ المتكلّمين لم يُفرِّقوا بَينهمَا، وإِن كَانَتَا فِي الأَصل مُختلِفَتَيْنِ فإِن! المَشيئَة فِي اللُّغة: الإِيجاد، والإِرادةُ: طَلبٌ، أَوْمَأَ إِليه شيخُنا نَاقِلا عَن القُطْب الرَّازِي، ولس هَذَا مَحَلَّ البسْطِ (والاسمُ) مِنْهُ ( {الشِّيئَة كَشِيعة) عَن اللِّحيانيّ، وَمثله فِي (الرَّوْض) للسُّهَيْلي (و) قَالُوا: (كلُّ شَيْء} بِشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى) بِكَسْر الشين، أَي بمَشيئَته، وَفِي الحَدِيث: أَنّ يَهودِيًّا أَتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفقال: إِنكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون فتقولون: مَا {شاءَ اللَّهُ} وشِئْتُ، فايمرهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأَن يَقُولُوا: (مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ {شِئْتُ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) و (شرح المُعلَّقات) : المشيِئَةُ، مَهْمُوزَة: الإِرادة، وإِنما فَرَقَ بَين قولِه: مَا شَاءَ اللَّهُ وشِئْتُ، (وَمَا} شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ {شِئْتُ) لأَن الْوَاو تُفيد الجمْعَ دون الترتيبِ، وثُمَّ تَجْمِعُ وتُرتِّب، فَمَعَ الواوِ يكون قد جمعَ بينَ الله وبينَه فِي المشيئَة، وَمَعَ ثُمَّ يكون قد قدَّم مَشيئَةَ اللَّهِ على مشِيئَتِه.
(} - والشيْءُ م) بَين الناسِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ حِين أَراد أَن يَجْعَل المُذكَّر أَصلاً للمؤنث: أَلاَ تَرى أَن الشْيءَ مُذكَّرٌ، وَهُوَ يَقع على كُلِّ مَا أُخْبِرَ عَنهُ، قَالَ شَيخنَا: وَالظَّاهِر أَنه مصدرُ بِمَعْنى اسمِ الْمَفْعُول، أَي الأَمر {- المَشِيءُ أَي المُرادُ الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ القَصْدُ، أَعمُّ مِن أَن يكون بِالفِعْلِ أَو بالإِمْكانِ، فيتناوَلُ الوَاجِبَ والمُمْكِنَ والمُمْتَنِعَ، كَمَا اخْتَارَهُ صاحبُ (الكشَّاف) ، وَقَالَ الراغبُ: الشيْءُ: عِبارة عَن كُلِّ موجودٍ إِمَّا حِسًّا كالأَجسام، أَو مَعْنَى كالأَقوال، وصرَّح البَيْضاوِيُّ وغيرُه بأَنه يَخْتَصُّ بالموجود، وَقد قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنه أَعمُّ العَامِّ، وَبَعض المُتكلِّمينَ يُطلِقه على الْمَعْدُوم أَيضاً، كَمَا نُقِلَ عَن السَّعْدِ وضُعِّفَ، وَقَالُوا: من أَطلقَه مَحجوجٌ بِعَدَمِ استعمالِ الْعَرَب ذَلِك، كَمَا عُلِم باستقْراءِ كلامِهم وبنحْوِ {كُلُّ} شَيْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} (الْقَصَص: 88) إِذا المعدومُ لَا يَتَّصِفُ بالهَلاكِ، وينحْوِ {وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ} (الْإِسْرَاء: 44) إِذ الْمَعْدُوم لَا يُتَصَوَّرُ مِنْهُ التسبيحُ. انْتهى. (ج {أَشياءُ) غير مَصْرُوف (} وأَشْيَاوَاتٌ) جمعُ الجمعِ لشْيءٍ، قَالَه شَيخنَا (و) كَذَا ( {أَشَاوَاتٌ} وأَشَاوَى) بِفَتْح الْوَاو، وحُكِي كَسْرُها أَيضاً، وَحكى الأَصمعيُّ أَنه سمع رجلا من أَفصح الْعَرَب يَقُول لِخَلَف الأَحمرِ: إِنَّ عِندك {- لأَشَاوِي (وأَصلُه أَشَايِيُّ بثلاثِ ياآتٍ) خُفِّفت الياءُ المشدّدة، كَمَا قَالُوا فِي صَحَارِيُّ صَحار فَصَارَ أشايٍ ثمَّ أُبدل من الكسرة فَتْحة وَمن الياءِ أَلف فَصَارَ أَشايا كَمَا قَالُوا فِي صَحَار صَحَارَي، ثمَّ أَبدلُوا من الياءِ واواً، كَمَا أَبدلوا فِي جَبَيْت الخَراجَ جبَايةً وجِبَاوَةً، كَمَا قَالَه ابْن بَرّيّ فِي (حَوَاشِي الصِّحاح) (وقولُ الجوهريِّ) إِنّ (أَصله أَشَائِيُّ) بياءَين (بِالْهَمْز) أَي همز الْيَاء الأُولى كالنُّون فِي أَعناقِ إِذا جمعته قلت أَعانِيق، والياءُ الثانِية هِيَ المُبدلة من أَلف المدّ فِي أَعناقٍ تُعْدل يَاء لكسر مَا قبلهَا، والهمزةُ هِيَ لامُ الْكَلِمَة، فَهِيَ كالقاف فِي أَعانِيق، ثمَّ قُلِبَت الهمزةُ لتطَرُّفِها، فاجتمعتْ ثلاثُ ياآتٍ، فتوالَتِ الأَمثالُ فاستُثْقِلت فحُذِفت الوُسْطَى وقُلِبت الأَخيرةُ أَلفاً، وأُبْدلَت من الأُولى واواً، كَمَا قَالُوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً، هَذَا ملخص مَا فِي (الصِّحَاح) قَالَ ابْن بَرّيّ: وَهُوَ (غَلَطٌ) مِنْهُ (لأَنه لَا يصِحُّ همْزُ الياءِ الأُولى لكَوْنِها أَصلاً غيرَ زَائِدَة) وشرْطُ الإِبدال كَونهَا زَائِدَة (كَمَا تَقولُ فِي جمع أَبْياتٍ أَبايِيتُ) ثَبتت ياؤُها لعدم زِيادتها، وَكَذَا ياءُ مَعايِشَ (فَلَا تَهْمِزُ) أَنت (الياءَ الَّتِي بعد الأَلف) لأَصالتها، هَذَا نَص عِبارة ابْن بَرِّيّ. قَالَ شَيخنَا: وَهَذَا كَلَام صَحِيح ظَاهر، لكنه لَيْسَ فِي كَلَام الجوهريّ الياءُ الأُولى حَتَّى يردّ عَلَيْهِ مَا ذكر، وإِنما قَالَ: أَصله أَشائيّ فقُلبت الْهمزَة يَاء فاجتمعت ثلاثُ ياآت. قَالَ: فَالْمُرَاد بِالْهَمْزَةِ لَام الْكَلِمَة لَا الْيَاء الَّتِي هِيَ عين الْكَلِمَة، إِلى آخر مَا قَالَ.
قلت: وَبِمَا سقناه من نصّ الْجَوْهَرِي آنِفا يرْتَفع إِيراد شَيخنَا الناشيء عَن عدم تَكْرِير النّظر فِي عِبَارَته، مَعَ مَا تَحامل بِهِ على المصنِّف عَفا اللَّهُ وسامح عَن جسارته (ويُجْمَع أَيضاً على أَشَايَا) بإِبقاء الْيَاء على حَالهَا دون إِبدالها واواً كالأُولى، ووزنه على مَا اخْتَارَهُ الجوهريّ أَفائِلُ، وَقيل أَفَايَا (وحُكي} أَشْيَايَا) أَبْدلوا همزتَه يَاء وَزَادُوا أَلفاً، فوزنه أَفعَالاَ، نَقله ابنُ سَيّده عَن اللّحيانّي ( {وأَشَاوِهُ) بإِبدال الْهمزَة هَاء، وَهُوَ (غَرِيبٌ) أَي نَادِر، وحَكَى أَن شَيخا أَنشد فِي مجْلِس الكِسائيِّ عَن بعض الأَعراب:
وَذلِكَ مَا أُوصِيكِ يَا أُمَّ مَعْمَرٍ
وبَعْضُ الوَصَايَا فِي أَشَاوِهَ تَنْفَعُ
قَالَ اللحيانيُّ: وَزعم الشَّيْخ ايْنَ الأَعرابي قَالَ: أُرِيد أَشَايَا، وَهَذَا من أَشَذِّ الجَمْعِ (لأَنَّه لَيْسَ فِي الشيءِ هاءٌ) وَعبارَة اللحيانيِّ، لأَنه لَا هاءَ فِي الأَشياءِ (وتصغيره} - شُيَيْءٌ) مضبوط عندنَا فِي النُّسْخَة بِالْوَجْهَيْنِ مَعًا، أَي بالضمّ على الْقيَاس، كَفلْسٍ وفُليْسٍ، وأَشار الجوهريُّ إِلى الكَسر كَغَيْرِهِ، وكأَنّ الْمُؤلف أَحال على الْقيَاس الْمَشْهُور فِي كُلِّ ثُلاثِيِّ العَيْنِ، قَالَ الجوهريُّ و (لَا) تقل (شُوَيّ) بِالْوَاو وَتَشْديد الْيَاء (أَو لُغيَّةٌ) حكيت (عَن إِدريسَ بنِ مُوسى النَّحْوِيِّ) بل سَائِر الْكُوفِيّين، واستعمَلها المُولَّدُون فِي أَشعهارهم، قَالَه شَيخنَا، (وحِكايةُ) الإِمام أَبي نصر (الجوهريِّ) رَحمَه الله تَعَالَى (عَن) إِمام الْمَذْهَب (الخَليل) بن أَحمد الفراهِيدِيّ (أَن أَشياءَ فَعْلاءُ، وأَنها) مَعْطُوف على مَا قبله (جَمْعٌ على غيرِ واحدةٍ كشاعرٍ وشُعَراءَ) كَون الْوَاحِد على خلاف الْقيَاس فِي الجَمْع (إِلى آخِره) أَي آخر مَا قَالَ وسَرَد (حِكَايةٌ مُختَلَّة) وَفِي بعض النّسخ بِدُونِ لفظ (حِكَايَة) أَي ذَات اختلالٍ وانحلالٍ (ضَرَبَ فِيهَا) أَي فِي تِلْكَ الْحِكَايَة (مَذهَبَ الخليلِ على مذْهبِ) أَبي الْحسن (الأَخْفَشِ وَلم يُمَيِّزْ بينَهما) أَي بَين قولَي الإِمامين (وَذَلِكَ أَن) أَبا الْحسن (الأَخْفَشَ يَرَى) وَيذْهب إِلى (أَنها) أَي أَشياءَ وزْنُها (أَفْعِلاَء) كَمَا تَقول هَيْنٌ، وأَهْوِنَاء، إِلا أَنه كَانَ فِي الأَصل أَشْيِئَاء كَأَشْيِعَاع، فاجتمعت همزتان بَينهمَا أَلف فَحُذِف الهمزةُ الأُولة، وَفِي شحر حُسام زادَه على منصومة الشافيَة: حُذفت الهمزةُ الَّتِي هِيَ اللَّام تَخْفِيفًا كَرَاهَة همزتين بَينهمَا أَلف، فوزنها أَفْعَاء، انْتهى. قَالَ الجوهريّ: وَقَالَ الفراءُ: أَصل شَيْءٍ شَيِّيءٌ على مِثَال شَيِّعٍ، فجُمع على أَفْعَلاءَ مثل هَيِّن وأَهْيِنَاءَ ولَيِّنٍ وأَلْيِنَاءَ ثمَّ خُفِّفَ فَقيل شَيْءٌ، كَمَا قَالُوا: هَيْنٌ ولَيْنٌ، فَقَالُوا أَشْيَاءَ، فحذفوا الهمزَةَ الأُولى، وَهَذَا قَول يَدْخُل عَلَيْهِ أَن لَا يُجْمَع على أَشَاوَي (وَهِي جَمْعٌ على غير واحِده المُستعْمَلِ) المَقِيس المُطَّرِد (كشَاعِرٍ وشُعَراءَ، فإِنّه جُمِعَ على غيرِ واحدهِ) قَالَ شَيخنَا: هَذَا التنظيرُ لَيْسَ من مَذْهَب الأَخفش كَمَا زعم المُصنّف، بل هُوَ من تَنْظير الخَليل، السَّخاوِيُّ، وَبِه صَرَّح ابنُ سَيّده فِي المُخَصّص وَعَزاهُ إِلى الخَليل.
قلت: وَهَذَا الإِيراد نصّ كَلَام ابْن بَرّيّ فِي حَوَاشِيه، كَمَا سيأْتي، وَلَيْسَ من كَلَامه، فَكَانَ يَنْبَغِي التنبيهُ عَلَيْهِ (لأَنَّ فاعِلاً لَا يُجْمَع على فُعَلاَءَ) لَكِن صرَّح ابنُ مالكٍ وابنُ هشامٍ وأَبو حيّانَ وغِيرُهم أَن فُعَلاَءَ يَطَّرِد فِي وَصْفٍ على فِعيلٍ بِمَعْنى فاعِلٍ غير مُضَاعَفٍ وَلَا معتَلَ كَكَرِيم وكُرماء وظَرِيف وظُرفاء، وَفِي فاعلِ دالَ على مَعْنى كالغَرِيزة كَشاعِرٍ وشُعراء وعاقِل وعُقَلاَء وصالِح وصُلَحاء وعالم وعُلَماء، وَهِي قاعِدَةٌ مُطَّرِدة، قَالَ شَيخنَا: فَلَا أَدْري مَا وَجْه إِقرار المصَنّف لذَلِك الجوهريّ وابنِ سَيّده (وأَمّا الخليلُ) ابْن أَحمد (فَيرى أَنها) أَي أَشياءَ اسمُ الْجمع وَزنهَا (فَعْلاَءُ) أَصْله شَيْئَاءُ، كحمْراء فاستُثقِل الهمزتانِ، فقلبوا الهمزةَ الأُولى إِلى أَوَّل الكلمةِ، فجُعِلت لَفْعَاء، كَمَا قَلبوا أَنْوُق فَقَالَ أَيْنُق، وقلبوا أَقْوُس إِلى قِسِيَ، قَالَ أَبو إِسحاق الزّجاج: وتصديقُ قولِ الْخَلِيل جمْعهم أَشياء على أَشَاوي وأَشَايا وقولُ الخليلِ هُوَ مذهبُ سِيبويهِ والمازِنيِّ وجميعِ البصريِّينَ إِلا الزِّيادِيَّ مِنْهُم، فإِنه كَانَ يمِيل إِلى قولِ الأَخفشِ، وذُكِر أَن المازنيَّ نَاظر الأَخفشَ فِي هَذَا فقطعَ المازِنيُّ الأَخفَشَ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وأَما اللَّيْث فإِنه حكى عَن الْخَلِيل غير مَا حُكيَ عَنهُ الثِّقاتُ، وخَلَّط فِيمَا حكَى وطَوَّل تَطْوِيلاً دلَّ على حَيْرَته، قَالَ: فَلذَلِك تركْتُه فَلم أَحْكِه بِعَيْنِه. (نائبةٌ عَن أَفْعَالِ وبَدَلٌ مِنْهُ) قَالَ ابنُ هشامٍ: لم يرِد مِنْهُ إِلاَّ ثلاثةُ أَلفاظٍ: فَرْخٌ وأَفْرَاخ، وزَنْد وأَزْناد وحَمْل وأَحْمال، لَا رَابِع لَهَا، وَقَالَ غَيره: إِنه قَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلى الصَّحِيح، وأَما فِي المعتل فكثير (وجَمْعٌ لِوَاحِدِها) وَقد تقدّم من مَذْهَب سِيبويهِ أَنَّها اسمُ جمعٍ لَا جَمْعٌ فليُتَأَمَّلْ، (المُستَعْمَل) المطَّرِد (وَهُوَ شْيءٌ) وَقد عرفت أَنه شاذٌّ قليلٌ (وأَمَّا الكِسائيُّ فَيرى أَنها) أَي أَشياءَ (أَفعالٌ كَفَرْخ وأَفْرَاخٍ) أَي من غير ادِّعاء كُلْفةٍ، وَمن ثمَّ اسْتَحْسَنَ كثيرُونَ مَذهبَه، وَفِي (شرح الشافية) ، لأَن فَعْلاً مُعْتَلَّ العينِ يُجمع على أَفعال.
قلت: وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه، فإِن قلت: إِذا كَانَ الأَمر كَذَلِك فَكيف مُنِعَت من الصّرْف وأَفْعَال لَا مُوجِب لِمَنْعه.
قلت: إِنما (تُرِك صَرْفُها لكَثرةِ الاستعمالِ) فخَفَّتْ كثيرا، فقابلوا خِفَّتها بالتثقيل وَهُوَ الْمَنْع من الصّرْف (لأَنها) أَي أَشياءَ (شُبِّهَتْ بِفَعْلاءَ) مثل حمْراءَ فِي الْوَزْن، وَفِي الظَّاهِر، و (فِي كَوْنِها جُمِعَتْ على! أَشْيَاوَات فصَارَتْ كخَضْرَاءَ وخَضْراوَاتٍ) وصَحْرَاءَ وصَحْرَاوات، قَالَ شيخُنا: قَوْله: لأَنها شُبِّهت، إِليخ من كَلَام المُصَنِّف جَوَابا عَن الْكسَائي، لَا من كَلَام الكسائيِّ.
قلت: قَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج فِي كِتَابه فِي قَوْله تَعَالَى: {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآء} (الْمَائِدَة: 101) فِي موضِع الْخَفْض إِلاّ أَنّها فُتِحت لأَنها لَا تنصرِف. قَالَ: وَقَالَ الكسائيُّ: أَشبَه آخِرُها آخِرَ حَمراءَ وكثُرَ استعمالُها فَلم تُصْرَف. انْتهى، فعُرِف من هَذَا بُطْلان مَا قَالَه شُيْخُنا، وأَن الجوهريّ إِنما نَقله من نَصِّ كَلَام الكسائيّ، وَلم يأْتِ من عِنْده بِشَيْء (فحِينئذٍ لَا يَلْزَمُه) أَي الكسائيَّ (أَن لَا يصْرِفَ أَبْنَاءَ وأَسْمَاء كَمَا زعم الجوهريُّ) قَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج: وَقد أَجمع البصريّونُ وأَكثرُ الكُوفِيِّين على أَن قَول الكسائيِّ خطأٌ فِي هَذَا، وأَلزموه أَن لَا يصرِف أَبناءً وأَسماءً. انْتهى. فقد عرفْتَ أَنَّ فِي مثل هَذَا لَا يُنْسب الغلطُ إِلى الجوهريّ كَمَا زعم المؤلّفُ (لأَنهم لم يَجْمَعُوا أَبناءً وأَسماءً بالأَلف والتَّاءِ) فَلم يَحْصُل الشَّبَهُ. وَقَالَ الفراءُ: أَصلُ شَيْءٍ شَيِّيءٌ على مِثال شَيِّعٍ، فجُمِع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنْ وأَهْيِنَاء وليِّن وأَلْيِنَا، ثمَّ خُفِّف فَقيل شَيْءٌ كَمَا قَالُوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، فَقَالُوا أَشياء، فحذفوا الْهمزَة الأُولى، كَذَا نصُّ الجوهريُّ، وَلما كَانَ هَذَا القولُ رَاجعا إِلى كَلَام أَبي الْحسن الأَخفش لم يَذْكُرْهُ الْمُؤلف مُسْتقِلّا، وَلذَا تَرى فِي عبارَة أَبي إِسحاق الزجّاج وغيرِهِ نِسبةَ القوْلِ إِليهما مَعًا، بل الجارَبَرْدِي عَزَا القَوحلَ إِلى الفَرَّاء وَلم يَذكر الأَخفش، فَلَا يُقَال: إِن المؤلّف بَقِيَ عَلَيْهِ مذْهبُ الفرَّاء كَمَا زعم شيخُنا، وَقَالَ الزجّاج عِنْد ذِكر قوْلِ الأَخفش والفرَّاءِ: وَهَذَا القولُ أَيضاً غلطٌ، لأَنَّ! شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لَا يُجْمَع على أَفْعِلاءَ، فأَمَّا هَيْن فأَصلُه هَيِّن فجُمِع على أَفْعِلاَء كَمَا يُجْم فَعِيلٌ على أَفعِلاء مثل نَصِيب وأَنْصِباء انْتهى.
قلت، وَهَذَا هُوَ الْمَذْهَب الخامِس الَّذِي قَالَ شَيخنَا فِيهِ إِنه لم يَتَعَرَّض لَهُ اللُّغَوِيُّون، وَهُوَ راجعٌ إِلى مَذْهَب الأَخفش والفرَّاء، قَالَ شَيخنَا فِي تَتِمَّات هِيَ للمادَّة مُهِمَّات: فحاصلُ مَا ذُكِر يَرْجِع إِلى ثَلَاثَة أَبْنِيَة تُعْرَف بِالِاعْتِبَارِ والوَزْنِ بعد الحَذْف فَتَصِير خَمْسَة أَقْوال، وَذَلِكَ أَن أَشْياء هَل هِيَ اسمُ جمعٍ وَزْنُها فَعْلاةء أَو جَمْعِ على فَعْلاَء ووزنه بعد الحَذْفِ أَفْعاء أَو أَفْلاَء أَو أَفْياء أَو أَصلها أَفْعَال، وَبِه تعلَم مَا فِي (الْقَامُوس) و (الصِّحَاح) و (الْمُحكم) من القُصور، حَيْثُ اقْتصر الأَوّل على ثَلَاثَة أَقوال، مَعَ أَنه الْبَحْر، وَالثَّانِي وَالثَّالِث على أَربعة، انْتهى.
وَحَيْثُ انجرَّ بِنَا الْكَلَام إِلى هُنَا يَنْبَغِي أَن نعلم أَيّ الْمذَاهب مَنْصورٌ مِمَّا ذُكِر.
فَقَالَ الإِمام علم الدّين أَبو الْحسن عليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد السَّخاوِيّ الدِّمشقيّ فِي كِتَابه سِفْر السَّعادة وسفير الإِفادة: وأَحسنُ هَذِه الأَقوالِ كلِّها وأَقربُها إِلى الصوابِ قولُ الكسائيّ، لأَنه فَعْلٌ جُمِع على أَفْعال، مثل سَيْفٍ وأَسْياف، وأَمّا منعُ الصَّرْف فِيهِ فعلى التَّشْبِيه بِفَعْلاَءِ، وَقد يشبَّه الشيءُ بالشيءِ فيُعْطَي حُكْمه، كَمَا أَنهم شَبَّهوا أَلف أَرْطَى بأَلف التأْنيث فمنعوه من الصّرْف فِي الْمعرفَة، ذكر هَذَا القَوْل شيخُنا وأَيَّدَه وارْتضاه.
قلت: وَتقدم النقلُ على الزجّاج فِي تخطِئَة البَصرِيّيّن وأَكثرِ الكُوفيّين هَذَا القَوْل، وَتقدم الجوابُ أَيضاً فِي سِيَاق عِبارة المؤلّف، وَقَالَ الجَارَبَرْدِي فِي (شرح الشَّافِية) : ويلْزم الكسائيَّ مخالفةُ الظاهِر من وجْهينِ: الأَول مَنْعِ الصرْفِ بِغَيْر عِلَّة، الثَّانِي أَنها جُمِعَت على أَشَاوَى. وأَفعال لَا يُجْمَع على أَفاعل.
قلت: الإِيراد الثَّانِي هُوَ نصُّ كَلَام الجوهريّ، وأَما الإِيراد الأَول فقد عرفتَ جوابَه.
وَذكر الشّهاب الخَفاجي فِي طِراز الْمجَالِس أَن شِبْهَ العُجْمَة وشِبْه العَلَمِيَّة وشِبْه الأَلِف مِمَّا نَصَّ النُّحاة على أَنه من العِلَل، نقلَه شيخُنا وَقَالَ: المُقرَّر فِي عُلوم الْعَرَبيَّة أَن من جُمْلة مَوَانِع الصرْف أَلِفَ الإِلحاق، لشَبَهِها بأَلف التأْنيثِ، وَلها شرطانِ: أَن تكون مَقصورةً، وأَما أَلِفُ الإِلحاق الممدودةُ فَلَا تَمحنَ وإِن أَلِفُ الإِلحاق المدودةُ فَلَا تَمْنَع وإِن ضُمَّت لِعِلَّة أُخْرى، الثَّانِي أَن تقع الكلمةُ الَّتِي فِيهَا الأَلف المقصورةُ علما، فَتكون فِيهَا العَلَمِيّةُ وشِبْهُ أَلفِ التأْنيث، فأَما الأَلف الَّتِي للتأْنيث فإِنها تَمنعُ مُطلقًا، ممدوداً أَو مَقْصُورَة، فِي معرفةِ أَو نكرةِ، على مَا عُرِف. انْتهى.
وَقَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج فِي كِتَابه الَّذِي حَوَى أَقَاويلَهم واحتجَّ لأَصوبها عِنْده وَعَزاهُ للخيل فَقَالَ: قَوْله تَعَالَى {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآء} (الْمَائِدَة: 101) فِي موضعِ الخَفْضِ إِلاَّ أَنّها فُتِحت لأَنها لَا تَنْصرف.
وَنَصّ كَلَام الجوهريّ: قَالَ الْخَلِيل: إِنما تُرِك صَرْفُ أَشياءَ أَصلَه فَعْلاَء، جُمِعَ على غير واحدِه، كَمَا أَن الشُّعَراء جُمع على غير واحدِهِ، لأَن الفاعِل لَا يُجْمع على فُعَلاَء، ثمَّ استثْقَلُوا الهمزتَيْنِ فِي آخِره نَقَلُوا الأُولى إِلى أَوّل الكلِمة فَقَالُوا أَشْياء، كَمَا قَالُوا أَيْنُق وقِسِيّ فَصَارَ تقديرُه لَفْعاء، يدُلُّ على صِحّة ذَلِك أَنه لَا يُصْرَف، وأَنه يُصَغَّرُ على {أُشَيَاء، وأَنه يُجْمَع على أَشَاوَي، انْتهى. وَقَالَ الجاربردي بعداءَن نقل الأَقوال: ومذهبُ سِيبويهِ أَوْلى، إِذ لَا يَلزمه مُخالَفةُ الظاهرِ إِلاَّ من وَجْهٍ واحدٍ، وَهُوَ القَلْبُ، مَعَ أَنه ثابِتٌ فِي لُغتهم فِي أَمثلِه كثيرةٍ.
وَقَالَ ابْن بَرِّيّ عِنْد حِكاية الجوهريّ عَن الْخَلِيل إِنّ أَشياءَ فَعْلاَءُ جُمِع على غير واحِدِه كَمَا أَنّ الشُّعَراءَ جُمِع على غير واحده: هَذَا وَهَمٌ مِنْهُ، بل واحدُها شَيْءٌ، قَالَ: وَلَيْسَت أَشياءُ عِنده بجمْعٍ مُكَسَّر، وإِنما هِيَ اسمٌ واحدٌ بمنزلةِ الطَّرْفَاءِ والقَصْباءِ والحلْفَاءِ، وَلكنه يَجعلُها بَدَلا من جَمعٍ مُكَسَّرٍ بِدلالةِ إِضافةِ العدَد الْقَلِيل إِليها، كَقَوْلِهِم: ثَلاَثةُ أَشْياءَ، فأَما جَمْعُها على غير واحِدِها فَذَلِك مَذهبُ الأَخفشِ، لأَنه يرى أَنَّ أَشياءَ وَزْنُها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئَاء فحُذِفت الهمزةُ تَخْفِيفًا، قَالَ: وَكَانَ أَبو عَلِيَ يُجِيز قولَ أَبي الْحسن على أَن يكون واحِدُها شَيْئًا، وَيكون أَفْعِلاء جَمْعاً لِفَعْلٍ فِي هَذَا، كَمَا جُمِع فَعْلٌ على فُعَلاَءُ فِي نَحْو سَمْحٍ وسُمَحَاء، قَالَ: وَهُوَ وَهَمٌ من أَبي علِيَ، لأَن شَيْئًا اسمٌ، وسَمْحاً صفة بِمَعْنى سَمِيح، لأَن اسْم الْفَاعِل من سَمُحَ قِيَاسه سَمِيح، وسَمِيح يُجمَع على سُمَحاءَ، كَظرِيف وظُرفاء، وَمثله خَصْمٌ وخُصَمَاء، لأَن فِي معنى خَصِيم، والخَليلُ وسيبويهِ يَقُولَانِ أَصلها شيئاء، فقُدِّمت الْهمزَة الَّتِي هِيَ لامُ الكلمةِ إِلى أَوَّلها فَصَارَت أَشياءَ، فوزنها لَفْعَاء، قَالَ: ويدُلُّ على صِحَّة قَوْلهمَا أَن الْعَرَب قَالَت فِي تَصغيرها} أُشَيَّاء، قَالَ: وَلَو كَانَت جَمْعاً مُكسَّراً كَمَا ذهبَ إِليه الأَخفش لَقِيل فِي تصِغيرها شُيَيْئَات كَمَا يُفْعل ذَلِك فِي الجُموع المُكَسَّرة، كجِمَال وكِعَاب وكلاب، تَقول فِي تصغيرها جُمَيْلاَت وكُعَيْبَات وكُلَيْبَات، فتَردّها إِلى الْوَاحِد ثُمَّ تَجمعها بالأَلف وَالتَّاء.
قَالَ فَخر الدّين أَبو الْحسن الجابربردي: وَيلْزم الفرَّاءَ مخالفةُ الظاهرِ مِن وُجوهٍ: الأَول أَنه لَو كَانَ أَصلُ شَيْءٍ شَيِّئاً كَبيِّن، لَكَانَ الأَصل شَائِعا كثيرا، أَلا تَرى أَن بَيِّناً أَكثَرُ مِن بَيْنٍ وَمِّيتاً أَكثرُ من مَيْت، وَالثَّانِي أَن حذف الْهمزَة فِي مِثلها غيرُ جائزٍ إِذ لَا قِياس يُؤَدِّي إِلى جَواز حذف الْهمزَة إِذا اجْتمع هَمزتان بَينهمَا أَلف. الثَّالِث تصغيرُها على أُشَيَّاءَ، فَلَو كَانَت أَفْعِلاءَ لَكَانَ جَمْعَ كَثرةٍ، وَلَو كَانَت جَمْعَ كَثْرَة لوجبَ رَدُّها إِلى المُفرد عِنْد التصغِير، إِذ لَيْسَ لَهَا جَمْعُ القِلَّة. الرَّابِع أَنها تُجمَع على أَشَاوَي. وأَفعِلاَء لَا يُجْمع على أَفاعلَ، وَلَا يلزمُ سِيبويِ من ذَلِك شَيْءٌ، لأَنّ مَنْعَ الصَّرْفِ لأَجلِ التأْنيثِ، وتصغيرُها على أُشَيَّاء لأَنها اسمُ جَمْعٍ لَا جَمْعٌ، وجَمْعُهَا على أَشَاوَي لأَنها اسمٌ على فَعْلاَءَ فيُجمع، على فَعَالَى كصحاءٍ أَو صَحَارَى. انْتهى.
قلت: قَوْله وَلَا يلْزم سيبويهِ شيءٌ من ذَلِك على إِطلاقه غير مُسَلّم، إِذ يَلزمه على التَّقْرِير الْمَذْكُور مثلُ مَا أورد على الفرّاء من الْوَجْه الثَّانِي، وَقد تقدم، فإِن اجْتِمَاع هَمزتين بَينهمَا أَلف واقعٌ فِي كلامِ الفُصحاء، قَالَ الله تَعَالَى {إِنَّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ} (الممتحنة: 4) وَفِي الحَدِيث: (أَنا وأَتْقِياءُ أُمَّتي بُرَآءُ من التَكلُّفِ) قَالَ الْجَوْهَرِي: إِن أَبا عُثْمَانَ المازنيَّ قَالَ لأَبي الْحسن الأَخفشِ: كَيفَ تُصَغِّر العَربُ أَشياءَ؟ فَقَالَ: أُشَيَّاءَ، فَقَالَ لَهُ: تَركتَ قولَك، لأَن كلَّ جَمْع كُسِّر على غيرِ واحدِه وَهُوَ من أَبنِيَة الجمْعِ فإِنه يُرَدُّ بِالتَّصْغِيرِ إِلى واحده، قَالَ ابنُ برِّيّ: هَذِه الْحِكَايَة مُغَيَّرة، لأَن المازنيّ إِنما أَنكر على الأَخفش تَصغير أَشياء، وَهِي جَمْعٌ مُكَسَّرٌ للكثير من غيرِ أَن يُرَدَّ إِلى الْوَاحِد، وَلم يقل لَهُ ابْن جمع كُسِّر على غيرِ واحدِهِ، لأَنه لَيْسَ السَّببُ المُوجِبُ لردِّ الْجمع إِلى واحده عِنْد التصغير هُوَ كَوْنه كُسِّر على غير واحده، وإِنما ذَلِك لكَونه جَمْعَ كثرةِ لَا قِلَّة.
وَفِي هَذَا القدْرِ مَقْنَع للطالبِ الراغبِ فتأَمَّلْ وكُنْ من الشَّاكِرِينَ، وَبعد ذَلِك نَعود إِلى حَلِّ أَلفاظ المَتْن، قَالَ الْمُؤلف:
( {والشَّيِّآنُ) أَي كَشَيِّعَان (تَقَدَّم) ضبطُه وَمَعْنَاهُ، أَي أَنه واوِيُّ الْعين ويائِيُّها، كَمَا يأْتي للمؤلف فِي المعتَلّ إِيمَاء إِلى أَنه غير مَهْمُوز، قَالَه شيخُنا، ويُنْعَت بِهِ الفَرسُ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بن صُعَيْرٍ:
ومُغِيرَة سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها
قَبْلَ الصَّبَاحِ بِشَيِّآن ضَامِرِ
(} وأَشاءَهُ إِليه) لُغة فِي أَجاءَه أَي (أَلْجَأَهُ) ، وَهُوَ لُغة تَميمٍ يقوولن: شَرٌّ مَا {يُشِيئُكَ إِلى مُخَّهِ عُرْقُوب، أَي يُجِيئُك ويُلْجِئُك، قَالَ زُهَيْر بن ذُؤَيْب العَدَوِيُّ:
فَيَالَ تَمِيمٍ صَابِرُوا قَدْ} أُشِئْتُم
إِلَيْهِ وَكُونُوا كالمُحَرِّبَةِ البُسْلِ
( {والمُشَيَّأُ كمُعَظَّم) هُوَ (المُخْتَلِف الخَلْقِ المُخْتَلُهُ) الْقَبِيح، قَالَ الشَّاعِر:
فَطَيِّيءٌ مَا طَيِّيءٌ مَا طَيِّيءُ
} شَيَّأَهُمْ إِذْ خَلَقَ المُشَيِّيءُ
وَمَا نَقله شَيخُنا عَن أُصول الْمُحكم بِالْبَاء الموحَّداة المُشدَدة وتَخفيف اللَّام فتصحِيفٌ ظاهرٌ، وَالصَّحِيح هُوَ مَا ضَبطناه على مَا فِي الأُصول الصَّحِيحَة وَجَدْنَاهُ، وَقَالَ أَبو سعيد: {المُشَيَّأُ مثلُ المُوَبَّنِ، قَالَ الجعديُّ:
زَفِيرَ المُتِمِّ} بِالمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ
بِكَاهِلِهِ ممَّا يَرِيمُ المَلاَقِيَا
(ويَا شَيْيءَ كَلِمَةٌ يُتَعَجَّبُ بِهَا) قَالَ:
يَا! - شَيْءَ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ
مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ والتَّقْليبُ
ومعناهُ التأَسُّفُ على الشيءِ يفوت وَقَالَ اللِّحيانيُّ: مَعْنَاهُ: يَا عَجَبي، و (مَا) فِي مَوضِع رفعٍ (تَقولُ: يَا شَيْءَ مَا لِي كَياهَيْءَ مالِي، وسيأْتي) فِي بَال المعتلّ (إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى) نظرا إِلى أَنَّهما لَا يهمزان، وَلَكِن الَّذِي قَالَ الْكسَائي يَا فَيَّ مَالِي ويَا هَيَّ مالِي، لَا يُهْمَزَانِ، وَيَا شيءَ مَالِي (وَيَا {- شَيَّ مَالِي) يُهْمَز وَلَا يُهمز، فَفِي كَلَام المؤلّف نظرٌ، وإِنما لم يذكر الْمُؤلف ياشَيَّ مَالِي فِي المُعتل لما فِيهِ من الِاخْتِلَاف فِي كَونه يُهمز وَلَا يُهمز، فَلَا يَرِد عَلَيْهِ مَا نَسبه شيخُنا إِلى الغَفْلَة، قَالَ الأَحمر: يافَيْءَ مَالِي، وَيَا شَيْءَ مَالِي، وَيَا هَيْءَ مَالِي مَعْنَاهُ كُلِّه الأَسف والحُزن والتَلُّهف، قَالَ الْكسَائي: و (مَا) فِي كلّها فِي مَوضِع رَفْعٍ، تأْويله يَا عجبا مَالِي، وَمَعْنَاهُ التلُّهف والأَسى، وَقَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول شَيْءَ وَهِيْءَ وفَيْءَ وَمِنْهُم من يزِيد مَا فَيَقُول يَا شَيْءَ مَا، وَيَا هيءَ مَا وياء فيْءَ مَا، أَي مَا أَحسن هَذَا.
(} وشِئْتهُ) كجيئْته (على الأَمْرِ: حَمَلْتُه) عَلَيْهِ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) شَيَّأْتُه بِالتَّشْدِيدِ، عَن الأَصمعي (و) قد {شَيَّأَ (اللَّهُ تَعَالَى) خَلْقَه و (وَجْهَهُ) أَي (قَبَّحَه) وَقَالَت امرأَةٌ من الْعَرَب:
إِنِّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبَا
وَأُبْغِضُ} المُشَيَّئِينَ الزُّغْبَا
( {وتَشَيَّأَ) الرجل إِذا (سَكَن غَضَبُه) ، وَحكى سيبويهِ عَن قولِ الْعَرَب: مَا أَغْفَلَه عَنْك شَيْئًا أَي دَعِ الشكَّ عَنْك، قَالَ ابنُ جِنّي: وَلَا يجوز أَن يكون} شيئَا هُنَا مَنْصُوبًا على الْمصدر حَتَّى كأَنه قَالَ ماءَغفلَهُ عَنْك غُفُولاً وَنَحْو ذَلِك، لأَن لِعل التعجُّب قد استغنَى بِمَا حصلَ فِيهِ من معنى المُبالغةِ عَن أَن يُؤَكَّد بِالْمَصْدَرِ، قَالَ وأَما قولُهم: هُوَ أَحسنُ مِنْك شَيْئا فإِنه مَنْصُوب على تَقْدِير بِشْيْءٍ، فَلَمَّا حذف حرف الْجَرّ أُوصل إِليه مَا قبله، وَذَلِكَ أَن معنى: هُوَ أَفْعَلُ مِنْهُ، فِي الْمُبَالغَة، كمعنى مَا أَفعَلَه، فَكَمَا لم يَجُزْ مَا أَقْوَمه قِياماً، كَذَلِك لم يَجُزْ هُوَ أَقْوَمُ منهِ قِياماً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقد أَغفله المُصنِّف. وحُكِيَ عَن اللَّيْث: الشَّيْءُ: الماءُ، وأَنشد:
تَرَى رَكْبَةُ ِ {- بالشَّيْءِ فِي وَسْطِ قَفْرَةٍ
قَالَ أَبو مَنْصُور: لَا أَعرف الشَّيْءَ بِمَعْنى الماءِ وَلَا أَدري مَا هُوَ (وَلَا أَعرف البيتَ) وَقَالَ أَبو حَاتِم: قَالَ الأَصمعي: إِذا قَالَ لَك الرجُل مَا أَردْتَ؟ قلتَ لَا شَيْئا، وإِن قَالَ (لَك) لم فعَلْتَ ذَلِك؟ قلت: للاَشَيْءٍ، وإِن قَالَ: مَا أَمْرُكَ؟ قلت: لَا شَيْءٌ، يُنَوَّنُ فِيهِنَّ كُلِّهن. وَقد أَغفله شيخُنا كَمَا أَغفله المُؤَلف.

البسط

البسط: عند أهل الحقيقة: حال الرجاء وقيل وارد يوجب إشارة إلى قبول ورحمة وأنس.
البسط: توسعة المجتمع إلى حد غاية، قاله الحرالي. وقال الراغب: بسط الشيء نشره وتوسيعه، فتارة يتصور منه الأمران وتارة أحدهما، ومنه البساط فعال بمعنى مفعول وهو اسم لكل مبسوط. والبساط الأرض المتسعة، والبسيطة الأرض، واستعير البسيط لكل شيء لا يتصور فيه تركيب وتأليف ونظم، نحو {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ} . أي وسعه. وبسط الكف يستعمل تارة للطلب نحو {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} ، وتارة للأخذ نحو {وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} ، وتارة للصولة والضرب نحو {وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} ، وتارة للبذل والإعطاء نحو {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} . وتارة لغير ذلك.
البسط:
[في الانكليزية] Joy ،simplification ،numerator ،fortune -telling
[ في الفرنسية] Joie ،simplification ،numerateur ،pratique de dire la bonne aventure (avec des lettres) ،onomancie
بسكون السين المهملة في اللغة گستردن، كما في الصّراح. وعند المحاسبين هو التجنيس، وهو جعل الكسور من جنس كسر معيّن، والحاصل من العمل يسمّى مبسوطا.

ومن هاهنا يقول المنجمون: البسط استخراج تقويم يوم واحد من تقويم خمسة أيام أو عشرة على ما وقع في الحلّ والعقد. وعند السالكين هو حال من الأحوال. ويقول في مجمع السلوك: القبض والبسط والخوف والرّجاء هي قريبة، ولكنّ الخوف والرجاء في مقام المحبة هما عامّان. وأمّا القبض والبسط في مقام الأوائل فهما من المحبة الخاصّة. إذن فكلّ من يؤدّي الأوامر ويجتنب المناهي فله حكم الإيمان. وليس هو من أهل القبض والبسط، بل هو من الرجاء والخوف الشبيهين بحال القبض والبسط. وهو يظنّ ذلك قبضا وبسطا. فمثلا:
إذا عرض له حزن أو تحيّر فيظن ذلك قبضا.
وإذا عرض له شيء من النشاط الطبيعي أو الانبساط النفسي فإنّه يظنّ ذلك بسطا.
هذا وإنّ الحزن والحيرة والنشاط والمرح جزء من جوهر النّفس الأمّارة، فإذا وصل العبد إلى أوائل المحبّة فإنّه يصبح صاحب حال وصاحب قلب وصاحب نفس لوّامة. وفي هذا الوقت تتناوب عليه حالتا القبض والبسط. ذلك لأنّ العبد انتقل من مرتبة الإيمان إلى أعلى فيقبضه الحقّ تارة ويبسطه أخرى. إذن فالحاصل هو أنّ وجود البسط باعتبار غلبة القلب وظهور صفته، وإنّ النفس فما دامت أمّارة فلا قبض ولا بسط. وأمّا النفس اللّوّامة فهي حينا مغلوبة وآخر غالبة، وبالنسبة للسالك يكون القبض والبسط باعتبار حال غلبة النفس وظهور صفتها. ويقول في اصطلاحات الصوفية:
البسط في مقام القلب بمثابة الرّجاء في مقام النّفس، وهو وارد يقتضيه إشارة إلى قبول ولطف ورحمة وأنس، ويقابله القبض كالخوف في مقابلة الرجاء في مقام النفس. والبسط في مقام الخفي هو أن يبسط الله العبد مع الخلق ظاهرا ويقبضه إليه باطنا رحمة للخلق، فهو يسع الأشياء ويؤثّر في كلّ شيء ولا يؤثّر فيه شيء.

وقيل: القبض ليس أيضا قبضا إلّا إذا كان من حركة النّفس وظهوره بصفتها. وأما السّالك صاحب القلب فلا يرى أبدا القبض، فروحه تبقى مستأنسة على الدوام. وقالوا أيضا: القبض اليسير هو عقوبة بسبب الإفراط في البسط، وبمعنى آخر: إذا أقبلت الواردات الإلهيّة على السّالك صاحب القلب فيمتلئ قلبه فرحا، فنفسه حينئذ تسترقّ السمع وتحصل على نصيب من ذلك، ونظرا لطبيعتها تأخذ في العصيان وتفرط في البسط حتى يصير مشابها للبسط القلبي، والله تعالى من باب العقوبة للنفس يلقي حالة القبض.
اعلم بما أنّ السّالك يرتقي من عالم القلب ويخرج من حجاب القلب الذي هو لأهل القلوب حجاب، ومن الوجود النوراني الذي هو يتخلّص حتى يصل إلى عالم الفناء والبقاء، فلا يعود القبض والبسط مفيدا له، ولا تتصرف فيه الأحوال، فلا قبض ولا بسط. قال الفارس:
يجد المحبّ أوّلا القبض ثم البسط ثم لا قبض ولا بسط لأنّهما يقعان في الموجود. فأمّا مع الفناء والبقاء فلا، انتهى ما في مجمع السلوك.
وعند أهل الجفر يطلق بالاشتراك على أشياء على ما في أنواع البسط.

أول بسط عددي: وتحصيل ذلك على نوعين: أحدها في بسط الحروف والآخر في بسط التركيب، وكلاهما مستحسن ومتداول.

أما الطريق الأوّل: فهو أن تأتي بالكلمة وتقطع حروفها ثم انظر كم يكون نتيجة كلّ حرف من الأعداد بحساب الجمّل على التّرتيب الأبجدي، ثم استخرج الأعداد واجمعها، فمثلا:

كلمة محمد تصبح بعد التقطيع: ميم وحاء وميم ودال. فالميم تساوي 90 وهي تعادل حرف ص وما تعادل 9 أي تساوي حرف ط والميم الثانية 90 أي ص. وعدد لفظ الحرف دال يساوي 35 وهو يعادل الحرفين هـ. ل. إذن الحروف الحاصلة من بسط عدد كلمة محمد هي: ص ط ص هـ ل.

والطريقة الثانية: فهي أن نأخذ الرقم الناتج من جمع حروف كلمة ما ثم نحاول استنطاقها، أي استخراج حرف أو أكثر منها.
فمثلا كلمة محمد يساوي جمع حروفها الرقم 92، وباستنطاقها يمكن أن نحصل على حرفين هما: الباء والصاد. [الباء 2 وص 90] بحساب الجمل. وهذا الطريق للعدد من فوقه كذا. وإذا كان لدينا اسم، مجموع حروفه مثلا:
224، فبالاستنطاق يكون لدينا ثلاثة حروف هي الراء 200 والكاف 20 والدال 4.
والنوع الثاني من بسط الحروف هو ما يقال له: بسط تلفّظ وبسط باطني، وهو عبارة عن التلفّظ بالحروف في الكلمة الواحدة، كما هي في حال الانفراد. فمثلا محمد: نلفظه هكذا ميم حا ميم دال. ويقال للحرف الأول من كل حرف العالي الأول، ويقال للباقي حروف بنيات. كذا. فمثلا الحرف الأول من ميم هو م والباقي يم فالميم الأولى هي بالفارسية زبر:
ومعناها فوق أو العالي. والباقي تسمّى بنيات.

والنوع الثالث: بسط طبيعي، وهو عبارة عن الإتيان بحروف مقوّية أو مربيّة لحروف الاسم المطلوب بحسب طبيعة كل منها. بحيث تكون الحروف الناريّة مربيتها هي من الحروف الهوائية، وتكون الحروف الناريّة مقوّية للحروف الهوائية، وهكذا الحروف الترابية مربية للحروف المائية، والمائية مقوّية للترابية. والحروف النارية هي: جز كس قثظ. والحروف الترابية: دحلع رخغ. إذن حاصل البسط الطبيعي لكلمة محمد:
هو ن ز ن ج. لأنّ الميم نارية في الدرجة الرابعة فاخترنا لها النون لأنّها مربية لها في الدرجة الرابعة من الحروف الهوائية. واخترنا د حا التي هي ترابية في الدرجة الثانية زا لأنّها مقوّية لها، وهي من الحروف المائية في الدّرجة الثانية. ثم اخترنا ثانية النون للميم الثانية وأمّا الدال التي هي ترابية في الدرجة الأولى اخترنا الجيم التي هي مقوية لها في نفس الدرجة من الحروف المائية.
ناري/ هوائي/ مائي/ ترابي ا/ ب/ ج/ د هـ/ و/ ذ/ ح ط/ ى/ ك/ ل م/ ن/ س/ ع ف ص/ ق/ ر/ ش ت/ ث/ خ/ ذ ص/ ظ/ ع مرفوع/ منصوب/ مكسور/ مجزوم والنوع الرابع: البسط الغريزي: وهو عبارة عن طلب كل من الحروف النارية لحروف هوائية من نفس الدرجة. أو العكس، بأن تطلب حروف مائية حروفا ترابية في نفس درجتها وبالعكس.
مثل الألف فإنّها طالبة للباء، والجيم طالبة للدال. وقس على هذا باقي الحروف. إذن فالبسط الغريزي لكلمة محمد هو: ن ن ذلك لأنّ ميمه نارية في الدرجة الرابعة، لذا اخترنا حرف النون التي هي هوائية، وهكذا أيضا فعلنا بالنسبة للميم الثانية. أمّا حا ودال فهما ترابيان.
هذا التعريف قد أورده بعض الأئمة المتقدّمين، وجاء في نفس الرسالة في مكان آخر.

البسط الغريزي: ج ل ب ال ق ل وب هكذا. د ك اب ك ر ك هـ ا. والبسط الغريزي معتبر ومهم جدا، ومتداول لدى أئمة هذا الفن.

النوع الخامس: بسط التّرفّع، وهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب وهو على ثلاثة أنواع: عددي وحرفي وطبيعي. أمّا بسط الترفّع العددي: فهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب من جهة الأعداد التي هي قائمة فيه من الأعداد الأبجدية، بحيث إذا كان عدد أي واحد منها في درجة الآحاد فإنّها ترفع إلى العشرات، وإذا كان في العشرات يرفع إلى المئات، وإذا كان في المئات يرفع إلى الألوف. وعليه فإنّ الترفّع العددي لمحمد هو ت ف ت م الميم التي هي 40 أي في درجة العشرات فرفعها إلى المئات فتصبح 400، أي معادل حرف ت. ثم الحاء من محمد هي من حروف الآحاد أي 8 فنرفعها إلى العشرات فتصبح ثمانين وهي التي تعادلها ف، ثم من الميم الثانية نحصل على التاء أيضا ومن الدال نحصل على حرف م، لأنّ الدال 4 آحادية والميم من رتبة العشرات 40. أمّا البسط الترفّعي الحرفي: فهو عبارة عن ارتفاع كلّ واحد من الحروف الأبجدية بالحرف التالي له الذي هو أفــضل. فمثلا: من كلمة محمد نأتي بالنون بدلا من الميم لأنّ النون أفــضل منها. وهكذا من أجل الحاء نأتي بما بعدها وهو الطاء، ومن أجل الميم الثانية نأتي بالنون أيضا، ثم الدال نضع بدلا منها الهاء، فتكون الحروف الحاصلة على هذا البسط: ن ط ن هـ.
وأمّا بسط الترفّع الطبيعي فهو عبارة عن ارتفاع الحروف بحسب طبيعتها بحيث يبدّلون الحرف الترابي بحرف مائي، والمائي بحرف هوائي، والهوائي بناري، ويبقى الناريّ على حاله بدون تبديل لأنّه أعلى الحروف، ولا يمكن الارتفاع فوقه. فمثلا: محمد: الميم نارية فنتركها كما هي ونضع بدلا من الحاء الترابية ز، ثم الميم الثانية على حالها، ثم نبدّل الدال جيما. فيكون الحاصل إذن حرفين هما: ز. ج. النوع السادس: بسط التجميع وهو عبارة عن جمع كلّ واحد من حروف الطالب مع حروف المطلوب، ثم تحصيل الحروف من كل اجتماع فمثلا: محمد طالب وجعفر مطلوب فنكتب: م ح م د+ ج ع ف ر. ثم نجمع الميم من محمد والتي تساوي 40 مع الجيم من جعفر فيكون الحاصل 43. والحاصل منهما هو: ج م. ثم بعد ذلك نجمع الحاء من محمد مع ع جعفر فيكون الجواب 78 وحروفه ح ع؛ ثم نجمع الميم الثانية من محمد مع الفاء من جعفر فالجواب هو 120 وحروفه ق ك. ثم نجمع الدال من محمد والراء من جعفر فالجواب هو 204 وحروفه هي نفسها أي د. ر. وعليه فالحروف الحاصلة من هذا العمل هي: ج. م.
ح. ع. ق. ك. د. ر.

النوع السابع: بسط التضارب: وهو عبارة عن ضرب كلّ واحد من حروف الطالب في حروف المطلوب وتحصيل الحروف من حاصل الضرب.

فمثلا: محمد طالب وجعفر مطلوب فإذا ضربنا الحروف ببعضها: الميم التي هي 40* ج التي هي 3 120 وهي تعادل الحروف ك- ق.
ثم ح محمد* ع جعفر 560 وحروفه س، ث.
ثم الميم الثانية* ف 3200 وحروفه ر. غ. غ. غ.
ثم الدال* ر 800 والحرف الحاصل منه هو: ض.

إذن فالحروف الحاصلة من هذا العمل:
ك، ق، س، ث ر غ غ غ ض.
وثمة طائفة من أهل الجفر في حال بسط التجميع وبسط التضارب يجمعون مجموع أعداد الطالب مع مجموع أعداد المطلوب، ثم يضربونها ببعضها، ثم يستحصلون الحروف منها. وهذا النوع وإن يكن غير بعيد من الصواب إلّا أنّ الطريق الأول هو أتم وأكمل.

النوع الثامن: بسط التّزاوج والتّشابه:
ويسمّى أيضا بسط التآخي، وهو عبارة عن طلب الحروف المتشابهة للحروف المتزاوجة التي هي قرينة لها. فمثلا إذا نظرنا في حروف محمد نجد الميم من الحروف المفردة يعني غير متشابهة ولا متزاوجة فنتركها بحالها. وبما أنّ الحاء من المتشابهة مع ج وخ فنأخذهما، ثم نترك الميم الثانية على حالها. وبما أنّ الدال من الحروف المتشابهة فنأخذ الذال بدلا منها فالنتيجة الحاصلة تكون: ج خ ذ.

النوع التاسع: بسط التّقوّي: وهو عبارة عن قوّة ما بين الحروف بحسب ضربها بنفسها.
وذلك على ثلاثة أنواع، وذلك لأنّها لا تعدّ وإن تكون واحدة من ثلاثة أحوال: إمّا أن تضرب باطن الحروف في باطنها، أو ظاهرها بظاهرها.
أو العكس، أي ظاهرها بباطنها؛ والمراد من العدد الباطني للحرف: هو أنّه بحساب أبجد يكون كذا، والمراد بالظاهر للحرف هو رتبة الحرف بالنسبة للأبجدية. فالميم مثلا من الترتيب الأبجدي تعدّ في المرتبة 13. فعليه يأخذون من الميم رقم 13، وعلى هذا القياس النون 14. فإذا بسطنا الحروف الباطنة من لفظة محمد فالميم هي تعادل 40* 40 1600، فصارت تعادل الحرفين خ وغ. والحاء تساوي 8* 8 64 أي تعادل بالحروف: د. س.
وكذلك الميم الثانية نتيجتها مثل الأولى أي.
خ. غ. ثم من حرف الدال الذي يعادل 4* 4 16 أي و. ي. فهذه الحروف: خ ع د س خ غ وى. هي حاصل لفظة محمد. وإذا أردنا الحصول على بسط التقوّى الظاهر في الظاهر للفظة محمد:
فالميم 13* 13 169 وهي تعادل الحروف ط، س، ق. والحاء 8* 8 64 وهي تعادل الحرفان د. س.
والميم الثانية 169 أي ط، س، ق.

والدال 4* 4 16 أي: و. ي.

إذن فالحروف الحاصلة هي: ط، س، ق، د، س، ط، س، ق، و، ي.
وإذا أخذنا بأسلوب بسط التقوّي بضرب الظاهر بالباطن من لفظة محمد:
فالميم 13* 40 520 وحروف هذا الرقم ك. ث.
وكذلك الميم الثانية وحروف هذا الرقم ك. ث.
ومن الحاء نحصل على د. س.
ومن الدال نحصل على د. ي.
إذن فالحروف الناتجة من هذا النوع هي:
ك، ث، د، س، ك، ث، و، ي.

النوع العاشر: بسط التّضاعف: وهو عبارة عن مضاعفة الأعداد الباطنية للحروف ثم استخراج الحروف من تلك الأرقام فمثلا: م من محمد وتساوي 40 فنضاعفها فيكون الجواب 80 وهذا الرقم الحرف ف والحاء التي هي ثمانية، فبمضاعفتها يصبح لدينا 16، ومن هذا الرقم نحصل على الحرفين وي، ثم نحصل من الميم الثانية على ف.
ومن الدال نحصل على حرف الحاء فيصير المجموع: ف وي ف ح.

الحادي عشر: بسط التكسير: وهو عبارة عن تحصيل حروف من حروف أخرى بشكل يعتبرون فيه الكسور تسعا، ثم يأخذون من كلّ كسر حرفا فمثلا: ميم محمد التي هي 40 نصفها يكون 20 ثم نصف العشرين 10 ونصف العشرة خمسة. ومن هذه الأنصاف المتتابعة نحصل على الحروف الآتية: ك، ي هـ. ثم ح محمد التي هي 8 ننصفها، فتكون 4، ثم نصف الأربعة 2، ونصف الاثنين واحد. وبما أنّنا قد نصّفناها كلّها فإننا نحصل على الحروف: د ب ا. ومن د محمد يكون معنا ب ا. فالمجموع لهذه الحروف هو: ك ي هـ د ب أك هـ ب ا.

النوع الثاني عشر: بسط التّمازج: وهو أفــضل أنواع التماذج: ومعنى الخلط المطلق:
وهو في اصطلاح أهل الجفر عبارة عن خلط اسم الطالب مع اسم المطلوب، سواء كان اسم المطلوب من الأسماء الإلهية أو غيرها من الأسماء الدّنيوية والأخروية. وخلاصة هذا الكلام هو: أنّ بسط التماذج عبارة عن مزج اسم الطالب مع اسم المطلوب أيّا كان. فمثلا أردنا اسم محمد نمزجه مع اسم المطلوب عليم فيصير الخليط على هذا النحو: ع م ل ح ي م م د.
وإذا خلطنا اسم محمد مع جعفر فيكون الخليط هكذا: م ج ح ع م ف ل ر.
واعلم بأنّه في التماذج يقدمون دائما اسم الطالب على اسم المطلوب، ما عدا الاسم المطلوب إذا كان مأخوذا من الأسماء الحسنى، لأنّ اسمه مشتمل على اسم من الأسماء الإلهيّة.
لذا فيكون الابتداء بالاسم الإلهي لا بالطالب، كما مزج الاسمين محمد وعليم المذكورين.
وإذا كان الاسمان وكلاهما يشتملان على المطلوب، فيقدمون الاسم الأقوى على غيره.
فائدة: إنّ بسط التجميع والتضارب من أجل المحبة والاتحاد بين الاثنين معتبر جدا.
وأما بسط التآخي من أجل اتحاد الإخوان والتحبّب إلى قلوب الناس وتحصيل الفوائد والإحسان فهو بحرف ولا يكاد يتخلّف. وأمّا بسط التقوّي فهو من أجل موضوع قوة الحال، وتحقق الآمال والخروج من ضعف الطالع والانتصار بقوّة الطالع وزيادة الجاه والاحترام والإقبال والعزّة فهو محل اعتماد.
وأمّا بسط التضاعف فمن أجل زيادة العلم والحكمة والعظمة والشّوكة والتغلّب على الأعداد، فهو قوي وراسخ جدا. وأمّا بسط التكسير فهو يعمل به من أجل معرفة أحوال المستقبل.

خير

خير: {الخيرة}: الاختيار. خَيْرات: خيِّرات.
(خير) - في الحديث: "أَنَّ صَبِيَّيْن تَخَايرا في الخَطّ إلى الحَسَنِ بنِ عَلِيّ، فقال له أبوه: احذَرْ يا بُنَيّ، فإنَّ الله تَعالَى سائِلُك عن هذا".
: أي قال كلُّ واحد منهما: خَطِّى خَيْر.
- في حديثِ أَبِي ذَرٍّ: "فَخَيَّر أُنَيسًا في شِعرِه" .
: أي فَــضَّلــه، وقال: شِعْرُه خَيرٌ من الآخر.
خير وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: تَخَيَّرُوْا لِنُطَفِكُمْ. قَوْله: تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ يَقُول: لَا تجْعَلُوا نطفكم إِلَّا فِي طَهَارَة إِلَّا أَن تكون الْأُم يَعْنِي أم الْوَلَد لغير رشدة وَأَن تكون فِي نَفسهَا كَذَلِك. وَمِنْه الحَدِيث الآخر أَنه نهى أَن يسترضع بِلَبن الْفَاجِرَة وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك حَدِيث عُمَر بن الْخطاب أَن اللَّبن تشبه عَلَيْهِ وَقد رُوِيَ ذَلِك عَن عمر ابْن عَبْد الْعَزِيز أَيْضا فَإِذا كَانَ ذَلِك يَتَّقِي فِي الرَّضَاع من غير قرَابَة وَلَا نسب فَهُوَ فِي الْقَرَابَة أَشد وأوكد. 
خير قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: فاخترها نَاقَة يَقُول: فاختر مِنْهَا نَاقَة وَالْعرب تَقول: اخْتَرْت بني فلَان رجلا يُرِيدُونَ اخْتَرْت مِنْهُم رجلا قَالَ اللَّه عز وَجل {وَاخْتَارَ مُوْسى قَوْمَهُ سَبْعِيْنَ رَجُلاً لِّمِيْقَاتِنَا} يُقَال: هُوَ فِي التَّفْسِير: إِنَّمَا هُوَ وَاخْتَارَ مُوسَى من قومه سبعين رجلا وَقَالَ الرَّاعِي يمدح رجلا: [الْبَسِيط]

اخْتَرْتُك النَّاس إِذْ رَثَّتْ خلائقُهم ... واعتل من كَانَ يُرجى عِنْده السُّولُ

وَيُقَال: اخْتَرْتُك من النَّاس.
خير
رَجُلٌ خَيِّرٌ، وامْرَأةٌ خَيِّرَةٌ: أي فاضِلــة، وقَوْمٌ خِيَارٌ وأخْيَارٌ. وامْرَأةٌ خَيْرَة في جَمالها وميْسَمِها، من قوله عَزَّ اسْمُه: " فِيْهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَان ". وهي خَيْرَةُ النِّساء. وناقَةٌ خِيَارٌ، وجَمَل كذلك. وخايَرْتُ فلاناً فَخِرْتُه خَيْراً. واسْتَخَرْتُ اللهَ فَخَارَ لي. وهذه خِيَرَتي: أي ما أخْتَارُ. وأنتَ بالمُخْتار وبالخِيَار: سَوَاء. واخْتَرْ بَني فلانٍ رَجُلاً، على قوله عَزَّ وجلَّ: " واخْتَارَ مُوسى قَوْمَه سَبعِيْنَ رَجُلاً ". والخِيْرُة - خَفِيفة -: مَصْدَرُ اخْتَارَ خِيْرَةً. وخارَه لأمْرِ كذا: أي اختاره. ورَجُلٌ ذو مَخْيُورَةٍ: أي ذو معروفٍ وفَــضْل وخُلُقٍ. والخِيْرى وا لخُوْرى: لُغَتَانِ. والخُيُوْرُ: ضِدُّ الشُّرُور. والخِيْرُ: الهَيْئة. والطَّبيعة، هو كَرِيْمُ الخِيْرِ والخِيْم. والرَّجُلُ يَسْتَخِيرُ الضَّبُعَ واليَرْبُوعَ: إذا جَعَلَ خَشَبَةً في مَوْضِع النافِقاء فَخَرَجَ من القاصِعاء. واسْتَخَرْتُ الشٌيْءَ: تَخَيَّرْته.

خير


خَارَ (ي)(n. ac. خَيْر [ ])
a. Obtained an advantage, a favour; was good; did
well.
b. [La], Did good to; was favourable, propitious to.
c.(n. ac. خِيْرَة
خِيَر
خِيَرَة) [acc. & 'Ala], Preferred to, before.
خَيَّرَ
a. [acc. & 'Ala], Preferred, regarded as better than.
b. [acc.
or
Fī], Gave the choice or option of.
خَاْيَرَa. Strove to excel in goodness, excellence.
b. see II (b)
تَخَيَّرَإِخْتَيَرَa. Chose; preferred.

إِسْتَخْيَرَa. Asked, sought after that which is good, or the
best.

خَيْر (pl.
خِيَار []
أَخْيَار [] )
a. Good, excellent.
b. (pl.
خُيُوْر
[خُيُوْر]), Good; goodness, excellence; good thing: prosperity
good fortune, wellbeing; good action or quality.
c. see 14
خَيْرَة []
a. see 1 (b)b. Good woman.
c. see 14
خَيْرِيَّة []
a. Goodness.
b. Good fortune, happiness.
c. Advantage.
d. Option.

خَيْرa. Generosity, kindheartedness, liberality.
b. Eminence, noble origin, nobility.

خِيْرَة []
خِيَرَة []
a. The best, choice, elite of.
b. Favour, grace, blessing.

أَخْيَر []
a. Better, best.

خِيَارa. Choice, option.
b. P.
Cucumber.
خَيِّرa. Good, excellent.
b. Generous, liberal.

مْخَيَّر
a. Having freedom of choice.

إِخْتِيَار
a. Choice, option; free-will.
b. Old man.

إِخْتِيَارَة
a. Old woman.

إِخْتِيَارِيّ
a. Free, voluntary; spontaneous.

خِيَارشَنْبَر
P.
a. Cassia-tree.
خ ي ر

كان ذلك خيرة من الله، ورسول الله خيرته من خلقه. واخترت الشيء وتخيرته واستخرته. واستخرت الله في ذلك فخار لي أي طلبت منه خير الأمرين فاختاره لي. قال أبو زبيد:

نعم الكرام على ما كان من خلق ... رهط امريء خاره للدّين مختار

ويقال: أنت على المتخير أي تخير ما شئت، ولست على المتخير. قال الفرزدق:

فلو أن حريّ بن ضمرة فيكمو ... لقال لكم لستم على المتخير

وهو من أهل الخير والخير وهو الكرم. وهو كريم الخير والخيم وهو الطبيعة. وما أخير فلاناً وهو رجل خير، وهو من خيار الناس وأخيارهم وأخايرهم. وخيّره بين الأمرين فتخير. وخايره في الخط مخايرة، وتجخايروا في الخط وغيره إلى حكم. وخايرته فخرته أي كنت خيراً منه. قال العباس بن مرداس:

وجدناه نبياً مثل موسى ... فكلّ فتى يخايره مخير

وإن فلاناً لذو مخيورة وشرف وهي الخير والفــضل وأنشد الجاحظ للنمر:

ولاقيت الخيور واخطأتني ... شرور جمة وعلوت قرني
(خ ي ر) : (خَيَّرَهُ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فَاخْتَارَ أَحَدَهُمَا وَتَخَيَّرَهُ بِمَعْنًى (وَمِنْهُ) فَتَخَيَّرَ الْحَرْبِيُّ أَيَّ الصَّبِيَّيْنِ شَاءَ وَفِي حَدِيثِ غَيْلَانَ خَيَّرَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْهُنَّ أَرْبَعًا إنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَانْتِصَابُ أَرْبَعًا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ وَإِلَّا فَالصَّوَابُ خَيَّرَهُ بَيْنَ أَرْبَعٍ وَيَشْهَدُ لَهُ حَدِيثُ «أَبِي مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَلَهُ ثَمَانِي نِسْوَةٍ فَخُيِّرَ بَيْنَهُنَّ فَاخْتَارَ أَرْبَعًا» (وَالْخِيَرَةُ) الِاخْتِيَارُ فِي قَوْلِهِ فَأَهْلُهُ بَيْنَ خِيرَتَيْنِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68] وَفِي قَوْلِك مُحَمَّدٌ خِيَرَةُ اللَّهِ بِمَعْنَى الْمُخْتَارِ وَسُكُونُ الْيَاءِ لُغَةٌ فِيهِمَا (وَالْخِيَارُ) اسْمٌ مِنْ الِاخْتِيَارِ (وَمِنْهُ) خِيَارُ الرُّؤْيَةِ (وَالْخِيَارُ) أَيْضًا خِلَافُ الْأَشْرَارِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ كَذَا وَكَذَا بِرْذَوْنًا ذَكَرًا خِيَارًا فُرْهَةً وَإِنَّمَا جُمِعَ حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى وَقَالَ ذَكَرًا حَمْلًا عَلَى اللَّفْظِ وَالْفُرْهَةُ جَمْعُ فَارِهٍ وَهُوَ الْكَيِّسُ كَصُحْبَةٍ فِي صَاحِبٍ (وَالْخِيَارُ) بِمَعْنَى الْقِثَّاء مُعَرَّبٌ.
[خير] الخَيْرُ: ضِدُّ الشَرِّ. تقول منه: خِرْتَ يا رَجُلُ فأنت خائِرٌ. وَخارَ اللهُ لك. قال الشاعر : فَما كِنانَةُ في خَيْرٍ بِخائِرَةٍ * ولا كِنانَةُ في شَرٍّ بأشرار - وقوله تعالى:

(إن ترك خيراً) *، أي مالاً. والخِيارُ: خلاف الأَشْرار. والخِيارُ: الاسم من الاخْتيار. والخيار: الثقاء، وليس بعربي. ورجل خَيِّرٌ وخَيْرٌ، مشدد ومخفف. وكذلك امرأة خَيِّرةٌ وخَيْرَة. قال الله تعالى:

(أولئك لَهُمُ الخَيْراتُ) *، جمع خَيْرَةٍ، وهي الفاضِلَــةُ من كلِّ شئ. وقال تعالى:

(فيهن خيرات حسان) *، قال الاخفش: إنه لما وصف به وقيل فلان خير، أشبه الصفات فأدخلوا فيه الهاء للمؤنث ولم يريدوا به أفعل. وأنشد أبو عبيدة لرجلٍ من بني عدى تميم جاهلي: ولقد طعنت مجامع الربلات * ربلات هند خيرة الملكات - فإن أردت معنى التفضيل قلت: فلانة خَيْرُ الناس ولم تقل خَيْرَةُ، وفلان خيرُ الناسِ ولم تَقُلْ أَخْيَرُ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع، لأنَّه في معنى أفعل. وأما قول الشاعر سبرة بن عمرو الاسدي يرثى عمرو بن مسعود وخالد بن نــضلــة: ألا بكر الناعي بخيري بنى أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد - فإنما ثناه لانه أراد خيرى فخففه، مثل ميت وميت، وهين وهين. والخير بالكسر: الكرم. والخيرة الاسمُ من قولك: خار اللهُ لك في هذا الأمر. والخِيَرَةُ مثال العِنَبَةِ: الاسم من قولك اخْتارَهُ الله. يقال: محمدٌ خِيَرَةُ الله من خَلْقِهِ، وخِيَرَةُ الله أيضا بالتسكين. والاختيار: الاصطفياء. وكذلك التخير. وتصغير مختار: مخير، حذفت منه التاء لانها زائدة وأبدلت من الالف والياء، لانها أبدلت منها في حال التكبير. والاستخارة: الخِيَرَةُ. يقال: اسْتَخِرِ اللهَ يَخِرْ لك. وخيرته بين الشيئين، أي فَوَّضْتُ إليه الخِيارُ. والخيريُّ معرَّبٌ .
خ ي ر: (الْخَيْرُ) ضِدُّ الشَّرِّ وَبَابُهُ بَاعَ، تَقُولُ مِنْهُ: (خِرْتَ) يَا رَجُلُ فَأَنْتَ (خَائِرٌ) وَ (خَارَ) اللَّهُ لَكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} [البقرة: 180] أَيْ مَالًا. وَ (الْخِيَارُ) بِالْكَسْرِ خِلَافُ الْأَشْرَارِ، وَهُوَ أَيْضًا الِاسْمُ مِنَ الِاخْتِيَارِ، وَهُوَ أَيْضًا الْقِثَّاءُ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. وَرَجُلٌ (خَيِّرٌ) وَ (خَيْرٌ) مِثْلُ هَيِّنٍ وَهَيْنٍ وَكَذَا امْرَأَةٌ (خَيِّرَةٌ) وَ (خَيْرٌ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} [التوبة: 88] جَمْعُ خَيْرَةٍ وَهِيَ الْفَاضِلَــةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ: « {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: 70] » قَالَ الْأَخْفَشُ: لَمَّا وُصِفَ بِهِ فَقِيلَ فُلَانٌ خَيْرٌ أَشْبَهَ الصِّفَاتِ فَأَدْخَلُوا فِيهِ الْهَاءَ لِلْمُؤَنَّثِ وَلَمْ يُرِيدُوا بِهِ أَفْعَلَ. فَإِنْ أَرَدْتَ مَعْنَى التَّفْضِيلِ قُلْتَ: فُلَانَةُ خَيْرُ النَّاسِ وَلَا تَقُلْ: خَيْرَةُ وَلَا أَخْيَرُ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى أَفْعَلَ. وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَلَا بَكَرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ
فَإِنَّمَا ثَنَّاهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ خَيِّرَيْ بِالتَّشْدِيدِ فَخَفَّفَهُ مَثَلُ: مَيِّتٍ وَمَيْتٍ وَهَيِّنٍ وَهَيْنٍ. وَ (الْخِيرُ) بِالْكَسْرِ الْكَرَمُ. وَ (الْخِيَرَةُ) بِوَزْنِ الْمِيرَةِ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ (خَارَ) اللَّهُ لَكَ فِي الْأَمْرِ أَيِ اخْتَارَ. وَ (الْخِيَرَةُ) بِوَزْنِ الْعِنَبَةِ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ (اخْتَارَ) اللَّهُ تَعَالَى، يُقَالُ: مُحَمَّدٌ (خِيَرَةُ) اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَخِيرَةُ اللَّهِ أَيْضًا بِالتَّسْكِينِ. وَ (الِاخْتِيَارُ) الِاصْطِفَاءُ وَكَذَا (التَّخَيُّرُ) . وَتَصْغِيرُ (مُخْتَارٍ مُخَيِّرٌ) كَمُغَيِّرٍ. وَ (الِاسْتِخَارَةُ) طَلَبُ الْخِيرَةِ، يُقَالُ: (اسْتَخِرِ) اللَّهَ يَخِرْ لَكَ. وَ (خَيَّرَهُ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ أَيْ فَوَّضَ إِلَيْهِ الْخِيَارَ. 
خ ي ر : الْخِيرُ بِالْكَسْرِ الْكَرَمُ وَالْجُودُ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ خِيرِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَنْثُورِ خِيرِيٌّ لَكِنَّهُ غَلَبَ عَلَى الْأَصْفَرِ مِنْهُ لِأَنَّهُ الَّذِي يُخْرِجُ دُهْنَهُ وَيَدْخُلُ فِي الْأَدْوِيَةِ وَفُلَانٌ ذُو خِيرٍ أَيْ ذُو كَرَمٍ وَيُقَالُ لِلْخُزَامَى خِيرِيُّ الْبِرِّ لِأَنَّهُ أَذْكَى نَبَاتِ الْبَادِيَةِ رِيحًا.

وَالْخِيرَةُ اسْمٌ مِنْ الِاخْتِيَارِ مِثْلُ: الْفِدْيَةِ مِنْ الِافْتِدَاءِ وَالْخِيَرَةُ بِفَتْحِ الْيَاءِ بِمَعْنَى الْخِيَارِ وَالْخِيَارُ هُوَ الِاخْتِيَارُ وَمِنْهُ يُقَالُ لَهُ خِيَارُ الرُّؤْيَةِ وَيُقَالُ هِيَ اسْمٌ مِنْ تَخَيَّرْتُ الشَّيْءَ مِثْلُ: الطِّيَرَةِ اسْمٌ مِنْ تَطَيَّرَ وَقِيلَ هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ الْخِيَرَةُ بِالْفَتْحِ وَالْإِسْكَانُ لَيْسَ بِمُخْتَارٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68] وَقَالَ فِي الْبَارِعِ خِرْتُ الرَّجُلَ عَلَى صَاحِبِهِ أَخِيرُهُ مِنْ بَابِ بَاعَ خِيَرًا وِزَانُ عِنَبٍ وَخِيرَةً وَخِيَرَةً إذَا فَــضَّلْــتُهُ عَلَيْهِ وَخَيَّرْتُهُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فَوَّضْتُ إلَيْهِ الِاخْتِيَارَ فَاخْتَارَ أَحَدَهُمَا وَتَخَيَّرَهُ.

وَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ طَلَبْتُ مِنْهُ الْخِيَرَةَ وَهَذِهِ خِيَرَتِي بِالْفَتْحِ وَالسُّكُونِ أَيْ مَا أَخَذْتُهُ وَالْخَيْرُ خِلَافٌ الشَّرِّ وَجَمْعُهُ خُيُورٌ وَخِيَارٌ مِثْلُ: بَحْرٍ وَبُحُورٍ وَبِحَارٍ وَمِنْهُ خِيَارُ الْمَالِ لِكَرَائِمِهِ وَالْأُنْثَى خَيْرَةٌ بِالْهَاءِ وَالْجَمْعُ خَيْرَاتٌ مِثْلُ: بَيْضَةٍ وَبَيْضَاتٍ وَامْرَأَةٌ خَيِّرَةٌ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ أَيْ فَاضِلَــةٌ فِي الْجَمَالِ وَالْخُلُقِ وَرَجُلُ خَيِّرٌ بِالتَّشْدِيدِ أَيْ ذُو خَيْرٍ وَقَوْمٌ أَخْيَارٌ وَيَأْتِي خَيْرٌ لِلتَّفْضِيلِ فَيُقَالُ هَذَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا أَيْ يَفْــضُلُــهُ وَيَكُونُ اسْمَ فَاعِلٍ
لَا يُرَادُ بِهِ التَّفْضِيلُ نَحْوُ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ أَيْ هِيَ ذَاتُ خَيْرٍ وَفَــضْلٍ أَيْ جَامِعَةٌ لِذَلِكَ وَهَذَا أَخْيَرُ مِنْ هَذَا بِالْأَلِفِ فِي لُغَةِ بَنِي عَامِرٍ كَذَلِكَ أَشَرُّ مِنْهُ وَسَائِرُ الْعَرَبِ تُسْقِطُ الْأَلِفَ مِنْهُمَا. 
خير
الخَيْرُ: ما يرغب فيه الكلّ، كالعقل مثلا، والعدل، والفــضل، والشيء النافع، وضدّه:
الشرّ. قيل: والخير ضربان: خير مطلق، وهو أن يكون مرغوبا فيه بكلّ حال، وعند كلّ أحد كما وصف عليه السلام به الجنة فقال: «لا خير بخير بعده النار، ولا شرّ بشرّ بعده الجنة» . وخير وشرّ مقيّدان، وهو أن يكون خيرا لواحد شرّا لآخر، كالمال الذي ربما يكون خيرا لزيد وشرّا لعمرو، ولذلك وصفه الله تعالى بالأمرين فقال في موضع: إِنْ تَرَكَ خَيْراً [البقرة/ 180] ، وقال في موضع آخر: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ
[المؤمنون/ 55- 56] ، وقوله تعالى: إِنْ تَرَكَ خَيْراً [البقرة/ 180] ، أي: مالا. وقال بعض العلماء: لا يقال للمال خير حتى يكون كثيرا، ومن مكان طيّب، كما روي أنّ عليّا رضي الله عنه دخل على مولى له فقال: ألا أوصي يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، لأنّ الله تعالى قال: إِنْ تَرَكَ خَيْراً [البقرة/ 180] ، وليس لك مال كثير ، وعلى هذا قوله: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
[العاديات/ 8] ، أي: المال الكثير وقال بعض العلماء: إنما سمّي المال هاهنا خيرا تنبيها على معنى لطيف، وهو أنّ الذي يحسن الوصية به ما كان مجموعا من المال من وجه محمود، وعلى هذا قوله: قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ [البقرة/ 215] ، وقال: وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ [البقرة/ 273] ، وقوله: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً [النور/ 33] ، قيل: عنى به مالا من جهتهم ، وقيل: إن علمتم أنّ عتقهم يعود عليكم وعليهم بنفع، أي: ثواب . والخير والشرّ يقالان على وجهين:
أحدهما: أن يكونا اسمين كما تقدّم، وهو قوله: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ [آل عمران/ 104] .
والثاني: أن يكونا وصفين، وتقديرهما تقدير (أفعل منه) ، نحو: هذا خير من ذاك وأفــضل، وقوله: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها
[البقرة/ 106] ، وقوله: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة/ 184] ، فخير هاهنا يصحّ أن يكون اسما، وأن يكون بمعنى أفعل، ومنه قوله: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى [البقرة/ 197] ، تقديره تقدير أفعل منه. فالخير يقابل به الشرّ مرة، والضّرّ مرة، نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنعام/ 17] ، وقوله: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ
[الرحمن/ 70] ، قيل: أصله خَيِّرَات، فخفّف، فالخيرات من النساء الخيّرات، يقال: رجل خَيْرٌ وامرأة خَيْرَةٌ، وهذا خير الرجال، وهذه خيرة النساء، والمراد بذلك المختارات، أي: فيهنّ مختارات لا رذل فيهنّ. والخير: الفاضل المختصّ بالخير، يقال: ناقة خِيَار، وجمل خيار، واستخار اللهَ العبدُ فَخَارَ له، أي: طلب منه الخير فأولاه، وخَايَرْتُ فلانا كذا فَخِرْتُهُ، والخِيَرَة: الحالة التي تحصل للمستخير والمختار، نحو القعدة والجلسة لحال القاعد والجالس. والاختيارُ:
طلب ما هو خير وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرا، وإن لم يكن خيرا، وقوله: وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ
[الدخان/ 32] ، يصحّ أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى إياهم خيرا، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم. والمختار في عرف المتكلّمين يقال لكلّ فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار، فإنّ الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول.
خير: خاير: انتقى واصطفى، ففي مقدمة أساس البلاغة: المخايرة بين متداولات ألفاظهم ومتعاورات أقوالهم.
تخاير. تخاير القوم: كان لهم حق الاختيار وحق الخيار (فاندنبرج ص65).
انخار: ذكرت في معجم فوك في مادة eligare.
اختار الله لك بمعنى الله يتخير لك (لين في نادة خار، فوك في مادة benefaceae) .
استخار. ما يسمى بالاستخارة وفي المدينة بالخيرة هي مجموعة من الأدعية يسألون بها الله الخيرة (أي ما يختارون) حين يريدون القيام بشيء أو في موضوع يريدون معرفة عاقبته. فيتطهرون ويصلون صلاة الفريضة أو يدعون بدعاء يسمونه صلاة الاستخارة وهو: اللهم استخيرك بعلمك. ثم يرددون دعاء الذكر. وينامون بعد ذلك فيرون في أحلامهم ما عليهم أن يفعلوا.
أو يتلون ثلاث مرات السورة الأولى من القرآن والسورة الثانية عشرة بعد المائة، والآية التاسعة والخمسين من السورة السادسة، ثم يفتحون القرآن كيف ما اتفق فيجدون جواب استخارتهم في السطر السابع من الصفحة التي على اليمين. وبعد فان المسبحة تستخدم للاستخارة أيضاً (راجع لين عادات 1: 398، بربروجر ص3، برتون 2: 32، الجريدة الآسيوية (1866، 1: 447).
والاستخارة أيضاً استشارة أصحاب الفال (محيط المحيط).
خَيْر. راجع عن أخبار في مراتب الصوفية لين (ترجمة ألف ليلة 1: 233).
هل لكم في خير أن: نحن نأذن لكم أن، (دي ساسي طرائف 2: 348).
لا خير في: معناه الفقهاء أمر لا يجوز. أنظر المثال في مادة حنبذ.
كثر الله خيرك: جزيت خيراً، اشكر فــضلــك أو جميلك. ويقال: وخيرك اختصاراً (بوشر).
ايش اسمك بالخير: ما اسمك؟ إذا شئت أو إذا طاب لك أو إذا حسن لديك؟ (بوشر).
خير الله: منذ زمن طويل، منذ أمد مديد. (دومب ص109، بوشر) يقال مثلاً: خير الله ما شفناك أي لِم لم نرك منذ زمن طويل (بوشر، بربرية).
خير الله: أذن الأرنب، حلبلاب (بوشر). خير من ألف دينار أو خير من ألف: كزبرة الثعلب. راجع مادة ألف.
خَيرة. الخيرات: حنطة، بر، قمح. (كرتاس ص231).
الخيرة: الطاعون، الوباء (جاكسون ص54، 273).
خِيرة: انظرها في استخار.
وخِيرة أو خَيرة: ما يختار، ويجمع على خير (معجم مسلم).
خيري: هو خيري في معجم فوك، وهو المنثور. خيري: شكله شكل الخيري (المنثور) ففي ابن البيطار (1: 169). يزهو زهراً فرفيري اللون خيري الشكل.
خيرية: هذا أفــضل، طيب، عظيم، مناسب موافق. وخيرية من شأنك أن: أن أصابك الخيران. وخيرية أن: لحسن الحظ (بوشر).
خيرورة: انظر: خيورة.
خيرونة: أبو الرؤوس، زقزاق، دمشق (طير يبشر بالمطر). (ترامسترام ص400). خيار: أضف إلى تفسير لين لهذه الكلمة: خيار التَرَوّي وهو الاسم الذي يراد به: خيار المجلس وخيار الشرط (فاندنبرج ص65).
خيار: حبذا، يا حبذا، نعماً، حسناً (دومب ص109). خِيار: قثاء شامي، قثد، واحدته خيارة. (كرتاس ص64، ألف ليلة 4: 184).
خيار أقلامي أو خيار قَلاَميّ: انظره في مادة قلم. وبدلاً من خيار أقلامي المذكور في ألف ليلة (1: 56) نجد في طبعة برسل منها خيار راتلامي، وفي طبعة بولاق: خيار نيلي.
وخيَار: صنف من الآس، ريحان شامي، رند. هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة عند ابن العوام (1: 248). ولم تضبط الكلمة في مخطوطتنا بالشكل. خيار العجب: عود الفنا، ينكى دنيا (باجني مخطوطات).
خيورة: جود، سخاء، كرم (بار على طبعة هوفمان رقم 4146، باين سميث 1437). غير أن باين سميث (1439) ذكر: خيرورة.
خَيّر: ذو الخير، الكثير الخير، كريم سخي، جواد، عطوف، طلق، بشوش، أنيس (بوشر).
وشيء خيِّر: نافع، مفيد، هنئ مريح (بوشر).
أخْير: أولى، أحرى، أجدر، أحسن، يقال: أخير ما تعمل هذا أي أحسن ما تعمل هذا (بوشر).
مُخَيَّر. فعل مُخَيَّر: فعل مباح، عمل فعله وعدم فعله سواء (بوشر).
مُخَيَّر: شمله من الصوف ووبر الماعز. وتلقى على الكتفين، ونسج متموج لماع (بوشر) وعند بلون (ص45) وما معناه (شمله ومخيّر.) ويذكر رادولف (ص98، 216) بين أسماء الأنسجة (المخير التركي)، راجع ديفي (ص166) مادة moire، وهو ينقل من ريشاردسن وميتكسي ويقارنه بالكلمة الإنجليزية mohair والإيطالية mocajardo أو mucajardo.
مخَيّر، متطوع في الجيش (بوشر).
مخيرة: نوع من السمك (ياقوت 1: 886) غير أنها عند القزويني: محبرة.
اختيار، الاختيارات: مذهب الاختيار والاصطفاء، وهو المذهب القائم على اختيار الوقت المناسب للتخلص من شر يتهدد المرء أو اختيار الوقت المناسب للقيام بعمل يرغب في النجاح به (دي سلان تعليق على المقدمة 2: 190).
اختيار (تركية) تجمع عل اختيارية أو اختيارات: شيخ (بوشر، همبرت ص30، ألف ليلة 2: 69، 70، 72، 81 محيط المحيط).
واختيارات: شيوخ (ألف ليلة 1: 896). وفي تاريخ تونس (ص102): وعين داياً وكان كبير الاختيارات ثم صار كاهية أغا القصبة أي رئيس الوزراء.
اختياري: طوعي، إرادي، صار من تلقاء النفس، تلقائي (بوشر).
مُخْتار: ويقال: أنت بالمختار فقط، بل يقال أيضاً: أنت المختار بين، أي لك الخيار بين الأمرين (بوشر). فعل مختار: فعل مباح، عمل فعله وعدم فعله على حد سواء (بوشر).
الفاعل المختار (المقدمة 1: 168): من له الإرادة المطلقة أي الله عز وجل (انظر دي سلان المقدمة 1: 189 رقم2).
مختار: وليّ، فعند الصوفية مختارون ثلاثة أو أولياء ثلاثة من كل جيل (زيشر 7: 22).
متخير: اسم نسيج، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة، مثل مُخَيّر (معجم الادريسي).
خير
خارَ يَخير، خِرْ، خَيْرًا وخِيرةً وخِيَرةً، فهو خائر، والمفعول مَخِير
• خار الشَّيءَ: انتقاه واصطفاه.
• خار الشَّيءَ على غيره: فــضّلــه عليه "خار الموتَ على الدنيّة". 

اختارَ يختار، اخْتَرْ، اختيارًا وخِيرةً وخِيارًا، فهو مُختار، والمفعول مُختار
• اختار الطَّريقَ الأفــضلَ: توجّه إليه بمحض إرادته، اصطفاه وانتقاه "أحسن اختيارَ زوجتِه- اختار الشعبُ ممثليه/ نُوَّابه: انتخبَهم- {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}: اصطفيتُك للرسالة- {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} " ° اختاره الله إلى جواره: توفّاه.
• اختار الشَّيءَ على غيره: خاره، فــضّلــه عليه "اختار الصُّلح على الخصام- اختار أحدَ/ بين/ من الأمرين: فــضّل أحدَهما على الآخر". 

استخارَ يستخير، اسْتخِرْ، استخارةً، فهو مُستخير، والمفعول مُستخار
• استخار اللهُ تعالى: سأله أن يوفِّقه إلى اختيار ما فيه مصلحته وأن يُعجِّله له "لا خاب من استخار" ° صلاة الاستخارة: صلاة تؤدّى لطلب الخيرة في الشيء.
• استخار الشَّيءَ: انتقاه واصطفاه "استخار الفريق الذي سيشارك في البطولة". 

تخيَّرَ يتخيِّر، تخيُّرًا، فهو مُتخيِّر، والمفعول مُتخيَّر
• تخيَّر صديقَه: اختاره، اصطفاه وانتقاه، تحرَّى اختياره بدقة "تخيّر أفــضل المأكولات- {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ} ". 

خايرَ يُخاير، مُخايرةً، فهو مُخايِر، والمفعول مُخايَر
• خايره في الأمر/ خايره بين الأمرين: أتاح له أن يختار "خايره بين أمرين أحلاهما مُرّ". 

خيَّرَ يخيِّر، تخييرًا، فهو مُخيِّر، والمفعول مُخيَّر
• خيَّر صديقَه بين القبول والرَّفض: ترك له حرِّيَّة الاختيار، فوَّض إليه أمر الاختيار "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا [حديث] " ° فعل مُخيَّر: فعل مباح، عمله وعدم عمله سواء.
• خيَّر البنينَ على البنات: فــضَّلــهم عليهن "خيَّره أستاذه على سائر الطلاب- خيَّر بين الأشياء: فــضَّل بعضها على بعض". 

أَخْيَرُ [مفرد]: اسم تفضيل من خارَ: أحسن وأفــضل وأنفع "*بلال خير الناس وابن الأَخْيَرِ*". 

اختيار [مفرد]:
1 - مصدر اختارَ ° اختيار اضطراريّ: خيار ليس للإنسان فيه أيُّ مجال للتفكير إلا أن يأخذ ما يعرض عليه- اختيار اعتباطيّ: اختيار بلا رويَّة أو دراسة- حُرِّيَّة الاختيار.
2 - (سف) مذهب من يرى أن للمرء حرية فيما يريد أو يفعل وقدرة واستطاعة عليه ° مذهب الاختيار: مذهب يقوم على اختيار الوقت المناسب للتخلص من شرّ يتهددُ المرءَ، أو للقيام بعمل يرغب في نجاحه. 

اختياريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى اختيار: ما يسوغ لنا أن نعمله أو لا نعمله، عكسه إجباريّ "جاءت أسئلة الامتحان اختياريّة" ° عَمَلٌ اختياريّ: يترك للشخص حرية عمله أو تركه- مقرر اختياريّ: لا يُلزم الطالب بدراسته. 

اختياريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اختيار: "مساهمة/ إقامة/ وحدة اختياريَّة- يدرس طلاب الثانوية العامة مواد إلزاميَّة وأخرى اختياريَّة- انتخابات اختياريّة".
2 - مصدر صناعيّ من اختيار: استعداد نفسيّ لاختيار ما هو ملائم أو مُستحسن "أظهر اختياريَّة في علاقاته". 

استخارة [مفرد]: مصدر استخارَ.
• صلاة الاستخارة: (فق) ركعتان يصليهما المسلم إذا اختار بين أمرين، داعيًا الله عز وجل بدعاءٍ مخصوص أن يوفّقه إلى ما فيه الخير. 

خِيار1 [مفرد]:
1 - مصدر اختارَ ° خِيار الشِّراء أو البيع: الحقّ المطلق لبيع أو شراء شيء في تاريخ معيّن وبسعر متَّفق عليه- ليس له خيار: أي ليس أمامه خيار، مضطرّ- هو بالخيار: أي يختار ما يشاء.
2 - مختار منتقي "فَأَنَا خِيَارٌ مِنْ خِيَارٍ مِنْ خِيارٍ [حديث] ".
• خيار الشَّيء: أفــضلــه "هو من خِيار الناس" ° خِيار المال/ خِيار المتاع: أحسنُه وأغلاه.
 • خيار الرُّؤية: (فق) أن يشتري ما لم يره ويرده بخياره.
• خِيار الشَّرط: (فق) أن يشترط أحد المتعاقدين الخيار ثلاثة أيام أو أقل. 

خِيار2 [جمع]: مف خِيارة: (نت) نبات متسلِّق من الفصيلة القرعيّة، ممتد، وتُطلق الكلمة أيضا على ثمار ذلك النبات، وهي ثمار أسطوانيَّة تشبه القثّاء ذات قشرة خضراء ولبّ أبيض نضر تؤكل نيِّئة، وهي نوع من الخضر. 

خَيْر [مفرد]: ج أخيار (لغير المصدر) وخِيار (لغير المصدر) وخيور (لغير المصدر):
1 - مصدر خارَ.
2 - اسم تفضيل من خارَ: على غير قياس، والأصل أخيرُ، حُذفت منه الهمزة: أحسن وأفــضل وأنفع "خير البرِّ عاجله- خير الكلام ماقلّ ودلّ- الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى [حديث]- {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ".
3 - حَسَنٌ لذاته أو لما يحقّقه من نفع وصلاح أو سعادة، ضدّ شرّ وسُوء "ميَّز بين الخير والشرّ- {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} " ° أعمال الخير: مشروعات البِرِّ- الخير العامّ: الصّالح العام- بخير والحمد لله: ردٌّ على سؤال السائل كيف حالك؟ - تفرّس فيه الخير: توقّعه- ذكره بالخير: مدحه، أثنى عليه- صباح الخير: تحية الصَّباح- عملُ الخيرِ: تقديم المساعدة والمعونة للفقراء والمحتاجين- لا خيرَ فيه: غير نافع- مساء الخير: تحية المساء.
4 - مال كثير " {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ} ". 

خَيْرات [جمع]:
1 - ثروات طبيعيّة "نال من خيرات البلد- اغتنى من خيرات الأرض".
2 - طاعات وأعمال صالحة " {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} " ° خيرات العِلم: حسناته ومنافعه.
3 - حور الجِنان الصالحات الفواضل " {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} ". 

خِيرة1 [مفرد]: مصدر اختارَ وخارَ. 

خِيرَة2/ خِيَرَة [مفرد]: مصدر خارَ.
• خِيرة القوم: أفــضلــهم، ما يُخْتار منهم "فلان من خِيرة الناس". 

خَيْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى خَيْر: "مشروع خيْريّ" ° أعمال خيريّة: تهدف إلى عمل الخير ومساعدة المحتاجين- جَمْعيَّة خيريّة: جمعيَّة غايتها مساعدة المحتاجين بدون مقابل أو بمقابل زهيد- حَفْلةٌ خيريّة: احتفال غايته مساندة الأعمال الخيرية وجمع التَّبرّعات- سوق خيريّة: سوق تباع معروضاتها لصالح أعمال الخير- منشأة خيريَّة: منشأة لها أهداف اجتماعيَّة، كمساعدة المحتاجين وغيرها. 

خيِّر [مفرد]: ج أخيار وخِيار: صيغة مبالغة من خارَ: كثير الخير، كريم، سخيّ، جواد، ذو خير "تبرع رجل خيِّر لإنشاء مسجد- فلان من أخيار/ خيار الناس- يجود علينا الخيِّرون بمالهم ... ونحن بمال الخيِّرين نجُودُ- {فِيهِنَّ خَيِّرَاتٌ حِسَانٌ} [ق]: فواضل". 

مُختار [مفرد]: ج مختارون (للعاقل) ومُختارات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من اختارَ.
2 - اسم مفعول من اختارَ: منتقى "مختارات شعريّة- كلمة مختارة" ° المختار: الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
3 - رئيس الحيّ أو القرية في بعض البلاد العربية ويسمُّونه عُمْدة في بلاد عربية أخرى. 

مُختارات [جمع]: مف مُختار:
1 - مجموعة موادّ وتقارير منشورة سابقًا بعد تحريرها وتلخيصها "مختارات إذاعيَّة/ صحفيَّة/ شعرية".
2 - (دب) مجموعة من القطع المختارة نثرية أو شعرية أو هما معًا لمؤلِّف واحد أو أكثر يكون الغرض منها عادة تعريف القارئ بخير ما كتب مؤلِّف أو أكثر، أو ما أنتجه عصر من عصور الأدب "مختارات شعريَّة/ نثريّة". 

خير: الخَيْرُ: ضد الشر، وجمعه خُيور؛ قال النمر ابن تولب:

ولاقَيْتُ الخُيُورَ، وأَخْطَأَتْني

خُطوبٌ جَمَّةٌ، وعَلَوْتُ قِرْني

تقول منه: خِرْتَ يا رجل، فأَنتَ خائِرٌ، وخارَ اللهُ لك؛ قال الشاعر:

فما كِنانَةُ في خَيْرٍ بِخَائِرَةٍ،

ولا كِنانَةُ في شَرٍّ بَِأَشْرارِ

وهو خَيْرٌ منك وأَخْيَرُ. وقوله عز وجل: تَجِدُوه عند اللهِ هو

خَيْراً؛ أَي تجدوه خيراً لكم من متاع الدنيا. وفلانة الخَيْرَةُ من المرأَتين،

وهي الخَيْرَةُ والخِيَرَةُ والخُوْرَى والخِيرى.

وخارَهُ على صاحبه خَيْراً وخِيَرَةً وخَيَّرَهُ: فَــضَّلــه؛ ورجل خَيْرٌ

وخَيِّرٌ، مشدد ومخفف، وامرأَة خَيْرَةٌ وخَيِّرَةٌ، والجمع أَخْيارٌ

وخِيَارٌ. وقال تعالى: أُولئك لهم الخَيْراتُ؛ جمع خَيْرَةٍ، وهي الفاضلــة من

كل شيء. وقال الله تعالى: فيهن خَيْرَاتٌ حِسَان؛ قال الأَخفش: إِنه لما

وصف به؛ وقيل: فلان خَيْرٌ، أَشبه الصفات فأَدخلوا فيه الهاء للمؤنث ولم

يريدوا به أَفعل؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من بني عَدِيّ تَيْمِ تَمِيمٍ

جاهليّ:

ولقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاَتِ،

رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكاتِ

فإِن أَردت معنى التفضيل قلت: فلانة خَيْرُ الناسِ ولم تقل خَيْرَةُ،

وفلانٌ خَيْرُ الناس ولم تقل أَخْيَرُ، لا يثنى ولا يجمع لأَنه في معنى

أَفعل. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى: فيهنّ خَيرات حِسان؛ قال: المعنى

أَنهن خيرات الأَخلاق حسان الخَلْقِ، قال: وقرئ بتشديد الياء. قال الليث:

رجل خَيِّر وامرأَة خَيِّرَةٌ فاضلــة في صلاحها، وامرأَة خَيْرَةٌ في جمالها

ومِيسَمِها، ففرق بين الخَيِّرة والخَيْرَةِ واحتج بالآية؛ قال أَبو

منصور: ولا فرق بين الخَيِّرَة والخَيْرَة عند أَهل اللغة، وقال: يقال هي

خَيْرَة النساء وشَرَّةُ النساء؛ واستشهد بما أَنشده أَبو عبيدة:

ربلات هند خيرة الربلات

وقال خالد بن جَنَبَةَ: الخَيْرَةُ من النساء الكريمة النَّسَبِ الشريفة

الحَسَبِ الحَسَنَةُ الوجه الحَسَنَةُ الخُلُقِ الكثيرة المال التي إِذا

وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ وقوله في الحديث: خَيْرُ الناس خَيْرُهم لنفسه؛

معناه إِذا جامَلَ الناسَ جاملوه وإِذا أَحسن إِليهم كافأُوه بمثله. وفي

حديث آخر: خَيْرُكم خَيْرُكم لأَهله؛ هو إِشارة إِلى صلة الرحم والحث عليها.

ابن سيده: وقد يكون الخِيارُ للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث.

والخِيارُ: الاسم من الاخْتَِيارِ. وخايَرَهُ فَخَارَهُ خَيْراً: كان

خَيْراً منه، وما أَخْيَرَه وما خَيْرَه؛ الأَخيرة نادرة. ويقال: ما

أَخْيَرَه وخَيْرَه وأَشَرَّه وشرَّه، وهذا خَيْرٌ منه وأَخْيَرُ منه. ابن

بُزُرج: قالوا هم الأَشَرُّونَ والأَخْيَرونَ من الشَّرَارَة والخَيَارَةِ، وهو

أَخْير منك وأَشر منك في الخَيَارَة والشَّرَارَة، بإِثبات الأَلف.

وقالوا في الخَيْر والشَّرِّ: هو خَيْرٌ منك وشَرٌّ منك، وشُرَيْرٌ منك

وخُيَيْرٌ منك، وهو شُرَيْرُ أَهلهِ وخُيَيْرُ أَهله. وخارَ خَيْراً: صار ذا

خَيْر؛ وإِنَّكَ ما وخَيْراً أَي إِنك مع خير؛ معناه: ستصيب خيراً، وهو

مَثَلٌ. وقوله عز وجل: فكاتبوهم إِن علمتم فيهم خيراً؛ معناه إِن علمتم

أَنهم يكسبون ما يؤدونه. وقوله تعالى: إِن ترك خيراً؛ أَي مالاً. وقالوا:

لَعَمْرُ أَبيك الخيرِ أَي الأَفــضل أَو ذي الخَيْرِ. وروى ابن الأَعرابي:

لعمر أَبيك الخيرُ برفع الخير على الصفة للعَمْرِ، قال: والوجه الجر،

وكذلك جاء في الشَّرِّ. وخار الشيءَ واختاره: انتقاه؛ قال أَبو زبيد

الطائي:إِنَّ الكِرامَ، على ما كانَ منْ خُلُقٍ،

رَهْطُ امْرِئ، خارَه للدِّينِ مُخْتارُ

وقال: خاره مختار لأَن خار في قوّة اختار؛ وقال الفرزدق:

ومِنَّا الذي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَماحَةً

وجُوداً، إِذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ

أَراد: من الرجال لأَن اختار مما يتعدى إِلى مفعولين بحذف حرف الجر،

تقول: اخترته من الرجال واخترته الرجالَ. وفي التنزيل العزيز: واختار موسى

قومَه سبعين رجلاً لميقاتنا؛ وليس هذا بمطرد. قال الفراء: التفسير أَنَّه

اختار منهم سبعين رجلاً، وإِنما استجازوا وقوع الفعل عليهم إِذا طرحت من

لأَنه مأْخوذ من قولك هؤلاء خير القوم وخير من القوم، فلما جازت الإِضافة

مكان من ولم يتغير المعنى استجازوا أَن يقولوا: اخْتَرْتُكم رَجُلاً

واخترت منكم رجلاً؛ وأَنشد:

تَحْتَ التي اختار له اللهُ الشجرْ

يريد: اختار له الله من الشجر؛ وقال أَبو العباس: إِنما جاز هذا لأَن

الاختيار يدل على التبعيض ولذلك حذفت من. قال أَعرابي: قلت لِخَلَفٍ

الأَحْمَرِ: ما خَيْرَ اللَّبَنَ

(* قوله: «ما خير اللبن إلخ» أي بنصب الراء

والنون، فهو تعجب كما في القاموس). للمريض بمحضر من أَبي زيد، فقال له

خلف: ما أَحسنها من كلمة لو لم تُدَنِّسْها بإِسْماعِها للناس، وكان

ضَنِيناً، فرجع أَبو زيد إِلى أَصحابه فقال لهم: إِذا أَقبل خلف الأَحمر فقولوا

بأَجمعكم: ما خَيْرَ اللَّبَنَ للمريض؟ ففعلوا ذلك عند إِقباله فعلم أَنه

من فعل أَبي زيد. وفي الحديث: رأَيت الجنة والنار فلم أَر مثلَ الخَيْرِ

والشَّرِّ؛ قال شمر: معناه، والله أَعلم، لم أَر مثل الخير والشر، لا

يميز بينهما فيبالغ في طلب الجنة والهرب من النار. الأَصمعي: يقال في

مَثَلٍ للقادم من سفر: خَيْرَ ما رُدَّ في أَهل ومال قال: أَي جعلَ الله ما

جئت خَيْرَ ما رجع به الغائبُ. قال أَبو عبيد: ومن دعائهم في النكاح: على

يَدَي الخَيْرِ واليُمْنِ قال: وقد روينا هذا الكلام في حديث عن

عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ الليثي في حديث أَبي ذر أَن أَخاه أُنَيْساً نافَرَ رجلاً

عن صِرْمَةٍ له وعن مثلها فَخُيِّرَ أُنَيْسٌ فَأَخذ الصرمة؛ معنى

خُيِّرَ أَي نُفِّرَ؛ قال ابن الأَثير: أَي فُــضِّل وغُلِّبَ. يقال: نافَرْتُه

فَنَفَرْتُه أَي غلبته، وخايَرْتُه فَخِرْتُه أَي غلبته، وفاخَرْتُه

فَفَخَرْتُه بمعنى واحد، وناجَبْتُه؛ قال الأَعشى:

واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنافِرِ

وقوله عز وجل: وَرَبُّكَ يَخْلُق ما يشاء ويَخْتارُ ما كان لهم

الخِيَرَةُ؛ قال الزجاج: المعنى ربك يخلق ما يشاء وربك يختار وليس لهم الخيرة وما

كانت لهم الخيرة أَي ليس لهم أَن يختاروا على الله؛ قال: ويجوز أَن

يكون ما في معنى الذي فيكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة، وهو ما

تَعَبَّدَهم به، أَي ويختار فيما يدعوهم إِليه من عبادته ما لهم فيه

الخِيَرَةُ. واخْتَرْتُ فلاناً على فلان: عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى

فَــضَّلْــتُ؛ وقول قَيْسِ بن ذريحٍ:

لَعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنتِ ضَجِيعُه،

من الناسِ، ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ

معناه: ما اختيرت على مَضْجَعِه المضاجعُ، وقيل: ما اختيرت دونه، وتصغير

مختار مُخَيِّر، حذفت منه التاء لأَنها زائدة، فأُبدلت من الياء لأَنها

أُبدلت منها في حال التكبير.

وخَيَّرْتُه بين الشيئين أَي فَوَّضْتُ إِليه الخِيارَ. وفي الحديث:

تَخَيَّرُوا لنُطَفِكُمْ، أَي اطلبوا ما هو خير المناكح وأَزكاها وأَبعد من

الخُبْثِ والفجور. وفي حديث عامر بن الطُّفَيْلِ: أَنه خَيَّر في ثلاث

أَي جَعَلَ له أَن يختار منها واحدة، قال: وهو بفتح الخاء. وفي حديث

بَرِيرة: أَنها خُيِّرَتْ في زوجها، بالضم. فأَما قوله: خَيَّرَ بين دور

الأَنصار فيريد فَــضَّلَ بعضها على بعض.

وتَخَيَّر الشيءَ: اختاره، والاسم الخِيرَة والخِيَرَة كالعنبة،

والأَخيرة أَعرف، وهي الاسم من قولك: اختاره الله تعالى. وفي الحديث: محمدٌ، صلى

الله عليه وسلم، خِيَرَةُ الله من خلقه وخِيَرَةُ الله من خلقه؛

والخِيَرَة: الاسم من ذلك. ويقال: هذا وهذه وهؤلاء خِيرَتي، وهو ما يختاره عليه.

وقال الليث: الخِيرةُ، خفيفة، مصدر اخْتارَ خِيرة مثل ارْتابَ رِيبَةً،

قال: وكل مصدر يكون لأَفعل فاسم مصدره فَعَال مثل أَفاق يُفِيقُ

فَوَاقاً، وأَصابل يُصيب صَوَاباً، وأَجاب يُجيب جَواباً، أُقيم الاسم مكان

المصدر، وكذلك عَذَّبَ عَذاباً. قال أَبو منصور: وقرأَ القراء: أَن تكون لهم

الخِيَرَةُ، بفتح الياء، ومثله سَبْيٌ طِيَبَةٌ؛ قال الزجاج: الخِيَرَة

التخيير. وتقول: إِياك والطِّيَرَةَ، وسَبْيٌ طِيَبَةٌ. وقال الفراء في

قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرَةُ؛ أَي ليس لهم

أَن يختاروا على الله. يقال: الخِيرَةُ والخِيَرَةُ كا ذلك لما تختاره من

رجل أَو بهيمة يصلح إِحدى

(* قوله: «يصلح إحدى إلخ» كذا بالأصل وإن لم

يكن فيه سقط فلعل الثالث لفظ ما تختاره) هؤلاء الثلاثة.

والاختيار: الاصطفاء وكذلك التَّخَيُّرُ.

ولك خِيرَةُ هذه الإِبل والغنم وخِيارُها، الواحد والجمع في ذلك سواء،

وقيل: الخيار من الناس والمال وغير ذلك النُّضَارُ. وجمل خِيَار وناقة

خيار: كريمة فارهة؛ وجاء في الحديث المرفوع: أَعطوه جملاً رَباعِياً

خِيَاراً؛ جمل خيار وناقة خيار أَي مختار ومختار. ابن الأَعرابي: نحر خِيرَةَ

إِبله وخُورَةَ إِبله، وأَنت بالخِيارِ وبالمُخْتارِ سواءٌ، أَي اختر ما

شئت.

والاسْتِخارَةُ: طلَبُ الخِيرَة في الشيء، وهو استفعال منه. وفي الحديث:

كان رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يعلمنا الاستخارة في كل شيء. وخارَ

اللهُ لك أَي أَعطاك ما هو خير لك، والخِيْرَةُ، بسكون الياء: الاسم من

ذلك؛ ومنه دعاء الاستخارة: اللهم خِرْ لي أَي اخْتَرْ لي أَصْلَحَ

الأَمرين واجعل لي الخِيْرَة فيه. واستخار اللهَ: طلب منه الخِيَرَةَ. وخار لك

في ذلك: جعل لك فيه الخِيَرَة؛ والخِيْرَةُ الاسم من قولك: خار الله لك

في هذا الأَمر. والاختيار: الاصطفاء، وكذلك التَّخَيُّرُ. ويقال:

اسْتَخِرِِ الله يَخِرْ لك، والله يَخِير للعبد إِذا اسْتَخارَهُ.

والخِيرُ، بالكسر: الكَرَمُ. والخِيرُ: الشَّرَفُ؛ عن ابن الأَعرابي.

والخِيرُ: الهيئة. والخِيرُ: الأَصل؛ عن اللحياني. وفلان خَيْرِيَّ من

الناس أَي صَفِيِّي. واسْتَخَارَ المنزلَ: استنظفه؛ قال الكميت:

ولَنْ يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار،

بِعَوْلَتِهِ، ذُو الصِّبَا المُعْوِلُ

واستخارَ الرجلَ: استعطفه ودعاه إِليه؛ قال خالد بن زهير الهذلي:

لَعَلَّك، إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ

سِواكَ خَلِيلاً، شاتِمي تَسْتَخِيرُها

قال السكري: أَي تستعطفها بشتمك إِياي. الأَزهري: اسْتَخَرْتُ فلاناً

أَي استعطفته فما خار لي أَي ما عطف؛ والأَصل في هذا أَن الصائد يأْتي

الموضع الذي يظن فيه ولد الظبية أَو البقرة فَيَخُورُ خُوارَ الغزال فتسمع

الأُم، فإِن كان لها ولد ظنت أَن الصوت صوت ولدها فتتبع الصوت فيعلم الصائد

حينئذٍ أَن لها ولداً فتطلب موضعه، فيقال: اسْتَخَارَها أَي خار

لِتَخُورَ، ثم قيل لكل من استعطف: اسْتَخَارَ، وقد تقدّم في خور لأَن ابن سيده

قال: إِن عينه واو. وفي الحديث: البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لم

يَتَفَرَّقَا؛ الخيارُ: الاسم من الاختيار، وهو طلب خَيْرِ الأَمرين: إِما إِمضاء

البيع أَو فسحه، وهو على ثلاثة أَضرب: خيار المجلس وخيار الشرط وخيار

النقيصة، أَما خيار المجلس فالأَصل فيه قوله: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرّقا

إِلاَّ بَيْعَ الخِيارِ أَي إِلا بيعاً شُرط فيه الخيار فلم يلزم

بالتفرق، وقيل: معناه إِلا بيعاً شرط فيه نفي خيار المجلس فلزم بنفسه عند قوم،

وأَما خيار الشرط فلا تزيد مدّته على ثلاثة أَيام عند الشافعي أَوَّلها من

حال العقد أَو من حال التفرق، وأَما خيار النقيصة فأَن يظهر بالمبيع عيب

يوجب الرد أَو يلتزم البائع فيه شرطاً لم يكن فيه ونحو ذلك. واسْتَخار

الضَّبُعَ واليَرْبُوعَ: جعل خشبة في موضع النافقاء فخرج من القاصِعاء.

قال أَبو منصور: وجعل الليث الاستخارة للضبع واليربوع وهو باطل.

والخِيارُ: نبات يشبه القِثَّاءَ، وقيل هو القثاء، وليس بعربي. وخِيار

شَنْبَر: ضرب من الخَرُّوبِ شجره مثل كبار شجر الخَوْخِ. وبنو الخيار:

قبيلة؛ وأَما قول الشاعر:

أَلا بَكَرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ:

بِعَمْرِو بن مَسعودٍ، وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ

فإِنما ثناه لأَنه أَراد خَيِّرَيْ فخففه، مثل مَيّتٍ ومَيْتٍ وهَيِّنٍ

وهَيْنٍ؛ قال ابن بري: هذا الشعر لسَبْرَةَ بن عمرو الأَسدي يرثي عمرو بن

مسعود وخالدَ بن نَــضْلَــةَ وكان النعمان قتلهما، ويروى بِخَيْرِ بَني

أَسَد على الإِفراد، قال: وهو أَجود؛ قال: ومثل هذا البيت في التثنية قول

الفرزدق:

وقد ماتَ خَيْرَاهُمْ فلم يُخْزَ رَهْطُهُ،

عَشِيَّةَ بانَا، رَهْطُ كَعْبٍ وحاتم

والخَيْرِيُّ معرَّب.

[خير] نه فيه: كان صلى الله عليه وسلم يعلمنا "الاستخارة" في كل شيء، الخير ضد الشر، خرت يا رجل فأنت خائر وخير، وخار الله لك أعطاك ما هو خير لك، والخيرة بسكون الياء الاسم منه، وبفتحها الاسم من اختاره الله، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيرة" الله من خلقه، بالفتح والسكون، والاستخارة طلب الخيرة في الشيء، تقول: استخر الله يخر لك. ومنه: اللهم "خر" لي، أي اختر لي أصلح الأمرين واجعل الخير فيه. ك: "أستخيرك" أي أطلب منك الخيرة بوزن العنبة متلبسًا بعلمك بخيري وشري، أو الباء للاستعانة، أو للقسم الاستعطافي، وأستقدرك أي أطلب منك القدرة أي تجعلني قادرًا عليه. أو عاجل أمري وأجله، شك من الراوي، وهما إمالم ينزل. قا: ما كان لهم "الخيرة"" أي التخير، نفى اختيارهم فإن اختيارهم بخلق الله منوط بدواع لا اختيار لهم فيها، وقيل: أراد أنه ليس لأحد أن يختار عليه.
خير
: (} الخَيْرُ، م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ ضِدُّ الشَّرّ، كَمَا فِي الصّحاح، هاكَذا فِي سائِر النُّسَخ، ويُوجَد فِي بَعْض مِنْهَا: الخَيْر: مَا يَرْغَب فِيهِ الكُلُّ، كالعَقْل والعَدْل مَثَلاً، وَهِي عِبَارَةُ الرَّاغِب فِي المُفْردات، ونَصُّها كالعَقْلِ مَثَلاً والعَدْلِ والفَــضْلِ والشَّيْءِ النَّافِع. ونَقله المُصَنِّف فِي البَصَائر.
(ج {خُيُورٌ) وَهُوَ مَقِيسٌ مَشْهُور. وَقَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَب:
ولاقَيْتُ} الخُيورَ وأَخْطَأَتْنِي
خُطُوبٌ جَمَّةٌ وعَلَوْتُ قِرْنِي
ويَجوز فِيهِ الكَسْر، كَمَا فِي بُيوتٍ ونَظَائِره، وأَغْفَل المُصَنِّفُ ضَبْطَه لشُهْرَته قَالَه شَيْخُنَا.
وَزَاد فِي المِصْبَاح أَنه يُجْمع أَيضاً على! خِيار، بالكَسْر، كسَهْم وسِهَام. قَالَ شيخُنَا؛ وَهُوَ إِن كانَ مَسْمُوعاً فِي اليَائِيّ العَيْنِ إِلاَّ أَنّه قَلِيلٌ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ مالكٍ، كضِيفَان جمْع ضَيْفٍ.
(و) فِي المُفْرداتِ لِلرَّاغِب، والبصائِر للمُصَنِّف، قيل: {الخَيْرُ ضَرْبَانِ:} خَيْرٌ مُطْلَق، وَهُوَ مَا يَكُون مَرْغُوباً فِيهِ بِكُلّ حالٍ وعِنْد كُلّ أَحَدٍ، كَمَا وَصَفَ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبه الجَنَّةَ فَقَالَ: لَا خَيْرَ {بخَيْر بَعْدَه النَّارُ، وَلَا شَرَّ بشَرَ بَعْدَه الجَنَّة) .} وخَيْرٌ وشَرٌّ مُقَيَّدانِ، وَهُوَ أَنَّ خَيْرَ الوَاحِدِ شَرَ لآخَرَ، مثل (المَال) الَّذِي رُبما كَان {خَيْراً لزَيْدٍ وشَرًّا لِعَمْرٍ و. ولذالك وَصَفَه اللَّهُ تَعَالى بالأَمْرَين، فَقَالَ فِي مَوْضع: {إِن تَرَكَ خَيْرًا} (الْبَقَرَة: 180) وَقَالَ فِي مَوْضِع آخر: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ} نُسَارِعُ لَهُمْ فِى} الْخَيْراتِ (الْمُؤْمِنُونَ: 55، 56) فَقَوله: {إِن تَرَكَ خَيْرًا} أَي مَالاً. وَقَالَ بعضُ العُلَمَاءِ: إِنَّمَا سُمِّيَ المالُ هُنَا خَيْراً تَنْبِيهاً على مَعْنًى لَطِيفٍ وَهُوَ أَنَّ المَالَ يَحْسُن الوَصِيّة بِهِ مَا كانَ مَجْموعاً من وجهٍ مَحْمُود، وعَلَى ذالك قَوْلهُ تَعَالى: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ! خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} (الْبَقَرَة: 197) وقَوْلُه تَعَالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمُتُمْ فِيهِمْ خَيْراً} (النُّور: 23) قيل: نَى مَالاً مِن جِهَتِهم، قيل: إِن عَلِمْتم أَنَّ عِتْقَهم يَعُود عَلَيْكم وعَلَيْهم بنَفْع.
وقولُه تَعَالَى: {لاَّ يَسْئَمُ الاْنْسَانُ مِن دُعَآء الْخَيْرِ} (فصلت: 49) أَي لَا يَفْتُر من طَلَب المَالِ وَمَا يُصْلِحُ دُنْيَاه.
وَقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: لَا يُقَال لِلْمَال خَيْرٌ حَتَّى يَكُونَ كَثِيراً، ومِنْ مَكَان طَيِّب. كَمَا رُوِيَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دخلَ على مَوْلًى لَهُ، فَقَالَ: أَلاَ أَوصِي يَا أَمِير المُؤْمِنينَ؛ قَالَ لَا، لِأَنَّ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: {إِن تَرَكَ خَيْرًا} ولسي لَكَ مَالٌ كَثِيرٌ. وعَلَى هاذَا أَيْضاً قَوْلُه: {وَإِنَّهُ لِحُبّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (العاديات: 8) (و) قَوْله تَعَالَى: {إِنّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى} (ص: 32) أَي آثَرْت والعَرَب تُسَمَّى (الخَيْلَ) الخَيْرَ، لِمَا فِيهَا من الخَيْر.
(و) الخَيْر: الرَّجلُ (الكَثِيرُ الخَيْرِ، {كالخَيِّرِ، ككَيِّس) ، يُقَال: رَجلٌ} خَيْرٌ {وخَيِّرٌ، مُخَفَّفٌ ومُشَدَّدٌ، (وهِي بِهَاءٍ) ، امرأَةٌ} خَيْرَةً {وخَيِّرَةٌ، (ج} أَخْيَارٌ {وخِيَارٌ) ، الأَخِير بالكَسْر، كضَيْف وأَضْيَافٍ. وَقَالَ: {) 1 (. 015 فهن} خيرات حسان} (الرَّحْمَن: 70) قَالَ الزَّجَّاج: المعْنَى أَنَّهُن {خَيْرَاتُ الأَخْلاقِ حِسَانُ الخَلْق، قَالَ وقُرِىءَ بالتَّشْدِيد، (و) قيل: (المُخَفَّفَةُ فِي الجَمَالِ والمِيسَم، والمُشَدَّدَةُ فِي الدِّين والصَّلاح) ، كَمَا قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث، ونَصُّه، رَجُلٌ} خَيِّر وامرأَةٌ {خَيِّرةٌ: فاضِلَــة فِي صَلاحِها. وامرأَةٌ} خَيْرَةٌ فِي جَمَالَها ومِيسَمِها. فَفَرَّق بَين {الخَيِّرة} والخَيْرَةِ، احتَجَّ بِالْآيَةِ.
قَالَ أَبُو مَنْصُور. وَلَا فَرْقَ بَين {الخَيِّرَة} والخَيْرَةِ عِنْد أَهْل اللُّغَة. وَقَالَ: يُقَالُ: هِيَ {خَيْرَةُ النِّسَاءِ وشَرَّهُ النِّسَاءِ، واسْتَشْهَد بِمَا أَنْشَدَه أَبُو عُبَيْدَةَ:
رَبَلاَت هِنْدٍ خَيْرَة الرَّبَلاتِ
وَقَالَ خَالِدُ بنُ جَنْبَةَ: اخَيْرَة من النِّسَاءِ: الكَرِيمةُ النَّسَبِ، الشَّرِيفَةُ الحَسَبِ، الحَسَنَةُ الوَجْهِ، الحَسَنَةُ الخُلُقِ، الكَثِيرَةُ المَالِ، الَّتِي إِذا وَلَدَت أَنْجَبَت.
(وَمَنْصُورُ بْنُ خَيْرٍ المَالِقِيُّ) : أَحدُ القُرّاءِ المَشْهُورِين. (و) الحافِظ (أَبو بكْر) مُحمَّد (بنُ خَيْرٍ الإِشْبِيلِيُّ) ، مَعَ ابنِ بَشْكُوَال فِي الزّمان. يُقَال فِيهِ الأَمَوِيُّ أَيضاً، بفَتْح الهَمْزَة، مَنْسُوبٌ إِلى أَمَة جَبَل بالمَغْرِب، وَهُوَ خَالُ أَبِي القَاسِم السُّهَيْلِيّ. (وسَعْدُ الخَيْر) الأَنْصَارِيّ، وبِنْتُه فاطِمَةُ حَدَّثَت عَن فاطِمَة الجُوزْدَانِيّة. وسَعْدُ الخَيْر بنِ سَهْلٍ الخُوَارَزْميّ. (مُحَدِّثُون) .
(و) } الْخَيْر، (بالكَسْر: الكَرَمُ. و) الخِيرُ: (الشَّرفُ) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، (و) الخِيرُ: (الأَصْلُ) . عَن اللِّحْيَانِيّ. وَيُقَال: هُوَ كَرِيمُ الخِيرِ، وَهُوَ الخِيمُ، وَهُوَ الطَّبِيعَة، (و) الخِيرُ: (الهَيْئَةُ) ، عَنْه أَيضاً.
(وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الخَيِّر، كَيِّس، مُحَدِّثٌ) ، وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بنُ مَحْمُود بنِ سَالِمٍ البَغْدَادِيّ، والخَيِّرُ لَقَبُ أَبِيه.
( {وخَارَ) الرَّجُلُ (} يَخِيرُ) {خَيْراً: (صَارَ ذَا خَيْرٍ. و) خَارَ (الرَّجُلَ على غَيْرِه) . وَفِي الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة: على صاحِبِه، خَيْراً و (} خِيرَةً) ، بكَسْر فَسُكُون، ( {وخِيرَاً) ، بِكَسْر فَفَتْح، (} وخِيَرَةً) بِزِيَادَة الهاءِ: (فَــضَّلَــه) على غَيْره، كَمَا فِي بَعْض النُّسَخ، ( {كخَيَّره) } تَخْيِيراً. (و) خَارَ (الشيْءَ: انْتَقاهُ) واصْطَفَاهُ، قَالَ أَبو زُبَيْد الطَّائِيّ:
إِنَّ الكِرَامَ عَلَى مَا كَانَ من خُلُقٍ
رَهْطُ امْرىءٍ {خارَه لِلدِّينِ} مُخْتَارُ
وَقَالَ: خَارَه مُخْتَارٌ، لأَنَّ خارَ فِي قُوَّة: {اخْتَار، (} كتَخَيَّره) {واخْتَارَه. وَفِي الحَدِيثِ (} تَخَيَّروا لنُطَفِكُم) أَي اطْلُبوا مَا هُو خيْرُ المَنَاكِح وأَزْكَاها، وأَبعَدُ من الفُحْش والفُجُور.
(وَ) قَالَ الفَرَزْدَق:
ومِنَّا الَّذِي {اخْتِيرَ الرِّجَالَ سَمَاحَةً
وجُوداً إِذا هَبَّ الرِّيَاحُ الزَّعازِعُ
أَرادَ مِن الرِّجال، لأَنَّ اختارَ مِمَّا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْن بحَذْفِ حَرْف الجَرّ. تَقول: (} اخْتَرْتُه الرِّجَالَ {واخْتَرْتُه مِنْهُم) . وَفِي الْكتاب الْعَزِيز: {} وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} (الْأَعْرَاف: 155) أَي مِنْ قَوْمِه. وإِنَّمَا استُجِيزَ وُقوعُ الفِعْل عَلَيْهِم إِذَا طُرِحَت (مِن) من {الاخْتِيَار؛ لأَنَّه مَأْخُوذٌ من قَوْلك: هؤلاءِ} خَيْرُ القَوْم {وخَيْرٌ مِن القَوْم، فلمَّا جازَت الإِضافة مَكَانَ مِنْ، وَلم يَتَغَيَّر المَعْنَى، استَجازوا أَن يَقُولوا: اختَرْتُكُم رَجُلاً} واخْتَرْت مِنْكُم رَجُلاً. وأَنْشَد:
تَحْتَ الَّتِي! اخْتَار لَهُ الله الشَّجَرْ
يُرِيدُ اخْتَارَ الله مِنَ الشَّجَر.
وَقَالَ أَبُو العَبّاس: إِنَّمَا جَازَ هاذا لأَنَّ الاخْتِيَارَ يَدُلُّ عَلى التَّبْعِيضن، ولِذالِك حُذِفَت (مِن) .
(و) {اخْتَرْتُه (عَلَيْهم) ، عُدِّيَ بَعَلَى لأَنَّه فِي مَعْنَى فَــضَّلْــتُه. وَقَالَ قَيْس ابْن ذَرِيحٍ:
لعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه
مِنَ النَّاسِ مَا اخْتِيرَت عَلَيْه المَضَاجعُ
مَعْنَاهُ: مَا} اخْتِيرت على مَضْجَعِه المضاجِعُ، وَقيل: مَا اخْتِيرَت دُونَه.
(والاسْم) من قَوْلِكَ: اخْتَارَه اللَّهُ تَعاى ( {الخِيرَةُ، بالكَسْر، و) الخِيَرَةُ، (كعَنَبة) ، والأَخِيرَة أَعْرَف. وَفِي الحَدِيثِ (مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} خِيرَتُه من خَلْقِهِ) {وخِيَرَتُه، وَيُقَال: هاذا وهاذِه وهاؤُلاءِ خِيرَتِي، وَهُوَ مَا يَخْتاره عَلَيْه.
وَقَالَ اللَّيْثُ:} الخِيرَةُ. خَفِيفَةً مَصْدَرُ اخْتار خِيرَةً، مِثْل ارْتَابَ رِيبَةً قَالَ: وكُلُّ مَصْدَرٍ يَكْون لأَفْعَل فاسْمُ مَصْدِره فَعَالٌ مِثْل أَفَاق يُفِيق فَوَاقاً، وأَصابَ يُصِيبُ صَواباً، وأَجَاب جَوَاباً، أَقَامَ الاسْمَ مُقَامَ المَصْدر.
قَالَ أَبُو مَنْصُور: وقَرَأَ القُرَّاءُ {أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (الْأَحْزَاب: 36) بفَتْحِ اليَاءِ، ومثلُه سَبْيٌ طِيَبَةٌ. وَقَالَ الزَّجَّاج: {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (الْقَصَص: 68) أَي لَيْسَ لَهُم أَنْ {يَخْتَاروا على اللَّهِ. ومِثْلُه قَوْل الفَرَّاءِ. يُقَال:} الخِيرَةُ {والخِيَرَةُ، كُلُّ ذالِك لِمَا} يَخْتاره من رَجُلٍ أَوْ بَهِيمَة.
( {وخَارَ اللَّهُ لَكَ فِي الأَمْرِ: جَعَلَ لَكَ) مَا (فِيهِ الخَيْر) . فِي بَعْضِ الأُصول:} الخِيَرَةُ {والخِيرَةُ بِسُكُون اليَاءِ الاس مِنْ ذَلِك. (وَهُوَ} أَخْيَرُ مِنْك، {كخَيْر) ، عَن شَمِرٍ. (وإِذَا أَردْتَ) مَعْنَى (التَّفْضِيل قلت: فُلانٌ} خَيْرَةُ النَّاسِ، بالهَاءِ، وفلانَةُ! خَيْرُهم بِتَرْكِهَا) ، كَذَا فِي سائِر أُصُولِ القَامُوس، وَلَا أَدْرِي كَيْف ذالك. والَّذِي فِي الصّحاح خِلافُ ذالِك، ونَصُّه: فإِنْ أَرَدْت مَعْنَى التَّفْضِيل قُلْت: فُلانَةُ {خَيْرُ النَّاسِ. وَلم تَقُل} خَيْرَة. وفُلانٌ خَيْرُ النَّاسِ وَلم تَقُل أَخْيَرُ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع، لأَنه فِي معْنَى أَفحل، وهاكَذا أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيّ مُفَصَّلاً فِي مَوَاضعَ من الكشَّاف، وَهُوَ من المُصَنِّف عَجِيبٌ. وَقد نَبَّه على ذالك شَيْخُنَا فِي شَرْحه، وأَعْجَبُ مِنْهُ أَنَّ المُصَنِّف نَقَل عِبَارَةَ الجَوْهَرِيّ بنصِّهَا فِي بَصَائر ذَوِي التَّمْيِيز، وذَهَبَ إِلى مَا ذَهَبَ إِليه الأَئِمَّةُ، فليُتَفَطَّنِ لِذالِكَ. (أَو فُلانَةُ {الخَيْرَةُ من المَرْأَتَيْن) ، كَذَا فِي المُحْكَم، (وَهِي} الخَيْرَة) ، بفَتْح فَسُكُون. {والخَيْرَةُ: الفاضِلَــة من كُلِّ شَيْءٍ جَمْعُهَا} الخَيْرَات. وَقَالَ الأَخْفَش إِنّه لَمَّا وُصِفَ بِهِ وقِيل فُلانٌ {خَيْرٌ، أَشْبَه الصِّفَاتِ فَأَدْخَلُوا فِيه الهَاءَ للمُؤَنَّث وَلم يُرِيدُوا بِهِ أَفْعَل. وأَنْشَد أَبُو عُبَيْدعلآَ لِرَجُل من عنِي عَدِيِّ تَيْمِ (تَمِيمٍ) جَاهليّ:
وَلَقَد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاَتِ
رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكَاتِ
(} والخِيرَةُ) ، بكَسْر فسُكوُن، ( {والخِيرَى) ، (كضِيزَى) ، (} والخُورَى) كطُوبَى، (ورَجُلٌ {خَيْرَى} وخُورَى {وخِيرَى كحَيْرى وطُوبَى وضِيزَى) وَلَو وَزَنَ الأَوَّلِ بِسَكْرَى كَانَ أَحْسَن (: كَثِيرُ الخَيْرِ) ،} كالخَيْرِ {والخَيِّر.
(} وخَايَرَهُ) فِي الخَطِّ {مُخَايَرَةً: غَلَبَه.} وتَخَايَروا فِي الخَطِّ وغَيْرِه إِلى حَكَمٍ ( {فَخَارَه، كَانَ} خَيْراً مِنْه) ، كفَاخَرَه ففَخَره، ونَاجَبَه فنَجَبَه.
( {والخِيَارُ) ، بالكَسْر: القِثاءُ، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَلَيْسَ بعَربِي أَصِيل كَمَا قَاله الفَنَارِيّ، وصَرَّح بِهِ الجَوْهَرِيّ، وَقيل: (شِبْهُ القِثَّاءِ) ، وَهُوَ الأَشْبَهُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غَيَرُ وَاحِد.
(و) } الخِيَارُ: (الاسْمُ مِن {الاخْتِيَار) وَهُوَ طَلَبُ} خَيْرِ الأَمْرَيْنِ، إِمَّا إِمْضَاءُ البَيْع أَو فَسْخه. وَفِي الحَدِيث: (البَيِّعَانِ {بالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا) . وَهُوَ على ثَلاَثَةِ أَضْرُبٍ:} خِيَارُ المَجْلِس، {وخِيَارُ الشَّرْط، وخِيَارُ النَّقِيصَة، وتَفصيله فِي كُتُب الفِقْه.
(و) قَوْلُهُم: لَكَ} خِيرَةُ هاذِه الغَنَمِ {وخِيَارُهَا. الواحِد والجَمْع فِي ذالِكَ سَواءٌ، وَقيل:} الخِيارُ: (نُضَارُ المَالِ) وَكَذَا مِنَ النَّاسِ وغَيْر ذالك.
(وأَنْتَ {بالخِيَار} وبالْمُخْيَارِ) ، هاكذا هُوَ بضمّ الْمِيم وَسُكُون الخاءِ وفَتْح التَّحْتِيَّة، والصَّواب: وبالمُخْتَار، (أَي اخْتَرْ مَا شِئْتَ) .
( {وخِيَارٌ: رَاوِي) إِبراهيمَ الفَقِيهِ (النَّخَعيّ) ، قَالَ الذَّهَبِيّ: هُوَ مَجْهُولٌ. (و) } خِيارُ (بْنُ سَلَمَة) أَبُو زِيَاد (تَابِعِيٌّ) ، عِدَادُه فِي أَهْلِ الشّامِ، يَرْوِي عَن عائِشَةَ، وَعنهُ خَالِد بن مَعْدَانَ.
(و) قَالَ أَبو النَّجْم:
قد أَصْبَحَتْ (أُمُّ {الخِيَارِ) تَدَّعِي
عَلَى ذَنْباً كُلَّه لَمْ أَصْنَعِ
اسمُ امرأَة مَعْرُوفَة.
(وعُبَيْدُ اللهاِ بنُ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ) ابْن عَدِيّ بنِ نَوْفل بْنِ عَبْدِ مَنَاف المَدَنِيّ الفَقِيه، (م) ، أَي مَعْرُوف، عُدَّ من الصَّحابة، وعَدَّه العِجْليُّ وغَيْرُه من ثِقَاتِ التَّابِعِين.
(} وخِيَارُ شَنْبَرَ: شَجَرٌ، م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ ضَرْبٌ من الخَرُّوب شَجَرُه مِثْلُ كِبار (شجر) الخَوْخِ. والجُزْءُ الأَخِير مِنْهُ مُعَر، (كَثِيرٌ بالإِسْكَنْدَرِيَّة ومِصْر) ، وَله زَهْرٌ عَجِيب.
( {وخَيْرَبَوَّا: حَبٌّ صغارٌ كالقَاقُلَّةِ) طَيِّبُ الرِّيحِ:
(} وخَيْرَانُ: ة بالقُدْس. مِنْهَا أَحمدُابْنُ عَبْدِ البَاقِي الرَّبَعِيّ. وأَبُو نَصْر بْنُ طَوْق) ، هاكا فِي سَائِر أُصُول القَامُوس، والصَّواب أَنَّهُمَا واحِدٌ فَفِي تارِيخ الخَطِيب البَغْدَادِيّ: أَبُو نَصْر أَحمدُ بنُ عَبْد الْبَاقِي بحٌّ الحَسَن بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ الله بنِ طَوْقٍ الرَّبَعِيّ الخَيْرَانيّ المَوْصَلِيّ، قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَة 440 وحَدَّثَ عَن نَصْر بنِ أَحْمَد المَرْجيّ المَوْصليّ، فالصَّوابُ أَنَّ الواوَ زائِدة، فتَأَمَّل. (و) {خَيْرَانُ، (حِصْنٌ باليَمَن) .
(و) } خَيْرَانُ هاكذا ذكَرَه ابنُ الجَوَّاني النَّسَّابة، (ولَدُ نَوْفِ بْنِ هَمْدَان) ، وَقَالَ شَيْخ الشَّرَف النَّسَّابة: هُوَ خَيْوان، بالوَاوِ، فصُحِّف.
( {وخِيَارَةُ: ة بطَبَرِيَّةَ، بِهَا قَبْرُ شُعَيْب) بن مُتَيَّم النبيّ (عَلَيْه السَّلامُ) ، (} وخِيَرَةُ، كعِنَبَةَ: ة بصَنْعَاءِ اليَمَن) على مرحَلة مِنْهَا، نقهل الصَّغانِيّ، (و) خِيرَة: (ع مِن أَعْمَال الجَنَد) باليَمَن.
(و) {خِيَرَةَ (وَالِدُ إِبْرَاهِيم الإِشْبِيليّ الشَّاعِرِ) الأَدِيبِ. (و) } خِيَرَةُ: (جَدُّ عَبْدِ الله بْنِ لُبَ الشَّاطِبِيّ المُقْرِىءِ) من شُيوخِ أَبي مُحَمَّد الدّلاصِيّ.
وفاتَه: مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الله بن {خِيَرَة أَبُو الوَلِيد القُرْطُبِيّ، عَن أَبِي بَحْر بنِ العَاصِ، وَعنهُ عُمَر المَيَانْشِيّ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً} خِيَارَة.
( {والخَيِّرَة، ككَيِّسَة) ، اسْم (المَدِينَة) المُنَوَّرة، على ساكنِها أَفْــضَلُ الصَّلاة والسّلام، وَهِي الفاضِلــة، سُمِّيَت لفَــضْلــها على سائِر المُدُن.
(} وخِيرٌ، كمِيلٍ: قَصَبَةٌ بِفَارِسَ) .
(و) {خِيرَةُ، (بهاءٍ: جَدُّ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمان الطَّبَرِيّ المُحَدِّث) عَن مُقَاتِل بن حَيّان، حَدَّثَ ببَغْدَادَ فِي المِائة الرَّابعة.
(} وخيرِينُ) ، بالكَسْرِ (: ة من عَمَل المَوْصِل) . قُلْتُ: والأَشْبَه أَن يكون نِسْبَةُ أَبِي نَصْرِ بنِ طَوْقٍ إِلَيْهَا، وَأَنَّه يُقال فِيهَا {خيرِين} وخَيْرَات، بالوَجْهَيْن.
(! وخَيْرَةُ الأَصفَرِ وخَيْرَةُ المَمْدَرَةِ: مِنْ جِبَال مَكَّةَ) المُشَرَّفةِ، (حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى) وَسَائِر بلادِ الْمُسلمين، مَا أَقْبَل مِنْهما عَلَى مَرّ الظَّهْرَانِ حِلٌّ. (و) قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَعرابِيُّ لخَلَفٍ الأَحْمَر: (مَا {خَيْرَ اللَّبَنَ) للْمَرِيض أَي (بنَصْبِ الرَّاءِ والنّون) وذالك بمَحْضَر من أَبِي زَيْد، قَالَ لَهُ خَلَف؛ مَا أَحْسَنَهَا مِن كَلِمَة لَو لم تُدَنِّسْهَا بإِسماعها النَّاسَ قَالَ: وكانَ ضَنيناً فرجَعَ أَبُو زيد إِلى أَصْحابه فَقَالَ لَهُم: إِذا أَقبل خَلَف الأَحْمَر فقُولُوا بأَجْمَعِكُم: مَا خَيْرَ اللَّبَنَ للمَرِيض؟ ففَعَلُوا ذالِك عِنْد أَقْبَاله، فعَلهم أَنَّه من فِعْل أَبِي زَيْد. وَهُوَ (تَعَجَّبٌ) .
(} واستَخارَ: طَلَبَ {الخِيَرَةَ) ، وَهُوَ استِفْعَال مِنْه، وَيُقَال:} استَخِر الله {يَخِرْ لَكَ، وَالله} يَخِيرُ للعَبْد إِذا {استَخَاره.
(} وخَيَّرَه) بَيْن الشَّيْئَيْنِ (: فَوَّضَ إِلَيْهِ {الخِيَارَ) ، وَمِنْه حَدِيث عامِر ابنِ الُّفَءَحل (أَنَّه} خَيَّر فِي ثَلاث) أَبي جَعَل لَهُ أَنْ {يَخْتَار مِنْهَا واحِداً وَهُوَ بفَتْح الخَاءِ. وَفِي حَدِيث بَرِيرَةَ (أَنَّها} خُيِّرَت فِي زَوْجِها) ، بالضَّمّ.
(و (إِنَّك مَا وخَيْراً، أَي) إِنّك (مَعَ خَيْرٍ، أَي سَتُصِيبُ {خَيْراً) ، وَهُوَ مَثَلٌ.
(وبَنُو الخِيَارِ بْنِ مَالِكٍ: قَبِيلَةٌ) ، هُوَ الخِيَارُ بنُ مَالِك بٌّ زَيْد بنِ كَهْلاَن من هَمْدانَ.
(وحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ} - الخِيَارِيٌّ) ، إِلى بَيْع {الخِيَار، (مُحَدِّثٌ) ، سَمِع من سَعِيد بنِ البَنَّاءِ،} وَتأَخَّر إِلى سنة 617 وَعنهُ ابنُ الرّباب وآخَرون. قَالَ ابنُ نُقْطَة: صَحِيحُ السَّمَاعِ، وابنُه عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن، سَمِعَ من ابْن يُونُسَ وغَيْرِه. 7
(وَأَبُو {الخِيَار يُسَيْر أَو أُسَيْر بْنُ عَمْرٍ و) الكِنْدِيّ،} الأَخِيرُ قَوْلُ أَهْل الكُوفَة. وَقَالَ يَحْيى بن مَعِين: أَبو! الخِيَار الّذِي يَرْوِي عَن ابنِ مَسْعُود اسْمُه يُسَيْر بْنُ عَمْرٍ و، وأَدْرَكَ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعاشَ إِلى زَمَن الحَجَّاج. وَقَالَ ابنُ المَدِينيّ: وَأَهلُ البَصْرَة يُسَمُّونه أُسَيْر بن جابرٍ، رَوَى عَنهُ زُرَارةُ بنُ أَوْفَى وابنُ سِيرينَ وجماعَة، والظاهِرُ أَنّه يُسَيْرُ بنُ عَمْرو ابْن جابِر، قَالَه الذَّهَبِيّ وابنُ فَهْد. قلْت: وسيأْتِي للمُصَنِّف فِي:
يسر
( {وخَيْرٌ أَو عَبْدُ} خَيْرٍ الحِمْيَرِيُّ) ، كَانَ اسمُه عَبْد شَرّ، فغَيَّره النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا قِيل، كَذَا فِي تارِيخ حِمْص لعَبْد الصَّمَد بنِ سَعِيد. وقرأْتُ فِي تَارِيخ حَلَب لابْنِ العَدِيم مَا نَصُّه: وَهُوَ من بَنِي طَيِّىء، وَمن وَلَده عامِرُ بنُ هَاشِم بنِ مَسْعُود بنِ عَبْدِ الله بن عَبْدِ خَيْر، حَدَّث عَن مُحَمَّد بن عُثْمَان بنِ ذِي ظَلِيم عَن أَبِيه عَن جَدِّه قِصَّةَ إِسْلام جَدِّه عَبْدِ خَيْر، فراجِعْه. (و) خَيْرُ (بْنُ عَبْد يَزِيدَ الهَمْدانِيُّ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، والصَّواب عَبْدُ خَيْر بنُ يَزِيدَ، أَدركَ الجاهِلِيَّة، وأَسْلَم فِي حَياة النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورَوَى عَن عَلِيّ، وَعنهُ الشَّعْبِيّ: (صحابِيّون) .
(وأَبُو {خِيْرَةَ) ، بالكَسْر، وَفِي التَّبْصِير بالفَتْح قَالَ الْخَطِيب: لَا أَعْلم أَحَداً سَمَّاه (الصُّنَابِحِيّ) إِلى صُنَابِح، قَبِيلَة من مُرَاد. هاكذا فِي سَائِر أُصُولِ القَامُوسِ. قَالَ شيخُنَا: والظَّاهِر أَنَّه وَهَمٌ أَو تَصْحِيف وَلذَا قَالَ جَماعَة من شُيُوخِنا: الصَّواب أَنه الصُّبَاحيّ إِلى صُباح بن لُكَيْز من عَبْدِ القَيْس، قَالُوا: قَدِمَ على رَسُولِ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي وَفْد عَبْدِ القَيْس، كَمَا رَوَاهُ الطَّبرَانِيّ وغَيْرُه. قَالَ ابنُ مَاكُولاَ: وَلَا أَعْلَم مَن رَوَى عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلممن هاذِه الْقَبِيلَة غَيْرَه. قُلتُ: ورأَيتُه هاكَاذ فِي مُعْجَم الأَوسَط للطَّبرانِيّ، ومِثْله فِي التَّجْرِيد للذَّهَبِيّ، وَلَا شَكَّ أَنَّ المُصَنِّف قد صَحَّف.
وزَادُوا أَبا} خَيْرة: والدَ يَزِيد، لَهُ فًّدَةٌ. استَدْرَكه الأَشِيرِيّ على ابحٌّ عَبْدِ البَر.
(! وخَيْرَةُ بِنْتُ أَبي حَدْرَدٍ) ، بِفَتْح الخَاءِ، (من الصَّحَابَة) ، وَهِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. (وأَبُو {خَيْرَةَ عُبَيْد الله، حَد 2) ، وَهُوَ شَيْخٌ لعَبْدِ الصَّمَد بنِ عَبْد الوَارِث. (وأَبُو} خَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ حَذْلَمٍ عَبَّادٌ) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب مُحَبّ بنُ حَذْلَم، كَذَا هُوَ بخَطِّ الذَّهَبيّ. قَالَ: رَوَى عَن مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَكَانَ من صُلَحاءِ مِصْرَ. (ومُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرَة) السَّدُوسِيّ البَصْرِيّ، نَزِيلُ مِصْرَ، (مُحَدِّثٌ) مُصَنِّفٌ. رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُود والنَّسَائِيُّ، مَاتَ سنة 151. لاكن ضَبَطَ الحافظُ جَدَّه فِي التَّقْرِيب كعِنَبَة.
( {وخَيْرَةُ بِنْتُ خُفَافٍ، و) } خَيْرَةُ (بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمان: رَوَتَا) ، أَما بنْت خُفَاف فَرَوَى عَنْهَا الزُّبَيْر بن خِرِّيتٍ. وأَما بِنْت عَبْدِ الرَّحْمان فَقَالَت: بَكَت الجِنّ عى الحُسَيْن.
(وأَحْمدُ بنُ! خَيْرُون المِصْرِيّ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَالَّذِي عِنْد الذَّهبيّ خَيْرُون بن أَحْمَد بن خَيْرون المِصْريّ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَن ابنِ عَبد الحَكَم (ومُحَمَّدُ بْنُ خَيْرُونَ القَيْرَوَانِيُّ) أَبو جَعْفَر، مَاتَ بعد الثلاثِمَائة. (ومُحَمَّدُ بْنُ عمر بن خَيْرُون المُقْرىءُ) المَعَافِريّ، قَرَأَ عَلَى أَبي بَكْر بنِ سَيف. (والحَافِظُ) المُكْثِر أَبُو الفَــضْل (أَحمدُ بْنُ الحَسَن بنِ خَيْرُونَ) ابْن إِبراهِيم المُعَدّل البَاقِلاَّنِيّ مُحَدِّثُ بَغْدَادَ وَإِمَامُهَا، سَمِعَ أَبا عليّ بن شَاذَانَ وَأَا بَكْرٍ البَرْقَانيّ وغَيْرَهما، وَعنهُ الحافِظُ أَبُو الفَــضْل السّلاميّ وخَلْقٌ كَثِير، وَهُوَ أَحَدُ شُيوخ القَاضي أَبِي عَلِيّ الصَّدفِيّ شَيْخ القَاضِي عِياض، تُوفِّيَ ببَغْدَادَ سنة 488 وأَخُوه عَبْدُ المَلِك ابنُ الحَسَن، سَمِعَ البَرْقَانِيّ. (و) أَبُو السُّعُود (مُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونَ) بنِ عَبْد الملِك بنِ الحَسَن بن خَيْرُونَ، رَوَى عَنهُ ابْنُ سُكَيْنة، سَمِع إِسماعيلَ ابْنَ مَسْعَدَة، وَأَبُوه لَهُ رِوَايَةٌ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ: (مُحَدِّثُون) .
قَالَ شيخُنَا: واختلَفُوا فِي خَيْرُون، هَل يُصْرف كَمَا هُوَ الظَّاهِر، أَو يُمْنَع كَمَا يَقَع فِي لِسَان المُحَدِّثين لشَبهه بالفِعْل كَمَا قَالَه المزّيّ أَو لإِلحاق الواوِ والنُّون بالأَلف والنّون.
(وأَبو مَنْصُور) مُحَمَّد بنُ عَبْد المَلِك بنِ الحَسَن بن خَيْرُون ( {- الخَيْرُونِيُّ) الدّبّاس البَغْدَادِيّ من دَرْب نُصَيْر، (شيْخٌ لابْنِ عَسَاكِرَ) ، سَمعَ عَمَّه أَبا الفَــضْل أَحْمَدَ بنَ الحَسَن بْنِ خَيْرُون، والحافِظَ أَبَا بَكْر الخَطِيبَ، وأَبَا الغَنَائِم بن المَأْمون، وعَنْه ابنُ السّمْعَانِيّ. وفاتَه عَبْدُ الله بنُ عَبْد الرَّحمان بن خَيْرُون القُضاعِيّ الأَبديّ، سَمِعَ ابْنَ عَبْدِ البَرّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يُقَال: هم خَيَرَةٌ بَرَرَةٌ، بفَتْح الخَاءِ واليَاءِ، عَن الفَرَّاءِ.
وقَوْلُهم:} خِرْتَ يَا رَجُل فأَنْت {خَائِر، قَالَ الشَّاعِر:
فَمَا كِنانَةُ فِي} خَيْر {بخَائِرَةٍ
وَلَا كِنانَةُ فِي شَرَ بأَشْرارِ
ويُقَال: هُو من خِيَارِ النَّاسِ. وَمَا} أَخْيَرَه، وَمَا {خَيْرَه،} الأَخِيرة نَادِرَةُ. وَيُقَال: مَا {أَخْيَرَه} وخَيْرَه، وأَشَرَّه وشَرَّه.
وَقَالَ ابْن بُزُرْج: قَالُوا: هم {الأَخْيَرُون والأَشَرُّون من} الخَيَارَة والشَّرَارَاةِ. وَهُوَ {أَخْيَرُ مِنْك وأَشَرُّ مِنْك فِي} الخَيَارة والشَّرارَةِ، بإِثْبَاتِ الأَلِف. وقَالُوا فِي {الخَيْر والشَّرّ: هُوَ} خَيْرٌ مِنْك، وشَرٌّ مِنْك، وشُرَيْر مِنْك، {وخُيَيْر مِنْك، وَهُوَ} خُيَيْرُ أَهْلِه، وشُرَيْرُ أَهْلِه.
وقالُوا: لعَمْرُ أَبِيك الخَيْرِ، أَي الأَفْــضَل أَو ذِي الخَيْر. ورَوَى ابْنُ الأَعْرَابِيّ: لعَمْرُ أَبِيك الخَيْرُ، برَفْع الخَيْر عَلَى الصّفَة للعَمْرِ. قَالَ والوَجْه الجَرّ، وكذالك جَاءَ فِي الشَّرّ.
وعَن الأَصْمَعِيّ: يُقَالُ فِي مَثَل للقَادِم مِنْ سَفَرٍ (خَيْرَ مَا رُدَّ فِي أَهْل ومَال) أَي جَعَلَ الله مَا جِئْت خَيرَ مَا رَجَعَ بِهِ الغائِبُ.
قَالَ أَبو عُبَيْد: وَمن دُعَائِهِم فِي النِّكَاح: على يَدَيِ الخَيْرِ واليُمْنِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرَ (أَنَّ أَخَاه أُنَيساً نافَرَ رَجُلاً عَن صِرْمَة لَه وَعَن مِثْلها، {فخُيِّرَ أُنَيْسٌ فأَخَذَ الصِّرْمَة) . مَعْنَى} خُيِّر، أَي نُفِّر. قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي فُــضِّل وغُلِّبَ. يُقَال: نَافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَي غَلَبْتُه.
وتَصغير {مُختار} مُخَيِّر، حُذِفت مِنْهُ التاءُ لأَنَّهَا زَائِدَة، فأَبْدلت من الياءِ، لأَنَّهَا أُبدِلَ منهَا فِي حَال التَّكْبِير. وَفِي الحَدِيث ( {خَيَّرَ بينَ دُورِ الأَنْصَار) ، أَي فَــضَّلَ بَعْضَهَا على بَعْضٍ.
وَلَك} خِيرَةُ هاذه الإِبلِ {وخِيَارُهَا، الواحِدُ والجَمْع فِي ذالِك سواءٌ. وجَمَلٌ} خِيَارٌ، وناقَةٌ خِيَارٌ: كريمةٌ فارِهَة. وَفِي الحَدِيث (أَعطوه جَمَلاَ رَبَاعياَّ {خِيَاراً) أَي} مُخْتَاراً. وناقَة {خِيَارٌ:} مُخْتَارة.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: نَحَرَ {خِيرَةَ إِبلِه} وخُورَةَ إِبِله.
وَفِي حَدِيث الاستخارة (اللَّهُمَّ {خِرْ لِي) أَي} اختَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمْرَيْن.
وفُلانٌ {- خِيرِيَّ من النَّاس، بالكَسْر وتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّة، أَي صِفِيِّي.
} واستخارَ المَنزِلَ: استَنْظَفَه. {واستخاره: استعطفه: وهاذا محلّ ذِكْرِه.
} وتَخَايَرُوا: تَحَاكَمُوا فِي أَيِّهم أَخْيَرُ.
{والأَخَايِرُ: جَمْع الجَمْع، وَكَذَا} الخِيرَانُ وفُلانٌ ذُو {مَخْيَرَةٍ، بِفَتْح التحتيّة، أَي فَــضْل وشَرَف.
} وخَيْرَةُ: أُمّ الحَسَن البَصْرِيّ.
وَفِي المثَل (إِنّ فِي الشَّرِّ {خِيَاراً) أَي مَا} يُختار.
وأَبو عليّ الحُسَيْن بنُ صَالح بن خَيرانَ البَغْدَادِيّ: وَرِعٌ زاهِدٌ. وأَبو نَصْر عَبْدُ المَلِك بنُ الحُسَيْن بن خَيرانَ الدّلّال، سمعّ أَبا بَكر بن الإِسكاف، توفِّي سنة 472. كتاب {والخِيرِيّ: نَبَاتٌ، وَهُوَ مُعَرَّب.
} والخِيَارِية: قَرية بِمصْر، وَقد دخلْتها. وَمِنْهَا الوَجِيهُ عبدُ الرّحمان ابنُ عَلِيّ بنِ مُوسَى بن خَضِرٍ {- الخِيَارِيّ الشافِعِيُّ نَزِيلُ المدِينَة.
ومُنْيَةُ} خَيْرونَ: قريةٌ بِمصْر بالبَحْر الصَّغِير.
{وخَيْر آباد: مَدِينَة كَبِيرَة بِالْهِنْدِ. مِنْهَا شيخُنَا الإِمامَا المُحَدِّث المُعَمصآ صَنْعَةُ اللَّهِ بن الهدادِ الحَنَفيّ، روى عَن الشَّيْخ عبدِ الله بنِ سالِمٍ البَصْرِيّ وَغَيره.
} والخِيرَة، بِالْكَسْرِ: الحَالَةُ الَّتِي تَحصُل للمُستَخِير.
وَقَوله تَعَالَى: {وَلَقَدِ {اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ} (الدُّخان: 32) يَصِحّ أَن يكون إِشَارَةً إِلى إِيجاده تَعَالَى خيرا، وأَن يكون إِشَارَةً إِلى تقديمهم علَى غَيرهم.
} والمُخْتَار قد يُقَال للفَاعِل والمَفْعُول.
وخِطّة بني خَيرٍ بالبَصْرة مَعْرُوفَة إِلَى فَخِذ من اليَمن.
وَبَنُو خيرانَ بنِ عمرِو بن قَيْس بن مُعَاوِيَة بن جُشَم بن عبد شَمْس: قَبيلة باليَمن، كَذَا قَالَه ابْن الجوّانيّ النّسّابة. وَمِنْهُم من يَقُول: هُوَ حَيران بالحَاءِ الْمُهْملَة والموحّدة.
(خير) بَين الْأَشْيَاء فــضل بَعْضهَا على بعض وَالشَّيْء على غَيره فَــضلــه عَلَيْهِ وَفُلَانًا فوض إِلَيْهِ الِاخْتِيَار يُقَال خَيره بَين الشَّيْئَيْنِ

خير

1 خَارَ, aor. ـِ (K,) inf. n. خَيْرٌ, (TA,) He (a man, TA) was, or became, possessed of خَيْر [or good, &c.]. (K, TA.) b2: [He was, or be came, good: and he did good: contr. of شَرَّ.] You say, خِرْتَ يَا رَجُلُ [Thou hast been good; or thou hast done good, or well; O man]. (S.) And خَارَاللّٰهُ لَكَ فِى هٰذَا الأَمْرِ [May God do good to thee, bless thee, prosper thee, or favour thee, in this affair: or] may God cause thee to have, or appoint to thee, good in this affair: (K:) or may God choose for thee the better thing [in this affair]. (A.) الّٰهُمَّ خِرْلِى occurs in a trad., meaning O God, choose for me the better of the two things. (TA.) b3: See also 8. b4: خَارَهُ عَلَى

صَاحِبِهِ, aor. as above, inf. n. خِيرَةٌ and خِيَرٌ (Msb, K *) and خِيَرَةٌ (K) and خَيْرٌ; (Msb, TA;) and ↓ خيّرهُ, (K,) inf. n. تَخْيِيرٌ; (TA;) He preferred him before his companion, (Msb, K. *) b5: خَايَرَهُ فَخَارَهُ: see 3.2 خيّرهُ He gave him the choice, or option, (S, A, * Mgh, * Msb, * K,) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ [between the two things], (S, Mgh, Msb,) or بين الأَمْرَيْنِ [between the two affairs]: ↓ فَتَخَيَّرَ [so he had the choice, or option, given him]. (A.) b2: See also 1. It is said in a trad., خَيَّرَ بَيْنَ دُورِ الأَنْصَارِ, meaning He preferred some among the houses of the Assistants before others of them. (TA.) And in another trad., خُيِّرَ, meaning He was preferred, and pronounced to have surpassed, or overcome, or won, in a contest, or dispute. (IAth.) 3 خَاْيَرَ ↓ خَايَرَهُ فَخَارَهُ, (A, K,) inf. n. مُخَايَرَةٌ, (A,) He vied with him, or strove to surpass him, or contended with him for superiority, in goodness, or excellence, (A, K,) in, or with respect to, (فِى,) a thing, (A,) and he surpassed him therein. (A, K.) 4 مَا أَخْيَرَ فُلَانًا, (A,) and ↓ مَا خَيْرَهُ, which latter is extr. [with respect to form, though more commonly used than the former], (TA,) [How good is such a one!] phrases similar to مَاأَشَّرَهُ and مَا شَّرَهُ [which have the contr. meaning]. (TA.) اللَّبَنَ لِلْمَرِيضِ ↓ مَا خَيْرَ [How good is milk for the diseased!], (K, * TA,) with nasb to the ر and ن, is an expression of wonder: (K:) it was said to Khalaf El-Ahmar, by an Arab of the desert, in the presence of Aboo-Zeyd; whereupon Khalaf said to him, “What a good word, if thou hadst not defiled it by mentioning it to the [common] people! ” and Aboo-Zeyd returned to his companions, and desired them, when Khalaf ElAhmar should come, to say, all together, these words (ما خير اللبن للمريض), [in order to vex him], and they did so. (TA.) 5 تخيّر, as an intrans. v.: see 2.

A2: As a trans. v.: see 8.6 تخايروا فِيهِ إِلَى حَكَمٍ They contended together for superior goodness, or for excellence, in it, or with respect to it, appealing to a judge, or an arbiter. (A.) 8 اختارهُ; and ↓ تخيّرهُ, (S, * A, Mgh, Msb, K,) inf. n. [or rather quasi-inf. n.] ↓ خِيَرَةٌ, said by IAth to be the only instance of the kind except طِيَرَةٌ; (TA voce تَطَيَّرَ;) and ↓ استخارهُ; (A;) and ↓ خَارَهُ; (K;) He chose, made choice of. selected, elected, or preferred, him, or it. (S, Msb, * K.) You say also, اِخْتَرْتُهُ الرِّجَالَ, and مِنَ الرِّجَالِ, [I chose him from the men,] and عَلَيْهِمْ, (K,) which last signifies in preference to them. (TA.) It is said in the Kur [vii. 154], وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمِهِ سَبْعِينَ رَجُلًا [And Moses chose from his people seventy men]. (TA.) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ, in the Kur [xliv. 31, Verily we have chosen them with knowledge], may be indicative of God's producing good, or of his preferring them before others. (TA.) 10 استخار He sought, desired, or asked for, خِيرَة (S, Msb, K) or خِيَرَة (as in some copies of the K) [i. e. the blessing, prospering, or favour, of God; &c.]. [And it is trans.; for] one says, اِسْتَخِرِ اللّٰهَ يَخِرْ لَكَ [Desire thou, or ask thou for, the blessing, prospering, or favour, of God; &c.; and He will bless, prosper, or favour, thee; &c.]. (S.) And اِسْتَخَرْتُ اللّٰهَ فِيهِ فَخَارَ لِى I desired, or asked, of God, the better of the two things, [or rather the better in it, meaning a case, or an affair,] and He chose it for me. (A.) b2: See also 8.

خَيْرٌ [Good, moral or physical; anything that is good, real or ideal, and actual or potential; and, being originally an inf. n., used as sing and pl.;] a thing that all desire; such as intelligence, for instance, and equity; (Er-Rághib, and so in some copies of the K;) [or goodness;] and excellence; and what is profitable or useful; benefit; (Er-Rághib;) contr. of شَرٌّ: (S, A, Msb:) pl. خُيُورٌ, (Msb, K,) and also, accord. to the Msb, ↓ خِيَارٌ: (TA:) [but this latter seems to be properly pl. only of خَيْرٌ used as an epithet (see below) and as a noun denoting the comparative and superlative degrees: it may however be used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant:] خير is of two kinds: namely, absolute خير, which is what is desired in all circumstances and by every person: and what is خير [or good] to one and شرّ [or evil] to another; as, for instance, (Er-Rághib,) wealth, or property: (Zj, L in art. شد, Er-Rághib, K:) it has this last signification, namely wealth, or property, in the Kur, ii. 176 (S, TA) and ii. 274 and xxiv. 33 and xli. 49: or in the first and second of these instances it is thus called to imply the meaning of wealth, or property, that has been collected in a praiseworthy manner, or it means much wealth or property; and this is its meaning in the first of the instances mentioned above, agreeably with a trad. of 'Alee; and also in the Kur, c. 8: (TA:) [being used as a pl. (as well as a sing.), it may be also rendered good things:] and it is also used by the Arabs to signify horses; (K, * TA;) and has this meaning in the Kur, xxxviii. 31: (TA:) [it is often best rendered good fortune; prosperity; welfare; wellbeing; weal; happiness; or a good state or condition: and sometimes bounty, or beneficence.] رَجُلٌ قَلِيلُ الخَيْرِ means [A man possessing little, or no, good; possessing few, or no, good things; or poor: and in whom is little, or no, good or goodness; or niggardly: and also] a man who does little good: (TA in art. عص:) or [who does no good;] who is not near to doing good; denoting the nonexistence of good in him. (Msb in art. قل.) [Thus it sometimes means the same as رَجُلٌ لَا خَيْرَ فِيهِ A man in whom is no good or goodness; devoid of goodness; worthless.] And قِلَّةُ خَيْرٍ means Poverty: and also niggardliness. (A and TA in art. جحد.) هُوَ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالخِيرِ is explained voce خِيرٌ.

عَلَىيَدَىِ الخَيْرِ وَاليُمْنِ [May it be with the aid of good fortune and prosperity] is a prayer used with respect to a marriage. (A 'Obeyd, TA.) And إِنَّكَ مَا وَخَيْرًا means مَعَ خَيْرٍ, i. e., Mayest thou meet with, or attain, good. (K.) b2: خَيْرٌ in the phrase فُلَانٌ خَيْرٌ resembles an epithet [like ↓ خَيِّرٌ, and signifies Good; or possessing good]; (Akh, S;) therefore the fem. is خَيْرَةٌ, of which the pl. is خَيْرَاتٌ, (Akh, S, Msb, *) as occurring in the Kur, lv. 70; and they do not [there] mean by it [the comparative or superlative signification of the measure] أَفْعَلُ: (Akh, S:) you say ↓ رَجُلٌ خَيِّرٌ, (S, A, Msb,) meaning [A good man; or] a man possessing خَيْر [or good]; (Msb;) and رَجُلٌ خَيْرٌ: (S:) and in like manner, ↓ اِمْرَأَةٌ خَيِّرَةٌ and خَيْرَةٌ, (S, Msb,) meaning [A good woman; or] a woman excellent in beauty and disposition: (Msb:) or خَيْرٌ and ↓ خَيِّرٌ signify possessing much خَيْر [or good], (K,) applied to a man; (TA;) and in the same sense you say ↓ رَجُلٌ خَيْرَى, and ↓ خُورَى, and ↓ خِيَرى: and the fem. of the first is خَيْرَةٌ; and of the second, ↓ خَيِّرَةٌ: (K:) and the pl. [of pauc.] (of the first, TA) is أَخْيَارٌ, and [of mult.] خِيَارٌ: (A, Msb, K:) you say also خِيَارُ المَالِ, meaning The excellent of the camels or the like: (Msb, K:) and in like manner you say of men &c.: (TA:) [see also below:] and the fem. is خَيْرَةٌ, of which the pl. is خَيْرَاتٌ: (Msb:) خِيَارٌ is contr. of أَشْرَارٌ, (S, Mgh,) [thus] used as an epithet: (Mgh:) and ↓ خَيْرَةٌ [used as a subst.] signifies anything excellent; and the pl. thereof in this sense, خَيْرَاتٌ, occurs in the Kur, ix. 89: (S:) or خَيْرٌ, (K,) or the fem. خَيْرَةٌ, (Lth,) or each, (K.) signifies excellent in beauty: (Lth, K:) and ↓ خَيِّرٌ and خَيِّرَةٌ signify excellent in righteousness (Lth, K) and religion: (K:) or there is no difference in the opinion of the lexicologists [in general] between خَيْرَةٌ and ↓ خَيِّرَةٌ: (Az:) accord. to Zj, خَيْرَاتٌ and ↓ خَيِّرَاتٌ, both occurring in different readings of the Kur, lv. 70, signify good in dispositions: accord. to Khálid Ibn-Jembeh, خَيْرَةٌ, applied to a woman, signifies generous in race, exalted in rank or quality or reputation, goodly in face, good in disposition, possessing much wealth, who, if she bring forth, brings forth a generous child: (TA:) [↓ خِيَارٌ is also applied as an epithet to a sing. subst., either masc. or fem.:] you say جَمَلٌ خِيَارٌ and نَاقَةٌ خِيَارٌ, meaning A he-camel [that is excellent or] excellent and brisk and so a she-camel. (TA.) See also مُخْتَارٌ, in three places. In the saying لَعَمَرُ أَبِيكَ الخَيْرُ, the word خَيْر is in the nom. case as an epithet of عَمْر; [so that the phrase lit. means By the good life of thy father;] but properly it should be لَعَمْرُ أَبِيكَ الخَيْرِ [By the life of thy good father]: and the like is said with شَرّ. (TA.) [See also art. عمر.]

b3: خَيْرٌ is also used to denote superiority: one says, هٰذَا خَيْرٌ مِنْ هٰذَا This is better than this: and in the dial. of the Benoo-'Ámir, ↓ هٰذَا أَخْيَرُ مِنْ هٰذَا, with أ, and in like manner, أَشَّرُ; but the rest of the Arabs drop the أ in each case: (Msb:) you say, مِنْكَ ↓ هُوَ أَخْيَرُ [He is better than thou], and in like manner, أَشَّرُ مِنْكَ; and هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ, and in like manner, شَرٌّ مِنْكَ; and, [using the dim. form of خَيْرٌ,] مِنْكَ ↓ خُيَيْرٌ, and in like manner, شُرَيْرٌ مِنْكَ. (Ibn-Buzurj, TA.) Youalso say, when you mean to express the signification of superiority, فُلَانَةٌ خَيْرُ النَّاسِ [Such a woman is the best of mankind]; but not خَيْرَةُ: [see, however, what will be found cited hereafter from the K,] and فُلَانٌ خَيْرُ النَّاسِ [Such a man is the best of mankind]; but not ↓ أَخْيَرُ [unless in the dial. of the Benoo-'Ámir]: and [it is said that] خَيْرُ when thus used does not assume the dual form nor the pl., because it has the signification of [the measure] أَفْعَلُ: for though a poet uses the dual form, he uses it as a contraction of the dual of خَيِّرٌ, like مَيْتٌ and مَيِّتٌ, and هَيْنٌ and هَيِّنٌ: (S:) [but. this remark in the S is incorrect: for both خَيْر and ↓ أَخْيَر, when used in such phrases as those to which J here refers, have pl. forms of frequent occurrence, and of which examples will be found below; and, as is said by I 'Ak (p. 239), and by many other grammarians, you may say, الزَّيْدَانِ أَفْــضَلَــا القَوْمِ, and الزَّيْدُونَ أَفْــضَلُــو القَوْمِ and أَفَاضِلُ القَوْمِ, and also هِنْدُ فُــضْلَــىالنِّسَآءِ, &c.; and such concordance is found in the Kur, vi. 123; and is even said by many to be more chaste than the mode prescribed by J:] it is said in the K, that you say, ↓ هُوَ أَخْيَرُ مِنْكَ, like خَيْرُ; and when you mean the signification of superiority, you say فُلَانٌ خَيْرَةٌ النَّاسِ, with ة, and فُلَانَةُ خَيْرُهُمْ, without ة: but [SM says,] I know not how this is; for in the S is said what is different from this, and in like manner by Z in several places in the Ksh; and what is most strange is, that the author of the K quotes in the B the passage of J [from the S], and adopts the opinion of the leading authorities [as given in the S]: (TA:) or you say, فُلَانَةُ الخَيْرَةُ مِنَ المَرْأَتَيْنِ [Such a woman is the better of the two women]: and هِىَ الخَيْرَةُ, and ↓ الخِيرَةُ, [so in the TA, but in the CK الخِيَرَةُ,] and ↓ الخِيرَى, and ↓ الخُورَى, [the last being fem. of أَخْيَرُ, originally خُيْرَى, and so, app., the last but one, She is the better, or best:] (K:) and [using the dim. form of خَيْرٌ] you say, أَهْلِهِ ↓ هُوَ خُيَيْرُ [He is the best of his family]: (Ibn-Buzurj, TA:) one says also, to one coming from a journey, خَيْرَ مَا رُدَّ فِى أَهْلٍ

وَمَالٍ, meaning May God make that with which thou comest [back] to be the best of what is brought back by the absent with family and property; (As, Meyd, TA;) or, as some relate it, خَيْرُ, i. e. رَدُّكَ خَيْرُ رَدٍّ [may thy bringing back be the best bringing back]; and فى is used in the sense of مَعَ: (Meyd:) [أَخْيَارٌ is pl. of pauc., and خِيَارٌ pl. of mult., and so app. is خِيرَانٌ, of خَيْرٌ thus used; and ↓ أَخَايِرُ is pl. of أَخْيَرُ, and so is أَخْيَرُونَ applied to rational beings: in the TA, أَخَايِرُ is said to be a pl. pl. of أَخْيَرُ, and so خِيرَانٌ; but this is app. a mistake, probably of transcription:] you say رَجُلٌ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ and أَخْيَارِهِمْ and ↓ أَخَايِرِهِمْ [A man of the best of mankind]: (A, TA:) and لَكَ خِيَارُ هٰذِهِ الإِبِلِ, and ↓ خِيرَتُهَا, [Thine are, or is, or shall be, the best of these camels,] alike with respect to a sing. and a pl.: (TA:) and إِبِلِهِ ↓ نَحَرَ خِيرَةَ and إِبِلِهِ ↓ خُورَةَ [He slaughtered the best of his camels]: (IAar, TA:) and ↓ هُمُ الأَخْيَرُونَ [They (meaning men) are the better, or best]. (Ibn-Buzurj, TA.) A2: مَا خَيْرَ for مَا أَخْيَرَ: see 4, in two places.

A3: خَيْرُ بَوَّآءُ [from the Persian خِيرْبُوَا Lesser cardamom;] a kind of small grain, resembling the قَاقُلَّة [or common cardamom], (K,) of sweet odour. (TA.) خِيرٌ Generousness; generosity; (S, A, Msb, K;) liberality; munificence. (Msb.) You say, فُلَانٌ ذُو خِيرٍ Such a one is a possessor of generousness, or generosity, &c. (Msb.) And هُوَ مِنْ وَالخِيرِ ↓ أَهْلِ الخَيْرِ [He is of the people of good, or of wealth, &c., and of generosity]. (A.) b2: Eminence; elevated state or condition; nobility. (IAar, K.) b3: Origin. (Lh, K.) b4: Nature, or disposition. (A, K.) You say, هُوَ كَرِيمُ الخِيرِ He is generous in nature, or disposition. (A.) b5: Form, aspect, or appearance; figure, person, mien, feature, or lineaments; guise, or external state or condition; or the like; syn. هَيْئَةٌ. (Lh, K.) خُورَةٌ [app. originally خُيْرَةٌ]: see خَيْرٌ, near the end of the paragraph; and see also art. خور.

خَيْرَةٌ fem. of خَيْرٌ [q. v.] used as an epithet: pl. خَيْرَاتٌ. (Akh, S, Msb.) b2: [Also, used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant, A good thing, of any kind: a good quality; an excellency: and a good act or action: &c.: pl. as above:] see خَيْرٌ, in the former half of the paragraph.

خِيرَةٌ: see خَيْرٌ, in three places, towards the end of the paragraph: b2: and see خِيَرَةٌ, in four places: b3: and خِيَارٌ. b4: It is also a subst. from خَارَاللّٰهُ لَكَ فِىهٰذَاالأَمْرِ, (S,) and so ↓ خِيَرَةٌ; both signifying [The blessing, prospering, or favour, of God; his causing one to have, or appointing to one, good in an affair: or his choosing for one the better thing in an affair: or] the state that results to him who begs God to cause him to have good, or to choose for him the better thing, in an affair. (TA.) You say, كَانَ ذٰلِكَ خِيرَةً مِنَ اللّٰهِ [That was through God's blessing, prospering, or favour; &c.: or through God's choosing the better thing in the affair]. (A.) خِيَرَةٌ and ↓ خِيرَةٌ (of which the former is the better known, TA) are substs. from اِخْتَارَهُ, (K,) or from اِخْتَارَهُ اللّٰهُ, (S,) both signifying A thing, man, or beast, and things, &c, that one chooses: (TA:) or [a thing, &c.,] chosen, selected, or elected: (Mgh:) as in the saying, مُحَمَّدُ خِيَرَةُ اللّٰهِ مِنْ خَلْقِهِ and ↓ خِيرَتُهُ [Mohammad is the chosen, or elect, of God, from his creatures]: (S, Mgh: *) or ↓ خِيرَةٌ is a subst. from الاِخْتِيَارٌ, like فِدْيَةٌ from الاِفْتِدَآءُ; and خِيَرَةٌ is syn. with خِيَارٌ and اِخْتِيَارٌ; or is from تَخَيَّرْتُ الشَّىْءَ: or, as some say, خِيرَةٌ and خِيَرَةٌ are syn.: (Msb:) see 8; and see also خِيَارٌ: and ↓ هٰذِهِ خِيرَتِى (Msb, TA) or خِيَرَتِى (TA) means This is what I choose; (Msb, (TA;) and so هٰذَا خيرتى: and هٰؤُلَآءِ خيرتى

These are what I choose. (TA.) [See مُخْتَارٌ.]

b2: See also خِيرَةٌ.

خُورَى: see خَيْرٌ, in two places.

خَيْرَى: see خَيْرٌ.

خِيرَى: see خَيْرٌ, in two places.

خَيْرِىٌّ Of, or relating to, خَيْر, or good, &c.]

خِيرِىٌّ Of, or relating to, or possessing, generousness, generosity, liberality, or munificence. (Msb.) A2: And hence, (Msb,) or [thus applied] it is an arabicized word, (S,) [from the Persian خِيرِىْ,] The مَنْثُور [or gilliflower:] but generally applied to the yellow species thereof; [so in the present day;] for it is this from which is extracted its oil, which is an ingredient in medicines. (Msb.) [Accord. to Golius, “Viola alba, ejusque genera: Diosc. iii. 138: ” and he adds, as on the authority of Ibn-Beytár, “spec. luteum. ”]

b2: And خِيرِىُّ البَرِّ The خُزَامَى [q. v.]; because it is the most pungent in odour of the plants of the desert. (Msb.) خَيْرِيَّةٌ The quality of خَيْرٌ; i. e. goodness.]

خِيَارٌ a subst. from الاِخْتِيَارُ; (S, Mgh, K;) meaning Choice, or option; (Msb;) and so ↓ خِيَرَةٌ in the Kur [xxviii. 68], مَاكَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ They have not choice, or option; (Mgh;) or the meaning of these words is, it is not for them to choose in preference to God; (Fr, Zj;) and so, accord. to Lth, ↓ خِيرَةٌ, as being an inf. n. [or rather a quasi-inf. n., though this seems doubtful,] of اختار. (TA.) You say, إِنَّ فِى الشَّرِّ خِيَارًا [Verily in evil there is a choice, or an option]; i. e. what may be chosen: a prov. (TA.) And أَنْتَ بِالخِيَارٍ and ↓ بِالْمُخْتَارِ [in some copies of the K بالمخيار, which, as is said in the TA, is a mistranscription, Thou hast the choice, or option]; i. e. choose thou what thou wilt. (K.) And البَيْعُ صَفْقَةٌ أَوْ خِيَارٌ Selling is decisive or with the option of returning. (Mgh in art. صفق.) Hence, خِيَارُ الرُّؤْيَةِ The choice of returning [on seeing it] a thing which one has purchased without seeing it. (Mgh, * Msb, * KT.) And خِيَارُ المَجْلِسِ [The choice of returning a thing purchased while sitting with the seller]. (TA.) And خِيَارُ العَيْبِ [and النَّقِيصَةِ] The choice of returning a thing to the seller when it has a fault, a defect, or an imperfection. (KT.) And خِيَارُ الشَّرْطِ The choice of returning a thing purchased when one of the two contracting parties has made it a condition that he may do so within three days or less. (KT.) And خِيَارُ التَّعْيِينِ The choice of specifying [ for instance] one of two garments, or pieces of cloth, which one has purchased for ten pieces [of money, or some other sum,] on the condition of so doing. (KT.) b2: See also مُخْتَارٌ, in three places. and see خَيْرٌ, in the middle of the paragraph, where it is explained as an epithet applied to a sing. subst., either masc. or fem. See also the first sentence of that paragraph. b3: It is also a pl. of خَيْرٌ [q. v.] as an epithet, (A, Msb, K,) [and as a noun denoting the comparative and superlative degrees.]

A2: Also [A species of cucumber; cucumis sativus Linn. a fructu minore: (Delile, Flor. Aeg. Illustr., no. 927 :)] i. q. قِثَّآءٌ: (S:) or resembling the قثّآء; (K, &c.;) which is the more suitable explanation: (TA:) or i. q. قَثَدٌ [q. v.]: an arabicized word: (Mgh:) [from the Persian خِيَارٌ:] not Arabic. (S.) b2: خِيَارُ شَنْبَرَ [The cassia fistula of Linn.;] a well-known kind of tree; (K;) a species of the خَرُّوب, resembling a large peach-tree; (TA;) abounding in Alexandria and Misr; (K;) and having an admirable yellow flower: (TA:) the latter division [or rather the whole] of the name is arabicized [from the Persian خِيَارْ چَنْبَرْ]. (TA.) خُيَيْرٌ: see خَيْرٌ, [of which it is the dim.,] in two places, in the latter half of the paragraph.

خَيِّرٌ, and its fem. خَيِّرَةٌ, and pl. fem. خَيِّرَاتٌ: see خَيْرٌ, (used as an epithet,) in eight places, in the former half of the paragraph.

خَائِرٌ [Doing good, or well: &c.:] act. part. n. of خَارَ. (S, TA.) أَخْيَرُ, and its pls. أَخَايِرُ and أَحْيَرُونَ: see خَيْرٌ, in eight places, in the latter half of the paragraph.

اِخْتِيَارِىٌّ [Of, or relating to, the will, or choice].

صِفَةٌ اخْتِيَارِيَّةٌ [meaning A quality which originates from, or depends upon, the will, or choice, i. e. an acquired quality,] is opposed to خِلْقِيَّةٌ. (Msb in art. مدح, &c.) مَخْيَرَةٌ [A cause of good: and hence,] excel-lence, and eminence, or nobility: so in the phrase, فُلَانٌ ذُو مَخْيَرَةٍ [Such a one is a possessor of eminence, &c.]. (A, TA.) مُخَيِّرٌ: see what follows.

مُخْتَارٌ act. part. n. [of 8, signifying Choosing, selecting, or electing]. (TA.) b2: And pass. part. n. [of the same, signifying Chosen, selected, elected, or preferred: and choice, select, or elect; as also ↓ خِيَارٌ, which signifies like wise the best of anything; often used in this sense, as a sing. and as a pl.; and excellent, or excellent and brisk, applied to a he-camel and to a she-camel; as mentioned above, voce خَيْرٌ]. (TA.) You say also ↓ جَمَلٌ خِيَارٌ in the sense of مُخْتَارٌ [A choice he-camel], and ↓نَاقَةٌ خِيَارٌ in the sense of مُخْتَارَةٌ [A choice she-camel]. (TA.) [See also خِيَرَةٌ.] The dim. of مُخْتَارٌ is ↓ مُخَيِّرٌ: the ت is thrown out because it is augmentative; and the ى is changed into ى because it was changed from ى in مختار: (S:) one should not say مُخَيْتِيرٌ. (El-Hareeree's Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Anthol. Gr. Ar. p. 49 of the Arabic text.) b3: See also خِيَارٌ.

بقي

بقي


بَقَى(n. ac. بَقْي)
a. see preceding root
&
see infra.

بَقِيَ(n. ac. بَقآء [] )
a. Remained, continued, lasted; survived, lived
long.

بَقَّيَa. Made to remain, last; left over.
b. ['Ala], Spared, pardoned.
أَبْقَيَa. see II
تَبَقَّيَa. Remained, lasted &c.
b. see X (b)
إِسْتَبْقَيَa. Guarded, preserved, kept.
b. Spared, pardoned.
c. [Min], Left of; let off.
بَاْقِيa. Remaining, continuing, lasting, surviving;
survivor.
b. [art.], The Eternal.
c. Rest, remainder.

بَاْقِيَةa. Vetch.

بَقَاْيa. Duration; continuance.

بَقِيَّة [] (pl.
بَقَايَا)
a. Rest, remainder, remnant.

بَقْوَى بُقْيَا
a. see 25t
ب ق ي: (بَقِيَ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ (بَقَاءً) وَكَذَا (بَقِيَ) الرَّجُلُ زَمَانًا طَوِيلًا أَيْ عَاشَ وَ (أَبْقَاهُ) اللَّهُ وَ (بَقِيَ) مِنَ الشَّيْءِ (بَقِيَّةٌ) وَ (الْبَاقِيَةُ) تُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8] أَيْ مِنْ بَقَاءٍ. وَ (أَبْقَى) عَلَى فُلَانٍ إِذَا أَرْعَى عَلَيْهِ وَرَحِمَهُ، يُقَالُ: لَا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ عَلَيَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: «بَقَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» بِفَتْحِ الْقَافِ أَيِ انْتَظَرْنَاهُ وَ (بَقَّاهُ تَبْقِيَةً) وَ (أَبْقَاهُ) وَ (تَبَقَّاهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى وَ (اسْتَبْقَى) مِنَ الشَّيْءِ تَرَكَ بَعْضَهُ وَ (اسْتَبْقَاهُ) اسْتَحْيَاهُ وَطَيِّئٌ تَقُولُ: (بَقَا) وَ (بَقَتْ) مَكَانَ بَقِيَ وَبَقِيَتْ وَكَذَا أَخَوَاتُهَا مِنَ الْمُعْتَلِّ. 
ب ق ي : بَقِيَ الشَّيْءُ يَبْقَى مِنْ بَابِ تَعِبَ بَقَاءً وَبَاقِيَةً دَامَ وَثَبَتَ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَبْقَيْتُهُ وَالِاسْمُ الْبَقْوَى بِالْفَتْحِ مَعَ الْوَاوِ وَالْبُقْيَا بِالضَّمِّ مَعَ الْيَاءِ، وَمِثْلُهُ الْفَتْوَى وَالْفُتْيَا، وَالثَّنْوَى وَالثُّنْيَا وَهِيَ الِاسْمُ مِنْ الِاسْتِثْنَاءِ، وَالرَّعْوَى وَالرُّعْيَا مِنْ أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ، وطيئ تُبْدِلُ الْكَسْرَةَ فَتْحَةً فَتَنْقَلِبُ الْيَاءُ أَلِفًا فَيَصِيرُ بَقَا وَكَذَلِكَ كُلُّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ سَوَاءٌ كَانَتْ الْكَسْرَةُ وَالْيَاءُ أَصْلِيَّتَيْنِ نَحْوَ بَقِيَ وَنَسِيَ وَفَنِيَ أَوْ كَانَ ذَلِكَ عَارِضًا كَمَا لَوْ بُنِيَ الْفِعْلُ لِلْمَفْعُولِ فَيَقُولُونَ فِي هُدِيَ زَيْدٌ وَبُنِيَ الْبَيْتُ هُدَا زَيْدٌ وَبُنَا الْبَيْتُ وَبَقِيَ مِنْ الدَّيْنِ كَذَا فَــضَلَ وَتَأَخَّرَ وَتَبَقَّى مِثْلُهُ وَالِاسْمُ الْبَقِيَّةُ وَجَمْعُهَا بَقَايَا وَبَقِيَّاتٍ مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا وَعَطِيَّاتٍ. 
بقي
البَقَاء: ثبات الشيء على حاله الأولى، وهو يضادّ الفناء، وقد بَقِيَ بَقَاءً، وقيل: بَقَي في الماضي موضع بقي، وفي الحديث: «بقينا رسول الله» أي: انتظرناه وترصّدنا له مدة كثيرة، والباقي ضربان: باق بنفسه لا إلى مدّة وهو الباري تعالى، ولا يصحّ عليه الفناء، وباق بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء.
والباقي بالله ضربان:
- باق بشخصه إلى أن يشاء الله أن يفنيه، كبقاء الأجرام السماوية.
- وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه، كالإنسان والحيوان.
وكذا في الآخرة باق بشخصه كأهل الجنة، فإنهم يبقون على التأبيد لا إلى مدّة، كما قال عزّ وجل: خالِدِينَ فِيها [البقرة/ 162] .
والآخر بنوعه وجنسه، كما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «أنّ ثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ويأكلونها ثم تخلف مكانها مثلها» ، ولكون ما في الآخرة دائما، قال الله عز وجل: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى [القصص/ 60] ، وقوله تعالى: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ
[الكهف/ 46] ، أي:
ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال، وقد فسّر بأنها الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله ، والصحيح أنها كلّ عبادة يقصد بها وجه الله تعالى ، وعلى هذا قوله: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ
[هود/ 86] ، وأضافها إلى الله تعالى، وقوله تعالى: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ
[الحاقة/ 8] . أي: جماعة باقية، أو:
فعلة لهم باقية. وقيل: معناه: بقية. قال: وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل ، وما هو على بناء مفعول ، والأوّل أصح.
ب ق ي

ما بقيت منهم باقية، ولا وقتهم من الله واقية. وما لفلان مبقى أي بقاء. وأين للإنسان المبقى؟ وأين للناس المباقي؟ وعليهم بواقي الخراج. واستبقى الأمير الجاني واستحياه إذا عفا عنه فلم يقتله. واستبقى أخاه إذا عفا عن زلله لتبقى مودته. قال النابغة:

ولست بمستبق أخاً لا تلمسه ... على شعث، أي الرجال المهذب؟

وتبقاه بمعنى استبقاه. وفي مثل: " لا ينفعك من زاد تبق، ولا مما هو واقع توق ". وأبقى عليه بقيا وبقية، وهم مباق على قومهم. قال النابغة:

وأخبرتهم أبقوا على الأصل إذ علوا ... على أنهم قدماً مباقٍ على الأصل

ومالي عليه بقيا وبقية، ومالي عليه رعوى ولا بقوى، قال لبيد:

فما بقيا على تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال وقال:

وما صد عني خالد من بقية ... ولكن أتت دوني الأسود الهواصر

وقال:

كلفني حبي للدراهم ... وقلة البقوى على المغارم

خدمة من لست له بخادم

ويقولون: أنشدك الله والبقيا أي أسألك بالله أن تبقي عليّ. وبقينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انتظرناه. وابن المؤذن: انتظره.

ومن المجاز: ركبوا المبقيات، وجنبوا المنقيات، وهي الخيل التي لا يخرجن ما عندهن من الجري فهن أحرى أن لا يلغبن. قال بشر بن أبي حازم:

لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم ... وأدرك جري المبقيات لغوبها

وناقة مبقية: لا تعطي الدركلة. قال النضر: هي التي لا تستفرغ غزراً، تحلب نصف العلبة، ليست بصاحبة إثراع المحلب. فإذا نضبت الإبل وبكأت كانت على حالها ذات بقية. والمنقيات السمان ذوات النقي.
بقي
بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من يَبقَى، ابْقَ، بَقاءً، فهو باقٍ، والمفعول مبقيّ به
• بقِي الحقُّ وغيرُه: دام وثبَت على وضْعِه زمنًا طويلاً، استمرَّ وجودُه "بقي على قيد الحياة رغم الأخطار/ طريحَ الفراش- {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} " ° بقِيَ حِبْرًا على وَرَق: لم يُنفّذ أو لم يُؤخذ به- بقِيَ على حاله/ بقِيَ على الدهر: استمرّ ولم يتغيّر.
• بقِي بالمكان/ بقِي في المكان: أقام ومكث فيه "بقي في الخارج".
• بقِي من المالِ شيءٌ: فــضَل "بقي له من الثَّروة شيء ضئيل- {اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} ". 

أبقى/ أبقى على/ أبقى من يُبقي، أَبْقِ، إبقاءً، فهو مُبْقٍ، والمفعول مُبْقًى
• أبقى الأمرَ ونحوَه: تركه على حاله "من العوامل التي أبقت الشعوب متخلّفة فسادُ الحكم والجهل- {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى. وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} " ° كالجراد لا يُبقي ولا يذر: التَّعبير عن اشتداد الأمور.
• أبقى على صداقته: حفظها وأدامها، ثبّتها ورعاها "استسلم الأعداء فأبقى القائدُ على حياتهم- أبقى على ماله"? أبقاك الله: حفظك وأطال عُمْرَك- أبقى على فلان: رحمه وأشفق عليه.
• أبقى من ماله: وفّر، ادّخر بعضَه. 

استبقى/ استبقى من يستَبْقي، استَبْقِ، اسْتِبْقاءً، فهو مُسْتَبْقٍ، والمفعول مُسْتَبْقًى
• استبقى الضَّيفَ: أراد بقاءَه "ستظلُّون مستَبْقَيْن/ مستبقِين حتى تظهر براءتُكم" ° استبقى أخاه: صفح عن زلله، لتبقى مودّته.
• استبقى من المال ونحوِه: أبْقى، ترك بعضَه "استبقى من ماله لإنفاقه عند الحاجة". 

بقَّى يبقِّي، بَقِّ، تَبْقيةً، فهو مُبقٍّ، والمفعول مُبقًّى
• بقَّى الطَّعامَ وغيرَه: تركَه وخَلاّهُ "بقّى رصيدًا من حسابه في المصرف". 

تبقَّى/ تبقَّى من يتبقَّى، تَبَقَّ، تبقّيًا، فهو مُتبقٍّ،

والمفعول مُتبقًّى
• تبقَّى الضَّيفَ وغيرَه: حاول إبقاءه.
• تبقَّى من المال: بقِي، فَــضَلَ

إبقاء [مفرد]: مصدر أبقى/ أبقى على/ أبقى من. 

استبقاء [مفرد]: مصدر استبقى/ استبقى من. 

باقٍ [مفرد]: ج باقون (للعاقل) وبَواقٍ، مؤ باقية، ج مؤ باقيات وبَواقٍ:
1 - اسم فاعل من بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من: عكس فانٍ ° باقٍ على قيد الحياة: لا يزال حيًّا.
2 - ثابت بعد زوال غيره "الأيّام الباقية- {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ} ".
3 - (جب) فاضل أو فــضلــة بعد عمليّة حسابيّة ما، ما يزيد من العدد بعد الطَّرح "باقي القسمة عددٌ صحيحٌ- سأنتظر نصف السّاعة الباقي/ الباقية" ° باقي حساب: ما يبقى مستحقًّا بعد إقفال حساب.
• الباقي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المستأثر بالبقاء والدّوام، وهو نتيجة كونه واجبَ الوجود لذاته، فهو الأوّل بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء. 

باقيَة [مفرد]: ج باقيات وبَواقٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من.
2 - ما بقي من الشّيء أو من أصوله " {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} " ° البَقيَّة الباقية: آخر ما تبقَّى.
3 - عملٌ باقي الأثر " {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا}: الثابتات الدَّائمات" ° الحياة الباقيةُ/ الدَّار الباقيةُ: الحياة الآخرة، ما بعد الموت، دار البقاء. 

بَقاء [مفرد]:
1 - مصدر بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من ° بقاء الأصلح: استمرار الأنسب، اختيار طبيعيّ للأجناس- البقاء لله: كلمة عزاء- تنازُع البقاء/ تنازُع على البقاء: صراع بين كائنات النوع الواحد للحصول على القوت والغذاء من أجل البقاء والوجود وتكون فيه الغَلَبة للأفــضل- دار البقاء: الآخرة، خلاف دار الفناء وهي الحياة في هذه الدنيا- غريزة البقاء: الرَّغبة الفطريَّة في البقاء على قيد الحياة.
2 - مُتَبقٍّ، ما يبقى بعد زوال شيء أو استمرار حياة ظاهرة أو عضو في هيئة ما بعد اختفاء الأسباب التي أدت إلى وجوده، ومنه مخلّفات العادات والتَّقاليد "عارضوا بقاء قانون الطوارئ بعد انتهاء الحرب". 

بُقْيا [مفرد]: ما فــضَل، أو ما ادُّخِر ° نَشَدْتُك اللهَ والبُقْيا: أن تستبقى المودّة والتواصل. 

بَقِيَّة [مفرد]: ج بَقايا:
1 - باقية، مابقي من الشّيء أو من أصوله "بقيّة المال/ الثروة- استمعنا إلى بقيّة الحديث- بقايا إنسان قديم- {بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ}: ما ادخره عنده من طاعات وثواب" ° بقايا الشَّيء: ما يتبقى بعد أخذ أو تحطيم أجزاء أخرى.
2 - ما بقِي من مجموعة ما قليلاً أو كثيرًا "وافقت بقيّة دول عدم الانحياز على البيان الختاميّ- حضر المتفوّق أوّلاً ثم جاء بقيّة الطُّلاّب" ° البَقيَّة الباقية: آخر ما تبقَّى.
3 - (كم) ثفالة المادّة ورواسبها وما يبقى منها بعد التَّجربة.
4 - عقل ونظر في الأمور " {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إلاَّ قَلِيلاً} ".
• البقايا المتحجِّرة: (جو) بقايا بعض الحيوانات والنباتات المحفوظة على شكل قالب في الصَّخر، في نفس صلابة المادَّة الحجريَّة أو المعدنيَّة. 

تبْقِية [مفرد]: مصدر بقَّى. 

بقي: في أَسماء الله الحسنى الباقي: هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في

الإستقبال إلى آخر ينتهي إليه، ويعبر عنه بأَنه أَبديّ الوجود. والبَقاء:

ضدّ الفَناء، بَقِيَ الشيءُ يَبْقَى بَقاءً وبَقَى بَقْياً، الأَخيرةُ لغة

بلحرث بن كعب، وأَبقاه وبَقَّاه وتَبَقَّاه واسْتَبْقاه، والاسم

البَقْيَا والبُقْيَا. قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى البُقْوَى، بالواو وضم

الباء. والبَقْوَى والبَقْيا: إسمان يوضعان موضع الإبْقاء، إن قيل: لم

قلبت العرب لام فَعْلَى إذا كانت اسماً وكان لامها ياء واواً حتى قالوا

البَقْوَى وما أَشبه ذلك نحو التَّقْوَى والعَوَّى

(* قوله «العوَّى» هكذا

في الأصل والمحكم)؟ فالجواب: أَنهم إنما فعلوا ذلك في فَعْلى لأَنهم قد

قلبوا لام الفُعْلَى، إذا كانت اسماً وكانت لامها واواً، ياء طلباً للخفة،

وذلك نحو الدُّنْيا والعُلْيا والقُصْيا، وهي من دَنَوْتُ وعَلَوْتُ

وقَصَوْت، فلما قلبوا الواو ياء في هذا وفي غيره مما يطول تعداده عوَّضوا

الواو من غلبة الياء عليها في أَكثر المواضع بأَن قلبوها في نحو البَقْوَى

والثَّنْوَى واواً، ليكون ذلك ضرباً من التعويض ومن التكافؤ بينهما. وبقي

الرجلُ زماناً طويلاً أَي عاش وأَبقاه الله. الليث: تقول العرب

(* قوله

«الليث تقول العرب إلخ» هذه عبارة التهذيب وقد سقط منها جملة في كلام

المصنف ونصها: تقول العرب نشدتك الله والبقيا وهي البقية، أبو عبيد عن

الكسائي قال: البقوى والبقيا هي الإبقاء مثل الرعوى إلخ). نَشَدْتُك الله

والبُقْيَا؛ هو الإبقاء مثل الرَّعْوى والرُّعْيا من الإرْعاء على الشيء، وهو

الإبْقاء عليه. والعرب تقول للعدوّ إذا غَلَبَ: البَقِيَّةَ أَي

أَبْقُوا علينا ولا تستأْصلونا؛ ومنه قول الأَعشى:

قالوا البَقِيَّة والخَطِّيُّ يأْخُذُهم

وفي حديث النجاشي والهجرة: وكان أَبْقَى الرجلين فينا أَي أَكثر إبقاء

على قومه، ويروى بالتاء من التُّقى. والباقِيةُ توضع موضع المصدر. ويقال:

ما بَقِيَتْ منهم باقِيةٌ

ولا وَقاهم الله من واقِيَة. وفي التنزيل العزيز: فهل تَرى لهم من

باقية؛ قال الفراء: يريد من بَقاء. ويقال: هل ترى منهم باقياً، كل ذلك في

العربية جائز حسن، وبَقِيَ من الشيء بَقِيَّةٌ. وأَبْقَيْتُ على فلان إذا

أَرْعَيْتَ عليه ورَحِمْتَه. يقال: لا أَبْقَى اللهُ عليك إن أَبْقَيْتَ

عليَّ، والإسم البُقْيَا؛ قال اللَّعِين:

سَأَقْضِي بين كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ،

وبَيْنَ القَيْنِ قَيْنِ بَني عِقَالِ

فإنَّ الكلبَ مَطْعَمُه خَبيثٌ،

وإنَّ القَيْنَ يَعْمَلُ في سِفَالِ

فما بُقْيَا عليّ ترَكْتُماني،

ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ

وكذلك البَقْوى، بفتح الباء. ويقال: البُقْيَا والبَقْوَى كالفُتْيا

والفَتْوَى؛ قال أَبو القَمْقام الأَسَدِيُّ:

أُذَكِّرُ بالبَقْوَى على ما أَصابَني،

وبَقْوايَ أَنِّي جاهِدٌ غَير مُؤتَلي

واسْتَبْقَيتُ من الشيء أَي تركت بعضه. واسْتبقاه: اسْتَحْياه، وطيِّءٌ

تقول بَقَى وبَقَتْ مكان بَقِيَ وبَقيَتْ، وكذلك أَخواتها من المعتل؛ قال

البَولاني:

تَسْتَوْقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ، وتَصْـ

ـطادُ نُفُوساً بُنَتْ على الكَرَمِ

أَي بُنِيَتْ، يعني إذا أَخطأَ يُورِي النارَ. والبقيَّةُ: كالبَقْوَى.

والبِقيَّة أَيضاً: ما بقي من الشيء. وقوله تعالى: بَقِيَّةُ الله خير

لكم. قال الزجاج: معناه الحالُ التي تبقى لكم من الخير خير لكم، وقيل: طاعة

الله خير لكم. وقال الفراء: يا قوم ما أُبقي لكم من الحلال خير لكم،

قال: ويقال مراقبة الله خير لكم. الليث: والباقي حاصل الخَراج ونحوه، ولغة

طيء بَقَى يَبْقى، وكذلك لغتهم في كل ياء انكسر ما قبلها، يجعلونها أَلفاً

نحو بَقَى ورَضَى وفَنَى؛ وقوله عز وجل: والباقياتُ الصالحاتُ خير عند

ربك ثواباً؛ قيل: الباقيات الصالحات الصلوات الخمس، وقيل هي الأَعمال

الصالحة كلها، وقيل: هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أَكبر.

قال: والباقيات الصالحات، والله أَعلم، كل عمل صالح يَبْقَى ثوابه.

والمُبْقِياتُ من الخيل: التي يَبْقَى جَريُها بعد انقطاع جَرْي الخيل؛

قال الكَلْحَبةُ اليَرْبوعِيُّ:

فأَدْرَكَ إبْقاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها،

وقد جَعَلَتْني من حزِيمةَ إصْبَعا

وفي التهذيب: المُبْقِياتُ من الخيل هي التي تُبْقِي بعضَ جَريها

تَدَّخِره. والمُبْقِياتُ: الأَماكن التي تُبقِى ما فيها من مناقع الماء ولا

تشربه؛ قال ذو الرمة:

فلما رَأَى الرَّائي الثُّرَيَّا بسُدْفةٍ،

ونَشَّتْ نِطافُ المُبْقِياتِ الوقائع

واسْتَبْقى الرجلَ وأَبقى عليه: وجب عليه قتل فعفا عنه. وأَبْقيْتُ ما

بيني وبينهم: لم أُبالغ في إفساده، والإسم البَقِيَّةُ؛ قال:

إنْ تُذْنِبُوا ثم تأْتِيني بَقِيَّتُكم،

فما عليَّ بذَنْبٍ منكُم فَوْتُ

أَي إبقاؤكم: ويقال: اسْتَبْقَيْتُ فلاناً إذا وجب عليه قتل فعفوت عنه.

وإذا أَعطيت شيئاً وحَبَسْتَ بعضَه قلت: استبقيت بعضه. واسْتَبْقَيْتُ

فلاناً: في معنى العفو عن زلله واسْتِبْقاء مودَّته؛ قال النابغة:

ولَسْتَ بمُسْتَبْقِ أَخاً لا تَلُمُّه

على شَعَثٍ، أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟

وفي حديث الدعاء: لا تُبْقِي على من يَضْرَعُ إليها، يعني النار. يقال:

أَبْقَيْت عليه أُبْقِي إبْقاءً إذا رحمته وأَشفقت عليه. وفي الحديث:

تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ؛ هو أَمر من البقاء والوِقاء، والهاء فيهما للسكت، أَي

اسْتَبْق النفسَ ولا تُعَرِّضْها للهَلاك وتحرّز من الآفات. وقوله تعالى:

فلولا كان من القرون من قبلكم أُولو بَقِيَّة ينهون عن الفساد؛ معناه

أُولو تمييز، ويجوز أُولوا بقية أُولو طاعة؛ قال ابن سيده: فسر بأَنه

الإبقاء وفسر بأَنه الفَهْم، ومعنى البَقِيَّة إذا قلت فلان بَقِيَّة فمعناه

فيه فَــضْل فيما يُمْدَحُ به، وجمع البَقِيَّة بقايا. وقال القتيبي: أُولو

بَقِيَّة من دِينِ قوم لهم بَقِيَّة إذا كانت بهم مُسْكَة وفيهم خير. قال

أَبو منصور: البَقيَّة اسم من الإبْقاء كأَنه أَراد، والله أَعلم، فلولا

كان من القرون قوم أُولوا إبقاء على أَنفسهم لتمسكهم بالدين المرضي،

ونصب إلا قليلاً لأَن المعنى في قوله فلولا كان فما كان، وانتصاب قليلاً على

الانقاع من الأَول. والبُقْيَا أَيضاً: الإبْقاءُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

فلولا اتِّقاءُ الله بُقْيايَ فيكما،

لَلُمْتُكما لَوْماً أَحَرَّ من الجَمْرِ

أَراد بُقْيايَ عليكما، فأَبدل في مَكانَ على، وأَبدل بُقْيايَ من اتقاء

الله. وبَقَاهُ بَقْياً: انتظره ورَصَدَه، وقيل: هو نظرك إليه؛ قال

الكُمَيْت وقيل هو لكثير:

فما زلْتُ أَبْقِي الظُّعْنَ، حتى كأَنها

أَواقِي سَدىً تَغْتالهُنَّ الحَوائِكُ

يقول: شبهت الأَظْعَان في تباعدها عن عيني ودخولها في السراب بالغزل

الذي تُسْديه الحائكةُ فيتناقص أَوَّلاً فأَوّلاً. وبَقَيْتُه أَي نظرت

إليها وترقبته. وبَقِيَّةُ الله: انتظارُ ثوابه؛ وبه فسر أَبو عليّ قوله:

بقيةُ الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، لأَنه وإنما ينتظر ثوابه من آمن به.

وبَقِيَّةُ: اسم. وفي حديث معاذ: بَقَيْنا رسولَ الله وقد تأَخر لصلاة

العَتَمة، وفي نسخة: بَقَيْنا رسولَ الله في شهر رمضان حتى خَشينا فوتَ

الفَلاح أَي انتظرناه. وبَقَّيْتُه، بالتشديد، وأَبقيَته وتَبَقَّيْتُه كله

بمعنى. وقال الأَحمر في بَقَيْنا: انتظرنا وتبصرنا؛ يقال منه: بَقَيْتُ

الرجلَ أَبْقِيه أَي انتظرته ورَقَبْتُه؛ وأَنشد الأَحمر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتِها،

جُنْحُ النَّواصِي نَحْوَ أَلْوِياتِها،

كالطَّير تَبقي مُتَداوِِماتِها

يعني تنظر إليها. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، وصلاة الليل:

فبَقَيْتُ كيف يصلي النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وفي رواية: كراهة أَن

يَرَى أَني كنت أَبْقِيه أَي أَنْظُره وأَرْصُده. اللحياني: بَقَيْتُه

وبَقَوْتُه نظرت إليه، وفي المحكم: بَقَاه بعينه بَقَاوَةً نظر إليه؛ عن

اللحياني. وبَقَوْتُ الشيءَ: انتظرته، لغة في بَقَيْتُ، والياء أَعلى.

وقالوا: ابْقُهْ بَقْوَتَك مالَك وبَقَاوَتَك مالَك أَي احفظه حفْظَك

مالَك.

مزي

[م ز ي] المَزْيُ والمَزِيَّةُ في كُلِّ شَيءٍ: التَّمَامُ والكَمالُ. وتَمازَي القَوْمُ: تَفَاضَلُــوا. وأَمْزَيْتُه عليه: فَــضَّلْــتُه، عن ابْنِ الأَعْرابِيّ، وأَبَاهَا ثَعْلَبٌ. والمَزِيَّةُ: الطَّعَامُ يُخَصُّ به الرَّجُلُ، عَنْ ثَعْلَبٍ.
م ز ي

له عليه مزيّةٌ. قال:

وعندي لأرباب العراب مزية ... على فارس البرذون أو فارس البغل

وقد تمزّيت علينا يا فلان: تفــضلــت أي رأيت لك الفــضل علينا. ومزّيت فلاناً: قرّظته وفــضّلــته. ومزّيت متاعه حتى نفّقته له.
م ز ي : الْمَزِيَّةُ فَعِيلَةٌ وَهِيَ التَّمَامُ وَالْفَضِيلَةُ وَلِفُلَانٍ مَزِيَّةٌ أَيْ فَضِيلَةٌ يَمْتَازُ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ قَالُوا وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ وَهُوَ ذُو مَزِيَّةٍ فِي الْحَسَبِ وَالشَّرَفِ أَيْ ذُو فَضِيلَةٍ وَالْجَمْعُ مَزَايَا مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا. 

مزي


مَزَى(n. ac. مَزْي)
a. Was proud, arrogant.

مَزَّيَa. Praised, exalted.

مُزَاة []
a. Great, powerful.

مَازٍa. Separate, far apart.

مَازِيَة []
a. see 25t
مَزِيّa. Distinguished.
b. Elegant.

مَزِيَّة [] (pl.
مَزَايَا)
a. Quality, merit; characteristic.
b. Privilege, prerogative.
c. Perfection.

مُتَمَازٍ
a. [ N. Ag VI]
see 21
قَعَدَ عَنِّي مَازِيًا
a. He seated himself right away from me.
مزي: مزية: إيثار، تفضيل، اصطفاء، جميل، معروف، فــضل (معجم البيان، ابن بطوطة 2: 168، عبد الواحد 270: 7): فــضل طوعي، نعمة، لطافة (بوشر بربرية): حظوة، مراعاة، محاباة (شيرب ديال 110، همبرت).
مزية: حصانة، مناعة ضد الأمراض، إعفاء، استثناء، تنزه عن، امتياز، هبة مقترنة بالشعور بالكرامة، مزية والجمع مزايا: حصانات، مناعات، حريات، إعفاءات (انظر الهامش السابق).
مزية: مسرة، فــضل، مسعى حميد (بوشر، بربرية) سرور، حبور (مارتن 13، هلو: معروف، جميل).
مزية والجمع مزايا: أعمال باهرة، جرائم (من قبيل التهكم) (بوشر).
مزي
: (ي ( {مَزَى، كرَمَى) ، مَزْواً: (تَكَبَّرَ) ، وَهُوَ مازٍ.
(} والمُزاةُ: الجَبابِرَةُ) ، جَمْعُ {مازٍ كقاضٍ وقُضاةٍ.
(} والمَزِيُّ، كغَنِيَ: الظَّرِيفُ.
( {والتَّمْزِيةُ: المَدْحُ) والتَّقْرِيظُ.
(وقَعَدَ عَنِّي} مازِياً {ومُتَمازِياً) :) أَي (مُخالِفاً بَعِيداً) ؛) كَذَا فِي اللِّسان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المَزْو} والمَزْيُ فِي كلِّ شيءٍ: التَّمامُ والكمالُ والفَضِيلَةُ، {كالمَزِيَّةِ، كغَنِيَّةٍ.
} وتمَازَوْا: تَفاضَلَــوْا.
{وأَمْزَيْته عَلَيْهِ: فَــضَّلْــته؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وأَباها ثَعْلَب، وَلَا يُبْنَى فِعْلٌ مِن} المَزِيَّةِ.
{ومَزايَا خَيْلِ الغارَةِ: مَواقِعُها الَّتِي تَنْصَبُّ عَلَيْهَا.
} والمازِيَةُ: الفَــضْلُ.
{والمَزِيَّةُ: الطَّعَامُ يُخَصُّ بِهِ الرَّجُل؛ عَن ثَعْلَب.
مزي
تمازى يتمازى، تَمازَ، تمازيًا، فهو مُتمازٍ
• تمازى القومُ: تفاضلــوا. 

تمزَّى على يتمزّى، تَمَزَّ، تَمَزّيًا، فهو مُتمزٍّ، والمفعول مُتَمَزًّى عليه
• تمزَّى عليهم بماله: رأى لنفسه الفــضلَ عليهم. 

مزَّى يمزِّي، مزِّ، تمزيةً، فهو مُمَزٍّ، والمفعول مُمَزًّى
• مزَّى صديقَه: قرّظه وفــضَّلــه. 

تمزية [مفرد]: مصدر مزَّى. 

مَزِيَّة [مفرد]: ج مزِيّات ومَزايا: فضيلة يمتاز بها الإنسانُ أو الشَّيءُ على غيره "يتمتّع الطُّلاَّب المتفوِّقون بكثير من المزايا- من مزاياه أنّه لا يغتاب أحدًا".
• مزايا المؤلَّف/ مزايا الكتاب: ما يجعله خليقًا بالتَّقدير. 

عرس

(عرس) : عَرَسَ عَنِّي: عَدَل عني.
(عرس) المسافرون أعرسوا
(عرس) : أَعْرَسَه: لَزمَه.
(عرس)
عَن الشَّيْء عرسا عدل وَالْبَعِير شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك فَهُوَ عارس وعراس

(عرس) فلَان عرسا بطر ودهش وَلزِمَ الْقِتَال فَلم يبرحه فَهُوَ عرس وَالشَّيْء اشْتَدَّ وَيُقَال عرس الشَّرّ بَينهم لزم ودام وبالشيء لزمَه وألفه يُقَال عرس الصَّبِي بِأُمِّهِ
عرس خرس عذر نقع طخا أَبُو عبيد: الَّلخْلَخَانِيَّة العُجْمة يُقَال رجل لَخْلَخانِيٌّ وَامْرَأَة لخلخانية إِذا كَانَا لَا يفصحان قَالَ البعيث بن بشر: (الطَّوِيل)

سيترُكُها إِن سَلَّم الله جارَها ... بَنو اللخلخانيّات وَهِي رُتُوع

أَرَادَ بني العجميات] .
(عرس) - في الحَدِيث: "أنّه عَرَّسَ" .
: أي نَزَل للنَّوم والاسْتِراحة - والتَّعْرِيسُ: النُّزول لِغَيْر إقامَة. وقيل: هو النُّزُولُ آخِرَ الليل. - في الحديث: "فأصبح عَرُوسًا"
يُقال: للرَّجل عَرُوسٌ، كما يقال للمرأة، وذلك إذا أعَرسَا، أو أَعرسَ أَحدُهما بالآخر.
والعُرسُ: الطَّعام الذي يُتَّخَذ لذلك، وهي مؤنثة.
ع ر س

" هو أنقى من الخير من طست العروس " أي لا خير عنده، " ولا مخبأ لعطر بعد عروس ". وشهدنا عرس فلان فيا لها من عرس، ورأينا عرسه فيا لها من عرس، والعرس مؤنثة. قال:

إنا وجدنا عرس الخياط ... مذمومة لئيمة الحواط وفلان يتعرّس لامرأته أي يتحبب إليها. وهذه عرائس الإبل وعطراتها: لكرامها. وهو أمنع من عرس الأسد في عريسه وهي لبوته. وما نزلوا غير تعريسة كحسوة طائر. ومالي بأرض الهوان من معرس ساعة.

عرس


عَرَسَ(n. ac. عَرْس)
a. Bound (camel).
b. Was cheerful, gay. _ast;

عَرِسَ(n. ac. عَرَس)
a. Was merry, boisterous.
b. [Bi], Kept, clave, held fast to.
c. Became severe.
d. ['An], Was fatigued, was incapacitated from.
e. ['An], Held back, refrained from.
f. Was perplexed, confused.

عَرَّسَa. Halted ( at night ).
أَعْرَسَa. Gave a marriage-feast.
b. Brought the bride home.
c. see (عَرِسَ) (b) & II.
تَعَرَّسَ
a. [La], Showed affection to.
عَرْسa. Partition, wall.
b. Tentpole.

عِرْس
(pl.
أَعْرَاْس)
a. Spouse: husband; wife.

عِرْسِيّa. A certain dye.

عُرْس
(pl.
أَعْرَاْس)
a. Wedding, marriage.
b. Marriage-feast; festivities, rejoicings.

عُرُس
( pl.

عُرُسَات )
a. see 3
عَرِيْس
a. [ coll. ]
see 26 (a)
عَرُوْس
(pl.
عُرُس)
a. Betrothed: bridegroom.
b. see 26t
عَرُوْسَة
(pl.
عَرَاْئِسُ)
a. Betrothed; bride.

عِرِّيْس
عِرِّيْسَة
30ta. Thicket; haunt of of a lion.

N. P.
عَرَّسَأَعْرَسَa. Halting-place, encampment, bivouac.

إِبْن عِرْس (
pl.
a. بَنَات عِرْس ), Weasel.
عرس
العِرسُ: امْرَأةُ الرجُل. ولبوءة الأسَد. والعَرُوْس: الرجُل والمَرْأةُ جميعاً. وأعْرَسَ بامْرأتِه. والعرس: الطعَامُ يُتخَذُ للعَرُوس، وهي مؤنثة. وتَعَرسَ لامْرأته: تَحببَ إليها.
وفي المَثَل: " أنْقى من الخَيْر من طَسْتِ العَرُوْس " و " أحْيا من عَرُوْس ".
وعَرَائِسُ النُّوْقِ: كرامُها. والعريْس والعِريسَةُ: الشجَرُ المُلْتَفُّ تأوي إليه الأسْد. واعْتَرَسَ: اتخَذَ أجَمَةً. والتعْرِيْسُ: نُزولٌ خَفيفٌ في آخِر الليْل.
وابنُ عِرْس: دوَيبةٌ دوْنَ السنَوْر، والجَميعُ بَناتُ عِرْس ذَكَراً كان أو أنْثى. والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الضَبْغ لَوْنُه لَوْنُ ابنِ عِرْس. وعَرَسْتُ البَعيرَ: شَددْتَ عُنُقَه إلى إحدى يَدَيْه وهو بارِكٌ. والحَبْلُ: العِرَاس. واعْتَرَسَ الفَحْلُ الناقَة: قَفَز على رَقَبَتِها وكْرَهَها على البرُوْك. والعَيرسُ: الشجَاعُ لا يَبْرَحُ مكانه في القِتال. والمُتَحَيرُ الدهِشُ؛ جميعاً. وعَرِسَ الكَلْبُ عن الصيْد: خرقَ فلم يَدْنُ منه. وعرِس به: لَزمَه.
واعْتَرسُوا عنه: تَفَرقوا.
(ع ر س) : (أَعْرَسَ) الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ بَنَى عَلَيْهَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي مُتْعَةِ الْحَجِّ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ ذَلِكَ وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا بِهِنَّ مُعْرِسِينَ هَكَذَا بِالتَّخْفِيفِ يَعْنِي مُلِمِّينَ (وَالْعُرْسُ) بِالضَّمِّ الِاسْم (وَمِنْهُ) «إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ فَلْيُجِبْ» أَيْ إلَى طَعَامِ عِرَاسٍ (وَعِرْسُ الرَّجُلِ) بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ (وَمِنْهَا) ابْنُ عِرْسٍ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ رَاسُو وَأَمَّا عَرَّسَ بِهَا فِي حَدِيث مَيْمُونَةَ بِمَعْنَى أَعْرَسَ فَخَطَأٌ إنَّمَا التَّعْرِيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَكَذَا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ عَرِسْتُ وَأَنَا عَبْدٌ وَأَخَذَهُ مِنْ عَرِسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ فِي الْقِتَال إذَا لَزِمَهُ أَوْ مِنْ عَرِسَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ إذَا أَلِفَهَا خَطَأٌ آخَر لِأَنَّ الْمُرَادَ فِي الْحَدِيثِ اتِّخَاذ الْعُرْسِ أَوْ الْعِرْسِ وَذَاكَ مِنْ بَابِ أَفْعَل لَا غَيْرُ.
عرس وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ فِي مُتعة الْحَج: قد علمت أَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قد فعلهَا وَأَصْحَابه وَلَكِنِّي كرهت أَن يَظلوا بِهن مُعرِسين تَحت الْأَرَاك ثمَّ يُلّبون بِالْحَجِّ تقطر رؤوسهم. قَالَ أَبُو عبيد: المُعرس الَّذِي يغشى امْرَأَته واصله من العُرس شبه بذلك وَإِنَّمَا نهى عَن هَذَا لِأَنَّهُ كره الْمُتْعَة يَقُول: فَإِذا أحلّ من عمرته أَتَى النِّسَاء ثمَّ أهلّ بِالْحَجِّ فَنهى عَن ذَلِك وَقد رويت الرُّخْصَة عَنهُ. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ: نعم الْمَرْء صُهيب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَالْمعْنَى وَالْوَجْه فِيهِ أَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَرَادَ أنّ صهيبا إِنَّمَا يُطِيع الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حبّا [لَهُ -] لَا مَخَافَة عِقَابه يَقُول: فَلَو لم يكن عِقَاب يخافه مَا عصى الله [عز وَجل -] أَيْضا ومثل ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن بَعضهم أَنه قَالَ: مَا أحبّ أنْ أعبُدَ اللهَ لِطمع فِي ثَوَاب وَلَا مَخَافَة عِقَاب فَأَكُون مثل عبد السوء إِن خَافَ موَالِيه أطاعهم وَإِن لم يخفهم عصاهم وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أعبد الله حُبّا لَهُ.
ع ر س: (الْعَرُوسُ) نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ مَا دَامَا فِي أَعْرَاسِهِمَا. يُقَالُ: رَجُلٌ عَرُوسٌ وَرِجَالٌ (عُرُسٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَامْرَأَةٌ (عَرُوسٌ) وَنِسَاءٌ (عَرَائِسُ) . وَ (الْعِرْسُ) بِالْكَسْرِ امْرَأَةُ الرَّجُلِ وَالْجَمْعُ (أَعْرَاسٌ) . وَرُبَّمَا سُمِّيَ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى (عِرْسَيْنِ) . وَ (ابْنُ عِرْسٍ) دُوَيْبَّةٌ يُجْمَعُ عَلَى بَنَاتِ عِرْسٍ. وَكَذَلِكَ ابْنُ آوَى وَابْنُ مَخَاضٍ وَابْنُ لَبُونٍ وَابْنُ مَاءٍ. تَقُولُ: بَنَاتُ آوَى وَبَنَاتُ مَخَاضٍ وَبَنَاتُ لَبُونٍ وَبَنَاتُ مَاءٍ. وَحَكَى الْأَخْفَشُ: بَنَاتُ عِرْسٍ وَبَنُو عِرْسٍ وَبَنَاتُ نَعْشٍ وَبَنُو نَعْشٍ. وَ (الْعُرْسُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَجَمْعُهُ (أَعْرَاسٌ) وَ (عُرُسَاتٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ. وَقَدْ (أَعْرَسَ) فُلَانٌ أَيِ اتَّخَذَ عُرْسًا. وَأَعْرَسَ بِأَهْلِهِ بَنَى بِهَا. وَكَذَا إِذَا غَشِيَهَا. وَلَا تَقُلْ: عَرَّسَ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. قُلْتُ: قَوْلُهُ بَنَى بِهَا هُوَ أَيْضًا مِمَّا تَقُولُهُ الْعَامَّةُ وَهُوَ خَطَأٌ كَذَا ذَكَرَهُ فِي [ب ن ى] وَ (التَّعْرِيسُ) نُزُولُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَقَعُونَ فِيهِ وَقْعَةً لِلِاسْتِرَاحَةِ ثُمَّ يَرْتَحِلُونَ، وَ (أَعْرَسُوا) فِيهِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْمَوْضِعُ (مُعَرَّسٌ) بِالتَّشْدِيدِ وَ (مُعْرَسٌ) بِوَزْنِ مُخْرَجٍ. وَ (الْعِرِّيسُ) وَ (الْعِرِّيسَةُ) مَكْسُورَيْنِ مُشَدَّدَيْنِ مَأْوَى الْأَسَدِ. 
ع ر س : الْعَرُوسُ وَصْفٌ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى مَا دَامَا فِي إعْرَاسِهِمَا وَجَمْعُ الرَّجُلِ عُرُسٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ وَجَمْعُ الْمَرْأَةِ عَرَائِسُ وَعَرِسَ بِالشَّيْءِ أَيْضًا لَزِمَهُ وَيُقَالُ الْعَرُوسُ مِنْ هَذَيْنِ وَأَعْرَسَ بِامْرَأَتِهِ بِالْأَلِفِ دَخَلَ بِهَا وَأَعْرَسَ عَمِلَ عُرْسًا وَأَمَّا عَرَّسَ بِامْرَأَتِهِ بِالتَّثْقِيلِ عَلَى مَعْنَى الدُّخُولِ فَقَالُوا هُوَ خَطَأٌ وَإِنَّمَا يُقَالُ عَرَّسَ إذَا نَزَلَ الْمُسَافِرُ لِيَسْتَرِيحَ نَزْلَةً ثُمَّ يَرْتَحِلُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَقَالُوا عَرَّسَ الْقَوْمُ فِي الْمَنْزِلِ
تَعْرِيسًا إذَا نَزَلُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَالْإِعْرَاسُ دُخُولُ الرَّجُلِ بِامْرَأَتِهِ.

وَالتَّعْرِيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ لِيَسْتَرِيحَ.

وَعِرْسُ الرَّجُلِ بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِرْسٌ أَيْضًا وَالْعُرْسُ بِالضَّمِّ الزِّفَافُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْعُرْسُ وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهِيَ الْعُرْسُ وَالْجَمْعُ عُرْسَاتٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى إيرَادِ التَّأْنِيثِ وَالْعُرْسُ أَيْضًا طَعَامُ الزِّفَافِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلطَّعَامِ.

وَابْنُ عِرْسٍ بِالْكَسْرِ دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الْفَأْرَ وَالْجَمْعُ بَنَاتُ عِرْسٍ. 
[عرس] العَروسُ نعت، يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعراسِهِما. يقال: رجلٌ عروسٌ من رجال عُرُسٍ، وامرأةٌ عَروسٌ من نساء عَرائِسَ. وفي المثل: " كادَ العَروسُ يكون أميراً ". والعِرْسُ بالكسر: امرأةُ الرجل، ولبؤةُ الأسد ; والجمعُ أعراسٌ. قال الشاعر : ليثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيستِه * بالرَقْمَتَيْن له أجر وأعراس * وربما سمى الذكر والأنثى عِرْسينِ. قال علقمة : حتَّى تَلافى وقَرْنُ الشمسِ مرتفعٌ * أُدْحِيَّ عرسين فيه البيض مركوم * وابن عرسٍ: دُوَيْبَّةٌ تسمى بالفارسية " راسو "، ويجمع على بنات عرس. وكذلك ابن آوى، وابن مخاض، وابن لبون، وابن ماء. يقال: بنات آوى، وبنات مخاض، وبنات لبون وبنات ماء. وحكى الاخفش: بنات عرس وبنو عرس، وبنات نعش وبنو نعش. والعرسي: لون من الصبغ، شبه بلون ابن عِرْسٍ. والعَرْسُ بالفتح: حائطٌ يُجْعَلُ بين حائطَي البيت الشتويِّ لا يبلغ به أقصاه، ثم يسقف، ليكون البيت أدفأ. وإنَّما يفعل ذلك في البلاد الباردة. ويسمى بالفارسية " بيچهـ ". يقال بيت معرس. وذكر أبو عبيد في تفسيره شيئا آخر غير هذا لم يرتضه أبو الغوث. والعرس: طعام الوليمة، يذكر ويؤنث. قال الراجز: إنا وجدنا عرس الحناط * لثيمة مذمومة الحواط * ندعى مع النساج والخياط * والجمع الاعراس والعرسات. وقد أَعْرَسَ فلان، أي اتَّخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأهله، إذا بنى بها، وكذلك إذا غَشيَها. ولا تقل عرس. والعامة تقوله. قال الراجز يصف حمارا: يعرس أبكارا بها وعنسا * أكرم عرس باءة إذ أعرسا * وعرست البعير أعرسه بالضم عَرْساً، أي شددت عنقه إلى ذراعه وهو باركٌ. واسم ذلك الحَبْلِ العِراسُ. والعَرَسُ، بالتحريك: الدَهَشُ. وقد عرس الرجل بالكسر، أي دهش، فهو عَرِسٌ. وعَرِسَ به أيضاً: لزمه. والتَعريسُ: نزولُ القوم في السفر من آخر الليل، يَقُعون فيه وقعةً للاستراحة ثم يرتحلون. وأَعْرَسُوا لغةٌ فيه قليلة. والموضعُ مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والعِرِّيسُ بالتشديد والعِرِّيسَةُ: مأوى الاسد. وذات العرائس: موضع.
[عرس] فيه: إذا "عرس" بليل توسد لبنة وإذا "عرس" عند الصبح نصب ساعده نصبًا ووضع رأسه في كفه، التعريس نزول المسافر آخر الليلة نزلة للاستراحة والنوم، وأعرس بمعناه، والمعرس موضع التعريس، ومنه "معرس" ذي الحليفة عرس به النبي صلى الله عليه وسلم. ط: وذلك لئلا يتمكن من النوم فيفوته الفجر. ن: وقيل: هو النزول أي وقت كان، وأراد الأول بح: وإذا "عرستم" فاجتنبوا الطرق، وهو أمر إرشاد لأن الحشرات ذوات السموم تمشي في الليل على الطرق لسهولتها ولتأكل ما يسقط من مأكول ورمة. ط: يطرق فيها الحشرات وذوات السموم والسباع لتلتقط ما يسقط من المارة. ن: أتى في "معرسة"، بضم ميم وفتح عين وتشديد راء. ومنه: ويدخل من طريق "المعرس"، وهو موضع على ستة أميال من المدينة، ومخالفة الطريق تفاؤلًا بتغير الحال إلى أكمل منه. ك: ومنه: "فعرس" ثم حتى يصبح، وثم بفتح ثاء أي نزل هناك حتى يدخل في الصباح. ومنه: لو "عرست" بنا، أي نزلت بنا آخر الليل فاسترحنا، وقيل: هو النزول في الليل مطلقًا، ويشهد له ح: نزلوا معرسين. ج: ومنه: "عرس" من وراء الجيش. وح: أتى وهو في معرسه"،أي أتاه ملك وهو فيه. نه: وفي ح أبي طلحة: "أعرستم" الليلة، من أعرس إذا دخل بامرأته عند بنائها، والمراد هنا الوطء ولا يقال فيه: عرس. ك، زر: همزة الاستفهام فيه مقدرة، وضبط بتشديد راء فلا تقدر، وخطئ بأنه في النزول، وقيل: هو لغة في أعرس، وهذا السؤال للتعجب من صبرها- وقد مر في أصاب من ص: نه: ومنه ح النهي عن متعة- إلخ: ولكني كرهت أن يظلوا بها "معرسين"، أي ملمين بنسائهم. وفيه: فأصبح "عروسًا"، هو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر. وفيه: إن ابنتي "عريس" وقد تمعط شعرها، هي مصغر العروس، ولم يظهر التاء للحرف الرابع مقامه. ومنه: كان إذا دعي إلى طعام قال: أفي "عرس" أم خرس، يريد طعام الوليمة وهو ما يعمل عند العرس يسمى باسم سببه. غ: هو طعامها واسم من أعرس. ن: هو بضم راء وسكونها لغتان. ومنه: دعانا "عروسط، يعني رجلًا تزوج قريبًا. ط: ومنه: و"عروسط القرآن سورة الرحمن، والمراد زينة أو الزلفى إلى المحبوب فإنه كلما كرر "فبأي آلاء ربكما" كأنه يجلو-، نعمة من نعمة السابغة على الثقلين ويمن عليهم بها. ج: ومنه ح عائشة: ظللت في آخر يومك "معرسًا"، أي داخلًا بامرأة.
عرس
أعرسَ/ أعرسَ بـ/ أعرسَ لـ يُعرس، إعراسًا، فهو مُعْرِس، والمفعول مُعْرَس به
• أعرس الشَّابُّ: اتَّخذ زوجةً.
• أعرس بالمرأة: تزوَّجها، دخَل بها.
• أعرس الرَّجُلُ لابنه: أقام حفلاً لتزويجه. 

عُرْس [مفرد]: ج أعراس: حفل زفاف وتزويج "ليلة عُرسِه- دعوة لحضور عُرس".
• ابن عُرْس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عِرْس [مفرد]
• ابن عِرْس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عَروس [مفرد]: ج عُرُس وعِرْسانُ، مؤ عَروس، ج مؤ عرائِسُ
• العَروسُ:
1 - المرأةُ عند زواجها ° جهاز العَروس: ما تقوم العروُس بتحضيره من ثياب وغيرها أثناء استعدادها للزَّواج- عروس الشِّعر: أجودُه- لَيْلَةُ العَروس: يُشَبَّه بها ما يُوصف بالحُسْن.
2 - الرَّجلُ عند زواجه "كاد العروس يكون أميرًا [مثل]- فَأَصْبَحَ عَرُوسًا [حديث] ".
• العَروسان: العريس والعروسة "سافر العروسان لقضاء شهر العسل في الغردقة". 

عَروسة [مفرد]: ج عرائِسُ:
1 - عروس؛ المرأة عند زواجها "زفاف/ أمّ العروسة".
2 - دمية على شكل بنت تلعب بها البنات "عروسة من قطن- عروسة متحرّكة" ° مَسْرَح العرائس: مسرح خاصّ بعرض ألعاب الدّمى.
• عروسة البحر: نوعٌ من السَّمك. 

عريس [مفرد]: ج عِرْسان: عروس؛ الرَّجل عند زواجه "زفافُ/ أمّ/ بدلة العريس- دعوة من العريس". 
عرس: عَرَّس (بالتشديد): خيمّ في العراء، بات ونام في الصحراء (تاريخ البربر 2: 385).
وانظر السطر التالي.
عَرَّس: توقف في جهة ما. ويقال: عرَّس ب (تاريخ البربر 2: 279).
عَرَّس ب: مكث فيه زمناً، ففي تاريخ البربر (2: 155): ومضى في وجهه إلى بجاية فغرس بساحتها ثلاثاً. والصواب: فعرَّس كما جاء ففي مخطوطتنا رقم 1350.
عَرَّس على: خيمَّ وعسكر قرب مدينة لمحاصرتها. (تاريخ البربر:283).
عَرَّس: كدَّس كوَّم، ركم (فوك).
عَّرس المتاع: فرَّع البضائع (معجم الادريسي).
عرَّس: أعرس، اتخذ عروساً (فوك).
تعرَّس في: مكث في، أستقر في (فوك).
تعرَّس: تكدَّس، تكوّم، تراكم (فوك).
عَرِسة: (بفتح العين وكسرها): ابن عرس، سرعوب، ابن مِقرض وهو حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر، همبرت ص64 وفيه عِرْسة بكسر العين، باجني مخطوطات وفيه هَرْسة).
عِرْسة، وجمعها عِرَس: كومة، كدسة. (فوك). وفي القسم الأول منه: عِرْسة وعِرْصة.
عُرْسيّ: زواجي، زفافي (بوشر).
العُرْسيَّة: عند المولدين المهتمون بأمور العُرس (محيط المحيط).
عَرُوس. عرائس: جمع عروس للذكر.
(فوك، الكالا) والجمع عَراس في معجم الكالا من خطأ الطباعة.
عَرُوس الفقهاء: اسم أطلق على أحد كبار الصوفية. ففي المقري (1: 583): عروس الفقهاء وأمير المتجردين.
عَرْوس: نيلوفر. (المستعيني مادة: نيلوفر).
عرائس النيل: زهور النيلوفر (بوشر).
عَروُس: آلة حربية، منجنيق، قذافة، عرّادة.
(معجم البلاذري). وينقل كاترمير في تاريخ المغول (ص284) عبارة وردت عند مير خوند فيها: عروسك آلة حربية.
عَروُس: نوع من السمك (الادريسي ص 162).
عَروُس: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
وفي ياقوت (4: 842) كلام عن طيور جميلة تسمى عرائس السر.
العروس: اسم منارة في جامع دمشق.
(المقري 1: 720).
عرَيس: وردت في ألف ليلة (1: 165، 325، باين سميث 1204، 1411، 1607). عَروُسة: أنظر المعنى الخاص لهذه الكلمة عند أهل مصر (لين عادات 2: 290).
عَرُوسَة المياه: حورية الماء، ربةً الينابيع، تزعم الأساطير اليونانية أنها تقيم في البحيرات والأنهار وتمنحها الحياة (بوشر).
عَروُسةَ: لفَاح، يبروح، نبات عشبي من الفصيلة الباذنجانية (المستعيني مادة ببروح).
عروسة الفيران: ابن عرس، حيوان من الفصيلة السرعوبية ورتبة اللواحم يأكل الفيران. (فوك الكالا، أبو الوليد ص796).
عريسة (عُرَيسْة؟): ابن مِقرضْ، حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر).
العروسالة: ابن عرس. ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( Mustela) ابن عرس وهو العروسالَّة) واللاحقة أسبانية.
عُرَيْوس، وعُرَيوْسة: لُعْبة، دُمْية (ألكالا).
عَرَّاسي: صنف من الخبز يؤكل في الأعراس (ألكالا).
مُعَرّس: بيت ريفي. (المقري 1: 447) مُعَرَّس: انظر مُعَرّص في معجم فوك.
(ع ر س)

عَرِسَ الرجل عَرَسا فَهُوَ عَرِس: بطر. وَقيل أعيا ودهش. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى إِذا أدْرَكَ الرَّامي وَقد عَرِسَتْ ... عنهُ الكِلابُ فَأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ

عداهُ بعن، لِأَن فِيهِ معنى جبنت وتأخرت. وَأَعْطَاهَا: أَي أعْطى الثور الْكلاب مَا وعدها من الطعْن، ووعده إِيَّاهَا انه كَانَ يتهيأ ويتحرف إِلَيْهَا ليطعنها. وعَرِسَ الشَّيْء عَرَسا: اشْتَدَّ. وعَرِس بِهِ عَرَسا: لزمَه. وعَرِسَ عَرَسا، فَهُوَ عَرِس: لزم الْقِتَال فَلم يبرحه. وعَرِس الصَّبِي بِأُمِّهِ عَرَسا: ألفها ولزمها.

والعُرْس، والعُرُس: مهنة الإملاك وَالْبناء. وَقيل طَعَامه خَاصَّة، أُنْثَى وَقد تذكر. وتصغيرها: بِغَيْر هَاء، وَهُوَ نَادِر، لِأَن حَقه الْهَاء إِذْ هُوَ مؤنث، على ثَلَاثَة أحرف، وَالْجمع: أعراسٌ، وعُرُسات، من قَوْلهم: عَرِس الصَّبِي بامه على التفؤل.

والعَرُوس: نعت للرجل وَالْمَرْأَة. رجل عَروس فِي رجال أعْراس، وَامْرَأَة عَرُوس، فِي نسْوَة عَرائس.

وعِرْسُ الرجل: امْرَأَته. قَالَ:

وحَوْقَلٍ قَرَّبَهُ مِن عِرْسِهِ ... سَوْقِى وَقد غابَ الشِّظاظُ فِي أسْتِهِ

أَرَادَ أَن هَذَا المسن كَانَ على الرحل، فَنَامَ فحلم بأَهْله، فَذَلِك معنى قَوْله: " قربه من عرسه "، لِأَن هَذَا الْمُسَافِر لَوْلَا نَومه، لم ير أَهله. وَهُوَ أَيْضا عِرْسُها، لِأَنَّهُمَا اشْتَركَا فِي الِاسْم، لمواصلة كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه، وإلفه إِيَّاه. قَالَ العجاج:

أنجَبُ عِرْسٍ جُبَلا وعِرْسِ

أَي أَنْجَب بعل وَامْرَأَة. وَأَرَادَ: أَنْجَب عِرْسٍ وعِرْس جبلا. وَهَذَا يدل على أَن مَا عطف بِالْوَاو، بِمَنْزِلَة مَا جَاءَ فِي لفظ وَاحِد، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب عِرْسَين جبلا، لَوْلَا إِرَادَة ذَلِك لم يجز هَذَا، لِأَن جبلا وصف لَهما جَمِيعًا، ومحال تَقْدِيم الصّفة على الْمَوْصُوف: وَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب رجل وَامْرَأَة. وَجمع العِرْس الَّتِي هِيَ الْمَرْأَة، وَالَّذِي هُوَ الرجل: أعراسٌ. واستعاره الْهُذلِيّ للأسد فَقَالَ: لَيْثٌ مُدِلٌّ هِزَبْرٌ حَوْل غابَتِه ... بالرَّقْمَتين لَهُ أجْرٍ وأعراسُ

وَهُوَ عِرْسُها أَيْضا. واستعاره بَعضهم للظليم والنعامة، فَقَالَ:

كبَيْضَة الأُدْحِىّ بينَ العِرْسَينْ

وَقد عَرَّسَ وأعْرَسَ: اتخذها عِرْسا، وَدخل بهَا، وَكَذَلِكَ عَرَّس بهَا، وأعرس.

والمُعْرِسُ: الَّذِي يغشى امْرَأَته.

والعِرِّيَسُة والعِرّيسُ: الشّجر الملتف. وَهُوَ مأوى الْأسد. قَالَ رؤبة:

أغْيالَهُ والأجَمَ العِرّيسا

وصف بِهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: والأجم الملتف، أَو أبدله، لِأَنَّهُ اسْم. وَفِي الْمثل: " كمُبتَغِي الصَّيدِ فِي عِرّيسَةِ الأسَدِ ". فَأَما قَول جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجمِي فيهمْ وعِرّيسِي

فَإِنَّهُ عَنى منبت أَصله فِي قومه.

والمُعَرِّس: الَّذِي يسير نَهَاره، ويُعَرِّس: أَي ينزل أول اللَّيْل. وَقيل: التَّعْرِيس: النُّزُول فِي آخر اللَّيْل. وعَرَّس الْمُسَافِر: نزل فِي وَجه السحر. وَقيل: التَّعرِيس: النُّزُول فِي المعهد أَي حِين كَانَ، من ليل أَو نَهَار. قَالَ زُهَيْر:

وعَرَّسُوا سَاعَة فِي كُثْبِ أسْنُمَةٍ ... ومنهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْترَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قَلِيلا قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ

واعْترَسُوا عَنهُ: تفَرقُوا.

والعَرْسُ: الْحَائِط يوضع بَين حائطي الْبَيْت، لَا يبلغ بِهِ أقصاه، ثمَّ يوضع الْجَائِز من طرف ذَلِك الْحَائِط الدَّاخِل إِلَى أقْصَى الْبَيْت، ويسقف الْبَيْت كُله. وَالصَّاد فِيهِ لُغَة. وَقد تقدم.

وعَرَّسَ الْبَيْت: عمل لَهُ عَرْسا.

وعَرَسَ الْبَعِير يَعْرِسُهُ، ويَعْرِسُهُ عَرْسا: شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارك.

والعِراسُ: مَا عُرِسَ بِهِ.

واعْترس الْفَحْل النَّاقة: أبركها للضراب.

والإعْراس: وضع الرَّحَى على الْأُخْرَى للطحن. قَالَ ذُو الرمة:

كأنَّ على إعْرَاسِهِ وبِنائِهِ ... وَئيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ ضَبرَت ضَبْرا

أَرَادَ: على مَوضِع إعراسه.

وَابْن عْرس: دُوَيْبَّة دون السنور، أشتر أصلم أصك. وَالْجمع: بَنَات عِرْس، ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى.

والعِرْسِيُّ: ضرب من الضبع، سمي بِهِ للونه، كَأَنَّهُ يشبه لون ابْن عِرْس.

والعَرُوسِيُّ: ضرب من النّخل. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والعُرَيْساءُ: مَوضِع.

والمَعْرَسانِيَّاتُ: أَرض. قَالَ الأخطل:

وبالمَعْرسانِيَّاتِ حَلَّ وأرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطا منهُ مَطافيلُ حُفَّلُ

عرس

1 عَرِسَ بِهِ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَسٌ, (TA,) He kept, or clave, to him or it; (S, O, Msb, K;) as also ↓ أَعْرَسَهُ. (O, K.) From this, and from another signification of the same verb, which see below, عَرُوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) You say, عَرِسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ The man kept, or clave, to his opponent or adversary, in fight. (Mgh.) And عَرِسَ الصَّبِىُّ بِأُمِّهِ, (TA,) or أُمَّهُ, (Mgh,) The child kept to his mother. (Mgh, TA.) And عَرِسَ الشَّرُّ بِهِمْ Evil clung, or stuck fast, to them, and continued. (TA.) b2: [Hence, perhaps,] عَرِسَ الشَّىْءُ, [or, perhaps, الشَّرُّ,] inf. n. as above, The thing [or evil or mischief] became vehement, or severe, or distressful. (TA.) A2: عَرِسَ, aor. ـَ inf. n. عَرَسٌ, He (a man) was, or became, fatigued: (TA:) or عَرِسَ, (IKtt,) or عَرِسَ عَنِ الجِمَاعِ, (Msb,) he (a man) was, or became, fatigued, or weak, and so disabled, or incapacitated, from copulation; syn. كَلَّ, (Msb,) and أَعْيَا, (IKtt, Msb,) عن الجماع. (IKtt.) From this, and from another signification of the same verb, mentioned above, عَرُوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) b2: Also He was, or became, confounded or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشَ: (S, O, K:) and so عَرِشَ. (TA.) b3: and عَرِسَ عَنْهُ He held back, or refrained, from him, or it, through cowardice. (TA.) b4: And عَرِسَ عَلَىَّ مَا عِنْدَهُ i. q. اِمْتَنَعَ [i. e. What he had was unattainable, or difficult of attainment, to me]. (IAar, O, K. [In the CK, علَى is put for عَلَىَّ.]) A3: عَرَسَ البَعِيرَ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O, TA) and عَرِسَ, (TA,) inf. n. عَرْسٌ, (S, O,) He bound the camel's fore shank to his neck, (S, O, K,) while he was lying down, (S, O,) with the rope called ↓ عِرَاسٌ: (S, O, K:) or, as some say, he bound the neck of the camel to both of his fore legs. (TA.) 2 عرّسوا, (Msb, K,) inf. n. تَعْرِيسٌ; (S, Mgh, O, Msb;) and ↓ اعرسوا; (S, O, K;) but the former is the more common; (K;) the latter, rare; (S, O;) They alighted (S, Mgh, O, Msb, K) during a journey, (S, Mgh, O, Msb,) in the last part of the night, (S, Mgh, O, K,) for a rest, (S, O, Msb, K,) and made their camels lie down, and took a nap, or slight sleep, (TA,) and then departed, (S, Msb,) and continued their journey, at daybreak: (TA:) [see also 2 in art. عوه:] or they journeyed all the day, and alighted in the first part of the night: (TA:) or they alighted (Az, Msb, TA) in a usual place of resort (TA) at any time of the night or day. (Az, Msb, TA.) [Hence,] لَيْلَةُ التَّعْرِيسِ The night in which the Apostle of God slept: (O, K:) the story of which is well known, in the biographies of him and in the traditions. (TA.) [It was when he was returning from the siege and capture of Kheyber: he halted in the latter part of the night, and unintentionally slept until the time of the prayer of daybreak had passed. See “ Mishcàt ul-Masábìh,” vol. i., p. 146.]

A2: See also 4.

A3: عُرِّسَ, inf. n. as above, It (a chamber) had an عَرْس [q. v.] made to it. (TA.) 4 اعرس He made, or prepared, a marriagefeast. (S, O, Msb, K, TA.) b2: [He became a bridegroom.] And اعرس بِأَهْلِهِ, (S, O, K,) or بِامْرَأَتِهِ, (Mgh, * Msb,) He had his wife conducted to him on the occasion of the marriage; syn. بَنَى

بِهَا, (T, S,) or بَنَى عَلَيْهَا; (Mgh, O, K;) as also بها ↓ عرّس; (TA;) or this latter is only used by the vulgar; (S, O, TA;) or is a mistake: (Mgh, Msb:) and he abode with his wife during the days of and after that event: (TA:) [and] he went in to his wife (IAth, Msb) [a signification which may be meant to be included in the explanation بني بها or بنى عليها] on the occasion of that event; meaning, he compressed her; وَطْءٌ being thus called إِعْرَاسٌ because it is a consequence of إِعْرَاس [properly so termed]: (IAth:) the phrase also signifies [simply] he compressed his wife. (S, TA.) A2: See also 2: A3: and see عَرِسَ بِهِ.5 تعرّس لِامْرَأَتِهِ He manifested, or showed, love, or affection, to his wife, (A, Ibn-'Abbád, O, K,) and kept to her. (TA.) [App. originally signifying He behaved like a bridegroom (عَرُوس) to his wife.]

عَرْسٌ A wall which is placed between the two [main lateral] walls of the winter-chamber, not reaching to the further end thereof, (S, O, K, TA,) then the beam is laid from the inner extremity of that wall to the further end of the chamber, (TA,) and it is roofed over, (S, O, K, TA,) i. e. the whole chamber is roofed over: what is between the two walls [above mentioned] is [called] a سَهْوَة [q. v.], and what is beneath the beam [app. with what is screened by the middle wall from the portion (of the chamber) in which is the entrance] is the مُِخْدَع: (TA:) this is done for the sake of more warmth, and only in cold countries: (S, O, K, TA:) and it is called in Pers\. بيجه [correctly پيچه]: (S, TA:) and عَرْصٌ is [said to be] a dial. var. thereof. (TA.) عُرْسٌ (Az, S, Msb, K) and ↓ عُرُسٌ (Az, S, K) substs. from أَعْرَسَ as signifying “ he had his wife conducted to him on the occasion of his marriage,” and “ he went in to her: ” (Az, TA:) The ceremony of conducting a bride to her husband: (Msb:) or the ministration, or performance, of a marriage, and of the ceremony of conducting the bride to her husband: (TA:) or [simply] marriage: or coitus: syn. نِكَاحٌ: (K, TA:) because this is the real thing intended by الإِعْرَاس: (TA:) in the first of these senses, it is masc. and fem.; or, accord. to some, fem. only: as masc., its pl. is أَعْرَاسٌ; and as fem., its pl. is عُرُسَاتٌ. (Msb.) Hence [the trad.], إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ فَلْيُجِبْ When any one of you is invited to a marriage-feast, or a feast given on the occasion of the conducting of a bride to her husband, let him consent. (Mgh.) b2: And hence, (Az, TA,) A marriage-feast: (A 'Obeyd, Az, S, O, K:) or a feast made on the occasion of conducting a bride to her husband: (Msb:) in this sense it is masc.: (Msb:) or mase, and fem.: (S, O:) or fem., and sometimes mase. (Az, TA.) A rájiz says, إِنَّا وَجَدْنَا عُرُسَ الحَنَّاطِ لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ [Verily we found the marriage-feast of the wheatseller to be mean, discommended for the managers: see also حُوَاطَةٌ]. (Az, S, O, TA.) Pl. as above, i. e., أَعْرَاسٌ and عُرُسَاتٌ. (S, O, K.) [See an ex. voce خُرْسٌ.] b3: [And hence,] A state of rejoicing. (IB, voce مَأْتَمٌ, q. v.) b4: The dim. is [عُرَيْسٌ,] without ة; which is extr., [accord. to those who hold it to be fem. only,] for [accord, to them] it should have ة, being a fem. n. of three letters. (TA.) عِرْسٌ A man's wife: (S, Mgh, O, Msb, K:) and a woman's husband: (O, Msb, K:) pl. (in both senses, TA) أَعْرَاسٌ: (S, O, Msb, K, TA:) the dual, عِرْسَانِ, is sometimes applied to the male and female, (S, O,) or husband and wife: (TA:) and to a male and female ostrich: (IB:) and the sing., to the mate of the lion: (S, A, O, K:) and the pl. is applied, metaphorically, by Málik Ibn-Khuweylid El-Hudhalee, to lions. (TA.) A2: اِبْنُ عِرْسٍ [The weasel; and a weasel;] a certain small animal, (Lth, S, O, Msb, K,) well known, (TA,) resembling the rat (الفَأْرَة), (Msb,) smaller than the cat, (Lth, O, TA,) having the lower lip cleft (أَشْتَرُ), and very short ears, as though they were amputated, (Lth, O, K,) and having a canine tooth; (TA;) called in Persian رَاسُوْ: (S, Mgh:) the name is determinate and indeterminate: (TA:) pl. بَنَاتُ عِرْسٍ, (S, Msb, K,) applied to the males and the females; (O, K;) like as you say اِبْنُ آوَى and اِبْنُ مَخَاضٍ and اِبْنُ لَبُونٍ and اِبْنُ مَآءٍ, and in the pl. بَنَاتُ آوَى and بَنَاتُ مَخَاضٍ and بَنَاتُ لَبُونٍ and بَنَاتُ مَآءٍ; or, accord. to Akh, you say بَنَاتُ عِرْسٍ and بَنُو عِرْسٍ, like بَنَاتُ نَعْشٍ and بَنُو نَعْشٍ. (S, O.) عِرِسٌ One who quits not the place of conflict, by reason of courage. (TA.) b2: العَرِسُ The lion: (O, K:) because he keeps to the preying upon men; or because he keeps to his covert, or retreat. (O, * TA.) A2: Also Confounded, or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشٌ. (S, O, K.) عُرُسٌ: see عُرْسٌ.

عِرْسِىٌّ A certain dye; (K;) a certain colour of dye, likened to the colour of the اِبْنُ عِرْس [or weasel]. (S, O.) عِرَاسٌ: see 1, last sentence.

عَرُوسٌ A bridegroom: and a bride: i. e., a man, and a woman, during the period of their إِعْرَاس or أَعْرَاس [thus differently written in different MSS.]; (S, A, O, Msb, K;) or when the one goes in to the other: (IAth:) you say رَجُلٌ عَرُوسٌ [a bridegroom, vulgarly, in the present day, ↓ عَرِيس,] and اِمْرَأَةٌ عَرُوسٌ [a bride, vulgarly, in the present day, ↓ عَرُوسَة]: (S:) and عُرُوسٌ is a dial. var. of the same: (IAar, TA:) pl. mase.

عُرُسٌ (S, O, Msb, K) and أَعْرَاسٌ; (TA;) and pl. fem. عَرَائِسُ. (S, O, Msb, K.) [See عَرِسَ, in two places.] It is said in a prov., كَادَ العَرُوسُ يَكُونُ أَمِيرًا [The bridegroom was near to being a prince]. (S: in the O, مَلِكًا.) The dim. is عُرَيِّسٌ, without the addition of ة to distinguish the fem., because of the fourth letter. (TA.) b2: [Hence,] أَبْيَاتٌ عَرَائِسُ (tropical:) Verses of which the words are marked with diacritical points: for, as Esh-Shereeshee says, the Arabs used to adorn the bride by speckling her cheeks with saffron: opposed to أَبْيَاتٌ عَوَاطِلُ. (Har p. 610.) b3: [Hence also,] عَرَائِسُ الإِبِلِ (assumed tropical:) The high-bred of camels. (A.) عَرِيس: see the next preceding paragraph.

عَرُوسَة: see the next preceding paragraph.

عِرِّيسٌ and عِرِّيسَةٌ, [the latter the more common,] A thicket: (L:) the covert, or retreat, of the lion, (S, O, K, TA,) in a thicket. (TA.) [It is said in a prov.,] كَمُبْتَغِى الصَّيْدِ فِى عِرِّيسَةِ الأَسَدِ [Like the seeker of game in the covert of the lion]: from a verse of Et-Tirimmáh. (Z, O. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 360.] (TA.) b2: Also the former, The place of growth [or origin] of the stock of a man, among his people. (TA.) عِرِّيسَةٌ: see the next preceding paragraph.

مُعْرَسٌ: see what next follows.

مُعَرَّسٌ (S, O, K) and ↓ مُعْرَسٌ, (O, K,) [the former of which is the more common,] A place where people alight (S, O, K) during a journey, (S,) in the last part of the night, for a rest, (S, O, K,) and make their camels lie down, and take a nap, or slight sleep, (TA,) after which they depart, (S,) and continue their journey, at daybreak: (TA:) or a place where people alight in the first part of the night, after journeying all the day: or a usual place of resort where people alight at any time of the night or day. (TA.) b2: Also the former, A chamber (بَيْت) having an عَرْس [q. v.] made to it. (S, O, K.)

عرس: العَرَسُ، بالتحريك: الدَّهَشُ. وعَرِسَ الرجل وعَرِشَ، بالكسر

والسين والشين، عَرَساً، فهو عَرِسٌ: بَطِرَ، وقيل: أَعْيَا ودَهِشَ؛ وقول

أَبي ذؤيب:

حتى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، وقد عَرِسَتْ

عنه الكِلابُ؟ فأَعْطاها الذي يَعِدُ

عدّاه بعن لأَن فيه معنى جَبُنَتْ وتأَخرت، وأَعطاها أَي أَعطى

الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن، ووَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ

ويتحرّف إِليها ليطعنُها. وعَرِسَ الشيءُ عَرَساً: اشتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ

بينهم: لزِمَ ودامَ. وعَرِسَ به عَرَساً: لَزِمَه. وعَرِسَ عَرَساً، فهو

عَرِسٌ: لزم القتالَ فلم يَبْرَحْه. وعَرِسَ الصبي بأُمه عَرَساً:

أَلِفَها ولزمها.

والعُرْسُ والعُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء، وقيل: طعامه خاصة،

أُنثى تؤنثها العرب وقد تذكر؛ قال الراجز:

إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ

لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ،

نُدْعى مع النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ

وتصغيرها بغير هاء، وهو نادر، لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث على ثلاثة

أَحرف. وفي حديث ابن عمر: أَن امرأَة قالت له: إِن ابنتي عُرَيِّسٌ وقد

تَمَعَّطَ شعرها؛ هي تصغير العَرُوس، ولم تلحقه تاء التأْنيث وإِن كان مؤنثاً

لقيام الحرف الرابع مَقامه، والجمع أَعْراسٌ وعُرُسات من قولهم: عَرِسَ

الصبي بأُمه، على التَّفاؤل.

وقد أَعْرَسَ فلان أَي اتخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأَهله إِذا بَنَى بها

وكذلك إِذا غشيها، ولا تَقُلْ عَرَّسَ، والعامة تقوله؛ قال الراجز يصف

حماراً:

يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا،

أَكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إِذْ أَعْرَسا

وفي حديث عمر: أَنه نَهَى عن مُتعة الحج، وقال: قد علمت أَن النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم، فعَله ولكني كرهت أَن يَظَلوا مُعْرِسين بهن تحت

الأَراكِ، ثم يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم؛ قوله مُعْرِسِين أَي

مُلِمِّين بنسائهم، وهو بالتخفيف، وهذا يدل على أَن إِلْمام الرجل بأَهله يسمى

إِعراساً أَيام بنائه عليها، وبعد ذلك، لأَن تمتع الحاج بامرأَته يكون بعد

بنائه عليها. وفي حديث أَبي طلحة وأُم سُليم: فقال له النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم: أَعْرَسْتُمُ الليلة؟ قال: نعم؛ قال ابن الأَثير: أَعْرَسَ

الرجل، فهو مُعْرِسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها، وأَراد به ههنا الوطء

فسماه إِعْراساً لأَنه من توابع الإِعْراس، قال: ولا يقال فيه عَرَّسَ.

والعَرُوسُ: نعت يستوي فيه الرجل والمرأَة، وفي الصحاح: ما داما في

إِعْراسهما. يقال: رجل عَرُوس في رجال أَعْراس وعُرُس، وامرأَة عَرُوس في

نسوة عَرائِس. وفي المثل: كاد العَرُوس يكون أَميراً. وفي الحديث: فأَصبح

عَرُوساً. يقال للرجل عَرُوسٌ كما يقال للمرأَة، وهو اسم لهما عند دخول

أَحدهما بالآخر. وفي حديث حسان بن ثابت، أَنَّه كان إِذا دعي إِلى طَعام قال

أَفي خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟ قال أَبو عبيد في قوله عُرْس: يعني

طعام الوليمة وهو الذي يعمل عند العُرْس يسمى عُرْساً باسم سببه. قال

الأَزهري: العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها ودخل بها،

وكل واحد من الزوجين عَرُوس؛ يقال للرجل: عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كذلك،

ثم تسمى الوليمة عُرْساً. وعِرْسُ الرجل: امرأَته؛ قال:

وحَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْسِهِ

سَوْقي، وقد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِهِ

أَراد: أَن هذا المُسِنَّ كان على الرجل فنام فحَلَم بأَهله، فذلك معنى

قوله قرَّبه من عِرْسِهِ لأَن هذا المسافر لولا نومُه لم يَرَ أَهله، وهو

أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشتركا في الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه

وإِلفِهِ إِياه؛ قال العجاج:

أَزْهَر لم يُولَدُ بِنَجْمٍ نَحْسِ،

أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ

أَي أَنجب بعل وامرأَة، وأَراد أَنجب عِرس وعِرْس جُبلا، وهذا يدل على

أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأَنه قال: أَنجب

عِرْسَيْن جُبِلا، لولا إِرادة ذلك لم يجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جميعاً ومحال

تقديم الصفة على الموصوف، وكأَنه قال: أَنْجَبُ رجل وامرأَة. وجمع

العِرْس التي هي المرأَة والذي هو الرجل أَعْراسٌ، والذكر والأُنثى عِرْسانِ؛

قال علقمة يصف ظَلِيماً:

حتى تَلافَى، وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ،

أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ

قال ابن بري: تلافى تدارك. والأُدْحِيُّ: موضع بيضِ النعامةِ. وأَراد

بالعِرْسَينِ الذكر والأُنثى، لأَن كل واحد منهما عِرْسٌ لصاحبه.

والمَرْكُوم: الذي رَكِبَ بعضه بعضاً. ولَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ وقد استعاره

الهذلي للأَسد فقال:

لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه

بالرَّقْمَتَيْنِ، له أَجْرٍ وأَعْراسُ

قال ابن بري: البيت لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي؛ وقبله:

يا مَيُّ لا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ،

في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ وفَرَّاسُ

الرَّزَّام: الذي له رَزيم، وهو الزئير. والفَرَّاس: الذي يَدُقَ عُنُقَ

فَريسَتِه، ويسمى كل قَتْل فَرْساً. والهزير: الضخْم الزُّبْرَة. وذكر

الجوهري عِوَضَ حَوْلَ غايَتِهِ: عند خيسَتِه، وخيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه.

ورقْمَهُ الوادي: حيث يجتمع الماء. ويقال: الرقمة الروضة. وأَجْرٍ: جمع

جَرْوٍ، وهو عِرْسُها أَيضاً؛ واستعاره بعضهم للظَّليم والنعامة فقال:

كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بين العِرْسَيْنْ

وقد عَرَّسَ وأَعْرَسَ: اتخذها عِرْساً ودخل بها، وكذلك عَرَّس بها

وأَعْرَس. والمُعْرِسُ: الذي يغشى امرأَته. يقال: هي عِرْسُه وطَلَّتُه

وقَعيدتُه؛ والزوجان لا يسمِّيان عَروسَيْن إِلا أَيام البناء واتخاذ

العُرْسِ، والمرأَة تسمى عِرْسَ الرجل في كل وقت. ومن أَمثال العرب: لا مُخْبَأَ

لِعِطْرٍ بعد عَرُوسٍ؛ قال المفــضَّل: عَرُوسٌ ههنا اسم رجل تزوج امرأَة،

فلما أُهديت له وجدها تَفِلَةً، فقال: أَين عِطْرُك؟ فقالت: خَبَأْتُه،

فقال: لا مخبأَ لعطر بعد عروس، وقيل: إِنها قالته بعد موته. وفي الحديث:

أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وليمة

عُرْس فليُجِب.

والعِرِّيسَة والعِرِّيس: الشجر الملتف، وهو مأْوى الأَسد في خِيسه؛ قال

رؤبة:

أَغْيالَه والأَجَمَ العِرِّيسا

وصف به كأَنه قال: والأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم: وفي المثل:

كمُبْتَغي الصَّيدِ في عِرِّيسَةِ الأَسَدِ

وقال طرَفة:

كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ

فأَما قوله جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فيهم وعِرِّيسي

فإَنه عنى منبت أَصله في قومه.

والمُعَرِّسُ: الذي يسير نهاره ويُعَرِّسُ أَي ينزل أَول الليل، وقيل:

التَعْريسُ النزول في آخر الليل. وعَرَّس المسافر: نزل في وجه السَّحَر،

وقيل: التَعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار؛ قال

زهير:

وعَرَّسُوا ساعةً في كَثْبِ أَسْنُمَةٍ،

ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ

وقال غيره: والتَّعْريسُ نزول القوم في السفر من آخر الليل، يَقَعُون

فيه وقْعَةً للاستراحة ثم يُنيخون وينامون نومة خفيفة ثم يَثُورون مع

انفجار الصبح سائرين؛ ومنه قول لبيد:

قَلَّما عَرَّسَ حتى هِجْتُه

بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ

وأَنشدت أَعرابية من بني نُمير:

قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ،

ليس لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ

وفي الحديث: كان إِذا عَرَّسَ بليل تَوسَّد لَبِينَةً، وإِذا عَرَّسَ

عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً ووضع رأْسه في كفه. وأَعْرَسُوا: لغة فيه

قليلة، والموضع: مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والمُعَرَّسُ: موضع التَعْريس، وبه

سمي مُعَرَّسُ ذي الحُليفة، عَرَّس به، صلى اللَّه عليه وسلم، وصلى فيه

الصبح ثم رحل. والعَرَّاسُ والمُعَرِّسُ والمِعْرَسُ بائع الأَعراسِ، وهي

الفُصلان الصِّغار، واحدها عَرْسٌ وعُرْسٌ. قال: وقال أَعرابي بِكَمِ

البَلْهاء وأَعْراسُها؟ أَي أَولادها.

والمِعْرَسُ: السائق الحاذق بالسياق، فإِذا نَشِط القوم سار بهم، فإِذا

كَسِلوا عَرَّسَ بهم والمِعْرَسُ: الكثير التزويج. والعَرْس: الإِقامة في

الفرحِ.

والعَرَّاس بائع العُرُسِ، وهي الحبال، واحدها عَريسٌ. والعَرْسُ:

الحبل. والعَرْسُ: عمود في وسط الفُِسطاطِ. واعْتَرَسوا عنه: تفرَّقوا؛ وقال

الأَزهري: هذا حرف منكر لا أَدري ما هو. والبيت المُعَرَّسُ: الذي عُمِلَ

له عَرْسٌ، بالفتح. والعَرْسُ: الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يُبلغ به

أَقصاه ثم يوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت

ويسقَف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سَهوة، وما كان تحتَ الجائِز فهو

المُخْدع، والصاد فيه لغة، وسيذكر. وعَرَّسَ البيتَ: عِمل له عَرْساً.

وفي الصحاح: العَرْسُ، بالفتح، حائط يجعل بين حائطي البيت الشَّتْوي لا

يُبلغ به أَقصاه، ثم يسقَف ليكون البيت أَدْفَأَ، وإِنما يُفعل ذلك في

البلاد الباردة، ويسمى بالفارسية بيجه، قال: وذكر أَبو عبيدة في تفسيره شيئاً

غير هذا لم يرتضه أَبو الغوث.

وعَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً: شد عنُقه مع يديه جميعاً

وهو بارك. والعِراسُ: ما عُرِسَ به؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فهو

العَكْسُ، واسم ذلك الحبل العِكاسُ.

واعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب. والإِعْراس: وضع الرحى على

الأُخرى؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ على إِعْراسِه وبِنائِه

وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً

أَراد على موضع إِعْراسه.

وابنُ عِرْسٍ: دُوَيْبَّة معروفة دون السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ

أَصَكُّ له ناب، والجمع بنات عِرْسٍ، ذكراً كان أَو أُنثى، معرفة ونكرة

تقول: هذا ابن عِرْسٍ مُقْبلاً وهذا ابن عِرْسٍ آخر مقبل، ويجوز في المعرفة

الرفع ويجوز في النكرة النصب؛ قاله المفــضل والكسائي. قال الجوهري: وابن

عِرْسٍ دُوَيْبَّة تسمى بالفارسية راسو، ويجمع على بنات عِرْسٍ، وكذلك ابن

آوى وابن مَخاض وابن لَبُون وابن ماء؛ تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات

لبون وبنات ماء، وحكى الأَخفش: بنات عِرْسٍ وبنو عِرْسٍ، وبنات نَعْش

وبنو نعش.

والعِرْسِيُّ: ضرب من الصِّبغ، سمي به للونهِ كأَنه يشبه لونَ ابن عِرْس

الدابة.

والعَرُوسِي: ضرب من النخل؛ حكاه أَبو حنيفة.

والعُرَيْساء: موضع. والمَعْرَسانيَّاتُ: أَرض؛ قال الأَخطل:

وبالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ، وأَرْزَمَتْ،

بِرَوْضِ القَطا منه، مَطافِيلُ حُفَّلُ

وذات العَرائِسِ: موضع. قال الأَزهري: ورأَيت بالدهناء جبالاً من نقْيان

رمالها يقال لها العَرائِسُ، ولم أَسمع لها بواحد.

عرس
العَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه:
أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا
أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروساً.
وجمع الرَّجل: عَرَس، وجمع المرأة: عَرَائس.
وفي المثل: كادَ العَروسُ يكونُ مَلِكاً. وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس. وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس.
ويقال: إنَّ رجلاً تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلاً، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس.
ومن العروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْكَبَيْهِ ... عَبيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوْسُ
ووادي العَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ العِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة - على ساكنيها السلام - مُتَعَرِّضينَ لِمَعْروفِهِم.
والعروس: من حصون النِّجاد باليمن.
وباليمن - أيضاً -: حِصْنٌ يُعرَف بالعروسَين.
والعِرْس - بالكسر -: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة:
كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْسَه ... وامنعُ عِرْسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي
والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضاً:
ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَاسُ
وعِرْسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ
أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ.
وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم:
فطافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِيِّ يَقْفُرُهُ ... كأنَّه حاذِرٌ للنَّخْسِ مَشْهُوْمُ
حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ
وابن عِرْس: دُوَيبَة. وقال الليث: ابن عِرْسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ " وبنات عِرْسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَراً كان أو أُنثى. وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون " وبنات ماء " وحَكى الأخفَش: " بنات عرس وبنو عِرس و " بنات نعش وبنو نعش.
والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابنِ عِرس.
وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ.
وعَرَسْتُ البعيرَ أعْرُسُه - بالضم - عَرْساً: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك. واسمُ ذلك الحبل: العِراس - بالكسر -.
والعَرْسُ - بالفتح -: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة.
والعَرَس - بالتحريك -: الدَّهَشُ، وقد عَرِسَ الرَّجل - بالكسر - فهو عَرِس.
وعَرِسَ به - أيضاً -: لَزِمَه.
وعَرِسَ - أيضاً -: إذا بَطِرَ.
وعَرِسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ.
والعَرِسُ - مثال كَتِفٍ -: الأسد الذي لَزِمَ مكاناً لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد:
عَرِسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها ... عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَعْتِيْمُ
وقال ابن الأعرابي: العَرْسُ - بالفتح -: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ. والعَرْسُ - أيضاً -: الحَبْلُ.
والعَرْسُ: الإقامَةُ في الفَرَح.
والعَرْسُ والعُرْسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَاسُها؟ أي أولادُها.
والعَرّاسُ - بالفتح والتشديد -: بائع العِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ.
والمِعْرَسُ - بكسر الميم -: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم.
والمِعْرَسُ - أيضاً -: الكثير التزوُّج.
والعُرَساء - مثال شُهَداء -: موضع.
والعُرْسُ والعُرُسُ - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال:
إنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ ... لئيمةً مَذمومَةَ الحُوّاطِ
نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ ... وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآباطِ
وقال دُكَيْن وقد أتى عُرساً فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال:
تَجَمَّعَ الناسُ وقالوا عُرْسُ ... إذا قِصاعٌ كالأكُفِّ خَمْسُ
زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ ... ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءت عَبْسُ
فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ
ويروى: " اجْتَمَعَ الناس "، ويروى: " مائَراتٌ " بَدَل " زَلَحْلَحَاتٌ "، ولُغَةُ دُكَيْنٍ " فاضَتْ " بالضاد، ولغة غيره " فاظَت " بالظّاء.
وجمعُ العُرسِ: أعراس وعُرُسات.
والعِرِّيس والعِرِّيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير:
إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم ... مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّيْسي
وقال رؤبة:
مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا ... أغْيالَها والأجَمَ العِرِّيْسا
وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
أبَنَّ عِرِّيْسَةً عُنّابُها أشِبٌ ... ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ
وقال الطِّرِمّاح:
يا طيِّئَ السَّهْلِ والأجبالِ موعِدُكُم ... كَمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّيْسَةِ الأسَدِ
والليث مَن يَلْتَمِسُ صيداً بِعَقْوَتِهِ ... يُعْرَجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ
وذاة العرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ:
لَهانَ عليها ما يقولُ ابْنُ دَيْسَقٍ ... إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والعرائسِ
وأعْرَسَه: لغة في عَرِسَه أي لَزِمَه.
وقد أعْرَسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْساً.
وأعْرَسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّسَ، قال:
يُعْرِسُ أبْكاراً بها وعُنَّسا ... أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا
والإعراس والتعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ.
وليلة التعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي - صلى الله عليه وسلّم - وأصحابه - رضي الله عنهم - فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كانَ إذا عَرَّسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْباً وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير:
لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَماوِيّاً مَوَارِدُهُ ... من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَعْرِيسي
وقال ذو الرمَّة:
زارَ الخيالُ لِمَيٍّ هاجِعاً لَعِبَتْ ... به التَّنَائفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ
مُعَرِّساً في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ ... وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ
وقال لَبيد - رضي الله عنه - يصف رفيقَه:
قَلَّ ما عَرَّسَ حتى هِجْتُهُ ... بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
والمُعَرِّس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار.
وبيت مُعَرَّس: عُمِلَ فيه العَرْسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه.
واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ.
وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه. وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو.
وقال ابن عبّاد: تَعَرَّسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها.
والتركيب يدل على المُلازَمة.
عرس
العَرُوسُ: نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيه الرجُلُ والمَرْأَةُ، وَفِي الصّحاح: مَا دَامَا فِي إِعْرَاسِهِما، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهُوَ اسْمٌ لَهُمَا عِنْد دُخُولِ أَحَدِهما بالآخرِ، وَفِي الحَدِيثِ: فَأَصْبَحَ عَرُوساً وَفِي المَثَلِ: كادَ العَرُوسُ يكونُ أَمِيراً. وَمن العَرُوسِ للمَرْأَةِ قولُ أَبِي زُبيْدٍ الطائيّ:
(كأَنّ بنَحْرِهِ وبمَنْكِبَيْهِ ... عَبِيراً بَات تَعْبَؤُه عَرُوسُ)
وهُم عُرُسٌ، بضمَّتَيْنِ، وأَعْرَاسٌ، وهُنَّ عَرائسُ. والعَرُوسُ: حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ النِّجَادِ.
وقَولُهم فِي المَثَل: لَا عِطْرَ بَعْد عَرُوسٍ، أَوّلُ من قالَ ذلِكَ امْرأَةٌ اسْمُهَا أَسْماءُ بنتُ عبدِ الله العُذْرِيَّة، وَاسم زَوْجِها، وَكَانَ مِن بَنِي عَمِّها، عَرُوسٌ، وماتَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَها رجلٌ من قَوْمِهَا أَعْسَرُ أَبْخَرُ بَخِيلٌ دَمِيمٌ، يُقَال لَهُ: نَوْفَل، فلمّا أَرادَ أَنْ يَظْعَنَ بهَا قالَتْ: لَو أَذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبَكَيْتُ عنْدَ رَمْسه. فقالَ: افْعَلي، فقالَتْ: أَبْكيكَ يَا عرس الأَعْرَاس، هَكَذَا بضَمِّ الرّاءِ فِي النُّسَخ، وصَوابه بالوَاو يَا ثَعْلَباً فِي أَهْله وأَسَداً عنْدَ النّاس، هَكَذَا بالنُّون فِي النُّسَخ، وَصَوَابه بالمَوَحَّدة، مَعَ أَشْيَاءَ لَيْسَ يَعْلَمهَا النّاس. فقالَ: وَمَا تلْكَ الأَشْياءُ: فَقَالَ: كانَ عَن الهِمَّة غيرَ نَعّاس، ويُعْمِلُ السَّيْف صَبِيحاتِ أَنْبَاس، هَكَذَا فِي النُّسَخ، بالنُّون والمَوْحَّدة على النُّون، وَفِي التَّكْملَة: صَبِيحاتِ البَاس، ولعلّه الصوابُ، أَو صَبِيحات امْبَاس، بالميمِ بدل َ النُّونِ، على لُغَةِ حِمْير، كَمَا يَنْطِقُ بهَا أَهْلُ اليَمنِ، ثمَّ قَالَ: يَا عَرُوسُ الأَغَرّ الأَزْهر، الطّيِّب الخِيم الكَرِيم المَحْضَر، مَعَ أَشْياءَ لَا تُذْكَر. فقالَ: وَمَا تِلْكَ الأَشْياءُ قَالَ: كَانَ عَيُوفاً للخَنَا والمُنْكَر، طَيِّب النَّكْهةِ غَيْر أَبْخَر، أَيْسر غَير أَعْسَر. فَعرف الزَّوجُ أَنَّها تُعرِّضُ بِهِ، فلمّا رَحَلَ بِها قَالَ: ضُمِّي إِليكِ عِطْرَك، وَقد نَظَر إِلَى قَشْوةِ عِطْرِها مَطْرُحةً، فقَالَتْ: لَا عِطْرَ بعْدَ عَرُوسٍ، فذهَبَتْ مثَلاً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ هَكَذَا. أَو المثَلُ: لَا مَخْبأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ قَالَ المُفَــضَلُ: تَزَوَّد رَجلٌ يُقَال لَهُ: عَرُوسٌ امْرأَةً فهُدِيتْ إِليه فَوَجَدَهَا تَفِلَةً: ونَصُّ المفــضَّلِ: فلمّا هُدِيتْ لَهُ وَجَدَها نَغِلَةً، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ عِطْرُكِ فَقَالَت: خَبَأْتُه، فَقَالَ لَهَا: لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ، وَقيل: إِنّها قالَتْهُ بعد مَوْتِه، فذَهَبَتْ مَثَلاً. قَالَ الصّاغَانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَن لَا يُؤَخَِّرُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بالوَاو، وَصَوَابه: لَا يُدَّخَرُ عَنهُ نَفِيسٌ. والعَرُوسَيْنِ: حِصْنٌ باليَمَنِ، كَذَا يُقَال بالياءِ. ووَادِي العَرُوسِ: ع، قُرْبَ المَدِينَةِ المُشرِّفَةِ، على طريقِ الحاجِّ إِلى العِراقِ. والعِرْسُ، بالكَسر: امرأَةُ الرجُلِ فِي كلِّ وَقْتٍ، قَالَ الشَّاعِر:)
(وحَوْقَلٍ قَرَّبهُ مِنْ عِرْسِهِ ... سَوْقِي وقَدْ غابَ الشِّظَاظُ فِي اسْتِهِ)
وعِرْسُها أَيْضاً: رَجُلُها، لأَنَّهما اشْتَركَا فِي الاسْمِ، لمُواصَلَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا صاحِبَه وإِلفِه إِياه. قَالَ العَجّاج:
(أَزْهَرُ لم يُولَدْ بِنَجْمِ نحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ)
أَي أَنْجَبُ بَعْلٍ وامرأَةٍ، وأَرادَ أَنْجَب عِرسٍ وعِرْسٍ جُبِلاَ، وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ مَا عُطِفَ بِالْوَاو بمنزلةِ مَا جاءَ فِي لفْظٍ وَاحِدٍ، فكأَنَّه قَالَ: أَنْجَبُ عِرْسَيْنِ جُبِلاَ، لَوْلَا إِرادَةُ ذلِكَ لم يَجُزْ هَذَا، لأَنَّ جُبِلاَ وَصْفٌ لَهما جَمِيعاً، ومُحَالٌ تقديمُ الصِّفَةِ على المَوْصُوف. وجَمْعُ العِرْسِ الّتِي هِيَ المَرْأَةُ، والّذِي هُوَ الرَّجُلُ: أَعْرَاسٌ، والذَكَرُ والأُنْثَى عِرْسَانِ، قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيماً:
(حتَّى تَلافَى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فِيهِ البَيْضُ مَرْكُومُ)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: تَلافَى: تَدَارَكَ، والأُدْحِيُّ: مَوضع بَيْضِ النَّعامَةِ. وَأَرَادَ بالعِرْسَيْنِ الذَكَرَ والأُنْثَى، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِرْسٌ لصاحِبِه. ولَبْؤَةُ الأَسَدِ: عِرْسُه، ج أَعْرَاسٌ، وَقد اسْتَعارَهُ الهُذَلِي للأَسَدِ، فَقَالَ:
(لَيْثٌ هِزَيْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِهِ ... بالرَِّقْمَتَيْنِ لَهُ أَجْرٍ وأَعْرَاسُ)
أَجْرٍ: جَمْع جَرْوٍ. والبيتُ لمالِكِ ابنِ خالِد الخُنَاعِيِّ. وابنُ عِرْسٍ بالكَسْر: دُوَيْبَّةٌ معروفةٌ دُونَ السِّنَّوْرِ، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَسَكُّ، لَهَا نابٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: تُسَمَّى بالفَارِسيّة: راسُو، ج: بَنَاتُ عِرْسٍ، هَكَذَا يُجْمَع الذَكَرُ والأُنْثَى المَعْرِفةُ والنَّكِرة، تَقول: هَذَا ابنُ عِرْسٍ مُقْبِلاً، وَهَذَا ابنُ عِرْسٍ آخَرُ مُقْبِلٌ. ويجوزُ فِي المَعْرِفَة الرَّفْعُ، وَيجوز فِي النكرَة النَّصبُ، قَالَه المُفَــضَّل والكِسَائِيُّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ بعد ذِكْرِ الجَمْع، وَكَذَلِكَ ابنُ آوَى وابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ وابنُ ماءٍ تَقول: بَنَاتُ آوَى، وبَنَاتُ مَخَاضٍ وبَناتُ لَبْونٍ، وبَناتُ ماءٍ. وحَكَى الأَخْفَشُ: بَناتُ عِرْسٍ وبَنُو عِرْسٍ، وبَناتُ نَعْشٍ وبَنُو نَعْشٍ. والعِرْسِيُّ، بالكَسْر: صِبْغٌ من الأَصْبَاغِ، سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه كأَنَّهُ يُشْبِه لَوْنَ ابنِ عِرْسٍ، الدّابَّةِ. وعَرَسَ البَعِيرَ يَعْرِسُهُ ويَعْرُسُه عَرْساً، مِن حَدِّ ضَرَب وكَتَب: شَدَّ عُنُقَه إِلى ذِرَاعِه وَهُوَ بارِكٌ، وَذَلِكَ الحَبْلُ: عِرَاسٌ، ككِتَابٍ، يُقَال: العَرْسُ: إِيثاقُ عُنُقِ البَعِيرِ مَعَ يَدَيْه جَمِيعاً، فإِنْ كانَ إِلى إِحْدَى يَدَيْهِ فَهُوَ العَكْسُ، واسمُ الحَبْلِ العِكَاسُ، وسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِه.
وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ وتَأَخَّرَ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: العَرْسُ، بالفَتْح: عَمُودٌ فِي وَسَطِ الفُسْطَاطِ.
والعَرْسُ أَيضاً: الإِقَامَةُ فِي الفَرَح. والحَبْلُ. وأَيضاً: الفًَِيلُ الصَّغِيرُ، ويُضَمُّ فِي هذِه، ج أَعْرَاسٌ،)
وبائِعُهَا عَرَّاسٌ ومُعَرِّسٌ، كشَدَّادٍ ومُحَدِّثٍ، ويُرْوَى أَيضاً مِعْرَسٌ، كمِنْبَرٍ، قالَ: وقالَ أَعْرَابِيٌّ: بِكَم البَلْهَاءُ وأَعْرَاسُهَا: أَيْ أَولادُهَا. والعَرْسُ: حائِدٌ. يُجْعَلُ بينَ حائِطَي البَيْتِ الشَّتَوِيِّ لَا يُبْلَغُ بِهِ أَقْصاهُ، ثمّ يُوضَعُ الجَائِزُ مِن طَرَف ذلِكَ الحائِطِ الداخِلِ إِلى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسَقَّفُ البَيْتُ كلُّهُ، فَمَا كانَ بَيْنَ الحائِطَيْنِ فَهُوَ سَهْوَةٌ، وَمَا كانَ تحتَ الجائِزِ فَهُوَ المُخْدَع، والصادُ فِيهِ لُغَةٌ، وسيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه. زادَ الجَوْهَرِيُّ: لِيَكُونَ البيتُ أَدْفَأَ، وإِنَّمَا يَكُوُنُ ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذلِكَ بالبِلادِ البارِدَةِ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة: بِيجَهْ، وذلكَ البَيْتُ مُعَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي عُمِل لَهُ عَرْسٌ، وَقد عُرِّسَ تَعْرِيساً. قالَ الجَوْهَرِيُّ: وذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِه شَيْئاً غيرَ هَذَا لم يَرْتَضِه أَبُو الغَوْثِ. والعَرَسُ، محرَّكةً: الدَّهَشُ، يُقَال: عَرِسَ، كفَرِح، بِالسِّين والشين، عَرَساً فَهُوَ عَرِسٌ ككَتِفٍ. وَفِي حَدِيثِ حَسّان بنِ ثابِتٍ: أَنّه كانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعامٍ قَالَ: أَفِي خُرْسٍ أَو عُرْسٍ أَو إِعْذَار العُرْسُ، بالضَّمِّ وبضَمَّتين: مِهْنَةُ الإِمْلاكِ والبِنَاءِ، وقِيلَ: طَعَامُه خاصَّةً، وَقَالَ أَبو عبيد، فِي قَوْله عُرس: يَعْنِي طَعَام الوَلِيمَةِ، هُوَ الّذِي يُعْمَلُ مِنْهُ العُرسُ، يُسَمَّى عُرٍْ اً باسمِ سَبَبِه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: العُرسُ: اسمٌ مِن أَعْرَسَ الرَّجُلُ بأَهْلِه، إِذا بَنَى عَلَيْهَا ودَخَلَ بِهَا، ثُم تُسَمَّى الوَلِيمَةُ عُرساً، وَهُوَ أُنْثَى تُؤَنِّثُهَا العَرَبُ، وَقد تُذَكَّر، قَالَ الرّاجِزُ: إِنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ لَئِيمةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ نُدْعَى مَعَ النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ ج أَعْرَاسٌ وعُرُسَاتٌ، بضَمَّتَيْنِ. والعُرسُ أَيضاً: النِّكَاحُ، لأَنَّهُ المَقْصُودُ بالذَّاتِ من الإِعْراس.
والعَرِسُ ككَتِفٍ: الأَسَدُ لِلُزُومِه افْتِراسَ الرِّجَالِ، أَو لِلُزُومِهِ عَرِينَه. والعُرَسَاءُ، كالشَّهَداءِ فِي جَمْع شَهِيدٍ: ع، نَقَله الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَه، وإِنَّمَا هُوَ: العُرَيْسَاءُ، كَمَا ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ، وذَكَرَه الصّاغَانِيُّ أَيضَاً. وعَرِسَ الرجُلُ، كفَرِحَ، عَرَساً: بَطِرَ، فَهُوَ عَرِسٌ، يُروَى بالسِّينِ والشِّينِ جَمِيعاً. وعَرِسَ بِهِ عَرَساً: لَزِمَهُ، وعَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمِّه عَرَساً: لَزِمَها وأَلِفَها، كأَعْرَسه. وعَرِسَ عَلَيَّ مَا عِنْدَه: امْتَنَعَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: السّائِقُ الحاذِقُ السِّيَاقِ، إِذا نَشِطُوا ساَرَ بِهِم، وإِذا كَسِلُوا عَرَّس بهِم، أَي نَزَلَ بهم. والعِرِّيسُ، كسِكِّيتٍ، وبِهَاءٍ: الشَّجَرُ المُلتَفُّ، مَأْوَى الأَسَدِ فِي خِيسِه، قَالَ رُؤْبَةُ: أَغْيَالَه والأَجَمَ العِرِّيسَا) وَصَفَ بِهِ، كَأَنَّه قالَ: والأَجَمَ المُلْتَفَّ، أَو أَبْدَلَه لأَنَّه اسمٌ. وَفِي الْمثل: كمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عِرِّيسةِ الأَسَدِ.
وَقَالَ طَرَفَةُ: كلُيُوثٍ وَسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ وذاتُ العَرائِسِ: ع، قَالَ غَسّانُ ابنُ ذُهَيْلٍ السَّلِيطِيُّ:
(لَهانَ عَلَيْهَا مَا يَقُولُ ابنُ دَيْسَقٍ ... إِذا مَا رَغَتْ بينَ اللِّوَى والعَرَائِسِ)
وأَعْرَسَ الرجُلُ: اتَّخّذَ عُرْساً، أَي وَلِيمَةً. وأَعْرَسَ بأَهْلِه: بَنَى عَلَيْهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَنَى بهَا، وَكَذَا عَرَّسَ بهَا، وأَنْكَره ابنُ الأَثِير، ونسَبَه الجَوْهَرِيُّ للعامَّة. وأَعْرَسَ القَوْمُ فِي السَّفَرِ: نَزَلُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ للاسْتِراحَةِ، ثمّ أَناخُوا ونامُوا نَوْمةً خَفِيفَةً، ثمّ سارُوا مَعَ انفِجَارِ الصُّبْح سائِرِين، كعَرَّسُوا تَعْرِيساً، وَهَذَا أَكْثَرُ، واَعْرَسُو لُغَةٌ قَلِيلةٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
(قَلَّمَا عَرَّس حتَّى هِجْتُه ... بالتَّبَاشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ) وأَنْشَدَت أَعْرابِيَّةٌ من بَنِي نُمَيْرٍ:
(قد طَلَعَتْ حَمْرَاءُ فَنْطَلِيسُ ... ليسَ لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْرِيسُ)
وَقيل: التَّعْرِيسُ: أَن يَسِيرَ النهارَ كلَّه ويَنْزِلَ أَوّلَ اللَّيْلِ، وَقيل: هُوَ النُّزُولُ فِي المَعْهَد، أَيَّ حِينٍ كَانَ من ليلٍ أَو نَهارٍ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
(وعَرَّسُوا ساعَةً فِي كُثْبِ أَسْنُمَةٍ ... ومنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ)
والمَوْضِعُ: مُعْرَسٌ، كمُكْرَمٍ، ومُعَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ، وَمِنْه سُمِّيَ مُعَرِّسُ ذِي الحُلَيْفَةِ، عَرَّس فِيهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم، وصلَّى فِيهِ الصُّبْحَ ثمّ رَحَلَ. وقالَ اللَّيْثُ: اعْتَرَسُوا عَنهُ، إِذا تَفَرَّقوا، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا حَرْفٌ مُنْكَر، لَا أَدْرِي مَا هُو. وتَعَرَّس لامْرَأَتِه: تَحَبَّبَ إِليها وأَلِفَهَا، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، ونَقَلَه ابنُ عبَّادٍ أَيضاً. ولَيْلَةُ التَّعْرِيسِ، هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي نَام فِيهَا رَسُولُ اللهُ صَلَّى اللهُ تَعَالَى علَيه وسلَّم، والقِصَّة مَشْهُورةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ والحَدِيثِ. ومِما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: عَرِسَ الرَّجُلُ عَرَساً، كفَرِحَ: أَعْيَا، وَقيل: أَعْيَا عَن الجِمَاعِ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ. وعَرِسَ عَنهُ: جَبُنَ وتَأَخَّرَ، قالَ أَبو ذُؤَيْب:
(حَتَّى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي وقَدْ عَرِسَتْ ... عَنْهُ الكِلاَبُ فأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ) والشِّينُ لُغَةٌ فِيهِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، كَمَا سيأْتِي. وعَرِسَ الشيْءُ عَرَساً: اشْتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ)
بينَهم: شَبَّ وَدَام والعَرِسُ، ككَتِفٍ: الذِي لَا يَبْرَحُ مَوْضِعَ القِتَالِ شَجَاعَةً. والعُرُوسُ، بالضّمِّ: لُغَةٌ فِي العَرُوسِ، بالفَتْحِ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وتَصْغِيرُه: عُرَيِّسٌ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عُمَر: أَنَّ امْرَأَةً قالَتْ لَهُ: إِنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ قد تَمَعَّطَ شَعَرُهَا. وإِنَّمَا لم تُلْحِقه تاءَ التَّأْنِيثِ وإِنْ كانَ مُؤَنَّثاً، لِقِيَامِ الحَرْفِ الرّابِعِ مَقَامَهُ، وتَصْغِيرُ العُرْسِ بالضّمّ، بغيرِ هاءٍ، وَهُوَ نادِرٌ، لأَنَّ حَقَّه الهاءُ، إِذ هُوَ مُؤَنَّثٌ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ. وأِعرَسَ بهَا، إِذا غَشِيَهَا، والعامّة تَقول عَرَّس بِهَا، قَالَ الراجِز يَصِف حِماراً:
(يُعْرِسُ أَبْكاراً بهَا وعُنَّساً ... أَكْرَمُ عِرْسٍ بَاءَةٌ إِذْ أَعْرَسَا)
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّه نَهَى عَن مُتْعَة الحَجِّ، وَقَالَ: قد عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فَعَلَه ولكنْ كَرِهْتُ أَن يَظَلُّوا مُعْرِسِينَ بهِنَّ تَحْتَ الأَراكِ، أَي مُلِمِّينَ بالنِّسَاءِ، وَهَذَا يَدُلُّ أنَّ إِلمامَ الرَّجُلِ بأَهْلِه يُسَمَّى إِعْرَاساً أَيّامَ بِنائِه عَلَيْهَا، وبَعدَ ذَلِك، لأَنَّ تَمتُّعَ الحاجِّ بامْرأَتِه يكونُ من بَعْدِ بِنائِه عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَر: أَعْرَسْتُم اللَّيْلَة قَالَ: نَعَم قَالَ ابنُ الأَثِير: أَعْرَس فَهُوَ مُعْرِسٌ، إِذا دَخَلَ بامْرأَتِه عندَ بِنائِهَا وأَرادَ بهِ هُنَا الوَطْءَ، فسَمّاه إِعْرَاساً، لأَنّه من تَوابِعِ الإِعْرَاسِ، قالَ: وَلَا يُقَالُ فِيهِ: عَرَّس. والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: الذِي يَغْشَى امْرَأَتَه، وَقيل: هُوَ الكَثِيرُ التَّزَوُّجِ، وقِيل: هُوَ الكَثِيرُ النِّكَاح. وعَرَسَ البَعِيرَ عَرْساً: أوْثَقه بالعِرَاسِ، وَهُوَ الحَبْلُ، قالَه ابنُ القَطّاع. والعِرِّيسُ، كسِكِّيت: مَنْبِتُ أَصْلِ الإِنْسانِ فِي قَوْمه، قالَ جَرِيرٌ: مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فِيهِمْ وعِرِّيسِي والعَرّاسُ، كشَدّادٍ: بائِعُ الأَعْراسِ، وَهِي الحِبَالُ. وأَعْرَسَ الفَحْلُ النّاقَةَ: أَبْرَكَها للضِّرَابِ، وَفِي التَّكْملَة: أَكْرَهَها للبُرُوكِ. والإِعْرَاسُ: وَضْعُ الرَّحَى عَلَى الأُخْرَى، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(كأَنَّ عَلى إِعْرَاسِه وبِنَائه ... وَئِيدَ جِيَادٍ قُرَّحٍ ضَبَرَتْ ضَبْرَا)
أَرادَ: على مَوْضِع إِعْرَاسِه. والعَرُوسُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ، رَحَمَه الله. وَهَذِه عرائسُ الإِبل، لكِرَامِهَا، حَكاه الزَّمَخْشَرِيّ.
والعُرَيْسَاءُ: مَوْضعٌ، عَن ابْن دُرَيْدِ. والمَعْرَسَانِيَّاتُ: أَرْضٌ، قَالَ الأَخْطَل:
(وبالمَعْرَسَانِيَّات حَلَّ وأَرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطَا مِنْهُ مَطَافِيلُ حُفَّلُ)
قَالَ الأَزْهَريّ: وَرأَيْتُ بالدَّهْناءِ جِبَالاً مِنْ نِقْيَانِ رِمَالِهَا يُقَالُ لَهَا: العَرَائِسُ، وَلم أَسْمَعْ لَهَا بوَاحِدٍ.
وعُرْسٌ، بالضّمّ: مَوْضِعٌ ببلدِ هُذَيْل. وسُوقُ بني العَرُوسِ: قَرْيَة من أَعْمال مِصْر. والعَرُوس) بَلْدةٌ باليَمن من أَعمال الحَجَّة. ومحمّد بن أَحْمد بن العُرَيِّسة، بالضَّمّ وَتَشْديد التحتيّة الْمَكْسُورَة، سَمِع أَبا الوَقْت، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّه. وعُرْسُ بنُ عَمِيرَةَ الكِنْدِيُّ، بالضّمّ، وَكَذَا عُرْسُ بنُ عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ العامِرِيُّ. وعُرْسُ بن قَيْس بنِ سَعِيدٍ الكِنْدِيُّ: صحابِيُّون. وعُرْسُ بنُ فَهْدٍ المَوْصِلِيُّ، وأَبُو الغَنَائِم عَبْدُ الله بنُ أَحْمَدَ بن عُرْسٍ ومحمّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عُرْس: مُحَدَّثُون. وأَبُو عبدِ اللهِ محمَّدِ بنُ عبدِ اللهِ بن عِرْسٍ المِصْرِيّ، بالكَسْرِ: من شُيُوخِ الطَّبَرانِيّ، والقاضِي مَحْمُودُ بنُ أَحْمَدَ الزَّنْجَانِيُّ، يُلَقَّبُ بانِ عِرْسٍ، رَوَى عَن الناصِرِ لدينِ اللهِ بالإِجازَة، ضبَطه ابْن نُقْطَة بالكَسرِ.

مَجِيء «فَعَالة» بكسر الفاء

مَجِيء «فَعَالة» بكسر الفاء
الأمثلة: 1 - اسْتَقْبَله بحِفاوة وترحيب 2 - الرِّضاعة الطبيعية أفــضل لصحة الطفل 3 - تَمَادَى في غِوَايته 4 - تَوَلَّى فلانٌ الزِّعامة 5 - رَِئاسة مجلس الوزراء 6 - فَشِلت جهود الوِساطة 7 - فُلان يجيد الخِطابة
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء «فَعالة» بكسر الفاء.

الصواب والرتبة:
1 - استقبله بحَفاوة وترحيب [فصيحة]-استقبله بحِفاوة وترحيب [صحيحة]
2 - الرَّضاعة الطبيعية أفــضل لصحة الطفل [فصيحة]-الرِّضاعة الطبيعية أفــضل لصحة الطفل [فصيحة]
3 - تَمَادَى في غَوَايته [فصيحة]-تَمَادَى في غِوَايته [صحيحة]
4 - تَوَلَّى فلانٌ الزَّعامة [فصيحة]-تَوَلَّى فلانٌ الزِّعامة [صحيحة]
5 - رَآسة مجلس الوزراء [فصيحة]-رياسة مجلس الوزراء [فصيحة]-رِئاسة مجلس الوزراء [صحيحة]
6 - فشلت جهود الوَساطة [فصيحة]-فشلت جهود الوِساطة [صحيحة]
7 - فلانٌ يجيد الخَطابة [فصيحة]-فلانٌ يجيد الخِطابة [صحيحة]
التعليق: مجيء «فَعالة» بفتح الفاء وكسرها فصيح مشهور في لغة العرب، كما في: جنازة، ووزارة، ودلالة، ووكالة، ووصاية، ووقاية، وولاية، ورطانة، وبداوة، وحضارة، وحفاوة، ورضاعة، وعلى هذا يمكن قبول كسر ما جاء مفتوحًا، كما في «رِئاسة»، و «زِعامة»، و «وِساطة»، كما أنَّ بعض هذه الصيغ يرجع إلى اختلاف الضبط بين المصدر والحرفة منه، كما في «خطابة»، فالمصدر منها «خَطابة» بفتح الخاء، والحرفة منه «خِطابة» بكسر الخاء. وقد ورد بعض هذه الصيغ في المعاجم الحديثة كالوسيط، والتكملة، ومحيط المحيط، والأساسي.

ذو الاسمين

ذو الاسمين:
[في الانكليزية] Composed quantity
[ في الفرنسية] Quantite composee
هو المقدار المركّب وهو ما يعبّر عنه باسمين كخمسة وجذر ثمانية، والخطوط المركّبة على ستة أقسام، لأنّ كلا من قسميها إمّا أصمّ أو أحدهما، والآخر المنطق سواء كان المنطق أكبر من الأصمّ أو أصغر، إذ لا يجوز تساويهما وإلّا لما وقع التركيب وكلّ واحد من هذه الأقسام الثلاثة على وجهين لأنّه إمّا أن يكون مربّع الخط الأطول زائدا على مربّع الخطّ الأصغر بمربع يكون ضلــعه أي جذره مشاركا في الطول للقسم الأطول، أو مباينا له، والمشاركة أفــضل من المبانية والمنطق من الأصمّ، والمنطق الأطول من المنطق الأصغر. فالقسم الأول وهو الجامع لجميع وجوه الفــضل يسمّى ذا الاسمين الأول وهو كلّ خط مركّب من منطق أطول وأصمّ أصغر ويزيد مربّع الأطول على مربّع الأصغر بمربّع يشارك ضلــعه الأطول مثل ثلاثة وجذر خمسة وأربعة وجذر اثني عشر. والقسم الثاني وهو الذي يليه في القوة بأن يكون المنطق أصغر والأصمّ أطول والمشاركة على ما ذكرنا يسمّى ذا الاسمين الثاني مثل ست وجذر ثمانية وأربعين.
والقسم الثالث وهو الذي يلي هذا في القوة بأن يكون الخطان جميعا أصمّين والمشاركة باقية يسمّى ذا الاسمين الثالث مثل جذر ستة وجذر ثمانية. والقسم الرابع وهو ما كان منطقه أطول من الأصمّ مع عدم بقاء المشاركة المذكورة بأن يكون مربّع الأطول يزيد على مربّع الأصغر بمربّع يباين ضلــعه الخط الأطول مثل ثلاثة وجذر سبعة يسمّى بذي الاسمين الرابع. والقسم الخامس وهو ما كان أصمّه أطول من المنطق مع عدم المشاركة المذكورة مثل ثلاثة وجذر عشرة يسمّى بذي الاسمين الخامس. والقسم السادس وهو ما كان القسمان فيه أصمّين مع عدم بقاء المشاركة المذكورة يسمّى بذي الاسمين السادس مثل جذر خمسة وجذر ستة. اعلم أنّ جذر ذي الاسمين الأول يسمّى ذي الاسمين المرسل، وجذر ذي الاسمين الثاني يسمّى ذي المتوسطين الاول وجذر ذي الاسمين الثالث يسمّى ذي المتوسطين الثاني، وجذر ذي الاسمين الرابع يسمّى بالأعظم وجذر ذي الاسمين الخامس يسمّى بالقوي على منطق ومتوسط وجذر ذي الاسمين السادس يسمّى بالقوي على المتوسطين. اعلم أيضا أنّ كلا من ذوات الاسمين الستّة متى ضرب في مثله كان الحاصل ذا الاسمين الأول، وإذا ضرب من عدد صحيح أو كسر أو مختلط فإنّ الحاصل في ذلك هو ذو الاسمين في جذر الأول، ومرتبته كمرتبته، أعني إن كان في المرتبة الأولى فالحاصل كذلك، وإن كان فيما بعدها من المراتب فكذلك الحاصل، وإنّما كان كذلك لأنّه يصير مشاركا له، والمشارك للشيء في حدّه ومرتبته. هذا كله خلاصة ما في حواشي تحرير اقليدس وطريق تحصيل الأقسام الستّ وجذورها مذكورة فيها. 

التاجُ

التاجُ:
اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة، كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد، ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي، وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامّه من الدور المعمورة المعظمة: كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى ابن خالد بن برمك، وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك، فنهاه أبوه يحيى فلم ينته، فقال: إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقضّ فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك، فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم وأتقن بناءه وأنفق عليه الأموال الجمّة، فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا، فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيّأ له، هذا ومؤنس ساكت، فقال له جعفر: ما لك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا؟ فقال: حسبي ما قالوا، فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال: وأنت إذا فنك، فقد أقسمت لتقولن، فقال: أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق، قال: نعم واختصر، فقال: أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا؟ قال: حسبك فقد فهمت، فما الرأي؟ قال:
إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون. فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد، فقال له: من أين أقبلت وما الذي أخّرك إلى الآن؟
فقال: كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة، فقال له الرشيد: وللمأمون بنيته! قال: نعم يا أمير المؤمنين، لأنه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصحّ مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو، وقد كتبت إلى النواحي
باتخاذ فرش لهذا الموضع، وقد بقي شيء لم يتهيأ اتخاذه وقد عوّلنا على خزائن أمير المؤمنين، إما عارية أو هبة، قال: بل هبة، وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال: أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك، وو الله لا سكنه أحد سواك ولا تمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا، وزال من نفس الرشيد ما كان خاطره وظفر بالقصر بطمأنينة، فلم يزل جعفر يتردّد إليه أيام فرجه ومتنزّهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد، وكان إلى ذلك الوقت يسمّى القصر الجعفري، ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحبّ المواضع إليه وأشهاها لديه، واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيّزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيّا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلّى وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية، وهي إلى الآن الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزّرّادين، وكان قد أسكن فيه الفــضل والحسن ابني سهل، ثم توجّه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفــضل والحسن، ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر إلى المأمون، فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق، فوردها في سنة 198، ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني، وشفع ذلك أن تزوّج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفــضل، فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 203 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصّلح، ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر، وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله، وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة، وكان يقال له القصر الحسني. فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور، بقي القصر لابنته بوران إلى أيّام المعتمد على الله، فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه، فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها، وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمّه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملأت خزائنه بأنواع الطّرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه الجواري والخدم الخصيان، ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره، فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحبّ البقاع إليه، وكان يتردّد فيما بينه وبين سرّ من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى ثم توفي المعتمد، وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 279، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام، وحمل إلى سامرّاء فدفن بها، ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفّق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل، فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسّعه وكبّره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج وجمع الرجال لحفر الأساسات، ثم اتفق خروجه إلى آمد، فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثّريّا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني، وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه، وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره. ثم مات المعتضد بالله في
سنة 289، وتولى ابنه المكتفي بالله فأتمّ عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوى الإيوان، وردّ أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى، فكان الآجرّ ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسنّاة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها، ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته، فبكى أبو عبد الله النقري وقال: إن فيما نراه لمعتبرا، نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسنّاة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر، فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر! وبذيل منه:
كلدت حوله الأبنية والدور، من جملتها قبة الحمار، وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف، وهي عالية مثل نصف الدائرة. وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيّا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع، ووقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة أحد مرافقها، وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام، ثم أطفئت، وقد صيّرته كالفحمة، وكانت آية عظيمة، ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجصّ والآجر دون الأساطين الرخام، وأهمل إتمامه حتى مات، وبقي كذلك إلى سنة 574، فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشقّ أساسها ووضع البناء فيه على خطّ مستقيم من مسناة التاج، واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعدّ من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأئمة للمبايعة، وهو الذي يدعى اليوم التاج.

تخير اللفظ

تخير اللفظ
يتأنق أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه، ولما بين الألفاظ من فروق دقيقة في دلالتها، يستخدم كلا حيث يؤدى معناه في دقة فائقة، تكاد بها تؤمن بأن هذا المكان كأنما خلقت له تلك الكلمة بعينها، وأن كلمة أخرى لا تستطيع توفية المعنى الذى وفت به أختها، فكل لفظة وضعت لتؤدى نصيبها من المعنى أقوى أداء، ولذلك لا تجد في القرآن ترادفا، بل فيه كل كلمة تحمل إليك معنى جديدا.
ولما بين الكلمات من فروق، ولما يبعثه بعضها في النفس من إيحاءات خاصة، دعا القرآن ألا يستخدم لفظ مكان آخر، فقال: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ (الحجرات 14). فهو لا يرى التهاون في استعمال اللفظ ولكنه يرى التدقيق فيه ليدل على الحقيقة من غير لبس ولا تمويه، ولما كانت كلمة راعِنا لها معنى في العبرية مذموم، نهى المؤمنين عن مخاطبة الرسول بها فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا (البقرة 104).
فالقرآن شديد الدقة فيما يختار من لفظ، يؤدى به المعنى.
استمع إليه في قوله: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (البقرة 49). ما تجده قد اختار الفعل ذبح، مصورا به ما حدث، وضعّف عينه للدلالة على كثرة ما حدث من القتل فى أبناء إسرائيل يومئذ، ولا تجد ذلك مستفادا إذا وضعنا مكانها كلمة يقتلون.
وتنكير كلمة حياة، فى قوله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ (البقرة 96).
يعبر تعبيرا دقيقا عن حرص هؤلاء الناس على مطلق حياة يعيشونها، مهما كانت حقيرة القدر، ضئيلة القيمة، وعند ما أضيفت هذه الكلمة إلى ياء المتكلم في قوله تعالى: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (الفجر 23، 24). عبرت بأدق تعبير عن شعور الإنسان يومئذ، وقد أدرك في جلاء ووضوح أن تلك الحياة الدنيا لم تكن إلا وهما باطلا، وسرابا خادعا، أما الحياة الحقة الباقية، فهى تلك التى بعد البعث؛ لأنها دائمة لا انقطاع لها، فلا جرم أن سماها حياته، وندم على أنه لم يقدم عملا صالحا، ينفعه في تلك الحياة.
واستمع إلى قوله تعالى: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (الإنسان 10، 11). تجد كلمة العبوس قد استعملت أدق استعمال؛ لبيان نظرة الكافرين إلى ذلك اليوم، فإنهم يجدونه عابسا مكفهرّا، وما أشد اسوداد اليوم، يفقد فيه المرء الأمل والرجاء، وكلمة قَمْطَرِيراً بثقل طائها مشعرة بثقل هذا اليوم، وفي كلمتى النضرة والسرور تعبير دقيق عن المظهر الحسى لهؤلاء المؤمنين، وما يبدو على وجوههم من الإشراق، وعما يملأ قلوبهم من البهجة.
ومن دقة التمييز بين معانى الكلمات، ما تجده من التفرقة في الاستعمال بين:
يعلمون، ويشعرون، ففي الأمور التى يرجع إلى العقل وحده أمر الفصل فيها، تجد كلمة يَعْلَمُونَ صاحبة الحق في التعبير عنها، أما الأمور التى يكون للحواس مدخل في شأنها، فكلمة يَشْعُرُونَ أولى بها، وتأمل لذلك قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13). فالسفاهة أمر مرجعه إلى العقل، وقوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (البقرة 26). وقوله تعالى: أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (البقرة 77). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (الأنعام 114). وقوله تعالى: أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (يونس 55). وقوله تعالى: بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الأنبياء 24). وقوله تعالى: وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (النور 25). إلى غير ذلك مما يطول بى أمر تعداده، إذا مضيت في إيراد كل ما استخدمت فيه كلمة يعلمون.
وتأمل قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (البقرة 154). فمن الممكن أن يرى الأحياء وأن يحس بهم، وقوله تعالى:
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (الزمر 55)، فالعذاب مما يشعر به ويحس، وقوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (البقرة 11، 12). وقوله تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (النمل 18). وقوله تعالى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (القصص 11). وغير ذلك كثير.
واستخدم القرآن كلمة التراب، ولكنه حين أراد هذا التراب الدقيق الذى لا يقوى على عصف الريح استخدم الكلمة الدقيقة وهى الرماد، فقال: الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ (إبراهيم 18). كما أنه آثر عليها كلمة الثرى، عند ما قال: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (طه 4 - 6). لأنه يريد- على ما يبدو من سياق الآيات الكريمة- الأرض المكونة من التراب، وهى من معانى الثرى، فــضلــا عما في اختيار الكلمة من المحافظة على الموسيقى اللفظية في فواصل الآيات.
وعبر القرآن عن القوة العاقلة في الإنسان بألفاظ، منها الفؤاد واللب والقلب، واستخدم كلا في مكانه المقسوم له، فالفؤاد في الاستخدام القرآنى يراد به تلك الآلة التى منحها الله الإنسان، ليفكر بها، ولذا كانت مما سوف يسأل المرء عن مدى انتفاعه بها يوم القيامة، كالسمع، والبصر، قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (الإسراء 36). وتجد هذا واضحا فيما وردت فيه تلك الكلمة من الآيات، واستمع إلى قوله تعالى: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وقوله تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (النجم 11). وقوله تعالى: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (الأنعام 113). وقوله تعالى: نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةَ (الهمزة 6، 7). وقوله تعالى: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (إبراهيم 43).
أما اللب ولم يستخدم في القرآن إلا مجموعا، فيراد به التفكير الذى هو من عمل تلك الآلة، تجد هذا المعنى في قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). وقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (آل عمران 190). وقوله تعالى: وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (البقرة 269).
أما القلب، وهو أكثر هذه الكلمات دورانا في الاستخدام القرآنى، فهو بمعنى أداة التفكير، فى قوله تعالى: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها (الأعراف 179). وقوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها (الحج 46). وقوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً (آل عمران 8). وقوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وهو أداة الوجدان، كما تشعر بذلك في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (الأنفال 2). وقوله تعالى: وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ (الأحزاب 10). وقوله تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (النازعات 6 - 8). وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً (الفتح 4). وقوله تعالى: وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً (القيامة 27). وقوله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد 28).
وهو أداة الإرادة، كما يبدو ذلك في قوله تعالى: إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (القصص 10). وقوله تعالى: وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (الأنفال 11). وقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ (الأحزاب 5).
فالقرآن يستخدم القلب فيما نطلق عليه اليوم كلمة العقل، وجعله في الجوف حينا في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (الأحزاب 4).
وفي الصدر حينا، فى قوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). تعبير عما يشعر به الإنسان عند ما يلم به وجدان، أو تملؤه همة وإرادة.
ومن الدقة القرآنية في استخدام الألفاظ أنه لا يكاد يذكر المشركين، إلا بأنهم أصحاب النار، ولكنا نجده قال في سورة (ص): وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ . فنراه قد استخدم كلمة أَهْلِ وهى هنا أولى بهذا المكان من كلمة (أصحاب)، لما تدل عليه تلك من الإقامة في النار والسكنى بها. وكلمة (ميراث) فى قوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَــضْلِــهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (آل عمران 180). واقعة موقعها، وهى أدق من كلمة (ملك) فى هذا الموضع، لما أن المال يرى في أيدى مالكيه من الناس، ولكنه سوف يصبح ميراثا لله.
وقد يحتاج المرء إلى التريث والتدبر، ليدرك السر في إيثار كلمة على أخرى، ولكنه لا يلبث أن يجد سمو التعبير القرآنى، فمن ذلك قوله تعالى: قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (طه 63 - 65). فقد يبدو للنظرة العاجلة أن الوجه أن يقال: إما أن تلقى وإما أن نلقى، وربما توهم أن سر العدول يرجع إلى مراعاة النغم الموسيقى فحسب، حتى تتفق الفواصل في هذا النغم، وذلك ما يبدو بادئ الرأى، أما النظرة الفاحصة فإنها تكشف رغبة القرآن في تصوير نفسية هؤلاء السحرة، وأنهم لم يكونوا يوم تحدوا موسى بسحرهم، خائفين، أو شاكين في نجاحهم، وإنما كان الأمل يملأ قلوبهم، فى نصر مؤزر عاجل، فهم لا ينتظرون ما عسى أن تسفر عنه مقدرة موسى عند ما ألقى عصاه، بل كانوا مؤمنين بالنصر سواء أألقى موسى أولا، أم كانوا هم أول من ألقى.
ومن ذلك قوله تعالى: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (البقرة 176).
فقد يتراءى أن وصف الشقاق، وهو الخلاف، بالقوة أولى من وصفه بالبعد، ولكن التأمل يدل على أن المراد هنا وصف خلافهم بأنه خلاف تتباعد فيه وجهات النظر إلى درجة يعسر فيها الالتقاء، ولا يدل على ذلك لفظ غير هذا اللفظ الذى اختاره القرآن. ومن ذلك قوله تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (الحج 27). فربما كانت الموسيقى، والفاصلة في الآية السابقة دالية- تجعل من المناسب أن يوصف الفج بالبعد، فيقال: فج بعيد، ولكن إيثار الوصف بالعمق، تصوير لما يشعر به المرء أمام طريق حصر بين جبلين، فصار كأن له طولا، وعرضا، وعمقا.
وإيثار كلمة مَسْكُوبٍ فى قوله تعالى: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ (الواقعة 27 - 31). مكان كلمة (غزيرة)، أدق في بيان غزارته، فهو ماء لا يقتصد في استعماله، كما يقتصد أهل الصحراء، بل هو ماء يستخدمونه استخدام من لا يخشى نفاده، بل ربما أوحت تلك الكلمة بمعنى الإسراف في هذا الاستخدام.
واستخدام كلمة يَظُنُّونَ فى الآية الكريمة: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (البقرة 45، 46).
قوية في دلالتها على مدح هؤلاء الناس، الذين يكفى لبعث الخشوع في نفوسهم، وأداء الصلاة، والاتصاف بالصبر- أن يظنوا لقاء ربهم، فكيف يكون حالهم إذا اعتقدوا؟.
ومن دقة أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه ما أشار إليه الجاحظ حين قال :
(وقد يستخف الناس ألفاظا ويستعملونها، وغيرها أحق بذلك منها، ألا ترى أن الله تبارك وتعالى لم يذكر في القرآن الجوع، إلا في موضع العقاب، أو في موضع الفقر المدقع، والعجز الظاهر، والناس لا يذكرون السغب، ويذكرون الجوع في حالة القدرة والسلامة، وكذلك ذكر المطر، لأنك لا تجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الانتقام، والعامة وأكثر الخاصة لا يفصلون بين ذكر المطر، وذكر الغيث).
لاختيار القرآن للكلمة الدقيقة المعبرة، يفــضل الكلمة المصورة للمعنى أكمل تصوير، ليشعرك به أتم شعور وأقواه، وخذ لذلك مثلا كلمة يُسْكِنِ فى قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ (الشورى 33). وكلمة تَسَوَّرُوا فى قوله تعالى: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (القصص 21). وكلمة (يطوقون) فى الآية الكريمة: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَــضْلِــهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ (آل عمران 180). وكلمة يَسْفِكُ فى آية: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (البقرة 30). وكلمة (انفجر) فى قوله تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (البقرة 60). وكلمة يَخِرُّونَ فى الآية: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً . وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (الإسراء 107، 108). وكلمة مُكِبًّا فى قوله تعالى: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (النمل 22). وكلمة تَفِيضُ فى قوله تعالى: وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ (المائدة 83). وكلمة يُصَبُّ فى قوله تعالى: يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (الحج 19). وكلمة (يدس) فى قوله تعالى: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (النحل 58، 59). وكلمة قاصِراتُ فى قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (الصافات 48). وكلمة مُسْتَسْلِمُونَ. فى قوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (الصافات 25، 26). ومُتَشاكِسُونَ فى قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ (الزمر 29). ويطول بى القول، إذ أنا مضيت في عرض هذه الكلمات التى توضع في مكانها المقسوم من الجملة، فتجعل المعنى مصورا تكاد تراه بعينك، وتلمسه بيدك، ولا أريد أن أمضى في تفسير الكلمات التى استشهدت بها؛
لأنها من وضوح الدلالة بمكان.
ولهذا الميل القرآنى إلى ناحية التصوير، نراه يعبر عن المعنى المعقول بألفاظ تدل على محسوسات، مما أفرد له البيانيون علما خاصّا به دعوه علم البيان، وأوثر أن أرجئ الحديث عن ذلك إلى حين، وحسبى الآن أن أبين ما يوحيه هذا النوع من الألفاظ في النفس، ذلك أن تصوير الأمر المعنوى في صورة الشيء المحسوس يزيده تمكنا من النفس، وتأثيرا فيها، ويكفى أن تقرأ قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ (البقرة 7). وقوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَــضَلَّــهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ (الجاثية 23). لترى قدرة كلمة خَتَمَ، فى تصوير امتناع دخول الحق قلوب هؤلاء الناس، وقوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ (البقرة 257). لترى قيمة كلمتى الظلمات والنور، فى إثارة العاطفة وتصوير الحق والباطل. وقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (البقرة 18). لترى قيمة هذه الصفات التى تكاد تخرجهم عن دائرة البشر، وقوله سبحانه: يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (البقرة 27).
فكلمات ينقضون ويقطعون ويوصل، تصور الأمور المعنوية في صور المحس الملموس، وفي القرآن من أمثال ذلك عدد ضخم، سوف نعرض له في حينه.
وفي القرآن كثير من الألفاظ، تشع منها قوى توحي إلى النفس بالمعنى وحيا، فتشعر به شعورا عميقا، وتحس نحو الفكرة إحساسا قويّا. خذ مثلا قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 17، 18). فتأمل ما توحى به كلمة تَنَفَّسَ من تصوير هذه اليقظة الشاملة للكون بعد هدأة الليل، فكأنما كانت الطبيعة هاجعة هادئة، لا تحس فيها حركة ولا حياة، وكأنما الأنفاس قد خفتت حتى لا يكاد يحس بها ولا يشعر، فلما أقبل الصبح صحا الكون، ودبت الحياة في أرجائه.
وخذ قوله تعالى: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة 117، 118). وقف عند كلمة (ضاق) فى ضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ، فإنها توحى إليك بما ألم بهؤلاء الثلاثة من الألم والندم، حتى شعروا بأن نفوسهم قد امتلأت من الندم امتلاء، فأصبحوا لا يجدون في أنفسهم مكانا، يلتمسون فيه الراحة والهدوء، فأصبح القلق يؤرق جفنهم، والحيرة تستبد بهم، وكأنما أصبحوا يريدون الفرار من أنفسهم.
واقرأ قوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً (السجدة 16).
وتبين ما تثيره في نفسك كلمة تَتَجافى، من هذه الرغبة الملحة التى تملك على المتقين نفوسهم، فيتألمون إذا مست جنوبهم مضاجعهم، ولا يجدون فيها الراحة والطمأنينة، وكأنما هذه المضاجع قد فرشت بالشوك فلا تكاد جنوبهم تستقر عليها حتى تجفوها، وتنبو عنها. وقف كذلك عند كلمة يَعْمَهُونَ فى قوله سبحانه: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (البقرة 15). فإن اشتراك هذه الكلمة مع العمى في الحروف كفيل بالإيحاء إلى النفس، بما فيه هؤلاء القوم من حيرة واضطراب نفسى، لا يكادون به يستقرون على حال من القلق.
واقرأ الآية الكريمة: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (النساء 185). أفلا تجد فى كلمة زُحْزِحَ ما يوحى إليك بهذا القلق، الذى يملأ صدور الناس في ذلك اليوم، لشدة اقترابهم من جهنم، وكأنما هم يبعدون أنفسهم عنها في مشقة وخوف وذعر. وفي كلمة طمس في قوله تعالى: وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (القمر 37). ما يوحى إليك بانمحاء معالم هذه العيون، حتى كأن لم يكن لها من قبل في هذا الوجه وجود. ويوحى إليك الراسخون في قوله سبحانه: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (النساء 7). بهذا الثبات المطمئن، الذى يملأ قلب هؤلاء العلماء، لما ظفروا به من معرفة الحق والإيمان به. وتوحى كلمة شَنَآنُ فى قوله سبحانه: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (المائدة 2). توحى بهذا الجوى، الذى يملأ الصدر، حتى لا يطيق المرء رؤية من يبغضه، ولا تستسيغ نفسه الاقتراب منه.
ولما سمعنا قوله تعالى لعيسى بن مريم: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (النساء 55). أوحى إلينا التعبير بالتطهير، بما يشعر به المؤمن بالله نحو قوم مشركين، اضطر إلى أن يعيش بينهم، فكأنهم يمسونه برجسهم، وكأنه يصاب بشيء من هذا الرجس، فيطهر منه إذا أنقذ من بينهم. وكلمة سُكِّرَتْ فى قوله سبحانه: وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14، 15). قد عبر بها الكافرون عما يريدون أن يوهموا به، عما حدث لأبصارهم من الزيغ، فكانت كلمة سُكِّرَتْ، وهى مأخوذة من السكر دالة أشد دلالة على هذا الاضطراب في الرؤية، ولا سيما أن هذا السكر قد أصاب العين واستقل بها، ومعلوم أن الخلط من خصائص السكر، فلا يتبين السكران ما أمامه، ولا يميزه على الوجه الحق. واختار القرآن عند عد المحرمات كلمة أُمَّهاتُ، إذ قال: حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ
(النساء 3). وآثر كلمة الْوالِداتُ فى قوله سبحانه: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ (البقرة 233)، لما أن كلمة (الأم) تبعث في النفس إحساسا بالقداسة، وتصور شخصا محاطا بهالة من الإجلال، حتى لتشمئز النفس وتنفر أن يمس بما يشين هذه القداسة، وذلك الإجلال، وتنفر من ذلك أشد النفور، فكانت أنسب كلمة تذكر عند ذكر المحرمات، وكذلك تجد كل كلمة في هذه المحرمات مثيرة معنى يؤيد التحريم، ويدفع إليه، أما كلمة الوالدات فتوحى إلى النفس بأن من الظلم أن ينزع من الوالدة ما ولدته، وأن يصبح فؤادها فارغا، ومن هنا كانت كل كلمة منهما موحية في موضعها، آخذة خير مكان تستطيع أن تحتله.
وقد تكون الكلمة في موضعها مثيرة معنى لا يراد إثارته، فيعدل عنها إلى غيرها، تجد ذلك في قوله سبحانه: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (الجن 3).
فقد آثر كلمة صاحِبَةً على زوج وامرأة، لما تثيره كلاهما من معان، لا تثيرهما فى عنف مثلهما- كلمة صاحبة.
وقد يكون الجمع بين كلمتين هو سر الإيحاء ومصدره، كالجمع بين النَّاسُ وَالْحِجارَةُ فى قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (البقرة 24). فهذا الجمع يوحى إلى النفس بالمشاكلةبينهما والتشابه. وقد تكون العبارة بجملتها هى الموحية كما تجد ذلك في قوله تعالى: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (المؤمنون 19). أو لا تجد هذه الثياب من النار، موحية لك بما يقاسيه هؤلاء القوم من عذاب أليم، فقد خلقت الثياب يتقى بها اللابس الحر والقر، فماذا يكون الحال إذا قدت الثياب من النيران.
لو بغير الماء صدرى شرق ... كنت كالغصان، بالماء اعتصارى
ومن هذا الباب قوله تعالى: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (الزمر 16). فإن الظلة إنما تكون ليتقى بها وهج الشمس، فكيف إذا كان الظلة نفسها من النيران.
هذه أمثلة قليلة لما في القرآن من كلمات شديدة الإيحاء، قوية البعث لما تتضمنه من المعانى. وهناك عدد كبير من ألفاظ، تصور بحروفها، فهذه «الظاء والشين» فى قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (الرحمن 35).
و «الشين والهاء» فى قوله تعالى: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (الملك 7). و «الظاء» فى قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (الليل 14). و «الفاء» فى قوله سبحانه: بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (الفرقان 11، 12). حروف تنقل إليك صوت النار مغتاظة غاضبة. وحرف «الصاد» فى قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (القمر 19). يحمل إلى سمعك صوت الريح العاصفة، كما تحمل «الخاء» فى قوله سبحانه: وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَــضْلِــهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (فاطر 12). إلى أذنك صوت الفلك، تشق عباب الماء.
وألفاظ القرآن مما يجرى على اللسان في سهولة ويسر، ويعذب وقعه على الأذن، في اتساق وانسجام.
قال البارزى في أول كتابه: (أنوار التحصيل في أسرار التنزيل): اعلم أن المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها أحسن من بعض، وكذلك كل واحد من جزءي الجملة قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولا بدّ من استحضار معانى الجمل، واستحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ، ثم استعمال أنسبها وأفصحها، واستحضار هذا متعذر على البشر، فى أكثر الأحوال، وذلك عتيد حاصل في علم الله، فلذلك كان القرآن أحسن الحديث وأفصحه، وإن كان مشتملا على الفصيح والأفصح، والمليح والأملح، ولذلك أمثلة منها قوله تعالى: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (الرحمن 54). لو قال مكانه: «وثمر الجنتين قريب». لم يقم مقامه من جهة الجناس بين الجنى والجنتين، ومن جهة أن الثمر لا يشعر بمصيره إلى حال يجنى فيها، ومن جهة مؤاخاة الفواصل. ومنها قوله تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ (العنكبوت 48). أحسن من التعبير بتقرأ لثقله بالهمزة. ومنها: لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة 2). أحسن من (لا شك فيه) لثقل الإدغام، ولهذا كثر ذكر الريب. ومنها:
وَلا تَهِنُوا (آل عمران 139). أحسن من (ولا تضعفوا) لخفته. ووَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (مريم 4). أحسن من (ضعف)؛ لأن الفتحة أخف من الضمة، ومنها «آمن» أخف من «صدق»، ولذا كان ذكره أكثر من ذكر التصديق. وآثَرَكَ اللَّهُ (يوسف 91). أخف من (فضّك) و (آتى) أخف من (أعطى) و (أنذر) أخف من (خوّف) و (خير لكم) أخف من (أفــضل لكم) والمصدر في نحو: هذا خَلْقُ اللَّهِ (لقمان 11). (يؤمنون بالغيب) أخف من (مخلوق) و (الغائب) و (نكح) أخف من (تزوج)؛ لأن فعل أخف من تفعّل، ولهذا كان ذكر النكاح فيه أكثر، ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة، والغضب، والرضا، والحب، والمقت، فى أوصاف الله تعالى مع أنه لا يوصف بها حقيقة؛ لأنه لو عبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام، كأن يقال: يعامله معاملة المحب، والماقت، فالمجاز في مثل هذا أفــضل من الحقيقة، لخفته، واختصاره، وابتنائه على التشبيه البليغ، فإن قوله: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (الزخرف 55). أحسن من (فلما عاملونا معاملة المغضب) أو (فلما أتوا إلينا بما يأتيه المغضب) أهـ .
وهناك لفظتان أبى القرآن أن ينطق بهما، ولعله وجد فيهما ثقلا، وهما كلمتا «الآجر» و «الأرضين». أما الأولى فقد أعرض عنها في سورة القصص، فبدل أن يقول: (وقال فرعون: يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى، فهيئ لى يا هامان آجرا، فاجعل لى صرحا، لعلى أطلع إلى إله موسى). قال: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى
(القصص 38).
وأما الثانية فقد تركها في الآية الكريمة: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (الطّلاق 12).
هذا ومما ينبغى الإشارة إليه أن القرآن قد أقل من استخدام بعض الألفاظ، فكان يستخدم الكلمة مرة أو مرتين، وليس مرجع ذلك لشىء سوى المقام الذى يستدعى ورود هذه الكلمة. وللقرآن استعمالات يؤثرها، فمن ذلك وصفه الحلال بالطّيب، وذكر السّجّيل مع حجارة، وإضافة الأساطير إلى الأولين، وجعل مسنون وصفا للحمأ، ويقرن التأثيم باللغو، وإلّا بذمّة، ومختالا بفخور، ويصف الكذاب بأشر.
ووازن ابن الأثير بين كلمات استخدمها القرآن وجاءت في الشعر، فمن ذلك أنه جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر، فجاءت في القرآن جزلة متينة، وفي الشعر ركيكة ضعيفة ... أما الآية فهى قوله تعالى: فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (الأحزاب 53). وأما بيت الشعر، فهو قول أبى الطيب المتنبى:
تلذ له المروءة، وهى تؤذى ... ومن يعشق يلذ له الغرام
وهذا البيت من أبيات المعانى الشريفة، إلا أن لفظة تؤذى قد جاءت فيه وفي آية القرآن، فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها، وحسن موقعها في تركيب الآية ... وهذه اللفظة التى هى تؤذى إذا جاءت في الكلام، فينبغى أن تكون مندرجة مع ما يأتى بعدها، متعلقة به، كقوله تعالى: إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ وقد جاءت في قول المتنبى منقطعة، ألا ترى أنه قال: تلذ له المروءة وهى تؤذى، ثم قال: ومن يعشق يلذ له الغرام، فجاء بكلام مستأنف، وقد جاءت هذه اللفظة بعينها في الحديث النبوى، وأضيف إليها كاف الخطاب، فأزال ما بها من الضعف والركة، قال: «باسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك» . وكذلك ورد في القرآن الكريم، إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ، فلفظة (لى) أيضا مثل لفظة يؤذى، وقد جاءت في الآية مندرجة متعلقة بما بعدها، وإذا جاءت منقطعة لا تجىء لائقة، كقول أبى الطيب أيضا:
تمسى الأمانى صرعى دون مبلغه ... فما يقول لشىء: ليت ذلك لى
وهنا من هذا النوع لفظة أخرى، قد وردت في القرآن الكريم، وفي بيت من شعر الفرزدق، فجاءت في القرآن حسنة، وفي بيت الشعر غير حسنة، وتلك اللفظة هى لفظة القمل، أما الآية فقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ (الأعراف 133). وأما بيت الشعر فقول الفرزدق:
من عزه احتجرت كليب عنده ... زريا، كأنهم لديه القمّل
وإنما حسنت هذه اللفظة في الآية دون هذا البيت من الشعر؛ لأنها جاءت في الآية مندرجة في ضمن كلام، ولم ينقطع الكلام عندها، وجاءت في الشعر قافية أى آخرا انقطع الكلام عندها، وإذا نظرنا إلى حكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم، غصنا في بحر عميق لا قرار له، فمن ذلك هذه الآية المشار إليها، فإنها قد تضمنت خمسة ألفاظ، هى: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وأحسن هذه الألفاظ الخمسة هى: الطوفان، والجراد، والدم، فلما وردت هذه الألفاظ الخمسة بجملتها قدم منها لفظتا الطوفان، والجراد، وأخرت لفظة الدم آخرا، وجعلت لفظة القمل والضفادع في الوسط؛ ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهى إليه آخرا، ثم إن لفظة الدم أحسن من لفظتى الطوفان، والجراد، وأخف في الاستعمال، ومن أجل ذلك جىء بها آخرا، ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الألفاظ ليس من القدرة البشرية .
وقال ابن سنان الخفاجى، معلقا على قول الشريف الرضى:
أعزز علىّ بأن أراك وقد خلت ... عن جانبيك مقاعد العواد
إيراد مقاعد في هذا البيت صحيح، إلا أنه موافق لما يكره في هذا الشأن، لا سيما وقد أضافه إلى من يحتمل إضافته إليهم، وهم العواد، ولو انفرد، كان الأمر فيه سهلا، فأما إضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لا خفاء به . وابن سنان يشترط لفصاحة الكلمة ألا يكون قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكره ، قال ابن الأثير: وقد جاءت هذه اللفظة المعيبة في الشعر في القرآن الكريم فجاءت حسنة مرضية، وهى قوله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ (آل عمران 121).
وكذلك قوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (الجن 8، 9). ألا ترى أنها في هاتين الآيتين غير مضافة إلى من تقبح إضافته إليه، كما جاءت في الشعر، ولو قال الشاعر بدلا من مقاعد العواد، مقاعد الزيادة، أو ما جرى مجراه، لذهب ذلك
القبح، وزالت تلك الهجنة، ولذا جاءت هذه اللفظة في الآيتين على ما تراه من الحسن، وجاءت على ما تراه من القبح، فى قول الشريف الرضى .
ومن ذلك استخدام كلمة شىء، ترجع إليها في القرآن الكريم، فترى جمالها في مكانها المقسوم لها. واستمع إلى قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (الكهف 45). وقوله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (الطّور 35). وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). إلى غير ذلك من عشرات الآيات التى وردت فيها تلك اللفظة، وكانت متمكنة في مكانها أفــضل تمكن وأقواه، ووازن بينها في تلك، وبينها في قول المتنبى يمدح كافورا:
لو الفلك الدوار أبغضت سعيه ... لعوقه شىء عن الدوران
فإنك تحس بقلقها في بيت المتنبى، ذلك أنها لم توح إلى الذهن بفكرة واضحة، تستقر النفس عندها وتطمئن، فلا يزال المرء بعد البيت يسائل نفسه عن هذا الشيء، الذى يعوق الفلك عن الدوران، فكأن هذه اللفظة لم تقم بنصيبها في منح النفس الهدوء الذى يغمرها، عند ما تدرك المعنى وتطمئن إليه.
ولم يزد مرور الزمن بألفاظ القرآن إلا حفظا لإشراقها، وسياجا لجلالها، لم تهن لفظة ولم تتخل عن نصيبها، فى مكانها من الحسن، وقد يقال: إن كلمة الغائط من قوله سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (المائدة 43). قد أصابها الزمن، فجعلها مما تنفر النفس من استعمالها، ولكنا إذا تأملنا الموقف، وأنه موقف تشريع وترتيب أحكام، وجدنا أن القرآن عبر أكرم تعبير عن المعنى، وصاغه في كناية بارعة، فمعنى الغائط في اللغة المكان المنخفض، وكانوا يمضون إليه في تلك الحالة، فتأمل أى كناية تستطيع استخدامها مكان هذه الكناية القرآنية البارعة، وإن شئت أن تتبين ذلك، فضع مكانها كلمة تبرزتم، أو تبولتم، لترى ما يثور في النفس من صور ترسمها هاتان الكلمتان، ومن ذلك كله ترى كيف كان موقع هذه الكناية يوم نزل القرآن، وأنها لا تزال إلى اليوم أسمى ما يمكن أن يستخدم في هذا الموضع التشريعى الصريح.

نظر

(نظر)
نَظَرَه، كَنَصَره وسَمِعَه، هَكَذَا فِي الْأُصُول المُصحَّحة، ووُجِد فِي النُّسْخَة الَّتِي شرح عَلَيْهَا شيخُنا: كَضَرَبه، بدل: كَنَصَره، فَأَقَامَ النَّكيرَ على المُصنِّف وَقَالَ: هَذَا لَا يُعرَف فِي شيءٍ من الدَّوَاوِين وَلَا رَوَاهُ أحدٌ من الرَّاوين، بل الْمَعْرُوف نَظَرَ كَكَتَب، وَهُوَ الَّذِي مُلئَ بِهِ الْقُرْآن وكلامُ الْعَرَب. وَلَو عَلِمَ شيخُنا أنّ نسخته محرّفة لم يَحْتَج إِلَى إِيرَاد مَا ذكره. وَفِي الْمُحكم: نَظَرَه يَنْظُره، نَظَرَ إِلَيْهِ نَظَرَاً، محرّكةً، قَالَ اللَّيْث: وَيجوز تَخْفيف الْمصدر، تَحْمِله على لفْظ العامّة من المصادر، ومَنْظَراً، كَمَقْعَد، ونَظَرَاناً، بِالتَّحْرِيكِ، ومَنْظَرةً، بِفَتْح الأوّل وَالثَّالِث، وتَنْظَاراً، بِالْفَتْح. قَالَ الحُطَيْئة:
(فمالَكَ غَيْرُ تَنْظَارٍ إِلَيْهَا ... كَمَا نَظَرَ اليَتيمُ إِلَى الوصيِّ)
: تأمَّله بعَيْنِه، هَكَذَا فسَّره الجَوْهَرِيّ. وَفِي البَصائر: وَالنَّظَر أَيْضا تَقليبُ البَصيرةِ لإدراكِ الشيءِ ورُؤيتِه وَقد يُراد بِهِ التَّأَمُّل والفَحْص، وَقد يُراد بِهِ المعرفةُ الحاصلةُ بعد الفحْص. وقَوْلُهُ تَعالى: انْظُروا مَاذَا فِي السَّماوات أَي تأمّلوا. وَاسْتِعْمَال النَّظَر فِي البَصَر أكثرُ اسْتِعْمَالا عِنْد العامّة، وَفِي البصيرة أَكثر عِنْد الخاصّة. وَيُقَال: نَظَرْتُ إِلَى كَذَا، إِذا مَدَدْتَ طَرْفَكَ إِلَيْهِ، رَأَيْتَه أَو لم تَرَهْ، ونَظَرْتُ، إِذا رَأَيْته وتَدَبَّرْته، ونظرْتُ فِي كَذَا: تأمَّلته، كَتَنَظَّره، وانْتَظَره كَذَلِك، كَمَا سَيَأْتِي. نَظَرَتِ الأرضُ: أَرَتِ العينَ نباتَها، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ مجَاز. وَفِي الأساس: نَظَرَتِ الأرضُ بعَيْن وبعَيْنَيْن: ظَهَرَ نباتُها. نَظَرَ لَهُم: أَي رَثَىَ لَهُم وَأَعَانَهُمْ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ مجَاز. نَظَرَ بَيْنَهم، أَي حَكَمَ. والنَّاظِرُ: العَيْنُ نَفْسُها، أَو هُوَ النُّقطةُ السوداءُ الصافية الَّتِي فِي وَسط سَواد الْعين وَبهَا يَرى النَّاظِرُ مَا يُرى، أَو البصرُ نَفْسُه، وَقيل: النّاظِرُ فِي الْعين كالمِرآة الَّتِي إِذا استقبلْتَها أبصرتَ فِيهَا شَخْصَك، أَو عِرْقٌ فِي الأنفِ وَفِيه ماءُ الْبَصَر قَالَه ابنُ سِيدَه، قيل: النّاظر: عَظْمٌ يَجْرِي من الجبهةِ إِلَى الخياشيم، نَقله الصَّاغانِيّ. والنّاظِران: عِرْقانِ على حَرْفَيْ الأنفِ يسيلان من المُؤْقَيْن، وَقيل: هما عِرْقان فِي الْعين يَسقيان الأنفَ، وَقيل: هما عِرْقان فِي مَجْرَى الدمعِ على الأنفِ من جانِبَيْه، وَهُوَ قَول أبي زيد. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: هما عِرْقان مُكْتَنِفا الْأنف، وَأنْشد لجَرير:
(وأشْفي من تَخَلُّجِ كلّ جِنٍّ ... وأكْوي النَّاظِرَيْنِ من الخُنانِ)
وَقَالَ آخر:
(وَلَقَد قطعت نواظر أَو جمعتها ... مِمَّن تعرض لي من الشُّعَرَاء)

وَقَالَ آخر:
(قليلةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزينُها ... شبابٌ ومَخفوضٌ من العيشِ باردُ)
وصفَ محبوبته بأسالةِ الخدِّ وقِلّةِ لَحْمه، وَهُوَ المُستَحَب. منَ المَجاز: تَناظَرَت النَّخلتان، إِذا نَظَرَتِ الْأُنْثَى مِنْهُمَا إِلَى الْفَحْل. وَفِي بعض النّسخ: إِلَى الفُحَّال فَلم يَنْفَعها تَلقيحٌ حَتَّى تُلقَح مِنْهُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: حكى ذَلِك أَبُو حنيفَة.
والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ: مَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَأَعْجبَك أَو ساءَك. وَفِي التَّهْذِيب: المَنْظَرَة: مَنْظَرُ الرجل إِذا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فأعجبكَ. وامرأةٌ حَسَنَةُ المَنْظَر والمَنْظَرة. وَيُقَال: إنّه لذُو مَنْظَرةٍ بِلَا مَخْبَرة. وَيُقَال: مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخْبَرِه. رجلٌ مَنْظَرِيٌّ، وَمَنْظَرانِيٌّ الْأَخِيرَة على غَيْرِ قِيَاس: حَسَنُ المنْظَر. ورجلٌ مَنْظَرانِيٌّ مَخْبَرانِيٌّ. وَيُقَال: إنّ فلَانا لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع، وَفِي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي فِيمَا أحبَّ النظرَ إِلَيْهِ وَالِاسْتِمَاع. منَ المَجاز: رجلٌ نَظورٌ، كصبور، ونَظورةٌ، بِزِيَادَة الْهَاء، وناظُورَة ونَظِيرَةٌ، الْأَخِيرَة كسَفينة: سَيِّدٌ يُنظَر إِلَيْهِ، للْوَاحِد وَالْجمع والمُذَكَّر والمؤنَّث. قَالَ الفَرَّاء: يُقَال: فلانٌ نَظورَةُ قَوْمِه ونَظيرَةُ قومه، وَهُوَ الَّذِي يَنْظُر إِلَيْهِ قَوْمُه فيمْتَثِلون مَا امْتثله، وَكَذَلِكَ: هُوَ طَريقتهم، بِهَذَا الْمَعْنى. أَو قد تُجمَع النَّظِيرَة والنَّظورةُ على نَظائر. وناظِرُ: قلعةٌ بخُوزِسْتان، نَقله الصَّاغانِيّ. منَ المَجاز: رجلٌ سَديدُ الناظِر، أَي بريءٌ من التُّهَمَة يَنْظُر بملءِ عَيْنَيْه. وَفِي الأساس: بريءُ الساحةِ ممّا قُذِفَ بِهِ. وَبَنُو نَظَرَى، كَجَمَزى، وَقد تُشَدّد الظاءُ: أهلُ النَّظَرِ إِلَى النِّساء والتَّغَزُّلِ بهنّ، وَمِنْه قولُ الأعرابِيّة لبَعْلِها: مُرَّ بِي على بَني نَظَرَى، وَلَا تَمُرَّ بِي على بناتِ نَقَرَى، أَي مُرّ بِي على الرِّجال الَّذين ينظرُونَ إليّ فأُعجِبُهم وأَروقُهم، وَلَا تَمُرَّ بِي على النِّسَاء اللائي يَنْظُرنَني، فيَعِبْنَني حَسَدَاً، ويُنَقِّرْنَ عَن عيوبِ مَن مرَّ بهنّ. حَكَاهُ ابْن السِّكِّيت. والنَّظَرُ، محرَّكة: الفِكْرُ فِي الشيءِ تُقَدِّرُه وتَقيسُه، وَهُوَ مجَاز. النَّظَر: الانْتِظار، يُقَال: نَظَرْتُ فلَانا وانْتَظَرْته، بِمَعْنى واحدٍ، فَإِذا قلت، انْتَظَرْتُ فَلم يُجاوِزْك فِعلُك، فَمَعْنَاه: وَقَفْتُ وتمَهَّلْت، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعالى: انْظُرونا نَقْتَبِسْ من نورِكُم وَفِي حَدِيث أنس: نَظَرْنا النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ذاتَ ليلةٍ حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيْل. يُقَال: نَظَرْتُه وانْتَظَرْتُه، إِذا ارْتَقَبْتَ حُضوره. وقَوْلُهُ تَعالى: وجوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضرةٌ، إِلَى ربِّها ناظِرَة أَي مُنْتظِرة. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا خطأ، لِأَن الْعَرَب لَا تَقول نَظرْت إِلَى الشيءِ بِمَعْنى انْتَظَرْته، إِنَّمَا تَقول نَطَرْتُ فلَانا أَي انتظرتُه، وَمِنْه قولُ الحُطَيْئة:
(وَقد نَظَرْتُكُمْ أَبْنَاءَ صادِرَةٍ ... للوِرْدِ طالَ بهَا حَوْزِي وتَنْساسي) وَإِذا قلتَ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ، لم يكن إلاّ بِالْعينِ، وَإِذا قلتَ: نَظَرْتُ فِي الأمرِ، احْتمل أَن يكون تَفَكُّراً وتدَبُّراً بِالْقَلْبِ. منَ المَجاز: النَّظَر: هم الحَيُّ المُتَجاورون يَنْظُر بَعْضُهم لبعْض. يُقَال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ. النَّظَر: التَّكَهُّن، وَمِنْه الحَدِيث: أَن عَبْد الله بن عبد المُطلِب مرّ بِامْرَأَة كَانَت تَنْظُر وتعْتاف، فَدَعَته إِلَى أَن يَسْتَبْضِعَ مِنْهَا وَله مائةٌ من الْإِبِل تَنْظُر، أَي تتَكَهَّن وَهُوَ نَظرٌ بفِراسة وعِلم، وَاسْمهَا كاظِمَةُ بنتُ مُرٍّ، وَكَانَت مُتَهَوِّدَةً، وَقيل: هِيَ أختُ وَرَقَةَ بنِ) نَوْفَل. النَّظَر: الحُكْمُ بَين القومِ. النَّظَر: الْإِعَانَة، ويُعَدَّى بِاللَّامِ، وَهَذَانِ قد ذكرهمَا المُصنِّف آنِفاً، والفِعلُ فِي الكلّ كَنَصَر، فإنّه قَالَ: وَلَهُم: أعانَهم، وبينَهُم: حَكَمَ، فَهُوَ تكْرَار كَمَا لَا يخفى. منَ المَجاز: النَّظور كصَبور: من لَا يُغفِلُ النَّظَر إِلَى من أهَمَّه، وَفِي اللِّسَان: إِلَى مَا أَهَمَّه. وَفِي الأساس: من لَا يَغْفَل عَن النَّظَر فِيمَا أَهمَّه. والمَناظِر: أشرافُ الأَرْض، لأنّه يُنظَر مِنْهَا. المَناظِر: ع فِي البَرِّيَّة الشاميّة قربَ عُرْضَ. وَأَيْضًا: ع قربَ هيت. قَالَ عَديّ بن الرّقاع:
(وَثَوَى الْقيام على الصوى وتَذاكرا ... ماءَ المَناظِرِ قُلْبها وأَضاها)
وتَناظَرا: تَقابلا، وَمِنْه تَناظَرَتِ الداران، ودورُهم تَتَنَاظر. والناظورُ والنّاظِرُ: النّاطور، بِالطَّاءِ، وَهِي نبَطِيّة. وابْنُ النّاظور مرَّ ذِكرُه فِي نطر، وانْظُرْني، أَي اصْغَ إليَّ، وَمِنْه قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: وَقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعوا وَنَظَره وانْتَظَره وتَنَظَّرَه: تَأَنَّى عَلَيْهِ، قَالَ عُرْوَة بن الْورْد:
(إِذا بَعُدوا لَا يَأْمَنون اقْتِرابَه ... تَشَوُّفَ أَهْلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ)
والنَّظِرَة، كفَرِحَة: التأخيرُ فِي الْأَمر، قَالَ اللهُ تَعَالَى: فنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة وَقَرَأَ بعضُهم: فناظِرَةٌ إِلَى ميسرَة كَقَوْلِه عز وَجل: لَيْسَ لوَقْعَتِها كاذِبَة أَي تَكْذِيب. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: اشتريتُه مِنْهُ بنَظِرَةٍ وإنْظارٍ. والتنظر: تَوَقُّع الشَّيْء.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ تَوَقُّع مَا تَنْتَظِرُه. وَنَظَره نَظْرَاً: باعَه بنَظِرَةٍ وإمْهال، واسْتَنْظَرَه: طَلَبَها، أَي النَّظِرَة مِنْهُ واسْتَمْهَلَه. وأَنْظَره: أخَّره، قَالَ اللهُ تَعَالَى: فال أَنْظِرني إِلَى يَوْمِ يُبعَثون أَي أخِّرني. وَيُقَال: بِعتُ فلَانا فَأَنْظَرْتُه، أَي أَمْهَلته، والاسمُ النَّظِرَة، وَفِي الحَدِيث: كنتُ أُبايعُ الناسَ فكنتُ أُنظِرُ المُعسِر أَي أُمهله. والتَّناظُر: التَّرواُض فِي الْأَمر. ونَظيرُك: الَّذِي يُراوِضُك وتُناظِرُه. منَ المَجاز: النَّظير، كأمير، والمُناظِر: المِثْل والشَّبيه فِي كلِّ شيءٍ، يُقَال: فلانٌ نظيرُكَ، أَي مِثلك، لأنّه إِذا نَظَرَ إِلَيْهِمَا النّاظرُ رآهما سَوَاء، كالنِّظْر، بِالْكَسْرِ، حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدَة، مثل النِّد والنَّديد، وَأنْشد لعبْد يغوثَ بن وَقَّاصٍ الحارثيّ:
(أَلا هَل أَتَى نِظْري مُلَيْكةَ أنَّني ... أَنا الليثُ مَعْدِيَّاً عَلَيْهِ وعادِيَا)

(وَقد كنتُ نَحَّارَ الجَزورِ ومُعمِلَ ال ... مَطِيِّ وأمْضي حيثُ لَا حَيَّ ماضِيا)
ج نُظَراء، وَهِي نَظيرُتها، وهنَّ نَظائر، كَمَا فِي الأساس. والنَّظْرَة، بِالْفَتْح: العَيْب. يُقَال: رجلٌ فِيهِ نَظْرَةٌ، أَي عَيْب، ومَنْظُور، مَعْيُوبٌ. النَّظْرَة: الهَيْبَة عَن ابْن الأَعْرابِيّ. النَّظْرَة: سوءُ الهَيْئة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّظْرَة: الشُّنْعة والقُبْح.
يُقَال: إنّ فِي هَذِه الجاريةِ لَنَظْرَةً، إِذا كَانَت قبيحةً. النَّظْرة: الشُّحوب، وَأنْشد الرِّياشيُّ:
(لَقَدْ رابَني أنَّ ابنَ جَعْدَةَ بادِنٌ ... وَفِي جسمِ لَيْلَى نَظْرَةٌ وشُحوبُ)
النَّظْرَة: الغَشْيَة أَو الطائفُ من الجِنِّ، وَقد نُظِرَ، كعُنِيَ، فَهُوَ منظرٌ: أصابتْه غَشْيَةٌ أَو عَيْنٌ، وَفِي الحَدِيث أَن النبيَّ)
صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم رأى جَارِيَة فَقَالَ: إنَّ بهَا نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لَهَا. قيل: مَعْنَاهُ إنّ بهَا إصابةَ عَيْنٍ من نَظَرِ الجِنّ إِلَيْهَا، وَكَذَلِكَ بهَا سَفْعَة. النَّظْرَة: الرَّحْمَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ مجَاز. وَفِي البصائر: وَنَظَرُ اللهِ إِلَى عبادهِ هُوَ إحسانُه إِلَيْهِم وإفاضة نِعَمِه عَلَيْهِم، قَالَ اللهُ تَعَالَى: وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِم يَوْمَ القِيامة وَفِي الصّحيحين: ثلاثةٌ لَا يُكَلِّمْهم الله وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِم: شيخٌ زانٍ، وملِكٌ كَذَّابٌ، وعائِلٌ مُتَكَبِّر. وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير أنّ النَّظَرَ هُنَا الاخْتيار والرحمةُ والعطف لأنّ النَّظَرَ فِي الشَّاهِد دليلُ المحبّة، وترْكُ النَّظَرِ دليلُ البُغْضِ والكَراهة. ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ أَبُو سِعْرٍ راجزٌ، وَقد تقدّم ذِكرُه فِي سعر أَيْضا، وحَبَّةُ: اسْم أمِّه وَأَبوهُ مَرْثَد، وَالَّذِي فِي اللِّسَان أنّ مَنْظُوراً اسمُ جِنّيٍّ وحَبَّةَ اسمُ امْرَأَة عَلِقَها هَذَا الجِنِّيّ، فَكَانَت تُطَبِّبُ بِمَا يُعلِّمها، وَفِيهِمَا يَقُول الشَّاعِر:
(وَلَوْ أنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلَما ... لنَزْعِ القَذى لمْ يُبْرِئا لي قَذاكُما)
وَقد تقدّم ذَلِك فِي حبب أَيْضا. مَنْظُور بنُ سَيَّار: رجلٌ م أَي مَعْرُوف. قلت: وَهُوَ مَنْظُورُ بن زَبَّان بن سَيَّار بن العُشَراء من بني فَزارة، وَقد ذكر فِي عشر. وناظِرَةُ: جبلٌ أَو ماءٌ لبني عَبْس بِأَعْلَى الشَّقيق أَو ع، قَالَه ابنُ دُرَيْد، وَقيل: ناظِرَة وشَرْجٌ: ماءان لعَبْس، قَالَ الْأَعْشَى:
(شاقَتْكَ مِن أَظْعَانِ لَيْ ... لى يَوْمَ ناظِرَةٍ بَواكِرْ)
وَقَالَ جرير:
(أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى بناظِرَةَ اسْلَما ... وَمَا راجَعَ العِرْفانَ إلاّ تَوَهُّما)

(كأنَّ رسومُ الدَّارِ ريشُ حَمامَةٍ ... مَحاها البِلى واسْتَعْجَمَتْ أنْ تَكَلَّما)
ونَواظِر: آكامٌ بِأَرْض باهِلَة. قَالَ ابنُ أحمرَ الباهليّ:
(وصَدَّتْ عنْ نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتاماً هاجَ صَيْفيَّاً وآلا)
والمَنْظورَة من النِّسَاء: المَعيبة، بهَا نَظْرَةٌ، أَي عَيْب، المَنْظورة: الدَّاهيَة، نَقله الصَّاغانِيّ. منَ المَجاز: فرَسٌ نَظَّارٌ، كشَدَّاد: شَهْمٌ حَديدُ الفؤادِ طامِحُ الطَّرْفِ، قَالَ:
(مُحَجَّلٌ لَاحَ لَهُ حمارُ ... نابي المَعَدَّيْنِ وَأي نَظَّارُ)
وبَنو النَّظَّار: قومٌ من عُكْل، وهم بَنو تَيْم وعَديٍّ وثوْر بني عَبْد مَناة بن أُدّ بن طابِخَة، حَضَنَتْهم أَمَةٌ لَهُم يُقَال لَهَا عُكْلٌ فَغَلَبتْ عَلَيْهِم. وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعه، مِنْهَا الإبلُ النَّظَّاريَّة، قَالَ الراجز: يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً سَعُوما السَّعْم: ضَرْب من سَيْرِ الْإِبِل، أَو النَّظَّار: فَحْلٌ من فحولِ الْإِبِل، فِي اللِّسَان: من فُحولِ الْعَرَب. قَالَ الراجز: يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً لم تُهجَمِ) أَي نَاقَة نَجيبةً من نِتاجِ النَّظَّار وَقَالَ جريرٌ: والأَرْحَبِيّ وجَدُّها النَّظَّارُ وَلم تُهجَم: لم تُحلَب. والنَّظَّارَة: القومُ يَنْظُرون إِلَى الشيءِ كالمَنْظَرَة، يَقُولُونَ: خَرَجْت مَعَ النَّظَارَة. النَّظَارة، بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى التَّنَزُّه لَحْنٌ يَسْتَعْمِلهُ بعضُ الفقهاءِ فِي كتبهمْ، وَالصَّوَاب فِيهِ التَّشْدِيد. يُقَال: نَظَارِ، كقَطام، أَي انْتَظِر، اسمٌ وُضِع موضعَ الْأَمر. والمِنْظار، بِالْكَسْرِ: المِرآةُ يُرى فِيهَا الْوَجْه، ويُطلَق أَيْضا على مَا يُرى مِنْهُ البعيدُ قَرِيبا، والعامّة تُسمِّيه النَّظَّارة. والنَّظائِر: الأفاضِل والأماثِلُ لاشتِباه بَعْضِهم بِبَعْض فِي الْأَخْلَاق وَالْأَفْعَال والأقوال.
والنَّظيرَة والنَّظُورة: الطَّليعة، نَقله الصَّاغانِيّ، ويُجمَعان على نَظائِر. وناظَرَهُ: صارَ نَظيراً لَهُ فِي المُخاطَبة. ناظَرَ فلَانا بفلان: جَعَلَه نَظيرَه، وَمِنْه قَوْل الزُهْرِيّ مُحَمَّد بن شهَاب: لَا تُناظِرْ بِكِتَاب الله وَلَا بِكَلَام رَسُول الله صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، وَفِي رِوَايَة وَلَا بسُنَّةِ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. قَالَ أَبُو عُبَيْد: أَي لَا تَجْعَل شَيْئا نَظيراً لَهما، فَتَدعْهما وَتَأْخُذ بِهِ، يَقُول: لَا تَتَّبِع قَوْلَ قائلٍ مَن كَانَ وَتَدَعهما لَهُ. وَفِي الأساس: أَي لَا تُقابِل بِهِ وَلَا تجعلْ مثْلاً لَهُ، قَالَ أَبُو عُبَيْد: أَو مَعْنَاهُ لَا تَجْعَلهما مَثَلاً لشيءٍ لغَرَض، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ وَالصَّوَاب: لشيْءٍ يَعْرِض، وَهُوَ مِثلُ قَوْلِ إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يذكرُوا الآيةَ عِنْد الشَّيْء يَعْرِض من أَمر الدُّنْيَا، كَقَوْل الْقَائِل للرجل: جِئتَ على قَدَرٍ يَا مُوسَى لمُسَمّىً بمُوسَى إِذا جَاءَ فِي وقتٍ مَطْلُوب، الَّذِي يُرِيد صاحبُه، هَذَا وَمَا أشبهه من الْكَلَام مِمَّا يَتَمَثَّل بِهِ الجَهَلَةُ من أُمُور الدُّنْيَا، وَفِي ذَلِك ابتذالٌ وامْتهانٌ قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَالْأول أَشْبَه. منَ المَجاز: يُقَال: مَا كَانَ هَذَا نَظيراً لهَذَا وَلَقَد أُنْظِرَ بِهِ، كَمَا يُقَال: مَا كَانَ خَطيراً وَقد أُخطِر بِهِ. قَالَ الأصمعيّ: عَدَدْتُ إبلَهم نَظائِرَ، أَي مَثْنَى مَثْنَى، وعَدَدْتُها جَمَاراً، إِذا عَدَدْتَها وَأَنت تَنْظُر إِلَى جماعتها. والنِّظَار، ككِتاب: الفِرَاسة، وَمِنْه قولُ عديٍّ: لم تُخطئْ نِظارَتي، أَي فِراستي. وامرأةٌ سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّة، بِضَم أوّلهما وثالثهما، وبكسرِ أوَّلهما وَفتح ثالثهما، وبكسر أَولهمَا وثالثهما كِلَاهُمَا بِالتَّخْفِيفِ حَكَاهُمَا يَعْقُوب وَحْدَه. قَالَ: وَهِي الَّتِي إِذا تَسَمَّعتْ أَو تَنَظَّرتْ فَلم ترَ شَيْئا تَظَنَّتْهُ تَظَنِّيَاً. وأَنْظُورُ فِي قَوْله، أَي الشَّاعِر:
(اللهُ يعلمُ أنّا فِي تَقَلُّبنا ... يومَ الفراقَ إِلَى إِخْوَاننَا صُورُ)

(وأنّني حَيْثُ مَا يَثْنِي الْهوى بَصَري ... من حيثُما سلَكوا أَدْنُو فأَنْظُورُ)
لغةٌ فِي أَنْظُر لبَعض الْعَرَب، كَذَا نَقله الصَّاغانِيّ عَن ابْن دُرَيْد فِي التكملة ونصُّه: حَتَّى كأنَّ الْهوى من حَيْثُ أَنْظُورُ وَالَّذِي صرّح بِهِ اللَّبْلي فِي بغية الآمال أنّ زِيَادَة الْوَاو هُنَا حدثتْ من إشباع الضّمّة، وَذكر لَهُ نَظائر. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: يَقُولُونَ: دورُ آلِ فلَان تَنْظُر إِلَى دُورِ آلِ فلانٍ، أَي هِيَ بإزائها ومُقابلة لَهَا. وَهُوَ مجَاز. وَيَقُول الْقَائِل للمُؤمِّلِ)
يرجوه: إنّما نَنْظُر إِلَى الله ثمَّ إِلَيْك، أَي إِنَّمَا أتوقعُ فَــضْلَ الله ثمَّ فَــضْلَــك، وَهُوَ مجَاز. وَتقول: عُيَيْنَتي نُوَيْظِرَةٌ إِلَى الله ثمَّ إِلَيْكُم. وَهُوَ مجَاز. وأَنْظَر إنْظاراً: انْتَظَر، قَالَه الزّجّاجُ فِي تَفْسِير قَوْلُهُ تَعالى: أَنْظِرونا نَقْتَبِسْ من نوركم على قراءةِ من قَرَأَ بالقَطْع، قَالَ: وَمِنْه قولُ عَمْرو بن كُلْثُوم:
(أَبَا هندٍ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْنا ... وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقينا)
وَقَالَ الفرّاء: تقولُ العربُ أَنْظِرني، أَي انْتَظِرْني قَلِيلا. وَيَقُول المتكلِّم لمَن يُعْجِلُه، أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقي، أَي أَمْهِلْني.
والمُناظَرَة: أَن تُناظِرَ أخاكَ فِي أمرٍ إِذا نظرتما فِيهِ مَعًا كَيفَ تَأْتِيانِه. وَهُوَ مجَاز. والمُناظَرَة: المُباحَثةُ والمُباراة فِي النَّظَر، واستِحْضارُ كلِّ مَا يرَاهُ ببَصيرتِه. والنَّظَر: البحثُ وَهُوَ أعمُّ من الْقيَاس، لِأَن كلّ قِيَاس نَظَرٌ، وَلَيْسَ كلّ نَظَرٍ قِيَاس. كَذَا فِي البصائر. وَيُقَال: إنّ فلَانا لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع، أَي فِيمَا أحَبَّ النَّظَرَ إِلَيْهِ والاستِماع. وَهُوَ مجَاز.
وَيُقَال: لقد كنتَ عَن هَذَا المَقامِ بَمَنْظَرٍ، أَي بمعْزِل فِيمَا أَحْبَبْت. قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ يُخاطبُ غُلَاما قد أَبَقَ فقُتل:
(قد كُنتَ فِي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ ... عَن نَصْرِ بَهْرَاءَ غَيْرَ ذِي فَرَسِ)
والنَّظْرَة، بِالْفَتْح: اللَّمْحة بالعَجَلة، وَمِنْه الحَدِيث: لَا تُتبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإنّ لكَ الأولى وليستْ لَك الآخرةُ وَقَالَ بعضُ الْحُكَمَاء من لم تَعْمَل نَظْرَتُه لم يعملْ لِسَانه. مَعْنَاهُ: أَن النَّظْرَة إِذا خرجت بإنكار ِ الْقلب عَمِلَتْ فِي الْقلب وَإِذا خَرَجَتْ بإنكار الْعين دونَ القلبِ لم تَعْمَل، أَي من لم يَرْتَدِع بالنَّظَرِ إِلَيْهِ من ذَنْبٍ أَذْنَبَه لم يَرْتَدِع بالْقَوْل. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ وغيرُه: وَنَظَر الدهرُ إِلَى بني فلانٍ فأهلَكَهم، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ على الْمثل، قَالَ: ولستُ مِنْهُ على ثِقَة.
والمَنْظَرَة: مَوْضِعُ الرَّبِيئة، وَيكون فِي رأسِ جبلٍ فِيهِ رَقيبٌ يَنْظُر العدوَّ ويحرُسُه. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المَنْظَرَة: المَرْقَبَة. قلتُ: وإطلاقُها على مَوْضِعٍ من الْبَيْت يكون مُستَقِلاًّ عامِّيٌّ. والمَنْظَرَة: قريةٌ بِمصْر. وَنَظَرَ إِلَيْك الجبلُ: قابَلَك. وَإِذا أخذْتَ فِي طريقِ كَذَا فَنَظَر إليكَ الجبلُ فخُذْ عَن يَمِينه أَو يسَاره. وَهُوَ مجَاز. وقَوْلُهُ تَعالى: وتَراهُم يَنْظُرونَ إليكَ وهم لَا يُبصِرون ذهبَ أَبُو عُبَيْد إِلَى أنّه أَرَادَ الأصنامَ، أَي تُقابلُك وَلَيْسَ هنالِك نَظَرٌ، لكنْ لمّا كَانَ النَّظَرُ لَا يكون إِلَّا بمقابلةٍ حِسُنَ. وَقَالَ: وَتَرَاهُم وَإِن كَانَت لَا تَعْقِل، لأَنهم يضعونها مَوْضِع من يَعْقِل. يُقَال: هُوَ يَنْظُر حَوْلَه، إِذا كَانَ يُكثِر النَّظَر. ورجلٌ مَنْظُورٌ: مَعِينٌ. وسيِّدٌ مَنْظُورٌ: يُرجى فَــضْلُــه وترمُقُه الْأَبْصَار، وَهَذَا مجَاز. وَفِي الحَدِيث: مَن ابْتاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، أَي خَيْرِ الأمْرَيْن، لَهُ إمْساكُ المَبيع أَو ردّه، أيُّهما كَانَ خيرا لَهُ وَاخْتَارَهُ فَعَلَه. وأَنْظَرَ الرجلُ: بَاعَ مِنْهُ الشيءَ بنَظِرَة. وَيَقُول أحدُ الرجُلَيْن لصَاحبه: بَيْعٌ. فَيَقُول: نِظْرٌ.
بِالْكَسْرِ، أَي أَنْظِرْني حَتَّى أَشْتَرِي مِنْك. وتَنَظَّرْه: انتَظِرْه فِي مُهلةٍ. وجيشٌ يُناظِرُ ألفا أَي يُقاربه وَهُوَ مجَاز.
ونَظائرُ الْقُرْآن: سُوَرُ المُفَصَّل سُمِّيت لاشتِباه بَعْضِها بَعْضًا فِي الطُّول. والنَّاظِرُ: الأمينُ الَّذِي يَبْعَثه السلطانُ إِلَى جماعةٍ قريةٍ ليَسْتَبْرئ أَمْرَهم. وبيننا نَظَرٌ، أَي قَدْرُ نَظَرٍ فِي القُرب. وَهُوَ مجَاز. وَفِي الحَدِيث فِي صفة الكَبْش:) ويَنْظُر فِي سَواد أَي أَسْوَد مَا يَلِي العينَ مِنْهُ، وَقيل أَرَادَ سَوادَ الحَدقةِ. قَالَ كُثَيِّر:
(وَعَن نَجْلاءَ تَدْمَعُ فِي بَياضٍ ... إِذا دَمَعَتْ وتَنْظُرُ فِي سَوادِ)
يُرِيد أَن خَدَّها أَبْيَضُ وَحَدَقتها سَوداء. وَيُقَال: انْظُرْ لي فلَانا، أَي اطْلُبْه لي، وَهُوَ مجَاز. وَنَظَرْتُ الشيءَ: حَفِظْتُه، عَن ابْن القَطَّاع. وضَربْناهم بنَظَرٍ، ومِن نَظَرٍ: أَي أَبْصَرْناهم، وَهُوَ مجَاز. والنَّظَر: الاعتِبار. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ مُرادُ المُتكلِّمين عِنْد الإطْلاق. وَنَظَرُ بن عبد الله أميرُ الحاجّ، روى ابْن السَّمْعانيّ عَنهُ، عَن ابنِ البَطِر. والنَّظَّارُ بن هَاشم الشَّاعِر، من بني حَذْلَم. والعلاءُ بن مُحَمَّد بن مَنْظُور، من بني نَصْر بن قُعَيْن، وَلِيَ شُرْطَة الكُوفة. وَمَنْظَرَةُ الرَّياحنيِّين بِبَغْدَاد، استَحْدَثها المُستَظْهِر بِاللَّه العبّاسيُّ، وَكَانَ بناها سنة. ومَنْظُور بن رَواحة: شاعرٌ وجدُّه خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الكلابيّ، مَشْهُور.
(نظر) الشَّيْء بالشَّيْء ناظره بِهِ
(نظر) - في الحديث: "إنّ الله لا يَنْظُر إلى صُوَرِكم وأموالِكِم "
قيل: معنى النَّظَر هو الاخْتِيار والرَّحمة والعَطْف؛ لأنَّ النظر في الشّاهِد دليلُ المحبَّة، وتَرْك النظر دليلُ البُغْض والكراهة، وكذلك قَولُه تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ومَيْلُ النّاس إلى الصُّور المُعْجِبة والأَموالِ الفائقة، فإنَّ الله تعالَى عُلُوُّه عن شَبَه المخلوقين، فجعَلَ نَظَره إلى ما هو السِّرُّ، واللُّبُّ : العَملُ والقَلْب.
ن ظ ر: (النَّظَرُ) وَ (النَّظَرَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ تَأَمُّلُ الشَّيْءِ بِالْعَيْنِ. وَقَدْ (نَظَرَ) إِلَى الشَّيْءِ. وَ (النَّظَرُ) أَيْضًا (الِانْتِظَارُ) يُقَالُ مِنْهُمَا: (نَظَرَهُ) يَنْظُرُهُ بِالضَّمِّ (نَظَرًا) . وَ (النَّاظِرُ) فِي الْمُقْلَةِ السَّوَادُ الْأَصْغَرُ الَّذِي فِيهِ إِنْسَانُ الْعَيْنِ. وَيُقَالُ لِلْعَيْنِ: (النَّاظِرَةُ) . وَ (النَّاظِرُ) الْحَافِظُ. وَ (النَّظِرَةُ) بِكَسْرِ الظَّاءِ التَّأْخِيرُ. وَ (أَنْظَرَهُ) أَخَّرَهُ وَ (اسْتَنْظَرَهُ) اسْتَمْهَلَهُ. وَ (تَنَظَّرَهُ تَنَظُّرًا انْتَظَرَهُ) فِي مُهْلَةٍ. وَ (نَاظَرَهُ) مِنَ (الْمُنَاظَرَةِ) . وَ (الْمَنْظَرَةُ) بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ الْمَرْقَبَةُ. وَيُقَالُ: (مَنْظَرُهُ) خَيْرٌ مِنْ مَخْبَرِهِ. وَ (النَّظَّارَةُ) مُشَدَّدًا الْقَوْمُ يَنْظُرُونَ إِلَى شَيْءٍ. وَ (نَظِيرُ) الشَّيْءِ مِثْلُهُ، وَ (النِّظْرُ) بِوَزْنِ التِّبْرِ لُغَةٌ فِيهِ كَالنَّدِيدِ وَالنِّدِّ. 
نظر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ لَا تُناظِر بِكِتَاب الله وَلَا بِكَلَام رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: لَا تُناظِر لم يرد لَا تتبعه وَلَا تَنظر فِيهِ وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تكون المناظرة إِلَّا بِالْكتاب وَالسّنة وَلَكِن الَّذِي أَرَادَ عِنْدِي أَنه جعله من النظير وَهُوَ المِثل يَقُول: لَا تجْعَل نظيرا لكتاب الله وَلَا لكَلَام رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَي لَا تتبع قَول أحد وتدعهما. وَيكون أَيْضا فِي وَجه آخر أَن يجعلهما مثلا للشَّيْء يَعرِض مثل قَول إِبْرَاهِيم: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يذكرُوا الْآيَة عِنْد الشَّيْء يعرض من أَمر الدُّنْيَا كَقَوْل الْقَائِل للرجل إِذا جَاءَ فِي الْوَقْت الَّذِي يُرِيد صَاحبه: {جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يّا مُوْسى} هَذَا وَمَا أشبهه من الْكَلَام] . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ أَنه سُئِلَ عَن الزّهْد فِي الدُّنْيَا فَقَالَ: هُوَ أَن لَا يَغْلِب الحلالُ شُكْرَه وَلَا الْحَرَام صبره. 
[نظر] الناطر والناطور: حافظ الكرم، والجمع النواطير. والناطرون: موضع بناحية الشام. والقول في إعرابه كالقول في نصيبين. وينشد هذا البيت بكسر النون: ولها بالناطرون إذا * أكل النمل الذى جمعا -

[نظر] النظر: تأمل الشئ بالعين، وكذلك النَظَرانُ بالتحريك. وقد نَظَرْتُ إلى الشئ. والنظر: الانتظار. ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ، أي متجاورون يرى بعضهم بعضاً. وداري تَنْظُرُ إلى دار فلان، ودورنا تَناظَرُ، أي تقابل. وإذا أخذت في طريق كذا فنَظَرَ إليك الجبل فخُذْ عن يمينه أو يساره. ونَظَرَ الدهرُ إلى بني فلان فأهلكهم. والنَظْرَةُ: عينُ الجِنِّ. ورجلٌ فيه نَظْرَةٌ، أي شحوبٌ. والناظِرُ في المقلة: السوادُ الأصغر الذي فيه إنسانُ العين. ويقال: للعين: الناظِرَةُ: والناظِرانِ: عِرقانِ في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه، عن يعقوب. وأنشد لجرير: وأشفى من تخلج كل جن * وأكوى الناظرين من الخنان - وقال آخر : قليلة لحم الناظرين يَزينُها * شبابٌ ومَخْفوضٌ من العيشِ بارد - والناظر: الحافظ. والنظرة، بكسر الظاء: التأخير. وأَنْظَرْتُهُ، أي أخَّرتُهُ. واسْتَنْظَرَهُ، أي استمهله. وتَنَظَّرَهُ، أي انْتَظَرَهُ في مهلة. وقولهم: نظار، مثل قطام، أي انتظره. وناظره من المناظرة. والمنظرة: المرقبة. ويقال، مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخبره. ورجلٌ مَنْظَرانيٌّ مخبرانيٌّ، وامرأةٌُ حسنةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرَةَ أيضاً. والنَظَّارَةُ: القومُ ينظرون إلى الشئ. وبنو النظار : قوم من عكل. وإبل نظارية منسوبة إليهم. قال الراجز:

يتبعن نظارية سعوما * السعم: ضرب من سير الابل. وامرأة نظرنة سمعنة يفسر في باب العين. ونظير الشئ: مثله. وحكى أبو عبيدة النِظْرُ والنَظيرُ بمعنًى واحد، مثل الندّ والنديد. وأنشد : ألا هل أتى نِظْري مُلَيْكَةَ أَنَّني * أنا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليه وعادِيا - قال الفراء: يقال فلان نظيرة قومه، ونَظورَةُ قومه، للذي يُنظر إليه منهم، ويجمعان على نظائر. ومنظور بن سيار. رجل.
باب الظاء والراء والنون معهما ن ظ ر يستعمل فقط

نظر: نَظَرَ إليه ينظرُ نَظَراً، ويجوز التخفيف في المصدر تحمله على لفظ العامّة في المصادر، وتقول: نَظَرُتُ إلى كذا وكذا من نَظَر العين ونَظَر القلب. وقوله تعالى: وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ

، أي لا يَرحَمُهم. وقد تقول العرب: نَظَرْت لكَ، أي عطفت عليك بما عندي، وقال الله- عز وجل: لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، ولم يَقُلْ: لا ينظُرُ لهم فيكون بمعنى التَّعَطُّف. ورجلٌ نَظُورٌ: لا يغفَلُ عن النظر إلى ما أهَمَّه. والمَنْظَرةُ: موضع في رأسِ الجَبَل فيه رَقيب يحرُسُ أصحابَه من العَدوِّ. ومَنْظَرةُ الرجلِ: مَرْآته إذا نَظَرْتَ إليه أعجَبَكَ أو ساءَكَ، وتقول: إِنّه لَذو مَنْظَرِةٍ بلا مخبرة. والمَنْظَر مصدر كالنَّظَر، وإن فلاناً لفي مَنظَرٍ ومَسْمَع أي فيما أحَبَّ النَظَرَ إليه والاستِماع، قال:

لقد كنتُ عن هذا المَقام بمَنظَرٍ

أي بمَعزلٍ فيما أحببت. وقال أبو زُبَيْد لغَلامه وكانَ في خَفْضٍ ودَعَةٍ، فقاتَلَ حَيّاً من الأراقِم فقُتِلَ:

قد كنتَ في منظَرٍ ومُسْتَمَعٍ ... عن نَصْر بَهْراءَ غيرَ ذي فَرَسِ

[والمَنْظَر: الشيءُ الذي يعجبُ الناظرَ إذا نَظَرَ إليه فسَرَّه] . [وتقول العرب: إِنَّ فلاناً لشديدُ الناظر إذا كان بَريئاً من التُّهمة، ينظُرُ بمِلءِ عَينَيه، وشديد الكاهل أي منيع الجانب] . والنَّظرة من الجِنِّ تُصيبُ الإنسانَ مثلَ الخَطْفة ، ونُظِرَ فلانٌ: أصابته نَظرةٌ فهو منظورٌ. ونَظارِ كقولك انتظِرْ، اسمٌ وُضِعَ في موضِع الأمر. وناظرُ العَين: النقطةُ السوداءُ الخالصةُ في جَوف سواد العين، [وبها يَرى الناظرُ ما يرى] . ونظيرُ الشيء: مِثُلُه لأنّه إذا نُظِرَ إليهما كأنّهما سواءٌ في المَنْظر وفي التأنيث نظيرةٌ، وجمعه نَظِائرُ، وتقول: ما كان هذا نَظيراً لهذا، ولقد انظَرَ به وما كان خطيراً، ولقد أخْطَرَ به. ويقول القائل للمُؤَمَّل يرجوه: إِنَّما أنظر إلى اللَّهِ ثُمَّ إليكَ، أي أتَوقَّع فــضْلَ اللَّهِ ثم فــضْلَــكَ. ونَظَرْتُ فلاناً وانتَظَرْتُه بمعنىّ، فإذا قلتَ: انتظرت فلم يُجاوزْكَ فعلَه فمعناه وقَفْت وتَمَهَّلْت ونحو ذلك. وتقول: انظُرني يا فلانُ، أي استَمِعْ إليَّ، وكذلك قوله تعالى: وَقُولُوا انْظُرْنا . ويقول المتكلِّم لِمن يُعْجِلُه: انظُرني ابتَلِع رِيقي. وبَعَثَ فلان شيئاً فأنظَرْتُه، أي أنشَأْتُه، والاسم منه النَّظِرة. واشتريته بنَظِرةٍ أي بانتظار، وقوله- جلَّ وعَزَّ-: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ

، أي إِنظار. واستَنْظَرَ المُشتَري فلاناً: سَأَلَه النَّظِرةَ. والتَنَظرُّ: تَوَقُّع من ينتَظِره. وبفلانٍ نَظرة، أي سُوءُ هَيْئةٍ. [والمناظَرَة: أن تُناظِرَ أخاكَ في أمرٍ إذا نظرتما فيه معا كيف تأتيانه؟] . 
ن ظ ر

نظرت إليه ونظرته. قال:

ظاهرات الجمال ينظرن هوناً ... مثل ما تنظر الأراك الظباء

ونظرت إليه نظرةً حلوةً ونظراتٍ. ونظرت في المنظار وهو المرآة. وأنشد الفرّاء:

خود مهفهفة كأن جبينها ... تحت الوصاوص صفحة المنظار

ونظرت في الكتاب. ويقال: مرّ بي على بني نظري، ولا تمرّ بي على بنات نقري؛ أي على رجال ينظرون إليّ لا على نساء ينقرنني أي يعبنني. وله منظر حسن. وإنه لذو منظره، بلا مخبره. ورجل منظرانيّ ومخبرانيّ. وهو ينظّر حوله: يكثر النظر. قال زهير:

فأصبح محبوراً ينظّر حوله ... بمغبطة لو أن ذلك دائم

ونظرته وتنظّرته وانتظرته وأنظرته: أنسأته واستنظرته. واشتريته بنظرة " فنظرة إلى ميسرة " وكوى ناظريه وهما عرفان في جانبي الأنف. قال:

قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد

وفقأ الله ناظريه. ورمتني بناظرتي وحشيّة. ونساء حور النواظر. ورجل منظور. معين، وبه نظرة. قال:

ما لقيت حمر أبي سوار ... من نظرة مثل أجيج النار

وإن فيك لنظرةً أي ردّة وقبحاً. قال:

وأنا سيفٌ من سيوف الهند ... ما شئت إلا نظرة في الغمد

وكلّ ما سرك عندي عندي

ومن المجاز: نظرت الأرض بعين وبعينين إذا ظهر نباتها. ونظر الدهر إليهم: أهلكهم. وحيّ حلالٌ ورئاء ونظر: متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض. وبيننا نظرٌ أي قدر نظرٍ في القرب. ونظر إليك الجبل أي قابلك. ودورهم تتناظر. وهذا الحيش يناظر ألفاً: يقاربه، وهو نظيره بمعنى مناظره أي مقابله ومماثله، وهم نظراؤه، وهي نظيرتها، وهن نظائر: أشباه. وعن الزهريّ: لا تناظر بكلام الله ولا بكلام سرول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي لا تقابل به ولا تجعل مثلاً له. وما كان نظيراً لهذا ولقد أنظرته، وما كان خطيراً ولقد أخطرته. وإن فلاناً لفي منظر ومستمع، وريّ ومشبع؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع. قال أبو زبيد:

قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس

وقال زنباع بن مخراق:

أقول وسيفي يفلق الهام حدّه ... لقد كنت عن هذا المقام بمنظر

وسيّد منظور: يرجَى فــضلــه وترمقه الأبصار، وأنا أنظر إلى الله ثم إليك معناه أتوقع فــضل الله ثم فــضلــك. وسمعت صبية سرويّة بمكة تقول: عيينتي نويظرة إلى الله واليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرت كيف تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة مما قرف به. وانظر لي فلاناً نظراً حسناً: اطلبه لي. وفرس نظّار: طامح الطرف لشهامته وحدّه فؤاده. وقال:

نابى المعدّين وأي نظّار ... محجلٌ لاح له خمار

أي غرة. وضربناهم من نظر وبنظر أي أبصرناهم. ورجل نظرو: لا يغفل عن النظر فيما أهمّه.
نظر: النَّظَرُ: مَعْرُوْفٌ؛ من نَظَرِ العَيْنِ ونَظَرِ القَلْبِ. والنِّظْرِنَّةُ: الصّادِقَةُ النَّظَرِ، وكذلك النُّظْرُنَّةُ. ونَظَرْتُ أنْظُرُ وأنْظَرُ وأَنْظُوْرُ.
ونَظَرَ الدَّهْرُ إليهم: أي أهْلَكَهُم.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " ولا يَنْظُرُ إليهم " أي لا يَرْحَمُهم.
ونَظَرْتُه وانْتَظَرْتُه: بمَعْنىً.
وأَنْظِرْني: أي اسْتَمِعْ إليَّ.
والتَّنَظُّرُ: تَوَقُّعُ أمْرٍ تَنْتَظِرُه.
والنَّظُوْرُ: الذي لا يَغْفُلُ عن النَّظَرِ إلى ما أهَمَّه.
ورَآهُ نَظَارِ: أي بالنَّظَرِ.
والإِنْظَارُ والنَّظِرَةُ: النَّسِيْئَةُ، وكذلك الاسْتِنْظَارُ.
وتَنَظَّرْتُ القَوْمَ: انْتَظَرْتهم.
والنِّظَارُ: الفِرَاسَةُ.
والمِنْظَارُ: المِرْآةُ التي يُنْظَرُ فيها إلى الوَجْهِ.
والمُنَاظَرَةُ: أنْ تُنَاظِرَ أخاكَ في أمْرٍ تَنْظُرُ أنْتَ ويَنْظُرُ هُوَ فيه.
وهذا الجَيْشُ يُنَاظِرُ ألْفاً: أي يُنَاهِزُه.
والمَنْظَرَةُ: مَوْضِعٌ في رَأْسِ جَبَلٍ فيه رَقِيْبٌ. والنَّظُوْرَةُ والنَّظِيْرَةُ: الطَّلِيْعَةُ.
والمَنْظَرُ: الشَّيْءُ الذي يُعْجبُ بالنَّظَرِ إليه.
وهو عن هذا بمَنْظَرٍ: أي بمَعْزِلٍ.
وهو في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ.
والنَّظْرَةُ: من الجِنِّ تُصِيْبُ الإِنسانَ. وبه نَظْرَةٌ: أي سُوْءُ هَيْئَةٍ وقُبْح. ونُظِرَ: أصَابَتْه نَظْرَةٌ، وهو مَنْظُوْرٌ.
ونَظَارِ: كَقَوْلِكَ انْتَظِرْ.
وناظِرُ العَيْنِ: النُّقْطَةُ السَّوْدَاءُ الخالِصَةُ التي فيها يُرى إنْسَانُ العَيْنِ.
والنّاظِرُ: عِرْقٌ في عُرْضِ الأنْفِ يَسْقي العَيْنَ، وهما ناظِرَانِ.
وفلانٌ شَدِيْدُ النّاظِرِ: أي بَرِيْءُ السّاحَةِ ممّا قُذِفَ به.
والنّاظِرُ: عَظْمٌ يَجْري من الجَبْهَةِ إلى الخَيَاشِيْم.
وبَعِيْرٌ مُرْتَفِعُ النّاظِرَيْنِ: أي الرَّأْسِ.
ونَظِيْرُ الإِنْسَانِ: المُسَاوِي له؛ لأنَّه إذا نُظِرَ إليهما كانَا سَوَاءً. وناظَرْتُه: صِرْت له نَظِيْراً.
وناظَرْتُ به: جَعَلْته نَظِيْراً له.
وهو مَنْظُوْرٌ إليه: أي يُرْجى خَيْرُه. وهُوَ خِيَارُ المالِ.
ومَنْظُوْرٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
وقالَتِ امْرَأةٌ لزَوْجِها: مُرَّ بي على النَّظَرى ولا تَمُرَّ بي على النَّقَرى: أي الَّذِين يَنْظُرُوْنَ إلَيَّ.
وأنْظَرَتِ الأرْضُ بعَيْنٍ: إذا ظَهَرَ أوَّلُ نَبَاتِها، فإذا زادَ قيل: نَظَرَتْ بعَيْنَيْنِ.
وحَيٌّ حِلاَلٌ ونَظَرٌ: أي مُتَنَاظِرُونَ مُتَجَاوِرُوْنَ. وداري تَنْظُرُ إلى دارِ فلانٍ: أي تُقَابِلُها، ودُوْرُنا تَنَاظَرُ. ونَظَرَ إليكَ الجَبَلُ: أي قابَلَكَ.
والمَنْظُوْرَةُ: الدّاهِيَةُ.
وضُرِبَ القَوْمُ نَظَراً: أي أُغِيْرَ عليهم من حَيْثُ تَنْظُرُ إليهم العَيْنُ.
وضَرَبْناهم من نَظَرٍ: أي رَأَيْناهم.
وهذه شاةٌ تَنْظُرُ في سَوَادٍ: أي حَدَقَتُها سَوْدَاءُ.
وانْظُرْهُ لي نَظَراً حَسَناً: أي اطْلُبْهُ.
وفَرَسٌ نَظّارٌ: طامِحُ الطَّرْفِ.
والنَّظّارُ: اسْمُ فَحْلٍ من فُحُوْلِ الإِبِلِ.
ونَوَاظِرُ: إكَامٌ مَعْرُوْفَةٌ في أرْضِ باهِلَةَ، واحِدَتُها ناظِرَةٌ.
نظر
النَّظَرُ: تَقْلِيبُ البَصَرِ والبصيرةِ لإدرَاكِ الشيءِ ورؤيَتِهِ، وقد يُرادُ به التَّأَمُّلُ والفَحْصُ، وقد يراد به المعرفةُ الحاصلةُ بعد الفَحْصِ، وهو الرَّوِيَّةُ.
يقال: نَظَرْتَ فلم تَنْظُرْ. أي: لم تَتَأَمَّلْ ولم تَتَرَوَّ، وقوله تعالى: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ
[يونس/ 101] أي: تَأَمَّلُوا. واستعمال النَّظَرِ في البَصَرِ أكثرُ عند العامَّةِ، وفي البصيرةِ أكثرُ عند الخاصَّةِ، قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ
[القيامة/ 22- 23] ويقال:
نَظَرْتُ إلى كذا: إذا مَدَدْتَ طَرْفَكَ إليه رَأَيْتَهُ أو لم تَرَهُ، ونَظَرْتُ فِيهِ: إذا رَأَيْتَهُ وتَدَبَّرْتَهُ، قال: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
[الغاشية/ 17] نَظَرْتَ في كذا: تَأَمَّلْتَهُ. قال تعالى: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ
[الصافات/ 88- 89] ، وقوله: تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
[الأعراف/ 185] فذلك حَثٌّ على تَأَمُّلِ حِكْمَتِهِ في خَلْقِهَا. ونَظَرَ اللَّهُ تعالى إلى عِبَادِهِ: هو إحسانُهُ إليهم وإفاضَةُ نِعَمِهِ عليهم. قال تعالى: وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[آل عمران/ 77] ، وعلى ذلك قوله: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين/ 15] ، والنَّظَرُ: الانْتِظَارُ. يقال: نَظَرْتُهُ وانْتَظَرْتُهُ وأَنْظَرْتُهُ. أي: أَخَّرْتُهُ. قال تعالى:
وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
[هود/ 122] ، وقال:
فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ
[يونس/ 102] ، وقال: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ
[الحديد/ 13] ، وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ
[الحجر/ 8] ، قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ
[الأعراف/ 15- 16] ، وقال: فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ
[هود/ 55] ، وقال: لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ
[السجدة/ 29] ، وقال: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ
[الدخان/ 29] ، فنفى الإِنْظارَ عنهم إشارةً إلى ما نبَّه عليه بقوله: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف/ 34] ، وقال: إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ [الأحزاب/ 53] أي:
منتظرين، وقال: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
[النمل/ 35] ، هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ [البقرة/ 210] ، وقال: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [الزخرف/ 66] وقال: ما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً [ص/ 15] ، وأما قوله: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف/ 143] ، فَشَرْحُهُ وبَحْثُ حَقَائِقِهِ يَخْتَصُّ بغير هذا الكتابِ. ويُستعمَل النَّظَرُ في التَّحَيُّرِ في الأمور. نحو قوله: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة/ 55] ، وقال: وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [الأعراف/ 198] ، وقال: وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ [الشورى/ 45] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ [يونس/ 43] ، فكلّ ذلك نظر عن تحيُّر دالٍّ على قِلَّة الغِنَاءِ. وقوله:
وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة/ 50] ، قيل: مُشَاهِدُونَ، وقيل: تَعْتَبِرُونَ، وقول الشاعر:
نَظَرَ الدَّهْرُ إِلَيْهِمْ فَابْتَهَل
فتنبيهٌ أنه خانَهُمْ فَأَهْلَكَهُمْ. وحَيٌّ نَظَرٌ. أي:
مُتَجَاوِرُونَ يَرَى بعضُهم بعضاً، كقولِ النبي صلّى الله عليه وسلم:
«لَا يَتَرَاءَى نَارَاهُمَا» . والنَّظِيرُ: المَثِيلُ، وأصلُه المُنَاظِرُ، وكأنه يَنْظُرُ كلُّ واحدٍ منهما إلى صاحبِهِ فيُبَارِيهِ، وبه نَظْرَةٌ. إشارةٌ إلى قول الشاعر:
وقَالُوا بِهِ مِنْ أَعْيُنِ الْجِنِّ نَظْرَةٌ
والمُنَاظَرَةُ: المُبَاحَثَةُ والمُبَارَاةُ فِي النَّظَرِ، واسْتِحْضَارُ كلِّ ما يَرَاهُ بِبَصِيرَتِهِ، والنَّظَرُ:
البَحْثُ، وهو أَعَمُّ مِنَ القِيَاسِ، لأنَّ كلَّ قياسٍ نَظَرٌ، ولَيْسَ كُلُّ نَظَرٍ قِيَاساً.
[ن ظ ر] النَّظَر حِسُّ العَيْنِ نَظَرَه يَنْظُرُه نَظَرًا ومَنْظَرًا ومَنْظَرَةً ونَظَرَ إِليه وقولُه عَزَّ وجَلَّ {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} البقرة 50 قال أَبُو إِسْحاقَ قِيلَ مَعْناه وأَنْتُمْ تَرَوْنَهُم يَغْرَقُونَ ويَجوزُ أَن يكونَ مَعْناه وأَنْتُمْ مُشاهِدونَ تَعْمَلُونَ ذلك وإنْ شَغَلَهُم عن أن يَرَوْهُم فِي ذلك الوَقْتِ شاغِلٌ تقول العرب دُورُ آلِ فُلان تَنْظُرُ إِلى دُورِ آلِ فُلان أي هي بإِزائِها ومُقابِلَةٌ لها وتَنَظَّرَ كَنَظَرَ والنّاظِرُ النُّقْطَةُ السَّوداءُ في العَيْنِ وقِيلَ هو البَصَرُ نفسُه وقِيلَ هو عِرْقٌ في الأَنْفِ وفيه ماءُ البَصَرِ والنّاظِرانِ عِرْقانِ عَلَى حَرْفَيِ الأَنْفِ يَسِيلانِ من المُوقَيْنِ وقيل هما عِرْقانِ في العَيْنِ يَسْقِيانِ الأَنْفَ وتَناظَرَت النَّخْلَتانِ نَظَرَت الأُنْثَى مِنْهُما إِلى الفُحّالِ فلم يَيْفَعْها تَلْقِيحٌ حتى تُلْقَحَ منه حكَى ذلك أَبُو حَنِيفَةَ والتَّنْظارُ النَّظَرُ قال الحُطَيْئَةُ

(فما لَكَ غيرُ تَنْظارِ إليها ... كما نَظَرَ اليَتِيمُ إِلَى الوَصِيِّ)

والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ ما نَظَرْتَ إليه فأَعْجَبَك أو ساءَكَ ورَجُلٌ مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانِيٌّ الأَخيرةُ على غيرِ قياسٍ حَسَنُ المَنْظَرِ وإِنَّه لسَدِيدُ النّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التُّهَمَةِ يَنْظُرُ بِملْءِ عَيْنَيْه وبَنُو نَظَرَى ونَظَّرَى أَهْلُ النَّظَرِ إلى النِّساءِ والتَّغَزُّل بهِنَّ ومنه قولُ الأَعْرِابيَّةِ لبَعْلِها مُرَّ بِي عَلَى بَنِي نَظَرَى ولا تَمُرَّ بِي على بَناتِ نَظَرَى أي مُرَّ بِي على الرِّجالِ الَّذِين يَنْظُرُونَ إليَّ فأُعْجِبُهم وأَرُوقُهم ولا تَمُرَّ بِي على النِّساءِ اللاّتِي يَنْظُرْنَنِي فيَعِبْنَنِي حَسَدًا وامرأة سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنَةٌ كلاهُما بالتَّخْفِيف حكاهما يَعْقوبُ وَحْدَه وهي التي إذا تَسَمَّعَتْ أو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ شيئًا تَظَنَّتْ والنَّظَرُ الفِكْرُ في كُلِّ شَيْءِ تُقَدِّرُه وتَقِيسُه مَثَلٌ ونظر إليهم الدهر أهلكهم على المثل ولست منه على ثقة والمَنْظَرَةُ موضعُ الرَّبِيئَةِ ورَجُلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ سيِّدٌ يُنْظَرُ إليه الواحدُ والجميعُ والمذكر والمؤنث في ذلك سواءٌ والنَّظُورُ الذي لا يُغْفِلُ النَّظَرَ إلى ما أَهَمَّه والمَناظِرُ أَشْرافُ الأَرضِ لأَنّها يُنْظَرُ منها وتَناظَرَت الدّارانِ تَقابَلَتا ونَظَرَ إليكَ الجَبَلُ قابَلَك وقولُه تعَالَى {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} الأعراف 198 ذَهَبَ أبو عُبَيْد إلى أَنَّه أراد الأَصْنَامَ أي تُقابِلُكَ وليسَ هنَاك نَظَرٌ لكن لمَّا كانَ النَّظَرُ لا يكونُ إِلاَّ بمُقابَلَةٍ حَسُنَ وقال {وتراهم} وإن كانَتْ لا تَعْقِلُ لأَنَّهم يَضَعُونَها موضعَ من يَعْقِلُ وناظُورُ الزَّرْعِ والنَّخِيلِ وغيرِهما حافِظُه والطّاءُ نَبَطِيَّةٌ وقالُوا انْظُرْنِي أي أَصْغِ إِليَّ ومنه قوله عَزَّ وجَلَّ {وقولوا انظرنا واسمعوا} البقرة 104 وقوله {ولا ينظر إليهم يوم القيامة} آل عمران 77 أي لا يَرْحَمُهُم ونَظَرَ الرَّجُلَ يَنْظُرُه وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه تَأَنَّى عليه قالَ عُرْوَةُ بن الوَرْدِ

(إذا بَعُدُوا لا يأمنون اقترابه ... تشوف أهل الغائب المتنظر)

وقوله وأنشد ابن الورد

(ولا أجعل المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ ... ولا عِدَةً في النّاظِرِ المُتَغَيَّبِ)

فَسَّره فقالَ النّاظِرُ هُنا على النَّسَبٍِ أو على وَضِعِ فاعِلٍ موضعَ مَفْعُولٍ هذا معنَى قَوْلِه ومَثَّلَه بسِرٍّ كاتِمٍ أي مَكْتُومٍ وهكذا وجَدْتُه بخَطِّ الحامِضِ المُتَغَيَّبِ بفتح الياءِ كأَنَّه لما جَعَل فاعِلاً في مَعْنَى مفعولٍ اسْتَجاز أَيْضًا أن يَجْعَل مُتَفَعَّلا في موضع مُتَفَعِّل والصحيح المُتَغَيِّب بالكسرِ والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ ما تَنْتَظِرُه والنَّظِرَةُ التَّأْخِيرُ في الأَمْرِ وفي التَّنْزِيلِ {فنظرة إلى ميسرة} البقرة 280 وقرأَ بعضُهُم {فناظرة} كقَوْلِه تعالى {ليس لوقعتها كاذبة} الواقعة 2 أي تَكْذِيبٌ ونَظَرَ الشيءَ باعَهُ بنَظِرَةٍ وأْنَظَرَ الرَّجُلَ باعَ منه الشَّيْءَ بنَظِرَةٍ واسْتَنْظَرَه طَلَب منه النَّظِرَةَ يَقُول أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ للآخر بيْعٌ فيَقُولُ نِظْرٌ أي أنْظِرْنِي حَتّى اشْتَرَى مِنكَ وأْنْظَرَه أَخَّرَهُ وفي التَّنْزِيلِ {قال أنظرني إلى يوم يبعثون} الأعراف 14 والتَّناظَرُ التًّراوضُ في الأَمْرِ ونَظِيرُك الَّذي يُناظِرُكَ والنَّظِيرُ المِثْلُ والجمعُ نُظَراءُ والأُنْثَى نَظِيرَةٌ والنَّظْرَةُ سُوءُ الهَيْئَةِ ورَجُلٌ فيه نَظْرَةٌ أي شُحُوبٌ والنَّظْرَةُ الغَشْيَةُ أو الطّائِفُ من الجِنِّ وقد نُظِرَ ورَجُلٌ فيه نَظْرَةٌ أي عَيْبٌ ومَنْظُورٌ اسمُ رَجُلٍ ومَنْظُور اسمُ جِنِّيٍّ قالَ

(ولو أَنَّ مَنْظُورًا وحَبَّةَ أَسْلَما ... لنَزْعِ القَذَى لم يُبْرِئا لي قَذاكُمَا)

وقد قَدَّمْتُ أَنّ حَبَّةَ اسمُ امْرَأَةٍ عَلِقَها هذا الجِنِّيُّ فكانت تُطَبِّبُ بما يُعَلِّمُها وناظَرَة جَبَلٌ معروفٌ أو مَوْضِعٌ ونواظِرُ اسمُ موضعٍ قال ابنُ أَحْمرَ

(وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتامًا هاجَ صَيْفِيّا وآلا)
[نظر] نه: إن الله تعالى "لا ينظر" إلى صوركم وأموالكم ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم، النظر هنا الاختيار والرحمة والعطف، لأنه في الشاهد دليل المحبة وتركه دليل البغض، وهو يقع على الأجسام بالأبصار وعلى المعاني بالبصائر. ن: نظر الله مجازاته ومحاسبته، فلا يكون إلى على القلوب دون الصور الظاهرة، واحتج به على كون العقل في القلب. نه: ومنه ح: من ابتاع "مصراة" فهو بخير "النظرين"، أي بخير الأمرين له: إما إمساك المبيع أو رده، أيهما اختاره فعله. وح: من قتل له قتيل فهو بخير "النظرين"، أي القصاص والدية، أيهما اختار كان له، وكلها معان. ن: أي ولي القتيل مخير بينهما. نه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "النظر" إلى وجه علي عبادة، قيل: معناه أن عليا كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى! لا إله إلا الله ما أعلمه! وما أكرمه! وما أشجعه! فكانت رؤيته تحملهم على التوحيد. وفيه: إن عبد الله أبا النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة "تنظر" وتعتاف فرأت في وجههأحدًا في قبره الصلاة فأعطنيها. ن: "ينظر" بعضهم إلى سوءة بعض، لأنه كان جائزًا في شرعهم وكان موسى عليه السلام يتركه تنزهًا، أو لتساهلهم في الحرام، قوله: حتى "نظر" إليه- بضم نون. وفيه: "لا ينظر" الله إلى من يجر ثوبه خيلاء، أي لا ينظر نظر رجمة، وأجمعوا على جواز الإسبال للنساء وللرجال إلى الكعبين، فما نزل عنهما فمحرم للخيلاء ومكروه لغيرها. ط: جحد ولده وهو "ينظر" إليه، ذكر النظر تصوير لسوء صنيعه وإماطة جلباب الحياء عن وجهه. وح: لعن الله "الناظر" و"المنظور" إليه، أي الناظر إلى ما يحرم النظر إليه، أبهمه تفظيعًا لشأنه. وح: "ينظر" في سواد- مر في يطأ. وفيه: لي "نظرة" إليه ونظرة إليكم، والجملتان مبينتان لقوله: شغلني، ومذ- ظرف شغل، وهو مضاف إلى جملة أي مذ كان اليوم. ك: كأني "أنظر" إلى أصابع النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقلله ويشير إلى رأس إصبعه بالقلة، وأدخل- بلفظ الأمر. وفيه: إذا "نظر" قبل شماله بكى، لعل النار كانت في جهة شماله ويكشف له عنها لا أنها في السماء لأن أرواحهم في سجين الأرض السابعة كما أن الجنة فوق السماء السابعة في جهة يمينه. وكان في "النظارة"- بتشديد ظاء. وابن الناطور- مهملة، أي حافظ البستان، وروى بمعجمة، وروى "ناظورًا"- بألف في آخره.
نظر: نظر: درس وحكم في دعاوى الناس، مارس دور القاضي (محمد بن الحارث): فغزا القاضي عمرو تلك الغزاة فلما قدم لم يؤمر بالنظر وكان الرسم حينئذ إذا غزا القاضي ثم قدم لم ينظر حتى يعهد إليه بالنظر فأقام الناس يومئذ نحو من ستة أشهر لا قاضي لهم وفي جملة نظر بين الناس حذف أصله حكم وفصل دعاويهم (محيط المحيط).
نظر: مارس دور الوزير (دي ساسي كرست 1: 9): فوقع عن الحاكم ونظر.
نظر إليه: سعى وراءه (معجم الطرائف، المقري 1: 882).
نظر: اجل ارجأ، أخر (الكالا- sobreseer) .
نظر: (اقرأ الكلمة بالتشديد): أشر، وضع علامة وعند (الكالا notar senalando) .
نظر إلى: لاحظ، أشر (بوشر).
نظر على: تفقد، رأفت (معجم بدرون، ابن العوام 1: 533) وانظر عند (ابن جبير 287: 17 و306: 2) نظر في.
نظر عليه: فحص أو تفقد سلوكه (محمد بن الحارث 603): أمر السلطان قاضي الجماعة، بعد أن شكا الناس القاضي جيان أن ينظر على قاضي جيان فإن ظهر بريا أقره على قضائه وإن ظهر عليه ما رفع إلى الأمير فيه عزله عن الكورة فنظر قاضي الجماعة فألفاه بريا وفي (107): انه إذا تظلم الناس من قاض أجلستموني فنظرت عليه وان كنت القاضي فتظلم الناس مني من تجلسون للناس علي من هو اعلم مني.
نظر في: فحص (معجم الطرائف).
نظر في: درس علما أو فنا (عباد 1: 267 رقم 53 البكري 137: 1 حيان - باسم 1: 116): ونظر في الطب بعد ذلك فانجح علاجا.
نظر في: عني ب (معجم الادريسي، ابن جبير 287: 19، المقري 2: 229: 19 و21) وكذلك نظر منه (المقري 2: 229): فلنا من العجائز من ينظر منا ويبيع غزلنا ويتفقد أحوالنا.
نظر في فلان: سعى في إيجاد (هي ما يقابل في اللغة الهولندية omzien naar) ( محمد بن الحارث 206): فلما بلغ الأمير قوله عافاه ونظر في غيره.
نظر: أقام بعض المقارنات (المقدمة 3: 271، 16، 347، 4).
نظر: عين مفتشا (ناظرا) (ألف ليلة رقم 3: 53).
نظر: وسم، دمغ، شكل بالكتابة أو الرسم (المقري 1: 233): ومصفح الأبواب تبرأ نظروا ... بالنقش بين شكوله تنظيرا
(في الكالا- notar senalando) وهذا يفيد أنه يحمل معنى الكلمة نفسها حين تكون بدون تشديد وهذا خطأ إذ أنني أعتقد أن هذا الفعل مشتق من الاسم نظر (انظر الكلمة): علامة، رسم، وسم.
ناظر عنه: دافع، ترافع في صالحه (حيان 54): فلما بلغ محمد بن خطاب بن انجلين وحزبه من الموالي والمولدين المتعصبين لابن غالب الشاخصين إلى باب السلطان للمناظرة عنه ما كان من قتله ... الخ.
نظر: شاور، استشار (معجم الطرائف، المقدمة 1: 378).
انظره: أعطاه مهلة (معجم البلاذري، كوسج كرست 101): لم ينظره المنصور أن يعزله (أخبار 71: 7).
تنظر: (أو انتظر لأن الكلمة في المخطوطة خالية من النقاط): تأخر، أبطأ، تعوق (معجم البلاذري).
تناظر: في الحديث عن عدة أشخاص، تنازع (أبحاث 1: 17: 2 و1؛ وكذلك في الحديث عن شخص واحد)، وهناك أيضا تناظر مع (فوك).
تناظر: في الحديث عن أشخاص عديدين: تداول، تشاور (معجم الطرائف).
التناظر: اصطلاح متعلق بعلم التنجيم للتعبير عن المناظر المتماثلة للنجوم (المقدمة 1: 202).
انتظر: (انظر تنظر) (البربرية 2: 139).
انتظر: prendre soin de: تعهد (معجم الادريسي).
انتظر: contempler: تأمل (كوسج 9: 5).
استنظر: معناها انتظر أيضا (بوشر).
استنظر: طلب منه مهلة (حيان 61): استنظره ثلاثة أيام (النويري أسبانيا 450): (عرض الفقهاء العرش لهذا الأمير فاستنظرهم ليلة ليرى رأيه ويستخير الله تعالى فانصرفوا (هناك تحريف في الاستنساخ في طبعة باريس أما نسخة ليدن فقد كتبتها فاستظهرهم وهذا خطأ).
نظر: omenage و pleyto omenje كلمتان لاتينيتان عند (الكالا) إلا أن ترجمتهما عند (نبريجا) Fidas pubica في القسم اللاتيني ثم اصبح هذا التعبير يفيد جواز الأمان المعطى من الأمير للمرور من الإمارة؛ إلا أنه قد اصبح عند (فكتور) يعني العكس، تماما، فقد أصبح من جملة المصطلحات التي تتعلق بالوعود أو العقود المشتركة بين السيد وتابعه. ولم افهم معنى الكلمة العربية سواء عند (الكالا) أو (نبريجا).
نظر= نظير: وصيغة الجمع أنظار (فليشر- المقري 1: 491 بريشت 191).
في نظر ما: نظير، مثل، ل (ألف ليلة 4: 476): فمتى رآك فرج بك وإكرامك في نظر ما أكرمته (الكلمة عند [لين] تقابل as بالإنكليزية)؛ إلا أنني أعتقد أنها تقابل كلمة (بدلا من، عوضا عن- en recompense de الفرنسية التي هي مثل نظير- راجع الكلمة).
نظر: النظر الرؤية، حاسة النظر (بوشر، محيط المحيط).
نظر البلاد: مشهد طبيعي، ما تشاهده من البلد بنظرة واحدة (بوشر).
نظر والجمع أنظار: نظرة (بوشر).
نظر: عيني، بصري، نظري، مظهر الأشياء البعيدة (بوشر).
النظر: العين الشريرة (بوشر).
النظر: رؤية الله، عند الصوفية (المقري 1: 584: 16) (وانظر 583: 15 و 16).
النظر: مراقبة، حراسة (عباد 1: 533: 2 صححت في 3: 144): من كان بعض أبواب قرطبة يومئذ إلى نظره.
النظر: ممارسة القضاء (محمد بن الحارث 237): لا يكون نظره غير السماع من البينات، ثم مجلس نظره، لاحظ ما ورد في (ص238).
النظر: ديوان رئيس الوزراء (دي ساسي كرست 1، 52، 4، 53، 1، 58، 4).
النظر: الاستدلال، البرهنة (دي ساسي كرست 1: 91: 3): يراعون العمل بالنصوص دون الالتفات إلى النظر والقياس (عباد 2: 50: 10): فمهر في الأصول وذهب إلى النظر والاختيار؛ النظر: التفكر، التأمل (بوشر).
النظر: في محيط المحيط (علم النظر والاستدلال هو علم الكلام) وهناك أيضا النظر وحدها (حيان 34): وله رحلة حج فيها ولقي جماعة من أهل النظر فاستبحر.
نظر: لاغبة، هوى (دستور طليطلة): وقع والأعيان من كنيسة شنت لوقادية بداخل مدينة طليطلة نظرا رأوه لأنفسهم سدادا وللكنيسة المذكورة صلاحا ورشادا ... الخ.
النظر: علم التنجيم (المقري 1: 216) قال المنجم للسلطان: إلا أن مدتك في الملك فيما دل عليه النظر تكون (8) أعوام أو نحوها أي أن أهل النظر هم المنجمون (معجم الادريسي).
النظر: الذوق ومجازا الذوق السليم أو حاسة التمييز الدقيق أو الحكم الصحيح (بوشر).
النظر: المهلة، الإيقاف والتعليل (الكالا): sobreseymiento.
النظر والجمع أنظار: مقاطعة، إقليم (عباد 1: 274 رقم 89 و 2: 18 معجم البيان، المقري 1: 238: 15 ابن جبير 5: 290 ابن بطوطة 1: 358، 429 أماري دبلوماسية 12: 6 وقرطاس 181: 5 [هكذا تقرأ الكلمة في اكثر المعاجم] حيان بسام 1: 78): وخاطب قائده بحصن المدور بإزعاجه عن نظره وألا يجتاز على شيء من عمله (الادريسي، كليم القسم الأول): وعليه (أي النهر) نظر كبير (مخطوطة البيان المغرب 22، 30، 41، 42 ... الخ) (دستور طليطلة): بحومة الليتيق من نظر في مدينة طليطلة (معجم الجغرافيا).
نظر: علامة، ملاحظة (الكالا): notacion nota o.
نظر: نظرا إلى كذا أو بالنظر إليه (أي ملاحظة واعتبارا له) (محيط المحيط) (المقري 1: 297: 13 و15).
في كذا نظر: في محيط المحيط (وقولهم في كذا نظر أي تفكر في طريقه لعدم وضوحه). تقال عن الأمور التي ينبغي مراعاتها وإدخالها في الاعتبار أو التي لا يسمح بها إلا بعد إنعام النظر لأنها مشكوك فيها، مشبوهة أو لا يمكن الاعتماد عليها (المقري 1: 569، 4، 842، 8482، 12، 861، 9؛ ابن البيطار 1: 4، 271، 337 معجم الجغرافيا) وكذلك الأمر حين يتعلق بواحد من الناس أو أهل السنة فيقال فيه نظر أي موضوعه مشكوك فيه أو لا ينبغي اولا التأكد من صحته أو أن لا نثق كثيرا في صحته (المقدمة 2: 148، 5، 188، 6): قال البخاري وفيه نظر وهذه اللفظة في اصطلاحه قوية في التضعيف جدا.
من له نظر: رجل جدير بالاعتبار، معتبر (8: 47 L.Z مولر): ومن بقي من انجاد الفرسان ومن له نظر بغرناطة. يقابل هذا ليس له نظر أي قليل تبصره. قليل التروي (ابن العوام 1: 52): ليس له نظرا (اقرأها نظر مخطوطتنا نظرا)، لأن الصنوبر ليس له نظرا.
لنظر فلان: تحت أمره (البربرية 1: 201): أجازهم البحر لنظر جعفر (232، 243: 2، 245، 246: 2): وعهده على ما لنظره من الأقطار والأقاليم (250: 7 و305: 5 و3، 308، 362، 4 الخطيب 65): للمواضع التي لنظره (في الأصل لنصره) (تاريخ تونس 91): اتخذ الأساطيل العظيمة لغزو الكفار لنظر أحد الأمراء يسمى محمد باي. وكذلك إلى نظر فلان (البربرية 1: 625: 5): ونازلتهم جيوش صنهاجة إلى نظر الوزير خلف ابن أبي حيدرة.
فلان تحت نظر فلان في محيط المحيط ( .. وقول المولدين فلان تحت نظر فلان أي تحت حمايته والتفاته. وربما استعمل على سبيل التجمل).
نظرة: متسع من الأرض على مدى النظر أي يمكن أن يشاهد بالعين المجردة (بوشر).
نظري: بصري (صفة) (بوشر).
نظري: يتعلق بالنظرية (فوك، م. المحيط، بوشر).
نظري: تأملي (في الحياة والفلسفة) (بوشر).
نظرية: مسألة هندسية (محيط المحيط).
نظير: شبيه والجمع نظائر عند (فوك).
نظير (وله نظير): يجعل منه مضاعفا (رولاند).
في نظر أو نظير: عوضا عن، بدلا من (ألف ليلة 3: 44): وأعطاني شيئا كثيرا في نظير عملي له (في 52: 6): فخذ هذا مني نظير جميلك الذي فعلته معي وفي (4: 282): وقالت للدلال أوصلني عند هذا الشاب المليح فإن اشتراني كان هذا الخاتم لك في نظير تعبك في هذا اليوم معنا (590: 6).
نظير: في محيط المحيط ( .. النظير عند أهل العربية يطلق على المثال مجازا وحقيقة على اعم منه).
نظارة: مراقبة، تفتيش (بوشر).
نظارة: ادارة، مكتب الإدارة، مصلحة إدارية (بوشر). وفي محيط المحيط (والناظر عند المولدين من تولى إدارة أمر كناظر الخارجية وناظر المالية عند أرباب السياسة جمع نظار) (والنظارة كلمة يستعملها العجم بمعنى التنزه في الرياض والبساتين وعند أرباب السياسة عمل الناظر ومقامه يقال نظارة الخاجية ونظارة المالية). (انظر زيتشر 32: 249).
نظيرة والجمع نظائر: نسخة، صورة (معجم البيان).
نظيرة: ملاحظة صغيرة (الكالا).
نظار: النظارون في الأجسام الشفافة كالمرايا وطساس الماء (المقدمة 1: 191): العرافون.
نظار: حذر، يقظ (معجم الجغرافيا).
نظار: من كانت مهمته فحص وبت المسائل المتعلقة بالدين والشرع (معجم الجغرافيا).
نظارة: مرقاب، راصدة (تلسكوب) وفي (محيط المحيط): ( ... والنظارة عند المولدين آلة في طرفيها زجاجات ينظر بها الأجسام البعيدة كالأجرام السماوية ويسميها الإفرنج بالتلسكوب).
نظارة شمس: عدسة لرؤية الشمس (هليسكوب) (بوشر).
ضربة نظارة: حقل، مدى نظارة d'une lunette champ ( بوشر).
نظار= (بصيغة علامة) في المعنى الأخير الذي أعطيته للكلمة (معجم الجغرافيا).
ناظر. ناظر لفعله: عبث حسناته أو أعماله الطيبة (المقري 1: 587) - هكذا في الأصل. المترجم- ولعلها عبث بحسناته ويبقى المعنى على حاله من الغموض.
شديد الناظر: هذا الخطأ، عند (فريتاج). ينبغي تصحيحه إلى سديد الناظر أي بريء من التهمة ينظر بملء عينيه (انظر م. المحيط). ناظر: حين يكون جمع هذه الكلمة نظار وذلك حين ترد بمعنى مفتش (الكالا، محيط المحيط، المقري 134:1).
الناظر في أمره: القيم، الوصي (معجم التنبيه).
ناظر: المدير أو المشرف على الأموال في صندوق أو مؤسسة تعليمية أو غيرها، أو المكلف بإدارة منطقة ورقابة الشؤون الزراعية (الكالا- aperador del campo) .
ناظر: رئيس الرعاة (الكالا): agnados mayoral de.
ناظر: ربان، قائد السفينة (الكالا). ناظر: رئيس مقاطعة (لين 123: M.E.C) .
ناظر: نقيب في الجيش (بوشر).
ناظر السفائن: القبطان الذي يقود السفن الحكومية (بيرتون 1: 174).
ناظر: مجادل (في الدين)، معالج مواضيع جدال دينية. controversiste ( المقدمة 1: 32: 5 والبربرية 1: 298).
ناظر: اصطلاح في علم التنجيم، طالع (ألف ليلة رقم 2: 584) حسبوا طالعه وناظره من الكواكب (3 و 1: 622 و 9: 619).
ناظر: عفن، منتن، عفن (دي ساسي كرست 1: 334) (انظر 336).
ناظر) صدغ (رولاند).
ناظر: والجمع نواظر: عوينات القراءة أو الرؤية (هلو).
الناظر إلى الشمس: منظار الشمس (ابن البيطار 2: 569).
ناظور: العساس، الذي يطوف ليلا، المترصد أمام الباب (فوك) برج المراقبة (ابن بطوطة 4: 364 و365).
ناظور: برج عال فوق سور لغرض الترصد (بارث 1: 390 و W: 180) .
ناظور: الفنار (بارث 80: W) .
ناظور: حارس الملابس في الحمام (الجريدة الآسيوية 1861: 1: 39).
ناظور: مرقب، راصدة (تلسكوب) (محيط المحيط).
منظر. ذو منظر: ذو شكل ووجه جميل (العبدري 6): هذه المدينة ذات منظر، رجل ذو منظر (المقري 1: 465: 10).
منظر: والجمع مناظر: منظرة سطح بيت (الكالا).
منظر: مدرج (في الملاعب أو لإلقاء الدروس) (هلو).
منظر: قاعة كبيرة مفتوحة في الطابق الأول (مملوك 2: 5: 15) (انظر الوصف التفصيلي في [وصف مصر] 14: 208) وانظر منظرة.
علم المناظر: في (محيط المحيط): (علم يعرف به كيفية مقدار الأشياء بسبب قربها وبعدها عن نظر الناظر).
منظرة: منظرة سطح بيت (معجم الطرائف، دي ساسي كرست 1: 276: 4، النويري أسبانيا 468، 469 مملوك 1: 2: 91).
منظرة: شقة في الطابق الأرضي أو الطابق الأول يسكنها صاحب المنزل خلال النهار أو يستقبل الزيارات (مملوك 2: 2: 5 ونسكيه 108).
منظرة: صالة، وعند اليهود قاعة الاجتماع يجتمع فيها المجلس الأعلى عندهم (مملوك 1: 1) أو صالة المعرض المسرحي أو غيره (بوشر).
منظور: حصيف، عاقل، فطن (الكالا).
غير منظور: جاهل (فوك).
علم المنظورات: فن الرسم المنظوري (بوشر).
مناظر: العالم بالشريعة وأمور الدين الذي يتفحص في قضايا الدين ويبت في مسائلها (معجم الجغرافيا).
مناظرة: علم البصريات (المقدمة 1: 204).
مناظرة: اصطلاح في علم التنجيم (المقدمة 1: 204).
علم المناظرة: في (محيط المحيط): (علم يعرف به كيفية آداب أي طرق إثبات المطلوب ونفيه أو نفي دليله مع الخصم وموضوعه البحث، وتطلق المناظرة في اصطلاح أهل هذا العلم على النظر من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهار الصواب ... وهو أخص من القياس).
منتظر: المستقبل (فوك).

نظر: النَّظَر: حِسُّ العين، نَظَره يَنْظُره نَظَراً ومَنْظَراً

ومَنْظَرة ونَظَر إِليه. والمَنْظَر: مصدر نَظَر. الليث: العرب تقول نَظَرَ

يَنْظُر نَظَراً، قال: ويجوز تخفيف المصدر تحمله على لفظ العامة من المصادر،

وتقول نَظَرت إِلى كذا وكذا مِنْ نَظَر العين ونَظَر القلب، ويقول

القائل للمؤمَّل يرجوه: إِنما نَنْظُر إِلى الله ثم إِليك أَي إِنما

أَتَوَقَّع فــضل الله ثم فَــضْلــك. الجوهري: النَّظَر تأَمُّل الشيء بالعين، وكذلك

النَّظَرانُ، بالتحريك، وقد نَظَرت إِلى الشيء. وفي حديث عِمران بن حُصَين

قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: النَّظَر إِلى وجه عليّ عِبادة؛

قال ابن الأَثير: قيل معناه أَن عليًّا، كرم الله وجهه، كان إِذا بَرَزَ

قال الناس: لا إِله إِلا الله ما أَشرفَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله

ما أَعلمَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَكرم هذا الفتى أَي ما

أَتْقَى، لا إِله إِلا الله ما أَشْجَع هذا الفتى فكانت رؤيته، عليه السلام،

تحملُهم على كلمة التوحيد.

والنَّظَّارة: القوم ينظُرون إِلى الشيء. وقوله عز وجل: وأَغرقنا آل

فرعون وأَنتم تَنظُرون. قال أَبو إِسحق: قيل معناه وأَنتم تَرَوْنَهم

يغرَقون؛ قال: ويجوز أَن يكون معناه وأَنتم مُشاهدون تعلمون ذلك وإِن شَغَلهم

عن أَن يَروهم في ذلك الوقت شاغل. تقول العرب: دُور آل فلان تنظُر إِلى

دُور آل فلان أَي هي بإِزائها ومقابِلَةٌ لها. وتَنَظَّر: كنَظَر. والعرب

تقول: داري تنظُر إِلى دار فلان، ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل، وقيل:

إِذا كانت مُحاذِيَةً. ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ أَي متجاورون ينظر

بعضهم بعضاً.

التهذيب: وناظِرُ العَيْنِ النُّقْطَةُ السوداء الصافية التي في وسط

سواد العين وبها يرى النَّاظِرُ ما يَرَى، وقيل: الناظر في العين كالمرآة

إِذا استقبلتها أَبصرت فيها شخصك. والنَّاظِرُ في المُقْلَةِ: السوادُ

الأَصغر الذي فيه إِنْسانُ العَيْنِ، ويقال: العَيْنُ النَّاظِرَةُ. ابن

سيده: والنَّاظِرُ النقطة السوداء في العين، وقيل: هي البصر نفسه، وقيل: هي

عِرْقٌ في الأَنف وفيه ماء البصر. والناظران: عرقان على حرفي الأَنف

يسيلان من المُوقَين، وقيل: هما عرقان في العين يسقيان الأَنف، وقيل: الناظران

عرقان في مجرى الدمع على الأَنف من جانبيه. ابن السكيت: الناظران عرقان

مكتنفا الأَنف؛ وأَنشد لجرير:

وأَشْفِي من تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ،

وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ من الخُنَانِ

والخنان: داء يأْخذ الناس والإِبل، وقيل: إِنه كالزكام؛ قال الآخر:

ولقد قَطَعْتُ نَواظِراً أَوجَمْتُها،

ممن تَعَرَّضَ لي من الشُّعَراءِ

قال أَبو زيد: هما عرقان في مَجْرَى الدمع على الأَنف من جانبيه؛ وقال

عتيبة بن مرداس ويعرف بابن فَسْوة:

قَلِيلَة لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ، يَزِينُها

شَبَابٌ ومخفوضٌ من العَيْشِ بارِدُ

تَناهَى إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ كأَنها

أَخُو سَقْطَة، قد أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ

وصف محبوبته بأَسالة الخدّ وقلة لحمه، وهو المستحب. والعيش البارد: هو

الهَنِيُّ الرَّغَدُ. والعرب تكني بالبَرْدِ عن النعيم وبالحَرِّ عن

البُؤسِ، وعلى هذا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة وتَنَعُّمٌ. قال الله

تعالى: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً؛ قيل: نوماً؛ وقوله: تناهى

أَي تنتهي في مشيها إِلى جاراتها لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ، وشبهها في

انتهارها عند المشي بعليل ساقط لا يطيق النهوض قد أَسلمته العوائد لشدّة

ضعفه.وتَناظَرَتِ النخلتان: نَظَرَتِ الأُنثى منهما إِلى الفُحَّالِ فلم

ينفعهما تلقيح حتى تُلْقَحَ منه؛ قال ابن سيده: حكى ذلك أَبو حنيفة.

والتَّنْظارُ: النَّظَرُ؛ قال الحطيئة:

فما لَكَ غَيْرُ تَنْظارٍ إِليها،

كما نَظَرَ اليَتِيمُ إِلى الوَصِيِّ

والنَّظَرُ: الانتظار. ويقال: نَظَرْتُ فلاناً وانْتَظَرْتُه بمعنى

واحد، فإِذا قلت انْتَظَرْتُ فلم يُجاوِزْك فعلك فمعناه وقفت وتمهلت. ومنه

قوله تعالى: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ من نُوركم، قرئ: انْظُرُونا

وأَنْظِرُونا بقطع الأَلف، فمن قرأَ انْظُرُونا، بضم الأَلف، فمعناه انْتَظِرُونا،

ومن قرأَ أَنْظِرُونا فمعناه أَخِّرُونا؛ وقال الزجاج: قيل معنى

أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا أَيضاً؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:

أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا،

وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا

وقال الفرّاء: تقول العرب أَنْظِرْني أَي انْتَظِرْني قليلاً، ويقول

المتكلم لمن يُعْجِلُه: أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقِي أَي أَمْهِلْنِي. وقوله

تعالى: وُجُوهٌ يومئذ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ؛ الأُولى بالضاد

والأُخرى بالظاءِ؛ قال أَبو إِسحق: يقول نَضِرَت بِنَعِيم الجنة

والنَّظَرِ إِلى ربها. وقال الله تعالى: تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم؛

قال أبو منصور: ومن قال إِن معنى قوله إِلى ربها ناظرة يعني منتظرة فقد

أَخطأَ، لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته، إِنما

تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته؛ ومنه قول الحطيئة:

نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ

لِلْوِرْدِ، طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي

وإِذا قلت نَظَرْتُ إِليه لم يكن إِلا بالعين، وإِذا قلت نظرت في الأَمر

احتمل أَن يكون تَفَكُّراً فيه وتدبراً بالقلب.

وفرس نَظَّارٌ إِذا كان شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ؛ قال

الراجز أَبو نُخَيْلَةَ:

يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لم تُهْجَمِ

نَظَّارِيَّةٌ: ناقة نجيبة من نِتاجِ النَّظَّارِ، وهو فحل من فحول

العرب؛ قال جرير:

والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار

لم تُهْجَم: لم تُحْلَبْ.

والمُناظَرَةُ: أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَظَرْتُما فيه معاً

كيف تأْتيانه.

والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ: ما نظرت إِليه فأَعجبك أَو ساءك، وفي

التهذيب: المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِليه فأَعجبك، وامرأَة

حَسَنَةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرة أَيضاً. ويقال: إِنه لذو مَنْظَرَةٍ بلا

مَخْبَرَةٍ. والمَنْظَرُ: الشيء الذي يعجب الناظر إِذا نظر إِليه ويَسُرُّه.

ويقال: مَنْظَرُه خير من مَخْبَرِه. ورجل مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانيٌّ،

الأَخيرة على غير قياس: حَسَنُ المَنْظَرِ؛ ورجل مَنْظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ.

ويقال: إِن فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ، وفي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي

فيما أَحَبَّ النَّظَرَ إِليه والاستماع. ويقال: لقد كنت عن هذا المَقامِ

بِمَنْظَرٍ أَي بمَعْزَل فيما أَحْبَبْتَ؛ وقال أَبو زيد يخاطب غلاماً قد

أَبَقَ فَقُتِلَ:

قد كنتَ في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ،

عن نَصْرِ بَهْرَاءَ ، غَيرَ ذي فَرَسِ

وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التهمة ينظر بمِلءِ عينيه.

وبنو نَظَرَى ونَظَّرَى: أَهلُ النَّظَرِ إِلى النساء والتَّغَزُّل بهن؛

ومنه قول الأَعرابية لبعلها: مُرَّ بي على بَني نَظَرَى، ولا تَمُرَّ بي

على بنات نَقَرَى، أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ فأُعجبهم

وأَرُوقُهم ولا يَعِيبُونَني من ورائي، ولا تَمُرَّ بي على النساء

اللائي ينظرنني فيَعِبْنَني حسداً ويُنَقِّرْنَ عن عيوب من مَرَّ بهن.

وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنة، كلاهما بالتخفيف؛

حكاهما يعقوب وحده: وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ

شيئاً فَظَنَّتْ. والنَّظَرُ: الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه منك.

والنَّظْرَةُ: اللَّمْحَة بالعَجَلَة؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، قال لعلي: لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإِن لك

الأُولى وليست لك الآخرةُ. والنَّظْرَةُ: الهيئةُ. وقال بعض الحكماء: من لم

يَعْمَلْ نَظَرُه لم يَعْمَلْ لسانُه؛ ومعناه أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت

بإِبكار القلب عَمِلَتْ في القلب، وإِذا خرجت بإِنكار العين دون القلب لم

تعمل، ومعناه أَن من لم يَرْتَدِعْ بالنظر إِليه من ذنب أَذنبه لم يرتدع

بالقول. الجوهري وغيره: ونَظَرَ الدَّهْرُ إِلى بني فلان فأَهلكهم؛ قال

ابن سيده: هو على المَثَلِ، قال: ولستُ منه على ثِقَةٍ.

والمَنْظَرَةُ: موضع الرَّبِيئَةِ. غيره: والمَنظَرَةُ موضع في رأْس جبل

فيه رقيب ينظر العدوَّ يَحْرُسُه. الجوهري: والمَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ.

ورجلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ: سَيِّدٌ يُنْظَر

إِليه، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. الفراء: يقال فلان

نَظُورةُ قومه ونَظِيرَةُ قومهِ، وهو الذي يَنْظُرُ إِليه قومه فيمتثلون ما

امتثله، وكذلك هو طَرِيقَتُهم بهذا المعنى. ويقال: هو نَظِيرَةُ القوم

وسَيِّقَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والنَّظُورُ: الذي لا يُغٌفِلُ النَّظَرَ إِلى

ما أَهمه.

والمَناظِر: أَشرافُ الأَرضِ لأَنه يُنْظَرُ منها. وتَناظَرَتِ

الدَّارانِ: تقابلتا. ونَظَرَ إِليك الجبلُ: قابلك. وإِذا أَخذت في طريق كذا

فَنَظَر إِليك الجبلُ فَخُذْ عن يمينه أَو يساره. وقوله تعالى: وتَراهُمْ

يَنْظُرونَ إِليك وهم لا يبصرون؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه أَراد الأَصنام

أَي تقابلك، وليس هنالك نَظَرٌ لكن لما كان النَّظَرُ لا يكون إِلا

بمقابلةٍ حَسُنَ وقال: وتراهم، وإِن كانت لا تعقل لأَنهم يضعونها موضع من

يعقل.والنَّاظِرُ: الحافظ. وناظُورُ الزرع والنخل وغيرهما: حَافِظُه؛ والطاء

نَبَطِيَّة.

وقالوا: انْظُرْني اي اصْغ إِليَّ؛ ومنه قوله عز وجل: وقولوا انْظُرْنا

واسمعوا. والنَّظْرَةُ: الرحمةُ. وقوله تعالى: ولا يَنْظُر إِليهم يوم

القيامة؛ أَي لا يَرْحَمُهُمْ. وفي الحديث: إِن الله لا يَنْظُر إِلى

صُوَرِكم وأَموالكم ولكن إِلى قلوبكم وأَعمالكم؛ قال ابن الأَثير: معنى النظر

ههنا الإِحسان والرحمة والعَطْفُ لأَن النظر في الشاهد دليل المحبة، وترك

النظر دليل البغض والكراهة، ومَيْلُ الناسِ إِلى الصور المعجبة والأَموال

الفائقة، والله سبحانه يتقدس عن شبه المخلوقين، فجعل نَظَرَهُ إِلى ما هو

للسَّرِّ واللُّبِّ، وهو القلب والعمل؛ والنظر يقع على الأَجسام والمعاني،

فما كان بالأَبصار فهو للأَجسام، وما كان بالبصائر كان للمعاني. وفي

الحديث: مَنِ ابتاعَ مِصَرَّاةً فهو بخير النَّظَرَيْنِ أَي خير الأَمرين

له: إِما إِمساك المبيع أَو ردُّه، أَيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه؛

وكذلك حديث القصاص: من قُتل له قتيل فهو بخير النَّظَرَيْنِ؛ يعني

القصاص والدية؛ أَيُّهُما اختار كان له؛ وكل هذه معانٍ لا صُوَرٌ. ونَظَرَ

الرجلَ ينظره وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه: تَأَنى عليه؛ قال عُرْوَةُ بن

الوَرْدِ:

إِذا بَعُدُوا لا يأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ،

تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُنتَنَظَّرِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ولا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِيَّةٍ،

ولا عِدَةً في النَّاظِرِ المُتَغَيِّبِ

فسره فقال: الناظر هنا على النَّسَبِ أَو على وضع فاعل موضع مفعول؛ هذا

معنى قوله، ومَثَّلَه بِسِّرٍ كاتم أَي مكتوم. قال ابن سيده: وهكذا وجدته

بخط الحَامِضِ

(* قوله« الحامض» هو لقب ابي موسى سليمان بن محمد بن أحمد

النحوي أخذ عن ثعلب، صحبه اربعين سنة وألف في اللغة غريب الحديث وخلق

الانسان والوحوش والنبات، روى عنه أبو عمر الزاهد وأبو جعفر الاصبهاني. مات

سنة ؟؟) ، بفتح الياء، كأَنه لما جعل فاعلاً في معنى مفعول استجاز

أَيضاً أَن يجعل مُتَفَعَّلاً في موضع مُتَفَعِّلٍ والصحيح المتَغَيِّب،

بالكسر. والتَّنَظُّرُ: تَوَقَّع الشيء. ابن سيده: والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ

ما تَنْتَظِرُهُ. والنَّظِرَةُ، بكسر الظاء: التأْخير في الأَمر. وفي

التنزيل العزيز: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ، وقرأَ بعضهم: فناظِرَةٌ، كقوله

عز وجل: ليس لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ؛ أَي تكذيبٌ. ويقال: بِعْتُ فلاناً

فأَنْظَرْتُه أَي أَمهلتُه، والاسم منه النَّظِرَةُ. وقال الليث: يقال

اشتريته منه بِنَظِرَةٍ وإِنْظارٍ. وقوله تعالى: فَنَظِرَة إِلى مَيْسَرَةٍ؛

أَي إِنظارٌ. وفي الحديث: كنتُ أُبايِعُ الناس فكنتُ أُنْظِر المُعْسِرَ؛

الإِنظار: التأْخير والإِمهال. يقال: أَنْظَرْتُه أُنْظِره. ونَظَرَ

الشيءَ: باعه بِنَظِرَة. وأَنْظَرَ الرجلَ: باع منه الشيء بِنَظِرَةٍ.

واسْتَنْظَره: طلب منه النَّظرَةَ واسْتَمْهَلَه. ويقول أَحد الرجلين لصاحبه:

بيْعٌ، فيقول: نِظْرٌ أَي أَنْظِرْني حتى أَشْتَرِيَ منك. وتَنَظَّرْه

أَي انْتَظِرْهُ في مُهْلَةٍ.

وفي حديث أَنس: نَظَرْنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، ذاتَ ليلة حتى

كان شَطْرُ الليلِ. يقال: نَظَرتُهُ وانْتَظَرْتُه إِذا ارْتَقَبْتَ

حضورَه. ويقال: نَظَارِ مثل قَطامِ كقولك: انْتَظِرْ، اسم وضع موضع الأَمر.

وأَنْظَرَه: أَخَّرَهُ. وفي التنزيل العزيز: قال أَنْظِرْني إِلى يوم

يُبْعَثُونَ.

والتَّناظُرُ: التَّراوُضُ في الأَمر. ونَظِيرُك: الذي يُراوِضُك

وتُناظِرُهُ، وناظَرَه من المُناظَرَة. والنَّظِيرُ: المِثْلُ، وقيل: المثل في

كل شيء. وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ

رآهما سواءً. الجوهري: ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه. وحكى أَبو عبيدة:

النِّظْر والنَّظِير بمعنًى مثل النِّدِّ والنَّدِيدِ؛ وأَنشد لعبد يَغُوثَ بن

وَقَّاصٍ الحارِثيِّ:

أَلا هل أَتى نِظْرِيُ مُلَيْكَةَ أَنَّني

أَنا الليثُ، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا؟

(* روي هذا البيت في قصيدة عبد يغوث على الصورة التالية:

وقد عَلِمت عِرسِي مُلَيكةُ أنني * أنا الليثُ، مَعدُوّاً عليّ

وعَاديا)

وقد كنتُ نَجَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ

ـسَطِيِّ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيَا

ويروى: عِرْسِي مُلَيْكَةَ بدل نِظْرِي مليكة. قال الفرّاء: يقال

نَظِيرَةُ قومه ونَظُورَةُ قومه للذي يُنْظَر إِليه منهم، ويجمعان على

نَظَائِرَ، وجَمْعُ النَّظِير نُظَرَاءُ، والأُنثى نَظِيرَةٌ، والجمع النَّظائر

في الكلام والأَشياء كلها. وفي حديث ابن مسعود: لقد عرفتُ النَّظائِرَ

التي كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَقُومُ بها عشرين سُورَةً من

المُفَصَّل، يعني سُوَرَ المفصل، سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطُّول.

وقول عَديّ: لم تُخطِئْ نِظارتي أَي لم تُخْطِئْ فِراسَتي. والنَّظائِرُ:

جمع نَظِيرة، وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال، الأَخلاق والأَفعال

والأَقوال. ويقال: لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله، وفي رواية:

ولا بِسُنَّةِ رسول الله؛ قال أَبو عبيد: أَراد لا تجعل شيئاً نظيراً لكتاب

ا ولا لكلام رسول الله فتدعهما وتأْخذ به؛ يقول: لا تتبع قول قائل من كان

وتدعهما له. قال أَبو عبيد: ويجوز أَيضاً في وجه آخر أَن يجعلهما مثلاً

للشيء يعرض مثل قول إِبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أَن يذكروا الآية عند

الشيء يَعْرِضُ من أَمر الدنيا، كقول القائل للرجل إِذا جاء في الوقت الذي

يُرِيدُ صاحبُه: جئت على قَدَرٍ يا موسى، هذا وما أَشبهه من الكلام،

قال: والأَوّل أَشبه. ويقال: ناظَرْت فلاناً أَي صِرْتُ نظيراً له في

المخاطبة. وناظَرْتُ فلاناً بفلان أَي جعلته نَظِيراً له. ويقال للسلطان إِذا

بعث أَميناً يَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قريةٍ: بَعث ناظِراً.

وقال الأَصمعي: عَدَدْتُ إِبِلَ فلان نَظائِرَ أَي مَثْنَى مثنى،

وعددتها جَمَاراً إِذا عددتها وأَنت تنظر إِلى جماعتها.

والنَّظْرَةُ: سُوءُ الهيئة. ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ؛ وأَنشد

شمر:وفي الهامِ منها نَظْرَةٌ وشُنُوعُ

قال أَبو عمرو: النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ. ويقال: إِن في هذه

الجارية لَنَظْرَةً إِذا كانت قبيحة. ابن الأَعرابي: يقال فيه نَظْرَةٌ

ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النظر عنه من قُبْحِهِ. وفيه نَظْرَةٌ أَي قبح؛

وأَنشد الرِّياشِيُّ:

لقد رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ،

وفي جِسْمِ لَيْلى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى جارية فقال: إِن بها

نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها؛ وقيل: معناه إِن بها إِصابة عين من نَظَرِ

الجِنِّ إِليها، وكذلك بها سَفْعَةٌ؛ ومنه قوله تعالى: غيرَ ناظِرِينَ

إِناهُ؛ قال أَهل اللغة: معناه غير منتظرين بلوغه وإِدراكه. وفي الحديث: أَن

عبد الله أَبا النبي، صلى الله عليه وسلم، مرّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ،

فرأَتْ في وجهه نُوراً فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وتُعْطِيَهُ

مائةً من الإِبل فأَبى، قوله: تَنْظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ، وهو نَظَرُ

تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ، وهذه المرأَة هي كاظمةُ بنتُ مُرٍّ، وكانت مُتَهَوِّدَةً قد

قرأَت الكتب، وقيل: هي أُختُ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ. والنَّظْرَةُ: عين

الجن. والنَّظْرَةُ: الغَشْيَةُ أَو الطائف من لجن، وقد نُظِرَ. ورجل فيه

نَظْرَةٌ أَي عيبٌ.

والمنظورُ: الذي أَصابته نَظْرَةٌ. وصبي مَنْظُورٌ: أَصابته العين.

والمنظورُ: الذي يُرْجَى خَيْرُه. ويقال: ما كان نَظِيراً لهذا ولقد

أَنْظَرْتُه، وما كان خَطِيراً ولقد أَخْطَرْتُه. ومَنْظُورُ بن سَيَّارٍ: رجلٌ.

ومَنْظُورٌ: اسمُ جِنِّيٍّ؛ قال:

ولو أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما

لِنَزْعِ القَذَى، لم يُبْرِئا لي قَذَاكُما

وحَبَّةُ: اسم امرأَة عَلِقَها هذا الجني فكانت تَطَبَّبُ بما

يُعَلِّمُها. وناظِرَةُ: جبل معروف أَو موضع. ونَواظِرُ: اسم موضع؛ قال ابن

أَحمر:وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ

قَتَاماً، هاجَ عَيْفِيًّا وآلا

(* قوله « عيفياً» كذا بالأصل.)

وبنو النَّظَّارِ: قوم من عُكْلٍ، وإِبل نَظَّاريَّة: منسوبة إِليهم؛

قال الراجز:

يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا

السَّعْمُ: ضَرْبٌ من سير الإِبل.

نظر
نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ يَنظُر،

نَظَرًا ونَظْرًا، فهو ناظر، والمفعول مَنْظور (للمتعدِّي)
• نظَر بين الناس: حكم بينهم "كان القاضي ينظر بين ذوي الظلامة".
• نظَر الشّخصَ: أصغى إليه "نظَر الخطيب".
• نظَر الشّيءَ:
1 - توقَّعه "إنّي أنظر فــضلَ الله".
2 - انتظره وترقّبه "نظَر حلولَ الشتاء ليشتري معطفًا- {مَا يَنْظُرُونَ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ} ".
• نظَر الدَّينَ: أمهله، أخّره وأجَّله.
• نظَر الشّيءَ/ نظَر إلى الشّيء/ نظَر للشّيء:
1 - أبصره، أدركه بواسطة القدرة البصريّة "نظَر إلى الأولاد يلعبون- {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} - {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} ".
2 - أبصره وتأمّله بعينه "لا تشرب ماءً قبل أن تنظر فيه [مثل أجنبيّ]- إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلاَ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ [حديث]- {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} " ° نظَر بطرْفٍ خفيّ: غضّ معظمَ عيْنَيْه ونظر بباقيها من الخوف أو الاستحياء أو غيرهما.
• نظَر القضيّةَ/ نظَر بالقضيّة/ نظَر في القضيَّة: درسها وتدبّرها "نظَر في الكتاب- {ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} - {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} - {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ".
• نظَر لليتيم: رثى له وأعانه "نظَر لمسكين- استمر ينظر لمؤسّسة الأيتام يقدّم لها ما يستطيع"? فلانٌ تحت نَظَر فلانٍ: أي تحت حمايته والتفاته. 

أنظرَ يُنظر، إنظارًا، فهو مُنظِر، والمفعول مُنظَر
• أنظرَ الشَّيءَ: أخّره، أجَّلَه وأمهله "أنظر له الدّينَ: منحه مهلة للسَّداد- {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} ".
• أنظر الشَّخصَ: جعله ينظر، ويتأمَّل بعينه "أنظرَ ولدَه إلى النُّجوم". 

استنظرَ يستنظر، استنظارًا، فهو مُستنظِر، والمفعول مُستنظَر
• استنظر القطارَ: ترقَّبه.
• استنظر صديقَه الدَّينَ: طلب منه تأجيلَه وإمهالَه.
• استنظره على كذا: جعله ناظرًا عليه يتولّى أمرَه وإدارتَه "استنظرته الإدارةُ على المدرسة". 

انتظرَ ينتظر، انتظارًا، فهو مُنتظِر، والمفعول مُنتظَر
• انتظر صديقًا: استنظره؛ ترقَّبه "انتظر دورَه في الصّفّ- كان على انتظاره- {وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} " ° أتَى على غير انتظار: على غير موعد، فجأة، دون سابق إنذار- قائمة الانتظار: قائمة بأشخاص ينتظرون شيئًا ما- قاعة انتظار: استراحة في غرفة أو محطّة.
• انتظرَ خيرًا: توقَّعه، تنبَّأ به "نتيجة منتظرة- لم أكن انتظر منك هذا".
• انتظر العملَ: تأنَّى عليه وتمهَّل "انتظر في عملِك". 

تناظرَ يتناظر، تناظُرًا، فهو مُتناظِر
• تناظر الحضورُ: نظر بعضُهم إلى بعض، تبادلوا النظرات "تناظرا غاضِبَيْن".
• تناظر الشَّخصان: مُطاوع ناظرَ: تباحثا، وتجادلا وتحاورا "تناظر فقيهٌ وفيلسوف- أُعجب المستمعون بتناظرهما الفلسفيّ".
• تناظرتِ المنازلُ: تقابلت وتماثلت "أبنية مُتناظِرة". 

تنظَّرَ يتنظّر، تنظُّرًا، فهو مُتنظِّر، والمفعول مُتنظَّر
• تنظَّر مشهدًا عجيبًا: تأمّله بعينيه "تنظّر الطَّبيبُ البثُورَ على جلد المريض".
• تنظَّر الدَّينَ: تأنّى عليه ولم يُعجِّل.
• تنظَّر الكارثَةَ: توقَّعها "يتنظّر الناسُ هطولَ الأمطار هذا الشتاء". 

ناظرَ يناظر، مُناظرةً، فهو مُناظِر، والمفعول مُناظَر
• ناظر فلانًا:
1 - صار مشابهًا ومساويًا له "ناظَره في وظيفته" ° بَيْتي يناظِر بَيْتَه: يقابلُه- جمعُهُم يناظِر الألف: يقارب.
2 - ناقشه، جادله وباحَثه "ناظر الفقيهُ الفيلسوفَ". 

نظَّرَ ينظِّر، تنظيرًا، فهو مُنظِّر، والمفعول مُنظَّر
• نظَّر نتائجَ بحثِه: وضعها في شكل نظريَّة.
• نظَّر الشّيءَ بالشّيءِ: قابله به "نظّر شهادتَه العلميّة بأخرى". 

انتظاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتظار: "ساحات انتظاريّة".
2 - مصدر صناعيّ من انتظار: ترقُّبيّة، سياسة تقوم على التكهُّن والتنبُّؤ بالأحداث، والتَّشكيك في مجريات الأمور بدلاً من العمل والجِدّ "تسود دول العالم انتظاريّة سلبيّة لما بعد الحرب على العراق". 

تناظُر [مفرد]:
1 - مصدر تناظرَ.
2 - (جب) مقابلة أو علاقة بين مجموعتين يرتبط كلّ عُنصر في واحدةٍ منهما بعُنصر فرد مناظِر له في المجموعة الأخرى.
3 - (هس) تماثُل بين نقطتين أو شكلين بالنسبة لمستقيمٍ أو لنقطةٍ ثابتة أو لمستوٍ.
• تناظر وظيفيّ: (حي) تماثُل أو تشابه في الوظيفة أو الموقع بين أعضاء ذات أصول أو بُنى نشوئيّة تطوُّريَّة مختلفة. 

تنظيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تنظير: "قدرات/ ممارسات تنظيريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تنظير: ما يتعلّق بوَضْع نظريَّة أو وَضْع أمرٍ في شكل نظريَّة "استطاع أن يقدِّم لتطبيقاته بتنظيريّة رائعة".
• جراحة تنظيريَّة: (طب) عمليّات جراحيَّة تُجرى بالمنظار. 

مُناظَرة [مفرد]: ج مناظرات:
1 - مصدر ناظرَ.
2 - جدال وحوار ونقاش علميّ، وتبادل في وجهات النَّظر المختلفة يقوم فيه فريقان خصْمان بالدِّفاع عن قضيّة ما أو مهاجمتها "مناظرة أدبيَّة- يهوى المناظرات القلميَّة". 

مِنْظار [مفرد]: ج مَناظيرُ:
1 - اسم آلة من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ.
2 - مرآة.
3 - آلة بصريّة تُستعمل إمّا لرؤية الأجسام الصغيرة وتُسمَّى: المجهر (الميكروسكوب)، أو لرؤية الأجسام البعيدة وتُسمَّى: التلسكوب "منظار تحاليل طبيَّة- منظار فلكيّ/ مُجسِّم" ° مِنْظار الأعماق: أداة بصريَّة تمكِّن المرءَ من رُؤْية شيء على مسافة بعيدة تحت سطح الماء- مِنْظار المثانة: أداة أنبوبيّة تستخدم لفحص داخل المثانة البوليَّة والحالب- يرى الأمورَ بمنظارٍ أسود: متشائم.
• منظار البندقيّة: مهداف خلفيّ لبندقيّة يتألّف من عدسة يمكن تعديلها بفتْحة صغيرة يتمّ من خلالها التَّأكّد من أن المنظار الأماميّ والهدف على خطٍّ واحد.
• منظار القولون: (طب) أنبوب طويل مَرن مُجهَّز بأداة للحصول على عينات من أنسجة القولون المستخدمة لفحصه.
• المِنظار البَصَريّ: أداة لفحوص باطن العين خاصّة الشبكيّة، مكون من مرآة تعمل على عكس الضوء داخل العين وثقب مركزيّ يتمّ من خلاله فحص العين. 

مَنْظَر [مفرد]: ج مَناظِرُ:
1 - اسم مكان من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: مكان المراقبة وهو مكان عالٍ يوقف عليه لتتّسع الرؤية "صعد الجنديّ إلى المنظر ليرصُدَ حركات العَدُوّ".
2 - ما يُنظر إليه فيُعجب أو يسوء، شكل أو صورة "منظر عامّ للمدينة- منظر السّهل الأخضر يسرُّ النفس- مناظر طبيعيَّة" ° مَنْظَره أكبر من سِنِّه: يشير إلى هيئة الرَّجل وشكله.
3 - (فن) مشهد من المسرحيَّة "منظر مُضْحك" ° كنت عن هذا المُقام بمَنظَر: بمعزل.
• علم المناظر: (فز) علم تُعرف به مقادير الأشياء باعتبار قربها أو بعدها عن نظر الناظر. 

مَنْظَرَة [مفرد]: ج مَناظِرُ:
1 - مَنْظَر، ما تقع عليه العين قيُعجب أو يسوء "منظرة ترتاح لها النّفس".
2 - ما ارتفع من الأرض ونحوها ونظرت منه "في الحديقة منظرةٌ عالية- مَنْظرةُ البرج".
3 - مكان من البيت يُعدُّ لاستقبال الزائرين "منظرة الضيوف". 

منظور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ ° دعوى منظورة: معلَّقة قيد النَّظر.
2 - ما يُرْجَى خيرُه وفــضلــه "هو سيّدٌ منظور- رزق منظور".
3 - ما ترمقه الأبصارُ رغبةً فيه "سيّارة منظورة- متاعٌ منظور" ° رَجُل منظور إليه: مهتمٌّ به- منظورٌ في أمره: محلّ اعتبار واهتمام.
4 - محسود، مصابٌ بالعين "طفلٌ منظور". 

ناظِر1 [مفرد]: ج ناظرون ونَظَّارة، مؤ ناظِرة، ج مؤ
 ناظِرات ونَواظِرُ: اسم فاعل من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ ° إنَّ غدًا لناظره لقريب: ليس الغد بعيدًا، نصح المتعجِّل بالصَّبر والانتظار. 

ناظِر2 [مفرد]: ج نَواظِرُ:
1 - عين "في ناظرها حَوَرٌ- ما أجمل ناظرَيْها".
2 - مُرْسَل إلى جهة لتقصِّي أمرها واستخباره.
3 - سواد العين الذي فيه إنسانُها. 

ناظِر3 [مفرد]: ج نُظَّار: متولٍّ إدارة أموال وممتلكات أو أمرٍ إداريّ أو سياسيّ "ناظر المدرسة/ الضّيعة/ الوقف- ناظر المحطّة: المسئول عن محطة الحافلات أو القطارات". 

ناظِرة [مفرد]: ج ناظِرات ونَواظِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} - {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} ".
2 - عين "أصابت الصَّفعة ناظرتَه". 

نِظارة [مفرد]:
1 - فراسة وحِذْق "اتَّق نِظارة المؤمن فإنّه يرى بنور الله".
2 - مهنة النّاظر "أصبحت المرأةُ تُكلَّف بالنِّظارة". 

نظَر1 [مفرد]:
1 - مصدر نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ.
2 - تفكير ودراسة "مسألة فيها نظر- محلّ نظر- قيد النَّظر" ° أطال النَّظر في كذا/ أنعم النَّظر في كذا: تأمَّله، فكَّر فيه بدقِّه- أعاد النَّظر في الأمر: نظر فيه من جديد- أهل النَّظر والعلم: أهل الرأي- بالنَّظر إلى كذا/ بالنَّظر لكذا: مع ملاحظته وأخذه في الحُسْبان- بَعيدُ النَّظر/ دقيق النَّظر/ ثاقب النَّظر: حاذق وذو فراسة، حسن التقدير للأمور في مستقبلها- بَعيدُ مرمى النَّظر: عميق التفكير- بغَضِّ النَّظر عن كذا: بصرف النَّظر عنه، وتركه جانبًا- حادّ النَّظر: ذكيّ.
3 - سُلْطة؛ سيادة "أحيلت القضيّة إلى المحكمة ذات النَّظر".
4 - رأي "نظر سديد- وجهة نظر- في نظر القانون".
• علم النَّظر: (سف) علم الكلام؛ علم أصول الدين الذي يرمي إلى إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشُّبه. 

نظَر2 [مفرد]: ج أنْظار: بصَر، رؤية "بهجة الأنظار: لذَّة، راحة- توارى/ استتر عن الأنظار- طول/ بُعْدُ النَّظَر" ° غضَّ النَّظر عنه/ صرف النَّظر عنه: لم يؤاخذه، تغافل عنه، تركه- قِبْلَة الأنظار/ محطّ الأنظار: موضع الاهتمام والإعجاب- قَصِير النَّظر: ليس حاذقًا، لا يفكِّر في عواقب الأمور، محدود التفكير- لفَت نظرَه: أثار انتباهه، جذبه- وقَع نظره على كذا: أبصر، رأى. 

نَظْر [مفرد]: مصدر نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ. 

نَظْرة [مفرد]: ج نَظَرات ونَظْرات: اسم مرَّة من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: لمحة "تعرّف عليه بنظْرةٍ واحدة- نَظَرات وداع- نظرة خاطفة/ إجماليّة/ عامّة/ سطحيّة/ شكّ/ عاجلة- {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} " ° أصابته نظْرة: حُسِد- نظره بعين النَّظرة: بعين الرَّحمة. 

نَظِرة [مفرد]: ج نَظِرات: انتظار، تمهُّل وتأنٍّ وتأخير " {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ". 

نَظَريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نَظَر: متعلِّق بالإبصار "مشاهدة نظريَّة".
2 - ما كانت وسائلُ دراسته وبحثه والتفكير فيه هي الفكر والتَّخيُّل، عكسه عمليّ "بحوث نظريَّة- إنّنا نعالج موضوعًا نظريًّا غير مشخَّص" ° العلوم النظريَّة: هي التي قلَّ أن تعتمد على التَّجارب العمليَّة ووسائلها.
3 - معتمد على التعلّم من الكتب.
4 - من يتمسك بنظريةٍ ما.
• علم نظريّ: علم يُعنى بوضع النظريّات الجديدة على أساس المعرفة القائمة دون تجريب، ويقابله العلم التجريبيّ. 

نظَرِيَّة [مفرد]: ج نظريّات:
1 - قضيَّة تُثْبَت صحَّتُها بحجَّةٍ ودليل أو برهان "نظريّة محاكاة الحيوان".
2 - بعض الفروض أو المفاهيم المبنيّة على الحقائق والملاحظات تحاول توضيح ظاهرة مُعيَّنة "نظرية الذّرّة".
3 - (سف) مجموعة المسلَّمات التي تُفسِّر الفروضَ العلميّة أو الفنيَّة "نظريّة ابن خلدون في الاجتماع".
• نظريَّة المَعرِفة: (سف) البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشّخص والموضوع، أو بين العارف والمعروف، وفي وسائل المعرفة الفطريّة أو المكتسبة. 

نَظّار [مفرد]: صيغة مبالغة من نظَرَ/ نظَرَ إلى/ نظَرَ بـ/ نظَرَ في/ نظَرَ لـ: حادّ البصر. 

نظَّاراتيّ [مفرد]: صانع النّظَّارات والعدسات أو بائعُها. 

نظّارة1 [مفرد]: ج نظَّارات: عدستان زجاجيّتان مثبتّتان في إطارٍ مناسب أمام العينين لتصحيح عيوب الإبصار أو لحماية العين من أشعّة الشّمس، أو من الأتربة، أو من الإشعاعات الضارّة "نظّارة طبيَّة/ شمسيَّة- جسم/ ذراع النّظارة" ° نظّارات الواقية: لها جوانب واقية من الرياح والغبار والوهج- نظّارة أنفيّة: نظارة تتثبت على قصبة الأنف. 

نظّارة2 [جمع]: مف ناظِر: مشاهدون، مَنْ ينظرون إلى الأشياء "امتلأ المسرحُ بالنظّارة". 

نظير1 [مفرد]: مقابل "سلّمه البضاعة نظير مبلغ من المال". 

نظير2 [مفرد]: ج نظراءُ، مؤ نظيرة، ج مؤ نظائرُ: مُناظِر وشبيه ومساوٍ ومثل في الأهميَّة أو الرُّتبة أو الدَّرجة "هذا الحاسوب الجديد نظير الحاسوب الذي حصلت عليه- استقبل وزيرُ الخارجيَّة نظيرَه" ° فلان مُنقطِعُ النَّظير: ليس له شبيه.
• مُراعاة النَّظير: (دب) جمع كلمات أو عبارات متناسبة بحيث يتقوَّى المعنى بمعاني الكلمات أو العبارات الأخرى أو الجمع بين الشيء وما يناسبه بغير تضادّ، كالسوق والبيع والدَّلاَّل.
• النَّظائر المُشِعَّة: (فز) ذرَّات لعنصر واحد، ذات نشاط إشعاعيّ يتساوى عددُها الذَّرّيّ ويختلف عددُها الكُتليّ. 

نظيرة [مفرد]: ج نظائرُ: طليعة الجيش "هُزِمت نظيرة الجيش". 

نواظِرُ [جمع]: مف ناظِرة: (شر) عروق في الرأس تتّصل بالعينين فيها ماء البصر. 

نظر

1 نَظَرَ إِلَيْهِ, (S, M, A, Msb, K,) and نَظَرَهُ, (M, A, Msb, K,) aor. ـُ (M, A, &c.,) and أَنْطُورٌ is substituted for أَنْظُرُ in the dial. of certain Arabs, (IDrd, TS, K,) or, accord. to Lb, in the Bughyetel-Ámál, the و is here added only [by poetic license,] to make the sound of the dammeh full, agreeably with other instances; (TA;) and نَظِرَ إِلَيْهِ, and نَظِرَهُ, aor. ـَ (A, K,) the verb being like سَمِعَ accord. to the correct copies of the K, [and so in the A,] but in one copy of the K, like ضَرَبَ; (TA;) inf. n. نَظَرٌ, (S, M, A, Msb, K,) and نَظْرٌ is allowable, as a contraction of the former, (Lth,) and نَظَرَانٌ (S, K,) and مَنْظَرٌ (M, A, K) and مَنْظَرَةٌ and تَنْظارٌ, (M, K,) [which last is an intensive form; He looked at, or towards, in order to see, him, or it;] he considered, or viewed, him or it with his eye; (S, A, K;) with the sight of the eye; (Msb;) [i. e. looked at him or it;] as also ↓ تنظّرهُ: (K:) and ↓ انتظرهُ signifies the same as تنظّرهُ and نَظَرَهُ [but app. in another sense, to be mentioned below, and not in the sense explained above, though the latter is implied in the TA; and the same may be meant when it is said that ↓ تنظّر is syn. with نَظَرَ, if this assertion, which I find in the M, have been copied without consideration, and be not confirmed by an example]: (TA:) or نَظَرَ إِلَيْهِ signifies he extended, or stretched, or raised, [or directed,] his sight towards him or it, whether he saw him or did not see him. (TA.) The usage of النَّظَرٌ as relating to the sight is most common with the vulgar, but not with persons of distinction, who use it more in another sense, to be explained below. (TA.) You say, نَظَرَ إِلَيْهِ نَظْرَةً حُلْوَةً [He looked at him, or towards him, with one sweet look.] (A.) And نَظَرَ فِى المِنْظَارِ [He looked in the mirror]. (A.) And نَظَرَ فِى الكِتَابِ [He looked into, or inspected, the writing or book], (A, Msb,) which is for نَظَرَ المَكْتُوبَ فِى الكِتَابِ [he looked at what was written in the writing or book], or has a different meaning to be explained below. (Msb.) And هُوَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ [lit., He looks around him; meaning,] he looks much. (A.) [See also نَظَرٌ below.] b2: نَظَرَتِ الأَرْضُ, (Sgh, K,) and نَظَرَتِ الأَرْضُ بِعَيْنٍ, and بِعَيْنَيْنِ, (A,) (tropical:) The earth, or land, showed (A, Sgh, K) to the eye (Sgh, K) its plants or herbage. (A, Sgh, K.) b3: نَظَرَ إِلَيْهِ (tropical:) It looked towards, meaning faced, him or it. So in the Kur, [vii. 197,] وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (tropical:) Thou seest them look towards thee, i. e., face thee, but they see not; referring to idols, accord. to A'Obeyd. (TA.) And you say, دَارِى يَنْظُرُ إِلَى دَارِ فُلَانٍ (tropical:) My house faces the house of such a one. (S.) And نَظَرَ إِلَيْكَ الجَبَلُ (tropical:) The mountain faced thee:(A:) as in the following ex.: إِذَا أَخَذْتَ فِى طَرِيقِ كَذَا فَنَظَرَ إِلَيْكَ الجَبَلُ فَخُذْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْيَسَارِهِ (tropical:) [When thou takest such a road, and the mountain faces thee, then take thou the way by the right of it or the left of it.] (S.) b4: [Hence, perhaps,] نَظَرَ الدَّهْرُ إِلَى بَنِى فُلَانٍ فَأَهْلَكَهُمْ [app. meaning, (assumed tropical:) Fortune opposed the sons of such a one and destroyed them]: (S [immediately following there the ex. which immediately precedes it here:]) or نَظَرَ إِلَيْهِمُ الدَّهْرُ signifies (tropical:) Fortune destroyed them: (M, A:) but (says ISd) I am not certain of this. (M.) b5: النَّظَرُ also signifies (assumed tropical:) The turning the mind in various directions in order to perceive a thing [mentally], and the seeing a thing: and sometimes it means (assumed tropical:) the considering and investigating: [and as a subst., speculation, or intellectual examination:] and sometimes, (assumed tropical:) the knowledge that results from [speculation or] investigation. (El-Basáïr.) It is mostly used as relating to the intellect by persons of distinction; and as relating to the sight, most commonly by the vulgar. (TA.) [It is said that] when you say نَظَرْتُ إِلَيْهِ, it means only [I looked at, or towards, him or it] with the eye: but when you say نَظَرْتُ فِى الأَمْرِ, it may mean [(assumed tropical:) I looked into, inspected, examined, or investigated, the thing or affair] by thought and consideration, intellectually, or with the mind: (TA:) [this remark, however, is not altogether correct, as may be seen from what follows: the truth seems to be, that نَظَرَهُ and نَظَرَإِلَيْهِ may be used in the latter of these two senses, though نَظَرَ فِيهِ is most common in this sense.] It is said in the Kur, [x. 101,] قُلِ انْظُرُوا مَا ذَا فِى السَّمٰوَاتِ (assumed tropical:) Say, Consider ye what is in the heavens. (TA.) And you say, نَظَرَ إِلَيْهِ He saw it, and (assumed tropical:) thought upon it, and endeavoured to understand it, or to know its result. (TA.) [And He looked to it, or at it, or examined it, intellectually; regarded it; had a view to it.] And نَظَرَ فِيهِ (assumed tropical:) He considered it: (TA:) or thought upon it; namely a writing or book; or when such is the object it may have another meaning, explained before; and an affair: and with this is held to accord the saying وَفِيهِ نَظَرٌ, q. v. infrà, voce نَظَرٌ: (Msb:) and (tropical:) he though upon it, measuring it, or comparing it. (M, K, TK. In the M and K, only the inf. n., نَظَرَ فِى أَمْوَالِ الأَيْتَامِ, of the verb in this sense is mentioned.) And فَنَطَرَ نَظْرَةً فِى النُّجُومِ (assumed tropical:) He considered, or examined, [or estimated,] the possessions of the orphans, in order to know them. (Msb.) And similar to this is the phrase [in the Kur, xxxvii. 86,] النَّظَرُ, meaning, (assumed tropical:) and he examined the science of the stars: (Msb:) [or he took a mental view of the stars, as if to divine from them.] الاِعْتِبَارُ when used unrestrictedly by those who treat of scholastic theology means الاِعْتِبَارُ [(assumed tropical:) The thinking upon a thing, and endeavouring to understand it, or to know its result; or judging of what is hidden from what is apparent; or reasoning from analogy]. (MF.) b6: نَظَرَ بَيْنَهُمْ, inf. n. نَظَرٌ, [app. for نَظَرَ فِى مَا بَيْنَهُمْ,] (assumed tropical:) He judged between them. (K.) b7: نَظَرَتْ, (TA,) inf. n. نَظَرٌ, (assumed tropical:) She practised divination; (K, * TA;) which is a kind of examination with insight and skill. (TA, from a trad.) b8: أُنْظُرْ لِى فُلَانًا (tropical:) [look thou out for such a one for me;] seek thou for me such a one. (A, TA.) b9: أُنْظُرْنِى (assumed tropical:) Listen thou to me. (M, K, TA [in the CK, erroneously, أُنْطِرْنِى.]) The verb [says ISd] has this meaning in the Kur, ii. 98. (M.) b10: أَنَا أَنْظُرُ إِلَى اللّٰهِ ثُمَّ إِلَيْكَ [lit., I look to God, then to thee; meaning,] (tropical:) I look for the bounty of God, then for thy bounty. (A.) b11: نَظَرَ اللّٰهُ إِلَيْهِ (tropical:) God chose him, and compassionated him, pitied him, or regarded him with mercy; because looking at another is indicative of love, and not doing so is indicative of hatred: (IAth:) or (assumed tropical:) God bestowed benefits upon him; poured blessings, or favours, upon him: (El-Basáïr:) and نَظَرَ لَهُمْ (tropical:) he compassionated them, and aided them; (Sgh, K;) and simply, he aided them: (K, * TA:) and نَظَرَ لَهُ (assumed tropical:) he accomplished his want, or that which he (another) wanted. (Msb.) A2: نَظَرَهُ is also syn. with ↓ إِتْنَظَرَهُ, q. v. b2: Also syn. with أَنْظَرَهُ, q. v. b3: Also نَظَرَهُ, (K, TA,) inf. n. نَظْرٌ; (TA;) or ↓ نَظَّرَهُ; (so in a copy of the M, and in the CK; but from the mention of the inf. n. in the TA, the former seems to be the right reading;) He sold it (a thing, M) with postponement of the payment; he sold it upon credit. (M, * K, * TA.) See also 4. b4: [In these last three acceptations, accord. to the A, the verb is used properly, not tropically.]

A3: نُظِرَ He was, or became, affected by what is termed a نَظْرَة; (K, TA;) i. e., a stroke of an [evil] eye; (TA;) [or of an evil eye cast by a jinnee;] or a touch, or slight taint of insanity, from the jinn; (K;) or a swoon. (K, TA.) 2 نَظَّرَ see 1, last signification but one. b2: نظّر فِيهِ [He said of it فِيهِ نَظَرٌ, q. v.]. (TA passim.) 3 نَاظَرَهُ فِى أَمْرٍ, inf. n. مُنَاظَرَةٌ, (T, S, *) (tropical:) He considered, or examined, or investigated, with him a thing or an affair, to see how they should do it: (T, TA:) he investigated, or examined, with him a thing, and emulated him, or vied with him, in doing so, each of them adducing his opinion: (TA:) [he held a discussion with him respecting a thing:] or نَاظَرَهُ is syn. with جَادَلَهُ: (Msb:) or مناظرة signifies the examining mentally, or investigating, by two parties, the relation between two things, in order to evince the truth; (KT; and Kull, p. 342;) and sometimes with one's self; but مجادلة signifies the disputing respecting a question of science for the purpose of convincing the opponent, whether what he says be wrong in itself or not. (Kull.) b2: Also ناظرهُ [(tropical:) He, or it, looked towards, or faced, him, or it; was opposite, or corresponded, to him or it. (See نَظِيرٌ.)] b3: (tropical:) He was, or became, like him: (A, K:) or like him in discourse or dialogue. (TA.) b4: جَيْشٌ يُنَاظِرُ أَلْفًا (tropical:) An army that is nearly equal to a thousand. (A.) b5: نَاظَرَ فُلَانًا بِفُلَانٍ (tropical:) He made, or called, such a one like such a one. (K.) Hence the saying of Ez-Zuhree, (K,) Mohammad Ibn-Shiháb, (TA,) لَا تُنَاظِرْ بِكِتَابِ اللّٰهِ وَلَا بِكَلَامِ رَسُولِ اللّٰهِ, i. e., Thou shalt not call anything like the book of God, nor like the words of the apostle of God: (A'Obeyd, T, K:) or thou shalt not compare anything, nor call anything like, to the book of God, &c.: (A,) or thou shalt not apply [aught of] the book of God, nor the words of the apostle of God, as a proverb to a thing that happens: (A'Obeyd, T, K; in which last, we read لِشَىْءٍ لِغَرَضٍ, in the place of the right reading, لِشَىْءٍ يَعْرِضُ: TA:) for, as Ibráheem En-Nakha'ee says, they used to dislike the mentioning a verse of the Kur-án on the occasion of anything happening, of worldly events; (T;) as a person's saying to one who has come at a time desired by the former, (TA,) or to one named Moosà, who has come at a time desired, (K,) جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى [Thou hast come at a time appointed, O Moosà: (Kur, xx. 42:)] (T, K:) and the like: (T:) but the first explanation is the most probable (TA, as from Az; but I do not find it in the T) 4 أُنْظِرَ بِهِ (tropical:) [He, or it, was made like]. Yousay, مَا كَانَ هٰذَا نَظِيرًا لِهٰذَا وَلَقَدْ أُنْظِرَ بِهِ (tropical:) [This was not like this, but has been made like]. (T, K:) like as you say, مَا كَانَ خَظِيرًا لَهُ وَلَقَدْ

أُخْطِرَ بِهِ. (T.) A2: انظرهُ He postponed him; delayed him: (M, A, Msb, K:) he granted him a delay or respite; let him alone, or left him, for a while: (T, TA:) as, for instance, a debtor, (T, Msb, TA,) and a man in difficult circumstances: (TA:) and ↓ نَظَرَهُ signifies the same. (Msb.) You say, بِعْتُهُ شَيْئًا فَأَنْظَرْتُهُ I sold to him a thing, and granted him a delay. (T.) And a person speaking says to him who hurries him, أَنْظِرْنى أَبْتَلِعْ رِيقِى Grant me time to swallow my spittle. (T.) And it is said in the Kur, [xv. 36 and xxxviii. 80,] فَأَنْظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ Then delay me until the day when they shall be raised from the dead. (TA.) See also 8. b2: He sold to him a thing with postponement of the payment; he sold to him a thing upon credit. (M.) See also 1 last signification but one.5 تَنَظَّرَ see 1, first signification.

A2: See also 8.6 تناظرا (tropical:) They faced each other. (K.) You say, تناظرت الدَّارَانِ (tropical:) The two houses faced each other. (M.) And دُورُنَا تَنَاظَرُ, (S,) or تَتَنَاظَرُ, [which is the original form,] (A,) (tropical:) Our houses faced one another. (S, A.) b2: See also تَرَاوَضَا.8 انتظره: see 1, first sentence.

A2: He looked for him; expected him; awaited him; waited for him; watched for his presence; syn. اِرْتَقَبَ حُضُورَهُ; (TA;) and تَأَنَّى عَلَيْهِ; (M, K;) and ↓ نَظَرَهُ (aor. ـُ T &c., inf. n. نَظَرٌ S, K) signifies the same; (T, M, A, Msb, K;) and so ↓ تنظرّهُ, (M, A, K,) and ↓ أَنْظَرَهُ; (Zj, TA;) [but respecting the last two, see what is said below:] but when you say انتظر without any objective complement, the meaning is, [he waited; or] he paused, and acted or behaved with deliberation, or in a patient, or leisurely, manner. (Lth, T.) It is said in the Kur, [lvii. 13,] اُنْظُرُونَا نَقْتبِسْ مِنْ نُورِكُمْ Wait for us (اِنْتَظِرُونَا) that me may take of your light: and accord. to Zj, أَنْظِرُونَا [which is another reading] is said to mean the same: or the latter means delay us: accord. to Fr, however, the Arabs say أَنْظِرْنِى meaning Wait thou for me (اِنْتَظِرْنِى) a little, (T.) ↓ التَّنَظُّرُ also signifies The expecting, or waiting for a thing: (TA:) or the expecting, or waiting for, a thing expected: (M, K, TA:) or ↓ تنظّرهُ signifies he expected, or waited for, (انتظر,) him, or it, leisurely, and so ↓ استنظرهُ. (S.) You say also, انتظر بِهِ خَيْرًا أَوْ شَرَّا (M, A, K, in art. ربص, in the last of which is added يَحُلٌّ بِهِ) [He looked for expected, awaited, or waited for, something good or evil to befall him, or betide him]10 استنظرهُ: see 8, last signification but one b2: He asked of him, or desired of him, a postponement, or delay. (M, A, K.) نِظْرٌ: see نَظِيرٌ.

A2: A man says to another, بَيْعٌ, [or perhaps بِيعٌ, like the word used in reply to it. here following and like خِطْبٌ and نِكْحٌ meaning, I sell and the other says, نِظْرٌ, meaning, Grant me a delay (أَنْظِرْنِى) that I may buy (أَشْتَرِى) of thee. (M, TA.) نَظَرٌ: see 1. [Used as a subst., as well as when used as an inf. n.,] it has no pl. (Sb, in TA, voce فِكْرٌ.) b2: ضَرَبْنَاهُمْ بِنَظَر, and مِنْ نَظَرِ, (tropical:) We saw them. (A, TA.) b3: بَيْنَنَا نَظَرٌ (tropical:) Between as is the extent of a look in expect of ?? (A, TA.) b4: حَىٌّ نَظَرٌ, (K, * TA,) and حَىٌّ جِلَالٌ وَنَظَرٌ, (S,) and حَىٌّ حِلَالٌ وَرِيَآءٌ وَنَظَرٌ, (A,) (tropical:) A tribe went together, (S, A, K, *) of which the several portions see one another. (S, A.) b5: وَفِيهِ نَظَرٌ (assumed tropical:) But it requires consideration, by reason of its want of clearness, or perspicuity: (Msb:) [a phrase used to imply doubt, and also to insinuate politely that the words to which it relates are false, or wrong:] like فِيهِ تَأَمُّلٌ. (MF, art. صفح.) b6: هُوَ بِخَيْرِ النَّظَريْنِ, said in a trad., of one who has purchased a ewe or she-goat that has been kept from being milked for some days; meaning, (assumed tropical:) He has the option of adopting the better of the two things; he may either retain it or return it. (TA.) نَظْرَةٌ A look: a quick look or glance: (T:) pl. نَظَرَاتٌ. (A.) Hence the trad., لَا تُتْبِعِ النَّطْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُوْلَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ [Thou shalt not make a look to follow a look; for the former is thine or right, lad the latter is not thine: i. e., when thou hast once looked at anything forbidden, unintentionally, thou shalt not look at it a second time]. (T, TA.) And the saying of a certain wise man, مَنْ لَمْ تَعْمَلْ نَظْرَتُهُ لَمْ يَعْمَلْ لِسَانُهُ [He whose look does not produce an effect, his tongue does not produce an effect]; (T;) meaning, that he who is not restrained from a fault or offence by being looked at is not restrained by speech. (TA.) b2: A stroke of an [evil] eye: (TA:) a stroke of an [evil] eye by which one is affected from the jinn's looking at him; (T, S; *) as also سَفْعَةٌ: (T;) or a touch, or a slight taint or infection of insanity. (طَائِفٌ,) from the jinn: or a swoon. (M, K.) b3: An alteration of the body or complexion by emaciation or hunger or travel &c. (S, M, K.) b4: Foulness; ugliness: (AA, TA:) evilness; or badness, of form or appearance; a fault: a defect; an imperfection. (M, K.) b5: (assumed tropical:) Reverence, veneration, awe, or fear, (I Aar, T, K,) b6: (tropical:) Compassion, pity, merry. (I Aar, T, K,) نَظِرَةٌ A postponement; a delay. (T, S, M, Msb, K.) It is said in the Kur. [ii. 280.]

فَنَظرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [Then let there be a postponement, or delay, until he shall be in an easy state of circumstances]; (T, M, Msb) a. c., فَإِنْظَارٌ, (T,) or فَتَأْخِيرٌ: (Msb) and accord. to another reading, ↓ فَنَاظِرَةٌ, like كَاذِبَةٌ, in the Kur, lvi. 2. (M.) You say also, بَاعَ مِنْهُ الشَّىْءَ بِنَظِرَةٍ He sold to him the thing with postponement of the payment, he sold to him the thing upon credit. (M.) and اِشْتَرَيْتُهُ مِنْهُ بِنَظِرَةٍ, and بِإِنْظَارٍ, I bought a of him with postponement of the payment; I bought a of him upon credit. (T.) نَظَرِىٌّ (assumed tropical:) [Speculative knowledge or science; such as is acquired by study;] that of which the origination rests upon speculation. and acquisition by study; as the conception of the intellect or mind, and the assent of the mind or the position, that the world has had a ??? (K, T.) [It is opposed to بَدِيهِىٌ and to صرورِىٌّ.]

سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ, and vars. thereof, see in art. سمع.

نَظَارِ, like قَطَامِ, (S, K,) an imp. n., (T.) meaning, Wait thou: syn إِنْتَظِرْ. (T, S, K.) نَظُورٌ and ↓ نَظُورَةٌ and ↓ نَاظُورَةٌ and ↓ نُظِيرَةٌ A chief person, whether male or female, to whom one looks. (M, K.) You say, ↓ فُلَانٌ نَظِيرَةٌ قَوْمِهِ, and قَوْمِهِ ↓ نَظُورَةُ, Such a one is the person to whom his people look, (Fr, T, S,) and whom they imitate, or to whose example they conform. (Fr, T.) All these words are also used in a pl. sense: (M, K:) or [so in some copies of the K; but in others, and,] نظيرة and نظورة have نَظَائِرُ for their pl., (S, K,) sometimes. (K.) b2: Also, نَظُورٌ A man who neglects not to look at, (M, L, K,) or to consider, (A,) that which, (M, A, L,) or him who, (K,) disquiets him, or renders him solicitous. (M, A, L, K.) نَظِيرٌ (tropical:) Looking to, or facing, another person or thing; opposite or corresponding to another person or thing; as also ↓ مُنَاظِرٌ; syn. مُقَابِلٌ. (A.) [Hence, نَظِيرُ السَّمْتِ, and النَّظِيرُ, (tropical:) The nadir; the point opposite to the zenith.] نَظِيرُكَ signifies أَلَّذِى يُنَاظِرُكَ, (M,) or الذى تُنَاظِرُهُ وَيُنَاظِرُكَ, (T,) [which I suppose to mean (tropical:) He who looks towards, or faces, thee; who is opposite, or corresponds, to thee; or he towards whom thou lookest, &c., and who looks towards thee, &c.: though susceptible of other interpretations: see 3.] b2: (tropical:) Like; a like; a similar person or thing: (AO, T, S, M, A, K;) equal; an equal: (Msb:) applied to anything: (TA:) as also ↓ نِظْرٌ; (AO, S, K;) like نَدِيدٌ and نِدٌّ; (AO, S;) and ↓ مُنَاظِرٌ: (K:) fem. نَظِيرَةٌ: (T, M, A:) pl. masc., نُظَرَآءُ: (M, A, Msb, K:) and pl. fem. نَظَائِرُ, (T, A,) applied to words and to all things. (T.) You say, فُلَانٌ نَظِيرُكَ (tropical:) Such a one is thy like. (T.) And هٰذَا نَظِيرٌ لِهٰذَا, (T,) or نَظِيرُ هٰذَا, (Msb,) (tropical:) This is the like of this, (T,) or the equal of this. (Msb.) And عَدَدْتُ إِبِلَ فُلَانٍ نَظَائِرَ (tropical:) I counted, or numbered, the camels of such a one in pairs, or two by two; (As, T, K; *) if by looking at their aggregate, you say, عَدَدْتُهَا جَمَارًا. (As, T.) نَظُورَةٌ: see نَظُورٌ, in two places. b2: See also نَظِيرَةٌ.

نَظِيرَةٌ: see نَظُورٌ, in two places. b2: Also, A scout, or scouts; (T, Sgh, K;) and so ↓ نَظُورَةٌ: (Sgh, K:) pl. of both, نَظَائِرُ. (TA.) b3: Fem. of نَظِيرٌ, q. v. (T, &c.). [And hence,] النَّظَائِرُ [the pl.] The more excellent of men: (K, * TA:) because they resemble one another in dispositions and actions and sayings. (TA.) نَظَّارٌ (tropical:) A horse (A, K) that raises his eye by reason of his sharpness of spirit: (A:) or sharpspirited, and raising his eye. (T, K.) نَظَّارَةٌ A people looking at a thing; (S, K;) as also ↓ مَنْظَرَةٌ. (K.) b2: See also مِنْظَارٌ.

نَاظِرٌ act. part. n. of نَظَرَ; Looking; &c.: pl. نُظَّارٌ. (Msb.) b2: النَّاظِرُ [The pupil, or apple, of the eye, the smallest black of the eye, (S, Msb,) in which is [seen] what is termed إِنْسَانُ العَيْنِ, (S,) [and] with which the man sees; (Msb;) the black spot in the eye; (M, K;) the clear black spot that is in the middle of the [main] black of the eye, with which the looker sees what he sees: or that part of the eye which resembles a mirror, in which, when one faces it, he sees his person: (TA:) or a duct (عِرْق) in the nose, wherein is the water of sight: (M, K:) [app. a loose description of the optic nerve:] or the sight itself: (M, K:) or the eye: (K:) or the eye is called ↓ النَّاظِرَةُ; (S, A; *) the pl. of which is نَوَاظِرُ. (A.) b3: شَدِيدُ النَّاظِرِ, (so in a copy of the M and of the A and in some copies of the K,) or سَدِيدُ النَّاظِرِ, (so in some copies of the K and in the TA,) A man clear of suspicion, who looks with a full gaze: (M, K:) or clear of that with which he is upbraided. (A.) b4: النَّاظِرَانِ Two veins at the two edges of the nose, commencing from the inner angles of the eyes, towards the face. (Zj, in his Khalk el-Insán.) b5: Also, نَاظِرٌ (assumed tropical:) A guardian; a keeper; a watcher: (S, Msb:) and, as also ↓ نَاظُورٌ, i. q. نَاطُورٌ, (K, TA,) [which last is] a word of the Nabathean dialect. (TA.) b6: [The dim. is نُوَيْظِرٌ.] You say, عُيَيْنَتِى نُوَيْظِرَةٌ إِلَى اللّٰهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ (tropical:) My eye (lit. my little eye) is looking to God for His bounty, then to you for your bounty. (A.) A2: In the Kur, [lxxv. 23,] the words إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ have been explained as signifying Waiting for (مُنْتَظِرَةٌ) their Lord: but this is a mistake; for the Arabs do not say نَطَرْتُ إِلَى الشَّىْءِ in the sense of إِنْتَظَرْتُهُ, but they say نَظَرْتُ فُلَانًا in that sense. (T.) نَاظِرَةٌ: see نَاظِرٌ.

A2: See also نَظِرَةٌ.

نَاظُورٌ: see نَاظِرٌ.

نَاظُورَةٌ: see نَظُورٌ.

أَنْظُورُ for أَنْظُرُ: see 1.

مَنْظَرٌ [A place in which a thing is looked at]: a place, or state, in which one likes to be looked at. (T, A, TA.) You say, فُلَانٌ فِى مَنْظَرٍ وَمَسْمَعٍ

وَفِى رِىٍّ ومَشْبَعٍ (tropical:) Such a one is in a state in which he likes to be looked at and listened to [and in a state in which he is satisfied with drink and food]. (T, A, TA.) And لَقَدْ كُنْتَ عَنْ هٰذَا المَقَامِ بِمَنْظَرٍ (tropical:) Thou wast in a state [in] which thou likedst [to be looked at], away from this place of abode. (T, TA.) b2: The aspect, or outward appearance, of a thing; opposite of مَخْبَرٌ: (S, art. خبر:) [when used absolutely, a pleasing, or goodly, aspect; or beauty of aspect; as also ↓ مَنْظَرَةٌ: this is implied by the usage of مَنْظَرَانِىٌّ, q. v., and is well known:] or what one looks at and is pleased by or displeased by; as also ↓ مَنْظَرَةٌ: (M, K:) or the former, a thing that pleases and rejoices the beholder when he looks at it: (T:) and the ↓ latter, the aspect (مَنْظَر) of a man when one looks at it and is pleased by it or displeased by it. (T, TA. *) You say, لَهُ مَنْظَرٌ حَسَنٌ [He has a goodly aspect]. (A.) And اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَنْظَرِ, and ↓ المَنْظَرَةِ, [A woman goodly of aspect.] (S.) And مَنْظَرُهُ خَيْرٌ مِنْ مَخْبَرِهِ [His aspect is better than his internal state]. (S.) And إِنَّهُ لَذُو مَنْظَرٍ بِلَا مَخْبَرٍ, (T,) and بَلَا مَخْبَرَةٍ ↓ ذُو مَنْظَرَةٍ, (A,) [Verily he has a pleasing aspect without a pleasing internal state.]

مَنْظَرَةٌ A high place on which a person is stationed to watch; (S;) a place on the top of a mountain, where a person observes and watches the enemy: (T:) and مَنَاظِرُ [the pl.] eminences; or elevated parts of the earth; or high grounds: (M, K:) because one looks from them. (M.) b2: Its application to A certain separate place of a house, [generally an apartment on the groundfloor overlooking the court, and also a turret, or rather a belvedere, and any building, or apartment, commanding a view,] is vulgar. (TA.) b3: See also نَظَّارَةٌ. b4: And see مَنْظَرٌ, in five places.

مَنْظَرِىٌّ: see what next follows.

مَنْظَرَانِىٌّ (S, M, A, K) and ↓ مَنْظَرِىٌّ, (M, K,) the latter contr. to analogy, (M,) A man (M,) of goodly aspect. (M, K.) You say, رَجُلٌ مَنْظَرَانِىٌّ مَخْبَرَانِىٌّ [A man of goodly aspect and of pleasing internal, or intrinsic, qualities]; (S, A;) i. e., ذُو مَنْظَرٍ and ذُو مَخْبَرٍ. (TA, art. خبر.) مِنْظَارٌ A mirror (A, K) in which the face is seen. (TA.) b2: Also, A telescope; a thing in which what is distant is seen [as though it were] near: vulgarly, ↓ نَظَّارَةٌ. (TA.) مَنْظُورٌ A man looked at with an evil eye: (A, TA;) affected by what is termed a نَظْرَة; (T, TA;) i. e., a stroke of an [evil] eye; [or of an evil eye cast by a jinnee; or a touch, or slight taint of insanity, from the jinn;] or a swoon. (TA.) b2: A person, (T,) or chief person, (A,) whose bounty is hoped for, (T, A,) and at whom eyes glance. (A.) b3: مَنْظُورَةٌ A woman in whom is a نَظْرَة, meaning, a fault, defect, or imperfection. (K, * TA.) مُنَاظِرٌ: see نَظِيرٌ.

نظف &c.
(نظر)
إِلَى الشَّيْء نظرا ونظرا أبصره وتأمله بِعَيْنِه وَفِيه تدبر وفكر يُقَال نظر فِي الْكتاب وَنظر فِي الْأَمر وَيُقَال فلَان ينظر ويعتاف يتكهن وَلفُلَان رثى لَهُ وأعانه وَيُقَال انْظُر لي فلَانا اطلبه لي وَبَين النَّاس حكم وَفصل بَينهم وَالشَّيْء أبصره وَيُقَال دَاري تنظر دَاره تقَابلهَا وَحفظه ورعاه وأخره وأمهله يُقَال نظر الدّين وَنظر البيع وَالْمَبِيع بَاعه بنظرة وَفُلَانًا بَاعَ مِنْهُ الشَّيْء بنظرة وَالشَّيْء انتظره يُقَال نظرت فلَانا حَتَّى الظّهْر وَمِنْه الْمثل (إِن غَدا لناظره قريب) أَي لمنتظره وتوقعه يُقَال إِنِّي أنظر فــضل الله
ن ظ ر : نَظَرْتُهُ أَنْظُرُهُ نَظَرًا وَنَظَرْتُ إلَيْهِ أَيْضًا أَبْصَرْتُهُ وَالْفَاعِلُ نَاظِرٌ وَالْجَمْعُ نَظَّارَةٌ وَمِنْهُ.

النَّاظُورُ لِلْحَارِسِ وَالنَّاظِرُ السَّوَادُ الْأَصْغَرُ مِنْ الْعَيْنِ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ الْإِنْسَانُ شَخْصَهُ.

وَنَظَرْتُ فِي الْأَمْرِ تَدَبَّرْتُ.

وَأَنْظَرْتُ الدَّيْنَ بِالْأَلِفِ أَخَّرْتُهُ وَالنَّظِرَةُ مِثْلُ كَلِمَةٍ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَفِي التَّنْزِيلِ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280] أَيْ فَتَأْخِيرٌ وَنَظَرْتُهُ الدَّيْنَ ثُلَاثِيًّا لُغَةٌ.

وَنَظَرْتُ الشَّيْءَ وَانْتَظَرْتُهُ بِمَعْنًى وَفِي التَّنْزِيلِ {مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [يس: 49] أَيْ مَا يَنْتَظِرُونَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَتَعَدَّى إلَى الْمُبْصَرَاتِ بِنَفْسِهِ وَيَتَعَدَّى إلَى الْمَعَانِي بِفِي فَقَوْلُهُمْ نَظَرْتُ فِي الْكِتَابِ هُوَ عَلَى حَذْفِ مَعْمُولٍ وَالتَّقْدِيرُ نَظَرْتُ الْمَكْتُوبَ فِي الْكِتَابِ.

وَالنَّظِيرُ الْمِثْلُ الْمُسَاوِي وَهَذَا نَظِيرُ هَذَا أَيْ مُسَاوِيهِ وَالْجَمْعُ نُظَرَاءُ وَالنَّظَارَةُ بِالْفَتْحِ كَلِمَةٌ يَسْتَعْمِلُهَا الْعَجَمُ بِمَعْنَى التَّنَزُّهِ فِي الرِّيَاضِ وَالْبَسَاتِينِ.

وَنَاظَرَهُ مُنَاظَرَةً بِمَعْنَى جَادَلَهُ مُجَادَلَةً. 

نظر


نَظَرَ(n. ac. مَنْظَر
مَنْظَرَة
نَظَرَاْن
تَنْظَاْر)
a. [acc.
or
Ila], Saw, looked at, regarded, viewed, watched
observed; considered, contemplated; listened to.
b. [La], Was solicitous about; helped.
c. [Bain], Judged between.
d.(n. ac. نَظْر) [Fī], Thought over, pondered; reflected about.
e. [Fī], Watched over; superintended; inspected
investigated.
f. Expected; looked for, awaited.
g. Granted respite to.
h. Sold on credit.
i. Tolerated, endured.
j. [Ila], Was opposite to, faced.
k. [pass.], Was smitten by the evil eye; swooned.
l.(n. ac. نَظْر), Practised divination.
نَظِرَ(n. ac. نَظَر)
a. see supra
(a)
نَظَّرَa. see I (h)b. [acc.]
see I (d)
نَاْظَرَ
a. [acc. & Fī], Discussed with.
b. [acc.
or
La], Resembled, was like, equal to.
c. [acc. & Bi], Compared with, likened to.
d. see I (j)
أَنْظَرَa. see III (c)b. [pass.] [Bi]
see III (b)c. Granted a time to.
d. Sold on credit.
e. see I (i)
تَنَظَّرَa. see I (b) (f), (i).
تَنَاْظَرَa. Looked at each other; faced each other.
b. Disputed.

إِنْتَظَرَa. see I (f)
إِسْتَنْظَرَa. see I (f)b. Asked for respite.

نَظْرَة
(pl.
نَظَرَات)
a. Look, glance.
b. Evil eye; stroke; swoon.
c. Fault, defect, imperfection, deformity; vice.
d. Respect, awe, veneration.
e. Benevolence; sympathy, good-will.
f. see 5t
نِظْرa. Similar, like.

نُظْرَةa. see 5t
نَظَر
(pl.
أَنْظَاْر)
a. see 1t (a)b. View, sight.
c. Deliberation; consultation.
d. Speculation.
e. Penetration, insight.
f. [ coll. ]
see 1t (e)
نَظَرِيّa. Speculative; metaphysical; dogmatical.
b. Contemplative.
c. Visible; evident.
d. Visual; optical.

نَظِرَةa. Delay; postponement.

مَنْظَر
(pl.
مَنَاْظِرُ)
a. View; outlook; perspective.
b. Sight, spectacle; scenery, landscape.
c. Look, aspect; face, physiognomy.
d. Sight.
e. Intelligence.
f. see 17t (a)
مَنْظَرَة
(pl.
مَنَاْظِرُ)
a. Outlook: watch-tower, eminence; observatory
belvedere.
b. see 28t (a)
مَنْظَرِيّa. Handsome, goodly.

نَاْظِر
(pl.
نُظَّاْر)
a. Looking &c.; looker, observer, spectator.
b. [art.], The pupil of the eye; the eye.
c. see 40 (a)d. Administrator; director; superintendent;
overseer.

نَاْظِرَة
(pl.
نَوَاْظِرُ)
a. fem. of
نَاْظِر
نِظَاْرa. Aspect; physiognomy.

نِظَاْرَةa. Administration; management; direction; supervision
superintendence.

نَظِيْر
(pl.
نُظَرَآءُ)
a. Like, similar; corresponding; opposite, facing.
b. [art.], The Nadir.
نَظِيْرَةa. see 40 (b)b. (pl.
نَظَاْئِرُ), Scouts; van-guard.
نَظُوْرa. see 40 (b)
نَظُوْرَةa. see 25t (b) & 40
(b).
نَظَّاْرa. Fiery (horse).
نَظَّاْرَةa. Spectators.
b. [ coll. ], Telescope; spy-glass
operaglass.
نَظَرَاْنa. Vision.

نَاْظُوْر
(pl.
نَوَاْظِيْرُ)
a. Watchman; keeper.
b. Chief, head.
c. [ coll. ]
see 28t (b)
نَاْظُوْرَةa. see 40 (b)
نَوَاْظِرُa. Veins or nerves of the eye.

مِنْظَاْرa. Mirror, looking-glass.
b. [ coll. ]
see 28t (b)
نَظَاْئِرُ
a. [art.], Persons of distinction, men of mark.
N. Ag.
نَاْظَرَa. see 25 (a)b. [ coll. ]
see 21 (d)
N. Ac.
نَاْظَرَ
(نِظْر)
a. Discussion, dispute; controversy.
b. see 23t
N. Ac.
إِنْتَظَرَإِسْتَنْظَرَa. Waiting; expectation.

نَظَارِ
a. Wait!

مَنْظُوْرَة
a. Ugly woman.
b. Misfortune.

مَنْظَرَانِيّ
a. see 17yi
أَلنَّاظِرانِ
a. The two lachrymal ducts.

نِظْرَِنَّة نُظْرُنَّة
a. Visionary.

نَظِيْرَ
a. Similarly.
b. As, like.

نَظَرًا إِلَى
a. Relatively to; in relation to; as to.

سَدِيْد النَّاظِر
a. Noble, highminded.

حَيّ نَظَر
a. Crowded hamlet.

تَحْت نَظَرَهِ
a. [ coll. ], Under his care.

برجد

[برجد] البرجد: كساء غليظ.
(ب ر ج د)

البُرْجُد: كسَاء مخطط ضخم.

بَرْجَد: لقب رجل.

برجد: أَبو عمرو: البُرْجُد كساء من صوف أَحمر؛ وقيل: البُرْجُد كساء

غليظ، وقيل: البُرْجُد كساء مخطط ضخم يصلح للخباء وغيره.

وبَرْجَدُ: لقب رجل.

والبَرْجَدُ: السَّبْيُ، وهو دخيل، والله أَعلم.

برجد: البُرجُد: كساءٌ مُخطَّط للأعراب، قال طرفة:

أمون كألواح الإران نسأتها ... على لاحب كأنه ظهر برجد 

جردب : جَردَبَ على الطعام: وضع يده عليه لئلا يتناوله غيره. 
برجد
: (البُرْجُدُ، بالضّمّ: كسَاءٌ) من صُوف أَحمر، قَالَه أَبو عَمرٍ و. وَقيل: هُوَ كساءٌ (غَلِيظٌ) ، وَقيل: كساءٌ مُخطَّط ضَخمٌ يَصلُحُ للخباءِ وَغَيره.
(و) بَرْجَدٌ، (بالفتْح: لَقبُ رَجلٍ مِنْهُم) ، عَن ابْن دُريد.
(وبَرُوجِرْد بضمّ الرّاءِ وَكسر الْجِيم: د. م. قُرْبَ هَمَذَانَ) ، على ثمانيةَ عَشرَ فَرْسخاً مِنْهَا، وَبَينهَا وَبَين الكَرَج عَشرَةُ فَراسِخَ، وَهِي مدينةٌ حَصِينَةٌ كَثيرةُ الخيراتِ يَنبُتُ بهَا الزَّعفرانُ، يُنسَبُ إِليها أَبو الْفــضل محمّد بن هِبَةِ اللَّهِ بن العَلاءِ بن عبد الغفّار الحافظُ البَرُوجِرْديّ، صَحِبَ أَبا الفــضلِ محمّد بن طاهرٍ المَقدِسيّ، وأَبا محمّد الدّونيَّ، وَيحيى بن عبد الوهّاب بن مَنده، كتب عَنهُ أَبو سعد.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
البَرْجَدُ: السَّبْيُ، وَهُوَ دَخيل. قلتْ: وأَصلُه بَرْدَجٌ فقُلبَ.
وبُرْجُدٌ، كهُدهُدٍ: طَرِيقٌ بَين اليَمامةِ والبَحْرَينِ، وإِيّاه أَرادَ قيسُ بن الخَطيم الأَنصاريّ أَو غَيره:
فذُقْ غِبَّ مَا قَدّمْتَ إِنّي أَنَا الَّذي
صَبَحْتُكُمُ كأْسَ الحِمَامِ ببُرْجُدِ
كَذَا فِي (المعجم) .
وبِرجنده، بِالْكَسْرِ: مدينةٌ بتُركستانَ، نُسب إِليها جماعَة من أَهل الْعلم.
وبَرْوَنْجِردُ، بِفَتْح فَسكون وَفتح الْوَاو وَسُكُون النُّون: قريةٌ كبيرةٌ عِنْد الرّمل، خَربت الْآن، مِنْهَا أَبو عبدِ الله أَحمدُ بن محمّد بن الفَــضل السَّرخسيّ.

الضلة

(الــضلــة) الْحيرَة

(الــضلــة) الحذاقة والدراية بِالدّلَالَةِ فِي السّفر وَنَحْوه يُقَال (دَلِيل ذُو ضلــة)

(الــضلــة) يُقَال ذهب دَمه ضلــة هدرا بِلَا ثأر وَهُوَ ابْنه لــضلــة لغية بِمَعْنى لغير رشدة وَهُوَ تبع ضلــة داهية لَا خير فِيهِ

موازنات

موازنات
أقصد بعقد هذه الموازنات أن نتبين الدقة القرآنية في تصوير المعنى تصويرا ينقل إلى النفس الفكرة نقلا أمينا، ولكنى لا أريد أن أعقد كل ما يمكن من الموازنات، فذلك ما لم يتيسر لى القيام به إلى اليوم، فــضلــا عن أنه فوق طاقتى، وكل ما أريده الآن هو عرض ما أمكننى من هذه الموازنات، راجيا أن أوفق إلى الإكثار منها، بقدر ما أستطيعه في قابل الطبعات إن شاء الله.
1 - قال تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (يس 39).
وقال ابن المعتز:
ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا ... مثل القلامة قد قدّت من الظفر
وقال أيضا:
انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر
وقال أيضا:
انظر إلى حسن هلال بدا ... يهتك من أنواره الحندسا
كمنجل قد صيغ من فضة ... يحصد من زهر الدجى نرجسا
وقال السرىّ الرفاء:
وكأن الهلال نون لجين ... غرّقت في صحيفة زرقاء
وقال أيضا:
ولاح لنا الهلال كشطر طوق ... على لبّات زرقاء اللباس
تتحدث هذه النصوص كلها عن الهلال، ولكى ندرك الفرق في القيمة بين هذه النصوص بعضها وبعض، نتبين معنى كل نص منها، لنرى أيها أدق وأوفى:
أما الآية الكريمة فإنها تتحدث عن تلك التنقلات التى تحدث للقمر بقدرة الله، فبينا هو وليد، إذا به ينمو رويدا رويدا، حتى يصبح بدرا مكتملا، ثم يعود أدراجه، وينقص قليلا قليلا، حتى يعود كعود الكباسة القديم، دقيقا معوجا لا يكاد يرى، ولا يؤبه له، بعد أن كان ملء البصر، وملء الفؤاد، وأنت بذلك ترى أن التشبيه الذى جاء في الآية كان له نصيب في أداء المعنى، ولم يجئ بعد أن استوفى المعنى تمامه، وكان دقيقا أتم دقة، فى أداء المعنى وتصويره كاملا.
أما بيت ابن المعتز الأول، فإن التشبيه الذى أورده لا دخل له أصلا في الفكرة التى يريد نقلها إلى قارئه، فإن كون الهلال مثل قلامة الظفر لا دخل له في أنه كاد يفضحهم، بل على العكس يقلل من شأن الفكرة ويضعفها، فإن هذا الهلال الضئيل الذى يشبه قلامة الظفر، خليق به ألا يكون له أثر ما في تبديد ظلمة الليل المتكاثفة، وخليق به ألا يفضحهم ولا يبين عن مكانهم، وبذلك ترى أن الصلة ليست وثيقة بين شطرى البيت، ولا بين التشبيه والفكرة التى جاء من أجلها.
وفي بيته الثانى سبق أن بينا وجوه النقص فيه ، وتحدثنا عن أن نفاسة المشبّه به لا ترفع من شأن التشبيه، ولا تستر ما فيه من ضعف، وذكرنا أن انتزاع الصورة من
الخيال لا يزيد المشبه وضوحا، ولا يمنحه قوة.
أما بيته الثالث فضعيف متهالك، لم يصور الهلال كما تراه العين، ولا كما تحس به النفس، ففــضلــا عن غفلة ابن المعتز عما يبعثه الهلال الجديد من آمال جديدة في النفس، ووقوفه عند حد التصوير البصرى لم يوفق في هذا التصوير، فإن الهلال في نظر العين هادئ ساكن، والمنجل في يد الحاصد متحرك في سرعة، فكيف نتخيل الهلال منجلا يحصد، وهو لم يتحرك، ثم ما الصلة بين زهر الدجى وبين النرجس، وكيف يحصد الهلال هذا الزهر، والزهر باق في مكانه لا ينمحى ولا يزول، والعهد بما يحصد أن يتخلى عن مكانه. ومن ذلك ترى نقص التشبيه وقصوره.
واقتصر السّرى الرفاء على التصوير البصرى أيضا ثمّ فاتته الدقة عند ما جعل هذه النون من اللجين غريقة في صحيفة زرقاء، فصور لنفسك أى قدر هذه التى تشبه بها السماء، وتأمل أهناك سبب يدعو إلى جعل هذه النون غريقة في تلك القدر الضخمة؟! فالغريق يعلو، ويهبط، ويبدو، ويختفى، مما لا تراه العين في الهلال الهادى المطمئن.
وانظر، أتجد في بيته الثانى تشبيها زادك شعورا بالهلال عند ما جعله نصف طوق فــضلــا عن عدم دقته؟! وتأمل أى صلة تربط بين السماء ولبة فتاة تلبس ثيابا زرقاء؟!. وبذلك العرض الموجز تتبين الفرق بين تشبيه القرآن الدقيق المصور وبين تلك التشبيهات الضعيفة العرجاء.
2 - وأطال القدماء في الموازنة بين قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ (البقرة 179). وقولهم: «القتل أنفى للقتل». قالوا: وفــضلــه عليه من وجوه:
أولها: أن الآية الكريمة أقل حروفا من كلامهم.
وثانيها: النص على المطلوب وهو ثبوت الحياة، بخلاف قولهم لأنه إنما يدل على المطلوب باللزوم، من جهة أن نفى القتل يستلزم ثبوت الحياة.
وثالثها: أن تنكير حياة يفيد تعظيما لمنعهم عما كانوا عليه من قتل جماعة بواحد.
ورابعها: اطراده، بخلاف قولهم، فإن القتل ينفى القتل إذا كان على وجه القصاص المشروع، وقد يكون أدعى للقتل، كما إذا وقع ظلما، كقتلهم غير القاتل، وظاهر العبارة يحتمل المعنيين بخلاف القصاص.
وخامسها: أن فيه تكريرا غيره أبلغ منه، ومتى كان التكرير كذلك فهو مقصر عن أقصى طبقات البلاغة.
وسادسها: استغناؤه عما ذكره أكثر من حذفه، وهو (من) بعد أفعل التفضيل الواقع خبرا.
وسابعها: أن القصاص سبب للموت الذى هو ضد الحياة، فما في الآية ملحق بالطباق.
وثامنها: سلامة الآية الكريمة من لفظ القتل المشعر بالوحشة، وتاسعها ظهور العدل في كلمة القصاص.
3 - وتحدث الشعراء عن الصبح، فقال السرى الرفاء:
انظر إلى الليل، كيف تصدعه ... راية صبح مبيضة العذب
كراهب جن للهوى طربا ... فشق جلبابه من الطرب
وقال الشريف الرضى:
وكأنما أولى الصباح وقد بدا ... فوق الطويلع راكب متلثم
وأذاع بالظلماء فتق واضح ... كالطعنة النجلاء يتبعها دم
وقال أيضا:
وليلة خضتها على عجل ... وصبحها بالظلام معتصم تطلع الفجر من جوانبها ... وانفلتت من عقالها الظلم
وقال أيضا:
والصبح قد أخذت أنامل كفه ... فى كل جيب للظلام مزرر
فكأنما في الغرب راكب أدهم ... يحتثه في الشرق راكب أشقر
وليس كل ذلك الشعر بباعث إلى نفسك الشعور بما في الصبح من يقظة وحياة، كما يبعثه إلى نفسك تلك الكلمة القرآنية المختارة: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 18).
فإنها تحمل إليك معنى الحياة التى دبت في الكون بعد طول هجوعه، واليقظة التى شملته بعد رقاد وهمود، ويصور لك الوجود، وقد بدأ يفتح عينيه وينهض من سبات، أما هذه الأبيات من الشعر فإنها وقفت تتلمس لهذه الظاهرة الكونية شبيها بصريا، وقد أخفقت جميعها في هذا التصوير البصرى، فشعر السرى الرفاء تلمس للصبح مثيلا، فوجد في الراية ذات العذبات البيض شبيها له، ولا شىء يجمع بين المشبه والمشبه به سوى هذا اللون الأبيض، أما الإحساس النفسى فلا دخل له في الربط بين هذين الطرفين، ثم جعل السرى الليل راهبا، ولا ندرى كيف يدفع الهوى راهبا إلى الجنون وهو راهب، وليت شعرى ما الذى يبدو من الراهب إذا شق ثوبه؟! وإذا كان الراهب أسود اللون فهل يبدو تحت جلبابه سوى السواد، وشق الثوب من مجنون إنما يكون في سرعة لا تمثل ضوء الصباح الزاحف في بطء.
أما شعر الشريف الرضى الأول فقد أجهدت ذهنى في أن أربط صلة بين الصبح والراكب المتلثم، فلم أجد رابطا ذا قيمة يصل بينهما، ولماذا اختار الشاعر الراكب دون الماشى؟ وما لون هذا الراكب؟ وعلى أى شىء يركب؟ وهل الصبح كمتلثم يظل متلثما، ثم يبدى صفحة وجهه دفعة واحدة؟ وما الصورة التى ترتسم في ذهنك لهذا الصبح المتلثم الراكب؟ وهل هيئة الصبح تشبه هيئة راكب متلثم؟ وفيم؟
كل هذه أسئلة تخرج منها بوهن الصلة بين الصبح وهذه الصورة التى يرسمها الشاعر، وفي البيت الثانى يصور لك هذا الصبح، وما فيه من جمال وروعة، تبعث فى النفس حب الجمال لهذه الطبيعة الباسمة المشرقة- صورة دامية بشعة، تثير فى النفس الخوف والألم والنفور، صورة طعنة نجلاء يقطر منها الدم، وسبب ذلك إغفال الجانب النفسى الشعورى من الشاعر عند التشبيه، والوقوف عند حد اللون الذى يربط لون الصبح بتلك الآلة الحادة الطاعنة، وذلك الضوء الأحمر الحى تزجيه الشمس بين يديها، ولون قطرات الدماء، ألا ما أعظم الفرق بين الشعورين! وما أقوى أن يتنافرا، حتى لا يجمع بينهما رباط! وأخطأ الشريف الرضى التوفيق أيضا عند ما وصف الصبح يسفر بعد ظلام الليل، وإن كانت هذه الصورة في بعض نواحيها أضوأ من صاحبتها، عند ما قال:
«تطلع الصبح من جوانبها»، ففي هذا التصوير نوع من الحياة، ولكنه بعيد كل البعد عن أن يصور حياة تكون كما صورتها الآية الكريمة، أما باقى الصورة التى ترسمها الأبيات فقد أخطأت في رسم هذه الظاهرة الطبيعية، فإن الشعر يصور لك أن الصبح لم يلبث أن أطل من الأفق، حتى مضى الليل مسرعا يهرول في جريه، كأنما قد أسفر الصبح ومضى الليل بين غمضة عين وانتباهتها، وذلك تصوير غير دقيق، لأن الليل ينحسر قليلا قليلا عن الصبح، حتى يتم أسفاره، كما أن النهار ينحسر قليلا قليلا، تاركا الكون لظلام الليل، وعبر القرآن عن ذلك في قوله سبحانه: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37). فاستخدم كلمة السلخ لتوحى بما ذكرناه.
وعاد في شعره الثالث إلى الراكب، لا يلمح من جمال الصبح وبهجته سوى لونه، ونقدنا لهذا الشعر هو ما سبق أن أوضحناه.
4 - ووصف الرسول كتاب الله، كما وصف الله كتابه في القرآن، فقال النبى:
«إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينة الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أصدق الحديث وأبلغه » وقال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُــضْلِــلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (الزمر 23). وأنت ترى الفرق واضحا بين قوة الكلامين، والمنهجين، والاتجاهين.
5 - وصاغ أبو بكر جملة على مثال الجملة القرآنية، فقال من خطبة له:
«واعلموا أن أكيس الكيس التقى » على مثال قوله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى (البقرة 197)، ولا ريب أن النص القرآنى، يصور تلك الرحلة التى ينتقل فيها الإنسان من الحياة الدنيا إلى الآخرة، وهى رحلة تنتهى بحياة خالدة يحتاج المرء فيها إلى زاد يعيش عليه، فتصوير التقوى بأنها خير زاد يوحى بذلك كله، كما يوحى بالحاجة إليها، كما يحتاج المسافر إلى ما يتزود به في غربته، ولم تزد جملة أبى بكر على أن وصفت التقوى بأنها أحكم ما يتصف به العقلاء، فلم توح الجملة إلى النفس بما أوحت به جملة القرآن. 6 - ومن كتاب أرسله أبو عبيدة ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب: «إنّا نحذرك يوما تعنو فيه الوجوه وتجب فيه القلوب »، وقد وصف القرآن هذا اليوم، فقال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (النور 37)، وكلمة «التقلب» فى الآية أشد دلالة على ما يصيب القلوب من الفزع والاضطراب في ذلك اليوم، من الوجيب، فــضلــا عما فى النص القرآنى من خلوصه من تكرير «فيه» الواردة في الرسالة.
7 - وعند ما يتأثر الشاعر القرآن، يبدو الفرق واضحا بين الأصل والتقليد، وأصغ إلى حسان يقول:
وهل يستوى ضلــال قوم تسفهوا ... عمى، وهداة يهتدون بمهتد
أخذه من قوله سبحانه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ (الرعد 16). فأنت ترى حسان يوازن بين ضلّــال وهداة، وليس الفرق بينهما من الوضوح والقوة كالفرق بين الأعمى والبصير، والظلمات والنور، فالفرق هنا واضح ملموس، يشعر به الناس جميعا، حتى إذا اطمأنت النفس إلى هذا الفرق، وآمنت بأن هناك بونا شاسعا بينهما، انتقلت من ذلك إلى تبين مدى ما بين الضال والمهتدى من فرق بعيد.
8 - وقال حسان أيضا في رثاء رسول الله:
عزيز عليه أن يحيدوا عن الهدى ... حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
أخذه من قوله تعالى: عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (التوبة 128). وقوة الآية القرآنية تبدو في إظهار نتيجة الحيد عن الهدى، وهى الهلاك والعذاب، وفي ذلك من التخويف لهم ما فيه، فهو يبرز هذه النتيجة كأنها حقيقة واقعة، تؤلم الرسول، وتثقل عليه، وتبدو هذه القوة أيضا في تعميم الحرص، فهو حريص على هدايتهم، حريص على خيرهم، حريص على أن يظفروا فى الآخرة بالثواب والنعيم المقيم، وكل ذلك وأكثر منه يفهم من قوله: «حريص عليكم»، أما حسان فقد خصص ولم يطلق.
9 - وقال حسان في غزوة بدر:
سرنا وساروا إلى بدر لحينهم ... لو يعلمون يقين العلم ما ساروا
دلاهمو بغرور، ثم أسلمهم ... إن الخبيث لمن ولاه غرار
وقال: إنى لكم جار، فأوردهم ... شر الموارد، فيه الخزى والعار ثم التقينا، فولوا عن سراتهم ... من منجدين، ومنهم فرقة غاروا
يستوحى ذلك من قوله تعالى: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (الأنفال 48). وتأمل التصوير القوى البارع في القرآن لتزيين الشيطان أعمال الكافرين لهم، فإن القرآن قد نقل ذلك الحديث الذى أوحى به الشيطان إلى أوليائه وكيف ملأ قلبهم بالغرور، وهنا يجمل حسان، بينما يفصل القرآن، وفي هذا التفصيل سر الحياة، تلك الحياة التى ترينا الشيطان ناكصا على عقبيه، عند ما تراءت الفئتان، يبرأ من هؤلاء الذين غرهم بخداعه، وأسلمهم إلى الموت بكذبه وإيهامه، وهذه الحياة هى التى تنقص شعر حسان.
10 - وتأمل الفرق في الأسلوب، عند ما حور النابغة الجعدى أسلوب القرآن قليلا، فقال:
الحمد لله، لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
المولج الليل في النهار، وفي اللي ... ل نهارا، يفرج الظلما
فقد حور قوله سبحانه: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ (الحج 61). فحذف المولج، وتقديم في الليل، وتنكير نهارا، والمجيء بجملة «يفرج الظلما»، كل ذلك أضعف أسلوب الشاعر، وباعد بينه وبين الأسلوب القوى للقرآن.
11 - وخذ قول الشاعر:
فإنك لا تدرى بأية بلدة ... تمت، ولا ما يحدث الله في غد
المستمد من قوله تعالى: وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (لقمان 34)، تر التعميم في الآية الكريمة أكسبها فخامة وقوة، والتعبير بتكسب فيه تصريح بعجز النفس عن أن تعرف ما تعمله هى نفسها في الغد، وذلك ما لا تجده عند الشاعر الذى عمم فيما يحدثه الله في غد، ولم يكن لهذا التعميم ما للتخصيص من قوة التعجيز.
12 - وهذا الشعر الذى ينسب إلى حمزة في غزوة بدر، يتحدث عن الكفار:
أولئك قوم قتلوا في ضلــالهم ... وخلوا لواء غير محتضر النصر
لواء ضلــال قاد إبليس أهله ... فخاس بهم، إن الخبيث إلى غدر
فقال لهم إذ عاين الأمر واضحا: ... برئت إليكم، ما بى اليوم من صبر
فإنى أرى ما لا ترون، وإننى ... أخاف عقاب الله، والله ذو قسر
فقدمهم للحين، حتى تورطوا ... وكان بما لم يخبر القوم ذا خبر وهو يستوحى كحسان قوله تعالى: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ... (الأنفال 48) فأى فرق شاسع بين الأسلوبين وبين التصويرين، فالأسلوب في الشعر متهاو ضعيف، بينما هو في الآية قوى رائع، يصور الشيطان وقد ملأ أفئدتهم إعجابا بأعمالهم، فاغتروا بها، وتكاد تستمع إلى وسوسته، وهو يؤكد لهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس ما دام جارا لهم، وتتخيله موليا الأدبار بعد أن تراءت الفئتان، وبدت أمام عينيه الهزيمة، فيسلم قومه إلى القتل، ويفر غادرا بهم، ويرن فى أذنك براءته منهم، معللا ذلك بأنه يرى ما لا يرون، وبأنه يخاف الله، وفي ذلك التصوير من التهكم بهم ما فيه.
أما الشعر فبيّن الضعف، يصف اللواء بأنه غير محتضر النصر. وقوله: إذ عاين الأمر واضحا، ليس بأسلوب شعرى. والفرق قوى بين: والله شديد العقاب، وقوله:
والله ذو قسر، وأنت ترى أنه برغم أن المعنى قد أوضحه القرآن، لم يستطع الشاعر أن ينهض إلى مستوى رفيع.
... وللباقلانى منهج في الموازنة، يبين به فــضل كتاب الله، هو «أن تنظر أولا في نظم القرآن، ثم في شىء من كلام النبى صلّى الله عليه وسلم، فتعرف الفصل بين النظمين، والفرق بين الكلامين، فإن تبين لك الفصل، ووقعت على جلية الأمر، وحقيقة الفرق، فقد أدركت الغرض، وصادفت المقصد، وإن لم تفهم الفرق، ولم تقع على الفصل، فلا بدّ لك من التقليد، وعلمت أنك من جملة العامة، وأن سبيلك سبيل من هو خارج عن أهل اللسان »، ثم أورد الباقلانى بعض خطب الرسول وكتبه، وعلق عليها بقوله: «ولا أطول عليك، وأقتصر على ما ألقيته إليك، فإن كان لك في الصنعة خطر ... فما أحسب أن يشتبه عليك الفرق بين براعة القرآن، وبين ما نسخناه لك من كلام الرسول صلّى الله عليه وسلم في خطبه ورسائله، وما عساك تسمعه من كلامه، ويتساقط إليك من ألفاظه، وأقدر أنك ترى بين الكلامين بونا بعيدا، وأمدا مديدا، وميدانا واسعا، ومكانا شاسعا  ... ».
«فإذا أردت زيادة في التبيين ... فتأمل (هداك الله) ما ننسخه لك من خطب الصحابة والبلغاء، لتعلم أن نسجها ونسج ما نقلنا من خطب النبى صلّى الله عليه وسلم واحد وسبكها سبك غير مختلف، وإنما يقع بين كلامه وكلام غيره ما يقع من التفاوت بين كلام الفصيحين، وبين شعر الشاعرين ... فإذا عرفت أن جميع كلام الآدمى منهاج، ولجملته طريق، وتبينت ما يمكن فيه من التفاوت- نظرت إلى نظم القرآن نظرة أخرى، وتأملته مرة ثانية، فترى بعد موقعه وعالى محله وموضعه  ... » ثم يورد بعض خطب البلغاء وكتبهم، ويقول: «تأمل ذلك وسائر ما هو مسطر من الأخبار المأثورة عن السلف وأهل البيان واللسن، والفصاحة والفطن ... فسيقع لك الفــضل بين كلام الناس وبين كلام رب العالمين، وتعلم أن نظم القرآن يخالف نظم كلام الآدميين ... فإن خيل إليك، أو شبه عليك، وظننت أنه يحتاج أن يوازن بين نظم الشعر والقرآن، لأن الشعر أفصح من الخطب، وأبرع من الرسائل وأدق مسلكا من جميع أصناف المحاورات ... فتأمل ما نرتبه ينكشف لك الحق: إذا أردنا تحقيق ما ضمناه لك فمن سبيلنا أن نعمد إلى قصيدة متفق على كبر محلها وصحة نظمها، وجودة بلاغتها ومعانيها، وإجماعهم على إبداع صاحبها فيها، مع كونه من الموصوفين بالتقدم في الصناعة، والمعروفين بالحذق في البراعة، فنقفك على مواضع خللها، وعلى تفاوت نظمها، وعلى اختلاف فصولها، وعلى كثرة فضولها، وعلى شدة تعسفها، وبعض تكلفها، وما تجمع من كلام رفيع يقرن بينه، وبين كلام وضيع، وبين لفظ سوقى يقرن بلفظ ملوكى  ... » ثم عرض تطبيقا على منهجه معلقة امرئ القيس، وأخذ يبين ما فيها من مجال النقص، ووجوه العيب، ثم قال: «وقد بينا لك أن هذه القصيدة ونظائرها تتفاوت في أبياتها تفاوتا بينا في الجودة والرداءة، والسلاسة والانعقاد، والسلامة والانحلال، والتمكن والتسهل، والاسترسال والتوحش والاستكراه، وله شركاء في نظائرها، ومنازعون فى محاسنها، ومعارضون في بدائعها، ولا سواء كلام ينحت من الصخر تارة، ويذوب تارة، ويتلون تلون الحرباء، ويختلف اختلاف الأهواء، ويكثر في تصرفه اضطرابه، وتتقاذف به أسبابه، وبين قول يجرى في سبكه على نظام، وفي رصفه على منهاج، وفي وضعه على حد، وفي صفائه على باب، وفي بهجته ورونقه على طريق، مختلفه مؤتلف، ومؤتلفه متحد، ومتباعده متقارب وشارده مطيع، ومطيعه شارد، وهو على متصرفاته واحد، لا يستصعب في حال، ولا يتعقد في شأن ».
ذلك هو منهج الباقلانى في الموازنات.
... وإن مجال الموازنات لمتسع بين القرآن والشعر عند ما يكون الموضوع واحدا، فقد تحدث القرآن والشعر عن كثير من الغزوات ولم يستطع الشعر برغم تقليده في كثير من الأحيان للقرآن أن يصل إلى السمو القرآنى، وأن يتناول شتى الأغراض التى تنتظم شئون الجماعة الإسلامية، فى حين أن الشعر الذى تحدث عن هذه الغزوات ضعيف في جملته لا يخرج عن أغراض الشعر المعروفة يومئذ من مدح أو هجاء أو فخر أو رثاء. 

رجو

رجو: الرَّجَاءُ مَمْدُوْدٌ: نَقِيْضُ اليَأْسِ، رَجَا يَرْجُو، ورَجّى يُرَجَّي، وارْتَجَى يَرْتَجي، وتَرَجّى يَتَرَجّى. ويقولون: رَجَاةَ أنْ يَكُونَ ذاكَ ورَجَاءَ. وما آتِيْكَ إلاّ رَجَاوَةَ الخَيْرِ: أي رَجَاءَه. ورَجَّيْتَني حَتّى رَجَوْتُ. ورَجَّيْتُ خَيْرَه: أي رَجَوْتُه تَرْجِيَةً. والرَّجَا مَقْصُورٌ: ناحِيَةُ كَلُّ شَيْءٍ. وما حَوَالَي البِئْرِ، والجَميعُ الأَرْجَاءُ، والاثْنَانِ رَجَوَانِ، وقد يُمَدُّ فيُقال: رَجَاءٌ. وفي المَثَل: " فلانٌ لا يُرْمى به الرَّجَوَانِ " أي لا يُخْدَعُ فَيُزَالُ عن وَجْهٍ إلى وَجْهٍ. والرَّجوُ: المُبَالاةُ، ما أرْجُو: أي ما أُبَالي. وفي القُرآنِ: " ما لَكُم لا تَرْجُوْنَ للهِ وَقَارا " أي لا تَخَافُوْنَ وَلا تُبَالُوْنَ. ورَجَوْتُ: خِفْتُ، وارْتَجَيْتُ: مِثْلُه. ورَجِيَ الرَّجُلُ يَرْجى رَجىً مَقْصُوْرٌ: أي انْقَطَعَ عن الكَلامِ. وضَحِكَ حَتّى رَجِيَ ضِحْكُه. ورُجِيَ على الرَّجُلُ: أُرْتِجَ عليه. وأرْجَيْتُ الأمْرَ بغَيرِ هَمْزٍ: في معنىأرْجأْتُ. والأُرْجُوَانُ: كُلُّ لَوْنٍ أحْمَرَ. وهو أيضاً ك ضَرْبٌ من الثَّيَابِ ونَحْوَه.

رجو

1 رَجَوْتُهُ, aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. رَجْوٌ, (S, M, K,) or رُجُوٌّ, (Msb,) and رَجَآءٌ, (S, K, TA, &c., [in the CK erroneously written with the short ا i. e., without the meddeh and ء,]) or the latter is a simple subst., (Msb,) and رَجَاوَةٌ (S, K) and رَجَاةٌ, or رَجَآءَةٌ, (accord. to different copies of the K,) or both, (CK,) and مَرْجَاةٌ; (K;) and ↓ رَجَّيْتُهُ, (S,) inf. n. تَرْجِيَةٌ; (K;) and ↓ تَرَجَّيْتُهُ, (S, K, *) and ↓ اِرْتَجَيْتُهُ; (S, Msb, K; *) I hoped for him [or it; relating only to what is possible; syn. with أَمَلْتُهُ; see رَجَآءٌ, below]; all signify the same: (S:) and رَجَيْتُهُ, aor. ـْ is a dial. var. of رَجَوْتُهُ: (Msb:) and رَجِيَهُ, aor. ـْ like رَضِيَهُ, is a dial. var. of رَجَاهُ, aor. ـْ accord. to Lth: it is disapproved by Az, because heard by him on no other authority than that of Lth; but it is mentioned also by ISd. (TA.) One says, مَا أَتَيْتُكَ إِلَّا رَجَاوَةَ الخَيْرِ [I did not, or have not, come to thee except hoping for that which is good]. (S.) No regard is to be paid to the assertion of Lth, that the saying فَعَلْتُ رَجَاةَ كَذَا [I did a thing hoping for such a thing] is a mistake, and that the correct word is only رَجَآءَ; for رَجَاةٌ occurs in a trad., and in the poetry of the Arabs. (TA.) b2: Sometimes رَجْوٌ, (S,) or رُجُوٌّ, (Msb,) has the meaning of خَوْفٌ; (S, Msb;) because the hoper fears that he may not attain the thing for which he hopes; (Msb;) and so رَجَآءٌ; (T, S;) but only when there is with it a negative particle: (Fr, T, TA:) you say, مَا رَجَوْتُكَ (assumed tropical:) I feared not thee: but you do not say, رَجَوْتُكَ, meaning I feared thee: (TA:) the saying in the Kur [lxxi. 12], مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقَارًا means (assumed tropical:) [What aileth you] that ye will not fear the greatness, or majesty, of God? (S:) or the meaning is, that ye will not hope for God's magnifying of him who serves Him and obeys Him? or that ye will not believe in greatness, or majesty, belonging to God, so that ye may fear disobeying Him? (Bd:) another instance occurs in a verse of Aboo-Dhu-eyb, cited in art. خلف, conj. 3: (S:) and ↓ ارتجاهُ, also, signifies (tropical:) he feared him, or it; [but app. only when preceded by a negative particle, as in exs. cited in the TA;] (K, TA;) in which sense it is tropical. (TA.) Accord. to Lth, رَجْوٌ is also syn. with مُبَالَاةٌ; and مَا أَرْجُو means مَا أُبَالِى [I do not care, mind, or heed]: but this is disapproved by Az. (TA.) A2: رَجِىَ He broke off, or ceased, [app. by reason of inability,] from speaking: (K:) or, accord. to Az, he became confounded, or perplexed, and unable to see his right course: or, as Fr says, he desired to speak, and was unable to do so: (TA:) and رُجِىَ عَلَيْهِ, like عُنِىَ, he became unable to speak. (K.) 2 رَجَّوَ see 1, first sentence.4 أَرْجَتْ She (a camel, S, or a pregnant female [of any kind], TA) was, or became, near to bringing forth; (S, K, TA;) so that her bringing forth was hoped for: accord. to Er-Rághib, the proper signification is she made her owner to have hope in himself that her bringing forth was near: (TA:) and أَرْجَأَتْ means the same. (S.) b2: ارجى الصَّيْدَ He failed of getting any game; (K;) [as though he made the game to have hope;] and ارجأهُ signifies the same: (TA:) or so ارجى [alone], and ارجأ [alone]. (K and TA in art. رجأ.) A2: And أَرْجَيْتُهُ, (S, Msb,) inf. n. إِرْجَآءٌ, (K,) I postponed it, put it off, deferred it, or delayed it; (S, Msb, K; *) namely, an affair [&c.]; (S;) as also ارجأتهُ. (S, Msb.) [See the latter verb: and see also an ex. in the Kur vii.108 and xxvi. 35; and the various readings mentioned by Bd in the former instance.]

A3: ارجى البِئْرَ He made a side (رَجًا) to the well. (S, K.) 5 تَرَجَّوَ see 1, first sentence. b2: [In the present day, ترجّى is often used as meaning He besought, entreated, petitioned, or prayed.]8 إِرْتَجَوَ see 1, first sentence: b2: and again in the latter part of the paragraph.

رَجًا The side, (K,) in a general sense: (TA:) or the side of a well, (S, Msb, K,) and of the sky, (Er-Rághib, TA,) and of anything; (S, Msb; *) and ↓ رَجَآءٌ signifies the same: (K:) the side of a well from its top to its bottom; (TA;) and the two sides thereof: which last is also [or properly] the meaning of the dual; which is رَجَوَانِ: (S:) pl. أَرْجَآءٌ. (S, Msb, K.) Hence, in the Kur [lxix. 17], وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا [The angels being at the sides thereof]. (S, TA.) They said, رُمِىَ بِهِ الرَّجَوَانِ, meaning (assumed tropical:) He was cast into places of destruction: (S:) or it is said of one who is held in mean estimation: (M, TA:) اِسْتِهْزَآءٌ in the K is a mistake for اُسْتُهِينَ بِهِ, the reading in the M: (TA:) as though the two [opposite] sides of the well were cast at with him. (K.) And one says of him who will not be deceived so as to be turned away from one course to another, لَا تُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ (assumed tropical:) [lit. The two sides of the well will not be cast at with him]; in allusion to the well's two [opposite] sides' being cast at with the bucket. (Z, TA.) رَجَآءٌ [accord. to most an inf. n., (see 1, in two senses,) but accord. to the Msb a simple subst.,] Hope; syn. أَمَلٌ; (S and M and K in art امل;) contr. of يَأْسٌ; (K;) an opinion requiring the happening of an event in which will be a cause of happiness; (Er-Rághib, TA;) expectation of deriving advantage from an event of which a cause has already occurred: (El-Harállee, TA:) or, as Ibn-El-Kemál says, properly, i. q. أَمَلٌ: and conventionally, the clinging of the heart to the happening of a future loved event: (TA:) or hope, or eager desire, for a thing that may possibly happen; differing from تَمَنٍّ, which relates to what is possible and to what is impossible. (MF, TA.) A2: See also رَجًا.

رَجِيَّةٌ [A thing hoped for]: you say, مَالَى فِى

فُلَانٍ رَجِيَّةٌ There is nothing for me to hope for in such a one. (S.) رَاجٍ [Hoping: b2: and Fearing]. (Msb.) أُرْجِيَّةٌ A thing postponed, put off, deferred, or delayed. (ISd, K.) أُرْجُوَانٌ Redness: (Msb, K:) a certain red dye: (K:) or a certain dye, intensely red: (S:) accord. to A'Obeyd, (S,) what is called نَشَاسْتَج; (S, K;) and he says that the بَهْرَمَان is inferior to it (دُونَهُ [but this often has the contr. meaning]): it is said also that ارجوان is an arabicized word, from the Pers\. أَرْغَوَان, which means a sort of trees having a red blossom, of the most beautiful kind; and that every colour resembling it is termed ارجوان. (S.) Also Red: (K:) and red garments or clothes. (IAar, K.) And one says أَحْمَرُ

أُرْجُوَانٌ, mentioned by Seer has having an intensive meaning; (M, TA;) in the K, ↓ أَحْمَرُ أُرْجُوَانِىٌّ; but this is wrong; (TA;) i. e. Intensely red. (K, TA.) And قَطِيفَةٌ حَمْرَآءُ أُرْجُوَانٌ [A villous, or nappy, outer, or wrapping, garment, intensely red]: (S, M, A:) but IAth says that the most common practice is to prefix the word ثَوْب or قَطِيفَة to أُرْجُوَان so as to govern the latter in the gen. case; [saying ثَوْبُ أُرْجُوَانٍ or قَطِيفَةُ أُرْجُوَانٍ;] and that the word [ارجوان] is said by some to be Arabic, the ا and ن being augmentative. (TA.) أُرْجُوَانِىٌّ: see the next preceding paragraph.

مُرْجًى Postponed, put off, deferred, or delayed; as also مُرْجَأٌ.] Some read [in the Kur ix. 107]

وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّٰهِ. (S: see مرجأ, in art. رجأ.) مُرْجٍ and مُرْجِيَةٌ and] مُرْجِىءٌ and مُرْجِءَةٌ A female near to bringing forth. (K, * TA.) A2: مُرْجٍ also signifies A man who is one of the people [or sect] called the مُرْجِيَة; (S;) or one of the مُرْجِئَة, mentioned in art. رجأ; as also مُرْجِىءٌ; and so ↓ مُرْجِىٌّ; (K;) or this is [properly speaking] a rel. n. from مُرْجٍ; (S;) and مُرْجِئِىٌّ also; (K;) or rather this is another rel. n., like مُرْجِىٌّ. (IB and TA in art. رجأ, q. v.) مُرْجِى: see what next precedes. You say رَجُلٌ مُرْجِىٌّ [A man of, or belonging to, the sect called the مُرْجِيَة]. (S.)
(رجو) الرَّجاة: الرجاءُ.
رجو: {أرجائها}: نواحيها، الواحد رجا وتثنيته رجوان. {لا يرجون}: لا يخافون.

رجو


رَجَا(n. ac. رَجْورَجَاة []
مَرْجَاة []
رَجَآء [] )
a. Hoped for, expected.
b. Hoped in, placed his confidence in.
c. Feared.
رجو: رجا بالله: اعتمد على الله (بوشر).
رجا: أمَّل في الاستيلاء على مدينة. ففي أخبار (ص16): وهي مدينة ليس بالأندلس أحصن منها ولا أبعد من أن يُرْجَا بقتال أو حصار.
رجا: توسل، سال، التمس، تضرع، ابتهل، دعا (بوشر)، ويقال مثلاً: رجا الله أي دعاه وابتهل إليه (المقري 1: 745) مع تعليقة فليشر (بريشت ص248).
ترجَّى: بمعنى رجا وتوسل والتمس. ففي ألف ليلة (1: 595) وفي معجم بوشر: أترجّاك تقضي لي حاجة أي أرجوك وأتوسل إليك لتقضي لي حاجة.
ترجَّى: استصرخ، استغاث (بوشر) ترجّى: استشهد به (بوشر).
ارتجى: استشهد به (بوشر).
ارتجى، ارتجاه: وثق به (المقدمة 3: 415، 416).
ارتجى الله: توكل عليه (ألكالا).
ارتجى: منح الثقة، منح الأمل (ألكالا).
استرجى: أمَّل (ألف ليلة 1: 305) وكذلك في طبعات ألف ليلة الأخرى.
رَجاً، وتجمع على أَرْجَاء: ضواحي المدينة (معجم الإدريسي).
رَجَاء: ما يُرْجَى (معجم الطرائف).
رَجاء: أمل، توكل (ألكالا) وفيه مرادف توَكُّل.
رجاء: طلب، التماس، يقال: لي عندك رجاء.
ورجاء كلي: طلب عاجل (بوشر).
أَرْجَى: أكثر أملاً (بوشر).
ر ج و : رَجَوْتُهُ أَرْجُوهُ رُجُوًّا عَلَى فُعُولٍ أَمَّلْتُهُ أَوْ أَرَدْتُهُ قَالَ تَعَالَى: {لا يَرْجُونَ نِكَاحًا} [النور: 60] أَيْ لَا يُرِيدُونَهُ وَالِاسْمُ الرَّجَاءُ بِالْمَدِّ وَرَجَيْتُهُ أَرْجِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْخَوْفِ لِأَنَّ الرَّاجِيَ يَخَافُ أَنَّهُ لَا يُدْرِكُ مَا يَتَرَجَّاهُ وَالرَّجَا مَقْصُورٌ النَّاحِيَةُ مِنْ الْبِئْرِ وَغَيْرِهَا وَالْجَمْعُ أَرْجَاءٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَرْجَأْتُهُ بِالْهَمْزَةِ أَخَّرْتُهُ وَالْمُرْجِئَةُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُمْ
لَا يَحْكُمُونَ عَلَى أَحَدٍ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا بَلْ يُؤَخِّرُونَ الْحُكْمَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَتُخَفَّفُ فَتُقْلَبُ الْهَمْزَةُ يَاءً مَعَ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ فَيُقَالُ أَرْجَيْتُهُ وَقُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي السَّبْعَةِ.

وَالْأُرْجُوَانُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْجِيمِ اللَّوْنُ الْأَحْمَرُ. 
ر ج و

أرجو من الله المغفرة. ورجوت في ولدي الرشد. وأتيته رجاء أن يحسن إليّ. ورجوت زيداً وارتجيته ورجّيته وترجّيته، ورجّيتني حتى ترجّيت كقولك منّيتتي حتى تمنّيت. وأرجت الحامل فهي مرجية: أدنت فرجيَ ولادها. وقطيفة أرجوان: شديدة الحمرة. قال الجعديّ:


ويوم كحاشية الأرجوا ... ن من وقع أزرق كالكوبك

حدته قناة ردينية ... مثقفة صدقة الأكعب ومن المجاز: استعمال الرجاء في معنى الخوف والاكتراث. يقال: لقيت هولاً ما رجوته وما ارتجيته. قال:

تعسفتها وحدي ولم أرج هولها ... بحرف كقوس البان باقٍ هبابها

وقال:

لا ترتجي حين تلاقي الذائدا ... أسبعةً لاقت معاً أم واحداً

وفي مثل " لا يرمى به الرّجوان " لمن لا يخدع فيزال ن وجه إلى وجه وأصله الدلو يرمى بها رجوا البئر. قال زهير:

مطوت به في الأرض حتى كأنه ... أخو سبب يرمى به الرجوان

مما يميل به النعاس يريد صاحبه. وفلا وردنا منه أرجاء واد رحب. وتقول فناؤه فسيح الأرجاء، مقصد لأهل الرجاء.
(ر ج و)

الرَّجاء: نقيض الْيَأْس.

رَجَاه رَجْوا، ورَجَاء، ورَجَاوة، ومَرْجاة، ورَجاة انشد ابْن الْأَعرَابِي:

غدوتُ رَجَاةً أَن يجود مُقَاعِس ... وصاحِبُه فاستقبلانيَ بالغَدْر

ويروى: " بالعُذْر ".

ورجِيه، ورَجّاه، وارتجاه، وترجّاه.

والرَّجاء: الْخَوْف، وَفِي التَّنْزِيل: (مالكم لَا ترجون لله وقارا) .

وَقَالَ ثَعْلَب: قَالَ الْفراء: الرَّجاء فِي معنى الْخَوْف لَا يكون إِلَّا مَعَ الْجحْد، تَقول: مَا رجوتك: فِي معنى مَا خفتك وَلَا تَقول: رجوتك فِي معنى خفتك وَأنْشد:

إِذا لسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وحَالفها فِي بَيت نُوب عواسِل ويروى: " وخَالَفها ". قَالَ: فحالفها: لَزِمَهَا، وخالفها: دخل عَلَيْهَا واخذ عسلها.

والرَّجَا: نَاحيَة كل شَيْء؛ وَخص بَعضهم بِهِ نَاحيَة الْبِئْر من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا. وتثنيته: رَجَوان.

ورُمى بِهِ الرَّجَوان: استهين بِهِ فَكَأَنَّهُ رمى بِهِ هُنَاكَ. قَالَ:

وَلَا يُرمي بِي الرَّجَوان إِنِّي ... أقلُّ القَوْم مَنْ يُغْنِي مَكَاني

وَالْجمع: أرْجاء.

وأرجاها: جعل لَهَا رَجاً.

وأرجى الْأَمر: أخَّره لُغَة فِي أرجأه، وَقد قريء: (وآخَرُونَ مُرْجَون لأمر الله) . وَفِي قِرَاءَة أهل الْمَدِينَة: (قَالُوا أرجِهِ وأخاه) .

والأُرْجِيَّة: مَا أرجِىَ من شَيْء.

وأرجى الصَّيْد: لم يصب مِنْهُ شَيْئا كأرجأه. وَإِنَّمَا قضينا بِأَن هَذَا كُله وَاو لوُجُود " ر ج و" نلفوظا بِهِ مبرهنا عَلَيْهِ وَعدم " ر ج ي " على هَذِه الصّفة وَقَوله تَعَالَى: (ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ) من ذَلِك.

والأُرْجُوان: الحُمْرة.

وَقيل: هُوَ النَّشَاسْتَجُ، وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة النشا.

والأُرْجُوان: الثِّيَاب الْحمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والأُرْجُوان: الْأَحْمَر. وَقَالَ الزّجاج: الأُرْجُوَان: صبغ أَحْمَر. وَحكى السيرافي: أَحْمَر أُرْجُوان، على الْمُبَالغَة بِهِ كَمَا قَالُوا: أَحْمَر قانيء وَذَلِكَ لِأَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا مثل بِهِ فِي الصّفة، فإمَّا أَن يكون على الْمُبَالغَة الَّتِي ذهب إِلَيْهَا السيرافي، وَإِمَّا أَن يُرِيد الأُرْجُوان الَّذِي هُوَ الْأَحْمَر مُطلقًا.

ورَجَاء، ومُرَجّىً: اسمان.
رجو
رجا يَرْجُو، ارْجُ، رَجاءً ورُجُوًّا، فهو راجٍ، والمفعول مَرجُوّ
• رجا أَمرًا:
1 - أمَّله وأراده "أرجو من الله المغفرة: أسأله وأدعوه وأبتهل إليه- أتيتُه رجاء أن يحسن إليّ- رجاء العلم بكذا: في المراسلات- برجاء عمل كذا: في المراسلات- {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا} " ° أرجوك: عبارة تستخدم كطلب مهذَّب- رجا اللهَ أن يغفر له: طلب منه- يُرجَى التفــضل بالعلم: عبارة تبدأ بها الرسائل والمنشورات الرسميّة.
2 - خافه واكترث له (وأكثر ما يستعمل الفعل بهذا المعنى في النفي) "لقيتُ هَوْلاً ما رجوتُه- {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} - {اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ}: اخشوه".
• رجا المساعدةَ/ رجا إليه المساعدةَ/ رجا منه المساعدةَ: سألَه إيَّاها وتوسَّل. 

أرجى يُرجي، أرْجِ، إرجاءً، فهو مُرْجٍ، والمفعول مُرْجًى
• أرجى افتتاحَ المصنع: أرجأه؛ أخّره وأجَّله، والهمزة في هذا الفعل مسهَّلة والأصل (أرجأ) "تقرَّر إرجاء النَّظر في هذه القضيّة إلى الشَّهر القادم- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} - {وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللهِ}: مؤخَّرون حتى يُنزل الله فيهم ما يريد- {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} ". 

ارتجى يَرتجِي، ارْتَجِ، ارتجاءً، فهو مُرتَجٍ، والمفعول مُرتجًى
• ارتجى شيئًا: رجاه؛ أمَّله وأراده "*يا رب أنت المُرتجى في كلِّ نائبة*- ارتجى الله: توكّل عليه- يرجو الثراء ويرجو الخلد مجتهدًا ... ودون ما يرتجي الأقدار والأملُ". 

ترجَّى يترجَّى، تَرَجَّ، ترجّيًا، فهو مَتَرَجٍّ، والمفعول مُتَرَجًّى
 • ترجَّى الشَّخصُ الشَّيءَ/ ترجَّى الشَّخصُ من فلان الشَّيءَ: أمَّله، ارتقب شيئًا محبوبًا ممكنًا "ترجَّى نتيجةً طَيِّبة- ترجَّى من الله المغفرة".
• ترجَّى فلانًا: توسَّل إليه، طلب إليه آملاً الاستجابة "ترجَّاه أن يسامحني". 

رجَّى يُرجِّي، رَجِّ، ترجيةً، فهو مُرَجٍّ، والمفعول مُرَجًّى
• رجَّى الشَّخصَ: رجاه؛ أمَّل فيه "رجَّى صديقَه".
• رجَّى الشَّيءَ: أمَّل به "رجَّى أن يحقِّق نجاحًا مرموقًا". 

أرجاء [جمع]: مف رَجًا: أنحاء، أطراف وجوانب "مكان متَّسع الأرجاء- في أرجاء البلاد- {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} " ° رُمِي به في الرَّجَوان: طُرح في المهالك.
إرجاء [مفرد]: مصدر أرجى. 

أُرْجُوان1 [جمع]: (نت) شجرٌ من الفصيلة القرنيّة له زهر شديد الحُمْرة، حسن المنظر، عديم الرائحة، حلو الطعم. 

أُرْجُوان2 [مفرد]: صبغ أحمر قانٍ يميل إلى البنفسجيّ، يُستخرج من بعض الأصداف "قطيفة أرجوان- أحمر أُرْجُوانِيٌّ: إذا كان قانئًا". 

أرجى [مفرد]: اسم تفضيل من رجا: أكثر أملا، وتوسّلاً مشفوعًا بتلطُّف "أرجى منه: أكثر أملاً". 

ارتجاء [مفرد]: مصدر ارتجى. 

ترجية [مفرد]: مصدر رجَّى. 

رَجاء [مفرد]: مصدر رجا ° رجاءً: عبارة تستخدم كردٍّ إيجابيّ مهذّب لعرض- قطَع الرَّجاء: يئس- مع خالص رجائي لك بالصِّحَّة والعافية.
• أفعال الرَّجاء: (نح) أفعال تدل على رجاء وقوع الفعل، وتعمل عمل كان أي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر مثل: عسى الكربُ ينفرج. 

رُجُوّ [مفرد]: مصدر رجا. 
رجو
: (و (} الرَّجاءُ) ؛ بالمدِّ: (ضِدُّ اليَأْسِ) .
قَالَ الَّراغبُ: هُوَ ظنٌّ يَقْتضِي حُصُول مَا فِيهِ مَسَرَّة.
وقالَ الحرالِيّ: هُوَ تَرَقّبُ الانْتِفاعِ بِمَا تقدَّمَ لَهُ سَبَب مَّا.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ لُغَةُ الأمَلِ، وعُرْفاً تَعَلّق القَلْب بحُصُولِ مَحْبُوبٍ مُسْتَقْبلاً، كَذَا عَبَّر ابنُ الكَمالِ.
وقالَ شيْخُنا: هُوَ الطَّمَعُ فِي مُمْكِنِ الحُصُولِ، أَي بخلافِ التَّمنِّي فإنَّه يكونُ فِي المُمْكِن والمُسْتَحِيل، ويَتَعارَضان وَلَا يَتَعَلَّقان إلاَّ بالمَعانِي.
وتَمَنَّيْتُ زيْداً ورَجَوْتُه بمعْنىً؛ ( {كالرَّجْوِ) ، بالفتْحِ، ومثْلُه فِي المُحْكَم والصِّحاحِ.
وضَبَطَه صاحِبُ المِصْباح كعُلُوَ.
(} والرَّجاة {والمَرْجاة} والرَّجاوَة) .
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هَمْزةُ {الرَّجاءِ مُنْقَلِبَة عَن واوٍ بدَلِيلِ ظُهُورها فِي رَجاوَة؛ وشاهِدُ} الرَّجاةِ الحدِيثُ: (إلاَّ {رَجَاةَ أَنْ أَكُونَ مِن أَهْلِها) ، وقولُ الشاعِرِ:
غَدَوْتُ رَجاةً أَن يَجودَ مُقاعِسٌ
وصاحِبُه فاسْتَقْبَلانِيَ بالعذرِولا يُنْظَرُ إِلَى قَوْلِ الليْثِ حيثُ قالَ: ومَنْ قالَ فَعَلْت رَجاةَ كَذَا فقد أَخْطَأَ، إنَّما هُوَ} رَجاءَ كَذَا، انتَهَى، لكَوْنِه فِي الحدِيثِ وَفِي كَلامِ العَرَبِ.
( {والتَّرَجِّي} والارْتجاء {والتَّرْجِيَة) ، كُلُّ ذلكَ بمعْنَى} الرَّجاءِ. وَفِي الصِّحاحِ قالَ بشْرٌ يُخاطِبُ ابْنَتَه:
فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إيَابِي
إِذا مَا القارِظُ العَنَزِيُّ آبَا ( {والرَّجا) ، مَقْصُوراً: (النَّاحِيَةُ) عامَّةً.
(أَو ناحِيَةُ البِئْرِ) مِن أَعْلاها إِلَى أَسْفَلها.
وَفِي الصِّحاحِ: ناحِيَةُ البِئْرِ وحَافَتاها، وكلُّ ناحِيَةٍ} رَجا.
وقالَ الَّراغبُ: رَجا البِئْرِ والسَّماءِ وغيرِهما: جانِبُها.
(ويُمَدُّ، وهُما {رَجَوانِ) ؛ بالتَّحرِيكِ، (ج} أَرْجاءٌ) ، كَسَبَبٍ وأَسْبابٍ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {والمَلَكُ على {أَرْجائِها} .
(و) } رَجا: (ة بسَرَخْسَ) ، مِنْهَا: عبدُ الرشيدِ بنُ ناصِرٍ! الرّجائيُّ السَّرَخْسيُّ الواعِظُ، وحَفِيدُه أَبو محمدٍ عبدُ الرَّشيدِ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الرَّشِيد، أَجازَ لمَنْ أَدْرَكَه، وكانَ مَلِيحَ الوَعْظِ حَجَّ وسَمِعَ من ابنِ البطي، ماتَ سَنَة 621 فِي ذِي القعْدَةِ.
قالَ الحافِظُ: وكَوْنُ رَجا قَرْيَة بسَرَخْسَ هَكَذَا قالَ أَبو الفَــضْل بنُ طاهِرٍ فِي تَرْجمةِ أَبي الفَــضْل {الرّجائيّ، وتَعَقَّبَه ابنُ السّمعاني بأنَّه سَأَلَ عَنْهَا جماعَةً مِن أَهْل سَرَخْس فَلم يَعْرِفْها أَحَدٌ؛ قالَ فلعلَّ النِّسْبَة إِلَى مَسْجِد أبي} رَجَاء السَّرَخْسيّ.
(و) {رَجا: (ع بوَجْرَةَ) ؛ قالَ نَصْر: فِي شعبٍ قَرِيبٍ مِن وَجْرَةَ والصَّرائمِ.
(} وأَرْجَى البِئْرَ) {إرْجاءً: (جَعَلَ لَهَا} رَجاً.
(و) {أَرْجَى (الصَّيْدَ: لم يُصِبْ مِنْهُ شَيْئا) ،} كأرْجَأَهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ هَذَا كُلّه وَاو لوُجُودِ رج ومَلْفوظاً بِهِ مُبَرْهناً عَلَيْهِ، وعَدَم رُجي.
(و) قَالُوا: (رُمِيَ بِهِ {الرَّجَوانِ) : أَي (اسْتِهْزَاءٌ) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ اسْتُهِينَ بِهِ، كَمَا هُوَ نَصّ المُحْكَم، (كأنَّه رُمِيَ بِهِ} رَجَوَا بِئْرٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أَرادُوا أنَّه طُرِحَ فِي المهالِكِ، وأَنْشَدَ للمرادي:
كأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلي أَسِيراً مُكَبَّلاً
وَلَا رَجُلاً يُرْمَى بِهِ {الرَّجَوان ِوقالَ آخَرُ:
فَلَا يُرْمَى بيَ الرَّجوانِ أنِّي
أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ يُغْنِي مَكانِيوقالَ الزَّمْخَشريُّ: قوْلُهم: لَا يُرْمَى بِهِ الرَّجَوانِ، يُضْرَبُ لمَنْ لَا يُخْدَعُ فيُزالُ عَن وَجْهٍ إِلَى آخر، وأَصْلُه الدَّلْو يُرْمَى بِهِ رَجَوَ البِئْرِ.
(} والأرْجُوانُ، بالضَّمِّ: الأحْمَرُ.
(و (قالَ ابنُ الأعرابيِّ: (ثِيابٌ حُمرٌ.
(و) قَالَ الزجَّاج: (صِبغٌ أَحْمَرُ) شَديدُ الحُمْرةِ.
(و) قَالَ غيرُهُ: (الحُمْرَةُ.
(و) قالَ أَبو عبيدٍ: هُوَ الَّذِي يقالُ لَهُ (النَّشَاسْتَجُ) الَّذِي تُسَمِّيه العامَّةُ النّشَا، قالَ: ودُونَه البَهْرَمان.
قالَ الجوهريُّ: ويقالُ أَيْضاً {الأُرْجُوانُ مُعَرَّبٌ وَهُوَ بالفارِسِيَّةِ أُرْغُوان، وَهُوَ شجرٌ لَهُ نَوْرٌ أَحْمَرُ أَحْسَن مَا يكونُ، وكلُّ نَوْرٍ يُشْبِهُه فَهُوَ} أُرْجُوانٌ، قالَ عَمرُو بنُ كُلثوم:
كأَنَّ ثِيابَنا مِنَّا ومِنْهُم
خُضِبْنَ {بأُرْجُوانٍ أَو طُلِينا (و) يقالُ: (أَحْمَرُ} أُرْجُوانيُّ) أَي (قانِىءٌ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَحْمَرٌ أُرْجُوانٌ بغيرِ ياءِ النَّسْبَةِ، كَمَا هُوَ نَصّ الجَوهريّ والأساسِ، قَالَا قَطِيفَةٌ حَمْراءُ أُرْجُوان، وَهُوَ أَيْضاً نَصّ المُحْكَم.
قالَ فِيهِ: وحكَى السِّيرافي أَحْمَرٌ أُرْجُوانٌ على المُبالَغَةِ بِهِ، كَمَا قَالُوا أَحْمَرٌ قانِىءٌ، وذلكَ أنَّ سِيْبَوَيْه إنَّما مَثَّل بِهِ فِي الصِّفَةِ، فإمَّا أَن يُرِيدَ المُبالَغَة كَمَا قالَ السِّيرافي، أَو يُرِيد الأُرْجُوان الَّذِي هُوَ الأحْمَر مُطْلقاً.
قالَ ابنُ الأثيرِ: والأكْثَرُ فِي كَلامِهم إضافَة الثَّوْبِ أَو القَطِيفَةِ إِلَى {الأُرْجُوان، قالَ: وقيلَ: الكَلِمَةُ عَربيَّة والألِفُ والنُّونُ زائِدَتَانِ.
(} والإِرْجاءُ: التَّأْخِيرُ) . يقالُ: {أَرْجَيْت الأَمْرَ وأَرْجَأْتُه، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ.
وقُرِىءَ: {وآخَرُونَ} مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ} { {وأَرْجِه وأَخاه} كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} والمُرْجِئَةُ) : طائِفَةٌ مِن أَهْلِ الاعْتِقادِ مَرَّ ذِكْرُهم (فِي (ر ج أ) ، سُمُّوا) بذلكَ (لتَقْديمِهم القولَ! وإرْجائِهم العَمَلَ، و) إِذا وَصَفْتَ الرَّجُلَ بِهِ قُلْتَ: (هُوَ {مُرْجٍ ومُرْجِىءٌ، و) إِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: هُوَ (} مُرْجِيٌّ) ، بالتَّشْديدِ، (ومُرْجائِيٌّ) على مَا ذُكِرَ فِي الهَمْزِ.
(وأَرْجَأَتِ) الحامِلُ: (دَنَتْ أَن يَخْرُجَ ولدُها) {فرُجيَ ولادُها.
قالَ الَّراغبُ: وحَقِيقَتُه جعلت لصاحِبها} رَجَاء فِي نَفْسِه بقُرْبِ نِتاجِها، قالَ ذُو الرُّمَّة:
إِذا أَرْجَأَتْ ماتَتْ وحيّ سَلِيلها ويقالُ أَيْضاً: {أَرْجَتْ بِلا هَمْز، (فَهِيَ مُرْجِئَةٌ ومُرْجِىءٌ.
(} ورَجِيَ) الرَّجُلُ، (كرَضِيَ: انْقَطَعَ عَن الكَلامِ) .
وقالَ الأزهريُّ: إِذا دُهِشَ.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ بَعِلَ وبَقِرَ ورَتِجَ ورَجِي وعَقِرَ إِذا أَرادَ الكَلامَ فأُرْتِجَ عَلَيْهِ.
(ورُجِيَ عَلَيْهِ، كعُنِيَ: أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
(و) مِن المجازِ: ( {ارْتَجاهُ) إِذا (خافَهُ) يقالُ: لَقِيتُ هولاً وَمَا} ارْتَجَوْتُه، أَي مَا خفْتُه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشريُّ، وأَنْشَدَ الليْثُ:
لَا {تَرْتَجِي حِينَ تُلاقِي الذَّائِدَا
أَسَبْعَةً لاقَتْ مَعًا أَو واحِدَاأَي لَا تَخافُ.
(} والأُرْجِيَةُ، كأُثْفِيَّةٍ: مَا أُرْجِىءَ مِن شيءٍ) ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
(! ورَجَّاءُ، مشدَّدةً، صَحابيَّةٌ غَنَوِيَّةٌ) ، أَي من بَني غَنِيَ، (بَصْريَّةٌ) ، أَي نَزَلَتْ البَصْرَة، (رَوَى عَنْهَا) إمامُ المُعبِّرين محمدُ (بنُ سِيرينَ) الحدِيثَ (فِي تَقْدِيمِ ثَلاثَةٍ من الوَلَدِ) ، رَواهُ هِشامُ عَن ابنِ سِيرينَ عَنْهَا، والحدِيثُ فِي المسْنَدِ صَحِيح، وأَوْرَدَه أَيْضاً الشَّرَف الدِّمْياطِي فِي التسلى والاغْتِباطِ بسَنَدِه المُتَّصِل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {رَجِيَهُ} يَرْجاهُ، كرَضِيَه، لُغَةٌ فِي {رَجاهُ} يَرْجُوه، عَن الليْثِ.
وأَنْكَرَه الأزْهريُّ عَلَيْهِ وقالَ: لم أَسْمَعْه لغيرِه مَعَ أَنَّ ابنَ سِيدَه ذَكَرَه أيْضاً.
قالَ الليْثُ {والرَّجْو المُبالاةُ، مَا} أَرْجُو مَا أُبالِي.
قالَ الأزْهريُّ: وَهَذَا مُنْكَرٌ وإنَّما يُسْتَعْمل الرَّجاء بمعْنى الخَوْف إِذا كانَ مَعَه حَرْف نفْي، وَمِنْه {مَا لَكُم لَا {تَرْجُونَ للَّهِ وَقاراً} ؛ المعْنَى: مَا لَكُم لَا تَخافُون للَّهِ عَظَمَة.
قالَ الفرَّاءُ: وَلم نَجِدْ مَعْنى الخَوْفِ يكون} رَجاءً إلاَّ وَمَعَهُ جَحْدٌ، فَإِذا كانَ كذلكَ كانَ الخَوْفُ على جِهَةِ الرَّجاء والخوفِ وكانَ الرَّجاءُ كذلكَ، تقولُ: مَا {رَجَوْتُك أَي مَا خِفْتُكَ، وَلَا تقولُ رَجَوْتُك فِي مَعْنى خِفْتُك؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم} يَرْجُ لَسْعَها
وحالَفَها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِقالَ الجَوْهريُّ: أَي لم يَخَفْ وَلم يُبالِ.
وأَنْشَدَ الزَّمخشريُّ فِي الأساسِ:
تَعَسَّفْتُها وَحْدِي وَلم {أَرْجُ هَوْلَها
بحَرْفٍ كقَوْسِ البانِ باقٍ هِبابهاوقالَ الراغبُ بَعْدَما ذكرَ قَوْل أَبي ذُؤَيْب: ووَجْهُ ذَلِك أَنَّ الرَّجاءَ والخَوْفَ يَتلازمانِ.
وَفِي المِصْباح: لأنَّ} الرَّاجي يَخافُ أنَّه لَا يُدْرِكُ مَا {يَتَرَجَّاه.
} ورَجاءٌ {ومُرَجّىً: اسْمانِ؛ وكَذلِكَ} المُرْتَجى.
وأَبو {رَجاءٍ: العُطارِديُّ محدِّثٌ.
وأَبو رَجاءٍ السَّرْخَسيُّ صاحِبُ الجامِعِ بسَرْخَس الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ أَبو الفَــضْل} الرّجائيّ. {وأَرْجاءُ: مَوْضِعٌ بأَصْبَهان مِنْهُ: عليُّ بنُ عُمَر بنِ محمدِ بنِ الحَسَنِ} الأَرْجائيُّ المحدِّثُ.
وأَبو {رَجوان: قَرْيةٌ بمِصْرَ فِي الصَّعيد الأَدْنى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.