Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ضال

الطّبقة

الطّبقة:
[في الانكليزية] Classe ،category
[ في الفرنسية] Classe ،categorie
بالفتح وسكون الموحدة لغة القوم المتشابهون. وفي اصطلاح المحدّثين عبارة عن جماعة اشتركوا في السّنّ ولقاء المشايخ والأخذ عنهم. فإمّا أن يكون شيوخ هذا الراوي شيوخ ذلك، أو يماثل، أو يقارن شيوخ هذا شيوخ ذلك، وبهما اكتفوا بالتشابه في الأخذ.
وقد يكون الشخص الواحد من طبقتين باعتبارين بأن يكون الراوي من طبقة لمشابهته بتلك الطبقة من وجه، ومن طبقة أخرى لمشابهته بها من وجه آخر، كأنس بن مالك فإنّه من حيث ثبوت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم يعدّ من طبقة العشرة المبشّرة لهم بالجنة مثلا، ومن حيث صغر السّنّ يعدّ في طبقة من بعدهم.
فمن نظر إلى الصحابة باعتبار الصّحبة جعل الجميع طبقة واحدة كما صنع ابن حبّان وغيره، ومن نظر إليهم باعتبار قدر زائد كالسّبق إلى الإسلام وشهود المشاهد الفاضلة جعلهم طبقات، وإلى ذلك مال صاحب الطبقات أبو عبد الله محمد بن سعد البغدادي وكذلك من جاء بعد الصّحابة وهم التّابعون، من نظر إليهم باعتبار الأخذ من الصّحابة فقط جعل الجميع طبقة واحدة كما صنع ابن حبان أيضا، ومن نظر إليهم باعتبار اللّقاء قسّمهم كما فعل محمد بن سعد، ولكلّ وجه.
ومعرفة الطّبقات من المهمات، وفائدتها الأمن من تداخل المشتبهين وإمكان الاطّلاع على تبيين التّدليس والوقوف على حقيقة المراد من العنفة، كذا في شرح النخبة وشرحه.
الطّباق بالكسر عند أهل البديع من المحسّنات المعنوية، ويسمّى أيضا بالمطابقة والتطبيق والتّضاد والتكافؤ، وهو الجمع بين المتضادين. وليس المراد بالمتضادين الأمرين الوجوديين المتواردين على محلّ واحد بينهما غاية الخلاف كالسواد والبياض، بل أعمّ من ذلك وهو ما يكون بينهما تقابل وتناف في الجملة، وفي بعض الأحوال، سواء كان التقابل حقيقيا أو اعتباريا، وسواء كان تقابل التضاد، أو تقابل الإيجاب والسّلب، أو تقابل العدم والملكة، أو تقابل التضايف، أو ما يشبه شيئا من ذلك، كذا في المطول. وقيل المطابقة ويسمّى بالطباق أيضا وهي أن يجمع بين الشيئين المتوافقين وبين ضديهما، ثم إذا شرطت المتوافقين بشرط وجب أن تشترط ضديهما بضدّ ذلك الشرط كقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى الآية. فالإعطاء والاتّقاء والتّصديق ضدّ البخل والاستغناء والتكذيب، والمجموع الأول شرط لليسرى، والمجموع الثاني شرط للعسرى، كذا في الجرجاني.
والتقييد بالمتضادين باعتبار الأخذ بالأقلّ لا للاحتراز عن الأكثر، فإنّه جار فيما فوق المتضادين أيضا وإنّما قال في بعض الأحوال ليشتمل طباق السّلب كما في قوله تعالى: وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، يعلمون الآية، فإنّ بينهما وإن لم يكن التقابل موجودا بناء على تعلّق العلم بشيء وعدم العلم بشيء آخر، إلّا أنّ التقابل بينهما في الحالة التي علّق كل واحد منهما بشيء واحد ونظر إلى مجرّد مفهوميهما مع قطع النّظر عمّا يتعلقانه، كذا في بعض الحواشي.
فالطباق ضربان. طباق الإيجاب سواء كان الجمع فيه بلفظين من نوع اسمين نحو وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ، أو فعلين نحو يُحْيِي وَيُمِيتُ، أو حرفين نحو لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ، فإنّ في اللام معنى الانتفاع، وفي على معنى التّضرّر. أو كان من نوعين وهذا ثلاثة أقسام: اسم مع فعل أو حرف، وفعل مع حرف لكن الموجود هو الأول فقط نحو أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ، فإنّ الموت والإحياء مما يتقابلان في الجملة.
وطباق السّلب وهو أن يجمع بين فعلي مصدر واحد أحدهما مثبت والآخر منفي، أو أحدهما أمر والآخر نهي نحو وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ. ومن الطباق ما سمّاه البعض تدبيجا وقد مرّ، ومنه ما يخصّ باسم المقابلة كما يجيء. ويلحق بالطباق شيئان: أحدهما الجمع بين معنيين يتعلّق أحدهما بما يقابل الآخر نوع تعلّق مثل السببية واللزوم نحو أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ، فإنّ الرحمة وإن لم تكن مقابلة للشّدّة لكنها مسبّبة عن اللين الذي هو ضدّ الشّدّة، ومنه قوله تعالى أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً لأنّ إدخال النار يستلزم الإحراق المضاد للإغراق. وثانيهما ما يسمّى إيهام التضاد كما مرّ كذا في المطول.
قيل لا وجه لإلحاق النوع الأول بالطباق لأنّه داخل في تعريفه لأنّ منافي اللّازم مناف للملزوم، فبين المذكورين تناف في الجملة فيكون طباقا لا ملحقا به انتهى. ويؤيّد هذا جعله صاحب الاتقان من الطباق وتسميته بالطباق الخفي، قال المطابقة ويسمّى الطباق الجمع بين متضادين في الجملة، وهو قسمان:
حقيقي ومجازي، والثاني يسمّى التكافؤ وكلّ منهما إمّا لفظي أو معنوي وإمّا طباق إيجاب أو سلب. فمن أمثلة ذلك فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً، وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ووَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ. ومن أمثلة المجازي أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ أي ضالــا فهديناه. ومن أمثلة طباق السلب تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ. ومن أمثلة المعنوي إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ، قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ معناه ربّنا يعلم إنّا لصادقون، والَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً. قال أبو علي الفارسي: لمّا كان البناء رفعا للمبني قوبل بالفراش الذي هو على خلاف البناء. ومنه نوع يسمّى الطّباق الخفي كقوله تعالى: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً لأنّ الغرق من صفات الماء فكأنّه جمع بين الماء والنار. قال ابن المعتز من أملح الطّباق وأخفاه قوله تعالى وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ لأنّ معنى القصاص القتل، فصار القتل سبب الحياة. ومنه نوع يسمّى ترصيع الكلام. ومنه نوع يسمّى المقابلة، انتهى ما في الإتقان.

غيو

الْغَيْن وَالْيَاء وَالْوَاو

غوى الرجل غيا، وغوى غواية، الْأَخِيرَة عَن أبي عبيد: ضل.

وَرجل غاو، وغوى، وغيان: ضال.

واغواه هُوَ، وَقَوله تَعَالَى: (قَالَ فبمَا اغويتني لأقعدن لَهُم صراطك الْمُسْتَقيم) قيل فِيهِ: من اجل آدم لأقعدن لَهُم صراطك: أَي على صراطك، وَمثله قَوْله: ضرب زيد الظّهْر والبطن، الْمَعْنى: على الظّهْر والبطن.

وَقَوله تَعَالَى: (والشُّعَرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ) قيل فِي تَفْسِيره: الْغَاوُونَ: الشَّيَاطِين. وَقيل أَيْضا: الْغَاوُونَ من النَّاس. قَالَ الزّجاج: وَالْمعْنَى أَن الشَّاعِر إِذا هجا بِمَا لَا يجوز هوى ذَلِك قوم واحبوه، فهم الْغَاوُونَ. وَكَذَلِكَ إِن مدح ممدوحا بِمَا لَيْسَ فِيهِ احب ذَلِك قوم وتابعوه فهم الْغَاوُونَ.

وَأَرْض مغواة: مضلة. والأغوية: الْمهْلكَة.

والأغوية: الحفرة تحتفر للأسد.

وَهِي: المغواة. وَفِي الْمثل: " من حفر مغواة وَقع فِيهَا ".

وتغاووا عَلَيْهِ: تعاونوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ.

وتغاووا عَلَيْهِ: جَاءُوهُ من هُنَا وَهنا وَإِن لم يقتلوه.

وغوى الفصيل والسخلة غوى، فَهُوَ غو: بشم من اللَّبن.

وَقيل: هُوَ أَن يمْنَع من الرَّضَاع حَتَّى يهزل وتسوء حَاله ويكاد يهْلك. قَالَ يصف قوسا:

معطفة الْأَثْنَاء لَيْسَ فصيلها ... برازئها درا وَلَا ميت غوى

وَهُوَ لغية، ولغية: أَي لزنية. قَالَ اللحياني: الْكسر فِي غية قَلِيل.

والغاوي: الْجَرَاد، تَقول الْعَرَب: إِذا اخصب الزَّمَان جَاءَ الغاوي والهاوي. الهاوي: الذِّئْب. وَقد تقدم.

وغوى، وغوية، وغوية: أَسمَاء.

وَبَنُو غيان: حَيّ هم الَّذين وفدوا على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُم: " من انتم؟ فَقَالُوا: بَنو غيان، قَالَ لَهُم: بل بَنو رشدان " فبناه على " فعلان " علما مِنْهُ أَن غيان " فعلان "، وَأَن " غعلان " فِي كَلَامهم مِمَّا فِي آخِره الْألف وَالنُّون اكثر من " فعال " مِمَّا فِي آخِره الْألف وَالنُّون. وَسَيَأْتِي تَعْلِيل رشدان فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله.

ملم

ملم]

(المَلَمُ، بِالتَّحْرِيكِ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والجَمَاعَةُ، وَهُوَ (الرَّجُلُ اللَّئِيمُ) الدَّنِيءُ النَّفْسِ.
الْكَلَام وَاللَّام وَالْمِيم

الكَلام: القَوْل.

وَقيل: الْكَلَام: مَا كَانَ مكتفيا بِنَفسِهِ، وَهُوَ الْجُمْلَة.

وَالْقَوْل: مَا لم يكن مكتفيا بِنَفسِهِ، وَهُوَ الْجُزْء من الْجُمْلَة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: اعْلَم أَن " قلت " إِنَّمَا وَقعت فِي الْكَلَام على أَن يُحكى بهَا، وَإِنَّمَا يُحكى بهَا مَا كَانَ كلَاما لَا قولا.

وَمن أدل الدَّلِيل على الْفرق بَين الْكَلَام وَالْقَوْل: إِجْمَاع النَّاس على أَن يَقُولُوا: الْقُرْآن كَلَام الله، وَلم يَقُولُوا: الْقُرْآن قَول الله. وَذَلِكَ أَن هَذَا مَوضِع ضيّق متحجّر لَا يُمكن تحريفه وَلَا يسوغ تَبْدِيل شَيْء من حُرُوفه، فعُبِّر لذَلِك عَنهُ بالْكلَام إلاّ أصواتا تامَّة مفيدة.

قَالَ أَبُو الْحسن: ثمَّ إِنَّهُم قد يتوسّعون فيضعون كل وَاحِد مِنْهُمَا مَوضِع الآخر.

وَمِمَّا يدل على أَن الْكَلَام هُوَ الْجمل المتركبة فِي الْحَقِيقَة قَول كثير: لَو يسمعُونَ كَمَا سمعتُ كلامَها ... خَرُّوا لعَبْلَة رُكّعا وسُجُودا

مَعْلُوم أَن الْكَلِمَة الْوَاحِدَة لَا تستجود لَا تَحزُن وَلَا تتملَّك قلب السَّامع، وَإِنَّمَا ذَلِك فِيمَا طَال من الْكَلَام وامتع سامعيه لعذوبة مستمعه ورِقَّة حَوَاشِيه.

وَقد قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب أقلّ مَا يكون عَلَيْهِ الكلِم، فَذكر هُنَالك حرف الْعَطف وفاءه وَلَام الِابْتِدَاء وهمزة الِاسْتِفْهَام وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ على حرف وَاحِد، وسمى كل وَاحِدَة من ذَلِك كلِمة.

وَقد يسْتَعْمل الكلامُ فِي غير الْإِنْسَان، قَالَ:

فصبَّحتْ والطيُر لم تكَلَّم ... جابِيةً بسيل مُفْعَم

وَكَأن الْكَلَام فِي هَذَا الاتّساع إِنَّمَا هُوَ مَحْمُول على القَوْل، أَلا ترى إِلَى قلَّة الْكَلَام هُنَا وَكَثْرَة القَوْل.

والكَلِمة: اللَّفْظَة، حِجازيَّة. وَجَمعهَا: كَلِم يذكر وَيُؤَنث، يُقَال: هُوَ الكَلِم وَهِي الكلِم.

وَقَول سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب الْوَقْف فِي أَوَاخِر الكلِم المتحركة فِي الْوَصْل يجوز أَن يكون " المتحركة " من نعت " الْكَلم " فَتكون " الكَلِم " حِينَئِذٍ مُؤَنّثَة، وَيجوز أَن يكون من نعت " الاواخر " فَإِذا كَانَ ذَلِك فَلَيْسَ فِي كَلَام سِيبَوَيْهٍ هُنَا دَلِيل على تَأْنِيث الْكَلم، بل يحْتَمل الْأَمريْنِ جَمِيعًا، فَأَما قَول مُزَاحِم العُقيليّ:

لظلّ رهينا خاشعَ الطَرْف حَطَّه ... تخلُّب جَدْوَى وَالْكَلَام الطرائف

فوصفه بِالْجمعِ، فَإِنَّمَا ذَلِك وصف على الْمَعْنى، كَمَا حكى أَبُو الْحسن عَنْهُم من قَوْلهم: ذهب بِهِ الدِّينَار الحُمْر وَالدِّرْهَم الْبيض، وكما قَالَ:

ترَاهَا الصنَّبْع أعظمهنّ رَأْسا فاعاد الضَّمِير على معنى الجنسيَّة لَا على لفظ الْوَاحِد لما كَانَت الضبع هُنَا جِنْسا.

وَهِي الكِلْمة، تميميَّة، وَجَمعهَا: كِلْمٌ وَلم يَقُولُوا: كَلِم على اطّراد " فِعَل " فِي جمع " فِعْلة ".

وَأما ابْن جنيّ فَقَالَ: بَنو تَمِيم يَقُولُونَ: كِلْمة وكِلَم ككِسْرة وكِسَر.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِذْ ابتلى إبراهيمَ رَبُّه بِكَلِمَات) قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الخــضال الْعشْر الَّتِي فِي البَدَن وَالرَّأْس وَقَوله تَعَالَى: (فتلقَّى آدمُ من ربّه كَلِمَات) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْكَلِمَات، وَالله اعْلَم، اعْتِرَاف آدم وحوَّاء بالذنب، لانهما قَالَا: (ربّنا ظلمنَا أنفسُنا) .

وتكلَّم الرجل تكلُّماً، وتِكلاّما وكَلَّمه كِلاَّماً جَاءُوا بِهِ على موازنة الإِفعال، وَقد تقدم تَعْلِيله فِي حرف الْحَاء.

وكالمَهُ: ناطَقَهُ.

وكَليمك: الَّذِي يكالمك.

وتكالمَ المتقاطعان: كَلَّم كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه وَلَا يُقَال: تكلَّما.

وَقَوله تَعَالَى: (وجعلهَا كلمة بَاقِيَة) قَالَ الزجَّاج: عَنى بِالْكَلِمَةِ هُنَا كلمة التَّوْحِيد، وَهِي لَا إِلَه إِلَّا الله جعلهَا بَاقِيَة فِي عَقِب إِبْرَاهِيم، لَا يزَال من وَلَده مَن يوحّد الله تَعَالَى.

وَرجل تِكْلام، وتِكْلامة وتِكْلاَّمة، وكِلْمّانيّ: جيّد الْكَلَام فصيح.

وَقَالَ ثَعْلَب: رجل كِلِمَّانيّ: كثير الْكَلَام، فعبَّر عَنهُ بِالْكَثْرَةِ. قَالَ: وَالْأُنْثَى: كِلِمَّانَّية. ولانظير لكِلِمَّانيّ وَلَا لتِكِلاَّمة.

قَالَ أَبُو الْحسن: وَله عِنْدِي نَظِير وَهُوَ قَوْلهم: رجل تِلِقَّاعة: كثير الْكَلَام.

والكَلْم: الجَرْح، وَالْجمع: كُلُوم، وكِلام، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يشكو إِذا شُدّ لَهُ حِزامُهُ ... شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُهُ

سمَّى مَوضِع نهش الحيَّة من السَّليم كَلْما، وَإِنَّمَا حَقِيقَته الجَرْح، وَقد يكون السَّلِيم هُنَا الجريح، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فالكَلْم هُنَا أصل لَا مستعار. وكَلَمه يكلِمه كَلْما، وكَلَّمه: جرحه.

وَرجل مكلوم، وكَليم، قَالَ:

عَلَيْهَا الشَّيْخ كالأَسد الكلِيمِ

فالجرّ على قَوْلك: عَلَيْهَا الشَّيْخ كالأسد إِذا جُرح فحَمِى أنْفا وَالرَّفْع على قَوْلك: عَلَيْهَا الشَّيْخ الكليم كالأسد. وَالْجمع: كَلْمى.

وَقَوله تَعَالَى: (أخرجنَا لَهُم دابَّة من الأَرْض تكلمهم) قُرِئت: تَكْلِمُهم وتُكَلِّمهم. فَتكْلِمُهم: تجرحهم. وتُكَلِّمهم: من الْكَلَام.

وَقيل: تَكْلِمهم، وتكَلَّمهم: سَوَاء، كَمَا تَقول تجرحهم وتجرحهم.

والكُلاَم: أَرض غَلِيظَة صُلبة، أَو طين يَابِس، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا ادري مَا صِحَّته.

وَجب

(وَجب)
الشَّيْء (يجب) وجوبا ووجبا ووجبة وجبة لزم وَثَبت وَسقط إِلَى الأَرْض وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِذا وَجَبت جنوبها فَكُلُوا مِنْهَا وأطعموا القانع والمعتر} وَيُقَال وَجَبت الْإِبِل إِذا لم تكد تقوم عَن مباركها كَأَن ذَلِك من السُّقُوط وَالْقلب وجيبا ووجبانا خَفق واضطرب ورجف وَفُلَان وجبة أكل أَكلَة وَاحِدَة فِي الْيَوْم وَفُلَان وجوبا وموجبا مَاتَ وَالشَّمْس وجبا ووجوبا غَابَتْ

(وَجب) الرجل (يُوجب) وجوبة جبن
(وَج ب)

وَجب الشَّيْء وُجُوبا، وأَوْجبه هُوَ، ووَجبَّه.

وَوَجَب البيع جِبَة. وَقَالَ اللحياني: وَجب البيع جِبَة، ووُجُوبا، وَقد أوجب لَك البيع، واستوجبه هُوَ، كل ذَلِك عَن اللحياني.

واوجبه البيع مواجبة، ووِجَابا، عَنهُ أَيْضا.

واستوجب الشَّيْء: اسْتَحَقَّه.

والمُوجِبَة: الْكَبِيرَة من الذُّنُوب الَّتِي يُستوجَب بهَا الْعَذَاب.

وَقيل: إِن الموجِبة تكون من الْحَسَنَات والسيئات، وَفِي الحَدِيث: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك موجِباتِ رحمتك ".

وَأوجب الرجل: أَتَى بموجِبه من الْحَسَنَات والسيئات.

وَوَجَب الرجل وجوبا: مَاتَ، قَالَ قيس ابْن الخطيم:

أطاعت بَنو عَوْف أَمِيرا نَهَاهُم ... عَن السّلم حَتَّى كَانَ أوَّل وَاجِب

وَوَجَب وَجْبة: سقط إِلَى الأَرْض، لَيست الفعلة فِيهِ للمرة الْوَاحِدَة، إِنَّمَا هُوَ مصدر كالوجوب.

وَوَجَبَت الشَّمْس وجبا، ووَجْوبا: غَابَتْ، الأول عَن ثَعْلَب.

وَوَجَبَت عينه: غارت، على الْمثل.

ووَجَب الْحَائِط وَجْبا: سقط.

وَقَالَ اللحياني: وَجَب الْبَيْت وكل شَيْء: سقط، وَجْبا، ووَجْبة وَقَوله تَعَالَى: (فَإِذا وَجَبت جنوبُها) قيل مَعْنَاهُ: سَقَطت إِلَى الأَرْض، وَقيل: خرجت أَنْفسهَا فَسَقَطت هِيَ.

والوَجْبة: صَوت الشَّيْء يسْقط فَيسمع لَهُ كالهدة.

ووجبن الْإِبِل، ووَجَّبَت: إِذا لم تكد تقوم عَن مباركها، كَأَن ذَلِك من السُّقُوط.

وَوَجَب الْقلب وَجْبا ووَجيبا، ووُجُوبا، ووَجَبَانًا: خَفق.

وَقَالَ ثَعْلَب: وَجب الْقلب وجيبا فَقَط. وَأوجب الله قلبه، عَن اللحياني وَحده.

والوَجَب: الْخطر وَهُوَ السَّبق الَّذِي يناضل عَلَيْهِ، عَن اللحياني.

وَقد وجَبَ الوَجَبُ وَجْبا.

وَأوجب عَلَيْهِ غَلبه على الوَجَب.

والوجْبة: الْأكلَة فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة.

قَالَ ثَعْلَب: الوَجْبة: أَكلَة فِي الْيَوْم إِلَى مثلهَا من الْغَد، يُقَال: هُوَ يَأْكُل الوَجْبة.

وَقَالَ اللحياني: وَيَأْكُل وَجْبة، كل ذَلِك مصدر؛ لِأَنَّهُ ضرب من الْأكل.

وَقد وَجَّب نَفسه.

وَقَالَ ثَعْلَب: وَجَب الرجل بِالتَّخْفِيفِ: أكل أَكلَة فِي الْيَوْم ووَجَّب أَهله: فعل بهم ذَلِك.

وَقَالَ اللحياني: وجَّب فلَان نَفسه وَعِيَاله وفرسه: أَي عودهم أَكلَة وَاحِدَة فِي النَّهَار. وَأوجب هُوَ: إِذا كَانَ يَأْكُل مرّة.

ووَجَّب النَّاقة: لم يحلبها فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة إِلَّا مرّة.

والوَجْب: الجَبان، قَالَ الاخطل:

أَخُو الْحَرْب ضرّاها وَلَيْسَ بِنَا كل ... جَبَانٍ وَلَا وَجْب الجَنَانِ ثقيل

وَأنْشد يَعْقُوب:

قَالَ لَهَا الوَجْبُ اللَّئِيم الخِبْرَهْ

أما علمتِ أنني من أُسْرهْ

لَا يَطْعَم الجادي لديهم تَمْرهْ

والوجّابة: كالوجْب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ولستُ بدُمَّيجة فِي الفراشْ ... ووَجّابة يَحْتمي أَن يجيبا

وَكَذَلِكَ: الوجَّاب، أنْشد ثَعْلَب: أَو أقدموا يَوْمًا فَأَنت وجَّاب

والوَجْب: الأحمق، عَن الزجاجي.

والوَجْب: سقاء عَظِيم من جلد تَيْس وافر.

وَجمعه: وِجَاب، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والمُوَجّب من الدَّوَابّ: الَّذِي يفزع من كل شَيْء.

ومُوجِب: من أَسمَاء الْمحرم، عَادِية.

(ب وَج) بوَّج: صِيحَ.

وَرجل بَوّاج: صياح.

وتَبَوَّج الْبَرْق: تفرق فِي وَجه السَّحَاب.

وَقيل: تتَابع لمعه.

والبائج: عرق مُحِيط بِالْبدنِ كُله، سمي بذلك لانتشاره وافتراقه.

والبائجة: مَا اتَّسع من الرمل.

والبائجة: الداهية، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أَمْسَى وأمْسين لَا يخشين بائجة ... إلاَّ ضوارِيَ فِي اعناقها القِدَدُ.

وَقد باجت عَلَيْهِم بَوْجا، وابتاجت؛ وانباجت بائجةٌ: أَي انفتق فتق مُنكر.

وباجهم بِالشَّرِّ بَوْجا: عمَّهم.

وَنحن فِي ذَلِك باجُّ وَاحِد: أَي سواءٌ، حَكَاهُ أَبُو زيد، غير مَهْمُوز، وَحَكَاهُ ابْن السّكيت مهموزا. وَقد تقدم فِي الْهَمْز. وَإِنَّمَا قضينا على مَا حَكَاهُ أَبُو زيد بِالْوَاو لوُجُود " ب وَج " وَعدم " ب ي ج ".

الْجِيم وَالْمِيم وَالْوَاو الجَوْم: الرعاء يكون أَمرهم وَاحِدًا. والجام: إِنَاء من فضَّة، عَرَبِيّ صَحِيح. وَإِنَّمَا قضينا بِأَن ألفها وَاو لِأَنَّهَا عين.

(وَج م) الواجم، والوجِم: العبوس المطرق من شدَّة الْحزن.

وَقد وَجَم وَجْما ووُجُوما، وأَجَم على الْبَدَل، حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ.

ووَجَم الشَّيْء وَجْما، ووُجُوما: كرهه.

ووَجَم الرجل وَجْما: لكزه، يَمَانِية.

وَرجل وَجْم: رَدِيء.

وأَوْجَمُ الرمل: معظمه، قَالَ رؤبة:

والحِجْرُ والصَّمَّان يحبو أَوْجَمُه

ووَجْمة: اسْم مَوضِع، قَالَ كثير:

أجَدَّت خُفُوفا من جُنُوب كُتَانة ... إِلَى وجمة لما اسْجَهَرَّت حَرُورها

(م وَج) المَوْج: مَا ارْتَفع من المَاء. وَالْجمع: أَمْواج.

وَقد ماج الْبَحْر مَوْجا، ومَوجانا، ومُئُوجا، الْأَخِيرَة عَن ابْن جني، وتموَّج.

ومَوْج كل شَيْء، ومَوَجانه: اضطرابه.

وَرجل مَئُوج: مائج، أنْشد ثَعْلَب:

وكلَّ صَاح ثَمِلا مئوجا

وماج النَّاس: دخل بَعضهم فِي بعض.

وماج امرهم: مرج.

وَفرس غوج مَوْج: إتباع: أَي جواد.

وَقيل: هُوَ الطَّوِيل الْقصب.

وَقيل: هُوَ الَّذِي ينثني يذهب وَيَجِيء. 
وَجب
: ( {وَجَب) الشَّيْءُ، (} يَجِبُ، {وُجُوباً) بالضَّمّ، (} وجِبَةً) كعِدَةٍ. قَالَ شيخُنَا: هُوَ أَيضاً مَقِيسٌ فِي مثله. قلتُ: هاذا المصدرُ، إِنَّمَا ذكره الجَوْهَرِيُّ فِي وَجَب البَيْعُ {يَجِبُ} جِبَةً. وَاقْتصر هُنا على {الوُجُوبِ: (لَزِمَ) . وَفِي التَّلْوِيح: الوُجُوبُ فِي اللُّغة، إِنّما هُوَ الثُّبُوتُ. قُلتُ: وَهُوَ قريبٌ من اللُّزُوم. وَفِي الحَدِيث: (غُسْلُ الجُمُعَةِ} واجِبٌ على كُلّ مُحْتَلِمٍ) . قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: قَالَ الخَطَّابِيّ: مَعْنَاهُ: {وُجُوبُ الاختِيارِ والاستحباب دُونَ وُجُوبَ الفَرْضِ واللُّزُوم؛ وإِنَّمَا شَبَّهه بالواجِب تأْكيداً، كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لصاحبِه: حَقُّكَ عليَّ واجِبٌ. وكانَ الحَسَنُ يراهُ لَازِما، وحُكِي ذالك عَن مالِكٍ. يُقَالُ:} وَجَبَ الشَّيْءُ {وُجُوباً: إِذا ثَبَتَ ولَزِمَ.
} والواجِبُ والفَرْضُ، عندَ الشّافعيّ، سواءٌ، وَهُوَ كُلُّ مَا يُعاقَبُ على تَرْكِه. وفَرَقَ بينَهُمَا أَبو حَنِيفَةَ، فالفرضُ عندَهُ آكَدُ من الوَاجب.
( {وأَوْجَبه) هُوَ، (} ووَجَّبَهُ) مُضَعَّفاً، نقل ابْنُ القَطّاع إِنكاه عَن جمَاعَة. (و) وَجَبَ البيعُ يَجِبُ {جِبَةً،} وأَوْجَبْتُ البيعَ {فوَجَبَ. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: وَجَبَ البَيعُ جِبَةً} ووُجُوباً، وَقد (أَوْجَبَ لَكَ البَيْعَ) ، أَو أَوْجَبَهُ هُوَ! إِيجاباً. كلُّ ذالك عَن اللِّحْيانيّ. {وواجَبَهُ البَيْعَ، (} مُوَاجَبَةً، {ووِجَاباً) بِالْكَسْرِ، عَنهُ أَيضاً. ولمّا كَانَ هاذا من تَتِمَّة كَلَام اللِّحْيَانيّ، وَاخْتَصَرَهُ، ظَنَّ شيخُنا أَنّه أَرادَ بهما مَصدرَيْ أَوْجبَ، فَقَالَ: هاذا التّصريفُ، لَا يُعْرَفُ فِي الدَّواوين، وَلَا تَقتضيه قَواعدُ، إِلى آخرِ مَا قَالَه.
وبَعِيدٌ على مثل المصنِّف أَن يَغْفُلَ فِي مثل هاذا. وغايةُ مَا يُقَالُ إِنّه أَجْحَفَ فِي كَلَام اللِّحْيَانيّ، كَمَا تقدَّمَ.
(و) أَوْجَبه اللَّهُ، (واسْتَوْجَبَه: اسْتَحَقَّهُ) .
وَهُوَ مُسْتَوْجِبُ الحَمْدِ، أَي: وَلِيُّهُ، ومُسْتحِقُّهُ.
(} والوَجِيبَةُ: الوَظِيفَةُ) ، وَهِي مَا يُعَوِّدُهُ الإِنسانُ على نَفْسِه، كاللاّزِم والثّابت. وَالَّذِي فِي الأَساس: {الوَجْبَةُ، وسيأْتي، وعَلى الأَوَّل يكون من زياداته.
(و) عَن أَبي عمرٍ و:} الوَجِيبَةُ: (أَنْ {تُوجِبَ البَيْعَ، ثمَّ تَأْخُذَهُ أَوَّلاً فَأَوَّلاً) ، وَقيل: على أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ بَعْضًا فِي كلِّ يومٍ (حَتَّى تَسْتَوْفِيَ} وَجِيبَتَكَ) .
وَفِي الحَدِيث: (إِذا كَانَ البيعُ عَن خِيارٍ فقد {وَجَبَ) ، أَي: تَمَّ ونَفَذَ. يُقَال: وَجَبَ البَيعُ} وُجُوباً، وأَوْجَبَهُ {إِيجَاباً: أَي لَزِمَ وأَلْزَمَهُ، يَعْنِي: إِذا قَالَ بعدَ العَقْدِ: اخْتَرْ رَدَّ البَيْعِ، أَو إِنْفَاذَهُ، فاخْتَارَ الإِنْفَاذَ، لَزِمَ وإِنْ لم يَفْتَرِقَا.
(} والمُوجِبَةُ: الكَبِيرَةُ من الذُّنُوبِ) الّتي {يُسْتَوْجَبُ بهَا العَذابُ. (و) قيل: إِنَّ} المُوجِبَةَ تكونُ (من الحَسَنَات) والسَّيِّئات، وَهِي (الَّتِي تُوجِبُ النّارَ، أَو الجَنَّةَ) ، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ. وَفِي الحَدِيث: (اللَّهُمَّ، إِنّي أَسأَلُكَ {مُوجِبَاتِ رَحْمَتِك) .
(} وأَوْجَبَ) الرَّجُلَ: (أَتَى بِهَا) ، أَي {بالمُوجِبَةِ من الْحَسَنَات والسَّيِّئات، أَو عَمِل عَمَلاً} يُوجِبُ لَهُ الجَنَّةَ، أَو النّارَ، وَمِنْه الحَدِيث: (مَنْ فَعَلَ كَذَا وكَذا، فقد! أَوْجَبَ) وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ: (أَوْجَبَ ذُو الثَّلاثَةِ والاثْنَيْنِ) ، أَي: من قَدَّم ثَلَاثَة من الوَلَد، أَو اثنَيْنِ، {وَجَبتْ لَهُ الجَنَّةُ. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَنَّ قوما أَتَوُا النَّبِيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّ صاحباً لنا أَوْجَبَ) ، أَي: رَكِبَ خَطِيئةً} اسْتوْجبَ بهَا النّارَ) ، (فَقَالَ: مُرُوهُ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً) .
( {وَوَجَبَ) الحائطُ، (} يَجِبُ، {وَجْبَةً) ،} ووَجْباً: (سَقَطَ) . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَبَ البَيتُ، وكُلُّ شَيْءٍ: سَقَطَ، وَجْباً، ووَجْبةً. ووَجَبَ {وَجْبَةً: سقَطَ إِلى الأَرْض، لَيْسَ الفَعْلَةُ فِيهِ للمَرَّة الْوَاحِدَة، إِنّما هُوَ مصدر} كالوُجُوب. وَفِي حديثِ سَعِيد: (لَوْلَا أَصْواتُ السّافِرَةِ لَسَمِعْتُمْ وَجْبَةَ الشَّمْسِ) ، أَي: سُقُوطَها مَعَ المَغِيب. وَفِي حديثِ صِلَةَ: (فإِذا {بِوَجْبَةٍ) وَهِي صوتُ السُّقُوط. وَفِي المَثَل: (بكَ} الوَجْبَةُ. وبِجَنْبِه فَلْتَكُنِ الوَجْبَةُ) . وقولُه تَعَالَى: {فَإِذَا {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} (الْحَج: 36) ، قيل: مَعْنَاهُ: سَقطتْ جُنُوبُها إِلى الأَرْض وَقيل: خَرجتْ أَنْفُسُها فسَقَطَتْ هِيَ، {فَكُلُواْ مِنْهَا} .
(و) وَجَبَتِ (الشَّمْسُ، وَجْباً،} ووُجوباً: غابَتْ) ، الأَوّل عَن ثَعْلَب.
(و) وَجَبَتِ (العَيْنُ: غارَتْ) ، على المَثَل، فَهُوَ مجازٌ.
(و) وَجَبَ (عَنهُ: رَدَّهُ) ، وَفِي نَوَادِر الأَعْرَاب: {وَجَبْتُهُ عَن كَذَا، ووَكَبْتُهُ: إِذا رَدَدْتَهُ عَنهُ، حَتَّى طالَ وُجُوبُهُ ووُكُوبُهُ عنْهُ.
(و) وَجَب (القَلْبُ) ، يَجِبُ، (وَجْباً،} ووَجِيباً) ، ووُجُوباً، ( {ووَجَبَاناً) محرَّكَةً: (خَفَقَ) ، واضطَربَ. وَقَالَ ثَعْلَب: وَجَبَ القَلْبُ} وَجِيباً، فَقَط. وَفِي حَدِيث عليَ: (سَمِعْتُ لَهَا وَجْبِةَ قَلْبِهِ) ، أَي خَفَقَانَهُ. وَفِي حَدِيث أَبي عُبَيْدَةَ ومُعَاذِ: (إِنَّا نُحَذِّرُكَ يَوْماً تَجِبُ فِيهِ القُلُوبُ) .
( {وأَوْجَب اللَّهُ تَعَالى قَلْبَهُ) ، عَن اللِّحْيَانيّ وَحْدَهُ.
(و) قَالَ ثَعْلَب: وَجَبَ الرَّجُلُ، بالتَّخْفيف: (أَكَلَ أَكْلَةً واحِدَةً فِي النَّهارِ) . وعبارةُ الفَصِيح: فِي الْيَوْم، وَهُوَ أَحسنُ، لِعُمُومِه.
ووَجَبَ أَهلَهُ: فَعَلَ بهم ذالك، (} كَأَوْجَبَ، {ووَجَّبَ) ، بالتَّشْديد. وَهُوَ مَجازٌ.
(و) وَجَبَ الرَّجُلُ، وُجُوباً: (ماتَ) قَالَ قَيْسُ بن الخَطِيمِ يَصِفُ حَرباً وقَعتْ بينَ الأَوْسِ والخَزْرَجِ يَوْمَ بُعَاثٍ:
وَيَوْمَ بُعَاثٍ أَسْلَمَتْنَا سُيُوفُنا
إِلَى نَسَبٍ فِي جِذْمِ غَسّانَ ثاقِبِ
أَطاعَتْ بنُو عَوْفٍ أَمِيراً نَهَاهُمُ
عَن السِّلْمِ، حَتَّى كانَ أَوّلَ} وَاجِبِ
أَي: أَوّلَ مَيّتٍ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النّبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جاءَ يعودُ عبدَ اللَّهِ بْنَ ثابِتٍ، فوجَدَهُ قد غُلِبَ، فاسْتَرْجَع، وَقَالَ: غُلِبْنَا عَلَيْك، يَا أَبَا الرَّبِيعِ. فصاح النِّسَاءُ وبَكَيْنَ فجعَلَ ابْنُ عَتِيك يُسَكِّتُهُنَّ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعْهُنَّ، فإِذا وَجَبَ، فَلَا تَبْكِيَنَّ باكيةٌ، فَقَالُوا: مَا {الوُجُوبُ؟ قَالَ: إِذا ماتَ) . وَفِي حديثِ أَبي بكر، رَضِي الله عَنهُ: (فإِذا وَجَبَ ونَصَبَ عُمْرُه) . وأَصْلُ الوُجُوبِ: السُّقوطُ والوُقوع وزادَ الجَوْهَرِيُّ بعدَ إِنشادِ الْبَيْت: ويقَالُ للقتيل: واجِبٌ.
(و) قَالَ اللِّحْيَانيّ: (وَجَّبَ) فُلانٌ نَفْسَه، و (عِيَالَه، وفَرَسَه) ، أَي: (عَوَّدَهُمْ أَكْلَةً واحِدَةً) فِي النَّهار. وأَوْجَبَ هُو: إِذا كَانَ يأْكُلُ مرَّةً. وَعَن أَبي زيد:} وَجَّبَ فلانٌ عِيالَهُ،! تَوْجِيباً، إِذا جَعَلَ قُوتَهُمْ كلَّ يومٍ وَجْبَةً.
(و) وَجَّبَ (النّاقَةَ) ، تَوجِيباً: (لَمْ يَحْلُبْها فِي اليومِ واللَّيْلَةِ إِلاّ مَرَّةً واحِدَةً) . ومثلُه فِي لِسَان الْعَرَب.
( {والوَجْبُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (النّاقَة الَّتِي يَنْعَقِدُ اللِّبأُ فِي ضَرْعِهَا) ، وَذَا من زياداته (} كالمُوَجِّبِ) ، على صِيغَة اسْمِ الْفَاعِل، من التَّوجيب. يُقَال: {وَجَّبَتِ الإِبِلُ: إِذا أَيبست.
(و) الوَجْبُ: (سِقاءٌ عَظِيمٌ من جِلْدِ تَيْسٍ) وافرٍ، و (ج} وِجَابٌ) ، بالكَسر، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ.
(و) الوَجْبُ: (أَحْمَقُ) عَن الزَّجّاجِيّ. (و) هُوَ أَيضاً: (الجَبَانُ) ، وَهُوَ فِي الصَّحاح، قَالَ الأَخطل:
عَمُوس الدُّجَى تَنْشَقُّ عَن مُتَضَرِّمٍ
طَلُوب الأَعَادِي لَا سَؤُوم وَلَا وَجْب
قَالَ ابْنُ بَرِّيّ فِي حَوَاشِيه: صوابُ إِنشادِه: (وَلَا وجْبِ) بالخَفْضِ، أَي: لاِءَنَّ القصيدةَ مجرورة وَقَالَ الأَخطل أَيضاً:
أَخُو الحَرْبِ ضَرّاها وليسَ بِنَاكِلٍ
جَبَانٍ وَلَا وجْبِ الجَنَانِ ثَقِيلِ
( {كالوَجّابِ) ، أَنشد ثَعْلَب:
أَوْ أَقْدَمُوا يَوْمًا فأَنْتَ وَجّابْ
(} والوَجّابَةُ، مُشَدَّدَتَيْنِ) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ؛ وأَنشد:
ولَسْتُ بدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراشِ
وَوَجّابَةٍ يَحْتَمِي أَنْ يُجِيبَا
قَالَ: وَجَّابةٌ، أَي: فَرِقٌ. ودُمَّيْجَةٌ: يَنْدمِجُ فِي الفِرَاش.
! والمُوجِّبُ؛ عَنهُ، أَيضاً، وأَنشد:
فجاءَ عوْدٌ خِنْدِفِيٌّ قَشْعُمهْ
مُوجِّبٌ عارِي الضُّلُوعِ جِرْضِمُهُ (وَقد وَجُبَ) الرَّجُلُ، (ككَرُمَ، وُجُوبَةً) بالضَّمّ.
(و) الوَجبُ: (الخَطَرُ، وَهُوَ السَّبَق) محرّكةً فيهمَا (الَّذِي يُناضَلُ عَلَيْهِ) ، عَن اللِّحْيَانيّ.
وَقد وَجَبَ الوَجْبُ، وَجْباً. وأَوْجَبَ عَليهِ: غَلَبَهُ على الوَجبِ.
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: الوَجبُ والقَرعُ: الَّذِي يُوضَعُ فِي النِّــضال والرِّهَان، فمَنْ سبَقَ أَخذه.
{وتَواجَبُوا: تَراهَنُوا، كأَنّ بعضَهم أَوجَبَ على بعضٍ شَيْئا.
(و) فِي الصَّحاح: (الوَجْبَة: السَّقْطَةُ مَعَ الهَدّةِ) . ووَجَبَ وَجْبَةً: سَقَطَ إِلى الأَرْض، لَيست الفَعْلَةُ فِيهِ للمَرَّة الْوَاحِدَة. إِنّمَا هُوَ مصدرٌ كالوُجُوب. وَفِي حديثِ سَعيد: (لَوْلَا أَصْوَاتُ السّافِرَةِ، لَسَمِعْتُمْ وَجْبَة الشَّمْسِ) ، أَي: سُقُوطَها مَعَ المغيب. (أَو) الوَجْبَةُ (صَوْتُ السّاقِطِ) يَسْقُطُ، فتُسْمَعُ لَهُ هَدَّةٌ. فِي حديثِ صلَةَ: (فإِذا} بوَجْبَةٍ) ، وَهِي صَوت السُّقُوط.
(و) فِي الحَدِيث: (كُنْتُ آكُلُ الوَجْبَة، وأَنجُو الوَقْعَة) . الوَجْبَةُ: (الأَكْلَةُ فِي الْيَوْم واللَّيْلَةِ) مَرَّةً واحِدةً. (أَوْ أَكْلَةٌ فِي اليَوْمِ إِلى مِثْلِها من الغدِ) ، يُقَالُ: هُوَ يأْكل الوَجْبَةَ، وهاذا عَن ثَعْلَب. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: هُوَ يأْكُل وَجْبةً. كُلُّ ذالك مصدرٌ، لأَنّه ضربٌ من الأَكل. قلتُ، وسيأْتي فِي وَقع عَن ابْن الأَعْرَابيّ وَابْن السِّكِّيت أَوضحُ من ذَلِك.
وَقد {وَجَّبَ نَفْسَه} توجِيباً إِذا عَوَّدَها ذالك، وَكَذَا وَجَّبَ لِنَفْسِه. وَفِي التَّهْذِيب: فُلانٌ يأْكُلُ! وَجْبَةَ، أَي: أَكْلَةً واحِدَةً. وَعَن أَبي زَيْدٍ: المُوَجِّب: الّذِي يأْكُلُ فِي الْيَوْم والليلةِ مرّةً وَاحِدَة. يُقَال: فلانٌ يأْكُلُ وَجْبَةً. وَفِي حَدِيث الحَسن فِي كَفّارةِ اليمينِ: (يُطْعِمُ عَشْرَةَ مساكِينَ وَجْبَةً وَاحِدَة) . وَفِي حَدِيث خالدِ بنِ مَعْدانَ: (مَنْ أَجابَ وَجْبَةَ خِتَانٍ غُفِرَ لَهُ) . كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(والتَّوْجِيب: الإِعْيَاءُ وانْعِقَاد اللِّبَإِ فِي الضِّرْعِ) ، وَقد تقدَّمَ.
( {ومُوجِبٌ، كمُوسِرٍ: د، بَين القُدْسِ والبَلْقَاءِ) ، ومثلُه فِي المعجم وغيرِه.
(و) مُوجِبٌ: (اسْمٌ) من أَسماءِ (المُحرَّمِ) ، عادِيّةٌ.
(} والوِجَاب) ، بِالْكَسْرِ: (مَنَاقِعُ الماءِ) ، وَهُوَ جَمعُ {وَجْبٍ، وَهُوَ: مَا يَبْقَى فِيهِ الماءُ، ولذالك فُسِّر بِالْجمعِ كَمَا لَا يَخْفَى.
وممّا يستدرَكُ عَلَيْهِ:
المَوْجِب: مَصدرُ: وَجَبَ يَجِبُ، وَهُوَ المَوْتُ؛ قَالَ هُدْبَةُ بْنُ خَشْرَمٍ:
فَقُلْتُ لَهُ لَا تُبْكِ عَيْنَكَ إِنّه
بِكَفَّيَّ مَا لاَقَيْتُ إِذْ حانَ مَوْجِبِي
أَراد} بالمَوْجِب مَوْتَه. يقالُ: وَجَبَ {مَوْجِباً: إِذا ماتَ. وَفِي الصَّحاح: خرَجَ القومُ إِلى} مَوَاجِبِهم، أَي: مَصارِعِهِمْ.
وَوَجَبَتِ الإِبِلُ، {ووَجَّبَتْ: إِذا لم تَكَدْ تَقوم عَن مَبارِكِها، كأَنَّ ذالك من السُّقُوطِ. ويقَالُ للبَعيرِ إِذا بَرَكَ وضَرَبَ بنَفْسِه الأَرْضَ: قد وَجَّبَ تَوْجِيباً.
} والمُوَجِّب، كمُحَدِّثٍ، من الدَّوابِّ: الّذِي يَفزَعُ من كلّ شَيْءٍ، عَن ابْن سِيدَهْ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: لَا أَعْرِفُهُ.
والمُوَجِّبُ، كمُحَدِّثٍ: النّاقةُ الّتي لَا تَنبعِثُ سِمَناً.
وَفِي كِتَاب يافِع ويَفَعَة: وَجَبَ البَيعُ وَجُوباً، كالوَاو الّتي فِي الوَلُوع.

السّلوك

السّلوك:
[في الانكليزية] Conduct ،behaviour
[ في الفرنسية] Conduite ،comportement
بضم السين عند السالكين عبارة عن تهذيب الأخلاق ليستعدّ للوصول، أي السلوك أن يطهّر العبد نفسه عن الأخلاق الذميمة مثل حبّ الدنيا والجاه ومثل الحقد والحسد والكبر والبخل والعجب والكذب والغيبة والحرص والظلم ونحوها من المعاصي، ويتّصف بالأخلاق الحميدة مثل العلم والحلم والحياء والرضاء والعدالة ونحوها. اعلم أنّ أهل التصوّف يريدون ثلاثة أشياء: الجذب والسّلوك والعروج. فالجذب هو السّحب، فإنّ جذبة من جذبات الله توازي عمل الثقلين. أمّا السّلوك فهو السّعي الذي يقوم به السّالك في سيره في طريق الله حتى يصل إلى مقصوده. وأمّا العروج فهو الإنعام والإفــضال. وعليه متى أنعم الحقّ على عبد بالجذب فإنّ قلبه يصل إلى الحضرة الرّبانية فيتخلّى عن كلّ ما سوى ذلك من (العلائق)، ويصبح حينئذ عاشقا. فإن استمرّ في هذه الحالة فهو الذي يقال له المجذوب. ثم إذا عاد لحاله ووعيه واستمرّ في طريق السّلوك إلى الله، فهو من يقال له المجذوب السّالك. أمّا إذا بدأ مراحل السّلوك حتى أتمها ثمّ وصلته الجذبة الإلهية فهو الذي يدعى السّالك المجذوب. وأمّا إذا كان سالكا ولكنه لم يجذب بعد فهو يسمّى السّالك. وعلى هذا فالمجموع أربعة أنواع:
مجذوب، ومجذوب سالك، وسالك مجذوب وسالك فقط. فالسّالك أو المجذوب المجرّد لا يصلح أيّ منهما لرتبة القدوة والإرشاد. وأمّا كلّ من السّالك المجذوب أو المجذوب السّالك فتليق بهما رتبة المشيخة والأفضل من كان مجذوبا سالكا.

وقد قال الشيخ نظام الدين: إنّ السّالك يتّجه نحو الكمال، ويعني بذلك من كان قائما بمرتبة السّلوك فيرجى له الكمال. ثم قال بعد ذلك: السّالك قد يقف فيسمّى واقفا، وقد يرجع فيسمّى راجعا. فالواقف هو الذي أصابه فتور فتوقّف عن التلذّذ بالطاعة، فإن تاب بسرعة وأناب فيعود سالكا. وأمّا إذا استمرّ في وقفته (والعياذ بالله) فيصير راجعا. والعثرات في هذا الطريق سبعة أقسام: الإعراض، والحجاب، والتفاصل وسلب المزيد، والسّلب القديم، والتسلّي، والعداوة.

فمثلا: إذا بدرت من العاشق حركة غير مقبولة فإنّ المعشوق يعرض عنه، فإن لم يتب وأصرّ فيقع في حالة الحجب، فإن تراخى في ذلك فيصبح الحجاب فاصلا له عن الحبيب.
فإن استمرّ كذلك ولم يتب سلب المزيد من الطاعات والذّوق الذي كان يجده فيها. ثمّ إذا بقي في ذلك الحال ولم يعتذر وبقي على بطالته فيصبح في درجة التسلّي أي أنّ قلبه يسكن ولا يبالي بفراق الحبيب. ثم إذا استغرق في ذلك ولم تبدر منه بادرة اعتذار فإنّه ينحطّ إلى درجة العداوة والعياذ بالله. كذا في مجمع السلوك.

وفي لطائف اللغات: السّالك في اللغة هو السّائر. وأمّا في اصطلاح الصوفية فهو عبارة عن السّائر إلى الله وهو وسط بين المريد والمنتهي. ويقول في كشف اللّغات، السّالك ينقسم إلى نوعين: سالك هالك، وهو الذي تقيّد في ابتداء حاله بالمجاز وظلّ بعيدا عن فهم الحقيقة.
وسالك واصل وهو الذي في ابتداء مسيره كان محكوما باتّباع الحقيقة، بحيث لم يبق عليه أثر للغير، ويسير مطلقا من القيد، وهو في التوحيد المطلق يفنى ويصير بلا اسم ولا علامة. 

بل

بل
صورة كتابية صوتية في بلاد المغرب العربي من أبوه ال بمعنى العالمية، واللقب.
[بل] ن فيه: "وبالحمد" لله، برفع الحمد على الحكاية، واستدل به على أن البسملة ليست جزءاً من السورة، وأجيب بأن المراد يفتح بسورة الحمد لا بسورة أخرى. وغزوة "بالمصطلق" أي بني المصطلق وهي غزوة المريسيع.
(بل)
من مَرضه بِلَا وبللا وبلولا برأَ وَصَحَّ وَالرِّيح بلولا تندت وَالشَّيْء بِالْمَاءِ وَنَحْوه بِلَا وبلة وبللا وبلالا نداه وَفُلَانًا أعطَاهُ ورحمه وَصلهَا

(بل) الرجل بللا وبلالة فَهُوَ أبل أَي داه فَاجر الْخُصُومَة وبالأمر ظفر بِهِ
[ب ل] بَلْ كَلِمَةُ استدرَاكٍ وَإِعْلاَمٍ بِالإِضْرَابِ عنِ الأَوَّلِ وقَولُهُم قامَ زَيدٌ بَلْ عَمْرٌ ووبَنْ عَمْرٌ وفَإِنَّ النُّونَ بَدَلٌ منَ اللاَّمِ أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ استِعمالِ بَلْ وقلة استعمالِ بَنْ والحُكْمُ على الأكثَرِ لاَ الأَقَلِّ هذا هو الظَّاهرُ مِن أَمْرِه قال ابنُ جِنّيٍّ وَلَستُ أَدفَعُ مَعَ هذا أَنْ يكونَ بَنْ لُغَةً قَائِمةً بنَفْسِهَا
بل
بل [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف عطف بمعنى لكن، يدخل على المفرد وقبله نفي أو نهي فيقرِّر ما قبله ويثبت ما بعده، وإذا كان قبله إثبات أو أمر جعله كالمسكوت عنه ويثبت الحكم لما بعده "ما حضر سليم بل أخوه- ارْو لنا شيئًا من نثرك بل من شِعْرك- {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} ".
2 - حرف ابتداء، أو استئناف، يفيد إبطال المعنى الذي قبله، والردّ عليه بما بعده إذا دخل على جملة " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} - {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} ".
3 - حرف يفيد الانتقال من معنى إلى آخر أهمّ "أنا لا أتقاعس بل أحضّ المتقاعسين على العمل".
4 - حرف عطف يفيد الإضراب تزاد قبله (لا) لتوكيد ما بعده "هو النهر الدافق في عطائه لا بل البحر الخضمّ- وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يقض للشمس كِسفَة أو أفُولُ". 
(بل)
أَدَاة تدخل على الْمُفْرد وعَلى الْجُمْلَة
فَإِذا دخلت على الْمُفْرد وَكَانَ قبلهَا نفي أَو نهي فَهِيَ بِمَعْنى لَكِن تقرر مَا قبلهَا وَتثبت ضِدّه لما بعْدهَا مثل مَا عَليّ شَاعِر بل خطيب وَلَا تقل شعرًا بل نثرا وَإِذا كَانَ قبلهَا إِثْبَات أَو أَمر فَإِنَّهَا تجْعَل مَا قبلهَا كالمسكوت عَنهُ وَتثبت حكمه لما بعْدهَا مثل قَالَ عَليّ شعرًا بل نثرا وَقل نثرا بل شعرًا وَبَعض النُّحَاة يُنكر دُخُولهَا على مُفْرد بعد الْإِثْبَات
ب وَتدْخل على الْجُمْلَة فتفيد حينا إبِْطَال الْمَعْنى الَّذِي قبلهَا وَالرَّدّ عَلَيْهِ بِمَا بعْدهَا مثل {وَقَالُوا اتخذ الرَّحْمَن ولدا سُبْحَانَهُ بل عباد مكرمون} {أم يَقُولُونَ بِهِ جنَّة بل جَاءَهُم بِالْحَقِّ} وَيَقُول النُّحَاة إِنَّهَا هُنَا للإضراب الإبطالي وتفيد حينا الِانْتِقَال من معنى إِلَى معنى آخر هُوَ فِي الْغَالِب أهم فِي تَقْدِير المُرَاد مثل {قد أَفْلح من تزكّى وَذكر اسْم ربه فصلى بل تؤثرون الْحَيَاة الدُّنْيَا} و {بل قَالُوا أضغاث أَحْلَام بل افتراه بل هُوَ شَاعِر} والنحاة يسمون هَذَا الِاسْتِعْمَال إضرابا انتقاليا وَهُوَ أَكثر اسْتِعْمَال بل وَقد تَجِيء لَا بعْدهَا (بل) فَيكون نَصهَا موجها إِلَى الْكَلَام السَّابِق وَلَا تَأْثِير لَهَا فِيمَا بعد بل فَإِن كَانَ مَا قبلهَا مثبتا نفته مثل
(وَجهك الْبَدْر لَا بل الشَّمْس لَو لم يقْض للشمس كسفة وأفول)
وَإِذا كَانَ منفيا أكدت نَفْيه مثل
(وَمَا هجرتك لَا بل زادني شغفا هجر وَبعد ترَاخى لَا إِلَى أجل)
وَكَذَلِكَ تَجِيء قبلهَا كلا فَيكون ردعها موجها إِلَى مَا قبلهَا مثل {قل أروني الَّذين ألحقتم بِهِ شُرَكَاء كلا بل هُوَ الله الْعَزِيز الْحَكِيم}
وَفِي لُغَة الْمُحدثين تكْثر زِيَادَة الْوَاو بعد بل يَقُولُونَ فلَان يُخطئ بل ويصر على الْخَطَأ وَهُوَ يرضى بل ويبالغ فِي الرِّضَا وَهُوَ أسلوب مُحدث
بل
بَلْ كلمة للتدارك، وهو ضربان:
- ضرب يناقض ما بعده ما قبله، لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده وإبطال ما قبله، وربما يقصد تصحيح الذي قبله وإبطال الثاني، فممّا قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين/ 13- 14] ، أي:
ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا، فنبّه بقوله:
رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ على جهلهم، وعلى هذا قوله في قصة إبراهيم قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ [الأنبياء/ 62- 63] .
وممّا قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ [الفجر/ 15- 17] .
أي: ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال في غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ [ص/ 1- 2] ، فإنّه دلّ بقوله:
وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ أنّ القرآن مقرّ للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر، بل لتعزّزهم ومشاقّتهم، وعلى هذا: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا [ق/ 1- 2] ، أي: ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن، ولكن لجهلهم، ونبّه بقوله: بَلْ عَجِبُوا على جهلهم، لأنّ التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ [الانفطار/ 6- 9] ، كأنه قيل: ليس هاهنا ما يقتضي أن يغرّهم به تعالى، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه.
- والضرب الثاني من «بل» : هو أن يكون مبيّنا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد «بل» ، نحو قوله تعالى: بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ [الأنبياء/ 5] ، فإنّه نبّه أنهم يقولون: أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ، يزيدون على ذلك أنّ الذي أتى به مفترى افتراه، بل يزيدون فيدّعون أنه كذّاب، فإنّ الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع، وعلى هذا قوله تعالى: لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ [الأنبياء/ 39- 40] ، أي: لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه، وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما في القرآن من لفظ «بل» لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دقّ الكلام في بعضه.
بل: البَلَلُ: الرُّطُوْبَةُ، وكذلكَ البِلاَلُ، وجَمْعُه أبْلاَلٌ. والبِلَّةُ: الدُّوْنُ من البَلَلِ. وما في السِّقَاءِ بِلاَلٌ: أي ماءٌ. وما في البِئْرِ بَالُوْلٌ.
وإذا حَسُنَتْ حالُ الرَّجُلِ قيل: ابْتَلَّ وابْتَلَّتْ حالُه وتَبَلَّلَ. وإنَّه لَحَسَنُ البُلَلَةِ: يَعْنِي الزِّيَّ والهَيْئَةَ.
وطَوَيْتُه على بُلُلَتِه وبُلُوْلِه وبَلاَلِه وبَلَّتِه: أي على ما بَدَا لي منه مِمَّا لا أشْتَهِي، وقيل: احْتَمَلْتُه على ما فيه من عَيْبٍ.
وبَلَّ فلانٌ فلاناً بثَنَاءٍ حَسَنٍ؛ يَبُلُّه: أي أطْرَاه.
وبُلَّةُ الشَّبَابِ: طَرَاءَتُه.
وكَيْفَ بُلَلَتُكَ: أي حالُكَ، وكذلك البُلُوْلَةُ.
وفيه بُلَلَةٌ: أي بَقِيَّةٌ من وُدٍّ، وبُلَّةٌ أيضاً. ويُقال: ما فيه بَلاَلَةٌ ولا عُلاَلَةٌ: أي بَقِيَّةٌ.
واطْوِ السِّقَاءَ على بُلَلَتِه وبُلَّتِه: أي اطْوِه وهو نَدٍ، وبَلاَلَتُه: مِثْلُه، وكذلكَ بُلَلُه وبُلُلُه وبَلاَلُه.
وبِلَّةُ الإِنْسَانِ: وُقُوْعُه على مَوَاضِعِ الحُرُوْفِ واسْتِمْرَارُه في المَنْطِقِ، ما أحْسَنَ بِلَّةَ لِسَانِه.
ولا تَبُلُّكَ عِنْدي بالَّةٌ وبَلاَلِ على حَذَامِ: أي خَيْرٌ ونَدىً. وما جاءنا بِهَلَّةٍ ولا بَلَّةٍ: أي مَنْفَعَةٍ. وأبْلَلْتُ عليهم: أفْضَلْتُ، وبَلَلْتُ: مِثْلُه.
وبُلَّةُ الشَّجَرِ: ثَمَرَتُها، وهي البُلَلَةُ أيضاً. فأمَّا بِلَّتُه فهو ماؤه ورُطُوْبَتُه. وأبَلَّتِ السَّمُرَةُ إبْلالاً: أثْمَرَتْ. وأبَلَّ العُوْدُ: جَرى فيه نَبْتُ الغَيْثِ.
والبَلَلُ: البَذْرُ، بَلُّوا الأرْضَ: بَذَرُوهَا.
وفلانٌ لا يَبُلُّه شَيْءٌ: أي هو رَغِيْبٌ لا يَنْجَعُ فيه شَيْءٌ.
وبِلاَلٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
والبَلِيْلُ: الرِّيْحُ البارِدَةُ.
وبَلَّ من مَرَضِه وأبَلَّ واسْتَبَلَّ: إذا بَرَأَ، والاسْمُ البِلُّ؛ يَبِلُّ بُلُوْلاً. والبَلِيْلَةُ: الصِّحَّةُ.
والبِلُّ: المُبَاحُ، وفي الحَدِيْثِ: " وهي لشارِبٍ حِلٌّ وبِلٌّ ". وقد أبْلَلْتُه لكَ: أي أحْلَلْتُه.
وبَلَّكَ اللهُ بابْنٍ: أي رَزَقَكَه. وبُلَّ حَجْرُه: مِثْلُه.
والبِلَّةُ: الوَلِيْمَةُ. والعافِيَةُ أيضاً.
وبَلَّ في الأرْضِ وأبَلَّ: ذَهَبَ فيها، وهو بَلاّلٌ في البِلاَدِ.
وبَلَّ فلانٌ برَجُلٍ: إذا وَقَعَ في يَدِه.
وبَلَلْتُ في حاجَةِ فلانٍ: بالَغْتُ فيها. وبَلَّلَ لي في القَوْلِ: غَلَّظَ.
وأبَلَّ الرَّجُلُ: في مَعْنى أبَرَّ أي غَلَبَ.
وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
عَدْوَ جَوْنٍ قد أبَلْ
أي أعْيا الرُّمَاةَ والحِيَلَ فلا يُدْرَكُ، وقيل: اجْتَزَأَ بالرُّطْبِ عن الماءِ.
والأَبَلُّ: الفاجِرُ، وقيل: اللَّئِيْمُ. والبَلَلُ: مَصْدَرُ الأبَلِّ من الرِّجَالِ: الذي لا يَسْتَحْيِي ولا يُبَالِي.
وفلانٌ بَلُّ أبْلاَلٍ: أي داهِيَةٌ.
وبَلِلْتُ به: أي مُنِيْتُ به.
وهو بَلٌّ به: أي صَبٌّ، بَلَّ يَبَلُّ بَلاَلَةً. وكذلكَ إذا واظَبَ عليه.
وبَلِلْتُ بكذا وبَلَلْتُ أبِلُّ وأبَلُّ: أي ظَفِرْتُ.
وفي الحَدِيثِ: " كانَ النّاسُ بذي بِلِّيٍّ وبذي بِلِّيَان " أي تَفَرَّقُوا وتَشَتَّتَتْ أُمُوْرُهُم.
وتَرَكَ ضَيْفَه بذي بِلِّيَان: أي في الهَلاَكِ والضَّلاَلِ.
وبَيْنِي وبَيْنَه بَلاَلِ: أي رَحِمٌ، بَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها: أي وَصَلَها، وفي الحَدِيثِ: " بُلُّوا أرْحَامَكم ولو بالسَّلام ".
وبَلْ: حَرْفُ تَدَارُكٍ يُرْفَعُ به الاسْمُ. ويكونُ للعَطْفِ أيضاً.
والبُلْبُلُ: طائرٌ. والمِعْوَانُ من الرِّجَالِ، وجَمْعُه بَلاَبِلُ.
والبُلْبُلَةُ: كُوْزٌ في جَنْبِه بُلْبُلٌ.
ورَجُلٌ بُلاَبِلٌ: نَدُسٌ لا يَخْفى عليه شَيْءٌ، وبُلْبُلِيٌّ. والبَلْبَلَةُ: وَسْوَاسُ الهُمُوْمِ في الصَّدْرِ، وهو البَلْبَالُ والبَلاَبِلُ.
وبَلْبَلَةُ الألْسُنِ: المُخْتَلِطَةُ. والتَّبَلْبُلُ: التَّبَحْبُحُ. والبَلْبَالُ: الحَرَكَةُ والضَّجَّةُ.
ويُقال للذِّئْبِ: البَلْبَالُ؛ لأنَّه يُبَلْبِلُ الغَنَمَ ويُفَرِّقُها، وجَمْعُه بَلاَبِلُ.
والبُلْبُلُ: من السَّمَكِ؛ قَدْرُ الكَفِّ.
والبَلاَبِلُ: جَمْعُ البَلْبَلَةِ؛ وهي خَرَزَةٌ سضوْدَاءُ في الصَّدَفِ.
وبُلْبُوْلُ: اسْمُ بَلَدٍ.
والأُبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التَّمْرِ، ومنه اشْتُقَّ اسْمُ الأُبُلَّةِ بالبَصْرَةِ. وهي أيضاً: فُعْلُلَةٌ من البَلَلِ.
والحَمَامُ المُبَلِّلُ: الدّائِمُ الهَدِيْرِ.
والبَلِيْلُ: الصَّوْتُ.
وجاءَ في أُبُلَّتِه وإبَالَتِه: أي في قَبِيْلَتِه وجَمِيْعِ أصْحَابِه. والإِبَّوْلَةُ: الجَمَاعَةُ، وجَمْعُه أ

بَابِيْلُ.
وتَبَلَّلَ الأسَدُ: أثَارَ بمَخَالِبِهِ الأرْضَ وهو يَزْئِرُ.
وهو قَلِيْلٌ بَلِيْلٌ: على الإِتْبَاعِ.

بل

1 بَلَّهُ (S, M, &c.,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. بَلٌّ (M, Msb, K) and بِلَّةٌ, (M, K,) He moistened it (S, M, K) with water (M, Msb, K) &c.; (M;) and in like manner, ↓ بلّلهُ, (S, M, K,) but signifying he moistened it much. (S, TA.) b2: [Hence,] بَلَّتِ الإِبِلُ أَغْمَارَهَا [The camels damped their thirst;] i. e., drank a little. (TA in art. غمر.) b3: [Hence also,] بَلَّ رَحِمَهُ, (T, S, M, K,) aor. ـُ (T, M,) inf. n. بَلٌّ (with fet-h, TA [in the CK it has kesr]) and بِلَالٌ, (M, K,) (tropical:) He made close [or he refreshed] his ties of relationship by behaving with goodness and affection and gentleness to his kindred; syn. وَصَلَهَا, (T, S, M, K,) and نَدَّاهَا: (T:) for, as some things are conjoined and commixed by moisture, and become disunited by dryness, بَلٌّ is metaphorically used to denote conjunction, as above, and يُبْسٌ to denote the contrary. (TA.) A poet says, وَالرِّحْمَ فابْلُلْهَا بِخَيْرِ البُلَّانْ فَإِنَهَااشْتُقَّتْ مِنِ اسْمِ الرَّحْمٰنْ [(tropical:) And the ties of relationship, make thou them close &c. by the best mode, or modes, of doing so; for the name thereof is derived from the name of the Compassionate]: here ↓البُلَّان may be a noun in the sing. number, like غُفْرَانٌ, or it may be pl. of بَلَلٌ, which may be either a subst. or an. inf. n., for some inf. ns. have pls., as شُغْلٌ and عَقْلٌ and مَرَضٌ. (M.) And it is said in a trad., بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ (tropical:) Make ye close [or refresh ye] your ties of relationship &c., though but, or if only, by salutation; syn. صِلُوهَا, (M,) or نَدُّوهَا بِالصِّلَةِ. (S.) And hence the saying in another trad., إِذَ اسْتَشَنَّ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللّٰهِ فَابْلُلْهُ بِالإِحْسَانِ إِلَى عِبَادَهِ (tropical:) [When the tie between thee and God wears out, repair thou it, or refresh thou it, by beneficence to his servants]. (TA.) [See also بِلَالٌ.] b4: بَلَّكَ اللّٰهُ بِابْنٍ, (S, M, K,) and ابْنًا, (M, K,) (assumed tropical:) May God give thee a son. (S, M, K, TA.) Hence, perhaps, the phrase, بُلَّتْ يَدَاكَ بِهِ as meaning (assumed tropical:) Thou was given it. (Har p. 479.) You say also, بَلَلْتُهُ, meaning (assumed tropical:) I gave to him. (T.) And ↓ لَا تَبْلُكَ عِنْدِى بَالَّةٌ, and ↓ بَلَالٌ, (T, S, M, K, [but in the K عِنْدَنَا, and “ or ” for “ and,” and in the CK لا تَبَلُّكَ,]) (tropical:) No bounty, (S,) no good, or no benefit, shall betide thee from me, (T, S, K, TA,) nor will I profit thee, nor believe thee. (T.) b5: بَلُّوا They sowed land. (ISh, T, K.) A2: [بَلَّ as an intrans. verb perhaps primarily signifies It was, or became, moist; and has for its sec. Pers\. بَلِلْتَ or بَلَلْتَ, and for its aor. ـَ or بَلِّ, and for its inf. n. بَلَلٌ, and probably بِلَّةٌ &c. mentioned with that noun below. b2: And hence,] بَلَّتِ الرِّيحُ, aor. ـِ inf. n. بُلُولٌ, The wind was cold and moist. (M, K.) [See بَلِيلٌ.] b3: [And hence, probably, as though originally said of one who had had a fever,] بَلَّ مِنْ مَرَضِهِ, aor. ـِ inf. n. بَلٌّ (S, M, K) and بَلَلٌ and بُلُولٌ; (M, K) and ↓ ابلّ, and ↓ استبلّ; (S, M, K;) He recovered from his disease: (S, M:) and ↓ ابتلّ and ↓ تبلّل he became in a good condition after leanness, or meagerness: (M,Z:) or all have this latter signification: and the second (ابلّ) has the former also. (K.) b4: And بَلَّ, (M, K,) aor. ـِ (M,) inf. n. بُلُولٌ; and ↓ ابلّ; He (a man, TA) escaped, or became safe or secure, (M, K,) from difficulty, distress, or straitness. (TA.) b5: بَلَّ فِى الأَرْض, (Msb, K, * TA,) aor. ـِ inf. n. بَلٌّ; (Msb;) and ↓ ابلّ; (M, K;) He (a man, M) went away in, or into, the land, or country. (M, Msb, K.) And بَلَّتْ نَاقَتُهُ His she-camel went away. (TA.) And بَلَّتْ مَطِيَّتُهُ عَلَى وَجْهِهَا, (Fr, T, TA,) and على ↓ ابلّت وجها, (K,) His camel, or riding-camel, ran away, or went away, at random, to pasture, straying; syn. هَمَتْ ضَالَّــةً. (Fr, T, K, TA. [In the CK, همت, which, as is said in the TA, is without teshdeed, is written هَمَّتْ.]) A3: بَلِلْتُ مِنْهُ, (As, T, S, &c.,) inf. n. بَلَلٌ, (M,) I got him; got possession of him; (As, T, S, M, K;) got him in my hand. (S.) One says, لَئِنْ بَلَّتْ بِكَ يَدِى لَا تُفَارِقُنِى أَوْ تُؤَدِّىَ حَقِّى [Assuredly if my hand get hold of thee, thou shalt not quit me unless thou give up, or pay, my right, or due]. (S.) and hence the prov., مَا بَلَلْتُ مِنْ فُلَانٍ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ [I did not get, in such a one, a man like an arrow with a broken notch and without a head]; meaning I got a perfect man; one sufficient. (Sh, T.) b2: Also, (T,) or بَلِلْتُهُ, (M, K,) I kept, or clave, to him, (T, M, K,) namely, a man, (T, K,) and constantly associated with him. (T.) And بَلَّ بِالشَّيْءِ, inf. n. بَلٌّ, He became devoted, or attached, to the thing, and kept to it constantly. (TA.) b3: And بَلِلْتُ مِنْهُ, (M, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. بَلَلٌ and بَلَالَةٌ and بُلُولٌ, I was tried by him (مُنِيتُ بِهِ [app. meaning بِحُبِّهِ by love of him]), and loved him (عَلِقْتُهُ [in the CK عَلَقْتُهُ]); as also بَلَلْتُ به, (AA, M, K,) aor. ـِ inf. n. بُلُولٌ (AA, TA.) And بَلِلْتُ بِهِ I was tried by him, as though by fire, (صَلِيتُ به, [in the CK صَلَيْتُ,]) and suffered distress, or misery, or fatigue (شَقِيتُ, for which شُفِيتُ is erroneously put in the copies of the K: TA). (M, K. *) b4: مَا بَلَلْتُ بِهِ, (K,) aor. ـَ inf. n. بَلَلٌ, (TA,) I did not light on, or meet with, or find, nor know, him, or it; expl. by مَا أَصَبْتُهُ وَ لَا عَلِمْتُهُ. (K.) A4: بَلَّ, (Th, M, K,) inf. n. بَلَلٌ, (Th, S, M, K,) He (a man) was, or became, such as is termed أَبَلّ [which epithet see below]. (Th, S, M, K.) 2 بَلَّّ see 1, first sentence.4 ابلّ It (wood, or a branch or twig,) had the sap, (المَآء, K,) or the produce of the rain, (O,) flowing in it. (O, K.) b2: See also بَلَّ, in four places.

A2: He (a man) resisted, or withstood, and overcame. (As, T, S. [See also أَبَلَ.]) And ابلّ عَلَيْهِ He overcame him. (M, K.) [See an ex. in a verse of Sá'ideh, cited voce خَسْفٌ.] b2: He wearied by badness, or wickedness: (M, K:) or he wearied another in aiding him to accomplish his desire. (TA. [See مُبِلٌّ.]) A3: أَبْلَلْتُهُ I made him to go away. (Msb.) 5 تَبَلَّّ see 8: b2: and see also بَلَّ.8 ابتلّ It became moist or moistened (S, M, Msb, * K) with water (M, Msb, K) &c.; (M;) and in like manner, [but signifying it became much moistened, being quasi-pass. of بلّلهُ,] ↓ تبلّل. (M, K.) b2: See also بَلَّ.10 إِسْتَبْلَ3َ see بَلَّ.

R. Q. 1 بَلْبَلَ, inf. n. بَلْبَلَةٌ and بِلْبَالٌ, (M, K,) the latter with kesr, (TA,) [but written in the CK with fet-h,] He put people in motion; and roused, or excited, them. (M, K.) b2: Also, (T,) inf. n. بَلْبَلَةٌ, (K,) He scattered, dispersed, or put asunder, his goods, commodities, or householdutensils and furniture. (IAar, T, K. * [In the CK, والمَتاعُ is erroneously put for وَالمَتَاعِ.]) b3: And He divided, or disunited, opinions. (Fr, T, K; but only the inf. n. of the verb in this sense is mentioned.) b4: And He (God) [mixed or confounded or] made discordant the tongues, or languages, of a people. (T.) b5: [See also بَلْبَلَةٌ below.] R. Q. 2 تَبَلْبَلَ He (a man) was moved by grief [or anxiety: see بَلْبَلَةٌ, below]. (Har p. 94.) b2: تَبَلْبَلَتِ الأَلْسُنُ The tongues, or languages, became mixed, or confounded. (S, K.) A2: تَبَلْبَلَتِ الإِبِلُ الكَلَأَ The camels went on seeking the herbage, or pasture, and left not of it aught. (S, K.) بَلْ is a particle of digression: (Mughnee, K:) or, accord. to Mbr, it denotes emendation, wherever it occurs, in the case of a negation or an affirmation: (T, TA:) or it is a word of emendation, and denoting digression from that which precedes; as also بَنْ, in which the ن is a substitute for the ل, because بل is of frequent occurrence, and بن is rare; or, as IJ says, the latter may be an independent dial. var. (M.) When it is followed by a proposition, the meaning of the digression is either the cancelling of what precedes, as in وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [And they said, “The Compassionate hath gotten offspring: ” extolled be his freedom from that which is derogatory from his glory! nay, or nay rather, or nay but, they are honoured servants (Kur xxi. 26)], or transition from one object of discourse to another, as in قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [He hath attained felicity who hath purified himself, and celebrated the name of his Lord, and prayed: but ye prefer the present life (Kur lxxxvii. 14-16)]: (Mughnee, K: *) and in all such cases it is an inceptive particle; not a conjunctive. (Mughnee.) When it is followed by a single word, it is a conjunction, (S, * Msb, * Mughnee, K,) and requires that word to be in the same case as the word before it: (S:) and if preceded by a command or an affirmation, (Mughnee, K,) as in اِضْرَبْ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا [Beat thou Zeyd: no, 'Amr], (Msb, Mughnee, K,) and قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو [Zeyd stood: no, 'Amr], (M, Mughnee, K,) or جَآءَنِى أَخُوكَ بَلْ أَبُوكَ [Thy brother came to me: no, thy father], (S,) it makes what precedes it to be as though nothing were said respecting it, (S, * Msb, * Mughnee, K,) making the command or affirmation to relate to what follows it: (S, * Msb, * Mughnee:) [and similar to these cases is the case in which it is preceded by an interrogation: see أَمْ as syn. with this particle:] but when it is preceded by a negation or a prohibition, it is used to confirm the meaning of what precedes it and to assign the contrary of that meaning to what follows it, (Mughnee, K,) as in مَا قَامَ زَيْدٌ عَمْرٌو [Zeyd stood not, but 'Amr stood], (Mughnee,) or مَا رَأَيْتُ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا, [I saw not Zeyd, but I saw 'Amr], (S,) and لَا يَقُمْ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو [Let not Zeyd stand, but let 'Amr stand]. (Mughnee.) Mbr and 'Abd-El-Wárith allow its being used to transfer the meaning of the negation and the prohibition to what follows it; so that, accord. to them, one may say, مَازَيْدٌ قَائِمًا بَلْ قَاعِدًا [as meaning Zeyd is not standing: no, is not sitting], and بَلْ قَاعِدٌ [but is sitting]; the meaning being different [in the two cases]. (Mughnee, K. *) The Koofees disallow its being used as a conjunction after anything but a negation [so in the Mughnee, but in the K a prohibition,] or the like thereof; so that one should not say, ضَرَبْتُ زَيْدًا بَلْ إِيَّاكَ [I beat Zeyd: no, thee]. (Mughnee, K.) Sometimes لَا is added before it, to corroborate the meaning of digression, after an affirmation, as in the saying, وَجْهُكَ البَدْرُ لَا بَلِ الشَّمْسُ لَوْ لَمْ يُقْضَ لِلشَّمْسِ كَسْفَةٌ وَ أُفُولُ [Thy face is the full moon: no, but it would be the sun, were it not that eclipse and setting are appointed to happen to the sun]: and to corroborate what precedes it, after a negation, as in وَ مَا هَجَرْتُكَ لَا بَلْ زَادَنِى شَغَفًا هَجْرٌ وَ بَعْدٌ تَرَاخَى لَا إِلَى أَجَلِ [And I did not abandon thee, or have not abandoned thee: no, but abandonment and distance, protracted, not to an appointed period, increased, or have increased, my heart-felt love]. (Mughnee, K. *) b2: Sometimes it is used to denote the passing from one subject to another without cancelling [what precedes it], and is syn. with وَ, as in the saying in the Kur [lxxxv. 20 and 21], وَاللّٰهُ مِنْ, وَ رَائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ [And God from behind them is encompassing: and it is a glorious Kur-án: or here it may mean إِنَّ, as in an ex. below]: and to this meaning it is made to accord in the saying, لَهُ عَلَىَّ دِينَارٌ بَلْ دِرْهَمٌ [I owe him a deenár and a dirhem]. (Msb.) b3: In the fol-lowing saying in the Kur [xxxviii. 1],وَالْقُرْآنِ ذِى

الذِّكْرِبَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ, it is said to signify إِنَّ; [so that the meaning is, By the Kur-án possessed of eminence, verily they who have disbelieved are in a state of pride and opposition;] therefore the oath applies to it. (Akh, S.) b4: Sometimes the Arabs use it in breaking off a saying and commencing another; and thus a man commences with it a citation, or recitation, of verse; in which case, it does not form any part of the first verse, but is a sign of the breaking off, or ending, of what precedes. (Akh, S.) b5: Sometimes it is put in the place of رُبَّ, (S, Mughnee,) as in the saying of the rájiz, بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهٍ

[Many a far-extending desert have I traversed, after a far-extending desert]. (S: [and a similar ex. is given in the Mughnee.]) b6: What is deficient in this word [supposing it to be originally of three letters] is unknown; and so in the cases of هَلْ and قَدْ: it may be a final و or ى or they may be originally بَلّ and هَلّ and قَدّ. (Akh, S.) بَلٌّ Moist, or containing moisture: or rather moistened; being, app., an inf. n. used in the sense of a pass. part. n. ; like خَلْقٌ in the sense of مَخْلُوقٌ. Hence,] رِيحٌ بَلَّةٌ and ↓بَلِيلٌ and ↓بَلِيلَةٌ A wind in which is moisture: (S:) or the last, a wind mixed with feeble rain: (T:) and the second, a wind cold with moisture; (M, K;) or the same, a wind cold with rain; (A, TA;) the north wind, as though it sprinkled water by reason of its coldness: (TA:) and ↓ بَلَلٌ also signifies a cold north wind: (Ibn-'Abbád, TA:) بَلِيلٌ is used alike as sing. and pl. : (K:) it has no pl. (M.) A2: بَلٌّ بِشَىْءٍ A man (M) devoted, or attached, to a thing, and keeping to it constantly. (M, K. [In the CK and in my MS. copy of the K, اللَّهْجُ is erroneously put for اللَّهِجُ.]) b2: And بَلٌّ, alone, Much given to the deferring of payment to his creditors, by repeated promises; (T;) withholding, by swearing, what he possesses of things that are the rightful property of others. (IAar, T, K.) See also أَبَلٌّ, in two places.

بِلٌّ Allowable, or lawful; i. e., to be taken, or let alone, or done, or made use of, or possessed: (T, S, M, K:) so in the dial. of Himyer: (T, S. M:) or a remedy; (A'Obeyd, T, S, M, K;) from the phrase بَلَّ مِنْ مَرَضِهِ [q. v.]: (A' Obeyd, T, S, M:) or it is an imitative sequent to حِلٌّ, (M, K,) as some say: (M:) so As thought until he heard that it was said to be of the dial. of Himyer in the first of the senses explained above: (S, M:) A'Obeyd and ISk say that it may not be so because it is conjoined with حِلٌّ by وَ: (T:) and A'Obeyd says, We have seldom found an imitative sequent conjoined by و. (TA.) Hence the phrase, هُوَ لَكَ حِلٌّ وَبِلٌّ It is to thee lawful and allowable: or lawful and a remedy. (M, K. *) And hence the saying of El-'Abbás the son of 'Abd-El-Muttalib, respecting [the well of] Zemzem, هِىَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وَ بِلٌّ It is to a drinker lawful &c. (T, S, M.) بَلَّةٌ [A single act of moistening. b2: And hence,] The least sprinkling (أَدْنَى بَلَلٍ lit. the least moisture) of good. (TA in art. هل.) You say, جَآءَنَا فُلَانٌ فَلَمْ يَأْتِنَا بِهَلَّةٍ وَلَا بَلَّةٍ [Such a one came to us and did not bring us anything to rejoice us nor the least sprinkling of good]: هلّة, accord. to ISK, being from الفَرَحُ and الاِسْتِهْلَالُ, and بلّة from البَلْلُ and الخَيْرُ. (S.) And مَا أَصَابَ هَلَّةً

وَلَا بَلَّةً He did not obtain, or has not obtained, anything. (S.) b3: Wealth, or competence: (Fr, TA:) or wealth, or competence, after poverty; (Fr, T, K, TA;) as also ↓ بُلَّى. (K.) b4: Remains of herbage or pasture; (K;) as also ↓ بُلَّةٌ. (Fr, T, K.) b5: The freshness of youth; as also ↓ بُلَّةٌ; (M, K; *) but the former word is the more approved. (M.) b6: See also an ex. voce بَلَلٌ.

بُلَّةٌ: see بَلَلٌ, in two places: b2: and see also بَلَّةٌ, in two places. b3: Also A state of moisture. (M.) b4: The moisture of fresh pasture. (S, M, K.) The rájiz (Iháb Ibn-'Omeyr, TA) says, describing [wild] asses, وَ فَارَقَتْهَا بُلَّةُ الأَوَابِلِ حَتَّى إِذَا أَهْرَأْنَ بِالأَصَائِلِ meaning that they went in the cool of the evening to the water after that the herbage had dried up: الاوابل means the wild animals that are satisfied with green pasture, so as to be in no need of water. (S.) بِلَّةٌ: see بَلَلٌ, in two places. b2: Also Good, good fortune, prosperity, or wealth: and sustenance, or means of subsistence. (M, K.) b3: Health; soundness; or freedom from disease. (T, K, TA.) b4: A repast prepared on the occasion of a wedding, or on any occasion. (Fr, K.) b5: (tropical:) The tongue's fluency, and chasteness of speech: (K, TA:) or its readiness of diction or expression, and facility; (M;) and [so in the M, but in the K “ or,”] its falling upon the [right] places of utterance of the letters, (T, M, A, K,) and its regular and uniform continuance of speech, (T, M, K,) and its facility. (K.) You say, مَا أَحْسَنٌ بِلَّةَ لِسَانِهِ (tropical:) [How good is the fluency, &c., of his tongue!]. (T, M, TA.) بَلَلٌ Moisture; (S, M, Msb, K;) as also ↓ بِلَّةٌ (S, M, K) and ↓ بِلَالٌ and ↓ بُلَالَةٌ (M, K) [and several other dial. vars. occurring in phrases in this paragraph]: or ↓ بِلَّةٌ signifies an inferior, or inconsiderable, degree of moisture; (Lth, T, K; [an ambiguity in the K in this place has occasioned several mistakes in Freytag's Lex. voce بَلَلٌ;]) and ↓ بِلَالٌ is an anomalous pl. of this word; (M, TA;) and is pl. also of ↓ بُلَّةٌ: (S, TA:) and بُلَّانٌ, occurring in a verse cited above (see 1) may be pl. of بَلَلٌ. (M.) [Using syns. of بَلَلٌ in the sense explained above,] you say, طَوَيْتُ

↓ السِّقَآءَ عَلَى بُلُلَتِهِ, (S, K,) and ↓ بُلَلَتِهِ, (K,) or ↓ بَلَلَتِهِ, (T, M,) I folded the skin while it was moist, (T, S, M, K,) before it should break in pieces, (T,) or lest it should break in pieces. (M.) And [hence,] ↓ طَوَيْتُ فُلَانًا عَلَى بُلُلَتِهِ, (T, *S, M, *K, *) and ↓ بُلَلَتِهِ, (T, S, K,) and ↓ بَلَلَتِهِ, and ↓ بُلَالَتِهِ, and ↓ بَلَالَتِهِ, (K,) and ↓ بُلَّتِهِ, (S, K,) and ↓ بَلَّتِهِ, (M, K,) and ↓ بُلَاتِهِ, (S, K,) and ↓ بَلَاتِهِ, (K) and ↓ بُلُولَتِهِ, (S, K,) which is of the dial. of Temeem, (TA,) and ↓ بُلُولِهِ, (K,) (tropical:) I bore with, suffered, or tolerated, such a one, (S, K,) notwithstanding his vice, or fault, (T, S, M, K,) and evil conduct: (S:) or [so in the M and K, but in the S “ and,”] I treated him with gentleness, or blandishment, (S, K,) while some love, or affection, remained in him; (S, M, K;) and this is the true meaning; (M;) and in like manner, نَفْسِهِ ↓ عَلَى بِلَالٌ. (S, TA.) And ↓ طَوَاهُ عَلَى بِلَالِهِ, and ↓ بُلُولِهِ, (tropical:) He feigned himself heedless of, or inattentive to, his vice, or fault; like as one folds a skin upon its fault [to conceal that fault]. (T.) And اِنْصَرَفَ القَوْمَ

↓ بِبَلَلَتِهِمْ, and ↓ بِبُلُلَتِهِمْ, and ↓ بِبُلُولَتِهِمْ, (assumed tropical:) The people, or company of men, turned away, or back, having some good, or somewhat good, remaining, in them, or among them; expl. by وَفِيهِمْ بَقِيَّةٌ [in which the last word generally implies something good; as, for instance, in the Kur xi. 118]: (M, K:) or, in a good state, or condition: (K:) or this latter is meant when one says, بِبُلُلَتِهِمْ. (T.) b2: Abundance of herbage; or of the goods, conveniences, or comforts, of life. (TA.) b3: See also بَلٌّ. b4: مَا أَحْسَنَ بَلَلَهُ How good is his adornment of himself! or his manner of undertaking a task, or taking upon himself a responsibility! (K: expl. in some copies by تَجَمُّلَهُ; and so in the TA: in others by تَحَمُّلَهُ.) بُلَلٌ, like صُرَدٌ, (K,) or بُلُلٌ, (so in a copy of the T, accord. to the TT,) Seed; grain for sowing. (ISh, T, K.) بَلَلَةٌ and its pl. : see four exs. voce بَلَلٌ.

بُلَلَةٌ and its pl.: see three exs. voce بَلَلٌ b2: The sing. also signifies Garb, guise, aspect or appearance, external state or condition. (Ibn-'Abbád, K.) You say, إِنَّهُ لَحَسَنُ البُلَلَةِ Verily he is goodly, or beautiful, in garb, &c. (Ibn-'Abbád, TA.) b3: You say also, كَيْفَ بُلَلَتُكَ, and ↓ بُلُولَتُكَ, meaning How is thy state, or condition? (Ibn-'Abbád, K.) بُلُلَةٌ: see three exs. voce بَلَلٌ.

بَلَالِ a subst. signifying The making close the ties of relationship by behaving with goodness and affection and gentleness to one's kindred: (K:) changed in form from بَالَةٌ; q. v. (TA.) [See also بِلَالٌ.]

بَلَالٌ: see what next follows.

بُلَالٌ: see what next follows.

بِلَالٌ: see بَلَلٌ, in four places. b2: Also Water; (T, S, M, K;) and so ↓ بُلَالٌ and ↓ بَلَالٌ. (K.) You say, مَا فِى سِقَائِهِ بِلَالٌ There is not in his skin any water: (T, S:) or anything whatever: (so in a copy of the S:) and in like manner one says of a well. (T.) And ↓ مَا فِى البِئْرِ بَالُولٌ There is not any water in the well. (K.) b3: And Anything with which one moistens the fauces, of water or of milk: (S, Msb, K:) such is said to be its meaning. (Msb.) b4: And hence the saying, اِنْضَحُوا الرَّحِمَ بِبَلَالِهَا, i. e. صِلُوهَا بِصِلَتِهَا [Make ye close the ties of relationship by behaving with that goodness and affection and gentleness to kindred which those ties require: see بَلَّ رَحِمَهُ; and see also بَلَالِ]. (S.) بُلُولٌ: see two exs. voce بَلَلٌ.

بَلِيلٌ: see بَلٌّ.

بَلَالَةٌ: see an ex. voce بَلَلٌ.

بُلَالَةٌ: see بَلَلٌ, in two places. b2: Also The quantity with which a thing is moistened. (Har p. 107.) b3: And A remain, or remainder; (T, and Har ubi suprá;) as also عُلُالَةٌ. (Har ubi suprá.) You say, مَا فِيهِ بُلَالَةٌ وَلَا عُلَالَةٌ There is not in it anything remaining. (T, and Har ubi suprá.) بُلُولَةٌ: see two exs. voce بَلَلٌ: b2: and see an ex. voce بُلَلَةٌ.

بَلِيلَةٌ: see بَلٌّ. b2: Also Wheat boiled in water, [in the present day, with clarified butter, and honey,] and eaten. (TA.) A2: And i. q. صِحَّةٌ [Health, or soundness, &c.]. (TA.) بُلَّى: see بَلَّةٌ.

بَلَّانٌ A hot bath: (K:) the ا and ن are augmentative: for the hot bath is thus called because he who enters it is moistened by its water or by his sweat: (TA:) pl. بَلَّانَاتٌ, (K,) occurring in a trad., and said by IAth to be originally بَلَّالَاتٌ. (TA in art. بلن; in which, as well as in the present art., it is mentioned in the K.) b2: It is now applied to A man who serves [the bathers, by washing them &c.,] in the hot bath: [fem. with ة:] but this is a vulgar application of the word. (TA.) بُلَّانٌ: see 1.

بُلْبُلٌ [The nightingale: and a certain melodious bird resembling the nightingale: both, in the present day, vulgarly called بِلْبِل:] the عَنْدَلِيب [q. v.]: and the كُعَيْت [q. v.]: (T:) a certain bird, (S, M, K,) well known, (K,) of beautiful voice, that frequents the Haram [or Sacred Territory of Mekkeh], and is called by the people of El-Hijáz the نُغَر [q. v.]. (M.) b2: A man light, or active: (S:) or clever, well-mannered, or elegant, and light, or active: (T:) or a man (M) light, or active, in journeying, and very helpful; (M, K;) and so ↓ بُلَابِلٌ, (M,) or ↓ بُلْبُلِىُّ: (K:) or, accord. to Th, a boy light, or active, in journeying: (M:) and a man light, or active in that which he sets about; (TA;) as also ↓ بُلَابِلٌ; (K;) or this last signifies a man active in intellect, to whom nothing is unapparent: (T:) pl. of the first, (S,) and of the last, (K,) بَلَابِلُ. (S, K.) A2: A certain fish, of the size of the hand. (Ibn-'Abbád, K.) A3: The spout (قَنَاة) of a mug (كُوز), that pours forth the water. (M, K.) بَلْبَلَةٌ inf. n. of بَلْبَلَ [q. v.]. (M, K.) A2: A state of confusion, or mixture, of tongues, or languages. (M, K. *) In the copies of the K, الأَسِنَّة is here erroneously put for الأَلْسِنَة. (TA.) b2: Also, and ↓ بَلْبَالٌ, The vain, or unprofitable, or evil, suggestion of anxieties in the bosom: (T:) or anxiety, and vain, or unprofitable, or evil, suggestion of the mind: (S:) or intense anxiety, and vain, or unprofitable, or evil, suggestions or thoughts; (M, K;) as also ↓ بُلَابِلٌ, (so in the M, accord. to the TT,) or ↓ بَلَابِلُ: (so in copies of the K:) this last [however] is pl. of ↓ بَلْبَالٌ; (T;) which also signifies vehement distress in the bosom; (M, K;) and so does ↓ بَلْبَالَةٌ: (IJ, M:) or ↓ بَلْبَالٌ signifies anxiety and grief: and, as also بَلْبَلَةٌ, a motion, or commotion, in the heart, arising from grief or love. (Har p. 94.) بُلْبُلَةٌ A mug (كُوز) having a spout (بُلْبُل) by the side of its head, (M, K, TA,) from which the water pours forth: (TA:) or a ewer, as long as it contains wine. (Kull p. 102.) بُلْبُلِيٌّ: see بُلْبُلٌ.

بَلْبَالٌ: see بَلْبَلَةٌ, in three places.

A2: Also A putting people in motion; and rousing, or exciting, them: a subst. from R. Q. 1. (M, K.) بَلْبَالَةٌ: see بَلْبَلَةٌ.

بَلَابِلٌ: see بَلْبَلَةٌ.

بُلَابِلٌ: see بُلْبِلٌ, in two places: A2: and see بَلْبَلَةٌ.

بَالَّةٌ [properly A thing that moistens. b2: and hence,] (tropical:) Bounty, or liberality; or a gift; as also ↓ بَلالِ: (T, S, TA:) and both these words, good, or benefit: (T, S, M, TA:) so in a phrase mentioned above; see 1: (T, S, K:) the latter word is changed in form the former. (T.) [See also بَلَالِ above.]

بَالُولٌ: see بِلَالٌ.

أَبَلٌّ More, and most, moist: fem. بَلَّآءُ: and pl. بُلٌّ. Hence,] الجَنُوبُ أَبَلُّ الرِّيَاحِ The south is the most moist of the winds. (S.) b2: [Hence, also,] مَا شَىْءٌ أَبَلَّ لِلْجِسْمِ مشنَ اللَّهْوِ Nothing is more healthful and suitable to the body than sport. (TA.) b3: And صَفَاةٌ بَلَّآءٌ A smooth stone or rock. (S.) b4: And أَبَلُّ, applied to a man, (T, S, &c.,) Violent, or vehement, in contention, altercation, or dispute; (T, M, K;) as also ↓ بَلٌّ: (K:) or (M) one who has no sense of shame: (M, K:) or (TA) one who resists, or withstands, (K, TA,) and overcomes: (TA:) or (M) very mean, (M, K,) from whom that which he possesses cannot be obtained, (Ks, T, S, M, K,) by reason of his meanness; (Ks, T, S;) and so بَلَّآءُ applied to a woman: (Ks, S:) or mean, (TA,) much given to the deferring of payment to his creditors, (IAar, M, K,) much given to swearing (T, S, K) and to wronging, (S, K,) withholding the rightful property of others; (TA;) as also ↓ بَلٌّ [q. v.]: (IAar, M, [but referring only to what is given above on the authority of the former,] K, [referring to the same and to what follows except the addition in the TA,] and TA:) or, (S, M,) accord. to AO, (S,) i. q. فَاجِرُ [i. e. vicious, immoral, unrighteous, &c.]: (S, M, K:) fem. بَلَّآءُ: (M, K:) and pl. بُلُّ: (K:) or it signifies one who pursues his course at random, not caring for what he meets. (Ham p. 383.) مُبِلٌّ One whose aiding thee to accomplish thy desire wearies thee. (A'Obeyd, T, K, TA. [In the CK, for مَنْ يَعْيِيكَ أَنْ يُتَابِعَكَ عَلَى مَا تُرِيدُ, we find مَنْ يُعِينُكَ اَى يُتَابِعُكَ علي ما تُرِيدُ.]) خَصْمٌ مِبَلٌّ A constant, firm, or steady, adversary in a contention, dispute, or litigation. (M, K.)

الزائد

الزائد:
[في الانكليزية] Affix ،infix
[ في الفرنسية] Affixe ،infixe
عند أهل العربية يطلق على الحرف الغير الأصلي وقد سبق. والزوائد الأربع هي حروف المضارعة وهي الألف والنون والياء والتاء، وقد يطلق الزائد على ما لا فائدة له كما في الأطول في بيان الغرابة، وعلى كلمة وجودها وعدمها لا يخلّ بالمعنى الأصلي، وأنّ لها فائدة، ومنه حروف الزيادة كذا يستفاد من الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ الزائد على قسمين لأنّ اللفظ الذي لا فائدة فيه إمّا أن لا يكون متعيّنا كإيراد لفظين مترادفين وهو المسمّى بالتطويل نحو وجدت قول فلان كذبا مينا. فالكذب والمين بمعنى واحد لا فائدة في الجمع بينهما، فأحدهما زائد لا على التعيّن. وإمّا أن يكون الزائد متعينا وهو المسمّى بالحشو نحو وجدت قول فلان قولا كاذبا. فلفظ قولا زائد معيّن كذا في المطوّل.
وقد يطلق على المزيد وهو الحرف الذي يتصل بالخروج كما ستعرف. وعند المحاسبين هو العدد المستثنى منه كما مرّ. والزوائد عند أهل الرّمل أربعة أشكال وهي الواقعة في المرتبة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة، وتسمّى أيضا شواهد.
الزائد
أحصى النحاة ما ورد في القرآن الكريم من كلمات زائدة، وحصروها في خمسة عشر لفظا: هى إِذْ، فى قوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (البقرة 30). وإذا في قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (الانشقاق 1). أى انشقت السماء كما قال: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ (القمر 1). وإلى، فى قوله تعالى: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم 37). فى رواية من قرأ تهوى، بفتح الواو. وأم، فى قوله تعالى: وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (الزخرف 51، 52). والتقدير: «أفلا تبصرون؟! أنا خير» وإن في قوله تعالى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ (الأحقاف 26). وأن، فى قوله تعالى: وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً (العنكبوت 33). وقوله تعالى: فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (يوسف 96). وقوله سبحانه: وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا (البقرة 246). وقوله تعالى:
وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا (إبراهيم 12). و (الباء) فى قوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (البقرة 195). وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (مريم 25). فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (الحج 15).
وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (الحج 25). فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (القلم 5، 6). وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها (يونس 27). وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ (البقرة 228). و (الفاء)، فى قوله سبحانه: هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (ص 55 - 57). وفي، من قوله تعالى: وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها (هود 41).
و (الكاف)، فى الآية الكريمة: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى 11).
و (اللام)، فى قوله تعالى: قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (النمل 72).
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36). ولا، فى قوله تعالى: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (الأعراف 12). قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (طه 92، 93). وقوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (الحديد 28، 29). وقوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (القيامة 1). وما على شاكلته من الآيات، وقوله سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء 65). وقوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (الأنعام 151). وقوله تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (الأنعام 109). وقوله سبحانه: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (الأنبياء 95). وقوله سبحانه: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً (آل عمران 79، 80). وما، فى قوله سبحانه: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (آل عمران 159)، وفَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ (النساء 155). وقوله سبحانه: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً (نوح 25). ومن، فى قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (الأنعام 34). و (الواو)، فى قوله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (الزمر 73). وقوله سبحانه وتعالى: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (الصافات 103 - 105).
ذلك ما أحصاه النحويون من حروف، قالوا: إنها زائدة وردت في القرآن، يعنون بزيادتها أنهم لا يستطيعون لها توجيها إعرابيّا، وإن كانوا يجدونها قد أدت معانى، لا تستفاد من الجملة إذا هى حذفت، وسنقف عند كل آية نتبين فيها ما زيد وسر زيادته.
أما زيادة إذ في الآية الأولى فمما لم يرتضه ابن هشام في مغنيه ، وقال صاحب الكشاف : إذ منصوبة بإضمار اذكر، ويجوز أن ينتصب بقالوا، وعليه، فليست إذ بزائدة.
وكذلك لم يرتض زيادة إذا في الآية السابقة بل رآها شرطية حذف جوابها، لتذهب النفس في تقديره كل مذهب، أو اكتفاء بما علم في مثلها من سورتى التكوير والانفطار، ففي كلتا السورتين قد ذكر جواب إذا، فقيل في سورة التكوير فى الجواب: عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (التكوير 14). وقيل في سورة الانفطار: عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار 5).
وقيل في توجيه آية (إلى): إن تهوى بفتح الواو قد ضمنت معنى تميل ، وهو يتعدى بإلى فليست على ذلك بزائدة. وأم في آيتها ليست زائدة كذلك، بل هى منقطعة بمعنى بل، وتفيد الإضراب الانتقالى، وليست إن في آيتها زائدة، بل نافية والمعنى ولقد مكناهم، فى أمور لم نمكنكم فيها، والمجيء بإن هنا أفضل من المجيء بما، حذرا من التكرير اللفظى.
أما أن في الآيتين الأوليين فزائدة، جىء بها مؤذنة بتراخى حدوث الفعلين بعدها في الزمن، تراخيا عبّر عنه القرآن بهذه اللفظة، ولو أن الفعل كان على الفور لا تصل الفعل بلما من غير فاصل بينهما. وأما في الآيتين الأخيرتين، فأن غير زائدة فيهما، والمعنى أى داع لنا في ترك القتال في سبيل الله، وفي ألا نتوكل على الله، وقد هدانا سبلنا.
والباء ليست زائدة في الآية الأولى، فمعناها: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، أى: لا تكونوا سببا في هلاك أنفسكم بأفعالكم. أما في الآية الثانية فقد ضمن (هزى) معنى أمسكى هازة، فجىء بالباء مصورة لمريم، ممسكة بجذع النخلة، تهزها، مبعدة هذا الجذع حينا، ومقربة له إليها حينا آخر. وأما الباء في (بسبب) فعلى تضمين يمدد معنى يتصل، إذ ليس المراد مطلق مد سبب إلى السماء، بل الهدف أن
يعلق المغيظ نفسه بهذا السبب، فساغ لذلك هذا التضمين ودلت الباء عليه.
وليست الباء في (بإلحاد) داخلة على المفعول به بل هو محذوف، والجار والمجرور حال من فاعل يرد، كشأن الجار والمجرور بعده، والمعنى ومن يرد فيه مرادا ما، عادلا عن القصد، ظالما، والإلحاد العدول عن القصد فالباء للمصاحبة لا زائدة.
وليس من الضرورى جعل الباء زائدة في بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ، بل من الممكن أن تكون بمعنى في، والتقدير في أيكم المفتون، أى سنرى ويرون في أى الفريقين منكم يكون المجنون، أفى فريق المسلمين، أم في فريق الكافرين.
ولم يرتض ابن هشام أن تكون الباء في (بمثلها) زائدة، بل قال: والأولى تعليق بمثلها، باستقرار محذوف، هو الخبر ؛ كما لم يرتض زيادة الباء في بأنفسهن في الآية الكريمة، بل قال: «فيه نظر، إذ حق الضمير المرفوع المتصل، المؤكد بالنفس، أو العين، أن يؤكد أولا بالمنفصل، نحو قمتم أنتم أنفسكم، ولأن التوكيد هنا ضائع، إذ المأمورات بالتربص، لا يذهب الوهم إلى أن المأمور غيرهن، بخلاف قولك زارنى الخليفة نفسه » وعلل صاحب الكشاف ذكر الأنفس هنا، فقال: «فى ذكر الأنفس تهييج لهن على التربص، وزيادة بعث، لأن فيه ما يستنكفن منه، فيحملهن على أن يتربصن، وذلك أن أنفس النساء طوامح إلى الرجال، فأمرن أن يقمعن أنفسهن، ويغلبنها على الطموح، ويجبرنها على التربص».
وليست (الفاء) فى قوله سبحانه: هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (ص 57).-
بزائدة، بل هى آية ضمت ثلاث جمل قصيرة، يوحى قصرها الخاطف بالرهبة فى النفس، والخوف؛ فالجملة الأولى مبتدؤها مذكور حذف خبره، فكأنه قال:
هذا حق ثابت لا مراء فيه، وكأنه يشير إلى ما تقدم من قوله: جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (ص 56). ثم فرع على ذلك العذاب الذى أعد لهم، قائلا: فَلْيَذُوقُوهُ ذاكرا ضميرا يبعث في النفس ترقب تفسيره، ففسره بأن ما سيذوقونه حميم يحرق بحرّه، وغساق يقتل ببرده، ولم يذكر المبتدأ هنا إسراعا إلى ذكر العذاب المعد لهم. وخرجه ابن هشام على أن خبر هذا هو حميم وغساق، لا الجملة الطلبية، وعليه فتأويل الآية: «هذا حميم وغساق، فليذوقوه» وإنما أسرع بالجملة الطلبية، تهديدا لهم، وتشفيا منهم.
ولا وجه لزيادة «فى» من قوله سبحانه: وَقالَ ارْكَبُوا فِيها (هود 41). لأن ركوبهم كان في السفينة. ولم ير صاحب الكشاف الكاف زائدة بل وجه الآية الكريمة بقوله: «قالوا مثلك لا يبخل، فنفوا البخل عن مثله، وهم يريدون نفيه عن ذاته، قصدوا المبالغة في ذلك، فسلكوا به طريق الكناية؛ لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسده، وعمن هو على أخص أوصافه، فقد نفوه عنه، ونظيره قولك للعربى: العرب لا تخفر الذمم، كان أبلغ من قولك: أنت لا تخفر، ومنه قولهم قد أيفعت لداته، وبلغت أترابه، يريدون إيفاعه وبلوغه، فإذا علم أنه من باب الكناية لم يقع فرق بين قوله: «ليس كالله شىء»، وبين قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .
وإذا ضمنت رَدِفَ معنى دنا، فى قوله سبحانه: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (النمل 71، 72).
لم تعد اللام زائدة، كما لا تصير اللام زائدة في الآية التالية إذا جعلناها وما بعدها متعلقة بالفاعل المحذوف، وكان تأويل الجملة: هيهات هيهات الوقوع لما توعدون، وكان حذف الفاعل لوضوح دلالة الجملة عليه.
أما لا الواقعة بعد منع في الآيتين فزائدة، أريد بها تصوير فعل الممتنع، فإبليس في الآية الأولى لم يسجد، حين أمره الله، وهارون في الثانية لم يتبع موسى، وعصى أمره. وأريد بها كذلك تصوير ما يكون من هؤلاء الكفرة، إذا استجيب لهم، ونزلت الآية التى اقترحوها، فقال تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (الأنعام 109).- وتصوير أمر القرية التى أهلكت، وأن من المحال عودتها فقال سبحانه: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (الأنبياء 95).- وبيان ما يكون من هذا البشر الذى يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة، فهو لا يأمر باتخاذ الملائكة والنبيين أربابا. وتشعر في لا وهى زائدة في قوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ (الحديد 29). بأن أهل الكتاب هؤلاء، لن يتدبروا الأمر تدبرا يؤدى بهم إلى الإيمان، وأن علمهم حينئذ سيكون كلا علم، فكأنهم لم يعلموا.
وأما لا الواردة في القسم القرآنى، فإنها مزيدة توطئة للنفى بعده، وتوكيدا له، كما في قوله سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ (النساء 65).
وذلك مستفيض في أشعارهم، كقول امرئ القيس: فلا وأبيك ابنة العامرى ... لا يدعى القوم أنى أفر
ومنها ما كان للنفى تعظيما للمقسم به، كما في قوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة 75، 76). وليس ذلك بمانع من أن تكون هذه الصيغة مؤكدة لما يذكر بعدها.
أما الآية الكريمة: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ (الأنعام 151). فنظرة إليها تريك أنه لم يذكر فيها المحرم، وإنما ذكر فيها ما أمروا به، من عدم الشرك بالله، والإحسان إلى الوالدين، إلى غير ذلك، فكان المحرم عليهم ضد هذا الذى ذكره، فليست لا زائدة بل هى للنفى، والجملة متسقة مع ما تلاها.
وما ليست زائدة في الآيات الثلاث الواردة، بل هى نكرة تامة بمعنى شىء، وما بعدها بدل كل منها، والمجيء بهذه النكرة متصلة بحرف الجر، وهى تبعث فى النفس معنى مبهما، ليزداد الشوق إلى معرفة معناها، حتى إذا ورد استقر في النفس واطمأنت إليه. ولا يكون ذلك إلا حيث يكون الكلام مرتبطا بأمر عظيم، كالرحمة التى ألانت قلب الرسول، والخطيئات التى أغرقتهم فأدخلوا بها النيران، ونقض المواثيق التى كانت سبب ما يعانونه من اللعنة وسوء المصير.
أما من في الآية الكريمة فاسم بمعنى بعض. والواو في الآيتين ليست بزائدة، وجواب إذا ولما محذوف ترك إلى النفس إدراكه، حتى كأن العبارة لا تفى بالدلالة عليه.
ومن كل ذلك يبدو أن ما يمكن عده زائدا، إنما هو حروف نادرة، جىء بها لأغراض بلاغية، وفت هذه الحروف الزائدة، ويظهر أن تسميتها زائدة معناه أنها لا يرتبط بها حكم إعرابى، لا أنها لم تؤد في الجملة معنى.
وورد في القرآن ما يبدو للنظرة السريعة أنه يمكن الاستغناء عنه، ولكن التأمل يبين عن دقة بارعة، فى اختيار هذا التعبير، وبلاغة مؤثرة في المجيء به، وهاك قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا (البقرة 79). فتأمل قوله بأيديهم يصور بها جريمة الافتراء، ويرسم بها مقدار اجترائهم على الله، ويؤكد ارتكابهم الجريمة بأنفسهم، وإن شئت فأسقط تلك الكلمة، وانظر أى فراغ تتركه إذا سقطت.
وقوله تعالى: قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (النحل 26). فمن فوقهم صورت هذه الكارثة، التى نزلت بهم أكمل تصوير، ومن هذا الباب قوله سبحانه: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ (البقرة 19). فالمطر لا يكون إلا من السماء، ولكن التعبير عن المطر بالصيب، ووصفه بأنه من السماء، يصوره لك كأنما هو حجارة مصوبة، تهبط من هذا العلو الشاهق، فتصيب بأذاها هذا السائر الــضال.
وقوله تعالى: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (النور 15). وقوله تعالى: وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (الأحزاب 4). فأفواهكم تدل في الآية الأولى على أن الحديث الذى يجرى على ألسنتهم حديث لم يشترك فيه العقل، ولم يصدر عنه، وفي الآية الثانية، تدل على أن النطق اللسانى، لا يغير من الحقيقة شيئا، فهو لا يتعدى اللسان، إلى ما في الأفئدة من حقائق.
وقوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (الأحزاب 4). ففي ذكر الجوف تأكيد لإنكار وجود قلبين لرجل، فإذا تصور القارئ جوفا، بادر بإنكار أن يكون فيه قلبان.
وذكر واحدة في قوله تعالى: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (الحاقة 13 - 15).- فضلا عما فيه من صيانة النغم الموسيقى، يوحى بقصر النفخة، وسرعة الدكة، وفي ذلك من إثارة الرعب، وتصوير شدة الهول ما فيه. وقوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (النجم 19، 20). تجد فيه وصف مناة بالثالثة، زيادة عما فيه من الحفاظ على الاتساق القرآنى، والموسيقى المتناسبة، إشارة إلى ما منى به هؤلاء القوم من ضعف في العقول، وفساد في التفكير، حتى إنهم لم يقفوا بإشراكهم عند حد إلهين، بل زادوا عليهما ثالثا، وإنى أشعر بالتهكم المر في قوله:
الْأُخْرى.
وقد كفانى الأدباء أمر البحث في توجيه قوله سبحانه: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ (البقرة 196). فقوله: تِلْكَ عَشَرَةٌ مع أن الثلاثة والسبعة معلوم أنها عشرة، رفع لتوهم أنها ثلاثة في الحج أو سبعة في الرجوع لاحتمال الترديد. وقوله: كامِلَةٌ مع أن العشرة لو نقصت لم تكن عشرة، فائدته أنّ التفريق ما نقص أجرها، بل أجرها كامل، كما لو كانت متوالية فنسب الكمال إليها، لكمال أجرها . 

ألي

ألي
آلاء [جمع]: مف أَلْو وإلًى وأَلًى: نِعَمٌ كثيرة " {فَاذْكُرُوا ءَالاَءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ". 

أُلي [جمع]: اسم موصول للجمع بنوعيه، بمعنى الذين (لجمع المذكّر) واللاّتي (لجمع المؤنّث)، وهو جمعٌ لا واحد له من لفظه. 

أَلْية [مفرد]: ج أَليَّات وأَلَيات وألايا، مث أَلْيان: (شر) ما تراكم من شحم في موضع العجز أو الذَّيل "أَلْية الخروف". 
[أل ي] الأَلْيَةُ العَجِيْزَةُ للنَّاسِ وَغَيْرِهِم وَقِيْلَ هُوَ مَا رَكِبَ العَجُزَ مِنَ اللَّحمِ والشَّحْمِ والجَمْعُ أَلْيَاتٌ وَأَلايَا والأَخِيْرَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَحَكَى اللّحْيَانِيُّ إِنَّهُ لَذُو أَلْيَاتٍ كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا أَلْيَةٌ ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا وَكَبْشٌ أَلْيَانٌ وَأَلْيَانُ وَآلَى وَآلٍ وَقَالُوا في جَمْعِ آلٍ أُلْيٌ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جُمِعَ عَلَى أَصْلِهِ الغَالِبِ عَلَيْهِ لأَنَّ هَذَا الضَّرْبَ يَأْتِي عَلَى أَفْعَلَ كَأَعْجَزَ وَأَسْتَهَ فَجَمَعُوا فَاعِلاً عَلَى فُعْلٍ لِيُعْلَمَ أَنَّ المُرَادَ بِهِ أَفْعَلُ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جَمْعَ نَفْسٍ آلٍ لا يُذْهَبُ بِه إِلَى الدِّلالَةِ عَلَى آلَى وَلَكِنَّهُ يَكُونُ كَبَازِلٍ وبُزْلٍ وَعَائِذٍ وَعُوْذٍ ونَعْجَةٌ أَلْيَانَةٌ أَلْيَاءُ وَكذلِكَ الرَّجُلُ والمَرْأَةُ مِنْ رِجِالٍ أُلْيٍ وَنِساءٍ أُوْليٍ وأَلْياناتٍ وَإِلاءٍ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ رَجُلٌ آلَى وَامْرَأَةٌ عَجْزَاءُ ولاَ يُقَالُ أَلْيَاءُ قَالَ وَقَدْ غَلِطَ أَبُو عُبَيْدٍ في ذلِكَ وَأَلْيَةُ الحَافِرِ مُؤَخَّرُهُ وَأْلْيَةُ القَدَمِ مَا وَقَعَ عَلَيهِ الوَطءُ مِنَ البَخصَةِ الَّتِي تَحْتَ الخِنْصَرِ وَأَلْيَةُ الإِبْهَامِ ضَرَّتُهَا وَهِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي في أَصْلِها وَأَلْيَةُ السَّاقِ حَمَاتُهَا هذا قَوْلُ الفَارسِيِّ وَالأَلْيَةُ الشَّحْمَةُ وَرَجُلٌ ألاّءٌ يَبِيْعُ الأَلْيَةَ يَعْنِي الشَّحْمَ وَالأَلْيَةُ المَجَاعَةُ عن كُرَاعَ والآلآءُ النِّعَمُ وَاحِدُهَا أُلْيٌَوإِلْيٌ وَأَليً وَقَوْلُ الأَعْشَى

(أَبْيَضُ لا يَرْهَبُ الهُزَالَ وَلا ... يَقْطَعُ رِحْمًا وَلا يَخُونُ إِلَي)

يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِلَي هنا وَاحِدَ آلاءِ اللهِ وَيَخُونُ يَكْفُرُ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُخَفَّفًا مِنَ الإلِّ الَّذِي هَوَ العَهْدُ وَهُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ والأَلاءِ شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ دَائِمُ الخُضْرَةِ أَبدًا يُؤْكَلُ مَا دَامَ رَطْبًا فَإِذَا عَسَى امْتَنَعَ وَدُبِغَ بِهِ وَاحِدَتُهُ أَلاءَةٌ حَكَى ذَلِكَ أَبُو حَنِيْفَةَ قَالَ وَتُجمَعُ أَيْضًا أَلاءَاتٍ وَرُبَّمَا قُصِرَ الأَلاءُ قَالَ رُؤْبَةُ

(يَخْضَرُّ مَا اخْضَرَّ الأَلا وَالآسُ ... )

وَعِندِي أَنَّهُ إِنَّمَا قَصَرَ ضَرُورَةً وَقَدْ تَكُونُ الأَلاءَةُ جَمْعًا حَكَاَه أَبُو حَنِيْفةَ وَقَدَ تَقَدَّمَ في الهَمْزَةِ وَسِقَاءٌ مأْلِيٌّ ومَأْلُوٌّ دُبِغَ بِالألاءِ عَنْهُ أَيْضًا وَإِلْيَاءُ مَدِيْنَة بيت المَقْدِسِ وَإِلْيَاءُ اسمُ رَجُلٍ وَالمِئْلاةُ خِرْقَةٌ تُمْسِكُهَا المَرأَةُ عِندَ النَّوْحِ قَالَ لَبِيدٌ

(كَأَنَّ مُصَفِّحَاتٍ في ذُرَاهُ ... وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنَّ المَآلِي)

وَإِلَى مُنْتَهًى لابْتِدَاءِ الغَايَةِ قَالَ سيبويه تقولُ خَرَجْتُ مِنْ كَذَا إِلَى كَذَا وَهِيَ مِثْلُ حَتَّى إلا أَنَّ لِحَتَّى فِعْلاً لَيْسَ لإِلَى وَيَقُولُ الرَّجُلُ إِنَّمَا أَنَا إِلَيْكَ أَى أَنْتَ غَايَتِي وَلا تَكُونُ حَتَّى هُنَا فَهذَا أَمْرُ إِلَي وأَصْلُهُ وَإِنْ اتَّسَعَتْ وَهِيَ أَعَمُّ فِي الكَلامِ مِن حَتَّى تَقُولُ قُمْتُ إِلَيْهِ فَتَجْعَلُهُ مُنْتَهَاكَ مِن مَكَانِكَ وَلا تَقُولُ حَتَّاهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى {من أنصاري إلى الله} الصف 14 وَأَنْتَ لا تَقُولُ سِرْتُ إِلَى زَيْدٍ تُرِيدُ مَعَهُ فَإِنَّمَا جَاَز {من أنصاري إلى الله} لَمَّا كَانَ مَعْنَاهُ مَنْ يَنْضَافُ فِي نُصْرَتِي إِلَى اللهِ فَجَازَ لِذَلِكَ أَنْ تَأْتِيَ هنا بِإِلَى وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {هل لك إلى أن تزكى} النازعات 18 وَأَنْتَ إِنَّمَا تَقُولُ هَلْ لَكَ فِي كَذَا لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ دُعَاءً مِنْهُ عَلَيهِ السَّلامُ صَارَ تَقْدِيرُهُ أَدْعُوكَ وَأُرْشِدُكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَتَكُونُ إِلى بِمَعْنَى عِنْدَ قَالَ الرَّاعِي

(صَنَاعٌ فَقَدْ سَادَتْ إِلَيَّ الغَوَانِيَا ... )

أَي عِندِي وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَعَ كَقَوْلِكَ فُلانٌ حَكِيْمٌ إِلَى أَدَبٍ وفِقْهٍ وَتَكُونُ بِمَعْنَى في كَقَوْلِ النَّابِغَةِ

(فَلا تَتْرُكني بِالوَعِيْدِ كَأَنَّنِي ... إِلى النَّاسِ مَطْلِيٌّ بِهِ القَارُ أَجْرَبُ)

قَالَ سيبويه وَقَالُوا إِلَيْكَ إِذَا قُلْتَ تَنَحَّ قَالَ وَسَمِعْنَا مِنَ العَرَبِ مَنْ يُقَالُ لَهُ إِلَيْكَ فَيَقُولُ إِلَيَّ كَأَنَّهُ قِيْلَ لَهُ تَنَحَّ فَقَالَ أَتَنَحَّى وَلَمْ يُسْتَعْمَل الخَبَرُ في شَيءٍ مِن أَسْمَاءِ الفِعْلِ إِلا في قَوْلِ هَذَا الأَعْرَابِيِّ وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي فِرْعَوْنَ يَهْجُو نَبَطِيَّةً اسْتَسْقَاهَا مَاءً

(إِذَا طَلَبْتُ المَاءَ قَالَتْ لَيْكًا ... )

(كَأَنَّ شُفْرَيْها إِذَا مَا احْتَكَّا ... )

(حَرْفَا بِرَامٍ كُسِرَا فاصْطَكَّا ... )

فَإِنَّما أَرَادَتْ إِلَيْكَ أَي تَنَحَّ فَحذَفَتِ الأَلِفَ عُجْمَةً قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ لَيْكَا مُرْدَفَةٌ واحْتكَّا واصْطَكَّا غَيْرُ مُرْدَفَتَيْنِ قَالَ وَظَاهِرُ الكَلاَمِ عِندِي أَنْ تَكُونَ أَلِفُ لَيْكَا رَوِيًا وَكذلِكَ الأَلِفُ مِن احْتَكَّا واصَطَكَّا رَوِيٌّ وَإِنْ كانَتْ ضَمِير الاثْنَيْنِ وَأُلا وَأُلاءِ اسمٌ يُشَارُ بِهِ إِلَى الجَمْعِ وَيَدْخُلُ عَلَيْهَا حَرْفُ التَّنْبِيهِ يَكُون لِمَا يَعْقِلُ ولَمَا لا يَعْقِلُ وَالتَّصْغِيرُ أُلَيَا وَأُلَيَّاءُ قَالَ (يَا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلانًا بَرَزْنَ لَنَا ... مِن هَؤُلَيَّاءِ بَيْن الــضَّالِّ والسَّمُرِ)

قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ اعْلَمْ أَنَّ أُلاءِ إِذَا مُثِّلَ فُعَالٌ كَغُرَابٍ وَكانَ حُكْمُهُ إِذَا حَقَّرْتَهُ عَلَى تَحْقِيرِ الأَسْمَاءِ المُتَمَكِّنَةِ أَنْ تَقُولَ هَذَا أُلَيِّئٌ وَرَأَيْتُ أُلَيِّئًا وَمَرَرْتُ بِأُلَيِّئٍ فَلَمَّا صَارَ تَقْدِيرُهُ أُلَيِّئًا أَرَادُوا أَنْ يَزِيدُوا فِي آخِرِهِ الأَلِفَ الَّتِي تَكُونُ عِوَضًا عَنْ ضَمَّةِ أَوَّلِهِ كَمَا قَالُوا في ذا ذَيَّا وفي تَا تَيَّا وَلَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَوَجَبَ أَنْ يَقُولُوا أُلَيِّأَاْ فَيَصِيْرُ بَعْدَ التَّحْقِيْرِ مَقْصُورًا وَقَدْ كَانَ قَبْلَ التَّحْقِيْرِ مَمْدُودًا أَرَادُوا أَنْ يُقِرُّوهُ بَعْدَ التَّحْقِيرِ عَلَى مَا كَانَ عَلَيهِ قَبْلَ التَّحْقِيْرِ مِنْ مَدِّهِ فَزَادُوا الأَلِفَ قَبْلِ الهَمْزَةِ فَالأَلِفُ الَّتِي قَبْلِ الهَمْزةِ في أَلَيِّثَاءِ لَيْسَتْ بِتِلْكَ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا في أُلاءِ إِنَّمَا هِيَ الأَلِفُ الَّتِي كانَ سَبِيْلُهَا أَنْ تَلْحَقَ آخِرًا فَقُدِّمَتْ لِمَا ذَكَرْنَاهُ وَأَمَّا أَلِفُ أُلاءِ فَقَدْ قُلِبَتْ يَاءً كَمَا تُقْلَبُ أَلِفُ غُلامٍ إِذَا قُلْتَ غُليِّمٌ وَهِيَ اليَاءُ الثَانِيَةُ واليَاءُ الأُوْلَى هِيَ يَاءُ التَّحْقِيرِ وَيُقَالُ أُلالِكَ أَنْشَدَ يَعْقُوبُ

(أُولالِك قَوْمِي لَمْ يَكُونُوا أُشَابَةً ... وَمَنْ يَعِظُ الضِّلِّيْلِ إِلا أُولالِكَا)

وَاللامُ فِيهِ زَائِدةٌ ولا يُقَالُ هَؤُلالِكَ وَزَعَمَ سيْبَوَيْهِ أَنَّ اللامَ لَمْ تُزَدْ إِلا فِي عَبَدْلٍ وَفي ذَلِكَ وَلَمْ يذْكُرُ أُلالِكَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ اسْتَغْنَى عَنْهَا بِقَوْلِهِ ذَلِكَ إِذْ أُلالِكَ فِي التَّقْدِيرِ كَأَنَّهُ جَمَعُ ذَلِكَ وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ أُلَى في اللامِ والهَمْزَةِ وَاليَاءِ لأنَّ سيبَوَيْهِ قَالَ أُلَى بِمَنْزِلَةِ هُدَى فَمَثَّلَهُ بِمَا هُوَ مِنَ اليَاءِ وَإِنْ كانَ سيبويهِ رُبَّمَا عَامَلَ اللَّفْظَ قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ هَؤُلاء قَوْمُكَ وَرَأَيْتُ هَؤُلاء قَالَ فَنَوَّنُوا وَكَسَّرُوا وَهِيَ لُغَةُ بَنِي عُقَيْلٍ وألاَ حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ واسْتِفْهَامٍ وَتَنْبِيهٍ نَحْوَ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {ألا إنهم من إفكهم ليقولون} الصافات 151 وَقَوْلِهِ تَعَالَى {ألا إنهم هم المفسدون} البقرة 12 قَالَ الفَارِسيُّ فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى حَرْفِ تَنْبِيهٍ خَلَصَتْ للاسْتِفْتَاحِ كَقَوْلِهِ

(أَلا يَا اسَلمِي يَا دَارَ مَيٍّ عَلَى البِلَى ... ) فَخَلَصَتْ هُنَا للاسْتِفْتَاحِ وَخُصَّ التَّنْبِيهُ بها وَأَمَّا ألا الَّتِي للعَرْضِ فَمُرَكَّبَةٌ مِن لا وَأَلِفِ الاسْتِفْهَامِ
ألي: الآلاء: النعم. واحدها أَلًا، وإِلْيٌ وإِلًى.

أوي

أ و ي

اللهم آوني إلى ظل كرمك وعفوك. وتقول: أنا أهوي إلى معاقلك هوياً، وآوي إلى ظلالك أوياً. وما لفلان امرأة تؤويه. وقال ابن عباس للأنصار رضي الله عنهم: بالإيواء والنصر ألا جلستم. وأنتم مأوى المحاويج. وتألبوا عليّ وتآووا، ثم شنعوا عليّ وتعاووا. وأويت عن كذا إذا تركته، وأيوت لفلان: رثيت له أيةً ومأويةً. قال:

ولو أنني استأويته ما أوى ليا

وتقول: وجدني يتيماً فآوى، وشهرني وأنا أخمل من ابن آوى. 
(أ و ي) : (أَوَى) إلَيْهِ الْتَجَأَ وَانْضَمَّ أُوِيًّا وَآوَاهُ غَيْرُهُ إيوَاءً وَمِنْهُ قَوْلُهُ فَإِنْ آوَاهُ سَقْفٌ وَقَدْ جَاءَ أَوَاهُ بِمَعْنَى آوَاهُ (وَمِنْهُ) مَا فِي طَلَاقِ الْكَرْخِيِّ وَاَللَّهِ لَا تَجْمَعُ رَأْسِي وَرَأْسَك وِسَادَةٌ وَلَا يَأْوِينِي وَإِيَّاكِ بَيْتٌ (وَعَلَيْهِ) الْحَدِيثُ «لَا يَأْوِي الــضَّالَّــةَ إلَّا ضَالٌّ» وَأَوَى لَهُ إيَّةً وَمَأْوِيَةً رَحِمَهُ (وَمِنْهُ) «إنْ كُنَّا لَنَأْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يُجَافِي يَدَيْهِ» أَيْ لَنَرْحَمُهُ مِنْ جَهْدِ الِاعْتِمَادِ وَشِدَّةِ التَّفْرِيجِ (وَإِيوَاءُ) خَشَبِ الْفَحْمِ أَنْ تُلْقِيَ عَلَيْهِ التُّرَابَ وَتَسْتُرَهُ بِهِ مَأْخُوذٌ مِنْهُ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ يُحْسَبُ بِثَمَنِ الْحَطَبِ وَأَجْرِ الْإِيوَاءِ وَأَجْرِ الْمُوقِدِ وَأَجْرِ الْأَتُونِ.
أ و ي: (الْمَأْوَى) كُلُّ مَكَانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ شَيْءٌ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا وَقَدْ (أَوَى) إِلَى مَنْزِلِهِ يَأْوِي كَرَمَى يَرْمِي (أُوِيًّا) عَلَى فُعُولٍ وَ (إِوَاءً) عَلَى فِعَالٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} [هود: 43] وَ (آوَاهُ) غَيْرُهُ (إِيوَاءً) أَنْزَلَهُ بِهِ وَ (أَوَاهُ) أَيْضًا فَعَلَ وَأَفْعَلَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَ (أَوَى) إِلَيْهِ يَأْوِي كَرَمَى يَرْمِي (أَوْيَةً) وَ (إِيَّةً) تُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا وَتُدْغَمُ وَ (مَأْوِيَةً) مُخَفَّفَةً وَ (مَأْوَاةً) أَيْ رَثَى لَهُ وَرَقَّ. وَ (ابْنُ آوَى) حَيَوَانٌ يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ شغال وَالْجَمْعُ (بَنَاتُ آوَى) وَآوَى لَا يَنْصَرِفُ لِأَنَّهُ أَفْعَلُ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ. 
أوي
أوَى/ أوَى إلى يَأوي، ائْوِ، أُوِيًّا، فهو آوٍ، والمفعول مأويّ
• أوَى فلانًًا: أنزله عنده مطمئنًّا "أوَى اللاجئَ- {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَأَوَى} [ق] ".
• أوَى البيتَ/ أوَى إلى البيت: احتمى، نزل فيه واتَّخذه مأوًى له " {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} ".
• أوَى إلى المكان أو الشَّخص: لجأ إليه، لاذ به " {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} ". 

آوى يُئوِي، آوِ، إيواءً، فهو مُئوٍ، والمفعول مُئوًى
• آوى اللاَّجئَ: أوَاه، أنزله عنده وشمِله رعايته " {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} ".
• آوى فلانًا إليه: ضمّه إليه، أسكنه وأنزله مطمئنًّا عنده " {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} - {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُُ} ". 

آوى [مفرد]
• ابن آوى: (حن) حيوان من فصيلة الكلبيّات ورتبة اللّواحم يعيش في البلدان الحارَّة، وهو أصغر حجمًا من الذِّئب. 

أُوِيّ [مفرد]: مصدر أوَى/ أوَى إلى. 

إيواء [مفرد]: مصدر آوى ° الإيواء العاجل: مساكن تُصنع للمتضرِّرين من الكوارث والحروب. 

مَأوَى [مفرد]: ج مآوٍ:
1 - اسم مكان من أوَى/ أوَى إلى: ملجأ؛ مكان يلجأ إليه من لا مسكنَ له "مأوى اللاّجئين/ المنكوبين- {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} ".
2 - مَنْ يلجأ إليه الناس "فلانٌ مأوى المحتاجين- يانِعْم المأوى يا الله". 
[أوي] أَوَيْتُ مَنْزِلي وإِلَى مَنْزِلي أُوِيّا وَإِوِيّا وَآوَيْتُ وتَأَوَّيْتُ وائتويت كُلُّه عُدْتُ وقَوْلُ لَبيدٍ

(بِصَبُوحٍ صَافِيَةٍ وَجَذْبِ كَرِينَةٍ ... بِمُؤَتَّرٍ تَأْتَى له إِبْهامُها)

إِنَّما أرادَ تَأتَوِي لَهُ أَيْ تَفْتَعِلُ مِنْ أَوَيْتُ له أي عُدْتُ إِلا أَنَّه قَلَبَ الواوَ أَلِفًا وحَذَفَ الأَلِفَ التي هي لامُ الفِعْلِ وقَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ

(وَعُراضَةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها ... تَأْوِي طَوَائِفُها لِعَجْسٍ عَبْهَرِ)

اسْتَعارَ الأُوِيَّ للقِسِيِّ وإِنَّما ذَلكَ للحَيَوانِ وَأَوَيْتُ الرَّجُلَ إِلى وَآوَيْتُهُ فَأَمَّا أَبو عُبَيْدٍ فقالَ أَوَيْتُهُ وَآوَيْتُهُ وَأَوَيْتُ إِلَيْهِ مَقْصورٌ لا غَيْرُ وقَوْلُهُ تعالى {عندها جنة المأوى} النجم 15 جاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّها جَنَّةٌ تَصِيرُ إليها أَرْوَاحُ الشُّهَداءِ وَأَوَّيْتُ الرَّجُل كآوَبْتُه قال الهُذَليُّ

(قَدْ حَالَ دُونَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّيَةٌ ... مِسْعٌ لها بِعِضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ)

هكذا رَواهُ يعقوبُ والصَّحيحُ مُؤَوِّبَةٌ وقَدْ روى يَعقوبُ مُؤَوِّبَةٌ أَيْضًا ثُمَّ قالَ إِنَّها رِوَايةٌ أخرى والمَأْوَى والمَأْوَاةُ المكانُ وهو المأْوِي ولَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ مِنْ بَنَاتِ اليَاءِ إِلا مَأْقِي العَيْنِ وتَأَوَّتِ الطَّيْرُ تَجَمَّعَتْ واسْتَعْمَلْهُ الحارِثُ بن حِلِّزَةَ في غَيْرِ الطَّيْرِ فقالَ

(فَتأَوَّتْ لَهُمْ قَراضِبَةٌ مِنْ ... كلِّ حَيٍّ كأَنَّهُمْ أَلْقَاءُ)

وَطَيْرٌ أُوِيٌّ مُتَأَوِّياتٌ كأنَّهُ على حَذْفِ الزَّائِدِ وَأَوَى لَهُ أَيَّةً وَمَأْوِيَةً ومَأْواةً رَقَّ قال زُهَيْرٌ

(بَانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا ... )

وقَوْلُهُ

(أَرَانِي وَلا كُفْرانَ للهِ أَيَّةً ... لِنَفْسِي لَقَدْ طالَبْتُ غيرَ مَنِيلٍ)

فإنه أراد أَوَيْتُ لنفسي أَيَّةً أي رَحِمْتُها وَرَقَّقْتُ لَها وهو اعْتِرَاضٌ وكذلِكَ قولُهُ ولا كُفْرانَ للهِ وابْنُ آوَى مَعْرِفَةٌ دُوَيْبَّةٌ ولا يُفْصَلُ آوَى مِن ابْنٍ

بغى

(بغى) - في الحديث: "انطلَقوا بُغْياناً".
: أي نَاشِدِين وطَالِبِين، حمع باغٍ كرَاعٍ ورُعْيان، ومصدره بُغَاء بالضَّمِّ، أخرِج على وزن الأَدْواء لِشَغْل القَلْب به، وبِغاء المَرأة على زِنَة العُيوبِ كالشِّراد والحِرانِ.
(بغى)
فلَان بغيا تجَاوز الْحَد واعتدى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِن بَغت إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تفيء إِلَى أَمر الله} وتسلط وظلم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَو بسط الله الرزق لِعِبَادِهِ لبغوا فِي الأَرْض} وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن قَارون كَانَ من قوم مُوسَى فبغى عَلَيْهِم} وسعى بِالْفَسَادِ خَارِجا على القانون وهم الْبُغَاة وَالْجرْح ورم وأمد وَالْمَرْأَة بغاء فجرت فَهِيَ بغي بِغَيْر تَاء وَالشَّيْء بغية طلبه وَيُقَال بغيت لَك الْأَمر وبغيتك الْأَمر طلبته لَك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَو خَرجُوا فِيكُم مَا زادوكم إِلَّا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الْفِتْنَة} وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي معنى الطّلب ابْتغى لَا بغى
بغى امْرأةٌ بَغِيٌّ، تَبْغي بِغَاءً: أي فَجَرَتْ. وهي الأمَةُ أيضاً، والجميع البَغَايا.
والبِغْيَةُ: نَقِيْضُ الرِّشْدَةِ. ومَصْدرُ الابْتِغاءِ، فلانٌ بغْيَتي: أي طَلِبَتي وظَنّي.
وبَغَيْتُ الشَيْءَ أبْغِيه بُغَاءً، وأبْتَغِيه ابْتِغَاءً. وابْغِني كذا: أي اطْلُبْه لي. وأبْغِني: أعِّني على طَلَبِه. والبِغْيَةُ: الــضّالَــةُ. وبَغَيْتُكَ الشَيْءَ، وبَغَيْتُه لك. والبُغَايَةُ: الحاجَةُ التي تُبْغى. والبُغْيَةُ: ما تَبْغِيه، وجَمْعُه بُغىً. ولا يَنْبَغي لكَ أنْ تَفْعَل كذا. والبُغْيَانُ: ما يَبْغي الصائدُ من الصَيْدِ. والبَغْيُ في عَدْوِ الفَرَس: اخْتِيالٌ ومَرَحٌ، وفَرَسٌ باغ.
والبَغْيُ: الظُّلْمُ، ومن أمثالهم: " الناسُ شَجَرَةُ بَغْيٍ " وقَوْلهم: " إنْ يَبْغ عليك قَوْمُكَ لا يَبْغي عليك القَمَرُ ".
والبَغْيُ: فَسَادٌ في الجُرْح، يُقال: بَغى الجُرْحُ يَبْغي بَغْياً: إذا تَرامى إلى فَسَادٍ وأمًدّ.
وبَغْيُ الماءِ: شِدَّتُها ومُعْظَمُ مَطَرِها. وبُغيةُ: عَيْنُ ماءٍ معروفة. وإنَه لَذُو بُغَايَةٍ: إذا كان كَسُوباً.
ب غ ى : بَغَيْتُهُ أَبْغِيه بَغْيًا طَلَبْتُهُ وَابْتَغَيْتُهُ وَتَبَغَّيْتُهُ مِثْلُهُ وَالِاسْمُ الْبُغَاءُ وِزَانُ غُرَابٍ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا مَعْنَاه يُنْدَبُ نَدْبًا مُؤَكَّدًا لَا يَحْسُنُ تَرْكُهُ وَاسْتِعْمَالُ مَاضِيه مَهْجُورٌ وَقَدْ عَدُّوا يَنْبَغِي مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي لَا تَتَصَرَّفُ فَلَا يُقَالُ انْبَغَى وَقِيلَ فِي تَوْجِيهِهِ إنَّ انْبَغَى مُطَاوِعُ بَغَى وَلَا يُسْتَعْمَلُ انْفَعَلَ فِي الْمُطَاوَعَةِ إلَّا إذَا كَانَ فِيهِ عِلَاجٌ وَانْفِعَالٌ مِثْلُ: كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَكَمَا لَا يُقَالُ طَلَبْتُهُ فَانْطَلَبَ وَقَصَدْتُهُ فَانْقَصَدَ لَا يُقَالُ بَغَيْتُهُ فَانْبَغَى لِأَنَّهُ لَا عِلَاجَ فِيهِ وَأَجَازَهُ بَعْضُهُمْ.
وَحُكِيَ عَنْ الْكِسَائِيّ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ الْعَرَبِ وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا أَيْ مَا يَسْتَقِيمُ أَوْ مَا يَحْسُنُ وَبَغَى عَلَى النَّاسِ بَغْيًا ظَلَمَ وَاعْتَدَى فَهُوَ بَاغٍ وَالْجَمْعُ بُغَاةٌ وَبَغَى سَعَى بِالْفَسَادِ وَمِنْهُ الْفِرْقَةُ الْبَاغِيَةُ لِأَنَّهَا عَدَلَتْ عَنْ الْقَصْدِ وَأَصْلُهُ مِنْ بَغَى الْجُرْحُ إذَا تَرَامَى إلَى الْفَسَادِ وَبَغَتْ الْمَرْأَةُ تَبْغِي بِغَاءً بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ فَجَرَتْ فَهِيَ بَغِيٌّ وَالْجَمْعُ بَغَايَا وَهُوَ وَصْفٌ مُخْتَصٌّ بِالْمَرْأَةِ وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ بَغْيٌ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ: وَالْبَغِيُّ الْقَيْنَةُ وَإِنْ كَانَتْ عَفِيفَةً لِثُبُوتِ الْفُجُورِ لَهَا فِي الْأَصْلِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَلَا يُرَادُ بِهِ الشَّتْمُ لِأَنَّهُ اسْمٌ جُعِلَ كَاللَّقَبِ وَالْأَمَةُ تُبَاغِي أَيْ تُزَانِي وَلِي عِنْدَهُ بُغْيَةٌ بِالْكَسْرِ وَهِيَ الْحَاجَةُ الَّتِي تَبْغِيهَا وَضَمُّهَا لُغَةٌ وَقِيلَ بِالْكَسْرِ الْهَيْئَةُ وَبِالضَّمِّ الْحَاجَةُ. 
[بغى] فيه: "ابغني" أحجاراً بهمزة وصل أي أطلب لي، وهو بهمزة قطع بمعنى أعني على الطلب. ومنه ح: "ابغوني" حديدة أستطيب بها بهمزة وصل وقطع، بغى يبغي بغاء بالضم إذا طلب. ن: "ابغني" خبيباً أي أعطني. ك: ابغني أحجاراً بهمزة وصل كأرم وقطع كأعل من أبغيتك الشيء أعنتك على طلبه، وروى أبغ لي بقطعها ولام. واذهبا "فابتغيا" الماء بموحدة فمثناة، وللبعض "فابغيا" بوصل أي فاطلبا. نه ومنه: خرج في "بغاء إبل" أي طلبه. ومنه ح سراقة: انطلقوا "بغياناً" أيما كنا "نبغي" أي الذي جئنا نطلبه هو المكان الذي نفقد فيه الحوت. وح: "تبتغي" امرأة من السبي، كذا في جميعها من الابتغاء وهو الطلب، وروى تسعى من السعي "ويبتغون" مجالس الذكر بغين معجمة أي يطلبون، وضبط يتتبعون بعين مهملة وهو البحث عن الشيء. ط: يا "باغي الخير" أقبل أي طالب الخير أقبل فهذا أوانك فإنك تعطى جزيلاً بعمل قليل، ويا "باغي الشر" اقصر أي امسك وتُب فإنه أوان قبوله "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" بالنصب أي هذا النداء كل ليلة من شهر رمضان. وح: "ابغوني" في ضعفائكم أي اطلبوا فيهم فإني معهم صورة في بعض الأوقات لعظم منزلتهم وهو نهي عن مخالطة الأغنياء وهوع همزة ووصلها. وح: شراركم "الباغون" مر في "البراء". ج: أهلكهم "البغي" أي مجاوزة الحد في الظلم. وح: خرج "يبتغي" لنا أي يطلب لنا الرزق. و"تبغي" صداقها أي تطلب. ومنه: أفحكم الجاهلية "يبغون". غ: "غير باغ" أي غير طالبها وهو يجد غيرها "ولا عاد" متعد ما حد له. و"بغى" الجرح تراقى إلى الفساد. و"التبيغ" الهيج مقلوب البغي. و"البوغاء" التراب.

بغ

ى1 بَغَى, (S, K, &c.,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. بُغَآءٌ, (S, Mgh, K, &c.,) or this is a simple subst., and the inf. n. is بَغْىٌ, (Msb,) [but, if this be correct, the former is generally used for the latter,] and بُغًى, (Lh, K,) but the first is better known, and is the chaste form, and some say, بِغًى, (TA,) and بُغْيَةٌ and بِغْيَةٌ, (K,) accord. to Th, but others hold these two to be simple substs., and some mention also بَغْيَةٌ, with fet-h, (TA,) and بُغَايَةٌ, (As, S, TA,) He sought; sought for, or after; sought, desired, or endeavoured, to find, and take, or get; (S, Mgh, Msb, K, &c.;) a stray-beast, (As, S, TA,) or any other thing, (S, Mgh, * Msb, * K, * TA,) good or evil; (Lh, TA;) as also ↓ ابتغى and ↓ تبغّى (S, Msb, K) and ↓ استبغى: (K:) or ↓ ابتغى signifies he sought, &c., diligently, studiously, sedulously, or earnestly: (Er-Rághib, TA:) and بَغَى signifies also he loved, or affected, a thing: (MF, TA:) or, accord. to Er-Rághib, the inf. n. signifies the seeking to exceed the just bounds in respect of that which one aims at, or endeavours after, whether one actually exceed or do not; and sometimes it is considered in relation to quantity; and sometimes, in relation to quality. (TA.) You say, بَغَاهُ بِشَرٍّ [He sought him with an evil purpose; or sought to do him evil]. (S and K in art. عقب.) b2: And بَغَاهُ He sought, &c., a thing for him; like بَغَى لَهُ. (Lh, Mgh, * K. *) You say, بَغَاهُ الشَّىْءَ He sought, &c., the thing for him; (S, K;) as also الشَّىْءَ ↓ ابغاهُ: (K:) thus you say, اِبْغِنِى كَذَا or كذا ↓ أَبْغِنِى and اِبْغَ لِى

كذا Seek thou for me such a thing; (TA;) and ضَالَّــتِى ↓ أَبْغِنِى Seek thou for me my stray-beast: (Mgh:) or الشَّىءَ ↓ ابغاهُ signifies He aided, or assisted, him to seek the thing: (Ks, K:) or كَذَا ↓ أَبْغِنِى signifies Seek thou for me such a thing; and also Aid thou me to seek such a thing. (JK.) It is said in the Kur [ix. 47], يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ They seek, or desire, for you discord, or dissension; or they seeking, &c.: and in the same [iii. 94], تَبْغُونَهَا عِوَجًا Ye seek, or desire, for it, namely, the way [of God], crookedness; or ye seeking, &c.: the first objective complement of the verb being in the accus. case because of the suppression of the preposition ل. (TA.) b3: [Hence, app.,] بَغَانِى دَآءً It procured to me disease; it caused disease to befall me. (Ham p. 794.) And إِنَّهُ لَذُو بُغَايَةٍ Verily he is one who makes much gain: (JK, K:) but in the M, ذُو بُغَايَةٍ لِلْكَسْبِ, meaning a seeker of gain. (TA.) And مَابُغِىَ لَهُ Good was not appointed to betide him. (TA.) b4: بَغَى عَلَى أَخِيهِ, inf. n. بَغْىٌ, He envied his brother; he wished that a blessing, or cause of happiness, or an excellence, might become transferred from his brother to himself: so says Lh, who holds this to be the primary signification of the verb. (TA.) It is said in a prov., البَغْىُ عِقَالُ النَّصْرِ [Envy is the shackle of aid from God against an enemy or a wrongdoer]. (TA.) b5: Hence, (Lh, TA,) بَغْىٌ signifies The acting wrongfully, injuriously, or tyrannically; (Lh, S, TA;) because the envier so acts towards the envied; his endeavour being to cause, by guile, the blessing of God upon him to depart from him: (Lh, TA:) or the seeking, or endeavouring, to act corruptly, wrongly, or unjustly: (Az, TA:) or the exceeding the due bounds, or just limits, in any way: (S:) accord. to Er-Rághib, it is of two kinds: one of these is approved, and this is the passing beyond the bounds of equity to exercise beneficence, and beyond the bounds of obligatory duties to do what is not obligatory: the other is disapproved, and this is the passing beyond the bounds of that which is true, or right, to do that which is false, or wrong, or to do acts of a doubtful nature: but in most instances it is that which is disapprove. (TA.) You say, بَغَى عَلَيْهِ, (S, K,) and بغى عَلَى النَّاسِ, (Az, Msb,) aor. ـِ (K,) inf. n. بَغْىٌ, (Msb, K,) He exalted himself against him, or above him; overpowered, or oppressed, him; (Fr, S, K;) acted wrongfully, injuriously, or tyrannically, towards him; and deviated from the right way: (K:) and he acted wrongfully, injuriously, or tyrannically, towards men, or the people, (Az, Msb,) and sought to annoy them, or hurt them. (Az, TA.) Lh mentions, on the authority of Ks, the saying, مَا لِى وَلِلْبَغِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ [What have I to do with wrongful conduct, the wrongful conduct of one of you towards another?], for وَلِلْبَغْىِ; ISd thinks, because of the difficulty found in pronouncing the kesreh after the ى. (TA.) بَغَى also signifies He occupied himself with corrupt, wrong, or unjust, conduct: [accord. to Fei,] from the same verb [in a sense to be mentioned below,] said of a wound. (Msb.) Also, aor. ـِ (TA,) inf. n. بَغْىٌ, (Az, TA,) He magnified himself; or behaved proudly, haughtily, or insolently: (Az, TA:) because he who does so passes beyond the bounds of his proper station to a station that does not belong to him. (TA.) b6: And [hence,] بَغَى فِى مِشيَتِهِ, (K,) inf. n. بَغْىٌ, (TA,) He [app. a horse, and perhaps a man also,] was proud, or self-conceited, and quick, in his gait: (K:) or بَغْىٌ in a horse, (S, TA,) or in the running of a horse, (JK, TA,) is the being proud, or self-conceited, with exceeding briskness or liveliness or sprightliness. (JK, S, TA.) b7: And بَغَتِ السَّمَآءُ, (S, K,) inf. n. بَغْىٌ, (TA,) The sky rained vehemently: (A'Obeyd, S, K:) or exceeded, in rain, the limit of what was wanted. (Er-Rághib, TA.) And بَغَى الوَادِى The valley flowed with water reaching to a place to which it had not reached before. (S, TA.) b8: بَغَتْ, (S, Mgh, Msb, K,) said of a woman, (Th, IKh, S, Msb, and so in some copies of the K,) or of a female slave, (so in other copies of the K,) but it is not restricted to the latter, (TA,) aor. ـِ (JK, Msb,) inf. n. بِغَآءٌ, (IKh, JK, S, Mgh, Msb, TA,) or بَغْىٌ, (ISd, K,) [but the former, only, is commonly known,] She committed fornication, or adultery; she prostituted herself; (JK, S, Mgh, Msb, K;) because she who does so transgresses her proper bounds; (TA;) as also ↓ بَاغَتْ, (IKh, S, * Msb, K,) inf. n. بِغَآءٌ (IKh, K) and مُبَاغَاةٌ, (K,) said of a female slave: (Msb:) or مباغاة signifies the committing fornication, or adultery, with another. (KL.) It is said in the Kur [xxiv. 33], وَلَا تُكْرِهُو فَتَيَاتِكُمْ عَلَى البِغَآءِ [And compel not ye your young women to prostitute themselves]. (Mgh.) And you say, ↓ خَرَجَتِ المَرْأَةُ تُبَاغِى [The woman went forth for prostituting herself]. (S.) Accord. to the Jema etTefáreek, بِغَآءٌ signifies The knowing of a woman's committing fornication or adultery, or prostituting herself, and approving, or being content: but this, if correct, is an amplification in speech. (Mgh.) b9: بَغَى الجُرْحُ, (JK, S, Msb,) aor. ـَ inf. n. بَغْىٌ, (JK,) The wound swelled, (S,) and became in a corrupt state, (JK, S, Msb,) and produced thick purulent matter. (JK.) And بَرَأَ جُرْحُهُ عَلَى بَغْىٍ

His wound healed having somewhat of corruption in it. (S.) b10: بَغَى, (K,) aor. ـِ inf. n. بَغْىٌ, (TA,) also signifies He lied; said what was untrue. (K.) مَا نَبْغِى, in the Kur [xii. 65], is said to mean We do not lie: and we do not act wrongfully: or it may mean what do we seek, or desire? (TA.) b2: Also, (K,) inf. n. بَغْىٌ, (TA,) He looked at a thing [to see] how it was; (K;) and so بَغَا, inf. n. بَغْوٌ: mentioned by Kr. (TA.) b3: And, (K,) with the same inf. n., (TA,) He looked, watched, or waited, for a person or thing. (Kr, K.) 3 بَاْغَىَ see 1, latter part, in two places.

A2: Lh mentions the saying, addressed to a pretty woman, إِنَّكِ لَجَمِيلَةٌ وَلَا تُبَاغِى, as meaning Verily thou art pretty, and mayest thou not be smitten by the [evil] eye: (TA in this art.:) but accord. to some, the verb in this instance belongs to art. بوغ or art. بيغ. (TA in art. بوغ.) 4 أَبْغَىَ see 1, in five places. b2: ابغاهُ الشَّىْءَ also signifies He made him, or caused him, to seek the thing; to seek for it, or after it; to seek, or desire, or endeavour, to find, and take, or get, it. (S.) 5 تَبَغَّىَ see 1, first sentence.6 تَبَاغَوْا They acted wrong fully, injuriously, or tyrannically, one towards another; exalted themselves, one against, or above, another; overpowered, or oppressed, one another. (S, TA.) 7 انبغى is said in the S to be quasi-pass. of بَغَيْتُهُ, like as اِنْكَسَرَ is of كَسَرْتُهُ; and Esh-Shiháb says of the aor. that it is quasi-pass. of بَغَاهُ, aor. ـْ in the sense of طَلَبَهُ: (TA:) [Fei says,] it has been asserted that انبغى is quasi-pass. of بَغَى; but a verb of the measure انفعل is not used as a quasi-pass. unless it implies effort, and the consequence of an action, as in the case of كَسَرْتُهُ, of which the quasi-pass. is اِنْكَسَرَ; which انبغى does not: some, however, allow its being thus used: (Msb:) accord. to Zj, it is as though it were syn. with اِنْطَلَبَ, as quasi-pass. of طَلَبَ, and means It was, or became, suitable, fit, meet, or proper; (Zj, TA;) [or right, and allowable; and good: or very requisite: (see explanations of exs. following:) or it behooved: and] it was, or became, facilitated, or easy; (Er-Rághib, K;) and practicable, or manageable. (Er-Rághib, TA.) Accord. to some, this verb is not used in the pret. tense, but only in the aor. : it is reckoned among verbs imperfectly inflected: (Msb, TA:) but the pret. is mentioned by Az and Sb and Zj, and by ElKhattábee on the authority of Ks; and was often used by Esh-Sháfi'ee: it is, however, very rare. (TA.) You say, يَنْبَغِى لَكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا [It is suitable to thee, or is fit, meet, or proper, &c., for thee, or it behooveth thee, that thou shouldst do such a thing]. (S, TA.) And, accord. to Zj, اِنْبَغَى لِفُلَانٍ أَنْ يَفْعَلَ, as meaning It was, or became, suitable to such a one, or fit, meet, or proper, for him, that he should do, or to do, such a thing. (TA.) And مَا يَنْبَغِى لَكَ أَنْ تَفْعَلَ هٰذَا, (Lh, K,) and ↓ ما يُبْتَغَى, (K, TA,) with fet-h to the غ, (TA,) and ما انْبَغَى, and ↓ ما ابْتُغِىَ; (Lh, K;) of which four phrases, the first is given by Lh as explanatory of the third and fourth, and means, accord. to Esh-Shiháb, It is not right, proper, fit, or meet, nor allowable, for thee that thou shouldst do this, or to do this; and it is not good for thee &c.; but he adds that only the aor. has been heard from the Arabs in this sense. (TA.) And يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ كَذَا It is very requisite that it should be so, or that such a thing ought be; [or it ought to be so, or such a thing ought to be; it behooves that it should be so, or such a thing behooves;] it is not well that such a thing should be neglected, or left undone. (Msb.) and Ks is related to have heard, from the Arabs, the phrase, مَا يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ كَذَا, meaning It is not right that it should be so, or that such a thing should be: or it is not good &c. (Msb.) It is said in the Kur [xxxvi. 69], وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِى لَهُ, i. e. [And we have not taught him poetry, or versification], nor is it right, proper, fit, or meet, for him: (Bd:) or nor is it easy to him, (Bd, Jel, Er-Rághib,) or practicable to him. (Bd, Er-Rághib.) 8 إِبْتَغَىَ see 1, first sentence, in two places: b2: and see also 7, in two places.10 إِسْتَبْغَىَ see 1, first sentence. b2: You say also, استبغى القَوْمَ فَبَغَوْهُ and بَغَوْا لَهُ [He asked the people, or company of men, to seek a thing for him, and they sought it for him]. (Lh, K.) بَغْىٌ [originally an inf. n. (see 1)] Much of rain; or much rain: in [some of] the copies of the K, البطر is erroneously put for المطر: (TA:) [and in some, البَغِىُّ for البَغْىُ: in a MS. copy, I find البَغِىُّ الكَثِيرُ مِنَ المَطَرِ: and in the CK, البَغِىُّ الكَثِيْرُ من النَّظَرِ:] or بَغْىُ السَّمَآءِ signifies the main portion, (As, S,) or the vehemence, and the main portion, (Lh, JK, TA,) of the rain of the sky. (As, Lh, JK, S, TA.) Hence the saying, دَفَعْنَا بَغْىَ السَّمَآءِ خَلْفَنَا (As, S, TA) or عَنَّا (Lh, TA) [lit. We drove away the main portion, or the vehemence, and the main portion, of the rain of the sky behind us or from us; meaning it was driven away behind us or from us, or it departed; as is shown in art. دفع].

بُغْيَةٌ: see what next follows.

بِغْيَةٌ and ↓ بُغْيَةٌ (JK, S, Msb, K) and ↓ بَغِيَّةٌ (K) A thing sought; (JK, K;) as also ↓ بَغَايَةٌ [originally an inf. n. (see 1)]: (JK:) or a thing wanted, needed, or required; an object of want or need; a want, or needful or requisite thing or affair: (S, Msb:) as in the saying, لِى فِىبَنِى فُلَانٍ بَغْيَةٌ and بُغْيَةٌ [I have among the sons of such a one an object of want]: (S:) or the first signifies a state that one seeks; and the second, a thing itself that one wants: (As, S, Msb: *) and the first, (JK,) or third, (K,) signifies also a stray beast that is sought: (JK, K:) the pl. of the second is بُغًى. (JK.) اِرْتَدَّتْ عَلَى فُلَانٍ بِغْيَتُهُ [The thing that he sought was refused to such a one] is said of one who finds not what he seeks. (TA.).

بَغُوٌّ: see what next follows.

بَغِىٌّ, accord. to some, of the measure فَعِيلٌ; accord. to others, of the measure فَعُولٌ, originally بَغُوىٌ; [if of the former, originally meaning “ sought; ” and if of the latter, originally meaning “ seeking; ”] and therefore [in either case] not admitting the affix ة: (TA:) A fornicatress, an adulteress, or a prostitute; (JK, S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ بَغُوٌّ [of the measure فَعُولٌ, and therefore anomalous, like نَهُوٌّ]: (M, K:) بَغِىٌّ is not applied to a man, (Lh, Msb,) nor بَغِيَّةٌ to a woman: (Lh, TA:) pl. بَغَايَا. (S, Mgh, Msb.) [See an ex. voce مَهْرٌ.] b2: Also A female slave, (JK, S, K,) whether she be a fornicatress or an adulteress or a prostitute or not; (TA;) not meant to imply revilement, though originally applied to female slaves because of their prostitution of themselves: (S:) or a free woman who is a fornicatress or an adulteress or a prostitute: so in the K: but correctly, or a fornicatress or an adulteress or a prostitute, whether free or a slave: (TA:) and a female singer, though chaste; because of fornication's being originally attributable to such a person: (Msb:) pl. as above. (JK, S, TA.) One says, قَامَتْ عَلَى رُؤُسِهِمُ البَغَايَا [The female slaves stood over their heads]. (S.) b3: بَغَايَا also signifies The scouts, or companies of scouts, that precede an army: (S, K, TA:) but the sing. of this is ↓ بَغِيَّةٌ. (TA.) بَغِيَّةٌ: see بِغْيَةٌ.

A2: Also, pl. بَغَايَا: see بَغِىٌّ, last sentence.

بُغَايَةٌ: see بِغْيَةٌ.

بَاغٍ Seeking; seeking for, or after; seeking, desiring, or endeavouring, to find, and take, or get: pl. بُغَاةٌ and بُغْيَانٌ (K) and بُغَّآءٌ. (TA: [there mentioned as a pl., but not said to be of بَاغٍ, nor explained.]) بَاغٍ وَهَادٍ, lit. A seeker of [stray] camels and a guide of the way, mentioned in a trad. respecting the Hijreh (as said by A booBekr to a man who asked him “ Who are ye? ”), alludes to the seeking of religion and the guiding from error. (TA.) One says, فَرِّقُوا لِهٰذِهِ الإِبِلِ بُغْيَانًا يُضِبُّونَ لَهَا, i. e. [Disperse ye, for these camels, seekers] to scatter themselves in search thereof. (S.) b2: Acting wrongfully, injuriously, or tyrannically, [&c.,] towards others: pl. بُغَاةٌ. (Msb. [See 1.]) غَيْرَ بَاغٍ, in the Kur ii. 168, [&c.,] means Not being a revolter from the Muslims, (Jel,) or, against the Imám: (TA:) or it means not desiring to eat for the sake of enjoyment: or not seeking to exceed the limit of his want: (Az, TA:) or not seeking what he should not seek. (Er-Rághib, TA.) فِئَةٌ بَاغِيَهٌ A company of men revolting from the just Imám. (K.) فِرْقَةٌ بَاغِيَةٌ A party occupying itself with corrupt, wrong, or unjust, conduct. (Msb.) b3: A camel that does not impregnate, or get with young. (Kr, K.) b4: A horse that is proud, or self-conceited, with exceeding briskness or liveliness or sprightliness: (JK, Ham p. 210:) [but] Kh disallows its being thus used. (S.) A2: [The pl.] بُغْيَانٌ also signifies What the sportsman, or hunter, seeks, of game, or objects of the chase. (JK.) مَبْغًى [A place where a thing is sought: and hence, a way, or manner, in which a thing is, or should be, sought]: this is meant in the saying, ↓ بَغَيْتُ المَالَ مِنْ مَبْغَاتِهِ [I sought wealth by the way, or manner, whereby it should be sought]; like as مَأْتًى is meant in the saying, أَتَيْتُ الأَمْرَ مِنْ مَأْتَاتِهِ. (S.) مَبْغَاةٌ: see what next precedes.

المُبْتَغِى, (K,) or, as in the Tekmileh, المُتَبَغِّى, (TA,) The lion: (K:) because he is always seeking prey. (TA.) المُتَبَغِّى: see what next precedes.

حصا

ح ص ا: (الْحَصَاةُ) وَاحِدَةُ (الْحَصَى) وَجَمْعُهَا (حَصَيَاتٌ) كَبَقَرَةٍ وَبَقَرَاتٍ. وَ (حَصَاةُ) الْمِسْكِ قِطْعَةٌ صُلْبَةٌ تُوجَدُ فِي فَأْرَةِ الْمِسْكِ. وَأَرْضٌ (مَحْصَاةٌ) ذَاتُ حَصًى. وَ (أَحْصَى) الشَّيْءَ عَدَّهُ. 
[حصا] الحصاة: واحدة الحصى، وتجمع على حَصَيات، مثل بقرةٍ وبقراتٍ. وحَصاةُ المِسك: قطعةٌ صُلبةٌ توجد في فأرة المسك. وفلان ذو حَصاةٍ، أي ذو عقلٍ ولُبٍّ. قال كعب بن سعدٍ الغَنَويّ : وأَعْلَمُ علماً ليس بالظنّ أنَّه * إذا ذّلَّ مَوْلى المرء فهو ذَليلُ وأنَّ لسانَ المرءِ ما لم تكنْ له * حَصاةٌ على عَوراتِهِ لَدَليلُ وأرضٌ مَحْصاةٌ: ذاتُ حصى. (*) وأحصيت الشئ: عددته. وقولهم: نحن أكثر منهم حَصىً، أي عدداً. قال الأعشى يفضّل عامراً على علقمة: ولستَ بالأكثر منهم حصى * وإنما العزة للكاثر والحصو: المنع. قال الشاعر : أَلاَ تخاف الله إذ حَصَوْتَني * حقى بلا ذنب وإذ عنيتنى
حصا
الإحصاء: التحصيل بالعدد، يقال: قد أحصيت كذا، وذلك من لفظ الحصا، واستعمال ذلك فيه من حيث إنهم كانوا يعتمدونه بالعدّ كاعتمادنا فيه على الأصابع، قال الله تعالى:
وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً
[الجن/ 28] ، أي: حصّله وأحاط به. وقال صلّى الله عليه وسلم: «من أحصاها دخل الجنّة» وقال: «نفس تنجيها خير لك من إمارة لا تحصيها» أي: تريحها من العذاب، أي: أن تشتغل بنفسك خير لك من أن تشتغل بالإمارة.
وقال تعالى: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ [المزمل/ 20] ، وروي: «استقيموا ولن تحصوا» أي: لن تحصلوا ذلك، ووجه تعذّر إحصائه وتحصيله هو أنّ الحقّ واحد، والباطل كثير بل الحقّ بالإضافة إلى الباطل كالنقطة بالإضافة إلى سائر أجزاء الدائرة، وكالمرمى من الهدف، فإصابة ذلك شديدة، وإلى هذا أشار ما روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «شيّبتني هود وأخواتها» ، فسئل: ما الذي شيّبك منها؟ فقال: قوله تعالى:
فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ، وقال أهل اللغة:
(لن تحصوا) أي: لا تحصوا ثوابه.
[حصا] نه فيه: "المحصى" تعالى من أحصى كل شيء بعلمه وأحاط به فلا يفوته دقيق منها ولا جليل، والإحصاء العد والحفظ. ومنه ح: من "أحصاها" دخل الجنة، أي أحصاها علماً بها وإيماناً، أو حفظها على قلبه، أو من استخرجها من كتاب الله والأحاديث، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يعدها لهم إلا في رواية تكلموا فيها، أو من أطاق العمل بمقتضاها مثل من يعلم أنه سميع بصير فيكف لسانه وسمعه عما لا يجوز له، وكذا في باقي الأسماء، أو من أخطر بباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظماً لمسماها ومقدساً لذاته معتبراً بمعانيها ومتدبراً راغباً فيها وراهباً، وبالجملة ففي كل اسم يجريه على لسانه يخطر بباله الوصف الدال عليه- أقوال. ك: "أحصاها"باب الحاء مع الضاد

ملغ

ملغ: ملاغة: مزاج، دعابة، فكاهة (دومب 127، هلو).
(ملغ)
فِي كَلَامه تحمق
ملغ
المِلْغ: الأحمقُ الوَقِسُ اللَّفْظِ. ورَجُلٌ مالِغ: أي داعِرٌ، وقَوْمٌ ملاغٌ.
وتَمَالَغْتُ بالإنسانِ: ضَحِكْت به. ومالَغْتُه بالكلام: مازَحْتُه بالرَّفَثِ.
[ملغ] المِلْغُ بالكسر: الأحمق الذي يتكلم بالفحش. يقال بِلْغٌ مِلْغٌ، وقد يفرد. قال رؤبة:

والملغ يلكى بالكلام الاملغ * فدل أنه ليس بإتباع.

ملغ


مَلَغَ
مَاْلَغَa. Talked, jested obscenely with.

تَمَلَّغَa. Feigned stupidity.

تَمَاْلَغَ
a. [Bi], Laughed at.
مِلْغ
(pl.
أَمْلَاْغ)
a. see 14
أَمْلَغُ
(pl.
مُلْغ)
a. Coarse, obscene, ribald.

مَاْلِغ
(pl.
مُلَّاْغ)
a. Villain.

مَلُوْغَةa. Obscene (woman).
ملغ
المِلْغُ، بالكَسْرِ: المُتَمَلِّقُ، وقيلَ: هُوَ الشّاطِرُ، وقيلَ: الّذِي لَا يُبَالِي مَا قالَ وَلَا مَا قِيلَ لَهُ.
ومُلِغَ فِي كَلامِهِ: كعُنِيَ: إِذا تَحَمَّقَ.
وكَلامٌ مِلْغٌ، وأمْلَغُ: لَا خَيرَ فيهِ، قالَ رُؤْبَةُ: والمِلْغُ يَلْكَى بالكَلامِ الأمْلَغِ
(م ل غ)

المِلَغ: المُتملِّق.

وَقيل: الشاطر.

وَقيل: الأحمق الَّذِي لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قيل لَهُ. وَالْجمع: أملاغ.

وملُغ فِي كَلَامه، وتَملّغ: تحمَّق.

وَكَلَام مِلْغٌ، وأملغ: لَا خير فِيهِ، قَالَ رؤبة: والمِلْغ يَلْكى بالْكلَام الأمْلَغ وَقَالُوا: بِلْغٌ مِلْغُ، فبِلْغُ: أَحمَق بالغُ فِي حمقه، أَو بَالغ لما يُرِيد مَعَ حمقه، ومِلغ، إتباع.
ملغ
المِلْغُ - بالكسر -: النذل الأحمق الذي يتكلم بالفحش، يقال: بِلْغٌ مِلْغٌ، وقد يفرد المِلْغُ، قال رؤبة:
والمِلْغُ يلكى بالكلام الأمْلَغِ
فدل على أنه ليس بإتباع.
وقال ابن دريد: رجل مِلْغٌ من قوم أمْلاغٍ: وهم الضعافُ الحمقى. وقال غيره: رجل مِلْغٌ بين المُلُوْغَةِ.
وقال ابن عباد: رجل مالِغٌ: أي داعر، وقوم مُلاّغٌ.
قال: وتَمَالَغْتُ بالإنسان: ضحكت به. ومالَغْتُه بالكلام: مازحته بالرفث.
والتَملُّغُ: التحمق، قال رؤبة:
يمارس الإعــضال بالتَملُّغِ

النوايت

النوايت: قوم من شرفاء الْعَرَب قُرَيْش أخرجهم الْحجَّاج بن يُوسُف من ديار الْعَرَب ظلما فسكنوا فِي ديار كوكن وتوطنوا فِيهِ وَاشْتَغلُوا بَعضهم بِالْفَضْلِ والإفــضال والتوكل والفقر وَكسب الْكَمَال على الطَّرِيقَة السَّابِقَة. وَبَعْضهمْ بكسب من الأكساب وهم ملقبون بِالْأَلْقَابِ كالأعراب وَمن زمرة أعيانهم أستاذي حَافظ مُحَمَّد عبد الله الْبَصِير رَحمَه الله تَعَالَى وَقد مر ذكره الشريف فِي (أَحْمد نكر) - وشرافته من حَيْثُ النّسَب والحسب أظهر من أَن تخفى وَهَذَا اللَّفْظ فِي الأَصْل كَانَ (نوآمد) . ثمَّ بِتَصَرُّف المستعملين صَار نوايت وَمَا قَالَ الجهلاء أَن النوايت قوم ملاحون مُتَمَسِّكِينَ بِمَا فِي الْقَامُوس النواتي الملاحون فِي الْبَحْر الْوَاحِد نوتي. غلط فَاحش ناش من سوء الْفَهم فَإِن من لَهُ أدنى ذائقة من علم الصّرْف يعلم أَن لفظ النوايت إِذا فرض عَرَبيا وجمعا كَانَ إِمَّا جمع النائت كالتوابع جمع التَّابِع أَو جمع النائتة كالطوالب جمع الطالبة فَبين النوائت والنواتي بون بعيد. فَحَيْثُ لم يعلمُوا السباحة غرقوا فِي الْقَامُوس وَلما كَانُوا مقطوعي الأجنحة وقصدوا الطيران مثل الطاوس إِلَى شرف الْعلي فوقعوا كالجاموس فِي وَحل تَحت الثرى.

نَشد 

نَشد قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمذهب عبد الرَّحْمَن فِي هَذَا التَّفْسِير كَالرّجلِ يَقُول: وَالله لَا فعلت كَذَا وَكَذَا ثمَّ يَقُول: إِن شَاءَ اللَّه وَهُوَ لَا يُرِيد الرُّجُوع عَن يَمِينه وَلكنه لقن شَيْئا فلقنه فَمَعْنَاه أَنه لَيْسَ يحل للملتقط مِنْهَا [إِلَّا إنشادها فَأَما الِانْتِفَاع بهَا فَلَا. وَقَالَ غَيره: لَا يَجْعَل لقطتهَا -] إِلَّا لِمُنْشِد يَعْنِي طالبها الَّذِي يطْلبهَا وَهُوَ رَبهَا فَيَقُول: لَيست تحل إِلَّا لِرَبِّهَا. فَقَالَ أَبُو عبيد: هَذَا حسن فِي الْمَعْنى وَلكنه لَا يجوز فِي الْعَرَبيَّة [أَن -] يُقَال للطَّالِب: مُنشد إِنَّمَا المنشد هُوَ الْمُعَرّف والطالب هُوَ الناشد يُقَال [مِنْهُ -] : نشَدت الــضَّالــة أنشُدها [نشِدانا -] إِذا طلبتها فَأَنا نَاشد وَمن التَّعْرِيف أنشدها إنشادا فَأَنا منشد وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن الناشد هُوَ الطَّالِب حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سمع رجلا ينشد ضَالَّــة فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: أَيهَا الناشد غَيْرك الْوَاجِد مَعْنَاهُ لَا وجدت كَأَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ وَأما قَول أبي دؤاد الأيادي وَهُوَ يصف الثور فَقَالَ:

[الْكَامِل] ويصيخ أَحْيَانًا كَمَا اس ... تمع المضل لصوت ناشدِ

قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي أَخْبرنِي عَن أبي عَمْرو بْن الْعَلَاء أَنه كَانَ يعجب من هَذَا وَأَحْسبهُ قَالَ هُوَ أَو غَيره: إِنَّه لما أَرَادَ بالناشد [أَيْضا -] رجلا أرمل قد ضلت دَابَّته فَهُوَ ينشدها [أَي] يطْلبهَا ليتعزى بذلك وَفِي هَذَا الحَدِيث قَول ثَالِث: إِنَّه أَرَادَ بقوله: إِلَّا لِمُنْشِد أَرَادَ بِهِ إِن لم ينشدها فَلَا يحل لَهُ الِانْتِفَاع بهَا فَإِذا أنشدها فَلم يجد طالبها حلت لَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَو كَانَ هَذَا هَكَذَا لما كَانَت مَكَّة مَخْصُوصَة بِشَيْء دون الْبِلَاد لِأَن الأَرْض كلهَا لَا تحل لقطتهَا إِلَّا بعد الإنشاد إِن حلت أَيْضا وَفِي النَّاس من لَا يستحلها وَلَيْسَ للْحَدِيث عِنْدِي وَجه إِلَّا مَا قَالَ عبد الرَّحْمَن أَنه لَيْسَ للواجد مِنْهَا [شَيْء -] إِلَّا الإنشاد أبدا وَإِلَّا فَلَا يحل لَهُ أَن يَمَسهَا. 

خَرف

خَرف
) خَرَفَ الثِّمَارَ، يَخْرُفُها، خَرْفاً، بالفضتْحِ، ومَخْرَفاً كمَقْعَدٍ، وخَرَافاً، ويُكْسَرُ: جَنَاهُ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: جَنَاهَا، وَفِي المُحْكَمِ: خَرَفَ النَّخْلَ يَخْرُفُهُ خَرْفاً وخَرَافاً: صَرَمَهُ، واجْتَنَاهُ، كاخْتَرَفَهُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الاخْتِرَافُ: لَقْطُ النَّخْلِ بُسْراً كَانَ أَو رُطَبَا. وَقَالَ شَمِرٌ خَرَفَ فُلاناً، يَخْرُفُه، خَرْفاً: لَقَطَ لَهُ التَّمْرَ، هَكَذَا بفَتْحِ التَّاءِ وسُكُونِ المِيمِ، وَفِي بَعْضِ الأُصُولِ الثَمَرَ بالمُثَلَّثَةِ مُحَرَّكَةً.
والمَخْرَفَةُ، كمَرْحَلَةٍ: الْبُسْتَانُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقَيَّدَهُ بعضُهُم مِن النَّخْلِ. وَقَالَ شَمِرٌ: المَخْرَفَةُ: سِكَّةٌ بيْن صَفَّيْنِ مِن نَخْلٍ يَخْتَرِفُ الْمُخْتَرِفُ مِن أَيِّهِمَا شَاءَ، أَي يَجْتَنِي، وبهٌ فُسِّرَ حديثُ ثَوْبانَ رَضِيَ اللهث عَنهُ، رَفَعَهُ: عَائِدُ المَرِيضِ علَى مَخْرَفَةِ الجَنَّةِ ويُرْوَى: مَخَارِفِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، أَي: أَنَّ العائدَ فِيمَا يَحُوزُهُ مِن الثَّوَابِ كأَنَّهُ على نَخْلِ الجَنَّةِ يَخْتَرِفُ ثِمارَهَا، قَالَهُ ابنُ الأَثِيرِ.
قلتُ: وَقد رُوِيَ أَيضاً عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، رَفَعَهُ: مَنْ عَادَ مَرِيضاً إِيمَاناً باللهِ ورَسُولِهِ، وتَصْدِيقاً لِكِتَابِهِ، كأَنَّمَا كَانَ قَاعِداً فِي خِرَافِ الجَنَّةِ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَائِدُ الْمَرِيضِ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ أَيك مَخْزُوفٌ مِن ثِمَارِهَا، وَفِي أُخْرَى: علَى خُرْفَةِ الجَنَّةِ.
والمَخْرَفَةُ: الطَّرِيقُ اللاَّحِبُ الوَاضِحُ، وَمِنْه قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: تَرَكْتُكُمْ عَلَى مثل مَخْرَفَةِ النَّعَمِ، فَاتَّبَعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَراد تَرَكْتُكُمْ علَى مِنْهَاجٍ وَاضِحٍ، كالجَادَّةِ الَّتِي كَدَّتْهَا النَّعَمُ بأَخْفَافِها، حَتَّى وَضَحَتْ واسْتَبَانَتْ، وَبِه أَيضاً فَسَّرَ بعضُهم الحديثَ المُتَقَدِّم، والمَعْنَى: عَائِدُ المَرِيضِ علَى طَرِيقِ الجَنَّةِ، أَي: يُؤَدِّيهِ ذَلِك إِلى طُرُقِها، كالمَخْرَفِ، كمَقْعَدٍ فِيهِمَا، أَي: فِي سِكَّةِ النَّخْلِ، والطَّرِيقِ.
فمِن الأَوَّل حديثُ أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، لمَّا أَعْطَاهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ سَلَبَ القَتِيلِ، قَالَ: فبِعْتُهُ، فابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفاً، فَهُوَ أَوَّل ُ مَالٍ تَأَثَّلْتُه فِي الإِسْلامِ ورِوَايَةُ المُوَطَّأ: فإِنَّه لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ، ويُرْوَى: اعْتَقَدْتُهُ، أَي اتَّخَذْتُ مِنْهُ عُقْدَةً، كَمَا فِي الرَّوْضِ، قَالَ: ومَعْنَاه: البُسْتَانُ مِن النَّخْلِ، هَكَذَا فَسَّرُوهُ، وفَسَّره الحَرْبِيُّ وأَجَادَ فِي تَفْسِيرِه، فَقَالَ: المَخْرَفُ: نَخْلَةٌ واحدةٌ، أَو نَخَلاتٌ يَسِيرَةٌ إِلى عَشَرَة، فَمَا فَوْقَ ذَلِك فَهُوَ بُسْتَانق أَو حَدِيقَةٌ، قَالَ: ويُقَوِّي هَذَا القَوْلَ مَا قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ مِن أَنَّ المَخْرَفَ مِثْلُ المَخْرُوفَةِ، وَهِي النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرجلُ لِنَفْسِه)
وعِيَالِهِ، وأَنْشِدَ: مِثل المَخَارِفِ مِن جَيْلاَنَ أَو هَجَرَا وَفِي اللِّسَانِ: المَخْرَفُ: القطعةُ الصّغِيرَةُ مِن النَّخْلِ، سِتٌّ أَو سَبْعٌ، يَشْتَرِيها الرَّجُلُ للخُرْفَةِ، وَقيل: هِيَ جَمَاعَةُ النَّخْلِ مَا بَلَغَتْ. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: المَخْرَفُ: الْحَائِطُ مِن النَّخْلِن وَبِه فُسِّرَ أَيضاً حديثُ أَبي طَلْحَةَ: إِنَّ لِي مَخْرَفاً، وإِنِّي قد جَعَلْتُه صَدَقَةً فَقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاءِ قَوْمِكَ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ، فِي تَفْسِيرِحدِيثِ: عَائِد الْمَرِيضِ مَا نَصُّهُ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: المَخَارِفُ: جَمْعُ مَخْرَفٍ، كمَقْعَدٍ، وَهُوَ جَنَى النَّخْلِ، وإِنَّمَا سُمِّيَ مَخْرَفاً لأَنَّه يُخْرَفُ مِنْهُ، أَي: يُجْتَنَى.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ، فِيمَا رَدَّ علَى أَبي عُبَيْدٍ: لَا يكونُ المَخْرَفُ جَنَى النَّخْلِ، وإِنَّمَا المَخْرَفُ النَّخْلُ، قَالَ: ومَعْنَى الحديثِ: عَائِدُ المَرِيضِ فِي بَسَاتِينِ الجَنَّةِ. قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: بل هُوَ المُخْطِىءُ، لأَنَّ المَخْرَفَ يَقَعُ علَى النَّخْلِ، وعلَى المَخْرُوفِ مِن النَّخْلِ، كَمَا يَقَعُ المَشْرَفُ علَى الشُّرْبِ، والمَوْضِعِ، والمَشْرُوبِ، وكذلِكَ المَطْعَمُ، والمَرْكَبُ، يَقَعَان علَى الطَّعَامِ المَأْكُولِ، وعلَى المَرْكوبِ، فإِذَا جازَ ذَلِك جازَ أَنْ يَقَعَ المَخْرَفُ علَى الرُّطَبِ المَخْرُوفِ، قَالَ: وَلَا يَجْهَلُ هَذَا إِلاَّ قَلِيلُ التَّفْتِيشِ لِكَلامِ العَرَبِ، قَالَ الشاعرُ:
(وأُعْرِضُ عَنْ مَطَاعِمَ قد أَرَاهَا ... تُعَرَّضُ لِي وَفِي الْبَطْنِ انْطِوَاءُ)
قَالَ: وقَوْلُهُ: عَائِدُ المَرِيضِ علَى بَسَاتِينِ الجَنَّةِ، لأَنَّ علَى لَا تكونُ بِمَعْنَى فِي، لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ: الكيسُ عَلَى كُمِّي، يُرِيدُ: فِي أَخَوَاتِهَا إِلاَّ بأَثَرٍ، وَمَا رَوَى لُغَوِيٌّ قَطُّ أَنَّهم يضَعُون علَى مَوْضِعَ فِي. انْتهى ومِن المَخْرَفِ بمَعْنَى الطَّرِيقِ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ، يَصِفُ رَجُلاً ضَرَبَهُ ضَرْبَةً:
(فَأَجَزْتُهُ بِأَفْلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ ... نَهْجاً أَبَانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ)
ويُرْوَى: مِجْرَفِ، كمِنْبَرٍ بالجِيم والرَّاءِ، أَي: يَجْرُفُ كلَّ شَيْءٍ، وَهِي رِوَايَةُ ابنُ حَبِيب، وَقد تقدَّم.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَخَارِفُ: الطَّرِيقُ، وَلم يُعَيِّنْ أَيَّةَ الطُّرُقِ هِيَ. والْمِخْرَفُ، كمِنْبَرٍ: زِنْبِيلٌ صَغِيرٌ يُخْتَرَفُ فِيهِ مِن أَطايِبِ الرُّطَبِ، هَذَا نَصُّ العُبَابِ، وأَخْضَرُ مِنْهُ عبارةُ الرَّوْضِ: الْمِخْرَفُ، بكَسْرِ المِيمِ: الآلَةُ الَّتِي تُخْتَرَفُ بهَا الثِّمَارُ، وأَخْضَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيِّ: الْمِخْرَفُ، بالكَسْرِ:)
مَا تُجْتَنَى فِيهِ الثِّمَارُ، وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: خَرَجُوا إِلَى المَخَارِفِ بالمَخَارِفِ، أَي: إِلى البَسَاتِينِ بالزُّبُلِ.
والخُرَفَةُ، كهُمَزَةَ: ة بَيْنَ سِنْجَارَ ونَصِيبِيْنَ، مِنْهَا: أَبُو الْعَبَّاس أَحمدُ بنُ الْمُبَارَكِ بنِ نَوْفَلٍ النَّصِيبِيُّ الخُرَفِيُّ المُقْرِىءُ، وَله تَصَانِيفُ، مَاتَ فِي رَجَب سنة، ويُفْهَم مِن سِياقِ الْحَافِظ فِي التَّبْصِيرِ أَنَّه بالضَّمِّ فالسُّكُونِ.
والإِمامُ أَبو عليٍّ ضِياءُ ابنُ أَحمدَ بنِ أَبي عليِّ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ الْخُرَيفِ، كزُبَيْرٍ: مُحَدِّثٌ، عَن القَاضِي أَبي بكرٍ محمدِ بنِ عبدِ الباقِي بنِ محمدِ البَزَّار النَصْرِيِّ الأَنْصَارِيِّ، وَعنهُ الأَخَوان: النَّجِيبُ عبدُ اللَّطِيف، والعِزُّ عبدُ الْعَزِيز، ابْنَا عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِيِّ، وَقد وَقَعَ لنا طَرِيقُهُ عَالِياً، فِي كتابِ شَرَفِ أَصْحَابِ الحَدِيثِ، لِلْحَافِظِ أَبي بكرٍ الخَطِيبِ.
والْخَرُوفَةُ: النَّخْلَةُ يُخْرَفُ ثَمَرُها، أَي: يُصْرَمُ، فَعُولَةٌ بِمَعْنى مَفْعُولَةٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَكَذَلِكَ الْخَرِيفَةُ: هِيَ النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرَّجُلُ لنفسِه وعِيَالِهِ، وَفِي العُبَابِ: نَخْلَةٌ تَأْخُذُهَا لِتَلْقُطَ رُطَبَهَا. قَالَه شَمِرٌ: وَقيل: الخَرِيفَةُ: هِيَ الَّتِي تُعْزَلُ للخَرْفَةِ، جَمْعُهَا خَرَائِفُ، أَو الْخَرَائِف: النَّخْلُ الَّتِي، ونَصُّ الصِّحاحِ: اللاَّتِي تُخْرَصُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبي زَيْدٍ.
والخَرُوفُ كصَبُورٍ: وَلَدُ الحَمَلِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الذَّكَرُ مِن أَوْلاَدِ الضَّأْنِ، أَو إِذا رَعَى وقَوِيَ مِنْهُ خَاصَّةً، وَهُوَ دُونَ الجَذَعِ، وَهِي خَرُوفَةٌ، وَقد خَالَفَ هُنَا قَاعِدَتَهُ، وَهُوَ قَوْلُه: والأُنْثَى بهاءٍ، فلْيُتَنَبَّه لذَلِك، ج: أَخْرِفَةٌ، فِي أَدْنَى العَدَدِ، وخِرْفَانٌ، بالكَسْرِ، فِي الجَمِيعِ، وإِنَّمَا اشْتِقَاقُهُ مِن أَنَّه يخْرُفُ مِن ههُنَا وههُنَا، أَي: يَرْتَعُ.
وَقد يُرَادُ بالخِرْفَانِ: الصِّغارُ والجُهَّالُ، كَمَا يُرَادُ بالكِباشِ: الكِبَارُ والعُلَمَاءُ، وَمِنْه حديثُ المَسِيح عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّمَا أَبْعَثُكُمْ كَالْكِبَاشِ تَلْتَقِطُونَ خِرْفَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. والخَرُوفُ: مُهْرُ الْفَرَسِ إِلَى مُضِيِّ الْحَوْلِ، نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، وأَنْشَدَ رَجُلٌ مِن بَلحَارِث بنِ كَعْبٍ يَصِفُ طَعْنَةً:
(ومُسْتَنَّةٍ كَاسْتِنَانِ الْخَرُو ... فِ قد قَطَعَ الْحَبْلَ بِالْمِرْوَدِ)

(دَفُوعِ الأَصَابِع ضَرْحَ الشَّمُو ... سِ نَجْلاَءَ مؤْيِسَةِ الْعُوَّدِ)
مُسْتَنَّة: يَعْنِي طَعْنَةً فَارَ دَمُها، واسْتَنَّ: أَي مَرَّ عَلَى وَجْهِه، كَمَا يَمْضِي المُهْرُ الأَرِنُ، وبالمِرْوَدِ: أَي مَعَ المِرْوَدِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلم يَعْرِفْهُ أَبو الغَوْثِ. أَو الخَرُوفُ: وَلَدُ الفَرَسِ إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَو سَبْعَةً، حَكَاهُ الأَصْمَعِيُّ، فِي كتابِ الفَرَسِ، وأَنْشَدَ البَيْتَ المُتَقَدِّمَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ)
السُّهَيْلِيُّ، فِي الرَّوْضِ هَذَا البيتَ، وَقَالَ: قِيل: الخَرُوفُ هُنَا: المُهْرُ، وَقَالَ قَوْمٌ: الفَرَسُ يُسَمَّى خَرُوفاً.
قلتُ: فِي اللِّسَانِ: الخَرُوفُ مِن الخَيْلِ: مَا نُتِجَ فِي الخَرِيفِ، وَقَالَ خَالِدُ بنُ جَبَلَةَ: مَا رَعَى الخَرِيفَ. ثمَّ قَالَ السُّهَيْلِيُّ: ومَعْنَاهُ عندِي فِي هَذَا البيتِ: أَنَّه صِفَةٌ مِن خَرَفْتُ الثَّمْرَةَ، إِذا جَنَيْتَها، فالفَرَسُ خَرُوفٌ للشَّجَرِ والنَّبَاتِ، لَا تَقول: إِنَّ الفَرَسَ يُسَمَّى خَرُوفاً فِي عُرْفِ اللُّغَةِ، ولكنْ خَرُوفٌ، فِي مَعْنَى أَكُولٍ، لأَنَّه يَخْرُفُ، أَي: يَأْكُلُ، فَهُوَ صِفَةٌ لكلِّ مَن فَعَلَ ذَلِك الفِعْلَ مِن الدَّوَابِّ.
والْخَارِفُ: حَافِظُ النَّخْلِ، وَمِنْه حديثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، رَفَعَهُ: أَيُّ الشَّجَرَةِ أَبْعَدُ مِنَ الْخَارِفِ قَالُوا: فَرْعُهَا، قَالَ: فَكَذَلِكَ الصَّفُّ الأَوَّلُ. وجَمْعُ الخَارِفِ: خُرَّافٌ، ويُقَالُ: أَرْسَلُوا خُرّافَهم: أَي نُظَّارَهُمْ. وخَارِفٌ، بِلاَ لاَمٍ: لَقَبُ مالِكِ ابنِ عبدِ اللهِ بن كَثِيرٍ، أَبِي قَبيلَةٍ مِن هَمْدَانَ وَفِي اللِّسَانِ: خَارِف ويَامٌ، وهما قَبِيلَتان، وَقد نُسِبَ إِليهما المِخْلاَفُ باليَمَنِ.
والْخُرْفَةُ، بِالضَّمِّ: المُخْتَرَفُ، والْمُجْتَنَى مِن الثِّمَارِ والفَوَاكِهِ، وَمِنْه حديثُ أَبي عَمْرَةَ: النَّخْلَةُ خُرْفَةُ الصائِمِ: أَي ثَمَرَتُه الَّتِي يَأْكُلُهَا، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فِي التَّمْرِ خُرْفَةُ الصَّائِمِ، وتُحْفَةُ الكَبِيرِ ونَسَبَهُ للصَّائِمِ، وتُحْفَةُ الكَبِيرِ ونَسَبَهُ للصَّائِمِ لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ الإِفْطارُ عَلَيْهِ.
كالخُرافَةِ، ككُناسَةٍ وَهُوَ: مَا خُرِفَ من النَّخْلُ. والخَرائِفُ: النَّخْلُ الَّتِي تُخْرَصُ، وَهَذَا قد تقدَّم للمُصَنِّف قَرِيباً، فَهُوَ تَكْرَارٌ، وأًسْبَقْنَا أَنَّه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي زَيْدٍ.
والخَرِيفُ، كأَمِيرٍ: أَحَدُ فُصُولِ السَّنَةِ الَّذِي تُخْتَرَفُ فِيهِ الثِّمَارُ، قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ، بيْن آخِرِ الْقَيْظِ وأَوَّل الشِّتَاءِ، سُمِّيَ خَرِيفاً لأَنَّه تُخْتَرَفُ فِيهَا الثِّمَارُ، والنِّسْبَةُ إِليه خَرْفِيٌّ بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، ويُحَرَّكُ، كُلُّ ذَلِك على غيرِ قِيَاسٍ.
والخَرِيفُ: الْمَطَرُ فِي ذلِك الْفَصْلِ، والنِّسْبَةُ كالنِّسْبَةِ، قَالَ العَجَّاجُ: جَرَّ السَّحَابُ فَوْقَهُ الخَرْفِيُّ ومُرْدِفَاتُ المُزْنِ والصَّيْفِيُّ أَو هُوَ أَوَّلُ الْمَطَرِ فِي أَوَّلِ الشِّتَاءِ، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي عندَ صِرَامِ النَّخْلِ، ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ الوَسْمِيُّ، وَهُوَ عندَ دُخُولِ الشِّتَاءِ، ثمَّ يَلِيهِ الرَّبِيعُ، ثمَّ يَلِيهِ الصَّيْفُ، ثمَّ الحَمِيمُ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ. وَقَالَ الغَنَوِيُّ: الخَرِيفُ: مَا بَيْنَ طُلوعِ الشِّعْرَي إِلى غُرُوبِ العَرْقُوَتَيْنِ، والغَوْرُ، ورُكْبَةُ، والحِجَازُ،) كُلُّه يُمْطَرُ بالخَرِيفِ، ونَجْدٌ لَا تُمْطَرُ فِيهِ.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَوَّلُ المَطَرِ الوَسْمِيُّ، ثمَّ الشَّتَوِيُّ، ثمَّ الخَرِيفُ، ثمَّ الحَمِيمُ، ثمَّ الخَرِيفُ، وَلذَلِك جُعِلَتِ السَّنَةُ سِتَّةَ أَزْمِنَةٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَيْسَ الخَرِيفُ فِي الأَصْلِ باسْمٍ لِلْفَصْلِ، وإِنَّمَا هُوَ اسْمُ مَطَرِ القَيْظِ، ثمَّ سُمِّيَ الزَّمَنُ بِهِ. ويُقَال: خُرِفْنَا، مَجْهُولاً، أَي: أَصَابَنَا ذَلِك الْمَطَرُ، فَنحْن مَخْرُوفُونَ، وَكَذَا خَرِفَتِ الأَرْضُ، خَرْفاً: إِذا أَصَابَهَا مَطَرُ الخَرِيفِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَرْضٌ مَخْرُوفَةٌ: أَصَابَهَا خَرِيفُ المَطَرِ، ومَرْبُوعَةٌ: أَصَابَها الرَّبِيعُ، وَهُوَ المَطَرُ، ومَصِيفَةٌ: أَصَابَهَا الصَّيْفُ. والخَرِيفُ: الرُّطَبُ الْمَجْنِيُّ، فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ. وَقَالَ أَبو عمرٍ: الخَرِيفُ: السَّاقِيَةُ.
والْخَرِيفُ: السَّنَةُ والْعَامُ، وَمِنْه الحديثُ: فُقَرَاءُ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ الزَّمَانُ المعرُوفُ فِي فُصُولِ السَّنَةِ، مَا بَيْنَ الصَّيْفِ والشِّتَاءِ، ويُرِيدُ أَربعينَ سَنَةً، لأَنَّ الخَرِيفَ لَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، فإِذا انْقَضَى أَرْبعون خَرِيفاً، فقد مَضَتْ أَربعونَ سَنَةً.
وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَدْعُونَ مَالِكاً أَرْبعينَ خَرِيفاً. وَفِي حديثٍ آخَر: مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْخَازِنِ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ خَرِيفٌ، أَراد مَسَافَةً تُقْطَعُ مِن الخَرِيفِ إِلَى الخَرِيفِ، وَهُوَ السَّنَةُ، ثمَّ إِنَّه ذكَر العامَ والسَّنَةَ وإِن كَانَ أَحَدُهما يُغْنِي عَن الآخَرِ إِشَارَةً إِلَى مَا فيهمَا مِن الفَرْقِ الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الفِقْهِ مِن اللُّغَةِ، الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الفِقْهِ مِن اللُّغَةِ، وفَصَّلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض، وسَنذْكُره فِي مَوْضِعِه، إِن شاءَ اللهُ تعالَى. وقَيْسُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ علَى مَا سَبَق لَهُ فِي ق ق س قَاقِيسُ بنُ صَعْصَعَةَ ابنش أَبي الْخَرِيفِ، مُحَدِّثٌ رَوَى عَن أَبِيهِ، وأَضَافَ فِي إِسْنَادِ حَدِيثِه، عَلَى مَا أَسْلَفْنَا ذِكْرَه فِي السِّين، فَراجِعْهُ.
والخَرِيفَةُ، كَسَفِينَةٍ: أَنْ يُحْفَرَ لِلْنَّخْلَةِ فِي البَطْحَاءِ، وَهِي مَجْرَى السَّيْلِ الذِي فِيهِ الْحَصَى حَتَّى يُنْتَهَى إِلى الْكُدْيَةِ، ثمَّ يُحْشَى رَمْلاً، وتُوضَعُ فِيهِ النَّخْلَةُ، كَمَا فِي العُبَابِ. والْخَزْفَي، كسَكْرَى: الْجُلَّبَانُ، بتَشْدِيدِ الَّلامِ، وتَخْفِيفُها غيرُ فَصِيحٍ.
قَالَ أَبو حَنيفَةَ: وَهُوَ اسْمٌ لِحَب م مَعْرُوف، وَهُوَ مُعَرَّبٌ، وأَصْلُهُ فَارِسيٌّ، مِن القَطَانِيِّ، وفَارِسِيَّتُه: خَرْبَا، وخُلَّر، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخُرَافَةُ، كثُمَامَةٍ: رَجُلٌ مِن عُذْرَةَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَو مِنْ جُهَيْنَةَ، كَمَا لابْنِ الكَلْبِي، اسْتَهْوَتْهُ الْجِنُّ، واخْتَطَفَتْهُ، ثمَّ رَجَعَ إِلى قَوْمِهِ، فَكَانَ يُحَدِّثُ بمَا) رَأَى أَحادِيثَ يَعْجَبُ مِنْهَا النَّاسُ، فَكَذَبُوهُ فجَرَى على أَلْسُنِ النَّاسِ، وقَالُوا: حَدِيثُ خُرَافة، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والرَّاءُ مُخَفَّفَةٌ، وَلَا يَدْخُلُه الأَلفُ والَّلامُ، لأَنَّه مَعْرِفَةٌ، إِلاَّ أَنْ تُرِيدَ بِهِ الخُرَافَاتِ المَوْضُوعَةَ مِن حَدِثِ اللَّيْلِ، أَو هِيَ حَدِيثٌ مُسْتَمْلَحٌ كَذِبٌ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ الكَلْبِيِّ، فقد اسْتَنْبَطَهُ الحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِ الحديثِ من تَأْلِيفِهِ أَنَّ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: حَدِّثِينِي، قلتُ: مَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَ خُرَافَةَ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ. والْخَرَفُ، مُحَرَّكَةً: الشِّيصُ مِن التَّمْرِ، نَقَلَهُ أَبو عمرٍ و. والخُرُفُ، بِضَمَّتَيْنِ فِي قَوْلِ الْجَارُودِ بنِ المُنْذِرِ بنِ مُعَلَّى الأَزْدِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، قالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَلِمْتَ مَا يَكْفِينَا مِنَ الظَّهْرِ ذَودٌ نَأْتِي عَلَيْهِنَّ فِي خُرُف فنَسْتَمِتِعُ مِن ظُهُورِهِن. قَالَ: ضَالَّــةُ الْمُؤْمِنِ خَرَقُ النَّارِ، أَرَادَ: فِي وَقْتِ خُرُوجِهِمْ هَكَذَا نَصُّ العُبَابِ، وَفِي النِّهايةِ: خُرُوجِهِنَّ إِلى الْخَرِيفِ.
والخَرَافُ، كسَحَابٍ، ويُكْسَرُ: وَقْتُ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، كالحَصَادِ والحِصَادِ، نَقَلَهُ الكِسَائِيُّ. وخَرَفَ الرَّجُلُ، كنَصَرَ، وفِرحَ، وكَرُمَ، وعلَى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَان، فَهُوَ خَرِفٌ، ككَتِفٍ ك فَسَدَ عَقْلُهُ من الكِبَرِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والأُنْثَى خِرْفَةٌ، وَقَالَ عبدُ اللهِ بن طَاوُس: العَالِمُ لَا يَخْرَفُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي النَّجْمِ: أَتَيْتُ مِنْ عِنْدِ زِيَادٍ كَالْخَرِفْ تَخُطُّ رِجْلاَيَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ وتَكْتُبَانِ فِي الطَّرِيقِ لاَمَ الِفْ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: ورَواهُ بعضُهُم: تِكِتِّبان بالكَسراتِ، وَهِي لُغَةٌ لِبَغْضِهِمْ، وَقَالَ آخَرُ:
(مَجْهَالُ رَأْدِ الضُّحَى حَتَّى يُوَرِّعَها ... كَمَا يَوَرِّعُ عَن تَهْذائِهِ الخرِفَا)
وخَرِف الرَّجُلُ، كَفَرِحَ: أَولِعَ بِأَكْلِ الْخُرْفَةِ، بالضَّمِّ، وَهِي جَنَى النَّخْلَةِ. وأَخْرَفَهُ الدَّهْرُ: أَفْسَدَهُ، وأَخْرَفَ النَّخْلُ: حَان لَهُ أَنْ يُخْرَفَ، أَي يُجْنَى، كقولِك: أَحْصَدَ الزَّرْعُ، وَلَو قَالَ حَانَ خَرَافُهُ، كَانَ أَخْضَرَ.
وأَخْرَفَتِ الشَّاةُ: وَلَدَتْ فِي الْخَرِيفِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ: (تَلْقَى الأَمَانَ علَى حِيَاضِ مُحَمدٍ ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ)
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَلم أَجِدْهُ فِي شِعْرِهِ: قلتُ: ويُرْوَى بَعْدَهُ:
(لاذِي تَخافُ وَلَا لِذَلِكَ جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ)
) يَمْدَحُ محمدَ بنَ سليمانَ الهَاشِمِيَّ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه فِي حَوْض وَفِي رَأس. وأَخْرَفَ الْقَوْمُ: دَخَلُوا فِيهِ، أَي: فِي الخَرِيفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَكَذَلِكَ: أَصَافُوا، وأَشْتَوْا، إِذا دَخَلُوا فِي الصَّيْفِ والشِّتاءِ. وأَخْرَفَتِ الذُّرَةُ: طَالَتْ جِدًّا، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: أَخْرَفَ فُلاناً نَخْلَةً: إِذا جَعَلَهَا لَهُ خُرْفَةً يَخْتَرِفُهَا. وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ الأُمَوِيُّ: أَخْرَفَتِ النَّاقَةُ: وَلَدَتْ فِي مِثْلِ الْوَقْتِ الذِي حَمَلَتْ فِيهِ مِن قابِلٍ، وَهِي مُخْرِفٌ، وَقَالَ غيرُهُ: المُخْرِفُ: النَّاقَةُ الَّتِي تُنْتَجُ فِي فِي الخَرِيفِ، وَهَذَا أَصَحُّ، لأَنَّ الاشْتِقَاقَ يَمُدُّهُ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ.
وخَرَّفَهُ، تَخْرِيفاً: نَسَبَهُ إِلى الْخَرَفِ، أَي: فَسَادِ العَقْلِ. وخَارَفَهُ، مُخَارَفَةً: عَامَلَهُ بالْخَرِيفِ، وَفِي العُبَابِ: مِن الخَرِيفِ، كالمُشَاهَرَةِ، مِنَ الشَّهْرِ. ورَجُلٌ مُخَارَفٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَي: مَحْرُومٌ مَحْدُودٌ، والجِيمُ والحاءُ لُغَتَانِ فِيهِ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَرْضٌ مَخْرُوفَةٌ: أَصابَهَا مَطَرُ الخَرِيفِ. وخُرِقَتِ البَهائِمُ، بالضَّمِّ: أَصَابَها الخَرِيفُ، أَو أَنْبَتَ لَهَا مَا تَرْعَاهُ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ: (مَثْلَ مَا كَافَحَتْ مَخْرُوفَةً ... نَصَّهَا ذَاعِرُ رَوْعٍ مُؤَامّ)
يعِْي الظَّبْيَةَ الَّتِي أًصابَهَا الخَرِيفُ. وأَخْرَفُوا: أَقَامُوا بالمَكَانِ خَرِيفَهم. والمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ إِقَامَتِهم ذلكَ الزَّمَنَ، كأَنَّهُ على طَرْح الزَّائِدِ، قَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ:
(فَغَيْقَةُ فَالأَخْيَافُ أَخْيَافُ ظَبْيَةٍ ... بِهَا مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرَابِعُ)
وخَرَفُوا فِي حَائِطِهم: أَقَامُوا فِيهِ وَقْتَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، وَقد جَاءَ ذَلِك فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُ، كقَوْلِك: صَافُوا وشَتُوا، إِذا أَقَامُوا فِي الصَّيْفِ والشِّتَاءِ. وعَامَلَهُ مُخَارَفَةً، وخِرَافاً: مِنَ الخَريفِ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَا اسْتَأْجَرَهُ مُخَارَفَةً وخِرَافاً، عَنهُ أَيضاً.
واللَّبَنُ الْخَرِيفُ: الطَّرِيفُّ الحَدِيثُ العَهْدِ بالحَلْبِ، أُجْرِيَ مُجْرَة الثِّمَارِ الَّتِي تُخْتَرَفُ، علَى الاسْتِعَارةِ، وَبِه فَسَّرَ الهَرَوِيُّ رَجَزَ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ: لم يَغُذُهَا مُدٌّ ولاَ نَصِيفُ ولاَ تُمَيْراتٌ ولاَ رَغِيفُ لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الْخَرِيفُ وَرَوَاهُ الأَزْهَرِيُّ: لَبَنُ الْخَرِيفِ وَقَالَ: اللَّبَنُ يكونُ فِي الخَرِيفِ أَدْسَمَ. والمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: النَّخْلَةُ) نَفْسُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخَرَفَ الرَّجُلُ، يَخْرُفُ، مِن حَدِّ نَصَرَ: أَخَذَ مِن طُرَفِ الفَوَاكِهِ.
والمَخْرِفُ، كمَجْلِسٍ: لُغَةٌ فِي المَخْرَفِ، كمَقْعَدٍ، بمَعْنَى البُسْتَانِ مِن النَّخْلِ، نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، فِي تَفْسِيرِ حديثِ أَبي قَتَادَةَ.
والخَرِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: النَّخْلَةُ تُعْزَلُ لِلْخُرْفَةِ. والمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: الرُّطَبُ. وخَرَّفْتُهُ أَخَارِيفَ. نَقْلَهُ ابنُ عَبَّادٍ. ومِن أَمْثَالِهِمْ: كالخَرُوفِ، أَيْنَمَا أتَّكَأَ أتَّكَأَ علَى الصُّوفِ، يُضْرَب لذِي الرَّفاهِيَةِ.
والإِمَامُ جارُ اللهِ أَبو عبدِ الله محمدُ بنُ أَبي الفَضْلِ، خَرُوف، الأَنْصَارِيُّ التُّونِسُي، نَزِيلُ فاسَ، تُوُفِّيَ بهَا سنة لِلْهِجْرَةِ، أَخَذَ عَن محمدِ ابنِ عليٍّ الطَّوِيلِ القادِرِيِّ، والشمسِ اللَّقَّانِيِّ، وأَخِيهِ ناصِرِ الدِّينِ، وَعنهُ مُحَمَّد بنُ قاسِمٍ القَصَّارُ، وأَبو المَحاسِنِ يُوسُفُ بنُ محمدٍ الفَاسِيُّ.

صرد

(صرد) : المِصْرادُ من الأَرْضِ: الَّتِي ليسَ بها شَجَرٌ ولا شَيْءٌ.
(صرد)
صردا برد يُقَال صرد الْيَوْم وصرد الرجل وصردت الرّيح والسهم أَخطَأ وَعَن الشَّيْء انْصَرف فَهُوَ صرد
(صرد) الشَّيْء قلله يُقَال صرد عطاءه وصرد الْإِنَاء وضع فِيهِ مَاء لَا يَكْفِي الرّيّ وصرد فلَانا سقَاهُ أقل مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وصرد شربه تنَاوله جرعات مُتَفَرِّقَة
الصاردة الرّيح الْبَارِدَة (ج) صوارد
صرد
صُرَد [مفرد]: ج صِرْدان
• الصُّرَدُ: (حن) طائِرٌ أكبرُ من العصفور ضخم الرَّأس والمنقار أبيضُ البطن أخضرُ الظَّهر يصيد صِغارَ الحشرات، وربمّا صاد العصفورَ، كانوا يتشاءمون منه.
• الصُّرَدَان: (طب) عِرْقان يستبطِنان اللِّسان. 
صرد: صَرَّد (بالتشديد): عدَّ، حسب، أحصى. ففي ألف ليلة (4: 481): وبات تلك الليلة ابو صير وهو يصرد الذهب ويضعه في الأكياس (في الترجمة الإنجليزية للين: يحسب الذهب).
صَرْد: مزيج نقي (عن النقود) (زيشر 9: 833).
صردة: نوع من الطير (ياقوت 1: 885) صُراد = صُرَّاد، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة (معجم مسلم).
مولى التصراد: في بلاط مراكش هو نائب أمين الخزانة ويتولى صرف المصروفات اليومية الصغيرة (هوست ص152، 181).

صرد


صَرِدَ(n. ac. صَرَد)
a. Felt the cold.
b. Was galled by the saddle (horse).
c. Hit or missed (arrow).
d. ['An], Was disgusted with; forsook.
صَرَّدَa. Made small, insignificant (gift).

أَصْرَدَa. Made to hit the mark (arrow).

صَرْدa. Pure, unmixed, genuine.
b. High point, crag, peak.
c. see 5
صَرِدa. Cold, chilly; icy.

صُرَد
(pl.
صِرْدَاْن)
a. A certain bird that preys on sparrows.

صَاْرِدa. see 5
صُرُوْدa. Cold places.

مِصْرَاْدa. see 5
الصُّرْدَانِ
a. The two veins beneath the tongue.
(ص ر د) : (الصُّرَدُ) طَائِرٌ أَبْقَعُ أَبْيَضُ الْبَطْنِ أَخْضَرُ الظَّهْرِ وَلِذَا يُسَمَّى مُجَوَّفًا ضَخْمُ الرَّأْسِ ضَخْمُ الْمِنْقَارِ وَلَهُ بُرْثُنٌ وَهُوَ مِثْلُ الْقَارِيَةِ فِي الْعِظَمِ وَيُسَمَّى الْأَخْطَبَ لِخُضْرَةِ ظَهْرِهِ وَالْأَخْيَلُ لِاخْتِلَافِ لَوْنِهِ لَا يَكَادُ يُرَى إلَّا فِي شُعْبَةٍ أَوْ شَجَرَةٍ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَصْطَادُ الْعَصَافِيرَ وَصِغَارَ الطَّيْرِ وَيُتَشَاءَمُ بِهِ كَذَا ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ.
[صرد] نه: فيه: تحات ورقه من "الصريد"، أي البرد، ويرى: من الجليد. ومنه ح: لا بأس به أي بما يموت في البحر "صردًا"، يعني سمكًا يموت فيه من البرد. وح أبي هريرة: إني "مصراد"، وهو من يشتد عليه البرد ولا يطيقه، وهو أيضًا القوي على البرد، فهو من الأضداد. وفيه: لن يدخل الجنة إلا "تصريدًا" أي قليلًا، وأصل التصريد السقي دون الري، وصرد له العطاء قلله. ومنه ش: يسقون منها شرابًا غير تصريد؛ وفيه: نهى المحرم عن قتل "الصرد"، هو طائر ضخم الرأس والمنقار، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود. ومنه: نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد و"الصرد"، الخطابي: أراد بالنمل ذوات الأرجل الطوال لأنها قليلة الأذى والضرر، وأما النحلة فلما فيها من نفع العسل والشمع، والهدهد والصرد لتحريم لحمهما، لأن النهي إذا لم يكن للاحترام والضرر كان لحرمة لحمه، ألا ترى أنه نهى عن قتل الحيوان لغير مأكلة! ويقال: إن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجلالة، والصرد تتشاءم به العرب وتتطير بصوته وشخصه، وقيل: كرهوه من اسمه لأن التصريد التقليل.
صرد دحل كسر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِن رجلا سَأَلَهُ فَقَالَ: إِنِّي رجل مِصْرَاد أفأدخل المِبْوَلَةَ معي فِي الْبَيْت فَقَالَ: نعم وادْحَل فِي الكِسْر. المصراد: الَّذِي يَشْتَدّ عَلَيْهِ الْبرد ويقل صبره عَلَيْهِ. وَأما قَوْله: وادْحَل فَإِنَّهُ مَأْخُوذ من الدَّحْل وَهُوَ هُوَّة تكون فِي الأَرْض وَفِي أسافل الأودية فِيهَا ضيق ثمَّ يَتَّسِع [قَالَهَا الْأَصْمَعِي يُقَال: دَحَلْت فِيهِ أدحَل وَجَمعهَا: أدْحال ودُحْلان. فشبّه أَبُو هُرَيْرَة جَوَانِب الخِباء ومداخله بِذَاكَ يَقُول: صِرْ فِيهَا كَالَّذي يصير فِي الدحل] . و [قَوْله فِي -] الكِسْر هِيَ الشُّقَّة الَّتِي تلِي الأَرْض من الخِباء وَيُقَال هِيَ الشقة الَّتِي تكون فِي أقْصَى الخِباء [وَقَالَ الأخطل يذكر رجلا: (الطَّوِيل)

وَقد غَبَر الفعلان حينا إِذا بَكَى ... على الزَّادِ ألْقَتْهُ الوَلِيدَةُ فِي الكَسْرِ]

وَفِيه لُغَتَانِ: الكَسْر وَالْكَسْر. 131 / الف
[صرد] الصَرْدُ: البَحْتُ الخالِص. يقال: أحبه حبا صردا. ونبيذ صرد، وكَذِبٌ صَرْدٌ. والصَرْدُ: البَرْدُ، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ. تقول: يَوْمٌ صَرْدٌ. والصُرود من البلاد: خلاف الجُروم . وصَرِدَ الرَجُلُ بالكسر يَصْرَدُ صَرَداً فهو صَرِدٌ ومِصْرادٌ: يجدُ البَرْد سَريعاً. قال الساجع: أصبح قلبى صردا * لا يشتهى أن يردا - وصرد قلبى عن الشئ: انتهى عنه. وصَرِدَ السَهْمُ أيضاً عن الرَمِيَّة، أي نَفَذَ حَدُّه. وأَصْرَدَهُ الرامي. وسَهْمٌ مِصْرادٌ وصارِدٌ، أي نافذ. وبنو الصارد بن مرة: قوم من العرب. والصردان: عرقان يستبطنان اللسان. قال يزيد بن الصَعِق يهجو النابغةَ الذُبيانيّ: وأيُّ الناسِ أَغْدَرُ من شَآمٍ * له صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللسان - أي ذربان. والصرد: طائر، وجمعه صردان. والصرد أيضا: بياض يكون على ظهر الفَرس من أَثَرِ الدَبَر. والصُرَّادُ، بالضم والتشديد: غيم رقيق لاماء فيه. والتَصريدُ في السَقْيِ دونَ الرِيِّ. والتصريد في العطاء: تقليله. وشَرابٌ مُصَرَّدٌ: أي مُقَلَّلٌ، وكذلك الذي يُسقى قليلاً أو يُعطى قليلا. والصمرد بالكسر: الناقة القليلة اللبن، وأرى أن الميم زائدة.
ص ر د : الصُّرَدُ وِزَانُ عُمَرَ نَوْعٌ مِنْ الْغِرْبَانِ وَالْأُنْثَى صُرَدَةٌ وَالْجَمْعُ صِرْدَانٌ وَيُقَالُ لَهُ الْوَاقُ أَيْضًا قَالَ 
وَلَقَدْ غَدَوْتُ وَكُنْتُ لَا ... أَغْدُو عَلَى وَاقٍ وَحَاتِمْ
وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ مِنْ صَوْتِهِ وَتَقْتُلُهُ فَنُهِيَ عَنْ قَتْلِهِ دَفْعًا لِلطِّيَرَةِ وَمِنْهُ نَوْعٌ أَسْبَدُ تُسَمِّيهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ الْعَقْعَقَ وَأَمَّا الصُّرَدُ الْهَمْهَامُ فَهُوَ الْبَرِّيُّ الَّذِي لَا يُرَى فِي الْأَرْضِ وَيَقْفِزُ مِنْ شَجَرَةٍ إلَى شَجَرَةٍ وَإِذَا طُرِدَ وَأُضْجِرَ أُدْرِكَ وَأُخِذَ وَيُصَرْصِرُ كَالصَّقْرِ وَيَصِيدُ الْعَصَافِيرَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ الصُّرَدُ طَائِرٌ أَبْقَعُ أَبْيَضُ الْبَطْنِ أَخْضَرُ الظَّهْرِ ضَخْمُ الرَّأْسِ وَالْمِنْقَارِ لَهُ بُرْثُنٌ وَيَصْطَادُ الْعَصَافِيرَ وَصِغَارَ الطَّيْرِ وَهُوَ مِثْلُ الْقَارِيَةِ فِي الْعِظَمِ وَزَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذَا فَقَالَ
وَيُسَمَّى الْمُجَوَّفَ لِبَيَاضِ بَطْنِهِ وَالْأَخْطَبَ لِخُضْرَةِ ظَهْرِهِ وَالْأَخْيَلَ لِاخْتِلَافِ لَوْنِهِ وَلَا يُرَى إلَّا فِي شِعْبٍ أَوْ شَجَرَةٍ وَلَا يَكَادُ يُقْدَرُ عَلَيْهِ وَنَقَلَ الصَّغَانِيّ أَنَّهُ يُسَمَّى السُّمَيْطَ أَيْضًا بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ. 
صرد
الصرَدُ: طائرٌ فَوْقَ العُصْفُورِ. والصرَدُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الصرِدِ من البَرْدِ، صَرِدْتُ أصْرَدُ صَرَداً، وقَوْمٌ صَرْدى. والصُرَادُ: البَرْدُ، وكذلك الصَّرْدُ.
وإذا انْتَهَى القَلْبُ عن شَيْءٍ قيل: صَرِدَ عنه. والصَّرِدُ: المَضْرُوبُ بالصَّرْدِ. ورَجُلٌ مِصْرَادٌ: قَوِيٌّ على البَرْدِ. ورِيْحٌ مِصْرَاد: بارِدَة. وفي المَثَلِ: " إنَه لَأصْرَدُ من عَنْزٍ جَرْبَاءَ " وذلكَ أنَّ البَرْدَ يُسْرعُ إليها.
وجَيْشٌ صرِدٌ وصَرْدٌ: إذا كانوا من بني عَم لا يُخَالِطُهم غَيْرُهم. والصرْدُ: الخالِصُ من كُلِّ شَيْءٍ، حَتّى يُقَال: أُحِبُّكَ حُباً صَرْداً. وخَرَجَ الدَّمُ صَرْداً: أي صافياً. والاصْطِرَادُ: التَّحَقُقُ والإخْلَاصُ.
والمُصْطَرِدُ: الشَّدِيْدُ الغَيْظِ الحَنِقُ. والصُّرادُ: غَيْمٌ رَقِيْقٌ تَسْتَخِفُه الرِّيْحُ البارِدَةُ، ومنهم مَنْ يقول: صُريْدٌ.
والصرِدُ من اللَّبَنِ: الذي يَخْرُجُ مُنْتَفِشاً لا يلتَئمُ. والتَصْرِيْدُ: سَقْيٌ دُونَ الري. وصَرَّدَ له عَطَاءَه: أي قَتَلَه. وصَرِدَ السهْمُ من الرمِيةِ صَرَداً: إذا نَفَذَ منه شَبَا حَده، ونَصْلٌ صارِدٌ. وقيل: الصَّرَدُ: الإنْفَاذُ، والخَطَأ أيضاً.
والصرْدُ: المِسْمَارُ الذي يكونُ في السنَانِ يُشَدُّ به الرُّمْحُ. وسَهْمٌ مُصْرَدٌ: أي مُصِيْبٌ. ومُصْرَدٌ: مُخْطِئ. والصَّرِدُ: الذي خَرَجَ منه سِنَانُ الرمْحِ ونَفَذَ. والعَيْنُ الصرِدَةُ: هي المُقْشَعِرةُ كأنَ بها داءً.
والصرَدَانِ: عِرْقانِ تَحْتَ اللسَانِ.
والصرَدُ: البَيَاضُ الذي يكونُ على السَّنَام من أثَرِ الدَّبَرِ، وجَمْعُه صِرْدَانٌ. وفَرَسٌ صَرِدٌ - أيضاً -: إذا كانَ في مَوْضِع السرْجِ منه أثَرُ دَبَرٍ، ومُصْرَدٌ: كذلك. وبَنُو الصارِدِ: حَف من بَني مُرةَ بن عَوْف بن غطفان.
(صرد) - في الحديث: "أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبا هُرَيْرة، - رضي الله عنه -، فقال: إني رجل مِصْرَاد".
المِصْراد: الجَزُوع من الرَّدَى الذي يَشتَدُّ عليه ولا يُطِيقه ويَقِلُّ صَبْرهُ عليه. والصَّرْد بسكون الراء وفتحه: الَبرْد، وقد صَرِد يَومُنا فهو صَرِد. والصَّرِد: الذي أَصابَه البَردُ أيضا.
وذكر الجَبَّان: أن المِصْرادَ القَوِىُّ على البَرْدِ، فهو إذاً من الأضداد.
- في الحديث: "نهى عن قتل الصُّرَد للمحرم"
قال النَّضْر: هو طائر أَبقَع ضَخْم الرَّأْس والمِنْقار، له رِيشٌ عظَيم، نِصفُه أَبيضُ ونِصفُه أَسود.
- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "نهى عن قَتْل أربَع من الدَّوابّ: النَّملة والنَّحلة، والهُدهُد، والصُّرَد"
قال الخطابي: إن النَّهىَ إنما جاء في قَتْل النَّمْل عن نوع منه خاص وهو الكبار منها: ذوات الأَرجُل الطِّوال لأنها قَلِيلةُ الأَذَى والضَّرَر.
ونَهيُه عن قتل النَّحلةِ لِمَا فيها من المنفعة.
فأما الهُدْهُد والصُّرَد: فنَهْيه عن قَتْلِهما يدل على تَحرْيم لَحْمِهما ، لأن الحيوان إذا نُهِى عن قَتْله ولم يكن ذلك لحُرمته ولا لِضَرر فيه، كان لتَحْريم لحَمِه. ألا تَرَى أنه نَهَى عن ذَبْح الحَيوان إلا لمأْكَلَة.
ويقال: إن الهُدهُدَ مُنْتِنُ الرِّيح، فصار في معنى الجَلاَّلَة .
وأما الصُّرَدُ: فإن العرب تَتَشاءم به وتَتَطَيَّر بصَوْتهِ وشَخْصِه
ويقال: إنهم إنما كَرِهُوا من اسْمِه مَعنى التَّصْرِيد وهو التَّقْلِيل.
قال: وأنشدَنىِ بعضُ أصحابنا عن ابن الأَعرابىّ، عن أبي العَبَّاس، يعنى ثعلَباً:
غُرابٌ وظَبىٌ أعضَبُ القَرْنْ نَادَيا
بصُرْمٍ وصِرْدَان العَشىِّ تَصِيحُ
قال: وكذلك عن قَتْل الضِّفْدَع يدل على تَحْريمِه.
- في الحديث: "تَحاتَّ ورقهُ من الصَّرِيدِ" .
تفسيره في الحديث من البَرْد، في رواية: من الجَلِيد.
- في الحديث: "لن يدخل الجنَّة إلا تَصْرِيدًا".
التَّصْرِيد: السَّقْى دُونَ الرِّىِّ، وشَراب مُصَرَّد: مُقَلَّل، وصَرَّدله العَطاءَ: قَلَّلَه، والصُّرَّاد : غَيْم رَقِيقٌ. 
ص ر د

الصَّرْدُ والصَّرَدُ البَرْدُ وقيل شِدَّتُه صَرِدَ صَرَداً فهو صِرِدٌ وقَوْمٌ صَرْدَى ويَوْمٌ صَرِدٌ ولَيْلةٌ صَرِدَةٌ شَديدةُ البَرْدِ ورَجُلٌ مِصرادٌ لا يَصْبِرُ على البرْدِ والصُّرَّادُ رِيحٌ باردةٌ مع نَدىً ورِيحٌ مِصْرادٌ ذات صَرَدٍ أو صُرَّادٍ عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشد

(إذا رأَيْنَ حَرْجَفاً مِصْراداً ... ولَّيْنَها أكْسِيَةٌ جِياداً)

والصُّرَّادُ والصُّرَّيْدُ سحابٌ باردٌ نَديٌّ تَسْفِرُه الرِّيح والصَّريدَة النَّعجةُ التي أَنْحَلَها البَرْدُ وأَضَرَّ بها عن ابنِ الأعرابيِّ وأَنشدَ

(لَعَمْرُكَ إنِّي والهِزَبْرَ وعارِماً ... وثَوْرَةَ عِشْنَا في لُحُومِ الصَّرائِدِ)

ويُرْوَى فيَالَيْتَ أَنِّي والهِزَبْرَ وأرضٌ صَرْدٌ باردة والجمعُ صُرودٌ وصَرِدَ عن الشيءِ صَرَداً وهو صَرِدٌ انْتَهَى وجيشٌ صَرَدٌ وصَرْدٌ تَراهُ من تُؤَدَتِه كأنه جامِدٌ وذلك لكَثْرَتِهِ وهو معنى قولِ النابِغَةِ الجَعْدِيِّ

(بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أنَّهم ... وُقُوفٌ لِحاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِجُ)

والتَّصْرِيدُ سَقْيٌ دُونَ الرِّيِّ وقد صَرَّدَه وصرَّدَ العَطَاءَ قَلَّلهُ والصَّرْدُ الطَّعْنُ النافِذ وصَرِدَ الرُّمْحُ والسَّهْم صَرَداً نَفَذَ وصَرَدَه هو وأصْرَدَهُ والصَّرْدُ والصَّرَدُ الخَطَأُ في الرُّمْحِ والسَّهْم ونحوِهما فهو على هذا ضِدٌّ والصَّرْدُ الخالصُ من كُلِّ شيءٍ والصَّرَدُ طائرٌ فوق العُصْفورِ وقول أبي ذُؤَيبٍ (حتى اسْتَبانَتْ مع الإِصْباحِ رَامَتَها ... كأنّهُ في حَواشِي ثَوْبِه صُرَدُ)

أراد كأنه بَيْنَ حاشِيَتَي ثَوْبِه صُرَدٌ من خِفَّتِهِ وتَضَاؤُلِهِ والجمعُ صِرْدَانٌ قال حُمَيْدٌ الهِلالِيُّ

(كأنَّ وَحَي الصِّرْدَانِ في جَوْفِ ضَالَــةٍ ... تَلَهْجُمُ لَحْيَيْهِ إذا ما تَلَهْجَمَا)

والصَّرَدُ بياضٌ يكونُ في سَنام البَعِيرِ والجمعُ كالجَمعِ والصُّرَدُ كالبَياضِ يكون على ظَهْرِ الفَرَسِ من السَّرْجِ والصُّرَدُ عِرْقٌ في أَسْفَلِ لِسانِ الفَرَسِ والصُّرْدانِ عِرقانِ أَخْضرانِ يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ وقيل هما عَظْمانِ يُقِيمانِه والصُّرَدُ مِسْمارٌ يكونُ في سِنانِ الرُّمْحِ قال الرَّاعِي

(منها صَرِيعٌ وضَاغٍ فَوْقَ حَرْبَتِهِ ... كما ضَغَا تَحْتَ حَدِّ العاملِ الصُّرَدُ)

وصَرَّدَ الشَّعِيرُ والبُرُّ طَلَعَ سَفَاهُما ولم يَطْلُعْ سُنْبُلُهما وقد كادَ هذه الأخيرة عن الهَجَرِيِّ وبنو الصَّادِرِ حَيٌّ

صرد: الصَّرْدُ والصَّرَدُ: البَرْدُ، وقيل: شِدَّتُهُ، صَرِدَ، بالكسر،

يَصْرَدُ صَرَداً، فهو صَرِدٌ، من قوم صَرْدَى. الليث: الصَّرَدُ مصدر

الصَّرِدِ من البرد. قال: والاسم الصَّرْد مجزوم؛ قال رؤبة:

بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْد

وفي الحديث: ذاكِرُ الله في الغافلين مثلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسَطَ

الشَّجر الذي تَحَاتَّ وَرَقه من الصَّرِيد؛ هو البرد، ويروى: من الجَلِيد.

وفي الحديث: سُئِلَ ابن عمر عما يموت في البحر صَرْداً، فقال: لا بأْس

به، يعني السمك الذي يموت فيه من البَرْد.

ويومٌ صَرِدٌ ولَيلَةٌ صَرِدَةٌ: شديدة البرد. أَبو عمرو: الصَّرْد مكان

مُرْتَفع من الجبال وهو أَبردها؛ قال الجعدي:

أَسَدِيَّةٌ تُدْعَى الصِّرادَ، إِذا

نَشِبوا، وتَحْضُر جانِبَيْ شِعْر

(* قوله «تدعى» ولعله تدع أي تترك. وقوله «شعر جبل» كذا بالأَصل، بكسر

الشين، وسكون العين، وان صح هذا الضبط فهو جبل ببلاد بني جشم، أما بفتح

الشين، فهو جبل لبني سليم أو بني كلاب كما في القاموس. وهناك شعر، بضم

الشين وسكون العين أيضاً، جبل آخر ذكره ياقوت.)

قال: شِعْر جَبَل: الجوهري: الصَّرْدُ البرد، فارسي معرَّب.

والصُّرُودُ مِن البلاد: خلاف الجُرُوم أَي الحارَّة. ورَجُلٌ مِصْراد:

لا يصبر على البرد؛ وفي التهذيب: هو الذي يَشْتَدُّ عليه البرد ويقل

صَبْرُه عليه؛ وفي الصحاح: هو الذي يجد البرد سريعاً؛ قال الساجع:

أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا،

لا يَشْتَهي أَن يَرِدَا

وفي حديث أَبي هريرة سأَله رجل فقال: إِني رجل مِصْرادٌ؛ هو الذي يشتدّ

عليه البرد ولا يُطيقُه. والمِصرادُ أَيضاً: القَويُّ على البرد؛ فهو من

الأَضداد. والصُّرَّادُ: ريح بارِدَةٌ مع نَدًى. وريحٌ مِصرادٌ: ذاتُ

صَرَد أَو صُرَّادٍ؛ قال الشاعر:

إِذا رأَيْنَ حَرْجَفاً مِصرادَا،

وَلَّيْنَها أَكْسِيَةً حِدادا

والصُّرَّادُ والصُّرَّيْدُ والصَّرْدَى: سحاب بارد تسْفِرُه الريح.

الأَصمعي: الصُّرَّادُ سحاب بارد نَدِيٌّ ليس فيه ماء؛ وفي الصحاح: غَيْم

رقيق لا ماء فيه.

ابن الأَعرابي: الصَّرِيدَة النعجة التي قد أَنحلها البرد وأَضَرَّ بها،

وجمعها الصَّرائِدُ؛ وفي المحكم: الصَّرِيدَة التي أَنحلها البرد

وأَضَرَّ بها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لَعَمْرُكَ، إِني والهِزَبْرَ وعارماً

وثَوْرَةَ عِشْنا في لُحوم الصَّرائدِ

ويروى: فَيا لَيْتَ أَنِّي والهزبر»

وأَرضٌ صَرْدٌ: باردة، والجمع صُرُود.

وصَرِدَ عن الشيءِ صَرَداً وهو صَرِدٌ: انتهى؛ الأَزهري: إِذا انْتَهَى

القلب عن شيء صَرِدَ عنه، كما قال:

أَصْبَحَ قلبي صَرِدا

قال: وقد يوصف الجيش بالصَّرَد. وجيشٌ صَرَدٌ وصَرْدٌ، مجزوم: تراه من

تُؤَدَتِه كأَنه

(* قوله «من تؤدته كأَنه إلخ» عبارة الأساس كأَنه من تؤدة

سيره جامد.) سَيْرُه جامد، وذلك لكثرته، وهو معنى قول النابغة الجعدي:

بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تحْسَبُ أَنَّهُم

وُقُوفٌ لِحَاجٍ، والرِّكابُ تُهَمْلِج

وقال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:

صَرَدٌ تَوَقَّصَ بالأَبْدان جُمْهُور

والتَّوَقُّصُ: ثِقَل الوَطْءِ على الأَرض. والتَّصريدُ: سَقْيٌ دون

الرَّيِّ؛ وقال عمر يرثي عروة بن مسعود:

يُسْقَوْنَ منها شَراباً غَيْرَ تَصْرِيد

وفي التهذيب: شُرْبٌ دون الريّ. يقال: صَرَّدَ شُرْبه أَي قطعَه.

وصَرِدَ السَّقاءُ صَرَداً أَي خرج زُبْدُه متقطعاً فَيُداوى بالماء الحارِّ،

ومن ذلك أُخِذَ صَرْدُ البرد. والتَّصْرِيدُ في العطاء: تَقْليله، وشراب

مُصَرَّدٌ أَي مُقَلَّل، وكذلك الذي يُسقَى قَلِيلاً أَو يُعْطى قليلاً.

وفي الحديث: لن يدخل الجنة إِلا تَصرِيداً أَي قليلاً. وصَرَّدَ العطاء:

قَلَّله.

والصَّرْدُ: الطعنُ النافذُ. وصَرِد الرمحُ والسَّهم يَصْرَدُ صَرَداً:

نَفَذَ حدُّه. وصَرَدَه هو وأَصْرده: أَنْفَذَه من الرَّميَّة، وأَنا

أَصْرَدْتُه؛ وقال اللَّعِينُ المِنْقَريُّ يخاطب جَريراً والفرزدق:

فما بُقْيا عليَّ تَرَكْتُماني،

ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال

وأَصْرَدَ السهمُ: أَخْطَأَ. وقال أَبو عبيدة في بيت اللعين: من أَراد

الصواب قال: خفتما أَن تُصِيبَ نِبالي، ومن أَراد الخَطَأَ قا: خفْتما

إِخْطاءَ نبالكما. والصَّرَدُ والصَّرْدُ: الخَطَأُ في الرمح والسهم

ونحوهما، فهو على هذا ضدّ. وسهم مِصْرادٌ وصاردٌ أَي نافذ. وقال قطرب: سهم

مُصَرِّد مصيب، وسهم مُصْرِدٌ أَي مُخْطِئ؛ وأَنشد في الإِصابة:

على ظَهْرِ مِرْنانٍ بسَهْمٍ مُصَرِّد

أَي مُصِيب؛ وقال الآخر:

أَصْرَدَه الموتُ وقد أَطَلاَّ

أَي أَخْطَأَه.

والصُّرَدُ: طائر فوق العصفور، وقال الأَزهري: يَصِيدُ العصافير؛ وقول

أَبي ذؤيب:

حتى اسْتَبانتْ مع الإِصْباحِ رَامَتُها،

كأَنَّه في حَواشِي ثَوْبِه صُرَد

أَراد: أَنه بين حاشِيتي ثوبه صُرَدٌ من خِفته وتضاؤله، والجمع

صِرْدانٌ؛ قال حميد الهلالي:

كأَنّ، وَحَى الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضَالَــةٍ،

تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ، إِذا ما تَلَهْجَما

(* قوله «كأن وحى إلخ» وحى خبر كأن مقدم وتلهجم اسمها مؤخر كما هو صريح

حل الصحاح في مادة لهجم.)

وفي الحديث: نُهِي المحرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَدِ. وفي حديث آخر: نَهى

النبي، صلى الله عليه وسلم، عن قتل أَربع: النملةِ والنحلة والصُّرَدِ

والهُدهد؛ وروي عن إِبراهيم الحَرْبي أَنه قال: أَراد بالنملة الكُبَّارَ

الطويلة القوائم التي تكون في الخَرِبات وهي لا تؤذي ولا تضر، ونهى عن قتل

النحلة لأَنها تُعَسِّلُ شراباً فيه شفاء للناس ومنه الشمع، ونَهَى عن قتل

الصُّرَدِ لأَن العرب كانت تَطَّيَّرُ من صوته وتتشاءَم بصوته وشَخْصِه؛

وقيل: إِنما كرهوه من اسمه من التصريد وهو التقليل، وهو الواقِي عندهم،

ونهى عن قتله رَدّاً للطِّيَرة، ونهى عن قتل الهدهد لأَنه أَطاع نبيّاً

من الأَنبياءِ وأَعانه؛ وفي النهاية: أَما نهيه عن قتل الهدهد والصرد

فلتحريم لحمهما لأَن الحيوان إِذا نُهِي عن قتله، ولم يكن ذلك لاحترامه أَو

لضرر فيه، كان لتحريم لحمه، أَلا ترى أَنه نُهِيَ عن قتل الحيوان لغير

مأْكلة؟ ويقال: إِن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجَلاَّلَةِ؛ وقيل:

الصُّرَدُ طائر أَبقع ضخم الرأْس يكون في الشجر، نصفه أَبيض ونصفه أَسود؛

ضخم المِنقار له بُرْثُنٌ عظيم نَحْوٌ مِنَ القارِية في العِظَمِ ويقال له

الأَخْطَب

(* قوله «ويقال له الأخطب إلخ» عبارة المصباح: ويسمى المجوّف

لبياض بطنه، والأخطب لخضرة ظهره، والاخيل لاختلاف لونه.) لاختلاف لونيه،

والصُّرَد لا تراه إِلا في شُعْبَة أَو شجرة لا يقدر عليه أَحد. قال

سُكَيْنٌ النُّمَيري: الصُّرَدُ صُرَدان: أَحدهما أَسْبَدُ يسميه أَهل العراق

العَقْعَقَ، وأَما الصُّرَدُ الهَمْام، فهو البَرِّيُّ الذي يكون بنجد في

العضاه، لا تراه إِلا في الأَرض يقفز من شجر إِلى شجر، قال: وإِن

أَصْحَر وطُرِدَ فأُخذَ؛ يقول: لو وقع إِلى الأَرض لم يستقل حتى يؤخذ، قال:

ويصرصر كالصقر؛ وروي عن مجاهد قال: لا يُصاد بكلب مجوسيٍّ ولا يؤكل من صيد

المجوسي إِلا السمك، وكُرِه لحم الصُّرَد، وهو من سباع الطير. وروي عن

مجاهد في قوله: سكينة من ربكم، قال: أَقبلت السكينة والصرد وجبريل مع

إِبراهيم من الشام. والصَّرْدُ: البَحْتُ الخالصُ من كل شيء. أَبو زيد: يقال

أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَي خالصاً، وشراب صَرْدٌ. وسقاه الخمر صَرْداً

أَي صِرفاً؛ وأَنشد:

فإِنَّ النَبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ،

على غَيْرِ شَيءٍ، أَوجَعَ الكِبْدَ جُوعها

وذهَبٌ صَرْدٌ: خالص. وجيش صَرْدٌ: بنو أَب واحد لا يخالطهم غيرهم. وقال

أَبو عبيدة: يقال معه جَيْش صَرْدٌ أَي كلهم بنو عمه؛ وكَذِبٌ صَرْدٌ.

أَبو عبيدة: الصَّرَدُ أَن يخرج وبَرٌ أَبيضُ في موضع الدَّبَرَةِ إِذا

بَرَأَتْ، فيقال لذلك الموضِع صُرَدٌ وجمعه صِرْدانٌ؛ وإِياهما عنى الراعي

يصف إِبلاً:

كأَنَّ مَوَاضِعَ الصِّرْدانِ منها

مناراتٌ بُدِينَ على خِمارِ

جعل الدَّبَرَ في أَسنمة شبهها بالمنار.

الجوهري: الصُّرَدُ بياض يكون على ظهر الفرس من أَثر الدَّبَرِ. ابن

سيده: والصُّرَدُ بياض يكون في سنام البعير والجمع كالجمع. والصُّرَدُ

كالبياض يكون على ظهر الفرس من السَّرْج. يقال: فرسٌ صَرِدٌ إِذا كان بموضع

السرج منه بياضٌ من دَبَر أَصابه يقال له الصُّرَدُ؛ وقال الأَصمعي:

الصُّرَدُ من الفرسِ عِرْقٌ تحت لسانه؛ وأَنشد:

خَفِيفُ النَّعامَةِ ذُو مَيْعَة،

كَثِيفُ الفَراشَةِ ناتِي الصُّرَدْ

ابن سيده: والصُّرَدُ عِرْقٌ في أَسْفل لسان الفرس.

والصُّرَدَانِ: عِرْقان أَخضران يستبطنان اللسانَ، وقيل: هما عظمان

يقيمانه، وقيل: الصُّرَدَانِ عرقان مُكْتَنِفانِ اللسانَ؛ وأَنشد ليزيد بن

الصَّعِق:

وأَيُّ الناسِ أَعْذَرُ مِنْ شَآمٍ،

له صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللِّسانِ؟

أَي ذَرِبانِ. قال الليث: الصُّرَدانِ عِرْقانِ أَخضران أَسْفَلَ اللسان

فيهما يدور اللسان؛ قاله الكسائي.

والصُّرَدُ: مسمار يكون في سِنان الرُّمح؛ قال الراعي:

منها صَريعٌ وضاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ،

كما ضَغا تَحْتَ حَدِّ العامِلِ الصُّرَدُ

وصَرَّدَ الشَّعِيرُ والبُرُّ: طلع سَفاهما ولم يَطْلُع سُنْبُلُهما وقد

كاد؛ قال ابن سيده: هذه عن الهَجَريّ. قال شمر: تقول العرب للرجل:

افْتَحْ صُرَدَك

(* قوله «افتح صردك» هكذا بالأَصل المعتمد عليه بأَيدينا

والذي في الميداني صررك، بالراء، جمع صرة.) تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرَك؛ قال:

صُرَدُه نفسه، يقول: افتح صُردَكَ تَعْرِفْ لُؤمَكَ من كرمك وخيرك من

شَرِّك. ويقال: لو فتح صُرَدَه عرف عُجَره وبُجَره أَي عرف أَسرار ما

يكتم.الجوهري: والصِّمْرِدُ، بالكسر، الناقة القليلة اللبن. وبنو الصارِدِ:

حيٌّ من بني مرة بن عوف بن غطفان.

صرد

1 صَرِدَ, aor. ـَ inf. n. صَرَدٌ, He, or it, was, or became, cold: or intensely cold. (M, L. [See صَرْدٌ.]) One says, صَرِدْتُ اليَوْمَ صَرَدًا شَدِيدًا [I was, or became, to day, very cold; or very intensely cold]. (A.) And صَرِدَ يَوْمُنَا [Our day was, or became, very cold; or very intensely cold]. (A.) b2: And صَرِدَ, aor. as above, (S, K,) and so the inf. n., (S,) He (a man) was quickly sensible of cold. (S, K.) b3: And صَرِدَ said of milk, It became in a state of decomposition, by reason of cold. (TA.) b4: And, said of a skin, (O, K,) inf. n. as above, (O, TA,) It emitted its butter in clots: (O, K:) of the doing of which it is cured with hot water. (O, TA.) b5: صَرِدَ عَنِ الشَّىْءِ, inf. n. as above, means (assumed tropical:) He abstained, refrained, or desisted, from the thing; [as though he became cold with respect to it;] he left, relinquished, or forsook, it: (M:) and صَرِدَ قَلْبِى عَنِ الشَّىْءِ (tropical:) My heart refrained from the thing; left, relinquished, or forsook, it: (S, A, O, K:) like as one says, ↓ أَصْبَحَ قَلْبِى صَرِدًا: (TA:) the [lizard called] ضَبّ is spoken of as saying, لَا يَشْتَهِى أَنْ يَرِدَا أَصْبَحَ قَلْبِى صَرِدَا [(assumed tropical:) My heart has become cold, or indifferent, (meaning disposed to abstinence,) not desirous of coming to drink]. (O.) A2: صَرِدَ, (M, L, K,) or صَرِدَ عَنِ الرَّمِيَّةِ, (S,) or مِنَ الرَّمِيَّةِ, (A,) said of an arrow, (S, M, A, K,) and of a spear, (M, L,) aor. as above, (L,) and so the inf. n., (M, A, L,) It passed through, or transpierced, or a part of it passed through, (S, M,) the animal at which it was shot [or thrown], by reason of its sharpness; expl. by نَفَذَ حِدَّةً: (S:) or it penetrated so that its extremity passed through; expl. by نَفَذَ حَدُّهُ; (L, K;) or خَرَجَتْ شَبَاةُ حَدِّهِ; and so صَرَدَ, aor. ـُ (A. [See صَارِدٌ: and see an ex. in a verse cited voce بُقْيَا.]) b2: And صَرِدَ, (K,) inf. n. صَرَدٌ and صَرْدٌ, (M, L,) [the latter inf. n. suggesting that one says also صَرَدَ,] said of an arrow, (M, K,) and of a spear and the like, (M,) It missed the object of aim: thus having two contr. significations: (M, L, K:) and ↓ اصرد also has the latter of these two significations. (L.) A3: صَرِدَ said of a horse, aor. ـَ [inf. n. صَرَدٌ,] (tropical:) He became galled in the place of the saddle: (K, TA:) [or he had a white place, or white places, on his back, produced by galls, or by hair growing in the places of galls: (see صَرِدٌ and صُرَدٌ:)] and, said of a camel, he had white fur growing in the place of a gall produced by the saddle, after its healing. (AO.) A4: See also 4.2 تَصْرِيدٌ, (S, M, K,) in the giving to drink, (S, K,) is The giving to drink less than satisfies thirst. (S, * M, K. *) One says, صرّدهُ He gave him to drink less than satisfied his thirst. (M.) And صَرَّدْتُ الشَّارِبَ عَنِ المَآءِ I stopped short the drinker from drinking the water. (A.) and سَقَى سَقْيًا غَيْرَ تَصْرِيدٍ [He gave to drink a quantity not less than satisfied thirst]. (A.) And صرّد السَّقْىَ He stopped short the giving to drink before satisfying thirst. (A.) And صرّد شُرْبَهُ He cut short, or put a stop to, his drinking. (TA.) and صرّد شَرَابَهُ He made his beverage to be little in quantity. (A.) And accord. to the T, تَصْرِيدٌ signifies The drinking less than satisfies thirst. (TA.) b2: Also, (S, K,) in giving, (S,) (tropical:) The making to be little, or small, in quantity or number. (S, K, TA.) One says, صرّد العَطَآءَ (tropical:) He made the gift to be little, or small, (M, A, TA,) لَهُ to him. (A, TA.) And it is said in a trad., [app. relating to a particular class of persons,] لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا تَصْرِيدًا, meaning قَلِيلًا [i. e. (assumed tropical:) They will not enter Paradise save in small number]. (TA.) A2: [Also, app., An arrow's hitting the object of aim: see its part. n. مُصَرِّدٌ.]

A3: And The act of scattering, or dispersing. (El-Kálee, TA.) A4: And صرّد said of barley and of wheat, It put forth its awn, but not its ears, though almost doing the latter. (El-Hejeree, M.) 4 اصرد السَّهْمَ, (S, M, L, K,) and الرُّمْحَ; (M;) and ↓ صَرَدَهُ; (M, L, K;) He made the arrow, and the spear, or a part thereof, to pass through (S, M) the animal at which it was shot [or thrown]: (S:) or to penetrate so that its extremity passed through. (M, L, K.) [See صَرِدَ and صَارِدٌ.]

A2: See also 1, latter part.7 اِنْصِرَادٌ is said to mean The experiencing of cold. (Meyd. [Mentioned by him, with the expression of a doubt as to the true meaning, and as only occurring, to his knowledge, in a prov., which see in Freytag's “ Arab. Prov. ” i. 357: but أَكَامٍ, there, should be إِكَامٍ.]) صَرْدٌ (S, M, L, K) and ↓ صَرَدٌ, (M, L,) the former a simple subst. and the latter an inf. n., (Lth,) and ↓ صَرِيدٌ, (TA,) Cold, or coldness: (S, M, L, K:) or intense cold: (M, L:) صَرْدٌ is a Pers\. word, [originally سَرْد,] arabicized: (S, K:) or, accord. to a number of authors, it is an Arabic word adopted by the Persians. (MF.) One says يَوْمُ صَرْدٍ and ↓ صَرَدٍ [A day of cold: or of intense cold]. (A.) b2: For the former, see also صَرِدٌ, in two places. b3: Also, the former, A high place in mountains; (AA, L, K;) being the coldest part. (AA, L.) A2: صَرْدٌ signifies also Pure, unmixed, unadulterated, or genuine; (S, M, L, K;) applied to beverage, (L,) such as is termed نَبِيذ, (S, L,) and to wine, (L,) and to anything. (M, K.) One says كَذِبٌ صَرْدٌ (assumed tropical:) An unmixed lie. (S, L.) And أُحِبُّهُ حُبًّا صَرْدًا I love him with a pure, genuine, or sincere, love. (Az, S, L.) b2: [Hence,] جَيْشٌ صَرْدٌ (assumed tropical:) An army composed only of the sons of one father or ancestor: (L:) or an army altogether consisting of sons of one's paternal uncle [meaning of one's relations]: (AO:) or, (M, A, L, K,) and ↓ جَيْشٌ صَرِدٌ (M, A, L) and ↓ صَرَدٌ, (K,) (assumed tropical:) A great army; (K;) (tropical:) an army that appears, from the slowness of its motion, by reason of its great number, to be inanimate. (M, A, L.) A3: See also صُرَدٌ, near the end.

صَرَدٌ: see صَرْدٌ, in three places: A2: and see صُرَدٌ, near the end.

يَوْمٌ صَرِدٌ An intensely-cold day; and لَيْلَةٌ صَرِدَةٌ an intensely-cold night: (M, L:) [or] ↓ يَوْمٌ صَرْدٌ a cold day: (S:) and رِيَاحٌ صَوَارِدُ. [pl. of ↓ رِيحٌ

↓ صَارِدَةٌ] cold winds. (Ham p. 596.) And أَرْضٌ

↓ صَرْدٌ A cold land: pl. صُرُودٌ: (M:) the latter (i. e. the pl.) contr. of جُرُومٌ. (S.) And رَجُلٌ صَرِدٌ A cold, or an intensely-cold, man: and قَوْمٌ

↓ صَرْدَى a cold, or an intensely-cold, company of men. (M, L.) See also مِصْرَادٌ. b2: صَرِدٌ applied to milk, In a state of decomposition, (O, K, TA,) by reason of cold. (TA.) b3: صَرِدٌ عَنْ شَىْءٍ (assumed tropical:) Abstaining, refraining, or desisting, from a thing; [as though cold with respect to it;] leaving, relinquishing, or forsaking, it. (M.) See 1.

A2: See also صَرْدٌ.

A3: And see صَارِدٌ

A4: صَرِدٌ applied to a horse, (tropical:) Galled in the place of the saddle: (K, TA:) or, (L,) as also ↓ مُصَرَّدٌ, (A, TA,) having a white place, or white places, on his back, produced by galls, (L, TA,) or having on his back white places, termed صِرْدَان, [pl. of صُرَدٌ,] produced by hair growing in the places of galls. (A.) [And app. applied in a similar sense to a camel: see صَرِدَ.]

صُرَدٌ A certain bird, (S, M, K,) above the size of the sparrow, (M,) having a large head, (K,) which preys upon sparrows: (T, K:) a certain bird, black and white, or party-coloured, (أَبْقَعُ,) with a white belly: (A:) a certain bird of the crow-kind, also called الوَاقِى: (Msb:) the Arabs used to regard its cry, (L, Msb,) and the bird itself, (L,) as of evil omen, (L, Msb,) and used to kill it; and they are forbidden to kill it, in order to dispel the idea of a thing's being of evil omen: (Msb:) there are two species thereof; one species is called by the people of El-'Irák العَقْعَقُ [a name now applied to the magpie, corvus pica]; the other species, called الصُّرَدُ الهَمْهَامُ, [so in the L, but in my copy of the Msb الهيام,] is the wild sort, which is found in Nejd, upon the trees called عِضَاه; it is never seen but upon the ground, [so in the L, but in my copy of the Msb, it is never seen upon the ground,] springing from tree to tree: (Sukeyn En-Numeyree, L, Msb:) when chased, and hard pressed, it is overtaken, and utters a cry like that of the hawk: it preys upon sparrows: (Msb:) it is described by AHát as a bird black and white, or party-coloured, (أَبْقَعُ,) with a white belly, and a back of a dark, or an ashy, dust-colour (أَخْضَر), [or, as is said in the L, half white and half black, found in trees,] large in the head and beak, having a talon with which it preys upon sparrows and other small birds, as large as the point of a spear: (Mgh, Msb:) some add to this that it is called المُجَوَّفُ, because of the whiteness of its belly; and الأَخْطَبُ, because of the dark, or ashy, dust-colour of its back; and الأَخْيَلُ [a name now applied to the green woodpecker, picus viridis], because of its diversity of colour; that it is never seen but upon a branch (فِى شُعْبَةٍ, and so in the L,) or a tree, (Mgh, Msb,) and can scarcely ever, or never, be taken, (Msb,) or can never be taken: (Mgh, L:) it is regarded as of evil omen: (Mgh:) Sgh says that it is called سُمَيْطٌ, [perhaps a mistranscription for شُمَيْطٌ, because black and white,] in the dim. form: (Msb:) [it is said that] it was the first bird that fasted for the sake of God: (K:) the pl. is صِرْدَانٌ: (S, M, Msb, K:) and the female is called صُرَدَةٌ. (Msb.) b2: Also (tropical:) A white place, (S, M, L, K,) produced by galls, (S, L, K,) or by the saddle; (M;) or صُرَدَةٌ signifies a white place produced by hair growing in the place of a gall; likened to the colour of the bird thus called: (A:) pl. صِرْدَانٌ. (M, A.) And (assumed tropical:) A white place on the hump of a camel: (M:) or white fur growing in the place of a gall produced by the saddle, after its healing: (AO:) pl. as above. (AO, M.) b3: And (assumed tropical:) A certain vein (As, M) beneath the tongue, (As,) or in the lower part of the tongue, (M,) of the horse. (As, M.) and الصُّرَدَانِ (assumed tropical:) Two veins, (Lth, Ks, S, M, L, K,) of a dark, or an ashy, dust-colour, (أَخْضَرَانِ, Lth, Ks, M, L,) in the lower part of the tongue, by means of which the tongue moves about, (Lth, Ks, L,) or penetrating within (يَسْتَبْطِنَانِ) the tongue: (S, M, K:) or two veins, on the right and left of the tongue: (L:) or, as some say, two bones, which erect (يُقِيمَانِ) the tongue. (M.) Yezeed Ibn-Es- Sa'ik in his saying لَهُ صُرَدَانِ مُنْطَلِقَا اللِّسَانِ means ذَرِبَانِ [i. e. ذَرِبَا اللِّسَانِ, for ذَرِبٌ لِسَانُهُمَا, as though he said لَهُ لِسَانٌ ذَرِبٌ He has a long, or an unbridled, tongue; the phrase that he uses being pleonastic]. (S.) b4: Also, (M, L,) or ↓ صَرْدٌ, (so in the K,) and ↓ صَرَدٌ, which is the more known, (TA,) A nail in a spear-head, (M, L, K,) by means of which the shaft is fastened to it. (L, K. *) b5: Accord. to Sh, فَتَّحَ صُرَدَهُ means He opened his mind, so as to reveal his secrets. (TA. [But this is perhaps a mistranscription, for فتح صُرَرَهُ: see صُرَّةٌ.]) صَرْدَى [pl. of صَرِدٌ; and, agreeably with analogy, of صَرِيدٌ]: see صَرِدٌ, and صُرَّادٌ.

صَرِيدٌ: see صَرْدٌ. b2: Also Hoar-frost, or rime; syn. جَلِيدٌ. (TA.) b3: See also صُرَّادٌ.

صَرِيدَةٌ [app. a subst.; for if it were an epithet, having the meaning of a pass. part. n. of the fem. gender, it should by rule be without ة;] A female animal, (M,) or a ewe, (K,) injured, (M, K,) and emaciated, (M,) by cold: pl. صَرَائِدُ: (M, K:) on the authority of IAar. (Kudot;.) صُرَّادٌ Cold and humid clouds in which is no water: (As:) or cold and humid clouds which the wind carries away; as also ↓ صُرَّيْدٌ and ↓ صَرِيدٌ: (M:) or thin clouds in which is no water; (S, K;) as also ↓ صُرَّيْدٌ (K) and ↓ صَرْدَى. (L, TA.) صُرَّيْدٌ: see what next precedes, in two places.

صَارِدٌ: see its fem., with ة, voce صَرِدٌ.

A2: Also, (S, A, L, K,) and ↓ مِصْرَادٌ, (S, L, K,) and ↓ صَرِدٌ, (A,) An arrow that has passed, or of which a part has passed, through the animal at which it has been shot; syn. نَافِذٌ: (S, L, K:) or of which the extremity only has passed through: when part of the arrow has passed through, it is termed نَافِذٌ; and when the whole has passed through, مَارِقٌ. (A.) And نَبْلٌ صَوَارِدُ Arrows of which the extremities have passed through the animals at which they have been shot. (A.) أَصْرَدُ More [and most] cold; or more [and most] affected by cold: A2: and More [and most] transpiercing. (Meyd, in explanations of provs. commencing with this word. [See Freytag's

“ Arab. Prov. ” pp. 743-4.]) مُصْرَدٌ: see what next follows.

مُصْرِدٌ, (Ktr, L,) or ↓ مُصْرَدٌ, (so accord. to the K, [the former agreeable with its verb, the latter app. a mistake,]) An arrow missing the object of aim. (Ktr, L, K.) [See also مُصَرِّدٌ.]

مُصَرَّدٌ Beverage, (S,) or drink, (A,) made little in quantity. (S, A.) b2: And Given little to drink: or (assumed tropical:) given a small gift. (S.) A2: See also صَرِدٌ.

مُصَرِّدٌ An arrow hitting the object of aim. (Ktr, L.) [See also مُصْرِدٌ.]

مِصْرَادٌ A wind (رِيحٌ) cold; or intensely cold: or accompanied by cold and humid clouds. (IAar, M.) b2: Also, and ↓ صَرِدٌ, (T, S, M, K,) A man quickly sensible of cold; (S;) weak in enduring cold; (K;) impatient of cold. (T, M.) b3: And the former, Strong in enduring cold. (K.) b4: And A land without trees, and without anything (K, TA) of herbage. (TA.) A2: See also صَارِدٌ.

مُصْطَرِدٌ A man vehemently angered or enraged: (K:) and so مُصْطَرٌّ, without د. (TA.)
صرد
: (الصَّرْدُ) ، بالبَحْتُ (الخالِصُ من كُلِّ شَيْءٍ) ، قَالَ أَبو زيد يُقَال أُحِبُّكَ حُبًّا صَرْداً، أَي خالِصاً. وشَرَابٌ صَرْدٌ. وسَقَاه الخَمْرَ صَرْداً، فِي صِرْفاً وأَنشد:
فإِنَّ النَّبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ
على غيرِ شيْءٍ أَوْجَعَ الكِبْدَ جُوعَها
وذَهَبٌ صرْدٌ: خالصٌ، وكَذِبٌ صَرْدٌ، كذالك.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: الصَّرْد: (مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ من الجِبَالِ) وَهُوَ أَبْرَدُهَا.
(و) الصَّرْد: (مِسْمَار) يكون (فِي السِّنانِ يُشَكُّ بِهِ الرُّمْحُ) ، والتَّحْريك فِيهِ أَشْهَرُ، قَالَ الراعِي:
مِنْهُ صَرِيعٌ وضَاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ
كَمَا ضَغَا تحتَ حَدِّ العامِلِ الصَّرَدُ
(و) الصَّرْدُ (مِنَ الجَيْشِ: العَظِيمُ) تَراه مِن تُؤَدَتِهِ كأَنْهُ سَيْرُه جامِدٌ وذالك لِكَثْرَتِهِ. وَهُوَ مَجاز، وَقد يُوصَف بِهِ، فَيُقَال: جَيْش صَرْد، قالَ خُفَاف بن نَدْبَةَ:
صَرْدٌ تَوَقَّصَ بالأَبدانِ جُمْهورُ
(ويُحَرَّك) وَهُوَ معنَى قَوله النابغَة الجَعْدي:
بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أَنْهمْ
وُقُوفٌ لِحَاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِجُ
(و) الصَّرْدُ، والصَّرَدُ، والصَّرِيدُ: (البرْدُ) ، وَقيل: شِدَّتُه، (فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ) .
قَالَ شَيخنَا: وصَحَّح جَماعةٌ أَنَّه عرَبِيٌّ، وأَن الفُرْس أَخَذُوه من كلامِ العربِ، فوافَقُوهم عَلَيْهِ. صَرِدَ، بِالْكَسْرِ، يَصْرَد صَرَداً فَهُوَ صَرِدٌ من قوم صَرْدَى. قَالَ اللَّيْث: الصَّرَدُ: مصدر الصَّرد من البَرْد. وَالِاسْم الصَّرْد، مَجْزومٌ، قَالَ رُؤبةُ:
بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْدِ وَفِي الحَدِيث: (سُئِل ابْن عُمَرَ عَمَّا يَموتُ فِي البَحْر صَرْداً، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ) يَعْنِي السَّمَكَ الّذي يَموتُ فِيهِ من البَرْدِ.
ويَومٌ صَرِدٌ، وليلةٌ صَرِدَةٌ: شديدةُ البَرْدِ.
(ورَجُلٌ مِصْرَادٌ: قَوِيٌّ على البَرْدِ) ، نقلَه الصاغانيُّ (و) رجل مِصْرَادٌ: (ضَعِيفٌ) لَا يَصْبِر (عَلَيْهِ) . وَفِي التَهذيب: هُوَ الّذي يَشْتَدُّ عَلَيْهِ البَرْدُ، ويقِلُّ صَبْرُه عَلَيْهِ، فَهُوَ من الأَضداد، وَقد أَغفلَه المصنّف، (كصَرِدٍ: ككَتِفٍ) ، يَشْتَدُّ البَرْد عَلَيْهِ.
(وصَرِدَ) الرَّجلُ (كفَرِحَ) يَصْرَد صَرَداً فَهُوَ صَرِدٌ من قَوْم صَرْدَى: (وَجَدَ البَرْدَ سَرِيعاً) ، قَالَ الساجع.
أَصْبَح قَلْبِي صَرِدَا.
لَا يَشْتَهِي أَن يَرِدا.
(و) من الْمجَاز: صَرِدَ (الفَرَسُ) إِذا (دَبِرَ مَوْضِعُ السَّرْجِ مِنْهُ، فَهُوَ صَرِدٌ) كتِفٍ.
وَعَن أَبي عُبَيدة: الصَّرَدُ: أَن يَخْرُجَ وَبَرٌ أَبيضُ فِي مَوْضِع الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ، فَيُقَال لذالك الْموضع: صُرَدٌ، وَجمعه: صِرْدان، وإِيَّاها عَنَى الرَّاعِي يصف إِبِلاً:
كأَنَّ مَواضِعَ الصِّرْدَانِ مِنْهَا
مَنارَاتٌ بُدِئْنَ على خِمَارِ
وَفِي الْمُحكم؛ والصُّرَد: بَياضٌ يكون فِي سَنَامِ البَعِيرِ. والجمْعُ كالجَمْع. وَفِي الأَساس: شُبِّه بلَوْن الصّرَدِ هُوَ طَائِر يأْتي ذِكْرُه (و) صَرِدَ (السِّقَاءُ) صَرَداً: (خَرَجَ زُبْدُهُ مُتَقَطِّعً) ، فيُدَاوَى بالماءِ الحارِّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: صَرِدَ (قَلْبِي عَنهُ) ، إِذا (انْتَهَى) ، كَمَا يُقَال:
أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا
كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) صَرِدَ (السَّهْمُ) صَرَداً وصَرْداً: (أَخطأَ) ، وَكَذَا الرُّمْحُ ونَحوُهم، كأَصْرَدَ، قَالَ الراجز:
أَصرَدَهُ المَوْتُ وَقد أَطَلَّا
أَي أَخطأَه، وهاذا عَن قُطْرُبِ. (و) صَرِدَ السَّهْمُ والرُّمْح يَصْرَدُ صَرَداً: (نَفَذَ حَدَّهُ) ، وهاذا عَن الزّجَّاج فَهُوَ على هَذَا (ضِدٌّ) .
(وَصَرَدَهُ الرامِي، وأَصْرَدَه: أَنْفَذَهُ) من الرَّمِيَّةِ، وأَنا أَصْرَدتُه. وَقَالَ اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ يُخَاطب جَريراً والفرزدقَ:
فَمَا بُقْيَا عَلَيَّ تَركتُمانِي
ولاكِنْ خِفْتُا صَرَدَ النِّبَالِ
قَالَ أَبو عُبَيْدَة: مَن أَراد الصَّوَابَ قَالَ: خِفْتُمَا أَن تُصِيبَ نِبالي. ومَن أَرادَ الخَطَأَ قَالَ: خِفْتُما إِخطاءَ نِبالِكُما.
(وسَهْمٌ صارِدٌ، ومِصْرَادٌ: نافِذٌ) ، خَرَج بَعْضُه، ومارِقٌ: خَرَح كُلُّه. وصارِدٌ: خرجت شَبَاهُ حَدّهِ من الرَّمِيَّةِ. ونَبْلٌ صَوَارِدُ.
(و) سَهْم (مُصْرِدٌ كمُكْرِم: مُخْطِىءٌ قَالَه قُطْرُب.
(و) فِي الحَدِيث: (نُهِيَ المُحْرِمُ عَن قتْلِ (الصُّرَد)) وَهُوَ (بِضَمِّ الصادِ وفتْح الرَّاءِ: طائِرٌ) فوقَ العُصفورِ أَبْقَعُ (ضَخْمُ الرَّأْسِ) ، قَالَ الأَزهريُّ: (يَصصادُ العَصَافِيرَ) ، يكون فِي الشَّجَرِ، نِصْفُه أَبيضُ ونِصْفُه أَسودُ، ضَخْمُ المِنْقَارِ، لَهُ بُرْثُنٌ عَظِيم. وَيُقَال لَهُ: الأَخْطَب، لاخْتِلاف لَوْنَيْهِ. والصُّرَد لَا تَراه إِلّا فِي شُعْبَةٍ أَو شَجَرَةٍ، لَا يَقْدِر عَلَيْهِ أَحدٌ. قَالَ سُكَيْنٌ النُّمَيرِيُّ: الصُّرَد صُرَدَانِ، أَحدُهما يُسَمِّيه أَهلُ العِرَاقِ: العَقْعَقُ، وأَمّا البَرِّيُّ فَهُوَ الهَمْهَام، يُصَرْصِرُ كالصَّقْرِ. ورُوِيَ عَن مُجَاهِدٍ: وكُرِه لَحْمُ الصُّرَدِ وَهُوَ من سِبَاعِ الطَّيْرِ. (أَو هُو أَوَّلُ طائِرٌ صَامَ لِلهِ تَعَالَى) .
ورُوِيَ عَن مجاهدٍ فِي قَوْله تَعَالَى: {سَكِينَةٌ مّن رَّبّكُمْ} (الْبَقَرَة: 248) قَالَ: أَقْبَلَت لبسَّكِينَةُ، والصُّرَدُ، وجبْرِيلُ مَعَ إِبراهِيمَ من الشَّأْم: (ج صِرْدَانٌ) ، بالكَسْر، قَالَ حُمَيْد الهلالِيُّ:
كأَنَّ وَحَى الصَّرْدَانِ فِي جَوْفِ ضالَــةٍ
تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إِذا مَا تَلَهْجَما
(و) من الْمجَاز:
فَرَس مُصَرِّدٌ: بِهِ صُرَدٌ، وَهُوَ: (بَيَضٌ فِي ظَهْرِ الفَرَسِ من أَثَرِ الدَّبَرِ) ، وجمْعُه صِرْدَانٌ، وَقد تقدَّم قَرِيبا.
(والصُّرَدَانِ) تَثْنِيَة صُرَدٍ: (عِرْقَانِ) أَخضرانِ (يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ) يَكْتَنِفَانِه وبهِما يَدور اللِّسَانُ، كَمَا قَالَه اللَّيْث، عَن الكِسَائيّ. وَقيل: هما عَظْمَان يُقيمَانه، وَقَالَ يَزِيدُ بن الصَّعِقِ:
وأَيُّ الناسِ أَغْدَرُ من شَآمٍ
لَهُ صُرَدَانِ مُنْطَلِقَ اللسانِ
أَي ذَرِبانِ.
وَفِي الْمُحكم: الصُّرَد: عِرْقٌ فِي أَسفلِ لِسان الفَرَسِ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: الصُّرَدُ من الفَرَسِ: عِرْقٌ تحْت لِسَانِه، وأَنشد:
خَفِيفُ النَّعَامَةِ ذُو مَيْعَةٍ
كَثِيفُ الفَراشةِ ناتِي الصُّرَدْ
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: (الصَّرِيدةُ: نَعْجَةٌ أَضَرَّ بهَا البَرْدُ) وأَنْحَلَهَا، كَذَا فِي الْمُحكم، (ج: صَرَائِدُ) ، وأَنشد:
لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارِماً
وثَوْرَةَ عِشْنا من لُحُومِ الصَّرائِدِ
(و) الصُرَّاد، والصُّرَّيْد، والصَّرْدَى (كَرُمَّان، وقُبَّيْطٍ) وسَكْرَى: (الغَيْمُ الرَّقِيقُ لَا مَاءَ فِيهِ) ، وَهُوَ نَصُّ الصّحاح وَقيل سَحابٌ باردٌ تَسْفِرُه الرِّيح. وَقَالَ الأَصمعيُّ: الصُّرَّادُ: سَحابٌ بارِدٌ نَدِيٌّ، لَيْسَ فِيهِ ماءٌ.
(والتَّصْرِيدُ: التَّقْلِيل) ، وَقيل: إِنما كَرِهوا الصُّرَدَ وتَشَاءَمُوا بِهِ من اسْمه، من التصريد، ونُهِي عَن قَتْلِهِ رَدًّا للطِّيَرَةِ.
وَمن المَجَاز.
صَرَّدَ لَهُ العَطَاءَ تَصْرِيداً: قَلَّلَه. وَفِي الحَدِيث. (لن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا تَصرِيداً) أَي قَليلاً.
(و) التَّصريد (فِي السَّقْي دُونَ الرَّيِّ) ، وَفِي التَّهْذِيب: شُرْبٌ دُونَ الرِّيّ. وشَرابٌ مُصَرَّد: مُقَلَّل.
(والمُصْطَرِد) : الرجلُ (الحَنِقُ الشَّديدُ الغَيْظِ) ، عَن الصاغانيّ، كالمصطَرّ، بِغَيْر دالٍ.
(والصَّارِدُ) : اسْم (سَيْف) الشَّهيد (عاصمِ بنِ ثابتِ بن أَبي الأَقْلَحِ) قَيْسِ بنِ عِصْمة بن النعْمان الأَوْسِيّ ثمَّ الضُّبَعِيّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنهُ) .
(والصَّرْداءُ: جَبَلٌ) كثيرُ الثَّلْج والبَرَدِ.
(والمِصْرادُ من الأَرضِ. مَا لَا شَجَر بهَا وَلَا شيْءَ) من النَّبَاتِ.
(ولَبَنٌ صَرِدٌ، كَكَتِفِ مُنْتَفِشٌ لَا يَلْتَئِمُ) لإِصابته الْبرد، وَقد صَرِدَ كفرِح.
(والصِّمْرِدُ) بِالْكَسْرِ: النقةُ القليلةُ اللَّبن و (هُنَا مَوْضِعُ ذِكْرِه) وَهُوَ مَذْكُور فِي الصِّحَاح هُنَا، بِنَاء على أَن الْمِيم زَائِدَة، على الصَّحِيح، وسيأْتي فِي: صمرد، إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الصَّرِيد: الجَلِيد. وأَرضٌ صَرْدٌ: بَارِدَة، وَالْجمع صُرودٌ، وَهِي خلاف الجُرُومِ، وَهِي الحارَّة. وريح مِصْرادٌ. ذاتُ صَرَدٍ أَو صُرَّادٍ، قَالَ الشاعِر:
إِذا رَأَيْن حَرْجَفاً مِصْرادَا
وَلَّيْنَها أَكْسِيةً حِدادَا
وَفِي شرح الأَمالِي للقاليّ: التّصريد التَّفْرِيق والتَّقْطِيع وَيُقَال: صَرَّد شُرْبَه تَصْرِيداً: قَطَّعَه.
وَقَالَ قُطْرب: سَهْمٌ مُصَرِّدٌ، بِالتَّشْدِيدِ: مُصِيب، وبالتخفيف: أَي مُخطىءٌ. وأَنشد فِي الإِصابة:
عَلَى ظَهْرِ مِرْنانٍ بِسَهْمٍ مُصَرِّدِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدة: يُقَال مَعَه جَيْشٌ صَرَدٌ، أَي كلّهم بَنو عَمّه، لَا يُخَالِطهم غيرهُم. نَقله أَبو هانىءٍ عَنهُ.
وصَرَّد الشَّعِيرُ والبُرُّ: طَلَعَ سَفاهُما، لم يَطْلُع سُنْبُلُهما وَقد كَاد، قَالَ ابْن سَيّده: هاذه عَن الهَجَرِيِّ.
قَالَ شَمِرٌ: تَقول الْعَرَب: (افْتَحْ صُرَدَكَ تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرك) قَالَ: صُرَدُه: نَفْسُه. وَيُقَال: لَو فَتَحَ صُرَدَه عَرَف عُجَرَه وبُجَرَه. أَي عرف أَسرارَ مَا يَكْتُم.
والانْصرادُ: جاءَ ذِكْرُه فِي بعض الأَمثال، فراجِعْه فِي أَمثال الميدانيِّ. وزُهَيْر بن صَرَدِ الجُشَمِّي: صحابيّ، وَهُوَ أَبو جَرْوَل، وَكَانَ شاعرَ القَوْم ورئيسَهُم، لَهُ ذِكْر فِي وَفْدِ هَوازن وَبَنُو الصارد: حيٌّ: من بني مُرَّةَ بن عَوْف بن غَط 2 فانَ، وَهُوَ لَقبٌ، واسْمه سَلامة.
قَالَ ابْن دُريد: هُوَ من قَوْلهم: صَرَدَ السَّهْمُ، أَو من: صَرِدَ الرَّجُلُ من البَرْد، وَمِنْهُم قُرادُ بن حَنَش بن عمرِو بن عبد الله بن عبد العُزَّى بن صُبيح بن سَلامة، الصارِدِيّ الشَّاعِر.
وصُرَدُ، كزُفَرَ: قَرْية بِالْوَجْهِ البحريّ، من مصر، مِنْهَا التَّاج عبد الغَفّار بن ذِي النُّون الصُّرَدِيّ. قَالَه الْحَافِظ ابنُ حجَر فِي (الدُّرَر الكامنة) .
وصُرَادٌ كغُرَابٍ: هَضْبة فِي ديار كِلَابٍ، وَعَلَمٌ بقُرْب رَحْرَحانَ، لبني ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْد بن ذُبيانَ، وثَمَّ أَيضاً: الصَّرِيدُ، بَينهمَا وَاد.
ص ر د

هذا يوم صرد وصرد، ويوم صرد، وقد صرد يومنا، وليلة صردة. ورجل صرد، وقوم صردى، وقد صردت اليوم صدراً شديداً، وريح مصراد: باردة. قال:

إذا رأين حرجفاً مصراداً ... ولينها أكسية جيادا

ورجل مصراد: جزوع من البرد، وقيل: قوي عليه. وسهم صارد: خرجت شباة حدّه من الرمية، ونافذ: خرج بعضه، ومارق: خرج كله. ونبل صوارد، وقد صرد من الرمية يصرد فهو صارد، وصرد صرداً فهو صرد. قال الصلتان:

فما بقيا عليّ تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال

وقد أصرده الرامي. وصرد السقي: قطعه دون الري. وشرب مصرد. وسقاه سقياً غير تصريد. وصردت الشارب عن الماء: قطعت عليه شربه. قال النابغة:

وتسقى إذا ما شئت غير مصرد ... بصهباء في حافاتها المسك كارع

وصرد شرابه: قلله.

ومن المجاز: قولك إذا انتهى قلبك عن الشيء: قد صرد قلبي عنه. قال:

أصبح قلبي صرداً ... لا يشتهي أن يردا

وجيش صرد وصرد: كأنه من تؤدة سيره جامد. قال خفاف:

صرد يوقص بالأقدام جمهور

وبظهر دابتك صردان وهي البقع البيض من الشعر النابت على الدبرة، الواحد: صرد شبه ذلك بلون الصرد وهو طائر أبقع أبيض البطن. وفرس مصرد. وصرد له العطاء: قلله.

الضرير والظرير

الضرير والظرير
فأما (الضرير) بالضاد فرجل ضرير بين الضرارة أي ذاهب البصر. والضرير: حرف الوادي، يقال: نزل فلان على أحد ضريري الوادي أي على أحد جانبيه، قال أوس بن حجر:
وما خليج من المروت ذو شعب ... يرمي الضرير بخشب الطلح والــضال
والضرير: النفس وبقية الجسم، قال العجاج: حامي الحميا مرس الضرير ويقال: إنه لذو ضرير على الشيء إذا كان إذا كان ذا صبر عليه ومقاساة له قال جرير:
من كل جرشعة الهواجر زادها ... بعد المفاوز جرأة وضريرا
ويقال: ناقة ضرير إذا كانت شديدة النفس بطيئة اللغوب، وأنشد ابن دريد:
فما وصلها إلا على ذات مرة ... يقطع أضغان النواحي ضريرها
وقال أبو عمرو: الضرير من الدواب الصبور على كل شيء. والضرير الداني دنوا شديدا، وأنشد أبو العباس ثعلب: وهما من أبيات المعاني:
أقول لكامل في البأس لما ... جرى بالحالك الفدم النحور
سأصبر إن صبرت وأنت نهد ... يسد بمثلك الفرج الضرير كامل: اسم فرسه، والفدم: الدم، وقيل له فدم لثقله، والفرج، بفتح الفاء وسكون الراء الثغر، والضرير: المضارة، وأكثر ما يستعمل في الغيرة، يقال: ما أشد ضريره عليها! أي غيرته. وأما (الظرير) بالظاء فنعت للمكان الحزن، وهو الذيفيه حجارة ملء الكف، وجمعه أظرة بكسر الظاء، وظران بضمها، مثل أرغفة ورغفان، وأنشد ابن دريد:
تطاير ظران الحصى بمناسم ... صلاب العجى ملثومها غير أمعرا

ضَرَر

ضَرَر
من (ض ر ر) الأذى والضيق.
ضَرَر
: ( {الضَّرُّ، ويُضَمّ) لُغَتَانِ: (ضِدّ النَّفْع) .
(أَو) الضَّرّ (بالفَتْح: مَصْدَر، وبالضَّم: اسْمٌ) .
وَقيل: هما لُغَتَانِ كالشُّهْد والشَّهْدِ، فإِذا جَمَعْتَ بَين الضَّرّ والنَّفْعِ فتحتَ الضادَ، وإِذا أَفردْتَ} الضُّرَّ ضَمَمْتَ إِذا لم تستعملْه مصدرا، كَقَوْلِك: {ضَرَرْتُ} ضَرّاً، هاكذا تَسْتَعمِله العربُ، كَذَا فِي لحنِ العَوامّ للزُبَيْدِيّ.
وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: كُلُّ مَا كَانَ من سُوءِ حَال وفَقْرٍ أَو شِدّةٍ فِي بَدَنٍ فَهُوَ {ضُرٌّ، وَمَا كَانَ ضِدّ النَّفْع فَهُوَ} ضَرٌّ.
يُقَال: ( {ضَرَّهُ) } يَضُرُّه! ضَرّاً، (و) {ضَرَّهُ (بِهِ،} وأَضَّرَّهُ) ، {إِضْرَاراً،} وأَضَرَّ بِهِ ( {وضَارَّهُ} مُضَارَّةً، {وضِرَاراً) ، بالكَسْر بمعْنًى، والاسمُ} الضَّرَرُ، فِعْلُ واحِد، {والضِّرارُ فِعْلُ اثْنينِ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ: (لَا} ضَرَرَ وَلَا {ضِرارَ) أَي لَا} يَضُرُّ الرَّجلُ أَخاهُ فيَنْقُصه شَيْئاً من حقّه، وَلَا يُجَازِيه على إِضْرارِه بإِدخالِ {الضَّرَرِ عَلَيْهِ. وَقيل: هُما بِمَعْنى، وتكرارُهما للتّأْكِيدِ.
} والمُضارّة فِي الوَصِيّة: أَن لَا تُمْضَى أَو يُنْقَصَ بعضُها، أَو يُوصَى لغَيْرِ أَهْلِهَا، وَنَحْو ذالِك ممّا يُخَالِف السُّنّةَ.
( {والضّارُورَاءُ: القَحْطُ، والشِّدَّةُ،} والضَّرَرُ، وسُوءُ الْحَال) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالصَّوَاب: {والضَّرَرُ: سُوءُ الحالِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ وَغَيره (} كالضَّرِّ) ، بالفَتْح أَيضاً، ( {والتَّضِرَّةِ) ، بِكَسْر الضادِ (} والتَّضُرَّةِ) ، بضمّها، الأَخيرة مثَّلَ بهَا سيبويهِ، وفسَّرها السِّيرَافِيّ.
وَجمع الضَّرْ بالفَتْح. {أَضُرٌّ، كأَشُدّ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيّ:
وخِلالَ} الأَضُرِّ جَمٌّ من العَيْ
شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنّ البَواقِي
(و) {الضَّرَرُ: (النِّقْصَانُ يَدْخُلُ فِي الشَّيْءِ) ، يُقَال: دَخَلَ عَلَيْهِ} ضَرَرٌ فِي مالِه.
( {والضَّرّاءُ) ، بِالْمدِّ: (الزَّمَانَةُ) ، وَمِنْه الضَّرِيرُ بمعنَى الزَّمِنِ.
(و) } الضَّرّاءُ، نقيضُ السَّرّاءِ، وَفِي الحَدِيث: (ابْتُلِينَا {بالضَّرّاءِ فصَبَرْنَا، وابْتُلِينَا بالسَّرَّاءِ فلَمْ نَصْبِرْ) ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ:} الضَّرّاءُ: الحالةُ الَّتِي {تَضُرّ، وَهِي نَقِيضُ السَّرّاءِ، وهما بناءَانِ للمؤنّث، وَلَا مُذَكَّر لَهما، وَهِي: (الشِّدَّةُ) والفقرُ والعذابُ.
(و) قَوْله تَعَالَى: {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَآء} وَالضَّرّاء} (الْأَنْعَام: 42) ، قيل: {الضَّرّاءُ: (النَّقْصُ فِي الأَمْوَالِ والأَنْفُسِ،} كالضَّرَّةِ! والضَّرَارَةِ) ، بفتحهما، ونقلَ الجوهَرِيّ عَن الفَرّاءِ قَالَ: لَو جُمِعَ {الضَّرّاءُ والبَأْساءُ على} أَضُرٍّ وأَبْؤُسٍ، كَمَا يُجْمَع النَّعْماءُ بِمَعْنى النِّعْمَة على أَنْعُمٍ لجازَ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: {الضَّرَّةُ: شِدَّةُ الحَال فَعْلَةٌ من} الضَّرِّ.
( {والضَّرِيرُ) ، كأَمِير: الرجُلُ (الذّاهِبُ البَصَرِ) ، ومصدره} الضَّرَارَةُ، (ج: {أَضِرَّاءُ) ، وَهُوَ مَجَاز، وَمِنْه حَديثُ البَرَاءِ: (فجَاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُوم يَشْكُو} ضَرَارَتَهُ) {والضَّرَارَةُ هُنَا: العَمَى، وَهِي من} الضَّرّ: سُوءِ الحَالِ.
(و) من المَجَاز: {الضَّرِيرُ: (المَرِيضُ المَهْزُول) ، والجَمْع كالجمع، (وهِيَ بِهَاءٍ) ، يُقَال: رجلٌ} ضَرِيرٌ، وامرأَةٌ {ضَرِيرَةٌ: أَضَرَّ بهما المَرَضُ.
(وكُلُّ مَا خالَطَه} ضَرٌّ) فَهُوَ {ضَرِيرٌ (} كالمَضْرُورِ) .
(و) من الْمجَاز: {الضَّرِيرُ: (الغَيْرَةُ) ، يُقَال: مَا أَشَدّ} ضَرِيرَهُ عَلَيْهَا، أَي غَيْرَته، وإِنّه لَذُو ضَرِيرٍ على امرأَتِه، أَي غَيْرَةٍ.
(و) الضَّرِيرُ: ( {المُضَارَّةُ) ، اسْم لَهَا، وأَكثرُ مَا يُسْتَعْمَل فِي الغَيْرَةِ كَمَا تقدّم.
(و) الضَّرِيرُ: (حَرْفُ الوَادِي) ، يُقَال: نَزَلَ فُلانٌ على أَحَدِ} - ضَرِيرَيِ الوَادِي، أَي على أَحَدِ جانِبَيْه، وَقَالَ غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه، وهما {ضَرِيرَانِ. قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر:
وَمَا خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَب
يَرْمِي الضَّرِيرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والــضّالِ
وَالْجمع} أَضِرَّةٌ.
(و) الضَّرِيرُ: (النَّفْسُ، وبَقِيَّةُ الجِسْمِ) ، قَالَ العَجّاج:
حَامِي الحُمَيّا مَرِس الضَّرِيرِ
وَيُقَال: نَاقَةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ، إِذا كانَت شديدَةَ النَّفْس بطِيئَةَ اللُّغُوب، وَقيل: الضَّرِيرُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ.
(و) الضَّرِيرُ: (الصَّبْرُ) ، يُقَال: إِنّه لذُو ضَرِيرٍ، أَي صَبْرٍ على الشَّرّ ومُقَاساةٍ لَهُ، وَقَالَ الأَصمعيّ: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشَّرِّ والشِّدّةِ، إِذا كانَ ذَا صَبْر عَلَيْهِ ومُقَاساةٍ، وأَنشد:
وهَمّامُ بنُ مُرَّةَ ذُو ضَرِيرِ
يُقَال: ذالك فِي النّاسِ والدّوَابّ، إِذا كانَ لَهَا صَبْرٌ على مُقاساةِ الشَّرِّ، وَقَالَ جَرِيرٌ:
طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بهَا السُّرَى
نَزَحَتْ بأَذْرُعِهَا تَنَائِفَ زُورَا
مِنْ كُلّ جُرْشُعَةِ الهَوَاجِرِ زَادَها
بُعْدُ المَفاوِزِ جُرْأَةً {وضَرِيراً
أَي من كُلّ ناقَةٍ ضَخْمَةٍ قويّةٍ فِي الهَوَاجِرِ، لَهَا عليْهَا جُرْأَةٌ وصَبْرٌ، والسَّواهِمُ: المَهْزُولَةُ.
(و) } الضَّرِيرُ من النّاس والدّوابّ: (الصَّبُورُ) على كلّ شيْءٍ.
( {والاضْطِرَارُ: الاحْتِيَاجُ إِلى الشَّيْءِ) .
(و) قد (} اضطَرَّهُ إِليْهِ) أَمْرٌ: (أَحْوَجَه وأَلْجَأَه، {فاضطُرَّ، بضَمّ الطّاءِ) ، بِنَاؤُه افتعل، جُعِلَت التّاءُ طاءً؛ لأَنّ التاءَ لم يَحْسُن لَفْظُه مَعَ الضَّاد.
(والاسمُ: الضَّرَّةُ) ، بالفَتْحِ، قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وتُخْرِجُ مِنْهُ} ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
أَي تَلأْلُؤ عَضْبٍ.
وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ رَفعه: (أَنّه نَهَى عَن بَيْعِ {المُضْطَرِّ) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وهاذا يكون من وَجْهَيْن: أَحدُهما: أَن يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طريقِ الإِكراهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وهاذا بَيْعٌ فاسدٌ لَا يَنْعَقِد. وَالثَّانِي: أَنْ} يُضْطَرَّ إِلى البَيْع لدَيْنٍ رَكِبَه، أَو مَؤُونةٍ تُرْهِقُه، فيَبِيع مَا فِي يَده بالوَكْسِ {للضَّرُورَةِ، وهاذا سبيلُه فِي حقّ الدِّينِ والمُرُوءَةِ أَن لَا يُبَايَع على هاذا الوَجْه، ولاكن يُعان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَة، أَو تُشْتَرَى سِلْعَتَه بقيمَتِها، فإِنْ عُقِدَ البيعُ مَعَ} الضّرورةِ على هَذَا الْوَجْه صَحَّ وَلم يُفْسَخ مَعَ كَراهةِ أَهْلِ العِلْمِ لَهُ، ومعنَى البَيْعِ هُنَا الشّراءُ أَو المُبَايَعَةُ أَو قَبولُ البيعِ، انْتهى.
وقولُه عزّ وجلّ: {فَمَنِ {اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} (الْبَقَرَة: 45) ، أَي فَمن أُلْجِىءَ إِلى أَكْلِ المَيْتَةِ، وَمَا حُرِّم، وضُيِّقَ عَلَيْهِ الأَمرُ بالجُوعِ، وأَصلُه من} الضَّرَرِ، وَهُوَ الضِّيقُ.
( {والضَّرُورَةُ: الحَاجَةُ) ، ويُجْمَع على} الضَّرُوراتِ، ( {كالضّارُورَةِ،} والضّارُورِ، {والضّارُوراءِ) ، الأَخِيرانِ نقلهُما الصّاغانيّ، وأَنشد فِي اللّسَان على} الضّارُورَةِ:
أَثِيبِي أَخَا {ضَارُورَةٍ أَصْفَقَ العِدَا
عليهِ وقَلَّتْ فِي الصَّدِيقِ أَواصِرُهْ
وَقَالَ اللَّيْث:} الضَّرُورَةُ: اسمٌ لمصدرِ {الاضْطِرارِ، تَقول: حَمَلَتْنِي} الضَّرُورَةُ على كَذَا وَكَذَا.
قلت: فعلَى هاذا، الضَّرُورَةُ {والضَّرَّةُ: كِلَاهُمَا اسمانِ، فَكَانَ الأَوْلَى أَن يَقُول المُصَنّف:} كالضَّرّةِ {والضَّرُورَة، ثمّ يَقُول: وَهِي أَيضاً الحاجةُ، الخ، كَمَا لَا يَخْفَى.
وَفِي حَدِيث سَمُرَةَ: (يُجْزِىءُ من} الضّارُورَةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ) أَي إِنّمَا يَحِلُّ {للمُضْطَرِّ من المَيْتَةِ أَنْ يأْكلَ مِنْهَا مَا يَسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عشَاء، وَلَيْسَ لَهُ أَن يَجْمعَ بَينهمَا.
(} والضَّرَرُ) ، محركةً: (الضِّيقُ) ، يُقَال: مَكَان ذُو ضَرَرٍ، أَي ذُو ضِيق.
(و) {الضَّرَرُ أَيضاً: (الضَّيِّقُ) ، يُقَال: مكانٌ ضَرَرٌ، أَي ضَيِّقٌ.
(و) الضَّرَرُ: (شَفَا الكَهْفِ) ، أَي حَرْفُه.
(} والمُضِرُّ: الدّانِي) من الشيْءِ، قَالَ الأَخْطَل:
ظَلَّتْ ظِبَاءُ بنِي البَكّاءِ رَاتِعَةً
حتّى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ! وإِضْرَارِ وَفِي حَدِيث مُعاذ: (أَنّه كاني صَلّي {فأَضَرَّ بهِ غُصْنٌ، فمَدّ يَدَه فكَسَرَه) أَي دَنَا مِنْهُ دُنُوّاً شَدِيداً فآذاه.
} وأَضَرَّ بالطَّرِيقِ: دنَا مِنْهُ وَلم يُخَالِطْه.
( {وأَضَرَّ السَّيْلُ من الحَائِطِ، والسَّحابُ إِلى الأَرْضِ) ، إِذا (دَنَيَا) ، سَيْلٌ} مُضِرٌّ، وسَحابٌ {مُضِرٌّ، وكلّ مَا دَنَا دُنُوّاً} مُضِرّاً فقد {أَضَرّ.
(و) رُوِيَ عَن النّبيّ صلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم: (أَنه قِيل لَهُ: أَنَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَة؟ فَقَالَ:} أَتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي غيرِ سَحاب؟ قَالُوا: لَا. قَالَ:: {فإِنَّكُم3 لَا {تُضَارّون فِي رُؤْيَته} ) ، تبَارك وَتَعَالَى، قَالَ أَبو مَنْصُور: رُوِيَ هَذَا الحَرفُ بِالتَّشْدِيدِ، من} الضُّرِّ، أَي لَا يَضُرّ بعضُكُم بَعْضًا، ورُوِي تُضَارُون بِالتَّخْفِيفِ من الضَّيْرِ، وَالْمعْنَى وَاحِد.
قَالَ الجوهريّ: وبعضُهم يَقُول: لَا {تَضَارُّونَ، بِفَتْح التاءِ، أَي لَا تَضَامُّونَ، ويروى: (لَا تَضَامُّونَ) فِي رُؤْيَته (تَضامّاً يَدْنُو بعضُكُم من بَعْضٍ) فيُزاحِمُه، وَيَقُول لَهُ: أَرِنِيهِ، كَمَا يَفْعَلُون عِنْد النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، ولاكن ينفرُ كلُّ مِنْهُم برُؤْيَتِه.
ويروى: لَا تُضَامُونَ، بالتَّخْفِيف، وَمَعْنَاهُ: لَا يَنَالُكُم ضَيْمٌ فِي رُؤْيته، أَي تَرَوْنَه حتَّى تَسْتَوُوا فِي الرُّؤْيَةِ، فَلَا يضِيمُ بعضُكُم بَعْضًا.
(أَو من} ضَارَّهُ {ضِرَاراً} ومُضَارَّةً، إِذا خالَفَه) ، قَالَ نابغةُ بني جَعْدَةَ:
وخَصْمَيْ! ضِرَارٍ ذَوَا تُدْرَإِ
مَتَى يأْتِ سِلْمُهما يَشْغَبَا
أَي لَا تَتَنازَعُون وَلَا تَخْتَلِفُون وَلَا تَتَجَادَلُون فِي صِحَّةِ النَّظرِ إِليه لوُضوحِه وظُهُورِه.
قَالَه الزَّجّاجُ: قَالَ الأَزْهَرِيّ: ومعنَى هاذِه الأَلفَاظِ وإِن اخْتَلَفَتْ متقاربةٌ، وكلُّ مَا رُوِيَ فِيهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَلَا يَدْفَعُ لَفْظٌ مِنْهَا لَفظاً، وَهُوَ من صِحَاح أَخبارِ سَيِّدنا رسولِ الله صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلّم وغُرَرِهَا، وَلَا يُنكِرُها إِلاّ مُبْتَدِعٌ صاحِبُ هَوًى.
(و) يُقَال: (رجلٌ {ضِرُّ} أَضْرارٍ) ، بِالْكَسْرِ، أَي شديدُ أَشِدّاءَ، وكذالك صِلُّ أَصْلالٍ، وضِلُّ أَضْلالٍ: (داهِيَةٌ فِي رَأْيِه) ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
والقَوْمُ أَعْلَمُ لَو قُرْطٌ أُرِيدَ بِها
لَكَانَ عُرْوَةُ فِيهَا ضِرَّ أَضْرارِ
أَي لَا يستنقذه ببَأْسِه وحِيَلِه. وعُروةُ أَخو أَبِي خِراشٍ.
( {والضَّرّتانِ: الأَلْيَةُ من جانِبَيْ عَظْمِها) ، وهما الشَّحْمَتَان، وَفِي الْمُحكم: اللَّحْمَتَان اللَّتَانِ تَنْهَدِلاَنِ مِنْ جَانِبَيْها.
(و) } الضَّرَّتانِ: (زَوْجَتاكَ، وكلّ) واحدةٍ مِنْهُمَا ( {ضَرَّةٌ للأُخْرَى، وهُنَّ ضَرائِرُ) ، نادِرٌ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِف قُدُوراً:
لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّهَا
} ضَرَائِرُ حِرْمِيّ تَفَاحَشَ غارُهَا
(والاسمُ الضِّرُّ، بِالْكَسْرِ، و) يُقَال: (تَزَوَّجَ على {ضِرٍّ} وضُرٍّ) ، بِالْكَسْرِ والضّمّ، حَكَاهُمَا أَبو عبد الله الطُّوالُ (أَي {مُضَارَّةٍ بَين امرأَتَيْنِ أَو ثَلاثٍ) .
وحَكَى كُراع: تَزوّجتُ المَرْأَةَ على} ضِرٌّ كُنّ لَهَا، فإِذا كَانَ كذالك فَهُوَ مَصْدَرٌ على طَرْح الزَّائِد، أَو جَمْعٌ لَا واحدَ لَهُ.
(و) {الإِضْرارُ: التَّزْوِيجُ على} ضَرَّةٍ، وَفِي الصّحاح: أَن يَتَزَوَّجَ الرجلُ على ضَرَّةٍ، وَمِنْه قيل: (رَجُلٌ {مُضِرٌّ، وامرأَةٌ} مُضِرٌّ! ومُضِرَّةٌ) . فرَجلٌ {مُضِرٌّ، إِذا كَانَ لَهُ} ضَرائِرُ، وامرأَةٌ مُضِرٌّ، إِذا كَانَ لَهَا {ضَرَّةٌ، وسُمِّيَتَا} ضَرَّتَيْن لأَنّ كلَّ واحدةٍ منهُمَا {تُضَارُّ صاحبَتَها، وكُرِهَ فِي الإِسْلاَم أَن يُقَال لَهَا:} ضَرَّةٌ، وَقيل: جَارَةٌ، كذالك جاءَ فِي الحَدِيث.
( {والضَّرَّةُ) ، بِالْفَتْح: (شِدَّةُ الحالِ، والأَذِيَّةُ) ، نَقله الصاغانيّ، وَهُوَ قولُ أَبي الهَيْثَمِ، قَالَ: فَعْلَةٌ من الضَّرّ.
(و) } الضَّرَّةُ: (الخِلْفُ) ، قَالَ طَرَفَةُ يَصف نَعْجَةً:
مِنَ الزَّمِرَات أَسْبَلَ قَادِمَاهَا
{وضَرَّتُهَا مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ
(و) قيل:} الضَّرَّةُ: (أَصْلُ الثَّدْيِ) .
(و) {الضَّرّةُ أَيضاً: (اللَّحْمَةُ) الّتي (تَحْتَ الإِبْهَامِ) ، وَقيل: أَصلُهَا.
(أَو) هِيَ (باطِنُ الكَفِّ) حِيَالَ الخِنْصَرِ تُقَابِل الأَلْيَةَ فِي الكَفِّ.
(و) قيل:} الضَّرَّةُ: لَحْمُ الضَّرْعِ، والضَّرْعُ يُذَكّر ويُؤَنَّث، يُقَال: {ضَرَّةٌ شَكْرَى، أَي مَلأَى من اللَّبَنِ.
وَقيل:} الضَّرَّةُ: أَصْل الضَّرْع الَّذِي لَا يَخْلُو من اللَّبَنِ، أَو لَا يَكاد يَخْلُو مِنْهُ.
وَقيل: هِيَ (الضَّرْعُ كُلُّه) مَا خلا الأَطْباءَ، وَلَا يُسمَّى بذالك إِلاّ أَن يكونَ فِيهِ لَبَنٌ.
(و) {الضَّرَّةُ: (مَا وَقَعَ عَلَيْهِ الوَطْءُ من لَحْمِ باطِنِ القَدَمِ ممّا يَلِي الإِبْهَامَ، ج) ذالك كلّه (} ضَرائِرُ) ، وَهُوَ جَمْعٌ نَادِر، وأَنشد ثَعْلَب:
وصارَ أَمْثَالَ الغَفَا {- ضَرَائِرِي
إِنما عَنَى} بالضَّرَائِرِ أَحَدَ هاذِه الأَشْيَاءِ المتقدِّمَةِ.
(و) {الضَّرَّةُ: (المالُ تَعْتَمِدُ عليهِ وَهُوَ لغَيْرِك) من الأَقَارِب.
(و) يُقَال: عَلَيْهِ} ضَرَّتانِ من ضَأْنٍ ومَعْزٍ.! الضَّرَّةُ: (القِطْعَةُ من المَال والإِبِلِ والغَنَمِ) .
وَقيل: هُوَ الكَثِيرُ من الماشِيَةِ خاصّةً دون العَيْنِ. ورَجلٌ {مُضِرٌّ: لَهُ} ضَرَّةٌ من مالٍ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: {المُضِرّ: الَّذِي يَرُوحُ عَلَيْهِ} ضَرَّةٌ من المالِ، قَالَ الأَشْعَرُ الرَّقبَان الأَسَدِيّ جاهليّ، يهجو ابنَ عمّه رِضْوان:
بحَسْبِكَ فِي القَوْمِ أَن يَعْلَمُوا
بأَنَّكَ فيهمْ غَنِيٌّ {مُضِرّ
(} وأَضَرَّ) : يَعْدُو: (أَسْرَعَ) ، وَقيل: أَسرعَ بعضَ الإِسراعِ، هاذه حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ الطُّوسِيّ: وَقد غَلِطَ، إِنّمَا هُوَ أَصَرَّ، بالصَّاد، وَقد تقدّمت الإِشارَةُ إِليه.
(و) {أَضَرَّهُ (على الأَمرِ: أَكْرَهَهُ) ، نَقله الصاغانيّ.
(} والمِضْرَارُ من النِّسَاءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: الَّتِي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَهَا من النّشَاطِ) ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ، وأَنشد:
إِذْ أَنْتَ {مِضْرَارٌ جَوَادُ الحُضْرِ
أَغْلَظُ شَيْءٍ جانِبا بقُطْرِ
(} وضُرٌّ، بالضَّمّ: ماءٌ) مَعْرُوف، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
نُسَابِقُهُمْ على رَصَفٍ وضُرَ
كدَابِغَةٍ وقدْ نَغِلَ الأَدِيمُ
( {وضِرَارٌ، ككِتَابٍ: ابنُ الأَزْوَرِ) ، وَاسم الأَزْورِ مالكُ بنُ أَوْسٍ الأَسَدِيّ، كَانَ بطلاً شَاعِرًا، لَهُ وِفادَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَتلَ مالِكَ بن نُوَيْرَة بأَمْرِ خالدِ بنِ الْوَلِيد، وأَبْلَى يَوْمَ اليَمَامَةِ بَلاءً عَظِيما، حَتَّى قُطِعَت ساقاه، فجعَل يحبو ويُقاتِل، وتَطَؤُه الخيلُ حَتَّى مَاتَ، قَالَه الواقِدِيّ، وَقيل: قُتِل بأَجْنَادِين، وَقيل: تُوفِّيَ بِالْكُوفَةِ زَمَنَ عمر، وَقيل: شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْق، ثمَّ نَزلَ حَرّانَ، لَهُ روايَة قَليلَة، قلت: ومشْهَدُه الْآن بحَلَبَ مَشْهُور، ذَكَرَه النّجم الغَزّيّ.
(و) } ضِرَارُ (بنُ الخَطّابِ) بنِ مِرْدَاس القُرَشِيّ الفِهْرِيّ، أَحدُ الأَشْرافِ والشُّعَرَاءِ المَعْدُودِينَ، والأَبطال المَذْكُورِين، وَمن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، وَقَالَ الزُّبَيْر: ضِرَارٌ رَئِيسُ بني فِهْر، وَقيل: شَهِدَ فُتُوحَ الشّام.
(و) ضِرَارُ (بنُ القَعْقَاعِ) : أَخو عَوْف، لَهُ وِفَادَةٌ، حديثُهُ عِنْد ابْن ابنِه زَيْد بن بِسْطَام.
(و) ضِرَارُ (بنُ مُقَرِّن) المُزَنِيّ، كَانَ مَعَ خالِدٍ لمّا فَتَح الحِيرَة، وَهُوَ عاشِرُ عَشْرة إِخْوَةٍ.
(صحابِيُّون) رَضِي الله عَنْهُم أَجمعين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
النّافِعُ {الضّارُّ، من أَسمائه تعالَى الحُسْنَى، وَهُوَ الَّذِي يَنفَعُ مَن يَشاءُ من خَلْقِه،} ويَضُرّه، حَيْثُ هُوَ خالقُ الأَشياءِ كلِّهَا خَيْرِهَا وشَرِّها ونَفْعِهَا {وضَرِّهَا.
} والضُّرُّ بالضّمّ: الهُزَالُ، وَهُوَ مَجاز، وَبِه فسّر بعضٌ قولَه: {أَنّى مَسَّنِىَ {الضُّرُّ} (الْأَنْبِيَاء: 83) .
} والمَضَرَّةُ: خِلافُ المَنْفَعَةِ.
{والضّرّاءُ: السَّنَةُ.
} والضَّرَّةُ {والضَّرَارَةُ} والضَّرَرُ: وَهُوَ النُّقْصان.
{والضَّرَرُ: الزَّمَانَةُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {غَيْرُ أُوْلِى} الضَّرَرِ} (النِّسَاء: 95) ، أَي غيرُ أُولِي الزَّمَانَةِ. وَقَالَ ابنُ عَرَفَة: أَي غيرُ مَنْ بِهِ عِلّةٌ {تَضُرُّه وتَقْطَعُه عَن الجِهَادِ. وَهِي} الضَّرارَةُ أَيضاً، يُقَال: ذالك فِي البَصَرِ وَغَيره.
{والضُّرُّ: بالضَّمّ حالُ} الضَّرِيرِ، نقلَه الصّاغانيّ.
{والضَّرائِرُ: المَحَاوِيجُ، وقَوْلُ الأَخْطَلِ:
لِكُلِّ قَرَارَةٍ مِنْهَا وفَجَ
أَضَاةٌ ماؤُهَا} ضَرَرٌ يَمُورُ
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: ماؤُهَا ضَرَرٌ، أَي ماءٌ نَمِيرٌ فِي ضِيقٍ، وأَراد أَنّه غَزِيرٌ كثيرٌ فمَجارِيه تَضِيقُ بِهِ وإِن اتَّسَعَتْ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ، فِي قَول الشّاعر:
بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طَاحَ انْتقَالُهَا
بأَطْرَافِها والعِيسُ بَاقٍ {ضَرِيرُهَا
قَالَ: ضَرِيرُهَا: شِدَّتُها، حَكَاهُ الباهِلِيّ عَنهُ.
وَقَول مُلَيْح الهُذَلِيّ:
وإِنّي لأَقْرِي الهَمَّ حتّى يَسُوءَنِي
بُعَيْدَ الكَرَى مِنْه} ضَرِيرٌ مُحَافِلُ
أَراد: مُلازمٌ شدِيدٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: سَمِعْتُ أَبا ثَرْوَانَ يَقُول: مَا {يَضُرُّكَ عَلَيْهَا جارِيَةً، أَي مَا يَزِيدُكَ. قَالَ: وَقَالَ الكِسَائِيّ: سَمِعْتُهم يَقُولُونَ: مَا يَضُرُّكَ على الضَّبِّ صَبْراً، وَمَا يَضِيرُكَ، أَي مَا يَزِيدُك.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: مَا يَزِيدُكَ عَلَيْهِ شَيْئاً، وَمَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ شَيْئاً، واحِدٌ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ فِي أَبواب النَّفْيِ يُقَال: لَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، أَي لَا تَجِدُ رَجُلاً يَزِيدُك على مَا عندَ هاذا الرَّجلِ من الكِفَايَة.
وَلَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ حَمْلٌ، أَي لَا يَزِيدُك.
قلْت: وأَوردَه الزّمَخْشَرِيّ فِي المَجَاز.
وَيُقَال: هُوَ فِي} ضَرَرِ خَيْرٍ، وإِنّه لفي طَلَفَةِ خَيْر وضَفَّةِ خَيْرٍ، وَفِي طَثْرَةِ خَيْر، وصَفْوَةٍ من العَيْشِ.
{والضَّرائِرُ: الأُمورُ المُخْتَلِفَة، على التَّشْبِيهِ بضَرَائِرِ النّساءِ لَا يَتَّفِقْنَ، الوَاحِدة} ضَرَّةٌ، وَمِنْه حَديث عَمْرِو بنِ مُرَّةَ: (عِنْد اعْتِكارِ {الضَّرائِرِ) .
} والضَّرَّتان: حَجَرَا الرَّحَى، وَفِي المُحْكَم: الرَّحَيانِ.
وناقَةٌ ذَاتُ {ضَرِيرٍ:} مُضِرَّةٌ بالإِبِلِ فِي شِدَّة سَيْرِهَا، وَبِه فُسِّر قولُ أُمَيَّة بنِ عائِذَ الهُذَلِيّ:
تُبَارِي ضَرِيسَ أُولاَتِ {الضَّرِيرِ
وتَقْدُمُهُنّ عَنُوداً عَنُونَا
} وأَضَرَّ عَلَيْهِ: أَلَحَّ.
{وأَضَرَّ الفَرَسُ على فَأْسِ اللِّجَامِ: أَزَمَ عَلَيْهِ، مثْل أَضَزَّ، بالزاي، وَهُوَ مجَاز.
وأَضَرَّ فلانٌ على السيرِ الشَّدِيدِ، أَي صَبَرَ.
ومحمّدُ بنُ بِشْرٍ} - الضِّرَارِيّ، عَن أَبَانِ بنِ عبدِ اللَّهِ البَجَليّ، وَعنهُ عبدُ الجَبَّار بن كَثيرٍ التَّمِيمِيّ.
وأَبو صَالح محمّدُ بنُ إِسماعيلَ الضِّرَارِيّ، عَن عبد الرزّاق.
ومُعَاذَةُ بنتُ عبدِ اللَّهِ بنِ {الضُّرَيْرِ، كزُبَيْر: الَّتِي كَانَ ابنُ سَلُولٍ يُكْرِهُها على البِغَاءِ، فَنزلت الْآيَة، قَالَه الْحَافِظ.
} وضِرَارُ بنُ عِمْرَانَ البُرْجُمِيّ، وضِرَارُ بنُ مُسْلِمٍ البَاهِلِيّ: تابِعيّانِ.
وأَبُو مُعَاوِيَةَ! الضَّرِير: هُوَ محمّدُ بنُ حازِمٍ التَّمِيمِيّ، عَن الأَعْمَشِ، حافظٌ مُتْقِنٌ.

صدق

صدق

1 صَدَقَ, (S, M, O, Msb, K,) aor. ـُ (M, TA,) inf. n. صِدْقٌ (S, * M, O, * Msb, K, TA) and صَدْقٌ, (M, K,) the former of which is the more chaste, (TA,) or the latter is an inf. n. and the former is a simple subst., (K,) and تَصْدَاقٌ (M) and مَصْدُوقَةٌ, (O, K, TA,) which is one of the [few] inf. ns. of the measure مَفْعُولَةٌ, (O, TA,) [or a fem. pass. part. n. used as an inf. n. like as is said of its contr.

مَكْذُوبَةٌ,] he spoke, said, uttered, or told, truth, or truly, or veraciously; contr. of كَذَبَ: (Msb: [and in like manner it is said in the S and M and O and K that صِدْقٌ is the contr. of كَذِبٌ:]) Er-Rághib says that صِدْقٌ and كَذِبٌ are primarily in what is said, whether relating to the past or to the future, and [in the latter case] whether it be a promise or other than a promise; and only in what is said in the way of information: but sometimes they are in other modes of speech, such as asking a question, and commanding, and supplicating; as when one says, “Is Zeyd in the house? ” for this implies information of his being ignorant of the state of Zeyd; and when one says, “ Make me to share with thee, or to be equal with thee,” for this implies his requiring to be made to share with the other, or to be made equal with him; and when one says, “Do not thou hurt me,” for this implies that the other is hurting him: صِدْقٌ, he says, is [by implication] the agreeing of what is said with what is conceived in the mind and with the thing told of, together; otherwise it is not complete صِدْق, but may be described either as صِدْق or sometimes as صِدْق and sometimes as كَذِب according to two different points of view; as when one says without believing it, “Mohammad is the Apostle of God,” for this may be termed صِدْق because what is told is such, and it may be termed كَذِب because it is at variance with what the speaker conceives in his mind. (TA.) One says, صَدَقَ فِى الحَدِيثِ [He spoke truth in the information, or narration]. (S, O, K.) And صَدَقَهُ i. e. He told him, or informed him, with truth, or veracity, (AHeyth, * M, Msb, *) فِى القَوْلِ [in the saying]; for it is trans. as well as intrans. (Msb.) And صَدَقَهُ الحَدِيثَ (S, O, K, in the CK [erroneously] صَدَّقَ فُلانًا الحَدِيثَ) He told him with truth, or veracity, the information, or narration; for it is sometimes doubly trans. (TA.) And صَدَقَنِى سِنَّ بَكْرِهِ [He hath told me truly the age, or as to the age, of his youthful camel; or صَدَقَنِى سِنُّ بَكْرِهِ the age of his youthful camel has spoken truly to me]: (S, O, K:) a prov., (S, O,) expl. in art. بكر [q. v.]. (K.) And فُلَانٌ لَا يَصْدُقُ أَثَرُهُ and أَثَرَهُ, meaning Such a one, when asked, will not tell truly whence he comes. (M.) And صَدَقَتْ يَمِينُهُ His oath was, or proved, true. (Msb in art. بت.) صَدَقْتُ اللّٰهَ حَدِيثًا إِنْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا is an oath of the Arabs, meaning لَا صَدَقْتُ الخ [May I not utter truly to God a saying, i. e. may I not speak truth to God, if I do not such a thing]. (AHeyth, O, K.) One says also, صَدَقَهُ النَّصِيحَةَ, and الإِخَآءَ, He rendered to him truly, or sincerely, good advice, and brotherly affection. (M.) And صَدَ قُوهُمُ القِتَالَ (S, M, K, * TA) [They gave them battle earnestly, not with a false show of bravery; as is implied in the S, and M, and K; i. e.] they advanced against them boldly in fight: (M, TA:) and in like manner, صَدَقُوا فِى القِتَالِ they advanced boldly in fight: or, accord. to Er-Rághib, the former means they gave them battle so as to fulfil their duty: and hence, in the Kur [xxxiii. 23], رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ, Men who fulfilled the covenant that they had made with God. (TA.) And صَدَقَ اللِّقَآءَ, inf. n. صِدْقٌ, He was firm, or steady, in encounter, or conflict. (M, TA.) and صَدَقَ ظَنِّى My opinion was, or proved, true, or correct, like as one says [in the contrary case], كَذَبَ: (Er-Rághib, TA:) whence, in the Kur [xxxiv. 19], وَلَقَدْ صَدَقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ, meaning فِى ظَنِّهِ [i. e. And assuredly Iblees was, or proved to be, correct in his opinion that he had formed against them]: but some read ↓ صَدَّقَ, meaning, as Fr says, حَقَّقَ [i. e. Iblees proved, or found, to be true, his opinion &c.]. (TA.) and صَدَقَتْهُ نَفْسُهُ His soul [told him truth; meaning,] diverted him, or hindered him, or held him back, from an undertaking, causing him to imagine himself unable to prosecute it. (TA in art. كذب.) And صَدَقَ الصُّبْحُ [The dawn shone clearly]. (S in art. سقط.) [And one says of a word or the like, يَصْدُقُ عَلَى كَذَا, meaning It applies correctly to such a thing.] b2: صَدَقَ الوَحْشِىُّ: see 2, near the end.2 صدّقهُ, (S, M, O, &c.,) inf. n. تَصْدِيقٌ, contr. of كَذَّبَهُ. (O, * K.) [This explanation implies several meanings here following.] He attributed, or ascribed, to him truth, veracity, or the speaking truth. (Msb.) And He said to him, “Thou hast spoken truth. ” (Msb.) He accepted, or admitted, [or assented to, or believed,] what he said: (M:) you say, صدّقهُ فِى حَدِيثِهِ [He accepted, &c., what he said in his information, or narration]: (S:) and you say صدّق بِلِسَانِهِ [He assented to the truth of what was said with his tongue]; as well as بِقَلْبِهِ [with his heart, or mind]. (T in art. اَمن.) He held him to be a speaker of truth. (MA.) [He found him to be a speaker of truth. He, or it, proved him to be a speaker of truth; verified him; or confirmed the truth of what he said: see an ex. in a verse cited voce بَيْنٌ.] He found it (an opinion) to be true, or veritable. (Ksh and Bd and Jel, in xxxiv. 19.) He verified it; confirmed its truth; or proved it to be true, or veritable; i. e. an opinion [&c.]; syn. حَقَّقَهُ: (Ksh and Bd, ibid.:) one says, صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ [The trial, proof, or test, verified the information]. (S in art. خبر.) See 1, near the end. In the saying in the Kur [xxxix. 34], وَالَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ, [which seems to be best rendered But he who hath brought the truth and he who hath accepted it as the truth, (see كَذَّبَ بِالأَمْرِ,)] 'Alee the son of Aboo-Tálib is related to have said that by الذى جآء بالصدق is meant Mohammad; and by الذى صدّق به, Aboo-Bekr: or, as some say, Gabriel and Mohammad [are meant by the former and the latter respectively]: or by the former, Mohammad; and by the latter, [every one of] the believers: (M:) accord. to Er-Rághib, by وصدّق به is meant and hath found, or proved, to be true (حَقَّقَ) that which he hath brought by word, by that which he hath aimed at (بِمَا تَحَرَّاهُ) by deed. (TA.) b2: صدّق is also said to signify He said, “This thing is the truth; ” like حَقَّقَ. (TA in art. حق.) b3: And this verb also denotes المُبَالَغَةُ فِى الصِّدْقِ: thus in the saying, صَدَّقَتْ فِيهِمْ ظُنُونِى

[My opinions respecting them were, or proved to be, very true or correct]. (Ksh, in xxxiv. 19.) b4: صدّق الوَحْشِىُّ, (O, K, TA,) or ↓ صَدَقَ, (so in a copy of the M,) (tropical:) The wild animal ran without looking aside, when charged upon, or attacked: (M, O, K, TA:) mentioned by IDrd. (O, TA.) A2: صَدَّقَهُمْ He exacted from them the poor-rate. (TA. [See صَدَقَةٌ.]) b2: See also 5.3 صَادَقْتُهُ, (M,) inf. n. مُصَادَقَةٌ (S, M, O, K) and صِدَاقٌ, (M, O, K,) the latter like كِتَابٌ, (TA, [in the CK erroneously written صَداق,]) I acted, or associated, with him as a friend, or as a true, or sincere, friend. (S, * M, O, * K. *) [See also 6.]4 اصدق المَرْأَةَ He named for the woman a صَدَاق [or dowry]: (S, M, * O, K:) or he gave her her صَدَاق: (M, * Msb:) or he appointed her, or assigned her, a صَدَاق, on taking her as his wife: (TA:) and he married her, or took her as his wife, on the condition of his giving her a صَدَاق. (Msb.) And sometimes this verb is doubly trans.; whence, in a trad., مَا ذَا تُصْدِقُهَا فَقَالَ إِزَارِى [It was said, “What is it that thou meanest for her, or givest her, as her dowry? ” and he said, “My waist-wrapper ”]. (Mgh.) 5 تصدّق عَلَيْهِ He gave him (i. e. the poor, Mgh, Msb) what is termed صَدَقَة, (M, Mgh, Msb,) meaning [an alms, or] what is given for the sake of God, (M,) or what is given with the desire of obtaining a recompense from God: (M, * Mgh:) and عليه ↓ صَدَّقَ signifies the same; (M, TA;) and in this sense صدّق is [said by some to be] used in the Kur lxxv. 31. (TA.) Hence, in the Kur [xii. 88], وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا: (TA:) or this means (assumed tropical:) And do thou confer a favour upon us by giving that which is [not like the mean merchandise that we have brought, but of middling quality,] between good and bad. (M.) One says, تَصَدَّقْتُ بِكَذَا, meaning I gave such a thing as a صَدَقَة. (Msb.) See an ex. voce شِقٌّ.

The saying, in a trad., إِنَّ اللّٰهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ

أَمْوَالِكُمْ, meaning (tropical:) [Verily God] hath conferred a favour [upon you by giving you a third of your possessions to bequeath to whom ye will], if correct, is tropical. (Mgh.) b2: It is said by Ibn-Es-Seed, on the authority of Az and IJ, and mentioned by IAmb, that تصدّق signifies also He asked, or begged, for what is termed صَدَقَة [or alms]: but Fr and As and others disallow the beggar's being called مُتَصَدِّق: (Az, TA:) IKt says that the verb is improperly used in this sense by the vulgar: (Msb:) [and accord. to J and Sgh,] one says, مَرَرْتُ بِرَجُلٍ يَسْأَلُ, and one should not say يَتَصَدَّقُ. (S, O.) 6 تَصَادُقٌ signifies The acting, or associating, as friends, or as true, or sincere, friends, one with another. (K. [See also 3.]) And I. q. صِدْقٌ: (TA:) [or rather mutual صِدْق; contr. of تَكَاذُبٌ:] one says, تَصَادَقَا فِى الحَدِيثِ and فِى المَوَدَّةِ (S, O, TA) They were true, or sincere, each to the other, in information, or narration, and in love, or affection; contr. of تَكَاذَبَا. (O, TA.) صَدْقٌ is an inf. n. of صَدَقَ [q. v.]: (M, K:) b2: and is used as an epithet, applied to a man &c.: (S, M, O, K, TA:) [and] ↓ صِدْقٌ [also, if not a mistranscription for صَدْقٌ,] is an inf. n. used as an epithet, applied to a man and to a woman: (so in a copy of the M and in the TA:) [it is said that] the former signifies Hard, (S, M, O, Msb,) applied to a spear, (S, M, O,) and to other things: (M:) or even, or straight; (S, O;) or it signifies thus also, applied to a spear, and to a sword: (M:) or hard and even or straight, applied to a spear, (K, TA,) and to a man, (K,) or to the latter as meaning hard: or, as IB says, on the authority of IDrst, it is not from hardness, but means combining those qualities that are commended; and it is applied to a spear as meaning long and pliant and hard, and the like; and to a man, and to a woman likewise [without ة, but see what follows], as meaning true in hardness and strength and goodness; for, IDrst says, if it meant hard, one would say حَجَرٌ صَدْقٌ and حَدِيدٌ صَدْقٌ, which one does not: (TA:) and, applied to anything, (O, K, TA,) it means complete, or perfect, (Kh, O, K, TA,) thus applied to a man, (TA,) such as is commended; (O;) fem. with ة, (O, K, TA,) applied to a woman: (O:) the pl. is صُدْقٌ, applied to a company of men, (S, O, K,) and صُدُقٌ (K) and صَدْقُونَ, so applied, and صَدْقَاتٌ applied to women: (O, K:) and Ru-beh says, describing asses, مَقْذُوذَةُ الآذَانِ صَدْقَاتُ الحَدَقْ meaning [Rounded, as though pared, in the ears,] penetrating in the eyes; (O, TA;) which is [said to be] tropical. (TA.) صَدْقٌ signifies also Firm, or steady, in encounter, or conflict: (M:) or one says صَدْقُ اللِّقَآءِ, applying this epithet to a man, (S, O, K, TA,) meaning thus: (TA:) and صَدْقُ النَّظَرِ [firm, or steady, in look]. (S, O, K, TA. [Said in the TA to be tropical.]) صِدْقٌ is an inf. n. of صَدَقَ [q. v.]: (M, K, &c.:) or a simple subst., (K,) signifying [Truth; veracity; or] agreement of what is said with what is conceived in the mind and with the thing told of, together; otherwise it is not complete صِدْق, as expl. above in the first paragraph of this art. (Er-Rághib, TA.) b2: It is also syn. with شِدَّةٌ [meaning Hardness; firmness, compactness, or soundness; strength, power, or force; vigour, robustness, sturdiness, or hardiness; and courage, bravery, or firmness of heart]: (K, TA: [in the latter of which it is said to be tropical; but this is evidently not the case accord. to the O, in which it is said that it radically denotes قُوَّةٌ (i. e. strength, force, &c.,) in a saying &c.: in the K it is implied by the context that it is syn. with شِدَّة when used as the complement of a prefixed n. in instances mentioned in what here follows: but Sgh says, more correctly,]) a noun signifying anything to which goodness is attributed is prefixed to صِدْق, governing it in the gen. case; so that one says (O) رَجُلُ صِدْقٍ (Sb, M, O, K) [A man of good nature or disposition or character &c.], contr. of رَجُلُ سَوْءٍ; (Sb, M;) and صَدِيقُ صِدْقٍ [a friend of good nature &c.]; (O, K;) and likewise اِمْرَأَةُ صِدْقٍ [a woman of good nature &c.]; (K;) and in like manner also حِمَارُ صِدْقٍ

[an ass of a good kind]; (Sb, M, K;) and ثَوْبُ صِدْقٍ [a garment, or piece of cloth, of good quality]. (Sb, M.) The saying in the Kur [x. 93], (O,) وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِى اِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ meansAnd verily we assigned to the Children of Israel a good place of abode. (O, K.) b3: See also صَدْقٌ.

صَدْقَةٌ: see صَدَاقٌ; each in two places.

صُدْقَةٌ: see صَدَاقٌ; each in two places.

صَدَقَةٌ [An alms; i. e.] a gift (S, M, Mgh, O, Msb, K) to the poor (S, O, Msb) for the sake of God, (M, K,) or to obtain a recompense from God; (M, * Mgh, K; *) a portion which a man gives forth from his property by way of propitiation, [to obtain the favour of God,] like زَكَاةٌ, except that the former is primarily applied to such as as is supererogatory, and the latter to such as is obligatory: but it is said to be applied to such as is obligatory [i. e. to the زَكَاة, q. v., meaning the poor-rate, which is the portion, or amount, of property, that is given therefrom, as the due of God, by its possessor, to the poor, according to a fixed rate,] when the person who does so aims at conformity with the truth in his deed: (Er-Rághib, TA:) [in this latter sense, which is indicated in the S and O &c., and more plainly in the M, it is very frequently used:] and thus it is used in the Kur ix. 104, and in like manner its pl. in ix. 60: (Er-Rághib, TA:) the pl. is صَدَقَاتٌ. (S, M, O, Msb.) It is said in a trad., لَا صَدَقَةَ فِى الإِبِلِ الجَارَّةِ [There is no poorrate in the case of working camels], because they are the riding-camels of the people; for the poorrate is in the case of pasturing camels, exclusively of the working. (S in art. جر.) b2: See also صَدَاقٌ.

صَدُقَةٌ: see صَدَاقٌ, in two places.

صُدُقَةٌ: see the next paragraph.

صَدَاقٌ and ↓ صِدَاقٌ, (S, M, Mgh, O, Msb, K,) the former of which is the most common of the dial. vars. here mentioned, (Msb,) [but] the latter is [said to be] more chaste than the former, (Mgh,) and ↓ صَدُقَةٌ, (S, M, O, Msb, K,) of the dial. of El-Hijáz, (Msb,) and ↓ صُدْقَةٌ, (S, M, O, Msb, K,) of the dial. of Temeem, (Msb,) and ↓ صَدْقَةٌ (M, O, Msb, K) and ↓ صُدُقَةٌ (M, O, K) and ↓ صَدَقَةٌ, (M, K,) The مَهْر (S, M, Mgh, O, K) of a woman; (S, Mgh, O, Msb, K;) [i. e. a dowry; nuptial gift; or gift that is given to, or for, a bride:] the pl. of صداق is صُدُقٌ, (M, Mgh, Msb,) a pl. of mult., (M,) or صُدْقٌ, (O,) or both, (K,) and أَصْدِقَةٌ, a pl. of pauc., (M,) or this is accordant to analogy, but has not been heard; (Mgh;) the pl. of ↓ صَدُقَةٌ is صَدُقَاتٌ; (S, Msb, K;) the pl. of ↓ صُدْقَةٌ is صُدْقَاتٌ and صُدَقَاتٌ and صُدُقَاتٌ, (O, * Msb, K,) which last is the worst; (K;) and the pl. of ↓ صَدْقَةٌ is صُدَقٌ, (Msb,) or صَدْقَاتٌ [by rule صَدَقَاتٌ]. (O.) صِدَاقٌ: see the next preceding paragraph.

صَدُوقٌ Having the quality of speaking, saying, uttering, or telling, truth, or truly, or veraciously, in a high, or an eminent, degree; very, or eminently, true or veracious: (Msb:) pl. صُدُقٌ and صُدْقٌ. (K.) See also أَصْدَقُ.

صَدِيقٌ A friend: (O, K:) or a true, or sincere, friend: (S, M, Msb, TA:) applied likewise to a female, (S, M, O, Msb, K,) as also صَدِيقَةٌ, (S, M, Msb, K,) the former anomalous, the latter regular; (MF;) and to a pl. number, (S, M, O, K,) as in the Kur xxvi. 101 (M) [and in several other instances, of which see one in a verse cited voce رَوِىٌّ]: its proper pl. is أَصْدِقَآءُ (S, M, O, K) and صُدَقَآءُ and صُدْقَانٌ, (M, K,) the last on the authority of Fr, (TA,) and أَصَادِقُ, (M, O, K,) which is a pl. pl., (K,) said by IDrd to be anomalous, unless it be a pl. pl.: (O:) and the dim. is ↓ صُدَيِّقٌ; one says, هُوَ صُدَيِّقِى, meaning He is the most special, or most distinguished, of my friends, or of my true, or sincere, friends. (S, O, K.) صَدَاقَةٌ Love, or affection: (K:) or truth, or sincerity, of love or affection: (TA:) or friendship, or friendliness; (S, M;) or true, or sincere, friendship or friendliness: (S, M, Msb:) or true firmness of heart in love or affection; an attribute of a human being only. (Er-Rághib, TA.) صُدَيِّقٌ dim. of صَدِيقٌ, q. v. (S, O, K.) صِدِّيقٌ One who speaks, says, utters, or tells, truth, or truly, or veraciously, much, or often: (Mgh, O, K:) [or rather having the quality of speaking, saying, uttering, or telling, truth, or truly, or veraciously, in a very high, or very eminent, degree; for] it has a more intensive signification than صَدُوقٌ [q. v.]: (TA:) or i. q. مُصَدِّقٌ [which may have the latter of the two meanings expl. above, or may mean one who accepts, or admits, the truth of what is said, or who verifies, &c.: or مُصَدِّق in a high, or an eminent, degree; for it is added that] the fem. as used in the Kur v. 79 means superlative in الصِّدْق and التَّصْدِيق; as a possessive epithet, i. e. ذَاتُ تَصْدِيقٍ: (M:) or it signifies دَائِمُ التَّصْدِيقِ [i. e. always مُصَدِّق in one or another or all of the senses assigned to this word above: it may be correctly rendered eminently, or always, veracious: and eminently, or always, accepting, or confirming, the truth]: and it may mean one who verifies his saying by deed, or act: (S:) it is said in the “ Mufradát ” [of Er-Rághib] that it has the first of the meanings expl. in this paragraph: or rather means, one who never lies: or rather, one by whom lying cannot be practised because of his habitual veracity: or rather, one who is true in his saying and his belief, and who confirms his truth by his deed, or acting. (TA.) صَادِقٌ Speaking, saying, uttering, or telling, truth, or truly, or veraciously; true in respect of speech &c., or veracious. (Msb, TA.) b2: صِدْقٌ صَادِقٌ is a phrase like شِعْرٌ شَاعِرٌ, meaning Eminent, and exalted, veracity. (M, TA. *) b3: And حَمْلَةٌ صَادِقَةٌ [A charge, or an assault, made with earnestness, not with a false show of bravery,] is like the saying [in the contr. case] حَمْلَةٌ كَاذِبَةٌ. (M, TA: * said in the latter to be tropical.) See also مَصْدَق, in two places. b4: One says also تَمْرٌ صَادِقُ الحَلَاوَةِ, meaning Very sweet dates. (IDrd, O.) b5: And بَرْدٌ صَادِقٌ Vehement, or intense, cold. (TA voce بَحْتٌ &c.) الصَّيْدَقُ The small star cleaving to the middle one of [those called] بَنَاتُ نَعْشٍ الكُبْرَى [which compose the tail of Ursa Major]; (Kr, M, TA;) [i. e. the star called السُّهَا, q. v.; for] it is said that the first of بنات نعش الكبرى, that is at the extremity thereof, is named القَائِدُ; and the second is العَنَاقُ, and by the side of it is a small star named السُّهَا and الصَّيْدَقُ; and the third is الحَوَرُ: (O:) or, accord. to AA, (O, TA,) the pole-star (القُطْبُ). (O, K, TA. [But this is strange; and the more so as it is added in the K that it is expl. in art. قود; for the explanation in that art. (though not free from obvious mistakes) identifies الصَّيْدَقُ with السُّهَا.]) b2: And, (K,) accord. to Sh, (O, TA,) it signifies الأَمِينُ [The trusted, trusted in, or confided in, &c.]. (O, K. [But it is added in the O that Sh cites a verse of Umeiyeh Ibn-Abi- s-Salt in which الأَمِينُ is applied as an epithet to the star called الصَيدق.]) b3: And, (K,) accord. to some, as AA says, (O,) it signifies The king. (O, K.) فَعَلَهُ فِى غِبِّ صَادِقَةٍ [in the CK فَعَلَهُ غِبَّ صادِقَةٍ] means He did it after the affair, or case, had become manifest to him. (IDrd, O, K, TA.) صُنْدُوقٌ, mentioned in this art. in the S and Msb: see art. صندق.

أَصْدَقُ [More, and most, true or veracious]. One says أَصْدَقُ مِنْ قَطَاةٍ [More veracious than a katáh]; because the bird thus called cries قَطَا قَطَا; [thus telling where it is to be found;] its name being imitative of its cry: (Meyd, and TA in art. قطو:) hence it is called by the Arabs ↓ الصَّدُوقُ: the saying is a prov. (Meyd.) ذُو مَصْدَقٍ, (JK, S, M, O,) with fet-h, (S,) or ↓ ذُو مِصْدَقٍ like مِنْبَر, (K,) applied to a man, (JK, M,) [i. e.] applied to a courageous man, (S, O, K,) means الحَمْلَةِ ↓ صَادِقُ [Earnest, not making a false show of bravery, in the charge, or assault]; (JK, S, M, O, K;) or courageous [in the charge, or assault]: (JK:) مَصَادِقُ, occurring in a verse of Aboo-Dhu-eyb, may be for ذَوُو مَصَادِقَ; or it may be an anomalous pl. of صِدْقٌ [used as an epithet], like مَلَامِحُ and مَشَابِهُ [pls. of لَمْحَةٌ and شَبَهٌ]. (M.) Also, (S, M, O, K,) applied to a horse, (M,) [i. e.] applied to a fleet and excellent horse, (S, O,) in like manner, (M,) meaning الجَرْىِ ↓ صَادِقُ [Earnest in running]; (S, O, K;) as though fulfilling his promise of running: (S, O: [said in the TA to be tropical:]) Khufáf Ibn-Nudbeh says, إِذَا مَا اسْتَحَمَّتْ أَرْضُهُ مِنْ سَمَائِهِ جَرَى وَهْوَ مَوْدُوعٌ وَوَاعِدُ مَصْدَقِ meaning When his hoofs are wetted with the sweat of his upper parts, he runs, being left to himself, not beaten nor chidden, and a fulfiller of his promise to do his utmost. (S, O.) And sometimes it is applied to an opinion, in like manner [as meaning True, or sincere]. (M.) b2: مَصْدَقٌ also signifies Hardness. (Th, M.) b3: Also i. q. حَدٌّ [as meaning The edge of a sword]: (TA:) [in a copy of the M written جِدّ, which I think an evident mistake; for it is added,] and it is said to have this meaning in a verse of Dureyd Ibn-Es- Simmeh [relating to a sword]. (M, TA.) مِصْدَق: see the next preceding paragraph.

مُصَدَّقٌ A man from whom the poor-rate (صَدَقَة) of his cattle is exacted. (TA.) مُصَدِّقٌ One who accepts, admits, assents to, or believes, another in his information, or narration. (S, TA.) A2: Also The exactor, or collector, (S, M, O, Msb, K, TA,) of the صَدَقَات, (S, O, Msb, K, TA,) i. e. (TA) of the حُقُوق [or dues, meaning poor-rates], (M, TA,) of the cattle, (Msb,) or of the sheep or goats, (S, M, O, TA,) and of the camels, (M, O, TA,) for the persons to whom pertain the shares [thereof]. (TA.) مُصَّدِّقٌ: see مُتَصَدِّقٌ.

مِصْدَاقٌ A thing that confirms, or proves, the truth of a thing: (S, K:) [and] a verbal evidence of the truth, or veracity, of a man. (Har p. 106.) One says, هٰذَا مِصْدَاقُ هٰذَا This is what confirms, or proves, the truth of this. (S.) And شَىْءٌ لَيْسَ لَهُ مِصْدَاقٌ [A thing having nothing to verify it]. (IAar, TA in art. برق.) مَصْدُوقَةٌ [see 1, near the beginning]. One says لَيْسَ لِحَمْلَتِهِ مَصْدُوقَةٌ [meaning There is no earnestness attributable to his charge, or assault]; like as one says [in the contr. case], ليس لَهَا مَكْذُوبَةٌ. (M.) مُتَصَدِّقٌ One who gives what is termed صَدَقَة [meaning alms]: (S, O, Msb, K:) accord. to Kh, it means thus, and also one who asks [alms]; (O, TA;) and IAmb says the like; but Az says that the skilful of the grammarians disallow this; and thus say Fr and As and others: (TA:) [J, also, and Sgh and Fei, say that] it has only the former meaning: (S, O, Msb:) it is also pronounced ↓ مُصَّدِّقٌ, by substitution [of ص for ت] and incorporation [of one ص into the other]; (S, * O, * Msb, K; *) and this pronunciation of the pl. both masc. and fem. occurs in the Kur lvii. 17, (S, O, K,) where Ibn-Ketheer and Aboo-Bekr, differing from others, read without teshdeed to the ص. (O.)
ص د ق: (الصِّدْقُ) ضِدُّ الْكَذِبِ وَقَدْ (صَدَقَ) فِي الْحَدِيثِ يَصْدُقُ بِالضَّمِّ (. صِدْقًا) وَيُقَالُ أَيْضًا: (صَدَقَهُ) الْحَدِيثَ وَ (تَصَادَقَا) فِي الْحَدِيثِ وَفِي الْمَوَدَّةِ. وَ (الْمُصَدِّقُ) الَّذِي يُصَدِّقُكَ فِي حَدِيثِكَ وَالَّذِي يَأْخُذُ (صَدَقَاتِ) الْغَنَمِ. وَ (الْمُتَصَدِّقُ) الَّذِي يُعْطِي الصَّدَقَةَ. وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ يَسْأَلُ وَلَا تَقُلْ: يَتَصَدَّقُ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ: وَإِنَّمَا الْمُتَصَدِّقُ الَّذِي يُعْطِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} [الحديد: 18] بِتَشْدِيدِ الصَّادِ أَصْلُهُ الْمُتْصَدِّقِينَ فَقُلِبَتِ التَّاءُ صَادًا وَأُدْغِمَتْ فِي مِثْلِهَا. وَ (الصَّدَاقَةُ) وَ (الْمُصَادَقَةُ) الْمُخَالَّةُ. وَالرَّجُلُ (صَدِيقٌ) وَالْأُنْثَى (صَدِيقَةٌ) وَالْجَمْعُ (أَصْدِقَاءُ) . وَقَدْ يُقَالُ لِلْجَمْعِ وَالْمُؤَنَّثِ: (صَدِيقٌ) . وَ (الصِّدِّيقُ) بِوَزْنِ السِّكِّيتِ الدَّائِمُ التَّصْدِيقِ. وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي يُصَدِّقُ قَوْلَهُ بِالْعَمَلِ. وَهَذَا (مِصْدَاقُ) هَذَا أَيْ مَا يُصَدِّقُهُ. وَ (الصَّدَقَةُ) مَا تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى الْفُقَرَاءِ. وَ (الصَّدَاقُ) بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا مَهْرُ الْمَرْأَةِ وَكَذَا (الصَّدُقَةُ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4] وَ (الصُّدْقَةُ) بِوَزْنِ الْفُرْقَةِ مِثْلُهُ. وَ (أَصْدَقَ) الْمَرْأَةَ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا. وَ (الصُّنْدُوقُ) وَجَمْعُهُ (صَنَادِيقُ) وِعَاءٌ تُحْفَظُ فِيهِ الْأَشْيَاءُ. 
صدق: {صدقاتهن}: مهورهن، واحدها صدقة. {صديق}: كثير الصدق.
الصدق: في اللغة: مطابقة الحكم للواقع، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: قول الحق في مواطن الهلاك، وقيل: أن تصدق في موضع لا ينجيك منه إلا الكذب. قال الكشيري: الصدق: ألا يكون في أحوالك شوب، ولا في اعتقادك ريب، ولا في أعمالك عيب، وقيل: الصدق: هو ضد الكذب، وهو الإبانة عما يخبر به على ما كان.
(صدق)
فلَان فِي الحَدِيث صدقا أخبر بالواقع وَفِي الْقِتَال وَنَحْوه أقبل عَلَيْهِ فِي قُوَّة وَفُلَانًا أنبأه بِالصّدقِ وَيُقَال صدقه الحَدِيث وَفُلَانًا النَّصِيحَة والإخاء أخلصهما لَهُ وَفُلَانًا الْوَعْد أوفى بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَقَد صدقكُم الله وعده} فَهُوَ صَادِق وصدوق للْمُبَالَغَة (ج) صدق
(صدق) - في الحديث: "ولَيْس عند أبَوَيْنَا ما يُصْدِقَان عَنَّا"
: أي يُؤدِّيان إلى أَزواجِنا على وجْه الصَّداق والمَهْر. - وفي الحديث: "لا تُؤخَذ في الصَّدَقة هَرِمَةٌ ولا تَيْسٌ إلا أن يشاء الُمصَدِّق"
رواه أبو عبيد - بفتح الدَّال - يُرِيد صاحبَ المَاشِيَة، وخَالفَه عامَّة الرُّواة فقالوا بكَسْرِ الدَّال والتَّخْفيف، أي العَامِل .
(صدأ) - في الحديث: "لَتَرِدُنَّ يومَ القِيامة صَوادِى"
: أي عِطاشاً، والصَّدَى: العَطَش، ورجل صَدٍ وامرأة صَدْيا بالقَصْر
صدق
الصِّدقُ: خِلافُ الكَذِبِ، صَدَقْتُ القَوْمَ: قُلْت لهم صِدْقاً. وكذلك من الوَعِيد. ورَجُلُ صِدق - مُضَافٌ - وامْرَأةُ صِدْقٍ. فإِذا جَعَلْتَه نَعْتاً قُلْتَ: رَجُلٌ صَدْقٌ، وهي صَدْقَةٌ، وقَوْمٌ صَدْقُونَ. ورجُلٌ ذو مَصْدق: أي صادقُ الحَمْلةِ شُجَاعٌ.
والصدْقُ: الكامِلُ في كلِّ شَيْءٍ. والصُّلْبُ أيضاً.
والصِّدِّيْقُ: الكَثِيرُ الصِّدْقِ.
والصَّدِيْقُ: الخَليلُ، ومَصدَرُه الصَّدَاقَةُ، وسُمِّيَ بذلك لأنَّه يَصْدُقُه النَّصِيحةَ والوُدَّ. ويُوضَعُ الصَّدِيقُ مَوْضِعَ الأصدقاء.
والصَدَاقُ والصَّدَاقُ والصُّدْقَةُ والصَّدُقَةُ: المَهْرُ.
والصدَقَةُ: ما تَصَدَّقْتَ به على مسكينٍ، فالمُعْطي مُتَصدق، والسائلُ كذلك.
والمُصَدِّقُ: الذي يَأْخُذُ صَدقات الغَنَم.
والصّيدقُ: نَجْمٌ صَغِيرٌ وَسْطَ بَنَاتِ نَعْشٍ. وقيل: هو القُطْبُ.

صدق


صَدَقَ(n. ac. صَدْق
صِدْق
تَصْدَاْق
مَصْدُوْقَة )
a. Told the truth to; was sincere with.
b. Was, proved true, correct, right.
c. [Fī], Spoke the truth in, about; was true to, kept (
promise ).
d. [Fī], Was steady, unwavering, dauntless in (
fight ).
صَدَّقَa. Believed, acknowledged to be true.
b. Proved, verified, confirmed.
c. Ran straight-forward (game).
صَاْدَقَa. Was a true friend to.
b. ['Ala] [ coll. ], Agreed to
confirmed.
أَصْدَقَa. Gave a dowry to (bride).
تَصَدَّقَa. Gave alms, charity.
b. ['Ala & Bi], Gave to.....as a charity, a favour.
تَصَاْدَقَa. Agreed together.

صَدْق
(pl.
صُدْق
صُدُق)
a. Straight; firm, steady.
b. Perfect.

صَدْقَةa. Dowry; marriage-gift.
b. Perfect, faultless.

صِدْقa. Truth; truthfulness, veracity; sincerity
frankness.

صُدْقَةa. see 1t (a)
صَدَقَةa. Alms, charity; obligatory alms, poor-rate.

صَدُقَةa. see 1t (a)
مَصْدَقa. Sincere.
b. Hardness.

صَاْدِقa. Truthful, veracious; sincere.
b. True, frank, open-hearted.
c. Perfect.

صَدَاْق
(pl.
صُدُق
أَصْدِقَة)
a. see 1t (a)
صَدَاْقَةa. True, sincere friendship.

صِدَاْقa. see 1t (a)
صِدَاْق
(pl.
صُدْقَاْن
صُدَقَآءُ
أَصْدِقَآءُ)
a. Friend; true, sincere friend. —
صَدُوْق صِدِّيْق
(pl.
صُدْق
صُدُق), Truthful, true to his word, trustworthy; upright
honest; veracious.
مِصْدَاْقa. Verbal evidence; criterion, proof.

N. Ag.
تَصَدَّقَa. Alms-giver; philanthropist.
b. Beggar.

صَدُّوْقِيُّوْن
H.
a. Sadducees.

صَيْدَلَانِيّ
a. see under
صَيَدَ
(ص د ق) : (صَدَاقُ) الْمَرْأَةِ مَهْرُهَا وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ وَجَمْعُهُ (صُدُقٌ) وَالْأَصْدِقَةُ قِيَاسٌ لَا سَمَاعٌ (وَأَصْدَقَهَا) سَمَّى لَهَا صَدَاقَهَا وَقَدْ جَاءَ مُعَدًّى إلَى مَفْعُولَيْنِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «مَاذَا تُصْدِقُهَا فَقَالَ إزَارِي» (وَتَصَدَّقَ) عَلَى الْمَسَاكِينِ أَعْطَاهُمْ الصَّدَقَةَ وَهِيَ الْعَطِيَّةُ الَّتِي بِهَا يُبْتَغَى الْمَثُوبَةُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى (وَأَمَّا الْحَدِيثُ) «إنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ» فَإِنْ صَحَّ كَانَ مَجَازًا عَنْ التَّفَضُّلِ (وَقَوْلُهُ) فَوَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنْ إبِلِ الصَّدَقَةِ وَرُوِيَ فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ الطَّحَاوِيُّ مِمَّا يَدُهُ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَالِكًا لَهُ حَتَّى لَا يَتَضَادَّ الْحَدِيثَانِ وَهَذَا أَحْسَنُ مِنْ تَأْوِيلِ مَنْ قَالَ أَيْ مِنْ الْأَسْنَانِ الَّتِي تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ (وَالصِّدِّيقُ) الْكَثِيرُ الصِّدْقِ (وَبِهِ لُقِّبَ) أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (وَكُنِيَ أَبُو الصَّدِيقِ النَّاجِي) فِي حَدِيثِ التَّشَهُّدِ وَاسْمُهُ بَكْرُ بْنُ عُمَرَ أَوْ ابْنُ قَيْسٍ يَرْوِي عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -.
صدق قهز وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أَتَاهُ وَعَلِيهِ ثوب من قَهْز فَقَالَ: إِن بني فلَان ضربوا بني فلَان بالكُناسة فَقَالَ عَليّ: صَدَقني سِنَّ بَكره. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: هَذَا مَثَل تضربه الْعَرَب للرجل يَأْتِي بالْخبر 3 - / ب على وَجهه وَيصدق فِيهِ وَيُقَال: إِن أصل هَذَا أَن الرجل رُبمَا بَاعَ بعيره فيسأله المُشْتَرِي عَن سنه فيكذبه / فَعرض رجل بكرا لَهُ فَصدق فِي سنه فَقَالَ الآخر: صدقني سنَّ بكره فَصَارَ مثلا لمن أخبر بِصدق. وَقَوله: ثوب من قَهز يُقَال: هِيَ ثِيَاب بيض أحسبها يخالطها الْحَرِير قَالَ [أَبُو عبيد -] : وَلَا أرى هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة وَقد ذكرتها مَعَ هَذَا الْعَرَب فِي أشعارها فَقَالَ ذُو الرمة يصف البزاة الْبيض:

[الطَّوِيل]

من الزُّرق أَو صُقْعٍ كَأَن رؤوسها ... من القَهز (الَقِهز) والقَوهيِّ بيض المقانع ... وَقَالَ أَبُو النَّجْم الْعجلِيّ يصف الْحمر وَبَيَاض بطونها: [الرجز]

كَأَن لون القِهز فِي خُصورها ... والقْبُطرِيِّ البيضِ فِي تأزيرها والقَبطَري أَيْضا.
ص د ق

صدقته الحديث، وفي مثل " صدقني سن بكره " وصادقه ولم يكاذبه، وتصادقا ولم يتكاذبا. وصدقه فيما قال، وقوله مصدق. ورجل صدوق من قوم صدق. ورجل صديق. وعنده مصداق ذلك وهو ما يصدقه من الدليل. وصادقته فكان خير صديق، وهو صديقي ومصادقي وهم أصدقائي وصدقائي وصديقي، ولست من صديق فلان. قال رؤبة:

دعها فما النحوي من صديقها

وقال نصيب:

دعون الهوى ثم ارتمين قلوبنا ... بأعين أعداء وهن صديق وأعطاها الصداق والصدقة، وأصدقها كذا. وتصدق بما له عليه. وأخذ المصدق الفريضة. قال:

ود المصدق من بني غبر ... أن القبائل كلها غنم ورمح صدق: صلب، وقناة صدقة.

ومن المجاز: رجل صادق الحملة، وذو مصدق في القتال. وفرس ذو مصدق في الجري. وعند بني فلان مصادق. وصدقوهم القتال. قال جرير:

أولئك خير مصدقاً من مجاشع ... إذا الخيل جالت في القنا المتكسر

وقال زهير:

حتى تجلّت مصاديق الصباح له ... وبات منحسر المتنين طيّاناً

دلائله: جمع مصداق. ونجم صادق: لم يخلف. قال زهير:

في عانة بذل العهاد لها ... وشميّ غيث صادق النجم

وصادقته المودّة والنصيحة. وهو رجل صدق، وهم قوم صدق، وله قدم صدق، وكذلك كل ما كان رضاً، وفلان صدق. وصدق المعاجم، وفلانة امرأة صدقة.
ص د ق : صَدَقَ صِدْقًا خِلَافُ كَذَبَ فَهُوَ صَادِقٌ وَصَدُوقٌ مُبَالَغَةٌ وَصَدَقْتُهُ فِي الْقَوْلِ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَصَدَّقْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ نَسَبْتُهُ إلَى الصِّدْقِ وَصَدَّقْتُهُ قُلْتُ لَهُ صَدَقْتَ وَصِدَاقُ الْمَرْأَةِ فِيهِ لُغَاتٌ أَكْثَرُهَا فَتْحُ الصَّادِ وَالثَّانِيَةُ كَسْرُهَا وَالْجَمْعُ صُدُقٌ بِضَمَّتَيْنِ وَالثَّالِثَةُ لُغَةُ الْحِجَازِ صَدُقَةٌ وَتُجْمَعُ صَدُقَاتٍ عَلَى لَفْظِهَا.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ} [النساء: 4] وَالرَّابِعَةُ لُغَةُ تَمِيمٍ صُدْقَةٌ وَالْجَمْعُ
صُدُقَاتٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرُفَاتٍ فِي وُجُوهِهَا وَصَدْقَةٌ لُغَةٌ خَامِسَةٌ وَجَمْعُهَا صُدَقٌ مِثْلُ قَرْيَةٍ وَقُرًى

وَأَصْدَقْتُهَا بِالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهَا صِدَاقَهَا وَأَصْدَقْتُهَا تَزَوَّجْتُهَا عَلَى صِدَاقٍ وَشَيْءٌ صَدْقٌ وِزَانُ فَلْسٍ أَيْ صُلْبٌ وَالصَّدِيقُ الْمُصَادِقُ وَهُوَ بَيِّنُ الصَّدَاقَةِ وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ الصِّدْقِ فِي الْوُدِّ وَالنُّصْحِ وَالْجَمْعُ أَصْدِقَاءٌ وَامْرَأَةٌ صَدِيقٌ وَصَدِيقَةٌ أَيْضًا وَرَجُلٌ صِدِّيقٌ بِالْكَسْرِ وَالتَّثْقِيلِ مُلَازِمٌ لِلصِّدْقِ.

وَتَصَدَّقْتُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالِاسْمُ الصَّدَقَةُ وَالْجَمْعُ صَدَقَاتٌ وَتَصَدَّقْتُ بِكَذَا أَعْطَيْتُهُ صَدَقَةً وَالْفَاعِلُ مُتَصَدِّقٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُ بِالْبَدَلِ وَالْإِدْغَامِ فَيَقُولُ مُصَّدِّقٌ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَمِمَّا تَضَعُهُ الْعَامَّةُ غَيْرَ مَوْضِعِهِ قَوْلُهُمْ هُوَ يَتَصَدَّقُ إذَا سَأَلَ وَذَلِكَ غَلَطٌ إنَّمَا الْمُتَصَدِّقُ الْمُعْطِي.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} [يوسف: 88] وَأَمَّا الْمُصَدِّقُ بِتَخْفِيفِ الصَّادِ فَهُوَ الَّذِي يَأْخُذُ صَدَقَاتِ النَّعَمِ وَالصُّنْدُوقُ فُنْعُولٌ وَالْجَمْعُ صَنَادِيقُ مِثْلُ عُصْفُورٍ وَعَصَافِيرَ وَفَتْحُ الصَّادِ فِي الْوَاحِدِ عَامِّيٌّ. 
صدق: صَدَق. بدل ان يقال: صَدقَه القتال أي تصلّب فيه واشتد، يقال أيضاً: صدقه وحدها (حيان ص73 و).
صدق: يقال صدقت الريح أي هبَّت، ففي البكري (ص153): ولا تخرج السفن من هذا الميناء: إلا في موسم الأمطار فحينئذ تصدق لهم الرياح البّرية، أي تهب من الأرض وهو أمر في صالحها.
صدق ب: عكف على، وهب نفسه ل، ففي حيّان - بسّام (1: 116 ق): كان صادقاً بالطب والفلسفة. غير أن كتابة الكلمة مشكوك فيها.
صَدَّق ب: وثق ب، أيقن (معجم الطرائف وفي حيّان - بسّام (1: 10): ولا يصدقون بنجاة أنفسهم، وفي النويري (الأندلس ص476): أهل الزاهرة غير مصدقين بالأمر (ألف ليلة: 39، 78، 101) وفي كوسج (طرائف ص33): أهذا حلم أم واقع؟ ما أصدق بها.
ويقال: صدَّق أنّ، ففي ألف ليلة 1: 25): فقال له العفريت وأنت لا تُصدّق إنني كنت فيه فقال الصيّاد لا أصدّقها أبداً حتى أنظرك بعيني.
صدَّق أمله: برّر أمله (بوشر).
صدّ‍ق القتال = صَدَق القتال. وكذلك صدَّق الحملة عليهم أو صدَّق عليهم (معجم الطرائف).
صدَّق: ضحَّى للأموات من آبائه (ألكالا) ما صدَّق أي متى: تأخر، ابتغى، توخى. ويقال: ما كان يصدّق أي متى يصل، أي كان متلهفا على الوصول (بوشر) وفي ألف ليلة يرد هذا الفعل كثيراً فهو المراد وليس صدق كما يذكر فريتاج.
صدَّق: يدل على معنى يختلف بعض الاختلاف إذ نجد (انظر العبارات التي أقتبسها فريتاج من معجم هابيشت الملحق بالجزء الأول من طبعته): ما صدق إلى أن أتى الفجر. وما صدق بالصباح أتى. لا صدقت الليل يقبل أي كاد وما صدق في الكلام حتى. أي ما كاد يسمع الخ كما ترجمها لين.
صادق: صادق الوارث على الوصية = أجازها. وصادق على البيع = أمضاه. وصادق على الكلام = أثبته. والثلاثة من كلام المولّدين (محيط المحيط) صادق بينهما: جعلهما صديقين اكوسج طرائف 2: 1).
تصدَّق: يقال تصدّق به على فلان. يقال عن امرأة: تصدَّقَت بنفسها على فلان أي تعهَّرت ووهبت نفسها له (معجم الادريسي).
يتصدَّق: يمكن تصديقه (بوشر).
تصدَّق: نبات اسمه العلمي: Collegit eleemosynas ( رايسكه) (بابن سميث 1203 - 1204).
صَدَق: تصحيف سَدَق بمعنى ليلة الوقود. (محيط المحيط) والصواب سذق (انظر فريتاج في مادة سَنذق).
صَدَقة وجمعها صدقات: عطية، هبة، ما أعطيت في ذات الله، عطية يراد بها المثوبة. (أماري ديب ص166، 167، 185، 207، 207).
صَدَقة (مفردة): ما يزود به المسافر من زاد (دوماس حياة العرب ص143).
صَدَقَّة: ميثاق، عهد، عقد، اتفاق. ففي عبّاد (2: 192): وهذا الرجل الذي استدعاك ما بينك وبينه متات قديم ولا صدقة متَّصلة.
صَدِيق: من بلغ درجة القدسية المسماة صَدِيقيّة (انظر الكلمة) (المقدمة 1: 201) والشدَّة على الدال فيها زائدة.
صديق. وهي صديقة وجمعها صدائق (معجم مسلم).
صَدَاقَة: وفاء، اخلاص، صدق، استقامة. (بوشر).
صَدَاقة: حقيقة (بوشر).
الصَدَاقة عند أهل السلوك (الصوفية): استواء القلب في الوفاء والجفاء والمنع والعطاء. وهي من مراتب المحبة (محيط المحيط).
صَديقيَّة: درجة أعلى من درجات الولاية (من معنى الولي واحد الأولياء) وأدنى من درجات النبوة لا واسطة بينها وبين النبوة فمن جاوزها وقع في النبَّوة (محيط المحيط).
وفي المقري (1: 588) هذه الدرجة أعلى من درجة الشهادة وأدنى من درجة القُطْب.
صادِق: الجوع الصادق عند الأطباء ما كان عن طلب المعدة الطعام لا عن رياح تمدد الجوف (محيط المحيط).
صادق. صيدلاني صادق: ناصح لا يغّش الأدوية ويقال: إذا كان الطبيب حاذقاً والصيدلاني صادقاً والمريض موافقاً فما أقل لبث العلَّة (محيط المحيط).
صادق: من يحب الله حباً حقيقياً (كوسج طرائف ص58) وأنظر: صَدَاقة.
حقل صادق: خصيب، ممرع (أماري ص61).
تَصْدِيق: في اصطلاح المنطق: تحقيق، إيجاب إثبات، وهو ضد التصور الذي معناه معنى مجرد مثل الله والإنسان والخالد السرمدي.
فالتصديق مثل: الله خالد سرمدي والإنسان ليس بخالد. (دي سلان المقدمة 1: 201، محيط المحيط، المقدمة 2: 365، وجمعه تصديقات، 3: 108).
حرف تصديق: حرف تأكيد (بوشر).
تصديق: مؤلف معجم المصطلحات الفنية يذكر لهذه الكلمة المعنى الذي يذكره صاحب محيط المحيط لكلمة صَدِيقيَّة (ينظر صديقية).
تَصْديقي: إثباتي، إيجابي (بوشر) والعلوم التصوُّرية والتصديقية: المعاني المجردة والمفاهيم المؤكدة (المقدمة 1: 177) انظر: تصديق.
مصدوقة. مصدوقة الطاعة: الطاعة الحقيقية (تاريخ البربر 1: 643) والمصدقة وحدها تعني الطاعة (تاريخ البربر 1: 654).
مصدوقة ودّ: صداقة حقيقية (تاريخ البربر 1: 389).
مصدوقة: خطة للهجوم حقيقية (تاريخ البربر 1: 591).
(ص د ق)

الصدْق: نقيض الْكَذِب.

صدق يصدق صدقا، وصدقا، وتصداقا، وَصدقه: قبل قَوْله.

وَصدقه الحَدِيث: أنبأه بِالصّدقِ. قَالَ الْأَعْشَى:

فصدقتها وكذبتها ... والمرء يَنْفَعهُ كذابه

وكلب تقلب الصَّاد مَعَ الْقَاف زايا تَقول: " ازدقني " فِي: " اصدقني ". وَقد بَين سِيبَوَيْهٍ هَذَا الضَّرْب من المضارعة فِي بَاب الْإِدْغَام.

وَقَوله تَعَالَى: (ليسأل الصَّادِقين عَن صدقهم) تَأْوِيله: ليسأل المبلغين من الرُّسُل عَن صدقهم فِي تبليغهم، وَتَأْويل سُؤَالهمْ: التبكيت للَّذين كفرُوا بهم، لِأَن الله تَعَالَى يعلم أَنهم صَادِقُونَ.

وَرجل صدق، وَامْرَأَة صدق، وَصفا بِالْمَصْدَرِ.

وَصدق صادقٌ، كَقَوْلِهِم: شعر شَاعِر: يُرِيدُونَ الْمُبَالغَة وَالْإِشَارَة.

وَالصديق: الْمُصدق. وَفِي التَّنْزِيل: (وأمه صديقَة) : أَي مُبَالغَة فِي الصدْق.

والتصديق على النّسَب: أَي ذَات تَصْدِيق.

وَقَوله تَعَالَى: (والَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ) يرْوى عَن عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه أَنه قَالَ: " الَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي صدق بِهِ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ ". وَقيل: جِبْرِيل وَمُحَمّد صلى الله عَلَيْهِمَا. وَقيل: الَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصدق بِهِ الْمُؤْمِنُونَ.

وَفُلَان لَا يصدق اثره وأثره كذبا: أَي إِذا قيل لَهُ: من أَيْن جِئْت؟ قَالَ، فَلم يصدق.

وَرجل صدق: نقيض رجل سوء.

وَكَذَلِكَ: ثوب صدق، وخمار صدق. كل ذَلِك حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

وَصدقه النَّصِيحَة والإخاء: أمحضه لَهُ.

وصادقته مصادقة، وصداقا: خاللته.

وَالِاسْم: الصداقة. وَالصديق: المصادق لَك، وَالْجمع: صدقاء، وصدقان، وأصدقاء، وأصادق.

وَقد يكون الصّديق جمعا. وَفِي التَّنْزِيل: (فَمَا لنا من شافعين وَلَا صديق حميم) أَلا ترَاهُ عطفه على الْجمع. وَقَالَ رؤبة:

دعها فَمَا النحوى من صديقها

وَالْأُنْثَى: صديق أَيْضا. قَالَ:

كَأَن لم نُقَاتِل يَا بثين لوانها ... تكشف غماها وَأَنت صديق

وَقد قيل: صديقَة.

والصدق: الثبت اللِّقَاء. وَالْجمع: صدق.

وَقد صدق اللِّقَاء صدقا. قَالَ حسان بن ثَابت:

صلّى الإلَهُ على ابْن عَمْرو إِنَّه ... صدق اللِّقَاء وَصدق ذَلِك اوفق

وصدقوهم الْقِتَال: اقدموا عَلَيْهِم، عادلوا بهَا ضدها حِين قَالُوا: كذب عَنْهُم: إِذا أحجم.

وَحَملَة صَادِقَة، كَمَا قَالُوا: كَاذِبَة.

وَلَيْسَ لحملته مصدوقة، كَمَا قَالُوا: لَيست لَهَا مكذوبة، فَأَما قَوْله:

يزِيد زَاد الله فِي حَيَاته ... حامي نزار عِنْد مزدوقاته

فَإِنَّهُ: أَرَادَ: مصدوقاته، فَقلب الصَّاد زايا لضرب من المضارعة.

وَصدق الوحشي: إِذا حملت عَلَيْهِ فَعدا وَلم يلْتَفت.

وَرجل ذُو مُصدق: أَي صَادِق الحملة.

وَقَول أَبُو ذُؤَيْب:

نماه من الْحَيَّيْنِ قرد ومازن ... لُيُوث غَدَاة الْبَأْس بيض مصادق يجوز أَن يكون جمع: " صدق "، على غير قِيَاس، كملامح ومشابه. وَيجوز أَن يكون على حذف الْمُضَاف، أَي: ذُو مصادق، فَحذف وَكَذَلِكَ: الْفرس، وَقد يُقَال ذَلِك فِي الرَّأْي.

والمصدق، أَيْضا: الْجد وَبِه فسر قَول دُرَيْد:

وَتخرج مِنْهُ ضرَّة الْقَوْم مُصدقا

وَطول السرى درى عضب مهند

ويروى: ذرى.

والمصدق: الصلابة، عَن ثَعْلَب.

ومصداق الْأَمر: حَقِيقَته.

والصدق: الصلب من الرماح وَغَيرهَا.

ورمح صدق: مستو، وَكَذَلِكَ: سيف صدق، قَالَ أَبُو قيس بن الاسلت السّلمِيّ:

صدق حسام وادق حَده ... ومحنأ اسمر قراع

وَظن أَبُو عبيد " الصدْق " فِي هَذَا الْبَيْت الرمْح، فغلط.

وصدقات الْأَنْعَام: أحد اثمان فرائضها الَّتِي ذكرهَا الله فِي الْكتاب.

وَالصَّدَََقَة: مَا أَعْطيته فِي ذَات الله.

وَقد تصدق عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيل: (وتصدق علينا) وَقيل: معنى: تصدق هَاهُنَا: تفضل بِمَا بَين الْجيد والرديء. كَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهُ: اسمح لنا قبُول هَذِه البضاعة على رداءتها أَو قلتهَا.

وَصدق عَلَيْهِ: كتصدق، أرَاهُ " فعل " فِي معنى " تفعل ".

والمصدق: الْقَابِل للصدقة.

والمصدق: الَّذِي يَأْخُذ الْحُقُوق من الْإِبِل وَالْغنم. يُقَال: لَا تشتري الصَّدَقَة حَتَّى يَعْقِلهَا الْمُصدق: أَي يقبضهَا. وَقَوله تَعَالَى: (وجِئْنَا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الْكَيْل وَتصدق علينا) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مزجاة: فِيهَا إغماض وَلم يتم صَلَاحهَا، وَتصدق علينا قَالَ: فضل مَا بَين الْجيد والرديء.

وَالصَّدَََقَة، وَالصَّدَََقَة، وَالصَّدَََقَة، وَالصَّدَََقَة، وَالصَّدَََقَة، وَالصَّدَاق: الْمهْر. وَجَمعهَا فِي أدنى الْعدَد: أصْدِقَةٌ، وَالْكثير: صُدُقٌ. وَهَذَانِ البناآن إِنَّمَا هما على الْغَالِب.

وَقد اصدق الْمَرْأَة.

والصيدق، على مِثَال صيرف: النَّجْم الصَّغِير اللاصق بالوسطى من بَنَات نعش الْكُبْرَى عَن كرَاع.
صدق
الصِّدْقُ والكذب أصلهما في القول، ماضيا كان أو مستقبلا، وعدا كان أو غيره، ولا يكونان بالقصد الأوّل إلّا في القول، ولا يكونان في القول إلّا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام، ولذلك قال: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
[النساء/ 122] ، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً [النساء/ 87] ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ
[مريم/ 54] ، وقد يكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام، كالاستفهام والأمر والدّعاء، وذلك نحو قول القائل: أزيد في الدّار؟ فإنّ في ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زيد، [وكذا إذا قال: واسني في ضمنه أنه محتاج إلى المواساة، وإذا قال: لا تؤذني ففي ضمنه أنه يؤذيه] . والصِّدْقُ: مطابقة القول الضّمير والمخبر عنه معا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صِدْقاً تامّا، بل إمّا أن لا يوصف بالصّدق، وإمّا أن يوصف تارة بالصّدق، وتارة بالكذب على نظرين مختلفين، كقول كافر إذا قال من غير اعتقاد: محمّد رسول الله، فإنّ هذا يصحّ أن يقال: صِدْقٌ، لكون المخبر عنه كذلك، ويصحّ أن يقال: كذب، لمخالفة قوله ضميره، وبالوجه الثاني إكذاب الله تعالى المنافقين حيث قالوا:
نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ الآية [المنافقون/ 1] ، والصِّدِّيقُ: من كثر منه الصّدق، وقيل: بل يقال لمن لا يكذب قطّ، وقيل: بل لمن لا يتأتّى منه الكذب لتعوّده الصّدق، وقيل: بل لمن صدق بقوله واعتقاده وحقّق صدقه بفعله، قال:
وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا [مريم/ 41] ، وقال: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا [مريم/ 56] ، وقال: وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ
[المائدة/ 75] ، وقال:
فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ
[النساء/ 69] ، فَالصِّدِّيقُونَ هم قوم دُوَيْنَ الأنبياء في الفضيلة على ما بيّنت في «الذّريعة إلى مكارم الشّريعة» . وقد يستعمل الصّدق والكذب في كلّ ما يحقّ ويحصل في الاعتقاد، نحو: صدق ظنّي وكذب، ويستعملان في أفعال الجوارح، فيقال:
صَدَقَ في القتال: إذا وفّى حقّه، وفعل ما يجب وكما يجب، وكذب في القتال: إذا كان بخلاف ذلك.
قال: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 23] ، أي: حقّقوا العهد بما أظهروه من أفعالهم، وقوله: لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ [الأحزاب/ 8] ، أي: يسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله تنبيها أنه لا يكفي الاعتراف بالحقّ دون تحرّيه بالفعل، وقوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِ
[الفتح/ 27] ، فهذا صِدْقٌ بالفعل وهو التّحقّق، أي: حقّق رؤيته، وعلى ذلك قوله: وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ
[الزمر/ 33] ، أي: حقّق ما أورده قولا بما تحرّاه فعلا، ويعبّر عن كلّ فعل فاضل ظاهرا وباطنا بالصّدق، فيضاف إليه ذلك الفعل الذي يوصف به نحو قوله: فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
[القمر/ 55] ، وعلى هذا: أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ [يونس/ 2] ، وقوله:
أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ [الإسراء/ 80] ، وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ
[الشعراء/ 84] ، فإنّ ذلك سؤال أن يجعله الله تعالى صالحا، بحيث إذا أثنى عليه من بعده لم يكن ذلك الثّناء كذبا بل يكون كما قال الشاعر:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح فأنت الذي نثني وفوق الذي نثني
وصَدَقَ قد يتعدّى إلى مفعولين نحو: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ
[آل عمران/ 152] ، وصَدَّقْتُ فلانا: نسبته إلى الصّدق، وأَصْدَقْتُهُ:
وجدته صادقا، وقيل: هما واحد، ويقالان فيهما جميعا. قال: وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ
[البقرة/ 101] ، وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ [المائدة/ 46] ، ويستعمل التَّصْدِيقُ في كلّ ما فيه تحقيق، يقال: صدقني فعله وكتابه.
قال تعالى: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ [البقرة/ 89] ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ [آل عمران/ 3] ، وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا [الأحقاف/ 12] ، أي: مصدّق ما تقدّم، وقوله: «لسانا» منتصب على الحال، وفي المثل: صدقني سنّ بكره . والصَّدَاقَةُ: صدق الاعتقاد في المودّة، وذلك مختصّ بالإنسان دون غيره، قال: فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
[الشعراء/ 100- 101] . وذلك إشارة إلى نحو قوله: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف/ 67] ، والصَّدَقَةُ: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزّكاة، لكن الصدّقة في الأصل تقال للمتطوّع به، والزّكاة للواجب، وقد يسمّى الواجب صدقة إذا تحرّى صاحبها الصّدق في فعله. قال: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً [التوبة/ 103] ، وقال:
إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ
[التوبة/ 60] ، يقال: صَدَّقَ وتَصَدَّقَ قال: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة/ 31] ، إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
[يوسف/ 88] ، إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ
[الحديد/ 18] ، في آي كثيرة.
ويقال لما تجافى عنه الإنسان من حقّه: تَصَدَّقَ به، نحو قوله: وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ [المائدة/ 45] ، أي: من تجافى عنه، وقوله: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ، وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ
[البقرة/ 280] ، فإنه أجرى ما يسامح به المعسر مجرى الصّدقة . وعلى هذا ما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم «ما تأكله العافية فهو صدقة» ، وعلى هذا قوله تعالى: وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا
[النساء/ 92] ، فسمّى إعفاءه صَدَقَةً، وقوله:
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً، [المجادلة/ 12] ، أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ [المجادلة/ 13] ، فإنهم كانوا قد أمروا بأن يتصدّق من يناجي الرّسول بصدقة ما غير مقدّرة. وقوله: رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ
[المنافقون/ 10] ، فمن الصّدق أو من الصّدقة. وصَداقُ المرأة وصِدَاقُهَا وصُدْقَتُهَا:
ما تعطى من مهرها، وقد أَصْدَقْتُهَا. قال تعالى:
وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً
[النساء/ 4] .
[صدق] نه: فيه: لا يؤخذ في "الصدفة" هرمة ولا تيس إلا أن يشاء المصدق، رواه أبو عبيد بفتح دال مشددة أي صاحب الماشية، والعامة تكسرلعل الظاهر: يتصدق - بحذف لام الأمر فإن لفظ الماضي لم يساعده، ولو بشق تمرة ورجل من ديناره نكرة في موضع الاستغراق، ولذا كرر مرارًا بلا عطف، ومن دينار للتبعيض أو الابتداء معلق بالفعل. ن: أي يتصدق، فهو خبر بمعنى الأمر، والصرة من فضة لا من ذهب على الظاهر. ح: أعطاه من "الصدقة"؛ الخطابي: لا أدري ما قال ابن عباس فإنها محرمة على بني هاشم، ولعله أعطاه من إبل الصدقة عوضًا عن السلف فإنه صلى الله عليه وسلم كان يسلف السلف منه صدقة عامين فردها. ن: ((فلا "صدق")) ما يجب تصديقه، أو فلا صدق ماله أي لا زكاه، "ولا صلى" ما فرض عليه. و ((لسان "صدق")) يجيء في ل. وح: يأتيني "صادق" وكاذب - مضى في يأتيني.
صدق
صدَقَ/ صدَقَ في يصدُق، صِدْقًا، فهو صادِق، والمفعول مَصْدوقٌ (للمتعدِّي)
• صدَق الشَّخصُ/ صدَقَ الشَّخصُ في الأمر: أخبر بالواقع كما هو، عكس كذب "كان يصدُق دائمًا- {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} " ° صدَق الله العظيم: خاتمة تقالُ بعد تلاوة القرآن.
• صدَقَت النُّبوءةُ: تحقّقت وثبتت "صدقت الشَّائِعَةُ"? صدقت عزيمتُه/ صدقت نيَّته: ثبتت- يصدُق عليه كذا:

ينطبق.
• صدَقَ فلانًا الحَديثَ/ صدَقه في الحَديث: أنبأه بالصِّدق "صدقه القولَ".
• صَدَقَ فلانًا النَّصيحةَ: أخلصها له "صدقَه المحبّة/ الودّ".
• صدَق فلانًا الوَعَد/ صدَق في وعده: حقَّقه، أَوْفى به ونفّذه "صدَقتِ المرأةُ في وعدها- {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} - {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} "? صدَق في الوَعد والوَعيد: أنفذهما. 

أصدقَ يُصدق، إصداقًا، فهو مُصدِق، والمفعول مُصدَق
• أصدق الشَّخصَ: عَدَّه صادِقًا.
• أصدق المَرأةَ:
1 - عيَّن لها صَداقًا أي مَهْرًا أو أعطاها إيّاه.
2 - تزوَّجها على صَداقٍ أي مَهر. 

تصادقَ/ تصادقَ على يتصادق، تصادُقًا، فهو مُتصادِق، والمفعول مُتَصادَق عليه
• تصادقتِ الفَتاتان: تبادلتا المودّة والصُّحبة، صارتا صديقتين "تصادق الزَّميلان" ° تصادقَا الحديثَ والمودَّة: صَدَقَ كلٌّ منهما الآخر.
• تصادق الشَّخصان على الأمرِ: أقرَّاه "تصادقا على شروطِ البيع". 

تصدَّقَ/ تصدَّقَ بـ يتصدَّق، تصدُّقًا، فهو مُتصدِّق، والمفعول مُتصدَّق عليه
• تصدَّق الشَّخصُ:
1 - أعطى الصّدقةَ "كان يتصدَّق بسخاءٍ".
2 - تنازل، عفا مُحْسنًا " {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا}: أصله يتصدَّقوا".
• تصدَّق على الفقير بالمال: أعطاه إيّاه صدقة " {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} - {لَئِنْ ءَاتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ}: أصله لنتصدَّقنَّ". 

صادقَ/ صادقَ على يصادق، مُصادَقةً وصِداقًا، فهو مُصادِق، والمفعول مُصادَق
• صادق فلانًا: بادله الصَّداقةَ والمودَّةَ، اتَّخذه صديقًا، صاحبه "صادَق أولاد الجيران- صادقته المودّة والنَّصيحة- معاداة العاقل خيرٌ من مصادقة الجاهل- أُصادق نفس المرء من قبل جسمه ... وأعرفها في فعله والتَّكلُّمِ" ° صادقه المودّةَ: أخلصها له.
• صادق على الشَّيء: صَدَّق عليه، وافق عليه، أقرَّه "صادَق على العقد في المحكمة- صادق رئيس الوزراء على القرار". 

صدَّقَ/ صدَّقَ بـ/ صدَّقَ على يصدِّق، تصديقًا وتصداقًا، فهو مُصدِّق، والمفعول مُصدَّق
• صدَّق فلانًا/ صدَّق بفلان: اعترف بصدق قوله آمن به وأيدّه، ضدّ كذَّبه "صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقَك [مثل]: من صَدَقَك الحديثَ لا من صدَّق كلامَك- {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} - {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} " ° صدِّق أو لا تصدِّق: تصرَّف كما تشاء- ما صدَّق عينيه: كان ما شاهده غريبًا، أنكر، دُهِش، استغرب.
• صدَّق على فلانٍ ظنَّه: حقَّقه " {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ} ".
• صدَّق على الأمر: أقرَّه، وافق عليه "صدَّق رئيسُ الوزراء على القرار/ القانون- وثيقة مصدّق عليها رسميًّا- صدَّق على الشِّيك: وافق على صرفه"? صَدَّق على إمضاءٍ: وقَّع بجانبه إثباتًا لصحَّته. 

تَصْداق [مفرد]: مصدر صدَّقَ/ صدَّقَ بـ/ صدَّقَ على. 

تَصْديق [مفرد]:
1 - مصدر صدَّقَ/ صدَّقَ بـ/ صدَّقَ على.
2 - (بغ) ما يُطلب به معرفة النسبة في الاستفهام لا معرفة المفرد.
3 - (سف) إدراك الحكم أو النِّسبة بين طرفي القضيَّة.
4 - (قن) موافقة سلطة عليا على عقد أو شهادة السُّلطة بصحَّة وثيقة "يُودِع وثيقة التَّصديق".
5 - (قن) موافقة رئيس الدَّولة أو صاحب السُّلطة العليا فيها على المعاهدة أو الاتِّفاقيّة؛ لتصبح معتمدة ولتدخل حيِّز التطبيق.
6 - (نف) توجُّه النَّفس إلى تأييد قضيَّة أو رأي، وهو درجات من الظَّن إلى اليقين. 

صَادِق [مفرد]: ج صادقون وصُدُق، مؤ صادقة، ج مؤ صادقات وصوادقُ: اسم فاعل من صدَقَ/ صدَقَ في ° الحملة الصَّادقة: في الحرب هي الشَّديدة- الصَّادق الأمين: محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم- الفَجر الصَّادق: البياض المعترض في الأفق يبدأ ظهوره وقت صلاة الفجر- النِّيَّة الصَّادقة: العزيمة المخلصة- تمرٌ صادق الحلاوة: شديدها- حمَل عليه بحملة صادقة: بعزيمةٍ صحيحة- شهادة صادقة: صحيحة- صادق الحدس: الذي يظنّ الظَّنّ فلا يُخطِئ- عُقدة الحُبّ الصَّادق: الرِّباط الذي يدلُّ على استمراريَّة العهد بين المحبّين- نيَّة صادقة/ عاطفة صادقة: مخلصة.
• الصَّادِق: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي تُطابق أفعالُه أقوالَه. 

صَداق [مفرد]: ج أَصْدِقة وصُدُق: مَهْر المرأة؛ ما يُعطَى للزَّوجة من المال شرعًا "أخذت المرأةُ مؤخَّر الصَّداق بعد طلاقها- أعطاها الصَّداقَ". 

صَداقة [مفرد]:
1 - مصدر صادقَ/ صادقَ على.
2 - علاقة مودَّة ومحبَّة بين الأصدقاء "جمعت بينهما الصَّداقةُ منذ الصِّغر- دعم أواصر الصَّداقة بين البلدين- صداقة الجاهل همٌّ- الصَّداقة تتويج الحبّ [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: قال: أتحبُّ أخاك؛ قلت: نعم إذا كان صديقي- ومن العداوة ما ينالك نفعهُ ... ومن الصَّداقة ما يضرُّ ويؤلِمُ" ° عُرى الصَّداقة: روابطها. 

صِدِّيق [مفرد]: صيغة مبالغة من صدَقَ/ صدَقَ في: دائم الصِّدق، أو من يلتزم بالصِّدق في قوله وعمله، بارّ "لم يكن أبو بكر صادقًا فحسب، بل كان صِدِّيقًا- حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا [حديث]- {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} ".
• الصِّدِّيق: لقب كلّ من يوسف بن يعقوب النَّبي عليهما السَّلام، وأبي بكر رضي الله عنه، أوَّل الخلفاء الرَّاشدين. 

صِدْق [مفرد]:
1 - مصدر صدَقَ/ صدَقَ في: "النجاة في الصِّدق [مثل]- {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ} " ° بصدق/ بكلِّ صدق: بكل الحقيقة، من كلِّ قلبه- لسان الصِّدق: الذِّكر الحسن- له قدم صِدْق: منزلة رفيعة.
2 - صلابة وشدَّة "دافع عن حقوق المظلومين بصدق".
3 - تطابق بين ما يُفترض أن يقيسه الاختبار وما يقيسه بالفعل.
4 - أن يقيس الاختبار ما وضع لقياسه.
5 - (سف) وصف لموجود مُنزَّه عن الخداع.
6 - (مع) قيمة تُنسب إلى الفكرة أو أداة البحث. 

صَدَقة [مفرد]: ج صَدَقات
• الصَّدَقة:
1 - زكاة المال المفروضة " {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} ".
2 - ما يعطى للفقير ونحوه من مالٍ أو طعامٍ أو لباسٍ على وجه القربى لله، لا المكرمة "أعطيت المحتاجَ صدقة- كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ [حديث]- لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ [حديث]- {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} ".
• صَدَقة الفِطْر: صدقة يدفعها المسلم الذي يملك قوت يومه قبل صلاة عيد الفطر. 

صَدُقة [مفرد]: ج صَدُقات: صَدَاقٌ، مَهْر، ما يُعطى للزّوجة من مالٍ شرعًا " {وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} ". 

صِدْقِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى صِدْق.
2 - مصدر صناعيّ من صِدْق: مصداقيّة، مطابقة الفعل للقول "فقدت خارطة الطريق صدقيّتها". 

صَدوق [مفرد]: ج صُدْق وصُدُق، مؤ صَدُوقة: صيغة مبالغة من صدَقَ/ صدَقَ في: صِدِّيق، دائم الصِّدق، ويجوز تأنيث الصِّيغة بالتاء إعِمالاً بقرار مجمع اللّغة المصريّ. 

صَديق [مفرد]: ج أَصْدقاء، مؤ صديقة وصديق: صاحبٌ صادقُ الوُدّ (يستعمل للواحد والجمع والمذكّر والمؤنّث) "صديق العائلة- المرءُ غنيٌّ بأصدقائه- الحسابات الجيِّدة تصنع أصدقاء أحبَّاء [مثل أجنبيّ]- الأزمات تكشف عن الأصدقاء [مثل أجنبيّ]- أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ: صَدِيُقكَ وَصَدِيقُ صَدِيقِكَ وَعَدُوُّ عَدُوِّك [حديث]: للإمام عليّ رضي الله عنه- {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} ".
• نيران صديقة: (سك) تعبير يطلق على قتل الجنود برصاص زملائهم. 

ماصَدَق [مفرد]
• الماصَدَق: (سف) الأفراد التي يتحقّق فيها معنى الكلِّيّ،
 ويقابله: المفهوم (انظر: م ا ص د ق - ماصَدَق). 

مِصْداق [مفرد]: مؤ مِصْداق ومِصْداقة: صيغة مبالغة من صدَقَ/ صدَقَ في: كثيرُ الصّدق "مؤمن تقِيٌّ مِصْداقٌ- امرأة مِصْداق/ مِصْداقَة".
• مِصْداق الأمر: الدَّليل والشَّاهد على صدقه "هذا مِصْداق قوله". 

مِصْداقِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مِصْداق: مطابقة الفعل للقول، جدارة الشَّخص أو الأمر بأن يكتسب الثِّقةَ "انتخبوه رئيسًا لهم نظرًا لمِصْداقِيّته". 

صدق: الصِّدْق: نقيض الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً

وتَصْداقاً. وصَدَّقه: قَبِل قولَه. وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق؛ قال

الأَعشى:

فصدَقْتُها وكَذَبْتُها،

والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ

ويقال: صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً، وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت

بهم قلت صَدَقْتُهم. ومن أَمثالهم: الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد.

ورجل صَدُوقٌ: أبلغ من الصادق. وفي المثل: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ وأَصله

أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري: إنه جمل، فقال المشتري: بل

هو بَكْرٌ، فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه: هِدَعْ وهذه

كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت، وقيل: يسكن بها البَكارة خاصَّة،

فقال المشتري: صدقَني سِنَّ بَكْرِه. وفي حديث علي، رضي الله عنه:

صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه.؛ وهو مثل يضرب للصادق في خبره. والمُصَدِّقُ: الذي

يُصَدِّقُك في حديثك. وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً، تقول ازْدُقْني أي

اصْدُقْني، وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإدغام.

وقوله تعالى: لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم؛ تأْويله ليسأل

المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم، وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين

كفروا بهم لأن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون. ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ:

وُصِفا بالمصدر، وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ، يريدون المبالغة

والإشارة. والصِّدِّيقُ، مثال الفِسَّيق: الدائمُ التَّصْدِيقِ، ويكون

الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل؛ ذكره الجوهري، ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق

في هذا المكان. والصِّدِّيقُ: المُصَدِّقُ. وفي التنزيل: وأُمُّه

صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق.

وقوله تعالى: والذي جاء بالصِّدْقِ وصَدَّق به. روي عن علي بن أبي طالب،

رضوان الله عليه، أنه قال: الذي جاء بالصِّدْق محمدٌ، صلى الله عليه وسلم،

والذي صَدَّقَ به أَبو بكر، رضي الله عنه، وقيل: جبرئيل ومحمد، عليهما

الصلاة والسلام، وقيل: الذي جاء بالصدق محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، وصَدَّقَ

به المؤمنون. الليث: كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا يَتخالَجُه في شيء

منه شكٌّ وصَدَّقَ النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو صِدِّيقٌ، وهو قول الله

عز وجل: والصِّدِّيقون والشُّهَداء عند ربهم. والصِّدِّيقُ: المبالغ في

الصِّدْق. وفلان لا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَهَ كَذِباً أي إذا قيل له من

أين جئت قال فلم يَصْدُقْ.

ورجلٌ صَدْقٌ: نقيض رجل سَوْءٌ، وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ وخمار صَدْقٌ؛ حكاه

سيبويه. ويقال: رجُلُ صِدْقٍ، مضاف بكسر الصاد، ومعناه نِعم الرجل هو،

وامرأَةُ صِدْقٍ كذلك، فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ، وهي

صَدْقةٌ، وقوم صَدْقون ونساء صَدْقات؛ وأَنشد:

مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ

أي نافذات الحدق؛ وقال رؤبة يصف فرساً:

والمراي الصدق يبلي الصدقا

(* قوله «المراي الصدق إلخ» هكذا في الأصل، وفي نسخة المؤلف من شرح

القاموس: والمري إلخ).

وقال الفراء في قوله تعالى: ولقد صَدَقَ عليهم إبليسُ ظَنَّه؛ قرئ

بتخفيف الدال ونصْبِ الظن أَي صَدَقَ عليهم في ظنه، ومن قرأَ: ولقد صَدَّقَ

عليهم إبليسُ ظنَّه؛ فمعناه أَنه حقق ظنه حين قال: ولأُضِلَّنَّهم

ولأُمَنِّيَنَّهم، لأنه قال ذلك ظانّاً فحققه في الــضالــين. أَبو الهيثم: صَدَقَني

فلانٌ أي قال لي الصِّدْقَ، وكَذَبَني أي قال لي الكذب. ومن كلام العرب:

صَدَقْتُ الله حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا؛ المعنى لا صَدَقْتُ اللهَ

حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا.

والصَّداقةُ والمُصادَقةُ: المُخالّة. وصَدَقَه النصيحةَ والإخاء:

أَمْحَضه له. وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً: خالَلْتُه، والاسم الصَّداقة.

وتصادَقا في الحديث وفي المودّة، والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق، واشتقاقُه

أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ. والصَّدِيقُ: المُصادِقُ لك، والجمع

صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ؛ قال عمارة بن طارق:

فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ،

يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ

وقال جرير:

وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا

وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً وفي التنزيل: فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ

حَميم؛ ألا تراه عطفه على الجمع؟ وقال رؤبة:

دعْها فما النَّحْويُّ من صَدِيِقها

والأُنثى صديق أَيضاً؛ قال جميل:

كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها

تُكَشَّفُ غُمَاها، وأنتِ صَديق

وقال كُثَيّر فيه:

لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه

زَماناً، وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ

وقال آخر:

فلو أَنَّكِ في يوم الرَّخاء سَأَلْتِني

فِراقَكَ، لم أَبْخَلْ، وأنتِ صَدِيقُ

وقال آخر في جمع المذكر:

لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى

بِكُم مِثْلُ ما بي، إِنّكم لَصَدِيقُ

وقيل صَدِيقةٌ؛ وأَنشد أَبو زيد والأَصمعي لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب:

ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليس لهم

دِينٌ، وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا؟

ويقال: فلان صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يصغر على جهة

المدح كقول حباب بن المنذر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها

المُرَجَّب؛ وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ؛ قال جرير:

نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا

بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وهُنَّ صَدِيقُ

أَوانِس، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه

فعانٍ، ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ

وقال يزيد بن الحكم في مثله:

ويَهْجُرْنَ أََقْواماً، وهُنَّ صَدِيقُ

والصَّدْقُ: الثَّبْتُ اللقاء، والجمع صُدْق، وقد صَدَقَ اللقاءَ

صَدْقاً؛ قال حسان بن ثابت:

صلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْروٍ إِنِّه

صَدَقَ اللِّقاءَ، وصَدْقُ ذلك أَوفقُ

ورجل صَدْقُ اللقاء وصَدْقُ النظر وقوم صُدْقٌ، بالضم: مثل فرس وَرْدٌ

وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون. وصَدَقُوهم القِتالَ: أَقدموا عليهم،

عادَلُوا بها ضِدَّها حين قالوا كَذَبَ

عنه إِذا أَحجم، وحَمْلةٌ صادِقةٌ كما قالوا ليست لها مكذوبة؛ فأَما

قوله:

يَزِيد زادَ الله في حياته،

حامِي نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه

فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زاياً لضرب من المضارعة. وصَدَقَ

الوَحْشِي إِذا حملت عليه فعدا ولم يلت،ت. وهذا مِصْداقُ هذا أَي ما

يُصَدِّقُه. ورجل ذو مَصْدَقٍ، بالفتح، أَي صادقُ الحَمْلِة، يقال ذلك

للشجاع والفرسِ

الجَوادِ، وصادِقُ الجَرْي: كأَنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك؛ قال

خفاف ابن ندبة:

إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ

جَرى، وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ

يقول: إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعاليه جرى وهو متروك لا يُضرب ولا

يزجر ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية؛ وقول أَبي ذؤيب:

نَماه من الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ

لُيوثٌ، غداةَ البَأْس، بيضٌ مَصادِقُ

يجوز أَن يكون جمع صَدْق على غير قياس كمَلامح ومَشابِه، ويجوز أَن يكون

على حذف المضاف أَي ذو مَصادِق فحذف، وكذلك الفرس، وقد يقال ذلك في

الرأْي. والمَصْدَق أَيضاً: الجِدُّ، وبه فسر بعضهم قول دريد:

وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً،

وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ

ويروى ذَرِّيّ. والمَصْدَق: الصلابة؛ عن ثعلب. ومِصْداق الأَمر:

حقيقتُه.والصَّدْق، بالفتح: الصلب من الرماح وغيرها.

ورمح صَدْقٌ: مستوٍ، وكذلك سيف صَدْق؛ قال أَبو قيس بن الأَسلت السلمي:

صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه،

ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ

قال ابن سيده: وظن أَبو عبيد الصَّدْقَ في هذا البيت الرمحَ فغلط؛ وروى

الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده لكعب:

وفي الحِلْم إِدْهانٌ، وفي العَفُو دُرْسةٌ،

وفي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ، فاصْدُقِ

قال: الصِّدْقُ ههنا الشجاعة والصلابة؛ يقول: إِذا صَلُبْت وصَدَقْت

انهزم عنك من تَصْدُقه، وإِن ضعفت قَوي عليك واستمكن منك؛ روى ابن بري عن

ابن درستويه قال: ليس الصِّدق من الصلابة في شيء، ولكن أَهل اللغة أَخذوه

من قول النابغة:

في حالِك اللَّوْن صَدْق غير ذي أمَد

قال: وإِنما الصِّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة، والرمح يوصف بالطول

واللين والصلابة ونحو ذلك. قال الخليل: الصَّدْقُ الكامل من كل شيء. يقال:

رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة؛ قال ابن درستويه؛ وإِنما هذا بمنزلة قولك رجل

صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق من الصِّدْق بعينه، والمعنى أَنه

يَصْدُق في وصفه من صلابة وقوة وجودة، قال: ولو كان الصِّدْق الصُّلْبَ لقيل

حجر صَدْقٌ وحديد صَدْق، قال: وذلك لا يقال.

وصَدَقاتُ

الأَنعامِ: أَحدُ أَثمان فرائضها التي ذكرها الله تعالى في الكتاب.

والصَّدَقة: ما تصَدَّقْت به على للفقراء . والصَّدَقة: ما أَعطيته في ذات

الله للفقراء. والمُتَصَدِّق: الذي يعطي الصِّدَقَةَ. والصَّدَقة: ما

تصَدَّقْت به على مسكين، وقد تَصَدَّق عليه، وفي التنزيل: وتَصَدَّقْ علينا،

وقيل: معنى تصدق ههنا تفَضَّلْ بما بين الجيّد والرديء كأَنهم يقولون اسمح

لنا قبولَ

هذه البضاعة على رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالى: وجِئْنا

بِبضاعةٍ مُزْجاةٍ

فأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا، فقال: مزجاة فيها اغماض ولم يتم

صلاحُها، وتَصَدَّقْ علينا قال: فَضِّل ما بين الجيّد والرديء. وصَدَّق

عليه: كتَصَدَّق، أَراه فَعَّل في معنى تَفَعَّل. والمُصَدِّق: القابل

للصَّدقة، ومررت برجل يسأَل ولا تقل برجل يَتَصَدَّق، والعامة تقوله، إِنما

المُتَصَدِّق الذي يعطي الصَّدَقة. وقوله تعالى: إِن المُصَّدِّقِين

والمُصَّدَّقات، بتشديد الصاد، أَصله المُتَصَدِّقِين فقلبت التاء صاداً

فأُدغمت في مثلها؛ قال ابن بري: وذكر ابن الأَنباري أَنه جاء تَصَدَّق بمعنى

سأَل؛ وأَنشد:

ولَوَ انَّهم رُزِقُوا على أَقْدارِهِم،

لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ

وفي الحديث لما قرأ: ولتنظُرْ

نفسٌ ما قدَّمت لِغدٍ، قال: تصَدَّق رجل من دينارِه ومن دِرْهمِه ومن

ثوبه أَي ليتصدق، لفظه الخبر ومعناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَي

ليُنْجِزْ.

والمُصَدِّقُ: الذي يأْخذ الحُقوقَ من الإِبل والغنم. يقال: لا تشترى

الصدَقَةُ حتى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يقبضها، والمعطي مُتَصَدِّق

والسائل مُتَصَدِّق هما سواء؛ قال الأَزهري: وحُذَّاق النحويين ينكرون أَن

يقال للسائل مُتَصَدِّق ولا يجيزونه؛ قال ذلك الفراء والأَصمعي وغيرهما.

والمُتصَدِّق: المعطي؛ قال الله تعالى: وتَصَدَّقْ

علينا إِنَّ الله يَجْزِي المُتَصَدِّقِين، ويقال للذي يقبض الصَّدَقات

ويجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق، بتخفيف الصاد، وكذلك الذي ينسب

المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق، بالتخفيف قال الله تعالى: أَئِنَّك لمن

المُصَدِّقِين، الصاد خفيفة والدال شديدة، وهو من تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا

حدَّثك؛ وأَما المُصَّدِّق، بتشديد الصاد والدال، فهو المُتَصَدِّق أُدغمت

التاء في الصاد فشددت. قال الله تعالى: إِنَّ المُصَّدِّقِينَ

والمُصَّدِّقاتِ وهم الذين يُعْطون الصَّدَقات. وفي حديث الزكاة: لا تُؤْخَذُ في

الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا تَيْسٌ إِلاَّ أَن يشاءَ المُصَدَّقُ؛ رواه أَبو

عبيد بفتح الدال والتشديد، يُرِيد صاحبَ الماشية الذي أُخذت صَدقةُ ماله،

وخالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال، وهو عامل الزكاة الذي

يستوفيها من أَربابها، صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم، فهو مُصَدِّقٌ؛ وقال أَبو موسى:

الرواية بتشديد الصاد والدال معاً وكسر الدال، وهو صاحب المال، وأَصله

المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء في الصاد، والاستثناءُ

من التَّيْسِ خاصة، فإِنَّ الهَرِمة وذات العُوَّار لا يجوز أَخذها في

الصدقة إِلاَّ أَن يكون المال كله كذلك عند بعضهم، وهذا إِنما يتجه إِذا

كان الغرض من الحديث النهي عن أَخذ التيس لأَنه فحل المَعَز، وقد نهي عن

أَخذ الفحل في الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه يَعِزُّ عليه

إِلاَّ أَن يسمح به فيؤْخذ؛ قال ابن الأَثير: والذي شرحه الخطابي في المعالم

أَن المُصَدِّق، بتخفيف الصاد، العاملُ وأَنه وكيل الفقراء في القبض فله

أَن يتصرف بهم بما يراه مما يؤَدِّي إِليه اجتهاده. والصَّدَقةُ

والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ، بالضم وتسكين الدال، والصَّدْقةُ

والصَّداقُ

والصِّداقُ: مهر المرأَة، وجمعها في أَدنى العدد أَصْدِقةٌ، والكثير

صُدُقٌ، وهذان البناءَ ان إِنما هما على الغالب. وقد أَصْدَق المرأَةَ حين

تزوَّجها أَي جعل لها صَداقاً، وقيل: أَصْدَقَها سمَّى لها صَداقاً. أَبو

إِسحق في قوله تعالى: وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلةً؛ الصَّدُقات

جمع الصَّدُقةِ، ومن قال صُدْقة قال صُدْقاتِهنَّ، قال: ولا يقرأُ من هذه

اللغات بشيء إِن القراءَة سنَّة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تُغالُوا

في الصَّدُقاتِ؛ هي جمع صَدُقة وهو مهر المرأَة؛ وفي رواية: لا تُغالُوا

في صُدُق النساء، جمع صَداقٍ. وفي الحديث: وليس عند أَبَوَيْنا ما

يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ.

والصَّيْدَقُ، على مثال صَيْرف: النجمُ الصغير اللاصق بالوُسْطَى من

نبات نعش الكبرى؛ عن كراع، وقال شمر: الصَّيْدقُ الأَمِينُ؛ وأَنشد قول

أُمية:

فيها النجومُ تُطِيعُ غير مُراحةٍ،

ما قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ

وقال أَبو عمرو: الصَّيْدَقُ القطب، وقيل المَلِك، وقال يعقوب: هي

الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق.

صدق
الصِّدقُ بالكَسْر والفَتح: ضدُّ الكَذِب وَالْكَسْر أفْصح كالمَصْدوقَة، وَهِي من المَصادر الَّتِي جاءَت على مَفعولة، وَقد صَدَقَ يَصدُق صَدْقاً وصِدْقاً ومَصْدوقَةً. أَو بِالْفَتْح مَصدرٌ، وبالكَسْر اسمٌ. قَالَ الرّاغِبُ: الصِّدْق والكَذِب أصلُهُما فِي القَوْل، ماضِياً كَانَ أَو مسْتَقْبلاً، وَعْداً كَانَ أَو غَيره، وَلَا يكونَانِ من القَوْل إلاّ فِي الخَبَرِ دون غَيْرِه من أَنْوَاع الْكَلَام، وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى:) ومَنْ أصْدَقُ منَ اللهِ حَديثاً (،) ومَنْ أصْدَقُ منَ اللهِ قِيلاً واذكُر فِي الكِتابِ إسْماعِيلَ إنّه كانَ صادِقَ الوَعْدِ (.
وَقد يكونَانِ بالعَرْض فِي غَيْره من أنْواع الْكَلَام، كالاستِفْهام، والأمْر، والدُعاءِ، وذلِك نَحوُ قولِ القائِل: أزَيْدٌ فِي الدّارِ فإنّه فِي ضِمْنِه إخْبار بكَوْنِه جاهِلاً بحالِ زَيْدٍ، وَكَذَا إِذا قَالَ: واسِني، فِي ضِمْنِه أنّه مُحتاج الى المُواساةِ، وَإِذا قَالَ: لَا تُؤْذِني، فَفي ضِمْنِه أَنه يؤذِيه، قَالَ: والصِّدقُ: مطابَقَةُ القَولِ الضّميرَ، والمُخْبَرَ عَنهُ مَعاً، ومَتَى انْخرَم شرْطٌ من ذَلِك لم يكُن صِدْقاً تامّاً، بل إمّا ألاّ يُوصف بالصّدق وَإِمَّا أَن يوصَف تَارَة بالصّدق وَتارَة بالكَذِب على نظَرين مُختَلِفين، كقَوْلِ كافرٍ إِذا قالَ من غَيْر اعتِقاد: مُحمّدٌ رَسولُ الله، فإنّ هَذَا يصِحُّ أَن يُقال: صَدَق لكَوْنِ المخبَر عَنهُ كَذَلِك. ويصِحُّ أَن يُقال: كَذَب لمُخالَفَةِ قولِه ضَميرَهُ، وللوجْهِ الثّاني أكْذَبَ اللهُ المُنافِقينَ حيْثُ قَالُوا: إنّكَ رسولُ الله، فَقَالَ:) واللهُ يشْهَدُ إنّ المُنافِقينَ لكاذِبونَ (انْتهى. يُقال: صَدَقَ فِي الحَديثِ يَصدُق صَِدْقاً. وَقد يتعَدّى الى مَفْعولَين، تَقولُ: صدَقَ فُلاناً الحدِيثَ أَي: أنْبَأَه بالصِّدْقِ. قَالَ الأعْشى:
(فصدَقْتُها وكَذَبْتُها ... والمَرْءُ ينفَعُه كِذابُهْ)
وَمِنْه قولُه تَعالَى:) وَلَقَد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَه (وقولُه تَعَالَى:) لقد صَدَقَ اللهُ رَسولَه الرُّؤْيا بالحَقِّ (.
وَمن الْمجَاز: صَدَقوهم القِتالَ وصَدَقوا فِي القِتال: إِذا أقدَمُوا عَلَيْهِم، عادَلوا بهَا ضِدَّها حِين قَالُوا: كَذَبوا عَنهُ: إِذا أحْجَموا. وَقَالَ الرَّاغِب: إِذا وَفَّوْا حَقَّه، وفَعَلوا على مَا يجِبُ. وَقد استعمِل الصِّدقُ هُنَا فِي الجَوارح، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى:) رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللهَ علَيه (أَي حقّقوا العَهْدَ لِما أظهَروه منأفْعالِهم. وَقَالَ زُهَيْر:)
(لَيْثٌ بعَثَّرَ يصْطادُ الرِّجالَ إِذا ... مَا اللّيثُ كذّبَ عَن أقْرانِه صَدَقا)
وَمن أمثالهم: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه، وَذَلِكَ أنّه لمّا نفَر قَالَ لَهُ: هِدَعْ، وَهِي كلمةٌ تُسَكَّنُ بهَا صِغارُ الْإِبِل إِذا نفَرت، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقد مرّ فِي: هـ د ع هَكَذَا فِي سائِر النُسَخ المَوجودة، وَلم يَذْكُر فِيهَا ذَلِك، وَإِنَّمَا تعرَّض لَهُ فِي ب ك ر فكأنّه سَها، وقلّد مَا فِي العُبابِ، فإنّه أحالَه على هدع ولكنّ إحالةَ العُباب صَحيحة، وإحالة المُصَنِّفِ غيْرُ صَحيحةٍ. وَمن الْمجَاز: الصِّدقُ، بالكَسْر: الشِّدّة. وَفِي العُباب: كُلُّ مَا نُسِبَ الى الصّلاح والخَيْر أُضيف الى الصِّدْق. فَقيل: هُوَ رَجُلُ صِدْقٍ، وصَديقُ صِدْق، مُضافَيْن، ومَعْناه: نِعْمَ الرّجُلُ هُوَ، وَكَذَا امرأةُ صِدْقٍ فَإِن جعلته نَعْتاً قلت: الرجل الصَّدْق بفَتْح الصّاد وَهِي صَدْقة كَمَا سَيَأْتِي، وَكَذَلِكَ ثوبٌ صَدْقٌ. وخِمارُ صِدْق حَكَاهُ سيبَوَيْه. وقَولُه عزّ وجَلّ:) وَلَقَد بَوّأْنا بَني إسْرائِيل مُبَوّأَ صِدْقٍ (أَي: أنزلْناهُم مَنْزِلاً صالِحاً. وَقَالَ الرّاغِبُ: ويُعبَّر عَن كُلِّ فِعْل فاعِل ظاهِراً وباطِناً بالصِّدق، فيُضاف إِلَيْهِ ذَلِك الفِعْلُ الَّذِي يوصَف بِهِ نحْو قَوْله عزّ وَجل:) فِي مَقْعَد صِدْقٍ عِنْد مَليكٍ مُقْتَدِر (وعَلى هَذَا) أنّ لَهُم قَدَم صِدْقٍ عنْدَ ربّهم (وَقَوله تَعَالَى:) أدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْق وأخرِجْني مُخْرَجَ صِدْق واجْعَل لي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِين (فَإِن ذَلِك سؤالٌ أَن يجعلَه الله عزّ وجَلَّ صالِحاً بحَيْث إِذا أثْنَى عَلَيْهِ مَنْ بعدَه لم يكن ذلِك الثّناءُ كاذِباً، بل يَكون كَمَا قالَ الشّاعِر:
(إِذا نحْنُ أثنَيْنا عليكَ بصالِحٍ ... فأنْتَ كَمَا نُثْني وفوقَ الَّذِي نُثْني)
وَيُقَال: هَذَا الرّجُل الصَّدْقُ، بِالْفَتْح على أنّه نعْتٌ للرّجل، فَإِذا أضَفْت إِلَيْهِ كسَرْت الصّادَ كَمَا تقدّم قَرِيبا، قَالَ رؤبَةُ يصِفُ فَرساً: والمرْءُ ذُو الصِّدْقِ يُبَلِّي الصِّدْقا والصُّدْق، بالضّمّ، وبضمّتَين: جمع صَدْقٍ بِالْفَتْح كرَهْنٍ ورُهُن، وَأَيْضًا جمْع صَدوقٍ كصَبور، وصَداق كسَحاب، وَسَيَأْتِي بَيَان كلٍّ مِنْهُمَا. والصَّدِيق كأمِير: الحَبيبُ المُصادِقُ لكَ، يُقال ذَلِك للواحِدِ، والجَمْعِ، والمؤَنّثِ، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(نصَبْنَ الهَوَى ثمّ ارتَمَيْنَ قُلوبَنا ... بأعْيُنِ أعْداءٍ وهُنّ صَديقُ) كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي التّنْزيل:) فَما لنا مِن شافِعِين. وَلَا صَديقٍ حَميمٍ (فاستَعْمَله جمْعاً، أَلا تَراه عطَفَه على الجَمْع، وأنْشَد اللّيث:
(إذِ النّاسُ ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ ... وإذْ أمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ)

وَقَالَ ابنُ دُرَيد: أخبرنَا أَبُو عُثْمان عَن التّوّزِي: كَانَ رُؤْبَة يَقْعُد بعد صَلَاة الجُمُعة فِي أخْبِية بني تَميم فيُنْشِد وتجْتَمع الناسُ إِلَيْهِ فازْدَحَموا يَوْمًا فضيّقوا الطريقَ فأقبلَت عَجوزٌ مَعهَا شيءٌ تحمِله فَقَالَ رؤْبَة: تنحّ للعَجوزِ عَن طَريقها قد أقبَلَت رائحةٌ من سُوقِها دَعْها فَما النّحوِيُّ من صَديقها أَي: من أصدِقائها. وَقَالَ آخر فِي جمْع المُذَكّر:
(لعَمْرِي لَئن كُنْتُم على اللأْيِ والنّوَى ... بكُم مثْلُ مَا بِي إنّكم لصَديقُ)
وَأنْشد أَبُو زَيْد والأصمَعي لقَعْنَب ابنِ أمِّ صاحِبٍ:
(مَا بالُ قومٍ صَديقٍ ثمّ ليسَ لَهُم ... دينٌ وَلَيْسَ لَهُم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا)
وَقيل: هِيَ أَي: الأنثَى بهاءٍ أَيْضا نقلَه الجوهَري أَيْضا. قَالَ شيخُنا: وكونُها بِالْهَاءِ هُوَ القِياسُ، وامْرأةٌ صَديقٌ شاذّ، كَمَا فِي الهَمْع، وشرْحِ الكافِية، والتّسْهيل، لِأَنَّهُ فَعيلٌ بِمَعْنى فاعِل، وَقد حكَى الرّضِي فِي شرْح الشّافية أنّه جاءَ شيءٌ من فَعيلٍ كفاعِلٍ، مُسْتَوياً فِيهِ الذّكَر وَالْأُنْثَى حَمْلاً على فَعيلٍ بِمَعْنى مَفْعول، كجَديرٍ، وسَديس، وريح خَريق، ورَحمةُ الله قَريبٌ، قَالَ: ويَلزَم ذلِك فِي خَريقٍ وسَديسٍ، ومثلُه للشّيْخٍ ابنِ مالِك فِي مُصنّفاتِه. ثمّ هَل يُفرَّقُ بَين تابِعِ المَوصوفِ أَو لَا مَحَلُّ نظَرٍ، وظاهِرُ كلامِهم الْإِطْلَاق، إِلَّا أنّ الإحالة على الَّذِي بمَعْنى مَفْعولٍ ربّما تقيّد، فتدبّر. ج: أصدِقاءُ، وصُدَقاءُ كأنصِباءَ، وكُرَماءَ وصُدْقانٌ بِالضَّمِّ، وَهَذِه عَن الفَرّاءِ جج: أصادِقُ وَهُوَ جمْع الجَمْع وَقَالَ ابنُ درَيْدٍ: وَقد جمَعُوا صَديقاً: أصادِق، على غيْر قِياس، إِلَّا أَن يكونَ جمْعَ الجمعِ، فأمّا جمعُ الواحِد فَلا. وأنشدَ ابنُ فارِس فِي المَقاييس:
(فَلَا زِلْن حَسْرى ظُلَّعاً إنْ حَمَلْنها ... إِلَى بَلَدٍ ناءٍ قَليلِ الأصادِق)
وَقَالَ عُمارةُ بنُ طارِق: فاعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ يُبْذَل للجيرانِ والأصادِقِ وَقَالَ: وأنكَرْتُ الأصادِقَ والبِلادَا)
ويُقالُ: هُوَ صُدَيّقِي، مُصَغَّراً مُشدَّداً، أَي: أخَصُّ أصْدِقائي وإنّما يُصَغَّرُ على جِهَة المدْح، كقوْل حُبابِ بنِ المُنذِر: أَنا جذَيْلُها المُحَكَّك، وعُذَيْقُها المُرَجَّب. والصّدَاقَة: إمْحاضُ المحبّة. وقالَ الرّاغِبُ: الصّداقَةُ: صِدْق الاعْتِقاد فِي المَوَدّة، وذلكَ مُخْتَصٌّ بالإنْسانِ دونَ غيْرِه. وقالَ شَمِر: الصّيْدَقُ، كصَيْقَل: الأمينُ، وأنْشَدَ قولَ أميّة بنِ أبي الصّلْت:
(فِيهَا النّجومُ طَلَعْنَ غيرَ مُراحَةٍ ... مَا قَالَ صَيْدَقُها الأمينُ الأرْشَدُ)
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصّيْدَقُ: القُطْبُ. وَقَالَ كُراع: هُوَ النّجْم الصّغير اللاّصِقُ بالوُسْطى من بَناتِ نعْش الكُبْرى. وَقَالَ غيرُه: هُوَ المُسَمّى بالسُّها، وَقد شُرِحَ فِي تركيب ق ود فراجِعْه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قيلَ: الصّيْدَق المَلِك. والصَّدْقُ بِالْفَتْح: الصُّلْبُ المُسْتَوي من الرِّماح والسّيوفِ. يُقالُ: رُمْحٌ صَدْقٌ، وسيفٌ صَدْق، أَي: مُسْتَوٍ. قَالَ أَبُو قَيس بنُ الأسْلَت:
(صَدْقُ حُسامٍ وادقٍ حدُّه ... ومُجْنَإٍ أسْمَرَ قَرّاعِ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وظنّ أَبُو عُبَيْدٍ الصَّدْقَ فِي هَذَا البَيْتِ الرُّمْحَ، فغلِط. والصَّدْقُ أَيْضا: الصُّلْب من الرِّجال. ورَوى الأزهَريُّ عَن أبي الهيثَم أنّه أنشَدَه لكَعْب:
(وَفِي الحِلْمِ إدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْبَةٌ ... وَفِي الصِّدْقِ منْجاةٌ من الشّرِّ فاصْدُقِ)
قَالَ: الصِّدقُ هُنَا: الشّجاعةُ والصّلابَة. يَقُول: إِذا صَلُبْتَ وصَدَقْتَ انْهَزَم عنْكَ من تَصْدُقُه، وَإِن ضعُفْتَ قَويَ عَلَيْك، واستَمْكَن مِنْك. رَوى ابنُ بَرّيّ، عَن ابنِ دُرُسْتَوَيهِ، قَالَ: ليْس الصِّدْقُ من الصّلابةِ فِي شَيْءٍ، ولكِنّ أهلَ اللّغة أخذُوه من قوْل النّابِغة: فِي حالِك اللّوْنِ صَدْقٍ غيرِ ذِي أوَدِ وقالَ: وإنّما الصَّدْقُ الجامِعُ للأوْصافِ المَحْمودَة، والرُّمحُ يوصَف بالطّولِ واللّينِ والصّلابَة، ونَحْو ذَلِك. وقالَ الخَليلُ: الصَّدْقُ: الكامِلُ من كُلِّ شيءٍ يُقال: رجل صَدْقٌ وهيَ صَدْقَةٌ. قَالَ ابْن دُرُسْتَوَيْهِ: وإنّما هَذَا بمَنزِلة قولِك: رجلٌ صَدْقٌ، وَامْرَأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق من الصِّدْقِ بعَيْنِه، وَالْمعْنَى أَنه يَصْدُق فِي وَصْفِه من صَلابَة وقوّةٍ وجَوْدةٍ، قَالَ: وَلَو كانَ الصَّدقُ الصُّلْبَ لقِيلَ: حَجَرٌ صَدْقٌ، وحَديدٌ صَدْق، قَالَ: وذلِك لَا يُقال. وقومٌ صَدْقون، ونِساءٌ صَدْقاتٌ قَالَ رؤبةُ يصِف الحُمُرَ: مَقْذوذَةُ الآذانِ صَدْقاتُ الحَدَقْ أَي: نوافِذُ الحَدَق، وَهُوَ مَجاز. وَمن المَجازِ: رجُلٌ صَدْق اللِّقاءِ أَي: الثّبْتُ فِيهِ. وصَدْق النّظَرِ)
وَقد صَدَقَ اللِّقاءَ صَدْقاً، قالَ حسّانُ بنُ ثابِت رضيَ اللهُ عَنهُ:
(صَلّى الإلهُ على ابنِ عَمْرٍ وإنّه ... صَدَقُ اللِّقاءِ وصَدْقُ ذلِك أوفَقُ)
وقومٌ صُدْقٌ، بالضمّ مثل: فَرس وَرْد، وأفراس وُرْد، وجَوْن وجُون، وَهَذَا قد سبَقَ فِي قَوْله: وبالضّمِّ وبضَمّتَيْن: جمعُ صَدْقٍ فَهُوَ تَكْرار. ومِصْداقُ الشّيءِ: مَا يُصَدِّقُه. وَمِنْه الحَديثُ: إِن لكُلِّ قوْلِ مِصْداقاً ولكُلِّ حقٍّ حَقيقَة. وشُجاعٌ ذُو مِصْدَقٍ، كمِنْبَر هَكَذَا فِي العُبابِ والصِّحاح، أَي: صادِقُ الحَمْلَة. وفَرَسٌ ذُو مِصْدَقٍ: صادِقُ الجَرْيِ كأنّه ذُو صِدْقٍ فِيمَا يعِدُك من ذَلِك، نَقله الجَوْهَريُّ، وَهُوَ مَجازٌ، وأنشدَ لخُفافِ بنِ نُدْبَة:
(إِذا مَا اسْتَحّمت أرْضُه من سَمائِه ... جَرَى وهْوَ مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ) يَقُول: إِذا ابتلّتْ حوافِرُه من عَرَق أعالِيه جَرَى وَهُوَ مَتْروكٌ لَا يُضرَبُ وَلَا يُزْجَرُ، ويصْدُقك فِيمَا يعِدُك البُلوغ الى الغَايَة. والصّدَقَة، مُحَرَّكَة: مَا أعْطَيْتَه فِي ذاتِ اللهِ تَعالَى للفُقراءِ. وَفِي الصّحاح مَا تصدَّقْتَ بِهِ على الفُقَراءِ. وَفِي المُفردات: الصّدَقة: مَا يُخرِجُه الإنسانُ من مالِه على وجْهِ القُرْبةِ، كالزّكاة، لَكِن الصّدَقَة فِي الأَصْل تُقالُ للمتطَوَّع بِهِ، والزّكاة تُقال للواجِب، وَقيل: يُسمّى الواجِبُ صَدَقة إِذا تحرّى صاحِبُه الصِّدقَ فِي فِعْله. قَالَ اللهُ عزّ وَجل:) خُذْ مِن أمْوالِهِم صَدَقَة (وَكَذَا قولُه تَعالى:) إنّما الصّدَقاتُ للفُقَراءِ والمَساكِين (. والصّدُقَة، بضمّ الدّال.
والصُّدْقة كغُرْفَة، وصَدْمَة، وبضمّتَيْن، وبفتْحَتَيْن، وككِتاب، وسَحاب سَبع لُغاتِ، اقْتَصَر الجوهَريُّ مِنْهَا على الأولَى، والثّانِيَة، والأخيرَتَيْن: مَهْرُ المَرْأة وجمْعُ الصّدُقَةِ، كنَدُسَة: صدُقاتٌ. قَالَ الله تَعَالَى:) وآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنّ نِحْلَةً (وجمْعُ الصُّدْقةِ، بالضّمّ: صُدْقاتٌ، وَبِه قَرَأَ قَتادَةُ وطَلحَةُ بنُ سُلَيْمان، وَأَبُو السَّمّالِ والمَدَنيّون. وَيُقَال: صُدَقات بِضَم ففَتْح وصُدُقات بضمّتين وَهِي قِراءَة المَدنيّين وَهِي أقْبَحُها وَقَرَأَ إبراهيمُ ويَحْيَى بنُ عُبَيْد بن عُمَيْر: صُدْقَتهن بضمٍّ فسُكون بِغَيْر ألف وَعَن قَتادَة صَدْقاتِهِن بفَتْح فسُكون. وَقَالَ الزّجّاجُ: وَلَا يُقرأُ من هذِه اللُغاتِ بشَيْءٍ لأنّ القِراءَةَ سُنّةٌ. وَفِي حَديث عمر رَضِي الله عَنهُ: لَا تُغالُوا فِي الصَّدُقات وَفِي رِواية: لَا تُغالُوا فِي صُدُقِ النِّساء هُوَ جمْعُ صَداقٍ. وَفِي اللِّسان: جمعُ صِداق فِي أدْنَى العدَدِ أصْدِقَةٌ، والكَثير صُدُقٌ. وَهَذَانِ البِناءَانِ إنّما هما على الغالِب، وَقد ذكرَهُما المُصنِّفُ فِي أول المادّة. وصُدَيْق كزُبَيْر: جبَل. وصُدَيْق بنُ مُوسَى بنِ عبْدِ الله بنِ الزُبَيْر بنِ العوّام، رَوَى عَن ابْن جُرَيج. قُلت: وَقد ذكره ابنُ حِبّان فِي ثِقاتِ التّابِعين، وَقَالَ: يَرْوي عَن رجُلٍ من أصحابِ)
النّبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، وَعنهُ عُثْمانُ بنُ أبي سُلَيمان، وحَفيدُه عَتيقُ بنُ يعْقوب بنِ صُدَيْق محدِّث مَشْهُور. وإسماعِيل بنُ صُدَيْق الذّارِع شيخٌ لإِبْرَاهِيم بن عَرْعَرة مُحدِّثان. وفاتَه: حمدُ بنُ أَحْمد بنِ مُحَمَّد بن صُدَيْق الحَرّاني، عَن عبْدِ الحَق بنِ يوسُف، وَأَخُوهُ حَمّاد بن أَحْمد: حدّث. والصِّدّيق كسِكّيت، مثّلَه الجوهَريُّ بالفِسّيق. قَالَ صاحبُ اللّسانِ وَلَقَد أساءَ التّمْثيلَ بِهِ فِي هَذَا المَكان: الكَثيرُ الصِّدْق إِشَارَة الى أنّه للمُبالَغة، وَهُوَ أبلَغُ من الصَّدُوقِ، كَمَا أنّ الصّدوقَ أبلغُ من الصَّديقِ، وَفِي الحَديث: لَا يَنْبَغي لصِدّيقٍ أنْ يكونَ لعّاناً. وَفِي الصِّحاح: الدّائِم التّصْديق. ويكونُ الَّذِي يُصَدِّقُ قولَه بالعَمَل. وَفِي المُفْرَدات: الصِّدِّيق: مَنْ كثُر مِنْهُ الصِّدقُ، وَقيل: بل مَنْ لم يكذِب قطّ. وقيلَ: بل مَنْ لَا يتأتّى مِنْهُ الكذِبُ لتعَوُّده الصِّدقَ وَقيل: بل مَنْ صَدَق بقَوْله واعتِقاده، وحقّق صِدقَه بفعْلِه. قَالَ الله تَعَالَى) واذْكُرْ فِي الكِتابِ إبْراهيمَ إنّه كانَ صِدّيقاً نَبيّاً (وَقَالَ الله تَعَالَى:) وأمُّه صِدّيقَةٌ كَانَا يأْكُلانِ الطّعام (أَي: مُبالغة فِي الصِّدقِ والتّصْديقِ، على النّسَب، أَي: ذاتُ تَصْديقٍ. والصِّدّيق أَيْضا: لقَب أبي بكْرٍ عبْدِ اللهِ بنِ أبي قُحافَةَ عُثْمانولَيْلَةُ الوَقودِ تُسمّى السَّدَق، بِالسِّين المُهملة وبالصّادِ لحْن. قلتُ: وَقد مرّ لَهُ أَنه بالسّين، والذّالُ مُعْجَمة)
محركة، معرَّب سَذَهْ، وَنَقله الجوهَريّ أَيْضا، فانظُر ذَلِك. وصدّقه تصْديقاً: قبِل قولَه، وَهُوَ ضِدّ كذّبه، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى:) وصدّقَ بهِ (قَالَ الرَّاغِب: أَي حقّق مَا أوْرَدَه قولا بِمَا تحرّاه فعلا.
وصدّقَ الوَحْشيُّ: إِذا عَدا وَلم يَلْتَفِت لما حُمِل عَلَيْهِ نقلَه ابْن دُرَيْد وَهُوَ مجَاز. والمُصَدِّق، كمُحَدّث: آخِذ الصَّدَقات أَي: الحُقوق من الْإِبِل والغَنَم، يقبِضها ويجْمَعُها لأهل السّهْمان.
والمُتَصَدِّق: مُعْطيها، وَهَكَذَا هُوَ فِي القُرآن، وَهُوَ قولُه تَعَالَى:) وتصدّق علَيْنا إنّ الله يَجْزي المُتَصَدِّقين (. وَفِي الحَدِيث: تصدّقوا وَلَو بشِقِّ تَمْرَةٍ. هَذَا قَول القُتَيْبِيّ وغيرِه. وَقَالَ الخَليل: المُعْطي مُتَصَدِّق، والسائِلُ مُتصدِّق، وهما سَوَاء. وَقَالَ ابنُ السِّيد فِي شرح أدب الْكَاتِب لِابْنِ قُتَيْبة: يُقَال: تصدَّقَ: إِذا سَأَلَ الصّدَقَة، نَقله عَن أبي زيْد وابنِ جِنّي. وَحكى ابنُ الأنباريّ فِي كتابِ الأضْدادِ مثلَ قولِ الخَليل. قَالَ الأزهَريّ: وحُذّاق النّحْويين يُنْكِرونَ أَن يُقال للسّائِل مُتصدِّق، وَلَا يُجيزونه قَالَ ذَلِك الفَرّاءُ والأصمَعي وغيرُهُما. والمُصادَقَة والصِّداقُ ككِتاب: المُخالّة، كالتّصادُقِ والصّداقَة، وَقد صَدَقه النّصيحَةَ والإخاءَ: أمْحَضَه لَهُ. وصادَقَه مُصادَقةً وصِداقاً: خالَلَهُ، والاسْمُ الصّداقَةُ. وتَصادَقا فِي الحَديثِ، وَفِي المودّةِ: ضدُّ تَكاذَبا. وَقَالَ الأعْشى:
(وَلَقَد أقطَعُ الخَليلَ إِذا لمْ ... أرْجُ وصْلاً إنّ الإخاءَ الصِّداقُ وَفِي التَّنْزِيل:) إنّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقات (وَأَصله المُتَصَدّقين والمُتَصَدِّقات فقُلِبَت التّاءُ صاداً، وأُدغِمَت فِي مثلِها وَهِي قِراءَة غيرِ ابْن كَثيرٍ وَأبي بكْر، فإنّهما قرآ بتخفيفِ الصّاد، وهم الَّذين يُعطون الصَّداقات. وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: التَّصْداقُ، بالفَتْح: الصِّدْق. والمُصدِّق، كمُحدِّث: الَّذِي يُصدِّقُك فِي حَديثك. ورجلٌ صِدْقٌ، وَامْرَأَة صِدْقٌ: وُصِفا بالمَصْدر. وصِدْقٌ صادِقٌ، كَقَوْلِهِم: شِعْرٌ شاعِر، يُرِيدُونَ المبالغةَ. وَقَالَ الرّاغِب: وَقد يُستَعْمل الصِّدْقُ والكَذِبُ فِي كلِّ مَا يحِقُّ ويحصُلُ عَن الاعْتِقادِ، نَحْو صَدَقَ ظنّي وكَذَب. قلت: وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وَلَقَد صَدق عَلَيْهِم إبْليسُ ظنَّه (بتَخْفِيف الدّال ونصْب الظّنِّ، أَي: صَدَق عَلَيْهِم فِي ظنّه. قَالَ الفرّاءُ: وَمن قَرأ بالتّشديدِ فمعْناه أَنه حقّقَ ظنّه حينَ قَالَ:) ولأُضِلّنّهم ولأمَنّينّهم (لِأَنَّهُ قَالَ ذَلِك ظانّاً، فحقّقَهُ فِي الــضّالّــينَ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: صدَقَني فُلانٌ، أَي: قَالَ ليَ الصِّدْقَ. وَقَالَ غيرُه: صدَقَه النّصيحةَ والإخاءَ، أَي: أمْحَضَه لَهُ. وحمْلةٌ صادِقةٌ، كَمَا قَالُوا: ليسَت لَهَا مَكْذوبةٌ، وَهُوَ مَجاز. وَقَول أبي ذُؤَيْب:)
(نَماهُ من الحَيَّيْنِ قِرْدٌ ومازِنٌ ... لُيوثٌ غَداةَ البأسِ بيضٌ مَصادِقُ)
يجوز أَن يكونَ جمعَ صَدْقٍ على غيْر قِياسٍ، كمَلامِحَ ومَشابِهَ، وَيجوز أَن يكونَ على حذْفِ المُضاف، أَي ذُوو مَصادِقَ، فحذَف. والمَصْدَق، بِالْفَتْح: الجِدُّ، وَبِه فسّر بعضُهم قولَ دُرَيْد بنِ الصِّمّة:
(وتُخرِجُ مِنْهُ صَرّةُ القوْم مَصْدَقاً ... وطولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهنَّدِ)
والمَصْدَق: الصّلابة، عَن ثَعْلب. وصدّق عَلَيْهِ، كتصَدّق، أرَاهُ فعّل فِي معنى تفعّل، وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) فَلَا صَدّق وَلَا صلّى (، قَالَ ابنُ بَرّي: وذكَر ابنُ الأنْباري أَنه جاءَ تصدّق بِمَعْنى سَأَلَ، وأنْشَد:
(وَلَو انّهم رُزِقوا على أقْدارِهم ... لَلَقيتَ أكثرَ من تَرَى يتصدَّق)
وَفِي حَديثِ الزّكاة: لَا تُؤخَذُ فِي الصَّدَقة هَرِمةٌ وَلَا تَيْس، إِلَّا أَن يَشاءَ المُصَدّق رَوَاهُ أَبُو عُبيدٍ بفَتْح الدّال والتّشديدِ، يُريدُ صاحبَ الماشيَةِ الَّذِي أخِذَتْ صدقَةُ مالِه، وخالَفَه عامّة الرّواة، فَقَالُوا: بكَسْرِ الدّالِ، وَهُوَ عامِل الزّكاة الَّذِي يَسْتَوْفيها من أَرْبَابهَا، صدّقَهم يُصدِّقُهم فَهُوَ مُصدِّقٌ. وَقَالَ أَبُو مُوسَى: الرِّوايةُ بتَشْديد الصّادِ والدّال مَعًا وَكسر الدّال وَهُوَ صَاحب المَال، وَأَصله المُتَصَدِّق، فأُدْغِمَت التاءُ فِي الصَّاد والاستثناءُ من التيس خَاصَّة فإنّ الهَرِمةَ وذاتَ العُوار لَا يجوز أخْذُهما فِي الصّدَقة إِلَّا أَن يكونَ المالُ كُلُّه كَذَلِك عِنْد بعضِهم، وَهَذَا إنّما يتّجِه إِذا كَانَ الغَرضُ من الحَديثِ النّهْيَ عَن أخْذِ التّيْس لأنّه فَحْلُ المَعِز، وَقد نَهَى عَن أخذِ الفَحْل فِي الصّدَقة لِأَنَّهُ مُضِرٌّ بربِّ المالِ لِأَنَّهُ يعِزُّ عَلَيْهِ إِلَّا أنْ يسْمَحَ بِهِ، فيُؤخَذ. وَالَّذِي شرَحه الخَطّابيُّ فِي المَعالِم أنّ المُصَدِّق بتخْفيف الصّاد: العاملُ، وأنّه وَكيلُ الفُقراءِ فِي القَبْضِ، فلَه أنْ يتصرّفَ لَهُم بِمَا يَراه ممّا يؤَدّي إِلَيْهِ اجتِهادُه. وسِكّةُ صَدَقَة: من سِكَك مَرْوَ، نَقله الصّاغانيُّ. وَقَالَ ابنُ درَيْد: تمْرٌ صادِقُ الحَلاوَةِ: إِذا اشتدّتْ حَلاوتُهُ. وكأمِير: عَبدُ الله بنُ أحمَدَ بن الصَّدِيق، عَن مُحمّدِ بنِ إِبْرَاهِيم البُوشَنْجِيّ، وَعنهُ البُرْقانيّ. وجعْفرُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ صَديقٍ النّسَفِيّ أَبُو الفَضْل، عَن البَغَوي. وصَديقُ بنُ عبدِ الله النَّيْسابُوري، رحَلَ وسمِعَ من جَبْر بنِ عرَفَة. وَأَبُو نَصْر أَحْمد بن مُحْتَاج بن رَوْح بن صَديق النَّسَفيّ عَن مُحَمَّد بن المُنذِر، شكَّر، وَعنهُ أَبُو عَليّ البَردَعِيّ، وَقَالَ فِيهِ: لَيّن، كَذَا فِي التّبْصير. وصَدَقةُ بنُ يَسار الجَزَرِيُّ سكَن مكّةَ، رَوَى عَن ابنِ عُمَر، وَعنهُ مالِك والثّوْرِيُّ. وصَدَقَة أَبُو تَوْبَة، يَرْوي عَن أنَسِ بنِ مالِكٍ، وَعنهُ مُعاويَةُ بنُ)
صالِح كَذَا قَالَه ابنُ حِبّان. وَقَالَ المِزّي: هُوَ أَبُو صَدَقَة مولَى مالِكِ بنِ أنَس، اسْمه تَوْبَة، روى عَنهُ شُعْبَةُ. قَالَ: وَأَبُو صَدَقَة العِجْلِيُّ اسمُه سُلَيْمان بن كِندِير، رَوَى عَن ابنِ عُمَرَ، وَعنهُ قُرَيْشُ بنُ حيّان. ونَجْمٌ صادِقٌ، ومِصْداقٌ: لم يُخْلِف. والفَجْر الصّادِق مَعروف، وَهُوَ مَجاز.
والصّادِق: لقَبُ جعْفر بن مُحمّد بنِ عَلي بن الحُسَيْن. وأيضً: لقَب أبي محمّدٍ مَنْصُور بن مُظفّرِ بنِ محمّدِ بن طاهِرٍ العُمَريّ، وَإِلَيْهِ نُسِبت الطّريقةُ الصّادقِيّة، وَقد ذَكَرْناها فِي عِقْد الجَوْهر الثّمين.
[صدق] الصِدْقُ: خلاف الكذب. وقد صَدَقَ في الحديث . ويقال أيضاً: صدقه الحديث. وفى المثل: " صدقنى سن بكره "، وذلك أنه لما نفر قال له: هدع ، وهى كلمة تسكن بها صغار الابل إذا نفرت. وصدقوهم القتال. وتصادقا في الحديث وفي المودّة. والمُصَدٍِّقُ: الذي يُصَدِّقُكَ في حديثك، والذي يأخذ صدقات الغنم. والمتصدق: الذى يُعطي الصَدَقَةَ. ومررت برجلٍ يسأل، ولا تقل يتصدق، والعامة تقوله، وإنما المتصدق الذى يعطى. وقوله تعالى: {إنَّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقاتِ} بتشديد الصاد، أصله المُتًصَدِّقينَ فقلبت التاء صاداً وأدغمت في مُثلها. والصَداقَةُ والمُصادَقَةُ: المُخَالَةُ، والرجل صَديقٌ والأنثى صَديقَةٌ والجمع أَصْدِقاءُ، وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَديقٌ. قال الشاعر : نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أعداءٍ وهُنَّ صَديقُ ويقال: فلان صديقى، أي أخص أصدقائى، وإنما يصغَّر على جهة المدح، كقول حباب بن المنذر: " أنا جُذَيلُها المحكك، وعذيقها المرجب ". والصديق، مثال الفسيق: الدائم التَصْديقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل. والصَدْقُ، بالفتح: الصُلبُ من الرماح، ويقال المستوِي. ويقال أيضاً: رجل صدق اللقاء، وصدق النظر، وقوم صدق بالضم، مثل فرس ورد وأفراس ورد، وجون وجون. وهذا مصداق هذا، أي ما يُصَدِّقُهُ. ويقال للرجل الشجاع والفرسِ الجوادِ: إنّه لذو مَصْدَق بالفتح، أي صادِقُ الحملة وصادق الجرى، كأنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك. قال حفاف بن ندبة: إذا ما استحمّتْ أَرْضُهُ من سمائه جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول: إذا ابتلّتْ حوافره من عَرَقِ أعاليه جرى وهو متروكٌ لا يضرب ولا يزجر، ويصدقك فيما يَعِدُكَ من البلوغ إلى الغاية. والصَدَقَةُ: ما تَصَدَّقْتَ به على الفقراء. والصَداقُ والصِداقُ: مَهْرُ المرأةِ، وكذلك الصَدُقَةُ، ومنه قوله تعالى: {وآتوا النساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً} ، والصدقة مثله، بالضم وتسكين الدال. وقد أصدقت المرأة، إذا سميت لها صداقا: قال يعقوب: هي الصندوق بالصاد، والجمع الصناديق.

صدن

ص د ن: (الصَّيْدَنَانِيُّ) الصَّيْدَلَانِيُّ. 
[صدن] الصيدنان: الصيدلانى. والصيدنانى أيضا: دويْبَّةٌ، قال أبو عبيد: تَعمَل لنفسها بيتاً في الأرض وتُعمِّيه. ويقال له: الصيدن أيضا. قال كثير يصف ناقته: كأن خليفي زورها ورحاهما * بنى مكوين ثلما بعد صيدن [والصيدن: الثعلب ] . والصيدن: الملك. قال رؤبة:

إنى إذا استغلق باب الصيدن * 
الصاد والدال والنون ص د ن

الصَّيْدَنُ الثَّعْلبُ والصَّيدَنُ البِنَاءُ المُحْكَمُ والثَّوْبُ المُحْكَمُ والصَّيْدَنُ والصَّيْدَنَانِيُّ والصَّيدَلانِيُّ المَلِكُ سُمِّيَ بذلك لإِحْكامِ أَمْرِه والصَّيْدَنانِيُّ دابَّةٌ تَعْملُ لنَفْسِها بيتاً في جَوْفِ الأرضِ وتُعَمِّيه أي تُغَطِّيه والصَّيْدَانُ قِطَعُ الفِضَّة واحِدَتُه صَيْدَانَة والصَّيْدانَةُ أرضٌ غَليظَةٌ صُلْبَةٌ ذاتُ حَجَرٍ دَقيقٍ والصَّيْدَانُ بِرَامُ الحِجارةِ قال أبو ذُؤَيْبٍ

(وسُود من الصَّيْدانِ فيها مَذَانِبٌ ... نُضَارٌ إذا لم يَسْتِفْدِها نُعارُهَا)

والصَّيْدَانُ الحصَا الصِّغار عن ابن الأعرابيِّ
صدن
الصيْدَنُ: من أسْمَاء الثَعْلَب، وهو الصَّيْدَنانيُ أيضاً. وقيل: هو الضبُعُ. ومَلِكٌ أصْيَدُ صَيْدَن. والصيْدَانُ: ضَرْبٌ من حَجَرِ الفِضَّةِ، والقِطْعَةُ منه صَيْدَانَةٌ. وهي - أيضاً -: أرْضٌ حِجَارَتُها صِغَارٌ جِداً.
والصيْدَانَةُ الغُوْلُ. ومن النِّسَاءِ السَّيِّئةُ الخُلُقِ الكَثِيرةُ الكلامِ والصيْدَنَانيُ هو الصيْدَلانيُ. وهو المَلِكُ - أيضاً - في قَوْلِ حُمَيْد بن ثَوْرٍ. ودابَةٌ تَعْمَلُ لنَفْسِها بَيْتاً في جَوْفِ الأرْضِ وتُعَميه. صند
مَلِكٌ صِنْدِيْدٌ: ضَخْم شَرِيْفٌ. والصَّنَادِيْدُ: الغَوَالِبُ من كُل شَيْءٍ. ورِيْحٌ صِنْدِيْدٌ. ومَرتْ علينا صَنَادِيْدُ من البَرْدِ. وهي - أيضاً -: أمْطار غِزَارٌ ضِخَامُ القَطْرِ. وَبوْمٌ حامي الصنَادِيْدِ: أي شَدِيْدُ الحَر. والصنْدِدُ: الظّاهِرُ الغالِبُ.
باب الصاد والدال والنون معهما ص د ن، ص ن د، ن د ص مستعملات

صدن: الصَّيْدَنُ من أسماءِ الثّعالب، [وأنشد:

بُنَى مكوين ثلما بعد صيدن]

ومَلِكٌ أَصَيَدُ صَيْدَنٌ، قال رؤبة:

اني اذا استَغْلَقَ بابُ الصَّيدَنِ

والصَّيدانُ: أرضٌ حِجارتُها صِغارٌ جداً. والصَّيْدان من حِجارة الفِضَّة، والقطعة بالهاء.

صند: وملك صِنْديدٌ ضخم شريف . وصِنداد : اسم جَبَل. والصِّيدُ : جمع الأَصيَدِ. والصاد : ضَرْبٌ من النحاس، والصاد: الكبير.

ندص: نَدَصَتْ عَيْنُه نُدُوصاً أي جَحَظَتْ وكادَت تخُرجُ من قَلْتِها (كما تندُص عين الخَنيق) . ورجلٌ مِنْداصٌ: لا يزال يَنْدُصُ على قومٍ بما يَكرهُون أي يطرَأُ عليهم، ويَظْهَر بسُوءٍ.

صدن



صَيْدَنٌ A firm, strong, or compact, building. (M.) b2: And A firm, strong, or compact, garment, or piece of cloth: (M:) or a [garment of the kind called] كِسَآء that is stout, or strong, or that is thick, or compact, in texture. (K.) b3: and A king; (S, M, K;) because of the firmness of his rule, or his state, or condition; as also ↓ صَيْدَنَانِىٌّ and صَيْدَلَانِىٌّ. (M.) b4: And A fox; (S, M, K;) as also ↓ صَيْدَنَانِىٌّ: (K:) or الصَّيْدَنُ is one of the names thereof. (TA.) b5: And The hyena. (K.) b6: See also صَيْدَنَانِىٌّ. b7: Also A species of fly, that makes a buzzing sound over the herbage. (IKh, TA.) b8: And, as also صَيْدَلٌ, Stones [i. e. pieces of ore] of silver: to which are likened what are termed حِجَارَةٌ العَقَاقِيرِ. (IDrst, TA. [See صَيْدَلٌ; and see also صَيْدَانٌ, below.]) صَيْدَانٌ Pieces of silver, (M, TA,) when struck from the stone [or ore] thereof: (TA:) n. un. with ة. (M, TA.) [See also صَيْدَنٌ, above, last signification. And see صَيْدَانٌ in art. صيد.] b2: And Stone cooking-pots: (M, TA:) in this sense [likewise] a coll. gen. n.: n. un. with ة. (IB and L in art. صيد, in which it is mentioned in the S and L and K.) [See, again, صَيْدَانٌ, and also صَيْدَآءُ, in art. صيد.] b3: And Small pebbles: (IAar, M, TA:) or so صَيْدَانُ الحَصَى. (L in art. صيد.) صَيْدَانَةٌ [as a n. un.: see صَيْدَانٌ, above. b2: Also] Rugged, hard ground, in which is fine stone. (M, TA.) b3: See also two other significations (mentioned here in the TA) in art. صيد.

صَيْدَنَانِىٌّ A certain creeping thing, (دَابَّةٌ, M,) or a small creeping thing, (دُوَيْبَّةٌ, S, K,) that makes for itself a habitation in the ground, (S, M, K,) within the ground, (M,) and conceals it; (S, M, K;) i. e. covers it over; (M;) so says A 'Obeyd; (S;) also called ↓ صَيْدَنٌ: (S, K:) accord. to IKh, a certain small creeping thing (دويبّة) that collects pieces of stick, or wood, from the plants: accord. to IAar, a certain creeping thing (دَابَّةٌ) having many legs, so many that they cannot be counted, which are short and long. (TA.) b2: See also صَيْدَنٌ, in two places. b3: Also i. q. صَيْدَلَانِىٌّ (S, Mgh, K, TA) as meaning A seller of medicines, (Mgh,) or of perfumes: so called as being likened to the small creeping thing mentioned above: or from صَيْدَنٌ in a sense expl. above as syn. with صَيْدَلٌ. (TA.)

صدن: الصَّيْدَن: الثعلب، وقيل: من أَسماء الثعالب؛ وأَنشد الأَعشى يصف

جملاً:

وزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْه تَجانُفاً

نَبيلاً، كدُوكِ الصَّيْدَنانيِّ، تامِكا.

أَي عظيم السنام. قال ابن السكيت: أَراد بالصَّيدَنانِيّ الثعلب، وقال

كثير في مثله يصف ناقة:

كأَنَّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحَاهما

بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بعد صَيْدَنِ

(* قال الصاغاني: المكوان الحجران، وخليفاها أبطالها). فالصَّيْدَنُ

والصَّيْدَنانيّ واحد. وأَورد الجوهري هذا البيت، بيت كثير، شاهداً على

الصَّيْدَن دويبة تعمل لنفسها بيتاً في الأَرض وتُعَمّيه. قال ابن بري:

الصَّيْدَنُ هنا عند الجمهور الثعلب كما أَوردناه عن العلماء. وقال ابن

خالويه: لم يجيء الصَّيْدَنُ إِلا في شعر كثير يعني في هذا البيت. قال

الأَصمعي: وليس بشيء. قال ابن خالويه: والصّعيْدَنُ أَيضاً نوع من الذُّباب

يُطَنْطِنُ فوق العُشْب. وقال ابن حبيب: والصَّيْدَنُ البناء المُحْكَم، قال:

ومنه سُمِّي المَلِك صَيْدناً لإِحكامه أَمره. قال ابن بري: والصَّيْدَنُ

العطار؛ وأَنشد بيت الأَعشى:

كدُوِك الصَّيْدنانيّ دَامِكا

وقال عَبْدُ بني الحَسْحاس في صفة ثور:

يُنَحِّي تُراباً عن مَبِيتٍ ومَكِْنِسٍ

رُكاماً، كبيتِ الصَّيْدنانيِّ، دانيا.

والدُّوكُ والمِدْوَكُ: حَجَرٌ يُدَقُّ به الطيب. وفي المحكم:

والصَّيْدَنُ البناء المحكم والثوب المحكم. والصَّيْدَن: الكِسَاء الصَّفيق، ليس

بذلك العظيم، ولكنه وثيق العَمَل. والصَّيْدَنُ والصَّيْدنانِيُّ

والصَّيْدَلانِيُّ: المَلِكُ، سمي بذلك لإحكام أَمره؛ قال رُؤبة:

إني إذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِ،

لم أَنْسَهُ إذ قُلْتَ يوماً وصِّني.

وقال حُمَيْد بن ثور يصف صائداً وبيته:

ظَلِيل كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ، قُضْبُهُ

من النَّبْعِ والــضَّالِ السَّليمِ المُثَقَّفِ.

والصَّيْدَناني: دابة تعمل لنفسها بيتاً في جوف الأَرض وتُعَمِّيه أَي

تغطيه، ويقال له الصَّيْدَنُ أَيضاً. ابن الأَعرابي: يقال لدابة كثيرة

الأَرجل لا تُعَدُّ أَرْجُلُها من كثرتها وهي قِصار وطِوالٌ صَيْدَنانيّ،

وبه شُبِّه الصَّيْدَنانِيّ لكثرة ما عنده من الأَدوية. وقال ابن خالويه:

الصَّيْدَنُ دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيدَاناً

من النبات فشبه به الصَّيْدَنانيّ لجمعه العقاقير. والصَّيْدانُ: قطع

الفضة إذا ضُرِبَ من حَجر الفضة، واحدته صَيْدَانة. والصَّيْدانَة: أَرض

غليظة صُلْبة ذات حجر دقيق. والصَّيْدانُ: بِرامُ الحجارة؛ قال أَبو ذؤيب:

وسُود من الصَّيْدانِ فيها مَذانِبٌ

نُضَارٌ، إذا لم يَسْتفدْها نُعارُها.

والصَّيْدَانُ: الحَصَى الصغار. وحكى ابن بري عن ابن درستويه قال:

الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حجارة الفضة، شبه بها حجارة العقاقير فنسب إليها

الصَّيْدنانيّ والصَّيْدلانيُّ، وهو العطار. والصَّيْدَانَةُ من النساء:

السيئة الخُلُق الكثيرة الكلام. والصَّيدانة: الغُول؛ وأَنشد:

صَيْدَانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِّ.

قال الأَزهري: الصَّيْدانُ إن جعلته فَعْلاناً

(* قوله «إن جعلته

فعلاناً إلخ» عبارة الأَزهري: إن جعلته فيعالاً

فالنون أصلية وإن جعلته إلخ). فالنون زائدة كنُون السكران والسكرانة.

صدن
: (الصَّيْدَنُ: الضَبُعُ.
(و) أَيْضاً: (الكِساءُ الصَّفِيقُ) ليسَ بذلِكَ العَظِيم ولكنَّه وَثِيقُ العَمَلِ.
(و) أَيْضاً: (المَلِكُ) لإِحْكامِ أَمْرِه؛ عَن ابنِ حَبيبٍ؛ قالَ رُؤْبَة:
إِني إِذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِلم أَنْسَهُ إِذْ قُلْتَ يَوْماً وصِّني (و) أَيْضاً: (الثَّعْلَبُ) ؛ وقيلَ: هُوَ مِن أَسْمائِه؛ وَمِنْه قوْلُ كثيِّرٍ، يَصِفُ ناقَتَه:
كأنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِها ورَحَاهمابُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بعد صَيْدَنِقالَ ابنُ بَرِّي: الصَّيْدَنُ هُنَا عنْدَ الجمهورِ: الثَّعْلَبُ.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: لم يَجِىءْ الصَّيْدَن إلاَّ فِي شِعْرِ كثيِّرٍ، يعْنِي فِي هَذَا البيتِ.
قالَ الأَصْمعيِّ: وليسَ بشيءٍ.
(و) أَوْرَدَ الجَوْهرِيُّ هَذَا البيتَ شاهِداً على الصَّيْدَنِ (دُوَيْبَّة تَعْمَلُ لنفْسِها بَيْتاً فِي الأرضِ وتُعَمِّيهِ) أَي تُغَطِّيه.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيداناً مِن النَّباتِ، (كالصَّيْدَنانِيِّ فيهمَا) ، أَي فِي الدُّوَيْبَّةِ والثَّعْلَبِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ لدابَّةٍ كثيرَةِ الأَرْجُل لَا تُعَدُّ أَرْجُلُها مِن كثْرَتِها وَهِي قِصَارٌ وطِوالٌ صَيْدَنانِيٌّ؛ وقالَ الأَعْشى يَصِفُ جَمَلاً:
وزَوْراً تَرَى فِي مِرْفَقَيْه تَجانُفاً نَبيلاً كدُوكِ الصَّيْدَنانِيٌّ تامِكاأَي عَظيمُ السَّنام.
قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَرادَ بالصَّيْدَنانِيِّ الثَّعْلَب.
(والصَّيْدَنانِيُّ) : العَطَّارُ مِثْل (الصَّيْدَلانِيِّ) شُبِّه بتلْكَ الدُّوَيْبَّة الَّتِي تَجْمَعُ العِيْدَان، على مَا قالَهُ ابنُ خَالَوَيْه، أَو الَّتِي كَثُرَت أَرْجُلها، على مَا قالَهُ ابنُ الأعْرابيِّ، وَبِه فسرَ بَيْت الأعْشى السَّابِق؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْلُ عبْدِ بَني الحَسْحاس يَصِفُ ثوراً:
يُنَحِّي تُراباً عَن مَبِيتٍ ومَكْنِسٍ رُكاماً كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ دانِيَا وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الصَّيْدَنُ: نَوْعٌ مِن الذُّبابِ يُطَنْطِنُ فوْقَ العُشْب؛ عَن ابنِ خَالَوَيْه.
والصَّيْدَنُ: البِنَاءُ المُحْكَم؛ عَن ابنِ حَبيبٍ.
والصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانِيُّ والصَّيْدَلانِيُّ: المَلِكُ سُمِّي بذلِكَ لإِحْكامِ أَمْرِه.
والصَّيْدانُ: قطَعُ الفضَّةِ إِذا ضُرِبَ من حَجَرِ الفضَّةِ.
وحَكَى ابنُ بَرِّي عَن ابنِ درسْتوَيْه قالَ: الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حِجارَةُ الفضَّةِ، شبّه بهَا حِجارَةُ العَقاقِيرِ فنُسِبَ إِلَيْهَا الصَّيْدَلانِيّ والصَّيْدَنانِيُّ العَطَّارُ.
والصَّيْدَانَةُ: أَرضٌ غَلِيظَةٌ صُلْبَة ذاتُ حَجَرٍ دَقِيقٍ.
والصَّيْدانُ: بِرامُ الحِجارَةِ.
وأَيْضاً: الحَصَى الصِّغَارُ.
والصَّيْدَانَةُ مِن النِّساءِ: السَّيِّئَةُ الخُلُقِ الكَثيرَةُ الكَلامِ.
وأَيْضاً: الغُولُ؛ قالَ:
صَيْدانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنّ ِ قالَ الأزْهرِيُّ: الصَّيْدَانُ إنْ جَعَلْته فَعْلاناً، فالنُّونُ زائِدَةٌ.
قلْتُ: وَكَانَ المصنِّف اعْتَمَدَ عَلَيْهِ فذَكَرَ الصَّيْدانَة بمعْنَى الغُول والمَرْأَة وبِرامِ الفضَّةِ وقِطَعِ النُّحاسِ فِي ص ي د، وَقد تقدَّمَ الكَلامُ عَلَيْهِ هنالِكَ.
وأَبو العَلاءِ الحُسَيْنُ بنُ دَاوُد الصَّيْدَنانِيُّ الرَّازِيُّ مِن شيوخِ أَبي حاتِمٍ الرَّازيّ، رحِمَهُم اللهاُ تَعَالَى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.