بالفتح ثم التشديد، وباء أخرى، من صبّ الماء يــصبّ صبّــا فهو صبّــاب: جفر في ديار بني كلاب كثير النخل.
بالفتح ثم التشديد، وباء أخرى، من صبّ الماء يــصبّ صبّــا فهو صبّــاب: جفر في ديار بني كلاب كثير النخل.
صبــا: الــصَّبْــوَة: جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ
من الغَزَل، ومنه التَّصابي والــصِّبــا. صَبــا صَبْــواً وصُبُــوّاً وصِبــىً
وصَبــاءً. والــصِّبْــوَة: جمع الــصَّبــيِّ، والــصِّبْــيةُ لغة، والمصدر الــصِّبــا.
يقال: رأَيتُه في صِبــاهُ أَي في صِغَرِه. وقال غيره: رأَيتُه في صَبــائِه
أَي في صِغَره.
والــصَّبــيُّ: من لَدُنْ يُولَد إِلى أَنْ يُفْطَم، والجمع أَــصْبِــيَةٌ
وصِبْــوةٌ وصِبْــيَةٌ
(* قوله «وصبــية» هي مثلثة كما في القاموس. وقوله «صبــوان
وصبــيان» هما بالكسر والضم كما في القاموس). وصَبْــيَةٌ وصِبْــوانً
وصُبْــوانٌ وصِبْــيانٌ، قلبوا الواو فيها ياءً للكسرة التي قبلها ولم يعتدُّوا
بالساكن حاجِزاً حَصيناً لضَعْفِه بالسكون، وقد يجوز أَن يكونوا آثَرُوا
الياءَ لخِفَّتها وأَنهم لم يُراعوا قرْبَ الكسرة، والأَول أَحسنُ، وأَما قول
بعضهم صُبْــيانٌ، بضم الصاد والياء بحالها التي هي عليها في لغة من كَس،
وتصغير، ففيه من النظر أَنه ضمَّ الصاد بعد أَن قُلِبَت الواوُ ياءً في
لغة من كَسَر فقال صُبــيان، فلما قُلِبَت الواوُ ياءً للكسرة وضمت الصاد
بعد ذلك أُقِرَّت الياءُ صِبْــيَة أُصَْيبِيَةٌ، وتصغير أَــصْبِــيَة صُبَــيَّة،
كلاهما على غير قياس؛ هذا قول سيبويه؛ وأَنشد لرؤبة:
صُبَــيَّةً على الدُّخَانِ رُمْكا،
ما إِنْ عَدا أَكْبَرُهم أَنْ زَكَّا
قال ابن سيده: وعندي أَنَّ صُبَــيَّة تصغي صِبْــيَةٍ، وأُصَيْبِيَة تصغيرُ
أَــصْبِــية، ليكون كلُّ شيءٍ منهما على بناء مُكَبَّره. والــصبــيُّ:
الغلامُ، والجمع صِبْــيَة وصِبْــيانٌ، وهو من الواو، قال: ولم يقولوا أَــصْبِــيَة
استغناءً بــصِبْــيةٍ كما لم يقولوا أَغْلِمَة استغناءً بِغلْمة، وتصغير
صِبْــيَةٍ صُبَــيَّةٌ في القياس. وفي الحديث: أَنه رأَى حَسَناً يَلْعَبُ مع
صِبْــوةٍ في السِّكَّة؛ الــصِّبْــوة والــصِّبْــيَة: جمعُ صَبِــيٍّ، والواو هو
القياس وإِن كانت الياءُ أَكثر استعمالاً. وفي حديث أُمِّ سَلَمَة: لمَّا
خَطبها رسولُ
الله، صلى الله عليه وسلم، قالت إِني امرأَةٌ مُــصْبِــيةٌ مُوتِمَةٌ أَي
ذاتُ صِبْــيْانٍ وأَيتامٍ، وقد جاء في الشعر أُصَيْبِيَة كأَنه تصغيرُ
أَــصْبِــيَةٍ، قال الشاعر عبد الله بن الحجاج التغلبي:
ارْحَمْ أُصَيْبِيَتي الذين كأَنهمْ
حِجْلى، تَدَرَّجُ في الشَّرَبَّةِ، وُقَّعُ
ويقال: صَبِــيٌّ بيِّنُ الــصِّبــا والــصَّبــاءِ، إِذا فتحت الصاد مدَدْت،
وإِذا كسَرْت قصَرْت؛ قال سُوَيْدُ بن كُراع:
فهلْ يُعْذَرَنْ ذُو شَيْبَةٍ بــصَبــائِه؟
وهلْ يُحمَدَنْ بالــصَّبــرِ، إِنْ كان يَــصبِــرُ؟
والجارية صَبــيَّةٌ، والجمع صَبــايا مثلُ مَطِيَّةٍ ومَطايا. وصَبِــيَ
صِبــاً: فَعَلَ فِعْلَ الــصِّبْــيانِ.
وأَــصْبَــتِ المرأَة، فهي مُــصْبٍ إِذا كان لها ولدٌ صَبــيٌّ أَو ولدٌ ذكرٌ
أَو أُنثى.وامرأَةٌ مُــصْبِــيَةٌ، بالهاء: ذاتُ صِبْــيةٍ. التهذيب: امرأَةٌ
مُــصْبٍ، بلا هاءٍ، معها صَبــيٌّ. ابن شميل: يقال للجارية صَبِــيَّة وصبــيٌّ،
وصَبــايا للجماعة، والــصِّبْــيانُ للغِلْمان.
والــصِّبــا من الشَّوْق يقال منه: تَصابَى وصَبــا يــصْبُــو صَبْــوةً وصُبُــوّاً
أَي مالَ إِلى الجهل والفُتوَّةِ. وفي حديث الفِتنِ: لَتَعُودُنَّ فيها
أَساوِدَ صُبّــىً؛ هي جمعُ صابٍ كغازٍ وغُزّىً، وهم الذين يَــصْبُــون إِلى
الفتنة أَي يميلون إِليها، وقيل: إِنما هو صُبّــاءٌ جمع صابِئٍ بالهمز
كشاهِدٍ وشُهَّادٍ، ويروى: صُبّ، وذكر في موضعه. وفي حديث هَوازِنَ: قال
دُرَيد ابنُ الصِّمَّة ثم الْقَ الــصُّبَّــى على مُتُونِ الخيل أَي الذين
يَشْتَهُون الحَرْبَ ويميلون إِليها ويحبُّون التقدُّم فيها والبِراز.
ويقال: صَبــا إِلى اللَّهْوِ صَبــاً وصُبُــوّاً وصَبْــوةً؛ قال زيدُ بنُ
ضَبَّة:
إِلى هنْدٍ صَبــا قَلْبي،
وهِنْدٌ مِثْلُها يُــصْبِــي
وفي حديث الحسن بن علي، رضي الله عنهما: واللهِ ما تَرَكَ ذَهَباً ولا
فِضَّةً ولا شيئاً يُــصْبَــى إِليه. وفي الحديث: وشابٌّ ليست له صَبْــوةٌ أَي
مَيْلٌ إِلى الهَوَى، وهي المَرَّةُ منه. وفي حديث النخعي: كان
يُعْجِبُهم أَن يكون للغلامِ إِذا نشَأَ صَبْــوةٌ، وذلك لأَنه إِذا تاب وارْعَوَى
كان أَشدّ لاجتهاده في الطاعة وأَكثرَ لنَدَمِه على ما فَرَط منه،
وأَبْعَدَ له من أَنْ يُعْجَبَ بعمَله أَو يتَّكِلَ عليه. وأَــصْبَــتْه الجاريةُ
وصَبِــيَ صَبــاءً مثلُ سَمِعَ سَماعاً أَي لَعِبَ مع الــصِّبْــيانِ. وصَبــا
إِليه صَبْــوةً وصُبُــوّاً: حَنَّ. وكانت قريشٌ تُسَمي أَصحاب النبي، صلى
الله عليه وسلم، صُبــاةً. وأَــصْبَــتْه المرأَةُ وتَــصَبَّــتْه: شاقَتْه ودَعَتْه
إِلى الــصِّبــا فحَنَّ لها وصَبــا إِليها. وصَبِــيَ: مالَ، وكذلك صَبَــتْ
إِليه وصَبِــيَتْ، وتَــصَبَّــاها هو: دَعاها إِلى مِثْل ذلك، وتَــصَبَّــاها
أَيضاً: خدَعها وفَتَنها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
لعَمْرُك لا أَدْنُو لأَمْر دَنِيَّةٍ،
ولا أَتَــصَبَّــى آصراتِ خَليلِ
قال ثعلب: لا أَتَــصَبَّــى لا أَطْلُب خديعَة حُرْمَة خَليلٍ ولا أَدْعوها
إِلى الــصِّبــا، والآصِراتُ: المُمْسِكاتُ الثَّوابتُ كإِصارِ البَيْتِ،
وهو الحبْلُ من حبال الخِباءِ. وفي التنزيل العزيز في خبر يوسف، عليه
السلام: وإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَــصْبُ إِليهنَّ؛ قال أَبو
الهيثم: صَبــا فُلان إِلى فلانة وصَبــا لها يَــصْبُــو صَبــاً مَنْقُوصٌ وصَبْــوةً
أَي مالَ إِليها. قال: وصَبــا يَــصْبُــو، فهو صابٍ وصَبِــيٌّ مثل قادرٍ
وقَديرٍ، قال: وقال بعضهم إِذا قالوا صَبــيٌّ فهو بمعنى فَعول، وهو الكثير
الإِتْيان للــصِّبــا، قال: وهذا خطأٌ، لو كان كذلك لقالوا صَبُــوٌّ، كما قالوا
دَعُوٌّ وسَمُوٌ ولَهُوٌّ في ذوات الواو، وأَما البكِيُّ فهو بمعنى
فَعُولٍ أَي كثير البُكاء لأَن أَصْله بَكُويٌ؛ وأَنشد:
وإِنَّما يأْتي الــصِّبــا الــصَّبــيُّ
ويقال: أَــصْبــى فلان عِرْس فلان إِذا اسْتَمالها.
وصَبَــتِ النَّخْلةُ تَــصْبُــو: مالتْ إِلى الفُحَّال البعيد منها. وصَبَــت
الراعِيَةُ تَــصْبُــو صُبُــوّاً: أَمالتْ رأْسَها فوضعَتْه في المرْعى.
وصابى رُمْحَه: أَماله للطَّعن به؛ قال النابغة الجعدي:
مُصابينَ خِرْصانَ الوَشِيجِ كأَنَّنا،
لأَعدائِنا، نُكْبٌ، إِذا الطعنُ أَفقَرا
وصابى رمحه إِذا صَدَّر سِنانه إِلى الأَرض للطَّعن به. وفي الحديث: لا
يُــصَبِّــي رأْسَه في الرُّكُوعِ أَي لا يخفِضُه كثيراً ولا يُميلُه إِلى
الأَرضِ، مِنْ صَبــا إِلى الشيء يَــصبُــو إِذا مالَ، وصَبَّــى رأْسه، شُدِّد
للتكثير، وقيل: هو مهموز من صَبــأَ إِذا خرج من دِين إِلى دين. قال
الأَزهري: الصواب لا يُصَوِّبُ، ويروى لا يَــصُبُّ.
والــصَّبــا: ريحٌ معروفة تُقابل الدَّبُور. الصحاح: الــصَّبــا ريحٌ
ومَهَبُّها المُسْتَوِي أَن تَهُبَّ من موضع مطلع الشمس إِذا اسْتَوى الليلُ
والنهارُ ونيِّحتُها الدَّبُور. المحكم: والــصَّبــا رِيحٌ تَسْتَقبلُ البيتَ،
قيل: لأَنَّها تحِنُّ إِلى البيت. وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الــصَّبــا من
مطْلع الثُّرَيَّا إِلى بنات نَعْش، من تذكرة أَبي عليّ، تكون اسماً
وصِفة، وتَثْنيته صَبَــوانِ وصَبَــيانِ؛ عن اللحياني، والجمع صَبَــواتٌ
وأَــصْبــاءٌ. وقد صَبــت الريح تَــصْبُــو صُبُــوّاً وصَبــاً.
وصُبــيَ القومُ: أَصابَتْهُمُ الــصَّبــا، وأَــصْبَــوْا: دخلوا في الــصَّبــا،
وتزعمُ العَرَب أَنَّ الدَّبُور تُزْعِج السَّحاب وتُشْخِصُه في الهواء ثم
تسوقُه، فإِذا علا كشَفَتْ عنه واستقبلته الــصَّبــا فوزَّع بعضَه على بعض
حتى يصيرَ كِسْفاً واحداً، والجَنُوبُ تُلْحِقُ روادفَه به وتُمِدُّه من
المَدد، والشَّمالُ تمزِّقُ السَّحاب. والصابيَة: النُّكَيْباءُ التي تجري
بين الــصَّبــا والشَّمال. والــصَّبِــيُّ: ناظرُ العَين، وعَزاه كراعٌ إِلى
العامة. والــصَّبــيَّان: جانِبا الرَّحْل. والــصَّبــيَّان، على فعيلان:
طَرَفا اللَّحْيَين للبَعِير وغيره، وقيل: هما الحرْفان المُنْخِيان من وسَط
اللَّحْيَين من ظاهِرهِما؛ قال ذو الرمة:
تُغَنِّيه، من بين الــصَّبِــيَّيْن، أُبْنَةٌ
نَهُومٌ، إِذا ما ارْتَدَّ فيها سَحِيلُها
الأُبْنَةُ ههنا: غَلْصَمَتُه. وقال شمر: الــصَّبِــيَّان مُلْتَقى
اللَّحْيَين الأَسْفَلين. وقال أَبو زيد: الــصَّبــيَّان ما دَقَّ من
أَسافِلِاللَّحْيَين، قال: والرَّأْدانِ هُما أَعْلى اللحْيَين عند الماضغتَين،
ويقال الرُّؤْدانِ أَيضاً؛ وقال أَبو صدقة العجلي يصف فرساً:
عارٍ منَ اللَّحْم صَبِــيَّا اللَّحَيْينْ،
مُؤَلَّلُ الأُذْن أَسِيلُ الخَدَّيْنْ
وقيل: الــصَّبــيُّ رأْس العَظْم الذي هو أَسْفلُ من شَحمَة الأُذنِ بنحو
من ثلاث أَصابعَ مَضْمُومة. والــصَّبِــيُّ من السَّيف: ما دُون الظُّبَةِ
قليلاً. وصَبــيُّ السيَّف: حَدُّه، وقيل: عَيْرُه الناتئُ في وَسَطِه،
وكذلك السِّنانُ. والــصَّبِــيُّ: رأْسُ القَدم. التهذيب: الــصَّبــيُّ من القَدم
ما بين حِمارتِها إِلى الأَصابِع.
وصابى سيفَه: جعله في غِمْده مَقلوباً، وكذلك صابَيْتُه أَنا. وإِذا
أَغْمَد الرجلُ سَيفاً مقلوباً قيل: قد صابى سَيفَه يُصابيه؛ وأَنشد ابن بري
لعِمْران بن حَطَّان يصف رجلاً:
لم تُلْهِه أَوْبَةٌ عن رَمْيِ أَسْهُمِه،
وسَيْفه لا مُصاباةٌ ولا عَطَل
وصابَيْتُ الرُّمح: أَمَلْتُه للطَّعْن. وصابى البيتَ: أَنْشَده فلم
يُقِمْه. وصابى الكلام: لم يُجْرِه على وجهه. ويقال: صابى البعيرُ مشافِره
إِذا قلبها عند الشُّرب؛ وقال ابن مقبل يذكر إِبلاً:
يُصابِينَها، وهي مَثْنِيَّةٌ
كَثَنْي السُّبُوت حُذينَ المِثالا
وقال أَبو زيد: صابَيْنا عن الحَمْض عدَلْنا.