طَائِر صَغِير قدر الهدهد مرقط بخضرة وَحُمرَة وَبَيَاض وَيُقَال لَهُ الأخيل وَالْعرب تتشاءم بِهِ
طَائِر صَغِير قدر الهدهد مرقط بخضرة وَحُمرَة وَبَيَاض وَيُقَال لَهُ الأخيل وَالْعرب تتشاءم بِهِ
شقرق: الــشِّقِرَّاقُ والــشَّقِرَّاقُ: طائر يسمى الأَخْيَلَ، والعرب
تتشاءم به، وربما قالوا شِرِقْراق مثل سِرِطْراط. قال الفراء: الأَخْيَلُ
الــشِّقِرَّاق عند العرب بكسر الشين. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أنه قال:
الأَخْطَب هو الــشَّقرَّاق بفتح الشين. اللحياني: شِقِرَّاق ذكره في باب
فِعِلاْل. الليث: الــشِّقِرَّاق والشّرَقْراق، لغتان، طائر يكون في أَرض
الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهدهد مرقَّط بحمرة وخضرة وبياض وسواد، والله
أَعلم.
شقر: الأَشْقَرُ من الدواب: الأَحْمَرُ ي مُغْرَةِ حُمْرَةٍ صافيةٍ
يَحْمَرُّ منها السَّبِيبُ والمَعْرَفَةُ والناصية، فإِن اسودَّا فهو
الكُمَيْتُ. والعرب تقول: أَكرمُ الخيل وذوات الخير منها شُقْرُها؛ حكاه ابن
الأَعرابي. الليث: الشَّقْرُ والشُّقْرَةُ مصدر الأَشْقَرِ، والفعل شَقُرَ
يَشْقُرُ شُقْرَةً، وهو الأَحمر من الدواب. الصحاح: والشُّقْرَةُ لونُ
الأَشْقَرِ، وهي في الإِنسان حُمْرَةٌ صافية وبَشَرَتُه مائلة إِلى البياض؛
ابن سيده: وشَقِرَ شَقَراً وشَقُرَ، وهو أَشْقَرُ، واشْقَرَّ كَشَقِرَ؛
قال العجاج:
وقد رأَى في الأُفُقِ اشْقِرارَا
والاسم الشُّقْرَةُ. والأَشْقَرُ من الإِبل: الذي يشبه لَوْنُه لَوْنَ
الأَشْقَرِ من الخيل. وبعير أَشْقَرُ أَي شديد الحمرة. والأَشْقَرُ من
الرجال: الذي يعلو بياضَه حمرةٌ صافيةٌ. والأَشْقَرُ من الدم: الذي قد صار
عَلَقاً. يقال: دم أَشْقَرُ، وهو الذي صار عَلَقاً ولم يَعْلُهُ غُبارٌ.
ابن الأَعرابي قال: لا تكون حَوْرَاءُ حَوْرَاءُ شَقْراءَ، ولا أَدْماءُ
حَوْراءَ ولا مَرْهاءَ، لا تكون إِلا ناصِعَةَ بياضِ العَيْنَيْنِ في
نُصوعِ بَياضِ الجلد في غير مُرْهَةٍ ولا شُقْرَةٍ ولا أُدْمَةٍ ولا سُمْرَةٍ
ولا كَمَدِ لَوْنٍ حتى يكون لونها مُشْرِقاً ودَمُها ظاهراً.
والمَهْقاءُ والمَقْهاءُ: التي يَنْفي بياضَ عينها الكُحْلُ ولا يَنْفي بياضَ
جلدها.والشَّقْراءُ: اسم فرس ربيعة بن أُبَيٍّ، صفة غالبة. والشَّقِرُ، بكسر
القاف: شَقائِقُ النُّعمانِ، ويقال: نبت أَحمر، واحدتها شَقرَةٌ، وبها
سُمِّيَ الرجلُ شَقِرَة، قال طرفة.
وتَساقَى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً،
وعلى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ
ويروى: وعَلا الخيلَ.
وجاء بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى والشُقَّارَى والبُقارَى، مثقلاً
ومخففاً، أَي بالكذب. ابن دريد: يقال جاء فلان بالشُّقَرِ والبُقَرِ إِذا جاء
بالكذب.
والشُّقَّارُ والشُّقَّارَى: نِبْتَةٌ ذات زُهَيْرَةٍ، وهي أَشبه ظهوراً
على الأَرض من الذنيان
(* قوله: «من الذنيان» كذا بالأَصل). وزَهْرَتُها
شُكَيْلاءُ وورقها لطيف أَغبر، تُشْبِهُ نِبْتَتُها نِبْتَةَ القَضْب،
وهي تحمد في المرعى، ولا تنبت إِلا في عام خصيب؛ قال ابن مقبل:
حَشا ضِغْثُ شُقَّارَى شَراسِيفَ ضُمَّرٍ،
تَخَذَّمَ منْ أَطْرافِها ما تَخَذَّما
وقال أَبو حنيفة: الشُّقَّارَى، بالضم وتشديد القاف، نبت، وقيل: نبت في
الرمل، ولها ريح ذَفِرَةٌ، وتوجد في طعم اللبن، قال: وقد قيل إِن
الشُّقَّارَى هو الشَّقِرُ نفسه، وليس ذلك بقويّ، وقيل: الشُّقَّارَى نبت له
نَوْرٌ فيه حمرة ليست بناصعة وحبه يقال له الخِمْخِمُ.
والشِّقرانُ: داء يأَخذ الزرع، وهو مثل الوَرْسِ يعلو الأَذَنَةَ ثم
يُصَعِّدُ في الحب والثمر. والشِّقِرانُ: نبت
(* قوله: «والشقران نبت إلخ»
قال ياقوت: لم أسمع في هذا الوزن إلا شقران، بفتح فكسر وتخفيف الراء،
وظربان وقطران). أَو موضع.
والمَشاقِرُ: منابت العَرْفَجِ، واحدتها مَشْقَرَةٌ. قال بعض العرب
لراكب ورد عليه: من أَين وَضَحَ الراكبُ؟ قال: من الحِمَى، قال: وأَين كان
مَبيتُكَ؟ قال: بإِحدى هذه المَشاقِرِ؛ ومنه قول ذي الرمة
(* قوله: «ومنه
قول ذي الرمة إلخ» هو كما في شرح القاموس:
كأن عرى المرجان منها تعلقت * على أُم خشف من ظباء
المشاقر):
من ظِباء المَشاقِر
وقيل: المشاقر مواضع. والمَشاقِرُ من الرمال: ما انقاد وتَصَوَّب في
الأَرض، وهو أَجلد الرمال، الواحد مَشْقَرٌ.
والأَشاقرُ: جبال بين مكة والمدينة.
والشُّقَيْرُ: ضرب من الحِرْباءِ أَو الجنَادِب.
وشَقِرَةُ: اسم رجل، وهو أَبو قبيلة من العرب يقال لها شَقِرَة.
وشَقِيرَة: قبيلة في بني ضَبَّةَ، فإِذا نسبت إِليهم فتحت القاف قلت
شَقَرِيٌّ.والشُّقُور: الحاجة. يقال: أَخبرته بشُقُورِي، كما يقال: أَفْضَيْتُ
إِليه بِعُجَري وبُجَرِي، وكان الأَصمعي يقوله بفتح الشين؛ وقال أَبو عبيد:
الضم أَصح لأَن الشُّقُور بالضم بمعنى الأُمورِ اللاصقة بالقلب
المُهِمَّةِ له، الواحد شَقْرٌ. ومن أَمثال العرب في سِرارِ الرجل إِلى أَخيه ما
يَسْتُره عن غيره: أَفْضَيْتُ إِليه بشُقُورُي أَي أَخبرته بأَمري
وأَطلعته على ما أُسِرُّه من غيره. وبَثَّهُ شُقُورَهُ وشَقُورَهُ أَي شكا إِليه
حاله؛ قال العجاج:
جارِيَ، لا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي،
سَيْرِي، وإِشْفاقِي على بَعيرِي
وكَثْرَةَ الحديثِ عن شَقُورِي،
مَعَ الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ
وقد استشهد بالشَّقورِ في هذه الأَبيات لغير ذلك فقيل: الشَّقُور،
بالفتح، بمعنى النعت، وهو بَثُّ الرجل وهَمُّهُ. وروى المنذري عن أَبي الهيثم
أَنه أَنشده بيت العجاج فقال: روي شُقُورِي وشَقُورِي؛ والشُّقُور:
الأُمور المهمة، الواحد شَقْرٌ. والشَّقُورُ: هو الهم المُسْهِرُ، وقيل:
أَخبرني بشَقُوره أَي بِسِرِّه. والمُشَقَّرُ، بفتح القاف مشدودة: حصن
بالبحرين قديم؛ قال لبيد يصف بنات الدهر:
وأَنْزَلْنَ بالدُّومِيّ من رأْسِ حِصْنِهِ،
وأَنْزَلْنَ بالأَسْبَابِ رَبَّ المُشَقَّرِ
(* قوله: «وأنزلن بالدومي إلخ» أَراد به اكيدراً صاحب دومة الجندل،
وقبله:
وأفنى بنات الدهر أبناء ناعط * بمستمع دون السماع
ومنظر).
والمُشَقَّرُ: موضع؛ قال امرؤ القيس:
دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئِي يَلِينَ المُشَقَّرَا
والمُشَقَّرُ أَيضاً: حصن، قال المخبل:
فَلَئِنْ بَنَيْت لِيَ المُشَقَّرَ في
صَعْبٍ تُقَصِّرُ دُونَهُ العُصْمُ،
لَتُنَقِّبَنْ عَنِّي المَنِيَّةُ، ان
اللهَ لَيْسَ كَعِلْمِهِ عِلْمُ
أَراد: فلئن بنيت لي حصناً مثل المُشَقَّرِ.
والشَّقْراءُ: قرية لِعُكَّلٍ بها نخل؛ حكاه أَبو رِياشٍ في تفسير
أَشعار الحماسَة، وأَنشد لزياد بن جَمِيلٍ:
مَتَى أَمُرُّ على الشَّقْراءِ مُعْتَسِفاً
خَلَّ النَّقَى بِمَرُوحٍ، لَحْمُها زِيَمُ
والشَّقْراءُ: ماء لبني قَتادة بن سَكَنٍ. وفي الحديث: أَن عمرو بن
سَلَمَةَ لما وَفَدَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأَسلم
اسْتَقْطَعَهُ ما بين السَّعْدِيَّةِ والشَّقْراءِ؛ وهما ماءان، وقد تقدم ذكر السعدية
في موضعه.
والشَّقِيرُ: أَرض؛ قال الأَخطل:
وأَقْفَرَتِ الفَراشَةُ والحُبَبَّا،
وأَقْفَرَ، بَعْدَ فاطِمَةَ، الشَّقِيرُ
والأَشاقِرُ: حَيٍَ ) من اليمن من الأَزد، والنسبة إِليهم أَشْقَريُّ.
وبنو الأَشْقَرِ: حَيّ أَيضاً، يقال لأُمِّهم الشُّقَيراءُ، وقيل: أَبوهم
الأَشْقَرُ سَعْدُ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهْمٍ؛ وينسب إِلى بَني
شَقِرَةَ شَقَرِيٌّ، بالفتح، كما ينسب إِلى النَّمِرِ بن قاسط نَمَرِيٌّ.
وأَشْقَرُ وشُقَيْرٌ وشُقْرانُ: أَسماء. قال ابن الأَعرابي: شُقْرانُ
السُّلامِيُّ رجل من قُضاعَةَ. والشَّقْراءُ: اسم فرس رَمَحَتِ آبنَها
(*
قوله: «رمحت ابنها إلخ» أي لا عن قصد منها بل رمحت غلاماً فأصابت ابنها
فقتلته. وقيل إِنها جمحت بصاحبها يوماً فأتت على واد فأرادت أَن تثبه فقصرت
فاندقت عنقها وسلم صاحبها فسئل عنها فقال: ان الشقراء لم يعدُ شرها
رجليها). فَقَتَلَتْهُ؛ قال بشر بن أَبي خازم الأَسَدِيُّ يهجو عُتْبَةَ بن
جعفر بن كلاب، وكان عتبة قد أَجار رجلاً من بني أَسد فقتله رجلا من بني
كلاب فلم يمنعه:
فأَصْبَحَ كالشَّقْراءِ، لم يَعْدُ شَرُّها
سَنابِكَ رِجْليها، وعِرْصُكَ أَوْفَرُ
التهذيب: والشَّقِرَةُ هو السَّنْجُرْفُ وهو السَّخْرُنج؛ وأَنشد:
عليه دِماءُ البُدْنِ كالشَّقِرات
ابن الأَعرابي: الشُّقَرُ الدِّيكُ.
خطب: الخَطْبُ: الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ، صَغُر أَو عَظُم؛ وقيل: هو
سَبَبُ الأَمـْر. يقال: ما خَطْبُك؟ أَي ما أَمرُكَ؟ وتقول: هذا خَطْبٌ
جليلٌ، وخَطْبٌ يَسير. والخَطْبُ: الأمر الذي تَقَع فيه المخاطَبة، والشأْنُ والحالُ؛ ومنه قولهم: جَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُم الأَمرُ والشأْن. وفي حديث عمر، وقد أَفْطَروا في يومِ غيمٍ من رمضان، فقال: الخَطْبُ يَسيرٌ. وفي التنزيل العزيز: قال فما خَطْبُكُم أَيـُّها الـمُرسْلون؟ وجمعه خُطُوبٌ؛ فأَما قول الأَخطل:
كَلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلَّبةٍ، * يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدّهْرِ والخُطُبِ
إِنما أَراد الخُطوبَ، فحذفَ تخفيفاً، وقد يكونُ من باب رَهْنٍ ورُهُنٍ.
وخَطَب المرأَةَ يَخْطُبها خَطْباً وخِطْبة، بالكسر، الأَوَّل عن
اللحياني، وخِطِّيبَى؛ وقال الليث: الخِطِّيبَى اسمٌ؛ قال عديُّ بن زيد، يذكر قَصْدَ جَذِيمة الأَبرَشِ لخِطْبةِ الزَّبَّاءِ:
لخِطِّيبَى التي غَدَرَتْ وخانَتْ، * وهنّ ذَواتُ غائلةٍ لُحِينا
قال أَبو منصور: وهذا خطاٌ مَحْضٌ، وخِطِّيبَى، ههنا، مصدرٌ
كالخِطْبَةِ، هكذا قال أَبو عبيد، والمعنى لخِطْبةِ زَبَّاءَ، وهي امرأَةٌ غَدَرَت بجَذِيمة الأَبْرَشِ حين خَطَبَها، فأَجابَتْه وخاستْ بالعهد فقَتَلَتْه.
وجَمعُ الخاطب: خُطَّاب.
الجوهري: والخَطيبُ الخاطِبُ ، والخِطِّيبَى الخُطْبة. وأَنشد بيتَ عَدِيّ بن زيد؛ وخَطَبَها واخْتَطَبَها عليه.
والخِطْبُ: الذي يَخْطُب المرأَةَ. وهي خِطْبُه التي يَخْطُبُها، والجمع أَخطابٌ؛ وكذلك خِطْبَتُه وخُطْبَتُه، الضمّ عن كُراع، وخِطِّيباهُ وخِطِّيبَتُه وهو خِطْبُها، والجمعُ كالجمع؛ وكذلك هو خِطِّيبُها، والجمع خِطِّيبون، ولا يُكَسَّر. والخِطْبُ: المرأَةُ الـمَخطوبة، كما يقال ذِبْح للمذبوحِ. وقد خَطَبها خَطْباً، كما يقال: ذَبَحَ ذَبْحاً. الفرَّاءُ في قوله تعالى: من خِطْبة النساءِ؛ الخِطْبة مصدر بمنزلة الخَطْبِ، وهو بمنزلة قولك: إِنه لحَسَن القِعْدة والجِلْسةِ. والعرب تقول: فلان خِطْبُ فُلانة إِذا كان يَخْطُبها. ويقُول الخاطِبُ: خِطْبٌ !فيقول الـمَخْطُوب إِليهم: نِكْحٌ !وهي كلمة كانتِ العرب تَتزَوَّجُ بها. وكانت امرأَةٌ من العرب
يقال لها: أُمُّ خارجِةَ، يُضْرَبُ بها الـمَثَل، فيقال: أَسْرَعُ من
نِكاحِ أُمِّ خارجة. وكان الخاطِب يقوم على باب خِبائِها فيقول: خِطْبٌ!
فتقول: نِكْحٌ !وخُطْبٌ !فيقال: نُكْحٌ! ورجلٌ خَطَّابٌ: كثير التَّصَرُّفِ في الخِطْبةِ؛ قال:
بَرَّحَ، بالعَيْنَينِ، خَطَّابُ الكُثَبْ،
يقولُ: إِني خــاطِبٌ، وقد كذَبْ،
وإِنمــــــا يخْطُبُ عُسًّا من حَلَبْ
واخْتَطَب القومُ فُلاناً إِذا دَعَوْه إِلى تَزْويجِ صاحبَتهِم. قال أَبو
زيد: إِذا دَعا أَهلُ المرأَة الرجلَ إِليها ليَخْطُبَها، فقد اخْتَطَبوا
اختطاباً؛ قال: وإِذا أَرادوا تَنْفيق أَيِّمِهم كذَبوا على رجلٍ، فقالوا:
قد خَطَبها فرَدَدْناه، فإِذا رَدَّ عنه قَوْمُه قالوا: كَذبْتُم لقد
اخْتَطَبْتُموه، فما خَطَب إِليكم.
وقوله في الحديث: نَهَى أَن يَخْطُبَ الرجلُ على خِطْبةِ أَخيهِ. قال: هو أَن يخْطُب الرجلُ المرأَةَ فَترْكَنَ إِليه ويَتَّفِقا على صَداقٍ
معلومٍ، ويَترَاضَيا، ولم يَبْقَ إِلاّ العَقْد؛ فأَما إِذا لم يتَّفِقَا ويَترَاضَيا، ولم يَرْكَنْ أَحَدُهما إِلى الآخر، فلا يُمنَع من خِطْبَتِها؛ وهو خارج عن النَّهْي. وفي الحديث: إِنَّه لحَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ أَي يجابَ إِلى خِطْبَتِه.
يقال: خَطَب فلانٌ إِلى فلانٍ فَخَطَّبَه وأَخْطَبَه أَي أَجابَه. الخِطابُ والـمُخاطَبَة: مُراجَعَة الكَلامِ، وقد خاطَبَه بالكَلامِ مُخاطَبَةً وخِطاباً، وهُما يَتخاطَبانِ.
الليث: والخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ، وخَطَب الخاطِبُ على المِنْبَر،
واخْتَطَب يَخْطُبُ خَطابَةً، واسمُ الكلامِ: الخُطْبَة؛ قال أَبو منصور:
والذي قال الليث، إِنَّ الخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ، لا يَجوزُ إِلاَّ
عَلى وَجْهٍ واحدٍ، وهو أَنَّ الخُطْبَة اسمٌ للكلام، الذي يَتَكَلَّمُ به
الخَطِيب، فيُوضَعُ موضِعَ الـمَصْدر. الجوهري: خَطَبْتُ على المِنْبَرِ خُطْبةً، بالضم، وخَطَبْتُ المرأَةَ خِطْبةً، بالكَسْرِ، واخْتَطَبَ
فيهما. قال ثعْلب: خَطَب على القوْم خُطْبةً، فَجَعَلَها مصدراً؛ قال ابن سيده: ولا أَدْرِي كيف ذلك، إِلاَّ أَن يكونَ وَضَعَ الاسْمَ مَوْضِعَ الـمَصْدر؛ وذهب أَبو إِسْحق إِلى أَنَّ الخُطْبَة عندَ العَرَب: الكلامُ الـمَنْثُورُ الـمُسَجَّع، ونحوُه. التهذيب: والخُطْبَة، مثلُ الرِّسَالَةِ، التي لَها أَوّلٌ وآخِرٌ. قال: وسمعتُ بعضَ العَرَب يقولُ: اللهم ارْفَعْ عَنَّا هذه الضُّغْطة، كأَنه ذَهَب إِلى أَنَّ لها مُدَّة وغايةً، أَوّلاً وآخراً؛ ولو أَراد مَرَّة لَقال ضَغْطَة؛ ولو أَرادَ الفعلَ لَقالَ
الضِّغْطَة، مثلَ المِشْيَةِ. قال وسمعتُ آخَرَ يقولُ: اللهم غَلَبَني فُلانٌ على قُطْعةٍ من الأَرض؛ يريدُ أَرضاً مَفْرُوزة.
ورَجُلٌ خَطِيبٌ: حَسَن الخُطْبَة، وجَمْع الخَطِيب خُطَباءُ.
وخَطُبَ، بالضم، خَطابَةً، بالفَتْح: صار خَطِيباً. وفي حديث الحَجّاج: أَمِنْ أَهْلِ الـمَحاشِد والـمَخاطِبِ؟ أَراد بالـمَخَاطب: الخُطَبَ، جمعٌ على غيرِ قياسٍ، كالـمَشَابِهِ والـمَلامِحِ؛ وقيل: هو جَمْع مَخْطَبة، والـمَخْطَبة: الخُطْبَة؛ والـمُخاطَبَة، مُفاعَلَة، من الخِطاب والـمُشاوَرَة، أَراد: أَنـْتَ من الذينَ يَخْطُبون الناسَ، ويَحُثُّونَهُم على الخُروجِ، والاجْتِمَاعِ لِلْفِتَنِ. التهذيب: قال بعض المفسرين في قوله تعالى: وفَصْلَ الخِطابِ؛ قال: هو أَن يَحْكُم بالبَيِّنة أَو اليَمِين؛ وقيل: معناه أَن يَفْصِلَ بينَ الحَقِّ والبَاطِل، ويُمَيِّزَ بيْن الحُكْمِ وضِدِّهِ؛ وقيلَ فصلُ الخِطَاب أَمـّا بَعْدُ؛ وداودُ، عليه السلام، أَوَّلُ من قال: أَمـَّا بَعْدُ؛ وقيل: فَصلُ الخِطاب الفِقْهُ في القَضَاءِ. وقال أَبو العباس: معنى أَمـَّا بعدُ، أَمـَّا بَعْدَ ما مَضَى من الكَلامِ، فهو كذا وكذا.
والخُطْبَةُ: لَوْنٌ يَضْرِب إِلى الكُدْرَةِ، مُشْرَبٌ
حُمْرةً في صُفْرةٍ، كَلَوْنِ الحَنْظَلَة الخَطْبَاءِ، قبلَ أَن تَيْبَسَ، وكَلَوْنِ
بَعضِ حُمُرِ الوَحْشِ. والخُطْبَةُ: الخُضْرَةُ، وقيل: غُبْرَة تَرْهَقُها
خُضْرَة، والفعلُ من كلِّ ذلك: خَطِبَ خَطَباً، وهو أَخْطَب؛ وقيلَ:
الأَخْطَبُ الأَخْضَرُ يُخالِطُه سَوَادٌ.
وأَخْطَبَ الحَنْظَل: اصْفَرَّ أَي صَار خُطْبَاناً، وهو أَن يَصْفَرَّ،
وتصير فيه خُطوطٌ خُضْرٌ.
وحَنْطَلةٌ خَطْباءُ: صفراءُ فيها خُطوطٌ خُضْرٌ، وهي الخُطْبانةُ،
وجمعها خُطْبانٌ وخِطْبانٌ، الأَخيرة نادرة. وقد أَخْطَبَ الحَنْظَل وكذلك الحِنْطة إِذا لَوَّنَتْ والخُطْبانُ: نِبْتةٌ في آخرِ الحشِيشِ، كأَنها الهِلْيَوْنُ، أَوأَذْناب الحَيَّاتِ، أَطْرافُها رِقَاقٌ تُشْبه البَنَفْسَج، أَو هو أَشدُّ منه سَواداً، وما دون ذلك أَخْضَرُ، وما دون ذلك إِلى أُصُولِها أَبيضُ، وهي شديدةُ الـمَرارةِ.
وأَوْرَقُ خُطْبانِيٌّ: بالَغُوا به، كما قالوا أَرْمَكُ رادِنِيٌّ.
والأَخْطَبُ: الــشِّقِرَّاقُ، وقيل الصُّرَدُ، لأَنّ فيهما سَواداً وبَياضاً؛ وينشد:
ولا أَنْثَنِي، مِن طِيرَةٍ، عن مَرِيرَةٍ، * إِذا الأَخْطَبُ الداعِي، على الدَّوْحِ صَرْصَرَا
ورأَيت في نسخةٍ من الصحاح حاشيةً: الــشِّقِرّاقُ بالفارسِيَّة،
كأَسْكِينَهْ. وقد قالوا للصَّقْرِ: أَخْطَبُ؛ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهذلي:
ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ، حينَ يَلُفُّهم، * كما لَفَّ، صِرْدانَ الصَّريمةِ، أَخْطَبُ
وقيل لليَدِ عند نُضُوِّ سوادها من الحِنَّاءِ: خَطْباءُ، ويقال ذلك في
الشَّعَرِ أَيضاً. والأَخْطَب: الحِمارُ تَعْلُوه خُضْرَة. أَبو عبيد: من
حُمُرِ الوَحْشِ الخَطْباءُ، وهي الأَتانُ التي لها خَطٌّ أَسودُ على
مَتْنِها، والذكَر أَخْطَبُ؛ وناقةٌ خَطْباءُ: بَيِّنة الخَطَبِ؛ قال الزَّفَيانُ:
وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ، * خَطْباءُ وَرْقاءُ السَّراةِ، عَوْهَقُ
وأَخْطَبانُ: اسم طائرٍ، سُمِّي بذلك لِخُطْبةٍ في جَناحَيْه، وهي
الخُضْرَة.
ويدٌ خَطْباءُ: نَصَل سَوادُ خِضابِها من الحِنّاءِ؛ قال:
أَذَكرْت مَيَّةَ، إِذْ لَها إِتْبُ، * وجَدائِلٌ، وأَنامِلٌ خُطْبُ
وقد يقال في الشَّعَر والشَّفَتَيْن.
وأَخْطَبَكَ الصَّيْدُ: أَمْكَنَكَ ودَنا منكَ. ويقال: أَخْطَبَكَ الصَّيْدُ فارْمِه أَي أَمـْكَنَكَ، فهو مُخْطِبٌ.
والخَطَّابِيَّة: من الرافِضةِ، يُنْسَبون إِلى أَبي الخَطَّابِ، وكان
يَأْمـُر أَصحابَه أَن يَشهدوا، على مَنْ خالَفَهم، بالزُّورِ.
عرقب: العُرْقُوب: العَصَبُ الغليظُ، الـمُوَتَّرُ، فوق عَقِبِ
الإِنسان. وعُرْقُوبُ الدابة في رجلها، بمنزلة الرُّكْبة في يدها؛ قال أَبو دُواد:
حَديدُ الطَّرْفِ والـمَنْكِـ * ـبِ والعُرْقُوب والقَلْبِ
قال الأَصمعي: وكل ذي أَربع، عُرْقُوباه في رجليه، ورُكبتاه في يديه.
والعُرْقُوبانِ من الفرس: ما ضَمَّ مُلْتَقَى الوَظِـيفَين والساقَيْن من
مآخِرِهما، من العَصَب؛ وهو من الإِنسان، ما ضَمَّ أَسفَل الساقِ
والقَدَم.وعَرْقَبَ الدابة: قَطَعَ عُرْقُوبَها. وتَعَرْقَبَها: ركبها من
خَلْفها.الأَزهري: العُرْقُوب عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَلْفَ الكعبين، ومنه قول النبي، صلى اللّه عليه وسلم: ويْلٌ للعَراقِـيبِ من النارِ، يعني في الوُضوءِ.
وفي حديث القاسم، كان يقول للجَزَّارِ: لا تُعَرْقِبْها أَي لا تَقْطَعْ
عُرْقُوبَها، وهو الوَتَرُ الذي خَلْفَ الكعبين مِن مَفْصِل القدم
والساق، من ذوات الأَربع؛ وهو من الإِنسان فُوَيْقَ العَقِب. وعُرْقُوبُ القَطا: ساقُها، وهو مما يُبالَغُ به في القِصَر، فيقال: يومٌ أَقْصَرُ من عُرقُوبِ القَطا؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانيُّ:
ونَبْلِـي وفُقَاها كــ * ـعَراقِـيبِ قَطاً طُحْلِ
قال ابن بري: ذكر أَبو سعيد السيرافيّ، في أَخبار النحويين، أَن هذا البيت لامرئِ القيس بن عابس؛ وذَكَر قبله أَبياتاً وهي:
أَيا تَمْلِكُ يا تَمْلِـي! * ذَريني وذَري عَذْلي،
ذَريني وسِلاحي، ثُم * شُدِّي الكَفَّ بالعُزلِ،
ونَبْلِـي وفُقاها كــ * ـعَراقيبِ قَطاً طُحْلِ،
وثَوْبايَ جَديدانِ، * وأُرخي شَرَكَ النَّعْلِ،
ومني نظْرَةٌ خَلْفي، * ومِنِّي نَظْرةٌ قَبْلي،
فإِمَّـا مِتُّ يا تَمْلِـي، * فَمُوتِـي حُرَّةً مِثْلي
وزاد في هذه الأَبيات غيره:
وقد أَخْتَلِسُ الضَّرْبَـ * ـةَ، لا يَدْمَى لها نَصْلي
وقد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَـ * ـةَ، تَنْفي سَنَنَ الرِّجْلِ
كَجَيْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْها * ءِ، رِيعَتْ وهي تَسْتَفْلِـي
قال: والذي ذكره السيرافيّ في تاريخ النحويين: سَنَنَ الرِّجْل،
بالراءِ، قال: ومعناه أَن الدم يسيل على رِجْله، فيُخْفِـي آثارَ
وَطْئِها.وعُرْقُوبُ الوادِي: ما انْحَنَى منه والتَوَى، والعُرْقُوبُ مِن
الوادي: موضع فيه انْحِناءٌ والتِواءٌ شديدٌ. والعُرْقُوب: طَريقٌ في الجَبل؛ قال الفراء: يُقال ما أَكْثَرَ عَراقيبَ هذا الجبل، وهي الطُّرُقُ الضَّيِّقةُ في مَتْنِه؛ قال الشاعر:
ومَخُوفٍ، من المناهِلِ، وَحْشٍ * ذِي عَراقيبَ، آجِنٍ مِدْفانِ
والعُرْقُوبُ: طريقٌ ضَيّقٌ يكون في الوَادي البعيدِ القَعْرِ، لا
يَمْشِـي فيه إِلا واحدٌ. أَبو خَيْرة: العُرْقُوبُ والعَراقِـيبُ، خَياشيم
الجبالِ وأَطرافُها، وهي أَبْعدُ الطُّرق، لأَنك تَتَّبِـع أَسْهَلَها أَيْنَ كان. وتَعَرقَبْتُ إِذا أَخَذْتَ في تلك الطُّرُق. وتَعَرْقَبَ لخَصْمِه إِذا أَخَذَ في طَريق تَخْفى عليه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
إِذا حَبَا قُفٌّ له تَعَرْقَبا
معناه: أَخَذَ في آخَرَ، أَسْهَلَ منه؛ وأَنشد:
إِذا مَنْطِقٌ زَلَّ عن صاحِـبي، * تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذا مُعْتَقَبْ
أَي أَخَذْتُ في مَنْطِقٍ آخَرَ أَسْهَلَ منه. ويُرْوَى تَعَقَّبْتُ.
وعَراقيبُ الأُمور، وعَراقيلُها: عظامُها، وصعابُها، وعَصاويدُها، وما دَخَلَ من اللَّبْس فيها، واحدُها عُرْقُوب.
وفي المثل: الشَّرُّ أَلْجأَهُ إِلى مُخِّ العُرْقُوبِ. وقالوا: شَرٌّ ما أَجاءَك إِلى مُخَّة عُرْقُوبٍ؛ يُضْرَبُ هذا، عند طَلبِكَ إِلى اللَّئِـيم، أَعْطاكَ أَو مَنَعك. وفي النوادر: عَرْقَبْتُ للبعير، وعَلَّيْتُ له إِذا أَعَنْتَه بِرَفْعٍ. ويُقال: عَرْقِبْ لبعيرِك أَي ارْفَعْ بعُرْقُوبِه حتى يقُومَ.
والعَرَبُ تسمي الــشِّقِرَّاقَ: طَيْرَ العَراقيبِ، وهم يَتَشاءَمون به، ومنه قول الشاعر:
إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنِـيهِ، ابنَ مُدْرِكٍ، * فلاقَيْتِ مِن طَيرِ العَراقيبِ أَخْيَلا
وتقول العربُ إِذا وقَعَ الأَخْيَلُ على البَعِـير: لَيُكْسَفَنَّ عُرْقوباه.
أَبو عمرو: تقول إِذا أَعْياكَ غَريمُكَ فَعَرْقِبْ أَي احْتَلْ؛ ومنه قول الشاعر:
ولا يُعْيِـيكَ عُرْقُوبٌ لِوَأْيٍ، * إِذا لم يُعْطِكَ، النَّصَفَ، الخَصِـيمُ
ومن أَمثالهم في خُلْفِ الوَعْدِ: مواعِـيدُ عُرْقوب. وعُرْقُوبٌ: اسم
رجل من العَمالِقة؛ قيل هو عُرْقُوبُ بن مَعْبَدٍ، كان أَكذبَ أَهل زمانه؛ ضَرَبَتْ به العَرَبُ الـمَثَلَ في الخُلْف، فقالوا: مَواعِـيدُ
عُرْقوبٍ. وذلك أَنه أَتاه أَخٌ له يسأَله شيئاً، فقال له عُرْقوبٌ: إِذا
أَطْلَعَتْ هذه النخلةُ، فلكَ طَلْعُها؛ فلما أَطْلَعَتْ، أَتاه للعِدَةِ، فقال
له: دَعْها حتى تصيرَ بَلَحاً، فلما أَبْلَحَتْ قال: دَعْها حتى تَصيرَ
زَهْواً، فلما أَبْسَرَتْ قال: دَعْها حتى تَصير رُطَباً، فلما أَرْطَبَتْ قال: دَعْها حتى تصير تمراً، فلما أَتْمَرَتْ عَمدَ إِليها عُرْقُوبٌ
من الليل، فَجَدَّها، ولم يُعْطِ أَخاه منه شيئاً، فصارت مَثَلاً في
إِخْلاف الوعد؛ وفيه يقول الأَشْجَعي:
وعَدْتَ، وكان الخُلْفُ منكَ سَجِـيَّةً، * مَواعيدَ عُرْقُوبٍ أَخاه بيَتْرَبِ
بالتاءِ، وهي باليمامة؛ ويروى بيَثْرِبِ وهي المدينة نَفسُها؛
والأَوَّلُ أَصَحّ، وبه فُسِّر قول كعب بن زهير:
كانتْ مَواعِـيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً، * وما مَواعِـيدُها إِلاَّ الأَباطيلُ
وعُرْقُوبٌ: فرس زيدِ الفَوارِسِ الضَّبِّـيِّ.
طمر: طَمَرَ البئرَ طَمْراً: دفَنها. وطَمرَ نَفْسه وطَمَرَ الشيء:
خَبَأَه لا يُدْرى. وأَطْمَرَ الفرسُ غُرْمولَه في الحِجْر: أَوْعَبَه. قال
الأَزهري: سمعت عُقَيلِيّاً يقول لَفَحل ضرب ناقة: قد طَمَرَها، وإِنه
لكثيرُ الطُّمُور، وكذلك الرجل إِذا وُصِفَ بكثرة الجماع يقال إِنه لكثيرُ
الطُّمُور. والمَطْمُورةُ: حفيرةٌ تحت الأَرض أَو مكانٌ تحت الأَرض قد
هُيِّئَ خَفيّاً يُطْمَرُ فيها الطعامُ والمالُ أَي يُخْبأُ، وقد طَمَرتْها
أَي مَلأْتها. غيره: والمطَامِيرُ حُفَرٌ تُحْفر في الأَرض تُوسّع
أَسافِلُها تُخْبأُ فيها الحبوبُ. وطَمَرَ يَطْمِر طَمْراً وطُمُوراً
وطَمَرَاناً: وَثَبَ؛ قال بعضهم: هو الوُثُوب إِلى أَسفل، وقيل: الطُّمورُ شبْهُ
الوثوب في السماء؛ قال أَبو كبير يمدح تأَبط شرّاً:
وإِذا قَذَفْتَ له الحصاة رأَيتَه،
يَنْزُو، لِوَقْعَتِها، طُمُورَ الأَخْيَلِ
وطَمَرَ في الأَرض طُمُوراً: ذَهَبَ. وطَمَرَ إِذا تَغيّبَ واستخفى؛
وطَمَرَ الفرسُ والأَخْيَل يَطْمِرُ في طيرَانه.
وقالوا: هو طامِرُ بنُ طامر للبعيد، وقيل: هو الذي لايُعْرفُ ولا يُعْرف
أَبوه ولم يُدْرَ مَن هو. ويقال للبرغوث: طَامِر بن طامِر؛ معرفة عند
أَبي الحسن الأَخفش. الطامِرُ: البرغوث، والطوامرُ: البراغيث. وطمَرَ إِذا
عَلا، وطَمَر إِذا سَفَل. والمَطْمُور: العالي والمَطْمُورُ:
الأَسْفَلُ.وطَمَارِ وطَمَارُ: اسمٌ للمكان المرتفع؛ يقال: انْصَبَّ عليهم فلانٌ من
طَمَارِ مثال قَطَامِ، وهو المكانُ العالي؛ قال سليم بن سلام الحنفي:
فإِن كُنْتِ لا تَدْرِينَ ما الموتُ، فانْظُرِي
إِلى هانئٍ في السُّوق وابنِ عقيلِ
إِلى بَطَلٍ قد عَقَّر السيفُ وجْهَه،
وآخَرَ، يَهْوِي مِنْ طَمَارِ، قَتِيلِ
قال: ويُنْشدُ من طَمَارَ ومن طَمَارِ، بفتح الراء وكسرها، مُجرًى وغير
مُجْرًى. ويُروى: قد كَدَّحَ السيفُ وجهَه. وكان عُبَيد الله بن زياد قد
قَتَل مُسْلَم بنَ عقيل بن أَبي طالب وهانئ بن عروة المُرَاديّ ورمَى به
من أَعلى القصر فوقَع في السُّوق، وكان مسلم بن عقيل قد نَزل عند هانئ
بن عروة، وأَخْفَى أَمْرَه عن عبيدالله بن زياد، ثم وقف عبيدالله على ما
أَخفاه هانئ، فأَرْسل إِلى هانئ فأَحْضره وأَرسل إِلى داره من يأْتيه
بمسلم بن عقيل، فلما أَتَوْه قَاتَلَهم حتى قُتِل ثم قَتَل عبيدُ الله
هانئاً لإِجارتِه له. وفي حديث مُطَرّف: من نامَ تحتَ صَدَفٍ مائلٍ وهو
يَنْوِي التوكُّل فَلْيَرْمِ نفْسه من طَمَارِ؛ هو الموضع العالي، وقيل: هو
اسم جبل، أَي لا ينبغي أَن يُعَرِّضَ نفسَه للمهالك ويقول قد تَوَكّلْت.
والطُّمَّرُ والطِّمَّوْرُ: الأَصل. يقال: لأَرُدّنّه إِلى طُمَّرِه أَي
إِلى أَصله. وجاء فلان على مِطْمار أَبيه أَي جاء يُشْبهه في خَلْقِه
وخُلُقِه؛ قال أَبو وَجْزة يمدح رجلاً:
يَسْعَى مَساعِيَ آباءٍ سَلَفَتْ،
مِنْ آلِ قير على مِطْمارِهمْ طَمَرُوا
(* قوله: «من آل قير» كذا في الأصل).
وقال نافع بن أَبي نعيم: كنت أَقول لابن دَأْب إِذا حدَّث: أَقِم
المِطْمَرَ أَي قَوِّم الحديثَ ونَقِّح أَلفاظَه واصْدُقْ فيه، وهو بكسر الميم
الأُولى وفتح الثانية، الخَيْطُ الذي يُقَوَّم عليه البناءُ. وقال
اللحياني: وقع فلان في بنات طَمَارِ مَبنية أَي في داهية، وقيل: إِذا وقع في
بَليَّة وشِدَّة. وفي حديث الحساب يوم القيامة: فيقول العبد عندي العَظائمُ
المُطَمَّراتُ؛ أَي المخبّآتُ من الذنوب والأُمورُ المُطَمِّراتُ،
بالكسر: المُهْلِكاتُ، وهو من طَمَرت الشيءَ إِذا أَخْفَيْتَه، ومنه
المَطْمورةُ الحَبْسُ.
وطَمِرَت يَدُه: وَرِمَت.
والطِّمِرُّ، بتشديد الراء، والطِّمْرِيرُ والطُّمْرورُ: الفرسُ
الجَوادُ، وقيل: المُشَمَّر الخَلْق، وقيل: هو المستفزُّ للوَثْبِ والعَدْوِ،
وقيل: هو الطويل القوائم الخفيف، وقيل: المستعدُّ للعَدْوِ، والأُنثى
طِمِرَّةٌ؛ وقد يستعار للأَتان؛ قال:
كأَنّ الطِّمِرّةَ ذاتَ الطِّمَا
ح منها، لِضَبْرتِه، في عِقَال
يقول: كأَنَّ الأَتانَ الطِّمِرّة الشديدةَ العَدْوِ إِذا ضَبَرَ هذا
الفرسُ ورآها معقولةٌ حتى يُدْرِكها. قال السيرافي: الطِّمِرُّ مشتقّ من
الطُّمُور، وهو الوَثْب، وإِنما يعني بذلك سرعته. والطِّمِرَّة منَ الخيل:
المُشْرفةُ؛ وقول كعب بن زهير:
سَمْحَج سَمْحة القوائم حَقْبا
ء من الجُونِ، طُمِّرَتْ تَطْمِيرا
قال: أَي وُثِّقَ خَلْقُها وأُدْمِج كأَنها طُوِيَتْ طَيَّ الطَّوامِير.
والطُّمْرور: الذي لا يملك شيئاً، لغة في الطُّمُلولِ.
والطِّمْرُ: الثوب الخلَقُ، وخص ابن الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من
غير الصُّوف، والجمع أَطْمارٌ؛ قال سيبويه: لم يجاوِزُوا به هذا البناء؛
أَنشد ثعلب:
تحسَبُ أَطْمارِي عليَّ جُلَبا
والطُّمْرورُ: كالطِّمْر. وفي الحديث: رُبَّ ذِي طِمْرَين لا يُؤْبَهُ
له، لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرّه؛ يقول: رُبَّ ذِي خَلَقَين أَطاعَ الله
حتى لو سأَل الله تعالى أَجابه.
والمِطْمَرُ: الزِّيجُ الذي يكون مع البَنَّائين.
والمِطْمَرُ والمِطْمارُ: الخيط الذي يُقدِّر به البَنّاء البِناءَ،
يقال له التَّرْقال بالفارسية. والطُّومارُ: واحدُ المَطامِير
(* قوله:
«والطومار واحد المطامير» هكذا في الأَصل والمناسب أَن تقول والمطمار واحد
المطامير أو يقول والطومار واحد الطوامير).
ابن سيده: الطامُورُ والطُّومارُ الصحيفةُ، قيل: هو دَخِيل، قال: وأُراه
عربيّاً محضاً لأَن سيبويه قد اعتدّ به في الأَبنية فقال: هو ملحق
بفُسْطاط، وابن كانت الواو بعد الضمة، فإِنما كان ذلك لأَن موضع المدّ إِنما
هو قُبَيل الطرَف مُجاوِراً له، كأَلِفِ عِمادٍ وياء عَمِيد وواو عَمُود،
فأَما واوُ طُومار فليست للمدّ لأَنها لم تُجاوِر الطرَف، فلما تقدمت
الواو فيه ولم تجاور طرفه قال: إِنه مُلْحق، فلو بَنَيْتَ على هذا من سأَلت
مثلَ طُومار ودِيماسٍ لَقُلْت سُوآل وسِيآل، فإِن خَفَّفْتَ الهمزة
أَلقيت حركتها على الحرف الذي قبلها، ولم تخش ذلك فقلت سُوَال وسِيَال، ولم
تُجْرِهما مُجْرى واو مَقْرُوءة وياء خَطِيئة في إِبدالك الهمزة بعدهما
إِلى لفظهما وإِدغامك إِيَّاهما فيهما، في نحو مَقْرُوّة وخَطِيّة، فلذلك لم
يُقَلْ سُوّال ولا سِيّال أَعْنِي لتقدُّمِها وبُعْدها على الطَّرفِ
ومشابهةِ حرف المد.
والطُّمْرُورُ: الــشِّقْراق. ومَطامِيرُ: فرسُ القَعْقاع ابن شَوْرٍ.
خيل: خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً
وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ
يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر،
فإِن ابتدأْت بها أَعْمَلْت، وإِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بالخيار بين
الإِعمال والإِلغاء؛ قال جرير في الإِلغاء:
أَبِالأَراجيز يا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُني،
وفي الأَراجيز، خِلْتُ، اللؤْمُ والخَوَرُ
قال ابن بري: ومثله في الإِلغاء للأَعشى:
وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّة،
عِرَاض المَذَاكي المُسْنِفاتِ القَلائصا
وفي الحديث: ما إِخالُك سَرَقْت أَي ما أَظنك؛ وتقول في مستقبله:
إِخالُ، بكسر الأَلف، وهو الأَفصح، وبنو أَسد يقولون أَخال، بالفتح، وهو
القياس، والكسر أَكثر استعمالاً. التهذيب: تقول خِلْتُه زيداً إِخَاله وأَخَاله
خيْلاناً، وقيل في المثل: من يَشْبَعْ يَخَلْ، وكلام العرب: من يَسْمَعْ
يَخَلْ؛ قال أَبو عبيد: ومعناه من يسمع أَخبار الناس ومعايبهم يقع في
نفسه عليهم المكروه، ومعناه أَن المجانبة للناس أَسلم، وقال ابن هانئ في
قولهم من يسمع يَخَلْ: يقال ذلك عند تحقيق الظن، ويَخَلْ مشتق من تَخَيَّل
إِلى. وفي حديث طهفة: نسْتَحِيل الجَهَام ونَستَخِيل الرِّهام؛ واستحال
الجَهَام أَي نظر إِليه هل يَحُول أَي يتحرك. واستخلت الرِّهَام إِذا
نظرت إِليها فخِلْتَها ماطرة. وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه
وتفرَّسه. وخَيَّل عليه: شَبَّه. وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا
يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل. وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل. وفلان يَمْضي
على المُخَيَّل أَي على ما خَيَّلت أَي ما شبهت يعني على غَرَر من غير
يقين، وقد يأْتي خِلْتُ بمعنى عَلِمت؛ قال ابن أَحمر:
ولَرُبَّ مِثْلِك قد رَشَدْتُ بغَيِّه،
وإِخالُ صاحبَ غَيِّه لم يَرْشُد
قال ابن حبيب: إِخالُ هنا أَعلم. وخَيَّل عليه تخييلاً: وَجَّه
التُّهمَة إِليه.
والخالُ: الغَيْم؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
باتت تَشِيم بذي هرون من حَضَنٍ
خالاً يُضِيء، إِذا ما مُزْنه ركَدَا
والسحابة المُخَيِّل والمُخَيِّلة والمُخِيلة: التي إِذا رأَيتها
حَسِبْتها ماطرة، وفي التهذيب: المَخِيلة، بفتح الميم، السحابة، وجمعها
مَخايِل، وقد يقال للسحاب الخالُ، فإِذا أَرادوا أَن السماء قد تَغَيَّمت قالوا
قد أَخالَتْ، فهي مُخِيلة، بضم الميم، وإِذا أَرادوا السحابة نفسها قالوا
هذه مَخِيلة، بالفتح. وقد أَخْيَلْنا وأَخْيَلَتِ السماءُ وخَيَّلَتْ
وتَخَيَّلَتْ: تهيَّأَت للمطر فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، فإِذا وقع المطر ذهب
اسم التَّخَيُّل. وأَخَلْنا وأَخْيَلْنا: شِمْنا سَحابة مُخِيلة.
وتَخَيَّلَتِ السماءُ أَي تَغَيَّمَت. التهذيب: يقال خَيَّلَتِ السحابةُ إِذا
أَغامتْ ولم تُمْطِر. وكلُّ شيء كان خَلِيقاً فهو مَخِيلٌ؛ يقال: إِن فلاناً
لمَخِيل للخير. ابن السكيت: خَيَّلَت السماءُ للمطر وما أَحسن مَخِيلتها
وخالها أَي خَلاقَتها للمطر. وقد أَخالتِ السحابةُ وأَخْيَلَتْ وخايَلَتْ
إِذا كانت تُرْجى للمطر. وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها إِذا
رأَيتها مُخِيلة للمطر. والسحابة المُخْتالة: كالمُخِيلة؛ قال كُثَيِّر بن
مُزَرِّد:
كاللامعات في الكِفاف المُخْتال
والخالُ: سحاب لا يُخُلِف مَطَرُه؛ قال:
مثل سحاب الخال سَحّاً مَطَرُه
وقال صَخْر الغَيّ:
يُرَفِّع للخال رَيْطاً كَثِيفا
وقيل: الخالُ السحاب الذي إِذا رأَيته حسبته ماطراً ولا مَطَر فيه. وقول
طَهْفة: تَسْتخيل الجَهام؛ هو نستفعل من خِلْت أَي ظننت أَي نظُنُّه
خَلِيقاً بالمَطَر، وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها. التهذيب: والخالُ
خالُ السحابة إِذا رأَيتها ماطرة. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان إِذا
رأَى في السماء اخْتِيالاً تغيَّر لونُه؛ الاخْتِيال: أَن يُخال فيها
المَطَر، وفي رواية: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا رأَى مَخِيلة
أَقْبَل وأَدْبَر وتغير؛ قالت عائشة: فذكرت ذلك له فقال: وما يدرينا؟
لعله كما ذكر الله: فلما رَأَوْه عارضاً مُسْتقبل أَودِيَتهم قالوا هذا
عارض مُمْطِرنا، بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم. قال ابن
الأَثير: المَخِيلة موضع الخَيْل وهو الظَّنُّ كالمَظِنَّة وهي السحابة الخليقة
بالمطر، قال: ويجوز أَن تكون مُسَمَّاة بالمَخِيلة التي هي مصدر
كالمَحْسِبة من الحَسْب. والخالُ: البَرْقُ، حكاه أَبو زياد ورَدَّه عليه أَبو
حنيفة. وأَخالتِ الناقة إِذا كان في ضَرْعها لَبَن؛ قال ابن سيده: وأُراه
على التشبيه بالسحابة. والخالُ: الرَّجل السَّمْح يُشَبَّه بالغَيْم حين
يَبْرُق، وفي التهذيب: تشبيهاً بالخال وهو السحاب الماطر. والخالُ
والخَيْل والخُيَلاء والخِيَلاء والأَخْيَل والخَيْلة والمَخِيلة، كُلُّه:
الكِبْر. وقد اخْتالَ وهو ذو خُيَلاءَ وذو خالٍ وذو مَخِيلة أَي ذو كِبْر. وفي
حديث ابن عباس: كُلْ ما شِئْت والْبَسْ ما شِئْت ما أَخطأَتك خَلَّتانِ:
سَرَفٌ ومَخِيلة. وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل: البِرُّ أَبْقى لا
الخال. يقال: هو ذو خالٍ أَي ذو كِبر؛ قال العجاج:
والخالُ ثوبٌ من ثياب الجُهَّال،
والدَّهْر فيه غَفْلة للغُفَّال
قال أَبو منصور: وكأَن الليث جعل الخالَ هنا ثوباً وإِنما هو الكِبْر.
وفي التنزيل العزيز: إِن الله لا يُحِبُّ كل مُخْتالٍ فَخُور؛ فالمُخْتال:
المتكبر؛ قال أَبو إِسحق: المُخْتال الصَّلِف المُتَباهي الجَهُول الذي
يَأْنَف من ذوي قَرابته إِذا كانوا فقراء، ومن جِيرانه إِذا كانو كذلك،
ولا يُحْسن عِشْرَتَهم ويقال: هو ذو خَيْلة أَيضاً؛ قال الراجز:
يَمْشي من الخَيْلة يَوْم الوِرْد
بَغْياً، كما يَمْشي وَليُّ العَهْد
وفي الحديث: من جَرّ ثوبه خُيَلاءَ لم ينظر الله إِليه؛ الخُيَلاء
والخِيَلاء، بالضم والكسر: الكِبْر والعُجْب، وقد اخْتال فهو مُخْتال. وفي
الحديث: من الخُيَلاء ما يُحِبُّه الله في الصَّدقة وفي الحَرْب، أَما
الصدقة فإِنه تَهُزُّه أَرْيَحِيَّة السخاء فيُعْطِيها طَيِّبةً بها نفسُه ولا
يَسْتَكثر كثيراً ولا يُعْطي منها شيئاً إِلا وهو له مُسْتَقِلّ، وأَما
الحرب فإِنه يتقدم فيها بنَشاط وقُوَّة ونَخْوة وجَنان؛ ومنه الحديث: بئس
العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واخْتال هو تَفَعَّل وافْتَعَل منه. ورَجُلٌ
خالٌ أَي مُخْتال؛ ومنه قوله:
إِذا تَحَرَّدَ لا خالٌ ولا بَخِل
قال ابن سيده: ورجلٌ خالٌ وخائِلٌ وخالٍ، على القَلْب، ومُخْتالٌ
وأُخائِلٌ ذو خُيَلاء مُعْجب بنفسه، ولا نظير له من الصفات إِلا رجل أُدابِرٌ
لا يَقْبل قول أَحد ولا يَلْوي على شيء، وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه
يَقْطَعُها، وقد تَخَيَّل وتَخايَل، وقد خالَ الرجلُ، فهو خائل؛ قال
الشاعر:فإِن كنتَ سَيِّدَنا سُدْتَنا،
وإِن كُنْتَ للخالِ فاذْهَب فَخَلْ
وجمع الخائل خالةٌ مثل بائع وباعةٍ؛ قال ابن بري: ومثله سائق وساقة
وحائك وحاكة، قال: وروي البيت فاذهب فخُلْ، بضم الخاء، لأَن فعله خال يخول،
قال: وكان حقه أَن يُذكر في خول، وقد ذكرناه نحن هناك؛ قال ابن بري:
وإِنما ذكره الجوهري هنا لقولهم الخُيَلاء، قال: وقياسه الخُوَلاء وإِنما قلبت
الواو فيه ياء حملاً على الاخْتِيال كما قالوا مَشِيبٌ حيث قالوا شِيبَ
فأَتبعوه مَشِيباً، قال: والشاعر رجل من عبد
القيس؛ قال: وقال الجُمَيْح بن الطَّمَّاح الأَسدي في الخال بمعنى
الاختيال:
ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها،
وفَقَدْتُ راحِيَ في الشباب وخالي
التهذيب: ويقال للرجل المختال خائل، وجمعه خالة؛ ومنه قول الشاعر:
أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبه،
وقد بَرِئْتُ فما بالنَّفْسِ من قَلَبه
(* قوله «الخلبة» قال شارح القاموس: يروى بالتحريك جمع خالب وقد أورده
الجوهري في خلب شاهداً على أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة).
أَراد بالخالة جمع الخائل وهو المُخْتال الشابُّ. والأَخْيَل:
الخُيَلاء؛ قال:
له بعد إِدلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَل
واخْتالَت الأَرضُ بالنبات: ازْدانَتْ. ووَجَدْت أَرضاً مُتَخَيِّلة
ومُتَخايِلة إِذا بلغ نَبْتُها المَدى وخرج زَهرُها؛ قال الشاعر:
تأَزَّر فيه النَّبْت حتى تَخَيَّلَتْ
رُباه، وحتى ما تُرى الشاء نُوَّما
وقال ابن هَرْمَة:
سَرا ثَوْبَه عنك الصِّبا المُتخايِلُ
ويقال: ورَدْنا أَرضاً مُتَخيِّلة، وقد تَخَيَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها
أَن يُرْعى. والخالُ: الثوب الذي تضعه على الميت تستره به، وقد خَيَّلَ
عليه. والخالُ: ضَرْبٌ من بُرود اليَمن المَوْشِيَّة. والخالُ: الثوب
الناعم؛ زاد الأَزهري: من ثياب اليمن؛ قال الشماخ:
وبُرْدانِ من خالٍ وسبعون درهماً،
على ذاك مقروظٌ من الجلد ماعز
والخالُ: الذي يكون في الجسد. ابن سيده: والخالُ سامَة سوداء في البدن،
وقيل: هي نُكْتة سوداء فيه، والجمع خِيلانٌ. وامرأَة خَيْلاء ورجل
أَخُيَل ومَخِيلٌ ومَخْيول ومَخُول مثل مَقُول من الخال أَي كثير الخِيلان، ولا
فِعْلَ له. ويقال لما لا شخص له شامَةٌ، وما له شخص فهو الخالُ، وتصغير
الخالِ خُيَيْلٌ فيمن قال مَخِيل ومَخْيول، وخُوَيْلٌ فيمن قال مَخُول.
وفي صفة خاتم النبوَّة: عليه خِيلانٌ؛ هو جمع خال وهي الشامَة في الجسد.
وفي حديث المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: كثير خِيلانِ الوجه.
والأَخْيَل: طائر أَخضر وعلى جناحيه لُمْعَة تخالف لونه، سُمِّي بذلك
للخِيلان، قال: ولذلك وجَّهه سيبويه على أَن أَصله الصفة ثم استعمل استعمال
الأَسماء كالأَبرق ونحوه، وقيل: الأَخْيَل الــشِّقِرَّاق وهو مشؤوم، تقول
العرب: أَسأَم من أَخْيَل؛ قال ثعلب: وهو يقع على دَبَر البعير، يقال
إِنه لا ينقُر دَبَرة بعير إِلا خزل ظَهْره، قال: وإِنما يتشاءَمون به
لذلك؛ قال الفرزدق في الأَخيل:
إِذا قَطَناً بلَّغْتِنيه، ابْنَ مُدْرِكٍ،
فلُقِّيتِ من طير اليَعاقيبِ أَخْيَلا
قال ابن بري: الذي في شعره من طير العراقيب أَي ما يُعَرْقِبُك
(* قوله
«أَي ما يعرقبك» عبارة الصاغاني في التكملة: والعراقيب ارض معروفة) يخاطب
ناقته، ويروى: إِذا قَطَنٌ أَيضاً، بالرفع والنصب، والممدوح قَطَن بن
مُدْرِك الكلابي، ومن رفع ابن جَعَله نعتاً لقَطَن، ومن نصبه جَعَله بدلاً
من الهاء في بلغتنيه أَو بدلاً من قَطَن إِذا نصبته؛ قال ومثله:
إِذا ابن موسى بلالاً بلغته
برفع ابن وبلال ونصبهما، وهو ينصرف في النكرة إِذا سَمِّيْت به، ومنهم
من لا يصرفه في المعرفة ولا في النكرة، ويجعله في الأَصل صفة من
التَّخَيُّل، ويحتج بقول حسَّان بن ثابت:
ذَرِيني وعِلْمي بالأُمور وشِيمَتي،
فما طائري فيها عليكِ بِأَخْيَلا
وقال العجاج:
إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْيَل
قال شمر: الأَخْيَل يَفِيل نصف النهار، قال الفراء: ويسمى الشاهين
الأَخْيَل، وجمعه الأَخايل؛ وأَما قوله:
ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ،
ومَعِي شَبابٌ كلهم أَخْيَل
فقد يجوز أَن يعني به هذا الطائر أَي كلهم مثل الأَخيل في خِفَّتِه
وطُموره. قال ابن سيده: وقد يكون المُخْتال، قال: ولا أَعرفه في اللغة، قال:
وقد يجوز أَن يكون التقدير كُلُّهم أَخْيَل أَي ذو اختيال.
والخَيال: خيال الطائر يرتفع في السماء فينظر إِلى ظِلِّ نفسه فيرى أَنه
صَيْدٌ فيَنْقَضُّ عليه ولا يجد شيئاً، وهو خاطف ظِلِّه.
والأَخْيَل أَيضاً؛ عِرْق الأَخْدَع؛ قال الراجز:
أَشكو إِلى الله انْثِناءَ مِحْمَلي،
وخَفَقان صُرَدِيَ وأَخْيَلي
والصُّرَدان: عِرْقان تحت اللسان.
والخالُ: كالظَّلْع والغَمْز يكون بالدابة، وقد خالَ يَخال خالاً، وهو
خائل؛ قال:
نادَى الصَّريخُ فرَدُّوا الخَيْلَ عانِيَةً،
تَشْكو الكَلال، وتشكو من أَذى الخال
وفي رواية: من حَفا الخال. والخالُ: اللِّواءُ يُعْقد للأَمير. أَبو
منصور: والخالُ اللِّواء الذي يُعْقَد لولاية والٍ، قال: ولا أُراه سُمِّي
خالاً إِلاَّ لأَنه كان يُعْقَد من برود الخال؛ قال الأَعشى:
بأَسيافنا حتى نُوَجِّه خالها
والخالُ: أَخو الأُم، ذكر في خول. والخالُ: الجَبَل الضَّخْم والبعير
الضخم، والجمع خِيلانٌ؛ قال:
ولكِنَّ خِيلاناً عليها العمائم
شَبَّههم بالإِبل في أَبدانهم وأَنه لا عقول لهم. وإِنه لمَخِيلٌ للخير
أَي خَلِيق له. وأَخالَ فيه خالاً من الخير وتَخَيَّل عليه تَخَيُّلاً،
كلاهما: اختاره وتفرَّس فيه الخير. وتَخَوَّلت فيه خالاً من الخير
وأَخَلْتُ فيه خالاً من الخير أَي رأَيت مَخِيلتَه.
وتَخَيَّل الشيءُ له: تَشَبَّه. وتَخَيَّل له أَنه كذا أَي تَشَبَّه
وتخايَل؛ يقال: تُخَيَّلته فَتَخَيَّل لي، كما تقول تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر،
وتَبَيَّنته فَتَبَيَّن، وتَحَقَّقْته فَتَحَقَّق. والخَيَال
والخَيَالة: ما تَشَبَّه لك في اليَقَظة والحُلُم من صورة؛ قال الشاعر:
فلَسْتُ بنازِلٍ إِلاَّ أَلَمَّتْ،
برَحْلي، أَو خَيالَتُها، الكَذُوب
وقيل: إِنما أَنَّث على إِرادة المرأَة. والخَيال والخَيالة: الشخص
والطَّيْف. ورأَيت خَياله وخَيالته أَي شخصه وطَلعْته من ذلك. التهذيب:
الخَيال لكل شيء تراه كالظِّل، وكذلك خَيال الإِنسان في المِرآة، وخَياله في
المنام صورة تِمْثاله، وربما مَرَّ بك الشيء شبه الظل فهو خَيال، يقال:
تَخَيَّل لي خَيالُه. الأَصمعي: الخَيال خَشَبة توضع فيلقى عليها الثوب
للغنم إِذا رآها الذئب ظن أَنه إِنسان؛ وأَنشد:
أَخٌ لا أَخا لي غيره، غير أَنني
كَراعِي الخَيال يَسْتطِيف بلا فكر
وراعِي الخَيال: هو الرَّأْل، وفي رواية: أَخي لا أَخا لي بَعْده؛ قال
ابن بري: أَنشده ابن قتيبة بلا فَكْر، بفتح الفاء، وحكي عن أَبي حاتم أَنه
قال: حدثني ابن سلام الجُمَحي عن يونس النحوي أَنه قال: يقال لي في هذا
الأَمر فَكْرٌ بمعنى تَفَكُّر. الصحاح: الخَيال خَشَبة عليها ثياب سود
تُنْصب للطير والبهائم فتظنه إِنساناً. وفي حديث عثمان: كان الحِمَى سِتَّة
أَميال فصار خَيال بكذا وخَيال بكذا، وفي رواية: خَيال بإِمَّرَةَ
وخيَال بأَسْوَدَ العَيْن؛ قال ابن الأَثير: وهما جَبَلان؛ قال الأَصمعي:
كانوا ينصِبون خَشَباً عليها ثياب سُودٌ تكن علاماتٍ لمن يراها ويعلم أَن ما
داخلها حِمىً من الأَرض، وأَصلها أَنها كانت تنصب للطير والبهائم على
المزروعات لتظنه إِنساناً ولا تسقط فيه؛ وقول الراجز:
تَخالُها طائرةً ولم تَطِرْ،
كأَنَّها خِيلانُ راع مُحْتَظِر
أَراد بالخِيلان ما يَنْصِبه الراعي عند حَظِيرة غنمه. وخَيَّل للناقة
وأَخُيَل: وَضَع لولدها خَيالاً ليَفْزَع منه الذئب فلا يَقْرَبه.
والخَيال: ما نُصِب في الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فلا تُقْرَب. وقال الليث: كل
شيء اشتبه عليك، فهو مُخيل، وقد أَخالَ؛ وأَنشد:
والصِّدْقُ أَبْلَجُ لا يُخِيل سَبِيلُه،
والصِّدْق يَعْرِفه ذوو الأَلْباب
وقد أَخالتِ الناقةُ، فهي مُخِيلة إِذا كانت حَسَنة العَطَل في ضَرْعها
لَبن. وقوله تعالى: يُخَيَّل إِليه من سحرهم أَنها تَسْعَى؛ أَي
يُشْبَّه. وخُيِّل إِليه أَنه كذا، على ما لم يُسَمَّ فاعله: من التخييل
والوَهْم. والخَيال: كِساء أَسود يُنْصَب على عود يُخَيَّل به؛ قال ابن
أَحمر:فلما تَجَلَّى ما تَجَلَّى من الدُّجى،
وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخَيَّل
والخَيْل: الفُرْسان، وفي المحكم: جماعة الأَفراس لا واحد له من لفظه؛
قال أَبو عبيدة: واحدها خائل لأَنه يَخْتال في مِشْيَتِه، قال ابن سيده:
وليس هذا بمعروف. وفي التنزيل العزيز: وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِك ورَجْلِك،
أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك. والخَيْل: الخُيول. وفي التنزيل العزيز:
والخَيْلَ والبِغال والحمير لتركبوها. وفي الحديث: يا خَيْلَ الله ارْكَبي:
قال ابن الأَثير: هذا على حذف المضاف، أَراد بافُرْسانَ خَيْلِ الله
اركبي، وهذا من أَحسن المجازات وأَلطفها؛ وقول أَبي ذؤيب:
فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما،
وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ
ثَنَّاه على قولهم هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وقوله بطل
اللِّقاء أَي عند اللقاء، والجمع أَخْيالٌ وخُيول؛ الأَول عن ابن الأَعرابي،
والأَخير أَشهر وأَعرف. وفلان لا تُسايَر خَيْلاه ولا تُواقَفُ خَيْلاه،
ولا تُسايَر ولا تُواقَف أَي لا يطاق نَمِيمةً وكذباً. وقالوا: الخَيْل
أَعلم من فُرْسانِها؛ يُضْرب للرجل تَظُنُّ أَن عنده غَناء أَو أَنه لا غناء
عنده فتجده على ما ظننت. والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول. والخَيال: نبت.
والخالُ: موضع؛ قال:
أَتَعْرف أَطلالاً شَجوْنَك بالخال؟
قال: وقد تكون أَلفه منقلبة عن واو. والخالُ: اسم جَبَل تِلْقاء
المدينة؛ قال الشاعر:
أَهاجَكَ بالخالِ الحُمُول الدَّوافع،
وأَنْتَ لمَهْواها من الأَرض نازع؟
والمُخايَلة: المُباراة. يقال: خايَلْت فلاناً بارَيْته وفعلت فعلَه؛
قال الكميت:
أَقول لهم، يَوم أَيْمانُهم
تُخايِلُها، في الندى، الأَشْمُلُ
تُخايِلُها أَي تُفاخِرها وتُباريها؛ وقول ابن أَحمر:
وقالوا: أَنَتْ أَرض به وتَخَيَّلَتْ،
فأَمْسى لما في الرأْسِ والصدر شاكيا
قوله تَخَيَّلَت أَي اشْتَبَهَت. وخَيَّل فلانٌ عن القوم إِذا كَعَّ
عنهم؛ قال سلمة: ومثله غَيَّف وخَيَّف. الأَحمر: افْعَلْ كذا وكذا إِمَّا
هَلَكَتْ هُلُكُ أَي على ما خَيَّلْت أَي على كل حال ونحو ذلك. وقولهم
افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلْت أَي على ما شَبَّهت.
وبنو الأَخْيَل: حَيٌّ من عُقَيْل رَهْط لَيْلى الأَخْيَليَّة؛ وقولها:
نحن الأَخايلُ ما يَزال غُلامُنا،
حتى يَدِبَّ على العَصا، مذكورا
فإِنما جَمَعت القَبِيل باسم الأَخْيَل بن
معاوية العُقَيْلي، ويقال البَيْت لأَبيها.
والخَيال: أَرض لبني تَغْلِب؛ قال لبيد:
لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ،
فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَيالُ؟
والخِيلُ: الحِلْتِيت، يَمانِية. وخالَ يَخِيلُ خَيْلاً إِذا دام على
أَكل الخِيل، وهو السَّذَاب.
قال ابن بري: والخالُ الخائِلُ، يقال هو خالُ مالٍ وخائل مال أَي حَسَن
القيام عليه. والخالُ: ظَلْع في الرِّجْل. والخال: نُكْتَة في الجَسَد؛
قال وهذه أَبيات تجمع معاني الخال:
أَتَعْرِف أَطْلالاً شَجَوْنَك بالخالِ،
وعَيْشَ زمانٍ كان في العُصُر الخالي؟
الخالُ الأَوَّل: مكان، والثاني: الماضي.
لَيالِيَ، رَيْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ
عليّ بعِصْيان الإِمارةِ والخال
الخال: اللِّوَاء.
وإِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِيّ أَخِي الصِّبا،
وللغَزِل المِرِّيحِ ذي اللَّهْوِ والخال
الخال: الخُيَلاء.
وللخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ،
وخَدٍّ أَسِيل كالَوذِيلة ذي الخال
الخال: الشَّامَة.
إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها،
كما رَئِم المَيْثاءَ ذو الرَّثْيَة الخالي
الخالي: العَزَب.
ويَقْتادُني منها رَخِيم دَلالِها،
كما اقْتاد مُهْراً حين يأْلفه الخالي
الخالي: من الخلاء.
زَمانَ أُفَدَّى من مِراحٍ إِلى الصِّبا
بعَمِّيَ، من فَرْط الصَّبابة، والخَال
الخال: أَخو الأُم.
وقد عَلِمَتْ أَنِّي، وإِنْ مِلْتُ للصِّبا
إِذا القوم كَعُّوا، لَسْتُ بالرَّعِش الخال
الخالُ: المَنْخُوب الضعيف.
ولا أَرْتَدي إِلاَّ المُروءَةَ حُلَّةً،
إِذا ضَنَّ بعضُ القوم بالعَصْبِ والخال
الخالُ: نوع من البُرود.
وإِن أَنا أَبصرت المُحُولَ ببَلْدة،
تَنَكَّبتْها واشْتَمْتُ خالاً على خال
الخال: السحاب.
فحَالِفْ بحِلْفِي كُلَّ خِرْقٍ مُهَذَّب،
وإِلاَّ تُحالِفْنِي فخَالِ إِذاً خال
من المُخالاة.
وما زِلْتُ حِلْفاً للسَّماحة والعُلى،
كما احْتَلَفَتْ عَبْسٌ وذُبْيان بالخال
الخالُ: الموضع.
وثالِثُنا في الحِلْفِ كُلُّ مُهَنَّدٍ
لما يُرْمَ من صُمِّ العِظامِ به خالي
أَي قاطع.
فكل: الأَفْكَلُ، على أَفْعَل: الرَّعْدة، ولا يبنى منه فِعْل. التهذيب
عن الليث وغيره: الأَفْكَل رِعْدة تعلو الإِنسان ولا فعل له؛ وأَنشد ابن
بري:
بعَيْشكِ هاتي فغَنِّي لنا،
فإِن نَداماك لم يَنْهَلُوا
فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها
غِناءً رُويداً، له أَفْكَلُ
وقال الأَخطل:
لَها بعد إِسْآدٍ مِراحٌ وأَفْكَل
ابن الأَعرابي: افْتَكَل فلان في فِعْله افْتِكالاً واحْتَفَل
احْتِفالاً بمعنى واحد. ويقال: أَخذ فلاناً أَفْكَل إِذا أَخذته رِعْدة فارتعد من
بَرْد أَو خَوْف، وهو ينصرِف، فإِن سمَّيت به رجلاً لم تصرفه في المعرفة
للتعريف ووزن الفِعْل وصرفته في النكرة. وفي الحديث: أَوحى الله تعالى
إِلى البحر إِنّ موسى يضربك فأَطِعْه فبات وله أَفْكَل أَي رِعْدة، وهي
تكون من البَرْد أَو الخوف، وهمزته زائدة؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:
فأَخذني أَفْكَل وارتعدت من شدة الغَيْرة. والأَفْكَل: اسم الأَفْوَه
الأَوْديّ لرِعْدة كانت فيه. والأَفْكَل: أَبو بطن من العرب يقال لبنيه
الأَفاكِل. وأَفْكَل: موضع؛ قال الأَفوه:
تمنَّى الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا،
وتُدْرِك ثأْراً من رَغانا بِأَفْكَل
(* قوله «من رغانا» كذا بالأصل).
شرقرق: الليث: الــشِّقِرّاق والــشَّقِرَّاق والشَّرَقْراق والشِّرَقْراق،
لغتان: طائر يكون في أرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهُدْهد مرقَّط
بحُمْرة وخضرة وبياض وسواد.
عهق: العَيْهَقة والعَيْهَق: النَّشاط والاسْتِنانُ؛ قال:
إن لرَيْعانِ الشَّبابِ عَيْهَقا
قال أَبو منصور: الذي سمعناه من الثقات الغيهق، بالغين المعجمة، بمعنى
النشاط؛ وأنشد:
كأنَّ ما بي من إرَاني أَوْلَقُ،
وللشَّباب شِرَّةٌ وغَيْهَقُ
قال: فالغَيْهَق، بالغين معجمة، محفوظ صحيح؛ وأما العيهقة، بالعين
المهملة، فإني لا أحفظها لغير الليث ولا أَدري أَهي محفوظة عن العرب أَو
تصحيف. والعَيْهقُ: السرعة. والعَيْهَقُ: طائر، وليس بثَبت. والعَيْهق:
الغراب الأَسود، وقيل: الغراب الأَسود الجسيم، وقيل: هو البعير الأَسود
الجسيم، وفيل: هو الأَسود من كل شيء؛ وقيل: هو الثور الذي لونه واحد إلى
السواد، وقيل: هو الخُطَّاف الأَسود الجبلي، وقيل: العَوْهق لون ذلك الخُطَّاف.
ابن الأَعرابي: الغَقَقَةُ العَوْاهق، قال: وهي الخَطَاطيف الجَبَليَّة،
وقيل: العَوْهق هو الطائر الذي يسمى الأَخْيَل، وقيل: العَوْهق لون كلون
السماء مُشْرَب سواداً؛ وعَوْهَقَ اللونُ: صار كذلك، وقيل: العَوْهق
اللاَّزْوَرد الذي يصبغ به؛ قال:
وهي وُرَيْقاء كلون العوهق
والعَوْهق: لون الرماد. والعَوْهق: شجر، وقيل: العوْهق من شجر النَّبْع
الذي تتخذ منه القِسِيّ أَجوده؛ وأَنشد لبعض الرُّجَّاز:
إنك لو شاهَدْتَنَا بالأَبْرَقِ،
يوم نصافي كلَّ عَضْبٍ مِخْفَقِ
وكلّ صفراءَ طَرُوحٍ عَوْهَقِ،
تضِجُّ ضَجَّ الحَامياتِ الزُّهَّقِ
قال ابن بري: العَوْهَق لُباب النَّبْع وخياره، وقال:
كذا فسره يعقوب؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
يَتْبَعنَ خَرّقَا مثل قَوْسِ العَوْهَقِ،
قَوْداءَ فاقتْ فَضْلة المُعَلِّق
يجوز أَن يعني بالقوس ههنا قَوْس قُزَحَ، فيكون العَوْهقُ على هذا لونَ
السماء لأن لونها كلون اللاَّزْوَرْد، واستجاز أَن يضيف القَوْس إلى
اللون لتشَبثه بالمتلوِّن الذي هو السماء، ويجوز أن يعني هذا الشجر إن كانت
تُعْمَلُ منه القِسِيّ، قال ابن سيده: وأَرى أَنه مثْلُ لون العَوْهق لأنه
قد تقدم أَن العَوْهق الخُطّافُ الجبليّ الأَسود، وأَنه الغراب الأَسود،
وأَنه الثور الذي لونه واحد إلى السواد؛ وقوله:
قَوْداء فاتَتْ فضلة المُعَلِّق
أَي فاتت أن تُنال فيُعَلَّق عليها فَضْلٌ مما يُحْتاجُ إليه نحو
القَعْب والقَدَح؛ وأَنشدهُ مرة أُخرى ونسب لسالم بن قُحْفان:
يتبعْنَ وَرْقاء كلون العَوْهق
وفسره فقال: يعني الطائر الذي يقال له الأَخيل ولونه أَخضر أوْرَقُ.
وقال ابن خالويه: العوهق الصِّبْغ شبه اللاَّزْوَرَد.
والعَوْهَقانِ: نجمان إلى جنب الفَرْقَدَيْنِ على نَسَقٍ، طريقهما ممَّا
يلي القُطْب؛ قال:
بحيث بارَى الفَرْقَدَانِ العَوْهقا،
عند مَسَك القُطْب حيث اسْتَوْسَقَا
وقيل: هما كوكبان يتقدمان بنات نعش. والعَوْهق: الطويل يستوي فيه الذكر
والأُنثى؛ قال الزَّفَيان:
وصاحبي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ،
خَطْباء وَرْقاء السَّراةِ عَوْهقُ
قال الجوهري: قلت لأَعرابي من بني سليم: ما العَوْهَقُ؟ فقال: الطويل من
الرُّبْدِ؛ وأَنشد:
كأَنني ضَمَّنْتُ هِقْلاً عَوْهَقا
أَقتادَ رَحْلي، أَو كُدُرّاً مُحْنِقا
وناقة عَوْهق: طويلة العُنق. والعَوْهق من النعام: الطويل. والعَوْهق:
فحل كان في الزمان الأَول للعرب تنسب إِليه كرام النجائب؛ قال رؤبة:
فيهنَّ حَرْفٌ من بنات العَوْهَقِ
أَبو عمرو: العِيهَاقُ الضلال؛ ولا أَدري ما الذي عَوْهَقَك أَي ما الذي
رمى بك في العِيهاقِ. والعَوْهَق: الخُطَّاف. والعَوْهق: الغراب الجبلي،
وقيل: هو الــشِّقِرَّاق؛ وأَنشد شمر:
ظَلَّت بيومٍ ذي سَمومٍ مُفْلِقِ،
بين عُنَيْزاتٍ وبين الخِرْنِقِ
تَلُوذُ منه بِخِباءٍ مُلزَقِ
بالأَرض لم يُكْفَأْ، ولم يُرَوَّقِ
إِليك تشكو آزِباتٍ مُغْلق،
وحادياً كالسِّيْذَنُوق الأَزْرَقِ
يَتْبَعْنَ سوداء كلون العَوْهَقِ،
لاحقةَ الرِّجْل بَيُون المَرْفِقِ
ومن ترجمة عهب أَبو عمرو: يقال عَوْهَبهُ وعَوْهَقه أَي ضلَّله، وهو
العِيهاب والعِيهاق.