Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شاعر

جون

(جون) - في حَدِيثِ عُمَر: "عليه جِلدُ كَبْشٍ جُونِيّ".
الجُونُ: الأَسودُ، وقد يُقالُ: للأَحْمَر أَيضًا جَونٌ، كما يقال: له أَسوَد، واليَاءُ للمُبالَغَة. كالأَحمَرِيِّ للأَحْمَر، وجَمعُه : جُونٌ، كَوَرْد، وَوُرْد.
وقيل: إنَّه يَقَع على كُلّ لَونٍ؛ لأنه مُعَرَّب كون: أي لون.
جون
إحدى الصيغ الإنجليزية للاسم جوناثان المأخوذ عن العبرية بمعنى هبة الله. يستخدم للذكور.

جون


جَان (و)(n. ac. جَوْن)
a. Was black.
جَوْن
(pl.
جُوْن)
a. Blackish.
b. Red.
c. White.

جَوْنَةa. Disc of sun ( when setting ).
جُوْنa. Bay, gulf, creek.

جُوْنَةa. see 1t
جَوْنَآءُa. Sun.

جَان
a. Necklace.
b. Bracelet.
ج و ن : الْجَوْنُ يُطْلَقُ بِالِاشْتِرَاكِ عَلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ وَقَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى الضَّوْءِ وَالظُّلْمَةِ بِطَرِيقِ الِاسْتِعَارَةِ وَجُوَيْنٌ بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ نَاحِيَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ نَوَاحِي نَيْسَابُورَ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَجَوْن بَطْنٌ مِنْ طَيِّئٍ. 
ج و ن

شيء جون: أسود فيه حمرة، وأشياء جون. قال العجاج:

واجتبن جوناً كعصار الزفت

يريد العرق. وقال:

في جونة كقفدان العطار

شبه الجونة وهي الشقشقة بالجنة وهي السفط.

ويقال: القطا ضربان: جوني وكدري، والواحدة جونية وكدرية. قال زهير:

جونية كحصاة القسم مرتعها ... بالسّيّ ما تنبت القفعاء والحسك
[جون] فيه: بردة "جونية" منسوبة إلى الجون، هو من الألوان يقع على الأسود والأبيض، وقيل: الياء للمبالغة، وقيل: منسوبة إلى بني الجون قبيلة ومنه: وعليه جلد كبش "جوني" أي أسود، الخطابي: هو بالضم بالنسبة، وفيه نظر إلا أن يروى كذلك. وفي ح الحجاج: وعرضت عليه درع تكاد لا ترى لصفائها فقيل: إن الشمس "جونة" أي بيضاء قد غلبت صفاء الدرع. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: فوجدت ليده برداً وريحاً كأنما أخرجها من "جونة" عطار، هي بالضم التي يعد فيها الطيب ويخزن. ن: هي بهمزة وقد تقلب واواً.
جون: الجَوْنُ: الأسْوَدُ من الإِبِلِ، والأُنْثَى جَوْنَةٌ، والجميع الجُوْنُ. وكُلُّ لَوْنٍ سَوَادٍ مُشَرَّبٍ حُمْرَةً: جَوْنٌ، أو سَوَادٍ مُخَالِطُه حُمْرَةٌ كَلَوْنِ القَطا. والقَطا ضَرْبَانِ: جُوْنيٌّ وكُدْرِيٌّ. وعَيْنُ الشَمْسِ تَسَمّى: جَوْنَةً. والجَوْنَاءُ أيضاً: الشَّمْسُ. والقِدْرُ أيضاً. والجَوْنُ: النَّهَارُ؛ في قَوْلِه: طُوْلُ اللَّيَالي واخْتِلافُ الجَوْنِ. وهو من الأضْدَاد. والجُوْنَةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتَدِيْرَةٌ مُغَشّاةٌ أدَماً مَعَ العَطّارِيْنَ، والجَميعُ الجُوْنُ. والجَوّانَةُ: الاسْتُ، كَذَبَتْ جَوّانَتُه. والجُوْنُ: جِبَالٌ صِغَارٌ من الحَرَّةِ، واحِدَتُها جُوْنَةٌ. والمُجَوْجِنُ: المُنْتِنُ من المِيَاه. وجانَ وَجْهُه: اسْوَدَّ، وناقَةٌ جَوْنَاءُ.
[جون] الجَوْنُ: الأبيض. وأنشد أبو عبيدة: غَيَّرَ يا بِنْتَ الحُلَيْسِ لَوْني مُرُّ الليالي واختلافُ الجَوْنِ وسفر كان قليل الاون قال: يريد النهار: والجَوْنُ: الأسود، وهو من الأضداد، والجمع جونٌ بالضم، مثل قولك رجل صتم وقوم صتم. والجَوْنُ من الخيل ومن الإبل: الأدهمُ الشديد السواد. والجَوْنَةُ: عين الشمس، وإنَّما سميتْ جَوْنَة عند مغيبها، لأنها تسودُّ حين تغيب. قال:

يُبادِرٌ الجَوْنَةَ أَنْ تَغيبا * والجونة: الخابية المطلية بالقار. قال الاعشى: فقمنا ولما يصح ديكنا إلى جونة عند حدادها والجونة بالضم: مصدر الجَوْنِ من الخيل، مثل الغبسة والوردة. والجونة أيضا جونة العطار، وربما همز. والجمع جون بفتح الواو. ويقال: لا أفعله حتَّى تبيضّ جونَةُ القار. هذا إذا أردتَ سواده. وجَوْنَةُ القار، إذا أردت الخابية. ويقال: الشمس جَوْنَةٌ بيّنة الجُونَةِ. والجُونيُّ: ضربٌ من القطا سود البطون والأجنحة، وهو أكبر من الكُدْريِّ تعدل جونية بكدريتين. والجون: اسم فرس في شعر لبيد: تكاثر قرزل والجون فيها وتحجل والنعامة والخبال
(ج ون)

الجَوْن: الْأسود المشرب حمرَة.

وَقيل: هُوَ النَّبَات الَّذِي يَضْرب إِلَى السوَاد من شدَّة خضرته، قَالَ جبيهاء الْأَشْجَعِيّ:

فَجَاءَت كأنَّ القَسْور الجَوْن بجَّها ... عَسَاليجهُ والثّامِرُ المتلوِحُ

القسور: نبت، وبجها عساليجه أَي أَنَّهَا تكَاد تنفتق من السّمن.

والجَوْن أَيْضا: الْأَحْمَر الْخَالِص.

والجَوْن: الْأَبْيَض.

وَالْجمع من كل ذَلِك: جُون، وَنَظِيره وَرْد ووُرْد.

والجَوْنة: الشَّمْس لاسودادها إِذا غَابَتْ، وَقد يكون لبياضها وصفائها.

وَهِي جَونة بَيِّنَة الجُونة فيهمَا، وَعرضت على الْحجَّاج درع فَجعل لَا يرى صفاءها، فَقَالَ لَهُ أنيس الْجرْمِي وَكَانَ فصيحا: إِن الشَّمْس لَجْونة، يَعْنِي: أَنَّهَا شَدِيدَة البريق والصفاء، فقد غلب صفاؤه بَيَاض الدرْع.

والجَوْنة: عين الشَّمْس.

الجُونِيُّ: ضرب من القطا، وَهِي أضخمها. تعدل جُونِيَّة بكُدْرِيَّتين، وَهن سود الْبُطُون، سود بطُون الاجنحة والقوادم، قصار الاذناب، وأرجلها أطول من ارجل الكدري، ولبان الجُونيَّة أَبيض، بلبانها طوقان أصفر وأسود، وظهرها أرقط أغبر، وَهُوَ كلون ظهر الكدرية إِلَّا أَنه احسن ترقيشا، تعلوه صفرَة، والجونية غتماء، لَا تفصح بصوتها إِذا صاحت؛ إِنَّمَا تغرغر بِصَوْت فِي حلقها. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَوجدت بِخَط الْأَصْمَعِي عَن الْعَرَب: قطاً جؤنى، مَهْمُوز، وَهُوَ عِنْدِي على توهم حَرَكَة الْجِيم ملقاة على الْوَاو، فَكَأَن الْوَاو متحركة بِالضَّمِّ، وَإِذا كَانَت الْوَاو مَضْمُومَة كَانَ لَك فِيهَا الْهَمْز وَتَركه، وَهِي لُغَة لَيست بِتِلْكَ الفاشية، وَقد قَرَأَ أَبُو عَمْرو: (عاداً لؤلى) وَقَرَأَ ابْن كثير: (فاستغلظ فَاسْتَوَى على سؤقه) وَهَذَا النّسَب إِنَّمَا هُوَ إِلَى الْجمع وَهُوَ نَادِر، وَإِذا وصفوا قَالُوا: قطاة جَوْنَة.

والجُونة: سليلة مغشاة أدما تكون مَعَ العطارين، وَالْجمع: جُوَن، وَقد تقدّمت فِي الْهَمْز، وَكَانَ الْفَارِسِي يستحسن ترك الْهَمْز، على مَا ابنت لَك فِي الْهَمْز. وَكَانَ يَقُول فِي قَول الْأَعْشَى:

إِذا هُنَّ نازلن أقرانَهُنَّ ... وَكَانَ المِصاعُ بِمَا فِي الجُوَن

مَا قَالَه إِلَّا بطالع سعد. وَلذَلِك ذكرته هُنَا.

وَابْنَة الجَوْن: نائحة من كِنْدَة، قَالَ المثقب الْعَبْدي:

نوح ابْنة الجون على هَالك ... تندِبه رافعةَ المِجْلَدِ

والأَجْوُن: أَرض مَعْرُوفَة، قَالَ رؤبة:

بَين نقا المُلقَى وَبَين الأجْرُن

جون

1 جَانَ, (K, TA, [in the CK, erroneously, جانَّ,]) inf. n. جَوْنٌ, (TA,) It (the face) became black. (K.) جَوْنٌ White: and black: (S, Msb, K:) thus bearing two contr. significations: (S:) and ↓ جُونِىٌّ, also, has the latter signification: (IAth, TA in art. حوت:) or جَوْنٌ signifies black tinged over with red: (T, M, TA:) and black intermixed with red; the colour of the قَطَا: (T, TA:) and also red: (K:) or of a pure red colour: (TA:) and, applied to a horse and a camel, of the colour termed أَدْهَم, (S, K,) intensely black: (S:) every camel, and every wild ass, seen from a distance, is of this colour: fem. with ة: (T, TA:) and, applied to a plant, or herbage, green, (K,) or intensely green, (TA,) inclining to blackness: (K, TA:) pl. جُونٌ; (S, TA;) like as صُتْمٌ is of صَتْمٌ, (S,) and وُرْدٌ of وَرْدٌ. (M, TA.) You say also, الشَّمْسُ جَوْنَةٌ The sun is characterized by what is termed جُونَةٌ: (S:) or is intensely glistening and clear. (Az, TA.) [See also جَوْنَةٌ below.] See also جُونِىٌّ. Accord. to ISk, أَبُو الجَوْنِ meansThe white man: opposed to أَبُوالبَيْضَآءِ meaning the negro. (TA in art. بيض.) b2: Also (assumed tropical:) Day: (AO, S, K:) pl. as above. (K.) So in the saying, غَيَّرَ يَا بِنْتَ الحُلَيْسِ لَوْنِى

مَرُّ اللَّيَالِى وَاخْتِلَافُ الجُوْنِ [The passing of the nights, and the alternating of the day, have changed, O daughter of El-Holeys, my colour]. (AO, S.) b3: And, accord. to certain of the lawyers, metaphorically, (tropical:) The light: and the darkness. (Msb.) b4: And accord. to IAar, (assumed tropical:) The فرق [app. فَرَق, meaning day-break]. (TA.) A2: الجَوْنَانِ The two extremities of the bow. (Fr, Az, K.) جَوْنَةٌ The sun; (K;) [i. e.] the sun's disc; because it becomes black [or of a blackish colour tinged with red] at setting; (S;) or it may be because of its whiteness and clearness; but it is said to be only applied to the sun when it is setting; opposed to غَزَالَةٌ; as observed by MF: (TA:) [see also جَوْنٌ:] the sun is also called ↓ جَوْنَآءُ, (K,) because of its becoming black [or of a blackish colour tinged with red] at setting. (TA.) b2: A [jar such as is called] خَابِيَة: (IAar, TA:) or a خابية smeared with tar, or pitch. (S.) [See an ex. in a verse of Lebeed cited in art. دكن.] See also جُونَةٌ. b3: And A bucket (دَلْو) that has become black. (IAar, TA.) b4: And i. q. فَحْمَةٌ [which may here mean either A piece of charcoal, or the blackness of night or the like]. (IAar, K.) b5: And i. q. أَحْمَرُ [perhaps as a subst., meaning A red thing]. (K.) b6: See also جَونِىٌّ.

جُونَةٌ The quality [i. e. colour], in horses, denoted by [the epithet] جَوْنٌ; like غُبْسةٌ and دُهْمَةٌ; (S;) in horses, i. q. جَوْنَةٌ: (K:) and in the sun, also, the quality denoted by جَوْنَةٌ [as fem. of جَوْنٌ, q. v.]: and blackness; as in the saying, لَا أَفْعَلُهُ حَتَّى تَبْيَضَّ جُونَةُ القَارِ [I will not do it until the blackness of pitch, or tar, become white]: but if you say القَارِ ↓ جَوْنَةُ, the meaning is the خَابِية [smeared with tar, or pitch]. (S.) A2: A small basket (سُلَيْلَة), (K,) or سَفَط, (K in art. جأن,) of a round form, (TA,) that is with the sellers of perfumes, (S, K,) used for containing their perfumes: (K in art. جأن:) called in Persian شِيشَهْ دَانٌ [a receptacle for bottles or the like]: (KL:) originally with ء: (K:) or sometimes pronounced with ء: (S:) El-Fárisee approved the suppression of the ء: (M, TA:) pl. جُوَنٌ. (S, M, K.) [See also رَبْعَةٌ.]

A3: A small mountain. (K.) جَوْنَآءُ: see جَوْنَةٌ. b2: Also A cooking-pot; (K;) because it is black. (TA.) b3: And A she-camel such as is termed دَهْمَآءُ [of an intense, or a dark, gray colour, without any admixture of white]; from جَانَ said of the face. (K.) جُونِىٌّ: see جَوْنٌ. b2: Also A species of the kind of bird called قَطًا, (S, K,) black in the belly and wings, larger than the [species called] كُدْرِىّ, one of the former species being equal to two of the latter: (S, TA:) or, accord. to ISk, the قطا compose two species; one called جُونِىٌّ and كُدْرِىٌّ; and the other, غَطَاطٌ; and the former is dusky, or dingy, or of a hue inclining to black and dust-colour, (أَكْدَر,) in the back, black in the inner side of the wing, yellow in the throat, short in the legs, having in the tail two feathers longer than the rest of the tail: (T, TA:) or, as some say, the كُدْرِيَّة and جُونِيَّة are one of the two species of the قطا, and the other is the غطاط; and the former are short in the legs, yellow in the necks, black in the primary feathers of the wings, of a white hue tinged with red (صُهْب) in the tertials: (TA voce غطاط, q. v.:) [but see كُدْرِىٌّ: the جونىّ is described by De Sacy, on the authority of the book entitled درّة المنتقاة من عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات, thus: “ le djouni a les barbes internes des ailes et les pennes primaires noires; il a la gorge blanche, ornée de deux colliers, l'un jaune et l'autre noir; son dos est d'un gris cendré, moucheté, mêlé d'un peu de jaune: on appelle cette espèce djouni, parce que sa voix ne rend pas un son clair et sonore, mais qu'elle fait entendre seulement une sorte de gargouillement dans le gosier: ” (Chrest. Arabe, 2nd ed., ii. 369:)] it is stated in the handwriting of As, on the authority of the Arabs, that جونىّ, applied to the قطا, is with ء; app. meaning that it was pronounced جُؤُنِىٌّ: (M, TA:) a single bird of this species is termed جُونِيَّةٌ: (S:) and you say also ↓ قَطَاةٌ جَوْنَةٌ, with fet-h: (TA:) [but جُونِىٌّ seems to be also used as a n. un., like رُومِىٌّ: for it is said that] جُونٌ is pl. [or rather coll. gen. n.] of جُونىٌّ, like as تَمْرٌ is of تَمْرَةٌ. (Ham p. 605.)

جون: الجَوْنُ: الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ، والأُنثى جَوْنة. ابن سيده:

الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً، وقيل: هو النباتُ الذي يَضْرِب

إلى السواد من شدّة خُضْرتِه؛ قال جُهَيْناءُ الأَشجعيّ:

فجاءت كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها

عَسالِيجُه، والثامِرُ المُتناوِحُ.

القَسْوَرُ: نبتٌ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تكاد تَنْفَتِق من

السِّمَن. والجونُ أَيضاً: الأَحمَرُ الخالصُ. والجَوْنُ: الأَبيض، والجمع من

كل ذلك جُون، بالضم، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ. ويقال: كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ

من بعيدٍ، وكلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ، أَو سوادٍ يُخالِط

حمرة كلون القطا؛ قال الفرزدق:

وجَوْن عليه الجِصُّ فيه مَريضةٌ،

تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه.

يعني الأَبيضَ ههنا، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض؛ قال ابن بري: قوله فيه

مريضة يعني امرأَة مُنَعَّمةً قد أَضَرَّ بها النَّعيم وثقَّل جِسْمَها

وكسَّلَها، وقوله: تَطَلَّعُ منها النفس أَي من أَجلِها تخرجُ النفسُ،

والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن؛ قال: وأَنشد ابن بري شاهداً على الجَوْن

الأَبيض قولَ لبيد:

جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده،

وخَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم.

قال: الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش، وهو يوصَفُ بالبياض؛ قال: وأَنشد أَبو

علي شاهداً على الجَوْن الأَبيض قول الــشاعر:

فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ،

ونُبْدِئ حتى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا

قال: وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الــشاعر:

تقولُ خَليلَتي، لمَّا رأَتني

شَرِيحاً، بين مُبْيَضٍّ، وجَوْنِ.

وقال لبيد:

جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف

وذهب ابن دريد وحْدَه إلى أَن الجَوْن يكون الأَحْمَرَ أَيضاً، وأَنشد:

في جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ.

ابن سيده: والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت، قال: وقد يكون

لبَياضِها وصَفائِها، وهي جَوْنة بيّنة الجُونةِ فيهما. وعُرِضَت على

الحجَّاج دِرْعٌ، وكانت صافيةً، فجعل لا يَرى صَفاءها، فقال له أُنَيْسٌ

الجَرْمِيّ، وكان فَصِيحاً: إن الشمسَ لَجَوْنةٌ، يعني أَنها شديدةُ البريقِ

والصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع؛ وأَنشد الأَصمعي:

غيَّرَ، يا بِنْتَ الحُلَيْسِ، لَوْني

طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ،

وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ

يريد النهار؛ وقال آخر:

يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا.

وهو من الأَضدادِ. والجُونةُ في الخَيْل: مثل الغُبْسة والوُرْدة، وربما

هُمز. والجَوْنةُ: عين الشمس، وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها

تَسْوَدُّ حين تغيب؛ قال الــشاعر:

يُبادر الجونة أَن تغيبا.

قال ابن بري: الشعر للخَطيم الضَّبابيّ

(* قوله «للخطيم الضبابي» في

الصاغاني للأجلح بن قاسط الضبابي). وصواب إنشاده بكماله كما قال:

لا تَسْقِه حَزْراً ولا حَليباً،

إن لم تَجِدْه سابحاً يَعْبوبا،

ذا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا،

يترك صَوَّان الصُّوَى رَكوبا

(* قوله «الصوى» رواية التكملة: الحصى)

بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا،

يَتْرك في آثارِهِ لهُوبا

يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا،

وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا،

كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قريبا

(* قوله «كالذئب إلخ» بعده كما في التكملة:

على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا.)

يَصِفُ فرساً يقول: لا تَسْقِه شيئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فيه هذه

الخصالَ، والحَزْرُ: الحازِرُ من اللبن وهو الذي أَخذ شيئاً من الحُموضة،

والسابحُ: الشديدُ العَدْوِ، واليَعْبوبُ: الكثيرُ الجَرْي، والمَيْعةُ:

النَّشاطُ والحدَّة، ويَلْتَهم: يَبْتلع، والجَبوبُ: وجهُ الأَرض، ويقال

ظاهرُ الأَرض، والصَّوَّانُ: الصُّمُّ من الحجارة، الواحدة صَوَّانة،

والصُّوَى: الأََعْلامُ، والرَّكوبُ: المذلَّلُ، وعنى بالزالِقات

حَوافِرَه، واللُّهوبُ: جمعُ لِهْبٍ؛ وقوله:

يبادر الأثْآرَ أن تؤوبا.

الأَوْبُ: الرجوع، يقول: يبادر أَثْآرَ الذين يطلبُهم ليُدْرِكَهم قبل

أَن يرجعوا إلى قومِهم، ويبادر ذلك قبْل مغيب الشمس، وشبَّه الفرسَ في

عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ في شيء يَصِيده عن قُرْبٍ فقد تناهى طمَعُه، ويقال

للشمس جَوْنة بيّنة الجُونةِ. وفي حديث أَنس: جئت إلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، وعليه بُردةٌ جوْنِيَّة؛ منسوبة إلى الجَوْن، وهو من الأَلوان،

ويقع على الأَسْود والأَبيض، وقيل: الياء للمبالغة كما يقال في الأحْمر

أَحْمَرِيٌّ، وقيل: هي منسوبة إلى بني الجَوْنِ، قبيلة من الأَزْد. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: لما قَدِم الشأْم أَقْبَل على جَمَلٍ عليه جِلْدُ

كَبْشٍ جُونيٍّ أَي أَسْود؛ قال الخطابي: الكَبْشُ الجُونِيّ هو الأَسود

الذي أُشْرِب حُمْرةً، فإذا نسبوا قالوا جُونِيّ، بالضم، كما قالوا في

الدَّهْري دُهْرِيّ، قال ابن الأَثير: وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ

كذلك. والجُونِيّ: ضربٌ من القَطا، وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ

بكُدْرِيَّتَيْن، وهنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ،

قصارُ الأَذناب، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ، وفي الصحاح:

سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة، وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ، ولَبانُ

الجُونِيَّة أَبيضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ، وظهْرُها أَرْقَطُ

أَغْبَرُ، وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً

تَعْلوه صُفْرةٌ. والجُونِيَّة: غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما

تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها. قال أَبو حاتم: ووجدت بخط الأَصمعي عن

العرب: قَطاً جُؤنيٌّ، مهموز؛ قال ابن سيده: وهو عندي على توهم حركة الجيم

مُلْقاة على الواو، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة، وإذا كانت الواوُ

مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية، وقد قرأَ أَبو

عمرو: عاداً

لُّولَى، وقرأَ ابن كثير: فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه، وهذا

النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع، وهو نادِرٌ، وإذا وصَفوا قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ،

وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر. والجُونةُ: جُونةُ

العطَّارِ، وربما هُمِزَ، والجمع جُوَنٌ، بفتح الواو؛ وقال ابن بري: الهمز في

جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل، والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من

خفَّفها، قال: والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكام؛ قال القُلاخ:

على مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُونَ.

قال: والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن. يقال: ناقة

مِصْمادٌ ومِقْحادٌ. والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون

مع العطَّارين، والجمع جُوَن، وهي مذكورة في الهمزة، وكان الفارسيُّ

يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة؛ وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين

للرجال حالِياتٍ:

إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ،

وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ.

ما قاله إلاّ بطالع سعد، قال: ولذلك ذكرته هنا. وفي حديثه، صلى الله

عليه وسلم: فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة

عطَّارٍ؛ الجُونة، بالضم: التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز. ابن الأَعرابي:

الجَوْنةُ الفَحْمةُ. غيره: الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار: قال

الأَعشى:

فقُمْنا، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا،

إلى جَوْنةٍ عند حَدَّادِها.

ويقال: لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار؛ هذا إذا أَردت سوادَه،

وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية، ويقال للخابية جَوْنة، وللدَّلْو إذا

اسودَّت جَوْنة، وللعرَق جَوْنٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ قال لماتِحٍ

في البئر:

إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها،

إن امِّصارَ الدَّلْو لا يضُرُّها

أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها،

أَنتَ بخَيْرٍ إن وُقِيتَ شرَّها

فأَجابه:

وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وشرّها.

قال: معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها

(* قوله «فأَضمر الصفة

وأعلمها» هكذا في الأصل والتهذيب، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم

يكن في العبارة تحريف). وقوله: أَهي جوين، أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً،

وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن. سلمة عن الفراء: الجَوْنان طرَفا القَوْس.

والجَوْنُ: اسمُ فرس في شعر لبيد:

تَكاثَرَ قُرْزُلٌ، والجَوْنُ فيها،

وعَجْلى والنَّعامةُ والخَيالُ.

وأَبو الجَوْن: كُنْية النَّمِرِ؛ قال القَتَّال الكلابيّ:

ولي صاحِبٌ في الغار هَدَّكَ صاحِباً،

أَبو الجَوْن، إلا أَنه لا يُعَلَّل.

وابنة الجَوْن: نائحة من كِنْدةَ كانت في الجاهلية؛ قال المُثَقَّب

العَبْدي:

نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ على هالِكٍ،

تَنْدُبُه رافعة المِجْلَدِ.

قال ابن بري: وقد ذكرها المعرّي في قصيدته التي رَثى فيها الشريف الظاهر

المُوسَوِيّ فقال:

من شاعر للبَيْن قال قصيدةً،

يَرْثي الشَّرِيفَ على رَوِيّ القافِ.

جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن يَصْدَحُ دائباً،

ويَميسُ في بُرْدِ الجُوَيْن الضَّافي

عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْيةَ عادياً،

أَيّ امْرِئٍ نَطِقٍ وأَيّ قَوافِ

بُنِيَت على الإيطاءِ، سالمةً من الـ

إقْواءِ والإكْفاءِ والإصْرافِ.

والجَوْنانِ: مُعاوية وحسَّان بن الجَوْن الكِنْدِيّان؛ وإيَّاهما عنى

جريرٌ بقوله:

أَلم تَشْهَد الجَوْنَين والشِّعْبَ والغَضى،

وشَدَّاتِ قَيْسٍ، يومَ دَيْر الجَماجِم؟

ابن الأَعرابي: التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس. والتَّجوُّنُ:

تَسْويدُ باب الميت. والأَجْؤُن: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:

بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْنَ الأَجْؤُنِ

(* قوله «بين إلخ» صدره كما في التكملة: دار كرقم الكاتب المرقن.

وضبط فيها دار بالرفع وقال فيها فتهمز الواو لأن الضمة عليها تستثقل).

جون
: ( {الجَوْنُ: النَّباتُ يَضْرِبُ إِلَى السَّوادِ من خُضْرَةٍ) شَديدَةٍ؛ قالَ جُبَيْهاءُ الأَشْجَعيّ:
فجاءتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِيجُه والثامِرُ المُتناوِحُالقَسْوَرُ: نَبْتٌ.
(و) الجَوْنُ أَيْضاً: (الأَحْمَرُ) الخالِصُ.
(و) أَيْضاً: (الأَبْيَضُ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ:
غيَّرَ يَا بِنْتَ الحُلَيْسِ لَوْن يمرُّ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِقالَ: يُريدُ النَّهارَ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
(و) أَيْضاً: (الأسْوَدُ) ، وَهُوَ مِن الأَضْدادِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الأسْوَدُ اليَحْمُومِيُّ.
قالَ: وكُلُّ لَوْن سَواد مُشْرَبٍ حُمْرةً} جَوْنٌ، أَو سَوادٍ يُخالِطُ حُمْرة كلَوْنِ القَطا.
(و) الجَوْنُ: (النَّهارُ) ، وَبِه فُسِّرَ مَا أَنْشَدَه أَبو عُبَيدَةَ.
(ج! جُونٌ، بالضَّمِّ) ، كوَرْدٍ ووُرْدٍ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: مِثْل قوْلِكَ: رَجُلٌ صُتْمٌ وقَوْمٌ صُتْمٌ.
(و) الجَوْنُ (من الإِبِلِ والخَيْلِ: الأدْهَمُ) .
(وَفِي التَّهْذيبِ: ويقالُ كُلُّ بَعيرٍ جَوْنٌ من بَعيدٍ، وكُلُّ حِمارٍ وَحْشِيَ جَوْنٌ من بَعيدٍ، وَهِي {جَوْنةٌ، الجَمْعُ كالجَمْعِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الجُونَةُ، بالضمِّ، مَصْدَرُ الجَوْنِ مِن الخَيْلِ مِثْل الغُبْشَةِ والوُرْدَةِ.
(و) الجَوْنُ: (أَفْراسٌ) مِنْهَا (لمَرْوانَ بنِ زنْباعٍ العَبْسِيِّ.
(و) أَيْضاً: فَرَسُ (الحَارِثِ بنِ أَبي شِمْرٍ الغَسَّانِيِّ) ، وَله يقولُ علْقَمَةُ بنُ عبدَةَ:
فأُقْسِم لَوْلَا فارِسُ الجَوْنِ منهمُلآبُوا خَزَايا والإِيابُ حَبِيبُيُقَدِّمُهُ حتّى تَغِيبَ حُجُولُهُوأَنْتَ لمبيضِ الذِّرَاع ضروبُكذا ذَكَرَه ابنُ الكَلْبي.
(و) أَيْضاً: فَرَسُ (حَسيلٍ الضَّبِّيِّ.
(و) أَيْضاً فَرَسُ (قَتْبِ بنِ سُلَيْطٍ النَّهْدِيِّ.
(و) أَيْضاً فَرَسُ (مالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ اليَرْبوعِيِّ) ؛) وَالَّذِي فِي كتابِ الخيْلِ لابنِ الكَلْبيّ أَنَّه لمتممِ بنِ نُوَيْرَةَ، قالَ: وَلها يقولُ مالِكٌ أَخُوه يومَ الكِلابِ:
وَلَوْلَا ذواتِ الجَوْنِ ظلَّ مُتَمِّمٌ بأَرْض الخزَامَى وَهُوَ للذّلِّ عارِفُ (و) أَيْضاً فَرَسُ (امْرِىءِ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ) ، وَلها يقولُ:
ظَللْتُ وظَلَّ الجَوْنُ عنْدِي مسرجاً كأَنِّي أُعَدِّي عَن جناحٍ مهيضِ (و) أَيْضاً فَرَسُ (عَلْقَمَة بنِ عَدِيَ.
(و) أَيْضاً فَرَسُ (مُعاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: الجَوْنُ فَرَسٌ فِي شعْرِ لَبيدٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: تَكاثَر قُرْزُلٌ {والجَوْنُ فيهاوتَحْجَلُ والنَّعامَةُ والخَيالُ (} وجَوْنُ بنُ قَتادَةَ) بنِ الأَعْورِ التَّمِيمِيُّ البَصْريُّ: (صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، رَوَى عَن الحَسَنِ فِي دباغِ الميتةِ؛ وقالَ أَحْمدُ: {جَوْنٌ مَجْهولٌ؛ وقالَ ابنُ المَدينيّ: هُوَ مَعْروفٌ، كَذَا فِي شرْحِ المهذبِ للنَّواوِي، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، (أَو تابِعِيٌّ) عَن الزُّبَيْرِ. وَفِي الثِّقات عَن ابنِ حبَّان: يَرْوِي عَن سلمةَ بنِ المحبّقِ، وَعنهُ الحَسَنُ؛ قالَ الذهبيُّ وَهُوَ أَصَحّ.
(} والجَوْنانِ: طَرَفا القَوْسِ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ عَن الفرَّاء.
(وأَبو عِمرانَ عبدُ المَلِكِ بنُ حَبيبٍ) الكِنْديُّ ( {الجُونيُّ، بالضَّمِّ) ، مِن أَهْلِ البَصْرَةِ، يَرْوِي عَن أَنَسٍ، رَوَى عَنهُ ابنُ عَوْن وشُعْبَةُ والبَصْريونَ، ماتَ سَنَة 123، وقيلَ: سَنَة ثَمَان وعشْرِيْن ومِائَةٍ، كَذَا فِي الثِّقاتِ لابنِ حَبَّان، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالَى. وَفِي الكاشِفِ للذهبيِّ: عَن جندبٍ وأَنَسٍ، وَعنهُ شعْبَةُ والحمادان، ثِقَةٌ وخالَفَهم عَمْرُو بنُ عليَ الفلاس فقالَ: اسْمُه عبدُ الرَّحْمن، والأَصحّ الأَوَّل؛ (وابْنُه عُوَيْدٌ، مُحَدِّثانِ) ، فأَبُوه تابعِيٌّ وابْنُه هَذَا رَوَى عَن نَصْر بنِ عليَ الجهْضَمِيّ.
(} والجَوْنَةُ: الشَّمْسُ) لاسْوِدادِها إِذا غابَتْ، وَقد يكونُ لبَياضِها وصَفائِها، وَهِي {جَوْنَة بيِّنَةُ} الجُوْنةِ فيهمَا؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وقيلَ: إِنَّما يقالُ لَهَا جَوْنَةً عنْدَ الغُروبِ خاصَّةً، فَلَا يقالُ: طَلَعَتِ! الجَوْنةُ عَكْس مَا قالُوه فِي الغَزالَةِ؛ كَمَا قالَهُ شيْخُنا.
قُلْت: ويدلُّ لَهُ قَوْل الــشاعِرِتُبَادِر الجَوْنَةُ أَنْ تَغِيبا وعُرِضَتْ على الحجَّاجِ دِرْعٌ فجَعَل لَا يَرْى صَفاءَها، فقالَ لَهُ أُنَيْسٌ الجَرْمِيُّ، وَكَانَ فَصِيحاً: إنَّ الشمْسَ {لجَوْنَةٌ، أَي أنّها شَديدَةُ البَريقِ والصَّفاءِ؛ زادَ الأَزْهرِيُّ: فقد قَهَرَتْ لَوْن الدِّرْع.
(و) الجَوْنَةُ: (الأَحْمَرُ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الجَوْنَةُ (الفَحْمَةُ.
(و) الجَوْنَةُ: (ة بينَ مَكَّةَ والطَّائِفِ.
(و) الجُونَةُ، (بالضَّمِّ: الدُّهْمَةُ فِي الخَيْلِ) مِثْل الغُبْشَةِ والوُرْدَةِ، وَهُوَ مَصْدَرُ الجَوْن، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) الجُونةُ: (سُلَيْلَةٌ) مُسْتديرَةٌ (مُغَشَّاةٌ أَدَماً تكونُ مَعَ العَطَّارِينَ، والأَصْلُ الهَمْزُ) ، كَمَا تقدَّمَ عَن ابنِ قرقول؛ (ج) } جُوَنٌ (كصُرَدٍ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: ورُبَّما هَمَزوا.
وَفِي المُحْكَم: وَكَانَ الفارِسِيُّ يَسْتَحْسنُ تَرْكَ الهَمْزَةِ؛ وَكَانَ يقولُ فِي قَوْلِ الأَعْشَى:
إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ وَكَانَ المِصاعُ بِمَا فِي الجُوْنْ.
مَا قالَهُ إلاَّ بطالِعِ سَعْد، ولذلِكَ ذَكَرْته هُنَا.
(و) الجَوْنَةُ: (الجَبَلُ الصَّغيرُ.
( {والجُونِيُّ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من القَطا) سُودُ البُطونِ والأَجْنِحةِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِن الكُدْرِيِّ، تُعْدَلُ} جُونِيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْنِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم، بخطِّ الأَصْمَعيّ عَن العَرَبِ: قَطاً! جُؤْنيٌّ بهَمْز، وَهُوَ عنْدِي على توهّمِ حَرَكَةِ الجيمِ مُلْقاة على الواوِ، فكأَنَّ الواوَ مُتحَركةٌ بالضمِّ، وَإِذا كَانَت الواوُ مَضْمومَةً كَانَ لَكَ فِيهَا الهَمْزُ وتركُه، وَهِي لُغَةٌ ليْسَتْ بفاشِيَةٍ، وقَرَأَ ابنُ كثيرٍ: على سُؤْقِه، وَهِي نادِرَةٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ ابنُ السِّكِّيت: القَطا ضَرْبان: ضَرْبٌ {جُونِيٌّ وكُدْرِيُّ أَخْرجُوه على فُعْليَ،} فالجُونيُّ والكُدْرِيُّ واحِدٌ، والضَّرْبُ الثَّانِي: الغَطاطُ والكُدْرِيُّ، {والجُونيُّ مَا كانَ أَكْدَرَ الظهْرِ أَسْوَد باطِنِ الجَناحِ مُصْفَرَّ الْحلق قَصِيْر الرِّجْلَيْن، فِي ذَنَبِه رِيْشات أَطْول مِن سائِرِ الذَّنَبِ، والغَطاطُ مِنْهُ: أَسْوَدَ باطِنِ الجناحِ، واغْبَرَّتْ ظُهورُه غبْرَةً ليْسَتْ بالشَّديدَةِ وعَظُمَتْ عُيونُه.
(} والتَّجَوُّنُ: تَبْيِيضُ بابِ العَرُوسِ وتَسْويدُ بابِ المَيِّتِ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالَى.
(و) {جُوَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: كُورَةٌ بخُراسانَ) تَشْتَمِلُ على قُرًى كَثيرَةٍ مُجْتَمعةٍ يقالُ لَهَا كُوَيْن فعُرِّبَتْ، مِنْهَا أَبو عِمرانَ موسَى بنُ العبَّاسِ} الجُوَيْنيُّ شيخُ أَبي بكْرِ بنِ خزيمَةَ صنَّفَ على مُسْلم؛ وَمِنْهَا أَيْضاً الإِمامُ أَبو المَعالِي عبدُ المَلِكِ بنُ عبْدِ اللَّهِ بنِ يوسُفَ الجُوَيْنيُّ، إمامُ الحَرَمَيْن، وشُهْرتُه تُغْني عَن ذِكْرِه.
(و) جُوَيْنُ أَيْضاً: (ة بسَرَخْسَ) مِنْهَا أَبو المَعالِي محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبْدِ اللَّهِ بنِ الحَسَنِ الجُوَيْنيُّ السَّرخسيُّ تَفَقَّه على أَبي الحسَنِ الشرنقانيِّ (، ورَوَى عَنهُ.
( {والجَوْناءُ: الشَّمْسُ) لاسْوِدَادِها عنْدَ المَغِيبِ.
(و) أَيْضاً: (القِدْرُ) لكَوْنِه أَسْوَد.
(و) أَيْضاً: (النَّاقَةُ الدَّهْماءُ، مِن قوْلِهم:} جانَ وجْهُه) {جوناً (أَي اسْوَدَّ.
(و) يقالُ: (ماءٌ} مُجَوْجِنٌ) ، أَي (مُنْتِنٌ) .
(قُلْت: إيرادُه فِي هَذَا الترْكِيبِ محلُّ نَظَرٍ، فإنَّه إِن كانَ وَزْنَه مُفَوْعَل فحقّه أنْ يُذْكَرَ فِي ججن، فتأَمَّلْ.
(وسَمَّوْا {جُواناً، كغُرابٍ وزُبَيْرٍ) ؛) ومِن الأَخيرِ: جُوَيْنُ بنُ سِنْبِسٍ، بَطْنٌ من طيِّىءٍ؛} وجُوَيْنُ بنُ عبْدِ رِضا بِن قمران جَدُّ الأَسْوَد بنِ عامِرِ بنِ جُوَيْنٍ الــشاعِر الطَّائِيّ.
( {والجَوْنينُ: ة بالبَحْرَيْنِ.
(} والجَوَّانَةُ) ، بالتَّشْديدِ: (الاِسْتُ) ، وَهَذَا كَمَا يقُولونَ أُمُّ سويدٍ.
( {وجاوانُ: قَبيلَةٌ مِن الأَكْرادِ سَكَنوا الحِلَّةَ المَزْيَدِيَّةَ) بالعِرَاقِ، (مِنْهُم الفَقيهُ محمدُ بنُ عليَ} الجاوانِيُّ) الكِرْدِيُّ الحلِّيُّ الشافِعِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الجَوْنُ، بالفتْحِ: مُعاوِيَةُ بنِ حجرِ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ ثَوْرِ بنِ عَمْرِو بنِ مُرَقع بنِ مُعاوِيَةَ بنِ ثورِ بنِ كنْدَةَ، وَهُوَ أَبو بطْنٍ، مِنْهُم أَسْماءُ بنْتُ النُّعْمان بنِ عَمْرِو بنِ جَوْن! الجونِيَّةُ الكِنْدِيَّةَ، دَخَلَ عَلَيْهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتَعَوَّذَتْ مِنْهُ فطَلَّقَها، فذَكَروا أنَّها ماتَتْ كَمَداً.
وَفِي الأَزْدِ: الجَوْنُ بنُ عَوْفِ بنِ مالِكِ بنِ فهْمِ بنِ غنمِ بنِ دَوْسٍ.
قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مِنْهُم أَبو عِمْرانَ {الجونيُّ المتقدِّمُ ذِكْرَه.
قُلْت: وَالَّذِي ذَكَرَه ابنُ حَبَّان أنَّه مِن جَوْنِ كنْدَةَ.
والجَوْنُ: لَقَبُ موسَى بنِ عبْدِ اللَّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْن، كَانَ أَسْودَ اللَّوْنِ فلَقَّبَتْه أُمُّه بذلِكَ وَكَانَت تُرَقِّصُه وَهُوَ طفْلٌ وتقولُ:
إنَّك أَن تكون} جَوْناً أقرعاً يُوشِكُ أنْ تَسُودَهُم وتَبْرَعا {وجُونِيَةُ، بالضمِّ: مِن قُرَى الشامِ، وَمِنْهَا أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ عبيدِ السّلميُّ} الجونيُّ مِن شيوخِ الطَّبْرانيّ؛ نَقَلَهُ ابنُ السّمعانيِّ.
وخَلَفُ بنُ حُصَيْنِ ابنِ جُوانٍ، كغُرابٍ، {الجُوانيُّ الوَاسِطيُّ عَن محمدِ بنِ حَسَّان، وَعنهُ ابنُ صاعِدٍ، ذَكَرَه ابنُ السَّمعانيّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
وكسَحابٍ: محمدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ} جَوانٍ {الجَوَانيُّ؛ قالَ مَنْصور: قَدِمَ الإِسْكَنْدَريَّة وحَدَّثَ بهَا عَن أَبي الفتوحِ بنِ المُقْري، وَكَانَ فاضِلاً.
والإِمامُ النسَّابَةُ أَبو عليِّ محمدُ بنُ أَسْعد بنِ عليَ الحُسَيْنيُّ} الجَوَّانيُّ، بفتحٍ وتشْديدٍ، إِلَى {الجَوَّانيَّةُ مِن قُرَى المَدينَةِ، وُلِدَ سَنَة 525 وتُوفي سَنَة 588، وَلِيَ نَقابَةَ الأَشْرافِ، وَله عدَّةُ مُؤَلَّفات.
وَقَالُوا: قَطاةٌ} جَوْنَةٌ، بالفتْحِ، إِذا وَصَفوا.
وابْنةُ الجَوْنِ نائِحَةٌ مِن كنْدَةَ؛ قالَ المُثَقَّبُ العَبْديُّ:
نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ على هالِكٍ تَنْدُبُه رافعةَ المِجْلَد {ِوالأَجْؤنُ: أَرْضٌ مَعْروفَةٌ؛ قالَ رُؤْبَة:
بَيْنَ نَقَا المُلْقَى وبَيْنَ} الأَجْؤنِ وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: يقالُ للخَابِيةِ جَوْنةٌ، وللدَّلْو إِذا اسْوَدَّتْ جَوْنةٌ، وللفرق جَوْنٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ: لَا أَفْعَلَه حَتَّى تَبْيضَّ {جُونَةُ القارِ، هَذَا إِذا أَرَدْتَ سَوادَه،} وجَوْنَةُ القارِ إِذا أَرَدْتَ الخابِيَةَ، اه.
وكُلُّ أَخٍ يقالُ لَهُ {جُوَيْنٌ} وجَوْنٌ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
والجونُ: حصْنٌ عادِيٌّ باليَمامَةِ.
ج و ن: (الْجَوْنُ) الْأَبْيَضُ وَالْجَوْنُ أَيْضًا الْأَسْوَدُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ وَجَمْعُهُ (جُونٌ) . وَ (الْجُونَةُ) بِالضَّمِّ جُونَةُ الْعَطَّارِ وَرُبَّمَا هُمِزَ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الْجُونَةُ سُلَيْلَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ مُغَشَّاةٌ أَدَمًا تَكُونُ مَعَ الْعَطَّارِينَ. 
جون: جوَّن بالتشديد: دوَّر (فوك) وعسّق، قعَّر، جوّف (بوشر وذهب هدرا، خسر، رداهن، تملق، وغر، غشَّ، ختل، خدع (بوشر).
تجوَّن: جاءت في معجم فوك في مادة دوَّر.
تجُّون: تَعمّق (بوشر) وتغلغل إلى قعر الشيء، ونهايته. يقول فليشر في طبعته ألف ليلة ج12 المقدمة ص93 أن معناها توغل في الغار (ألف ليلة برسل 4: 107).
وتجوَّن البحر: توغل في الأرض وكون جونا أي خليجا (معجم الادريسي).
ويقال في الكلام عن أرض قلعة: وقد تجونت نواحيها وأقطارها (عباد1: 5 وأنظر 3: 13) أي امتدت واتسعت (أنظر: 3: 23آ).
وتستعمل تجوّن مجازا بمعنى توغل في الفجور (دي ساسي لطائف 1: 151) وقد أساء الناشر تفسيرها في ص471).
وتجوَّن: تبحّر وتعمق في المعرفة؛ وعرض نفسه للخطر؛ وضل وأخطأ (بوشر). جان: برنز، نحاس أحمر (همبرت ص170).
جَوْن ويجمع على أجْوان: خور خليج (فوك، بوشر، محيط المحيط وهو فيه جُون بالضم، معجم الادريسي).
وجوناً: سائرا في محاذاة الجون (معجم الادريسي).
والجون بالتعريف: النجم وهو من نجوم الدب الأكبر (القزويني 1: 30، 43).
جَوْنَة: وهدة بين جبلين، ومجازا: نقرة العين. ففي المنصوري: جَوْنَة هي الوهدة بين جبلين استعارها لنقرة العين.
وجونة: شُرَيْم، خُليج، فرضة، ملجأ للسفن (بوشر).
جَوَان (فارسية): غلام (ألف ليلة برسل 7: 291) أنظر المادة التي تليها.
جوين: عميق (بوشر) - وتعني هذه الكلمة التي جاءت في ألف ليلة (برسل 7: 283) فيما يقوله هابشت (رجلا قد خدع) لأنه وجد في معجم بوشر أن الفعل جَوَّن يعني خدع ولكن فليشر يرى، في مجلة درسدورف (1839 ص433) وهو محق، إنه لا يمكن اشتقاق صيغة جوين من جوَّن، وهو يرى أن لمة جوين هي الصيغة العربية لكلمة جوان الفارسية أو تصغيرها ومعناها غلام، فتى التي وردت في ألف ليلة (7: 291).
وأخيرا فإني أي أن كلمة حزين التي وردت في ألف ليلة (7: 284) إنما صوابها (جوين) أيضاً.
جوينة: تمّ، إوز عراقي (همبرت ص66).
جاون: ذكر هذه الكلمة ابن خلكان (1: 279) في ترجمته للزمخشري، قال: وهو يمشي في جاون خشب لأن إحدى رجليه كانت سقطت من الثلج. كما وردت في عبارة أخرى (8: 80 وستنفيلد).
إن استعماله حرف الجر (في) يحملني على الظن أن المقصود (رجل من خشب) وليس (عكازا) ولو أن المصنف أراد عكازا لاستعمل الكلمة المألوفة.
تَجْوِين: تجويف (بوشر).

عزب

(عزب)
الشَّيْء عزوبا بعد وخفي وَفُلَان عزبة وعزوبة لم يكن لَهُ زوج فَهُوَ عَازِب (ج) عزاب وَالْمَرْأَة الرجل عزبا قَامَت بأموره

عزب: رجل عَزَبٌ ومِعْزابة: لا أَهل له؛ ونظيرهُ: مِطْرابة، ومِطْواعة، ومِجْذامة، ومِقْدامة. وامرأَة عَزبَةٌ وعَزَبٌ: لا زَوْجَ لها؛ قال الــشاعر في صفة امرأَة : (1)

(1 قوله «قال الــشاعر في صفة امرأة إلخ» هو العجير السلولي، بالتصغير.)

إِذا العَزَبُ الـهَوْجاءُ بالعِطْرِ نافَحَتْ، * بَدَتْ شَمْسُ دَجْنٍ طَلَّـةً ما تَعَطَّرُ

وقال الراجز:

يا مَنْ يَدُلُّ عَزَباً على عَزَبْ، * على ابْنَةِ الـحُمارِسِ الشَّيْخِ الأَزَبّ

قوله: الشيخ الأَزَبّ أَي الكَريهُ الذي لا يُدْنى من حُرْمَتِه. ورجلان عَزَبانِ، والجمع أَعْزابٌ. والعُزَّابُ: الذين لا أَزواجَ لهم، من الرجال والنساءِ. وقد عَزَبَ يَعْزُبُ عُزوبةً، فهو عازِبٌ، وجمعه عُزّابٌ، والاسم العُزْبة والعُزُوبة، ولا يُقال: رجل أَعْزَبُ، وأَجازه بعضهم.

ويُقال: إِنه لَعَزَبٌ لَزَبٌ، وإِنها لَعَزَبة لَزَبة. والعَزَبُ اسم للجمع، كخادمٍ وخَدَمٍ، ورائِحٍ ورَوَحٍ؛ وكذلك العَزيبُ اسم للجمع كالغَزِيِّ. وتَعَزَّبَ بعد التأَهـُّلِ، وتَعَزَّبَ فلانٌ زماناً ثم تأَهل،

وتَعَزَّبَ الرجل: تَرَك النكاحَ، وكذلك المرأَةُ. والـمِعْزابةُ: الذي

طالتْ عُزُوبَتُه، حتى ما لَه في الأَهلِ من حاجة؛ قال: وليس في الصفاتِ مِفْعالة غير هذه الكلمة. قال الفراء: ما كان من مِفْعالٍ، كان مؤَنثه بغير هاء، لأَنه انْعَدَلَ عن النُّعوت انْعِدالاً أَشدَّ من صبور وشكور، وما أَشبههما، مما لا يؤنث، ولأَنه شُبِّهَ بالمصادر لدخولِ الهاءِ فيه؛ يقال: امرأَة مِحْماقٌ ومِذْكار ومِعطارٌ. قال وقد قيل: رجل مِجْذامةٌ إِذا كان قاطعاً للأُمور، جاءَ على غير قياس، وإِنما زادوا فيه الهاء، لأَن العَرَبَ تُدْخِل الهاء في المذكر، على جهتين: إِحداهما المدح، والأُخرى الذم، إِذا بولغ في الوصف. قال الأَزهري: والـمِعْزابة دخلتها الهاء للمبالغة أَيضاً، وهو عندي الرجل الذي يُكْثر النُّهوضَ في مالِه العَزيبِ، يَتَتَبَّعُ مَساقطَ الغَيْثِ، وأُنُفَ الكَلإِ؛ وهو مدْحٌ بالِـغٌ على هذا المعنى.

والـمِعْزابَةُ: الرجلُ يَعْزُبُ بماشيته عن الناس في الـمَرْعَى. وفي الحديث: أَنه بَعَثَ بَعْثاً فَـأَصْبَحوا بأَرْضٍ عَزُوبة بَجْراءَ أَي بأَرضٍ بعيدةِ الـمَرْعَى، قليلَتِه؛ والهاء فيها للمبالغة، مثلُها في فَرُوقَةٍ ومَلُولة. وعازِبةُ الرَّجُل (1)

(1 قوله «وعازبة الرجل» امرأته أو أمته، وضُبطت

المعزبة بكسر فسكون كمِغرفة، وبضم ففتح فكسر مثقلاً كما في التهذيب والتكملة، واقتصر المجد على الضبط الأول والجمع المعازب، وأشبع أبو خراش الكسرة فولد ياء حيث يقول:

بصاحب لا تنال الدهر غرّته * إِذا افتلى الهدف القنَّ المعازيب

افتلى: اقتطع. والهدف: الثقيل أي إذا شغل الإماء الهدف القنّ اهـ. التكملة.) ، ومِعْزَبَتُه، ورُبْضُه، ومُحَصِّنَتُه، وحاصِنَته، وحاضِنَتُه، وقابِلَتُه، ولـِحافُه: امرأَتُه.

وعَزَبَتْه تَعزُبه، وعَزَّبَتْه: قامت بأُموره. قال ثعلب: ولا تكون

الـمُعَزِّبةُ إِلاّ غريبةً؛ قال الأَزهري: ومُعَزِّبةُ الرجل: امرأَتُه

يَـأْوي إِليها، فتقوم بـإِصلاح طعامه، وحِفظِ أَداته. ويقال: ما لفلان مُعَزِّبة تُقَعِّدُه.

ويقال: ليس لفلان امرأَة تُعَزِّبه أَي تُذْهِبُ عُزُوبتَه بالنكاح؛ مثل

قولك: هي تُمَرِّضُه أَي تَقُوم عليه في مرضه. وفي نوادر الأَعراب:

فلانٌ يُعَزِّبُ فلاناً، ويُرْبِضُه، ويُرَبِّصُه: يكون له مثلَ الخازن.

وأَعْزَبَ عنه حِلْمُه، وعَزَبَ عنه يَعْزُبُ عُزوباً: ذهَب. وأَعْزَبَه

اللّهُ: أَذْهَبَه. وقوله تعالى: عالِمُ الغَيْبِ لا يَعْزُب عنه مِثْقالُ ذَرَّةٍ في السمواتِ ولا في الأَرض؛ معناه لا يَغِـيبُ عن عِلْمِه شيءٌ. وفيه لغتان: عَزَبَ يَعْزُب، ويَعْزِبُ إِذا غابَ؛ وأَنشد:

وأَعْزَبْتَ حِلْمِـي بعدما كان أَعْزَبا

جَعل أَعْزَبَ لازماً وواقعاً، ومثله أَمْلَقَ الرجلُ إِذا أَعْدَم،

وأَمْلَقَ مالَه الحوادثُ.

والعازِبُ من الكَلإِ: البعيدُ الـمَطْلَب؛ وأَنشد:

وعازِبٍ نَوَّرَ في خَلائِه

والـمُعْزِبُ: طالِبُ الكَلإِ.

وكَـلأٌ عازِبٌ: لم يُرْعَ قَطُّ، ولا وُطِـئَ. وأَعْزَبَ القومُ إِذا أَصابوا كَـلأً عازِباً.

وعَزَبَ عني فلانٌ، يَعْزُبُ ويَعْزِبُ عُزوباً: غابَ وبَعُدَ.

وقالوا: رجلٌ عَزَبٌ للَّذي يَعْزُبُ في الأَرضِ. وفي حديث أَبي ذَرّ: كُنتُ أَعْزُبُ عن الماءِ أَي أُبْعِدُ؛ وفي حديث عاتكة:

فهُنَّ هَواءٌ، والـحُلُومُ عَوازِبُ جمع عازب أَي إِنها خالية، بعيدةُ العُقُول. وفي حديث ابن الأَكْوَع، لما أَقامَ بالرَّبَذَةِ، قال له الحجاجُ: ارْتَدَدْتَ على عَقِـبَيْكَ تَعَزَّبْتَ. قال: لا، ولكن رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَذِنَ لي في البَدْوِ. وأَراد: بَعُدْتَ عن الجماعات والجُمُعاتِ بسُكْنى البادية؛ ويُروى بالراءِ. وفي الحديث: كما تَتراءَوْنَ الكَوْكَبَ العازِبَ في الأُفُق؛ هكذا جاءَ في رواية أَي البعيدَ، والمعروف الغارِب، بالغين المعجمة والراء، والغابر، بالباء الموحدة. وعَزَبَتِ الإِبلُ: أَبْعَدَتْ في الـمَرعَى لا تروح. وأَعْزَبَها صاحِـبُها، وعَزَّبَ إِبلَه، وأَعْزَبَها: بَيَّتها في الـمَرْعَى، ولم يُرِحْها. وفي حديث أَبي بكر: كان له غَنَمٌ، فأَمَرَ عامرَ بن فُهَيْرة أَن يَعْزُبَ بها أَي يُبْعدَ بها في الـمَرْعى. ويروى يُعَزّبَ، بالتشديد، أَي يَذْهَبَ بها إِلى عازبٍ من الكَلإِ. وتَعَزَّب هو: باتَ معها. وأَعْزَبَ القومُ، فهم مُعْزِبون أَي عَزَبَتْ إِبلُهم. وعَزَبَ الرجلُ بـإِبله إِذا رعاها بعيداً من الدار التي حَلَّ بها الـحَيُّ، لا يأْوي إِليهم؛ وهو مِعْزابٌ ومِعْزابة، وكلُّ مُنْفرد عَزَبٌ. وفي الحديث: أَنهم كانوا في سفر مع النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فسَمِـعَ منادياً، فقال: انْظُروه تَجِدوه مُعْزِباً، أَو مُكْلِئاً؛ قال: هو الذي عَزَبَ عن أَهله في إِبله أَي غاب.

والعَزِيبُ: المالُ العازبُ عن الـحَيّ؛ قال الأَزهري: سمعته من العرب.

ومن أَمثالِـهِم: إِنما اشْتَرَيْتُ الغَنَمَ حِذارَ العازِبةِ؛ والعازبةُ الإِبلُ. قاله رجل كانت له إِبل فباعها، واشترى غنماً لئلا تَعْزِبَ عنه، فعَزَبَتْ غنمه، فعاتَبَ على عُزُوبها؛ يقال ذلك لمن تَرَفَّقَ أَهْوَنَ الأُمورِ مَؤونةً، فلَزِمَه فيه مشقةٌ لم يَحْتَسِـبْها. والعَزيبُ، من الإِبل والشاءِ: التي تَعْزُبُ عن أَهلها في الـمَرْعَى؛ قال:

وما أَهْلُ العَمُودِ لنَا بأَهْلٍ، * ولا النَّعَمُ العَزِيبُ لنا بمالِ

وفي حديث أُمِّ مَعْبدٍ: والشاءُ عازِبٌ حِـيَالٌ أَي بَعِـيدَةُ

الـمَرْعَى، لا تأْوي إِلى المنزل إِلاَّ في الليل. والـحِـيالُ: جمع حائل، وهي التي لم تَحْمِلْ. وإِبل عَزِيبٌ: لا تَرُوحُ على الـحَيِّ، وهو جمع عازب، مثل غازٍ وغَزِيٍّ.

وسَوَامٌ مُعَزَّبٌ، بالتشديد، إِذا عُزِّبَ به عن الدار، والـمِعْزابُ

من الرجال: الذي تَعَزَّبَ عن أَهلِه في ماله؛ قال أَبو ذؤَيب:

إِذا الـهَدَفُ الـمِعْزابُ صَوَّبَ رأْسَه، * وأَعْجَبه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ

وهِراوةُ الأَعْزاب: هِرَاوة الذين يُبْعِدُون بـإِبلهم

في الـمَرْعَى،

ويُشَبَّهُ بها الفَرَسُ. قال الأَزهري: وهِرَاوةُ الأَعْزَابِ فَرسٌ

كانت مشهورةً في الجاهلية، ذكرها لبيدٌ (1)

(1 قوله «ذكرها لبيد» أي في قوله:تهدي أوائلهن كل طمرّة

جرداء مثل هراوة الأعزاب) وغيره من قُدَماءِ الشعراء. وفي الحديث: من قَرَأَ القرآن في أَربعين ليلة، فقد عَزَّبَ أَي بَعُدَ عَهْدُه بما ابْتَدَأَ منه، وأَبْطَـأَ في تِلاوَتهِ.

وعَزَبَ يَعْزُبُ، فهو عازِبٌ: أَبْعَدَ. وعَزَبَ طُهْرُ المرأَةِ إِذا

غابَ عنها زوجها؛ قال النابغة الذُّبيانيّ:

شُعَبُ العِلافِـيَّاتِ بين فُروجِهِمْ، * والـمُحْصَنَاتُ عَوَازِبُ الأَطْهارِ

العِلافِـيَّاتُ: رِحال منسوبة إِلى عِلافٍ، رجل من قُضاعةَ كان

يَصْنَعُها. والفُروج: جمع فَرْج، وهو ما بين الرجلين. يريد أَنهم آثروا الغَزْوَ على أَطْهارِ نسائهم.

وعَزَبَتِ الأَرضُ إِذا لم يكن بها أَحدٌ، مُخْصِـبةً كانت، أَو مُجْدِبةً.

عزب
العَازِبُ: المتباعد في طلب الكلإ عن أهله، يقال: عَزَبَ يَعْزُبُ ويَعْزِبُ . قال تعالى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ
[يونس/ 61] ، لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ 3] . يقال: رجلٌ عَزَبٌ، وامرأةٌ عَزَبَةٌ، وعَزَبَ عنه حِلْمُهُ، وعَزَبَ طهْرُهَا: إذا غاب عنها زوجها، وقومٌ مُعَزَّبُونَ: عَزَبَتْ إبلُهُم. وروي: «من قرأ القرآن في أربعين يوما فقد عَزَبَ» . أي: بَعُدَ عَهْدُهُ بالخَتْمَةِ.
ع ز ب: (الْعُزَّابُ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ الَّذِينَ لَا أَزْوَاجَ لَهُمْ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: الرَّجُلُ (عَزَبٌ) وَالْمَرْأَةُ (عَزَبَةٌ) وَالِاسْمُ (الْعُزْبَةُ) كَالْعُزْلَةِ وَ (الْعُزُوبَةُ) أَيْضًا. وَ (عَزَبَ) بَعُدَ وَغَابَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَجَلَسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ عَزَّبَ» بِالتَّشْدِيدِ أَيْ بَعُدَ عَهْدُهُ بِمَا ابْتَدَأَهُ مِنْهُ. 
عزب
رَجُلٌ عَزَبٌ، وامرأة عَزَبٌ؛ وعَزَبَة أيضاً، وقد عَزَبَ عُزُوْبَةً. ومُعَزبَةُ الرًجُل: امرأتُه؛ لأنها تُعَزَبُه: أي تَذْهَب بِعُزُوبته. والمِعْزَابَةُ: الذي طالَتْ عُزُوْبَتُه حتى مالَه حاجَة في الأهْل. وأعْزَبَ حِلْمُه: ذَهَبَ عنه، وعَزَبَ حِلْمُه عُزًوْباً؛ وكذلك ما غابَ عنك. وأعْزَبَه اللهُ.
والعَازِبُ: الكَلأ البَعيدُ المَطْلَبِ، وقيل: الذي لم يُرْعَ قَط. وأعْزَبُوا: أصَابُوا عازِباً.
ومال عَزب: بَعُدَ عن أهْلِهِ. وعَزبَ به صاحبه. ورَجُلٌ عَزِيب.
وفي الحَديث: " مَنْ قَرأ القُرآنَ في أربعين لَيْلَةً فقد عَزب ": أي بَعُدَ عَهدُهُ بما ابْتَدَأه منه.
(ع ز ب) : (رَجُلٌ عَزَبٌ) بِالتَّحْرِيكِ لَا زَوْجَ لَهُ وَلَا يُقَالُ أَعْزَبُ وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ عَنْ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ شَابٌّ (أَعْزَبُ) وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ الْأَيِّمُ مِنْ النِّسَاءِ مِثْلُ (الْأَعْزَبِ) مِنْ الرِّجَالِ وَيُقَالُ امْرَأَةٌ عَزَبٌ أَيْضًا أَنْشَدَ الْجَرْمِيُّ
يَا مَنْ يَدُلُّ عَزَبًا عَلَى عَزَبِ ... عَلَى ابْنَةِ الْحُمَارِسِ الشَّيْخِ الْأَزَبِّ
وَلَك أَنْ تَقُولَ امْرَأَةٌ عَزَبَةٌ.
(عزب) - في الحديث: "إِنَّهم كانوا في سَفَرِ مع رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فسَمِع مُنادِيًا، فقال: انظُروا تَجدُوه مُعِزبًا أو مُكْلِئًا"
المُعزِب: طالبُ الكَلأِ العَازِبِ، وهَو البَعِيدُ الذي لم يُرْعَ.
وأعزَب القَومُ: أَصابُوا عَازِبًا من الكَلأِ.
- ومنه حديث أبى بكر رضي الله عنه: "أنه كان له غَنَمٌ، فأَمَر عامِرَ بنَ فُهَيْرة، رضي الله عنه، أن يَعزُب بها"
: أي يُبعِد في المَرعَى. وقيل: يُعَزِّبَ بها - بالتشديد - أي يذهَبُ بها إلى عَازِبٍ من الكَلأِ، قاله يَعقُوبُ.
وقال غيره: يقال: مَالٌ عَزَبٌ، وجَشَرٌ وهو الذي يَعزُبُ عن أَهلِه. ورجل مُعَزَّبٌ ومُجَشِّر. يقال: عَزَّبَ السَّوامَّ وبالسَّوَامِّ فَعَزَبَ، كَغَرَّب، من غَرَبَ؛ وأما البَاءُ فيه فلِلزِّيادة أو بمِعْنى فِى. 
ع ز ب

يقال عزب عنه حلمه، وأعزب حلمه، كقولك: أضلّ بعيره. وأعزب الله عقلك. وروضٌ عازب وعزيب. ومال عزب وجشر. ولا يكون الكلأ العازب إلا بفلاة حيث لا زرع. وفلان معزاب ومعزابة: لمن عزب بإبله. ويقال: عزب ظهر المرأة إذا أغابت.

ومن المستعار: قول النابغة:

وصدر أراح الليل عازب همّه ... تضاعف فيه الحزن من كل جانب

يا من يدل عزباً على عزب

ولك أن تقول: امرأة عزبة. والمعزابة: الذي طالت عزوبته وتمادت. ويقال: ليس لفلان امرأة تعزّبه أي تذهب بعزوبته، ونحو أعزبه وعزّبه: أمرضه ومرّضه في الإثبات والسلب. ويقال لامرأة الرجل: معزّبته. وأنشد يعقوب:

معزبتي عند القفا بعمودها ... يكون نكيري أن أقول ذريني

ومن المستعار: رمل عزب: منفرد. وفي الحديث " من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب " أي أبعد العهد بأوّله من عزب بإبله.
ع ز ب : عَزَبَ الشَّيْءُ عُزُوبًا مِنْ بَابِ قَعَدَ بَعُدَ
وَعَزَبَ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ غَابَ وَخَفِيَ فَهُوَ عَازِبٌ وَبِهِ سُمِّيَ فَقَوْلُهُمْ عَزَبَتْ النِّيَّةُ أَيْ غَابَ عَنْهُ ذِكْرُهَا وَعَزَبَ الرَّجُلُ يَعْزُبُ مِنْ بَابِ قَتَلَ عُزْبَةً وِزَانُ غُرْفَةٍ وَعُزُوبَةٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلٌ فَهُوَ عَزَبٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَامْرَأَةٌ عَزَبٌ أَيْضًا كَذَلِكَ قَالَ الــشَّاعِرُ
يَا مَنْ يَدُلُّ عَزَبًا عَلَى عَزَبْ ... عَلَى ابْنَةِ الْحُمَارِسِ الشَّيْخِ الْأَزَبْ 
وَجَمْعُ الرَّجُلِ عُزَّابٌ بِاعْتِبَارِ بِنَائِهِ الْأَصْلِيِّ وَهُوَ عَازِبٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَعْزَبُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَجَازَهُ غَيْرُهُ وَقِيَاسُ قَوْلِ الْأَزْهَرِيِّ أَنْ يُقَالُ امْرَأَةٌ عَزْبَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ. 
[عزب] العُزَّابُ: الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء. قال الكسائي: العزب: الذي لا أهل له، والعَزَبَة: التي لا زوج لها. والاسم: العُزْبَة والعُزُوبَة. يقال: تعَزَّب فلان زماناً ثم تأهل. وعَزَبَ عني فلان يعزُب ويَعْزِب: أي بَعُد وغاب، وعَزَب عن فلانٍ حِلمُه، وأعزبه الله. وأعزبت الإبل، أي بعُدت في المرعى لا تَروح. وأعزب القومُ فهم مُعزِبون، أي عَزَبَت إبلهُم. والمِعْزابَة: الرجل الذي يَعزُب بماشيته عن الناس في المرعى، وكذلك الذي طالت عُزْبته. والعازب: الكلأ البعيد، وقد أعْزَبْنا، أي أصبناه. وإبل عزيب، أي لا تروح على الحيّ، وهو جمع عازب، مثل غازٍ وغَزِيّ. وهراوة الأعزاب: هِراوة الذين يَبْعُدون بإبلهم في المرعى، ويشبَّه بها الفرس. وسَوامٌ معزَّبٌ بالتشديد ، إذا عُزِّب به عن الدار، وفي الحديث: " من قرأ القرآن في أربعين ليلةً فقد عَزَّب "، أي بَعُد عهده بما ابتدأه منه. وعَزَب طُهر المرأةِ، إذا غاب عنها زوجُها. وقال النابغة: شُعَبُ العِلافيَّاتِ بَين فُروجهم * والمحصَناتُ عَوازِبُ الأطهارِ وعَزبت الأرض، إذا لم يكن بها أحدٌ، مخصبة كانت أو مجدبة. 
[عزب] نه: فيه: من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد "عزب"، أي بعد عهده بما ابتدأ منه وأبطأ في تلاوته، من عزب إذا أبعد. ومنه ح: والشاء "عازب" حيال، أي بعيدة المرعى لا تأوى إلى المنزل في الليل، والحيال جمع حائل وهي التي لم تحمل. وح: إنه بعث بعثًا فأصبحوا بأرض "عزوبة" بجراء، أي بأرض بعيدة المرعى قليلته. ومنه ح: كانوا في سفر معه صلى الله عليه وسلم فسمع مناديًا فقال: انظروا تجدوه "معزبًا" أو مكلئًا، المعزب طالب الكلأ العازب وهو البعيد الذي لم يرع، وأعزبوا أصابوا عازبًا من الكلأ. ومنه ح أبي بكر: كان له غنم فأمر عامرًا أن "يعزب" بها، أي يبعد في المرعى، وروى بتشديد زاي أي يذهب بها إلى عازب من الكلأ. وفيه: كنت "أعزب" عن الماء، أي أبعد. ومنه ح: فهن هواء والحلوم "عوازب"؛ جمع عازب، أي خالية بعيدة العقول. وفي ح سلمة: ارتددت على عقيبك "تعزبت" قال: لا ولكن رسول الله أذن لي في البدو، أي بعدت عن الجماعات والجمعات بسكنى البادية، ويروى بالراء- وقد مر. ومنه ح: كما تتراءون الكوكب "العازب" في الأفق، أي البعيد، والمعروف: الغارب- بغين معجمة وراء وموحدة، وقد تكرر ذكر العزب والعزوبة وهو البعيد عن النكاح، ورجل عزب وامرأة عزباء، ولا يقال فيه: أعزب. ك: "أعزب" لا أهل له، أي لا زوج له فيكون تأكيدًا، أو لا أقارب له ولا زوجة فتعميمًا، وروى: عزب- بفتح زاي، وقيل بكسرها. ومنه: شابًا "أعزب"، وروى: عزب. شم: ومنه: كره أن يلقى الله "عزبًا"، هو بفتحتين.
عزب: عزب: المعنى الأول في معجم فريتاج ولين والمصدر عَزْب أيضاً (فوك).
عَزَب: جيش شعبي، حرس وطني (يبور رحلة 2: 376).
عَزْبة: بكر، عذراء، بتول. (فوك، ألكالا، دومب ص76).
العَزْبَة مريم: مريم العذراء (مريت).
عَزْبة: مصلّى، كنيسة خاصة (في قصر أو مدرسة)، معبد، كنيسة صغيرة، بيعة (بوشر).
عُزْبيَّة: عُزوبة، عُزَبة. (ألكالا).
عُزَبيّة: ترملّ، تأيمّ (ألكالا).
عزبية (وضبطها غير معروف): بيت صغير مخصص للمسرات السرية. ففي ألف ليلة (برسل 3: 297): وهذه القاعة له عزبية ينشرح فيها ويطيب ويختلى في تلك القاعة بمن يريد.
عَزِيب: وتجمع على عُزَباَء، ويليها عن فيقال عزيب عن. (ابن جبير ص236). وتجمع على عُزْبان (باين سنيث 1474).
عَزِيب: لها معنى خاص في الجزائر (كاربت قبيل1: 52، 242، 2: 87، 105، 183، 223) وهو يفسرها بكلمة إكارة وهي أرض مستأجرة بطريق المزراعة تقسم غلتها بين المؤجر والمستأجر ويقول دوماس (قبيل ص139، 237): إنها نوع من المزارع المستأجرة تسكن في المواسم الزراعية. وقد ذكر شيرب أولاً هذا الشرح غير إنه عاد بعد ذلك فقال: لا بد أن نبدل هذا بما يأتي: إنها قطعة من الأرض مخصصة لرعي مواشي زاوية. وخُصّ أو خباء يأوي إليه الرعاة في موسم الرعي.
وقد وجدت أيضاً في مجلة الشرق والجزائر (6: 300): عزيب بمعنى قطيع من المواشي.
وفي (ص301): موسم العزيب. وعند اسيينا (مجلة الشرق والجزائر 13: 156): عزيب البَيْ بمعنى حراس مواشي ديرة البَيّ.
عزوبية: عزوبة، عزبة (بوشر).
عَزَّاب: راهب، ناسك. (باين سميث 1589) العَزَّابَة: الذين انضموا إلى مذهب الخوارج.
(تاريخ البربر 2: 18، 67)، وانظر ترجمة السيد دي سلان (3: 203) والمجلة الآسيوية (1852، 2: 475).
عازب: عَزَب، من لا زوج له (ألكالا، باربييه، فليشر معجم ص29).
عازب: أرمل، من ماتت زوجته. (ألكالا).
خلّ عازب: خل حاد شديد الحموضة. (فوك).
أعْزَب، وجمعها عزبان: عَزَب. (بوشر).
معزّب عند بعض المولدّين الضيف (محيط المحيط).
الْعين وَالزَّاي وَالْبَاء

رجل عَزَب، ومِعْزابَةٌ: لَا أهل لَهُ. وَنَظِيره: مطرابة، ومطواعة، ومجذامة، ومقدامة. وَامْرَأَة عَزَبة وعَزَب. قَالَ الراجز:

يَا مَنْ يدُلُّ عَزَبا على عَزَبْ

على ابنةِ الحُمارِس الشَّيخِ الأزَبّ

قَوْله: " الشَّيْخ الازب ": أَي الكريه، الَّذِي لَا يدنى من حرمته. وَالْجمع: أعْزَاب.

وَقد عَزَبَ يَعْزُبُ عُزُوبَةً فَهُوَ عازِبٌ. وَجمعه: عُزَّاب. والعَزَب: اسْم للْجمع، كخادم وخدم، ورائح وروح. وَكَذَلِكَ العَزِيب: اسْم للْجمع، كالغزى.

وتَعَزَّبَ الرجل: ترك النِّكَاح. وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة.

والمِعْزَابة: الَّذِي طَال عُزُوبتُه، حَتَّى مَاله فِي الْأَهْل من حَاجَة.

وعازِبةُ الرجل، ومُعزِّبتُه، ومُعَزَّبتُه: امْرَأَته.

وعَزَبَتْه تَعْزُبُه، وعَزَّبَتْه: قَامَت بأموره. قَالَ ثَعْلَب: وَلَا تكون المُعَزِّبة إِلَّا غَرِيبَة.

وعَزَب عَنهُ حلمه يَعْزُب عُزُوبا: ذهب. وأعْزَبَهُ الله.

وكلأ عازِبٌ: لم يرع قطّ، وَلَا وطيء.

وأعْزَبَ الْقَوْم: أَصَابُوا كلأ عازِبا. وعَزَب يَعْزُبُ عُزُوبا: غَابَ وَبعد. وعَزَبَتِ الْإِبِل: أبعدت فِي المرعى. وأعْزَبها صَاحبهَا.

وعَزَّب إبِله، وأعْزَبها: بَيتهَا فِي المرعى وَلم يرحها.

وتَعَزَّبَ هُوَ: بَات مَعهَا.

والعَزِيبُ من الْإِبِل وَالشَّاء: الَّتِي تعْزُبُ عَن أَهلهَا فِي المرعى. قَالَ:

مَا أهْلُ العَمُودِ لَنا بأهْلٍ ... وَلَا النَّعَمُ العَزِيبُ لَنا بمالِ

والمِعْزَابُ من الرِّجَال: الَّذِي تَعَّزب عَن أَهله فِي مَاله. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

إِذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رأسَه ... وأعجَبَهُ ضفو منَ الثَّلَّة الخُطْلِ

وهراوة الأعزَاب: فرس مَعْرُوفَة فِي الْجَاهِلِيَّة.
عزب
عزَبَ1/ عزَبَ عن يَعزُب ويعزِب، عُزوبًا، فهو عازِب، والمفعول معزوب عنه
• عزَب المكانُ: كان خُلوًا من النَّاس.
• عزَب عنه أمرٌ مُهِمٌّ: غاب، بَعُدَ عنه، لم يخطُرْ بباله، بعُد وغاب وخفِي "عزَب عن حلمه- {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ}: وقرئ (يَعْزِبُ) ". 

عزَبَ2 يعزُب، عُزوبةً، فهو عَزَب وعازِب
• عَزَب الشَّابُّ: عاش وحيدًا، لم تكن له زوجة "عَزُب زمانًا ثمّ تزوَّج- انتهت فترةُ العُزوبة". 

أعزبُ [مفرد]: ج عُزْب، مؤ عَزْباءُ، ج مؤ عَزْباوات: غير متزوِّج "شابٌّ أعزبُ- فتاة عزباءُ- بقى أعزبَ طوال حياته- مَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ [حديث] ". 

عازب [مفرد]: ج عُزَّاب:
1 - اسم فاعل من عزَبَ1/ عزَبَ عن وعزَبَ2.
2 - غير متزوِّج، الذي لا زوج له من الرِّجال والنِّساء "شابّ عازب" ° عازبةُ الرَّجلِ: امرأتُه التي تقوم على أمره. 

عَزَب [مفرد]: ج أعزاب وعُزَّاب، مؤ عَزَب وعَزَبة، ج مؤ عَزَبات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عزَبَ2: غير متزوِّج (للرّجل والمرأة). 

عِزْبة [مفرد]: ج عِزْبات وعِزَب:
1 - مزرعة فيها بيت المالك أو قصره تحيط به بيوت الفلاّحين "منتجات العِزْبة- سافر إلى العِزْبة".
2 - قرية صغيرة. 

عُزوب [مفرد]: مصدر عزَبَ1/ عزَبَ عن. 

عُزوبة [مفرد]: مصدر عزَبَ2. 

عزوبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عُزوبة: "تصرفات عزوبيّة".
2 - مصدر صناعيّ من عُزوبة: حالة عدم الزواج "عانى من الوحدة فقرر وضع حدّ للعزوبيّة بالزواج". 
باب العين والزاي والباء معهما ع ز ب- ز ع ب- ز ب ع- ب ز ع مستعملات ع ب ز- ب ع ز مهملان

عزب: عَزبَ يَعْزُبُ عُزُوبةً فهو عَزَبٌ. والمِعْزابَةُ: الذي طالت عُزُوبتُه حتى ما له في الأهل من حاجة والمِعْزابَةُ: الذي يَعْزُب بعيره، ينقطع به عن الناس إلى الفلوات. وليس في التصريف مِفْعالة غير هذه الكلمة. وقالوا: معزابةٌ توكيد النعت، وكذلك الهاء توكيد في النسابة ونحوها. ويقال: أُدْخِلَتِ الهاءُ في هذا الضّربِ من نعوتِ الرّجالِ، لأنّ النّساءَ لا يُوصَفْنَ بهذه النعوت. وأعْزَبَ فلانٌ حلمَهُ وعَقْلَهُ، أي: أذهبه. وعزبَ عنه حلْمُهُ، أي: ذهب. عَزَبَ يَعْزُبُ عُزُوباً. وكلُّ شيءٍ يَفُوتُك حتى لا تقدر عليه فقد عَزَبَ عنك، ولا يَعْزُبُ عن الله شيءٌ. والعازبُ من الكَلأَ: البعيدُ المطلب. قال ابو النجم:

وعازب نور في خلائه ... في مقفر الكمأة من جنائه

وأَعْزَبَ القومُ: أصابوا عازِباً من الكلأ. ويقال: العازبُ: ما لم يُرْعَ قط. زعب: الزّاعبيّةُ: الرماحُ المنسوبةُ، ولا يُعْلَمُ الزّاعبُ أرجلٌ هو أم بلدٌ. قال :

والزّاعبيّة يَنْهلون صدورَها

والأزْعَبُ: ضرب من الأوتار جيد: قال قيس بن الإطنابة:

كما طنّتِ الأَزْعَبُ المحصد

أنّث (طنّت) ، لأنّه ردّه على طَنَّةٍ واحدة. والتَّزعُّبُ: من النّشاطِ والسُّرعة. والزّاعب: الهادي السَّيَّاحُ في الأرض. قال ابن هرمة:

يكادُ يهلك فيها الزاعب الهادي

وزَعَبْتُ الإناءَ والقِربةَ زَعْبا إذا ملأته، ويقال: إذا احتملتها وهي مملوءة. والرّجلُ يَزْعَبُ المرأةَ إذا ملأ [فَرْجَها بفَرْجه] من ضِخَمِه. وزَعَبْتُ له من مالي زَعْبَةً، أي: قطعت له قليلا من كثير.

زبع: الزّوبَعَةُ: اسمُ شيطانٍ، ويُكْنَى الإعصارُ أبا زَوْبعة حين يدوم ثم يرتفعُ إلى السَّماء ساطعاً، يقال فيه شيطان مارد. وتَزَبَّع فلانٌ: تهيأ للشَّرّ. قال متمم بن نويرة :

وإن تلقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فاحشاً ... على القوم ذا قاذورة متزبعا بزع: بَزُعَ الغلام بَزاعةً فهو بَزيعٌ، وجاريةٌ بزيعةٌ يوصف بالظرافة والملاحة (و) ذكاء القلب، لا يقال إلا للأحداث. وتَبَزَّعَ الشّرُّ أي: هاج وأَرْعَدَ ولما يقع. قال :

إنا إذا أمر العدى تبزّعا ... وأجمعت بالشرّ أن تلفّعا

وبَوْزَع رملةٌ لبني سعد. قال :

برملِ يرنا وبرملِ بوزعا

وبَوْزَعُ: من أسماء النساء.

عزب

1 عَزَبَ, aor. ـُ (S, O, Msb) and عَزِبَ, (S, O,) inf. n. عُزُوبٌ, (S, Msb,) He, (a man, S, O,) or it, (a thing, Msb,) was, or became, distant, or remote; (S, O, Msb;) and absent; عَنِّى from me: (S, O:) or ↓ اعزب has the former meaning: (K:) and عَزَبَ, aor. ـُ and عَزِبَ, (Msb, K,) inf. n. as above, (K,) signifies he, or it, was, or became, absent, (Msb, K,) and concealed: (Msb:) and went away, or departed. (K, TA.) You say, عَزَبَ بِهَا, referring to sheep or goats, He went to a distance, or far off, with them: so in a trad.: or, as some relate it, بها ↓ عزّب, meaning he went with them to a remote pasturage: and he pastured them (namely, camels,) at a distance from the place of abode of the tribe, not repairing, or returning, to them [in the evening]: and ↓ تعزّب, and thus the verb is written in copies of the K in a place where some copies have يَعْزُبُ, occurs in the phrase تعزّب عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ [He went away to a distance from his family and his cattle, or camels &c.]. (TA.) And عَزَبَتِ الإِبِلُ The camels went away to a distance in the pasturage, not returning in the evening: (S, O:) and in like manner one says of sheep or goats. (O.) And لَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَىْءٌ Nothing is absent from his (God's) knowledge. (TA. [See Kur x.62 and xxxiv. 3.]) And عَزَبَ طُهْرُ المُرْأَةِ [The woman's state of pureness from the menstrual discharge was a remote thing] means (assumed tropical:) the woman's husband was absent from her: (K:) or [rather] is said of the woman when her husband is absent from her. (S, O.) And عَزَبَ عَنْ فُلَانٍ حِلْمُهُ [Such a one's forbearance quitted him]; (S, O;) as also ↓ اعزب. (O.) b2: Also, aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. عُزْبَةٌ and عُزُوبَةٌ, (Msb, MF, TA,) or these are simple substs., (S, K,) (assumed tropical:) He was without a wife; or in a state of celibacy. (Msb, K.) [And app. عَزَبَتْ is said in like manner of a woman, meaning (assumed tropical:) She was without a husband. See also 5.]

b3: And عَزَبَتِ الأَرْضُ (assumed tropical:) The land, whether fruitful or unfruitful, was, or became, destitute of inhabitants; had in it no one. (S, O, K.) 2 عزّب بِهَا: see 1, second sentence. عُزِّبَ بِهِ عَنِ الدَّارِ is said of a herd of pasturing camels [meaning It was taken to pasture at a distance from the place of abode]. (S, O, K. *) b2: It is said in a trad. (S, O) of the Prophet, (O,) مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ عَزَّبَ, meaning (tropical:) [He who reads, or recites, the Kur-án in forty nights] goes to a remote period of time from his commencement; (S, O, TA;) or makes the time of the commencement thereof to be remote; (A;) and is tardy in doing so. (TA.) A2: عزّب إِبِلَهُ: see 4. b2: لَيْسَ لِفُلَانٍ امْرَأَةٌ تُعَزِّبُهُ, meaning (assumed tropical:) There is not for such a one a woman to put an end to his celibacy by marriage, is like the saying هِىَ تُمَرِّضُهُ

“ she takes care of him in his sickness. ” (O, TA.) b3: And one says, فُلَانٌ يُعَزِّبُ فُلَانًا وَيُرْبِضُهُ (assumed tropical:) [Such a one undertakes, or manages, the affairs of such a one, and his expenses]; i. e., acts for him like a treasurer. (TA, from the Nawádir el-Aaráb. [In art. ربض in the TA, عزّبه is said to signify, agreeably with the explanation above, قَامَ عَلَيْهِ.]) 4 اعزب He made to be distant, or remote; or to go far away. (K, * TA.) You say, اعزبهُ اللّٰهُ God made him, or may God make him, to go away, or far away. (S, TA.) b2: اعزب الإِبِلَ He drove the camels to a distance in the pasturage, not to return in the evening. (TA.) And اعزب إِبِلَهُ and ↓ عزّبها He made his camels to pass the night in the pasturage, not bringing them back in the evening. (TA.) And اعزب جَمَلَهُ is like أَضَلَّهُ [He made his camel to go astray]. (A.) b3: [Hence,] اعزب اللّٰهُ عَنْهُ حِلْمَهُ (assumed tropical:) God made his forbearance to become remote from him. (O.) b4: And أَعْزَبْنَا الكَلَأَ, (O,) or أَعْزَبْنَا alone, (S,) We lighted upon remote herbage. (S, O.) A2: As intrans.: see 1, first sentence: and the same in the latter half. b2: [Hence,] اعزب القَوْمُ The people's camels went away to a distance in the pasturage, not to return in the evening. (S, * O, * K, * TA.) 5 تعزّب: see 1, second sentence. b2: Also He passed the night with his camels in the pasturage, not returning in the evening. (TA.) b3: And (assumed tropical:) He abstained from marriage: (K, TA:) and in like manner تعزّبت is said of a woman. (TA.) One says, تعزّب زَمَانًا ثُمَّ تَأَهَّلَ (S, O) (assumed tropical:) He was without a wife [a long time, or he abstained from marriage a long time; then he took a wife]. (O.) [See also 1, near the end.]

عَزَبٌ [correctly thus, but in the sense here following written in the TA without any syll. signs, and in the O written عِزَّبٌ,] A man who goes away to a distance into the country, or in the land. (O, TA.) [And One who goes far away with his camels to pasture: pl. أَعْزَابٌ. (See also عَزِيبٌ and عَازِبٌ and مُعْزِبٌ and مِعْزَابَةٌ.)] هِرَاوَةُ الأَعْزَابِ means The staff of those who go far away with their camels to pasture; and a horse is likened thereto, (S, O, TA,) on account of its compactness and smoothness; so in a marginal note in the L: (TA:) [Sgh, however, says,] thus in some of the lexicons, but in my opinion, (O,) it was the name of a mare which was not to be outstripped, and which was thus called because her owner gave her gratuitously for the use of those of his people who had no wives, who made predatory attacks upon her, and when one of them acquired for himself property and a wife, he resigned her to another of his people: (O, K: *) whence the prov.

أَعَزُّ مِنْ هِرَاوَةِ الأَعْزَابِ [More highly esteemed than Hiráwet-el-Aazáb]. (O.) See an ex. in a verse cited voce عَدِيدٌ. b2: See also عَازِبٌ. b3: Also Whatever is alone, solitary, or apart from others. (TA.) b4: And (assumed tropical:) A man having no wife; (Ks, S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ عَازِبٌ, (Msb, * TA,) which is the original; (Msb;) and ↓ عَزِيبٌ, and ↓ مِعْزَابَةٌ [which see below]; (K;) but not ↓ أَعْزَابُ, (Mgh, O, Msb, K,) this being disallowed by AHát, (O, Msb,) and others; (TA;) or it is rare; (K;) but it occurs in a trad.; (Mgh, O;) and some allow it: (O, Msb:) the pl. of the first is أَعْزَابٌ, (O, K,) or عُزَّابٌ, (S, * Msb,) which is thus because the original form of the sing. is considered as being ↓ عَازِبٌ, this pl. being like كُفَّارٌ as pl. of كَافِرٌ, (Msb,) or عَزَبٌ has both of these pls., (O,) or عُزَّابٌ is pl. of ↓ عَازِبٌ, (TA,) and is applied to men and to (assumed tropical:) women as meaning having no spouses: (S, TA:) عَزَبَةٌ is applied to (assumed tropical:) a woman [as meaning having no husband], (Ks, S, O, Msb, K,) and (O, Msb, K) so عَزَبٌ; (Zj, Kz, Mgh, O, Msb, K;) and if أَعْزَبُ be applied to a man, ↓ عَزْبَآءُ, may by rule be applied to a woman; and the pl. of عَزَبَةٌ is عَزَبَاتٌ: (Msb:) or, accord. to Zj, عَزَبَةٌ is a mistake of Abu-l-'Abbás [i. e. Th], and عَزَبٌ is used as an epithet of a man and of a woman, like as is خَصْمٌ, and does not assume a dual form nor a pl. nor a fem. form, because it is originally an inf. n.; MF, however, denies that we have any authority for calling عَزَبٌ an inf. n.: he considers it to be a simple epithet, like حَسَنٌ &c.; and if used in the fem. sense without the termination ة otherwise than by poetic license, to be an anomalous epithet, like عَانِسٌ, which is applied alike to a man and to a woman: the phrase رَجُلَانِ عَزَبَانِ is also mentioned: and the saying إِنَّهُ لَعَزَبٌ لَزَبٌ [in which the latter epithet is merely an imitative sequent corrobative of the former], and إِنَّهَا لَعَزَبَةٌ لَزَبَةٌ: and عَزَبٌ is said to be [also] a quasi-pl. n. [of عَازِبٌ], like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ. (TA.) عُزْبَةٌ and ↓ عُزُوبَةٌ The state of having no wife or husband; celibacy. (S, K. [Each said in the S and K to be a simple subst.: but see 1, near the end.]) عَزِيبٌ A man who has gone away to a distance (تَعَزَّبَ, as in some copies of the K), or who goes away to a distance (يَعْزُبُ, as in other copies of the K), from his family and his cattle, or camels &c. (K, TA.) b2: And Cattle, or camels &c., at a distance from the tribe: heard by Az in this sense from the Arabs: (TA:) or a herd of camels, and the like of sheep or goats, that go away to a distance from their owners in the pasturage: (K, TA:) and إِبِلٌ عَزِيبٌ camels that do not return in the evening to the tribe: عَزِيبٌ thus used is pl. (or a quasi-pl. n., TA) of ↓ عَازِبٌ, like as غَزِىٌّ is of غَازٍ. (S, K, TA.) b3: See also عَازِبٌ b4: And see عَزَبٌ, near the middle.

عَزُوبَةٌ A land in which one has to go far for pasturage; (O, K;) in which the pasturage is little: (TA:) the ة is to render the signification intensive. (O.) عُزُوبَةٌ: see عُزْبَةٌ.

عَازِبٌ Distant, or remote: (Msb, TA:) applied in this sense to herbage: (S, K:) or, applied to herbage, such as has not been depastured at all, nor trodden: and, accord. to the A, only such as is in a desert in which is no seed-produce: (TA:) and it is likewise applied to meadows (رَوْضٌ) [app. as meaning distant, or remote]; as also ↓ عَزِيبٌ. (A, TA.) In the following saying, وَصَدْرٍ أَرَاحَ اللَّيْلُ عَازِبَ هَمِّهِ تَضَاعَفَ فِيهِ الحُزْنُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ (tropical:) [In many a bosom whose remote (or long-past) anxiety night has brought back, grief has multiplied from every quarter], it is used metaphorically. (A.) And [in like manner,] in a trad. of 'Átikeh, قَهُنَّ هَوَآءٌ وَالحُلُومُ عَوَازِبُ means (assumed tropical:) And they are devoid of reason, the intel-lects [being] far away: عَوَازِبُ here being pl. of عَازِبٌ. (L, TA.) And [in a similar manner,] عَوَازِبُ الأَطْهَارِ [in which عَوَازِبُ is pl. of عَازِبَةٌ] is applied as an epithet to women whose husbands are absent: (S and O and TA, from a verse of En-Ná- bighah Edh-Dhubyánee: [for the lit. meaning, see 1, latter half:]) b2: [for] عَازِبٌ signifies also Absent; and concealed. (Msb.) b3: It is also applied to sheep or goats, (شَآءٌ, O, TA, and غَنَمٌ, O,) and to camels, (إِبِلٌ, O,) meaning Remote in the pasturage, (O, TA,) that do not return in the evening, (O,) or that do not repair to the place of alighting and abode [of their owners] in the night: (TA:) and [in like manner] ↓ عَزَبٌ is applied to cattle, or camels &c., (مَالٌ, A, O, TA,) meaning that go away to a distance from their owners. (O.) See also عَزِيبٌ [which, thus applied, is a quasi-pl. n. of عَازِبٌ]. And عَازِبَةٌ is likewise applied to camels (O, K) as meaning That go far away to pasture: (O, K: *) so in the prov. إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ الغَنَمَ حِذَارَ العَازِبَةِ [I only bought the sheep, or goats, in fear of loosing those that go far away to pasture]: said by a man who had camels, and sold them, and bought sheep, or goats, lest they [the camels] should go far away to pasture; and his sheep, or goats, did so: (O, K:) it is applied to the case of him who acts with gentleness [or precaution] in the easiest of affairs, and has unexpected difficulty, or trouble, inseparable from him. (O.) b4: See also عَزَبٌ, in three places. b5: And see مُعَزِّبَةٌ.

عَوْزَبٌ An old woman: (O, K:) so called because of the long period that has elapsed since her marriage. (TA.) أَعْزَبُ; and the fem. عَزْبَآءُ: see عَزَبٌ.

مُعْزِبٌ One who goes away from his family with his camels. (Az, TA.) [See also عَزَبٌ and عَزِيبٌ

&c.] b2: And Seeking distant herbage, such as is termed عَازِبٌ. (TA.) b3: And One whose camels go away to a distance in the pasturage, not to return in the evening. (S, TA.) مِعْزَبَةٌ A female slave: (O, K:) or, accord. to Th, applied only to a woman that has not a husband: (TA:) pl. مَعَازِبُ, for which مَعَازِيبُ occurs in a verse of Aboo-Khirásh El-Hudhalee. (O.) b2: See also مُعَزِّبَةٌ.

مُعَزَّبٌ A herd of pasturing camels taken to pasture at a distance (عُزِّبَ بِهِ) from the place of abode. (S, O, K. *) مُعَزِّبَةٌ (A, O, K) and ↓ مِعْزَبَةٌ and ↓ عَازِبَةٌ (K) (tropical:) A man's wife, (A, O, K,) to whom he resorts, and who undertakes the preparing of his food and the taking care of his implements, utensils, accoutrements, or furniture. (O.) مِعْزَابٌ: see what follows, in two places.

مِعْزَابَةٌ A man who goes away to a distance with his cattle, or camels &c., (S, A, O, K,) from others, in the pasturage; (S, O;) as also ↓ مِعْزَابٌ: (A, O, K:) accord. to Az, the former is the only epithet of the measure مِفْعَالَةٌ, except مِجْذَامَةٌ, which is sometimes used; [but in the TA, مِطْرَابَةٌ and مِطْوَاعَةٌ and مِقْدَامَةٌ also are mentioned;] the ة in معزابة, he says, is added to give intensiveness to the signification, and to imply praise; the meaning being, in his opinion, a man who frequently betakes himself, with his cattle, or camels &c., pasturing at a distance from others, to the places where rain has fallen, and to the uncropped herbage produced thereby; and he adds that the ة is affixed to a masc. epithet to imply praise or blame when intensiveness is meant. (TA.) The two epithets above are also expl. as applied to a man who pastures his camels at a distance from the abode of the tribe, not repairing to them to rest. (TA.) [See also عَزَبٌ &c.] b2: Also, (S, O, K, TA,) or ↓ مِعْزَابٌ, (A, TA,) (tropical:) A man who has been long without a wife, (S, A, O, K, TA,) so that he has no need of one. (TA.) b3: See also عَزَبٌ
عزب
: (العَزَبُ مُحَرَّكَة: مَنْ لَا أَهْلَ لَهُ كالمِعْزَابَة) بالكَسْر، ونَظِيرُه مِطْرَابَة ومِطْوَاعَة ومِحْذَامة ومِقْدَامَة. (والعَزِيب لَا تُقَلْ أَعْزَبُ) بالأَلف على أَفْعَل، كَمَا صرَّح بِهِ الجوهَرِيُّ وثعلبٌ والفَيُّومِيُّ، وَهُوَ قولُ أَبي حَاتِم، أَي لكَوْنه غيرَ وَارِدٍ وَلَا مَسْمُوع، (أَو قَلِيلٌ) أَجَزَه غيرُه واستدَلَّ بحَدِيث: (مَا فِي الجَنَّةِ أَعْزَبُ) ورجلان عَزَبان (ج أَعْزَابٌ) كسَبَبٍ وأَسبابٍ، (وَهِيَ) أَي الأُنْثَى (عَزَبَةٌ وعَزَبٌ) ، محرَّكَة فيهمَا، أَي لَا زوجَ لَهَا، نَقله القَزَّاز فِي جامعِ اللُّغَة.
وَقَالَ الزَّجَّاج: العَزَبة بالهَاء غَلَطٌ من أَبي العَبَّس، وإِنما يُقَال: رجل عزَبٌ وامرأَة عزَب، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّث، لأَنَّه مصدر، كَمَا تَقُولُ: رجل خَصْم وامرأَة خَصْم، قَالَ الــشاعِرُ فِي صفَة امرأَةِ:
إِذَا العَزَب الهوجَاءُ بالعِطْر نَافَحَتْ
بَدَتْ شمْسُ دَجْن طَلَّةً مَا تَعَذَّرُ
وَقَالَ الراجز:
يَا مَنْ يَدُلُّ عزَباً على عَزَبْ
على ابْنَةِ الشَّيْخ الأَزَبّ
وَفِي رِوَايَة:
على فَتِيتِ مِثلِ نِبْرَاسِ الذّهبْ
وأَشَارَ لِمْثلِ مَا ذَكَره الزَّجَّاج ابنُ دَرَسْتَوَيه، ونَقله ابنُ هِشَام اللَّخْمِيّ وأَبُو جَعْفَر اللَّبْلِيّ. قَالَ شيخُنا فِي شرح نظم الفَصيح: إِنَّ كلامَ الزّجّاج ومَنْ تَبِعَه فِيهِ نَظَر ظَاهِر. أَمَّا أَوّلاً فإِنّه لم يَرِد كونُ العَزَب مَصْدَراً فِي كِتابٍ، وَلَا دَلَّ عَلَيْهِ شيءٌ مِن كَلَام العَرَب، وإِنَّمَا قَالُوا فِي المصدَر: العُزْبَة والعُزُوبَة، بالضَّم فِيهِمَا، وأَمَّا ثَانِياً فإِنَّ الظاهِرَ فِيهِ أَنَّه صِفَةٌ لَا مصدَرٌ؛ لأَن فَعَلاً كَمَا يَكُون مَصْدَراً عِنْدَ الصَّرْفِيِّين لفَعِل المكسور اللَّازِم كالفَرَح والجَذَلَ يَكُون صِفَةً، كالحَسَن، والبَطَل، ولَيْسَ خَاصًّا بأَوزانِ المصْدر، وكونُه وَصْفاً هُوَ الَّذِي تَدُلّ لَهُ قوَّة كَلَامهم، ويُؤَيِّدُه كونُهم أَنَّثُوه بالهَاءِ، وَهُوَ الَّذِي اقتصرَ عَلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ نقلا عَن الكِسَائِيِّ، والتَّفْرِقَةُ فِي كلامِهِم دَالَّةٌ عَلَيْهِ، وَلَو كَانَ مَصْراً لذَكَرُوه مَعَ المَصَادر عِنْد عِدَادِها.
وأَمَّا ثالِثاً فإِنْ البيتَ الَّذِي استَدلُّوا بِهِ لَيْسَ بِنَصَ فِي المُؤَنَّثْ، لاحْتِمال كَوْنِه ضرورَةً وكونِ على بِمَعْنى مَعَ، ثمَّ قَالَ: وعَلى تَقْدِير ثُبُوتِه مُجَرَّداً من الْهَاء، كَمَا حَكَاهُ المُصَنِّف والقَزَّاز وغيرُهما، يكون من الأَوْصَاف الَّتِي لم تَلْحَقْهَا الهاءُ شُذُوذاً، كرَجُل عَانس وامرأَةَ عَانسٍ انْتهى.
(وَالِاسْم العُزْبَةُ والعُزُوبَةُ، مَضْمُومَتَيْن) وَيُقَال: إِنَّه لعَزَبٌ لَزَبٌ وإِنَّهَا لعَزَبَة لَزَبة (والفِعْلُ) مِنْهُ (كَنَصَرَ) عَزَب يَعْزُب عُزُوبَةً فَهُوَ عَازِب وحمعه عُزَّابٌ. (وتَعَزَّبَ) بعد التَّأَهُّل، وتعزّب فلانٌ زَمَانا ثمَّ تَأَهَّل، وتَعزَّب الرجُلُ: (تَركَ النِّكَاح) وكَذَلك المَرْأَة.
(والعُزُوبُ: الغَيْبَةُ) . قَالَ تَعَالَى: {عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ} (سبأ: 3) أَي لَا يَغِيب عَن عِلْمِه شيءٌ، وَفِيه لُغَتَانِ عَزَب (يَعْزُب) كيَنْصُرُ (ويَعْزِب) كيَضْرِب إِذَا غَابَ.
(و) العُزُوب: (الذَّهَابُ) يقالُ: عَزَب عَنهُ يعزُب عُزُوباً. إِذَا ذَهَب، وأَعزَبَه اللهُ: أَذْهَبَه.
(والمِعْزَابَةُ: مَنْ طَالَت عُزُوبَتُه) حَتَّى مالَهُ فِي الأَهْلِ مِنْ حَاجَةِ (وَمَنْ يَزُب بِمَاشِيَته) . قَالَ الأَزهريّ: وَلَيْسَ فِي الصِّفَاتِ مِفْعَالة غَيْر هَذِه الكَلِمَة. قَالَ الفَرَّاءُ: مَا كَان من مِفْعَال كانَ مُؤَنَّثُه بِغَيْر هَاءٍ؛ لأَنه انْعَدَلَ عَن النُّعوت انْعِدَالاً أَشَدَّ من صَبُور وشَكُور وَمَا أَشْبَههما مِمَّا لَا يُؤَنَّث، ولأَنَّه شُبِّه بالمَصَادِر لدِخُول الهَاءِ فِيهِ. يُقَال: امرأَةٌ مِحْمَاقٌ ومِذْكَارٌ ومِعْطَارٌ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقد قِيلَ مِجْذَامَة إِذَا كَانَ قَاطِعاً للأُمور، جَاءَ على غَيْر قِيَاس وإِنَّمَا زَادُوا فِيهِ الهَاءَ لأَنَّ الْعَرَب تُدْخِل الهاءَ فِي المُذَكَّرِ على جِهَتَيْن: إِحدَاهُمَا المَدْحُ، والأُخْرَى الدَّمّ إِذَا بُولغَ فِي الوَصْفِ. والمِعْزَابَة دخَلَتْهَا الهَاءُ للمُبَالَغة، وَهُوَ عِنْدِي الرَجُلُ يُكْثِر النهوضَ فِي مَالِه العَزِيب يَتَتَبَّع مَساقِطَ الغَيْث، وأُنُفَ الكلإِ، وَهُوَ مَدْح بالِغٌ على هَذا المَعْنَى (كالمِعْزَاب) بإِسقاط الهَاء. يُقَال عَزَب الرجُلُ بإِبلِه إِذَا رَعَاهَا بَعِيداً من الدَّار الَّتِي حَلَّ بِهَا الحَيُّ لَا يَأْوِي إِلَيهم، فَهُوَ معْزابٌ ومِعْزَابَة، وكُلُّ مِنْفَرِدٍ عَزَبٌ، والمِعْزَابُ من الرِّجَال أَيضاً: الَّذِي تَعَزَّب عَن أَهْلِه فِي مَالِه. قَالَ أَبُو ذُؤَيب:
إِذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رَأْسَه
وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ
وَفِي الأَسَاس، مِنَ المَجَازِ: المعْزَابُ: مَنْ طَالَت عُزُوبَتُه.
(والعَزِيبُ: الرجُلُ تَعَزَّبَ) ، عَلَى مِثَال تَفَعَّل. وضُبط فِي بعض النُّسَخ يَعْزُب على مِثَال يَنْصُر، (عَنْ أَهْلِه ومَالِه) ، وَقد تقدَّم فِي أَوْلِ المَادّة أَنَّه مَنْ لَا أَهْلَ لَهُ فَقَط. والذِي قالَهُ الأَزْهَرِيّ: إِنَّ العَزِيب هُوَ المَالُ العازِبُ عَن الحَيِّ. قَالَ: هكَذَا سمعتُه من العَرَب. (و) العَزِيبُ (مِنَ الإِبِل والشَّاءِ: الَّتي تَعْزُب عَن أَهْلِهَا فِي المَرْعَى) قَالَ:
وَمَا أَهلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ
وَلَا النَّعَمُ العَزِيبُ لَنَا بِمَالِ
(وإِبِلٌ عَزِيبٌ: لَا تَرُوحُ على الحَيِّ) وَهُوَ (جَمع عَازِب كغَزِيّ) فِي (جمع غازٍ) .
(وأَعْزَبَ) الرجُل: (بَعُدَ) ، لَازِم. (و) أَعْزَبَ: (أَبْعَدَ) ، مُتَعَدَ، مثل أَمْلَق الرجلُ إِذا أَعْدَم، وأَمْلَقَ مالَه الحَوَادِثُ، وعَزَب عَنِّي فلانٌ يَعزُبَ عُزُوباً: غَابَ وبَعُد. وَيُقَال: رجل عَزَبٌ للّذِي يَعْزُب فِي الأَرْض. وعَزَب يعزُت: أَبعَدَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرَ: (كنت أَعزُب عَنِ المَاءِ) أَي أُبْعِدُ. وَفِي حَدِيث عَاتِكَةَ:
فهُنَّ هواءٌ والحُلومُ عَوَازِبُ
جمع عَازِب أَي أَنَّها خَالِية بعيدَةُ العُقُولِ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
والعَازِبُ: البَعِيد. وعَزَبتِ الإِبلُ: أَبْعَدَت فِي المَرْعى لَا تَرُوح، وأَعْزَبهَا صاحِبُها، وعَزَّبَ إِبلَه وأَعْزَبَهَا: بَيَّتَهَا فِي المَرْعَى وَلم يُرِحْها. وَفِي حديثِ أَبِي بَكْر (كَانَ لَهُ غَنَم فأَمَر عمرَ بنَ فُهَيْرَةَ أَن يَعْزُبَ بهَا) أَي يُبْعِد بهَا، ويروى يُعَزِّب، بالتَّشْديد، أَي يَذْهَبَ بهاإِلى عَازِبٍ من الكَلَإِ. وتَعَزَّب هُوَ: بَاتَ مَعَها. (و) أَعْزَبَ (القومُ) فهم مُعْزِبون أَي (عَزَبَت إِبِلُهم) أَي أَبْعَدَت فِي المَرْعَى لَا تَرُوحُ.
(والمِعْزَبَةُ كالمِعْرَفَةِ: الأَمَةُ) ، والجَمْعُ المَعَازِب، عَن ابْنِ حَبِيب. قَالَ: وأَشبَع أَبو خِرَاش الكَسْرَةَ فولَّدَ يَاءٌ حيثُ يَقُولُ:
بصاحِبٍ لَا تُنَالُ الدَّهْرَ غِرَّتُه
إِذَ افْتَلَى الهَدَفَ القِنَّ المَعَازِيبُ
افْتَلَى: اقتطَع.
قالَ ثَعْلَب: وَلَا تكون المُعَزِّبَةُ إِلَّا غَرِيبَةً.
(و) المِعْزَبَة أَيضاً: (امْرَأَةُ الرَّجُلُ) يأْوِي إِليها فَتَقُوم بإِصْلَاح طَعَامِه وحِفْظ أَدَاته، وَهُوَ مَجَاز (كالعازِبَة والمعَزّبَةِ) بالتَّشْدِيدِ وَهِي المُحْصِّنَة والحَاضِنَة (والرُّبضُ الحاصِنة) والقَابِلة واللِّحَاف وَيُقَال: مَا لِفُلَان مُعَزِّبَة تُقَعِّدُه. وَيُقَال لَيْسَ لِفلَان امرأَةٌ تعزِّبُه أَي تُذْهِب عُزُوبَتَه بالنِّكاح، مِثْل قَوْلِك: هِيَ تُمَرِّضُه، أَي تَقُوم عَلَيْه فِي مَرَضِه، قَالَه أَبُو سَعِيد الضَّرِير.
وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرَاب: فلَان يُعزِّبُ فُلَاناً ويُرْبِضُه: يَكُونُ لَهُ مِثْلَ الخَازِن.
(والعَازِبُ) من (الكَلإِ: البَعِيدُ) المَطْلَبِ، وأَنْشَد:
وعَازبٍ نَوَّر فِي خَلَائِهِ
وكلأٌ عازِبٌ: لم يُرْعَ قَطّ وَلَا وُطِيءَ. وأَعْزَبَ القَوْمُ: أَصابُوا كلأً عَازِباً. وَفِي حَدِيثِ أمِّ مَعْبَد (والشّاءُ عازِبٌ حِيَالٌ) أَي بَعِيدةُ المَرْعَى لَا تَأْوِي إِلى المَنْزِل فِي اللَّيْل، الحِيَال جمع حَائِل، وهِيَ الَّتِي لم تَحْمِل.
وَفِي الأَسَاس: وروضٌ عازِبٌ وعَزِيبٌ وَمَالٌ عَزَبٌ، وَلَا يَكُونُ الكَلأُ العَازِبُ إِلا بفَلَاةِ حيثُ لَا زَرْعَ.
(و) عَازِبٌ: (جَبلٌ. و) يُقَال: سَوَامٌ مُعَزَّبٌ. (المُعَزَّبُ كمُعَظَّم: الَّذِي عُزِبَ بِه) أَي أُبْعِد بِهِ (عَنِ الدَّارِ. و) يُقَال: (عَزَبَ طُهْرُ المَرأَة إِذَا (غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا) قَال النَّابِغَة الذُّبْيَانِيّ:
شُعَبُ العِلَافِيَّاتِ بَيْن فُرُوجِهِمْ
والمُحْصَنَاتُ عَوَازِبُ الأَطْهَارِ
العِلَافِيَّات: رِحَالٌ منسوبَةٌ إِلَى عِلَاف؛ رجُلٍ من قُضاعةَ كَانَ يَصْنَعُهَا. والفُرُوجُ جَمْعُ فَرْج؛ وَهُوَ مَا بَيْن الرِّجْلَيْن يُرِيد أَنَّهم آثروا الغَزْوَ على أَطْهَارِ نِسَائِهم.
(و) عَزَبَتِ (الأَرْضُ) إِذا (لم يَكُن بِهَا أَحَدٌ، مُخْصِبَةٌ كَانَت أَو) ، وَفِي نُسْخَة أَم (مُجْدِبَةً. والعَزُوبَةُ) الهاءُ فِيهَا للمُبَالغَة مِثْلُهَا فِي فَرُصة ومَلُولَة: (الأَرْضُ البَعِيدَةُ المَضْرِبِ إِلَى الكَلإِ قَلِيلَتُه. وَمِنْه الحدِيث (أَنَّه بَعَثَ بَعْثاً فأَصْبَحُوا بأَرْض عَزْوبَةٍ بَجْرَاءَ) .
(والعَوْزَبُ) كجَوْهَرٍ: (العَجُوزُ) ، لبُعْدِ عَهْدِها عَن النِّكَاح.
(و) من أَمثَالِهِم: (إِنَّمَا اشْتَرَيتْ الغنَمَ حِذَارَ العازِبَة) (العَازِبَةُ الإِبِلُ. و) قِصَّتُه أَنّه (كَانَ لِرَجُل إِبِلٌ فبَاعَها واشْتَرَى غَنَما لِئلَّا تَعْزُب، فعَزَبت غَنَمُه) فعَاتَبَ عَلَى عُزُوبِهَا، (فَقَالَ: إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ الغَنَم حِذَارَ العَازِبَة. فذَهَبَت مَثَلاً) فيمَن ترفَّقَ أَهُونَ الأُمُور مَؤُنَةً فلزِمه فِيهِ مشقَّةٌ لم يَحْتَسِبْها.
(وهِرَاوَةُ الأَعْزَابِ) هِرَاوَةُ الَّذِين يُبْعِدُون بإِبْلِهم يالمَرْعَى، ويُشَبَّه بهَا الفرَسُ. ووجدتُ فِي هَامِش لِسَان العَرَب حاشِيَةً نُقِلت من حَاشِيَة فِي نُسْخَةِ ابْنِ الصّلاح المُحدِّث مَا نَصّه: الأَعْزَاب: الرِّعَاءُ يَعْزُبُون فِي إِبلهم. وقَال لَبِيد يُشَبِّه الفرسَ بعَصَا الرَّاعِي فِي انْدِمَاجِها وامِّلاسِها؛ لأَنَّهَ سلاحهُ فَهُوَ يُصْلِحُها ويُمَلِّسُها، وقِيلَ هُو لعَامِر بْنِ الطُّفَيْل:
تَهْدِي أَوَائِلَهُنَّ كُلُّ طِمِرَّةٍ
جَرْدَاءَ مثلِ هِرَاوَةِ الأَعْزَابِ
وَقيل: هِيَ (فَرَسٌ) للرَّيَّان بنِ خُويْصٍ العَبْدِيّ، اسْم لَهَا (مَشْهُورَةٌ) نَقله أَبو أَحْمَد العُكبرِيّ عَن أَبي الحَسَن النَّسَّابة، وَمثله قَالَ أَبُو سَعِيد البَرْقِيّ، و (كَانَت) لَا نُدْرَك، جَعَلَها (مَوْقُوفَةً على الأَعْزَاب) من قَوْمه، فَكَانَ العَزَبُ مِنْهُم (يَغْزُونَ عَلَيْهَا ويَسْتَفِيدُونَ المَالَ ليَتَزَوَّجُوا) ، فإِذا اسْتَفَاد وَاحِدٌ مِنْهُم مَالاً وأَهْلا دَفَعها إِلى آخرَ مِنْهُم، فكَانُوا يَتَدَاوَلُونَها كَذَلِك، فضُرِبَت مَثَلاً فقِيل: أَعزُّ من هَرَاوة الأَعْزَاب.
وَمِمَّا يُستدرك على المُؤَلِّفِ مِمَّا لم يَذكُرْه.
العُزَّابُ هم الَّذِين لَا أَزواج لَهُم من الرِّجَالِ والنِّسَاءِ. والعَزَب: اسْم للجَمْع كخَادِم وخَدَم، وَكَذَلِكَ العَزِيب اسْم للْجمع كالغَزِيِّ.
والمُعْزِب كمُحْسِن: طالِب الكَلإِ العَازِب. وَمِنْه الحَدِيث (أَنَّهُم كَانُوا فِي سَفَر مَعَ النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فسمعَ مُنَادِياً قَالَ: انظُروهُ ستَجِدُوه مُعزِبا أَو مُكْلِئاً) قَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ الَّذِي عَزَب عَن أَهله فِي إِبلِه، أَي غَاب.
وَفِي حَدِيثِ ابنِ الأَكْوَع لما أَقَامَ بالرَّبَذَة قَالَ لَهُ الحَجَّاج: (ارتدَدْتَ على عَقِبَيكِ، تعَزَّبْتَ. قَالَ: لَا ولكِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم أَذِن لِي فِي البَدْوِ) . أَرادَ بَعُدْتَ عَن الجَمَاعَات والجُمُعاتِ بسُكْنَى البَادِيَة ويروى بالرَّاءِ، وَقد تَقَدَّم.
وي الأَسَاس، وَمن المُسْتَعَار فِي الحَدِيثِ: (من قرأَ القرآنَ فِي أَرْبَعِين لَيْلَة فقد عَزَّبَ) أَي بَعُدَ عَهْدُه بِمَا ابْتَدَأَه مِنْهُ وأَبطَأَ فِي تلَاوتِه.
وَمن الْمجَاز أَيْضا قولُ الــشَّاعِر:
وصَدْرٍ أَراحَ الليلُ عازبَ هَمِّه
تضاعَفَ فِيهِ الحُزْنُ من كُلِّ جَانِبِ
والعِزْبَة بِالْكَسْرِ: اسمٌ لعِدّة مَوَاضِع بثَغْر دُمْيَاط، وَمن أَحَدِها شيخ مَشَايخنا الشِّهَابُ أَحمدُ بن مُحَمَّد بن عبد الغَنِيّ الدُّمْيَاطيّ العِزْبِيّ المُقْرِىء، روى عَن الشَّمْسِ البَابِليّ وغَيْرِه، وأَلَّف (الإِتحافَ فِي قِرَاءَة الأَرْبَعَة عَشَرَ) ، ودَخَل اليمَنَ ومَات بالمَدِينَة المنوّرة سنة 1116 هـ.

عزب


عَزَبَ(n. ac.
عُزُوْب)
a. ['An], Was far, distant, absent from; departed from.
b. Was uninhabited, deserted (country).
c.(n. ac. عُزْبَة
عُزُوْبَة), Was unmarried, single.
عَزَّبَa. Kept away, absented himself.
b. Neglected, left unfinished.

أَعْزَبَa. Was far away.
b. Removed, sent, drove away.

تَعَزَّبَa. see I (c)
عُزْبَةa. see 27t
عَزَب
(pl.
عُزَّاْب أَعْزَاْب)
a. see 14
أَعْزَبُ
(pl.
عُزْب)
a. Unmarried, single: bachelor; celibate.

عَاْزِبa. Distant pasture.

عَزِيْبa. see 14
عُزُوْبَةa. Celibacy.

عَزْبَآءُa. Single; spinster.

بكا

بكا: البُكاء يقصر ويمد؛ قاله الفراء وغيره، إذا مَدَدْتَ أَردتَ الصوتَ

الذي يكون مع البكاء، وإذا قَصرت أَردتَ الدموع وخروجها؛ قال حسان بن

ثابت، وزعم ابن إسحق أَنه لعبد الله بن رواحة وأَنشده أَبو زيد لكعب بن

مالك في أَبيات:

بَكَتْ عيني، وحقَّ لها بُكاها،

وما يُغْني البُكاءُ ولا العَويلُ

على أَسَد الإلهِ غَداةَ قالوا:

أَحَمْزَةُ ذاكم الرجلُ القتيلُ؟

أُصِيبَ المسلمون به جميعاً

هناك، وقد أُصيب به الرسولُ

أَبا يَعْلى لك الأَركانُ هُدَّتْ،

وأَنتَ الماجدُ البَرُّ الوصولُ

عليك سلامُ ربك في جِنانٍ،

مُخالطُها نَعيمٌ لا يزولُ

قال ابن بري: وهذه من قصيدة ذكرها النحاس في طبقات الشعراء، قال:

والصحيح أَنها لكعب بن مالك؛ وقالت الخنساء في البكاء الممدود ترثي

أَخاها:دَفَعْتُ بك الخُطوبَ وأَنت حيٌّ،

فمن ذا يَدْفَعُ الخَطْبَ الجَليلا؟

إذا قَبُحَ البُكاء على قَتيل،

رأَيتُ بكاءَك الحَسَنَ الجميلا

وفي الحديث: فإن لم تجدوا بُكاءً فَتَبَاكَوْا أَي تَكَلَّفُوا البُكاء،

وقد بَكَى يَبْكِي بُكاءً وبُكىً؛ قال الخليل: من قصره ذهب به إلى معنى

الحزن، ومن مدّة ذهب به إلى معنى الصوت، فلم يبالِ الخليلُ اختلافَ

الحركة التي بين باء البكا وبين حاء الحزن، لأَن ذلك الخَطَر يسير. قال ابن

سيده: ،هذا هو الذي جَرَّأَ سيبويه على أَن قال وقالوا النَّضْرُ، كما

قالوا الحَسَنُ، غير أَن هذا مسكَّن الأَوسط، إلا أَن سيبويه زاد على الخليل

لأَن الخليل مَثَّلَ حركة بحركة وإن اختلفتا، وسيبويه مَثَّلَ ساكن

الأَوسط بمتحرك الأَوسط، ولا محالة أَن الحركة أَشبه بالحركة وإن اختلفتا من

الساكن بالمتحرك، فَقَصَّرَ سيبويه عن الخليل، وحُقَّ له ذلك، إذا الخليل

فاقد النظير وعادم المثيل؛ وقول طرفة:

وما زال عني ما كَنَنْتُ يَشُوقُني،

وما قُلْتُ حتى ارْفَضَّتِ العينُ باكيا

فإنه ذكَّر باكياً وهي خبر عن العين، والعين أُنثى، لأَنه أَراد حتى

ارفضت العين ذات بكاء، وإن كان أَكثر ذلك إنما هو فيما كان معنى فاعل لا

معنى مفعول، فافهم، وقد يجوز أَن يذكر على إرادة العضو، ومثل هذا يتسع فيه

القول؛ ومثله قول الأَعشى:

أَرَى رَجُلاً منهم أَسِيفاً، كأَنما

يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبا

أَي ذاتَ خضاب، أَو على إرادة العضو كما تقدم؛ قال: وقد يجوز أَن يكون

مخضباً حالاً من الضمير الذي في يضم. وبَكَيْتُه وبَكَيْتُ عليه بمعنى.

قال الأَصمعي: بَكَيْت الرجلَ وبَكَّيْته، بالتشديد، كلاهما إذا بَكَيْتَ

عليه، وأَبْكَيته إذا صنعت به ما يُبْكِيه، قال الــشاعر:

الشمسُ طالعة، ليستْ بكاسفةٍ،

تُبْكي عليكَ نُجومَ الليل والقَمرا

(* رواية ديوان جرير: تبكي عليك أَي الشمس، ونصب نجوم الليل والقمر

بكاسفة).

واسْتَبْكَيْتُه وأَبْكَيْتُه بمعنى. والتِّبْكاء: البُكاء؛ عن

اللحياني. وقال اللحياني: قال بعض نساء الأَعراب في تأْخيذ الرجال أَخَّذتُه في

دُبَّاء مُمَلأٍ من الماء مُعَلَّقٍ بتِرْشاء فلا يَزَلْ في تِمْشاء

وعينُه في تِبْكاء، ثم فسره فقال: التِّرشاءُ الحَبْلُ، والتِّمْشاء المَشيُ،

والتِّبْكاءُ البُكاء، وكان حكم هذا أَن يقول تَمْشاء وتَبْكاء لأَنهما

من المصادر المبنية للتكثير كالتَّهْذار في الهَذْر والتَّلْعاب في

اللَّعب، وغير ذلك من المصادر التي حكاها سيبويه، وهذه الأُخْذَة قد يجوز أَن

تكون كلها شعراً، فإذا كان كذلك فهو من مَنْهوك المنسرح؛ وبيته:

صَبْراً بني عَبْد الدارْ

وقال ابن الأَعرابي: التَّبكاء، بالفتح، كثرة البُكاء؛ وأَنشد:

وأقْرَحَ عَيْنَيَّ تَبْكاؤُه،

وأَحدَثَ في السَّمْعِ مِنِّي صَمَمْ

وباكَيْتُ فلاناً فَبَكَيْتُه إذا كنتَ أَكثرَ بُكاءً منه. وتَباكى:

تَكَلَّف البُكاءَ. والبَكِيُّ: الكثير البُكاء، على فعيل. ورجل باك، والجمع

بُكاة وبُكِيٌّ، على فُعُول مثل جالس وجُلُوس، إلاّ أَنهم قلبوا الواو

ياء. وأَبْكَى الرجلَ: صَنَع به ما يُبْكيه. وبَكَّاه على الفَقيدِ:

هَيَّجه للبكاء عليه ودعاه إليه؛ قال الــشاعر

صَفيَّةُ قُومي ولا تَقْعُدِي،

وبَكِّي النساءَ على حَمْزه

ويروى: ولا تَعْجزي، هكذا روي بالإسكان، فالزاي على هذا هو الرويّ لا

الهاء لأَنها هاء تأنيث، وهاء التأْنيث لا تكون رويّاً، ومن رواه مطلقاً

قال: على حمزة، جعل التاء هي الرويّ واعتقدها تاء لا هاء لأَن التاء تكون

رويّاً، والهاء لا تكون البتة رويّاً. وبَكَاه بُكاءً وبَكَّاه، كلاهما:

بَكَى عليه ورثاه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

وكنتُ مَتَى أَرى زِقّاً صَريعاً،

يُناحُ على جَنازَتِه، بَكَيْتُ

فسره فقال: أَراد غَنَّيْتُ، فجعل البكاء بمنزلة الغِناء، واستجاز ذلك

لأَن البُكاء كثيراً ما يَصْحَبه الصوت كما يصحب الصوت الغناء.

والبَكَى، مقصور: نبت أَو شجر، واحدته بَكاة. قال أَبو حنيفة: البَكاة

مثلُ البَشامة لا فرق بينهما إلا عند العالم بهما، وهما كثيراً ما تنبتان

معاً، وإذا قطعت البَكاة هُريقت لبناً أَبيض؛ قال ابن سيده: وقضينا على

أَلف البُكَى بالياء لأَنها لام لوجود ب ك ي وعدم ب ك و، والله أَعلم.

زَبَّ 

(زَبَّ) الزَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى وُفُورٍ فِي شَعَرٍ، ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ. فَالزَّبَبُ: طُولُ الشَّعَْرِ، وَكَثْرَتُهُ. وَيُقَالُ بَعِيرٌ أَزَبُّ. قَالَ الــشَّاعِرُأَثَرْتَ الْغَيَّ ثُمَّ نَزَعْتَ عَنْهُ ... كَمَا حَادَ الْأَزَبُّ عَنِ الطِّعَانِ

وَمِنْ ذَلِكَ عَامٌ أَزَبُّ، أَيْ خَصِيبٌ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: الزَّبِيبُ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ، ثُمَّ يُشَبَّهُ بِهِ، فَيُقَالُ لِلنُّكْتَتَيْنِ السَّوْدَاوَيْنِ فَوْقَ عَيْنَيِ الْحَيَّةِ زَبِيبَتَانِ ; وَهُوَ أَخْبَثُ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَيَّاتِ: وَفِي الْحَدِيثِ: «يَجِيءُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ» . وَرُبَّمَا سَمَّوُا الزَّبَدَتَيْنِ زَبِيبَتَيْنِ، يُقَالُ أَنْشَدَ فُلَانٌ حَتَّى زَبَّبَ شِدْقَاهُ، أَيْ أَزْبَدَا.

قَالَ الــشَّاعِرُ:

إِنِّي إِذَا مَا زَبَّبَ الْأَشْدَاقُ ... وَكَثُرَ الضِّجَاجُ وَاللَّقْلَاقُ

ثَبْتُ الْجَنَانِ مِرْجَمٌ وَدَّاقُ

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ الزَّبَابُ: الْفَارُ، الْوَاحِدُ زَبَابَةٌ. وَقَدْ يَحْتَمِلُ، وَهُوَ بَعِيدٌ، أَنْ يَكُونَ مِنَ الزَّبِيبِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِمَّا هُوَ شَاذٌّ لَا قِيَاسَ لَهُ: زَبَّتِ الشَّمْسُ وَأَزَبَّتْ: دَنَتْ لِلْغُرُوبِ.

دلو

دلو: {فدلاهما} ألقاهما من أعلى إلى أسفل، أي: أخرجهما. {فأدلى}: أرسل دلوه. ودلاها: أخرجها.

دلو


دَلَا(n. ac. دَلْو)
a. Pulled up or let down ( the bucket of a
well ).
b. Treated with gentleness; drove gently.
c. [Bi & Ila], Made use of as mediator or intercessor with.

دَلَّوَa. Let down or drew up.
b. [acc. & Bi], Made to fall into (error).

دَاْلَوَa. Used blandishments with; coaxed, cajoled.

أَدْلَوَ
a. [Fī], Let down into ( the well ).
b. [Fī], Spoke evil of.
c. [Bi & Ila], Offered as ( a gift ) to the (
judge ); sought to gain access to by means of.

تَدَلَّوَa. Hung down; was let down.
b. ['Ala], Was familiar with.
c. [La], Was submissive to, lowered himself to.

دَلْو (pl.
أَدْلٍ [ 15 ]
دِلَآء []
دُلِيّ )
a. Bucket; pitcher.
b. Aquarius.
c. Misfortune.

دَالٍ (pl.
دُلَاة [] )
a. Drawing up ( a bucket ).
دَالِيَة [] (pl.
دَوَالٍ [] )
a. Water-wheel, machine for irrigation.
b. Vine, vine-stock.
دلو
دَلَوْتُ الدَّلْوَ: إذا أرسلتها، وأدليتها أي:
أخرجتها، وقيل: يكون بمعنى أرسلتها (قاله أبو منصور في الشامل) ، قال تعالى: فَأَدْلى دَلْوَهُ [يوسف/ 19] ، واستعير للتّوصّل إلى الشيء، قال الــشاعر:
وليس الرّزق عن طلب حثيث ولكن ألق دلوك في الدِّلَاءِ
وبهذا النحو سمّي الوسيلة المائح، قال الــشاعر:
ولي مائح لم يورد الناس قبله معلّ وأشطان الطّويّ كثير
قال تعالى: وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ [البقرة/ 188] ، والتَّدَلِّي: الدّنوّ والاسترسال، قال تعالى: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى
[النجم/ 8] .
دلو
الدَلْوُ: مَعْرُوْفَةٌ. وأدْلَيْتُها: أرْسَلْتُها في البِئْرِ، ودَلَوْتُها أدْلُوْها: مِثْلُه. والجَميعُ الدَلَاءُ والدُّلِيُّ والدِّلِيُّ، والعَدَدُ أدْلٍ ويُقال: دَلَاةٌ أيضاً. والجِنْسُ الدَلَاء ". ومَثَلٌ: " قد عَلِقَتْ دَلْوَكَ دَلْوٌ اخْرَى "، وفي المَثَلِ: " ألْقِ دَلْوَكَ في الدَلَاءِ ".
والدَلْوُ: السَّوْقُ الرَّفِيْقُ، ودَلارِكابَه دَلْواً: رَفَقَ بها. واسْمُ أرْبَعَةِ كَوَاكِبَ في السَّمَاءِ. والدّاهِيَةُ. وسِمَةٌ باللِّهْزِمَةِ والفَخِذِ.
والدّالِيَةُ: شَيْءٌ يُتَّخَذُ من خُوْص وخَشَب يُسْتَقَى به. ودَلَوْتُ حاجَتي أدْلُوْها: أي طَلَبْتُها بالشُّفَعاءِ كما يُجَرُّ الدَّلْوُ.
ودَلَوْتُ به إلى فلانٍ: أي مَتَتُّ به إليه.
والإِنسانُ يُدْلي شَيْئاً في مَهْوىً، وَيتَدَلى هو.
وأدْلى بحَقه وحُجتِه: إذا أحْضَرَها واحْتَجَّ بها. ودالَيْتُه مُدَالاةً: أي داجَيْته ودارَيْته. ودَلِيَ يَدْلى: إذا تَدَله وتَحَيرَ.
د ل و : الدَّلْوُ تَأْنِيثُهَا أَكْثَرُ فَيُقَالُ هِيَ الدَّلْوُ وَفِي التَّذْكِيرِ يُصَغَّرُ عَلَى دُلِيٍّ مِثْلُ: فَلْسِ وَفُلَيْسٍ وَثَلَاثَةُ أَدْلٍ وَفِي التَّأْنِيثِ دُلَيَّةٌ بِالْهَاءِ وَثَلَاثُ أَدْلٍ وَجَمْعُ الْكَثْرَةِ الدِّلَاءُ وَالدُّلِيُّ وَالْأَصْلُ فُعُولٌ مِثْلُ: فُلُوسٍ وَأَدْلَيْتُهَا إدْلَاءً أَرْسَلْتُهَا لِيُسْتَقَى بِهَا وَدَلَوْتُهَا أَدْلُوهَا لُغَةٌ فِيهِ وَدَلَوْتُهَا وَدَلَوْتُ بِهَا أَخْرَجْتُهَا مَمْلُوءَةً وَأَدْلَى إلَى الْمَيِّتِ بِالْبُنُوَّةِ وَنَحْوِهَا وَصَلَ بِهَا مِنْ إدْلَاءِ الدَّلْوِ.

وَأَدْلَى بِحُجَّتِهِ أَثْبَتَهَا فَوَصَلَ بِهَا إلَى دَعْوَاهُ وَالدَّالِيَةُ دَلْوٌ وَنَحْوُهَا وَخَشَبٌ يُصْنَعُ كَهَيْئَةِ الصَّلِيبِ وَيُشَدُّ بِرَأْسِ الدَّلْوِ ثُمَّ يُؤْخَذُ حَبْلٌ يُرْبَطُ طَرَفُهُ بِذَلِكَ وَطَرَفُهُ بِجِذْعٍ قَائِمٍ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ وَيُسْقَى بِهَا فَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَالْجَمْعُ الدَّوَالِي وَشَذَّ الْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ فَفَسَّرَهَا بِالْمَنْجَنُونِ. 
(د ل و) : (أَدْلَيْتُ) الدَّلْوَ أَرْسَلْتُهَا فِي الْبِئْرِ (وَمِنْهُ) أَدْلَى بِالْحُجَّةِ أَحْضَرَهَا وَفِي التَّنْزِيلِ {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} [البقرة: 188] أَيْ لَا تُلْقُوا أَمْرَهَا وَالْحُكُومَةَ فِيهَا وَفِي كِتَابِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَافْهَمْ إذَا أُدْلِيَ إلَيْكَ أَيْ تُخُوصِمَ إلَيْكَ (وَفُلَانٌ يُدْلِي) إلَى الْمَيِّتِ بِذَكَرٍ أَيْ يَتَّصِلُ (وَدَلَّاهُ) مِنْ سَطْحٍ بِحَبْلٍ أَيْ أَرْسَلَهُ فَتَدَلَّى (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ الْمُغَفَّلِ دُلِّيَ عَلَيَّ جِرَابٌ مِنْ شَحْمٍ مِنْ بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ وَحَدِيثُ بُنَانَةَ أَنَّهَا دَلَّتْ رَحًى عَلَى خَلَّادٍ أَيْ أَرْسَلَتْ حَجَرًا (وَدَلَّى) رِجْلَيْهِ مِنْ السَّرِيرِ وَقَدْ جَاءَ أَدْلَى (وَمِنْهُ) قَدْ أَدْلَى رُكْبَتَهُ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي رُكْبَةٍ إذْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ أَيْ أَرْسَلَ رِجْلَهُ فِيهَا وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ أَنَّ قَوْمًا وَرَدُوا مَاءً فَسَأَلُوا أَهْلَهُ أَنْ يُدْلُوهُمْ عَنْ الْمَاءِ فَإِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنْ أَدْلَى الدَّلْوَ بِمَعْنَى دَلَّاهَا إذَا نَزَعَهَا وَفِيهِ اخْتِصَارٌ وَالْمَعْنَى يُدْلُوهُمْ أَوْ يُدْلُوا دَلْوَهُمْ عَلَى حَذْفِ الْجَارِّ وَالْمُضَافِ (الدَّالِيَةُ) ذُكِرَتْ فِي (دلب) .
دلو: دَلّى العينين: ذكرها الكالا في معجمه مقابل عبارة لاتينية فسرها فكتور بمعنى تخارز وأغمض عينيه وتظاهر بأنه لايرى، وعبس وقطّب.
أدلى، أدلاه من الأرض: رفعه، شده إلى أعلى، ففي العبدري (54و): فإذا أدلوا شخصاً من الأرض تعلق به آخرون فتراهم سلسة (سلسة) أولها في الكعبة وآخرها في الأرض. وبدل أن يقال أدلى بحجة (لين) يقال أيضاً أدلى حجة إلى القاضي (المقري 2: 198).
وأدلى به إلى فلان: اطلعه عليه وكاشفه به (تاريخ البربر 2: 523).
تدلّى. تدلّى بحبل: نزل عن علو إلى الأرض مستعيناً بحبل (تاريخ البربر 2: 214) وفي حيان - بسام (3: 49ق) وجعل كثير منهم يتدلون بالحبال من ذرى السور.
اندلى، اندلى لكلب: انحنى وتطأطأ ليظهر بمظهر الكلب (دي سلان، البكري ص184).
دَلُو: وجمعه أدلاء في معجم فوك، وأدليه عند القليوبي (ص40) طبعة ليس.
ودَلْو: آلة لضخ الماء وصفت في صفة مصر (16: 16) = شادون (صفة مصر 18، قسم ثاني ص543).
ارماها دلوين (ألف ليلة برسل 3: 278) ولا بد أنها تعني قطعها نصفين، غير أني لا أستطيع أن أفسر هذه العبارة. ولا أدري إذا كانت كتابتها صحيحة.
دلواني: قتبرة ذات قنزعة (كاسبري 1: 319).
دَلاَئي: صانع الدلاء (دومب ص102).
دال: برج الدلو من بروج السماء (دورن ص56).
دالية: بمعنى حفنة الكرم (فوك، ترجمة العهد الصقلي لبلو ص14) وهي ليست من فصيح اللغة معجم المنصوري انظر دوال، (محيط المحيط).
دالية سوداء: ظيان، ياسمين البر (بوشر). ودالية: بمعنى التمدد الوريدي في الساق. ذكرها فريتاج، وهي مذكورة أيضاً في معجم بوشر (محيط المحيط).
والجمع دوال: علائق الركاب (ألف ليلة برسل 4: 59).
واحذف من معجم فريتاج المعنى الأخير فيه لكلمة دالية لأن الكلمة التي ذكرها مشتقة من دَلّ كما نبه إلى ذلك فليشر (معجم ص53) وهو على حق.
مدلات: سلاسل من الفضة تتدلى من الرأس (مبهرن ص35).
[دلو] الدَلْوُ: واحدة الدِلاءِ التي يستقى بها. وكذلك الدَلا بالفتح، الواحدة دلاة. وجمع الدلو في أقل العدد أدل، وهو أفعل، قلبت الواو ياء لوقوعها طرفا بعد ضمة. والكثير دلاء ودلى على فعول . وقال الراجز: آليت لا أعطى غلاما أبدا * دلاته إنى أحب الاسودا يريد بدلاته سجله ونصيبه من الود. والاسود: اسم ابنه. والدلو: برج من بروج السماء. والدَلْوُ: سمةٌ للإبل. وقولهم: جاء فلان بالدَلْوِ، أي بالداهية. قال الراجز: يحملن عنقاء وعنقفيرا * والدلو والديلم والزفيرا والدالية: المنجنون تديرها البقر، والناعورة يديرها الماء. ودَلَوْتُ الدَلْوَ: نزعتها. وأَدْلَيْتُها: أرسلتها في البئر لتمتلئ. وقد جاء في الشعر الدالى بمعنى المدلى. وهو في قول العجاج يصف ماء:

يكشف عن جماته دلو الدال * (*) يعنى المدلى. ودلوت الناقة دلوا: سرتها سيرا رويدا. وقال الراجز:

لا تعجلا بالسير وادلواها * وقال آخر: لا تقلواها وادلواها دلوا * إن مع اليوم أخاه غدوا وادلولى، أي أسرع، وهو افعوعل. ودلوت الرجل وداليته، إذا رفَقْت به وداريتَه. ودَلاَّهُ بغُرورٍ، أي أوقعه فيما أراد من تغريره، وهو من إدلاء الدَلْوِ. ودَلَوتُ بفلان إليك، أي استشفعت به إليك. وقال عمر لما استسقى بالعباس رضى الله عنهما: اللهم أنا نتقرب إليك بعم النبي صلى الله عليه وسلم وقفية آبائه وكبر رجاله، دلونا به إليك مستشفعين. وتدلى من الشجرة. وقوله تعالى: (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) ، أي تدلل، كقوله تعالى: (ثم ذهب إلى أهله يتمطى) ، أي يتمطط. قال لبيد  فتدليت عليها قافِلاً * وعلى الأرض غَياياتُ الطَفَلْ وأَدْلى بحجته، أي احتجَّ بها. وهو يُدْلي برحِمِه، أي يمتُّ بها. وأَدْلى بماله إلى الحاكم: دَفَعَه إليه. ومنه قوله تعالى: (وتُدْلوا بها إلى الحُكّام) يعنى الرشوة.
باب الدال واللام و (وء ي) معهما د ل و، ل د ي، د ول، دء ل، ء د ل، ول د، ل ود مستعملات

دلو: جمع الدَّلْوِ الدِّلاء، والعَدَدُ أَدْلٍ، (والكثيرُ) دُلِيًّ ودِلِيٌّ. والدَّلاةُ: الدَّلْوُ، وأَدْلَيْتُها: أَرْسَلْتُها في البِئر، [وقول الله- عز وجل-. فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى] ، ودَلَوْتُها: مَلأَتُها ونزَعتُها من البئر مَلأَى، [قال الراجز:

يْنزَعُ من جَمّاتِها دَلْوَ الدّالْ

أي نَزْعَ النازِع] والدَّاليةُ شيءُ يُتَّخَذُ من خُوصٍ وخَشَب يُستَقَى به بحبالٍ يُشدُّ في رأس جِذعٍ طويل، والإِنسانُ يُدْلي شيئاً في مَهْواة ويَتَدلَّى هو نفسُه. وأَدْلَى فُلان بحُجَّته أي احتَجَّ بها، وأَدْلَى بها إلى الحاكم: رفعها إليه . لدى: لَدَى معناها عندَ، يقال: رأيتُه لدى بَاب الأمير، وجاءني أمر من لَدَيْك أي من عندك، وقد يحسُن من لدُنْك بهذا المعنى، ويقال في الإِغراء: لدَيْكَ فلاناً كقولكَ عليكَ فلاناً، كقول القُطامي:

إذا التياز ذو العضلات قلنا ... لَدَيْكَ لَدَيكَ ضاقَ بها ذراعاً

ويُروي: إِليكَ إليك على الإغِراء.

دول: الدُّولةُ والدَّوْلةُ لغتان، ومنه الإدالة، قال الحَجّاج: إِنّ الأرضَ ستُدالُ مِنّا كما أدَلنا منها أي نكون في بَطْنها كما كُنّا على ظَهْرها. وبنُو الدِّول: حَيٌّ من بني حنيفة.

دأل: بنو الدُّئِل حَيٌّ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناف بن كنانة. والدَّأَلانُ: مِشيةٌ فيها ضَعْفٌ وعَجَلةٌ. والدُّؤلُولُ: الداهيةُ من دواهي الدِّهْر الشديدة، والجمعُ الدَّآليل.

أدل: الإِدْلُ: ضَرْبٌ من اللَّبَن يَتَغَيَّر عن مَحْضِه فيَصير إِدْلاً. ولد: الوَلَدُ اسم يجمعُ الواحدَ والكثيرَ، والذكَر والأنْثَى سَواء. والوَليدُ: الصَّبِيُّ، والوليدةُ: الأَمَةُ. واللِّدَةُ: مثلُكَ في السِّنِّ. ووَلَدُ الرجل ووُلْدُه في معنىً، ووَلَدُه ورَهطُه في معنىً ويقال: مالُه ووَلَدُه أي ورَهْطُه، ويقال: وُلدُه. والوِلْدةُ: جماعة الأولاد، وقال يصف صَيّاداً:

سِمْطاً يربي ولدة زعابلا

[ويقال في تفسير قوله تعالى: لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً

أي رَهطُه] . وشاةٌ والدٌ: حاملٌ، والجميع وُلَّد، وإِنّها لَبِّينةُ الوِلاد. والوِلادة: وَضْع الوالدةِ وَلَدَها. وجارية مُوَلَّدة: وُلِدَتْ بين العرب ونَشأَتْ مع أولادهم، ويَغْذونها غِذاء الوَلَد ويُعَلِّمونها من الأدب مثلَ ما يُعَلِّمون أولادَهم، وكذلك المُوَلَّد من العبيد. وكلامٌ مُوَلَّد: مُسْتَحدَث لم يكن من كلام العرب. [وأمّا التليدة من الجَواري فهي التي تولد في ملك قوم وعندهم أبواها] . لود: الأَلوَدُ: الذي لا يكاد يَميل إلى غَزَل أو عشق، ولا ينقاد لأمرٍ، وقد لَوِدَ يَلْوَدُ لَوَداً، وقوم أَلْوادُ، وهذه من النَّوادِر.
[د ل و] الدَّلْوُ تَذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ، قالَ رُؤْبَةُ:

(تَمْشِي بِدَلْوِ مُكْرَبِ العَراقِي ... )

والتَّأْنِيثُ أَعْلَى وأَكْثَرُ، والجَمْعُ أًَدْلِ، ودِلاءٌ، ودُلىٌّ، ودِلِىٌّ: وهي الدَّلاةُ، والدَّلا، قالَ:

(طامِى الجِمَامِ لم تَمَخَّجْهُ الدَّلا ... )

وقِيلَ: الدَّلاَ: جَمْعُ دَلاةٍ: كفَلا جمعُ فَلاةٍ. والدَّلاةُ أيْضاً: الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ. ودَلَوْتُها، وأَدْلَيْتُها: إِذا أَرْسَلْتَها لتَسْتَقِيَ بها. وقيل: أَدْلا [ها: ألقاها] ، لِيَسْتَقِى بها، ودَلاها: جَبَذَها ليُخْرِجَها. وما جاءَ في اسْتسَقْاءِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رضَيِ الله عنه: ((وقَدْ دَلَونْا بهِ إِليكَ)) . يعنِى [بقوله] : ((به)) العَبّاس رضِيَ اللهُ عنه. قالَ الهَرَوِيُّ في الغَريِبَيْنِ: معناه مَتَتْنا وتَوَسَّلْنا. وأُرَى معناه أَنْهم تَوَسَّلُوا بالعَبّاس إلى رَحْمَةَ الله وغِياثِه، كما يُتَوَسَّلُ بالدَّلْوِ إلى الماءِ. والدَّلْوُ: بُرْجٌ من بُرُوجِ السَّماءِ مَعْرُوفٌ، سُمِّى به تَشبِيهًا بالدَّلْوِ. والدّالِيَةُ: شيءُ يُتَّخَذُ من خُوصٍ وخَشَبٍ يُسْتَقَى به بحبِالٍ تُشَدُّ في رأسِ جذِْع طَوِيلِ قال مْسْكِينٌ الدّارِمِى:

(بأيديهم مغارفُ من حديدٍ ... نُشَبَّهها مُقيَّرةَ الدوالى)

والدّالِيةُ: مجنونُ والدّالِيةُ: الأرضُ تُسقى بالدَّلوِ والمنجَنُون والدَّوَالِى: عِنَبٌ أَسْوَدُ غيرُ حالِكٍ، وعَناقِيدُه أَعْظَمُ العَناقِيدِ كُلِّها، تَراها كأَنّها تُيُوسٌ مُعَلَّقَةٌ، وعِنَبُه جَافِ يتَكَسَّرُ في الفَمَِ، مُدَحْرَجُ ويُزَبَّبُ. حكاهُ أبو حَنِيفَةَ. وأَدْلَى الفَرَسُ وغيرُه: أَخْرَجَ جُرْدانَهُ لِيَبُولَ أو يَضْربَ، وكذلِكَ أَدْلَى العَيْرُ، ودَلَّى، قِيلَ لاْبنَةِ الخُسِّ: ما مِائَةُ من الحُمُرِ؟ قالَتْ: ((عازِبَةُ اللَّيْلِ، وخزْىُ المَجْلِسِ، لا لَبَنَ فتُحْلَبَ، ولا صوفَ فُتجَّزَّ، إِنْ رُبطُ غَيْرُها دَلَّى، وإِنْ أَرْسَلْتَه وَلَّى)) . ودَلَّى الشْيءَ في المَهْواةِ: أَرْسَلَه فِيها، قالَ:

(مَنْ شاءَ دَلَّى نَفْسَه في هُوَّة ... ضَنْكٍ، ولكِنْ مَنْ لَهُ بالَمضِيقْ)

أي بالخُرُوجِ من المَضِيِقِ. وتَدَلَّيْتُ فيها وعَلَيْها، قالَ لَبِيدٌ:

(وتَدَلّيتُ عليها قافِلاً ... وعَلَى الأَرْضِ غَياياتُ الطَّفَلْ)

وأَدْلَى بحُجَّتِه: أَحْضَرَها. وأَدْلَى إليهِ بمالِة: دَِفَعَه، وفي التَّنْزِيلِ: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام} [البقرة: 188] . وأَدْلَيْتُ فيهِ: قُلْتُ قَبِيحاً، قالَ:

(ولو شِئْتُ أَدْلَى فِيكُما غَيْرُ واحِد ... علانِيَةً أو قالَ عِنْدِىَ في السَرِّ ... )

ودَلَوْتُ الإِبل دَلْوًا: سُقْتُها سَوْقاً رَفِيقاً، قالَ:

(لا تَقْلُوَاهَا وادْلُوَاهَا دَلْواَ ... )

(إِنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخاهُ غَدْوَا ... )

وقولُه:

(كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بَمرْوَحَةٍ ... إِذا تَدَلَّتْ بهِ أو شارِبٌ ثَمِلُ) ( ... يَجُوزُ أنْ يكونَ تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الَّذِي هو السَّوْقُ الرَّفِيقُ، كأَنّه دَلاّها فَتَدلَّتْ، ويَجُوزُ أن يكونَ أرادَ تَدَلَّلَتْ من الإدْلالِ، فكَرِةَ التَّضْعيفَ، فحَوَّلَ إِحْدَى اللاّمَيْنِ ياءً، كما قالُوا: تَظَنَّيْتُ في تَظَنَّنْتُ. 
دلو
دلا/ دلا بـ يَدلُو، ادْلُ، دَلْوًا، فهو دَالٍ، والمفعول مَدْلُوّ
• دلاَ الدَّلوَ:
1 - أنزلها في البئر لتُملأ ° ادْلُ بدلوِك في الحديث: اعرض رأيَك فيما نقول.
2 - جذبها من البئر ملأى.
• دلاَ حاجتَه: طلبها "دلا حاجتَه من صديقه".
• دلاَ بالدَّلوِ: استقى بها. 

أدلى/ أدلى بـ/ أدلى في يُدلِي، أَدْلِ، إدْلاءً، فهو مُدْلٍ، والمفعول مُدْلًى (للمتعدِّي)
• أدلى الشَّخصُ/ أَدْلَى الشّخصُ دَلْوَه: أرسَلَ دَلْوَه في البئر أو البحرِ ليَمْلأها " {فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ} ".
• أدلى إلى فلانٍ برحمٍ أو بقرابةٍ:
1 - اتَّصَل به عن نَسَبٍ.
2 - تَوَسَّل بتلك الرَّحم وتشفّع بها "أَدْلَى فُلانٌ إليك برَحِمك".
• أدلى إليه بمالٍ أو برِشْوةٍ: رشاه؛ دَفَعه له " {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ}: لا تدفعوها على سبيل الرشوة" ° أدْلَى بصوتِه/ أدْلَى برأيِه: قدّمَه وساهم به.
• أدلى فلانٌ بتصريحٍ: أَعْلَنَ رأيًا أو قولاً? أَدْلَى بحجّته: أَظْهَرَها وأوضَحَها- أَدْلَى بدَلْوه في الموضوع: ساهَمَ برأيه، شارك في الأمر.
• أدلى فلانٌ في فلانٍ: قالَ فيه قَوْلاً قبيحًا. 

تدلَّى/ تدلَّى على يتدَلَّى، تَدَلَّ، تدَلّيًا، فهو مُتَدَلٍّ، والمفعول مُتدلًّى عليه
• تدلَّى فلانٌ أو الشَّيءُ: تَعَلَّقَ ونزل من عُلُوٍّ إلى أسفل "تدلَّى من الشُّرفة- تدلَّتِ الثمرةُ من غُصْنِها: تعلَّقت-
 تدلّت الشفةُ: تهدَّلت واسترخَتْ- {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} ".
• تدلَّى علينا من أرض كذا: جاء، أقبل، نزل "تدلَّى عليهم أبناءُ السبيل من أقاصي الأرض". 

دلَّى يُدلِّي، دَلِّ، تَدْلِيةً، فهو مُدَلٍّ، والمفعول مُدَلًّى
• دلَّى الشَّيءَ: أَرْسَله إلى أَسْفل "دَلَّى الدَّلوَ: أرسَلَها في البئر لتمتلئَ- دَلَّى رجليه من السرير".
• دلاَّه بغرور: أَوْقَعه فيما أراد من معصية " {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} ". 

إدلاء [مفرد]: مصدر أدلى/ أدلى بـ/ أدلى في. 

تدلية [مفرد]: مصدر دلَّى. 

دالِية [مفرد]: ج داليات ودَوَالٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل دلا/ دلا بـ.
2 - دَلْوٌ ونحوُها يستَقى بها بحبل يُشَدّ في رأس جذعٍ طويلٍ.
3 - ساقية أو ناعورة تديرها البقرةُ أو يحرّكها الماءُ. 

دَلاَّيَة [مفرد]: شَيء مُتَدَلٍّ كالقلادة والحَلَق ° دَلاَّية المفاتيح: حَلْقةٌ لحفظ مفاتيح تنتهي بقطعة معدنيّة. 

دَلْو [مفرد]: ج أَدْلٍ (لغير المصدر {ودِلاء} لغير المصدر) ودُلِيّ (لغير المصدر):
1 - مصدر دلا/ دلا بـ.
2 - إناءٌ يستَقى به من البئر أو يُوضع فيه الماءُ داخل البيوت، (مؤنّثة وقد تُذكّر) "وما طلبُ المعيشة بالتَّمنِّي ... ولكن ألقِ دَلْوك في الدِّلاءِ: دعوة إلى الإسهام في معَترك الحياة- {فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ} " ° أَدْلَى بدَلْوه في الموضوع: ساهَمَ برأيه، شارك في الأمر.
• الدَّلْو: (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه الحادي عشر بين الجَدْي والحوت، وزمنه من 20 من يناير إلى 18 من فبراير. 

دَوالٍ [جمع]: مف دالِية:
1 - (طب) مرض تنتفخ به عروق الرِّجلين فتغلظ كالحبال، انتفاخٌ في الأوردة يكون غالبًا في السَّاقين والفخذَيْن وأوردة أَسْفل المستقيم ووعاء الخصية، وهذا الغِلَظُ يمنع رجوعَ الدم إلى الوراء.
2 - عناقيدُ العنب المتدَلِّية، وقيل: عنبٌ أَسْودُ غير حالك، وعناقيدُه أعظم العناقيد كلّها. 
دلو
: (و (} الدَّلْوُ: م) مَعْروفٌ، وَهِي الَّتِي يُسْتَقى بهَا، (وَقد تُذَكَّرُ) ؛ قالَ رُؤْبَة: تَمْشي {بدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي والتَّأْنيثُ أَعْلَى وأَكْثَر، لأنَّهم يُصَغِّرُونَه على} دُلَيَّة؛ (ج) فِي أقَل العَدَدِ ( {أَدْلٍ) ، وَهُوَ أَفْعُلٌ، قُلِبَتِ الواوُ يَاء لوُقوعِها طَرَفاً بعْدَ ضمَّةٍ؛ (و) الكَثيرُ (} دِلاءٌ) ، ككِتابٍ، ( {ودُلِيَ) ، على فُعولٍ، (} ودِلِيٌّ) ، بكسْرِ الدالِ على فعُولٍ أَيْضاً، ( {ودَلَىُّ، كعَلَى) ؛ قالَ:
طامِي الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه} الدَّلَى وقيلَ: الدَّلَى جَمْع {دَلاةٍ، كفَلاةٍ وفَلىً.
(و) } الدَّلْوُ: (بُرْجٌ فِي السَّماءِ) ، سُمِّي تَشْبيهاً بالدَّلْوِ.
(و) الدَّلْوُ: (سِمَةٌ للإِبِلِ) ، كأنَّه على هَيْئَتِها.
(و) الدَّلْوُ: (الَّداهِيَةُ.) يقالُ: جاءَ فلانٌ {بالدَّلْو، أَي بالَّداهِيَةِ؛ قالَ الراجزُ:
يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرَا
} والدَّلْوَ والدَّيْلَم والزَّفِيرَا ( {والدَّلاةُ) ، كحَصَاةٍ: (دَلْوٌ صَغيرٌ) ، والجَمْعُ الدَّلَى.
(} ودَلَوْتُ {وأَدْلَيْتُ: أَرْسَلْتُها فِي البِئْرِ) لتَمْتلِىءَ.
وَفِي التَّهذِيبِ:} وأَدْلَيْتها؛ وَمِنْهُم مَنْ يقولُ: {دَلَوْتها وأَنا} أَدْلُوها، {وأَدْلُو بهَا؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} فأَدْلَى {دَلْوَهُ} ، أَي أَرْسَلَها إِلَى البِئْرِ ليَمْلأَها.
(} ودَلاها) {يَدْلُوها} دَلْواً: (جَبَذَها ليُخْرِجَها) مَلأَى.
قَالَ الجَوهرِيُّ: وَقد جاءَ فِي الشِّعْر {الدَّالِي بمعْنَى} المُدْلي، وَهُوَ قَوْل الراجزِ:
يَكْشِفُ عَن جَمَّاتِه {دَلْوُ} الدَّالْ يَعْنِي المُدْلِي ( {والدَّالِيَةُ: المَنْجَنُونُ) تُدِيرُها البَقَرَةُ) .
(و) أَيْضاً: (النَّاعُورَةُ) يُدِيرُها الماءُ؛ نَقَلَهما الجوهرِيُّ.
(و) فِي المُحْكَم:} الدَّالِيَةُ (شيءٌ يُتَّخَذُ من خُوصٍ) وخَشَبٍ يُسْتَقَى بِهِ بحِبالٍ (يُشَدُّ فِي رأْسِ جِذْعٍ طَويلٍ) ؛ وَقد جاءَ فِي قَوْلِ مِسْكِين الدَّارمي، وجَمْعُ الكُلِّ {دَوَالِي.
وَفِي المِصْباحِ:} الدَّالِيَةُ دَلْوٌ وَنَحْوهَا وخَشَب يُصْنَع كهَيْئةِ الصَّلِيبِ ويُشَدُّ برأْسِ الدَّلْو ثمَّ يُؤْخَذُ حَبْل يُرْبَط طَرَفُه بذلكَ وطَرَفه بجِذْعٍ قائِمٍ على رأْسِ البِئْرِ ويُسْقَى بهَا، فَهِيَ فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ، والجَمْعُ {الدَّوَالي؛ وشَذَّ الفارَابي وتَبِعَه الجوهرِيُّ ففَسَّرَها بالمَنْجَنُون، انتَهَى.
(و) الدَّالِيَةُ: (الأَرْضُ تُسْقَى بدَلْوٍ أَو مَجَنُونٍ) ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه، وَهِي فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولة.
قالَ: (} والدَّوَالي عِنَبٌ أَسْودُ غيرُ حالِكٍ) وعَناقِيدهُ أعْظَمُ العَناقيدِ كُلِّها، تَراها كأنَّها تُيُوس معلَّقة، وعِنَبَة جافٌّ يتكَسَّرُ فِي الفَمِ مُدَحْرَج ويُزَبَّبُ؛ حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ.
(و) الدَّالِيَةُ: (بُسْرٌ يُعَلَّقُ فَإِذا أرْطَبَ أُكِلَ) ، وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ أمِّ الْمُنْذر العَدَوِيَّة، قالتْ: دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ عليٌّ بنُ أَبي طالِبٍ ناقِهٌ، قَالَت وَلنَا! دَوَالٍ مُعلَّقة فقامَ رَسولُ اللَّهِ، فأَكَلَ وقامَ عليٌّ يأَكْلُ فقالَ لَهُ: (مَهْلاً فإنَّك ناقِهٌ) ، فجلَسَ عليٌّ وأَكَلَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ جعلت لَهُم سلْقاً وشَعِيراً، فقالَ لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مِن هَذَا أَصب فإنَّه أَوْفَقُ لكَ) . ( {وأَدْلَى الفَرَسُ وغيْرُهُ: أَخْرَجَ جُرْدانَه ليَبُولَ أَو يَضْرِبَ) ، وَكَذَا} أَدْلَى العيرُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
(و) مِن المجازِ: أَدْلَى (فلانٌ فِي فلانٍ) ، إِذا (قالَ) فِيهِ قَوْلاً (قَبِيحاً) ؛ وَمِنْه قوْلُ الــشاعِرِ:
وَلَو شِئْتُ أَدْلى فِيكُما غَيْرُ واحِدٍ (و) مِن المجازِ: أَدْلَى (برَحِمِه) ، إِذا (تَوَسَّلَ) وتَشَفَّع.
وَفِي الصِّحاحِ: وَهُوَ {يَدْلِي برَحِمِه، أَي يَمُتُّ بهَا.
(و) مِن المجازِ:} أَدْلَى بحقِّه و (بحُجَّتِه) ، إِذا (أَحْضَرَها) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم والأساسِ.
وَفِي الصِّحاحِ: أَي احْتَجَّ بهَا؛ زادَ غيرُهُ: وأَظْهَرَها.
وَفِي المِصْباح: أَثْبَتَها فوَصَلَ بهَا إِلَى دَعْواهُ.
وَفِي التهْذِيبِ: أَرْسَلهَا وأَتى بهَا على صحَّةٍ.
(و) مِن المجازِ: أَدْلَى (إِلَيْهِ بمالِهِ) ، إِذا (دَفَعَه) ، هَكَذَا بالدالِ فِي النسخِ ومِثْله فِي المُحْكم.
ووَقَعَ فِي الصِّحاحِ والمِصْباحِ: رَفَعَه إِلَيْهِ، بالرَّاء، والمَعْنى صَحِيح.
قيلَ: (وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: { ( {وتُدْلُوا بهَا إِلَى الحُكَّامِ) } ، أَي تَدْفَعُونها إِلَيْهِم رِشْوَةً.
وقالَ أَبو إسْحاق: مَعْنى تُدْلُوا فِي الأصْلِ مِن} أَدْلَى {الدلْو أَرْسَلَها فِي البِئْرِ ليَمْلأَها، ومَعْنى أَدْلَى بحُجَّتِه أَرْسَلَها وأَتَى بهَا على صحَّةٍ، فمعْنى} وتُدْلُوا بهَا أَي تَعْملُونَ على مَا يُوجِبُه! الإدْلاءُ بالحُجَّةِ وتَخُونُونَ فِي الأَمانَةِ لتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ الناسِ بالإِثْمِ، كأنَّه قالَ تَعْمَلونَ على مَا يُوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ مَا قَدْ عَلِمْتُم أنَّه الحَقُّ.
وقالَ الفرَّاءُ: مَعْناهُ لَا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لكُم حقّاً لغيْرِكُم وأَنْتم تَعْلَمونَ أنَّه لَا يحلُّ لكُم.
قالَ الأزهرِيُّ: وَهَذَا عنْدي أصَحّ القَوْلَيْن لأنَّ الهاءَ فِي بهَا للأَمْوالِ وَهِي، على قولِ الزجَّاج، للحُجَّةِ وَلَا ذِكْر لَهَا فِي أَوَّل الكَلام وَلَا فِي آخِرِهِ.
( {وتَدَلَّى: تَدَلَّلَ) ؛ وَبِه فَسَّرَ الجوهرِيُّ قوْلَه تَعَالَى: {ثمَّ دَنَا} فتَدَلَّى} ؛ قالَ: وَهُوَ مِثْل قَوْله: {ثمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِه يَتَمَطَّى} ، أَي يَتَمَطَّط قالَ لبيدٌ (يصف فرسا:
{فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قافِلاً
وعَلى الأَرْضِ غَياياتُ الطَّفَلْ (و) } تَدَلَّى (من الشَّجرِ: تَعَلَّقَ.
(و) مِن المجازِ: ( {دَلَوْتُ النَّاقَةَ) } أَدْلُوها {دَلْواً: (سَيَّرْتُها رُوَيْداً،) أَي رفقَ بسَوْقِها؛ قالَ الراجزُ:
لَا تَعْجَلا بالسَّيْرِ} وادْلُواها
لَبِئْسَما بُطءٌ وَلَا تَرْعاها (و) {دَلَوْتُ (فلَانا: رَفَقْتُ بِهِ) ودَارَيْته وصانَعْته؛ (} كَدَالَيْتُه) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ وَهُوَ مَجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الدَّلاَةُ: النَّصيبُ مِن الشيءِ؛ قالَ الراجزُ:
آلَيْتُ لَا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا
} دَلاتَهُ إِنِّي أُحِبُّ الأَسْوَدايُريدُ {بدَلاتِه سَجْلَه ونَصِيبَه مِن الوُدِّ، والأَسْودُ اسْمُ ابنِه.
} وأَدلِ {دَلْوَك فِي} الدّلاءِ، يُضْرَبُ فِي الحَثِّ على الاكْتِسابِ.
ويُجْمَعُ الدَّلْوُ أَيْضاً على {دُليَّةٍ، أَغْفَلَهُ هُنَا وأَوْرَدَه اسْتِطْراداً فِي نَحْو.
} ودَلَوْتُ بفلانٍ إِلَيْك: أَي اسْتَشْفَعْتُ بِهِ إِلَيْك، وَهُوَ مَجازٌ.
{ودَلَّى العَيْرُ} تَدْليةً: أَخْرَجَ جُرْدَانَه ليَبُولَ؛ وَمِنْه قوْلُ ابْنَة الخُسِّ لمَّا سُئِلَتْ عَن مائَةٍ مِن الحُمُرِ فقالتْ: عازِبَةُ الليْلِ وخِزْيُ المَجْلِسِ، لَا لَبَنَ فتُحْلَبَ وَلَا صُوفَ فتُجَزَّ، إنْ رُبِطَ عَيْرُها {دَلَّى وَإِن أَرْسَلَته وَلّى.
} ودَلَّى الشَّيءَ فِي المَهْواةِ: أَرْسَلَه فِيهَا؛ وقولُ الــشاعِرِ:
كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بمَرْوَحَة
إِذا {تَدَلَّت بِهِ أَو شارِبٌ ثَمِلُيَجُوزُ أنْ يكونَ تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الَّذِي هُوَ السَّوْق الرَّفِيقُ، كأنَّه} دَلاَّها فتَدَلَّتْ، وكَوْنه أَرادَ تَدَلَّلَتْ فكَرِه التَّضْعِيف فحوَّل إحْدَى اللاَّمَيْن يَاء؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
{ودَلاَّهُما بغُرُورٍ: غَرَّهُما، وقيلَ: أَطْعَمَهُما؛ وأَصْلُه الرَّجُلُ العَطشانُ} يُدَلّى فِي البِئْرِ ليَرْوَى من مائِها فَلَا يجدُ فِيهَا مَاء فيكونُ {مُدَلِّياً فِيهَا بغُرُورٍ، فوُضِعَتِ} التَّدْلِيَة مَوْضِع الإطْمَاع فِيمَا لَا يَجْدِي نَفْعاً؛ أَو المَعْنى جَرَّأَهُما بغُرورِه والأصْل فِيهِ دَلَّلهما، والدَّلُّ والدَّالَّةُ: الجُرْأَةُ.
{ودَلَّى حاجَتَه دَلْواً: طَلَبَها.
} وتَدَلَّى علينا مِن أَرْضِ كَذَا: أَتَى إِلَيْنَا.
{وتَدَلَّى بالشرِّ: انْحَطَّ عَلَيْهِ.
} والدُّلاةُ، كقُضاةٍ: جَمْع {دالٍ وَهُوَ النازِعُ} بالدَّلْوِ.
{ودِلُّوَيْه، بِكسْرِ الدَّال وضمِّ اللاّمِ المُشَدَّدَة: جَدُّ حامِدِ ابْن أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ} دِلُّوَية الاسْتوائيّ، عَن الدَّارْقطْنِي، وَعنهُ الخطيبُ.
وأَيْضاً جَدُّ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ دِلُّوَية الدِّلُّويي النَّيْسابُورِي عَن أَحْمدَ بن حَفْص السُّلَميّ وَعنهُ أَبو بكْرٍ الضبعيُّ.
وأَبو القاسِمِ عبيدُ اللَّهِ بنُ محمدِ البُخارِيُّ المَعْروفُ بابنِ الَّدلو البَغْدادِيّ، {وبالَّدلو رَوَى عَنهُ الخطيبُ.

دلو

1 دَلَا الدَّلْوَ, (Mgh, K, [in the CK, دَلّاها is erroneously put for دَلَاهَا,]) [and دَلَا بِالدَّلْوِ,] first Pers\. دَلَوْتُ الدَّلْوَ, (T, S, Msb,) and دَلَوْتُ بِالدَّلْوِ, (Msb,) aor. , first Pers\., أَدْلُو, inf. n. دَلْوٌ; (T;) and الدَّلْوَ ↓ ادلى; (Mgh; [the only authority that I find for the latter verb in the sense here explained;]) He pulled the دَلْو [or bucket] up, or out, (T, S, Mgh, Msb,) from the well, (T, Mgh,) full: (T, Mgh:) or he pulled the دلو to make it come forth. (K.) Hence, i. e. from ادلى الدلو as explained above, the saying, in a trad., if it be correct, عَنِ المَآءَ ↓ وَرَدُوا مَآءٍ فَسَأَلُوا أَهْلَهُ أَنْ يُدْلُوهُمْ [They came to water, and they asked its owners to draw for them from the water]; for يُدْلُوا لَهُمْ, or يُدْلُوا دَلْوَهُمْ. (Mgh.) And أَدْلُو حَاجَتِى, from دَلَوْتُ الدَّلْوَ explained above, means (assumed tropical:) I seek, or demand, the accomplishment of my want: (Ham p. 500:) or دَلَا حَاجَتَهُ means (assumed tropical:) He sought, or demanded, the object of his want. (TA.) and دَلَوْتُ بِفُلَانٍ إِلَيْكَ, (S, TA,) inf. n. as above, (TA,) (tropical:) I begged, or beg, such a one to make intercession for me to thee. (S, TA.) b2: [Hence also,] دَلَا (assumed tropical:) He drove, or urged on: (IAar, T:) or did so gently; for دَلْوٌ [the inf. n.] means the driving, or urging on, gently. (M.) You say, دَلَوْتُ النَّاقَةَ, (S, K,) aor. ـْ (TA,) inf. n. دَلْوٌ, (S, TA,) (tropical:) I made the she-camel to go gently, or leisurely. (S, K, TA.) b3: And دَلَوْتُهُ and ↓ دَالَيْتُهُ (tropical:) I was gentle with him; namely, a man; (S, K, TA;) treated him with gentleness or blandishment, soothed him, coaxed him, or wheedled him; (S, TA; and K in art. دلى [in which, as is said in the TK, دَاوَيْتُهُ is erroneously put, in some copies, for دَارَيْتُهُ];) endeavoured to conciliate him. (TA.) b4: See also 4, in three places.2 تَدْلِيَةٌ [inf. n. of دلّى] signifies The lowering a thing; like ↓ إِدْلَآءٌ [inf. n. of 4]. (Bd in vii.

21.) You say, دلّى الشَّىْءَ فِى مَهْوَاةٍ He let down the thing, made it to hang down, or let it fall, into a pit or the like. (T, * M, TA.) and دَلَّاهُ مِنْ سَطْحٍ بِحَبْلٍ He let him, or it, down from a house-top by means of a rope. (Mgh.) and دلّى رِجْلَيْهِ مِنَ السَّرِيرِ [He hung down his legs from the couch]; and ↓ ادلى occurs in the same sense. (Mgh.) It is said in a trad., دُلِّىَ عَلَىَّ جِرَابٌ مِنْ شَحْمٍ مِنْ بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ, meaning [A bag, or provision-bag, of fat] was let down, or let fall, upon me [from one of the forts of Kheyber]. (Mgh.) See also 4. b2: And دلّى الشَّىْءَ He made, or brought, or drew, the thing near to another thing (مِنْ غَيْرِهِ); like الدَّلْوِ ↓ إِدْلَآءُ. (Har p. 173.) b3: دَلَّاهُ بِغُرُورٍ (assumed tropical:) He caused him to fall into that which he desired [to bring about] by exposing him to perdition, or destruction, or loss, without his knowledge; from الدَّلْوِ ↓ إِدْلَآءُ. (S.) [In the Kur vii. 21,] فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ means (assumed tropical:) and he caused them to fall (فدلّاهما) into disobedience by deceiving, or beguiling, them: so says Aboo-Is-hák [Zj]: or (assumed tropical:) he excited their cupidity [with deceit, or guile]; originating from the case of a thirsty man's being let down (يُدَلَّى) into a well in order that he may satisfy his thirst from its water, and his not finding water in it, so that he is let down into it with deceit, or guile: or it means he emboldened them to eat of the tree with deceit, or guile; originally دَلَّلَهُمَا. (T.) 3 دَالَيْتُهُ: see 1.4 أَدْلَيْتُ, [in the CK, erroneously, دَلَيْتُ,] and ↓ دَلَوْتُ (K;) or أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِدْلَآءٌ; (T, Msb;) and الدَّلْوَ ↓ دَلَوْتُ, [and app. بِالدَّلْوِ,] aor. ـْ [inf. n. دَلْوٌ;] (T, * Msb;) I let down the دَلْو [or bucket] (T, S, M, Mgh, Msb, K) into the well, (T, S, Mgh, K,) to fill it, (T,) or to draw water with it. (M, Msb.) أَدْلِ دَلْوَكَ فِى الدِّلَآءِ [Let down thy bucket with the other buckets] is a prov. used in urging [a person] to strive, or labour, for gain; (TA;) originating from a company's assembling at a well, and letting down their buckets in order that every one of them may take his share of the water, or what is easily procurable by him thereof: meaning, use means to acquire, like as do others. (Har p. 167.) See also 2, in four places. b2: Hence, (Mgh,) ادلى بِحُجَّتِهِ (tropical:) He adduced his plea, or the like, (T, S, M, Mgh, K,) correctly, or validly; (T;) or he defended himself by adducing it or urging it: (S:) or he established his plea, or the like, and so obtained his claim or demand or suit. (Msb.) And in like manner you say, ادلى بِحَقِّهِ (tropical:) [He urged, or established, his right or due]. (TA.) b3: And ادلى بِمَالِهِ (tropical:) He gave, (دَفَعَ, M, K, TA,) or presented, or offered, (رَفَعَ, S, TA,) his property, (S, M, K, TA,) إِلَيْهِ [to him], (M,) or الى الحَاكِمَ [to the judge]. (S.) Hence, in the Kur [ii. 184], وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى, الحُكَّامِ, (S, K,) i. e. (tropical:) And [do not] give it, or offer it, as a bribe to the judges: (S, * TA:) or and do not endeavour to conciliate with it the judges in order that they may cut off for you what is the right of others: (T:) or and do not throw it to the judges to be decided by them, (Mgh, Bd, Jel,) or as a bribe. (Jel.) And in a letter of 'Omar, فَافْهَمْ إِذَا أُدْلِىَ إِلَيْكَ And understand thou when an application is made to thee by litigants for the decision of a cause. (Mgh.) b4: and ادلى بِرَحِمِهِ (tropical:) He sought to bring himself near, to approach, or to gain access, [إِلَى غَيْرِهِ to another,] by means of his relationship: (S, K, TA:) and he pleaded, or made intercession, thereby. (TA.) بِهِ إِلَيْكَ ↓ وَقَدْ دَلَوْنَا, in a prayer for rain, of 'Omar, referring to El-' Abbás, i. e., accord. to the “ Ghareebeyn,” (assumed tropical:) And we have sought to approach, or to gain access, to Thee by him, app. means that they sought to obtain the mercy and aid of God [by means of his intercession], like as one seeks to get at, or obtain, the water by means of the دَلْو [or bucket]. (M.) One says also, أَدْلَى إِلَى المَيَّتِ بِالبُنُوَّةِ وَنَحْوِهَا, meaning (assumed tropical:) He was united to the dead by sonship, and the like; from إِدْلَآءُ الدَّلْوِ. (Msb.) And فُلَانٌ يُدْلِى إِلَى

المَيِّتِ بِذَكِرٍ (assumed tropical:) Such a one is united with the dead by a male. (Mgh.) b5: ادلى فِيهِ means (tropical:) He said of him what was evil, or foul. (M, K.) b6: and ادلى said of a horse &c., He put forth his yard, for the purpose of staling or covering; (M, K;) as also ↓ دلّى said of an ass, as is also the former verb. (M.) b7: See also 1, first and second sentences.5 تدلّى It was let down or lowered; it hung down, or dangled; it was let down; (T, * M, Mgh;) into, and over, a pit or the like; (M;) it hung (K) from (مِنْ) a tree; (S, K) it hung down as a fruit [from a tree]. (Bd in liii. 8.) [Hence,] تدلّى عَلَيْنَا مِنْ أَرْضِ كَذَا [He, or it, came down, or descended, upon us from such a land]. (TA.) And تدلّى بِالشَّرِّ He descended upon one with evil, or mischief. (TA.) b2: Also He drew near, or approached: (K in art. دلى:) or he drew near, or approached, [from above, or] after being high. (IAar, T.) Accord. to Fr, ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى [in the Kur liii. 8] means ثَمَّ تَدَلَّى فَدَنَا, (T,) i. e. Then he (Gabriel) hung down from the highest region of the sky, and so drew near to the Apostle: showing that he took him up without becoming separated from his place: or the meaning of the phrase, as it stands, is, then he drew near to the Prophet, and he clung to him: (Bd:) but accord. to Zj, it means then he drew near, and drew nearer; and is like the phrase دَنَا فُلَانٌ مِنِّى وَقَرُبَ. (T. [See also another explanation in what follows.]) b3: And He was, or became, lowly, humble, or submissive; or he lowered, humbled, or abased, himself. (IAar, T; and K in art. دلى.) b4: In the saying of a poet, كَأَنَ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ

إِذَا تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلٌ تدلّت may be quasi-pass. of دَلَا, inf. n. دَلْوٌ, signifying “ he drove, or urged on, gently: ” or it may be for تَدَلَّلَتْ: [so that the meaning may be, As though her rider were a branch of a tree in a place over which the wind was blowing, when she became urged on gently with him, or an intoxicated drinker: or, when she emboldened herself with him, &c.:] (M:) [for] تَدَلَّى is also syn. with تَدَلَّلَ: (S, K:) and [J says that] this is its meaning in the saying in the Kur [otherwise explained above] ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى: being like يَتَمَطَّى in the Kur [lxxv. 33], i. e. يَتَمَطَّطُ. (S.) 12 اِدْلَوْلَى, of the measure اِفْعَوْعَلَ, He hastened, made haste, sped, or went quickly; (S;) [like اذلولى.]

دَلًا: see what next follows.

دَلْوٌ [A bucket, generally of leather;] a certain thing with which one draws water; (S, TA;) a vessel with which one draws water from a well; (KL;) well known; (T, K;) in Pers\. دول [i. e.

دُولْ, pronounced “ dól ”]: (MA:) masc. and fem.; (M;) sometimes masc.; (K;) mostly fem., (M, Msb,) and thus accord. to the more approved usage: (M:) pl. (of pauc., T, S, Msb) أَدْلٍ, (T, S, M, Msb, K,) of the measure أَفْعُلٌ, [originally أَدْلُوٌ,] (S,) and (of mult., T, * S, Msb) دِلَآءٌ (T, S, M, Msb, K) and دُلِىٌّ, (S, M, Msb, K,) which is of the measure فُعُولٌ (S, Msb) originally, (Msb,) and دِلِىٌّ (T, M, K, omitted in the CK) and دُلِيَّةٌ, omitted here by the author of the K but mentioned by him in art. نحو, (TA,) and ↓ دَلَا; (K; [there said to be like عَلَى; but correctly دَلًا;]) or دَلًا is syn. with دِلَآءٌ, and its sing. [or n. un.] is ↓ دَلَاةٌ; (S, M;) like as that of فَلًا is فَلَاةٌ; (M;) [for] دَلَاةٌ is syn. with دَلْوٌ: (T:) or دَلَاةٌ signifies, (K,) or signifies also, (M,) a small دَلْو. (M, K. [But in the M, in one place, it seems to be stated that, accord. to some, دَلَاةٌ and دَلًا signify the same, in a pl. sense: for, after the pls. of دَلْوٌ, it is added, وَهِىَ الدَّلَاةُ وَالدَّلَا. I think, however, that he who first said this meant thereby that الدَّلَاةُ and الدَّلَا signify, respectively, the same as الدَّلْوُ and الدِّلَآءُ &c.]) [Hence the saying, أَتْبِعِ الدَّلْوَ رِشَآءَهَا: see 4 in art. تبع.] As masc., it has for its dim. ↓ دُلَّىٌّ: as fem., ↓ دُلَيَّةٌ. (Msb.) See also دَالِيَةٌ. b2: And hence, (M,) الدَّلْوُ (tropical:) [The sign of Aquarius;] one of the signs of the Zodiac. (S, M, K.) b3: And (assumed tropical:) The hopper of a mill. (Golius on the authority of Meyd.) b4: And (assumed tropical:) A certain mark made with a hot iron upon camels; (S, K;) app. in the form of a دَلْو [properly so called]. (TA.) b5: And (assumed tropical:) Calamity, misfortune, or mischief. (S, K.) So in the saying, جَآءَ فُلَانٌ بِالدَّلْوِ (assumed tropical:) [Such a one brought calamity, &c.]. (S.) دَلَاةٌ: see the next preceding paragraph. b2: [Hence,] (assumed tropical:) A share, or portion: so in the saying of a rájiz, آلَيْتُ لَا أُعْطِىَ غُلَامًا أَبَدَا دَلَاتَهُ إِنِّى أُحِبُّ الأَسْوَدَا meaning [I have sworn, or, emphatically, I swear, I will not give a boy, ever,] his share, or portion, of love, or affection: [verily I love ElAswad:] El-Aswad was the name of his son. (S, TA.) دُلَىٌّ: see دَلْوٌ, of which they are dims.

دُلَيَّةٌ: see دَلْوٌ, of which they are dims.

دَالٍ Pulling up, or out, a دَلْو [or bucket] from a well: (T:) and occurring in poetry in the sense of مُدْلٍ [meaning letting down a دَلْو into a well]: (S:) pl. دُلَاةٌ. (TA.) دَالِيَةٌ A [water-wheel, or machine for irrigating land, such as is called] مَنْجَنُون, (S, M, K,) that is turned by an ox or a cow: (S:) and [such as is called] a نَاعُورَة: (K:) or the ناعورة is turned by water: (S:) and a thing made of palm-leaves (M, K) and pieces of wood, with which water is drawn [for irrigating land] by means of ropes, or cords, (M,) [app. held and drawn at one end by a man, and at the other end] tied to a tall palm-trunk: (M, K:) it is a bucket (دَلْو), and the like, with pieces of wood made in the form of a cross, [i. e. with two pieces of wood placed across and so tied together,] the two arms of which are bound to the top [or rim] of the bucket; them one end of a rope is tied to it, and the other end to a palm-trunk standing at the head of the well; and one irrigates [land] with it [app. by drawing and swinging it up by means of another, or of the same, rope]: the word is of the measure فَاعِلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ [because it is pulled up]: the pl. is دَوَالٍ: El-Fárábee deviates from others, by explaining it as meaning a مَنْجَنُون; and J follows him: (Msb:) [a similar apparatus for irrigating land is used in the northern parts of Egypt, called قَطْوَة and ↓ دَلْو: it consists of a bowl-shaped bucket, with four cords attached to its rim: two men, each holding two of the cords, throw up the water by means of it into a trough or trench: accord. to Mtr,] the دَالِيَة is a tall palm-trunk set in the manner of the machine with which rice is beaten [to remove the husks], having at its head a large bowl, with which water is drawn [for irrigating land]. (Mgh.) b2: Also Land that is irrigated by means of the دَلْو [or bucket] or the [machine called] مَنْجَنُون [mentioned above]. (M, K.) b3: And the pl., دَوَالٍ, Unripe dates hung, and eaten when they become ripe. (T, K.) Hung fruit. (Bd in liii. 8.

[But perhaps الثمر is there a mistranscription for التّمْرُ.]) b4: Also (i. e. the pl.) Black grapes, but not intensely black, (AHn, M, K,) the bunches of which are the largest of all bunches, appearing like goats hung [upon the vines]: the berries thereof are coarse, breaking in the mouth, and round; and are dried. (AHn, M.) [See also دَوَالِىُّ, in art. دوال.) b5: [The sing. also signifies A grape-vine itself: and a shoot of a grape-vine: pl. as above.]

محمد

ذو الخصال المحمودة المشكورة أو كثيرها، والمرضيّ عنه، ونبي المسلمين. وقد ورد ذكره في القرآن باسم رسول، ورسول الله، وأحمد، والنبي، والنبي الأميّ. ورد في صحيح البخاري هذه الأسماء أيضًا: الماحي (لأنه يمحو الله به الكفر) والحاشر (لأنه يحشر الناس خلفه وعلى ملّته دون غيره) والعاقب (لأنه عَقَب من كان قبله من الأنبياء أي جاء بعدهم) والمقفَّى (المكرَّم) والشاهد (أي الشاهد على أمته بالإبلاغ والرسالة عملًا بالآية: ((إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا))، والبشر، والنذير، والضحوك، والخاتَم (خاتمة الأنبياء أي آخرهم) والمتوكل، والمصطفى، والفاتح (أي الحاكم القاضي بين الناس) والقتّال، والمتوكل، والقُتَم (أي الكثير الطاء وجامع الخير والعيال) ونبيّ الملاحم (جمع مَلحمة، موضع التحام الحرب، أي نبيّ القتال، أو نبيّ الصلاح وتأليف الناس كأنه يؤلف أمر الأمة) ونبيّ الرحمة، ونبيّ التوبة.
محمد
رسم القرآن لمحمد صورة محبّبة إلى النفوس، فيها لين ورقة، وفيها الخلق المثالى، والقلب الرءوف الرحيم، والنّفس الوادعة المطمئنة، نزل عليه روح من أمر الله، يهدى إلى الصراط المستقيم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الله تعالى يخاطبه: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 1 - 4). ويقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (التوبة 128). ويقول:
فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
(آل عمران 159). ويقول: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (الشورى 52، 53). ويقول: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (الطلاق 10، 11).
ويدعوه سراجا منيرا، فى قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (الأحزاب 45، 46). ورحمة في قوله: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (الأنبياء 107). ويأمره باستشارتهم وخفض الجناح لهم إذ يقول:
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (آل عمران 159). ويقول: وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (الحجر 88 - 89).
ولكن هذه الصفات في سموّها المثالى لم ترفع محمدا عن البشرية، وهذه صفة من الصفات التى أكدها القرآن وأطال في الحديث عنها، فهو حينا يثبت هذه الصفة على لسانه، وحينا ينفى عن نفسه القدرة على ما لا يقدر عليه البشر، قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الكهف 110). وهو لهذا لا يملك لنفسه أمرا، ولا يدرى من الغيب شيئا، قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 188).
ولننصت إليه يتبرأ من قدرته على فعل ما ليس في طاقته، عند ما سألوه ما ليس فى طوقه، وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا (الإسراء 90 - 93)، ومما يلحظ أنهم طالبوه بأمور يستحيل وجودها في الصحراء، من تفجير الأرض ينابيع وأنهارا، وانظر إليه كيف يعجب من أمرهم، وكيف يقرر في صراحة أنه ليس سوى بشر رسول. ولأنه بشر، يجوز أن يموت كما يموت سائر البشر، وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران 144). ولم يتميز محمد من البشر إلا بأنه كالرسل بشير ونذير، قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (الأحقاف 9). إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (البقرة 119). وهو ليس إلا مذكّرا، لا سيطرة له على القلوب، ولا مقدرة عنده على تحويل الأفئدة، فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (الغاشية 21، 22).
ومما أكده القرآن من صفات محمد الأمّية، يصفه بها في قوله: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158). ويبين حكمة اختياره أميا في قوله: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (العنكبوت 48). وإذا كانت الأمية مما يعاب فهى المعجزة التى تحول بين رسالة النبى والشك فيها، ولو أنه كان يقرأ ويكتب، لكان للمبطلين مجال للرّيب في صدق رسالته.
والقرآن يعظم أمر الرسول، فيحدّثنا عن صلاة الله عليه والملائكة، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب 56). ويعظم من أمر مبايعته، حتى لكأن من يبايعه إنما يبايع الله، إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ (الفتح 10). ويشهد له القرآن بالخلق القويم كما سبق أن نقلنا، وبأنه لا ينطق عن هوى النفس، ولا يميل إلى ضلالة ولا غواية، ويقسم على ذلك: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 1 - 4)، كما يقسم على رسالته فيقول: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (يس 2 - 5). ويعدّد القرآن نعم الله عليه فيقول: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (الضحى 6 - 8). ويقسم له القرآن أن الله ما تخلى عنه وما قلاه، ويؤكد أن الذين يناصبونه العداء سيكبتون ويخذلون مذلولين، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (المجادلة 20). ويحذر المؤمنين من معصيته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (المجادلة 9). ويأمرهم بأن يقفوا عند الحدود التى رسمها الرسول، ولا يبطلوا أعمالهم بعصيانه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (محمد 33). وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر 7). وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (الأحزاب 36). ويؤكد لهم أنهم لن يكونوا مؤمنين حقا حتى يجدوا العدالة المطلقة في أحكامه، ولا يجدوا فيها غضاضة ولا حرجا في نفوسهم، ويقسم على ذلك قائلا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء 65). ذلك أنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى.
وإذا كان محمد رسولا، فله حرمته ومنزلته الاجتماعية، ومن الواجب احترامه، فلا يليق أن ينادى باسمه، كما ينادى الناس بعضهم بعضا، ولا أن ترتفع أصواتهم فوق صوته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(الحجرات 2 - 5). ولا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً (النور 63). وفي تربية الشعب على احترام الرسول ما يدفعهم إلى طاعته، فإن الطاعة أساسها الاحترام كما وضع القرآن أساسها الثانى وهو الحب، بما وصف القرآن به محمدا من حبّ لهداية قومه، وحدب عليهم، ورحمة بهم ورأفة، وشوق ملح إلى هدايتهم، حتى صح للقرآن أن يقول: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (الكهف 6). وهكذا بنى القرآن الطاعة على أساسين من الحب والاحترام معا.
ويؤيد القرآن رسالة محمد بشهادة الله الذى لا يشهد بغير الحق، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ (المنافقون 1). وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (الرعد 43). لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وبأن عيسى قد بشر به قومه، وأخبرهم برسالته، وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (الصف 6). وبأنه فيما أتى ليس بدعا، فقد أوحى الله إلى كثير من الرسل قبله، إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (النساء 163).
وبأنه أمى ما كان يتلو قبله كتابا، ولا يخطه بيمينه. كما سبق أن ذكرنا، أوليس من يشهد الله له بالرسالة، ويبشر به رسول ذو كتاب، ويجرى على سنن من سبقه من الأنبياء- جديرا بأن يصدق إذا ادعى، وأن يطاع إذا أمر؟ ويناقش من أنكر رسالته، ويدفع دعاويهم في هدوء وقوّة معا، فأخبرنا القرآن مرّة أنهم كانوا ينسبون ما يعرفه محمد من قصص وأخبار وأحكام إلى عالم فارسى يعلمه، وما كان أسهل دحض تلك الدعوى بأن لسان من يدعون أنه يعلّم محمدا- أعجمى، أما هذا الكتاب فعربى مبين، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103). وحينا نسبوه إلى أنه سحر أو شعر أو كهانة، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ (الأنبياء 5)، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِــشاعِرٍ مَجْنُونٍ (الصافات 36). فوجه القرآن أنظارهم إلى أن النظرة الصائبة تنفى عن القرآن السحر والشعر والكهانة، فللحق آياته البينات التى لا تشتبه بالسحر، وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). ونفى القرآن عن النبى قول الشعر والكهانة، وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42).
ومن أكبر ما أنكروه على الرسول أنهم وجدوه لا يمتاز على البشر في شىء فهو يأكل الطعام كما يأكلون، ويمشى في الأسواق يبيع ويشترى كما يمشون، وظنوا أنه لا يكون نبيا إلا إذا امتاز بملك ينذر الناس معه، أو أصبح غنيا غنى مطلقا عن الناس، فألقى إليه كنز، أو كانت له جنة يأكل منها، وقد حكى القرآن عنهم ذلك الحديث، وردّ عليهم ردّا رفيقا في قوله: وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (الفرقان 7 - 10). فهو يشير في رفق إلى أن الحكمة إنما هى فى أن يساوى الرسول الشعب في الاحتياج، حتى لا يكون امتيازه على الناس في أمور لا تتصل بالرسالة، ولا دخل لها في النبوة، وحتى يبقى تقويم الرسول بعيدا عن زخارف الحياة وما ليس من صميم الرسالة، فقد يتهيأ الغنى الفاحش لفرد من الناس، من غير أن يجلب له ذلك رسالة ولا نبوّة ولو أراد الله لفعل للرسول ما اقترحوه وزاد عليه، ولكن الخير والحكمة فيما كان، أما ما اقترحوه من نزول الملك مع الرسول فقد رد عليه في قوله: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (الأنعام 8، 9). ألا ترى أن نزول الملك كما اقترحوا لا يدع لهم فرصة التفكير بعد نزوله، ومن الخير أن يترك لهم مجال التدبّر وتقليب الأمر على وجوهه، وإنزال الملك لن يحل المشكل، لأنه سيكون في هيئة رجل، ويلتبس الأمر كما لو كان الرسول رجلا والقرآن برغم ذلك، يوحى بأن الرسول كانت عنده رغبة ملحة في أن يحقق لهم بعض ما اقترحوه ليؤمنوا، ولتجتمع كلمتهم على الدين، حتى صحّ للقرآن أن يقول للرسول: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (الأنعام 35).
ويقول في أخرى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (هود 12).
وكانت صفة البشرية حائلة دون الايمان به، ومدعاة للهزء بالرسول والسخرية به، فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (القمر 24). وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (المؤمنون 34). وقد رد الله تلك الدعوى بأن الحكمة تقضى بأن الرسول يكون من جنس المرسل إليهم، ليكون أدنى إلى نفوسهم، يألفونه ويسهل اتصالهم به، ولو أن في الأرض ملائكة يسكنونها، ما أرسل الله إليهم رسولا، سوى ملك من جنسهم، قال سبحانه: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا (الإسراء 94 - 95).
وعند ما تعرّض القرآن للاستهزاء بالرسول، كان لا يعنيه كثيرا الردّ على ما يتعلق بشخص الرسول، بل ينتقل مباشرة إلى صميم الدعوى يناقشهم فيها، ويحدثهم عن مغبّة كفرهم، قال تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (الأنبياء 36 - 40). ألا تراه قد مرّ مرّ الكرام باستهزائهم بالرسول، وكأنه لغو لا يؤبه له، ولا يستحق الالتفات إليه، ولا التّنبّه لشأنه، وانتقل من ذلك إلى الحديث عما يعنى القرآن بشأنه، من الحديث عن الله واليوم الآخر، وما ينتظرهم من عذاب كان جديرا به أن يصرفهم عن التمادى في الباطل، لو أنهم فكروا في الأمر وتدبّروا العاقبة، ويقول في موضع آخر: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان 41 - 44). وهو هنا أيضا ينتقل إلى صميم الدعوى، فيتحدث عن اتخاذهم الهوى إلها، وأنهم لا يستخدمون آذانهم وعقولهم فيما خلقت لأجله، فصاروا بذلك أضل سبيلا من الأنعام.
ويهوّن القرآن على الرسول أمر الاستهزاء به وتكذيبه، فحينا يخبره بأن ذلك دأب الرّسل، يكذّبون برغم ما يجيئون به من البينات والهدى، ويؤكد له مرة بأن هؤلاء الساخرين سينالهم ما نبّئوا بنزوله بهم، وكانوا يسخرون ولا يطيعون، فيقول للرسول: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 184). وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10).
وينذر القرآن المكذبين والمستهزئين بأن عاقبتهم كعاقبة من كذّب الرسل من قبل: أخذ شديد وعقاب أليم، وهنا يلجأ القرآن إلى غريزة المحافظة على النفس، فيصوّر رفض الدعوة والتكذيب لها معرّضا أنفسهم للتهلكة، وجالبا الوبال عليها، فماذا تكون النتيجة إذا هم أصرّوا على كفرهم؟ أضمنوا أعمارا طويلة، يصلحون فيها ما كانوا قد أفسدوه؟ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 185). أأمنوا مكر الله؟ أم اطمأنوا إلى أن القيامة لن تأتيهم فجأة؟ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (يوسف 107). إنهم بنهيهم عنه، ونأيهم عنه لا يضرون إلا أنفسهم ولا يهلكون غيرها، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 26). ولن يضرّ الرسول بكفرهم، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (النحل 82). فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ (الشورى 48).
أوليس في قصر أمر الرسول على البلاغ، ما يدفعهم إلى التفكير في أمر هذه الدعوة التى لن يحمل عبء أضرار رفضها غيرهم، والتى يتحمّل الرسول المشاق فى سبيل إذاعتها، لا يبغى من وراء ذلك أجرا، ولا يريد إلا أن تصل الهداية إلى قلوبهم، قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سبأ 47).
وإن في تنزّه الرسول عن الغرض المادىّ، وإخلاصه في دعوتهم وإرشادهم، لبعثا لهم على تدبر أمر هذه الدعوة المبرأة من الهوى والغرض، والنفس بطبيعتها تنقاد لمثل هذه الدعوة وتؤمن بها. وقد دعاهم القرآن إلى التفكير في شأن الرسول، فرادى وجماعات، ليقلبوا أمره على وجوهه، ويتفكروا أبه جنّة أو شذوذ؟ وسوف يصلون إذا فكروا إلى أنه نذير لهم بين يدى عذاب شديد.
ويمضى القرآن محببا لهم إجابة دعوة محمد، مبينا طبيعتها، وأنها توافق الإنسانية السليمة، فهو لا يأمر إلا بما تعترف به النفوس الصحيحة ولا ينهى إلا عما تنكره، ولا يحلّ سوى الطّيب، ولا يحرّم سوى الخبيث، وأنه يعمل على تخليصهم من عادات ثقيلة على النفوس، وقيود كانت تغل حياتهم، وقد خفف الإسلام كثيرا من القيود التى كانت على أهل الكتاب، يقول الله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157). أما الأميون، وقد كانوا في ضلال مبين فإنه يعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2). ويجعل طريق حب الله ونيل رضوانه اتباع منهجه والاقتداء به، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران 31). ومن أطاعه فسيكون مع من أنعم الله عليهم من أكرم الرفقاء، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (النساء 69). ومن آمن وعمل صالحا فسوف يورّثه الله الأرض، ويمكن له دينه، ويبدله بالخوف أمنا وطمأنينة، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (النور 55).
ولا يكتفى القرآن بالوعد المحبوب حين طلب إليهم طاعة الرسول، بل أنذرهم وأوعدهم، وأكّد لهم أن النهاية ستكون نصرا مؤزرا للرسول أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها (التوبة 63). ويقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (النور 63). إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً
(الأحزاب 57). ويخاطب الرسول قائلا:
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (الأنعام 34). وينزل القرآن إلى أعماق نفوسهم، فيحدثنا عن شكوكهم التى تنتابهم، فهم يقولون في أغوار قلوبهم: إذا كان محمد على صواب، ونحن على خطأ، فلم يدعنا الله أحرارا في هذه الحياة ولا يعذبنا بسبب هذه التّصرّفات، والله ينبئهم بأن جهنم مصيرهم المنتظر، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (المجادلة 8).
ويعلم القرآن ما لحوادث التاريخ من الأثر في النفوس، ولذا أكثر، فى معرض الأمر بطاعة الرسول، من توجيه أنظارهم إلى من كذّب من الماضين كيف كانت عاقبتهم، فلعلهم يتّعظون بها، فيسأل: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (غافر 21، 22). ويقصّ عليهم قصص الماضين كقوله: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (فصلت 13 - 18).
ولم يأل القرآن جهدا في تصوير من لا يستجيب إلى دعوة محمد في صورة ينفر منها العاقل، ويأنف من أن تكون صورته، فحينا يرسمهم أمواتا لا يعون، صما لا يسمعون، عميا لا يبصرون، فيقول: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (فاطر 22، 23).
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (يونس 42، 43).
وأكثر القرآن من أمر الرسول بالصّبر، وهو خليقة أولى العزم من الرسل فقال:
فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ (الأحقاف 35). وقال: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا (الطور 48). وقال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (النحل 127). وقال: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا (المزمل 10). إلى غير ذلك من كثير الآيات التى تدعو الرسول إلى الصبر، وتحثه عليه، ولا ريب أن دعوة دينية جديدة تتطلب زادا لا ينفد من الصبر على المكروه حتى تنجح وتؤتى ثمارها.
أما المنهج الذى رسمه ــالقرآن، لكى ينهجه محمد في دعوته، فقد بينه في قوله:
ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). وتلك هى خطة الإقناع التى تتألف القلوب وتستهوى الأفئدة.
ولكى أكمل الصورة التى رسمها القرآن لمحمد صلوات الله عليه، أضعه بين صحبه الذين أخلصوا له، فهم رحماء فيما بينهم، أشداء على أعدائهم، قد أخذ أمره بهم يشتد، كما يشتد الزرع إذا أخرج براعمه، فيصبح مرآة باعثا الزراع على الإعجاب به، فهم بين يدى الله يبتغون رضوانه، وأمام أعدائهم قوة لا يستهان بها، ترى تلك الصورة في قوله: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح 29).

غلو

غلو: {لا تغلوا}: لا تزيدوا.
(غلو) : الغَلانِيَةُ التَّغاليِ بالشَّيءِ.
(غ ل و) : (الْغَلْوَةُ) مِقْدَارُ رَمْيَة (وَعَنْ اللَّيْثِ) الْفَرْسَخُ التَّامُّ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ غَلْوَةٍ وَيُقَالُ (غَلَا بِسَهْمِهِ غَلْوًا أَوْ غَالَى بِهِ غِلَاءً) إذَا رَمَى بِهِ أَبْعَد مَا قَدَرَ عَلَيْهِ وَفِي الْأَجْنَاس عَنْ ابْنِ شُجَاعٍ فِي خَرَاجِهِ الْغَلْوَةُ قَدْرُ ثَلَثِمِائَةِ ذِرَاعٍ إلَى أَرْبَعِمِائَةٍ وَالْمِيلُ ثَلَاثَةُ آلَاف ذِرَاع إلَى أَرْبَعَةِ آلَافٍ (وَغَلَا السِّعْرُ) غَلَاءً بِالْفَتْحِ ارْتَفَعَ (وَمِنْهُ) أَفْضَل الرِّقَابِ أَغْلَاهَا ثَمَنًا وَفِي الْمُنْتَقَى حَمَامَةٌ تَغَالَى بِهَا أَهْلُ السَّفَهِ اشْتَرَوْهَا بِثَمَنٍ غَالٍ يُقَالُ غَالَى بِاللَّحْمِ وَتَغَالَوْا بِهِ الْمُفَاعَلَةُ مِنْ وَاحِدٍ وَالتَّفَاعُل مِنْ جَمَاعَةٍ.
غلو: غلا السعر: زاد وارتفع وجاوز الحد. (همبرت ص104).
غلا في: وشى، نمّ، افترى، اغتاب. (فوك).
غَلَّى. غلّى على فلان، وغلّى لفلان: جعله أغلى سعراً، جعله غالياً. (فوك، ألكالا، بوشر). وطلب ثمناً غالياً لبضاعته (بوشر) وغلَّى السِعَر (همبرت ص104).
غالَى في: دفع ثمناً غالياً للشيء. ففي حيّان- بسّام (1: 174و) كان جَمَّاعاً للدفاتر مغادياً فيها (وفي الخطيب (ص51 ق): لها بدل فيها). وفي النويري (الأندلس ص469): غالى في أثمانها.
غالى: طلب ثمناً غاليا (معجم مسلم).
أَغْلَى: أحبَّ، يقال مثلاً: أغلى اللحم. ففي الكامل (ص85): وإنّي لأُغْلي اللحمَ نيئاً وأنني ... لممِّن يُهين اللحم وهو نضيج
أي: أحب اللحم نيئاً.
تغَلَّى: صار غالياً مرتفع الثمن. (ألكالا).
غلو بمعنى إلى أي فار وطفح بقوة الحرارة. (همبرت ص32).
غَلاَء: صبَّ وسكب من أنية إلى أخرى (ألكالا).
غُلْوّ: غلاء، ارتفاع الثمن، ويقال: غلو ثمن أي ارتفاعه. (بوشر).
غَلْوّ: غليان السائل وفورانه. (بوشر).
غُلُوّ: نوع من المبالغة (ميهرن بلاغة ص12) وليس غُلْوَّ كما في معجم فريتاج.
غالِ، والجمع غوالي وغاليون: حبيب: عزيز، وميق، موموق. (بوشر).
مغلواني: من يبيع بثمن غالٍ وبسعر مرتفع (بوشر).

غلو


غَلَا(n. ac. غَلَآء [] )
a. Was, became dear, expensive; was high, rose (
price ).
b.(n. ac. غُلُوّ
[غُلُوّ]) [Fī], Exceeded the bounds, went to great lengths in; was
bigoted, fanatical in (religion).
c. Grew high, became luxuriant; grew, developed too
quickly.
d. [acc.
or
Bi], Shot too far, too high (arrow).
e. Overshot the mark (arrow).
f. see VIII
غَاْلَوَ
a. [Fī], Went too far, exceeded the bounds, exaggerated in.
b. [acc.
or
Bi], Sold too dear, raised the price of; bought too
dear.
c. [Bi]
see I (d)
أَغْلَوَa. Overcharged, asked too much for.
b. [Bi], Bought too dear.
c. Thinned out the leaves of (vine).
d. see X
تَغَاْلَوَ
a. [Bi
or
Fī], Exceeded the proper bounds in.
b. Was abundant, luxuriant.

إِغْتَلَوَa. Sped, went quickly.

إِسْتَغْلَوَa. Considered too dear.

إِغْلَوْلَى [إِغْلَوْلَوَ]
a. see VI (b)
غَلْوَة [] (pl.
غَلَوَات
&
غِلَآء [] )
a. Bow-shot.

أَغْلَى []
a. Dearer.

غَالٍ (pl.
غَوَالٍ [] )
a. Dear, high; excessive, exorbitant ( price).
b. Expensive, costly; precious.
c. (pl.
غُلَاة
[غُلَو]), Bigoted, fanatical; zealot, bigot, fanatic.

غَلَآء []
a. Dearness, exorbitant price.
غَلِيّa. see 21 (a) (b).
غُلُوّa. Exaggeration; hyperbole.

غُلْوَان []
a. see 43 (b)
غُلَوَآء []
a. see 27b. Haste, impetuosity, ardour, fieriness ( of
youth ).
غُلْوَآء
a. see 27 & 43
(b).
بِعْتُهُ بِالغَالِي
a. I sold it at a high price.
غ ل و
هو مني بغلوة سهم وبغلوتين وبثلاث غلوات، والفرسخ التام: خمس وعشرون غلوة. وقد غلا بسهمه وغالى به، وتغالينا بالسهام، وترامينا بالمغالي، جمع: مغلاة، وتقول: ما عنده من المعالي، إلا الرمي بالمغالي. وخفّض من غلوائك، وفعل ذلك في غلواء شبابه. قال:


لم تلتفت للداتها ... ومضت على غلوائها

وتقول: أنا لا أجبّ الغلو في الدين والغلاء في السعر والغلاء في الرمي. وأغلى السعر وبه، وغالاه وبه. قال لبيد:

أغلي السباء بكل أدكن عاتق ... أو جونة قدحت وفضّ ختامها

وقال:

نغالى اللحم للأضياف نبأً ... ونرخصه إذا نضج القدور

وقال عبد الرحمن بن حسان:

من درّة غالى بها ملك ... مما تربّب حائر البحر

وأنا أستغليه بهذا الثمن وأتغالاه.

ومن المجاز: الدابة تغلو في مسيرها، والدوابّ يغتلين ويتغالين. قال الأعشى:

وإتعابي العيس المراقيل تغتلى ... مسافة ما بين النجير فصرخدا

وقال ذو الرّمة:

فألحقنا بالحيّ في رونق الضحى ... تغالى المهاري سدوها ونسيلها

وتغالى النبت: ارتفع. وتغلى الوبر عن الناقة، واللحم إذا تحسّر. قال لبيد:

فإذا تغالى لحمها وتحسّرت ... وتقطّعت بعد الكلال خدامها وغلا بها عظم إذا طالت. قال إياس بن الوليد:

وإذ همتي في كل مهضومة الحشا ... ضناك غلا عظم بها وهي ناهد
غ ل و : الْغَلْوَةُ الْغَايَةُ وَهِيَ رَمْيَةُ سَهْمٍ أَبْعَدَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيُقَالُ هِيَ قَدْرُ ثَلَاثِمِائَةِ ذِرَاعٍ إلَى أَرْبَعِمِائَةٍ وَالْجَمْعُ غَلَوَاتٌ مِثْلُ شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ وَغَلَا بِسَهْمِهِ غُلُوًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ رَمَى بِهِ أَقْصَى الْغَايَةِ قَالَ
كَالسَّهْمِ أَرْسَلَهُ مِنْ كَفِّهِ الْغَالِي
وَغَلَا فِي الدِّينِ غُلُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ تَصَلَّبَ وَشَدَّدَ حَتَّى جَاوَزَ الْحَدَّ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] وَغَالَى فِي أَمْرِهِ مُغَالَاةً بَالَغَ وَغَلَا السِّعْرُ يَغْلُو وَالِاسْمُ الْغَلَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ ارْتَفَعَ وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إذَا زَادَ وَارْتَفَعَ قَدْ غَلَا وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَغْلَى اللَّهُ السِّعْرَ وَغَالَيْتُ اللَّحْمَ وَغَالَيْتُ بِهِ اشْتَرَيْتُهُ بِثَمَنٍ غَالٍ أَيْ زَائِدٍ.

وَالْغَالِيَةُ أَخْلَاطٌ مِنْ الطِّيبِ وَتَغَلَّيْتُ بِالْغَالِيَةِ وَتَغَلَّلْتُ إذَا تَطَيَّبْتُ بِهَا.

وَغَلَتِ الْقِدْرُ غَلْيًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَغَلَيَانًا أَيْضًا قَالَ الْفَرَّاءُ إذَا كَانَ الْفِعْلُ فِي مَعْنَى الذَّهَابِ وَالْمَجِيءِ مُضْطَرِبًا فَلَا تَهَابَنَّ فِي مَصْدَرِهِ الْفَعَلَانَ.
وَفِي لُغَةٍ غَلِيَتْ تَغْلَى مِنْ بَابِ تَعِبَ قَالَ 
وَلَا أَقُولُ لِقِدْرِ الْقَوْمِ قَدْ غَلِيَتْ ... وَلَا أَقُولُ لِبَابِ الدَّارِ مَغْلُوقُ
وَالْأُولَى هِيَ الْفُصْحَى وَبِهَا جَاءَ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ فِي قَوْلِهِ {تَغْلِي فِي الْبُطُونِ} [الدخان: 45] وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَغْلَيْتُ الزَّيْتَ وَنَحْوَهُ إغْلَاءً فَهُوَ مُغْلًى. 
غلو
غلا يَغلُو، اغْلُ، غَلاءً، فهو غالٍ
• غلا السعرُ: ارتفع وزاد عن الحدّ المقبول، ضد رخُص "مُنِع استيراد هذه البضاعة فغلا سعرُها- الكفاح ضد غلاء المعيشة" ° بذَل كلَّ غالٍ- بعته بالغالي- ما خفّ حَمْله وغلا ثمنُه: قليل الوزن غالي الثَّمن. 

غلا في يَغلُو، اغْلُ، غُلُوًّا، فهو غالٍ، والمفعول مَغْلُوٌّ فيه
• غلا في الأمر: تشدَّد فيه حتَّى جاوز الحدّ وأفرط "تكلَّم/ مدحه بدون غُلُوّ- {لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} ". 

أغلى يُغلي، أغْلِ، إغلاءً، فهو مُغْلٍ، والمفعول مُغلًى
• أغلى السِّعْرَ: رفعه، جعله غاليًا "بضاعةٌ مُغْلاة- الاحتكار والإغلاء من الألعاب التي يجيدها اللصوصُ- أغلى المضاربون أثمانَ الأراضي السَّكنيّة في العاصمة". 

استغلى يستغلي، استَغْلِ، استغلاءً، فهو مُستغلٍ، والمفعول مُستغلًى
• استغلى سعرَ الكتابِ: وجده غاليًا، عدَّه غاليًا "استغلى البضاعةَ". 

تغالى في يتغالى، تَغالَ، تغاليًا، فهو مُتغالٍ، والمفعول مُتغالًى فيه
• تغالى في الأمر: غلا فيه، بالغ فيه وأفرط "تغالى في وصف محبوبته- لا تكنْ متغاليًا فيكثر ناقدوك- لا تتغالَ في مدح رئيسك". 

غالى في يُغالي، غالِ، مغالاةً، فهو مُغالٍ، والمفعول مُغالًى فيه
• غالَى في حزنه: تغالى فيه؛ بالغ فيه وتجاوز الحدّ "لا تُصدِّق كلَّ ما يقول صاحبك فإنَّه يغالي أحيانًا- غالى في الاعتذار/ استعمال قوّته". 

غلَّى يُغلِّي، غَلِّ، تغليةً، فهو مُغلٍّ، والمفعول مُغلًّى
• غلَّى السِّعرَ: رفَعه، جعله غاليًا، عكسه رخَّصه "احتكر أحدُ التجّار هذه البضاعة فغلَّى سعرَها- غلَّت الدَّولةُ أسعارَ
 النِّفْط". 

إغلاء [مفرد]: مصدر أغلى. 

استغلاء [مفرد]: مصدر استغلى. 

تغلية [مفرد]: مصدر غلَّى. 

غالٍ1 [مفرد]: اسم فاعل من غلا ° دفَع الثَّمنَ غاليًا: لاقى الصِّعابَ فيما حاول أو أعطى أكثر ممّا أخذ، نال عقابًا شديدًا على خطئه. 

غالٍ2 [مفرد]: ج غُلاَة: اسم فاعل من غلا في. 

غَلاء [مفرد]: مصدر غلا ° غلاء المعيشة: ارتفاع تكاليفها. 

غَلْوَاء/ غُلْوَاء/ غُلَوَاء [مفرد]: غُلُوٌّ، التَّشدُّد أو الإفراط ومجاوزة الحدّ.
• غُلَواء الشَّباب: أوَّله وحدَّته ونشاطه ° خفّف من غُلَوائه: خفَّف من حِدَّته ومن مطالبه المتشدِّدة. 

غُلُوّ [مفرد]: مصدر غلا في. 
باب الغين واللام و (وا يء) معهما غ ل و، غ ول، غ ي ل، وغ ل، ل غ و، ل ي غ، ول غ مستعملات

غلو، غلي: غلا السغر يغلو غلاءً [ممدود] ، وغلا الناسُ في الأمر، أي: جاوزوا حدّه، كغلوّ اليهود في دينها. ويقال: أغليت الشيء في الشراء، وغاليت به. والغالي يغلو بالسَّهْم غُلُوّاً، أي: ارتفع به في الهواء، والسّهم نفسه يغلو. والمُغالي بالسَّهْم: الرّافعُ يدَه يريد به أقصى الغاية، وكلّ مَرْماة منه غَلْوة. والمِغلاةُ: سَهْمٌ يتخذُ لمغالاة الغَلْوة، ويقال: المِغْلَى بلا هاء في لغة ... والفَرْسَخُ التام: خمسٌ وعشرونَ غَلْوةٌ. والدابة تغلو في سيرها غُلُوّاً، وتغتلي بخفّة قوائمها. قال:

يغلو بها رُكبانُها وتغتلي

وتَغالَي النَّبتُ، أي: ارتفع، وتَمادَى في الطول. وغلا الحبُّ: ازداد وارتفع. وتَغالَى لحم الدَّابة، أي: انْحَسَرَ عنها عند الضمار. وغَلَتِِ القِدْرُ تَغْلي غَليَاناً. و [تغليت] وتَغَلَّلْت تَفَعَّلْتُ من الغالية.

غول، غيل: الغُوْلُ: بعدُ المَفازةِ، لاغتيالها سَيْرَ القوم، قال رؤبة:

وبَلَدٍ يَغْتالُ خَطْوَ المُخْتَطي

وغاله المَوتُ: أهلكه. والغُوْلُ: المنيّة، قال:

ما ميتةٌ إن متُّها غَيْرَ عاجزٍ ... بعارٍ إذا ما غالتِ النَّفْسَ غُولُها

والغُولُ: من السَّعالي، يَغولُ الإنسان. تغولتهم الغيلان: أي: تَيَّهَتُهُمْ. وغالَتْهُ الخَمْرُ تَغْولُهُ غَوْلاً، إِذا شربها فذهبتْ بعقله. والغول: الصداع. الغِيلةُ: الاغتيال. قُتِلَ فلانٌ غِيلةً، أي: [خدعة] ، وهو أن يخدعه فيذهب به إلى مَوْضعٍ مُسْتَخفٍ، فإذا صار إليه قتله. والغائلة: فِعْلُ المُغْتالِ، [يقال] : خفت غائلة كذا، أي: شرَّهُ. والغَيْل: مكانٌ من الغَيْضة فيه ماءٌ معين، قال:

حجارةٌ غيلٍ وارشات بطحلبُ

والغَيْلُ: إرضاع المرأة ولدها على حَبَلٍ: يقال: سقيته لبناً غيلاً، والفعل: أَغْيَلَتِ المرأة. والغَوْلانُ: نباتٌ. والمِغْوَلُ: شبه مشمل، إلا أنه أصغر وأدق وأطولُ. والمُغاوَلَةُ: المُبادَرةُ في الشّيء، [يقال] : أُغاوِلُ حاجتي، أي: أبادرها.... قال جرير:

عاينتُ مُشْعَلةَ الرِّعال، كأنَّها ... طيرٌ تغاوِلُ في شَمامَ وُكَورا

وغل: الواغل: الدّاخل في قوم على طعام أو شراب، من غير دعوة.. وَغَلَ يَغِلُ وَغْلاً. والوَغْلُ: الرجل الضعيفُ، ويجمَع [على] أَوْغالٍ. وأَوْغَلَ القومُ، أي: أَمْعنوا في سَيْرهم داخلينَ في جبالٍ أو أرضٍ من العدو. وكذلك تَوَغّلوا، وتَغَلْغلوا. وأَوْغَلَتْهُ حاجتُه إلينا، أي: أسرعت به إلينا. لغو: الّلغة واللغاتُ [والُّلغونَ] : اختلافُ الكلامِ في معنى واحدٍ. ولغا يلغو [لغواً] ، يعني اختلاط الكلام في الباطل، وقول الله عزّ وجلّ: وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً

، أي: بالباطل. وقوله تعالى: وَالْغَوْا فِيهِ

يعني: رفع الصوت بالكلام ليغلّطوا المسلمين.

وفي الحديث. من قال في الجمعة [والإمام يخطب] : صَهْ فقد لَغا ،

أي: تكلّم. وأَلْغيتُ هذه الكلمة، أي: رأيتها باطلاً، وفضلاً في الكلام وحَشْواً، وكذلك ما يلغى من الحساب.

وفي الحديث إيّاكم ومَلْغاةَ أولِ اللَّيْل ،

يريد به اللغو. ولاغية في قوله تعالى: لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً : كلمة قبيحة أو فاحشة.

ليغ: الأَلْيَغُ: الذي يرجع لسانه إلى الياء، والأَلْثَغُ إلى الثاء. ولغ: الوَلْغُ: شُرْبُ السّباع بألسِنَتها، وبعض العرب يقول: يالَغُ، أرادوا تبيان الواو فجعلوا مكانَها ألفاً. قال قيسُ بن الرّقيّات:

ما مرّ يومٌ إلاّ وعندهما ... لحم رجالٍ أو يالَغانِ دما

ورجلٌ مُسْتَوْلغٌ: لا يبالي ذمّا ولا عارا، بمنزلة الكلب يَلغُ في كلِّ قذر.

غلو

1 غَلَا, aor. ـْ primarily signifies He, or it, exceeded the proper, due, or common, limit; was excessive, immoderate, or beyond measure; but the inf. n. differs in different cases, as will be shown in what follows: (Er-Rághib, TA:) it is said of anything as meaning it exceeded, or was excessive. (Msb.) b2: You say, غَلَا فِى الأَمْرِ, (S, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. غُلُوٌّ (S, K, TA) and غَلَانِيَةٌ; as also بِهِ ↓ تغالى; (K * and TA in art. غلى; [but belonging to the present art., as is said in the TA;]) He exceeded the proper, due, or common, limit, in the affair; was excessive, or immoderate, therein. (S, K, TA.) And غَلَا فِى الدِّينِ, aor. as above, inf. n. غُلُوٌّ, He acted, or behaved, with forced hardness, or strictness, or rigour, in religion, so that he exceeded the proper, due, or common, limit: whence the usage of the verb in the Kur iv. 169 and v. 81: (Msb, TA:) accord. to IAth, الغُلُوُّ فِى الدِّينِ is the investigating of the intrinsic states, or circumstances, of things, [in religion,] and [applying oneself to] the discovery of their causes, and of the abstrusities relating to the rites and ceremonies thereof. (TA.) [See also 3.] b3: And غَلَا بِالسَّهْمِ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. as above, (Msb, TA,) inf. n. غَلْوٌ (S, Er-Rághib, Mgh, Msb, K) and غُلُوٌّ; (K;) and بِهِ ↓ غالى, (Mgh, K,) and ↓ غالاهُ, (K,) inf. n. غِلَآءٌ (Mgh, K) and مُغَالَاةٌ; (K;) He shot the arrow to the furthest distance (S, Mgh, Msb) that he was able to attain: (S, Mgh:) or he raised his arms with the arrow, desiring [to attain with it] the furthest limit. (K, * TA.) And غَلَا السَّهْمُ The arrow rose in its course, and exceeded the [usual] limit; (K, TA;) and in like manner, الحَجَرُ the stone. (TA.) b4: And غَلَا السِّعْرُ, (S, Mgh, Msb, K, *) aor. as above, (Msb, TA,) inf. n. غَلَآءٌ, (S, Mgh, K,) or this is a simple subst., (Msb,) The price, or rate, at which a thing was to be sold, was, or became, high; (Mgh, Msb, TA;) or exceeded the usual limit; (Er-Rághib, TA;) contr. of رَخُصَ. (K.) b5: And غَلَا بِهَا عظم [i. e. عِظَمٌ, lit. Bigness exceeded the usual limit in her;] meaning she became plump, or fat: (TA:) one says, غلا بِالجَارِيَةِ عظم, and بِالغُلَامِ, [the girl, or young woman, became plump, or fat, and the boy, or young man,] in the case of their quickly attaining to young womanhood and young manhood. (TA in another part of this art.) b6: And غَلَا is said of anything as meaning اِرْتَفَعَ [i. e. It rose in degree; as is shown by the following ex.]: Dhur-Rummeh says, فَمَا زَالَ يَغْلُو حُبُّ مَيَّةَ عِنْدَنَا وَيَزْدَادُ حَتَّى لَمْ نَجِدْ مَا نَزِيدُهَا [And the love of Meiyeh ceased not to rise in degree with us, and to increase, so that we found not what more we might give to her]. (TA.) b7: See also 8. b8: And see 6.2 غَلَّوَ see art. غلى.3 غالى فِى أَمْرِهِ, inf. n. مُغَالَاةٌ, signifies [the same, or nearly the same, as غَلَا فِيهِ; i. e.] He exceeded the usual, or proper, bounds, or degree, in his affair; acted immoderately therein; or strove or laboured, or exerted himself or his power or efforts, or the like, therein; syn. بَالَغَ [q. v.]. (Msb.) b2: See also 1, near the middle, in two places. b3: غَالَى بِهِ, and غالاهُ, (S, Msb, K,) which latter is used by a poet for غالى به, (S,) He bought it at a high, or an excessive, price, namely, flesh-meat; (S, Msb;) as also بِهِ ↓ اغلى; (S;) and ↓ اغلاهُ, i. e. water, and flesh-meat [&c.]: (IKtt, TA: [see an ex. in a verse of Lebeed cited in art. دكن:]) or he exceeded what was usual in purchasing it, or in offering it for sale, and mentioning the price. (M, K, TA.) A poet says, نُغَالِى اللَّحْمَ لِلْأَضْيَافِ نِيْئًا وَنُرْخِصُهُ إِذَا نَضِجَ القُدُورُ [We purchase at a high price flesh-meat, for the guests, raw; and we make it to be low-priced when the contents of the cooking-pots are thoroughly cooked]: he has suppressed the ب [after نغالى], meaning it [to be understood]. (S, TA.) b4: and غالى فِى الصِّدَاقِ He made the dowry, or the gift to, or for, a bride, high, or excessive, in amount; [he was excessive, or exorbitant, therein;] whence the saying of 'Omar, لَا تُغَالُوا فِى صَدُقَاتِ النِّسَآءِ [Be not ye excessive, or exorbitant, in respect of the dowries of women]. (TA. [See also 6.]) b5: And غالاهُ, inf. n. مُغَالَاةٌ, signifies also He contended with him for superiority in tallness or in beneficence; syn. طَاوَلَهُ. (TA.) 4 أَغْلَوَ see 3, in two places. b2: اغلاهُ also signifies He (God) made it to be high, or excessive, (S, Msb, K, TA,) namely, the price, or rate, at which a thing was to be sold; (S, Msb, K, * TA; *) contr. of أَرْخَصَهُ. (TA.) b3: And He found it [a thing] to be high-priced: or he reckoned it to be so; as also ↓ استغلاهُ. (TA.) b4: And He lightened, or thinned, somewhat, its leaves, (K, TA,) namely, those of a grape-vine, in order that it might grow high, and become [more productive, or] in good condition. (TA.) A2: See also 6.5 تَغَلَّوَ see art. غلى.6 تَغَاْلَوَ see 1, second sentence. b2: تغالوا فِى الصَّدَاقِ They were excessive, or exorbitant, one towards another, in respect of the dowry, or the gift to, or for, a bride; contr. of تَسَاهَلُوا and تَيَاسَرُوا. (TA in art. يسر. [See also 3, last sentence but one.]) b3: تغالى said of a plant, or herbage, It grew high; (M, K, TA;) it became tall. (M, TA.) And, said of the same, It became tangled, or luxuriant, or abundant and dense, and large; as also ↓ غَلَا, and ↓ اغلى, and ↓ اِغْلَوْلَى; (K;) or this last is said of a grape-vine, signifying its leaves became tangled, or luxuriant, or abundant and dense, and its branches, or its shoots upon which were the bunches of grapes, or the buds of its leaves and berries, (نَوَامِيهِ,) became abundant, and it became tall. (TA.) b4: Also, said of the flesh of a beast, It rose, or went away, (اِرْتَفَعَ,) and became upon the heads of the bones: and it fell away on the occasion of preparing for racing, or the like, by scanty feeding &c.: (T, TA:) or, said of the flesh of a she-camel, it went away; syn. ذَهَبَ; (K;) or اِرْتَفَعَ and ذَهَبَ. (S.) 8 اغتلى He was, or became, quick, or swift; he sped, or went quickly; (S, K, TA;) said of a camel: (K, TA:) and he rose [in the degree of celerity] (اِرْتَفَعَ) so as to exceed goodness of rate, or pace; and in like manner one says [اغتلت] of any beast (دَابَّة); as also ↓ غَلَت, inf. n. غلو [app. غُلُوٌّ]. (TA.) 10 إِسْتَغْلَوَ see 4.12 اغلولى: see 6.

غَلْوَةٌ The limit, or utmost extent, of a shot or throw; (S, Mgh; *) [i. e.] any مَرْمَاة: (K:) [generally, a bow-shot; i. e.] the measure, space, or extent, of a single shooting of an arrow: (Har p. 234:) [or the utmost measure of a bow-shot; i. e.] a shot of an arrow to the utmost possible distance; also termed غَايَةٌ: (Msb:) said to be from three hundred to four hundred cubits: (Mgh, Msb:) the twenty-fifth part of a complete فَرْسَخ [q. v.]: (ISd, Z, Mgh, TA:) or it is reckoned by some as four hundred cubits, and by others as two hundred cubits: (Msb voce مِيلٌ [q. v.]:) pl. غَلَوَاتٌ (Msb, K, TA) and غِلَآءٌ. (S, * K, TA.) Hence, (TA,) it is said in a prov., جَرْىُ المُذَكِّيَاتِ غِلَآءٌ, (S, K, TA,) or, as some relate it, غِلَابٌ. (TA. See art. ذكو.) [Thus] غَلْوَةٌ is sometimes used in relation to horse-racing. (TA.) غَلْوَى i. q. غَالِيَةٌ. (K.) See the latter in art. غلى.

غُلَوَآءُ (S, K) and غُلْوَآءُ, (K,) the latter mentioned by Az, and app. a contraction of the former, (TA,) [and Freytag adds غُلُوَآء, for which I find no authority,] Excess, or exorbitance; (TA;) syn. with [the inf. n.] غُلُوٌّ. (S, K, TA.) One says, خَفِّفْ عَنْ غُلَوَائِكَ [Alleviate thine excess, or exorbitance]. (TA.) b2: And The quickness, or haste, or hastiness, and the first stage or state, of youth, or young manhood; (Az, S, K;) as also ↓ غُلْوَانٌ. (ISd, K, TA.) One says, فَعَلَهُ فِى غُلَوَآءِ شَبَابِهِ and شَبَابِهِ ↓ غُلْوَانِ [He did it in the quickness, or haste, &c., of his youth, or young manhood]. (TA.) b3: And غُلَوَآءُ signifies also The rising, or rising high, and increasing, of a plant, or of herbage. (Mz 40th نوع.) غُلْوَانٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

غَلَآءٌ the subst. from غَلَا السِّعْرُ; [as such signifying A high price, or rate, at which a thing is to be sold;] (Msb;) or it is an inf. n. (S, Mgh, K.) [See 1, latter half.]

A2: Also, [i. e.] like سَمَآءٌ [in measure], (K,) but in the copies of the M ↓ غَلَّآءٌ, with teshdeed, (TA,) A man who shoots the arrow far. (K.) A3: And A certain small, or short, fish, (K, accord. to different copies,) about a span [in length]: (TA:) pl. أَغْلِيَةٌ. (K.) غَلِىٌّ: see غَالٍ, in three places.

غَلَّآءٌ: see غَلَآءٌ.

غَالٍ [act. part. n. of غَلَا: and hence, Acting, or behaving, with forced hardness, or strictness, or rigour, in religion, so that he exceeds the proper, due, or common, limit: (see 1:) and particularly] an extravagant zealot of the class of innovators: pl. غُلَاةٌ. (TA in art. سبأ.) b2: and Shooting, or one who shoots, the arrow to the furthest distance. (Msb.) b3: And High, or excessive, (S, * Msb, K, TA,) applied to a price, or rate, at which a thing is sold; (S, Msb, K, TA;) as also ↓ غَلِىٌّ. (K, TA.) Hence one says, بِعْتُهُ بِالغَالِى and ↓ بِالغَلِىِّ I sold it, or bought it, at what was a high, or an excessive, price, or rate. (K, TA.) A poet says, وَلَوْ أَنَّا نُبَاعَ كَلَامَ سَلْمَى

↓ لَأَعْطَيْنَا بِهِ ثَمَنًا غَلِيَّا [And if we were sold the speech, or discourse, of Selmà, we would give for it a high, or an excessive, price]. (TA.) b4: Also Fat flesh-meat. (K.) غَالِيَةٌ: see art. غلى.

أَغْلَى More, or most, high [or excessive] in price: hence the saying, أَفْضَلُ الرِّقَابِ أَغْلَاهَا ثَمَنًا [The most excellent of slaves is the highest thereof in price]. (Mgh.) مِغْلًى [in the CK مِغْلَاء] An arrow with which one raises the arm [in shooting] in order to exceed with it the usual limit, or nearly to do so: (K, * TA:) or, accord. to the M, that is used in striving to exceed the usual limit: also termed ↓ مِغْلَاةٌ: pl. مَغَالٍ. (TA.) مِغْلَاةٌ: see what next precedes. b2: نَاقَةٌ مِغْلَاةُ الوَهَقِ A she-camel that goes quickly when her feet of her fore legs and of her hind legs fall in one place: (S: [it is there expl. by تَغْتَلِى followed by the words إِذَا تَوَاهَقَتْ أَخْفَافُهَا which I have here rendered accord. to an explanation in art. وهق in the O: but the phrase مغلاة الوهق is there mentioned as an ex. of الوَهَق as signifying “ the lasso; ” whence it appears that the phrase lit. means that exceeds the limit of the lasso; agreeably with the explanation of Golius, “rapide currens, et fugiens laqueum sibi injiciendum: ”]) or [the meaning is a she-camel that steps far in vying, or keeping pace, with another; for], in explaining the phrase مِغْلَاةُ الوَهَقِ, IB says that المِغْلَاةُ applied to the she-camel signifies اَلَّتِى

تُبْعِدُ الخَطْوَ; and الوَهَقُ signifies المُبَارَاةُ and المُسَايَرَةُ. (TA voce هِرْجَابٌ.) أَرْضٌ مُغْلَوْلِيَةٌ A land having abundant, and dense or luxuriant, herbage; and with ع also; i. q. مُغِمَّةٌ and مِغَمَّةٌ. (TA in art. غم.)
غلو
: (و (} غَلا) السِّعْرُ يَغْلُو ( {غَلاءً) ، بالمدِّ، (فَهُوَ} غالٍ {وغَلِيٌّ) ، كغَنِيَ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعْرابي؛ ارْتَفَعَ (ضِدُّ رَخُصَ) .
(وَفِي المِصْباح: غَلاَ السِّعْرُ} يَغْلُو، والاسْمُ {الغَلاءُ بالفَتْح والمَدِّ.
(} وأَغْلاهُ اللهُ) :) ضدُّ أَرْخَصَه، أَي جَعَلَهُ {غالِياً.
(و) يقالُ: (بِعْتُه} بالغالِي {والغَلِيِّ، كغَنِيَ: أَي الغَلاَءِ) ؛) قالَ الــشاعرُ:
وَلَو أَنَّا نُباعُ كَلامَ سَلْمى
لأَعْطَيْنا بِهِ ثَمَناً} غَلِيَّا ( {وغَالاهُ و) } غَالَى (بهِ: سامَ فأَبْعَطَ) ، كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح: غَالَى باللحْمِ: أَي اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ؛ وقالَ:

{نُغالى اللَّحْمَ للأَضْيافِ نيأً
ونُرْخِصُهَا إِذا نَضِجَ القُدورُفحذفَ الباءَ وَهُوَ يُريدُها.
(} وغَلاَ فِي الأَمْرِ {غُلُوًّا) ، كسُمُوَ؛ من بابِ قَعَدَ؛ (جاوَزَ حَدَّهُ) .
(وَفِي الصِّحاح: جاوَزَ فِيهِ الحَدَّ.
وَفِي المِصْباح: غَلاَ فِي الدِّيْن غُلُوًّا تَشَدَّدَ وتَصَلَّبَ حَتَّى جَاوَزَ الحَدَّ.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {لَا} تَغْلُوا فِي دِينِكُم غَيْر الحَقِّ} . وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: {الغُلُوُّ فِي الدِّين البَحْثُ عَن بَواطِنِ الأَشياءِ والكَشْفِ عَن عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعبَّداتِها.
وَقَالَ الراغبُ: أَصْلُ الغُلُوِّ تَجاوُزُ الحَدِّ؛ يقالُ ذلكَ إِذا كانَ فِي السِّعْرِ غَلاءٌ، وَإِذا كانَ فِي القَدْرِ والمَنْزِلةِ} غُلُوٌّ، وَفِي السَّهْمِ {غَلُوٌّ، وأَفْعالُها جمِيعاً غَلاَ} يَغْلُو. (و) غَلا (بالسَّهْمِ) يَغْلُو ( {غَلْواً) ، بالفَتْح؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي والرَّاغبُ؛ (} وغُلُوًّا) ، كسُمُوَ: (رَفَعَ) بِهِ (يَدَيْهِ) مُرِيداً (لأَقْصى الغايَةِ) .
(وَفِي المِصْباح: رَمَى بِهِ أَقْصَى الغَايَةِ.
وَفِي الصِّحاح: رَمَى بِهِ أَبْعَدَ مَا يقْدِرُ عَلَيْهِ.
وأَنْشَدَ صاحِبُ المِصْباح:
كالسَّهْم أَرْسَلَه من كفِّه الغالِي ( {كغَالاهُ و) غالَى (بِهِ} مُغالاةً {وغِلاءً) ، بالكسْرِ، (فَهُوَ رجُلٌ غَلاءٌ، كسَماءٍ، أَي بَعِيدُ الغُلُوِّ بالسَّهْمِ) .
(وضُبِطَ فِي نسخ المُحْكم: رجُلٌ غَلاَّءٌ، بالتَّشْديدِ فليُنْظَر.
(و) غَلاَ (السَّهْمُ) نَفْسُه: (ارْتَفَعَ فِي ذَهابِه، وجاوَزَ المَدَى) ؛) وَكَذَا الحَجَرُ.
(وكُلُّ مَرْماةٍ:} غَلْوَةٌ) ؛) وكُلُّه مِن الارْتِفاعِ والتَّجاوُزِ.
قالَ الجَوْهرِي: {الغَلْوَةُ الغَايَةُ مِقْدَارُ رَمْيَةٍ.
قالَ صاحِبُ المِصْباح: الغَلْوَةُ هِيَ الغايَةُ، وَهِي رَمْيَةُ سَهْمٍ أَبْعَد مَا يقْدِرُ. يقالُ: هِيَ قدرُ ثَلاثُمائَةِ ذِرَاعٍ إِلَى أَرْبَعمائةِ ذِراعٍ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: الفَرْسَخُ التامُّ خَمْسٌ وعشْرُونَ غَلْوَةً؛ ومِثْلُه للزَّمَخْشري.
(ج} غَلَواتٌ) ، كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ، ( {وغِلاءٌ) ، بالكسْرِ والمدِّ.
(وَفِي المَثَلِ: جَرْيُ المُذَكِّياتِ} غِلاءٌ) ، هُوَ مِن ذَلِك، وَهُوَ فِي الصِّحاح هَكَذَا؛ ويُرْوَى غلابٌ أَي مُغالَبَةٌ. ( {والمِغْلَى، بالكسْرِ) ، أَي كمِنْبَرٍ: (سَهْمٌ} يُغْلَى بِهِ) ، أَي تُرْفَعُ بِهِ اليَدُ حَتَّى يُجاوِزَ المِقْدارَ أَو يقارِبَ.
وَفِي المُحْكم: يُتَّخَذُ {لمُغالاَةِ} الغَلْوَةِ؛ وَهِي {المِغْلاةُ أَيْضاً، والجَمْعُ} المَغالِي.
( {والغُلَواءُ، بالضَّمِّ وفَتْح الَّلام) ؛) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي؛ (ويسَكَّنُ) ، عَن أَبي زيْدٍ ذَكَرَه فِي زِيادَاتِ كتابِ خبئة وكأنّه للتخفِيفِ؛ (} الغُلُوُّ) وَهُوَ التجاوُزُ يقالُ: خفِّفْ من {غَلْوائِكَ.
(و) أَيْضاً: (أَوَّلُ الشَّبابِ وسُرْعَتُه) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي زيْدٍ.
(} كالغُلْوانِ، بالضَّمِّ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه. يقالُ: فَعَلَه فِي {غُلَواءِ شَبابِه} وغُلْوانِ شَبابِه؛ قالَ الــشاعرُ:
لم تَلْتَفِتْ للِداتِها
ومَضَتْ على {غُلَوائِها وقالَ آخَرُ:
كالغُصْنِ فِي} غُلَوائِهِ المُتأَوِّدِ ( {والغالِي: الَّلحمُ السمينُ) ؛) قالَ أَبو وَجْزَةَ:
تَوَسَّطَها} غالٍ عَتِيقٌ وزانَها
مُعَرّسُ مَهْرِيَ بهِ الذَّيْلُ يَلْمَعُأَي شَحْمٌ عتيقٌ فِي سنامِها.
{وغَلاَ بالجارِيَةِ والغُلامِ، عَظْمٌ غُلُوًّا: وذلكَ فِي سُرْعةِ شَبابِهِما؛ قالَ أَبو وَجْزَةَ:
خُمْصانه قَلِق مُوَشَّحُها
رُؤْد الشَّباب غَلا بِها عَظْمُ (} والغَلاءُ، كسَماءٍ: سَمَكٌ قصِيرٌ) نحْو شبْرٍ، (ج {أَغْلِيَةٌ.
(} والغَلْوَى، كسَكْرَى:! الغالِيَةُ) ؛) وَبِه فُسِّر قولُ عَدِيِّ بنِ زيْدٍ: يَنْفَحُ من أرْدانِها المِسْكُ والعَنْ
بَرُ والغَلْوَى ولُبْنى قَفُوصْ (وأَما اسْمُ الفَرَسِ فبالْمُهْمِلةِ وغَلِطَ الجَوْهرِيُّ) .
(قُلْت: وَهَذَا مِن أَغْرَب مَا يكونُ، فإنَّ الجوْهرِيَّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، مَا ذَكَره إلاَّ فِي المُهْملةِ، وأَما هُنا فإنَّه ليسَ لَهُ ذِكْرٌ فِي كتابِهِ مُطْلقاً، قالَ فِي المُهْمِلةِ بَعْدَ مَا ذَكَرَ الْمُعَلَّى: وعَلْوَى اسْمُ فَرَسٍ آخَر، وتَبِعَه المصنِّفُ هناكَ، وأَمَّا بالمعْجمةِ فإنَّما ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ وكأَنَّه أَرادَ أَنْ يقولَ: وغَلِطَ ابنُ دُرَيْدٍ فرجَّعهَ للجَوْهرِي فتأَمَّل ذلكَ.
( {وتَغالَى النَّبْتُ: ارْتَفَعَ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ وسَيَأْتي لَهُ قرِيباً والنَّبْت الْتَفَّ، فَهُوَ تِكْرارٌ.
وَفِي المُحْكم: ارْتَفَعَ وطالَ.
(و) فِي الصِّحاح:} تَغالَى (لَحْمُ النَّاقَةِ) :) أَي ارْتَفَعَ و (ذَهَبَ) ؛) قالَ لَبيدٌ:
فإِذا تَغالَى لَحْمُها وتحَسَّرَتْ
وتقطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُهاورَواهُ ثَعْلبٌ بالعَيْن المُهْملةِ، انتَهَى.
وَفِي التَّهذيبِ: تَغالَى لَحْمُ الدابَّةِ: إِذا تحَسَّر عنْدَ التَّضَمُّرِ؛ وتَغالَى لَحْمُها: ارْتَفَعَ وصارَ على رُؤُوسِ العِظامِ.
وَفِي المُحْكم: وكلُّ مَا ارْتَفَعَ فقد غَلاَ وتَغالَى؛ وتَغالَى لَحْمُهُ: انْحَسَر عِنْدَ الضِّمارِ: كأَنَّه ضدٌّ.
(و) تَغالَى (النَّبْتُ: الْتَفَّ وعَظُمَ) ، وَهُوَ الارْتِفاعُ بِعَيْنِه؛ (كغَلاَ) ؛) قالَ لَبيدٌ:
! فغَلاَ فُرُوعُ الأَيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ
بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها ( {وأَغْلَى) الكَرْمُ: الْتَفَّ وَرَقُه وكَثُرَتْ نَوامِيَه وطالَ.
(} واغْلَوْلَى) النَّبْتُ كَذلك.
( {وأَغْلاهُ) ، أَي الكَرْمَ: (خَفَّفَ من وَرَقِه) ليَرْتَفِعَ ويَجُودَ.
(} واغْتَلَى) البَعيرُ: (أَسْرَعَ) وارْتَفَعَ فجاوَزَ حُسْنَ السَّيْرِ؛ وكذلكَ كلُّ دابَّةٍ.
وَفِي الصِّحاح: {الاغْتِلاءُ الإسْراعُ؛ وأَنْشَدَ:
كَيْفَ تَراها} تَغْتَلي يَا شَرْجُ
فقد سَهَجْناها فطَالَ السَّهْجُ؟ وأَنْشَدَ الأَزْهرِي:
فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{غَلَتِ الدابَّةُ غُلُوًّا: ارْتَفَعَتْ فجاوَزَتْ حُسْنَ السَّيْرِ.
} وغَلاَ بهَا عَظْمُ: إِذا سَمِنَتْ.
{وغالَى فِي الصَّداقِ:} أَغْلاهُ؛ وَمِنْه قولُ عُمَر، رضِيَ اللهُ عَنهُ: (أَلا لَا {تُغالوا فِي صُدُقاتِ النِّساء) .
وغَلا الشيءُ: ارْتَفَعَ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
فَمَا زالَ} يَغْلُو حُبُّ مَيَّة عنْدَنا
ويَزْدادُ حَتَّى لم نَجِدْ مَا نَزِيدُها {وغَالاهُ} مُغالاةً: طاوَلَهُ.
وقِتْرُ {الغِلاَءَ، ككِساءٍ: اسْمُ سَهْمٍ للنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ أَهْداهُ لَهُ يَكْسُومُ فِي سلاحٍ.
} وأَغْلَى الماءَ واللحْمَ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ؛ عَن ابنِ القطَّاع.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ أَيْضاً:! أَغْلَى باللّحْمِ؛ وأَنْشَدَ:
كأَنَّها دُرَّة أَغْلَى التِّجارُ بهَا {وأَغْلاهُ: وجَدَهُ} غالِياً، أَو عَدَّهُ غالِياً؛ كاسْتَغْلاهُ.
وَقد تُسْتَعْملُ {الغَلْوةُ فِي سِباقِ الخَيْل.
} والغُلُوُّ فِي القافِيَةِ: حَركَةُ الرَّوِيِّ الساكِنِ بَعْدَ تمامِ الوَزْنِ؛ {والغالي: نونٌ زائِدَةٌ بعْدَ تلْكَ الحركَةِ، كقوْلِه عنْدَ مَنْ أَنْشَدَه هَكَذَا:
وقاتِم الأعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقِنْ فحركَةُ القافِ هِيَ الغُلُوُّ، والنونُ بعْدَ ذلكَ الغالي، وَهُوَ عنْدَهُم أَفْحشُ من التَّعدِّي؛ قالَهُ ابنُ سِيدَه.
وناقَةُ} مِغْلاةُ الوَهَقِ: {تَغْتَلِي إِذا تَواهَقَتْ أَخْفَافُها؛ قالَ رُؤْبَة:
تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ ومِن} الغلو: أَبو الغمرِ {الغالِي: شاعِرٌ؛ ومحمدُ بنُ} غالِي الدّمْياطِي عَن النَّجِيبِ الحرَّاني؛ {وغالِي بنُ وُهَيْبَةَ بِكفْر بَطْنا، سَمِعَ من أَبي مشرفٍ.
والمغلواني: مَنْ يَبيعُ الشيءَ غالِياً أَبَداً، عامِّيّة.
وغِلِي: كأَنَّه أَمْرٌ مِن وَغَلَ يَغِلُّ: اسْمُ رجُلٍ، وَهُوَ أَخُو مُنَبه والحارِثِ وسَحْبان وشِمْران وهِفَّان. ويقالُ لجمِيعِهِم: جَنْب.
غلو
غلا السِّعْرُ يَغْلُو غَلاءً - مَمْدُودٌ -. وُيغالي اللَّحْم وباللَّحْم. وغَلا في الأمْرِ غُلُوّاً: إذا جاوَزَ حَدَّه. وفي الشِّرى: أغْلَيْتُ به وغالَيْتُ. ويَغْلُو بالسَّهْم غَلْواً.
وفي المَثَل: " جَرْيُ المُذَكَيَات غِلاء ". والمُغالي به: الرافِعُ يَدَهُ إلى أقْصى الغايَةِ. وكُلُّ مرْمَاةٍ غَلْوَةٌ. والمِغْلاَةُ: سَهْم يُتَّخَذُ لِمُغالاةِ الغَلْوَةِ، وهو المِغْلى أيضاً. والدّابَّةُ تَغْلُو في سَيْرِها غُلُوّاً. وتَغالى النَّبْتُ: طالَ وارْتَفَعَ. وتغالى لَحْمُ الدابَّةِ: تحَسَّرَ عِنْدَ الضُّمْرِ. وفَعَلَ ذلك في غَلْوَةِ شَبابِه: أي في عُنْفُوانِه، وغُلَوائه.
والغَلاَءُ - مَمْدُودٌ -: سَمَكَةٌ نَحْوٌ من شِبْرٍ، وجَمْعُه أغْلِيَةٌ. وغَلَتِ القِدْر تَغْلي غَلَياناً وغَلْياً. والغالِيَةُ: مَعْروفة.
الْغَيْن وَاللَّام وَالْوَاو

الغلاء: نقيض الرُّخص.

غلا السّعر وَغَيره غلاء، فَهُوَ غال، وغلى، الْأَخِيرَة عَن كرَاع.

وأغلاه: جعله غاليا.

وغالى بالشَّيْء، وغلاه: سَام فأبعط، قَالَ الــشَّاعِر:

نغالي اللَّحْم للأضياف نيئا ... ونرخصه إِذا نضج الْقَدِير

وبعته بالغلاء والغالي، كُلهنَّ عَن ابْن الاعرابي، وانشد:

وَلَو أَنا نباع كَلَام سلمى ... لأعطينا بِهِ ثمنا غليا

وغلا فِي الْأَمر غلوا: جَاوز حَده. وَفِي التَّنْزِيل: (لَا تغلوا فِي دينكُمْ) .

وغلا بِالسَّهْمِ غلوا، وغلوا، وغالى بِهِ غلاء: رفع بِهِ يَده يُرِيد اقصى الْغَايَة، وَهُوَ من التجاوز.

وَجل غلاء: بعيد الغلو بِالسَّهْمِ، قالغيلان الربعِي يصف حلبة: امسوا فقادوهن نَحْو الميطاء ... بمائتين بغلاء الغلاء

وغلا السهْم نَفسه: ارْتَفع فِي ذَهَابه وَجَاوَزَ المدى، وَكَذَلِكَ: الْحجر.

وكل مرماة: غلوة، وَكله من الِارْتفَاع والتجاوز. وَالْجمع: غلوات، وَغَلَاء.

وَقد تسْتَعْمل الغلوة: فِي سباق الْخَيل.

والمغلى: سهم تغلى بِهِ: أَي ترفع بِهِ الْيَد حَتَّى يتَجَاوَز الْمِقْدَار أَو يُقَارب ذَاك.

والغلو فِي القافية: حَرَكَة الروى السَّاكِن بعد تَمام الْوَزْن.

والغالي: نون زَائِدَة بعد تِلْكَ الْحَرَكَة، وَذَلِكَ نَحْو قَوْله فِي إنشاد من انشده هَكَذَا:

وقاتم الاعماق خاوى المخترقين

فحركة الْقَاف هِيَ: الغلو، وَالنُّون بعد ذَلِك هِيَ: الغالي، وَإِنَّمَا اشتق من الغلو الَّذِي هُوَ التجاوز لقدر مَا يجب، وَهُوَ عِنْدهم افحش من التَّعَدِّي، وَقد ذكرنَا التَّعَدِّي فِي مَوْضِعه، وَلَا يعْتد بِهِ فِي الْوَزْن، لِأَن الْوَزْن قد تناهى قبله، جعلُوا ذَلِك فِي آخر الْبَيْت بِمَنْزِلَة الخزم فِي اوله.

وغلت الدَّابَّة فِي سَيرهَا غلوا واغتلت: ارْتَفَعت فجاوزت حسن السّير، قَالَ الْأَعْشَى:

جمالية تغتلى بالرداف ... إِذا كذب الآثمات الهجيرا

وغلا بالجارية والغلام عظم غلوا: وَذَلِكَ فِي سرعَة شبابهها وسبقهما لداتهما، وَهُوَ من التجاوز.

وغلوان الشَّبَاب، وغلواؤه: سرعته واوله.

وغلا النبت: التف وَعظم، قَالَ لبيد:

فغلا فروع الايهقان واطفلت ... بالجلهتين ظباؤها ونعامها

وَكَذَلِكَ: تغالى، واغلولى. واغلى الْكَرم: التف ورقه وَكَثُرت نواميه وَطَالَ.

وأغلاه: خفف من ورقه ليرتفع ويجود.

وكل مَا ارْتَفع: فقد غلا وتغالى.

وتغالى لَحْمه: انحسر عِنْد الضماد: كَأَنَّهُ ضد.

وغلوى: اسْم فرس مَشْهُورَة.

تَضْحَى

{تَضْحَى}
وسأل ابن الأزرق عن معنى قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}
فقال ابن عباس: لا [تعرق] فيها من شدة الحر. ولما سأله: وهل تعرف العرب ذلك؟ أجاب: نعم، أما سمعت الــشاعر يقول:
رأتْ رجلا أمَّا إذا الشمسُ عارضتْ. . . فيضحَى، وأما بالعَشىَّ فيَخصِرُ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية طه 119:
{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}
وحيدة الصيغة في القرآن.
وجاء "الضحى" الوقت من النهار في آية الضحى. وجاء نكرة: ضحَّى، في آيتى طه (59) والأعراف (98) وضحاها، ثلاث مرات في آيات النازعات 46، 49 والشمس وضُحاها.
وتفسير "لا تضحى" بِ: لا تعرق من شدة الحر إنما يكون على وجه تقريبٍ لا يفوتنا معه أصل دلالة الضحى على الوقت بعينه من النهار فويق ارتفاع الشمس. ومنها يجئ الاستعمال في كل ما وَقَع أو فُعِلَ في هذا الوقت، ومشتقات المادة تدور حول هذا المعنى. وقيل لمن ضربته الشمس: ضَحَا. ولعله أقرب إلى معنى الكلمة في آية طه، من العرق من شدة الحر.
قال الفراء في معنى الكلمة: لا تصيبك شكس مؤذية. وذُكر في بعض التفسير: لا تعرق، والأول أشبه بالصواب. قال الــشاعر * رأت رجلا * البيت. وفي تأويل الطبري: لا تظهر للشمس فيؤذيك حرها، وأسند نحوه عن ابن عباس وعدد من أهل التأويل. وقد فسره "الراغب" بنحو هذا فقال في (المفردات) : أي لك أن تتصون من حرَّ الشمس.
وهو أيضاً ما يُفهَم به الشاهدُ من بيت عمر على ما قال الفراء وقد فسره المبرد في الكامل بقوله: يضحى، يظهر للشمس، ويخصر: في البَرْديَنَ: بَرْدِ العِشىَّ وما بعده. وتلا الآية.

موج

موج


مَاجَ (و)(n. ac. مَوْج)
a. Tossed, heaved, swelled; fluctuated, undulated; was
agitated; became confused.
b. ['An], Deviated, swerved from.
تَمَوَّجَa. see I (a)
مَوْج
(pl.
أَمْوَاْج)
a. Waves, billows; breakers; surge.

مَوْجَةa. Wave, billow; breaker.

مَوْجَىa. Swift.

مَاْوِجa. Tumultuous.
b. Agitated.

مَوَّاْجa. see 21 (a)
N. Ag.
تَمَوَّجَa. see 21 (b)
مَوْجَة الشَّبَاب
a. Prime of youth.
[موج] ماجَ البحرُ يَموجُ مَوْجاً: اضطربت أمواجه. وكذلك الناس يَموجون.
[موج] نه: فيه: "يموج" في بعض، أي يختلطون حيارى. ط: ماج الناس: اختلط بعضهم ببعض. ن: تموج- كتقول أي تضطرب ويدفع بعضها بعضًا لعظمها وكثرة شيوعها.
م و ج: (مَاجَ) الْبَحْرُ مِنْ بَابِ قَالَ، اضْطَرَبَتْ (أَمْوَاجُهُ) وَالنَّاسُ يَمُوجُونَ. 
موج
المَوْج في البحر: ما يعلو من غَوارب الماء.
قال تعالى: فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ
[هود/ 42] ، يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ [النور/ 40] ومَاجَ كذا يَمُوجُ، وتَمَوَّجَ تَمَوُّجاً: اضطرب اضطرابَ الموج. قال تعالى: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ [الكهف/ 99] .
م و ج : مَاجَ الْبَحْرُ مَوْجًا اضْطَرَبَ وَالْمَوْجَةُ أَخَصُّ مِنْ الْمَوْجِ وَجَمْعُ الْوَاحِدَةِ عَلَى لَفْظِهَا مَوْجَاتٌ وَجَمْعُ الْمَوْجِ أَمْوَاجٌ مِثْلُ ثَوْبٍ وَأَثْوَابٍ وَتَمَوَّجَ اشْتَدَّ هِيَاجُهُ وَاضْطِرَابُهُ وَمِنْهُ قِيلَ مَاجَ النَّاسُ إذَا اخْتَلَفَتْ أُمُورُهُمْ وَاضْطَرَبَتْ. 
م و ج

بحر مائج، وماج البحر وتموّج، وارتفعت موجة عظيمة وموج كثير وأمواج.

ومن المجاز: ماج الناس في الفتنة، وهم يموجون فيها، وماجت الفتنة. والسلعة تموج بني الجلد واللحم. وفعل ذلك في موجة شبابه وغلوة شبابه: في عنفوانه. وماجت يدا الناقة وملاطاها في السير، وإنها لموجى الحبال إذا جالت أنساعها. قال العجير السلوليّ:

ولما تصدّى للرّواح انبرت له ... براكبها موجى الحبال زهوق

وماج فلان عن الحق: مال عنه.

موج: المَوْجُ: ما ارتفع من الماء فوق الماء، والفعل ماجَ الموجُ،

والجمع أَمْواج؛ وقد ماجَ البحرُ يموجُ مَوْجاً ومَوَجاناً ومُؤُوجاً،

وتَموَّج: اضطرَبَت أَمواجُه. ومَوْجُ كلِّ شيء وموَجانُه: اضطرابُه.

والمُؤُوجُ: مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ. ومُؤُوجُ السِّلْعَة: تَموُّرٌ بين

الجلد والعظم. ابن الأَعرابي: ماجَ يَموج إِذا اضطرَب وتحَيَّر. ورجلٌ

مَؤُوجٌ: مائجٌ؛ أَنشد ثعلب:

وكلُّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا

والناسُ يَموجون، وماجَ الناسُ: دخل بعضُهم في بعض. وماج أَمْرُهم:

مَرِجَ. وفرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ إِتْباع

(* قوله «غوج موج اتباع» سبق في مادة

غوج: وفرس غوج موج؛ غوج جواد، وموج اتباع.) أَي جَوَاد، وقيل: هو الطويلُ

القَصَبِ، وقيل: هو الذي يَنْثَني فيَذهبُ ويجيءُ.

موج

1 مَاجَ, aor. ـُ inf. n. مَوْجٌ (S, K, &c.) and مَوَجَانٌ and مُؤُوجٌ; (TA;) It (the sea) was in a state of commotion; was tumultuous; (Msb;) was agitated with waves, conflicting, or dashing together; (S, K;) as also ↓ تموّج: (TA;) or this latter signifies it (the sea) was, or became, very tumultuous. (Msb.) [You say,] مَاجَ المَوْجُ The waves were in a state of commotion; were tumultuous; conflicted, or dashed together. (TA.) [And hence,] مَاجَ أَمْرُهُمْ (assumed tropical:) Their affair became in a confused and disturbed state. (TA.) b2: مَاجَ, inf. n. مَوْجٌ and مَوَجَانٌ, (assumed tropical:) It (anything) was in a state of commotion, or agitation. (TA.) b3: مَاجَ (tropical:) He was in a state of commotion, or agitation, and confounded, perplexed, or amazed. (IAar.) b4: النَّاسُ يَمُوجُونٌ (tropical:) The people, or men, are in a state of commotion, or tumultuous. (S.) b5: مَاجَتِ النَّاسُ (tropical:) The people were in a discordant and disturbed state of affairs. (Msb.) b6: مَاجَ عَنِ الحَقِّ, inf. n. مَوْجٌ, (tropical:) He declined from the truth, or from the true, right, or just, course. (A, K.) b7: مَاجَتِ الدَّاغِصَةُ, inf. n. مُؤُوجٌ, (tropical:) The patella, or knee-pan, moved backwards and forwards, or from side to side, between the skin and the bone, or, as in one copy of the K, flesh: (K, TA:) and in like manner السِّلْعَةُ [the ganglion]. (TA.) 5 تَمَوَّجَ see 1.

مَوْجٌ, [a coll. gen. n., Waves; billows; surges; or a collection of waves;] water rising above other water: (TA:) pl. أَمْوَاجٌ: (S, K, Msb:) مَوْجَةٌ has a more special signification; [namely, a wave, a single wave;] and the pl. of this, which is the n. un., is مَوْجَاتٌ. (Msb.) b2: فَرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ: see art. غوج. موج is here an imitative sequent. (TA.) b3: مَوْجَةُ الشَّبَابِ (tropical:) The prime of youth. (K.) ناقة مَوْجَى (assumed tropical:) A swift (نَاجِيَة: in the CK نَاجِبَة) she-camel, whose أَنْسَاع [or woven thongs of the fore girth] have moved round (جَالَت) by reason of the backward and forward motion (اِخْتِلَاف) of her fore and hind legs. (K.) مَوَّاجٌ [A sea tumultuous with waves]. (K, art. رد.) مَائِجٌ A sea in a state of commotion; tumultuous; agitated with waves, conflicting, or dashing together. (TA.) b2: Also, and ↓ مُتَمَوِّجٌ, A man in a state of commotion, or agitation. (TA.) مُتَمَوِّجٌ: see مَائِجٌ.
موج: موج: تستعمل مجازا في الحديث عن حشد كبير يتحرك، فوق فسحة من الأرض، مثل أمواج البحر (ابن جبير 6: 187): تموج الأرض بهم موجا (البربرية 2: 279) الأرض تموج سبيا (وفيه 9: 400): وقد ماجت الأرض بالجيوش (400: 4 المقدمة 2: 211): عندما كانت أفريقية مستبحرة العمران كثيرة الساكن تموج بأهلها موجا.
ماجوا: في محيط المحيط (يقال ماج الناس: اختلفت أمورهم واضطربت) (أخبار 7: 103).
ماج بعضهم في بعض تزاحم الناس بعضهم أمام بعض (وعلى سبيل المثال) الجيش المنهزم دون نظام (كارتاس 173:16، البربرية 1: 461، 5 أو 6: 601، 2) وكان (فوك) قد وضع نصب عينيه هذا المعنى حين عدى الفعل ماج بحرف الباء وجعل المصدر موجان في مادة angustiare.
ماج: يقال عن الطير حين يرفرف أو يخفق مع الريح (كارتاس 60: 18).
موج: انظرها عند (فوك) في مادتي flucluare و marisunda.
موج الهواء: (البربرية 1: 615).
موج: تموج، فار، ثار، هاج (في لحديث عن امواه البحر) (الكالا: herver la mar، ondear، تمويج: hervor de la mar. مموج ondoso) .
تموج: في محيط المحيط (تموج البحر تموجا اشتد هياجه واضطرب) (فوك، بوشر، معجم ابن جبير، معجم التنبيه، أبو الوليد 147:13 معيار الاختبار 22، 2، موللر 22، باين سميث 1148؛ تموج الهواء: (مقدمة 2، 125، 10، 211، 14، 16 و17، 212، 1 و2).
تموج: قلق، احتار (بابن سميث 1455).
تماوج: تموج (بوشر، بابن سميث 1149)؛ تماوج: عوم. طفو (بوشر). تماوج: (مجازا). تردد، حيرة (بوشر).
تماوج: قلق، حيرة (بابن سميث 1455). تماوج: ترنح (السكران) (ألف ليلة برسل 4: 86).
موج: والجمع امواج: غليان، هيجان (باين سميث 1515).
موج: والجمع موجات (بالأسبانية mocho) : بومة أذان الحمار، بومة كبيرة (الكالا). وعند (جاكسون 71) muka.
موجة: عاصفة (معجم اللاتيني - procella) .
موجي: متماوج (بوشر).
مموج: متموج، قماش موشى متموج، نسيج متموج المظهر، مخير (بوشر).
مموج: شملة مموجة من الصوف أو وبر الماعز تلقى على الكتفين (انظر الملابس 328).
قماش حرير مموج: مخير ومشدود فيه الحرير، أي مضيق عليه (بوشر).
مماوج: نسيج متموج المظهر، مخير (بوشر).
موج
: ( {المَوْجُ) : مَا ارتفعَ مِن الماءِ فوقَ الماءِ، ماجَ المَوْجُ.
(والمَوْجُ: اضْطرابُ} أَمواجِ البَحْرِ) وَقد {مَاجَ} يَمُوجُ {مَوْجاً} ومَوَجَاناً {ومُؤُوجاً} وتَموَّجَ: اضْطَرَبَتْ {أَمواجُه.} ومَوْجُ كلِّ شيْءٍ {ومَوَجَانُه؛ اضْطِرابُه. وَعَن ابْن الأَعرابيّ:} ماجَ {يَمُوجُ: إِذا اضطربَ وتَحَيَّرَ.
(و) مَوْجُ بنُ قَيسِ بنِ مازِنٍ ابنُ أُختِ القُطَامِيّ، (شاعِرٌ تَغْلَبِيٌّ) خَبيثُ، أَو هُوَ} مَوْجُ بنُ أَبي سَهْم، أَخو بني عبدِ الله بنِ غَطَفَانَ، شَاعِر أَيضاً؛ كَذَا نقلَه شَيخنَا عَن المُختلِف والمُؤتلِف للآمديّ.
(و) من الْمجَاز: المَوْجُ: (المَيْلُ) . يُقَال: {مَاجَ (عَن الحَقِّ) : مَالَ عَنهُ، من الأَساس.
(و) من عُقْبَةَ بنِ غَزْوَانَ: (مَوْجَةُ الشَّبابِ: عُنْفُوانُه) .
(و) من الْمجَاز: (نَاقَةٌ مَوْجَى، كَسَكْرَى) ، أَي (ناجيَةٌ قد جَالتْ أَنْسَاعُها لاختلافِ يَدَيْها ورِجْلَيْها) .
(و) من الْمجَاز: (ماجَتِ الدّاغِصَةُ) والسَّلْعَة (مُؤُوجاً) ، بالضّمّ (: مارَتْ بَين الجِلْدِ والعَظْمِ) ، وَفِي نسخةٍ: (اللَّحم) بدل (الْعظم) .
(} وماجَهْ) بِسُكُون الهاءِ، كَمَا جَزَمَ بِهِ الشَّمُسُ ابنُ خِلِّكانَ: (لقب والدِ) الإِمام الحافِظ أَبي عبدِ الله (محمَدِ بن يَزيدَ) الرَّبَعِيّ (القَزْوينيّ، صاحِب) التَّفْسِير والتاريخ و (السُّنَن) ، وُلِد سنة 209، عَن إِبراهيمَ بنِ محمّدٍ الشافعيّ وأَبي بكرِ بنِ أَبي شَيْبَة، وَعنهُ محمَّدُ بنُ عِيسى الأَبْهَرِيّ وعليُّ بنُ إِبراهيمَ القَطّانُ، مَاتَ لثمانٍ بَقينَ من رَمضان سنة 273، وصلّى عَلَيْهِ أَخوه أَبو بكرٍ، (لَا جَدّه) أَي لَا لَقبُ جَدِّه، كَمَا زَعمه بعضٌ. قَالَ شيخُنا: وَمَا ذَهبَ إِليه المُصنّف، فقد جَزَم بِهِ أَبو الْحسن القَطَّان، ووافقَه على ذالك هِبَةُ الله بنُ زَاذانَ وغيرُه، قَالُوا: وَعَلِيهِ فيُكتَب (ابْن {مَاجَه) ، بالأَلف لَا غير. وَهُنَاكَ قَول آخرُ ذَكره جماعةٌ وصَحَّحوه، وَهُوَ أَن (ماجَه) اسمٌ لأُمّه؛ وَالله أَعلم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَجلٌ} مائِجٌ، أَي مُتموِّجٌ. وبَحرٌ مائِجٌ، كذالك.
{وماجَ أَمْرُهم: مَرِجَ.
وفَرسٌ غَوْجٌ} مَوْجٌ، إِتباعٌ، أَي جَوَادٌ. وَقيل: هُوَ الطَّويلُ القَصَبِ. وَقيل: هُوَ الَّذِي يَنْثِني فيَذهَبُ وَيِجىءُ.
وَمن الْمجَاز: {ماجَتِ النَّاسُ فِي الفِتْنة، وهم} يَمُوجون فِيهَا.
موج
ماجَ يمُوج، مُجْ، مَوْجًا ومَوَجانًا، فهو مائج
• ماج البحرُ: ثار، ارتفع ماؤُه وهاج واضطربت أمواجُه "ماجتِ الفتنةُ: ثارت".
• ماج القومُ:
1 - اختلفت أمورُهم واضطربت، وازدحموا لكثرتهم "ماجتِ الجماهيرُ: تحرّكت بشكل متموّج أو صاخب- ما إن علموا بازدياد الأسعار حتى هاجوا وماجوا".
2 - دخل بعضُهم في بعض " {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} ". 

تموَّجَ يتموّج، تموُّجًا، فهو مُتموِّج
• تموَّج البحرُ وغيرُه: اشتدّ هياجُه واضطرب "تموَّج الزّرعُ- تموّجت صفوفُ المتظاهرين". 

موَّجَ يموِّج، تمويجًا، فهو مُموِّج، والمفعول مُموَّج
• موَّج النَّسيجَ: جعله متموِّج الألوان ذا ألوان متغايرة حسب الإضاءة. 

تموُّج [مفرد]:
1 - مصدر تموَّجَ.
2 - أخذ شكل الأمواج في الارتفاع والانخفاض أو الذّبْذَبَة "تموُّج الهواء/ أنسجة/ اللّون- تموُّجات صوتيَّة". 

مائج [مفرد]: اسم فاعل من ماجَ. 

مِمْواج [مفرد]: جهاز لتسجيل حركات الأحشاء وغيرها. 

مَوْج1 [مفرد]: مصدر ماجَ. 

مَوْج2 [جمع]: جج أمواج، مف مَوْجة: ما علا من سطح الماء وتتابع "تحطَّم الموجُ على الشاطئ- تقاذفته الأمواجُ- {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} - {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} ". 

مَوَجان [مفرد]: مصدر ماجَ. 

مَوْجَة [مفرد]: ج مَوْجات ومَوَجات وأمواج ومَوْج:
1 - قِمَّة تتحرّك خلال أو عبر مسطح مائيّ واسع، واحدة الموج.
2 - ارتجاج أو ذبذبة تنتقل من الفضاء والإذاعة "موجة قصيرة/ متوسطة- اتَّصل الرئيسُ بالشّعب على أمواج الأثير".
3 - (فز) اضطراب ينتقل خلال جزيئات الوسط بدون أن يغيِّر في موضعها، ومنها موجة الصوت، موجة الضوء، موجة التيَّار الكهربيّ "سعة الموجة".
• الموجة الطَّويلة: (فز) موجة كهرومغنطيسيَّة تكون أطول من الموجات المستخدمة في بثّ الإعلانات التِّجاريَّة.
• مَوْجَة الشَّباب: عُنفوانه وقوّته ° ركِب الموجةَ: ساير التّيّارَ، اتَّبع الآخرين.
• موجة من الحرّ أو البرد أو نحوهما: دفعة منه "موجة حارَّة: عاصفة- موجة باردة"? مَوْجَة استنكار: ضجَّة تعبِّر

عنها الجماهير بشدَّة.
• موجة سطحيَّة: (فز) موجة من موجات الراديو التي تثبت بمحاذاة الأرض.
• موجة ألفا: (فز) موقع في الجهاز العصبيّ اللاّإراديّ حيث تحدث الاستجابات المثيرة عند إفراز عوامل أدريناليَّة.
• موجة صوتيَّة: (فز) موجة ضغطيّة طوليَّة بصوت مسموع وغير مسموع.
• موجة حاملة: (فز) موجة كهرومغنطيسيّة تستخدم في وقت مُعيَّن في محطات إرسال الراديو والتليفزيون على تردُّد خاصّ بها.
• موجة قَصِيرة: (فز) موجة كهرومغناطيسيّة ذات طول موجيّ يقارب 200 متر أو أقل.
• موجة لاسلكيَّة: (فز) موجة كهرومغنطيسيّة ضمن مجال التردّد اللاَّسلكيّ.
• طول المَوجة: مسافة تقطعها الذَّبذبة في فترة من الوقت. 

شَدَو

شَدَو
: (و (} شَدَا الإِبِلَ) {يَشْدُوها} شَدْواً: (سَاقَها) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) {شَدَا (الشِّعْرَ: غَنَّى بِهِ أَو تَرَنَّم) ، وَكَذَا شَدَا غِناءً.
} والشَّادِي: المُغَنِّي مِن ذلكَ.
(و) شَدا {يَشْدُو: (أَنْشَدَ بَيْتاً أَو بَيْتَيْنِ) يَمُدُّ صوْتَه بِهِ (بالغِناءِ) ؛ وَفِي الصِّحاح: كالغِناءِ.
(و) شَدَا شَدْواً: (أَخَذَ طَرَفاً مِن الأدَبِ) والغِناءِ كأنَّه سَاقَهُ وجَمَعَهُ.
(وشَدَا شَدْوَهُ) : أَي (نَحا نَحْوَه، فَهُوَ} شادٍ) فِي الكُلِّ.
(و) شَدا الرُّجُلُ (فلَانا فلَانا) : إِذا (شَبَّهَهُ إيَّاهُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(! والشَّدَا: بَقِيَّةُ القُوَّةِ وطَرَفُها) ؛ لُغَةٌ فِي الَّذالِ المعْجمةِ. يقالُ: لم يَبْقَ من قوَّتِه إلاَّ شَداً، أَي طَرَف وبَقِيَّة.
(و) أَيْضاً: (حَدُّ كلِّ شيءٍ) ، لُغَةٌ فِي الَّذالِ المعْجمةِ أَيْضاً؛ قَالَ الــشاعرُ:
فَلَو كانَ فِي لَيْلى شَداً منْ خُصُومةٍ أَنْشَدَه الفرَّاءُ بالدالِ المهْملَةِ، وأَنْشَدَه غيرُهُ بالمعْجمةِ.
وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الشَّدا يُكْتَبُ بالألفِ.
(و) أَيْضاً: (الحَرُّ.
(و) أَيْضاً: (الجَرَبُ) ؛ لُغَةٌ فِي الذالِ المعْجمةِ.
( {وأَشْدَى: صارَ ناخِماً مُجيداً.
(} والشَّدْوُ: القلِيلُ من كلِّ كثيرٍ) .
ونَصّ المُحْكم: كلُّ قليلٍ مِن كثيرٍ.
يقالُ: {شَدَا مِن العِلْم والغِناءِ وغيرِهِما شَيْئا} شَدْواً: إِذا أَحْسَنَ مِنْهُ ضَرْباً.
( {وشَدْوانُ) ؛ مَضْبوطٌ فِي النُّسخِ بالفتْحِ، والصَّوابُ بالتَّحْريكِ؛ (ع) ، بل جَبَلٌ باليَمَنِ؛ وَمِنْه قولُ الــشاعِرِ:
فَلَيْتَ لنا من ماءِ زَمْزَم شَرْبةً
مُبَرَّدَةَ باتَتْ على} شَدَوانِ وقالَ نَصْر: ويقالُ هُما جَبَلانِ بتهامَةَ أَحْمرانِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الشَّدَا: الشيءُ القَلِيلُ.
وأَيْضاً: البَقِيَّةُ مِن كلِّ شيءٍ؛ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ.
} والشَّدْوُ: أَن يُحْسن الإِنْسانُ من أَمْرٍ شَيْئا.
{وشَدَوْتُ مِنْهُ بَعْضَ المَعْرفةِ: إِذا لم تَعْرِفْه مَعْرِفةً جيِّدةً؛ قالَ الأخْطل:
فهُنَّ} يَشْدُونَ مِنيِّ بعضَ مَعْرِفةٍ
وهُنَّ بالوَصْلِ لَا بُخْلٌ وَلَا جُودُيذْكُر نِساءً عَهِدْنَه شابّاً حَسَناً ثمَّ رأَيْنَه بعد كِبَرهِ فأَنْكَرْنَ مَعْرِفَتَه.
وجَمْعُ {الشادِي:} الشُّداةُ، كقُضاةٍ.
وبَنُو {شادِي: قَبيلَةٌ من العرَبِ.

صِدغ

صِدغ
الصُّدْغُ، بالضَّمِّ: مَا انْحَدَرَ منَ الرَّأْسِ إِلَى مَرْكَبِ اللَّحْيَيْنِ، وقيلَ: مَا بَيْنَ العَيْنِ والأُذُنِ، وَفِي الأساسِ: يُقَالُ: ضَرَبَه فِي صُدْغِه، وهُوَ مَا بَيْنَ اللِّحَاظِ وأصْلِ الأُذُنِ، وهُما صُدْغانِ، وقالَ أَبُو زَيدٍ: هُمَا مَوْصِلُ مَا بَيْنَ اللِّحْيَةِ والرَّأْسِ إِلَى أسْفَلَ من القَرْنَيْنِ، وفيهِ الدُّوّارَةُ، وهِيَ الّتِي فِي وَسَطِ الرَّأْسِ، يَدْعُونَهَا الدّائِرَةَ، وإليْهَا يَنْتَهِي فَرْوُ الرَّأْسِ، قالَ: ورُبَّمَا قالُوا: السُّدْغُ بالسِّينِ، وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه: قُبِّحْتِ منْ سالِفَةٍ ومنْ صُدُغْ قالَ: لَا أدْرِي أللشِّعْرِ فَعَلَ ذَلِك، أمْ هُوَ فِي مَوْضُوعِ الكَلامِ.
وَمن المَجَازِ: الصُّدْغُ: هُوَ الشَّعَرُ المُتَدَلِّي على هَذَا المَوْضِع ويُقَالُ: صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ، قالَ الــشّاعِر:
(صُدْغُ الحَبيبِ وحالِي ... كِلاهُمَا كاللَّيَالي) وقَدْ صَرَّحَ السَّعْدُ وغَيْرُه منْ عُلَماءِ البيانِ أنَّهُ منْ إطْلاقِ المَحَلِّ على الحالِّ. ج: أصْداغٌ قالَ الــشّاعِرُ:
(عاضَها اللهُ غُلاماً بَعْدَما ... شابَت الأصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقَدْ)
ويُجْمَعُ أيْضاً على أصْدُغٍ.
وقالَ مُحمَّدُ بنُ المُسْتَنِيرِ قُطْرُبٌ: إنَّ قَوْماً منْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لهُمْ: بلْعَنْبَرِ، يَقْلُبِونَ السِّينَ صاداً عِندَ أرْبَعَةِ أحْرُفٍ: عِنْدَ الطّاءِ، والقافِ، والغَيْنِ، والخاءِ، إِذا كُنَّ بَعْدَ السِّينِ، وَلَا تُبَالِي أثانِيَةً كانَتْ أم ثالثَةً أمْ رابِعَةً، بَعْد أنْ يَكُنَّ بَعْدَها، يَقُولُونَ: سِراطٌ وصِراطٌ، وبَسطَةٌ وبَصْطَةٌ، وسَيْقَلٌ وصَيْقَلٌ، وسَرَقْتُ وصَرَقْتُ، وسَخَّرَ لكُم، وصَخَّرَ لكم، والسَّخَبُ والصَّخَبُ.
والمِصْدَغَةُ كمِكْنَسَةٍ: المِخَدَّةُ لأنَّهَا تُوضَعُ تَحْتَ الصُّدْغِ، ورُبّما قالُوا: مِزْدَغَةٌ بالزّايِ، كَمَا قالُوا للصّراطِ: زِرَاط. وصَدَغُه كمَنَعَهُ: حاذَى بصُدْغِهِ صُدْغَهُ فِي المَشْيِ، حكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
وصَدَغَ النَّمْلَةَ: قَتَلَها يُقَالُ: فلانٌ مَا يَصْدَغُ نَمْلَةً، وَلَا يَقْصَعُ قَمْلَةً، أَي: مَا يَقْتُلُ منْ ضَعْفِه.
ويُقَالُ: صدَغَه عَن الأمْرِ، أَي: صَرَفَهُ ورَدَّهُ قالَهُ الأصْمَعِيُّ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ويُقَالُ للفَرَسِ أَو البَعِيرِ إِذا مَرَّ مُنْفَلِتاً يَعْدُو، فأُتْبِعَ لِيُرَدَّ: اتَّبَعَ فلانٌ بَعِيرَهُ فَمَا صَدَغَهُ، أَي: فَمَا ثَنَاهُ وَمَا رَدَّهُ، وذلكَ إِذا نَدَّ كَمَا فِي الصِّحاحِ وروَى أصْحابُ أبي عُبَيدٍ هَذَا الحَرْفَ عنْهُ بالعَيْنِ والصَّوابُ بالغَيْنِ، كَمَا قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ وغَيْرُه، وعنْ سَلَمَة: اشْتَرَيْتُ سِنَّوْراً فلَمْ يَصْدَغْهُنَّ يعْنِي الفَأْرَ، لأنَّهُ لضَعْفِهِ لَا يَقْدِرُ)
على شَيءٍ، فكأنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنه. والصِّداغُ، ككِتَابٍ: سِمَةٌ فِي مَوْضِع، وَفِي الأساس عِنْدَ مُسْتَوَى الصُّدْغ طُولاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والسُّهَيْلِيُّ.
والأصْدَغانِ: عِرْقانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ قالَ الأصْمَعِيُّ: هُمَا يُضْرَبانِ منْ كُلِّ أَحَدٍ فِي الدُّنْيَا أبدا، وَلَا واحِدَ لهُمَا يُعْرَفُ، كَمَا قالُوا: المِذْرَوَان.
والصَّدِيغُ كأمِيرٍ: الصَّبِيُّ أَتَى لَهُ منَ الوِلادَةِ سَبْعَةُ أيّامٍ، سُمِّيَ بذلكَ لأنَّه لَا يَشْتَدُّ صُدْغَاهُ إِلَّا سَبْعَةِ أيّامِ، وَمِنْه حديثُ قتادَةَ: كانَ أهْلُ الاهِلِيَِّ لَا يُوَرِّثُونَ الصَّبِيَّ، يَقُولونَ: مَا شَأنُ هَذَا الصَّدِيغِ الّذِي لَا يَحْتَرِفُ وَلَا يَنْفَعُ نَجْعَلُ لَهُ نَصِيباً منَ المِيراثِ.
والصَّدِيغُ أيْضاً: الضَّعِيفُ، وقدْ صَدُغَ، ككَرُمَ، صَداغَةً، أَي: ضَعُفَ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: إِذا المَنَايا انْتَبْنَهُ لمْ يَصْدُغِ أَي: لمْ يَضْعُفْ، وقيلَ: هُوَ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، من صَدَغَهُ عَن الشَّيءِ: إِذا صَرَفَهُ.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: بَعِيرٌ مَصْدُوغٌ، ومُصَدَّغٌ كمُعَظَّمٍ: وسِمَ بهِ، أَي: بالصِّداغِ، ونَصُّ ابنُ شُمَيْلٍ: بعيرٌ مَصْدُوغٌ: وُسِمَ بالصِّداغِ، وإبِلٌ مُصَدَّغَةٌ، وُسِمَتْ بالصِّداغِ، ففَرَّقَ بيْنَهُما فِي الذِّكْر، وَلَو أنَّ مآلَ المَعْنَى واحِدٍ، إشارَةً إِلَى مَا فِي الثّانِي منَ التَّكْثِيرِ، فتأمَّل.
وصادَغَهُ: داراهُ، أَو عارَضَهُ فِي المَشي، ونَصُّ المُحِيطِ: صادَغْتُ الرَّجُلَ: إِذا دارَيْتُه، وهِيَ المُعَارَضَةُ فِي المَشْي، وَفِي الأسَاسِ: صادَغْتُه: عارَضْتُه فِي المَشْيِ صُدْغِي لِصُدْغِه.
قالَ الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على عُضْوٍ منَ الأعْضَاءِ، وعَلى ضَعْفٍ، وَقد شَذَّ عنْهُ: صَدَغْتُه عَن الشَّيْءِ: إِذا صَرَفْتَه عنْهُ.
قلتُ: لَيْسَ بشاذٍّ عَن التَّرْكِيبِ فإنَّه منْ قَوْلِهِم: صَدَغَه: إِذا ضَرَبَ صُدْغَهُ، ومَن كانَ كذلكَ فقَدْ صُرِفَ، فتأمَّلْ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: صَدَغَهُ يَصْدَغُه صَدْغاً: ضَرَبَ صُدْغَه.
وصُدِغَ كعُنِيَ، صدْغاً: اشْتَكَى صُدْغَه.
وصَدَغَ إِلَى الشَّيءِ صُدُوغاً: مالَ، وَكَذَا: صَدَغَ عَن طَرِيقِه: إِذا مالَ.)
وصدَغَه صَدْغاً: أقامَ صَدَغَه، مُحَرَّكَةً، وهُوَ العِوَجُ والمَيْلُ.

بغا

بغا أَلا غبر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَمْرو [بن الْعَاصِ -] حِين قدم على عمر رَضِي الله عَنهُ من مصر وَكَانَ واليه عَلَيْهَا فَقَالَ: كم سرت فَقَالَ: عشْرين فَقَالَ عمر: لقد سرت سير عاشق فَقَالَ عَمْرو: إِنِّي وَالله مَا تأبّطني الْإِمَاء وَلَا حَملتنِي البَغايا فِي غُبَّرات المآلي فَقَالَ عمر: وَالله مَا هَذَا بِجَوَاب الْكَلَام الَّذِي سَأَلتك عَنهُ وَإِن الدَّجاجة لَتَفْحَصُ فِي الَّرماد فتضع لغير الْفَحْل والبيضة منسوبة إِلَى طرقها فَقَامَ عَمْرو مُتربِّد الْوَجْه. قَوْله: وَلَا حَملتنِي البَغايا فِي غُبَّرات المآلي أما البغايا فَإِنَّهَا الفواجر. والمآلي فِي الأَصْل: خِرَق تُمسكهن النوائح إِذا نُحْنَ يُشْرِنَ بهَا بأيديهن قَالَ زيد الْخَيل الطَّائِي فِي رجل حمل عَلَيْهِ فاستغاث بِهِ فَتَركه [فَقَالَ -] : [الوافر]

وَلَوْلَا قولُه يَا زيدُ قدني ... إِذا قامتْ نُويرةُ بالمآلي

واحدتها: مِئْلاة وَإِنَّمَا أَرَادَ عَمْرو خِرَق الْمَحِيض فشبّهها بِتِلْكَ المآلي. وَأما الغُبَّرات فَإِنَّهَا البقايا واحدتها: غابر ثمَّ يجمع: غُبَّر ثمَّ: غُبَّرات جمع الْجمع وَقد يُقَال للْبَاقِي [من اللَّبن -] : غُبّر ثمَّ يجمع الغبر: أغبار [قَالَ الْحَارِث بن حلزة: (السَّرِيع)

لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغبارها ... إنَّك لَا تدريَ مَن الناتجُ -]

بغا: بَغَى الشيءَ بَغْواً: نَظَراً إليه كيف هو. والبَغْوُ: ما يخرج من

زَهْرةِ القَتادِ الأَعْظَمِ الحجازي، وكذلك ما يخرج من زَهْرَة

العُرْفُط والسَّلَم. والبَغْوَةُ: الطَّلْعة حين تَنْشَقُّ فتخرج بيضاء

رَطْبَةً. والبََغْوة: الثمرة قبل أَن تَنْضَج؛ وفي التهذيب: قبل أَن

يَسْتَحْكِم يُبْسُها، والجمع بَغْوٌ، وخص أَبو حنيفة بالبَغْوِ مَرَّةً البُسَر

إذا كَبِرَ شيئاً، وقيل: البَغْوَة التمْرة التي اسودّ جوفُها وهي

مُرْطِبة. والبَغْوة: ثمرةُ العِضاه، وكذلك البَرَمَةُ. قال ابن بري: البَغْوُ

والبَغْوَة كل شجر غَضٍّ ثَمرهُ أَخْضَر صغير لم يَبْلُغْ. وفي حديث عمر،

رضي الله عنه: أَنه مرَّ برجل يقطع سَمُراً بالبادية فقال: رَعَيْتَ

بَغْوَتَها وبَرَمَتَها وحُبْلَتها وبَلَّتها وفَتْلَتَها ثم تَقْطَعُها؛ قال

ابن الأَثير: قال القتيبي يرويه أَصحاب الحديث مَعْوَتَها، قال: وذلك غلط

لأَن المَعْوَةَ البُسْرَة التي جرى فيها الإرْطابُ، قال: والصواب

بَغْوَتَها، وهي ثمرة السَّمُرِ أول ما تخرج، ثم تصير بعد ذلك بَرَمَةً ثم

بَلَّة ثم فَتْلة. والبُغَةُ: ما بين الرُّبَع والهُبَع؛ وقال قطرب: هو

البُعَّة، بالعين المشدّدة، وغلطوه في ذلك. وبَغَى الشيءَ ما كان خيراً أَو

شرّاً يَبْغِيه بُغاءً وبُغىً؛ الأَخيرة عن اللحياني والأُولى أَعرف:

طَلَبَه؛ وأَنشد غيره:

فلا أَحْبِسَنْكُم عن بُغَى الخَيْر، إني

سَقَطْتُ على ضِرْغامةٍ، وهو آكِلي

وبَغَى ضالَّته، وكذلك كل طَلِبَة، بُغاءً، بالضم والمد؛ وأَنشد

الجوهري:لا يَمْنَعَنَّك من بُغا

ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائم

وبُغايةً أَيضاً. يقال: فَرِّقوا لهذه الإبلِ بُغياناً يُضِبُّون لها

أَي يتفرَّقون في طلبها. وفي حديث سُراقة والهِجْرةِ: انْطَلِقوا بُغياناً

أَي ناشدين وطالبين، جمع باغ كراع ورُعْيان. وفي حديث أَبي بكر، رضي

الله عنه، في الهجرة: لقيهما رجل بكُراعِ الغَمِيم فقال: من أَنتم؟ فقال

أَبو بكر: باغٍ وهادٍ؛ عَرَّضَ بِبُغاء الإبل وهداية الطريق، وهو يريد طلبَ

الدِّينِ والهدايةَ من الضلالة. وابتغاه وتَبَغَّاه واسْتَبْغاه، كل ذلك:

طلبه؛ قال ساعدة ابن جُؤيَّة الهُذَلي:

ولكنَّما أَهلي بوادٍ، أَنِيسُه

سِباغٌ تَبَغَّى الناسَ مَثْنى ومَوْحَدا

وقال:

أَلا مَنْ بَيَّنَ الأَخَوَيْـ

ـنِ، أُمُّهما هي الثَّكْلَى

تُسائلُ من رَأَى ابْنَيْها،

وتَسْتَبْغِي فما تُبْغَى

جاء بهما بعد حرف اللين

(* قوله «جاء بهما بعد حرف اللين إلخ» كذا

بالأصل، والذي في المحكم: بغير حرف إلخ). المعوَّض مما حذف، وبَيَّنَ بمعنى

تَبَيَّنَ، والاسم البُغْيَةُ. وقال ثعلب: بَغَى الخَيْرَ بُغْيَةً

وبِغْيَةً، فجعلهما مصدرين. ويقال: بَغَيْتُ المال من مَبْغاتِه كما تقول أَتيت

الأَمر من مَأتاته، يريد المَأْتَي والمَبْغَى. وفلان ذو بُغاية للكسب

إذا كان يَبغِي ذلك. وارْتَدَّتْ على فلان بُغْيَتُه أَي طَلِبَتُه، وذلك

إذا لم يجد ما طَلَب. وقال اللحياني: بَغَى الرجلُ الخير والشر وكلَّ ما

يطلبه بُغاءً وبِغْيَة وبِغىً، مقصور. وقال بعضهم: بُغْيَةً وبُغىً.

والبُغْيَةُ: الحاجة. الأَصمعي: بَغَى الرجلُ حاجته أَو ضالته يَبْغيها بُغاءً

وبُغْيَةً وبُغايةً إذا طلبها؛ قال أَبو ذؤيب:

بغايةً إنما تَبْغي الصحاب من الـ

فِتْيانِ في مثله الشُّمُّ الأَناجِيجُ

(* قوله «الاناجيج» كذا في الأصل والتهذيب).

والبَغِيَّةُ: الطَّلِبَةُ، وكذلك البِغْية. يقال: بَغِيَّتي عندك

وبَغْيتي عندك. ويقال: أَبْغِني شيئاً أَي أَعطني وأَبْغِ لي شيئاً. ويقال:

اسْتَبْغَيْتُ القوم فَبَغَوْا لي وبَغَوْني أَي طَلَبوا لي. والبِغْية

والبُغْيَةُ والبَغِيَّةُ: ما ابْتُغِي. والبَغِيّةُ: الضالة المَبْغِيَّة.

والباغي: الذي يطلب الشيء الضالَّ، وجمعه بُغاة وبُغْيانٌ؛ قال ابن

أَحمر:أَو باغيان لبُعْرانٍ لنا رَقصَتْ،

كي لا تُحِسُّون من بُعْرانِنا أَثَرَا

قالوا: أَراد كيف لا تُحِسُّونَ. والبِغْية والبُغْية: الحاجة

المَبْغِيَّة، بالكسر والضم، يقال: ما لي في بني فلان بِغْيَة وبُغْية أَي حاجة،

فالبِغْيَة مثل الجلْسة التي تَبْغِيها، والبُغْية الحاجة نفسها؛ عن

الأَصمعي. وأَبغاه الشيءَ: طلبه له أَو أَعانه على طلبه، وقيل: بَغاه الشيءَ

طلبه له، وأَبغاه إياه أَعانه عليه. وقال اللحياني: اسْتَبْغَى القومَ

فَبَغَوْه وبغَوْا له أَي طلبوا له. والباغي: الطالِبُ، والجمع بُغاة

وبُغْيانٌ. وبَغَيْتُك الشيءَ: طلبته لك؛ ومنه قول الــشاعر:

وكم آمِلٍ من ذي غِنىً وقَرابةٍ

لِتَبْغِيَه خيراً، وليس بفاعِل

وأبْغَيْتُك الشيءَ: جعلتك له طالباً. وقولهم: يَنْبَغِي لك أَن تفعل

كذا فهو من أَفعال المطاوعة، تقول: بَغَيْتُه فانْبَغَى، كما تقول: كسرته

فانكسر. وفي التنزيل العزيز: يَبْغُونكم الفِتْنة وفيكم سَمَّاعُون لهم؛

أَي يَبْغُون لكم، محذوف اللام؛ وقال كعب بن زهير:

إذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ،

بَغاها خَناسيراً فأَهْلَكَ أَرْبعا

أَي بَغَى لها خَناسير، وهي الدواهي، ومعنى بَغَى ههنا طَلَب. الأَصمعي:

ويقال ابْغِني كذا وكذا أَي أطلبه لي، ومعنى ابْغِني وابْغِ لي سواء،

وإذا قال أَبْغِني كذا وكذا فمعناه أَعِنِّي على بُغائه واطلبه معي. وفي

الحديث: ابْغِني أَحجاراً أَسْتَطبْ بها. يقال: ابْغِني كذا بهمزة الوصل

أَي اطْلُبْ لي. وأَبْغِني بهمزة القطع أَي أَعنَّي على الطلب. ومنه

الحديث: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِبْ بها، بهمز الوصل والقطع؛ هو من بَغَى

يَبْغِي بُغاءً إذا طلب. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه خرج في بُغاء

إبل؛ جعلوا البُغاء على زنة الأَدْواء كالعُطاس والزُّكام تشبيهاً لشغل

قلب الطالب بالداء. الكسائي: أَبْغَيتُك الشيءَ إذا أَردت أَنك أَعنته

على طلبه، فإذا أَردت أَنك فعلت ذلك له قلت قد بَغَيْتُك، وكذلك أعْكَمْتُك

أَو أَحْمََلْتُك. وعَكَمْتُك العِكْم أَي فعلته لك. وقوله: يَبْغُونَها

عِوَجاً؛ أَي يَبْغُون للسبيل عوجاً، فالمفعول الأَول منصوب بإسقاط

الخافض؛ ومثله قول الأَعشى:

حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحها

ذُؤالُ نَبْهانَ، يَبْغِي صَحْبَه المُتَعا

أَي يبغي لصحبه الزادَ؛ وقال واقِدُ بن الغِطرِيف:

لئن لَبَنُ المِعْزَى بماء مَوَيْسِلِ

بَغانيَ داءً، إنني لَسَقِيمُ

وقال الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَراً يَبْغِينك مَعْمَراً أَي

يَبْغِينَ معمراً. يقال: بَغَيتُ الشيءَ طلبته، وأَبْغَيْتُك فَرساً

أَجْنَبْتُك إياه، وأَبْغَيْتُك خيراً أَعنتك عليه. الزجاج: يقال انْبَغَى لفلان

أَن يفعل كذا أَي صَلَحَ له أَن يفعل كذا، وكأَنه قال طَلَبَ فِعْلَ كذا

فانْطَلَبَ له أَي طاوعه، ولكنهم اجْتزَؤوا بقولهم انْبَغَى. وانْبَغى

الشيءُ: تيسر وتسهل. وقوله تعالى: وما علَّمناه الشعر وما ينبغي له؛ أَي ما

يتسهل له ذلك لأَنا لم نعلمه الشعر. وقال ابن الأَعرابي: وما ينبغي له

وما يَصْلُح له. وإنه لذُو بُغايةٍ أَي كَسُوبٌ.

والبِغْيةُ في الولد: نقِيضُ الرِّشْدَةِ. وبَغَتِ الأَمة تَبْغِي

بَغْياً وباغَتْ مُباغاة وبِغاء، بالكسر والمدّ، وهي بَغِيٌّ

وبَغُوٌ: عَهَرَتْ وزَنَتْ، وقيل: البَغِيُّ الأَمَةُ، فاجرة كانت أَو

غير فاجرة، وقيل: البَغِيُّ أَيضاً الفاجرة، حرة كانت أَو أَمة. وفي

التنزيل العزيز: وما كانت أُمُّكِ بغيّاً؛ أَي ما كانت فاجرة مثل قولهم

ملْحَفَة جَدِيدٌ؛ عن الأَخفش، وأُم مريم حرَّة لا محالة، ولذلك عمَّ ثعلبٌ

بالبِغاء فقال: بَغَتِ المرأَةُ، فلم يَخُصَّ أَمة ولا حرة. وقال أَبو عبيد:

البَغايا الإماءُ لأَنهنَّ كنَّ يَفْجُرْنَ. يقال: قامت على رؤُوسهم

البَغايا، يعني الإماءَ، الواحدة بَغِيٌّ، والجمع بغايا. وقال ابن خالويه:

البِغاءُ مصدر بَغَتِ المرأَة بِغاءً زَنَت، والبِغاء مَصْدَرُ باغت بِغاء

إذا زنت، والبِغاءُ جمع بَغِيٍّ ولا يقال بغِيَّة؛ قال الأَعشى:

يَهَبُ الْجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْـ

ـتانِ، تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطفالِ

والبَغايا يَرْكُضْنَ أَكْسِيةَ الإضْـ

رِيجِ والشَّرْعَبيَّ ذا الأَذْيالِ

أَراد: ويَهَبُ البغايا لأَن الحرة لا توهب، ثم كثر في كلامهم حتى

عَمُّوا به الفواجر، إماءً كنّ أَو حرائر. وخرجت المرأَة تُباغِي أَي تُزاني.

وباغَتِ المرأَة تُباغِي بِغاءً إذا فَجَرَتْ. وبغَتِ المرأَةُ تَبْغِي

بِغاء إذا فَجرَت. وفي التنزيل العزيز: ولا تُكْرِهوا فَتياتِكم على

البِغاء؛ والبِغاء: الفُجُور، قال: ولا يراد به الشتم، وإن سُمِّينَ بذلك في

الأَصل لفجورهن. قال اللحياني: ولا يقال رجل بَغيّ. وفي الحديث: امرأَة

بَغِيّ دخلت الجنة في كَلْب، أَي فاجرة، ويقال للأَمة بَغِيٌّ وإن لم

يُرَدْ به الذَّم، وإن كان في الأَصل ذمّاً، وجعلوا البِغاء على زنة العيوب

كالحِرانِ والشِّرادِ لأَن الزناعيب. والبِغْيةُ: نقيض الرِّشْدةِ في

الولد؛ يقال: هو ابن بِغْيَةٍ؛ وأَنشد:

لدَى رِشْدَةٍ من أُمِّه أَو بَغِيَّةٍ،

فيَغلِبُها فَحْلٌ، على النسل، مُنْجِب

قال الأَزهري: وكلام العرب هو ابن غَيَّة وابن زَنيَة وابن رَشْدَةٍ،

وقد قيل: زِنْيةٍ ورِشْدةٍ، والفتح أَفصح اللغتين، وأَما غَيَّة فلا يجوز

فيه غير الفتح. قال: وأَما ابن بِغْية فلم أَجده لغير الليث، قال: ولا

أُبْعِدُه عن الصواب.

والبَغِيَّةُ: الطليعةُ التي تكون قبل ورودِ الجَيْش؛ قال طُفَيل:

فأَلْوَتْ بَغاياهُم بنا، وتباشَرَتْ

إلى عُرْضِ جَيْشٍ، غَيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ

أَلْوَتْ أَي أَشارت. يقول: ظنوا أَنَّا عِيرٌ فتباشروا علم يَشْعُروا

إلا بالغارة، وقيل: إن هذا البيت على الإماء أَدَلُّ منه على الطَّلائع؛

وقال النابغة في البغايا الطَّلائع:

على إثْرِ الأَدِلَّةِ والبَغايا،

وخَفْقِ الناجِياتِ من الشآمِ

ويقال: جاءت بَغِيَّةُ القوم وشَيِّفَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والبَغْيُ:

التَّعَدِّي. وبَغَى الرجلُ علينا بَغْياً: عَدَل عن الحق واستطال.

الفراء في قوله تعالى: قل إنما حرَّم ربِّي الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن

والإثم والبَغْيَ بغير الحق، البَغْي الإستطالة على الناس؛ وقال الأَزهري:

معناه الكبر، والبَغْي الظُّلْم والفساد، والبَغْيُ معظم الأَمر. الأَزهري:

وقوله فمن اضْطُر غيرَ باغِ ولا عادٍ، قيل فيه ثلاثة أَوجه: قال بعضهم:

فمن اضْطُرَّ جائعاً غير باغٍ أَكْلَها تلذذاً ولا عاد ولا مجاوزٍ ما

يَدْفَع به عن نفسه الجُوعَ فلا إثم عليه، وقيل: غير باغٍ غير طالب مجاوزة

قدر حاجته وغيرَ مُقَصِّر عما يُقيم حالَه، وقيل: غير باغ على الإمام وغير

مُتَعدٍّ على أُمّته. قال: ومعنى البَغْي قصدُ الفساد. ويقال: فلان

يَبْغي على الناس إذا ظلمهم وطلب أَذاهم. والفِئَةُ الباغيةُ: هي الظالمة

الخارجة عن طاعة الإمام العادل. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعَمَّار:

وَيْحَ ابنِ سُمَيَّة تَقْتله الفئةُ الباغية وفي التنزيل: فلا تَبْغُوا

عليهن سبيلاً؛ أي إن أَطَعْنكم لا يَبْقَى لكم عليهن طريقٌ إلا أَن يكون

بَغْياً وجَوْراً، وأَصلُ البَغْي مجاوزة الحدّ. وفي حديث ابن عمر: قال

لرجل أَنا أُبغضك، قال: لِمَ؟ قال: لأَنك تَبْغِي في أَذانِكَ؛ أَراد

التطريب فيه، والتمديد من تجاوُز الحد. وبَغَى عليه يَبْغِي بَغْياً: علا

عليه وظلمه. وفي التنزيل العزيز: بَغَى بعضُنا على بعض. وحكى اللحياني عن

الكسائي: ما لي وللبَغِ بعضُكم على بعض؛ أَراد وللبَغْي ولم يعلله؛ قال:

وعندي أَنه استثقل كسرة الإعراب على الياء فحذفها وأَلقى حركتها على

الساكن قبلها. وقوم بُغاء

(* قوله «وقوم بغاء» كذا بالأصل بهمز آخره بهذا

الضبط ومثله في المحكم، وسيأتي عن التهذيب بغاة بالهاء بدل الهمز وهو المطابق

للقاموس). وتَباغَوْا: بَغَى بعضُهم على بعض؛ عن ثعلب. وبَغَى الوالي:

ظلم. وكلُّ مجاوزة وإفراط على المقدار الذي هو حد الشيء بَغْيٌ. وقال

اللحياني: بَغَى على أَخيه بَغْياً حسده. وفي التنزيل العزيز: ثم بُغِيَ عليه

ليَنْصُرَنَّه الله، وفيه: والذين إذا أَصابهم البَغْيُ هم ينتصرون.

والبَغْيُ: أَصله الحسد، ثم سمي الظلم بَغْياً لأَن الحاسد يظلم المحسود

جُهْدَه إراغَةَ زوالِ نعمةِ الله عليه عنه. وبَغَى بَغْياً: كَذَب. وقوله

تعالى: يا أَبانا ما نَبْغي هذه بضاعَتُنا؛ يجوز أَن يكون ما نَبْتَغي أَي

ما نطلب، فما على هذا إستفهام، ويجوز أَن يكون ما نكْذب ولا نَظْلِم فما

على هذا جَحْد. وبَغَى في مِشْيته بَغْياً: اخْتال وأَسرع. الجوهري:

والبَغْيُ اخْتِيالٌ ومَرَحٌ في الفَرس. غيره: والبَغْيُ في عَدْوِ الفرس

اختيالٌ ومَرَح. بَغَى بَغْياً: مَرِحَ واختال، وإنه ليَبْغِي في عَدْوِه.

قال الخليل: ولا يقال فرس باغٍ. والبَغْيُ: الكثير من المَطَر. وبَغَتِ

السماء: اشتد مطرها؛ حكاه أَبو عبيد. وقال اللحياني: دَفَعْنا بَغْيَ

السماء عنا أَي شدَّتَها ومُعْظَم مطرها، وفي التهذيب: دَفَعْنا بَغْيَ

السماء خَلفَنا. وبَغَى الجُرحُ يَبْغِي بَغْياً: فَسَدَ وأَمَدَّ ووَرِمَ

وتَرامَى إلى فساد. وبَرِئَ جُرْحُه على بَغْي إذا برئَ وفيه شيء من

نَغَلٍ. وفي حديث أَبي سَلَمة: أَقام شهراً يداوي جُرْحَه فَدَمَلَ على بَغْي

ولا يَدْري به أَي على فساد. وجَمَل باغٍ: لا يُلْقِح؛ عن كراع. وبَغَى

الشيءَ بَغْياً: نظر إليه كيف هو. وبغاه بَغْياً: رَقبَه وانتَظره؛ عنه

أَيضاً. وما يَنْبَغِي لك أَن تَفْعَل وما يَبْتَغِي أَي لا نَوْلُكَ. وحكى

اللحياني: ما انْبَغَى لك أَن تفعل هذا وما ابْتَغَى أَي ما ينبغي.

وقالوا: إنك لعالم ولا تُباغَ أَي لا تُصَبْ بالعين، وأَنتما عالمان ولا

تُباغَيا، وأَنتم علماء ولا تُباغَوْا. ويقال للمرأَة الجميلة: إنك

لجميلة ولا تُباغَيْ، وللنساء: ولا تُباغَيْنَ. وقال: والله ما نبالي أَن

تُباغيَ أَي ما نبالي أَن تصيبك العين. وقال أَبو زيد: العرب تقول إنه لكريم

ولا يُباغَهْ، وإنهما لكريمان ولا يُباغَيا، وإنهم لكرام ولا يُباغَوْا،

ومعناه الدعاء له أَي لا يُبْغَى عليه؛ قال: وبعضهم لا يجعله على الدعاء

فيقول لا يُباغَى ولا يُباغَيان ولا يُباغَون أَي ليس يباغيه أَحد، قال:

وبعضهم يقول لا يُباغُ ولا يُباغان ولا يُباغُونَ. قال الأَزهري: وهذا

من البَوْغِ، والأَول من البَغْي، وكأَنه جاء مقلوباً. وحكى الكسائي: إنك

لعالم ولا تُبَغْ، قال: وقال بعض الأَعراب مَنْ هذا المَبُوغُ عليه؟ وقال

آخر: مَن هذا المَبيغُ عليه؟ قال: ومعناه لا يُحْسَدُ. ويقال: إنه لكريم

ولا يُباغُ؛ قال الــشاعر:

إِما تَكَرّمْ إنْ أَصَبْتَ كَريمةً،

فلقد أَراك، ولا تُباغُ، لَئِيما

وفي التثنية: لا يُباغانِ، ولا يُباغُونَ، والقياس أَن يقال في الواحد

على الدعاء ولا يُبَغْ، ولكنهم أَبوا إلاَّ أَن يقولوا ولا يُباغْ. وفي

حديث النَّخَعِي: أَن إبراهيم بن المُهاجِر جُعِلَ على بيت الوَرِقِ فقال

النخعي ما بُغِي له أَي ما خير له.

بعض

(بعض) الشَّيْء جزأه
(بعض) الْمَكَان بَعْضًا كثر فِيهِ البعوض
البعض: اسمٌ لجزء مركب تركب الكل منه ومن غيره.
[بعض] بعض الشئ: واحد أبعاضه. وقد بَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً، أي جزَّأتُهُ، فتبعض. والبعوض: البق، الواحدة بعوضة.
ب ع ض: (بَعْضُ) الشَّيْءِ وَاحِدُ (أَبْعَاضِهِ) وَقَدْ (بَعَّضَهُ تَبْعِيضًا) أَيْ جَزَّأَهُ (فَتَبَعَّضَ) . وَ (الْبَعُوضُ) الْبَقُّ الْوَاحِدَةُ (بَعُوضَةٌ) . 
بعض
لَيْلة بَعِضَة ومَبْعُوْضَةٌ: كَثيرةُ البَعُوض. ويقولون: " كَلَّفْتَني مُخَ البَعوض ": لِما لا يكوِن.
وحُكِيَ عن بَعْضِهم: رأيْتُ غِرْباناً يَتَبَعْضَضْنَ: كأنَه يَتَناوَلُ بَعْضُها بعضاً. والبُعْضُوْضَةُ: دوَيبةٌ مِثْلُ الخُنْفَسَاء تَقْرِض الوِطابَ.

بعض


بَعَضَ(n. ac. بَعْض)
a. Stung (mosquito).
بَعَّضَa. Divided, parted; dissected, dismembered; portioned
out.

تَبَعَّضَa. Pass. of II.
بَعْض
(pl.
أَبْعَاْض)
a. Part, portion, lot.
b. Some, a few; one, some one.

بَعُوْضَة
(pl.
بَعُوْض)
a. Gnat, mosquito.

بَعْضَهُم بَعْضًا
a. Amongst themselves; each other.
بعض: بعّض بالتضعيف: فَصَّل، روى بتفصيل، أسهب (الأغاني 75).
تَبَعض منه وله: احتفظ بجزء من الشيء (معجم المتفرقات).
بَعْض: عزلة، انفراد، ففي تاريخ البربر (1: 153): مصر كبير مستبحر بالعمران البدوي معدود في آحاد الأمصار بالصحراء ضاح من ظل الملك والدول لبعضه في القفر. - على بعضهم أو في قلب بعضهم: أي بعضهم يحمل البعض الآخر أو القوي يحتمل الضعيف بمعنى ان بعضهم كفاء البعض الآخر (بوشر) - وزي بعضه: نفس الشيء (بوشر).
بَعُوض: حشرة صغيرة تنشأ من بزر الذكار (ابن العوام 1: 573).
تبعيض: تنسيق، تشكيل أجناس متلائمة متسقة (هلو).
ب ع ض

بعض الشر أهون من بعض. ويقال للرجل من القوم: من فعل كذا؟ فيقول: أحدنا أو بعضنا يريد نفسه. ومنه قول لبيد:

تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها

يريد نفيه. وهذه جارية حسانة يشبه بعضها بعضاً. وأخذوا ماله فبعضوه تبعيضاً إذا فرقوه. وبعض الشاة وبعضها. وأبعض القوم فهم مبعضون: كثر في أرضهم البعوض. وليلة مبعوضة وبعضة. وسمع بعض هذيل يقول: باتت علينا ليلة بعضة كادت تأكلنا.

ومن المجاز: كلفتني مخ البعوض أي الأمر الشديد.
بعض
بَعْضُ الشيء: جزء منه، ويقال ذلك بمراعاة كلّ، ولذلك يقابل به كلّ، فيقال: بعضه وكلّه، وجمعه أَبْعَاض. قال عزّ وجلّ: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [البقرة/ 36] ، وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً [الأنعام/ 129] ، وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [العنكبوت/ 25] ، وقد بَعَّضْتُ كذا: جعلته أبعاضا نحو جزّأته. قال أبو عبيدة:
وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، أي: كلّ الذي ، كقول الــشاعر:
أو يرتبط بعض النّفوس حمامها
وفي قوله هذا قصور نظر منه ، وذلك أنّ الأشياء على أربعة أضرب:
- ضرب في بيانه مفسدة فلا يجوز لصاحب الشريعة أن يبيّنه، كوقت القيامة ووقت الموت.
- وضرب معقول يمكن للناس إدراكه من غير نبيّ، كمعرفة الله ومعرفته في خلق السموات والأرض، فلا يلزم صاحب الشرع أن يبيّنه، ألا ترى أنه كيف أحال معرفته على العقول في نحو قوله: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [يونس/ 101] ، وبقوله: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا [الأعراف/ 184] ، وغير ذلك من الآيات.
- وضرب يجب عليه بيانه، كأصول الشرعيات المختصة بشرعه.
- وضرب يمكن الوقوف عليه بما بيّنه صاحب الشرع، كفروع الأحكام.

وإذا اختلف الناس في أمر غير الذي يختص بالمنهي بيانه فهو مخيّر بين أن يبيّن وبين ألا يبيّن حسب ما يقتضي اجتهاده وحكمته، فإذا قوله تعالى:
وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، لم يرد به كل ذلك، وهذا ظاهر لمن ألقى العصبية عن نفسه، وأما قول الــشاعر:
أو يرتبط بعض النفوس حمامها
فإنه يعني به نفسه، والمعنى: إلا أن يتداركني الموت، لكن عرّض ولم يصرح، حسب ما بنيت عليه جملة الإنسان في الابتعاد من ذكر موته. قال الخليل: يقال: رأيت غربانا تَتَبَعَّضُ ، أي:
يتناول بعضها بعضا، والبَعُوض بني لفظه من بعض، وذلك لصغر جسمها بالإضافة إلى سائر الحيوانات.
(ب ع ض)

بَعْضُ الشَّيْء: طَائِفَة مِنْهُ. وَالْجمع: أبعاض. حَكَاهُ ابْن جني. فَلَا أَدْرِي: أهوَ تَسَمُّح، أم هُوَ شَيْء رَوَاهُ. وَاسْتعْمل الزجاجي بَعْضًا بِالْألف وَاللَّام، فَقَالَ: وَإِنَّمَا قُلْنَا الْبَعْض وَالْكل: مجَازًا، وعَلى اسْتِعْمَال الْجَمَاعَة لَهُ مُسَامَحَة. وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة غير جَائِز، يَعْنِي أَن هَذَا الِاسْم لَا ينْفَصل من الْإِضَافَة.

وبَعَّضَ الشَّيْء فتبعَّض: فرقه فَتفرق.

وَقيل: بَعْض الشَّيْء: كُله، قَالَ لبيد:

أوْ يَعْتَلِقْ بعضَ النُّفوسِ حِمامُها

وَلَيْسَ هَذَا عِنْدِي على مَا ذهب إِلَيْهِ أهل اللُّغَة، من أَن الْبَعْض فِي معنى الْكل، هَذَا نقض، وَلَا دَلِيل فِي هَذَا الْبَيْت، لِأَنَّهُ إِنَّمَا عَنى بِبَعْض النُّفُوس نَفسه. وَقَوله تَعَالَى: (تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) بالتأنيث فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِهِ، فَإِنَّهُ أنث، لِأَن بعض السيارة سيارة، كَقَوْلِهِم: ذهبت بعض أَصَابِعه، لِأَن بعض الْأَصَابِع يكون إصبعا وإصبعين، وأصابع. وَقَوله تَعَالَى: (يُصِبْكْم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم) إِن قَالَ قَائِل: كَيفَ قَالَ: بعض الَّذِي يَعدكُم، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا وعد وَعدا وَقع الْوَعْد باسره، وَلم يَقع بعضه؟ وَحقّ اللَّفْظ: كل الَّذِي يَعدكُم. فَالْجَوَاب: أَن هَذَا بَاب من النّظر، يذهب فِيهِ المناظر إِلَى إِلْزَام حجَّته بأيسر الْأَمر. وَلَيْسَ فِي هَذَا نفي الْكل، وَإِنَّمَا ذكر الْبَعْض يُوجب لَهُ الْكل، لِأَن الْبَعْض هُوَ الْكل. وَمثل هَذَا قَول الــشَّاعِر:

قدْ يُدْرِكُ المُتَأنّي بَعْضَ حاجَتِه ... وقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ

لِأَن الْقَائِل إِذا قَالَ: أقل مَا يكون للمتأني إِدْرَاك بعض الْحَاجة، واقل مَا يكون للمستعجل الزلل، فقد أبان فضل المتأني على المستعجل، بِمَا لَا يقدر الْخصم أَن يَدْفَعهُ. وَكَأن مُؤمن آل فِرْعَوْن قَالَ لَهُم: أقل مَا يكون فِي صدقه أَن يُصِيبكُم بعض الَّذِي يَعدكُم، وَفِي ذَلِك هلاككم.

والبَعُوض: ضرب من الذُّبَاب، الْوَاحِدَة: بَعُوضة.

وبَعَضَه البَعُوضُ يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه. وَلَا يُقَال فِي غير البَعوض. قَالَ:

لنِعُمَ البَيتُ بَيتُ أبي دِثارٍ ... إِذا مَا خافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا

قَوْله " بَعْضًا ": أَي عضا. وَأَبُو دثار: الكلة. والبعوضة: مَوضِع كَانَ للْعَرَب فِيهِ يَوْم مَذْكُور. وَقَالَ متمم بن نُوَيْرَة يذكر قَتْلَى ذَلِك الْيَوْم:

على مِثلِ أصحابِ البَعُوضَة فاخْمُشِي ... لكِ الوَيْلُ حُرَّ الْوَجْه أَو يَبْكِ من بَكَى
بعض
بعَضَ يبعَض، بَعْضًا، فهو باعِض، والمفعول مَبْعوض
• بعَض البعوضُ الشَّخصَ: لسعه وآذاه، ولا تقال لغير البعوض.
• بعَض الشَّخصُ اللَّحمَ: جعله أقسامًا "بعَض الأب قطعةَ الحلوى ووزَّعها على أولاده". 

بعِضَ يَبعَض، بَعَضًا، فهو بعِض
• بعِض المكانُ: كثُر فيه البعوضُ. 

أبعضَ يُبعض، إبعاضًا، فهو مُبعِض
• أبعضَتِ الأرضُ: بعِضَت، كثُر بعوضُها. 

بعَّضَ يُبعِّض، تَبْعيضًا، فهو مُبعِّض، والمفعول مُبعَّض
• بعَّضَ اللَّحمَ وغيرَه: بعضَه، جزَّأه وفرَّقَه "بعّض ميراثًا". 

تبعَّضَ يتبعَّض، تبعُّضًا، فهو متبعِّض
• تبعَّضَ الشَّيءُ: مُطاوع بعَّضَ: تجزَّأ. 

بَعْض [مفرد]: ج أبْعاض (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَضَ.
2 - جُزْء، طائفة (مذكر) "بعض الشرّ أهون من بعض- وضع الوثائق فوق بعض/ بعضَها فوق بعض/ فوق بعضها- {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} - {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} " ° أعطه بعض ما لديك: ممَّا لديك- بعض الشَّيء: قليل منه، طائفة منه- بعض الطَّريق: أوّله أو جزء منه- بعض المماثلة: مماثلة تقريبية- بعض الوقت/ بعض الأوقات: أحيانًا.
3 - ما يُطلق على الواحد من الأشياء أو الأحياء، وقد يُستعمل لأكثر من واحد ولغير المعدود "يقول بعض الفقهاء: واحد أو عدد من الفقهاء- {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} ". 

بَعَض [مفرد]: مصدر بعِضَ. 

بَعِض [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بعِضَ. 

بَعضيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من بَعْض: كون الشيء بعضًا لآخر، أو جزءًا أو طائفة منه، خلاف كُلّيّة. 

بَعوض [جمع]: مف بَعوضة: (حن) عدّة أجناس من الحشرات الصَّغيرة المضرَّة، من فصيلة البعوض ثنائيّة الأجنحة، تغتذي الإناثُ منها بدم الإنسان وبهذا تنقل إليه عِدّة أمراض، أمّا الذُّكور فتغتذي برحيق الأزهار، له عِدّة أسماء منها النَّاموس والبَقّ " {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} " ° جناح بَعوضة: قدر تافه- كلَّفتني مُخَّ البعوض [مثل]: مَطْلبٌ يستحيل تحقيقه. 

تَبْعيض [مفرد]: ج تباعيض (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَّضَ.
2 - قطعة، جزء لا يتجزّأ عن غيره "الولد من تباعيض أبويه: من أجزائهما".
• حرف تبعيض: (نح) حرف يُقصد به الدَّلالة على جزء مِنْ كُلّ وهو حرف (مِنْ)، كما تُستعمل بعضُ معاني الحروف للدّلالة على التبعيض. 

مَبْعَضَة [مفرد]: اسم مكان من بعَضَ: أرض كثيرة البَعوضِ. 

بعض

1 بَعَضَهُ البَعُوضُ, [aor. ـَ inf. n. بَعْضٌ, The بَعُوض [or gnats, or musquitoes,] bit him; and annoyed, or molested, him. (TA.) And بُعِضُوا They were bitten by the بَعُوض: (A:) or were annoyed, or molested, thereby. (K.) بَعَضَهُ is not used in relation to anything but بَعُوض. (TA.) A poet says, praising a man who passed the night within a كِلَّة [or thin curtain used for protection from gnats, or musquitoes], which is also called أَبُو دِثَارٍ, لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْتُ أَبِى دِثَارٍ

إِذَا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا [Excellent indeed is the tent, the tent of Aboo-Dithár, when some of the people fear biting, and annoyance, or molestation, from gnats, or musquitoes]: by بعضا meaning عَضًّا. (TA.) 2 بعضهُ, inf. n. تَبْعِيضٌ, He divided it into parts, or portions, (S, A, Msb, K,) distinct, or separate, one from another. (Msb) You say, أَخَذُوا مَالَهُ فَبَعَّضُوهُ They took his property and divided it into parts, or portions. (A, TA.) And عَضَّى الشَّاةَ وَ بَعَّضَهَا [He limbed, or dismembered, the sheep, or goat, and divided it into parts, or portions]. (A, TA.) [Hence,] مِنْ in certain cases, and بِ in the like cases, as in the saying شَرِبْتُ بِمَآءِ كَذَا [“ I drank of,” i. e. “ some of, such water ”], are said to be لِلتَّبْعِيضِ [For the purpose of dividing into parts, or portions]. (Msb.) 4 ابعضوا They had بَعُوض [or gnats, or musquitoes], (K,) or abundance thereof, (A,) in their land. (A, K.) 5 تبعّض It was, or became, divided into parts, or portions. (S, K.) بَعْضٌ Some, or somewhat or some one, (lit. a thing,) of things, or of a thing: Th says that it signifies thus accord. to all the grammarians; (Msb, TA;) except Hishám, as will be seen hereafter: (TA:) or a part, or portion, (A, Msb, K,) of a thing, (Msb,) or of anything; (A, K;) whether little or much: (TA:) accord. to both these explanations, it may denote the greater part; as eight of ten: (Msb:) [thus it signifies some one or more; and it relates to persons and to other things:] pl. أَبْعَاضٌ; (S, IJ, K;) but ISd doubts whether IJ had an authority for this. (TA.) You say, بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ [Some kinds of evil are easier to be borne than some]. (A.) And جَارِيَةٌ حُسَّانَةٌ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا [A very beautiful girl, parts of whom resemble other parts]. (A.) [And ضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا Some of them beat some; i. e. they beat one another.] And لَبِثْنَا يَوْمًا

أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ [We have tarried a day or part of a day]. (Kur xviii. 18.) And one says to a man of a company of men, “Who did this? ” and he answers, أَحَدُنَا or بَعْضُنَا [Some one of us]; meaning himself. (A.) The article ال should not be prefixed to it, (K, * TA,) because it is originally a prefixed n., and as such determinate either literally or virtually, so that it does not admit another cause of being determinate; (TA;) contr. to what is said by IDrst (K, TA) and Ez-Zejjájee; for they said البَعْضُ and الكُلُّ; which, properly, as ISd says, is not allowable; and it is said in the O that IDrst, in this matter, was at variance with all the people of his age: (TA:) AHát says that the Arabs did not say الكُلُّ nor البَعْضُ, but that people used these expressions, even Sb and Akh in their two books, by reason of their little knowledge in this way: (K, * TA:) a remark, says MF, which is extr., and needs no comment: (TA:) [for who surpassed Sb and Akh in knowledge respecting matters of this kind?] AHát also relates his having told As that he had seen in the book of [that celebrated and chaste author] Ibn-ElMukaffa', العِلْمُ الكَثِيرٌ وَ لٰكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الكُلِّ [Science is large; but the acquiring of part is better than the neglecting of the whole]; and that As disapproved of it most strongly, saying that the article ال is not prefixed to بَعْضٌ and كُلٌّ because they are determinate without it: (TA:) Az, however, says that the grammarians allow its being prefixed to these two words, (Msb, TA,) though As disallows it, (TA,) because they are meant to be understood as prefixed ns.; (Msb;) or because the article is meant to be a substitute for the noun to which they should be prefixed; or, in the case of بَعْضٌ, because this word is equivalent to جُزْءٌ, which receives the article ال. (MF.) It is related of AO, that he assigned also to بَعْضٌ the contr. meaning of All; or the whole: adducing as a proof thereof the words of the Kur [xl. 29], يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى

يَعِدُكُمْ as meaning All of that with which he threateneth you will befall you: and the saying of Lebeed.

أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا [as meaning Or their death shall cling to all living creatures: or, accord. to another relation, او يَرْتَبِطْ, which means the same as او يعتلق]: thus also AHeyth explains the above-cited verse of the Kur; and thus Hishám explains the saying of Lebeed, erroneously asserting that بعض is here a pl.: (TA:) but with respect to the former instance, the Prophet had threatened them with two things, the punishment of the present world and that of the world to come; so he says, “This punishment will befall you in the present world; ”

which is part (بعض] of the two threats; without denying the punishment of the world to come: or, as Aboo-Is-hák says, he mentions the part to indicate the necessary consequence of the whole: and as to the saying of Lebeed, by بعض النفوس he means himself. (TA [app. from ISd].) أَرْضٌ بَعِضَةٌ A land abounding with بَعُوض [or gnats, or musquitoes]; (K;) as also ↓ مَبْعَضَةٌ, like as you say مَبَقَّةٌ. (TA.) And لَيْلَةٌ بَعِضَةٌ A night in which are many بَعُوض; as also ↓ مَبْعُوضَةٌ (A, K.) بَعُوضٌ [Gnats, or musquitoes;] i. q. بَقَّ [which signifies both gnats, or musquitoes, (called in Egypt نَامُوس,) and also bugs]: n. un. with ة: (S:) or pl. of بَعُوضَةٌ, (K,) which signifies i. q. بَقَّةٌ. (A, K.) A poet speaks of the humming of the بعوض of the water. (TA.) The author of the K says, in the B, that the word is taken from بَعْضٌ, because of the smallness of the body of the بعوضة in comparison with other living things. (TA.) You say, كَلَّفَنِى مُخَّ البَعُوضِ (tropical:) He imposed upon me a difficult thing: (A:) or an impossible thing. (TS, K.) أَرْضٌ مَبْعَضَةٌ: see بَعِضَةٌ لَيْلَةٌ مَبْعُوضَةٌ: see بَعِضَةٌ

بعض: بَعْضُ الشيء: طائفة منه، والجمع أَبعاض؛ قال ابن سيده: حكاه ابن

جني فلا أَدري أَهو تسمُّح أَم هو شيء رواه، واستعمل الزجاجي بعضاً

بالأَلف واللام فقال: وإِنما قلنا البَعْض والكل مجازاً، وعلى استعمال الجماعة

لهُ مُسامحة، وهو في الحقيقة غير جائر يعني أَن هذا الاسم لا ينفصل من

الإضافة. قال أَبو حاتم: قلت للأصمعي رأَيت في كتاب ابن المقفع: العِلْمُ

كثيرٌ ولكن أَخْذُ البعضِ خيرٌ مِنْ تَرْكِ الكل، فأَنكره أَشدَّ الإِنكار

وقال: الأَلف واللام لا يدخلان في بعض وكل لأَنهما معرفة بغير أَلف

ولامٍ. وفي القرآن العزيز: وكلٌّ أَتَوْه داخِرين. قال أَبو حاتم: ولا تقول

العرب الكل ولا البعض، وقد استعمله الناس حتى سيبويه والأَخفش في كُتُبهما

لقلة علمهما بهذا النحو فاجْتَنِبْ ذلك فإِنه ليس من كلام العرب. وقال

الأَزهري: النحويون أَجازوا الأَلف واللام في بعض وكل، وإِنَّ أَباهُ

الأَصمعيُّ. ويقال: جارية حُسّانةٌ يُشْبِه بعضُها بَعْضاً، وبَعْضٌ مذكر في

الوجوه كلها.

وبَعّضَ الشيء تَبْعِيضاً فتبَعَّضَ: فرّقه أَجزاء فتفرق.

وقيل: بَعْضُ الشيء كلُّه؛ قال لبيد:

أَو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفوسِ حِمامُها

قال ابن سيده: وليس هذا عندي على ما ذهب إِليه أَهل اللغة من أَن

البَعْضَ في معنى الكل، هذا نقض ولا دليل في هذا البيت لأَنه إِنما عنى ببعض

النفوس نَفْسَه. قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: أَجمع أَهل النحو على أَن

البعض شيء من أَشياء أَو شيء من شيء إِلاّ هشاماً فإِنه زعم أَن قول

لبيد:أَو يعتلق بعض النفوس حمامها

فادعى وأَخطأَ أَن البَعْضَ ههنا جمع ولم يكن هذا من عمله وإِنما أَرادَ

لَبِيدٌ ببعض النفوس نَفْسَه. وقوله تعالى: تَلْتَقِطه بَعْضُ السيّارة،

بالتأْنيث في قراءة من قرأ به فإِنه أَنث لأَنّ بَعْضَ السيّارة

سَيّارةٌ كقولهم ذهَبتْ بَعْضُ أَصابعه لأَن بَعْض الأَصابع يكون أُصبعاً

وأُصبعين وأَصابع. قال: وأَما جزم أَو يَعْتَلِقْ فإِنه رَدَّهُ على معنى

الكلام الأَول، ومعناه جزاء كأَنه قال: وإِن أَخرجْ في طلب المال أُصِبْ ما

أَمَّلْت أَو يَعْلَق الموتُ نفسي. وقال: قوله في قصة مؤمن آلِ فرعون وما

أَجراه على لسانه فيما وعظ به آل فرعون: إِن يَكُ كاذباً فعليه كَذِبُه

وإِن يَكُ صادقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يَعِدُكم، إِنه كان وَعَدَهم

بشيئين: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فقال: يُصِبْكم هذا العذاب في الدنيا وهو

بَعْضُ الوَعْدَينِ من غير أَن نَفى عذاب الآخرة. وقال الليث: بعض العرب

يَصِلُ بِبَعْضٍ كما تَصِلُ بما، من ذلك قوله تعالى: وإِن يَكُ صادِقاً

يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يعدكم؛ يريد يصبكم الذي يعدكم، وقيل في قوله بَعْضُ

الذي يعدكم أَي كلُّ الذي يعدكم أَي إِن يكن موسى صادقاً يصبكم كل الذي

يُنْذِرُكم به وبتوَعّدكم، لا بَعْضٌ دونَ بَعضٍ لأَن ذلك مِنْ فعل

الكُهَّان، وأَما الرسل فلا يُوجد عليهم وَعْدٌ مكذوب؛ وأَنشد:

فيا ليته يُعْفى ويُقرِعُ بيننا

عنِ المَوتِ، أَو عن بَعْض شَكواه مقْرعُ

ليس يريد عن بَعْضِ شكواه دون بَعْضٍ بل يريد الكل، وبَعْضٌ ضدُّ كلٍّ؛

وقال ابن مقبل يخاطب ابنتي عَصَر:

لَوْلا الحَياءُ ولولا الدِّينُ، عِبْتُكما

بِبَعْضِ ما فِيكُما إِذْ عِبْتُما عَوَري

أٌَّاد بكل ما فيكما فيما يقال. وقال أَبو إِسحق في قوله بَعْضُ الذي

يعدكم: من لطيف المسائل أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِذا وَعَدَ

وعْداً وقع الوَعْدُ بأَسْرِه ولم يقع بَعْضُه، فمن أَين جاز أَن يقول

بَعْضُ الذي يَعدكم وحَقُّ اللفظ كلُّ الذي يعدكم؟ وهذا بابٌ من النظر يذهب

فيه المناظر إِلى إِلزام حجته بأَيسر ما في الأَمر. وليس في هذا معنى الكل

وإِنما ذكر البعض ليوجب له الكل لأَن البَعْضَ هو الكل؛ ومثل هذا قول

الــشاعر:

قد يُدْرِكُ المُتَأَنّي بَعْضَ حاجتِه،

وقد يكونُ مع المسْتَعْجِل الزَّلَلُ

لأَن القائل إِذا قال أَقلُّ ما يكون للمتأَني إِدراكُ بَعْضِ الحاجة،

وأَقلُّ ما يكون للمستعجل الزَّلَلُ، فقد أَبانَ فضلَ المتأَني على

المستعجل بما لا يَقْدِرُ الخصمُ أَن يَدْفَعَه، وكأَنّ مؤمنَ آل فرعون قال

لهم: أَقلُّ ما يكون في صِدْقه أَن يُصِيبَكم بعضُ الذي يَعِدكم، وفي بعض

ذلك هلاكُكم، فهذا تأْويل قوله يُصِبْكم بَعْضُ الذي يَعِدُكم.

والبَعُوض: ضَرْبٌ من الذباب معروف، الواحدة بَعُوضة؛ قال الجوهري: هو

البَقّ، وقوم مَبْعُوضُونَ. والبَعْضُ: مَصْدر بَعَضَه البَعُوضُ

يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه وآذاه، ولا يقال في غير البَعُوض؛ قال يمدح رجلاً بات

في كِلّة:

لَنِعْم البَيْتُ بَيْتُ أَبي دِثارٍ،

إِذا ما خافَ بَعْضُ القومَ بَعْضا

قوله بَعْضا: أَي عَضّاً. وأَبو دِثَار: الكِّلة. وبُعِضَ القومُ: آذاهم

البَعُوضُ. وأَبْعَضُوا إِذا كان في أَرضهم بَعُوضٌ. وأَرض مَبْعَضة

ومَبَقّة أَي كثيرة البَعُوضِ والبَقّ، وهو البَعُوضُ؛ قال الــشاعر:

يَطِنُّ بَعُوضُ الماء فَوْقَ قَذالها،

كما اصطَخَبَتْ بعدَ النَجِيِّ خُصومُ

وقال ذو الرمة:

كما ذبّبَتْ عَذْراء، وهي مُشِيحةٌ،

بَعُوض القُرى عن فارِسيٍّ مُرَفّل

مُشيحة: حَذِرة. والمُشِحُ في لغة هذيل: المُجدُّ؛ وإِذا أَنشد الهذلي

هذا البيت أَنشده:

كما ذببت عذراء غير مشيحة

وأَنشد أَبو عبيداللّه محمد بن زياد الأَعرابي:

ولَيْلة لم أَدْرِ ما كراها،

أُسامِرُ البَعُوضَ في دجاها

كلّ زجُولٍ يُتَّقَى شَذاها،

لا يَطْرَبُ السامعُ من غِناها

وقد ورد في الحديث ذكرُ البَعُوض وهو البقّ. والبَعُوضة: موضع كان للعرب

فيه يوم مذكور؛ قال متمم بن نويرة يذكر قتلى ذلك اليوم:

على مثل أَصحابِ البعوضة فاخْمُشِي،

لَكِ الويلُ حُرَّ الوجه أَو يَبْكِ مَن بكى

ورَمْل البَعُوضة: معروفة بالبادية.

ب ع ض : بَعْضٌ مِنْ الشَّيْءِ طَائِفَةٌ مِنْهُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جُزْءٌ مِنْهُ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْبَعْضُ جُزْءًا أَعْظَمَ مِنْ الْبَاقِي كَالثَّمَانِيَةِ تَكُونُ جُزْءًا مِنْ الْعَشَرَةِ قَالَ ثَعْلَبٌ أَجْمَعَ أَهْلُ النَّحْوِ عَلَى أَنَّ
الْبَعْضَ شَيْءٌ مِنْ شَيْءٍ أَوْ مِنْ أَشْيَاءَ وَهَذَا يَتَنَاوَلُ مَا فَوْقَ النِّصْفِ كَالثَّمَانِيَةِ فَإِنَّهُ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ شَيْءٌ مِنْ الْعَشَرَةِ وَبَعَّضْتُ الشَّيْءَ تَبْعِيضًا جَعَلْتُهُ أَبْعَاضًا مُتَمَايِزَةً قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَجَازَ النَّحْوِيُّونَ إدْخَالَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ عَلَى بَعْضٍ وَكُلٍّ إلَّا الْأَصْمَعِيَّ فَإِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ قُلْتُ لِلْأَصْمَعِيِّ رَأَيْتُ فِي كَلَامِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ الْعِلْمُ كَثِيرٌ وَلَكِنْ أَخْذُ الْبَعْضِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكُلِّ فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الْإِنْكَارِ وَقَالَ كُلٌّ وَبَعْضٌ مَعْرِفَتَانِ فَلَا تَدْخُلُهُمَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِأَنَّهُمَا فِي نِيَّةِ الْإِضَافَةِ وَمِنْ هُنَا قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ بَعْضٌ وَكُلٌّ مَعْرِفَتَانِ لِأَنَّهُمَا فِي نِيَّةِ الْإِضَافَةِ وَقَدْ نَصَبَتْ الْعَرَبُ عَنْهُمَا الْحَالَ فَقَالُوا مَرَرْت بِكُلٍّ قَائِمًا وَأَمَّا قَوْلُهُمْ الْبَاءُ لِلتَّبْعِيضِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهَا لَا تَقْتَضِي الْعُمُومَ فَيَكْفِي أَنْ تَقَعَ عَلَى مَا يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ بَعْضٌ وَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6] وَقَالُوا الْبَاءُ هُنَا لِلتَّبْعِيضِ عَلَى رَأْيِ الْكُوفِيِّينَ وَنَصَّ عَلَى مَجِيئِهَا لِلتَّبْعِيضِ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الْكَاتِبِ وَأَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَابْنُ جِنِّي وَنَقَلَهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ وَقَالَ ابْنُ مَالِكٍ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ وَتَأْتِي الْبَاءُ مُوَافِقَةً مِنْ التَّبْعِيضِيَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَيْضًا فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِمُشْكِلَاتِ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَتَأْتِي الْبَاءُ بِمَعْنَى مِنْ تَقُولُ الْعَرَبُ شَرِبْتُ بِمَاءِ كَذَا أَيْ مِنْهُ وَقَالَ تَعَالَى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6] أَيْ مِنْهَا وَقِيلَ فِي تَوْجِيهِهِ لِأَنَّهُ قَالَ {يُفَجِّرُونَهَا} [الإنسان: 6] بِمَعْنَى يَشْرَبُ مِنْهَا فِي حَالِ تَفْجِيرِهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى الزِّيَادَةِ لَكَانَ التَّقْدِيرُ يَشْرَبُهَا جَمِيعًا فِي حَالِ تَفْجِيرِهِمْ وَهَذَا التَّقْدِيرُ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ وَمِثْلُهُ يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ أَيْ يَشْرَبُ مِنْهَا وَتَجْرِي بِأَعْيُنِنَا أَيْ مِنْ أَعْيُنِنَا وَالْمُرَادُ أَعْيُنُ الْأَرْضِ.
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ فِي جُزْءٍ لَهُ فِي مَعَانِي الشِّعْرِ عِنْدَ قَوْلِ زُهَيْرٍ 
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَا بِثِفَالِهَا
وَضَعَ الْبَاءَ مَوْضِعَ مَعَ قَالَ وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْبَابَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَ إنَّ الْبَاءَ تَقَعُ مَوْقِعَ مِنْ وَعَنْ وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ سَقَاكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَاءِ كَذَا أَيْ بِهِ فَجَعَلُوهُمَا بِمَعْنًى وَذَهَبَ إلَى مَجِيءِ الْبَاءِ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ الشَّافِعِيُّ وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ وَقَالَ بِمُقْتَضَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَنِيفَةَ حَيْثُ لَمْ يُوجِبَا التَّعْمِيمِ بَلْ اكْتَفَى أَحْمَدُ بِمَسْحِ الْأَكْثَرِ فِي رِوَايَةٍ وَأَبُو حَنِيفَةَ بِمَسْحِ الرُّبْعِ وَلَا مَعْنَى لِلتَّبْعِيضِ غَيْرُ ذَلِكَ وَجَعْلُهَا فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ أَوْلَى مِنْ الْقَوْلِ بِزِيَادَتِهَا لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الزِّيَادَةِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ الزِّيَادَةِ فِي مَوْضِعِ ثُبُوتِهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بَلْ لَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِهِ
إلَّا بِدَلِيلٍ فَدَعْوَى الْأَصَالَةِ دَعْوَى تَأْسِيسٍ وَهُوَ الْحَقِيقَةُ وَدَعْوَى الزِّيَادَةِ دَعْوَى مَجَازٍ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَقِيقَةَ أَوْلَى وقَوْله تَعَالَى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ} [لقمان: 31] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْبَاءُ بِمَعْنَى مِنْ فَالْمَعْنَى مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ قَالَهُ الْحُجَّةُ فِي التَّفْسِيرِ وَمِثْلُهُ {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14] أَيْ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَقَالَ عَنْتَرَةُ
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدَّحْرَضَيْنِ فَأَصْبَحَتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِيَاضِ الدَّيْلَمِ
أَيْ شَرِبَتْ مِنْ مَاءِ الدَّحْرَضَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ 
شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أَيْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَقَالَ الْآخَرُ 
هُنَّ الْحَرَائِرُ لَا رَبَّاتُ أَحْمِرَةٍ ... سُودُ الْمَحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بِالسُّوَرِ
أَيْ مِنْ السُّوَرِ وَقَالَ جَمِيلٌ
فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذًا بِقُرُونِهَا ... شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ
أَيْ مِنْ بَرْدِ.
وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ الْأَبْرَصِ
فَذَلِكَ الْمَاءُ لَوْ أَنِّي شَرِبْتُ بِهِ ... إذًا شَفَى كَبِدًا شَكَّاءَ مَكْلُومَهْ
أَيْ لَوْ أَنِّي شَرِبْتُ مِنْهُ وَقَالَ النُّحَاةُ الْأَصْلُ أَنْ تَأْتِيَ لِلْإِلْصَاقِ وَمَثَّلُوهَا بِقَوْلِكَ مَسَحْتُ يَدِي بِالْمِنْدِيلِ أَيْ أَلْصَقْتُهَا بِهِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا يَسْتَوْعِبُهُ وَهُوَ عُرْفُ الِاسْتِعْمَالِ وَيَلْزَمُ مِنْ هَذَا الْإِجْمَاعِ أَنَّهَا لِلتَّبْعِيضِ فَإِنْ قِيلَ هَذِهِ الْآيَةُ مَدَنِيَّةٌ وَالِاسْتِدْلَالُ بِهَا يُفْهِمُ أَنَّ الْوُضُوءَ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ جَائِزَةً بِغَيْرِ وُضُوءٍ إلَى حَالِ نُزُولِهَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَالْقَوْلُ بِذَلِكَ مُمْتَنِعٌ فَالْجَوَابُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مِمَّا نَزَلَ حُكْمُهُ مَرَّتَيْنِ فَإِنَّ وُجُوبَ الْوُضُوءِ كَانَ بِمَكَّةَ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ عِنْدَ الْمُعْتَبَرِينَ فَهُوَ مَكِّيُّ الْفَرْضِ مَدَنِيُّ التِّلَاوَةِ وَلِهَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ نَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ وَلَمْ تَقُلْ نَزَلَتْ آيَةُ الْوُضُوءِ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ كَانَ سُنَّةً فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ حَتَّى نَزَلَ فَرْضُهُ فِي آيَةِ التَّيَمُّمِ نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ. 
بعض
بَعْضُ كُلِّ شَيْءٍ: طائِفَةٌ مِنْه، سَوَاءٌ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ، يُقَالُ: بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ. ج أَبْعَاضُ، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، فَلَا أَدْرِي، أَهو تَسَمُّحٌ أَم هُو شَيْءٌ رَوَاه. وَلَا تَدْخُلُهُ الَّلامُ، أَي لامُ التَّعْرِيف لأَنَّهَا فِي الأَصْلِ مُضَافَةٌ، فَهِيَ مَعرفةٌ بالإِضَافَةِ لَفْظاً أَو تَقْدِيراً، فَلَا تَقْبَل تَعْرِيفاً آخَرَ خِلافاً لابْنِ دَرَسْتَوَيْه والزَّجَاجِيِّ فإِنَّهما قَالا: البَعْضُ والكُلُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَفِيه مُسَامَحَة، وهُو فِي الحَقِيقَة غيْرُ جَائِزٍ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الاسْمَ لَا يَنْفَصِلُ عَن الإِضَافَةِ. وَفِي العُبَابِ: وَقد خَالَفَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ النَّاسَ قاطِبَةً فِي عَصْرِه، وَقَالَ النَّاقِدِيّ:
(فَتَى دَرَسْتَوِيّ إِلى خَفْضِ ... أَخْطَأَ فِي كُلِّ وَفِي بَعْضِ)

(دِمَاغُه عَفَّنَه نَوْمُه ... فصارَ مُحْتاجاً إِلى نَفْضِ)
قَالَ أَبُو حَاتم: قلت للأَصْمَعِيّ: رَأَيْت فِي كِتَابِ ابنِ المُقَفَّع: العِلْم كَثِير، ولكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خيْرٌ من تَرْكِ الكُلَّ، فأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَار وَقَالَ: الأَلفُ والَّلامُ لَا يَدْخُلاَن فِي بَعْضٍ وكُلِّ لأَنَّهُمَا مَعْرِفَةٌ بغيْرِ أَلِفٍ ولاَمٍ. وَفِي القُرْآنِ العَزيز: وكُلّ أَتُوْهُ دَاخِرِينَ. قَالَ أَبو حاتِمٍ: لَا تَقُولُ العَرَبُ الكُلّ وَلَا البَعْض، وَقد اسْتَعْمَلَها النَّاسُ حَتَّى سِيبَويْه والأَخْفَشُ فِي كِتَابَيْهِما لِقِلَّة عِلْمِهِما بِهذَا النَّحْوِ، فاجْتَنِبْ ذلِكَ، فإِنَّهُ ليْسَ من كَلامِ العَرَب. انْتَهَى. قَالَ شيْخُنَا: وهذَا من العَجَائِب، فَلَا يَحْتَاج إِلى كَلاَمٍ. قُلتُ: وقالَ الأَزْهَرِيُّ: النَّحْوِيُّون أَجَازُوا الأَلِفَ والَّلامَ فِي بَعْضِ وكُلٍّ، وإِنْ أَبَاهُ الأَصمَعِيُّ. قَالَ شيْخُنا أَيْ بِناءً على أَنَّها عِوَضٌ عَن المُضَافِ إِليْه، أَو غيْر ذلِكَ، وجَوَّزَهُ بَعْضٌ. على أَنَّهُ مُؤَوَّلٌ بالجُزْءِ، وَهُوَ يَدْخُلُ عَليْه ال فَكَذَا مَا قَامَ مَقَامَه، وعُورِضَ بأَنَّه ليْسَ مَحَلَّ النِّزَاعِ. والبَعُوضَةُ: البَقَّة، ج بَعُوضٌ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَقد وَرَدَ فِي الحَدِيث، وَهَكَذَا فُسِّرَ، وَقَالَ الــشَّاعِرُ:
(يَطِنُّ بَعُوضُ المَاءِ فَوْقَ قَذَالِهَا ... كمَا اصْطَخبَت بَعْدَ النَّجِيِّ خُصُومُ)
وأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ: ولَيْلَةٍ لَمْ أَدْرِ مَا كَرَاهَا أُسَامِرُ البَعُوضَ فِي دُجَاهَا كُلّ زَجُولٍ يُتَّقَى شَذَاهَا لَا يَطْرَبُ السَّامِعُ مِنْ غِنَاهَا)
وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِر: إِنّما أُخِذَ لَفْظُه من بَعْضٍ، لصِغَرِ جِسْمه بالإِضَافَةِ إِلى سَائر الحَيَوانات. البَعُوضَةُ: مَاءٌ لبَنِي أَسَدٍ، قَرِيبُ القَعْرِ، كانَ لِلْعَرَب فِيهِ يَوْمٌ مَذْكُورٌ. قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يَذْكُرُ قَتْلَى ذلِكَ اليَوْمِ:
(على مِثْلِ أَصْحَابِ البَعُوضَةِ فاخْمِشِي ... لَكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ يَبْكِ مَن بَكَى)
ورَمْلُ البَعُوضَةِ: مَوْضِعٌ فِي البَادِية، قالَهُ الكِسَائِيّ. وبُعِضُوا، بالضَّمِّ: آذَاهُم، وَفِي الأَساسِ: أَكَلَهُمُ البَعُوضُ. ولَيْلَةٌ بَعِضَةٌ، كفَرِحَة ومَبْعُوضَةٌ، وأَرْضٌ بَعِضَةٌ، أَي كَثِيرَتُه. وأَبْعَضُوا فهم مُبْعِضُونَ: صَارَ فِي أَرْضِهِمْ البَعُوضُ، أَو كَثُرَ، كَمَا فِي الأَسَاس. من المَجَاز: كَلَّفَنِي فُلانٌ مُخَّ البَعُوضِ، أَي مَالا يَكُون، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. وَفِي الأَساسِ: أَي الأَمْرَ الشَّدِيدَ. قَالَ اللَّيْثُ: البُعْضُوضَةُ، بالضَّمِّ: دُوَيْبَّة كالخُنْفَساءِ، تَقْرِضُ الوِطَابَ، وَهِي غيْرُ البُعْصَوصَةِ، بالصادِ، الّتي تَقَدَّم ذِكْرُها. والغِرْبانُ تَتبَعْضَضُ، أَي يَتَنَاوَلُ بَعْضُهَا بَعْضاً، نَقله الصّاغَانِيّ. وبَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً: جَزَّأْتُهُ، فتَبَعَّضَ، أَيْ تَجَزَّأَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَمِنْه: أَخَذُوا مالَه فبَعَّضُوه، أَي فَرَّقُوهُ أَجْزاءً. وبَعَضَ الشَّاةَ وبَعَّضَهَا. قَالَ الصَّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيب يَدُلُّ على تَجْزِئَةِ الشَّيْءِ، وَقد شَذَّ عَنْهُ البَعُوض. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البَعْضُ: مَصْدَرُ بَعَضَهُ البَعُوض يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّهُ، وآذَاهُ، وَلَا يَقَال فِي غيْرِ البَعُوضِ. قَالَ يَمْدَحُ رَجُلاً باتَ فِي كِلَّةٍ:
(لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْنُ أَبِي دِثَارٍ ... إِذا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا)
قَوْله بَعْضاً، أَي عَضّاً. وأَبو دِثَارٍ: الكِلَّةُ. وقَوْمٌ مَبْعُوضُونَ، وأَرْضٌ مَبْعَضَةٌ، كَمَا يُقَال: مَبَقَّة، أَيْ كَثِيرَتُهُمَا. تَذْنِيبٌ: نُقِلَ عَن أَبي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ جَعَلَ البَعْضَ من الأَضْدادِ، وأَنَّهُ يَكُون بمَعْنَى الكُلِّ واسْتَدَلَّ لَهُ بقَوْلِه تَعالى: يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم أَي كُلّه. واستَدَلَّ بِقَوْلِ لبِيد: أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُها فإِنَّهُم حَمَلُوه على الكُلِّ. قُلتُ: وَهَكَذَا فَسَّرَ أَبُو الهيْثَمِ الآيَةَ أَيضاً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وليْسَ هذَا عِنْدي على مَا ذَهَب إِليْه أَهْلُ اللُّغَةِ مِنْ أَنَّ البَعْضَ فِي مَعْنَى الكُلّ. هَذَا نَقْضٌ وَلَا دَلِيلَ فِي هَذَا البَيْتِ، لأَنَّهُ إِنَّمَا عَنَى ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: أَجْمَع أَهْلُ النَّحْوِ على أَنَّ البَعْضَ شَيْءٌ من أَشيَاءَ أَو شَيْءٌ من شَيْءٍ، إِلاّ هِشَاماً فإِنَّه زَعَم أَنَّ قَوْلَ لِبيدٍ: أَوْ يَعْتَلِقْ إِلخ فادَّعَى وأَخْطَأَ أَنَّ البَعْض َ هُنَا جَمْعٌ، وَلم يَكُنْ هذَا مِنْ عَمَلِهِ وإِنّمَا أَرادَ لبِيدٌ ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ: وقَوْلُه تَعَالَى: يُصِبْكم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُم أَنَّه كَانَ وَعَدَهُم بشَيئين عَذَاب الدُّنِيَا)
وعَذَاب الآخِرَة، فقَال: يُصِبْكُمْ هذَا العَذَابُ فِي الدُّنيَا، وَهُوَ بَعْضُ الوَعْدَين من غيْرِ أَنْ نَفَى عَذَابَ الآخِرَة. وَقَالَ أَبو إِسْحاقَ فِي قَوْله: بَعْضُ الَّذِي يَعِدكم من لَطِيفِ المَسَائِل أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم إِذا وَعَدَ وَعْداً وَقَعَ الوَعْدُ بأَسْرِه وَلم يَقَعْ بَعْضُه، فمِنْ أَيْنَ جازَ أَنْ يَقُولَ بَعْض الَّذِي يَعِدُكُم، وحَقُّ اللَّفْظِ: كُلُّ الَّذِي يَعِدُكُم، وَهَذَا بَابٌ من النَّظَرِ يَذْهَبُ فِيهِ المُنَاظِرُ إِلى إِلْزَام حُجَّتِه بأَيْسَرِ مَا فِي الأَمْرِ، وليْس هَذَا فِي مَعْنَى الكُلِّ، وإِنَّمَا ذَكَرَ البَعْضَ لِيُوجِبَ لَهُ الكُلَّ، لأَنَّ البَعْضَ هُوَ الكُلُّ. ونَقَل المصَنِّف فِي البَصَائر عَن أَبِي عُبَيْدَةَ كَلاَمَهُ السَّابِقَ، إِلاّ أَنَّه ذَكَر فِي اسْتِدْلاَلِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: ولأُبَيِّنَ لكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَي كُلَّ، وذَكَر قَوْلَ لبِيدٍ أَيْضاً. قَال: هَذَا قُصُورُ نَظَرٍ مِنْهُ، وذلِكَ أَنَّ الأَشيَاءَ على أَرْبَعَةِ أَضْرُبٍ: ضَرْب فِي بَيانِهِ مَفْسَدَةٌ، فَلَا يَجُوزُ لِصَاحِبِ الشَّرِيعَةِ بَيَانُه، كوَقْتِ القِيَامَة، ووَقْتِ المَوْتِ. وضَرْب مَعْقُول يُمْكِن لِلْنَّاسِ إِدراكُه من غيْر نَبيّ، كمَعْرِفة اللهِ، ومَعْرِفَةِ خَلْقِ السَّموَاتِ والأَرْضِ، فَلَا يَلْزَمُ صَاحِبَ الشَّرْعِ أَنْ يُبَيِّنَه، أَلاَ تَرَى أَنَّه أَحالَ مَعْرِفَتُه على العُقُول فِي نَحْوِ قَولِه قُل انْظُروا مَاذَا فِي السَّموَاتِ والأَرْضِ وَقَوله: أَوْلَم يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمواتِ. وضَرْب يَجِبُ عَلَيْهِ بَيَانُه، كأَصُولِ الشَّرْعِيّات المُخْتَصَّةِ بشَرِعِهِ. وضَرْب يُمْكِنُ الوُقُوفُ عَلَيْهِ بِمَا يُبَيِّنُه صاحِبُ الشَّرْع، كفُرُوعِ الأَحْكَام. فإِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَمْرٍ غيْرِ الَّذِي يَخْتَصُّ بالنَّبِيِّ بَيَانُه، فَهُوَ مُخَيَّر بَيْنَ أَنْ يُبَيِّنَ وبَيْنَ أَنْ لَا يُبَيِّنَ، حَسْبَ مَا يَقْتَضِيه اجْتِهَادُه وحِكْمَتُه. وأَمّا الــشَّاعِرُ فإِنّهُ عَنَى نَفْسَهُ. والمَعْنَى إِلاّ أَنْ يَتَدَارَكَنِي المَوْتُ، لكِنْ عَرَّضَ ولَمْ يُصَرِّح تَفَادِياً من ذِكْرِ مَوْتِ نَفْسِه، فتَأَمَّلْ.
[بعض] نه فيه: "البعوض" البق وقيل: صغاره جمع بعوضة. ن: أصابني "بعض" الشيء أي العمى أو ضعف البصر وسماه عمياً في أخرى لقربه منها. غ: يصبكم "بعض" الذي يعدكم أي عذاب الدنيا. ك: قال "بعض" الناس، قال مشايخنا إذا قال البخاري بعض الناس أراد به الحنفية وقيل: أراد ذلك غالباً، وقيل أراده في مقام التعيير والتشنيع، ونحن نجمع شرح غوامض ما وقع تحت لفظ قال بعض الناس إذ لا يناسب ذكر حرف ما لعدم خصوصيته بشيء منه فنقول: يريد أن قولهم إن أخدمتك العبد عارية، وكسوتك هبة تحكم مع أن قصة هاجر تدل أنها هبة. ابن بطال: لا خلاف إن أخدمتك لا يقتضي التمليك، ودليل التمليك في قصة هاجر فأعطوها. وقال أيضاً: لا يجوز شهادة القاذف وإن تاب ثم قال يعني أن الحنفية ناقضوا حيث لم يجوزوا شهادة القاذف وصح النكاح بشهادته وتحكموا حيث جوزوه بشهادة المحدود دون العبد مع أنهما ناقصان عندهم وخصصوا شهادة الهلال من سائر الشهادات. وقال بعض الناس: لا يجوز إقراره بسوء الظن للورثة ثم استحسن فجوز إقراره بالوديعة أي الحنفية لا يجوز إقرار المريض لبعض الورثة لأنه مظنة أنه يريد به الإساءة بالآخر ثم ناقضوا حيث جوزوا إقراره للورثة بالوديعة ونحوه بمجرد الاستحسان من غير دليل يدل على امتناع ذلك وجواز هذه، ثم رد عليهم بأنه سوء ظن به، وبأنه لا يحل مال المسلمين أي المقر له لحديث إذا ائتمن خان. وقال أيضاً: لا حد ولا لعان ثم زعم أنهم أن طلقوا يقع يعني أنهم تحكموا حيث اعتبروا إشارة الأخرس في الطلاق دون الحد واللعان. ز: قال المذنب لعل الحافظ ذهل عن حديث ادرؤا الحدود بالشبهات، وثلاثة هزلها جد. ك: قوله: وإلا بطل الطلاق والقذف أي إن لم يقولوا بالفرق فذلك بطلان كلها لا بطلان القذف فقط، وكذا العتق أيضاً حكمه حكم القذف فيجب أن يبطل أيضاً. وقال أيضاً: الرمان والنخل ليس بفاكهة، أراد أبا حنيفة حيث قال لا يحنث بأكلهما منالمتعة فالنكاح فاسد. فإن قلت: متى قال بفساده فما معنى الاحتيال قلت: الفساد لا يوج الفسخ لاحتمال إصلاحه بحذف شرطه كما يصح عندهم الربا بحذف الزائد أو المقصود منه القول الأخير لقائل بجوازه. وقال أيضاً: إن أقام شاهدي زور أنه تزوج بكراً فأثبت القاضي نكاحها فلا بأس أن يطأها لأن مذهب الحنفي أن حكم القاضي ينفذ ظاهراً وباطناً. وقال: أن احتال بشاهدي زور على تزويج ثيب بأمرها يسعه هذا النكاح وهذا تشنيع عظيم لأنه أقدم على الحرام البين عالماً به. وقال أيضاً: إن هوى جارية يتيمة أو بكراً فأبت فاحتال بشاهدي زور على أنه تزوجها فأدركت فرضيت اليتيمة، لفظ "فأدركت" ظاهر أنها بعد الشهادة بلغت ورضيت، ويحتمل أنه يريد أنه جاء بشاهدين على أنها أدركت ورضيت فتزوجها فيكون داخلاً تحت الشهادة، والفاء للسببية، وحاصل الثلاثة واحد، والتكرير لكثرة التشنيع مع أن الأول في البكر والثاني في الثيب والثالث في الصغيرة أو في الأوليين ثبت الرضا بالشهادة، أو أنه قبل العقد، وفي الثالث بالاعتراف، أو أنه بعده، قال الشارح وأمثال هذه المباحث غير مناسب لوضع هذا الكتاب إذ هو خارج عن فنه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.