Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رمض

الصَّوْم

الصَّوْم: إمْسَاك يَوْم عَمَّا يُوجب الْفطر بنيته.
(الصَّوْم) الْإِمْسَاك عَن أَي فعل أَو قَول كَانَ و (شرعا) إمْسَاك عَن المفطرات من طُلُوع الْفجْر إِلَى غرُوب الشَّمْس مَعَ النِّيَّة والصمت وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنِّي نذرت للرحمن صوما}
الصَّوْم: فِي اللُّغَة مُطلق الْإِمْسَاك فِي النَّهَار، وَفِي الشَّرْع هُوَ الْإِمْسَاك من الْأكل وَالشرب وَالْجِمَاع من الصُّبْح الصَّادِق إِلَى غرُوب الشَّمْس مَعَ النِّيَّة من أَهله بِأَن يكون مُسلما طَاهِرا من حيض ونفاس فوقته معيار لَا ظرف، وَقيل، إِن قَوْلهم من أَهله احْتِرَاز عَن الصَّبِي وَالْحَائِض وَالْمَجْنُون وَمن لَهُ عذر يمنعهُ الصَّوْم فَإِنَّهُم لَيست لَهُم أَهْلِيَّة الصَّوْم فَكَأَنَّهُ جعل هَذَا التَّعْرِيف للصَّوْم الْفَرْض وَالصَّوْم على ثَلَاثَة أَنْوَاع - فرض - وواجب - وَنفل. وَالصَّوْم الْفَرْض نَوْعَانِ معِين كــرمضــان وَغير معِين كالكفارات وَقَضَاء رَمَضَــان. وَالصَّوْم الْوَاجِب أَيْضا نَوْعَانِ معِين كالنذر الْمعِين أَو غير معِين كالنذر الْمُطلق. وَيصِح صَوْم رَمَضَــان وَالنّذر الْمعِين وَالنَّقْل بنية مُعينَة أَو مُطلقَة وَنِيَّة النَّفْل من غرُوب الشَّمْس إِلَى مَا قبل نصف النَّهَار وَمَا بَقِي من الصّيام لم يجز إِلَّا بنية مُعينَة مبيتة. وَالنِّيَّة أَن يعرف بِقَلْبِه أَنه يَصُوم وَالسّنة أَن يتلفظها.
وَفِي مِعْرَاج الدِّرَايَة فِي فصل المتفرقات وَمن السّنة أَن يَقُول عِنْد الْإِفْطَار اللَّهُمَّ لَك صمت وَبِك آمَنت وَعَلَيْك توكلت وعَلى رزقك أفطرت ولصوم الْغَد من صَوْم رَمَضَــان نَوَيْت فَاغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت. فَإِن قيل مَا وَجه خُرُوج اللَّيْل من الصَّوْم وَدخُول الْمرَافِق والكعبين فِي غسل الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي الْوضُوء مَعَ أَنه تَعَالَى كَمَا قَالَ وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق {وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} كَذَلِك قَالَ وَأَتمُّوا الصّيام إِلَى اللَّيْل. قُلْنَا إِن الْغَايَة فِي آيَة الصَّوْم وَهِي اللَّيْل غير دَاخِلَة تَحت حكم المغيا أَعنِي النَّهَار وَلَيْسَ من جنسه فَإِن الصَّوْم هُوَ الْإِمْسَاك فِي النَّهَار سَاعَة بِخِلَاف الْغَايَة فِي آيَة الْوضُوء فَإِنَّهَا فِيهَا الْمرَافِق والكعبان وهما من جنس المغيا فَإِن الْيَد جملَة الْعُضْو من الْأَصَابِع إِلَى الْإِبِط. وَكَذَلِكَ الرجل جملَة الْعُضْو من أَصَابِع الْقدَم إِلَى الآلية فكلمة (إِلَى) فِي آيَة الصَّوْم لمد الحكم أَي لمد حكم إتْمَام الصَّوْم إِلَى اللَّيْل. وَفِي آيَة الْوضُوء للإسقاط أَي لإِسْقَاط حكم الْيَد وَالرجل وَهُوَ الْغسْل عَمَّا ورائهما فهما داخلان فِي حكم الْغسْل وَاللَّيْل خَارج عَن الصَّوْم. فَإِن قيل لم لَا يكون كلمة إِلَى فيهمَا لمد الحكم أَو للإسقاط أَو فِي الأولى للإسقاط وَفِي الثَّانِيَة لمد الحكم قُلْنَا إِن الضابطة المضبوطة تَقْتَضِي مَا قُلْنَا وَهِي أَن الْغَايَة إِن كَانَت بِحَيْثُ لَو لم يدخلهَا كلمة (إِلَى) لم يَتَنَاوَلهَا صدر الْكَلَام لم يدْخل تَحت المغيا كالليل تَحت الصَّوْم وَإِن كَانَت بِحَيْثُ يَتَنَاوَلهَا صدر الْكَلَام كالمرافق والكعبين تَحت الْأَيْدِي والأرجل تدخل تَحت المغيا.
فَإِن قيل إِن للنحاة فِي الْمَدْلُول اللّغَوِيّ لكلمة (إِلَى) خَمْسَة مَذَاهِب الأول إِنَّهَا مَوْضُوعَة لدُخُول مَا بعْدهَا فِي حكم مَا قبلهَا فَقَط فَهِيَ على هَذَا الْمَذْهَب حَقِيقَة فِي هَذَا الدُّخُول ومجاز فِي عدم الدُّخُول. وَالثَّانِي أَنَّهَا مَوْضُوعَة لدُخُول مَا بعْدهَا فِي حكم مَا قبلهَا فَقَط فَهِيَ حَقِيقَة حِينَئِذٍ فِي عدم الدُّخُول واستعمالها فِي الدُّخُول مجازي. وَالثَّالِث الِاشْتِرَاك اللَّفْظِيّ يَعْنِي أَنَّهَا مَوْضُوعَة لكل من ذَلِك الدُّخُول وَعَدَمه بِوَضْع على حِدة وَالرَّابِع أَنَّهَا للدخول إِن كَانَ مَا بعْدهَا من جنس مَا قبلهَا وَلعدم الدُّخُول إِن لم يكن مَا بعْدهَا كَذَلِك. وَالْخَامِس أَنَّهَا لغاية الْإِسْقَاط وَالْمذهب الرَّابِع وَكَذَا الْخَامِس وَأَن يساعدا مَا ذكرْتُمْ لَكِن الْمذَاهب الثَّلَاثَة الْبَاقِيَة لَا تساعده فَإِذا قَامَ الِاحْتِمَال بَطل الِاسْتِدْلَال قُلْنَا إِن تِلْكَ الْمذَاهب الثَّلَاثَة متناقضة يَقْتَضِي كل مِنْهَا خلاف مَا يَقْتَضِيهِ الآخر فَلَا رُجْحَان لأَحَدهمَا حَتَّى يتَرَجَّح وَيسْقط الآخر فَإِن قيل عَلَيْكُم تبيان التَّنَاقُض قُلْنَا إِن الْفَاضِل الْكَامِل عبيد الله بن مَسْعُود بن تَاج الشَّرِيعَة رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ فِي شرح الْوِقَايَة وَهَذَا الْمَذْهَب الرَّابِع يُوَافق مَا ذكر فِي اللَّيْل والمرافق - وَأما الثَّلَاثَة الأول فَالْأول يُعَارضهُ الثَّانِي إِلَى آخِره.
وَحَاصِله إِنَّا نعمل على الْمَذْهَب الرَّابِع وَالْخَامِس يُوَافقهُ كَمَا ستعلم والمذاهب الثَّلَاثَة الْبَاقِيَة لَا يُمكن الْعَمَل بهَا لِأَن الْمَذْهَب الأول وَالثَّانِي متعارضان كَمَا لَا يخفى، فَإِذا تَعَارضا تساقطا فَلَا نعمل بهما. وَالْمذهب الثَّالِث يُوجب التَّعَارُض والتساوي وَعدم الرجحان فَوَقع الشَّك فِي مواقع اسْتِعْمَال كلمة إِلَى فالمأمور بِهِ غير مَعْلُوم حَتَّى يعْمل بِهِ وَمَعَ هَذَا فَفِي صُورَة اللَّيْل فِي الصَّوْم عدم الدُّخُول يقيني وَالشَّكّ إِنَّمَا وَقع فِي التَّنَاوُل وَالدُّخُول. وَأَنت تعلم أَن الْيَقِين لَا يَزُول بِالشَّكِّ فَيكون عدم دُخُول اللَّيْل فِي الصَّوْم بَاقِيا على حَاله وَفِي صُورَة الْمرَافِق والكعبين فِي الْأَيْدِي والأرجل الدُّخُول يقيني وَالشَّكّ فِي عدم الدُّخُول فَلَا يَزُول الْمُتَيَقن بِالشَّكِّ لما مر.
وَاعْلَم أَنهم ذكرُوا تفسيرين لما هُوَ الْمَشْهُور وَهُوَ أَن كلمة (إِلَى) غَايَة الْإِسْقَاط أَحدهمَا أَن صدر الْكَلَام إِذا كَانَ متْنا وَلَا للغاية كَالْيَدِ فَإِنَّهَا اسْم للمجموع إِلَى الْإِبِط كَانَ ذكر الْغَايَة لإِسْقَاط مَا وَرَاءَهَا لَا لمد الحكم إِلَيْهَا لِأَن الامتداد حَاصِل فَيكون قَوْله إِلَى الْمرَافِق مُتَعَلقا بقوله اغسلوا وَغَايَة لَهُ لَكِن لأجل إِسْقَاط مَا وَرَاء الْمرْفق عَن حكم الْغسْل وَكَذَا الكعبان. وَالثَّانِي أَنَّهَا غَايَة للإسقاط أَي يكون مُتَعَلقا بِهِ أبدا كَأَنَّهُ قيل اغسلوا أَيْدِيكُم مسقطين إِلَى الْمرَافِق فَيخرج عَن الْإِسْقَاط فَتبقى دَاخِلَة تَحت الْغسْل - فالجار وَالْمَجْرُور مُتَعَلق بمسقطين لَا باغسلوا وَالتَّفْسِير الأول أولى لِأَن الظَّاهِر أَن الْجَار وَالْمَجْرُور مُتَعَلق بِالْفِعْلِ الْمَذْكُور لَا الْمَحْذُوف وَهُوَ مسقطين مَعَ أَنه من أَفعَال الْخُصُوص كَذَا فِي التَّلْوِيح.
وَلَا يخفى على الوكيع أَن إبِْطَال الْمَذْهَب الثَّالِث بِأَنَّهُ يُوجب التَّعَارُض والتساوي وَالشَّكّ بَاطِل كَيفَ لَا فَإِن اسْتِعْمَال الْمُشْتَرك مَشْرُوط بِإِقَامَة الْقَرِينَة واستعماله بِدُونِهَا بَاطِل. وَبعد الْقَرِينَة لَا تعَارض وَلَا تَسَاوِي وَلَا شكّ والقرينة هِيَ دُخُول الْغَايَة تَحت المغيا وَعدم دُخُوله قبل دُخُول كلمة إِلَى. وَقد ظهر من هَذَا الْبَيَان رفيع الشَّأْن. إِنَّه لَا فرق بَين الْمَذْهَب الثَّالِث وَالرَّابِع إِلَّا بتفصيل الْقَرِينَة وَعَدَمه فهما متحدان. ولي فِي هَذَا الْمقَام كَلَام لم يساعدني الزَّمَان فِي بَيَانه وَمَا ذكرنَا نَافِع فِي شرح الْوِقَايَة فَافْهَم واحفظ وَكن من الشَّاكِرِينَ.

سلم

سلم: {السلم}:
سلم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: على كل سُلامى من أحدكُم صَدَقَة وَيُجزئ من ذَلِك رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهمَا من الضُّحَى. قَوْله: سُلامَى فالسُلامَى فِي الأَصْل عظم يكون فِي فِرْسِن الْبَعِير وَيُقَال: إنّ آخر مَا يبْقى فِيهِ المخ من الْبَعِير إِذا عجف فِي السلَامِي وَالْعين فَإِذا ذهب مِنْهَا لم يكن لَهُ بَقِيَّة قَالَ الراجز: [الرجز] لَا يشتكين عَمَلاً مَا أَنْقَيْنْ ... مَا دَامَ مخّ فِي سلامى أَو عينْ

قَوْله: مَا أنقين من النِقْي وَهُوَ المخّ. فَكَأَن معنى الحَدِيث أَنه على كل عظم من عِظَام ابْن آدم صَدَقَة وأنّ الرَّكْعَتَيْنِ تجزيان من تِلْكَ الصَّدَقَة.
باب السين واللام والميم معهما س ل م، س م ل، م س ل، م ل س، ل س م، ل م س كلهن مستعملات

سلم: السَّلمُ: دلوٌ مُستْطيلٌ له عُروةٌ واحدةٌ، وجمعُه: سِلام، قال:

سَلْمٌ ترى الدالح منه أزورا

والسَّلمُ: لَدْغُ الحية. والملدوغ يُقالُ له: مَسْلُوم، وسَليم. وسُمِّيَ به تطيُّراً [من اللديغ] ، لأنّه يقال: سلّمه الله. ورجلٌ سليم، أي: سالم، وقد سَلِمَ سلامةً. والسِّلام: الحِجارة، لم أسمع واحدها، ولا سمعت أحداً يُفْرِدُها، وربّما أُنِّثَ على معنى الجَماعة، وربّما ذُكّر، وقيل: واحدته: سَلِمةٌ، قال:

زمن الفِطَحْل إذِ السِّلامُ رِطابُ

والسَّلام: ضَرْبٌ من دِقِّ الشّجر. والسَّلام يكون بمعنَى السَّلامة. وقول النّاس: السَّلام عليكم، أي: السَّلامةُ من اللهِ عَلَيْكم. وقيل: هو اسمٌ من أسماءِ اللهِ، وقيل: السَّلامُ هو اللهُ، فإذا قيل: السَّلامُ عليكم [فكأنّه] يقول: اللهُ فوقكم. والسُّلامَى: عظام الأَصابع والأشاجع والأَكارع، وهي كَعابِرُ كأنّها كِعاب، والجميع: السلاميات. ويقالُ [إنّ] آخر ما يبقى [فيه] المخ.. في السُّلامَى وفي العين. والسَّلَمُ: ضرب من الشجر، الواحدة بالهاء، ووَرَقُه: القَرَظ، [يُدْبَغُ به، ويقال] للمدبوغ بالقَرَظِ: مَقْرُوظ، وبقشرِ السَّلَم: مسلوم. والإسلام: الاستسلامُ لأمر اللهِ تَعالَى، وهو الانقيادُ لطاعتِهِ، والقَبُولُ لأَمره. والاسْتِلام للحَجَر: تَناوُلُه باليَد، وبالقُبْلة، ومَسْحُهُ بالكَفّ. ويُقالُ: أخذه سَلَماً، أي: أسره. والسلم: ما أسلفت به. وقوله عزّ اسمه: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ . يُقال: هي السُّلَّم، وهو السُّلَّم، أي: السَّبَبُ والمِرْقاةُ، والجميعُ: السَّلاليم. والسَّلْمُ: ضِدُّ الحَرْب، ويقال: السَّلْمُ والسِّلْم واحد.

سمل: السَّمَلُ: الثَّوب الخَلَق. والسَّمَلَةُ: الخَلَقُ من الثِّياب، فإذا نُعِتَ، قيل: ثوبٌ سَمَلٌ. وأَسْمل الثَّوْب إسمالاً، أي: أخلق. وسَمَل يَسمُل سملا. والسَّمْل: فَقْءُ العين.. سَمَلْتُ عينَه: أدخلت [المِسمَل] فيها. قال أبو ذؤيب:

فالعَيْنُ بعدهم كأن حداقها ... سملت بشوك فهي عور تدمع

والسَّمَلُ، [وواحدها: سَمَلَة] : بقيّةُ الماء في الحَوْض. والسِّمال: بقايا الماء في فُقَر الصَّفا. والسَّمل: الإصلاح ، [يقال: سَمَل بينهم سَمْلاً: أصلح] . واسمالّ الظِّلُّ: قَلَص. ولُزَّ بأصل الحائط. والسَّمَوْألُ: اسمُ رجل في الجاهلية. أو في أهلِ زَمانِهِ. والسَّوْملةُ: فنجانةٌ صغيرةٌ.

مسل: المُسْلان ، وواحدها مَسيلٌ: مسايل ماء ظاهر من الأرض.

ملس: المَلْسُ: النَجاء، أي: السُّرعة. والمَلْسُ أيضاً: سَلُّ الخُصْيَتَيْنِ بعُرُوقها.. خصي مملوس. والمُلُوسة: مصدرُ الأَمْلَس. وأرض مَلْساء، وسَنَةٌ مَلْساء، وسنونَ أماليس وأمالس. ورمان إملس وإمليسيٌّ: وهو أطيبُه وأحلاه، ليس له عَجَم.

لسم: أَلسَمْتُهُ حُجَّتَهُ: أَلزَمْتُهُ إيّاها، كما يُلسَمُ وَلَدُ المنتوجةِ ضَرْعَها.

لمس: اللَّمْسُ: طلب الشيء باليد من هيهنا وهنا ومِنْ ثَمَّ. لميسُ: اسمُ امْرأة. وإكافٌ مَلْمُوسُ الأحناء، أي: قد أمر عليه اليَدُ ، فإنْ كان فيه ارتفاعٌ أو أَوَدٌ نُحِتَ. والمُلامسةُ في البيع: أن تقول: إذا لَمَستَ ثوبي أو لَمَسْتُ ثَوْبَك فقد وجب البَيع.

سلم

1 سَلِمَ, [aor. ـَ inf. n. سَلَامَةٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and سَلَامٌ (A, TA) and سَلَمٌ and سَلْمٌ and سِلْمٌ, (Bd in xxxix. 30,) He was, or became, safe, or secure; or he escaped; (M, TA;) or he was, or became, free; (TA;) مِنَ الآفَاتِ [from evils of any kind], (S, Mgh,) or مِنَ الآفَةِ [from evil of any kind], (K,) or مِنَ البَلَآءِ [from trial, or affliction], (A, TA,) or مِنَ الأَمْرِ [from the affair]: (M:) he (a traveller) was, or became, safe, secure, or free, from evils of any kind: (Msb:) and سَلِمَ مِنَ العَيْبِ he was, or became, free from fault, defect, imperfection, blemish, or vice; syn. بَرِئَ. (Msb in art. برأ.) [Hence,] one says, لَا بِذِى تَسْلَمُ مَا كَانَ

گَذَا وَكَذَا, (ISk, S, K, *) meaning No, by God [or Him] who maketh thee to be in safety, (ISk, S, K,) [such and such things were not;] and to two persons لا بذى تَسْلَمَانِ, and to a pl. number لا بذى تَسْلَمُونَ, and to a female لا بذى تَسْلَمِينَ, and to a pl. number [of females] لا بذى تَسْلَمْنَ. (ISk, S, K. *) And لَا أَفْعَلُ ذٰلِكَ بِذِى تَسْلَمُ, meaning, بِذِى سَلَامَتِكِ [i. e. I will not do that, by the Author (lit. Lord or Master) of thy safety]; and in like manner, بذى تَسْلَمَانِ, and بذى تَسْلَمُونَ. (Sb, M. [See also ذو.]) And اِذْهَبْ بِذِى تَسْلَمُ, i. e. اِذْهَبْ بِسَلَامَتِكَ [Go thou with thy safety; or, with the Author of thy safety to protect thee; meaning go thou in safety]; and [to two persons]

اِذْهَبَا بِذِى تَسْلَمَانِ. (S, K.) ذى is thus prefixed to a verb [as virtually governing it in the gen. case] like as آيَة is in an instance mentioned under this latter word; but these are two extr. instances; for only a noun significant of time is [regularly] prefixed to a verb, as in the phrase هٰذَا يَوْمُ يُفْعَلُ, meaning يُفْعَلُ فِيهِ: (Akh, S:) it is not prefixed to any but this verb تَسْلَمُ [and its variations as above mentioned]. (Sb, M, K.) b2: And hence, (Mgh,) one says also, سَلِمَتْ لَهُ الضَّيْعَةُ, meaning [The landed estate] was, or became, free from participation to him; syn. خَلَصَت. (Mgh, TA.) A2: سلمهُ, [app. سَلَمَهُ, or perhaps سَلِمَهُ, for some verbs of this measure are trans., as حَسِبَ and وَرِثَ,] inf. n. سلم, [app. سَلَمٌ, q. v. infrà,] He made him a captive. (TA.) A3: سَلَمَتْهُ الحَيَّةُ, (TA,) inf. n. سَلْمٌ, (M, K, TA,) The serpent bit him: (M, * K, * TA:) mentioned by Az, but he adds that no one but Lth has said this. (TA.) A4: سَلَمَ الجِلْدَ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. سَلْمٌ, (TA,) He tanned the skin with [قَرَظ, i. e. leaves of] the سَلَم [or mimosa flava]. (S, K, TA.) b2: سَلَمَ الدَّلْوَ, (M, K,) aor. ـِ inf. n. سَلْمٌ, (M,) He finished making the leathern bucket; and made it firm, strong, or sound, or made it firmly, strongly, or soundly. (M, K.) 2 سلّمهُ, (S, M, Msb, K,) inf. n. تَسْلِيمٌ, (K,) He (God) made him to be safe, secure, or free; saved, secured, or freed, him; (M, Msb, TA;) مِنَ الآفَاتِ [from evils of any kind], (S, Msb,) or مِنَ الآفَةِ [from evil of any kind], (K,) or مِنَ الأَمْرِ [from the affair]. (M.) [Freytag assigns the same meaning to ↓ اسلمهُ also, as on the authority of the Ham; in which I find no explanation of this verb except one which will be found later in this paragraph.] b2: [Hence,] التَّسْلِيمُ is also syn. with السَّلَامُ, (S, K, TA,) as meaning The saluting, or greeting, one with a prayer for his safety, or security, or freedom, from evils of any kind in his religion and in his person; and the interpretation thereof is [the expressing a desire for] التَّخْلِيصٌ; (Mbr, TA;) or the saluting, or greeting, one with a prayer for his life; or, by saying سَلَامٌ عَلَيْكَ [q. v. infrà, voce سَلَامٌ]; syn. التَّحِيَّةُ. (TA.) You say, سَلَّمَ عَلَيْهِ [meaning He so saluted, or greeted, him]. (M, Msb.) [This, when said of God, virtually means سَلَّمَهُ, i. e. He saved him; and should be rendered agreeably with this explanation in the phrase commonly used after the mention of the Prophet, صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ May God bless and save him. You say also, سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالخِلَافَةِ He saluted him with the acknowledgment of his being Khaleefeh; saying, سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ Salutation to thee, or peace be on thee, &c., O Prince of the Faithful.] التَّسْلِيمَةُ signifies The salutation that is pronounced on finishing every two rek'ahs in prayer: (Har p. 180:) [and also that which is pronounced after the last rek'ah of each of the prayers (i. e. after the sunneh prayers and the fard alike), addressed to the two guardian and recording angels: (see my “ Modern Egyptians,” ch. iii., p. 78 of the 5th ed.:) and سَلَّمَ means He pronounced either of those salutations.] b3: [Hence also,] سلّم إِلَيْهِ الشَّىْءَ, (S, K, *) inf. n. as above; (K;) and ↓ اسلم اليه الشىءَ; (M;) He gave to him the thing; (S, * M, K;) or delivered it to him: (M:) [he resigned it to him:] and سلّم إِلَيْهِ الوَدِيعَةَ, (Mgh,) or سلّم الوَدِيعَةَ لِصَاحِبِهَا, He delivered the deposit [to him, or] to its owner: (Msb:) and ↓ اسلم الثَّوْبَ إِلَى الخَيَّاطِ (Mgh) signifies the same as سلّمهُ إِلَيْهِ [i. e. He delivered the garment, or piece of cloth, to the tailor]. (Har p. 166.) b4: See also 4, in two places. b5: You say also, سلّم الأَجِيرُ نَفْسَهُ لِلْمُسْتَأْجِرِ The hired man gave himself up, or gave authority over himself, to the hirer. (Msb.) And ↓ أَسْلَمْتُهُ and سَلَّمْتُهُ I left him in the power of him who desired to kill him or to wound him. (Ham p. 115.) And لِلْهَلَكَةِ ↓ اسلمهُ [He gave him up to destruction]: in this case with [the prep.] ل only. (Har p. 166.) and الرَّجُلَ ↓ اسلم, (S, * M, Msb, *) or العَدُوَّ, (K,) He left, forsook, or deserted, (M, K,) the man, (S, * M, Msb, *) or the enemy; (K;) or abstained from aiding, or assisting, him; (S, M, Msb, K;) and threw him into destruction. (IAth, TA.) and لِمَا بِهِ ↓ اسلمهُ He left him [to that bane which was in him: app. referring to the bite of a serpent, or any evil affection: see سَلِيمٌ, third sentence]. (S, * M.) b6: And سلّم أَمْرَهُ إِلَى اللّٰهِ and ↓ اسلمهُ, both meaning the same, (S, Msb, K, TA,) i. e. He committed his case to God. (TA.) b7: And سلّم الدَّعْوَى He acknowledged the truth [or justice] of the claim, demand, or suit; [he conceded its truth or justice;] from سلّم الوَدِيعَةَ لِصَاحِبِهَا, expl. above; denoting an ideal delivering [or yielding of a thing to another person]. (Msb.) [Hence one says, سلّم أَنَّهُ كَذَا He conceded that it was thus.] b8: And التَّسْلِيمُ signifies also [The assenting, or] the giving [one's] approval (S, K, TA) unreservedly, (S,) to that which is ordained, or decreed, (S, K, TA,) by God; and the submitting to his commands; and the abstaining from offering opposition in the case in which it is not becoming [to do so]. (TA.) You say, سلّم لِأَمْرِ اللّٰهِ He assented to the command of God: [or he gave his approval to it:] or he submitted to it; as also ↓ اسلم. (MA.) 3 سالمهُ, (M, Msb,) inf. n. مُسَالَمَةٌ (S, M, Msb) and سِلَامٌ, (M, Msb,) He made peace, or became at peace or reconciled, with him; or he reconciled himself with him: [implying mutual concession, or a compromise:] (S, * M, Msb:) and سَالَمَا They made peace, or became at peace or reconciled, or they reconciled themselves, each with the other. (K.) 4 أَسْلَمَ see 2, in nine places. [The first of the meanings there assigned to this verb is, in my opinion, more than doubtful. In all its senses, it seems to be properly trans.: when it is used as an intrans. verb, an objective complement is app. understood. Thus,] أَسْلَمَ is syn. with أَسْلَفَ [as meaning He paid in advance, or beforehand]; (S, M, Mgh, Msb;) الثَّمَنَ [the price] being suppressed, though sometimes it is expressed; (Mgh;) as also ↓ سلّم; (M;) and ↓ تسلّم, as occurring in a trad., where it is said, مَنْ تَسَلَّمَ فِى شَىْءٍ فَلَا يَصْرِفُهُ إِلَى غَيْرِهِ [Whoso pays in advance for a thing, he shall not turn it over, or transfer it, to another than him]; but KT says that he had not heard this verb thus used except in this instance. (TA.) So the first of these verbs signifies in the saying, اسلم فِى الطَّعَامِ (S) or فى البُرِّ (Mgh) [He paid in advance for the wheat], and فى الشَّىْءِ [for the thing], as also ↓ سلّم. (M.) and hence the saying, إِذَا أَسْلَمَ صُوفًا فِى لِبْدٍ أَوْ شَعَرًا فِى

مِسْحٍ لَمْ يَجُزْ [If he give in advance wool for felt, or goats' hair for a garment, or piece, of haircloth, it will not be allowable]. (Mgh.) And so in the phrase, أَسْلَمْتُ إِلَيْهِ [I paid in advance to him]. (Msb.) b2: Also [He resigned, or submitted, himself; نَفْسَهُ being understood: or] he was, or became, resigned, or submissive; (M, K;) and so ↓ استسلم: (S, M, Msb, K:) you say, اسلم لِلّٰهِ [He resigned, or submitted, himself, or he was, or became, resigned, or submissive, to God: see also an ex. (before referred to) in the last sentence of the second paragraph: or he was, or became, sincere in his religion, or without hypocrisy, towards God: see مُسْلِمٌ]: (Msb:) [or]

اسلم signifies he entered into السِّلْم, (S, Msb,) which here means الاِسْتِسْلَام [i. e. the state of resignation, or submission]. (S.) b3: And He became a Muslim; as also ↓ تسلّم; (M, * K;) as in the saying, كَانَ كَافِرًا ثُمَّ تَسَلَّمَ, i. e. أَسْلَمَ [He was an unbeliever, or a denier of the unity of God, &c.; then he became a Muslim]: (M:) or he entered [the pale, or communion, of] the religion of الإِسْلَام. (S, * Msb.) الإِسْلَامُ as a principle of the law of God is The manifesting of humility or submission, and outward conforming with the law of God, and the taking upon oneself to do or to say as the Prophet has done or said: for this, the blood is to be spared, and one may demand the repelling of evil: (T, * M:) and if there is therewith firm belief with the heart, it is إِيمَانٌ: (T:) this is the doctrine of Esh-Sháfi'ee; but the doctrine of Aboo-Haneefeh makes no difference between these two terms: (KT:) [agreeably with the former doctrine,] Th well and briefly says, الاسلام is with the tongue, and الايمان is with the heart: and he says, in explaining verse 48 of ch. v. of the Kur, that every prophet has been sent with الاسلام, though the ordinances differ. (M.) b4: One says also, أَسْلَمْتُ عَنْهُ, meaning I left it [app. an affair, as in an explanation in the TK,] after I had been [engaged] in it. (Ibn-Buzurj, K.) And اسلم occurs intransitively in the saying, كَانَ رَاعِىَ غَنَمٍ ثُمَّ

أَسْلَمَ, meaning [He was a pastor of sheep, or goats; then] he left them. (M.) b5: [Freytag assigns to اسلم another signification “ Adscendere fecit (vid. a سُلَّم),” as from the Ham, p. 39: but this is app. a mistake, into which he has been led by a saying, there cited, of Zuheyr, which I read thus: هَوِىَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَهَا الرِّشَآءُ (meaning, The descent, or as the descent, of the bucket that the well-rope has let go): and by its being there said that “ you should not prefer any reading of هوى to that with damm, though it has been said otherwise: ” whereas the correct reading is, in my opinion, هَوِىّ, agreeably with what here follows:] Er-Riyáshee says, on the authority of Az, that الهَوِىُّ, with fet-h, is downwards; and with damm, upwards; and he cites the saying above as an ex. of the word as meaning downwards. (TA in art. هوى.) 5 تسلّم مِنْهُ He asserted, or declared, himself to be free from, or clear of, or quit of, it, or him. (M.) b2: تسلّم is also syn. with أُسْلَمَ, in two senses: see the latter, in two places.

A2: and تسلّمهُ signifies He took it, or received it; namely, a thing given, or delivered. (S, M, Msb, K.) 6 تسالموا, (M,) and تسالما, (K,) inf. n. تَسَالُمٌ, (S,) They, (M,) or they two, (K,) made peace, or became at peace or reconciled, (S, * M, K,) one with another, (S, M,) or each with the other. (S, K.) [See also 8.] b2: One says of a man, (M,) of a great, or frequent, liar, (TA,) لَا تَسَالَمُ خَيْلَاهُ, [for تَتَسَالَمُ,] (M,) or لَا يَتَسَالَمُ خَيْلَاهُ, (K, TA,) [(assumed tropical:) His two troops of horses will not agree in pace, each with the other;] meaning (tropical:) [his assertions will not be found to agree together; or] he will not say what is true, so that it may be accepted from him: for تَسَالَمَتْ, said of horses, means (assumed tropical:) they kept pace, one with another; (تَسَايَرَتْ [q. v.];) not exciting one another. (M, K, TA.) 8 استلم He became at peace, or reconciled. (TA.) Hence the saying, (TA,) هُوَ لَا يَسْتَلَمُ عَلَى

سَخَطِهِ He will not become at peace, or reconciled, during his displeasure at a thing. (K, TA.) [See also 6.] b2: استلم الزَّرْعُ The seed-produce put forth its ears. (K.) A2: استلم الحَجَرَ He touched, (S, K,) or reached, (Mgh,) the stone, [meaning the Black Stone of the Kaabeh,] by kissing, or with the hand: (S, Mgh, K:) or he wiped it, or stroked it, with the hand: (Mgh:) or he kissed the stone: or he embraced it: (M:) and اِسْتَلْأَمَهُ signifies the same; (M, K;) but is not the original: (M:) accord. to ISk, the Arabs pronounced it with hemz, contr. to analogy; (Msb;) or it should not be pronounced with hemz, though some thus pronounce it, (S,) the original being استلم, (ISk, Msb,) because it is from سِلَامٌ [pl. of سَلِمَةٌ] signifying “ stones,” (ISk, S, * M, Msb, * [in the Mgh, from سَلِمَةٌ signifying “ a stone,” and in the Msb the pl. of سَلِمَةٌ is said to be سَلَامٌ, like كَلَامٌ,]) accord. to Sb, who says that it does not denote the act of taking; (M;) or, accord. to Sb, it is from السَّلَامُ, with fet-h, meaning “ salutation,” and it means the touching with the hand by way of salutation in order to obtain a blessing thereby: (TA:) but accord. to IAar, the original is with hemz, from المُلَآءَمَةُ, meaning الاِجْتِمَاعُ [“ the coming together,” &c., because denoting contact]. (Msb.) Abu-t-Tufeyl is related to have said, رَأَيْتُ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ بِمِحْجَنِهِ وَيُقَبِّلُ المِحْجَنَ [i. e. I saw the Apostle of God (may God bless and save him) circuiting around the Kaabeh, upon his camel, touching the Black Stone with his hooked staff, and kissing the hooked staff]. (TA.) The primary signification of الاِسْتِلَامُ is [said to be] The wiping, or stroking, the سَلِمَة, i. e. the stone: afterwards it was used in relation to other things, and one said اِسْتَلَمْتُ يَدَهَا, meaning I stroked, or kissed, her hand. (Har pp. 30 and 31.) b2: استلم الخُفُّ قَدَمَيْهِ means The boot rendered his feet soft [after he had been accustomed to walking barefoot]. (TA.) 10 إِسْتَسْلَمَ see 4, in the former half of the paragraph.

A2: استسلم ثَكَمَ الطَّرِيقِ He went upon the middle of the road, not missing it. (K, * TA. [In the CK, after واسْتَسْلَمَ انقادَ, for وثَكَمَ الطَّرِيقِ, meaning واستسلم ثَكَمَ الطَّرِيقِ, is erroneously put وتَسَلَّمَ الطَّرِيقَ, assigning to تسلّم a meaning belonging to استسلم.]) Q. Q. 2 تَمَسْلَمَ [from مُسْلِمٌ] He named, or called, himself a Muslim; or he named himself Muslim; his name having before been Mohammad: (M, K:) mentioned by Er-Ru-ásee. (M.) سَلْمٌ: see the next paragraph, in six places.

A2: Also A leathern bucket (دَلْوٌ) having one عُرْوَة [or loop-shaped handle], (T, S, M, K,) with which the waterer walks, like the buckets (دِلَآء) of the attendants of the camels or other beasts upon which water is drawn or which carry water, (T, TA,) or like the دَلْو of the water-carriers: (S, K:) expl. in the S as above as on the authority of AA; but IB says that the correct explanation is, having one عَرْقُوَة [or stick fixed across from one part of the brim to the to the opposite part, serving as a handle as well as to keep it from collapsing]: (TA:) of the masc. gender [whereas دَلْوٌ is fem.]: (M:) pl. [of pauc.] أَسْلُمٌ and [of mult.] سِلَامٌ, (M, K,) and Lh mentions as its pl. أَسَالِمُ, which is extr. [unless as a pl. pl., i. e. pl. of أَسْلُمٌ]. (M.) سِلْمٌ Peace, or reconciliation; as also ↓ سَلْمٌ; (S, M, Msb, K;) masc. and fem.; (S, Msb, K; *) and ↓ سَلَمٌ and ↓ سَلَامٌ are like سِلْمٌ [in signification]: (M: [the context there shows that the signification mentioned above is what is meant in this instance:]) or سِلْمٌ signifies the making peace, or becoming at peace or reconciled, with another or others; (Ham p. 80;) as also ↓ سَلْمٌ; and both are sometimes fem. as being syn. with مُصَالَحَةٌ. (L voce جَنَحَ, q. v.) In the saying of El-Aashà, أَذَاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفَاسَهَا

↓ وَقَدْ تُكْرَهُ الحَرْبُ بَعْدَ السِّلِمْ [War made them, or has made them, to taste its draughts, and verily war is disliked after peace], he has transferred the vowel of the م to the ل, in pausing; or it may be that he has inserted a kesreh in imitation of the preceding kesreh: it is not an instance like إِبِل, in the opinion of Sb; for in his opinion the latter is the only instance of its kind. (M.) It is said in a trad., respecting El-Hodeybiyeh, أَخَذَ ثَمَانِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ سِلْمًا, or ↓ سَلْمًا, or ↓ سَلَمًا, accord. to different relations, meaning [He took forty of the people of Mekkeh] peaceably: thus expl. by El-Homeydee, in his “ Ghareeb. ” (TA. [See also سَلَمٌ below.]) b2: Also i. q. ↓ سَلَامٌ, (S, K, TA,) as signifying Selfresignation, or submission; (TA; [and thus the latter is expl. in one place in the S;]) which is also a signification of ↓ سَلَمٌ: (S, M, K, TA:) and this is meant in the Kur [iv. 96], where it is said, لَسْتَ مُؤْمِنًا ↓ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ, (Bd, TA,) or ↓ السَّلَمَ, as some read, (Bd,) [i. e. and say not ye to him who offers to you submission, Thou art not a believer:] or ↓ السَّلَامَ here means the salutation of الإِسْلَام [by saying سَلَامٌ عَلَيْكُمْ]: (Bd, TA: *) or salutation, and submission by uttering the profession of الإِسْلَام; and so ↓ السَّلَمَ: (Jel:) [or the latter here means, simply, salutation; and this is app. what is meant by its being said that] السَّلَمُ is the subst. from التَّسْلِيمُ; (K;) [but accord. to SM,] this means the unreserved approval of what is decreed; and this is said to be meant by the reading السَّلَمَ mentioned above. (TA.) b3: And [hence] السِّلْمُ signifies also الإِسْلَامُ [as meaning The religion of the Muslims; because it is a religion of self-resignation, or submission]: (S, K:) this is meant in the Kur [ii. 204], where it is said, اُدْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً

[Enter ye into the religion of El-Islám wholly]; (S, Bd, Jel;) and so ↓ السَّلْمِ, as some there read; (Bd, Jel;) or both there mean submission and obedience to God: (Bd:) [and] ↓ السَّلَمُ [also] has the former meaning. (M.) A2: Also, (S, M, K,) and ↓ سَلْمٌ, (M,) A man, (S, K, TA,) [and] a woman, (M,) who makes peace, or is at peace, with another; (S, M, K;) and in like manner, a company of men (قَوْمٌ). (M.) This is said to be meant in the Kur [xxxix. 30], where it is said, وَرَجْلًا سِلْمًا لِرَجُلٍ, as some read, i. e. And a man who is at peace with respect to a man: (TA:) or سِلْمًا and ↓ سَلْمًا and ↓ سَلَمًا, three different readings, in the place of [the more common reading]

سَالِمًا, are all inf. ns. of سَلِمَ, used as epithets [syn. with سَالِمًا], or ذَا is suppressed before them. (Bd.) You say, أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَنِى [I am one who is at peace with respect to him who is at peace with me]. (S, TA.) And a poet says, [using this word in two different senses, the latter of which has been mentioned above,] لِأَهْلِكِ فَاقْبَلِى سِلْمِى أَنَائِلُ إِنَّنِى سِلْمٌ [O Náïleh, (نَائِلُ being for نَائِلَةٌ, a woman's name, apocopated,) verily I am one who is at peace with respect to thy family, therefore accept thou my submission]. (TA. [It seems to be there indicated by the context that سلمى here means my peace, or reconciliation; which is less appropriate than the meaning that I have assigned to it.]) سَلَمٌ: see سَلَامٌ: and see also سِلْمٌ, in seven places. b2: Also, in buying or selling, (Msb,) the subst. from أَسْلَمَ فِى الشَّىْءِ and سَلَّمَ signifying

أَسْلَفَ, (M,) i. q. سَلَفٌ; (S, Msb, K;) i. e. Any money, or property, paid in advance, or beforehand, as the price of a commodity for which the seller has become responsible and which one has bought on description: (T and TA in art. سلف:) or payment for a commodity to be delivered at a certain [future] period with something additional to [the equivalent of] the current price at the time of such payment; this [transaction] being a cause of profit to him who makes such payment: (TA in that art.:) or a sort of sale in which the price is paid in advance, and the commodity is withheld, on the condition of description, to a certain [future] period: (S and O in that art., in explanation of سَلَفٌ:) but it is said in a trad. that the term سَلَمٌ as meaning سَلَفٌ was disliked; app. because the former is applied to obedience, and self-resignation, or submission, to God. (TA.) A2: And The making [one] captive. (K. [See 1, in the latter part of the paragraph.]) A3: And A captive; (K;) because he submits himself. (TA.) One says, أَخَذَهُ سَلَمًا, (M, TA, [in the TK بِالسَّلَمِ,]) He took him [a captive], (TA,) or made him captive, (M,) without war: (M, TA:) or he brought him in a state of submission, not resisting; and so, if wounded: (IAar, M, TA:) and thus El-Khattábee has expl. the phrase in the trad. respecting El-Hodeybiyeh cited above, voce سِلْمٌ. (TA.) A4: Also A sort of tree, (S, M, Msb, K,) [the mimosa flava of Forskål, who writes its Arabic name in Italic characters syllæm, and in Arabic characters سليم, (Flora Aegypt. Arab., p. cxxiii.,)] a species (M) of the [kind of thorny trees called] عِضَاه, (S, M, Mgh, Msb, TA, [not غَضَاة, as in the Lexicons of Golius and Freytag,]) the leaves whereof are the قَرَظ, with which skin is tanned: (TA:) AHn says, its branches are long, like rods; and it has no wood such as is used in carpentry, even if it grows large: it has slender, long thorns, grievous when they wound the foot of a man; and a yellow [fruit such as is termed] بَرَمَة [n. un. of بَرَمٌ, see this word, and see also حُبْلَةٌ,] which is the sweetest of the بَرَم in odour; and they tan with its leaves: and it is said, on the authority of the Arabs of the desert, that it has a yellow flower, containing a green grain (حَبَّة خَضْرَآء [or this may mean a grain of a dark, or an ashy, dustcolour]), of sweet odour, in which is somewhat of bitterness, and of which the gazelles are very fond: (M:) the n. un. is with ة: (S, M, Mgh, Msb, K:) and pl. أَسْلَامٌ, (M,) and سِلَامٌ is said by IB to be pl. of the n. un., like as إِكَامٌ is of أَكَمَةٌ. (TA.) [Hence,] ذَاتُ أَسْلَامٍ A land (أَرْض) that gives growth to the [trees called] سَلَم. (K.) See also سلَمَان.

سَلِمٌ Stones; (S, M;) as also ↓ سِلَامٌ: (M:) and ↓ سَلِمَةٌ [as n. un. of the former and sing. of the latter, (incorrectly written by Freytag, in one place, سَلَمَةٌ, and incorrectly said by him to be of the dial. of the people of Himyer,)] signifies a stone: (S, M, Mgh, Msb:) [or] the pl. [or quasipl. n.] of سَلِمَةٌ in this sense is ↓ سَلَامٌ, like كَلَامٌ in measure: (Msb:) or ↓ سَلِمَةٌ signifies stones; (K;) or hard stones; (TA;) and ↓ سِلَامٌ is its pl.: (K:) [said to be] so called because of their freedom (سلَامَة) from softness: (TA:) or this last signifies stones, the small thereof and the large; and they assign to it no sing.: (ISh, TA:) or سلام [probably meaning ↓ سَلَامٌ] is a quasi-pl. n.: (Aboo-Kheyreh, TA:) and it is also said to be a name for any broad stone. (TA.) See also سَلَمَان. A poet says, (namely, Bujeyr Ibn-'Anameh, IB, TA,) يَرْمِى وَرَائِى بِامْسَهْكِ وَامْسَهْمِ وَامْسَلِمَهْ [He casts from behind me (i. e. defends me) with the arrow and the stone]: this [usage of ام for ال] is of the dial. of [Teiyi and] Himyer. (S, TA.) السِّلِمْ for السِّلْمْ: see سِلْمٌ, second sentence.

سَلِمَةٌ: see سَلِمٌ, in two places: and سَلَمَان.

A2: Also A woman soft, or tender, in the أَطْرَاف [or fingers, or other extremities]. (K.) b2: And An old and weak she-camel. (IAar, TA in art. سد.) سَلْمَى A certain plant (K, TA) which becomes green in the [season called] صَيْف [app. here meaning spring]. (TA.) b2: أَبُو سَلْمَى The [species of lizard called] وَزَغ: (K:) or, some say, [as is said in the M,] ↓ أَبُو سَلْمَانَ. (TA.) b3: See also the next paragraph. b4: [In the CK, by a mistranscription, a meaning belonging to سُلَامَى is assigned to سَلْمَى.]

السَّلْمَآء, accord. to Aboo-Mis-hal, as meaning The earth, occurs in the prov., أَنْفٌ قِى المَآءِ وَاسْتٌ فِى السَّلْمَآءِ [A nose in the water and a rump on the earth]: and if this be correct, it may be derived from سلام [i. e. سِلَامٌ] meaning “ stones: ” and it may be originally ↓ السَّلْمَى, and lengthened for the sake of the rhyme. (Ham p. 214.) [But the reading commonly known is, أَنْفٌ فِى السَّلْمَآءِ وَاسْتٌ فِى المَآءِ.]

هُوَ سَلْمَانُ بَيْتِهِ He is the special, or particular, friend of his [another's] house; one who mixes with him much: from the saying of the Prophet, سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلِ البَيْتِ [Selmán is of us, the people of the house]; referring to Selmán El-Fárisee. (Har p. 472.) b2: أَبُو سَلْمَانَ: see سَلْمَى. b3: Also A species of the [black beetles called] جِعْلَان [pl. of جُعَلٌ, q. v.]: (M:) or i. q. جُعَلٌ, (IAar, K,) or أَبُو جَعْرَان, with fet-h [app. a mistake for kesr] to the ج: (Kr, TA:) or the largest of the جِعْلَان: or a certain insect like the جُعَل, having a pair of wings: (TA:) or the male of the [black beetles called] خَنَافِس [pl. of خُنْفَسَآءُ, q. v.]. (IAar, TA in art. فرض.) سَلَمَان or سَلِمَان, accord. to different readings, occurs in a trad. of Ibn-'Omar, in which it is said, كَانَ يُصَلِّى عِنْدَ سَلَمَانٍ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ [He used to pray at certain selem-trees, or certain stones, in the road of Mekkeh]: each may be a pl. [or rather a quasi-pl. n.]; the former, of ↓ سَلَمَةٌ, the “ tree so called; ” the latter, of ↓ سَلِمَةٌ, “ stones ” [or a “ stone: ” but both of these explanations are strange]. (TA.) سَلَامٌ, (S, K, TA,) in its primary acceptation, (TA,) is syn. with ↓ سَلَامَةٌ, (S, K, TA,) as is also ↓ سَلَمٌ, (S, [so in one of my copies, but omitted in the other copy,]) and signifies Safety, security, immunity, or freedom, from faults, defects, imperfections, blemishes, or vices, (S, * [mentioned in one only of my two copies, and there as relating peculiarly to the third word,] K, [in which it ostensibly relates peculiarly to the first word, but in the CK, by the omission of a و before it, it is made to relate only to the second word,] and TA, [accord. to which it relates to the first and second words, as it is well known to do,]) and from evils of any kind: (TA:) or [simply] safety, security, immunity, or freedom; as also ↓ سَلَامَةٌ: (Sb, M:) IKt says that these two words may be dial. vars. [syn. each with the other]; or the former may be pl. of the latter [or rather a coll. gen. n. of which the latter is the n. un.]: (M, TA:) and Suh says, in the R, that most of the lexicologists hold them to have one [and the same] meaning: but that if they considered the language of the Arabs, and the distinction, or limitation, denoted by the ة, they would see that between them is a great difference [inasmuch as the former has a large range of meaning which the latter has not, as will be seen from what follows]. (TA.) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ is an announcement of the continuance of سَلَامَة [or safety, &c.]: (Bd in xiii. 24:) [it may therefore be rendered Safety, &c., be, or light and abide, on you; or, generally, peace be, or light and abide, on you; for] it means nothing disliked, or evil, shall befall you henceforth: (Bd in xvi. 34:) and سَلَامٌ عَلَيْكَ [may be rendered in like manner; for it virtually] means I will not do to thee anything that is disliked, or evil; (Bd and Jel in xix. 48;) nor say to thee henceforward what would annoy thee, or be disagreeable, or evil, to thee. (Bd ibid.) It may also be [rendered May safety, &c., or peace, be, or light and abide, on you; as] a prayer for سَلَامَة, to those to whom it is addressed, from the state in which they are at the time. (Bd in xxviii. 55.) [It is generally held that this salutation may not be used by, nor to, any but a Muslim.] In the beginning of an epistle, the approved practice is to write سَلَامٌ عَلَيْكَ, without the article ال; and in repeating it, at the end, to write it with that article. (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Anthol. Gramm. Arabe, p. 72 of the Arabic text. [In the latter case, the general practice in the present day is to write simply وَالسَّلَام, suppressing عَلَيْكَ.]) In saluting the dead, one puts عَلَيْكَ first, saying, عَلَيْكَ سَلَامُ اللّٰهِ. (Ham p. 367.) You also say, مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا ↓ لَا بِسَلَامَتِكَ [No, by thy safety, such and such things were not]. (S.) السُّلَامُ is also a name of God, (S, M, Msb, K,) [applied to Him in the Kur lix. 23, accord. to some for ذُو السَّلَامِ, i. e. ذُو السَّلَامَةِ,] because of his safety, or freedom, from defect, and imperfection, and cessation of existence; (IKt, M, TA;) or from variations, and as being the everlasting, who brings the creation to nought and will not come to nought; or, accord. to Suh in the R, He is so named [as being the Author of Safety, Security, &c.; i. e.] because He has rendered all his creatures safe, or free, from defectiveness, or unsoundness, and mankind and the jinn, or genii, from the betiding of injustice, or wrong, to them, from Him; and the expositors who assert that He is thus named because of his safety, or freedom, from imperfections, and evils of any kind, utter an unseemly saying, making سَلَامٌ to be syn. with ↓ سَالِمٌ, which latter applies only to him who is liable to evil of any kind, and who expects it, and then becomes safe, or free, from it. (TA.) دَارُ السَّلَامِ is an appellation of Paradise, (M, K,) [applied thereto in the Kur vi. 127 and x. 26,] as being the abode of everlasting safety, or security; (Zj, M, TA;) the abode of safety, or security, from evils of any kind, from death and decrepitude and diseases [&c.]: (TA:) or as being the abode of God. (M, TA.) b2: See also سِلْمٌ, in four places. b3: [As is there stated,] it signifies also Salutation, or greeting; (M, TA;) particularly the salutation of الإِسْلَام [by saying سَلَامٌ عَلَيْكَ or سَلَامٌ عَلَيْكُمْ, expl. above]; (Bd in iv. 96;) a subst. (S, Mgh, Msb, TA) from سَلَّمَ عَلَيْهِ, (Msb,) [i. e.] from التُّسْلِيمُ, (S, Mgh, TA,) like كَلَامٌ from التَّكْلِيمُ. (Mgh. [See 2, third sentence.]) b4: In the saying in the Kur [xxv. 64], وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [And when the ignorant speak to them, they say, سَلَامًا], this last word signifies تَسَلُّمًا, (Sb, M,) or تَسَلُّمًا مِنْكُمْ [ for نَتَسَلَّمُ مِنْكُمْ تَسَلُّمًا We declare ourselves to be clear, or quit, of you], and مُتَارَكَهً لَلُمْ [ for نُتَارِكُكُمْ مُتَارَكَةً we relinquish you], (Bd,) [and means] there shall be neither good nor evil between us (Sb, M, Bd) and you: it is not the سلام that is used in salutation; for the verse was revealed at Mekkeh, and the Muslims had not then been commanded to salute the believers in a plurality of gods: (Sb, M:) [in iv. 88 of the Kur, which was promulgated afterwards, at ElMedeeneh, is a general command to return a salutation with a better or with the same; but the Sunneh prescribes that the salutation of سَلَامٌ عَلَيْكَ or سَلَامٌ عَلَيْكُمْ when addressed to a Muslim by one not a Muslim is to be returned only by saying وَعَلَيْكَ or وَعَلَيْكُمْ:] or the meaning in xxv. 64 is, they say a right saying, in which they are secure from harming and sinning. (Bd.) Sb asserts that Aboo-Rabee'ah used to say, إِذَا لَقِيتَ فُلَانًا فَقُلْ سَلَامًا, meaning تَسَلُّمًا [for أَتَسَلَّمُ مِنْكَ تَسَلُّمًا, i. e. When thou meetest such a one, say, I declare myself to be clear, or quit, of thee]: and he says that some of them said سَلَامٌ, meaning The case of me and thee is the [case of] being clear, or quit, each of the other; and the [case of] mutual relinquishing. (M.) [It is usual, in the present day, to say, اِفْعَلْ كَذَا وَالسَّلَام, meaning Do thou such a thing, and there will be an end of altercation between us.]

A2: See also سَلِيمٌ.

A3: Also A kind of trees; (S, M, Msb, K;) they assert that they are evergreen; nothing eats them; but the gazelles keep to them, and protect themselves by their shade, but do not hide among them; and they are not great trees, nor of the kind called عِضَاه: (AHn, M:) they are also called ↓ سِلَامٌ; (K;) or this is pl. of سَلَمَةٌ [n. un. of سَلَمٌ], which is of another kind; like as إِكَامٌ is pl. of أَكَمَةٌ: (IB, TA:) n. un. with ة. (S, M.) السَّلَامُ عَلَيْكَ was said to an Arab of the desert; and he replied, الجَثْجَاثُ عَلَيْكَ: and being asked, “ What is this reply? ” he answered, “They are two bitter trees: thou hast put upon me one, so I have put upon thee the other. ” (K.) A4: See also سَلِمٌ, in two places.

سِلَامٌ: see سَلِمٌ, in two places: A2: and the paragraph here next preceding, last sentence but two.

سَلِيمٌ i. q. ↓ سَالِمٌ, (S, M, K,) which means Safe, secure, or free, (Msb,) from evils of any kind; (K, Msb, TA;) applied to a man: (M:) pl. سُلَمَآءُ; (M, K, TA;) in some copies of the K سَلْمَى, like جَرْحَى pl. of جَرِيحٌ; (TA;) [but this is probably its pl. only when it is used in the sense of جَرِيحٌ or the like, as seems to be the case from what follows.] Also, (M,) applied to a heart: (S, M:) بِقَلْبٍ سَلِيمٍ, in the Kur xxvi. 89, means With a heart free from unbelief: (M, TA:) or, divested of corruptness, or unsoundness: (Er-Rághib, TA:) in the Kur xxxvii. 82, some say that it means with a grieving, or sorrowful, heart; from سَلِيمٌ in the sense here next following. (Bd.) b2: Also i. q. لَدِيغٌ [meaning Bitten by a serpent]; (S, M, K;) as also ↓ سَلَامٌ (S, K) and ↓ مَسْلُومٌ: (K:) app., (S,) as implying a good omen, of safety; (S, M;) or because the person is left (مُسْلَمٌ) to that [bane] which is in him: (IAar, S, * M:) and sometimes it is metaphorically used as meaning (tropical:) wounded: (M:) or it means wounded, at the point of death, (M, K,) as some say: (M:) pl. سَلْمَى. (M, and Ham p. 214.) A2: Also, (M, K,) of a horse, (M,) The part, of the hoof, that is between the أَشْعَر [or hair, or extremity of the skin, next the hoof], (M, TA,) or that is between the أَمْعَر [q. v.], (K,) but the former is the right, (TA,) and the interior of the hoof. (M, K, TA.) سَلَامَةٌ [the most usual inf. n. of سَلِمَ]: see سَلَامٌ, in three places.

A2: Also n. un. of سَلَامٌ applied to a kind of trees [described above]. (S, K.) سُلَامَى, a noun of the fem. gender, (Msb,) A certain bone that is in the فِرْسِن [q. v., here meaning foot] of the camel: (S, K:) this is said by A'Obeyd to be the primary signification: (S:) or the سُلَامَى of the camel are the bones of the فُرْسِن [or foot]: (M:) [for] سُلَامَى is used alike as sing. and pl., and sometimes it has also a pl., (S,) which is سُلَامَيَاتٌ: (S, M, K:) or it is a pl. [or rather a coll. gen. n.], of which the sing. [or n. un.] is سُلَامَيَةٌ, signifying the أَنْمَلَة [q. v.] of [any of] the fingers: (IAth, TA:) [but this is a strange explanation:] it is said that the last parts in which مُخّ [here meaning marrow or pulp and the like] remains in a camel when he has become emaciated are the سُلَامَى and eye; and when it has gone from these, he has none remaining: (S:) the pl. سُلَامَيَاتٌ, (S, TA,) or سُلَامَى, (M, Msb,) also signifies the bones of the أَصَابِع, (S, M,) so says Kh, and Zj adds that they are also called the قَصَب, (Msb,) of the hand and of the foot; (M;) [i. e., of the fingers and of the toes; and this seems to be the most common meaning, in relation to a human being; namely, the phalanges of the fingers and of the toes;] that are between every two joints [and what are beyond the extreme joints] of the أَصَابِع: accord. to Lth, the سلامى are the bones of the أَصَابِع [or fingers and toes] and the أَشَاجِع and the أَكَارِع, and are hard and compact bones like كِعَاب [pl. of كَعْبٌ]: (TA: [see the words that I have here left untranslated, for the senses in which they are here used are doubtful:]) accord. to IAar, (M,) certain small bones, of the length of the إِصْبَع [or finger], (M, K,) or nearly so, (M,) or less, (K,) of which there are four, or three, (M,) [or app., five, for the meaning here seems to be the metacarpal and metatarsal bones, to which the terms سُلَامَى and سُلَامَيَاتٌ are sometimes applied, (see أَشْجَعُ and مُشْظٌ,)] in the hand and in the foot, (K,) [i. e.] in each hand and foot: (M:) Ktr says that the سلاميات are the عُرُوق [app. a mistake for عِظَام i. e. bones] of the outer side of the hand and foot: (Msb:) سلامى is also said to signify any small hollow bone: and any bone of a human being: and ISh says that in every horse are six سلاميات [app. in the fore legs and the same in the hind legs; for he seems to mean that the term سلامى is applied to each of the pasternbones and to the coffin-bone; these three corresponding to the phalanges of a human being: see فَصٌّ]: (TA:) it is not allowable to write سلامى otherwise than with what is termed the short alif. (MF, TA.) A2: سُلَامَى, (M, K,) like سُكَّارَى, (K, TA, [in the CK like سَكْرٰى, which is shown to be wrong by a verse cited in the M and TA,]) signifies also The [south, or southerly, wind called] جَنُوب. (M, K.) سَلَامَانٌ A kind of tree, (S, M, K,) growing in soft, or plain, tracts: (M:) Az says, it is like the أَلَآء, which is a tree resembling the myrtle, which changes not in the midst of summer, and which has a produce resembling the head [or ear] of millet (ذُرَة), except that it is smaller than the الآء; tooth-sticks (مَسَاوِيك) are made from it; and its produce is like that of the الآء; and it grows in the sands and the deserts: (TA in art. الأ:) n. un. with ة. (M.) نَمْلُ سُلَيْمَانُ Red ants [lit. the ants of Solomon]. (TA voce أَحْوَى, in art. حو.) سُلَّمٌ A ladder, or a series of stairs or steps, syn. مِرْقَاةٌ, (M, K,) and دَرَجَةٌ, (M,) or مِعْرَاجٌ, (Msb,) upon which one ascends; (S, Mgh;) either of wood or of clay [&c.]: (Mgh:) said by Zj to be so called because it delivers thee (يُسَلِّمُكَ) to the place to which thou desirest to go, (Mgh, TA,) i. e., to some high place, and thou hopest for safety (السَّلَامَة) by means of it: (Er-Rághib, TA:) masc. and fem.; (Lth, M, Mgh;) [app., accord. to Lth and F, generally fem.; for] accord. to Lth, one says, هِىَ السُّلَّمُ and هُوَ السُّلَّمُ; (Mgh;) [and F says,] it is sometimes made masc.: (K:) pl. سَلَالِيمُ (S, Mgh, K) and سَلَالِمُ, (K,) [which latter is the original, for] the ى in سَلَالِيمُ is added by poetic license. (M, TA.) [Hence,] السُّلَّمُ (assumed tropical:) Certain stars, below [those called] العَانَةُ, on the right of them; (K;) as being likened to the سُلَّم [above-mentioned]. (TA.) b2: And The غَرْز [or stirrup of the camel's saddle] (S, K) is sometimes thus called [as being a means of mounting]. (S.) b3: And (tropical:) A means to a thing; (K, TA;) because it leads to another thing like as does the سُلَّم upon which one ascends. (TA.) b4: And السُّلَّمُ is the name of The horse of Zebbán (in the CK Zeiyán) Ibn-Seiyár. (K.) سَالِمٌ: see سَلِيمٌ; and see سَلَامٌ, near the middle of the paragraph. [See also an ex. voce شَاجِبٌ.]

b2: [Hence,] كَلِمَةٌ سَالِمَةُ العَيْنَيْنِ (tropical:) A good word or expression or sentence. (TA.) A2: The saying of J [in the S], (K,) in which he has followed his maternal uncle El-Fárábee, (TA,) that it signifies The portion of skin between the eye and the nose, is a mistake; (IB, K;) and his citation, as an authority, of the verse of 'AbdAllah Ibn-'Omar (K) in which he says, وَجِلْدَةُ بَيْنَ العَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ (TA,) is futile: (K:) for, as IB says, Sálim was the son of Ibn-'Omar, who, by reason of his love of him, thus makes him to be as the skin between his eyes and his nose: or, as MF says, the truth is, that the said verse is by Zuheyr, and Ibn-'Omar used it as a proverb: and [SM says], if this be correct, it strengthens the saying of J. (TA.) أَسْلَمُ [More, and most, safe or secure or free from evils of any kind]. You say, هٰذَا أَسْلَمُ مِنْ هٰذَا [This is more safe &c. than this]: and هٰذَا الأَسْلَمُ [This is the most safe &c.]; and هٰذِهِ السُّلْمَى. (Ham p. 214.) A2: And الاسلم [app. الأَسْلَمُ] signifies, like الطفى [i. e. الطَّفْىُ]; The leaves (خُوص) of the دَوْم [or Theban palm]. (Ibn-Beytár, app. from AHn, cited by De Sacy in his Chrest. Arabe, 2nd ed., iii. 480.) الإِسْلَامُ [inf. n. of 4, q. v. b2: It is the general term for The religion of Mohammad: differing from الإِيمَانُ, as shown above: see 4. b3: and hence, for أَهْلُ الإِسْلَامِ, or the like,] The Muslims, collectively. (M in art. بيض, &c.) إِسْلَامِىٌّ [Of, or relating to, الأِسْلَام as meaning the religion of Mohammad. b2: And particularly] A poet of the class next after the مُخَضْرَمُون and next before the مُوَلَّدُون. (Mz 49th نوع.) [See the Preface to the present work, p. ix.] The most celebrated of the poets of this class, it seems, were Jereer, El-Farezdak, El-Akhtal, and Dhu-rRummeh, who were contemporaries, and flourished in the first and second centuries of the Flight. (Mz ubi suprà, and Ibn-Khillikán in art. جَرِير.) b3: لَفْظٌ إِسْلَامِىٌّ A word, or phrase, introduced, or used in a new sense, on the occasion of the promulgation and establishment of the religion of الإِسْلَام, by means of the Kur-án &c. (Mz 20th نوع.) الأُسَيْلِمُ [The vena salvatella;] a certain vein (S, M, K) in the hand, (M,) between the little finger and the finger next to this: (S, K:) it occurs only [thus] in the dim. form. (M.) مُسْلِمٌ act. part. n. of 4 [q. v.]. (Msb.) وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ, in the Kur ii. 122, means And make both of us self-resigned, or submissive, to Thee: (Bd, Jel:) or, sincere in religion, or without hypocrisy, towards Thee; syn. مُخْلِصَيْنِ: (M, Bd:) and therefore مسلمين is made trans. by means of ل. (M.) b2: [It commonly means One who holds, or professes, the religion of الإِسْلَام.] And one says, ↓ كَأَنَ كَافِرًا ثُمَّ هُوَاليَوْمَ مُسْلَمَةٌ [He was an unbeliever: then, to day, he has become a Muslim]. (M.) مَسْلَمَةٌ: see what next precedes.

المُسَلَّم is said to be used in the sense of ↓ المُسْتَلَم in the saying of El-'Ajjáj, بَيْنَ الصَّفَا وَالكَعْبَةِ المُسَلَّممِ [Between Es-Safà and the Kaabeh of which the Black Stone is touched with the hand, or kissed: see 8]. (M.) مَسْلُومٌ: see سَلِيمٌ. b2: b3: Also A hide, or skin, tanned with [قَرَظ, or leaves of] the سَلَم. (S, M.) أَرْضٌ مَسْلُومَآءُ A land abounding with the trees called سَلَم. (M, K.) b2: Suh says, on the authority of AHn, that مَسْلُومَآءُ is a name for A collection of سَلَم; like مَشْيُوخَآءُ applied to “ many elders, or men advanced in age. ” (TA.) المُسْتَلَم: see المُسَلَّم. b2: مُسْتَلَمُ القَدَمَيْنِ meansA man soft, or tender, in the feet. (TA.)
(سلم) : يُقال للزَّرْع إذا خَرَج سُنْبُلُه: قد اسْتَلَم، افْتَعَل من السَّلاَمَةِ.
السلم: هو في اللغة التقديم والتسليم، وفي الشرع: اسم لعقد يوجب الملك للبائع في الثمن عاجلًا، وللمشتري في الثمن آجلًا، فالمبيع يسمى مسلمًا به، والثمن، يسمى: رأس المال، والبائع يسمى: مسلمًا إليه. والمشتري يسمى: رب السلم.

سلم


سَلَمَ(n. ac.
سَلْم)
a. Stung, bit.
b. Tanned (leather). _ast;
سَلِمَ(n. ac. سَلَاْم
سَلَاْمَة)
a. Was safe, secure; was well, healthy, sound.
b. [Min], Was, became safe, secure, free from; escaped.

سَلَّمَ
a. [acc. & Min], Preserved, kept free, safe from.
b. ['Ala], Saluted, greeted.
c. [Bi], Admitted, assented to (proposition).
d. [acc. & Ila], Delivered, handed over, gave up, transmitted
committed, assigned, consigned, resigned to.

سَاْلَمَa. Made peace, lived in peace with.

أَسْلَمَa. Preserved; kept safe & sound, intact.
b. Delivered up, betrayed; deserted.
c. [acc. & Ila], Submitted, resigned (himself)
committed (himself) to.
d. ['An], Left, quitted, forsook.
e. see V (b)
تَسَلَّمَa. Took, accepted, received; entered into possession
of.
b. Became a Muslim, embraced Islām.

تَسَاْلَمَa. Made peace, lived together in peace; agreed, went well
together.

إِسْتَلَمَa. Received, took, accepted; touched; kissed.

إِسْتَسْلَمَa. Yielded, submitted, obeyed.
b. Took, followed ( road, way ).
سَلْم
(pl.
أَسْلُم سِلَاْم)
a. Leather bucket.
b. see 2 (a)
سِلْمa. Peace.
b. Religion of Islām.
c. Peaceful, peaceable, pacific.

سَلَمa. Payment in advance.
b. Salutation, greeting.
c. (pl.
أَسْلَاْم), Mimosa flava ( tree from which tan is made).
سَلِمَة
(pl.
سَلِم
سِلَاْم
23)
a. Stone.
b. Tender, delicate (woman).
سُلَّم
( pl.

سَلَالِم
سَلَاْلِيْمُ)
a. Steps; ladder; stairs.

سَاْلِمa. Sound; whole, entire, intact; healthy, in good health
well; safe, secure.
b. Sound, regular ( verb, plural ).

سَلَاْمa. Peace; security, safety; welfare, well-being.
b. Salutation, greeting.
c. see 23
سَلَاْمَةa. Health; soundness; wholesomeness.
b. Safety, security; immunity.

سِلَاْم
(pl.
سَلْم
سَلِمَة)
a. A certain bitter tree.

سَلِيْم
(pl.
سُلَمَآءُ)
a. see 21 (a)b. (pl.
سَلْمَى), Stung, bitten.
N. P.
سَلَّمَa. Granted, conceded accorded.

N. Ac.
سَلَّمَa. Delivery.
b. Resignation.
c. Salutation.

N. Ag.
أَسْلَمَa. Mussulman, Moslem, Muslim.

N. Ac.
أَسْلَمَa. Resignation, submission, obedience.
b. The religion of Islām, Islamism.
سَلْمَى
a. Salma ( fem. proper name ).
السَّلَام عَلَيْكَ
a. Peace be with thee!

دَار السَّلَام
a. Heaven.

مَدِيْنَة السَّلَام
a. Bagdad.

سَلِيْم القَلْب
a. Upright in heart; having a good conscience.

سُلَيْمَان
a. Solomon; Sulaiman.

سُلَيْمَانِيّ
a. Mercuric chloride.

إِسْلَامِيّ
a. Muhammadan, muslim.
س ل م: (سَلْمٌ) اسْمُ رَجُلٍ وَ (سَلْمَى) اسْمُ امْرَأَةٍ. وَ (سَلْمَانُ) اسْمُ جَبَلٍ وَاسْمُ رَجُلٍ. وَ (سَالِمٌ) اسْمُ رَجُلٍ. وَ (السَّلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ السَّلَفُ. وَ (السَّلَمُ) أَيْضًا (الِاسْتِسْلَامُ) . وَ (السَّلَمُ) شَجَرٌ مِنَ الْعِضَاهِ الْوَاحِدَةُ سَلَمَةٌ. وَ (سَلَمَةُ) أَيْضًا اسْمُ رَجُلٍ. وَ (السُّلَّمُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَاحِدُ (السَّلَالِيمِ) الَّتِي يُرْتَقَى عَلَيْهَا. وَ (السِّلْمُ) السَّلَامُ. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208] وَذَهَبَ بِمَعْنَاهَا إِلَى الْإِسْلَامِ. وَ (السَّلْمُ) الصُّلْحُ بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِهَا يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَالسِّلْمُ الْمُسَالِمُ تَقُولُ: أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَنِي. وَ (السَّلَامُ السَّلَامَةُ) . وَ (السَّلَامُ) الِاسْتِسْلَامُ. وَالسَّلَامُ الِاسْمُ مِنَ التَّسْلِيمِ. السَّلَامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى. وَالسَّلَامُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْعُيُوبِ فِي قَوْلِ أُمَيَّةَ. وَقُرِئَ: {وَرَجُلًا سَلَمًا} [الزمر: 29] وَ (السُّلَامَيَاتُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ عِظَامُ الْأَصَابِعِ وَاحِدُهَا (سُلَامَى) وَهُوَ اسْمٌ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ أَيْضًا. وَ (السَّلِيمُ) اللَّدِيغُ كَأَنَّهُمْ تَفَاءَلُوا لَهُ بِالسَّلَامَةِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ أَسْلَمَ لِمَا بِهِ. وَقَلْبٌ سَلِيمٌ أَيْ سَالِمٌ. وَ (سَلِمَ) فُلَانٌ مِنَ الْآفَاتِ بِالْكَسْرِ (سَلَامَةً) وَ (سَلَّمَهُ) اللَّهُ مِنْهَا. وَ (سَلَّمَ) إِلَيْهِ الشَّيْءَ (فَتَسَلَّمَهُ) أَيْ أَخَذَهُ. وَ (التَّسْلِيمُ) بَذْلُ الرِّضَا بِالْحُكْمِ. وَالتَّسْلِيمُ أَيْضًا السَّلَامُ. وَ (أَسْلَمَ) فِي الطَّعَامِ أَسْلَفَ فِيهِ. وَأَسْلَمَ أَمْرَهُ إِلَى اللَّهِ أَيْ سَلَّمَ. وَأَسْلَمَ دَخَلَ فِي (السَّلَمِ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ الِاسْتِسْلَامُ، وَ (أَسْلَمَ) مِنَ الْإِسْلَامِ. وَ (أَسْلَمَهُ) خَذَلَهُ. وَ (التَّسَالُمُ) التَّصَالُحُ. وَ (الْمُسَالَمَةُ) الْمُصَالَحَةُ. وَ (اسْتَلَمَ) الْحَجَرَ لَمَسَهُ إِمَّا بِالْقُبْلَةِ أَوْ بِالْيَدِ وَلَا يُهْمَزُ وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ. وَ (اسْتَسْلَمَ) أَيِ انْقَادَ. 
(س ل م) : (سَلِمَ) مِنْ الْآفَاتِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ سَلِمَتْ لَهُ الضَّيْعَةُ أَيْ خَلَصَتْ وَبِمَصْدَرِهِ سُمِّيَتْ (سَلَّامَةُ) بِنْتُ مَعْقِلٍ أَمَةُ الْحُتَاتِ بِضَمِّ الْحَاءِ وَالتَّاءَيْنِ بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ فَوْقَ وَقِيلَ بِالْبَاءَيْنِ بِنُقْطَةٍ وَالسَّارِقَةُ فِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ سَالِمُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَاوِي حَدِيثِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ (وَبِفَعَّالِ الْمُبَالَغَةِ) سُمِّيَ وَالِدُ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ (وَبِفَعْلَانَ مِنْهُ) سُمِّيَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ قَاضِي الْكُوفَةِ (وَسَلْمَانُ) أَيْضًا حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ إلَيْهِ يُنْسَبُ عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ مِنْ التَّابِعِينَ وَالْمُحَدِّثُونَ عَلَى التَّحْرِيكِ وَأَنْكَرَهُ السِّيرَافِيُّ (وَأَمَّا سُلَيْمَانُ) فَأَعْجَمِيٌّ (وَالسَّلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْعِضَاهِ (وَبِوَاحِدَتِهِ) سُمِّيَ سَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ الْبَيَاضِيُّ (وَكُنِّيَ) أَبُو سَلَمَةَ زَوْجُ أُمِّ سَلَمَةَ قَبْلَ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ (وَقَوْلُهُ) السُّلَّمُ لَا يَدْخُلُ فِي الْبَيْعِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ خَشَبٍ أَوْ مَدَرٍ يَعْنِي: الْمِعْرَاجَ وَهُوَ مَا يُعْرَجُ فِيهِ وَيُرْتَقَى عَلَيْهِ وَقَدْ يُؤَنَّثُ قَالَ اللَّيْثُ يُقَالُ هِيَ السُّلَّمُ وَهُوَ السُّلَّمُ وَالْجَمْع السَّلَالِيمُ قَالَ الزَّجَّاجُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - سُمِّيَ بِهَذَا لِأَنَّهُ يُسَلِّمُك إلَى حَيْثُ تُرِيدُ (وَأَسْلَمَ الثَّوْبَ) إلَى الْخَيَّاطِ وَأَسْلَمَ فِي الْبُرِّ أَسْلَفَ مِنْ السَّلَمِ وَأَصْلُهُ أَسْلَمَ الثَّمَنَ فِيهِ فَحُذِفَ وَقَدْ جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ (مِنْهُ) قَوْلُهُ إذَا أَسْلَمَ صُوفًا فِي لَبْدٍ أَوْ شَعْرًا فِي مِسْحٍ لَمْ يَجُزْ وَسَلَّمَ إلَيْهِ وَدِيعَتَهُ تَسْلِيمًا (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَا يَتِمُّ الرَّهْنُ حَتَّى يَقُولَ الرَّاهِنُ بَعْدَمَا خَرَجَ مَنْ الدَّارِ سَلَّمْتُكَهَا عَلَى حَذْفِ الْجَارِّ فَسَهْوٌ (وَالسَّلَامُ) اسْمٌ مِنْ التَّسْلِيمِ كَالْكَلَامِ مِنْ التَّكْلِيمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَكَذَا سَلَامُ بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَغَيْرِهِ وَهُوَ أَبُو زَيْنَبَ وَكَانَ مِنْ الْيَهُودِ وَيُنْشَدُ لِأَبِي سُفْيَانَ
سَقَانِي فَرَوَانِي كُمَيْتًا مُدَامَةً ... عَلَى ظَمَإٍ مِنِّي سَلَامُ بْنُ مِشْكَمِ
وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ تَنَاوَلَهُ بِالْيَدِ أَوْ بِالْقُبْلَةِ أَوْ مَسَحَهُ بِالْكَفِّ مِنْ السَّلِمَةِ بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَهِيَ الْحَجَرُ (وَبِهَا سُمِّيَ) بَنُو سَلِمَةَ بَطْنٌ مِنْ الْأَنْصَارِ.
سلم
السلْمُ: ضَرْبٌ من الدِّلاء مُسْتَطِيْلٌ لها عُرْوَةٌ واحِدَةٌ. ولَدْغُ الحَيةِ، والمَلْدُوْغُ: سَلِيْم ومَسْلُوْم. ورَجُل سَلِيْمٌ: سالِمٌ؛ سَلِمَ سَلَامَةً.
وقَوْلُهم: السلامُ عليكم: أي السلَامَةُ من الله عليكم. والسلاَمُ: السدَادُ، من قَوْلِه عَزَ وجَلَّ: " وإذا خاطَبَهم الجاهِلُونَ قالوا سَلاَما " أي صَوَاباً. وقيل: سَلِمَ من العَيْبِ. وقَوْلُه: " اللهُ يَدْعُو إلى دارِ السَّلام "، السَّلَامُ: اللهُ، ودارُه: الجَنةُ. وقيل: هي السلَامَةُ.
وقُرِئَ: " ورَجُلاً سالِماً لرَجُلٍ " أي خالِصاً. والمُسْلِمُ: المُخْلِصُ للهِ عِبَادَتَه. والسلَامُ: الحِجَارَةُ، والواحِدَةُ سَلِمَةٌ.
والسلَامُ: ضَرْبٌ من دِق الشَّجَرِ. والسُلَامى: عِظَامُ الأصابعِ والأشاجِعِ والأكارِعِ، والجَميعُ سُلَامَيَاتٌ. وهو آخِرُما يَبْقى من المُخَ في السُّلامى والعَيْنِ. والسلَمُ: ضَرْبٌ من الشجَرِ، الواحِدَةُ سَلَمَةٌ. والمَسْلُوْمُ: المَدْبُوْغُ به. وأرْضٌ مَسْلُوْمَاءُ: كثيرةُ السلَمِ. والإسْلَامُ: الاسْتِسْلامُ لأمْرِ اللهِ والانْقِيَادُ لطاعَتِه. ويقولونَ: سَلمْنا للهِ رَبنا: أي اسْتَسْلَمْنا له وأسْلَمْنا. والسلَمُ - أيضاً -: الإسْلَامُ.
والمُسْلِمُ: المُسْتَسْلِمُ. والمَسَالِيْمُ: جَمْعُ المُسْلِمِ. وكانَ كافِراً ثُم تَمَسْلَمَ: أي أسْلَمَ. وأسْلَمْتُ فلاناً: خَذَلْته.
وأسْلَمْتُ إليه ثَوْباً، وسَلَّمْتُ له وإليه. ويقولونَ: المَظْلُوْمُ عِنْدَنا يُسْلَمُ ظُلَامَتَه: أي يُعْطى ظُلَامَتَه. وتَسَلمْتُ حاجَتي من فلانٍ: أي نَجَزَتْ وقُضِيَتْ. ولا يُسْتَلَمُ على سُخْطِه: أي لا يُصْطَلَحُ على ما يَكْرَهُه.
وكُلُ تارِك لشَيْءٍ فهو مُسْلِمٌ له. واسْتِلامُ الحَجَرِ: تَنَاوُلُه باليَدِ أو بالقُبْلَةِ. والسلْمُ والسَّلَمُ والسلْمُ والسلَامُ والمُسَالَمَةُ: واحِد؛ وهو الصُّلْحُ. وأخَذَه سِلْماً: أي أسَرَه. وإنَه لَحَسَنُ السلْمِ: أي الإسْلام والديْنِ.
والسلَمُ - بفَتْحَتَيْنِ -: الأسْرُ. وهوَ الأسِيْرُ أيضاً.
وأسْلَمَ الرجُلُ بعد جُنُونِه: إذا تَرَكَ ما كانَ عليه من جُنُونِ الشبَابِ. ويقولون للرجُلِ الكاذِب: " ما تَسَالَمُ خَيْلاه كِذْباً ".
وكَلِمَةٌ سالِمَةُ العَيْنَيْنِ: أَي حَسَنَةٌ.
والسلَمُ: ما أسْلَفْتَ فيه. وفي الحَدِيث: " لا باسَ بالسَّلَم "، يُقال: أسْلَمَ فيه. والسُلَّمُ: السيْرُ، والمَرْقى، والجَميعُ السلَالِيْمُ. والسُلمُ: كَواكِبُ أسْفَل من العَانة عن يَمِيْنِها. والسلِيْمُ من حافِرِ الفَرَسِ: بَيْنَ الأمْعَرِ والصحْنِ من باطِنِه. والأسَيْلِمُ: عِرْقٌ في اليَدِ. والأسْلُوْمُ: بَطْنٌ من حِمْيَرَ. وامْرَأة سَلِمَة وسَلِبَةٌ: إذا كانَتْ لَينَةَ الأطْرافِ ناعِمَتَها. وفلانٌ مُسْتَلَمُ القَدَمَيْنِ: أي لَينُهما. واسْتَسْلَمَ ثَكَمَ الطرِيقِ: أخَذَه ولم يُخْطِئْه. وأبُو سَلْمَانَ: أعْظَمُ الجِعْلاَنِ ذو رَأْسٍ عَظِيمٍ. وأبو سَلْمى: هو الوَزَغُ.
والسَّلَامَانَةُ: مِثْلُ الألَاءةِ، وتُجْمَعُ على السلاَمَانِ، وقد سَمَتِ العَرَبُ سَلَامَانَ، وقيل: هو شَجَرٌ أطْوَلُ من الشيْح. والسَّلَامُ - أيضاً -: شَجَر.
[سلم] أبو عمرو: السَلْمُ: الدَلْوُ لها عروة واحدة ، نحو دلو السقائين. وسلم: اسم رجل. وسلمى: اسم امرأة. وسلمى: أحد جبلى طيئ. وسلمى: حى من دارم. وقال: تعيرني سلمى وليس بقضأة ولو كنت من سلمى تفرعت دارماوفي بنى قشير سلمتان: سلمة بن قشير، وهو سلمة الشر، وأمه لبينى بنت كعب ابن كلاب، وسلمة بن قشير، وهو سلمة الخير. وهو ابن القسرية . وسليم: قبيلة من قيس عيلان، وهو سليم ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. وسليم أيضا: قبيلة في جذام من اليمن. وأبو سلمى، بضم السين: والد زهير بن أبى سلمى المزني الشاعر، وليس في العرب غيره، واسمه ربيعة بن رباح من بنى مازن، من مزينة. وسلمان: اسم جبل، واسم رجل. وسالم: اسم رجل. والسلم، بالتحريك: السلف. والسلم: الاستسلام. والسَلَمُ أيضاً: شجرٌ من العضاه، الواحدة سلمة. وسلمة: اسم رجل: وسلمة، بكسر اللام أيضا: اسم رجل. وبنو سلمة: بطن من الانصار، وليس في العرب سلمة غيرهم. والسلمة أيضا: واحدة السلام، وهى الحجارة. وقال : ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمى ورائي بامسهم وامسلمه يريد بالسهم والسلمة، وهى لغة لحمير. والسلم: واحد السَلاليمِ التي يُرْتَقى عليها، وربما سمى الغرز بذلك. قال أبو الربيس التغلبي يصف ناقته: مطارة قلب إن ثنى الرجل ربها بسلم غرز في مناخ تعاجله وسلام وسلامة بالتشديد، من أسماء الناس. والسلم بالكسر: السَلامُ. وقال: وَقَفْنا فقلنا إيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ فما كان إلاّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ وقرأ أبو عمرو: (ادْخُلوا في السِلْمِ كافَّةً) يذهب بمعناها إلى الاسلام. والسلم: الصلحُ، يفتح ويكسر، ويذكِّر ويؤنث. والسِلْمُ: المُسالِمُ. تقول: أنا سِلْمٌ لمن سالمني. والسَلامُ: السَلامَةُ. والسَلامُ: الاستسلامُ. والسَلامُ: الاسمُ من التسليم. والسَلامُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى. والسَلامُ والسِلامُ أيضاً: شجَرٌ. قال بشر:

بصاحة في أسرتها السلام * الواحدة سَلامَةٌ. والسَلامُ: البراءة من العيوب في قول أمية . وقرئ: (ورجلا سلما) . والسلامان أيضا: شجر. والسلاميات: عظام الأصابع. قال أبو عبيد: السُلامى في الأصل عظمٌ يكون في فِرْسِنِ البعير. ويقال: إنَّ آخر ما يبقى فيه المخّ من البعير إذا عَجَف السُلامى والعين، فإذا ذهب منهما لم يكن له بقية بعد. قال الراجز . لا يشتكين عملا ما أنقين مادام مخ في سلامى أو عين واحده وجمعه سواء، وقد جمع على سُلامَياتٍ. ويقال للجلدة التي بين العين والأنف: سالِمٌ. وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في ابنه سالِمٍ: يُديرونَني عن سالِمٍ وأُريغُهُ وجلْدَةُ بين العينِ والأنفِ سالِمُ وهذا المعنى أراد عبدُ الملك في جوابه عن كتاب الحجاج: " أنت عندي كسالِمٍ ". والسَلامُ والسَليمُ: اللَديغُ، كأنَّهم تفاءلوا له بالسَلامة. ويقال: أُسْلِمَ لما به. وقلبٌ سَليمٌ، أي سالِمٌ. قال ابن السكيت: تقول لا بذي تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا. وتُثني: لا بِذي تسلمان، وللجماعة: لا بذى تسلمون، وللمؤنث: لا بِذي تَسْلَمينَ، وللجميع: لا بِذي تَسْلَمْنَ. قال: والتأويل لا والله الذي يُسَلِّمُكَ ما كان كذا وكذا. ويقال: لا وسَلامَتِكَ ما كان كذا. ويقال: اذهب بذى تسلم يافتى، واذْهَبا بذي تَسْلَمان، أي اذهبْ بسلامتك. قال الاخفش: وقوله ذى مضاف إلى تسلم. وكذلك قول الشاعر  بآية يقدمون الخيل زورا كأن على سنابكها مداما أضاف آية إلى يقدمون، وهما نادران لانه ليس شي من الاسماء يضاف إلى الفعل غير أسماء الزمان، كقولك هذا يوم يفعل، أي يفعل فيه. وتقول: سلم فلان من الآفات سَلامَةً، وسَلَّمَه الله سبحانه منها. وسلمت إليه الشئ فتسلمه، أي أخَذَه. والتَسْليمُ: بَذْلُ الرضا بالحكم. والستليم: السلام. وأسلم الرجل في الطعام، أي أسلَفَ فيه. وأَسْلَمَ أمرَه إلى الله، أي سَلَّمَ. وأَسْلَمَ، أي دخل في السَلْمِ، وهو الاستسلام. وأَسْلَمَ من الإسلام. وأَسْلَمَهُ، أي خذله. والتَسالُمُ: التصالح. والمُسالَمَةُ: المصالحة. واسْتَلَمَ الحجر: لمسه إمَّا بالقُبلة أو باليد. ولا يهمز لانه مأخوذ من السلام وهو الحجر، كما تقول: استنوق الجمل. وبعضهم يهمزه. واستسلم، أي انقاد . وسلمت الجلد أَسْلِمُهُ بالكسر، إذا دَبَغْتَهُ بالسَلَمِ. قال لبيد: بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلومُ والأُسَيْلِمُ: عِرْقٌ بين الخنصر والبنصر. والسلام، بالكسر: ماء. قال بشر: كأن قتودى على أحقب يريد نحوصا تؤم السلاما
(سلم) - فيَ الحديث: "ما من آدمي إلا ومَعَه شيطان. قيل: ومَعَك؟
قال: نعم، ولكن الله تَعَالى أَعانَني عليه، فأَسْلَمُ"
وفي رواية: "حتَّى أَسْلَم".
: أي انْقادَ وكَفَّ عن وَسْوَسَتِى. وقيل: دَخَل في الإسْلام، فسَلِمتُ من شَرِّه.
وأنكره بعضهم فقال : الشيطان لا يُسلِم، وإنما هو فأَسلَمُ برفعِ الميم على المستقبل، وتكون الألف للمتكلم أي أَسلمُ مِنْه ومن شَرِّه. ويَدُلّ على الرواية الأولى الحديث الآخر:
- "كان شَيطانُ آدمَ كافِراً. وشيطانِي مُسلِمٌ ، أو كما قال"
- في الحديث: "أنَّهم مَرُّوا بماءٍ فيهم سَلِيمٌ" 
: أي لَدِيغٌ. يقال: سَلمَتْه الحَيَّةُ: أي لَدَغَتْه. وقيل: بل إنما سُمِّى سَلِيماً تفاؤلاً ليسْلَم. كما يقال للفلاة: مَفَازَة وهي مَهْلَكة، ويحتمل أن يُسَمَّى سَلِيماً لأنه قد أُسلِمَ وتُرِكَ للإِياسِ من بُرئِه.
- في الحديث : "بين سَلَم وأَرَاك"
السَّلَم: شجر من العضاهِ، واحِدَتُها: سَلَمة، وبه يُسمَّى الرَّجلُ سَلَمَة.
- في الحديث: "ثَلاثَةٌ كلهم ضَامِنٌ على الله عز وجل: أَحدُهُم مَنْ دَخَل بَيتَه بِسَلامٍ".
: أي سَلَّم إذا دخل بيتَه امتِثالاً لقولهِ تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا} .
ويُحتمَل أن يريد لَزِم بيتَه طَلَباً للسَّلامة من الفِتَن، يُرغِّب بذلك في العُزلة ويأمُرُ بالإقْلال من الخُلْطَة.
وقوله: "ضامِن": أي مَضْمُون. كقوله تعالى تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} .
: أي مَرْضِيَّة. وماء دافِقٌ: أي مَدفُوق.
وقوله: "كلهم ضامِنٌ". أي كُلُّ واحدٍ منهم. وأَنْشَدَ أبو العَبَّاس:
فَكُلّهم لا بارَكَ الله فِيهمُ
إذا جاء أَلقَى خَدَّه فَتَسَمَّعا 
ولفظ الكُلِّ يَقَع على الوَاحدِ والجَمْع حَملًا على اللَّفظ في الواحد وعلى الجَمْع في المعنَى.
- في حديث أبي جُرَىّ رضي الله عنه: "قُلِ السَّلام عليك، فإن عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّة المَوتي". وهذا إشارة إلى ما كان قد جرت به عادتهُم للمَوتَي، فكانوا يقدِّمون اسْمَ الميت على الدعاء وهو في أشعارهم كثير، كما أنشد:
عَليكَ سَلامُ الله قَيْسَ بن عاصم
وَرَحْمَتُه مَا شَاءَ أن يترحَّمَا
وأنشد الآخر:
عليك سَلامٌ من أَمير وباركَت
يَدُ الله في ذاك الأَديمِ المُمزَّقِ
وقيل: أراد بالمَوتَى أهلَ الجاهلية الكفارَ، وكذلك في الدعاء بالخير، فأما في ضِدِّه فيُقدَّم الاسم، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي} .
والسُّنَّة لا تختلف في تَحِيَّة الأَموات والأَحياء، وقد ثَبَت أنه دَخَل المَقْبَرة فقال: "السَّلام عليكم دَارَ قوم مُؤْمِنينِ".
و"السلام" في أسماء الله تعالى قيل: سَمّى الله تعالى نَفسَه سَلاماً لِسَلامته مِمَّا يَلحَق الخَلْقَ من العَيْب والفَناء.
وقال أبو بكر الوَرَّاق في قَولِ النَّاس: السَّلام عليكم: أي الله عَزَّ وجَلَّ مُطَّلعٌ عليكم، فلا تَغْفُلُوا.
وقيل: السَّلامُ عَلَيكُم: سَلِمْتَ مِنِّي فَاجْعَلْنِي أَسْلَم منك. ويقال: معناه اسم السلام عليك، أي اسم الله عليك وفي السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا}: أي اسم الله عليك، أي لا خلوتَ من الخَيْرات وسَلِمت من المَكارِه؛ إذ كان اسمُ الله تَعالى يُذكَر على الأَعْمال تَوقُّعاً لاجتماع معَاني الخيرات فيها وانتِفاء عَوارض الفَساد عنها 
وقيل: معناه ليكن قَضَاءُ الله تعالى عليكَ السّلامُ، وهو السَّلامة كالمَقام والمُقامَة، والمَلامِ والمَلامَةِ.
وفي استِلام الحَجَر الأَسودِ قيل: الاسْتِلامُ: أن يُحَيِّىَ نَفسَه عن الحَجَر بالسَّلام لأن الحَجَر لا يُحَيِّيه، كما يقال: اخْتَدَم إذا لم يكن له خَادِمٌ، فَخَدم نفسَه.
وقال ابن الأعرابي: هو مهَموزُ الأَصْل، تَرَك هَمزَه، مَأْخُوذٌ من المُلاءَمة وهي المُوافَقَة. يقال: استلام كذا: أي رَآه موافِقاً له مُلائما.
- قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} . فالسِّلْمُ: هو الإسلام، ويقال: الإسلام دَرَجتُه دون دَرَجة الإيمان، فكيف خاطبَهم بالإيمان، ثم أَمرَهم بالدخول في الإسلام؟
قيل: نزلت في مُؤمِني أَهلِ الكتاب كانوا قد آمَنْوا ولم يَتركُوا أَعمالَ اليهود، فأُمِروا أن يَدَعُوا ما سِوَى دِيِن الإسلام، وأن يَدخُلوا في موافقة المسلمين، والله تعالى أعلم. قال الإمام إسماعيلُ، رحِمَه الله، فيما قرأتُهُ عليه: في التَّسْليم لغتان: سَلامٌ عليكم، والسَّلام عليكم. فالأَلِف والَّلام للتَّفخِيم.
وروى الرَّبِيع عن الشَّافِعِيّ، رحمه الله، في تسليم المُصَلّى: أَقلُّ ما يكفيه أن يقول: السلام عليكم، فإن نَقَص من هذا حرفاً عاد وَسَلَّم، ووجه هذا أن يكون السَّلام عنده اسماً من أسماء الله عز وجل، فلم يَجُزْ حَذفُ الألف واللام منه، فكانوا يَسْتَحْسِنُون أن يقولوا في أول الكلام:
سَلامٌ عَليكَ بمعنى التَّحِيّة، وفي آخره: السَّلام عليكم بمعنى الوَدَاع.
قال: وفي دُعاءِ الَخيْر يُقَدَّم الدُّعاءُ والسَّلام على الاسْم، كقوله تَعالَى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} . {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ} {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ} ونظائره.
وفي دعاء الشَّرِّ يُقَدِّمون الاسْمَ كَقولِه: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي} . وقال: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} .
وأَمثالِهما. - في الحديث: "أخذ ثَمانِينَ من أَهلِ مكَّةَ سَلَماً".
: أي مُسْتَسْلِمِين. يقال: رجل سَلَم، ورِجَالٌ سَلَمٌ: أي أُسَرَاءُ
سلم
السِّلْمُ والسَّلَامَةُ: التّعرّي من الآفات الظاهرة والباطنة، قال: بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
[الشعراء/ 89] ، أي: متعرّ من الدّغل، فهذا في الباطن، وقال تعالى: مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها
[البقرة/ 71] ، فهذا في الظاهر، وقد سَلِمَ يَسْلَمُ سَلَامَةً، وسَلَاماً، وسَلَّمَهُ الله، قال تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ
[الأنفال/ 43] ، وقال: ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ
[الحجر/ 46] ، أي: سلامة، وكذا قوله: اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا
[هود/ 48] .
والسّلامة الحقيقيّة ليست إلّا في الجنّة، إذ فيها بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعزّ بلا ذلّ، وصحّة بلا سقم، كما قال تعالى: لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ [الأنعام/ 127] ، أي:
السلامة، قال: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ [يونس/ 25] ، وقال تعالى: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ [المائدة/ 16] ، يجوز أن يكون كلّ ذلك من السّلامة. وقيل: السَّلَامُ اسم من أسماء الله تعالى ، وكذا قيل في قوله: لَهُمْ دارُ السَّلامِ [الأنعام/ 127] ، والسَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
[الحشر/ 23] ، قيل: وصف بذلك من حيث لا يلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلق، وقوله: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [يس/ 58] ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ [الرعد/ 24] ، سلام على آل ياسين كلّ ذلك من الناس بالقول، ومن الله تعالى بالفعل، وهو إعطاء ما تقدّم ذكره ممّا يكون في الجنّة من السّلامة، وقوله: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً
[الفرقان/ 63] ، أي: نطلب منكم السّلامة، فيكون قوله (سلاما) نصبا بإضمار فعل، وقيل: معناه: قالوا سَلَاماً، أي: سدادا من القول، فعلى هذا يكون صفة لمصدر محذوف. وقوله تعالى: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ [الذاريات/ 25] ، فإنما رفع الثاني، لأنّ الرّفع في باب الدّعاء أبلغ ، فكأنّه تحرّى في باب الأدب المأمور به في قوله: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها [النساء/ 86] ، ومن قرأ سلم فلأنّ السّلام لمّا كان يقتضي السّلم، وكان إبراهيم عليه السلام قد أوجس منهم خيفة، فلمّا رآهم مُسَلِّمِينَ تصوّر من تَسْلِيمِهِمْ أنهم قد بذلوا له سلما، فقال في جوابهم: (سلم) ، تنبيها أنّ ذلك من جهتي لكم كما حصل من جهتكم لي. وقوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً
[الواقعة/ 25- 26] ، فهذا لا يكون لهم بالقول فقط، بل ذلك بالقول والفعل جميعا. وعلى ذلك قوله تعالى: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ 91] ، وقوله:
وَقُلْ سَلامٌ [الزخرف/ 89] ، فهذا في الظاهر أن تُسَلِّمَ عليهم، وفي الحقيقة سؤال الله السَّلَامَةَ منهم، وقوله تعالى: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ [الصافات/ 79] ، سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ [الصافات/ 120] ، سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ [الصافات/ 109] ، كلّ هذا تنبيه من الله تعالى أنّه جعلهم بحيث يثنى عليهم، ويدعى لهم. وقال تعالى: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ
[النور/ 61] ، أي:
ليسلّم بعضكم على بعض. والسَّلَامُ والسِّلْمُ والسَّلَمُ: الصّلح قال: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً
[النساء/ 94] ، وقيل: نزلت فيمن قتل بعد إقراره بالإسلام ومطالبته بالصّلح وقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
[البقرة/ 208] ، وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ
[الأنفال/ 61] ، وقرئ لِلسَّلْمِ
بالفتح، وقرئ: وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ، وقال: يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ
[القلم/ 43] ، أي:
مُسْتَسْلِمُونَ، وقوله: ورجلا سالما لرجل وقرئ سلما و (سَلَماً)
، وهما مصدران، وليسا بوصفين كحسن ونكد. يقول: سَلِمَ سَلَماً وسِلْماً، وربح ربحا وربحا. وقيل: السِّلْمُ اسم بإزاء حرب، والْإِسْلَامُ: الدّخول في السّلم، وهو أن يسلم كلّ واحد منهما أن يناله من ألم صاحبه، ومصدر أسلمت الشيء إلى فلان: إذا أخرجته إليه، ومنه: السَّلَمُ في البيع. والْإِسْلَامُ في الشّرع على ضربين:
أحدهما: دون الإيمان، وهو الاعتراف باللسان، وبه يحقن الدّم، حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل، وإيّاه قصد بقوله: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا
[الحجرات/ 14] .
والثاني: فوق الإيمان، وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، واستسلام لله في جميع ما قضى وقدّر، كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام في قوله: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ [البقرة/ 131] ، وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ [آل عمران/ 19] .
وقوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً
[يوسف/ 101] ، أي: اجعلني ممّن استسلم لرضاك، ويجوز أن يكون معناه: اجعلني سالما عن أسر الشّيطان حيث قال: لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [الحجر/ 40] ، وقوله: إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ [النمل/ 81] ، أي: منقادون للحقّ مذعنون له. وقوله: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا [المائدة/ 44] ، أي: الذين انقادوا من الأنبياء الذين ليسوا من العزم لأولي العزم الذين يهتدون بأمر الله، ويأتون بالشّرائع. والسُّلَّمُ: ما يتوصّل به إلى الأمكنة العالية، فيرجى به السّلامة، ثمّ جعل اسما لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء رفيع كالسّبب، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ [الطور/ 38] ، وقال: أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ [الأنعام/ 35] ، وقال الشاعر:
ولو نال أسباب السماء بسلّم
والسَّلْمُ والسَّلَامُ: شجر عظيم، كأنه سمّي لاعتقادهم أنه سليم من الآفات، والسِّلَامُ:
الحجارة الصّلبة.
السين واللام والميم س ل م

السَّلام والسَّلامةُ البَراءةُ وتسلَّم منه تبرَّأ وقوله تعالى {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} الفرقان 63 معناه تَسَلُّماً وبَراءة لا خَيْرَ بَيْنَنَا وبينكُم ولا شَرّ وليس على السلام المُسْتَعْمَلِ في التَّحِيّة لأن الآية مَكِّيَّةٌ ولم يُؤْمَر المسلمونَ يومئذ أن يسلموا على المُشْرِكينَ هذا كلُّه قولُ سيبويه وزَعَمَ أن أبا ربيعة كان يقولُ إذا لَقِيتَ فلانا فَقُلْ سلاماً أي تَسَلُّما قال ومنهم من يقولُ سلامٌ أي أَمْرِي وأمْرُكَ المَبارأة والمُتَاركَةَ وقولُه تعالى {سلام هي حتى مطلع الفجر} القدر 5 أي لا داءَ فيها ولا يَسْتطيعُ الشيطانُ أن يَصْنعَ فيها شيئاً وقد يجوزُ أن يكونَ السَّلامُ جَمْعَ سلامة والسلام التحيَّة قال ابن قُتَيْبة يَجُوز أن يكونَ السلامُ والسَّلامةُ لُغَتَيْن كاللَّذاذِ واللَّذاذةِ وأنشد

(تُحيَّا بالسَّلامَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وهلْ لكِ بعد قَوْمكِ من سَلامِ)

قال ويجوز أن يكونَ السلامُ جَمْعَ سلامة والسَّلامُ الله ودارُ السَّلامِ الجنَّةُ لأنَّها دارُ الله عزَّ وجلَّ فأُضِيفَتْ إليه تَفْخِيماً لها كما قيل للخَلِيفةِ عبد الله وقد سلَّم عليه وسَلِمَ من الأمْرِ سَلامةٍ نَجَا وقولُه تعالى {والسلام على من اتبع الهدى} طه 47 معناه أنَّ من اتَبعَ هُدَى الله سَلِمَ من عَذَابِه وسَخَطهِ والدليلُ على أَنه ليسَ بِسلامٍ أنهُ ابْتداءَ لِقاءٍ وخِطاب والسَّالِمُ في العَروضِ كلُّ جزءٍ يَجُوزُ فيه الزِّحَافُ فيسْلَمُ منه كسَلامةِ الجُزْءِ من القَبْض والكَفِّ وما أشْبَهَهُ والسَّلامُ من أسْماء الله عزَّ وجلَّ لِسلامَيهِ من النَّقْضِ والعَيْبِ والفَناء حكاهُ ابن قتيبة وقوله تعالى {لَهُم دارُ السَّلامِ عند ربَبِّهِمِ} الأنعام 127 قال بعضُهم السَّلامُ الله ودَلِيلُه السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمنُ وقال الزَّجاج سُمِّيتِ الجَنّةُ دار السَّلامِ لأنها دارُ السَّلامةِ الدائمةِ التي لا تنقطِع ورجلٌ سليمٌ سالِمٌ والجمع سُلَماء وقوله تعالى {إلا من أتى الله بقلب سليم} الشعراء 89 أي سَلِيمٍ منَ الكُفْرِ وسلَّمه اللهُ من الأَمْرِ وقَّاهُ إياهُ وحكى سيبويْه لا أفْعَلُ ذلك بِذِي تسْلَمُ قالَ أُضيف فيه ذو إلى الفعل وكذلك بذي تَسْلَمانِ وبذي تسْلَمونَ والمَعْنَى لا أفعَلُ ذلك بِذِي سلامَتِك وذو هنا الأمرُ الذي يُسَلِّمُكَ ولا يُضَافُ ذو إلاَّ إلى تسْلَم كما أنَّ لَدُ لا تَنْصِبُ إلاَّ غُدْوَةً وأسلَمَ إليْهِ الشيءَ دفَعَهُ وأسْلَم الرَّجُلَ خَذلَهُ وأسْلَمَه لَمَا بِهِ تركهُ والسَّلْمُ لدْغُ الحَيَّة والسَّليمُ اللَّديغُ فَعيلٌ من السَّلْمِ والجمعُ سَلْمَى وقدْ قيلَ هوَ من السَّلامَة وإنما ذلك على التَّفاؤُلِ له بها خِلافاً لما يُحْذَرُ عليْه مِنْه وقيل إنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَليماً لأنَّه مُسْلَمٌ لما به عن ابن الأعرابيِّ وقد يُسْتَعارُ السَّليمُ للْجَرِيحِ انشد ابنُ الأعرابيِّ

(وطِيرِي بِمِخْراقٍ أشَمَّ كأنَّه ... سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْهُ الزَّعانِفُ)

وقيل السَّليمُ الجَرِيحُ المُشْفِي على الهَلَكَةِ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(يَشْكُو إذا شُدَّ لَهُ حِزَامُهُ ... شكْوَى سَليمٍ ذَرِبَتْ كِلامُهُ)

وقد يكون السَّليمُ هُنا اللَّدِيغُ وسُمِّي موضِعُ نَهْشِ الحيَّة منه كَلْماً على الاستعارة والسَّلْم والسِّلْم الصُّلْح فأمَّا قولُ الأعشَى (أذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أنْفَاسَها ... وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ)

فإنما هذا على أنَّه وَقَفَ فأَلْقَى حركَة الميم على اللاَّمِ وقد يجوزُ أن يكون أتْبعَ الكَسْرَ الكسر ولا يكون من باب إِبلٍ عند سيبويه لأنَّه لم يأتِ عند غَيرُ إبلٍ والسَّلْمُ والسَّلامُ كالسِّلْمِ وقد سالَمه مَسَالَمةً وسِلاَماً قال أبو كثير الهذلي

(هاجُوا لِقَومِهِمُ السَّلام كأَنَّهُم ... لمَّا أُصيبُوا أهلُ دِينٍ مُحْتَرِ)

وقومٌ سِلْم وسَلْمٌ مُتَسَالِمونَ وكذلكَ امرأةٌ سِلْمٌ وسَلمٌ وتسالَمُوا تَصَالحوا وفُلاَنٌ لا تَسَالَمُ خَيْلاهُ أي لا يَصْدُقُ فَيُقْبَلَ مِنْهُ والخَيْلُ إذا تسالَمَتْ تَسايرَتْ لا يَهِيجُ بُعضُها بَعضاً والإسْلام والاسْتِسلام الانْقِيادُ والإِسْلامُ من الشَّرِيعةِ إظْهارُ الخُضُوع وإظهارُ الشَّريعةِ والْتزامُ ما أَتَى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم وذلك يُحْقَنُ الدَّمُ ويُسْتَدْفَعُ المكروهُ وما أحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال الإِسلامُ باللِّسانِ والإِيمانُ بالقلب وقوله تعالى {يحكم بها النبيون الذين أسلموا} المائدة 44 فسَّرهُ ثعلبٌ فقال كلُّ نبيّ بُعِثَ بالإِسلامِ غير أن الشرائع تختلف وقوله تعالى {واجعلنا مسلمين لك} البقرة 128 أراد مُخلِصَيْن لَك فعدَّاهُ بالسَّلام إذ كان في معناه وكان فلان كافِراً ثم تسلَّم أي أسْلمَ وكانَ كافِراً ثُمَّ هو اليومَ مَسْلَمَةٌ يا هذا والسَّلْمُ الإِسلامُ والسَّلْمُ الاسْتِخْذَاء والانْقِيادُ واسْتَسْلَم له انْقاد وأخَذَه سَلَماً أسرَه من غير حَرْبٍ وحكى ابن الأعرابيِّ أخذه سَلَماً أبي جاءَ بهِ مُنقاداً لم يمتنِعْ وإن كان جَرِيحاً وتسلَّمه مني قَبضَهُ وأسْلَم في الشَّيءِ وسَلَّم أسْلَفَ والاسْمُ السَّلَم وكانَ راعيَ غَنَمٍ ثمَّ أسْلَم أيْ تركَها هكذا جاء أسْلَم هنا غير مُتَعَدٍّ والسَّلْمُ الدَّلْو لها عُرْوَةٌ واحدةٌ مذكّر والجمع أَسْلُم وسِلامٌ قال كُثَيِّر عَزّة

(تُكَفْكِفُ أعْدَاداً من الدَّمْعِ رُكِّبَتْ ... سَوانِيُّها ثم انْدفَعْن بِأسْلُمِ) وأنشد ثعلب في صفة إبلٍ سُقِيَتْ

(قابلَة ما جاءَ في سِلاَمِهَا ... بِرَشَفِ الذِّنابِ والْتهامِها)

وحكى اللحيانيُّ في جمْعِها اسَالِمُ وهذا نادِرٌ وسَلَمَ الدَّلْوَ يَسْلِمُها سَلْماً فَرَغَ من عَمَلِها وأحكَمَها قال لبيد

(بِمُقَابِلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ ... قَلِقُ المَحَالَةِ جَارِنٌ مَسْلُومُ)

والسَّلَمُ نوعٌ من العِضَاه وقال أبو حنيفة السَّلَمُ سَلِبُ العِيدَانِ طولاً شِبْهُ القُضبانِ وليس له خَشَب وإن عَظُم وله شَوْكٌ دِقاقٌ طِوالٌ حادٌّ إذا أصَابَ رِجلَ الإِنسانِ قالَ وللسَّلَمِ بَرَمَةٌ صَفْاءُ وهو أطْيبُ البَرَم رِيحاً ويُدْبَُ بِوَرَقَةِ وعن ابن الأعرابي السَّلمةُ زَهْرَةٌ صفراء فيها حبَّةٌ خضراءُ طيِّبَةُ الرِّيحِ وفيها شيءٌ من مَرارةٍ وتَجِدُ بها الظِّباءُ وَجْداً شدِيداً واحدتُه سَلَمَةٌ وقد يُجْمَعُ السَّلَم على أسْلاَمٍ قال رؤبة

(كأنَّما هَيَّجَ حين أطْلَقَا ... من ذاتِ أسْلامٍ عِصِيّا شِقَقَا)

وأرضٌ مَسْلُوماءُ كثيرةُ السَّلَم وأديمٌ مَسْلُومٌ مدبوغٌ بالسَّلَم والسلاَّمُ شَجَرٌ قال أبو حنيفةَ زَعَمُوا أن السَّلام أبداً أخضرُ لا يأكلُه شيءٌ والظِّباءُ تَلْزَمُه وتسْتظِلُّ بهِ ولا تستكن فيه وليس من عظامِ الشَّجرِ ولا عِضاهِها قال الطِّرِمَّاح يصف ظبْيَةً

(حَذَراً والسِّرْبُ أكْنَافَها ... مُسْتَظِلٌ في أصُولِ السَّلامِ)

واحدتُه سَلاَمةٌ والسَّلامانُ شَجَرٌ سُهْلِيٌّ واحدتُه سَلاَمانَةٌ والسِّلامُ والسَّلِمُ الحجارةُ واحِدِتُها سَلِمَة واسْتَلَمَ الحَجَرَ واسْتَلأَمَهُ قَبَّلَهُ أو اعْتَنَقَهُ وليْسَ أصْلُه الهمْز وله نظائر قد أَحْصَيْتُهَا في الكتاب المخصَّص قال سيبويه اسْتَلَمَ من السَّلام لا يدل على معنى الاتِّخاذ وقول العجَّاج

(بين الصَّفا والكَعْبَةِ المُسَلَّم ... )

قيل في تفسيره أرادَ المُسْتلَم كأنه بَنَى فِعْلَه على فَعَّلَ وسُلاَمَي عظِامُ أصابع اليَدِ والقَدَمِ وسُلاَمَي البعيرِ عظامُ فِرْسِنِه قال ابن الأعرابيِّ السُّلاَمَي عظِامٌ صِغَارٌ على طُولِ الإِصْبَعِ أو قريبٌ منها في كل يَد ورجْل أربعُ سُلاَمَيَاتٍ أو ثلاثٌ والسَّليمُ من الفَرَسِ ما بين الأشْعَر وبين الصَّحْن من حافِره والأُسَيْلِمُ عِرْق في اليَد لم يأت إلا مُصَغَّراً السُّلَّمُ الدَّرجَةُ والمِرْفاةُ يُذَكر ويؤنث قال ابن مُقْبِل

(لاَ تُحْرِزُ المَرْءَ أحْجَاءُ البِلادِ ولا ... تُبْنَى له في السَّمواتِ السَّلاليمُ)

احْتاجَ فزاد الياء وسَلْمى أحَدُ جَبَلَيْ طَيِّئٍ والسُّلاَمَي الجَنُوبُ من الرِّياح قال ابنُ هَرْمَةَ

(مَرَتْهُ السُّلاَمي فاسْتَهَلَّ ولم تكُنْ ... لِتَنْهَضَ إلا بالنُّعامَى حَوامِلُه)

وأبو سَلْمان ضَربٌ من الوَزَغِ والجِعْلاَنِ وسَلاَمانُ ماءٌ لِبَني شيْبَانَ وبنُو سَلِمَةَ بَطنٌ من الأنْصارِ وسَلاَمانُ بطنٌ في الأزْدِ وقُضَاعَةَ وطَيِّئٍ وقيْسِ عَيْلانَ وبنو سُلَيْمَةَ بَطَنٌ من الأَزْدِ وبنو سَلِيمَة من عَبد القَيْس قال سيبَوَيْه النَّسبُ إلى سَلِيمَةَ سَلِيميٌّ نادِرٌ وسَلُّومُ اسمُ مُرادٍ وأَسْلَمُ أبو قبيلة في مُرادٍ وأبو سُلْمَى أبو زُهَيْرِ بن أبي سُلْمَى وليْسَ في سُلْمَى غَيْره ليسَ سُلْمى من الأسْلَم كالكُبْرى من الأكْبَر والأُسْلُوم من بُطونِ اليَمَن وسَلْمانُ وسُلاَلِمُ موضِعان والسَّلامُ مَوضِعٌ ودَارَة السَّلام موضِعٌ هنالِكَ وذات السُّلَيْمِ مَوضِعٌ قال ساعدةُ بن جُؤَيّة

(تَحَمَّلْنَ من ذاتِ السُّلَيْمِ كأنَّها ... سَفَائِنُ يَمٍّ تَنْتَحِيها دَبُورُهَا)

وسَلَمَةُ ومَسْلَمَةُ وسَلاَمٌ وسَلامَةُ وسُلَيْمانُ وسُلَيْمٌ وسَلامٌ ومُسْلِمٌ وسَلْمانُ أسماء وسَلْمَى اسم امرأةٍ وربَّما سُمِّيَ بها الرَّجالُ قال ابن جِنِّي ليْسَ سَلْمانُ من سَلْمَى كسَكْرانَ من سَكْرى ألا تَرى أن فعْلاَنَ الذي يقابله فَعْلَى إنما بابه الصفةُ كغَضْبانَ وغَضْبَى وعَطْشَان وعَطْشَى وليْسَ سَلمانُ وسَلْمَى بصفتين ولا نَكِرَتَيْن وإنما سَلْمانُ من سَلْمَى كَقَحْطَان من قَحْطَى وليلان من لَيْلَى غير أنهما كانا من لَفْظ واحد فتَلاقيا في عُرْض اللغة من غير قَصْدٍ ولا إيثارٍ لتَقَاوُدِهما ألا ترى أنك لا تقول هذا رجُلٌ سَلْمانُ ولا هذه امرأة سلمى كما تقول هذا رجل سكران وهذه امرأة وهذا رجل غضبان وهذه امرأة غَضْبَى وكذلك لوْ جاءَ في العَلَمِ لَيْلاَنُ لكانَ من لَيْلَى كسَلْمانَ من سَلْمَى وكذلك لو وُجِدَ فيه قَحْطَى لكانَ من قحْطانَ كسَلْمَى من سَلْمَانَ وحكى الرُّواسِيُّ كان فلان يُسَمَّى محمداً ثم تَمَسْلَم أي تَسَمَّى مُسْلِماً والسَّلَمَتَان سَلَمَةُ الخَيْرِ وسَلَمَة الشَّر وإنما قال الشاعر

(يا قُرَّةَ بنَ هُبَيْرَةَ بنِ قُشَيْرٍ ... يا سَيِّدَ السَّلَمانِ إنَّك تَظْلِمُ)

لأنَّه عنَاهُما وقَوْمَهُما وحُكِي أسْلَمُ اسْمُ رَجُلٍ حكاه كُراعُ وقال سُمّيَ بَجَمْعِ سَلْمٍ ولم يُفَسِّرْ أيَّ سَلْمٍ يَعْنِي وعِنْدي أنه جمعُ السَّلْمِ الذي هو الدَّلْوُ العظيمة وسُلاَلِمُ اسْم أرضٍ قال كَعْبُ بن زُهَيْر

(طَلِيحٌ من التَّسَعَاءِ حتَّى كأنَّهُ ... حَدِيثٌ بِحُمَّى أسْأَرَتْها سُلاَلِمُ) وسُلَّمٌ فَرَسً زَبَّانَ بن سَيَّار
[سلم] نه: فيه "السلام" تعالى، قيل: معناهمته تعالى مما يلحق الخلق من العيب والفناء، وأصله السلامة من الآفات. ن: وقيل: المسلم أولياءه والمسلم عليهم. ط: ومنه: أنت "السلام" ومنك "السلام" الخ، أي منك بدء السلام وإليك عدوه في حالتى الإيجاد والإعدام. كنز: أي التقدس والتنزه أو سلامتنا عن الآفات منك بدأت وإليك عادت. نه: ومنه: قيل للجنة: دار "السلام" لأنها دار السلامة من الآفات. وح، ثلاثة ضامن على الله أحدهم من يدخل بيته "بسلام" أراد أنو"سلمًا" لرجل) سالما لا يشركه فيه أحد. و (قولوا "أسلمنا" دخلنا في السلم والطاعة. ("ومسلمين" لك) مطيعين. و"مسلمة" سالمة من إثارة الأرض. ط: أو "مسلما" الإسلام ضربان: أحدهما دون الإيمان وهو الاعتراف باللسان نحو (ولكن قولوا أسلمنا) والثإني أن يكون مع الاعتراف معتقدا وافيا بالفعل نحو (اسلمت لرب العلمين) وفيه: ما "سألناهم" منذ حاربناهم، أي عاديناهم يجبلية لا تقبل الزوال، وأتى بضمير العقلاء لإجراء أوصافهم من المحاربة والمسالمة، وقيل: أدخل الحية إبليس في فمها حين منعه الخزنة فوسوس إلى آدم وحواء حتى أخرجهما من الجنة وكان ما كان ولم يجر بينهما صلح بعد تلك المدة. وفيه: "اسلم" الناس وأمن عمرو بن العاص، أراد بهم من أسلموا يوم الفتح من أهل مكة رهبة وامن عمرو قبله مهاجرا إلى المدينة طائعا فان الإسلام يحتمل شوب كراهة. وفيه: أفواههم "سلام" هو مجاز عن كثرة سلام، وأيديهم طعام مجاز عن كثرة الإطعام. ج: ما"اسلمت" إلا بعد نزول المائدة، أي التى أمر فيها بغسل الرجلين. مد: (ادخلوا في "السلم" كافة) أي استسلموا الله وأطيعوه جميعا.
سلم
سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من يَسلَم، سلامةً وسلامًا، فهو سَالم وسَليم، والمفعول مَسْلومٌ له
• سلِمَ فلانٌ: أمِن على نفسه وماله.
• سلِم له الحكمُ: خلَص " {وَرَجُلٌ سَالِمٌ لِرَجُلٍ} [ق]: خالصٌ لمالك واحد".
• سلِم من العيوب والآفات: بَرِئَ، ولم يُصَب بأذًى "سلِم من كارثة- لم يسلم من لسانه أحدٌ- في التَّأنّي السَّلامة وفي العجلة النَّدامة- العقل السليم في الجسم السليم [مثل] ". 

أسلمَ يُسلم، إسلامًا، فهو مُسلِم، والمفعول مُسلَم (للمتعدِّي)
• أسلم الشَّخصُ:
1 - دخل في دين الإسلام وأصبح مسلمًا "طلب منه صديقه أن يُسلِم فأسلم- {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} ".
2 - أخلص الدِّين لله وانقاد وخضع له " {وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ".
• أسلم فلانًا: خذله، وتركه لعدوِّه.
• أسلم الشَّيءَ إليه: دفعه إليه، وأعطاه له "أسلِمْ هذه الرِّسالة إلى أخيك" ° أسلَم الرُّوحَ: مات.
• أسلم قيادَه إليه/ أسلم قيادَه له: فوّضه، وانقاد إليه وتبعه "أسلم أمَره إلى الله- {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} "? أسلم له القياد: تَبِعَهُ. 

استسلمَ/ استسلمَ لـ يَستسلِم، استسلامًا، فهو مُستسلِم، والمفعول مستسلَمٌ له
• استسلم الشَّخصُ/ استسلم الشَّخصُ للشَّيء: انقادَ وخضع وتوقّف عن المقاومة "استسلم للتَّهديدات/ للضُّغوط/ لشهواته وملذَّاته- استسلمت المدينةُ بعد حصار طويل" ° استسلامٌ مُخْزٍ: انقياد بلا مقاومة- استسلم له: أقرّ له بالغلبة.
• استسلم لله: خضع خضوعًا مُطلقًا لإرادته " {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} ". 

استلمَ يستلم، استلامًا، فهو مُستلِم، والمفعول مُستلَم
• استلم الحاجُّ الحجرَ الأسود في الكعبة: لمسَه بالقُبلة أو اليد، أو مسحه بكَفِّه "استلم يدَ والدِه: مسحَها وقبَّلها".
• استلم الرِّسالَة: تسلَّمها وتلقَّاها ° إشعار بالاستلام: بطاقة ذات لون ممّيز ترسل إلى المرسل إليه للتوقيع على الاستلام. 

تأسلمَ يتأسلم، تأسلُمًا، فهو مُتأسلِم
• تأسلمَ فلانٌ: دخلَ في الإسلام. 

تسالمَ يتسالم، تسالُمًا، فهو مُتسالِم
• تسالمَ القومُ: تصالحوا، تعاهدوا على العَيْش في سلام. 

تسلَّمَ يتسلَّم، تسلُّمًا، فهو مُتسلِّم، والمفعول مُتسلَّم
• تسلَّم الشَّيءَ: مُطاوع سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على: أخذه وتناوَله، قبضه وتلقَّاه "تسلَّم رِسالةً/ عُهْدةً/ الطَّلبيّة- تسلَّم المبلغَ المرسل إليه" ° تسلَّم مقاليد الحكم: أصبح الحاكم. 

تمسلَمَ يتمسلَم، تَمَسْلُمًا، فهو مُتمسلِم (انظر: م س ل م - تمسلَمَ). 

سالمَ يسالم، مُسالَمةً وسِلاَمًا، فهو مُسالِم، والمفعول مُسالَم
• سالَم زميلَه: صالحه "سالَم خصمَه بعد عداء دام سنوات- شخص مُسالم- من حقوق جارك عليك أن تُسالِمه". 

سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على يُسلِّم، تسليمًا، فهو مُسلِّم، والمفعول مُسلَّم (للمتعدِّي)
• سلَّمَ الشَّخصُ: استسلم، انقاد بدون مقاومة "سلّم

نفسَه للشّرطة- {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} " ° سلَّم أمرَه إلى الله: فوّضه إليه- سلِّمْ نفسك: استسْلِمْ ولا تقاوم.
• سلَّم المصلِّي: خرج من الصلاة بقوله: السّلام عليكم.
• سلَّم الشَّيءَ / سلَّم الشَّيءَ إليه/ سلَّم الشَّيءَ له: أعطاه، ناوله إليه، أوصله إليه "سلّم الرِّسالة إلى صاحبها- {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ}: مؤدَّاة، مدفوعة".
• سلَّم نفسه للشرطة: ذهب إليها من تلقاء نفسه.
• سلَّمه اللهُ من الأذى: نجَّاه وخلَّصه، كتب له السَّلامة والنجاة "سلَّمه اللهُ من الغرق- {وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ} ".
• سلَّم بالأمرِ: رضي به، اعترف بصحته وصدَّق به، أقرّ "أسلِّم بصحّة ما قلتَ- سلَّم بصحّة الدَّعوى"? سلَّم بالأمر الواقع: أقرَّ به، ولم يسعَ لتغييره.
• سلَّم على القوم:
1 - حيّاهم بالسّلام "سلّمت عليهم فقالوا: وعليك السّلام- {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} " ° صلَّى الله عليه وسلَّم: دعاء للنبيّ محمد بالخير.
2 - صافحهم "سلّمتُ عليهم واحدًا واحدًا". 

مسلَمَ يمسلِم، مَسْلَمةً، فهو مُمسلِم، والمفعول مُمسلَم (انظر: م س ل م - مسلَمَ). 

إسلام [مفرد]: مصدر أسلمَ.
• الإسلام:
1 - الدِّين السَّماويّ الذي بعث اللهُ به محمدًا صلَّى الله عليه وسلّم "الإسلام باللِّسان والإيمان بالقلب- {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} " ° الشَّريعة الإسلاميَّة: التعاليم القرآنيّة ومصادر التشريع الأخرى كالسُّنَّة والإجماع- دار الإسلام: بلاد المسلمين- مذاهب الإسلام: الحنفيّ والشافعيّ والمالكيّ والحنبليّ.
2 - الشَّرع المبعوث به الرُّسل المبنيّ على التَّوحيد " {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ} ". 

استسلاميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استسلام: "لم يقبل الحلول الاستسلاميّة- صيغة/ شروط استسلاميّة".
2 - مصدر صناعيّ من استسلام: نزعة لدى البعض تجعلهم خاضعين للأحداث خضوعًا تامًّا من غير أن يكون لديهم أيّ ردّ فعل "لم يستطع بعض الحكام التخلّص من الاستسلاميّة التي ظهرت في معظم قراراتهم". 

تَسْليم [مفرد]:
1 - مصدر سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على ° التَّسليم بالأمر الواقع: الإذعان لما حدث.
2 - (جر) عمليّة إعطاء سلعة لمشتريها "ميعاد التَّسليم".
3 - ترك الحرب مع الانقياد إلى إرادة المُسَلّم إليه. 

تسليمة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على.
2 - (فق) التفات المصلِّي في نهاية صلاته يمنة أو يسرة مع قوله: السَّلام عليكم ورحمة الله، بنيّة الخروج منها. 

سالِم [مفرد]: اسم فاعل من سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من.
• جمعٌ سالمٌ: (نح) جمع يصاغ من المفرد بإضافة لاحقة، ويكون جمعًا مذكّرًا سالمًا بإضافة واو ونون أو ياء ونون على مفرده، مثل: مسلمون ومسلمين، وجمعًا مؤنّثًا سالمًا بإضافة ألف وتاء على مفرده، مثل: مسلمات.
• الفعل السَّالم: (نح) ما خلت حروفه الأصليّة من العلّة والهمز والتَّضعيف. 

سَلام [مفرد]:
1 - مصدر سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من.
2 - أمان، سِلْم، صُلْح "السَّلام أمان الله في الأرض- معاهدة/ مؤتمر سلام- {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} - {يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا} " ° السَّلام الملائكيّ/ السَّلام المريميّ: تحية جبريل لمريم العذراء- السَّلام ختام: عبارة تذكر في نهاية الحديث- حمامةُ السَّلام: حمامَة بيضاء تُمسِك بفيها غصنَ زيتون، تُتَّخذ رمزًا للسّلام- دار السَّلام: الجنَّة- سُبُل السَّلام: مساعيه، طُرق النَّجاة والأمن- عليه السَّلام: عبارة دُعائيّة تُذْكر قبل أسماء الأنبياء والملائكة، انتهى أجلُه، لم يعد أمل لإنقاذه- يا سلام!!: أسلوب تعجب واستغراب.
3 - ثناء حسن " {سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} ".
• السَّلام:
1 - اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: صاحب السَّلامة لكماله عن النّقائص والآفات في ذاته وصفاته وأفعاله، والذي يعطي السّلامة في الدّنيا والآخرة، والذي
 يُسلّم على أوليائه يوم القيامة " {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} ".
2 - التَّحية عند المسلمين " {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ} " ° السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته: عبارة تقال عند ختام الصَّلاة، وعند لقاء شخص أو عند وداعه.
• السَّلام الوطنيّ: نشيد البلاد الرّسميّ. 

سَلامة [مفرد]: مصدر سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من ° الحمد لله على السَّلامة: عبارة تقال للعائد من السّفر أو النَّاجي من حادث أو مرض أو نحوهما- سلامة أرض الوطن: صيانة حدوده وحفظها- سلامة النِّيّة: حسنُها- سلامتك: دعاء للمريض بالسّلامة والصحّة- مع السّلامة: عبارة تقال للمغادر- رواق السَّلامة: التَّدابير العسكريَّة الفعّالة المتّخذة للدِّفاع عن قوافل الجيش وحمايتها- سلامة الطَّريق: أمنها- السَّلامة العامَّة: أمن المواطنين العام- نسأل اللهَ السَّلامة والغنامة: البراءة والعافية والرزق. 

سُلامَى [مفرد]: ج سُلامَيَات:
1 - (شر) عظام الأصابع في اليد والقدم "عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ [حديث] ".
2 - (نت) قصبة تقع في عقدتين. 

سُلَّم [مفرد]: ج سَلالِمُ:
1 - مِرْقاة، ما يُصعد عليه إلى الأماكن العالية "سُلّم مكتبة- هذه سلَّمٌ قويَّة- سُلّم متحرِّك- {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} " ° السُّلّم الكهربائيّ: سلّم ميكانيكيّ متحرِّك صعودًا أو هبوطًا على نحو متواصل- دَرَجُ السُّلَّم: ما يُتخطّى عليه من الأدنى إلى الأعلى في الصُّعود أو العكس.
2 - وسيلة يتوصّل بها إلى شيءٍ ما "يتّخذ منصبَه سُلّمًا إلى أهداف أخرى- التَّواضع سُلّم الشَّرف" ° السُّلَّم الاجتماعيّ: المراتب الاجتماعيّة- سُلّم المرتَّبات: جدولها.
• السُّلَّم الموسيقيّ: (سق) جملة نغم مفصّلة الحدود بالحساب درجة فوق الأخرى، في جمع أقلّه خمس وأكثره ثمان. 

سُلَّمة [مفرد]: ج سُلَّمات: مسند للقدم في الصّعود أو الهبوط. 

سَلْم/ سِلْم [مفرد]:
1 - سلام، أمان، وصلح، خلاف الحرب "يُدرك السِّلْم بالحرب- إذا أردت السِّلْم فتأهّب للحرب- {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} - {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} " ° ثورة سِلْميَّة: ثورة تحقِّق أغراضها دون سلاح، أو إراقة دماء.
2 - مُسالِم "أنا سِلْم لمن سالمني". 

سَلَم [مفرد]: استسلام وخضوع " {وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} ".
• رجلٌ سَلَم: سالم خالصٌ لمالك واحد " {وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ} ". 

سَلِيم [مفرد]: ج سُلَماءُ وسَلْمى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من ° ذوق سليم: حسَن- سلوك سليم: صحيح، خالٍ من الغشّ والخداع- سليم البنية/ سليم الجسم: خالٍ من الأمراض- سليم العاقبة: غير خطر- سليم العقل: عاقل، ليس مجنونًا- سليم النِّيّة: ذو نيّة حسنة- قَلْبٌ سليم: نقيّ بريء.
• السَّليم: الملدوغ (تيمُّنًا). 

مُسالِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سالمَ.
2 - غير مؤذٍ، يميل إلى السّلام وعدم الاعتداء "رجل مُسالم لا يؤذي أحدًا- شعب مسالِم". 

مُسَلَّمة [مفرد]: ج مُسَلَّمات:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على.
2 - خالية من العيوب " {مُسَلَّمَةٌ لاَ شِيَةَ فِيهَا} ".
3 - (سف) بديهيّة لا تقبل الجدل، قضيّة مُسلَّم بها بدون بُرهان عليها "أمور مُسَلَّمة".
4 - (سف) مقولة تُقبل بدون برهان، وتُستنبط منها مقولات أخرى. 

مُسلِم [مفرد]: اسم فاعل من أسلمَ.
• المسلم: من صدّق برسالة محمد صلّى الله عليه وسلَّم وأظهر الخضوع والقبول لها، مَن اعتنق الإسلامَ "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ [حديث]- الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ [حديث] ". 
سلم

(السَّلْم: الدَّلْو بعُرْوَةٍ واحِدَة كدَلْو السَّقَّائِين) ،. نَقله الجوهَرِيّ عَن أبي عَمْرو. قَالَ ابْن بَرِّيّ صَوَابه لَهَا عَرقُوَة واحِدَةٌ كدَلْو السَّقَّائِين، وَلَيْسَ ثُمّ دَلْو لَهَا عُروَةٌ واحِدَة انْتهى، وَهُوَ مُذكَّر، وَفِي التَّهْذِيب: لَهَا عُروةٌ واحِدة يَمشِي بهَا السّاقِي مثل دِلاء أصحابِ الرّوايا، قَالَ الطِّرِمّاح:
(أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو كأنّ سَراتَه ... ورِجْلَيْه سَلْم بَيْنَ حَبْلَيْ مُشاطِنِ)

(ج: أسْلُمٌ) بِضَمّ اللاَّم، (وسِلامٌ) بالكَسْرِ، قَالَ كُثَيِّر عزة:
(تُكَفْكِفُ أَعدادًا من الدَّمعِ رُكّبِتْ ... سوانيُّها ثمَّ اندفَعْنَ بَأسْلُمِ)

وَأنْشد ثَعْلب فِي صَفَة إٍ بل سُقِيت:
(قَابِلة مَا جَاءَ فِي سِلامِها ... برشَفِ الدِّناب والْتِهامِها)

(و) السَّلْمُ: (لَدْغُ الحَيَّةِ) ، وَقد سلمَتْه الحَيَّة أَي: لدغَتُه، نَقله اللَّيث. قَالَ الأزهريّ: وَهُوَ من غُدَده، وَمَا قَالَه غَيْرُه.
(و) السِّلْم (بالكَسْر: المُسالِم) ، وَبِه فُسّر قَولُه تَعالَى: {ورجلا سلما لرجل} أَي: مُسالِما على قِراءة مَنْ قَرَأَ بالكَسْر. وَتقول: أَنا سِلْم لِمَنْ سَالَمَنِي، (و) السِّلْمُ: (الصُّلْح ويُفْتَح) لُغَتان، يُذَكَّر (وَيُؤَنَّث) ، قَالَ:
(أنائِلُ إِنَّنِي سلْمٌ ... لأَهْلِك فاقْبَلِي سِلْمِي)

وَمِنْه حَدِيثُ الحُدَيْبِيَة: " أَنه أخذَ ثَمانِين من أهل مَكَّة سِلْمًا) رُوِي بالوَجْهَين، وَهَكَذَا فسّره الحُمَيْدي فِي غَرِيبه، وضَبَطه الخَطَّابي بالتَّحْرِيك.
فأَمّا قَولُ الأَعْشَى:
(أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها ... وَقد تُكرهُ الحَرْبُ بعد السِّلِم)

قَالَ ابنُ سِيده: إنّما هَذَا على أَنه وَقَفْ، فألقَى حركةَ المِيمِ على اللاَّم، وَقد يجوز أَن يَكُون اتبعَ الكَسْرَ الكَسْرَ، وَلَا يَكونُ من بَاب إِبِل عِنْد سِيبَوَيْه؛ لِأَنَّهُ لم يَأْتِ مِنْهُ عِنْده غير إٍ بِل.
(و) السِّلم مثل (السَّلاَم والإسْلام) . والمُرادُ بالسَّلام هُنَا الاستِسْلام والانْقِياد، وَمِنْه قِرَاءَة من قَرَأَ {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} فَالْمُرَاد بِهِ الاستِسْلام وإلقاء المَقَادة إِلَى إِرَادَة المُسْلِمِين، وَيجوز أَن يكون من التَّسْلِيم. وَمن الأَخِيرة قَوْله تَعَالَى: {ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة} أَي: فِي الْإِسْلَام، وَهُوَ قَولُ أبي عَمْرو، وَمِنْه قولُ امرئِ القَيْس بنِ عابِس:
(فلستُ مبدِّلاً بِاللَّه رَبًّا ... وَلَا مُسْتَبْدِلاً بالسِّلم دِينًا)

ومِثْلُهُ قولُ أَخِي كِنْدَة:
(دَعَوتُ عَشِيرتي للسِّلم لَمّا ... رَأيتُهُمُ تَوَلَّوا مُدْبِرِينَا)

(و) السَّلَم (بالتَّحْرِيك: السَّلَف) ، وَقد أسلَم وأسلَف بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي حَدِيثِ ابنِ عُمَر: أَنَّه كَانَ يَكْرَه أَن يُقال: السَّلَم بِمَعْنى السَّلَف، وَيَقُول: الْإِسْلَام لِله عَزَّ وَجَلَّ؛ " كَأَنَّهُ ضَنَّ بِالِاسْمِ الَّذِي هُوَ مَوضِع الطّاعة والانْقِيادِ لِله عَزَّ وجلّ عَن أَن يُسَمَّى بِهِ غَيره، وَأَن يُسْتَعْمل فِي غَيْر طَاعَة [الله] ، ويَذْهَبُ بِهِ إِلَى مَعْنَى السَّلَف. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهَذَا من الْإِخْلَاص من بَاب لَطِيف المَسْلَك) .
(و) السَّلَم: (الاسْتِسْلاَم) والاستِخْذَاء والانْقِياد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وألقوا إِلَيْكُم السّلم} أَي: الانْقِياد، وَهُوَ مصدر يَقَع على الواحِد والاثْنَيْن والجَمْع. (و) فِي حَدِيث جَرِير: " بَين سَلَم وأَراك " (شَجَر) من العِضَاه، ووقُها القَرَظ الَّذِي يُدبَغ بِهِ الأَدِيمُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: هُوَ سَلِب العِيدَان طُولاً، شبه القُضْبانِ، وَلَيْسَ لَهُ خَشَب وَإِن عَظُم، وَله شَوْك دُقاقٌ طُوالٌ حادٌّ، وَله بَرمَةٌ صَفْراء فِيهَا حَبَّة خَضْراء طَيّبةُ الرّيح وفِيها شَيْء من مرَارَة، وتَجِد بهَا الظِّباء وَجْدًا شَدِيدًا، وَقَالَ: (إنَّكَ لن تَرْوِيَها فاذْهَبْ ونَمْ ... إنّ لَهَا رَيًّا كَمِعْصالِ السَّلَمْ)

(واحِدتُه) : سَلَمة (بِهاء) ، وَبِه سُمِّي الرجل سَلَمَة.
(وأرضٌ مَسْلُوماءُ: كَثِيرَتُه) . وَنقل السُّهَيْلي عَن أبي حَنِيفة أَن مَسْلُومَاء اسمُ لِجمَاعة السَّلَم كالمَشْيُوحاء للشِّيخ الكَثِير.
(و) السَّلَم: (الاسْمُ مِنَ التَّسْلِيم) ، وَهُوَ بَذْل الرّضا بالحُكْم. وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُم السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} .
(و) السَّلَمُ: (الأَسْر) ، يُقَال: سَلَمه سَلَمًا: إِذا أَسره، (و) السَّلَم أَيْضا: (الأَسِيرُ) ، لِأَنَّهُ استَسْلَم وانْقادَ. وأخذَه سَلَمًا أَي: من غَيْر حَرْب. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَي جَاء بِهِ مُنْقادًا لم يَمْتَنِع وَإِن كَانَ جَرِيحًا، وَبِه فَسَّر الخطّابي حَدِيثَ الحُدَيْبِيَة.
(والسَّلِمَة كَفَرِحَة: الحِجارَةُ) الصُّلْبة، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ:
(ذَاكَ خَلِيلي وَذُو يُعاتِبُنِي ... يَرْمِي ورائِيَ بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ)

يُرِيد بِالسَّهْمِ والسّلمة. وَهَكَذَا أنشدَه أَبُو عُبَيْد، وَهِي من لُغاتِ حِمْيَر. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ لبُجَيْر بن عَنَمة الطّائِي، وصَوابُه:
(وإِنَّ مَولايَ ذُو يُعاتِبُنِي ... لَا إِحنَةٌ عِنْده وَلَا جَرِمَهْ)

(يَنْصُرُنِي مِنْك غيرَ مُعْتَذِرٍ ... يَرْمِي ورائِيَ باِمْسَهْمِ وامْسَلِمهْ)

(ج) سِلامٌ (كَكِتاب) ، سُمِّيت لِسَلاَمَتِها من الرَّخاوة، قَالَ: (تداعَيْن باسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّم ... جوانِبُهُ من بَصْرِةٍ وسَلامِ)

وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: السِّلام: جماعةُ الحِجارة الصَّغِيرُ مِنْهَا والكَبِير لَا يُوحِّدُونها. وَقَالَ أَبُو خَيِرة: السَّلَام اسْم جَمْع، وَقَالَ غَيره: هُوَ اسْم لكُلّ حَجَر عَرِيض.
(و) السَّلَمَة: (المَرْأَةُ النَّاعِمَةُ الأَطْراف) .
(و) سَلَمَة (بنُ قَيْس الجَرْمِيّ، و) سَلَمَةُ (بنُ حَنْظَلَة السَّحَيْمِيّ: صَحابِيَّان) ، وَلم يكن للأخير ذكر فِي مُعْجَم الصَّحَابَة، ويَغلِب على الظّنّ أَنه تَحْرِيف. وَالصَّوَاب: سَلَمة بن خطل، وَابْن سحيم صَحابِيّون.
(وبَنُو سَلِمة: بَطْن من الأنْصارِ) ، ولَيْسَ فِي الْعَرَب سَلَمة غَيرهم كَمَا فِي الصِّحَاح، وهم بَنو سَلِمة بن سَعْد بنِ عليّ بن أَسَد بن سارِدَة بن تَزِيد بن جُشَم. مِنْهُم جابِر بنُ عَبدِ الله، وعُمَيْر بن الْحَارِث وعُمَير ابْن الحُمام، ومُعاذ بن الصّمّة، وخِراش بن الصّمّة، وعُقْبَة بن عَامر، ومُعاذ بن عَمْرو بن الجَمُوح، وأخواه مُعوِّذ وخَلاّد وعَمْرو بن الجَمُوح الْأَعْرَج، والفَاكِه بن سَكَن، وعُمَيْر بن عَامر.
وَفِي بني سَلِمة أَيْضا بَنو عُبَيْد بن عَدِيّ. مِنْهُم البَراءُ بن مَعْرُور، وَأَبُو اليُسْر كَعْب بن عَمْرو. وَأَبُو قُطْبة يَزِيدُ بنُ عَمْرو، وبنتُه جَمِيلة الَّتِي تزوَّجها أَنَسُ بنُ مَالك، وكَعْبُ بنُ مَالك الشّاعر، ومَعْن بنُ عَمْرو الشاعِر، ومَعْن بن وَهْب الشّاعر.
وَمن بني غُنْم بن سَلَمة عبد الله بن عَتِيك وغَيره.
(و) سَلَمَة (بن كَهْلاء فِي بَجِيلَة) .
(و) سَلَمَة (بنُ الحَارِث) بنِ عَمْرو (فِي كِنْدَةَ) . (و) سَلَمَة (بنُ عَمْرو بنِ ذُهْل) فِي جُعْفِيّ.
(و) سَلَمَةُ (بنُ غَطَفان بنِ قَيْس، وعُمَيْرةُ بنُ خُفاف بنِ سَلَمَة، وعَبْدُ الله بنُ سَلَمَة) بنِ مَالِك بن عَدِيّ بن العَجْلان أَبُو مُحَمَّد (البَدْرِيّ الأُحُدِيُّ) ، استُشْهِد بهَا، وَهُوَ حَلِيفُ الأَوْسِ. وَبَنُو العَجْلان البَلَوِيّون كلهم حُلَفاء فِي بَنِي عَمْرو ابنْ عَوْف.
(وعَمْرُو بنُ سَلَمَة الهَمْدَانِيُّ) ، عَن عَليّ.
(وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَة المُرادِيُّ) ، كُوفِيٌّ أدْرك الْجَاهِلِيَّة، كُنْيَتُه أَبُو العَالِيَة، روى عَن عُمَر، وعليّ، ومُعاذ، وابنِ مَسْعُود، وَعنهُ أَبُو إِسْحَاق وَأَبُو الزُّبير صُوَيْلح. وَقَالَ البُخاريّ: لَا يُتابِع فِي حَدِيثِه.
(وأَخْطَأ الجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِه: ولَيْس سَلِمَة فِي العَرَب غَيْرَ بَطْنِ من الأنْصارِ) ، قَالَ شَيْخُنا: لم يَدّعِ الجَوْهَرِيُّ الإحاطَة حَتَّى يُرَدّ عَلَيْهِ مَا قَالَ، وَلم يَصِحّ عِنْده مَا أوردهُ؛ لأنّه الْتزم الصحيحَ عِنْده، بل الصَّحِيحُ فِي الْجُمْلَة لَا كُلّ صَحِيح، على أَن مُرادَه مَا أجمع عَلَيْهِ المُحدِّثون وأَهْلُ الْأَنْسَاب فِي تَمْيِيز الْقَبَائِل لَا أَفْرادَ مَنْ تَسمَّى بِهَذَا الاسْم. والمحدِّثون قَالُوا: السَّلَمى محركة لَا يكون إِلَّا فِي الْأَنْصَار نِسْبة لبني سَلِمة كفَرِحة. قلت: وَهُوَ جَوَاب غير مُشْبع مَعَ قَول الْجَوْهَرِي: لَيْسَ فِي العَرَب، وَهُوَ حَصْر بَاطِل، والحقُّ أحقُّ بِأَن يُتَّبَع. قَالَ الحافِظُ: فِي جُهَيْنَة سَلِمة بنُ نَصْر، ويَحْيَى بنُ عَمْرو ابْن سَلِمة، شيخ لمِسْعَر، وعليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن من أَجدادِه كَعْب بن سَلِمة الخَوْلانِيّ، روى عَن يُونُس بنِ عبد الأَعلَى، كَانَ ثِقةً. وَقَالَ الذَّهَبِيّ: وَاخْتلف فِي عَبْدِ الْخَالِق بنِ سَلِمة شيخ شُعْبة، قيل: بكَسْر اللاَّم، وَقيل بِفَتْحِها.
وَقَالَ الْحَافِظ: وَبَنُو سَلِمة: بَطْن من لَخْم. مِنْهُم سَعِيدُ بنُ سُمَيْح، ذكره سَعِيد بن عُفَيْر، وَقَالَ: مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة. والفُجاءَة السَّلَمِيّ الَّذِي أحرقه أَبُو بَكْر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، اسمُه بُجَيْر بنُ إِيَاس بنِ عبدِ الله بن يَا لَيْل بن سَلِمة بنُ عُمَيْرة، ضَبطه الهَجَرِيّ بكَسْر اللاَّم.
(وَسَلَمَةُ مُحَرَّكَة: أَرْبعُون صَحابِيًّا) مِنْهُم سَلَمَة بنُ أَسْلَم الأَوْسِيّ، وسَلَمَةُ بنُ الأَسْود الكِنْدِيّ، وسَلَمَة اْبنُ الأَكُوع، وسَلَمَةُ بنُ أُميَّة التَّيْمِيّ واْبنُ اُميّةَ بنِ خَلَف، وسَلَمَةُ أَبُو الأَصْيَد، وسَلَمَةُ الأَنْصارِيّ جَدّ عَبْدِ الحميدِ بنِ يَزِيدَ بنِ سَلَمة، واْبن بُدَيْل بن وَرْقاء الخُزاعِيّ، واْبن ثابِت الأَشْهَلِيّ، واْبن حارِثَة الأسلَمِيّ، واْبن حَاطِب، واْبن حُبَيْش، وسَلَمَة الخُزاعِيّ، واْبن الخَطِل الكِنانيّ، واْبنُ رَبِيعَة العَنَزِيّ، واْبن زُهَيْر، واْبن سَبْرة، واْبن سُحَيْم، واْبنُ سعد العَنَزِيّ، واْبنُ عبد الله بن سَلاّم، واْبنُ سَلاَمة بن وَقْش، واْبنُ أبي سَلَمة المخزوميّ، واْبنُ أبي سَلَمة الجرميّ، واْبنُ أبي سَلَمة الهَمَدانِيّ، واْبنُ صَخْر البياضِيّ، واْبنُ صَخْر الهُذَلِيّ، واْبنُ عَرَادَة الضَّبِّيّ، وسَلَمةُ بن قَيْس الأشجَعِيّ، وَاْبنُ المُحَبِّق الهُذَلِي، واْبن نَعِيم الأشجَعِيّ، واْبن نُفَيْل السَّكُونِيّ، واْبن يَزِيدَ الجُعْفِيُّ، واْبن الأدرَع.
(و) أَيْضا (ثَلاثُون مُحَدِّثاً) ، مِنْهُم سَلَمةُ بنُ أحمدَ الفَوْزِيّ، روى عَنهُ النَّسائِيّ والطّبرانِيّ. وسَلَمةُ بن الأَزْرق، عَن أبي هُرَيرة. وسَلَمة اْبن بِشْر، روى عَنهُ الفِريابِيّ. وسَلَمَة بن تَمّام الشّقريّ عَن الشّعبيّ. وسَلَمة بن جُنادَة، عَنهُ أَبُو بكر الهُذِلِيّ. وسَلَمة بن دِينَار الإِمَام أَبُو حَازِم المَدِينيّ الْأَعْرَج، روى عَنهُ مَالِك. وسَلَمَةُ بنُ رَجَاء التَّمِيميّ، عَن هِشَام بن عُرْوة. وسَلَمَة بنُ رَوْح بن زِنْباع، عَن جدّه. وسَلَمة اْبن سَعِيد بَصْرِيّ، عَن اْبن جُرَيْج. وسَلَمة بن سُلَيمان المَرْوَزِيّ المؤدّب، ثِقَة حافِظ، روى من حِفْظه عشرَة آلَاف. وسَلَمة بن شَبِيب النَّيْسابُورِي الْحَافِظ بِمَكَّة، وَسَلَمة من صَخْر البَياضِيّ. وسَلَمة بن صُهَيْب أَبُو حُذَيْفة الكوفِيّ، عَن أبي مَسْعود. وسَلَمة الخَطْمِيّ، عَن أَبِيه. وسَلَمَة بن عبد الله بن مِحْصَن. وسَلَمة بن عبد الْملك الحِمْصِيّ. وسَلَمة بن عَلْقمة أَبُو بِشْر البَصْرِيّ. وسَلَمة بن الْعيار الفزاريّ الدّمشقيّ، عَن الأوزاعيّ. وسَلَمَة بن الفَضْل الأبرَشِ، قَاضِي الرّيّ. وسَلَمَة بن كُهَيْل الحَضْرَمِيّ. واْبن عَمّار بن يَاسِر. واْبن نُبَيْط بن شُرَيْط الأشجَعِيّ. واْبن وَرْدان اللَّيثي مَوْلاهم. واْبن وَهْرام اليمانِيّ، عَن طَاوُوس (أَو زُهَاؤُهُما) .
(وسَلَمَةُ الخَيْر، وسَلَمَةُ الشَّرِّ: رَجُلان م) أَي: معروفان فِي بني قُشَيْر، وكِلاهُما ابْنا قُشَيْر بن كَعْب اْبن رَبِيعَة بنِ عامِر بن صَعْصَعَة. فَالْأول أُمُّه قُشَيْرِيّة أَيْضا. وَمن وَلَدِه هُبَيْرة (بنُ عامِر بن سَلَمة الَّذِي أَخذ المُتَجَرِّدة امرأةَ النّعمان بن المُنْذِر فأعتَقَها. وَأَيْضًا قُرَّة بنُ هُبَيْرة، لَهُ وِفادَة، وبَهْز بن حَكِيم المُحَدِّث. وكُلْثوم بن عِياض وَالِي إفريقِيّة. وأمّ الثّاني لُبَيْنة بِنتُ كَعْب بن كلاب. وَولدُه ذُو الرَّقِيبة مالِكُ بن سَلَمَة الَّذِي رَثُى هشامَ بنَ المُغِيرة المخزوميّ، وَيُقَال لَهما: السَّلَمتان. وَإِنَّمَا قَالَ الشَّاعِر:
(يَا قُرَّةُ بنَ هُبَيْرة بنِ قُشَيِّر ... يَا سَيِّد السَّلَماتِ إِنَّك تَظْلم)

لِأَنَّهُ عَناهُما وقَومَهما كَمَا فِي المُحْكَم، وَكَذَلِكَ فِي الْكَامِل للمبرّد فِي تَفْسِر قَول الشَّاعِر: .. فأينَ فوارِسُ السَّلَمات مِنْهُم ... وجَعْدَةُ والحَرِيشُ ذَوُو الفُضَولِ)

قَالَ: " جَمَع لِأَنَّهُ يُرِيدُ الحَيّ أجمَع، كَمَا تَقُول: المَهالِبَة والمَسامِعَة والمَناذِرة، فتَجْمَعُهم على اسْم الأَب مُهلّب ومِسْمَع والمُنْذِر.
(وأُمُّ سَلَمَة بِنتُ أُميَّة) ، صَوَابه: بنتُ أبي أُميّة بن المُغِيرة المَخْزُومِيَّة، اسمُها هِنْد، وأبوها يلقب بزَادِ الرَّكْب، وَهِي أُمُّ المُؤْمِنين هاجَرَتْ إِلَى الْحَبَشَة. (و) أمّ سَلَمَة (بِنْت يَزِيد) بن السّكَن الأَنْصارِيّة، اسمُها أَسمَاء، روى عَنْهَا شَهْر بنُ حَوْشَب، (و) أُمُّ سَلَمة (بِنْتُ أَبِي حَكِيم، أَوْ هِيَ أُمُّ سُلَيْم أَو أُمُّ سُلَيْمان: حَدِيثَها أَنَّها أَدْرَكَت القَواعِد: (صَحابِيَّاتٌ) رَضِي الله تَعالى عَنْهُن، وَفَاته أُمُّ سَلَمة بِنتُ مَسْعُود بنِ أَوْس، وَبنت مَحْمِيّة بن جَزْء الزَّبِيدي، فَإِنَّهُمَا صحابِيَّتان.
(والسَّلاَم: من أَسْماءِ الله تَعالى) وعزّ؛ لسلامته من النَّقْص والعَيْب والفَناء، حَكَاهُ اْبنُ قُتَيْبة، وَقيل: مَعْنَاهُ أَنه سَلِم ممّا يلحَقُه من الغِيَر، وَأَنه الْبَاقِي الدّائِم الَّذِي يَفْنَى الخَلْقُ وَلَا يَفْنَى، وَهُوَ على كل شَيْء قَدِير.
(و) السَّلاَم فِي الأَصْل: (السَّلاَمَةُ) ، وَهِي (البَراءَةُ من العُيُوبِ) والآفات.
وَفِي الأساس: سَلِم من البَلاءِ سَلامةً وسَلاماً. وَقَالَ اْبن قُتَيْبة: يجوز أَن يكونَ السَّلامُ والسَّلامةُ لغتين كاللَّذاذِ واللَّذاذة وَأنْشد:
(تُحَيِّي بالسَّلامةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وَهل لَكِ بعد قومِك من سَلامِ)

قَالَ: وَيجوز أَن يكون السَّلامُ جَمْع سَلامَة.
وَفِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ: " ذَهَب أكثرُ أهلِ اللُّغَة إِلَى أَن السّلام والسّلامة بِمَعْنى وَاحِد كالرّضاع والرَّضَاعة، وَلَو تَأَمَّلُوا كلامَ العَرَب وَمَا تُعْطِيه هاءُ التّأنِيثِ من التَّحْدِيد لرَأَوْا أَن بَيْنَهما فُرقاناً عَظِيماً. وتَسمَّى جَلَّ جَلالُه بالسّلام لمّا شَمِل جَمِيعَ الخَلِيقةِ وَعَمَّهُم بالسّلامة من الاخْتِلال والتّفاوُت؛ إِذْ الكُل جارٍ على نِظام الحِكْمَة، وَكَذَلِكَ سَلِم الثَّقَلان من جَوْر وظُلْم أَن يأتِيهَم من قِبَله سُبْحانَه وتَعالَى، فَهُوَ فِي جَمِيع أفعالِه سَلامٌ لَا حَيْفَ وَلَا ظُلْمَ ولاَ تَفاوُتَ وَلَا اخْتِلال، ومَن زَعَم من المُفَسِّرين لهَذَا الِاسْم أَنه تَسمَّى بِهِ لسَلامته من العُيُوبِ والآفاتِ فقد أَتَى بشَنِيعٍ من القَوْل، إِنّما السّلام مَنْ سُلِم مِنْهُ، والسّالم مَنْ سَلِم من غَيْره. وَلَا يُقَال فِي الحائِط إنّه سالِم من العِيّ، وَلَا فِي الحَجَر: إِنَّه سالِم من الزُّكَام، إِنَّمَا يُقَال: سَالِم فيمَن يَجوزُ عَلَيْهِ الآفة ويتوقَّعُها ثمَّ يَسْلَم مِنْهَا، وَهُوَ سُبْحَانَهُ مُنزَّه من توَقّع الْآفَات، وَمن جَوَاز النَّقائص. ومَنْ هذِه صِفَته لَا يُقَال سَلِم مِنْهَا، وَلَا يتَسَمَّى بسالم. وهم قد جَعلَوا سَلاماً بِمَعْنى سَالِم. وَالَّذِي ذَكَرْناه أَولا هُوَ مَعْنَى قولِ أكثرِ السَّلَف. والسّلامَةُ: خَصْلة وَاحِدَة من خِصال السَّلامة " فاعْلَمْه.
(و) السَّلامُ: (اللَّدِيغُ كالسَّلِيم والمَسْلُوم) ، وإِنَّما سُمِّي اللَّدِيغُ سَلِيماً وَمَسْلُوماً، لأَنهم تَطَيَّرُوا من اللَّدِيغ، فَقَلبُوا المَعْنَى، كَمَا قَالُوا للحَبَشِيّ: أَبُو بَيْضاء، وللفَلاة: مَفازَة، تَفاؤُلاً بالفَوْز والسَّلامة. وَقَالَ اْبنُ الأعرابيّ: إِنَّمَا سُمِّي اللَّدِيغُ سَلِيماً؛ لأنّه سلم لِمَا بِهِ أَو أُسْلِمَ لِمَا بِهِ. قَالَ الأزهريّ: " وَهَذَا كَمَا قَالُوا: مُنقَع ونَقِيع، ومُوتَم وَيَتِيم، ومُسْخَن وسَخِين "، وسيَأْتِي السَّلِيم قَرِيبا، فَإِن المُصَنّف ذكره مَرّتَيْن.
(و) السَّلامُ: (ع قربَ سُمَيْسَاط. و) أَيْضا: (اسمُ مَكَّة) شَرَّفَها الله تَعالى. (و) أَيْضا: (جَبَل بالحِجازِ) فِي دِيارِ كِنانة، وَيُقَال فِي الْأَخيرينِ: ذُو سَلام، وتُضَم السِّين أَيْضا، (وقَصْر السَّلامِ للرَّشِيد) هَارُون بناه (بالرَّقَّةِ) .
(و) السَّلام: (شَجَر) ، قَالَ أَبُو حَنِيفة: زَعَمُوا أنّ السّلام دَائِما أخضَر لَا يأكلُه شيءٌ، والظِّباء تَلْزَمُه تَسْتَظِلُّ بِهِ وَلَا تستَكِنُّ فِيهِ، وَلَيْسَ من عِظام الشَّجر وَلَا عِضاهِها. قَالَ الطِّرِمّاح يَصِف ظَبْية:
(حَذَراً والسِّربُ أكنافَها ... مُسْتَظِلٌّ فِي أُصولِ السَّلامْ)

(ويُكْسَر) ، وأنشدَ اْبنُ بَرِّيّ لبِشْر:
(بصاحةَ فِي أَسِرَّتِها السِّلامُ ... )

قَالَ: مَنْ رَوَاهُ بالكَسْر فَهُوَ جَمْع سَلَمة، كأَكَمَة وإكام. وَمن رَوَاهُ بالفَتْح فَهُوَ جَمْع سَلامة، وَهُوَ نَبْت آخر غير السَّلَمة، وَأنْشد بيتَ الطِّرِمَّاح. قَالَ: وَقَالَ امرؤُ القَيْس:
(حورٌ يُعلِّلن العَبِيرَ روادِعاً ... كمَهَا الشَّقائِقِ أَو ظِباء سَلامٍ)

(و) من اللَّطائِف (قيل لأعرابِيّ: السَّلام عَلَيْك، قَالَ: الجَثْجَاثُ عَلَيْك. قيل: مَا هَذَا جَوابٌ؟ قَالَ: هما شَجَران مُرَّان، وَأَنت جَعَلْت عليَّ واحِداً فجَعَلْتُ عَلَيْكَ الآخَرَ) .
(و) السِّلام (كَكِتاب: مَاءٌ) فِي قَوْلِ بِشْر: (كأنَّ قُتُودِي على أَحْقَبٍ ... يُرِيدُ نَحُوصاً تَؤُمُّ السِّلاما)

قَالَ اْبنُ بَرّيّ: الْمَشْهُور فِي شِعْره: تدُقّ السِّلاما، وعَلى هَذِه فالسِّلام الحِجارة.
(و) سُلام (كَغُراب: ع) بنَجْد ويُفْتَح، قَالَه نَصْر.
(وكَزُبَيْر) : سُلَيْمُ (بنُ مَنْصور) بنِ عِكْرِمة بنِ خَصَفة: (أَبُو قَبِيلَة من قَيْس عَيْلان، و) أَيْضا: (أَبُو قَبِيلة من جُذام) ، نَقله الجوهَرِيّ.
(و) المُسَمَّى بِسُلَيْم (خَمْسَةَ عَشَر صَحابِيًّا) ، مِنْهُم سُلَيْمُ بنُ فَهْدٍ الأَنْصاري، واْبن مِلْحان أَخُو أم سُلَيْم، وسُلَيْم أَبُو كَبْشة مَولَى رَسُول الله [
] . (وأُمُ سُلَيْم بِنتُ مِلْحان) الخَزْرَجِيَّة وَالِدَة أَنَس، اسمْها سَهْلة أَو رُمَيلة أَو رُمَيْثة أَو مُلَيكة أَو الرُّمَيْصاء أَو الغُمَيْصاء، كَانَت فاضِلةً لبِيبةً. (و) أمُّ سُلَيْم (بنت سُحَيْم) الغِفاريّة، هِيَ أُميّة بِنْتُ أَبي الحَكَم، أَو هِيَ آمِنَة: (صَحابِيَّتان) ، وفاتَه أمّ سُلَيم بنت قَيْس بن عَمْرو النّجّارية، وَبنت خَالِد بن طُعْم، وَبنت عَمْرو بن عياد، الثَّلَاثَة لَهُنَّ صُحْبة.
(وذَاتُ السُّلَيْم ع) ، قَالَ ساعِدةُ بنُ جُؤَيَّة:
(تَحَمَّلنَ من ذَاتِ السُّلَيم كَأَنَّهَا ... سفائِنُ يَمَّ تَنْتَحِيها دَبُورُها)

(ودَرْبُ سُلَيْم بِبَغْداد) : شَرْقِيَّها عِنْد الرُّصَافَة، وضَبَطه بَعْضٌ بِفَتْح السِّين وكَسْرِ اللاَّم، وَإِلَيْهِ نُسِب أَبُو طَاهِر عبدُ الغَفَّار بنُ مُحَمَّد بنِ يَزِيدَ البَغدادِيُّ المُؤَدّب من شُيوخ الخَطِيب البغداديّ، تُوفّي سنة ثَمانٍ وَعشْرين وأربَعِمائة.
(و) سُلَيْمَة (كَجُهَيْنَة: اسْم) رجل.
(وَأَبُو سُلْمَى كبُشْرى: وَالِد زُهَيْر الشَّاعِر) ، واسْمه رَبِيعة بنُ رِياح من بني مَازِن من مُزَيْنة، وَلَيْسَ فِي العَرَب سُلْمى غَيره، واْبنه كعْب صَاحب القَصِيدَة الْمَعْرُوفَة. قَالَ أَبُو العَبَّاس الأَحولُ: كَعْب بن زُهَير بن أبي سُلْمى رَبِيعَة بن رِياح بن قُرْط اْبن الْحَارِث بن مَازِن بن خَلاوَة بن ثَعْلبة بن هُذْمة بن لاَطِم بنِ عُثْمان اْبن عَمْرو وَهُوَ مُزَينة. وسُلْمى بالضّم اسمُ بِنْت لِرَبِيعة، وَبهَا يُكنَى. وَقَول الجوهريّ: من بني مَازِن، هُوَ أحد أَجدادِه، وكأَنّ الصّلاح الصّفْدِيّ لم يَطّلع على نَسَبِه، فَقَالَ فِي حَاشِيَة الصِّحاح: كَذَا وجدتُه بخطّ الجوهريّ، وبخطّ ياقوت وغيرِه فِي النّسخ المُعتَبرة، وَصَوَابه من بني مُزَيْنة بن أُدّ، فوَهِم مَا بَين مَازِن ومُزَيْنة، والصَّحيح من بني مُزَيْنة. قَالَ عبد الْقَادِر البغدادِيّ: وَكِلَاهُمَا صَواب إِلَّا أَن الأشهرَ النِّسْبة إِلَى مُزَيْنَة جدّه الْأَعْلَى. وَقَالَ اْبنُ الأعرابيّ: لزُهَير فِي الشّعر مَا لم يكن لغَيْره، كَانَ أَبوه شَاعِرًا، وخالُه شَاعِرًا، وأختُه سلمَى شاعرة، وأختُه الخَنْساء شاعِرة، وابناه كَعْب وبُجَيْر شاعِرَيْن، واْبنُ اْبنِه المُضرَّب بن كَعْب شَاعِرًا.
قلت: وَكَانَ العَوّام بنُ كَعْب شَاعِرًا أَيْضا. ذكره النَّووِيّ، وَكَذَا اْبن أَخِيه العَوّام بن المُضَرَّب.
(و) أَبُو سَلْمَى (كَسَكْرَى: كُنْيَةُ الوَزَغ) ، وَيُقَال: أَبُو سَلْمان.
(وسَلْمان: جَبَل) بحَزْن بني يَرْبُوع.
(و) سَلْمان: (بَطْنٌ من مُراد) ، وَهُوَ سَلْمانُ بنُ يَشْكُر بنِ نَاجِيَة بنِ مُراد، قَالَ الرّشاطيّ: وأهلُ الحَدِيث يَفْتَحُون اللاَّم، (مِنْهُم عُبَيْدَةُ) بنُ عَمْرو، وَقيل: اْبن قَيْس الكُوفِيّ (السَّلْمانِيّ) ، أَسْلَم فِي حَيَاة النبيّ [
] وَلم يَرَه، وروى عَن عَلِيّ واْبنِ مَسْعود، وَعنهُ إبراهيمُ واْبنُ سِيرِين وَأَبُو إِسْحَاق. قَالَ اْبن عُيَينة: كَانَ يُوازِي شُرَيْحاً فِي العِلم والقَضاء. مَاتَ سنة اثنَتَيْن وثَمانِين، وعَبيدة بِفَتْح الْعين (وغَيْره) ، كالعلاّمة اْبنِ الخَطِيب السّلماني ذِي الوِزارَتَيْن الَّذِي أُلِّف لأَجله كتاب نفحَ الطَّيب. (و) سَلْمان (بنُ سَلامَة) ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ غَلَط وتَحْرِيف، صَوَابه سَلْكان بن سَلاَمة اْبن وَقْش الأشهَلِيّ، أَبُو نَائِلة أَخُو كَعْب بن الْأَشْرَف من الرّضاع، ومحمل ذِكْره فِي " س ل ك "، وَقد تقدّم.
(و) سَلْمانُ (بنُ ثُمامَة) بنِ شَراحِيل الجُعْفِيّ، وَله وِفادةٌ نزل الرّقّة.
(و) سَلْمان (بنُ خَالِد) الخُزاعِيّ، ذكره الطّبرانيّ.
(و) سَلْمان (بنُ صَخْر) البَياضِيّ المُظاهِر من امرأَتِه، والأَصحّ أَنه سَلَمة.
(و) سَلْمان (بنُ عَامِر) بنِ أَوْس بنِ حجر الضَّبِّي. قَالَ مُسلم: لم يَكُن من الصَّحابة ضَبِّيٌّ غَيره.
(و) أَبُو عَبَدِ الله سَلْمان (بن الإسْلاَمِ الفارِسِيّ) ، روى عَنهُ أَنسٌ وَأَبُو عُثْمان السّندِيّ، مَاتَ بالمَدَائِن سنة اثْنَتَيْن وثَلاثِين وَمِائَة. قَالَ الذَّهَبِي: أكثرُ مَا قِيل فِي عمره ثلثمِائة وخَمْسون، وَقيل: مائِتان وخَمْسُون، ثمَّ ظهر أَنه من أَبْناء الثَّمانين لم يَبْلُغ المِائة.
(صَحابِيُّون) رَضِي اللهُ تَعالى عَنْهُم.
(و) قَالَ اْبنُ الْأَعرَابِي: (أَبُو سَلْمان) كُنْيَة (الجُعَل) وَقيل: هُوَ أعظَم الجُعْلان، وَقيل: دويبة مِثْلُ الجُعَل، لَهُ جَناحان. وَقَالَ كُراع: كُنيَته أَبُو جَعْران، بِفَتْح الجِيم.
(والسُّلَّم كَسُكَّر: المِرْقَاةُ) والدَّرَجَة، مُؤَنَّثة، (وَقد تُذَكَّر) . قَالَ الزّجّاج: سُمّي بِهِ لِأَنَّهُ يُسلِمُك إِلَى حَيثُ تُرِيد، زَاد الراغِبُ: من الأمْكِنَة العَالِية فتُرجَى بِهِ السّلامة، (ج: سَلالِيمُ وسَلالِمُ) ، وَالصَّحِيح أَن زِيادةَ الْيَاء فِي سَلالِيم إِنَّمَا هُوَ لِضَرُورة الشّعر فِي قَولِ اْبنِ مُقْبِل:
(لَا تُحرِزُ المرءَ أحجاءُ البِلادِ وَلَا ... تُبْنَى لَهُ فِي السَّمواتِ السَّلالِيمُ)

قَالَ الجوهَرِيّ: (و) رُبَّما سُمِّي (الغَرْز بِذلك. قَالَ أَبُو الرُّبَيْس التَّغْلبي:
(مُطارَةُ قلبٍ إِن ثَنَى الرّجلَ رَبُّها ... بِسُلَّمِ غَرْزٍ فِي مُناخٍ يُعاجِلُه)

(و) السُّلَّم: (فَرسُ زَبَّان بنِ سَيَّار) .
(و) أَيْضا: (كَواكِبُ أَسْفَل من العانَةِ عَن يَمِينِها) على التَّشْبِيه بالسّلم.
(و) السُّلَّم: (السَّبَب إِلَى الشَّيءِ) ، سُمِّي بِهِ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى غَيْرِه كَمَا يُؤَدِّي السّلّم الَّذِي يُرْتَقى عَلَيْهِ، وَهُوَ مجَاز.
(وسَلَم الجِلْدَ يَسْلِمُه) سَلْماً من حَدّ ضَرَب: (دَبَغَه بالسَّلَم) ، فَهُوَ مَسْلوم.
(و) سَلَم (الدَّلْوَ) يَسْلِمها سَلْماً: (فَرَغَ من عَمَلِها وَأَحْكَمَها) ، قَالَ لَبِيد:
(بِمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ ... قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلُوم)

(وسَلِمَ من الآفةِ بالكَسْر سَلامَةً) وسَلاماً: نَجَا. (وسَلَّمه اللهُ تَعالَى مِنْهَا تَسْلِيماً) : وَقَاه إِيَّاها.
(وسَلَّمْتُه إِلَيْهِ تَسْلِيماً فَتَسَلَّمه) أَي: (أَعطيتُه فتناوَلَه) وَأَخذه.
(والتَّسْلِيمُ: الرِّضا) بِمَا قَدِّر اللهُ وَقَضاهُ والانْقِياد لأوامره وتَرْك الاعْتِراض فِيمَا لَا يلائم.
(و) التَّسْلِيم: (السَّلام) أَي: التَحِيَّة، وَهُوَ اْسم من التَّسْلِيم. قَالَ المبرّد: وَهُوَ مَصْدر سَلّمت، وَمَعْنَاهُ الدُّعَاء للْإنْسَان بِأَن يَسْلَم من الْآفَات فِي دِينِه ونَفْسِه، وتأويله التَّخْلِيص.
(وأَسْلَم) الرجلُ: (انْقَاد) ، وَبِه فُسِّر الحَدِيث: " ولكنّ اللهَ أعانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ " أَي: اْنقاد وكَفَّ عَن وَسْوَسَتِي.
(و) قيل: " أَسْلَم: دَخَلَ فِي الْإِسْلَام و (صَار مُسْلِماً) فَسَلِمْت من شَره ".
وقَوْلُه تَعالَى: {قَالَتِ اْلأَعْرَابُءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَكِن قُولُواْ أَسْلَمْنَا} قَالَ الأَزْهَرِيُّ: " هَذَا يحْتَاج النّاسُ إِلَى تَفَهُّمه، ليَعْلَمُوا أينَ يَنْفَصِل المؤمنُ من المُسلِم، وَأَيْنَ يَسْتَوِيان. فالإسلام: إظهارُ الخُضوعِ والقَبول لِمَا أَتَى بِهِ سيدُنا رَسُولُ الله [
] ، وَبِه يُحقَن الدَّم، فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الإِظْهار اْعتقادٌ وتَصْدِيقٌ بالقَلْب فذلِك الْإِيمَان الَّذِي هَذِه صِفَته. فَأَما من أَظْهَر قَبولَ الشّريعة واْستَسْلَم لدَفْع المَكْروه فَهُوَ فِي الظّاهر مُسْلِم وباطِنُه غيرُ مُصَدِّق "، فَذَلِك الَّذِي يَقُول: أسلَمْتُ؛ لِأَن الإيمانَ لَا بُدَّ من أَن يكون صاحِبُه صِدِّيقاً؛ لِأَن الْإِيمَان التَّصْدِيقُ، فالمؤمِن مُبطِن من التَّصْديق مِثْلَ مَا يُظْهِر، والمُسْلِم التّامٌّ الإِسْلام مُظْهِرٌ الطاعةَ مُؤمِن بهَا، وَالْمُسلم الَّذِي أَظْهَرَ الْإِسْلَام تَعَوُّذاً غَيْرُ مُؤمن فِي الحَقِيقة، إِلَّا أنّ حُكْمَه فِي الظَّاهِر حُكْم المُسْلِم " (كَتَسَلَّم) ، يُقَال: كَانَ فلَان كَافِرًا ثمَّ تَسَلَّم أَي: أسلم. (و) أسلَم (العَدُوَّ: خَذَلَه) وأَلْقَاه فِي الهَلَكَة. قَالَ اْبنُ الأَثِير: " هُوَ عَام فِي كل من أَسْلَم إِلَى شَيْء، وَلَكِن دَخَله التَّخْصِيص، وغَلَب عَلَيْهِ الإلقاءُ فِي الهَلَكة ".
(و) أَسْلَم (أَمْرَه إِلَى اللهِ تَعالى) أَي: (سَلَّمَه) وفَوَّضَه.
(وتَسالَما) من السّلم مثل (تَصَالَحَا) من الصّلح.
(وسَالَما) مُسالَمَة: (صَالَحا) ، وَمِنْه الحَدِيث: " أَسْلَم سَالَمها الله "، " هُوَ من المُسَالَمة وتَرْك الحَرْب، ويُحْتَمل أَن يكون دُعاءً وإِخْباراً ".
(و) روى أَبُو الطُّفَيْل قَالَ: " رأيتُ رسولَ الله [
] يَطوفُ على راحِلته يَسْتَلِم بمِحْجَنة، ويُقْبِّل المِحْجَن "، قَالَ الجوهريُّ: (استَلَم الحَجَر: لَمَسَه إِمّا بالقُبْلَة أَو باليَدِ) ، لَا يُهمَز؛ لأنّه مَأْخُوذ من السّلام وَهُوَ الحَجَر كَمَا تَقول: اْستَنْوَق الجَمَل. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: استَلَم من السّلام لَا يدل على معنى الاتِّخاذ، وَقَالَ اللَّيْث: اْستِلامُ الحَجَر: تَناولُه باليَدِ، وبالقُبْلة، ومَسْحُه بالكَفّ. قَالَ الأزهريّ: " وَهَذَا صَحِيح ". (كاسْتَلأَمَه) من بَاب الاسْتِفْعال، نَقله الفَرَّاء واْبنُ السِّكّيت، وَهُوَ المُراد من قَول الجوهَرِيّ، وبَعضُهم يَهْمِزه. ونقلَ اْبنُ الأنباريّ فِي كِتَابه الزَّاهر الوَجْهَيْن. وَنَقله الشِّهابُ فِي شَرْح الشَّفاء، ثمَّ قَالَ: وَلم يَقِف الدّمامِينيِ على هَذَا، فَذكره فِي حاشِيَة البُخارِي على طَرِيق البَحْث.
قُلتُ: قَولُ الجوهريّ مَأْخُوذ من السِّلام أَي: بالكَسْر، والمُراد مِنْهَا الْحِجَارَة. وقَولُ سِيبَوَيْهِ: من السَّلام أَي: بالفَتْح، وَالْمرَاد مِنْهُ التَّحِيَّة، وَيكون مَعْنَاهُ اللَّمْسُ باليَدِ تَحَرِّياً لِقَبول السّلام مِنْهُ تَبرُّكاً بِهِ.
(و) اْستَلَم (الزَّرعُ: خَرَج سُنْبلُه، و) يُقَال: (هُوَ لَا يُسْتَلَم على سَخَطِه) أَي: (لَا يُصْطَلَح على مَا يَكْرَهُه) ، فالاسْتِلام هُنَا بِمَعْنَى الاصْطِلاح.
(والأُسَيْلِم: عِرْق) فِي اليَدِ لم يَأْتِ إِلَّا مُصَغَّراً كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي التَّهذيب: " عِرْق فِي الجَسَد ". وَفِي الصِّحَاح: (بَيْن الخِنْصر والبِنْصَر) ، وَهَكَذَا ذَكَره أَربابُ التَّشْرِيح أَيْضا.
(واْسْتَسْلَم: انْقادَ) وَأَذْعَنَ. (و) اْستَسْلَم (ثَكَمَ الطَّرِيق) أَي: وَسَطه إِذا (رَكِبَه وَلم يُخْطِئْه) .
(و) يُقَال: (كَانَ يُسَمَّى مُحَمَّداً، ثمَّ تَمَسْلَم أَي تَسَمَّى بمُسْلِم) ، حَكَاهُ الرواسيّ.
(وأُسالِمُ بالضَّمِّ) بِلَفْظ فعل المُتَكَلّم من سَالم يُسالِم: (جَبَلٌ بالسَّراةِ) ، نزله بَنو قسر بن عَبْقَر بن أَنْمَار.
(ومَدِينة سَالِم بالأَنْدَلُس) ، نُسِب إِلَيْهَا بَعْضُ المحدِّثين.
(والسَّلامِيَّة) بِتَخْفِيف اللاّم: (ماءَةٌ لِبَنِي حَزْن) بن وَهْب بن أَعْيَا بن طَرِيف (بجَنْب الثَّلْماء) ، وَهِي لِبَنِي رَبِيعَة بن قُرْط بِظَهْر نَمَلى، وَقد تقدّم، قَالَه نَصْر. (و) أَيْضا: اسمُ (مَاءَةٍ أُخْرَى) غير الَّتِي ذكرت.
(و) سَلاَّم (كَشَدَّاد: ة بالصَّعِيد) .
(وخَيْفُ سَلاَّم: بِمَكَّة) ، بَيْنَها وبَيْن الْمَدِينَة، وَهِي نَاحيَة واسِعَة قَرِيبَة من البَحْر، بهَا مِنْبر وناس من خُزاعَة، وسَلاّم هَذَا من الأَنْصار من أَغْنياء ذَلِك الصّقع، قَالَه نصر.
(وَسَلَمْيَة مُسَكَّنةَ المِيمِ مُخَفَّفَة اليَاءِ: د) قُربَ حِمْص، وَنَظِيره فِي الْوَزْن سَلَقْيه: بلدٌ بالرّوم مَرَّ للمصنِّف فِي الْقَاف، وَلَو قَالَ كَمَلَطْيَة كَانَ أَخْصَر. (مِنْهُ عَتِيقٌ السَّلَمانِيُّ مُحَرَّكَة) صاحبُ أبي القَاسِم بن عَسَاكر. وَأَيّوب بن سَلْمان السَّلَماني، روى عَن حَمّاد اْبنِ سَلَمة، وَعنهُ الحُسَيْن بن إِسحاق البَشِيريّ، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: السَّلْمى بسُكونِ اللاَّم، نِسْبة إِلَى هَذَا الْبَلَد قَالَه الحافِظ.
(وَذُو سَلَمٍ مُحَرَّكة: ع) بالحِجاز، وإياه عَنَى الأَبُوصِيرِي فِي بردته:
(أَمن تَذَكُّر جِيرانٍ بِذِي سَلَمِ ... )

(وذُو سَلَم بنِ شَدِيد بنِ ثَابِت) ، من أَذْواء اليَمَن.
(وسَلْمَى كَسَكْرَى: ع بِنَجْد، و) أَيْضا: (أُطُمٌ بالطَّائِفِ، و) أَيْضا (جَبَل لِطَيّئٍ شَرقِيَّ المَدِينَة) . وغربيّه: وادٍ يُقَال لَهُ: رَكّ، بِهِ نَخْل وآبار مَطوِيّة بالصّخر، طيِّبة المَاء والنّخل، عُصَبٌ وَالْأَرْض رمل، بحافَّتَيحه جبلان أَحْمَران. وبأعلاه بُرقَة، قَالَه نَص، وَقد ذكر فِي الْهَمْز.
(و) سَلْمَى بن جَنْدل: (حَيُّ) من بَنِي دَارِم، وَأنْشد الجَوْهريّ:
(تُعَيِّرني سَلْمَى وَلَيْسَ بقُضْأَةٍ ... وَلَو كنتُ من سَلْمى تفرّعت دارِما)

وَأنْشد أَبُو أَحْمد العَسْكَرِيّ فِي كتاب التَّصْحِيف:
(وَمَات أَبِي والمُنْذِران كِلاهُما ... وفَارسُ يَوْم العَيْن سَلْمَى بنُ جَنْدلِ)

(و) سَلْمَى: (نَبْت) يَخْضَرُّ فِي الصَّيْف.
(وصَحَابِيَّان) هُما.
(وسِتَّ عَشْرة صَحابِيَّة) هُنّ: سَلْمى بنت أَسْلَم، وَبنت حَمْزة، وَبنت أبي ذُؤَيْب السَّعْدِيّة، وبنتُ زَيْد، وبنتُ عَمْرو، وَبنت عُمَيس، وَبنت قَيْس، وَبنت مُحرِز، وَبنت نَصْر، وَبنت يَعار، وَبنت صَخْر، وَبنت جابِر الأَحمَسِيّة والأَوْدِيّة والأَنْصارِيّة، وخادمةُ النبيّ [
] ، وأُخْرى حَدِيثها فِيهِ عَدَد أَبناء بَنِي إِسْرَائِيل.
(وأُمُّ سَلْمى: امرأَةُ أَبِي رَافِع) ، تَروِي عَن زَوْجِها، وعنها القَعْقَاعُ اْبنُ حَكَم، وَهِي تابعيّة، حَديثُها فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد. وَفِي المُحْكَم: سَلْمَى اسْم امْرَأَة، ورُبَّما سُمِّي بِهِ الرجل.
(وكَحُبْلَى) أَبُو بَكْر (سُلْمَى بنُ عَبْدِ اللهِ بن سُلْمَى) الهُذَلِيّ، (و) سُلْمَى (اْبنُ غِياث) عَن أبي هُرَيْرَة، (و) سُلْمَى (بنُ مُنقِذ) ، رَوَى عَنهُ حَفِيدُه سُلْمَى بنُ عِياض بنِ سُلْمَى، (وأَبو سُلْمَى القَتَبانِيُّ) ، عَن عُقْبَة بن عَامر، (أَو هُوَ كَسَكْرَى) ، قَالَه الذَّهَبِيّ.
(والسُّلامان: شَجَر) سُهْلِي، واحدته سُلامانَه. وَقَالَ اْبن دُرَيْد: سُلامان: ضَرْب من الشّجر.
(و) أَيْضا: (ماءٌ لِبَنِي شَيْبان) من بَنِي رَبِيعَة.
(و) أَيْضا: اسمُ) رَجُل. قَالَ اْبنُ جِنّي: " لَيْسَ سَلْمان من سَلْمَى كسَكْران من سَكْرى. أَلا ترى أَن فَعْلان الَّذِي يُقابله فَعْلى إِنَّمَا بابُه الصِّفة كَغَضْبان وغَضْبَى، وعَطْشَان وعَطْشَى، وَلَيْسَ سلمَان وسلمى بصفتين وَلَا نكرتين، وإنّما سلمَان من سلمى كقَحْطان من قَحْطَى، ولَيلان من لَيْلى، غَيرَ أَنَّهما كَانَا من لَفْظ وَاحِد فتَلاقَيا فِي عُرْضِ اللُّغة من غير قَصْد وَلَا إِيثَار لتقَاوُدِهما، أَلا ترى أَنَّك لَا تَقُول: هَذَا رَجُلٌ سَلْمان، وَلَا هذِه امْرَأَة سَلْمَى، كَمَا تَقول: هَذَا رجل سَكْران وَهَذِه امْرَأَة سَكْرى، وَهَذَا رجل غَضْبان وَهَذِه امْرَأَة غَضْبَى، وَكَذَلِكَ لَو جَاءَ فِي العَلَم لَيْلان لَكَانَ من لَيْلى كَسَلْمان من سَلْمى، وَكَذَلِكَ لَو وجد فِيهِ قَحْطَى لَكَانَ من قَحْطان كَسَلْمى من سَلْمان.
(وكَسَحَاب: عَبْدُ الله بنُ سَلاَم) بنِ الحَارِث، (الحِبْرُ) الإِسْرائِيليّ من بَنِي قَيْنُقَاع، وهم من ولد يُوسُف عَلَيْهِ السَّلام، وَكَانَ اسمْهُ فِي الجاهِلِيَّة الحُصَيْن، فغُيِّر، وَكَانَ حَلِيفًا للْأَنْصَار، وَوَلَدَاه يُوسُف بن عبد الله أجلَسَه النبيُّ [
] فِي حِجْره، ومَسَح رأسَه، وسَمّاه. وَمُحَمّد بن عبد الله، لَهُ رُؤْية ورِوايَة، وحَفِيدُه حَمْزة بنُ يُوسُف بن عبد الله، رَوَى عَن أَبيه، وولدُه مُحَمَّد بن حَمْزَة رَوَى عَنهُ الوَلِيدُ بن مُسْلِم، (وأَخُوهُ سَلَمةُ بنُ سَلامٍ) ، وَيُقَال: هُوَ ابنُ أَخِيه (وابنُ أَخِيه سَلامٌ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب ابنُ أُختِه، (وسَلامُ بنُ عَمْرٍ و) ، روى أَبُو عَوانة عَن أبي بِشْرٍ عَنهُ: (صحابِيُّون) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وَأَبُو عَلِيّ الجُبَّائِيُّ المُعْتَزَلِيّ) ، اسمُه (محمدُ بنُ عَبْدِ الله) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّوابُ محمدُ بنُ عبد الْوَهَّاب (بنِ سَلاَمٍ) ، وُلِدَ سنة خَمْسٍ وثَلاثِين ومائَتَيْن، وَمَات سنة ثَلَاث وثلاثمائة، وَابْنه أَبُو هَاشم: مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة.
(ومحمدُ بنُ مُوسَى بنِ سَلاَم السَّلامِيُّ) النَّسَفِيّ (نِسْبة إِلَى جَدِّهِ) ، وحَفِيدُه أَبُو نَصْر محمدُ بنُ يعقوبَ ابنِ إسحاقَ بنِ محمدٍ، روى عَن زَاهِر بن أَحْمَدَ وَأبي سَعِيد عبد الله ابْن مُحَمَّد الرّازِي، مَاتَ بعد الثّلاثين وَأَرْبَعمِائَة.(وبالتَّشْدِيد) سَلاّم (بن سَلْمٍ) ، وَقيل: ابنُ سَالِم وَقيل: ابنُ سُلَيْمان أَبُو العَبَّاس المدائِنِيّ السَّعْدِيّ التَمِيمِي، عَن زَيْد الْعمي وَمَنْصُور ابْن زَاذَان، وَعنهُ خَلَف بنُ هِشام، قَالَ البُخارِيّ: تَركُوه.
(و) سَلاّم (بن سُلَيْمان) أَبُو المُنْذِر القَاري صَدُوق، (و) سَلاَّم (بنُ أَبِي سَلاَم) مَمْطُور، عَن أبي أُمَامَة، وَعنهُ يَحْيَى بنُ أبي كثير، وَلَيْسَ بحُجّة. (و) سَلاّم (بنُ شُرَحْبِيل) أَو شُرَحْبِيل، يروي عَن حَبّة بنِ خالِد وأخيه سَوَاء، وَلَهُمَا صُحْبَة. روى عَنهُ الأَعْمِشُ ثِقَة، ذكره ابْن حِبّان (و) سَلاّم (بنُ أَبِي عَمْرَةَ) الخُراسَانِيّ، عَن الحَسَن وعِكْرِمة، قَالَ ابنُ مَعِين: لَيْسَ بِشَيْء. (و) سَلامُ (بنُ مِسْكِين) أَبُو رَوْح الأَزدِيّ، عَن الْحسن وثَابِت، وَعنهُ ابنُه القَاسِم والقَطّان، كَانَ عابدًا ثِقةً كثيرَ الحَدِيث، تُوفِّي سنة سَبْع وسِتّين وَمِائَة، (و) سَلاَّم (بنُ أَبِي مُطيع) أَبُو سعيد ثِقَة، فِيهِ لِيْن، وَقَالَ ابنُ عَدِيّ: لَا بأسَ بِهِ، رَوَى عَن أبي عمرَان الْجونِي وقَتادَة، وَهُوَ يُعَدّ من خُطَباء البَصْرة وعُقَلائِهم، مَاتَ بِطَرِيق مَكَّة سنة ثَلاثٍ وسَبْعِين وَمِائَة: (مُحَدِّثُون) . وَفَاته: سَلاّم بن سليط الْكَاهِلِي، يَرْوِي عَن عَلِيّ، ثِقَة. وسَلاّم بن رزِين: قَاضِي أَنْطاكية، عَن الأعمَش، لَا يُعرَف. وسَلاّم بن أبي الصَّهْباء عَن قَتادَة، حَسَن الحَدِيث، وسَلاّم بنُ سَعِيد العَطَّار، ضَعِيف. وسَلاّم بنُ قَيْس، عَن الحَسَن البَصْرِي، مَجْهُول، وسَلاّم ابْن واقِد، لَا شَيْء. وسَلاّم بنُ وَهْب، لَا يُعْرَف، وسَلاّم بن عبد الله أَبُو حَفْص، عَن أبي الْعَلَاء، وَعنهُ أَبُو سَلَمة التّبوذكِي. (واختُلِف فِي سَلاّم بنِ أَبِي الحُقَيق، وسَلاّم بنِ مُحمَّد بنِ(فَلَا تحسبنّي كنتُ مولى اْبن مِشْكَم ... سَلاَم وَلَا مولى حُيَيّ بن أَخْطَبَا)

وَقَالَ كعبُ بنُ مَالك من قصيدة:
(فَصاحَ سَلامٌ واْبنُ سَعْيه عنْوَة ... وقِيد حُيَيّ للمَنايا اْبن أَخْطَبَا)

وَقَالَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب:
(سَقانِي فَروّاني كُمَيْتاً مُدامةً ... على ظمأٍ مِنّي سَلامُ بن مِشْكَمِ)

قَالَ: وَكَأن هَذَا هُوَ السَّبَب فِي تَعْرِيف اْبن الصّلاح لَهُ بِكَوْنِهِ كَانَ خمّارا؛ لكنّ اْبن إِسْحَاق عرّفه فِي السّيرة بِأَنَّهُ كَانَ سَيِّد بني النّضير، فَالله أعلم.
قلت: وَفِيه أَيْضا قَولُ الشَّاعر: فَلمَّا تَداعَوْا بِأَسيافِهم ... وحان الطِّعانُ دَعْونا سَلاما)

يَعنِي سَلاَم بنَ مِشْكَم.
(وبالتَّخْفِيف دَارُ السَّلام: الجَنَّةُ) ؛ لأنَّها دَارُ السَّلامة من الْآفَات. وَقَالَ الزّجّاج: لِأَنَّهَا دارُ السَّلامةِ الدّائِمَةِ الَّتِي لَا تَنْقَطِع وَلَا تَفْنَى، وَهِي دارُ السَّلامة من المَوْت والهَرَم والأَسْقام. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: دارُ السَّلام: الْجنَّة؛ لِأَنَّهَا دَار الله عزّ وَجل، فأضيفت إِلَيْهِ تفخيماً كَما يُقال للخَلِيفة: عبد الله.
(وَنَهْرُ السَّلاَم: دَجْلة، ومَدِينَة السَّلام: بَغْداد) ؛ لقُرْبها من نَهْر السَّلام، قَالَه اْبنُ الأَنْبارِيّ. (وإليها نُسِب الحَافِظ) أَبُو الفَضْل (مُحَمَّدُ اْبنُ نَاصِر) بن مُحَمَّد بن عَليّ البغداديّ، كَانَ يكْتب لنَفسِهِ، هَكَذَا روى عَن أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد البُسْرِيّ، وَأبي مُحَمَّد رزق الله التّميميّ، وَعنهُ اْبن المُقيّر، تُوفّى سنة خمسين وَخَمْسمِائة، (وعَبْدُ اللهِ بنُ مُوسَى) بنِ الحَسَن بنِ إِبراهيمَ لَهُ شِعْر حَسَن، روى عَن أبي عبد الله المَحامليّ، وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِريّ واْبن مَنْده. مَاتَ سنة ثَمَانِينَ (المُحَدِّثان ومُحَمَّدُ اْبنُ عَبْدُ اللهِ) بنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد اْبن يحيى بن حِلْس المخزوميّ (الشاعِرُ) الْمَشْهُور، من ولد الوَلِيد اْبن الْوَلِيد، رَوَى عَنهُ القَاضِي أَبُو الْقَاسِم التّنّوخيّ وَغَيره. مَاتَ سنة ثَلَاث وتِسْعِين وثلثمائة (السَّلامِيّون. وسَلامَةُ بنُ عُمَيْر بنِ أبِي سَلامَة: صحابِيّ. وسيَّارُ بنُ سَلاَمَة) أَبُو المِنْهال الرّياحيّ البَصريّ: (مُحَدِّث) عَن أَبِيه وَأبي بَرْزَة، وَعنهُ شُعْبة وحَمَّاد بنُ سَلَمة. (و) سَلامَةُ (بِنْتُ الحُرِّ الأَزْدِيَّةُ) ، وَيُقَال: الجُعفِيّة. وَقيل: الفَزارِيّة، لَهَا عِنْد اْبن أبي عَاصِم.
قلتُ: القَولُ الْأَخير هُوَ الصّواب؛ فَإِن أَبَا دَاوُود صرّح أَنَّهَا أُخْت خَرَشة اْبن الحُرّ بن قيس بن حُذَيْفَة بن بدر الفزاريّ، وَلَهُمَا صُحْبَة، رَوَت عَنْهَا أمّ دَاوُود الواشِية. (و) سَلاَمَةُ (بِنْتُ مَعْقِل الخُزاعِيَّة) ، وَيُقَال الأَنصارِيّة، لَهَا فِي سُنَن أبي دَاوود. (وسلامَةُ حاضِنَةُ إبراهيمَ بن رَسُولِ الله [
] ) ، روى عَمرُو بنُ سَعِيد الخَوْلانيّ عَن أنس عَنْهَا: (صَحابِيَّاتٌ) ، رَضِي الله تَعَالى عَنْهُن. وَفَاته: سَلامَةُ بِنتُ البَراءِ بن مَعْرُور زَوجةُ أَبِي قَتادَة بن رَبْعيّ، وسَلامَةُ بنتُ مَعْبَد الأَنْصارِيّة، وسَلامَةُ بنتُ مَسْعود بنِ كَعْب، فإنّهن أَيْضا لَهُنَّ صُحْبة.
(وبالتَّشْدِيد) : سَلاَّمةُ (بنْتُ عامِر مَوْلاةٌ لِعائِشَةَ) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، رَوَت عَن هِشام بن عُرْوَة. (وسَلاَّمَة المُغَنِّية الَّتِي هَويَها عبدُ الرَّحْمن بنُ عَبْدِ الله بنِ عَمَّار) ، صوابُه: اْبنُ أَبِي عَمَّار المَكّيّ، (وَهِي سَلاَّمة القَسِّ، والقَسُّ لقب عبد الرَّحْمن الْمَذْكُور نُسِبت إِلَيْهِ، وَكَانَ تابِعيًّا من العُبَّاد، وَقد تقدّم ذِكْرُه فِي حرف السِّين الْمُهْملَة.
(والسَّلاَّمِيَّة مُشَدَّدَة ة بالمَوْصِل، مِنْهَا عَبدُ الرَّحْمن بُن عِصْمَةَ المُحَدِّثُ) ، عَن مُحَمَّد بن عبد الله اْبن عَمَّار المَوْصِلِيّ، (وَآخَرُونَ) .
(والسُّلاَمَى كحُبَارى: عَظْم) يكون (فِي فِرْسِن البَعِير) ، وَيُقَال: إنَّ آخَر مَا يَبْقَى فِيهِ المُخّ من البَعير إِذا عَجُف فِي السُّلامى وَفِي الْعين، فَإِذا ذَهَب مِنْهُمَا لم تكن لَهُ بَقِية بَعْد، قَالَه أَبُو عبيد. وَأنْشد لأبي مَيْمُون العِجليّ:
(لَا يَشْتَكِيْنَ عَملاً مَا أَنقَيْن ... مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامَى أَو عَيْن)

(و) قَالَ اْبنُ الأعرابيّ: السُّلاَمَى: (عِظامٌ صِغارٌ طُولُ إِصْبَعٍ أَو أَقلُّ) أَي: قَرِيب مِنْهَا، (فِي) كُلٍّ من (اليَدِ والرِّجْلِ) أربعٌ أَو ثلاثٌ، وَقَالَ اْبنُ الأَثِير: السُّلاَمَى جمع سُلامِيَة، وَهِي الأُنْمُلَةُ من الْأَصَابِع، وَقيل: واحدُه وجمْعُه سَواء. وَقيل واحِدٌ و (ج: سُلامِيَاتٌ) ، وَهِي الَّتِي بَيْن كل مِفْصَلَيْن من أَصابِع الْإِنْسَان. وَقيل: السُّلامى: كلّ عَظْم مُجَوّف من صِغار العِظام. وَفِي الحَدِيث: " على كل سُلامَى من أحدِكم صَدَقَة، ويُجزِئُ فِي ذَلِك رَكْعَتان يُصَلّيهما من الضُّحَى "، أَي: على كل عَظْم من عِظام اْبنِ آدمْ وَقَالَ اللّيثُ: السُّلاَمَى: عِظامُ الأَصابعِ والأَشاجِعُ والأَكارعُ، وَهِي كعابِرُ كَأَنَّها كِعابٌ، وَقَالَ اْبن شُمَيْل: فِي القَدَم قَصَبُها وسُلاَمِيَاتُها. وعِظامُ القَدَم وقَصَبُ عِظامِ الأَصابِع أَيْضا سُلاَمِيَاتٌ. وَفِي كل فِرْسِن سِتّ سُلامِيَات ومَنْسِمان وأَظلُّ. قَالَ شَيخنَا: وَلَا يجوز فِيهِ غَيرُ القَصْر كَمَا يَقَع فِي كَلَام بَعْض المولدين اْغتِراراً بِمَا فِي مُثَلَّث قُطْرب.
(و) السُّلاَمَى (كَسُكَارى: رِيحُ الجَنُوب) قَالَ اْبنُ هَرْمَة:
(مَرتْهُ السُّلاَمَى فاْستَهَلَّ وَلم تَكُن ... لِتَنْهَض إِلا بالنُّعامَى حَوامِلُه)

(و) من المَجازِ: باتَ بلَيْلة (السَّلِيم) ، وَهُوَ (اللَّديغُ) ، فَعِيل من السَّلْم وَهُوَ اللّدْغ. وَقد قيل: هُوَ من السَّلامة، وَإِنَّمَا ذَلِك على التَّفاؤل بهَا خِلافاً لما يُحْذَر عَلَيْهِ مِنْهُ، وَقد تَقدَّم. (أَو) هُوَ (الجَرِيحُ الَّذِي أَشْفَى على الهَلَكَةِ) مُسْتعارٌ مِنْهُ، وأنشدَ اْبنُ الأعرابيّ:
(يَشْكُو إِذا شُدَّ لَهُ حِزامُهُ ... شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِيْت كِلامُهُ)

وَأنْشد أَيْضا:
(وطِيرِي بمِخْراقٍ أشمَّ كأنّه ... سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزّعانِفُ)

(و) السَّلِيمُ (من الحَافِر) : الَّذِي (بَيْنَ الأَمْعَزِ والصَّحْنِ من باطِنِه) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَالصَّوَاب فِي الْعبارَة: والسَّلِيم من الفَرَس: الَّذِي بَين الأشْعَر وَبَين الصَّحْن من حافِره.
(و) السَّلِيمُ: (السَّالِمُ من الآفاتِ) . وَبِه فُسّر قَوْلُهُ تَعالَى: {إِلَّا من أَتَى الله بقلب سليم} أَي: سَلِيم من الكُفْر. وَقَالَ الرَّاغِب: " أَي: مُتَعَرٍّ من الدَّغَل، فَهَذَا فِي الْبَاطِن ".
(ج: سُلَماءُ) كَعَرِيف وعُرَفَاء، وَفِي بعض النّسخ: سَلْمَى كَجَرِيح وجَرْحَى.
(و) من المَجازِ: (هُوَ) كَذَّاب (لَا يَتَسَالم خَيْلاَه أَي: لاَ يَقُولُ صِدْقاً فيُسْمَع مِنْهُ) ويُقْبَل. (وإِذَا تَسَالَمت الخَيْلُ تَسايَرَت لَا يَهِيجُ بَعْضُها بَعْضاً) . وَقَالَ رجل من مُحارِب:
(وَلَا تَسايرُ خَيْلاه إِذا التَقَيا ... وَلَا يُقدَّع عَن بابٍ إِذا وَرَدا)

وَيُقَال: لَا يَصْدُق أثرُه، يَكْذِب من أَيْنَ جَازَ. وَقَالَ الفَرّاء: فلَان لَا يُرَدُّ عَن بَاب وَلَا يُعَوَّجُ عَنهُ.
(وقَولُ الجَوْهَرِي) : و (يُقالُ للجِلْدَةِ) الَّتِي (بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمٌ غَلَطٌ) ، تَبِع فِيهِ خالَه أَبَا نَصْر الفارابِيّ فِي كِتَابه " دِيوانِ الْأَدَب "، كَمَا صَرَّح بِهِ غَيرُ وَاحِد من الْأَئِمَّة، (واْستِشْهاده بِبَيْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر) بنِ الخَطَّابِ رَضِي الله تَعالى عَنْهُمَا فِي وَلَدِه سَالِم:
(يُدِيرُونَنِي عَن سالمٍ وأُرِيغُه ... وجِلدَةُ بَين العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ)

قَالَ الجوهَرِيّ: وَهَذَا المَعْنَى أرادَ عَبْدُ الْملك فِي جَوابِه عَن كِتابِ الحَجَّاج أَنه عِنْدِي كسَالِم والسّلام (بَاطِلٌ) .
قَالَ اْبن بَرِّي: هَذَا وهم قَبِيح أَي: جَعْلُه سالِماً اسْما للجِلْدة الَّتِي بَيْن العَيْن والأَنْف، وَإِنَّمَا سَالم: اْبنُ اْبنِ عُمَر، فَجعله لمحَبَّتِه بِمَنْزِلَة جِلْدةٍ بَين عَينَيْه وَأَنْفه.
قَالَ شَيْخُنا: وَالصَّحِيح أنّ الْبَيْت الْمَذْكُور لزُهَيْر، وَإِنَّمَا كَانَ يتَمَثَّل بِهِ اْبنُ عمرَ.
قُلْتُ: وَإِذا صَحَّ ذَلِك فَهُوَ مُؤَيِّد لكَلَام الجوهريّ، فَتَأمل.
(وذاتُ أَسْلامٍ) بالفَتْح: (أرضٌ تُنْبِت السَّلَم) مُحَرَّكَة، قَالَ رؤبة: (كَأَنَّمَا هَيَّج حِين أطلَقَا ... )

(من ذَات أسْلامٍ عِصِيًّا شِقَقَا ... )

(وَسَلْمُ بن زَرِير) أَبُو يُونُس العطارديّ، عَن أبي رَجاء ويَزِيد بن أبي مَرْيم، وَعنهُ حِبّان وَأَبُو الوَلِيد، لَهُ عشرَة أَحَادِيث، وثَقَّه أَبُو حَاتِم.
(و) سَلْمُ (بنُ جُنَادَة) أَبُو السّائب السّوائي الكُوفِيّ، عَن أبِيه واْبن إِدْرِيسَ، وَعنهُ التّرمذِيّ والشيخان والمَحَاملي، ثِقَة، مَاتَ سنة أَربع وخَمْسِين ومِائَتَيْن.
(و) سَلْمُ (بنُ إِبراهيم) البَصْرِيّ الورَّاق، عَن عِكْرِمة بنِ عَمَّار وشَعْبة، وَعنهُ الذُّهلِيّ، وَثَّقَه اْبنُ حِبّان.
(و) سَلْمُ (بنُ جَعْفَر) البَكراوِيّ، عَن الجَرِيريّ، وَعنهُ نَعِيم بن حَمّاد ويَحْيَى بن كثير العَنْبَرِيّ، وُثِّق.
(و) سَلْمُ (بنُ أَبِي الذُّبالِ) ، عَن سَعِيد بن جُبَيْر واْبن سِيرِين، وَعنهُ مُعْتَمِر واْبن عُلَيَّة، ثِقَة.
(و) سَلْم (بنُ عَبْد الرَّحْمن) النَّخَعيّ أَخُو حُصَين، عَن أبي زُرَعَة، وَعنهُ سُفيان وشُرَيك، وُثِّق.
(و) سَلْمُ (بنُ عَطِيَّة) الكُوفيّ عَن طَاووُس وعَطَاء، وَعنهُ شُعْبَةُ وَمُحَمّد اْبن طَلْحَة، لَيْسَ بالقَوِيّ.
(و) سَلْمُ (بنُ قُتَيْبَة) الخُراسَانِيّ بالبَصْرَة، عَن عِيسَى بن طَهْمان، ويُونُسُ بنُ أبي إِسْحَاق، وَعنهُ الذُّهليّ، ثِقَةٌ يَهِمُ.
(و) سَلْمُ (بنُ قَيْس) العَلويّ البصريّ، عَن أَنَس، وَعنهُ حَمّاد اْبن زَيْد: (مُحَدِّثُون) .
(وَبَاب سَلْم: مَحَلَّة بأَصْبِهان. و) أُخْرَى (بِشِيرَازَ، يُشبِه أَن يَكُونَ من إِحْدَاهُما أَبُو خَلَف محمدُ بنُ عَبْدِ المَلِك) بنِ خَلَفَ الفَقِيه (السَّلْمِيُّ الطَّبَري مُؤَلّف كِتاب الكِتابَة) ، وَفِي بَعْضِ النُّسخ: كِتاب الكِنايَة. (وَهُوَ) كِتابٌ (بَدِيعٌ فِي فَنِّه) ، صَنَّفه فِي الفِقْه على مَذْهَب الإِمَام الشافِعِيّ، كلّ مَنْ رَآهُ اْستحسنه، روى عَنهُ أَبُو الفَتْح المُوفَّق بنُ عبد الْكَرِيم الهَرَوِيّ، مَاتَ فِي حُدُود سنة سَبْعِين وَأَرْبَعمِائَة، ذكره اْبنُ السّاعي.
(وسَلمَى بنُ جَنْدل كَسَكْرَى فَرْد) هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ أَنه بِضَمّ السِّينِ وسُكُونِ اللاَّمِ وكَسْر المِيم وتَشْدِيد اليَاءِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ الذّهَبِيُّ، وَمن ذُرِّيَّته: لَيْلَى بنتُ مَسْعود زَوْج علِيّ اْبن أبي طَالب وجَماعة. قَالَ الْحَافِظ اْبنُ حَجَر: وَلَكِن جَزَم أَبُو أَحْمد العسكريّ فِي كِتاب التَّصْحِيف بِأَنَّهُ بِفَتْح السّين، وَفِيه يَقول الشّاعر:
(وَمَات أَبِي والمُنْذِران كِلاهُما ... وَفَارِس يَوْم العَيْن سَلْمَى بن جَنْدِل)

وبخطّ رضيّ الدّين الشّاطبيّ: زُهَيْر اْبن مَسْعود بن سُلْمِيّ بن رَبِيعة الضَّبِّي فَارس العَرِقَة، ذكره المرزُبانِيّ فِي مُعْجَم الشُّعراء.
(وسُلْمانِينُ بالضَّمّ) وسُكُونِ اللاَّمِ (وكَسْرِ النُّونِ: ع) ، هَكَذَا ضَبَطه الشَّيْخ أَبُو حَيّان فِي شَرْح التَّسْهِيل، وَوَافَقَهُ جمَاعَة، قَالَ شَيْخُنا: وَذكر البَدْر الدَّمامِينِيّ فِي شرح التَّسْهِيل أثْنَاء مَبْحَث الزِّيادة من التَّصْرِيف أَنه تَحْرِيف للفْظِه، وأَنَّ الصّواب فِي ضَبْطه سُلْمانَان. قَالَ: وَلم يَضْبُط حَركةَ السّين وَلم يظْهر مُسْتَندا لذَلِك، فَتَأَمَّل، قَالَه شَيْخُنا.
قلتُ: وِسينُه على هَذَا مَفْتوحَة، وَهِي قَرْية بمَرْو، مِنْهَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمد السَّلْمانَانِي، روى عَنهُ أَبُو الحَسَن بنُ أزدَشِير، تُوفّي بعد سنة سَبْعِين وَأَرْبَعمِائَة، فتأمّل.
(وذُو السَّلُّومة) بفَتْح فَضَمٍّ مُخَفَّفاً من الأَذْواءِ (من) بني (أَلْهانَ) بنِ مَالِكٍ) .
(وسَلُّومَة مُشَدَّدَة وتُضَمُّ) أَيْضاً: (بِنتُ حُرَيْثِ بنِ زَيْد) ، هِيَ (امرأَةُ عدِيّ بنِ الرّقاعِ) الشَّأعِر، لَهَا ذِكْر.
(و) من المَجازِ: قَالَ اْبنُ السِّكِّيت: (لَا بِذِي تَسْلَم كَتَسْمَع) مَا أَن كَذَا (أَي: لَا واللهِ الَّذِي يُسَلِّمُكَ) مَا كَانُ كَذَا وكَذَا، (وَيُقَال) للاثْنَيْن: لَا (بِذِي تَسْلَمَان، و) للجَمَاعة: لَا بِذِي (تَسْلَمُون، و) للمُؤَنَّث: لَا بِذِي (تَسْلَمِين، و) لِلْجَمَاعة: لَا بِذِي (تَسْلَمْن) . والتَّأْوِيل فِي كُلّ ذَلِك واحِدٌ.
(و) يُقَال: (اذْهَب بِذِي تَسْلَمُ) يَا فَتى، واذْهَبَا بِذِي تَسْلَمان أَي: اذْهَب بِسَلاَمَتِك) ، قَالَ الأَخْفَشُ: وقَولُه: ذِي، مُضَاف إِلَى تَسْلَم، وكذلِكَ قَوْلُ الأَعْشَى:
(بآيةِ يُقدِمُون الخَيل زُورا ... كأَنَّ على سَنابِكِها مُدامَا)

أضَاف آيَة إِلَى يُقدِمون وهما نادران؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء من الْأَسْمَاء يُضافُ إِلَى الفِعْل غير أَسماء الزّمان، كَقَوْلِك: هَذَا يَوْم يُفْعَل أَي يُفْعَل فِيهِ. وَحكى سِيبَوَيْه. لَا أَفْعل ذلِك بِذِي تَسْلَم، أُضِيف فِيهِ ذُو إِلَى الفِعل. وَكَذَلِكَ بِذِي تَسْلمان وبِذِي تَسْلَمُون. والمَعْنَى: لَا أَفْعَلُ ذَلِك بِذِي سَلامَتَك، و (لَا تُضَافُ ذُو إِلاَّ إِلَى تَسْلَم، كَمَا لاَ تَنْصِب لَدُن غير غَدْوَة) . هَذَا آخر نَصّ سِيبَوَيْه.
(وأسلَمْتُ عَنهُ: تَرَكْتُه بَعْدَمَا كُنْتُ فِيهِ،) عَن اْبن بُزُرْج، وَقد جَاءَ غَيْر مُعْتَدٍّ بِهَذَا المَعْنَى فِي قَولِهِم: وَكَانَ رَاعِي غَنَم ثمَّ أَسْلَم أَي: تَرَكَها.
(وقَولُ الحُطَيْئة) الشَّاعِر فِي صِفَةِ دِرْع:
(جَدْلاءَ مُحْكَمَةٍ من صُنْعِ سَلاَّمِ ... )

وَفِي بَعْضِ النُّسخ: من نَسْج سَلاّم، كَمَا قَالَ النَّابِغَة:
(ونَسْجِ سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائِل ... )

(أَرادَ من صُنْع دَاوود فجَعَله سُلَيْمان، ثمَّ غَيَّره ضَرُورَةً) ، فَقَالَ: سَلاّم وسُلَيْم، وَمثل ذَلِك فِي أَشْعارِهم كثير. وَأنْشد اْبنُ بَرِّيّ:
(مُضاعَفَة تخَيَّرها سُلَيْم ... كَأَن قَتِيرَها حَلَق الجَرادِ)

وَقل الأَسودُ بنُ يَعْفُر:
(ودَعَا بمُحكَمةٍ أمينٍ سَكُّهَا ... من نَسْج دَاودٍ أبي سَلاّم)

(و) قَالَ أَبُو العبّاس: سُلَيْمان تَصْغِير سَلْمان. و (سُلَيْمان بنُ أَبِي سُلَيمان) سَكَن الشّامَ، روى عَنهُ شيخٌ من جُرَش. قَالَ أَبُو حَاتِم: لَهُ صُحْبَة. (و) سُلَيْمان (بنُ أَبِي صُرَد) ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصّواب اْبنُ صُرَد بن الجَوْن بن أبي الجَوْن الخُزاعِيّ، كَانَ اْسمُه فِي الْجَاهِلِيَّة يَساراً فسَمّاه النبيُّ [
] سُلَيْمان، كَانَ خَيِّراً عابِداً نزل الكُوفَة.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ عَمْرِو) بنِ حديدةَ الْأنْصَارِيّ السّلميّ: عَقَبِيٌّ بَدرِيّ، قُتِل يومَ أُحُد، وَيُقَال: هُوَ سليمُ بنُ عَامر، وَهُوَ الْأَكْثَر.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ مُسِهر) ، يرْوى عَن رِفَاعَة القَتَبانِيّ، ولكنّ حَدِيثَه مُرسَل، فَهُوَ تابِعِيّ.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ هَاشِم) بنِ عُتْبَة اْبنِ رَبِيعة بنِ عَبْدِ شمس، وَضَعَه النبيُّ [
] فِي حِجْرِه.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ أُكَيْمَةَ) اللَّيْثِيّ، مِنْ رُواتِه يَعْقُوبُ بنُ عبدِ الله سُلَيْمان، عَن أَبِيه عَن جَدّه: (صَحابِيُّون) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وأُمُّ سُلَيْمان: صَحابِيَّتَان) إِحْدَاهُما بِنْتُ عَمْرِو بنِ الأَحْوَص، رَوَى عَنْهَا اْبنُها سُلَيْمان.
(ومُسْلِم كَمُحْسِن زُهاءُ عِشْرِين صَحًابِيًّا) مِنْهُم: مُسْلِم بن بَحْرة الأنصارِيّ، واْبنُ الحَارِث التَّمِيميّ، واْبنُ الْحَارِث الخُزاعِيّ، واْبنُ خُشَيْنة، ومُسْلم أَبُو رَائِطة، واْبنُ رِياح الثَّقَفِيّ، واْبنُ عبد الله الأزدِي وابنُ عبد الرَّحمن، وَابْن عَقْرَب، واْبنُ العَلاء بن الحَضْرَمِيّ، واْبنُ عمر، وَأَبُو عَقْرب، واْبن عُمَيْر الثَّقَفِيّ، ومُسْلِم أَبُو الغَادِية الجُهَنِي، ومُسْلِم أَبُو عَوْسَجَة، ومُسْلِم بنُ حزنة، وَكَانَ اْسمُه شِهاب. واختُلِف فِي مُسْلم بن عبد الله بن مشْكم، ومُسْلِم بن السّائِب، والصّحِيح أَن حَدِيثَيْهما مُرْسَلان.
(وكَمَرْحَلَة: مَسْلَمةُ بنُ مَخْلد) اْبنِ الصَّامت الخَزْرَجِيّ السّاعِدِيّ، تُوفِّي سنة اثْنَتَيْن وسِتِّين.
(و) مَسْلَمَةُ (بنُ أَسْلَم) بنِ حُرَيْشٍ الأَنْصارِيُّ، قُتِل يَوْم جِسْرِ أَبِي عُبَيْد.
(و) مَسْلَمَةُ (بنُ قَيْس) الأَنْصاريّ.
(و) مَسْلَمَةُ (بنُ هَانِئ) أَخُو شُرَيْح. (و) مَسْلَمَةُ (بنُ شَيْبان) بنِ مُحارِب والدُ حَبِيب: (صَحابِيُّون) رَضِي الله تَعالى عَنْهُم.
(وكَمُحْسِنٍ ومُعَظَّمٍ وجَبَلٍ وعَدْلٍ ومُحْسِنَةٍ ومَرْحَلَةٍ وَأَحْمَد وآنُكٍ وُجُهَيْنَةَ: أَسْماء) .
فَمِنَ الأَوَّل جَماعةٌ غيرُ مَنْ ذَكَرهم المُصنّف، مُسْلِمُ بنُ إِبراهيم الأَزْدِيّ الْحَافِظ، ومُسْلِم بنُ خَالِد الزِّنْجِيّ المَكّيّ، من شُيوخ الشافِعِي، ومُسْلِمُ بنُ الحَجّاج القُشَيْرِيّ صاحِبُ الصّحيح، ومُسْلِم بن صُبَيح أَبُو الضُّحَى، ومُسْلِم بنُ يَسار البَصْرِيّ، ومُسْلِم بنُ يَسار المِصْرِيّ، ومُسْلِم بنُ يَسار الجُهَنِيّ، ومُسْلِم بنُ بناق المَكّيّ، تقدَّم ذكرُه فِي القَافِ، وغَيرُ هَؤُلَاءِ.
وَمن الثَّانِي: أَبُو مُسَلّم حَرِيزُ بن المُسلَّم، عَن عبد الْمجِيد بن أبي روَاد، وَيحيى بن مُسَلَّم، عَن وهب اْبن جرير، ومُسْلَّم بنُ عبد الله بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر، ويُوسُف بنُ سَعِيد اْبن مُسلَّم الحَافِظ، وَأَبُو البَرَكات مُسَلَّم بنُ عَبدْ الوَاحِد الدِّمَشْقِيّ، وَأَبُو القَاسِم مُسَلَّم بن أَحْمد [الدّمَشْقِيّ] الكَعْكِيّ، كِلَاهُمَا عَن اْبنِ أبي نَصْر، وَعبد الله بن مُسَلّم شيخ لمُعاذ بنِ المُثَنَّى، ومُسَلَّم بنُ سَعِيد التَّاجِر، عَن سِبْط الخَيَّاط، وجَمال الإِسْلام أَبُو الحَسَن علِيّ بن المُسَلَّم مُفْتِي دِمَشْق، حدّث عَنهُ اْبن الحَرَسْتَانِيّ، وَأَبُو عَليّ الْحسن بن المُسَلَّم الفارِسِيّ الزَّاهِد، وشَمْس الدّين مُحَمَّد بن مُسَلَّم الصَّنَادِيقي، كتب عَنهُ البِرْزَالِي، وَعلي بن المشرّف بن المُسَلَّم الأنماطِيّ من شُيُوخ السِّلَفِي، وَأَبُو الغَنَائِم المُسَلّم اْبن عبد الْوَهَّاب بن مَناقِب الشَّرِيف الحُسَيْني، عَن اْبن صَدَقَة الحرَّاني، وَأَبُو الْغَنَائِم المُسَلِّمِ بن مَكّي بن خَلَف بن المُسلَّم بن أَحْمد بن عَلاّن، روى عَن السَّلَفي، والمُسَلَّم اْبنُ عبد الرَّحْمن البَغْدادي، روى عَنهُ الدِّمْيَاطِيّ وَغير هَؤُلَاءِ.
وَمن الثَّالِث: سَلَم: بَطْن من لَخْم، وَأَيْضًا فِي نَسَب قُضاعة، ومحمدُ بنُ أبي الفَضَائل بن السَّلَم النابُلْسِيّ، سَمِع من الحَسَن الأوقيّ، وحدّث، مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة.
وَمن الرَّابِع تقدّم ذِكرُ جَماعة.
وَمن الخَامِس أَبُو الفَرَج أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المُسْلِمة، وابناه الحَسَن وَأَبُو جَعْفر مُحَمَّد، وحَفِيدُه رَئِيسُ الرُّؤَساء أَبُو القَاسِم علِيّ بنُ الحَسَن.
وَمن السَّادِس تَقَدَّم ذِكرُ جَماعة.
وَمن السَّابع فِي خُزاعَة أَسْلَم بنُ أَفْصَى، من وَلَده جَماعةٌ من الصّحابة، مِنْهُم سَلَمَةُ بنُ الْأَكْوَع، وَأَبُو بُرَيْزة، واْبنُ أَبِي أَوْفى وغَيْرُهم. وعَطاءُ بنُ مَرْوان الأسلَمِيّ، إِلَى أَسْلَمَ بنِ جُمَح، ذكره أَبُو طَاهِر المَقْدِسِيّ.
وَمن الثَّامِن: عبدُ الله بنُ سلمةَ بنِ أَسْلَم، رَوَى عَن أَبِيه، عَن أَنَس.
وَقَالَ اْبن حبيب: أسلمُ بن الحاف اْبن قُضاعَة، وأَسلُم بن القِنَاية فِي عَكّ، وأَسْلُم بن تَدُول فِي بني عُذْرة، هَؤُلَاءِ الثَّلاثة بالضّمّ، وَمن عَدَاهُم بفَتْح اللاّم. وَقَالَ كُراع: سُمّى بِجمع سَلْم، قَالَ اْبنُ سِيدَه: وَلم يُفسّر أيَّ سَلْم يَعنِي، وعِنْدِي أَنه جَمْع السَّلْم الَّذِي هُوَ الدّلُو العَظِيمة.
وَمن التّاسِع: سُلَيْمة بنُ مَالِك بن عَامِر فِي عَبْدِ القَيْس.
(والسُّلالِمُ) بالضَّمِّ) على المَشْهُور، ويُروَى فِيهِ الفَتْح أَيْضا، نَقله صاحِبُ النِّهاية، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: السّلاَلِيم: (حِصْن بِخَيْبَر) . قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْر: ظَلِيمٌ من التَّسْعاءِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... حَدِيثٌ بحُمَّى أَسأرَتْها سُلالم)

(وسَلَمُون مُحَرَّكة: خَمْسَةُ مَواضِع) بمِصر. مِنْهَا اْثْنان فِي الشّرقِية: إحداهُما من حُقُوق المورتة، وَالثَّانيَِة سَلمُون العقيدي، وَوَاحِدَة بالدّقَهْلِيَّة، وَهِي المَعروفة بالقماش، وَقد وَردتُها، وَوَاحِدَة بالغَرْبِيّة، وَوَاحِدَة بجَزِيرة بني نَصْر، وتُضاف إِلَى عشما، وَقد وَردتُها، وَفَاته: سَلَمُون الْغُبَار من حُوف رَمْسِيس.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
السَّلام: التَّسَلُّم والبَراءَةَ، قَالَه سِيبَوَيْه. وَزعم أَن أَبَا رَبيعة كَانَ يَقُول: إِذا لَقِيَت فُلاناً فَقُل: سَلاماً، أَي: تَسَلُّما. قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ يَقُول: سَلامٌ، أَي: أَمرِي وأَمرُك المُبارَأَة والمُتَاركَةُ. وَقَالَ غَيرُه: قَالُوا: سَلاماً، أَي: سَدَاداً من القَوْل وقَصْداً لَا لَغْوَ فِيهِ.
والسَّالِم فِي العَرُوضِ: كل جُزْء يَجُوز فِيهِ الزِّحاف فيسَلْم مِنْهُ كَسَلاَمة الجُزْء من القَبْضِ والكَفّ وَمَا أَشْبَهَه.
ويُقال: لاَ وسَلامَتِك مَا كَانَ كَذَا وكَذَا، وَيُقَال: كَانَ كافِراً ثمَّ هُوَ الْيَوْم مَسْلَمَةٌ يَا هَذَا. وَفِي حَدِيث خُزَيْمة: " مَنْ تَسلّم فِي شَيْء فَلَا يَصْرِفْه إِلَى غَيرِه "، قَالَ القتيبي: لم أسمع تَفَعَّل من السَّلَم إِذا دَفَع إِلاّ فِي هَذَا، ويُجْمَع السَّلْم بِمَعْنى الدَّلْو على أَسْلُم، بِضَمّ اللاّم، كأَفْلُس، قَالَ كُثَيِّر عَزَّة:
(تُكَفِكِفُ أَعداداً من الدَّمعِ رُكِّبَتْ ... سَوَانِيُّها ثمَّ اْنْدَفَعْن بأَسْلُمِ)

وَحكى اللّحياني فِي جَمْعِها: أَسالِم. قَالَ اْبنُ سِيدَه: وَهَذَا نَادِر. وَفِي حَدِيثِ اْبنِ عُمَر: " أَنَّه كَانَ يُصَلّي عِنْد سَلَمات فِي طَرِيق مَكَّة، رُوي مُحَرَّكَةَ جمع سَلَمَة للشَّجَرة، ويَجُوز أَن يَكُون بِكَسْر اللاَّم جمع سَلمة، وَهِي الْحِجَارَة، وقَولُ العَجَّاج:
(بَين الصَّفَا والكَعْبَةِ المُسَلَّم ... )

وَقيل: فِي تَفْسِيره: أَرادَ المُسْتَلَم، كأَنَّه بَنَى فِعلَه على فَعَّل.
وسَلامانُ: بَطْن فِي قُضاعة وَفِي الأَزْد وَفِي طَيْئ وَفِي قَيْس عَيْلان.
وَبَنُو سَلِيمة كسَفِينة: بَطْنٌ من الأَزْد. وهم بَنُو مَالِك بن فَهْم بن غَنْم بن دَوْس بن الأَزد.
وكَجُهَيْنة قد تقدّم.
والنِّسْبة سَلِيْمَيّ، قَالَ سِيبَوَيْه: نَادِر.
قلت: وهم إِلَى الْآن من نواحي البَحْرَين، اجْتمعتُ بجَماعة مِنْهُم.
وسَلّوم كتَنُّور: اسمُ مُراد.
والأُسْلُوم: بِطْن من اليَمَن.
وسَلِمتْ لَهُ الضَّيْعَة: خَلَصَت.
وَرجل مُسْتَلَم القَدَمَيْن: لَيِّنُهما نَاعِمُهما. واْستَلَم الخُفُّ قَدَميه: لَيَّنَهُما، وكَلِمة سالِمَةُ العَيْنَيْن أَي: حَسَنة، وَهُوَ مجَاز.
والسَّلَم محركة: فِي نَسَب قُضاعة وبَطْن من لَخْم.
وبالضّم: شِرْذِمَة يَنْزِلون جِيزَةِ مِصْر.
وبالكَسْر: تَمِيمٌ مولَى بَنِي غنم بن السّلم بَدْرِيّ، وَفِي الأَوْس حارِثةُ بن السِّلم بنِ اْمرئ القَيْس جَدّ سَعْد بن خَيْثَمة البَدْرِي وَإِخْوَته.
والسَّلْم بالفَتْح: من شُيوخ تمّام الرّازِيّ، وَمُحَمّد بن أبي الفَضائِل اْبن السَّلَم النّابُلْسِي، سَمِع من الحَسَن الأوقيّ، مَاتَ سنة أربعٍ وتِسْعِين وسِتّمائة، وَعبد المُحْسِن اْبن سُلَيْمان بنِ عبد الْكَرِيم، عُرِف باْبن السُّلَّم، كَسُكَّر، سمع من فَخْر القُضاة بن الجَبّاب وحدّث، سمع مِنْهُ أَبُو العَلاء الفَرْضِيّ وَهُوَ ضَبْطُه، مَاتَ سنة سِتٍّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وكأَمِير: جمَاعَة: مِنْهُم سَلِيمُ بنُ حَيّان وَولده عبد الرَّحِيم، وسَلِيم اْبن مُسْلِم المَكّيّ، عَن اْبن جُرَيْج، واهٍ، واْبنُه مُحَمَّد بن سَلِيم، عَن مُسْلم بن خَالِد، وَعنهُ مُطَيّن، وسَلِيم بن صالِح، عَن اْبنِ ثَوْبان ومحمدُ بنُ إِسْحَاق بن السَّلِيم قَاضِي الأندلس بعد السِّتِّين والثَّلثمائة، والحَسَن بن سَلِيم الحَرّانيّ، عَن أَبِيه، وعبدُ الرَّحْمن اْبنُ مُحَمَّد بنِ سَلِيم، من ولد سَعِيدِ اْبنِ المُنْذِر القَائِد، كَانَ مَعَ المُسْتَكْفِي الأُموِيّ بقُرْطُبة، وَمُحَمّد بن سَلِيم أَبُو زَيْد الهَمْدانِيّ النَاعطيّ الكُوفِيّ، سَمِع أَبَا إِسحاق السَّبِيعِيّ وسَلِيم بن عِيسَى، حَكَى عَن أَبِي الحَسَن القًزْوِينيّ، وَكَانَ صاحبَ كَرامات، والصّاحب بهاء الدّين عليّ بن مُحَمَّد بن سَلِيم المَعْرُوف بِاْبْنِ حَنَّا، خرج من بَيْتِه فُضلاءُ ورُؤُساءُ، مِنْهُم حَفِيدُه تاجُ الدّين محمدُ بنُ محمدِ بنِ عَليّ مَمْدُوح السّرّاج الوَرَّاق، والحافِظ مَنْصور اْبنُ سَلِيم الإِسْكندرانيّ صَاحب الذَّيْل على التَّكْمِلة لابْنِ نُقْطَة، وسَلِيم بنُ جَمِيل العامريّ جَدُّ القَاضِي عِماد الدّين الكركيّ المِصْرِيّ، والشّهاب أحمدُ بنُ أَبِي بَكْر بن إِسماعيل بن سليم الأَبُوصِيرِيّ، كتب عَن الْحَافِظ اْبنِ حَجَر، وَله تَخارِيجُ وفوائِدُ.
وسَلْمُويه النَّحْوي، اسمُه سَلَمة اْبن نَجْم، ويَرْوِي عَن هِلال بنِ العَلاء وغَيْرِه، مَاتَ سنة ثلاثٍ وثَلثِمائة. وسَلَمُويه صاحبُ اْبنِ المُبارك، اسمُه سُلَيْمان بنُ صَالِح النَّحْوِيّ، لَهُ كِتاب فِي أَخْبار مَرْو، روى عَن اْبنِ المُبارك، وَعنهُ اْبنُ راهَوَيْه.
وَأَبُو الحَسَن علِيّ بنُ الحَسَن بنِ مُحَمَّد بنِ أحمدَ بن سَلَمُويه الْعَوْفِيّ النَّيْسَابُورِي، عَن أبي الْقَاسِم القُشَيْرِيّ.
وأحمدُ بنُ الحسنِ السَّلَمُونِيّ عَن عُمَرَ بنِ مَسْرور الزّاهِد.
وَأَبُو الفُتوح عبدُ الرَّحْمن بن مُحَمَّد السلموي النَّيْسابُورِيّ، إمامٌ زاهِدٌ، تُوفّي بِأَصْبِهان سنة خَمْسمِائَة وثلاثٍ وثَلاثِين.
والسَّلِيمِيُّون بالفَتْح: مُحْدِثون، نِسْبة إِلَى كفر الشّيخ سَلِيم، قَرْيَة بِمصْر، وَقد دَخلتُها.
وبالضّم الحُسَيْن بنُ رَجاء أَبُو نَصْر السُّلَيْمِي، عَن جدّه لأمّه أبي بَكْر محمدِ بن الحَسَن بن سُلَيمْ وَإِلَيْهِ نِسْبَتُه، حدَّث عَنهُ اْبنُ السَّمْعانِيّ، ومُعانُ بنُ رِفاعة السَّلاَمِيّ دِمَشْقيّ مَشْهور، وخُلَيْد بنُ سَعْدٍ السَّلاَمِيّ، وسِنَانُ بنُ عَمْرو بنِ طَلْقٍ السّلامي لَهُ صُحْبة، وَهَؤُلَاء فِي بَنِي سَلامان من قُضاعَة، وعَدِيّ بنُ جَبَلةَ اْبنِ سَلامَة الكَلْبِيّ السّلامي نسب إِلَى جدّه، كَانَ شَرِيفاً، وحفيده بَهْدَل اْبن حسّان بن عَدِيّ، كَانَ رئيسَ قومِه فِي زمن مُعَاوِيَة. وَعَلِيّ بنُ النَّفِيسِ بنِ بُوزَنْدار السّلامِيّ، مُحدّث مَشْهُور، وَوَلدُه عَبْدُ اللّطيف. وعبدُ الله بنُ طاهِر بنِ فَارس الخَيَّاط السّلامِيّ، عَن أبي القَاسم بن بَيَان، وَعنهُ أَبُو سَعد بنُ السَّمعانِيّ.
وسَلاَمَة: قَرْيَة بالطَّائِف، وأُخْرى باليَمَن بِالْقربِ من حيس.
والسالمية: قَرْيَة بِمصْر من أَعمال المزاحمتين، وَقد دَخَلتهَا أَيَّام كتابتي فِي هَذَا الْحَرْف.
ومنية سَلامَة: قَرْيَة أُخْرَى بالبُحَيرة تجاه مَحَلة أَبِي عَلي، وَقد جُزتُ بهَا يَوْم كِتابَة هَذَا الحَرْف وتَمِيمٌ مولَى بَنِي تَمِيم بن السِّلم بالكَسْر: بَدْرِيّ، وحَارِثة بن السِّلْم بِن اْمرئِ القَيْس فِي نَسَب الأَوْس.
وكسَفِينة: سَلِيمة بنُ مالِك بن فَهْم اْبن غَنْم بن دَوْس فِي الأزد.
قلت: وَمِنْهُم بَقِيَّة بالبَحْرين إِلَى يَوْمنَا هَذَا، وَقد اْجتمعتُ بِجَمَاعَة مِنْهُم.
وأَسْلام بالفَتْح: وَادٍ بالعَلاةِ من أَرض اليَمامة.
وأَسْلَمان مُثَنَّى أَسْلَم: نَهْر بِالْبَصْرَةِ لأَسْلَم بنِ زَرْعة أقطعَه إِيّاه مُعاوِيَةُ.
(سلم)
الْجلد سلما دبغه بالسلم

(سلم) من الْآفَات وَنَحْوهَا سَلاما وسلامة برِئ وَله كَذَا خلص فَهُوَ سَالم وسليم
(سلم) انْقَادَ وَرَضي بالحكم وَالْمُصَلي خرج من الصَّلَاة بقوله (السَّلَام عَلَيْكُم) وعَلى الْقَوْم حياهم بِالسَّلَامِ وَفِي البيع أسلم وَالدَّعْوَى اعْترف بِصِحَّتِهَا والجيش لعَدوه أقرّ لَهُ بالغلبة وَأمره لله وَإِلَيْهِ أسلمه وَنَفسه لغيره مكنه مِنْهَا وَالشَّيْء لَهُ خلصه وَالله فلَانا من كَذَا نجاه وَالشَّيْء لَهُ وَإِلَيْهِ أعطَاهُ إِيَّاه أَو أوصله إِلَيْهِ
سلم غنم شجب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الْحسن الْمجَالِس ثَلَاثَة: فسالم وغانِمٌ وشاجِبٌ. فالسالم الَّذِي لم يغنم شَيْئا وَلم يَأْثَم. والغانم الَّذِي قد غنم من الْأجر. والشاجِبُ الآثم الْهَالِك يُقَال مِنْهُ: قد شَجَبَ [الرجل -] يَشْجُبُ شَجْبًا وشجوبا إِذا عَطِبَ وَهلك فِي دين أَو دنيا وَفِيه لُغَة أُخْرَى: شَجِبَ يشجَبُ شَجَبَاً وَهُوَ أَجود اللغتين [وأكثرهما وَمِنْه قَلِتَ قَلَتًا ووَتِغَ وَتَغًا وتَغِبَ تَغَبًا هَذَا كُله إِذا هلك قَالَه الْكسَائي وَقَالَ الْكُمَيْت: (المنسرح)

ليلَك ذَا ليلَكَ الطويلَ كَمَا ... عالَجَ تبريح غله الشجب وَقد رُوِيَ فِي هَذَا الحَدِيث عَن غير الْحسن سَمِعت أَبَا النَّضر يحدثه عَن شَيبَان عَن آدم بن عَليّ قَالَ سَمِعت أَخا بِلَال مُؤذن النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الناسُ ثَلَاثَة أثلاثٍ: فِسالم وغانم وشاجب فالسَّالم السَّاكِت والغانم الَّذِي يَأْمر بِالْخَيرِ وَينْهى عَن الْمُنكر والشاجب النَّاطِق بالخَنا والمعِينُ على الظُّلم هَكَذَا يرْوى فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير الأول يرجع إِلَى هَذَا.
س ل م

سلم من البلاء سلامة وسلاماً، وسلم من المرض: بريء، وسلمه الله. وسلم إليه الشيء فتسلمه. وسالمت العدو مسالمة، وتسالموا، وخذوا بالسلم، وفلان سلم لفلان وحرب له. وعقد عقد السلم، وأسلم في كذا. وأسلم لأمر الله وسلم واستسلم. وأسلمه للهلكة. وهو سلم في يد العدو: مسلم. واستلم الحجر، من السلام وهي الحجارة. وفي مثل " أكتم للسر من السلام " وتقول: عصب سلمته، وقرع سلمته. وفصد الأسيلم وهو عرق في ظاهر الكف. و" على كلّ سلامى من أحدكم صدقة " وهي عظام الأصابع اللينة.

ومن المجاز: قول ذي الرمة:

ولم يستطع إلف لإلف تحية ... من الناس إلا أن يسلم حاجبه

وبات بليلة سليم وهو اللديغ. وسلمت له الضيعة: خلصت، ومنه " ورجلاً سالماً لرجل ". وأسلم وجهه لله. وأسلم السلك الجمال. قال عمر بن أبي ربيعة:

فقالا لها فارفض فيض دموعها ... كما أسلم السلك الجمان المنظما

واذهب بذي تسلم، ولا بذي تسلم ما كان كذا. ورجل مستلم القدمين: لينهما. وقد استلم الخف قدميه: لينهما. وفلان " ما تسالم خيلاه كذباً ". وكلمة سالمة العينين: حسنة: قال:

وعوراء من قيل امريء قد دفعتها ... بسالمة العينين طالبة عذرا
س ل م : السَّلَمُ فِي الْبَيْعِ مِثْلُ: السَّلَفِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَسْلَمْتُ إلَيْهِ بِمَعْنَى أَسْلَفْتُ أَيْضًا وَالسَّلَمُ أَيْضًا شَجَرُ الْعِضَاهِ الْوَاحِدَةُ سَلَمَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَبِالْوَاحِدَةِ كُنِيَ فَقِيلَ أَبُو سَلَمَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ.

وَالسَّلِمَةُ وِزَانُ كَلِمَةٍ الْحَجَرُ وَبِهَا سُمِّيَ وَمِنْهُ بَنُو سَلِمَةَ بَطْنٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَالْجَمْعُ سِلَامٌ وِزَانٌ كِتَابٍ.

وَالسَّلَامُ بِفَتْحِ السِّينِ شَجَرٌ قَالَ
وَلَيْسَ بِهِ إلَّا سَلَامٌ وَحَرْمَلُ
وَالسَّلَامُ اسْمٌ مِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَالسَّلَامُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَسَلَامٌ اسْمُ رَجُلٍ لَا يُوجَدُ بِالتَّخْفِيفِ إلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَأَمَّا اسْمُ غَيْرِهِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُوجَدُ إلَّا بِالتَّثْقِيلِ وَالسَّلْمُ بِكَسْرِ السِّينِ
وَفَتْحِهَا الصُّلْحُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَسَالَمَهُ مُسَالَمَةً وَسِلَامًا وَسَلِمَ الْمُسَافِرُ يَسْلَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ سَلَامَةً خَلَصَ وَنَجَا مِنْ الْآفَاتِ فَهُوَ سَالِمٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَسَلَّمَهُ اللَّهُ بِالتَّثْقِيلِ فِي التَّعْدِيَةِ.

وَالسُّلَامَى أُنْثَى قَالَ الْخَلِيلُ هِيَ عِظَامُ الْأَصَابِعِ وَزَادَ الزَّجَّاجُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ وَتُسَمَّى الْقَصَبَ أَيْضًا وَقَالَ قُطْرُبٌ السُّلَامَيَاتُ عُرُوقُ ظَاهِر الْكَفِّ وَالْقَدَمِ وَأَسْلَمَ لِلَّهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَأَسْلَمَ دَخَلَ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ وَأَسْلَمَ دَخَلَ فِي السَّلْمِ وَأَسْلَمَ أَمْرَهُ لِلَّهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ لِلَّهِ بِالتَّثْقِيلِ لُغَةٌ وَأَسْلَمْتُهُ بِمَعْنَى خَذَلْتُهُ وَاسْتَسْلَمَ انْقَادَ وَسَلَّمَ الْوَدِيعَةَ لِصَاحِبِهَا بِالتَّثْقِيلِ أَوْصَلَهَا فَتَسَلَّمَ ذَلِكَ وَمِنْهُ قِيلَ سَلَّمَ الدَّعْوَى إذَا اعْتَرَفَ بِصِحَّتِهَا فَهُوَ إيصَالٌ مَعْنَوِيٌّ وَسَلَّمَ الْأَجِيرُ نَفْسَهُ لِلْمُسْتَأْجِرِ مَكَّنَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَيْثُ لَا مَانِعَ وَاسْتَلْأَمْتُ الْحَجَرَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هَمَزَتْهُ الْعَرَبُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْأَصْلُ اسْتَلَمْتُ لِأَنَّهُ مِنْ السِّلَامِ وَهِيَ الْحِجَارَةُ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الِاسْتِلَامُ أَصْلُهُ مَهْمُوزٌ مِنْ الْمُلَاءَمَةِ وَهِيَ الِاجْتِمَاعُ وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ الْقَوْلَيْنِ. 

حطط

(ح ط ط) : (حَطَّ) مِنْ الثَّمَنِ كَذَا أَسْقَطَ وَاسْمُ الْمَحْطُوطِ الْحَطِيطَةُ.
ح ط ط : حَطَطْتُ الرَّحْلَ وَغَيْرَهُ حَطًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَنْزَلْتُهُ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ وَحَطَطْتُ مِنْ الدَّيْنِ أَسْقَطْتُ وَالْحَطِيطَةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَاسْتَحَطَّهُ مِنْ الثَّمَنِ كَذَا فَحَطَّهُ لَهُ وَانْحَطَّ السِّعْرُ نَقَصَ. 
ح ط ط: (حَطَّ) الرَّحْلَ وَالسَّرْجَ وَالْقَوْسَ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَحَطَّ أَيْ نَزَلَ. وَ (الْمَحَطُّ) الْمَنْزِلُ. وَ (انْحَطَّ) السِّعْرُ وَغَيْرُهُ، وَ (اسْتَحَطَّهُ) مِنَ الثَّمَنِ شَيْئًا. وَ (الْحَطِيطَةُ) كَذَا وَكَذَا مِنَ الثَّمَنِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] أَيْ حُطَّ عَنَّا أَوْزَارَنَا. وَقِيلَ: هِيَ كَلِمَةٌ أُمِرَ بِهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَوْ قَالُوهَا لَحُطَّتْ أَوْزَارُهُمْ. 

حطط


حَطَّ(n. ac. حَطّ)
a. Put, placed, set, lay down.
b. Descended, alighted.

حَطَّطَa. Took off, put down (load).
إِنْحَطَطَa. Was put, set down, lowered; was degraded.
b. Fell, lessened; gave way ( prices, strength).
إِسْتَحْطَطَa. Asked to be eased of, have taken off.
b. [Min], Asked for a reduction, abatement ( of
price ).
حَطّa. Deposition; degradation.
b. Reduction ( of fractions ).
حِطَّةa. Unloading, discharging; lightening, alleviation;
remission.

مَحْطَط
مَحْطَطَة
(pl.
مَحَاْطِطُ)
a. Place of unloading; halting place, stage; station;
posting house.
b. Pause, full stop.

مِحْطَط
مِحْطَطَة
a. Tool for embossing leather.

حَطَاْطa. Pimples.
b. Froth ( of milk ).
حَطِيْطَة
(pl.
حَطَاْئِطُ)
a. Abatement, reduction (price).

حِطِّيْطَىa. see 2t
[حطط] فيه: قولوا "حطة" فقالوا: حنطة في شعير، أي قيل لهم: قولوا: حط عنا ذنوبنا، فبدلوه: حبة في شعيرة، ويروى: في شعرة، وروى: حطة، وبالنون أصوب لأنهم بدلوا اللفظ بزيادة نون. غ: الحطيطة ما يحط من جملة الحساب. ش: حطمر من نصر، وهو بتثليث حركة طاء. نه: من ابتلاه الله في جسده فهو له "حطة" أي تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي فعلة من حط الشيء يحط إذا أنزله وألقاه، ومنه "قولوا حطة" أي مسألتنا أو أمرنا حطة. وفيه: فقال بيده "فحط" ورقها، أي نثره. ومنه: إذا حططتم الرحال فشدوا السروج، أي إذا قضيتم الحج وحططتم رحالكم عن الإبل وهي الأكوار والمتاع فشدوا السروج على الخير للغزو. وفي ح "سبيعة: "فحطت" إلى الشاب، أي مالت إليه ونزلت بقلبها نحوه. وفيه: أن الصلاة تسمى في التوراة "حطوطا".
ح ط ط

حطوا الأحمال عن ظهور الدواب، يقال: حطوا عنها. وحط ل شيء حدره. وأخذوا في الحطوط أي في الحدور.

ومن المجاز: حط الله أوزارهم، وحطّ الله وزرك. " وقولوا حطة " واستحطوا أوزاركم. وناقة حطوط: سريعة السير، وحطت في سيرها وانحطت. وحط في عرض فلان إذا اندفع في شتمه. وحط في هواه، وانحط فيه. ويقال: أكل من حلوائهم، فانحط في أهوائهم. قال الكميت:

حطوطاً في مسرته ومولى ... إلى مرضاة خالقه سريعاً

وانحط السعر، وحط حطوطاً، والأسعار حاطة ومنحطة. وأتانا بطعام فحططنا فيه أي أكثرنا منه. وأحططنا فيه أي أقللنا منه. وجارية محطوطة المتنين، كأنما حطّا بالمحط، وهو ما يحط به الأديم أي يدلك ويصقل، يكون مع الأساكفة والمجلدين. قال:

تثير وتبدي عن عروق كأنها ... أعنة خراز تحط وتبشر

وقال النابغة:

محطوطة المتنين غير مفاضة ... ريّا الروادف بضة المتجرد

وسيف محطوط: مرهف. وكعب حطيط: أدرم. قال مليح الهذلي:

وكل حطيط الكعب درم حجوله ... ترى الحجل فيه غاماَ غير مقلق

واشترى سلعة فاستحط من الثمن مائة. وطلب منه الحطيطة فأبى. وحط رحله: أقام.
[حطط] حَطَّ الرَحْلَ والسرجَ والقوسَ. وحَط، أي نزل. والمَحَطُّ: المنزِلُ. وانْحِطَّ السعرُ وغيره. وتقول: اسْتَحَطَّني فلانٌ من الثمن شيئاً، والحَطيطَةُ كذا وكذا من الثمن. وقوله تعالى: {حِطَّةٌ} ، أي حُطَّ عنَّا أوزارَنا. ويقال: هي كلمةٌ أُمِرَ بها بنو إسرائيلَ لو قالوها لَحُطَّتْ أوزارُهُمْ. وحَطَّهُ، أي حَدَرَهُ. والحَطوطُ الحدورُ. والحَطوطُ: النجيبةُ السريعةُ. وجارية محطوطة المتنين، أي ممدودة مستويةٌ. قال الشاعر : بَيْضاءُ مَحْطوطَةُ المَتْنَيْنِ بَهْكَنَةٌ * رَيّا الرَوادِفِ لم تمغل بأولاد * وحط البعير في السير حِطاطاً: اعتمد في زِمامه. قال الشماخ: وإن ضربت على العلات حطت * إليك حطاط هادية شنون * ورجلٌ حُطائِطٌ بالضم، أي صغيرٌ. وحطائط بن يعفر: أخو الاسود. قال أبو عمرو: انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها، أي أسرعتْ. والحَطاطُ بالفتح: شبيه بالبثور يكون حول الحوق. وأنشد الاصمعي : قام إلى عذراء بالغطاط * يمشى بمثل قائم الفسطاط * بمكفهر اللون ذى حطاط * الواحدة حطاطة. وربما كانت في الوجه. ومنه قول الهُذَلي : وَوَجْهٍ قد جَلَوْتُ أُمَيمَ صافٍ * كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ * والحَطاطُ أيضاً: زُبْدُ اللبن. والمِحَطُّ بالكسر: الذي يُوشَم به، ويقال هو الحديدة التى تكون مع الخرَّازين ينقُشون بها الأديمَ. قال الشاعر : كَأَنّ مِحَطَّأ في يَدَيْ حارِثِيَّةٍ * صَناعٍ عَلَتْ منِّي به الجلد من عل * وعمران بن حطان، بكسر الحاء. وهو فعلان.
حطط
حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من حَطَطْتُ، يَحُطّ، احطُطْ/ حُطَّ، حَطًّا وحِطاطًا، فهو حاطّ، والمفعول محطوط (للمتعدِّي)
• حطَّ الشَّخصُ أو الشَّيءُ وغيرُهما: نزَل، انحدر، هبط من عُلُوٍّ إلى سُفل "حطَّت بنا الطَّائرةُ- حطَّ الطَّائرُ على

الغصن" ° حطَّ نفسَه في الموضوع: تدخَّل فيما لا يعنيه، تعرَّض لما ليس من شأنه.
• حطَّ السِّعرُ: رَخُص، هبط.
• حطَّ الشَّيءَ: أنزله أو وضعه على الأرض "حطَّ الصُّندوقَ/ الحِمْلَ/ كتابًا- {وَحَطَطْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} [ق] "? حطَّ رَحْلَه/ حطَّ رِحالَه/ حطَّ الرِّحالَ: أقام، استقرَّ.
• حطَّ عنه الشَّيءَ: أزاله "حسناتك تحطّ عنك سيئاتِك"? حطَّ وزرَه: وضعه عنه.
• حطَّ بالمكان: نزلَ به.
• حطَّ من قدره وسمعته أو نحوِهما: حقّره، عابه وأهانه? حططت من الدَّيْن: أسقطت- حطَّ في عِرْضه: اندفع في شتمه، ذكره بسوء- حطَّه عن مقامه: عزله، خلعه منه. 

انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ ينحطّ، انْحَطِطْ/ انْحَطَّ، انحطاطًا، فهو منحَطّ، والمفعول مُنْحَطّ إليه
• انحطَّ الشَّخصُ أو الشَّيءُ: مُطاوع حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من: نزلَ وانحَدر، سفل قدرُه "انحطَّتِ الأسعارُ: نقصت وقلَّت نوعًا وقيمة- انحطَّت معنوياتُه- انحطَّ قدرَه في نظري" ° عصر الانحطاط.
• انحطَّ الأمرُ: تدهور وهبط "مستوًى منحطّ- انحطاط الأخلاق".
• انحطَّ إليه/ انحطَّ له: خضَع لرأيه. 

انحطاط [مفرد]: مصدر انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ.
• حركة الانحطاط: (دب) حركة أدبيّة ظهرت في أواخر القرن التَّاسع عشر في فرنسا وانجلترا، اتّسمت بالاهتمام المفرط بالجمال والبراعة والبحث عن مشاعر أو أحاسيس جديدة.
• فترة الانحطاط/ عصر الانحطاط: (دب) مصطلح يُطلق على مرحلة في تاريخ الأدب انحطَّ فيها الأدبُ بعد ازدهاره في عصر سابق، كانحطاط الأدب العربي بعد سقوط بغداد 656هـ/ 1258م حتى بدء العصر الحديث.
• انحطاط الدَّلالة: (لغ) تغيُّر معنى الكلمة على مرِّ الزَّمن من دلالة مرغوب فيها إلى دلالة غير مرغوب فيها. 

حِطاط [مفرد]: مصدر حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من. 

حَطّ [مفرد]: مصدر حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من. 

حِطَّة [مفرد]:
1 - نقصان المنزلة، ذلَّة وهوان "تصرُّفه يدلّ على حِطَّةٍ في خُلُقه".
2 - طلبُ المغفرة " {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}: حُطّ عنّا أوزارنا، وهي كلمةٌ أُمِر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحُطَّت أوزارهُم". 

مَحَطّ [مفرد]: ج محاطُّ: اسم مكان من حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من: مكان النّزول أو محلُّه "مكّة المكرّمة مَحطُّ الحجَّاج" ° محطّ الآمال: موضع ثقة الناس وآمالهم به- محطّ الأنظار: جذب الانتباه، موضع اهتمام الناس- محطّ الكلام: موضع الفائدة منه. 

مَحَطَّة/ مَحِطَّة [مفرد]: ج محطَّات ومحاطُّ:
1 - موقف، مكان معيّن لوقوف القطار ووسائل النقل "محطّة الأوتوبيس/ السِّكَّة الحديد" ° محطَّة تاريخيّة: مرحلة تاريخيّة- ناظر المحطّة: المسئول عنها.
2 - مركز أو مؤسَّسة لغرض من الأغراض التِّقنيّة عامّة "محطّة الصَّرف الصِّحيّ/ توليد الطاقة" ° محطَّة أرضيّة: طرفيّة أرضيّة تتَّصل بالأقمار الصِّناعيّة والسُّفن الفضائيّة عبر الهوائيات والمعدَّات الإلكترونيّة، وظيفتها إرسالُ واستقبال الرَّسائل والمراقبة والتَّحكُّم- محطَّة وقود/ محطَّة بنزين: مكان مخصّص يُباع فيه البنزين أو الغاز- محطَّة الإذاعة: مكان الإرسال الإذاعيّ/ مركز البثّ- محطَّة الأرصاد الجوّيّة: موقع يتمُّ فيه جمع معلومات الأرصاد الجويَّة وتسجيلها ونشرها- محطَّة توليد الكهرباء/ محطَّة كهربائيّة: مكان يُتَّخذ لتوليد الكهرباء بما فيه من مبانٍ وآلات- محطَّة خِدْمات: مكتب أو مؤسَّسة تقدَّم منها الخِدْمة وخاصّة التَّصليحات.
3 - مكان للاستراحة خلال رحلة، مُزَوَّد بوسائل الرَّاحة ومجهَّز للمبيت.
• محطّة فضاء/ محطّة فضائيّة: قمر صناعيّ يطلق إلى مدار ثابت حول الأرض ويُستخدم بوصفه قاعدةً للرَّصد العلميّ. 

مُنحَطّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ.
2 - اسم مفعول من انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ.
3 - مُتَردٍّ في أخلاقه وسلوكه "لا سبيلَ إلى التَّفاهم مع المنحطِّين". 

حطط: الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ. والحَطُّ:

وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ، تقول: حَطَطْتُ عنها. وفي حديث عمر: إِذا

حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قضيتم الحَجَّ

وحَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل، وهي الأَكْوارُ والمَتاع، فشُدُّوا السُّروج على

الخيل للغَزْو. وحَطّ الحِمْلَ عن البعير يحُطُّه حَطّاً: أَنزله. وكلُّ

ما أَنزله عن ظهر، فقد حطه. الجوهريّ: حطّ الرحلَ والسرْجَ والقوْسَ

وحَطَّ أَي نزَل. والمَحَطُّ: المَنْزِلُ. والمِحَطُّ: من الأَدواتِ، وقال في

مكان آخَر: من أَدوات النَّطَّاعِينَ الذين يُجَلِّدون الدَّفاتر حديدة

معطوفة الطرَف، وأَدِيم مَحْطُوطٌ؛ وأَنشد:

تُبِينُ وتُبْدي عن عُروقٍ، كأَنَّها

أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وتُبْشَرُ

وحطَّ اللّهُ عنه وِزْرَه، في الدعاء: وضَعَه، مَثَلٌ بذلك، أَي خفَّفَ

اللّه عن ظَهْرِكَ ما أَثْقَلَه من الوِزْر. يقال: حطّ اللّه عنك وزرك

ولا أَنْقَضَ ظهرَك. واستحَطَّه وِزْرَه: سأَله أَن يَحُطَّه عنه، والاسم

الحِطَّةُ. وحكي أَنَّ بني إِسرائيل إِنما قيل لهم: وقولوا حِطَّة،

ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهم فتُحَطَّ عنهم. وسأَله الحِطِّيطى أَي

الحِطَّة. قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: وقولوا حِطَّة، قال: معناه قولوا

مسأَلتُنا حِطَّة أَي حطُّ ذنوبنا عنا، وكذلك القراءة، وارتفعت على معنى

مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ، قال: ولو قرئت حِطَّةً كان وجهاً في

العربية كأَنه قيل لهم: قولوا احْطُطْ عنّا ذنوبَنا حِطّةً، فحرَّفوا هذا

القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أُمِروا بها، وجملة ما قالوا

أَنه أَمر عظيم سماهم اللّه به فاسقِينَ، وقال الفراء في قوله تعالى: وقولوا

حطة، يقال، واللّه أَعلم: قولوا ما أُمرتم به حطةٌ أَي هي حطة،

فخالَفُوا إِلى كلام بالنَّبَطِيَّةِ، فذلك قوله تعالى: فبدّل الذين ظلموا قولاً

غير الذي قيل لهم. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى:

وادْخُلُوا الباب سُجَّداً، قال: رُكَّعاً، وقولوا حطةٌ مغفرة، قالوا: حِنْطةٌ

ودخلوا على أَسْتاهِهم، فذلك قوله تعالى: فبدَّل الذين ظلموا قولاً غير

الذي قيل لهم؛ وقال الليث: بلغنا أَن بني إِسرائيل حين قيل لهم قولوا

حِطَّةٌ إِنما قيل لهم كي يسْتَحِطُّوا بها أَوزارهم فتُحَطّ عنهم. وقال ابن

الأَعرابي: قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة شمقايا أَي حنطة جيدة، قال:

وقوله عزّ وجلّ حطة أَي كلمة تَحُطُّ عنكم خطاياكم وهي: لا إِله إلا اللّه.

ويقال: هي كلمة أُمر بها بنو إِسرائيل لو قالوها لحُطَّت أَوزارهم.

وحَطَّه أَي حَدَرَه. وفي الحديث: من ابتلاه اللّه ببَلاء في جَسَده فهو له

حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عنه خطاياه وذنوبُه، وهي فِعْلةٌ من حَطَّ الشيءَ

يَحُطُّه إِذا أَنزله وأَلقاه. وفي الحديث: إِن الصلاة تسمى في التوراة

حَطُوطاً. وحَطّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطّاً وحُطوطاً: رَخُصَ، وكذلك انْحَطَّ

حُطوطاً وكسر وانكسر، يريد فَتَر. وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال

سِعْر مَقْطُوط وقد قَطّ السِّعْرُ وقُطّ السِّعْرُ وقَطّ اللّهُ السِّعْر،

ولم يزد ههنا على هذا اللفظ.

والحَطاطةُ والحُطائطُ والحَطِيطُ: الصغير وهو من هذا لأَن الصغير

مَحْطُوط؛ أَنشد قطرب:

إِنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط،

كأَثَر الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائط

بُطائطٌ إِتباع؛ وقال مليح:

بكلِّ حَطِيطِ الكَعْبِ، دُرْمٌ حُجولُه،

تَرَى الحَجْلَ منه غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ

وقيل: هو القصير. أَبو عمرو: الحُطائطُ الصغير من الناس وغيرهم؛ وأَنشد:

والشَّيْخُ مِثْل النَّسْر والحُطائطِ،

والنِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ

قال الأَزهري: وتقول صِبْيان الأَعراب في أَحاجِيهم: ما حُطائطٌ بُطائط

تَمِيسُ تحت الحائط؟ يعنون الذّرةَ.

والحَطاطُ: شِدّةُ العَدْوِ. والكَعْبُ الحَطِيطُ: الأَدْرَمُ.

والحِطَّانُ: التَّيْسُ.

وحطّانُ: من أَسماء العرب. والحُطائطة: بَثْرةٌ صغيرة حمراء.

وجارية مَحْطُوطةُ المَتْنَيْن: ممدودَتُهما، وقال الأَزهري: ممدودة

حسنَة مستوية؛ قال النابغة:

مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غيرُ مُفاضةٍ

وأَنشد الجوهري للقطامي:

بيْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَيْنِ بَهُكَنةٌ،

رَيَا الرّوادِفِ، لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ

وأَلْيةٌ مَحْطوطةٌ: لا مَأْكَمةَ لها. والحَطُوطُ: الأَكَمةُ

الصَّعْبةُ الانْحِدار. وقال ابن دريد: الحطوط الأَكَمةُ الصعبة، فلم يذكر

ارتفاعاً ولا انحداراً. والحَطُّ: الحَدْرُ من عُلْو، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً

فانْحَطَّ؛ وأَنشد:

كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ

قال الأَزهري: والفِعْل اللاّزم الانحطاط. ويقال للهَبُوط: حَطُوطٌ.

والمُنْحَطُّ من المَناكِب: المُسْتَفِلُ الذي ليس بمُرْتَفِعٍ ولا

مُسْتَقِلٍّ وهو أَحسنها.

والحَطاطةُ: بَثْرة تخرج بالوجه صغيرة تُقَيِّحُ ولا تُقَرِّحُ، والجمع

حَطاطٌ؛ قال المتنخل الهذلي:

ووجْهٍ قد رأَيْت، أُمَيْمَ، صافٍ،

أَسِيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذي حَطاطِ

وقد حَطَّ وجهُه وأَحَطَّ، وربما قيل ذلك لمن سَمِنَ وجهُه وتَهَيَّجَ.

والحَطاطةُ: الجاريةُ الصغيرة، تشبَّه بذلك. وقال الأَصمعي: الحَطاطُ

البَثْر، الواحدة حَطاطةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لزياد الطَّمّاحِيِّ:

قامَ إِلى عَذْراء في الغُطاطِ،

يَمْشِي بمثل قائم الفُسْطاطِ،

بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذي حَطاطِ

قال ابن بري: الذي رواه أَبو عمرو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَي بمُشْرفه؛

وبعده:

هامَتُه مِثْلُ الفَنِيقِ السّاطِي،

نِيطَ بحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ

فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّياطِ،

ذُو قوّةٍ، ليس بذي وباطِ

فداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ،

ليس كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ

وقام عنها، وهو ذُو نَشاطِ،

ولُيّنَتْ من شِدّةِ الخِلاطِ

قد أَسْبَطَتْ وأَيّما إِسْباطِ

وقال الراجز:

ثم طَعَنْت في الجَمِيش الأَصْفَرِ

بذي حَطاطٍ، مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ

والواحدة حَطاطةٌ، قال: وربما كانت في الوجه؛ ومنه قول المتنخل الهذلي:

ووجْهٍ قد جَلَوْت، أُمَيْمَ، صافٍ،

كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ

وقال أَبو زيد: الأَجرب العين الذي تَبْثُر عينُه ويلزمها الحَطاطُ، وهو

الظَّبْظابُ والحُدْحُدُ. قال ابن سيده: والحَطاط، بالفتح، مثل البَثْر

في باطن الحُوق، وقيل: حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها.

وحَطّ البعيرُ حِطاطاً وانْحَطَّ: اعتمد في الزِّمامِ على أَحد شِقّيْه؛

قال ابن مقبل:

برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِيمةُ وجْهِه،

أَسَرَّ حِطاطاً، ثم لانَ فبَغّلا

وقال الشماخ:

وإِن ضُرِبَتْ على العِلاَّت، حَطّتْ

إِليكَ حِطاطَ هادِيةٍ شَنُونِ

العِلاَّتُ: الأَعْداء، والهادِيةُ: الأَتانُ الوَحْشِيّةُ المتقدمة في

سيرها، والشَّنُونُ: التي بين السمينةِ والمَهْزُولة. ونَجِيبةٌ

مُنْحَطّةٌ في سيرها وحَطُوطٌ. الأَصمعي: الحَطُّ الاعتماد على السير، والحَطُوطُ

النَّجِيبةُ السريعة، وناقة حَطُوطٌ، وقد حَطَّتْ في سيرها؛ قال

النابغة:فما وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ،

حَطُوطٌ في الزِّمامِ، ولا لَجُونُ

ويروى: في الزِّماعِ، وقال الأَعشى:

فلا لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها

تَخْدِي، وسِيقَ إِليها الباقِرُ العَتِلُ

(* هكذا ورد هذا البيت في رواية أَبي عبيدة، وهو في قصيدة الأَعشى

مَرويّ على هذه الصورة:

إني لَعمر الذي خطت مناسمُها * له، وسِيقَ إِليهِ الباقِرُ

الغُيُلُ )

حَطَّتْ في سيْرِها وانْحَطَّتْ أَي اعْتمدتْ، يقال ذلك للنَّجِيبةِ

السَّريعةِ. وقال أَبو عمرو: انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها أَي أَسرَعتْ.

وتقول: اسْتَحَطَّني فلان من الثمن شيئاً، والحَطِيطةُ كذا وكذا من الثمن.

والحَطاطُ: زُبْدُ اللَّبَن. وحُطَّ البعيرُ وحُطّ عنه إِذا طَنِيَ

فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فخطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً

حِيالَ الطَّنَى حتى يَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ، وقال اللحياني: حُطَّ البعيرُ

الطَّنِيُّ وهو الذي لَزِقَتْ رئته بجنبه، وذلك أَن يُضْجَعَ على جنبه ثم

يؤخذ وَتِد فيُمَرَّ على أَضْلاعِه إِمْراراً لا يُحْرِقُ. الأَزهري: أَبو

عمرو حَطَّ وحَثَّ بمعنى واحد. وفي الحديث: جلس رسولُ اللّه، صلّى اللّه

عليه وسلّم، إِلى غُصْن شجرة يابسةٍ فقال بيده فحَطَّ ورَقها؛ معناه

فحَتَّ ورَقها أَي نَثَره. والحَطِيطةُ: ما يُحَطُّ من جملة حَطائطَ. يقال:

حَطَّ عنه حَطِيطةً وافية. والحُطُطُ: الأَبدان النّاعمة. والحُطُطُ

أَيضاً: مَراتِبُ السِّفَلِ، واحِدَتُها حِطَّةٌ، والحِطَّةُ: نُقْصانُ

المَرْتَبة.

وحَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ يَحُطُّه حَطّاً: سَطَرَه وصقَله ونقَشَه.

والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ: حديدة أَو خشبة يُصْقَلُ بها الجلد حتى يَلِينَ

ويَبْرُقَ. والمِحَطُّ، بالكسر: الذي يُوشَمُ به، ويقال: هو الحديدة التي

تكون مع الخَرّازِين يَنْقُشون بها الأَدِيمَ؛ قال النَّمر بن تَوْلب:

كأَنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثِيّةٍ

صَناعٍ، عَلَتْ مِني به الجِلْدَ مِن عَل

وأَما الذي في حديث سُبَيْعةَ الأَسلمية: فحَطَّت إِلى الشاب أَي مالَتْ

إِليه ونزلت بقلبها نحوه.

والحُطاطُ: الرائحة الخَبيثةُ، وحَطْحَطَ في مشيه وعمله: أَسرع.

ويَحْطُوط: وادٍ مَعْروف. وعِمْرانُ بن حِطّانَ، بكسر الحاء، وهو

فِعْلانُ. وحُطائِطُ بن يَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن يعفُرَ.

حطط
{الحَطُّ: الوَضْعُ،} كالاحْتِطَاطِ، يُقَالُ: {حَطَّهُ} يَحُطُّهُ {حَطًّا،} واحْتَطَّهُ، وأَنْشَدَ الخارْزَنْجِيُّ: أَيْقَنْتُ أَنَّ فارِساً {- مُحْتَطِّي أَي} - يَحُطُّنِي عَن سَرْجِي، وصَدْرُه يأْتي فِي ح ق ط وَفِي هـ ق ط والمُرادُ بالوَضْعِ وَضْعُ الأَحمال، تَقول: {حَطَطْتُ عنْها، ومِنْهُ حديثُ عُمَرَ: إِذا} حَطَطْتُم الرِّحالَ فشُدُّوا السُّرُوجَ أَي إِذا قَضَيْتُم الحَجَّ، {وحَطَطْتُم رِحالَكُم عَن الإِبِلِ، وَهِي الأَكْوارُ والمَتاعُ، فشُدُّوا السُّروجَ عَلَى الخَيْلِ للغَزْوِ. وكلُّ مَا أُنزِلَ عَن ظَهْرٍ، فَقَدْ} حُطَّ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: {حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ والقَوْسَ،} وحَطَّ، أَي نَزَلَ. وَمن المَجَازِ: {الحَطُّ فِي السِّعْر: الرُّخْصُ فِيهِ،} كالحُطُوطِ، بالضَّمِّ، يُقَالُ: {حَطَّ السِّعْرُ} يَحُطُّ {حَطًّا} وحُطُوطاً: رَخُصَ، وكَذلِكَ قَطَّ السِّعْرُ فَهُوَ {مَحْطوطٌ ومَقْطوطٌ، وسَيَأْتِي قَطَّ فِي مَحَلِّه. والحَطُّ: الحَدْرُ من عُلْوٌ إِلَى سُفْلٍ، حَطَّهُ يَحُطُّهُ حَطًّا: حَدَرَهُ، قالَ امرؤُ القَيْسِ:
(مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمودِ صَخْرٍ} حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ)
والحَطُّ: صَقْلُ الجِلْدِ ونَقْشُهُ وسَطْرُهُ {بالمِحَطِّ} والمِحَطَّةِ، بكَسْرِهِما لِمَا يوشَمُ بِهِ، وقيلَ: {المِحَطَّةُ: اسمٌ لحَديدةٍ تَكُونُ مَعَ الخرَّازينَ يَنْقُشونَ بهَا الأَديمَ، كَمَا قالَهُ الجَوْهَرِيّ، وَفِي الأَساسِ: يَكُونُ للمُجَلَّدِ وغيرِه، وَفِي التَّهذيبِ: هِيَ مَحْدودَةُ الطَّرَفِ من أَدَواتِ النَّطَّاعينَ الَّذينَ يُجَلِّدُونَ الدَّفاتِرَ.
وَفِي العُبَاب:} المِحَطُّ: المِصْقَلَةُ، وَهِي: حَديدَةٌ يُصْقَلُ بهَا الجِلْدُ ليَلينَ ويَحْسُنَ. أَو المِحَطَّةُ: خَشَبَة مُعَدَّة لذَلِك، أَي لصَقْلِ الجِلْدِ حتَّى يَلينَ ويبْرُقَ. وَفِي بعضِ النُّسَخ: مُعَدِّلَة، وَهُوَ غَلَطٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب رَضِيَ الله عَنْه، وذَكَر كِبَرَ سِنِّه: (فُضُولٌ أَراها فِي أَدِيميَ بَعْدَمَا ... يَكُونُ كَفَافَ اللَّحْمِ أَو هوَ أَجْمَلُ)

(كأَنَّ {مِحَطًّا فِي يَدَيْ حارِثِيَّةٍ ... صَنَاعٍ عَلَتْ مِنِّي بِهِ الجِلْدَ من عَلُ)
وصَدْرُ البيتِ من العُبَاب.} واسْتَحَطَّهُ وِزْرَهُ: سأَلَهُ أَن يَحُطُّهُ عَنهُ. إِنْ كانَ المُرادُ بالوِزْرِ الحِمْلَ فَهُوَ عَلَى حَقيقَتِه، وإنْ كانَ معنى من المَعَانِي فَهُوَ جائِزٌ. والاسمُ: {الحِطَّةُ،} والحِطِّيطَى، بكَسْرِهِما. وحُكِيَ أَنَّ بَني إسْرائيلَ إنَّما قيلَ لهُم: وَقُولُوا {حِطَّة} ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهُم {فَتُحَطُّ عَنْهُم. وسأَله} الحِطِّيطَى، أَي الحِطَّة. {والحَطَاطَةُ، بالفَتْحِ،} والحُطَائِطُ، بالضَّمِّ، {والحَطِيطُ، كأَميرٍ: الصَّغيرُ من النَّاسِ وغيرِهم. الثَّانِيَةُ عَن أَبي عَمْرٍ و، وأَنْشَدَ: والشَّيْخُ مِثْلُ النَّسْرِ والحُطَائِطِ والنِّسْوَةِ الأَرَامِلِ المَثَالِطِ وأَنْشَدَ قُطْرُبٌ: إِنَّ حِرِي} حُطَائِطٌ بُطَائط وَقَدْ تَقَدَّم أَنَّ بُطَائطاً إِتْباعٌ {لحُطَائِطٍ، وهُو مَجَازٌ. واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى ذِكْرِ الثَّانيَةِ، وَقَالَ: ابنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ للشَّيْءِ إِذا اسْتَصْغَرُوه} حَطَاطَة، قالَ أَبو حاتمٍ، هُوَ عربيٌّ مُسْتَعْمَلٌ. وَمن المَجَازِ: أَلْيَةٌ {مَحْطوطَةٌ أَي لَا مأْكَمَةَ لَهَا، كأَنَّما حُطَّتْ بالمِحَطِّ. وَمن المَجَازِ:} المُنْحَطُّ من المَنَاكِبِ: المُسْتَفِلُ الَّذي لَيْسَ بمُرْتَفِعٍ وَلَا مُسْتَقِلٍّ، وَهُوَ أَحْسَنُها.! والحَطَاطُ، كسَحَابٍ: البَثْرُ، قالَهُ الْأَصْمَعِي، وَقيل شِبْهُ البَثْرِ، وَفِي المُحْكَمِ: مِثْلُ البَثْرِ يَخْرُجُ فِي باطِنِ الحُوقِ أَو حَوْلَهُ، وَهَذَا عَن الجَوْهَرِيّ، ونَصُّه: {الحَطَاطُ: شَبيهٌ بالبُثُورِ يَكُونُ حَوْلَ الحُوقِ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ لزِيادٍ الطَّمَّاحِيّ: قامَ إِلَى عَذْراءَ بالغُطَاطِ يَمْشِي بمِثْلِ قائمِ الفُسْطَاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذِي} حَطَاطِ قالَ ابنُ بَرِّيّ: الَّذي رواهُ أَبو عَمْرٍ و: بِمُكْرَهِفِّ الحوقِ أَي بمُشْرِفِه، وبَعْدَه: هامَتُه مثْلُ الفَنيقِ السَّاطِي نيطَ بِحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ فبَكَّهَا مُوَثَّقُ النِّياطِ ذُو قُوَّةٍ لَيْسَ بِذِي وَباطِ)
فدَاكَهَا دَوْكاً عَلَى الصِّراطِ لَيْسَ كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وقامَ عَنْها وَهُوَ ذُو نَشَاطِ ولُيِّنَتْ من شِدَّة الخِلاطِ قَدْ أَسْبَطَتْ وأَيَّمَا إسْباطِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: ثمَّ طَعَنْتُ فِي الجَميشِ الأَصْفَرِ بِذي {حَطاطٍ مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ قالَ الجَوْهَرِيّ: ورُبَّما كانتْ فِي الوَجْهِ تَقيحُ وَلَا تُقَرِّحُ، ومِنْهُ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَليِّ:
(ووَجْهٍ قَدْ جَلَوْتُ أُمَيْمَ صافٍ ... كقَرْنِ الشَّمْسِ لَيْسَ بِذي حَطاطِ)
هَكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ. قُلْتُ: وَالَّذِي رَواهُ السُّكَّريُّ:
(ووَجْهٍ قَدْ طَرَقْتُ أُمَيْمَ صافٍ ... أَسيلٍ غَيْرَ جَهْمٍ ذِي حَطاطِ)
كَمَا قَرَأْتُه فِي الدِّيوانِ، وَهَكَذَا أَنْشَدَه الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب. وَفِي غيرِهِما من كُتُب اللُّغَة مِثْلُ مَا رَواه الجَوْهَرِيّ، الواحِدَة} حَطاطَةٌ، بهاءٍ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَجْرَبُ العَيْن: الَّذي تَبْثُر عَيْنُه ويَلْزَمُها {الحَطاطُ، وَهُوَ الظَّبْظابُ، والجُدْجُدُ. والحَطاطُ أَيْضاً: زُبْدُ اللَّبَنِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وابنُ دُرَيْدٍ، كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه} يُحَطُّ عَنهُ، أَي يُحَتُّ. وَقيل: الحَطاطُ من الكَمَرَةِ: حُروفُها، نَقَلَهُ ابنُ سيدَه. وَقَدْ {حَطَّ وَجْهُهُ} يَحُطُّ: خَرَجَ بِهِ {الحَطاطُ، أَي البَثْرُ، أَو حَطَّ: سَمِنَ وَجْهُهُ، وَقيل: تَهَيَّجَ،} كأَحَطَّ فِيهِنَّ، أَي فِي المَعاني الثَّلاثةِ. وَمن المَجَازِ: حَطَّ البَعيرُ {حِطاطاً، بالكَسْرِ، إِذا اعْتَمَدَ فِي الزِّمامِ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(برَأْسٍ إِذا اشْتَدَّتْ شَكيمَةُ وَجْهِه ... أَسَرَّ حِطاطاً ثمَّ لانَ فبَغَّلا)
وَقَالَ الشَّماخ:
(إِذا ضُرِبَتْ عَلَى العِلاّتِ} حَطَّتْ ... إلَيْك {حِطاطَ هادِيَةٍ شَنونِ)
هَكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ،} كانْحَطَّ {انْحِطاطاً، يُقال: نَجيبَةٌ} مُنْحَطَّةٌ فِي سَيْرِها: {حَطَّتْ فِي سَيْرِها،} وانْحَطَّت، أَي اعْتَمَدَت، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: أَي أَسْرَعَت. وَمن المَجَازِ: حَطَّ فِي الطَّعامِ، أَي أَكَلَهُ، وَفِي الأساس: أَي أَكْثَرَ مِنْهُ، {كحَطَّطَ} تَحْطيطاً، ونَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عَن ابْن عَبّادٍ. {وحُطَّ البَعيرُ،)
بالضَّمِّ: طَنِيَ، كَمَا فِي العُبَاب، وَهُوَ نصُّ اللِّحْيانيِّ. ويُقَالُ أَيْضاً:} حُطَّ عَنهُ: إِذا طَنِيَ فَالْتَوَتْ، وَفِي اللِّسان: فالْتَزَقَت رِئَتُهُ بجَنْبِهِ! فحَطَّ الرَّحْلَ عَن جَنْبِهِ بساعِدِه دَلْكاً عَلَى حِيالِ الطَّنَى حتَّى يَنْفَصِلَ عَن الجَنْبِ، زَاد اللِّحْيانيُّ: وَذَلِكَ أنْ يُضْجَعَ عَلَى جَنْبِهِ ثمَّ يُؤْخَذَ وَتِدٌ فيُمَرَّ عَلَى أَضْلاعِهِ إمْراراً لَا يُخَرِّقُ، وَهَذَا نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. {والحُطاطُ، بالضَّمِّ، الرّائِحَةُ الخَبيثَةُ.
} ويَحْطوطٌ، كيَعْسوب، وادٍ، مَعْروفٌ، قالَ العَبّاسُ بن تَيَّحانَ البَوْلانيُّ: وَلَا أُبالي يَا أَخا سَليطِ ألاَّ تَعَشَّى جانِبَيْ يَحْطوطِ و {الحَطاطَةُ، كسَحابَةٍ: الجارِيَةُ الصَّغيرَةُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: كُلُّ شَيءٍ يُسْتَصْغَرُ يُقَالُ لَهُ:} حَطاطَةٌ، قالَ أَبو حاتمٍ: هُوَ عَرَبِيٌّ مُسْتَعْمَلٌ. {وحَطْحَطَ الشَّيْءُ:} انْحَطَّ، عَن ابْن عبّادٍ.
و {حَطْحَطَ فِي مَشْيِه وعَمَلِه: أَسْرَعَ، عَن ابْن دُرَيْدٍ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ:} الحُطُطُ، بضَمَّتيْن: الأَبْدانُ النّاعِمَة، وَهُوَ مَجازٌ، كأَنَّها {حُطَّتْ} بالمِحَطِّ، أَي صُقِلَت. وَقَالَ أَيْضاً: الحُطُطُ: مَراكِبُ السِّفَلِ، هَكَذا وُجِدَ فِي نُسَخِ النَّوادِرِ أَو الصَّوابُ: مَراتِبُ السِّفَلِ، كَمَا حَقَّقَهُ الأّزْهَرِيّ، واحِدَتُها {حِطَّة، وَهِي نُقْصانُ المَرْتَبَةِ، وَهُوَ مَجازٌ.} والحَطيطَةُ: مَا {يُحَطُّ من الثَّمَنِ فيُنْقَصُ مِنْهُ، اسمٌ من الحَطِّ، والجمعُ:} الحَطائطُ، وَهُوَ مَجازٌ يُقال: حَطَّ عَنهُ {حَطيطَةً وافِيَةً. و} الحُطَيِّطَةُ مُصَغَّرَةً: السُّرْفَةُ، وكَذلِكَ البُطَيِّطَةُ، كَمَا تقدّم، أَو هَذِه إتْباعٌ لَهُ. {والأَحَطُّ: الأَمْلَسُ المَتْنَيْنِ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. وَقَوله تَعَالَى: وَقُولُوا} حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُم خَطاياكُم قالَ ابنُ عَرَفَة: أَي قُولُوا {حُطَّ عَنَّا ذُنوبَنا، وَفِي الصّحاح: أَوْزارَنا. أَو مَسْأَلتُنا} حِطَّةٌ، قالَهُ أَبو إسْحاقَ، أَي نَسْأَلُكَ أنْ! تَحُطَّ عَنَّا ذُنوبَنا، قالَ: وكَذلِكَ القِراءةُ، وَفِي الصّحاح وَيُقَال: هِيَ كلمةٌ أُمِرَ بهَا بَنو إِسْرَائِيل، لَو قالوها {لَحُطَّتْ أَوْزارُهم قُلْتُ: وَهِي كَلِمَةُ لَا إِلَه إلاَّ الله، كَمَا قالَه ابْن الأَعْرَابِيّ، وقرأَ ابنُ أَبي عَيْلَةَ، وطاووسٌ اليَمانِيُّ وَقُولُوا حِطَّةً بالنَّصْبِ، وَفِيه وَجْهان، أَحَدُهُما: إعْمالُ الفِعْلِ فِيهَا وَهُوَ قُولُوا، كَأَنَّهُ قالَ: وَقُولُوا كَلِمَةً تَحُطُّ عَنْكُم أَوْزارَكُم، وَالثَّانِي: أنْ تُنْصَبَ على المَصْدَرِ بمَعْنَى الدُّعاء والمَسْأَلَةِ، أَي احْطُط اللَّهُمَّ أَوْزارَنا حِطَّةً، قالَ ابْن عَرَفَة: وَكَانَ قَدْ طُؤْطِئَ لَهُم البابُ ليَدْخُلوه سُجَّداً، فَبَدَّلوا قَوْلاً غَيْر ذَلِك وَقَالُوا: هِطَّا سُمْهَأَثا، أَي حِنْطَةٌ حَمْراءُ، قالَ الصَّاغَانِيُّ: كَذلِكَ قالَ السُدِّيُّ ومُجاهِدٌ، وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: قيل لَهُم: قُولُوا حِطَّة، فَقَالُوا حِنْطَة شمقايا، أَي: حِنْطَة جَيِّدَةٌ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: فِي قَوْله تَعَالَى: وَقُولُوا} حِطَّة يُقَالُ، وَالله أعلم: قُولُوا مَا أُمِرْتُم بِهِ حِطَّةٌ أَي)
هِيَ حِطَّة فخالَفوا إِلَى كَلَام بالنَّبَطِيّة. وروى سَعيدُ بنُ جُبَيْر عَن ابْن عبّاس فِي قَوْله: وادْخُلوا البابَ سُجَّداً قالَ: رُكَّعاً، وَقُولُوا حِطَّةٌ: مَغْفِرَة، قَالُوا: حِنْطَةٌ ودَخَلوا عَلَى أَسْتاهِهِمْ فَذَلِك قَوْله: فَبَدَّلَ الَّذين ظَلَموا قَوْلاً غَيْرَ الَّذي قيلَ لَهُم. وهيَ أَي {الحِطَّةُ أَيْضاً: اسمُ رَمَضــانَ فِي الإنْجيل أَو غَيْرِه من الكُتُب لأنَّه} يَحُطُّ من وِزْرِ صائِميه، هَكَذا نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ وَقَالَ: سمعتُ هَكَذا، واسْتَعْمَلَ المُصَنِّفِ هُنا رَمَضــانَ من غير إضافَةٍ إِلَى شَهر، وَهُوَ فِي التَّهْذيب. سَمِعْتُ أنَّ شَهْرَ رَمَضــانَ إِلَى آخِرِه، وَقَدْ تَقَدَّم البحثُ فِي ذَلِك. وَفِي الحَدِيث: مَن ابْتَلاهُ الله ببَلاءٍ فِي جَسَدِه فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ أَي! تُحَطُّ عَنهُ خَطاياهُ وذُنوبُه، وَهِي فِعْلَةٌ من {حَطَّ الشَّيْءَ} يَحُطُّهُ، إِذا أَنْزَلَه وأَلْقاه.
ورَجُلٌ {حَطَوْطَى، كحَبَرْكَى: نَزِقٌ، عَن ابْن عبّادٍ، وَهُوَ مَجازٌ.} والحَطوطُ، كصَبورٍ: النّاقةُ النَّجيبَةُ السَّريعَةُ، وَقَدْ {حَطَّت فِي سَيْرِها، قالَ النَّابغةُ الذُّبْياني:
(فَمَا وَخَدَتْ بمِثْلِك ذاتُ غَرْبٍ ... } حَطوطٌ فِي الزِّمامِ وَلَا لَجونُ)
وكَذلِكَ المُنْحَطَّة. {وحِطِّينُ، كسِجِّين: ة، بالشامِ بَيْنَ أُرْسونَ وقَيْسارِيَةَ، فِيهَا قَبْرُ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ وَمن هَذِه القَرْيَةُ هَيّاجُ بن عُبَيْدٍ} - الحِطِّينِيُّ مُفْتي الحَرَمِ، قُتِلَ صَبْراً عَلَى السُّنَّةِ سنة.
{والحِطَّانُ، بالكَسْرِ: التَّيْسُ. و} حِطَّانُ وَالِد عمرَان الشَّاعِر. وحِطَّانُ بنُ عَوْفٍ: شاعِرٌ أَيْضاً، وَهُوَ الَّذي شَبَّبَ الأَخْنَسُ ابْن شِهاب التَّغْلبيُّ بابْنَتِه فَقَالَ:
(لابْنَةِ حِطّانَ بنِ عَوْفٍ مَنازِلٌ ... كَمَا رَقَّشَ العُنْوانَ فِي الرَّقِّ كاتِبُ)
وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: حِرٌ {حُطائِطٌ بُطائِطٌ، أَي ضَخْمٌ، وأَنْشَدَ قُطْرُب: إنَّ حِري} حُطائطٌ بُطائط وَقَدْ تَقَدَّم. والحُطائطُ أَيْضاً: الصَّغيرُ القَصيرُ مِنَّا، وَقَدْ تَقَدَّم! الحُطائِطُ بمَعْنَى الصَّغيرِ، وَهُوَ نصُّ الجَوْهَرِيّ، وَزَاد هُنا القَصيرَ، وَهُوَ بمَعْناه، وَقَوله: مِنَّا، أَي من النّاسِ وَقَدْ عَمَّمَه أَبو عَمْرٍ و، فَقَالَ: من النّاس وغَيْرِهم، وأَنْشَدَ: والشّيخُ مثلُ النَّسْرِ والحُطائطِ وَقَدْ تَقَدَّم. وحُطائِطُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ هُوَ أَخُو الأَسْوَدِ بن يَعْفُرَ الشَّاعِر، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
والحُطائطُ: ذَرَّةٌ صَغيرَةٌ حَمْراءُ، الواحِدَةُ بهاءٍ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ وَقَول بَعْضِهم يَعْني بِهِ ابْن عَبّادٍ صَاحِبَ المُحيط: بُرَّةٌ حَمْراءُ صغيرةٌ، وَهَمٌ نَبَّه عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب، وأَوْرَدَه فِي التَّكْمِلَة هَكَذَا، وَلم يُنَبِّه عَلَى اللِّسان: بَثْرَةٌ حَمْراءُ صَغيرة، والمادَّةُ لَا تُخالِفُه، فتأَمّل. ومِنْهُ قَوْلُ) صِبْيانِهِم، أَي من الحُطائِطِ بمَعْنَى الذَّرَّة، وأَوْرَدَ هَذَا الكلامَ بطَريقِ الاسْتِدْلالِ لِما ذَهَبَ إِلَيْهِ من تَوْهيمِ ابْن عَبّادٍ، قالَ الأّزْهَرِيّ: تقولُ صِبْيانُ الأَعْرابِ فِي أَحاجيهِمْ: مَا حُطائطٌ بُطائط، تَميسَ تَحْتَ الحائِط يَعْنون بهِ الذَّرَّ. وَمن المَجَازِ: {- اسْتَحَطَّني من ثَمَنِه شَيْئاً، أَي اسْتَنْقَصَنيه وطَلَبَ مِنِّي} حَطيطَةً. قالَ الصَّاغَانِيُّ: والتَّرْكيبُ يَدُلُّ عَلَى إنْزالِ الشَّيْء من عُلْوٍ. وَقَدْ شَذَّ عَنهُ الحَطاطُ: البَثْرَةُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {الانْحِطاط: مُطاوِعُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ، يُقَالُ: حَطَّهُ فانْحَطَّ.} والانْحِطاطُ: الانْحِدارُ، والإدْبارُ، والاضْمِحْلال، وفيهِما مَجاز. {والمَحَطُّ: المَنْزِل، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وكَذلِكَ} المَحَطَّةُ، والجَمْع {مَحاطُّ} ومَحَطَّاتٌ. وَهَذَا {مَحَطُّ الكَلامِ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَديمٌ} حَطوطٌ: مَصْقولٌ. {وحَطَّ الله عنهُ وِزْرَه، فِي الدُّعاءِ، أَي وَضَعَه، وَهُوَ مَجاز، أَي خَفَّفَ الله عَن ظَهْرِه مَا أَثْقَلَه.} والحِطَّةُ، بالكَسْرِ، نَقْصٌ فِي المَقامِ. {والحَطوط، كصَبورٍ: اسمٌ للصَّلاةِ فِي التَّوْراةِ، كَمَا جاءَ فِي الحَديثِ.} وانْحَطَّ السِّعْرُ: فَتَرَ ويُقَالُ: سِعْرٌ {حاطِطٌ، أَي رَخيصٌ، وَهُوَ مَجاز.} والحَطيطُ كأميرٍ: القَصيرُ. قالَ مُلَيْحٌ:
(بكُلِّ {حَطيطِ المَعْبِ دُرْمٍ حُجُوله ... تَرى الحِجْلَ مِنْهُ غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ)
} والحَطاطُ: شدّة العَدْوِ. والكَعْبُ {الحَطيطُ الأَدْرَمُ، وَهُوَ مَجاز. وجاريَةٌ} مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن: مَمْدودَتُهما، وَهُوَ مجَاز، كَأَنَّمَا {حُطَّا} بالمِحَطِّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: مَمْدودَةٌ مُسْتَوِيَة. زادَ الأّزْهَرِيّ: حَسَنَةٌ. قالَ النّابِغَةُ: {مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن غيرُ مُفاضَةٍ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للقُطاميِّ:
(بَيْضاءُ مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن بَهْكَنَةٌ ... رَيَّا الرَّوادِفِ لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ)
} والحَطوطُ، كصَبورٍ، الأَكَمَةُ الصَّعْبَةُ الانْحِدارِ، وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: هِيَ الأَكَمَةُ الصَّعْبَةُ. فَلم يَذْكُر ارْتِفاعاً وَلَا انْحِداراً. والحَطوطُ: الهَبوطُ. {وحَطَّ فِي عِرْضِ فُلانٍ: اندَفَع فِي شَتْمِه، وَهُوَ مَجازٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و:} الحَطُّ: الحَتُّ، ومِنْهُ الحَديثُ: جَلَسَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم إِلَى غُصْنِ شَجَرَةٍ يابِسَة فقالَ بِيَدِه، {وحَطَّ وَرَقَها مَعْنَاهُ نَثَرَهُ. وَفِي حديثِ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّة:} فحَطَّت إِلَى الشّابِّ أَي مالتْ إِلَيْهِ ونَزَلَتْ بقَلْبِها نَحْوَه. {وحَطَّ فِي مَكانٍ: نَزَلَ.} وحَطَّ رَحْلَه: أَقامَ، وَهُوَ مجَاز. وَقَول عَمْرو بن الأَهْتَم:
(ذَريني {- وحُطِّي فِي هَوايَ فإِنَّني ... عَلَى الحَسَبِ الزَّاكي الرَّفيعِ شَفيقُ)
) أَي: اعْتَمِدي فِي هَوايَ، وميلي مَيْلي. وسَيْفٌ} مَحْطوطٌ، أَي مُرْهَفٌ، وَهُوَ مَجازٌ. {وحِطّانُ بنُ خفّان أَبو الجُوَبْرِيَة الجَرْمِيّ، غَزا الرُّومَ مَعَ مَعْنِ بن يَزيدَ السُّلَمِيّ، وَله حَديثُ نقلَه ابْن العَديم فِي تاريخِ حَلَبَ. وحِطّانُ بنُ كاملِ بن عليِّ بنِ مُنْقِذٍ: أَميرٌ فارِس، تَولَّى زَبيدَ زَمَنَ بَني أَيُّوبَ.
} وحِطّانُ بن عَبْدِ اللهِ الرَّقاشيُّ، عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَريّ.! والمِحَطّ: قَرْيَةٌ قُرْب زَبيدَ فِي وَادي وِمَعَ، وَقَدْ دَخَلْتُها، وَمِنْهَا الشَّريف العلاّمة أَبو الْقَاسِم بن أَبي بَكْرٍ الأَهْدَليّ شارحُ الشَّمائل وغَيْره. وحُطَيْط، كزُبَيْرٍ.

شيع

شيع: {شيعا}: فرقا. {من شيعته}: أعوانه مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار الذي تشتعل به النار.
(شيع) شاع وَفُلَان كَانَ شيعَة لغيرة وَانْتَحَلَ مَذْهَب الشِّيعَة والزامر نفخ فِي مزماره وردد صَوته وَفُلَانًا نَفسه على كَذَا سايرته ورغبته وَالنَّار فِي الْحَطب نشرها فِيهِ وقواها وَالْغَضَب فلَانا استخفه وضرمه وَفُلَانًا خرج مَعَه ليودعه ويبلغه منزله وَيُقَال شيع الْجِنَازَة
(ش ي ع) : (الْمُشَيَّعَةُ) الشَّاةُ الَّتِي لَا تَتْبَعُ الْغَنَمَ لِضَعْفِهَا وَعَجَفِهَا بَلْ تَحْتَاجُ إلَى مُشَيِّعٍ وَسَائِقٍ مِنْ شَيَّعَ الرَّاعِي إبِلَهُ إذَا صَاحَ فِيهَا فَتَنْسَاقُ وَيُشَايِعُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَفِي الْفَائِقِ بِكَسْرِ الْيَاءِ وَهِيَ الَّتِي لَا تَزَالُ تَتْبَعُ الْغَنَمَ وَلَا تَلْحَقُهَا لِهُزَالِهَا مِنْ شَيَّعَ الضَّيْفَ إذَا تَبِعَهُ.
شيع
الشِّيَاعُ: الانتشار والتّقوية. يقال: شاع الخبر، أي: كثر وقوي، وشَاعَ القوم: انتشروا وكثروا، وشَيَّعْتُ النّار بالحطب: قوّيتها، والشِّيعَةُ: من يتقوّى بهم الإنسان وينتشرون عنه، ومنه قيل للشّجاع: مَشِيعٌ، يقال: شِيعَةٌ وشِيَعٌ وأَشْيَاعٌ، قال تعالى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ
[الصافات/ 83] ، هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ [القصص/ 15] ، وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً [القصص/ 4] ، فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ [الحجر/ 10] ، وقال تعالى: وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ [القمر/ 51] .
ش ي ع: (شَاعَ) الْخَبَرُ يَشِيعُ (شَيْعُوعَةً) ذَاعَ. وَسَهْمٌ (مُشَاعٌ) وَ (شَائِعٌ) أَيْ غَيْرُ مَقْسُومٍ. وَ (أَشَاعَ) الْخَبَرَ أَذَاعَهُ. وَ (شَيَّعَهُ) عِنْدَ رَحِيلِهِ (تَشْيِيعًا) . وَ (شِيعَةُ) الرَّجُلُ أَتْبَاعُهُ وَأَنْصَارُهُ. وَ (تَشَيَّعَ) الرَّجُلُ ادَّعَى دَعْوَى الشِّيعَةِ. وَكُلُّ قَوْمٍ أَمْرُهُمْ وَاحِدٌ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ رَأْيَ بَعْضٍ فَهُمْ (شِيَعٌ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} [سبأ: 54] أَيْ بِأَمْثَالِهِمْ مِنَ الشِّيَعِ الْمَاضِيَةِ. 
شيع: شيَّع (بالتشديد). شيَّع جنازة: سار خلف نعش الميت إلى موضع دفنه (ابن بطوطة 2: 43 فريتاج، طرائف ص62).
شَيَّع: ارسل واتبع (لين تاج العروس، فوك، الكالا، بركهارت أمثال رقم 194).
شايع: تابع. صاحب مودعاً، رافق (بوشر).
تشيَّع: صار من شيعة فلان أي من حزبه (عباد 1: 301). وتشيع على فلان ففي المقري (2: 114): تشيَّع على الشافعي.
تشيَّع: مطاوع شيَّع بمعنى أرسل (فوك).
شيعَة: قائد (فوك).
شيّاع: شيوع (هلو).
شُوَيْعيّ: يطلق احتقاراً بمعنى الأمير الشيعي البائس. ففي رياض النفوس (ص101 ق) يقول الحكم الثاني: ليس اشتهى من دولة الشويعي إلا أربعة.
شائع: مشترك، غير منقسم (بوشر).
شائع: عند البربر شائع العاشور هو شهر صفر، وشائع المولود شهر ربيع الثاني (دومب ص57، رولاند، بوشر).
إشاعة: شيوع، على الإشاعة: علمه الشيوع (بوسييه) وفي العقود الغرناطية: في الإشاعة.
تَشْييعَة: رسول. موفد (الكالا) مُشاع. في المشَاع: مشترك مبهم لم يحدد (فوك).
جزءاً مشاعاً: جزء مشتركاً لم يقسم (فاندنبرج ص39).

شيع


شَاعَ (ي)(n. ac. شَيْع
مَشْيَع
شُيُوْع
شَيَعَاْن)
a. Became public, was published, divulged; was reported
rumoured.
b.(n. ac. شِيَاْع), Followed; accompanied, escorted.
c.(n. ac. شَيْع) [Bi], Made public; published, divulged.
d. ['An], Was reported, rumoured of.
e. Filled.

شَيَّعَa. Accompanied, escorted; saw off.
b. Cheered on, encouraged.
c. [acc. & Bi], Burned up, consumed by (fire).
d. [Bi], Called to ( the camels ).
شَاْيَعَa. see II (a)b. Was a follower, disciple, adherent, partizan
of.
c. see II (d)
. IV [acc.
or
Bi]
see I (c)b. see II (d)
تَشَيَّعَa. Held the tenets of the Shiites.

تَشَاْيَعَإِشْتَيَعَa. Formed a sect, party; separated themselves.

شَيْعa. Quantity, amount.
b. Space.
c. Follower, companion; partizan, adherent.

شَاعa. see 21
شَاعَة []
a. News; report, rumour.

شِيْعَة [] (pl.
شِيَع [ 7 ]
أَشْيَاع [] )
a. Party, sect.
b. The Shiites or partizans of 'Ali.

مَشَاع []
a. Published, divulged.
b. Public; common.
شَائِع [] (pl.
شَاعَة [] )
a. Public; notorious; renowned. celebrated
famous.
b. see 17 (b)
شِيَاعa. Shepherd's pipe. reed-pipe; piping.
b. Firewood.

شَيِّع [] (pl.
شُيَعَآء [] )
a. Partner; sharer.

مِشْيَاع []
a. Babbler, tattler.

مُشَيَّع [ N. P.
a. II], Courageous, daring.

مُشَاع [ N. P.
a. IV]
see 17 (a)
شَاعَكُم السَّلَام
أَشَاعَكُم اللّٰهُ
السَّلَام
a. May peace, safety, accompany you ! Peace be with you
!

شَاعَكُم اللّٰهُ
بِالسَّلَام
أَشَاعَكُم اللّٰهُ
بِالسَّلَام
a. see supra.
ش ي ع

شيعته يوم رحيله. وشايعتك على كذا: تابعتك عليه. وتشايعوا على الأمر، وهم شيعته وشيعه وأشياعه. وهذا الغلام شيع أخيه: ولد بعده. وآتيك غداً أو شيعه. قال:

قال الخليط غداً تصدعنا ... أو شيعه أفلا تشيعنا

وأقمت عنده شهراً أو شيع شهر. وكان معه مائة رجل أو شيع ذلك. ونزلوا موضع كذا أو شيعه. وشاع الحديث والسر، وأشاعه صاحبه. ورجل مشياع مذياع. وقطرت قطرة من اللبن في الماء فتشيع فيه: تفرق. وأشاعت الناقة بولها وأشاعت به. وجاءت الخيل شوائع: متفرقة. وتشايعت الإبل. وله سهم في الدار شائع ومشاع. وشيع بالإبل وشايع بها: صاح بها، ومنه قيل لمنفاخ الراعي: الشياع. وشايع بهم الدليل فأبصروا الهدى: نادى بهم.

ومن المجاز: شيعنا شهر رمضــان بصوم الستة. وشيعت النار بالحطب. وأعطني شياعاً كما تقول: شباباً: لما تشيع به وتشب. وشيع هذا بهذا: قوّه به. قال الراعي:

إليك يقطع أجواز الفلاة بنا ... نص تشيعه الصهب المراسيل

ورجل مشيع القلب: للشجاع، وقد شيع قلبه بما يركب كل هول. وشاع في رأسه الشيب. وشاعكم الله تعالى بالسلام، وشاعكم السلام. قال:

ألا يا نخلة في ذات عرق ... برود الظل شاعكم السلام

وقال لبيد:

فشاعهم حمد وزانت قبورهم ... أسرة ريحان بقاع منور

وقد شيعه الغضب: استخفه وضرمه كما تشيع النار. ورجل مشيع: عجول.
شيع
حَيّاكُمُ اللَّهُ وأشَاعَكُمُ السَّلاَمَ - وشَاعَكُمُ السَّلاَمُ: لُغَةٌ - شَيْعاً: أي ألْبَسَكُم السَّلاَمَةَ - ومَلأَّكُم. ويُقال: شَاعَكُم بالسَّلام أيضاً. وشَاعَكَ صَبْرٌ شَيَاعَةً وشَيَاعاً: صَحِبَكَ، ومنه: هي شَاعَتُه: أي امْرَأْتُه، والأصْلُ شائعَتُه. والشَّيَاعُ: الوَدَاعُ. وشَيَّعْتُه: خَرَجْتَ معه للتَّوْديع. وشَاعَ الخَبَرُ شَيْعُوْعَةً: ظَهَرَ وانْتَشَرَ، وأشَعْتُه أنا، وشِعْتُ به؛ وهو مِشْيَاعٌ: أي مِذْيَاعٌ.
والمُشَايعُ: اللاّحِقُ. والمُتابعُ. والشِّيْعَةُ: الأصْحَاب. وشَايَعَ بالإبِل: أهَابَ بها، ومنه قيل للدَّليل: المُشَايِعُ، لأنه يُنادي للطَّريق إِذا هَدَى.
وهذا الغُلاَمُ شَيْعُ هذا: أي وُلِدَ بَعْدَه. وآتِيْكَ غَداً أو شَيْعَه: أي اليَوْمَ الذي بَعْدَه، والجَميعُ أشْياعٌ: ونَزَلَ مَوْضِعَ كذا أو شَيْعَه: أي ناحِيتَه. وأقَمْتُ شَهْراً أو شَيْعَه: أي مِقْدَاره. والشَّيْعُ: من أوْلادِ الأسَد. فأمّا قَوْلُ الهُذْليِّ: فَكُلَّكُمُ مِن ذلك الماءِ شَايعُ.
أراد: آخِذٌ ما يَكْفيه. وأعْطِني شِيَاعاً للنار - وفَتْحُ الشِّيْن فيه لُغَةٌ -: أي ما تُشَيَّعُ به: أي تُوْقَدُ. وشَيَّعَه بالنار: أحْرَقَه. والمُشَيَّعُ: العَجُوْلُ. والشُّجَاعُ. وشِيْعَةُ البَقَرِ: نَبَاتٌ تَأْلَفُه النَّحْلُ. وانْشَاعَتِ الخَيْلُ عليهم: أنْصَبَّتْ. وشَاعَ الشَّيْءُ: تَفَرَّقَ، مَشَاعاً وشَيْعُوْعَةً. ومنه: جاءتِ الخيْلُ شَوَائعَ وشَوَاعيَ: أي مُتَفَرِّقَةٍ. وأشَاعَتِ النّاقَةُ بِبَوْلِها: رَمَتْ به مُقَطَّعاً. وهو بَوْلٌ شَاعٌ. وله في الدّارِ سَهْمٌ شَاعٌ وشائعٌ: أي مُشَاعٌ. وشَاعَ فيه الشَّيْبُ شَيْعاً وشَيَعَاناً: كَثُرَ فيه. والشِّيَاعُ: صَوْتُ قَصَبَةٍ يَنْفُخُ فيها الراعي، وقد شَيَّعَ فيها.
[شيع] نه: فيه: القدرية "شيعة" الدجال، أي أولياؤه وأنصار، وأصله الفرقة من الناس، ويقع على الواحد وغيره بلفظ واحد، وغلب على كل من تولى عليا وأهل بيته حى أختص به، وجمعه شيع، من المشايعة: المتابعة والمطاوعة. ومنه ح: أرى موضع الشهادة لو "تشايعني" نفسى، أى تتابعني. وح: لما نزلت (أن يليسكم "شيعًا" ويذيق بعضكم باس بعض) قال صلى الله عليه وسلم" هاتان أهون وأيسر، الشيع الفرق، أي يجعلكم فرقا مختلفين. ط: أي يخلطكم فرقًا مختلفين على أهواه شتى، كل فرقة منكم سابق لإمام وينشب القتال. ن: نهينًا أن نقول فى هاتين "الشيعتين" شيئا، أراد الفرقتين اللتين جرت بينهما تلك الحروب. غ: كل من عاون إنسانا وتحزب له فهو "شيعة" له. نه: وفى ح الضحية: فهي عن "المشيعة"، هي بالكسر التي لا تزال تتبع الغنم عجفا، أى لا تلحقها فهى أبدا تشيعها أى تمشي وراءها، وإن فتحت الياء فلأنها تحتاج إلى من يشيعها أى يمشي وراءها يسوقها لتأخرها عن الغنم. وفى ح خالد: إنه كان "مشيعا" أي شجاعًا، لأن قلبه لا يخذله كأنه يشيعه أو كأنه يشيعه أو كأنه بشيع بغيره. ومنه ح: وإن حكة كان رجلا "مشيعا" أراد به العجول، من شعيت النار إذا ألقيت عليها حطبأ تشعلها به. وفى دعاء مريم عليها السلام للجراد: اللهم! أعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير "شياع"، هو بالكسر الدعاء بالإبل لتنساق وتجتمع، وقيل لصوت الزمارة: شياع، لأن الراعي يجمع إبله بها، أى تابع بينه من غير أن يصاح به. ومنه: أمرنا بكسر الكوبة والكنارة و"الشياع". وفيه: "الشياع" حرام، كذا روى وفسر بالمفاخرة بكثرة الجماع. وقيل: أنه مصحف وهو بسين مهملة وبموحدة وقد مر، وإن صح فلعله من تسمية الزوجة شاعة. وفيه: أيما رجل "أشاع" على رجل عورة، أي أظهر عليه ما يعيبه، شاع الحديث ظهر وأشاعه اظهره. ومنه: هل لك من "شاعة" أي زوجة لأنها تشايعه أي تتابعه. وح: ألك "شاعة" أي زوجة. وفيه: بعد بدر بشهر أو "شيعه". أي أو نحو من شهر ومقداره.
(شيع) - في الحديث: "أَيَّما رجل أَشاعَ على رجُلٍ عَوْرَةً لِيَشِينَه بها
: أي أظهر عليه ما يَشِينُه وَيعِيبُه به. يقال: شاع الحديثُ شَيْعُوعَةً وشَيَعاناً وشِياعاً، وأَشعْتُه، وشِعْتُ به، والرجل مِشْيَاعٌ.
- في حديث صَفْوان: "إني لأَرَى مَوضِعَ الشَّهادة لو تُشايِعُنى نَفسِى".
: أي تُتابِعُني وتُطاوِعُني.
- في الحديث: "الشِّياعِ حَرامٌ".
كذا رواه بعضُهم، وفسَّره بالمُفاخَرة بكَثْرة الجماعٍ، فإن حُفِظ نَقلُه، فلعَلَّه من تَسْمِيَتهم امرأةَ الرجلَ شاعَة. وشَايَعَتْه: صاحَبَتْه، والمُشايع: المُتابع. والشِّيعَة: الَأعوانُ والأَحزاب. ذكر بعَضُهم أنه سأل أَباَ عُمَر عنه فقال: هو تصحيف، إنّما هو بالسِّين المهملة والبَاءِ المنقوطة بواحدة.
- في حديث عائشة رضي الله عنها: "بعد بَدْر بشَهْر أو شَيْعه".
: أي قَدْر شَهْر أو نحْوه. يقال: أقمتُ به شَهْراً أو شَيْعَ شَهْر: أي مِقداره أو قَريبًا منه، وأنشد:
قال الخَلِيطُ غَدًا تصَدُّعُنَا
أو شَيْعَه أفلا تُودِّعُنَا
: أي غَدًا أو بَعدَه. والشَّيْعُ: المِقدار. ويقال: آتِيك غَدًا أَو شَيْعَه
: أي بعده، ونزل بموضع كذا أو شَيْعهِ: أي ناحيته.
- في حديث عقبة رضي الله عنه في الأُضْحِيَة: "نهى عن المُشَّيِعة".
وهي التي لا تَسِير مع الغنم ضَعْفًا وهُزَالًا كأنهِا تُشَيِّع الغَنَم، إن رويتَها بكَسْر الياء، وإن رَوَيتَها بالفَتْح، فَلأنَّها تَحتاج إلى مَنْ يُشَيِّعها لتأخُّرِها عن الغَنَم وانْفرادِها.
- في الحديث : "كان خالدٌ مُشَيَّعاً"
: أي شُجاعًا لأن قلبَه لا يَخْذُلُه كأنه يُشَيِّعه أو شُيِّع بغَيْره. - في حديث الجراد: "تابعْ بَينَه بغير شِياعٍ".
: أي صِيَاح، وشَاعَ بإِبلهِ وشَيَّع: صَاحَ.
[شيع] شاعَ الخبرُ يَشِيعُ شَيْعوعَةً، أي ذاع. وسهمٌ مُشاعٌ وسهمٌ شائِعٌ، أي غير مقسومٍ، وسهمٌ شاع أيضا، كما يقال سائر الشئ وساره. وأشاع الخبر، أي أذاعه فهو رجلٌ مِشْياعٌ، أي مِذياعٌ. وقولهم: حيَّاكم الله وأَشاعَكُمُ السلامَ، أي جعله الله صاحباً لكم وتابعاً. وشاعَكُمُ السلامُ، كما تقول عليكم السلام. وهذا إنّما يقوله الرجل لأصحابه إذا أراد أن يفارقهم، كما قال قيس ابن زهير لما اصطلح القوم: " يا بنى عبس شاعكم السلام، فلا نظرت في وجه ذبيانية قتلت أباها أو أخاها " وصار إلى ناحية عمان، وهناك اليوم عقبه وولده. وأشاعت الناقة ببولها، إذا رمتْ به وقَطَّعَتْهُ، مثل أوزعتْ ببولها. والشَيْعُ: المِقدارُ ; يقال: أقام فلانٌ شهراً أو شَيْعَهُ. وقولهم: آتيك غداً أو شَيْعَهُ، أي بعده. وينشد  قال الخليط غدا تصدعنا * أو شيعه أفلا تودعنا * والشيع أيضا: ولد الأسد. وشَيَّعْتُهُ عند رحيله. والمُشَيَّعُ: الشجاعُ. وشيعَةُ الرجلِ: أتباعُه وأنصارُه. يقال: شايَعَهُ، كما يقال والاهُ من الوليِّ. والمُشايِعُ أيضاً: اللاحقُ. وشَيَّعْتُهُ بالنار، أي أحرقته. قال ابن السكيت: شَيَّعْتُ النارَ، إذا ألقيتَ عليها حطباً تُذكيها به. وتَشَيَّعَ الرجل، أي ادَّعى دعوى الشيعَةِ. وتَشايَعَ القومُ، من الشيعَةِ. وكلُّ قومٍ أمرهم واحدٌ يتبع بعضُهم رأيَ بعض فهم شِيَعٌ. وقوله تعالى: {كما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} ، أي بأمثالهم من الشِيَعِ الماضية. قال ذو الرمة: أستحدثَ الركبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبَراً * أم راجَعَ القلبَ من أَطْرابِهِ طَرَبُ * يعني عن أصحابهم. وشاعَهُ شِياعاً، أي تَبِعَهُ. وشايَعَ الراعي بإبله مُشايَعَةً وشِياعاً، أي صاح بها ودعاها إذا استأخر بعضها. قال لبيد فيمضون أرسالا ونخلف بعدهم * كما ضَمَّ أخرى التالياتِ المشايع * والشياع: دق الحطب تشيع به النار، كما يقال شِبابٌ للنار، وجِلاءٌ للعين. والشِياعُ: صوت مزمار الراعي، ومنه قول الشاعر:

حنين النيب تطرب للشياع
(ش ي ع)

الشَّيْعُ: مِقْدَار من الْعدَد. كَقَوْلِهِم أَقمت عِنْده شهرا أَو شَيْعَ شهر. وَكَانَ مَعَه مائَة رجل أَو شَيْعُ ذَلِك، كَذَلِك.

وآتيك غَدا أَو شَيْعَه أَي بعده قَالَ عمر بن أبي ربيعَة:

قَالَ الخليط: غَداً تَصَدُّعُنا ... أوْ شَيْعَهُ أفَلا تُشَيِّعُنا

والشَّيْعُ: ولد الْأسد إِذا أدْرك أَن يفرس.

والشِّيَعُة: الْقَوْم يَجْتَمعُونَ على الْأَمر. والشِّيَعُة: أَتبَاع الرجل وأنصاره وَجَمعهَا شِيَعٌ وأشْياعٌ جمع الْجمع. وَحكى فِي تَفْسِيره قَول الْأَعْشَى:

يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتالُها

يُشَوِّعُ: يجمع: وَمِنْه شِيَعُة الرجل. فَإِن صَحَّ هَذَا التَّفْسِير فعين الشِّيَعِة وَاو. وَسَيَأْتِي فِي بَابه.

والأشْياعُ أَيْضا: الْأَمْثَال. وَفِي التَّنْزِيل (كَمَا فُعِلَ بأشْياعِهمْ مِنْ قَبْلُ) أَي بأمثالهم من الْأُمَم الْمَاضِيَة وَمن كَانَ مذْهبه مَذْهَبهم والشِّيَعُة: الْفرْقَة. وَبِه فسر الزّجاج قَوْله تَعَالَى (وَلَقَدْ أرْسَلْنا من قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأوَّلِينَ) .

والشِّيَعُة: قوم يرَوْنَ رَأْي غَيرهم.

وشايَعَ الْقَوْم: صَارُوا شِيَعا.

وشايَعَهُ وشَيَّعَهُ: تَابعه.

وشَيَّعَتْهُ نَفسه على ذَلِك وشايَعْتُهُ، كِلَاهُمَا: تَبعته وشجعته، قَالَ عنترة:

ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ شِئْتُ مُشايعي ... لُبىّ وأحْفِزُهُ بِرَأْي مُبْرَمِ

وشيَّعَه على رَأْيه وشايَعَه، كِلَاهُمَا: تَابعه وقوَّاه.

وشَيَّعَهُ وشايَعَه، كِلَاهُمَا: خرج مَعَه ليودعه ويبلغه منزله. وَقيل: هُوَ أَن يخرج مَعَه يُرِيد صحبته وإيناسه إِلَى مَوضِع مَا.

وشَيَّعَ شهر رَمَضَــان بِسِتَّة أَيَّام: حَافظ على سيرته فِيهَا، على الْمثل.

وَفُلَان شِيعُ نسَاء: يشيعهن ويخالطهن.

وتَشَيَّعَ فِي الشَّيْء: اسْتهْلك فِي هَوَاهُ.

وشَيَّعَ النَّار فِي الْحَطب: أضرمها. قَالَ رؤبة:

شَداًّ كَمَا يُشَيَّعُ التَّضْرِيمُ

والشَّيُوعُ والشِّيَاعُ: مَا أوقدت بِهِ النَّار.

وشَيَّع الرجل بالنَّار: أحرقه. وَقيل: كل مَا أُحرق فقد شُيِّعَ.

والشِّيَاعُ: صَوت قَصَبَة ينْفخ فِيهَا الرَّاعِي قَالَ:

حَنِينَ النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّيَاعِ

وشَيَّعَ الرَّاعِي فِي اليراع: ردد صَوته فِيهِ وأشاعَ بِالْإِبِلِ وشايَعَ بهَا وشايَعَها مُشايَعَة وشِياعا: دَعَاهَا.

وشَيَّعَ بهَا وأشاع بهَا: زجرها، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وشَاعَ الشيب شَيْعا وشَيَاعا وشَيَعَانا وشُيُوعا وشَيْعُوعَةً ومِشيعَا: ظهر وتفرَّق.

وشاعَ فِيهِ الشيب - والمصدر مثل مَا تقدم - وتشيَّعه كِلَاهُمَا: استطار.

وشاعَ الْخَبَر فِي النَّاس: انْتَشَر وافترق.

وأشاعَهُ: وأشاعَ ذكر الشَّيْء: أطاره وأظهره.

ولي فِي هَذَا الدَّار سهم شائعٌ وشاعٍ - مقلوب عَنهُ - أَي مشهر منتشر.

وَرجل مِشْياعٌ: لَا يكتم شَيْئا.

وَفِي الدُّعَاء، حيَّاكم الله وشاعَكُمُ السَّلَام وأشاعَكُمُ السَّلَام: أَي عمكم. وَقَالَ ثَعْلَب: معنى شاعَكُمُ السَّلَام صحبكم وشَيَّعكم وَأنْشد:

أَلا يَا نَخْلَةً منْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرُودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السَّلامُ

أَي: تبعكم السَّلَام. قَالَ: وَمعنى أشاعكمُ الله السَّلَام أصحَبَكم إِيَّاه. وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

ونصيبه فِي الشَّيْء شائعٌ وشاعٍ وشاعٌ على الْقلب والحذف ومُشاعٌ كل ذَلِك غير مَعْزُول.

وشاعَ الصدع فِي الزجاجة: استطار وافترق، عَن ثَعْلَب.

وَجَاءَت الْخَيل شَوَائعَ وشواعِيَ - على الْقلب: مُتَفَرِّقَة قَالَ الأجدع بن مَالك وَهُوَ وَالِد مَسْرُوق:

وكأنَّ صَرْعاها كَعَابُ مُقامِرٍ ... ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فَهُنَّ شوَاعِي

وشاعَتِ القطرة من اللَّبن فِي المَاء وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقت.

وأشاعَ ببوله إشاعَةً: حذف بِهِ وفرقه.

وأشاعَتِ النَّاقة ببولها واشْتاعَتْ: أَرْسلتهُ مُتَفَرقًا وأشاعَتْ، أَيْضا: خدجت. وَلَا تكون الإشاعَةُ إِلَّا فِي الْإِبِل.

وشاعَةُ الرجل: امْرَأَته.

والمُشَايِعُ: اللَّاحِق، قَالَ لبيد: فيَمْضُونَ أرْسالاً ويَلْحَقُ بَعْدَهُم ... كَمَا ضَمَّ أُخْرى التَّالِياتِ المُشَايعُ

هَذَا قَول أبي عبيد. وَعِنْدِي أنَّه من قَوْلك شايَعْتُ بِالْإِبِلِ: دعوتها.

والمِشْيَعَةُ: قُفَّةٌ تضع فِيهَا الْمَرْأَة قطنها والشَّيْعَةُ: شَجَرَة لَهَا نور أَصْغَر من الياسمين أَحْمَر طيب تعبق بِهِ الثِّيَاب. عَن أبي حنيفَة، كَذَلِك وَجَدْنَاهُ تعبق بِضَم التَّاء وَتَخْفِيف الْبَاء فِي نُسْخَة موثوق بهَا. وَفِي بعض النّسخ تعبق بتَشْديد الْبَاء.

وشَيْعُ الله: اسْم كتيم الله.

وَبَنَات مُشَيَّعَ: قُرىً مَعْرُوفَة، قَالَ الْأَعْشَى:

مِنْ خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزَاجِها ... أوْ خَمْرِ عانَةَ أوْ بَناتِ مُشَيَّعَا
شيع
شاعَ يَشيع، شِعْ، شُيوعًا وشَيَعانًا ومَشاعًا، فهو شائع
• شاع الحديثُ: ذاع، فشا وانتشر بين الناس وأصبح معلومًا للجميع "شاع السِّرٌّ- شاع المرضُ في القرية- شاع ذكرُه في الناس- شاع الشّيبُ في رأسِه- {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} " ° الشّائع أنَّ: الذّائع والمعروف والمُتعارف عليه أنَّ.
• شاع العقارُ: كان مُشترَك الملكيَّة، غيرَ مقسَّم "شاعتِ التّركةُ- بيتٌ شائع". 

أشاعَ يُشيع، أَشِعْ، إشاعةً، فهو مُشيع، والمفعول مُشاع
• أشاع العَقارَ: جعله مُشتركًا بين أكثر من مالك "لك في هذه الدار سَهْم مُشاع".
• أشاع الخبرَ: نشرَه وأذاعه، أعلنه وأفشاه "أشاع الفوضى/ السِّرَّ/ القصَّةَ". 

تشايعَ/ تشايعَ على/ تشايعَ في يتشايع، تشايُعًا، فهو مُتشايِع، والمفعول مُتشايَع عليه
• تشايع القومُ:
1 - أيّد وشايع بعضُهم بعضًا.
2 - افترقوا شِيعًا.
• تشايع الرَّجلان على أمر: تَوافَقا عليه.
• تشايع الرَّجلان في قطعة أرض: تشاركا فيها مِن غير قِسْمة. 

تشيَّعَ/ تشيَّعَ لـ يتشيَّع، تشيُّعًا، فهو مُتشيِّع، والمفعول مُتشيَّع له
• تشيَّع الرَّجلُ: انتحل مذهبَ الشِّيعة.
• تشيَّع لكذا: وافق عليه ودافع عنه "تشيَّع لفكر الشباب". 

شايعَ يشايع، مُشايعةً وشِيَاعًا، فهو مُشايِع، والمفعول مُشايَع
• شايع فلانًا:
1 - تابعه وأيَّده "شايعه في رأيه/ حملته الانتخابيّة".
2 - صحبه مودِّعًا "شايع مسافِرًا". 

شيَّعَ يشيِّع، تشييعًا، فهو مُشَيِّع، والمفعول مُشيَّع
• شيَّعَ فلانًا/ شيَّعَ فلانًا إلى باب منزله: ودّعه، أو رافقه تكريمًا له.
• شيَّع جنازَةَ فلان: سار خلفها، ودَّعها "شيّعه إلى مثواه الأخير".
 • شيَّع النَّارَ في الحَطب: أشعلها فيه.
• شَيَّعَ رمضــانَ بستّة من شوّال: أتبعه بها. 

إشاعة [مفرد]:
1 - مصدر أشاعَ.
2 - خَبر مكذوب، غير موثوق فيه، وغير مُؤكَّد، ينتشر بين الناس "لا تصدِّق الإشاعات". 

إشاعيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إشاعة.
2 - (سة) مبدأ اشتراكيّ قائل بسيطرة الدّولة أو الشَّعب على جميع وسائل الإنتاج أو النَّشاطات الاقتصاديَّة. 

شائع [مفرد]: اسم فاعل من شاعَ. 

شائِعة [مفرد]: ج شائعات وشوائِعُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل شاعَ.
2 - إشاعة، خبر مكذوب غير موثوق فيه وغير مؤكَّد، ينتشر بين النَّاس "حرب الشائعات". 

شَيَعان [مفرد]: مصدر شاعَ. 

شِيعَة [جمع]: جج شِيَع وأشْياع:
1 - فرقة، جماعة، طائفة " {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} ".
2 - أتباع وأنصار " {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} ".
• الشِّيعة: (سف) فرقة كبيرة من المسلمين اجتمعوا على حبّ على بن أبي طالب رضي الله عنه وآله، وعلى أنّه كان أحقَّ بالخلافة من أبي بكر رضي الله عنه، وأنّ الخلافة يجب أن تكون في أولاده من بعده. 

شيعيّ [مفرد]: ج شِيعَة:
1 - اسم منسوب إلى شِيعَة: "مذهب شيعيّ".
2 - واحد الشِّيعة. 

شُيُوع [مفرد]:
1 - مصدر شاعَ.
2 - (قن) حالة قانونيّة تنشأ حين يكون هنالك حقّ مشترك بين اثنين أو أكثر. 

شُيوعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شُيوعيَّة: "حكم شُيوعيّ: يطبِّق المذهبَ الشّيوعيّ".
2 - مَنْ يعتنق المذهبَ الشّيوعيَّ ° شيوعيّ متطرِّف: شيوعيّ يدعو إلى الاستيلاء على السُّلطة بالوسائل الثوريّة. 

شُيوعيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شُيُوع.
2 - (سة، قص) مذهب كارل ماركس، وهو نظام اجتماعيّ وسياسيّ واقتصاديّ يقوم على الإنتاج الجماعيّ وإشاعة الملكيَّة وإزالة الطبقات الاجتماعيَّة، وأن يعمل الفرد على قدر طاقته ويأخذ على قدر حاجته. 

مَشاع [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من شاعَ.
2 - مُشترك الملكيَّة من غير تقسيم "باعوا عقارهم على المشاع". 

مُشيع [مفرد]: اسم فاعل من أشاعَ. 

شيع: الشَّيْعُ: مِقدارٌ من العَدَد كقولهم: أَقمت عنده شهراً أَو

شَيْعَ شَهْرٍ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو

شَيْعِه أَي أَو نحو من شهرٍ. يقال: أَقمت به شهراً أَو شَيْعَ شهر أَي

مِقْدارَه أَو قريباً منه. ويقال: كان معه مائةُ رجل أَو شَيْعُ ذلك، كذلك.

وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بعده، وقيل اليوم الذي يتبعه؛ قال عمر بن

أَبي ربيعة:

قال الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا

أَو شَيْعَه، أَفلا تُشَيِّعُنا؟

وتقول: لم أَره منذ شهر وشَيْعِه أَي ونحوه. والشَّيْعُ: ولد الأَسدِ

إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ.

والشِّيعةُ: القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر. وكلُّ قوم اجتَمَعوا

على أَمْر، فهم شِيعةٌ. وكلُّ قوم أَمرُهم واحد يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بعض،

فهم شِيَعٌ. قال الأَزهري: ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس

كلهم متفقين، قال الله عز وجل: الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً؛ كلُّ

فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها، يعني به اليهود والنصارى لأَنّ

النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً، وكذلك اليهود، والنصارى تكفِّرُ اليهود

واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد. وفي حديث جابر لما نزلت: أَو

يُلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأْس بعض، قال رسول الله، صلى الله عليه

وسلم: هاتان أَهْوَنُ وأَيْسَرُ؛ الشِّيَعُ الفِرَقُ، أَي يَجْعَلَكُم

فرقاً مختلفين. وأَما قوله تعالى: وإِنَّ من شيعته لإِبراهيم، فإِن ابن

الأَعرابي قال: الهاءُ لمحمد، صلى الله عليه وسلم، أَي إِبراهيم خَبَرَ

نَخْبَره، فاتَّبَعَه ودَعا له، وكذلك قال الفراء: يقول هو على مِناجه ودِينه

وإِن كَان ابراهيم سابقاً له، وقيل: معناه أَي من شِيعة نوح ومن أَهل

مِلَّتِه، قال الأَزهري: وهذا القول أَقرب لأَنه معطوف على قصة نوح، وهو قول

الزجاج. والشِّيعةُ: أَتباع الرجل وأَنْصارُه، وجمعها شِيَعٌ، وأَشْياعٌ

جمع الجمع. ويقال: شايَعَه كما يقال والاهُ من الوَلْيِ؛ وحكي في تفسير

قول الأَعشى:

يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها

يُشَوِّعُ: يَجْمَعُ، ومنه شيعة الرجل، فإِن صح هذا التفسير فعين

الشِّيعة واو، وهو مذكور في بابه. وفي الحديث: القَدَرِيَّةُ شِيعةُ

الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه، وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة من الناس، ويقع

على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد

غلَب هذا الاسم على من يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بيته، رضوان الله عليهم

أَجمعين، حتى صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قيل: فلان من الشِّيعة عُرِف أَنه

منهم. وفي مذهب الشيعة كذا أَي عندهم. وأَصل ذلك من المُشايَعةِ، وهي

المُتابَعة والمُطاوَعة؛ قال الأَزهري: والشِّيعةُ قوم يَهْوَوْنَ هَوى

عِتْرةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُوالونهم. والأَشْياعُ أَيضاً:

الأَمثالُ. وفي التنزيل: كما فُعِلَ بأَشْياعِهم من قبل؛ أَي بأَمْثالهم من

الأُمم الماضية ومن كان مذهبُه مذهبهم؛ قال ذو الرمة:

أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِم خَبَراً،

أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ؟

يعني عن أَصحابهم. يقال: هذا شَيْعُ هذا أَي مِثْله. والشِّيعةُ:

الفِرْقةُ، وبه فسر الزجاج قوله تعالى: ولقد أَرسلنا من قبلك في شِيَعِ

الأَوّلينَ. والشِّيعةُ: قوم يَرَوْنَ رأْيَ غيرهم. وتَشايَعَ القومُ: صاروا

شِيَعاً. وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ. وشايَعَه شِياعاً

وشَيَّعَه: تابَعه. والمُشَيَّعُ: الشُّجاعُ؛ ومنهم من خَصَّ فقال: من

الرجال. وفي حديث خالد: أَنه كان رجُلاً مُشَيَّعاً؛ المُشَيَّع: الشُّجاع

لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ

بغيره. وشَيَّعَتْه نفْسُه على ذلك وشايَعَتْه، كلاهما: تَبِعَتْه

وشجَّعَتْه؛ قال عنترة:

ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي

لُبِّي، وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ

(* في معلقة عنترة :

ذلُلٌ جِمالي حيث شِئتُ مشايعي)

قال أَبو إِسحق: معنى شَيَّعْتُ فلاناً في اللغة اتَّبَعْتُ. وشَيَّعه

على رأْيه وشايَعه، كلاهما: تابَعَه وقَوَّاه؛ ومنه حديث صَفْوانَ: إِني

أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشايِعُني نفْسي أَي تُتابِعُني.

ويقال: شاعَك الخَيرُ أَي لا فارقك؛ قال لبيد:

فَشاعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهُم

أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ

ويقال: فلان يُشَيِّعُه على ذلك أَي يُقَوِّيه؛ ومنه تَشْيِيعُ النار

بإِلقاء الحطب عليها يُقَوِّيها. وشَيَّعَه وشايَعَه، كلاهما: خرج معه عند

رحيله ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله، وقيل: هو أَن يخرج معه يريد

صُحْبته وإِيناسَه إِلى موضع مّا. وشَيَّعَ شَهْرَ رمضــان بستة أَيّامٍ من

شَوَّال أَي أَتبَعَه بها، وقيل: حافظ على سِيرتِهِ فيها على المثل. وفلان

شِيعُ نِساء: يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ. وفي حديث الضَّحايا: لا

يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ من الغَنم؛ هي التي لا تزال تَتبَعُ الغنم عَجَفاً،

أَي لا تَلْحَقُها فهي أَبداً تُشَيِّعُها أَي تمشي وراءها، هذا إِن كسرت

الياء، وإِن فتحتها فهي التي تحتاج إِلى من يُشَيِّعُها أَي يَسُوقُها

لتأَخّرها عن الغنم حتى يُتْبِعَها لأَنها لا تَقْدِرُ على ذلك. ويقال: ما

تُشايِعُني رِجْلي ولا ساقي أَي لا تَتبَعُني ولا تُعِينُني على

المَشْيِ؛ وأَنشد شمر:

وأَدْماءَ تَحْبُو ما يُشايِعُ ساقُها،

لدى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ

الضارِي: الذي قد ضَرِيَ من الضَّرْب به؛ يقول: قد عُقِرَتْ فهي تحبو لا

تمشي؛ قال كثير:

وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ، دونَهُم

هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ

أَي ممن يُتبعُه طَرْفَه ناظراً.

ابن الأَعرابي: سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رجلاً فقال: هو ضَبٌّ

مَشِيعٌ؛ أَراد أَنه مثل الضَّبِّ الحقود لا ينتفع به. والمَشِيعُ: من قولك

شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعاً إِذا مَلأتَه. وتَشَيَّعَ في الشيء: اسْتَهلك في

هَواه. وشَيَّعَ النارَ في الحطبِ: أَضْرَمَها؛ قال رؤبة:

شَداً كما يُشَيَّعُ التَّضْريمُ

(* قوله «شداً كذا بالأصل.)

والشَّيُوعُ والشِّياعُ: ما أُوقِدَتْ به النار، وقيل: هو دِقُّ الحطب

تُشَيَّعُ به النار كما يقال شِبابٌ للنار وجِلاءٌ للعين. وشَيَّعَ الرجلَ

بالنار: أَحْرَقَه، وقيل: كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ. يقال:

شَيَّعْتُ النار إِذا أَلْقَيْتَ عليها حطباً تُذْكيها به، ومنه حديث الأَحنف:

وإِن حَسَكى

(* قوله «حسكى كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون

السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة.) كان رجلاً

مُشَيَّعاً؛ قال ابن الأَثير: أَراد به ههنا العَجولَ من قولك شَيَّعْتُ النارَ

إِذا أَلقيت عليها حَطباً تُشْعِلُها به. والشِّياعُ: صوت قَصَبةٍ ينفخ فيها

الراعي؛ قال:

حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ

وشَيَّعَ الراعي في الشِّياعِ: رَدَّدَ صَوْتَه فيها. والشاعةُ:

الإِهابةُ بالإِبل. وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بها وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ

بمعنى واحد: صاح بها ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها؛ قال لبيد:

تَبكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى،

أَلا إِنَّ إِخإوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ

(* في قصيدة لبيد: أخدان مكان إخوان.)

أَتَجْزَعُ مما أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى؟

وأَيُّ كرِيمٍ لم تُصِبْه القَوارِعُ؟

فَيَمْضُونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بَعْدَهُم،

كما ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ

(* قوله «فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله:

وما المال والأَهلون إلا وديعة * ولا بد يوماً أن ترد

الودائع)

وقيل: شايَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ؛ قال جرير

يخاطب الراعي:

فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها،

وشايِعْ بها، واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا

يقول: صوّت بها ليلحَق أُخْراها أُولاها؛ قال الطرمّاح:

إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً، تَطَوَّقَتْ

شمارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنَّ مَرْيم ابنة

عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ يُطْعِمَها لحماً لا دم فيه فأَطْعَمها الجراد،

فقالت: اللهم أَعِشْه بغير رَضاع وتابِعْ بينه بغير شِياعٍ؛ الشِّياعُ،

بالكسر: الدعاء بالإِبل لتَنْساق وتجتمع؛ المعنى يُتابِعُ بينه في الطيران

حتى يَتَتابع من غير أَنْ يُشايَع كما يُشايِعُ الراعي بإِبله لتجتمع ولا

تتفرق عليه؛ قال ابن بري: بغير شِياعٍ أَي بغير صوت، وقيل لصوت

الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الراعي يجمع إِبله بها؛ ومنه حديث عليّ: أُمِرْنا بكسر

الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ؛ قال ابن الأَعرابي: الشِّياعُ زَمّارةُ

الراعي، ومنه قول مريم: اللهم سُقْه بلا شِياعٍ أَي بلا زَمّارة راع.

وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً

ومَشِيعاً: ظهَرَ وتفرَّقَ، وشاعَ فيه الشيبُ، والمصدر ما تقدّم، وتَشَيَّعه،

كلاهما: استطار. وشاعَ الخبَرُ في الناس يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً

ومَشاعاً وشَيْعُوعةً، فهو شائِعٌ: انتشر وافترَقَ وذاعَ وظهَر. وأََشاعَه هو

وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ: أَطارَه وأَظهره. وقولهم: هذا خبَر شائع وقد شاعَ

في الناس، معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه

عند بعضهم دون بعض. والشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ. وفي الحديث: أَيُّما

رجلٍ أَشاع على رجل عَوْرة ليَشِينَه بها أَي أَظهر عليه ما يُعِيبُه.

وأَشَعْتُ المال بين القوم والقِدْرَ في الحَيّ إِذا فرقته فيهم؛ وأَنشد

أَبو عبيد:

فقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا،

وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ؟

وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به. ويقال: نَصِيبُ فلان

شائِعٌ في جميع هذه الدار ومُشاعٌ فيها أَي ليس بمَقْسُوم ولا مَعْزول؛ قال

الأَزهري: إِذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها، قال:

وأَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها، قيل: أَوزَغَتْ به إِيزاغاً،

وإِذا أَرسلته إِرسالاً متصلاً قيل: أَشاعت. وسهم شائِعٌ أَي غير مقسوم،

وشاعٌ أَيضاً كما يقال سائِرُ اليوم وسارُه؛ قال ابن بري: شاهده قول ربيعة

بن مَقْروم:

له وهَجٌ من التَّقْرِيبِ شاعُ

أَي شائعٌ؛ ومثله:

خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ

أَي نائِعٌ. وما في هذه الدار سهم شائِعٌ وشاعٍ مقلوب عنه أَي

مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ.

ورجل مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لا يكتم سِرّاً. وفي الدعاء: حَيّاكم اللهُ

وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وجعله صاحِباً لكم

وتابِعاً، وقال ثعلب: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم؛ وأَنشد:

أَلا يا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ

بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ

أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم. قال: ومعنى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم

إِيَّاه، وليس ذلك بقويّ. وشاعَكم السلامُ كما تقول عليكم السلامُ، وهذا

إِنما بقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن يفارقهم كما قال قيس بن زهير

لما اصطلح القوم: يا بني عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ في وجهِ ذُبْيانية

قَتَلْتُ أَباها وأَخاها، وسار إِلى ناحية عُمان وهناك اليوم عقِبُه

وولده؛ قال يونس: شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم. وقد أَشاعكم

اللهُ بالسلام يُشِيعُكم إِشاعةً. ونصِيبُه في الشيء شائِعٌ وشاعٍ على

القلب والحذف ومُشاعٌ، كل ذلك: غير معزول. أَبو سعيد: هما مُتشايِعانِ

ومُشتاعانِ في دار أَو أَرض إِذا كانا شريكين فيها، وهم شُيَعاءُ فيها، وكل

واحد منهم شَيِّعٌ لصاحبه. وهذه الدار شَيِّعةٌ بينهم أَي مُشاعةٌ. وكلُّ

شيء يكون به تَمامُ الشيء أَو زيادتُه، فهو شِياعٌ له. وشاعَ الصَّدْعُ في

الزُّجاجة: استطارَ وافترق؛ عن ثعلب.

وجاءت الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ على القلب أَي مُتَفَرِّقة. قال

الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع:

وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ

ضُرِبَتْ على شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِي

ويروى: كِعابُ مُقامِرٍ. وشاعتِ القطرةُ من اللبن في الماء

وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَت. تقول: تقطر قطرة من لبن في الماء

(* قوله «تقول تقطر قطرة

من لبن في الماء كذا بالأصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة

المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق.). وشَيّع فيه أَي تفرَّق فيه. وأَشاعَ

ببوله إِشاعةً: حذف به وفَرَّقه. وأَشاعت الناقة ببولها واشتاعَتْ

وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ، كل هذا: أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً

وقَطَّعَتْه ولا يكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل. قال الأَصمعي: يقال لما

انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها: شاعٌ؛

وأَنشد:

يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه

جَدايا، على الأَنْساءِ منها بَصائِر

قال: والجمل أَيضاً يُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج، وبوله شاعٌ؛ وأَنشد:

ولقد رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه،

ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ

وأَشاعَتْ أَيضاً: خَدَجَتْ، ولا تكون الإِشاعةُ إِلا في الإِبل. وفي

التهذيب في ترجمة شعع: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً

كلاهما إِذا تفرَّقَ.

وشاعةُ الرجلِ: امرأَتُه؛ ومنه حديث سيف بن ذي يَزَن قال لعبد المطلب:

هل لك من شاعةٍ؟ أَي زوجة لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه. والمُشايِعُ:

اللاحِقُ؛ وينشد بيت لبيد أَيضاً:

فيَمْضُون أَرْسالاً ونَلْحَقُ بَعْدَهُم،

كما ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ

(* روي هذا البيت في سابقاً في هذه المادة وفيه: نخلف بعدهم؛ وهو هكذا

في قصيدة لبيد.)

هذا قول أَبي عبيد، وعندي أَنه من قولك شايَعَ بالإِبل دعاها.

والمِشْيَعة: قُفَةٌ تضَعُ فيها المرأة قطنها.

والمِشْيَعةُ: شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الياسمين أَحمر طيب تُعْبَقُ به

الثياب؛ عن أَبي حنيفة كذلك وجدناه تُعْبَق، بضم التاء وتخفيف الباء، في

نسخة موثوق بها، وفي بعض النسخ تُعَبَّقُ، بتشديد الباء. وشَيْعُ اللهِ:

اسم كتَيْمِ الله.

وفي الحديث: الشِّياعُ حرامٌ؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم وفسره

بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع، وقال أَبو عمرو: إِنه تصحيف، وهو بالسين

المهملة والباء الموحدة، وقد تقدم، قال: وإِن كان محفوظاً فلعله من تسمية

الزوجة شاعةً.

وبَناتُ مُشيّع: قُرًى معروفة؛ قال الأَعشى:

من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها،

أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَيّعا

شيع

1 شَاعَ, aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. شُيُوعٌ (O, Msb, K) and شَيْعُوعَةٌ (S, O, K) and شَيْعٌ (K) and شَيَعَانٌ and مَشَاعٌ, (O, K, the last, in the CK, مَشَاعَة,) said of information, an announcement, a piece of news, or a narrative, or story, (TA,) or of a thing, (O, Msb,) It became spread, published, divulged, revealed, made known, or disclosed; (S, O, K, TA;) or it became apparent, or manifest; (Msb, TA;) فِى النَّاسِ [among the people]; so as to reach every one, becoming equally known by the people, not known by some exclusively of others. (TA.) b2: [Hence, app.,] شاع, aor. as above, said of a thing, signifies also (assumed tropical:) It became scattered, or dispersed; like شَعَّ. (TA in art. شع.) You say, شاع اللَّبَنُ فِى المَآءِ, (Msb,) or شاعت قَطْرَةٌ مِنَ اللَّبَنِ فِى المَآءِ, and ↓ تشيّعت, (TA,) (assumed tropical:) The milk, (Msb,) or the drop of milk, (TA,) became dispersed in the water, (Msb, TA,) and mixed: (Msb:) and فِيهِ ↓ شَيَّعَ likewise signifies it became dispersed in it. (TA.) And شاع الشَّيْبُ, inf. n. شَيْعٌ and شِيَاعٌ and شَيَعَانٌ and شُيُوعٌ and شُيُوعَةٌ and مَشِيعٌ, (tropical:) Whiteness of the hair, or hoariness, appeared, and became scattered: and شاع فِيهِ الشَّيْبُ, inf. n. as above, (tropical:) Whiteness of the hair, or hoariness, spread upon him; as also ↓ تشيّعهُ [or تشيّع فِيهِ, agreeably with what has been said above]. (TA.) And شاع الصَّدْعُ فِى الزُّجَاجَةِ (assumed tropical:) The crack spread, and became dispersed, in the glass, or glass vessel. (Th, TA.) And الإِبِلُ ↓ تشايعت (assumed tropical:) The camels became scattered, or dispersed; or they scattered, or dispersed, themselves. (TA.) A2: As trans. by means of بِ: see 4, in two places.

A3: [It is also trans. by itself.] شَاعَكُمُ السَّلَامُ is like the saying عَلَيْكُمُ السَّلَامُ [Safety, or peace, &c., be, or light and abide, on you]; (S, O, K;) but is only said by a man to his companions when he desires to quit them: (S, O:) or it means [may safety, &c.,] follow you: (O, K:) or, not quit you: (K:) whence, (TA,) one says also شَاعَكَ الخَيْرُ may prosperity not quit thee; and in like manner Lebeed says of praise (حَمْدٌ): (O, TA:) [and J says that] شاعهُ, inf. n. شِيَاعٌ, signifies he, or it, followed him: (S:) or شاعكم السلام, (Yoo, O, K,) aor. ـَ inf. n. شَيْعٌ, (Yoo, O,) means [may safety, &c.,] fill you: (Yoo, O, K:) [app. from what next follows.] b2: One says also شِعْتُ الإِنَآءَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. شَيْعٌ, (TA,) I filled the vessel. (K, TA.) 2 شيّع فِيهِ: see 1.

A2: شيّع said of a pastor, He blew in the reed-pipe [called شِيَاع, by means of which the camels are called together]. (Lth, K, TA.) b2: شيّع بِالإِبِلِ He (a pastor) called to the camels, whereupon they followed one another; (Msb;) in [some of] the copies of the K, i. q. اشاء بها, [in the CK اَشابَها,] but correctly بِهَا ↓ أَشَاعَ, (TA,) which means he called to the camels, (K in another part of the art., and TA,) when some of them remained, or lagged, behind: (TA:) and [in like manner] شايع ↓ بِإِبِلِهِ , (S, K,) inf. n. مُشَايَعَةٌ and شِيَاعٌ, (S,) he (a pastor, S) shouted and called to his camels, (S, K,) when some of them remained, or lagged, behind: (S:) or شيّع إِبِلَهُ he (a pastor) called out among his camels, whereupon they went along, following one another: (Mgh:) and شيّع الغَنَمَ he urged on the sheep, or goats, (K, * TA,) because of their lagging behind, (TA,) in order that they might follow the others. (K, TA.) [The last two phrases are app. from the second of the explanations here following.] b3: شيّعهُ, inf. n. تَشْيِيعٌ, also signifies He sent, or sent on, him, or it. (TA.) b4: And He made him, or it, to follow. (TA.) b5: [And He made it to be followed by another thing.] One says, شَيَّعْتُ رَمَضَــانَ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ [or rather بِسِتَّةٍ] (assumed tropical:) I made [the fasting of] Ramadán to be followed by [the fasting of] six [days] of Showwál expl. by أَتْبَعْتُهُ بِهَا [a well-known phrase, of frequent occurrence, but one which I have not found in any of the lexicons, except in explanations; the approved phrase used in its stead being أَتْبَعْتُهُ إِيَّاهَا, lit. meaning “ I made them to follow it; ” this being virtually the same as “ I made it to be followed by them ”]: (Msb:) [and in like manner, the elliptical phrase] شيّع رَمَضَــانَ, (K,) or شيّع شَهْرَ رَمَضَــانَ, (O, TA,) means He fasted after Rama-dán, or the month of Ramadán, six days; (O, K, TA;) i. e. أَتْبَعَهُ بِهَا. (TA.) b6: شَيَّعْتُهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ (Lth, * S, O, Msb, K *) I went forth with him (Lth, O, Msb, K) on the occasion of his departure, (O, Msb,) namely, a guest, (Msb,) in order to bid him farewell, and to conduct him to his place of alighting, [app. meaning, to his first place of alighting,] (Lth, O, K,) or to show honour, or courtesy, to him; and I bade him farewell: (Msb:) or شيّع الضَّيْفَ signifies he followed the guest [app. on the occasion of his departure, in order to bid him farewell, &c.]: (Mgh:) or شيّعهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ he went forth with him on the occasion of his departure, desiring to cheer him by his company to some place: and ↓ شايعهُ signifies the same. (TA.) b7: [شيّعهُ sometimes signifies He followed him, not coming up with him, but always going behind him]. See المُشَيِّعَةُ, voce مُشَيَّعٌ. b8: [And He followed, or imitated, him; conformed, agreed, or complied, with him; like شَايَعَهُ]. See 3, in three places. b9: شيّع فُلَانًا (tropical:) He encouraged such a one, and emboldened him, (O, K, TA,) and strengthened him. (TA.) One says, فُلَانٌ يُشَيِّعُهُ عَلَى ذٰلِكَ (tropical:) Such a one strengthens him to do that. (TA.) And شَيَّعَ هٰذَا بِهٰذَا (assumed tropical:) He strengthened this with this. (TA.) b10: شيّعهُ النَّارَ (tropical:) He threw, or put, firewood upon the fire to make it blaze or flame, burn up, or burn brightly or fiercely. (ISk, S, K, TA.) b11: And شيّعهُ بِالنَّارِ (assumed tropical:) He burned him, or it, with fire. (S, K, TA.) Of anything that has been burned, one says, شُيِّعَ. (TA.) 3 مُشَايَعَةٌ primarily signifies The following another, or conforming with him, in, or as to, an affair, and an opinion; as also شِيَاعٌ; [an inf. n. of شايعهُ, like the former;] and so too signifies ↓ تَشَيُّعٌ [if not a mistranscription for ↓ تَشْيِيعٌ, which I rather think it to be, agreeably with what follows]: and the agreeing, or complying, with him, or obeying him. (TA.) You say, شايعهُ عَلَى أَمْرٍ, (Lth, O, Msb, K,) inf. n. مُشَايَعَةٌ (Msb) [and شِيَاعٌ], He followed him, or conformed with him, [&c.,] in, or as to, an affair: (Lth, O, Msb:) or he did so, and strengthened him; and likewise على رَأْىٍ in, or as to, an opinion; as also عَلَيْهِ ↓ شيّعهُ, referring to an opinion [and an affair]. (TA.) And مَا تُشَايِعُنِى رِجْلِى وَلَا سَاقِى

My leg does not conform with [my wish] nor aid me to walk, nor does my shank. (TA.) and شَايَعَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى ذٰلِكَ His soul conformed [or complied] with him, [i. e. with his wish,] and encouraged him, to do that; as also ↓ شَيَّعَتْهُ. (L, TA.) b2: Also (O, K) He befriended him, or was friendly to him; syn. وَالَاهُ, (S, O, K,) from الوَلِىُّ. (S.) b3: شايعهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ: see 2, in the latter part of the paragraph. b4: شايع بِإِبِلِهِ: see 2, near the beginning. [Hence, app.,] one says also, شَايَعَ بِهِمُ الدَّلِيلُ فَأَبْصَرُوا الهُدَى The guide called to them [and they saw the right direction]. (TA.) A2: الشِّيَاعُ occurs in a trad., as some relate it, and is expl. as there meaning المُفَاخَرَةُ بِكَثْرَةِ الجِمَاعِ: but AA says that it is a mistranscription for السِّبَاعُ, with س and ب; or that it may be from شَاعَةٌ signifying “ a wife. ” (IAth, TA.) 4 اشاع الخَبَرَ, (S, O,) or الشَّىْءَ, (Msb, K,) or rather السِّرَّ, as in the L; (TA;) and اشاع بِهِ; (O, * K;) as also بِهِ ↓ شاع, first Pers\. شِعْتُ به; (Msb, K;) He spread, published, divulged, revealed, made known, or disclosed, (S, O, K,) and (K) made apparent or manifest, (Msb, K,) the information, announcement, news, narrative, or story, (S, O,) or the thing, (Msb, K,) or the secret. (L, TA.) And اشاع ذِكْرَ الشَّىْءِ He made the mention, or fame, of the thing to fly [abroad, or to spread]. (TA.) b2: أَشَعْتُ المَالَ بَيْنَ القَوْمِ (assumed tropical:) I dispersed, or distributed, the property among the people, or party; and القِدْرَ فِى الحَىِّ the [contents of] the cooking-pot among the tribe. (A 'Obeyd, TA.) [See also its pass. part. n.] b3: اشاعت بِبَوْلِهَا (assumed tropical:) She (a camel) ejected her urine, (S, K,) scattering it, (K,) and stopped it; (S, K; expl. in the K in two places;) but this is only when the stallion has leaped her, and is only said in relation to camels; and ببولها ↓ اشتاعت signifies the same: and in like manner اشاع is said of a he-camel. (TA.) b4: أَشَاعَكُمُ اللّٰهُ السَّلَامَ, (S, O,) or بِالسَّلَامِ, (K,) or both, (TA,) as also ↓ شَاعَكُمُ اللّٰهُ بِالسَّلَامِ , (K,) May God make safety, or peace, &c., [to light and abide upon you, or] to accompany and follow you. (S, O, K. [See also 1, latter half.]) b5: اشاع بِالإِبِلِ: see 2. b6: [اشاعت is also expl. in the TA as meaning خرجت: but I suspect a mistranscription or an omission in this case.]5 تَشَيَّعَ see 1, in two places. b2: تشيّع said of a man, (S, O,) He asserted himself to hold the tenets of the شِيعَة [q. v.]: (S, O, K, KL, TA:) or he became a شِيَعِىّ: a verb similar to تَحَنَّفَ and تَشَفَّعَ. (TA.) A2: [Accord. to Golius, it is expl. in the KL as meaning He left a portion of a thing undistributed: but this explanation is not in my copy of that work.] b2: تشيّع فِى الشَّىْءِ He strove, or laboured, or he distressed himself, or he courted death, (اِسْتَهْلَكَ,) in his love of the thing. (TA.) A3: تشيّعهُ الغَضَبُ Anger excited him to lightness, levity, or unsteadiness; or flurried, or disquieted, him. (TA.) b2: See also 3, first sentence.6 تشايعت الإِبِلُ: see 1. b2: تشايعوا is from الشِّيعَةُ, (S, O,) and signifies They became شِيَع [i. e. separate parties, &c., pl. of شِيعَةٌ, q. v.]. (TA.) b3: And They went, or went along, together. (KL.) b4: [See also the part. n., voce شَيِّعٌ.]8 اشتاعت بِبَوْلِهَا, said of a she-camel: see 4. b2: [See also the part. n., voce شَيِّعٌ.]

شَاعٌ, originally شَائِعٌ: see the latter word. b2: Also The urine of the she-camel, that becomes scattered when the stallion leaps her. (As, O, K.) And, (As, O, [accord. to the K “ or,”] The urine of the he-camel when he is excited by lust. (As, O, K.) شَيْعٌ A space [of time]. (S, O, K.) One says, أَقَامَ فُلَانٌ شَهْرًا أَوْ شَيْعَهُ (S, O) i. e. Such a one remained, or stayed, a month or the space thereof: or nearly the space thereof. (TA.) b2: One says also, آتِيكَ غَدًا أَوْ شَيْعَهُ I will come to thee to-morrow or after it: (S, O, K:) or to-morrow or the day after it. (L, TA.) b3: And هٰذَا شَيْعُ هٰذَا This is he that was born next after this; like شَوْعُهُ: (S, O, K, all in art. شوع:) or this is the like of this. (A 'Obeyd, O and K in the present art.) b4: شَيْعٌ signifies also A follower: and a friend, or a comrade, or an assistant. (KL.) b5: And A lion's whelp: (Lth, IDrd, S, O, K:) or when he has attained to taking prey; so in the L: and some say the lion [himself]. (TA.) A2: See also شَائِعٌ.

شِيعُ نِسَآءٍ One who follows after women, and mixes, associates, or converses, with them. (K, * TA.) شَاعَةٌ A wife: because she follows, or conforms with, [the wishes of] her husband. (Sh, O, K, TA.) A2: See also شَائِعٌ.

شَيْعَةٌ A certain tree, (O, K,) below the stature of a man, having knotted, or jointed, rods, and small, dark-red blossoms, smaller than the jasmine: (O:) the bees feed upon it; (O, K;) and men eat its tender extremities, being rendered healthy, or sound, thereby; (يَتَصَحَّحُونَ بِهِ;) and it has a hot quality in the mouth; and is sweet in odour: (O:) clothes become sweet-scented by adhering to it, (O, K, * TA,) i. e. to its blossom, agreeably with what is said in the “ Book of Plants,” not to the tree, to which the pronoun refers in the O and K; (TA;) and its honey is clear, (O, K,) very clear, and is well known: it is a pasture; and grows in the plains, and near to seed-produce. (O.) شِيعَةٌ A separate, or distinct, party, or sect, (O, K, TA,) of men: this is the primary signification: so called from their agreeing together, and following one another: or, accord. to some, the ى is originally و, and it is from شُوَّعَ قَوْمَهُ, which means “ he collected his people or party: ” (TA:) the followers and assistants (S, O, Msb, K) of a man: (S, O, K:) any people that have combined in, or for, an affair: (Msb, TA:) accord. to Az, persons who follow, or conform with, one another, [though] not all of them agreeing together: (TA:) and any assistant and partisan of a man: (O, TA:) [for] the word is applied to one and to two and to a pl. number and to the male and to the female, (K, TA,) without variation: (TA:) the pl. is شِيَعٌ and أَشْيَاعٌ, (S, * O, Msb, K,) the latter a pl. pl.; (Msb;) and the former is applied to any people, or party, whose affair, or case, is one, who follow one another's opinion. (S.) The saying, in the Kur [xxxiv. last verse], كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ means As was done with the likes of them, of the same persuasion as they, of the peoples that have gone before: (S, * TA:) and similar to this is the saying in the Kur liv. 51. (TA.) b2: Afterwards, الشِّيعَةُ became a name of A particular party [or sect]; (Msb, K;) being predominantly applied to all who took as their friends, or lords, 'Alee and the people of his house: (K:) those who followed 'Alee, saying that he was the [rightful] Imám after the Apostle of God, and believing that the office of Imám should not depart from him and his descendants: (KT:) they are an innumerable people, who are innovators; the extravagant zealots among them are the Imámeeyek, who revile the Two Sheykhs [Aboo-Bekr and 'Omar]; and the most extravagant of them call the Two Sheykhs disbelievers: some of them rise to the pitch of [that misbelief which is termed] الزَّنْدَقَة [q. v.]. (TA.) [It is also applied to A single person of this party, or sect; agreeably with what has been said above; and such a person is likewise called ↓ شِيَعِىٌّ: see 5.]

شِيَعِىٌّ: see the next preceding sentence.

شِيَعِيَّةٌ and شِيْعِيَّةٌ The way of doctrine and practice, or the system of tenets, of the sect called الشِّيعَةُ.]

شَيَاعٌ: see the next paragraph.

شِيَاعٌ The reed-pipe of the pastor; (IAar, O, K;) the instrument with which the pastor blows; so named because he calls together the camels with it: (A, TA:) or the sound of the pastor's reed-pipe. (S, O, K.) b2: And Callers, or summoners; syn. دُعَاةٌ, (O, K,) pl. of دَاعٍ: (K:) in the Tekmileh, دُعَآء [a call, or calling, &c.]. (TA.) A2: Also, (S, O, K,) and ↓ شَيَاعٌ, (O, K,) but the former is the more chaste, (O, [and the same is implied in the K,]) (tropical:) Slender firewood, with which a fire is made to blaze or flame, burn up, or burn brightly or fiercely: (S, O, K, TA:) and ↓ شَيُوعٌ signifies [the same, i. e.] slender firewood (AHn, O, K) that is quickly kindled by a weak fire, so that it prevails over the thick, or large, firewood. (AHn, O.) شَيُوعٌ: see next preceding sentence.

شَيِّعٌ A sharer, or partner: (TA:) pl. شُيَعَآءُ. (O, K, TA.) One says, هُمْ شُيَعَآءُ فِيهَا [They are sharers, or partners, in it, i. e. a house (دَار) or land;] i. e. every one of them is a شَيِّع to his fellow [or fellows]. (O, K.) And ↓ هُمَا مُتَشَايِعَانِ فِى دَارٍ, (O, K,) or أَرْضٍ; (O;) and ↓ مُشْتَاعَانِ, (O, TA,) in the copies of the K, erroneously, مُتَشَاعَانِ; (TA;) They two are sharers, or partners, in a house, (O, K,) or land. (O.) b2: and الدَّارُ شَيِّعَةٌ بَيْنَهُمْ The house is undivided [i. e. shared] among them; syn. ↓ مُشَاعَةٌ. (O, K. [See also شَائِعٌ.]) شَائِعٌ Information, an announcement, a piece of news, a narrative, or a story, spreading; or becoming spread, published, divulged, revealed, made known, disclosed, apparent, or manifest; فِى النَّاسِ [among the people]; so as to reach every one, becoming equally known by the people, not known by some exclusively of others: (TA:) and ↓ شَاعَةٌ [is app. a pl. thereof, like as بَاعَةٌ is of بَائِعٌ, signifying, or so أَخْبَارٌ شَاعَةٌ,] news, or tidings, &c., spreading, or becoming spread. (IAar, O, K.) b2: [(assumed tropical:) A thing scattered, or dispersed, or in a state of dispersion: fem. with ة: pl. of the latter شَوَائِعُ; which may also be pl. of the former applied to a rational being, like فَوَارِسُ pl. of فَارِسٌ.] One says, جَآءَتِ الخَيْلُ شَوَائِعَ (assumed tropical:) The horsemen came scattered, or dispersed, or in a state of dispersion; as also شَوَاعِىَ, formed by transposition. (TA. [But the latter is also mentioned as belonging to art. شعو.]) b3: Also A lot, share, or portion, (سَهْمٌ, S O, Msb, K, and نَصِيبٌ, TA,) undivided; and so ↓ شَاعٌ, (S, O, K, TA,) like as one says سَائِرُ الشَّىْءِ and سَارُهُ; (S, O;) and ↓ مُشَاعٌ; (S, K;) [i. e. shared in common; as though] spread; (TA;) so called because mixed, not being separated: (Msb:) [and it seems, from the usage of a phrase in art. خلط of the K, (المُشَارِكُ فِى الشُيُوعِ,) that ↓ شَيْعٌ, as sing. of شُيُوعٌ, signifies an undivided portion.] b4: Also Anything that is a supplement to a thing: or an addition, or augment, thereto. (TA.) مُشَاعٌ; and its fem., with ة: see شَائِعٌ and شَيِّعٌ.

مَشِيعٌ Filled; (O, K;) applied to a vessel. (K.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) Very rancorous, malevolent, malicious, or spiteful; filled with baseness, meanness, or sordidness. (K, TA. [In the CK, erroneously said to be, in this sense, مِشْيَع, like مَكْيَل; instead of مَشِيع, like مَكِيل.]) Hence also, هُوَ ضَبٌّ مَشِيعٌ (assumed tropical:) He is [like a lizard of the kind called ضبّ that is] very rancorous, &c. (TA.) IAar says, I heard Abu-l-Mekárim revile a man, saying, هُوَ خَبٌّ مَشِيعٌ, [perhaps correctly ضَبٌّ, but see this word, which is used as a syn. sequent to خَبٌّ,] meaning He is like a ضَبّ that is very rancorous, &c., and unprofitable; (O, TA;) مَشِيعٌ, here, being with fet-h to the م; (O;) from شِعْتُهُ “ I filled it. ” (O, TA.) مِشْيَعَةٌ A قُفَّة [or kind of basket, of palmleaves,] in which a woman puts her cotton and other things: (IDrd, O, L, K:) so called because it accompanies and follows her. (TA.) مِشْيَاعٌ One who will not keep, or conceal, a secret; or one who is unable to conceal his information, news, or tidings; [a babbler of secrets &c.;] syn. مِذْيَاعٌ. (S, O, K.) مُشَيَّعٌ (tropical:) Courageous: (S, O, K, TA:) as though he were encouraged and emboldened and strengthened by another, or encouraged and emboldened by the strength of his heart: (O, K:) or whose heart is encouraged and emboldened by every formidable affair in which he has embarked. (A, TA.) b2: And (tropical:) Very quick or speedy or hasty. (Ibn-'Abbád, Z, O, K.) b3: المُشَيَّعَةُ, in a trad. relating to sheep or goats to be slaughtered as victims on the day of sacrifice, in which trad. such are forbidden, (O, Msb, K,) means the sheep or goat (Mgh) that requires one to urge it on after the [other] sheep or goats, (Mgh, O, Msb, K,) because of its weakness (Mgh, K) and leanness, (Mgh,) or because of its lack of strength to follow them: (O:) or, as some relate it, the word is ↓ المُشَيِّعَةُ, (Mgh, O, Msb, K,) meaning that ceases not to follow the [other] sheep or goats, (الغَنَمَ ↓ لَا تَزَالُ تُشَيِّعُ, O, K, * i. e. تَتْبَعُهَا, Mgh, O, K,) or that ceases not to lag behind the [other] sheep or goats, (Msb,) not coming up with them, (Mgh, TA,) but always going behind them, (TA,) because of its leanness; (Mgh, Msb, K;) from شَيَّعَ الضَّيْفَ [expl. above (see 2)]; (Mgh;) or as though urging on the [other] sheep or goats. (Msb.) المُشَيِّعَةُ: see what next precedes.

مُشَايِعٌ Overtaking, or coming up with another or others; or one that overtakes, &c.: (S, K, TA:) as in the saying of Lebeed, كَمَا ضَمَّ أُخْرَى التَّالِيَاتِ المُشَايِعُ [Like as he that overtakes collects together the last of those cattle that go behind the others]. (TA.) مُشْتَاعٌ: see the dual of each, voce شَيِّعٌ.

مُتَشَايِعٌ: see the dual of each, voce شَيِّعٌ.
شيع
} شاعَ الخبَرُ فِي النّاسِ {يَشيعُ} شَيْعاً، بِالْفَتْح، {وشُيوعاً، بالضَّمِّ،} ومَشاعاً، بِالْفَتْح، {وشَيْعوعَةً، كدَيْمومَةٍ،} وشَيَعاناً، مُحَرَّكَةً، اقْتصر الجَوْهَرِيّ مِنْهَا على الرَّابعِ، فَهُوَ {شائعٌ: ذاعَ وفَشا وظَهَرَ وانْتَشَرَ، وقولُهم: هَذَا خَبَرُ شائعٌ، وَقد} شاع فِي النَّاسِ، مَعْنَاهُ: قد اتَّصَلَ بكُلِّ أَحَدٍ، فَاسْتَوَى عِلْمُ النّاس بِهِ، وَلم يكن علمُه عِنْد بعضِهِم دونَ بعضٍ. وَسَهْمٌ {شائعٌ} وشاعٍ،! ومُشاعٌ: غيرُ مَقسوم، الثَّانِي مَقلوبٌ كَمَا يُقالُ: سائرُ الشيءِ، وسارُهُ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ، قَالَ ابْن برّيّ: وَشَاهده قولُ ربيعةَ بنِ مَقروم: لَهُ رَهَجٌ منَ التَّقريبِ شاعٌ أَي شائعٌ، ومثلُه: خَفَضوا أَسِنَّتَهُم فكُلٌّ ناعْ أَي نائعٌ. ويُقال: مَا فِي هَذِه الدَّارِ سَهْمٌ شائعٌ، أَي مُشتهِرٌ ومُنْتَشِرٌ، ونصيبُ فلانٍ فِي جميعِ هَذِه الدَّارِ شائعٌ ومُشاعٌ، أَي لَيْسَ بمَقسومٍ وَلَا بمَعزولٍ. يُقال: هَذَا {شَيْعُ هَذَا، أَي} شَوْعُهُ، أَو مِثلُه، الأَخير قولُ أَبي عُبَيدٍ. {والشَّيْعُ: المِقدارُ، يُقَال: أَقامَ فلانٌ شَهراً أَو} شَيْعَهُ. نَقله الجَوْهَرِيُّ، أَي) مِقدارَه أَو قَرِيبا مِنْهُ. (و) {الشَّيْعُ: ولَدُ الأَسَد، كَمَا فِي بعضِ نُسَخ الصِّحاحِ، وزادَ صاحِبُ اللسانِ: إِذا أَدرَكَ أَنْ يَفرِسَ، وَفِي بَعْضهَا: الأَسَدُ، والأَوَّل قَول اللَّيْث وَابْن دُريد. وآتيكَ غَدا أَو} شَيْعَهُ، أَي بعدَه، كَمَا فِي الصحاحِ، وزادَ فِي اللِّسَان: وقِيلَ: اليومُ الَّذِي يتبعُه، قَالَ عمرُ بنُ رَبيعةَ:
(قَالَ الخليطُ غَدا تَصَدُّعُنا ... أَو شَيْعَهُ، أَفلا {تُشَيِّعُنا)
وَفِي الصِّحاح: أَفلا تُوَدِّعُنا.} وشَيْعُ اللهِ: اسمٌ، كتَيْمِ اللهِ، وَهُوَ شَيْعُ الله بن أَسَدِ بن وَبْرَة، نَقله الْحَافِظ. {وشَيْعانُ: ع، باليَمَنِ، من مِخلاف سِنْحانَ.} وشِيعَةُ الرَّجُلِ، بالكسْرِ: أَتباعُه وأَنصارُه، وكُلُّ قومٍ اجْتَمعُوا على أَمْرٍ فهُم {شِيعَةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: مَعنى} الشِّيعَةِ: الَّذين يتبعُ بعضُهُم بَعضاً وَلَيْسَ كلُّهُم مُتَّفقينَ. وَفِي الحديثِ: القَدَرِيَّةُ شِيعَةُ الدَّجَّالِ، أَي أَولِياؤُه. أصلُ الشِّيعَةِ: الفِرْقَةُ من النّاسِ على حِدَةٍ، وكلُّ مَن عاوَنَ إنْسَانا وتَحَزَّبَ لَهُ فَهُوَ لَهُ شيعةٌ، قَالَ الكُمَيْتُ: (وَمَا لِيَ إلاّ آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ ... وَمَا ليَ إلاّ مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ)
ويقعُ على الواحدِ، والاثنينِ، والجَمعِ، والمُذَكَّرِ، والمؤنَّثِ، بلفظٍ واحِدٍ، وَمعنى واحِدٍ. وَقد غلَبَ هَذَا الاسمُ على كلِّ مَن يَتولَّى عَلِيّاً وأَهل بيتِه، رَضِي الله عَنْهُم أَجمعينَ، حتّى صارَ اسْما لهُم خاصّاً، فَإِذا قيلَ: فلانٌ من الشِّيعَةِ عُرِفَ أَنَّه مِنْهُم، وَفِي مَذهب الشيعَةِ كَذَا، أَي عندَهم، أَصلُ ذلكَ من {المُشايَعَةِ، وَهِي المُطاوَعَةُ والمُتابَعَةُ. وَقيل: عَيْنُ الشِّيعَةِ واوٌ، مِن شَوَّعَ قومَهُ، إِذا جمعَهُم، وَقد تقدَّمت الإشارَةُ إِلَيْهِ قَرِيبا، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الشِّيعَة: قَوْمٌ يَهْوَوْنَ هَوَى عِتْرَةِ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، ويُوالونَهُم. قَالَ الحافظُ: وهم أُمَّةٌ لَا يُحْصَوْنَ، مُبتدِعَةٌ، وغُلاتُهم الإماميَّةُ المُنتظِرِيَّةُ، يَسُبُّونَ الشَّيخَينِ، وغُلاةُ غُلاتِهِم ضُلاّلٌ يُكَفِّرونَ الشَّيخين، وَمِنْهُم من يرتَقي إِلَى الزَّندَقَةِ، أَعاذَنا الله مِنْهَا. ج:} أَشياعُ {وشِيَعٌ، كعِنَبٍ، قَالَ الله تَعَالَى: كَمَا فُعِلَ} بأَشياعِهِم وقولُه تَعَالَى: ولَقَد أَهلَكْنا {أَشْياعَكُمْ قيل: المُراد} بالأَشياعِ أَمثالُهُم مِمَّن الأُمَمِ الماضيَةِ، ومَن كانَ مَذهبه مَذْهَبهم، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَن {أَشياعِهِم خَبرا ... أَم راجَعَ القلبَ من أَطرابِه طَرَبُ)
وَقَالَ تَعَالَى: إنَّ الّذينَ فرَّقوا دينَهُمْ وَكَانُوا} شِيَعاً أَي فِرَقاً مُختلِفينَ، كلُّ فرقةٍ تُكَفِّرُ الفرقةَ المُخالفةَ لَهَا، يَعْنِي بِهِ اليهودَ والنَّصارى.! وشِعْتُ بالشَّيءِ، كبِعْتُ: أّذَعْتُهُ وأَظْهَرْتُه، هَكَذَا فِي النُّسَخِ: بالشَّيءِ، ومثلُه فِي العُبابِ، والأَولَى بالسِّرِّ، كَمَا فِي اللِّسَان، {كأَشَعْتُه،} وأَشَعْتُ بِهِ، قَالَ الطِّرْمّاح:)
(جَرى صَبَباً أَدَّى الأَمانةَ بَعدَما ... {أَشاعَ بلَوماهُ عَلَيَّ} مُشيعُ)
(و) {شِعْتُ الإناءَ} شَيْعاً: ملأْتُهُ، فَهُوَ {مَشيعٌ، كمَبيعٍ، وَمِنْه: هُوَ ضَبٌّ مَشيعٌ، للْحَقودِ، كَمَا سيأْتي. منَ المَجاز: فِي الدُّعاءِ: حَيَّاكُمُ اللهُ،} وشاعَكُمُ السَّلامُ، كمالَ عليكُمُ السّلامُ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِيه سَقْطٌ، والصَّوابُ: كَمَا يُقال: عليكُم السّلام، قَالَ الشّاعِرُ:
(أَلا يَا نَخْلَةً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السّلامُ)
وَهَذَا إنَّما يقولُه الرَّجُلُ لأَصحابه إِذا أرادَ أَن يُفارِقَهُم، كَمَا قَالَ قيسُ بنُ زُهيرٍ لَما اصْطَلَحَ القَومُ: يَا بني عَبْسٍ، شاعَكُم السَّلامُ، فَلَا نظرتُ فِي وجْهِ ذُبيانِيَّةٍ قتلْتُ أَباها أَو أَخاها، وسارَ إِلَى نَاحيَة عُمانَ، وهناكَ عَقِبُه ووَلَدُه، كَمَا فِي الصِّحاح والعُبابِ. شاعَكُم السَّلام: تَبِعَكُم، نَقله الصَّاغانِيّ، أَو شاعَكُم: لَا فارَقَكُم، وَهُوَ قريبٌ من قَول ثَعلَبٍ: أَي صَحِبَكُم {وشَيَّعَكُم. وَمِنْه قولُهم:} شاعَكَ الخيرُ، أَي لَا فارقَكَ، قَالَ لُبيدُ رَضِي الله عَنهُ:
( {فَشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قبورَهُمْ ... أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بقاعٍ مُنَوِّرِ)
شاعَكُم: ملأَكُمُ السَّلامُ،} يَشاعُكُم {شَيْعاً، وَهَذَا نَقله يونُسُ. يُقال: شاعَكُمُ اللهُ بالسَّلامِ، كَمَا فِي الأَساس. وَالْمعْنَى واحدٌ، ويُقال:} أَشاعَكُمُ السَّلام وأَشاعَكُم بِهِ: أَتبعَكُم، أَي عَمَّكُم وَجعله صاحِباً لكم وتابِعاً. وَقَالَ ثعلَبٌ: معنى أَشاعَكُم السَّلامَ: أَصحَبَكم إيّاه، وَلَيْسَ ذلكَ بقَويٍّ. {والشّاعُ: بَوْلُ الجَمَلِ الهائجِ، فَهُوَ يُقطِّعُه إِذا هاجَ، نَقله الأَصمعيُّ، وأَنشدَ:
(وَلَقَد رَمى} بالشّاعِ عندَ مُناخِهِ ... ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهديرِ)
أَو المُنتشِرُ من بولِ النّاقة إِذا ضربَها الفَحْلُ {شاعٌ أَيضاً، نَقله الأَصمعيُّ كَذَلِك، وأَنشدَ:
(يُقَطِّعْنَ للإبساسِ} شاعاً كأَنَّه ... جَدايا على الأَنْساءِ مِنْهَا بَصائرُ)
قد {أَشاعَتْ بِهِ} إشاعَةً، إِذا رمَتْهُ رَمياً، وأَرسلَتْهُ مُتَفَرِّقاً وقطَّعَتْهُ، مثل أَوزَغَتْ ببَولِها، وأَزْغَلَتْ، وَلَا يكونُ ذلكَ إلاّ إِذا ضربَها الفَحْلُ، وَلَا تكونُ {الإشاعةُ إلاّ فِي الإبلِ.} والشَّاعَةُ: الزَّوجَةُ، {لِمُشايَعَتِها الزَّوجَ ومتابَعَتها، قَالَه شَمِرٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّه قَالَ لِعَكَّافِ بنِ وَداعَةَ الهِلالِيِّ رَضِي الله عَنهُ: أَلَكَ} شاعَةٌ كَمَا فِي العُبابِ. قلتُ: ووَرَدَ أَيضاً أَنَّ سيفَ بنِ ذِي يَزَن قالَ لعبد المُطَّلِب: هلْ لكَ من شاعَةٍ أَي زَوجَةٍ. (و) {الشَّاعَةُ: الأَخبارُ المُنتشرَةُ، عَن ابْن الأَعرابيِّ.
} والشِّياع، ككِتابِ، هَكَذَا فِي نُسَخ الصِّحاح، ووُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكريّا: {المِشياعُ كمِحراب: دِقُّ الحَطَبِ} تُشَيَّع بِهِ النّار، أَي توقَدُ، وَقد يُفتَحُ، والكَسْرُ أَفصَح، كَمَا يُقال: شِبابٌ لِلنّار، وجِلاءٌ) لِلعَينِ، وَعَلِيهِ اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجاز. فِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: أُمِرْنا بكَسْرِ الكُوبَةِ والكِنّارَةِ والشِّياعِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ:! الشِّياعُ: مِزمارُ الرَّاعي، وَمِنْه قولُ مَريَمَ عَلَيْهَا السّلامُ: اللهمَّ سُقْهُ بِلَا{شِياعاً وشِباباً، كَمَا قالَهُ الزَّمخشريُّ، وَلَو ذكرَهُ عندَ} الشِّياع كَانَ أَولَى وأَجمَعَ، وأَجرى على قاعِدَتِه. قَالَ أَبو حنيفَة: {الشَّيْعَة: بِالْفَتْح، وإنَّما ضبطَه لئلاّ يُظَنَّ أَنَّه بتَشْديد التَّحتِيَّةِ، فليسَ قَوْله: بِالْفَتْح مُستَدْرَكاً: شجَرَةٌ دونَ القامَةِ، لَهَا قضبانٌ فِيهَا عُقَدٌ ونورٌ أَحْمَرُ مُظلِمٌ صَغيرٌ، أَصغر من الياسمينة، تَجرُسُها النَّحْلُ، ويأْكُلُ النّاسُ قدّاحَها، يتَصَحَّحُون بِهِ، وَله حرارةٌ فِي الْفَم، وعسلُها طَيِّبُ الرَّائحةِ صافٍ شَدِيد الصَّفاءِ، هَكَذَا فِي العبابِ، زَاد فِي التَّكملة فتَطيبُ، والضَّميرُ إِلَى الشَّجرَةِ، ونَصُّ كتاب النَّباتِ: بِهِ، أَي بنورِها، وَهُوَ الصَّوابُ، قَالَ صاحبُ اللسانِ: وجدنَا فِي نُسخَةٍ من كتابِ النَّباتِ مَوثوقٍ بهَا: تُعبَقُ، بضَمِّ التّاءِ وَتَخْفِيف الباءِ، وَفِي نُسخَةٍ أُخرى: تُعَبَّقُ، بتَشْديد الباءِ. زادَ فِي العُبابِ: وَهِي مَرعىً، ومَنابِتُها القِيعانُ، وقُرْبَ الزَّرْعِ.} وأَشاعَ بالإبلِ: أَهابَ بهَا، أَي صاحَ بهَا، ودعاها إِذا)
استأْخَرَ بعضُها. قَالَ الزَّمخشريُّ: وَمِنْه سُمِّيَ مِنفاخُ الرَّاعي {شِياعاً، وَقَالَ الطِّرِمّاحُ يصِفُ النَّحْلَ:
(إِذا لمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعياً تَطَرَّقَتْ ... شَماريخَ لم يَنعِقْ بهِنَّ} مُشيعُ)
أَي لمْ يُصَوِّتْ بهِنَّ مُصَوِّتٌ. (و) {أشاعَتِ النّاقةُ ببَولِها، وَكَذَا} شاعَتْ، كَمَا فِي الأَساسِ: رَمَتْ بِهِ مُتَفَرِّقاً وقَطَّعَتْه، وَهَذَا قد تقدَّمَ للمصنِّف قَرِيبا، فَهُوَ تَكرارٌ، وكذلكَ: أَشاعَ الجَمَلُ، فَفِي عبارَة المُصنِّفِ مَعَ التّكْرَار قُصورٌ لَا يَخفى، وَقد سبَقَ أَنَّ الإشاعَةَ لَا تكونُ إلاّ للإبِلِ. ورَجُلٌ {مِشياعٌ، كمِذياعٍ زِنَةً ومَعنىً، أَي يُذيعُ السِّرَّ،} ويُشيعُه وَلَا يَكتُمُه. {وشَيَّعَ بالإبلِ: أَشاءَ بهَا، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، ومثلُه فِي نُسَخ العُباب، وصوابُه: أَشاعَ بهَا، أَي صاحَ بهَا، كَمَا فِي الأَساس واللسانِ. (و) } شَيَّعَ فلَانا عندَ رَحيلِه: خرجَ مَعَه، لِيُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنزِلَه، قَالَه الليثُ، وَقيل: هُوَ أَن يخرُجَ مَعَه يُريدُ صُحبَتَه وإيناسَه إِلَى مَوضِعٍ مَا. منَ المَجاز: شَيَّعَ شَهرَ رَمضــانَ، إِذا صامَ بعدَهُ سِتَّةَ أَيّامٍ من شوَّالَ، أَي أَتبعَهُ بهَا. (و) {شيَّعَه بالنّارِ: أَحرقَه، وَقيل: كلُّ مَا أُحرِقَ فقد} شُيِّعَ. منَ المَجاز: شَيَّعَ فلَانا، إِذا شجَّعَهُ وجَرَّأَهُ، يُقَال: فلانٌ {يَشَيِّعُه على ذلكَ، أَي يُقَوِّيهِ، وَمِنْه} تَشييعُ النّارِ بإلقاءِ الحَطَبِ عَلَيْهَا يُقَوِّيها، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فيا قلبُ كُنْ عَنها صَبوراً فإنَّها ... {يُشَيِّعُها بالصَّبْرِ قَلْبٌ مُشَيَّعُ)
شَيَّعَ الرَّاعي، إِذا نفَخَ فِي اليراعِ، وَهِي القصبَةُ، قَالَه اللَّيْث. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: شَيَّعَ النّارَ: أَلقى عَلَيْهَا حَطَباً يُذْكِيها بِهِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، قَالَ كُثيِّرٌ:
(وأَعرَضَ مِنْ رَضْوى مَعَ الليلِ دونَها ... هِضابٌ تَرُدُّ العَيْنَ عَمَّنْ} يُشَيِّعُ)
منَ المَجاز:! المَشَيَّعُ، كمُعَظَّمٍ: الشُّجاعُ، نَقله الجَوْهَرِيّ وَمِنْهُم من خَصَّ فَقَالَ: من الرِّجالِ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ قلبَهُ لَا يَخْذُلُه، كأَنَّه يُشَيِّعُه، أَو كأَنَّه شُيِّعَ بغيرِه، أَو بقُوَّةِ قلبِه، وَفِي الأَساس: وَقد شُيِّعَ قلبُه بِمَا يَركَبُ بِهِ كُلَّ هَولٍ. وَفِي اللِّسَان: قد {شَيَّعَتْهُ نفسُه على ذلكَ،} وشايَعتْهُ وشَجَّعَتْه، قَالَ رُؤْبَةُ:
(وَقد أَشُجُّ الصَّحْصَحانَ البَلْقَعا ... فأَذْعَرُ الوَحْشَ وأَطوي المَسْبَعا)
فِي الوَفد مَعْروفَ السَّنا {مُشَيَّعا منَ المَجاز: المُشَيَّعُ: العَجولُ، نَقله الزَّمخشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ. فِي الحَدِيث: نَهى صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم عَن} المُشَيَّعَةِ فِي الأَضاحي، تُروَى بِالْفَتْح، أَي الَّتِي تحتاجُ إِلَى مَن يُشَيِّعُها أَي) يَسوقُها، لِتأَخُّرِها عَن الغَنَمِ، حتّى يُتبِعَها الغَنَمَ، لِضَعْفِها وعَجَفِها، فَهِيَ لَا تقدرُ على اللُّحوقِ بهم إلاّ بالسَّوْقِ، تُروَى بالكَسرِ أَيضاً، وَهِي الَّتِي لَا تزالُ {تُشَيِّعُ الغَنَمَ، أَي تتْبَعُها، لِعَجَفِها، أَي لَا تَلْحَقُها، فَهِيَ أَبداً تمشي وراءَها. يُقال:} شايَعَهُ، كَمَا يُقال: والاهُ، منَ الوَلْيِ. كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {شايَعَ بإبِلِهِ: صاحَ ودَعاها إِذا اسْتأْخَرَ بعضُها. شايَعَ فُلاناً، إِذا تابعَه على أَمْرٍ أَو رأْيٍ وقَوَّاهُ، وَمِنْه حديثُ صَفوانَ: أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لَو تُشايِعُني نَفسي، أَي تُتابِعُني، وأَصلُ} المُشايَعَةِ: المُتابعةُ والمُطاوَعَةُ.! والمُشايِعُ: اللاّحِقُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، قَالَ لَبيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(تُبَكِّي على إثْرِ الشَّبابِ الّذي مَضى ... أَلا إنَّ إخوانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ) (أَتجزَعُ ممّا أَحدَثَ الدَّهْرُ بالفتى ... وأَيُّ كريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوارِعُ)

(وَمَا المالُ والأَهلونَ إلاّ وَديعَةٌ ... وَلَا بُدَّ يَوْمًا أَنْ تُرَدَّ الوَدائعُ)

(فيَمضونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بعدَهُم ... كَمَا ضَمَّ أُخرى التّالياتِ المُشايِعُ)
هَكَذَا فَسَّرَه أَبو عُبيدٍ. {وتَشَيَّعَ الرَّجُلُ: إِذا ادَّعَى دَعوى الشِّيعَةِ، كَمَا فِي الصِّحَاح والعباب، أَو صارَ} شِيعِيَّاً، كَمَا يُقَال: تَحَنَّفَ، وتَشَفَّعَ. قَالَ أَبو سعيدٍ: هما {مُتشايِعانِ فِي دارٍ أَو أَرضٍ} ومُتشاعانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه: {مُشتاعانِ، أَي شَريكان فِيهَا، وهم} شُيَعاءُ فِيهَا، وكلُّ واحدٍ مِنْهُم {شَيِّعٌ لصاحِبِه، وَقد تقدَّم. أَبو بَكْرٍ محمّد بنُ مَنصورٍ} - الشِّيعِيُّ، بالكَسر، من شيعَةِ المَنصورِ، مُحَدِّثٌ روى عَن نَصرِ بنِ عليٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَعنهُ أَبو حَفصٍ الكَتّانِيُّ. يُقَال: هُوَ {شِيعُ نِساءٍ، بالكَسر، أَي} يُشَيِّعُهُنَّ، أَي يَتْبَعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ. وَمِمَّا يستدرَك عَلَيْهِ: {وتَشايَع القومُ: صَارُوا شِيَعاً،} والشِّياعُ، بالكَسر: المُتابَعَةُ، {كالتَّشَيُّعِ.} وشَيَّعَه على رأْيِه، {وشايعَه كِلَاهُمَا: تابعَه وقَوَّاه،} وشَيَّعَتْهُ نفسُه على ذلكَ {وشايَعَتْه كِلَاهُمَا: تَبِعَتْهُ وشَجَّعَتْه، قَالَ عنترةُ:
(ذُلُلٌ رِكابي حيثُ كنتُ} - مُشايِعي ... لُبِّي، وأَحْفِزُه برَأْيٍ مُبرَمِ)
وشايَعَه عندَ الرَّحيلِ: شيَّعَه. ويُقال: مَا! - تُشايِعُني رِجْلي وَلَا ساقي، أَي لَا تَتبَعُني وَلَا تُعينُني على المَشيِ، وأَنشدَ شَمِرٌ:
(وأَدماءَ تَحبو مَا {يُشايِعُ ساقُها ... لدَى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومأْتَمِ)
يَقُول: قد عُقِرَتْ، فَهِيَ تَحبو لَا تمشي، والضَّاري الَّذِي قد ضَرِيَ من الضَّرْبِ بِهِ.} وتَشَيَّعَ فِي الشَّيءِ: استهلَكَ فِي هواهُ. {وشاعَ الشَّيْبُ} شَيْعاً {وشِياعاً} وشَيَعاناً {وشُيوعاً} وشَيْعُوعَةً {ومَشِيعاً: ظهرَ وتفرَّقَ. وشاع فِيهِ الشَّيْبُ، والمَصدَرُ مَا تقدَّم، وتَشَيَّعَه، كِلَاهُمَا: استطارَ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَشاعَ) ذِكرَ الشَّيءِ: أَطارَهُ. وأَشَعْتُ المالَ بينَ القومِ، والقِدْرَ فِي الحَيِّ، إِذا فرَّقْتَه فيهم، نَقله أَبو عُبيدٍ.
وكُلُّ شيءٍ يكونُ بِهِ تمامُ الشيءِ أَو زيادَتُهُ فَهُوَ شائعٌ لَهُ.} وشَيَّعَهُ {تَشيِيعاً: أَرسلَه وأَتبعَه. وشاعَ الصَّدعُ فِي الزُّجاجَةِ: استطارَ وافترَقَ، عَن ثعلَبٍ. وَجَاءَت الخيلُ} شَوائعَ، {- وشَواعِيَ، على القلبِ، أَي مُتَفَرِّقَةً، قَالَ الأَجدَعُ بنُ مالِكِ بنِ مَسروقِ بنِ الأَجدَعِ:
(وكأَنَّ صَرعاها قِداحُ مَقامِرٍ ... ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فهُنَّ} - شَواعي)
{وشاعت القطرَةُ من اللَّبَن فِي الماءِ، وتشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَتْ، وَكَذَا} شَيَّعَ فِيهِ، أَي: تفرَّقَ فِيهِ. {واشتاعَت النّاقَةُ ببَولِها،} كأَشاعَتْ، {وأَشاعَتْ: خَدَجَتْ وَفِي الحَديث:} الشِّياعُ حَرامٌ قَالَ ابنُ الأَثيرِ: كَذَا رَوَاهُ بعضُهُم، وفسَّرَه بالمُفاخَرَةِ بكَثرَةِ الجِماعِ، وَقَالَ أَبو عَمروٍ: إنَّه تصحيفٌ، وَهُوَ بالسِّينِ المُهملَةِ والباءِ المُوَحَّدَةِ، كَمَا تقدَّمَ، قَالَ: وَإِن كانَ مَحفوظاً فلعلَّه من تسميةِ الزَّوجَةِ شاعَةً.
وبناتُ {مُشَيِّعٍ: قرى مَعروفَةٌ، قَالَ الأَعشى:
(من خَمرِ بابلَ أُعرِقَتْ بمِزاجِها ... أَو خَمرِ عانَةَ أَو بناتِ} مُشَيِّعا)
وَيُقَال: هَذَا {شَيْعُ هَذَا: لِلَّذي وُلِدَ بعدَه وَلم يُولَد بينَهُما، نَقله الجَوْهَرِيُّ فِي شوع، وقلَّدَه المصنِّفُ، وَمَا يُغني عَن ذكره هُنَا.} وتشايَعَتِ الإبِلُ: تَفَرَّقَتْ. {وشايَعَ بهم الدَّليلُ، فأَبصروا الهُدَى، أَي نادَى بهم،} وشيَّع هَذَا بِهَذَا: قوّاهُ بِهِ. {وتَشَيَّعَه الغضَبُ: استخفَّه وضَرَّمَه، كَمَا تُشَيَّعُ النّارُ، وَهُوَ مَجازٌ. والحَسَنُ بنُ عَمروٍ المَرْوَزِيُّ، وإسماعيلُ بنُ يونُسَ} الشِّيعِيَّانِ، بالكَسر، إِلَى شيعةِ المَنصورِ، الأَوّلُ روى عَن مُسلمِ بنِ مُقاتِلٍ المَكِّيُّ، والثّاني شيخٌ للدّارَقَطْنِيّ. ومحمَّدُ بنُ عِيسَى الشِّيعِيُّ، بِفَتْح الياءِ: شَيْخٌ للحاكِمِ.
ش ي ع : شَاعَ الشَّيْءُ يَشِيعُ شُيُوعًا ظَهَرَ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ وَبِالْأَلْفِ فَيُقَالُ شِعْتُ بِهِ وَأَشَعْتُهُ.

وَالشِّيعَةُ الْأَتْبَاعُ وَالْأَنْصَارُ وَكُلُّ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا عَلَى أَمْرٍ فَهُمْ شِيعَةٌ ثُمَّ صَارَتْ الشِّيعَةُ نَبْزًا لِجَمَاعَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَالْجَمْعُ شِيَعٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْأَشْيَاعُ جَمْعُ الْجَمْعِ

وَشَيَّعْتُ رَمَضَــانَ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ أَتْبَعْتُهُ بِهَا وَشَيَّعْتُ الضَّيْفَ خَرَجْتُ مَعَهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ إكْرَامًا لَهُ وَهُوَ التَّوْدِيعُ.

وَشَيَّعَ الرَّاعِي بِالْإِبِلِ صَاحَ بِهَا فَتَبِعَ بَعْضُهَا بَعْضًا وَنُهِيَ عَنْ الْمُشَيِّعَةِ فِي الْأَضَاحِيِّ يُرْوَى بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ أَمَّا الْكَسْرُ فَعَلَى مَعْنَى الْفَاعِلِيَّةِ مَجَازًا لِأَنَّهَا لَا تَزَالُ مُتَأَخِّرَةً عَنْ الْغَنَمِ لِهُزَالِهَا فَكَأَنَّهَا تَسُوقُ الْغَنَمَ وَأَمَّا الْفَتْحُ فَعَلَى مَعْنَى الْمَفْعُولِيَّةِ لِأَنَّهَا تَحْتَاجُ إلَى مَنْ يَسُوقُهَا حَتَّى تَتْبَعَ الْغَنَمَ.

وَشَاعَ اللَّبَنُ فِي الْمَاءِ إذَا تَفَرَّقَ وَامْتَزَجَ بِهِ وَمِنْهُ قِيلَ سَهْمٌ شَائِعٌ كَأَنَّهُ مُمْتَزِجٌ لِعَدَمِ تَمَيُّزِهِ.

وَشَايَعْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ مُشَايَعَةً مِثْلُ تَابَعْتُهُ مُتَابَعَةً وَزْنًا وَمَعْنًى. 

سَلَمَ

(سَلَمَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «السَّلامُ»
قِيلَ مَعْناه سلامتُه مِمَّا يلْحق الخَلق مِنَ العَيب والفَناء.
والسَّلَامُ فِي الأصْل السَّلَامَةُ. يُقَالُ سَلِمَ يَسْلَمُ سَلَامَةً وسَلَاماً. وَمِنْهُ قِيلَ للجنَّة دارُ السَّلامِ
، لِأَنَّهَا دارُ السَّلَامَةِ مِنَ الْآفَاتِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ عَلَى اللَّهِ، أحدُهم مَنْ يَدْخل بَيْتَهُ بِسَلَامً» أرادَ أَنْ يَلزَم بَيْتَهُ طَلَبًا لِلسَّلَامَةِ مِنَ الفِتَن ورَغبة فِي العُزلة. وَقِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ إذا دَخَل بيته سَلَّمَ.
والأول الوجه. (س) وَفِي حَدِيثِ التَّسْلِيمِ «قُلِ السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَام تَحيَّة الموْتَى» هَذَا إشارَةٌ إِلَى مَا جَرت بِهِ عادَتُهم فِي المَراثي، كَانُوا يُقَدّمون ضَمِيرَ الْمَيِّتِ عَلَى الدُّعاء لَهُ كَقَوْلِهِ:
عَليكَ سَلَامٌ مِنْ أَمِيرٍ وباَرَكَت ... يَدُ اللهِ فِي ذَاك الأدِيمِ المُمَزَّقِ
وَكَقَوْلِ الْآخَرِ:
عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قَيْسَ بنَ عاصمٍ ... ورحمتهُ مَا شاءَ أَنْ يترَّحما
وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لِأَنَّ المُسّلم عَلَى القَوم يتوقَّعُ الْجَوَابَ، وَأَنْ يُقال لَهُ عليكَ السلامُ، فَلَمَّا كَانَ الميتُ لَا يُتَوقع مِنْهُ جَوَابٌ جَعَلوا السلامَ عَلَيْهِ كَالْجَوَابِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْمَوْتَى كُفَّار الْجَاهِلِيَّةِ.
وَهَذَا فِي الدُّعاء بالخَير والمَدْح، فَأَمَّا فِي الشَرِّ والذَّم فيُقدَّم الضميرُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى «وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي» وقوله: «عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ» *.
وَالسُّنَّةُ لَا تَخْتلفُ فِي تَحِية الأمواتِ وَالْأَحْيَاءِ. ويشهَدُ لَهُ الْحَدِيثُ الصحيحُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخل الْقُبُورَ قَالَ: «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَار قَومٍ مُؤْمِنِينَ» .
والتَّسْلِيمُ مشتَقّ مِنَ السَّلَامِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى لسلامَتِه مِنَ العَيب والنَّقْص. وَقِيلَ معناهُ أَنَّ اللَّهَ مُطَّلع عَلَيْكُمْ فَلَا تَغْفُلوا. وَقِيلَ مَعْنَاهُ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكَ: أَيِ اسْمُ اللَّهِ عليك، إذ كَانَ اسمُ اللَّهِ يُذْكر عَلَى الأعْمال تَوقُّعا لاجْتماع مَعَانِي الْخَيْرَاتِ فِيهِ وانْتِفاء عَوارِض الْفَسَادِ عَنْهُ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ سَلِمْتَ مِنِّي فاجْعَلْني أَسْلَمُ مِنْكَ، مِنَ السَّلَامَةِ بِمَعْنَى السَّلَامِ.
وَيُقَالُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وسَلَامٌ عَلَيْكُمْ، وسَلَامٌ، بِحَذْفِ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ يَرِد فِي القُرآن غَالِبًا إِلَّا مُنَكَّراً كَقَوْلِهِ تعالى سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ
فأمَّا فِي تشهُّد الصلاةِ فيقالُ فِيهِ مُعرَّفا ومُنَكَّرا، والظاهرُ الأكثرُ مِنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ اخْتاَر التَّنْكِيرَ، وَأَمَّا فِي السَّلَامِ الَّذِي يَخْرج بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ فَروى الرَّبيعُ عَنْهُ أَنَّهُ لَا يكْفيه إِلَّا مُعرَّفا، فَإِنَّهُ قَالَ: أقلُّ مَا يَكْفِيهِ أَنْ يقولَ السلامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ نَقَص مِنْ هَذَا حَرْفا عَادَ فسلَّم. ووجْهُه أَنْ يَكُونَ أرَاد بِالسَّلَامِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمْ يَجُزْ حذفُ الألِف واللاَّم مِنْهُ، وكانُوا يَسْتَحسنون أَنْ يَقُولوا فِي الأوَّل سلامٌ عَلَيْكُمْ، وَفِي الآخِر السلامُ عَلَيْكُمْ، وتكونُ الألفُ واللامُ للعَهْد. يَعْنِي السَّلَامَ الْأَوَّلَ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَان بْنِ حُصَين «كَانَ يُسَلَّمُ عليَّ حَتَّى اكْتويْتُ» يَعْنِي أنَّ الملائكةَ كَانَتْ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا اكْتَوى بِسَبَبِ مَرَضه تَرَكُوا السلامَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الكَىَّ يَقدَح فِي التَّوكل والتَّسْلِيمِ إِلَى اللَّهِ والصَبرِ عَلَى مَا يُبْتَلى بِهِ العبدُ وَطَلَبِ الشِّفَاءِ مِنْ عِنْدِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ قَادِحًا فِي جَوَازِ الكَىِّ ولكنَّه قادحٌ فِي التَّوكّل، وَهِيَ دَرَجَةٌ عاليةٌ وَرَاءَ مُبَاشرة الْأَسْبَابِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ «أَنَّهُ أخَذَ ثَمانين مِنْ أهْل مَكَّةَ سَلْماً» يُرْوى بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا، وَهُمَا لُغَتان فِي الصُّلْحِ، وَهُوَ المرادُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى مَا فسَّره الحُمَيْدي في غَرِيبه. وقال الخطَّابي: أَنَّهُ السَّلَمُ بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ، يُرِيدُ الِاسْتِسْلَامَ والإذعان، كقوله تعالى وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
أَيْ الِانْقِيَادَ، وَهُوَ مصدرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ. وَهَذَا هُوَ الْأَشْبَهُ بالقَضِية؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُؤْخّذوا عَنْ صُلْح. وَإِنَّمَا أُخِذوا قَهْرا وأَسْلَمُوا أنْفُسهم عَجْزا، وللأوَّل وجْه، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ تَجْرِ مَعَهُمْ حَرْب، وَإِنَّمَا لمَّا عجَزوا عَنْ دفْعهم أَوِ النَّجاة مِنْهُمْ رَضُوا أَنْ يُؤْخذوا أَسْرى وَلَا يُقتلوا، فَكَأَنَّهُمْ قَدْ صُولحوا عَلَى ذَلِكَ فسُّمى الانقيادُ صُلحا وَهُوَ السَّلَمُ.
وَمِنْهُ كِتَابُهُ بَيْنَ قُرَيش وَالْأَنْصَارِ «وَإِنَّ سِلْمَ المُؤمنين واحدٌ لَا يُسَالَمُ مؤمِن دُونَ مُؤمن» أَيْ لَا يُصَالح واحدٌ دُونَ أَصْحَابِهِ، وَإِنَّمَا يَقَعُ الصُّلح بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهم باجْتماع مَلَئهم عَلَى ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ «لآتينَّك برجُل سَلَمٍ» أَيْ أَسِيرٍ لِأَنَّهُ اسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ.
وَفِيهِ «أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ» هُوَ مِنَ المُسَالَمَةِ وتَرْك الْحَرْبِ. ويحتَمِل أَنْ يَكُونَ دُعاءً وإخْباراً:
إِمَّا دُعَاءً لَهَا أَنْ يُسَالِمَهَا اللَّهُ وَلَا يأمرُ بحَربْها، أَوْ أخْبَر أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَالَمَهَا ومنَع مِنْ حربْها.
وَفِيهِ «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يظلِمُه وَلَا يُسْلِمُهُ» يُقَالُ: أَسْلَمَ فُلَانٌ فُلاناً إِذَا ألْقاه إِلَى الهلَكة وَلَمْ يَحْمه مِنْ عدُوِّه، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ مَنْ أسْلمته إِلَى شَيْءٍ، لَكِنْ دَخَله التَّخْصِيص، وغَلَب عَلَيْهِ الالْقاء فِي الهلَكة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنِّي وهبْت لخالَتي غُلاما، فقلْت لَهَا لَا تُسْلِمِيهِ حَجَّاماً وَلَا صَائِغًا وَلَا قصَّاباً» أَيْ لَا تُعْطيه لِمَنْ يُعَلمه إِحْدَى هَذِهِ الصَّنَائِعِ، إِنَّمَا كِره الْحَجَّامَ والقصَّاب لِأَجْلِ النَّجاسة الَّتِي يباشِرَانها مَعَ تعذُّر الاحترازِ، وَأَمَّا الصائغُ فلِمَا يدخُل صَنْعَتَهُ مِنَ الْغِشِّ، وَلِأَنَّهُ يَصُوغ الذهب وَالْفِضَّةَ، وربَّما كَانَ مِنْ آنِيَةٍ أَوْ حَلْى لِلرِّجَالِ وَهُوَ حَرَام، ولكَثْرة الوعْد والكَذِب فِي إِنْجَازِ مَا يُسْتَعْمل عِنْدَهُ.
(س) وَفِيهِ «مَا مِنْ آدَمِيٍّ إلاَّ وَمَعَهُ شيطانٌ، قِيلَ: ومَعَك؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ» وَفِي رِوَايَةٍ «حَتَّى أَسْلَمَ» أَيِ انْقَاد وكفَّ عَنْ وَسْوَستي. وَقِيلَ دَخل فِي الْإِسْلَامِ فسَلمت مِنْ شَرِّهِ. وَقِيلَ إِنَّمَا هُوَ فَأَسْلَمُ بِضَمِّ الْمِيمِ، عَلَى أَنَّهُ فعلٌ مسْتَقبل: أَيْ أَسْلَمُ أَنَا مِنْهُ وَمِنْ شرِّه.
وَيَشْهَدُ لِلْأَوَّلِ:
(س) الْحَدِيثُ الْآخَرُ «كَانَ شيطانُ آدَمَ كَافِرًا وَشَيْطَانِي مُسْلِماً» .
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَسْلَم» يَعْنِي مِنْ قَوْمِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» يَعْنِي مُؤْمِنِي زَمانه، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ، وَإِنْ كَانَ مِنَ السَّابقين الْأَوَّلِينَ.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ يقولُ إِذَا دَخَلَ شهرُ رمضــانَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي مِنْ رمضــانَ وسَلِّمْ رَمَضَــانَ لِي وسَلِّمْهُ مِنِّي» قَوْلُهُ سَلّمِني مِنْهُ أَيْ لَا يُصيبني فِيهِ مَا يَحُول بَيْنِي وبَينَ صَوْمه مِنْ مَرَض أَوْ غَيْرِهِ. وَقَوْلُهُ سَلِّمْهُ لِي: هُوَ أَنْ لَا يُغَمَّ عَلَيْهِ الهلالُ فِي أَوَّلِهِ أَوْ آخِرِهِ فَيْلتَبِس عَلَيْهِ الصومُ والفِطْر. وَقَوْلُهُ وسلِّمه مِنِّي: أَيْ يَعْصِمه مِنَ المَعَاصي فِيهِ.
وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «وَكَانَ عليٌّ مُسَلَّماً فِي شأنِها» أَيْ سَالِماً لَمْ يُبْد بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهَا.
ويُروى بِكَسْرِ اللَّامِ: أَيْ مُسَلِّماً للأمْرِ، والفتحُ أشبهُ: أَيْ أَنَّهُ لَمْ يقُل فِيهَا سُوءا.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ «أَنَّهُ أتَى الحجرَ فَاسْتَلَمَهُ» هُوَ افْتَعل مِنَ السَّلام: التَّحِيَّةُ.
وَأَهْلُ الْيَمَنِ يُسمُّون الركنَ الأسودَ المُحَيّا: أَيْ أنَّ النَّاسَ يُحَيُّونه بالسَّلام. وَقِيلَ هُوَ افْتَعل مِنَ السَّلَامِ وَهِيَ الْحِجَارَةُ، واحدِتُها سَلِمَةٌ بِكَسْرِ اللَّامِ. يُقَالُ اسْتَلَمَ الحجرَ إِذَا لِمسه وتَناوله.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ «بَيْنَ سَلَمٍ وأرَاك» السَّلَمُ شَجَرٌ مِنَ العِضَاهِ واحدتُها سَلَمَةٌ بِفَتْحِ اللَّامِ، وورَقها القَرَظ الَّذِي يُدبغ بِهِ. وَبِهَا سُمِّى الرَّجُلُ سَلَمَة، وتُجمعُ عَلَى سَلَمَاتٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ سَلَمَاتٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ» . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ جَمْعَ سَلِمَةٍ وَهِيَ الْحَجَرُ. (هـ) وَفِيهِ «عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ» السُّلَامَى: جَمْعُ سُلَامِيَة وَهِيَ الأُنْمُلَة مِنْ أَنَامِلِ الْأَصَابِعِ. وَقِيلَ واحدهُ وجمعهُ سَوَاءٌ. ويُجمَع عَلَى سُلَامِيَاتٍ وَهِيَ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مَفْصِلَين مِنْ أصابِع الإنْسانِ. وَقِيلَ السُّلَامَى: كُلُّ عَظْم مُجَوَّف مِنْ صِغَار العِظاَم: الْمَعْنَى عَلَى كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظاَم ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ. وَقِيلَ: إِنَّ آخِرَ مَا يَبْقى فِيهِ المُخ مِنَ الْبَعِيرِ إِذَا عَجِف السُّلامي والعَين. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
هُوَ عَظْمٌ يَكُونُ فِي فِرْسِنِ البَعير.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ فِي ذِكْرِ السَّنَة «حَتَّى آلَ السُّلَامَى» أَيْ رَجَع إِلَيْهِ المُخُّ.
وَفِيهِ «مَنْ تَسَلَّمَ فِي شيءٍ فَلَا يَصْرفْه إِلَى غَيْرِهِ» يُقَالُ أَسْلَمَ وسَلَّمَ إِذَا أسْلف. والأسمُ السَّلَمُ، وَهُوَ أَنْ تُعطِىَ ذَهَبًا أَوْ فضَّة فِي سِلْعَة مَعْلُومَةٍ إِلَى أمدٍ مَعْلُومٍ، فَكَأَنَّكَ قَدْ أَسْلَمْتَ الثَّمَنَ إِلَى صَاحِبِ السِّلعة وسَلَّمْتَهُ إِلَيْهِ. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنْ يُسْلف مَثَلًا فِي بُرٍّ فيُعْطِيه المسْتَسْلف غَيْرَهُ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يأخُذَه. قَالَ القُتيبي: لَمْ أَسْمَعْ تفعَّل مِنَ السَّلم إِذَا دَفَعَ إلاَّ فِي هَذَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «كَانَ يَكْره أَنْ يُقَالَ: السَّلَمُ بِمَعْنَى السَّلف، وَيَقُولُ الْإِسْلَامُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» كَأَنَّهُ ضنَّ بِالِاسْمِ الَّذِي هُوَ مَوْضُوعٌ للطَّاعة والانْقِياد لِلَّهِ عَنْ أَنْ يُسَمىَّ بِهِ غَيره، وَأَنْ يستَعْمله فِي غَير طاعةِ اللَّهِ، وَيَذْهَبُ بِهِ إِلَى مَعْنى السَّلف. وَهَذَا مِنَ الإخْلاصِ بابٌ لَطِيفُ المَسْلك. وَقَدْ تكرَّر ذِكْرُ السَّلم فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُمْ مرُّوا بماءٍ فِيهِ سَلِيمٌ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ» السَّلِيمُ اللَّديغ. يُقَالُ سَلَمَتْهُ الحيَّة أَيْ لَدغَته. وَقِيلَ إِنَّمَا سُمِّى سَلِيماً تفاؤُلا بالسَّلامة، كَمَا قِيلَ للفَلاة المُهْلكة مَفَازَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ ذِكْرُ «السُّلَالِم» هِيَ بِضَمِّ السِّينِ، وَقِيلَ بِفَتْحِهَا: حِصنٌ مِنْ حُصُون خَيْبَرَ. وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا السُّلَالِيمُ.

كلل

(كلل) : التَّكَلُّلُ: التَّقدُّم. 
كلل: {كلالة}: أن يموت الرجل لا ولد له ولا والد. وقيل: مصدر من تكلله النسب، أحاط به. {كل}: ثقل.
(كلل) السَّيْف وَغَيره مُبَالغَة فِي كل وَفُلَان ذهب وَترك عِيَاله وَأَهله بمضيعة وَفِي الْأَمر جد فِيهِ وَمضى وَعَن الْأَمر أحجم وَجبن وَعَلِيهِ بِالسَّيْفِ حمل وَفُلَانًا ألبسهُ الإكليل وَالشَّيْء زينه بالجوهر
(كلل) - في حديث عثمان - رضي الله عنه -: "أنَّه دُخِل عليه فقيل له: أَبِأَمْرِكَ هذا؟ قال: كلُّ ذَاكَ"
: أي بَعضُه عن أَمْرِى، وَبعْضُه بغَيْر أمْرِى، قاله ابنُ دُرَيدٍ في الجَمْهَرةِ. قال الرَّاجز:
قَاَلتْ له: وقَوْلُهَا مَرْعِىُّ
إنَّ الشِّواءَ خَيرُه الطَّرِىُّ
وكُلُّ ذَاكَ يفعَلُ الوَصِىُّ
: أي قد يَفْعَل، وقد لَا يفْعَلُ.
وقال الجَبَّان: قد يُسَتْعمَل "كُلٌّ" بمعنى بَعْض عند قَومٍ "وكُلٌّ" في الإحاطَةِ أو التَّأكِيد؛ من الَتّكَلُّل؛ لأنّه يتكلَّلُ على جميع الأَجزاءِ، ويُحِيط به، ويُضافُ "كُلٌّ" في الأَكثَرِ، وقد لا يُضافُ.
- في الحديث: "وتَحْتَمل الكَلَّ "
الكَلُّ: الثِّقَلُ مِن كُلّ ما يُتكَلَّف. - من قوله تَعالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} 
ويقال: الكَلُّ: اليَتِيمُ. وقال الشاعر:
أكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قَبل شَبَابِهِ
إذا كان عَظْمُ الكَلِّ غَيرَ شَديدِ .
(ك ل ل) : (الْكَلَالَةُ) مَا خَلَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ وَيُطْلَقُ عَلَى الْمَوْرُوثِ وَالْوَارِثِ وَعَلَى الْقَرَابَةِ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ فَمِنْ الْأَوَّلِ {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} [النساء: 176] وَمِنْ الثَّانِي مَا يُرْوَى أَنَّ جَابِرًا قَالَ إنِّي رَجُلٌ لَيْسَ يَرِثُنِي إلَّا (كَلَالَةٌ) وَمِنْ الثَّالِثِ قَوْلُهُمْ مَا وَرِثَ الْمَجْدَ عَنْ كَلَالَةٍ وقَوْله تَعَالَى {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} [النساء: 12] يَحْتَمِلُ الْأَوْجُهَ عَلَى اخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ وَالتَّقْدِيرَاتِ وَهِيَ مِنْ الْكَلَالِ الضَّعْفِ أَوْ مِنْ (الْإِكْلِيلِ) الْعِصَابَةِ وَمِنْهُ السَّحَابُ (الْمُكَلَّلُ) الْمُسْتَدِيرُ أَوْ مَا تَكَلَّلَهُ الْبَرْقُ (وَالْكَلُّ) الْيَتِيمُ وَمَنْ هُوَ عِيَالٌ وَثِقَلٌ عَلَى صَاحِبِهِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثَ «وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَعَلَيَّ وَإِلَيَّ» وَالْمُثْبَتُ فِي الْفِرْدَوْسِ بِرِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَإِلَيْنَا وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ تَرَكَ وَلَدًا لَا كَافِئَ لَهُ وَلَا كَافِلَ فَأَمْرُهُ مُفَوَّضٌ إلَيْنَا نُصْلِحُ أَحْوَالَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ.

كلل


كَلَّ(n. ac. كَلّ
كِلَّة
كَلَاْل
كَلَاْلَة
كُلُوْل
كُلُوْلَة)
a. Was tired, exhausted.
b. Was blunt; was dim (sight).
c. Was desolate: was an orphan; was childless.

كَلَّلَa. Crowned.
b. Placed a wreath on the head of; joined in wedlock
married.
c. [Fī], Applied himself vigorously to.
d. Forsook his family.
e. ['An], Ran away from.
f. see I (b)
أَكْلَلَa. Fatigued, harassed, exhausted, jaded.
b. Had jaded cattle.

تَكَلَّلَa. Was crowned, wore a crown.
b. Surrounded.
c. [ coll. ], Married.
إِنْكَلَلَa. Flashed slightly (lightning).
b. Smiled.

إِكْتَلَلَa. see VII (a)
كَلّa. Weariness, fatigue, exhaustion; tiredness.
b. Load.
c. Family.
d. Orphan.
e. Childless, desolate.
f. Blunt edge ( of a sword ).
g. Oppression.
h. Calamity.
i. see 25
كِلَّة
(pl.
كِلَل & reg. )
a. Veil; musquito-curtain.
b. A certain ornament.
c. State, condition.

كُلّa. The whole of, all of; all, every.
b. [art.], The whole; the total — see idicms below.

كُلَّةa. Delay; tardiness.
b. (pl.
كُلَل) [ coll. ], Ball; marble.

كُلِّيّa. Entire: general, universal.

كُلِّيَّة
a. [art.], The whole, the totality, the generality;
universality.
كَلَلa. see 2t (c)
كَاْلِلa. Weary, fatigued; languid.

كَلَاْلa. see 1 (a)
كَلَاْلَةa. see 1 (a)b. Collateral relationship.

كَلِيْلa. Blunt (sword); dim (sight).

إِكْلِيْل
(pl.
أَكْلِلَة
أَكَاْلِيْلُ
69)
a. Crown, diadem; wreath, garland.
b. Quick ( of the nail ).
c. Umbel.
d. A Mansion of the moon.
e. Umbilical plant.

إِكْلِيْلِيّa. Coronal; crownshaped.

N. P.
كَلَّلَa. Crowned.
b. Ornamented, decorated; gay with flowers (
garden ).
كُلِّيًّا
a. Universally, generally.

كُلَّمَا
a. see under
كَلَمَ

كَلَّا
a. Not at all, by no means; on the contrary.

بِالكُلِّيَّة
a. Altogether, entirely, wholly, totally, quite.

الكُلِّيَّات
a. The species.
b. Generalities, universals.

كُلَّ أَحَد
a. كُلَّ نَفْس Every one, every living
being; each one.
كُلَّهُم
a. All of them, every one.

الأَمْر كُلُّهُ
a. The whole matter.

المَدْرَسَة الكُلِّيَّة
a. University; seminary.
ك ل ل: (الْكَلُّ) الْعِيَالُ وَالثِّقْلُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} [النحل: 76] . وَالْكَلُّ أَيْضًا الْيَتِيمُ. وَالْكَلُّ أَيْضًا الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ، يُقَالُ مِنْهُ: كَلَّ الرَّجُلُ يَكِلُّ بِالْكَسْرِ (كَلَالَةً) . قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: (الْكَلَالَةُ) بَنُو الْعَمِّ الْأَبَاعِدُ. وَقِيلَ: الْكَلَالَةُ مَصْدَرٌ مِنْ (تَكَلَّلَهُ) النَّسَبُ أَيْ تَطَرَّفَهُ كَأَنَّهُ أَخَذَ طَرَفَيْهِ مِنْ جِهَةِ الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ فَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمَا أَحَدٌ فَسُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ ابْنُ عَمِّ (الْكَلَالَةِ) وَابْنُ عَمٍّ (كَلَالَةً) إِذَا لَمْ يَكُنْ لَحًّا وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَشِيرَةِ. وَ (كَلَّ) الرَّجُلُ وَالْبَعِيرُ مِنَ الْمَشْيِ يَكِلُّ (كَلَالًا) وَ (كَلَالَةً) أَيْضًا أَيْ أَعْيَا. وَ (كَلَّ) السَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَالطَّرْفُ وَاللِّسَانُ يَكِلُّ بِالْكَسْرِ (كَلَالًا) وَ (كُلُولًا) وَ (كِلَّةً) وَ (كَلَالَةً) . وَسَيْفٌ (كَلِيلُ) الْحَدِّ وَرَجُلٌ (كَلِيلُ) اللِّسَانِ وَ (كَلِيلُ) الطَّرْفِ. وَ (الْكِلَّةُ) السِّتْرُ الرَّقِيقُ يُخَاطُ كَالْبَيْتِ يُتَوَقَّى فِيهِ مِنَ الْبَقِّ. وَ (كُلٌّ) لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ جَمْعٌ، فَيُقَالُ: كُلٌّ حَضَرَ وَكُلٌّ حَضَرُوا عَلَى اللَّفْظِ وَعَلَى الْمَعْنَى. وَكُلٌّ وَبَعْضٌ مَعْرِفَتَانِ، وَلَمْ يَجِئْ عَنِ الْعَرَبِ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَهُوَ جَائِزٌ لِأَنَّ فِيهِمَا مَعْنَى الْإِضَافَةِ أَضَفْتَ أَوْ لَمْ تُضِفْ. وَ (الْإِكْلِيلُ) شِبْهُ عِصَابَةٍ تُزَيَّنُ بِالْجَوْهَرِ. وَيُسَمَّى التَّاجُ إِكْلِيلًا.. وَ (الْكَلْكَلُ) وَ (الْكَلْكَالُ) الصَّدْرُ. وَ (أَكَلَّ) الرَّجُلُ بَعِيرَهُ أَعْيَاهُ. وَأَكَلَّ الرَّجُلُ أَيْضًا كَلَّ بَعِيرُهُ. وَأَصْبَحَ (مُكِلًّا) أَيْ ذَا قِرَابَاتٍ هُمْ عَلَيْهِ عِيَالٌ. وَ (كَلَّلَهُ تَكْلِيلًا) أَلْبَسَهُ الْإِكْلِيلَ. وَرَوْضَةٌ (مُكَلَّلَةٌ) حُفَّتْ بِالنَّوْرِ. 
[كلل] نه: فيه: "الكلالة"، هو أن يموت الرجل ولا يدع والدًا ولا والدًا يرثانه، وأصله من تكلله النسب- إذا أحاط به، وقيل: هم الوارثون ليس فيهم والد ولا ولد. والإكليلا أحاط بالشيء من جوانبه. ومنه ح: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم تبرق "أكاليل" وجهه، وهي جمع إكليل وهو شبه عصابةيدخل كلك، أو أدخل كلي؟ فقال: أدخل كلك، قوله: ادخل- الظاهر أنه بالرفع من الإفعال إلا أن يحمل "كلى" على التأكيد. ن: و"كل" ما كان ليلتها، تعني في آخر عمره، وإنكار عائشة وغيرتها أول ما خرج. ز: ليلة- بالرفع.
[كلل] الكلُّ: العِيالُ والثِقْلُ. قال الله تعالى: (وهو كلٌّ على مولاه) والجمع الكُلولُ. والكلُّ: اليتيمُ. والكَلُّ: الذي لا ولد له ولا والد. يقال منه: كل الرجلُ يَكِلُّ كَلالةً. والعرب تقول: لم يرِثْهُ كلالةً، أي لم يرِثْهُ عن عُرُضٍ، بل عن قُرْبٍ واستحقاقٍ. قال الفرزدق: ورِثْتُمْ قَناةَ المُلْكِ غير كلالةٍ عن ابني مُنافٍ عبد شمسٍ وهاشمِ قال ابن الأعرابي: الكلالةُ بنو العمّ الأباعدَ. وحكى عن أعرابيّ أنَّه قال: مالي كثيرٌ ويرِثُني كلالةٌ مُتَراخٍ نسبُهم. ويقال: هو مصدرٌ من تَكَلَّلَهُ النسبُ، أي تطَرَّفَهُ، كأنَّه أخذ طَرَفَيْهِ من جهة الوالدِ والولدِ وليس له منهما أحدٌ، فسمِّي بالمصدر. والعرب تقول: هو ابن عمِّ الكَلالَةِ، وابن عمّ كلالَةٍ، إذا لم يكن لحًّا وكان رجلاً من العشيرةِ. وكَلَلْتُ من المشي أكِلُّ كلالاً وكَلالَةً، أي أعْيَيْتُ. وكذلك البعير إذا أعْيا. وكلَّ السيفُ والريح والطرف واللسان، يكل كلا وكِلَّةً وكَلالَةً وكُلولاً. وسيفٌ كَليلُ الحدِّ، ورجلٌ كليلُ اللسانِ، وكَليلُ الطرفِ. وناسٌ يجعلونَ كلاَّءَ البَصْرَةِ اسما من كل على فعلاء ولا يصرفونه. والمعنى أنه موضع تَكِلُّ الريح فيه عن عملها في غير هذا الموضعِ. قال رؤبة:

يَكِلُّ وفد الريحِ من حيثُ انْخَرَقْ * والكِلَّةُ: السِترُ الرَّقيقُ يُخاطُ كالبيتِ، يُتَوَقَّى فيه من البقِّ. وكلٌّ لفْظه واحدٌ ومعناه جمعٌ. فعلى هذا تقول: كلٌّ حضر وكلٌّ حضروا، على اللفظ مرة وعلى المعنى أخرى. وكل وبعض معرفتان، ولم يجئ عن العرب بالالف واللام وهو جائز، لان فيهما معنى الاضافة أضفت أو لم تضف. والاكليل: شِبه عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجوْهر. ويسمَّى التاجُ إكْليلاً. والإكْليلُ: منزلٌ من منازل القمر، وهو أربعةُ أنجمٍ مُصْطَفَّةٍ. والإكْليلُ: السَحابُ الذي تراه كأن غشاء ألبسه. وإكليل الملك: نبت يتداوى به. والكلكل والكلكال: الصدر. وربما جاء في ضرورة الشعر مشدَّداً. وقال : كأنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ موضعُ كفَّي راهب يُصَلِّي ورجلٌ كُلْكُلٌ بالضم، وكُلاكِلٌ أيضاً، أي قصير غليظ مع شدة. وأكل الرجل بعيره، أي أعياهُ. وأكلَّ الرجلُ أيضاً، أي كلَّ بعيرُه. وأصبحتُ مُكِلاًّ، أي ذا قَراباتٍ وهم عَلَيَّ عِيالٌ. وسَحابٌ مُكَلَّلٌ، أي مُلَمَّعٌ بالبرق، ويقال: هو الذي حَوْلَهُ قِطعٌ من السحاب، فهو مكلل بهن. واكتل الغمام بالبرق، أي لمعَ. وكَلَّلَهُ، أي ألبسَهُ الإكليلَ. وروضةٌ مُكَلَّلَةٌ، أي حُفَّتْ بالنَوْرِ. والمُكَلَّلُ: الجادُّ. يقال: حَمَلَ فكَلَّلَ، أي مضى قُدُماً ولم يَخِمْ. وأنشد الأصمعيّ: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنْهُ فَقَضَبْ. تَكْليلَةِ اللّيْثِ إذا اللَّيْثُ وَثَبْ. وقد يكونُ كَلَّلَ بمعنى جَبُنَ. يقال: حَمَلَ فما كَلَّلَ، أي فما كَذَبَ وما جبن كأنه من الاضداد. وأنشد أبو زيد لِجَهْم ابن سَبَلٍ: ولا أُكَلِّلُ عن حربٍ مُجَلِّحَةٍ ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِينَ بالسَلَمِ وانكَلَّ الرجلُ انْكِلالاً: تبسَّمَ. قال الأعشى: وتَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأنَّها جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتناعِمُ يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كلّ ذلك تبدو منه الأسنان. وانْكِلالُ الغيمِ بالبرقِ، هو قَدْرُ ما يُريكَ سوادَ الغيمِ من بياضِه.
ك ل ل : الْكَلُّ بِالْفَتْحِ الثِّقْلُ وَالْكَلُّ الْعِيَالُ، وَكَلَّ الرَّجُلُ كَلًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَارَ كَذَلِكَ وَيُطْلَقُ الْكَلُّ عَلَى الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَجْمَعُ الْمُذَكَّرَ وَالْمُؤَنَّثَ عَلَى كُلُولٍ وَالْكَلُّ: الْيَتِيمُ، وَالْكَلُّ: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ يُقَالُ مِنْهُ: كَلَّ يَكِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَلَالَةً بِالْفَتْحِ.

وَتَقُولُ الْعَرَبُ لَمْ يَرِثْهُ كَلَالَةً عَنْ عَرْضٍ بَلْ عَنْ اسْتِحْقَاقٍ وَقُرْبٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِ الْكَلَالَةِ فَقِيلَ كُلُّ مَيِّتٍ لَمْ يَرِثْهُ وَلَدٌ أَوْ أَبٌ أَوْ أَخٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ ذَوِي النَّسَبِ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْكَلَالَةُ مَا خَلَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ سُمُّوا كَلَالَةً لِاسْتِدَارَتِهِمْ بِنَسَبِ الْمَيِّتِ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ مِنْ تَكَلَّلَهُ الشَّيْءُ إذَا اسْتَدَارَ بِهِ فَكُلُّ وَارِثٍ لَيْسَ بِوَالِدٍ لِلْمَيِّتِ وَلَا وَلَدٍ لَهُ فَهُوَ كَلَالَةُ مَوْرُوثِهِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: أَيْضًا الْكَلَالَةُ مَا دُونَ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ.
وَفِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الْكَلَالَةُ بَنُو الْعَمِّ الْأَبَاعِدُ وَتَقُولُ الْعَرَبُ هُوَ ابْنُ عَمِّ الْكَلَالَةِ وَابْنُ عَمٍّ كَلَالَةً إذَا كَانَ مِنْ الْعَشِيرَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَحًّا.
وَقَالَ الْوَاحِدِيُّ: فِي التَّفْسِيرِ كُلُّ مَنْ مَاتَ وَلَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ فَهُوَ كَلَالَةُ وَرَثَتِهِ وَكُلُّ وَارِثٍ لَيْسَ بِوَلَدٍ لِلْمَيِّتِ وَلَا وَالِدٍ فَهُوَ كَلَالَةُ مَوْرُوثِهِ فَالْكَلَالَةُ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْوَارِثِ وَالْمَوْرُوثِ إذَا كَانَا بِهَذِهِ الصِّفَةِ وَكَلَّ يَكِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَلَالَةً تَعِبَ وَأَعْيَا وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ.

وَكَلَّ السَّيْفُ كَلًّا وَكَلَّةً بِالْكَسْرِ وَكُلُولًا فَهُوَ كَلِيلٌ وَكَالٌّ أَيْ غَيْرُ قَاطِعٍ وَكُلٌّ كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الِاسْتِغْرَاقِ بِحَسَبِ الْمَقَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] وَقَوْلُهُ «وَكُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْكَثِيرِ كَقَوْلِهِ {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف: 25] أَيْ كَثِيرًا لِأَنَّهَا إنَّمَا دَمَّرَتْهُمْ وَدَمَّرَتْ مَسَاكِنَهُمْ دُونَ غَيْرِهِمْ وَلَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا مُضَافًا لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا قَالَ الْأَخْفَشُ قَوْله تَعَالَى {كُلٌّ يَجْرِي} [الرعد: 2] الْمَعْنَى كُلُّهُ يَجْرِي كَمَا تَقُولُ كُلٌّ مُنْطَلِقٌ أَيْ كُلُّهُمْ مُنْطَلِقٌ وَعَلَى هَذَا فَهُوَ فِي تَقْدِيرِ الْمَعْرِفَةِ وَقَالَتْ الْعَرَبُ مَرَرْتُ بِكُلٍّ قَائِمًا بِنَصْبِ الْحَالِ وَالتَّقْدِيرُ بِكُلِّ أَحَدٍ وَلِهَذَا لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ عِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَعْضٍ وَلَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ جَمْعٌ فَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ عَلَى اللَّفْظِ تَارَةً وَعَلَى الْمَعْنَى أُخْرَى فَيُقَالُ كُلُّ الْقَوْمِ حَضَرَ وَحَضَرُوا وَيُفِيدُ التَّكْرَارَ بِدُخُولِ مَا عَلَيْهِ نَحْوَ كُلَّمَا أَتَاكَ
زَيْدٌ فَأَكْرِمْهُ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَدَوَاتِ الشَّرْطِ وَيَكُونُ لِلتَّأْكِيدِ فَيَتْبَعُ مَا قَبْلَهُ فِي إعْرَابِهِ وَقَدْ يُقَامُ مُقَامَ الِاسْمِ فَيَلِيهِ الْعَامِلُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِكُلِّ الْقَوْمِ وَلَا يُؤَكَّدُ بِهِ إلَّا مَا يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ حِسًّا أَوْ حُكْمًا نَحْوُ قَبَضْتُ الْمَالَ كُلَّهُ وَاشْتَرَيْتُ الْعَبْدَ كُلَّهُ وَأَمَّا صُمْتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ فَلَا يَمْتَنِعُ لُغَةً لِأَنَّ الصَّوْمَ لُغَةً عِبَارَةٌ عَنْ مُطْلَقِ الْإِمْسَاكِ فَالْيَوْمُ يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ وَأُجِيزَ ذَلِكَ عُرْفًا لِأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ إذَا قَالَ صُمْتُ الْيَوْمَ فَقَدْ يَتَوَهَّمُ السَّامِعُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْوَضْعَ اللُّغَوِيَّ فَيَرْفَعُ ذَلِكَ الْوَهْمَ بِالتَّوْكِيدِ.

وَالْكِلَّةُ بِالْكَسْرِ سِتْرٌ رَقِيقٌ يُخَاطُ شِبْهَ الْبَيْتِ وَالْجَمْعُ كِلَلٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٌ وَكِلَّاتٌ أَيْضًا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ. 
(ك ل ل) و (ك ل ك ل)

الْكل: اسْم يجمع الْأَجْزَاء.

وَيُقَال: كلهم منطلق، وكلهن منطلقة، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: كلتهن منطلقة.

وَقَالَ الْعَالم كل الْعَالم: يُرِيد بذلك التناهي، وَأَنه قد بلغ الْغَايَة فِيمَا يصفه بِهِ من الْخِصَال.

وَقَوْلهمْ: أخذت كل المَال، وَضربت كلَّ الْقَوْم، فَلَيْسَ الْكل هُوَ مَا أضيف إِلَيْهِ.

قَالَ أَبُو بكر بن السيرافي: إِنَّمَا الْكل عبارَة عَن أَجزَاء الشَّيْء، فَكَمَا جَازَ أَن يُضَاف الْجُزْء إِلَى الْجُمْلَة، جَازَ أَن تُضَاف الْأَجْزَاء كلهَا إِلَيْهِ، فَأَما قَوْله تَعَالَى: (وكل أَتَوْهُ داخرين) و: (كل لَهُ قانتون) فَمَحْمُول على الْمَعْنى دون اللَّفْظ، وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا حمل عَلَيْهِ هُنَا لِأَن كُلاًّ فِيهِ غير مُضَافَة، فَلَمَّا لم تضف إِلَى جمَاعَة عوض من ذَلِك ذكر الْجَمَاعَة فِي الْخَبَر، أَلا ترى أَنه لَو قَالَ: وكلٌّ لَهُ قَانِت، لم يكن فِيهِ لفظ الْجمع الْبَتَّةَ، وَلما قَالَ سُبْحَانَهُ: (وكلهم آتِيَة يَوْم الْقِيَامَة فَردا) فجَاء بِلَفْظ الْجَمَاعَة مُضَافا إِلَيْهَا، اسْتغنى بِهِ عَن ذكر الْجَمَاعَة فِي الْخَبَر.

وكل يكل كلاًّ، وكلالاً، وكلالةً، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: اعيا.

وَأكله السّير.

وَأكل الْقَوْم: كلت إبلهم.

وَالْكل: قفا السَّيْف والسكين الَّذِي لَيْسَ بحاد.

وكل السَّيْف وَالْبَصَر وَغَيره من الشَّيْء الْحَدِيد، يكل كلاًّ، وكلة، وكلالة وكلولاً، وكلولة وكلل، فَهُوَ كليل، وكل: لم يقطع.

وَقَالَ اللحياني: انكل السَّيْف: ذهب حَده. وَقَالَ بَعضهم: كل بَصَره كلولا: نبا.

وَأكله الْبكاء.

وَكَذَلِكَ: اللِّسَان، قَالَ اللحياني: كلهَا سَوَاء فِي الْفِعْل والمصدر.

وَقَول الْأسود بن يعفر:

بأظفار لَهُ حجن طوال ... وأنياب لَهُ كَانَت كلالا

يجوز أَن يكون جمع: كال، كجائع وجياع، ونائم ونيام، وَأَن يكون جمع: كليل كشديد وَشَدَّاد وحديد وحداد.

وَالْكل: الْمُصِيبَة تحدث، وَالْأَصْل من كل عَنهُ: أَي نبا وَضعف.

والكلالة: الرجل الَّذِي لَا ولد لَهُ وَلَا وَالِد، كل يكل كَلَالَة.

وَقيل: مَا لم يكن من النّسَب لحاًّ فَهُوَ كَلَالَة.

وَقَالُوا: هُوَ ابْن عَم الْكَلَالَة، وَابْن عَم كَلَالَة وكلالة، وَابْن عمي كَلَالَة.

وَقيل: الْكَلَالَة، من تكلل نسبه بنسبك كَابْن الْعم وَمن اشبهه.

وَقيل: هم الاخوة للام، وَهُوَ الْمُسْتَعْمل.

وَقَالَ ثَعْلَب: الْكَلَالَة: مَا خلا الْوَالِد وَالْولد.

وَقَالَ اللحياني: الْكَلَالَة من الْعصبَة من ورث مَعَه الْإِخْوَة من الْأُم.

وَالْكل: الْيَتِيم، قَالَ:

أكول لمَال الْكل قبل شبابه ... إِذا كَانَ عظم الْكل غير شَدِيد

وَالْكل: العيل، والثقل، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَرُبمَا جمع على: الكلول فِي الرِّجَال وَالنِّسَاء.

كل يكل كلولاً.

وَرجل كل: ثقيل لَا خير فِيهِ.

وكلل الرجل: ذهب وَترك أَهله بمضيعة.

وكلل عَن الْأَمر: أحجم. وكلل عَلَيْهِ السيفك حمل.

وكلل السَّبع: حمل.

والكلة: السّتْر الرَّقِيق يخاط كالبيت يتوقى فِيهِ من البق.

والكلة: غشاء من ثوب رَقِيق، يتوقى بِهِ البعوض.

والإكليل: شبه عِصَابَة مزينة بالجواهر.

وَالْجمع: أكاليل، على الْقيَاس، فَأَما قَوْله أنْشدهُ ابْن جني:

قددنا الفصح فالولائد ينظم ... ن سرَاعًا اكلة المرجان

فَهَذَا جمع: " إكليل " فَلَمَّا حذفت الْهمزَة وَبقيت الْكَاف سَاكِنة فتحت فَصَارَت إِلَى " كليل " كدليل، فَجمع على: أَكلَة كأدلة.

والإكليل: من منَازِل الْقَمَر.

والإكليل: مَا احاط بالظفر من اللَّحْم.

وتكلله الشَّيْء: احاط بِهِ.

وروضة مكللة: محفوفة بِالنورِ.

وغمام مكلل: محفوف بِقطع من السَّحَاب، كَأَنَّهُ مكلل بِهن.

وانكل الرجل: ضحك.

وانكل السَّحَاب عَن الْبَرْق، واكتل: تَبَسم، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

عرضنَا فَقُلْنَا إيه سلم فَسلمت ... كَمَا اكتل بالبرق الْغَمَام اللوائح

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

تكلل قي الغماد بِأَرْض ليلى ... ثَلَاثًا مَا أبين لَهُ انفراجا

قيل: تكلل: تَبَسم بالبرق، وَقيل: تنطق واستدار.

وانكل الْبَرْق نَفسه: لمع لمعا خَفِيفا.

والكلكل، والكلكال: الصَّدْر من كل شَيْء.

وَقيل: هُوَ مَا بَين الترقوتين. وَقيل: هُوَ بَاطِن الزُّور، قَالَ:

أفول إِذْ خرت على الكلكال

والكلكل من الْفرس: مَا بَين محزمه إِلَى مَا مس الأَرْض مِنْهُ إِذا ربض.

وَقد يستعار الكلكل لما لَيْسَ بجسم كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس فِي صفة ليل:

فَقلت لما تمطى بجوزه ... وَأَرْدَفَ أعجازا وناء بكلكل

وَقَالَت اعرابية ترثي ابْنهَا:

ألْقى عَلَيْهِ الدَّهْر كلكله ... من ذَا يقوم بكلكل الدَّهْر

فَجعلت للدهر كلكلا، وَقَوله:

مشق الهواجر لحمهن من السرى ... حَتَّى ذهبن كلاكلا وصدورا

وضع الْأَسْمَاء مَوضِع الظروف كَقَوْلِه: ذهبن قدما وأخرا.

وَرجل كلكل: ضرب.

وَقيل: الكلكل، والكلاكل: الْقصير الغليظ الشَّديد، وَالْأُنْثَى: كلكلة، وكلاكلة.

والكلاكل: الْجَمَاعَات.
كلل
كَلَّ1/ كَلَّ عن كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كَلاًّ وكَلالاً وكَلاَلةً، فهو كالّ، والمفعول مكلول عنه
• كلَّ العاملُ: تعِب وأعيا وضعُف "كلَّ مُحمَّد من المشي- بدون كلل" ° لا يَكلّ ولا يملّ: دائم النشاط.
• كلَّ عن الأمر:
1 - ثقُل وتكاسَل عنه "كلَّ عن السّفَر- كلَّ
 عن تحمُّل العبء الملقى على كاهله".
2 - جبُن وأحجم. 

كَلَّ2 كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كُلُولاً وكَلالَةً، فهو كليل وكَلّ
• كلَّت عزيمتُه: ضَعُفت "كلَّ بَصَرُه من كثرة القراءة- كلَّ لسانُه من مناقشته: ثقل وصار يصعب عليه النُّطقُ الصحيح- إذا قلّ الإمكان كَلَّ اللسان [مثل]: يضرب في الفقر والعجز".
• كلّ السَّيفُ: فقد رهافةَ الحدّ فصار غير قاطع "كلَّتِ الشَّفْرَةُ". 

كَلَّ3 كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كَلاًّ وكَلالةً، فهو كَلّ
• كلَّ الشَّخصُ: كان أبتر، لم يترك والدًا ولا ولدًا يرثه " {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} ". 

انكلَّ ينكلّ، انْكَلِلْ/ انْكَلَّ، انكلالاً، فهو مُنكلّ
• انكلَّ السَّيْفُ: ذهَب حَدُّه. 

تكلَّلَ/ تكلَّلَ بـ يتكلَّل، تكَلُّلاً، فهو مُتَكَلِّل، والمفعول مُتَكَلَّل به
• تكلَّل القائدُ: مُطاوع كلَّلَ: لبس الإكليلَ، وهو التَّاج.
• تكلَّل الشَّيءُ: تَزَيَّن بالجوهر.
• تكلَّل العروسان: عُقد زواجُهما على يد الكاهن عند المسيحيين.
• تكلَّلت مساعيه بالنجاح: انتهت إلى نتيجة حسنة. 

كلَّلَ يكلِّل، تَكْلِيلاً، فهو مُكلِّل، والمفعول مُكلَّل
• كلَّلوا القائدَ: ألبسوه الإكليلَ، وهو التَّاج "كَلِّل الرئيسُ القائدَ المنتصرَ" ° كلِّل عملُه بالنجاح: بلغ مُرادَه.
• كلَّل الشّيءَ: زيَّنه بالجوهر.
• كلَّل الكاهنُ العروسين: بارك زواجَهما.
• كلَّل الثلجُ القِمَمَ: أحاط بها كالإكليل أو التَّاج "كلَّل السحابُ السّماءَ- أعمال مكلّلة بالخزي والعار: مغطّاة". 

إكليل [مفرد]: ج أكاليلُ:
1 - تاج، ما يكَّلل به الرأسُ من ذهب ونحوه "إكليلُ الملك".
2 - باقة أو طاقة من الوَرْد والأزهار على هيئة التّاج تستعمل للتّزيين "وضع على رأسه إكليلاً من الورد".
3 - هالة تظهر حول قرص الشمس في حالة الكسوف الكُلّيّ.
4 - (فك) منزل من منازل القمر.
5 - (نت) جنس أعشاب للتزيين من الفصيلة الورديَّة.
6 - (نت) مجموع أوراق الزهرة.
• إكليل الجبل: (نت) نبات عشبيّ يستعمل في الطبّ ويُعدّ من الأفاويه.
• إكليل الشَّهادة: علامة الانتصار. 

إكليليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إكليل.
• الشِّريان الإكليليّ: (شر) أحد الشَّرايين، ويسمَّى أيضًا الشِّريان التاجيّ. 

إكليليَّة [مفرد]: (نت) جنس أعشاب للتزيين من الفصيلة الورديَّة.
• إكليلِيَّة المروج: (نت) نوع من الشجيرات، لها أزهار تشبه الخيمةَ، ولونها أبيض. 

كَلال [مفرد]: مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن. 

كَلالة [مفرد]:
1 - مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن وكَلَّ2 وكَلَّ3.
2 - قرابة من ليس له أب ولا ولد " {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} ". 

كَلّ [مفرد]:
1 - مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن وكَلَّ3.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كَلَّ2 وكَلَّ3.
3 - مَنْ يعتمد على غيره في معيشته " {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ} ". 

كَلَل [مفرد]:
1 - إعياء وتعب "له هِمّة لا تعرف الكَلَلَ".
2 - (حي) نقْص مُؤقَّت في قدرة الكائن الحيّ أو بعض أجزائه على العمل في كفاية بعد إجهاد طويل أو شديد أو تنبيه مفرط. 

كُلّ [مفرد]:
1 - جميع؛ كلمة تدلّ على الشُّمول والاستغراق والتَّمام لأفراد ما تضاف إليه أو أجزائه. والغالب استعمالها مضافة لفظًا أو تقديرًا. وحكمها الإفراد والتذكير، ومعناها بحسب ما تضاف إليه، وقد تدخل (أل) عليها "حضر الكُلُّ الاجتماعَ- قطع كلّ علاقة- سهر كلَّ الليل: طَواله- أوصى بكلِّ أمواله للجمعيّات الخيريّة: بكاملها- كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ
 [حديث]- {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} " ° الكُلّ في الكُلّ- بكُلِّ معنى الكلمة: بكلّ ما في الكلمة من تعبير- على كلِّ حالٍ: في جميع الأحوال- على كلِّ لسان: مشهور ومعروف.
2 - تقع توكيدًا "قبضتُ المالَ كُلّه- {فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} ".
3 - تستعمل وصفًا مؤكّدًا مفيدًا للكمال "هو العالِم كُلُّ العالم". 

كُلِّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى كُلّ: عكسه جزئيّ "هناك تشابهٌ كُلِّيّ بين الأخوين- كُلِّيّ القدرة".
• كُلّيّ المعرفة: ذو معرفة غير محدودة.
• العلم الكُلِّيّ: العلم الإلهيّ.
• العجز الكلِّيّ: استحالة قيام المصاب بكافَّة مُقتضيات العمل الذي من المفروض أن يقوم به بسبب إصابات العمل أو المرض.
• الحجم الكلِّيّ: (فز) الحجم الحقيقيّ للكتلة مضافًا إليه حجم ما قد تحويه من المسامّ والفراغات المتَّصلة والمغلقة. 

كُلِّيَّانيَّة [مفرد]:
1 - نظام سياسي ذو حزب واحد لا يقبل أيَّة معارضة سياسيّة "كليانيّة حُكْم/ سُلْطة- تفتقد الدولة الكليانيّة لحرية الرأي والفكر".
2 - شموليّة، كُلِّيّة "قدّم الباحث رؤية كليانيّة عن المجتمع". 

كُلِّيَّة [مفرد]: ج كُلِّيّات:
1 - مصدر صناعيّ من كُلّ.
2 - شمول، مجموع من الأوّل إلى الآخر "طرح الفكرة كُلّيَّةً: بمجموعها- أخذه بكليته: أجمعه- طرق الموضوعَ بجزئيّاته وكُلِّيّاته: بجوانبه الخاصّة والعامّة".
3 - معهد تعليم عال، أو قسم من أقسام الجامعة اختصّ بفرع من فروع العلم "كُلّيّة الآداب/ الطبّ- الكُلّيّات الحربيّة".
• الكُلِّيَّات: (سف) الحقائق المجرَّدة التي لا تقع تحت حُكم الحَواسّ، بل تُدرك بالعقل وهي خمس: الجنس كالحيوان، والنَّوع كالإنسان، والفصل كالنُّطق للإنسان، والخاصّة كالضَّاحك للإنسان، والعرض العامّ كالماشي له أيضًا. 

كُلول [مفرد]: مصدر كَلَّ2. 

كَليل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كَلَّ2. 

كلل: الكُلُّ: اسم يجمع الأَجزاء، يقال: كلُّهم منطلِق وكلهن منطلقة

ومنطلق، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، وحكى سيبويه: كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ،

وقال: العالِمُ كلُّ العالِم، يريد بذلك التَّناهي وأَنه قد بلغ الغاية

فيما يصفه به من الخصال. وقولهم: أَخذت كُلَّ المال وضربت كلَّ القوم، فليس

الكلُّ هو ما أُضيف إِليه. قال أَبو بكر بن السيرافي: إِنما الكلُّ عبارة

عن أَجزاء الشيء، فكما جاز أَن يضاف الجزء إِلى الجملة جاز أَن تضاف

الأَجزاء كلها إِليها، فأَما قوله تعالى: وكُلٌّ أَتَوْه داخِرين وكلٌّ له

قانِتون، فمحمول على المعنى دون اللفظ، وكأَنه إِنما حمل عليه هنا لأَن

كُلاًّ فيه غير مضافة، فلما لم تُضَفْ إِلى جماعة عُوِّض من ذلك ذكر

الجماعة في الخبر، أَلا ترى أَنه لو قال: له قانِتٌ، لم يكن فيه لفظ الجمع

البتَّة؟ ولما قال سبحانه: وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فَرْداً، فجاء بلفظ

الجماعة مضافاً إِليها، استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر؟ الجوهري: كُلٌّ

لفظه واحد ومعناه جمع، قال: فعلى هذا تقول كُلٌّ حضَر وكلٌّ حضروا، على

اللفظ مرة وعلى المعنى أُخرى، وكلٌّ وبعض معرفتان، ولم يجئْ عن العرب

بالأَلف واللام، وهو جائز لأَن فيهما معنى الإِضافة، أَضفت أَو لم تُضِف.

التهذيب: الليث ويقال في قولهم كِلا الرجلين إِن اشتقاقه من كل القوم، ولكنهم

فرقوا بين التثنية والجمع، بالتخفيف والتثقيل؛ قال أَبو منصور وغيره من

أَهل اللغة: لا تجعل كُلاًّ من باب كِلا وكِلْتا واجعل كل واحد منهما على

حدة، قال: وأَنا مفسر كلا وكلتا في الثلاثيّ المعتلِّ، إِن شاء الله؛

قال: وقال أَبو الهيثم فيما أَفادني عنه المنذري: تقع كُلٌّ على اسم منكور

موحَّد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم: ما كُلُّ بيضاء شَحْمةً ولا كلُّ

سَوْداء تمرةً، وتمرةٌ جائز أَيضاً، إِذا كررت ما في الإِضمار. وسئل أَحمد بن

يحيى عن قوله عز وجل: فسجد الملائكة كُلُّهم أَجمعون، وعن توكيده بكلهم

ثم بأَجمعون فقال: لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسماً ومرة توكيداً

جاء بالتوكيد الذي لا يكون إِلا توكيداً حَسْب؛ وسئل المبرد عنها فقال:

لو جاءت فسجد الملائكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم، فجاء بقوله كلهم

لإِحاطة الأَجزاء، فقيل له: فأَجمعون؟ فقال: لو جاءت كلهم لاحتمل أَن يكون

سجدوا كلهم في أَوقات مختلفات، فجاءت أَجمعون لتدل أَن السجود كان منهم

كلِّهم في وقت واحد، فدخلت كلهم للإِحاطة ودخلت أَجمعون لسرعة الطاعة.

وكَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة؛ الأَخيرة عن اللحياني: أَعْيا.

وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت، وكذلك البعير

إِذا أَعيا. وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه. وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً

أَي كَلَّ بعيرُه. ابن سيده: أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت

إِبلُهم.

والكَلُّ: قَفَا السيف والسِّكِّين الذي ليس بحادٍّ. وكَلَّ السيفُ

والبصرُ وغيره من الشيء الحديد يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّة وكَلالة وكُلولة

وكُلولاً وكَلَّل، فهو كَلِيل وكَلٌّ: لم يقطع؛ وأَنشد ابن بري في الكُلول قول

ساعدة:

لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُولُ

قال: وشاهد الكِلَّة قول الطرماح:

وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع

وفي حديث حنين: فما زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلاً؛ كَلَّ السيفُ: لم

يقطع. وطرْف كَلِيل إِذا لم يحقِّق المنظور. اللحياني: انْكَلَّ السيف ذهب

حدُّه. وقال بعضهم: كَلَّ بصرُه كُلولاً نَبَا، وأَكلَّه البكاء وكذلك

اللسان، وقال اللحياني: كلها سواء في الفعل والمصدر؛ وقول الأَسود بن

يَعْفُر:بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ،

وأَنيابٍ له كانت كِلالا

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون جمع كالٍّ كجائع وجِياع ونائم ونِيام، وأَن

يكون جمع كَلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد. الليث: الكَلِيل السيف

الذي لا حدَّ له. ولسان كَلِيل: ذو كَلالة وكِلَّة، وسيف كَلِيل الحدِّ،

ورجل كَلِيل اللسان، وكَلِيل الطرْف.

قال: وناس يجعلون كَلاَّءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ، على فَعْلاء، ولا

يصرفونه، والمعنى أَنه موضع تَكِلُّ فيه الريحُ عن عمَلها في غير هذا

الموضع؛ قال رؤبة:

مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ،

يكِلُّ وَفْد الريح من حيث انْخَرَقْ

والكَلُّ: المصيبة تحدث، والأَصل من كَلَّ عنه أَي نبا وضعُف.

والكَلالة: الرجل الذي لا ولد له ولا والد. وقال الليث: الكَلُّ الرجل

الذي لا ولد له ولا والد، كَلَّ الرجل يَكِلُّ كَلالة، وقيل: ما لم يكن من

النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ. وقالوا: هو ابن عمِّ الكَلالِة، وابنُ عمِّ

كَلالةٍ وكَلالةٌ، وابن عمي كَلالةً، وقيل: الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه

بنسبك كابن العم ومن أَشبهه، وقيل: هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل. وقال

اللحياني: الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم، والعرب

تقول: لم يَرِِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق؛ قال

الفرزدق:

ورِثْتم قَناةَ المُلْك، غيرَ كَلالةٍ،

عن ابْنَيْ مَنافٍ: عبدِ شمسٍ وهاشم

ابن الأَعرابي: الكَلالةُ بنو العم الأَباعد. وحكي عن أَعرابي أَنه قال:

مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم؛ ويقال: هو مصدر من تكَلَّله

النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له

منهما أَحد، فسمي بالمصدر. وفي التنزيل العزيز: وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً

(الآية)؛ واختلف أَهل العربية في تفسير الكَلالة فروى المنذري بسنده عن

أَبي عبيدة أَنه قال: الكَلالة كل مَنْ لم يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ

ونحو ذلك؛ قال الأَخفش: وقال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد

والولد، سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأَقرب، فالأَقرب من تكَلله

النسب إِذا استدار به، قال: وسمعته مرة يقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه،

وهما أَبوه وولده، فصار كَلاًّ وكَلالة أَي عِيالاً على الأَصل، يقول: سقط

من الطَّرَفين فصار عِيالاً عليهم؛ قال: كتبته حفظا عنه؛ قال الأَزهري:

وحديث جابر يفسر لك الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يقول مَرِضْت مرضاً

أَشفيت منه على الموت فأَتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقلت: إِني رجل ليس

يرثني إِلا كَلالةٌ؛ أَراد أَنه لا والد له ولا ولد، فذكر الله عز وجل

الكَلالة في سورة النساء في موضعين، أَحدهما قوله: وإِن كان رجل يُورَث

كَلالةً أَو امرأَةٌ وله أَخٌ أَو أُختٌ فلكل واحد منهما السدس؛ فقوله

يُورَث من وُرِث يُورَث لا من أُورِث يُورَث، ونصب كَلالة على الحال، المعنى

أَن من مات رجلاً أَو امرأَة في حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَي لا والد له

ولا ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس، فجعل الميت ههنا

كَلالة وهو المورِّث، وهو في حديث جابر الوارث: فكل مَن مات ولا والد له

ولا ولد فهو كلالةُ ورثِته، وكلُّ وارث ليس بوالد للميت ولا ولدٍ له فهو

كلالةُ مَوْرُوثِه، وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسُّنة،

ويجب على أَهل العلم معرفته لئلا يلتبس عليهم ما يحتاجون إِليه منه؛

والموضع الثاني من كتاب الله تعالى في الكَلالة قوله: يَسْتفتونك قل الله

يفتيكم في الكلالة إِن امْرُؤٌ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك

(الآية)؛ فجعل الكَلالة ههنا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم،

فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك الميت، وللأُختين الثلثين، وللإِخوة

والأَخوات جميع المال بينهم، للذكر مثل حَظِّ الأُنثيين، وجعل للأَخ والأُخت

من الأُم، في الآية الأُولى، الثلث، لكل واحد منهما السدس، فبيّن بسِياق

الآيتين أَن الكَلالة تشتمل على الإِخوة للأُم مرَّة، ومرة على الإِخوة

والأَخوات للأَب والأُم؛ ودل قول الشاعر أَنَّ الأَب ليس بكَلالة، وأَنَّ

سائر الأَولياء من العَصَبة بعد الولد كَلالة؛ وهو قوله:

فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى له،

ومَوْلَى الكَلالة لا يغضَب

أَراد: أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم، وموالي الكلالة، وهم

الإِخوة والأَعمام وبنو الأَعمام وسائر القرابات، لا يغضَبون للمرء غَضَب

الأَب. ابن الجراح: إِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قالوا:

هو ابن عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ؛ قال الأَزهري: وهذا يدل

على أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة، فافهمه؛ قال: وقد فسَّرت لك من

آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك، فتدبره تجده

كذلك؛ قال: قد ثَبَّجَ الليث ما فسره من الكَلالة في كتابه ولم يبين المراد

منه، وقال ابن بري: اعلم أَن الكَلالة في الأَصل هي مصدر كَلَّ الميت

يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالة، فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه،

هذا أَصلها، قال: ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدَث، فتكون اسماً

للميت المَوْروث، وإِن كانت في الأَصل اسماً للحَدَث على حدِّ قولهم: هذا

خَلْقُ الله أَي مخلوق الله؛ قال: وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حدِّ

قولهم: رجل عَدْل أَي عادل، وماءٌ غَوْر أَي غائر؛ قال: والأَول هو

اختيار البصريين من أَن الكَلالة اسم للموروث، قال: وعليه جاء التفسير في

الآية: إِن الكَلالة الذي لم يخلِّف ولداً ولا والداً، فإِذا جعلتها للميت

كان انتصابها في الآية على وجهين: أَحدهما أَن تكون خبر كان تقديره: وإِن

كان الموروث كَلالةً أَي كَلاًّ ليس له ولد ولا والد، والوجه الثاني أَن

يكون انتصابها على الحال من الضمير في يُورَث أَي يورَث وهو كَلالة، وتكون

كان هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر، قال: ولا يصح أَن تكون

الناقصة كما ذكره الحوفي لأَن خبرها لا يكون إِلا الكَلالة، ولا فائدة في قوله

يورَث، والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يموت كَلالة أَي يورَث وهو كَلالة

أَي كَلّ، وإِن جعلتها للحدَث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أَوجه:

أَحدها أَن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث

وِراثة كَلالةٍ كما قال الفرزدق:

ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ

أَي ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد؛ وقال عامر

بن الطُّفَيْل:

وما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن كَلالةٍ،

أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولا أَب

ومنه قولهم: هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَي بعيد النسب، فإِذا أَرادو القُرْب

قالوا: هو ابن عَمٍّ دنْيَةً، والوجه الثاني أَن تكون الكَلالة مصدراً

واقعاً موقع الحال على حد قولهم: جاء زيد رَكْضاً أَي راكِضاً، وهو ابن

عمي دِنيةً أَي دانياً، وابن عمي كَلالةً أَي بعيداً في النسَب، والوجه

الثالث أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف، تقديره وإِن كان المَوْروث ذا

كَلالة؛ قال: فهذه خمسة أَوجه في نصب الكلالة: أَحدها أَن تكون خبر كان،

الثاني أَن تكون حالاً، الثالث أَن تكون مصدراً على تقدير حذف مضاف،

الرابع أَن تكون مصدراً في موضع الحال، الخامس أَن تكون خبر كان على تقدير

حذف مضاف، فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة، أَعني أَن

الكَلالة اسم للموروث دون الوارث، قال: وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة،

وهم أَهل الكوفة، أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث، واحتجُّوا في ذلك

بأَشياء منها قراءة الحسن: وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً، بكسر الراء،

فالكَلالة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ الميت، وهم الإِخوة للأُم، واحتجُّوا

أَيضاً بقول جابر إِنه قال: يا رسول الله إِنما يرِثني كَلالة، وإِذا ثبت

حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَيضاً على مثل ما انتصبت في الوجه

الخامس من الوجه الأَول، وهو أَن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني

هو الأَول، تقديره: وإِن كان رجل يورِث ذا كَلالة، كما تقول ذا قَرابةٍ

ليس فيهم ولد ولا والد، قال: وكذلك إِذا جعلتَه حالاً من الضمير في يورث

تقديره ذا كَلالةٍ، قال: وذهب ابن جني في قراءة مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة

ويورِّث كَلالة أَن مفعولي يُورِث ويُوَرِّث محذوفان أَي يُورِث وارثَه

مالَه، قال: فعلى هذا يبقى كَلالة على حاله الأُولى التي ذكرتها، فيكون نصبه

على خبر كان أَو على المصدر، ويكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث؛ قال:

والظاهر أَن الكَلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث، والمصدر قد يقع

للفاعل تارة وللمفعول أُخرى، والله أَعلم؛ قال ابن الأَثير: الأَب والابن

طرَفان للرجل فإِذا مات ولم يخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَيْه، فسمي

ذهاب الطرَفين كَلالة، وقيل: كل ما اخْتَفَّ بالشيء من جوانبه فهو

إِكْلِيل، وبه سميت، لأَن الوُرَّاث يُحيطون به من جوانبه.

والكَلُّ: اليتيم؛ قال:

أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه،

إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد

والكَلُّ: الذي هو عِيال وثِقْل على صاحبه؛ قال الله تعالى: وهو كَلٌّ

على مَوْلاه، أَي عِيال. وأَصبح فلان مُكِلاًّ إِذا صار ذوو قَرابته

كَلاًّ عليه أَي عِيالاً. وأَصبحت مُكِلاًّ أَي ذا قراباتٍ وهم عليَّ عيال.

والكالُّ: المُعْيي، وقد كَلَّ يَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً. والكَلُّ:

العَيِّل والثِّقْل، الذكَر والأُنثى في ذلك سواء، وربما جمع على الكُلول في

الرجال والنساء، كَلَّ يَكِلُّ كُلولاً. ورجل كَلٌّ: ثقيل لا خير فيه. ابن

الأَعرابي: الكَلُّ الصنم، والكَلُّ الثقيلُ الروح من الناس، والكَلُّ

اليتيم، والكَلُّ الوَكِيل. وكَلَّ الرجل إِذا تعِب. وكَلَّ إِذا توكَّل؛

قال الأَزهري: الذي أَراد ابنُ الأَعرابي بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالى:

ضَرَب الله مثلاً عبداً مملوكاً؛ ضربه مثلاً للصَّنَم الذي عبدُوه وهو

لا يقدِر على شيء فهو كَلٌّ على مولاه لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله

من مكان إِلى مكان، فقال الله تعالى: هل يستوي هذا الصَّنَم الكَلُّ ومن

يأْمر بالعدل، استفهام معناه التوبيخ كأَنه قال: لا تسوُّوا بين الصنم

الكَلِّ وبين الخالق جل جلاله. قال ابن بري: وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ

على مولاه: هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم، قال: وقال ابن خالويه

ورأْس الكَلّ رئيس اليهود. الجوهري: الكَلُّ العِيال والثِّقْل. وفي حديث

خديجة: كَلاَّ إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ؛ هو، بالفتح: الثِّقْل من كل ما

يُتكلَّف. والكَلُّ: العِيال؛ ومنه الحديث: مَنْ تَرك كَلاًّ فَإِلَيَّ

وعليَّ. وفي حديث طَهْفة: ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم

وما لم تطيقوه، ويُروى: أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم.

وكَلَّلَ الرجلُ: ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ. وكَلَّل عن

الأَمر: أَحْجَم. وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ: حمل.

ابن الأَعرابي: والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان، وهي البِكْلَة؛ يقال:

بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء قال: والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل

بيّن الكِلَّة. ويقال: ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه.

والمُكَلِّل: الجادُّ، يقال: حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم؛ وأَنشد

الأَصمعي:

حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ،

تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ

قال: وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن، يقال: حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب

وما جبُن كأَنه من الأَضداد؛ وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل:

ولا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ،

ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ

وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال: إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل،

وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل، قال: والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا

يرجع حتى يقَع بقِرْنه، والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع؛ وقال

النابغة الجعدي:

بَكَرَتْ تلوم، وأَمْسِ ما كَلَّلْتها،

ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال

ما: صِلة، كَلَّلْتها: أَدْعَصْتها. يقال: كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم

يُطِعه. وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها؛ وقال:

وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ

(* قوله «وفرحه إلخ» هكذا في الأصل).

والكُلَّة: الصَّوْقَعة، وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج. وجاء في

الحديث: نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها؛ قيل: التّكْلِيل رفعُها

تبنى مثل الكِلَل، وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور، وقيل: هو

ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور، وقال أَبو

عبيد: الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت؛ وأَنشد

(* لبيد في معلقته):

من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ * زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

والكِلَّة: السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ، وفي

المحكم: الكِلَّة السِّتر الرقيق، قال: والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق

يُتوقَّى به من البَعُوض.

والإِكْلِيل: شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر، والجمع أَكالِيل على القياس،

ويسمى التاج إِكْلِيلاً. وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل؛ فأَما قوله

(*

البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة) أَنشده ابن جني:

قد دَنا الفِصْحُ، فالْوَلائدُ يَنْظِمْـ

ـنَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ

فهذا جمع إِكْلِيل، فلما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت، فصارت

إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فجمع على أَكِلَّة كأَدِلَّة. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها: دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه؛

هي جمع إِكْلِيل، قال: وهو شبه عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر، فجعلتْ لوجهه

الكريم، صلى الله عليه وسلم، أَكالِيلَ على جهة الاستعارة؛ قال: وقيل

أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِلى الجَبِين من التَّكَلُّل، وهو

الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يجعل كالحَلْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس. وفي

حديث الاستسقاء: فنظرت إِلى المدينة وإِنها لفي مثْل الإِكْليل؛ يريد

أَن الغَيْم تَقَشَّع عنها واستدار بآفاقها. والإِكْلِيل: منزِل من منازل

القمر وهو أَربعة أَنجُم مصطفَّة. قال الأَزهري: الإِكْلِيل رأْس بُرْج

العقرب، ورقيبُ الثُّرَيَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِيل، لأَنه يطلُع

بِغُيُوبها. والإِكْلِيل: ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم.

وتَكَلَّله الشيءُ: أَحاط به. وروضة مُكَلَّلة: محفوفة بالنَّوْر. وغمام

مُكَلَّل: محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ.

وانْكَلَّ الرجلُ: ضحك. وانكلَّت المرأَة فهي تَنْكَلُّ انْكِلالاً إِذا

ما تبسَّمت؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة:

وتَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه،

له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر

وانْكَلَّ الرجل انْكِلالاً: تبسَّم؛ قال الأَعشى:

ويَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها

جَنى أُقْحُوان، نَبْتُه مُتَناعِم

يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كل ذلك تبدو منه الأَسنان. وانْكِلال

الغَيْم بالبَرْق: هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه. وانْكَلَّ

السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق. والإِكْلِيل: السحابُ الذي تراه

كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه. وسحاب مُكَلَّل أَي ملمَّع بالبرق، ويقال: هو الذي

حوله قِطع من السحاب.

واكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَي لمع.

وانكَلَّ السحاب عن البرق واكْتَلَّ: تبسم؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

عَرَضْنا فقُلْنا: إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ

كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ

وقول أَبي ذؤيب:

تَكَلَّل في الغِماد فأَرْضِ ليلى

ثلاثاً، ما أَبين له انْفِراجَا

قيل: تَكَلَّل تبسم بالبرق، وقيل: تنطَّق واستدار. وانكلَّ البرقُ نفسه:

لمع لمعاً خفيفاً. أَبو عبيد عن أَبي عمرو: الغمام المُكَلَّل هو

السحابة يكون حولها قِطَع من السحاب فهي مكَلَّلة بهنَّ؛ وأَنشد غيره لامرئ

القيس:

أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه،

كَلَمْع اليَدَيْن في حَبيٍّ مُكَلَّلِ

وإِكْلِيل المَلِك: نبت يُتداوَى به.

والكَلْكَل والكَلْكال: الصدر من كل شيء، وقيل: هو ما بين

التَّرْقُوَتَيْن، وقيل: هو باطن الزَّوْرِ؛ قال:

أَقول، إِذْ خَرَّتْ على الكَلْكَالِ

قال الجوهري: وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً؛ وقال منظور بن

مرثد الأَسدي:

كأَنَّ مَهْواها، على الكَلْكَلِّ،

موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي

قال ابن بري: وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب، لأَن بعد قوله على

الكَلْكَلِّ:ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ

قال: والمعروف الكَلْكَل، وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول

الراجز:

قلتُ، وقد خرَّت على الكَلْكَالِ:

يا ناقَتي، ما جُلْتِ من مَجَالِ

(* في الصفحة السابقة: اقول إذ خَرَّت إلخ).

والكَلْكَل من الفرس: ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا

رَبَضَ؛ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة

لَيْل:فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه،

وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل

(* في المعلقة: بصُلبِه بدل بجوزه).

وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها:

أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ،

مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ؟

فجعلت للدهر كَلْكَلاً؛ وقوله:

مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى،

حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً

وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً.

ورجل كُلْكُلٌ: ضَرْبٌ، وقيل: الكُلْكُل والكُلاكِل، بالضم، القصير

الغليظ الشديد، والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة، والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر؛

وأَنشد قول العجاج:

حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا

الفراء: الكُلَّة التأْخير، والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة، والكِلَّة

الحالُ حالُ الرجُل.

ويقال: ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ على الناس. وذِئب كَلِيل: لا يَعْدُو

على أَحد.

وفي حديث عثمان: أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا؟ فقال: كُلُّ

ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري؛ قال ابن الأَثير: موضع كل

الإِحاطة بالجميع، وقد تستعمل في معنى البعض قال: وعليه حُمِل قولُ عثمان؛ ومنه

قول الراجز:

قالتْ له، وقولُها مَرْعِيُّ:

إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ،

وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ

أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل.

وقال ابن بري: وكَلاّ حرف رَدْع وزَجْر؛ وقد تأْتي بمعنى لا كقول

الجعديّ:

فقلْنا لهم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها

فقالوا لنا: كَلاَّ فقلْنا لهم: بَلى

فكَلاَّ هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى، وبَلى لا تأْتي إِلا

بعد نفي؛ ومثله قوله أَيضاً:

قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً،

فمن قال كَلاَّ، فالمُكذِّب أَكْذَبُ

وعلى هذا يحمل قوله تعالى: فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلاَّ. وفي الحديث:

تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل، فقال أَعرابي: كَلاَّ يا رسول الله؛ قال

ابن الأَثير: كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه ومعناها انْتَهِ لا تفعل،

إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا، لزيادة الكاف؛ وقد ترد بمعنى

حَقّاً كقوله تعالى: كَلاَّ لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية؛

والظُّلَل: السَّحاب.

كلل
{الكُلُّ، بالضَّمِّ: اسْمٌ لِجَميعِ الأَجزاءِ، ونّصُّ المُحكَمِ: يَجمعُ الأَجزاءَ، يُقال:} كلُّهُم مُنطَلِقٌ، {وكُلُّهُنَّ مُنطَلِقَةٌ، للذَّكَر والأُنثى، وَفِي العُبابِ والصِّحاحِ:} كُلٌّ لَفظُهُ واحِدٌ، ومَعناهُ الجَمْعُ، فعلى هَذَا تَقول: كُلٌّ حَضَرَ، وكُلٌّ حَضروا، على اللَّفظِ مَرَّةً، وعَلى الْمَعْنى أُخْرى، قَالَ الله تَعَالَى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِهِ، وَقَالَ جَلَّ وعَزَّ: كُلٌّ لهُالسُّبْكِيِّ رسالَةٌ مُستقِلةٌ فِي: مَباحِثِ كُلِّ وَمَا عَلَيْهِ يَدُلّ. وَهِي عِنْدِي، وحاصِلُ مَا ذُكِرَ فِيهَا مَا نَصُّهُ: لَفظَةُ كلّ إِذا لم تقع تابِعَةً فإمّا أضن تُضافَ لَفظاً وإمّا أَنْ تُجَرَّدَ، وَإِذا أُضيفَتْ فإمّا إِلَى نَكرَة وإمّا إِلَى مَعرِفَة. الْقسم الأَوّلُ: أَنْ تُضافَ إِلَى نكرَة فيتَعَيَّنُ اعتبارُ المَعنى فِيمَا لَهَا من ضَميرٍ وغيرِه، والمُرادُ بِاعْتِبَار الْمَعْنى أَنْ يَكونَ على حَسَبِ المَضافِ إِلَيْهِ إنْ كانَ مُفرداً فمُفرَدٌ، وَإِن كَانَ مُثَنّىً فمُثَنّىً، وَإِن كانَ جمعا فجمعٌ، وَإِن كَانَ مُذَكَّراً فمُذَكَّرٌ، وَإِن كَانَ مؤَنَّثاً فمؤَنَّثٌ، ثمَّ أَوردَ لذلكَ شَواهِدَ من كَلَام الشُّعراءِ.)
والقسمُ الثّاني: أَنْ تُضافَ لَفظاً إِلَى مَعرِفَةٍ، فقد كَثُرَ إضافَتُهُ إِلَى ضَميرِ الجَمْعِ والخَبَرُ عَنهُ مُفرَدٌ، كقولِه تَعَالَى: وكُلُّهُمْ آتيهِ يومَ القِيامَةِ فَرْداً، ونقَلَ عَن شيخِه أَبي حَيّان، قَالَ: وَلَا يكادُ يوجَدُ فِي لسانِ العرَبِ: كُلُّهُم يَقومونَ، وَلَا! كُلُّهُنَّ قائماتٌ، وإنْ كانَ مَوْجُودا فِي تَمْثِيل كثيرٍ من النُّحاةِ، ونقلَ عَن ابنِ السَّرّاجِ أَنَّ كُلاًّ لَا يَقَعُ على واحِدٍ فِي معنى الجَمعِ إلاّ وذلكَ الواحِدُ نكِرَة، وَهَذَا يَقْتَضِي امْتِناعَ إضافَةِ كُلٍّ إِلَى المُفرَدِ المُعَرَّفِ بالأَلِفِ واللامِ الَّتِي يُرادُ بهَا العُموم. والقسمُ الثّالثُ: أَنْ تُجَرَّدَ عَن الإضافَةِ لَفظاً فيجوزُ الوَجهانِ، قَالَ تَعَالَى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ وَكُلٌّ فِي فلَكٍ يَسْبَحونَ وَقَالَ ابنُ مالِكٍ وغيرُه من النُّحاةِ هُنَا: إنَّ الإفْرادَ على اللَّفْظِ، والجَمْعَ على المَعنى، وَهَذَا يدُلُّ على أَنَّهُم قَدَّروا المُضافَ إِلَيْهِ المَحذوفَ فِي المَوضِعين جَمْعاً، فتارَةً رُوعِيَ كَمَا إِذا صُرِّحَ بِهِ، وَتارَة رُوعِيَ لَفْظُ كُلٍّ، وتكونُ حالةُ الحَذْفِ مخالِفَةً لحالَة الإثباتِ، قَالَ: وَمن لطيفِ القَوْل فِي كُلٍّ أَنَّها للاسْتِغراقِ سَوَاء كَانَت للتّأْكيدِ أم لَا، والاستِغراقُ لأَجزاءِ مَا دخَلَتْ عَلَيْهِ إنْ كانتْ مَعرِفَةً، ولِجُزئيّاته إنْ كَانَت نَكِرَةً، وَفِي أَحكامِها إِذا قُطِعَتْ عَن الإضافَةِ أَن تكونَ فِي صدرِ(أَكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قبلَ شَبابِهِ ... إِذا كانَ عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شديدِ)
أَيضاً: الثَّقيلُ لَا خَيرَ فِيهِ. أَيضاً: العَيِّلُ، أَي صاحِبُ العِيالِ. أَيضاً: العِيالُ والثِّقْلُ على صاحِبِهِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وهُوَ {كَلٌّ على مَولاهُ، وَمِنْه الحديثُ: مَن تَرَكَ} كَلاًّ فإلَيَّ وعَلَيَّ، وَفِي حديثِ طَهْفَةَ: وَلَا يُوكَلُ {كَلُّكُم أَي لَا يُوكَلُ إِلَيْكُم عِيالُكم وَمَا لم تُطيقوه. وَفِي حديثِ البُخاريِّ: كَلاّ إنّكَ تحملُ الكَلَّ، أَي الثِّقْلَ من كُلِّ مَا يُتَكَلَّفُ، ونقلَ ابنُ بَرِّي عَن نِفْطَوَيْهِ فِي قَوْله تَعالى: وهوَ كَلُّ على مَولاه قَالَ هُوَ أَسيدُ بنُ أبي العِيْصِ، وَهُوَ الأَبْكَم، وربّما ج على} كُلولٍ بالضَّمّ فِي الرِّجالِ وَالنِّسَاء. الكَلُّ: الإعْياء، {كالكَلالِ} والكَلالَة، الأخيرةُ عَن اللِّحْيانِيّ. أَيْضا: مَن لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا والِدَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقد كَلَّ الرجلُ {يَكِلُّ فيهمَا، أَي فِي المَعنيَيْن.} وكَلَّ البصَرُ والسيفُ وغيرُه من الشيءِ الحديدِ، وَفِي بعضِ النّسخ: وغيرُهما {يَكِلُّ} كَلاًّ {وكِلَّةً، بالكَسْر،} وكَلالَةً {وكُلولَةً} وكُلولاً، بضمِّهما، {وكَلَّلَ} تَكْلِيلاً فَهُوَ {كَليلٌ وكَلٌّ: لم يقطعْ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي فِي} الكُلولِ قولَ)
ساعدَةَ: لشانِيْكَ الضَّراعَةُ {والكُلولُ قَالَ: وشاهِدُ} الكِلَّةِ قَوْلُ الطِّرِمّاح: وَذُو البَثِّ فِيهِ {كِلَّةٌ وخُشوعُ وَفِي حديثِ حُنَيْن: فَمَا زِلتُ أرى حَدَّهُم} كَليلاً، وَقَالَ الليثُ: {الكَليل: السيفُ الَّذِي لَا حَدَّ لَهُ.
وكَلَّ لسانُه يَكِلُّ} كَلالَةً وكِلَّةً، فَهُوَ! كَليلُ اللِّسان. كَلَّ بَصَرَه يَكِلُّ {كُلولاً: نَبا وَلم يُحقِّقِ المَنظورَ، فَهُوَ كَليلُ البصَر.} وأكَلَّه البُكاءُ وَكَذَلِكَ اللِّسان، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: كلُّها سَواءٌ فِي الفِعلِ والمصدرِ.
{والكَلالَة: مَن لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا والِدَ، وَكَذَلِكَ الكَلُّ، وَقد كَلَّ الرجلُ} كَلالَةً. قيل: مَا لم يكن من النَّسَبِ لَحّاً فَهُوَ كَلالَةٌ، وَقَالُوا: هُوَ ابنُ عَمِّ {الكَلالَةِ، وابنُ عَمِّ كَلالَةٍ وكَلالَةٌ، وابنُ عَمِّي كَلالَةً، وَقَالَ أَبُو الجَرّاح: إِذا لم يكن ابنُ العَمِّ لَحّاً وَكَانَ رجلا من العَشيرَةِ قَالُوا: هُوَ ابنُ عمِّي الكَلالَةُ وابنُ عمِّ كَلالَةٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا يدلُّ على أنّ العَصَبَةَ وإنْ بَعُدوا كَلالَةٌ. أَو الكَلالَة: مَن} تكَلَّلَ نسَبُه بنَسبِكَ، كابنِ العَمِّ وشِبهِه، كَذَا نصُّ المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: وَيُقَال: هُوَ مصدرٌ مِن {تكَلَّلَه النَّسَبُ: أَي تطَرَّفَه، كأنّه أَخَذَ طَرَفْيْهِ من جهةِ الولَدِ والوالِدِ، وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمَا أحَدٌ فسُمِّي بِالْمَصْدَرِ. أَو هِيَ الأُخُوّةُ للأُمِّ، بضمِّ الهمزةِ والخاءِ وتشديدِ الواوِ المفتوحةِ، كَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم قيل: همُ الإخْوَةُ للأُمِّ، وَهُوَ المُستعمَل. والعربُ تَقول: لم يَرِثْه كَلالَةً: أَي لم يَرِثْه عَن عُرُضٍ بل عَن قُربٍ واستِحقاقٍ، قَالَ الفَرَزدق:
(وَرِثْتُمْ قَناةَ المُلكِ غيرَ كَلالَةٍ ... عَن ابْنَيْ مَنافٍ عبدِ شَمسٍ وهاشِمِ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: ذَكَرَ اللهُ الكَلالَةَ فِي سورةِ النساءِ فِي مَوْضِعَيْن، أَحدهمَا: قَوْله: وَإِن كَانَ رجلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امرأةٌ وَله أخٌ أَو أختٌ} فلكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ والموضعُ الثَّانِي فِي كتابِ اللهِ قَوْله: يَسْتَفتونَكَ قُل اللهُ يُفتيكمْ فِي الكَلالَةِ إنِ امرؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ ولَدٌ وَله أختٌ فلهَا نِصفُ مَا تَرَكَ الْآيَة، فَجَعَلَ الكَلالَة هُنَا الأختَ للأبِ والأمِّ، والإخوةَ للأبِ والأمِّ، فجعلَ للأختِ الواحدةِ نِصفَ مَا تَرَكَ الميِّتُ، وللأُختَيْنِ الثُّلُثَيْنِ، وللإخوةِ والأخَواتِ جميعُ المالِ بَينهم للذكَرِ مِثلُ حظِّ الأُنْثَيَيْن، وجعلَ للأخِ والأختِ من الأمِّ فِي الآيةِ الأولى الثُّلُثَ لكلٍّ واحدٍ مِنْهُمَا السُّدُس، فبيَّنَ بسِياقِ الْآيَتَيْنِ أنّ الكَلالَةَ تَشْتَمِلُ على الإخوةِ للأمِّ مرّةً، ومرّةً على الإخوةِ والأخَواتِ للأمِّ والأبِ، ودَلَّ قَوْلُ الشاعرِ أنّ الأبَ ليسَ! بكَلالَةٍ، وأنّ سائرَ الأوْلِياءِ من العَصَبَةِ بعدَ الولَدِ كَلالَةٌ،)
وَهُوَ قَوْلُه:
(فإنَّ أَبَا المَرْءِ أَحْمَى لَهُ ... وَمَوْلى الكَلالَةِ لَا يَغْضَبُ)
أرادَ أنَّ أَبَا المرءِ أَغْضَبُ لَهُ إِذا ظُلِمَ، ومَوالي الكَلالَةِ وهم الإخوةُ والأعمامُ وبَنو الأعمامِ وسائرُ القَراباتِ لَا يَغْضَبونَ للمرءِ غَضَبَ الأبِ. أَو الكَلالَةُ: بَنو العمِّ الأباعِدُ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَحكى عَن أعرابيٍّ أنّه قَالَ: مَالِي كثيرٌ ويرِثُني كَلالَةٌ مُتَراخٍ نسَبُهم. أَو الكَلالَةُ من القَرابة: مَا خلا الوالِدَ والولَدَ، نَقله الأخفَشُ عَن الفَرّاء، قَالَ: سمَّوْا كَلالَةً لاستِدارَتِهم بنَسَبِ الميتِ الأقربِ فالأقربِ، من تكَلَّلَه النسَبُ: إِذا استدارَ بِهِ، قَالَ: وسَمِعْتُه مرّةً يَقُول: الكَلالَة: مَن سَقَطَ عَنهُ طرَفاهُ وهما أَبوهُ وولَدُه، فصارَ كَلاًّ وكَلالَةً أَي عِيالاً على الأَصْل، يَقُول: سَقَطَ من الطرَفَيْنِ فصارَ عِيالاً عَلَيْهِم، قَالَ: كَتَبْتُه حِفْظاً عَنهُ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. أَو هِيَ العَصَبَة: مَن وَرِثَ مِنْهُ الإخوةُ للأمِّ ونصُّ اللِّحْيانِيّ: من وَرِثَ مَعَه الإخوةُ من العَمِّ، وَقد سَبَقَ قَرِيبا عَن الأَزْهَرِيّ مَا يُفسِّرُه. فَهَذِهِ أَقْوَالٌ سَبْعَةٌ فِي بيانِ معنى الكَلالَة، وروى المُنذِريُّ بسَندِه عَن أبي عُبَيْدةَ أنّ قَالَ: الكَلالَة: مَن لم يَرِثْهُ ولَدٌ أَو أبٌ أَو أخٌ وَنَحْو ذَلِك، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: اعلَمْ أنّ الكَلالَة فِي الأصلِ هِيَ مصدرُ كَلَّ الميِّتُ يَكِلُّ كَلاًّ! وكَلالَةً فَهُوَ كَلٌّ: إِذا لم يُخَلِّفْ وَلَدَاً وَلَا والِداً يَرِثانِه، هَذَا أصلُها، قَالَ: ثمّ قد تقعُ الكَلالَة على العينِ دونَ الحدَثِ فتكونُ اسْما للميِّتِ المَوْروثِ، وإنْ كانتْ فِي الأصلِ اسْما للحَدَثِ على حدِّ قَوْلهم: هَذَا خَلْقُ اللهِ أَي مَخْلُوقُ اللهِ، قَالَ: وجازَ أَن تكونَ اسْما للوارثِ على حدِّ قولِهم: رجلٌ عَدْلٌ، أَي عادلٌ، وماءٌ غَوْرٌ، أَي غائِرٌ، وَقَالَ: والأوّلُ هُوَ اختيارُ البَصْرِيِّينَ من أنّ الكَلالَةَ اسمٌ للموروث، قَالَ: وَعَلِيهِ جاءَ التفسيرُ فِي الآيةِ أنّ الكَلالَةَ الَّذِي لم يُخَلِّفْ وَلَدَاً وَلَا والِداً، فَإِذا جَعَلْتَها للميتِ كَانَ انتِصابُها فِي الآيةِ على وَجْهَيْن، أحدُهما: أَن تكونَ خَبَرَ كَانَ، تقديرُه وَإِن كَانَ المَوروثُ كَلالَةً، أَي كَلاًّ لَيْسَ لَهُ ولَدٌ وَلَا والِدٌ، والوجهُ الثَّانِي: أَن يكونَ انتصابُها على الحالِ من الضميرِ فِي يُورَثُ، أَي يُورَثُ وَهُوَ كَلالَةٌ، وتكونُ كَانَ هِيَ التامّةُ الَّتِي لَيست مُفْتَقِرَةً إِلَى خَبَر، قَالَ: وَلَا يصِحُّ أنْ تكونَ الناقصةَ كَمَا ذَكَرَه الحوفِيُّ لأنّ خَبَرَها لَا يكونُ إلاّ الكَلالَة، وَلَا فائدةَ فِي قولِه: يُورَث، وَالتَّقْدِير: إِن وَقَعَ أَو حَضَرَ رجلٌ يموتُ كَلالَة، أَي يُورَثُ وَهُوَ كَلالَةٌ، أَي كَلٌّ، وَإِن جَعَلْتَها للحَدَثِ دونَ العينِ جازَ انتصابُها على ثلاثةِ أَوْجُهٍ، أحدُها: أَن يكونَ انتصابُها على المصدرِ على تقديرِ حَذْفِ مُضافٍ تقديرُه: يُورَثُ وِراثَةَ كَلالَةٍ، كَمَا قَالَ الفرَزْدقُ:) وَرِثْتُم قَناةَ المُلكِ لَا عَن كَلالَةٍ أَي وَرِثْتموها وِراثَةَ قُربٍ لَا وِراثَةَ بُعدٍ، وَقَالَ عامرُ بنُ الطُّفَيْل:
(وَمَا سَوَّدَتْني عامِرٌ عَن كَلالَةٍ ... أَبى اللهُ أنْ أَسْمُو بأمٍّ وَلَا أبِ)
وَمِنْه قولُهم: هُوَ ابنُ عمٍّ كَلالَةً، أَيالكَلالةُ للمَوروثِ لَا للوارثِ، قَالَ: والظاهرُ أنّ الكَلالَةَ مصدرٌ يقعُ على الوارثِ وعَلى المَوروثِ، والمصدرُ قد يقعُ للفاعلِ تَارَة وللمَفعولِ أُخرى، واللهُ أعلم. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الأبُ والابْنُ طَرَفَانِ للرجلِ، فَإِذا ماتَ وَلم يُخَلِّفْهُما فقد ماتَ عَن ذهابِ طَرَفَيْهِ فسُمِّيَ ذهابُ الطرفَيْنِ كَلالَةً. وَفِي الأساس: ومنَ المَجاز: كَلَّ فلانٌ كَلالَةً: لم يكن والِداً وَلَا والِدَ والِدٍ، أَي كَلَّ عَن بلوغِ القَرابةِ المُماسَّةِ. {وكَلَّلَ الرجلَ} تَكْلِيلاً: ذَهَبَ وتَرَكَ أَهْلَه وَعِيَاله بمَضْيَعَةٍ. (و) {كَلَّلَ فِي الْأَمر:) جَدَّ فِيهِ وَمضى قُدُماً وَلم يَخِمْ. منَ المَجاز: كلَّلَ السَّبُعُ تَكْلِيلاً} وتَكْلِيلَةً: أَي حَمَلَ وَلم يُحجِمْ، وَأنْشد الأَصْمَعِيّ: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنهُ فَقَضَبْ {تَكْلِيلَةَ الليثِ إِذا الليثُ وَثَبْ وروى المُنذِريُّ عَن أبي الهَيثمِ أنّه قَالَ: الأسدُ يُهَلِّلُ} ويُكَلِّلُ، وأنّ النَّمِرَ {يُكَلِّلُ وَلَا يُهَلِّلُ، قَالَ:} والمُكَلِّلُ: الَّذِي يحملُ فَلَا يرجعُ حَتَّى يَقَعَ بقِرْنِه، والمُهَلِّل: يحملُ على قِرْنِه ثمّ يُحجِمُ فَيَرْجِعُ.
كلَّلَ عَن الأمرِ: أَحْجَم، وَقد يكون كلَّلَ: بِمَعْنى جَبُنَ، يُقَال: حَمَلَ فَمَا كلَّلَ، أَي فَمَا كَذَبَ وَمَا جبُنَ، كأنّه ضِدٌّ، وأنشدَ أَبُو زيدٍ لجَهْمِ بن سَبَل:
(وَلَا {أُكَلِّلُ عَن حَربٍ مُجَلِّحَةٍ ... وَلَا أُخَدِّرُ للمُلْقينَ بالسَّلَمِ)
كلَّلَ فلَانا: أَلْبَسه} الإكْليلَ وَكَذَلِكَ {كَلَّهُ،} والإكْليلُ يَأْتِي مَعْنَاهُ قَرِيبا. {والكَلَّة: الشَّفرةُ} الكالَّة، عَن الفَرّاء. (و) {الكُلَّة، بالضَّمّ: التأخيرُ،} كالكُلأَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ والفَراء. أَيْضا: تأنيثُ الكُلِّ، وَقد ذُكِرَ آنِفاً. (و) ! الكِلَّة، بالكَسْر: الحالةُ، عَن الفرّاءِ، يُقَال: باتَ فلانٌ {بكِلَّةِ سَوْءٍ، أَي بحالةِ سَوْءٍ. أَيْضا: السِّتْرُ الرقيقُ يُخاطُ كالبيت، فِي المُحْكَم: هُوَ غِشاءٌ من ثوبٍ رقيقٍ يُتَوَقَّى بِهِ من البَعوضِ، وأنشدَ أَبُو عُبَيْدٍ:
(مِن كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليهِ} كِلَّةٌ وقِرامُها)
والجمعُ {كِلَلٌ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: الكِلَّة: الصَّوْقَعةُ، وَهِي صُوفةٌ حمراءُ فِي رأسِ الهَودجِ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(وعالَيْنَ أَنْمَاطاً عِتاقاً} وكِلَّةً ... وِرادَ الحَواشي لَوْنُها لَوْنُ عَنْدَمِ)
والإكْليل، بالكَسْر: التَّاج. أَيْضا: شِبهُ عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجَواهرِ، ج: {أكاليلُ على الْقيَاس، وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهَا تصفه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: دَخَلَ تَبْرُقُ أكاليلُ وَجْهِه، وَهُوَ على وَجْهِ الاستعارةِ، وَقيل: أرادتْ نَواحي وَجْهِه وَمَا أحاطَ بِهِ إِلَى الجَبين، وَفِي حديثِ الاستِسقاء: فَنَظَرْتُ إِلَى المدينةِ وإنّها لَفي مِثلِ الإكْليلِ يريدُ أنّ الغَيمَ تقَشَّعَ عَنْهَا واستدارَ بآفاقِها. الإكْليل: مَنْزِلٌ للقمرِ وَهُوَ أَرْبَعةُ أَنْجُمٍ مُصْطَفّةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الإكْليل: رأسُ بُرجِ العَقربِ، ورَقيبُ الثُّرَيّا من الأنواءِ هُوَ الإكليلُ لأنّه يطلع بغُيوبِها. الإكْليل: مَا أحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْم. أَيْضا: السَّحابُ الَّذِي تراهُ كأنَّ غِشاءً أُلْبِسَه، كَمَا فِي العُباب.} وإكْليلُ المَلِكِ نَبْتَان:)
أحدُهما: ورَقُه كَوَرَقِ الحُلْبَةِ، ورائحتُه كَوَرَقِ التِّين، وَنَوْرُه أصفرُ، فِي طرَفِ كُلِّ غُصنٍ مِنْهُ {إكْليلٌ كنِصفِ دائرةٍ، فِيهِ بِزْرٌ كالحُلْبَةِ شَكْلاً، وَلَوْنُه أَصْفَرُ، وَهُوَ المعروفُ بأقْداحِ زُبَيْدةَ.
وثانِيهما ورَقُه كَوَرَقِ الحِمَّصِ، وَهِي قُضبانٌ كثيرةٌ تَنْبَسِطُ على الأرضِ، وَزَهْرُه أصفرُ وأَبْيَضُ، فِي كلِّ غُصنٍ أكاليلُ صِغارٌ مُدَوَّرةٌ، وكِلاهما مُحَلِّلٌ مُنْضِجٌ مُلَيِّنٌ للأورامِ الصُّلبةِ فِي المفاصلِ والأحشاء.} وإكْليلُ الجبلِ: نباتٌ آخَرُ ورَقُه طويلٌ دقيقٌ مُتكاثِفٌ، ولونُه إِلَى السَّواد، وَعوده خَشِنٌ صُلبٌ، وَزَهْرُه بَين الزُّرقَةِ والبَياضِ، وَله ثمَرٌ صُلبٌ إِذا جَفَّ تناثَرَ مِنْهُ بِزْرٌ أدَقُّ من الخَرْدَلِ، وَوَرَقُه مُرٌّ حِرِّيفٌ طيِّبُ الرائحةِ، مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ، يَنْفَعُ الخَفَقانِ والسعالَ والاستسقاءَ. {وَتَكَلَّلَ بِهِ: أحاطَ واستدارَ وأَحْدَقَ، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: رَوْضَةٌ} مُكَلَّلةٌ: أَي مَحْفُوفَةٌ بالنَّوْر. {وانْكَلَّ الرجلُ} انْكِلالاً: ضَحِكَ وَتَبَسَّمَ، قَالَ الْأَعْشَى:
( {وَيَنْكَلُّ عَن غُرٍّ عِذابٍ كأنّها ... جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتَناعِمُ)
وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمرَ بن أبي رَبيعةَ:
(} وَتَنْكَلُّ عَن عَذْبٍ شَتيتٍ نَباتُه ... لَهُ أُشَرٌ كالأُقْحُوانِ المُنَوِّرِ)
وَيُقَال: كَشَرَ، وافْتَرَّ، وانْكَلَّ، كلُّ ذَلِك تبدو مِنْهُ الأسنانُ. (و) {انْكَلَّ السيفُ: ذَهَبَ حَدُّه عَن اللِّحْيانِيّ.
منَ المَجاز: انْكَلَّ السحابُ عَن البَرقِ: إِذا تبَسَّمَ، وَيُقَال:} انْكِلالُ الغَيمِ بالبَرق: هُوَ قَدْرُ مَا يُريكَ سَوادَ الغَيم من بَياضِه،! كاكْتَلَّ وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وأنشدَ: (عَرَضْنا فقُلْنا إيهِ سِلْمٌ فسَلَّمَتْ ... كَمَا {اكْتَلَّ بالبَرقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ)
} وَتَكَلَّلَ، وَمِنْه قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
( {تكَلَّلَ فِي الغِمادِ فَأَرْضِ لَيْلَى ... ثَلَاثًا مَا أُبينُ لَهُ انْفِراجا)
انْكَلَّ البَرقُ نَفْسُه: لَمَعَ لَمْعَاً خَفِيفا.} وأكَلَّ الرجلُ: {كَلَّ بَعيرُه. (و) } أكَلَّ الرجلُ البَعيرَ: أَعْيَاه، كَذَا فِي المُحْكَم. {والكَلْكَلُ} والكَلْكال: الصَّدرُ من كلِّ شيءٍ. أَو هُوَ مَا بَين التَّرْقُوَتَيْنِ، أَو هُوَ باطِنُ الزَّوْرِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وربّما جاءَ فِي ضرورةِ الشِّعرِ مُشَدّداً، قَالَ مَنْظُورٌ الأسَديُّ: كأنَّ مَهْوَاها على {الكَلْكَلِّ مَوْقِعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المعروفُ} الكَلْكَلُ، وإنّما جاءَ {الكَلْكالُ فِي الشعرِ ضَرُورَة فِي قولِ الراجز: قلتُ وَقد خَرَّتْ على الكَلْكالِ)
يَا ناقَتي مَا جُلْتِ مِن مَجالِ الكَلْكَلُ من الفرَس: مَا بَين مَحْزِمِه إِلَى مَا مَسَّ الأرَضَ مِنْهُ إِذا رَبَضَ، وَقد يُستعارُ لِما ليسَ بجِسمٍ، كقَولِ امرئِ القيسِ فِي صفةِ لَيْلٍ: وَأَرْدَفَ أَعْجَازاً وناءَ} بكَلْكَلِ وقالتْ أعرابِيّةٌ تَرْثِي ابْنَها:
(ألْقى عليهِ الدهرُ! كَلْكَلَهُ ... مَن ذَا يقومُ بكَلْكَلِ الدَّهْرِ) (و) {الكُلْكُلُ كهُدْهُدٍ: الرجلُ الضَّرْبُ، أَو هُوَ الْقصير الغليظُ مَعَ شِدّةٍ،} كالكُلاكِلِ، بالضَّمّ، وَهِي بهاءٍ فيهمَا. {وكَلاّن: اسمُ جبَل، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(وآنَسَ مِن} كَلاّنَ شُمَّاً كأنَّها ... أَراكِيبُ مِن غَسّانَ بِيضٌ بُرودُها)
{والكَلَلُ، مُحَرَّكَةً: الحالُ، يُقَال: الحمدُ للهِ على كلِّ} كَلَلٍ، كَذَا فِي المُحيط. {والكَلاكِل: الجماعاتُ كالكَراكِر، قَالَ العَجّاج: حَتَّى يَحُلُّونَ الرُّبا} الكَلاكِلا وابنُ عَبْدِ ياليلَ بنِ عَبْدِ {كُلالٍ، كغُرابٍ هُوَ الَّذِي عَرَضَ النبيُّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم نَفْسَه عَلَيْهِ، فَلم يُجبْه إِلَى مَا أرادَ، كَمَا فِي العُباب، وَإِلَى عَبْدِ كُلالٍ هَذَا نُسِبَ أَسْعَدُ بنُ محمدٍ} الكُلالِيُّ صاحبُ اليمنِ قَبْلَ الثلاثمائةِ، ذَكَرَه الهَمْدانيُّ فِي الأنْسابِ، وَكَذَلِكَ أَبُو الأَغَرِّ الكُلالِيُّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الكِلال، بالكَسْر: جَمْعُ} كالٍّ، وَهُوَ المُعْيِي، كجائعٍ وجِياعٍ، أَو جَمْعُ {كَليلٍ، كشَديدٍ وشِدادٍ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قولُ الأسْوَدِ بن يَعْفُرَ:
(بأَظْفارٍ لَهُ حُجْنٍ طِوالٍ ... وَأَنْيابٍ لَهُ كانتْ} كِلالا)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: وناسٌ يجعلونَ {كَلاّءَ البَصرةِ اسْما من كَلَّ على فَعْلاء، وَلَا يَصْرِفونَه، وَالْمعْنَى أنّه مَوْضِعٌ} تكِلُّ فِيهِ الرِّيحُ عَن عمَلِها فِي غَيْرِ هَذَا الموضعِ، قَالَ رُؤبةُ: مُشْتَبِهِ الأعلامِ لَمّاعِ الخَفَقْ {يَكِلُّ وَفْدُ الريحِ من حَيْثُ انْخَرَقْ وأصبحَ فلانٌ} مُكِلاًّ: إِذا صارَ ذَوُو قَرابَتِه {كَلاًّ عَلَيْهِ، أَي عِيالاً، وأصبحتُ مُكِلاًّ: أَي ذَا قَراباتٍ وهم عليَّ عِيالٌ.} وكُلَّ الرجلُ، بالضَّمّ: إِذا تَعِبَ، وَأَيْضًا: إِذا توَكَّلَ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. ورأسُ الكَلِّ، بالفَتْح: رئيسُ اليهودِ، نَقَلَه ابنُ بَرِّي عَن ابنِ خالَوَيْه. {وكَلَّلَ فلانٌ فلَانا: لم يُطِعه، قَالَ)
النابغةُ الجَعدِيُّ:
(بَكَرَتْ تَلومُ وَأَمْسِ مَا} كَلَّلْتُها ... ولقدْ ضَلَلْتُ بذاكَ أيَّ ضَلالِ)
{وكَلَلْتُه بالحِجارة: أَي عَلَوْتُه بهَا، وَكَذَلِكَ} كَلَّه فَهُوَ {مَكْلُولٌ. ونُهِيَ عَن} تَكْلِيلِ القُبور: أَي رَفْعِها تُبنى مِثلَ {الكِلَلِ، وَهِي الصَّوامِعُ والقِبابُ الَّتِي تُبنى على القُبور. وَقيل: هُوَ ضَرْبُ} الكِلَّةِ عَلَيْهَا، وَهِي سِتْرٌ مُرَبَّعٌ يُضرَبُ على الْقُبُور. وَقد يُجمعُ الإكْليلُ على أَكِلَّةٍ، وأنشدَ ابنُ جِنِّي:
(قد دَنا الفِصْحُ فالوَلائِدُ يَنْظِمْ ... نَ سِراعاً {أَكِلَّةَ المَرْجانِ)
لمّا حُذِفَتْ الهمزةُ وبَقِيَت الكافُ سَاكِنة فُتِحَتْ فصارتْ إِلَى} كَليلٍ، كدَليلٍ، فجُمِعَ على {أَكِلَّةٍ، كأَدِلَّةٍ. وغَمامٌ} مُكَلَّلٌ: مَحْفُوفٌ بقِطعٍ منَ السَّحابِ، كأنّه {مُكَلَّلٌ بهنَّ، وَقيل: مُلَمَّعٌ بالبرق. وَيُقَال: ذِئبٌ} مُكِلٌّ: قد وَضَعَ {كَلَّه على النَّاس. وذئبٌ كَليلٌ: لَا يَعْدُو على أحدٍ. وانْطلقَ} مُكَلِّلاً: ذَهَبَ لَا يُبالي بِمَا وراءَه. وَجَفْنَةٌ {مُكَلَّلَةٌ بالسَّديفِ، وجِفانٌ} مُكَلّلاتٌ، وَهُوَ مَجاز. وَأَبُو الأَصْبَغِ شَبيبُ بنُ حَفْصِ بن إسماعيلَ بنِ كَلالَةَ {الكَلالِيُّ، بالفَتْح المِصريُّ، وحدَّثَ عَنهُ مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعمانِ، مَاتَ سنة ضَبَطَه الحافظُ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي:} كَلاَّ: حَرْفُ رَدْعٍ وَزَجْرٍ، وَقد تَأتي بِمَعْنى لَا كقَولِ الجَعْديِّ:
(فقُلنا لَهُم خَلُّوا النساءَ لأهلِها ... فَقَالُوا لنا: كَلاّ، فقُلنا لَهُم: بَلى)
! فكَلاَّ هُنَا بِمَعْنى لَا بدليلِ قولِه: فقُلنا لَهُم: بلَى، وبلى لَا تَأتي إلاّ بعدَ نَفيٍ، ومِثلُه قَوْلُه أَيْضا:
(قُرَيْشٌ جِهازُ الناسِ حَيّاً ومَيِّتاً ... فَمَنْ قالَ: كَلاَّ، فالمُكَذِّبُ أَكْذَبُ)
وعَلى هَذَا يُحملُ قَوْله تَعالى: رَبِّي أهانَنْ، كَلاَّ. وَقَالَ ابنُ الأثيرِ: رَدعٌ فِي الكلامِ، وتنبيهٌ، وَمَعْنَاهُ: انْتَهِ، لَا تَفْعَلْ، إلاّ أنّها آكَدُ فِي النَّفيِ والرَّدعِ من: لَا، لزيادةِ الكافِ، قَالَ: وَقد تَرِدُ بِمَعْنى حَقّاً كقولِه تَعَالَى: كَلاَّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بالناصِيَةِ وَقد جَمَعَ الإمامُ أَبُو بكرِ بنُ الأنْبارِيِّ أَقْسَامَها ومواضِعها فِي بابٍ من كتابِه: الوَقْفُ والابْتِداء. واحمدُ بنُ أسعدَ الكَلالِيُّ من أَهْلِ جزيرةِ كَمَرَان: فَقيهٌ، ذَكَرَه الخَزْرَجِيُّ.
ك ل ل

كلّ الإنسان والدابّة كلالاً وكلالةً، وهو كال مكل: كلت دوابّه، وأكلّ دابته. وكلّ السيف كلولاً وكلّةً. وكلّله: ألبسه الإلكليل وهو عصابة مزيّنة بالجواهر. وانكلّت المرأة: ضحكت. قال الأعشى:

وتنكلّ عن مشرقٍ باردٍ ... كشوك السّيال أسفّ النؤورا

وهو كلّ عليه.

ومن المجاز: كل بصره ولسانه كلّةً، وهو كلة، وهو كليل البصر واللسان. وكلّ عن الأمر: ثقل عليه فلم ينبعث فيه. وكلّ فلان كلالة إذا لم يكن ولداً ولا والداً أي كلّ عن بلوغ القرابة المماسة. قال الطرمّاح يصف الثور:

يهز سلاحاً لم يرثه كلالة ... يشك به منها غموض المغابن

وكلّل عن القتال: نكل. وانطلق مكلّلاً: ذهب لا يبالي بما وراءه. وكلّل على القوم: حمل عليهم. يقال: كلّل تكليلة السبع. وقال أبو زبيد الطائيّ:

فأجمرت حرجٌ خوصاء ناجية ... وأيقنت أنه إذ كلل السبع

أي أنه وقت تكليله. وجفنة مكلّلة بالسّديف، وجفان مكللات. وروضة مكلّلة: محفوفة بالنور. وتكلّلوه: أحدقوا به. وألقى عليه الدهر كلكله، وانكلّ السحاب واكتلّ: ضحك بالبرق.

ينع

(ينع)
الثَّمر (يينع) ينعا وينعا وينوعا أدْرك وطاب وحان قطافه فَهُوَ يَانِع وينيع أَيْضا وَالشَّيْء قنأ لَونه فَهُوَ يَانِع
ينع: {وينعه}: مدركه الواحد: يانع مثل: تاجر وتَجْر. يقال: ينعت الفاكهة وأينعت: أدركت. 
ينع
يَنَعَتِ الثمرةُ تَيْنَعُ يَنْعاً ويُنْعاً، وأَيْنَعَتْ إِينَاعاً، وهي يَانِعَةٌ ومُونِعَةٌ. قال: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ
[الأنعام/ 99] وقرأ ابن أبي إسحاق (ويُنْعِهِ) ، وهو جمع يَانِعٍ، وهو المدرك البالغ.
ينع اليُنْعُ: شَجَرَةٌ من جَلِّ الشَّجَر. وكُلِّ يانِعٍ من الشَّجَر. وقد يَنَعَ الشَّجَرُ يَنْعاً ويُنْعاً، وأيْنَعَ أيضاً: إذا كانَ شَديدَ الرُّطُوْبَة. ودَمٌ يَانِعٌ: أحْمَرُ، وقد يَنَعَ، ومنه اليَنِيْعُ واليانِعُ ولمُوْنِعُ من الثَّمرِ: المُدْرِكُ.

ينع


يَنَعَ(n. ac.
يَنْع
يُنْع
يُنُوْع)
a. Ripened.

أَيْنَعَa. see I
يُنْعa. Name of a large tree.

يَنَعa. Cornelian (stone).
b. A red shell.

يَنَعَةa. see 4 (b)
يَاْنِع
(pl.
يَنْع)
a. Ripe.
b. Red.

يَنِيْعa. see 21 (a)
يَنْفُوْر
a. see under
نَفَرَ
يَنْق
a. Rennet.

يَنَم
a. A plant.
ي ن ع : يَنَعَتْ الثِّمَارُ يَنْعًا مِنْ بَابَيْ نَفَعَ وَضَرَبَ أَدْرَكَتْ وَالِاسْمُ الْيُنْعُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا وَبِالْفَتْحِ قَرَأَ السَّبْعَةُ وَيَنْعِهِ فَهِيَ يَانِعَةٌ وَأَيْنَعَتْ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَهُوَ أَكْثَرُ اسْتِعْمَالًا مِنْ الثُّلَاثِيِّ. 
ينع:
أينع: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة viridis.
يانع: اخضر (فوك)؛ من هنا اشتُقت الياناعت أي المزروعات الخضراء (عباد 60:1): والرابعات عليها اليانعات ذوت أنوارها، أي (ذوات أزهار المغروسات التي كانت على التلال). ويجمع يانع على إيناع (عبّاد 9:41:1): قاعة نشرت فيه الحدائق إيناعها.
يانع: مزهر (القلائد مخطوطة 180:2): روضة نباهة يانعة الأزهار.
[ينع] نه: فيه: إن جاءت به أحيمر مثل "الينعة"، هيبالحركة خرزة حمراء، وجمعه ينع، وهو ضرب من العقيق، ودم يانع: محمار. وفيه: ومنا من "أينعت" له ثمرتهن أينع الثمر يونع وينع بينع فهو مونع ويانع - إذا أدرك أدرك ونضج. ومنه: إني أرى رؤسًا قد "أينعت" وحان قطافها، شبه رؤسهم لاستحقاقهم القتل بثمار أدركت وحان قطافها.
باب يو
ي ن ع: (يَنَعَ) الثَّمَرُ أَيْ نَضَجَ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَجَلَسَ وَقَطَعَ وَخَضَعَ وَ (يُنْعًا) أَيْضًا بِضَمِّ الْيَاءِ (وَأَيْنَعَ) مِثْلُهُ. وَقُرِئَ: {وَيَنْعِهِ} [الأنعام: 99] بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّهَا وَهُوَ مِثْلُ النَّضْجِ وَالنُّضْجِ. وَ (الْيَنِيعُ) وَ (الْيَانِعُ) كَالنَّضِيجِ وَالنَّاضِجِ. وَجَمْعُ الْيَانِعِ (يَنْعٌ) كَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ.
ي ن ع

ثمرة يانعة ومونعة: نضيجة، وقد ينعت وأينعت، وهذا أوان ينعه وينعه، ورمان ينيع. قال عمرو بن معد يكرب:

كأن على عوارضهنّ راحا ... يفضّ عليه رمان ينيع

ومن المجاز: دم يانع: شديد الحمرة. قال سويد بن كراع:

وأبلج مختال صبغنا ثيابه ... بأحمر مثل الأرجوانيّ يانع

وينع الشيء: قنأ لونه.
[ينع] يَنَعَ الثمرُ يَيْنِعُ ويَيْنَعُ يَنْعاً ويُنْعاً ويُنوعاً، أي نضجَ. وأينع مثله. ولم تسقط وأيفع الغلام، أي ارتفع، وهو يافع ولا يقال موفع، وهو من النوادر. وغلام يفع ويفعة أيضاً، وغلمانٌ أيْفاعٌ ويَفَعَةٌ أيضاً.

[ينع] يَنَعَ الثمرُ يَيْنِعُ ويَيْنَعُ يَنْعاً ويُنْعاً ويُنوعاً، أي نضجَ. وأينع مثله. ولم تسقط الياء في المستقبل لتقويها بأختها. وقرئ {وينعه} و {ينعه} ، وهو مثل النضج والنضج. والينيع واليانع، مثل النَضيجِ والناضِجِ. قال عمرو بن معدى بن كرب: كأن على عوارضهن راحاً * يُفَضُّ عليه رُمَّانٌ يَنيعُ * وجمع اليانع ينع، مثل صاحب وصحب، عن ابن كيسان. المجلد الرابع ...
ينع
ينَعَ يينَع، يَنْعًا ويُنوعًا، فهو يانِع
• ينَع الثَّمرُ: نضج، طاب وحان قِطافه "ينَع البلحُ/ البرتقالُ/ العنبُ- {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} ".
• ينَع الوَردُ: اشتدّت حُمْرتُه. 

أينعَ يُونِع، إيناعًا، فهو مُونِع، والمفعول مُونَع (للمتعدِّي)
• أينع الثَّمرُ: ينَع؛ طاب، نضج وحان قطافه "أينع العنبُ/ البرتقالُ/ التفّاحُ".
• أينعتِ الشَّمسُ الثِّمارَ: أنضجتها. 

يَنْع [مفرد]: مصدر ينَعَ. 

يَنَع [مفرد]: (كم) نوعٌ من العقيق يختلف لونه من أحمر مُدمّى إلى أحمر ضارب إلى الصُّفرة. 

يُنوع [مفرد]: مصدر ينَعَ. 
(ي ن ع)

يَنَعَ الثَّمر يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنْعا ويَنْعا ويُنُوعا فَهُوَ يِانعٌ من ثَمَر يَنْعٍ، وأيْنَعَ، كِلَاهُمَا: أدْرك. قَالَ:

لقَدْ أمَرَتْني أُمُّ أوفْى سَفاهَةً ... لأهْجُرَ هَجْرًا حِين أرْطبَ يانِعُهْ

أَرَادَ هجرا فسكن ضَرُورَة.

وثمر يَنِيعٌ وأينَعُ: يانعٌ، قَالَ:

يُفَضُّ عَلَيْهِ رمَّانٌ يَنِيعُ

وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري:

لَهُ أرَجٌ مِنْ طِيبِ مَا يلْتَقِى بِهِ ... لأيْنَعَ يَنْدَى من أرَاكٍ وَمن سِدْرِ

وَقد يكنى بالإيناعِ عَن إِدْرَاك المشوى والمطبوخ وَمِنْه قَول أبي سمال للنجاشي: هَل لَك فِي رُؤُوس جذعان فِي كرش من أول اللَّيْل إِلَى آخِره، قد أيْنَعَتْ وتَهرَّأت؟ - وَكَانَ ذَلِك فِي رَمَضَــان. قَالَ لَهُ النَّجَاشِيّ: أَفِي رَمَضَــان؟ قَالَ لَهُ أَبُو السمال: مَا شَوَّال ورمضــان إِلَّا وَاحِد أَو قَالَ: نعم. قَالَ فَمَا تسقيني عَلَيْهَا؟ قَالَ: شرابًا كالورس يطيب النَّفس، يكثر الطّرق، ويدر فِي الْعرق يشد الْعِظَام، ويسهل للفدم الْكَلَام، قَالَ: فَثنى رجله. فَلَمَّا أكلا وشربا أَخذ فيهمَا الشَّرَاب فارتفعت أصواتهما فَنَذر بهما بعض الْجِيرَان فَأتى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: هَل لَك فِي النَّجَاشِيّ وَأبي سمال سكرانين من الْخمر؟ فَبعث إِلَيْهِمَا عَليّ فَأَما أَبُو سمال فَسقط إِلَى جيران لَهُ، وَأما النَّجَاشِيّ فأُخذ فأُتى بِهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، فَقَالَ: أَفِي رَمَضَــان وصبياننا صِيَام؟ فَأمر بِهِ فجُلد ثَمَانِينَ، وزاده عشْرين، فَقَالَ: أَبَا الْحسن مَا هَذِه العلاوة؟ فَقَالَ لجرأتك على الله. قَالَ: فَجعل أهل الْكُوفَة يَقُولُونَ: ضرط النَّجَاشِيّ. فَقَالَ: كلا إِنَّهَا ثَمَانِيَة ووكاؤها شهر. كل ذَلِك حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَأما قَول الْحجَّاج: إِنِّي لأرى رؤوسا قد أيْنَعَتْ وحان قطافها. فَإِنَّمَا أَرَادَ: قد قرب حمامها وحان صرامها أَو قطافها كَمَا يقطف الْعِنَب.

وَقَالُوا: أَحْمَر يَانِع: كقانئ. واليَنَعَةُ: خرزة حَمْرَاء. وَفِي حَدِيث الْمُلَاعنَة " إِن وَلدته أُحيمر مثل اليَنَعَة ".

واليَنَعَةُ أَيْضا: ضرب من العقيق مَعْرُوف. حَكَاهُمَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

ينع: يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً،

فهو يانِعٌ من ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً، كلاهما:

أَدْرَكَ ونَضِجَ، قال الجوهري: ولم تسقط الياء في المتقبل لتقويها بأُختها. وفي

حديث خَيّابٍ: ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ له ثمرته فهو يَهْدِبُها. أَيْنَعَ

يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ: أَدْرَكَ ونَضِجَ، وأَيْنَعَ أَكثر

استعمالاً، وقرئ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه؛ قال الشاعر:

في قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ،

حَوْلَها الزَّيْتُونُ قد يَنَعا

قال ابن بري: هو للأَحْوَصِ أَو يزيدَ معاوية أَو عبد الرحمن بن حسان؛

وقال آخر:

لقد أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً

لأَهْجُرَ هَجْراً، حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ

أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً. واليَنْعُ: النضجُ. وفي التنزيل:

انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه. وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ

ويانِعٌ، واليَنِيعُ واليانِعُ مثل النَّضِيجِ والناضِجِ؛ قال عمرو بن

معديكرب:

كأَنَّ على عَوارِضِهِنَّ راحاً،

يُفَضُّ عليه رُمّانٌ يَنِيعٌ

وقال أَبو حَيّةَ النُّمَيْري:

له أَرَجٌ مِنْ طِيبِ ما يُلْتَقَى به،

لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ

وجمع اليانِعِ يَنْعٌ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ؛ عن ابن كيسان: ويقال:

أَيْنَعَ الثَّمَرُ، فهو يانِعٌ ومُونِعٌ كما يقال أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ،

وقد يكنى بالإِيناعِ عن إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ؛ ومنه قول

أَبي سَمّالٍ للنجاشي: هل لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ في كَرِشٍ من أَوّلِ

الليلِ إِلى آخره قد أيْنَعَتْ وتَهَرَّأَتْ؟ وكان ذلك في رمضــان، قال له

النجاشي: أَفي رمضــان؟ قال له أَبو السمّال: ما شَوّالٌ ورمضــانُ إِلا واحداً، أَو

قال نَعَمْ، قال: فما تَسْقيني عليها؟ قال: شراباً كالوَرْس، يُطيِّبُ

النفْس، يُكَثِّر الطِّرْق، ويُدِرُّ في العِرْق، يَشُدُّ العِظام،

ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الكلام، قال: فثنى رجله فلما أَكَلا وشَرِبا أَخذ فيهما

الشراب فارتفعت أَصواتهما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجيران فأَتَى عليَّ بن أَبي

طالب، كرم الله وجهه، فقال: هل لك في النَّجاشِيِّ وأَبي سمّال

سَكْرانَيْنِ من الخمر؟ فبعث إِليهما عليّ، رحمه الله، فأَما أَبو سمّال فسَقط إِلى

جِيرانٍ له، وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ به عليُّ بن أَبي طالب، رضي

الله عنه، فقال: أَفي رمضــانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ؟ فأَمر به فجلد ثمانين

وزاده عشرين، فقال: أَبا حسن ما هذه العِلاوةُ؟ فقال: لِجُرْأَتِكَ على

الله تعالى، فجعل أَهل الكوفة يقولون: ضَرطَ النجاشِيُّ، فقال: كلا إِنها

يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر؛ كل ذلك حكاه ابن الأَعرابي. وأَما قول

الحجاج: إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها، فإِنما أَراد:

قد قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها، شبه رؤُوسهم لاستحقاقهم القتل

بثمار قد أَدركت وحان أَن تُقْطَفَ. واليانِعُ: الأَحمر من كمل شيء. وثَمَرٌ

يانِعٌ إِذا لَوَّنَ، وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ؛ وقال رَكَّاضٌ

الدُّبَيْريّ:

ونَحْراً عليه الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه،

تَرائبَ، لا شُقْراً ينَعْنَ ولا كُهْبا

قال ابن بري: واليُنُوعُ الحُمْرةُ من الدَّمِ؛ قال المرّار:

وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ،

تَرَكْنَ جَنادِلاً منه يُنُوعا

قال ابن الأَثير: ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ.

واليَنَعةُ: خَرَزَةٌ حَمْراء. وفي حديث الملاعنة: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، قال في ابن الملاعنة: إِنْ جاءتْ به أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ

اليَنَعةِ فهو لأَبيه الذي انْتَفَى منه؛ قيل: اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء،

وجمعه يَنَعٌ. واليَنَعةُ أَيضاً: ضَرْبٌ من العَقِيق معروف، وفي التهذيب:

اليَنَعُ، بغير هاء، ضرب من العقيق معروف، والله أَعلم.

ينع
{يَنَعَ الثَّمَرُ، كمَنَعَ، وضَرَبَ،} يَنْعاً، بالفَتْحِ، {ويُنْعاً،} ويُنُوعاً بضَمِّهِمَا، أَي: نَضِجَ، وحانَ قِطَافُه وَلم تَسْقُط الياءُ فِي المُسْتَقْبَلِ لتَقَوِّيها بأُخْتِهَا، وقوْلُه تَعَالَى: إِذا أثْمَرَ {ويَنْعِهِ، هَكَذَا قُرِئِ بالفَتْحِ، وقَرَأَ قتادَةُ ومُجَاهِدٌ وابنُ مُحَيْصِنٍ، وابنُ أبي إسحاقَ، وَأَبُو السَّمّالِ:} ويُنْعِه بالضَّمِّ وهُما مثلُ النَّضْجِ والنُّضْجِ، قالَ:
(فِي قِبَابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ ... حَوْلَهَا الزَّيتُونُ قدْ {يَنَعَا)
} كأيْنَعَ إيناعاً، أَي: أدْرَكَ ونَضِجَ، وهُوَ أكْثَرُ اسْتِعْمالاً منْ {يَنَعَ.
} واليانِعُ: الأحْمَرُ منْ كُل شيءٍ، وتَمْرٌ يانِعٌ: إِذا لَوَّنَ، وقَرَأ أَبُو رَجاءٍ، وابنُ مُحَيْصِنٍ، واليَمَانِيُّ، وابنُ أبي عَبْلَةَ {وَيَانِعِهِ.
(و) } اليانِعُ: الثَّمَرُ النّاضِجُ وَقد {يَنَعَ} وأيْنَعَ، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(لقدْ أمَرَتْنِي أُمُّ أوْفَى سَفاهَةً ... لأهْجُرَ هَجْراً حينَ أرْطَبَ {يانِعُهْ)
أرادَ هَجراً فسَكَّنَ للضَّرُورَةِ} كاليَنِيعِ، كأمِيرٍ قالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِثْلُ النّاضِجِ والنَّضِيجِ، وأنْشَدَ لعَمْرو بنِ مَعْدِ يَكرِبَ رَضِي الله عَنهُ:
(كأنَّ على عَوَارِضِهِنَّ رَاحا ... يُفَضُّ عليْهِ رُمّانٌ يَنِيعُ)
ج اليانِعُ:! يَنْعٌ، بالفَتْحِ، كصاحِبٍ وصَحْبٍ، عَن ابنِ كَيْسَانَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. {واليُنْعُ بالضَّمِّ: منْ جِلِّ الشَّجَرِ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
قالَ: وبالتَّحْرِيكِ: ضَرْبٌ منَ العَقِيقِ مَعْروفٌ، نَقَلَه الأزْهَرِيُّ، أيْضاً.
(و) } اليَنَعَةُ بهاءٍ: خَرَزَةٌ حَمْرَاءث، ومنهُ حديثُ المُلاعَنَةِ: إنْ جاءَتْ بهِ أُحَيْمِرَ مثلَ اليَنَعَةِ، فهُوَ لأبيهِ الّذِي انْتَفَى منْه.
وسَعِيدُ بنُ وَهْبٍ اليَنَاعِيُّ، كصَحَابِيٍّ: تابِعِيٌّ هَمْدانِيٌّ، روى عَن عَلِيٍّ، وسَلْمَانَ، رَضِي الله عَنْهُمَا، خَرَّجَ لهُ مُسْلِمٌ، وابْنُه عَبدُ الرَّحمن، روى عَن أبيهِ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: ثَمَرٌ {مُونِعٌ،} كيانِعٍ، وكذلكَ ثَمَرٌ {أيْنَعُ.
وقدْ يُكْنَى} بالإيناعِ عنْ إدْرَاكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ، ومنهُ قَوْلُ أبي السَّمّالِ للنَّجَاشِيِّ: هَلْ لَك فِي رُؤُوسِ جُذْعانٍ فِي كَرِشٍ قَدْ {أيْنَعَتْ وتَهَرَّأتْ حَكَاهُ ابنُ الأعْرَابِيّ وقَوْل الحَجّاجِ: إِنِّي لأرَى رُؤُوساً)
قد} أينَعَتْ وحانَ قِطافُها، شَبَّهَ رُؤُوسَهُم لاسْتِحْقَاقِهِمْ القَتْلَ بثِمَارٍ أدْرَكَتْ وحانَ أَن تُقْطَفَ.
وامْرَأَةٌ {يانِعَةُ الوَجْنَتَيْنِ، قالَ رَكّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:
(ونَحْراً عليهِ الدُّرُّ تَزْهُو كُرُومُه ... تَرائِبَ لَا شُقْراً} يَنَعْنَ، وَلَا كُهْبَا)
قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: {واليُنُوعُ، بالضَّمِّ: الحُمْرَةُ منَ الدَّمِ، قالَ المَرّارُ:
(وإنْ رَعَفَتْ مَنَاسِمُها بنَقْبٍ ... تَرَكْنَ جَنادِلاً مِنْهُ} يُنوعَا) قالَ ابنُ الأثِيرِ: ودَمٌ يانِعٌ: مُحْمَارٌّ، وَفِي الأسَاسِ: شَديدُ الحُمْرَةِ، وَهُوَ مجازٌ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدِ بنِ كُرَاعٍ:
(وأبْلَخَ مُخْتالٍ صَبَغْنَا ثِيابَهُ ... بأحْمَرَ مِثْلِ الأُرْجُوانِيِّ! يانِعِ)
هَذَا آخر حرف الْعين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين، وَصلى الله على سيدنَا ومولانا محمدٍ النَّبِي الْأُمِّي وعَلى آله الطاهرين، وعترته المنتخبين، وَصَحبه الْكِرَام أَجْمَعِينَ. آمين.

طرم

(ط ر م) : (الطَّارِمَةُ) بَيْتٌ كَالْقُبَّةِ مِنْ خَشَبٍ وَالْجَمْعُ الطَّارِمَاتُ.
ط ر م: (الطَّارِمَةُ) بَيْتٌ مِنْ خَشَبٍ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
ط ر م

بأسنانه طرامة: خضرة. وهو مليح الطرمتين وهما البياضان ف وسط الشفتين، يقال للسفلى: الطرمة، وللعليا: الثرمة فغلبوا. ورأيته قاعداً في الطارمة وهي بيت من خشب كالقبة. وطرمح البناء: طوله، ومنه: الطرماح.

طرم


طَرِمَ(n. ac. طَرْم)
a. Flowed out of the hive (honey).
b.(n. ac. طَرَم), Was full of honey (hive).
أَطْرَمَa. Became covered with tartar (tooth).

تَطَرَّمَa. Was shy, embarrassed.

طَرْم
طِرْم
2a. Honey; honey-comb.

طُرَاْمَةa. Tartar.

طُرْمُوْث (pl.
طَرَاْمِيْ4ُ)
a. Weak.
b. Bread.
[طرم] الطرم بالكسر : الزبد. قال الشاعر يصف النساء:

ومنهنّ مثلُ الشَهْدِ قد شِيبَ بالطِرْمِ . * والطِرْمُ أيضاً في بعض اللغات: العَسَلُ. والطِرْيَمُ: السحاب الكثيف. قال رؤبة:

في مكفهر الطريم الشرنبث * والطرامة بالضم: الخضرة على الأسنان وقد أَطْرَمَتْ أسنانهُ. والطارمة: بيت من خشب، فارسي معرب. 
طرم
الطَرْمُ: الشهْدُ. وقيل: الزُبْدُ.
وطَرَمَتِ النَّحْلُ تَطْرِمُ طَرْماً: إذا سَوَتْ مَوْضِعَها للتَّعْسِيْلِ. والطرْيَمُ: الشُّهْدُ أيضاً. والطَرْمُ: اسْمُ الكانُوْنِ.
والطِّرْمَةُ: البَثْرَةُ في وَسَطِ الشفَةِ السُّفْلَى. والطارِمَةُ - دَخِيْلٌ -: بَيْت كالقُبةِ من خَشَبِ. والطُّرَامَةُ: الوَسَخُ على الِإنسانِ. وقيل: اَلقَلَحُ في الأسْنَانِ، أطْرَمَتْ أسْنَانُه إطْراماً، وطُرِمَ فلانٌ. وتَطَرْيَمَ الرجُلُ في كَلَامِه: إذا الْتَاثَ فيه. وتَطَرْيَمَ في الطِّيْنِ: تَلَوَطَ به. وطَرْيَمَ الماءُ: عَــرْمَضَ وخَبُثَ.
وكُلُ شَيْءٍ طَبَّقَ فقد طَرْيَمَ.
وطَرْيَمَ الوِرْدُ على الماءِ: كَثُرَ. والطَرْيَمَةُ: في الصَّخَبِ؛ وفي الغَلْيِ، وهي لكُلِّ ما فارَ وغَلى. وفلانٌ يَطِيْرُ طِرْيَمُه: إذا كانَ يَطِيْرُ حِدَةً وفُحْشاً.
والطَرْيَمُ: السَّحَابُ الكَثِيْفُ.
والطَّرَاطِمُ: العَجَمُ. والطُرْمُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ.
[ط ر م] الطِّرْمُ: العَسَلُ عَامَّةً، وقيل: الطِّرْمُ، والطَّرْمُ، والطِّرْيَمُ: العَسَلُ إذا امتَلأتِ البُيُوتُ خاصَّة، وقَدْ طَرِمَتْ. والطِّرْمُ: الشُّهْدُ، وقِيلَ: الزُّبْد. والطِّرْيَمُ: السِّحابُ الكَثِيفُ. والطِّرْيمُ: الطِّويلُ، حَكاهُ سيبَويِه. ومَرَّ طِرَيمٌ من اللَّيِل، أي: وقْتٌ، عن اللِّحِيانِيِّ. والطُّرْمةُ والطِّرْمُ: الكَانَونُ. والطُّرامَةُ: الرِّيقُ اليابِسُ على الفَمِ من العَطِشِ، وقِيلَ: هو ما يجِفَّ على فَمِ الرَّجُلِ من الرِّيقِ، من غَيرِ أَنْ يُقَيَّدَ بالعَطَشِ. والطُّرامَةُ أيضاً: الخُضْرَةُ على الأَسنانِ وهو أَشَفُّ من القَلَحِ، وقد أَطْرَمَتْ، قَالَ:

(إنّيِ قَلَيْتُ خَنِينَها إذْ أَعْرَضَتْ ... ونَواجِذَاً خُضْراً من الإطْرامِ)

وقَالَ اللِّحِيانيُّ: الطُّرامَة: بَقَّيُه الطَّعامِ بَيْنَ الأَسنانِ. وأَطْرَمَ فوه: تَغَيَّر عنها. والطِّرمَةُ، والطٌّ رْمةُ، والطَّرْمُه: النَّبْرةُ في وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْياً، وهي في السُّفلَي التُّرْفَةُ، فإذا ضَمُّوها قالُوا: الطِّرْمَتانِ، فَغَلَّبّوا لَفْظَ الطِّرْمِة [على التُّرْفَةِ] . والطَّرْمةُ؛ بفتح الطاء: الكَبِدُ. والطَّارِمَةُ: بَيْتٌ من خَشَبِ كالقُبَّةِ، وهو دَخِيلٌ.
طرم: طريمة وجمعها طَرِائم: سرير خشب (ألكالا).
ويفسر فكتور بهذا الكلمة الأسبانية tarima وقد أصبحت تدل على سرير من خشب على الطريقة المغربية. ومنصة يبلغ ارتفاعها ثلاث أو أربع درجات يوضع عليها عادة سرير الملك (انظر المادة التالية) طارمة: يظهر أن معناها ظُلةَّ في عبارة الاغاني طبعة بولاق (6: 187) وانا مدين بها إلى السيد دي غويه، وهي: وهو جالس على سرير أبنوس وعليه قبَّة فوقها طارمة ديباج اصفر وهو يشرف على بستان في داره، وانظر ألف ليلة (1: 447) ففيها: خرج ضوء المكان وكان معه الوقاد يتفرجان تحت الطاروة.
طارمة: وجدت هذه الكلمة اسما أطلق على بناية. ففي تاريخ البربر (1: 505) فأوطن طرابلس فبنى مقعداً لِملكه بسور مما يلي البحر سمَّاه طارمة. وأرى إنها واق مفتوح طيارة (انظر الكلمة) التي تسمى أيضاً ظُلَّة ورواق.
طارمة: غرفة في المركب (بوشر).
طَارمة: قمرية في سفينة، قمارة (محيط المحيط) ابن بطوطة 2: 354، تاريخ البربر 2: 215) طارمة وجمعها طَوارم: سرير، مضجع (فوك).
وانظر المادة السابقة، ويقول بوسيبه أن طارمة وتجمع طارمات وطوارم وهي اسفل السَّدة ويفسر هذه الكلمة الأخيرة بأنه لوح مساحته متران في متر ونصف يوضع في زاوية غرف المغاربة وهي ضيقة مستطيلة عليها ستارة تتخذ سريراً للنوم.
طارمة: في تلمسان نوع السراديب، ومسكن في طبقة منخفضة عن الأرض (بوسييه).
طارمة: خزانة في حائط، طولاب في حائط (بوسييه).
إطْرَامَة، وجمعها أطاريم: غدّة أو خُراج ودّمل وبائي يؤدي إلى الموت. وعند نبريجا: غدّة وبائية وعند فكتور: غدّة طاعون.
إطرامة: وباء، طاعون (ألكالا).

طرم: الطِّرْمُ، بالكسر: العسَلُ عامة، وقيل: الطِّرْمُ والطَّرْمُ

والطِّرْيَمُ العسَلُ إذا امتَلأَتِ البيوتُ خاصةً. والطَّرْمُ والطِّرْمُ:

الشَّهْدُ، وقيل: الزُّبْدُ؛ قال الشاعر يصف النساء:

فمِنْهُنَّ مَنْ يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ،

ومنهنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قد شِيبَ بالطِّرْمِ

أَنشده الأَزهري وقال: الصواب:

ومنهنَّ مثلُ الزُّبْدِ قد شِيبَ بالطِّرْم

وحكي عن ابن الأَعرابي قال: يقال للنَّحْل إذا مَلأَ أَبْنِيَتَه من

العَسَلِ: قد خَتَمَ، فإذا سَوَّى عليه قيل: قد طَرِمَ، ولذلك قيل للشَّهْدِ

طَرْمٌ وطِرْمٌ. والطَّرَمُ: سَيَلانُ الطِّرْمِ من الخَلِيَّةِ، وهو

الشَّهْدُ؛ قال ابن بري: شاهد الطِّرْمِ العَسَلِ قولُ الشاعر:

وقد كنتِ مُزْجاةً زماناً بخَلَّةٍ،

فأَصبَحتِ لا تَرْضَينَ بالزَّغدِ والطِّرْمِ

قال: والزَّغْدُ الزُّبْدُ؛ وأَنشد لآخر:

فأُتينا بزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ،

بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ

قال: الزَّغْبَدُ الزُّبْدُ، والحَتِيُّ سَويقُ المُقْلِ، والتامِكُ

السَّنامُ، والثُّمالُ رَغوَةُ اللبنِ.

والطِّرْيَمُ: السحابُ الكثيفُ؛ قال رؤبة:

فاضْطَرَّه السَّيْلُ بوادٍ مُرْمِثِ

في مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ

قال ابن بري: ولم يجئ الطِّرْيَمُ السحابُ إلا في رجز رؤبة؛ عن ابن

خالويه، قال: والطِّرْيَمُ العسلُ أَيضاً. والطِّرْيَمُ: الطويلُ؛ حكاه

سيبويه. ومَرَّ طِرْيَمٌ من الليل أي وقتٌ؛ عن اللحياني.

والطُّرْمَةُ والطُّرْمُ: الكانون.

والطُّرامةُ: الرِّيق اليابسُ على الفم من العطش، وقيل: هو ما يجِفُّ

على فم الرجل من الريق من غير أَن يُقيد بالعطش. والطُّرامَةُ، بالضم

أَيضاً: الخُضْرَة تَرْكَبُ على الأَسنان وهو أشَفُّ من القَلَح، وقد

أَطْرَمَتْ أَسنانُه إطْراماً؛ قال:

إني قَنِيتُ خَنِينَها، إذْ أَعْرَضَتْ،

ونَواجِذاً خُضْراً من الإِطْرام

وقال اللحياني: الطُّرامَةُ بَقِيَّةُ الطعام بين الأَسنان. واطَّرَمَ

فُوه: تغيَّر.

والطُّرْمَة والطَّرْمَة والطِّرْمَةُ: نُتُوءٌ

في وسط الشفة العُليا، وهي في السُّفْلى التُّرْفَةُ، فإذا جمعوا قالوا

طُرْمتين، فغَلَّبوا لفظ الطُّرْمة على التُّرْفَة. والطُّرْمَةُ:

بَثْرَةٌ

تخرج في وسَطِ الشَّفَةِ السُّفْلَى. والطَّرْمة، بفتح الطاء: الكبد.

والطارِمَةُ: بيتٌ من خَشَب كالقبة، وهو دخيل أَعجمي مُعَرَّبٌ. وقال في

ترجمة طرن: طَرْيَنُوا وطَرْيَمُوا إذا اخْتَلَطوا من السُّكْر. ابن بري:

الطَّرْمُ اسم موضع؛ قال الأَعز بن مأْنوس:

طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ،

بالطَّرْم باتَ خيالُها يَسْرِي

ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال: الطَّرْمُ،

بفتح أَوله وإسكان ثانيه، مدينة وَهْشُِوذانَ الذي هَزَمَه عَضُدُ الدولة

فَنَّاخُسْرو؛ قال: قاله أَبو عبيد البكري في مُعْجم ما اسْتَعْجَمَ.

باب الطاء والراء والميم معهما ط ر م، ط م ر، ر ط م، ر م ط، م ط ر، م ر ط كلهن مستعملات

طرم: الطِّرْمُ في قولٍ: الشَّهْد، وفي قولٍ: الزُّبد. قال الشّاعر:

[فمِنْهُنَّ من يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ] ... ومِنْهنَّ مِثْلُ الشَّهْد قد شيب بالطرم  يعني: الزُّبد. وقال:

[فأُتينا بزغبد وحَتيٍّ] ... بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ

والطُّرْمُ: الكانون. والطُّرْمة: البَثرة في وسط الشَّفَة السُّفْلَى، والتُّرفةُ في العُليا، فإذا جمعوا قالوا: طُرْمتين، بتغليب الطُّرْمة على التُّرْفة. والطِّرْيَمُ: السَّحابُ الكَثيفُ، قال رؤبة :

في مُكْفِهرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبثِ

وقيل: الطِّرْيَم ما يكونُ فوقَ الماءِ من دمن وغُثاء. والطُّرامة: خُضرة في الأسنان، وقد أَطْرَمَتْ أَسْنانُه. والطّارمة، دخيل: وهو بيت كالقُبّة، من خشب.

طمر: طَمَرَ فلانٌ شيئاً، أي: خَبَّأَهُ حيثُ لا يُدْرَي. والمَطمورةُ: حُفْرة، أو مكانٌ تحت الأرض قد هيىء خفيّاً، يُطمَرُ فيه طعام أو مال . والطِّمْرُ: الثّوبُ الخَلَق. والطُّمرورُ: نعت الفَرَس الجواد. والطُّمُور: شِبْهُ الوُثُوب. وطامِرُ بن طامِر، أي: بُرْغُوث بن بُرْغُوث.

رطم: رَطَمْتُ الشَّيء رَطْمأ فارْتَطَم، أي: أَوْحَلْتُه فوَحِلَ. وارتطم فلانٌ في أَمْرٍ فلا مَخْرَج له منه. والرَّطوم: من نعت الحر الكبيرة الواسعة.

رمط: الرَّمطُ: مَجمَعُ العُرْفُط ونحوه من شَجَر العِضاه كالغيضة. وأنكره بعضٌ وقال: إنّما هو الرَّهَط والرّهاطة، وهو ما اجتمع من العُرْفُط.

مطر: المَطَرُ: الاسم [وهو الماء المُنْسَكِبُ من السَّحاب] ، والمَطرُ: فِعْلُهُ. والمطرة: الواحدة. ويوم مَطيرٌ: ماطِرٌ. ووادٍ مَطيرٌ: ممطور. ومَطَرَتْنا السّماءُ تَمْطُرُهُمْ مَطَراً، وأَمطَرَتْهُمُ [السّماء] وهو أَقْبَحُهُما. وأَمطَرهم اللهُ مَطَراً أو عذاباً. ورجلٌ مُستَمطِرٌ: طالبُ خيرٍ من إنسانٍ. ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: قد احتاج إلى المَطَر، وإن لم يُمْطَرْ، قال خُفاف [بن نُدبة:] لم يكس من وَرَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عودا

يصف القَحْط، وقال رؤبة:

والطَّيرُ تَهْوِي في السّماء مُطرَّا

يعني: مسرعة. وجاءتِ الخَيلُ مُتَمَطِّرة، [أي: مسرعة] يَسبِقُ بعضُها بعضاً.

مرط: المَرْطُ: نتفُك الشَّعر والرِّيش والصّوف عن الجسد، [تقول] : مَرَطتُ شَعْرَهُ فانمرط، وقد تَمَرَّط الذِّئب إذا سقط شَعْرُهُ وبقي شيء قليل، فهو أَمْرَطُ. والأَمْرَطُ: من لا شَعر على جَسَدة إلاّ قليل، فإنْ ذهَبَ كُلُّه فهو أَمْلَطُ، وقد مَرِط مَرَطأ. وسَهْمٌ أَمرَطُ: سَقَطَ قُذَذُه. وسَهمٌ مِراطٌ: لا ريشَ عليه والجميعُ [مرُط] ، وقيل: قد يُقالُ: سهم مُرُط، وجَمعُه: أمراط، قال ذو الرُّمّة:

.... كالقِداح الأمراط  ....

والمُرَيطاء: ما بين الصدر إلى العانة. والمُرُوطُ: سُرعة المَشْي والعَدْو، والخيل يَمْرُطنَ مروطأ. وفَرَسٌ مَرَطَى: سريع، وهو يَعْدُو المَرَطَى: [وهو ضرب من السير] ، قال:

يَعْدُو بيَ المَرَطَى والريح معتدل

والمرط: رِداءٌ من صُوفٍ أو خَزٍّ أو كَتّان، وجَمْعُه: مُرُوط.
طرم

(الطِّرْمُ، بالكَسْرِ والفتحِ: الشَّهْدُ) .
(و) قيل: (الزُّبْدُ) ، وأنشدَ الجوهريُّ لشاعرٍ يصفُ النِّساءَ:
(فَمِنْهُنَّ مَنْ يُلفَى كَصَابٍ وَعَلْقَمٍ ... ومِنْهُنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرْم)
وأَنْشَدَه الأزهريُّ وَقَالَ: الصَّوابُ:
(وَمِنْهُنَّ مِثْلُ الزُّبْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرمِ ... )

(و) قَالَ الجوهريُّ: الطِّرْمُ، بِالْكَسْرِ: (العَسَلُ) فِي بعض اللُّغات.
وَقَالَ غَيره: هُوَ العَسَلُ (إِذا امْتَلأتْ مِنْهُ البُيُوتُ) خَاصَّة.
قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الطِّرْمِ: العَسَلِ قولُ الشَّاعِر:
(وقَدْ كُنْتِ مُزْجَاةً زَمَاناً بِخَلَّةٍ ... فَأَصْبَحْتِ لَا تَرْضَيْنَ بالزَّغْدِ والطِّرْمِ)

قَالَ: والزَّغْدُ: الزُّبْدُ. وَقَالَ الآخَرُ:
(فَأُتِينَا بِزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ ... بَعْدَ طِرْمٍ وَتامِكٍ وثُمَالِ)

قَالَ: الزَّغْبَدُ: الزُّبْدُ. والحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْلِ. والتّامِكُ: السَّنَامُ. والثُّمَالُ: رَغْوَةُ اللَّبَنِ.
(وَقد طَرِمَتْ، بِالْكَسْرِ) : إِذا امْتَلأَتْ.
(و) الطُّرامةُ (كثُمامَةٍ: الخُضْرةُ) تَرْكَبُ (على الأَسْنانِ) كَمَا فِي الصِّحاح، والأَساس.
وَفِي المُحْكَم: وَهُوَ أَشَفُّ مِنَ القَلَحِ.
وَقَالَ غَيره: هُوَ الرِّيقُ الْيَابِسُ على الفَمِ من العَطَشِ.
وَقيل: هُوَ مَا يَجِفُّ على فَمِ الرَّجُلِ من الرِّيقِ، من غير أَن يُقَيَّدَ بالعَطَش.
(وَقد أَطْرَمتْ) أَسنانُه، قَالَ:
(إِنِّي قَنِيتُ خَنِينَها إِذْ أَعْرَضَتْ ... وَنَواجِذاً خُضْراً من الإِطْرَام)

(و) قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطُّرامةُ: (بَقِيَّةُ الطَّعامِ) ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ: بَقِيَّةُ اللَّحْمِ (بَيْنَ الأَسْنانِ) .
(و) قد (اطْرَمَّ فُوهُ) اطْرِمَاماً، أَوْ أَطْرَمَ إِطْرَاماً: (تَغَيَّرَ لذَلِك) .
(والطّرْمَةُ: مثلَّثَةً: النَّبْرَةُ) فِي (وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيَا) وَهِي فِي السُّفْلَى التُّرْفَةُ، فَإِذا ثَنَّوْهما قالُوا: الطُّرْمتانِ، فَغَلَّبُوا لفظَ الطُّرْمَةِ على التُّرْفَةِ.
وَيُقَال: الطُّرْمَةُ: بَثْرةٌ تخرجُ فِي وَسَطِ الشَّفّةِ السُّفْلَى، هكّذا وقعَ فِي بعض الأُصُولِ. وَفِي الأَساس هُوَ مَليحُ الطُّرْمَتَيْن، وهما بَياضانِ فِي وَسَطِ الشَّفَتَيْنِ، يُقال للسُّفْلَى: الطُّرْمَةُ، وللعُلْيَا التُّرْفَةُ، فَغُلِّبا.
والطَّرْمَةُ، (بالفَتْحِ: الكَبِدُ) .
(والطُّرْمُ، بالضَّمِّ: الكانُونُ، كالطُّرْمَةِ) هَكَذَا فِي النُّسَخ. وَوقعَ فِي اللِّسان: الطُّرَامةُ، كثُمامَةٍ.
(و) الطُّرْمُ: (شَجَرٌ) .
(و) الطَّرَمُ، (بالتَّحْرِيك؛ سَيَلانُ) الطِّرْمِ، وَهُوَ (العَسَلُ من الخَلِيَّةِ) .
وَحَكى الأَزْهريُّ عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: يُقال للنَّحْلِ إِذَا مَلأَ أَبْنِيَتَهُ من العَسَل: قد خَتَمَ، فَإِذا سَوَّى عَلَيْهِ قيل. قد طَرِمَ، وَلذَلِك قِيلَ للشَّهْدِ: طَرْمٌ.
(وَتَطَرَّمَ فِي كَلَامه: الْتَاثَ) .
(وَتَطَرْيَمَ فِي الطِّينِ) : إِذَا (تَلَوَّثَ) . [بِهِ]
(وَطَرْيَمَ الماءُ) : إِذا (خَبُثَ، وَعَــرْمَضَ) ، أَي طَحْلَبَ.
(و) طَرْيَمَ (الشيءُ) : إِذا (طَبَّقَ) ، أَي صَارَ طَبَقاً على طَبَقٍ.
(و) الطِّرْيَمُ (كَحِذْيَمٍ: العَسَلُ) ، عَن ابْن بَرِّي، زادَ ابنُ سِيدَه: إِذا امْتَلَأت البُيُوتُ خَاصَّةً.
(و) أَيضاً (السَّحَابُ الكَثِيفُ) ، نَقله الجوهريُّ، وأَنْشَدَ لِرُؤبَةَ:
(فاضْطَرَّهُ السَّيلُ بوَادٍ مُرْمِثِ ... )

(فِي مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ ... )

(قَالَ ابنُ بَرِّي: وَلم يَجِئ الطِّرْيَمُ: السَّحابُ إِلَّا فِي رَجَز رُؤْبَةَ، عَن ابنِ خَالَوَيْهِ.
(وطار طِرْيَمُه) : إذَا (احْتَدَّ) غَضَباً، وَهُوَ مجَاز.
[] وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ:
مَرَّ طِرْيَمٌ من اللَّيل - كحِذْيَمٍ - أَيْ: وَقْتُ، عَنِ اللِّحْيانِىّ.
والطِّرْيَمُ أَيضاً: الطَّوِيلُ من النَّاس، عَن سِيبَوَيْهِ، ونَقَله أبُو حَيَّان أَيْضا.
وأَيضاً الزَّبَدُ يَعْلُو الخَمْرَ، نَقَلَه أَبو حَيَّان.
والطَّارِمَة: بَيْتٌ من خَشَب، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، نَقَله الجَوْهَرِى، زَادَ الأزهرِيّ: كالقُبَّةِ، وَهُوَ دَخِيل.
وَقَالَ الأَزهريُّ فِي تَرْجَمَةِ (طرن) : طَرْيَنُوا وطَرْيَمُوا: إِذا اخْتَلَطُوا من السُّكْرِ.
وَقَالَ ابنُ بَرِّي: الطَّرْم: مَوْضِعٌ، قَالَ ابنُ مَأْنُوسٍ:
(طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ ... بالطَّرْم بَاتَ خَيالُها يَسْرِي)

قَالَ صاحِبُ اللِّسَان: ورأيتُ حاشِيَةً بخَطّ الشَّيخ رَضِيِّ الدِّين الشَاطِبِيِّ قَالَ: الطَّرْمُ، بالفَتْحِ: مدينةُ وَهْشُذَانَ الَّذِي هَزَمَهُ عَضُدُ الدَّولة فَنَّاخُسْرُو، وقَالَه أبُو عُبَيدٍ البَكْرِيُّ فِي مُعْجَمِ مَا اسْتَعْجَمَ.

عذب

(عذب) عذبا ترك الْأكل لشدَّة الْعَطش وَيُقَال عذب الْأكل فَهُوَ عاذب وعذوب
وَعنهُ كف وَفُلَانًا عَن الشَّيْء مَنعه وكفه

(عذب) الطَّعَام وَالشرَاب عذوبة سَاغَ
(عذب) - في الحديث: "أَنّه كان يُستَعذَب له المَاءُ من بُيوتِ السُّقْيَا".
: أي يُطْلَب له المَاءُ العَذْب. يقال: استعْذَبْنَا: أي استَقَينا وشَرِبْنا عَذْبًا، وأَعذَبْنا: عَذُبَ مَاؤُنا: أي طاب.
والعُذَيْب يأتي ذِكرُه في الأَخْبار وهو مَاءٌ لِبَنِى تَميمِ على مَرحَلَة من الكُوفَة؛ سُمِّى به لأنه طَرَف أرضِ العَربِ، مُشتَقُّ من العَذَبة، وهو طَرَف العِمَامَة المُرسَلَ من خَلْف، وعَذَبة اللِّسان وغَيرِه: طَرَفُه، والعُذيْب: أَحدُ حَدَّى أرض العرب في الَأرضِ.
- في حديث الحَجَّاجِ: "ماء عِذَابٌ"
يقال: مَاءَةٌ عَذْبَة، وماء عِذَاب جَمْعُه .
ع ذ ب : عَذُبَ الْمَاءُ بِالضَّمِّ عُذُوبَةً سَاغَ مُشْرَبُهُ فَهُوَ عَذْبٌ وَاسْتَعْذَبْتُهُ رَأَيْتُهُ عَذْبًا وَجَمْعُهُ عِذَابٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَعَذَّبْتُهُ تَعْذِيبًا عَاقَبْتُهُ وَالِاسْمُ الْعَذَابُ وَأَصْلُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الضَّرْبُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ عُقُوبَةٍ مُؤْلِمَةٍ وَاسْتُعِيرَ لِلْأُمُورِ الشَّاقَّةِ فَقِيلَ السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ وَعَذَبَةُ اللِّسَانِ طَرَفُهُ وَالْجَمْعُ عَذَبَاتٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبَاتٍ وَيُقَالُ لَا يَكُونُ النُّطْقُ إلَّا بِعَذَبَةِ اللِّسَانِ وَعَذَبَةُ السَّوْطِ طَرَفُهُ وَعَذَبَةُ الشَّجَرَةِ غُصْنُهَا وَعَذَبَةُ الْمِيزَانِ الْخَيْطُ الَّذِي تُرْفَعُ بِهِ. 
ع ذ ب

ما أرق عذبة لسانه، والحق على عذبات ألسنتهم. وخفقت على رأسه العذب وهي خرق الألوية. وعذّب سوطه وهدبه: جعل له علاقة. وهم يستعذبون الماء: يستقونه عذباً. ونساء عذاب الثنايا. وفلان مفتون بالأعذبين وهما الخمر والرضاب. وفي حديث عليّ وقد شيع سرية: أعذبوا عن النساء أي عن ذكرهنّ. يقال: أعذب عن الشيء واستعذب عنه إذا امتنع، ويقال: أعذبوا عن الآمال أشدّ الإعذاب فإنّ الآمال تورث الغفلة وتعقب الحسرة.

ومن المجاز: فلان لا يشرب المعذبة وهي الخمرة الممزوجة. وقال ذو الرمة:

إذا ارفض أطراف السياط وهلّلت ... جروم المطايا عذّبتهنّ صيدح

لشدة سيرها.

عذب


عَذَبَ(n. ac. عَذْب)
a. [acc. & 'An], Hindered, prevented withheld from.
b. ['An], Left, left undone (affair).
c. Was unable to eat from excessive thirst.

عَذِبَ(n. ac. عَذَب)
a. Was slimy, dirty (water).
عَذُبَ(n. ac. عَذَاْبَة)
a. Was sweet, agreeable, pleasant, palatable.

عَذَّبَ
a. [acc. & 'An], Hindered, prevented, withheld from.
b. Punished, corrected, chastised; tormented
tortured.

أَعْذَبَa. see I (a) (b).
c. Cleansed, purified (water).
d. Had, found sweet water.

تَعَذَّبَ
a. [ coll. ], Was punished
chastised.
b. Was in pain, suffered.

إِسْتَعْذَبَa. see I (b)b. Found sweet (water).
c. Drew sweet, fresh water.
عَذْبa. Sweet, pleasant, agreeable, palatable.

عَذْبَةa. Green moss; water-lentil; duck-weed.

عَذَبa. Straw; floating impurities; scum; drift.
b. Twigs, branches.

عَذَبَةa. A straw.
b. Twig, branch.
c. see 1t
عَذَبِيّa. Generous.

عَذِبa. Slimy (water).
عَذِبَةa. see 1t
عَاْذِبa. see 26
عَذَاْب
(pl.
أَعْذِبَة
&
a. عَذَابَات ), Punishment
chastisement, castigation.
b. Pain; torture.

عَذَاْبَةa. Womb.

عَذُوْبa. Parched.
b. Unsheltered.

عُذُوْبَةa. Sweetness ( of water ).
[عذب] العَذْبُ: الماء الطيَب. وقد عَذُبَ عُذوبةَ. ويقال للرِيق والخمر: الأعذبان. واستعذبَ القوم ماءهم، إذا استقَوه عَذْباً. واستعذَبه، أي عدَّه عذْباً. ويُسْتَعذَب لفلانٍ من بئر كذا، أي يُستقى له. وعَذَبَةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق. والعَذَبَة: إحدى عذبتي السوط . وقول ذى الرمة: غضف مهرتة الاشداق ضارية * مثل السراحين في أعناقها العذب يعنى السيور. وعذبة الميزان: الخيط الذي يُرْفع به. وعَذَبَةُ الشجر: غُصنه. والعَذَبَةُ: القذاةُ. وماء ذو عَذَبٍ، أي كثير القذى. يقال: أعْذِبْ حوضَكَ، أي انزعْ ما فيه من القَذى. وأعْذَبْتُهُ عن الأمر، إذا منعتَه عنه. يقال: أعْذِبْ نفسَكَ عن كذا، أي اظلفها عنه. والعذوب من الدواب وغيرها: القائمُ الذي لا يأكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ. والعذاب: العقوبة، وقد عذبته تعذيبا. والعذيب: ماء لتميم. وعاذب: مكان. أبو عمرو: العُذَبِيُّ الكريم الأخلاق، بالذال المعجمة . وأنشد لكُثيِّر : سَرَتْ ما سَرَتْ من ليلها ثم أعْرَضَتْ * إلى عذبى ذى غناء وذى فضل
عذب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه شيّع / سريّة 4 / الف أَو جَيْشًا فَقَالَ: أعذِبوا عَن النِّسَاء. يَقُول: امنعوا أَنفسكُم عَن ذكر النِّسَاء وشَغل الْقُلُوب بِهن فَإِن ذَلِك يَكسِركم عَن الْغَزْو وكل من منعته شَيْئا فقد أعذبته قَالَ عبيد بن الأبرص: [الْكَامِل]

وتبدّلوا اليعبوبَ بعد إلههم ... صنما فَقَرّوا (فَقَرّوا) يَا جديل وأعْذِبوا ... والعاذب والعَذوب سَوَاء. وَيُقَال للْفرس وَغَيره: عَذوب إِذا بَات لَا يَأْكُل شَيْئا وَلَا يشرب لِأَنَّهُ مُمْتَنع من ذَلِك قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي يصف ثورا: [الطَّوِيل] فباتَ عَذوبا للسماء كأنّه ... سُهَيلٌ إِذا مَا أفردَتْه الكواكِبُ ... شبّهه بسُهَيل لِأَن الْكَوَاكِب تَزُول عَنهُ وَيبقى مُنْفَردا لَيْسَ مَعَه شَيْء مِنْهَا. وَيُقَال: العَذوب الَّذِي بَات وَلَيْسَ بَينه وَبَين السَّمَاء سِتر قَالَ: وَكَذَلِكَ العاذب.
عذب
عَذُبَ الماءُ عُذُوْبَةً فهو عَذْبٌ وعَذِيْب: أي طيب. وأعْذَبُوا: عَذُبَ ماؤهم. واسْتَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا عَذْباً. والمُعَذبَةُ: الخَمْرَة أكْثِرَ ماؤها. وعَذبَ الحِمارُ وغيرُه عَذْباً وعُذُوْباً فهو عاذب وعَذُوْبٌ: لا يأكُلُ من شدة العَطَش، وقيل: إذا امْتَنَعَ من الأكْل والشرْب. وكذلك رَجُلٌ عاذب: لا صائمٌ ولا مُفْطر.
والعَذُوْبُ والعاذِبُ: الذي ليس بَيْنَهُ وبين السماء سِتْرٌ. والعَذُوْبُ: اللبَنُ القَليل. وما ذُقْتُ عذُوْباً: أي شيئاً. وأعْذبْتُه وعَذبْتُه جميعاً: مَنَعْتَه شيئاً. والمُعَذبُ: يَجيءُ اسْماً، ونَعْتاً للفاسِق.
وعَذَبَةُ السوْطِ: طَرفُه.
والعَذَبَةُ: أسَلَةُ قَضيب البَعير، والجميعُ: العَذَب. والمُرْسَلَةُ من شِرَاك النعْل. والدمَنُ من القِشْرِ والعِيْدانِ نوق الماء، وكذلك العَذَب، ويُخَففُ في هذا فيُقال: العذْبَة، ويُقال: عَذبِ الحَوْضَ: أي انْزِعْ عذَبَه، والجَميعُ: أعذاب. والعذَبَةُ أيضاً: ما يَخْرج من البُر والطعام مِثْل الحُفَالَة إلا أنه أرْدَأ منها. والغُصْنُ، ويُخَفف فيُقال العَذْبَة أيضاً. والخَيْطُ الذي يُرْفَعُ به المِيْزَان.
والأعْذَ ابُ: الغُصَصُ.
والعَذْبُ: شجَرَةٌ تُموت البُعْرانَ. والثوْبُ المُنْخَرِقُ المُبْتَذَل. والعُذَيْبُ: ماءٌ لِبَني تميم.
والاعْتِذَابُ: أنْ تُسْبِل للعمامَة عَذَبَتَيْنِ من خَلْفِها.
والعُذَبي: الكَرِيمُ الأخْلاقي لا عَيْبَ فيه. وأعْذبْهُ عن ظلْمِه: امْنَعْه. واسْتَعْذَبْتُ عنكَ: انْتَهَيْت. والعَذَابَةُ: الرحِم.
[عذب] "فتحنا عليهم بابًا ذا "عذاب" شديد" هو السيف والقتل. نه: كان "يستعذب" له الماء من بيوت السقيا، أي يحضر له منها الماء العذب وهو الطيب الذي لا ملوحة فيه، أعذبنا واستعذبنا شربنا عذبًا واستقينا عذبًا. مف: أي يجاء به من مسيرة يومين لأن ماء المدينة كان مالحًا أو مرًا. ج: أليس بها ماء "يستعذب"، أي يوجد عذبًا أي حلوًا طيبًا مشروبًا. نه: ومنه: خرج "يستعذب" الماء، أي يطلب الماء العذب. وفي ذم الدنيا: "اعذوذب" جانب منها واحلولى، هما افعوعل من العذوبة والحلاوة وهو بناء مبالغة. وفيه: ماء "عذاب" يقال: ماء عذبة وعذاب، على الجمع لأن الماء جنس للماءة. وح: "أعذب" أفواهًا- يجيء في أنتق من ن. و"العذيب" اسم ماء لبني تميم سمي بتصغير العذب، وقيل: من العذبة طرف الشيء لأنه طرف أرض العرب. وفي ح علي: إنه شيع سرية فقال: "أعذبوا" عن ذكر النساء أنفسكم فإن ذلكم يكسركم عن الغزو، أي امنعوها، وكل من منعته شيئًا فقد أعذبته، وأعذب لازم ومتعد. وفيه: الميت "يعذب" ببكاء أهله عليه، يشبه أن يكون من حيث أنهم كانوا يوصون أهلهم بالبكاء والنوح عليهم وإشاعة النعي في الأحياء. ن: وقد يأول بأن الميت يرق قلبه ببكاء أهله فيكون له عذابًا وشدة- ويتم في عولت، وحملته عائشة على نسيان عمر وابنه. وح: إن الله "يعذب" من "يعذب" الناس، أي بغير حق كالقصاص. ج: ما من امرأة تتحلى ذهبًا إلا "عذبت"، هو إما قبل إباحة الذهب لهن أو فيمن لا تؤدى زكاة الحلية- ويتم في مقطعا. ط: حتى يكلمه "عذبة" سوطه، هو قد في طرفه. مف: يخبره بما أحدث أهله بعده أي في غيبته. غ: لألجمنك لجامًا "معذبًا"، أي مانعًا من ركوب الرأس.
عذب
ماءٌ عَذْبٌ طيّب بارد. قال تعالى: هذا عَذْبٌ فُراتٌ [الفرقان/ 53] ، وأَعْذَبَ القومُ:
صار لهم ماءٌ عَذْبٌ، والعَذَابُ: هو الإيجاع الشّديد، وقد عَذَّبَهُ تَعْذِيباً: أكثر حبسه في العَذَابِ. قال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً
[النمل/ 21] ، وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
[الأنفال/ 33] ، أي: ما كان يُعَذِّبُهُمْ عَذَابَ الاستئصالِ، وقوله: وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ [الأنفال/ 34] ، لا يُعَذِّبُهُمْ بالسّيف، وقال:
وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ
[الإسراء/ 15] ، وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
[الشعراء/ 138] ، وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ
[الصافات/ 9] ، وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ [البقرة/ 10] ، وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ

[الحجر/ 50] ، واختلف في أصله، فقال بعضهم: هو من قولهم: عَذَبَ الرّجلُ: إذا ترك المأكل والنّوم ، فهو عَاذِبٌ وعَذُوبٌ، فَالتَّعْذِيبُ في الأصل هو حمل الإنسان أن يُعَذَّبَ، أي: يجوع ويسهر، وقيل: أصله من العَذْبِ، فَعَذَّبْتُهُ أي: أزلت عَذْبَ حياته على بناء مرّضته وقذّيته، وقيل: أصل التَّعْذِيبِ إكثارُ الضّرب بِعَذَبَةِ السّوطِ، أي: طرفها، وقد قال بعض أهل اللّغة: التَّعْذِيبُ هو الضّربُ، وقيل:
هو من قولهم: ماءٌ عَذَبٌ إذا كان فيه قذى وكدر، فيكون عَذَّبْتُهُ كقولك: كدّرت عيشه، وزلّقت حياته، وعَذَبَةُ السّوطِ واللّسانِ والشجرِ: أطرافُها.
باب العين والذّال والباء معهما ع ذ ب، ب ذ ع يستعملان فقط

عذب: عَذُبَ الماءُ عُذوبةً فهو عَذْبٌ طيب، وأَعْذبتُه إعذاباً، واستعذبته، أي: أسقيته وشربته عَذْباً. وعَذَبَ الحمار يَعْذِبُ عَذْباً وعُذوباً فهو عاذِبٌ عَذوبٌ لا يأكل من شدة العطش. ويقال للفرس وغيره: عَذوبٌ إذا بات لا يأكل ولا يشرب، لأنه ممتنع من ذلك. ويَعْذِبُ الرّجل فهو عاذِبٌ عن الأكل، لا صائم ولا مُفْطِرٌ. قال عَبِيد :

وتَبَدَّلوا اليَعْبوبَ بعدَ إلَههم ... صنماً فَقَرّوا يا جَديلَ وأَعْذِبوا

وقال حُمَيْد :

إلى شجرٍ ألمَى الظّلال كأنّه ... رواهبُ أَحْرَمْنَ الشراب عذوب وتقول: أعذبتُه إعذاباً، وعذّبتُه تعذيباً، كقولك: فطّمته عن هذا الأمر، وكلّ من مَنَعْتَهُ شيئاً فقد أعْذَبْتَهُ. قال :

يَسُبُّ قومَك سبّاً غير تعذيب

أي: غير تفطيم. والعذوب والعاذب الذي ليس بينَه وبين السّماء سِتْر. قال النابغة الجعديّ :

فبات عَذوباً للسّماءِ كأنّه ... سهيلٌ إذا ما أفردَتْهُ الكواكبُ

والمعذّب قد يجيء اسماً ونعتاً للعاشق. وعَذَبَةُ السَّوط: طَرَفُه. قال :

مثلُ السّراحِينِ في أعناقِها العَذَبُ

يعني أطراف السُّيور التي قد قلّدت بها الكلاب. والعَذَبَةُ في قضيب البعير أَسَلَتُه. أي: المستدقّ من مقدّمه، ويجمع على عَذَب. وعذَبة شِراك النعل: المرسلة من الشّراك. والعُذَيْبُ: ماء لبني تميم.

بذع: البَذَعُ: شبه الفَزَع. والمبذوع كالمفزوع. قال الأعرابيّ: بُذِعُوا فأبْذَعَرُّوا. أي: فَزِعوا فتفرّقوا. 
عذب
عذُبَ يَعذُب، عُذوبَةً، فهو عَذْب
• عذُب الطَّعامُ أو الشَّرابُ: كان سائغًا حسَن الطَّعم "يتميّز نهرُ النيل بعذوبة مائه- {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} ".
• عَذُب الكلامُ أو اللَّحنُ: كان حسَن الوقع في الأذن "امتاز بعذوبة ألحانه- تكلَّم بعذوبة- تلاوة عَذْبَة". 

أعذبَ يُعذِب، إعذابًا، فهو مُعذِب، والمفعول مُعذَب
• أعذب الماءَ: جعله حُلْوًا مستساغَ الطَّعم. 

استعذبَ يستعذب، استعذابًا، فهو مُستعذِب، والمفعول مُستعذَب
• استعذب الماءَ ونحوَه: وجده سائغًا للشُّرب، حسَنَ الطَّعم "استعذب عصيرَ البرتقال فأكثر منه- استعذب الطَّعامَ- استعذب الموتَ في سبيل الله".
 • استعذب الكلامَ أو الغناءَ: وجده حسَنَ الوقع "استعذب الشِّعرَ/ الصَّوتَ/ التِّلاوةَ". 

تعذَّبَ في يتعذَّب، تعذُّبًا، فهو مُتعذِّب، والمفعول مُتعَذَّب فيه
• تعذَّب في السِّجن: عانى من العَذاب، قاسَى آلامًا نفسيَّةً وجسديَّة "مُتعذِّب في حياته". 

عذَّبَ يُعذِّب، تعذيبًا، فهو مُعذِّب، والمفعول مُعَذَّب
• عذَّب المتَّهمَ: عاقبه عقابًا مؤلمًا جسديًّا أو نفسيًّا "عذّبتني الأيّامُ واللَّيالي- تعذيب النّفس أقوى من تعذيب البدن- {وَلَوْلاَ أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} ".
• عذَّب الشَّيءَ: حبَسَه. 

تعذيب [مفرد]: مصدر عذَّبَ.
• تعذيب مياه البحار: تحليتها. 

عذاب [مفرد]:
1 - ألمٌ جسديٌّ أو نفسيٌّ شديد، كلّ ما شقَّ على النَّفس احتماله، عكْسه نعيم "عذاب الضَّمير/ الحُبِّ- السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ [حديث] ".
2 - عقاب ونكال " {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: مؤلم شديد- {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} ".
• العذابان:
1 - عذاب القبر وعذاب جَهنَّم.
2 - السَّفر والبِناء. 

عَذْب [مفرد]: ج عِذاب وعُذوب، جج عذابات وأَعْذِبَة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عذُبَ.
• الماء العَذْب: (كم) ماءٌ قلّت نسبةُ الأملاح الذَّائبة فيه بحيث أصبح سائغًا، يقابله الماء المِلْح. 

عُذوبَة [مفرد]: مصدر عذُبَ. 
الْعين والذال وَالْبَاء

العَذْبُ من الشَّرَاب وَالطَّعَام: كل مستساغ مَاء عذب وركية عذبة، وَفِي الْقُرْآن: (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ) وَالْجمع عِذَابٌ وعُذُوب، قَالَ أَبُو حَيَّة النميري.

فَبَيَّتْن مَاء صافِيا ذَا شَرِيعَةٍ ... لَهُ غَلَلٌ بينَ الإجامِ عُذُوبُ

أَرَادَ بغلل الْجِنْس فَلذَلِك جمع الصّفة.

وعَذُبَ المَاء عُذوبَةً.

وأعْذَبَهُ الله: جعله عَذْبا عَن كرَاع.

وأعْذبَ الْقَوْم: عَذُبَ ماؤهم.

واسْتَعْذَبُوا: استقوا وَشَرِبُوا مَاء عَذْبا.

واسْتَعْذَبَ لأَهله. طلب لَهُم مَاء عَذْبا.

وَامْرَأَة مِعْذَابُ الرِّيق: سائغته حلوته، قَالَ أَبُو زبيد:

إِذا تَظَنَّيْتَ بَعْدَ النَّوْمِ عِلَّتها ... نَبَّهْتَ طَيَّبَةَ العِلاَّتِ مِعْذَابا

والأعْذَبانِ: الطَّعَام وَالنِّكَاح. وَقيل: الْخمر والريق، وَذَلِكَ لعذوبتهما.

وَإنَّهُ لَعَذْبُ اللِّسَان، عَن اللحياني. قَالَ: شبه بالعذب من المَاء.

والعَذِبَةُ بِالْكَسْرِ عَن اللحياني: أردأ مَا يخرج من الطَّعَام فَيَرْمِي بِهِ.

والعَذِبَةُ والعَذَبَةُ: القذاة. وَقيل: هِيَ القذاة تعلو المَاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَذَبَةُ بِالْفَتْح الكدرة من الطحلب والعــرمض وَنَحْوهمَا. وَقيل: العَذَبَةُ والعَذِبَةُ والعَذْبةُ: الطحلب نَفسه والدمن يَعْلُو المَاء.

وَمَاء عَذِبٌ: كثير القذا والطحلب، أرَاهُ على النّسَب لِأَنِّي لم أجد لَهُ فعلا. وأعْذَبَ الْحَوْض: نزع مَا فِيهِ من القذا والطحلب وكشفه عَنهُ.

وَمَاء لَا عَذِبَةَ فِيهِ: أَي لَا رعي، عَن كرَاع.

وكل غُصْن: عَذَبَةٌ وعَذِبَةٌ.

والعَذِبُ: مَا أحَاط بالدبرة.

والعاذِبُ والعَذُوبُ: الَّذِي لَيْسَ بَينه وَبَين السَّمَاء ستر.

قَالَ الْجَعْدِي يصف ثورا:

فَباتَ عَذُوبا للسَّماءِ كأنَّهُ ... سُهَيْلٌ إِذا مَا أفْرَدَتْهُ الكَوَاكِبُ

وعَذَبَ الرجل وَالْحمار وَالْفرس يَعْذِب عَذْبا وعُذُوبا، فَهُوَ عاذِبٌ وَالْجمع عُذُوبٌ وعَذُوبٌ وَالْجمع عُذُبٌ: لم يَأْكُل من شدَّة الْعَطش. وَأما قَول أبي عبيد: وَجمع العَذُوبِ عُذُوبٌ فخطأ لِأَن فعولًا لَا يكسر على فعول.

والعاذِبُ من جَمِيع الْحَيَوَان: الَّذِي يطعم شَيْئا. وَقد غلب على الْخَيل وَالْإِبِل. وَالْجمع عُذُوبٌ كساجد وَسُجُود.

وَقَالَ ثَعْلَب: العَذُوب من الدَّوَابّ: الَّذِي يرفع رَأسه فَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب، وَالْجمع عُذُب.

والعاذِبُ: الَّذِي يبيت لَيْلَة لَا يطعم شَيْئا.

وَمَا ذاق عَذُوبا كَعَذوف.

وعذَبه عَنهُ عَذْبا وأعذبَه وعذّبه: مَنعه وفطمه.

وأعْذَبه عَن الظُّلم: مَنعه وكفه.

وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ انه شيع سَرِيَّة أَو جَيْشًا فَقَالَ: أعْذِبُوا عَن النِّسَاء. أَي امنعوا انفسكم من ذكر النِّسَاء وشغل الْقُلُوب بِهن.

واستعذب عَن الشَّيْء: انْتهى.

وعذَبَ عَن الشَّيْء وأعْذَبَ واسْتعذَبَ كُله: كف وأضرب.

والعَذَابُ: النَّكال. وكسره الزّجاج على أعذبَةٍ، فَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (يُضَاعَفْ لَهَا العذابُ ضِعْفَين) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: تُعَذَّبُ ثَلَاثَة أعْذِبَةٍ: فَلَا أَدْرِي أَهَذا نَصقَول أبي عُبَيْدَة أم الزّجاج اسْتَعْملهُ.

وَقد عَذَّبَه، وَلم يسْتَعْمل غير مزِيد. وَقَوله تَعَالَى (ولَقَدْ أخَذْناهُمْ بِالعَذابِ) قَالَ الزّجاج: الَّذِي أُخذوا بِهِ الْجُوع.

واستعار الشَّاعِر التعذيبَ فِيمَا لَا حس لَهُ فَقَالَ:

لَيْسَتْ بِسْودَاءَ مِنْ مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ ... ولمْ تُعَذَّبْ بِإدْناءٍ مِنَ النَّارِ

وعَذَبَةُ اللِّسان والسَّوط: طرفه.

وعَذَبةُ الْبَعِير: طرف قضيبه، وَقيل: أسلته. وَقيل: عَذَبَةُ كل شَيْء: طرفه.

والعَذَبة: الْجلْدَة الْمُعَلقَة خلف مؤخرة الرحل من أَعْلَاهُ.

وعَذَبَةُ الرمْح: خرقَة تُشد على رَأسه.

والعَذَبةُ: الْغُصْن.

والعَذَبَةُ: الْخَيط الَّذِي يرفع بِهِ الْمِيزَان. وَالْجمع من كل ذَلِك عَذَبٌ.

وعاذِبٌ: اسْم مَوضِع. قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

تأبَّد مِنْ لَيْلى رُماحٌ فَعاذِبُ ... فَأقْفَرَ مِمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ

والعُذَيْبُ: مَاء لبني تَمِيم، فال كثير:

لَعَمْرِي لئنْ أُمُّ الحكيمِ تَرَحَّلَتْ ... وأخْلَتْ بِخَيماتِ العُذَيْبِ ظِلاَلها

قَالَ ابْن جني: أَرَادَ العُذَيْبَةَ فَحذف التَّاء كَمَا قَالَ:

أبْلِغِ النُّعْمانَ عنِّي مَأْلُكا

عذب: العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ. والعَذْبُ:

الماءُ الطَّيِّبُ. ماءةٌ عَذْبَةٌ ورَكِـيَّة عَذْبَةٌ. وفي القرآن: هذا عَذْبٌ فُراتٌ. والجمع: عِذَابٌ وعُذُوبٌ؛ قال أَبو حَيَّةَ النُّميري:

فَبَيَّتْنَ ماءً صافِـياً ذا شَريعةٍ، * له غَلَلٌ، بَيْنَ الإِجامِ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ، ولذلك جَمَع الصِّفَةَ.

والعَذْبُ: الماء الطَّيِّبُ.

وعَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً، فهو عَذْبٌ طَيِّبٌ.

وأَعْذَبَه اللّه: جَعَلَه عَذْباً؛ عن كُراع.

وأَعْذَبَ القومُ: عَذُبَ ماؤُهم.

واستَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا ماءً عَذْباً. واستعْذَبَ لأَهلِه: طَلب له ماءً عَذْباً. واستَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً.

واستَعْذَبَه: عَدّه عَذْباً. ويُستَعْذَبُ لفلان من بئر كذا أَي يُسْتَقى له. وفي الحديث: أَنه كان يُسْتَعْذَبُ له الماءُ من بيوتِ السُّقْيا أَي

يُحْضَرُ له منها الماءُ العَذْبُ، وهو الطَّيِّبُ الذي لا مُلوحة فيه.

وفي حديث أَبي التَّيّهان: أَنه خرج يَسْتَعذبُ الماءَ أَي يَطْلُبُ

الماءَ العَذْبَ.

وفي كلام عليّ يَذُمُّ الدنيا: اعْذَوْذَبَ جانبٌ منها واحْلَوْلَى؛ هما

افْعَوعَلَ من العُذُوبة والـحَلاوة، هو من أَبنية المبالغة. وفي حديث الحجاج: ماءٌ عِذَابٌ. يقال: ماءة عَذْبَةٌ، وماء عِذَابٌ، على الجمع، لأَن الماء جنس للماءة. وامرأَةٌ مِعْذابُ الرِّيقِ: سائغَتُه، حُلْوَتُه؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

إِذا تَطَنَّيْتَ، بَعْدَ النَّوْمِ، عَلَّتَها، * نَبَّهْتَ طَيِّبةَ العَلاَّتِ مِعْذابا

والأَعْذَبان: الطعامُ والنكاح، وقيل: الخمر والريقُ؛ وذلك لعُذوبَتهما.

وإِنه لَعَذْبُ اللسان؛ عن اللحياني، قال: شُبِّهَ بالعَذْبِ من الماءِ.

والعَذِبَةُ، بالكسر، (1)

(1 قوله «بالكسر» أي بكسر الذال كما صرح به المجد.)

عن اللحياني: أَرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطعام، فيُرْمَى به.

والعَذِبَة والعَذْبَةُ: القَذاةُ، وقيل: هي القَذاةُ تَعْلُو الماءَ. وقال ابن

الأَعرابي: العَذَبَةُ، بالفتح: الكُدْرةُ من الطُّحْلُب والعَــرْمَضِ

ونحوهما؛ وقيل: العَذَبة، والعَذِبة، والعَذْبةُ: الطُّحْلُب نفسُه،

والدِّمْنُ يَعْلُو الماءَ. وماءٌ عَذِبٌ وذو عَذَبٍ: كثير القَذى والطُّحْلُب؛ قال ابن سيده: أَراه على النسب، لأَني لم أَجد له فعلاً. وأَعْذَبَ الـحَوْضَ: نَزَع ما فيه من القَذَى والطُّحْلُبِ، وكَشَفَه عنه؛ والأَمرُ منه: أَعْذِبْ حوضَك. ويقال: اضْرِبْ عَذَبَة الـحَوْضِ حتى يَظْهَر الماء أَي اضْرِبْ عَــرْمَضَــه. وماء لا عَذِبَةَ فيه أَي لا رِعْيَ فيه ولا كَلأَ.

وكل غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ.

والعَذِبُ: ما أَحاطَ بالدَّبْرةِ.

والعاذِبُ والعَذُوبُ: الذي ليس بينه وبين السماءِ سِتْر؛ قال

الجَعْدِيُّ يصف ثوراً وَحْشِـيّاً بات فَرْداً لا يذُوقُ شيئاً:

فباتَ عَذُوباً للسَّماءِ، كأَنـَّه * سُهَيْلٌ، إِذا ما أَفرَدَتْهُ الكَواكِبُ

وعَذَبَ الرجلُ والـحِمارُ والفرسُ يَعْذِبُ عَذْباً وعُذُوباً، فهو عاذِبٌ والجمعُ عُذُوبٌ، وعَذُوبٌ والجمعُ عُذُبٌ: لم يأْكل من شِدَّةِ

العطَشِ. ويَعْذِبُ الرجلُ عن الأَكل، فهو عاذِب: لا صائم ولا مُفْطِرٌ. ويقال للفرس وغيره: باتَ عَذُوباً إِذا لم يأْكل شيئاً ولم يشرب. قال الأَزهري: القول في العَذُوب والعاذِب انه الذي لا يأْكل ولا يشرب، أَصْوَبُ من القول في العَذُوب انه الذي يمتنع عن الأَكل لعَطَشِه.

وأَعْذَبَ عن الشيء: امتنع. وأَعْذَبَ غيرَه: منعه؛ فيكون لازماً

وواقعاً، مثل أَمْلَقَ إِذا افتقر، وأَمْلَقَ غيرَه. وأَما قول أَبي عبيد:

وجمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ، فخطأٌ، لأَنَّ فَعولاً لا يُكَسَّر على فُعولٍ.

والعاذِبُ من جميع الحيوان: الذي لا يَطْعَمُ شيئاً، وقد غَلَبَ على الخيل والإِبل، والجمع عُذُوبٌ، كساجدٍ وسُجُود. وقال ثعلب: العَذُوب من الدوابِّ وغيرها: القائم الذي يرفع رأْسه، فلا يأْكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ، والجمع عُذُب. والعاذِبُ: الذي يبيت ليله لا يَطْعَم شيئاً. وما ذاقَ عَذُوباً: كَعَذُوفٍ.

وعَذَبَه عنه عَذْباً، وأَعْذَبَه إِعْذاباً، وعَذَّبَه تَعْذيباً: مَنَعه وفَطَمه عن الأَمر. وكل من منعته شيئاً، فقد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْته.وأَعْذَبه عن الطعام: منعه وكَفَّه.

واسْتَعْذَبَ عن الشيء: انتهى. وعَذَب عن الشيء وأَعْذَب واسْتَعْذَبَ: كُلُّه كَفَّ وأَضْرَب. وأَعْذَبَه عنه: منعه. ويقال: أَعْذِبْ نَفْسَك عن كذا أَي اظْلِفْها عنه. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، أَنه شَيَّعَ سَرِيَّـةً فقال: أَعْذِبُوا، عن ذِكْرِ النساء، أَنْفُسَكم، فإِن ذلك يَكْسِرُكم عن الغَزْو؛ أَي امْنَعوها عن ذكر النساءِ وشَغْل القُلوب بهنَّ.

وكلُّ من مَنَعْتَه شيئاً فقد أَعْذَبْتَه. وأَعْذَبَ: لازم ومُتَعَدٍّ.

والعَذَبُ: ماءٌ يَخْرُجُ على أَثرِ الوَلَدِ من الرَّحِم. وروي عن أَبي

الهيثم أَنه قال: العَذَابَةُ الرَّحِمُ؛ وأَنشد:

وكُنْتُ كذاتِ الـحَيْضِ لم تُبْقِ ماءَها، * ولا هِـيَ، من ماءِ العَذَابةِ، طاهِرُ

قال: والعَذَابةُ رَحِمُ المرأَة.

وعَذَبُ النَّوائح: هي الـمَـآلي، وهي الـمَعاذِبُ أَيضاً، واحدتها:

مَعْذَبةٌ. ويقال لخرقة النائحة: عَذَبَةٌ ومِعْوَزٌ، وجمعُ العَذَبةِ

مَعاذِبُ، على غير قياس. والعَذَابُ: النَّكَالُ والعُقُوبة. يقال: عَذَّبْتُه

تَعْذِيباً وعَذَاباً، وكَسَّرَه الزَّجَّاجُ على أَعْذِبَةٍ، فقال في قوله تعالى: يُضَاعَفْ لها العَذَابُ ضِعْفَيْن؛ قال أَبو عبيدة: تُعَذَّبُ ثَلاثَة أَعذِبَةٍ؛ قال ابن سيده: فلا أَدري، أَهذا نَصُّ قولِ أَبي عبيدة، أَم الزجاجُ استعمله. وقد عَذَّبَه تَعْذِيباً، ولم يُسْتَعمل غيرَ مزيد. وقوله تعالى ولقد أَخَذْناهُم بالعَذاب؛ قال الزجاج: الذي أُخذُوا به الجُوعُ. واسْتعار الشاعِرُ التَّعْذِيبَ فيما لا حِسَّ له؛ فقال:

لَيْسَتْ بِسَوْداءَ من مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ، * ولم تُعَذَّبْ بـإِدْناءٍ من النارِ

ابن بُزُرْجَ: عَذَّبْتُه عَذابَ عِذَبِـينَ، وأَصابه مني عَذَابُ عِذَبِـينَ، وأَصابه مني العِذَبونَ أَي لا يُرْفَعُ عنه العَذابُ. وفي الحديث: أَنَّ الميت يُعَذَّبُ ببكاءِ أَهله عليه؛ قال ابن الأَثير: يُشْبِهُ أَن يكون هذا من حيث أَن العرب كانوا يُوصُونَ أَهلَهم بالبكاءِ والنَّوح عليهم، وإِشاعةِ النَّعْيِ في الأَحياءِ، وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم،

فالميت تلزمه العقوبةُ في ذلك بما تَقَدَّم من أَمره به.

وعَذَبةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق. وعَذَبَةُ السَّوْطِ: طَرَفُه، والجمع

عَذَبٌ. والعَذَبةُ: أَحَدُ عَذَبَتَي السَّوْط. وأَطْرافُ السُّيوفِ: عَذَبُها وعَذَباتُها. وعَذَّبْتُ السَّوْطَ، فهو مُعَذَّبٌ إِذا جَعَلتَ له عِلاقَـةً؛ قال: وعَذَبَة السَّوْطِ عِلاقَتُه؛ وقول ذي الرمة:

غُضُفٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ ضَارِيَةٌ، * مِثْلُ السَّراحِـينِ، في أَعْنَاقِها العَذَبُ

يعني أَطرافَ السُّيُور. وعَذَبةُ الشَّجَرِ: غُصْنُه. وعَذَبَةُ قَضِـيبِ الجَمَل: أَسَلَتُه، الـمُسْتَدِقُّ في مُقَدَّمِه، والجمع العَذَبُ.

وقال ابن سيده: عَذَبةُ البعير طَرَفُ قَضِـيبِه. وقيل: عَذَبةُ كل شيء طرفُه. وعَذَبَةُ شِرَاكِ النعل: الـمُرْسَلةُ من الشِّرَاك. والعَذَبَةُ: الجِلْدَةُ الـمُعَلَّقَةُ خَلْفَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ من أَعْلاه.

وعَذَبَةُ الرُّمْح: خِرقة تُشَدُّ على رأْسه. والعَذَبة: الغُصْنُ، وجمعه

عَذَبٌ. والعَذَبة: الخَيْطُ الذي يُرْفَعُ به المِـيزانُ، والجمعُ من كل

ذلك عَذَبٌ. وعَذَباتُ الناقة: قوائمها.

وعاذِبٌ: اسم مَوْضِع؛ قال النابغة الجَعْدِي:

تَـأَبـَّدَ، من لَيْلى، رُماحٌ فعاذِبُ، * فأَقْفَر مِـمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ

والعُذَيْبُ: ماء لبَنِـي تميم؛ قال كثير:

لَعَمْرِي لئِنْ أُمُّ الحَكِـيمِ تَرَحَّلَتْ، * وأَخْلَتْ لِخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها

قال ابن جني: أَراد العُذَيْبةَ، فحذف الهاء كما قال:

أَبْلِـغ النُّعْمانَ عَنّي مَـأْلُكاً

قال الأَزهري: العُذَيْبُ ماء معروف بين القادِسيَّةِ ومُغِـيثَةَ. وفي

الحديث: ذِكْرُ العُذَيْبِ، وهو ماء لبني تميم على مَرْحلة من الكوفة، مُسَمّى بتصغير العَذْبِ؛ وقيل: سمي به لأَنه طَرَفُ أَرض العرب من العَذَبة، وهي طَرَفُ الشيء. وعاذِبٌ: مكانٌ. وفي الصحاح: العُذَبِـيُّ الكَرِيمُ الأَخْلاق، بالذال معجمة؛ وأَنشد لكثيرٍ:

سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيْلِها، ثم أَعْرَضَتْ * إِلى عُذَبِـيٍّ، ذِي غَناءٍ وذي فَضْلِ

قال ابن بري: ليس هذا كُثَيِّر عَزَّة، إِنما هو كُثَيِّرُ بن جابر

الـمُحارِبيُّ، وهذا الحرف في التهذيب في ترجمة عدب، بالدال المهملة، وقال: هو العُدَبِـيُّ، وضبطه كذلك.

عذب
: (العَذْبُ مِنَ الطَّعَام والشَّرَابِ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ تقديمُ الشَّرَابِ عَلَى الطَّعَام: (كُلُّ مُسْتَسَاغ) . والعَذْبُ: المَاءُ الطَّيِّبُ. مَاءَةٌ عَذْبةٌ ورَكيَّةٌ عَذْبَةٌ. وَفِي القُرْآنِ: {هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ} (الْفرْقَان: 53) وعَذُبَ المَاءُ يَعْذُبُ عُذُوبَة فَهُوَ عَبٌ طَيِّبٌ والجَمْعُ عذَابٌ، بالكَسْرِ وعُذُوبٌ، بالضَّمِّ. قَالَ أَبُو حَيَّة النُّمَيْرِيّ:
فَبَيَّتْنَ مَاءً صَافِياً ذَا شَرِيعَةٍ
لَهُ غَلَلٌ بَيْنَ الإِجَامِ عُذُوبُ
قَالَ ابْنُ مَنْظُور: أَرَادَ بِغَلَلٍ الجنْسَ، فَلِذَلك جَمَعَ الصَّفَةَ. وَفِي حَديث الحَجَّاجِ (مَاءٌ عِذَابٌ) . يُقَالُ: مَاءَةٌ عَذْبَةٌ، وَمَاءٌ عذَابٌ، عَلَى الجَمْعِ؛ لأَنَّ المَاءَ جِنْسٌ لِلْمَاءَة.
(و) العَذْبُ والعُذُوبُ، بالضَّمِّ: (تَرْكُ) الرَّجُلِ والحِمَارِ والْفَرَسِ (الأَكْل مِنْ شِدَةِ العَطَشِ) فَهُوَ لَا صَائِمٌ وَلَا مُفْطر، (وَهُوَ عَاذِبٌ) ، والجَمْعُ عُذُوبٌ بالضَّمّ، (وعَذُوبٌ) ، كَصَبُور، والجَمْع عُذُبٌ، بِضَمَّتَيْنِ. ويُقَالُ لِلْفَرسِ وغَيْرِه: بَاتَ عَذُوباً، إِذَا لَمْ يَأْكُلْ شَيْئا وَلم يَشْرَبْ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: القَوْلُ فِي العَذُوبِ والعَاذِبِ أَنه الذِي لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ أَصْوَبُ مِنَ القَوْلِ فِي العَذُوبِ أَنَّه الَّذِي يَمْتَنِع عَنِ الأَكْلِ لِعَطَشِه.
وأَمَّا قَوْلُ أَبِي عُبَيْد: وجَمْعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ فخَطَأٌ، لأَنَّ فَعُولاً لَا يُكْسَّر عَلَى فُعُول. قُلْتُ: هُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَةِ وفَوَائِد الأَشبَاهِ والنَّظَائِر وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَن لم يَحْفَظ.
ثُم قَالَ: والعَاذِبُ مِنْ جَمِيع الْحَيَوَانِ: الَّذي لَا يَطْعَمُ شَيْئاً، وَقد غَلَب عَلَى الخَيْلِ والأُبِلِ، والجَمْعُ عُذُوبٌ كَسَاجِدِ وسُجُود. وقَالَ ثَعْلَب: العَذُوبُ مِنَ الدَّوَابِّ وغَيْرِهَا: القَائِمُ الَّذي يَرْفَعُ رَأْسَه فَلَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ، وكذَلِكَ العَاذِبُ الجَمْع عُذُبٌ. والعَاذِبُ: الذِي يَبِيتُ لَيْلَةُ لَا يَطْعَمُ شَيْئاً.
(و) العَذْبُ: (المَنْعُ، كالإِعْذَابِ والتَّعْذِيبِ) ، عَذَبَه عَنْه عَذْباً، وأَعْذَبَه إِعْذَاباً، وعَذَّبَه تَعْذِيباً: مَنَعَه وفَطَمَه عَن الأَمْرِ، وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيْئاً فَقَد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْتَه. (و) العذْبُ: (الكَفُّ) ، يُقَالُ: عَذَبه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا كَفَّه، (والتَّرْكُ، كالإِعْذَابِ والاسْتعْذَابِ) ، يُقَال: أَعْذَبَه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا مَنَعَه وكَفَّه، واسْتَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ: انْتَهَى. وعَذَبَ عَن الشَّيْءِ وأَعْذَبَ واسْتَعْذَبَ كُلُّه: كَفَّ وأَضْرَبَ. وأَعْذَبَه عَنْه: منَعَه. ويُقَالُ: أَعْذِب نَفْسَكَ عَنْ كَذَا، أَي اظْلِفْهَا عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه (أَنَّهُ شَيَّعَ سَرِيَّةً فَقَالَ: أَعْذِبُوا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ أَنْفُسَكم فَإِنَّ ذَلِكَ يَكْسِرُكُم عَنِ الغَزْوِ) أَي امْنَعُوهَا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاء وشَغْلِ القُلُوبِ بِهِنْ. وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيئاً فقد أَعْذَبْتَه. وأَعْذَبَ لَازِمٌ ومُتَعَدَ.
وَفِي التَّهْذيبِ: أَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ: امْتَنَع. وأَعْذَبَ غَيْرَه: مَنَعَه، فَيَكُونُ لَازِماً وَوَاقِعاً، مِثْلَ أَمْلَقَ إِذَا افتَقَر وأَملَقَ غَيْرَه.
وَفِي الأَسَاس: يُقَالُ أَعْذَبَ عَن الشَّيْءِ واسْتَعْذَبَ: امْتَنَع. ويُقَالُ: أَعْذِبُوا عَنِ الآمَالِ أَشَدَّ الإِعْذَابِ فإِنَّهَا تُورِثُ الغَفّلَة وتُعْقِبُ الحَسْرَة. (يَعْذِبُ) كيَضْرِب (فِي الكُلِّ) مِمَّا ذُكِرَ غَيْر عَذَبَ المَاءُ والطَّعَامُ فإِنَّ مُضَارِعَهُمَا يَعْذُب بالضَّمِّ.
(و) العَذَبُ (بالتَّحْرِيك: القَذَى) يَعْلُو المَاءَ (ومَا يَخْرُجُ فِي) ، وَفي نُسْخَة عَلَى (أَثَرِ الوَلَدِ مِنَ الرَّحِمِ) .
(و) العَذَبُ: (شَجَرٌ) مِنَ الدِّقِّ، قَالَهُ أَبُو حَنِيفَة وأَنْشَد:
مُنْهَتِكُ الشَّعْرَانِ نَضَّاخُ العَذَبْ
(و) العَذَبُ: (مَآلى) بالمَدِّ (النَّوَائِح، كالمَعَاذِب) ، أَي فِي الأَخيرِ وَحدَتُهَا معْذَبَةٌ. ويُقَالُ لخرْقَةِ النَّائِحَة عَذَبَةٌ ومعْوَزٌ، وجَمْعُ العَذَبَة مَعَاذِبُ، على غَيْره فقيَاس قَالَه أَبُو عَمْرو. (و) العَذَبُ: (الخَيْطُ الَّذِي يُرْفَع بِهِ المِيزَانُ.
(و) العَذَبُ: (طَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ) .
(ومِنَ البَعِيرِ: طَرَفُ قَضِيبه) ، قَالَهُمَا ابْن سيدَه. وَقَالَ غَيْره: هُوَ أَسَلَتُه المُسْتَدِقُّ فِي مُقَدَّمه.
(و) العَذَبُ: (الجِلْدَةُ المُعَلَّقَة خَلْفَ مُؤَخَّرَةِ الرَّحْلِ) مِنْ أَعْلَاه.
ومِنَ الرُّمْح: خِرْقَة تُشَدُّ عَلَى رَأْسِه، وَمِنْه يُقَالُ: خَفَقَتْ عَلَى رَأْسِهِ العَذَبُ، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
ومِنَ النَّعْلِ: المُرْسَلَةُ مِنَ الشِّرَاكِ.
ومِنَ العِمَامَة: مَا سُدِلَ بَيْنَ الكَتِفَيْنِ مِنْهَا.
ومِنَ السَّوطِ: عِلَاقَتُهُ وطَرَفُه.
ومِنَ اللِّسَانِ: طَرَفُه الدَّقِيقُ.
والعَذَبُ: أَطرافُ السُّيُور؛ وَهِي العَذَبَاتُ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأَشْدَاقِ ضَارِيَةٌ
مِثْلُ السَّراحِينِ فِي أَعْنَاقِهَا العَذَبُ
يَعْنِي أَطْرَافَ السُّيورِ.
وَعَذَّبْتُ السَّوْطَ فَهُوَ مُعَذَّبٌ إِذَا جَعَلْتَ لَهُ عِلَاقَةً. والَّذِي فِي الأَسَاس: وعذَّب سَوْطَه وهَدَّبَه جَعَلَ لَهُ عِلَاقَةً.
والعَذَبُ مِنَ الشَّجَرِ: غُصْنُه، (الوَاحِدَة بِهَاءٍ فِي الكُلِّ) مِمَّا ذُكِرَ.
(واسْتَعْذَبَ) الرَّجُلُ مَاءَه: (اسْتَقَى عَذْباً) . واسْتَعْذَبَه: عَدَّه عَذْباً. واسْتَعْذَبَه: شَرِبَه عَذْباً. واسْتَعْذبَ لِأَهْلِه طَلَب لَهُم مَاءً عَذْباً، ويَسْتَعذِب لِفُلَانٍ مِنْ بِئْرِ كَذَا أَي يَسْتَقِي لَهُ. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّه كَانَ يُسْتَعْذَب لَهُ المَاءُ العَذْبُ. وَهُوَ الطَّيِّبُ الَّذي لَا مُلُوحَةَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي التَّيِّهَانِ أَنَّه خَرَجَ يَسْتَعْذِبُ المَاءَ) أَي يَطْلُبُ المَاءَ العَذْبَ.
والعَذُوبُ والعَاذِبُ: الَّذِي لَيْسَ بَيْنَه وبَيْنَ السَّمَاءِ سِتْرٌ، وَفِي نُسْخَة: (سُتْرَة) أَوْرَدَه ابْنُ السِّيد فِي الفَرْق. وقَالَ الجَعْدِيُّ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا بَات فَرْداً لَا يَذُوقُ شَيْئاً:
فَبَاتَ عَذُوباً للِسَّمَاءِ كَأَنَّهُ
سُهَيْلٌ إِذَا مَا أَفْردَتْهُ الكَوَاكبُ
وشَاهدُ العَاذِب انْظُره فِي الفَرْق.
(والعذْبَةُ بِالفَتْحِ و) العَذَبَةُ (بالتَّحْرِيكِ و) العَذِبَةُ (بكَسْرِ الثَّانِيَة) ، الأَوْجُه الثَّلَاثَةُ فِي لِسَانِ العَرَبِ ونُقل عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ الوَجْهُ الأَوَّلُ وقَالَ: هِيَ الكُدْرَةُ مِنَ الطُّحْلُبِ والعَــرْمَض ونَحْوِهِمَ، وقِيلَ: هِيَ (الطُّحْلُب) نَفْسُه والدِّمْن يَعْلُو المَاءَ. (و) يُقَالُ مِنْه: (مَاءٌ عَذِبٌ كَكَتِف) وذُو عَذَبٍ أَي (مُطَحْلِبٌ) أَي كَثِيرُ القَذَى والطُّحْلُبِ. قَالَ ابْن سِيدَه: أُرَاهُ عَلَى النَّسَبِ، لأَنِّي لَمْ أَجِد لَهُ فِعْلاً.
(وأَعْذَبَه) أَي الحَوْضَ (نَزَعَ طُحْلُبَه) ومَا فِيهِ مِنَ القَذَى وكَشَفَه عَنْهُ. والأَمْرُ مِنْهُ: أَعْذِبْ حَوْضَك. ويُقَال: اضْرِبْ عَذَب الحَوْضِ حَتَّى يَظْهَرَ المَاءُ، أَي اضْرِب عَــرْمَضَــه. (و) أَعْذَبَ (القَوْمُ عَذُبَ مَاؤُهُم) .
(والعَذِبَةُ بِكَسْرِ الذَّالِ) المُعْجَمَة عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ أَرْدَأُ (مَا يَخْرُجُ مِن الطَّعَامِ فيُرْمَى) بِهِ (و) العَذِبَة والعَذْبَةُ بالوَجْهين: (القَذَاةُ) ، وقِيلَ: هِيَ القَذَاة تَعْلُو المَاءَ، ويُقَالُ: مَاءٌ لَا عَذِبَةَ فِيهِ، أَي لَا رِعْيَ فِيهِ وَلَا كَلَأَ. وكُلُّ غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ.
(و) العَذِبَةُ: (مَا أَحَاطَ مِنَ الدِّرَّةِ) بِكَسْرِ الدَّالِ المُهْمَلَةِ وتَشْدِيدِ الرَّاءِ، هكَذَا فِي نُسْخَتِنا. وَفِي أُخْرَى: مَا أَحَاطَ بالدَّبرَةِ، بفَتْح فَسُكُون، وهكَذَا فِي المُحْكَمِ وغَيْرِهِمَا. والعَذَبَةُ: أَحَدُ عَذَبَتِي السَّوْطِ.
(و) يُقَال: فُلَانٌ مَفْتونٌ بالأَعْذَبَيْنِ، (الأَعْذَبَان: الطَّعَامُ والنِّكَاحُ، أَوِ الرِّيقُ) .
وَفِي الأَسَاس: الرُّضَابُ (والخَمْرُ) ، قَالَ ابْنُ مَنْظُور: وذلِكَ لِعُذُوبَتِهِما.
(والعَذَابُ: النَّكَالُ) والعُقُوبَة. وقولهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 76) قَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي أُخِذُوا بِهِ الجُوعُ. وقَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَنْ أَهْلِ الاشْتِقَاق: إِنَّ العَذَابَ فِي كلَامِ العَرَب مِنَ العَذْب وَهُوَ المَنْع، يُقَال: عَذَبْتُه عَنْه أَي مَنَعْتُه، وعَذَب عُذُوباً أَي امْتَنَعَ، وسُمِّيَ المَاءُ الحُلْوُ عَذْباً لمَنْعِه العَطَش، والعَذَابُ عَذَاباً لمَنْعِهِ المُعَاقَبَ من عَوْدِهِ لِمِثْلِ جُرْمِه، ومَنْعِه غَيْرَه مِنْ مِثْلِ فِعْلِه. قلت: وَهُوَ كَلَام حَسَنٌ (ج أَعْذِبَةٌ) ، هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ وسَيَأْتِي للمُصَنِّف فِي (ن هـ ز) أَنَّ العَذَابَ لَا يُجْع بالكُلِّيَّة وإِن قَالَ بَعْضٌ: إِنَّ جَمْعَه كذلِك قِيَاسِيٌّ، كَطَعَام وأَطْعِمَة، لَا يَتَوَقَّف عَلَى سَمَاع، فَفِيهِ نَظَرٌ ظَاهِر، لأَنَّ الطَّعَامَ أَصْلُه مَصْدَر، وصَارَ اسْماً لِمَا يُؤْكَلُ، ولَيْسَ العَذَابُ كَذلِك، قَالَهُ شَيْخُنَا. قلتُ: وإِذَا كَانَ العَذَابُ اسْماً لِمَا يُعَذَّب بِهِ، كَالْجُوعِ، عَلَى مَا قَدَّمْنَا عَن الزَّجَّاج، فَلَا مَانعَ عَنْ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى أَعْذِبَةِ، فَتَأَمَّل. قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} (الْأَحْزَاب: 30) قَالَ أَبُو عُبَيْد: تُعَذَّبُ ثَلَاثَةَ أَعْذِبَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي أَهَذَا نَصُّ قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَم الزَّجَّاج استَعْمَلَه (وَقد عَذَّبَه تَعْذِيباً) وَلم يُسْتَعْمَل غَيْر مَزِيدٍ. قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ: واسْتَعَارَ الشَّاعِر التَّعْذِيب فِيمَا لَا حِسَّ لَهُ فَقَالَ:
لَيْسَتْ بِسَودَاءَ مِن مَيْثَاءَ مُظْلِمَةٍ
وَلم تُعَذَّبْ بإِدْنَاءٍ مِنَ النَّارِ
وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِه عَلَيْهِ) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: يُشْبه أَنْ يَكُونَ هَذَا مِن حَيْثُ إِنَّ العَرَب كَانُوا يُوصُون أَهْلَهم بالبُكَاءِ والنَّوْح عَلَيْهم وإِشَاعَة النَّعْيِ فِي الأَحْيَاء، وكَانَ ذلِكَ مَشْهُوراً مِنْ مَذَاهِبهم، فالمَيِّتُ تَلْزَمُهُ العُقُوبَةُ فِي ذلِكَ، بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِهِ بِه. (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: عَذَّبْتُه عَذَابَ عِذَبِينَ.
و (أَصَابَه) مِنِّي (عَذَابُ عِذَبِينَ كبِلَغِينَ) أَي بِكَسْرٍ فَفَتْح فَكَسْر، وكَذلِك أَصَابَه (مِنّي) العِذَبُونَ (أَي لَا يُرْفَع عَنْه العَذَابُ) .
(و) العَذَّابُ (كَكَتَّان: فَرَسُ البَدَّاء بْنِ قَيْس) ، وَفِي نُسْخَةٍ البَرَاء بِالرَّاءِ والأُولَى الصَّوَابُ. (والعُذَيْبُ والعُذَيْبَةُ مُصَغَّرَيْنِ ماءانِ) الأَخِيرُ بالقُرْبِ مِنْ يَنْبُعَ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: العُذَيْبُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ القَادِسِيَّة ومُغِيثَةَ. وَفِي الحَدِيثِ ذِكْرُ العُذَيْبِ وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيم عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنَ الكُوفَةِ، مُسَمًّى بِتصْغِيرِ العَذْبِ، وقِيل سُمِّي بِهِ لأَنَّه طَرَفُ أَرْضِ العَرَب، من العَذَبة، وَهِي طرَفُ الشَّيْء. وقَال كُثَيِّر:
لَعَمْرِي لَئِنْ أُمُّ الحَكِيمِ تَرَحَّلَت
وأَخْلَتْ لخَيْمَاتِ العُذَيْبِ ظِلَالَهَا
قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَرَادَ العُذَيْبَةَ فحَذَف الهَاءَ.
(وعَذابُ) بالفَتْح: (د) بالصَّعِيد ونُسِبَت إِلَيْهَا الصَّحْرَاءُ، دُفِنَ فِيهَا السَّيِّدُ القُطْبُ الرَّبَّانِيُّ الإِمَامُ أَبُو الحَسَن الشَّاذِلِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ.
(والعَذْبُ: شَجَرٌ) وَقد تَقَدَّمَ فِي العَذَب المُتَحَرِّك، وَهُمَا وَاحِدٌ، فَهُوَ كالتَّكْرَارِ لِمَا قَبْلَه. وبالتَّحْرِيكِ قَيَّدَهُ أَبُو حَنِيفَة فِي كِتَاب النَّبَاتِ.
(والعَذَابَة) كَسَحَابَة هِيَ (العَدَابَةُ) وَهِيَ الرَّحِمُ، رَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ، وأَنْشَدَ البَيْتَ السابِقَ الذِّكْر فِي المُهْمَلَة هُنَا.
(و) فِي الصَّحَاح: (العُذَبِيُّ) : الكَرِيمُ الأَخْلَاق، بالذَّال. المُعْجَمَة وأَنْشَدَ البَيْتَ الَّذِي سَبَقَ فِي المُهْمَلَة، أَي (كالعُدَبِيِّ) . وهَذَا الحَرْفُ فِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَة عَدَبَ بالدَّالِ المُهْمَلَة وقالَ: هُوَ العُذَبِيّ، وضَبَطَه كَذلِكَ، وَقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه.
(والعَذْبَةُ) بِفَتْح فَسُكُون: (شَجَرَةٌ تُمَوِّتُ البُعْرَانَ) ، بالضَّمِّ، جَمْع بَعِير، أَي إِذَا أَكَلَت مِنْهَا، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ. (ودَوَاءٌ م) أَي مَعْرُوفٌ.
(وذَاتُ العَذْبَةِ: ع) وعَاذِبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ آخَر. قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:
تَأَبَّدَ مِنْ لَيْلَى رُماحٌ فَعَاذِبُ
فأَقْفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَّنَاضِبُ
كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب. (والاعْتِذَابُ: أَن تُسْبِلَ لِلْعِمَامَة عَذَبَتَيْنِ) ، مُحَرَّكَةً، (مِنْ خَلْفِهَا) ، وَهُمَا طَرَفَا الْعِمَامَة، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.
(والعَذَبَات، مُحَرَّكَةٌ) : أَطْرَافُ السُّيُورِ. لحَقُّ عَلَى عَذَبَاتِ أَلْسِنَتِهم، جَمُعُ عَذَبَة. وعَذَبَاتُ الناقةِ: قَوَائِمُهَا. و (فَرَسُ يَزِيدَ بْنِ سُبَيْع. ويَوْمُ العَذَبَاتِ: مِنْ أَيَامِهِم) .
وَفِي الأَسَاس: وَفُلَان لَا يَشْرَب المُعَذَّبَةَ، أَي الخَمْرَ المَمْزُوجَةَ الخَمْرَ المَمْزُوجَةَ.
واسْتدرَكَ شيخُنَا على المُؤَلِّف:
أَنَّه يُقَال: اعذَوْذَبَ المَاءُ، كاحْلَوْلَى، إِذَا صَارَ عَذْباً، ذكره جماعَةٌ، وأَغْفَلَه الجَمَاهِيرُ كالمُصَنِّف. قلت: وَهُوَ وعارِدٌ فِي كلامِ سَيِّدِنا عَلِيَ رَضِي الله عَنْه يَذُمُّ الدُّنيا: (اعْذَوْذَبَ جَانِب مِنْهَا واحْلَوْلَى) . قَالَ ابْنُ مَنْظُور: هُمَا افْعَوْعَلَ، من العُذُوبَةِ والحَلَاوَة، وَهُوَ مِن أَبْنِيَة المُبَالَغَة، وَقد ذكره غيرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة، وَذكره اللَّبلِيُّ مَعَ أَخَوَاتِه فِي بُغْيَةِ الآمال. فَلَا أَدْرِي مَاذَا أَرَاد بالجَمَاهِير.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ على الْمُؤلف:
امرَأَةٌ مِعْذَابُ الرِّيقِ: سَائِغَتُه حُلْوَتُه. قَالَ أَبُو زُبَيْد:
إِذَا تَطَيَّبْت بَعْدَ النَّوْم عِلَّتَها
نَبَّهْتَ طَيِّبَةَ العِلَّات مَعْذَابَا
ويُقَالُ: إِنَّه لَعَذْبُ اللِّسَان، عَنِ اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: شُبِّه بالعَذْبِ مِن المَاءِ. وَيُقَال: مررتُ بمَاءٍ مَا بِه عَذِبَةٌ كفَرِحَة، أَي لَا رِعْيَ فِيهِ وَلَا كَلَأَ. وأَبُو عَذَبَة، مُحَرَّكةً، تَابِعِيٌّ، عَن عَمْرو، عَنهُ شُريح بن عُبيد.
ع ذ ب: (الْعَذْبُ) الْمَاءُ الطَّيِّبُ وَبَابُهُ سَهُلَ. 

عذب

1 عَذُبَ, (S, O, Msb, K, TA,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عُذُوبَةٌ, said of water, (S, O, Msb, K, TA,) [and app. of wine or other beverage, and of food, (see عَذْبٌ,)] It was, or became, sweet: (S, O, * TA:) or it was, or became, easy and agreeable to be drunk or swallowed. (Msb.) [See also 12. b2: Freytag has also assigned to it a meaning belonging to أَعْذَبَ, q. v.]

A2: عَذَبَ: see 4, in two places.

A3: And see also 2, last sentence.

A4: [عَذِبَ, inf. n. عَذَبٌ, is mentioned by Golius as signifying “ Quisquiliis aut lente palustri obducta fuit,” and in a similar manner by Freytag; by both as said of water, and as on the authority of the K: but I find, in the K, no ground for this, except an explanation of عَذِبٌ, q.v., of which ISd knew not a verb.]2 عذّبهُ, inf. n. تَعْذِيبٌ, He punished, castigated, or chastised, him: (S, O, Msb, K:) [and he, or it, tormented, or tortured, him:] originally, he beat him: then, he punished him in any painful manner. (Msb.) It is said in a trad., إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَآءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ [Verily the dead will be punished for his family's weeping for him]: the reason of which is probably this; that the Arabs used to charge their families to weep and wail for them; therefore the dead is obnoxious to punishment for his having done this. (IAth, TA.) And the verb is used metaphorically in relation to that which has not sensation: a poet says, لَيْسَتْ بِسَوْدَآءَ مِنْ مَيْثَآءَ مُظْلِمَةٍ

وَلَمْ تُعَذَّبْ بِإِدْنَآءٍ مِنَ النَّارِ [It (app. wine) is not black, from Meytha, darkcoloured; nor has it been mulled (such seems to be here the meaning of the verb) by being put near to fire, or by being boiled]. (L, TA. [See also مُعَذَّبَةٌ.]) b2: See also 4, in two places.

A2: عذّب سَوْطَهُ, and هدّبهُ, [perhaps a mistranscription for ↓ عَذَبَهُ, for accord. to Golius, this last and the first here mentioned are expl. by Z in the sense here following,] He put an عِلَاقَة [i. e. an عَذَبَة] to his whip: so in the A. (TA.) 4 اعذب القَوْمُ The people, or party, became in the condition of having sweet water. (K, TA. [Freytag has erroneously assigned this meaning to عَذُبَ.]) A2: And اعذب, (O, TA,) inf.n. إِعْذَابٌ, (K, TA,) He abstained, or desisted, (O, K, * TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing; (TA;) and, (K, TA,) in like manner followed by عَنْ, (TA,) he left, quitted, or relinquished, (K, TA,) a thing: (TA:) and ↓ استعذب, (K, TA,) likewise followed by عَنْ, (TA,) signifies the same: (K, TA:) and عَذْبٌ, (K, TA,) as inf. n. of ↓ عَذَبَ, (MF, TA,) signifies the abstaining, &c., (K, MF, TA,) from a thing: and [particularly] the abstaining (of a man, and of an ass, and of a horse, TA) from eating, by reason of intense thirst; (K, TA;) being neither fasting nor breaking fast; (TA;) and so عُذُوبٌ as inf. n. of the same verb. (MF, TA.) A3: And اعذبهُ, (S, O,) inf. n. إِعْذَابٌ; (K;) and ↓ عذّبهُ, (O,) inf. n. تَعْذِيبٌ; (K;) and ↓ عَذَبَهُ, (O,) inf. n. عَذْبٌ; (K;) He prevented, hindered, withheld, restrained, or forbade, him, (S, O, K, *) عَنِ الأَمْرِ from [doing] the thing, or affair. (S, O.) One says, أَعْذِبْ نَفْسَكَ عَنْ كَذَا Withhold, or restrain, thyself from such a thing. (S, O.) A4: اعذبهُ [He deprived it of its عَذَب; i. e.] he removed from it, (S, O, K,) namely, water, (K,) or a watering-trough, or tank, (S, O,) the floating particles that were upon it, (S, O,) or its [green substance termed] طُحْلُب, (K,) or both of these: (TA:) and ↓ تَعْذِيبٌ [in like manner] signifies the removing of what is termed عَذَب. (Bd in ii. 6.) 8 اعتذب He made [the] two ends (عَذَبَتَيْنِ) of his turban to hang down behind. (O, K, TA.) 10 استعذب المَآءَ He reckoned, or esteemed, the water sweet. (O, Msb, TA.) b2: And He sought sweet water: you say, استعذب لِأَهْلِهِ he sought sweet water for his family. (TA.) b3: And He drank the water sweet. (TA.) b4: and He drew sweet water. (S, O, K. *) One says, يُسْتَعْذَبُ لِفُلَانٍ مِنْ بِئْرِ كَذَا i. e. [Sweet water] is drawn for such a one from such a well. (S, O.) b5: And استعذب لَهُ المَآءَ He brought to him sweet water. (TA.) A2: See also 4.12 اعذوذب, like اِحْلَولَى, said of water, It was, or became, sweet, [like عَذُبَ,] or very sweet. (Lb, TA.) عَذْبٌ Sweet water: (S, O:) or water, (Msb,) or wine, or beverage, and food, (K,) that is easy and agreeable to be drunk or swallowed: (Msb, K:) pl. عِذَابٌ (O, Msb, TA) and عُذُوبٌ. (TA.) You say رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ [A well of sweet water] : and مَآءٌ عَذْبٌ [sweet water]: and also مَآءَةٌ عَذْبَةٌ [a sweet water]: and مَآءٌ عِذَابٌ [sweet water or waters], using a pl. epithet in this last case because مَآءٌ is a coll. gen. n., of which مَآءَةٌ is the n. un. (TA.) And Aboo-Heiyeh En-Nemeree says, describing water, لَهُ غَلَلٌ بَيْنَ الإِجَامِ عُذُوبُ [Having sweet water permeating amid the reedbeds, or the thickets]: he uses غَلَلٌ as a coll. gen. n., and therefore pluralizes the epithet. (L, TA.) b2: One says also نِساءٌ عِذَابُ الثَّنَايَا (assumed tropical:) [Women sweet in respect of the front teeth]. (A.) b3: And إِنَّهُ لَعَذْبُ اللِّسَانِ (assumed tropical:) [Verily he is sweet in respect of the tongue]; likening his tongue to the water that is termed عَذْب. (Lh, TA.) A2: Also A sort of trees; (K, TA;) the same that is called عَذَبٌ [q. v.]. (TA.) عَذَبٌ, (S, O, K,) [a coll. gen. n.] of which, in all its senses, the n. un. is darr; عَذَبَةٌ, (K, TA,) Motes, or particles of rubbish or the like, (S, O, K, TA,) floating upon water. (TA.) [In this sense, it is said in the S and O that عَذَبَةٌ is its sing. or n. un.] One says مَآءٌ ذُو عَذَبٍ Water abounding with such motes or particles. (S, O. See also عَذِبٌ.) And ↓ عَذِبَةٌ has the same meaning as the n. un. of عَذَبٌ in this sense: (K:) and signifies likewise, as also ↓ عَذَبَةٌ and ↓ عَذْبَةٌ, (L, K,) this last mentioned by IAar, (L,) [the green substance called] طُحْلُب (L, K, TA) and عَــرْمَض and the like, (L, TA,) or طُحْلُب and dung (دِمْن), floating upon water. (TA.) b2: And What comes forth next after the fœtus from the womb. (O, K.) A2: Also A sort of trees, (AHn, O, K,) of the shrub-kind: (AHn, O:) the same that is called عَذْبٌ. (TA.) A3: and The pieces of rag that women hold when wailing for the dead; as also مَعَاذِبُ, (O, K,) pl. of ↓ مَعْذَبَةٌ [or probably مِعْذَبَةٌ, like its syn. مِئْلَاةٌ, originally مِئْلَوَةٌ], or , accord. to AA, an anomalous pl. of [the n. un. of عَذَبٌ, i. e.] عَذَبَةٌ: (O:) one of such pieces of rag is also called مِعْوَزٌ, as well as عَذَبَةٌ. (TA.) b2: And Straps, or thongs: (S, O:) or the extremities thereof; as also ↓ عَذَبَاتٌ. (TA.) So in the saying of Dhu-r-Rummeh, (S, O, TA,) describing dogs of the chase, (O,) غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأَشْدَاقِ ضَارِيَةٌ مِثْلُ السَّرَاحِينِ فِى أَعْنَاقِهَا العَذَبُ [Having pendulous ears, wide in the sides of the mouth, habituated to the chase, resembling wolves, with straps, or thongs, or the extremities thereof, upon their necks]. (S, O, TA.) b3: Also, (K,) or ↓ عَذَبَةٌ, in this and other senses following, (S, O, Msb, &c.,) [the former evidently wrong, the latter (as is said in the K) being its n. un. in all its senses,] The string with which a balance, or pair of scales, is raised. (S, O, Msb, K.) b4: And The end, or extremity, of a whip; (Mgh in art. ثمر, and Msb;) its tail; also called its ثَمَرَة: (Mgh ubi suprà:) or its عِلَاقَة, (TA in the present art.,) which means the [suspensory] thong in the handle thereof: (TA in art. علق:) or [it may have both of these significations, for it is said that it is] one of the عَذَبَتَانِ of a whip. (S, O.) b5: The end, or extremity of anything. (A, K.) b6: The extremity of the tongue; (S, O, Msb;) its [tip or] narrow extremity: (TA:) pl. ↓ عَذَبَاتٌ. (Msb.) One says, أَلْسِنَتِهِمْ ↓ الحَقُّ عَلَى عَذَبَاتِ [Truth is on the tips of their tongues]. (A, TA.) b7: The extremity of the penis of a camel: (ISd, K, TA:) or the extremity of a camel's penis thin in the fore part. (TA.) b8: The part that hangs down of the [thong called] شِرَاك [q. v.] of a sandal. (O, TA. [See also ذُؤَابَةٌ.]) b9: A piece of skin which is hung behind the hinder part (مُؤْخِرَة, O, K, or مُؤَخَّرَة, CK) of the [camel's saddle called] رَحْل, (O, K,) from its upper portion; (O;) also termed ذُؤَابَةٌ. (TA in art. ذأب.) b10: And عَذَبٌ [accord. to the TA, but correctly ↓ عَذَبَةٌ, (see 8,)] The portion [i. e. end] of a turban, that is made to hang down between the shoulders. (TA.) b11: And the same, [correctly ↓ عَذَبَةٌ, as is shown by what follows,] A piece of rag [or strip of linen or the like, called in French cravate,] that is bound upon the head of a spear. (TA.) One says, خَفَقَتْ عَلَى رَأْسِهِ العَذَبُ (A, TA) i. e. خِرَقُ الأَلْوِيَةِ [The cravates fluttered over his head]. (A.) b12: And ↓ عَذَبَةٌ signifies also A branch of a tree; (S, O, Msb;) and so ↓ عَذِبَةٌ. (TA.) عَذِبٌ (K, TA) and ↓ ذُو عَذَبٍ (TA) Water overspread by [the green substance termed] طُحْلُب: (K, TA:) or abounding therewith, and with motes, or particles of rubbish or the like: (TA:) [or the latter signifies as expl. before: see عَذَبٌ, third sentence:] عَذِبٌ is thought by ISd to be a possessive epithet, [meaning ذُو عَذَبٍ,] because he found no verb belonging to it. (TA.) A2: عَذِبٌ is also syn. with عَظِبٌ meaning A man alighting, or abiding, in places of dried-up herbage, and in a waterless desert. (TA in art. عظب.) عَذْبَةٌ: see عَذَبٌ.

A2: Also A certain tree, that kills camels, (O, K, TA,) if they eat thereof. (TA.) b2: And A well-known medicine. (K, TA. [In some copies of the K, دَآءٌ, or “ disease,” is put for دَوَآءٌ, accord. to the TK, as observed by Freytag.]) عَذَبَةٌ, and its pl. عَذَبَاتٌ: see عَذَبٌ, in nine places. b2: The pl. above mentioned signifies also The legs of a she-camel. (TA.) عَذِبَةٌ: see عَذَبٌ, fourth and last sentences.

A2: Also What is taken forth from طَعَام [i. e. wheat, or corn in general,] and thrown away; (Lh, K, TA;) being the worst thereof; also termed عَذِرَةٌ. (Lh, TA in art. عذر.) A3: And Pasturage, or herbage: so in the phrase مَآءٌ مَا بِهِ عَذِبَةٌ, (O,) or مَآء لَا عَذِبَةَ فِيهِ [Water where is no pasturage, or herbage]. (TA.) b2: It is also expl. in copies of the K as signifying, with the article, مَا أَحَاطَ مِنَ الدِّرَّةِ: but the right explanation is مَا أَحَاطَ بِالدَّبْرَةِ [app. meaning The ridge of earth that surrounds a sown piece of ground to retain the water for irrigation (see دَبْرٌ)], as in the M and L &c. (TA.) عَذَبِىٌّ, (thus in my copies of the S,) or عُذَبِىٌّ, (O, K, TA,) with the pointed ذ, accord. to AA, mentioned in the T in art. عدب, as written with the unpointed د, and here said in the K to be syn. with عُدَبِىٌّ, (TA,) Generous in natural dispositions. (AA, S, O, TA.) أَصَابَهُ عَذَابُ عِذَبِينَ, (O, K, TA,) with kesr to the ع and fet-h to the ذ, (O, TA,) like بِلَغِينَ, (K, TA, in the CK عُذَبِينَ like بُلَغِينَ,) and أَصَابَهُ العِذَبُونَ, (O, TA,) [May the punishment that will not be remitted befall him, or] may his punishment not be remitted: (O, K, TA:) so says Ibn-Buzurj. (O, TA.) عَذَابٌ Punishment, castigation, or chastisement, [or] such as serves to give warning to others than the sufferer, or to restrain the offender from repeating the offence; syn. عُقُوبَةٌ, (S, O,) or نَكَالٌ: (K, and Ksh and Bd in ii. 6:) so termed from عَذَبَ “ he prevented ” &c.; because it prevents the person punished from returning to the like of his offence, and prevents others from doing the like of that which he has done: (MF, TA:) [it generally signifies any corporal punishment:] and, by an extension of the original signification, any [infliction of] pain that disgraces, or puts to shame: (Ksh and Bd ubi suprà:) originally, beating: afterwards used to signify any painful punishment: [torture; or torment:] and metaphorically applied to (tropical:) an affair, or event, that is difficult, distressing, afflicting, or troublesome; whence the saying, السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ [Travel is a portion of that which is difficult, &c.; or of torment]: (Msb:) in the Kur xxiii. 78, it means hunger, or famine: (Zj, O, TA:) the pl. is أَعْذِبَةٌ: (Zj, K, TA:) the author of the K says in art. نهر [voce نَهَارٌ] that it has no pl.: [and it seems to be doubted whether it have a pl. because it is properly an inf. n. though its verb in the unaugmented form is not used:] but MF observes that if it be a name for that whereby one is prevented [from repeating an offence], as hunger, or famine, agreeably with what Zj says, there is no reason why it should not have this pl. (TA.) عَذُوبٌ: see عَاذِبٌ, in seven places.

عَذَابَةٌ The womb; thus mentioned by Az, on the authority of El-Mundhiree and AHeyth, with the pointed ذ; (O, TA;) i. q. عَدَابَةٌ. (K, TA.) عَاذِبٌ and ↓ عَذُوبٌ, applied to a horse or the like, &c., (S, O,) Such as is standing still, or stopping from fatigue, (قَائِمٌ, S,) that will not eat nor drink: (S, O:) or abstaining, or that abstains, from eating, by reason of intense thirst; (K, TA;) applied to a man, and an ass, and a horse: but Az says that the assertion respecting these two epithets that they signify [a horse, &c.] that neither eats nor drinks is more correct than the assertion respecting ↓ عَذُوبٌ that it signifies [one] that abstains from eating by reason of his thirst: also, that عَاذِبٌ signifies any animal, but generally a horse and a camel, that will not eat anything: accord. to Th, this and ↓ عَذُوبٌ signify a horse or the like standing still, or stopping from fatigue, (قَائِمٌ,) that raises his head, and will not eat nor drink; and the former, that passes a night without eating anything: (TA:) the pl. of عَاذِبٌ is عُذُوبٌ, like as سُجُودٌ is a pl. of سَاجِدٌ: and the pl. of ↓ عَذُوبٌ is عُذُبٌ, and, accord. to A 'Obeyd, عُذُوبٌ [like as هُجُودٌ is pl. of هَجُودٌ]: Az says that this is a mistake, for a word of the measure فَعُولٌ does not form a pl. of the measure فُعُولٌ; but [SM says] this is an extr. instance; and he who preserves an authority in his mind is an evidence against him who does not. (TA.) One says, ↓ بَاتَ عَذُوبًا, meaning He passed the night without eating or drinking anything; because abstaining therefrom. (O.) b2: عَاذِبٌ signifies also [Unsheltered;] having no covering between him and the sky; (O, K;) and so ↓ عَذُوبٌ. (K, TA.) El-Jaadee says, describing a wild bull (ثَوْر وَحْشِىّ [a species of bovine antelope]) that had passed the night alone, tasting nothing, لِلسَّمَآءِ كَأَنَّهُ ↓ فَبَاتَ عَذُوبًا سُهَيْلٌ إِذَا مَا أَفْرَدَتْهُ الكَوَاكِبُ [And he passed the night exposed without shelter to the sky, as though he were Canopus when the other stars have left him solitary]. (TA.) الأَعْذَبَانِ [The two most sweet things;] saliva (الرِّيق, S, O, K, or الرُّضَاب, A) and wine: (S, A, O, K: [for, in the amorous language of the Arab, the sweetness of the saliva of his beloved is often praised:]) or food and coïtus. (K.) لِجَامٌ مُعْذِبٌ A bridle that withholds from going away in a headlong manner. (O.) مَعْذَبَةٌ [or مِعْذَبَةٌ?]: see عَذَبٌ.

مُعَذَّبَةٌ [for خَمْرٌ مُعَذَّبَةٌ] Wine mixed [with water, or with some other thing or things]. (A, TA.) b2: And معذب [app. مُعَذَّب] is applied by the vulgar to Fresh ripe dates soaked with water. (TA voce مَنْقُوشٌ.) A2: سَوْطٌ مُعَذَّبٌ A whip having an عِلَاقَة [or عَذَبَة] attached to it. (TA.) اِمْرَأَةٌ مَعْذَابُ الرِّيقِ A woman whose saliva is pleasant to be swallowed, and sweet. (TA.)

كدر

كدر
الْكَدَرُ: ضدّ الصّفاء، يقال: عيش كَدِرٌ، والكُدْرَةُ في اللّون خاصّة، والْكُدُورَةُ في الماء، وفي العيش، والِانْكِدَارُ: تغيّر من انتثار الشيء.
قال تعالى: وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ
[التكوير/ 2] ، وانْكَدَرَ القوم على كذا: إذا قصدوا متناثرين عليه.
(كدر)
المَاء وَنَحْوه كدرا صبه

(كدر) المَاء كدرا نقيض صفا فَهُوَ كدر وَيُقَال كدر عيشه وكدرت نَفسه واللون نحا نَحْو السوَاد فَهُوَ أكدر وَهِي كدراء (ج) كدر

(كدر) المَاء كدارة وكدورة كدر فَهُوَ كدير وَيُقَال كدر عيشه وكدرت نَفسه

(كدر) المَاء جعله كدرا وَيُقَال كدر عيشه وَفُلَانًا غمه
ك د ر: (الْكَدَرُ) ضِدُّ الصَّفْوِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَسَهُلَ فَهُوَ (كَدِرٌ) وَ (كَدْرٌ) مِثْلُ فَخِذٍ وَفَخْذٍ وَ (تَكَدَّرَ) أَيْضًا. وَ (كَدَّرَهُ) غَيْرُهُ (تَكْدِيرًا) . وَ (الْكَدَرُ) أَيْضًا مَصْدَرُ (الْأَكْدَرِ) وَهُوَ الَّذِي فِي لَوْنِهِ (كُدْرَةٌ) . وَ (الْأَكْدَرِيَّةُ) مَسْأَلَةٌ فِي الْفَرَائِضِ مَعْرُوفَةٌ. وَ (الْكُنْدُرُ) اللُّبَانُ. وَ (انْكَدَرَ) أَيْ أَسْرَعَ وَانْقَضَّ وَمِنْهُ انْكَدَرَتِ النُّجُومُ. 
(ك د ر) : ( أُكَيْدِرُ) بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى لَفْظِ تَصْغِيرِ أَكْدَرَ صَاحِبُ دَوْمَةِ الْجَنْدَلِ، كَاتَبَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ وَأَهْدَى إلَيْهِ حُلَّةً سِيَرَاءَ فَبَعَثَ بِهَا إلَى عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.

(وَالْأَكْدَرِيَّةُ) مِنْ مَسَائِلِ الْجَدِّ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ تَكَدَّرَ فِيهَا مَذْهَبُ زَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَقِيلَ لِأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَلْقَاهَا عَلَى فَقِيهٍ اسْمُهُ أَوْ لَقَبُهُ أَكْدَرُ وَقِيلَ بِاسْمِ الْمَيِّتِ الْمُنْكَدِرُ فِي (هـ د) .

(الْكَدِيُورُ) فِي اصْطِلَاحِ أَهْلِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ الَّذِي يَعْمَلُ فِي الْكَرْمِ وَالْمَبْطَخَةِ وَيَأْخُذُ النَّصِيبَ هَكَذَا بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِ الدَّالِ.
ك د ر

كدر الماء عن ابن الأعرابيّ فيه اللغات الثلاث، وماء كدرٌ وأكدر: بيّن الكدر والكدرة والكدورة. ونطفة سجراء كدراء: حديثة عهد بالسماء لأن فيها كدرة حينئذ. وطائر أكدر، وطير كدر، وقطاة كدريّة من قطاً كدريٍّ. وكأنهن بنات أكدر: حمير الوحش نسبت إلى فحل. وانكدر النجم والطائر.

ومن المجاز: كدر عيشه وتكدّر. " وخذ ما صفا ودع ما كدر ". وكدر عليّ فلانٌ، وهو كدر الفؤاد عليّ. قال:

وإني لمشتاق إلى ظلّ صاحب ... يرق ويصفو إن كدرت عليه

وأطعمنا الكديراء: المجيع لكدرة لونها. وصفا أمري فكدّره فلان. وانكدر في سيره: أسرع. وانكدر عليهم العدوّ: انصبوا عليهم أرسالاً. وتكادرت العين إذا أدامت النظر إليه.
كدر
الكَدَرُ: نَقِيْضُ الصَّفَاء، كَدِرَ عَيْشُه كَدَراً، وعَيْشٌ أكْدَرُ وكَدِرٌ، وماءٌ أكْدَرُ: كَدِرٌ.
والكُدْرَة: في اللَّوْنِ خاصَّةً.
والكُدْرِيَّةُ: ضَرْبٌ من القَطا وهي كُدْرُ اللَّوْنِ.
وانْكَدَرَ عليهم القَوْمُ: جاؤوا أرْسالاً حتّى انْصَبُّوا عليهم.
وانْكَدَرَتِ النُّجُوْمُ: إذا تَنَاثَرَتْ.
والكَدَرُ: القُلاّعَةُ الضَّخْمَةُ من مَدَرِ الأرض المُثَارَةِ.
والكُدُرُّ: الصُّلْبُ من الحُمُرِ. ومن الرجالِ: الشابُّ الحادِرُ.
وغُلاَمٌ كُدُرٌ: إذا كان تامّاً دُوْنَ المُحْتَلِم.
والكُدَارَةُ: ثفْلُ السَّمْن في أسْفَل القِدْرِ.
والكدَيْرَاءُ: اللَّبَنُ إذا نُقِعَ فيه التَّمْرُ.
والكَدَرَةُ: كُل قَبْضَةٍ محْصُوْدَةٍ من البُرِّ مَوْضُوْعَةٍ في الدَّبَرَة، والجميعُ الكَدَرُ.
وأهْل اليَمَن يُسَمُّونَ المَدَرَ العِظَامَ التي تَتَقَلَعُ من الأرض إذا أُثِيْرَتْ: كَدَراً.
والأكْدَرُ من السَّيْل: الذي يَقْشِرُ وَجْهَ الأرضِ فَيَكْدُرُه ويَسْحُوْهُ.
وأكْدَرُ: اسْمُ كَلْبٍ.
ك د ر : كَدِرَ الْمَاءُ كَدَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ زَالَ صَفَاؤُهُ فَهُوَ كَدِرٌ وَكَدُرَ كُدُورَةً وَكَدَرَ مِنْ بَابَيْ صَعُبَ صُعُوبَةً وَقَتَلَ وَتَكَدَّرَ كُلُّهَا بِمَعْنًى وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ كَدَّرْتُهُ

وَكَدِرَ الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ كَدَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالِاسْمُ الْكُدْرَةُ وَالذَّكَرُ أَكْدَرُ وَالْأُنْثَى كَدْرَاءُ وَالْجَمْعُ كُدْرٌ مِنْ بَابِ أَحْمَرَ وَكَدُرَ مِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ وَتَصْغِيرُ الْأَكْدَرِ أُكَيْدِرٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُكَيْدِرُ صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَكَاتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ وَأَهْدَى إلَيْهِ حُلَّةً سِيَرَاءَ فَبَعَثَ بِهَا إلَى عُمَرَ وَالْكُدْرِيُّ ضَرْبٌ مِنْ الْقَطَا نِسْبَةٌ إلَى الْكُدْرَةِ.

وَالْأَكْدَرِيَّةُ مِنْ مَسَائِلِ الْجَدِّ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَلْقَاهَا عَلَى فَقِيهٍ اسْمُهُ أَوْ لَقَبُهُ أَكْدَرُ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. 

كدر


كَدَرَ(n. ac. كُدْرَة
كَدَاْرَة
كُدُوْر
كُدُوْرَة)
a. Was troubled, turbid, thick (water).
b.(n. ac. كَدْر), Poured out (water).
كَدِرَ(n. ac. كَدَر)
a. see supra
(a)b.(n. ac. كُدْرَة
كَدَر), Was dingy, dark, dusky.
c.(n. ac. كَدَر
كُدُوْرَة), Was perturbed, unhappy.
d. ['Ala], Was set, biased against.
كَدُرَ(n. ac. كُدْرَة
كَدَاْرَة
كُدُوْر
كُدُوْرَة)
a. see (كَدَرَ) (a) & (كَدِرَ) (b).
كَدَّرَa. Troubled, fouled, muddied, stirred up (
water ); troubled, perturbed, disturbed;
embittered.
c. [Ala], Turned, set, biased against.

تَكَدَّرَa. see I (a)
& (كَدِرَ) (c).
c. Became dim, tarnished (colour).
d. Was vexed, mortified, disheartened, disgusted.
e. [Fī], Vacillated, wavered respecting ( a matter :
opinion ).
تَكَاْدَرَ
a. [Fī], Was bent, fixed upon (eye).

إِنْكَدَرَa. see I (a)b. Swooped, darted down (bird).
c. ['Ala], Rushed, poured upon; pounced upon.
d. Fell (stars).
e. [Fī], Was quick about.
إِكْدَرَّa. see I (a)
& V (c).
كَدْرa. see 5 (a)
كُدْرَةa. Duskiness, dinginess; dulness, dimness, deadness (
of colour ).
كُدْرِيّa. A certain bird.
b. Light cloud.

كَدَرa. Turbidness, impureness, muddiness.
b. Trouble, perturbation; vexation; annoyance
disgust.
c. see 3t
كَدَرَة
(pl.
كَدَر)
a. Handful; sheaf ( of corn ).
كَدِرa. Thick, turbid, muddy, foul.
b. Troublesome, painful, disturbed (life).
c. Perturbed, troubled, vexed, annoyed; disgusted.

أَكْدَرُ
(pl.
كُدْر)
a. Dusky, dingy, dark; dim, dull, dead colour).
b. see 5 (a) (b).
d. Torrent.

كُدَاْرِيّa. see 3yi
كَدِيْرa. see 5 (a)
كَدْرَآءُa. fem. of
أَكْدَرُ
أُكَيْدَر
a. Dim. of
أَكْدَرُ
كُدَيْرَآء
a. Dates steeped in milk.

بَنَات أَكْدَر
a. Wild asses.
[كدر] الكَدَرُ: خلاف الصَفو. وقد كَدِرَ الماءُ بالكسر يَكْدَرُ كَدَراً ، فهو كدر وكدر أيضا، مثل فخذ وفخذ. وأنشد ابن الأعرابي:

لو كُنْتَ ماءً كنت غير كدر  وكدر الماء بالضم يَكْدُرُ كُدورَةً مثله، وكذلك تَكدَّرَ وكَدَّرَهُ غيره تَكْديراً. ويقال: كَدَرَ عيشُ فلان، وتَكَدَّرَتْ معيشته. والكَدَرُ أيضاً: مصدر الأكْدَرِ، وهو الذى في لونه كدرة. قال رؤبة:

أكدر لفاف عناد الروغ * ويقال لِحُمر الوحش: بناتُ أكْدَرَ، نُسبت إلى فحلٍ. والكُدْرِيُّ: ضربٌ من القطا، وهو ثلاثة أضرُبٍ: كُدْرِيٌّ، وجونيٌّ، وغَطاطٌ. فالكُدْرِيُّ الغُبْرُ الألوانِ الرقشُ الظهورِ والبطونِ الصفرُ الحلوقِ، وهو ألطف من الجونيِّ، كأنَّه نسب إلى معظم القطا، وهي كُدْرٌ. ونذكر الباقيَيْن في موضعهما. والأكْدَرِيَّةُ: مسألة في الفرائض، وهي: زوجٌ وأمٌّ وجَدٌّ وأختٌ لأبٍ وأمٍّ. والكُدَيْراءُ: لبن حليب يُنْقَعُ فيه تمرٌ. وتَكادَرَتِ العينُ في الشئ، إذا أدامت النظر إليه. والكندر: اللبان. والكندر والكنادر: القصير الغليظ مع شِدَّةٍ، ويوصف به الغليظُ من حُمُرِ الوحش. قال الراجز : كأن تحتي كندرا كنادرا * جأبا قطوطى ينشج المشاجرا - والكدر بتشديد الراء: الشاب الحادر الشديد. وانكدر، أي أسرع وانقضَّ. وانْكَدَرَتِ النجومُ.
الْكَاف وَالدَّال وَالرَّاء

الكدر: نقيض الصفاء.

كدر، وكدر كدارة، وكدر كدراً، وكدوراً، وكدرة، وكدورة، وكدارة، واكدر، قَالَ ابْن مطير الاسدي:

وكائن ترى من حَال دنيا تَغَيَّرت ... وَحَال صفا بعد اكدرار غديرها

وَهُوَ أكدر، وكدرٌ، وكدير.

وكدره: جعله كدراً.

وَالِاسْم: الكدرة، والكدورة.

والكدرة من الألوان: مَا نحا نَحْو السوَاد والغبرة، قَالَ بَعضهم: الكدرة: فِي اللَّوْن خَاصَّة والكدورة: فِي المَاء والعيش، والكدر: فِي كلٍّ.

وكدر لون الرجل، بِالْكَسْرِ، عَن اللحياني.

وكدرة الْحَوْض، بِفَتْح الدَّال: طينه، وكدره عَن ابْن الاعرابي، وَقَالَ مرّة: كدرته: مَا علاهُ من طحلب وعــرمض وَنَحْوهمَا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا كَانَ السَّحَاب رَقِيقا لَا يوارى السَّمَاء فَهِيَ الكدرة، بِفَتْح الدَّال.

والكدري، والكداي، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضرب من القطا، غبر الألوان، رقش الظُّهُور والبطون، صفر الحلوق، قصار الاذناب، فصيحة تنادي باسمها، وَهِي ألطف من الْجونِي، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

تلقى بِهِ بيض القطا الكداري

توائما كالحدق الصغار

واحدته: كدرية، وكدارية. وَقيل: إِنَّمَا أَرَادَ: " الكدري "، فحرك وَزَاد أَيْضا للضَّرُورَة.

وَرَوَاهُ غَيره: " الكداري " وَفَسرهُ: بِأَنَّهُ جمع " كدرية ".

قَالَ بَعضهم: الكدري: مَنْسُوب إِلَى طير كدر، كالدبسي: مَنْسُوب إِلَى دبس.

والكدرة: القلاعة الضخمة المثارة من الْمدر.

والكدر: القبضات المحصودة المتفرقة من الزَّرْع وَنَحْوه.

واحدته: كدرة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

وانكدر يعدو: أسْرع بعض الْإِسْرَاع.

وانكدر عَلَيْهِ الْقَوْم: إِذا جَاءُوا أَرْسَالًا حَتَّى ينصبوا عَلَيْهِم.

وانكدرت النُّجُوم: تناثرت، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِذا النُّجُوم انكدرت) .

والكديراء: حليب ينقع فِيهِ تمر برني.

وَقيل: هُوَ لبن يمرس بِالتَّمْرِ ثمَّ تسقاه النِّسَاء ليسمن.

وَقَالَ كرَاع: هُوَ صنف من الطَّعَام، وَلم يحله.

وحمار كدر، وكندر، وكنادر: غليظ.

وَرجل كندر، وكنادر: قصير غليظ شَدِيد.

وَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن كندراً رباعي، وَقد نرى " كدراً ". يسوغ غير ذَلِك.

وَبَنَات الأكدر: حمير وَحش، منسوبة إِلَى فَحل مِنْهَا.

وأكيدر: صَاحب دومة الجندل.

والكدراء، مَمْدُود: مَوضِع.

وأكدر: اسْم. وكودر: ملك من مُلُوك حمير، عَن الْأَصْمَعِي قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

وَيَوْم دَعَا ولدانكم عِنْد كودر ... فخالوا لَدَى الدَّاعِي ثريداً مفلفلا
باب الكاف والدال والراء معهما ك د ر، ك ر د، د ك ر، ر ك د، د ر ك مستعملات

كدر: [الكَدَرُ: نقيض الصفاء] . وكَدِرَ عيشه كَدَراً فهو كَدِرٌ أكدرُ. وماء أَكْدَرُ: كدر. والكُدْرَةُ في اللون، والكُدُورةُ في العيش والماء. والكَدَرُ في كل شيء. والكَدَرةُ: القلاعة الضخمة من مدر الأرض المثارة. والكُدْرِيةُ من القطا: ضرب منه، فهي كدراء اللون، فإذا نسبوا نعت الكَدْراء، قالوا: كُدْريّة، وللجَوْنيّة: جُونيّة. وانكدر القوم: جاءوا أرسالاً حتى انصبوا عليهم. والمُنْكَدِرُ: طريق بين طريقي مكة من البصرة إلى مكة. كُديَر: رجل من بني ضبة. والمُنْكَدِرُ: اسم والد محمد بن المُنْكَدِر.

كرد: الكَرْدُ: سوق العدو في الحملة.. يَكْرُدُهم كَرْداً، ويزرهم زراً. والكَرْدُ: لغة في القَرْد، وهو مجثم الرأس على العنق. والكَردُ: العنق. قال الفرزدق:

وكنا إذا القيسي نب عتوده ... ضربناه [فوق] الأنثيين على الكَرْدِ

وقال:

[فطار بمشحوذ الحديدة صارم] ... فطبق ما بين الذؤابة والكَرْدِ

والكُرْدُ: جيل من الناس، قال:

لعمرك ما كُرْدٌ من أبناء فارسٍ ... ولكنه كُرْدُ بن عمرو بن عامر دكر: الدَّكْر ليس في كلام العرب، وربيعة تغلط فتقول: الدِّكْر للذِّكْر، ويقال: هو اسم موضوع من الذِّكر، قال جرير:

هاج الهوى وضمير الحاجة الدَّكُر ... [واستعجم اليوم من سلومة الخبر]

ركد: رَكَدَ الماء والريح رُكوداً، أي: سكن. والميزان إذا استوى فقد ركد، وهو راكد، قال:

وقوم الميزان حين يَركُدُ ... هذا سميريٌّ وذا مولدُ

يعني: الدرهمين. ورَكَدَ القوم: هدءوا وسكنوا. رُكُوداً. والجفنة الرَّكود: المملوءة الثقيلة، قال:

المطعمين الجفنة الرَّكُودا

درك: الدَّرَكُ: إدْراكُ الحاجة والطلبة، تقول: بكر ففيه دَرَكُ. والدَّرَك: أسفل قعر الشيء. والدَّرَك: واحد من أَدْراك جهنم من السبع. والدَّرْك: لغة في الدَّرَك الذي هو من القعر. والدَّرَكُ: اللحق من التبعة والدِّراك: إتباع الشيء بعضه على بعض في كل شيء، يطعنه طعنا دراكا متداركاً، أي: تباعاً واحداً إثر واحد، وكذلك في جري الفرس، ولحاقه الوحش قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً

، أي: تداركوا، أدرك آخرهم أولهم فاجتمعوا فيها. والدَّرَكَةُ: حلقة الوتر التي تقع في الفرضة، وهي أيضاً ما يوصل به وتر القوس العربية. والمُتَدارَكُ من القوافي والحروف المختلفة: ما اتفق [فيه] متحركان بعدهما ساكن مثل: فعو وأشباه ذلك. والإِدراكُ: فناء الشيء.. أَدْرَكَ هذا الشيء، أي: فني، وقوله عز وجل، عن الحسن: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ

أي: جهلوا علم الآخرة، أي: لا علم عندهم في أمرها. وأَدْرَكَ علمي فيه، مثله، قال الأخطل:

وأَدْرَكَ علمي في سواءة أنها ... تقيم على الأوتار، والمشرب الكَدْرِ

والدَّرَك: حبل من ليف يعقد على عراقي الدلو، ثم يعقد طرف الرشاء به.
كدر
كدُرَ/ كدُرَ على يَكدُر، كدارةً وكُدُورةً، فهو كدير
• كدُر الماءُ ونحوُه: عكِر وفقَد صفاءَه "كدُرت حياتُه: كانت بها هموم ومتاعب- كدُرت نفسُه: اغتمّ".
• كدُر على رفيقه: غضِب واغتاظ منه. 

كدِرَ1 يَكدَر، كَدَرًا وكدُورةً، فهو كَدِر
• كدِر الماءُ: كدُر؛ عكِر، عكسه صَفا "خذ ما صفا ودَعْ ما كدِر" ° كدِر العيشُ: كانت به هموم ومتاعِب- كدِر الفِكرُ والبالُ: بدا فيه ما ينمّ عن انشغال أو قلق أو غمّ. 

كدِرَ2 يَكدَر، كَدَرًا وكُدْرةً، فهو أكْدَرُ
• كدِر اللّونُ: مال إلى السّواد ولم يكن صافيًا "في بياض هذا الثّوب كُدْرة". 

انكدرَ ينكدر، انْكِدارًا، فهو مُنكدِر
• انكدرتِ النُّجومُ:
1 - أظْلَمتْ وذهب نُورُها " {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} ".
2 - تناثرت وهوَت.
3 - انحدرت وتساقطت. 

تكدَّرَ/ تكدَّرَ لـ يتكدَّر، تكدُّرًا، فهو مُتَكدِّر، والمفعول مُتكدَّر له
• تكدَّر الماءُ ونحوُه: كدُر؛ تعكَّر وكان غير صافٍ ° تكدَّرت حياتُه: تنغّصت- تكدَّر وجهُه: ظهر عليه الغضبُ أو الحزنُ والهمّ.
• تكدَّر عيشُ فلان: كان منغَّصًا.
• تكدَّر لغيابه: اغتاظ، استاء، حزِن "شَعَر بتكدُّر شديد من جرّاء ذلك- إنّه مُتَكدِّر من تصرّفك: غير راضٍ عنه- تكدّر على زميله". 

كدَّرَ يكدِّر، تكدِيرًا، فهو مُكدِّر، والمفعول مُكدَّر
• كدَّرَ الماءَ ونحوَه: عكَّره، جعله غير صافٍ "كدَّر عيشَه كسلُ أبنائه- كدَّرته أنباءُ الحرب" ° كدّر عيشَه: نغَّصه، غمّه، جعله مشوبًا بالهموم.
• كدَّر الضَّابطُ الجنديّ: أوقع به عقوبةً ما، كلَّفه بعمل شيءٍ مرهق جزاء خطأ حدث منه "قضى مدَّة الحبس التكديريّ بصعوبة بالغة". 

أكْدَرُ [مفرد]: ج كُدْر، مؤ كَدْراءُ، ج مؤ كدْراوات وكُدْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كدِرَ2. 

كَدارة [مفرد]:
1 - مصدر كدُرَ/ كدُرَ على.
2 - أوساخ مترسِّبة تُزال من البالوعات.
3 - (طب) رواسب من خلايا الدم تشكِّل كتلة شبه صلبة تمنع دوران الدم في الجسم. 

كُدارة [مفرد]: عُكارة في أسفل القِدْر. 

كَدَر [مفرد]:
1 - مصدر كدِرَ1 وكدِرَ2.
2 - ثفل راسب في أسفل الإناء. 

كَدِر [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كدِرَ1 ° عيش كَدِر: ناكد صعب، عُكِّر صفوُه.
2 - سائل تَعْلق به جُزيئات؛ لأنّها ليست من مكوِّناته أو لا تذوب فيه. 

كُدْرة [مفرد]: ج كُدُرات (لغير المصدر) وكُدْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر كدِرَ2.
2 - لون ينحو نحو السّواد. 

كُدورة [مفرد]: مصدر كدُرَ/ كدُرَ على وكدِرَ1. 

كدير [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كدُرَ/ كدُرَ على. 

كدر: الكَدَرُ: نقيض الصفاء، وفي الصحاح: خلاف الصَّفْوِ؛ كَدَرَ

وكَدُرَ، بالضم، كَدارَةً وكَدِرَ، بالكسر، كَدَراً وكُدُوراً وكُدْرَةً

وكُدُورَةً وكَدارَةً واكْدَرَّ؛ قال ابن مَطِيرٍ الأَسَدِيُّ:

وكائنْ تَرى من حال دُنْيا تَغَيَّرتْ،

وحالٍ صَفا، بعد اكدِرارٍ، غَديرُها

وهو أَكْدَرُ وكَدِرٌ وكَدِيرٌ؛ يقال: عَيْشٌ أَكْدَرُ كِدرٌ، وماءٌ

أَكدَرُ كَدِرٌ؛ الجوهري: كَدِرَ الماءُ بالكسر، يَكْدَرُ كَدَراً، فهو

كَدِرٌ وكَدْرٌ، مثل فَخِذٍ وفَخْذٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لو كنتَ ماءً كنتَ غيرَ كَدرِ

وكذلك تَكَدَّر وكَدَّره غيرُه تَكْديراً: جعله كَدِراً، والاسم

الكُدْرة والكُدُورَة. والكُدْرَةُ من الأَلوان: ما نَحا نَحوَ السواد

والغُبْرَةِ، قال بعضهم: الكُدْرة في اللون خاصةً، والكُدُورة في الماء والعيش،

والكَدَرُ في كلٍّ. وكَدِرَ لونُ الرجل، بالكسر؛ عن اللحياني. ويقال:

كَدُرَ عيش فلان وتَكَدَّرَتْ معيشته، ويقال: كَدِرَ الماء وكَدُرَ ولا يقال

كَدَرَ إِلا في الصبِّ. يقال: كَدَرَ الشيءَ يَكْدُرُه كَدْراً إِذا صبه؛

قال العجاج يصف جيشاً:

فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ،

سَنابِكُ الخَيْلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرّ

والكَدَرُ: جمع الكَدَرَة، وهي المَدَرَةُ التي يُثيرها السَّنُّ، وهي

ههنا ثُثيرُ سَنابِكُ الخيل.

ونُطفة كَدْراء: حديثة العهد بالسماء، فإِن أُخِذَ لبن حليب فأُنْقِعَ

فيه تمر بَرْنِيٌّ، فهو كُدَيْراء. وكَدَرَةُ الحوض، بفتح الدال: طينه

وكدَرُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال مرة: كَدَرَتُه ما علاه من طُحْلُبٍ

وعَــرْمَضٍ ونحوهما؛ وقال أَبو حنيفة: إِذا كان السحاب رقيقاً لا يواري السماء

فهو الكَدَرة، بفتح الدال. ابن الأَعرابي: يقال خُذْ ما صفا ودَعْ ما

كَدَرَ وكدُرَ وكَدِرَ، ثلاث لغات. ابن السكيت: القَطا ضربان: فضرب

جُونِيَّة، وضرب منها الغَطاطُ والكُدْرِيُّ، والجُونيُّ ما كان أَكْدَرَ الظهر

أَسود باطن الجناح مُصْفَرَّ الخلق قصير الرجلين، في ذنبه ريشتان أَطول من

سائر الذنب. ابن سيده: الكُدْرِيُّ والكُدارِيّ؛ الأَخيرة عن ابن

الأَعرابي: ضرب من القَطا قِصارُ الأَذناب فصيحة تُنادي باسمها وهي أَلطف من

الجُونيّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

تَلْقى به بَيْضَ القَطا الكُدارِي

تَوائماً، كالحَدَقِ الصِّغارِ

واحدته كُدْرِيَّةٌ وكُدارِيَّة، وقيل: إِنما أَراد الكُدْرِيّ فحرّك

وزاد أَلفاً للضرورة، ورواه غيره الكَدَارِيّ، وفسره بأَنه جمع كُدْرِيّة.

قال بعضهم: الكُدْرِيّ منسوبٌ إِلى طير كُدْرٍ، كالدُّبْسِيّ منسوب إِلى

طير دُبْسٍ. الجوهري: القَطا ثلاثة أَضرب: كُدْرِيٌّ وجُونيّ وغَطاطٌ،

فالكُدْرِيّ ما وصفناه وهو أَلطف من الجُونيِّ، كأَنه نسب إِلى معظم القطا

وهي كُدْرٌ، والضربان الآخران مذكوران في موضعيهما.

والكَدَرُ: مصدر الأَكْدَرِ، وهو الذي في لونه كُدْرَة؛ قال رؤبة:

أَكْدَرُ لَفَّافٌ عِنادَ الرُّوع

والكَدَرَةُ: القُلاعَة الضَّخْمَة المُثارة من مَدَر الأَرض.

والكَدَرُ: القَبضات المحصودة المتفرّقة من الزرع ونحوه، واحدته كَدَرَة؛ قال ابن

سيده: حكاه أَبو حنيفة.

وانْكَدَرَ يَعْدُو: أَسرع بعض الإِسراع، وفي الصحاح: أَسرع وانْقَضّ.

وانكَدَر عليهم القومُ إِذا جاؤوا أَرسالاً حتى يَنْصَبُّوا عليهم.

وانْكَدَرَتِ النجومُ: تَناثَرَتْ. وفي التنزيل: وإِذا النجومُ

انْكَدَرَتْ.والكُدَيْراءُ: حليب يُنْقَع فيه تمر بَرْنيٌّ، وقيل: هو لبن يُمْرَسُ

بالتمر ثم تسقاه النساء ليَسْمَنَّ، وقال كراع: هو صنف من الطعام، ولم

يُحَلِّهِ.

وحمار كُدُرٌّ وكُنْدُر وكُنادِرٌ: غليظ؛ وأَنشد:

نَجاءُ كُدُرٍّ من حَمِيرِ أَتِيدَةٍ،

بفائله والصَّفْحَتَيْن نُدُوبُ

ويقال: أَتان كُدُرَّة. ويقال للرجل الشاب الحادر القوي المكتنز:

كُدُرٌّ، بتشديد الراء؛ وأَنشد:

خُوص يَدَعْنَ العَزَبَ الكُدُرَّا،

لا يَبْرَحُ المنزلَ إِلا حُرّا

وروى أَبو تراب عن شُجاع: غلام قُدُرٌ وكُدُرٌ، وهو التام دون المنخزل؛

وأَنشد:

خوص يدعن العزب الكدرا

ورجل كُنْدُر وكُنادِرٌ: قصير غليظ شديد. قال ابن سيده: وذهب سيبويه

إِلى أَن كُنْدُراً رباعي، وسنذكره في الرباعي أَيضاً.

وبناتُ الأَكْدَرِ: حَميرُ وَحْشٍ منسوبة إِلى فحل منها.

وأُكَيْدِرُ: صاحبُ دُومَةِ الجَنْدَلِ. والكَدْراء، ممدود: موضع.

وأَكْدَرُ: اسم. وكَوْدَرُ: ملك من ملوك حِمْيَر؛ عن الأَصمعي؛ قال النابغة

الجعدي:

ويومَ دَعا وِلْدانَكم عِنْدَ كَوْدَرٍ،

فَخَالُوا لدى الدَّاعي ثَرِيداً مُفلْفَلا

وتَكادَرت العين في الشيء إِذا أَدامت النظر إِليه. الجوهري:

والأَكْدَرِيّة مسأَلة في الفرائض، وهي زوج وأُم وجَدّ وأُخت لأَب وأُم.

كدر

1 كَدِرَ, aor. ـَ and كَدُرَ, aor. ـُ (S, A, Msb, K, &c.;) and كَدَرَ; (Sgh, K;) but this last is said in the L to be allowable only as signifying “ he poured out ” water; (TA;) inf. n. كَدَرٌ, (S, A, Msb, K,) of the first, (S, Msb,) or second, (TA,) and كُدُورَةٌ, (S, A, Msb, K,) of the second, (S, Msb,) and كَدَارَةٌ, (K,) also of the second, (TA,) and كُدُورٌ, and كُدْرَةٌ, (K,) or the last is a simple subst.; (TA;) and ↓ تكدّر; (S, Msb, K;) and ↓ اكدرّ, inf. n. إِكْدِرَارٌ; (K;) and ↓ انكدر; (Bd lxxxi. 2;) It (water, S, Msb, &c.) was, or became, turbid, thick, or muddy; contr. of صَفَا; (S, A, K;) it ceased to be clear: (Msb:) or كُدْرَةٌ relates to colour, (K,) specially; (TA;) and كُدُورَةٌ, to water, (K,) and to life, العَيْش; in the K, العَيْن, but this is a mistake; (TA;) and كَدَرٌ, to all of these. (K.) b2: كَدِرَ, aor. ـَ (Lh, Msb,) inf. n. كَدَرٌ (S, Msb) [and كُدْرَةٌ, (see above,)] It (the complexion of a man, Lh) and he (a horse, &c., Msb) was, or became, of the colour termed كُدْرَةٌ [i. e. dusky, dingy, or inclining to black and dust-colour]. (Lh, S, Msb.) b3: كَدِرَ عَيْشُ فُلَانٍ, (S, A,) [inf. n. كَدَرٌ and كُدُورَةٌ; (see above;)] and ↓ تكدّر, (A,) (tropical:) [The life of such a one became troublesome, or perturbed, or attended with trouble:] and مَعِيشَتُهُ ↓ تكدّرت [signifies the same; or his means of living became attended with trouble]. (S.) b4: خُذْ مَا صَفَا وَدَعْ مَا كَدِرَ, and كَدُرَ, and كَدَرَ, (tropical:) [Take thou what is free from trouble, and leave what is attended with trouble.] (IAar, L, Msb.) b5: كَدِرَ عَلَىَّ فُؤَادُهُ (tropical:) [His heart, or mind, became perturbed by displeasure against me]. (A, TA.) b6: [and in like manner you say] مَذْهَبُهُ فى الْمَسْأَلَةِ ↓ تكدّر [(tropical:) His opinion respecting the question became confounded, or perplexed]. (Mgh.) A2: كَدَرَ, (K,) aor. ـُ inf. n. كَدْرٌ, (TA,) He poured out, or forth water. (K, TA.) Said in the L to be the only signification of this form of the verb. (TA.) [But see above.]2 كدّرهُ, inf. n. تَكْديرٌ, He rendered it (namely water, S, Msb) turbid, thick, or muddy. (S, Msb, K.) b2: [كدّر عَيْشَ فُلَانٍ (tropical:) He or it, troubled the life of such a one; rendered it troublesome, or perturbed; caused it to be attended with trouble.]

b3: [كدّر عَلَىَّ فُؤَادَ فُلَانٍ (tropical:) He, or it, caused the heart, or mind, of such a one to be perturbed by displeasure against me.] b4: كدّرت المَسْأَلَةُ عَلَيْهِ مَذْهَبَهُ [(tropical:) The question confounded, or perplexed, his opinion]. (TA.) b5: صَفَا أَمْرِى فَكَدَّرَهُ فُلَانٌ (tropical:) [My affair, or case, was free from trouble, and such a one caused it to be attended with trouble]. (A.) b6: كدّر نِعْمَةً [(tropical:) He sullied a favour]. (ElAashà, quoted in the S, art. نشد.) 5 تَكَدَّرَ see 1, in four places.6 تكادرت العَيْنُ فى الشَّىْءِ (tropical:) The eye continued looking at the thing. (S, A.) 7 إِنْكَدَرَ see 1.

A2: He, or it, darted down. (S, K.) It is said of a bird, (A,) or of a hawk, in this sense; (TK;) and of a star. (A.) So in the Kur lxxxi. 2, وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ: (S, * Bd:) or this means, And when the stars dart down, and fall, one after another, upon the earth: (Jel:) or when the stars fall and become scattered. (El-Basáïr, K. *) b2: انكدر عليهم العَدُوُّ (tropical:) The enemy poured down upon them. (A.) And انكدر عَلَيْهِ القَوْمُ (tropical:) The people poured upon him: (K:) or poured down upon him: (TA:) or repaired towards him, scattering themselves upon him. (El-Basáïr.) b3: انكدر (tropical:) He hastened: (S, K:) or he hastened in some measure. (TA.) You say انكدر فِى سَيْرِهِ (tropical:) He hastened in his pace. (A.) And انكدر يَعْدُو (tropical:) He hastened in some measure, running; (TA;) accord. to A'Obeyd. (TA, voce اِنْصَلَتَ.) 9 إِكْدَرَّ see 1.

كَدْرٌ: see كَدِرٌ.

كَدَرٌ [a coll. gen. n., of which the n. of unity is كَدَرَةٌ] Handfuls of reaped corn: (O, TA:) see عَصْفٌ.

كَدِرٌ (S, A, Msb, K) and ↓ كَدْرٌ (S, K) and ↓ كَدِيرٌ and ↓ أَكْدَرُ (K) Turbid; thick; muddy: (S, A, Msb, K) applied to water. (S, A, Msb.) A2: عَيْشٌ كَدِرٌ, and ↓ أَكْدَرُ (tropical:) [Life that is attended with trouble]. (TA.) b2: هُوَ كَدِرُ الفُؤَادِ عَلَىَّ (tropical:) [He is perturbed in heart, or mind, by displeasure against me]. (A.) كُدْرَةٌ Duskiness, or dinginess, of colour; (S, * Msb;) a hue inclining to black and dust-colour. (TA.) See 1.

كَدَرَةٌ: see كَدَرٌ.

كُدْرِىٌّ (S, K) and ↓ كُدَارِىٌّ (IAar, TA) A species of the kind of bird called قَطًا, (S, K,) one of three species, whereof the two others are called جُونِىٌّ and غَطَاطٌ; (S;) the species called كدرى are of a dusty [or dusky] colour, (S, K,) short in the legs, (TA,) diversified, or speckled, or marked, with duskiness, or dinginess, and blackness, (رُقْش,) in the backs (S, K) and bellies, (S,) black in the inside of the wing, (TA,) yellow in the throats, (S, K,) having in the tail two feathers [in the L and TA ريشان, but the right reading is رِيشَتَانِ,] longer than the rest of the tail; (ISk, TA;) it is smaller than the جونى, (S,) and has a clear cry, calling out its own name [قَطَا قَطَا]: (ISd, TA:) it seems to be thus named, كدرى, in relation to the greater number of birds of the kind called قَطًا, which are كُدْر [in colour]; (S;) كدرى

being, as some assert, a rel. n. from طَيْرٌ كُدْرٌ, like دُبْسِىٌّ from طَيْرٌ دُبْسٌ: (TA:) the n. un. is كُدْرِيَّةٌ and كُدَارِيَّةٌ. (TA.) [See also غَطَاطٌ, and قَطًا; and De Sacy's Chrest. Arabe, 2nd ed., ii. 369.]

كَدِيرٌ: see كَدِرٌ.

كُدَارِىٌّ: see كُدْرِىٌّ.

كُدَايْرَآءُ, [dim. of كَدْرَآءُ, fem. of أَكْدَرٌ,] A certain kind of food, accord. to Kr, who does not describe its composition; (TA;) fresh milk in which dates (S, K) of the kind called بَرْبِىّ (K) are macerated: (S, K:) or milk in which dates are steeped and mashed with the hand: (TA:) women are fattened with it: (K:) so called because of the duskiness (كُدْرَة) of its colour. (Z, TA.) كُنْدُرٌ: see art. كندر.

أَكْدَرُ [Dusky, or dingy; of a hue inclining to black and dust-colour;] having كُدْرَة in its colour: (S, TA:) fem. كَدْرَآءُ: pl. كُدْرٌ: and dim. of اكدر, أُكَيْدِرُ. (Msb.) b2: بَنَاتُ أَكْدَرَ The wild asses: (S:) the same, (A,) or بَنَاتُ الأَكْدَرِ, (K,) certain wild asses: (A, K:) so called after a particular stallion (S, A, K) or theirs. (K.) b3: See also كَدِرٌ, in two places.
كدر
كَدَرَ، مثلَّثةَ الدَّالِ، الكَسر والضَّمُّ فِي التَّهذيب والمحْكَم، وَالْفَتْح نَقله الصاغانيّ، كَدارَةً وكَدَراً، محَرَّكَةً مَصدرا كَدُرَ كَكَرُمَ، وكُدوراً، وكُدورةً، وكُدرَةً، بضمِّهِنَّ مصَادر الْبَابَيْنِ. واكْدَرَّ اكْدِراراً، قَالَ ابنُ مُطَيْر الأَسَدِيّ:
(وكائِنْ تَرَى من حالِ دُنيا تَغَيَّرَتْ ... وحالٍ صفا بعدَ اكْدِرارٍ غَديرها)
وتكَدَّرَ: نقيض صفا. وَفِي الصِّحَاح: الكَدر: نقيض الصَّفْوِ، وَهُوَ أَكْدَرُ وكَدِرٌ، بيِّنُ الكُدورَةِ والكَدارَةِ. وَيُقَال: عيشٌ أَكْدَرُ كَدِرٌ، وماءٌ أَكْدَرُ كَدِرٌ. فِي الصِّحَاح: كَدِرَ الماءُ، بِالْكَسْرِ، يكدَرُ كَدَراً فَهُوَ كَدْرٌ، وكَدِرٌ، كفَخذ وفَخْذ، كَذَلِك كديرٌ، كأَمير. وكَدَّرَه غيرُه تَكديراً: جعله كَدِراً، وَالِاسْم الكُدرَةُ والكُدورَةُ. والكُدْرَةُ من الأَلوان: مَا نَحَا نحوَ السَّواد والغُبْرَة، وَقَالَ بعضُهم: الكُدرةُ فِي اللونِ خاصَّة، والكُدورة فِي المَاء والعينِ. هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّواب: والعيشِ، والكَدَر، محرَّكة فِي الكُلِّ. وكَدِرَ لونُ الرَّجُلِ، بِالْكَسْرِ، عَن اللّحيانيّ، وَيُقَال: كَدُرَ عَيْشُ فلانٍ وتكَدَّرَتْ معيشتُه. ويُقال: كَدِرَ الماءُ وكَدُرَ، وَلَا يُقَال: كَدَرَ إلاّ فِي الصَّبِّ. كَذَا فِي اللِّسَان، إلاّ أنَّ الصاغانيّ أَثبتَهُ فَقَالَ: كَدَرَ الماءُ أَيضاً: تَكَدَّرَ، لُغَة ثَالِثَة فِي كَدِرَ وكَدُرَ، بِالْكَسْرِ والضَّمّ. وَفِي الأساس: كَدَُِرَ عيشُهُ وتكَدَّرَ من الْمجَاز. وَمِنْه: خُذْ مَا صفا ودَعْ مَا كَدَُِرَ. وَكَذَا قَوْلهم: كَدَرَ عليَّ فؤادُه، وَهُوَ كَدِرُ الفؤادِ عليَّ. والكَدَرَةُ، محرَّكَةً، من الحوضِ: طينُهُ وكَدَرُه عَن ابْن الأعرابيّ. وَقَالَ مرَّةً: أَوْ كَدَرَتُه: مَا علاهُ من طُحلُب ونحوِه، كَعَــرْمَض، والكَدَرَةُ أَيضاً: السَّحابُ الرَّقيقُ لَا يواري السماءَ، قَالَه أَبُو حنيفَة، كالكُدْرِيِّّ والكُدارِيِّ، بضمِّهما، وَلم أرَ أَحداً وَصَفَ السَّحابَ)
بهما، بل هما من صِفَات الطَّير، كَمَا يَأْتِي فِي آخر المادَّة عَن ابْن الأعرابيّ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَدَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: القُلاعَة الضَّخْمَةُ المُثارَةُ من مَدَر الأرضِ قَالَ العجّاجُ:
(وإنْ أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدرْ ... سنابِكُ الخيلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرّْ)
قَالَ: الكَدَرُ جمع الكَدَرَة، وَهِي المَدَرَةُ الَّتِي تُثيرُها السِّنُّ وَهِي هَا هُنَا مَا تثير سنابك الْخَيل. قَالَ: والكَدَرَةُ أَيْضا: القَبْضَةُ المَحصودَة المتفَرِّقة من الزَّرع ونحوِه، الكَدَرُ، مُحرَّكة، قَالَ ابْن سِيدَه: وَحَكَاهُ أَبُو حنيفَة. من الْمجَاز: انْكَدَرَ يعْدو: أَسْرَعَ بعضَ الْإِسْرَاع، وَفِي الصِّحَاح: أَسْرعَ وانْقَضَّ، وَمِنْه قولُ العجَّاج فِي صِفة الْبَازِي: أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضاءٍ فانْكَدَر من الْمجَاز: انْكَدَر عَلَيْه القومُ: انْصَبُّوا أَرْسَالاً. وَفِي البَصائر: أَي قصدُوا مُتناثِرين عَلَيْهِ، قَالَ: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَإِذا النُّجومُ انْكَدَرَتْ أَي تناثَرَتْ. من الْمجَاز: أَطْعَمَنا الكُدَيْراء كحُمَيْراء: حَليبٌ يُنْقَع فِيهِ تَمْرٌ بَرْنِيٌّ. وَقيل: هُوَ لَبَنٌ يُمرَس ُ بالتَّمْر يُسَمَّنُ بِهِ النِّساء. وَقَالَ كُراع: هُوَ صِنْف من الطَّعام، وَلم يُحَلِّه. وَقَالَ الزمخشريّ: سُمِّيَت لكُدْرَةِ لَوْنِها. وحِمارٌ كُدُرٌ بضَمَّتَيْن، وكُنْدُرٌ وكُنادِر، بضَمِّهما: غَليظٌ، وَيُقَال أتانٌ كُدُرَةٌ. وَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أنَّ كُنْدُراً رُباعي، وَقد ذكرَه المصنّف هُنَاكَ. وبناتُ الأَكْدَر: حَميرُ وَحْشٍ مَنْسُوبةٌ إِلَى فَحْلٍ مِنْهَا. وأُكَيْدِرٌ كأُحَيْمِر: تَصْغِير أَكْدَر: صاحِبُ دُومةِ الجَنْدَل، جَاءَ ذكرُه فِي الحَدِيث. والكَدْراء: د، بِالْيمن شماليّ زَبيد يُنْسَب إِلَيْهِ الْأَدِيم، وَفِي المعجم: هُوَ من زابِ تِهامةِ الْيمن، وَهُوَ ومَوْر والمَهْجَم من أعظم أَوْدِية الْيمن. قلتُ: وَكَانَت الخَطابة والتَّدْريس بِهِ لبَني أبي الْفتُوح من الناشريِّين. والأكْدَرُ اسمٌ. والأَكْدَرُ: السَّيْلُ القاشِرُ لوجهِ الأرضِ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. أَكْدَر: اسمُ كَلْب. وكَوْدَرٌ، كَجَوْهرٍ: مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْيَر، عَن الأصمعِيّ. قَالَ النَّابِغَة الجَعْدِيّ:
(ويَوْمَ دَعا وِلْدانَكمْ عَبْدُ كَوْدَرٍ ... فخالوا لَدى الدَّاعي ثَريداً مُقَلْقَلا)
أَو عَريفٌ كَانَ للمُهاجِرِ بنِ عبد الله الكِلابيّ، كَمَا نَقله الصَّاغانِيّ. وكَدَرَ الماءَ يَكْدُره كَدْرَاً، من حدّ نصَر: صَبَّه.
والأَكْدَرِيَّةُ فِي الفَرائض: مَسْأَلةٌ مَشْهُورَة، وَهِي: زَوْجٌ، وأمٌّ، وجدٌّ وأختٌ لأَب وأمٍّ، وأصلُها من ستَّة، وتَعول لتسعة، وتَصِحُّ من سَبْعَة وَعشْرين، قَالَه شَيخنَا. لُقِّبَت بهَا لأنَّ عبدَ الْملك بن مروانَ سَأَلَ عَنْهَا رجلا يُقال لَهُ أَكْدَر فَلَمْ يَعْرِفها، أَو كَانَت الميِّتَةُ تُسمَّى أَكْدَريَّة، أَو لأنَّها كدَّرَت على زَيْد بن ثابتٍ مَذْهَبه، لصُعوبتها وَقد اسْتَفْتَيْتُ فِيهَا شيخَنا الفَقيه المُحدِّثَ أَبَا الْحسن عَليّ بن مُوسَى بن شَمْسِ الدّين ابْن النَّقيب حَفِظَه اللهُ تَعَالَى فَأجَاب مَا نَصُّه: الزَّوج النصْف ثَلاثة، وللأُمِّ الثُّلُث، اثْنان، وللجدِّ واحدٌ، وَأَصلهَا من سِتَّة، وَالْقِيَاس سُقوط الأُختِ بالجدِّ لأنَّها عصبةٌ بالغَيْر، ولكنْ فُرض لَهَا النِّصفُ ثَلَاثًا لنصِّ الله تَعَالَى، وبالنَّصِّ يُترَك القياسُ، فَتَصِير المسألةُ من تسْعة، ثمَّ يعود الجدُّ والشَّقيقة إِلَى المُقاسَمة أثْلاثاً: للذَّكرِ مثلُ حظِّ الأُنْثَيَيْن، فانكسَرت السِّهامُ الْأَرْبَعَة على ثَلاثة، مخرج الثُّلث ثَلَاثَة من)
تِسْعَة فِي ثَلَاثَة بتِسعة، وللأمِّ الثُّلث عائلاً اثنانِ فِي ثلاثةٍ بسِتَّة، وَالْبَاقِي اثْنَا عشر، للجدِّ ثمانيةٌ تَعْصِيباً، وَللْأُخْت أَرْبَعةٌ تعصيباً بالجدِّ، وَمن هُنَا حصل التَّكْديرُ على الْأُخْت لكَون فَرْضِها عَاد تعصيباً، وَحصل أَيْضا للجدِّ لكونِه كَالْأَبِ يَحْجُب الإخوةَ والأَخَوات، فَعَاد انفِرادُه بالتَّعصيب إِلَى المُقاسَمة فشاركَتْه الأختُ فِي التَّعصيب، لَهُ الثُّلُثان، وَلها الثُّلث. فَهَذَا وَجه تَلْقِيبِها بالأَكْدَرِيَّة. انْتهى. والكُدُرُّ كعُتُلٍّ: الشابُّ الحادِرُ الشَّديد القويُّ المُكْتَنِز. وروى أَبُو تُراب عَن شُجاع: غلامٌ قُدُرٌ وكُدُرٌ، وَهُوَ التامُّ دون المُنْخَزِل. والكُدارَة، كثُمامَة: الكُدادَة، وَهِي ثُفْلُ السَّمنِ فِي أَسْفَلِ القِدْر. والمُنْكَدِر: فَرَسٌ لبني العَدَوِيَّة نَقله الصَّاغانِيّ. وطريقُ المُنْكَدِر: طريقُ اليمامةِ إِلَى مَكَّة شرَّفها اللهُ تَعَالَى.والكُدْر، ظاهرُه يَقْتَضِي أنَّه بالفَتح، وَضَبَطه الصَّاغانِيّ بالضمِّ وَقَالَ: ع قرب الْمَدِينَة على ثمانيةِ بُرُدٍ مِنْهَا. وَفِي مُخْتَصر الْبلدَانِ: ماءَةٌ لبني سُلَيْم بالحِجاز فِي ديار غَطفان نَاحيَة المَعْدن. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى قَرْقَرة الكُدْرِ لجمع من سُلَيْم فَوجدَ الحيَّ خُلوفاً، فاستاقَ النَّعم، وَكَانَت غَيْبَتُه فِيهِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. وَفِي حَدِيث عمر: كنتُ زَميلَه فِي غَزْوَةِ قَرْقَرةِ الكُدْر، وَقد تقدّم فِي قرر. والأكادِرُ جبالٌ م، الْوَاحِد أكدر. قَالَ شَمْعَلَةُ بن الأخضَر:
(وَلَو مَلأَتْ أَعْفَاجَها مِن رَثِيئَة ... بَنو هاجرٍ مالَتْ بِهَضْبِ الأكادِرِ)
وَفِي مُخْتَصر الْبلدَانِ: الأكادِر: بلدٌ من بِلَاد فَزارَة. والكُدْرِيُّ، كتُرْكِيٍّ، والكُدَارِيُّ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الأعرابيّ: ضَرْبٌ من القَطا غُبْرُ الألوان قِصارُ الأَرْجُل رُقْشُ الظُّهور سودُ باطنِ الجناحِ صُفْرُ الحُلوق. فِي ذَنَبِها ريشَتانِ أَطْوَلُ من سَائِر الذَّنَب، قَالَه ابْن السِّكِّيت، وَزَاد ابْن سِيدَه: فَصيحة تُنادى باسمِها، وَهِي أَلْطَف من الجونِيّ، وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ:
(تَلْقَى بِهِ بَيْضَ القَطا الكُداري ... تَوائِماً كالحَدَقِ الصِّغارِ)
واحِدَته كُدْرِيَّةٌ وكُدارِيَّةٌ، وَقَالَ بعضُهم: الكُدْرِيّ: مَنْسُوبٌ إِلَى طَيْرٍ كُدْرٍ، كالدُّبْسِيّ مَنْسُوب إِلَى طير دُبْس وَقَالَ الجوهريّ: القَطا ثلاثةُ أَضْرُب: كُدْرِيٌّ، وجونِيّ، وغَطَاطٌ، فالكُدْرِيُّ مَا وَصَفْناه وَهُوَ أَلْطَفُ من الجونِي، كأنَّه نُسِب إِلَى مُعظَم القَطا وَهِي كُدْرٌ، والضربان الْآخرَانِ مَذكوران فِي مَوضعيهما. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: الأكْدَر: هُوَ الَّذِي فِي لَوْنِه كُدْرَةٌ، قَالَ رؤبة: أَكْدَرَ لَفَّافِ عِنادَ الرُّوَّغِ وَمن المَجاز: تكادرَتْ العَيْنُ فِي الشَّيء، إِذا أدامَتْ النَّظرَ إِلَيْهِ، قَالَه الزمخشريُّ. وَمن أمثالِهم: مَن رَشَّكَ بُلَّه، وَمَنْ رماكَ بِكَدَرَة ارْمِهِ بحَجَرَة. والكَدَر، محرَّكَة: مَوْضِع قريبٌ من الحَزْنِ فِي ديارِ بني يَربوع بنِ حَنْظَلة. والمُنْكَدِرُ بن محمَّد بن المُنْكَدِر ثقةٌ.)
كدر: {انكدرت}: انتصرت وانصبت.
[كدر] غ: فيه: يقال لما انتثر ومر مرًا سريعًا "انكدر".
كدر: كَدَّر (بالتشديد). كدَّر على فلان. أقلقه، نعَّص عليه عيشه، أزعجه فلم يتمتع بماله (بوشر).
كذا: أحزن. (فوك) وفي ويجزر (ص44).
فحُرْنا من اللَّذات أطْيَبَ عيشها ... ولم يَعْدُنا همٌّ ولا عاق تكديرُ
كدَّر الخاطر: أزعج، أغاظ، (بوشر).
كدَّر: أسام، أضجر، أغمَّ. (ألكالا).
كدَّر: أكمد، أذهب صفاء اللون. (ألكالا، بوشر).
تكدَّر: انذعر، ارتعب، خاف، فزع. ففي ألف ليلة (306:1): فقال يا أمير المؤمنين إذا طلعت عليهم رُبَّما تكدَّروا وأما الشيخ إبراهيم فيموت من الخوف.
تكدَّر خاطرُه: انزعج، اغتاظ. (ألف ليلة 70:1).
انكدر: صار كدراً ضد صفاً. (البيضاوي السورة 81).
استكدر: استقذر، صار قذراً، اتَّسخ. (المقري 685:1).
كَدَر: هي في الأصل مصدر. وتستعمل اسماً بمعنى قَذَر،، قذارة، وسَخ. وتجمع على أكدار.
(دي ساسي طرائف 169:1، ألف ليلة 8:2).
كَدَر، والجمع أكدار: اضطراب، شَغَب (فوك).
كَدَر: خِصام، نزاع. (ألكالا).
من غير أكدار: بهدوء، بسلام. (بوشر).
شراب الكدر: في ابن البيطار (338:2): وأما الشراب الكاذي فإنه المعروف بشراب الكدر. (أنظره في مادة كاذي) وكَدَر كلمة فارسية.
كَدِر: باهت، كامد، كأب، شاحب. (بوشر).
لون كدر: لون رديء، لون غير متساو، لون يختلف بعضه عن بعض حيث كان. (بوشر).
كَدِر: شيء كدر: شيء حقير لا قيمة له. ففي المقري (694:1): وجوامك المدارس قليلة كدرة.
كدر: نوع من الطير يشبه القطا. (أنظر: كُدْرِي في المعاجم) وهو أكبر من الحجل بقليل، وجناحاه سوداوان، وهو يحدث ضجة غريبة حين يطير، وهو يطير طيران الزقزاق. (ريشاردسن مراكش 231:2، 240، 259) وهوة يكتبها Kader مرة و gedur أخرى. وانظر أيضاً تريسترام (ص399) وهو يكتبها EI Koudhre ويقول إنه طائر القطا المألوف ( common sand grouse) أنظر: كدري.
كُدُرّ: ذكرت في ديوان الهذليين (ص48).
لون الكُدْرَة: أشهب يضرب إلى السواد (زيشر يشبه الضرب الكبير من الحجل قصير الرجلين جداً وعلى صدره حلقتان سوداوان). (أنظر: كدر).
كُدُورَة: اختلاف اللون عن بعض حيث كان وهو رديء. (بوشر).
كدَّار: خزّاف، فخّاري عند دومب (ص102) وهي تصحيف غَضَّار.
كَيْدار، والجمع كيدار: فرس ضعيف بليد. (شيرب) وأنظر: قِدار.
مُكَدَّار: مزعج، محزن. ويكدّر على: شاق على، عسير على. (بوشر).
مُكَدَّر: محب للخصام، خَصِم، مماحك. (ألكالا).

الخَوَرْنَقُ

الخَوَرْنَقُ:
بفتح أوله وثانيه، وراء ساكنة، ونون مفتوحة، وآخره قاف: بلد بالمغرب، قرأت في كتاب النوادر الممتعة لأبي الفتح بن جنّي: أخبرنا أبو صالح السليل بن أحمد عن أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال: قال الأصمعي سألت الخليل ابن أحمد عن الخورنق فقال ينبغي أن يكون مشتقّا من الخرنق الصغير من الأرانب، قال الأصمعي:
ولم يصنع شيئا إنما هو من الخورنقاه، بضم الخاء وسكون الواو وفتح الراء وسكون النون والقاف، يعني موضع الأكل والشرب بالفارسية، فعرّبته العرب فقالت الخورنق ردّته إلى وزن السّفرجل، قال ابن جنّي: ولم يؤت الخليل من قبل الصنعة لأنه أجاب على أن الخورنق كلمة عربية، ولو كان عربيّا لوجب أن تكون الواو فيه زائدة كما ذكر لأن الواو لا تجيء أصلا في ذوات الخمسة على هذا الحدّ فجرى مجرى الواو كذلك، وإنما أتي من قبل السماع، ولو تحقق ما تحققه الأصمعي لما صرف الكلمة، أنّى وسيبويه إحدى حسناته؟
والخورنق أيضا: قرية على نصف فرسخ من بلخ، يقال لها خبنك، وهو فارسيّ معرب من خرنكاه، تفسيره موضع الشرب، ينسب إليها أبو الفتح محمد ابن محمد بن عبد الله بن محمد البسطامي الخورنقي، وهو أخو عمر البسطامي الخورنقي، كان يسكن الخورنق فنسب إليها، سمع أباه أبا الحسن بن أبي محمد وأبا هريرة عبد الرحمن بن عبد الملك بن يحيى ابن أحمد القلانسي وأبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي السرخسي وأبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني التاجر، وكانت له إجازة من أبي علي السرخسي، كتب عنه أبو سعد، وكانت ولادته في العشر الأخير من شهر رمضــان سنة 468 ببلخ، ووفاته بالخورنق في السابع عشر من رمضــان سنة 551، وأما الخورنق الذي ذكرته العرب في أشعارها وضربت به الأمثال في أخبارها فليس بأحد هذين إنما هو موضع بالكوفة، قال أبو منصور: هو نهر، وأنشد:
وتجبى إليه السّيلحون ودونها ... صريفون في أنهارها والخورنق
قال: وهكذا قال ابن السكّيت في الخورنق، والذي عليه أهل الأثر والأخبار أن الخورنق قصر كان بظهر الحيرة، وقد اختلفوا في بانيه فقال الهيثم بن عدي:
الذي أمر ببناء الخورنق النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن الحارث بن عمرو بن لخم ابن عدي بن مرّة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يعرب بن قحطان، ملك ثمانين سنة وبنى الخورنق في ستين سنة، بناه له رجل من الروم يقال له سنمّار، فكان يبني السنتين والثلاث ويغيث الخمس سنين وأكثر من ذلك وأقل، فيطلب فلا يوجد، ثم يأتي فيحتجّ، فلم يزل يفعل هذا الفعل ستين سنة حتى فرغ من بنائه، فصعد النعمان على رأسه ونظر إلى البحر تجاهه والبرّ خلفه فرأى الحوت والضبّ والضبّي والنخل فقال: ما رأيت مثل هذا البناء قط! فقال له سنمّار: إني أعلم موضع آجرّة لو زالت لسقط القصر كله، فقال النعمان: أيعرفها أحد غيرك؟ قال:
لا، قال: لا جرم لأدعنّها وما يعرفها أحد! ثم أمر به فقذف من أعلى القصر إلى أسفله فتقطع، فضربت العرب به المثل، فقال شاعر:
جزاني، جزاه الله شرّ جزائه، ... جزاء سنمّار، وما كان ذا ذنب
سوى رمّه البنيان، ستين حجّة، ... يعلّ عليه بالقراميد والسكب
فلما رأى البنيان ثمّ سحوقه، ... وآض كمثل الطّود والشامخ الصّعب
فظنّ سنمّار به كلّ حبوة، ... وفاز لديه بالمودّة والقرب
فقال: اقذفوا بالعلج من فوق رأسه! ... فهذا، لعمر الله، من أعجب الخطب
وقد ذكرها كثير منهم وضربوا سنمّار مثلا، وكان النعمان هذا قد غزا الشام مرارا وكان من أشدّ الملوك بأسا، فبينما هو ذات يوم جالس في مجلسه في الخورنق فأشرف على النّجف وما يليه من البساتين والنخل والجنان والأنهار مما يلي المغرب وعلى الفرات مما يلي المشرق والخورنق مقابل الفرات يدور عليه على عاقول كالخندق فأعجبه ما رأى من الحضرة والنور والأنهار فقال لوزيره: أرأيت مثل هذا المنظر وحسنه؟
فقال: لا والله أيها الملك ما رأيت مثله لو كان يدوم! قال: فما الذي يدوم؟ قال: ما عند الله في الآخرة، قال: فبم ينال ذلك؟ قال: بترك هذه الدنيا وعبادة الله والتماس ما عنده، فترك ملكه في ليلته ولبس المسوح وخرج مختفيا هاربا، ولا يعلم به أحد ولم يقف الناس على خبره إلى الآن، فجاؤوا بابه بالغداة على رسمهم فلم يؤذن لهم عليه كما جرت العادة، فلما أبطأ الإذن أنكروا ذلك وسألوا عن الأمر فأشكل الأمر عليهم أياما ثم ظهر تخلّيه من الملك ولحاقه بالنّسك في الجبال والفلوات، فما رؤي بعد ذلك، ويقال: إن وزيره صحبه ومضى معه، وفي ذلك يقول عدي بن زيد:
وتبيّن ربّ الخورنق، إذ ... أشرف يوما، وللهدى تفكير
سرّه ما رأى وكثرة ما يم ... لك والبحر، معرضا، والسدير
فارعوى قلبه وقال: فما غب ... طة حيّ إلى الممات يصير!
ثم بعد الفلاح والملك والإم ... مة وارتهم هناك القبور
ثم صاروا كأنهم ورق جف ... ف، فألوت به الصّبا والدّبور
وقال عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة عند غلبة خالد ابن الوليد على الحيرة في خلافة أبي بكر، رضي الله عنه:
أبعد المنذرين أرى سواما ... تروّح بالخورنق والسدير
تحاماه فوارس كلّ حيّ، ... مخافة ضيغم عالي الزّئير
فصرنا، بعد هلك أبي قبيس، ... كمثل الشاء في اليوم المطير
تقسّمنا القبائل من معدّ ... كأنّا بعض أجزاء الجزور
وقال ابن الكلبي: صاحب الخورنق والذي أمر ببنائه بهرام جور بن يزدجرد بن سابور ذي الأكتاف، وذلك أن يزدجرد كان لا يبقى له ولد وكان قد لحق ابنه بهرام جور في صغره علّة تشبه الاستسقاء فسأل عن منزل مريء صحيح من الأدواء والأسقام ليبعث بهرام إليه خوفا عليه من العلّة، فأشار عليه أطبّاؤه أن يخرجه من بلده إلى أرض العرب ويسقى أبوال الإبل وألبانها، فأنفذه إلى النعمان وأمره أن يبني له قصرا مثّله على شكل بناء الخورنق، فبناه له وأنزله إياه وعالجه حتى برأ من مرضه، ثم استأذن أباه في
المقام عند النعمان فأذن له، فلم يزل عنده نازلا قصره الخورنق حتى صار رجلا ومات أبوه فكان من أمره في طلب الملك حتى ظفر به ما هو متعارف مشهور، وقال الهيثم بن عدي: لم يقدم أحد من الولاة الكوفة إلا وأحدث في قصرها المعروف بالخورنق شيئا من الأبنية، فلما قدم الضّحّاك بن قيس بني فيه مواضع وبيّضه وتفقّده، فدخل إليه شريح القاضي فقال:
يا أبا أميّة أرأيت بناء أحسن من هذا؟ قال: نعم، السماء وما بناها! قال: ما سألتك عن السماء، أقسم لتسبّن أبا تراب، قال: لا أفعل، قال: ولم؟
قال: لأنا نعظم أحياء قريش ولا نسب موتاهم، قال: جزاك الله خيرا! وقال علي بن محمد العلوي الكوفي المعروف بالحمّاني:
سقيا لمنزلة وطيب، ... بين الخورنق والكثيب
بمدافع الجرعات من ... أكناف قصر أبي الخصيب
دار تخيّرها الملو ... ك، فهتّكت رأي اللبيب
أيام كنت، من الغواني، ... في السواد من القلوب
لو يستطعن خبأنني ... بين المخانق والجيوب
أيام كنت، وكنّ لا ... متحرّجين من الذنوب
غرّين يشتكيان ما ... يجدان بالدمع السّروب
لم يعرفا نكدا سوى ... صدّ الحبيب عن الحبيب
وقال علي بن محمد الكوفي أيضا:
كم وقفة لك بالخور ... نق ما توازى بالمواقف
بين الغدير إلى السدي ... ر إلى ديارات الأساقف
فمدارج الرهبان في ... أطمار خائفة وخائف
دمن كأن رياضها ... يكسين أعلام المطارف
وكأنما غدرانها ... فيها عشور في مصاحف
وكأنما أغصانها ... تهتزّ بالريح العواصف
طرر الوصائف يلتقين ... بها إلى طرر المصاحف
تلقى أواخرها أوا ... ئلها بألوان الرّفارف
بحريّة شتواتها، ... برّيّة منها المصائف
درّيّة الصهباء كا ... فوريّة منها المشارف

بَاجَةُ

بَاجَةُ:
في خمسة مواضع، منها: باجة، بلد بإفريقية تعرف بباجة القمح، سمّيت بذلك لكثرة حنطتها، بينها وبين تنس يومان. وحدثني من أثق به أن الحنطة تباع فيها كل أربعمائة رطل، برطل بغداد، بدرهم واحد فضة. قال أبو عبيد البكري:
ومدينة باجة إفريقية مدينة كثيرة الأنهار، وهي على جبل يقال له عين الشمس في هيئة الطيلسان يطّرد حواليها، وفيها عيون الماء العذب، ومن تلك العيون عين تعرف بعين الشمس، هي تحت سور المدينة، والباب هناك ينسب إليها، ولها أبواب غير هذا. وفي داخل البلد عين أخرى عذبة، وحصنها أزليّ مبنيّ بالصخر الجليل أتقن، بناء، يقال إنه من عهد عيسى، عليه السلام، وفيها حمّامات ماؤها من العيون، وفنادق كثيرة، وهي دائمة الدجن والغيم، كثيرة الأمطار والأنداء، قلما يصحى هواؤها، وبها يضرب المثل في كثرة المطر، ولها نهر من جهة المشرق يجيء من جهة الجنوب إلى القبلة على ثلاثة أميال منها، وحولها بساتين عظيمة تطرّد فيها المياه، وأرضها سوداء مشقّقة، تجود فيها جميع الزروع، وبها
حمص وفول قلما يوجد مثله. وتسمى باجة هذه هري إفريقية، لريع زرعها وكثرة أنواعه فيها، ورخصه فيها، أمحلت البلاد أو أسرعت. وإذا كانت أسعار القيروان نازلة لم يكن للحنطة بها قيمة، وربما اشتري وقر البعير بها من تمر بدرهمين، ويردها في كل يوم من الدواب والإبل العدد العظيم، الألف والأكثر، لنقل الميرة منها، فلا يزيد في سعرها ولا ينقص. وامتحن أهل باجة في أيام أبي يزيد مخلّد ابن يزيد بالقتل والسبي والحريق، وقال الرّاجز في ذلك:
وبعدها باجة أيضا أفسدا، ... وأهلها أجلى ومنها شرّدا
وهدّم الأسوار والمعمورا، ... والدّور قد فتّش والقصورا
ولم يزل الناس يتنافسون في ولاية باجة. وكان المتداولون لذلك بني عليّ بن حميد الوزير، فإذا عزل منهم أحد لم يزل يسعى ويتلطف ويهادي ويتاحف حتى يرجع إليها، فقيل لبعضهم: لم ترغبون في ولايتها؟ فقال: لأربعة أشياء، قمح عندة، وسفرجل زانة، وعنب بلطة، وحوت درنة. وبها حوت بوريّ ليس في الآفاق له نظير، يخرج من الحوت الواحد عشرة أرطال شحم، وكان يحمل إلى عبيد الله، يعني الملقّب بالمهدي جد ملوك مصر، حوتها في العسل فيحفظه حتى يصل طريّا. وينسب إلى باجة هذه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الأندلسي أصله من باجة إفريقية، سكن إشبيلية، كذا نسبه ونسب ابنه أبا عمر أحمد بن عبد الله، أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني وأبو بكر الحازمي في الفيصل، ونسبه أبو الفضل محمد بن طاهر إلى باجة الأندلس، كذا قال أبو سعد. وقد رد ذلك عليه أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ الإشبيلي، وقال: إنه من باجة إفريقية، فأما الحافظ عبد الغني بن سعيد فإنه قال في قرينة الناجي، بالنون، وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل العلم، كتبت عنه وكتب عني، ووالد أبي عمر هذا من أجلة المحدثين، كان يسكن إشبيلية ولم يزد. وقال غيره: روى عنه أبو عمر بن عبد البرّ وغيره، مات قريبا من سنة أربعمائة. وأما أبو الوليد بن الفرضي فإنه قال: عبد الله بن عليّ بن شريعة اللخمي المعروف بالباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله بن الفوق وحسن بن عبد الله الزبيدي وسيد أبيه الزاهد، وسمع بقرطبة عن محمد ابن عمر بن لبانة وذكر غيره، ورحل إلى البيرة فسمع بها من محمد بن فطيس كثيرا، وكان ضابطا لروايته صدوقا حافظا للحديث بصيرا بمعانيه لم ألق فيمن لقيته بالأندلس أحدا أفضله عليه في الضبط، وأكثر في وصفه، ثم قال: وحدث أكثر من خمسين سنة، وسمع منه الشيوخ إسماعيل بن إسحاق وأحمد ابن محمد الجزار الإشبيلي الزاهد وعبد الله بن إبراهيم الأصيلي وغيرهم، قال: وسألته عن مولده فقال:
ولدت في شهر رمضــان سنة 291، ومات في السابع عشر من شهر رمضــان سنة 378، قال عبيد الله المستجير بعفوه: فهذا الإمام ابن الفرضي ذكر أبا محمد هذا، وهذا الإمام عبد الغني ذكر ابنه أبا عمر ولم ينسب واحد من الإمامين واحدا من الرجلين إلى باجة إفريقية. وقد صرّحا بأنهما من الأندلس، وفي هذا تقوية لقول ابن طاهر، والله أعلم، والذي صحّح لنا نسبته إلى باجة إفريقية فأبو حفص عمر بن محمود بن غلّاب المقري الباجي، قال أبو طاهر السلفي: هو
من باجة إفريقية وكان رجلا من أهل القرآن صالحا، قال: وسألته عن مولده فقال: في رجب سنة 434 بباجة القمح بإفريقية لا باجة الأندلس، وتوفي سنة 520 في صفر، قال: وكتبت عنه أشياء كثيرة، وصحب عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي وعبد الجليل بن مخلوق وغيرهما، وباجة الزيت بإفريقية أيضا وقرأت بخط الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي الشاعر الإفريقي، قال محمد بن أبي معتوج: من أهل باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة وبها نشأ وتأدب وكان من تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي، وكان بديهيّا هجّاء لا يتقي دائرة، وهو القائل في أبي حاتم الزبني وكان مولعا بهجائه:
أبا حاتم سدّ، من أسفلك، ... بشيء هو الشطر من منزلك

أَسد

(أَسد) الْكَلْب آسده
(أَسد) طلب السداد وأصابه
(أَسد)
أسدا تخلق بِصِفَات الْأسد وَرَأى الْأسد فدهش وفزع لرُؤْيَته وَعَلِيهِ اجترأ
أَسد
: ( {الأَسَدُ، محرّكةً) من السِّباع (م) ، أَي مَعْرُوف، وأَوردَ لَهُ ابْن خَالَويه وغيرُه أَكثر من خَمْسِمائة اسمٍ، قَالَ شَيخنَا: ورأَيت من قَالَ إِنّ لَهُ أَلفَ اسمٍ، وأَورد مِنْهَا كثيرا المصنّف فِي الرّوْض المسلوف، فِيمَا لَهُ اسمانِ إِلى الإِلوف. (ج} آسَادٌ {وأُسُودٌ} وأُسْدٌ) ، بضمّ فَسُكُون، وَفِي نُسخة بضمّتين. والأَوّل مَقْصُور مُخفّف من {أُسود، وَالثَّانِي مقصورٌ مثقَّل مِنْهُ (} وآسُدٌ) ، بهمزتين على أَفعُل كجَبَلٍ وأَجبُلٍ ( {وأُسْدانٌ) ، بالضّمّ، (} ومَأْسَدة) ، بِالْفَتْح كمَشْيعخَة. وَهل هُوَ جَمْعٌ أَو اسْمُ جَمْع؟ خِلافٌ، وصُحِّح الثَّانِي. (وَهِي) أَي الأُنثَى من {الأَسَد (بِهَاءِ) التأْنيث، فَيُقَال فِيهَا} أَسَدَةٌ، كَمَا قَالَه أَبو زيد، ونَقَلَه فِي (الْمِصْبَاح) عَن الكسائيّ. وَقَالَ غَيرهم: إِن {الأَسَد عامٌّ للّكر والأُنثَى.
(والمَكَانُ} مَأْسَدَةٌ أَيضاً) . وَهُوَ الأَرضُ الكثيرةُ الإِسودِ، كالمَسْبَعة، كَمَا فِي (الرَّوض) . وبعضُهُم جعلَه مَقِيساً، لكثْرةِ أَمثالِه فِي كَلَامهم.
(و) {أَسَدِ الرّجلُ، (كفَرِحَ) } يأْسَدُ {أَسَداً، إِذا تَحَيَّرَ و (دَهِشَ من رِؤيتِه) ، أَي الأَسَدِ، من الخَوْف. (و) من المَجاز: أَسدَ الرَّجُلُ} واستأْسَدَ: (صارَ {كالأَسَدِ) فِي جَراءَته وأَخلاقِه. وَقيل لامرأَةٍ من الْعَرَب: أَيّ الرِّجالِ زَوْجُك؟ قَالَت: (الّذي إِن خَرَجَ أَسِدَ، وإِن دَخَلَ فَهِدَ، وَلَا يَسأَل عَمَّا عَهدَ) . وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ كذالك: أَي صَار كالأَسَدِ فِي الشَّجَاعَة، يُقَال أَسِدَ} واستَأْسَدَ، إِذَا اجْتَرأَ، أَو هُوَ (ضِدٌّ. و) أَسِدَ عَلَيْهِ (غَضِبَ. و) قيل أَسِدَ عَلَيْهِ (سَفهَ) .
(و) من المَجاز: أَسَدَ (، كضَرَب: أَفسَدَ بينَ القَوْمِ. و) أَسَدَ: (شَبِعَ) .
(وَذُو الأَسَدِ: رَجلٌ) . وَفِي حَدِيث لُقمانَ بن عَاد (خُذْ منِّي أَخِي ذَا الأَسَدِ) أَي ذَا القُوَّة {الأَسَديّة.
(} والأَسْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون (الأَزْد) ، بِالسِّين أَفصحُ وبالزّاي أَكثرُ، وَقد تقدَّم قَريباً. ( {والأَسِدَة، كفَرِحَة: الحَظِيرَةُ) ، عَن ابْن السِّكِّيت، (والضَّارِيَة) .
(و) من المَجازِ: (} استأْسَدَ) عَلَيْهِ: (صارَ كالأَسَد) فِي جَرَاءَته. (و) {استأْسَدَ (عَلَيْه: اجْتَرَأَ) ، كأَسِدَ عَلَيْهِ (و) من المَجاز استأْسَدَ (النَّبْتُ: طالَ) وجُنَّ وعَظُمَ، وَقيل: هُوَ أَن يَنْتَهِيَ فِي الطُّول ويَبلُغَ غَايَتَه. (و) قيل هُوَ: إِذا (بَلَغَ) والْتَفَّ وقَوِيَ. وأَنشد الأَصمعيّ لأَبي النَّجم:
} مُستأْسِدٌ ذِبّانُه فِي غَيْطَلِ
يَقُول للرّائدَ أَعشَبْتَ انْزِلِ
وَقَالَ أَبو خِرَاش الهُذليّ:
يُفَجِّين بالأَيدي على ظَهْرِ آجِنٍ
لَهُ عَــرْمَضٌ مُستأْسِدٌ ونَجِيلُ
قَوْله: يُفجّين أَي يُفرِّجن بأَيديهنّ، لينال الماءُ أَعناقَهن لقِصَرِهَا، يعنِي حُمُراً ورَدَت الماءَ. والعَــرمَضُ: الطُّحلُب وجعلَه {مُستأْسِداً كَمَا} يَسْتَأْسِدُ النَّبْتُ والنَّجِيلُ: النَّزّ والطِّين.
(و) من الْمجَاز: ( {آسَدَ الكَلْبَ) بالصَّيْد} إِيساداً، ( {وأَوْسَدَه،} وأَسَّدَه) : هَيَّجَه و (أَغْرَاه) ، وأَشْلاَه: دَعَاه.
( {والإِسَادَة، بِالْكَسْرِ والضّمّ:} الوِسَادَة) الأَخيرة عَن الصّاغانيّ، كَمَا قَالُوا للوِشاحِ إِشاحٌ.
( {واستُوسِدَ) الرّجلُ، إِذا (هُيِّجَ) وأُخْرِيَ.
(} - والأُسْديّ، بالضمّ) ، وَفِي نُسْخَة: (ككُرْسيّ) ، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) بِفَتْح الْهمزَة (: نَبَاتٌ) ، بالنُّون والموحّدة، هَكَذَا فِي نُسختنا، والصّواب (ثِياب) ، بالمثلَّثة فالتّحتية، وَهُوَ فِي شِعر الحُطَيئة يَصف قَفْراً.
مُسْتَهْلِك الوِرْد! - كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَتْ
أَيْدِي المَطِيِّ بِهِ عَادِيّةً رُغُبَا
مُستهلِك الوِرد، أَي يهلِك واردُه لطوله، فشبَّهه بالثَّوْبِ المُسَدَّى فِي استوائِه. والعادِيّة: الْآبَار. والرُّغُبُ الواسعة. قَالَ ابْن بَرّيّ: صَوابه {- الأُسْدِيّ بضمّ الْهمزَة ضَرْبٌ من الثِّياب. قَالَ: ووَهِمَ مَن جعلَه فِي فَصْل أَسد. وصعوابه أَن يذكر فِي فصل سدى. قَالَ أَبو عليّ، يُقَال} - أُسْدِيّ وأُسْتِيّ، وَهُوَ جمْع {- سَديَ وسَتِيَ، للثَّوب المُسَدَّى، كأُمعُوزِ جمُع مَعز. قَالَ: وَلَيْسَ بجمْع تكسير، وإِنَّمَا هُوَ اسمٌ واحدٌ يُرَاد بِهِ الجمْع، والأَصلُ فِيهِ} - أُسْدُويٌ، فقلِبت الْوَاو يَاء لاجتماعهما وَسُكُون الأُولى مِنْهُمَا، على حَدِّ مَرْمِيّ ومَخْشيّ.
(و) {أَسِيدٌ، (كأَمِيرٍ: سَبْعَة) رجالٍ (صَحَابِيُّون) ، وَهُوَ أَسيِدُ بنُ جارِيَة بن أَسِيدٍ الثَّقَفِيّ، وأَسيدُ بنُ صَفوان، وأَسِيدُ بن عَمْرِو بن مِحْصَنٍ، وأَسِيدٌ المُزَنِيّ، وأَسِيدُ بن ساعدَةَ الأَنصاريّ وأَسِيدٌ الجُعْفيّ، وأَسيدُ بن سَعْيةَ القُرَظِيّ، وهاذا الأَخير رُوِيَ فِيهِ الوَجهانِ مُكبّراً ومُصغَّراً، كَذَا فِي التَّجْرِيد للذّهبيّ. قلّت: وستأْتي الإِشارةُ إِلى بَعضهم فِي كَلَام المصنّف قَرِيبا.
(و) المسمَّى بأَسِيدٍ أَيضاً (خَمْسَة) رجال (تابِعيُّون) وهم أَسِيدُ بن أَبي أَسِيد السّاعَديّ الأَنصاريّ، وأَسِيدُ بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الخطّاب العَدَوِيّ، وأَسِيد بن المُشمّس بن مُعَاويةَ السَّعْدِيّ، وأَسِيد ابْن أَخي رَافع بن خَدِيجٍ، وأَسيدٌ الجُعْعيُّ يَروِي المراسِيلَ، كَذَا فِي كتاب (الثِّقَات) لِابْنِ حِبّانَ. قلْت: والايخير ذَكرَه العسكريّ فِي الصّحابَة، كَمَا تقدّم، والّذي قبلَه يُقَال فِيهِ أَيضاً أَسيد بن رَافع بن خَديج، وَهُوَ شيخُ مُجَاهدٍ.
(و) } أُسَيْدٌ، (كزُبَير ابنُ حُضَير ابْن سِمَاكٍ الأَوسِيّ الأَنصاريّ الأَشْهَليّ أَبو يحيى) ، كَذَا فِي تَارِيخ دِمشقَ.
(و) أُسَيْد (بن ثَعْلَبَةَ) الأَنصاريّ، شَهِدَ بَدْراً وصِفِّين مَعَ عليَ، قَالَه ابْن عبد البَرّ. (و) أُسَيْد (بنُ يَربُوع) الخَزْرَجيّ السَّاعِديّ ابنُ عَمّ ابْن أَبي أَسيد السَّاعديّ، قُتِل باليَمامة. (و) أُسَيد (بن ساعدةَ) بنِ عامرٍ الأَنصاري الحارثيّ، وَيُقَال فِيهِ مكبَّراً، كَذَا تقدّم، (و) أُسَيْد (بن ظُهَيْر) بن رَافع بن عَدِيّ الأَنصارِيّ الأَوسيّ الْحَارِثِيّ بن عمّ رافعِ بن خَدِيجٍ. (و) أُسَد (بن أَبي الجَدْعاءِ، ويُعْرَف بِعَبْد الله) ، وَقد وَهِمَ فِيهِ ابْن ماكُولاَ. (و) أُسَيد (ابْن أَخي رَافِع بن خَدِيجٍ) ، وَهِم فِيهِ ابنُ مَنْده، وَصَوَابه أُسَيد بن ظُهَير. (و) أُسَيد (بن سَعْيَةَ) القُرَظِيُّ أَسْلَم فِي اللّيْلَة الَّتِي حَكَمَ فِيهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فِي بني قُرَيظَةَ، (أَو هُوَ كَأَمِيرٍ) ، وَقد تقدّم، (صَحَابِيُّون) ، رِضوان الله عَلَيْهِم أَجمعين.
(وعُقْبَة بن أُسَيْدٍ) ، تَصْغِير أَسدٍ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي التبصير لِلْحَافِظِ ابْن حجر هُوَ عُقْبَة بن أَبي أُسَيْد (تابعيٌّ) من بني الصَّدِف.
( {وأَسَيِّدٌ) ، بتَشْديد التحتيَّة سيأْتي ذِكْرُه (فِي سيد) . وَقَالَ الْحَافِظ بن حَجَر فِي (التبصير) : وَمن الْعَجَائِب مَا ذكرَه ابْن القطَّاع فِي كتاب (الأَبنية) وابنُ رَشِيق فِي كتاب (الشَّذوذِ) أَنَّه لَيْسَ فِي الْعَرَب أُسَيد، بضمّ الْهمزَة وإِسكان الياءِ سوَى أُسَيدِ بنِ أَسماءَ بنِ أُسَيْد السُّلَميّ. زَاد ابْن رَشِيق أَنَّ عليّ بن أَبي طَالب قَطع يَده فِي سَرقَة.
(} وأَسَدُ بن خُزَيمةَ) بنِ مُدرِكَةَ بن الْيَاس بنِ مُصَرَ، (محرّكَةً، أَبو قَبِيلَةٍ) عظيمةٍ (من مُضَرَ) الحمراءِ (و) أَسَدُ (بنُ رَبِيعَةَ بنِ نِزَار) بن مَعَدّ بن عَدنانَ (أَو) قبيلةٍ (أَخرَى) .
(وأَسَدُ آباذَ: د، قُرْبَ هَمَذَانَ) ، على مَنزلٍ مِنْهُ، وَيعرف بأَسْتَرَاباذَ، مِنْهُ أَبو عبد الله الزُّبير بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ، سمع أَبا يَعْلَى الموصليّ، تُوفِّيَ سَنَة 347. (و) أَسد آباذ: (ة بنَيْسَابُورَ) ، نُسِب إِليها جماعَة من المحدِّثين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَسَدٌ {آسِدٌ، على الْمُبَالغَة، كَمَا قَالُوا عَرَادٌ عَرِدٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ،} وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَد، نادِرٌ، كَقَوْلِهِم: حِقّةٌ بيِّنُ الحِقّةِ. {واستَأْسَدَ الأَسدَ: دَعَاه. قَالَ مُهلهل:
إِنّي وَجَدْت زُهَيراً فِي مآثرِهمْ
شِبْهَ اللُّيوثِ إِذا} استأْسَدْتَهُمْ {أَسِدُوا
وَمن المَجاز:} آسَدْتُ بينَ الكلابِ إِذا هَارَشْتَ بَينهَا: كَا فِي (الأَساس) .
(! والمُؤْسِد: الكَلاَّبُ الّذي يُشْلِي كَلْبَه للصَّيد) ، يَدعوه ويُغرِيه.
وآسدَ السَّيْرَ، {كأَسْأْده، عَن ابْن جنّي. قالابن سِيده: وعسَى أَن يكون مَقْلوباً عَن أَسأَد.
وأَبو أَسِيدِ بنُ ثابتٍ صَحابيّ. وأَسِيد بن أَبي الأَسد أَبو الرّبيع، لَهُ حكايةٌ مَعَ الحَجّاج رَوَاهَا عَنهُ ابْنه محمّد بن أَسيد. وأَسيد بن الحَكَم بن سَعيدٍ الواسطِيّ أَبو الْحَارِث، عَن يزِيد بنِ هارُونَ ويحي بن أَبي أَسِيدٍ المصريّ أَبو مَالك، عَن ابْن عُمَر، وَعنهُ حَيْوَةُ بن شُرَيح. وأَبو أَسِيدٍ حَجّارُ بنُ أَبجرَ العِجليّ، عَن عليَ ومعاويةَ. وأَسِيد بن الأَخنس بنِ شريقٍ الثَّقَفيّ، ذكرَه عُمَرُ بنُ شبَّةَ فِي الصحابَة. وأَسِيد بن عَمْرو بنِ مِحْصَن، ذَكَرَه أَبو مُوسَى فِي الذَّيل، كَذَا فِي (التبصير) .
وَفِي مَذْحج قَبائلُ بني أَسَد، منهمْ أَسَد بن مُسلِيةَ بن عَامر بن عَمْرو. وأَسَد بن عَبْد مناةَ بن عَائِذِ الله بن سَعدِ العَشِيرَةِ. وأَسَد بنُ مرِّبْن صدَاءٍ. وَفِي قُريش أَسدُ بن عبد العُزَّى. وَفِي الأَزْد أَسدُ بن الحارِث بن العَتِيك. وأَسَدُ بن شَرِيك بن مَالك بن عَمْرو، وإِليه نُسِبَ مُسَدِّد بنُ مُسَرْهَد. قَالَه كلّه أَبو الْقَاسِم الْوَزير المغربيّ.
وأَمّا من نُسِبَ إِلى جَدّه أَسَد فكَثيرون.
} والأُسْدان، بالضّمّ، {والمأْسَدة: الأُسُودُ، مثْلُ المَضَبَّة والمَشْيَخة، نقلَه الصاغانيّ.
والأَسِيدُ، كأَمِير: الشديدُ.

ضرج

ضرج: ضَرج = ضريج: سريع (هوجفلايت ص156).
وانظر (ص158 رقم 207) ضرح ضَرِيَحة = ضريح (لين تاج العروس، رايت ص101، ديوان جرير مخطوطة سنت بطرسبورج ص143 و (رايت).
ض ر ج: (تَضَرَّجَ) بِالدَّمِ تَلَطَّخَ بِهِ. وَ (ضَرَّجَ) أَنْفَهُ بِدَمٍ (تَضْرِيجًا) أَيْ أَدْمَاهُ. 
[ضرج] نه: فيه: مر بي جعفر في نفر من الملائكة "مضرج" الجناحين بالدم، أي ملطخًا به. ومنه: وعلى ريطة "مضرجة". أي ليس صبغها بالمشبع. وفيه: و"ضرجوه" بالأضاميم، أي دموه بالضرب- ويستم في ضمم، والضرج الشق أيضًا. ك: ومنه: و"ضرجهن" حمزة- ويتم في نوء. نه: ومنه: تكاد "تتضرج" من الملء، أي تنشق. ن: وروى: تنضرج- بنون بدل تاء التفعل.
ضرج ورد قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي هَذَا الحَدِيث / من الْفِقْه أَنه لم ير الْقصر إِلَّا لمن كَانَت غيبته تبلغ أَن تكون سفرا أَلا ترَاهُ يَقُول: فَإِنَّمَا يقصر الصَّلَاة من كَانَ شاخصا وَفِي قَوْله: أَو يحضرهُ عَدو فُقِه أَيْضا أَنه يقصر الصَّلَاة وَإِن كَانَ مُقيما إِذا كَانَ يحضرهُ الْعَدو. وَفِي الْقصر ثَلَاث لُغَات: قصر وتقصير وإقصار وَقصر أَجودهَا.
ضرج
الإِضْرِيْجُ: أكْسِيَةٌ تُتَّخَذ من مِرْعِزّى من أجْوَدِه. وهو من الخَيْل: الجَوَادُ الكَثيرُ العَدْوِ والعَرَق. وعَدْوٌ ضَرِيْجٌ: شَدِيدٌ. وكلُ أحْمَرَ عندهم: إضْرِيْجٌ.
وتَضَّرجَتِ المَرْأةُ: بمعنى تَبَرَّجَتْ.
وكلُّ شَيْءٍ يَتَلَطَّخُ بدَم أو غيرِه: فقد تَضَرَّجَ. وضُرِّجَتْ أثْوَابُه بدَم أو غيرِه. والمُنْضَرِجُ من الخَيْل: الذي يكونُ بَدِيْهَةُ حُضْرِه مِثْلَ أسْرَعِه. وانْضَرَجَتِ العُقَابُ: انْحَطّتْ من الجَوَّ. وانْضَرَجَ الطَّرِيقُ للناس: أي انْشَقَّ وانْفَرَقَ. وانْضَرَجَ ما بين القَوْم: تَبَاعَدَ ما بَينهم.

ضرج


ضَرَجَ(n. ac. ضَرْج)
a. Split, rent.
b. [acc. & Bi], Stained, smeared with (blood).

ضَرَّجَa. Dyed red (cloth).
b. see I (b)c. Embellished, amplified ( his speech ).

تَضَرَّجَa. Was dyed red; was stained, smeared ( with
blood ); became red, flushed (cheek).
b. Opened (flower); burst through the clouds
(lightning); adorned herself (woman).

إِنْضَرَجَa. Was split, rent; burst, opened; widened.
b. Was wide (road).
ضَرْجَةa. see 4t
ضَرَجَةa. A species of bird.

ضَرِجa. Smeared with red.

مِضْرَج
(pl.
مَضَاْرِجُ)
a. Fissure.
b. Worn-out garment.

ضَرِيْجa. see 5b. Quick (running).
إِضْرِيْجa. A red silk garment.
b. Swift horse.

N. P.
ضَرَّجَa. Blood-stained; red.

ضَرْجَع (pl.
ضَرَاْجِ4ُ)
a. Leopard.
(ضرج) - في الحديث: "مَرَّ بي جَعْفَرٌ، - رضي الله عنه -، في نَفَر من المَلَائِكَةِ مُضَرَّجَ الجَناحَينْ بالدَّم".
: أي مُلَطَّخًا به. - في الحديث: "وعَلَىَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ" .
: أي ليس صِبْغُها بالمُشْبَع العام، وإنما هو لَطْخ عَلِق به. وتَضَرَّج الثَّوْبُ: إذا تَلَطَّخ بدَمٍ أو نَحْوِه، وهذا يُقال في الحُمْرة خاصَّة، وإنّما استُعمِل في الصُّفْرَة.
- في حديث وَائِلٍ: "ضَرِّجُوه بالأَضَامِيمِ" .
من الضَّرْج، وهو الشَّقُّ: أي دَمّوه.
- في حديث عِمْران بن حُصَين: "تكادَ تَتَضَرَّج من المَلْء"
: أي تَنْشَق.
ض ر ج

ضرجت أثوابه بدم، وتضرج بالدم: تلطخ. وتضرج البرق: تشقق. وعين مضروجة: واسعة المشق. قال ذو الرمة: تبسمن عن نور الأقاحي في الثرى ... وفترن عن أبصار مضروجة نجل

ويسحبن أكسية الإضريح: الخز الأحمر، وثوب إضريج: مشبع حمرة. قال النابغة:

تحيتهم بيض الولائد بينهم ... وأكسية الإضريح فوق المشاجب

وإذا بدت ثمار البقول قيل: انضرجت عنها لفائفها وأكمامها. قال ذو الرمة:

لما تعالت من البهمي ذوائبها ... بالصلب وانضرجت عنها الأكاميم

ومن المجاز: هو مضرج الخدين، وكلمته فتضرج خدّاه. وتضرجت المرأة: تبرجت وتحسنت. ويقال: خير ما يضرج به الصدق، وشر ما يضرج به الكذب أي يحسن به الكلام ويوسع.
ضرج
ضرَجَ يَضرُج، ضَرْجًا، فهو ضارج، والمفعول مَضْروج
• ضرَج الثَّوبَ ونحوَه: صبغه بالحُمْرة أو الصُّفرة.
• ضرَج يَدَه بالدَّم: لطّخَها. 

تضرَّجَ/ تضرَّجَ بـ يتضرَّج، تضرُّجًا، فهو مُتضرِّج، والمفعول مُتضرَّج به
• تضرَّجتِ المرأةُ: تبرّجت وتحسَّنت ° تضرَّج البرقُ: تشقَّق.
• تضرَّج الخدُّ: احمرَّ "تضرَّج وجهُهُ خجلاً".
• تضرَّج بالدَّمِ: تلطَّخ "تضرَّج المقاتلون بدمائهم". 

ضرَّجَ يضرِّج، تضريجًا، فهو مُضرِّج، والمفعول مُضرَّج
• ضرَّج الثَّوبَ: ضرَجه؛ صبغه بالحُمْرة "ضرّج الخجلُ وجنتيها" ° سقط مُضرَّجًا بدمائه.
• ضرَّج الأنفَ: أدماه "لطمه على أنفه فضرّجه".
• ضرَّج الكلامَ: زوّقه وحسَّنه. 

إضْريج [مفرد]: صبغ أحمر. 

ضَرْج [مفرد]: مصدر ضرَجَ. 
[ضرج] ضَرَجَهُ، أي شَقَّهُ. وعين مَضْروجَةٌ، أي واسعة الشَقِّ. والانْضِراجُ: الانشقاق. قال ذو الرمة: مما تعالت من البهمى ذوائبها * بالصلب وانفرجت عنه الاكاميم وقال المؤرج: الانفراج الاتساع. وأنشد: أمرت له براحلة وبرد * كريم في حواشيه انضراج الاصمعي: انضرج ما بين القوم: تباعَدَ ما بينهم. وتَضَرَّجَ بالدم، أي تلطَّخ. وتضرَّجت عن البقل لفائفه، إذا انفتحتْ. وتضرَّج البرقُ، إذا تشقَّق. وضَرَّجْتُ الثوب تَضْريجاً، إذا صبغته بالحُمرة، وهو دون المُشْبَعِ وفوق المُوَرَّدِ. ويقال ضَرَّجَ أنفَه بدمٍ، إذا أدماه. قال مهلهل: لو بأبانين جاء يخطبها * ضرج ما أنف خاطب بدم والإضْريجُ: ضربٌ من الأكسية أصفَر. والإضْريجُ: الفرس الجواد الشَديد العَدْو. وعَدْوٌ ضَريجٌ، أي شديد. قال أبو ذؤيب:

جِراءٌ وشَدٌّ كالحَريقِ ضَريجُ * والمضَارِجَ: الثِياب الخُلقان تُبْتَذَلُ مثل المعاوِزِ، قاله أبو عبيد. واحدها مضرج. وضارج: موضع. قال امرؤ القيس: تيممت العين التى عند ضارج * يفئ عليها الظل عــرمضــها طامى وقول ذى الرمة:

ضَرَجْنَ بُروداً عَنْ تَرائِبِ حُرَّةٍ * أي شَقَّقْنَ. ويروى بالحاء، أي ألقين.
(ض ر ج)

ضَرَج الثَّوْب وَغَيره: لطخه بِالدَّمِ وَنَحْوه من الْحمرَة، وَقد يكون بالصفرة، قَالَ: فِي قَرْقَرٍ بلُعَاب الشَّمس مَضْروج

يَعْنِي: السّرَاب.

وضَرّجه فتضرَّج.

وثوب ضَرِجٌ، وإضْرِيج: متضرِّج بالحمرة أَو الصُّفْرَة.

وَقَالَ اللحياني: الإضريج: الْخَزّ الاحمر، وَأنْشد:

وأكْسِيَةُ الإضريج فَوق المَشَاجب

وَقيل: هُوَ الْخَزّ الْأَصْفَر.

وَقيل: هُوَ كسَاء يتَّخذ من جيد المرعزى.

وضَرَج الشَّيْء ضَرْجا، فانضرج، وضَرّجه فتضرَّج: شَقّه.

وَعين مضروجة: وَاسِعَة الشق، قَالَ ذُو الرمة:

تبسَّمن عَن نَوْر الأقاحِيِّ فِي الثَّرَى ... وفَتَّرن عَن أبصار مضروجة نُجْل

وانضرجت لنا الطَّرِيق: اتسعت.

وانضرج الشّجر: انشقّت عُيُون وَرَفِه وبَدَت أَطْرَافه.

وضَرَج النَّار يَضْرِجها: فتح لَهَا عينا، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

وانضرجت العُقَاب: انحطَّت من الجو كاسرة.

والإضريج: الْجيد من الْخَيل.

وعدو ضَرِيج: شَدِيد.

والضُّرْجَة، والضُّرَجَة: ضرب من الطير. 
باب الجيم والضّاد والراء معهما ص ر ج، ص ج ر، ج ر ض، ج ر ض، ج ض ر مستعملات

ضرج: الإضريجُ أكسِيةٌ تُتَّخذُ من أجودِ المرعِزّاء. وعدوٌ إضريجٌ: شديد، قال أبو دواد: ولقد أَغتدي يدافعُ ركني ... أجولي ذو ميعة إضريج

والإضريجُ من الخيل: الجوادُ الكثير العرق. وكل شيء تلطخ بالدم وغيره فقد تَضَرَّجَ. وقد ضُرِّجَت أثوابه بدم النَّجيع. وإذا بدت ثمار البقُول وأكمامُها قيل: انضرجت عنها لفائفها وأكمامها كأنها انفتحت وبدت. والضَّرجُ والإضراجُ غبرة الأرض.

ضجر: الضَّجَرُ: اغتمام فيه كلام (وتَضَجُّرٌ) . ورجل ضَجِرٌ. وناقة ضَجُورٌ: كثيرة الرُّغاء.

جرض: الجَريضُ المنفلت بعد شرٍّ. ويقال: إنه ليَجرِضُ الرِّيقَ على همِّ وحزنٍ، ويجرضُ على الريق غيظاً أي يبتلعه. وقولهم: حال الجَريضُ دون القريض قال أبو الدُّقيش: الجَريضُ الغُصةُ، والقَريضُ الجِرَّةُ، أي حالت الغُصَّةُ دون الجِرَّةُِ، فذهبت مثلاً. وماتَ جَريضاً أي مَريضاً مغموماَ، وقد جَرِضَ يجرَضُ جَرَضاً شديداً (قال رؤبة:

ماتوا جوىً والمفلتون جرضى

والجرياضُ: الرجل الجَريضُ الشديدُ الغَمِّ، قال:

وخانق ذي غصة جرياض

والخانق نعتٌ كالمخنوق، فاعل مثل مفعول، مثل فاتن، وسبيلٌ سابلٌ وشعرٌ شاعرٌ. والجِرياضُ: الكبير العظيم، والفرياضُ مثله. وناقةٌ جُراضٌ وهي اللطيفة بولدها، نعتٌ لها دون الذَّكر، قال:

والمَراضيعُ دائباتُ تُربِّي ... للمنايا سَليلَ كلٍّ جُراضِ

وجملٌ جُرائِضٌ: أكول شديد القصل بأنيابه للشَّجَر. وبعيرٌ جِرواضٌ: ذو عُنقٍ جِرواضُ أي غليظٌ شديدٌ، قال: به تدقُّ القصر الجِرواضا

ضرج

1 ضَرَجَهُ, (S, O, L, K,) aor. ـِ (O,) or ـُ (L,) inf. n. ضَرْجٌ, (O, L,) He split it, slit it, or rent it asunder or open; (S, O, L, K;) and so ↓ ضرّجهُ [but app. in an intensive sense, or said of a number of things, inf. n. تَضْرِيجٌ]; namely, a garment, &c. (L.) [Hence,] ضَرَجَ النَّارَ i. q. فَتَحَ لَهَا عَيْنًا [i. e. He made an opening in the live coals of the fire, in order that it might burn up well]. (AHn, TA.) b2: And He smeared it, daubed it, or defiled it; (O, L, K;) and so ↓ ضرّجهُ [but app., in this case also, in an intensive sense, or said of a number of things]; namely, a garment, (A, L,) &c., (L,) with blood, (A, L,) or with something similar thereto, that was red, or with something yellow. (L.) b3: And He threw it, or threw it down. (K.) A2: ضَرَجَتْ بِجِرّتِهَا and جَرَضَتْ [signify the same, i. e. She was choked with her cud; or she swallowed her cud with difficulty; the former verb being app. formed by transposition from the latter; but جَرِضَتْ seems to be better known than جَرَضَتْ]; said of a camel. (O, TA.) 2 ضَرَّجَ see above, in two places. b2: One says also, ضرّج أَنْفَهَ بِدَمٍ, (S, O,) or بِالدَّمِ, (K,) He made his nose to bleed. (S, O, K.) b3: And ضرّج الثَّوْبَ, (S, O, K,) inf. n. تَضْرِيجٌ, (S, O,) He dyed the garment, or piece of cloth, of a red colour, (S, O, K,) making it less fully dyed than that which is termed مُشْبَع, and more so than that which is termed مُوَرَّد. (S, O.) b4: [Hence,] ضرّج الكَلَامَ, (A, K,) inf. n. as above, (O,) (tropical:) He embellished the speech, (A, O, K,) and amplified it, (A,) as one does in excuses, or pleas, (O,) with truth, or with falsehood. (A, O.) b5: ضرّجت جَيْبَهَا She (a woman) loosened her جَيْب [or opening at the neck and bosom of her shift or the like, so that the edges were not drawn together, or buttoned]. (O, K: * in the latter, ضرّج الجَيْبَ, inf. n. as above.) b6: ضرّجنا الإِبِلَ We urged on the camels, in making a hostile, or predatory, incursion. (O, K. *) 5 تَضَرَّجَ see 7, in four places. b2: تضرّج also signifies It (a garment, A, L) became smeared, daubed, or defiled, (S, A, O, L, K,) with blood, (S, A, O, L,) or with something similar thereto, that was red, or with something yellow. (L.) b3: and تضرّج الخَدُّ (tropical:) The cheek became red, (O, K, TA,) on an occasion of shame. (O.) You say, كَلَّمْتُهُ فَتَضَرَّجَ خَدَّاهُ (tropical:) I spoke to him and his cheeks became red. (A, * TA.) b4: And تضرّجت المَرْأَةُ (tropical:) The woman displayed her finery, or ornaments, and beauties of person or form or countenance, to men, (A, O, K, TA,) and embellished herself. (A, TA.) 7 انضرج It (a thing, or garment, &c., L) split, slit, or rent asunder or open; (S, O, L, K;) as also انضرج; (TA in art. ضرح;) and so ↓ تضرّج [but app. in an intensive sense, or said of a number of things]: (L:) the latter is said of a garment in the former sense; (TA;) or as meaning it became much rent, or rent in several places. (L.) When the fruits of herbs, or leguminous plants, appear, one says, اِنْضَرَجَتْ عَنْهَا لَفَائِفُهَا and أَكْمَامُهَا [i. e. Their envelopes, or pericarps, and their calyxes, rent asunder or open, so as to disclose them]. (A, TA. [And the like is said in the S and O.]) And one says also, عَنِ البَقْلِ لَفَائِفُهُ ↓ تَضَرَّجَتْ, meaning اِنْفَتَحَت [i. e. The envelopes, or pericarps, of the herbs, or leguminous plants, opened so as to disclose what was within them]. (S, O.) And النَّوْرُ ↓ تضرّج The blossoms opened. (K.) And انضرج الشَّجَرُ The buds of the trees burst open and the extremities of the leaves appeared. (L.) And ↓ تضرّج said of lightning means تَشَقَّقَ [i. e. It clave the clouds, and extended high, into the midst of the sky; or it was in a state of commotion in the clouds; or it spread wide and long]. (S, A, O, K.) b2: Also It was, or became, wide, or ample. (El-Muärrij, S, O, K.) You say, انضرجت لَنَا الطَّرِيقُ The road was, or became, wide to us. (TA.) And انضرج مَا بَيْنَ القَوْمِ The space between the people was, or became, far-extending: (As, S, O, K: *) and so انضرج. (S in art. ضرح.) b3: انضرجت العُقَابُ The eagle darted down upon the prey: (O, K:) or betook itself, or advanced, to it: (O:) or took a sidelong course to it. (O, K. *) ضَرِجٌ A garment, or piece of cloth, smeared with a red, or yellow, colour; as also ↓ إِضْرِيجٌ: or this latter is only [applied to a garment, or piece of cloth,] of [the kind called] خَزّ. (TA.) [and ضَرِجُ الأَنَامِلِ means Having the ends of the fingers smeared, or defiled, by blood: see Ham p. 799.]

ضَرْجَةٌ and ضَرَجَةٌ A species of bird. (TA.) عَدْوٌ ضَرِيجٌ A vehement running. (S, K.) إِضْرِيجٌ A yellow [garment of the kind called]

كِسَآء; (K;) a yellow sort of أَكْسِيَة [pl. of كِسَآء]: (S, O:) or a كسآء made of excellent [down of the kind called] مِرْعِزَّى: (TA:) or أَكْسِيَة made of the best of مِرْعِزَّى: (Lth, O, TA:) and, (O, K,) accord. to Lh, (TA,) red [cloth of the kind called]

خَزّ: (O, K, TA:) and أَكْسِيَةُ الإِضْرِيجِ signifies the اكسية of red خَزّ; (A, TA;) or of yellow خَزّ. (TA. See also ضَرِجٌ.) And ثَوْبٌ إِضْرِيجٌ A garment saturated with redness. (A.) b2: And A red dye: (O, K, TA:) so it is said to signify: and hence ↓ ثُوْبٌ مُضَرَّجٌ [meaning A garment, or piece of cloth, dyed of a red colour in the manner expl. voce ضرّج]. (TA.) A2: And A horse that is swift and excellent; or swift, or excellent, in running; (AO, S, O, K, TA;) vehement in running; (S, O, TA;) or having a large mane: (AO, TA:) or wide in the لَبَان [or breast, or middle of the breast]. (TA.) مِضْرَجٌ: see its pl., مَضَارِجُ, below.

مُضَرَّجٌ: see إِضْرِيجٌ. b2: مُضَرَّجُ الخَدَّيْنِ (tropical:) Having the cheeks made red. (A, * TA.) b3: المُضَرَّجُ, (so in the O,) or ↓ المُضَرِّجُ, (so accord. to the K, there said to be like مُحَدِّث,) The lion. (O, K.) المُضَرِّجُ: see what next precedes.

عَيْنٌ مَضْرُوجَةٌ An eye wide in the fissure: (S, O, K:) a wide eye. (A.) مَضَارِجُ i. q. مَشَاقُّ [i. e. Fissures; lit. places of slitting: pl. of مَشَقٌّ]. (O, K.) Himyán Ibn-Koháfeh Es-Saadee says, describing the tushes of a stallion-camel, أَوْسَعْنَ مِنْ أَشْدَاقِهِ المَضَارِجَا [That widened the fissures of the sides of his mouth]. (O.) A2: Also Old and worn-out garments, (A'Obeyd, S, O, K,) that are used for service and work, like what are called مَعَاوِزُ: sing. ↓ مِضْرَجٌ. (A'Obeyd, S, O.)

ضرج: ضَرَجَ الثوبَ وغيرَه: لَطَخه بالدم ونحوِه من الحُمْرة، وقد يكون

بالصُّفرة؛ قال يصف السَّراب على وجه الأَرض:

في قَرْقَرٍ بِلُعاب الشمس مَضْرُوج

يعني السراب. وضَرَّجَه فَتَضَرَّج، وثوبٌ ضَرِج وإِضْرِيج: مُتَضَرِّج

بالحمرة أَو الصُّفرة؛ وقيل: الإِضْريجُ صِبغ أَحمر، وثوبٌ مُضَرَّج، من

هذا؛ وقيل: لا يكون الإِضْريجُ إِلاَّ من خَزٍّ.

وتَضَرَّج بالدَّم أَي تَلَطَّخ. وفي الحديث: مَرَّ بي جعفر في نَفَرٍ

من الملائكة مضَرَّج الجناحين بالدم أَي مُلَطَّخاً. وكل شيء تَلَطَّخ

بشيء، بِدَمٍ أَو غيره، فقد تَضَرَّج؛ وقد ضُرِّجَتْ أَّثوابه بدم النَّجيع.

ويقال: ضَرَّج أَنْفَه بدم إِذا أَدْماه؛ قال مُهَلْهِل:

لَوْ بِأَبانَيْنِ جاء يَخْطُبُها،

ضُرِّجَ ما أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ

وفي كتابه لِوائِلٍ: وضَرَّجُوه بالأَضامِيم أَي دَمّوه بالضَّرْب.

وقال اللحياني: الإِضْريجُ الخَزُّ الأَحمر؛ وأَنشد:

وأَكْسِيةُ الإِضْريجِ فَوْقَ المَشاجِبِ

يعني أَكْسِيةَ خَزٍّ حُمْراً؛ وقيل: هو الخز الأَصفر؛ وقيل: هو كساء

يُتخذ من جَيّد المِرْعِزَّى. اللَّيثُ: الإِضريجُ الأَكسية تتخذ من

المِرْعِزَّى من أَجوده. والإِضْريجُ: ضرب من الأَكسية أَصفر.

وضَرَجَ الشيءَ ضَرْجاً فانْضَرَج، وضَرَّجه فتَضَرَّج: شقَّه.

والضَّرْج: الشَّقُّ؛ قال ذو الرُّمة يصف نساء:

ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائب حُرَّةٍ

أَي شَقَقْنَ، ويروى بالحاء أَي أَلقين. وفي حديث المرأَة: صاحبة

المَزادَتَيْن تَكاد تَتَضَرَّجُ من المِلْءِ أَي تنشقُّ. وتَضَرَّج الثوبُ:

انشقَّ؛ وقال هميان يصف أَنياب الفَحل:

أَوْسَعْنَ من أَنيابه المَضارِجِ

والمَضَارِج: المَشاقُّ. وتَضَرَّح الثوب إِذا تَشَقَّقَ. وضَرَّجْت

الثوب تَضْريجاً إِذا صَبَغْته بالحرة، وهو دون المُشْبَع وفوق المُوَرَّدِ.

وفي الحديث: وعَلَيَّ رَيْطَة مُضَرَّجَة أَي ليس صِبْغها بالمُشْبَع.

والمَضارِجُ: الثياب الخُلْقان تبتذل مثل المَعاوِز؛ قاله أَبو عبيد:

واحدُها مِضْرَج. وعينٌ مَضْرُوجة: واسعة الشَّقِّ نَجْلاء؛ قال ذو

الرمة:تَبَسَّمْنَ عن نَوْرِ الأَقاحِيِّ في الثَّرَى،

وفَتَّرْنَ عن أَبصارِ مَضْرُوجَةٍ نُجْلِ

وانْضَرَجَت لنا الطريق: اتَّسَعت. والانْضِراج: الاتِّساع؛ قال الشاعر:

أَمَرْتُ له بِرَاحِلةٍ وبُرْدٍ

كَريمٍ، في حَواشِيه انْضِرَاجُ

وانْضَرَج ما بين القوم: تَباعد ما بينهم. وانْضَرَج الشجر: انشقَّت

عُيونُ ورَقِه وبَدَتْ أطرافه. وتَضَرَّجَتْ عن البَقْل لَفائِفُه إِذا

انفتحت، وإِذا بَدَتْ ثمار البُقول من أَكْمامِها، قيل: انْضَرَجَتْ عنها

لفائفُها أَي انْفتحتْ. والانْضِراج: الانْشقاق؛ قال ذو الرمة:

مِمَّا تَعالَتْ مِنَ البُهْمَى ذَوَائِبُها

بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ

تَعالَت: ارتفعت. وذَوائبها: سَفاها. والأَكامِيم جمع أَكْمام، وأَكْمام

جمع كِمٍّ، وهو الذي يكون فيه الزَّهْرُ.

وضَرَجَ النار يَضْرِجها: فتح لها عيناً؛ رواه أَبو حنيفة.

وانضَرَجَتِ العُقاب: انحطَّت من الجَوِّ كاسرةً. وانْضَرَج البازي عن

الصيد إِذا انْقَضَّ؛ قال امرؤ القيس:

كَتَيْسِ الظِّباء الأَعْفَرِ، انْضَرَجَتْ لَهُ

عُقابٌ، تَدَلَّتْ من شَمارِيخ ثَهْلانِ

وقيل: انْضَرَجَتْ انْبَرَتْ له؛ وقيل: أَخَذَتْ في شِقٍّ. أَبو سعيد:

تَضْريج الكلام في المَعاذِير هو تَزْوِيقُه وتحسينه. ويقال: خير ما

ضُرِّج به الصدقُ، وشَرُّ ما ضُرِّج به الكذِب. وفي النوادر: أَضْرَجَتِ

المرأَة جَيْبَها إِذا أَرْخَتْه. وضُرِّجتِ الإِبل أَي رَكَضْناها في

الغَارَة؛ وضَرَجتِ الناقة بِجِرَّتِها وجَرَضَتْ.

والإِضْريج: الجَيِّد من الخيل. أَبو عبيدة: الإِضريج من الخيل الجَواد

الكثير العَرَق؛ قال أَبو دُواد:

ولقد أَغْتَدِي، يُدافِع رُكْنِي

أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ، إِضْرِيجُ

وقال: الإِضْريج الواسِع اللَّبَان؛ وقيل: الإِضْريجُ الفرس الجَواد

الشديد العَدْوِ. وعَدْوٌ ضَرِيجٌ: شديد؛ قال أَبو ذؤيب:

جِرَاءٌ وَشَدٌّ كالحَريق ضَرِيجُ

والضَّرْجَة والضَّرَجَة: ضَرْب من الطير.

وضَارِج: اسم موضع معروف؛ قال امرؤ القيس:

تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عند ضارِجٍ،

يَفِيءُ عليها الظِّلُّ، عَــرْمَضُــها طامي

قال ابن بَرِّي: ذكر النحاس أَن الرواية في البيت يفيءُ عليها

الطَّلْحُ، ورَوَى بإِسناد ذكره أَنه وفَدَ قوم من اليَمَن على النبي، صلى الله

عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، أَحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس

ابن حُجْر، قال: وكيف ذلك؟ قالوا: أَقبلنا نريدك فضَلَلْنا الطريق فبقينا

ثَلاثاً بغير ماء، فاستظللنا بالطَّلْح والسَّمُرِ، فأَقبل راكب متلثِّم

بعمامة وتمثل رجل ببيتين، وهما:

ولَّمَّا رأَتْ أَن الشَّرِيعة هَمُّها،

وأَنَّ البَياض من فَرائِصِها دَامي،

تيَمَّمتِ العَين التي عند ضارِج،

يفيءُ عليها الطّلح، عَــرمَضــها طامي

فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر، قال: والله ما

كذب، هذا ضارِج عندكم، قال: فَجَثَوْنا على الرُّكَب إِلى ماء، كما

ذكَر، وعليه العَــرْمَض يفيء عليه الطَّلْح، فشربْنا رِيَّنا، وحملْنا ما

يكفينا ويُبَلِّغُنا الطريق، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور

في الدنيا شريف فيها، منسيٌّ في الآخرة خامل فيها، يجيء يوم القيامة معه

لواء الشعراء إِلى النار؛ وقوله:

ولما رأَتْ أَن الشَّريعة هَمُّها

الشَّريعة: مورد الماء الذي تَشْرَع فيه الدَّوابُّ. وهمُّها: طلبها،

والضمير في رأَتْ للحُمُر؛ يريد أَن الحمر لما أَرادت شَرِيعة الماء وخافت

على أَنفسها من الرُّماة، وأَن تَدْمَى فرائصها من سهامها، عدلت إِلى

ضارِج لعدم الرُّماة على العَيْنِ التي فيه. وضارِج: موضع في بلاد بني

عَبْس. والعَــرْمَض: الطُّحْلُب. وطامي: مرتفع.

ضرج
: (ضَرَجَه) ضَرْجاً: (شَقَّه، فانْضَرَجَ) قَالَ ذُو الرُّمّة يصف نسَاء:
ضَرَجْنَ البُرُودَ عَن تَرائِبِ حُرَّةٍ
أَي شَقَقْن. ويروى بالحاءِ: أَي أَلْقَيْن. (و) ضَرَجَ الثَّوْبَ وغيرَه (لَطَخَه) بالدَّمِ ونحوِهِ من الحُمْرَةِ أَو الصُّفْرَةِ. قَالَ يصف السَّرَابَ على وَجْهِ الأَرْضِ:
فِي قَرْقَرٍ بلُعْبَابِ الشَّمسِ مَضْروجِ
يَعْنِي السَّرَابَ.
وضَرَّجَه (فتَضرَّجَ) . وكلُّ شَيْءٍ تَلَطَّخَ بدَمٍ أَو غيرِه فقد تَضَرَّجَ وَقد ضُرِّجتْ أَثوابُه بدَمِ النَّجيعِ.
وضَرَجَ الشيْءَ ضَرْجاً فانْضَرَجَ، وضَرَّجَه فتَضرَّجَ: شَقَّه، فعُرِف بذالك عَدمُ التَّفْرِقَة بَين المُطَاوِعَيْنِ. وهاكذا فِي كتب الأَفعال. وَفِي حَدِيث: المرأَة صاحبَة المَزَادَتين: تَكاد تَتَضَرَّجُ من المَلْءِ: أَي تَنْشَقُّ.
وتَضَرَّجَ الثَّوْبُ: انْشَقٌ. وَفِي (اللِّسَان) تَضَرَّجَ الثَّوْبُ: إِذا تَشَقَّقَ.
(و) ضَرَّجَه (أَلْقاه) . (وعَيْن مَضْروجةٌ: واسعَةُ الشَّقِّ) نجْلاءُ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
تَبَسَّمْنَ عَن نَوْرِ الأَقاحِيِّ فِي الثَّرَى
وفَتَّرْن عَن أَبصارِ مَضْروجةٍ نُجْلِ
والانْضِراجُ: الانْشُقاق، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
مِمَّا تَعَالَتْ مِن البُهْمَى ذَوَائِبُهَا
بالصَّيْفِ وانْضَرَجَتْ عَنهُ الأَكامِيمُ
(و) قَالَ المُؤَرِّجُ: (انْضَرَجَ: اتَّسَعَ) ، وأَنشد:
أَمَرْتُ لَهُ براحلةٍ وبُرْدٍ
كَرِيمٍ فِي حَواشِيهِ انْضِراجُ
وانْضَرَجَتْ لنا الطَّرِيقُ: اتَّسعَتْ. (و) عَن الأَصمعيّ: انْضَرَجَ (مَا بَيْنَهُمْ: تَبَاعَدَ) .
(و) انْضَرجَت (العُقَابُ) : انحطَّتْ من الجَوّ كاسِرَةً و (وانْقَضَّت على الصَّيْد) . وانْضَرَجَ البازِي على الصَّيْد: إِذا انقَضَّ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
كتَيْسِ الظِّبَاءِ الأَعْفَر انْضَرَجَتْ لَهُ
عُقَابٌ تَدَلَّت مِن شَمارِيخِ ثَهْلانِ
وَقيل: انْضَرجَتْ: انْبَرَتْ لَهُ، (أَو أَخذَتْ فِي شِقَ) .
(و) فِي (الأَساس) و (الصّحاح) : (تَضرَّجَ البَرْقُ: تَشقَّقَ. و) تَضرَّج (النَّوْرُ: تَفَتَّحَ) .
وَفِي (اللِّسَان) : انْضَرجَ الشَّجرُ: انشقَّت عُيُونُ وَرَقِه وبَدَتْ أَطرافُه.
وتَضَرَّجَتْ عَن البَقْلِ لَفَائفُه: إِذا انْفَتحَتْ.
وإِذا بَدَتْ ثِمارُ البُقولِ من أَكْمَامها قيل: انْضَرجَتْ عَنْهَا لفَائفُها، أَي انْفَتَحَتْ.
(و) من الْمجَاز: تَضرَّجَ (الخَدُّ احْمارَّ) . وَفِي (الأَساس) : هُوَ مُضَرَّحُ الخَدَّينِ. وكلَّمْنه فتَضَرَّج خَدّاه.
(و) من الْمجَاز: تَضَرَّجَت (المَرْأَةُ) إِذا (تَبَرَّجَتْ) وتَحَسَّنَتْ. (وضَرَّجَ الجَيْبَ تَضْريجاً أَرْخَاه) .
وعبارةُ النّوادر: أَضْرجَت المَرْآةُ جَيْبَهَا: إِذا أَرْخَتْه.
(و) ضَرَّجَ (الإِبلَ) إِذا (رَكَضَها فِي الغَارَة) .
وضَرَجَت النَّاقَةُ بجِرَّتِهَا وجَرَضَت
(و) من الْمجَاز: ضَرَّجَ (الكَلاَمَ: حَسَّنَه وزَوَّقَه) ، قَالَ أَبو سعيد: تَضْريجُ الْكَلَام فِي المَعَاذير: هُوَ تَزْويقُه وتَحْسينُه. وَيُقَال: خيرُ مَا ضُرِّجَ بِهِ الصَّدْقُ، وشَرُّ مَا ضُرِّجَ بِهِ الكَذبُ.
(و) ضَرَّجَ (الثَّوْبَ) تَضْريجاً، (صَبَغَه بالحُمْرةِ) ، وَهُوَ دونَ المُشْبَع وفوقَ المُوعرَّد. وَفِي الحَدِيث: (وعَلَيَّ رَيْطةٌ مُضرَّجَة) أَي لَيْسَ صِبْغُهَا بالمُشْبَع.
(و) يُقَال: ضَرَّجَ (الأَنْفَ بالدَّمِ: أَدْمَاهُ) قَالَ مُهَلْهَلٌ:
لَوْ بِأَبَانَيْن جَاءَ يَخْطُبُها
ضُرِّجَ مَا أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ
وَفِي كتاب لوَائِلٍ: (وضَرِّجوه بالأَضامِيم) : أَي دَمُّوْه بالضَّرْب.
(والإِضْرِيجُ) ، بِالْكَسْرِ: (كِسَاءٌ أَصفَرُ، و) قَالَ اللِّحْيَانيّ: الإِضْرِيج: (الخَزُّ الأَحمرُ) وأَنشد:
وأَكسِيةُ الإِضْريِ فَوقَ المَشَاجِبِ
أَي أَكْسبةُ خَزَ أَحْمَرَ. وَقيل: هُوَ كساءٌ يُتَّخَذ من جَيِّدِ المِرْعِزَّى. وَقَالَ اللَّيث: الإِضْريجُ: الأَكْسِيَة تُتَّخذُ من المِرْعِزَّى مِن أَجوَده. والإِضرِيج: ضَرْبٌ من الأَكسِيَةِ أَصفَرُ.
(و) الإِضرِيج: الجَيِّدُ من الخَيْلِ، وَعَن أَبي عبيدَةَ: الإِضريجُ من الخَيْلِ: الجَوَادُ الكثيرُ العَرَقِ وَقَالَ أَبو دُواد:
وَلَقَد أَغْتَدِي يُدَافِعُ رُكْنِي
أَجْوَليُّ ذُو مَيْعَةٍ إِضْرِيجُ
وَقَالَ الإِضريجُ: الواسعُ اللَّبَانِ. وقيلَ الإِضريج: (الفَرَسُ الجَوَادُ) الشَّدِيدُ العَدْوِ.
(و) ثوبٌ ضَرِيجٌ وإِضْرِيجٌ: مُتَضَرِّجٌ بالحُمْرَةِ أَو الصُّفْرَةِ. وَقيل: الإِضْرِيجُ: (الصِّبْغُ الأَحمرُ) . وثَوبٌ مُضرَّجٌ، من هاذا، وَقيل: لَا يكون الإِضْرِيجُ إِلاّ مِن خَزَ.
(والمُضرِّجُ كمُحَدِّثٍ) ، هاكذا فِي نُسختنا، وَفِي بَعْضهَا: والمُضْرِجُ كمُحْسِن: (الأَسَدُ) .
(والمَضَارِجُ، كالمَنَازِل: المَشَاقُّ) جَمعُ مَشَقَّةٍ. قَالَ هِمْيَانُ يَصفُ أَنيابَ الفَحْلِ:
أَوْسَعْنَ من أَنيابِه المَضَارِجَا
(و) المَضَارِجُ: (الثِّيابُ الخُلْقَانُ) تُبْتَذَلُ مِثْل المَعَاوِزِ، قَالَه أَبو عُبيدٍ، واحدُها مِضْرَجٌ، كَذَا فِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) وَغَيرهمَا. وإِهمال المُصَنّف مُفْرَدَه تَقصيرٌ أَشار لَهُ شَيخنَا.
(وضارِجٌ) اسْم (ع) مَعْرُوف فِي بلادِ بني عَبْسٍ، وَقيل: بِبِلَاد طَيِّىءٍ. والعُذَيْبُ: ماءٌ بِقُرْبه، وَقد مَرَّ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
تَيَمَّمَتِ العَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ
يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عَــرْمَضُــهَا طَامِي
قَالَ ابْن بَرِّيّ: ذكر النّحّاس أَن الرِّواية فِي الْبَيْت: (يَفيىءُ عَلَيْهَا الطَّلْحُ) ، ويروى بإِسناد ذَكَرَه أَنه وفدَ قَومٌ من الْيمن على النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفقالوا: يَا رَسُول الله، أَحْيانا اللَّهُ ببيتين من شعر امرىء الْقَيْس بن حُجْر. قَالَ: وَكَيف ذالك قَالُوا: أَقْبَلْنَا نُريدك، فَضَلَلنا الطّريقَ فبقينَا ثَلاثاً بِغَيْر ماءٍ، فاستظْلَلْنَا بالطَّلْح والسَّمُر. فأَقْبَل راكبٌ مُتلثِّمٌ بعمامةٍ، وتَمثَّلٌ رَجُلٌ ببيتين، وهما:
ولَمَّا رَأَت أَنَّ الشَّريعةَ هَمُّها
وأَنَّ البَياضَ من فَرائصها دَامى
تَيَمَّمَت العَيْنَ الَّتِي عنْدَ ضارِجٍ
يَفيءُ عَلَيْهَا الطَّلْحُ؛ عَــرْمَضُــها طَامى
فَقَالَ الرَّاكِب: مَن يَقُول هاذا الشِّعرَ؟ قَالَ: امرُؤُ الْقَيْس بن حُجْرٍ. قَالَ: وَالله، مَا كَذَبَ، هاذا ضارجٌ عنْدكُمْ. قَالَ: فَجَثْونا على الرُّكَب إِلى ماءٍ، كَمَا ذَكَر، وَعَلِيهِ العَــرْمَضُ يَفيءُ عَلَيْهِ الطَّلْحُ، فشربْنا رِيَّنَا، وحَمَلْنَا مَا يَكْفينَا ويُبلِّغُنَا الطَّريقَ. فَقَالَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ذَاك رجلٌ مذكورُ فِي الدُّنْيَا شَريفٌ فِيهَا مَنسيٌّ فِي الآخرةِ خاملٌ فِيهَا، يَجيءُ يومَ الْقِيَامَة معهُ لوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلى النَّار) .
(وعَدْوٌ ضَريجٌ: شديدٌ) ، قَالَ أَبو ذُؤَيب:
جِزَاءٌ وشَدٌّ كالحَريقِ ضَرِيجُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ضَرَجَ النَّارَ يَضْرِجُهَا: فتَحَ لَهَا عَيْناً؛ رَوَاهُ أَبو حنيفَة.
والضَّرْجَةُ والضَّرَجَةُ: ضَرْبٌ من الطَّير.
واستدرك شيخُنا هُنَا: المضْرَجيّ، بضمّ الْمِيم وَآخِرهَا ياءُ النِّسْبة، جمع المضرَجيّات، وَهِي الطُّيور الكَواسرُ. والصّواب أَنه بالحاءِ الْمُهْملَة، وسيأْتي فِي مَحَلِّه.

التّنبيه

التّنبيه:
[في الانكليزية] Exhortation ،pleonasm
[ في الفرنسية] Exhortation ،pleonasme
بالباء الموحدة مصدر من باب التفعيل يطلق في عرف العلماء على معان. منها ما يجيء في لفظ المحاباة في ناقص. ومنها بيان الشيء قصدا بعد سبقه ضمنا على وجه لو توجّه إليه السامع الفطن بكليته لعرفه، لكن لكونه ضمنيا ربما يغفل عنه كذا في الأطول في أول فن المعاني. والفرق بينه وبين التذنيب مع اشتراكهما في أنّ كلا منهما يتعلّق بالمباحث المتقدمة أنّ ما ذكر في حيزه بحيث لو تأمّل المتأمّل في المباحث المتقدمة لفهمه بخلاف التذنيب، كذا في الچلپي حاشية المطول. ومنها بيان البديهي كما في الأطول أيضا هناك. ويؤيد هذا ما وقع في الشريفية أنّ الدليل هو المركّب من قضيتين للتأدي إلى مجهول نظري وإن ذكر لإزالة خفاء البديهي يسمّى تنبيها انتهى. وقال في المحاكمات: الإشارة حكم يحتاج إثباته إلى دليل وبرهان، والتنبيه حكم لا يحتاج إثباته إلى دليل بل يكفي في إثباته وبيانه إمّا مجرد ملاحظة أطرافه أو التمثيل المزيل للخفاء في نفس الحكم البديهي، أو النظر السهل في الفصل السابق على ذلك الحكم بأن تذكر مقدمات ذلك الحكم في ذلك الفصل. ومنها الإنشاء، قال ابن الحاجب في مختصر الأصول غير الخبر يسمّى إنشاء وتنبيها ويندرج فيه الأمر والنهي والتمنّي والترجّي والقسم والنداء والاستفهام. والمنطقيون يقسّمون غير الخبر إلى ما يدلّ على الطلب لذاته إمّا للفهم وهو الاستفهام وإمّا لغيره وهو الامر والنهي وإلى غيره ويخصون التنبيه والإنشاء بالأخير منهما، ويعدون منه التمنّي والترجّي والقسم والنداء. وبعضهم يعد التمني والنداء من الطلب انتهى. وقال المحقق التفتازاني في حاشيته: تسمية جميع أقسام غير الخبر بالتنبيه غير متعارف، وكذا ما نسب إلى المنطقيين من تخصيص الإنشاء بما لا يدل على الطلب بما لم نجده في كلامهم انتهى. وفي بديع الميزان غير الخبر إن لم يدل على طلب الفعل دلالة صيغية فهو تنبيه، أي إعلام على ما في ضميره ويندرج فيه التمنّي والترجّي والنداء والقسم والاستفهام وألفاظ العقود وفعلا المدح والذمّ والتعجب اصطلاحا، ولا مناقشة فيه. ودلالة النداء على طلب الإقبال والاستفهام على طلب الإعلام التزاميتان فلا يخرجان من التنبيه، هكذا في شرح المطالع وغيرهما. ومنهم من عدّ التمني والنداء والاستفهام من أقسام الطلب على ما ذكر السيد الشريف. ومنها الإيماء وهو عند الأصوليين من أقسام المنطوق الغير الصريح وهو الاقتران بحكم لو لم يكن هو أو نظيره للتعليل لكان بعيدا جدا أي اقتران الملفوظ الذي هو مقصود المتكلّم بحكم، أي بوصف لو لم يكن ذلك الحكم أي الوصف أو نظيره لتعليل ذلك المقصود لكان اقترانه به بعيدا، فيحمل على التعليل لدفع الاستبعاد. ويرجع إلى هذا ما قال معناه اقتران نصّ الشارع كقوله اعتق رقبة في المثال الآتي بحكم كقول الأعرابي واقعت أهلي في نهار رمضــان، لو لم يكن ذلك الحكم أو نظيره للتعليل، أي علّة لقول الشارع، وحكمه كان بعيدا جدا من الشارع الإتيان بمثله.
ويحتمل أن يكون معناه أنّ اقتران الوصف المدعى كونه علّة لحكم من الشارع لو لم يكن ذلك الوصف أو نظيره علّة لحكم الشارع كان بعيدا من الشارع الإتيان بذلك الحكم. مثال كون العين للتعليل ما قال الأعرابي هلكت وأهلكت فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم «ماذا صنعت؟ قال: واقعت أهلي في نهار رمضــان. فقال أعتق رقبة» الحديث فإنه يدل على أنّ الوقاع علة للاعتاق، فإنّ غرض الأعرابي بيان حكم الوقاع، وذكر الحكم جواب له ليحصل غرضه لئلّا يلزم إخلاء السؤال عن الجواب وتأخير البيان عن وقت الحاجة فيكون السؤال مقدرا في الجواب كأنه قال: واقعت فكفّر. ولا شك أن الفاء للتعليل، فيحمل عليه.
والاحتمال البعيد عدم قصد الجواب كما يقول العبد: طلعت الشمس فيقول السّيد اسقني ماء، فإنّ ذلك وإن بعد لكنه ليس بممتنع.
واعلم أن مثل ذلك إذا أخذ عنه بعض الأوصاف وعلل بالباقي سمّي تنقيح المناط.
مثاله في قصة الأعرابي أن يقال كونه أعرابيا لا مدخل له في العلّة، إذ الهندي أيضا كذلك، وكذا كون المحل أهلا فإن الزنا أيضا أجدر به، أو يقال وكونه وقاعا لا مدخل له فبقي كونه إفسادا للصوم فهو العلة. ومثال كون النظير للتعليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «وقد سألته الخثعمية أنّ أبي أدركته الوفاة وعليه فريضة الحج فإن حججت عنه أينفعه ذلك فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته كان ينفعه ذلك قالت نعم قال فدين الله أحق بأن يقضى». سألته الخثعمية عن دين الله فذكر نظيره وهو دين الآدمي. فنبّه على التعليل به أي كونه علّة للنفع وإلّا لزم العبث، ففهم منه أن نظيره في المسئول عنه وهو دين الله كذلك علّة بمثل ذلك الحكم وهو النفع.
واعلم أنّ مثل هذا يسميه الأصوليون تنبيها على أصل القياس، وفيه كما ترى تنبيه على أصل القياس وعلى علّة الحكم فيه وعلى صحة إلحاق الفرع بها.
اعلم أنّ من مراتب الإيماء أن يذكر الشارع مع الحكم وصفا مناسبا له مثل قوله «لا يقضي القاضي وهو غضبان»، فإن فيه إيماء إلى أنّ الغضب علّة عدم جواز الحكم لأنه مشوش للمنظر وموجب للاضطراب، ومثل أكرم العلماء وأهن الجهّال. هذا إذا ذكر الوصف والحكم كلاهما فإنه إيماء بالاتفاق فإن ذكر أحدهما فقط مثل أن يذكر الوصف صريحا والحكم مستنبط نحو وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ فإن حل البيع وصف له قد ذكر فعلم منه حكمه وهو الصحة، أو أن يذكر الحكم والوصف مستنبط، وذلك كثير منه نحو حرمت الخمر فقد اختلف في أنه هل يكون إيماء، فهو على مذاهب. أحدها كلاهما إيماء. والثاني ليس شيء منهما إيماء. والثالث الأول وهو ذكر الوصف إيماء دون الثاني وهو ذكر الحكم، والنزاع لفظي مبني على تفسير الإيماء والأول مبني على أنّ الإيماء اقتران الحكم والوصف سواء كانا مذكورين أو أحدهما مذكورا والآخر مقدرا. والثاني مبني على أنه لا بدّ من ذكرهما إذ به يتحقق الاقتران. والثالث مبني على أن إثبات مستلزم الشيء يقتضي إثباته والعلّة كالحلّ يستلزم المعلول كالصحة، فيلزم بمثابة المذكور، فيتحقّق الاقتران واللازم حيث ليس إثباته إثباتا لملزومه بخلاف ذلك فلا يكون الملزوم في حكم المذكور، فلا يتحقق الاقتران. هكذا ذكر في العضدي وحاشيته للمحقق التفتازاني في مباحث القياس.

جخدب

[جخدب] الجُخْدُبُ : ضربٌ من الجنادب، وهو الأخضر الطّويل الرجلين، والجُخادِبُ مثله، ويقال له أيضا أبو جخادب، وهو اسم له معرفة، كما يقال للاسد أبو الحارث. تقول: هذا أبو جخادب قد جاء. والجخدب أيضا والجخادب: الجمل الضخم. قال الراجز :

شداخة ضخم الضلوع جخدبا * والجمع: الجخادب بالفتح.
جخدب: [جمل جَخْدَبٌ: عظيمُ الجِسْمِ، عريض الصدر] وهو الجُخادِبُ، قال:

شداخةً ضَخْمَ الضُّلُوعِ جُخْدَبُا 

وأبو جُخادِب: من الجَنادِب، قال:

وعانَقَ الظل أبو جُخادَي 

الياء ممالة، والاثنان أبو جُخاديَيْنِ، لم يصرفوه، وهو الجراد الأخضر (الذي) بكسر الكيزان، وهو طويل الرجلين. وكذلك تلقى منه الياء للاثنين، والثلاثة: أبو جخادب.
جخدب
: (الجُخْدُبُ بالضَّمِّ) ، هَذَا وَمَا يأْتي بعده من قَوْله بضمهما تقييدٌ فِي غير مَحَلَ، فإِن الأَلفاظَ الَّتِي سَرَدَهَا كُلَّهَا مضمومةٌ، فَمَا وَجْهُ التخصيصِ فِي البَعْضِ: فلوْ تَرَكَه وأَبقاها على إِطلاقِهِ والمشهورِ من ضَبْطِه، أَو يذكُرُ بعد الكُلّ: (بالضَّمِّ فِي الكُلِّ) كَانَ أَوْلَى، وَقد نَبَّه على ذَلِك شيخُنَا، كَمَا نَبَّه على فَتحِ الدّالِ أَيضاً عِنْد كَلَام المُؤلّف فِيمَا بعدُ، فَكيف يكون مِنْهُ الإِهمالُ، فتأَمَّلْ، (والجُخَادِبُ والجُخَادِبَةُ والجُخَادِبَاءُ) بالمَدِّ (ويُقْصَرُ) والجَخْدَبُ كجَعْفَرٍ، من (لِسَان الْعَرَب) (وأَبُو جُخَادِبٍ وأَبو جُخَادِبَى) بالقَصْرِ و (بضمِّهِمَا) الأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، وأَبو جُخَادِبَاءَ، بالمدّ، من (لِسَان الْعَرَب) (: الضَّخْمُ الغَلِيظُ) من الرِّجَال والجِمَالِ، والجَمْعُ جَخَادِبُ، بالفَتْح، قَالَ رؤبة:
شَدَّاخَةً ضَخْمَ الضُّلُوعِ جَخْدَبَا
قَالَ ابْن بَرِّيّ: هَذَا الرَّجَزُ أَوردَه الجوهريُّ على أَنَّ الجَخْدَب: الجَمَلُ الضَّخْمُ، وإِنما هُوَ صفةُ فَرَس، وَقَبله:
تَرَى لَهُ مَنَاكِباً ولَبَبَا
وكَاهِلاً ذَا صَهَوَاتٍ شَرْجَبَا
وَعَن اللَّيْث: جَمَلٌ جَخْدَبٌ، وَهُوَ العَظِيمُ الجِسْمِ عَرِيضُ الصَّدْرِ (و) الجُخْدَب، بِلُغَاتِهِ المذكورةِ (ضَرْبٌ مِنَ الجَنَادِبِ) قَالَه ثَعْلَب، والجَنَادِبُ يَأْتِي بيانُهَا، وَقَالَ شَمِرٌ: الجُخْدُبُ والجُخَادِبُ: الجُنْدَبُ: الضَّخْمُ، وأَنشد:
لَهَبَانٌ وَقَدَتْ حِزَّانُهُ
تَــرْمَضُ الجُخْدُبُ فِيهِ فَيَصِرّ
كَذَا قَيَّدَه شَمِرٌ الجُخْدَب هُنَا (و) الجُخَادِبُ والجُخْدُبُ وأَبُو جُخَادبَاءَ (منَ الجَرَادِ) أَخضَرُ طويلُ الرّجلين، وَهُوَ اسمٌ لَهُ مَعْرِفَة، كَمَا يُقَال للأَسَد: أَبُو الحَارث، تَقول: هَذَا أَبُو جُخَادِبٍ قد جاءَ، وَقيل: هُوَ ضَخْمٌ أَغْبَرُ أَحْرَش، وَقَالَ اللَّيْث: جُخَادَى وأَبُو جُخَادَى مِنَ الجَنَادِب، اليَاءُ مُمَالَةٌ، والاثْنَانِ: أَبُو جُخَادَيَيْنِ لم يَصْرِدُوه وَهُوَ الجَرَادِ الأَخْضَرُ، وَهُوَ الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ، وَيُقَال لَهُ، أَبُو خُجَادِبٍ، بالباءِ، وَقَالَ الراجز:
وعَانَقَ الظِّلَّ أَبُو جُخَادِبَا
قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: أَبُو جُخَادِب: دَابَّةٌ، واسْمُهُ الحُمْطُوط، والجُخَادِبَاء أَيضاً: الجُخَادِبُ، عَن السيرافيّ، وأَبُو جُخَادِبَا: دَابَّةٌ نَحْوُ الحرْبَاءِ وَهُوَ الجُخْدُبُ أَيضاً، وجَمْعُهُ جَخَادِبُ، ويقالُ للواحدِ: جُخَادبٌ (و) الجُخْدَب (مِنَ الخُنفُسَاءِ: ضَخْمٌ) قَالَ:
إِذَا صَنَعَتْ أُمُّ الفُضَيْلِ طَعَامَهَا
إِذَا خُنْفُسَاءُ ضَخْمَةٌ وجُخَادِبُ
كَذَا أَنشده أَبُو حَنيفَةَ، عَلَى أَنْ يكونَ قولُه: فُسَاءِ ضَخْ: مَفَاعِلنْ، وتَكَلَّفَ بعضُ مَنْ جَهِلَ العَرُوضَ صَرْفَ خُنْفُسَاءَها هُنَا لِيتمَّ بِهِ الجُزْءُ فَقَالَ: خُنْفُسَاءٌ ضَخْمَةٌ.
والجَخْدَبَةُ: السُّرْعَةُ والجُرْأَةُ (و) مِنْهُ) (الجُخْدُبُ كقُنْفُذٍ وجُنْدَب: الأَسَدُ) لسُرْعَتِه وجُرْأَته.
(و) جَخْدَبٌ (كجَعْفَرٍ: اسمْ أَبِي الصَّلْتِ) كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب أَبي الصَّقْعَبِ، كَمَا قَيَّدة الْحَافِظ وغيرُه، ابْن جَرْعَبِ بنِ أَبي قِرْفَةَ بن زاهِر بنِ عامرِ بنِ قَامِشَةَ بنِ وَائِلَةَ (الكُوفِيُّ النَّسَّابَةُ) الشاعرُ، وَفِيه يَقُول جَرير:
قَبَحَ الإِلاهُ وَلاَ يُقَبِّحُ غَيْرَه
بَظْراً تَفَلَّقَ عَنْ مَفَارِقِ جَخْدَبِ
وَكَانَ ذَا قَدْرٍ بالكوفةِ وعِلْمٍ، لَقِيَهُ خَالدُ بنُ سَلَمَة المَخْزُومِيُّ فَقَالَ: مَا أَنْتَ من حَنْظَلَةَ الأَكْرَمِينَ، وَلَا سَعْدٍ الأَكْثَرِينَ، وَلاَ عَمْرٍ والأَغَرِّينَ، وَلاَ من ضَبَّةَ الأَكْيَاسِ، ومَا فِي أُدِّخَيْرٌ بعدَ هاؤلاءِ، فَقَالَ جَخْدَبٌ: ولستَ فِي قُرَيْشٍ من أَهلِ نُبُوَّتِهَا، وَلَا من أَهل خِلاَفَتِهَا، وَلَا من أَهْلِ سِدَانَتِهَا، وَمَا فِي قُرَيْش خَيْرٌ بعدَ هؤلاءِ.
قلت: وَهُوَ يرْوى عَن عطَاءٍ، وَعنهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، كَمَا نَقله الحافظُ.

جخدب: الجُخْدُبُ والجُخْدَبُ والجُخادِبُ والجُخادِيُّ كله: الضَّخْم الغليظُ من الرِّجال والجِمال، والجمع جَخادِبُ، بالفتح. قال رؤْبة:

شَدَّاخةً، ضَخْمَ الضُّلُوعِ، جُخْدَبا

قال ابن بري: هذا الرجز أَورده الجوهري على أَن الجَخْدَبَ الجمل الضخم، وإِنما هو في صفة فرس، وقبله:

ترَى له مَناكِباً ولَبَبا، * وكاهِلاً ذا صَهَواتٍ، شَرْجَبا

الشَّدّاخةُ: الذي يَشْدَخُ الأَرضَ. والصَّهْوةُ: موضع اللِّبد من ظهر

الفرس. الليث: جمل جَخْدَبٌ عظيمُ الجِسْم عَرِيضُ الصَّدْر، وهو

الجُخادِب والجُخْدُبُ والجُخْدَبُ والجُخادِبُ وأَبو جُخادِبٍ وأَبو جُخادِباءَ وأَبو جُخادِبى، مقصور الأَخيرة، عن ثعلب، كلُّه ضَرْبٌ من الجَنادِبِ والجَرادِ أَخْضَرُ طويلُ الرجلين، وهو اسم له معرفة، كما يقال للأَسد أَبو الحرِثِ. يقال: هذا أَبو جُخادِبٍ قد جاءَ. وقيل: هو ضَخْم أَغْبَرُ أَحْرَشُ. قال:

إِذا صَنَعَتْ أُمُّ الفُضَيْلِ طَعامَها، * إِذا خُنْفُساءُ ضَخْمةٌ وجُخادِبُ

كذا أَنشده أَبو حنيفة على أَن يكون قوله فُساءُ ضَخْ مَفاعلن. وتكلَّف بعضُ مَن جَهِل العَرُوض صَرْفَ خُنْفُساءَ ههنا ليتم به الجُزءُ فقال: خُنْفُساءٌ ضَخْمةٌ. وأَبو جُخادِبٍ: اسم له ، معرفة، كما يقال للأَسد أَبو الحرث، تقول: هذا أَبو جُخادِبٍ. وقال الليث: جُخادَى وأَبو جُخادَى(1)

(1 قوله «وقال الليث جخادى إلخ» كذا في النسخ تبعاً للتهذيب ولكن الذي في التكملة عن الليث نفسه جخادبى وأبو جخادبى من الجنادب، الباء مـمالة والاثنان جخادبيان.) من الجَنادِب، الياءُ مُـمالةٌ، والاثنان أَبو جُخادَيَيْنِ، لم يَصْرِفوه، وهو الجَرادُ الأَخْضَرُ الذي يكسِر الكران(2)

(2 قوله «يكسر الكران» كذا في بعض نسخ اللسان والذي في بعض نسخ التهذيب يكسر الكيزان وفي نسخة من اللسان يسكن الكران.) ، وهو الطويل الرجلين، ويقال له: أَبو جُخادب بالباءِ. وقال شمر: الجُخْدُبُ والجُخادِبُ: الجُنْدَبُ الضَّخْمُ، وأَنشد:

لَهَبانٌ، وَقَدَتْ حِزَّانُه، * يَــرْمَضُ الجُخْدُبُ فيه، فَيَصِرْ

قال كذا قيده شمر. الجُخْدُب، ههنا. وقال آخر:

وعانَقَ الظِّلَّ أَبـُو جُخادِبِ

ابن الأَعرابي: أَبو جُخادِبٍ: دابّةٌ، واسمه الحُمْطُوط.

والجُخادِباءُ أَيضاً: الجُخادِبُ، عن السيرافي. وأَبو جُخادِباءَ: دابة نحو الحِرْباءِ، وهو الجُخْدُبُ أَيضاً، وجمعه جَخادِبُ، ويقال للواحد جُخادِبٌ. والجَخْدبةُ: السُّرعة، واللّه أَعلم.

كسأ

ك س أ
مرّوا في أكساء المنهزمين، وعلى أكسائهم أي على آثارهم وأدبارهم، وركبوا أكساءهم. قال:

حتى أرى فارس الصّموت على ... أكساء خيلٍ كأنها الإبل

ومن المجاز: قدمنا في أكساء رمضــان، وأنا أدعو لك في أكساء الصلوات
[كسأ] كَسَأْتُهُ: تَبِعْتُهُ. ويقال للرجل إذا هَزَمَ القومَ فمرَّ وهو يطردهم: مرَّ فلان يَكْسَؤُهُمْ ويَكْسَعُهُمْ، أي يتبعهم. ومنه قول الشاعر :

كسع الشتاء بسبعة غبر * والاكساء: الادبار. قال الشاعر : حتَّى أرى فارِسَ الصَموتِ عَلى * أَكْساءِ خَيْلٍ كأنَّها الإبِلُ يعني خَلْفَ القوم وهو يطردهم.
كسأ
كَسَأْتُه: تبعْته، يقال للرجل إذا هزم القوم فمرَّ وهو يطردهم: مرّ فلان يكسؤهم ويكسعُهم: أي يتبعهم.
والأكْسَاءُ: الأدْبار، قال المُثَلَّم بن عمرو التَّنوخي؛ ويقال: البُرَيْق بن عِياض الهُذلي، وهو موجود في أشعارهما:
حتّى أرى فارِسَ الصَّمُوت على ... أكْسَاءِ خَيْل كأنَّها الإبِلُ
يعني: خلْفَ القوم وهو يطردُهم.
وكَسَأْتُ وسطه بالسيف وكَشَأْتُه: ضربْتُه.
ويقال: جئت كُسْءَ الشهر وفي كُسْئِه - بالضم -: أي بعد ما مضى.

كسأ: كُسْءُ كل شَيءٍ وكُسُوءُهُ: مُؤَخَّرُه. وكُسْءُ الشهر وكُسُوءُه:

آخِرهُ، قَدْرُ عَشْرٍ بَقِينَ منه ونحوها. وجاءَ دُبُرَ الشهرِ وعلى

دُبُرِه وكُسْأَه وأَكْسَاءَه، وجِئْتُكَ على كُسْئِه وفي كُسْئِه أَي

بعدما مَضَى الشهرُ كُلُّه. وأَنشد أَبو عبيد:

كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نُوقاً يَمانِيةً، * إِذا الحِدَادُ، على أَكْسائِها، حَفَدُوا

وجاءَ في كُسْءِ الشهرِ وعلى كُسْئِه، وجاءَ كُسْأَه أَي في آخِره،

والجمعُ في كل ذلك: أَكْسَاءٌ. وجُئْتُ في أَكْسَاءِ القَوْمِ أَي في

مآخِيرهم. وصَلَّيْت أَكْسَاءَ الفَرِيضةِ أَي مآخِيرَها. ورَكِبَ كُسْأَهُ:

وَقَعَ على قَفَاه؛ هذه عن ابن الأَعرابي.

وكَسَأَ الدابَّةَ يَكْسَؤُها كَسْأً: ساقَها على إِثْر أَخْرَى. وكَسَأَ

القومَ يَكْسَؤُهم كَسْأً: غَلَبَهم في خُصُومة ونحوها. وكَسَأْتُه:

تَبِعْتُه. ومَرَّ يَكْسَؤُهم أَي يَتْبَعُهم، عن ابن الأَعرابي. ومَرَّ كَسْءٌ من الليل أَي قِطْعةٌ. ويقال للرجل إِذا هَزَم القومَ فَمَرَّ وهو

يَطْردُهُم: مرَّ فلان يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يَتْبَعُهم.

قال أَبو شِبْل الأَعرابي:

كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ، * أَيَّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْرِ

قال ابن بري: ومنهم من يجعل بدل هذا العَجُز:

بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ

وبآمِرٍ، وأَخِيه مُؤْتَمِرٍ،

ومُعَلِّلٍ، وبمُطْفِئِ الجَمْرِ

والأَكْسَاءُ: الأَدْبارُ. قال الـمُثَلَّمُ بن عَمْرو التَّنُوخِي:

حتى أَرَى فارِسَ الصَّمُوتِ علَى * أَكْساءِ خَيْلٍ، كأَنَّها الإِبِلُ

يعني: خَلْفَ القَوْمِ، وهو يَطْرُدُهُم. معناه: حتى يَهْزِم أَعْداءَه،

فيَسُوقُهُم من ورائِهِم، كما تُساقُ الإِبل. والصَّمُوتُ: اسم فَرَسه.

كسأ
: ( {كَسَأَه كَمَنَعَهُ) } يَكْسَؤُهُ {كَسْأً (: تَبِعَهُ) . وَمَرَّ يَكْسَؤُهُم، أَي يتبعهُم، وَيُقَال للرجل إِذا هَزَم القَوْمَ فمَرَّ وَهُوَ يَطرُدُهم: مَرَّ فُلانٌ} يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم، نَقله شَيخنَا عَن الجوهريّ، وَاسْتدلَّ بقول الشَّاعِر:
{كُسِىءَ الشِّتَاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ
وَهُوَ قولُ أَبي شِبْلٍ الأَعرابيِّ، وَتَمَامه:
أَيَّامِ شَهْلَتِنَا مِنَ الشَّهْرِ
وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: مِنْهُم من يَجْعَل بدل هَذَا الْعَجز:
بِالصِّنِّ والصِّبَّبْرِ والوَبْرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخِيه مُؤْتَمِرٍ
وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِيءِ الجَمْرِ
وسيأْتي ذَلِك فِي ك س ع.
(و) } كَسَأَ (الدَّابَّةَ) {يَكْسَؤُها كَسْأً (: سَاقَطَها عَلَى إِثْرِ) دابَّةٍ (أُخْرَى، و) كَسَأَ (القَوْمَ) } يَكْسَؤُهم كَسْأً (: غَلَبَهُمْ فِي الخُصُومَةِ) ونَحْوِهَا (و) كَسَأً (هـ) (بالسَّيْفِ) إِذا (ضَرَبَه) كأَنّه مُصحَّف مِن كَشَأَه، بِالْمُعْجَمَةِ، كَمَا سيأْتي.
( {وَكُسْءُ كُلِّ شَيءٍ} وَكُسُوءُه، بضَمِّهما) وَفِي بعض النّسخ زِيَادَة:! وَكَسُوءُه، أَي بِالْفَتْح وَالْمدّ، أَي (مُؤَخَّرُهُ) {وكُسْءُ الشَّهْرِ} وكُسُوءُه: آخِرُه قَدْرُ عَشْرٍ بَقِينَ مِنْهُ ونَحْوها، وجاءَ دُبُرَ الشَّهْرِ وعَلى دُبُرِه {وكُسْئِه} وأَكْسَائه، وجئتُك على كُسْئِه وَفِي كُسْئِهِ أَي بعد مَا مَضى الشهْرُ كُلُّه، وأَنشد أَبو عُيَيْدٍ:
كُلِّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَةً
إِذ الحُدَاةُ عَلَى {أَكْسَائِها حَفَدُوا
وجاءَ فِي} كُسْءِ الشهْرِ وعَلى {كُسْئِه، أَي فِي آخِره (ج) أَي فِي كلّ من ذَلِك (} أَكْسَاءٌ) وجِئْتُ فِي أَكْسَاءِ القَوْمِ، أَي فِي مُتَأَخِّرِيهم، وَمَرُّوا فِي {أَكْساءِ المُنهزِمين وعَلى أَكسائِهم: (أَي على) آثَارهم وأَدبارِهم، ورَكبوا} أَكساءَهم، وَمن الْمجَاز: قَدِمْنَا فِي أَكْسَاءِ رَمَضــانَ و (أَنا) أَدْعُو لَك فِي أَكساءِ الصَّلواتِ. كَذَا فِي (الأَساس) ، وَفِي (الصِّحَاح) : الأَكساءُ: الأَدْبَار، وَقَالَ المُثَلَّم بنُ عَمْرو التَّنوخيُّ:
حَتَّى أَرى فَارسَ الصَّمُوتِ عَلَى
أَكْسَاءِ خَيْلٍ كَأَنَّهَا الإِبِلُ
يَعْنِي خَلْفَ القَوْمِ وَهُوَ يَطْرُدُهم، نَقله شيخُنا. قلت: مَعْنَاهُ حَتَّى يَهْزم (أَعْدَاءَه) فيَسُوقهم مِن ورائهم كَمَا تُساق الإِبل، والصَّمُوت اسمُ فَرَسه.
(وَرَكِبَ {كُسْأَة) أَي (وَقَعَ على قَفَاهُ) هَذِه عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) مرَّ (} كَسءٌ مِن اللَّيْلِ، بِالْفَتْح) أَي (قِطْعَةٌ مِنْهُ) عَن ابْن الأَعرابيِّ أَيضاً.
(ك س أ)

كُسْء كلَ شَيْء، وكُسُوؤه: مؤخره.

وكُسْء الشَّهْر وكُسُوؤه: آخِره قدر عشر يبْقين مِنْهُ وَنَحْوه.

وَجَاء فِي كُسْء الشَّهْر، وعَلى كُسْئه، وَجَاء كُسْأه: أَي فِي آخِره.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أكساء.

وَجئْت فِي أكساء الْقَوْم: أَي فِي مآخيرهم.

وصلَّيت أكساء الْفَرِيضَة: أَي مآخيرها.

وَركب كُسْأه: وَقع على قَفاهُ، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وكَسَأ الدابَّة يَكْسَؤها كَسْأ: سَاقهَا على إِثْر أُخْرَى.

وكَسَأ الْقَوْم يكسؤهم كَسْئا: غلبهم فِي خُصُومَة وَنَحْوهَا.

ومرَّ يكسؤهم: أَي يتبعهُم، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

ومرَّ كَسْءٌ من اللَّيْل: أَي قِطعة.

أسد

أ س د: (الْأَسَدُ) جَمْعُهُ (أُسُودٌ) وَ (أُسُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مَقْصُورٌ مِنْهُ مُثَقَّلٌ وَأُسْدٌ مُخَفَّفٌ مِنْهُ وَ (آسُدٌ) وَ (آسَادٌ) بِمَدِّ أَوَّلِهِمَا كَأَجْبُلٍ وَأَجْبَالٍ وَالْأُنْثَى (أَسَدَةٌ) وَأَرْضٌ (مَأْسَدَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ أَيْ ذَاتُ أُسْدٍ وَ (أَسِدَ) الرَّجُلُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ فَدَهِشَ مِنَ الْخَوْفِ، وَأَسِدَ أَيْضًا صَارَ كَالْأَسَدِ فِي أَخْلَاقِهِ وَبَابُهُمَا طَرِبَ، وَفِي الْحَدِيثِ «إِذَا دَخَلَ فَهِدَ وَإِذَا خَرَجَ أَسِدَ» وَ (اسْتَأْسَدَ) عَلَيْهِ اجْتَرَأَ. وَ (الْإِسَادَةُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِي الْوِسَادَةِ. 

أسد: الأَسَد: من السباع معروف، والجمع آساد وآسُد، مثل أَجبال وأَجبل،

وأُسُود وأُسُد، مقصور مثل، وأَسْدٌ مخفف، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة،

وأَسَدٌ آسد على المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابي.

وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ. وأَرض مأْسَدة:

كثيرة الأُسود؛ والمأْسدة له موضعان: يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة: ويقال

لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة

للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب.

واستأْسد الأْسدَ: دعاه؛ قال مهلهل:

إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم

شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا

وأَسِد الرجلُ: استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه. وقيل لامرأَة

من العرب: أَيّ الرجال زوجك؟ قالت: الذي إِن خرج أَسِدَ، وإِن دخل فهِدَ،

ولا يسأَل عما عهِدَ؛ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في

الشجاعة. يقال: أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ. وأَسِد الرجل، بالكسر، يأْسَدُ

أَسَداً إِذا تحير، ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف. واستأْسد عليه:

اجترأَ.وفي حديث لقمان بن عاد: خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد

يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية. وأَسد عليه: غضب؛ وقيل: أَسد عليه سفه.

واستأْسد النبت: طال وعظم، وقيل: هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته،

وقيل: هو إِذا بلغ والتف وقوي؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم:

مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ،

يقول للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ

وقال أَبو خراش الهذلي:

يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ،

له عَــرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل

قوله: يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها، يعني

حُمُراً وردت الماء. والعَــرمَض: الطحلب، وجعله مستأْسداً كما يستأْسد

النبت. والنجيل: النزّ والطين.

وآسَدَ بين القوم

(* قوله «وآسد بين القوم» كذا بالأصل وفي القاموس مع

الشرخ كضرب أفسد بني القوم.): أَفسد . وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً: هيجه

وأَغراه، وأَشلاه دعاه. وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها؛ وقال

رؤْبة:

تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد

والمؤسِدُ: الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه. وآسدت

الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الأَلف. وآسدَ السيرَ

كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جني؛ قال ابن سيده: وعسى أَن يكون مقلوباً عن

أَسأَد.ويقال للوسادة: الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح.

وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسمان. والأَسَدُ: قبيلة؛ التهذيب: وأَسَد أَبو

قبيلة من مضر، وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وأَسَد أَيضاً:

قبيلة من ربيعة، وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار. والأَسْد: لغة في الأَزد؛

يقال: هم الأَسْد شنوءة. والأَسْديّ، بفتح الهمزة: ضرب من الثياب، وهو في

شعر الحطيئة يصف قفزاً:

مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ

أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا

مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه،

والعادية: الآبار. والرغب: الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري: صوابه

الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب. قال: ووهم من جعله في فصل أَسد،

وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي: يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو

جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ. قال: وليس بجمع

تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت

الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ.

أسد: هو عند أهل الكيمياء الذهب، ملك المعادن، كما أن الأسد يسمى ملك الوحوش (ديفي 10).
[أسد] نه فيه: إن خرج "أسد" أي صار كالأسد في الشجاعة من أسد واستأسد إذا اجترأ والأسد مصدره. ن: من أسد بكسر السين. نه ومنه: خذي مني أخي ذا "الأسد" أي ذا القوة الأسدية.
(أسد) - في حديث لُقْمان بن عاد: "خُذِى مني أَخِى ذَا الأَسَد".
كأنه وصَفَه بالشَّجاعة. يقال: أَسِدَ واستأْسَد إذا اجتَرأ.
- ومنه ما في حديث أُمِّ زَرْع: "إن خَرَج أَسِدَ".
ويقال: أسِد الرجلُ إذا خَرِف ودُهِشَ عند رؤية الأَسد.
(أ س د) : (أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ) بِالْفَتْحِ وَكَذَا أُسَيْدٍ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ وَكَذَا عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ (وَأُسَيْدٌ) أَبُو ثَعْلَبَةَ رُوِيَ فِيهِ الضَّمُّ (وَأُسَيْدُ) بْنُ حُضَيْرٍ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ وَكَذَا أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ وَكَذَا أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ.
أس د

في أرض بني فلان مأسدة، وأكثر المآسد في بلاد اليمن.

ومن المجاز: استأسد عليه أي صار كالأسد في جرأته. واستأسد النبت: طال وجن وذهب كل مذهب. قال أبو النجم:

مستأسد ذبانه في غيطل

وآسد الكلب بالصيد: أغراه به. وآسد بين الكلاب: هارش بينها. وآسد بين القوم: أفسد.
أسد
الأسَدُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الآسَادُ والأسْدُ والأسُوْدُ، والانثى أسَدَة. واسْتَأْسَدَ فُلانٌ: صارَ في حَمْلَتِه كالأسَدِ.
واسْتَاْسَدَ النَّبَاتُ: طالَ والْتَفَّ. والأسَدُ: في بُرُوْجِ السَّمَاءِ. وأَسَدْتُ بَيْنَ القَوْمِ: أغْرَيْت بينهم. والمُؤْسِدُ: الكَلّابُ الذي يُشْلي الكِلَابَ للصَّيْدِ. ورَجُلٌ أسِيْد بَيِّنُ الإسَادَةِ؛ من قَوْمٍ أُسَدَاءَ. وأسَدٌ أسِيْدٌ: أي شَدِيْدٌ.
وأَسِدَ الرَّجُلُ: إذا طارَ عَقْلُه؛ يَأسَدُ. ورَجُلٌ أَسِدٌ: إذا رَأى الأسَدَ ذَهَبَ قَلْبُه.
وأَسِدَ - أيضاً -: اسْتَأْسَدَ على الناسِ. واسْتُؤْسِدَ: هُيِّجَ. ويقولونَ: أُسَادَةٌ ووُسَادَةٌ وإسَادَة ووِسَادَةٌ.
[أسد] الأَسَدُ جمعه أَسُودٌ، وأَسُدٌ مقصورٌ مثقَّلٌ منه، وأُسْدٌ مخفَّفٌ، وآسد، وآساد مثل أجبل وأجبال. قال أبو زيد: الاثنى أسدة. وأسد: أبو قبيلة من مضر، وهو أسد بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر. وأسد ايضا: قبيلة من ربيعة، وهو أسد ابن ربيعة بن نزار. وأرض مأسدة: ذات أُسْدٍ. وأَسِدَ الرجلُ بالكسر، إذا رأى الأَسَدَ فَدهِش من الخوف. وأَسِدَ أيضاً: صار كالأَسَدِ في أخلاقه. وفي الحديث: " إذا دخلَ فَهِدَ، وإذا خرج أَسِدَ ". واسْتَأْسَدَ عليه: اجترأ واسْتَأْسَدَ النبتُ: قَويَ والتف. قال أبوخراش الهذلى:

له عــرمض مستأند ونجيل  وآسدت الكلب وأوسدته: أغريته بالصيد. والواو منقبلة عن الالف. وآسدت بين القوم: أفسدت. والاسد لغة في الازد، يقال هم الاسد أسد شنوءة. والاسدي: ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة . والاسادة لغة في الوسادة.
أس د

الأَسَدُ من السِّبَاع ومعروفٌ والجَمْعُ آسادٌ وأُسُودٌ وأُسُدٌ والأنثى أَسَدَةٌ وأَسَدٌ آسِدٌ على المبالغةِ كما قالوا عَرَادٌ عَرِدٌ عن ابن الأعرابيِّ وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَد نادر كقَوْلِهم حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحقَّة وأرضٌ مَأْسَدةٌ كثيرة الأُسُودِ واسْتَأْسَدَ الأسدَ دَعَاهُ قال مُهَلْهِلٌ

(إنِّي وَجَدْتُ زُهَيْراً في مآثِرِهم ... شِبْهِ اللُّيُوثِ إذا اسْتأسَدَتْهَم أَسِدُوا)

وأَسِدَ الرجلُ واسْتَأْسَدَ صار كالأَسَد وقيل لامْرَأَةٍ من العَرَب أَيُّ الرِّجَالِ زَوْجُك فقالت الذي إنْ خَرَجَ أَسِدَ وإن دَخَلَ فَهِدَ ولا يَسْأَلُ عما عَهِدَ وأَسَدَ عَلَيْه غَضِب وقيل أَسَدَ عليه سَفِهَ واسْتَأَسَدَ النَّبْتُ طالَ وعَظُم وقيل هو أن يَنْتَهَيَ في الطُّولِ ويَبْلُغَ غايَتَه وقيل هو إذا بَلَغَ والْتَفَّ وأَسَدَ بين القَوْمِ أَفْسَدَ وآسَدَ الكلبَ بالصَّيْدِ أَغْراهُ وآسَدَ السَّيْرَ كأسْأَدَه عن ابن جِنِّي وعَسَى أن يكونَ مَقْلُوباً عن أَسْأَدَ والأَسَدُ قَبِيلَةٌ وأُسَيْد وأَسِيدٌ اسْمان 
أسد
أسِدَ/ أسِدَ على يأسَد، أَسْدًا، فهو آسِد، والمفعول مأسود عليه
• أسِد الرَّجُلُ: تطبَّع بطباع الأَسَد "إذا دخل فهِد وإذا خرج أسِد: يدخل متراخيًا ويخرج قويًّا".
• أسِد على الخصم: اجترأ عليه ونال من كرامته. 

استأسدَ/ استأسدَ على يستأسد، استئسادًا، فهو مُستأسِد، والمفعول مستأسَد عليه
• استأسد الرَّجلُ: صار كالأَسَد جرأةً وشجاعةً "استأسد في مقاومة العدوّ".
• استأسد على الخصم: اجترأ وأقدم على مهاجمته "يستأسد على من يحاول إذلاله". 

تأسَّدَ يتأسَّد، تأسُّدًا، فهو مُتَأَسِّد
• تأسَّد الرَّجلُ: صار كالأَسَد. 

أَسْد [مفرد]: مصدر أسِدَ/ أسِدَ على. 

أَسَد [مفرد]: ج آساد وأُسْد وأُسُد وأُسُود، مؤ أَسَدة:
1 - (حن) حيوان مفترس شديد الضراوة من فصيلة السِّنّوريّات ورُتْبة اللَّواحم، يشمل الذكر والأنثى ويطلق على الأنثى أسدة ولَبُؤَة، وله في العربيّة أسماء كثيرة أشهرها الليث والضيغم والغضنفر والضرغام "رأيت أسدًا- هذا الشِّبل من ذاك الأسد: يشبه الابن أباه في صفاته- *أَسَد عليّ وفي الحروب نعامةٌ*" ° أسد الله: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه- بين فكَّيّ الأسد: في خطر، في مأزق- حِصَّة الأسد: الجزء الأكبر.
2 - شجاع جريء كالأسد "رجل أسد" ° هم أُسْدُ الشَّرَى: أشدّاءُ شجعان.
• الأَسَد: (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه الخامس بين السّرطان والعذراء، وزمنه من 23 من يولية إلى 22 من أغسطس.
• أَسَدُ البحر: (حن) حيوان لبون من زعنفيَّات الأقدام يألف حياة الماء.
 • داء الأسد: (طب) نوع من الجُذَام، سمِّي بذلك لمشابهة وجه صاحبه وجه الأسد. 

مَأْسَدة [مفرد]: ج مَأْسَدات ومآسدُ ومآسيدُ: مكانٌ تكثرُ فيه الأسودُ وتألفُه "اشتهرت بعض بلاد أفريقيا بمآسدها". 

سبع

سبع: سبع: ورد هذا الفعل في المعجم اللاتيني - العربي مقابل اللفظة اللاتينية Lobo ولا ادري لماذا؟.
سَبَعَهُ: أبهته من الخوف (محيط المحيط).
سَبَّع (بالتشديد): طاف حول الكعبة سبعاً.
(معجم بدرون).
استسبع: ارتاع من السَبُع (مرجريت ص312) سَبْع. السبع: اختصار الروايات السبع (المقري 1: 885) أو الروايات السبع أو قراءات القرآن السبع (المقري 1: 562، 843، 870).
سبع معادن: ذوب معادن، مزج معادن (بوشر) سَبُع وسَبْع: ذئب (الكالا) وفيه: bobo ( سَبَع).
سَبُع وسَبْع وسَبَع: فهد (الكالا). سبع الأرض = كزبرة البئر (ابن البيطار 2: 4).
سبع البحر: ذئب البحر (الكالا).
سبع الشعراء: الافتيمون (ابن البيطار 2: 5) سبع الكتّان: نبات اسمه العلمي: Cuscuta epithymum ( ابن البيطار 2: 4) سَبْعَة، السبعة: مختصر قراءات السبعة (المقري 1: 834) وهي قراءات القرآن السبعة لأئمة القراء السبعة (المقري 1: 490، 828).
سبعة بذراع: صنف من التمر، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه من الطول بحيث يكون طول سبعة منها ذراعاً. (باجني ص150).
سبعة وسَبْعين: حريش، أم أربعة وأربعين. (بابن سميث 1554) وفي محيط المحيط: أبو سبعة وسبعين.
السَّبْعِيَّة: فرقة من غلاة الشيعة ذهبوا إلى أن النطقاء بالشريعة وهو آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ومحمد المهدي سابع النطقاء، وبين كل اثنين من النطقاء سبعة أئمة، ولابد في كل شريعة من سبعة يقتدى بهم (محيط المحيط: الشهرستاني طبعة هاربروكر 2: 514) سُبْعِيّ. دابّة سُبُعية: حيوان مفترس (فوك) وعند دي يونج فان رودنبورج (ص113): Zoebia وجار الأسد.
سَبْعُونّي. المصحف السبعوني: الترجمة السبعينية (بوشر).
سُبُوع: اليوم السابع من مرض المريض، واليوم السابع بعد وفاة الميت (محيط المحيط).
سِبِاعِيّ: أسدي، مختص بالأسد (بوشر).
سُبَاعّي: غلام طوله سبعة أشبار من الكعب حتى طرف أذنه، فإن كان طوله أقل من ستة أشبار قلت قيمته كما إذا زاد طوله على سبعة أشبار لأنه يكون عندئذ في هيئة الرجال فلا يصلح للخدمة في الحرم (عوادة ص632، وأنظر داسكرياك ص506). سُباعي: ذو سبعة أركان (الكالا، محيط المحيط).
سباعي: ما كان على سبعة احرف (محيط المحيط).
سُباعي: من المواليات: ما كان سبعة مصاريع، كل ثلاثة منها على قافية والسابع على قافية الثلاثة الأولى، ويقال له النعماني أيضاً (محيط المحيط).
سُباعّي: من ولد لسبعة اشهر من الحمل به (محيط المحيط).
سُباعّي انظر مُسَبَّع.
سُباعي: جمل يقطع مسافة سبعة أيام في يوم واحد (جاكسون ص40).
سباعيات: أحاديث رواها سبعة رواة بعضهم عن بعض (حاجى خليفة 3: 574، المقري 2: 769) سُبْوعي: تطلق على كل سبعة سنوات من عمر الإنسان (بوشر).
سُبَاعّية: كراسة ذات سبع ورقات، وتطلق على كل كراسة اتساعاً (بوشر) سابع: يوم السبعة بعد الزواج، ويسمى يوم الأسْبُوع (لين، ألف ليلة 2: 374) ويوم السبوع (لين) ويوم السابع (ألف ليلة برسل 5: 91) ويحتفل به كل من المرأة والرجل، غير أن الأغنياء منهم يحتفلون في كل يوم من أيام الزواج السبعة الأولى (أين عادات 2: 305) وقد أطلق سابع العروس على الأيام السبعة الأولى من الزواج اعتباطاً. وهذا ما يستنتج من عبارة للمقري يقول فيها في كلامه عن المظفر (1: 277): وكانت أيام حكمه كلها أعياداً. وقد استمر حكمه سبع سنوات أطلق عليها اسم السابع إشارة إلى سابع العروس.
ونجد في رحلة ابن بطوطة (1: 175) عبارة أربكت الناشرين يقول فيها ان التقي ادهم كان بدل أن يضاجع ابنة السلطان التي تزوجها مكرهاً، ينزوي في كل ليلة في زاوية من الغرفة ليصلى فيها حتى الصباح واستمر على ذلك طوال ليالي السابع أي طوال ليالي الأسبوع الأول من الزواج، وهذا هو صواب كتابتها بدل سبع ليالٍ كما في المطبوع منها.
سَوَابع: اليوم الثامن لوداع العيد في الكنيسة الرومانية وهو اليوم الثامن منذ الاحتفال بيوم العيد الكبير (فوك) وفيه أيضاً أسبوع (الكالا) أسبوع: كل سبع سنوات من حياة الإنسان (بوشر) أسبوع: اليوم الثامن لوداع العيد (فوك) انظر سابع.
مُسَبَّع: (عند المهندسين): سطح تحيط به سبعة أضلاع متساوية، ويقال له ذو سبعة أضلاع إن كانت غير متساوية (محيط المحيط).
مُسَبَّع (عند أهل التكسير). وفق مشتمل على تسعة وأربعين مربعا صغيراً ويسمى بمربع سبعة في سبعة أيضاً، وبالوفق السباعي (محيط المحيط) مُسَبَّع (عند الشعراء): قسم من المسمط (محيط المحيط) انظر: مسمط في مادة سمَّط.
مَسبوع: الذي ذعره السبع، والعامة تطلقه على كل مذعور (محيط المحيط).
(سبع) : اسْتَبَع الشيءَ. إذا سَرَقَه، وسَبَعَه أيضاً.
(سبع)
الْقَوْم سبعا كملهم سَبْعَة يُقَال هُوَ سَابِع سِتَّة وَأخذ سبع أَمْوَالهم وَالْحَبل جعله على سبع طاقات وَالذِّئْب الْغنم فرسها فَأكلهَا وَفُلَانًا ذعره وعابه وَشَتمه

(سبع) الْمَوْلُود حلق رَأسه وَذبح عَنهُ لسبعة أَيَّام وَالْبَقَرَة الوحشية أكل السَّبع وَلَدهَا
(سبع) الشَّيْء صيره سَبْعَة وَجعله ذَا سَبْعَة أَرْكَان وَالْعَمَل عمله سبعا أَو ضاعفه مُطلقًا يُقَال سبع الْإِنَاء غسله سبع مَرَّات وَسبع الله لَك الْأجر ضاعفه سبعا أَو أَكثر وَيُقَال سبع عِنْد امْرَأَته أَقَامَ عِنْدهَا سبع لَيَال وَالْحَامِل أسبعت وَالْقَوْم تَمُّوا سَبْعمِائة رجل وَفِي الحَدِيث (سبعت سليم يَوْم الْفَتْح)
(س ب ع) : (السَّبْعَةُ) فِي عَدَدِ الْمُذَكَّرِ وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَتْ (سُبَيْعَةُ) بِنْتُ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةُ وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ وَقِيلَ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقِيلَ بِبِضْعٍ وَعِشْرِينَ وَوَزْنُ (سَبْعَةٍ) فِي (د ر) (وَالسُّبُعُ) جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةِ أَجْزَاءٍ وَمِنْهُ (أَسْبَاعُ) الْقُرْآنِ وَفِي الْوَاقِعَاتِ الْأَسْبَاعُ مُحْدَثَةٌ وَالْقِرَاءَةُ فِي الْأَسْبَاعِ جَائِزَةٌ (وَالْأُسْبُوعُ) مِنْ الطَّوَافِ سَبْعَةُ أَطْوَافٍ (وَمِنْهُ) طَافَ أُسْبُوعًا وَأُسْبُوعَاتٍ وَأَسَابِيعَ (وَأَرْضٌ مَسْبَعَةٌ) كَثِيرَةُ السِّبَاعِ.
س ب ع: السُّبْعُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةٍ وَ (سَبَعَ) الْقَوْمَ صَارَ (سَابِعَهُمْ) أَوْ أَخَذَ سُبْعَ أَمْوَالِهِمْ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (السَّبْعُ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَاحِدُ (السِّبَاعِ) وَ (السَّبُعَةُ) اللَّبُؤَةُ. وَأَرْضٌ (مَسْبَعَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ ذَاتُ سِبَاعٍ. وَ (السَّبِيعُ) السُّبْعُ. وَالْأُسْبُوعُ مِنَ الْأَيَّامِ. وَطَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا أَيْ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَثَلَاثَةُ (أَسَابِيعَ) . وَ (سَبَّعَ) الشَّيْءَ (تَسْبِيعًا) جَعَلَهُ سَبْعَةً. وَقَوْلُهُمْ وَزْنُ (سَبْعَةٍ) يَعْنُونَ بِهِ سَبْعَةَ مَثَاقِيلَ. 

سبع


سَبَعَ(n. ac.
سَبْع)
a. Was the seventh of; took a seventh of; made sevenfold
of seven strands (rope).
b. Shot at; frightened.
c. Reviled.
d. Stole, seized, carried off.

سَبَّعَa. Made seven, divided into seven parts; did seven times;
made a heptagon.
b. [La], Gave back sevenfold to.
سَاْبَعَa. Used foul language to.

أَسْبَعَa. Was seven.
b. Had his flocks attacked by wild beasts; gave to eat of
the flesh of wild beasts.
c. Put out to nurse (child).
إِسْتَبَعَa. see I (d)
سَبْع
[ fem. ]
a. Seven.
b. Place of the last judgment.
c. Grave (affair).
d. see 6
سَبْعَة
[ mas. ]
a. Seven.
b. Female wild beast.

سُبْع
(pl.
أَسْبَاْع)
a. Seventh part.

سَبَع
سَبُع (pl.
أَسْبُع سِبَاْع)
a. Wild beast, beast of prey.
b. [ coll. ], Lion.
سَبُعَةa. Female wild beast.

سَاْبِع
(pl.
سَبَعَة)
a. Seventh.

سُبَاْعِيّa. Sevenfold, consisting of seven parts.
b. Tall; big, bulky; fullgrown.

سَبِيْعa. see 3
N. P.
سَبَّعَa. Heptagon.

سَبْعِيْن سَبْعُوْن
a. Seventy.

أُسْبُوْع (pl.
أَسَاْبِيْعُ)
a. Week.
b. Seven times.
سبع
أصل السَّبْع العدد، قال: سَبْعَ سَماواتٍ [البقرة/ 29] ، سَبْعاً شِداداً [النبأ/ 16] ، يعني: السموات السّبع وسَبْعَ سُنْبُلاتٍ [يوسف/ 46] ، سَبْعَ لَيالٍ [الحاقة/ 7] ، سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف/ 22] ، سَبْعُونَ ذِراعاً [الحاقة/ 32] ، سَبْعِينَ مَرَّةً [التوبة/ 80] ، سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي
[الحجر/ 87] . قيل: سورة الحمد لكونها سبع آيات، السَّبْعُ الطّوال: من البقرة إلى الأعراف، وسمّي سور القرآن المثاني، لأنه يثنى فيها القصص، ومنه: السَّبْعُ، والسَّبِيعُ والسِّبْعُ، في الورود. والْأُسْبُوعُ جمعه: أَسَابِيعُ، ويقال: طفت بالبيت أسبوعا، وأسابيع، وسَبَعْتُ القومَ: كنت سابعهم، وأخذت سبع أموالهم، والسَّبُعُ:
معروف. وقيل: سمّي بذلك لتمام قوّته، وذلك أنّ السَّبْعَ من الأعداد التامّة، وقول الهذليّ:
كأنّه عبد لآل أبي ربيعة مسبع
أي: قد وقع السّبع في غنمه، وقيل: معناه المهمل مع السّباع، ويروى (مُسْبَع) بفتح الباء، وكنّي بالمسبع عن الدّعيّ الذي لا يعرف أبوه، وسَبَعَ فلان فلانا: اغتابه، وأكل لحمه أكل السّباع، والْمَسْبَع: موضع السَّبُع.
سبع
سَبَعْتُه: أي وَقَعْتَ فيه. وقَتَلْتَه. وذَعَرْته؛ جميعاً. وسَبَعَ الذئب الشاهَ: افْتَرَسَها. وراعِيها: مُسْبَع وسَبعْتُه: غَسَلْتَه سَبْع مرات.
والسبَاعِي من الجِمال: العَظيمُ الطَّويل. والمُسْبَع: المُسْلَم إلى الظؤورة. وفي لغَة تميمٍ: الدعِي. وفي لغة هُذَيل: المُهْمَلُ في الرُّعْي حتى صار كالسبُع. وهو وَلَدُ الزنا أيضاً.
والذي وُلدَ يسَبْعة أشْهُر فلم تُنْضِجْه الشُّهور، وامه: مُسْبعٌ. والذي يُنْسَب إلى سَبْعة آباء في العُبُودة أو اللؤم. والأسْبُوع: تَمامُ سَبْعة أيّام، ويُسَمى ذلك كلُّه اسْبوعاً واحداً، وكذلك الأسْبُوع من الطواف ونَحوه، وجَمْعُه أسابِيْعُ وأسْبُوْعات.
وسَبَعْتُهم: صِرْت سابِعَهم، وأنا سابع، والجمع سبَعَة. وأسْبَعْتُهم وسبعْتُهم: تممْتهم سَبْعَةً.
وسَقَيْنا الإبلسِبْعاً: أي السابعَ من يَوْم الشرْب. والسُّبْعُ والسَّبِيْعُ واحِدٌ.
وقَوْلُهم: " لأعْمَلَنً به عَمَلَ سَبْعَةٍ "، أرِيْدَ به المُبَالَغَةُ في الشر، وقيل: عَمَلَ سَبْعة رِجال، وقيل: أريْدَ سَبُعَة: وهي اللبُوءة. وأرْض مَسْبعةٌ: ذاتُ سِبَاع.
والسبُعُ من الطير: ما أكَلَ اللحمَ خالصاً. ورَجُلٌ سَبِيْعِي: من قَبيلةٍ من قَبائل اليَمَن.
وسَبُعَانُ: اسْمُ مَوضِع، ولم يَجِيء على هذا البِناءِ غَيْرُه.
س ب ع

هو سابع سبعة وسابع ستة، وثوب سباعيّ: سبع أذرع. ورجل سباعيّ البدن: تامة. وكانوا ستة فسبعتهم: جعلتهم سبعة. وسبع لامرأته: جعل لها سبعة أيام يقيم مغها حين يبني عليها. وسبّع القرآن: وظف عليه قراءته في سبعة أيام. وعن أعرابيّ: أعطه درهما يسبع الله تعالى به الأجر ويعشّر. واللهم سبع لفلان وعشّر من قوله تعالى " سبع سنابل " عشر أمثالها " وسبعت الإناء وغيره: غسلته سبع مرات. وأسبعت فلانة: ولدت لسبعة أشهر وولدها مسبع. وأقمت عندها أسبوعين وسبعين. قال أبو وجزة يصف السحاب:

وكركرته الصبا سبعين تحسبه ... كأنه بحيال الغور معقور

وطاف أسبوعاً وأسبوعات وأسابيع. وخلق الله تعالى السبعين وما بينها في ستة أيام. قال الفرزدق:

وكيف أخاف الناس والله قابض ... على الناس والسبعين في راحة اليد

وأرض مسبعة، وأسبع الطريق. قال:

طريق كنت تسلكه زمانا ... فأسبع فاجتنبه إلى طريق

وسبعت الذئاب الغنم، وسبعت الوحشية: أكل السبع ولدها فهي مسبوعة.

ومن المجاز: سبعه: وقع فيه. وما هو إلا سبع من السباع: للضرار. وفي مثل " أخذه أخذ سبعة " إذا كان أخذه أخذاً شديداً وهو سبعة بن عوف بن ثعلبة بن ثعل، أو اللبؤة، أو سبعة رجال.
[سبع]  سَبْعَةٌ رجالٍ وسَبْعُ نسوةٍ. والسُبْعُ بالضم: جزءٌ من سَبْعَةٍ. والسِبْعُ بالكسر: الظِمْءُ من أظماء الإبل. وسَبَعْتُهُمْ أَسْبَعُهُمْ بالفتح، إذا كنت سابِعَهُمْ، أو أخذت سُبْعَ أموالهم. وسبعته، أي شتمته ووقعت فيه. وسَبَعَ الذئبُ الغنمَ، أي فَرَسَها. والسَبُعُ: واحد السِباعِ. والسَبُعَةُ: اللبؤةُ. وقولهم: " أخذه أَخْذَ سَبْعَةٍ " قال ابن السكيت: إنّما أصلها سبعة فخففت. واللبؤة أنزق من الاسد. وقال ابن الكلبى: هو سبعة ابن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن طيئ بن أدد، وكان رجلا شديدا. فعلى هذا لا يجرى للمعرفة والتأنيث. وقول الراجز:

يا ليت أنى وسبيعا في غنم * هو اسم رجل مصغر. وأرض مسبعة بالفتح: ذاتُ سِباعٍ. وأَسْبَعَ الرجل، أي وردتْ إبله سَبْعاً وأَسْبَعوا، أي صاروا سَبْعَةً. وأَسْبَعَ الرُعْيانُ، إذا وقع السبعُ في ماشيتهم، عن يعقوب. وأَسْبَعْتُهُ، أي أطعمته السَبُعَ. وأَسْبَعُ ابنَه، أي دفعه إلى الظُؤُورَةِ، ومنه قول رؤبة :

إن تميما لم يراضع مسبعا * وأسبع عَبْدَهُ، أي أهمله. قال أبو ذؤيب: صَخِبُ الشَوارِبِ لا يزالُ كأنّه * عَبْدٌ لآلِ أبي ربيعةَ مسبع * هذه رواية الاصمعي، وقال أبو سعيد الضرير: مسبع بكسر الباء. فشبه الحمار وهو ينهق بعبد قد صادف في غنمه سبعا، فهو يهجهج به ليزجره عنها. قال: وأبو ربيعة في بنى سعد بن بكر وفى غيرهم، ولكن جيران أبى ذؤيب بنو سعد ابن بكر، وهم أصحاب غنم. والمسبوعة: البقرة التى أكل السبع ولدها. وقولهم: هو سباعيُّ البدَنِ، أي تامُّ البدن. والسَبيعُ: بطن من همدان رهط أبى إسحاق السبيعى. والسبيع أيضا: السُبْعُ، وهو جزءٌ من سَبْعَةٍ والأُسْبوعُ من الأيام. وطفتُ بالبيتُ أسبوعا، أي سبع مرات، وثلاثة أسابيع. والسبعان بضم الباء: موضع، ولم يأت على فعلان غيره. قال ابن مقبل: ألا يا ديار الحى بالسبعان * أمل عليها بالبلى الملوان * وسبعت الشئ تسبيعا: جعلته سبعة. وقولهم: وزن سبعة، يعنون به سبعة مثاقيل. 
س ب ع : السُّبُعُ بِضَمَّتَيْنِ وَالْإِسْكَانُ تَخْفِيفٌ جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ أَسْبَاعٌ وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ سَبِيعٌ مِثْلُ: كَرِيمٍ وَسَبَعْتُ الْقَوْمَ سَبْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ صِرْتُ سَابِعَهُمْ وَكَذَا إذَا أَخَذْتُ سُبُعَ أَمْوَالِهِمْ وَسَبَعْتُ لَهُ الْأَيَّامَ سَبْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ كَمَّلْتُهَا سَبْعَةً وَسَبَّعْتُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَالسَّبُعُ بِضَمِّ الْبَاءِ مَعْرُوفٌ وَإِسْكَانُ الْبَاءِ لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُ وَهِيَ الْفَاشِيَةُ عِنْدَ الْعَامَّةِ وَلِهَذَا قَالَ الصَّغَانِيّ السَّبُعُ وَالسَّبْعُ لُغَتَانِ وَقُرِئَ بِالْإِسْكَانِ فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} [المائدة: 3] .
وَهُوَ مَرْوِيُّ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَطَلْحَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَأَبِي حَيْوَةَ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ أَحَدِ السَّبْعَةِ وَيُجْمَعُ فِي لُغَةِ الضَّمِّ عَلَى سِبَاعٍ مِثْلُ: رَجُلٍ وَرِجَالٍ لَا جَمْعَ لَهُ غَيْرُ ذَلِكَ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ قَالَ الصَّغَانِيّ وَجَمْعُهُ عَلَى لُغَةِ السُّكُونِ فِي أَدْنَى الْعَدَدِ أَسْبُعٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَهَذَا كَمَا خُفِّفَ ضَبُعٌ وَجُمِعَ عَلَى أَضْبُعٍ وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ أَخَذَهُ أَخْذَ السَّبْعَةِ بِالسُّكُونِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْأَصْلُ بِالضَّمِّ لَكِنْ أُسْكِنَتْ تَخْفِيفًا.

وَالسَّبْعَةُ اللَّبُؤَةُ وَهِيَ أَشَدُّ جَرَاءَةً مِنْ السَّبُعِ وَتَصْغِيرُهَا سُبَيْعَةُ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ وَيَقَعُ السَّبُعُ عَلَى كُلِّ مَا لَهُ نَابٌ يَعْدُو بِهِ وَيَفْتَرِسُ كَالذِّئْبِ وَالْفَهْدِ وَالنَّمِرِ وَأَمَّا الثَّعْلَبُ فَلَيْسَ بِسَبُعٍ وَإِنْ كَانَ لَهُ نَابٌ لِأَنَّهُ لَا يَعْدُو بِهِ وَلَا يَفْتَرِسُ وَكَذَلِكَ الضَّبُعُ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَأَرْضٌ مَسْبَعَةٌ بِفَتْحِ الْأَوَّل وَالثَّالِثِ كَثِيرَةُ السِّبَاعِ.

وَالْأُسْبُوعُ مِنْ الطَّوَافِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ سَبْعُ طَوْفَاتٍ وَالْجَمْعُ أُسْبُوعَاتٌ وَالْأُسْبُوعُ مِنْ الْأَيَّامِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ وَجَمْعُهُ أَسَابِيعُ وَمِنْ الْعَرَبِ مِنْ يَقُولُ فِيهِمَا سُبُوعٌ مِثَالُ قُعُودٍ وَخُرُوجٍ. 
(سبع) - قوله تبارك وتعالى: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي}
يجوز أن يكون "من" للتَّبعيض؛ أي سَبْع آيات من جملة ما يُثْنَى به على الله عزَّ وجلّ من الآيات.
ويجوز أن يكون السَّبعُ هي "المَثَاني"، ويكون "من" للصِّفةِ كما قَالَ تَعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الَأوْثَانِ} ، لَا أنّ بَعضَها رِجسٌ دون بَعض
ويَجوزُ على هذا أن يكون المَعنَى سَبْعاً مَثاني. وقيل: السَّبع من المثاني: هي السبع الطُّوَال مِن البقرة إَلى الأعراف ستّ، واختلفوا في السّابعة، فقيل: يونس، وقيل: الأنفال والتوبة.
- في حديث سَلَمَة بنِ جُنادةَ: "إذَا كان يوم سُبُوعِه" هو لُغةٌ في الأُسبوع للأيام والطواف، والفصيح بالألف .
- في الحديث: "مَنْ لها يومَ السَّبْع يوم لا راعِىَ لها غَيْرى" أَمْلَى أبو عامر العَبْدرِىُّ الحافظ، عن ثابت بن بُنْدَار، وأحمدَ بن الحسين البَاقِلاَّني، قالا: أنا أبو القَاسِم عُبَيدُ الله بن عبد العزيز البَردَعِىّ، ثنا أبو الحسين محمد بن المُظَفَّر الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرَّملى قال: سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول: سمعت علىَّ بنَ المدِيني يقول: سمعت أَبَا عُبَيدَة معمر بن المثنى يقول: وذكر حَديثَ النبى - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَهَا يَومَ السَّبُع غيرى"
قال: يوم السَّبُع: عِيدٌ كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوهم، وليس بالسَّبُع الذي يَأكُلُ الناسَ.
أملاه أبو عَامِر بضمِّ البَاءِ، وكان من العِلْم والإتقان بمكان، وبخَطِّ بعَضهِم بفَتْح البَاءِ وليس بشيء.
وفي رواية: "يوم تشغل عني"
وقال محمدُ بنُ عَمْرو بنِ عَلْقمة راوى الحديث: يَعنى يَومَ القيامة، وقيل: يوم السَّبْع - بسكون الباء -: أي يوم الفَزَع. يقال: سبَعَ الأَسدَ: أي ذَعَرَه، قال الطِّرِمَّاح: فلماّ عَوَى لِفْتَ الشِّمال سَبَعْتُه
كما أَنّ أحياناً لهنَّ سَبُوعُ
يَصِفُ الذِّئبَ.
- في حديث أبي المَلِيح عن أبيه - رضي الله عنه -: "نَهَى عن جُلُود السِّباعِ".
السِّباع: تَقَع على الأسد، والذِّئب، والضَّبُع وغيرها، واحدها سَبُعٌ. وكان مالك يَكرَهُ الصَّلاةَ في جلود السِّباع وإن دُبِغَت ويمنع من بيعها. ويرى الانتفاع بها، واحَتجَّ بالحديث جماعةٌ وقالوا: إنّ الدِّباغَ لا يُؤثِّر فيما لا يُؤكَل لَحمُه.
وذَهَب جماعة إلى أنّ النَّهى تناوَلَها قبل الدِّباغ، فأَمّا إذا دُبِغَت طَهُرت بدليل الأحاديث الأخرى.
وتأوَّلَه أصحابُ الشافعي انَّ الدِّباغ يُطَهِّر جلودَ السِّباع دُون شعورها، وأنَّه إنما نُهِى عنها من أجل شَعَرها، لأنّ جُلودَ النُّمورِ ونَحوها إنّما تُستَعْمل مع بقاء الشَّعَر عليها، وشَعَر المَيْتَة نَجِسٌ، فإذا دُبغ ونُتِف شَعَره فإنه طاهرٌ، وقد يكون النَّهى عنها أيضاً مِن أَجل أنّها مَراكِبُ أهل السَّرَفِ والخُيَلاء، وقد جاء النَّهى عن ركوب جلد النَّمِر أَيْضاً .
(س ب ع)

السَّبْعُ، والسَّبْعَة: من الْعدَد.

والسُّبُوعُ، والأسبوع: تَمام سَبْعِة أَيَّام.

وسَبَعَ الْقَوْم يسْبَعُهم سَبْعا: صَار سابعَهم.

وأسْبَعُوا: صَارُوا سَبْعة.

وَهَذَا سَبيعُ هَذَا: أَي سابِعُه.

وأسْبَعَ الشَّيْء وسَبَّعَهُ: صيره سَبْعَةً. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

كَنَعْتِ الَّتِي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها ... وقالَتْ حرَامٌ أنْ يُرَحَّل جارُها

يَقُول: إِنَّك واعتذارك بأنك لَا تحبها بِمَنْزِلَة امْرَأَة قتلت قَتِيلا، وضمت سلاحه، وتحرجت من ترحيل جارها، وظلت تغسل إناءها من سُؤْر كلبها سَبْعَ مَرَّات.

وَهَذِه دَرَاهِم وزن سَبْعَة: لأَنهم جعلُوا عشرَة دَرَاهِم، وزن سَبْعَةِ دَنَانِير.

وسُبِعَ الْمَوْلُود: حلق رَأسه، وَذبح عَنهُ لسبْعَة أَيَّام.

وأسْبَعَت الْمَرْأَة، وَهِي مُسْبِع، وسَبَّعَتْ: ولدت لسَبْعة أشهر. وَالْولد: مُسْبَع.

وسَبَّعَ الرجل: قعد مَعَ امْرَأَته أُسْبوعا. وسَبَّع الله لَك: أَي رزقك سَبْعَة أَوْلَاد، وَهُوَ على الدُّعَاء. وسَبَّع الله لَك أَيْضا: ضعف لَك مَا صنعت سَبْعَة أَضْعَاف. وَمِنْه قَول الْأَعرَابِي لرجل أعطَاهُ درهما: سَبَّع الله لَك الْأجر. وسَبَّع الْإِنَاء: غسله سَبْعَ مرَّات.

والمُسْبَعُ: الَّذِي لَهُ سَبْعة آبَاء فِي الْعُبُودِيَّة، أَو فِي اللؤم.

وسَبَعَ الْحَبل: يَسْبَعُهُ َسْبعا: جعله على سَبْع قوى.

وبعير مُسَبَّع: إِذا زَادَت فِي مليحائه سَبْعُ محالات. والمُسَبَّع من الْعرُوض: مَا بني على سَبْعة أَجزَاء.

والسِّبْعُ: الوِرد لست لَيَال وسَبْعة أَيَّام وَالْإِبِل سَوَابعُ، وَالْقَوْم مُسْبِعُون. وَكَذَلِكَ فِي سَائِر الأظماء.

والسُّبْعُ: جُزْء من سَبْعة. وَالْجمع: أَسْبَاع.

وسَبَع الْقَوْم يسْبَعُهُم سَبْعا: أَخذ سُبْعَ أَمْوَالهم.

والسَّبُعُ من الْبَهَائِم العادية: مَا كَانَ ذَا مخلب. وَالْجمع أسْبُع، وسِباع. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يكسر على غير سِباع. وَأما قَوْلهم فِي جمعه سُبُوع: فمشعر أَن السَّبْع لُغَة فِي السَّبُع لَيْسَ بتَخْفِيف، كَمَا ذهب إِلَيْهِ أهل اللُّغَة، لِأَن التَّخْفِيف لَا يُوجب حكما عِنْد النَّحْوِيين. على أَن تخفيفه لَا يمْتَنع وَقد جَاءَ كثيرا فِي أشعارهم، قَالَ:

أمِ السَّبْعُ فاسْتَنْجُوْا وأينَ نَجاؤُكم ... فهذَا ورَب الرَّاقِصات المُزَعْفَرُ

وَأنْشد ثَعْلَب:

لِسانُ الفَتى سَبْعٌ عَلَيْهِ شَذَاتُهُ ... فإنْ لم يَزَعْ مِنْ غَرْبهِ فَهُوَ آكِلُهْ

وَقَوْلهمْ: " أَخذه أَخذ سَبْعة ": إِنَّمَا أَصله سَبُعة، فَخفف. واللبؤة أنزق من الْأسد، فَلذَلِك لم يَقُولُوا: أَخذ سَبْع. وَقيل: هُوَ رجل اسْمه سَبْعَة بن عَوْف، وَكَانَ شَدِيدا، فَأَخذه بعض مُلُوك الْعَرَب، فنكل بِهِ. وَجَاء الْمثل بِالتَّخْفِيفِ، لما يؤثرونه من الخفة.

وأسْبَعَ الرجل: أطْعمهُ السَّبُع.

والمُسْبَع: الَّذِي أغارت السِّباع على غنمه، فَهُوَ يَصِيح بالسباع وَالْكلاب. قَالَ:

قد أُسْبِعَ الرَّاعِي وضَوْضَى أكلُبُهْ

وأسْبَع الْقَوْم: وَقع السَّبُع فِي غَنمهمْ. وسَبَعَت الذئاب الْغنم: فرستها فَأَكَلتهَا.

وَأَرْض مَسْبَعة: ذَات سِباع. قَالَ لبيد:

إليْكَ جاوَزْنا بِلاداً مَسْبَعَهْ

ومَسْبَعة: كَثِيرَة السِّباع. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بَاب مَسْبَعَة ومَذْ أبَة ونظيرهما مِمَّا جَاءَ على مَفْعَلة، لَازِما لَهُ الْهَاء، وَلَيْسَ فِي كل شَيْء يُقَال، إِلَّا أَن تقيس شَيْئا، وَتعلم مَعَ ذَلِك أَن الْعَرَب لم تكلم بِهِ، وَلَيْسَ لَهُ نَظِير من بَنَات الْأَرْبَعَة عِنْدهم، وَإِنَّمَا خصوا بِهِ بَنَات الثَّلَاثَة لخفتها، مَعَ أَنهم يستغنون بقَوْلهمْ: كَثِيرَة الثعالب وَنَحْوهَا.

وعبدٌ مُسْبَع: مهمل جريء، ترك حَتَّى صَار كالسَّبُع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف حمَار الْوَحْش:

صَخِبُ الشَّوَاربِ لَا يَزالُ كأنَّهُ ... عَبْدٌ لآل أبي رَبيعةَ مُسْبَعُ

والمُسْبَع: الدعي. والمُسْبَع: الْمَدْفُوع إِلَى الظئورة، قَالَ العجاج:

إنّ تميما لم يُرَاضِعُ مُسْبَعَا

ولمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعا

وسَبَعَهُ يَسَْعُه سَبْعا: طعن عَلَيْهِ وعابه.

والسِّباعُ: الْفَخر بِكَثْرَة الْجِمَاع. وَفِي الحَدِيث: " انه نهى عَن السِّباع ". وَقيل: السِّباع: الْجِمَاع نَفسه. وَفِي الحَدِيث: " انه صَبَّ على رَأسه المَاء من سِباعٍ ". هَذِه الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وبَنو سَبيع: قَبيلَة.

والسِّباعُ، ووادي السِّباع: موضعان. أنْشد الْأَخْفَش:

أأطلال دارٍ بالسِّباع فحَمَّتِ ... سألْتُ فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثمَّ صَمَّتِ وَقَالَ سحيم بن وثيل الريَاحي:

مَررْتُ على وَادي السِّباعِ وَلَا أرَى ... كَوادي السِّباعِ حِينَ يُظْلِمُ وَادِيا

وَكَذَلِكَ السَّبُعان. قَالَ ابْن مقبل:

أَلا يَا ديار الحَيّ بالسَّبُعانِ ... أمَلَّ علَيها بالبِلَى المَلَوَان

والسُّبَيْعان: جبلان، قَالَ الرَّاعِي:

كأنيِّ بصَحْراء السُّبَيْعَينِ لم أكُنْ ... بأمثالِ هِنْدٍ قبلَ هِنْدٍ مُفَجَّعا

وسُبَيع، وسَبيع، وسِباع: أَسمَاء.

وأُمُّ الأسْبُع: امْرَأَة.

وسُبَيعة بن غزال: رجل من الْعَرَب، لَهُ حَدِيث.

وَوزن سَبْعَة: لقب.
سبع
سبَعَ يَسبَع ويسبُع ويَسبِع، سَبْعًا، فهو سابِع، والمفعول مَسْبوع
• سبَع الشَّيءَ: أخذ سُبْعه، أي جزءًا من سَبْعة أجزاء متساوية.
• سبَع فلانًا: أخذ سُبْع ماله.
• سبَع القومَ: صار سابِعهم، كمّلهم بنفسه سبعة.
• سبَع الذِّئبُ الغنمَ: افترسَها. 

أسبعَ يُسبع، إسباعًا، فهو مُسبِع، والمفعول مُسبَع (للمتعدِّي)
• أسبع القومُ: صاروا سَبْعَة.
• أسبعتِ الحامِلُ: ولدت في الشّهر السابع من حَمْلها.
• أسبع الطَّريقُ أو المكانُ: كثُرت به السِّباعُ.
• أسبع الشَّيءَ: صيَّره سَبْعَة "أسبع الشكلَ: صيَّره ذا سبعة أركان". 

سبَّعَ يُسبِّع، تسبيعًا، فهو مُسبِّع، والمفعول مُسبَّع (للمتعدِّي)
• سبَّع الشَّخصُ: مضى عليه أسبوع "سبَّعتِ العروسُ: مضى على دخولها أسبوع- سبَّعتِ الوالدةُ: مضى على ولادتها أسبوع- سبَّع المولود: مضى على ولادته أسبوع".
• سبَّعتِ الحاملُ: أسبعت، ولدت لسبعة أشهر.
• سبَّعَ السِّتَّةَ: سبعَهم، جعلهم سَبْعة بانضمامه إليهم.
• سبَّع الإناءَ: غسله سبعَ مرّات.
• سبَّع الشَّيءَ:
1 - جعله ذا سَبْعة أركان أو أجزاء "سبَّع البناءَ".
2 - صيّره سَبْعَة "سبَّع دخلَه/ ربحه: ضاعفه سبع مرّات" ° سبَّع اللهُ لك الأجرَ: ضاعفه سبعًا أو أكثر- سبَّع عند امرأته: أقام عندها سبع ليالٍ. 

أُسْبوع [مفرد]: ج أسابيعُ: سبعة أيّام متتالية "قضينا أسبوعًا خارج البلاد" ° أُسْبوع الآلام: الأسبوع الذي يبدأ بيوم الأحد السابق لعيد الفِصْح عند المسيحيّين- ابن أسبوعين: البدر لأربع عشرة ليلة- جريدة أسبوعيَّة/ صحيفة أسبوعيَّة/ مجلة أسبوعيَّة: تصدر كلّ أسبوع- في بحر أسبوع: في خلاله- نصف أسبوعيّ: حدث يقع مرَّتين في الأسبوع. 

سابِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سبَعَ.
2 - عدد ترتيبيّ يوصف به يدلّ على فرد واحد جاء سابعًا، ما بعد السادس وقبل الثامن "الطابق السّابع- في اليوم السابع عشر من الشهر الجاري" ° سابعًا: الواقع بعد السادس ويستعمل في العَدّ فيقال: سادسًا، سابعًا، ....
• سابع سِتَّة: مَنْ أو ما يضاف إلى السِّتّة فيجعلها سَبْعة.
• سابع سَبْعة: أحدهم.
• سابع عَشَر: عدد ترتيبيّ يوصف به يلي السَّادس عشر ويسبق الثامن عشر. 

سُباعَ [مفرد]: سَبْعةً سَبْعةً، معدول عن سَبْعة سَبْعة بالتّكرار، يستوي فيها المذكّر والمؤنّث، وهي ممنوعة من الصّرف "اجتمع بالعمّال سُباعَ". 

سُباعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى سُباعَ: ما له سَبْعة أركان أو أجزاء "مؤتمر سُباعِيّ: يضمّ ممثِّلين عن سبع
 دول- سُباعيّ التفاعيل: وحدة عروضيّة مكوّنة من سبع تفاعيل- لفظ سُباعيّ: مؤلّف من سبعة حروف".
2 - مولود في الشَّهر السَّابع "مولودٌ سُباعيّ".
• سُباعيّ الأضلاع: (هس) شكل هندسيّ محدود بسبعة أضلاع مستقيمة يتلاقى كلّ ضلعين متجاورين في نقطة تسمَّى بالرأس. 

سُباعيّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى سُباعَ.
2 - (سق) تأليف موسيقيّ يتألّف من سبعة أصوات أو آلات. 

سَبْع1 [مفرد]: مصدر سبَعَ. 

سَبْع2/ سَبُع [مفرد]: ج أسْبُع وسِباع وسُبُوع وسُبوعة: كل ما له نابٌ كالأسد والنمر والذِّئب، أو ما له مخْلَب كالصقر والحدأة، ويعدو على الناس والدوابّ ويفترسها، المفترس من الحيوان، الأنثى سَبْعة وسبُعة " {وَمَا أَكَلَ السَّبْعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} [ق]- {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} " ° أخَذه أخذ سبُعة: أخذه بشدّة. 

سُبْع/ سُبُع [مفرد]: ج أَسْباع: جزء واحد من سبعة أجزاء متساوية من الشّيء "سُبُعُ السَّبعين عشرةٌ- حصل على سُبع المبلغ". 

سَبْعة [مفرد]: ج سبْعات:
1 - مؤنَّث سَبْع: لَبُؤة، أنثى الأسد.
2 - اسم عدد أصليّ فوق السِّتة ودون الثَّمانية، يخالف المعدود في التّذكير والتّأنيث إفرادًا وتركيبًا وعطفًا "الدول الصناعيّة السبع- اجتمع بالعمال سَبْعة سَبْعة- {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا} " ° السَّبع المثاني: سورة الفاتحة أو السُّور السَّبع الأولى من القرآن الكريم.
• سَبْعة عَشَر: عدد مركّب من سَبْعة وعَشَر يلي سِتّة عَشَر ويسبق ثمانية عَشَر، مبنيّ على فتح الجزأين. 

سَبُعَة [مفرد]: ج سَبُعات، مذ سَبُع: لَبُؤة، أنثى الأسد. 

سَبْعمائة/ سَبْع مائة [مفرد]: عدد يساوي سبع مئات، وهو مركب من سبع ومائة ويجوز فصلهما فيقال سبع مائة "زار المعرض سبعمائة/ سبع مائة زائر". 

سبعون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة وستِّين وواحد وسبعين، يساوي سبع عشرات، وهو من ألفاظ العقود يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ويعامل معاملة جمع المذكّر السالم "سبعون طالبًا/ طالبةً".
2 - وصف من العدد سبعين، متمّم للسّبعين "الصفحة السبعون". 

سَبْعِينيّات [جمع]
• السَّبعينيَّات: السَّنتان السَّبعون والتَّاسعة والسَّبعون وما بينهما، العقد الثَّامن من قرنٍ ما "ارتفعت أسعارُ النِّفْط في السّبعينيّات- نشبت بعض الحروب في السّبعينيّات". 

سُبوع [مفرد]: أُسْبوع، سبعة أيّام متتالية ° حَفْل السُّبُوع: حفل يقام بمناسبة مرور أسبوع على ولادة مولود. 

مُسَبَّع [مفرد]: ج مُسَبّعات:
1 - اسم مفعول من سبَّعَ.
2 - (هس) شكل هندسِيّ يتكوَّن من سبعة أضلاع وسبع زوايا داخليّة.
3 - ما بني على سبعة أجزاء. 

مَسْبَعة [مفرد]: ج مَسابِعُ: اسم مكان من أسبعَ: على غير قياس: مكان كثير السّباع "ومن رعى غنمًا في أرض مَسْبَعة ... ونامَ عنها تولّى رعيها الأسدُ". 
[سبع] فيه: أوتيت "السبع" المثإني، قيل: هي الفاتحة لأنها سبع آيات، وقيل: السور الطوال من البقرة إلى التوبة على أن تحسب التوبة والأنفال بواحدة ولذا لم تفصلا بالبسملة، وروى: سبعًا من المثاني، ومن لتبيين الجنس أو للتبعيض أي سبع آيات أو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات - ومر في ث كلام في المثاني. وفيه: ليغان على قلبى حتى أستغفر الله في اليوم "سبعين" قد تكرر ذكر السبعين والسبعة والسبعمائة في النصين والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كأنبتت "سبع" سنابل. وأن تستغفر لهم "سبعين" مرة، والحسنة بعشر أمثالها إلى "سبعمائة" وأعطى رجلا أعرابيا درهما فقال: "سبع" الله له الأجر، أراد التضعيف، وفيه: للبكر "سبع" وللثيب ثلاث، أي يجب التسوية في الإقامة عند كل من نسائه، فان تزوج عليهن بكرا أقام عندها "سبعة" لا تحسبها عليه نساؤه، وإن تزوج ثيبا أقام عندها ثلاثة لا تحسب عليه. ومنه ح قال لأم سلمة حين تزوجها وكانت ثيبا: إن شئت "سبعت" عندك ثم سبعت عند سائر نسائى، وإن شئت ثلثت ثم درت، أي لا أحتسب بالثلاث عليك، من سبع عندها سبعا وثلاث أقام ثلاثا؛ وسبع الإناء إذا غسله سبع مرات، وكذا في كل فعل وقول. ط: السنة في البكر "سبع" لأنها شديد الإباء لا تلين عريكتها إلا بجهد جهيد، فشرع لها الزيادة ليسكن روعها، ولما أراد صلى الله عليه وسلم إكرام أم سلمة أخبرا أن لا هوان بها على وأنزلها منزلة الأبكار، واختلفوا في أن بعد التسبيع والتثليث هل يقسم للبقية بحساب ذلك أو يستأنف القسم، والحجة للأول قوله: سبعت عندك وسبعت عندهن، فانه لو كان الثلاث مخلصة لها لكان يدور عليهن أربعًا، فلما كان الأمر في السبع كذلك علم أنه في الثلاث كذلك، وأجاب القاضى بأن طلبها للأكثر أسقط حق اختصاصها بالثلاث؛ قوله: ليس بك على أهلك هوان، تمهيد للعذر في الاقتصار بالثلاث أي ليس بسببك هوان على قبيلتك إذ ليس اقتصارى بالثلاث لإعراضى عنك وعدم رغبة فيك

سبع: السَّبْعُ والسبْعةُ من العدد: معروف، سَبْع نِسوة وسبْعة رجال،

والسبعون معروف، وهو العِقْد الذي بين الستين والثمانين. وفي الحديث:

أُوتِيتُ السبع المَثاني، وفي رواية: سبعاً من المثاني، قيل: هي الفاتحة

لأَنها سبع آيات، وقيل: السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلى التوبة على أَن

تُحْسَبَ التوبةُ والأَنفالُ سورةً واحدة، ولهذا لم يفصل بينهما في المصحف

بالبسملة، ومن في قوله «من المثاني» لتبيين الجنس، ويجوز أَن تكون

للتبعيض أَي سبع آيات أَو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات.

وفي الحديث: إِنه لَيُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة،

وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن وفي الحديث

والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كقوله تعالى: كمثل حبة أَنبتت سبع

سنابل، وكقوله تعالى: إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، وكقوله:

الحسنة بعشر أَمثالها إِلى سبعمائة.

والسُّبُوعُ والأُسْبُوعُ من الأَيام: تمام سبعة أَيام. قال الليث:

الأَيام التي يدور عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمى الأُسْبُوع ويجمع

أَسابِيعَ، ومن العرب من يقول سُبُوعٌ في الأَيام والطواف، بلا أَلف،

مأْخوذة من عدد السَّبْع، والكلام الفصيح الأُسْبُوعُ. وفي الحديث: أَنه،

صلى الله عليه وسلم، قال: للبِكر سَبْع وللثَّيِّب ثلاث يجب على الزوج أَن

يَعْدِلَ بين نسائِه في القَسْمِ فيقيم عند كل واحدة مثل ما يقيم عند

الأُخرى، فإِن تزوج عليهن بكراً أَقام عندها سبعة أَيام ولا يحسبها عليه

نساؤه في القسم، وإِن تزوج ثيِّباً أَقام عندها ثلاثاً غير محسوبة في

القسم.وقد سَبَّعَ الرجل عند امرأَته إِذا أَقام عندها سبع ليال. ومنه الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأُم سلمة حين تزوجها، وكانت

ثيِّباً: إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ ثم سَبَّعْتُ عند سائر نسائي، وإِن

شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثم درت لا أَحتسب بالثلاث عليك؛ اشتقوا فَعَّلَ من الواحد

إِلى العشرة، فمعنى سَبَّعَ أَقام عندها سبعاً، وثَلَّثَ أَقام عندها

ثلاثاً، وكذلك من الواحد إِلى العشرة في كل قول وفعل.

وفي حديث سلمة بن جُنادة: إِذا كان يوم سُبُوعه، يريد يوم أُسْبوعه من

العُرْس أَي بعد سبعة أَيام. وطُفْتُ بالبيت أُسْبُوعاً أَي سبع مرات

وثلاثة أَسابيعَ. وفي الحديث: أَنه طاف بالبيت أُسبوعاً أَي سبع مرات؛ قال

الليث: الأُسْبوعُ من الطواف ونحوه سبعة أَطواف، ويجمع على أُسْبوعاتٍ،

ويقال: أَقمت عنده سُبْعَيْنِ أَي جُمْعَتَينِ وأُسْبوعَين. وسَبَعَ القومَ

يَسْبَعُهم، بالفتح، سَبْعاً: صار سابعهم. واسْتَبَعُوا: صاروا سَبْعةً.

وهذا سَبِيعُ هذا أَي سابِعُه. وأَسْبَعَ الشيءَ وسَبَّعَه: صَيَّره

سبعة. وقوله في الحديث: سَبَّعَتْ سُلَيم يوم الفتح أَي كمَلَت سبعمائة رجل؛

وقول أَبي ذؤيب:

لَنَعْتُ التي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها،

وقالَتْ: حَرامٌ أَنْ يُرَحَّلَ جارها

يقول: إِنَّكَ واعتذارَك بأَنك لا تحبها بمنزلة امرأَة قَتَلَتْ قتيلاً

وضَمَّتْ سِلاحَه وتحَرَّجَت من ترحيل جارها، وظلت تَغْسِلُ إِناءَها من

سُؤر كلبها سَبْعَ مرّات. وقولهم: أَخذت منه مائة درهم وزناً وزن سبعة؛

المعنى فيه أَن كل عشرة منها تَزِنُ سبعة مَثاقِيلَ لأَنهم جعلوها عشرة

دراهم، ولذلك نصب وزناً. وسُبعَ المولود: حُلِقَ رأْسُه وذُبِحَ عنه لسبعة

أَيام. وأَسْبَعَتِ المرأَةُ، وهي مُسْبِعٌ، وسَبَّعَتْ: ولَدَتْ لسبعة

أَشهر، والوَلدُ مُسْبَعٌ. وسَبَّعَ الله لك رزَقَك سبعة أَولاد، وهو على

الدعاء. وسَبَّعَ الله لك أَيضاً: ضَعَّفَ لك ما صنعت سبعة أَضعاف؛ ومنه

قول الأَعرابي لرجل أَعطاه درهماً: سَبَّعَ الله لك الأَجر؛ أَراد

التضعيف. وفي نوادر الأَعراب: سَبَّعَ الله لفلان تَسْبِيعاً وتَبَّع له

تَتْبيعاً أَي تابع له الشيء بعد الشيء، وهو دعوة تكون في الخير والشر، والعرب

تضع التسبيع موضع التضعيف وإِن جاوز السبع، والأَصل قول الله عز وجل:

كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. ثم قال النبي، صلى الله

عليه وسلم: الحسنة بعشر إِلى سبعمائة. قال الأَزهري: وأَرى قول الله عز وجل

لنبيه، صلى الله عليه وسلم: إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله

لهم، من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد، ولم يرد الله عز وجل

أَنه، عليه السلام، إِن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى إِن استكثرت

من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم. وسَبَّعَ فلان القرآن

إِذا وَظَّفَ عليه قراءته في سبع ليال. وسَبَّعَ الإِناءَ: غسله سبع مرات.

وسَبَّعَ الشيءَ تسْبيعاً: جعله سبعة، فإِذا أَردت أَن صيرته سبعين قلت:

كملته سبعين. قال: ولا يجوز ما قاله بعض المولدين سَبَّعْتُه، ولا قولهم

سَبْعَنْتُ دَراهِمي أَي كَمَّلْتُها سَبْعِين.

وقولهم: هو سُباعِيُّ البَدَن أَي تامُّ البدن. والسُّباعيُّ من الجمال:

العظيم الطويل، قال: والرباعي مثله على طوله، وناقة سُباعِيَّةٌ

ورُباعِيَّةٌ. وثوب سُباعيّ إِذا كان طوله سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن

الشبر مذكر والذراع مؤنثة.

والمُسْبَعُ: الذي له سبعة آباءٍ في العُبُودة أَو في اللؤم، وقيل:

المسبع الذي ينسب إِلى أَربع أُمهات كلهن أَمَة، وقال بعضهم: إِلى سبع

أُمهات. وسَبَع الحبلَ يَسْبَعُه سَبْعاً: جعله على سبع قُوًى. وبَعِيرٌ

مُسْبَعٌ إِذا زادت في مُلَيْحائِه سَبْع مَحالات. والمُسَبَّعُ من العَرُوض:

ما بنى على سبعة أَجزاء. والسِّبْعُ: الوِرْدُ لسِتِّ ليال وسبعة أَيام،

وهو ظِمْءٌ من أَظْماء الإِبل، والإِبل سَوابِعُ والقوم مُسْبِعُون، وكذلك

في سائر الأَظْماءِ؛ قال الأَزهري: وفي أَظْماء الإِبل السِّبْعُ، وذلك

إِذا أَقامت في مَراعِيها خمسة أَيام كَوامِلَ ووردت اليوم السادس ولا

يحسَب يوم الصّدَر. وأَسْبَعَ الرجل: وَرَدَت إِبله سبْعاً.

والسَّبِيعُ: بمعنى السُّبُع كالثَّمين بمعنى الثُّمُن؛ وقال شمر: لم

أَسمع سَبِيعاً لغير أَبي زيد. والسبع، بالضم: جزء من سبعة، والجمع

أَسْباع. وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم سَبْعاً: أَخذ سُبُعَ أَموالِهم؛ وأَما قول

الفرزدق:

وكيفَ أَخافُ الناسَ، واللهُ قابِضٌ

على الناسِ والسَّبْعَيْنِ في راحةِ اليَدِ؟

فإِنه أَراد بالسَّبْعَينِ سبْعَ سمواتٍ وسبعَ أَرَضِين. والسَّبُعُ:

يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل

الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها؛ والثعلبُ، وإِن كان له

ناب، فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على صِغار المواشي ولا يُنَيِّبُ في

شيء من الحيوان، وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ، ولذلك

وردت السُّنة بإِباحة لحمها، وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت في الحرم أَو

أَصابها المحرم، وأَما الوَعْوَعُ وهو ابن آوى فهو سبع خبيث ولحمه حرام

لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلاَّ أَنه أَصغر جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً؛ هذا

قول الأَزهري، وقال غيره: السبع من البهائم العادية ما كان ذا مِخلب،

والجمع أَسْبُعٌ وسِباعٌ. قال سيبويه: لم يكسَّر على غير سِباعٍ؛ وأَما قولهم

في جمعه سُبُوعٌ فمشعر أَن السَّبْعَ لغة في السَّبُع، ليس بتخفيف كما

ذهب إِليه أَهل اللغة لأَن التخفيف لا يوجب حكماً عند النحويين، على أَن

تخفيفه لا يمتنع؛ وقد جاء كثيراً في أَشعارهم مثل قوله:

أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا، وأَينَ نَجاؤُكم؟

فهذا ورَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ

وأَنشد ثعلب:

لِسانُ الفَتى سَبْعٌ، عليه شَذاتُه،

فإِنْ لم يَزَعْ مِن غَرْبِه، فهو آكِلُهْ

وفي الحديث: أَنه نهى عن أَكل كل ذي ناب من السباع؛ قال: هو ما يفترس

الحيوان ويأْكله قهراً وقَسْراً كالأَسد والنَّمِر والذِّئب ونحوها. وفي

ترجمة عقب: وسِباعُ الطير التي تَصِيدُ. والسَّبْعةُ: اللَّبُوءَةُ. ومن

أَمثال العرب السائرة: أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ، إِنما أَصله سَبُعةٌ فخفف.

واللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ من الأَسد، فلذلك لم يقولوا أَخْذَ سَبُعٍ، وقيل:

هو رجل اسمه سبْعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامانَ بن ثُعَل بن عمرو بن

الغَوْث بن طيء بن أُدَد، وكان رجلاً شديداً، فعلى هذا لا يُجْرَى للمعرفة

والتأْنيث، فأَخذه بعض ملوك العرب فَنَكَّلَ به وجاء المثل بالتخفيف لما

يؤثرونه من الخفة. وأَسْبَعَ الرجلَ: أَطْعَمه السَّبُعَ، والمُسْبِعُ: الذي

أَغارت السِّباعُ على غنمه فهو يَصِيحُ بالسِّباعِ والكِلابِ؛ قال:

قد أَسْبَعَ الرّاعي وضَوْضَا أَكْلُبُه

وأَسْبَعَ القومُ: وقَع السَّبُع في غنمهم. وسَبَعت الذّئابُ الغنَم:

فَرَسَتْها فأَكلتها. وأَرض مَسْبَعةٌ: ذات سِباع؛ قال لبيد:

إِليك جاوَزْنا بلاداً مَسْبَعَهْ

ومَسْبَعةٌ: كثيرة السباع؛ قال سيبويه: باب مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ

ونظيرِهما مما جاء على مَفْعَلةٍ لازماً له الهاء وليس في كل شيء يقال إِلا أَن

تقيس شيئاً وتعلم مع ذلك أَن العرب لم تَكَلَّمْ به، وليس له نظير من

بنات الأَربعة عندهم، وإِنما خصوا به بناتِ الثلاثة لخفتها مع أَنهم

يستغنون بقولهم كثيرة الذئاب ونحوها. وقال ابن المظفر في قولهم لأَعْمَلَنّ

بفلان عملَ سَبْعَةٍ: أَرادوا المبالغة وبلوغَ الغاية، وقال بعضهم: أَرادوا

عمل سبعة رجال.

وسُبِعَتِ الوَحْشِيَّةُ، فهي مَسْبُوعةٌ إِذا أَكَل السبُعُ ولدها،

والمَسْبُوعةُ: البقرة التي أَكَل السبعُ ولدَها. وفي الحديث: أَن ذئباً

اختطف شاة من الغنم أَيام مَبْعَثِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم،

فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السبْع؟ قال ابن الأَعرابي: السبع،

بسكون الباء، الموضعُ الذي يكونُ إِليه المَحْشَرُ يومَ القيامة، أَراد

من لها يوم القيامة؛ وقيل: السبْعُ الذَّعْرُ، سَبَعْتُ فلاناً إِذا

ذَعَرْتَه، وسَبَعَ الذِّئْبُ الغنم إِذا فرسها، أَي من لها يومَ الفَزَع؛

وقيل: هذا التأْويل يَفْسُد بقول الذئب في تمام الحديث: يومَ لا راعِيَ لها

غيري، والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة، وقيل: إِنه أَراد من لها

عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعي لها نُهْبَة للذِّئاب

والسِّباع، فجعل السبُع لها راعياً إِذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء،

وهذا إِنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يُهْمِلُ الناس فيها مواشيهم

فتستمكن منها السباع بلا مانع. وروي عن أَبي عبيدة: يومُ السبْعِ عِيدٌ

كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوِهِم، وليس بالسبُع الذي يفترس

الناس، وهذا الحرف أَملاه أَبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء، وكان من

العلم والإِتقان بمكان، وفي الحديث نهَى عن جُلودِ السِّباعِ؛ السباعُ:

تَقَعُ على الأَسد والذئاب والنُّمُور، وكان مالك يكره الصلاة في جُلودِ

السِّباعِ، وإِن دُبِغَتْ، ويمنع من بيعها، واحتج بالحديث جماعة وقالوا: إِن

الدِّباغَ لا يؤثِّر فيما لا يؤكل لحمه، وذهب جماعة إِلى أَن النهي

تناولها قبل الدباغ، فأَما إِذا دُبِغَتْ فقد طهُرت؛ وأَما مذهب الشافعي فإِن

الذَّبْحَ يطهر جُلود

(* قوله «فان الذبح يطهر إلخ» هكذا في الأصل

والنهاية، والصحيح المشهور من مذهب الشافعي: ان الذبح لا يطهر جلد غير

المأكول.) الحيوان المأْكول وغير المأْكول إِلا الكلب والخنزير وما تَوَلَّدَ

منهما، والدِّباغُ يُطَهِّرُ كل جلد ميتة غيرهما؛ وفي الشعور والأَوبار

خلاف هل تَطْهُر بالدباغ أَم لا، إِنما نهى عن جلود السباع مطلقاً أَو عن

جلد النَّمِر خاصّاً لأَنه ورد في أَحاديث أَنه من شِعار أَهل السَّرَفِ

والخُيَلاءِ.

وأَسبع عبده أَي أَهمله. والمُسْبَعُ: المُهْمَلُ الذي لم يُكَفَّ عن

جُرْأَتِه فبقي عليها. وعبدٌ مُسْبَعٌ: مُهْمَلٌ جَريءٌ ترك حتى صار

كالسبُع؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار الوحش:

صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ كأَنَّه

عَبدٌ، لآلِ أَبي رَبِيعةَ، مُسْبَعُ

الشَّوارِبُ: مجارِي الحَلْق، والأَصل فيه مَجاري الماء، وأَراد أَنه

كثير النُّهاقِ، هذه رواية الأَصمعي، وقال أَبو سعيد الضرير: مُسْبِع، بكسر

الباء، وزعم أَن معناه أَنه وقع السباع في ماشيته، قال: فشبه الحمار وهو

يَنْهَقُ بعبد قد صادفَ في غنمه سَبُعاً فهو يُهَجْهِجُ به ليزجره عنها،

قال: وأَبو ربيعة في بني سعد بن بكر وفي غيرهم ولكن جيران أَبي ذؤيب بنو

سعد بن بكر وهم أَصحاب غنم، وخص آل ربيعة لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً.

وفي حديث ابن عباس وسئل عن مسأَلة فقال: إِحْدى من سَبْع أَي اشتدّت

فيها الفتيا وعَظُم أَمرها، يجوز أَن يكون شِبهها بإِحدى الليالي السبع التي

أَرسل الله فيها العذاب على عاد فَضَرَبَها لها مثلاً في الشدة

لإِشكالها، وقيل: أَراد سبع سِنِي يوسف الصدِّيق، عليه السلام، في الشدة. قال

شمر: وخلق الله سبحانه وتعالى السموات سبعاً والأَرضين سبعاً والأَيام

سبعاً. وأَسْبَعَ ابنه أَي دفعه إِلى الظُّؤُورةِ. المُسْبَع: الدَّعِيُّ.

والمُسْبَعُ: المَدْفُوعُ إِلى الظُّؤُورةِ؛ قال العجاج:

إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا،

ولم تَلِدْه أُمُّهُ مُقَنَّعا

وقال الأَزهري: ويقال أَيضاً المُسْبَعُ التابِعةُ

(* قوله «المسبع

التابعة» كذا بالأصل ولعله ذو التابعة اي الجنية.)، ويقال: الذي يُولَدُ

لسبعة أَشهر فلم يُنْضِجْه الرَّحِمُ ولم تَتِمّ شُهورُه، وأَنشد بيت العجاج.

قال النضر: ويقال رُبَّ غلام رأَيتُه يُراضَعُ، قال: والمُراضَعةُ أَنْ

يَرْضَعَ أُمَّه وفي بطنها ولد.

وسَبَعَه يَِْبَعُه سَبْعاً: طعن عليه وعابه وشتَمه ووقع فيه بالقول

القبيح. وسَبَعَه أَيضاً: عَضَّه بسنه.

والسِّباعُ: الفَخْرُ بكثرة الجِماع. وفي الحديث: أَنه نهَى عن

السِّباعِ؛ قال ابن الأَعرابي: السِّباعُ الفَخار كأَنه نهى عن المُفاخَرة

بالرَّفَثِ وكثرة الجماع والإِعْرابِ بما يُكَنّى به عنه من أَمر النساء، وقيل:

هو أَن يَتَسابَّ الرجلان فيرمي كل واحد صاحبه بما يسوؤه من سَبَعَه أَي

انتقصه وعابه، وقيل: السِّباعُ الجماع نفسُه. وفي الحديث: أَنه صَبَّ

على رأْسه الماء من سِباعٍ كان منه في رمضــان؛ هذه عن ثعلب عن ابن

الأَعرابي.وبنو سَبِيعٍ: قبيلة. والسِّباعُ ووادي السِّباعِ: موضعان؛ أَنشد

الأَخفش:

أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةِ

سأَلْتُ، فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ

وقال سُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِّياحِي:

مَرَرْتُ على وادِي السِّباعِ، ولا أَرَى،

كَوادِي السِّباعِ حينَ يُظْلِمُ، وادِيا

والسَّبُعانُ: موضع معروف في ديار قيس؛ قال ابن مقبل:

أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ،

أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ

ولا يعرف في كلامهم اسم على فَعُلان غيره، والسُّبَيْعان: جبلان؛ قال

الراعي:

كأَني بِصَحْراءِ السُّبَيْعَينِ لم أَكُنْ،

بأَمْثالِ هِنْدٍ، قَبْلَ هِنْدٍ، مُفَجَّعا

وسُبَيْعٌ وسِباعٌ: اسمان؛ وقول الراجز:

يا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ،

والجرْحُ مِني فَوْقَ حَرّار أَحَمّْ

هو اسم رجل مصغر. والسَّبِيعُ: بطن من هَمْدانَ رَهْطُ أَبي إِسحق

السَّبِيعي. وفي الحديث ذكر السَّبِيعِ، هو بفتح السين وكسر الباء مَحِلّة من

مَحالِّ الكوفة منسوبة إِلى القبيلة، وهم بني سَبِيعٍ من هَمْدانَ.

وأُمُّ الأَسْبُعِ: امرأَة. وسُبَيْعةُ بن غَزالٍ: رجل من العرب له حديث.

ووزْن سَبْعةٍ: لقب.

سبع

1 سَبَعَهُمْ, aor. ـَ (S, Msb, K) and سَبِعَ (Yoo, Msb, K) and سَبُعَ, (Yoo, Msb,) inf. n. سَبْعٌ, (Msb,) He was, or became, the seventh of them: (S, Msb, K:) or he made them, with himself, seven: (S in art. ثلث:) or it signifies, (S, and so in some copies of the K,) or signifies also, (Msb, and so in some copies of the K,) he took the seventh part of their property, or possessions. (S, Msb, K.) And He made them, they being sixty-nine, to be seventy with himself. (A 'Obeyd, S in art. ثلث.) And سَبَعَ also signifies He made sixteen to be seventeen. (T in art. ثلث.) b2: سَبَعْتُ لَهُ الأَيَّامَ, aor. ـَ inf. n. as above, I completed to him the days by making them seven: and ↓ سَبَّعْتُهَا signifies the same in an emphatic manner. (Msb.) [See also 2.] b3: سَبَعَ الحَبْلَ, (K,) aor. ـَ inf. n. as above, (TA,) He made the rope, or cord, of seven strands. (K, TA.) b4: سُبِعَ المَوْلُودُ The infant had its head shaven, and an animal [generally a goat] sacrificed by way of expiation for it, on the seventh day [after its birth, (commonly called يَوْمُ السُّبُوعِ,) agreeably with an ordinance of Mohammad; the sacrifice being for the expiation of original sin]. (IDrd.) A2: سَبَعَ الغَنَمَ He (a wolf) seized the sheep, or goats, and broke their necks, or killed them, or made them his prey, (S, K, TA,) and ate them. (TA.) b2: سُبِعَتِ الوَحْشِيَّةٌ The female wild animal had her young, or young one, eaten by the سَبُع [or beast, or bird, of prey]. (TA.) b3: سَبَعَهُ He stole it; [as though, like a سَبُع, he made it his prey;] as also ↓ استبعهُ. (AA, K.) b4: He shot him [with an arrow or the like], or hurled at him and struck him [with a lance, or a missile of any kind]; namely, a wolf: or he frightened him; namely, a wolf; (K;) and also, a man. (TA.) b5: (assumed tropical:) He reviled, vilified, or vituperated, him; charged him with a vice or fault or the like; (S, K, TA;) assailed him with foul language, such as displeased him: (TA:) or he bit him (K, TA) with his teeth, like as does the سَبُع. (TA.) 2 سبّعهُ, inf. n. تَسْبِيعٌ, He made it seven; or called it seven; (S, K;) as also ↓ اسبعهُ. (TA.) See also 1. b2: He made it to have seven angles, or corners; to be heptagonal. (K.) b3: He (God) gave him his reward, or recompense, seven times, or seven fold. (K.) An Arab of the desert said to a man who had done a good act to him, (TA,) سَبَّعَ اللّٰهُ لَكَ May God give thee thy reward, or recompense, seven times, or seven fold. (K, TA.) The Arabs also said, سَبَّعَ اللّٰهُ لَكَ أَجْرَهَا May God multiply to thee the reward, or recompense, for it; meaning, for this good act: (Aboo-Sa'eed:) [for] تَسْبِيعٌ is used by them to signify the act of multiplying, though it be more than seven fold. (TA.) And سَبَّعَ اللّٰهُ لِفُلَانٍ is used as meaning May God make a thing to be followed by another thing to such a one; in relation to good and to evil; as also تَبَّعَ لَهُ. (TA.) and سَبَّعَ اللّٰهُ لَكَ meaning May God bless thee with seven children. (TA.) b4: He washed it (namely, a vessel,) seven times. (K.) Hence the saying of Aboo-Dhu-eyb, كَنَعْتِ الَّتِى قَامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَهَا [Like her who has arisen to wash out seven times her remains of beverage in the bottom of a vessel, left by a drinker; that drinker, as is said in a marginal note in my copy of the TA, being her dog]: or, accord. to Es-Sukkaree, the meaning is, to give as alms her سُؤْر [remains of beverage in the bottom of a vessel after one had drunk, or remains of food &c.,], thereby seeking to have her reward, or recompense, multiplied; سُؤْرَهَا being used by the poet for بِسُؤْرِهَا. (TA.) b5: سبّع القُرْآنَ [app. followed by لَهُ or عَلَيْهِ] He appointed him the reading, or recitation, of the Kur-án [in seven portions so that he should complete the whole] in every seven nights. (O, L, K.) b6: سبّع لِامْرَأَتِهِ, (K, TA,) or عِنْدَهَا and لَهَا ↓ أَسْبَعَ, (TA,) He remained with his wife seven nights. (K, TA.) In like manner one says ثَلَّثَ; and thus of every number from one to ten; in relation to any saying or action. (TA.) b7: سبّعت She (a woman) brought forth at seven months. (TA.) b8: سبّع دَرَاهِمَهُ He made his dirhems to be seventy complete; but this is post-classical; (K;) and in like manner, دراهمه ↓ سَبْعَنَ, meaning the same, and also post-classical, and not allowable; the proper phrase to express the meaning “ I made it to be seventy ” being كَمَّلْتُهُ سَبْعِينَ. (TA.) b9: سَبَّعَتِ القَوْمُ The people, or company of men, completed the number of seven hundred men: (K, TA:) occurring in a trad, (TA.) 3 سِبَاعٌ (K,) inf. n. of سابع, (TK,) The performing of the act of coïtus, (IAar, Th, K,) with a woman. (TK.) b2: The vying with another in the endeavour to surpass him in obscene, or lewd, language, and in frequency of coïtus, and in speaking plainly of such subjects as should only be alluded to, in relation to women: (IAar, K: *) such seems to be its meaning in a trad. in which the doing this is forbidden. (IAar.) b3: (assumed tropical:) Mutual reviling, vilifying, or vituperating; (K, TA;) when each of two men assails the other with foul language, such as displeases him: (TA:) this is said by some to be its meaning in the trad. in which it is forbidden. (TA.) 4 اسبع, said of a party of men, It became seven: (S, K:) also, it became seventy. (M and L in art. ثلث.) b2: Said of a man, it signifies He was, or became, one whose camels came to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]. (S, K.) b3: اسبع لِامْرَأَتِهِ: see 2. b4: أَسْبَعَتْ She brought forth her seventh offspring. (TA in art. بكر.) b5: اسبعهُ: see 2, first signification.

A2: It (a road) abounded with سِبَاع [or animals of prey]. (TA.) b2: اسبع الرُّعْيَانُ The pastors had their beasts fallen upon by the سَبُع [or animal of prey]. (Yaakoob, S, K.) A3: اسبعهُ i. q. أَطْعَمَهُ السَّبُعَ [which may be rendered He gave him as food the animal of prey, or he gave him as food to the animal of prey; but it seems from what here follows that the former is meant]: (S, K:) in the “ Mufradát,” [he gave him as food] the flesh of the سَبُع. (TA.) A4: He gave him, or delivered him, (namely, his son,) to the ظُؤُورَة [which means both nurse and nurses]. (S, K.) b2: He left him to himself; or left him without work, or occupation; namely, his slave; syn. أَهْمَلَهُ. (S, K.) [See مُسْبَعٌ.]8 إِسْتَبَعَ see 1.

Q. Q. 1 سَبْعَنَ: see 2. last sentence but one.

سَبْعٌ fem. of سَبْعَةٌ, q. v.

A2: See also سَبُعٌ in two places.

A3: السَّبْعُ The place to which mankind shall be congregated (K, TA) on the day of resurrection. (TA.) Hence the trad., (K, TA,) which relates that while a pastor was among his sheep, or goats, the wolf rushed upon him, and took from them a sheep, or goat, and the pastor pursued him until he rescued it from him; whereupon the wolf looked aside towards him, and said to him, (TA,) مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبْعِ, meaning Who will be for it [namely, the sheep, or goat, as aider, or defender,] on the day of resurrection? (K, TA:) thus expl. by I Aar, and mentioned by Sgh and the author of the L: (TA:) but to this is contradictory, or repugnant, يَعْكُرُ, [in the CK erroneously written يَعْكَرُ,]) the saying of the wolf, (K, TA,) after the words mentioned above, (TA,) “ the day when it shall have no pastor but me; ” for the wolf will not be a pastor on the day of resurrection: or the meaning is, who shall be for it on the occasion of trials, when it shall be left to itself, without pastor, a spoil to the animals of prey: the animal of prey being thus made to be a pastor to it: (K, TA:) this is in the way of a trope: and accord. to this explanation, it may be [↓ يَوْمَ السَّبُعِ] with damm to the ب: (TA:) or يَوْمُ السَّبْعِ was a festival of their's in the Time of Ignorance, on which they were diverted from everything by their sport: (AO, K, TA:) and accord. to one relation [of the trad.] it is with damm to the ب. (L, K.) سُبْعٌ (S, Msb, K) and ↓ سُبُعٌ, (Mgh, Msb,) of which the former is a contraction, (Msb,) A seventh part; one of seven parts; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ سَبِيعٌ; (S, Msb, K;) the last not heard by Sh on any authority beside that of Az: (TA:) pl. of the first (Msb) and second (Mgh, Msb) أَسْبَاعٌ. (Mgh, Msb, TA.) Hence, أَسْبَاعٌ القُرْآنِ [The seven sections, or volumes, of the Kur-an,] in which one reads: said to be postclassical. (Mgh.) A2: See also أُسْبُوعٌ, in three places.

سِبْعٌ A certain ظِمْء of the أَظْمَآء of camels; (T, S, K;) i. e. their coming to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]; (K;) or [in other words, which have virtually the same meaning,] their remaining in their places of pasturing five complete days, and coming to the water on the sixth day, not reckoning the day of the [next preceding] return from the water. (Az, TA.) You say, وَرَدَتْ إِبْلُهُ سِبْعًا His camels came to the water &c. (S, K.) b2: Also The seventh young one, or offspring. (A in art. ثلث.) سَبَعٌ: see what next follows.

سَبُعٌ (S, Sgh, Msb, K) and ↓ سَبْعٌ, (Sgh, Msb, K,) a dial. var., (Sgh, Msb,) and the form in common use with the vulgar, (Msb,) adopted also by several readers of the Kur in v. 4, (Msb, TA,) and often occurring in the poems of the Arabs, (TA,) and ↓ سَبَعٌ, (Sgh, K,) a form adopted by two readers of the Kur in the place above mentioned, and perhaps a dial. var., (Sgh, TA,) The animal of prey; the rapacious animal; (K;) [whether beast or bird; being sometimes applied to the latter, as, for instance, in the K, voce مِخْلَبٌ; but generally to the former:] or whatsoever has a fang, or canine tooth, with which it makes hostile attacks, and seizes its prey; (Msb;) such as the lion, [to which it is particularly applied by most of the Arabs in the present day,] and also (TA) such as the wolf and the lynx and the leopard, (Msb, TA,) and the like of these, that has a fang, and attacks men and beasts and makes them its prey: (TA:) the fox, however, is not thus called, though having a fang, (Msb, TA,) because he does not attack with it nor take prey, (Msb,) or because he does not attack small beasts, nor seize with his fang any animal; (TA;) and in like manner the hyena (Msb, TA) is not reckoned among the hostile animals thus called, wherefore the Sunneh allows that its flesh may be eaten, and requires that a compensation be made for it [by the sacrifice of a ram] if it be smitten [and killed] in the sacred territory or by a person in the state of ihrám: but as to the jackal, it is a noxious سبع, and its flesh is unlawful, because it is of the same kind as wolves, except that it is smaller in size and weaker in body: thus says Az: but some others say that the سبع is any hostile beast having a مِخْلَب [or tearing claw]: and it is said in the Mufradát to be thus called because of the perfectness of its strength; for السَّبْعُ [seven] is one of the perfect numbers: (TA:) the pl. is سِبَاعٌ, (Sb, S, Msb, K,) i. e., of سَبُعٌ, which has no other pl.; (Sb, Msb;) أَسْبُعٌ is also a pl., (Sgh, Msb, K,) but this is pl. of pauc. of ↓ سَبْعٌ, (Sgh, Msb,) which, not being a contraction [of سَبُعٌ, but a dial. var. thereof], has also for its pls. [of mult.]

سُبُوعٌ and سُبُوعَةٌ, like صُقُورٌ and صُقُورَةٌ, pls. of صَقْرٌ. (TA.) See also سَبْعٌ: [and see سَبُعَةٌ.] You say of him who is very injurious, or mischievous, مَا هُوَ إِلَّا سَبُعٌ مِنَ السِّبَاعِ (tropical:) [He is none other than one of the animals of prey]. (TA.) b2: السَّبُعُ is also the name of (assumed tropical:) The constellation [Lupus] behind [i. e. on the east of] Centaurus, containing nineteen stars in the figure. (Kzw.) سُبُعٌ: see سُبْعٌ.

سَبْعَةٌ, (S, K,) sometimes pronounced ↓ سَبَعَةٌ but some disallow this latter, and say that it is pl. of سَابِعٌ, (K,) [Seven;] a well-known number; and called one of the perfect numbers: (TA:) fem. سَبْعٌ. (S, K.) You say, سَبْعَةُ رِجَالٍ [Seven men]: and سَبْعُ نِسْوَةٍ [seven women]. (S, K.) b2: أَخَذَهُ أَخْذَ سَبْعَةٍ: see سَبُعَةٌ. b3: وَزْنَ سَبْعَةٍ means Of the weight of seven مَثَاقِيل: (S, K:) one says, أَخَذْتُ مِنْهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَزْنَ سَبْعَةٍ, meaning [I took, or received, from him a hundred dirhems] every ten whereof were of the weight of seven mithkáls. (TA.) [But see دِرْهَمٌ.] b4: إِحْدَى مِنْ سبْعٍ [lit. One of seven;] means (assumed tropical:) a great, momentous, or difficult, thing, or affair: (Sh, K: *) an affair difficult to decide: perhaps as being likened to one of the seven nights in which God sent the punishment upon [the tribe of]

'Ád: or, as some say, the seven years [of famine in the days] of Joseph. (Sh, TA.) b5: السَّبْعُ المَثَانِى The Fátihah; [or first chapter of the Kur-án;] because it consists of seven verses: or the long chapters from البَقَرَة to الأَعْراف [a mistake for الأَنْفَال]; as in the Mufradát: or, as in the L, to التَّوْبَة, reckoning التوبة and الانفال as one chapter, for which reason they are not separated by the بَسْمَلَة. (TA.) [See also مَثْنًى.]

b6: El-Farezdak says, وَكَيْفَ أَخَافُ النَّاسَ وَاللّٰهُ قَابِضٌ عَلَى النَّاسِ وَالسَّبْعَيْنِ فِى رَاحَةِ اليَدِ meaning [And how should I fear men when God is comprehending mankind and] the seven heavens and seven earths [in the palm of the hand?]. (K.) b7: See also أُسْبُوعٌ; last sentence. b8: [سَبْعَةٌ is also used in a vague manner, as meaning Seven or more; or several; or many; as Bd says, in ix. 81, and as is indicated, though not plainly declared, in the TA. See 2: and see also سَبْعُونَ. b9: Respecting a peculiar pronunciation of the people of El-Hijáz, and a case in which سَبْعَة is imperfectly decl., see ثَلَاثَةٌ. See also سِتَّةٌ.] b10: سَبْعَةَ عَشَرَ [indecl. in every case, meaning Seventeen,] is pronounced by some of the Arabs سَبْعَةَ عْشَرَ: and [the fem.] سَبْعَ عَشْرَةَ, thus in the dial. of El-Hijáz [and of most of the Arabs], is pronounced سَبْعَ عَشِرَةَ in the dial. of Nejd. (S in art. عشر.) A2: See also سَبُعَةٌ, in two places.

سَبَعَةٌ: see سَبْعَةٌ.

سَبُعَةٌ and ↓ سَبْعَةٌ, the latter a contraction of the former, The lioness. (ISk, S, Msb, K.) Hence the saying, ↓ أَخَذَهُ أَخَذَ سَبْعَةٍ, (ISk, S, K,) or السَّبْعَةِ, (Msb,) He seized him with the seizing of a lioness, (ISk, S, K,) or of the lioness, (Msb,) which is more impetuous (أَنْزَقُ) than the lion, (ISk, S,) or more bold than the lion: (Msb:) or the saying is, أَخَذَهُ أَخْذَ سَبْعَةَ (S, K) he seized him with the seizing of Seb'ah, who was a certain strong man, (Ibn-El-Kelbee, S,) or a certain insolent and audacious rebel, (Ibn-El-Kelbee, Lth, K,) of the Arabs, (TA,) whom one of the kings of El-Yemen seized, and, after having cut off his hands and feet, or arms and legs, crucified; [so that the meaning is, he punished him with the punishment of Seb'ah;] and hence it was said, لَأُعَذِّبَنَّكَ عَذَابَ سَبْعَةَ [I will assuredly punish thee with the punishment of Seb'ah]; (El-Kelbee, Lth, K; *) and لَأَعْمَلَنَّ بِكَ عَمَلَ سَبْعَةَ I will assuredly do with thee as was done with Seb'ah: (O:) or the man's name was سَبُعٌ, and it was contracted, and made fem. by way of contempt: or the meaning of the first saying is, he seized him with the seizing of seven men: (K:) and in like manner the last saying is expl. by some [who say سَبْعَةٍ instead of سَبْعَةَ]. (TA.) The dim. is ↓ سُبَيْعَةٌ. (Msb.) [See also سَبُعٌ.]

سَبُعِىٌّ Of, or relating to, an animal of prey.]

سَبْعُونَ [Seventy;] a well-known number; (K;) the round number that is between سِتُّونَ and ثَمَانُونَ. (TA.) b2: The Arabs also use it as meaning [Seventy or more; or] many. (TA.) Thus it is used in the Kur [ix. 81], where it is said, إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَهُمْ, meaning If thou beg forgiveness for them many times, even then God will not forgive them; not that God would forgive them if forgiveness were begged more than seventy times: (Bd, * TA:) and سَبْعَةٌ and سَبْعُمِائَةٍ and the like are used in the same manner. (Bd.) b3: [Also Seventieth.]

سُبَاعَ as meaning Seven and seven, or seven and seven together, or seven at a time and seven at a time, seems not to have been used; for] A'Obeyd says that more than أُحَادَ and ثُنَآءَ and ثُلَاثَ and رُبَاعَ has not been heard, excepting عُشَارَ. (TA in art. عشر.) سَبُوعٌ [app. Wont to frighten]: (TA: [in which the meaning here given seems to be indicated.]) سُبُوعٌ: see أُسْبُوعٌ, in four places.

سَبِيعٌ: see سُبْعٌ: b2: and سَابعٌ.

سُبَيْعَةٌ dim. of سَبُعَةٌ, q. v.

سُبَاعِىٌّ A garment, or piece of cloth, seven cubits, or seven spans, in length. (TA.) b2: A great and tall camel; (En-Nadr, K;) [as though seven cubits in height:] fem. with ة. (K.). and سُبَاعِىُّ البَدَنِ, (S, K,) applied to a man, has the like meaning; (K;) complete, or full-grown, in body; (S, TA;) [or seven spans in height; for] when a boy has attained seven spans, he is a man. (S, voce خُمَاسِىٌّ, q. v.) سَابِعٌ [act. part. n. of 1: generally meaning Seventh]: pl. سَبَعَةٌ. (K.) You say, كُنْتُ سَابِعَهُمْ [I was the seventh of them]. (S, K.) And هٰذَا هٰذَا ↓ سَبِيعُ, meaning سَابِعُهُ [This is the seventh of this: not the seventh part; though the former has also this latter meaning]. (TA.) And هُوَ سَابِعُ سَبْعَةٍ [He is the seventh of seven]. (TA.) And هُوَ سَابِعٌ سِتَّةً [He is making six to become seven]. (TA.) b2: إِبِلٌ سَوَابِعُ [pl. of سَابِعَةٌ] Camels coming to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]. (TA.) [See سِبْعٌ.] b3: [سَابِعَ عَشَرَ and سَابِعَةَ عَشْرَةَ, the former masc. and the latter fem., meaning Seventeenth, are subject to the same rules as ثَالِثَ عَشَرَ and its fem., expl. in art. ثلث, q. v.]

أُسْبُوعٌ A certain number of days; (S, * Msb, K; *) i. e. seven days; a week; (Msb;) also termed ↓ سُبُوعٌ, (Lth, Msb, K,) by some of the Arabs; (Lth, Msb;) [and ↓ سُبْعٌ, as shown by what follows:] pl. of the first أَسَابِيعُ. (Msb, TA.) One says, ↓ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سُبْعَيْنِ [in the sense of أُسْبُوعَيْنِ, which is more common,] i. e. I remained at his abode two weeks. (TA.) b2: Also The seventh day; and so ↓ سُبُوعٌ; as in a trad., where it is said, إِذَا كَانَ يَوْمَ سُبُوعِهِ, meaning When his seventh day after the celebration of his marriage is come. (TA.) [↓ يَوْمُ السُّبُوعِ is used in this sense in the present day: and also as meaning The seventh day after childbirth; in which sense it is generally to be understood when used unrestrictedly; as this day is celebrated with more rejoicing than the former: also as meaning the seventh day after the return from pilgrimage.] b3: And Seven circuitings [round the House of God, meaning the Kaabeh]: (Lth, Mgh, Msb:) pl. أَسَابِيعُ (S, Mgh, Msb) and أُسْبُوعَاتٌ. (Lth, Mgh, Msb.) You say, طَافَ بِالبَيْتِ أُسْبُوعًا, (S, Mgh, * K,) and ↓ سُبُوعًا, (Lth, IDrd, K,) but A boo Sa'eed says, I know not any one who has said this except IDrd, and the former is the word commonly known, (TA,) and ↓ سَبْعًا, (K,) and ↓ سُبْعًا, (TA,) He circuited round the House [of God] seven times, (S, TA,) or seven circuitings; (Mgh;) and ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ [thrice seven times, or thrice seven circuitings]. (S.) مُسْبَعٌ Given, or delivered, to the ظُؤُورَة [which means both nurse and nurses]: (Skr, S, TA:) this is the primary signification: (Skr:) or whose mother dies, and who is therefore suckled by another; (K; in which the next following signification may be regarded as implied, TA;) left to himself; or left without work, or occupation; applied to a slave; syn. مُهْمَلٌ: (Skr, S:) or مُتْرَفٌ, (Sgh, K,) [which has the same and other significations; or] which is [here] nearly the same as مُهْمَلٌ, for he who is مُهْمَل is usually مُتْرَف: (TA:) or one who is left to himself with the سِبَاع [or animals of prey] so that he becomes like one of them in mischievousness, or noxiousness, or evilness: (AO, K:) or who is left to himself and not restrained from his daringness, so that he remains daring: and a slave left to himself, and daring; left until he has become like the سَبُع: (TA:) or one whose origin is suspected; (K;) whose father is not known: (Er-Rághib, Sgh:) or a bastard: (K:) or one whose lineage is of slaves, (K, TA,) or ignoble, (TA,) up to seven male ancestors, (K, TA,) or, to seven female ancestors; (TA;) or, to four male ancestors; (En-Nadr, K;) or whose lineage is traced up to four female ancestors all of them slaves: (TA:) or born at seven months; (K, TA;) not matured by the womb, his months not being completed. (Az, IF, TA.) مُسْبِعٌ One whose camels come to the water on the seventh day [counting the day of the next preceding watering as the first]. (TA.) A2: A slave finding a سَبُع [or rapacious animal] among his sheep, or goats. (Aboo-Sa'eed Ed-Dareer, S.) أَرْضٌ مَسْبَعَةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) with fet-h (S, Msb) to the first and third letters, (Msb,) like مَرْحَلَةٌ, (K) and مَذْأَبَةٌ, with an inseparable ة, (Sb,) A land containing, (S,) or abounding with, (Mgh, Msb, K,) سِبَاع [or animals of prey]. (S, Mgh, Msb, K.) مُسَبَّعٌ A verse consisting of seven feet. (TA.) b2: A camel having, in the middle part of his back, between the withers and the rump, seven vertebrae redundant [app. meaning in size]. (TA.) b3: [See also مُثَلَّثٌ.]

مَسْبُوعٌ A rope consisting of seven strands. (M, voce مَثْلُوثٌ.) A2: With ة, A cow, (S, TA,) [app. meaning a wild cow,] or [other] female wild animal, (TA,) whose offspring has been eaten by the سَبُع [or beast, or bird, of prey]. (S, TA.) مُتَسَبَّعٌ The place of a سَبُع [or beast, or bird, of prey]. (TA.)
سبع
سَبْعَةُ رجالٍ، بسُكونِ الباءِ وَقد يُحرّك، وأَنْكَرَه بعضُهم، وَقَالَ: إنَّ المُحرَّكَ جَمْعُ سابِعٍ، ككاتِبٍ وكَتَبَةٍ، وسَبْعُ نِسوَةٍ فالسَّبْعُ والسَّبْعَةُ من العدَدِ مَعْرُوفٌ. وَقد تكرَّرَ ذِكرُهما فِي القُرآنِ، كقولِه تَعَالَى: سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيَةَ أيّامٍ حُسوماً، وبَنَيْنا فَوْقَكُم سَبْعَاً شِداداً وسَبْعَ سُنبُلاتٍ وسَبْعَةٌ وثامِنُهم كَلْبُهم. قولُهم: أَخَذَه أَخْذَ سَبْعَةٍ، ويُمنَع، إِذا كَانَ اسمَ رجُلٍ للمَعرِفَةِ والتأنيث، اختَلَفوا فِيهِ: إمّاوعَظُمَ أَمْرُها. قَالَ: ويجوزُ أَن يكونَ شبَّهَها بِإِحْدَى اللَّيالي السَّبْعِ الَّتِي أَرْسَلَ اللهُ فِيهَا العذابَ على عادٍ، فَضَرَبها لَهَا مَثَلاً فِي الشِّدَّةِ إشكالِها، وَقيل: أرادَ سَبْعَ سِني يوسُفَ الصِّدِّيق عَلَيْهِ السَّلام فِي الشِّدَّة. خَلَقَ اللهُ السَّبْعَيْنِ وَمَا بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أيّامٍ، وَمِنْه قَوْلُ الفرَزْدَقِ الشاعرِ:
(وَكَيْفَ أخافُ الناسَ واللهُ قابِضٌ ... على الناسِ والسَّبْعَيْنِ فِي راحَةِ اليَدِ)
أَي: سَبْعِ سَماواتٍ وسَبْعِ أرَضِين. والحسَنُ بنُ عليِّ بنِ وَهْبٍ الدِّمَشقيُّ عَن أبي بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرحمنِ القَطَّان. أَبُو عليٍّ بَكْرُ بنُ أبي بكرٍ مُحَمَّد بنِ أبي سَهْلٍ النَّيْسابوريُّ، مَاتَ سنة)
أربعمائةٍ وخَمسٍ وسَبْعين، وابْنُه عمرُ بنُ بَكْرٍ: سَمِعَ مِنْهُ ابنُ ناصِرٍ، أَبُو القاسِم سَهْلُ بنُ إبراهيمَ، عَن أبي عُثْمَان الصابونيّ، وابنُه أَبُو بكر أحمدُ بن سَهْل عَن أبي بَكْرِ بن خَلَف.
وحَفيدُه أَبُو المَفاخِر مُحَمَّد بنُ أحمدَ بنِ سَهْلٍ عَن جَدِّهِ المَذكور، سَمِعَ مِنْهُ مَعْتُوقُ بنُ مُحَمَّد الطِّيبيّ بمَكَّة. وإبراهيمُ بنُ سَهْلِ بنِ إبراهيمَ، أَخُو أحمدَ، سَمِعَ مِنْهُ الفُرَاويُّ، وزاهِرُ بنُ طاهِرٍ السَّبْعِيُّون: مُحدِّثون، ظاهِرُ صَنيعُه أنّه بفَتحِ السِّين، وَهُوَ خطأٌ، قَالَ الحافظُ فِي التبصير تَبَعَاً لابنِ السَّمْعانيِّ والذَّهَبيّ: إنّه بضمِّ السِّين، وأمّا بفَتحِ السينِ فنِسبَةُ طائفَةٍ يُقَال لَهَا: السَّبْعِيَّة، من غُلاةِ الشِّيعَة. ذَكَرَه ابنُ السَّمْعانيّ، فاعْرِفْ ذَلِك. والسَّبُع، بضمِّ الْبَاء، وَعَلِيهِ اقْتَصرَ الجَوْهَرِيّ، وفَتحِها، وَبِه قَرَأَ الحسَنُ البَصْريُّ ويَحْيَى وإبراهيمُ وَمَا أَكَلَ السَّبعُ قَالَ الصَّاغانِيّ: فَلَعَلَّها لغةٌ وسُكونِها، وَبِه قَرَأَ عاصِمٌ، وَأَبُو عمروٍ، وطَلْحَةُ بنُ سُلَيْمان، وَأَبُو حَيْوَةَ، وابنُ قُطَيْبٍ: المُفتَرِسُ من الحَيَوانِ، مثلُ الأسَدِ والذِّئبِ والنَّمِر والفَهد، وَمَا أَشْبَهها ممّا لَهُ نابٌ، ويَعْدُو على الناسِ والدّوابِّ فَيَفْتَرِسُها، وأمّا الثعلبُ وَإِن كَانَ لَهُ نابٌ فإنّه لَيْسَ بسَبُعٍ لأنّه لَا يَعْدُو إلاّ على صِغارِ المَواشي، وَلَا يُنَيِّبُ فِي شيءٍ من الحَيَوان، وَكَذَلِكَ الضَّبُع لَا يُعَدُّ من السِّباعِ العادِيَة، وَلذَلِك وَرَدَت السُّنَّةُ بإباحةِ لَحْمِها، وبأنَّها تُجْزَى إِذا أُصيبَت فِي الحرَم، أَو أصابَها المُحرِم، وأمّا ابنُ آوى فإنّه سَبُعٌ خَبيثٌ، ولحمُه حَرامٌ لأنّه من جِنسِ الذِّئابِ، إلاّ أنّه أَصْغَرُ جِرْماً، وأَضْعَفُ بَدَنَاً، هَذَا قولُ الأَزْهَرِيّ. وَقَالَ غيرُه: السَّبُعُ من البهائمِ العادِيَةِ: مَا كَانَ ذَا مَخْلَبٍ. وَفِي المُفرَدات: سُمِّي بذلك لتَمامِ قُوَّتِه، وَذَلِكَ أنَّ السَّبْعَ من الأَعْدادِ التّامَّةِ. ج: أَسْبُعُ فِي أدنى العدَد، وسِباع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يُكَسَّرْ على غيرِ سِباعٍ، وأمّا قَوْلُهم فِي جَمْعِه: سُبوعٌ، فمُشعِرٌ أنَّ السَّبْعَ لَيْسَ بتَخفيفٍ كَمَا ذهبَ إِلَيْهِ أَهْلُ اللُّغَة لأنّ التَّخفيفَ لَا يُوجِبُ حُكماً عِنْد النَّحْوِيِّين، على أنّ تَخفيفَه لَا يَمْتَنِع، وَقد جاءَ كثيرا فِي أشعارِهم، مِثلَ قَوْلِه:
(أمِ السَّبْع فاسْتَنْجوا وأينَ نَجَاؤُكُم ... فَهَذَا ورَبِّ الرَّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ)
وأنشدَ ثَعْلَبٌ:
(لِسانُ الفَتى سَبْعٌ عَلَيْهِ شَذَاتُه ... فإنْ لم يَزَعْ من غَرْبِه فَهُوَ آكِلُهْ)
وأرضٌ مَسْبَعَةٌ، كَمَرْحَلَةٍ: كَثيرَتُه، وَفِي الصِّحَاح: ذاتُ سِباعٍ، قَالَ لَبيدٌ: إليكَ جاوَزْنا بِلاداً مَسْبَعَه ْ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بابُ مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ ونَظيرَهما ممّا جاءَ على مَفْعَلةٍ لازِمَةً لَهَا الْهَاء، وَلَيْسَ فِي كلِّ)
شيءٍ يُقَال، إلاّ أنْ تَقيسَ شَيْئا وتَعْلَم مَعَ ذَلِك أنَّ العربَ لم تَتَكَلَّمْ بِهِ، وَلَيْسَ لَهُ نَظيرٌ من بناتِ الأرْبَعةِ عندَهم، وإنّما خَصُّوا بِهِ بَناتِ الثلاثةِ لخِفَّتِها، مَعَ أنَّهم يَسْتَغنون بقَولِهم: كَثيرةُ الذِّئابِ، وَنَحْوهَا. وذاتُ السِّباع، ككِتابٍ: ع، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. ووادي السِّباع: مَوْضِعٌ بطريقِ الرَّقَّةِ على ثلاثةِ أَمْيَالٍ من الزُّبَيْدِيَّة، يُقَال: إنّه مرَّ بِهِ وائِلُ بنُ قاسِطٍ على أَسْمَاءَ بِنتِ دُرَيْمِ بنِ القَيْنِ بنِ أَهْوَدَ بنِ بَهْرَاءَ بنِ عَمْرِو بنِ الحافي بنِ قُضاعة، فهَمَّ بهَا حينَ رَآهَا مُنفَرِدَةً فِي الخِباء فَقَالَ لَهُ: واللهِ لَئِنْ هَمَمْتَ بِي لَدَعَوْتُ أَسْبُعي، فَقَالَ: مَا أرى فِي الْوَادي غَيْرَك، فصاحَتْ ببَنيها: يَا كَلْبُ، يَا ذِئْب، يَا فَهْدُ، يَا دُبُّ، يَا سِرْحانُ، يَا سِيدُ، يَا ضَبُعُ، يَا نَمِرُ، فجاؤوا يَتَعَادَوْنَ بالسُّيوفِ، فَقَالَ: مَا أرى هَذَا إلاّ وَادي السِّباع، وَقد ذَكَرَه سُحَيْمُ بنُ وَثيلٍ الرِّياحيُّ، فَقَالَ:
(مَرَرْتُ على وَادي السِّباعِ وَلَا أرى ... كَوادي السِّباعِ حينَ يُظلِمُ وادِيا)
والسَّبْعِيَّةُ، هَكَذَا فِي النّسخ، كأنّه نِسبةٌ إِلَى السَّبْعةِ. وَفِي العُباب: السُّبَيْعَةُ، مُصغّراً: ماءَةٌ لبَني نُمَيْرٍ. والسَّبْعونَ: عدَدٌ، م، وَهُوَ العِقدُ الَّذِي بَين السِّتِّين والثَّمانين، وَقد تكرَّرَ ذِكرُه فِي القُرآنِ والْحَدِيث. والعربُ تضَعُها مَوْضِعَ التَّضعيفِ والتكثير، كقولِه تَعَالَى: إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُم سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُم فَهُوَ لَيْسَ من بابِ حَصْرِ العدَد، فإنّه لم يُرِدْ اللهُ عزَّ وجلَّ أنّه إنْ زادَ على السَّبْعين غُفِرَ لَهُم، ولكنّ المَعنى إِن استَكثرْتَ من الدُّعاءِ والاستِغفارِ للمُنافقين لم يَغْفِرِ الله لَهُم. وَكَذَلِكَ الحَدِيث: إنّه ليُغانُ على قَلْبِي حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللهَ فِي اليَومِ سَبْعِين مَرّةً. وَمُحَمّد بنُ سَبْعُون المُقرِئُ المَكّيُّ قرأَ على إسماعيلَ بنِ عَبْد الله بنِ قُسْطَنطين، المعروفِ بالقُسْط. أَبُو محمدٍ، كَمَا فِي العُباب، ابْن يحيى السُّلَمِيّ وَفِي التبصير: أَبُو بكرٍ عَبْد الله بنُ سَبْعُون القَيْروانيُّ مُحدِّث، عَن أبي نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بنِ سعيدٍ الوائليّ السِّجْزِيّ بمَكَّة، وَأبي الحسَنِ بنِ صَخْرٍ، وَعنهُ أَبُو القاسمِ إسماعيلُ بنُ أحمدَ السَّمَرْقَنْديّ، وَأَبُو الحسَنِ بنُ عبدِ السَّلَام، سَكَنَ بَغْدَاد، وتُوفِّي سنةَ أربعمائةٍ وتِسعٍ وعِشرين، وَقد اشْتَبهَ على الحافظِ حِين كناه أَبَا بكرٍ بولَدِه أبي بكرٍ أحمدَ بنِ عَبْد الله بنِ سَبْعُون القَيْروانيّ، ثمّ البغداديّ، وَهَذَا قد سَمِعَ أَبَا الطَّيِّبِ الطَّبَريَّ، وَعنهُ ابنُه عَبْد الله وتُوفِّيَ سنةَ خَمْسِمائةٍ، وعَشْرٍ. كَذَا فِي تاريخِ الذَّهَبيِّ، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. وسَبْعِينُ: ة، بحَلب ببابِها كَانَت إقْطاعاً للمُتَنَبِّئِ الشَّاعِر، من سَيْفِ الدولةِ مَمْدُوحِه، وإيّاها عَنى بقَولِه: أَسيرُ إِلَى إقْطاعِهِ فِي ثِيابِهعلى طِرْفِهِ من دارِه بحُسامِه والسَّبُعان، بضمِّ الْبَاء: ع، هَكَذَا نَقله الجَوْهَرِيّ، قَالَ: وَلم يَأْتِ على فَعُلانَ شيءٌ غيرُه، وَفِي)
العُبابِ أنّه ببِلادِ قَيْسٍ، وَفِي مُعجَمِ البَكْريِّ أنّه جبَلٌ قِبَلَ فَلْج، وَقيل: وادٍ شَمالِيِّ سَلَم، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ لابنِ مُقبِلٍ:
(أَلا يَا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ ... أَمَلَّ عَلَيْهَا بالبِلى المَلَوانِ)
والسَّبْعَةُ وتُضَمُّ الباءُ: اللَّبُؤَة، وَمِنْه المثَل: أَخَذَه أَخْذَ سَبُعَة على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْن السِّكِّيت، كَمَا تقدّم. وككِتابٍ: سِباعُ بنُ ثابِت، روى عَنهُ عُبَيْدُ اللهِ بن أبي يَزيدَ أنّه أَدْرَكَ الجاهليّة. سِباعُ بنُ زَيْدٍ أَو يَزيد، العَبْسِيُّ، لَهُ وِفادَةٌ رُواتُها مَجْهُولون. سِباعُ بنُ عُرْفُطَةَ الغِفارِيُّ مَشْهُورٌ، اسْتَعملَه النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم على الْمَدِينَة. وكزُبَيْرٍ، سُبَيْعُ بنُ حاطِبٍ الأنْصاريُّ الأَوْسيُّ، حَليفُهم، وَفِي العُباب، وَهُوَ من بني مُعاوِيَةَ بنِ عَوْفٍ، استُشهِدَ يومَ أُحُدٍ. سُبَيْعُ بنُ قَيْس بن عَيْشَةَ الخَزْرَجيُّ الحارِثيُّ، بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، صَحابِيُّون، رَضِيَ الله عَنْهُم. وكجُهَيْنَة: سُبَيْعةُ بنتُ الحارثِ الأَسْلَميّة، توفِّيَ عَنْهَا سَعْدُ بنُ خَوْلَةَ بمكّة، فَوَلَدتْ بَعْدَه بنِصفِ شهرٍ، وَقد تقدّمَ حديثُها. سُبَيْعةُ بنتُ حَبيبٍ الضُّبَيْعِيَّة، روى عَنْهَا ثابِتٌ البُنانِيُّ: صَحابِيَّتان، رَضِيَ الله عَنْهُمَا، وَقَالَ العُقَيْليّ فِي الأَفْراد: سُبَيْعةُ الأَسْلَميّة، وَقَالَ: هِيَ غيرُ بنتِ الحارثِ. والسِّبْع، بالكَسْر: الوِرْد، وَهُوَ ظِمْءٌ من أَظْمَاءِ الْإِبِل، وإبلٌ سَوابِعٌ، وَهُوَ أَن تَرِدَ فِي اليَومِ السابِعِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَفِي أَظْمَاءِ الإبلِ السِّبْعُ، وَذَلِكَ إِذا أقامَتْ فِي مَراعيها خَمْسَةَ أيّامٍ كَوامِلَ. وَوَرَدتْ اليومَ السادسَ، وَلَا يُحسَبُ يومُ الصَّدَر. السُّبْع، بالضَّمّ، وكأميرٍ: جُزءٌ من سَبْعَةٍ، والجَمعُ: أَسْبَاعٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ سَبيعاً لغيرِ أبي زَيْدٍ. وسَبَعَهُم، كَضَرَبَ ومَنَعَ: كَانَ سابِعَهُم، الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وزادَ يونُسَ بنُ حبيب فِي كتابِ اللُّغَات: من حدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، فَهُوَ مُثَلَّثٌ، مُستدرَكٌ على المُصَنِّف. أَو سَبَعَهُم يَسْبعهم بالتَّثْليثِ: أَخَذَ سُبْعَ أموالِهم. سَبَعَ الذِّئبَ: رَماهُ أَو ذَعَرَه، قَالَ الطِّرْماحُ يصفُ ذِئْباً:
(فلمّا عَوى لَفْتَ الشِّمالِ سَبَعْتُه ... كَمَا أَنا أَحْيَاناً لهُنَّ سَبُوعُ)
وَيُقَال أَيْضا: سَبَعَ فلَانا: إِذا ذَعَرَه. سَبَعَ فلَانا: شَتَمَه وعابَه وانْتَقَصه وَوَقَع فِيهِ بالقَولِ القَبيحِ، ورماه بِمَا يَسوءُ من القَذَع. أَو سَبَعَه: عَضَّه بأَسْنانِه، كفِعلِ السَّبُعِ. سَبَعَ الشيءَ: سَرَقَه، كاسْتَبَعَه، كِلاهما عَن أبي عمروٍ. سَبَعَ الذئبُ الغنَمَ، أَي فَرَسَها فَأَكَلها. سَبَعَ الحَبلَ يَسْبَعُه سَبْعَاً: جَعَلَه على سَبْعِ قُوىً، أَي طاقاتٍ. والسُّباعيُّ، بالضَّمّ: الجمَلُ العظيمُ الطَّوِيل، قَالَه النَّضْر، والرُّباعيُّ مثلُه على طولِه، وَهِي بهاءٍ، يُقَال: ناقةٌ سُباعِيّةٌ ورجلٌ سُباعِيُّ البدَنِ كَذَلِك، أَي تامُّه.)
والأُسْبوع، من الأيّام، قَالَ الليثُ: من الناسِ من يَقُول: السُّبُوع فِي الأيّامِ والطَّوافِ بضَمِّهما، الأخيرُ بِلَا ألِف، م، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من عدَدِ السَّبْعِ، والجَمع: الأسابيع. يُقَال: طافَ بالبيتِ سَبْعَاً، بفتحِ السِّين وضمِّها وأُسْبوعاً، وَقَالَ أَبُو سعيد: قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: سُبوعاً وَلَا أعرفُ أَحَدَاً قَالَه غيرُه، والمعروفُ أُسْبوعاً، أَي سَبْعَ مرّاتٍ. وَقَالَ الليثُ: الأُسْبوعُ من الطَّوافِ ونَحوِه: سَبْعَةُ أَطْوَافٍ، والجَمعُ أُسْبوعات، وَيُقَال: أَقَمْتُ عندَه سُبْعَيْن، أَي جُمعتَيْن. قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أَنْكَره أَبُو سعيدٍ على ابْن دُرَيْدٍ قد جاءَ فِي حديثِ سَلَمَةَ بنِ جُنادَة: إِذا كانَ يومُ سُبوعِه. يريدُ يومَ أُسْبوعِه من العُرْس، أَي بعدَ سَبْعَةِ أيّامٍ. وكأميرٍ: السَّبيعُ بنُ سَبْع بنِ صَعْبِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ كُرْزِ بنِ مالكِ بنِ جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرَانَ بن نَوْفِ بنِ هَمْدَان، أَبُو بَطْنٍ من هَمْدَان، نَقَلَه ابنُ الكَلبيِّ، مِنْهُم: الإمامُ أَبُو إسحاقَ عُمر، هَكَذَا فِي النّسخ، وصوابُه: عَمْرُو بنُ عَبْد الله بن عليِّ بن هانِئٍ التابعيُّ المُحدِّث، روى عَن البَراءِ بنِ عازِبٍ، وَعنهُ شُعبَةُ. قلتُ: وَمِنْهُم أَيْضا: أَبُو مُحَمَّد الحسَنُ بنُ أحمدَ السَّبيعيّ الحافظُ، كَانَ فِي حُدودِ السَّبْعين وثلاثِمائةٍ، بحَلَب. السَّبيع: محَلَّةٌ بالكُوفَة مَنْسُوبةٌ إِلَيْهِم أَيْضا. وأَسْبَعَ الرجلُ: وَرَدَتْ إبلُه سَبْعَاً، وهم مُسْبِعون، وَكَذَلِكَ فِي سائرِ الأَظْماءِ، كَمَا تقدّم. أَسْبَعَ القَومُ: صَارُوا سَبْعَةً. أَسْبَعَ الرُّعْيانُ، إِذا وَقَعَ السَّبُعُ فِي مَواشيهم، عَن يَعْقُوب، قَالَ الراجز: قد أَسْبَعَ الرَّاعِي وضَوْضا أَكْلُبُه أَسْبَعَ ابْنَه: دَفَعَه إِلَى الظُّؤُورَةِ وَمِنْه قولُ العَجَّاجِ، كَمَا فِي التَّهْذِيب:
(إنَّ تَميماً لم يُراضِعْ مُسْبَعا ... وَلَمْ تَلِدْه أمُّه مُقَنَّعا) وَنَبَسه الجَوْهَرِيّ إِلَى رُؤْبَة، وَقد تقدّم فِي رضع وَيَأْتِي تفسيرُه قَرِيبا. أَسْبَعَ فلَانا: أَطْعَمَه السَّبُعَ، كَذَا نصُّ الصِّحَاح، وَفِي المُفردَات لَحْمَ السَّبُع. أَسْبَعَ عَبْدَه، أَي أَهْمَله، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ، يصفُ حِماراً:
(صَخْبُ الشَّوارِبِ لَا يزالُ كأنَّهُ ... عَبْدٌ لآلِ رَبيعةَ مُسْبَعُ)
والمُسْبَع، كمُكْرَم، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هَكَذَا رَوَاهُ الأَصْمَعِيّ مُسْبَعٌ بفتحِ الْبَاء، واختُلِفَ فِيهِ فَقيل: هُوَ المُترَف، نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وَهُوَ قريبٌ من معنى المُهمَل لأنّه إِذا أُهْمِل فقد أُترِفَ عَادَة، أَو كنى بالمُسْبَع عَن الدَّعِيّ الَّذِي لَا يُعرَفُ أَبوهُ، قَالَه الراغبُ والصَّاغانِيّ، أَو ولَدُ الزِّنا، وَهُوَ قريبٌ من الدَّعِيِّ أَو مَن تَموتُ أمُّه فيُرضِعُه غيرُها، قَالَ النَّضْر: وَيُقَال: رُبَّ غُلامٍ رَأَيْتُه يُراضَع،)
قَالَ: والمُراضَعة: أَن يَرْضَعَ أمَّه وَفِي بَطْنِها ولَدٌ، وَقد تقدّم، ويُراعى فِيهِ معنى الإهمال لأنّه إِذا ماتَتْ أمُّه فقد أُهمِل، أَو مَن هُوَ فِي العُبودِيَّةِ إِلَى سَبْعَةِ آباءٍ، أَو فِي اللُّؤْمِ، وَقَالَ بَعْضُهم: إِلَى سَبْعِ أمَّهاتٍ، أَو إِلَى أَرْبَعةٍ، هَكَذَا قَالَه النَّضْر، وَلم يَأْخُذهُ من اللَّفظِ، وَقَالَ غَيْرُه: مَن نُسِبَ إِلَى أَرْبَعِ أمَّهاتٍ كلُّهَنَّ أَمَةٌ، أَو مَن أُهمِلَ مَعَ السِّباع، فصارَ كسَبُع خُبْثاً، نَقله أَبُو عُبَيْدةَ. وَقَالَ غيرُه: المُسْبَع: المُهمَلُ الَّذِي لم يُكَفَّ عَن جَراءَتِه، فبَقِيَ عَلَيْهَا. وعَبدٌ مُسْبَعُ، أَي مُهمَلٌ جَريءٌ، تُرِكَ حَتَّى صارَ كالسَّبُع، وَبِه فَسَّرَ الجَوْهَرِيّ قولَ أبي ذُؤَيْبٍ. وَقَالَ السُّكَّريُّ فِي شَرْحِ الدِّيوان: عَبدٌ مُسْبَعٌ، أَي مُهمَلٌ، وأصلُ المُسْبَع: المُسلَمُ إِلَى الظُّؤورَة، قَالَ رُؤْبَة: إنَّ تَميماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا أَي لم يُقطَعْ عَن أمِّه فيُدفَعْ إِلَى الظُّؤورَةِ، فَيكون مُهمَلاً، والصبيُّ فِي أسابيعِه سَبْعَةُ أسابيع، وَهِي أَرْبَعون يَوْمًا لَا يُسقَى، فالمُسْبَعُ مِن هَذَا، وسُمِّي تَميماً لأنّه تَمَّ فِي بَطْنِ أمِّه، وُلِدَ لسَنتَيْن، فحينَ وُلِدَ لم يَشْرَبْ اللبَنَ، أَكَلَ وَقد نَبَتَتْ أَسْنَانُه. أَو المَولودُ لسَبعَةِ أَشْهُرٍ فَلم يُنضِجْه الرَّحِمُ وَلم يُتِمَّ شُهورَه، نَقله الأَزْهَرِيّ وابنُ فارِسٍ، وَبِه فسَّرَ الأَزْهَرِيّ قَوْلَ رُؤْبَةَ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: قَالَ أَبُو سعيدٍ الضَّرير: مُسْبعٌ بكسرِ الْبَاء، قَالَ: فشَبَّهَ الحِمارَ وَهُوَ يَنْهَقُ بعَبْدٍ قد صادَفَ فِي غنَمِهِ سَبُعاً، فَهُوَ يُهَجْهِجُ بِهِ ليَزْجُرَه عَنْهَا. قَالَ: وَأَبُو رَبيعةَ فِي بني سَعْدِ بنِ بكرٍ، وَفِي غيرِهم، ولكنّ جيرانَ أبي ذُؤَيْبٍ بَنو سَعْدِ بنِ بكرٍ، وهم أَصْحَابُ غَنَم. قلتُ: وَفِي شَرْحِ الدِّيوان: أَبُو رَبيعةَ هَذَا ابنُ ذُهْلِ بنِ شَيْبَان، وَيُقَال: أَبُو رَبيعةَ من بَني شِجْعِ بنِ عامرِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناةَ. قلتُ: وَفِيه وَجْهٌ آخَرَ، تقدَّمَ فِي ربع فراجِعْه. وسَبَّعَه تَسْبِيعاً: جَعَلَه سَبْعَةً، وَكَذَا سَبَّعَه: إِذا جَعَلَه ذَا سَبْعَةِ أَرْكَانٍ. سَبَّعَ الإناءَ: غَسَلَه سَبْعَ مَرّاتٍ، وَمِنْه قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
(فإنَّكَ مِنها والتَّعَذُّرُ بَعْدَما ... لَجَجْتَ وشَطَّتْ من فُطَيْمَةَ دارُها)

(لَنَعْتُ الَّتِي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها ... وقالتْ حَرامٌ أَن يُرَجَّلَ جارُها)
قَالَ أَعرابيٌّ لرَجُلٍ أَحسَنَ إِلَيْهِ: سَبَّعَ الله لَكَ، أَي أَعطاكَ أَجرَكَ سبْعَ مَرَّاتٍ، أَو ضَعَّفَ لَك مَا صنعْتَ سبعةَ أَضْعافٍ. وَفِي نوادِرِ الأَعرابِ: سَبَّعَ الله لفُلانٍ تَسْبيعاً، وتّبَّع لَهُ تَتْبِيعا، أَي تابعَ لَهُ الشيءَ بعدَ الشَّيءِ، وَهُوَ دعوةٌ تكونُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ، قَالَ أَبو سعيدٍ: وحُكِيَ عَن العَرَبِ وسمعتُ من دعامةَ بنِ ثامِلٍ: سَبَّع الله لكَ أَجْرَها، أَي ضاعَفَ اللهُ لكَ أَجرَ هَذِه الحَسَنة.
وَقَالَ السُّكَّريّ فِي شرحِ قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ: تُسَبِّعُ سُؤْرَها، أَي تتَصَدَّقُ بِهِ، تلتَمِسُ تَسبيعَ الأَجرِ،)
والعَرَبُ تضَعُ التَّسْبيعَ مَوضِع التَّضْعِيفِ وَإِن جاوَزَ السَّبْعَ، والأَصلُ فِي ذلكَ قَوْله عَزَّ وجَلَّ: مَثَلُ الَّذينَ يُنْفِقونَ أَموالَهُم فِي سَبِيل الله كمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبتت سبعَ سنابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مائةُ حَبَّةٍ وَالله يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ، ثمَّ قَالَ النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: الحَسَنَةُ بعَشْرٍ إِلَى سبعمائةٍ والمَعنى تَلتَمِسُ تَسبيعَ الثَّوابِ بِسُؤْرِها، فأَلقى الباءَ ونصَب. سَبَّعَ الْقُرْآن: وَظَّفَ عَلَيْهِ قراءَتَه فِي كلِّ سَبْع ليالٍ، كَمَا فِي اللِّسَان والعبابِ. سَبَّع لامرأَتِهِ: أَقامَ عِنْدهَا سَبْعَ ليالٍ، وَمِنْه قولُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لأُمِّ سلَمَةَ حينَ تَزَوَّجَها وَكَانَت ثَيِّباً: إنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِن سَبَّعْتُ لكِ سَبَّعْتُ لِنِسائي، وَفِي روايةٍ: إِن شئتِ سبَّعْتُ عندَكِ، ثمَّ سَبَّعْتُ عندَ سَائِر نِسائي، وَإِن شئتِ ثَلَّثْتُ ودُرْتُ، فَقَالَت: ثَلِّثْ ودُرْ، اشتَقُّوا فَعَّلَ من الواحِدِ إِلَى العَشْرَة، فَمَعْنَى سَبَّعَ: أَقامَ عندَها سبعا، وثَلَّثَ: أَقام عندَها ثَلَاثًا، وَكَذَلِكَ من الْوَاحِد إِلَى العَشَرة فِي كلِّ قولٍ وفِعلٍ. سبَّعَ دراهِمَهُ، أَي كمَّلَها سبعينَ. وَهَذِه مُوَلّدة، وَكَذَلِكَ سَبْعَنَ دَراهِمَه: إِذا كمَّلَها سبعين، مولّدة أَيضاً، لَا يَجوزُ أَنْ يُقالَ ذَلِك، وَلَكِن إِذا أَرَدْتَ أَنَّكَ صَيَّرْتَه سبعين قلتَ: كَمَّلْتُه سَبعينَ من غير اشتِقاق فِعْلٍ مِنْهُ. سَبَّعَت القَومُ: تَمَّتْ سَبْعَمائةِ رَجُلٍ، وَمِنْه الحَدِيث: سَبَّعَتْ سُلَيْمُ يومَ الفَتْحِ أَي كَمُلَتْ سَبْعَمائةِ رَجُل، وَهُوَ نَظيرُ ثَيَّبَتِ المَرأَةُ، ونَيَّبَتِ النّاقةُ. والسِّباعُ، ككِتابٍ: الجِماعُ نَفْسُه، وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّه صَبَّ على رأْسِه الماءَ من سِباعٍ كانَ مِنْهُ فِي رمَضــانَ هَذِه عَن ثعلَبٍ عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
قيلَ: هُوَ الفخَارُ بكَثرَتِه، وإظْهارُ الرَّفَثِ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيث: نُهِيَ عَن السِّباعِ قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: كأَنَّه نُهِيَ عَن المُفاخَرَةِ بالرَّفَثِ وكَثرَة الجِماعِ، والإعرابِ بِمَا يُكْنَى عَنهُ من أَمْرِ النِّساءِ. قيل: السِّباعُ المَنهيُّ عَنهُ: التَّشاتُمُ بأَن يَتسابَّ الرَّجُلانِ، فيَرْمِيَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه بِمَا يسوءُهُ من القَذْعِ. وَمِمَّا يستدرَكُ عَلَيْهِ: السَّبْعُ المَثاني: الفاتِحَةُ، لأَنَّها سَبْعُ آياتٍ، وَقيل: السُّوَرُ الطِّوالُ من الْبَقَرَة إِلَى الأَعرافِ، كَمَا فِي المُفرَداتِ، وَفِي اللِّسَان إِلَى التَّوبَةِ، على أَن تُحسَبَ التَّوْبَةُ والأَنفالُ بسورَةٍ واحِدَةٍ، وَلِهَذَا لم يُفصَل بينَهما بالبَسْمَلَةِ فِي المُصْحَف. وَهَذَا سَبيعُ هَذَا، أَي سابِعُه. وَهُوَ سابِعُ سَبْعَةٍ، وسابِعُ سِتَّةٍ. وأَسْبَعَ الشيءَ: صيَّرَهُ سَبْعَةً. وسَبَّعَتِ المَرأَةُ: ولَدَتْ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ. وسُبِعَ المَولودُ: حُلِقَ رأْسُه، وذُبِحَ عَنهُ لسَبْعَة أَيّامٍ، قَالَه ابْن دُرَيدٍ. وسَبَّعَ اللهُ لكَ: رَزَقَكَ سَبعةَ أَولادٍ، وَهُوَ على الدُّعاءِ. وثَوبٌ سُباعِيٌّ، إِذا كانَ طولُه سَبعَ أَذْرُعٍ، أَو سبعَةَ أَشْبارٍ، لأَنَّ الشِّبْرَ مُذَكَّر، والذِّراعَ مُؤَنَّثةٌ. وبَعيرٌ مُسَبَّعٌ، كمُعَظَّمٍ، إِذا زادَت فِي مُلَيْحائِه سَبْعُ مَحالاتٍ. والمُسَبَّعُ من العروضِ: مَا بُنِيَ على سَبعَةِ أَجزاءٍ. وجَمْعُ السَّبْعِ: سُبوعٌ وسُبوعَةٌ،)
كصُقورٍ وصُقورَةٍ. وسُبِعَت الوَحْشِيَّةُ، فَهِيَ مَسْبوعَةٌ: أَكَلَ السَّبُعُ ولَدَها. والسِّباعُ، ككِتابٍ: موضعٌ، أَنشدَ الأَخفَشُ:
(أَطلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةٍ ... سأَلْتُ فلَمّا اسْتَعْجَمَت ثمَّ صَمَّتِ)
والسُّبَيعانِ: جَبلانِ، قَالَ الرَّاعي:
(كأَنّي بصَحراءِ السُّبَيْعَيْنِ لَمْ أَكُنْ ... بأَمثال هِندٍ قبلَ هِنْدٍ مُفَجَّعا)
وأَسْبَعَت الطَّريقُ: كَثُرَ فِيهَا السِّباعُ. والمُتَسَبَّعُ: مَوضِعُ السَّبُعِ. وأَبو السِّباع: كُنيَةُ إسماعيلَ عَلَيْهِ السَّلام، لأَنَّه أَوَّل مَن ذُلِّلَتْ لَهُ الوُحوشُ. ويُقال: مَا هُوَ إلاّ سَبُعٌ من السِّباعِ، للضَّرارِ. وَهُوَ مَجاز. وأَسْبَعَ لامرأَتِهِ: لُغَةٌ فِي سَبَّعَ. وأُمُّ الأَسْبُعِ بنتُ الحافي بنِ قُضاعَةَ، بضَمِّ الباءِ، هِيَ أُمُّ أَكْلُبٍ وكِلابٍ ومَكْلَبَة، بني رَبيعَة بنِ نِزارٍ. وسُبَيْعَةُ بنُ غَزالٍ: رَجُلٌ من العرَب لَهُ حديثٌ.
ووَزْنُ سَبْعَةَ: لَقَبٌ. وأَبو الرَّبيعِ سُليمانُ بنُ سَبعٍ السَّبْتِيّ، وَقد تُضَمُّ الباءُ: صاحِبُ شِفاءِ الصُّدور. والسَّبْعِيَّةُ: طائفَةٌ من غلاةِ الشِّيعَة. وكُزُبَيْرٍ: سُبَيْعُ بنُ الحارِثِ بنِ أُهْبانَ السُّلَمِيُّ، من ولَده أَحمرُ الرَّأْسِ بن قرَّةَ بنِ دُعموصِ بن سُبَيع السُّبَيْعِيُّ: شاعرٌ، روَت عَنهُ ابنَتُه أُمُّ سُرَيْرَةَ كثيرا من شعرِه، أَنشدَه عَنْهَا الهَجَرِيُّ فِي نوادرِه. وكجُهَيْنَةَ: سُبَيْعَةُ بنُ رَبيع بنِ سُبَيْعٍ القُضاعِيّ، من ولَده: أَوْسُ بنُ مالِكِ بنِ زينةَ بنِ مالِك بن سُبيعَةَ، كَانَ شريفاً، ذكَرَه الرُّشاطِيُّ.
وبِرْكَةُ السَّبْعِ: قَريَةٌ بمِصْر. وسُوَيْقَةُ السَّبَّاعِينَ: خُطَّةٌ بهَا. وأَبو محمّدٍ عبدُ الحَقِّ بنُ إبراهيمَ بنِ نَصْرٍ، الشهيرُ بِابْن سَبعين المَكّيُّ المُرسِيُّ الأَندلسيُّ المُلَقَّبُ بقُطْبِ الدِّينِ، وُلدَ سنةَ خَمسمائةٍ وأَرْبَعَةَ عَشَرَ، وتُفِّيَ بمَكَّةَ سنةَ ستِّمائةٍ وتِسْعٍ وعشرينَ. ودَرْبُ السَّبيعيّ بحَلَب، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبو عَبْد الله الحُسَيْنُ بنُ صالِح بنِ إسماعيلَ بنِ عُمَرَ بنِ حَمّادِ بنِ حَمزةَ الحلبيُّ السَّبيعيّ، مُحَدِّث ابْن مُحَدِّثٍ، وابنُ عَمِّ أَبيه الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ صَالح: حافِظٌ ثِقَةٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.