Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=93755#520b48
نَــرْجِس: مَعْرُوفٌ.
جرس: الجَرْسُ: مصدرٌ، الصوتُ المَجْرُوسُ. والجَرْسُ: الصوتُ نفسه.
والجَرْسُ: الأَصلُ، وقيل: الجَرْسُ والجِرْسُ الصوت الخَفِيُّ. قال ابن
سيده: الجَرْسُ والجِرْسُ والجَرَسُ؛ الأَخيرة عن كراع: الحركةُ والصوتُ من
كل ذي صوت، وقيل: الجَرْس، بالفتح، إِذا أُفرد، فإِذا قالوا: ما سمعت له
حِسّاً ولا جِرْساً، كسروا فأَتبعوا اللفظ اللفظ.
وأَجْرَسَ: علا صوته، وأَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه؛ قال
جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّى الحارثي الطُّهَوِيُّ يخاطب امرأَته:
لقد خَشِيتُ أَن يَكُبَّ قابِرِي
ولم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ
شِنْظِيرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ،
حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ،
قامتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحاضِرِ
يقول: لقد خشيت أَن أَموت ولا أَرى لك ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِي بكِ
وتُسْمِعُكِ المكروه عند إِجْراس الطائر، وذلك عند الصَّباح. والجمائر: جمع
جَمِيرة، وهي ضفيرة الشعر، وقيل: جَرَسَ الطائرُ وأَجْرَس صَوَّتَ.
ويقال: سمعت جَرْسَ الطيرإِذا سمعت صوت مناقيرها على شيء تأْكله. وفي الحديث:
فتسمعون صوتَ جَرْسِ طَيْرِ الجنة؛ أَي صوتَ أَكلها. قال الأَصْمَعِيُّ:
كنتُ في مجلس شُعْبَةَ قال: فتسمعون جَرْشَ طير الجنة، بالشين، فقلت:
جَرْسَ، فنظر إِليَّ وقال: خذوها عنه فإِنه أَعلم بهذا منا؛ ومنه الحديث:
فأَقبل القوم يَدِبُّونَ ويُخْفُونَ الجَرْسَ؛ أَي الصوت. وفي حديث سعيد
بن جبير، رضي اللَّه عنه، في صفة الصَّلْصالِ قال: أَرض خِصْبَةٌ
جَرِسَةٌ؛ الجَرْسة: التي تصوِّت إِذا حركت وقلبت وأَجْرَسَ الحادي إِذا حدا
للإِبل؛ قال الراجز:
أَجْرِسْ لها يا ابنَ أَبي كِباشِ،
فما لَها الليلةَ من إِنْفاشِ،
غيرَ السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ
أَي احْدُ لها لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِيرَ. قال الجوهري: ورواه ابن
السكيت بالشين وأَلف الوصل، والرواة على خلافه. وجَرَسْتُ وتَجَرَّسْتُ أَي
تكلمت بشيء وتنغمت به. وأَجْرَسَ الحَيُّ: سمعتُ جَرْسه. وفي التهذيب:
أَجْرَسَ الحيُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شيء. وأَجرَسني السَّبُعُ: سمع
جَرْسِي. وجَرَسَ الكلامَ: تكلم به.
وفلانٌ مَجْرَسٌ لفلان: يأْنس بكلامه وينشرح بالكلام عنده؛ قال:
أَنْتَ لي مَجْرَسٌ، إِذا
ما نَبا كلُّ مَجْرَسِ
وقال أَبو حنيفة: فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي مأْكلٌ ومُنتَفَعٌ. وقال مرة:
فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي يأْخذ منه ويأْكل من عنده.
والجَرَسُ: الذي يُضْرَبُ به. وأَجْرَسه: ضربه. وروي عن النبي، صلى
اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ؛ هو
الجُلْجُلُ الذي يعلق على الدواب؛ قيل: إِنما كرهه لأَنه يدل على
أَصحابه بصوته؛ وكان، عليه السلام، يحب أَن لا يعلم العدوّ به حتى يأْتيهم
فجأَةً، وقيل الجَرَسُ الذي يُعلق في عنق البعير. وأَجْرَسَ الحَلْيُ: سُمِع
له صوتٌ مثل صوت الجَرَسِ، وهو صوتُ جَرْسِه؛ قال العجاج:
تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا ما وَسْوَسا،
وارْتَجَّ في أَجيادِها وأَجْرَسا،
زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا
وجَرْس الحَرْفِ: نَغْمَتُه. والحروفُ الثلاثة الجُوفُ: وهي الياء
والأَلف والواو، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ.
أَبو عبيد: والجَرْسُ الأَكل، وقد جَرَسَ يَجْرُسُ. والجاروسُ: الكثير
الأَكل. وجَرَسَت الماشيةُ الشجرَ والعُشْبَ تَجْرِسُه وتَجْرُسُه
جَرْساً: لَحَسَتْه. وجَرَسَت البقرة ولدها جَرْساً: لحسته، وكذلك النحلُ إِذا
أَكلت الشجر للتَّعْسِيل؛ قال أَبو ذؤيب يصف نحلاً:
جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً،
وتَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُها
وجَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُِسُ إِذا أَكلته، ومنه قيل للنحل:
جَوارِسُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، دخل بيت بعض نسائه
فسقته عَسَلاً، فَتَواطَأَتْ ثنتان من نسائه أَن تقول أَيَّتُهما دخل
عليها: أَكَلْتَ مَغافِيرَ، فإِن قال: لا، قالت: فَشَرِبْتَ إِذاً عسلاً
جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ؛ أَي أَكلتْ ورَعَتْ. والعُرْفُطُ: شجر.
ونَحْلٌ جَوارِسُ: تَأْكل ثمر الشجر؛ وقال أَبو ذؤيب الهذلي يصف النحل:
يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ،
مَراضيعُ صُهْبُ الرّيشِ زُغْبٌ رِقابُها
والثمراء: جبل؛ وقال بعضهم: هو اسم للشجر المُثْمِر. ومراضيع: صغارٌ،
يعني أَن عسل الصِّغار منها أَفضل من عسل الكبار. والصُّهْبَةُ:
الشُّقْرَةُ، يريد أَجنحتها. الليث: النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً وتجرُسُ
النَّوْرَ، وهو لَحْسُها إِياه، ثم تُعَسَّله. ومرَّ جَرْسٌ من الليل أَي وقتٌ
وطائفة منه. وحكي عن ثعلب فيه: جَرَسٌ، بفتح الراء، قال ابن سيده: ولست
منه على ثقة، وقد يقال بالشين معجمة، والجمع أَجْراسٌ وجُرُوسٌ.
ورجل مُجَرَّسٌ ومُجَرِّسٌ: مُجَرِّبٌ للأُمور؛ وقال اللحياني: هو الذي
أَصابته البلايا، وقيل: رجل مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور وعرفها، وقد
جَرَّسَتْه الأُمورُ أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته؛ وأَنشد:
مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِيرِ
بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ على المَزْجُورِ
وأَوَّل هذه القصيدة:
جارِيَ لا تَسْتَنْكِري غَدِيري،
سَيْرِي وإِشفاقي على بعيرِي،
وحَذَرِي ما ليس بالمَحْذُورِ،
وكَثْرَةَ التَحْدِيثِ عن شُقُوري،
وحِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِيرِي
أَي لا تنكري حِفظَة أَي غضباً أَغضبه مما لم أَكن أَغضب منه؛ ثم قال:
والعَصْرَ قَبلَ هذه العُصُورِ،
مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ
بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ على المَزْجُورِ
العصر: الزمن، والدهر. والتجريس: التحكيم والتجربة، فيقول: هذه العصور
قد جَرَّسَت الغِرَّ منا أَي حكمت بالزجر عما لا ينبغي إِتيانه.
والرِّيْمُ: الفضل، فيقول: من زُجِرَ فالفضل عليه لأَنه لا يُزْجَرُ إِلا عن أَمر
قَصَّرَ فيه. وفي حديث ناقة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: وكانت ناقةً
مُجَرَّسَةً أَي مُجَرَّبة مُدَرَّبة في الركوب والسير. والمُجَرَّسُ من
الناس: الذي قد جرَّبَ الأُمور وخَبَرَها؛ ومنه حديث عمر، رضي اللَّه عنه،
قال له طَلحَة: قد جَرّسَتْك الدُّهورُ أَي حَنَّكَتك وأَحكمتك وجعلتك
خبيراً بالأُمور مجرَّباً، ويروى بالشين المعجمة بمعناه. أَبو سعيد:
اجْتَرَسْتُ واجْتَرَشْتُ أَي كَسَبْتُ.
جسر: جَسَرَ يَجْسُرُ جُسُوراً وجَسارَةً: مضى ونفَذ. وجَسَرَ على كذا
يَجْسُر جَسارَةً وتَجاسَر عليه؛ أَقدم. والجَسُورُ: المِقْدامُ. ورجل
جَسْر وجَسُورٌ: ماضٍ شجاعٌ، والأُنثى جَسْرَةٌ وجَسُورٌ وجَسُورَةٌ. ورجل
جَسْرٌ: جسيمٌ جَسُورٌ شجاع. وإِن فلاناً لَيُجَسَّرُ فلاناً أَي
يُشَجِّعُه. وفي حديث الشَّعْبِيِّ: أَنه كان يقول لسيفه: اجْسُرْ جَسَّارُ، هو
فعَّال من الجَسَارة وهي الجَراءَةُ والإِقدام على الشيء. وجَمَلٌ جَسْرٌ
وناقة جَسْرَة ومُتَجاسِرَة: ماضية. قال الليث: وقَلّما يقال جمل جَسْرٌ؛
قال:
وخَرَجَت مائِلَةَ التَّجاسُرِ
وقيل: جمل جَسْرٌ طويل، وناقة جَسْرَة طويلة ضَخْمَةٌ كذلك. والجَسْرُ،
بالفتح: العظيم من الإِبل وغيرها، والأُنثى جَسْرَة، وكلُّ عضْوٍ ضَخْمٍ:
جَسْرٌ؛ قال ابن مقبل:
هَوْجاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ
أَي ضخم؛ قال ابن سيده: هكذا عزاه أَبو عبيد إِلى ابن مقبل، قال: ولم
نجده في شعره. وتَجاسَرَ القوم في سيرهم؛ وأَنشد:
بَكَرَتْ تَجاسَرُ عن بُطونِ عُنَيْزَةٍ
أَي تسير؛ وقال جرير:
وأَجْدَرَ إِنْ تَجاسَرَ ثم نادَى
بِدَعْوَى: يَالَ خِنْدِفَ أَن يُجَابا
قال: تَجاسَرَ تطاول ثم رفع رأْسه. وفي النوادر: تَجَاسَر فلان لفلان
بالعصا إِذا تحرك له. ورجل جَسْرٌ: طويل ضخم؛ ومنه قيل للناقة: جَسْرٌ. ابن
السكيت: جَسَرَ الفَحْلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا ترك الضِّراب؛ قال
الراعي:تَرَى الطَّرِفَاتِ العُبْطَ من بَكَراتِها،
يَرُعْنَ إِلى أَلواحِ أَعْيَسَ جاسِرِ
وجارية جَسْرَةُ الساعدين أَي ممتلئتهما؛ وأَنشد:
دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ
والجَسْرُ والجِسْرُ: لغتان، وهو القنطرة ونحوه مما يعبر عليه، والجمع
القليل أَجْسُرٌ؛ قال:
إِن فِرَاخاً كَفِراخِ الأَوْكُرِ،
بِأَرْضِ بَغْدادَ، وَراءَ الأَجْسُرِ
والكثير جُسُورٌ. وفي حديث نَوْفِ بن مالك قال: فوقع عُوجٌ على نيل مصر
فجسَرَهُمْ سَنَةً أَي صار لهم جِسْراً يَعْبُرونَ عليه، وتفتح جيمه
وتكسر. وجَسْرٌ: حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلان. وبنو القَيْنِ بن جُسَير: قَوْمٌ
أَيضاً. وفي قُضاعَة جَسْرٌ من بني عمران بن الحَافِ، وفي قيس جَسْرٌ آخرُ
وهو جَسْرُ بن مُحارب بن خَصَفَةَ؛ وذكرهما الكميت فقال:
تَقَشَّفَ أَوْباشُ الزَّعانِفِ حَوْلَنا
قَصِيفاً، كأَنَّا من جُهَيْنَةَ أَوْ جَسْرِ
وما جَسْرَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أَبْتَغِي،
ولكِنْ أَبا القَيْنِ اعْتَدَلْنا إِلى الجَسرِ
نجس: النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ: القَذِرُ من الناس ومن كل شيء
قَذِرْتَه. ونَجِسَ الشيءَ، بالكسر، يَنْجَسُ نَجَساً، فهو نَجِسٌ ونَجَسٌ،
ورجل نَجِسٌ ونَجَسٌ، والجمع أَنْجاسٌ، وقيل: النَّجَسُ يكون للواحد
والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ وقوم نَجَسٌ.
قال اللَّه تعالى: إِنما المشركون نَجَسٌ؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا
وجَمَعوا وأَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ، وقال الفرّاء: نَجَسٌ لا يجمع
ولا يؤنث. وقال أَبو الهيثم في قوله: إِنما المشركون نَجَسٌ؛ أَي
أَنْجاسٌ أَخباث. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، كان إِذا دخل
الخلاء قال: اللهم إِني أَعوذ بك من النَّجْسِ الــرِّجْس الخَبيثِ
المُخْبِث. قال أَبو عبيد: زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس ولم يذكروا الــرجس
فتحوا النون والجيم، وإِذا بدؤوا بالــرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا
النون، فهم إِذا قالوه مع الــرجس أَتبعوه إِياه وقالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كسروا
لِمَكان رجس وثَنَّوا وجمعوا كما قالوا: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ، فإِذا
أَفردوا قالوا بالطَّم ففتحوا، وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بمعنى؛ قال ابن
سيده: وكذلك يعكسون فيقولون نِجْس رِجْسٌ فيقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ
الذي بعده، فإِذا أَفردوه قالوا نَجَسٌ، وأَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور على
كل حال؛ هذا على مذهب الفرّاء؛ وهي النَّجاسة، وقد أَنْجَسه. وفي الحديث
عن الحسن في رجل زنى بامرأَة تزوجها فقال: هو أَنْجَسَها وهو أَحق بها
والنَّجِسُ: الدَّنِس. وداء نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ: لا يبرأُ منه،
وقد يوصف به صاحب الداء.
والّنَجْس: اتخاذ عُوذَةٍ للصبي، وقد نَجَّس له ونَجَّسَه: عَوّذَه؛
قال:وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ، ومُنَجِّسٍ،
وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تُسَدَّد
(* هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة:
وحازيةٍ ملبوسةٍ، ومنجَّسِ، وطارقةِ في طرقِها لم تُشدّدِ.)
يصف أَهل الجاهلية أَنهم كانوا بين متَكَهِّنٍ وحَدَّاس وراقٍ ومنَجِّس
ومتَنَجِّم حتى جاء النبي، صلى اللَّه عليه وسلم.
والنَّجاس: التعويذ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: كأَنه الاسم من ذلك ابن
الأَعرابي: من المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة. ويقال
للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس؛ قال ثعلب: قلت له: المُعَوَّذ لِمَ قيل له منَجَّس وهو
مأْخوذ من النجاسة؟ فقال: إِن للعرب أَفعالاً تخالف معانيها أَلفاظها،
يقال: فلان يتنجس إِذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة كما قيل يَتَأَثَّم
ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ إِذا فعل فعلاً يخرج به من الإِثْمِ والحَرَج
والحِنْث. الجوهري: والتَّنْجِيسُ شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها
العين؛ ومنه قول الشاعر:
وعَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس
(* قوله «وعلق إلخ» صدره كما في شرح
القاموس :
وكان لدي كاهنان وحارث)
الليث: المُنَجَّسُ الذي يعلَّق عليه عظام أَو خرق. ويقال للمُعَوِّذ:
منَجِّس، وكان أَهل الجاهلية يعلِّقون على الصبيّ ومن يخاف عليه عيون الجن
الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِيض ويقولون: الجن لا تقربها. ابن الأَعرابي:
النُّجُسُ المعَوَّذون، والجُنُس المياه الجامدة.
والمَنْجَسُ: جليدة توضع على حز الوَتَر.
بهر: البُهْرُ: ما اتسع من الأَرض. والبُهْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ،
وقيل هي الأَرض الواسعة بين الأَجْبُلِ. وبُهْرَةُ الوادي: سَرارَتُه
وخيره. وبُهْرَةُ كل شيء: وسطُه. وبُهْرَةُ الرَّحْلِ كزُفْرَتِه أَي وسطه.
وبُهْرَةُ الليل والوادي والفرس: وسطه. وابْهارَّ النهارُ: وذلك حين ترتفع
الشمس. وابْهارَّ الليلُ وابْهِيراراً إِذا انتصف؛ وقيل: ابْهارَّ
تراكبت ظلمته، وقيل: ابْهارَّ ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نحو من ثلثه.
وابْهارَّ علينا أَي طال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه سار ليلةً
حتى ابْهارَّ الليلُ. قال الأَصمعي: ابْهارَّ الليلُ يعني انتصف، وهو
مأْخوذ من بُهْرَةِ الشيء وهو وسطه. قال أَبو سعيد الضرير: ابْهِيرارُ الليل
طلوعُ نجومه إِذا تنامّت واستنارت، لأَن الليل إِذا أَقبل أَقبلت
فَحْمَتُه، وإِذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة.
وفي الحديث: فلما أَبْهَرَ القومُ احترقوا أَي صاروا في بُهْرَةِ النهار
وهو وسطه.
وتَبَهَّرَتِ السحابةُ: أَضاءت. قال رجل من الأَعراب وقد كبر وكان في
داخل بينه فمرّت سحابة: كيف تراها يا بنيّ؟ فقال: أَراها قد نَكَّبتْ
وتَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ.
والبُهْرُ: الغلبة. وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَهُ وعلاه
وغلبه. وبَهَرَتْ فُلانةُ النساء: غلبتهن حُسْناً. وبَهَرَ القمرُ النجومَ
بُهُوراً: غَمَرَها بضوئه؛ قال:
غَمَّ النجومَ ضَوؤُه حِينَ بَهَرْ،
فَغَمَرَ النَّجْمَ الذي كان ازْدَهَرْ
وهي ليلة البُهْرِ. والثلاث البُهْرُ: التي يغلب فيها ضوءُ القمر
النجومَ، وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة. يقال: قمر باهر إِذا علا
الكواكبُ ضَوؤه وغلب ضوؤُه ضوأَها؛ قال ذو الرمة يمدح عمر بن هبيرة:
ما زِلْتَ في دَرَجاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً،
تَنْمي وتَسْمُو بك الفُرْعانُ مِنْ مُضَرَا (قوله الفرعان هكذا في
الأَصل، ولعلها القُرعان: ويريد بهم الأَقرع بن حابس الصحابي وأَخاه مرثداً
وكانا من سادات العرب).
حَتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ،
إِلاَّ على أَكْمَهٍ، لا يَعْرِفُ القَمَرَا.
أَي علوت كل من يفاخرك فظهرت عليه. قال ابن بري: الذي أَورده الجوهري
وقد بَهرْتَ، وصوابه حتى بَهرْتَ كما أَوردناه، وقوله: على أَحد؛ أَحد ههنا
بمعنى واحد لأَن أَحداً المستعمل بعد النفي في قولك ما أَحد في الدار لا
يصح استعماله في الواجب. وفي الحديث: صلاة الضحى إِذا بَهَرَت الشَّمسُ
الأَرضَ أَي غلبها نورها وضوْؤُها. وفي حديث عليّ: قال له عَبْدُ خَيْرٍ:
أُصَلِّي إِذا بَزَغَتِ الشمسُ؟ قال: لا، حتى تَبْهَرَ البُتَيْراءُ أَي
يستبين ضوؤُها. وفي حديث الفتنة: إِنْ خَشِيتَ أَن يَبْهَرَك شُعاعُ
السيف. ويقال لليالي البيض: بُهْرٌ، جمع باهر. ويقال: بُهَرٌ بوزن ظُلَمٍ
بُهْرَةٍ، كل ذلك من كلام العرب. وبَهَرَ الرجلُ: بَرَعَ؛ وأَنشد البيت
أَيضاً:
حتى بهرتَ فما تخفي على أَحد
وبَهْراً له أَي تَعْساً وغَلَبَةً؛ قال ابن ميادة:
تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبِيعُونَ مُهْجَتي
بجاريةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرا
وقال عمر بن أَبي ربيعة:
ثم قالوا: تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهْراً
عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ
وقيل: معنى بَهْراً في هذا البيت جمّاً، وقيل: عَجَباً. قال سيبويه: لا
فعل لقولهم بَهْراً له في حدّ الدعاء وإنما نصب على توهم الفعل وهو مما
ينتصب على إضمار الفعل غَيْرَ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه. وبَهَرَهُم الله
بَهْراً: كَرَبَهُم؛ عن ابن الأَعرابي. وبَهْراً لَهُ أَي عَجَباً.
وأَبْهَرَ إِذا جاء بالعَجَبِ. ابن الأَعرابي: البَهْرُ الغلبة. والبَهْرُ:
المَلْءُ، والبَهْرُ: البُعْدُ، والبَهْرُ: المباعدة من الخير، والبَهْرُ:
الخَيْبَةُ، والبَهْرُ: الفَخْرُ. وأَنشد بيت عمر بن أَبي ربيعة؛ قال أَبو
العباس: يجوز أَن يكون كل ما قاله ابن الأَعرابي في وجوه البَهْرِ أَن
يكون معنى لما قال عمر وأَحسنها العَجَبُ. والبِهارُ: المفاخرة. شمر:
البَهْرُ التَعْسُّ، قال: وهو الهلاك.
وأَبْهَرَ إِذا استغنى بعد فقر. وأَبْهَرَ: تزوج سيدة، وهي البَهِيرَةُ.
ويقال: فلانة بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ. وأَبْهَرَ إِذا تلوّن في أَخلاقه
دَمًّاثَةً مَرّةً وخُبْثاً أُخْرى. والعرب تقول: الأَزواج ثلاثة: زوجُ
مَهْرٍ، وزوجُ بَهْرٍ، وزوج دَهْرٍ؛ فأَما زوج مهرٍ فرجل لا شرف له فهو
يُسنْي المهرَ ليرغب فيه، وأَما زوج بهر فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه المرأَة
لتفخر به، زووج دهر كفؤها؛ وقيل في تفسيرهم: يَبْهَرُ العيون بحسنه أَو
يُعدّ لنوائب الدهر أَو يؤخذ منه المهر.
والبُهْرُ: انقطاع النَّفَسِ من الإِعياء؛ وقد انْبَهَرَ وبُهِرَ فهو
مَبْهُورٌ وبَهِيرٌ؛ قال الأَعشى:
إِذا ما تَأَتَّى يُرِيدُ القيام
تَهادى، كما قَدْ رَأَيْتَ البَهِيرَا
والبُهْرُ بالضم: تتابع النَّفَسِ من الإِعياء، وبالفتح المصدر؛
بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً أَي أَوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ أَي
تتابع نفسه. ويقال: بُهِرَ الرجل إِذا عدا حتى غلبه البُهْرُ وهو
الرَّبْوُ، فهو مبهور وبهير. شمر: بَهَرْت فلاناً إِذا غلبته ببطش أَو لسان.
وبَهَرْتُ البعيرَ إِذا ما رَكَضْتَهُ حتى ينقطع؛ وأَنشد ببيت ابن
ميادة:أَلا يا لقومي إِذ يبيعون مِهْجَتي
بجاريةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرَا
ابن شميل: البَهْرُ تَكَلُّف الجُهْدِ إِذا كُلِّفَ فوق ذَرْعِهِ؛ يقال
بَهَرَه إِذا قطع بُهْرَهُ إِذا قطع نَفَسَه بضرب أَو خنق أَو ما كان؛
وأَنشد:
إِنَّ البخيل إِذَا سَأَلْتَ إِذَا سَأَلْتَ بَهَرْتَهُ
وفي الحديث: وقع عليه البُهْرُ، هو بالضم ما يعتري الإِنسان عند السعي
الشديد والعدو من النهيج وتتابع النَّفَس؛ ومنه حديث ابن عمر: إِنه أَصابه
قَطْعٌ أَو بُهْرٌ.
وبَهَرَه: عالجه حتى انْبَهَرَ. ويقال: انبهر فلان إِذا بالغ في الشيء
ولم يَدَعْ جُهْداً. ويقال: انْبَهَرَ في الدعاء إِذا تحوّب وجهد،
وابْتَهَرَ فُلانٌ في فلان ولفلان إِذا لم يدع جهداً مما لفلان أَو عليه، وكذلك
يقال ابتهل في الدعاء؛ قال: وهذا مما جعلت اللام فيه راء. وقال خالد بن
جنبة: ابتهل في الدعاء إِذا كان لا يفرط عن ذلك ولا يَثْجُو، قال: لا
يَثْجُو لا يسكت عنه؛ قال: وأَنشد عجوز من بني دارم لشيخ من الحي في
قعيدته:ولا ينامُ الضيف من حِذَارِها،
وقَوْلِها الباطِلِ وابْتِهارِها
وقال: الابْتِهارُ قول الكذب والحلف عليه. والابتهار: ادّعاء الشيء
كذباً؛ قال الشاعر:
وما بي إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهارُ
وابْتُهر فُلانٌ بفلانَةَ: شُهِرَ بها.
والأَبْهرُ: عِرْق في الظهر، يقال هو الوَرِيدُ في العُنق، وبعضهم يجعله
عرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْب؛ وقيل: الأَبْهَرانِ الأَكْحَلانِ، وفلان
شديد الأَبْهَرِ أَي الظهر. والأَبْهَرُ: عِرْقٌ إِذا انقطع مات صاحبه؛
وهما أَبْهَرانِ يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشَّرايين. وروي عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما زالت أُكْلَةُ خيبر تعاودني
فهذا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِي؛ قال أَبو عبيد: الأَبْهَرُ عرق مستبطن في
الصلب والقلب متصل به فإِذا انقطع لم تكن معه حياة؛ وأَنشد الأَصمعي لابن
مقبل:
وللفؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبَهرِه،
لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ
الوجيب: تحرُّك القلب تحت أَبهره. والَّلدْمُ: الضَّرْب. والغيب: ما كان
بينك وبينه حجاب؛ يريد أَن للفؤاد صوتاً يسمعه ولا يراه كما يسمع صوت
الحجر الذي يرمي به الصبي ولا يراه، وخص الوليد لأَن الصبيان كثيراً ما
يلعبون برمي الحجارة، وفي شعره لدم الوليد بدل لدم الغلام. ابن الأَثير:
الأَبهر عرق في الظهر وهما أَبهران، وقيل: هما الأَكحلان اللذان في
الذراعين، وقيل: الأَبهر عرق منشؤه من الرأْس ويمتد إِلى القدم وله شرايين تتصل
بأكثر الأَطراف والبدن، فالذي في الرأْس منه يسمى النَّأْمَةَ، ومنه
قولهم: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه أَي أَماته، ويمتدُ إِلى الحلق فيسمى الوريد،
ويمتد إِلى الصدر فيسمى الأَبهر، ويمتد إِلى الظهر فيسمى الوتين والفؤاد
معلق به، ويمتد إِلى الفخذ فيسمى النَّسَا، ويمتدّ إِلى الساق فيسمى
الصَّافِنَ، والهمزة في الأَبهر زائدة، قال: ويجوز في أَوان الضم والفتح،
فالضم لأَنه خبر المبتدإِ، والفتح على البناء لإِضافته إِلى مبني كقوله:
على حِينَ عاتبتُ المَشيبَ عَلى الصِّبا
وقلتُ: أَلمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وازِعُ؟
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فيُلْقى بالفضاء منقطعاً أَبْهَراهُ.
والأَبْهَرُ من القوس: ما بين الطائف والكُلْية. الأَصمعي: الأَبهر من القوس
كبدها وهو ما بين طرفي العِلاقَةِ ثم الكلية تلي ذلك ثم الأَبهر يلي ذلك
ثم الطائف ثم السِّيَةُ وهو ما عطف من طرفيها. ابن سيده: والأَبهر من
القوس ما دون الطائف وهما أَبهِران، وقيل: الأَبهر ظهر سية القوس، والأَبهر
الجانب الأَقصر من الريش، والأَباهر من ريش الطائر ما يلي الكُلَى
أَوّلها القَوادِمُ ثم المَنَاكِبُ ثم الخَوافي ثم الأَباهِرُ ثم الكلى؛ قال
اللحياني: يقال لأَربع ريشات من مقدّم الجناح القوادم، ولأَربع تليهن
المناكب، ولأَربع بعد المناكب الخوافي، ولأَربع بعد الخوافي الأَباهر. ويقال:
رأَيت فلاناً بَهْرَةً أَي جَهْرَةً علانية؛ وأَنشد:
وكَمْ مِنْ شُجاع بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً،
يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ
وتَبَهَّر الإِناءُ: امْتَلأَ؛ قال أَبو كبير الهذلي:
مُتَبَهّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها،
يَخْرُجْنَ مِنْ لَجَفٍ لهَا مُتَلَقَّمِ
والبُهار: الحِمْلُ، وقيل: هو ثلثماه رطل بالقبطية، وقيل: أَربعمائة
رطل، وقيل: ستمائة رطل، عن أَبي عمرو، وقيل: أَلف رطل، وقال غيره: البهار،
بالضم، شيء يوزن به وهو ثلثمائة رطل. وروي عن عمرو بن العاص أَنه قال:
إِنّ ابن الصَّعْبَةِ، يعني طلحة ابن عبيد الله، كان يقال لأُمه الصعبة؛
قال: إِنّ ابن الصعبة ترك مائة بُهار في كل بُهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة
فجعله وعاء؛ قال أَبو عبيد: بُهار أَحسبها كلمة غير عربية وأُراها قبطية.
الفرّاء: البُهارُ ثلثمائة رطل، وكذلك قال ابن الأَعرابي، قال:
والمُجَلَّدُ ستمائة رطل، قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن البُهار عربي صحيح وهو ما
يحمل على البعير بلغة أَهل الشأْم؛ قال بُرَيْقٌ الهُذَليّ يصف سحاباً
ثقيلاً:
بِمُرْتَجِزٍ كَأَنَّ على ذُرَاهُ
رِكاب الشَّأْمِ، يَحْمِلْنَ البُهارا
قال القتيبي: كيف يُخْلفُ في كل ثلثمائة رطل ثلاثة قناطير؟ ولكن البُهار
الحِمْلُ؛ وأَنشد بيت الهذلي. وقال الأَصمعي في قوله يحملن البهارا:
يحملن الأَحمال من متاع البيت؛ قال: وأَراد أَنه ترك مائة حمل. قال: مقدار
الحمل منها ثلاثة قناطير، قال: والقنطار مائة رطل فكان كل حمل منها
ثلثمائة رطل. والبُهارُ: إِناءٌ كالإِبْريق؛ وأَنشد:
على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهارُ
قال الأَزهري: لا أَعرف البُهارَ بهذا المعنى.
ابن سيده: والبَهارُ كُلُّ شيء حَسَنٍ مُنِيرٍ. والبَهارُ: نبت طيب
الريح. الجوهري: البَهارُ العَرارُ الذي يقال له عين البقر وهو بَهارُ
البَرْ، وهو نبت جَعْدٌ له فُقَّاحَةٌ صفراء بنبت أَيام الربيع يقال له
العرارة. الأَصمعي: العَرارُ بَهارُ البر. قال الأَزهري: العرارة الحَنْوَةُ،
قال: وأُرى البَهار فارسية. والبَهارُ: البياض في لبب الفرس.
والبُهارُ: الخُطَّاف الذي يطير تدعوه العامّة عصفور الجنة.
وامرأَة بَهِيرَةٌ: صغيرة الخَلْقِ ضعيفة. قال الليث: وامرأَةٌ
بَهِيرَةٌ وهي القصيرة الذليلة الخلقة، ويقال: هي الضعيفة المشي. قال الأَزهري:
وهذا خطأٌ والذي أَراد الليث البُهْتُرَةُ بمعنى القصيرة، وأَما
البَهِيرَةُ من النساء فهي السيدة الشريفة؛ ويقال للمرأَة إِذا ثقلت أَردافها
فإِذا مشت وقع عليها البَهْرُ والرَّبْوُ: بَهِيرَةٌ؛ ومنه قول الأَعشى:
تَهادَى كما قد رأَيتَ البَهِيرَا
وبَهَرَها بِبُهْتانٍ: قذفها به. والابتهار: أَن ترمي المرأَة بنفسك
وأَنت كاذب، وقيل: الابْتِهارُ أَن ترمي الرجل بما فيه، والابْتِيارُ أَن
ترميه بما ليس فيه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رفع إِليه غلام
ابْتَهَرَ جارية في شعره فلم يُوجَدِ الثِّبَتُ فدرأَ عنه الحدّ؛ قال أَبو
عبيد: الابتهار أَن يقذفها بنفسه فيقول فعلت بها كاذباً، فإِن كان صادقاً قد
فعل فهو الإِبتيار على قلب الهاء ياء؛ قال الكميت:
قَبيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا
ة، إِمَّا ابْتِهاراً وإِمَّا ابْتِيارَا
ومنه حديث العوّام: الابتهار بالذنب أَعظم من ركوبه وهو أَن يقول فعلت
ولم يفعل لأَنه لم يدّعه لنفسه إِلاَّ وهو لو قدر فعل، فهو كفاعله بالنية
وزاد عليه بقبحه وهتك ستره وتبجحه بذنب لم يفعله. وبَهْراءُ: حَيٌّ من
اليمن. قال كراع: بهراء، ممدودة، قبيلة، وقد تقصر؛ قال ابن سيده: لا أَعلم
أَحداً حكى فيه القصر إِلا هو وإِنما المعروف فيه المدّ؛ أَنشد ثعلب:
وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيوفَنا
سُيوفُ النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ
وقال معناه: لا يليق بنا أَن نقتل مسلماً لأَنهم نصارى معاهدون، والنسب
إِلى بَهْرَاءَ بَهْراوِيٌّ، بالواو على القياس، وبَهْرَانِيُّ مثلُ
بَحْرانِيّ على غير قياس، النون فيه بدل من الهمزة؛ قال ابن سيده: حكاه
سيبويه. قال ابن جني: من حذاقق أَصحابنا من يذهب إِلى أَن النون في بهراني
إِنما هي بدل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب، وأَن الأَصل
بهراوي وأَن النون هناك بدل من هذه الواو، كما أَبدلت الواو من النون في
قولك؛ من وافد، وإِن وقفت وقفت ونحو ذلك، وكيف تصرفت الحال فالنون بدل من
الهمزة؛ قال: وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبدلت من
الهمزة في غير هذا، وكان يحتج في قولهم إِن نون فعلان بدل من همزة فعلاء،
فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب ذيب وفي جؤْنة جونة،
إِنما يريدون أَن النون تعاقب في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب لام المعرفة
التنوين أَ لا تجتمع معه فلما لم تجامعه قيل: إِنها بدل منه، وكذلك
النون والهمزة؛ قال: وهذا مذهب ليس بقصد.
شوس: الشَّوَسُ، بالتحريك: النظر بمُؤْخِرِ العين تَكَبُّراً أَو
تَغَيُّظاً. ابن سيده: الشَّوَسُ في النظر أَن ينظر بإِحدى عينيه ويُمِيلَ وجهه
في شَقِّ العين التي ينظر بها، يكون ذلك خلقة ويكون من الكِبْر
والتِّيهِ والغضب، وقيل: الشَّوَسُ رفع الرأْس تكبراً، شَوِسَ يَشْوَسُ شَوَساً
وشاسَ يَشاسُ شَوْساً، ورجل أَشْوَسُ وامرأَة شَوْساءُ، والشُّوسُ جمع
الأَشْوَسِ، وقوم شُوسٌ؛ قال ذو الإِصْبع العَدْوانيُّ:
أَإِن رَأَيتَ بني أَبِيـ
ـكَ مُحَمِّجِين إِليك شُوسا؟
التَّحْمِيجُ: التَّحْدِيقُ في النظر بملء الحَدَقَةِ، والتَّشاوُسُ
إِظهار ذلك مع ما يجيء عليه عامَّةُ هذا الباب نحو قوله:
إِذا تَخازَرْتُ وما بي من خَزَرْ
ويقال: فلان يَتَشاوَسُ في نظره إِذا نَظَرَ نَظَر ذي نَخْوَةٍ وكِبْرٍ.
قال أَبو عمرو: يقال تَشاوَسَ إِليه وهو أَن ينظر إِليه بُمؤْخِرِ عينه
ويُمِيلَ وجهه في شِقِّ العين التي ينظر بها. وفي حديث التَّيميِّ: ربما
رأَيت أَبا عثمانَ النَهْدِيَّ يَتَشاوَسُ ينظر أَزالت الشمسُ أَم لا؛
التَشاوُسُ: أَن يقلب رأْسه ينظر إِلى السماء بإِحدى عينيه.
والشَّوَسُ: النظر بإِحدى شِقَّيِ العينين. وقيل: هو الذي يُصَغِّرُ
عينه ويضم أَجفانه لينظر. التهذيب في شوص: الشَّوَسُ في العين بالسين أَكثر
من الشَّوَصِ، يقال: رجل أَشْوسُ وذلك إِذا عُرِفَ في نظره الغضبُ أَو
الحِقْدُ ويكون ذلك من الكِبْرِ، وجمعه الشُّوسُ. أَبو عمرو: الأَشْوَسُ
والأَشْوَزُ المُذِيخُ المتكبر.
ويقال: ماء مُشاوِسٌ إِذا قل فلم تَكَدْ تراه في الرَّكِيَّة من قلته
أَو كان بعيد الغَوْر؛ قال الراجز:
أَدْلَيْتُ دَلْوِي في صَرًى مُشاوِسِ،
فبَلَّغَتْني، بعد رَجْسِ الراجِسِ،
سَجْلاً عليه جِيَفُ الخَنافِسِ
والــرَّجْسُ: تحريك الدلو لِتَمْتَلِئَ. ابن الأَعرابي: الشَّوْسُ
والشَّوْصُ في السواك.
والأَشْوَسُ: الجَرِيء على القتال الشديدُ، والفعل كالفعل، وقد يكون
الشَّوَس في الخُلُق. والأَشْوَسُ: الرافع رأْسه تكبراً. وفي حديث الذي
(*
قوله «وفي حديث الذي إلخ» من هنا إلى آخر الجزء قوبل على غير النسخة
المنسوبة للمؤلف لضياع ذلك منها.) بعثه إِلى الجن قال: يا نبي اللَّه أَسُفْعٌ
شُوسٌ؟ الشُّوسُ: الطِّوال، جمع أَشْوَسَ، رواه ابن الأَثير عن الخطابي.
ومكان شئِسٌ: وهو الخَشِنُ من الحجارة، قال أَبو منصور: وقد يخفف فيقال
للمكان الغليظ شَأْسٌ وشَأْزٌ، واللَّه أَعلم.
مور: مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما
تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ، وفي المحكم: تَردّدَ في عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ
مثله.
والمَوْرُ: الطريق؛ ومنه قول طرفة:
تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ
وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ
تُبارِي: تُعارِض. والعِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ. والناجِياتُ:
السريعاتُ. والوظيفُ: عظم الساق. والمُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ. وفي المحكم:
المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي. والمور: المَوْجُ. والمَوْرُ: السرْعة؛
وأَنشد:
ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر
ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً: ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وناقة مَوَّارَةُ
اليد، وفي المحكم: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قال عنترة:
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ،
تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ
(* في معلقة عنترة: زيّافةٌ، ووخدُ خفٍّ، في مكان موّارة وذات خفّ.)
وكذلك الفرس. التهذيب: المُورُ جمع ناقة مائِرٍ ومائِرَةٍ إِذا كانت
نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها. والبعير يَمُورُ عضداه إِذا تَردّدا
في عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر:
على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ
ومارَ: جَرى. ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد.
قال أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير
الجبال سيراً؛ قال في الصحاح: تَمُوجُ مَوْجاً، وقال أَبو عبيدة: تَكَفَّأُ،
والأَخفش مثله؛ وأَنشد الأَعشى:
كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِها
مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
(* في قصيدة الأعشى: مَرُّ السحابة.)
الأَصمعي: سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وهو أَن تفْعل مثل
ما يَفْعل؛ وأَنشد:
يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ
أَي تُبارِيه. والمُماراةُ: المُعارَضةُ. ومار الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب
وتحرّك؛ حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي. وقولهم: لا أَدْري أَغارَ أَمْ
مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد. وسَهْم مائِرٌ:
خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام؛ قال أَبو عامر الكلابي:
لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ، الذي كان عادِياً
على الناسِ، أَنِّي مائِرُ السَّهْم نازِعُ
ومَشْيٌ مَوْرٌ: لَيِّنٌ. والمَوْرُ: ترابٌ. والمَور: أَنْ تَمُورَ به
الرِّيحُ.
والمُورُ، بالضم: الغُبارُ بالريح. والمُورُ: الغُبارُ المُتَرَدِّدُ،
وقيل: التراب تُثيرُه الريحُ، وقد مارَ مَوْراً وأَمارَتْه الريحُ، وريحٌ
موَّارة، وأَرياحٌ مُورٌ؛ والعرب تقول: ما أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ؛ حكاه
ابن الأَعرابي وفسره فقال: غار أَتى الغَوْرَ، ومارَ أَتى نَجْداً.
وقَطاةٌ مارِيَّةٌ: مَلْساءُ. وامرأَةٌ مارِيَّةٌ: بيضاءُ بَرَّاقَةٌ كأَنّ
اليَدَ تَمُورُ عليها أَي تَذهَبُ وتَجِيءُ، وقد تكون المارِيَّةُ فاعُولة
من المَرْيِ، وهو مذكور في موضعه.
والمَوْرُ: الدَّوَرانُ. والمَوْرُ: مصدر مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا
نَتَفْتَهُ وهي المُوَارَةُ والمُراطَةُ: ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمار:
نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ.
والمُوارَةُ: نَسِيلُ الحِمارِ، وقد تَمَوَّرَ عنه نَسِيلُه أَي سقط.
وانمارَتْ عقِيقةُ الحِمار إِذا سقطت عنه أَيامَ الربيعِ. والمُورَة
والمُوارَةُ: ما نَسَلَ من عَقِيقَةِ الجحش وصُوفِ الشاةِ، حيَّةً كانت أَو
مَيِّتَةً؛ قال:
أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ،
ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا
قال: وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيءُ يفنى فيبقى منه الشيء. قال
الأَصمعي: وقع عن الحمار مُوارَتُه وهو ما وقع من نُسالهِ.
ومارَ الدمْعُ والدمُ: سال. وفي الحديث عن ابن هُرْمُز عن أَبي هريرة عن
رسول الله،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: مَثَلُ المُنْفِقِ والبخيلِ
كمثلِ رجلين عليهما جبتان من لدن تراقيهما إِلى أَيديهما، فأَما المُنْفِقُ
فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ عليه وسَبَغَتْ حتى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ وتَعْفُوَ
أَثَرَه، وأَما البخيل فإِذا أَراد أَن يُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ
مَوْضِعَها ولَزِمَتْه فهو يريد أَن يُوسِّعَها ولا تَتَّسِع؛ قال أَبو
منصور: قوله مارت أَي سالت وتردّدت عليه وذهبت وجاءت يعني نفقته؛ وابن
هُرْمُز هو عبد الرحمن بن هرمز الأَعرج. وفي حديث ابن الزبير: يُطْلَقُ
عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الجراد أَي تتردّد وتضطرب لكثرتها.
وفي حديث عِكْرِمة: لما نُفِخ في آدمَ الروحُ مارَ في رأْسِهِ فَعَطَسَ
أَي دار وتَردّد. وفي حديث قُسٍّ: ونجوم تَمُورُ أَي تَذهَبُ وتجيء، وفي
حديثه أَيضاً: فتركت المَوْرَ وأَخذت في الجبل؛ المَوْرُ، بالفتح:
الطريق، سمي بالمصدر لأَنه يُجاء فيه ويُذهب، والطعنة تَمُورُ إِذا مالت
يميناً وشمالاً، والدِّماءُ تَمورُ على وجه الأَرض إِذا انْصَبَّتْ
فتردّدت. وفي حديث عديِّ بن حاتم: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له:
أَمِرِ الدمَ بما شئت، قال شمر: من وراه أَمِرْهُ فمعناه سَيِّلْه
وأَجْرِه؛ يقال: مارَ الدمُ يَمُورُ مَوْراً إِذا جَرى وسال، وأَمَرْتُه أَنا؛
وأَنشد:
سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْدا
ةٌ أَمارَتْ، بالبَوْلِ، ماءَ الكِراضِ
ورواه أَبو عبيد: امْرِ الدمَ بما شئت أَي سيِّله واسْتَخْرِجْه، من
مَرَيْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ. الجوهري: مار الدمُ على
وجه الأَرض يَمُورُ مَوْراً وأَمارَه غيرُه؛ قال جرير بن الخَطَفى:
نَدَسْنا أَبامَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنَا،
ومارَ دمٌ منْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ
أَبو مَنْدُوسَة: هو مُرَّة بن سُفيان بن مُجاشع، ومجاشع قبيلة الفرزدق،
وكان أَبو مندوسة قتله بنو يَرْبوع يوم الكُلابِ الأَوّل. وجارُ
بَيْبَةَ: هو الصِّمَّة بن الحرث الجُشَمي قتله ثعلبة اليربوعي، وكان في جِوار
الحرث ابن بيبة بن قُرْط بن سفيان بن مجاشع. ومعنى نَدَسْناه: طعنَّاه.
والناقِعُ: المُرْوي. وفي حديث سعيد بن المسبب: سئل عن بعير نحروه بعُود
فقال: إِن كان مارَ مَوْراً فكلوه، وإِنْ ثَرَّدَ فلا. والمائِراتُ:
الدماءُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْض، بالضاد والصاد معجمة وغير معجمة،
العنزي:حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ،
وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ
وعَوْضٌ والسَّعِيرُ: صنمان. ومارَسَــرْجِسَ: موضع وهو مذكور أَيضاً في
موضعه. الجوهري: مارَسَــرْجِسَ من أَسماء العجم وهما اسمان جعلا واحداً؛
قال الأَخطل:
لما رأَوْنا والصَّلِيبَ طالِعاً،
ومارَسَرْجِيسَ ومَوْتاً ناقِعا،
خَلَّوْا لَنا زَاذانَ والمَزارِعا،
وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا،
كأَنما كانوا غُراباً واقِعا
إِلا أَنه أَشبع الكسرة لإِقامة الوزن فتولدت منها الياء. ومَوْرٌ:
موضع. وفي حديث ليلى: انْتَهَيْنَا إِلى الشُّعَيْثَة فَوَجَدْنا سفينةً قد
جاءت من مَوْرٍ؛ قيل: هو اسم موضع سمي به لِمَوْرِ الماء فيه أَي
جَرَيانهِ.
بسط: في أَسماء اللّه تعالى: الباسطُ، هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده
ويوسّعه عليهم بجُوده ورحمته ويبسُط الأَرواح في الأَجساد عند الحياة.
والبَسْطُ: نقيض القَبْضِ، بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه
فتبَسَّط؛ قال بعض الأَغفال:
إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلاّ،
بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاّ
وبسَط الشيءَ: نشره، وبالصاد أَيضاً. وبَسْطُ العُذْرِ: قَبوله. وانبسَط
الشيءُ على الأَرض، والبَسِيطُ من الأَرض: كالبِساطِ من الثياب، والجمع
البُسُطُ. والبِساطُ: ما بُسِط. وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ: مُنْبَسطة
مستويَة؛ قال ذو الرمة:
ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي، غيرَ أَنه
بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِيل واسِعُ
وقال آخر:
ولو كان في الأَرضِ البَسيطةِ منهمُ
لِمُخْتَبِطٍ عافٍ، لَما عُرِفَ الفَقْرُ
وقيل: البَسِيطةُ الأَرض اسم لها. أَبو عبيد وغيره: البَساطُ والبَسيطة
الأَرض العَريضة الواسعة. وتبَسَّط في البلاد أَي سار فيها طولاً
وعَرْضاً. ويقال: مكان بَساط وبسِيط؛ قال العُدَيْلُ بن الفَرْخِ:
ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ من أَنْ تَنالَني
بَساطٌ لأَيْدِي الناعجات عَرِيضُ
قال وقال غير واحد من العرب: بيننا وبين الماء مِيلٌ بَساطٌ أَي مِيلٌ
مَتَّاحٌ. وقال الفرّاء: أَرض بَساطٌ وبِساط مستوية لا نَبَل فيها. ابن
الأَعرابي: التبسُّطُ التنزُّه. يقال: خرج يتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط، وهي
الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين. ابن السكيت: فرَشَ لي فلان فِراشاً لا
يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عنك، وهذا فِراشٌ يبسُطني إِذا كان سابِغاً، وهذا فراش
يبسُطك إِذا كان واسعاً، وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك. والبِساطُ: ورقُ
السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثوب ثم يضرب فيَنْحَتُّ عليه. ورجل بَسِيطٌ:
مُنْبَسِطٌ بلسانه، وقد بسُط بساطةً. الليث: البَسِيطُ الرجل المُنْبَسِط
اللسان، والمرأَة بَسِيطٌ. ورجل بَسِيطُ اليدين: مُنْبَسِطٌ بالمعروف،
وبَسِيطُ الوجهِ: مُتَهَلِّلٌ، وجمعها بُسُطٌ؛ قال الشاعر:
في فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ،
عند الفِصالِ، قدِيمُهم لم يَدْثُرِ
ويد بِسْطٌ أَي مُطْلَقةٌ. وروي عن الحكم قال في قراءة عبد اللّه: بل
يداه بِسْطانِ، قال ابن الأَنباري: معنى بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ. وروي عن
عروة أَنه قال: مكتوب في الحِكمة: ليكن وجْهُك بِسْطاً تكن أَحَبّ إِلى
الناسِ ممن يُعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسِّطاً منطلقاً. قال: وبِسْطٌ
وبُسْطٌ بمعنى مبسوطَتَين. والانْبِساطُ: ترك الاحْتِشام. ويقال: بسَطْتُ من
فلان فانبسَط، قال: والأَشبه في قوله بل يداه بُسْطان
(* قوله «بل يداه
بسطان» سبق انها بالكسر، وفي القاموس: وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم.) ،
أَن تكون الباء مفتوحة حملاً على باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان،
فأَما بالضم ففي المصادر كالغُفْرانِ والرُّضْوان، وقال الزمخشري: يدا اللّه
بُسْطانِ، تثنيةُ بُسُطٍ مثل رَوْضة أُنُفٍ ثم يخفف فيقال بُسْطٌ كأُذُنٍ
وأُذْنٍ. وفي قراءة عبد اللّه: بل يداه بُسْطانِ، جُعل بَسْطُ اليدِ
كنايةً عن الجُود وتمثيلاً، ولا يد ثم ولا بَسْطَ تعالى اللّه وتقدس عن ذلك.
وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك أَي يَسُرُّني ما
سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك. وفي حديث فاطمة، رِضْوانُ اللّه عليها: يبسُطُني
ما يبسُطُها أَي يسُرُّني ما يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط
وجهُه واستَبْشر. وفي الحديث: لا تَبْسُطْ ذِراعَيْكَ انْبِساطَ الكلب أَي
لا تَفْرُشْهما على الأَرض في الصلاة. والانْبِساطُ: مصدر انبسط لا
بَسَطَ فحمَله عليه.
والبَسِيط: جِنْس من العَرُوضِ سمي به لانْبِساط أَسبابه؛ قال أَبو
إِسحق: انبسطت فيه الأَسباب فصار أَوّله مستفعلن فيه سببان متصلان في
أَوّله.وبسط فلان يده بما يحب ويكره، وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره،
وبسطُها مَدُّها، وفي التنزيل العزيز: لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني. وأُذن
بَسْطاء: عريضة عَظيمة. وانبسط النهار وغيره: امتدّ وطال. وفي الحديث في
وصف الغَيْثِ: فوقع بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انبسط في الأَرض واتسع،
والمُتدارِك المتتابع.
والبَسْطةُ: الفضيلة. وفي التنزيل العزيز قال: إِنَّ اللّه اصطفاه عليكم
وزاده بَسْطةً في العلم والجسم، وقرئ: بَصْطةً؛ قال الزجاج: أَعلمهم
أَن اللّه اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم فأَعْلَمَ أَن العلم
الذي به يجب أَن يقَع الاخْتيارُ لا المالَ، وأَعلم أَن الزيادة في الجسم
مما يَهيبُ
(* قوله «يهيب» من باب ضرب لغة في يهابه كما في المصباح.)
العَدُوُّ. والبَسْطةُ: الزيادة. والبَصْطةُ، بالصاد: لغة في البَسْطة.
والبَسْطةُ: السِّعةُ، وفلان بَسِيطُ الجِسْمِ والباع. وامرأَة بَسْطةٌ:
حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه، وظَبْية بَسْطةٌ كذلك.
والبِسْطُ والبُسْطُ: الناقةُ المُخَلاَّةُ على أَولادِها المتروكةُ
معها لا تمنع منها، والجمع أَبْساط وبُساطٌ؛ الأَخيرة من الجمع العزيز، وحكى
ابن الأَعرابي في جمعها بُسْطٌ؛ وأَنشد للمَرّار:
مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ،
كما رَجَعَت في لَيْلِها أُمُّ حائلِ
وقيل: البُسْطُ هنا المُنْبَسطةُ على أَولادها لا تنقبضُ عنها؛ قال ابن
سيده: وليس هذا بقويّ؛ ورواجعُ: مُرْجِعةٌ على أَولادها وتَرْبَع عليها
وتنزع إِليها كأَنه توهّم طرح الزائد ولو أَتم لقال مَراجِعُ. ومتئمات:
معها حُوارٌ وابن مَخاض كأَنها ولدت اثنين اثنين من كثرة نَسْلها. وروي عن
النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه كتب لوفْد كَلْب، وقيل لوفد بني
عُلَيْمٍ، كتاباً فيه: عليهم في الهَمُولةِ الرَّاعِيةِ البِساطِ الظُّؤارِ
في كل خمسين من الإِبل ناقةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ؛ البساط، يروى بالفتح والضم
والكسر، والهَمُولةُ: الإِبل الراعِيةُ، والحَمُولةُ: التي يُحْمل
عليها. والبِساطُ: جمع بِسْط، وهي الناقة التي تركت وولدَها لا يُمْنَعُ منها
ولا تعطف على غيره، وهي عند العرب بِسْط وبَسُوطٌ، وجمع بِسْط بِساطٌ،
وجمع بَسُوط بُسُطٌ، هكذا سمع من العرب؛ وقال أَبو النجم:
يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ
خَمسون بُسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ
البساط، بالفتح والكسر والضم، وقال الأَزهري: هو بالكسر جمع بِسْطٍ،
وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ على أَولادها،
وبالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار، وكذلك قال الجوهري؛ فأَما بالفتح فهو
الأَرض الواسعة، فإِن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأَرض
الواسعة، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول، والظُّؤار: جمع ظئر وهي
التي تُرْضِع. وقد أُبْسِطَت أَي تُركت مع ولدها. قال أَبو منصور:
بَسُوطٌ فَعُول بمعنى مَفْعولٍ كما يقال حَلُوبٌ ورَكُوبٌ للتي تُحْلَبُ
وتُرْكَب، وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحْن بمعنى المَطْحون، والقِطْفِ بمعنى
المَقْطُوفِ.
وعَقَبة باسِطةٌ: بينها وبين الماء ليلتان، قال ابن السكيت: سِرْنا
عَقبةً جواداً وعقبةً باسِطةً وعقبة حَجُوناً أَي بعيدة طويلة. وقال أَبو
زيد: حفر الرجل قامةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَى قامتِه ومدَّ يَدِه. وقال
غيره: الباسُوطُ من الأَقْتابِ ضدّ المَفْروق. ويقال أَيضاً: قَتَبٌ
مَبسوطٌ، والجمع مَباسِيطُ كما يُجمع المَفْرُوقُ مفارِيقَ. وماء باسِطٌ: بعيد
من الكلإِ، وهو دون المُطْلِب.
وبُسَيْطةُ: اسم موضع، وكذلك بُسَيِّطةُ؛ قال:
ما أَنْتِ يا بُسَيِّطَ التي التي
أَنْذَرَنِيكِ في المَقِيلِ صُحْبَتي
قال ابن سيده: أَراد يا بُسَيِّطةُ فرخَّم على لغة من قال يا حارِ، ولو
أَراد لغة من قال يا حارُ لقال يا بُسَيِّطُ، لكن الشاعر اختار الترخيم
على لغة من قال يا حارِ، ليعلم أَنه أَراد يا بسيطةُ، ولو قال يا
بُسَيِّطُ لجاز أَن يُظن أَنه بلد يسمى بَسيطاً غير مصغّر، فاحتاج إِليه فحقّره
وأَن يظن أَن اسم هذا المكان بُسَيّط، فأَزال اللبس بالترخيم على لغة من
قال يا حارِ، فالكسر أَشْيَعُ وأَذْيَع. ابن بري: بُسَيْطةُ اسم موضع ربما
سلكه الحُجّاج إِلى بيت اللّه ولا تدخله الأَلف واللام. والبَسِيطةُ
(*
قوله «والبسيطة إلخ» ضبطه ياقوت بفتح الياء وكسر السين.) ، وهو غير هذا
الموضع: بين الكوفة ومكة؛ قال ابن بري: وقول الراجز:
إِنَّكِ يا بسيطةُ التي التي
أَنْذَرَنِيكِ في الطَّريقِ إِخْوتي
قال: يحتمل الموضعين.