Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ذل

الْمَكَان

(الْمَكَان) (انْظُر كَون)
(الْمَكَان) من يُدِير المكنة وَمن يَبِيع المكنات (مج)
(الْمَكَان) الْمنزلَة يُقَال هُوَ رفيع الْمَكَان والموضع (ج) أمكنة
الْمَكَان: إِمَّا مصدر ميمي بِمَعْنى الْكَوْن. أَو مفعل اسْم مَكَان بِمَعْنى الْموضع فَهُوَ فِي اللُّغَة مَا يوضع الشَّيْء فِيهِ وَمَا يعْتَمد عَلَيْهِ كالأرض للسرير. وَالْمَكَان عِنْد الْمُتَكَلِّمين هُوَ الْبعد الموهوم أَي الْفَرَاغ المتوهم مَعَ اعْتِبَار حُصُول الْجِسْم فِيهِ. وَعند الإشراقيين الْبعد الْجَوْهَرِي الْمَوْجُود الْمُجَرّد عَن الْمَادَّة. وَعند الْمَشَّائِينَ السَّطْح الْبَاطِن من الْجِسْم الْحَاوِي المماس للسطح الظَّاهِر من الْجِسْم المحوي. فالمكان فِي مَا وَرَاء اللُّغَة لَيْسَ إِلَّا السَّطْح الْمَذْكُور أَو الْبعد الْمَوْجُود أَو الموهوم لِأَن الْجِسْم بكليته وَتَمَامه فِي مَكَانَهُ مالئ لَهُ فَلَا يجوز أَن يكون مَكَانَهُ غير منقسم فِي جَمِيع الْجِهَات لِاسْتِحَالَة أَن يكون الْجِسْم الَّذِي هُوَ منقسم فِي جمع الْجِهَات حَاصِلا بِتَمَامِهِ فِيمَا لَا يَنْقَسِم أصلا. وَلَا يجوز أَيْضا أَن يكون منقسما فِي جِهَة وَاحِدَة فَقَط لِاسْتِحَالَة أَن يكون مُحِيط الْجِسْم بكليته منقسما فِي جِهَة وَاحِدَة لِأَن المنقسم فِي جِهَة وَاحِدَة هُوَ الْخط العرضي. وَلَا يُمكن أَن يكون الْخط محيطا لتَمام الْجِسْم بِالضَّرُورَةِ. وَإِنَّمَا قيدنَا الْخط بالعرضي لِاسْتِحَالَة الْخط الْجَوْهَرِي كَمَا بَين فِي مَوْضِعه. وَإِن فَرضنَا وجوده فَهُوَ كالخط العرضي فِي عدم إِمْكَان الْإِحَاطَة للجسم بِتَمَامِهِ.
فَإِذا ثَبت أَنه لَا يجوز أَن يكون الْمَكَان منقسما أصلا. وَلَا أَن يكون منقسما فِي جِهَة وَاحِدَة فَهُوَ إِمَّا منقسم فِي جِهَتَيْنِ فَكَانَ سطحا. أَو فِي جِهَات فَكَانَ بعدا.
وعَلى الأول لَا يجوز أَن يكون ذَلِــك السَّطْح جوهريا بالاستحالة السَّطْح الْجَوْهَرِي. وَلَا يجوز أَيْضا أَن يكون ذَلِــك السَّطْح حَالا فِي المتمكن. وَإِلَّا لانتقل بانتقاله دَائِما. بل الْوَاجِب أَن يكون حَالا فِيمَا يحويه. وَيجب أَن يكون مماسا للسطح الظَّاهِر من المتمكن فِي جَمِيع جهاته. وَإِلَّا لم يكن مالئا فَهُوَ السَّطْح الْبَاطِن من الْجِسْم الْحَاوِي المماس للسطح الظَّاهِر من الْجِسْم المحوي وَهَذَا مَذْهَب الْمَشَّائِينَ.
وعَلى الثَّانِي أَي على أَن يكون منقسما فِي الْجِهَات يكون بعدا منقسما فِي جَمِيع الْجِهَات مُسَاوِيا للبعد الَّذِي فِي الْجِسْم بِحَيْثُ ينطبق ذَلِــك الْبعد على هَذَا الْبعد ساريا فِيهِ بكليته فَــذَلِــك الْبعد الَّذِي هُوَ الْمَكَان إِمَّا يكون أمرا موهوما يشْغلهُ الْجِسْم ويملأه على سَبِيل التَّوَهُّم وَهَذَا مَذْهَب الْمُتَكَلِّمين - وَإِمَّا أَن يكون أمرا مَوْجُودا وَلَا يجوز أَن يكون بعدا ماديا أَي مَنْسُوبا إِلَى الْمَادَّة أَي الهيولى بِسَبَب قِيَامه بهَا. وَأَنت تعلم أَن الهيولى لَا تنفك عَن الصُّورَة فَالْمَعْنى أَنه لَا يجوز أَن يكون ذَلِــك الْبعد قَائِما بالجسم وَلَا يلْزم من حُصُول الْجِسْم فِيهِ تدَاخل الْأَجْسَام لِأَن الْبعد المادي المنقسم فِي الْجِهَات كلهَا هُوَ الْجِسْم التعليمي الْقَائِم بالجسم الطبيعي الساري فِي جَمِيع الْجِهَات. فَلَو تمكن فِيهِ جسم لَكَانَ بِدُخُول مِقْدَار ذَلِــك الْجِسْم ونفوذه فِيهِ وَهَذَا لَا يتَصَوَّر إِلَّا بتداخل الْجِسْم المتمكن فِي الْجِسْم الْحَاوِي وَأَنه محَال. وَأَيْضًا لَو كَانَ الْمَكَان بعدا ماديا قَائِما بالجسم يلْزم التسلسل فِي الموجودات الخارجية لِأَن مَكَان الْجِسْم الَّذِي يقوم الْبعد لَا ينْتَقل بانتقاله وَأَنه محَال فَيكون مَكَانَهُ بعدا آخر قَائِما بجسم آخر وننقل الْكَلَام إِلَيْهِ فَيلْزم التسلسل قطعا. فَثَبت أَن الْمَكَان المنقسم فِي جَمِيع الْجِهَات بعد مُجَرّد عَن الْمَادَّة وَهَذَا مَذْهَب الإشراقيين. وَيجب أَن يكون جَوْهَر الْقِيَامَة بِذَاتِهِ وتوارد الممكنات عَلَيْهِ مَعَ بَقَاء شخصه. فَكَانَ ذَلِــك الْبعد الْمُجَرّد عِنْد الإشراقيين جَوْهَر متوسط بَين الجوهرين أَعنِي بَين الْجَوْهَر الْمُجَرّد الَّذِي لَا يقبل الْإِشَارَة الحسية وَبَين الْجِسْم الَّذِي يقبلهَا أَي الْجَوْهَر المادي الكثيف فَافْهَم. فَإِن هَذَا تَحْرِير الْمذَاهب وَأَن هَذَا الْغَرِيب المستهام لم يتعهد لدفع مَا يرد عَلَيْهِ من أَن تدَاخل الْجَوْهَر أَيْضا محَال كتداخل الْأَجْسَام. وَأَن الْبعد لما كَانَ منقسما فِي جَمِيع الْجِهَات فَكَانَ قَابلا للانفصال والاتصال. وَقد تقرر أَن الْقَابِل لَهما هُوَ الهيولى وَهِي الْمَادَّة فَكيف يكون ذَلِــك الْبعد مُجَردا عَن الْمَادَّة.
ثمَّ إِن الْمذَاهب الْمَشْهُورَة فِي الْمَكَان هِيَ الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة. لِأَن بَعضهم ذَهَبُوا إِلَى أَن الْمَكَان هُوَ الهيولى وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الصُّورَة. وَذكر الْعَلامَة فِي حَاشِيَته على الْعين فِي الْحِكْمَة أَنه قيل إِن الْمَكَان هُوَ السَّطْح الْمُطلق فللفلك الْأَعْلَى مَكَان بِهَذَا الْمَعْنى - وَاعْلَم أَن الْبعد هُوَ الْمِقْدَار وَهُوَ مَا يَنْقَسِم مُطلقًا لَكِن لَا يذكرُونَهُ فِي مَاهِيَّة الْمَكَان لِأَن الْمُتَبَادر مِنْهُ الْمِقْدَار العرضي وَهُوَ غير مُرَاد هَا هُنَا كَمَا علمت.

المَهْدِيّةُ

المَهْدِيّةُ:
بالفتح ثم السكون، في موضعين: إحداهما بإفريقية والأخرى اختطها عبد المؤمن بن عليّ قرب سلا، فأما المهديّ ففي اشتقاقه عندي أربعة أوجه:
أحدها أن يكون من المهدي، بفتح ميمه، ويعني أنه هو مهتد في نفسه لا أنه هداه غيره ولو كان ذلــك لكان المهدي، بضم الميم، كقولك المرميّ والمكريّ والملقيّ، ولو كان يفعل ذلــك بغيره لضمّت الميم، وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية، فإن الأصمعي يقول: هداه يهديه في الدين هدى وهداه يهديه هداية إذا دلّه على الطريق، وهديت العروس فأنا أهديها هداء، وأهديت الهديّة إهداء وأهديت الهدي، هذان الأخيران بالألف والأول كما تراه ثلاثيّا متعدّيا فلا يفتقر إلى زيادة ألف التعدية فهو بمنزلة اسم الزمان والمكان وإن كان اسم رجل لأنك إذا قلت مضرب أو مشرب إنما المراد موضع
الضرب والشرب ومحلهما، فكــذلــك هذا المسمّى المراد أنه موضع الهدي ومحلّه، ويجوز أن يكون المهديّ منسوبا إلى اسم مكان الهدي كما أن مضربيّ منسوب إلى اسم مكان الضرب، والقياس هدى يهدي والمكان مهديّ بتصحيح الياء كما أن قاض أصله قاضي بتصحيح الياء مثل مضرب سواء ولكنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم كما استثقلوا في القاضي والغازي فعدلوا إلى الأخفّ فقالوا مهدى كما قالوا مغزى فصار مقصورا لا يحتمل ما تحتمله الياء من التحريك في النصب فلزم طريقة واحدة وأعيدت الياء في القاضي إلى أصلها لما أمن الثقل عليها، فإن قيل فهلّا فرّوا في القاضي والغازي إلى القصر وألزموه طريقة واحدة؟ قلنا إنما فرّوا من الثقل، ولو قالوا قاضا لصار بعد الضاد ألف وقبلها ألف وصار في زنة الفعل من قاضيت ففرّوا إلى الأخفّ، لكنهم لما نسبوا إليهما ردّوهما إلى الأصل الواحد في رأيي فقالوا قاضيّ ومهديّ، فكسروا الدال التي في مهدي وشدّدوا ياء النسبة وإن كان الأشهر الأكثر قاضويّ ومهدويّ ومغزويّ إلا أن ذلــك هو الأولى على أصلنا، فهذا هو وجه حسن في تعليل من قال قاضيّ ومغزيّ لا مطعن للمنصف فيه، والوجه الثاني وهو الذي يراه النحويون في هذا أن المهديّ هو اسم المفعول من هدى يهدي فهو مهديّ مثل ضرب يضرب فهو مضروب فعلى هذا أصله مهدوي، بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الدال وسكون واوه وتصحيح يائه، بوزن مضروب، فاستثقلوا الخروج من الواو الساكنة إلى الياء فأدغموا الواو في الياء فصارت ياء مشددة فكسرت لها الدال فصار مهديّ مثل مرميّ ومشويّ ومقليّ، والوجه الثالث أن يكون منسوبا إلى المهد تشبيها له بعيسى، عليه السلام، فإنه تكلم في المهد فضيلة اختصّ بها وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة ويردهم إلى الصواب، وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي، وبينها وبين القيروان مرحلتان، القيروان في جنوبيها، والثياب السوسية المهدويّة إليها تنسب، وقد اختطها المهدي، واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهوديّ من أهل سلمية الشام وتزوّج القدّاح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه فربّاه إلى أن حضرته الوفاة ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلّمه الدعوة وكان اسمه سعيدا فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله، وقال قوم قليلون: إنه ولد القداح نفسه، في قصص طويلة، وقال من صحّح نسبه: إنه أحمد بن إسماعيل الثاني ابن محمد بن إسماعيل الأكبر بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، قدم إفريقية، فملكها وأقام بالقيروان مدّة ثم خطّ المهدية، وهي على ساحل بحر الروم داخلة فيه ككفّ على زند، عليها سور عال محكم كأعظم ما يكون يمشي عليه فارسان، عليها باب من حديد مصمت مصراع واحد تأنّق المهديّ في عمله، وقال بعض أهل المعرفة بأخبارهم:
في سنة 300 خرج المهدي بنفسه إلى تونس يرتاد لنفسه موضعا يبني فيه مدينة خوفا من خارج يخرج عليه، وأراد موضعا حصينا حتى ظفر بموضع المهدية وهي جزيرة متصلة بالبرّ كهيئة كف متصلة بزند، فتأمّلها فوجد فيها راهبا في مغارة فقال له: بم يعرف هذا الموضع؟ فقال: هذا يسمّى جزيرة الخلفاء، فأعجبه هذا الاسم فبناها وجعلها دار مملكته وحصّنها بالسور المحكم والأبواب الحديد المصمت وجعل في كل مصراع من الأبواب مائة قنطار، ولها بابان بأربعة مصاريع لكل باب منها دهليز يسع خمسمائة فارس،
وكان شروعه في اختطاطها لخمس خلون من ذي القعدة سنة 303، وقال أبو عبيد البكري: كان شروعه فيها سنة 300 وكمّل سورها في سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال، ولم تزل دار مملكة لهم إلى أن ولي الأمر إسماعيل بن أبي القاسم سنة 44 فسار إلى القيروان محاربا لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعد أبيه معدّ وعمل فيها مصانع واحتفر أبآرا وبنى فيها قصورا عالية، قال بطليموس: مدينة برقة وهي المهدية طولها اثنتان وثلاثون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب تحت اثنتي عشرة درجة، منزلها من قلب العقرب الجناح الأيمن ولها ممسك العنان ولها جبهة الليث تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها اثنتا عشرة درجة من الجدي، وقال أبو عبيد البكري: جعل لمدينتها بابا حديد لا خشب فيهما كل باب وزنه ألف قنطار وطوله ثلاثون شبرا كل مسمار من مساميره ستة أرطال وجعل فيها من الصهاريج العظام، وأهل تلك النواحي يسمّونها مواجل، ثلاثمائة وستين موجلا غير ما يجري إليها من القناة التي فيها، والماء الجاري الذي بالمهدية جلبه عبيد الله من قرية ميّانش وهي على مقربة من المهدية في أول أقداس ويصبّ في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب وكــذلــك يسقي أيضا من قرية ميّانش من الآبار بالدواليب يصبّ في محبس يجري منه في تلك القناة، قال: ومرسى المهدية منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا، على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة حديد فإذا أريد إدخال سفينة أرسل حرّاس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدّونها كما كانت تحبيسا لها، ولما فرغ من إحكام ذلــك قال: اليوم أمنت على الفاطميّات، يعني بناته، وارتحل إليها وأقام بها ثم عمّر فيها الدكاكين ورتب فيها أرباب المهن كلّ طائفة في سوق فنقلوا إليها أموالهم فلما استقام ذلــك أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين قدر طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وحفظة وسماها زويلة وأسكن أرباب الدكاكين من البزّازين وغيرهم فيها بحرمهم وأهاليهم وقال: إنما فعلت ذلــك لآمن غائلتهم وذاك أن أموالهم عندي وأهاليهم هناك، فإن أرادوني بكيد وهم بزويلة كانت أموالهم عندي فلا يمكنهم ذلــك، وإن أرادوني بكيد وهم بالمهدية خافوا على حرمهم هناك، وبنيت بيني وبينهم سورا وأبوابا فأنا آمن منهم ليلا ونهارا لأني أفرّق بينهم وبين أموالهم ليلا وبينهم وبين حرمهم نهارا، وشرب أهلها من الآبار والصهاريج، ومهما ذكرنا من حصانتها فإن أحوال ملوكها تناقضت حتى أفضى الأمر إلى أن أنفذ روجار صاحب صقليّة جرجي إليها في سنة 543 فأخلاها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعزّ بن باديس وخرج هاربا حتى لحق بعبد المؤمن وبقيت في يد الأفرنج اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن في سنة 555 إلى إفريقية فأخذ المهدية في أسرع وقت فهي في يد أصحابه إلى يومنا هذا ولم تغن حصانتها في جنب قضاء الله شيئا، وينسب إلى المهدية جماعة وافرة من العلماء في كل فنّ، منهم: أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحدّاد المهدوي القائل:
قالت، وأبدت صفحة ... كالشمس من تحت القناع:
بعت الدفاتر وهي آ ... خر ما يباع من المتاع
فأجبتها، ويدي على ... كبدي وهمّت بانصداع:
لا تعجبي فيما رأي ... ت فنحن في زمن الضّياع

رأي

رأي: {ورئيا}: ما رأيت من شارة وهيئة.
(ر أ ي) : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ» اللَّامُ لِلِاخْتِصَاصِ أَيْ لِوَقْتِ رُؤْيَتِهِ إذَا رَأَيْتُمُوهُ (وَرَأَتْ الْمَرْأَةُ تَرِيَّةً) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَتَخْفِيفهَا بِغَيْرِ هَمْزَة وَتَرْئِيَةٌ مِثْلُ تَرْعِيَةٍ وَتَرْئِيَةٌ بِوَزْنِ تَرْعِيَةٍ وَهِيَ لَوْنٌ خَفِيٌّ يَسِيرٌ أَقُلُّ مِنْ صُفْرَةٍ وَكُدْرَةٍ وَقِيلَ هِيَ مِنْ الرُّؤْيَةِ لِأَنَّهَا عَلَى لَوْنِهَا (وَالتُّرْبِيَّةُ) عَلَى النِّسْبَةِ إلَى التُّرْبِ بِمَعْنَى التُّرَابِ وَقَوْلُهُ «أَمَا تَرَيْ يَا عَائِشَةُ» الصَّوَابُ أَمَا تَرَيْنَ وحَتَّى تَرَيْنَ فِي (ق ص) «وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ» أَيْ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لِكَيْ يَرَاهُ النَّاسُ شَهَّرَ اللَّهُ رِيَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَايَا بِالْيَاءِ خَطَأٌ (وَالرَّأْيُ) مَا ارْتَآهُ الْإِنْسَانُ وَاعْتَقَدَهُ (وَمِنْهُ) رَبِيعَةُ الرَّأْيِ بِالْإِضَافَةِ فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَــذَلِــكَ هِلَالُ الرَّأْيِ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ صَاحِبُ الْوَقْفِ وَالرَّازِيُّ تَحْرِيفٌ هَكَذَا صَحَّ فِي مُسْنَدِ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَمَنَاقِبِ الصَّيْمَرِيِّ وَهَكَذَا صَحَّحَهُ الْإِمَامُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فِي مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ وَنَقَلَهُ عَنْهُ شَيْخُنَا إلَى الْمُتَشَابِهِ كَــذَلِــكَ (وَمَا أُرَاهُ) يَفْعَلُ كَذَا أَيْ مَا أَظُنُّهُ (وَمِنْهُ) الْبِرَّ تَرَوْنَ بِهِنَّ وَذُو بَطْنٍ بِنْتُ خَارِجَةَ أُرَاهَا جَارِيَةً أَيْ أَظَنُّ أَنَّ مَا فِيهَا بَطْنِهَا أُنْثَى وأَرَأَيْتَ زَيْدًا وارأتيك زَيْدًا بِمَعْنَى أَخْبَرَنِي وَعَلَى هَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْمَبْسُوطِ قُلْتُ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ بِالنَّصْبِ (وَمِنْهُ) فَمَهْ أَرَأَيْتَ إنْ عَجَزَ وَفِيهِ حَذْفٌ وَإِضْمَارٌ كَأَنَّهُ قِيلَ أَخْبَرَنِي أَيَسْقُطُ عَنْهُ الطَّلَاقُ وَيُبْطِلُهُ عَجْزُهُ وَهَذَا اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ.
ر أ ي

رأيته بعيني رؤية، ورأيته في المنام رؤيا، ورأيته رأي العين. وأرأيته غيري إراءة. ورأيت الهلال. وتراءينا الهلال. وتراءى الجمعان. وتراءت لنا فلانة: تصدّت لنا لنراها. وهو يتراءى في المرآة وفي السيف: ينظر فيهما. وفي الحديث " لا يتراءى أحدكم في الماء وهو يرائي الناس " مراآة ورياء، وفعل الخير رئاء الناس. وهو حسن المرأى والمرآة. ونظر في المرآة. وله مراءٍ مجلوةٌ: ورأى رؤيا حسنة، ورؤى حساناً. ورأت المرأة ترئيةً بوزن تربعة، وتريّةً وهي ما تراه من صفرة أو بياض. ورأيت الرجل ترئيةً: أمسكت له المرآة لينظر فيها. واسترأيت بالمرآة. وله رواء حسن. وهذه امرأة لها رواء، والواو تخفيف للهمزة. وعلى وجهه رأوة الحمق وهي ما يرى عليه من آيته البينة التي لا تخفى على الناظر كأنها تتكلم به وتنادي عليه، وهذا نحو جبيت الخراج جباوة. وأرأت الشاة: تربد ضرعها فعلم أنها أقربت وهي مرء. وأرى القرن وأبدى وهو أول ما يتبين. وأرت الأرض وأبدت: أول ما يلوح شيء من النبات. وجاء حين أجنّ رؤيٌ رؤياً أي شخص شخصاً، وهو فعل بمعنى مفعول كخبز. ورأيته أصبت رئته. ورأرأت بعينها: دارت بالحدقتين للمغازلة والمهازلة. قال:

ولما رأتني رأرأت ثم أقبلت ... تهازلني والهزل داعية العهر

ورجل وامرأة رأراء العين. قال الأصمعي: الذي تدور حدقته كأنها في فلكة. ولهم أثاث ورئيٌ وهو ما رُؤا عليه من حسن زي وحال متزينة.

ومن المجاز: فلان يرى لفلان إذا اعتقد فيه. وأراه وجه الصواب. وأرني برأيك. قال نهار بن توسعة:

فلمن أقول إذا تلمّ ملمة ... أرني برأيك أو إلى من أفزع

وما أضل رأيهم وآراءهم. وارتأى في الأمر. وارتأيت رأيا في كذا أرتئيه. والرأي ما ارتآه فلان. قال:

ألا أيها المرتئي في الأمور ... سيجلو العمى عنك تبيانها

وفلان يتراءى برأي فلان أي يميل إلى رأيه ويأخذ به. واسترأيته واستريته: طلبت رأيه ومع فلان رئيٌّ ورئي: جني يريه كهانة وطباً ويلقي على لسانه شعراً. وفلان رئي قومه ورأيهم: لصاحب رأيهم ووجههم. وما أراه يفعل كذا: ما أظنه. وتراءى له الأمر. ويتراءى لي أن الأمر كيت وكيت. وداراهما تتناظران وتتراءيان. وداري ترى داره. والجبل ينظر إليك والحائط يراك. وداري مما رأت دار فلان. قال ابن مقبل:

للمازنية مصطاف ومرتبع ... مما رأت أود فالمقراة فالجرع

وقال آخر:

أيا برقتي أعشاش لازال مدجن ... يجود كما والنخل مما يراكما

ودورهم رئاء: مترائية. وحي رئاء ونظر: متجاورون. وهو يرأى هذا الأمر: يخيل إليه. قال الأعشى:

كلانا يرأى أنه غير ظالم ... فأعزبت حلمي اليوم أو هو أعزبا

وتقول العرب: أرى الله بفلان: نكل به، ومعناه أرى عدوّه فيه ما يشمت به. قال الأعشى:

وعلمت أن الله عم ... داً خسّها وأرى بها

وارتفعت رئتاي إلى حلقي من هيبة فلان.
رأي: الرأي: رأيُ القلب، ويُجْمع على الآراء، تقول: ما أَضَلَّ آراءهم، على التعجب و (راءهم) أيضا. ورأيت بعيني رؤيةً. ورأيتُه رأيَ العَيْن، أي: حيثُ يقعُ البَصَرُ عليه. وتقول من رأي القَلْب: ارتأيتُ، قال:

ألا أَيُّها المُرْتَئي في الأمور ... سَيَجْلُو العَمَى عنك تِبْيانُها 

وتقول: رأيت رؤيا حَسَنة، قال :

عَسَى أَرَى يَقْظانَ ما أُرِيتُ ... في النَّوْم رؤيا أَنّني سُقِيتُ

ولا تجمع الرُّؤيا. ومن العَرَبِ من يُلَيِّن الهمزةَ فيقول: رُويا، ومن حول الهمزة فإِنّه يجعلها ياءً، ثمّ يكسر فيقول: رأيت رِيّا حسنةً. والرّيّ: ما رأتِ العينُ من حالٍ حَسَنةٍ من المَتاع واللِّباس. والرَّئيُّ: جِنيٌّ يتعرّض [للرَّجل] يُريه كهانةً وطِبّا، تقول: معه رَئيٌّ. وبعضُ العرب تقول: رَيْتُ بمعنى رأيت، وعلى هذا قُرِىء [قوله تعالى] : أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى ، وقال:

أَقْسَم باللَّهِ أبو حفصٍ عُمَرْ ... ما رايَها من نقَبٍ ولا دَبَرْ

فاغفِرْ له اللَّهمَّ إن كان فجر  وتراءَى القوم: رأى بَعْضُهم بعضاً، قال جلّ وعزّ: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ . [وتقول] : تراءى لي فلان، أي: تصدّى لك لتراه. وتراءى له تابِعُهُ من الجِنّ إذا ظهر له ليَراه. والمِرآة: التي يُنْظَرُ فيها والجميع: المَرائي، ومن ليّن الهمزة قال: المرايا. وتراءيت في المِرآة: نَظَرْتُ فيها،

وفي الحديث: لا يَتَمرْأَى أَحَدُكم في الماء ،

أي: لا ينظرُ وجهَه فيه، وأُدْخِلَتِ الميم في حُروف الفِعْل. وتقول في يفعل وذواتها من رأيت: يَرَى وهو في الأصل: يَرْأَى ولكنّهم يحذفون الهمزة في كلِّ كلمة تُشْتَقّ من (رأيت) إذا كانتِ الرّاء ساكنة. تقول: رأيت كذا، فحذفت همزة أَرْأَيته، وأنا مُرٍ وهو مُرًى، بحذف الهمزة، إلاّ أنّهم يُثبتون في موضعين، قالوا: رأيته فهو مَرْئيٌّ، وأرأت النّاقة إذا أَرْأى ضرعها أنّها أقربت وأنزلت وهي مُرْأى، بهمزة، والحذف فيها صواب. وقد يقولون: اسْتَريتُ واسترأَيْتُ، أي: [طَلَبْتُ الرُّؤْية] . وتَقُولُ في الظَّنِّ: رِيتُ أنّ فلاناً أخوك، ومنهم من يُثْبِتُ الهَمْزة فيقول: رُئِيتُ، فإِذا قلتَ (أرى) وذواتها حذفْتَ، ومن قَلَبَ الهَمْزةَ من رأى قال: راءك، كقولك: نأى وناء. والتَّرِّية، مشدَّدة الرّاء، إن شئت همزت وإن شئت ليّنتَ وثقّلْتَ الياء، وإن شئت طرحتَ الهمزةَ وخفّفتَ الياء فقلت: تَرْية. والترية، مكسورة الرّاء خفيفة، كلّ هذا لغات، وهو ما تراه المرأة من [بقية] محيضها من صفرة أو بياض، قبل أو بعد. وأمّا البَصَرُ بالعَيْن فهو رؤية، إلاّ أن تقول: نظرت إليه رأيَ العين وتذكرُ العَيْنَ فيه. وما رأيته إلاّ رأية واحدة، قال ذو الرمة :

إذا ما رآها رأية هيض قلبه ... بها كانهياضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ

والعربُ تَحذِف الهمزةَ فيما غُيِّر من الفِعْل في قولك: تَرَى ويَرى ونَرى وأَرَى ونحوه، وفيما زاد من الفعل في أَفْعل، واستفعل، وتَهْمِز فيما سِوى ذلــك إلاّ أنّهم يقولون: أرأتِ النّاقة والشّاة أي: استبان حَمْلها. وتقول للّذي يريك شيئاً فهو مُرْءٍ والنّاقة مُرئية، وإن شئت خفّفتَ وليّنتَ الهمزة، والشّاعر إذا احتاج إلى تثقيلة ثقّل، كما قال:

وأبدتِ البيضُ الحسانُ أسوقا ... غير مَرِيّاتٍ ولكن فرقا 

وتقول رَأَّيت فلانا ترئيةً إذا رأَّيته المرآة لينظُرَ فيها. واعلَمْ أنّ ناساً من العرب لا يرون أن يَهْمِزوا الهمزةَ الأولى من الرِّئاء كراهية تعليق ألف بين همزتين، ولــذلــك قالوا: ذُؤابة فهمزوا، ثم جمعوا الذّوائب بلا همز كراهية (الذّآئب) ، وأمّا من همز الرئاء فمن أجل المدّة الّتي بعد الألف ليس من بعدها شيء يعتمد عليه فقد يسقط في الوقوف، وفي اضطرار الشِّعْر فيما يقصرون من الممدود، ولــذلــك جاز الهمز فيها ولم يَجُزْ في الذوائب. 

والرِّيّ: ما أَرَيْت القومَ من حسن الشّارة والهيئة، قال جرير:

وكلّ قوم لهم ريّ ومختبر ... وليس في تغلب رِيّ ولا خبرُ

وتقول: أرِني يا فلانُ ثَوْبَك لأراه، فإِذا استعطيتهُ شيئاً ليُعْطِيَكَهُ لم يقولوا إلاّ أرْنا بسكون الرّاء، يجعلونه سواء في الجمع والواحد والذّكر والأنثى كأنّها عندَهم كلمة وُضِعت للمُعاطاةِ خاصّةً، ومنهم من يُجرِيها على التّصريف فيقول: أَرِني وللمرأة أريني، ويفرّق بين حالاتهما، وقد يُقْرأ: أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا على هذا المعنى بالتّخفيف والتَّثْقيل، ومن أراد معنى الرُّؤْية قرأها بكسر الرّاء، فأمّا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً وأَرِنا مَناسِكَنا فلا يُقْرأ إلاّ بكَسْر الرّاء. واعلم أنَّ ناساً من العرب لما رأوا همزة (يرى) محذوفةً في كلِّ حالاتها حذفوها أيضاً من (رأى) في الماضي وهم الذين يقولون: رَيْت. [وفلانٌ يَتَراءَى برأي فلانٍ إذا كان يرى رأيه ويميلُ إليه ويقتدي به] . فأمّا التّرائي في الظّن فإِنّه فِعْلٌ قد تعدّى إليك من غيرِك، فإِذا جعلت ذلــك في الماضي وأنت تُريدُ به معنى ظننت قلت: رُئيتُ. ومنهم من يَحذِفُ الهمزةَ منها أيضا فيكسر الرّاء، ويُسَكِّن الياء. فيقول: رِيتُ، وهي أقبحُها، ومنهم من يقول في الماضي: رأيتُ في معنى ظننت، وهو خُلْفٌ في القياس، كيف يكون في الماضي معروفاً وفي الغابر مجهولا من فعل واحد في معنى واحد.
(رأي)
(هـ) فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عادٍ «وَلَا تملأُ رِئَتِي جَنْبي» الرِّئَةُ الَّتِي فِي الْجَوْفِ مَعْروفة. يَقُولُ: لَستُ بجَبان تنْتَفخ رِئَتي فتَمْلأُ جَنْبِي. هَكَذَا ذكَرها الْهَرَوِيُّ، وَلَيْسَ مَوْضِعها، فَإِنَّ الهاءَ فِيهَا عوضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، تَقُولُ منه رأيته إذا أصبت رِئَتَهُ.
(هـ) فِيهِ «أنَا بَرِىءٌ مِنْ كلِّ مُسلمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قِيلَ: لِمَ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ:
لَا تَرَاءَى نارَاهما» أَيْ يلزَمُ المُسْلم ويَجبُ عَلَيْهِ أَنْ يُبَاعِد مَنْزِلَه عَنْ مَنْزل المُشرك، وَلَا يَنْزل بِالْمَوْضِعِ الَّذِي إِذَا أُوقِدَت فِيهِ نارُه تلُوحُ وتظهرُ لنارِ المُشْرِك إِذَا أوقَدها فِي مَنْزِلِهِ، وَلَكِنَّهُ ينزلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي دَارِهم. وَإِنَّمَا كَرِهَ مُجَاورَة المشرِكين لأنَّهم لَا عَهْدَ لَهُم وَلَا أَمَانَ، وحثَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الهِجْرة.
والتَّرَائِي: تَفَاعُلٌ مِنَ الرُّؤْيَة، يُقَالُ: تَرَاءَى القومُ إِذَا رَأَى بعضُهُم بَعْضًا، وتَرَاءَى لِيَ الشيءُ: أَيْ ظهرَ حَتَّى رَأَيْتُهُ. وإسْنادُ التَّرَائِي إِلَى النارَين مجازٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ دَارِي تَنْظُر إِلَى دَارِ فُلان: أَيْ تُقَابلها.
يَقُولُ نارَاهما مُخْتلفتان، هَذِهِ تَدْعو إِلَى اللَّهِ، وَهَذِهِ تَدْعو إِلَى الشَّيْطَانِ فَكَيْفَ يَتَفِقَان. والأصلُ فِي تَرَاءَى تَتَرَاءَى، فَحَذَفَ إحْدى التاءَين تَخْفِيفا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ أهلَ الْجَنَّةِ لِيَتَرَاءُونَ أهلَ علِّيّينَ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ» أَيْ يَنْظُرون ويَرَون.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي البَخْتَري «تَرَاءَيْنَا الهِلالَ» أَيْ تَكَلّفْنا النَّظَر إِلَيْهِ هَلْ نَراه أَمْ لَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ رَمَل الطَّواف «إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ» هُوَ فاعَلنا، مِنَ الرُّؤْيَة: أَيْ أَرَيْنَاهُمْ بِــذَلِــكَ أنَّا أقْوياء.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ خَطَب فَرُئِيَ أنَّه لَمْ يُسْمعْ» رُئِيَ: فِعْلٌ لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، مِنْ رَأَيْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْت، وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، تَقُولُ: رَأَيْتُ زَيْدًا عَاقِلًا، فَإِذَا بنيتَه لِمَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ واحدٍ، فَقُلْتَ: رُئِيَ زيدٌ عَاقِلًا، فَقَوْلُهُ إِنَّهُ لَمْ يُسْمع جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي.
وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ضَمِيرُهُ.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «أُرَاهُمْ أَرَاهُمُنِي الباطلُ شَيْطَانًا» أَرَادَ أنَّ الْبَاطِلَ جَعَلنِي عِنْدَهُمْ شَيْطَانًا، وَفِيهِ شُذُوذ مِنْ وَجْهَيْنِ: أحدُهما أَنَّ ضَمِيرَ الْغَائِبِ إِذَا وقَع متقدِّما عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ فَالْوَجْهُ أَنْ يُجَاء بِالثَّانِي منفصِلا، تَقُولُ أعْطاه إيَّايَ، فَكَانَ مِنْ حقِّه أَنْ يَقُولَ أَرَاهُمْ إيَّايَ، وَالثَّانِي أَنَّ واوَ الضَّمِيرِ حقُّها أَنْ تثْبُت مَعَ الضَّمَائِرِ كَقَوْلِكَ أعطيتمُوني، فَكَانَ حقُّه أَنْ يقولَ أراهُمُوني.
(س) وَفِي حَدِيثِ حَنْظَلَةَ «تُذَكِّرُنا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ كأنَّا رَأْيَ عينٍ» تَقُولُ جعلتُ الشيءَ رَأْيَ عَيْنِكَ وبِمَرْأَى مِنْكَ: أَيْ حِذاءَك ومُقابِلكَ بحيثُ تَرَاهُ، وَهُوَ منصوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ: أَيْ كأنَّا نَرَاهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فَإِذَا رجلٌ كَرِيهُ الْمَرْآة» أَيْ قبيحُ المَنْظَرِ. يقالُ رجلٌ حَسَنُ المَنْظَر والْمَرْآةُ، وَحَسَنٌ فِي مَرْآةِ الْعَيْنِ، وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ الرُّؤْيَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى يَتَبين لَهُ رِئْيُهُمَا» هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ: أَيْ مَنْظَرُهما وَمَا يُرَى مِنْهُمَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «أَرَأَيْتَكَ، وأَرَأَيْتَكُمَا، وأَرَأَيْتَكُمْ» وَهِيَ كلمةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ الاسْتِخْبارِ بِمَعْنَى أخْبِرْني، وأخْبِراني، وأَخبِروني. وتاؤُها مَفْتُوحَةٌ أَبَدًا.
وَكَــذَلِــكَ تَكَرَّرَ أَيْضًا «ألم تَرَ إلى فلان، وأ لم تَرَ إِلَى كَذَا» وَهِيَ كلمةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ التعجُّب مِنَ الشَّيْءِ، وَعِنْدَ تَنْبيه المُخاطَب، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ»
... ، «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ»
أي ألم تَعْجَب بفعلهم، وأ لم يَنْته شَأْنُهم إِلَيْكَ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لسَوَادِ بنِ قَارِبٍ: أَنْتَ الَّذِي أتاكَ رَئِيُّكَ بظُهور رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نَعَمْ» يُقَالُ لِلتَّابِعِ مِنَ الجِن رَئِيٌّ بِوَزْنِ كَمِيٍّ، وَهُوَ فَعِيل، أَوْ فَعُول، سُمِّي بِهِ لِأَنَّهُ يَتَراءَى لِمَتْبوعه، أَوْ هُوَ مِنَ الرَّأْي، مِنْ قَولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِه إِذَا كَانَ صاحبَ رأْيهم، وَقَدْ تُكْسَرُ راؤُه لإتْباعِها مَا بَعْدَهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِي «فَإِذَا رَئِيٌّ مِثْلُ نِحْيٍ» يَعْنِي حَيَّةً عَظِيمَةً كالزِّق، سَمَّاهَا بِالرَّئِيِّ الجِنّي؛ لِأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الحَيَّاتِ مِنْ مَسْخ الجِن، وَلِهَذَا سَمَّوْهُ شَيْطَانًا وحُبابا وَجَانًّا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وذَكَر المُتْعةَ «ارْتَأَى امْرُؤٌ بَعْدَ ذَلِــكَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ» أَيْ أفْكَرَ وتأنَّى، وَهُوَ افْتَعَل مِنْ رُؤْيةِ الْقَلْبِ، أَوْ مِنَ الرأْي. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ «وَفِينَا رَجُلٌ لَهُ رَأْيٌ» يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ: أَيْ أَنَّهُ يَرَى رأيَ الْخَوَارِجِ وَيَقُولُ بمَذْهَبهم وَهُوَ الْمُرَادُ هَاهُنَا، والمحدِّثون يُسَمون أَصْحَابَ القياسِ أصحابَ الرَّأْيِ، يَعْنُون أَنَّهُمْ يأخُذون بِرَأيِهم فِيمَا يُشْكِل مِنَ الْحَدِيثِ، أَوْ مَا لَمْ يأتِ فِيهِ حديثٌ وَلَا أثَرٌ.
رأي
رأَى1 يَرَى، رَه، رُؤيةً، فهو راءٍ، والمفعول مَرئِيّ
• رأى الهلالَ: أبصره بالعَيْن "رأيتُ النجمَ يسبح في السماء- حجب الضبابُ الرُّؤية- {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} " ° ألم تر إلى كذا: كلمة تقال عند التعجُّب- داري ترى داره: تقع مُقابِلةً له- رأى النُّجومَ ظهرًا: حلَّ به مكروه لم يعهده من قبل- رأى منه عجبًا: رأى شيئًا لم يكن يتوقعه- لا يرى أَبْعَد مِن أَنْفه: قاصر الفهم، ليس لديه بُعْد نظر للأمور.
• رأى الشَّخصُ الأمرَ: تأمَّله، تروَّى فيه.
• رأى الشَّيءَ: وَجَدَه " {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا} ". 

رأَى2 يَرَى، رَه، رُؤْيا، فهو راءٍ، والمفعول مَرْئِيّ
• رأى في منامه كذا: حَلَم "رأيْتُ فيما يرى النّائم أنّني أطوف حول الكعبة- {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ". 

رأَى3 يَرَى، رَه، رَأْيًا، فهو راءٍ، والمفعول مَرْئيّ
• رأى العالِمُ شيئًا: اعتقده ونادى به "عبّر عن رأيه بصراحة- رأى في الفقه رأيًا".
• رأى فلانًا عالمًا: ظنّه أو علمه كــذلــك "يرى المؤمنُ الحسابَ حقًّا- رأيتُني على حقٍّ" ° أرأيت: ماذا تظن؟ أخبرني- أُراه: أظنه- تُرى/ يا تُرى/ يا هل تُرى: يا رجل هل ترى وتظن؟ لإفادة التعجّب مع طلب الرأي من السامع. 

أرى/ أرى بـ يُري، أرِ، إراءةً، فهو مُرٍ، والمفعول مُرًى
• أراه طريقَ الصَّواب: عرَّفه به وأطلعه عليه، جعله ينظر إليه "أراه كيف تدور الآلة- أراه البضاعةَ- {وَمَا جَعَلْنَا
 الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} ".
• أرى اللهُ بفلان: نكّل به، وأرى عدوَّه فيه ما يشمت به. 

ارتأى يرتئي، ارْتإِ، ارْتِئاءً، فهو مُرْتَئٍ، والمفعول مُرْتَأًى
• ارتأى الشَّخصُ الأمرَ:
1 - اعتقده ونادى به "ارتأى الفقهاءُ حلَّ كذا- ارتأى مَخْرجًا من مشكلته- ارتأى في الأمر رأيًا- ارتأى بالأمر رأيًا".
2 - شكّ فيه.
• ارتأى الشَّيءَ: رآه؛ أبصره بعينه. 

استرأى يسترئي، اسْتَرْإِ، استرئاءً، فهو مُسْتَرْءٍ، والمفعول مُسْتَرْأًى
• استرأى الشَّخصَ:
1 - عدَّه مُرائيًا (يُظهر أمامَ الناس خلاف ما يُبطن).
2 - استشاره "استرأى عالِمًا/ أباه".
3 - طلب رؤيتَه "استرأى أمَّه وهو يُحتضَر".
• استرأى الشَّيءَ: أبصره. 

تراءى يتراءى، تَراءَ، ترائيًا، فهو مُتراءٍ
• تراءى القومُ: أبصر بعضُهم بعضًا " {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}: التقتا".
• تراءى الشَّيءُ: ظهَر وبدا "يتراءى لي أن مصلحتك في إكمال تعليمك: يبدو لي ذلــك- تراءى المنظر في خيالي". 

راءى يُرائي، راءِ، رِياءً ورِئاءً ومُراءاةً، فهو مُراءٍ، والمفعول مُراءًى
• راءى النَّاسَ: نافَق، أظهر أمامهم خلاف ما هو عليه "راءَى رئيسَه- {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِيَاءَ النَّاسِ} [ق]- {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً} - {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ}: مرائين لهم التماسًا للجاه وطلبًا للثناء". 

إراءة [مفرد]: مصدر أرى/ أرى بـ. 

ارتئاء [مفرد]: مصدر ارتأى. 

استرئاء [مفرد]: مصدر استرأى. 

رِئة [مفرد]: ج رِئون ورِئات: (شر) عضو التنفس وهما رئتان: رئة يُمنى ورئة يُسرى، للإنسان والحيوان تقعان في التجويف الصدريّ، تتّصفان بالمرونة، تمتصان الأكسجين من هواء الشهيق وتُخرجان ثاني أكسيد الكربون مع هواء الزفير ° تنفَّس بملء رئتيه: شعر بالراحة.
• قصبة الرِّئة: (شر) أنبوب رقيق الجدار من الأنسجة الغضروفيّة الغشائيّة ينحدر من الحنجرة إلى القصبات الهوائية ويحمل الهواء إلى الرِّئة.
• ذات الرِّئة: (طب) التهاب يصيب فصًّا أو فصوصًا من الرئة، وهو عبارة عن ورم حارّ ينتج عن دمٍ أو صفراء أو بلغم مالح عفن. 

رِئويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رِئة: "تدرّن رِئويّ- سلٌّ رِئويّ".
• الصِّمام الرِّئويّ: (شر) أحد صمامين أحدهما على فتحة الأورطي، والآخر على فتحة الشريان الرِّئوي، وكلّ منهما مصنوع من ثلاث شرفات هلاليّة الشَّكل تعمل على منع الدَّم من العودة إلى البطين.
• اضطرابات رئويَّة: (طب) مجموعة من الأمراض يصاحبها عدم القدرة على تنفُّس الأكسجين إلى الرئة، وطرد ثاني أكسيد الكربون، وهذه الاضطرابات تشمل أيضًا الربو والالتهاب الرئويّ وغيرها، ولها أسباب كثيرة كالتدخين ومرض الجهاز التنفُّسيّ وتعطُّل القوى التنفُّسيّة. 

رَأْي [مفرد]: ج آراء (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى3.
2 - حُكم وتقدير لعمل أو موقف معيّن وكثيرًا ما يتأثَّر بالظروف والملابسات "لا تتعجّل في إصدار رأيكَ- باتِّفاق الآراء- اختلاف الرَّأي لا يفسد للودّ قضيّة- لا رأي لمن لا إرادة له [مثل]- الرَأْي قبل شجاعة الشُّجعان ... هو أوّلٌ وهي المحلّ الثاني" ° أخْذُ الرَّأي على أمر: إجراءُ تصويتٍ عليه- أصحاب الرَّأي والقِياس/ أهل الرَّأي والقِياس: الفقهاء الذين يستخرجون أحكامَ الفتوى باستعمالهم رأيهم الشّخصيّ والقياس الشرعيّ فيما لا يجدون فيه حديثًا أو أثرًا- استطلاع رأي: طريقة فنِّيَّة لجمع المعلومات التي تُستخدم في معرفة رأي مجموعة من الناس في مكان مُعيَّن ووقت مُعيَّن عن موضوع مُعيَّن- الرَّأي العامّ: رأي أكثريَّة النَّاس في وقت مُعيَّن إزاء موقف أو مشكلة من
 المشكلات- ذو الرَّأي: الحكيم العاقل، ذو البصيرة والحذق بالأمور- رأي الإجماع: الرَّأي الذي تتَّحد فيه كل الآراء الفرديّة والجماعيَّة، وتظهر فيه عقيدة عامَّة يقف الجميع خلفها- رأي الأغلبيّة: هو الذي يُمثِّل ما يزيد على نصف عدد أفراد الجماعة، وهو في الواقع عبارة عن عدَّة آراء أقليَّات مختلفة اجتمعت حول هدف مُعيَّن- رأي الأقلِّيَّة: رأي ما يقلّ عن نصف عدد أفراد الجماعة ويُعبِّر عن آراء طائفة من هؤلاء الأفراد- رأيته رأي العين: وقع عليه بصري- سجين الرَّأي: من يُسجن بسبب اختلافه في الرَّأي مع النظام الحاكم- صاحب رأي/ أصحاب رأي: شخص أو مجموعة أشخاص يجسِّدون خصائص ذهنيّة معيّنة- فلانٌ صُلْب الرَّأي/ فلان عند رأيه: متمسك برأيه لا يتزحزح عنه- قويم الرَّأي: ذو آراء ووجهات نظر مبنيّة على ما هو صحيح أو المقصود بأن يكون صحيحًا.
3 - ما ارتآه الإنسان واعتقده.
4 - (فق) استنباط الأحكام الشرعيّة في ضوء قواعد مقرّرة.
• صحافة الرأي: صحافة تختار من مادة الرأي العام ما يلائم دعوتها السياسيّة ويؤيِّد فكرتها الحزبيّة.
• قسم الرَّأي: (قن) إدارة الفتوى وأخذ الرَّأي القانونيّ. 

رِئْي [مفرد]: ما رأته العين من حالٍ حسنة وكسوة ظاهرة " {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} ". 

رُؤْيا [مفرد]: ج رُؤًى (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى2 ° الرُّؤيا الصَّادقة: أول طريق لكشف الغيب، وقد بدأ الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلم نبوَّته بالرّؤيا الصادقة.
2 - ما يَحْلُم به النائم "رؤيا طيِّبة- {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ} ". 

رؤية [مفرد]: ج رُؤًى (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى1.
2 - حالة أو درجة كون الشّيء مرئيًّا ° اختلاط الرُّؤية: غموض الأمر وعدم ظهور الصواب فيه- ذو رؤية: مُظْهر أو مُبْدٍ آراء صائبة- رؤية ثاقبة: رأيٌ سديد- رؤية عربيّة موحَّدة- مدى الرُّؤْية: أبعد مسافة يمكن رؤيتها دون أيّة مساعدة من أيّة أداة تحت ظروف جويّة معيّنة.
• الرُّؤية:
1 - إبصار هلال رمضان لأوّل ليلة فيه "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يومًا [حديث] " ° لَيْلَةُ الرؤية: الليلة التي يعقبها شهر رمضان.
2 - الرؤية بالعين؛ وهي إدراك الأشياء بحاسّة البصر وعليها المعوّل في الشهادة.
• رؤية مجسَّمة:
1 - (فز) إدراك الأجسام مجسَّمة بكلتا العينين.
2 - (حي) نوع من الرؤية تتميَّز بها الحيوانات التي لها عينان موجَّهتان للأمام وترى صور الأشياء ذوات عمق. 

رِياء [مفرد]:
1 - مصدر راءى.
2 - تظاهر بخلاف ما في الباطن "فعل ذلــك رياءً- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ [حديث] ". 
2006 - 
مِرآة [مفرد]: ج مَراءٍ ومرايا: اسم آلة من رأَى1: (فز) سطح مستوٍ أو منحنٍ يعكس الضّوء عكسًا تنشأ عنه صورة لما أمامه، وقد تُصنع من فلزّ أو من زجاج مُغطَّى ظهره بالفضَّة "مرآة عاكسة- الكلمة مرآة الفكر" ° صورة المرآة: صورة منعكسة كما تظهر في مرآة. 

مَرْأََى [مفرد]:
1 - اسم مكان من رأَى1: منظر، مظهر؛ مكان النّظر "يخبر مَرْآه عن داخله- امرأة حَسَنة المرأى".
2 - في حدود الرُّؤية والمشاهدة "فعله على مرأى ومَسْمَع من الجميع". 

مَرْئيّ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من رأَى1 ورأَى2 ورأَى3 ° الصُّورة المرئيّة: الجزء المرئيّ للبثّ التليفزيونيّ- وسيلة مرئيّة: مساعدة بصريّة كالنموذج البيانيّ النسبيّ أو شريط من الصور أو شريط فيديو حيث تقدِّم هذه الوسائل المعلومات بصريًّا.
2 - مُنشأ أو مصمَّم لإبقاء الأجزاء المهمّة في مكان يمكّن رؤيته أو يسهل الوصول إليه. 
[ر أي] الرؤية النظر بالعين والقلب وحكى ابن الأعرابي الحمد لله على رِيَّتِك أي رؤيتك وفيه صنعة وحقيقتها أنه أراد رؤيتك فأبدل الهمزة واوًا إبدالاً صحيحًا فقال رُويتك ثم أدغم لأن هذه الواو قد صارت حرف علّة بما سُلّط عليها من البدل فقال رُيَّتِك ثم كسر الراء لمجاورة الياء فقال رِيَّتك وقد رأيتُه رَأْيَةً ورُؤْيةً وليست الهاء في رَأْيَةٍ هنا للمرّة الواحدة إنما هو مصدر كرؤية إلا أن تريد المرّة الواحدة فيكون رأيته رَأْيَةً كقولك ضربته ضربةً فأمّا إذا لم ترد هذا فرَأْيَةٌ كرؤيةٍ ليست الهاء فيها للواحد ورأيته رِيانًا كرؤية هذه عن اللحياني وَرَيْتُه على الحذف أنشد ثعلب

(وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَقْراب يَحْسِبُهَا ... مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ رآها رَأْيَةً جَمَلاً)

(حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لازِقٍ لاحِقِ الأقْرَابِ فانْشَمَلاَ)

خلق أربعة يعني ضمور أخلافِها وانْشَمَلَ ارتفع كانْشَمَرَ يقول من لم يرها قبلُ ظنها جملاً لعظمها حتى يدل عليها ضمورُ أخلافها فيعلم حينئذ أنها ناقة لأن الجمل ليس له خِلْفٌ وأنشد ابن جِنّي

(حتى يقولَ كلُّ مَن راهِ اذْ رَاهْ ... )

(يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقَاهْ ... ) أراد كلُّ من راهُ إذ راهْ فسكَّن الهاء وألقى حركة الهمزة عليها وقوله

(مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى ... إذا ما النِّسْعُ طالَ على المَطِيَّةْ)

(مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى ... إذا هَبَّتْ شآمِيَّةٌ عَرِيَّهْ)

أصل هذا رأى فأبدل الهمزة ياء كما يقال في ساءَلت سايَلْتُ وفي قرأت قَريْتُ وفي أخطأت أخطيت فلما أبدلت الهمزة التي هي عينٌ ياءً أبدلوا الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذف الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لسكونها وسكون الألف التي هي عين الفعل قال وسألت أبا عليّ فقلت له من قال من را مثل معدان بن يحيى فكيف ينبغي له أن يقول فَعِلْتُ منه فقال رَئيتُ ويجعله من باب حَييت وعَيِيتُ قال لأن الهمزة في هذا الموضع إذا أبدلت عن الياء تُقلب وذهب أبو علي في بعض مسائله إلى أنه أراد رأى فحذف الهمزة كما حذفها من أَرَيْت ونحوه وكيف كان الأمر فقد حُذفت الهمزة وقُلبت الياء ألفًا وهذا إعلالان تواليا في العين واللام ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم جا يجي فهذا إبدال العين التي هي ياءٌ ألفا وحذف الهمزة تخفيفًا فأعلّ اللام والعين جميعًا وأنا أراه والأصل أرآه حذفوا الهمزة وألقوا حركتها على ما قبلها قال سيبويه كلّ شيء كانت أوّله زائدة سوى ألف الوصل من رأيت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه وذلــك لكثرة استعمالهم إياه جعلوا الهمزة تعاقب يعني أن كل شيء كان أوّله زائدة من الزوائد الأربع نحو أرى ويرى ونرى وترى فإن العرب لا تقول ذلــك بالهمز أي إنها لا تقول أرْأى ولا نرْأى ولا نرْأى ولا تَرْأى وذلــك لأنهم جعلوا همزة المتكلم في أرى تعاقب الهمزة التي هي عين الفعل وهي همزة أرأى حيث كانتا همزتين وإن كانت الأولى زائدة والثانية أصلية وكأنهم إنما فرّوا من التقاء همزتين وإن كان بينهما حرف ساكن وهي الراء ثم أتبعوها سائر حروف المضارعة فقالوا يرى ونرى كما قالوا أرى قال سيبويه وحكى أبو الخطاب قد أرآهم يجيء به على الأصل وذلــك قليل قال

(أَحِنُّ إِذَا رَأَيْتُ جِبَالَ نَجْدٍ ... وَلاَ أَرْأَى إِلى نَجْدٍ سَبِيلاَ)

وقال بعضهم ولا أرى على احتمال الزحاف وقال سراقة البارقيّ

(أُرى عينَيَّ ما لم تَرْأياه ... كِلانا عالمٌ بالتُّرَّهاتِ)

وقد رواه الأخفش ما لم ترياه على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف وارتأيت واسترأيت كرأيت أعنى من رؤية العين قال اللحياني قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رأيت واسترأيت وارتأيت في رؤية العين وبعضهم يترك الهمز وهو قليل والكلام العالي الهمز فإذا جئت إلى الأفعال المستَقْبَلةِ اجتمعت العرب الذين يهمزون والذن لا يهمزون على ترك الهمز قال وبه نزل القرآن نحو {فترى الذين في قلوبهم مرض} المائدة 52 {فترى القوم فيها صرعى} الحاقة 7 و {إني أرى في المنام} الصافات 102 {ويرى الذين أوتوا العلم} سبأ 6 إلا تيَم الربابِ فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة وهو الأصل قال شاعرهم

(أَلَمْ تَرْءَ ما لاقَيْتُ والدهرُ أعصُرٌ ... ومن يَتَّمَلَّ الدهرَ يَرْءَ وَيَسْمَعِ)

فإذا جئت إلى الأمر فإن أهل الحجاز يقولون رَ ذلــك وللاثنين رَيا ذلــك وللجميع رَوْا ذاك وللاثنين كالرجلين وللجمع رَيْن ذاكُنَّ وبنو تميم يهمزون جميع ذلــك قال فإذا قالوا أرَأَيت فلانا أفرأيتَكم فلانا فإن أهل الحجاز يهمزون وإن لم يكن من كلامهم الهمز فإذا عدَوتَ أهلَ الحجاز فإن عامّة العرب على ترك الهمز نحو {أَرَيْتَ الذي يُكَذّبُ} وقالوا ولو تر ما أهل مكة قال أبو علي أرادوا ولو ترى ما فحذفوا لكثرة الاستعمال ورجل رَأََّاء كثير الرؤية قال غيلان الرَّبْعِيّ

(كأنها وقد رآها الرَّأَّاءْ ... )

والرِّءْيُ الرُّؤاء والمرآة المنظر وقيل الرِّءْيُ والرُّؤاء حُسن المنظر والمَرآة عامة المنظر حسنًا كان أو قبيحًا وماله رُؤاءٌ ولا شاهد عن اللحياني لم يزد على ذلــك شيئًا والترْئِيَة البهاء وحُسن المنظر اسم لا مصدر قال ابن مُقبل

(أَمَّا الرُّؤاءُ فَفينَا حَدُّ تَرْئِيَة ... مثلُ الجبالِ الذي بالجِزع منِ إِضَمِ)

واستَرْأَى الشيء استدعى رؤيته وأرَيتُه إياه إراءةً وإرآءً المصدران عن سيبويه قال الهاء للتعويض وتركُها على ألا يُعوّض وَهُم مما يعوّضون بعد الحذف ولا يعوّضون وراءَيت الرجل مُراءَاةً ورياءً أَريْته أنّي على خلاف ما أنا عليه وفي التنزيل {بَطَرًا ورِئَاءَ النَّاسِ} الأنفال 47 وفيه {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} الماعون 6 يعني المنافقين أي إذا صلى المؤمنون صلَّوا معهم يُرونهم أنهم على ما هُم عليه وراءَيْتُه مُراءاةً ورِياءً قابلته فرأيته وكــذلــك تراءَيته قال أبو ذؤيب

(أَبَى اللهُ إلاَّ أَنْ يُقِيدَكَ بعدما ... تَراءَيتُمُوني من قَرِيبٍ وَمَوْدِقِ)

يقولُ أقادَ اللهُ منك علانيةً ولم يُقِدْ غِيلَةً والمِرآة ما ترأَيْت فيه وقد أرَيْتُه إياها ورأَيْتُه ترئِيَةً عرضتُها عليه أو حبستُها له ينظر نفسَه وترأَيت فيها وتراءَيت وجاء في الحديث

لا يَتَمَرْأَ أحدُكم في الماء أي لا ينظر وجهه فيه وزنه يَتَمَفْعَل حكاه سيبويه من قول العرب تَمْسكن من المسكين وتمَدْرَع من المِدْرَعة وكما حكاه أبو عبيد من قولهم تَمندَلْتُ بالمِنديل والرُّؤيا ما رأيته في منامك وحكى الفارسي عن أبي الحسن رُيَّا قال وهذا على الإدغام بعد التخفيف البدليّ شبّهوا واو رُوْيا التي هي في الأصل همزة مخففةٌ بالواو الأصلية غير المقدر فيها الهمز نحو لويتُ ليّا وشويت شيّا وكــذلــك حكى أيضًا رَيّا أتبع الياء الكسرة كما يفعل ذلــك في الواو الوضعية وقال ابن حِنِّي قال بعضهم في تخفيف رؤيا رِيَّا بكسر الراء وذلــك أنه لما كان التخفيف يُصيرُها إلى رُوْيا ثم شُبِّهَتْ الهمزة المخففة بالواو المُخْلَصَة نحو قولهم قَرنٌ ألْوى وقُرونٌ لِيٌّ وأصلها لُوْيٌ فقلبت الواو للياء بعدها ولم يكن أقيسَ القولين قلبُها كــذلــك أيضًا كُسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قرون لِيٌّ فنظير قلب واو رُوْيا إلحاق التنوين ما فيه اللام ونظير كسر الراء إبدال الألف في الوقف على المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العتابا وهي الرُّؤي ورأيت عنك رؤًى حسنَةً حملتُها والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ الجنِّيّ يراه الإنسان وقال اللحياني له رَئِيٌّ من الجن ورِئيٌّ إذا كان يحبه ويألفه والرَّئيّ والرِّئيّ الثوب ينشر للبيع عن أبي علي وقالوا رأْيَ عيني زيدًا فَعَلَ ذاك وهو من نادر المصادر عند سيبويه ونظيره سمع أُذْني ولا نظير لهما في المُتَعَدِّيَات والتَّرْئِيَةُ والترِئَة والتَّرِيَّة الأخيرة نادرة ما تراه المرأة من صُفرة أو بياضٍ أو دمٍ قليل عند الحيضِ وقد راءت وقيل التَّرِيّةُ الخِرْقَةُ التي تعرِفُ بها المرأة حَيْضَتها من طُهرها وهو من الرُّؤية وتراءَى القوم رأى بعضهم بعضًا وتراءى لي وترأَى عن ثعلب تصدَّى لأراه ورأَى المكانُ المكانَ قابله حتى كأنًّه يراه قال ساعدة (لمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفيءٍ ... عَكَرٍ كما لَبَجَ النُّزولَ الأرْكُبُ)

وقرأ أبو عمرٍ و {وأرنا مناسكنا} البقرة 128 وهو نادر لما يلحق الفِعل من الإجحاف وأرْأَتِ الناقة والشاة وهي مُرْءٍ ومُرئِيَةٌ رُئى في ضرعها الحملُ واستُبين وكــذلــك المرأة وجميع الحوامل إلا في الحافر والسَّبُع وأرْأَتْ العنز ورِم حَياؤها عن ابن الأعرابي وتُبين فيها ذلــك وترأَى النّخل ظهرت ألوان بُسْره عن أبي حنيفة وكُلّه من رؤية العين ودورُ القوم منا رِثاءٌ أي منتهى البصر حيث تراهم وهو منّي مرأَى ومَسْمَعٌ وإن شئت نصبت وهو من الظروف المخصوصة التي أجريت مُجرَى غير المخصوصة عند سيبويه قال هو مثل مَناطَ الثُريّا ودَرَجَ السيولِ ومعناه هو مني بحيث أراه وأسمعه وهم رِئاءُ ألْفٍ أي زِهاءُ ألْفٍ فيما ترى العين ورأيت زيدًا حليمًا علمتُهُ وهو على المثل برؤية العين وقوله تعالى {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} آل عمران 23 قيل معناه ألم تعلم ألم ينته علمه إلى هؤلاء ومعناه اعرِفهم يعني علماء أهل الكتاب أعطاهم الله علم نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عندهم مكتوب في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وقال بعضهم معنى ألم تر ألم تُخبر وتأويله سؤال فيه إعلام وتأويله أي اعلم قصتهم وأتاهم حين جَنَّ رُؤيٌ رُؤْيا ورَأْيٌ رَأْيًا أي حين اختلط الظلام فلم يتراءَوا وارْتَأَينا في الأمر وتراءَيناه نظرناه والرأي الاعتقاد اسم لا مصدرٌ والجمع آراء قال سيبويه لم يُكَسَّر على غير ذلــك وحكى اللحياني في جمعه أرْءٍ مثلُ أرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيٌّ وأما ما أنشده خلف الأحمر من قول الشاعر (أما تراني رجُلا كما ترى ... )

(أحمِلُ فوقي بِزَّتي كما ترى ... )

(على قَلوصٍ صَعْبةٍ كما ترى ... )

(أخافُ أن تَطْرحَني كما ترى ... )

(فما ترى فيما ترى كما ترى ... )

فالقول عندي في هذه الأبيات أنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فيها أيسر وذلــك لأنك كنت تجعل واحدًا منها من رؤية العين كقولك كما تُبصر والآخر من رؤية القلب التي في معنى العلم فيصير كقولك كما تعلم والثالثُ من رأيتُ التي بمعنى الرأْيِ والاعتقادِ كقولك فلانٌ يرى رأي أهل العدل وفلان يرى رأي الشُّراة أي يعتقد اعتقادهم ومنه قول الله سبحانه {لتحكم بين الناس بما أراك الله} النساء 105 فحاسة البصر هنا لا تتوجَّهُ ولا يجوز أن يكون بما أعلمك الله لأنه لو كان كــذلــك لوجب تعدّيه إلى ثلاثة مَفْعولين وليس هناك إلا مفعولان أحدهما الكاف في أراك والآخر الضمير المحذوف للغائب أي أراكه وإذا تعدت أرى هذه إلى مفعولين لم يكن من الثالث بدٌّ أو لا تراك تقول فلان يرى رأي الخوارج ولا تعني أنه يعلم ما يدَّعون هم علمه وإنما تقول إنه يعتقد ما يعتقدون وإن كان هو وهم عندك غير عالمين بأنهم على الحق فهذا قسمٌ ثالث لرأيت فلــذلــك قلنا لو كانت الأبيات ثلاثة لجاز أن لا يكون فيها إبطاء لاختلاف المعاني وإن اتفقت الألفاظ وإذ هي خمسة فظاهِرُ أمرِها أن تكون إيطاءٌ لاتفاق الألفاظ والمعاني جميعًا ولو قال قائل إنه لا إيطاء هناك لرأيت له وجهًا من القياس مستقيماً ليس به بأس وذلــك أن العرب قد أجرت الموصول والصلّة مُجْرَى الشيء الواحد ونزلتهما منزلة الجزء المنفرد وذلــك نحو قول الله عز وجل {والَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين وَإِذَا مَرِضتُ فَهُو يَشْفِين والَّذِي يُمِيتُني ثم يُحْيِيينِ والَّذِي أَطَمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين} الشعراء 79 82 إنما معناه الذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين ويميتني ويحيين وأطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين لأنه سبحانه هو الفاعل لهذه الأشياء كلّها وحده والشيء لا يعطف على نفسه ولكن لما كانت الصلّة والموصول كالجزء الواحد وأراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأنهما كأنهما كلاهما شيءٌ واحد مفرد وعلى ذلــك قول الشاعر

(أيا بنةَ عبدِ اللهِ وابنةَ مَالكٍ ... ويا بنَة ذي الجَدَّيْنِ والفَرَسِ الوَرْد)

(إذا ما صَنَعتِ الزادَ فالتمسي لَهُ ... أكيلاً فإنِّي لَسْتُ آكِلَهُ وَحدي)

فإنما أراد يا بنة عبد الله ومالك الملك ومالكِ وذي الجدَّينِ لأنّها واحدةٌ ألا تراه يقول صنعتِ ولم يقل صنعتُنَّ فإذا جاز هذا في المضاف والمضاف إليه كان في الصلّة والموصول أسوغَ لأن اتصال الصلّة بالموصول أشدُّ من اتصال المضاف إليه بالمضاف وعلى هذا قول الأعرابي وقد سأله أبو الحسن الأخفش عن قول الشاعر

(بناتُ وِطاءٍ على خَدِّ اللَّيْلِ ... )

فقال له أين القافية فقال خدّ الليل قال أبو الحسن الأخفش كأنه يريد الكلام الذي في آخر البيت قلّ أو كثر فكــذلــك أيضًا تجعل ما ترى ما ترى ما وترى جميعًا القافية وتجعل ما مرة مصدرا وأخرى بمنزلة الذي فلا يكون في الأبيات إبطاء وتلخيص ذلــك أن يكون تقديرها أما تراني رجلاً كرؤيتك أحمل فوقي بزتي كمرئيِّك على قلوصٍ صعبة كعلمك أخاف أن تطرحني كمعلومك فما ترى فيما ترى كمعتقدك فيكون ما ترى مرّة رؤية العين ومرّة مرئيّا ومرة علمًا ومرَّة معلومًا ومرّة معتقدًا فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما واتصلت ترى بما فكانت جُزءًا منها لاحقًا بها صارت القافية ما وترى جميعًا كما صارت في قوله خذ الليل هي خدّ الليل جميعًا لا الليل وحده فهذا قياسٌ من القوّة بحيث تراه فإن قلت فما رَوِيّ هذه الأبيات قيل يجوز أن يكون رَوِيُّها الألف فتكون مقصورة يجوز معها سعي وأي لأن الألف لام الفعل كألف سعا وسلا والوجه عندي أن تكون رائيَّةً لأمرين أحدهما أنها قد التُزِمت ومن غالب عادة العرب ألا تلتزم أمرًا إلا مع وجوبه وإن كانت في بعض المواضع قد تتطوع بالتزام ما لا يجب عليها وذلــك أقل الأمرين وأدونُهما والآخر أن الشعر المطلق أضعاف الشعر المقيّد وإذا جعلتها رائية فهي مطلقة وإذا جعلتها ألِفيّةً فهي مقيّدة ألا ترى أن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا نجد العرب تلتزم فيه ما قبل الألف بل تخالفه ليعلم بــذلــك أنه ليس رويّا وأنها قد اعتزمت القصر كما تعتزم غيره من إطلاق حرف الروي ولو التزمت ما قبل الألف لكان ذلــك داعيًا إلى إلباس الأمر الذي قصدوا لإيضاحه أعني القصر الذي اعتمدوه وعلى هذا عندي قصيدة يزيد بن الحكم التي فيها مُنهَوِي ومُدَّوِي ومُرْعوِي ومُستوِي هي واوية عندنا لالتزامه الواو في جميعها والياءات بعدها وصولٌ لما ذكرنا وأَرِني الشيء عاطِنيه وكــذلــك الاثنان والجميع والمؤنث وحكى اللحياني هو مَرْأَةٌ أن يفعل كذا أي مَخْلَقَةٌ وكــذلــك الاثنان والجميع والمؤنث وقال هو أرآهم لأن يفعل ذاك أي أخلقُهم وحكى ابن الأعرابي لو تَرَما وأَوْ تَرَما ولَمْ تَرَما ومعناه كلّه عنده ولا سيّما والرِّئة موضع النفس والريح من الإنسان وغيره والجمع رِئات ورِئون على ما يطرد في هذا النحو قال

(فَعِظْنَاهُم حَتَّى أتى الغيظ منهم ... قُلُوبًا وأَكْبَادًا لَهُمْ وَرِئِينَا)

وإنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأنهما أسماء مَجْهُودة مُتَنَقصة ولا يكسَّر هذا الضرب في أوّليّته ولا في حد التسميةِ ورَأَيْته أصبتُ رِئَته ورُئِيَ رَأْيا اشتكى رِئته ورأَى الزَّنْدَ وَقَد عن كُراع ورأَيتُه أنا وقول ذي الرّمّة

(وجَدتُّ البُرَا أمراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ ... أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ)

قيل في تفسيره رأسٌ مُرْأًى طويل الخَطْم فيه تصويبٌ وقال نُصيْرٌ رءُوسٌ مُرْأياتٌ كأنها قراقير وهذا لا أعرف له فعلاً وما مادّة ورُؤَيَّةُ اسم أرض ويروي بيت الفرزدق

(هل تَعلَمُونَ غَداةَ يُطرَدُ سَبْيُكُمْ ... بالسَّفْحِ بينَ رُؤَيَّةٍ وطِحال)

رأي: الرُّؤيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إلى مفعول واحد، وبمعنى العِلْم

تتعدَّى إلى مفعولين؛ يقال: رأَى زيداً عالماً ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً

ورَاءَةً مثل راعَة. وقال ابن سيده: الرُّؤيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب.

وحكى ابن الأَعرابي: على رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ، وفيه ضَعَةٌ،

وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالاً صحيحاً فقال

رُويَتِك، ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط

عليها من البَدَل فقال رُيَّتِك، ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الياء فقال

رِيَّتِكَ. وقد رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة، وليست الهاءُ في رَأْية هنا

للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤيةٍ، إلاَّ أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ

الواحدة فيكون رَأَيْته رَأْية كقولك ضَرَبْتُه ضربة، فأَمَّا إذا لم تُردْ

هذا فرأْية كرؤْية ليست الهاءُ فيها للوَحْدَة. ورَأَيْته رِئْيَاناً:

كرُؤْية؛ هذه عن اللحياني، وَرَيْته على الحَذْف؛ أَنشد ثعلب:

وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها

مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رأْيَةً جَمَلا

حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ

في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ، فانْشَمَلا

خَلْقُ أَربعةٍ: يعني ضُمورَ أَخْلافها، وانْشَمَلَ: ارْتَفَعَ

كانْشمرَ، يقول: من لم يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلاً لِعظَمها حتي يَدلَّ ضُمورُ

أَخْلافِها فيَعْلَم حينئذ أَنها ناقة لأَن الجمل ليس له خِلْفٌ؛ وأَنشد

ابن جني:

حتى يقول من رآهُ إذْ رَاهْ:

يا وَيْحَه مِنْ جَمَلٍ ما أَشْقاهْ

أَراد كلَّ من رآهُ إذْ رآهُ، فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الهمزة؛

وقوله:

مَنْ رَا مِثْلَ مَعْمدانَ بنِ يَحْيَى،

إذا ما النِّسْعُ طال على المَطِيَّهْ؟

ومَنْ رَامثلَ مَعْدانَ بن يَحْيَى،

إذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ عَرِيَّهْ؟

أَصل هذا: من رأَى فخفَّف الهمزة على حدّ: لا هَناك المَرْتَعُ، فاجتمعت

أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين؛ وقال ابن سيده: أَصله رأَى

فأَبدل الهمزة ياء كما يقال في سأَلْت سَيَلْت، وفي قرأْت قَرَيْت، وفي

أَخْطأْت أَخْطَيْت، فلما أُبْدِلت الهمزة التي هي عين ياء أَبدلوا الياء

أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الياء التي هي

لام الفعل لسكونها وسكون الأَلف التي هي عين الفعل؛ قال: وسأَلت أَبا علي

فقلت له من قال:

مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى

فكيف ينبغي أَن يقول فعلت منه فقال رَيَيْت ويجعله من باب حييت وعييت؟

قال: لأَن الهمزة في هذا الموضع إذا أُبدلت عن الياء تُقلب، وذهب أَبو علي

في بعض مسائله أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَيْت

ونحوه، وكيف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة وقلبت الياء أَلفاً، وهذان إعلالان

تواليا في العين واللام؛ ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم: جَا يَجِي،

فهذا إبدال العين التي هي ياء أَلفاً وحذف الهمزة تخفيفاً، فأَعلّ اللام

والعين جميعاً. وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ، حذَفوا الهمزةَ

وأَلْقَوْا حَرَكَتها على ما قبلَها. قال سيبويه: كلُّ شيءٍ كانت أَوَّلَه

زائدةٌ سوى أَلف الوصل من رأَيْت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه، وذلــك لكثرة

استعمالهم إياه، جعلوا الهمزةَ تُعاقِب، يعني أَن كل شيءٍ كان أَوّلُه

زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فإن العرب لا

تقول ذلــك بالهمز أَي أَنَّها لا تقول أَرْأَى ولا يَرْأَى ولا نَرْأَى ولا

تَرْأَى، وذلــك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم في أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ التي

هي عين الفعل، وهي همزةُ أَرْأَى حيث كانتا همزتين، وإن كانت الأُولى

زائدةً والثانية أَصليةً، وكأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتين، وإن كان

بينهما حرف ساكن، وهي الراء، ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا

يَرَى ونَرَى وتَرَى كما قالوا أَرَى؛ قال سيبويه: وحكى أَبو الخطاب قدْ

أَرْآهم، يَجيءُ به على الأَصل وذلــك قليل؛ قال:

أَحِنُّ إذا رَأيْتُ جِبالَ نَجْدٍ،

ولا أَرْأَى إلى نَجْدٍ سَبِيلا

وقال بعضهم: ولا أَرَى على احتمال الزَّحافِ؛ قال سُراقة البارقي:

أُرِي عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ،

كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ

وقد رواه الأَخفش: ما لم تَرَياهُ، على التخفيف الشائع عن العرب في هذا

الحرف. التهذيب: وتقول الرجلُ يَرَى ذاكَ، على التخفيف، قال: وعامة كلام

العرب في يَرَى ونَرَى وأرَى على التخفيف، قال: ويعضهم يحقِّقُه فيقول،

وهو قليل، زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كقولك يرعى رَعْياً حَسَناً،

وأَنشد بيت سراقة البارقي. وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت: كرَأَيْت أَعني من

رُؤية العَين. قال اللحياني: قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من

رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأََيْت في رُؤْية العين، وبعضهم يَترُك الهمز

وهو قليل، قال: وكل ما جاء في كتاب الله مَهمُوزٌ؛ وأَنشد فيمن خفف:

صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ بِراعٍ

رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في الحِلابِ؟

قال الجوهري: وربما جاء ماضيه بلا هَمزٍ، وأَنشد هذا البيت أَيضاً:

صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ

ويروى: في العلاب؛ ومثله للأَحوص:

أَوْ عَرَّفُوا بصَنِيعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ

مَضَى، ولم يَثْنِه ما رَا وما سَمِعا

وكــذلــك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَرَيْتَك، بلا همز؛

قال أَبو الأَسود:

أَرَيْتَ امرَأً كُنْتُ لم أَبْلُهُ

أَتاني فقال: اتَّخِذْني خَلِيلا

فترَك الهمزةَ، وقال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري:

فقُولا صادِقَيْنِ لزَوْجِ حُبَّى

جُعلْتُ لها، وإنْ بَخِلَتْ، فِداءَ

أَرَيْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّى،

أَتَمْنَعُني على لَيْلى البُكاءَ؟

والذي في شعره كلام حبَّى، والذي رُوِيَ كلام لَيْلى؛ ومثله قول الآخر:

أَرَيْتَ، إذا جالَتْ بكَ الخيلُ جَوْلةً،

وأَنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غيرُ طائِلِ

قال: وأَنشد ابن جني لبعض الرجاز:

أَرَيْتَ، إنْ جِئْتِ به أُمْلُودا

مُرَجَّلا ويَلْبَسُ البُرُودا،

أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودا

قال ابن بري: وفي هذا البيت الأَخير شذوذ، وهو لحاق نون التأكيد لاسم

الفاعل. قال ابن سيده: والكلامُ العالي في ذلــك الهمزُ، فإذا جئتَ إلى

الأَفعال المستقبلة التي في أَوائلها الياء والتاء والنون والأَلف إجتمعت

العرب، الذين يهمزون والذين لا يهمزون، على ترك الهمز كقولك يَرَى وتَرَى

ونَرَى وأَرَى، قال: وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل: فتَرَى الذين في

قُلُوبِهِم مَرَض، وقوله عز وجل: فتَرَى القَوْمَ فيها صَرْعَى، وإنِّي أَرَى

في المَنامِ، ويَرَى الذين أُوتوا العلم؛ إلا تَيمَ الرِّباب فإنهم

يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى، وهو

الأَصل، فإذا قالوا متى نَراك قالوا متى نَرْآكَ مثل نَرْعاك، وبعضٌ

يقلب الهمزة فيقول متى نَراؤكَ مثل نَراعُك؛ وأَنشد:

أَلا تلك جاراتُنا بالغَضى

تقولُ: أَتَرْأَيْنَه لنْ يضِيقا

وأَنشد فيمن قلب:

ماذا نَراؤُكَ تُغْني في أَخي رَصَدٍ

من أُسْدِ خَفَّانَ، جأْبِ الوَجْه ذي لِبَدِ

ويقال: رأَى في الفقه رأْياً، وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته

في كلامهم، وربما احتاجت إليه فهَمَزَته؛ قال ابن سيده: وأَنشد شاعِرُ

تَيْمِ الرِّباب؛ قال ابن بري: هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدي:

أَلَمْ تَرْأَ ما لاقَيْت والدَّهْرُ أَعْصُرٌ،

ومن يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ ويَسْمََعِ

قال ابن بري: ويروى ويَسْمَعُ، بالرفع على الاستئناف، لأَن القصيدة

مرفوعة؛ وبعده:

بأَنَّ عَزِيزاً ظَلَّ يَرْمي بحوزه

إليَّ، وراءَ الحاجِزَينِ، ويُفْرِعُ

يقال: أَفْرَعَ إذا أَخذَ في بطن الوادي؛ قال وشاهد ترك الهمزة ما

أَنشده أَبو زيد:

لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ

بالبَيْنِ عَنْك بما يَرْآكَ شَنآنا

قال: وهو كثير في القرآن والشعر، فإذا جِئتَ إلى الأَمر فإن أَهل الحجاز

يَتْركون الهمز فيقولون: رَ ذلــك، وللإثنين: رَيا ذلــك، وللجماعة: رَوْا

ذلــك، وللمرأَة رَيْ ذلــك، وللإثنين كالرجلين، وللجمع: رَيْنَ ذاكُنَّ، وبنو

تميم يهمزون جميع ذلــك فيقولون: ارْأَ ذلــك وارْأَيا ولجماعة النساء

ارْأَيْنَ، قال: فإذا قالوا أَرَيْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَيْتَكُم

فلاناً أَفَرَيْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز بهمزونها، وإن لم يكن من

كلامهم الهمز، فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب على ترك الهمز،

نحو أَرأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ، وبه قرأَ الكسائي تَرَك

الهمز فيه في جميع القرآن، وقالوا: ولو تَرَ ما أَهلُ مكة، قال أَبو علي:

أَرادوا ولو تَرى ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال. اللحياني: يقال إنه

لخَبِيثٌ ولو تَر ما فلانٌ ولو تَرى ما فلان، رفعاً وجزماً، وكــذلــك ولا تَرَ

ما فلانٌ ولا تَرى ما فُلانٌ

فيهما جميعاً وجهان: الجزم والرفع، فإذا قالوا إنه لَخَبِيثٌ ولم تَرَ

ما فُلانٌ قالوه بالجزم، وفلان في كله رفع وتأْويلُها ولا سيَّما فلانٌ؛

حكى ذلــك عن الكسائي كله. وإذا أَمَرْتَ منه على الأَصل قلت: ارْءَ، وعلى

الحذف: را. قال ابن بري: وصوابه على الحذف رَهْ، لأَن الأَمر منه رَ

زيداً، والهمزة ساقطة منه في الاستعمال. الفراء في قوله تعالى: قُلْ

أَرَأَيْتَكُم، قال: العرب لها في أَرأَيْتَ لغتان ومعنيان: أَحدهما أَنْ يسأَلَ

الرجلُ الرجلَ: أَرأَيتَ زيداً بعَيْنِك؟ فهذه مهموزة، فإذا أَوْقَعْتَها

على الرجلِ منه قلت أَرَأَيْتَكَ على غيرِ هذه الحال، يريد هل رأَيتَ

نَفْسَك على غير هذه الحالة، ثم تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ للرجلين

أَرَأَيْتُماكُما، وللقوم أَرَأَيْتُمُوكُمْ، وللنسوة أَرأَيْتُنَّ كُنَّ، وللمرأَة

أَرأََيْتِكِ، بخفض التاءِ لا يجوز إلا ذلــك، والمعنى الآخر أَنْ تقول

أَرأَيْتَكَ وأَنت تقول أَخْبِرْني، فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ منها

وتَتركُ الهمزَ إن شئت، وهو أَكثر كلام العرب، وتَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً

مفتوحة للواحد والواحدة والجمع في مؤَنثه ومذكره، فنقول للمرأَة:

أَرَأَيْتَكِ زيداً هل خَرج، وللنسوة: أَرَأَيْتَكُنَّ زيداً ما فَعَل، وإنما تركت

العرب التاءَ واحدةً لأَنهم لم يريدوا أَن يكون الفعل منها واقعاً على

نفسها فاكتفوا بذكرها في الكاف ووجهوا التاء إلى المذكر والتوحيد إذا لم يكن

الفعل واقعاً، قال: ونحو ذلــك قال الزجاج في جميع ما قال، ثم قال: واختلف

النحويون في هذه الكاف التي في أَرأَيتَكُمْ فقال الفراء والكسائي:

لفظها لفظُ نصبٍ وتأْويلُها تأْويلُ رَفْعٍ، قال: ومثلها الكاف التي في دونك

زيداً لأَنَّ المعنى خُذْ زيداً قال أَبو إسحق: وهذا القول لم يَقُلْه

النحويون القُدَماء، وهو خطَأٌ لأَن قولك أَرأَيْتَكَ زيداً ما شأْنُه

يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قد تَعَدَّتْ إلى الكاف وإلى زيدٍ، فتصيرُ

(* قوله

«فتصير إلخ» هكذا بالأصل ولعلها فتنصب إلخ). أَرأَيْتَ اسْمَيْن فيصير المعنى

أَرأَيْتَ نفْسَكَ زيداً ما حالُه، قال:وهذا محال والذي إليه النحويون

الموثوق بعلمهم أَن الكاف لا موضع لها، وإنما المعنى أَرأَيْتَ زيداً ما

حالُه، وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب، وهي المعتمد عليها في الخطاب

فتقول للواحد المذكر: أَرَأَيْتَكَ زيداً ما حاله، بفتح التاء والكاف،

وتقول في المؤنث: أَرَأَيْتَك زيداً ما حالُه يا مَرْأَةُ؛ فتفتح التاء على

أَصل خطاب المذكر وتكسر الكاف لأَنها قد صارت آخرَ ما في الكلمة

والمُنْبِئَةَ عن الخطاب، فإن عدَّيْتَ الفاعل إلى المفعول في هذا الباب صارت

الكافُ مفعولةً، تقول: رأَيْتُني عالماً بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلتَ

للرجل: أَرَأَيْتَكَ عالماً بفلان، وللإثنين أَرأَيتُماكما عالَمْنِ

بفلان، وللجمع أَرَأَيْتُمُوكُمْ، لأَن هذا في تأْويل أَرأَيتُم أَنْفُسَكم،

وتقول للمرأَة: أَرأَيتِكِ عالمَة بفُلانٍ، بكسر التاء، وعلى هذا قياس

هذين البابين. وروى المنذري عن أَبي العباس قال: أَرأَيْتَكَ زيداً

قائماً، إذا اسْتَخْبَر عن زيد ترك الهمز ويجوز الهمز، وإذا استخبر عن حال

المخاطب كان الهمز الاختيار وجاز تَرْكُه كقولك: أَرَأَيْتَكَ نَفْسَك أَي ما

حالُك ما أَمْرُك، ويجوز أَرَيْتَكَ نَفْسَك. قال ابن بري: وإذا جاءت

أَرأَيْتَكُما وأَرأَيْتَكُمْ بمعنى أَخْبِرْني كانت التاء موَحَّدة، فإن

كانت بمعنى العِلْم ثَنَّيْت وجَمَعْت، قُلْتَ: أَرأَيْتُماكُما

خارِجَيْنِ وأَرأَيْتُمُوكُمْ خارِجِينَ، وقد تكرر في الحديث أَرأَيْتَكَ

وأَرأيْتَكُمْ وأَرأَيْتَكما، وهي كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى

أَخبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِرُوني، وتاؤُها مفتوحة أَبداً.

ورجل رَءَّاءٌ: كَثيِرُ الرُّؤيَةِ؛ قال غيلان الرَّبَعي:

كأَنَّها وقَدْ رَآها الرَّءَّاءٌ

ويقال: رأَيْتُه بعَيْني رُؤيَةً ورأَيْتُه رَأْيَ العينِ أَي حيث يقع

البصر عليه. ويقال: من رأْيِ القَلْبِ ارْتَأَيْتُ؛ وأَنشد:

ألا أَيُّها المُرْتَئِي في الأُمُور،

سيَجْلُو العَمَى عنكَ تِبْيانُها

وقال أَبو زيد: إذا أَمرْتَ من رأَيْتَ قلت ارْأَ زيداً كأنَّكَ قلت

ارْعَ زيداً، فإذا أَردت التخفيف قلت رَ زيداً، فتسقط أَلف الوصل لتحريك ما

بعدها، قال: ومن تحقيق الهمز قولك رأَيْت الرجل، فإذا أَردت التخفيف قلت

رأَيت الرجل، فحرَّكتَ الأَلف بغير إشباع الهمز ولم تسقط الهمزة لأَن ما

قبلها متحرك. وفي الحديث: أَن أَبا البَخْترِي قال ترَاءَيْنا الهِلالَ

بذاتِ عِرْق، فسأَلنا ابنَ عباسٍ فقال: إنَّ رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، مَدَّهُ إلى رُؤْيَتِه فإنْ أُغْمِيَ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّة، قال

شمر: قوله تَراءَيْنا الهلالَ أَي تَكَلَّفْنا النَّظَر إليه هل نَراهُ

أَم لا، قال: وقال ابن شميل انْطَلِقْ بنا حتى نُِهِلَّ الهلالَ أَي

نَنْظُر أَي نراهُ. وقد تَراءَيْنا الهِلالَ أَي نظرْناه. وقال الفراء: العرب

تقول راءَيْتُ ورأَيْتُ، وقرأَ ابن عباس: يُرَاوُون الناس. وقد رأَيْتُ

تَرْئِيَةً: مثل رَعَّيْت تَرْعِيَةً. وقال ابن الأَعرابي: أَرَيْتُه

الشيءَ إراءةً وإرايَةً وإرءَاءَةً. الجوهري: أَرَيْتُه الشيءَ فرآهُ وأَصله

أَرْأَيْتُه.

والرِّئْيُ والرُّواءُ والمَرْآةُ: المَنْظَر، وقيل: الرِّئْيُ

والرُّواءُ، بالضم، حُسْنُ المَنْظر في البَهاء والجَمال. وقوله في الحديث: حتى

يتَبيَّنَ له رئيْهُما، وهو بكسر الراء وسكون الهمزة، أَي مَنْظَرُهُما

وما يُرَى منهما. وفلان مِنِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ أَي بحيث أَراهُ

وأَسْمَعُ قولَه. والمَرْآةُ عامَّةً: المَنْظَرُ، حَسَناً كان أَو قَبِيحاً.

وما لهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ؛ عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلــك شيئاً. ويقال:

امرأَةٌ لها رُواءٌ

إذا كانت حَسَنةَ المَرْآةِ والمَرْأَى كقولك المَنْظَرَة والمَنْظر.

الجوهري: المَرْآةُ، بالفتح على مَفْعَلةٍ، المَنْظر الحَسن. يقال: امرأَةٌ

حَسَنةُ المَرْآةِ والمَرْأَى، وفلان حسنٌ في مَرْآةِ العَين أَي في

النَّظَرِ. وفي المَثل: تُخْبِرُ عن مَجْهولِه مَرْآتُه أَي ظاهرُه يدلُّ

على باطِنِه. وفي حديث الرُّؤْيا: فإذا رجلٌ كَرِيهُ المَرْآةِ أَي قَبِيحُ

المَنْظرِ. يقال: رجل حَسَنُ المَرْأَى والمَرْآةِ حسن في مَرْآةِ

العين، وهي مَفْعَلة من الرؤية. والتَّرْئِيَةُ: حُسْنُ البَهاء وحُسْنُ

المنظرِ، اسم لا مصدر؛ قال ابن مقبل:

أَمَّا الرُّواءُ ففِينا حَدُّ تَرْئِيَةٍ،

مِثل الجِبالِ التي بالجِزْعِ منْ إضَمِ

وقوله عز وجل: هم أَحسن أَثاثاً ورِئْياً؛ قرئت رِئْياً؛ بوزن رِعْياً،

وقرئت رِيّاً؛ قال الفراء: الرِّئْيُ المَنْظَر، وقال الأَخفش: الرِّيُّ

ما ظَهَر عليه مما رأَيْت، وقال الفراء: أَهْلُ المدينة يَقْرؤُونها

رِيّاً، بغير همز، قال: وهو وجه جيد من رأَيْت لأَنَّه مع آياتٍ لَسْنَ

مهموزاتِ الأَواخِر. وذكر بعضهم: أَنَّه ذهب بالرِّيِّ إلى رَوِيت إذا لم يهمز

ونحو ذلــك. قال الزجاج: من قرأَ رِيّاً، بغير همز، فله تفسيران أَحدهما

أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ من النِّعْمة كأَن النَّعِيم بِّيِّنٌ

فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت، وقال الجوهري: من همزه جعله من

المنظر من رأَيت، وهو ما رأَتْهُ العين من حالٍ حسَنة وكسوة ظاهرة؛ وأَنشد

أَبو عبيدة لمحمد بن نُمَير الثقفي:

أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا

بذي الرِّئْيِ الجمِيلِ منَ الأَثاثِ؟

ومن لم يهمزه إما أَن يكون على تخفيف الهمز أَو يكون من رَوِيَتْ

أَلْوانهم وجلودهم رِيّاً أَي امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ. وتقول للمرأَة: أَنتِ

تَرَيْنَ، وللجماعة: أَنْتُنَّ تَرَيْنَ، لأَن الفعل للواحدة والجماعة سواء

في المواجهة في خَبَرِ المرأَةِ من بنَاتِ الياء، إلا أَن النون التي في

الواحدة علامة الرفع والتي في الجمع إنما هي نون الجماعة، قال ابن بري:

وفرق ثان أَن الياءَ في تَرَيْن للجماعة حرف، وهي لام الكلمة، والياء في

فعل الواحدة اسم، وهي ضمير الفاعلة المؤنثة. وتقول: أَنْتِ تَرَيْنَني، وإن

شئت أَدغمت وقلت تَرَيِنِّي، بتشديد النون، كما تقول تَضْرِبِنِّي.

واسْتَرْأَى الشيءَ: اسْتَدْعَى رُؤيَتَه. وأَرَيْتُه إياه إراءَةً وإراءً؛

المصدر عن سيبويه، قال: الهاء للتعويض، وتركها على أَن لا تعوَّض وَهْمٌ

مما يُعَوِّضُونَ بعد الحذف ولا يُعَوِّضون.

وراءَيْت الرجلَ مُراآةً ورِياءً: أَرَيْته أَنِّي على خلاف ما أَنا

عليه. وفي التنزيل: بَطَراً ورِئاءَ الناسِ، وفيه: الذين هُمْ يُراؤونَ؛

يعني المنافقين أَي إذا صَلَّى المؤمنون صَلَّوا معَهم يُراؤُونهُم أَنَّهم

على ما هم عليه. وفلان مُراءٍ وقومٌ

مُراؤُونَ، والإسم الرِّياءُ. يقال: فَعَلَ ذلــك رِياءً وسُمْعَةً. وتقول

من الرِّياء يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ؛

عن أَبي عمرو. ويقال: راءَى فلان الناسَ يُرائِيهِمْ مُراآةً، وراياهم

مُراياةً، على القَلْب، بمعنىً، وراءَيْته مُراآةً ورياءً قابَلْته

فرَأَيْته، وكــذلــك تَرَاءَيْته؛ قال أَبو ذؤيب:

أَبَى اللهُ إلا أَن يُقِيدَكَ، بَعْدَما

تَراءَيْتُموني من قَرِيبٍ ومَوْدِقِ

يقول: أَقاد الله منك عَلانيَةً ولم يُقِدْ غِيلَة. وتقول: فلان

يتَراءَى أَي ينظر إلى وجهه في المِرْآةِ أَو في السيف.

والمِرْآة: ما تَراءَيْتَ فيه، وقد أَرَيْته إياها. ورأَيْتُه

تَرْئِيَةً: عَرَضْتُها عليه أَو حبستها له ينظر نفسَه وتَراءَيْت فيها

وترَأَيْتُ. وجاء في الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكم في الماء لا يَنْظُر وَجْهَه

فيه، وَزْنُه يتَمَفْعَل من الرُّؤْية كما حكاه سيبويه من قول العرب:

تَمَسْكَنَ من المَسْكَنة، وتَمدْرَع من المَدْرَعة، وكما حكاه أَبو عبيد من

قولهم: تَمَنْدَلْت بالمِندِيل. وفي الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكُم في

الدنيا أَي لا يَنْظُر فيها، وقال: وفي رواية لا يتَمَرْأَى أَحدُكم

بالدُّنيا من الشيء المَرْئِيِّ. والمِرآةُ، بكسر الميم: التي ينظر فيها،

وجمعها المَرائي والكثير المَرايا، وقيل: من حوَّل الهمزة قال المَرايا. قال

أَبو زيد: تَراءَيْتُ في المِرآةِ تَرائِياً ورَأيْتُ الرجل تَرْئِيَةً

إذا أَمْسَكْتَ له المِرآةَ لِيَنْظُر فيها. وأَرْأَى الرجلُ إِذا تراءَى

في المِرآة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

إِذا الفَتى لم يَرْكَبِ الأَهْوالا،

فأَعْطِه المِرآة والمِكْحالا،

واسْعَ له وعُدَّهُ عِيالا

والرُّؤْيا: ما رأَيْته في منامِك، وحكى الفارسي عن أَبي الحسن رُيَّا،

قال: وهذا على الإِدغام بعد التخفيف البدلي، شبهوا واو رُويا التي هي في

الأَصل همزة مخففة بالواو الأَصلية غير المقدَّر فيها الهمز، نحو لوَيْتُ

لَيّاً وشَوَيْتُ شَيّاً، وكــذلــك حكى أَيضاً رِيَّا، أَتبع الياء الكسرة

كما يفعل ذلــك في الياء الوضعية. وقال ابن جني: قال بعضهم في تخفيف رُؤْيا

رِيَّا، بكسر الراء، وذلــك أَنه لما كان التخفيف يصيِّرها إِلى رُويَا ثم

شبهت الهمزة المخففة بالواو المخلصة نحو قولهم قَرْنٌ أَلْوى وقُرُونٌ

لُيٌّ وأَصلها لُويٌ، فقلبت الواو إِلى الياء بعدها ولم يكن أَقيسُ

القولين قَلْبَها، كــذلــك أَيضاً كسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قُرون لِيٌّ،

فنظير قلب واو رؤيا إِلحاقُ

التنوين ما فيه اللامُ، ونظير كسر الراءِ إِبدالُ الأَلف في الوقف على

المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العِتابا، وهي الرُّؤَى. ورأَيتُ عنك

رُؤىً حَسَنَةً: حَلَمتها. وأَرْأَى الرجلُ إِذا كثرت رُؤَاهُ، بوزن

رُعاهُ، وهي أَحْلامه، جمعُ الرُّؤْيا. ورأَى في منامه رُؤْيا، على فُعْلى بلا

تنوين، وجمعُ الرُّؤْيا رُؤىً، بالتنوين، مثل رُعىً؛ قال ابن بري: وقد

جاء الرُّؤْيا في اليَقَظَة؛ قال الراعي:

فكَبَّر للرُّؤْيا وهَشَّ فُؤادُه،

وبَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها

وعليه فسر قوله تعالى: وما جعلنا الرُّؤْيا التي أَرَيْناكَ إِلا

فِتْنةً للناس؛ قال وعليه قول أَبي الطَّيِّبِ:

ورُؤْياكَ أَحْلى، في العُيون، من الغَمْضِ

التهذيب: الفراء في قوله، عز وجل: إِن كنتم للرُّؤْيا تَعْْبُرُونَ؛

إِذا تَرَكَتِ العربُ الهمز من الرؤيا قالوا الرُّويا طلباً للخفة، فإِذا

كان من شأْنهم تحويلُ الواو إِلى الياء قالوا: لا تقصص رُيَّاك، في الكلام،

وأَما في القرآن فلا يجوز؛ وأَنشد أَبو الجراح:

لَعِرْضٌ من الأَعْراض يُمْسِي حَمامُه،

ويُضْحي على أَفنانهِ الغِينِ يَهْتِفُ

أَحَبُّ إِلى قَلْبي من الدِّيكِ رُيَّةً

(* قوله «رية» تقدم في مادة عرض: رنة، بالراء المفتوحة والنون، ومثله في

ياقوت).

وبابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ

أَراد رُؤْيةً، فلما ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء

مشددة، كما يقال لَوَيْتُه لَيّاً وكَوَيْتُه كَيّاً، والأَصل لَوْياً

وكَوْياً؛ قال: وإِن أَشرتَ فيها إِلى الضمة فقلت رُيَّا فرفعت الراء فجائز،

وتكون هذه الضمة مثل قوله وحُيِلَ وسُيِق بالإِشارة. وزعم الكسائي أَنه

سمع أَعربيّاً يقرأ: إِن كنتم للرُّيَّا تَعْبُرون. وقال الليث: رأَيتُ

رُيَّا حَسَنة، قال: ولا تُجْمَعُ الرُّؤْيا، وقال غيره: تجمع الرُّؤْيا

رُؤىً كما يقال عُلْياً وعُلىً.

والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الجِنِّيُّ يراه الإِنسانُ. وقال اللحياني: له

رَئيٌّ من الجن ورِئِيٌّ إِذا كان يُحِبه ويُؤَالِفُه، وتميم تقول

رِئِيٌّ، بكسر الهمزة والراء، مثل سِعيد وبِعِير. الليث: الرَّئِيُّ جَنِّيّ

يتعرض للرجل يُريه كهانة وطِبّاً، يقال: مع فلان رَئِيُّ. قال ابن

الأَنباري: به رَئِيٌّ من الجن بوزن رَعِيّ، وهو الذي يعتاد الإِنسان من الجنّ.

ابن الأَعرابي: أَرْأَى الرجلُ إِذا صار له رَئِيٌّ من الجنّ. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: قال لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الذي أَتاكَ رَئِيُّكَ

بِظُهور رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ. يقال للتابع من

الجن: رَئِيٌّ بوزن كَمِيٍّ، وهو فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّي به لأَنه

يَتَراءى لمَتْبوعه أَو هو من الرَّأْيِ، من قولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِهِ

إِذا كان صاحب رأْيِهِم، قال: وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها؛ ومنه حديث

الخُدْري: فإِذا رَئِيٌّ مثل نحْيٍ، يعني حية عظِيمَةً كالزِّقِّ، سمّاها

بالرَّئِيِّ الجِنِّ لأَنهم يزعمون أَن الحيَّاتِ من مَسْخِ الجِنِّ،

ولهذا سموه شيطاناً وحُباباً وجانّاً. ويقال: به رَئِيٌّ من الجنّ أَي

مَسٌّ. وتَراءى له شيء من الجن، وللاثنين تراءيا، وللجمع تَراءَوْا.

وأَرْأَى الرجلُ إِذا تَبَّيَنت الرَّأْوَة في وجْهِه، وهي الحَماقة.

اللحياني: يقال على وجهه رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْت الحُمْق فيه قبل

أَن تَخْبُرَهُ. ويقال: إِن في وجهه لرَأْوَةً أَي نَظْرَة ودَمامَةً؛ قال

ابن بري: صوابه رَأْوَةَ الحُمْقِ. قال أَبو علي: حكى يعقوب على وجهه

رَأْوَةٌ، قال: ولا أَعرف مثلَ هذه الكلمة في تصريف رَأْى. ورَأْوَةُ

الشيء: دلالَتُه. وعلى فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَي دَلالَته. والرَّئِيُّ

والرِّئِيُّ: الثوب يُنْشَر للبَيْع؛ عن أَبي عليّ. التهذيب: الرِّئْيُ بوزن

الرِّعْيِ، بهمزة مسَكَّنَةٍ، الثوبُ الفاخر الذي يُنشَر ليُرى حُسْنُه؛

وأَنشد:

بِذِي الرِّئْيِ الجَميلِ من الأَثاثِ

وقالوا: رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذلــك، وهو من نادِرِ

المصادِرِ عند سيبويه، ونظيره سَمْعَ أُذُنِي، ولا نظير لهما في

المُتَعَدِّيات. الجوهري: قال أَبو زيد بعينٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ

وكُنْ كأَنِّي أَنْظُر إِلَيْكَ. وفي حديث حنَظلة: تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ

والنَّارِ كأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ. تقول: جعلتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِك

وبمَرْأَىً مِنْكَ أَي حِذاءَكَ ومُقابِلَك بحيث تراه، وهو منصوب على

المصدر أَي كأَنَّا نراهُما رَأْيَ العَيْنِ.

والتَّرْئِيَةُ، بوزن التَّرْعِيةِ: الرجلُ المُخْتال، وكــذلــك

التَّرائِيَة بوزْنِ التَّراعِيَة.

والتَّرِيَّة والتَّرِّيَّة والتَّرْيَة، الأَخيرة نادرة: ما تراه

المرأَة من صُفْرةٍ أَو بَياضٍ أَو دمٍ قليلٍ عند الحيض، وقد رَأَتْ، وقيل:

التَّرِيَّة الخِرْقَة التي تَعَْرِفُ بها المرأَةُ حَيْضَها من طهرها، وهو

من الرُّؤْيَةِ. ويقال للمَرْأَةِ: ذاتُ التَّرِيَّةِ، وهي الدم القليل،

وقد رَأَتْ تَرِيَّةً أَي دَماً قليلاً. الليث: التَّرِّيَّة مشدَّدة

الراء، والتَّرِيَّة خفيفة الراء، والتَّرْية بجَزْمِ الراء، كُلُّها لغات

وهو ما تراه المرأَةُ من بَقِيَّة مَحِيضِها من صُفْرة أَو بياض؛ قال

أَبو منصور: كأَنّ الأَصل فيه تَرْئِيَةٌ، وهي تَفْعِلَةٌ من رأَيت، ثم

خُفِّفَت الهَمْزة فقيل تَرْيِيَةٌ، ثم أُدْغِمَت الياءُ في الياء فقيل

تَرِيَّة. أَبو عبيد: التَّرِيَّةُ في بقية حيض المرأَة أَقَلُّ من الصفرة

والكُدْرَة وأَخْفَى، تَراها المرأَةُ عند طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ

طَهُرَت من حَيْضِها، قال شمر: ولا تكون التَّرِيّة إِلا بعد الاغتسال،

فأَما ما كان في أَيام الحيض فليس بتَرِيَّة وهو حيض، وذكر الأَزهري هذا

في ترجمة التاء والراء من المعتل. قال الجوهري: التَّرِيَّة الشيءُ

الخَفِيُّ اليَسيِرُ من الصُّفْرة والكْدْرة تَراها المرأَةُ بعد الاغْتِسال من

الحَيْضِ. وقد رَأَتِ المرأَة تَرِيئَةً إِذا رَأَت الدم القليلَ عند

الحيض، وقيل: التَّرِيَّة الماءُ الأَصْفَر الذي يكون عند انقطاع الحيض.

قال ابن بري: الأَصل في تَرِيَّة تَرْئِيَة، فنقلت حركة الهمزة على الراء

فبقي تَرِئْيَة، ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلــك

في المَراة والكَماة، والأَصل المَرْأَة، فنقلت حركة الهمزة إِلى الراء

ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً لانفتاح ما قبلها. وفي حديث أُمّ عطية: كُنَّا

لا نَعُدُّ الكُدْرة والصُّفْرة والتَّرِيَّة شيئاً، وقد جمع ابن الأَثير

تفسيره فقال: التَّرِيَّة، بالتشديد، ما تراه المرأَة بعد الحيض

والاغتسال منه من كُدْرة أَو صُفْرة، وقيل: هي البياض الذي تراه عند الطُّهْر،

وقيل: هي الخِرْقة التي تَعْرِف بها المرأَة حيضَها من طُهْرِها، والتاءُ

فيها زائدة لأَنه من الرُّؤْية، والأَصل فيها الهمز، ولكنهم تركوه

وشدَّدوا الياءَ فصارت اللفظة كأَنها فعيلة، قال: وبعضهم يشدّد الراءَ والياء،

ومعنى الحديث أَن الحائض إِذا طَهُرت واغْتَسَلت ثم عادت رَأَتْ صُفْرة

أَو كُدْرة لم يُعْتَدَّ بها ولم يُؤَثِّر في طُهْرها.

وتَراءَى القومُ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءَى لي وتَرَأَّى؛ عن ثعلب:

تَصَدَّى لأَرَاهُ. ورَأَى المكانُ المكانَ: قابَلَه حتى كَأَنَّه

يَراهُ؛ قال ساعدة:

لَمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ

عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُ

وقرأَ أَبو عمرو: وأَرْنا مَنَاسِكَنا، وهو نادِرٌ لما يلحق الفعلَ من

الإِجْحاف. وأَرْأَتِ الناقَةُ والشاةُ من المَعَز والضَّأْنِ، بتَقْدِير

أَرْعَتْ، وهي مُرْءٍ ومُرْئِيَةٌ: رؤِيَ في ضَرْعها الحَمْلُ واسْتُبينَ

وعَظُمَ ضَرْعُها، وكــذلــك المَرْأَة وجميعُ الحَوامِل إِلا في الحَافِر

والسَّبُع. وأَرْأَت العَنْزُ: وَرِمَ حَياؤُها؛ عن ابن الأَعرابي،

وتَبَيَّنَ ذلــك فيها. التهذيب: أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة، ولا يقال لِلنَّعْجة

أَرْأَتْ، ولكن يقال أَثْقَلَت لأَن حَياءَها لا يَظْهَر. وأَرْأَى

الرجلُ إِذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ. وتَرَاءَى النَّحْلُ: ظَهَرَت أَلوانُ

بُسْرِهِ؛ عن أَبي حنيفة، وكلُّه من رُؤْيَةِ العين. ودُورُ

القوم مِنَّا رِثَاءٌ أَي مُنْتَهَى البَصَر حيثُ نَرَاهُم. وهُمْ

مِنِّي مَرْأىً ومَسْمَعٌ، وإِن شئتَ نَصَبْتَ، وهو من الظروف المخصوصة التي

أُجْرِيَتْ مُجْرَى غير المخصوصة عند سيبويه، قال: وهو مثل مَناطَ

الثُّرَيَّا ومَدْرَجَ السُّيُول، ومعناه هو مِنِّي بحيثُ أَرَاهُ

وأَسْمَعُه. وهُمْ رِئَاءُ أَي أَلْفٍ زُهَاءُ أَلْفٍ فيما تَرَى العَيْنُ. ورأَيت

زيداً حَلِيماً: عَلِمْتُه، وهو على المَثَل برُؤْيَةِ العَيْن. وقوله

عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب؛ قيل: معناه

أَلَمْ تَعْلَم أَي أَلَمْ

يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلى هَؤُلاء، ومَعْناه اعْرِفْهُم يعني علماء أَهل

الكتاب، أَعطاهم الله عِلْم نُبُوّةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، بأَنه

مكتوب عندهم في التوراة والإِنجيل يَأْمرُهم بالمَعْروف ويَنْهاهُمْ عن

المُنْكر، وقال بعضهم: أَلَمْ ترَ أَلَمْ تُخْبِرْ، وتأْويلُهُ سُؤالٌ فيه

إِعْلامٌ، وتَأْوِيلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم، وقد تكرر في الحديث: أَلَمْ

تَرَ إِلى فلان، وأَلَمْ تَرَ إِلى كذا، وهي كلمة تقولها العربُ عند

التَّعَجُّب من الشيء وعند تَنْبِيهِ المخاطب كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ

إِلى الذينَ خَرجُوا من دِيارِهْم، أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا

نَصِيباً من الكتاب؛ أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، وأَلَمْ يَنْتَه

شأْنُهُم إِليك. وأَتاهُم حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً ورَأْيٌ رَأْياً أَي حينَ

اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ يَتَراءَوْا. وارْتَأَيْنا في الأَمْرِ

وتَراءَيْنا: نَظَرْناه. وقوله في حديث عمر، رضي الله عنه، وذَكَر المُتْعَة:

ارْتَأَى امْرُؤٌ بعدَ ذلــك ما شاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَي فكَّر وتَأَنَّى،

قال: وهو افْتَعَل من رُؤْيَة القَلْب أَو من الرَّأْيِ. ورُوِي عن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَنا بَرِيءٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ

مُشْرِكٍ، قيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لا تَراءَى نَارَاهُما؛ قال ابنُ

الأَثِير: أَي يَلْزَمُ المُسْلِمَ ويجب عليه أَن يُباعِدَ مَنْزِلَه عن

مَنْزِل المُشْرِك ولا يَنْزِل بالموضع الذي إِذا أُوقِدَتْ فيه نارُه

تَلُوح وتَظْهَرُ لِنَارِ

المُشْرِكِ إِذا أَوْقَدَها في مَنْزِله، ولكنه يَنْزِل معَ

المُسْلِمِين في دَارِهِم، وإِنما كره مُجاوَرَة المشركين لأَنهم لا عَهْدَ لهم

ولا أَمانَ، وحَثَّ المسلمين على الهِجْرة؛ وقال أَبو عبيد: معنى الحديث

أَنَّ المسلم لا يَحِلُّ له أَن يَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكين فيكونَ مَعَهم

بقْدر ما يَرَى كلُّ واحدٍ منهم نارَ صاحِبه. والتَّرَائِي: تفاعُلٌ من

الرؤية. يقال: تَراءَى القومُ إِذا رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءى لي

الشيءُ أَي ظَهَر حتى رَأَيْته، وإِسناد التَّرائِي إِلى النَّارَيْن مجازٌ من

قولهم دَارِي تَنْظُر إِلى دارِ فلان أَي تُقابِلُها، يقول ناراهما

مُخْتَلِفتانِ، هذه تَدْعو إِلى الله وهذه تدعو إِلى الشيطان، فكيف

تَتَّفِقانِ؟ والأَصل في تَراءَى تَتَراءَى فحذف إِحدى التاءين تخفيفاً. ويقال:

تَراءَينا فلاناً أَي تَلاقَيْنا فَرَأَيْتُه ورَآني. وقال أَبو الهيثم في

قوله لا تَراءَى نارَاهُما: أَي لا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ

المُشْرِك ولا يَتَشَبَّه به في هَدْيِه وشَكْلِهِ ولا يَتَخَلّق بأَخْلاقِه، من

قولك ما نَارُ بَعِيرِكَ أَي ما سِمةُ بعِيرِكَ. وقولهم: دَارِي تَرَى

دارَ فلانٍ أَي تُقابِلُها؛ وقال ابن مقبل:

سَلِ الدَّار مِنْ جَنْبَيْ حَبِيرٍ، فَواحِفِ،

إِلى ما رأَى هَضْبَ القَلِيبِ المصَبَّحِ

أَراد: إِلى ما قابَلَه. ويقال: مَنازِلُهم رِئَاءٌ على تقدير رِعَاء

إِذا كانت مُتَحاذِيةً؛ وأَنشد:

لَيالِيَ يَلْقَى سرْبُ دَهْماء سِرْبَنَا،

ولَسْنا بِجِيرانٍ ونَحْنُ رِئَاءُ

ويقال: قَوْمِ رِئَاءٌ يقابلُ بعضُهُم بعضاً، وكــذلــك بُيوتُهُم رِئَاءٌ.

وتَرَاءَى الجَمْعانِ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وفي حديث رَمَلِ

الطَّوافِ: إِنما كُنَّا راءَيْنا به المشركين، هو فاعَلْنا من

الرُّؤْية أَي أَرَيْناهم بــذلــك أَنَّا أَقْوِياء. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم: إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما

تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّيَّ في كَبِدِ السماء؛ قال شمر: يتَراءَوْنَ أَي

يتَفاعَلون أَي يَرَوْنَ، يَدُلُّ على ذلــك قولُه كما تَرَوْن.

والرَّأْيُ: معروفٌ، وجمعه أَرْآءٌ، وآراءٌ أَيضاً مقلوب، ورَئِيٌّ على

فَعِيل مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ. وفي حديث الأَزرق بن قيس: وفِينا رجُلٌ له

رَأْيٌ. يقال: فلانٌ من أَهل الرَّأْي أَي أَنه يَرَى رَأْيَ الخوارج

ويقول بمَذْهَبِهم، وهو المراد ههنا، والمُحَدِّثون يُسَمُّون أَصحابَ

القياسِ أَصحابَ الرَّأْي يَعْنُون أَنهم يأْخذون بآرائِهِم فيما يُشْكِلُ من

الحديث أَو ما لم يَأْتِ فيه حديث ولا أَثَرٌ. والرَّأْيُ: الاعتِقادُ،

اسمٌ لا مصدرٌ، والجمع آراءٌ؛ قال سيبويه: لم يكَسَّر على غير ذلــك، وحكى

اللحياني في جمعه أَرْءٍ مثل أَرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيُّ. ويقال: فلان

يتَراءَى بِرَأْيِ

فلان إِذا كان يَرَى رَأْيَه ويَمِيلُ إِليه ويَقْتَدي به؛ وأَما ما

أَنشده خَلَفٌ الأَحمر من قول الشاعر:

أَما تَراني رَجُلاً كما تَرَى

أَحْمِلُ فَوْقي بِزَّنِي كما تَرَى

على قَلُوص صعبة كما تَرَى

أَخافُ أَن تَطْرَحَني كما تَرَى

فما تَرى فيما تَرَى كما تَرَى

قال ابن سيده: فالقول عندي في هذه الأَبيات أَنها لو كانت عدَّتُها

ثلاثة لكان الخطب فيها أَيسر، وذلــك لأَنك كنت تجعل واحداً منها من رُؤْية

العَيْنِ كقولك كما تُبْصِر، والآخر من رُؤْية القَلْبِ في معنى العلم فيصير

كقولك كما تَعْلم، والثالث من رأَيْت التي بمعنى الرَّأْي الاعتقاد

كقولك فلان يرَى رَأْي الشُّراةِ أَي يعتَقِدُ اعْتِقادَهم؛ ومنه قوله عز

وجل: لتَحْكُم بين الناسِ

بما أَرَاكَ اللهُ؛ فحاسَّةُ البَصَر ههنا لا تتَوَجَّه ولا يجوز أَن

يكون بمعنى أَعْلَمَك الله لأَنه لو كان كــذلــك لوَجَب تعدِّيه إِلى ثلاثة

مَفْعولِين، وليس هناك إِلا مفعولان: أَحدهما الكاف في أَراك، والآخر

الضمير المحذوف للغائب أَي أَراكَه، وإِذا تعدَّت أَرى هذه إلى مفعولين لم

يكن من الثالث بُدُّ، أَوَلا تَراكَ تقول فلان يَرَى رأْيَ الخوارج ولا

تَعْني أَنه يعلم ما يَدَّعون هُمْ عِلْمَه، وإِنما تقول إِنه يعتقد ما

يعتقدون وإِن كان هو وهم عندك غير عالمين بأَنهم على الحق، فهذا قسم ثالث

لرأَيت، قال ابن سيده: فلــذلــك قلنا لو كانت الأَبيات ثلاثة لجاز أَن لا يكون

فيها إِيطاء لاختلاف المعاني وإِن اتفقت الأَلفاظ، وإِذْ هِي خمسة فظاهر

أَمرها أَن تكون إِيطاء لاتفاق الأَلفاظ والمعاني جميعاً، وذلــك أَن العرب

قد أَجرت الموصول والصلة مُجْرى الشيء الواحد ونَزَّلَتْهما منزلة الخبر

المنفرد، وذلــك نحو قول الله عز وجل: الذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ

وإِذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفِينِ والذي يُميتُني ثم يُحْيِينِ والذي أَطْمَعُ

أَنْ يَغْفِرَ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ؛ لأَنه سبحانه هو الفاعل لهذه

الأَشياء كلها وحده، والشيء لا يُعْطَف على نفسِه، ولكن لما كانت الصلة

والموصول كالخبر الواحد وأَراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأَنهما كأَنهما

كلاهما شيء واحد مفرد؛ وعلى ذلــك قول الشاعر:

أَبا ابْنَةَ عبدِ الله وابْنَةَ مالِكٍ،

ويا ابْنَةَ ذي الجَدَّينِ والفَرَسِ الوَرْدِ

إِذا ما صَنَعْتِ الزَّادَ، فالْتَمِسي لهُ

أَكِيلاً، فإِني لسْتُ آكُلُه وَحْدي

فإِنما أَراد: أَيا ابْنة عبدِ الله ومالِكٍ وذي الجَدّين لأَنها

واحدةٌ، أَلا تَراهُ يقول صنعتِ ولم يَقُلْ صنعتُنَّ؟ فإِذا جازَ هذا في المضاف

والمضاف إِليه كان في الصِّلَةِ والموصولِ

أَسْوَغَ، لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بالموصول أَشدُّ من اتصال المضافِ

إِليه بالمُضاف؛ وعلى هذا قول الأَعرابي وقد سأَله أَبو الحسن الأَخفشُ

عن قول الشاعر:

بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْل

فقال له: أَين القافية؟ فقال: خدّ الليلْ؛ قال أَبو الحسن الأَخفش:

كأَنه يريد الكلامَ الذي في آخر البيت قلَّ أَو كَثُر، فكــذلــك أَيضاً يجعل ما

تَرَى وما تَرَى جميعاً القافية، ويجعل ما مَرَّةً مصدراً ومرة بمنزلة

الذي فلا يكون في الأَبيات إِيطاء؛ قال ابن سيده: وتلخيص ذلــك أَن يكون

تقديرها أَما تراني رجلاً كُرؤْيَتِك أَحمل فوقي بزتي كمَرْئِيِّك على قلوص

صعبة كعِلْمِكَ أَخاف أَن تطرحني كمَعْلُومك فما ترى فيما ترى

كمُعْتَقَدِك، فتكون ما ترى مرة رؤية العين، ومرة مَرْئِيّاً، ومرة عِلْماً ومرة

مَعلوماً، ومرة مُعْتَقَداً، فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما

واتصلت بها فكانت جزءاً منها لاحقاً بها صارت القافية وما ترى جميعاً، كما

صارت في قوله خدّ الليل هي خدّ الليل جميعاً لا الليل وحده؛ قال: فهذا

قياس من القوّة بحيث تراه، فإِن قلت: فما رويّ هذه الأَبيات؟ قيل: يجوز أَن

يكون رَوّيها الأَلفَ فتكون مقصورة يجوز معها سَعَى وأتى لأَن الأَلف

لام الفعل كأَلف سَعَى وسَلا، قال: والوجه عندي أَن تكون رائِيَّة

لأَمرين: أَحدهما أَنها قد التُزِمَت، ومن غالب عادة العرب أَن لا تلتزم أَمراً

إِلا مع وجوبه، وإِن كانت في بعض المواضع قد تتَطوَّع بالتزام ما لا يجب

عليها وذلــك أَقل الأَمرين وأَدْوَنُهما، والآخر أَن الشعر المطلق أَضعاف

الشعر المقيد، وإِذا جعلتها رائية فهي مُطْلقة، وإذا جعلتها أَلِفِيَّة

فهي مقيدة، أَلا ترى أَن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب

تلتزم فيه ما قبل الأَلف بل تخالف ليعلم بــذلــك أَنه ليس رَوِيّاً؟ وأَنها

قد التزمت القصر كما تلتزم غيره من إِطلاق حرف الروي، ولو التزمت ما قبل

الأَلف لكان ذلــك داعياً إِلى إِلْباس الأَمر الذي قصدوا لإِيضاحِه،

أَعني القصرَ الذي اعتمدوه، قال: وعلى هذا عندي قصيدة يزيدَ بنِ الحَكَم،

التي فيها مُنْهَوي ومُدَّوي ومُرْعَوي ومُسْتَوي، هي واويَّة عندنا

لالتزامه الواو في جميعها والياءاتُ بعدها وُصُول لما ذكرنا. التهذيب: اليث

رَأْي ا لقَلْب والجمعُ الآراءُ. ويقال: ما أَضلَّ آراءَهم وما أَضلَّ

رأْيَهُمْ. وارْتَآهُ هو: افْتَعَل من الرَّأْي والتَّدْبِير. واسْتَرْأَيْتُ

الرُّجلَ في الرَّأْيِ أَي اسْتَشَرْتُه وراءَيْته. وهو يُرائِيهِ أَي

يشاوِرُه؛ وقال عمران بن حطَّان:

فإِن تَكُنْ حين شاوَرْناكَ قُلْتَ لَنا

بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيما نُرائِيكا

أَي نستشيرك. قال أَبو منصور: وأَما قول الله عزَّ وجل: يُراؤُونَ

الناسَ، وقوله: يُراؤُونَ ويَمْنَعُون الماعونَ، فليس من المشاورة، ولكن معناه

إِذا أَبْصَرَهُم الناس صَلَّوا وإِذا لم يَرَوْهم تركوا الصلاةَ؛ ومن

هذا قول الله عزَّ وجل: بَطَراً ورِئَاءَ الناسِ؛ وهو المُرَائِي كأَنه

يُرِي الناس أَنه يَفْعَل ولا يَفْعَل بالنية. وأَرْأَى الرجلُ إِذا

أَظْهَر عملاً صالِحاً رِياءً وسُمْعَة؛ وأَما قول الفرزدق يهجو قوماً

ويَرْمِي امرأَة منهم بغير الجَمِيلِ:

وبات يُراآها حَصاناً، وقَدْ جَرَتْ

لَنا بُرَتَاهَا بِالَّذِي أَنَا شَاكِرُه

قوله: يُراآها يظن أَنها كذا، وقوله: لنا بُرَتاها معناه أَنها أَمكنته

من رِجْلَيْها. وقال شمر: العرب تقول أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى اللهُ

الناسَ بفلان العَذَابَ والهلاكَ، ولا يقال ذلــك إِلاَّ في الشَّرِّ؛ قال

الأَعشى:

وعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْـ

ـداً خَسَّها، وأَرَى بِهَا

يَعْنِي قبيلة ذكَرَها أَي أَرَى اللهُ بها عَدُوَّها ما شَمِتَ به.

وقال ابن الأَعرابي: أَي أَرَى الله بها أَعداءَها ما يَسُرُّهم؛

وأَنشد:أَرَانَا اللهُ بالنَّعَمِ المُنَدَّى

وقال في موضع آخر: أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى به ما يَشْمَتُ به

عَدُوُّه. وأَرِنِي الشَّيءَ: عاطِنيهِ، وكــذلــك الاثنان والجمع والمؤَنث، وحكى

اللحياني: هو مَرآةً أَنْ يَفْعَلَ كذا أَي مَخْلَقة، وكــذلــك الاثنان

والجمع والمؤَنث، قال: هو أَرْآهُمْ لأَنْ يَفَعَلَ ذلــك أَي أَخْلَقُهُم.

وحكى ابن الأَعرابي: لَوْ تَرَ ما وأَو تَرَ ما ولَمْ تَرَ ما، معناه كله

عنده ولا سِيَّما.

والرِّئَة، تهمز ولا تهمز: مَوْضِع النَّفَس والرِّيحِ من الإِنْسانِ

وغيره، والجمع رِئَاتٌ ورِئُون، على ما يَطّرِد في هذا النحو؛ قال:

فَغِظْنَاهُمُ، حتَّى أَتَى الغَيْظُ مِنْهُمُ

قُلوباً، وأَكْباداً لهُم، ورِئِينَا

قال ابن سيده: وإِنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأَنها أَسماء

مَجْهودة مُنْتَقَصَة ولا يُكَسَّر هذا الضَّرب في أَوَّلِيَّته ولا في حد

التسمية، وتصغيرها رُؤيَّة، ويقال رُويَّة؛ قال الكميت:

يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئِينَا

ورَأَيْته: أَصَبْت رِئَته. ورُؤِيَ رَأْياً: اشْتكى رِئَته. غيره:

وأَرْأَى الرجلُ إِذا اشْتَكى رِئَته. الجوهري: الرِّئَة السَّحْرُ، مهموزة،

ويجمع على رِئِينَ، والهاءُ عوضٌ من الياء المَحْذوفة. وفي حديث لُقْمانَ

بنِ عادٍ: ولا تَمْلأُ رِئَتِي جَنْبِي؛ الرِّئَة التي في الجَوْف:

مَعْروفة، يقول: لست بِجَنان تَنْتَفِخُ رِئَتي فَتَمْلأُ جَنْبي، قال: هكذا

ذكرها الهَرَوي. والتَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ إِذا طَعَنَه في رِئَتِه. قال

ابن بُزُرج: ورَيْته من الرِّئَةِ، فهو مَوْرِيّ، ووَتَنْته فهو

مَوْتونٌ وشَويْته فهو مَشْوِيّ إِذا أَصَبْت رِئَتَه وشَوَاتَه ووَتِينِه. وقال

ابن السكيت: يقال من الرِّئة رَأَيْته فهو مَرْئيٌّ إِذا أَصَبْته في

رِئَته. قال ابن بري: يقال للرجل الذي لا يَقْبَل الضَّيم حامِضُ

الرِّئَتَين؛ قال دريد:

إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخاهُ،

فَلَيْسَ بحامِضِ الرِّئَتَيْن مَحْضِ

ابن شميل: وقد وَرَى البعيرَ الدَّاءُ أَي وقع في رِئَتِه وَرْياً.

ورَأَى الزندُ: وَقَدَ؛ عن كراع، ورَأَيْته أَنا؛ وقول ذي الرمة:

وجَذْب البُرَى أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ

أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ

يعني أَواخِيَّ الأَمْراسِ، وهذا مثل، وقيل في تفسيره: رَأْسٌ مُرْأىً

بوزن مُرْعًى طويلُ الخَطْمِ فيه شبِيةٌ بالتَّصْويب كهَيْئة الإِبْرِيقِ؛

وقال نصير:

رُؤُوسٌ مُرْأَياتٌ كَأَنَّها قَراقِيرُ

قال: وهذا لا أَعرف له فعلاً ولا مادَّة. وقال النضر: الإِرْآءُ

انْتِكابُ خَطْمِ البعيرِ على حَلْقِه، يقال: جَمَلٌ مُرأىً وجِمال مُرْآةٌ.

الأَصمعي: يقال لكل ساكِنٍ لا يَتَحَرَّك ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ؛ قال شمر: لا

أَعرف راء بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون أَراد رَاه، فجعل بدل الهاء ياءً.

وأَرأَى الرجلُ إِذا حَرَّك بعَيْنَيْه عند النَّظَرِ

تَحْرِيكاً كَثِيراً وهو يُرْئي بِعَيْنَيْه.

وسَامَرَّا: المدينة التي بناها المُعْتَصِم، وفيها لغات: سُرَّ مَنْ

رَأَى، وسَرَّ مَنْ رَأَى، وسَاءَ مَنْ رأَى، وسَامَرَّا؛ عن أَحمد بن يحيى

ثعلب وابن الأَنباري، وسُرَّ مَنْ رَاءَ، وسُرَّ سَرَّا، وحكي عن أَبي

زكريا التبريزي أَنه قال: ثقل على الناس سُرَّ مَنْ رأَى فَغَيَّروه إِلى

عكسه فقالوا سامَرَّى؛ قال ابن بري: يريد أَنَّهُمْ حذفوا الهمزة من

سَاءَ ومن رَأَى فصار سَا مَنْ رَى، ثم أُدغمت النون في الراء فصار

سَامَرَّى، ومن قال سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر همزة رأَى فجعلها بعد الأَلف فصار

سَا مَنْ رَاءَ، ثم أَدغم النون في الراء. ورُؤَيَّة: اسم أَرْضٍ؛ ويروى

بيت الفرزدق:

هل تَعْلَمون غَدَاةً يُطْرَدُ سَبْيُكُم

بالسَّفْحِ، بين رُؤَيَّةٍ وطِحَالِ؟

وقال في المحكم هنا: رَاءَ لغة في رَأَى، والاسم الرِّيءُ. ورَيَّأَهُ

تَرْيِئَة: فَسَّحَ عنه من خِناقهِ. وَرَايا فلاناً: اتَّقاه؛ عن أَبي

زيد؛ ويقال رَاءَهُ في رَآه؛ قال كثير:

وكلُّ خَلِيل رَاءَني، فهْوَ قَائِلٌ

منَ اجْلِك: هذا هامَةُ اليَومِ أَو غَدِ

وقال قيس بن الخطيم:

فَلَيْت سُوَيْداً رَاءَ فَرَّ مَنْ مِنْهُمُ،

ومَنْ جَرَّ، إِذْ يَحْدُونَهُم بالرَّكَائِبِ

وقال آخر:

وما ذاكِ من أَنْ لا تَكُوني حَبِيبَةً،

وإِن رِيءَ بالإِخْلافِ مِنْكِ صُدُودُ

وقال آخر:

تَقَرَّبَ يَخْبُو ضُوْءُهُ وشُعاعُه،

ومَصَّحَ حتى يُسْتَراءَ، فلا يُرى

يُسْتَراءَ: يُسْتَفْعَل من رأَيت. التهذيب: قال الليث يقال من الظنِّ

رِيْتُ فلاناً أَخاكَ، ومن همز قال رؤِِيتُ، فإِذا قلت أَرى وأَخَواتها لم

تهمز، قال: ومن قلب الهمز من رأَى قال راءَ كقولك نأَى وناءَ. وروي عن

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه بَدأَ بالصَّلاة قبل الخُطْبة

يومَ العِيدِ ثم خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنه لم يُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ

ووعَظَهُنَّ؛ قال ابن الأَثير: رُؤِيَ فِعْلٌ لم يسَمّ فاعله من رَأَيْت

بمعنى ظَنَنْت، وهو يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، تقول رأَيتُ زيداً عاقِلاً،

فإِذا بَنَيْتَه لما لم يُسَمّ فاعلُه تعدَّى إِلى مفعول واحد فقلت

رُؤِيَ زيدٌ عاقلاً، فقوله إِنه لم يُسَمِع جملة في موضع المفعول الثاني

والمفعول الأَول ضميره. وفي حديث عثمان: أَراهُمُني الباطِلُ شَيْطاناً؛

أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَني عندهم شيطاناً. قال ابن الأَثير: وفيه شذوذ من

وجهين: أَحدهما أَن ضمير الغائب إِذا وقع مُتَقَدِّماً على ضمير المتكلم

والمخاطب فالوجه أَن يُجاء بالثاني منفصلاً تقول أَعطاه إِياي فكان من

حقه أَن يقول أَراهم إِياي، والثاني أَن واو الضمير حقها أَن تثبت مع

الضمائر كقولك أَعطيتموني، فكان حقه أَن يقول أَراهُمُوني، وقال الفراء:

قرأَ بعض القراء: وتُرَى الناسَ سُكارى، فنصب الراء من تُرى، قال: وهو وجه

جيد، يريد مثلَ قولك رُؤِيتُ أَنَّك قائمٌ ورُؤِيتُك قائماً، فيجعل

سُكارى في موضع نصب لأَن تُرى تحتاج إِلى شيئين تنصبهما كما تحتاج ظن. قال

أَبو نصور: رُؤِيتُ

مقلوبٌ، الأَصلُ فيه أُريتُ، فأُخرت الهمزة، وقيل رُؤِيتُ، وهو بمعنى

الظن.

لَقِي

(لَقِي) (كعني) لقُوَّة أَصَابَته اللقوة فَهُوَ ملقو
لَقِي
: (ي (} لقِيَهُ، كرَضِيَه) ، {يَلْقَى (} لِقاءً) ، ككِتابٍ ( {ولقاءَةٌ) ، بالمدِّ؛ قالَ الأزْهرِي: وَهِي أَقْبَحُها على جَوازِها؛ (} ولِقايَةً) ، بقَلْبِ الهَمْزَةِ يَاء، ( {ولِقِيًّا) ، مُشدَّدةَ الياءِ، (} ولِقْياناً) ؛) وأَنْشَدَ القالِي:
أَعدّ اللّيالِي لَيْلةً بَعْدَ لَيْلةٍ
{للِقْيانِ لاهٍ لَا يعدّ اللّيَالِيا (} ولِقْيانَةً، بكسرِهِنَّ، {ولُقْياناً} ولُقِيًّا) ، مُشدَّدَةَ الياءِ، ( {ولُقْيَةٌ} ولُقًى بضمهنَّ) .
(قَالَ القالي: إِذا ضَمَمْتَ أَوَّله قَصَرْت وكَتَبْته بالياءِ، وَهُوَ مَصْدرُ {لَقِيته؛ وأَنْشَدَ:
وَقد زَعَمُوا حُلْماً} لُقاكَ فَلم تَزِدْبحَمْدِ الَّذِي أَعْطاكَ حِلْماً وَلَا عَقْلاوأَنْشَدَ الفرَّاء:
وإنَّ {لُقاها فِي المَنامِ وغيرِهِوإنْ لم تَجُدْ بالبَــذْل عنْدِي لرابِحُ (} ولَقاءَةً، مَفْتوحَةً) مَمْدُودَةً، فَهَذِهِ أحَد عَشَرَ مَصْدراً، نَقَلَها ابنُ سِيدَه والأزْهرِي، وانْفَرَدَ كلٌّ مِنْهُمَا ببعضِها كَمَا يَظْهَر ذلــكَ لمَنْ طالَعَ كتابَيْهما.
وذَكَرَ الجَوْهرِي مِنْهَا سِتَّةً وَهِي: {اللِّقاءُ} واللُّقَى {واللُّقِيّ} واللُّقيانُ {واللُّقْيانَةُ} واللِّقاءَةُ.
وَقَالَ شيْخُنا: هَذَا الحَرْفُ قد انْفَرَدَ بأَرْبَعَة عَشَرَ مَصْدراً، ذَكَرَ المصنِّفُ بعضَها وأَغْفَلَ البَعْضَ قُصُوراً، ومَرَّتْ عَن ابنِ القطَّاع وشُرُوح الفَصِيحِ، انتَهَى.
قُلْت: وَلم يُبَيِّن الثلاثَةَ الَّتِي لم يَذْكُرها المصنِّف وَأَنا قد تَتَبَّعْت فوَجَدْت ذلــكَ، فَمن ذلــكَ: {اللَّقْيةُ} واللَّقاةُ، بفَتْحِهما، كِلاهُما عَن الأزْهرِي وقالَ فِي الأخيرِ: إنَّها مُولَّدةٌ ليسَتْ بفَصِيحةٍ،! واللُّقاةُ، بِالضَّمِّ، ذَكَرَه ابنُ سِيدَه عَن ابنِ جنِّي، قالَ: واسْتَضْعَفَها ودَفَعَها يَعْقوبُ فقالَ: هِيَ مُولَّدةٌ ليسَتْ من كَلامِهم فكملَ بِهَذِهِ الثلاثَةِ أَرْبَعة عَشَرَ على مَا ذَكَرَه شيْخُنا، وَلَكِن يقالُ: إنَّ عَدَمَ ذِكْرِ الأخيرَيْن لِكَوْنِهما مُولَّدين غَيْر فَصِيحَيْن، فَلَا يكونُ تَرْكُهما قُصُوراً من المصنِّفِ كَمَا لَا يَخْفَى، وعَلى قَوْلِ مَنْ قالَ إنَّ {التّلْقاءَ مَصْدرٌ كَمَا سَيَأْتي عَن الجَوْهرِي فيكونُ مَجْموعُ ذلــكَ خَمْسَة عَشَر.
وحَكَى ابنُ درسْتوَيْه:} لَقًى {وَلقاه مثْلُ قَذًى وقَذاةٍ، مَصْدرُ قَذِيَت تَقْذَى.
وَقَالَ شيْخُنا: وقوْلُه فِي تفْسِيرِ} لَقِيَه: (رآهُ) ، ممَّا نقدُوه وأَطالُوا فِيهِ البَحْثَ ومَنَعُوه وَقَالُوا: لَا يلزمُ مِن الرُّؤْيةِ {اللّقَى وَلَا مِن اللّقْي الرُّؤْيَةِ، فتأَمَّل، انتَهَى.
وَفِي مهماتِ التَّعاريفِ للمَناوِي: اللّقاءُ اجْتِماعٌ بإقْبالٍ، ذَكَرَه الحرالي.
وَقَالَ الإمامُ الرَّازي: اللِّقاءُ وُصُولُ أَحَد الجِسْمَيْن إِلَى الآخرِ بحيثُ يُماسّه شَخْصه.
وَقَالَ الرَّاغبُ: هُوَ مُقابلَةُ الشيءِ ومُصادَفَتُه مَعًا، ويُعبَّر بِهِ عَن كلَ مِنْهُمَا، ويقالُ ذلــكَ فِي الإدْراكِ بالحسِّ والبَصَرِ، انتَهَى.
وَقَالَ ابنُ القطَّاع:} لَقِيتُ الشيءَ: صادَفْتَه.
وَقَالَ الأزْهرِي: كلُّ شيءٍ اسْتَقْبَل شَيْئا فقد {لَقِيَه وصادَفَه؛ (} كتَلَقَّاهُ {والْتَقَاه) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(والاسْمُ التِّلْقاءُ، بالكسْر) ، وَلَيْسَ على الفِعْل إِذْ لَو كانَ عَلَيْهِ لفُتِحَتِ التاءُ، (و) قيلَ: هُوَ مَصْدرٌ نادِرٌ (لَا نَظِيرَ لَهُ غَيْرُ التّبْيانِ) ، هَذَا نَصّ المُحْكم، وَبِه تَعْلَم مَا فِي كَلامِ المصنِّفِ مِن خَلْطِ اسْمِ المَصْدَر والمَصْدَر بالفِعْل، فإنَّ قوْلَه أَوّلاً والاسْمُ دلَّ على أنَّه اسْمُ المَصْدَر، وَتَنْظِيره بالتِّبْيانِ ثَانِيًا دلَّ على أنَّه مَصْدرٌ بالفِعْل.
قَالَ شيخُنا: وَلَا قائِلَ فِي تِبْيان أنَّه اسْمُ مَصْدرٍ، انتَهَى.
وَلَكِن حيثُ أَوْرَدْنا سِياقَ ابْن سِيدَه الَّذِي اخْتَصَر مِنْهُ المصنِّفُ قَوْله هَذَا ارْتَفَع الإشْكالُ.
وَفِي العِنايَةِ أثْناءَ الأعْراف:} تِلْقاء مَصْدَر وليسَ فِي المَصادِرِ تِفْعال بالكسْر غيرُه وتِبْيان.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {والتِّلْقاءُ أَيْضاً مَصْدرٌ مِثْلُ اللّقاءِ؛ وقالَ:
أَمَّلْتُ خَيْرَكَ هَل تَأْتِي مَواعِدُه
فاليَوْمَ قَصَّرَ عَنْ} تِلْقائِه الأَمَلُ (و) مِن المجازِ: (تَوَجَّه تِلْقاءَ النَّارِ {وتِلْقاءَ فلانٍ) ؛) كَمَا فِي الأساس.
وَفِي الصِّحاح: جَلَسْتُ} تِلْقاءَهْ أَي حِذَاءَهُ.
وقالَ الخفاجي: قد توَسَّعُوا فِي التِّلْقاءِ فاسْتَعْملُوه ظَرْفَ مَكانٍ بمعْنَى جهَةِ اللَّقاءِ والمُقابَلَةِ ونَصَبُوه على الظَّرْفيةِ.
( {وتَلاقَيْنا} والْتَقَيْنا) بمعْنًى واحِدٍ.
(ويومُ {التَّلاقي: القيامَةُ) لتَلاقِي أَهْلِ الأرْضِ والسَّماءِ فِيهِ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(} واللَّقِيُّ، كغَنِيَ: {المُلْتَقِي) ، بكسْرِ القافِ، (وهما} لَقِيَّانِ) {للمُلْتَقِيَيْن؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(ورجُلٌ} لَقًى) ، كفَتًى، كَمَا فِي النَّسخِ وضُبِطَ فِي نسخةِ المُحْكم كغنِيَ وَهُوَ الصَّوابُ، ( {ومُلْقًّى) ، كمُكْرَمٍ، (} ومُلَقًّى) ، كمُعَظَّمٍ، ( {ومَلْقِيٌّ) ، كمَرْمِيَ، (} ولَقَّاءٌ) ، كشَدَّادٍ، يكونُ ذَلِــك (فِي الخَيْرِ والشَّرِّ، وَهُوَ) فِي الشَّرِّ (أَكْثَرُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم.
وَفِي التَّهْذِيبِ: رجُلٌ {مُلْقًى لَا يَزالُ} يَلْقاهُ مَكْرُوه، وَفِي الأساسِ: فلانٌ مُلْقًى: أَي مُمْتَحَنٌ. ويقالُ: الشّجاعُ مُوَقَّى والجَبَانُ مُلَقَّى.
( {ولاقاهُ} مُلاقاةً {ولِقاءً) :) قابَلَهُ.
(} والأَلاَقِيٌّ: الشَّدائِدُ) .) يقالُ: لَقِيتُ مِنْهُ! الأَلاقِيَ، أَي الشَّدائد؛ هَكَذَا حَكَاهُ اللّحْياني بالتّخْفيفِ؛ كَذَا فِي المُحْكم. ( {والمَلاقِي: شُعَبُ رَأْسِ الرَّحِمِ) .) يقالُ: امرأةٌ ضَيِّقَةُ} المَلاقِي؛ وَهُوَ مجازٌ؛ (جَمْعُ {مَلْقًى} ومَلْقاةٍ) ، وقيلَ: هِيَ أَدْنى الرَّحِم مِن مَوْضِعِ الولدِ، وقيلَ: هِيَ الإسْكُ.
وَفِي التّهذيبِ: {المَلْقاةُ جَمْعُها المَلاقِي، شُعَبُ رأْسِ الرَّحِمِ، وشُعَبٌ دونَ ذلــكَ أَيْضاً.
والمُتلاحِمَةُ مِن النِّساءِ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي، وَهِي مَآزِمُ الفَرْجِ ومَضايِقُه.
(} وتَلَقَّتِ المرأَةُ فَهِيَ {مُتَلَقَ: عَلِقَتْ) ، وقلَّما جاءَ هَذَا البِناءُ للمُؤَنَّثِ بغيرِ هاءٍ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(} ولَقَّاهُ الشَّيءَ) {تَلْقِيَةً: (} أَلْقَاهُ إِلَيْهِ) ؛) وَبِه فسَّر الزجَّاجُ قولَه تَعَالَى: { (وإنَّكَ {لتُلَقَّى القرآنَ) من لَدُن حكيمٍ عَلِيمٍ} ؛ أَي (} يُلْقَى إِلَيْك) القُرْآن (وَحْياً مِن) عِنْدِ (اللَّهِ تَعَالَى) .
(وَفِي التّهذيبِ: الرَّجُل {يُلَقَّى الكَلام، أَي يُلَقَّنه.
(} واللَّقَى، كفَتًى) :) {المُلْقَى، وَهُوَ (مَا طُرِحَ) وتُرِكَ لهَوَانِه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:
وكُنْت} لَقًى تَجْرِي عليْكَ السَّوابِلُ وأَنْشَدَ القالِي لابنِ أَحْمر يَذْكُر القَطاةَ وفَرْخَها:
تَرْوِي لَقًى {أُلْقِيَ فِي صَفْصَفٍ
تَصْهَرُه الشمسُ وَمَا يَنْصَهِروتَرْوي مَعْناهُ: تَسْقِي؛ (ج} أَلْقاءٌ) ؛) وأَنْشَدَ القالِي للحارِثِ بنِ حِلِّزة:
فتَأَوَّتْ لَهُم قَراضِبَةٌ من
كلِّ حَيَ كأنَّهم أَلْقاءُ ( {ولَقاةُ الطَّريقِ: وسَطُه) ؛) وَفِي المُحْكم: وَسَطُها؛ وَفِي التكْملةِ: لقمُهُ ومَمَرُّه.
(} والأُلْقِيَّةُ، كأُثْفِيَّةٍ: مَا {أُلْقِيَ من التَّحاجِي) .) يقالُ:} أَلْقَيْت عَلَيْهِ {أُلْقِيَّةً،} وأَلْقَيْت إِلَيْهِ أُحْجِيَّةً، كلُّ ذلــكَ يقالُ؛ كَمَا فِي الصِّحاح، أَي كلمةُ مُعاياةٍ ليَسْتخْرجَها؛ وَهُوَ مجازٌ.
وقيلَ: الأُلْقِيَّةُ واحِدةُ {الأَلاقِي، مِن قوْلِكَ:} لَقِيَ الأَلاقِيَّ من شَرَ وعُسْرٍ.
وهم {يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لَهُم.
(} والمَلْقَى) ، بِالْفَتْح: (مَقامُ الأُرْوِيَّةِ من الجَبَلِ) تَسْتَعْصِم بِهِ مِن الصيَّادِ.
وَفِي التّهْذيبِ: أَعْلَى الجَبَلِ، والجَمْعُ {المَلاقِي، ويُرْوَى قولُ الهُــذَلِــي:
إِذا سامَتْ على} المَلْقاةِ سامَا وفُسِّرَ بِهَذَا؛ والرِّوايَةُ المَشْهورةُ: على {المَلَقاتِ، بالتّحْريكِ، وَقد ذُكِرَ فِي القافِ.
(} واسْتَلْقَى على قَفاهُ: نامَ) .
(وقالَ الأزْهرِي: كلُّ شيءٍ كانَ فِيهِ كالانْبِطاح فَفِيهِ {اسْتِلْقاءٌ.
(وشَقِيٌّ} لَقِيٌّ، كغَنِيَ، اتْباعٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي التّهذيب: لَا يزالُ {يَلْقَى شَرًّا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} اللَّقا، بالقَصْر: لُغَةٌ فِي اللِّقاءِ، بالمدِّ.
{ولَقاهُ} يَلْقاهُ، لُغَةٌ طائيَّةٌ؛ قَالَ شاعرُهم:
لم تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها مَا قد! لَقَتْ
مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ وسَيْرٍ مُسْأَدِوقولُ الشَّاعرِ: أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء {مُلْتَقَى
نَعَمْ وأَلا لَا حيثُ} يَلْتَقِيانِ أَرادَ: مُلْتَقَى شَفَتَيْها لأنَّ {التِقاءَ نَعَمْ وَلَا إنَّما يكونُ هنالكَ، أَو أَرادَ حَبِّذا هِيَ مُتكلِّمةً وساكِتَة، يُريدُ} بمُلْتَقَى نَعَم شَفَتَيْها؛ وبألا لَا تُكلِّمُها، والمَعْنيانِ مُتَجاورانِ، كَذَا فِي المُحْكم.
{والمَلاقِي من الناقَةِ: لَحْمُ باطِنِ حَيائِها؛ ومِن الفَرَسِ: لَحْمُ باطِنِ طَبْيَيْهَا.
} وأَلْقَى الشيءَ {إِلْقَاءً: طَرَحَهُ حيثُ} يَلْقاهُ، ثمَّ صارَ فِي التَّعارفِ اسْماً لكلِّ طرْحٍ؛ قالَهُ الراغبُ.
قالَ الجَوْهرِي: تقولُ {أَلْقِه مِن يدِكَ،} وألْقِ بِهِ من يدِكَ، {وأَلْقَيْتُ إِلَيْهِ المودَّةَ وبالمودَّةِ.
} وتلَقَّاهُ: اسْتَقْبَلَه؛ وَمِنْه الحديثُ: (نَهَى عَن {تَلَقِّي الرُّكْبانِ) .
} والالْتِقاءُ: المُحاذاةُ، وَمِنْه الحديثُ: (إِذا {الْتَقَى الخِتانَانِ فقد وَجَبَ الغُسْلُ) .} وتَلاقَوْا: مثل تَحاجَوْا.
{وتلَقَّاه مِنْهُ: أَخَذه مِنْهُ.
} ولاقَيْتُ بينَ فلانٍ وفلانٍ، وبينَ طَرَفَيْ قَضِيبٍ: حَنَيْته حَتَّى {تلاقَيَا} والْتَقَيا، {ولُوقِيَ بَينهمَا.
} ولَقِيتُه {لُقًى كَثِيرَة، جَمْعُ} لُقْيَةٍ بِالضَّمِّ.
{ومَلاقِي الأَجْفانِ: حيثُ} تَلْتَقِي.
وَهُوَ {مُلْقى الكناسات، وفِناؤُه} مُلْقَى الرِّحالِ.
ورَكِبَ مَتْنَ {المُلَقَّى: أَي الطَّرِيق.
وَهُوَ جارِي} مُلاقِيَّ: أَي مُقابِلِي.
وَيَا ابنَ مُلْقَى أرحل الرّكْبان، يريدُ يَا ابنَ الفاجِرَةِ.
{ولقاء فلانٍ} لِقَاء أَي حَرْب. {وأَلْقَيْتُ إِلَيْهِ خَيْراً: اصْطَنَعْته عنْدَه.
} وأَلْقِ إليَّ سَمْعَك: أَي تَسَمَّع.
{وتَلَقَّتِ الرَّحِمُ ماءَ الفَحْلِ: قَبِلَته وأرْتَجَت عَلَيْهِ.
} واللُّقَى: الطُّيورُ، والأوْجاعُ، والسَّريعاتُ اللَّقَح من جميعِ الحيواناتِ.
{واللَّقى، كفَتَى: ثَوْبُ المُحْرِمِ} يَلْقِيهِ إِذا طافَ بالبيتِ فِي الجاهِلِيَّةِ والجَمْعُ {ألْقاءٌ.
} واللَّقَى: المَنْبوذُ لَا يُعْرفُ أَبُوهُ وأُمُّه؛ قالَ جريرٌ يَهْجُو البَعِيث:
{لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وَهِي ضَيْفةٌ} وأَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى الشيءَ فِي القُلوبِ: قَذَفَهُ.
وأَلْقَى القُرْآنَ: أَنْزَلَه.
وَأَبُو الحَسَنِ يوسفُ بنُ إسْحاق الجرْجانيُّ الفَقِيهُ يُعْرفُ {بالمُلْقِي لأنَّه كانَ} يُلْقِي الدَّرْسَ عنْدَ أَبي عليَ بن أَبي هُرَيْرَةَ، حدَّثَ عَن أَبي نُعَيْم الجرْجاني، وسَمِعَ مِنْهُ الحاكِمُ.
قَالَ الحافِظُ: وَهِي أَيْضاً: نِسْبةُ بعضِ النسَّاخِينَ مِن الإسْكندريَّةِ.

علم الموعظة

علم الموعظة
ويقال: علم المواعظ وهو علم يعرف به ما هو سبب الإنزجار عن المنهيات والانزعاج إلى المأمورات من الأمور الخطابية المناسبة لطباع عامة الناس.
ومباديه الأحاديث المروية عن سيد المرسلين وحكايات العباد والزهاد والصالحين وكذا حكايات الأشرار المبتلين بالبليات بسوء أعمالهم وفساد أحوالهم ذكره في مدينة العلوم.
قال ابن الجوزي في المنتخب: لما كانت المواعظ مندوبا إليها بقوله عز وجل: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعماله: "تعاهدوا الناس التذكرة" ولأن أدواء القلوب تفتقر إلى أدوية كما تحتاج أمراض البدن إلى معالجة ألفت في هذا الفن كتبا تشتمل على أصوله وفروعه وكان السلف يقتنعون من المواعظ باليسير من غير تحسين لفظ أو زخرفة نطق ومن تأمل مواعظ الحسين بن علي رضي الله عنهما وغيره علم ما أشرت إليه وكــذلــك كان الفقهاء في قديم الزمان يتناظرون من غير مفاوضة في تسمية قياس علة أو قياس شبه وأرجو أن يكون ما أخذته من الألفاظ والأسامي لا يخرج عن مرضاة الأوائل وكــذلــك ما أخذته عن علماء المذكورين من تحسين لفظ أو تسجيع وعظ لا يخرج عن قانون الجواز وما ذاك إلا بمثابة جمع القرآن الذي ابتدأ به أبو بكر رضي الله عنه وثنى به عثمان وجمع عمر الناس على قرائه في شهر رمضان وأذن لتميمي الداري أن يقص ومثل هذه لا تذم لكونها ابتدعت إذ ليست بخارجة عن أصل المشروع وقال الحسن: القصص بدعة كم من أخ يستفيد ودعوة يستجاب انتهى.
وذكر الشيخ الأجل مسند الوقت أحمد ولي الله المحدث الدهولي رحمه الله في كتابة القول الجميل في بيان سواء السبيل فصل في بيان آداب الوعظ والواعظ وعبارته هذه قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} وقال لكليمه موسى عليه السلام: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} .
فالتذكير ركن عظيم ولنتكلم في صفة المذكر وكيفية التذكير والغاية التي يلمحها المذكر ومن أي علم استمداده وماذا أركانه وما آداب المستمعين وما الآفات التي تعتري في وعاظ زماننا ومن الله الاستعانة.
أما المذكر: فلا بد أن يكون مكلفا عدلا كما اشترطوا في راوي الحديث والشاهد محدثا مفسرا عالما بجملة كافية من أخبار السلف الصالح وسيرتهم ونعني بالمحدث المشتغل بكتب الحديث بأن يكون قرأ لفظها وفهم معناها وعرف صحتها وسقمها ولو بإخبار حافظ أو استنباط فقيه وكــذلــك بالمفسر المشتغل بشرح غريب كتاب الله وتوجيه مشكلة وبما روي عن السلف في تفسيره.
ويستحب مع ذلــك أن يكون فصيحا لا يتكلم مع الناس إلا قدر فهمهم وأن يكون لطيفا ذا وجه ومروة.
وأما كيفية التذكير: فهو أن لا يذكر إلا غبا ولا يتكلم وفيهم ملال بل إذا عرف فيهم الرغبة ويقطع عنهم وفيهم رغبة وأن يجلس في مكان ظاهر كالمسجد وأن يبدأ الكلام بحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويختم بها ويدعو للمؤمنين عموما وللحاضرين خصوصا ولا يخص في الترغيب والترهيب فقط بل يشوب كلامه من هذا ومن ذلــك كما هو سنة الله من إرداف الوعد بالوعيد والبشارة بالإنذار وأن يكون ميسرا لا معسرا ويعم بالخطاب ولا يخص طائفة دون طائفة وأن لا يشافه بذم قوم أو الإنكار على شخص بل يعرض مثل أن يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ولا يتكلم بسقط وهزل ويحسن الحسن ويقبح القبيح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يكون إمعة.
وأما الغاية التي يلمحها المذكر فينبغي أن يزور في نفسه صفة المسلم في أعماله وحفظ لسانه وأخلاقه وأحواله القلبية ومداومته على الأذكار ثم ليتحقق فيهم تلك الصفة بكمالها بالتدريج على حسب فهمهم فيأمر أولا بفضائل الحسنات ومساوئ السيئات في اللباس والزي والصلوات وغيرها فإذا تأدبوا فليأمر بالأذكار فإذا أثر فيهم فليحرضهم على ضبط اللسان والقلب وليستعن في تأثير هذه في قلوبهم بذكر أيام الله ووقائعه من باهر أفعاله وتصريفه وتعذيبه لأمم في الدنيا ثم بهول الموت وعذاب القبر وشدة يوم الحساب وعذاب النار وكــذلــك بترغيبات على حسب ما ذكرنا.
وأما استمداده فليكن من كتاب الله على تأويله الظاهر وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المعروفة عند المحدثين وأقاويل الصحابة والتابعين وغيرهم من صالح المؤمنين وبيان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يذكر القصص المجازفة فإن الصحابة أنكروا على ذلــك اشد الإنكار وأخرجوا أولئك المساجد وضربوهم وأكثر ما يكون هذا في الإسرائيليات التي لا تعرف صحتها وفي السيرة وشأن نزول القرآن.
وأما أركانه: فالترغيب والترهيب والتمثيل بالأمثال الواضحة والقصص المرققة والنكات النافعة فهذا طريق التذكير والشرح والمسئلة التي يذكرها إما من الحلال والحرام أو من باب آداب الصوفية أو من باب الدعوات أو من عقائد الإسلام فالقول الجلي أن هناك مسئلة يعلمها وطريقها في تعليمها.
وأما آداب المستمعين: فإن يستقبلوا المذكر ولا يلعبوا ولا يلغطوا ولا يتكلموا فيها بينهم ولا يكثروا السؤال من المذكر في كل مسئلة بل إذا عرض خاطر فإن كان لا يتعلق بالمسئلة تعلقا قويا أو كان دقيقا لا يتحمله فهوم العامة فليسكت عنه في المجلس الحاضر فإن شاء سأله في الخلوة.
وإن كان له تعلق قوي كتفصيل إجمال وشرح غريب فلينتظر حتى إذا انقضى كلامه وليعد المذكر كلامه ثلث مرات فإن كان هناك أهل لغات شتى والمذكر يقدر أن يتكلم على ألسنتهم فليفعل ذلــك. وليجتنب دقة الكلام وإجماله.
وأما الآفات التي تعتري الوعاظ في زماننا فمنها:
عدم تمييزهم بين الموضوعات وغيرها بل غالب كلامهم الموضوعات والمحرفات وذكر الصلوات والدعوات التي عدها المحدثون من الموضوعات.
ومنها: مبالغتهم في شيء من الترغيب والترهيب.
ومنها: قصصهم قصة كربلا والوفاة وغير ذلــك وخطبهم فيها انتهى.
قلت: ويشمل قوله غير ذلــك مجالس قصة الولادة وما يكون فيها من القيام وعند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم
وقد صرح جماعة من أهل العلم بالكتاب والسنة بأن محفل الميلاد بدعة لم يرد دليل ولم يدل عليه نص من الشرع.
منهم الشيخ الأجل والصوفي الأكمل مجدد الألف الثاني الشيخ أحمد الفاروقي السهرندي وجم غفير من أتباعه.
ومنهم: الإمام العلامة المجتهد المطلق الفهامة شيخنا القاضي محمد بن علي الشوكاني اليماني وجمع كثير من تلامذته.
ومنهم: سيدي الوالد الماجد حسن بن علي الحسيني البخاري القنوجي رضي الله عنهم وعصابة من مستفيديه وأخلافه.
وما ذهب إليه طائفة من العلماء المقلدة من أن البدعة تنقسم إلى كذا وكذا فهو قول ساقط مردود لا يعتد به ولا يلتفت إليه كيف والحديث الصحيح "كل بدعة ضلالة" نص قاطع وبرهان ساطع لرد البدع كلها كائنا ما كان. والدليل في ذلــك على من قال بالقسمة والمانع يكفيه القيام في مقام المنع حتى يظهر ما يخالفه ظهورا بينا لا شك فيه ولا شبهة.
وأما آراء الرجال وأقوال الناس وروايات الكتب الفقهية والفتاوى المذهبية فلا تسأل عنها فإنها لكثرة العبائر ووفرة الوجوه والنظائر لا تكاد تنحصر في صحف السماء والأرض فضلا عن الأوراق ومن قلد ولم يتبع فقد ضل عن الحق وغاب عن الصواب ودخل في الباطل وهوى في مهوى التباب وبالله العصمة والتوفيق.

دهمن

دهمن
: (دَهْمَنٌ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (للفُرْسِ: كالقَيْلِ لليَمَنِ) .
(دين: مَا لَهُ أجل كالدينة وينقسم إِلَى الصَّحِيحَة / فَالصَّحِيح: الَّذِي لَا يسْقط إِلَّا بأَدَاء أَو إِبْرَاء، وَغير الصَّحِيح: مَا يسْقط بدونهما كنجوم بِالْكَسْرِ) (من منتصف الصفحة (49) حَتَّى منتصف الصفحة (51) .) وَقد ذُكِرَ فِي مِوضِعِه، وبَيْنَهُما وبَيْنَ السَّلَمِ فُروقٌ عُرْفِيَّةٌ ذَكَرها شُرّاحُ نَظْمِ الفَصِيحِ، ونَقَلَ الأَصْمَعِيُّ عَن بعض العَرَب: إِنَّمَا فُتِحَ دالُ الدَّيْنِ؛ لأنَّ صاحِبَة يَعْلُو المَدِينَ، وضُمَّ دالُ الدُّنْيا؛ لابْتِنائِها عَلَى الشِّدَّةِ، وكُسِرَ دالُ {الدِّين؛ لابْتِنائِه عَلَى الخُضُوعِ. (و) من المَجازِ: الدَّيْنُ: (المَوْتُ) ؛ لأنّه دَيْنٌ على كُلِّ أَحَدٍ سَيَقْضِيهِ إِذا جاءَ مُتَقاضِيه، ومِنه المَثَل: " رَماهُ اللهُ} بدَيْنِه ". (وكُلُّ مَا لَيْسَ حاضِرًا) {دَيْنٌ، (ج:} أَدْيُنٌ) ، كَأَفْلُسٍ، ( {ودُيُونٌ) ، قالَ ثَعْلَبَةُ ابنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْلَ:
(تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفِهِمْ ... ومَهْما تُضَمَّنْ مِنْ} دُيُونِهِمُ تَقْضِي)
يَعْنِي {بالدُّيُونِ مَا يُنالُ من جَناهَا وإنْ لَمْ يَكُنْ} دَيْنًا على النَّخْلِ، كَقَوْلِ الأَنْصارِيِّ:
( {أَدِينُ وَمَا} دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ ... ولكِنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ)
والقَراوِحُ من النَّخِيلِ: الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. ( {ودِنْتُه، بالكَسْرِ) } دَيْنًا ( {وأَدَنْتُه) } إِدانَةً: (أَعْطَيْتُه إِلَى أَجَلِ) فصارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، تَقُولُ مِنْهُ: {أَدِنِّي عَشْرَةً دَراهِمَ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلُونَ ... بأَنَّ} المُدانَ مَلِيٌّ وَفِيّْ)
(و) قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: {دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.} وأَدَنْتُه: اسْتَقْرَضْتُه مِنْهُ. ( {ودانَ هُوَ: أَخَذَهُ، وقِيلَ:} دانَ فلانٌ {يَدِينُ} دَيْنًا: اسْتَقْرَضَ، وصارَ عليهِ {دَيْنٌ (فَهُوَ} دائِنٌ) ، وَأَنْشَدَ الأَحْمَرُ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
( {نَدِينُ ويَقْضِي اللهُ عَنّا وقَدْ نَرَى ... مَصارعَ قَوْمٍ لَا} يَدِينُونَ ضُيَّعَا) كَذَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرّي: وصوابُه: ضُيَّعِ، بالخفضِ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ كُلَّها مَخْفُوضَةٌ. (و) رَجُلٌ ( {مَدِينٌ) ، كَمَقِيلٍ و (} مَدْيُونٌ) ، وَهَذِه تَمِيمِيَّةٌ، ( {ومُدانٌ) ، كمُجابٍ، (وتُشَدَّدُ دالُه) ، أَي: لَا يَزالُ (عَلَيْهِ} دَيْنٌ) (أَو) رَجُلٌ {مَدْيُونٌ: (كثيرٌ) مَا عَلَيْهِ مِن الدَّيْنِ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ} مَدْيون ِوقالَ شَمِرٌ: {ادَّانَ الرَّجلُ بالتَّشديدِ: كثُرَ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وأَنْشَدَ:
أَنَدَّانُ أَم نَعْتانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنافَتًى مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضارِبُه؟ قوْلُه: نَعْتانُ أَي نأْخُذُ العِينَةَ.
(} وأَدَانَ {وادَّانَ} واسْتَدانَ {وتَدَيَّنَ: أَخَذَ} دَيْناً) .
وقيلَ: ادَّانَ {واسْتَدَانَ: إِذا أَخَذَ} الدَّيْن واقْتَرَضَ، فَإِذا أَعْطَى {الدَّيْن قيلَ: أَدَانَ بالتَّخْفيفِ.
وقالَ اللَّيْثُ:} أَدَانَ الرَّجلُ، فَهُوَ مُدِينٌ أَي {مُسْتَدِين.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ خَطَأٌ عنْدِي، قالَ: وَقد حَكَاهُ شَمِرٌ عَن بعضِهم، وأَظَنُّه أَخَذَ عَنهُ.} وَأَدَانَ: معْناهُ أَنَّه باعَ {بدَيْنٍ، أَو صارَ لَهُ على الناسِ} دَيْن؛ وشاهِدُ {الاسْتِدَانَةِ قوْلُ الشاعِرِ:
فإنْ يَكُ يَا جَناحُ عليَّ} دَيْنٌ فعِمْرانُ بنُ موسَى {يَسْتَدِينُ وشاهِدُ} التَّدَيُّن:
تُعَيِّرني {بالدَّيْن قومِي، وإنَّما} تَدَيَّنْتُ فِي أَشْياءَ تُكْسِبُهم مَجْدا (ورجُلٌ! مِدْيانٌ: يُقْرِضُ) النَّاسَ (كثيرا) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه أنَّ بعضَ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُ {المِدْيانَ الَّذِي يُقْرِضُ الناسَ، والفِعْل مِنْهُ} أَدَانَ بمعْنَى أَقْرَضَ؛ قالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ.
(و) قيلَ: رجُلٌ {مِدْيانٌ: (يَسْتَقْرِضُ كثيرا) .
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا كانَ عادَتَهُ يأْخذُ بالدّيْن ويَسْتَقْرِضُ فَهُوَ (ضِدٌّ) .
وقالَ ابنُ الأثيرِ: المِدْيانُ مِفْعالٌ مِنَ الدَّيْن للمُبالَغَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ} الدّيون؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ثلاثَةٌ حقّ على الّلهِ عَوْنُهم، مِنْهُم المِدْيانُ الَّذِي يُرِيدُ الأَداءَ.
(وَكَذَا امْرأَةٌ) مِدْيانٌ بغيرِ هاءٍ، و (جَمْعُهما) ، أَي المُذَكَّر والمُؤَنَّث: ( {مَدايِينُ.
(} ودَايَنْتُه) {مُداينَةً: (أَقْرَضْتُه وأَقْرَضَنِي) .
وَفِي الأساسِ: عامَلْتُهُ} بالدَّيْن.
وَفِي الصِّحاحِ: عامَلْته فأَعْطَيْتَ {دَيْناً وأَخَذْتَ} بدَيْنٍ، قالَ رُؤْبة:
{دَايَنْتُ أَرْوَى} والدُّيونُ تُقْضَى فَمَا طَلَتْ بَعْضًا وأَدَّتْ بَعْضا ( {والدِّيْنُ، بالكسْرِ: الجَزاءُ) والمُكافَأَةُ. يقالُ:} دَانَه {دِيْناً أَي جَازَاهُ.
يقالُ: كَمَا} تَدِينُ {تُدانُ، أَي كَمَا تُجازِي تُجازَى بفِعْلِك وبحسَبِ مَا عَمِلْتَ. وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا} لمَدِينُون} ، أَي مَجْزِيُّون.
وقالَ خُوَيْلدُ بنُ نَوْفل الكِلابيُّ يخاطِبُ الحارِثَ بن أَبي شَمِر:
يَا حارِ أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ واعْلَمْ بأَنْ كَمَا تَدِينُ تُدانُ وقيلَ:! الدِّينُ هُوَ الجَزاءُ بقدرِ فعل المُجازَى فالجزاءُ أَعَمُّ؛ (وَقد {دِنْتُه، بالكسْرِ،} دَيْناً) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) : جَزَيْته بفعْلِه. وقيلَ: {الدَِّيْنُ المَصْدَرُ} والدِّيْنُ: الاسمُ، وقوْلُه تعالَى: {مالِكِ يَوْمَ {الدِّيْن} ، أَي يَوْم الجزَاءِ.
وَفِي الحديثِ: (اللَّهُمَّ} دِنْهُم كَمَا {يَدِينُوننا) أَي اجْزِهم بِمَا يُعامِلُونا بِهِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الإِسلامُ، وَقد {دِنْتُ بِهِ، بالكسْرِ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (محبَّةُ العُلَماءِ} دِينٌ {يُدانُ الَّلُه بِهِ) .
قالَ الراغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَفَغَيْرَ دِيْن الّلهِ يبغونَ} يَعْنِي الإسلامَ لقوْلهِ تعالَى: {ومَنْ يَبْتغِ غَيْر الإِسْلام} دِيناً فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ} ، وعَلى هَذَا قَوْله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَه بالهُدَى {ودِينِ الحقِّ} .
(و) } الدِّيْنُ: (العادَةُ) والشَّأْنُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المَعْنَى. يقالُ: مَا زالَ ذلِــكَ {ديني ودَيْدَني، أَي عادَتي، قالَ المُثَقَّبُ العَبْديُّ:
تقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني أَهذا دِينُه أَبَداً} ودِيني؟ والجمْعُ {أَديانٌ.
(و) الدِّيْنُ: (العِبادَةُ) لِلَّهِ تعالَى.
(و) الدِّيْنُ: (المُواظِبُ من الأَمْطارِ أَو اللَّيِّنُ مِنْهَا) .
(و) قالَ اللَّيْثُ: الدِّيْنُ مِن الأَمْطارِ مَا تَعاهَدَ موْضِعاً لَا يزالُ يُصِيبُه، وأنْشَدَ: مَعْهودٍ} ودِيْن.
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا خَطأٌ والبَيْتُ للطِّرمَّاحِ، وَهُوَ:
عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ منهادُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِأَرادَ: دُفُوفَ رَمْل أَو كُتُبَ أَقاحِ مَعْهودٍ أَي مَمْطور أَصابَه عَهْد مِن المَطَرِ بعْدَ مَطَر؛ وقوْلُه: ودِيْن أَي مَوْدُون مَبْلُول مِن وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بَلَلْته، والواوُ فاءُ الفعْلِ، وَهِي أَصْلِيَّة وليْسَتْ بواوِ العَطْفِ، وَلَا يُعْرَف الدِّيْن فِي بابِ الأمْطارِ، وَهَذَا تَصْحيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو ممَّنْ زادَهُ فِي كتابِهِ.
(و) {الدِّيْنُ: (الطَّاعَةُ) ، وَهُوَ أَصْلُ المعْنَى؛ وَقد} دِنْتُه {ودِنْتُ لَهُ: أَي أَطَعْته؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم:
وأَياماً لنا غُرًّا كِراماً عَصَيْنا المَلْكَ فِيهَا أَن} نَدِينا ويُرْوَى:
وأَيامٍ لنا وَلَهُم طِوالٍ والجمْعُ {الأَدْيانُ.
وَفِي حدِيثِ الخَوارِجِ: (يَمْرُقُونَ مِن} الدِّيْن مُروقَ السَّهْم مِنَ الرَّمِيَّة) ، أَي مِن طاعَةِ الإِمامِ المُفْتَرِض الطاعَةِ؛ قالَهُ الخطابيُّ.
وقيلَ: أَرادَ {بالدِّيْن الإِسْلام.
قالَ الرَّاغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ} دِيناً ممَّنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن أَي طاعَة؛ وقوْلُه تعالَى: لَا إكْراه فِي الدِّيْن} ، يعْنِي الطَّاعَةَ، فإنَّ ذلِــكَ لَا يكونُ فِي الحَقِيقَةِ إلاَّ بالإِخْلاصِ، والإِخْلاصُ لَا يتَأَتَّى فِيهِ الإِكْراهُ، ( {كالدِّيْنَةِ بالهاءِ فيهمَا) ، أَي فِي الطَّاعَةِ والليِّنِ مِنَ الأَمطارِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الــذُّلُّ) والانْقِيادُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المعْنَى، وَبِهَذَا الاعْتِبارِ سُمِّيَتِ الشَّريعَةُ! دِيناً كَمَا سَيَأْتي إِن شاءَ الّلهُ تَعَالَى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
ثمَّ {دانتْ بعدُ الرَّبابُ وكانتْكعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِأَي ذَلَّــتْ لَهُ وأَطاعَتْه.
(و) الدِّيْنُ: (الَّداءُ) ؛ وَقد} دانَ إِذا أَصابَهُ {الدِّينُ أَي الدَّاءُ قالَ:
يَا دِينَ قلبِك من سَلْمى وَقد} دِينا قالَ المفضَّلُ: معْناهُ يَا دَاءَ قلبِكَ القَدِيم.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: المعْنَى يَا عادَةَ قلْبِكَ.
(و) الدّيْنُ: (الحِسابُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ملك يَوْم الدِّيْن} ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذلِــكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ} أَي الحِسابُ الصَّحِيحُ والعَدَدُ المُسْتوي، وَبِه فسَّرَ بعض الحدِيث الكَيِّس مَنْ {دانَ نَفْسَه أَي حاسَبَها.
وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا} لمَدِينُونَ} ؛ أَي مُحاسَبُون.
(و) {الدِّيْنُ: (القَهْرُ والغَلَبَةُ والاسْتِعلاءُ) ، وَبِه فسَّرَ بعضٌ حدِيثَ: الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفْسَه، أَي قَهَرَها وغَلَبَ عَلَيْهَا واسْتَعْلَى.
(و) الدِّيْنُ: (السُّلطانُ.
(و) الدِّيْنُ: (المُلْكُ) ، وَقد} دِنْتُه {أَدِينُه} دِيناً: مَلَكْتُه، وَبِه فسِّرَ قوْلُه تعالَى: {غيرَ {مَدِينِينَ} ، أَي غَيْر مَمْلُوكِيْن، عَن الفرَّاءِ.
قالَ شَمِرٌ: وَمِنْه قوْلُهم:} يَدِينُ الرّجلُ أَمْرَه: أَي يَمْلكُ.
(و) ! الدّيْنُ: (الحُكْمُ.
(و) الدِّيْنُ: (السِّيرَةُ. (و) الدِّيْنُ: (التَّدْبيرُ.
(و) الدِّيْنُ: (التَّوْحيدُ.
(و) الدِّينُ: (اسمٌ لمَا يُتَعَبَّدُ الِلَّهُ عَزَّ وجلَّ بِهِ.
(و) الدِّيْنُ: (المِلَّةُ) ؛ يقالُ اعْتِباراً بالطّاعَةِ والانْقِيادِ للشَّرِيعَةِ، قالَ الِلَّهُ تعالَى: {إنَّ الدِّينَ عنْدَ الِلَّهِ الإِسْلامُ} .
وقالَ ابنُ الكَمالِ: الدِّيْنُ وَضْعٌ إلهيٌّ يَدْعو أَصْحابَ العُقُولِ إِلَى قُبولِ مَا هُوَ عَن الرَّسُولِ.
وقالَ غيرُه: وَضْعٌ إلهيٌّ سائِقٌ لذَوِي العُقولِ باخْتِيارِهم المَحْمودِ إِلَى الخيْرِ بالذّات.
وقالَ الحراليُّ: دِينُ الِلَّهِ المُرضى الَّذِي لَا لبْسَ فِيهِ وَلَا حجَابَ عَلَيْهِ وَلَا عوَجَ لَهُ هُوَ إطْلاعُهُ تعالَى عبْدَه على قَيّوميَّتِهِ الظاهِرَة بكلِّ نادٍ وَفِي كلِّ بادٍ وعَلى كلِّ بادٍ وأَظْهر مِن كلِّ بادٍ وعَظَمَتِه الخفيَّةِ الَّتِي لَا يُشيرُ إِلَيْهَا اسمٌ وَلَا يَحوزُها رسْمٌ، وَهِي مِدادُ كلّ مِدادٍ.
(و) الدِّيْنُ: (الوَرَعُ.
(و) الدِّيْنُ: (المَعْصِيةُ.
(و) الدِّيْنُ: (الإِكْراهُ) ؛ {ودِنْتُ الرَّجلَ: حَمَلْتُه على مَا يَكْرَه، عَن أَبي زيْدٍ.
(و) الدِّيْنُ (مِن الأمْطارِ: مَا تعاهد مَوْضِعاً فصارَ ذَلِــك لَهُ عادَةً) ؛ عَن اللّيْثِ؛ وَقد تقدَّمَ تَخْطِئةُ الأَزْهرِيّ لَهُ وإنْكارُه عَلَيْهِ قَريباً.
(و) الدِّينُ: (الحالُ) .
قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: سَأَلْتُ أَعْرابيًّا عَن شيءٍ فقالَ: لَو لَقِيتَنِي على دِينٍ غَيْرِ هَذَا لأَخْبَرْتك.
(و) الدِّينُ: (القَضاءُ) ، وَبِه فسَّرَ قتادَةُ قوْلَه تعالَى: {مَا كانَ ليأْخذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الملْكِ} أَي قَضائِهِ.
(} ودِنْتُه! أَدِينُه: خَدَمْتُه وأَحْسَنْتُ إِليه. (و) دِنْتُه أَيْضاً: (مَلَكْتُه) فَهُوَ {مدينٌ مَمْلُوكٌ، وَقد ذُكِرَ قَرِيباً.
(وناس يَقُولُونَ: (مِنْهُ} المَدِينَةُ للمِصْرِ) لكَوْنِها تُمْلَكُ.
(و) دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه.
(و) أَيْضاً: (اقْتَرَضْتُ مِنْهُ) ، وَقد تقدَّمَ ذلِــكَ.
( {والدَّيَّانُ) ، كشَدَّادٍ، فِي صفَةِ اللهاِ تعالَى، وَهُوَ (القَهَّارُ) ، مِن الدِّيْن وَهُوَ القَهْرُ.
(و) } الدَّيَّانُ: (القاضِي) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ عليٌّ دَيَّانَ هَذِه الأُمَّةِ بعْدَ نَبيِّها) ، أَي قاضِيها، كَمَا فِي الأساسِ.
وقالَ الأعْشى الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يَا سيِّدَ الناسِ {ودَيَّانَ العَرَبْ (و) } الدَّيَّانُ: (الحاكِمُ.
(و) الدَّيَّانُ: (السَّائِسُ) ، وَبِه فسِّرَ قوْلُ ذِي الإِسْبع العَدْوانيّ:
لاهِ ابنُ عَمِّك لَا أَفْضَلْتَ فِي حسَبعنِّي وَلَا أَنْتَ {دَيَّاني فَتَخْزُوني:
قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَي وَلَا أَنْتَ مالِكٌ أَمْرِي فتَسُوسني.
(و) الديَّانُ فِي صفَةِ الّلهِ تعالَى، {المُجازِي الَّذِي لَا يُضَيِّعُ عَمَلاً بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ} ) ؛ أَشارَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ.
(} والمَدِينُ: العَبْدُ؛ وبهاءٍ الأَمَةُ، لأنَّ العَمَلَ أَــذَلَّــهُما) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَخْطل:
رَبَتْ ورَبا فِي كرمِها ابنُ! مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي ابنُ أَمَةٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وَفِي الحديثِ: (كَانَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على دِيْنِ قَوْمِه) .
(قالَ ابنُ الأَثيرِ: ليسَ المُرادُ بِهِ الشّرْك الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ وإنَّما أَرادَ: (أَي) كانَ (على مَا بَقِيَ فيهم مِن إِرْثِ إِبراهيمَ وإسْمعيلَ، عَلَيْهِمَا السلامُ، فِي حَجِّهِم ومُناكَحَتِهِم) ومَوارِيثِهم (وبُيوعِهِم وأَسالِيبِهم) وغَيْر ذلِــكَ مِن أَحْكامِ الإِيمانِ. (وأَمَّا التَّوْحيدُ فإنَّهم كَانُوا قد بَدَّلُوه، والنَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَكن إلاّ عَلَيْهِ) . وقيلَ: هُوَ مِن الدِّيْنِ العادَةُ، يُريدُ بِهِ أَخْلاقَهم مِنَ الكَرَمِ والشَّجاعَةِ.
وَفِي حديثِ الحجِّ: (كانتْ قريشٌ وَمن دانَ {بدِينِهم) أَي اتَّبعَهم فِي} دينِهم ووافَقَهم عَلَيْهِ واتَّخَذَ دِينَهم لَهُ دِيناً وعبادَةً.
( {ودَانَ} يَدِينُ) {دِيناً: (عَزَّ وذَلَّ وأَطاعَ وعَصى واعْتادَ خَيْراً أَو شرًّا) ؛ كلُّ ذلــكَ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ شيْخُنا: هَذِه المَعاني مِنَ الأَضْدادِ، وأَغْفَلَ المصنِّفُ التَّنْبيه عَلَيْهَا.
(و) } دَانَ الرَّجُلُ {دينا: (أَصابَهُ الَّداءُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ شاهِدُهُ.
(و) دَانَ (فلَانا: حَمَلَهُ على مَا يَكْرَه) ، عَن أَبي زيْدٍ، وَقد تقدَّمَ.
(و) } دَانَهُ: (أَــذَلَّــهُ) واسْتَعْبَدَه؛ وَمِنْه الحديثُ: (الكَيِّسُ من دَانَ نفْسَه وعَمِلَ لِمَا بعْدَ المَوْتِ، والأَحْمقُ مَنْ أَتْبَع نفْسَه هَواها وتمنَّى على الّلهِ تَعَالَى) ؛ قالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي أَــذَلَّــها واسْتَعْبَدَها؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
هُوَ دَانَ الرَّبابَ إذْ كَرِهُوا الدّينَ دِراكاً بغَزْوةٍ وصِيال ِيعْنِي: أَــذَلَّــها.
( {ودَيَّنَه} تَدْييناً: وكَلَه إِلَى دِينِه) ، بالكسْرِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (أَنا ابنُ {مَدِينَتِها، أَي عالِمٌ بهَا) ؛ كَمَا يقالُ ابنُ بجْدَتِها.
(} ودَايانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ.
( {وادَّانَ) ، بالتَّشْديدِ: (اشْتَرَى بالدَّيْنِ أَو باعَ} بالدَّيْنِ، ضِدٌّ.
(وَفِي الحديثِ) عَن عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه قالَ عَن أُسَيْفِع جُهَيْنة: (( {ادَّانَ)) ، ونَصُّ الحديثِ: (} فادَّانَ) (مُعْرِضاً ويُرْوى: (دَانَ) ، وكِلاهُما بمعْنَى اشْتَرَى بالدَّيْنِ) ؛ وقوْلُه: (مُعْرِضاً) : أَي (عَن الأداءِ، أَو معْناهُ: {دَايَنَ كُلَّ مَنْ عَرَضَ لَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ الناسَ ويَسْتدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه: وتقدَّمَ الحدِيثُ بطُولِهِ فِي ترْجَمَةِ عَرَضَ، فرَاجِعْه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَدايَنُوا: تَبايَعُوا {بالدَّيْنِ وادَّايَنُوا: أَخَذُوا بالدَّيْنِ؛ والاسمُ} الدِّينَةُ، بالكسْرِ.
قالَ أَبو زيْدٍ: جِئْتُ أَطْلبُ الدِّينَةَ، قالَ: هُوَ اسمُ الدَّيْن.
وَمَا أَكْثَر دِينَتَه: أَي دَيْنه، والجمْعُ دِيَنٌ، كعِنَبٍ، قالَ رِداءُ بنُ مَنْظُور:
فَإِن تُمْسِ قد عالَ عَن شَأْنِهاشُؤُونٌ فقد طالَ مِنْهَا الدِّيَنْأَي دَيْنٌ على دَيْنٍ.
وبِعْته {بدينٍ: أَي بتَأْخيرٍ: كَمَا فِي الصِّحاحِ.
} والدَّائِنُ: الَّذِي {يَسْتدِينُ، وَالَّذِي يُجْزِي الدَّيْن، ضِدٌّ.
ويقالُ: رأَيْتُ بفُلانٍ} دِينَةً، بالكسْرِ: إِذا رأَيْتَ بِهِ سبَبَ المَوْتِ.
{والدِّيَانُ، ككِتابٍ: المُدايَنَةُ.
} ودانَ بِكَذَا {دِيانَةً،} وتَدَيَّنَ، بِهِ فَهُوَ {دَيِّنٌ} ومُتَدَيِّنٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
{والدِّين الْقصاص وَمِنْه حديثُ سَلْمان: (إِنَّ الِلَّهَ} ليَدِينَ للجمَّاء من القرناء) أَي يَقْتَصّ {والدِّينَةُ، بالكسْرِ: العادَةُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
أَلا يَا عَناء القَلْب من أُمِّ عامِرٍ} ودِينَتَه من حُبِّ من لَا يُجاوِرُ {ودِينَ الرَّجل عُوِّد؛ وقيلَ: لَا فِعْلَ لَهُ.
وقومٌ دِينٌ، بالكسْرِ:} دائِنُونَ، قالَ الشاعِرُ:
وَكَانَ الناسُ إلاّ نَحن {دِينا} ودِنْتُه {دِيْناً: سُسْته.
} ودُيِّنَه {تَدْيِيناً: مَلَّكَهُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للحُطَيْئة:
لقَد} دُيِّنْتِ أمْرَ بَنِيكِ حَتَّى تَرَكْتِهِم أَدَقَّ من الطَّحِين ِيعْنِي: مُلِّكْتِ.
{ودَيَّنَ الرجلَ فِي القَضاءِ وفيمَا بَيْنه وبَيْن الِلَّهِ: صَدَّقَه.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} دَيَّنْتُ الحالِفَ: أَي نَوَّيتَه فيمَا حَلَفَ، وَهُوَ {التَّدْيِين.
} والدَّيَّانُ، كشَدّادٍ: لَقَبُ يَزِيد بنِ قَطَنِ بنِ زِيادِ بنِ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ ربيعَةَ بنِ كعْبٍ الحارِثيّ، أَبو بَطْنٍ، وَكَانَ شَرِيفَ قوْمِه؛ قالَ السَّمَوْءَل ابنُ عادِيا:
فإنَّ بني! الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْتَدُورُ رَحاهمْ حَولَهُمْ وتَحُولُوحفِيدُهُ أَبو عبْدِ الرَّحْمن الرَّبيعُ بنُ زِيادِ بنِ أَنَس بنِ الدَّيَّانِ البَصْريُّ محدِّثٌ عَن كعْبِ الأَحْبارِ، وَعنهُ قتادَةُ مُرْسلا. {ودَيَّنَه الشيءَ} تدْيِيناً: مَلّكَه إِيَّاه.
والمُدايَنَةُ {والدِّيانُ: المُحاكَمَةُ.
} وديانٌ: أَرْضٌ بالشامِ.
وعبدُ الوَهابِ بنُ أَبي {الدِّينا، بالكسْرِ: محدِّثٌ، ذَكَرَه مَنْصورٌ فِي الذَّيْل وضَبَطَه.

وقف

الوقف: في اللغة الحبس، وفي الشرع: حبس العين على ملك الواقف والتصدق بالمنفعة، عند أبي حنيفة فيجوز رجوعه، وعندهما: حبس العين عن التمليك مع التصدق بمنفعتها، فتكون العين زائلة إلى ملك الله تعالى من وجه، والوقف في القراءة: قطع الكلمة عما بعدها.

الوقف في العروض: إسكان الحرف السابع المتحرك، كإسكان تاء مفعولات ليبقى: مفعولات، ويسمى: موقوفًا.
و ق ف

وقفته وقفاً فوقف وقوفاً، وقف وقفة، وله وقفات. وهذا موقف من مواقفك. وما وقفني الله على خزية قطّ. وواقفه في حرب أو خصومة. وتوقّف بمكان كذا. واستوقف الركب. ووقّف الناس في الحج: وقفوا بالمواقف. ووقف القارئ توقيفاً: علّمته مواضع الوقوف. ولها وقف: مسك من عاج ونحوه. ووقّفت الجارية، وجارية موقفة.

ومن المجاز: وقّفته على ذنبه وعلى سوء صنيعه. ووقف على المعنى وأحاط به. ووقفت الحديث: توقيفاً: بيّتته. ووقف أرضه على ولده. ووقف القدر بالميقاف وقفاً: أدام غليانها. وتوقّف على المر، تلبّث عليه. وتوقّف عن جواب كلامه. وأنا متوقّف في هذا: لا أمضى رأياً. وفلان لا تواقف خيلاه كذباً ونميمة أي لا يطاق. وإنها لحسنة الموقفين وهما وجهها وقدمها أو وجهها ويدها لأن الأبصار تقف عليهما لأنهما مما تظهره من زينتها، ويقولون: إنها لجميلة موقف الراكب، و" أحسن من الدهم الموقفة " وهي الخيل في أرساغها بياض. وقال أبو أسامة:

فلولا موقفي قامت عليه ... موقفة القوائم أم أجرى

يريد الضبع.
(و ق ف) : (وَقَفَهُ) حَبَسَهُ وَقْفًا وَوَقَفَ بِنَفْسِهِ وُقُوفًا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَهُوَ وَاقِفٌ وَهُمْ وُقُوفٌ وَمِنْهُ وَقَفَ دَارِهِ أَوْ أَرْضَهُ عَلَى وَلَدِهِ لِأَنَّهُ يَحْبِسُ الْمِلْكَ عَلَيْهِ وَقِيلَ لِلْمَوْقُوفِ وَقْفٌ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَلِذَا جُمِعَ عَلَى أَوْقَافٍ كَوَقْتٍ وَأَوْقَاتٍ قَالُوا وَلَا يُقَالُ أَوْقَفَهُ إلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيَّةٍ وَقِيلَ يُقَالُ وَقَفَهُ فِيمَا يُحْبَسُ بِالْيَدِ وَأَوْقَفَهُ فِيمَا لَا يُحْبَسُ بِهَا (وَمِنْهُ) أَوْقَفْتُهُ عَلَى ذَنْبِهِ أَيْ عَرَّفْتُهُ إيَّاهُ وَالْمَشْهُورُ وَقَفْتُهُ وَمَا رُوِيَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «مَنْ وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ فِيهَا فَلْيُوقَفْ وَلْيُعَرَّفْ قُبْحَ فِعْلِهِ» يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْبَابَيْنِ وَقَوْلُهُ
قُلْتُ لَهَا قِفِي فَقَالَتْ لِي قَافْ
أَيْ وَقَفْتُ فَاخْتَصَرَهُ وَقَوْلُهُ حِينَ وَقَّفَهُ أَيْ عَرَّفَهُ إيَّاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ وَقَّفْتُ الْقَارِئَ تَوْقِيفًا إذَا عَلَّمْتُهُ مَوَاضِعَ الْوُقُوفِ.
(وقف) الْجَيْش وقفُوا وَاحِدًا بعد وَاحِد وَالنَّاس فِي الْحَج وقفُوا فِي المواقف وَالْمَرْأَة جعلت فِي يَديهَا الْوَقْف وَالْإِنْسَان وَغَيره جعله يقف وَفُلَانًا على الشَّيْء أطلعه عَلَيْهِ والقارئ علمه مَوَاضِع الْوَقْف والْحَدِيث بَينه وَالشَّيْء أَقَامَهُ والترس جعل لَهُ وَقفا
(وقف)
وقوفا قَامَ من جُلُوس وَسكن بعد الْمَشْي وعَلى الشَّيْء عاينه وَفِي الْمَسْأَلَة ارتاب فِيهَا وعَلى الْكَلِمَة نطق بهَا مسكنة الآخر قَاطعا لَهَا عَمَّا بعْدهَا والحاج بِعَرَفَات شهد وَقتهَا وَفُلَان على مَا عِنْد فلَان فهمه وتبينه والماشي والجالس وَقفا جعله يقف يُقَال وقف الدَّابَّة وَفُلَانًا عَن الشَّيْء مَنعه عَنهُ وَفُلَانًا على الْأَمر أطلعه عَلَيْهِ وَالْأَمر على حُضُور فلَان علق الحكم فِيهِ بِحُضُورِهِ وَالدَّار وَنَحْوهَا حَبسهَا فِي سَبِيل الله وَيُقَال وَقفهَا على فلَان وَله
(وقف) - في حديث الزُّبَير - رضي الله عنه -: "أقْبَلْتُ معه ووَقَفَ حتى اتَّقَفَ الناسُ"
: أي وقَفُوا ووَقَف لازِم وَمُتَعدٍّ. يقال: وقَفْتُه فوقَفَ واتَّقَفَ، وأصله ايْتَقَفَ.
وقد كَثُر بابُ فَعَلْتُه فافتَعَلَ. يُقال: حَبَسْتُه فاحْتَبَس، ووَصَفْتُه فاتَّصَفَ، وَأَفَكْتُه فأْتَفَكَ.
- في صلح نَجْران: "وألّا يُغَيَّرَ واقِفٌ مِن وِقِّيفَاه"
الواقف: خادِم البيعَة؛ لأنه وقَفَ نفسَه على خِدْمَتِها. والوِقِّيفى، بالكسرَ والتشديد والقَصْرِ، الخِدْمَةُ، وهي مَصْدَر كالخِصِّيصىَ والخِلِّيفَى.
وقد تَكرّر ذكر "الوَقْف" في الحديث. يقال: وقَفْتُ الشَّىءَ أقِفُه وَقْفاً، ويُقال فيه: أوْقَفْتُ، إلَّا على لُغَة رَدِيئة.
و ق ف: (الْوَقْفُ) سِوَارٌ مِنْ عَاجٍ. (وَوَقَفَتِ) الدَّابَّةُ تَقِفُ (وُقُوفًا) وَ (وَقَفَهَا) غَيْرُهَا مِنْ بَابِ وَعَدَ. وَ (وَقَفَهُ) عَلَى ذَنْبِهِ أَطْلَعَهُ عَلَيْهِ. وَ (وَقَفَ) الدَّارَ لِلْمَسَاكِينِ وَبَابُهُمَا وَعَدَ أَيْضًا. وَ (أَوْقَفَ) الدَّارَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَوْقَفَ إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ وَهُوَ أَوْقَفْتُ عَنِ الْأَمْرِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ أَيْ أَقْلَعْتُ. وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو وَالْكِسَائِيِّ أَنَّهُ يُقَالُ لِلْوَاقِفِ: مَا أَوْقَفَكَ هُنَا؟ أَيْ أَيُّ شَيْءٍ صَيَّرَكَ إِلَى الْوُقُوفِ؟. (وَالْمَوْقِفُ) مَوْضِعُ الْوُقُوفِ حَيْثُ كَانَ. (وَتَوْقِيفُ) النَّاسِ فِي الْحَجِّ وُقُوفُهُمْ (بِالْمَوَاقِفِ) . (وَالتَّوْقِيفُ) كَالنَّصِّ. وَ (وَاقَفَهُ) عَلَى كَذَا (مُوَاقَفَةً) وَ (وِقَافًا) وَ (اسْتَوْقَفَهُ) سَأَلَهُ الْوُقُوفَ. وَ (التَّوَقُّفُ) فِي الشَّيْءِ كَالتَّلَوُّمِ فِيهِ. 
[وقف] نه: فيه: المؤمن "وقاف" متأن، أي لا يستعجل في أموره. ومنه: أقبلت معه فوقف حتى "اتقف" الناس، أي حتى وقفوا، من وقفته فوقف واتقف، وأصله اوتقف. وفيه: وأن لا يغير "واقف" من و"وقيفاه"، هو خادم البيعه لأنه وقف نفسه على خدمتها، والوقيفي بالكسر والتشديد والقصر: الخدمة، وتكرر ذكر الوقف، وقفت الشيء أقفه وقفا، وأوقفته لغة رديئة. ك: أخبر عمر أنه قد "وقفها" يبيعها، أي وقفها في السوق أي فيمن يزيد، ورسول الله - بالرفع والنصب. زر: وقفها - بتشديد قاف، ولأبي ذر رفعها وهو أوضح. ك: إذا "أوقف" أو وصى، هو رديئة. ط: "يوقف" المولى حتى يطلق، أي يحبس حتى يفيء ويكفر أو يطلق وإلا يطلق السلطان وهو قول الجمهور، ولا يقع الطلاق بنفسه بعد مدة الإيلاء، خلافًا للحنفية. ك: "أستوقف" لكما، أي أسأله أني قف لكم. وح: فإذا "وقف" عليه قال: هو عن أم الفضل، هو بلفظ معروف ماض الوقوف، وبمجهول التوقيف. ط: فلما كانت عند الخامسة "وقفوها"، أي عند الشهادة الخامسة حبسوها ومنعوها عن المضي فيها وهددوا وقالوا: إنها موجبة للعن والعذاب فتلكأت - أي توقفت - حتى ظننا أنها ترجع فقالت: لا أفضح قومي سار اليوم - أي جميع الدهر، فمضت في الخامسة، واختلف أن الآية نزلت في عويمر أو هلال، ولعلهما سألا في وقتين متقاربين فنزل فيهما. وفيه: يقطع قراءته بقوله "الحمد لله رب العالمين" ثم "يقف"، هذه الرواية ليست بسديدة إذ هو لهجة لا يرتضيها أهل البلاغة، والوقف التام عند "مالك يوم الدين" ولذا قال: وح الليث أصحل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على الآية ليبين للسامع رؤوس الآي.
و ق ف : وَقَفَتْ الدَّابَّةُ تَقِفُ وَقْفًا وَوُقُوفًا سَكَنَتْ وَوَقَفْتُهَا أَنَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَوَقَفْتُ الدَّارَ وَقْفًا حَبَسْتُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَشَيْءٌ مَوْقُوفٌ وَوَقْفٌ أَيْضًا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ أَوْقَافٌ مِثْلُ ثَوْبٍ وَأَثْوَابٍ وَوَقَفْتُ الرَّجُلَ عَنْ الشَّيْءِ وَقْفًا مَنَعْتُهُ عَنْهُ وَأَوْقَفْتُ الدَّارَ وَالدَّابَّةَ بِالْأَلِفِ لُغَةُ تَمِيمٍ وَأَنْكَرَهَا الْأَصْمَعِيُّ.
وَقَالَ الْكَلَامُ وَقَفْتُ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَأَوْقَفْتُ عَنْ الْكَلَامِ بِالْأَلِفِ أَقْلَعْتُ عَنْهُ وَكَلَّمَنِي فُلَانٌ فَأَوْقَفْتُ أَيْ أَمْسَكْتُ عَنْ الْحُجَّةِ عِيًّا وَحَكَى بَعْضُهُمْ مَا يُمْسَكُ بِالْيَدِ يُقَالُ فِيهِ أَوْقَفْتُهُ بِالْأَلِفِ وَمَا لَا يُمْسَكُ بِالْيَدِ يُقَالُ وَقَفْتُهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَالْفَصِيحُ وَقَفْتُ بِغَيْرِ أَلِفٍ فِي جَمِيعِ الْبَابِ إلَّا فِي قَوْلِكَ مَا أَوْقَفَكَ هَهُنَا وَأَنْتَ تُرِيدُ أَيُّ شَأْنٍ حَمَلَكَ عَلَى الْوُقُوفِ فَإِنْ سَأَلْتَ عَنْ شَخْصٍ قُلْتَ مَنْ وَقَفَكَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَوَقَفْتُ بِعَرَفَاتٍ وُقُوفًا شَهِدْتُ وَقْتَهَا وَتَوَقَّفَ عَنْ الْأَمْرِ أَمْسَكَ عَنْهُ وَوَقَفْتُ الْأَمْرَ عَلَى حُضُورِ زَيْدٍ عَلَّقْتُ الْحُكْمَ فِيهِ بِحُضُورِهِ وَوَقَفْتُ قِسْمَةَ الْمِيرَاثِ إلَى الْوَضْعِ أَخَّرْتُهُ حَتَّى تَضَعَ وَالْمَوْقِفُ مَوْضِعُ الْوُقُوفِ. 
وقف
وَقَفْتُ الدابِّةَ والكَلِمَةَ أقِفُها وَقْفاً: إذا حَبَسْتَها في سَبيل اللَّهِ تعالى، وسُمِعَ الكِسَائيُّ يقول: أوْقَفْتُ الدابَّةَ - بالألِف - ولم يُسْمَعْ من غَيْرِه.
وَوَقَفْتُ وُقُوْفاً. ووَقَفْتُ الرَّجُلَ تَوْقيْفاً. وما أوْقَفَكَ هاهُنا.
وُيقال للمُحْجِم عن القِتَالِ: وَقافٌ جَبَانٌ.
ووَقَفْتُ عن الأمْرِ: أقْلَعْت عنه.
ورَجُل مُوَقَّفُ مُوَقَّحٌ: أي مُجَرّبٌ قد أصابَتْه البَلايا.
ووَقَفْتُ الحَدِيثَ: بَيَّنْته.
والوَقْفُ: المَسْكُ الذي يُجْعَل في الأيدي عاجاً كانَ أو قَرْناً، وقيل: هو السِّوَار. والتُّرْسُ من حَدِيدٍ أو قَرْنٍ، وجَمْعُه وُقُوْفٌ.
ووَقَفْتُ فلاناً: قَطَعْتَ منه مَوْضِعَ الوَقْفِ، وقيل: كَوَيتَ ذِرَاعَه، وحِمَارٌ مُوَقَّفٌ.
ووَقَّفَتِ المَرأةُ يَدَيْها بالحِنّاء.
والوَقْفُ: الخَلْخَالُ من فِضَّةٍ وغيرِها.
والمَوقفَانِ من المَرْأةِ: يَدَاها وعَيْناها، وقيل: وَجْهُها وقَدَمُها، يُقال: امْرَأةٌ حَسَنَةُ المَوْقفَيْن: وهما الوَجْهُ والقَدَمُ.
والمُوَقَفُ من الفَرَس ومن كل دابَّةٍ: عَصَبَةٌ تكُونُ في جَوْفِ الخُرْبَةِ من الوَرِكِ. وقيل: هو ما دَخَلَ من وَسطِ الشاكِلَة إلى مُنْتَهى الأُطْرَةِ.
والتّوْقيْفُ في قَوَائم الدابَّةِ وبَقَرِ الوَحْش: خُطُوط سُوْدٌ.
والمُوَقَفُ من القِدَاح: الذي يُفَاضُ به في المَيْسِرِ. وتَوْقيْفه: سِمَةٌ تُجعَل عليه، وجَمْعُه مُوَقَّفَاتٌ.
ويُقال لكُل عَقَبٍ لُفَّ على القَوْس: وَقْفَةٌ.
وعلى الكُلْيَةِ العُلْيا وَقْفَتَانِ.
والمِيْقَفُ والميْقَافُ: ما أدَمْتَ به غَلَيانَ القِدْرِ أي سَكّنْتَه. وقد وَقَفَ القِدْرَ: أي أدامَها.
[وقف] الوَقْفُ: سِوارٌ من عاج . يقال وَقَّفْتُ المرأة تَوْقيفاً، إذا جعلت في يديها الوَقْفَ. وفرسٌ مُوَقَّفٌ، إذا أصاب الأَوْظِفَةَ منه بياضٌ في موضع الوَقْفِ ولم يَعْدُها إلى أسفل ولا فوق، فــذلــك التَوْقيفُ. ويقال وَقَفَتِ الدابةُ تَقِفُ وُقوفاً، وَوَقَفْتُها أنا وَقفاً، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ووَقَفْتُهُ على ذنْبه، أي أطلعته عليه. ووَقَفْتُ الدار للمساكين وَقْفاً، وأَوْقَفْتُها بالألف لغةٌ رديئة. وليس في الكلام أوقفت إلا حرف واحد: أو قفت عن الأمر الذي كنت فيه، أي أقلعت. قال الطرمّاح: جامِحاً في غوايتي ثم أو قفت * رضًى بالتُقى وذو البِرِّ راضي  وحكى أبو عمرو: كلَّمتهم ثم أو قفت، أي أسكت. وكل شئ تمسك عنه تقول أو قفت. وحكى أبو عبيد في المصنف عن الاصمعي واليزيدى أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لو مررت برجل واقف فقلت له: ما أوقفك هاهنا؟ لرأيته حسنا. وحكى ابن السكيت عن الكسائي: ما أوقفك هاهنا؟ وأى شئ أوقفك هاهنا؟ أي أي شئ صيرك إلى الوقوف. والموقف: الموضع الذى تقف فيه، حيث كان. ومُوْقِفا الفرس: الهَزْمَتانِ في كَشْحَيْهِ. ويقال للمرأة: إنَّها لحَسَنَةُ الموقفين، وهما الوجه والقدم. عن يعقوب. ويقال مَوْقِفُ المرأة: عيناها ويداها وما لابد من إظهاره. وتوقيف الناس في الحج: وُقوفُهُمْ بالمَواقِفِ. والتَوْقيفُ كالنصّ. وتَواقَفَ الفريقان في القتال. وواقَفْتُهُ على كذا مُواقَفَةً ووِقافاً. واسْتَوْقَفْتُهُ، أي سألته الوُقوفَ. والتوقف في الشئ، كالتلوم فيه. والوَقيفَةُ: الوعِلُ تلجئه الكلاب إلى صخرة فلا يمكنه أن ينزل حتَّى يُصادَ. وقال: فلا تَحْسَبَنِّي شحمةً من وَقيفَةٍ مُطَرَّدَةٍ ممَّا تصيدك سلفع وواقف: بطن من الانصار من بنى سالم ابن مالك بن أوس.

وقف

1 وَقَفَ He was, or became, still, or stationary; (Msb;) [he stood still;] he continued standing: (K:) and [simply] he stood; contr. of جَلَسَ. (TA.) b2: وَقَفَ الدَّابَّةَ, inf. n. وَقْفٌ, He made the beast to be, or become, still, or motionless. (Msb.) b3: وَقَفَ عَلَيْهِ He stopped, or paused, upon coming to him, or it; he stopped, or paused, at it; or where he, or it, was. b4: وَقَفَ عَلَى شَىْءٍ He paused at, and paid attention to, a thing. b5: وَقَفَ عَلَيْهِ He comprehended it, namely, a meaning: he understood it. (TA. [Or, correctly, وُقِفَ, for it is there altered.]) b6: He met with it; namely, a word or the like, in reading: often occurring in this sense. b7: وُقِفَ عَلَيْهِ He saw it: and he was introduced into it, and knew what was in it. (TA.) He was made to know it surely. See Bd, vi. 27 and 30. b8: وَقَفْتُهُ على ذَنْبِهِ I made him acquainted with, or made him to know, his crime, sin, fault, or the like; (S, K:) and so عَلَيْهِ ↓ أَوْقَفَهُ, q. v. (Mgh.) b9: وَقَفَ, aor. وَقِفَ

, inf. n. وُقُوفٌ, He withstood, resisted: governing by عَنْ. b10: وَقَفَهُ and ↓ أَوْقَفَهُ and ↓ وَقَّفَهُ [He bequeathed it, or gave it, unalienably:] the first of these is the most chaste: the last is disapproved and rare. (TA, art. حبس.) See مُؤَبَّدٌ.2 وَقَّفَهُ عَلَى الأَمْرِ [He made him to pause, or wait, at the thing, or affair]. (K, TA, in art. ثبط.) See the quasi-pass. تَوَقَّفَ: and see ثَبَّطَهُ. b2: وَقَّفَهُ, inf. n. تَوْقِيفٌ He taught him the places of pausing, in reading. (Mgh.) And hence, He made him to know a thing. (Mgh.) b3: وَقَّفَهُ عَلَى الشَّىْءِ, meaning عَرَّفَهُ إِيَّاهُ, He made him acquainted with the thing; informed him of it; gave him notice of it; though often occurring, for وَقَفَهُ عَلَيْهِ, seems to be post-classical. It is used in this sense, or as meaning He (God) revealed to him the thing, in many places in the Mz, 1st نوع: as, for ex, in the following instance, cited from IF, وَقَّفَ اللّٰهُ آدَمَ عَلَى مَا شَآءَ

أَنْ يُعَلِّمَهُ إِيَّاهُ [God taught, or revealed to, Adam what He pleased to teach him]. b4: وَقَّفَ الحَدِيثَ, (JK,) inf. n. تَوْقِيفٌ, (K,) He explained the tradition; syn. بَيَّنَهُ. (JK, K. *) b5: تَوْقِيفٌ, as a legal term: see نَصَّ عَلَى شَىْءٍ مَّا. b6: See 1 3 وَاقَفَ He stood with another in a competition; was a partner in a match, &c.: see رَسِيلٌ.4 أَوْقَفَ see 1. b2: أَوْقَفَهُ عَلَى شَىْءٍ He acquainted him with a thing. b3: اوقفته عَلَى ذَنْبِهِ: see وَقَفْتُهُ, which is the expression commonly known.5 تَوَقَّفَ عَلَى الشَّىْءِ (tropical:) He paused, or waited, at the thing; syn. تَلَبَّثَ. (IDrd, K, TA.) (Accord. to some copies of the K, تَثَبَّتَ.] Yousay, تَوَقَّفْتُ عَلَى هٰذَا الأَمْرِ (tropical:) I paused, or waited, at this thing, or affair. (TA.) And تَوَقَّفَ عَلَى

جَوَابِ كَلَامِهِ (tropical:) [He paused, or waited, at the reply to his speech]. (TA.) And hence, تَوَقَّفَ عَلَى السَّمَاعِ He limited, or restricted, himself to what had been heard [from the Arabs, with respect to a construction, &c.]; did not transgress it, or overstep it. See مُتَوَقَّفٌ. b2: تَوَقَّفَ فِيهِ (assumed tropical:) He paused upon it; he hesitated, or deliberated, respecting it. Of very frequent occurrence. b3: تَوَقَّفَ عَنِ الأَمْرِ (assumed tropical:) He held, refrained, or abstained, from the thing, or affair. (Msb.) b4: تَوَقَّفَ عَلَى كَذَا It (for instance, an opinion or a judgment, and the truth of an evidence or a demonstration, and the result of an inquiry or investigation) rested, was founded or grounded, depended, or was dependent, upon such a thing. You say, of knowledge, يَتَوَقَّفُ حُصُولُهُ عَلَى كَذَا Its origination rests upon such a thing; as, for instance, speculation.

وَقْفٌ An entailed, or unalienable, legacy or gift; a mortmain. See أَرْقَبَ. b2: الوُقُوفُ بِعَرَفَات The halting of the pilgrims at Mount 'Arafát.

حَبِطَ مَوْقِفُ الفَرَسِ The horse's belly was inflated: see حَبِطَ.

مَوْقُوفُ عَلَى حَدِّ كُفْرٍ

Brought to the verge of infidelity: see حَدٌّ.

أَنَا مُتَوَقّفٌ فى هٰذَا [I am pausing, or hesitating, respecting this;] I do not form, or give, a decided opinion (لَا أُمْضِى رَأْيًا) respecting this. (TA.)
وقف:
وقف: لعل مضارع يقف عند (المقدسي) هو يوقَفُ (معجم الجغرافيا).
وقف: نسى ما أراد قوله rester court، خَرِسَ، خُرِّم، مُنع (معجم الجغرافيا).
وقف له شبين: أصبح عراباً للطفل، تبنى وبلداً، أمسكَ به فوق جرن المعمودية (بقطر).
وقف قدامه: وقف ضد فلان، نازعه الأرض (بقطر).
وقع في رأسه أن: أصرّ، لجٍ، تصلب برأيه s'obstineer ( بقطر).
وقف: في (محيط المحيط): (وقف بعرفات وقوفاً شهد وقتها). ويقال وقف أي تستعمل هذه الكلمة وحدها للدلالة على المعنى نفسه (مملوك 451:1، معجم التنبيه).
وقف موقفاً: مارس طقساً من طقوس العبادة (ابن جبير 12:346): وواجب على كل مسلم الدعاء لهم في كل موقف يقفه بين يدي الله عز وجل.
وقف في: تردد، لم يكن متأكداً من (معجم الجغرافيا).
وقف: شبٌ، وقف على قائمتيه se cabrer ( الكالا).
وقف: خصص الأرض لمنفعة خاصة (أماري 2:617): فزرع كل واحد منهم الزرع في وقته من غير فوات ووقف من كل ضيعة أرضاً معينة يصرف مغلَّها في كل سنة إلى إصلاح هذه الجسورة (أضفتُ ص159) إلى مخطوطتنا كلمة من بعد ووقف لكي يتفق مع سياق المعنى.
وقف: أرجأ، أجّل إلى وقت آخر. وفي (محيط المحيط): (وقفت الأمر على حضور زيد وقفاً علقت الحكم عليه بحضوره. وقسمة الميراث إلى الوضع حتى تضع.)؛ وفي (فيه) اسم المصدر وقفاً (م. المحيط). (انظر وقف).
وقف: اشمأز (انظر وقفّ) في وقفّ النفس.
وقف: واسم المصدر وقيفيّ: راعي كنيسة (أساء فريتاج شرح معنى هذه الكلمة التي تتعلق بالنصراني الوقيفي خادم البيعة، إذ إنها تعنى أيضاً بمَنَّ ينهض بمهام معينة. أنظر (البلاذري في معجمه في مادة وقه).
وقف إلى فلان: حضر إليه، ظهر أمام القاضي (رياض النفوس 26): وقال لي قف إلى صاحب الديوان وتعود إلينا إن شاء الله تعالى (مولر b.s 1863 و 6:2): وقفوا معي إلى أي حضروا معي عند (ابن بطوطة 304:4)؛ وهناك أيضاً وقف له (الثعالبي لطائف 79، دي ساسي كرست 5:99:2، النويري أسبانيا 469): وقفت المرأة لابن بشير القاضي وقصت عليه قصتها على فلان. وفي (العبدري 5): وقد شاهدت جمعاً من الحجاج فوقفوا على ملكها فأعداهم ديناراً واحداً. وفي (29 منه): (37 منه): وذلــك إن شخصاً منهم وقف علىّ بموضع نزولي من محلة الركب. وفي (ابن الخطيب 22): وقف عليه أبو القاسم. وحين يتعدى هذا الفعل بالباء يكون المعنى حضر ب (العبدري 45): فحمله قوم من أصحابه من الصالحين حتى وقفوا به إليه (إلى زيادة الله)، وفي (محمد بن الحارث 208): قد عرفتك بالمسجد والدار حتى كأني وقفت بك إليهما، أي كما لو أني اقتدتك إليهما. وقف على فلان: توقف انتظاراً له (كوسجارتن 7:3، أبحاث 2:39:1): فصاحَ به النجاة يابن الفاعلة فلست أقف عليه. وفي (محمد بن الحارث 277): حين عاد القاضي من الجامع الذي كان ينظر فيه شؤون القضاة، وكان على وشك الدخول في بيته التقى به والد الخصيّ ناصر وصاح به بالأسبانية (قُل للقاضي أن ينتظرني فعندي ما أقوله له). فأجاب القاضي (قل له بلسانه إنني متعب وأطلب منه العودة هذا المساء)؛ ثم دخل القاضي داره ولم يقف عليه. وفي (283 منه): فلم يرد القاضي على أن سلَّم علي هاشم ... ولم يثن معه عناناً ولا وقف عليه فواقاً (كتابة الكلمة قد أصابها التلف).
وقف على فكر: تنّكر s'entreteneir dans une pensée ( بقطر).
وقف على: رأي (بدرون 2:276، النويري أسبانيا 480): فشهدوا عند العامة إنهم وقفوا على هشام ميتاً لا جرح به ولا أثر وإنه مات حتف أنفه؛ اكتشف (العبدري 46): وعلى سبيل المثال: (ذلــك الذي يريد أن يختفي لا بد لهم أن يقفوا عليه).
وقف على عين فلان: تأكد، توثق من حقيقته (عبّاد 16:222:1 و 20).
وقف على: فهم (في الوقوف على اختلاف اللغات (معجم الجغرافيا)).
وقف على: قرأ (انظر أيضاً دي ساسي كرست 9:39:1 و2:27 و10:140): وكان الفقهاء منهم يتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة في كل يوم اثنين وحميس (صحح يتفقون واجعلها يقفون) (المقدمة 11:23:2، ابن الخطيب 31): وقفت في ذلــك على رق.
وقف على: تضمّن، مكث، وجد في (بقطر) consister dans ( همبرت 93).
وقف على: دار على، كان مدار الأمر موضوعه هو .. (بقطر).
وقف عليه ب: اشتراه بثمن ما، حصل عليه بمقدار كذا (بقطر)؛ كم واقف عليك بكم كلفك هذا (همبرت 105).
وقف عند أمره: تفيد أو امتثل لأوامره Se conforme a ses orders ( البربرية 395:1 وبدرون 7:275).
قبل وعظي = وقّف القبول على وعظي: (عبّاد 10: 162:2).
وقّف الشعر: عكسه أو قلبه (بقطر).
وقّف الشيء في رأسه: عاند obstiner, render opinatre، ( بقطر).
وقّف النفس: جعله يشمئز: soulever le Coeur ( بقطر).
وقّف: توقف؛ وقّف عندك: قف (بقطر).
وقّف: علّق دلّى ومجازاً أرجاً، أجّل لمدة قصيرة (بقطر) (فورمول. صيغ العقود): وثيقة الوقف. أقف (رقم المخطوطة رقم 1: وقفَ) القاضي أبو فلان منازعة فلان بن فلان مع خصمه فلان بن فلان بموضع كذا توقيفاً يمنع لهما التصرف والدخول حتى يفصل بينهمّا بما أوجب الشرع.
وقفّ: حجز، وضع تحت الحراسة sequestrer ( البيان 2:306:1): ويطلب أموالاً كانت له موقفة بالمهدية.
وقّف: أوصى بموجب وصية (محمد بن الحارث 229): ولقد قرأ على القاضي احمد بن محمد بن زياد صكاً فيه ذكر مال وقفّه عبد الرحمن بن طريف لأم العباس وأم الأصبغ أختي الأمير عبد الرحمن بن معاوية وكان في ذلــك الكتاب عند ذكر التوقيف إذ كان المتوفى فلان مولاهما ووجب لها ميراثه وهما غائبتان في الشام.
وقّفه القاضي موقف الحق بالإقرار والإنكار: أي إن القاضي أنذره إما بالإقرار أو الإنكار. وفي (محمد بن الحارث): فلما صارا ليه وقّفه (القاضي) موقف الحق بالإقرار والإنكار فأبا -المفروض فأبا. المترجم- من الإجابة إلى ذلــك فأمر بامتهانه فلما رأى العزيمة من القاضي تكلم. و (فيه): فوقفّه سليمان (القاضي) موقف الإقرار والإنكار فأبا من ذلــك فعزم القاضي على امتهانه. (وفي (296)): فلّج ابن عمه في تقديمه إلى القاضي وأن يوقّفه موقف الإقرار والإنكار؛ ومن الممكن أيضاً استعمال الفعل وحده. ففي (البكري 7:184): فوقّف حمداّ الشاب والمرأة فتقّارا على نكاحهما وأنكرا ما يدعيه الشيخ.
وقفّه: حاسبه على فعلته (هذا ما يبدو من، معنى الجملة) (المقري 2:471:1): وأمر بتوقيف الوصي على ما أحدثه فيها فأحال الوصي على القاضي انه امره بــذلــك، أي إن (الخليفة أمّر أن يقدم الوصي حساباً على ما فعله الوصي من هدمه للدار إلا أن الوصي أنكر ذلــك، أي أنكر أن يكون قد تصرف دون إذن، وادعى أنه قد تصرف وفقاً لأمره). أو إن معناها هو إن الخليفة قد اصدر أمراً بحبس الوصي إذا سايرنا رأي (بقطر).
وقف فلاناً ووقّف عليه: اطلع عليه، جعله يقرأ المكتوب (فوك - احذف من المذكركلمة Pusare ووضع موضعها Pausare) ( عبّاد 157:2 و4:214:3 ومعجم الطرائف، المقري 16:940:1). واقف فلاناً: قاومهُ ووقف ضدهُ وعاندهُ (قرطاس 2:154) فلما رأى ذلــك الحاج والي المهدية وعلم أنه لا طاقة له بضبطها ولا بموافقة أمير المؤمنين فبايعه وسّلم إليه المهدية.
واقف فلاناً وواقف به: اتهمه ب (معجم الطرائف).
واقف فلاناً وواقف به: اتهمه ب (معجم الطرائف).
واقف فلاناً وواقف عليه: ساعده (معجم الطرائف).
واقف فلاناً عليه أيضاً: فرض عليه مقدار كذا، ومن هذا تعبير مال المواقفة (دي يونج، معجم الطرائف).
أوقف: انهض، رفع (الكالا): أصاخ السمع. أوقف ذَكَرَهُ: جعله يتنصب (المقري 10:401:2).
أوقف: في (محيط المحيط): (كلمني فلان فأوقفت أي سكت أو أمسكت عن الحجة عيّاً).
أوقف فلاناً وأوقفه على: جعله فلاناً يتعرّف على شيء معين (معجم بدرون، معجم التنبيه، فوك).
أوقف شيئاً أو أوقف على شخص: قيّد ملكاً وجعله وقفاً لأمر معين أو لصالح شخص معين (عبد الواحد 12:164).
أوقف وأوقف على: خصص، كرّس وقته ...
(القلائد 6:53): ولم تخل أيامه من مناظرة ولا عمرّت إلا بمذاكرة أو محاضرة إلا ساعات أوقفها على المدام.
(وق ف)

الْوُقُوف: خلاف الْجُلُوس.

وقف بِالْمَكَانِ وَقفا، ووقوفا، فَهُوَ وَاقِف، وَالْجمع: وقف، ووقوف.

ووقف الدَّابَّة: جعلهَا تقف، وَقَوله:

احدث موقف من أم سلم ... تصديها واصحابي وقُوف

وقُوف فَوق عيس قد املت ... براهن الإناخة والوجيف

إِنَّمَا أَرَادَ: وقُوف لإبلهم وهم فَوْقهَا، وَقَوله: " احدث موقف من أم سلم " إِنَّمَا أَرَادَ: احدث مَوَاقِف هِيَ لي من أم سلم، أَو من مَوَاقِف أم سلم، وَقَوله: " تصديها " أَرَادَ: متصداها، وَإِنَّمَا قلت هَذَا: لأقابل الْموقف، الَّذِي هُوَ الْموضع، بالمتصدي الَّذِي هُوَ الْموضع، فَيكون ذَلِــك مُقَابلَة اسْم باسم، وَمَكَان بمَكَان، وَقد يكون " موقف " هَاهُنَا: وُقُوفِي، فَإِذا كَانَ ذَلِــك فالتصدي على وَجهه، أَي إِنَّه مصدر حِينَئِذٍ، فقابل الْمصدر بِالْمَصْدَرِ.

وَقَوله:

قلت لَهَا قفي لنا قَالَت قَاف

إِنَّمَا أَرَادَ: قد وقفت، فَاكْتفى بِذكر الْقَاف.

قَالَ ابْن جني: وَلَو نقل هَذَا الشَّاعِر إِلَيْنَا شَيْئا من جملَة الْحَال فَقَالَ مَعَ قَوْله: " قَالَت قَاف " وامسكت زِمَام بَعِيرهَا أَو عاجته علينا، لَكَانَ أبين لما كَانُوا عَلَيْهِ وادل على أَنَّهَا أَرَادَت: وقفت أَو قد توقفت دون أَن يظنّ أَنَّهَا أَرَادَت: قفي لنا أَي تَقول: قفي لنا متعجبة مِنْهُ، وَهُوَ إِذا شَاهدهَا وَقد وقفت، علم أَن قَوْلهَا: " قَاف " إِجَابَة لَهُ لَا ردٌّ لقَوْله وتعجب مِنْهُ فِي قَوْله: " قفي لنا ".

ووقفت الأَرْض على الْمَسَاكِين وَغَيرهم وَقفا: حَبسهَا.

فَأَما " أوقف " فِي جَمِيع مَا تقدم من الدَّوَابّ وَالْأَرضين وَغَيرهمَا، فَهِيَ لُغَة رَدِيئَة. قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: إِلَّا أَنِّي لَو مَرَرْت بِرَجُل وَاقِف فَقلت لَهُ: مَا اوقفك هَاهُنَا؟ لرأيته حسنا.

وَقيل: " وقف " و" أوقف " سَوَاء.

وَقَوله تَعَالَى: (ولَو ترى إِذْ وقفُوا على النَّار) تحْتَمل ثَلَاثَة اوجه: جَائِز أَن يَكُونُوا عاينوها، وَجَائِز أَن يَكُونُوا عَلَيْهَا وَهِي تَحْتهم، والاجود أَن يكون معنى: " وقفُوا على النَّار ": ادخلوها فعرفوا مِقْدَار عَذَابهَا كَمَا تَقول: وقفت على مَا عِنْد فلَان: تُرِيدُ قد فهمته وتبينته.

وَرجل وقاف: متأن غير عجل، قَالَ:

وَقد وقفتني بَين شكّ وشبهة ... وَمَا كنت وقافا على الشُّبُهَات

والوقاف: المحجم عَن الْقِتَال، كَأَنَّهُ يقف نَفسه عَنهُ ويعوقها، قَالَ دُرَيْد:

وَإِن يَك عبد الله خلى مَكَانَهُ ... فَمَا كَانَ وقافا وَلَا طائش الْيَد

وواقفه مواقفة، ووقافا: وقف مَعَه فِي حَرْب أَو خُصُومَة.

والواقفة: الْقدَم، يَمَانِية، صفة غالبة.

والميقف، والميقاف: عود أَو غَيره يسكن بِهِ غليان الْقدر، كَأَن غليانها يُوقف بــذلــك، كِلَاهُمَا عَن اللحياني.

وَالْمَوْقُوف من عرُوض مشطور السَّرِيع والمنسرح: الْجُزْء الَّذِي هُوَ " مفعولان " كَقَوْلِه:

ينضحن فِي حافاتها بالأبوال

فَقَوله: بالأبوال " مفعولان " أَصله: " مفعولات " أسكنت التَّاء فَصَارَت: " مفعولات " فَنقل فِي التقطيع إِلَى " مفعولان " سمي بــذلــك لِأَن حركته آخِره، فَسُمي مَوْقُوفا كَمَا سميت من: " وقط " وَهَذِه الْأَشْيَاء المبنية على سُكُون الاواخر: مَوْقُوفا.

وموقف الْمَرْأَة: يداها وعيناها وَمَا لابد لَهَا من إِظْهَاره.

وَإِنَّهَا لجميلة موقف الرَّاكِب: يَعْنِي عينيها وذراعيها، وَهُوَ مَا يرَاهُ الرَّاكِب مِنْهَا. وموقف الْفرس: مَا دخل فِي وسط الشاكلة.

وَقيل: موقفاه: الهزمتان اللَّتَان فِي كشحيه.

والوقيفة: الأروية تلجئها الْكلاب إِلَى صَخْرَة، فَلَا يُمكنهَا أَن تنزل حَتَّى تصاد، قَالَ:

فَلَا تحسبني شحمة من وقيفة ... مطردَة مِمَّا تصيدك سلفع

" سلفع ": اسْم كلبة.

وَقيل: الوقيفة: الطريدة إِذا اعيت من مطاردها الْكلاب.

ووقف الحَدِيث: بَينه.

وَالْوَقْف: الخلخال من الْفضة والذبل وَغَيرهمَا.

وَقيل: هُوَ السوار مَا كَانَ.

وَقيل: هُوَ السوار من الذبل والعاج.

وَالْجمع: وقُوف.

ووقوف الْقوس: اوتارها المشدودة فِي يَدهَا ورجلها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: التَّوْقِيف: عقب يلوى على الْقوس رطبا لينًا حَتَّى يصير كالحلقة، مُشْتَقّ من: الْوَقْف الَّذِي هُوَ السوار من العاج، هَذِه حِكَايَة أبي حنيفَة، جعل التَّوْقِيف اسْما كالتمتين والتنبيت، وَأَبُو حنيفَة، لَا يُؤمن على هَذَا، إِنَّمَا الصَّحِيح أَن يَقُول: التَّوْقِيف: أَن يلوي الْعقب على الْقوس رطبا حَتَّى يصير كالحلقة فيعبر عَم الْمصدر بِالْمَصْدَرِ، إِلَّا أَن يثبت أَن أَبَا حنيفَة مِمَّن يعرف مثل هَذَا، وَعِنْدِي: أَنه لَيْسَ من أهل الْعلم بِهِ، وَلــذَلِــك لَا آمنهُ عَلَيْهِ، واحمله على الاوسع الاشيع.

والتوقيف، أَيْضا: لي الْعقب على الْقوس من غير عيب.

ووقف الترس: المستدير بحافته حديدا كَانَ اوقرنا.

وضرع موقف: بِهِ آثَار الصرار، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إبل أبي الحبحاب إبل تعرف ... يزينها مجفف موقف

هَكَذَا رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: " مجفف " بِالْجِيم، أَي ضرع كَأَنَّهُ جف، وَهُوَ الوطب الْخلق، وَرَوَاهُ غَيره: " مجفف " بِالْحَاء، أَي: ممتلئ لَهُ جَوَانِب قد حفت بِهِ، يُقَال: حف الْقَوْم بالشَّيْء، وحففوه: احدقوا بِهِ.

والتوقيف: الْبيَاض مَعَ السوَاد.

ودابة موقفة: فِي قَوَائِمهَا خطوط سود. قَالَ الشماخ:

وَمَا اروى وَإِن كرمت علينا ... بِأَدْنَى من موقفة حرون

وَاسْتعْمل أَبُو ذُؤَيْب " التَّوْقِيف " فِي الْعقَاب قَالَ:

موقفة القوادم والدنابي ... كَأَن سراتها اللَّبن الحليب

وَرجل موقف: أَصَابَته البلايا، هَذِه عَن اللحياني.

وَرجل موقف على الْحق: ذَلُــول بِهِ.

وحمار موقف، عَنهُ أَيْضا: كويت ذراعاه كياًّ مستديرا، وانشد:

كوينا خشرما فِي الرَّأْس عشرا ... ووقفنا هديبة إِذْ اتانا

وواقف: بطن من أَوْس اللات.

والوقاف: شَاعِر مَعْرُوف.
وقف
الوَقْفُ: سِوار من عاج، قال الكُميت يصِف ثوراً:
ثُمَّ اسْتَمَرَّ كَوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتاً ... يَرْمي به احَدَبَ اللَّمّاعَةَ الحَدَبُ
ووقفت الدابة تقف وقوفاً، وكــذلــك الإنسان، قال امرؤ القيس:
قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ
ووقفْتها أنا وقفاً يتعدى ولا يتعدى، قال الله تعالى:) وقِفُوْهم أنَّهم مَسْؤلُوْنَ (، وقال ذو الرُّمة:
وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ناقَتي ... فما زِلْتُ أبْكي عِندَهُ وأُخاطِبُهْ
والحديث الموقوف: خِلاف المرفوع.
ووقَفْته على ذنبه: أي أطلعته عليه.
ووقَفْت الدار على المساكين وَقْفاً.
والموقِف: الموضِع الذي تَقِف فيه حيث كان.
وموقفا الفر: الهزمتان في كَشْحَيْه. وقيل: الموقفان نُقرَتا الخاصِرة على رأس الكُلية، قال النابغة الجَعدي؟ رضي الله عنه - يصِف فرساً:
فَلِيْقُ النَّسَى حَبِطُ المُوْقِفَيْنِ ... يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ
وقال أيضاً:
شَدِيْدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأنهما ... نَهى نَفَساً أوْ قَدْ أرادَ لِيَزْفِرا
نهى: أي حبس نفسه، أي ردّه.
ويقال للمرأة: أنّها لَحَسنة الموقِفَين؛ وهما الوَجه والقدَم؛ عن يعقوب. ويقال: موقِفا المرأة: عيناها ويداها وما لا بُدّ لها من إظهاره.
والموقِفُ: مَحلّة بالبصرة.
وقال أبو عمرو: الموَقفان: عِرْقانِ مُكتَنِفا القُحْقُح إذا تشنّجا لم يَقُم الإنسان وإذا قُطِعا مات.
وواقِف: بطن من الأنصار. وقال ابن الكلبي في جمهرة نسب الأوس: إنّ اسم واقِف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس.
والواقِفُ؟ أيضاً -: خادم البِيعة؛ لأنه وَقَف نفْسه على خَدْمتها. والوِقِّيْفى؟ مثال خِصَّيْصى -: الخِدمة. وفي حديث عمر؟ رضي الله عنه -: لا يُغير عن وِقِّيْفاه.
ووقْف: موضِع في بلاد بني عامر، قال لبيد رضي الله عنه:
لِهِنْدٍ بأعْلى ذي الأغَرِّ رُسُوْمُ ... إلى أُحُدٍ كأنَّهُنَّ وُشُوْمُ
فَوَقْفٍ فَسُلِّيٍّ فأكْنَافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعَ فيه تارَةً وتُقِيْمُ
والوقْف: من قُرى الخالص شرقي بغداد.
والوَقْفُ؟ أيضاً -: بُلَيْدة من أعمال الحِلّة المزيديّة.
وقال الليث: الوَقْفُ: وَقْفُ التُّرس من حديد أو قرن يستدير بحافته، وكــذلــك ما أشبهه.
وقال الأزهري: في حديث الحسن البصري: أنّ المُؤمن وقّاف مُتأنٍّ وليس كحاطِب ليل: ويُقال للمُحْجِم عن القتال: وَقّاف جبَان وأنشد:
فَتىً غير وَقّافٍ وليس بِزُمَّلِ
وقال دريد: بن الصِّمَّةِ:
فإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلّى مَكانَهُ ... فما كانَ وَقّافاً ولا طائشَ اليَدِ
والوَقّافُ العقيلي: شاعر.
وقال ابن عبّاد: يُقال لكل عقبٍ لُفّ على القوس: وقْفَة، وعلى الكلية العليا: وَقْفَتانِ.
ووقَفَ القِدْرَ: أي أدامها وسكّنها. والمِيْقَفُ والمِيْقَافُ: ما أدَمْت به غليان القِدر وسَكَّنْتَه. وقال اللحياني: المِيْقَفُ والمِيْقَافُ: العود الذي يُحرك به القِدر ويُسكَّن به غليانها، وهو المِدْوامُ.
والوَقِيْفَةُ: الوَعِل تُلْجِئه الكلاب إلى ضخرة فلا يمكنه أن ينزل حتى يُصاد. وأنشد ابن السكِّيت في كتاب معاني الشِّعر من تأليفه:
فلا تَحْسِبَنّي شَحْمَةً من وَقِيْفَةٍ ... تَسَرَّطُها ممَا تَصِيْدُكَ سَلْفَعُ
وأنشده ابن دريد وابن فارس: " مُطْرَّدَةٍ مِمّا "، سَلْفَعُ: اسم كلْبة. وأوْقَفْتُ وَقْفاً للمساكين؟ بالألف -، لغة رديئة، وليس في الكلام أوْقَفْتُ إلاّ حرف واحد، يقال: أوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه: أي أقلعت، قال الطِّرمّاح:
فَتَطَرَّبْتُ للهَوى ثُمَّ أوْقَفْ ... تُ رِضىً بالتُّقى وذو البِرِّ راضِ
وحكى أبو عمرو: كلَّمْتُهم ثم أوْقَفْتُ: أي سكتُّ. وكل شيء تُمْسك عنه تقول فيه: أوْقَفْتُ.
سيوحكى أبو عُبيد في المُصَنّف عن الأصمعي واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لو مررتُ برجل واقف فقلت: ما أوقفَكَ ها هنا؟ لرأيته حَسَناً. وحكى ابن السكِّيت عن الكِسائيِّ: ما أوقَفَك ها هنا وأي شيء أوقَفَك ها هنا؟ أي أيُّ شيء صيَّرك إلى الوقُوف.

ووقَّفْتُ المرأة تَوْقِيْفاً: إذا جَعَلْت في يديها الوَقْفَ.
ووقَّفَتِ المرأة يديها بالحِنّاء: إذا نقَّطَتْهما.
وقال اللحياني: حمار مُوَقَّف: للذي كُوِيَتْ ذراعاه كَيّاً مستديرا، وأنشد:
كَوَيْنا خَشْرَماً في الرَّأْسِ عَشْراً ... ووَقّفْنا هُدَيْبَةَ إذْ أتانا
والمُوَقَّفُ في شِعر الشَّماخ:
وما أرْوى وإنْ كَرُمَتْ علينا ... بأدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَرُوْنِ
أُرْوِيَّةٌ في يديها حُمْرة تُخالِف لون سائر جسدها.
ويقال؟ أيضاً -: ثور مُوَقَّفٌ، قال العجّاج:
كأنَّ تَحْتي ناشِطاً مُجَأَّفا ... مُذَرَّعاً بِوَشْيِهِ مُوَقَّفا
وفرَس مُوَقَّفٌ: إذا أصاب الأوظِفة منه بياض في موضع الوَقْفِ ولم يعدُها إلى أسفل ولا فوق؛ فــذلــك التَّوْقِيفُ. وقال بعضهم: فرس مُوقَّفٌ: أي أبْرَش أعلى الأُذُنين كأنّهما منقُوشتان ببياض ولون سائره ما كان.
وقال ابن شُميل: التوقيف: أن يُوَقِّفَ الرجل على طائفَيْ قوسَه بمضائغ من عَقَب قد جعلهُنَّ في غِراء من دماء الظِّباء فَيَجِئنَ سواداً، ثم يُعلّى على الغِراء بصدأ أطراف النَّبْلِ فَيجيءُ أسود لازِقاً لا ينقطع أبداً.
ووقَّفْتُ التُّرس: جعلت له وَقفاً، وقد ذُكِر معناه.
والتَّوْقِيْفُ: مُبالغة الوقُوْفِ، يقال: وَقَّفَ الجيش، وقيل: معناه وَقَفَ واحد بعد واحدٍ، قال جميل بن معمَر العُذري:
تَرى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُوْنَ حَوْلنا ... وإنْ نَحْنُ أوْبَأْنا إلى النّاسِ وقَّفُوا
ويُروى: " أوْمَأْنا "؛ والمعنى واحدٌ، فأخذ البيت منه الفرزدَق وقال: أنا أحَقّ بهذا البيت منك؛ متى كان المُلكُ في عُذرة؟ إنما هذا لِمُضَرَ.
وتوْقِيْفُ النّاس في الحجِّ: الوُقُوْفُ بالمَواقِفِ والتَّوقِيْفُ: كالنَّصِّ.
وقال أبو زيد: وَقَّفْتُ الحديث توْقِفاً وبيَّنْتُه وتَبْييناً؛ وهما واحد.
وقال ابن عبّاد: وقَّفْتُ فلاناً: إذا قَطَعْت منه مَوضع الوقْف.
قال: ورجل مُوَقَّف مُوَقَّح: أي مُجَرَّب قد أصابته البلايا.
والمُوَقَّفُ من القِداحِ: الذي يُفَاضُ به في المسير، وتَوْقِيفُه: سِمة تُجْعلُ عليه.
وقال غيره: وَقَّفَ السَّرْج: أصلحه وجعله واقياً لا يعْقِر.
والتَّوَقُّف في الشيء: كالتَّلَوُّم.
وقال ابن دريد: توَقَّفْتُ على هذا الأمر: إذا تَلَبَّثْتَ عليه.
قال: والوِقَافُ: مصدر المُوَاقَفَةِ في حرب أو خَصوْمة.
وتَوَاقَفَ الفريقان في القتال.
وواقَفْته على كذا.
واسْتَوقَفْتُه: سألْتُه الوقُوْفَ، ويقال: أنّ امرَأ القيس أول مَنِ استوقف الرَّكبَ على رسْم الدّار بقوله: قِفا نَبْكِ.
والتركيب يدل على تمَكُّث في شيء.

وقف: الوُقوف خلاف الجُلوس، وقَف بالمكان وقْفاً ووُقوفاً، فهو واقف،

والجمع وُقْف ووُقوف، ويقال: وقَفتِ الدابةُ تَقِفُ وُقوفاً، ووقَفْتها

أَنا وَقْفاً. ووقَّفَ الدابةَ: جعلها تَقِف؛ وقوله:

أَحْدَثُ مَوْقِف من أُم سَلْمٍ

تَصَدِّيها، وأَصْحابي وُقوفُ

وُقوفٌ فوقَ عِيسٍ قد أُمِلَّتْ،

بَراهُنَّ الإناخةُ والوَجِيفُ

إنما أَراد وُقوف لإبلهم وهم فوقها؛ وقوله:

أَحدث موقف من أُم سلم

إنما أَراد أَحدث مواقفَ هي لي من أُم سلْم أَو من مواقِفِ أُم سلْم،

وقوله تَصَدِّيها إنما أَراد مُتصدّاها، وإنما قلت هذا لأُقابل الموقف الذي

هو الموضع بالمُتصدَّى الذي هو الموضع، فيكون ذلــك مقابلة اسم باسم،

ومكان بمكان، وقد يكون موقفي ههنا وُقوفي، فإِذا كان ذلــك فالتصدّي على وجهه

أَي أَنه مصدر حينئذ، فقابل المصدر بالمصدر؛ قال ابن بري: ومما جاء شاهداً

على أَوقفت الدابة قول الشاعر:

وقولها، والرِّكابُ مُوقَفةٌ:

أَقِمْ علينا أَخي، فلم أُقِمِ

وقوله:

قلت لها: قِفِي لنا، قالت: قافْ

إنما أَراد قد وقَفْتُ فاكتفى بذكر القاف. قال ابن جني: ولو نقل هذا

الشاعر إلينا شيئاً من جملة الحال فقال مع قوله قالت قاف: وأَمسكَت زمام

بعيرها أَو عاجَته علينا، لكان أَبين لما كانوا عليه وأَدل، على أَنها

أَرادت قفي لنا قفي لنا أَي تقول لي قفي لنا متعجبة منه، وهو إذا شاهَدها وقد

وقَفَتْ علم أَن قولها قاف إجابةٌ له لا رَدّ لقوله وتعَجُّب منه في قوله

قفي لنا.

الليث: الوَقْف مصدر قولك وقَفْتُ الدابةَ ووقَفْت الكلمة وقْفاً، وهذا

مُجاوِز، فإذا كان لازماً قلت وقفَتْ وُقوفاً. وإذا وقَّفْت الرجلَ على

كلمة قلت: وقَّفْتُه تَوْقيفاً. ووقَف الأَرض على المساكين، وفي الصحاح

للمساكين، وقْفاً: حبسَها، ووقفْتُ الدابةَ والأَرضَ وكلَّ شيء، فأَما

أَوقف في جميع ما تقدّم من الدواب والأَرضين وغيرهما فهي لغة رَديئة؛ قال

أَبو عمرو بن العلاء: إلا أَني لو مررت برجل واقف فقلت له: ما أَوْقَفَك

ههنا، لرأَيته حسَناً. وحكى ابن السكّيت عن الكسائي: ما أَوقَفك ههنا وأَيُّ

شيء أَوقفك ههنا أَي أَيُّ شيء صيَّرك إلى الوُقوف، وقيل: وقَف وأَوقَف

سواء. قال الجوهري: وليس في الكلام أَوقفْت إلا حرف واحد أَوقَفْت عن

الأَمر الذي كنت فيه أَي أَقْلَعْت؛ قال الطرماح:

قَلَّ في شَطِّ نَهْروانَ اغْتِماضِي،

ودَعاني هَوى العُيونِ المِراضِ

جامِحاً في غَوايَتي، ثم أَوقَفْـ

ـتُ رِضاً بالتُّقَى، وذُو البِرِّ راضي

قال: وحكى أَبو عمرو كلمتهم ثم أَوقفْت أَي سكتُّ، وكل شيء تُمسك عنه

تقول أَوقفت، ويقال: كان على أَمْر فأَوقَف أَي أَقصَر. وتقول: وقفْت الشيء

أَقِفه وقْفاً، ولا يقال فيه أَوقفت إلا على لغة رديئة. وفي كتابه لأَهل

نجْرانَ: وأن لا يُغيَّرَ واقِف من وِقِّيفاه؛ الواقف: خادم البِيعة

لأَنه وقَف نفسَه على خِدْمتها، والوِقِّيفى، بالكسر والتشديد والقصر:

الخدمة، وهي مصدر كالخِصِّيصى والخِلِّيفى. وقوله تعالى: ولو ترى إذ وُقِفوا

على النار، يحتمل ثلاثة أَوجه: جائز أَن يكونوا عاينوها، وجائز أَن يكونوا

عليها وهي تحتهم، قال ابن سيده: والأَجود أَن يكون معنى وُقفوا على

النار أُدخلوها فعرَفوا مِقدار عذابها كما تقول: وقفْت على ما عند فلان تريد

قد فَهِمته وتبيَّنْته. ورجل وقّاف: مُتَأَنٍّ غير عَجِل؛ قال:

وقد وقَفَتْني بينَ شكٍّ وشُبْهِةٍ،

وما كنت وقّافاً على الشُّبُهات

وفي حديث الحسن: إن المؤمن وقّاف مُتَأَنٍّ وليس كحاطِب الليل؛

والوقّاف: الذي لا يستعجل في الأَمور، وهو فَعّال من الوُقوف. والوقّاف:

المُحْجِم عن القتال كأَنه يَقِف نفسه عنه ويعوقها؛ قال دريد:

وإنْ يَكُ عبدُ اللّه خلَّى مكانَه،

فما كان وقَّافاً، ولا طائشَ اليدِ

وواقَفه مُواقفة ووِقافاً: وقفَ معه في حرب أَو خُصومة. التهذيب: أَوقفت

الرجلَ على خِزْيِه إذا كنت لا تحبسه بيدك، فأَنا أُوقِفه إيقافاً، قال:

وما لك تَقِف دابتك تحبسها بيدك.

والمَوْقِفُ: الموضع الذي تقِف فيه حيث كان.

وتَوْقِيفُ الناس في الحجّ: وُقوفهم بالمواقِف. والتوْقيف: كالنَّصّ،

وتواقفَ الفريقان في القِتال. وواقَفْته على كذا مُواقفة ووِقافاً

واسْتَوْقَفْته أَي سأَلته الوقُوف. والتوقُّف في الشيء: كالتلَوُّم فيه. وأَوقفت

الرجل على كذا إذا لم تحبسه بيدك. والواقفة: القدَم، يمانية صفة غالبة.

والمِيقَف والمِيقاف: عُودأَو غيره يسكَّن به غلَيان القِدر كأَنّ

غليانها يُوقف بــذلــك؛ كلاهما عن اللحياني.

والمَوْقُوف من عَروض مَشْطُور السَّريع والمُنْسَرِح: الجزء الذي هو

مفعولان، كقوله:

يَنْضَحْنَ في حافاتِها بالأَبْوالْ

فقوله بالأَبوال مفعولانْ أَصله مفعولاتُ أُسكنت التاء فصار مفعولاتْ،

فنقل في التقطيع إلى مفعولان، سمي بــذلــك لأَن حركة آخره وُقِفَت فسمي

موقوفاً، كما سميت مِنْ وقَطْ وهذه الأَشياء المبنية على سكون الأَواخِر

موقوفاً.

ومَوْقِفُ المرأَةِ: يداها وعيناها وما لا بدّ لها من إظهاره. الأَصمعي:

بدا من المرأَة مَوقِفُها وهو يداها وعيناها وما لا بدَّ لها من إظهاره.

ويقال للمرأَة: إنها لحسَنة الموقفين، وهما الوجه والقدَم. المحكم:

وإنها لجميلة مَوْقِف الراكِب يعني عينيها وذراعيها، وهو ما يراه الراكب

منها. ووقَّفَتِ المرأَةُ يديها بالحِنّاء إذا نقَّطت في يديها نُقَطاً.

ومَوْقِف الفرس: ما دخَل في وسَط الشاكلة، وقيل: مَوْقفاه الهَزْمتان اللتان

في كَشْحَيه. أَبو عبيد: الموقفان من الفرس نُقْرتا خاصرتيه. يقال: فرس

شديد الموقِفين كما يقال شَديدُ الجَنْبَين وحَبِطُ الموْقِفَينِ إذا كان

عظيم الجنبين؛ قال الجعدي:

شدِيدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأَنما

به نَفَسٌ، أَو قد أَراد ليَزْفِرا

وقال:

فَلِيق النَّسا حَبِط الموقفيـ

ـن، يَسْتَنُّ كالصدَعِ الأَشْعَبِ

وقيل: موقف الدابة ما أَشرف من صُلبه على خاصرته. التهذيب: قال بعضهم

فرس مُوَقَّف وهو أَبرشُ أَعلى الأُذنين كأَنهما منقوشتان ببياض ولو سائره

ما كان.

والوَقِيفةُ: الأُروِيَّةُ تُلْجِئها الكلاب إلى صخرة لا مَخلَص لها

منها في الجبل فلا يمكنها أَن تنزل حتى تصاد؛ قال:

فلا تَحْسَبَنِّي شَحْمةً من وَقِيفةٍ

مُطَرَّدةٍ مما تَصيدُكَ سَلْفَعُ

وفي رواية: تَسَرَّطُها مما تصيدك. وسَلْفَعُ: اسم كلبة، وقيل: الوقيفة

الطَّريدة إذا أَعْيَت من مُطاردة الكلاب. وقال الجوهري: الوقيفة

الوَعِل؛ قال ابن بري: وصوابه الوقيفة الأُرْوِيّة. وكلُّ موضع حبسَته الكلاب

على أَصحابه، فهو وَقِيفة.

ووقَّف الحديث: بيَّنه. أَبو زيد: وقَّفت الحديث توقيفاً وبيَّنته

تبييناً، وهما واحد. ووقَّفته على ذنبه أَي أَطلعته عليه. ويقال: وقَّفته على

الكلمة توقيفاً. والوَقْف: الخَلْخال ما كان من شيء من الفضة والذَّبْل

وغيرهما، وأَكثر ما يكون من الذبل، وقيل: هو السِّوار ما كان، وقيل: هو

السوار من الذَّبل والعاج، والجمع وقُوف. والمَسَكُ إذا كان من عاج فهو

وقْف، وإذا كان من ذَبْل فهو مَسَك، وهو كهيئة السِّوار. يقال: وقَّفَت

المرأَة توقيفاً إذا جعلت في يديها الوقْف. وحكى ابن بري عن أَبي عمرو:

أَوقَفَت الجاريةُ، جعلت لها وقْفاً من ذَبْل؛ وأَنشد ابن بري شاهداً على

الوقْف السوار من العاج لابن مُقْبل:

كأَنه وقْفُ عاجٍ بات مَكْنُونا

(*

قوله «مكنونا» كذا بالأصل وكتب بازائه: منكفتاً، وهو الذي في شرح

القاموس.)

والتوْقِيف: البياض مع السواد. ووُقُوف القوسِ: أَوتارُها المشدودة في

يدها ورجلها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال أَبو حنيفة: التوْقِيف عقَب يُلْوَى

على القوس رَطباً لَيّناً حتى يصير كالحَلْقة، مشتق من الوقْف الذي هو

السوار من العاج؛ هذه حكاية أَبي حنيفة، جعل التوقيف اسماً كالتَّمْتين

والتنْبيت؛ قال ابن سيده: وأَبو حنيفة لا يؤمن على هذا، إنما الصحيح أَن

يقول: التوقيف أَن يُلْوى العَقَبُ على القوس رطباً حتى يصير كالحلقة،

فيُعَبَّر عن المصدر بالمصدر، إلاَّ أَنْ يثبت أَن أَبا حنيفة ممن يعرف مثل

هذا، قال: وعندي أَنه ليس من أَهل العلم به ولــذلــك لا آمنه عليه وأَحمله على

الأَوسع الأَشيع. والتوقيف أَيضاً: لَيُّ العَقَب على القوس من غير عيب.

ابن شميل: التوقيف أَن يُوَقِّف على طائفَي القوس بمضائغ من عَقَب قد

جعلهن في غِراء من دماء الظِّباء فيجئن سوداً، ثم يُغْلى على الغِراء

بصَدإِ أَطراف النَّبْل فيجيء أَسود لازقاً لا ينقطع أَبداً. ووقْفُ الترس:

المستدير بحافته، حديداً كان أَو قَرْناً، وقد وقَّفه. وضَرع مُوقَّف: به

آثار الصِّرار؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

إبْلُ أَبي الحَبْحاب إبْلٌ تُعْرَفُ،

يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ

قال ابن سيده: هكذا رواه ابن الأَعرابي مجفف، بالجيم، أَي ضَرْع كأَنه

جُفٌّ وهو الوَطْب الخَلَقُ، ورواه غيره محفَّف، بالحاء، أَي ممتلئ قد

حَفَّت به. يقال: حَفَّ القوم بالشيء وحفَّفوه أَحدقوا به. والتوقيفُ:

البياض مع السواد. ودابة موقَّفة توقِيفاً وهو شِيَتُها. ودابة موقَّفة: في

قوائمها خُطوط سود؛ قال الشماخ:

وما أَرْوَى، وإنْ كَرُمَتْ علينا،

بأَدْنَى من مُوقَّفة حَرُونِ

واستعمل أَبو ذؤيب التوقيف في العُقاب فقال:

مُوقَّفة القَوادِم والذُّنابَى،

كأَنَّ سَراتها اللَّبَن الحَلِيبُ

أَبو عبيد: إذا أَصاب الأَوْظِفة بياض في موضع الوقْف ولم يعْدها إلى

أَسفل ولا فوق فــذلــك التوقيف. ويقال: فرس موقَّف. الليث: التوقيف في قوائم

الدابة وبقر الوحش خُطوط سود؛ وأَنشد: شَيْباً موقَّفا. وقال آخر:

لها أُمٌّ مُوَقَّفةٌ رَكُوبٌ،

بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَريرُ

ورجل موقَّف: أَصابته البَلايا هذه عن اللحياني. ورجل موقَّف على الحق:

ذَلــول به. وحمار موقَّف؛ عنه أَيضاً: كُوِيتْ ذراعاه كَيّاً مستديراً؛

وأَنشد:

كَوَيْنا خَشْرَماً في الرأْس عَشْراً،

ووقَّفْنا هُدَيْبةً، إذ أَتانا

اللحياني: المِيقَفُ والمِيقافُ العُودُ الذي تُحرّك به القِدر ويسكَّن

به غليانها، وهو المِدْوَمُ والمِدْوامُ؛ قال: والإدامة ترك القِدْر على

الأَثافي بعد الفراغ. وفي حديث الزبير وغَزوة حُنَيْن: أَقبلت معه فوقفت

حتى اتَّقَفَ الناسُ كلهم أَي حتى وقَفُوا؛ اتَّقف مطاوع وقَف، تقول:

وقَفْته فاتّقف مثل وعدْته فاتَّعَد، والأَصل فيه اوْتَقف، فقلبت الواو ياء

لسكونها وكسر ما قبلها، ثم قلبت الياء تاءً وأُدْغمت في تاء الافتعال.

وواقفٌ: بطن من الأَنصار من بني سالم بن مالك بن أَوْس. اين سيده: وواقف

بطن من أَوس اللاَّتِ. والوقّاف: شاعر معروف.

وقف
وقَفَ1/ وقَفَ إلى/ وقَفَ بـ/ وقَفَ على/ وقَفَ في يَقِف، قِفْ، وُقوفًا، فهو واقِف، والمفعول موقوف إليه
• وقَف الشَّخصُ وغيرُه:
1 - قام من جلوسٍ، قام على رجليه "وقَف التَّلاميذ احترامًا للأستاذ عند دخوله" ° وقَف على قدميه: قوي بعد ضعف، نهض، استقلّ وأصبح مسئولاً عن نفسه- وقَف بعيدًا/ وقَف متفرِّجًا/ وقَف جانبًا: لم يُشارك في الأمر- وقَف على باب فلان: طلب عونه، مساعدته.
2 - سكَن بعد مشي وحركة "وقَف الرَّجلُ مبهورًا- {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ}: عُرِضوا- {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ}: حُبِسوا" ° وقَف مكتوف اليدين: عجز عن التصرّف- وقَف الصديقان صفًّا واحدًا: اتّحدوا، اتّفقوا- وقَف بالمرصاد/ وقَف له بالمرصاد: ترقّب- وقَف على الحياد: لم يتحيَّز إلى طرف على حساب آخر- وقَف مُحَرِّك الكهرباء: تعطَّل.
• وقَف شعرُ رأسه: فزِع، خاف خوفًا شديدًا.
• وقَفَ دونه أو أمامه: منعه، حال بينه وبين ما يريد "وقف عقبة دونه- وقْف انتشار الأسلحة النَّوويّة".
• وقَف من فلان موقفَ كذا: سلك معه مسلكًا معينًا، عامله بطريقة خاصّة? وقَف موقفًا من.
• وقَف إلى جانب المظلوم: ساعَده، قوَّاه، سانده? وقَف معه/ وقَف وراءه/ وقَف خلفه: قوّاه، أيّده، سانده، ساعده.
• وقَف الحاجُّ بعرفات: شهد وقتها.
• وقَف على السِّرِّ: عرفه أو عاينه، أدركه، فهمه وتبيّنه "وقف على مقاصده/ أوضاع اجتماعية- وقف على ما عند غيره: فهمه وتبيّنه- وقَف المهندسُ على تقدُّم الأشغال".
• وقَف القارئُ على الكلمة: (نح) نطق بها مسكَّنة الآخر قاطعًا لها عمَّا بعدها.
• وقَف في المسألة: ارتاب فيها.
• وقَف في وجهه: عارضه، قاومه، حال بينه وبين ما يريد "وقَف في وجه العَدُوّ/ المعارضة- وقَف في طريقه"? وقَف حجر عثرة في طريقه: اعترضه، عاق تقدُّمَه- وقَف موقفًا ملؤُهُ الحزم: اشتدّ في الأمر وتعامل معه بصلابة. 

وقَفَ2 يَقِف، قِفْ، وَقْفًا، فهو واقِف، والمفعول مَوْقوف
• وقَف الماشِيَ والجالسَ: جعَله يقف "وَقَفْتُ التلاميذَ- وقَف الدَّابّةَ- وقَف المتحرّكَ: قطَع حركتَه".

• وقَف فلانًا عن الشّيء: منعه عنه "وقَفه عن العمل" ° وقَف سدًّا دون كذا: كان عائقًا أو حائلاً دونه.
• وقَف الشَّخصَ على الأمر: أطلعه عليه "وقَفه على جليّة الأمر- وقَفْتُه على العقد الذي وقَّعتُه مع شريكي".
• وقَف حياتَه على العبادة: خَصَّصها "وقَف حياتَه على خدمة قضايا وطنه".
• وقَف الأمرَ على حضور فلانٍ: علّق الحكم فيه ورتّبه على حضوره "وقَف القاضي الحُكْمَ على حضور المتخاصِمَيْن".
• وقَف الدَّارَ ونحوَها على الورثة/ وقَف الدَّارَ ونحوَها للورثة: حبسها لمنفعتهم، أو في سبيل الله "وقف الأموالَ في سبيل الله". 

أوقفَ يُوقف، إيقافًا، فهو مُوقِف، والمفعول مُوقَف
• أوقف الشَّخصَ وغيرَه: وقَفَه، جعله يقف، أو يسكن بعد مشي "أوقف السَّيَّارة/ نزيفًا- أوقف محركًا: أخمد حركته" ° أوقف تنفيذ الحكم: عطّله- أوقف محادثات: منع استمرارها.
• أوقفَ الشَّخصَ على أمرٍ: وقفَه، أطلعه عليه "أوقف المتَّهمُ محاميَه على تفاصيل الحادثة- أوقفه على حقيقة ما جرى".
• أوقف اهتمامَه على الأمرِ: ركَّزه عليه "أوقف اهتمامه على البحوث والدِّراسات العلميّة".
• أوقف الشَّخصَ عن الشَّيء: وقَفه، منعه عنه، أعاقه، أخَّره "أوقفه عن العمل/ ممارسةِ حقّه الانتخابيّ"? أوقفه عند حدِّه: قيّده بما هو مرسوم له، وضعه في مكانه المناسب أو عامله بحزم وشدَّة.
• أوقف فلانٌ الأضحيَةَ: خصَّصها، نذرها للَّه تعالى أو لغرض دينيّ. 

استوقفَ يستوقف، استيقافًا، فهو مُسْتوقِف، والمفعول مُسْتوقَف
• استوقف الشُّرطيُّ السَّائقَ: طلب منه الوقوف "استوقفه في الطَّريق يسأله عن الأحْداث".
• استوقف الأمرُ الشَّخصَ: حمله على الوقوف "استوقف الأمرُ انتباهَه- استوقف نظَره- استوقفته مشكلة كيميائيَّة حاول حلَّها". 

توقَّفَ/ توقَّفَ على/ توقَّفَ عن/ توقَّفَ في يتوقّف، توقُّفًا، فهو مُتوقِّف، والمفعول مُتوقَّف عليه
• توقّف المطرُ: انقطع "توقَّف التّصفيق- استمرَّ توقُّف المحادثات بين الجانبين- بدون توقُّف" ° توقَّفت السَّاعة: تعطَّلت- توقَّف نَفَسُه: مات.
• توقَّف على كذا: اعتمد عليه "تنفيذ هذا القرار يتوقّف على موافقته- مستوى المعيشة يتوقّف على حجم الإنتاج- يتوقَّف نجاح المشروع على العاملين فيه".
• توقَّف عن الأمرِ: كَفَّ عنه وامتنع "توقّف عن الكذب/ الكلام- توقّفتِ الجريدةُ/ الصحيفة عن الصدور".
• توقَّف في الأمرِ: تريَّث فيه وانتظر "توقَّف القاضي في اتِّخاذ الحكم".
• توقَّف في المكان: تمكَّث فيه وانتظر "توقّف في المطار/ الميناء- توقَّف القطار في المحطّة". 

وقَّفَ يوقِّف، توقيفًا، فهو مُوقِّف، والمفعول مُوقَّف
• وقَّفَ الدَّابّةَ ونحوَها: أوقفها، جعلها تقِف عن العمل "وقَّف الشرطيُّ سائق العربة- وقَّف السَّيّارةَ/ هجومًا".
• وقَّف الشَّيءَ: أقامَه.
• وقَّف القارِئَ: (جد) علَّمَه مواضِع الوَقْف.
• وقَّف الشَّخصَ على الأمر: أطلعه عليه "وقَّف المُتَّهمُ محاميَه على خفايا الحادث- وقَّفه صديقُه على حياته الخاصّة". 

إيقاف [مفرد]:
1 - مصدر أوقفَ.
2 - (قص) أمر يصدر لبنك يتمّ عن طريقه إيقاف الدَّفع لشيك. 

توقُّف [مفرد]: مصدر توقَّفَ/ توقَّفَ على/ توقَّفَ عن/ توقَّفَ في ° ضَوْء التَّوقُّف: ضوء خلفيّ يُضاء عند استخدام المكابح في السَّيَّارة.
• توقُّف الحياة: (طب) حالة مؤقّتة تتَّسم بانقطاع النَّفَس وفقدان الوعي، خاصَّة إثر الاختناق. 

تَوْقيف [مفرد]:
1 - مصدر وقَّفَ.
2 - (قن) نصّ الشَّارع المتعلِّق ببعض الأمور.
3 - (قن) حجز شخص رست عليه الظُّنون والتُّهمة بأمر ما ° مذكِّرة توقيف: أمرٌ يُصدره قاضي التَّحقيق يقضي بتوقيف شخص وسجنه.
• جهاز توقيف: جزء في آلة يوقف أو ينظِّم الحرارة. 

مَوْقِف [مفرد]: ج مواقِفُ:
1 - اسم مكان من وقَفَ1/ وقَفَ إلى/ وقَفَ بـ/ وقَفَ على/ وقَفَ في: ساحة مخصَّصة لوقوف السَّيّارات "مَوْقِف السَّيّارات- مَوْقِف الميكروباص/ سيّارات الأقاليم".
2 - تهيُّؤ عقليّ لمعالجة تجربة أو أمر من الأمور تصحبه عادة استجابة خاصّة "مَوْقِف مُحْرج/ ودّيّ/ سلبيّ- الموقف متوتر" ° اتّخذ موقفًا: أصدر قرارًا- بقِيَ على موقفه: تمسّك برأيه السَّابق- بلْور الموقف: أوضحه وأبانه- تفاقم الموقف: ازداد خطره- فجَّر الموقف: ألهبه، أشعله- في موقف حرج: موضع إحراج- مَوْقِفٌ حربيّ/ مَوْقِفٌ سياسيّ: متعلِّق بالحرب أو بالسِّياسة- هو سيِّد الموقف: صاحب القرار- يُبدِّل موقفه: يغيِّر رأيه.
3 - قرار "اتّخذ موقفًا من كذا- ظلّ على موقفه- يتّخذ موقف المبادرة".
4 - إظهار النّوايا بخصوص مسألة ما "أوضح موقفه من المبادرة".
5 - مَشْهَد "في المسرحية مواقف مؤثِّرة".
6 - مكان للاستراحة خلال رحلة، خاصة إذا كان مزوَّدًا بوسائل الرَّاحة للمبيت.
• المَوْقِفان: جبل عرفات وجبل المزدلفة. 

موقوف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وقَفَ1/ وقَفَ إلى/ وقَفَ بـ/ وقَفَ على/ وقَفَ في ووقَفَ2.
2 - (فق) وَقْف يُحْبس على مِلك الواقف أو في سبيل الله "الأراضي الموقوفة- هذا المصحف موقوف لله تعالى".
• الموقوف من الحديث: (حد) ما لَمْ يجاوز الصَّحابيّ إلى الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، خلاف المرفوع. 

واقف [مفرد]: ج واقفون ووُقْف ووُقوف:
1 - اسم فاعل من وقَفَ1/ وقَفَ إلى/ وقَفَ بـ/ وقَفَ على/ وقَفَ في ووقَفَ2.
2 - منتظر "واقِف ببابه/ على بابه".
3 - (فق) مَن يحبس عينه إمّا على مِلْكِه أو في سبيل الله تعالى. 

وَقْف1 [مفرد]: مصدر وقَفَ2 ° حُكْمٌ مع وَقْف التَّنفيذ: مع إرجاء تنفيذه إلى وقت لاحق، حكم لا يُنفّذ إلا في ظروف معيّنة- وَقْف إطلاق النَّار: توقُّف المعارك- وَقْف الحال: كساد الأعمال وعدم رواجها.
• الوَقْف: (عر) إسكان الحرف السَّابع المتحرِّك من التفعيلة كإسكان تاء مفعولاتُ.
• الوَقْف في القراءة: (جد) قطع الكلمة عمّا بعدها، الكفّ عن مواصلة القراءة لسبب من الأسباب? علامات الوَقْف: رموزه التي تدلّ عليه. 

وَقْف2 [مفرد]: ج أوقاف: (فق) حبس أرض أو ممتلكات عقاريّة على مِلك الواقف أو على مِلك الله تعالى والتصدق بالمنفعة "وَقْف عامّ/ خاصّ/ أهليّ/ خيريّ- ناظر الوَقْف- وَقْف للَّه تعالى" ° وزارة الأوقاف: الوزارة المعنيّة بشئون الأوقاف والمساجد والدَّعوة إلى الله تعالى. 

وَقْفة [مفرد]: ج وَقَفات ووَقْفات:
1 - اسم مرَّة من وقَفَ1/ وقَفَ إلى/ وقَفَ بـ/ وقَفَ على/ وقَفَ في: "وَقْفَة العدّاء- وَقْفَة مع الصَّديق" ° له وَقَفات جليلة: مواقِف.
2 - طريقة المرء في التَّصرف "اتّخذ وَقْفة حاسمة مع نفسه".
3 - بُرْهة، انقطاع عن مواصلة الكلام في القراءة إمّا لانتهاء المعنى أو جزء منه، وإمّا لأنّ التنفّس لم يسعف القارئ في مواصلة القراءة.
• وَقْفة العيد: اليوم الذي يسبقه.
• يوم الوَقْفة: يوم الوقوف بعرفات في الحجّ. 

وقوف [مفرد]: مصدر وقَفَ1/ وقَفَ إلى/ وقَفَ بـ/ وقَفَ على/ وقَفَ في ° الوقوف بعرفة: الرُّكن الأساسيّ في الحجّ- مكان الوقوف: موقف؛ ساحة مخصّصة لوقوف السَّيَّارات.
• إشارة الوقوف: إشارة مرور توجب على المركبة أن تقف تمامًا قبل أن تكمل المسير.
• الوقوفان: عرفات والمزدلفة. 
وقف
} الوَقْفُ: سِوارٌ مِنْ عاجٍ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وقالَ الكُمَيْتُ يصِفُ ثَوْراً: ثُمَّ اسْتَمَرَّ {كوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتاً يَرْمِي بِهِ الحَدَبَ الَّلمّاعَةَ الحَدَبُ هَكَذَا أَنشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ والصّاغانِيُّ، وقيلَ: هُوَ السِّوارُ مَا كانَ، والجَمعُ} وُقُوفٌ، وقِيلَ: المَسَكُ إِذا كانَ من عاجٍ فَهُوَ {وَقْفٌ، وَإِذا كانَ من ذَبْلٍ فَهُوَ مَسَكٌ، وَهُوَ كَهْيَئِة السِّوار. والوَقْفُ: ة، بالحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ أَي: من أَعْمالِها بالعِراقِ. وَأَيْضًا: قريةٌ أُخْرى بالخاِلِص شَرْقِيَّ بَغْدادَ بينَهُما دُونَ فَرْسخٍ. ووَقْفٌ: ع، بِبلادِ بَنِي عامِرٍ قَالَ لَبِيدٌ رضِيَ اللهُ عَنهُ:
(لِهْندِ بأَعْلَى ذِي الأَغَرِّ رُسُومُ ... إِلَى أُحُدٍ كأَنَّهُنَّ وُشُوُم)

(} فَوقْفِ فسُلِّىٍّ فأَكْنافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعُ فِيهِ تَارَة وتُقِيمُ) وقالَ اللَّيْثُ: الوَقْفُ من التُّرْسِ: مَا يَسْتَدِيرُ بحافَتِه مِنْ قَرْنٍ أَو حَديِدٍ وشِبْهِه. {ووَقَفَ بالمَكانِ} وَقْفاً، و {وُقُوفاً فَهُوَ} واقِفٌ: دامَ قائِماً وَكَذَا {وَقَفَتِ الدّابَّةُ.} والوُقُوفُ: خِلافُ الجُلُوسِ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
( {قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب ومَنْزِلِ ... بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ)
} ووَقَفْتُه أَنا وكَذا {وَقَفْتُها وَقْفاً فَعَلْتُ بِه مَا} وَقَفَ أَو جَعَلْتُها {تَقِفُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، قالَ اللهُ تَعالى:} وقفِوُهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
( {وقَفْتُ عَلَى رَبْعٍ لمَيَّةَ ناقَتِي ... فَمَا زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وأُخاطِبُه)
} كوَقَّفْتُه {تَوْقِيفاً،} وأَوْقَفْتُه {إيقافاً، قَالَ شَيْخُنا: أَنْكَرَهما الجَماهِيرُ وقاُلوا: غيرُ مَسْمُوعَيْنِ، وَقيل: غيرُ فَصِيحَيْنِ. قلتُ: وَفِي العَيْنِ: الوَقْفُ: مصدرُ قولِكَ} وَقفْتُ الدّابَّةَ، {ووَقَفْتُ الكلمَةَ وَقفا، وَهَذَا مُجاوزٌ، فإِذا كَانَ لازِماً قلتَ: وَقَفْتُ وُقُوفاً، وَإِذا وَقَفْتَ الرَّجُلَ على كَلِمَة قلتَ:} وَقَفْتُه تَوْقِيفاً.
انْتهَى. ويُقال: {أَوْقَفَ فِي الدَّوابِّ والأَرَضِينَ وغيرِها لُغَةٌ ردِيئَةٌ. وَفِي الصِّحاحِ: حَكَى أَبو عُبَيْدٍ فِي المُصَنَّفِ عَن الأَصْمَعِي واليَزيدِيِّ أَنَهما ذَكَرا عَن أبِي عَمْرٍ وبنِ العَلاءِ أنَّه قَالَ: لَو مَرَرْتَ برَجُلٍ} واقِفِ، فقُلْتَ لَهُ: مَا أَوْقَفَكَ هاهُنا لرَأَيْتُه حَسَناً، وحَكَى ابنُ السِّكِّيتِ عَن الِكسائِيِّ: مَا)
أوْقَفَكَ هاهُنا وأَيُّ شَيْءٍ {أَوْقَفَكَ هاهُنا: أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ صَيَّرَكَ إِلَى} الوُقُوفِ، قَالَ ابنُ بَرِّىّ: ومِمّا جاءَ شاهِداً على أَوْقَفَ الدّابَّةَ قولُ الشّاعِرِ:
(وقَوْلُها والرِّكابُ! مُوقَفَةٌ ... أَقِمْ علينا أخِي فَلَمْ أُقِمِ) وَمن الْمجَاز: {وقَفَ القِدَرَ} بالمِيقافِ وَقْفاً: أَدامها وسكَّنَها أَي: أدام غَلَيانَها، وَهُوَ أَنْ ينْضَحَها بماءٍ بارِدِ أَو نَحْوِه ليُسكِّنَ غَلَيانَها، والإدامةُ والتَّدْويِمُ: تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافِيِّ بعد الفَراغِ.
ووقَفَ النَّصْرانِيُّ {- وقِّيفي، كخِلِّيفَي: خَدَمَ البِيعةَ وَمِنْه الحدِيثُ فِي كِتابِه لأَهْلِ نَجْرانَ: وأَنْ لَا يُغَيِّرَ} واقِفٌ مِنْ {وِقِّيفاهُ} الواقِفُ: خادِمُ البِيعَةِ لأَنَّه وقَفَ نَفْسَه على خِدْمتِها، {- والوِقِّيفَي: الخِدْمةُ، وَهِي مصْدرٌ.
وَمن الْمجَاز: وقَفَ فُلاناً علَى ذَنْبِه وسُوءِ صنِيعِه: إِذا أَطْلعه عليِه، وأَعْلَمهُ بِهِ. ووقَفَ الدَّارَ على المساكينِ، كَمَا فِي العُبابِ، وفِي الصِّحاحِ للمِساكِينِ: إِذا حَبَّسه هَكَذَا فِي سائِر النُّسخِ والصّوابُ حَبَّسها لأَنَّ الدّار مُؤَنَّثَةٌ اتِّفاقاً، وَإِن صحَّ ذلِــك بالتَّأْوِيلِ بالمِكانِ أَو الموْضِعِ أَو المسْكَنِ، وَنَحْو لكَ، فَلَا داعِيَ إليِه، قالَهُ شيخُنا} كأَوْقَفَهُ بالأَلِفِ، والصوابُ {كأَوْقَفَها كَمَا فِي الصِّحاحِ، قالَ الجوْهرِيُّ: وهذِه لُغَةٌ ردِيئَةٌ وَفِي اللِّسانِ: تَقولُ: وقَفْتُ الشَّيْءَ} أَقِفُه وَقْفاً، وَلَا يُقالُ فِيهِ: {أَوْقَفْتُ، إلاّ على لُغَةٍ ردِيئَةٍ.} والمَوْقِفُ كمَجْلِسٍ: مَحَلُّ {الوُقُوفِ حيْثُ كانَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. والموْقِفُ: محلَّةٌ بمِصْر كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ، وَفِي العُبابِ بالبصْرَةِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَقد نُسِب إِلَيْهَا أَبو حرِيزٍ} - الموْقِفِيُّ المِصْرِيُّ، يرْوِى عَن مُحمَّدِ ابنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَعنهُ عبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ، مُنْكَرُ الحديثِ. (و) {الموْقِفانِ من الفَرسِ: الهَزْمتانِ فِي كَشْحَيْهِ كَمَا فِي الصِّحاحِ أَو هُما، نُقْرتا الخاصِرةِ علَى رَأْسِ الكُلْيةِ قالَه أَبو عُبيْدٍ، يُقال: فَرسٌ شَدِيدُ} المَوْقِفَيْنِ، كَمَا يُقال: شَدِيدُ الجنْبيْن، وحَبِطُ المَوْقِفَيْنِ، قالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضِي اللهُ عَنهُ يِصفُ فَرساً:
(فَلِيقُ النَّسا حَبِطُ المَوْقِفْينِ ... يسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعبِ)
وقيِلَ: {مَوْقِفُ الفَرَسِ: مَا دخَلَ فِي وسَطِ الشّاكِلَةِ. وقِيلَ: هُوَ مَا أَشْرفَ من صُلْبِه على خاصِرَتِه.
وَمن المجازِ: امْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَوْقِفَيْنِ أَي: الوَجْهِ والقَدَمِ عَن يَعْقُوبَ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو العَيْنَيْنِ واليَدَيْنِ، وَمَا لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إظْهارِه نقَلَه الجَوْهَريُّ أَيْضاً، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لأَنَّ الأَبْصارَ تَقِفُ عليهِمَا لأَنَّهما مِمَّا تُظْهِرُه من زِينَتِها. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: المَوْقِفانِ: هما عِرْقانِ مُكْتَنِفا القُحْقُحِ،) إِذا تشَنَّجا لم يَقُمِ الإِنْسانُ، وَإِذا قُطِعا ماتَ كَمَا فِي العُبابِ.} وواقِفٌ: بَطْنٌ من الأَنْصارِ من بَنِي سالِمِ بنِ مالِكِ بنِ أَوْسٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، ووقَعَ فِي المُحْكَمِ: بَطْنٌ من أَوْسِ اللاّتِ، وكأَنّه وَهَمٌ، وقالَ ابنُ الكُلْبِيِّ فِي جَمْهَرَةِ نَسَب الأَوْسِ: إنّ {واقِفاً: لَقَبُ مالِكِ بنِ امْرِيءِ الَقَيْسِ بنِ مالِكِ بنِ الأَوْسِ، وهُو أَبُو بَطْنٍ من الأَنْصارِ، مِنْهُم هِلالُ ابنُ أُمَيَّةَ بنِ عامرٍ الأَنْصاريُّ} - الواقِفِيُّ رضِيَ اللهُ عَنهُ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الذَّيِنَ خُلِّفُوا، ثُمِّ تِيبَ عَلَيْهِمَ والآخَرانِ: كَعْبُ بنُ مالكِ، ِ ومُرَارةُ ابنُ الرَّبِيعِ، وضابِطُ أَسمائِهم مَكّة، وكانَ هِلالٌ بَدْرِيّاً فِيمَا صَحّ فِي البُخارِيّ، وَكَانَ يَكْسِرُ أَصنامَ بَنِي {واقِفِ، وكانَ مَعَه رايَةُ قومِه يومَ الفَتْح. وذُو} الوُقُوفِ بالضمِّ: فَرَسُ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخَ وَفِي كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ لرَجُلٍ من بنَيِ نَهْشَلٍ، وَفِي التَّكْمِلَة فَرَسُ صَخْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ، وَهُوَ الصّوابُ، قَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: ولَهُ يَقولُ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ: (خالِي ابنُ فارِسِ ذِي الوُقُوفِ مُطَلِّقٌ ... وأبِي أَبُو أَسْماءَ عَبْدُ الأَسْوَدِ)

(نَقَمَتْ بَنُو صَخْرٍ علىَّ وجَنْدَلٌ ... نَسَبٌ لعَمْرُ أَبِيكَ ليَس بقُعْدُدِ)
{والوَقّافُ، كشَدّادٍ: المُتَأَنِّي فِي الأُمورِ الَّذِي لَا يَسْتَعْجِلُ، وَهُوَ فَعّالٌ من الوُقُوفِ، وَمِنْه حَدِيثُ الحَسَنِ: إنَّ المُؤَمِنَ} وَقّافٌ مُتَأَنٍّ، وليَس كَحاطِبِ اللَّيْلِ وَمِنْه قولُ الشّاعِر:
(وقَدْ {- وَقَّفَتْنِي بينَ شَكٍّ وشُبْهَةٍ ... وَمَا كُنتُ} وَقّافاً على الشُّبُهاتِ)
ويُقالُ: {الوَقّافُ: المُحْجِمُ عَن القِتالِ كأَنَّهُ} يَقِفُ نَفْسَه عَنهُ ويَعُوقُها، كأَنَّه جَبانٌ، قالَ: فَتًى غيرُ وَقّافِ وليَس بزُمَّلِ وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
(فإِنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلَّى مَكانَه ... فَمَا كَانَ وَقّافاً وَلَا طائِشَ الَيدِ)
والوَقّافُ: شاعِرٌ عُقَيْلِيٌّ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: كُلُّ عَقَبِ لُفَّ عَلَى القَوْسِ: {وَقْفَةٌ، وعَلى الكُلْيَةِ العُلْيا} وَقْفَتانِ وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: {وُقُوفُ القَوْسِ: أَوْتارُها المَشْدُودَةُ فِي يَدِها ورِجْلِها. وقالَ اللِّحْيانِيُّ:} المِيقَفُ، {والمِيقافُ كمِنْبِرٍ ومِحْرابٍ: عُودٌ يُحَرَّكُ بِهِ القِدْرُ، ويُسَكَّنُ بِه غَلَيانُها قالَ: وَهُوَ المِدْوَمُ والمِدْاومُ أَيضاً، قالَ: والإدامَةُ: تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافِيِّ بعدَ الفَراغِ. قَالَ الجَوْهرِيُّ: (و) } الوَقِيَفةُ كسَفِينَة: الوَعِلُ تُلْجِئُه قَالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه: الأُرْوَّيةُ تُلْجِئُها الكِلابُ إلىَ صخْرِّةٍ لَا مخْلَص لَهَا مِنه فَلَا يُمْكِنُه أَنْ يَنْزِلَ حتَّى يُصادَ قَالَ: فَلَا تَحْسبَنِّي شَحْمةً من {وقِيفَة مُطَرَّدَةٍ مِمَّا تَصِيدُكَ سَلْفَعُ)
قلتُ: هكَذا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ فارِسِ، وأَنشَده ابنُ السِّكِّيتِ فِي كِتابِ معانِي الشِّعْر من تأَلِيفِه: وقِيفَةِ تَسَرَّطُها مِمَّا تَصِيدُكَ وسلْفَعُ: اسمُ كَلْبةٍ، وَقيل الوقِيفَةُ: الطَّرِيدَةُ إِذا أَعْيَتْ من مُطارَدَةِ الكِلابِ.} وأَوْقَفَ: سكَتَ نَقَلَه الجَوْهريُّ عَن أَبِي عَمْرٍ و، ونَصُّه: كَلَّمْتُهم ثمَّ {أَوْقَفْتُ أَي سكَتُّ، وكلُّ شَيْءٍ تُمْسِكُ عنهُ تقولُ فِيهِ: أَوْقَفَتُ. (و) } أَوْقَفَ عنهُ أَي: عَن الأَمْرِ الَّذِي كانَ فِيه: أَمْسَكَ وأَقْلَعَ وأَنْشَد الجوهرِيُّ للطِّرِمّاحِ:
(جامِحاً فِي غَوايَتِي ثُمَّ أَوْقَفْ ... تُ رِضاً بالتُّقَى، وذُو البِرِّ راضِي)
وليسَ فِي فَصِيِح الكَلامِ أَوْقَفَ إلاّ لِهذَا المَعْنَى ونَصُّ الجَوْهَريِّ: وليسَ فِي الكَلامِ أَوْقَفْتُ إِلا حَرْفٌ واحِدٌ. قلتُ: وَلَا يَرِدُ عَلَيْهِ مَا ذَكَرَه أَوّلاً مِن {أَوْقَفَه بِمَعْنى أَقامَهُ فإنَّه مُخَرَّجٌ على قولِ من قالَ: وَقَفَ وأَوْقَفَ سَواءٌ، وَهُوَ يَذْكُرُ الفَصِيحَ وغيرَ الفَصيحِ، جَمْعاً للشَّواردِ، كَمَا هُوَ عادتَهُ.} ووَقَّفَها {تَوْقِيفاً فهِيَ} مُوَقَّفَةٌ: جَعَلَ فِي يَدَيْها {الوَقْفَ أَي: السِّوارَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. (و) } وَقَّفَت المَرْأَةُ يَدَيْهَا بالحِنّاءِ {تَوْقِيفاً: نَقَطَتْهُما نَقْطاً. (و) } المُوَقَّفُ كمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ: الأَبْرَشُ أَعْلَى الأُذُنَيْنِ، كأَنَّهُما مَنْقُوشَتانِ ببَياضٍ، ولَوْنُ سائرِهِ مَا كانَ كَمَا فِي العُبابِ واللِّسانِ. وَقَالَ الِّلحْيانِيُّ: المُوَقَّفُ من الحُمُرِ: مَا كُوِيَتْ ذِراعاهُ كَيّاً مُسْتَدِيراً وأنشَدَ: (كَوَيْنَا خَشْرَماً فِي الرَّأْسِ عَشْراً ... {ووَقَّفْنَا هُدَيْبَةَ إذْ أَتانَا)
ومِنَ الأرْوَى والثِّيرانِ: مَا فِي يَدَيْهِ حُمْرَةٌ تُخالِفُ سائِرَهُ وَفِي نُسَخٍ: تُخالِفُ لَوْنَ سائِرِه. وَفِي اللِّسانِ:} التَّوْقِيفُ: البَياضُ مَعَ السَّوادِ، ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ تَوْقِيفاً، وَهُوَ شِيَتُها، ودابَّةٌ {مُوَقَّفَةٌ: فِي قَوائِمِها خُطُوطٌ سُودٌ، قَالَ الشَّمّاخُ:
(وَمَا أَروْىَ وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا ... بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفَهٍ حَرُونِ)
أَراد} بالمُوَقَّفَةِ أُرْوِيَّةً فِي يَدَيْها حُمْرَةٌ تخاِلفُ لونَ سائِرِ جَسَدِها، ويُقالُ أَيْضا: ثَوْرٌ {مُوَقَّفٌ، قَالَ العَجّاجُ: كأَنَّ تَحْتِي ناشِطاً مُجَأّفَا مُذَرَّعاً بوَشْيِه} مُوَقَّفَا واسْتَعْمَلَ أَبُو ذُؤَيْب {التَّوْقِيفَ فِي العُقابِ، فقالَ:
(مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ والذُّنابَي ... كأَنَّ سَراتَها الَّلبَنُ الحَلِيبُ)
وقالَ اللَّيْثُ: التَّوْقِيفُ فِي قَوائِمِ الدّابَّةِ وبَقَرِ الوَحْشِ: خُطُوطٌ سُودٌ. (و) } المُوَقَّفُ مِنّا: هُوَ المُجَرَّبُ)
المُحَنَّكُ الَّذِي أَصابَتْه البَلايَا، قالَه الِلحْيانِيُّ، ونقَلَه ابنُ عَبّادٍ أَيْضا. والمُوَقَّفُ: من القِداحِ: مَا يُفاضُ بِه فِي المَيْسِرِ عَن ابْن عَبّادٍ وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: التَّوْقِيفُ أَنْ! يُوَقِّفَ الرَّجُلُ على طائِفِ هكَذا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ طائِفَيْ قَوْسِه بمَضائِغَ مِنْ عَقَبٍ قد جَعَلَهُنَ فِي غِراءٍ من دِماءِ الظَّباءِ فيَجِئْنَ سُوداً، ثمَّ يُغْلي على الغِراءِ بصَدَإِ أَطْرَافِ النَّبْلِ، فيجيءُ أَسْوَدَ لازِقاً، لَا يَنْقَطِعُ أَبَداً.
والتَّوْقِيفُ: أَنْ يُجْعَلَ للفَرَسِ هكَذا فِي النُّسَخِ، وصوابُه: للتُّرْسِ وَقْفاً وَقد ذُكِرَ مَعْناه، كَمَا فِي العُبابِ. والتَّوْقِيفُ: أَنْ يُصْلِحَ السَّرْجَ ويَجْعَلَه واقِياً لَا يَعْقِرُ نقَلَه الصّاغانِيُّ وقالَ أَبُو زَيْدٍ: التَّوْقِيفُ فِي الحَدِيثِ: تَبْيِيُنه وَقد {وَقَّفْتُه وبَيَّنْتُه، كلاهُما بمَعْنىً، وَهُوَ مَجازٌ. والتَّوْقِيفُ فِي الشَّرْع كالنَّصِّ نَقله الجَوْهَرِيُّ. قَالَ: والتَّوْقِيفُ فِي الحَجِّ:} وُقُوُفُ النّاسِ فِي {المَواقِفِ وَفِي الصِّحاحِ} بالمَواقِفِ. والتَّوْقِيفُ فِي الجَيْشِ: أَنْ يَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ وَبِه فسُرَِّقولُ جَمِيلِ بنِ مَعْمَرٍ العُذْرِيِّ:
(تَرَى النّاسَ مَا سِرْنَا يَسِيرُونَ حَوْلَنا ... وإنْ نَحْنُ أَوْمَاْنَا إلىَ النّاسِ {وَقَّفُوا)
يُقالُ: إنّ الفَرَزْدَقَ أَخَذَ مِنْهُ هَذَا البَيْتَ، وقالَ: أَنَا أَحَقُّ بِه منكَ، مَتَى كانَ المُلْكُ فِي عُذْرَةَ إنَّما هَذَا لمُضَرَ. والتَّوْقِيفُ: سِمَةٌ فِي القِداحِ تَجْعَلُ عَلَيْهِ، قَالَه ابنُ عَبّادِ. والتَّوْقِيفُ: قَطْعُ مَوْضِعِ الوَقْفِ، أَي: السِّوارِ من الدَّابَّةِ، هكَذا فِي سائِرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ بياضُ مَوْضِعِ السِّوارِ، كَمَا هُوَ نَصُّ أَبي عُبَيْدٍ فِي المُصَنَّفِ، قَالَ: إِذا أَصابَ الأَوْظِفَةَ بَياضٌ فِي مَوْضِعِ الوَقْفِ، ولَمْ يَعْدُها إِلَى أَسفَلَ وَلَا فَوْقَ فــذلِــكَ التَّوْقِيفُ، ويُقالُ: فَرَسٌ} مُوَقَّفٌ، ونَقَله الصّاغانِيُّ أَيْضاً، هكَذا، فتأَمّل ذلِــك. {والتَّوَقُّفُ فِي الشَّيْءِ، كالتَّلَوُّمِ فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} التَّوَقُّفُ عَلَيْهِ هُوَ التَّثَبُّتُ يُقال:! تَوَقَّفْتُ على هَذَا الأَمْرِ: إِذا تلَبَّثْتَ، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه تَوَقَّفَ على جَوابِ كلامِهِ. قالَ: {والوِقافُ، بالكَسْرِ،} والمُواقَفَةُ: أنْ {تَقِفَ مَعَه،} ويَقِفَ مَعَكَ فِي حَرْبٍ أَو خُصُومَةٍ، {وتَواقَفَا فِي القِتالِ،} وواقَفْتُه على كَذَا: {وَقَفْتُ مَعَه فِي حَرْبٍ أَو خُصُومَةِ. قالَ} واسْتَوْقَفْتُه: سَأَلْتُه {الوُقُوفَ يُقال: إنَّ امْرَأ القَيْسِ أولُ من} اسْتَوْقَفَ الرَّكْبَ على رَسْمِ الدّارِ بقَوْلهِ: {قِفا نَبْكِ ... .
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْه:} الوُقْفُ، {والوُقُوفُ بضَمِّهِما: جَمْعُ} واقِفِ، وَمِنْه قولُ الشّاعِرِ:
(أَحْدَثُ مَوْقِفٍ من أُمِّ سَلْمٍ ... تَصَدِّيهَا وأَصْحابي {وُقُوفُ)

(وُقُوفٌ فَوْقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ ... بَراهُنَّ الإناخَةُ والوَجيفُ)

أرادَ: وُقُوفٌ لإبِلِهمْ، وَهُم فَوْقَها.} والمَوْقِفُ: مصدرٌ بمعنَى {الوُقُوفِ.} والواقِفُ: خادِمُ البِيَعةِ.
{والمَوْقُوفُ من الحَدِيثِ: خِلافُ المَرْفُوعِ، وَهُوَ مجازٌ.} وَوَقَفَ {وَقْفَةً، وَله وَقَفات.} وتَوَقَّفَ بمكانِ كَذا. ووَقَفَ القارِئُ على الكَلِمةِ {وُقُوفاً،} وَوَقَّفَه {تَوْقِيفاً: عَلَّمَه مواضِعَ الوُقُوفِ.} ووَقَفَ على المَعْنَى: أَحاطَ بِه، وَهُوَ مجازٌ. وَكَذَا قَوْلُهم: أَنا {مُتَوَقِّفٌ فِي هَذا لَا أُمْضِي رَأْياً. ووَقَفَ عليهِ: عايَنَه، وأَيْضاً: أُدْخِلَه فعَرَف مَا فيِه، تَقُولُ:} وَقَفْتُ على مَا عِنْدَ فُلانِ: تُرِيدُ قد فَهِمْتُه وتَبَيَّنْتُه، وبكليِهما فُسِّرَ قَوْلُه تَعاَلى: وَلَوْ تَرَى إذْ! وُقِفُوا عَلَى النّارِ. {والواقِفَةُ: القَدَمُ، يمانِيَّةٌ، صِفَةٌ غالِبَةٌ.
} والمَوْقُوفُ، من عَرُوضِ مَشْطُوِر السَّرِيعِ والمُنْسَرِحِ: الجُزءُ الذَّيِ هُوَ مَفْعُولانْ، كقَوْلِه: يَنْضَحْنَ فِي حافَاتِها بالأَبْوَالْ فقَوْلُه: بالأَبْوالْ مَفْعُولان، أَصْلُه مَفْعُولاتُ أُسْكِنَت التّاءُ، فصارَ مَفْعُولاتْ، فنُقِلَ فِي التَّقْطِيِع إِلَى مَفْعُولانْ. وَفِي المُحْكَمِ: يُقالُ فِي المَرْأَةِ: إنَّها لجَمِيلَةُ {مَوْقِفِ الرّاكِبِ، يَعْنِي عَيْنَيْها وذِرَاعَيْها، وَهُوَ مَا يَراهُ الرّاكِبُ مِنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ. ويُقالُ: هُوَ أَحْسَنُ من الدُّهْمِ} المُوَقَّفَةِ، وهِيَ خَيْلٌ فِي أَرْساغِها بَياضٌ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. وَهُوَ مَجازٌ. وكُلُّ مَوْضِعٍ حَبَسَتْه الِكلابُ على أَصْحابِه فَهُوَ {وَقِيفَةٌ.} والوقْفُ: الخَلْخالُ من فِضَّةِ أَو ذَبْلٍ، وأكثَرُ مَا يكونُ من الذَّبْلِ. وحَكَى ابنُ بَرِّىّ عَن أَبِي عَمْرٍ و: {أَوْقَفْتُ الجارِيَةَ: جَعَلْتُ لهَا وَقْفاً من عاجٍ. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ:} التَّوْقِيفُ: عَقَبٌ يُلْوَى عَلَى القَوْسِ رَطْباً ليِّناً، حَتّى يَصِيرَ كالحَلْقِة، مُشْتَقٌّ من الوَقْفِ الَّذِي هُوَ السِّوارُ من العاجِ، قالَ ابنُ سِيدَه: هذِه حِكاَيَةُ أَبِي حَنِيفَةَ، جَعَلَ التَّوْقِيفَ اسْماً كالتَّمْتيِنِ والتَّنْبِيتِ، وَفِيه نَظَرٌ، وَقَالَ غَيْرُه: التَّوْقِيفُ: لَيُّ العَقَبِ على القَوْسِ من غَيْرِ عَيْبٍ. وضَرْعٌ {مُوَقَّفٌ: بِهِ آثارُ الصِّرارِ، أنشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ: إبْلُ أَبِي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ} وتَوْقِيفُ الدّابَّةِ: شِيَتُها. ورَجُلٌ مُوَقَّفٌ على الحَقِّ أَي: ذَلُــولٌ بِه. {واتَّقَفَ: مُطاوعُ وَقَفَ، يُقالُ:} وَقَفْتُه {فاتَّقَفَ، كَمَا تَقُولُ: وَعَدْتُه فاتَّعَدَ، والأَصْلُ فيِه} اوْتَقَفَ، وَقد جاءَ فِي حَدِيثِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ: أَقْبَلْتُ مَعَه، {فوَقَفْتُ حَتَّى} اتَّقَفَ النّاسُ كُلُّهُم. ويُقالُ: فُلانٌ لَا {تُواقَفُ خَيْلاهُ كَذِباً ونَمِيمَةً أَي: لَا يُطاقُ، وَهُوَ مَجازٌ.} وواقِفٌ: موضِعٌ فِي أَعالِي المَدِينَةِ.
وقف
يقال: وَقَفْتُ القومَ أَقِفُهُمْ وَقْفاً، ووَاقَفُوهُمْ وُقُوفاً. قال تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ
[الصافات/ 24] ومنه استعير: وَقَفْتُ الدّارَ: إذا سبّلتها، والوَقْفُ: سوارٌ من عاج، وحمارٌ مُوَقَّفٌ بأرساغه مثلُ الوَقْفِ من البياض، كقولهم: فرس مُحجَّل: إذا كان به مثلُ الحَجَل، ومَوْقِفُ الإنسانِ حيث يَقِفُ، والمُوَاقَفَةُ: أن يَقِفَ كلُّ واحد أمره على ما يَقِفُهُ عليه صاحبه، والوَقِيفَةُ:
الوحشيّة التي يلجئها الصائد إلى أن تَقِفَ حتى تصاد.

التّقدّم

التّقدّم:
[في الانكليزية] Advance ،precedence ،priority ،development
[ في الفرنسية] Devancement ،anteriorite ،priorite ،developpement
هو عند الحكماء يطلق على خمسة أشياء بالاشتراك اللفظي على ما ذهب إليه المحقّقون، وبالاشتراك المعنوي على ما ذهب إليه جمّ غفير كما في بعض حواشي شرح هداية الحكمة.
وقيل بالحقيقة والمجاز. الأول التقدّم بالزمان وهو كون المتقدّم في زمان لا يكون المتأخر فيه كتقدم موسى على عيسى عليهما السلام، فإنه ليس لذات موسى ولا لشيء من عوارضه إلّا الزمان، فمعناه أنّ موسى وجد في زمان ثم انقضى ذلــك الزمان وجاء زمان آخر وجد فيه عيسى. فالتقدم هاهنا صفة للزمان أولا وبالذات.
الثاني التقدّم بالشرف وهو أن يكون للسابق زيادة كمال من المسبوق كتقدم أبي بكر على عمر رضي الله عنهما. ولا شك أنّ زيادة الكمال هو السبب للتقدم في المجالس غالبا.
الثالث التقدّم بالرتبة بأن يكون المتقدم أقرب إلى مبدأ معيّن وسمّاه البعض بالتقدّم بالمكان.
والترتب إمّا عقلي كما في الأجناس المترتبة على سبيل التصاعد والأنواع الإضافية المترتبة على سبيل التنازل، فإنّ كلّ واحد من هذه الأمور المرتّبة واقع في مرتبة يحكم العقل باستحالة وقوعه في غيرها، وإمّا وضعي وهو أن يمكن وقوع المتقدّم في مرتبة المتأخر كما في صفوف المسجد، ويختلف ذلــك التقدم الرتبي بحيث يصير المتقدم متأخرا والمتأخر متقدما بسبب اختلاف المبدأ. فقد تبتدئ أنت من المحراب فيكون الصف الأول متقدما على الصف الأخير وقد تبتدئ من الباب فينعكس الحال، وكذا الأجناس فإنّك إذا جعلت الجوهر مبدأ كان الجسم متقدما على الحيوان، وإن جعلت الإنسان مبدأ انعكس الأمر. الرابع التقدم بالطّبع وهو أن يكون المتقدم محتاجا إليه المتأخّر ولا يكون علّة تامة له كتقدّم الواحد على الاثنين وتقدّم سائر العلل الناقصة على معلولاتها وسماه صاحب المواقف بالتقدّم بالذات أيضا، وخصّه بجزء الشيء مقيسا إلى كله دون سائر علله الناقصة فقد خالف المشهور. الخامس التقدم بالعلية، وربما يقال له التقدم بالذات أيضا بأن يكون المتقدّم هو الفاعل المستقلّ بالتأثير ويسمّى علّة تامة لاستجماعه شرائط التأثير وارتفاع موانعه، وما سواه من العلل الناقصة متقدّم بالطبع. وأمّا العلة التامة بمعنى جميع ما يتوقّف عليه وجود المعلول فهي قد تكون متقدّمة على المعلول وذلــك إذا كانت هي العلّة الفاعلية وحدها كما في البسيط الصادر عن الموجب بلا اشتراط أمر في تأثيره ولا تصوّر مانع أو مع اعتبار شيء معها من شرط أو ارتفاع مانع، أو كانت هي الفاعلية مع الغائية كما في البسيط الصادر عن المختار سواء اعتبر هناك شرط أو لا. أمّا إذا كانت العلّة التّامة هي الفاعلية مع المادية والصورية سواء كان هناك علّة غائية كما في المركّب الصادر عن المختار أو لا كما في المركّب الصادر عن الموجب لا يتصور تقدّمها على معلولها لأنّ مجموع الأجزاء المادية والصورية عين الماهية والشيء لا يتقدم على نفسه فكيف يتقدم عليهما مع انضمام أمرين آخرين إليه؟ ويمكن أن يقال المعتبر في العلّة التامة الصورة والمادة بدون انضمام إحداهما إلى الأخرى والمعلول هما مع الانضمام، فلا يلزم تقدّم الشيء على نفسه. وما قيل إنّ ذلــك الانضمام إمّا أن يتوقف عليه وجود المعلول فيكون معتبرا في جانب العلة فيلزم المحال المذكور أو لا، فلا يعتبر في المعلول فليس بشيء، لجواز أن يكون ذلــك الانضمام لازما لوجود المعلول معتبرا فيه من غير أن يتوقّف عليه وجوده. ولا يلزم من عدم توقف الوجود عدم الاعتبار فتدبر. هذا والمتقدم بالعلّية عند صاحب المحاكمات هو الفاعل مطلقا سواء كان مستقلا بالتأثير أو لا.
اعلم أنّ المتقدم بالعلّية والمتقدّم بالطبع مشتركان في معنى واحد وهو الترتّب العقلي الموجب لامتناع وجود المتأخر بدون المتقدّم، فهذا المعنى المشترك يسمّى التقدّم بالذات أيضا. وربما يقال للمعنى المشترك التقدّم بالطبع. ويخصّ التقدّم بالعلّية باسم التقدّم بالذات، والشيخ استعملهما في قاطيغورياس الشفاء كــذلــك، وفي شرح حكمة العين وربّما يقال للمعنى المشترك التقدم الحقيقي فإنّ ما سواه ليس بحقيقي بل إطلاق لفظ المتقدّم عليه بالعرض والمجاز، فإنّ المتقدّم بالزمان ليس التقدّم له بالذات والحقيقة، بل لأجزاء الزمان فالتقدّم الحقيقي بين الزمانين وهو بالطبع، لا بين الشخصين، وكذا الحال في التقدّم بالشرف، إذ صاحب الفضيلة ربّما قدّم في الشروع في الأمور أو في منتصب الجلوس فيرجع إلى التقدم الزماني، والرتبي راجع إلى الزماني أيضا. فإنّه إذا قيل بغداد قبل البصرة فهو بالنسبة إلى القاصد المنحدر، ولا معنى لهذا التقدّم إلّا أنّ زمان وصوله إلى بغداد قبل زمان وصوله إلى البصرة. وأما القاصد المتصعّد فبالعكس وليس أحدهما قبل الآخر بذاته ولا بحسب حيّزه ومكانه، بل بحسب الزمان على الوجه المذكور، فعلم من هذا أنّ التقدّم ليس مقولا على الخمسة بالتواطؤ ولا بالتشكيك بل بالحقيقة والمجاز كذا قيل انتهى.
قال المتكلّمون هاهنا نوع آخر من التقدّم وهو تقدّم بعض أجزاء الزمان على البعض كتقدم الأمس على اليوم واليوم على الغد، فإنه ليس تقدما بالعلية ولا بالذات لوجوب اجتماع المتقدم والمتأخر من هذين النوعين، ولا يجوز الاجتماع في أجزاء الزمان ولا بالشرف والرتبة وهو ظاهر، ولا بالزمان وإلّا لزم أن يكون للزمان زمان وأجاب الحكماء عنه بأنّ ذلــك هو التقدّم الزماني وأنه لا يعرض أولا وبالذات إلّا للزمان فإذا أطلقناه على غيره كان ذلــك تقدما بالعرض كما أنّ القسمة تعرض للكم أولا وبالذات، فإذا عرضت لغيره كان بواسطة الكم وذلــك لا يوجب للكم كمّا آخر، فكــذلــك هاهنا إذا قلنا لغير الزمان إنه متقدّم بالتقدم الزماني أردنا أنّ زمانه متقدّم، ولا يوجب ذلــك أن يكون للزمان زمان، وهذا مبنى لأبحاث كثيرة بين الطائفتين، منها أنّ الحكماء لما جعلوه راجعا إلى التقدّم الزماني ادعوا قدم الزمان المستلزم لقدم الحركة والمتحرّك، إذ لو كان حادثا لكان عدمه سابقا على وجوده سبقا زمانيا فيلزم وجود الزمان حال عدمه. والمتكلّمون لمّا جعلوه قسما برأسه جوّزوا تقدّم عدم الزمان على وجوده تقدّما يستحيل معه اجتماع المتقدّم مع المتأخّر من غير أن يكون مع عدم الزمان زمان.
تنبيه
التقدّم إن اعتبر بين أجزاء الماضي فكلّما كان أبعد من الآن الحاضر فهو المتقدّم وإن اعتبر فيما بين أجزاء المستقبل فكلّما هو أقرب إلى الآن الحاضر فهو المتقدّم وإن اعتبر فيما بين الماضي والمستقبل فقد قيل الماضي مقدّم على المستقبل وهذا هو الصحيح عند الجمهور، وهذا بالنظر إلى ذاتهما. ومنهم من عكس الأمر نظرا إلى عارضهما فإنّ كل زمان يكون أولا مستقبلا ثم يصير حالا ثم يصير ماضيا فكونه مستقبلا يعرض له قبل كونه ماضيا.
فائدة:
جميع أنواع التقدّم مشترك في معنى واحد وهو أنّ للمتقدّم أمرا زائدا ليس للمتأخّر ففي الذاتي كونه محتاجا إليه المتأخّر وفي الزماني كونه مضى له زمان أكثر لم يمض للمتأخّر.
وفي الشرف زيادة كمال وفي الرتبي وصول إليه من المبدأ أولا.
فائدة:
إذا عرف أقسام التقدّم عرف أقسام التأخّر لكونه ضدا له وإذا عرف أقسامهما عرف أقسام المعية بالمقايسة، فهي إمّا بالزمان فقط كالعلّية مع المعلول وذلــك في غير المفارقات لأنها غير زمانية وإمّا بالعلّية كعلتين لمعلول واحد نوعي كالنار والشعاع بالنسبة إلى الحرارة النوعية أو لمعلولين شخصيين من نوع واحد، وإمّا بالطبع كجزءين مقوّمين لماهية واحدة في مرتبة واحدة، وإمّا بالشرف كشخصين متساويين في الفضلية، وإمّا بالرتبة كنوعين متقابلين تحت جنس واحد وشخصين متساويين في القرب إلى المحراب.
هكذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وشرح حكمة العين وشرح هداية الحكمة وغيرها.

الْأَبْصَار

الْأَبْصَار: بِالْفَتْح جمع الْبَصَر وبالكسر مصدر أبْصر وَفِي الْأَبْصَار ثَلَاثَة مَذَاهِب. مَذْهَب الرياضيين. وَمذهب جُمْهُور الْحُكَمَاء الطبيعيين. وَمذهب بعض الْحُكَمَاء. أما مَذْهَب الرياضيين فَهُوَ أَن الإبصار بِخُرُوج شُعَاع من الْعين على هَيْئَة مخروطية رَأسه عِنْد مَرْكَز الْبَصَر وقاعدته عِنْد سطح المرئي المبصر وحجتهم على الْأَبْصَار بِالْخرُوجِ الْمَذْكُور أَن الْمُتَوَسّط بَين الْبَصَر وَمَا يُقَابله إِذا كَانَ جسما لطيفا لي غير مَانع لنفوذ الشعاع فِيهِأَن تِلْكَ الْحَالة حَالَة الْمُشَاهدَة لَا حَالَة التخيل. ثمَّ قَالَ فَالصَّوَاب أَن يُقَال فِي الرَّد صُورَة المرئي فِي تِلْكَ الْحَالة بَاقِيَة فِي الْحس الْمُشْتَرك وَفِيه نظر. إِذْ لَا شكّ أَن رد الِاسْتِدْلَال مناقضة مستندة وتحريره أَنا لَا نسلم قَوْله وَمَا ذَلِــك إِلَّا لارتسام صُورَة المرئي فِي الباصرة وبقائها فِي الخيال لَا فِي الباصرة وَمَا ذكر فِي دفع الْمَنْع من أَن تِلْكَ الْحَالة حَالَة الْمُشَاهدَة لَا حَالَة التخيل أَيْضا مَمْنُوع بل الْأَمر بِالْعَكْسِ وَكَلَام الْمُسْتَدلّ نَاظر إِلَى هَذَا بل ظَاهر فِي أَن تِلْكَ الْحَالة شَبيهَة بِالْمُشَاهَدَةِ لَا عينهَا حَيْثُ قَالَ كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا أَي يشبه بِأَن يُشَاهِدهُ وَلَو سلم هَذَا فَلَا شُبْهَة فِي أَنه كَلَام على السَّنَد الْأَخَص فَلَا يُفِيد فِي دفع الْمَنْع وَمَعَ ذَلِــك يلْزم أَن يكون قَوْله فَالصَّوَاب عين خطأ بِعَين مَا ذكر وَبِأَن يُقَال فرق بَين بَين المرتسم فِي الْحس الْمُشْتَرك والمشاهدة وَتلك الْحَالة حَالَة الْمُشَاهدَة لَا حَالَة المرتسم فِي الْحس الْمُشْتَرك فَمَا هُوَ جَوَابه فَهُوَ جَوَابنَا. وَالْحَاصِل أَنه إِن أَرَادَ بِالْمُشَاهَدَةِ الإبصار فَكَمَا أَن التخيل غَيرهَا الْحس الْمُشْتَرك أَيْضا غَيرهَا وَإِن أَرَادَ بِهِ الارتسام فَكَمَا أَن فِي الْحس الْمُشْتَرك ارتسام فِي الخيال أَيْضا كَــذَلِــك. وَأما مَذْهَب بعض الْحُكَمَاء فَهُوَ أَن الإبصار لَيْسَ بالانطباع وَلَا بِخُرُوج الشعاع بل بِأَن الْهَوَاء الشفاف الَّذِي بَين الْبَصَر والمرئي يتكيف بكيفية الشعاع الَّذِي فِي الْبَصَر وَيصير بــذلــك آلَة للإبصار. وَذكروا فِي إِبْطَاله إِنَّا نعلم بِالضَّرُورَةِ أَن الشعاع الَّذِي فِي عين العصفور بل البقة يَسْتَحِيل أَن يقوى على إِحَالَة نصف الْعَالم إِلَى كيفيته بل العصفور أَو الْفِيل إِن كَانَ كُله نورا أَو نَارا لما أحَال إِلَى كيفيته من الْهَوَاء عشرَة فراسخ فضلا عَن هَذِه الْمسَافَة الْعَظِيمَة وَإِن لم يكن هَذَا جليا عِنْد الْعقل فَلَا جلي عِنْده وَيُمكن أَن يأول كَلَامهم بِمثل تَأْوِيل الْكَلَام الرياضيين بِأَن يُقَال قَوْلهم إِن الْهَوَاء المشف الَّذِي بَين الْبَصَر والمرئي يتكيف بكيفية شُعَاع الْبَصَر أَرَادوا مِنْهُ أَن المرئي إِذا قَابل شُعَاع الْبَصَر استعد الْهَوَاء المشف الَّذِي بَينهمَا لِأَن يفِيض عَلَيْهِ من المبدء الْفَيَّاض شُعَاع لكِنهمْ قَالُوا إِن الْهَوَاء يتكيف بكيفية شُعَاع الْبَصَر مجَازًا لحُصُول الاستعداد مِنْهُ وعَلى هَذَا لَا اسْتِحَالَة وَلَا استبعاد. وَاعْلَم أَنه قَالَ صَاحب المواقف للحكماء فِي الإبصار قَولَانِ وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف قدس سره فِي شَرحه لما كَانَ الأول وَالثَّالِث مبنيين على الشعاع عدهما قولا وَاحِدًا وَفِي شرح الهياكل أَن الفارابي فِي رِسَالَة الْجمع بَين الرايين ذهب إِلَى أَن غَرَض الْفَرِيقَيْنِ التَّنْبِيه على هَذِه الْحَالة الأدراكية وضبطها بِضَرْب من التَّشْبِيه لَا حَقِيقَة خُرُوج الشعاع وَلَا حَقِيقَة الانطباع وَإِنَّمَا اضطروا إِلَى إِطْلَاق اللَّفْظَيْنِ لضيق الْعبارَة فَافْهَم واحفظ.

وَجه

(وَج هـ)

وجْهُ كل شَيْء: مستقبله. وَفِي التَّنْزِيل: (فَأيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) .

والوَجْه: المُححَيَّا، وَقَوله تَعَالَى: (فأقِمْ وَجْهَكَ للدِّينِ حَنِيفاً) أَي اتبع الدَّين الْقيم، وَأَرَادَ: فأقيموا وُجُوهكُم، يدل على ذَلِــك قَوْله عز وَجل بعده: (مُنِيِبيِنَ إلَيْهِ واتَّقُوه) والمخاطب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمرَاد هُوَ وَالْأمة.

وَالْجمع أوْجُهٌ ووُجُوهٌ. قَالَ اللحياني: وَقد تكون الْأَوْجه للكثير، وَزعم أَن فِي مصحف أبي " أوْجُهكم " مَكَان " وُجُوهكم " أرَاهُ يُرِيد قَوْله تَعَالَى: (فامْسَحُوا بوُجُوهِكم) .

وَقَوله عز وَجل: (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَه) . قَالَ الزّجاج: أَرَادَ إِلَّا إِيَّاه.

ووَجْهُ الْفرس: مَا اقبل عَلَيْك من الرَّأْس من دون منابت شعر الرَّأْس. وَإنَّهُ لعبد الوَجْهِ، وحر الوَجْهِ.

وإه لسهل الوَجْهِ، إِذا لم يكن ظَاهر الوَجْنَةِ.

ووَجْهُ النَّهَار: أَوله.

وجئتك بوَجْهِ نَهَار، أَي بِأول نَهَار.

وَكَانَ ذَلِــك على وَجْهِ الدَّهْر، أَي أَوله، وَبِه يُفَسر ابْن الْأَعرَابِي.

ووَجْهُ النَّجْم: مَا بدا لَك مِنْهُ.

ووَجْهُ الْكَلَام: السَّبِيل الَّذِي يَقْصِدهُ بِهِ.

ووُجُوهُ الْقَوْم: سادتهم، وأحدهم وَجْهٌ، وَكَــذَلِــكَ وُجَهاؤُهُم، وأحدهم وَجِيهٌ.

وَصرف الشَّيْء عَن وَجْهِه، أَي سنَنه.

وجِهَةُ الامر، وجَهَتُه، ووِجْهَتُه، ووُجْهَتُه: وَجْهُهُ.

وَمَاله جِهَة فِي هَذَا الْأَمر، وَلَا وِجْهَةٌ، أَي لَا يبصر وَجه أمره كَيفَ يَأْتِي لَهُ.

والجهة والوِجْهَةُ جَمِيعًا: الْموضع الَّذِي تتَوَجَّه إِلَيْهِ وتقصده.

وَمَا أَدْرِي أَي وَجْهٍ وِجْهَتُك: أَي أَي طَرِيق وَمذهب.

وضل وِجْهَة أمره: أَي قَصده، قَالَ:

نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ ... لَمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ

ويروى: " هَدِيَّة روقه ".

وخل عَن جِهَتِه، تُرِيدُ جِهَةَ الطَّرِيق.

وَقلت كَذَا على جِهَةِ كَذَا، وَفعلت ذَلِــك على جِهَة الْعدْل، وجِهَةِ الْجور. وَقد أبنت ذَلِــك فِي ذكر النَّظَائِر والتصاريف فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وتَوَجَّه إِلَيْهِ: ذهب. وَأما قَوْله:

قصَرْتُ لَهُ القَبِيلَةَ إذْ تَجَهْنا ... ومَا ضَاقَتْ بشِدَّته ذِرَاعِي فَإِنَّهُ أَرَادَ اتَّجَهْنا، فَحذف ألف الْوَصْل وَإِحْدَى التَّاءَيْنِ. و" قصرت ": حبست، و" الْقَبِيلَة ": اسْم فرسه، وَسَيَأْتِي ذكرهَا.

ووَجَّهَ إِلَيْهِ كَذَا: أرْسلهُ.

وَيُقَال فِي التحضيض: وجِّهِ الْحجر وِجْهَةٌ مَاله، وَجِهَةٌ مَاله، وَإِنَّمَا رفع لِأَن كل حجر يَرْمِي بِهِ فَلهُ وَجْهٌ، كل ذَلِــك عَن اللحياني، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: وَجِّهِ الْحجر وِجْهَةً وجِهَةً مَاله، ووَجْهاً مَاله، فنصب بِوُقُوع الْفِعْل عَلَيْهِ، وَجعل " مَا " فصلا، يُرِيد: وَجِّهِ الْأَمر وَجْهَهُ.

وَهُوَ وُجاهَك، ووِجاهَكَ، وتُجاهَك، وتِجاهَكَ، أَي حذاءك من تِلْقَاء وَجْهِكَ، وَاسْتعْمل سِيبَوَيْهٍ التُّجاهَ اسْما وظرفا.

وَحكى اللحياني: دَاري وِجاهَ دَارك، ووَجاهَ دَارك، ووُجاهَ دَارك، أَي قبالة دَارك وتبدل التَّاء من كل ذَلِــك.

والْوُجَاهُ، والتُّجَاهُ: الْوَجْهُ الَّذِي تقصده.

ولقيه وِجَاهاً ومُواجَهَةً: قَابل وجْهَه بوَجْهِه.

وتَواجَه المنزلان وَالرجلَانِ: تقابلا.

وَرجل ذُو وَجْهَيْنِ: إِذا لقى بِخِلَاف مَا فِي قلبه.

والوَجْهُ: الجاه.

وَرجل مُوَجَّهٌ، ووَجِيهٌ: ذُو جاهٍ، وَقد وَجُهَ وَجاهَة.

وأوْجَهَه: جعل لَهُ وَجْهاً عِنْد النَّاس.

ووَجَّهَه السُّلْطَان وأوْجَهَه: شرفه، وَكله من الوَجْه، قَالَ:

وأرَى الغَوانِيَ بعدَ مَا أوْجَهْنَنِي ... أدْبَرْنَ، ثُمَّتَ قُلْنَ: شَيْخٌ أعوَرُ

وَرجل وَجْهٌ: ذُو جاه.

وَكسَاء مُوَجَّهٌ: ذُو وَجْهَينِ.

وأحدب مُوَجَّهٌ: لَهُ حدبتان من خَلفه وأمامه، على التَّشْبِيه بــذلــك، وَفِي حَدِيث أهل الْبَيْت: " لَا يحبنا الأحدب المُوَجَّه " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

ووَجَّهَتِ المطرة الأَرْض: صيرتها وَجْهاً وَاحِدًا، كَمَا تَقول: تركت الأَرْض قروا وَاحِدًا. ووَجَّهَها الْمَطَر: قشر وَجْهَها وأثَّر فِيهِ، كحرصها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَفُلَان مَا يَتَوَجَّهُ، يَعْنِي انه إِذا أَتَى الْغَائِط جلس مستدبر الرّيح، فَتَأْتِيه الرّيح برِيح خرئة.

والتَّوَجُّه: الإقبال والانهزام.

وتَوَجَّهَ الرجل: ولى وَكبر، قَالَ أَوْس ابْن حجر:

كَعَهْدِكِ لَا ظِلُّ الشَّباب يُكنُّنِي ... وَلَا يَفَنٌ مِمنْ تَوَجَّهَ دالِفُ

وهم وِجاهُ ألف، أَي زهاء ألف، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

ووَجَّهَ النَّخْلَة: غرسها فأمالها قبل الشمَال فأقامتها الشمَال.

والوَجِيهُ من الْخَيل: الَّذِي تخرج يَدَاهُ مَعًا عِنْد النِّتَاج، وَاسم ذَلِــك الْفِعْل التَّوْجِيه.

والوَجِيهُ: فرس من خيل العب نجيب، سمي بــذلــك.

والتوْجِيهُ فِي القوائم: كالصدف إِلَّا أَنه دونه. وَقيل: التَّوْجِيه من الْفرس: تداني العجايتين، وتداني الحافرين، والتواء فِي الرسغين.

والتوْجيه فِي قوافي الشّعْر: الْحَرْف الَّذِي قبل حرف الروى فِي القافية الْمقيدَة، وَقيل: هُوَ أَن تضمنه وتفتحه، فَإِن كَسرته فَــذَلِــك السناد، هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وتحريره أَن تَقول: إِن التَّوْجِيه: اخْتِلَاف حَرَكَة الْحَرْف الَّذِي قبل الروى الْمُقَيد، كَقَوْلِه:

وقاتِمِ الأعماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ

وَقَوله فِيهَا:

ألَّفَ شَتَّى ليسَ بالرَّاعِي الحَمِقْ

وَقَوله مَعَ ذَلِــك:

سِراًّ وقَدْ أوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ

والتَّوجِيه أَيْضا: الَّذِي بَين حرف الروى الْمُطلق والتأسيس كَقَوْلِه: أَلا طالَ هَذَا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ

فالألف تأسيس، وَالنُّون تَوجيه، وَالْبَاء حرف الروى، وَالْهَاء صلَة، قَالَ الْأَخْفَش: التوجِيهُ: حَرَكَة الْحَرْف الَّذِي إِلَى جنب الروى الْمُقَيد لَا يجوز مَعَ الْفَتْح غَيره، نَحْو:

قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ

الْتزم الْفَتْح فِيهَا كلهَا، وَيجوز مَعهَا الْكسر وَالضَّم فِي قصيدة وَاحِدَة كَمَا مثلنَا، وَقَالَ ابْن جني: أَصله من التَّوْجِيه، كَأَن حرف الروى مُوَجَّه عِنْدهم، أَي كَأَن لَهُ وَجْهَينِ: أَحدهمَا من قبله وَالْآخر من بعده، أَلا ترى أَنهم اسْتكْرهُوا اخْتِلَاف الْحَرَكَة من قبله مَا دَامَ مُقَيّدا، نَحْو " الْحمق " و" العقق " و" المخترق " كَمَا يستقبحون اختلافها فِيهِ مَا دَامَ مُطلقًا، نَحْو قَوْله:

عَجْلانَ ذَا زادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ

مَعَ قَوْله فِيهَا:

وبذاكَ خَبَّرنا الغُرابُ الأسوَدُ

وَقَوله:

عَنَمٌ يكادُ مِن اللَّطافَةِ يُعقَدُ

فَلــذَلِــك سميت الْحَرَكَة قبل الروى الْمُقَيد توجيها إعلاما أَن للروى وَجْهَيْن فِي حَالين مُخْتَلفين، وَــذَلِــكَ انه إِذا كَانَ مُقَيّدا فَلهُ وَجه يتقدمه، وَإِذا كَانَ مُطلقًا فَلهُ وَجه يتَأَخَّر عَنهُ، فَجرى مجْرى الثَّوْب الموجه وَنَحْوه، قَالَ: وَهَذَا أمثل عِنْدِي من قَول من قَالَ: إِنَّمَا سمي توجيها لِأَنَّهُ يجوز فِيهِ وُجُوه من اخْتِلَاف الحركات، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَــذَلِــك لما تشدد الْخَلِيل فِي اخْتِلَاف الحركات قبله، وَلما فحش ذَلِــك عِنْده.

والوَجِيهَةُ: ضرب من الخرز.

وَبَنُو وَجِيهةَ: بطن. 
وَجه
: (} الوَجْهُ: م) مَعْروفٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فأَقِمْ {وَجْهَكَ للدِّيْن حَنِيفاً} .
(و) الوَجْهُ: (مُسْتَقْبَلُ كلِّ شيءٍ) ؛) وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ} وَجْهُ اللَّهِ} ؛ (ج {أَوْجُهٌ) .
(قالَ اللَّحْيانيُّ: ويكونُ} الأَوْجُهُ للكَثيرِ، وزَعَمَ أَنَّ فِي مِصْحفِ أُبيَ {أَوْجُهِكُمْ مَكانَ} وُجُوهِكُم.
قالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ يُريدُ قَوْلَه تَعَالَى: {فامْسَحُوا {بوُجُوهِكُم} .
(} ووُجُوهٌ) ؛) وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فامْسَحُوا بوُجُوهِكُم} .
(وأُجُوهٌ) ، حَكَى الفرَّاءُ: حَيِّ {الوُجُوهِ وحَيِّ الأُجُوهِ.
قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ويَفْعلونَ ذلِــكَ كَثيراً فِي الواوِ إِذا انْضَمَّتْ.
(و) } الوَجْهُ: (نَفْسُ الشَّيءِ) ؛) وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاَّ! وَجْهَهُ} .
قالَ الزجَّاجُ: أَرادَ إلاَّ إيَّاهُ. ويقالُ: هَذَا {وَجْهُ الرَّأْيُ أَي هُوَ الرَّأْيِ نَفْسُه؛ مُبالَغَةٌ، أَشارَ إِلَيْهِ الرّاغبُ.
(و) } الوَجْهُ (من الدَّهْرِ: أَوَّلُهُ) .) يقالُ: كانَ ذلــكَ {لوَجْهِ الدَّهْرِ، أَي أَوَّلِهِ؛ وَهُوَ مجازٌ؛ وَمِنْه جِئْتُكَ} بوَجْهِ نهارٍ، أَي أَوَّلِهِ؛ وَكَذَا شَبَاب نَهارٍ وصَدْرِ نَهارٍ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {وَجْهَ النهارِ واكْفُروا آخِرَهُ} ؛ كــذلِــكَ قَوْلُ الشاعِرِ:
مَنْ كانَ مَسْروراً بمَقْتَلِ مالِكٍ فليأْتِ نِسْوَتَنا بوَجْهِ نهارِ (و) الوَجْهُ (من النَّجْمِ: مَا بَدَا لَك مِنْهُ.
(و) الوَجْهُ (من الكَلامِ: السَّبيلُ المَقْصودُ) بِهِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: الوَجْهُ: (سَيِّدُ القَوْمِ، ج {وُجُوهٌ؛} كالوَجِيهِ، ج {وُجَهاءُ) .) يقالُ: هَؤُلَاءِ وُجُوهُ البَلَدِ} ووُجهاؤُهُ، أَي أَشْرافُه.
(و) {الوَجْهُ: (الجاهُ) ، مَقْلوبٌ مِنْهُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ لعليّ} وَجْهٌ مِن الناسِ حياةَ فاطِمَةَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا) ، أَي جَاهٌ وحُرْمَةٌ.
(و) الوَجْهُ و ( {الجِهَةُ) بمعْنًى، والهاءُ عوضٌ مِن الواوِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: ولَهُم كَلامٌ فِي} الجِهَةِ هَل هِيَ اسمُ مَكانِ! المُتَوَّجَه إِلَيْهِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ المُبرِّدُ والفارِسِيُّ والمازِنيُّ، أَو مَصْدَر كَمَا هُوَ قَوْلٌ للمَازِنيّ أَيْضاً.
قالَ أَبو حَيَّان: هُوَ ظاهِرُ كَلامِ سِيْبَوَيْه، أَو تُسْتَعْملُ بالمَعْنَيَيْنِ أَو غَيْر ذلِــكَ ممَّا بَسَطَه أَبو حيَّان وغيرُهُ.
(و) الوَجْهُ: (القَلِيلُ من الماءِ، ويُحَرَّكُ) ، كِلْتاهُما عَن الفرَّاء.
(والجِهةُ، مُثَلَّثَةً) ، الكسْرُ والفتْحُ نَقَلَهما ابنُ سِيدَه، والضَّمُّ عَن الصَّاغانيّ ( {والِوُجْهُ، بالضمِّ والكسْرِ) ؛) ونقلَ فِي البصائِرِ التَّثْلِيثَ فِي الوَجْه أَيْضاً: (الجانِبُ والنَّاحِيَةُ) المُتَوَجَّهُ إِلَيْهَا والمَقْصودُ بهَا.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: ويقالُ هَذَا وَجْهُ الرَّأْي، أَي نَفْسُه، والاسمُ} الوُجْهَةُ، بكسْرِ الواوِ وضمِّها، والواوُ تُثْبَتُ فِي الأسْماءِ كَمَا قَالُوا وِلْدَةٌ، وإنَّما لَا تَجْتَمِعُ مَعَ الهاءِ فِي المَصادِرِ، انتَهَى.
ويقالُ: ضَلَّ {وِجْهَةَ أَمْرِه، أَي قَصْدَهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِلما اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَقِويقالُ: مَا لَهُ} جِهَةٌ فِي هَذَا الأَمْرِ وَلَا {وِجْهَةٌ، أَي لَا يبْصِرُ وَجْهَ أَمْرِه كيْفَ يأْتي لَهُ.
وخَلِّ عَن} جِهَتِه: يُريدُ جِهَةَ الطَّريقِ.
(و) قالَ الأصْمعيُّ: ( {وَجَهَهُ، كوَعَدَهُ) ،} وَجهاً: (ضَرَبَ {وَجْهَهُ، فَهُوَ} مَوْجُوهٌ) ، وَكَذَا {جهْتُهُ فَهُوَ} مَوْجُوهٌ.
( {ووَجَّهَهُ) فِي حاجَتِه (} تَوْجِيهاً: أَرْسَلَهُ) {فتَوَجَّه جِهَةَ كَذَا.
(و) مِن المجازِ:} وَجَّهَهُ الأميرُ، أَي (شَرَّفَهُ؛ {كأَوْجَهَهُ) :) صَيَّرَهُ} وَجِيهاً؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لامْرىءِ القَيْسِ:
ونادَمْتُ قَيْصَرَ فِي مُلْكِهِ {فأَوْجَهَنِي وركِبْتُ البَرِيدا (و) } وَجَّهَتِ (المَطَرَةُ الأرضَ: صَيَّرَتْها! وَجْهاً واحِداً) .) كَمَا تقولُ: تَرَكَتِ الأرضَ قَرْواواحِداً. ً (و) {وَجَّهَ (النَّخْلَةَ: غَرَسَها فأَمالَها قِبَلَ الشَّمالِ فأَقامَتْها الشَّمالُ.
(و) يقالُ: قَعَدْتُ (} وِجاهَكَ {وتُجاهَكَ، مُثَلَّثَيْنِ) ؛) الضَّمُّ والكَسْرُ فِي وِجاهَكَ فِي الصِّحاحِ، والفتْحُ عَن اللّحْيانيّ؛ أَي حِذَاءَكَ مِن (تِلْقاءِ} وَجْهِكَ) وَفِي الصِّحاحِ: أَي قِبالَتَكَ.
قالَ: وقَوْلُهم: {تُجاهَكَ} وتِجاهَكَ بُني على قوْلِهم اتَّجَهَ لَهُم رأْيٌ؛ واسْتَعْمَلَ سِيْبَوَيْه التُّجاهَ اسْماً وظَرْفاً.
وَفِي حدِيثِ صلاةِ الخَوْفِ: (وطائِفَةٌ {وُجاهَ العَدوِّ) ، أَي مُقابَلَتَهم وحِذاءَهُم؛ ويُرْوى:} تُجاهَ العَدوِّ، والتاءُ بدلٌ من الواوِ.
(ولَقِيهُ {وِجاهاً} ومُواجَهَةً: قابَلَ {وَجْهَهُ} بوَجْهِهِ.
( {وتَواجَهَا: تَقابَلا) سواءٌ كَانَا رَجُلَيْن أَو مَنْزلَيْن.
(و) } المُوَجَّهُ، (كمعَظَّمٍ: ذُو {الجاهِ) ،} كالوَجِيهِ.
(و) مِن المجازِ: {المُوَجَّهُ (مِن الأكْسِبَةِ: ذُو} الوَجْهَيْنِ: {كالوَجِيهَةِ.
(و) مِن المجازِ:} المُوَجَّهُ مِن النَّاسِ: (مَنْ لَهُ حَدَبَتانِ فِي ظَهْرِهِ وَفِي صَدْرِهِ) ، على التَّشْبِيهِ بالكِساءِ {المُوَجَّهِ.
وَفِي حدِيثِ أَهْلِ البَيْتِ: (لَا يُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ) ؛ حَكَاهُ الهَرَوِيّ فِي الغَرِيبَيْنِ.
(} وتَوَجَّهَ) إِلَيْهِ: (أَقْبَلَ) ؛) وَهُوَ مُطاوِعُ {وَجَهَه.
(و) } تَوَجَّهَ الجَيْشُ؛ (انْهَزَمَ.
(و) مِن المجازِ: تَوَجَّهَ الشيخُ، إِذا (وَلَّى وكَبِرَ) سِنُّه وأَدْبَرَ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:
كعَهْدِكَ لَا ظِلُّ الشَّبابِ يُكِنُّنيولا يَفَنٌ ممَّنْ تَوَجَّهَ دالِفُ قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ شَمِطَ ثمَّ شاخَ ثمَّ كَبِرَ ثمَّ تَوَجَّهَ ثمَّ دَلَفَ ثمَّ دَبَّ ثمَّ مَجَّ ثمَّ ثَلَّبَ ثمَّ المَوْت.
(و) هُم ( {وِجاهُ أَلْفٍ، بالكسْرِ) :) أَي (زُهاؤُهُ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(} والوَجِيهُ: ذُو الجاهِ، ج {وُجَهاءُ) ؛) وَهَذَا قد تقدَّمَ لَهُ فَهُوَ تكْرارٌ؛ (} كالوَجُهِ، كنَدُسٍ؛ وَقد {وَجُهَ، ككَرُمَ) ،} وَجاهَةً: صارَ ذَا جاهٍ وقَدْرٍ.
(و) مِن المجازِ: مَسَحَ وَجْهَهُ {بالوَجِيهِ، وَهِي (خَرَزَةٌ م) مَعْروفَةٌ حَمْراءُ أَو عَسلِيَّة لَهَا وَجْهانِ يَتَراءَى فِيهَا الوَجْه كالمِرْآةِ يَمْسَحُ بهَا الرَّجلُ} وَجْهَه إِذا أَرادَ الدُّخولَ عنْدَ السُّلْطانِ؛ ( {كالوَجِيهَةِ.
(و) } الوَجِيهُ (من الخَيْلِ: الَّذِي تَخْرُجُ يَداهُ مَعاً عندَ النِّتاجِ) ، وَهُوَ مجازٌ.
ويقالُ أَيْضاً للوَلَدِ إِذا خَرَجَتْ يَداهُ مِن الرَّحِمِ أَوَّلاً: {وَجِيهٌ، وَإِذا خَرَجَتْ رِجْلاهُ أَوَّلاً يَتْنٌ، (واسمُ ذلِــكَ الفِعْلِ التَّوْجِيهُ.
(و) الوَجِيهُ: (فَرَسانِ م) مَعْروفانِ مِن خَيْلِ العَرَبِ نَجِيبانِ سُمَّيا بــذلِــكَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لطُفَيْل الغَنَويّ:
بناتُ الغُرابِ} والوجِيهِ ولاحِقٍ وأَعْوَجَ تَنْمي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِقالَ ابنُ الكَلْبي: وَكَانَ فيمَا سَمّوا لنا من جِيادٍ فُحُولها المُنْجبات: الغُرابُ {والوَجِيهُ ولاحِقٌ ومذهبٌ ومَكْتومُ، وكانتْ هَذِه جَمِيعُها لغَنِيِّ بنِ أَعْصر.
(} وأَوْجَهَهُ: صادَفَهُ {وَجِيهاً) ؛) وأَنْشد الجَوْهرِيُّ للمُساوِرِ بنِ هِنْدِ بنِ قَيْسِ بنِ زُهَيْر:
إنَّ الغَواني بَعْدَما} أَوْجَهْنَني أَعْرَضْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ شيخٌ أَعْوَرُ ( {وتَوْجِيهُ القوائِمِ: كالصَّدَفِ) إلاَّ أنَّه دُونَه، (أَو هُوَ) فِي الفَرَسِ (تَدانِي العُجايَتَيْنِ) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ العُجانَيْن؛ (والحافِرَيْنِ والْتِواءٌ فِي الرُّسْغَيْنِ.
(و) مِن المجازِ: (التَّوْجِيهُ والتَّأْسِيسُ (فِي) قَوافِي (الشِّعْرِ) ، وذلــكَ مِثْل قَوْله:
كِلِيني لهَمَ يَا أُمَيمَة ناصِبِ فالباءُ هِيَ القافِيَةُ، والألِفُ الَّتِي قَبْل الصَّادِ تأْسِيسٌ، والصَّادُ} تَوْجِيهٌ بينَ التَّأْسِيسِ والقافِيَةِ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عبيدٍ: {التَّوجِيهُ هُوَ الحَرْفُ الَّذِي بينَ أَلفِ التَّأْسِيسِ وبينَ القافِيَةِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: التَّوْجِيهُ هُوَ حَرَكةُ (الحَرْفِ الَّذِي قبلَ الرَّوِيِّ) المُقَيَّدِ.
وَفِي المُحْكَم: الحَرْفُ الَّذِي قَبْل الرَّوِيِّ (فِي القافِيَةِ المُقَيَّدَةِ) .
(وقيلَ لَهُ تَوْجِيهٌ لأنَّه} وَجَّهَ الحَرْفَ الَّذِي قَبْل الرَّوِيِّ المقيَّدِ إِلَيْهِ لَا غَيْر، وَلم يَحْدُث عَنهُ حرْفُ لِينٍ كَمَا حَدَثَ من الرَّسِّ والحَذْوِ والمَجْرَى والنَّفَاذِ، وأَمَّا الحَرْفُ الَّذِي بينَ أَلِفِ التَّأْسِيسِ والرَّوِيِّ فإنَّه يُسمَّى الدَّخِيلَ، وسُمِّي دَخِيلاً لدخولِهِ بينَ لازِمَيْن، وتُسمَّى حَرَكَتُه الإشْباعَ.
(أَو) التَّوْجِيهُ: (أنْ تَضُمَّهُ وتَفْتَحَه، فَإِن كَسَرْتَه فَسِنادٌ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللّغَةِ، وتَحْرِيره أَنْ تقولَ: إنَّ التَّوْجيهَ اخْتِلافُ حركَةِ الحَرْفِ الَّذِي قَبْل الرَّوِيِّ المقيَّدِ كقَوْلِهِ:
وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ وقوْله فِيهَا:
أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرَّاعي الحَمِقْ وقَوْله مَعَ ذَلِــك:
سِرًّا وَقد أَوَّنَ تأْوينَ العُقُقْ قالَ ابنُ بَرِّي: والخَليلُ لَا يُجِيزُ اخْتِلافَ التَّوجِيهِ ويُجِيزُ اخْتِلافَ الإشْباعِ، ويَرَى أَنَّ اخْتِلافَ التَّوْجِيهِ سِنادٌ، وأَبو الحَسَنِ بضدِّه يَرَى اخْتِلافَ الإشْباعِ أَفْحَش مِن اخْتِلافِ التَّوْجِيه، إلاَّ أَنَّه يَرَى اخْتِلافَهما، بالكسْرِ والضَّمِّ، جائِزاً، ويَرَى الفتْحَ مَعَ الكسْرِ والضمِ قَبيحاً فِي التَّوْجِيهِ والإِشْباعِ، والخَليلُ يَسْتَقْبحه فِي التَّوْجِيه أَشَدّ مِن اسْتِقْباحِه فِي الإِشْباعِ ويَراهُ سِناداً بخِلافِ الإشْباعِ، والأخْفَش يَجْعَل اخْتِلافَ الإشْباعِ بالفَتْحِ والضمِّ أَو الكَسْرِ سِناداً.
قالَ: وحِكَايَةُ الجَوْهرِيّ مُناقِضَة لتَمْثِيلِه.
وقالَ ابنُ جنِّي: أَصْلُه مِن التَّوْجِيه، كأَنَّ حَرْفَ الرَّوِيِّ مُوَجَّهٌ عنْدَهم أَي كانَ لَهُ وَجْهان: أَحَدُهما مِن قبْلِه والآخَرُ مِن بعْدِه، أَلا تَرَى أنَّهم اسْتَكْرَهوا اخْتِلافَ الحَركَةِ مِن قَبْلِه مَا دَامَ مُقيَّداً نَحْو الحَمِقْ والعُقُقْ والمُخْتَرَقْ؟ كَمَا يَسْتَقْبِحونَ اخْتِلافَها فِيهِ مَا دَامَ مُطْلقاً، فلــذلِــكَ سُمِّيت الحَرَكَة قَبْل الرَّوِيّ المُقيَّد تَوْجيهاً إعْلاماً أَنَّ للرَّوِيّ وَجْهَيْن فِي حالَيْن مُخْتَلِفَتَيْن، وذلِــكَ أنَّه إِذا كانَ مُقيَّداً فلَه وَجْهٌ يتقدَّمُه، وَإِذا كانَ مُطْلقاً فَلهُ وَجْهٌ يتَأَخَّر عَنهُ، فجَرَى مَجْرَى الثَّوْبِ {المُوَجَّهِ ونحوِهِ.
(} وَتَجَهْتُ إِلَيْك {أَتْجَهُ) :) أَي} تَوجَّهْتُ، لأنَّ أَصْلَ التاءِ فيهمَا واوٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ أَبو زيْدٍ:! تَجِهَ الرَّجلُ {يَتْجَهُ} تَجَهاً.
وقالَ الأَصْمعيُّ: {تَجَهَ، بالفتْحِ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ لمِرْداسِ بنِ حُصَيْن:
قَصَرْتُ لَهُ القَبيلَةَ إذْ} تَجِهْنا وَمَا ضاقَتْ بشَدّتِه ذِراعِيوالأصْمعيّ يَرْويه: تَجَهْنا، وَالَّذِي أَرادَه {اتَّجَهْنا، فحذَفَ أَلِفَ الوَصْلِ وإحْدى التاءَيْنِ.
(} ووَجَّهْتُ إِلَيْك {تَوْجِيهاً:} تَوَجَّهْتُ) ، كِلاهُما يقالُ مثْل قَوْلِك بَيَّنَ وتَبَيَّنَ؛ وَمِنْه المَثَلُ: أَيَّنما أُوَجِّهْ أَلْقى سَعْداً؛ غَيْر أَنَّ قَوْلَكَ {وَجَّهْتُ إِلَيْك على معْنَى وَلَّى} وَجْهَه إليكَ، {والتَّوَجُّه الفِعْلُ اللازِمُ.
(وبنُو} وجِيهَةَ: بَطْنٌ) مِن العَرَبِ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
{وأَوْجَهَهُ: جعله} وَجِيهاً.
(و) مِن المجازِ: ( {وَجَهْتُكَ عنْدَ النَّاسِ} أَجِهُكَ) ، أَي (صِرْتُ {أَوْجَهَ منكَ) ؛) نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.
(} والجِهَةُ، بالكسْرِ والضَّمِّ: النَّاحِيَةُ) والجانِبُ؛ ( {كالوَجْهِ} والوِجْهَةِ بالكسْرِ) ، وتقدَّمَ قَرِيباً هَذَا بعَيْنِه، وذكرَ فِي {الجِهَةِ التَّثْلِيث وَفِي} الوَجْهِ الكَسْر والضَّمّ؛ (ج {جِهاتٌ) ، بالكسْرِ.
يقالُ: قُلْتُ كَذَا على} جِهَةِ كَذَا، وفَعَلْتُ ذلــكَ على جِهَةِ العَدْل {وجِهَةِ الجَوْرِ. وتقولُ: رجُلٌ أَحْمَرُ مِن جِهَةِ الحُمْرةِ، وأَسْوَدَ مِن جِهَةِ السَّوادِ؛ وتقدَّمَ الكَلامُ على الجِهَةِ عَن أَبي حَيَّان.
(و) يقالُ: (نَظَرُوا إليَّ} بأُوَيْجِهِ سُوءٍ) ؛) نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ. وَقَالَ اللَّحْيانيُّ: نَظَرَ فلانٌ {بوُجَيْهِ سُوءٍ} وبجيهِ سُوءٍ {وبجُوهِ سُوءٍ بمعْنًى.
(وَفِي مَثَلٍ) يُضْرَبُ فِي التّحْضِيضِ: (} وَجِّهِ الحَجَرِ {وِجْهَة مَّا لَهُ) وجِهَةٌ مَا لَهُ وَوَجْهاً مّا لَهُ، (بالرَّفْعِ والنَّصْبِ) ، وإنَّما رَفَعَ لأنَّ كلَّ حَجَرٍ يُرْمَى بِهِ فَلهُ} وَجْهٌ، كلُّ ذلِــكَ عَن اللّحْيانيّ.
وقالَ بعضُهم: {وَجِّه الحَجَرَ} وجِهَةً مَّاله {ووَجّهاً مّاله، فنصبَ بوُقوعِ الفِعْلِ عَلَيْهِ، وجعلَ مَا فَضْلاً، يُريدُ} وَجِّه الأَمْرَ {وَجْهَهُ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للأَمْرِ إِذا لم يَسْتَقِم من جهَةٍ أَن} يُوَجِّهَ لَهُ تَدْبيراً مِن {جِهَةٍ أُخْرى.
وقالَ أَبو عبيدٍ فِي بابِ الأَمْر بحسنِ التَّدْبيرِ والنَّهْي عَن الخُرْقِ:} وَجِّهْ {وَجْهَ الحَجَرِ} وِجْهةً مّاله، ويقالُ: {وِجْهةٌ مّا لَهُ، بالرَّفْعِ، (أَي دَبِّرِ الأَمْرَ على} وَجْهِه) الَّذِي يَنْبَغي أَن {يُوَجَّهَ إِلَيْهِ.
وقالَ أَبو عبيدَةَ: وَمن نَصَبَه فكأنَّه قالَ:} وَجِّه الحَجَرَ جِهَتَه، وَمَا فَضْلٌ، وَمَوْضِع المَثَل ضَعْ كلَّ شيءٍ مَوْضِعه.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: {وَجِّه الحَجَرَ} جِهَةً مّاله جِهَة {وجهَةٌ مّاله} ووِجْهةً مّاله {ووِجهةٌ مّاله} ووَجْهاً مّاله {ووَجْهٌ مّاله.
قالَ غيرُهُ: (وأَصْلُه فِي البِناءِ إِذا لم يَقَع الحَجَرُ مَوْقِعَه) فَلَا يَسْتَقِيم، (أَي أَدِرْهُ) على وَجْهٍ آخَر (حَتَّى يَقَعَ على} وَجْهِه) فيَسْتَقِيم (وَدَعْهُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الوَجْهُ: النَّوْعُ والقِسْمُ. يقالُ: الكَلامُ فِيهِ على} وُجُوهٍ، وعَلى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ.
{ووُجُوهُ القُرْآنِ: مَعانِيهُ.
ويُطْلَقُ} الوَجْهُ على الذَّاتِ لأنَّه أَشْرَفُ الأعْضاءِ ومَوْضِع الحَواسِ، وعَلى القَصْدِ لأنَّ قاصِدَ الشيءِ {مُتَوجِّهٌ إِلَيْهِ، وبمعْنَى الصِّفَة، وبمعْنَى} التَّوَجّه، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {وَمَنْ أَحْسَن دِيناً ممَّنْ أَسْلَمَ {وَجْهَهُ للَّهِ} .
وَفِي الحدِيثِ: (وذَكَرَ فِتَناً} كوُجُوهِ البَقَرِ) ، أَي يُشْبِه بَعْضُها بَعْضاً، أَو المرادُ تأْتي نواطِحَ للناسِ.
ويقالُ: {وَجَّهَ فلانٌ سِدافَثَه، أَي أزَالَها مِن مَكانِها.
وَقد يُعَبَّرُ} بالوُجُوهِ عَن القُلوبِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَو ليُخالِفَنَّ اللَّهُ بينَ {وُجُوهِكُم) .
} واتَّجَهَ لَهُ رأْيٌ: أَي سَنَحَ، وَهُوَ افْتَعَلَ، صارَتِ الواوُ يَاء لكسْرَةِ مَا قَبْلها، وأُبْدِلَتْ مِنْهَا التاءُ وأُدْغِمَتْ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
{ووَجْهُ الفَرَسِ: مَا أَقْبَلَ عليْكَ من الَّرأْسِ مِن دُون مَنَابِتِ شَعَرِ الرّأْسِ.
ويقالُ: إنَّه لعَبْدُ الوَجْهِ وحُرُّ الوَجْهِ، وسَهْلُ الوَجْهِ إِذا لم يكنْ ظاهِرَ الوَجْنةِ.
} ووَجْهُ النَّهارِ: صَلاةُ الصُّبْحِ.
ووَجْهُ نَهارٍ: مَوْضِعٌ؛ وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأَعْرابيِّ فيمَا حَكَى عَنهُ ثَعْلَب قَوْلَ الشاعِرِ:
فليَأْتِ نِسْوَتَنَا {بوَجْهِ نهارِ نَقَلَه ياقوتُ.
} ووَجْهُ الحَجَرِ: عقبَةٌ قُرْبَ جُبَيْل على ساحِلِ بَحْرِ الشامِ؛ عَن ياقوت.
{والوَجْهُ: مَنْهَلٌ مَعْروفٌ بينَ المُوَيْلحة وأكرى.
وصَرَفَ الشيءَ عَن} وَجْهِهِ: أَي سَنَنِهِ. ومالَهُ فِي هَذَا الأَمْرِ {وِجْهَةٌ: أَي لَا يبصرُ وَجْهَ أَمْرِه كيْفَ يأْتي لَهُ.
} والوُجْهَةُ: القِبْلَةُ.
{والمُواجَهَةُ: اسْتِقْبالُكَ الرَّجُلَ بكَلامٍ أَو وَجْهٍ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
ورجُلٌ ذُو} وَجْهَيْنِ: إِذا لَقِيَ بخِلافِ مَا فِي قَلْبِهِ.
وَمِنْه الحدِيثُ: (ذُو {الوَجْهَيْنِ لَا يكونُ عندَ اللَّهِ} وَجِيهاً) .
{ووَجَّهَ المَطَرُ الأَرضَ: قَشَرَ} وَجْهَها وأَثَّر فِيهِ كحَرَصَها؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وَفِي المَثَل: أَحْمقُ مَا {يَتَوجَّهُ، أَي لَا يُحْسِنُ أَن يأْتي الغَائِط؛ كَمَا فِي الأساسِ.
وَفِي المُحْكَم: أَي إِذا أَتَى الغائِطَ جَلَسَ مُسْتَدْبرَ الريحِ فتَأْتِيهِ الريحُ برِيحِ خُرْئِه.
ويقالُ: عنْدِي امْرأَةٌ قد} أَوْجَهَتْ، أَي قَعَدَتْ عَن الوِلادَةِ.
{ووَجَّهَتِ الريحُ الحَصَى} تَوْجِيهاً سافَتْه؛ قالَ:
{تُوَجِّهُ أَبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ ويقالُ: قادَ فلانٌ فلَانا} بِوَجْه، أَي انْقادَ واتَّبَع.
{ووَجَّهَ الأعْمى أَو المَرِيضَ: جَعَلَ} وَجْهَه للقِبْلَةِ.
{وأَوْجَهَهُ وأَوْجَأَهُ: رَدَّهُ.
وخَرَجَ القَوْم} فوَجَّهُوا للناسِ الطَّريقَ: أَي وَطِئُوه وسَلَكُوه حَتَّى اسْتَبانَ أَثَرُ الطَّريقِ لمَنْ سَلَكَه.
{ووَجْهُ الثَّوْبِ: مَا ظَهَرَ لبَصَرِكَ. وَمِنْه} وَجْهُ المسأَلَةِ؛ نَقَلَه السّهيلي.
{والوجاهَةُ: الحُرْمَةُ.
وَهُوَ يَبْتغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، أَي ذَاتَه.
قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: وسَمِعْتُ سائِلاً يقولُ: مَنْ يَدلّنِي على} وجْهِ عَرَبيَ كَريمٍ يَحْمِلني عل بغيلة. وليسَ لكَلامِكَ {وَجْهٌ: أَي صِحَّةٌ.
وعُمَرُ بنُ موسَى بنِ وَجيهٍ} الوَجِيهيُّ الشامِيُّ شيخٌ لمحمدِ بنِ إسْحاق؛ قالَ أَبو حاتِمٍ الأنْصارِيُّ: مَتْروكُ الحدِيثِ.
{والجهويَّةُ: فرْقَةٌ تقولُ} بالجِهَةِ.
{والتَّوْجِيهُ للقثاءِ والبطيخةِ: أَن يحفرَ مَا تَحْتهما ويهيآ ثمَّ يُوضَعا؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
(وَجه)
فلَان فلَانا عِنْد النَّاس (يجهه) وَجها صَار أوجه مِنْهُ وَفُلَانًا ضرب وَجهه ورده

(وَجه) فلَان (يُوَجه) وجاهة صَار ذَا قدر ورتبة فَهُوَ وجيه (ج وجهاء ووجاه وَهِي وجيهة (ج) وجاه وَهُوَ أَيْضا وَجه وَهِي وجهة
(وَجه) انْقَادَ وَاتبع يُقَال قاد فلَان فلَانا فَوجه انْقَادَ وَاتبع والمولود خرجت يَدَاهُ من الرَّحِم أَولا وَإِلَى الشَّيْء توجه بِمَعْنى ولى وَجهه إِلَيْهِ وَفِي الْمثل (أَيْنَمَا أوجه ألق سَعْدا) وَفُلَانًا فِي حَاجَة أرْسلهُ وشرفه وَجعل وَجهه للْقبْلَة وَالشَّيْء جعله على جِهَة وَاحِد والنخلة غرسها فأمالها قبل الشمَال فأقامتها الشمَال وَالنَّاس الطَّرِيق وطئوه وسلكوه حَتَّى استبان أَثَره لمن يسلكه والمطر الأَرْض قشر وَجههَا وَأثر فِيهِ وصيرها وَجها وَاحِدًا وَالرِّيح الْحَصَى ساقته وَفُلَانًا جعله يتَّجه اتجاها معينا

الزائد

الزائد:
[في الانكليزية] Affix ،infix
[ في الفرنسية] Affixe ،infixe
عند أهل العربية يطلق على الحرف الغير الأصلي وقد سبق. والزوائد الأربع هي حروف المضارعة وهي الألف والنون والياء والتاء، وقد يطلق الزائد على ما لا فائدة له كما في الأطول في بيان الغرابة، وعلى كلمة وجودها وعدمها لا يخلّ بالمعنى الأصلي، وأنّ لها فائدة، ومنه حروف الزيادة كذا يستفاد من الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ الزائد على قسمين لأنّ اللفظ الذي لا فائدة فيه إمّا أن لا يكون متعيّنا كإيراد لفظين مترادفين وهو المسمّى بالتطويل نحو وجدت قول فلان كذبا مينا. فالكذب والمين بمعنى واحد لا فائدة في الجمع بينهما، فأحدهما زائد لا على التعيّن. وإمّا أن يكون الزائد متعينا وهو المسمّى بالحشو نحو وجدت قول فلان قولا كاذبا. فلفظ قولا زائد معيّن كذا في المطوّل.
وقد يطلق على المزيد وهو الحرف الذي يتصل بالخروج كما ستعرف. وعند المحاسبين هو العدد المستثنى منه كما مرّ. والزوائد عند أهل الرّمل أربعة أشكال وهي الواقعة في المرتبة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة، وتسمّى أيضا شواهد.
الزائد
أحصى النحاة ما ورد في القرآن الكريم من كلمات زائدة، وحصروها في خمسة عشر لفظا: هى إِذْ، فى قوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (البقرة 30). وإذا في قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (الانشقاق 1). أى انشقت السماء كما قال: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ (القمر 1). وإلى، فى قوله تعالى: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم 37). فى رواية من قرأ تهوى، بفتح الواو. وأم، فى قوله تعالى: وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (الزخرف 51، 52). والتقدير: «أفلا تبصرون؟! أنا خير» وإن في قوله تعالى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ (الأحقاف 26). وأن، فى قوله تعالى: وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً (العنكبوت 33). وقوله تعالى: فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (يوسف 96). وقوله سبحانه: وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا (البقرة 246). وقوله تعالى:
وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا (إبراهيم 12). و (الباء) فى قوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (البقرة 195). وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (مريم 25). فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (الحج 15).
وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (الحج 25). فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (القلم 5، 6). وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها (يونس 27). وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ (البقرة 228). و (الفاء)، فى قوله سبحانه: هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (ص 55 - 57). وفي، من قوله تعالى: وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها (هود 41).
و (الكاف)، فى الآية الكريمة: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى 11).
و (اللام)، فى قوله تعالى: قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (النمل 72).
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36). ولا، فى قوله تعالى: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (الأعراف 12). قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (طه 92، 93). وقوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (الحديد 28، 29). وقوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (القيامة 1). وما على شاكلته من الآيات، وقوله سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء 65). وقوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِــكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (الأنعام 151). وقوله تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (الأنعام 109). وقوله سبحانه: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (الأنبياء 95). وقوله سبحانه: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً (آل عمران 79، 80). وما، فى قوله سبحانه: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (آل عمران 159)، وفَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ (النساء 155). وقوله سبحانه: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً (نوح 25). ومن، فى قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (الأنعام 34). و (الواو)، فى قوله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (الزمر 73). وقوله سبحانه وتعالى: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَــذلِــكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (الصافات 103 - 105).
ذلــك ما أحصاه النحويون من حروف، قالوا: إنها زائدة وردت في القرآن، يعنون بزيادتها أنهم لا يستطيعون لها توجيها إعرابيّا، وإن كانوا يجدونها قد أدت معانى، لا تستفاد من الجملة إذا هى حذفت، وسنقف عند كل آية نتبين فيها ما زيد وسر زيادته.
أما زيادة إذ في الآية الأولى فمما لم يرتضه ابن هشام في مغنيه ، وقال صاحب الكشاف : إذ منصوبة بإضمار اذكر، ويجوز أن ينتصب بقالوا، وعليه، فليست إذ بزائدة.
وكــذلــك لم يرتض زيادة إذا في الآية السابقة بل رآها شرطية حذف جوابها، لتذهب النفس في تقديره كل مذهب، أو اكتفاء بما علم في مثلها من سورتى التكوير والانفطار، ففي كلتا السورتين قد ذكر جواب إذا، فقيل في سورة التكوير فى الجواب: عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (التكوير 14). وقيل في سورة الانفطار: عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار 5).
وقيل في توجيه آية (إلى): إن تهوى بفتح الواو قد ضمنت معنى تميل ، وهو يتعدى بإلى فليست على ذلــك بزائدة. وأم في آيتها ليست زائدة كــذلــك، بل هى منقطعة بمعنى بل، وتفيد الإضراب الانتقالى، وليست إن في آيتها زائدة، بل نافية والمعنى ولقد مكناهم، فى أمور لم نمكنكم فيها، والمجيء بإن هنا أفضل من المجيء بما، حذرا من التكرير اللفظى.
أما أن في الآيتين الأوليين فزائدة، جىء بها مؤذنة بتراخى حدوث الفعلين بعدها في الزمن، تراخيا عبّر عنه القرآن بهذه اللفظة، ولو أن الفعل كان على الفور لا تصل الفعل بلما من غير فاصل بينهما. وأما في الآيتين الأخيرتين، فأن غير زائدة فيهما، والمعنى أى داع لنا في ترك القتال في سبيل الله، وفي ألا نتوكل على الله، وقد هدانا سبلنا.
والباء ليست زائدة في الآية الأولى، فمعناها: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، أى: لا تكونوا سببا في هلاك أنفسكم بأفعالكم. أما في الآية الثانية فقد ضمن (هزى) معنى أمسكى هازة، فجىء بالباء مصورة لمريم، ممسكة بجذع النخلة، تهزها، مبعدة هذا الجذع حينا، ومقربة له إليها حينا آخر. وأما الباء في (بسبب) فعلى تضمين يمدد معنى يتصل، إذ ليس المراد مطلق مد سبب إلى السماء، بل الهدف أن
يعلق المغيظ نفسه بهذا السبب، فساغ لــذلــك هذا التضمين ودلت الباء عليه.
وليست الباء في (بإلحاد) داخلة على المفعول به بل هو محذوف، والجار والمجرور حال من فاعل يرد، كشأن الجار والمجرور بعده، والمعنى ومن يرد فيه مرادا ما، عادلا عن القصد، ظالما، والإلحاد العدول عن القصد فالباء للمصاحبة لا زائدة.
وليس من الضرورى جعل الباء زائدة في بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ، بل من الممكن أن تكون بمعنى في، والتقدير في أيكم المفتون، أى سنرى ويرون في أى الفريقين منكم يكون المجنون، أفى فريق المسلمين، أم في فريق الكافرين.
ولم يرتض ابن هشام أن تكون الباء في (بمثلها) زائدة، بل قال: والأولى تعليق بمثلها، باستقرار محذوف، هو الخبر ؛ كما لم يرتض زيادة الباء في بأنفسهن في الآية الكريمة، بل قال: «فيه نظر، إذ حق الضمير المرفوع المتصل، المؤكد بالنفس، أو العين، أن يؤكد أولا بالمنفصل، نحو قمتم أنتم أنفسكم، ولأن التوكيد هنا ضائع، إذ المأمورات بالتربص، لا يذهب الوهم إلى أن المأمور غيرهن، بخلاف قولك زارنى الخليفة نفسه » وعلل صاحب الكشاف ذكر الأنفس هنا، فقال: «فى ذكر الأنفس تهييج لهن على التربص، وزيادة بعث، لأن فيه ما يستنكفن منه، فيحملهن على أن يتربصن، وذلــك أن أنفس النساء طوامح إلى الرجال، فأمرن أن يقمعن أنفسهن، ويغلبنها على الطموح، ويجبرنها على التربص».
وليست (الفاء) فى قوله سبحانه: هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (ص 57).-
بزائدة، بل هى آية ضمت ثلاث جمل قصيرة، يوحى قصرها الخاطف بالرهبة فى النفس، والخوف؛ فالجملة الأولى مبتدؤها مذكور حذف خبره، فكأنه قال:
هذا حق ثابت لا مراء فيه، وكأنه يشير إلى ما تقدم من قوله: جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (ص 56). ثم فرع على ذلــك العذاب الذى أعد لهم، قائلا: فَلْيَذُوقُوهُ ذاكرا ضميرا يبعث في النفس ترقب تفسيره، ففسره بأن ما سيذوقونه حميم يحرق بحرّه، وغساق يقتل ببرده، ولم يذكر المبتدأ هنا إسراعا إلى ذكر العذاب المعد لهم. وخرجه ابن هشام على أن خبر هذا هو حميم وغساق، لا الجملة الطلبية، وعليه فتأويل الآية: «هذا حميم وغساق، فليذوقوه» وإنما أسرع بالجملة الطلبية، تهديدا لهم، وتشفيا منهم.
ولا وجه لزيادة «فى» من قوله سبحانه: وَقالَ ارْكَبُوا فِيها (هود 41). لأن ركوبهم كان في السفينة. ولم ير صاحب الكشاف الكاف زائدة بل وجه الآية الكريمة بقوله: «قالوا مثلك لا يبخل، فنفوا البخل عن مثله، وهم يريدون نفيه عن ذاته، قصدوا المبالغة في ذلــك، فسلكوا به طريق الكناية؛ لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسده، وعمن هو على أخص أوصافه، فقد نفوه عنه، ونظيره قولك للعربى: العرب لا تخفر الذمم، كان أبلغ من قولك: أنت لا تخفر، ومنه قولهم قد أيفعت لداته، وبلغت أترابه، يريدون إيفاعه وبلوغه، فإذا علم أنه من باب الكناية لم يقع فرق بين قوله: «ليس كالله شىء»، وبين قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .
وإذا ضمنت رَدِفَ معنى دنا، فى قوله سبحانه: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (النمل 71، 72).
لم تعد اللام زائدة، كما لا تصير اللام زائدة في الآية التالية إذا جعلناها وما بعدها متعلقة بالفاعل المحذوف، وكان تأويل الجملة: هيهات هيهات الوقوع لما توعدون، وكان حذف الفاعل لوضوح دلالة الجملة عليه.
أما لا الواقعة بعد منع في الآيتين فزائدة، أريد بها تصوير فعل الممتنع، فإبليس في الآية الأولى لم يسجد، حين أمره الله، وهارون في الثانية لم يتبع موسى، وعصى أمره. وأريد بها كــذلــك تصوير ما يكون من هؤلاء الكفرة، إذا استجيب لهم، ونزلت الآية التى اقترحوها، فقال تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (الأنعام 109).- وتصوير أمر القرية التى أهلكت، وأن من المحال عودتها فقال سبحانه: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (الأنبياء 95).- وبيان ما يكون من هذا البشر الذى يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة، فهو لا يأمر باتخاذ الملائكة والنبيين أربابا. وتشعر في لا وهى زائدة في قوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ (الحديد 29). بأن أهل الكتاب هؤلاء، لن يتدبروا الأمر تدبرا يؤدى بهم إلى الإيمان، وأن علمهم حينئذ سيكون كلا علم، فكأنهم لم يعلموا.
وأما لا الواردة في القسم القرآنى، فإنها مزيدة توطئة للنفى بعده، وتوكيدا له، كما في قوله سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ (النساء 65).
وذلــك مستفيض في أشعارهم، كقول امرئ القيس: فلا وأبيك ابنة العامرى ... لا يدعى القوم أنى أفر
ومنها ما كان للنفى تعظيما للمقسم به، كما في قوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة 75، 76). وليس ذلــك بمانع من أن تكون هذه الصيغة مؤكدة لما يذكر بعدها.
أما الآية الكريمة: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ (الأنعام 151). فنظرة إليها تريك أنه لم يذكر فيها المحرم، وإنما ذكر فيها ما أمروا به، من عدم الشرك بالله، والإحسان إلى الوالدين، إلى غير ذلــك، فكان المحرم عليهم ضد هذا الذى ذكره، فليست لا زائدة بل هى للنفى، والجملة متسقة مع ما تلاها.
وما ليست زائدة في الآيات الثلاث الواردة، بل هى نكرة تامة بمعنى شىء، وما بعدها بدل كل منها، والمجيء بهذه النكرة متصلة بحرف الجر، وهى تبعث فى النفس معنى مبهما، ليزداد الشوق إلى معرفة معناها، حتى إذا ورد استقر في النفس واطمأنت إليه. ولا يكون ذلــك إلا حيث يكون الكلام مرتبطا بأمر عظيم، كالرحمة التى ألانت قلب الرسول، والخطيئات التى أغرقتهم فأدخلوا بها النيران، ونقض المواثيق التى كانت سبب ما يعانونه من اللعنة وسوء المصير.
أما من في الآية الكريمة فاسم بمعنى بعض. والواو في الآيتين ليست بزائدة، وجواب إذا ولما محذوف ترك إلى النفس إدراكه، حتى كأن العبارة لا تفى بالدلالة عليه.
ومن كل ذلــك يبدو أن ما يمكن عده زائدا، إنما هو حروف نادرة، جىء بها لأغراض بلاغية، وفت هذه الحروف الزائدة، ويظهر أن تسميتها زائدة معناه أنها لا يرتبط بها حكم إعرابى، لا أنها لم تؤد في الجملة معنى.
وورد في القرآن ما يبدو للنظرة السريعة أنه يمكن الاستغناء عنه، ولكن التأمل يبين عن دقة بارعة، فى اختيار هذا التعبير، وبلاغة مؤثرة في المجيء به، وهاك قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا (البقرة 79). فتأمل قوله بأيديهم يصور بها جريمة الافتراء، ويرسم بها مقدار اجترائهم على الله، ويؤكد ارتكابهم الجريمة بأنفسهم، وإن شئت فأسقط تلك الكلمة، وانظر أى فراغ تتركه إذا سقطت.
وقوله تعالى: قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (النحل 26). فمن فوقهم صورت هذه الكارثة، التى نزلت بهم أكمل تصوير، ومن هذا الباب قوله سبحانه: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ (البقرة 19). فالمطر لا يكون إلا من السماء، ولكن التعبير عن المطر بالصيب، ووصفه بأنه من السماء، يصوره لك كأنما هو حجارة مصوبة، تهبط من هذا العلو الشاهق، فتصيب بأذاها هذا السائر الضال.
وقوله تعالى: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (النور 15). وقوله تعالى: وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِــكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (الأحزاب 4). فأفواهكم تدل في الآية الأولى على أن الحديث الذى يجرى على ألسنتهم حديث لم يشترك فيه العقل، ولم يصدر عنه، وفي الآية الثانية، تدل على أن النطق اللسانى، لا يغير من الحقيقة شيئا، فهو لا يتعدى اللسان، إلى ما في الأفئدة من حقائق.
وقوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (الأحزاب 4). ففي ذكر الجوف تأكيد لإنكار وجود قلبين لرجل، فإذا تصور القارئ جوفا، بادر بإنكار أن يكون فيه قلبان.
وذكر واحدة في قوله تعالى: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (الحاقة 13 - 15).- فضلا عما فيه من صيانة النغم الموسيقى، يوحى بقصر النفخة، وسرعة الدكة، وفي ذلــك من إثارة الرعب، وتصوير شدة الهول ما فيه. وقوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (النجم 19، 20). تجد فيه وصف مناة بالثالثة، زيادة عما فيه من الحفاظ على الاتساق القرآنى، والموسيقى المتناسبة، إشارة إلى ما منى به هؤلاء القوم من ضعف في العقول، وفساد في التفكير، حتى إنهم لم يقفوا بإشراكهم عند حد إلهين، بل زادوا عليهما ثالثا، وإنى أشعر بالتهكم المر في قوله:
الْأُخْرى.
وقد كفانى الأدباء أمر البحث في توجيه قوله سبحانه: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ (البقرة 196). فقوله: تِلْكَ عَشَرَةٌ مع أن الثلاثة والسبعة معلوم أنها عشرة، رفع لتوهم أنها ثلاثة في الحج أو سبعة في الرجوع لاحتمال الترديد. وقوله: كامِلَةٌ مع أن العشرة لو نقصت لم تكن عشرة، فائدته أنّ التفريق ما نقص أجرها، بل أجرها كامل، كما لو كانت متوالية فنسب الكمال إليها، لكمال أجرها . 

قشع

(ق ش ع) : (انْقَشَعَ) السَّحَابُ وَتَقَشَّعَ وَأَقْشَعَ إذَا زَالَ وَانْكَشَفَ وَقَشَعَتْهُ الرِّيحُ كَشَفَتْهُ.

قشع

1 قَشَعَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ The wind removed, or cleared off, the clouds; (S, K;) as also ↓ أَقْشَعَتْهُ. (K.) 4 أَقْشَعَ and ↓ اِنْقَشَعَ and ↓ تقشّع It (a cloud) became removed, or cleared off. (S, K.) See 1.5 تَقَشَّعَ see 4.7 إِنْقَشَعَ see 4.
ق ش ع : انْقَشَعَ السَّحَابُ إذَا انْكَشَفَ وَتَقَشَّعَ مِثْلُهُ وَقَشَعَتْهُ الرِّيحُ مِنْ بَابِ نَفَعَ فَأَقْشَعَ هُوَ بِالْأَلِفِ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي تَعَدَّى ثُلَاثِيُّهَا وَقَصَرَ رُبَاعِيُّهَا عَكْسُ الْمُتَعَارَفِ. 
ق ش ع: (الْقِشَعُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ الْجُلُودُ الْيَابِسَةُ الْوَاحِدَةُ (قَشْعٌ) بِوَزْنِ فَلْسٍ وَهُوَ فِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ» . 

قشع


قَشَعَ(n. ac. قَشْع)
a. Dispersed, drove away.

قَشِعَ(n. ac. قَشَع)
a. Was light, frivolous.
b. [ coll. ], Saw, perceived.

أَقْشَعَa. see I
& V.
تَقَشَّعَa. Became dispersed; cleared away (clouds);
became scattered.
إِنْقَشَعَa. see Vb. [ coll. ], Was seen, perceived.

قَشْعa. Cloud.
b. Sweepings of the baths.
c. Stupid.
d. Dry hides.
e. Crust of ice.

قَشْعَة
(pl.
قِشَاْع)
a. Scattered clouds.
b. Dry skin; hide.

قِشْعa. see 1 (a) (b).
قِشْعَة
(pl.
قِشَع)
a. see 1t
قَشِعa. Dry, arid.
b. Fickle, inconstant; frivolous.

قِشَاْعa. Rag.

قَشُّوْع
a. [ coll. ], Kid forsaken by its
mother.
N. P.
قَشڤعَ
a. [ coll. ], Seen, perceived;
visible.
قشع
القَشْعُ: بَيتٌ من أدم. والسحاب المُقْلِع، وَقَشَعَتْهُ الريحُ فأقْشَعَ وانْقَشَعَ. والقومُ المتفرقون عن بلادهم، وقد أقْشَعوا. والقَشْعَةُ: قطعةٌ من السحاب تبقى إذا انقطع الغَيْم.
وانْقَشعَ البَرْدُ وتقَشع: ذهَبَ. والقَشْعُ: كُناسَة الحَمام. وأتى وما عليهِ قِشاعٌ: أي شيء من الثياب. وأراكَةٌ قَشِعَةٌ: مُلْتَفة.
والقَشْعُ: ريشٌ منْتَشِر. والفَرْوُ الخَلَق. والنطع. والزنبيل. وذَكَرُ الضباع. والنُّخامَة - وهي القشاعَة أيضاً، وقد قَشَعَ بها. والأحمق. وما أخَذْتَه عن وجه الأرض فرميتَ به. والذي لا يَثْبت على ما يُراد منه. وما جَمَدَ من الماء رقيقاً على شيء. وشاة قَشِعَةٌ: غَثةٌ.
وهو أَــذل من القَشْعَة: وهي الكَشُوثاء. وعجوز قَشْعَة: رَــذْلَــة. وقَشِعَ الشيءُ: جف.
ق ش ع

انقشع الغيم وتقشّع وأقشع، وقشعته الريح.

ومن المجاز: انقشع الظلام والبرد. واجتمعوا عليه ثم انقشعوا. وانقشعوا عن الماء وتقشّعوا: تفرّقوا. وانقشع الهمّ عن القلب. وانقشع البلاء عن البلاد. وانقشعوا عن أماكنهم: جلوا عنها. وفلان يقشع بنخامته: يرمى بها، ويرمى بقشاعته. والنور يقشع الظلام. قال:

كهولاً وشبّاناً على قسماتهم ... قواشع نورٍ أو بروق أوالق

و" طارت به أم قشعم " أي المنية. وفلان لم تتقشع جاهليّته. قال القطاميّ:

إذ باطلي لم تقشع جاهليته ... عنّي ولم يترك الخلاّن تقوادي

قودي إلى الباطل.
[قشع] فيه: لا أعرفن أحدكم يحمل «قشعًا» من أدم، أي جلدًا يابسًا، وقيل: نطعًا، وقيل: القرابة البالية، وهو إشارة إلى الخيانة في الغنيمة أو غيرها من الأعمال. ومنه ح: فنفلني جارية عليها «قشع»، قيل: أراد به الفرو الخلق. ن: هو بفتح قاف وبكسر وسكون معجمة النطع. ج: قشع من آدم، أي جلد يابس. نه: وفي ح أبي هريرة: لو حدثتكم بكل ما أعلم رميتموني «بالقشع»، هي جمع قشع بلا قياس، وقيل: جمع قشعة، وهي ما يقشع عن وجه الأرض من المدر والحجر، كبدرة وبدر، وقيل: القشعة نخامة يقتلعها الإنسان من صدره، أي ليزقتم في وجهي استخفافًا بي وتكذيبًا لقولي، يروى: لرميتموني بالقشع - على الإفراد وهو الجلد، أو من القشع: الأحمق، لأي لجعلتموني أحمق. وفيه ح: «فتقشع» السحاب، أي تصدع وأقلع، وكذا أقشع وقشعته الريح.
قشع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَو حدثتكم بِكُل مَا أعلم لرميتموني بالقِشَع. [قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره -] القِشَع: الْجُلُود الْيَابِسَة [وَلَا يكون القِشَع أبدا إِلَّا يَابسا -] الْوَاحِد مِنْهَا قَشْع [قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا على غير قِيَاس الْعَرَبيَّة وَلكنه هَكَذَا يُقَال وَمِنْه حَدِيث سَلمَة ابْن الْأَكْوَع فِي غزَاة بني فَزارة قَالَ: أغرنا عَلَيْهِم فَإِذا امْرَأَة عَلَيْهَا قشع فأخذتها فَقدمت بهَا الْمَدِينَة. وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِــك قَول متمم بن نُوَيْرَة يرثى أَخَاهُ فَقَالَ: (الطَّوِيل)

وَلَا بَرَمٌ تُهْدِي النساءُ لعِرْسِه ... إِذا القَشْع من بَرْد الشتَاء تقعقعا -] 
[قشع] الأصمعيّ: القِشَعُ: الجلود اليابسة، الواحدةُ قَشْعٌ على غير قياس، لان قياسه قشعة وقشع، مثل بدرة وبدر، إلا أنه هكذا يقال. وفى حديث سلمة بن الاكوع في غزاة بنى فزارة قال: " أغرنا عليهم فإذا امرأة عليها قشع لها، فأخذتها فقدمت بها المدينة ". ومنه حديث أبى هريرة: " لو حدثتكم بكل ما أعلم لرميتموني بالقشع ". والقشع: بيتٌ من جلد، فإن كان من أَدَمٍ فهو الطِرافُ. قال متمِّم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً: ولا بَرَماً تُهْدي النساءُ لعِرسِهِ * إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا * وقَشَعَتِ الريحُ السحابَ، أي كشفته، فانْقَشَعَ وتَقَشَّعَ وأقْشَعَ أيضا. وقشعته أنا، مثل كببته فأكب. والقشعة بالكسر: القطعة من السَحاب تبقى بعد انقشاع الغيم. وقشعت القوم فأقشعوا وتَقَشَّعوا، أي فرَّقْتُهُمْ فتفرَّقوا. وأقْشَعَ القوم عن الماء: أقلعوا عنه.
قشع
قشَعَ يَقشَع، قَشْعًا، فهو قاشِع، والمفعول مَقْشوع
• قشَع القوْمَ: فَرّقَهُمْ وأذهبهم "قشَع الزِّلزالُ أبناءَ القرية".
• قشَع النورُ الظلامَ: أزاله.
• قشَعتِ الرِّيحُ السحابَ: كشفته "قشَعت الرِّيحُ الغيمَ فسطعت الشّمسُ". 

أقشعَ يُقشع، إقْشاعًا، فهو مُقشِع، والمفعول مُقشَع (للمتعدِّي)
• أقشع القومُ: تفرَّقُوا.
• أقشعتِ السَّماءُ: انكشفَتْ "كان الجوّ غائمًا ثم أقشَعت السّماءُ وسطعت الشمسُ".
• أقشعتِ الرِّيحُ السَّحابَ: قَشَعَته؛ بدّدته وذهبت به بعيدًا. 

انقشعَ/ انقشعَ عن ينقشِع، انْقِشاعًا، فهو مُنْقشِع، والمفعول مُنْقَشَع عنه
• انقشعَ السَّحابُ: مُطاوع قشَعَ: انكشف، تفرّق، زال شيئًا فشيئًا "انقشَع اللَّيلُ/ القومُ/ البردُ/ الظَّلامُ/ الضَّبابُ".
• انقشعَ الهَمُّ عن القلب: زال عنه وانكشف "انقشَعَ البلاءُ عن البلاد- انقشعتْ عن نفسه غيُومُ الاضطِراب". 

تقشَّعَ/ تقشَّعَ عن يتقشَّع، تقشُّعًا، فهو مُتقشِّع، والمفعول مُتقَشَّع عنه
• تقشَّع السَّحابُ: انقشع، زال شَيْئًا فشيئًا.
• تقشَّعَ القومُ: أقشعُوا، تفرّقوا عن المكان في مُهْلَة "تقشَّع المتظاهرون بعد تدخُّل الشرطة".
• تقشَّع عنه الشَّيءُ: زال عنه "تقشَّع الظّلامُ عن الصُّبح- تقشَّع السّحابُ عن الجوّ- تقشّع الهمُّ عن القلب- تقشَّع البلاءُ عن البلاد". 

قَشْع [مفرد]: مصدر قشَعَ. 

قَشْعَة [مفرد]: ج قَشَعات وقَشْعات وقِشاع: قِطعة من السَّحاب تبقى في أفق السَّماء إذا انقشع الغيمُ. 
(ق ش ع)

القَشْع: بَيت من أَدَم، قَالَ متمم:

وَلَا بَرَماً تُهْدِى النِّساءُ لعِرْسِه ... إِذا الْقَشْعُ من برْد الشِّتاءِ تقَعْقَعا

وَرُبمَا اتخذ من جُلُود الْإِبِل، صوانا لما فِيهِ من الْمَتَاع. والقَشْع، والقَشْعة: قِطْعَة نطع خلق. وَقيل: هُوَ النطع نَفسه. والقَشْع أَيْضا: الفرو الْخلق. وَجمع كل ذَلِــك: قُشوع.

والقَشْعة، والقِشْعة. الْقطعَة الْخلق الْيَابِسَة من الْجلد. وَجمع القَشعة: قِشاع، وَجمع القَشْعَة: قِشَع.

وقَشِع الشَّيْء قَشَعا: خفَّ، كَاللَّحْمِ الَّذِي يُسمى الحساس.

والقُشاع: دَاء يوبس جلد الْإِنْسَان.

والقِشاعُ: الرقعة الَّتِي تُوضَع على النجاش عِنْد خرز الاديم.

وانقشع عَنهُ الشَّيْء وتقشَّع: غشيه، ثمَّ انجلى عَنهُ، كالظلام عَن الصُّبْح، والهم عَن الْقلب، والسحاب عَن الجو.

والقَشْع: السَّحَاب الذَّاهِب المُتقشَّع عَن وَجه السَّمَاء. والقَشْعة والقِشْعة: قِطْعَة مِنْهُ تبقى فِي أفق السَّمَاء إِذا تَقَشِّع الْغَيْم.

وَقد اقشع الْغَيْم، وانقَشَع، وتقشَّع، وقشَعتْه الرّيح قَشْعا.

قَالَ ابْن جني: جَاءَ هَذَا معكوسا مُخَالفا للمعتاد، وَــذَلِــكَ انك تَجِد فيهمَا " فَعَل " مُتَعَدِّيا، و" أفعل " غير مُتَعَدٍّ. وَمثله: شنق الْبَعِير واشنق هُوَ، وأجفل الظليم وجفلته الرّيح، وَسَيَأْتِي.

وأقشع لقوم، وتقشعوا، وانقشعوا: ذَهَبُوا وافترقوا. وقشعوا عَن مجلسهم: ارتفعوا. هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقِشْع والقِشْع: كناسَة الْحمام والحجام. وَالْفَتْح أَعلَى.

والقِشْعَة: النُّخامة، وَبِه فسر حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: لَو حدثتكم بِكُل مَا رويت لرميتموني بالقِشْع. قَالَ الْمُفَسّر: أَي لبصقتم فِي وَجْهي، تفنيدا لي. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين. والقُشاع: صَوت الضبع. وَقَالَ أَبُو مهراس:

كأنّ نِداءَهنَّ قُشاعُ ضَبْعٍ ... تفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أكِيلا

وأراكه قَشِعَة: ملتفة كَثِيرَة الْوَرق.

والمِقْشَع: الناووس، يَمَانِية.

قشع: القَشْعُ والقَشْعةُ: بيت من أَدَمٍ، وقيل: بيت من جِلْد، فإِن كان

من أَدَمٍ فهو الطِّراف؛ قال متمم بن نويرة يرثي أَخاه:

ولا برَم تُهْدِي النساءُ لِعِرْسِه،

إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا

وربما اتخذ من جُلُودِ الإِبل صِواناً لما فيه من المتاعِ، والجمع

قِشْعٌ؛ وقول الراجز:

فَخَيَّمَتْ في ذَنَبانٍ مُنْقَفِعْ،

وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ

أَي رطْبٍ لم يَقْشَعْ، والقَشِعُ: اليابسُ، والمُنْقَفِعُ:

المُتَقَبِّضُ. والقَشْعُ: الرجل الكبير الذي انْقَشَعَ عنه لحمه من الكِبَرِ؛ قال

أَبو منصور: القَشْع الذي في بيت متمم هو الشيخ الذي انقشع عنه لحمه من

الكِبَرِ فالبرد يؤذيه ويَضُرُّ به. والقَشْعُ والقَشْعةُ: قِطْعة نِطَعٍ

خَلَقٍ، وقيل: هو النطع نفسه. والقَشْعُ أَيضاً: الفَرْوُ الخلَقُ، وجمع

كل ذلــك قُشُوعٌ. والقَشْعةُ والقِشْعةُ: القطعة الخلَقُ اليابسةُ من

الجلد، والجمع قِشَعٌ، وقيل: إِن واحده قَشْعٌ على غير قياس لأَن قياسه قشعة

مثل بَدْرةٍ وبِدَرٍ إِلا أَنه هكذا يقال. ابن الأَعرابي: القِشَعُ

الأَنْطاعُ المُخْلِقةُ. وفي حديث سلمة بن الأَكوع في غزاة بني فَزارةَ قال:

أَغرنا عليهم فإِذا امرأَة عليها قَشْعٌ لها فأَخذتها فقدمت بها المدينة؛ قال

ابن الأَثير: أَراد بالقَشْع الفَرْوَ الخَلَق، وأَخرجه الهروي عن أَبي

بكر قال: نَفَّلَنِي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، جارية عليها قَشْعٌ

لها. وفي الحديث: لا أَعْرِفَنَّ أَحدَكم يَحْمِلُ قَشْعاً من أَدَمٍ

فينادِي: يا محمد فأَقول: لا أَملِك لك من الله شيئاً، قد بَلَّغْتُ، يعني

أَدِيماً أَو نِطَعاً، قاله في الغُلولِ، وقال ابن الأَثير: أَراد

القِرْبةَ البالية وهو إِشارة إِلى الخيانةِ في الغنيمةِ أَو غيرها من الأَعمال؛

قيل: مات رجل بالبادية فأَوصَى أَن ادفنوني في مكاني ولا تنقلوني عنه، ثم

قال:

لا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخَرْقاءُ مَبْناها؛

الناسُ ناسٌ، وأَرضُ اللهِ سَوّاها

قوله مبناها: حيث تنبُتُ القَشْعةُ

(* قوله« حيث تنبت القشعة» لعل

المراد بها الكشوثاء ففي القاموس والقشعة الكشوثاء وان كان شارحه استشهد به

على القشعة بمعنى المرأَة)، والاجْتِواء: أَن لا يوافقك المكان ولا

ماؤُه.وقَشِعَ الشيءُ قَشَعاً: جَفَّ كاللحم الذي يسمى الحُساسَ.

والقُشاعُ: داءٌ يُؤْيِسُ الإِنسانَ. والقِشاعُ: الرُّقْعةُ التي توضعُ

على النِّجاش عند خَرْزِ الأَدِيمِ.

وانْقَشَعَ عنه الشيءُ وتَقشََّعَ: غَشِيَه ثم انجلى عنه كالظَّلام عن

الصبح والهَمِّ عن القلبِ والسَّحابِ عن الجوِّ. قال شمر: يقال للشَّمالِ

الجِرْبِياءُ وسَيْهَكٌ وقَشْعة لقَشْعِها السَّحاب. والقَشْعُ

والقِشْعُ: السحابُ الذاهبُ المُتَقَشِّعُ عن وجه السماء، والقَشْعةُ والقِشْعةُ:

قِطْعةٌ منه تبقى في أُفُقِ السماء إِذا تَقَشَّع الغيمُ. وقد انْقَشَع

الغيمُ وأَقْشَعَ وتَقَشَّعَ وقَشَعَتْه الريحُ أَي كَشَفَتْه فانقشَع؛ قال

ابن جني: جاءَ هذا معكوساً مخالفاً للمعتاد وذلــك أَنك تجد فيها فعَل

متعدِّياً وأَفعَل غير متعد، ومثله شَنَقَ البعِيرَ وأَشنَقَ هو، وأَجفَلَ

الظَّلِيمُ وجَفَلَتْه الريحُ، وكل ذلــك مذكور في موضعه. وفي حديث الاستسقاء:

فَتَقَشَّعَ السحابُ أَي تصدَّع وأَقلع، وكــذلــك أَقْشَعَ، وقَشَعَتْه

الريحُ.

وقَشَعْتُ القومَ فأَقْشَعوا وتقشَّعوا وانقشَعوا: ذهبوا وافترقوا.

وأَقشَعَ القومُ: تفرَّقوا. وأَقْشَعُوا عن الماء: أَقْلَعوا، وعن مجلسهم:

ارتفعوا؛ هذه عن ابن الأَعرابي. والقَشْعُ والقُشْعُ والقِشْعُ: كُناسةُ

الحمَّامِ والحجَّامُ، والفتح أَعلى. والقَشْعةُ: العجوز التي انقطع عنها

لحمها من الكِبَرِ. والقُشاعُ: صوت الضَّبُعِ الأُنثى؛ وقال أَبو مهراس:

كأَنَّ نِداءَهُنَّ قُشاعُ ضَبعٍ،

تَفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أَكِيلا

والقِشْعةُ: النُّخامةُ، وجمعها قِشَعٌ، وبه فسر حديث أَبي هريرة، رضي

الله عنه: لو حدثتكم بكل ما أَعلم لرميتموني بالقِشَع، وروي: بالقَشْعِ،

وقال: القَشْعُ ههنا البُزاقُ؛ قال المفسر: أَي بَصَقْتُم في وجهي

تَفْنِيداً لي؛ حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، وقال ابن الأَثير: هي جمع

قَشْعٍ على غير قياس، وقيل: هي جمع قَشْعةٍ وهي ما يُقْشَع عن وجه الأَرض من

المدَر والحجر أَي يقلع كبَدْرةٍ وبِدَرٍ، وقيل: القِشْعةُ النُّخامة

التي يَقْتَلِعُها الإِنسان من صدره ويُخْرِجُها بالتنخم، أَي لبصقتم في وجهي

استخفافاً بي وتكذيباً لقولي؛ ويروى: لرميتموني بالقَشْعِ، على

الإِفراد، وهو الجِلْد أَو من القَشْعِ الأَحمق أَي لجعلتموني أَحمَق. وقال أَبو

منصور عقيب إِيراد هذا الحديث: القِشَعُ الجُلود اليابسة، وقال: قال بعض

أَهل اللغة القَشْعةُ ما تَقَلَّفَ من يابِس الطينِ إِذا نَشَّتِ

الغُدْرانُ وجفّت، وجمعها قِشَعٌ. والقَشْعُ: أَن تَيْبَسَ أَطرافُ الذّرةِ قبل

إِناها، يقال: قَشَعَت الذُّرةُ تَقْشَعُ قَشْْعاً: الحِرْباءُ؛ وأَنشد:

وبَلْدةٍ مُغْبَرّةِ المَناكِبِ،

القَشْعُ فيها أَخضَرُ الغَباغِبِ

وأَراكةٌ قَشِعةٌ: مُلْتَفّةٌ كثيرة الورق.

والمِقْشَعُ: الناوُوس، يمانية.

قشع
القَشْعُ، بالفَتْحِ، وذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَكٌ، كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ: الفَرْوُ الخَلَقُ، بلُغَةِ قُشَيْرٍ، ونَقَلَه أَبُو زَيْدٍ عَنْهُم، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأثِير حَدِيَثَ سَلَمَةَ بنِ الأكْوَعِ: فَإِذا امْرَأةٌ عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا، فأخَذْتُها فقَدِمْتُ بهَا المَدِينة وأخْرَجَه الهَرَوِيّ عَن أبي بَكْرٍ القِطْعَةُ مِنْهُ بهاءٍ والجَمْعُ قُشُوعٌ.
والقَشْعُ: كُنَاسَةُ الحَمّامِ نَقَلَه ابنُ فارسٍ عَن بَعْضِهِم، وزادَ غَيْرُه، الحَجّام، ويُثَلَّثُ، عَن ابنِ فارِسٍ الكَسْرُ، وَزَاد صاحِبُ اللِّسَانِ الفَتْح، وقالَ: والفَتْحُ أعْلَى، وأمّا الضَّمُّ فَلم أرَ مَنْ ذَكَرَه، فليُنْظَرْ ذَلِــك.
والقَشْعُ، الأحمَقُ، سُمِّيَ بِهِ لأنَّ عَقْلَه قد تَقَشَّع عَنهُ: انْكَشَف، وذهَبَ، وبِهِ فُسِّرَ حَدِيثُ أبِي هريرَةَ: لَو حَدَّثْتُكُم بكُلِّ مَا أعْلَمُ لَرَمَيْتُمُوني بالقَشْعِ فيمَنْ رواهُ بالفَتْحِ، والمَعْنَى لدَعَوْتُمُونِي بالقَشْعِ، وحمَّقْتُمُوني.
والقَشْعُ: رِيشُ النَّعَامِ، وَهُوَ مَأخوذٌ من قَوْلِ القُشَيْرِيينَ فِي مَعْنَى القَشْعِ: الفَرْوُ الغَلِيظُ، قالَ الشاعِرُ: جَدُّكَ خَرْجَاءُ عَلَيْهَا قَشْعُ أَلا تَرى إِلَى قَوْلِ عَنْتَرةَ يصفُ الظَّلِيم:
(صَعْلٍ يَعُودُ بذِي العُشَيْرَةِ بَيْضَهُ ... كالعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأصْلَمِ)
والقَشْعُ أيْضاً: النُّخَامَةُ الَّتي تُرْمَى، يَقْتَلِعُها الإنْسَانُ من صَدْرِه، ويُخْرِجُهَا بالتَّنَخُّمِ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ السّابِقُ، أَي لبَصَقْتُمْ فِي وَجْهِي اسْتِخْفافاً بِي، وتَكْذيباً لِقَولِي، كالقِشْعَةِ، بالكَسْرِ، وَهِي النُّخَامةُ، وَقد رُوِيَ الحَدِيثُ بالكَسْرِ أيْضاً، وفُسِّرَ بالبُزَاقِ. حكاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبيْنِ.
والقُشَاعَةُ، كُثمَامَةٍ: بَيْتٌ من جِلْدٍ، هكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصّوابُ فِي العِبَارَة: وبَيْتٌ من) جِلْد، ج: قُشُوعٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ، إلاّ أنَّه قَالَ: من أدَمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ على الصِّحَةِ، فالقُشَاعَةُ: لُغَةٌ فِي القِشْعَةِ، بمَعْنَى النُّخَامَة، نَقَلَه الزَّمَخْشَريُّ، وَقد سَقَطَ الواوُ من نُسَخِ المُصَنِّفِ سَهْواً من النُّسَّاخِ، بِدَليلِ مَا سَيَأتي من المَعْطُوفَاتِ عَلَيْهِ، زادَ اللَّيْثُ: ورُبَّما اتُّخِذَ من جُلودِ الْإِبِل صِوَانا للمَتَاعِ، وزادَ الجَوْهَرِيُّ: فإنْ كَانَ من أدَمٍ فهُوَ الطِّرَافُ، وأنشَدَ لمُتَمِّمِ بنِ نُويْرَة: رضِيَ اللهُ عَنهُ يَرْثِي أخاهُ مالِكاً:
(وَلَا بَرَماً تُهْدِي النِّسَاء لعِرْسِهِ ... إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشَّتَاءِ تَقَعْقَعَا)
زادَ الصاغَانِيُّ: ويُرْوَى مِنْ حسِّ الشِّتَاء وذلــكَ أنَّه إِذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ والبَرْدُ تَقْبَّضَ، فَإِذا حُرِّك تَقَعْقَعَت أثْناؤُه، أَي نوَاحِيه.
قَالَ ابنُ المُبَارَكِ: القَشْعُ: النِّطَعُ نفسُه، أَو قِطْعَةٌ من نِطَعٍ خَلَقٍ.
وقِيلَ: هِيَ القِرْبَةُ اليابِسَةُ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، والصَّوابُ: البالِيَةُ كَمَا فِي العُبَابِ واللِّسانِ.
وجمعُ كُلِّ ذَلِــك قُشُوعٌ.
وبكُلٍّ من النِّطَعِ أَو القِطْعَة مِنْهُ، والقِرْبَةِ فُسِّر الحَدِيثُ: لَا أعْرِفَنَّ أحْدَكُم يَحْمِلُ قَشْعاً من أدَمٍ، فيُنادي يَا مُحَمّدُ، فأقُولُ: لاأمْلِكُ لكَ من اللهِ شَيْئاً، قد بَلَّغْتُ يَعْني نِطَعاً، أَو قِطْعَةً من أدِيمٍ، قالَهُ الهَرَوِيُّ فِي الغُلُولِ، وقالَ ابنُ الأثيرِ: أرادَ القِرْبَةَ البَالِيَةَ، وَهُوَ إشارَةٌ إِلَى الخِيانَةِ فِي الغَنِيمَةِ، أَو غيرَها من الأعْمالِ.
وقالَ الأزْهَرِيُّ: القَشْعُ الَّذِي فِي بَيْتِ مُتَمِّمٍ السّابِق هُو الرَّجُلُ المُنْقَشِعُ لَحْمَهُ عَنهُ كِبَراً، فالبَرْدُ يُؤْذِيه ويضُرُّه، وَهِي بهاءٍ، وأنْشَدَ اللَّيْثُ:
(لَا تَجْتَوِي القَشْعَةُ الخَرْقَاءُ مَبْنَاهَا ... الناسُ ناسٌ وأرْضُ اللهِ سَوّاهَا)
قولُه: مَبْنَاها، أَي حَيْثُ تَنبُتُ القَشْعَةُ، والاجْتِواءُ: أَن لَا يُوَافِقَك المَكَانُ وَلَا ماؤُه، قالَه رجُلٌ ماتَ فِي البادِيَةِ، فأوْصى أنْ يُدْفَنَ فِي مَكانِه، وَلَا يُنْقَل عَنهُ.
والقَشْعُ: الحِرْبَاءُن قالَ: وبَلْدَةٍ مُغْبَرَّةِ المَناكِبِ القَشْعُ فِيهَا أخْضَرُ الغَبَاغِبِ القَشْعُ: السَّحَابُ الذَّاهِبُ المُنْقَشِعُ عَن وَجْهِ السَّمَاءِ، ويُكْسَرُ، والقِطْعَةُ مِنْهُ قَشْعَةٌ، وقِشْعَةٌ، ويَذْكُره المُصَنِّفُ قَرِيباً.)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: القَشْعُ: الزِّنْبِيلُ.
وأيْضاً: مَا جَمَدَ مِنَ الماءِ رَقِيقاً على شَيءٍ.
ونَقَلَ الأزْهَرِيُّ عَن بَعْضِ أهْلِ اللُّغَةِ: القَشْعُ مَا تَقَلَّفَ من يَابِسِ الطِّينِ إِذا نَشَّتِ الغُدْرَانُ وجَفَّتْ، والقِطْعَةُ مِنْهُ قَشْعَةٌ، والجَمْعُ: قِشَعٌ، كَبْدرَةٍ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ السابِقُ، فِيمَن روَاه بكَسْرِ القافِ وفَتْحِ الشِّينِ، أَي لَرَمَيْتُمُونِي بالحَجَرِ والمَدَرِ، نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ.
والقَشْعُ أيْضاً: مَا تَقْشَعُ أَي تَقْلَعُ مِنْ وجْهِ الأرْضِ بِيَدِكَ أَي تَقْلَعُ مِنْ وَجْهِ الأرْضِ من رُسَابَةِ الطِّينِ وغَيْرِها، ثُمّ تَرْمِي بِه، وهُو قَرِيبٌ من الأوّلِ.
وقِيلَ: القَشْعُ: الجِلْدُ اليابِسُ ج: كعِنَبٍ، نَقَلَه الأصْمَعِيُّ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ على غَيْرِ قِيَاسٍ لأنَّ قِياسَه قَشْعَةٌ وقِشَعٌ، مثل: بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، إلاّ أنَّهُ هكَذَا يُقَال، وَبِه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ حَدِيثَ أبي هُرَيرَةَ السابقَ، والمَعْنَى: لَرَمَيْتُمونِي بالجُلُودِ اليابِسَةِ.
ويُحتمَلُ أَن يُرَادَ بهَا الدِّرَّةُ أَو السَّوْطُ، ويُرْوَى الحَدِيثُ أَيْضا بالإفْرادِ، أَي لَرَمْيتُموني بالجِلْدِ اليابِسِ، إنْكَاراً عليَّ، وتَهَاوُناً بِي، فظَهَر مِمّا تَقَدَّمَ أنَّ الحَدِيثَ قد فُسِّر على خَمْسَةِ أوْجهٍ، ذَكَر أحَدَها الجَوْهَرِيُّ وذكَرَ المُصَنِّفُ الأرْبَعَةَ نَقْلاً عَن العُباب والنِّهايَةِ وَغَيرهمَا، وتَفْصِيلُ ذَلِــك: فَمن رَوَاه بالفَتْح فبمَعْنَى الأحْمَق، والنُخَامَة، والجِلْد، ويابِسِ الطِّينِ، وَمن رَوَاهُ بالكَسْرِ فبمَعْنى البُزاقِ، وَمن رَواهُ بِكَسْرٍ ففْتحٍ، فبمعْنَى النُّخَامَةِ على أنَّهُ جَمْعُ قِشْعَة بالكَسْرِ، أَو الجُلُودِ اليابِسَة، وعِنْدَ التَّأمُّلِ فِيمَا ذَكَرْنا يَظْهَرُ لَك الزِّيادَةُ.
وقَشَعَ القَوْمَ، كَمَنَع: فَرَّقَهُم، فأقْشَعُوا: تَفَرَّقُوا، قَالَ العَباسُ بن عبْدِ المُطَّلِبِ: رضيَ الله عَنهُ:
(نَصَرْنَا رسُولَ اللهِ فِي الحَرْبِ تِسْعَةً ... وَقد فَرَّ منْ قَدْ فَرَّ عَنْه فأقْشَعُوا)
نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ نادِرٌ مثل: كَبَبْتُه فأكَبَّ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ.
قلتُ: وَزَاد الزَّوْزِنيُّ: عَرَضْتُه فأعْرَضَ، وتَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ ذَلِــك، وَقَالَ ابْن جِنِّي: جاءَ هَذَا مَعْكوساً مُخَالِفاً للمُعْتَادِ، وَــذَلِــكَ أنَّك تَجِدُ فِيهَا فَعَلَ مُتَعَدِّياً وأفْعَلَ غيرَ مُتَعَدٍّ، ومِثْلُه شَنَقَ البَعِيرَ وأشْنَقَ هُوَ، وأجْفَلَ الظَّلِيمُ وجَفَلَتْهُ الرِّيحُ، وكُلُّ ذلــكَ مَذْكورٌ فِي مَوضِعِهِ.
وَقد مَرَّ البَحْثُ فيهِ فِي كبب فراجِعْه.
وقَشَعَتِ الرِّيحُ السَّحابَ، أَي كَشَفَتْه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، كأقْشَعَتْهُ، كَمَا فِي العبابِ، فأقْشَعَ السَّحابُ نَفْسُه، وانْقَشَع، وتَقَشَّعَ، أَي انْكَشَفَ، وشَاهِدُ الأخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ:)
ومَثَلُ الدُّنْيا لِمَنْ تَرَوَّعَا ضَبابَةٌ لَا بُدَّ أَن تَقَشَّعا وَفِي المَثَل: سحابَةُ صَيْفٍ عَن قَلِيلٍ تَقَشَّعُ يُضْرَبُ فِي انْقِضاءِ الشَّيءِ بسُرْعَةٍ، وَفِي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ: فَتَقَشَّعَ السَّحَابُ أَي: تَصَدَّع وأقْلَع.
وقَشَعَ الناقَةَ: حَلَبَها، نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ.
ويُقالَ: هُوَ أذَلُّ من القَشْعَةِ، بالفَتْحِ، وَهِي الكَشُوثاءُ نَقَله ابْن عَبّادٍ، وَبِه سُمِّيَت العَجُوزُ المُنْقَطِعُ عَنْهَا لحْمُها من الكِبَرِ قَشْعَةً، وَقد سَبَقَ ذلــكَ للمُصَنِّفِ، وذَكَرْنا شَاهِدَه فهوَ تَكْرارٌ.
والقِشْعَةُ، بالكَسْرِ والفَتْح: القِطْعَةُ من السحابِ تَبْقَى فِي أُفُقِ السَّماءِ بَعْدَ انْقِشاعِ الغَيْمِ، أَي انْجِلائِه وانْكِشَافِه.
والقَشعَةُ أَيْضا، بالوَجْهَين: القِطْعَةُ من الجِلْدِ اليابِسِ، جَمْعُ المَكْسُورِ قِشَعٌ، كعِنَبٍ وجَمْعُ المَفْتُوحِ قِشَاعٌ، كجِبالٍ.
وَالَّذِي يَظْهَرُ من كَلامِ الجَوْهَرِيِّ الّذي نَقَلَهُ عَن الأصْمَعِيِّ أنَّ القِشَعَن كعِنَبٍ: جَمْعُ قَشْعٍ، بالفَتْحِ، كَمَا تَقَدَّم، وَهُوَ على غَيْرِ قِيَاسٍ.
وقالَ: هكَذا يُسْتَعْمَلُ، ومُقْتَضَى كَلامِه أنَّ غَيْرَه لول كَانَ مطابِقاً للقِيَاسِ لكنَّه غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ وَفِي التَّهْذيبِ وغَيْرِه: أنَّ القَشْعَةَ والقَشْعَ بفَتْحِهما جَمْعُهما قُشُوعٌ، فتَأمَّلْ ذَلِــك.
وشَاةٌ قِشِعَةٌ، كفَرَحَةٍ: غَثَّةٌ. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
والقَشِعُ، ككَتِفٍ: اليابِسُ قالَ عُكّاشَةُ السَّعْدِيُّ يَصِفُ إبِلاً: فَخَيَّمَتْ فِي ذَنَبَانٍ مُنْقَفِعْ وَفِي رُفُوضِ كَلأٍ غَيْرِ قَشِعْ والقَشِعُ: الرَّجُلُ لَا يَثْبُتُ على أمْرٍ.
ويُقال: أتَى وَمَا عَلَيْه قِشَاعٌ، كَقِزَاعٍ زِنَةً ومَعْنىً، أَي شَيْءٌ من الثِّيَابِ، نَقَلَه ابْن عَبّادٍ.
وَعَن النَّضْرِ: القُشَاعُ، كغُرَابٍ: صَوْتُ الضَّبُعِ الأُنْثَى، هكَذا هُوَ فِي العُبَابِ واللِّسَانِ.
قَالَ شيْخُنَا: وكأنَّه جَرَى على رأْي أنَّ الضَّبُعَ عامٌّ، وإلاّ فقد سَبَقَ أنَّه خاصٌّ بالأُنْثَى، فَلَا يُحْتَاجُ للوَصْفِ بِهِ، انتهَى، وَقَالَ أَبُو مِهْراسٍ:) (كأنَّ نِدَاءَهُنَّ قُشاعُ ضَبْعٍ ... تَفَقَّدُ من فَرَاعِلَةٍ أكِيلا)
وقَشِعَ الشَّيْءُ. كَسَمِعَ: جَفَّ كاللَّحْمِ الَّذِي يُسَمَّى الحُسَاسَ، نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ.
وكَلأٌ قَشِيعٌ، كأمِيرٍ: مُتَفَرِّقٌ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: هُو أقْشَعُ مِنْهُ، أَي أشْرَفُ.
وأقْشَعُوا: تَفَرَّقُوا. وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم للمُصَنِّفِ ومَرَّ شاهِدُه من قَوْلِ العَبّاسِ رَضِي الله عَنْه، فَهُوَ تَكْرَار.
وأقْشَعُوا عَن الماءِ أقْلَعُوا، وَهُوَ مَجَازٌ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القُشَاعُ، بالضَّمِّ: داءٌ يُوْبِسُ الإنْسَانَ.
والقِشَاعُ، بالكَسْرِ: رُقْعَةٌ تُوضَعُ على النِّجَاشِ عندَ خَرْزِ الأدِيمِ.
وانْقَشعَ عَنهُ الشَّيءُ، وتَقَشَّعَ: غَشَيِه ثُمَّ انْجَلَى عَنْه، كالظَّلامِ عَن الصُبحِ، والهَمِّ عَن القَلْبِ، والبَلاءِ عَن البِلاد، وَهُوَ مَجَازٌ.
وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للشَّمَالِ: الجِرْبِيَاءُ، وسَيْهَكٌ، وقَشْعَةُ، لقَشْعِهَا السَّحَابَ.
وتَقَشَّعَ القَوْمُ: ذَهَبُوا وافْتَرَقوا.
وأقْشَعُوا عَن مَجْلِسِهم: ارْتَفَعُوا، وَهَذِه عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
والقَشْعُ: أنْ تَيْبَسَ أَطْرَافُ الذُّرَةِ قَبْلَ إنَاهَا، يُقَالُ: قَشَعَت الذُّرَةُ تَقْشَعُ قَشْعاً، هُنَا ذَكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ وابنُ القَطّاعِ، وخالَفَهُم الصّاغَانِيُّ، فذَكَرَه فِي الْفَاء، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ، فوَهِمَا.
وأرَاكَةٌ قَشِعَةٌ، كفَرِحَةٍ: مُلْتَفَّةٌ كثِيرَةُ الوَرَقِ، كَمَا فِي اللِّسَان والمُحِيط.
والقُشَاعُ، بالضَّمِّ: مَا يَتَلَوَّى على الشَّجَرِ، ذَكَرَه الزَّمْخشَرِيُّ فِي الفاءِ، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه، وسيَأتِي أيْضاً فِي الغَيْنِ المُعْجَمَةِ مَعَ الفاءِ. والمِقْشَعُ، كمِنْبَر: النّاووسُ، يَمَانِيّةٌ.
والقَشْعُ، بالفَتْحِ: الفَهْمُ، شَامِيَّةٌ عامِّيَّةٌ، وَقد يَصِحُّ مَعناهَا بضَرْبٍ من المَجَاز.
والقَشْعُ، بالفتْحِ: رِيشٌ مُنْتَشِرٌ.
عَن ابنِ عَبّادٍ.
وانْقَشَعُوا عَن أماكِنِهم، جَلَوْا عَنْهَا، وَهُوَ مجَازٌ.
وَهُوَ يَقْشَعُ بقُشَاعَتِه، أَي يَرْمِي بنُخامَتِه. وَهُوَ مَجَازٌ.
والقَاشِعُ: الحُسَاسُ، وَهُوَ سَمَكٌ يُجَفَّف، يأكلُه أهلُ البَحْرَيْنِ، ويُطْعِمُونَه الإبِلَ والبَقَر والغَنَم. نَقله ابنُ) دُريْدٍ. وفُلانٌ لم تَتَقَشَّعْ جَاهِليَّتُه. نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وانْقَشَع اللَّيْلُ: أدْبَرَ وذَهَبَ، قالَ سُوَيْدٌ:
(ويُزَجِّيها على إبْطَائِها ... مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذا اللَّيْلُ انْقَشَعْ)
وقِشْعُ بنُ عَقِيلٍ، بالكَسْرِ: رَجُلٌ من بنِي تَمِيمٍ، وَهُوَ جَدُّ صَبيغِ بن عِسْلٍ الّذِي نَفَاه عُمَرُ رضيَ اللهُ عنْهُ إِلَى البَصْرَةِ
(قشع) - في حديث الاسْتِسْقاء: " فتقشَّعَ السَّحابُ"
: أي تَصدَّع وأَقْلَع، وكذا أَقشَعَ وانقَشَعَ. وقَشَعَتْه الرِّيحُ: كَشَفَتْه.
(قشعر) ومن رُباعِيّه قَولُه عزّ وجلّ: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ}
: أي تَنْقَبِض. واقْشَعَرَّ النَّبْتُ: لم يَجد رِيًّا.
قشع: قشع: أبصر. (بوشر، رولاند، ميهرن ص33، محيط المحيط).
قشع: نظر، عاين، تطلع إلى (ألف ليلة برسل 3: 306).
قشع: حاول أن يعمل شيئا ففي حكاية باسم الحداد (ص67): ما قشعوا يعرضوا الرسل إلا في هذا اليوم.
قشع: استعاد صفوه. (فوك).
انقشع الغبار: انجلس، انكشف، زال (كوسج طرائف ص76) ومن هذا يقال: انقشع القتام عن أي انجلى الغبار وأنكشف عن. ففي بسام (3: 178و): فما أتم قوله حتى لاح لهما قتام فانقشع عن سرية خيل.
انقشع الثلج والجليد: ذاب. ففي ابن خلدون (طبعة تورنبرج ص23): انقشع الثلج وانحل.
انقشع: استعاد صفوة. (فوك) وفي تاريخ البربر (2: 33): انقشع الجو.
انقشع عن فلان: رفع عنه الحصار (أخبار ص97) لنقشع: تقلص، ضاق، انكمش. كما ترجمها السيد سلان (تاريخ البربر 2: 143).
انقشع عن فلان: لم يتبين لي معناها في العبارة التي نقلتها في مادة جولة. القشوع: من أولاد المعز الذي لا ترامه أمه ولا ترضعه، وهو من كلام العامة. (محيط المحيط).

القسم

القسم:
[في الانكليزية] Partition ،parting
[ في الفرنسية] Partition ،partage
بالفتح وسكون السين لغة قسمة المال بين الشركاء وتعيين أنصبائهم، وشرعا تسوية الزوج بين الزوجات في المأكول والمشروب والملبوس والبيتوتة لا في المحبّة والوطء، وهو واجب على الزوج، كذا في جامع الرموز في فصل نكاح القنّ. 
القسم:
[في الانكليزية] Oath
[ في الفرنسية] Serment
بفتحتين اسم من الأقسام وعرفا جملة مؤكّدة تحتاج إلى ما يلصق بها من اسم دالّ على التعظيم، وتسمّى بالمقسم عليها وجواب القسم فهو أخصّ من اليمين والحلف الشاملين للشرطية كذا في جامع الرموز في كتاب الأيمان. قال في الاتقان: القسم أن يريد المتكلّم الحلف على شيء فيحلف بما يكون فيه فخر له أو تعظيم لشأنه أو تكثير لقدره أو ذمّ لغيره أو جاريا مجرى الغزل والترقّق أو خارجا مخرج الموعظة والزهد. والقصد بالقسم تحقيق الخبر وتوكيده حتى جعلوا مثل وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ قسما وإن كان فيه إخبار بشهادة لأنّه لما جاء توكيدا للخبر سمّي قسما.
قيل ما معنى القسم منه تعالى فإنه إن كان لأجل المؤمن فالمؤمن يصدّق بمجرّد الإخبار من غير قسم، وإن كان لأجل الكافر فلا يفيده. وأجيب بأنّ القرآن نزل بلغة العرب ومن عاداتها القسم إذا أرادت أن يؤكّد أمر. وأجاب أبو القاسم القشيري بأنّ الله ذكر القسم لكمال الحجّة وتأكيدها، وذلــك أنّ الحكم يفصل بين اثنين إمّا بالشهادة وإمّا بالقسم، فذكر تعالى في كتابه النوعين حتى لا يبقى لهم حجة، فقال شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الآية. وقال قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ إن قيل كيف أقسم الله بالخلق وقد ورد النهي عن القسم لغير الله؟ قلنا أجيب عنه بوجوه. أحدها أنّه على حذف مضاف، فتقدير والتين ورب التين. والثاني أنّ الأقسام إنّما تكون بما يعظمه المقسم أو يجلّه وهو فوقه، والله تعالى ليس فوقه شيء، فأقسم تارة بنفسه وتارة بمصنوعاته لأنّها تدلّ على بارئ وصانع لأنّ ذكر المفعول يستلزم ذكر الفاعل.
والثالث أنّ الله يقسم بما شاء من خلفه وليس لأحد أن يقسم إلّا بالله. قال أبو القاسم القشيري القسم بالشيء لا يخرج عن وجهين إمّا لفضيلة كقوله تعالى وَطُورِ سِينِينَ أو لمنفعة نحو وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وقال غيره:
أقسم الله تعالى بثلاثة أشياء بذاته نحو فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ وبفعله نحو وَالسَّماءِ وَما بَناها، وبمفعوله نحو:
وَالنَّجْمِ إِذا هَوى. والقسم إمّا ظاهر كالآيات السابقة وإمّا مضمر وهو قسمان: قسم دلّت عليه اللام نحو: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ، وقسم دلّ عليه المعنى نحو وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها تقديره والله. وقال أبو علي:

الألفاظ الجارية مجرى القسم ضربان: أحدهما ما يكون لغيرها من الأخبار التي ليست بقسم فلا يجاب بجوابه كقوله تعالى وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ونحو فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ فهذا ونحوه يجوز أن يكون قسما وأن يكون حالا لخلوّه من الجواب. والثاني ما يتلقّى بجواب القسم كقوله تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ. وقال ابن القيّم: اعلم أنّه سبحانه يقسم بأمور على أمور وإنّما يقسم بنفسه المقدّسة الموصوفة بصفاته أو بآياته المستلزمة لذاته وصفاته، وإقسامه ببعض المخلوقات دليل على أنّه من عظيم آياته. فالقسم إمّا على جملة خبرية وهو الغالب، وإمّا على جملة طلبية كقولك فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ مع أنّ هذا القسم قد يراد به تحقيق المقسم عليه فيكون من باب الخبر، وقد يراد به تحقيق القسم. فالمقسم عليه يراد بالقسم توكيده وتحقيقه فلا بد أن يكون مما يحسن فيه وذلــك كالأمور الغائبة والخفية إذا أقسم على ثبوتها.
فأمّا الأمور المشهورة الظاهرة كالشمس والقمر والليل والنهار فيقسم بها ولا يقسم عليها، وما أقسم عليه الرّبّ فهو من آياته، فيجوز أن يكون مقسما به ولا ينعكس.
القسم
لجأ القرآن إلى القسم متبعا النهج العربى في توكيد الأخبار به، لتستقر في النّفس، ويتزعزع فيها ما يخالفها، وإذا كان القسم لا ينجح أحيانا في حمل المخاطب على التصديق، فإنه كثيرا ما يوهن في النفس الفكرة المخالفة، ويدفع إلى الشك فيها، ويبعث المرء على التفكير القوى فيما ورد القسم من أجله.
أقسم القرآن برب، ولكنه ذكره حينا مضافا إلى السماء والأرض، فقال: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ (الذاريات 23). لما في هذه الإضافة من الإشارة إلى خضوع السماء والأرض لأمره، وفي ذلــك تعظيم لشأنه، وإيحاء بأن من كان هذا أمره لا يزج باسمه إلا فيما هو حق لا مرية فيه. وحينا مضافا إلى المشارق والمغارب، فقال: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ (المعارج 40). لما توحى به هذه الإضافة من القدرة البالغة التى تسخر هذا الجرم الهائل وهو الشمس، فيشرق ويغرب في دقة وإحكام. وحينا مضافا إلى الرسول، فقال: فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ (مريم 68).
وكأنه بــذلــك يوحى بأن أرباب المشركين ليست جديرة بأن يقسم بها، أو تكون محل الإجلال والتقدير.
واستخدم ما كان العرب يستخدمونه من الحلف بحياة المخاطب، فأقسم بحياة رسوله عند ما قال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (الحجر 72). وفي ذلــك تشريف لحياة الرسول، وتعظيم لأمره في أعين السامعين.
فإذا أقسم القرآن بمصنوعات الله كان في ذلــك تنبيه إلى ما فيها من روعة، تدفع إلى التفكير في خالقها، وتأمل جمال القسم في قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (الشمس 1 - 10). أو لا ترى هذا القسم مثيرا في النفس أقوى إحساسات الإعجاب بمدبر هذا الكون، ومنظم شئونه هذا التنظيم المحكم الدقيق، أو ليست هذه الشمس التى تبلغ أوج مجدها وجمالها عند الضحى، وهذا القمر يتلوها إذا غابت، وكأنه يقوم مقامها في حراسة الكون وإبهاجه، وهذا النهار يبرز هذا الكوكب الوهاج، ثم لا يلبث الليل أن يمحو سناه، وهذه السماء وقد أحكم خلقها، واتسقت في عين رائيها كالبناء المحكم الدقيق، وهذه الأرض وقد انبسطت في سعة، وهذه النفس الإنسانية العجيبة الخلقة التى يتسرب إليها الهدى والضلال في دقة وخفاء، أليس في ذلــك كله ما يبعث النفس إلى التفكير العميق فى خالقها، وأن هذا الخالق لا يذكر هو وما خلق محاطا بهذا الإجلال، إلا في مقام الحق والصدق.
وتأمل جلال القسم في قوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة 75، 76)، وقوله سبحانه: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (النجم 1، 2)، وانظر كيف وجه النظر إلى ما في حفظ النجوم في مواقعها فلا تسقط ولا تضطرب، من قدرة قديرة على هذه الصيانة والضبط، وما يبعثه هوىّ النجوم من رهبة في النفس، وكلا الأمرين مثار إعجاب بخالقه، يبعث فى النفس الاطمئنان إلى خبر يكون هو موضع القسم فيه.
وأقسم القرآن في مواضع أخرى بالليل والنهار والنجوم، لما أنها مظاهر للقدرة الباهرة. كما أقسم بالرياح تحمل السحب مليئة بالمياه، فتجرى بها في رفق ويسر، ثم تدعها توزع مياهها هنا وهناك، إذ قال: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (الذاريات 1 - 5). وفي قدرة الريح على حمل السحب الموقرة بالماء، وجريها بها في الفضاء، ثم في نزول المطر ما يدل على قدرة الخالق الباهرة.
وهكذا في كل ما أقسم به الله مظهر من مظاهر قدرته وعظمته. وحينا يثير العاطفة الوطنية، التى تدفع إلى تقديس الوطن وإعزازه، وتحمل النفس على قبول ما يقسم عليه به، تجد ذلــك في قوله تعالى: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين 1 - 4). وفي قوله سبحانه: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (البلد 1 - 4).
ويقسم القرآن غالبا على صدق ما جاء به هذا الدين، الذى نزل القرآن لتثبيت أسسه وقواعده، فيقول: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (الصافات 4). وإِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (الذاريات 5). وإِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (الواقعة 77). وما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (النجم 2). وأحيانا يؤكد أحوال الإنسان فيقول: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلى ذلِــكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (العاديات 6 - 8). إلى غير ذلــك من آيات تتحدث عن طبائع الإنسان، وأخلاقه، وصلته بهذا الدين. وقد تحدثنا فيما مضى عن حذف جواب القسم، وسر هذا الحذف، ونضيف إلى ما أسلفناه أن «أكثر ما يحذف الجواب إذا كان في نفس القسم به دلالة على المقسم عليه، فإن المقصود يحصل بذكره، فيكون حذف المقسم عليه أبلغ وأوجز، كقوله: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (ص 1). فإن في المقسم به من تعظيم القرآن ووصفه بأنه ذو الذكر .. ما يدل على المقسم، وهو كونه حقا من عند الله غير مفترى ..
ولهذا قال كثيرون: إن تقدير الجواب، إن القرآن لحق. وهذا يطرد في كل ما شابه ذلــك، كقوله: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (ق 1). وقوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (القيامة 1).
فإنه يتضمن إثبات المعاد» ، وقد تحدثنا كــذلــك عن لا وموقعها في القسم.
«ومن لطائف القسم في القرآن قوله تعالى: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (الضحى 1 - 3). وتأمل مطابقة هذا القسم وهو نور الضحى الذى يوافى بعد ظلام الليل- المقسم عليه، وهو نوره الوحى الذى وافاه بعد احتباسه عنه، حتى قال أعداؤه: ودع محمدا ربه، فأقسم بضوء النهار بعد ظلمة الليل، على ضوء الوحى ونوره، بعد ظلمة احتباسه واحتجابه» .

حرب

حرب: {المحراب}: مقدم المجلس وأشرفه.
(حرب) - في حَديثِ المُغِيرة "طَلاقُها حَرِيبَة".
من الحَرَب، كالشَّتِيمَة: أَيْ له منها أَولادٌ إذا طلَّقها حَرِبُوا وفُجِعوا بها، وحَربتُه وأَحربتُه: أَخذتُ مالَه واستَلبْتُه.
ح ر ب: (الْحَرْبُ) مُؤَنَّثَةٌ وَقَدْ تُذَكَّرُ. وَ (الْمِحْرَابُ) صَدْرُ الْمَجْلِسِ وَمِنْهُ مِحْرَابُ الْمَسْجِدِ. وَ (الْمِحْرَابُ) أَيْضًا الْغُرْفَةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} [مريم: 11] قِيلَ مِنَ الْمَسْجِدِ. 
ح ر ب

هو محروب، وحريب، وقد حرب ماله أي سلبه. وفي الحديث: " المحروب من حرب دينه " وخربته فحرب حرباً، ومنه: واويلاه وواحرباه. وأخذت حريبته وحرائبه. وفلان منغمس في الحروب، وهو محرب، وحاربته، وهو من أهل الحراب، وأخذوا الحراب للحراب، وتحاربوا واحتربوا.

ومن المجاز: حرب الرجل حرباً: غضب فهو حرب، وحربته أنا. وأسد حرب ومحرب، شبه بمن أصابه الحرب في شدة غضبه. ومنه قول الراعي:

وحارب مرفقها دفها ... وسامى به عنق مسعر

أي باعده كأن بينهما عداوة وحرباً. ومنه قول الطائي:

لا تنكري عطل الكريم من الغني ... فالسيل حرب للمكان العالي

حرب


حَرَبَ(n. ac. حَرَب)
a. Plundered, pillaged.

حَرِبَ(n. ac. حَرَب)
a. Was enraged, furious.
b. Was rabid.

حَرَّبَa. Angered, provoked, exasperated.
b. Sharpened.

حَاْرَبَa. Waged war, warred, fought against.

تَحَرَّبَa. VIII, Waged war, warred, fought against one
another.

حَرْب
(pl.
حُرُوْب)
a. War.
b. Battle, combat, fight.
c. Enemy.
d. Warior.

حَرْبَة
(pl.
حِرَاْب)
a. Lance, spear, javelin, halberd.
b. Bayonet.
c. Spearhead.

حَرِب
(pl.
حَرْبَى)
a. Angry, enraged, wrathfu

مِحْرَبa. Warrior.
b. Warlike, martial.

حَرِيْبa. Plundered, pillaged, despoiled of.

مِحْرَاْب
(pl.
مَحَاْرِيْبُ)
a. Hall.
b. Upper-chamber.
c. Synagogue.
d. Warrior.

وَاحَرَبَا
a. Alas!
حِرْبَآء حِرْبَآءَة (pl.
حَرَاْبِيّ)
a. Chameleon.

حِرْبَايَة
a. [ Coll. ]
see supra.

حَرْبَجِىّ
a. see حَرَبَ
مِحْرَب
إِحْرَنْبَأَ
a. Prepared for conflict.
(ح ر ب) : (حَرَبَ) الرَّجُلُ وَحَرِبَ حَرَبًا فَهُوَ حَرِيبٌ وَمَحْرُوبٌ إذَا أُخِذَ مَالُهُ كُلُّهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ صَفِيَّةَ حِينَ بَارَزَ الزُّبَيْرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَا حَرْبِي فَهِيَ كَلِمَةُ تَأَسُّفٍ وَتَلَهُّفٍ كَقَوْلِهِمْ يَا أَسَفِي وَيُرْوَى أَنَّهَا قَالَتْ وَاحِدِي أَيْ هَذَا وَاحِدِي عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعْطَافِ لِأَنَّهُ مَا كَانَ لَهَا ابْنٌ سِوَاهُ (وَالْحَرْبُ) بِالسُّكُونِ مَعْرُوفَةٌ وقَوْله تَعَالَى {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279] أَيْ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا التَّرْكَ وَالِانْتِهَاءَ عَنْ الْمُطَالَبَةِ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْحَرْبَ تَأْتِيكُمْ مِنْ قِبَلِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ وَتَفْسِيرُ مَنْ قَالَ إنَّهُمْ حَرْبٌ لِلَّهِ أَيْ أَعْدَاءٌ مُحَارِبُونَ تَرُدُّهُ كَلِمَةُ مِنْ (وَقَوْلُهُ) وَيُكْرَهُ إحْرَاقُ الْمُشْرِكِ بَعْدَ مَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ فَأَمَّا وَهُوَ فِي حَرْبِهِ أَيْ وَهُوَ مُحَارِبٌ وَيُرْوَى فِي حِزْبِهِ أَيْ فِي جَمَاعَتِهِ وَقَوْمِهِ لِكِلَيْهِمَا وَجْهٌ وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - كَانَتْ مَكَّةُ إذْ ذَاكَ حَرْبًا أَيْ دَارَ حَرْبٍ.
الحاء والراء والباء
حرب الحَرْبُ نَقِيْضُ السِّلْمِ، تُؤنَّثُ، وَتَصْغِيْرُها حُرَيْبٌ. ورَجُلٌ مِحْرَبٌ شُجَاعٌ. وهو حَرْبُه أي مُحَارِبُه. ودارُ الحَرْبِ بلادُ المُشْرِكين. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ " فأْذَنُوا بِحَرْبٍ من الله " يَعْني القَتْلَ. وقَوْلُه " يُحَارِبُوْنَ اللهَ وَرَسُوْلَه " يَعْني المَعْصِيَةَ. وأحْرَبْتُ الحَرْبَ هَيَّجْتَها، إحْرَاباً. وقَوْمٌ مُحْتَرِبُوْنَ من الحَرْبِ. والتَّحْرِيْبُ التَّحْرِيْشٌ. والحَرِيْبُ المَسْلُوْبُ. وحُرِبَ سُلِبَ حَرِيْبَتَهُ وهي مالُه. والحَرَبُ الوَيْلُ، حُرِبَ الرَّجُلُ فهو مَحْرُوْبٌ وحَرِيْبٌ، وشُيُوْخٌ حَرْبى. وأحْرَبَني فلانٌ دَلَّني على شَيْءٍ أغَرْتُ عليه. والحَرْبَةُ مَعْروفَةٌ، والجميعُ الحِرَابُ. والمُحَرَّبُ المُحَدَّدُ، سِنَانٌ مُحَرَّبٌ. والمِحْرَابُ - جمْعُه مَحَاريبُ - وهي المَسَاجِدُ. ومِحْرَابُ الأسَدِ عِرِّيْسَتُه. والمِحْرَابُ المَنْزِلُ. وهو عند العَرَبِ الغُرْفَةُ. ومَجْلِسُ المَلِكِ. والحِرْباءُ دُوَيْبَّةٌ على خِلْقَةِ سَامِّ أبْرَصَ، والجَميعُ الحَرَابيُّ، وأرْضٌ مُحَرْبِئةٌ كَثيرةُ الحَرَابيِّ. وهو أيضاً رُؤوْسُ المَسَامِيْرِ في حَلْقَةِ الدُّرُوْعِ. وحِرْبَاءُ الكَبِدِ لَحْمٌ قد اسْتَبْطَنَها من باطِنٍ. وحَرَابيُّ المَتْنِ لَحْمُه وفِقَرُه الوُسْطى. والحِرْباءُ نَشَزٌ من الأرْضِ، كالحِزْباءِ - بالزّاي -. والحُرْبَةُ - بضَمِّ الحاء - وِعاءٌ كالجُوَالِقِ. ويُقال لِيَوْمِ الجُمُعَةِ حَرْبَةٌ، وجَمْعُها حَرَباتٌ وحِرَابٌ.
[حرب] الحَرْبُ تُؤَنَّثُ، يقال: وقَعت بينهم حرب. قال الخليل: تصغيرها حريب بلا هاء رواية عن عن العرب. قال المازنى لانه في الاصل مصدر. وقال المبرد: الحرب قد تذكر . وأنشد: وهو إذا الحربُ هَفا عُقابُهْ * مِرْجَمُ حرب تلتظى حرابه وأنا حربٌ لمن حارَبني، أي عَدُوٌّ. وتحاربوا واحتربوا وحاربوا بمعنىً. ورجل مِحْرَبٌ بكسر الميم، أي صاحب حروب، وقوم مِحْرَبَةٌ. والحربة: واحدة الحراب. وحَرِبَ الرجل بالكسر: اشتدّ غضبه. ورجل حِرِبٌ وأسد حَرِبٌ. والتحريب: التحريش. وحَرَّبْتُه، أي أغضبتُه. وَحَرَّبْتُ السنان، أي حَدَّدْتُهُ مثل ذَرَّبْتُهُ. قال الشاعر : سيُصبح في سَرْحِ الرِبابِ وراءها * إذا فَزِعَتْ أَلْفاً سِنانٍ مُحَرَّبِ وحَريبَةُ الرجل: مالَه الذي يعيش به. تقول: حَرَبَهُ يَحْرُبُهُ حَرَباً، مثل طلبه يطلبه طلباً، إذا أَخذ مالَهُ وتركه بلا شئ. وقد حرب مالَهُ، أي سلبه، فهو محروب وحَرِيبٌ. وأَحْرَبْتُهُ، أي دَلَلْتُهُ على ما يَغْنَمُهُ من عدوّ. قال الفراء: المحاريب: صدور المجالس، ومنه سُمِّيَ محراب المسجد. والمحراب: الغُرفة. قال وضاح اليمن: ربة محراب إذا جئتُها * لم أَلْقَها أو أرتقى سلما ومنه محاريب غمدان باليمن. وقوله تعالى: (فخرج على قومه من المحراب) قالوا: من المسجد. ومحارب: قبيلة من فهر. والحرباء أكبر من العَظاءَةِ شيئاً، يستقبل الشمس ويدور معها. ويقال حرباء تنضب كما يقال ذئب غضى. قال : أنى أتيح له حرباء تنضبة * لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا وأرض محربئة: ذات حرباء. والحرباء أيضاً: مسامير الدروع. قال لبيد: أحْكَمَ الجُنْثِيُّ من عَوْراتِها * كُلَّ حِرْباَء إذا أُكْرِهَ صَلّ وحَرابيُّ المَتْنِ: لَحماتُه. واحْرَنبى: ازْبأَرَّ، والياء للالحاق بافعنلل.
ح ر ب : حَرِبَ حَرَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَخَذَ جَمِيعَ مَالِهِ فَهُوَ حَرِيبٌ وَحُرِبَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ كَــذَلِــكَ فَهُوَ مَحْرُوبٌ وَالْحَرْبُ الْمُقَاتَلَةُ وَالْمُنَازَلَةُ مِنْ ذَلِــكَ وَلَفْظُهَا أُنْثَى يُقَالُ قَامَتْ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ إذَا اشْتَدَّ الْأَمْرُ وَصَعُبَ الْخَلَاصُ وَقَدْ تُذَكَّرُ ذَهَابًا إلَى مَعْنَى الْقِتَالِ فَيُقَالُ حَرْبٌ شَدِيدٌ وَتَصْغِيرُهَا حُرَيْبٌ وَالْقِيَاسُ بِالْهَاءِ وَإِنَّمَا سَقَطَتْ كَيْ لَا يَلْتَبِسَ بِمُصَغَّرِ الْحَرْبَةِ الَّتِي هِيَ كَالرُّمْحِ.

وَدَارُ الْحَرْبِ بِلَادُ الْكُفْرِ الَّذِينَ لَا صُلْحَ لَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَتُجْمَعُ الْحَرْبَةُ عَلَى حِرَابٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَحَارَبْتُهُ مُحَارَبَةً.

وَحَرْبَوَيْهِ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ ضُمَّ وَيْهِ إلَى لَفْظِ حَرْبٍ كَمَا ضُمَّ إلَى غَيْرِهِ نَحْوُ سِيبَوَيْهِ وَنِفْطَوَيْهِ

وَالْحِرْبَاءُ مَمْدُودٌ يُقَالُ هِيَ ذَكَرُ أُمِّ حُبَيْنٍ وَيُقَالُ أَكَبَرُ مِنْ الْعَظَاءِ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ وَتَدُورُ مَعَهَا كَيْفَمَا دَارَتْ وَتَتَلَوَّنُ أَلْوَانًا وَالْجَمْعُ الْحَرَابِيُّ بِالتَّشْدِيدِ.

وَالْمِحْرَابُ صَدْرُ الْمَجْلِسِ وَيُقَالُ هُوَ أَشْرَفُ الْمَجَالِسِ وَهُوَ حَيْثُ يَجْلِسُ الْمُلُوكُ وَالسَّادَاتُ وَالْعُظَمَاءُ وَمِنْهُ مِحْرَابُ الْمُصَلِّي وَيُقَالُ مِحْرَابُ الْمُصَلِّي مَأْخُوذٌ مِنْ الْمُحَارَبَةِ لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ وَيُحَارِبُ نَفْسَهُ بِإِحْضَارِ قَلْبِهِ وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْغُرْفَةِ وَمِنْهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} [مريم: 11] أَيْ مِنْ الْغُرْفَةِ. 
الْحَاء وَالرَّاء وَالْبَاء

الحَرْبُ: نقيض السّلم، أُنْثَى، وَأَصلهَا الصّفة كَأَنَّهَا مقاتلة حَرْب، هَذَا قَول السيرافي. وتصغيرها حُرَيْبٌ بِغَيْر هَاء، وَهُوَ أحد مَا شَذَّ من هَذَا الضَّرْب، وَقد أبناه. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِيهَا التَّذْكِير وَأنْشد:

وَهُوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُهُ

كَرْه اللِّقاءِ تلتظي حِرابُه

والأعراف تأنيثها، وَإِنَّمَا حِكَايَة ابْن الْأَعرَابِي نادرة، وَعِنْدِي انه إِنَّمَا حمله على معنى الْقَتْل والهرج. وَجَمعهَا حُرُوبٌ.

وَدَار الحَرْبِ: بِلَاد الْمُشْركين الَّذين لَا صلح بَينهم وَبَين الْمُسلمين. وَقد حارَبَه مُحَارَبَةً وحِرابا. وَرجل حَرْبٌ ومِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ: شَدِيد الحَرْب شُجَاع. وَقيل: مِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ، صَاحب حَرْبٍ.

وَفُلَان حَرْبٌ لي، أَي عَدو مُحَارِبٌ وَإِن لم يكن مُحاربا. مُذَكّر، وَكَــذَلِــكَ الْأُنْثَى، قَالَ نصيب:

وقُولا لَهَا يَا أمَّ عثمانَ خُلَّتِي ... أسِلْمٌ لنا فِي حُبِّنا أنتِ أم حَرْبُ؟

وَقوم حَرْبٌ كَــذَلِــك. وَذهب بَعضهم إِلَى انه جمع حاربٍ أَو مُحاربٍ على حذف الزَّائِد.

وَقَوله تَعَالَى: (فأْذَنُوا بحرْبٍ من اللهِ ورسولهِ) أَي بقتل. وَقَوله تَعَالَى: (الَّذين يُحاربون اللهَ ورسولَه) أَي يعصونه.

والحَرْبَةُ: الْآلَة، وَجَمعهَا حراب. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَلَا تعد الحَرْبَةُ فِي الرماح.

والحَرَبُ أَن يسلب الرجل مَاله. حَرَبه يحرُبُه فَهُوَ مَحْرُوبٌ وحريبٌ، من قوم حَرْبى وحُرَباءَ، الْأَخِيرَة على التَّشْبِيه بالفاعل كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: قَتِيل وقتلاء. وحَريبتُه مَاله الَّذِي سلبه، لَا يُسمى بــذلــك إِلَّا بَعْدَمَا يسلبه. وَقيل: حَريبةُ الرجل: مَاله الَّذِي يعِيش بِهِ. وَقَوْلهمْ: وَا حَربًا، إِنَّمَا هُوَ من هَذَا.

وَقَالَ ثَعْلَب: لما مَاتَ حَرْبُ بن أُميَّة بِالْمَدِينَةِ قَالُوا: وَا حَربًا، ثمَّ نقلوها فَقَالُوا: وَا حَربًا، وَلَا يُعجبنِي.

وحَرِبَ حَرَبا: اشْتَدَّ غَضَبه فَهُوَ حَرِبٌ من قوم حَرْبى، مثل كَلْبِي، قَالَ الْأَعْشَى:

وشيوخٍ حَرْبى بشَطَّيْ أريكٍ ... ونساءٍ كأنَّهُنَّ السَّعالِي

وحَرَّبه: أغضبهُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كأنّ مُحَرَّبا من أُسْدِ تَرْجٍ ... يُنازلُهم، لنابَيْه قَبِيبُ

والحَرَبُ كَالْكَلْبِ، وَقوم حَرْبَى: كَلْبِي. وَالْفِعْل كالفعل. وَالْعرب تَقول فِي دعائها على الْإِنْسَان: مَاله، حَرِبَ وجَرِبَ.

وحَرَّبَ السنان: أحده.

والحَرَبُ: الطّلع، يَمَانِية، واحدته حَرَبةٌ. وَقد أحْرَبَ النّخل.

والحُربَةُ: وعَاء كالجوالق، وَقيل: هِيَ الغرارة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصاحبٍ صاحَبْتُ غَير أبْعَدَا

تَراه بينَ الحُرْبَتَين مُسْنَدا

والمِحْرَابُ: صدر الْبَيْت وَأكْرم مَوضِع فِيهِ. وَهُوَ أَيْضا الغرفة، قَالَ:

رَبَّةَ محْرَابٍ إِذا جئتُها ... لم ألْقَها أَو أرتَقى سُلَّما

والمحْرابُ: الَّذِي يقيمه النَّاس مقَام الْأَمَام فِي الْمَسْجِد.

ومحَاريبُ بني إِسْرَائِيل: مَسَاجِدهمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا، وَقَول الْأَعْشَى:

وَترى مَجْلسا يَغَصُّ بِهِ المحْ ... رَابُ مِ القومِ والثِّيابُ رِقاقُ أرَاهُ يَعْنِي الْمجْلس، وَقَول الآخر فِي صفة أَسد:

وَمَا مُغِبُّ بثِنْي الحِنْو مُجْتَعِل ... فِي الغيلِ فِي جانبِ العِرّيسِ محْرَابا

جعله لَهُ كالمجلس.

والمحرابُ: أكْرم مجَالِس الْمُلُوك، عَن أبي حنيفَة. وَقيل: المحْرابُ: الْموضع الَّذِي ينْفَرد فِيهِ الْملك فيتباعد من النَّاس.

والحِرْباءُ: مِسْمَار الدرْع. وَقيل: هُوَ رَأس المسمار فِي حَلقَة الدرْع.

والحِرْباءُ: الظّهْر، وَقيل: حَرَابِيُّ الظّهْر، سنانه. وَقيل: الحَرَابِيُّ: لحم الْمَتْن، قَالَ أَوْس بن حجر:

ففارتْ لَهُم يَوْمًا إِلَى اللَّيلِ قِدْرُنا ... تَصُكُّ حَرِابيَّ الظهورِ وتَدْسَعُ

قَالَ كرَاع: وَاحِد حَرابِيِّ الظُّهُور حِرْباءٌ على الْقيَاس، فدلنا ذَلِــك على انه لَا يعرف لَهُ وَاحِدًا من جِهَة السماع.

والحِرْباءُ: ذكر أم حبين، وَقيل: هُوَ دُوَيْبَّة نَحْو العظاءة تسْتَقْبل الشَّمْس برأسها، يُقَال انه إِنَّمَا يفعل ذَلِــك ليقي جسده بِرَأْسِهِ، وَقد استقصيناه عِنْد ذكر الأحناش والهوام فِي الْكتاب الْمُخَصّص. وَالْعرب تَقول: انتصب الْعود فِي الحرباء، على الْقلب وَإِنَّمَا هُوَ انتصب الحرباء فِي الْعود وَــذَلِــكَ أَن الحرباء ينْتَصب على الْحِجَارَة وعَلى أجذال الشّجر، يسْتَقْبل الشَّمْس فَإِذا زَالَت زَالَ مَعهَا مُقَابلا لَهَا.

وَأَرْض مُحَرْبئَةٌ: كَثِيرَة الحِرْباءِ.

وَأرى ثعلبا قَالَ: الحرْباءُ: الأَرْض الغليظة، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف الحزباء، بالزاي.

والْحَارث الحَرَّابُ ملك من كِنْدَة، قَالَ:

والحارِثُ الحرَّابُ حَلَّ بعاقلٍ ... جَدَثا أَقَامَ بِهِ وَلم يتحوّلِ

وَقَالَ البريق: بألْبٍ ألُوبٍ وحَرَّابةٍ ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأوْرَمِ

يجوز أَن يكون أَرَادَ جمَاعَة ذَات حِرَابٍ، وَأَن يعْنى كَتِيبَة ذَات انتهاب واستلاب.

وحَرْبٌ ومُحارِبٌ: اسمان.

وحارِبٌ: مَوضِع بِالشَّام.

وحَرْبَةُ: مَوضِع، غير مَصْرُوف، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فِي رَبْربٍ بَلَقٍ حُورٍ مَدامعُها ... كأنهنَّ بجَنْبَيْ حربةَ البَرَدُ

واحرَنْبَي الرجل: تهَيَّأ للغضب وَالشَّر، وَكَــذَلِــكَ الديك وَالْكَلب والهر، وَقد يهمز. وَقيل: اسْتلْقى على ظَهره وَرفع رجلَيْهِ نَحْو السَّمَاء.
حرب: حارب: ثار به، هاجم، نازل، تناول (هلو) خاصم، نازع، شاجر (ألكالا).وقاتل وتستعمل مجازا بمعنى شاجر وخاصم (بوشر). وعنف وأزعج، ففي ألف ليلة (برسل 2: 69): يسأل الأب ابنته يضاجعك الاحداب؟ فتجيبه: بَسْك تحاربني بالأحدب؟ أي كفاك تعنيفي وإزعاجي بالأحدب لعنه الله.
أحرب (يستعمل متعديا بنفسه وقد يتعدَّى بعلي) أثار الحرب (رتجرز ص126، 128).
حضرءب. نادى بالويل والحرب (البكري ص181) وقد ترجمها دي سلان بما معناه ((ويلاه، ويلاه، إلى الحرب)).
وحرب: مناوشة، مكافحة (ألكالا).
والحرب: مختصر دار الحرب (انظر لين) ويقال مثلاً: تجار الحرب وهم التجار الأوربيون (تاريخ البربر 2: 257).
مَرْكَبْ حرب: سفينة حربية (مارسيل).
حَرِب: مجنون، من فقد العقل، وقد فسّرت بمسلوب العقل في لطائف الثعالبي (ص131).
حَرِبَة: نصل الخنجر والمدية (هلو).
حَرْبَة في الرأس التفنكة: وهي آلة للحرب من الحديد قصيرة محدَّدة الرأس تثبت أحيانا في رأس البندقية وتجمع على حرَب (بوشر).
وتستعمل مجازا، استعمال الكلمة الفرنسية ( Lance) ( أي حربة) من قبل، لدلالة على الجندي المسلَّح بحربة. معجم (المتفرِّقات).
وحَرْبة: نبات اسمه بالفرنسية ( Lonchitis) أو ويسمى أيضاً ( Lancelee) وابن البيطار في مادة ميسم يحيل إلى مادة حربة. غير أني لم أجدها في كتابه وابن جزله الذي ذكرها قد اخطأ فيما يقول ابن البيطار.
حُرءبَة: وتجمع على حُرَب: خبث (ألكالا).
حَربي: منسوب إلى الحرب. محارب، مقاتل (بوشر) ويستعمل اسما بمعنى الجندي. (هلو، كاييه 1: 82، 83، رقم 1 وهي فيه هَرَبي Harabi) ، أماري ص452 حيث يجب أن تقرأ الحَرْبيين فيما أرى.
وحربي: قاطع طريق (المقدمة 1: 228) وقد ترجمها دي سلان بما معناه جندي غير أن هذا المعنى لا ينسجم مع العبارة المذكورة.
مركب حربي: بارجة (معجم الادريسي) وعند أماري (ص444) الصواب أن تقرأ مركب حربي كما وجدتها في المخطوطة وكما يشير إليه الناشر في حرف أبدل: مركب جري.
وحربي وحدها تدل على نفس المعنى (ابن الأثير 7: 349) (حيث حربي فيه تصحيف حَربيا كما لاحظ ذلــك فليش في تعليقه على أماري ص247) أماري ص436، حيث عليك أن تقرأ في ثلاثين حربيا وذلــك ما ذكر في المخطوطة التي لم تذكر فيها مراكب على الرغم من كل ما يقوله الناشر (ص459).
وجمع حربي حربية: بوارج (ابن الأثير 7: 350).
وحربي: صوت موسيقى، مقام الألحان والأنغام (هوست ص258).
حرْبيَّة: منجنيقية، فن تعليم الرمي بالمنجنيق، وغيرها من القذافات (فوك).
حَرْبِيَّات، (لا يستعمل مفردها) بوارج (معجم الادريسي، أماري ص454).
حِرْباء: جمل اليهود، ويجمع على حِروبات في معجم فوك، ويقال في الكلام عن الأقطار الشديدة الحرارة: الحرباء بعرائها مصلوب أي حتى الحرباء تشتد عليها الحرارة فيها (معيار ص9) ويقال على الضد من ذلــك في الكلام عن الأقطار التي يُكثر فيها الظل: لا تتأتَّى للحرباء حياة أي لا تستطيع الحرباء أن تحيا فيها (ملر ص36 وانظر الحريري ص504، 519).
حِرْبَاية: حِرباءة (بوشر، محيط المحيط).
وحِرْبَاية: امرأة صخابة سيئة الخلق (بوشلر).
حِرْبَانية: الفصل من السنة منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) حتى منتصف فبراير (شباط) (صفة مصر 17: 327).
حربجي: حربي، محارب، مقاتل (بوشر).
حِرَابة: قطع الطريق على المارة بقوة السلاح وسلبهم (ابن بطوطة 4: 340، المقدمة 2: 97، 98، تاريخ البربر 2: 2: 97، 346، أماري ديب ص20، كرتاس ص168. وفي الادريسي الجزء 5 القسم 1: وبها خيل ورجال حرابة يغيرون على من جاورهم (شرح ديوان مسلم بن الوليد ص11. وقد أسيء تفسيرها في معجم مسلم).
وإذا كانت كتابة هذه الكلمة صحيحة، فلا بد أن لها معنى آخر عند ابن حيان (ص95 و) في كلامه عن خائن يتظاهر بالتقوى والورع: مستحق بالحرابة على أهل القبلة، ويظهر أن المعنى: يستحق أن يعامله أهل القبلة معاملة الأعداء.
وحرابة: محاربة، قتال، يقال: عمل حرابة مع، أي حاربه وقاتله (بوشر).
حَرابي (جمع وقد أهمل استعمال مفرده) بوارج (معجم الادريسي).
حَرُوبَة: صوت موسيقى، مقام الألحان والأنغام (هوست ص258). حَرَابَة: (جمع ويظهر أن مفرده قد أهمل): لصوص قطاع طرق (ابن جبير ص122، 180، معجم ابن جبير) ويرى السيد رايت، وهو مخطئ أن معنى الكلمة في عبارتي ابن جبير هو المعنى الثاني الذي سأذكره بعد هذا وللكلمة معنى آخر أشار إليه لين نقلاً عن تاج العروس.
وحرّابة: الحرس الأسود لأمير مكة، وقد أطلق عليهم هذا الاسم لأن الزنوج أفراد الحرس كانوا مسلحين بالحراب (ابن عباد 2: 172) حيث يجوز أن تدل هذه الكلمة على المعنى الأول. ففي الادريسي (المجلد الثاني القسم الخامس): وليس لأمير مكة خيَّالة بل عنده كتيبة من الرجالَّة وتسمى رجالته الحرابة (ابن جبير ص96، ابن بطوطة 1: 381).
محرب: محارب ( Jouteur) ( بوشر). ولكن لما كانت كلمة ( Jouter) تعني عنده حَارَبَ، و ( Joule) محاربة فأني أميل إلى الظن بأن محرب هذه خطأ والصواب مُحارب.
مِحْراب: غرفة نوم السيدة (الأغاني 143). ومحراب مسجد صغير في كوة غير نافذة تعين اتجاه القبلة (كليلة ودمنة ص237) وفيه: من قتل الناسك في محرابه. وعند ملر (ص49) وهو يصف فندقا: يشتمل على مأوى الطريد ومحراب المريد. وفي ألف ليلة (برسل 3: 88) فبكت الصغار في مكاتبها والعباد في محاربها والنساء في بيوتها (والأصوب في محاريبها).
وفي المقري (1: 124) ونظرت المكان فإذا هو معبد ومحراب وفيه قناديل معلَّقة موقدة وشمعتان وفيه سجادة مفروشة وعليها شاب جالس وقدامه ختمة مكرسة وهو يقرا عليها (والصواب مكرَّمة بدل مكرسة فليشر معجم ص10).
وفي رحلة ابن جبير (ص175): وقد نصبت فيه محاريب يصلى الناس فيها (والمحراب في هذا النص قبة أو سرادق يتخَّذ مصلَّى. ونجد المحراب بمعنى السرادق، وقد أشار إلى ذلــك لين في رحلة ابن جبير (ص149، 151، 153).
وكان يوجد في مقر دلهي مثل هذا المصلى بالقرب من كل قبر لا قبة له. أو مصلي الجنائز. (ابن بطوطة 3: 149).
ونقرأ في ألف ليلة (2: 13، 14): ((إن رجلين وجدا على جبل عين ماء جارية وشجرة رمان ومحراب)) ويعلن لين في ترجمته (2: 239) رقم 97): ((ونجد دائما في بلاد الإسلام محرابا صغيرا تتجه كوَّته نحو القبلة، ونجد إلى جانبه عين ماء، وبئرا وحوضا للماء أو حبا كبيرا يملئونها بالماء في كل يوم ليستقي منها المسافرون. وقد يتَّخذ هذا المحراب أحيانا منزلاً للراحة لأنه غرفة صغيرة مسقّفة مفتوحة نحو الشمال.
ومحراب: هيكل، مذبح (هلو) ويذكر بوشر كلمة محراب في مادة ( Autel) ( أي هيكل، مذبح) غير أنه يضيف إلى ذلــك أنه محل في المسجد يشبه الهيكل حيث يقوم الإمام.
ونقرأ في رحلة ابن جبير (ص81): على الستائر أشكال محاريب، وعلى الجدران صفات محاريب (ابن جبير ص85، وانظر ص11، 86، 265) وهي صور على شكل الكوى غير نافذة. وانظر لين في ترجمته ألف ليلة (2: 247، رقم 143) فهو يقول: ((في بعض منازل العرب يعملون أو يصورون في عدد من الغرف وعلى جدرانها محاريب لكي يشيروا إلى اتجاه القبلة. غير أنهم عادة يستعيضون عنها بسجادة للصلاة يشكِّلها صاحب المنزل بشكل كوة غير نافذة في اتجاه القبلة (انظر أيضا: مَحَارِيبيّ). وفي المعجم اللاتيني، العربي: ( Titubus) رَشم ومحراب.
مُحارب: لص قاطع طريق بالقوة (معجم الماوردي، المقدمة 2: 97، 98، تاريخ البربر 1: 97، المقري 3: 437).
وفي رياض النفوس (ص44ق): فبينا أنا على ذلــك إذا بقوم محاربين قد خربوا علينا وأحاطوا بنا وأخذوا كل شيء كان معنا وعرونا من ثيابنا وأخذوا دوابنا، وكُتِفَتُ فيمن كُتف. (وهو بعد ذلــك يسميهم السَلابة) (بارت 1: ر46) والرحالة بارت يرى في مكان آخر (1: 384) وهو مخطئ في ذلــك أن الكلمة هي محاربي ثم إن ما يضفيه على الأمير وحمده لا علاقة له بهذه الكلمة. ومن الواضح أنه لم يفهم شيئا من جزء رسالة هذا الأمير وهو الجزء الذي نشره مليئا بالأخطاء غير ان من السهل تصحيح هذه الأخطاء.
ومحارب: مقاتل، أنظره في مادة محرب.
مُحارَبَة: قطع الطريق (معجم الماوردي) ومقاتلة (بوشر).
مَحَارِبِييّ. حِلْعَة محاربيّي يراد بها فيما يقوله ابن بطوطة (3: 402): كساء تشريف رسمت على صدره وعلى ظهره صورة محراب (انظر آخر مادة محراب).
حرب
حرَبَ يَحرُب، حَرْبًا، فهو حارب، والمفعول مَحْروب
• حرَبه بالحَرْبةِ: طعَنه بها "أخذ المقاتلُ يحرُب كلَّ من يقابله لنفاد ذخيرته".
• حرَب الشَّخصَ: سلَبه جميعَ ما يملك "حرَب قطّاعُ الطُّرق المسافرين". 

حرِبَ يَحرَب، حَرَبًا، فهو حَرِب
• حرِب الرَّجلُ: اشتدّ غضبُه. 

احتربَ يحترب، احْترابًا، فهو مُحترِب
• احترب القومُ: قاتل بعضُهم بَعْضًا "يجب العمل على إزالة أسباب الصِّراع والاحتراب القَبَليّ". 

تحاربَ يتحارب، تَحارُبًا، فهو مُتحارِب
• تحاربَ الخصمان: تقاتلا، حارب أحدُهما الآخرَ "ليس من الإسلام تحارُبُ المسلمين". 

حاربَ يحارب، مُحارَبةً وحِرابًا، فهو مُحارِب، والمفعول مُحارَب
• حارَب العدوَّ: عاداه، قاتله وقاومه "مسئوليّة الجيش الأولى أن يحارب من يعتدي على الوطن- حارب بِدْعة- حارب في سبيل قضيّة" ° محارب قديم/ محاربون قدماء/ محاربون قدامى: من شارك أو شاركوا في حروب سابقة- يحارب طواحينَ الهواء: يعيش في الأوهام، يخطِّط بأسلوبٍ غير علميّ.
• حارب اللهَ: عصاه وكأنَّه أقام عليه الحرب " {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا} ". 

حِرابة [مفرد]:
1 - محاربة وقتال.
2 - قَطْعُ الطَّريق على المارّة وسلبهم بقوّة السِّلاح. 

حَرْب [مفرد]: ج حُروب (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَبَ.
2 - قتال ونِزال بين فئتين، عكسه سِلْم "إذا أردت السِّلْمَ فاستعدّ للحرب- وما شهداءُ الحرب إلاّ عمادها ... وإن شيَّد الأحياءُ فيها وطنَّبوا- الْحَرْبُ خُدْعَةٌ [حديث]- {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}: حتَّى تنتهي وينقضي أمرُها- {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ}: كلّما أثاروا الفتن ودبَّروا المكائدَ التي تؤدّي إلى وقوع الحرب بين النّاس أطفأ الله مساعيهم" ° حَرْبُ الاستِنْزاف: مناوشات حربيَّة غير متّصلة بقصد استهلاك قوى العدوّ وإفناء موارده- حَرْبٌ إعلاميّة: تقوم بين أجهزة الإعلام في الدُّول المتنازعة- صندوق الحرب: تجميع الأموال لتمويل المجهود الحربيّ- صَيْحة الحرب: صَيْحة يطلقها المحاربون عند الهجوم- استعرتِ الحربُ: اشتدَّت واحتدمت- الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر- حَرْبٌ أهليَّة/ حَرْبٌ طائفيّة: صراع مسلَّح يقع بين أبناء الوطن الواحد- حَرْبٌ خاطفة: هجوم سريع ومفاجئ تشارك فيه القوات الجوِّيَّة والبرِّيَّة، مبنيّة على مبدأ الهجوم الصاعق- حَرْبٌ عالميّة: تشترك فيها دول العالم- أركان الحرب: قواد الجيش الحاصلون على مؤهّلات عليا في العلوم العسكرية، جماعة القُوّاد الذين تصدر عنهم خُطط قيادة الجيش، والمكان الذي يجتمع فيه هؤلاء القوّاد- وضَعت الحربُ أوزارَها: انقضت، لم يبق قتال- حَرْبُ الأعصاب: حربٌ نفسيَّة تهدف إلى إرباك وإنقاص الرُّوح المعنويَّة للخصم- دَقَّ طُبولَ الحرب: أعلنها، أثارها- حَرْبُ الجراثيم/ حَرْبٌ جُرْثوميّة: حرب تُستخدم فيها الجراثيم المؤذية كالبكتيريا والفيروسات- أوقد نارَ الحرب: أثارها وهيَّجها- أطفأ الحرب: أهمدها حتى تبرد- حَرْبُ العِصابات: حربٌ يكون أحدُ طرفَي القتال فيها جنود غير نظاميين يهاجمون عدوَّهم كلَّما سنحت لهم فرصة مناسبة ثمَّ يَفرُّون إلى مكانٍ آمِن- أنت حربٌ علينا/ أنت حربٌ لنا: عدوّ- حَرْبٌ نفسيَّة: محاولة التَّأثير على المعنويَّات في أوقات الحرب- حَرْبٌ وقائيّة: حرب يدّعي مثيروها أنّها حرب دفاعيَّة يريدون بها حماية بلادهم من غزوٍ مُحتمَل- رَجُل حَرْب: خبير في إدارة المعارك الحربيّة- قامتِ الحربُ على قَدَم وساق: اشتدّ الأمر وصعب الخلاص منه- الحرب العالميَّة الأولى: تُسمَّى الحرب العظمى وقعت بين عامي 1333 - 1337هـ/ 1914 - 1918م- الحرب العالميّة الثَّانية: وقعت بين عامي 1358 - 1365هـ/ 1939 - 1945م بين دول المحور (ألمانيا- إيطاليا- اليابان) والحلفاء (بريطانيا- فرنسا- الولايات المتحدة- روسيا) وانتهت بانتصار الحلفاء- الحروب الصَّليبيّة: وقعت بين جيوش من نصارى أوربَّا والشَّرق الإسلاميّ أثناء القرون 11و 12و 13 الميلاديّة بدعوى تخليص بيت المقدس وما حوله- الحرب النَّوويَّة: ما تستخدم فيه الطّاقة النَّوويّة أو القنبلة الذَّرِّيَّة- دارَت رحى الحرب: اشتعلت واشتدَّت- ابن الحرب: الشُّجاع الذي تعوَّد الحربَ وألِفها- كشَفتِ الحربُ عن ساقِها/ شمَّرتِ

الحربُ عن ساقِها: قويت واشتدّت- جرائم الحرب: جرائم تحدث في الحروب مثل التَّطهير العرقيّ وإساءة معاملة سُجناء الحرب ممّا يُعدّ خرقًا لأعراف الحرب.
• الحرب البارِدة: حرب سلاحها الدِّعاية والكلام واختلاق الإشاعات والتصريحات الاستفزازيّة.
• حرب الشَّوارع: (سك) معارك تدور بين قوّات الغزو وأهل البلد المغزوّ وتُسمَّى كــذلــك حرب المدن "فوجئ الاحتلال الفرنسيّ لبلدة رشيد بحرب شوارع ضارية أجبرته على التراجع". 

حَرَب [مفرد]:
1 - مصدر حرِبَ ° واحَرَباه: عبارة تقال لإظهار الحزن والتأسُّف.
2 - ويل وهلاك "الدَّيْنُ أوَّلُه همٌّ وآخرُه حَرَب". 

حَرِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِبَ: شديد الغضب سريع الانفعال. 

حِرْباء [مفرد]: ج حَرابيُّ، مؤ حرباءة: (حن) دُوَيْبَّة من الزَّواحف ذات قوائم أربعة، دقيقة الرأس، مخطَّطة الظَّهر، لها عينان كبيرتان، تحرِّك كُلّ واحدة في اتِّجاه يختلف عن اتِّجاه الأخرى، تستقبل الشَّمس نهارَها وتدور معها كيف دارت، وتتلوَّن ألوانًا مختلفة، ويُضرب بها المثلُ في الحزم والتلوّن "يتلوّن في مواقفه تلوّن الحرباء- أحزم من حرباء [مثل] ". 

حِرْبائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِرْباء.
2 - انتهازيّ، يتقلّب ويتلوَّن بتلّون الأحداث كالحِرباء "شخصية حِربائيّة". 

حَرْبَة [مفرد]: ج حَرَبات وحَرْبات وحِراب:
1 - آلة قصيرة من الحديد محدَّدة الرأس تستعمل في الحرب، أو سلاح أقصر من الرُّمح، عريض النَّصل ° رأَْس الحَرْبة: قسم من جهاز عسكريّ يعمل مباشرة ضدّ العدوّ، لاعب مهاجم في كرة القدم يقود الفريق في منطقة المناورات أمام مرمى الخصم، مهمَّته إحراز الأهداف ومراوغة المدافعين.
2 - حديدة محدَّدة الرأس ذات عقّافة أو عقّافات مركَّزة في مقبض طويل، تستعمل لصيد الأسماك الكبيرة وخصوصًا الحيتان. 

حَرْبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَرْب: "معدَّات حَرْبيَّة: أسلحة وتجهيزات عسكرية".
2 - مصدر صناعيّ من حَرْب: ما يتّصل بشئون الحرب والدفاع "وزارة الحربيّة". 

مِحْراب [مفرد]: ج مَحاريبُ:
1 - مقام الإمام من المسجد "مِحْراب المسجد".
2 - حجرة في صدر المعبد أو المسجد " {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ".
3 - صدر البيت وأكرم موضع فيه.
4 - غُرْفَة " {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} ".
5 - قَصْر، بناء مرتفع " {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ} ".
6 - مسجد، مكان للخلوة والعبادة " {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} ". 

حرب

1 حَرَبَهُ, (S, A, K,) aor. ـُ inf. n. حَرَبٌ, (S, K,) He despoiled him of his wealth, or property; or plundered him; (S, A, K;) leaving him without anything. (S.) b2: [Hence,] حُرِبَ, (A, Mgh, Msb,) or حُرِبَ مَالَهُ, (S,) He was, or became, despoiled, or plundered, (S, A, Mgh, Msb,) of his wealth, or property, (S,) or of all his wealth, or property; as also حَرِبَ, (Mgh, Msb,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. حَرَبٌ. (Mgh, Msb.) You say, مَا لَهُ جَرِبَ وحَرِبَ: see art. جرب. (TA.) And حُرِبَ دِينَهُ (assumed tropical:) He was despoiled of his religion; was rendered, or became, an unbeliever. (TA.) b3: [And hence,] حَرِبَ, aor. ـَ inf. n. حَرَبٌ, He said وَا حَرَبَا, or وَا حَرَبَاهْ: [see حَرَبٌ, below.] (TA.) b4: and حَرِبَ, (S, A, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَرَبٌ, (A, TA,) (tropical:) He (a man, S, A) was, or became, angry, (A,) or violently angry. (S, K.) And i. q. كَلِبَ [meaning (assumed tropical:) He was, or became, affected with canine madness: see حَرِبٌ]. (K.) And (assumed tropical:) He (an enemy) was, or became, like a lion; as also ↓ استحرب. (TA.) 2 حرّب, inf. n. تَحْرِيبٌ, He sharpened a spearhead. (S, K.) b2: (tropical:) He angered: (S, A:) or angered violently: (K:) and he provoked, or exasperated. (S, K, TA.) And it is said to signify (assumed tropical:) He acquainted a person with a thing that angered him: but where it is said to have this meaning, it is accord. to one reading with ج and hemzeh [in the places of ح and ب]. (TA.) 3 حاربهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. مُحَارَبَةٌ (Msb, K) and حِرَابٌ, (K,) He waged, or contended in, war with him; warred, or battled, with him. (S, * A, Msb, K.) See also 6. b2: He was, or became, hostile, or an enemy, to him. (S, * TA.) b3: He disobeyed Him; namely, God. (TA.) 4 احرب الحَرْبَ He excited, provoked, or stirred up, war. (K.) b2: احربهُ He guided him to spoil, or plunder; guided him, or showed him the way, to obtain spoil, or plunder, of an enemy; (S, K, TA;) acting as a spy. (TA.) b3: He found him to be despoiled, or plundered, of his wealth, or property, or of all his wealth, or property. (TA.) 6 تحاربوا and ↓ احتربوا (S, A, K) and ↓ حاربوا (S) They waged, or contended in, war, one with another; warred, or battled, one with another. (S, A, K.) 8 إِحْتَرَبَ see 6. b2: اُحْتُرِبَ It was all plundered, taken, or carried off. (Har p. 313.) 10 إِسْتَحْرَبَ see 1, last meaning.

حَرْبٌ War, battle, fight, or conflict; (Msb, TA;) contr. of سِلْمٌ; (TA;) consisting, first, in shooting arrows, one at another; then, in thrusting, one at another, with spears; then, in combating one another with swords; and then, in grappling and struggling together: (Suh, TA:) it is [generally] fem.; (S, L Msb;) but its dim. is ↓ حُرَيْبٌ, without ة, (Kh, S, L, Msb,) contr. to rule, (L, Msb,) like ذُرَيْعٌ, and قُوَيْسٌ, and فُرَيْسٌ in a fem. sense, (L,) because originally an inf. n. [of which the verb (حَرَبَ) seems not to have been used as meaning “ he waged, or contended in, war ”], (El-Mázinee, S,) or in order that it may not be confounded with the dim. of حَرْبَةٌ: (Msb:) Seer makes its origin to be the epithet حَرْبٌ, which, however, is originally an inf. n.: (L:) sometimes it is masc.; (IAar, Mbr, S, Msb, K;) but this is extr.: (L:) the pl. is حُرُوبٌ. (S, K.) You say, وَقَعَتْ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ [War happened between them]. (S.) And قَامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ

The war, or battle, became vehement, so that safety from destruction was difficult of attainment. (Msb.) And making it masc., as meaning قِتَالٌ, you say حَرْبٌ شَدِيدٌ A vehement fight or battle. (Msb.) [Hence,] اِبْنُ حَرْبٍ A warrior: (Er-Rághib, TA in art. بنى:) and اِبْنُ الحَرْبِ [the warrior; or] he who suffices for war, and who defends. (Msb in that art.) And دَارُ الحَرْبِ The country, or countries, of the unbelievers, (Msb,) or of [those called by the Muslims] the polytheists, (K,) between whom and the Muslims there is not peace. (Msb, K.) In the saying of Aboo-Haneefeh, كَانَتْ مَكَّةُ إِذْ ذٰاكَ حَرْبًا, the meaning is دَارَ حَرْبٍ [Mekkeh was at that time a place of which the people were at war with the Muslims]. (Mgh.) A2: It is also an epithet; originally an inf. n. (L.) You say رَجُلٌ حَرْبٌ, (K, TA,) [in the CK حَرِبٌ, but it is] like عَدْلٌ, (TA,) A man vehement in war, and courageous; as also ↓ مِحْرَبٌ and ↓ مِحْرَابٌ: (K:) or ↓ مِحْرَبٌ signifies a man of wars; (S;) or a man of war, as also ↓ مِحْرَابٌ; and a known, experienced warrior. (TA.) [Being originally an inf. n.,] حَرْبٌ as an epithet is used in the same form as masc. and fem. and sing. and pl.: (K:) so that one says اِمْرَأَةٌ حَرْبٌ and قَوْمٌ حَرْبٌ, (TA,) as also ↓ قَوْمٌ مِحْرَبَةٌ. (S, K.) b2: Also An enemy, (S, K,) whether, or not, actually at war. (K.) So in the saying, أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَنَىِ [I am an enemy to him who wars with me, or who is an enemy to me]. (S.) And فُلَانٌ حَرْبُ فُلَانٍ Such a one is the enemy of such a one. (TA.) Some hold that حَرْبٌ is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of حَارِبٌ or مُحَارِبٌ. (TA.) حَرَبٌ inf. n. of حَرِبَ. (A, Mgh, Msb.) وَاحَرَبَا is an ejaculation expressive of grief, lamentation, or regret, [meaning Alas, my spoliation! or my loss! or my grief!] (ISd, Mgh, TA,) used in an absolute manner, like وَا أَسَفَا, (ISd, TA,) or يَا أَسَفَا, (Mgh,) from حَرَبَهُ “ he despoiled him of his wealth, or property: ” (K:) [or from حَرِبَ, q. v.:] or it originated from the fact that Harb the son of Umeiyeh, when any one died, used to ask his family what they required to expend on the occasion, and used to supply them therewith; (TA;) and when he himself died, the people of Mekkeh and its neighbourhood bewailed him, saying, وَا حَرْبَا, (Th, K, * TA,) or وَا حَرْبَاهْ, (TA,) [Alas for Harb!] and then they changed the expression to وَا حَرَبَا, (Th, K,) or وَاحَرَبَاهْ, and it became used in the case of bewailing any person who was dear, and in the cases of other calamities: but this account of the origin did not please ISd. (TA.) b2: Also Perdition. destruction, or death. (Har p. 158.) حَرِبٌ: see حَرِيبٌ.

A2: Also (tropical:) Angry: (A:) or violently angry: (S, K:) applied to a man and to a lion. (S, A.) And i. q. كَلِبٌ [meaning Affected with canine madness]: pl. حَرْبَى, (K,) syn. with كَلْبَى, but unknown to Az in this sense except in one instance. (TA.) حَرْبَةٌ [A dart, or javelin;] a certain weapon (K) resembling a spear, (Msb,) but smaller, (TA,) having a wide head; (As, TA;) not reckoned among رِمَاح: (IAar, TA:) dim. ↓ حُرَيْبَةٌ: (Msb:) pl. حِرَابٌ. (S, A, Msb, K.) You say, أَخَذُوا الحِرَابَ لِلْحِرَابِ [They took the darts, or javelins, for contending in war, or battle]. (A.) A2: A thrust, stick, or stab. (K.) b2: Spoliation. (K.) b3: Corruptness of religion. (K.) A3: حَرْبَةُ a name of Friday; (K, TA;) accord. to the Námoos, because it is a time for warring with oneself: (TA:) pl. حَرَبَاتٌ and حَرْبَاتٌ. (K.) حِرْبَةٌ A mode, or manner, of war, battle, fight, or conflict. (K.) حِرْبَاءٌ [The male chameleon;] the male of what is called أُمُّ حُبَيْنٍ; (S, Msb, K; [but see the latter appellation in art. حبن;]) a well-known animal: (TA:) or a certain reptile, like the عَظَآءَة, (K,) said to be larger than this latter, (Msb,) somewhat larger, (S,) that turns itself, (S, Msb,) or its head, (K,) towards the sun, (S, Msb, K,) turning with the sun as the sun turns, and assuming various colours (S, Msb) by reason of the heat of the sun: (S:) Az describes it as a reptile resembling in form what is called سَامُّ أَبْرَصَ, with four legs, slender head, [which is not correct as applied to the chameleon,] and striped back; that all the day looks towards the sun; and he adds that its flesh is impure, and the Arabs never eat it: (TA:) [accord. to Freytag, the word, thus applied, is said (but I know not on what authority) to be from خُرْبَا, meaning حافظ الشمس (guardian of the sun):] the fem. is with ة: (S:) and the pl. حَرَابِىُّ. (S, Msb.) [The word حرباء is used in passages cited in the TA as masc. and fem.; whence it seems that it may be written حِرْبَآءُ as well as حِرْبَآءٌ.] The Arabs used the expression حِرْبَآءُ تَنْضُبٍ or تَنْضُبَ, like ذئْبُ غَضًا: (S:) [the latter word in each of these cases being the name of a tree:] the former is proverbially applied to a prudent man; because the حرباء does not quit the first branch but to leap upon the second. (TA.) The phrase اِنْتَصَبَ العُودُ فِى

الحِرْبَآءِ is used, by inversion, for انتصب الحرباءُ فى العودِ [The male chameleon stood erect upon the branch]: for it stands erect upon stones, and upon the roots or trunks of trees, looking towards the sun, and declines as the sun declines. (TA.) b2: Also (tropical:) The back: or its flesh: (K:) or حِرْبَآءُ المَتْنِ means the flesh along either side of the backbone: (TA:) or this, (TA,) or الحرباءُ, (K,) the ridge of the backbone: (K, TA:) or حَرَابِىُّ المَتْنِ (S, L, TA) signifies the portions of flesh, (S,) or the flesh, (L, TA,) along either side of the backbone: (S, L, TA:) the sing. is حِرْبَآءٌ; likened to the حرباء [or male chameleon] of the desert, and therefore tropical: Kr says that the sing. of حَرَابِىُّ الظُّهُورِ is حِرْبَآءٌ accord. to rule; showing that it has no known sing. on the authority of hearsay. (L, TA.) A2: The nails, (S,) or a nail, (K,) of a coat of mail: (S, K:) or the head of a nail in a ring of a coat of mail: (K:) pl. as above. (TA.) A3: And Rugged ground: (K:) or rugged and hard ground; accord. to Th; but the word commonly known is حِزْبَآءٌ, with záy. (TA.) [This meaning has been supposed to be assigned in the K to مُحْرَبِئَةٌ; but the TA shows that such is not the case.]

حَرِيبٌ and ↓ مَحْرُوبٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ حَرِبٌ (MF) Despoiled of his wealth, or property; plundered; (S, Mgh, Msb, K, MF;) and left without anything: (S, Mgh, Msb:) pl. (of the first, TA) حَرْبَى and حُرَبَآءُ. (K.) And حَرِيبَةٌ and ↓ مَحْرُوبَةٌ A woman deprived of her child, or children. (TA.) And ↓ محروب (assumed tropical:) Despoiled of his religion; rendered, or become, an unbeliever. (TA.) حُرَيْبٌ dim. of حَرْبٌ, q. v.

حَرَابَةٌ: see what next follows.

حَرِيبَةٌ (S, A, K) and ↓ حَرَابَةٌ (A) Wealth, or property, of which one is despoiled, or plundered: (A, K:) a man's property is not so called until he has been despoiled of it: (TA:) or (K, but in the A “ and ”) wealth, or property, by means of which one lives, or subsists: (S, A, K:) pl. of the former [and of the latter also accord. to analogy] حَرَائِبُ. (TA.) حُرَيْبَةٌ dim. of حَرْبَةٌ, q. v.

حَرَّابَةٌ A troop of plunderers. (TA.) حَارِبٌ [act. part. n. of حَرَبَ]. b2: It occurs in a trad. as signifying One who strips people forcibly of their clothes. (TA.) مِحْرَبٌ and مِحْرَبَةٌ: see حَرْبٌ, in three places.

أَرْضٌ مُحَرْبِئَةٌ (S, K, in the CK مُحَرْبِيَةٌ) A land containing, (S,) or abounding with, (K,) animals of the kind called حِرْبَآء [i. e. male chameleons]. (S, K.) المُحَرَّبُ and ↓ المُتَحَرِّبُ The lion. (K, TA.) مِحْرَابٌ: see حَرْبٌ, in two places.

A2: Also The upper end of a sitting-room, (Msb, and so accord. to an explanation of the pl. مَحَارِيبُ, in the S, on the authority of Fr,) or of a house, or tent, or chamber; (K;) the chief, or most honourable, sitting-place; (AO, L, Msb, K; *) whence, in a trad., كَانَ يَكْرَهُ المَحَارِيبَ [he used to dislike the uppermost, or chief, sitting-places in rooms]: (L:) the place where kings and chiefs and great men sit: (Msb:) a high place: (As, Hr, TA:) a [chamber of the kind called] غُرْفَة: (S, Msb, K:) the highest chamber in a house: a chamber to which one ascends by stairs: (Zj, TA:) a king's closet, or private chamber, into which he retires alone, out of the way of the people: (K:) a [pavilion, or building of the kind called] قَصْر: (As, TA:) the station of the Imám in a mosque: (K:) the مِحْرَاب [or niche which shows the direction of the kibleh] of a mosque; from the same word as signifying the “ upper end of a sittingroom; ” (Fr, S, Msb;) or, as some say, because the person praying wars with the devil and with himself by causing the attention of his heart: (Msb:) the highest place in a mosque: (Zj, TA:) the kibleh: (L, TA:) a mosque, or place of worship; so in the Kur xix. 12: (S, L:) a place of assembly. (As, TA.) مَحَارِيبُ بَنِى إِسْرَائِيلَ meansThe places of worship of the Children of Israel, (T, K,) in which they used to assemble for prayer, (T, TA,) or in which they used to sit; (K;) as though they sat therein to consult respecting war. (TA.) [See also مَذْبَحٌ.] b2: I. q. أَجَمَةٌ, (K,) meaning The haunt of a lion. (TA.) b3: The neck of a beast. (Lth, K, TA.) مَحْرُوبٌ and مَحْرُوبَةٌ: see حَرِيبٌ, in three places.

المُتَحَرِّبُ: see المُحَرَّبُ.

حرب: الحَرْبُ: نَقِيضُ السِّلم، أُنثى، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها

مُقاتَلَةٌ حَرْبٌ، هذا قول السيرافي، وتصغيرها حُرَيْبٌ بغير هاءٍ، روايةً عن العَرَب، لأَنها في الأَصل مصدر؛ ومثلها ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ، أُنثى، ونُيَيْبٌ وذُوَيْد، تصغير ذَوْدٍ، وقُدَيْرٌ، تصغير قِدْرٍ، وخُلَيْقٌ. يقال: مِلْحَفةٌ خُلَيْقٌ؛ كل ذلــك تأْنيث يُصغَّر بغير هاءٍ. قال: وحُرَيْبٌ أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرْب. وحكى

ابن الأَعرابي فيها التذكير؛ وأَنشد:

وهْوَ، إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، * كَرْهُ اللِّقاءِ تَلْتَظِي حِرابُه

قال: والأَعرَفُ تأْنِيثُها؛ وإِنما حكاية ابن الأَعرابي نادرة. قال:

وعندي أَنه إِنما حَمَله على معنى القَتْل، أَو الهَرْج، وجمعها حُرُوبٌ.

ويقال: وقَعَتْ بينهم حَرْبٌ. الأَزهري: أَنَّثُوا الحَرْبَ، لأَنهم ذهَبُوا

بها إلى الـمُحارَبةِ، وكــذلــك السِّلْمُ والسَّلْمُ، يُذْهَبُ بهما إِلى

الـمُسالمةِ فتؤَنث.

ودار الحَرْب: بلادُ المشركين الذين لا صُلْح بينهم وبين المسلمِين. وقد حاربَه مُحارَبةً وحِراباً، وتحَارَبُوا واحْترَبُوا وحارَبُوا بمعنى.

ورجُلٌ حَرْبٌ ومِحْرَبٌ، بكسر الميم، ومِحْرابٌ: شَديدُ الحَرْبِ،

شُجاعٌ؛ وقيل: مِحْرَبٌ ومِحْرابٌ: صاحب حَرْبٍ. وقوم مِحْرَبةٌ ورجُلمِحْرَبٌ أَي مُحارِبٌ لعَدُوِّه. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: فابعثْ عليهم رجُلاً مِحْرَباً، أَي مَعْرُوفاً بالحَرْب، عارِفاً بها، والميم مكسورة، وهو من أَبْنية الـمُبالغة، كالمِعْطاءِ، من العَطاءِ. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما، قال في عليّ، كرم اللّه وجهه: ما رأَيتُ مِحْرَباًمِثلَه.

وأَنا حَرْبٌ لمن حارَبَني أَي عَدُوّ. وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أَي

مُحارِبُه. وفلانٌ حَرْبٌ لي أَي عَدُوٌّ مُحارِبٌ، وإِن لم يكن مُحارِباً، مذكَّر، وكــذلــك الأَنثى. قال نُصَيْبٌ:

وقُولا لها: يا أُمَّ عُثمانَ خُلَّتي! * أَسِلْمٌ لَنا في حُبِّنا أَنـْتِ أَم حَرْبُ؟

وقوم حَرْبٌ: كــذلــك. وذهب بعضهم إِلى أَنه جمَع حارِبٍ، أَو مُحارِبٍ، على حذف الزائد.

وقوله تعالى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِن اللّهِ ورسولِه، أَي بِقَتْلٍ.

وقوله تعالى: الذين يُحارِبونَ اللّهَ ورسولَه، يعني الـمَعْصِيةَ، أَي

يَعْصُونَه. قال الأَزهريّ: أَما قولُ اللّه تعالى: إِنما جَزاءُ الذين

يُحارِبُونَ اللّهَ ورسولَه، الآية، فإِنَّ أَبا إِسحق النَّحْوِيَّ زعَم أَنّ

قولَ العلماءِ: إِنَّ هذه الآيةَ نزلت في الكُفَّارِ خاصَّةً. وروي في

التفسير: أَنَّ أَبا بُرْدةَ الأَسْلَمِيَّ كان عاهَدَ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، أَنْ لا يَعْرِضَ لمن يريدُ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم،

بسُوءٍ، وأن لا يَمنَعَ من ذلــك، وأَن النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، لا يمنعُ مَن يريد أَبا بُرْدةَ، فمرّ قومٌ بأَبي بُرْدةَ يريدون النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فعَرَضَ أَصحابهُ لهم، فقَتَلوا وأَخَذوا المالَ، فأَنزل اللّه على نبِيِّه، وأَتاه جبريلُ فأَعْلَمَه أَنّ اللّهَ يأْمُرُه أَنّ مَن أَدْرَكَه منهم قد قَتَلَ وأَخَذ المالَ قَتَله وصَلَبه، ومَن قَتَل

ولم يأْخذِ المالَ قَتَلَه، ومَن أَخَذ المالَ ولم يَقْتُل قَطَعَ يَدَه لأَخْذه المال، ورِجْلَه لإِخافةِ السَّبِيلِ.

والحَرْبةُ: الأَلَّةُ دون الرُّمْحِ، وجمعها حِرابٌ. قال ابن الأَعرابي: ولا تُعَدُّ الحَرْبةُ في الرِّماح.

والحاربُ: الـمُشَلِّحُ.

والحَرَب بالتحريك: أَن يُسْلَبَ الرجل ماله. حَرَبَه يَحْرُبه إِذا أَخذ

ماله، فهو مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ، مِن قوم حَرْبى وحُرَباءَ، الأَخيرة على التشبيه بالفاعل، كما حكاه سيبويه، مِن قولهم قَتِيلٌ وقُتَلاءُ.

وحَرِيبتُه: مالهُ الذي سُلِبَه، لا يُسَمَّى بــذلــك إِلاّ بعدما يُسْلَبُه. وقيل: حَرِيبةُ الرجل: مالهُ الذي

يَعِيشُ به. تقول: حَرَبَه يَحْرُبُه حَرَباً، مثل طَلَبَه يَطْلُبه طَلَباً، إِذا أَخذَ مالَه وتركه بلا شيءٍ. وفي حديث بَدْرٍ، قال الـمُشْرِكُونَ: اخْرُجوا إِلى حَرائِبكُم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في الروايات، بالباءِ الموحدة، جمع حَريبة، وهو مالُ الرَّجل الذي يَقُوم به أَمْرُه، والمعروف بالثاءِ المثلثة حَرائِثكُم، وسيأْتي ذكره.وقد حُرِبَ مالَه أَي سُلِبَه، فهو مَحْروبٌ وحَرِيبٌ.

وأَحْرَبَه: دلَّه على ما يَحْرُبُه. وأَحْرَبْتُه أَي دَلَلْتُه على ما

يَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ يُغِيرُ عليه؛ وقولُهم: واحَرَبا إِنما هو من هذا.

وقال ثعلب: لـمَّا ماتَ حَرْبُ بن أُمَيَّة بالمدينة، قالوا: واحَرْبا،

ثم ثقلوها فقالوا: واحَرَبا. قال ابن سيده: ولا يُعْجِبُني.

الأَزهري: يقال حَرِبَ فُلان حَرَباً، فالحَرَبُ: أَن يُؤْخَذَ مالُه

كلُّه، فهو رَجُل حَرِبٌ أَي نزَلَ به الحَرَبُ، وهو مَحْروبٌ حَرِيبٌ.

والحَرِيبُ: الذي سُلِبَ حَريبَته. ابن شميل في قوله: اتَّقُوا الدَّينَ، فإِنَّ أَوَّله هَمٌّ وآخِرَه حَرَبٌ، قال: تُباعُ دارهُ وعَقارُه، وهو من الحَريبةِ.

مَحْرُوبٌ: حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه، يعني قوله: فإِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه، وقد روي بالتسكين، أَي النزاع. وفي حديث

الحُدَيْبِيةِ: وإِلاَّ تَرَكْناهم مَحْرُوبِينَ أَي مَسْلُوبِين مَنْهُوبِينَ. والحَرَبُ، بالتحريك: نَهْبُ مالِ الإِنسانِ، وترْكُه لا شيءَ له.وفي حديث الـمُغِيرة، رضي اللّه عنه: طَلاقُها حَرِيبةٌ أَي له منها

أَولادٌ، إِذا طَلَّقَها حُرِبُوا وفُجِعُوا بها، فكأَنهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا.

وفي الحديث: الحارِبُ الـمُشَلِّح أَي الغاصِبُ الناهِبُ، الذي يُعَرِّي

الناسَ ثِيابَهم.

وحَرِبَ الرَّجلُ، بالكسر، يَحْرَبُ حَرَباً: اشْتَدَّ غَضَبُه، فهو حَرِبٌ من قَوْمٍ حَرْبى، مثل كَلْبى. الأَزهري: شُيُوخٌ حَرْبى، والواحد

حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبى والكَلِبِ. وأَنشد قول الأَعشى:

وشُيوخٍ حَرْبى بَشَطَّيْ أَرِيكٍ؛ * ونِساءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعالي

قال الأَزهري: ولم أَسمع الحَرْبى بمعنى الكَلْبَى إِلاَّ ههنا؛ قال:

ولعله شَبَّهه بالكَلْبَى، أَنه على مِثاله وبنائِه.

وحَرَّبْتُ عليه غيرِي أَي أَغْضَبْتُه. وحَرَّبَه أَغْضَبَه. قال أَبو

ذؤَيب:

كأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسْدِ تَرْجٍ * يُنازِلُهُم، لِنابَيْهِ قَبِيبُ

وأَسَدٌ حَرِبٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، أَنه كتَب إلى ابن عباس، رضي اللّه عنهما: لما رأَيتَ العَدُوَّ قد حَرِبَ أَي غَضِبَ؛ ومنه حديث عُيَيْنَةَ ابن حِصْنٍ: حتى أُدْخِلَ على نِسائه، من الحَرَبِ والحُزْنِ، ما أُدْخِلَ على نِسائي.

وفي حديث الأَعشى الحِرمازِيّ: فخَلَفْتني بِنزاعٍ وَحَرَبٍ أَي

بخُصومة وغَضَبٍ.

وفي حديث ابن الزُّبير، رضي اللّه عنهما، عند إِحراق أَهلِ الشامِ الكعبةَ: يريد أَن يُحَرِّبَهم أَي يَزِيدَ في غَضَبِهم على ما كان من إِحراقها.والتَّحْرِيبُ: التَّحْرِيشُ؛ يقال: حَرَّبْتُ فلاناً

تَحْرِيباً إِذا حَرَّشْته تَحْرِيشاً بإِنْسان، فأُولِعَ بِه وبعَداوَته. وحَرَّبْتُه أَي أَغْضَبْتُه. وحَمَلْتُه على الغَضَب، وعَرَّفْتُه بما يَغْضَب منه؛ ويروى بالجيم والهمزة، وهو مذكور في موضعه.

والحَرَبُ كالكَلَبِ. وقَوْمٌ حَرْبى كَلْبى، والفِعْلُ كالفِعْلِ.

والعَرَبُ تقول في دُعائها على الإِنسانِ: ما لَه حَرِبُ وَجَرِبَ.

وسِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إِذا كان مُحَدَّداً مُؤَلَّلاً.

وحَرَّبَ السَّنانَ: أَحَدَّه، مثل ذَرَّبَه؛ قال الشاعر:

سَيُصْبحُ في سَرْحِ الرِّبابِ، وَراءَها، * إِذا فَزِعَتْ، أَلفا سِنانٍ مُحَرَّبِ

والحَرَبُ: الطَّلْعُ، يَمانِيةٌ؛ واحدته حَرَبَةٌ، وقد أَحْرَبَ النخلُ. وحَرَّبَهُ إِذا أَطْعَمَه الحَرَبَ، وهو الطَّلْع. وأَحْرَبَه: وجده

مَحْروباً.

الأَزهريّ: الحَرَبةُ: الطَّلْعَةُ إِذا كانت بِقِشْرِها؛ ويقال لِقِشْرِها إِذا نُزع: القَيْقاءة.

والحُرْبةُ: الجُوالِقُ؛ وقيل: هي الوِعاءُ؛ وقيل: هِي الغِرارةُ؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

وصاحِبٍ صاحَبْتُ غَيرِ أَبْعَدا، * تَراهُ، بَينَ الحُرْبَتَينِ، مُسْنَدا

والمِحْرابُ: صَدْرُ البَيْتِ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه، والجمع

الـمَحارِيبُ، وهو أَيضاً الغُرْفةُ. قال وضَّاحُ اليَمَنِ:

رَبَّةُ مِحْرابٍ، إِذا جِئْتُها، * لم أَلْقَها، أَو أَرْتَقي سُلَّما

وأَنشد الأَزهري قول امرئ القيس:

كَغِزلانِ رَمْلٍ في مَحارِيبِ أَقْوال

قال: والمِحْرابُ عند العامة: الذي يُقِيمُه النّاس اليَوْمَ مَقام الإِمامِ في الـمَسْجد، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ

إِذْ تَسَوَّروا المِحْرابِ؛ قال: المِحْرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدَّارِ، وأَرْفَعُ مَكانٍ في الـمَسْجِد. قال: والمِحْرابُ ههنا كالغُرْفةِ، وأَنشد بيت وضَّاحِ اليَمَنِ. وفي الحديث: أَنّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ، رضي اللّه عنه، إِلى قومِه بالطَّائِف،

فأَتاهم ودَخَل مِحْراباً له، فأَشْرَفَ عليهم عندَ الفَجْر، ثم أَذَّن

للصَّلاةِ. قال: وهذا يدل على أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إِليها.

والـمَحارِيب: صُدُور الـمَجالِس، ومنه سُمّي مِحْرابُ الـمَسْجِد، ومنه مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ.

والمِحْرابُ: القِبْلةُ. ومِحْرابُ الـمَسْجِد أَيضاً: صَدْرُه وأَشْرَفُ موضع فيه. ومَحارِيبُ بني إِسرائيلَ: مَسَاجِدُهم التي كانوا يَجلسون فيها؛ وفي التهذيب: التي يَجْتَمِعُون فيها للصلاة. وقولُ الأَعشى:

وَتَرَى مَجْلِساً، يَغَصُّ به المِحْـ * ـرابُ، مِلْقَوْمِ، والثِّيابُ رِقاقُ

قال: أُراهُ يعني الـمَجْلِسَ. وقال الأَزهري: أَراد مِنَ القوم. وفي

حديث أَنس، رضي اللّه عنه، أَنه كان يَكْرَه الـمَحارِيبَ، أَي لم يكن يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ في صَدْرِ الـمَجْلِس، ويَترَفَّعَ على الناسِ.

والـمَحارِيبُ: جمع مِحْرابٍ. وقول الشاعر في

صفة أَسد:

وَما مُغِبٌّ، بِثِنْيِ الحِنْوِ، مُجْتَعِلٌ * في الغِيلِ، في جانِبِ العِرِّيسِ، محْرابا

جعَلَه له كالمجلِسِ. وقوله تعالى: فخرَجَ على قومِهِ مِن المِحْرابِ، قالوا: من المسجِدِ. والمِحْرابُ: أَكْرَمُ مَجالِس الـمُلوكِ، عن أَبي حنيفة. وقال أَبو عبيدة: المِحْرابُ سَيِّدُ الـمَجالِس، ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها. قال: وكــذلــك هو من المساجد. الأَصمعي: العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْراباً، لشَرَفِه، وأَنشد:

أَو دُمْية صُوِّرَ مِحْرابُها، * أَو دُرَّة شِيفَت إِلى تاجِر

أَراد بالمِحْرابِ القَصْر، وبالدُّمْيةِ الصورةَ. وروى الأَصمعي عن أَبي عَمْرو بن العَلاءِ: دخلتُ مِحْراباً من مَحارِيب حِمْيرَ، فَنَفَحَ في وجْهِي رِيحُ المِسْكِ. أَراد قَصْراً أَو ما يُشْبِههُ. وقيل:

المِحْرابُ الموضع الذي يَنْفَرِدُ فيه الـمَلِكُ، فيَتَباعَدُ من الناسِ؛ قال الأَزهري: وسُمِّي المِحْرابُ مِحْراباً، لانْفِراد الإِمام فيه، وبُعْدِه من الناس؛ قال: ومنه يقال فلان حَرْبٌ لفلان إِذا كان بينهما تَباعُدٌ؛ واحتج بقوله:

وحارَبَ مِرْفَقُها دَفَّها، * وسامَى به عُنُقٌ مِسْعَرُ

أَراد: بَعُدَ مِرْفَقُها من دَفِّها. وقال الفرَّاءُ في قوله عز وجل:

من مَحاريبَ وتَماثِيلَ؛ ذُكِرَ أَنها صُوَرُ الأَنبياء والملائكة، كانت

تُصَوَّرُ في المساجد، ليَراها الناسُ فيَزْدادُوا عِبادةً. وقال الزجاج:

هي واحدةُ الـمِحْراب الذي يُصَلَّى فيه. الليث: المِحْرابُ عُنُقُ

الدَّابة؛ قال الراجز:

كأَنها لَـمَّا سما مِحْرابُها

وقيل: سُمِّيَ المِحْرابُ مِحْراباً لأَنَّ الإِمام إِذا قام فيه، لم يأْمَنْ أَن يَلْحَنَ أَو يُخْطِئَ، فهو خائفٌ مكاناً، كأَنه مَأْوى الأَسَدِ، والمِحْرابُ: مَأْوَى الأَسَدِ. يقال: دخَل فلان على الأَسَدِ في

مِحْرابِه، وغِيلِه وعَرينِه. ابن الأَعرابي: المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ

ومُجْتَمَعُهم.

والحِرْباءُ: مِسْمارُ الدّرْع، وقيل: هو رأْسُ المِسْمارِ في حَلْقةِ

الدِّرْع، وفي الصحاح والتهذيب: الحِرْباءُ مَسامِيرُ الدُّروعِ؛ قال

لبيد:

أَحْكَمَ الجِنْثيُّ، من عَوْراتِها، * كلَّ حِرباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّْ

قال ابن بري: كان الصواب أَن يقول: الحِرْباء مِسمارُ الدِّرْع،

والحَرابِيُّ مَسامِيرُ الدُّروعِ، وإِنما تَوْجِيهُ قول الجوهري: أَن تُحْمَل الحِرْباءُ على الجنس، وهو جمع، وكــذلــك قوله تعالى: والذين اجْتَنَبُوا الطاغُوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وأَراد بالطاغوت جَمْعَ الطَّواغِيت؛ والطاغُوت: اسم مفرد بدليل قوله تعالى: وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به. وحمل الحِرْباء على الجنس وهو جمع في المعنى، كقوله سبحانه: ثم اسْتَوَى إِلى السماءِ فَسَوَّاهنَّ، فجَعل السماء جِنساً يدخُل تحته جميعُ السموات. وكما قال سبحانه: أَوِ الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النِّساء؛ فإِنه أَراد بالطفل الجنس الذي يدخل تحته جميع الأَطفال. والحِرْباءُ: الظَّهْرُ، وقيل: حَرابيُّ الظَّهْرِ سَناسِنُه؛ وقيل: الحَرابيُّ: لَحْمُ الـمَتْنِ، وحَرابِيُّ الـمَتْنِ: لَحْماتُه، وحَرابِيُّ

الـمَتْنِ: لحْمِ الـمَتْنِ، واحدها حِرْباء، شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة؛ قال اَوْسُ بن حَجَر:

فَفارَتْ لَهُمْ يَوْماً، إِلى اللَّيلِ، قِدْرُنا، * تَصُكُّ حَرابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ

قال كُراع: واحد حَرابِيِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ، على القِياس، فدَلَّنا

ذلــك على أَنه لا يَعْرِفُ له واحداً مِن جِهة السَّماعِ. والحِرْباء:

ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ؛ وقيل: هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ، أَو أَكبر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت، يقال: إِنه إِنما يفعل ذلــك

(يتبع...)

(تابع... 1): حرب: الحَرْبُ: نَقِيضُ السِّلم، أُنثى، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها... ...

ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس، والجمع الحَرابِيُّ، والأُنثى الحِرباءةُ. قال: حِرْباء تَنْضُب، كما يقال: ذِئْبُ غَضًى؛ قال أَبو دُوادٍ الإِياديُّ:

أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبةٍ، * لا يُرْسِلُ الساقَ إِلاَّ مُـمْسكاً ساقا

قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري، وصواب إِنشاده: أَنَّى أُتِيحَ لها، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ الـمُجِدُّ الحازِمُ، وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر؛ والعَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ، على القَلْبِ، وإِنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود؛ وذلــك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ، وعلى أَجْذالِ الشجَر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإِذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها. الأَزهري: الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقيقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها. قال: وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها: أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، الواحدة أُم حُبَيْنٍ، وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً.وأَرضٌ مُحَرْبِئةٌ: كثيرة الحرْباء. قال: وأُرَى ثَعْلَباً قال: الحِرْباء الأَرضُ الغَلِيظة، وإِنما المعروف الحِزباء، بالزاي. والحرِثُ الحرّابُ: ملِكٌ من كِنْدةَ؛ قال:

والحرِثُ الحَرَّابُ حَلَّ بعاقِلٍ * جَدَثاً، أَقامَ به، ولمْ يَتَحَوَّلِ

وقَوْلُ البُرَيْقِ:

بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحرَّابةٍ، * لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ

يجوز أَن يكون أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ، وأَن يَعْنَي كَتيبةً ذاتَ

انْتِهاب واسْتِلابٍ.

وحَرْبٌ ومُحارِبٌ: اسْمان. وحارِبٌ: موضع بالشام.

وحَرْبةُ: موضع، غير مصروف؛ قال أبو ذؤَيب:

في رَبْرَبٍ، يَلَقٍ حُورٍ مَدامِعُها، * كَأَنَّهُنَّ، بجَنْبَيْ حَرْبةَ، البَرَدُ

ومُحاربٌ: قبيلة من فِهْر.

الأَزهري: في الرباعي احْرَنْبَى الرَّجلُ: تَهيَّأَ للغَضَبِ والشَّرِّ. وفي الصحاح: واحْرَنْبَى ازْبَأَرَّ، والياء للالحاق بافْعَنْلَلَ، وكــذلــك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ، وقد يُهْمز؛ وقيل: احْرَنْبَى اسْتَلْقَى على ظَهْرِه، ورَفَعَ رجْلَيْهِ نحوَ السَّماء.

والـمُحْرَنْبي: الذي يَنامُ على ظَهرهِ ويرفَعُ رجْلَيه إِلى السَّماءِ.

الأَزهري: الـمُحْرَنْبِي مثل الـمُزْبَئِرّ، في المعنى.

واحْرَنْبَى الـمَكانُ إِذا اتَّسَعَ. وشيخ مُحْرَنْبٍ. قد اتَّسَع جلْدُه. ورُوِيَ عن الكسائي، أَنه قال: مَرَّ أَعرابي بآخَر، وقد خالَط

كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت على ذكَره، وَتَعَذَّر عليه نَزْعُ ذكَره من عُقْدَتها، فقال له المارُّ: جأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَي تَتَجافَ عن

ذَكَرك، فَفَعَلَ وخَلَّتْ عنه.

والـمُحْرَنْبِي: الذي إِذا صُرِعَ، وَقعَ على أَحد شِقَّيْه؛ أَنشد

جابر الأَسدي:

إِنِّي، إِذا صُرِعْتُ، لا أَحْرَنْبي، * ولا تَمَسُّ رِئَتايَ جَنْبي

وَصفَ نَفْسَه بأَنَّه قَوِيّ، لأَنَّ الضَّعِيفَ هو الذي يَحْرَنْبِي.

وقال أَبو الهيثم في قول الجعدي:

إِذا أَتَى مَعْرَكاً منها تعرّفُه، * مُحْرَنْبِياً، عَلَّمَتْه الـمَوْتَ، فانْقَفَلا

قال: الـمُحْرَنْبِي الـمُضْمِر على داهيةٍ في ذاتِ نَفْسِه. ومثل

للعرب: ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق. وقوله: عَلَّمَتْه، يعني الكِلابَ

علَّمتِ الثَّورَ كيف يَقْتُلُ، ومعنى عَلَّمَتْه: جَرَّأَتْه على الـمَثَلِ، لَـمَّا قَتَلَ واحِداً بعد واحد، اجْتَرَأَ على قَتْلِها. انْقَفَلَ أَي مَضَى لِما هُوَ فيه. وانْقَفَل الغُزاةُ إِذا رَجَعُوا.

باب الحاء والراء والباء معهما ح د ب، ر ح ب، ر ب ح، ح ب ر، ب ر ح، ب ح ر كلهن مستعملات

حرب: الحرب: نقيض السَّلم، تُؤَنَّث، وتصغيرها حُرَيْب رواية عن العرب، ومثلها ذُرَيْع وفُرَيْس وقُرَيْس أنثى، ونُيَيْب يعني الناقة وذُوَيْد وقُدَيْر وخُلَيْق، يقال: مِلْحَفةٌ خُلَيْق، كلُّ ذلــك تأنيث يُصَغَّر بغير الهاء. ورجلٌ مِحْرَب : شُجاع. وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أي يُحاربُه. ودار الحرب: بلادُ المشركين الذين لا صُلْحَ بينهم وبين المسلمين. وحَرَّبْته تحريباً أي حَرَّشْتُه على إنسان فأولِعَ به وبعَداوته.وحَرِبَ فلان حَرَباً: أُخِذَ مالُه فهو حَرِبٌ مَحْرُوب حَريبٌ. وحَريبةُ الرجل: مالُه الذي يعيش به، (والحَريبُ الذي سُلِبَتْ حَريبتُه) . وقوله تعالى: يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

يَعني المعصية. وقوله تعالى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

»

يقال: هو القَتْل. وشُيُوخٌ حَرْبَى والواحد حَرِبٌ شَبِيهٌ (بالكَلْبَى) والكَلِب، قال:

وشُيُوخ حَرْبَى بَجنْبَي أرِيكٍ

والحِرابُ جمع الحَرْبة (دونَ الرُّمْح) والمِحْرابُ عند العامَّة اليوم: مَقامُ الإمام في المسجد. وكانت مَحاريبُ بني إسرائيل مَساجدَهم التي يجتَمعُون فيها للصَّلاة. والمحراب: الغرفة [قال امرؤ القيس:

كغِزلان رَمْلٍ في مَحاريبِ أقيالِ]

والمِحرابُ: عُنُق الدابَّة. والحِرْباء: دُوَيْبَّة على خِلْقة سامِّ أبْرَص مُخَطَّطة، وجمعُه: الحَرابي والحِرْباء والقتير: رأسا المِسمار في الحَلْقةِ في الدِّرْع، قال لبيد:  كل حرباء إذا أكره صَلّ

والحَرْبةُ: الوِعاءُ مثلُ الجُوالَق.

رحب: رَحُبَ الشَّيْء رُحْباً ورَحابةً. ورجُلٌ رَحيبُ الجَوْف أي: أكول . وقال نَصْرُ بنُ سَيّار: أَرَحُبكُمُ الدُّخول في طاعة الكِرْمانيّ؟، أي: أَوَسِعكُمْ؟. هذه كلمة شاذّة على فَعُلَ مُجاوِزٍ، وفَعُلَ لا يُجاوز أبداً. وأرْحَبُ: حَيٌّ أو مَوْضع تُنْسَبُ إليه النَّجائب الأَرْحَبِيّة. وقوله: مَرْحَباً، أي: انزِلْ في الرُّحْب والسَّعَة، قال الليث: وسُئِل الخليل عن نَصْبه فقال: فيه كمينُ الفعل، أرادَ: انزِلْ أو أَقِمْ فنُصِبَ بفعلٍ مُضمَر، فلما عُرِفَ مَعْناهُ المُرادُ أُمِيتَ الفِعلُ. والرُّحْبَى: سِمَةٌ للعَرَبِ على جَنْبِ البعير. والرَّجْىَ: سِمَةُ العرب على جَنْبِ البعير.

برح: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إذا رام من مَوضِعه. وأبرحته: [رمته] وقول الأعشى: أبْرَحْتَ رَبّاً وأبْرَحْتَ جاراً

أي: أَعْظَمْتَ واتَّخَذْته عظيماً. وما بَرِحْتُ أفعَلُ كذا أي: ما زِلْتُ. وقولهم: بَرِحَ الخَفاءُ أي: ذَهَبَ، قال:

بَرِحَ الخَفاءُ وما لدَيَّ تَجَلُّدٌ.

وأرضٌ بَراحُ: لا بِناءَ فيها ولا عُمْران. والبُرَحاءُ: الحُمَّى الشَّديدة. (وتقول) : بَرَّح بنا فُلانٌ تبريحاً إذا آذاك بإلحاح المشَقَّة، قال ذو الرمة:

لنا والهوى بَرْحٌ على من يُغالبُهْ

والتَّباريح: كُلَف المَعيشة في مَشَقّة، والاسمُ التَّبَرُّح، وتقول: ضَرَبتُه ضَرباً مُبَرِّحاً ولا تقول: مُبَرَّحاً. وهذا الأمرُ أَبْرَحُ عليَّ من ذاك أي: أشَقُّ (وأشَدُّ، قال ذو الرمة:

أنيناً وشَكْوَى بالنَّهار كثيرة ... عليَّ وما يأتي به الليل أبرح)  والبَراحُ: البَيانُ، تقول: جاءَ الكُفْرُ بَراحاً، وعلى هذا المعنى يجوز بَرِحَ الخَفاءُ أي ظَهَر ما كُنتُ أُخفي. والبُرُوحُ: مصدر البارح وهو خِلاف السّانح من الظِّباء والطَّيْر وما يُتَيَمَّنُ به أو يُتَشاءَمُ به، قال:

فهُنَّ يَبْرُحْنَ به بُرُوحا ... وتارةً يأتيَنه سُنُوحا

والبارحُ من الرِّياح: ما تحمِلُ التُّرابَ في شِدَّة الهُبُوب قال:

........... ... ومَرّاً بارحٌ تَرِبُ

ربح: رَبحَ فُلانٌ وأَرْبَحْتُه، وبَيْعٌ مُرْبحٌ (إذا كان يُرْبَحُ فيه، والعرب تقول: رَبِحَتْ تِجارتُه إذا رَبِحَ صاحبُها فيها، قال الله تعالى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ ) . وأعييَتْهُ مالاً مُرابَحَةً أي: [على] أن يكونَ الرِّبْحُ بَيْني وبَيْنَه. ورُبّاح: اسم القرد. وزُبٌّ رُبّاح: ضَرْب من التَّمْر. ورَباح: اسمُ أبي بِلال، مُؤَذِّن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-. حبر: الحَبَرُ والحَبارُ: أَثَر الشَّيْء. والحِبَرْ والسَّبْر: الجَمال والبَهاء، بالفتح والكسر. والحِبْر: المِداد. والحِبْرُ والحَبْرُ: العالِمُ من علماء أهل الدين، وجمعهُ أحبار، ذِمِّياً كانَ أو مُسلِماً بعد أن يكون من أهل الكتاب. والحَبْر : صُفرة تَقَع على الأسنان. والحِبَرة : ضَرْب من بُرود اليَمَن. وبُردٌ حِبَرة إنّما هو وَشْيٌ، وليس حِبَرة موضِعاً ولا شيئاً معلوماً، إنما هو كقولك: ثَوبٌ قِرْمِز، والقِرْمِز صِبْغة. والتَّحبير: حُسنُ الخَطّ، وحَبَّرْتُ الكلامَ والشِّعْرَ تحبيراً أي: (حَسَّنْتُه) ، والتَّخفيف جائز، قال رؤبة :

ما كانَ تحبيرُ اليماني البَرّادْ

أي صاحبُ البُرود. والحَبْرَةُ: النِّعْمة، وحُبِرَ الرَّجلُ حَبْرَةَ وحَبَراً فهو محبُور، وقولُه تعالى: فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ

، أي: يُنَعَّمُون، قال المرار العدوي :

قد لبست الدهر من أفنانه ... كل فن ناعم منه حبر وقال رؤبة:

قلتُ وقد جَدَّدَ نَسْجي حِبَرا

أي تحبيراً. والحَبير من السَّحاب: ما تَرَى فيه التَّنمير من كَثْرة الماء. والحَبير من زَبَد اللُّغام إذا صارَ على رأس البعير»

. والحَبير: الجديد. وتقول: ما على رأسه حبربرة أي شَعرةٌ. والمِحبار: الأرضُ الواسعة.

بحر: البَحر سُمِّيَ به لاستِبحاره، وهو انبِساطُه وسَعَتُه. وتقول: استَبْحَرَ في العلم. وتَبَحَّر الراعي: وقع في رعْيٍ كثير ، قال أمية: :.

انعِقْ بضَأْنِكَ في بَقْلٍ تُبَحِّرُه ... من ذي الأَباطِح واحبِسْها بجِلْذانِ

وتَبَحَّر في المال . وإذا كان [البَحْرُ صغيراً] قيل [له] : بُحَيْرة، وأما البُحَيْرَة في طَبَرِيّة فإنها بَحْرٌ عظيم وهو نَحوٌ من عَشْرَة أميالٍ في ستَّةِ أميالٍ، يقال: هي عَلامة لخروج الدَّجّال، تَيْبَس حتى لا يبقَى فيها قَطْرة ماءٍ. والبَحِيرة: كانت الناقة تبحر بحرا، وشق أُذُنِها، يُفْعَل بها ذلــك إذا نُتِجَتْ عَشْرَة أبطُنٍ فلا تُرْكَب ولا يُنْفَعُ بظهرها، فَنهَاهُم اللهُ عن ذلــك، قال الله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ والسائبة التي تُسَبَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها ولا لبَنِها، والوَصيِلةُ في الغَنَم إذا وَضَعَتْ أُنثَى تُرِكَتْ، وإن وَضَعَتْ ذَكَراً أَكَله الرجال دون النساء، وإنْ ماتت الأنثى الموضوعة اشتركوا في أكلها، وإنْ وُلِدَ مع الميّتة ذَكَرُ حَيٌّ اتَّصَلَتْ وكانتْ للرجال دونَ النساء، ويُسَمُّونها الوَصيلة . وبناتُ بَحْر: ضرب من السَّحاب. والباحِرُ: الأَحمَقُ الذي إذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمَبْهُوت. ورجل بَحْرانيّ: منسُوبٌ إلى البَحْرَيْن، وهو موضِع بين البصرة وعُمان، يقال: انتَهَيْنا إلى البَحْرَيْن وهذه البحران، معربا . 
حرب
الحَرْبُ معروف، والحَرَب: السّلب في الحرب ثم قد سمّي كل سلب حربا، قال:
والحرب فيه الحرائب، وقال:
والحرب مشتقة المعنى من الحرب
وقد حُرِبَ فهو حَرِيب، أي: سليب، والتّحريب: إثارة الحرب، ورجل مِحْرَب، كأنه آلة في الحرب، والحَرْبَة: آلة للحرب معروفة، وأصله الفعلة من الحرب أو من الحراب، ومِحرابُ المسجد قيل: سمّي بــذلــك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى، وقيل: سمّي بــذلــك لكون حقّ الإنسان فيه أن يكون حريبا من أشغال الدنيا ومن توزّع الخواطر، وقيل: الأصل فيه أنّ محراب البيت صدر المجلس، ثم اتّخذت المساجد فسمّي صدره به، وقيل: بل المحراب أصله في المسجد، وهو اسم خصّ به صدر المجلس، فسمّي صدر البيت محرابا تشبيها بمحراب المسجد، وكأنّ هذا أصح، قال عزّ وجل:
يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ
[سبأ/ 13] .
والحِرْبَاء: دويبة تتلقى الشمس كأنها تحاربها، والحِرْبَاء: مسمار، تشبيها بالحرباء التي هي دويبة في الهيئة، كقولهم في مثلها: ضبّة وكلب، تشبيها بالضبّ والكلب. 

المتشابه

المتشابه: المشكل الذي يحتاج فيه إلى فكر وتأمل.
المتشابه:
[في الانكليزية] Similar ،alike
[ في الفرنسية] Ressemblant ،semblable
اسم فاعل من التّشابه في اللغة هو كون أحد المثلين متشابها للآخر بحيث يعجز الذهن عن التمييز. قال الله تعالى: إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا، ومنه يقال اشتبه الأمر عليّ كما في التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ الآية. والمتشابه من السطوح والمجسّمات والأعداد مذكورة في مواضعها أي في لفظ السطح والمجسّم والعدد. والمتشابه من الحركة قد سبق.
والمتشابه عند المتكلّمين هو المتّحد في الكيف.
وعند البلغاء يطلق على قسم من التجنيس. وعند الأصوليين والفقهاء هو ضد المحكم. قالوا القرآن بعضه محكم وبعضه متشابه على ما تدلّ عليه الآية المذكورة. وقيل إنّ القرآن كلّه محكم لقوله تعالى: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ.
وأجيب بأنّ معناه أحكمت آياته بكونها كلاما حقا فصيحا بالغا حدّ الإعجاز. وقيل كلّه متشابه لقوله تعالى: كِتاباً مُتَشابِهاً وأجيب بأنّه متشابه بمعنى أنّ بعضه يشبه بعضا في الحقّ والصدق والإعجاز. ثم إنهم اختلفوا في تعيينهما على أقوال. فقيل المحكم ما عرف المراد منه إمّا بالظهور أو التأويل والمتشابه ما استأثر الله بعلمه ولا يرجى دركه أصلا كقيام الساعة وخروج الدجّال والحروف المقطعة في أوائل السور، وبهذا المعنى قيل كلّ ما أمكن تحصيل العلم به سواء كان بدليل جلي أو خفي فهو المحكم، وكلّ ما لا سبيل إلى معرفته فهو المتشابه. وقيل المحكم ما وضح معناه والمتشابه نقيضه. وقيل المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلّا وجها واحدا والمتشابه ما احتمل أوجها. وقيل [المحكم] ما كان معقول المعنى والمتشابه بخلافه كأعداد الصلوات واختصاص الصيام برمضان دون شعبان قاله الماوردي. وقيل المحكم ما استقلّ بنفسه والمتشابه ما لا يستقلّ بنفسه إلّا بردّه إلى غيره.
وقيل المحكم ما يدرى تأويله وتنزيله والمتشابه ما لا يدرى إلّا بالتأويل. وقيل المحكم ما لم يتكرّر ألفاظه ومقابله المتشابه. وقيل المحكم الفرائض والوعد والوعيد والمتشابه. القصص والأمثال. ونقل عن ابن عباس أنّ المحكمات ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به والمتشابه منسوخه ومقدّمه ومؤخّره وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به. ونقل عنه أيضا أنّه قال المحكمات هي ثلاث آيات في سورة الأنعام قُلْ تَعالَوْا إلى آخر الآيات الثلاث، والمتشابهات هي التي تشابهت على اليهود وهي أسماء حروف التهجّي المذكورة في أوائل السّور وذلــك أنّهم أوّلوها على حساب الجمل، فطلبوا أن يستخرجوا مدّة هذه الأمة فاختلط الأمر عليهم واشتبه. وقيل المحكمات ما فيه الحلال والحرام وما سوى ذلــك منه متشابهات يصدق بعضها بعضا وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: المحكمات هي الآمرة الزاجرة. وأخرج عن اسحاق بن سويد أنّ يحيى بن يعمر وأبا فاختة تراجعا في هذه الآية فقال أبو فاختة: فواتح السّور، وقال يحيى الفرائض والأمر والنهي والحلال. وقيل المحكمات ما لم ينسخ منه والمتشابهات ما قد نسخ. وقال مقاتل بن حيان المتشابه فيما بلغنا ألم والمص والمر والر.
وقيل المحكم هو الذي يعمل به والمتشابه هو الذي يؤمن به ولا يعمل به. وقيل المحكم ما ظهر لكلّ أحد من أهل الإسلام حتى لم يختلفوا فيه والمتشابه بخلافه.
اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ المتشابه مما يمكن الاطلاع على تأويله أو لا يعلم تأويله إلّا الله على قولين، منشأهما الاختلاف في قوله:
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ هل هو معطوف على الله، ويقولون حال، أو هو مبتدأ وخبره يقولون، والواو للاستئناف. فعلى الأول طائفة قليلة منهم المجاهد والنووي وابن الحاجب، وعلى الثاني الأكثرون من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم خصوصا أهل السّنة وهو الصحيح، ولذا قال الحنفية المتشابه ما لا يرجى بيانه.
اعلم أنّ مذهب السّلف في حكم المتشابه التوقّف عن طلب المراد مع اعتقاد حقّية ما أراد الله تعالى به بناء على قراءة الوقف على قوله إِلَّا اللَّهُ الدالة على أنّ تأويله لا يعلمه غير الله تعالى، وإليه ذهب الإمام الأعظم.
وفائدة إنزاله ابتلاء الراسخين في العلم بمنعهم عن التفكير فيه والوصول إلى غاية متمنّاهم من العلم بأسراره، فكما أنّ الجهّال مبتلون بتحصيل ما هو غير المطلوب عندهم من العلم والإمعان في الطلب، فكــذلــك العلماء مبتلون بالوقف وترك ما هو محبوب عندهم إذ لا يمكن تكليف العالم بطلب العلم لأنّ العلم غاية متمناه، إذ ابتلاء كلّ واحد إنّما يكون على خلاف هواه وعكس متمناه وابتلاء الراسخ أعظم النوعين بلوى لأنّ التكليف في ترك المحبوب أشدّ وأكثر من التكليف في تحصيل غير المراد، وهذا البلوى أعمهما جدوى لأنّه أشق وأكبر فثوابه أعظم وأكثر، هكذا في التلويح. وقال الطيبي: المراد بالمحكم ما اتّضح معناه والمتشابه بخلافه لأنّ اللفظ الموضوع لمعنى إما أن يحتمل غير ذلــك المعنى أولا، والثاني النّص، والأول إمّا أن تكون دلالته على ذلــك الغير أرجح أولا، والأول هو الظاهر، والثاني إمّا أن تكون مساوية أولا، والأول المجمل، والثاني المأوّل. فالقدر المشترك بين النّصّ والظاهر هو المحكم وبين المجمل والمأوّل هو المتشابه. وعلم المتشابه مختصّ بالله، فالوقف على قوله تعالى إِلَّا اللَّهُ تام.
وقال بعضهم العقل مبتلى باعتقاد حقّية المتشابه كابتلاء البدن بأداء العبادة كالحكيم إذا صنّف كتابا أجمل فيه أحيانا ليكون موضع خضوع المتعلّم للاستاذ.
وقال الإمام الرازي اللفظ إذا كان محتملا لمعنيين وكان بالنسبة إلى أحدهما راجحا وبالنسبة إلى الآخر مرجوحا، فإن حملناه على الراجح فهذا هو المتشابه، فنقول صرف اللفظ عن الراجح إلى المرجوح لا بدّ فيه من دليل منفصل، وهو إمّا لفظي أو عقلي، والأول لا يمكن اعتباره في المسائل الأصولية الاعتقادية القطعية لتوقّفه على انتفاء الاحتمالات العشرة المعروفة، وانتفاؤها مظنون والموقوف على المظنون مظنون، والظّنّي لا يكتفى [به في الأصول]، وإنّما العقلي يفيد صرف اللفظ عن الظاهر لكون الظاهر محالا. وأمّا إثبات المعنى المراد فلا يمكن بالعقل لأنّ طريق ذلــك ترجيح مجاز على مجاز وتأويل على تأويل، وذلــك الترجيح لا يمكن إلّا بالدليل اللفظي، والدليل اللفظي في الترجيح ضعيف لا يفيد إلّا الظّنّ، ولذا اختار الأئمة المحقّقون من السلف والخلف أنّ بعد إقامة الدليل القاطع على أنّ حمل اللفظ على ظاهره محال لا يجوز الخوض في تعيين التأويل وقال الخطابي المتشابه على ضربين الأول ما إذا ردّ إلى المحكم واعتبر به عرف معناه والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته وهو الذي يتبعه أهل الزيغ.

وقال الراغب الآيات ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومتشابه على الاطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه بالجملة ثلاثة أضرب: متشابه من جهة اللفظ فقط وهو ضربان: أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة إمّا من جهة الغرابة نحو يزفون أو الاشتراك كاليد والوجه، وثانيهما يرجع إلى الكلام المركّب وذلــك ثلاثة أضرب: ضرب لاختصار الكلام نحو وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ وضرب لبسطه نحو لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لأنّه لو قيل ليس مثله شيء كان أظهر للسامع، وضرب لنظم الكلام نحو الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً إذ تقديره أنزل على عبده الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا، ومتشابه من جهة المعنى فقط وهو أوصاف الله تعالى وأوصاف القيامة، فإنّ تلك الصفات لا تتصوّر لنا إذ لا تحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسّه، ومتشابه من جهتهما أي من جهة اللفظ والمعنى وهو خمسة أضرب: الأول من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو اقتلوا المشركين. والثاني من جهة الكيفية كالوجوب والندب نحو فانكحوا ما طاب لكم. والثالث من جهة الزمان والمكان كالناسخ والمنسوخ.
والرابعة من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها نحو وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها فإنّ من لا يعرف [عاداتهم] في الجاهلية يتعذّر عليه تفسير مثل هذه الآية.
والخامس من جهة الشروط التي بها يصحّ الفعل ويفسد كشرط الصلاة والنكاح. قال وهذه إذا تصوّرت علمت أنّ كلّ ما ذكره المفسّرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم. ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب. ضرب لا سبيل إلى الوقوف عليه كوقت الساعة وخروج الدابة ونحو ذلــك. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة.
وضرب متردّد بين أمرين يختصّ بمعرفته بعض الراسخين في العلم ويخفى على من دونهم وهو المشار إليه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم لابن عباس (اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التّأويل) وإذا عرفت هذه الجملة عرفت أنّ الوقف على قوله وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ووصله بقوله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ كلاهما جائزان، وأنّ لكلّ منهما وجها انتهى. وأكثر ما حرّرناه منقول من الاتقان وبعضه من كشف البزدوي.
وأمّا المتشابه عند المحدّثين فقد قالوا إن اتفقت أسماء الرواة خطا ونطقا أي تلفظا واختلفت الآباء نطقا مع ائتلافها خطا أو بالعكس كأن تختلف أسماء الرواة نطقا وتأتلف خطا أو يتّفق الآباء خطا ونطقا فهو النوع الذي يقال له المتشابه. فالأول كمحمد بن عقيل بفتح العين ومحمد بن عقيل بضمها، والثاني كشريح بن النعمان بالشين المعجمة والحاء المهملة وسريج بن النعمان بالسين المهملة والجيم، وكذا إن وقع ذلــك الاتفاق في اسم واسم أب والاختلاف في النسبة. والمراد بالاسم العلم ليشتمل الكنية واللّقب؛ فالمتشابه يتركّب من المؤتلف والمختلف ومن المتّفق والمفترق. ومن أنواعه أن يحصل الاتفاق أو الاشتباه في الاسم واسم الأب مثلا إلّا في حرف أو حرفين فأكثر من أحدهما أو منهما، وهو على قسمين: إمّا أن يكون الاختلاف بالتغيّر مع أنّ عدد الحروف ثابت في الجهتين، أو يكون الاختلاف بالتغيّر مع نقصان عدد الحروف في بعض الأسماء عن بعض. فمن أمثلة الأول محمد بن سنان بكسر السين المهملة ونونين بينهما ألف ومحمد بن سيّار بفتح السين المهملة وتشديد المثناة التحتانية وبعد الألف راء مهملة. ومن أمثلة الثاني عبد الله بن زيد وعبد الله بن يزيد. ومنه أن يحصل الاتفاق في الخط والنطق لكن يحصل الاختلاف أو الاشتباه بالتقديم والتأخير إمّا في الاسمين ويسمّى المتشابه المقلوب أو نحو ذلــك كأن يقع التقديم والتّأخير في الاسم الواحد في بعض حروفه بالنسبة إلى ما يشتبه به. مثال الأول أسود بن يزيد ويزيد بن أسود ومثال الثاني أيوب بن سيّار وأيوب بن يسار هكذا في شرح النخبة وشرحه وشرح الالفية للسخاوي.

فَدَكُ

فَدَكُ:
بالتحريك، وآخره كاف، قال ابن دريد:
فدّكت القطن تفديكا إذا نفشته، وفدك: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، أفاءها الله على رسوله، صلّى الله عليه وسلّم، في سنة سبع صلحا، وذلــك أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل، وبلغ ذلــك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلــك، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفيها عين فوّارة ونخيل كثيرة، وهي التي قالت فاطمة، رضي الله عنها: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نحلنيها، فقال أبو بكر، رضي الله عنه:
أريد لــذلــك شهودا، ولها قصة، ثم أدى اجتهاد عمر ابن الخطاب بعده لما ولي الخلافة وفتحت الفتوح واتسعت على المسلمين أن يردّها إلى ورثة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فكان علي بن أبي طالب، رضي
الله عنه، والعباس بن عبد المطلب يتنازعان فيها، فكان عليّ يقول: إن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، جعلها في حياته لفاطمة، وكان العباس يأبى ذلــك ويقول:
هي ملك لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وأنا وارثه، فكانا يتخاصمان إلى عمر، رضي الله عنه، فيأبى أن يحكم بينهما ويقول: أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها إليكما فاقتصدا فيما يؤتى واحد منكما من قلة معرفة، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره بردّ فدك إلى ولد فاطمة، رضي الله عنها، فكانت في أيديهم في أيام عمر بن عبد العزيز، فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس السفّاح الخلافة فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فكان هو القيّم عليها يفرّقها في بني علي بن أبي طالب، فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها عنهم، فلما ولي المهدي بن المنصور الخلافة أعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده إلى أيام المأمون فجاءه رسول بني علي بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجّل لهم بها، فكتب السجلّ وقرئ على المأمون، فقام دعبل الشاعر وأنشد:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا ... بردّ مأمون هاشم فدكا
وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وآل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء، وأصح ما ورد عندي في ذلــك ما ذكره أحمد بن جابر البلاذري في كتاب الفتوح له فانه قال: بعث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بعد منصرفه من خيبر إلى أرض فدك محيّصة بن مسعود ورئيس فدك يومئذ يوشع بن نون اليهودي يدعوهم إلى الإسلام فوجدهم مرعوبين خائفين لما بلغهم من أخذ خيبر فصالحوه على نصف الأرض بتربتها فقبل ذلــك منهم وأمضاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصار خالصا له، صلّى الله عليه وسلّم، لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكان يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل، ولم يزل أهلها بها حتى أجلى عمر، رضي الله عنه، اليهود فوجّه إليهم من قوّم نصف التربة بقيمة عدل فدفعها إلى اليهود وأجلاهم إلى الشام، وكان لما قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت فاطمة، رضي الله عنها، لأبي بكر، رضي الله عنه: إن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، جعل لي فدك فأعطني إياها، وشهد لها علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فسألها شاهدا آخر فشهدت لها أمّ أيمن مولاة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فقال:
قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا يجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين، فانصرفت، وروي عن أمّ هانئ أن فاطمة أتت أبا بكر، رضي الله عنه، فقالت له: من يرثك؟ فقال: ولدي وأهلي، فقالت له: فما بالك ورثت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، دوننا؟ فقال: يا بنت رسول الله ما ورثت ذهبا ولا فضة ولا كذا ولا كذا ولا كذا، فقالت: سهمنا بخيبر وصدقتنا بفدك! فقال: يا بنت رسول الله سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنما هي طعمة أطعمنيها الله تعالى حياتي فإذا متّ فهي بين المسلمين. وعن عروة بن الزبير: أن أزواج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أرسلن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألن مواريثهن من سهم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة، إنما هذا المال لآل
محمد لنائبتهم وضيفهم فإذا متّ فهو إلى والي الأمر من بعدي، فأمسكن، فلما ولي عمر بن عبد العزيز خطب الناس وقصّ قصة فدك وخلوصها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنه كان ينفق منها ويضع فضلها في أبناء السبيل، وذكر أن فاطمة سألته أن يهبها لها فأبى وقال: ما كان لك أن تسأليني وما كان لي أن أعطيك، وكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل، وإنه، عليه الصلاة والسلام، لما قبض فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ مثله، فلما ولي معاوية أقطعها مروان بن الحكم، وإن مروان وهبها لعبد العزيز ولعبد الملك ابنيه ثم إنها صارت لي وللوليد وسليمان، وإنه لما ولي الوليد سألته فوهبها لي وسألت سليمان حصته فوهبها لي أيضا فاستجمعتها، وإنه ما كان لي مال أحبّ إليّ منها، وإنني أشهدكم أنني رددتها على ما كانت عليه في أيام النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناء السبيل، فلما كانت سنة 210 أمر المأمون بدفعها إلى ولد فاطمة وكتب إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة أنه كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أعطى ابنته فاطمة، رضي الله عنها، فدك وتصدّق عليها بها وأن ذلــك كان أمرا ظاهرا معروفا عند آله، عليه الصلاة والسلام، ثم لم تزل فاطمة تدعي منه بما هي أولى من صدّق عليه، وأنه قد رأى ردّها إلى ورثتها وتسليمها إلى محمد بن يحيى ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، ليقوما بها لأهلهما، فلما استخلف جعفر المتوكل ردّها إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعمر بن عبد العزيز ومن بعده من الخلفاء، وقال الزجاجي: سميت بفدك ابن حام وكان أول من نزلها، وقد ذكر غير ذلــك وهو في ترجمة أجإ، وينسب إليها أبو عبد الله محمد بن صدقة الفدكي، سمع مالك بن أنس، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وكان مدنّسا، وقال زهير:
لئن حللت بجوّ في بني أسد ... في دين عمرو وحالت بيننا فدك
ليأتينّك منّي منطق قذع ... باق كما دنّس القبطيّة الودك

طلق

(طلق)
طلوقا وطلاقا تحرر من قَيده وَنَحْوه وَالْمَرْأَة من زَوجهَا طَلَاقا تحللت من قيد الزواج وَخرجت من عصمته وَيَده بِالْخَيرِ طلقا بسطها للجود والبــذل وَفُلَانًا الشَّيْء أعطَاهُ إِيَّاه

(طلق) طلقا تبَاعد

(طلق) طلوقة وطلاقة طلق وَالْيَد جَادَتْ وَالْوَجْه تهلل واستبشر وَاللِّسَان فصح وعذب مَنْطِقه وَفُلَان كَانَ طلق الْوَجْه أَو اللِّسَان وَالْيَوْم طَابَ وخلا من الْحر وَالْبرد وَالْمَرْأَة من زَوجهَا طَلَاقا طلقت
ط ل ق: رَجُلٌ (طَلْقُ) الْوَجْهِ وَ (طَلِيقُ) الْوَجْهِ وَقَدْ (طَلُقَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَرَجُلٌ (طَلْقُ) الْيَدَيْنِ أَيْ سَمْحٌ وَامْرَأَةٌ (طَلْقُ) الْيَدَيْنِ أَيْضًا. وَرَجُلٌ (طَلْقُ) اللِّسَانِ وَ (طَلِيقُ) اللِّسَانِ وَلِسَانٌ (طَلْقٌ) وَ (طَلِيقٌ) . وَ (الطَّلْقُ) وَجَعُ الْوِلَادَةِ. وَقَدْ (طُلِقَتْ) تُطْلَقُ (طَلْقًا) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَيُقَالُ: عَدَا الْفَرَسُ (طَلَقًا) أَوْ (طَلَقَيْنِ) أَيْ شَوْطًا أَوْ شَوْطَيْنِ. وَ (أَطْلَقَ) الْأَسِيرَ خَلَّاهُ وَأَطْلَقَ النَّاقَةَ مِنْ عِقَالِهَا (فَطَلَقَتْ) هِيَ بِالْفَتْحِ. وَأَطْلَقَ يَدَهُ بِالْخَيْرِ وَ (طَلَقَهَا) أَيْضًا بِالتَّخْفِيفِ. وَالطَّلِيقُ الْأَسِيرُ الَّذِي أُطْلِقَ عَنْهُ إِسَارُهُ وَخُلِّيَ سَبِيلُهُ. وَ (الطِّلْقُ) بِالْكَسْرِ الْحَلَالُ يُقَالُ: هُوَ لَكَ (طِلْقًا) . وَ (الِانْطِلَاقُ) الذَّهَابُ. وَ (اسْتِطْلَاقُ) الْبَطْنِ مَشْيُهُ. وَ (طَلَّقَ) امْرَأَتَهُ (تَطْلِيقًا) وَ (طَلَقَتْ) هِيَ (تَطْلُقُ) بِالضَّمِّ (طَلَاقًا) فَهِيَ (طَالِقٌ) وَ (طَالِقَةٌ) أَيْضًا. قَالَ الْأَخْفَشُ: لَا يُقَالُ: طَلُقَتْ بِالضَّمِّ. 
(ط ل ق) : (الطَّلَاقُ) اسْمٌ بِمَعْنَى التَّطْلِيقِ كَالسَّلَامِ بِمَعْنَى التَّسْلِيمِ (وَمِنْهُ) {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 229] وَمَصْدَرٌ مِنْ طَلُقَتْ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ كَالْجَمَالِ وَالْفَسَادِ مِنْ جَمُلَ وَفَسَدَ وَامْرَأَةٌ طَالِقٌ وَقَدْ جَاءَ طَالِقَةٌ وَالتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الْحَلِّ وَالِانْحِلَالِ (وَمِنْهُ) أَطْلَقْتُ الْأَسِيرَ إذَا حَلَلْتَ إسَارَهُ وَخَلَّيْتَ عَنْهُ وَأَطْلَقْتُ النَّاقَةَ مِنْ الْعِقَالِ فَطَلَقَتْ بِالْفَتْحِ (وَرَجُلٌ طَلْقُ الْيَدَيْنِ) سَخِيٌّ وَفِي ضِدِّهِ مَغْلُولُ الْيَدَيْنِ (وَبِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ (وَيَوْمٌ طَلْقٌ) وَلَيْلَةٌ طَلْقَةٌ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِمَا قَرٌّ وَلَا حَرٌّ (وَشَيْءٌ طِلْقٌ) بِالْكَسْرِ أَيْ مُطْلَقٌ (وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ) مِنْ هَذَا أَيْضًا لِأَنَّهَا خِلَافُ التَّقَبُّضِ وَالْعُبُوسِ يُقَالُ تَطَلَّقَ وَجْهُهُ وَانْطَلَقَ (وَمِنْهُ قَوْلُهُ) وَيَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يُنْصِفَ الْخَصْمَيْنِ وَلَا يَنْطَلِقَ بِوَجْهِهِ إلَى أَحَدِهِمَا فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَنْطِقِ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ بِالْآخَرِ يَعْنِي لَيْسَ لَهُ أَنْ يُكَلِّمَ أَحَدَهُمَا بِوَجْهٍ طَلْقٍ وَبِمَنْطِقٍ عَذْبٍ وَلَا يَفْعَلَ هَذَا بِصَاحِبِهِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الِانْطِلَاقِ الذَّهَابُ عَلَى مَعْنَى وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى أَحَدِهِمَا (وَأَمَّا الطَّلْقُ) بِالْفَتْحِ لِوَجَعِ الْوِلَادَةِ فَعَلَى التَّفَاؤُلِ وَالْفِعْلُ مِنْهُ طُلِقَتْ بِضَمِّ الطَّاءِ فَهِيَ مَطْلُوقَةٌ (وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -) لَا وَلَوْ بِطَلْقَةٍ عَلَى لَفْظِ الْمَرَّةِ وَقَوْلُهَا لَتُطَلِّقَنِّي أَوْ لَأَقْتُلَنَّكَ بِنُونِ التَّأْكِيدِ الْخَفِيفَةِ مُدْغَمَةً فِي نُونِ الْعِمَادِ.

طلق


طَلَقَ(n. ac. طَلْق)
a. Gave, left to.
b.(n. ac. طَلَاْق), Was set free, loosed, let loose; was divorced
repudiated, separated (woman).
طَلِقَ(n. ac. طَلَق)
a. Was distant, remote; went away.

طَلُقَ(n. ac. طَلَاْق)
a. see supra
(b)b.(n. ac. طَلَاْقَة
طُلُوْقَة), Was opencountenanced, cheerful, genial, pleasant; was
mild, genial, temperate (day).
طَلَّقَa. Repudiated, divorced.
b. Left, quitted, abandoned, deserted.
c. Let loose.

أَطْلَقَa. see II (a)b. Loosed, set free, let go; liberated, freed.
c. Remitted (debt).
d. [acc.
or
Ila], Generalized; used absolutely, without restriction.
e. [La], Gave to; gave leave to, allowed, permitted.
f. Fructified, fecundated, fertilized.
g. Dosed, poisoned, drugged.
h. [ coll. ], Let off, discharged
fired (gun).
تَطَلَّقَa. Opened, expanded; was open, cheerful ( face).
b. Bounded along (gazelle).
إِنْطَلَقَa. Was set free, loosed; was slackened, relaxed.
b. Was dismissed, discharged.
c. Went away, departed.
d. [Bi], Carried off, went away with.
e. see V (a)
إِطْتَلَقَ
(ط)
a. Was cheerful, easy, free from anxiety.

إِسْتَطْلَقَa. Was relaxed, disordered (stomach).
b. Desired to be free.
طَلْق
(pl.
أَطْلَاْق)
a. Loosed, set free; free; untethered; unshackled
unfettered; unrestrained.
b. Pangs or throes of childbirth; labour, travail.
c. Temperate, mild, genial (day).
d. see 5 (b)e. Generous, munificent.

طَلْقَةa. see 1 (c)
طِلْقa. see 1 (a)b. Allowable, lawful; permitted.
c. Share, portion.
d. see 5 (b)
طُلْقa. see 1 (a)
طَلَق
(pl.
أَطْلَاْق)
a. Shackle; bond; tether.
b. Bowel, intestine, entrail.
c. Race, heat.
d. see 2 (c)
طَلِقa. see 1 (a)b. Eloquent, fluent, ready, glib (tongue).

طُلَقa. see 5 (b)
طُلَقَةa. see 45 (a)

طُلُقa. see 1 (a) & 5
(b).
طَاْلِق
(pl.
طُلَّق)
a. Set free.
b. Divorced; repudiated.

طَاْلِقَة
(pl.
طَوَاْلِقُ)
a. see 21 (b)
طَلَاْقa. Divorce, separation; repudiation.

طَلَاْقَةa. Cheerfulness; serenity; openness, frankness.

طَلِيْقa. see 1 (a) & 5
(b).
طُلُوْقَةa. see 22t
طَلَّاْق
طِلِّيْق
30a. see 45 (a)
مِطْلَاْقa. One often divorcing.
b. see 21 (a)
N. P.
أَطْلَقَa. see 1 (a)b. Unrestricted; absolute; general; generally accepted (
opinion ).
N. Ac.
أَطْلَقَa. General acceptation; general meaning.

N. Ac.
إِنْطَلَقَa. Departure.

مُطْلَقًا
a. عَلَى الإِطْلَاق Generally
absolutely, universally.
طَِلِْق اللِسَان
a. Eloquent, fluent; ready-tongued, glib.

طَِلِْق الوَجْه
a. طَلِيُق الوَجه Opencountenanced
cheerful, bright; serene; frank.
طَِلْق اليَدَيْن
a. Open-handed, liberal, generous, bountiful.
(طلق) - في حَديث ابنِ عُمر - رضي الله عنهما -: "أَنّ رجُلاً حَجّ بأُمِّهِ، فحَمَلها على عاتِقِه، فسَأَلَه هل قَضَى حَقَّها؟ قال: لا، ولا طَلْقةً واحدة"
الطَّلْق: وَجَع الوِلَادة، وقد طُلِقَت طَلْقًا. والطَّلْقة الوَاحِدة، فهى مَطْلوقَة، وهي في الآدَمِيَّة خَاصَّة، والمخَاضُ في النَّاسِ والبَهائِم.
- في الحديث: "أن رَجُلًا استَطْلَق بَطْنُه"
: أي سَهُل خُروجُ ما فيه وكَثُر. وأَطلقَه الدَّواءُ، يُريدُ الإسهال.
- في صِفَةِ لَيلةِ القَدْر: "لَيلةٌ سَمْحَةٌ طَلْقَة"
: أي سَهْلة طَيِّبَة، وَيومٌ طَلْق كــذلــك إذا لم يكن فيهما حَرٌّ ولا بَردٌ يُؤذِيان.
- في الحديث: "الخَيْلُ طِلْقٌ" . : أي الرِّهانُ عليها حَلالٌ. يقال: أَعطيتُه من طِلْق مالى: أي من صَفْوتِه وما طَابَتْ به نَفسِى.
- في حديث ابن عَبَّاسٍ، - رضي الله عنهما -، "الحَياءُ والإيمانُ مَقْرونان في طَلَق"
الطَّلَق: حَبْل مفتولٌ شَدِيدُ الفَتْل يَقوُم قِيامًا من شِدَّة فتْلِه، وهو كما يقال: مَقْرُونَان في قَرَن. والطَّلَق أيضا الشَّوْطُ. يقال: عدا الفَرسُ طَلَقًا أو طَلَقَين أو شَوطاً أو شَوْطَين وهو الجَرْى إلى الغَاية مَرّةً أو مرَّتَين
- وفي الحديث: "أَفضلُ الإيمان أن تُكَلِّمَ أَخاكَ وأَنتَ طَلِيقٌ"
: أي طَلْقُ الوَجْه مُنْبَسِطُه. وقيل: طَلُق وجههُ طَلاقَةً: إذا تَهَلَّل وانْبسَط.
- في الحديث : "ومَعَهُ الطُّلَقاء"
: أي الذين خَلَّى عنهم بَعْدَ الأَسر يَوَم فَتْح مَكَّة، فلم يَسْتَرقَّهم.
- وفي حديث آخر: "الطُّلَقَاء من قُرَيْش، والعُتَقَاء من ثَقِيفٍ" كأنه مَيَّز قُريشًا بهذا الاسْمِ لأنه أَحسَنُ من العُتَقَاء، فإن العِتْقَ لا يكون إلا بعد رِقٍّ، واحِدُهُم: طَلِيق. - في حديث الحسن، - رضي الله عنه -: "إنَّك طَلِقٌ"
: أي كَثِيرُ طَلاقِ النِّساء، والأَجودُ أن يقال في هذا العنى مِطْلاق ومِطْلِيق.
- في حديث الرَّحِم: "تَتَكلَّم بلِسانٍ طَلْق"
يقال: رجل طَلْق اللَّسان وطُلَقُه وطُلَقُه وطَليقُه: أي مُنْطَلِقهُ. والانْطِلاق: سُرعَة الذَّهاب.
طلق
الطَّلْقُ: طَلْقُ الماخِض عند الوِلادِ، طُلِقَتْ فهي مَطْلُوقَةٌ، وضَرَبَها الطَلْقُ.
والطَّلاقُ: تَخْلِيَةُ سَبِيلها، طَلَقَتْ تَطْلَقُ وطَلقَتْ تَطْلُقُ، وهي طالِقٌ، وطالِقَةٌ غَداً. ورَجُلٌ مِطْلِيْقٌ ومِطْلاقٌ: كثيرُ الطَّلاقِ للنَساء.
والطّالِقَةُ والطالِقُ من الإِبلِ: ناقَةٌ تُرْسَلُ في الحَيِّ تَرْعى من جَنابِهم حَيْثُ شاءَتْ لا تُعْقَلُ إذا راحَتْ ولا تُنحّى في المَسْرَح. وأطْلَقْتُ النِّاقَةَ فَطَلَقَتْ: أي حَلَلْتُ عِقالَها.
وإذا اسْتَعْصى عليها ثم انْقَادَ لها قيلِ: طَلَّقَها.
وإذا أبَتْ أنْ تَقْرَبَ الماءَ قَرَباً ثم مَضتْ للقَرَب قيل: طَلَّقَتِ القَرَبَ.
والطُّلُقُ: البَعِيرُ المُطْلَقُ، وجَمْعُه أطْلاقٌ. والطَّلِيْقُ: الأسِيْرُ يُطْلَقُ عنه إسارُه فَيُخَلّى سَبِيْلُه.
وإذا خَلّى الظَّبْيُ عن قَوائمِه فَمَضى لا يلوي على شَيْءٍ قيل: قد تَطَلَّقَ. والأطْلاقُ: الظِّبَاءُ، واحِدُها طُلُقٌ، سُمِّيَتْ لِسُرْعَةِ عَدْوِها. وهي - أيضاً -: كِلابُ الصَّيْدِ.
والانْطِلاقُ: سُرْعَةُ الذَّهَابِ. ورَجُلٌ طَلْقُ الوَجْهِ، وقد طَلُقَ طَلاقَةً.
ويَوْمٌ طَلْقٌ بَيِّنُ الطُّلُوقَةِ؛ من أيّامٍ طَلْقاتٍ، ولَيْلَةٌ طَلْقَةٌ وليالٍ طَوَالِقُ.
ورَجُلٌ طَلْقُ اليَدَيْنِ: سَمْحٌ بالعَطاء. وطَلَقَ يَده بالخَيْرِ وأطْلَقَها.
وطَلِيْقُ اللِّسانِ وطَلْقُه: ذو طَلاقَةٍ. ولسانٌ طَلِقٌ ذَلِــقٌ.
وما تَطَلَّقُ نفسي لهذا الأمر: أي ما تَنْشَرِحُ ولا تَسْتَمِرُّ.
والطِّلَقُ: الشَّوْطُ الواحِدُ في الجَرْي. وتَطَلَّقَتِ الخَيْلُ: مَضَتْ طَلَقاً لم تَحْتَبِسْ إلى الغاية. والطَّلَق: النَصِيْبُ أيضاً. والحَبْلُ القَصِيرُ الشَّدِيدُ الفَتْل يَقُوْمُ قِياماً.
واسْتَطْلَقَ، البَطْنُ، وأطْلَقَه الدَوَاءُ فأسْهَلَ. والأطْلاقُ: جُددُ البَطْنِ.
والإِطْلاقُ من الفَرَس في كُلِّ قائمةٍ ليس فيها وَضَحُ بَيَاضٍ، فهي مُطْلَقَةٌ.
وفَرَسٌ مُطْلَقُ إحدى القَوائم وطُلْقٌ أيضاً.
وُيقال للسَّلِيْم قد طُلِّقَ تَطْلِيقاً: إذا رَجَعَتْ إليه نَفْسُه. وكــذلــك إذا ذَهَبَ فَزَعُه قيل: طُلِّقَ عنه.
وناقَةٌ طالِقٌ وطالِقَةٌ: من طَلَق الوِرْدِ، وصاحِبُها مُطْلِقٌ. وأطْلَقْتُ الإِبلَ: أوْرَدْتُها يَوْمَ الطَّلَقِ. وأطْلَقَ القَوْمُ فهم مُطْلِقُونَ: إذا كانَتْ إبلُهم طَوالِقَ.
والطِّلْقُ: الحَلالُ. والطَّلْقُ: الذي يُسْتَعْمَلُ في الأصْبَاغ، وقيل: الشُّبْرُمُ.
[طلق] رجلٌ طَلْقُ الوجهِ وطَليق الوجهِ، وقد طَلُقَ بالضم طَلاقَةً. ورجلٌ طَلْقُ اليدين، أي سمحٌ. وامرأة طَلْقَةُ اليدين. ورجلٌ طَلْقُ اللسانِ وطَليقُ اللسانِ. ولسانٌ طَلْقٌ ذُلــقٌ وطَليقٌ ذلــيقٌ، وطُلُقٌ ذُلُــقٌ وطُلَقٌ ذُلَــقٌ: أربع لغات. ويومٌ طَلْقٌ وليلةٌ طَلْقٌ أيضاً، إذا لم يكن فيهما قر ولا شئ يؤذى. والطلق: ضرب من الأدوية. والطَلقُ: وجع الولادة. وقد طُلِقَتِ المرأة تُطْلَقُ طَلْقاً على ما لم يسمّ فاعله. والطَلَقُ بالتحريك: قيدٌ من جلود. ويقال أيضاً: عدا الفرسُ طَلَقاً أو طلقين، أي شوطا أوشوطين. والطَلَقُ أيضاً: سيرُ الليلِ لِوِرد الغِبِّ، وهو أن يكون بين الابل وبين الماء ليلتان، فالليلة الاولى الطلق يخلى الراعى إبله إلى الماء ويتركها مع ذلــك ترعى وهى تسير، فالابل بعد التحويز طوالق، وهى الليلة الثانية قوارب. وقد أطْلَقْتُها حتَّى طَلَقَتْ طَلْقاً وطُلوقاً. والاسم الطَلَقَ بالتحريك. وأطْلَقَ القوم فهم مطلقون، إذا طلقت إبلهم. وأطْلَقْتُ الأسيرَ، أي خلّيته. وأطْلَقْتُ الناقة من عِقالها فَطَلَقَتْ هي، بالفتح وأطْلَقَ يده بخير وطَلِقَها أيضاً. وينشد: أطْلِقْ يديك تَنْفَعاكَ يارجل بالريث ما أرويتها لا بالعَجَلْ بالضم والفتح. والطَليقُ: الأسيرُ الذي أُطْلِقَ عنه إسارُهُ وخلى سبيله. وبعير طلق. ناقة طلق، بضم الطاء والكلام، أي غير مقيد. والجمع أطْلاق، وحُبِسَ فلان في السجن طُلُقاً، أي بغير قيد. ويقال أيضاً: فرسٌ طُلُقُ إحدى القوائم، إذا كانت إحدى قوائمها لا تحجيل فيها. والطلق بالكسر: الحلال. وقال: هو لك طلقا. وأنت طِلْقٌ من هذا الأمر، أي خارج منه. والانْطِلاقُ: الذَهابٌ. وتقول: انْطُلِقَ به، على ما لم يسمّ فاعله، كما يقال انْقُطِعَ به. وتصغير مُنْطَلِقٍ مُطَيْلِقٌ، وإن شئت عوّضت من النون وقلت مطيليق. وتصغير الانطلاق نطيلق، لانك حذفت ألف الوصل، لان أول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذى كانت الهمزة اجتلبت له فبقى نطلاق، ووقعت الالف رابعة فلــذلــك وجب التعويض فيه، كما تقول دنينير، لان حرف اللين إذا كان رابعا ثبت البدل منه فلم يسقط إلا في ضرورة الشعر، أو يكون بعدها ياء، كقولهم في أثفية أثاف. فقس على ذلــك واستطلاق البطنِ: مشيُهُ، وتصغيره تُطَيْليقٌ. وطُلِّقَ السليمُ، على ما لم يسمّ فاعله، إذا رجعت إليه نفسه وسكن وجعه بعد العِداد، فهو مُطَلَّقٌ. قال الشاعر: تَبيتُ الهُمومُ الطارقاتُ تُعَدنَني كما تعتري الأهوالَ رأس المطلق وقال النابغة: تَناذَرَها الراقونَ من سُوءِ سَمِّها تطلقة طورا وطورا تراجع وطلق الرجال امرأته تَطْليقاً، وطَلَقَت هي بالفتح تَطْلُقُ طَلاقاً، فهي طالِقٌ وطالِقَةٌ أيضا. قال الاعشى:

أجارتنا بينى فإنك طالقه * قال الاخفش: لا يقال طَلُقَتْ بالضم. ورجلٌ مِطْلاقٌ، أي كثير الطَلاقِ للنساء. وكــذلــك رجلٌ طلقة مثال همزة. وناقة طالق ونعجة طالق، أي مُرْسَلَةٌ ترعى حيث شاءت. والطالِقُ من الإبل: التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء. يقال: اسْتطلقَ الراعي ناقةً لنفسه. وتطلق الظبيُ، أي مرَّ لا يلوي على شئ. وهو تفعل. ويقال: ما تطلق نفسي لهذا الأمر، أي لا تنشرح، وهو تفتعل. وتصغير الطلاق طتيليق، تقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الاولى، كما تقول في تصغير اضطراب ضتيريب، تقلب الطاء ياء لتحرك الضاد. 
[طلق] فيه: ثم انتزع "طلقا" من حقبه فقيد به الجمل، هو بالحركة قيد من جلود. ن: هو بفتحتين عقال من جلد. نه: وفيه: الحياء والإيمان مقرونان في "طلق"، هو هنا حبل مفتول شديد الفتل، أي هما مجتمعان لا يفترقان كأنهما قد شدا في حبل أو قيد. وفيه: فرفعت فرسي "طلقًا" أو "طلقين"، هو بالحركةالأول يشمل أسماء الله كلها، وبالله مختص بهذا اللفظ، أو الثاني أبلغ لأنه ترق من الاسم إلى المسمى، يعني انطلقوا متبركين باسم الله مستعينين بالله ثابتين على ملة رسول الله وأصلحوا فيما بينكم من أمور دينكم ودنياكم وأحسنوا بالإخلاص لله.
ط ل ق : طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقًا فَهُوَ مُطَلِّقٌ فَإِنْ كَثُرَ تَطْلِيقُهُ لِلنِّسَاءِ قِيلَ مِطْلِيقٌ وَمِطْلَاقٌ وَالِاسْمُ الطَّلَاقُ وَطَلَقَتْ هِيَ تَطْلُقُ مِنْ بَابِ قَتَلَ.
وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ فَهِيَ طَالِقٌ بِغَيْرِ هَاءٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَكُلُّهُمْ يَقُولُ طَالِقٌ بِغَيْرِ هَاءٍ قَالَ وَأَمَّا قَوْلُ الْأَعْشَى
أَيَا جَارَتَا بِينِي فَإِنَّكِ طَالِقَهُ ... كَذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ غَادٍ وَطَارِقَهُ
فَقَالَ اللَّيْثُ أَرَادَ طَالِقَةً غَدًا وَإِنَّمَا اجْتَرَأَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يُقَالُ طَلَقَتْ فَحَمَلَ النَّعْتَ عَلَى الْفِعْلِ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ أَيْضًا امْرَأَةٌ طَالِقٌ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وَطَالِقَةٌ غَدًا فَصَرَّحَ بِالْفَرْقِ لِأَنَّ الصِّفَةَ غَيْرُ وَاقِعَةٍ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ إذَا كَانَ النَّعْتُ مُنْفَرِدًا بِهِ الْأُنْثَى دُونَ الذَّكَرِ لَمْ تَدْخُلْهُ الْهَاءُ نَحْوُ طَالِقٍ وَطَامِثٍ وَحَائِضٍ لِأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إلَى فَارِقٍ لِاخْتِصَاصِ الْأُنْثَى بِهِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ يُقَالُ طَالِقٌ وَطَالِقَةٌ وَأَنْشَدَ بَيْتَ الْأَعْشَى وَأُجِيبَ عَنْهُ بِجَوَابَيْنِ أَحَدُهُمَا مَا تَقَدَّمَ وَالثَّانِي أَنَّ الْهَاءَ لِضَرُورَةِ التَّصْرِيعِ عَلَى أَنَّهُ مُعَارَضٌ بِمَا رَوَاهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ مِنْ شِقِّ الْيَمَامَةِ الْبَيْتَ فَإِنَّكِ طَالِقٌ مِنْ غَيْر تَصْرِيعٍ فَتَسْقُطُ الْحُجَّةُ بِهِ قَالَ الْبَصْرِيُّونَ إنَّمَا حُذِفَتْ الْعَلَامَةُ لِأَنَّهُ أُرِيدَ النَّسَبُ وَالْمَعْنَى امْرَأَةٌ ذَاتُ طَلَاقٍ وَذَاتُ حَيْضٍ أَيْ هِيَ مَوْصُوفَةٌ بِــذَلِــكَ حَقِيقَةً وَلَمْ يُجْرُوهُ عَلَى الْفِعْلِ وَيُحْكَى عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّ هَذِهِ نُعُوتٌ مُذَكَّرَةٌ وُصِفَ بِهِنَّ الْإِنَاثُ كَمَا يُوصَفُ الْمُذَكَّرُ بِالصِّفَةِ الْمُؤَنَّثَةِ نَحْوُ عَلَّامَةٍ وَنَسَّابَةٍ وَهُوَ سَمَاعِيٌّ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ نَعْجَةٌ طَالِقٌ بِغَيْرِ هَاءٍ إذَا كَانَتْ مُخَلَّاةً تَرْعَى وَحْدَهَا فَالتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الْحَلِّ وَالِانْحِلَالِ.

يُقَالُ أَطْلَقْتُ الْأَسِيرَ إذَا حَلَلْتُ إسَارَهُ وَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَانْطَلَقَ أَيْ ذَهَبَ فِي سَبِيلِهِ وَمِنْ هُنَا قِيلَ أَطْلَقْتُ الْقَوْلَ إذَا أَرْسَلْتُهُ مِنْ غَيْرِ قَيْدٍ وَلَا شَرْطٍ وَأَطْلَقْتُ الْبَيِّنَةَ إذَا شَهِدْتُ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِتَارِيخٍ وَأَطْلَقْتُ النَّاقَةَ مِنْ عِقَالِهَا وَنَاقَةٌ طُلُقٌ بِضَمَّتَيْنِ بِلَا قَيْدٍ وَنَاقَةٌ طَالِقٌ أَيْضًا مُرْسَلَةٌ تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَقَدْ طَلَقَتْ طُلُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا انْحَلَّ وَثَاقُهَا وَأَطْلَقْتُهَا إلَى الْمَاءِ فَطَلَقَتْ.

وَالطَّلَقُ بِفَتْحَتَيْنِ جَرْيُ الْفَرَسِ لَا تَحْتَبِسُ إلَى الْغَايَةِ فَيُقَالُ عَدَا الْفَرَسُ طَلَقًا
أَوْ طَلَقَيْنِ كَمَا يُقَالُ شَوْطًا أَوْ شَوْطَيْنِ تَطَلَّقَ الظَّبْيُ مَرَّ لَا يَلْوِي عَلَى شَيْءٍ وَطَلُقَ الْوَجْهُ بِالضَّمِّ طَلَاقَةً وَرَجُلٌ طَلْقَ الْوَجْهِ أَيْ فَرِحٌ ظَاهِرُ الْبِشْرِ وَهُوَ طَلِيقُ الْوَجْهِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ مُتَهَلِّلٌ بَسَّامٌ وَهُوَ طَلْقُ الْيَدَيْنِ بِمَعْنَى سَخِيٍّ وَلَيْلَةٌ طَلْقَةٌ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا قُرٌّ وَلَا حَرٌّ وَكُلُّهُ وِزَانُ فَلْسٍ وَشَيْءٌ طِلْقٌ وِزَانُ حِمْلٍ أَيْ حَلَالٌ وَافْعَلْ هَذَا طِلْقًا لَكَ أَيْ حَلَالًا وَيُقَالُ الطِّلْقُ الْمُطْلَقُ الَّذِي يَتَمَكَّنُ صَاحِبُهُ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ التَّصَرُّفَاتِ فَيَكُونُ فِعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ الذِّبْحِ بِمَعْنَى الْمَذْبُوحِ وَأَعْطَيْتُهُ مِنْ طِلْقِ مَالِي أَيْ مِنْ حِلِّهِ أَوْ مِنْ مُطْلَقِهِ.

وَطُلِقَتْ الْمَرْأَةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ طَلْقًا فَهِيَ مَطْلُوقَةٌ إذَا أَخَذَهَا الْمَخَاضُ وَهُوَ وَجَعُ الْوِلَادَةِ وَطَلُقَ لِسَانُهُ بِالضَّمِّ طُلُوقًا وَطُلُوقَةً فَهُوَ طَلِقُ اللِّسَانِ وَطَلِيقُهُ أَيْضًا أَيْ فَصِيحٌ عَذْبُ الْمَنْطِقِ وَاسْتَطْلَقَتْ مِنْ صَاحِبِ الدَّيْنِ كَذَا فَأَطْلَقَهُ وَاسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ لَازِمًا وَأَطْلَقَهُ الدَّوَاءُ وَفَرَسٌ مُطْلَقُ الْيَدَيْنِ إذَا خَلَا مِنْ التَّحْجِيلِ. 
(ط ل ق)

الطلق: وجع الْولادَة. وَقد طلقت طلقا.

وَطَلَاق الْمَرْأَة: بينونتها عَن زَوجهَا.

وَامْرَأَة طَالِق، من نسْوَة طلق.

وطالقة: من نسْوَة طَوَالِق.

وَقد طلقت وَطلقت، وَالضَّم اكثر عَن ثَعْلَب، طَلَاقا.

وأطلقها بَعْلهَا، وَطَلقهَا.

وَرجل مطلاق، ومطليق، وطليق: كثير التَّطْلِيق للنِّسَاء.

وطلق الْبِلَاد: تَركهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

مراجع نجد بعد فرك وبغضة ... مُطلق بَصرِي أَشْعَث الرَّأْس جافله

قَالَ: وَقَالَ الْعقيلِيّ، وَسَأَلَهُ الْكسَائي، فَقَالَ: أطلقت امْرَأَتك؟ فَقَالَ: نعم، وَالْأَرْض من وَرَائِهَا.

وَأطلق النَّاقة من عقالها، وَطَلقهَا فَطلقت.

وناقة طلق: لَا عقال عَلَيْهَا. وَالْجمع: أطلاق.

وبعير طلق، وطلق: بِغَيْر قيد.

وحبسوه فِي السجْن طلقاً: أَي بِغَيْر قيد وَلَا كبلٍ.

واطلقه فَهُوَ مُطلق. وطليق: سرحه. انشد سِيبَوَيْهٍ:

طليق الله لم يمنن عَلَيْهِ ... أَبُو دَاوُد وَابْن أبي كَبِير

وَالْجمع طلقاء.

الطُّلَقَاء: الأسراء العتقاء.

والطلقاء: الَّذين أدخلُوا فِي الْإِسْلَام كرها، حَكَاهُ ثَعْلَب، فإمَّا أَن يكون من هَذَا، وَإِمَّا أَن يكون من غَيره.

وناقة طَالِق: بِلَا خطام وَهِي أَيْضا الَّتِي ترسل فِي الْحَيّ ترعى من جنابهم حَيْثُ شَاءَت. وَقيل: هِيَ الَّتِي يحتبس الرَّاعِي لَبنهَا. وَقيل: هِيَ الَّتِي يتْرك لَبنهَا يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يحلب. والطالق، والمطلاق: النَّاقة المتوجهة إِلَى المَاء.

وَطلقت تطلق طلقاً، وطلوقا، قَالَ ذُو الرمة:

قراناً وأشتاتاً وحاد يَسُوقهَا ... إِلَى المَاء من حور التنوقة مُطلق

وَلَيْلَة الطلق: اللَّيْلَة الثَّانِيَة من ليَالِي توجهها إِلَى المَاء.

وَقَالَ ثَعْلَب: إِذا كَانَ بَين الْإِبِل وَالْمَاء يَوْمَانِ فاول يَوْم يطْلب فِيهِ المَاء: هُوَ الْقرب، وَالثَّانِي: الطلق. وَقيل: لَيْلَة الطلق: أَن يخلى وجوهها إِلَى المَاء، عبر عَن الزَّمَان بِالْحَدَثِ، وَلَا يُعجبنِي.

وَأطلق الْقَوْم: إِذا كَانَت إبلهم طَوَالِق فِي طلب المَاء.

وَالْإِطْلَاق فِي الْقَائِمَة: أَلا يكون فِيهَا وَصَحَّ.

وَقوم يجْعَلُونَ الْإِطْلَاق: أَن يكون يَد وَرجل فِي شقّ محجلتين.

ويجعلون الْإِمْسَاك: أَن يكون يَد وَجل فِي شقّ وَاحِد لَيْسَ بهما تحجيل.

وَطلقت يَده بِالْخَيرِ طلاقة، وَطلقت، وَطَلقهَا بِهِ يطلقهَا، واطلقها، انشد احْمَد بن يحيى:

أطلق يَديك تنفعاك يَا رجل ... بالريث مَا أرويتها لَا بالعجل

ويروى: أطلق.

وَرجل طلق الْيَدَيْنِ، وطليقهما: سمحهما.

وَوجه طلق، وطلق، وطلق: الاخيرتان عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَاحِك مشرق. وَجمع الطلق: طلقات وَلَا يُقَال: أوجه طَوَالِق إِلَّا فِي الشّعْر.

وَوجه طليق: كطلق، وَالِاسْم مِنْهُمَا والمصدر جَمِيعًا: الطلاقة.

وَوجه منطلق: كطلق، وَقد انْطلق، قَالَ الاخطل:

يرَوْنَ قرى سهلاً وداراً رحيبة ... ومنطلقاً فِي وَجه غير بسور

وَتطلق الشَّيْء: سربه فَبَدَا ذَلِــك فِي وَجهه. وَيَوْم طلق بَين الطلاقة: مشرق لَا برد فِيهِ وَلَا حر.

وَقيل: هُوَ اللين القر: من أَيَّام طلقات، بِسُكُون اللَّام أَيْضا.

وَقد طلق طلوقة، وطلاقة.

وَلَيْلَة طلق، وطلقة، وطالقة: سكنة مضيئة.

وَقيل الطوالق: الطّيبَة الَّتِي لَا حر فِيهَا وَلَا برد، قَالَ كثير:

يرشح نبتاً ناضراً ويزينه ... ندىً وليالٍ بعد ذَاك طَوَالِق

وَزعم أَبُو حنيفَة: أَن وَاحِدَة الطوالق: طَلْقَة وَقد غلط، لِأَن " فعلة " لَا تكسر على " فواعل " إِلَّا أَن يشذ شَيْء.

وَرجل طلق اللِّسَان، وطلق، وطلق، وطليق: فصيح.

وَقد طلق طلوقة، وطلوقا.

وَمَا تطلق نَفسِي لذاك: أَي مَا تَنْشَرِح.

والطلق: الشَّأو.

وَقد أطلق رجله: واستطلقه: استعجله.

واستطلق بَطْنه: مَشى.

واطلقة الدَّوَاء.

واستطلق الظبي، وَتطلق: اسْتنَّ فِي عدوه فَمضى.

والانطلاق: سرعَة الذّهاب.

والطلق: قيد من أَدَم.

والطلق: الْحَبل الشَّديد الفتل حَتَّى يقوم، قَالَ رؤبة:

محملج أدرج إدراج الطلق

وطلق الْبَطن: جدته. وَالْجمع: أطلاق.

والطلق: الْحَلَال. وطلق السَّلِيم، رجعت إِلَيْهِ نَفسه وَسكن وَجَعه بعد الْعداد.

والطلق: نبت تستخرج عصارته فيتطلى بِهِ الَّذين يدْخلُونَ فِي النَّار.

وطلق، وطلق: اسمان.
طلق: طلق على فلان: انقض على، هاجم، ففي أخبار (ص112): طلْقت عليه الخيلُ طَلُقَ لسانُه (انظر لين) وبهذا المعنى مصدره طَلاَقة أيضا (تعليقات ص181 رقم 1) وفي معجم بوشر: طلاقة بمعنى سهولة ويسر يقال مثلاً: طلاقة اللسان أو الفكر. وفيه أيضاً: طلاقة الوِجْه أي بشاشة وإشراق واستبشار وانبساط وتهّلل.
طلق: نشز، خرج عن اللحن (حلو) والمعنى خرج عن اللحن الذي كان عليه أن ينشده، ولا أدري كيف أصبح هذا الفعل يدل على هذا المعنى وأرى أن هلو قد رأى أن هذا الفعل يدل على معنى التهب بدوي وفرقع.
طلق: أطلق سلاحاً نارياً (بوشر) طلق الساروخ على: فرقع، فجّر الساروخ على (بوشر).
طلق: سلَّف، أقرض (رولاند).
طلَّق (بالتشديد): تخلَّى عن، ترك، رفض زهد، ففي رياض النفوس (ص59 و): هذا رجل من ملوك المغرب طلَّق الدنيا.
أطلق: معناها الأصلي حرَّر، وخلّص إذ يقول ابن البيطار (1: 492): إذا خلط شيء من الخردل بلحم هذا الطير المقدد وبُخّر به المعقودُ عن النساء سبع مرات أطلقه ذلــك أي حّرره وخلّصه من هذا المرض وهو عدم القدرة على الجماع.
أطلق: حلّل من اليمين والقسم (ألكالا).
أطلق: بدل أن يقال أطلق عِنانه (لين. تاريخ البربر: 2: 203) يقال أيضاً: أطلق وحدها اختصاراً، ففي تاريخ البربر (1: 621): فما راعه إلا إطلاق صولة (اسم شخص) براياته في قومه. فالمصدر إطلاق يعني إحضار الفرس في عدوه وهو سير سريع وثب. وبراياته أي بأعلامه. وقد ترجمه دي سلان بنشر أعلامه ويظهر إنه لم يلاحظ أن الفعل أطلق لا يعني نشر وانه لا يتعدى بحرف ب.
أطلق: سمح ب، أذن، أجاز (لين، معجم أبي الفداء، معجم الطرائف، معجم مسلم، فالتون ص43) وأذن بالدخول (معجم مسلم).
أطلق: أصدر قراراً وحكما، قرر، حكم، قضى، ففي رحلة ابن بطوطة (4: 156): أطلقت سراح المرأة: أي قررت إخلاء سبيل المرأة، ومنه إطلاق معناه قرار، حكم، قضاء.
ففي مجمع الأنهر (2: 258) ولكن إطلاق الهداية وكثير من المعتبرات مخالف.
أطلق: رمي بسلاح ناري، يقال: أطلق بندقية وأطلق مدفعاً (بوشر) وفي ألف ليلة (1: 62 طبعة بولاق): ثم ركب المدفع وحرره على القلعة وأطلقه فهدم البرج. وفي تاريخ تونس (ص97): وقد اعترف به باياً وأطلقت المدافع وتم الأمر.
وأطلق الرصاص على: رماه بالرصاص (بوشر).
أطلق البندق على: أعدمه بالرصاص (بوشر).
الإطلاق: ضد التقييد، ففي المقدمة (1:4) ثم أن أكثر التواريخ لهؤلاء المؤرخين عامة المناهج والمسالك ... وجاء بعدهم من عدل عن الإطلاق إلى التقييد أي وجاء بعدهم من ترك التأليف للتاريخ العام لكي يقتصر على موضوع ضيق (دي سلان).
أطلق على: جعل لشخص أو لشيء اسما أو لقباً أو عنواناً (دي ساسي طرائف 2: 11، المقري: 1: 134، 136، المقدمة 1: 377).
أطلق مجامر البخور (ألف ليلة 2: 322) أو أطلق البخور (ألف ليلة 2: 343): أشعل البخور.
أطلق حكماً (دي ساسي طرائف 2: 93).
وانظر لين في مادة مطلق. أطلقنا حكمك على الوالي = منحناك السلطة الكاملة المطلقة على الوالي (معجم بدرون) اطلق له اتلرسوم والجرايات: أجرى له الرسوم والجرايات (بوشر، دي ساسي طكرائف 1: 52) أطلق شيئاً: افلت منه كلام ففي كتاب ابن القوطية (ص47 و) فِنُقِل عن الوزير إلى عبد الله بعض ما غمَّه وخافه به لشيء أطلقه في البيت سمعه جميع الوزراء.
أطلق الصياح. صرخ (فوك) أطلق الويحة: ناح، أعول، انتحب (الكالا).
أطلق الغارة: قام بغارة. ففي حيان (ص38 ق) وكان ابتداء فتنة أهل الجزيرة وانبعاثها بالمعصية بين اليمانية والمضرية فأطلق بعضهم على بعض الغارات واستحلوا الحرمات.
أطلق لسانه في فلان: سبه وشتمه وتكلم عنه ببذاءة (ألف ليلة 1: 66) أطلق لسانه على فلان بالسب: كال له الشتائم ففي حيان- بسام (3: 143 ق) فأطلق لسانه على الوزراء بالسب (هذا في مخطوطة ا، وفي مخطوطة ب، فانطلق لسانُه.
أطلق النار في: أشعل النار في (دي ساسي طرائف 1: 68، أماري ص435) وفي النويري (الأندلس ص477) أُطْلِقَت النارُ في الزاهرة. أطلق يَدَه: حرره من الوصاية على المحجور ففي الجريدة الآسيوية (1852، 2: 220) وكان كمحجور أطلق يده وَصٍِيُّه.
أطلق يّدَ فلان في النفقات: أباح له أن ينفق ما يراه مناسباً (معجم الطرائف).
وفي حيان- بسام (3: 140ق): السلطان أطلق يده في المال. أي أباح للوزير وأذن له أن يتصرف باموال بيت المال (تاريخ البربر 1: 439).
تطَّلق: بمعنى تهلل واستبشر، تجد أمثلة لها في معجم لين (مادة طلق) وفي معجم البيان.
تطَّلق من: تخلّى عن، ترك (فوك).
تطلّق: المعنى الذي يذكره لين بين قوسين بمعنى انحل مستعمل وقد ذكر في معجم فوك.
فهذا يقول انطلق: انحل من رباطه، كما ذكره كرتاس (ص173): فانطلق فرس لبعض الأجناد فاخذ جرى (يجري) بين الأخبية وجدَّ الناس في أثره ليأخذوه.
انطلق: أفلت (بوشر). انطلق: أخذ في الطيران (بوشر) انطلق: تهلل واستبشر (بوشر).
انطلق لسانه على فلان بالسب: كال له الشتائم (انظر أطلق لسانه).
انطلق: قذف ما فيه، يقال انطلقت البندقية وانطلق المدفع ونحوهما (ألف ليلة 1: 171) انطلق: ترك، تخلى عن، توقف عن العمل يقال: انطلق العامل (ألكالا).
طَلْقِ: عيار ناري، قذيفة الأسلحة النارية (بوشر) طلق أبيض: بلق، حجر لامع ذو صفائح، ذرور أو مسحوق لامع (بوشر).
الطلق الأندلسي: الجبسين (ابن البيطار 2: 161) طُلق: بالطلق: ديناً لأجل (شيرب ديال ص140).
طَلْقَة: انفجار، فرقعة (بوشر).
طلقة مدافع: فوهة مدافع (بوشر).
طلقة مدافع بخردة: قذفة مدافع محشوة بقطع حديد (بوشر).
طْلاَق وجمعها طلاقات: ميدان سباق، موضع لأنواع من السباقات وبخاصة سباق الخيل (الكالا).
طَلاق: سهل، أرض منبسطة (الكالا).
طَلاق: تراشيق بالأسلحة النارية (بوشر) طلاق بارود: تراشق بالرصاص (بوشر).
طلاق نار أو رصاص: طلق ناري (بوشر).
طلاق ضراط: ضراط متواصل (بوشر).
طلاق: خط الرمي، اتجاه محور سلاح ناري على أهبة الإطلاق، اتجاه محور المدفع (بوشر).
طُلُوق: دين (همبرت ص105 هلو).
بالطلوق: بالدين، لأجل (بوشر).
إطلاق: بالمعنى الذي ذكره فريتاج تجمع على اطلاقات (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 262) وقد صححت التعليقة التي أعطانيها السيد أماري في زيشر (10: 526).
على الإطلاق: غالبا، عامة، على العموم (المقدمة 2: 15).
هنا من إطلاق الجزء وإرادة الكل: أي أن ذكر الجزء يراد به الكل (بوشر).
بالإطلاق: قطعاً، حتماً، مطلقاً، بلا حد ولا قيد (بوشر).
بإطلاق: بصراحة، بلا تردد، بوضوح، بجسارة (بوشر).
إطلاق التصرف: حق التصرف بالأموال فان دنبرج ص31) إطلاق: هو فيما يظهر مبالغة في الكلام وغلو فيه (المقري 1: 51).
إطلاق وتجمع على اطلاقات: تأييد قضائي لما كان الملوك المتقدمون قد منحوه.
إطلاق: نعمة جديدة، إحسان جديد.
إطلاق: إضافة على صنيع الإحسان الذي منح من قبل (مملوك 2، 2: 65، أماري ص325).
إطلاق: في مصر أراضي أعفيت من الضرائب (مملوك 1: 1) حَرْف الإطلاق: انظر معجم فريتاج في مادة حرف والمعربون يسمون الألف الزائدة في ضربوا ونحوه حرف إطلاق لدخوله في القوافي المطلقة (محيط المحيط).
إطلاق وجمعها أطاليق: أرض مزروعة بالقثاء والبطيخ (ألكالا) وبقلة، مزروعة البقول (ألكالا) وخضراوات، بقل، (ألكالا).
مَطْلَق: سرب من كلاب الصيد، ضراة، وجماعة متكالبون ضد أحدهم (فلوجل فصل 69 ص29) وهو يذكر قرية اسمها مَطْلَق الذئاب.
مُطْلَق: كامل، تام، ليس بخصي (فوك).
مُطْلَق: كبش، فحل من الضأن. (ألكالا) مُطُلَق: عند الحسابيين عدد صحيح (محيط المحيط).
مطلق البشر: ضاحك الوجه مشرقه. ففي حيان- بسام (م: 112ق): كان حلو الشمائل مطلق البشر (وكلمة طَلاقة أو طلاقة الوجه كثيراً ما تصحب بشر. انظر رسالتي إلى السيد فليشر ص173).
مطلق اليَدِين: اضبط، من يعمل بيساره كما يعمل بيمينه، ففي الحُلَل (ص 80و): وكان مطلق اليدين يرمي بحربتين في حالة واحدة.
مُطْلَق: رسالة رسمية (أماري ديب ص 167. وجمعها مطلقات (مملوك 2،2: 310).
مطلَقَة متاع الكَلب، وجمعها مطالق: مقود، حبل تربط به الكلاب السلوقية لتقاد (الكالا).
مَطْلوُق: في معجم فوك في مادة لاتينية معناها طلق الوجه: طَلْق البهية وطليق ومطلوق.
مطلوق: طَلْق اليدين، كريم، سخي (دنهام 1: 211) مطلوق الحريّة: حر، طليق (بوشر).
مطلوق: غير محجل، يقال قدم مطلوع أي لا تحجيل فيه والتحجيل شعرات بيض في قوائم الفرس (بوشر) ويقال: مطلوق اليمين، ركوب السلاطين (أي غير محجل اليمين) ومطلوق الشمال ركوب الرجال (عواده ص 45).
صابون مطلوق: صابون سائل (أسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 147)
طلق
طلَقَ1 يَطلُق، طُلُوقًا، فهو طَالِق وطَلِق
• طلَق المسجونُ: تحرَّرَ من قيده "طَلَقَ الأسيرُ/ الحصانُ". 

طلَقَ2 يَطلِق، طَلْقًا، فهو طَالِق، والمفعول مَطْلوق
• طلَق يدَه بالخير: بسَطها للعطاء والبــذل

طَلَقَ من يَطلُق، طَلاَقًا، فهو طَالِق وطالقة، والمفعول مَطْلُوق منه
• طَلَقت المرأةُ من زوجها: تحلّلت من قيد الزواج، وخرجت من عصمته "طَلَقَت المرأةُ طلاقًا رجعيًّا- هي طالِق ثلاثًا". 

طلُقَ1 يَطلُق، طَلاَقةً وطُلوقًا وطُلُوقةً، فهو طالِق وطَلْق وطَليق
• طَلُق الأسيرُ: طلَق، تحرَّر من قيده ونحوه "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ [حديث] ".
• طلُقت يدُه: جادت "طلُقت أيادي الخير".
• طلُق وجهُه: تهلّل وأشرق وبشَّ.
• طلُق لسانُه: تكلّم من غير تعثُّر. 

طلُقَ2 يَطلُق، طلاقًا، فهو طالِق
• طلُقَت المرأةُ: طلَقت، تحلّلت من قيد الزواج. 

طُلِقَ في يُطْلَق، طَلْقًا، والمفعول مَطلُوقة
• طُلِقتِ المرأةُ أو الحاملُ في المخاض: أصابها وجع الولادة. 

أطلقَ/ أطلقَ في يُطلق، إطلاقًا، فهو مُطلِق، والمفعول مُطلَق
• أطلق الأسيرَ: حرَّره، خلَّى سبيله ° إطلاقًا/ على الإطلاق: قط، أبدًا، على وجه عام، من غير استثناء- أطلق العِنانَ لساقيه: ركض، جرى بسرعة- أطلق حبله على غاربه: تركه- أطلق ساقيه للرِّيح: أسرع، هرب مسرعًا- أطلق سراحه/ أطلق سبيله: أعاد إليه حريَّته، تركه وأخلى سبيله، أفرج عنه- أطلق صَرْخة: صرخ- أطلق غرائزه: انكبَّ على الملذات- أطلق لحيته: أطالها- أطلق لسانه: تكلَّم، نطق بعد سكوت- أطلق نَفْسَه على سجيَّتها: تصرَّف تصرُّفًا طبيعيًّا دون قيد- أطلقه من عِقاله: فكّ قيده، ترك له حرِّيَّة التصرُّف- أطلق يده/ أطلق له العِنانَ: تركه يفعل ما يشاء- وَقْف إطلاق النَّار: توقُّف المعارك.
• أطلق الماشيةَ: سرَّحها وأرسلها إلى المرعى.
• أطلق الكلامَ/ أطلق في الكلام: عمَّمه ولم يقيِّده، أرسله من غير قيد أو شرط? أطلق الحُكْم جُزافًا: حكم على أمر دون التأكُّد من صِحَّة حُكمه- أطلق الكلامَ على عواهنه: قاله من غير رَوِيَّة.
• أطلقَ الدَّواءُ بطنَه: مشَّاه، أصابه بإسهال.
• أطلق عليه النارَ: رماه بقذيفة من بندقية أو مسدس أو رشاش أو غيرها.
• أطلق عليه اسمًا: سمَّاه. 

انطلقَ/ انطلقَ في/ انطلقَ لـ يَنطلِق، انطلاقًا، فهو مُنطلِق، والمفعول مُنطَلقٌ فيه
• انطلق العصفورُ: تحرَّر وصار طَلْقًا "انطلق من قُيوده" ° انطلق لسانُه: تكلّم من غير تعثُّر- انطلق وجهه: تهلّل وأشرق.
• انطلق القطارُ: ذهب بسرعة "انطلق إلى بيته- انطلقت السيَّارة"? انطلق يفعل كذا: أخذ يفعل كذا.
• انطلق بطنُه: أصيب بإسهال.
• انطلق في الكلام: تدفق في الحديث دون تعثر.
• انطلقت نَفْسُه للأمر: انشرحت "انطلقت نفسُه للمذاكرة". 

تطلَّقَ يتطلَّق، تَطَلُّقًا، فهو مُتَطَلِّق
• تطلَّق وجهُه: انبسط وأشرق.
• تطلَّق لسانُه: تحرَّر.
• تطلَّق الزَّوجان: مُطاوع طلَّقَ: أنهيا علاقة الزَّواج بينهما. 

طلَّقَ يطلِّق، تطليقًا، فهو مُطلِّق، والمفعول مُطلَّق
• طلَّق زوجتَه: حرَّرها من قيد الزَّواج وأخرجها من عصمته "طلّق ابنته من زوجها المُدمِن- تزوج بامرأة مُطلّقة- {لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} ".
• طلَّق القومَ: هجَرهم، تركهم وفارقهم.
• طلَّق المأذونُ المرأةَ من زوجها: فرّق بينهما. 

انطلاق [مفرد]:
1 - مصدر انطلقَ/ انطلقَ في/ انطلقَ لـ ° نُقْطة انطلاق: ما يساعد على البدء بمهنة أو نشاط.
2 - (قص) مرحلة موصلة إلى النُّضج الاقتصاديّ "انطلاقة جديدة للسِّياحة". 

تطليق [مفرد]:
1 - مصدر طلَّقَ.
2 - (فق) طلاق، رفع قيد الزواج المنعقد بين الزوجين بألفاظ مخصوصة. 

طَلاق [مفرد]:
1 - مصدر طَلَقَ من وطلُقَ2.
2 - (فق) رفع قَيْد الزواج المنعقد بين الزوجين بألفاظ مخصوصة " {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ} " ° حلَفَ بالطَّلاق: حلف أنه سيطلّق زوجته- طلاق بائن/ طلاق بالثلاثة: لا يجوز معه للزوج إعادة زوجته إلى عصمته إلا بعقد ومهر جديدين- طلاق رجعيّ: طلاق يوقعه الزوج على زوجته، ولم يكن مسبوقًا بطلقة أو كان مسبوقًا بطلقة واحدة، ويجوز معه للزّوج أن يردّ مطلَّقته أثناء عدَّة الطلاق دون عقدٍ أو مهر.
• الطَّلاق: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 65 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها اثنتا عشرة آية. 

طَلاقَة [مفرد]: مصدر طلُقَ1. 

طَلْق1 [مفرد]:
1 - مصدر طُلِقَ في وطلَقَ2.
2 - رصاصة أو قذيفة من بندقيّة ونحوها "أصابه طَلْقٌ ناريّ". 

طَلْق2 [مفرد]: ج أطلاق: (طب) مخاض، وجع الولادة "جاءها الطّلْق بعد منتصف الليل- جاءها الطَّلْق فاستعدّت للولادة". 

طَلْق3 [مفرد]: ج طِلاق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طلُقَ1 ° الهواء الطَّلْق: العراء، خارج البناء- طَلْق اللِّسان: يتكلّم من غير تعثُّر، فصيح، عذب النطق- طَلْق المُحَيّا/ طَلْق الوجه: متهلّل ومشرق، باشّ- طَلْق اليدين: كريم. 

طَلِق [مفرد]: ج طِلاق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طلَقَ1: طَلْق، حُرّ، غير متعثِّر. 

طَلْقة [مفرد]: ج طَلَقات وطَلْقات:
1 - اسم مرَّة من طُلِقَ في وطَلَقَ من وطلُقَ2: "طلّق زوجته طلقتين- بقيت له طلقة واحدة- وضعت طفلها بعد طلقات مؤلمة طويلة".
2 - رصاصة أو قذيفة من بندقيّة ونحوها "انطلقت من بندقيّته ثلاث طلقات- مات بطلقة ناريّة- مدفع سريع الطَّلَقات". 

طُلَقَة [مفرد]: صيغة مبالغة من طَلَقَ من: كثير التطليق للنساء. 

طُلُوق [مفرد]: مصدر طلَقَ1 وطلُقَ1. 

طُلُوقة [مفرد]: مصدر طلُقَ1. 

طَليق [مفرد]: ج طُلَقَاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طلُقَ1 ° طليق اللِّسان: فصيحه- طليق الوجه: ضاحكه ومشرقه- طليق اليد: قادر على التصرُّف.
2 - (كم) وصف لعنصر أو شقّ كيميائيّ غير مرتبط أو متَّحد أو مخلوط بغيره. 

طليقة [مفرد]: مؤنَّث طَليق: فصيحة "امرأة طليقة اللسان".
• طليقة الرّجُل: مُطَلّقتُه. 

مِطْلاق [مفرد]: ج مَطَاليقُ: صيغة مبالغة من طَلَقَ من: كثير الطَّلاق لنسائه ° مزواج مِطْلاق: كثير الزّواج والطّلاق. 

مُطلَق [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أطلقَ/ أطلقَ في.
2 - (سف) ما لا يُقيَّد بقيدٍ أو شرط، غير مقيّد، حُرّ "يتمتّع بسلطةٍ مطلقة" ° مُطلق السّراح: غيرُ معتقل- مُطْلَق الصَّلاحيَّة: ممنوح صلاحيّات مطلقة.
3 - غير معيّن "إجابة مطلقة" ° حُكْمٌ مطلق: فرديّ، غير ديمقراطي، استبداديّ- قاعدة مطلقة: لا استثناء فيها- لم يحدث مطلقًا: لم يحدث قط- مُطْلَقًا: من غير استثناء.
• المطلق: (سف، بغ) ما تناول واحدًا غير معيّن باعتباره حقيقة شاملة لجنسه أو هو ما يتعرّض للذّات دون الصفات لا بالنَّفي ولا بالإثبات.
• ماء مطلَق: (فق) ما بقي على أصل خلقته ولم تخالطه

نجاسة ولم يغلب عليه شيءٌ ظاهر يغير لونه أو ريحه أو طعمه.
• المفعول المطلق: (نح) مصدر منصوب مؤكِّد لفعله أو مُبيِّن لنوعه أو عدده يدلُّ على مُطلق وقوع الحدث من غير تقيُّد، وهو فضلة.
• الحقيقة المطلَقة: (سف) شيء يُنظر له على أنه أساس جوهريّ للتَّفكير والكينونة.
• الأكثريَّة المُطلقة/ الأغلبيَّة المُطلقة:
1 - (سة) أصوات نصف الحاضرين بزيادة واحد.
2 - (سة) أصوات نصف من لهم حقّ التَّصويت بزيادة واحد. 

مُطلقيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من مُطلَق: "مطلقيَّة الحكم".
2 - (سة) نظام سياسيّ فيه سيادة للحاكم بلا قيد ولا شرط. 

طلق: الطَّلْق: طَلق المخاض عند الوِلادة. ابن سيده: الطَّلْق وجَع

الولادة. وفي حديث ابن عمر: أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله:

هل قَضَى حَقَّها؟ قال: ولا طَلْقَة

واحدة؛ الطَّلْق: وجع الولادة، والطَّلْقَة: المرّة الواحدة، وقد

طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً، على ما لم يسمّ فاعله، وطَلُقت، بضم اللام.

ابن الأَعرابي: طَلُقَت من الطلاق أَجود، وطَلَقَت بفتح اللام جائز، ومن

الطَّلْق طُلِقَت، وكلهم يقول: امرأَة طالِق بغير هاء؛ وأَما قول

الأَعشى:أَيا جارَتا بِيِني، فإِنك طالِقَة

فإِن الليث قال: أَراد طالِقة غداً. وقال غيره: قال طالِقة على الفعل

لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل، وطَلاقُ المرأَة:

بينونتها عن زوجها. وامرأَة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق؛

وأَنشد قول الأَعشى:

أَجارَتنا بِيني، فإِنك طالقة

كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه

وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي، بالفتح، تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت،

والضم أَكثر؛ عن ثعلب، طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها. وقال

الأَخفش: لا يقال طَلُقت ، بالضم.

ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة، على مثال هُمَزة: كثير

التَّطْليق للنساء. وفي حديث الحسن: إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء،

والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: إِن

الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه. وطَلَّق البلادَ: تركها؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ،

مُطَلِّقُ بُصْرَى، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه

قال: وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال: أَطَلّقْت امرأَتك؟ فقال: نعم

والأَرض من ورائها وطَلَّقت البلاد: فارقْتها. وطَلّقْت القوم: تركتُهم؛

وأَنشد لابن أَحمر:

غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً،

إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا

أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة. وفي حديث عثمان وزيد: الطَّلاقُ

بالرجال والعِدَّة بالنساء، هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلّقة بهؤلاء،

فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ؛ وقيل: أَراد أَن الطلاق يتعلّق بالزوج في

حرّيته ورقِّه، وكــذلــك العدة بالمرأَة في الحالتين، وفيه بين الفقهاء

خلاف: فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث

وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين، ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت

العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث، ومنهم من يقول إِذا

كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين

باثنتين، وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة

أَشهر وعشراً، وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض، تحت حرّ كانت أَو

عبدٍ، فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين، تحت عبد

كانت أَو حرّ. وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته: أَنتِ خليَّة

طالِقٌ؛ الطالِقُ من الإِبل: التي طُلِقت في المرَعى، وقيل: هي التي لا قَيْد

عليها، وكــذلــك الخلَّية. وطَلاقُ النساء لمعنيين: أَحدهما حلّ عُقْدة

النكاح، والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال. ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ

أَي صار حرّاً.

وأَطْلَق الناقة من عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت: هي بالفتح، وناقة

طَلْق وطُلُق: لا عِقال عليها، والجمع أَطْلاق. وبعير طَلْق وطُلُق: بغير

قَيْد. الجوهري: بعير طُلُق وناقة طُلُق، بضم الطاء واللام، أَي غير

مقيَّد. وأَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت. والطالِق من الإِبل: التي قد

طَلَقت في المرعى. وقال أَبو نصر: الطالق التي تَنْطَلق إِلى الماء ويقال

التي لا قَيْد عليها، وهي طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر؛ وأَنشد:

مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ

أَي قد طَلَقَت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل. ونعجة طالِق:

مُخَلاْة ترعَى وحْدَها، وحبَسُوه في السِّجْن طَلْقاً أَي بغير قيد ولا

كَبْل. وأَطْلَقَه، فهو مُطْلَق وطَلِيق: سرّحه؛ وأَنشد سيبويه:

طَلِيق الله، لم يَمْنُنْ عليه

أَبُو داودَ، وابنُ أَبي كَبِير

والجمع طُلقَاء، والطُّلَقاء: الأُسراء العُتَقاء. والطَّليق: الأَسير

الذي أُطْلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ

سبِيلُه. والطَّلِيقُ: الأَسِير يُطْلَق، فَعِيلٌ بمعنى مفعول؛ قال ذو

الرمة:

وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ

بِوَعْساء مَعْروف، تُغامُ وتُطْلَقُ

تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر، وتُطْلَق إِذا انجلى عنها الغيم، يعني

الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُلِقَت. وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته.

وفي حديث حنين: خرج ومعه الطُّلَقاء؛ هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة

وأَطْلَقَهم فلم يَسْتَرِقَّهم، واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْلِق

سبيله. وفي الحديث: الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف،

كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء. والطُّلَقاء:

الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً؛ حكاه ثعلب، فإِما أَن يكون من هذا، وإِما

أَن يكون من غيره. وناقة طالِقٌ: بلا خطام، وهي أَيضاً التي ترسل في

الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في

المسرح؛ قال أَبو ذؤَيب:

غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق

ونعجة طالِق أَيضاً: من ذلــك، وقيل: هي التي يحتبس الراعي لَبَنها، وقيل:

هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب. والطَّالِق من الإِبل:

التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء، يقال: اسْتَطْلق الراعي

ناقة لنفسه، والطَّالِقُ: الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها؛ قال:

مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق

وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ:

تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً،

ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا

أَبو عمرو: الطَّلَقَة النوق التي تُحْلب في المرعى. ابن الأَعرابي:

الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى. الشيباني: الطالِقُ من النوق التي يتركها

بِصِرارِها؛ وأَنشد للحطيئة:

أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ،

تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِقِ

قال: الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها، والطَّالِقُ التي

يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها، والجمع المَطالِيق والأَطْلاق

(*

قوله «والجمع المطاليق والأطلاق) عبارة القاموس وشرحه: وناقة طالق بلا

خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق، والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب

ومحاريب ومحراب، أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب». وقد أُطْلِقَت

الناقة فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها؛ وقال شمر: سأَلت ابن الأَعرابي عن

قوله:ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْـ

ـهانَ، أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ

قال: هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال، قال: وإِطْلاقُه إِيَّاها

إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها. والطَّالِقُ والمِطْلاقُ: الناقة

المتوجهة إِلى الماء، طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها؛ قال

ذو الرمة:

قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها،

إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ، مُطْلِق

وليلةُ الطَّلَق: الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء. وقال

ثعلب: إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو

القَرَب، والثاني الطَّلَق؛ وقيل: ليلة الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ

وُجوهَها إِلى الماء، عبَّر عن الزمان بالحدث، قال ابن سيده: ولا

يعجبني. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَلَقَت

طَلْقاً وطُلوقاً،د والاسم الطَّلَق، بفتح اللام. وقال الأَصمعي: طَلَقَت

الإبلُ فهي تَطْلُق طَلَقاً، وذلــك إِذا كان بينها وبين الماء يومان، فاليوم

الأَول الطَّلَق، والثاني القَرَب، وقد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً،

وقال: إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ

وتركها في ذلــك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّلَق، وإِن كانت الليلة

الثانية فهي ليلة القَرَب، وهو السَّوق الشديد؛ وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته

قيل طَلّعقها، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَلَّقها،

وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَلَّقْنَه؛ وأَنشد

لرؤبة:

طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا

وأُطْلِقَ القومُ، فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم، وفي المحكم إِذا

كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء، والطَّلَق: سير الليل لوِرْدِ

الغِبِّ، وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان، فالليلة الأُولى الطَّلَق

يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلــك ترعى وهي تسير،

فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ، وفي الليلة الثانية قَوارِبُ.

والإِطْلاق في القائمة: أَن لا يكون فيها وَضَحٌ، وقوم يجعلون الإِطْلاق

أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين، ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد

ورجل ليس بهما تحجيل. وفرس طُلُقُ إِحدى القوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه

لا تحجيل فيها. وفي الحديث: خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ

اليمنى أَي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل؛ وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً

وطَلَقَت وطَلَقَها به يَطْلُقها وأَطْلَقها؛ أَنشد أَحمد بن يحيى:

أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ

بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها، لا بالعَجَلْ

ويروى: أَطْلِقْ. ويقال: طَلَقَ يده وأَطْلقَها في المال والخير بمعنى

واحد؛ قال ذلــك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت، ويدُه

مَطْلوقة ومُطْلَقة.

ورجل طَلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما: سَمْحُهما. ووجه طَلْقٌ

وطِلْقٌ وطُلْقٌ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي: ضاحك مُشْرِق، وجمعُ الطَّلْقِ

طَلْقات. قال ابن الأَعرابي: ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر،

وامرأَة طَلْقهُ اليدين. ووجه طَلِيقٌ كطَلْق، والاسمُ

منها والمصدر جميعاً

الطَّلاقةُ. وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه. ووجه

مُنْطَلِق: كطَلْق، وقد انْطَلَق؛ قال الأَخطل:

يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً،

ومُنْطَلَقاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ

ويقال: لقيته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر؛ وأَنشد:

يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه،

فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ

وفي الحديث: أَفْضلُ الإِيمانِ

أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه؛ ومنه الحديث:

أَن تَلْقاه بوجه طَلِق. وتَطَلّقَ الشيءَ: سُرَّ به فبدا ذلــك في وجهه.

أَبو زيد: رجل طَلِيقُ

الوجه ذو بِشْرٍ حسن، وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً، ومثله بعير طَلْقُ

اليدين غير مقيد، وجمعه أَطلاق. الكسائي: رجل طُلُقٌ، وهو الذي ليس عليه

شيء. ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ:

مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ

ولا مطر ولا قُرّ، وقيل: ولا شيء يؤذي، وقيل: هو الليَّن القُرِّ من

أَيام طَلْقات، بسكون اللام أَيضاً، وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً. أَبو

عمرو: ليلة طَلْقٌ لا برد فيها؛ قال أَوس:

خَــذَلْــتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ،

فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ

وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ. وقال أَبو الدقيش: وإنها لطَلْقةُ الساعة؛

وقال الراعي:

فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ

يريد يومَ

ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح، يريد يومها الذي بعدها، والعرب

تبدأُ بالليل قبل اليوم؛ قال الأزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم

أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة:

لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقةٍ

قال: والعرب تضيف الاسم إِلى نعته، قال: وزادوا في الطَّلْق الهاء

للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية، قال: ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة

طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها، وفي صفة ليلة القدر: ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ

أَي سهلة طيبة. يقال: يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن

فيها حرّ ولا برد يؤذيان، وقيل: ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة

مُضِيئة، وقيل: الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد؛ قال

كثيِّر:يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه

نَدىً، وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق

وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة، وقد غلط لأَن فَعْلة لا

تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء. ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ

وطَلِيق: فَصِيح، وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً، وفيه أَربع لغات: لسانٌ

طَلْقٌ ذَلْــقٌ، وطَلِيق ذَلِــيق، وطُلُقٌ ذُلُــقٌ، وطُلَقٌ ذُلَــقٌ؛ ومنه في

حديث الرَّحِم: تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق، وهو

طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ، وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه. وقال ابن

الأَعرابي: لا يقال طُلَقٌ ذُلَــقٌ، والكسائي يقولهما، وهو طَلْقُ

الكف وطَلِيقُ

الكف قريبان من السواء. وقال أَبو حاتم: سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو

طُلَقٍ فقال: لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق؛ وقال شمر: طَلّقَت يدُه

ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً. وقال ابن الأَعرابي: يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ

وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه، قال: والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال

وحلُّ العقد، ويكون الإِطلاقُ

بمعنى الترك والإِرسال، والطَّلَق الشَّأْوُ، وقد أَطْلَقَ رِجْلَه.

واسْتَطْلَقَه: استعجله. واسْتَطْلَقَ بطنُه: مشى. واسْتِطلاقُ

البطن: مَشْيُه، وتصغيره تُطَيْلِيق، وأَطْلَقَه الدواء. وفي الحديث:

أَن رجلاً اسْتَطْلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه، يريد الإِسهال. واستطلق

الظبيُ

وتَطلَّق: اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء، وهو

تَفَعَّلَ، والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل

تَطَلَّقَ.قال: والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة.

ويقال: ما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر، وهو

تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ، وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق، بقلب الطاء تاء لتحرك

الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب، تقلب الطاء تاء لتحرك

الضاد، والانطِلاقُ: الذهاب. ويقال: انْطُلِقَ به، على ما لم يسمَّ فاعله،

كما يقال انقُطِع به. وتصغير مُنّطَلِق مُطَيْلِق، وإَِن شئت عوّضت من

النون وقلت مُطَيْلِيق، وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق، لأَنك حذفت أَلف

الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير، فتسقط الهمزة لزوال

السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له، فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلــذلــك

وجب فيه التعويض، كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً

ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر، أَو يكون بعده ياء كقولهم في

جمع أُثْفِيّة أَثافٍ، فقِسْ على ذلــك.

ويقال: عَدا الفرسُ طُلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين، ولم

يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره. ويقال: تَطلَّقَت الخيلُ

إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْبَس إِلى الغاية، قال: والطَّلَقُ الشوط الواحد

في جَرْي الخيل. والتَّطَلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري؛ ومنه قوله:

فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا

مِ، لم يَتَطَلَّقْ ولم يُغْسَل

لم يُغْسَل أَي لم يعرق. وفي الحديث: فرَفَعْتُ فرسي طَلَقاً أَو

طَلَقَين؛ هو، بالتحريك، الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس. والطَّلَقُ،

بالتحريك: قيد من أَدَمٍ، وفي الصحاح: قيد من جلود؛ قال الراجز:

عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ

كأَنها، والليلُ يرمي بالغَسَقْ،

مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق

شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه، وشبَّه الجمل بِفِلْقِ

سَقْبٍ، والسَّقْب خشبة من خشبات البيت، وشبّه الطريق بالطَّلَق وهو قيد من

أَدَمٍ. وفي حديث حنين: ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ؛

الطَّلَقُ، بالتحريك: قيد من جلود. والطَّلَق: الحبل الشديد الفتل حتى

يَقوم؛ قال رؤبة:

مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ

وفي حديث ابن عباس: الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَلَقٍ؛ الطَّلَقُ

ههنا: حبل مفتول شديد الفتل، أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد

شُدّاً في حبل أَو قيد. وطَلَق البطن

(* قوله «وطلق البطن إلخ» عبارة الاساس:

واطلقت الناقة من عقالها فطلقت وهي طالق وطلق، وإبل أطلاق؛ قال ذو

الرمة: تقاذفن إلخ): جُدَّتُه، والجمع أَطلاق؛ وأَنشد:

تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً، وقارَبَ خَطْوَه

عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ، وهُنَّ حَبائِبهُ

أَبو عبيدة: في البطن أَطْلاق، واحدُها طَلَقٌ، متحرك، وهو طرائق

البطن.والمُطَلَّقُ: المُلَقَّح من النخل، وقد أَطْلَقَ نخله وطَلَّقها إِذا

كانت طِوالاً فأَلقحها. وأَطْلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه

إِذا سقاه سُمّاً. قال: وطَلَق أَعطى، وطَلِقَ إِذا تباعد. والطِّلْقُ،

بالكسر: الحلال؛ يقال: هو لك طِلْقاً ط لْقٌ أَي حلال. وفي الحديث: الخيلُ

طِلْقٌ؛ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال. يقال: أَعطيته من طِلْقِ

مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه. وأَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه.

وطُلِّقَ السليمُ، على ما لم يُسمَّ فاعله: رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد

العِداد، فهو مُطَلَّق؛ قال الشاعر:

تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني،

كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ

وقال النابغة:

تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها،

تُطَلِّقه طَورْاً، وطَوْراً تُراجِعُهْ

والطَّلَقُ: ضرب من الأَدْوية، وقيل: هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به

الذين يدخلون في النار. الأَصمعي: يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ،

متحرك. وطَلْقٌ وطَلَق: اسمان.

طلق

1 طَلَقَتِ النَّاقَةُ, (S, Mgh, Msb,) aor. ـُ inf. n. طُلُوقٌ, (Msb,) The she-camel was, or became, loosed from her bond, (S, Mgh, Msb,) or cord, by which her fore shank and her arm had been bound together. (S, Mgh.) And طَلَقَتِ النَّاقَةُ إِلَى المَآءِ [The she-camel was, or became, loosed from her bond to repair to the water]: (Msb:) or طَلَقَتِ الإِبِلُ (Az, As, S, TA) إِلَى المَآءِ, (Az, TA,) aor. as above, (As, TA,) inf. n. طَلْقٌ (Az, As, S, TA) and طُلُوقٌ, (Az, S, TA,) the camels were, or became, loosed to repair to the water, it being distant two days' journeys, (Az, As, S, TA,) and were left to pasture while going thither: and the subst. is طَلَقٌ [q. v.]. (Az, S, TA.) b2: [Hence,] طَلَقَتْ, (IAar, Th, S, Mgh, O, Msb,) or طَلَقَتْ مِنْ زَوْجِهَا, (K,) aor. ـُ (Th, S, O, Msb, K;) and طَلُقَتْ also; (IAar, Th, Mgh, Msb;) the latter of which is preferable, but the former is allowable; (IAar, TA;) or the latter is the more common; (Th, TA;) but accord. to to Akh, the latter is not allowable; (S, O, TA;) inf. n. طَلَاقٌ, (Th, S, Mgh, O, K,) or [properly طَلْقٌ, for it is said that] طَلَاقٌ is the subst., (Msb,) [or] طَلَاقٌ is also a subst. syn. with تَطْلِيقٌ, [as will be expl. below,] as well as inf. n. of طَلُقَتْ and طَلَقَتْ;) (Mgh;) said of a woman; (IAar, Th, S, &c.;) (tropical:) She was, or became, [divorced, or] left to go her way, (O,) or separated from her husband [by a sentence of divorce]. (K, TA.) b3: And طَلُقَ لِسَانُهُ, inf. n. طُلُوقٌ and طُلُوقَةٌ, (assumed tropical:) His tongue was, or became, eloquent, or chaste in speech, and sweet therein. (Msb. [See also طَلْقٌ: and see 7.]) b4: And طَلُقَ, (S, O, K, TA,) inf. n. طَلَاقَةٌ, (S, O,) or طُلُوقَةٌ and طُلُوقٌ, (TA,) (tropical:) He was, or became, laughing, or happy, or cheerful, and bright, (K, TA,) in face, or countenance: (S, O, K, TA:) or, inf. n. طَلَاقَةٌ, (assumed tropical:) it (the face, or countenance,) was, or became, cheerful, or happy, (MA, Msb,) the contr. of frowning or contracted, (Mgh,) displaying openness and pleasantness; (Msb;) and ↓ تطلّق signifies the same; (MA, Mgh;) as also ↓ انطلق; (Mgh;) syn. انبسط; (K;) whence the saying, ↓ يَنْبَغِى لِلْقَاضِى أَنْ يُنْصِفَ الخَصْمَيْنِ وَلَا يَنْطَلِقُ بوَجْهِهِ إِلَى أَحَدِهِمَا, meaning (assumed tropical:) [It behooves the judge to treat with equity the two adversaries in litigation, and] he shall not speak to one of them with a cheerful countenance (بِوَجْهٍ طَلْقٍ) and with sweet speech, not doing this to the other: or it may be from الاِنْطِلَاقُ signifying “ the going away,” and may hence mean, and he shall not turn his face, or pay regard, to one of them [in preference to the other]. (Mgh.) b5: And طَلُقَ, inf. n. طُلُوقَةٌ and طَلَاقَةٌ, said of a day, (tropical:) It was, or became, such as is termed طَلْقٌ; i. e. [temperate,] neither hot nor cold; [&c.; see طَلْقٌ;] and in like manner طَلُقَت is said of a night (لَيْلَة). (K, TA.) b6: طَلِقَ, (O, K,) with kesr, (O,) like سَمِعَ, (K,) signifies تَبَاعِدَ [He, or it, was, or became, distant, or remote; &c.]. (O, K.) A2: طَلْقٌ is also trans., syn. with أَطْلَقَ: see the latter verb, former half, in two places. b2: [Hence,] طُلِقَتْ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـْ (S,) inf. n. طَلْقٌ, (S, Mgh, * O, * Msb, K,) and inf. n. un. طَلْقَةٌ, (TA,) (assumed tropical:) She (a woman, S, O, Msb) was taken with the pains of parturition: (S, Mgh, O, Msb, K:) a phrase implying a presage of good [i. e. of speedy and safe delivery]. (Mgh.) [And طُلِقَتْ بِهِ (assumed tropical:) She was, or became, in labour with him.]2 طلّق نَاقَتَهُ He left, left alone, or let go, his she-camel. (TA.) See also 4, second sentence. b2: [Hence,] طلّق امْرَأَتَهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَطْلِيقٌ, (S, Mgh, O, Msb,) from طَلَاقٌ [q. v.]; (O;) and ↓ اطلقها, (K,) inf. n. إِطْلَاقٌ; (TA;) (tropical:) [He divorced his wife;] he separated his wife from himself [by a sentence of divorce]. (K, TA.) [طلّق in this sense is opposed to رَاجَعَ: and hence the meanings of these two verbs in a verse of En-Nábighah which I have cited in art. نذر, (see conj. 6 in that art.,) and which is also cited in the S and O and TA in the present art.] b3: and طلّق البِلَادَ (tropical:) He left, or quitted, the country. (IAar, TA.) El-'Okeylee, being asked by Ks, أَطَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ [Hast thou quitted thy wife?], answered, نَعَمْ وَالأَرْضَ مِنْ وَرَائِهَا (assumed tropical:) [Yes, and the land behind her]. (IAar, TA.) And one says, طَلَّقْتُ القَوْمَ (assumed tropical:) I left, or quitted, the people, or party: and طلّق العِيَالَ (assumed tropical:) He left [or deserted] the household, like as the man leaves [or divorces] the woman, or wife. (TA.) And طلّق العَيْرُ عَانَتَهُ (assumed tropical:) The he-ass passed by, or beyond, his she-ass, and then left her: and طَلَّقَتْهُ العَانَةُ (assumed tropical:) The she-ass submitted herself [the verb which I thus render has been altered to انقدت, for which I read انْقَادَتْ,] to him, after having been incompliant. (TA.) b4: And طُلِّقَ السَّلِيمُ (assumed tropical:) The person bitten by a serpent became rid of the pain: (Er-Rághib, TA:) or recovered himself, and his pain became allayed, (S, O, K,) after the paroxysm: (S, O:) inf. n. as above. (K.) b5: طَلَّقَ نَخْلَهُ: see 4, last sentence.4 الإِطْلَاقُ signifies The loosing, or setting loose or free, and letting go. (TA.) You say, اطلق النَّاقَةَ مِنْ عِقَالِهَا, (S, O, Msb, TA,) or مِنَ العِقَالِ, i. e. He loosed the she-camel from the bond, or cord, by which her fore shank and arm were bound together; (Mgh;) as also ↓ طلّقها. (TA.) And اطلق الأَسِيرَ, (S, Mgh, O, Msb, K, TA,) and اطلق عَنْهُ, (O, TA,) He let go the captive; (S, O, K, TA;) and set him free; (TA;) he loosed the bond of the captive, and let him go: (Mgh, Msb:) and أُطْلِقَ عَنْهُ إِسَارُهُ [His bond was loosed from him], namely, the captive. (S.) and اطلق خَيْلَهُ فِى الحَلْبَةِ He made his horses to run [in the race-ground]. (TA.) And اطلق النَّاقَةَ He drove the she-camel to the water: (TA:) or أَطْلَقْتُ النَّاقَةَ إِلَى المَآءِ [I loosed the she-camel from her bond to repair to the water]: (Msb:) or أَطْلَقْتُ الإِبِلَ (Az, S, O, TA) إِلَى المَآءِ (Az, S, * TA) I loosed the camels to repair to the water, it being distant two days' journeys, and left them to pasture while going thither. (Az, S, O, * TA.) And اطلق القَوْمُ means The people, or party, had their camels loosed to repair to the water, it being distant two days' journeys, and the camels being left to pasture while going thither. (S, K, * TA.) b2: اطلق امْرَأَتَهُ: see 2, third sentence. b3: اطلق الدَّوَآءُ بَطْنَهُ The medicine loosened, or relaxed, his belly [or bowels]; (Msb;) or moved his belly. (TA.) b4: [اطلق عِنَانَهُ He let loose, or slackened, his (a horse's) rein; and so (assumed tropical:) made him to quicken his pace. (See Har p. 356.)] And اطلق رِجْلَهُ (assumed tropical:) He hastened him; or desired, or required, him to hasten, or be quick; as also ↓ استطلقهُ. (TA. [Whether the pronoun relate to a beast or a man is not shown. By استطلقه is not meant استطلق رِجْلَهُ as رِجْل is fem.]) b5: اطلق يَدَهُ بِخَيْرِ (S, O, K, TA) and فِى خَيْرٍ, and بِمَالٍ and فِى مَالٍ; (TA;) and ↓ طَلَقَهَا, (S, O, K,) aor. ـُ (S,) or ـِ (K,) but expressly said in the S to be with damm, inf. n. طَلْقٌ; (TA;) (assumed tropical:) He opened his hand [freely] with good, (K, TA,) and with property. (TA.) And اطلق لَهُ مَالًا (assumed tropical:) He gave him property: (MA:) and ↓ طَلَقَ (assumed tropical:) he gave (Ibn-'Abbád, O, K) a thing. (K.) And اطلق صَاحِبُ الدَّيْنِ كَذَآ (assumed tropical:) [The creditor remitted so much of the debt; being asked, or desired, to do so: see 10]. (Msb.) b6: [اطلقه also signifies (assumed tropical:) He made it allowable, or free, to be done, or taken, &c.] You say, اطلق لَهُ فِعْلَ كَذَا (assumed tropical:) He permitted him, or gave him permission or leave, to do such a thing; i. q. أَذِنَ لَهُ فِيهِ. (Msb in art. اذن.) b7: [And (assumed tropical:) He made it to be unrestricted. Hence the saying, اطلق بِهِمُ السَّيْفَ (assumed tropical:) He made the sword to have unrestricted scope with them; i. e. he slew them without restriction.] and أَطْلَقْتُ البَيِّنَةَ (assumed tropical:) I made the evidence, proof, or voucher, to be without any mention of the date; contr. of أَرَّخْتُهَا; (Msb in art. ارخ;) or I gave the evidence without restricting it by a date: from

أَطْلَقْتُ الأَسِيرَ. (Msb in the present art.) and hence also أَطْلَقْتُ القَوْلَ (assumed tropical:) I made the saying to be unrestricted, and unconditional. (Msb.) [and اطلق لَفْظًا (assumed tropical:) He uttered, or mentioned, or used, a word, or an expression, without restriction: and in like manner, اطلق alone is often employed. And (assumed tropical:) He used, or applied, a word, or an expression, without restriction, عَلَى مَعْنًى to signify a particular meaning: thus in the saying اطلق المَصْدَرَ عَلَى الفَاعِلِ (assumed tropical:) He used, or applied, the infinitive noun without restricting it by the prefix ذُو, or the like, to signify the active participial noun; as عَدْلًا to signify عَادِلًا: and thus in the saying اطلق اسْمَ عَلَى الجُزْءِ (assumed tropical:) He used, or applied, the name of the whole without restricting it by a prefix to signify the part; as القُرْآن to signify اللآيَة: and many similar exs. might be added: but this usage of the verb is conventional: see Kull p. 57. Hence also أَلِفُ الإِطْلَاقِ: see art. ا, p. 1, col. 3.] b8: الإِطْلَاقُ فِى القَائِمَةِ [in which الاطلاق is inf. n. of the pass. v., أُطْلِقَ,] is (assumed tropical:) The freedom from [the whiteness termed] وَضَح [meaning تَحْجِيل, q. v.,] in the leg [of a horse]: and some make الإِطْلَاق to signify the having a fore leg and a hind leg in one side with تحجيل; and الإِمْسَاكُ [as inf. n. of أُمْسِكَ], the having a fore leg and a hind leg without تحجيل. (TA.) b9: اطلق عَدُوَّهُ (assumed tropical:) He dosed his enemy with poison. (IAar, O, K.) b10: And اطلق نخْلَهُ (tropical:) He fecundated his palm-trees; (IAar, O, K, TA;) said when they are tall; (IAar, O, TA;) as also ↓ طلّقهُ, (IAar, O, K,) inf. n. تَطْلِيقٌ. (K.) 5 تطلّق, said of a gazelle, He went along, (S, O, Msb, K,) or bounded in his running, or ran briskly in one direction, (اِسْتَنَّ فِى عَدْوِهِ,) and went along, (TA,) not pausing nor waiting for anything; (S, O, Msb, K, TA;) as also ↓ استطلق. (TA.) And تطلّقت الخَيْلُ The horses went [or ran] a heat without restraining themselves, to the goal. (TA.) b2: And, said of a horse, (tropical:) He staled after running. (AO, O, K.) b3: Said of the face: see 1, latter half.7 انطلق, inf. n. اِنْطِلَاقٌ, of which the dim. is ↓ نُطَيْلِيقٌ, the conjunctive ا being rejected, so that it becomes نِطْلَاقٌ, (S, O,) [He was, or became, loosed from his bond: whence,] اِنْطِلَاقُ العِنَانِ [The rein's being let loose, or slackened,] is a phrase metonymically used to denote quickness in going along. (Har pp. 355-6.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) He (a captive loosed from his bond) went his way: (Msb:) or [simply] he went away, or departed: (S, Mgh, O, K:) or he went removing from his place. (Er-Rághib, TA.) Thus in the Kur [lxxvii. 29], اِنْطَلِقُوا إِلى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (assumed tropical:) [Depart ye to that in which ye disbelieved]; (TA;) meaning to the punishment: (Bd, Jel:) or, accord. to IAth, [it seems to mean go ye away quickly into the lowest depth of misery or affliction; for he says, app. in explanation of this verse of the Kur, that] الاِنْطِلَاقُ means سُرْعَةُ الذَّهَابِ فِى أَصْلِ المِحْنَةِ. (TA.) And one says also, انطلق يَفْعَلُ كَذَا (tropical:) He went away doing, or to do, such a thing. (TA.) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ

أَنِ امْشُوا [in the Kur xxxviii. 5 may be expl. in a similar manner; أَن being here used in the place of يَقُولُونَ: or this] means [And the chief persons of them] broke forth, or launched forth, with their tongues, [saying,] Go ye on, or continue ye, in your course of action &c. (Mughnee, voce أَنْ.) And one says, اُنْطُلِقَ بِهِ, (S, O, K,) meaning He, or it, was taken away; (K;) like as one says, اُنْقُطِعَ بِهِ. (S, O.) b3: [انطلق لِسَانُهُ means (assumed tropical:) His tongue was, or became, free from impediment; and hence, eloquent, or chaste in speech. See an ex. in the Kur xxvi. 12: and see also طَلُقَ لِسَانُهُ.] b4: انطلق said of the face: see 1, latter half, in two places.8 مَا تَطَّلِقُ نَفْسِى لِهٰذَا الأَمْرِ, (S, O, K, *) of the measure تَفْتَعِلُ, (S, O, K,) inf. n. اِطِّلَاقٌ, of which the dim. is ↓ طُتَيْلِيقٌ, the [latter] ط being changed [back] into ت because the former ط becomes movent, (S, O,) (assumed tropical:) My mind does not become free from straitness [for, or with respect to, this thing, or affair]. (S, O, K. *) 10 اِسْتِطلَاقٌ [primarily signifies The desiring to be loosed, unbound, set loose or free, and let go]: its dim. is ↓ تُطَيْلِيقٌ. (S, O.) b2: [Hence,] استطلق بَطْنُهُ (assumed tropical:) His belly [or bowels] became [unbound,] loosened, or relaxed; (Msb, TA;) or became moved; (S, O, K, TA;) and the contents thereof came forth. (TA.) b3: Said of a gazelle, i. q. تطلّق, q. v. (TA.) A2: [It is also trans., as such primarily signifying The desiring a person or thing to be loosed, unbound, set loose or free, and let go. b2: Hence,] one says, استطلق الرَّاعِى

نَاقَةً لِنَفْسِهِ (S, O) [meaning The pastor desired a she-camel to be left, or he left a she-camel, for himself, not milking her at the water; as is plainly indicated by what immediately precedes it in the S: or] the pastor took, (PS,) or retained, [which is virtually the same,] a she-camel for himself. (PS, TA.) b3: And اِسْتَطْلَقْتُ مِنْ صَاحِبِ الدَّيْنِ كَذَا (assumed tropical:) [I desired. or demanded, of the creditor, the remission of so much of the debt]. (Msb.) b4: See also 4, former half.

طَلْقٌ [Loosed from his bond, set loose or free, or], as expl. by IAar, let go; as also ↓ طَلِيقٌ and ↓ مُطْلَقٌ: and a man not having anything upon him, as expl. by Ks: and طَلْقُ اليَدَيْنِ a camel not having the fore legs bound. (TA.) You say, حُبِسَ طَلْقًا, (so in the CK,) or ↓ طَلَقًا, (K accord. to the TA, [and this is agreeable with the preceding context in the K, but it requires confirmation which I do not find,]) and with damm, [i. e. طُلْقًا,] accord. to the K, but correctly with two dammehs, [i. e. ↓ طُلُقًا,] (TA, and thus in the S,) He was imprisoned without shackle and without bond. (K, TA) See also طُلُقٌ, first sentence. b2: [Hence,] طَلْقُ اللِّسَانِ, and ↓ طَلِيقُ اللسان, (S, O, Msb, K,) and اللسان ↓ طِلْقُ, (K,) and اللسان ↓ طُلَقُ, (TA,) (tropical:) Eloquent, or chaste, in speech, and sweet therein: (Msb:) and اللِّسَانِ ↓ مُنْطَلِقُ and ↓ مُتَطَلِّقُهُ (tropical:) [free from impediment of the tongue; or] eloquent, or chaste in speech. (TA.) And لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلْــقٌ, and ذَلِــيقٌ, ↓ طَلِيقٌ, and ذُلُــقٌ ↓ طُلُقٌ, and ذُلَــقٌ ↓ طُلَقٌ, (S, O, K,) but the last two of these were unknown to As, and the latter of them was disallowed by IAar, (TA,) and ذَلِــقٌ ↓ طَلِقٌ, (O, K,) [expl. in the K as meaning A tongue having sharpness; but correctly] meaning (tropical:) a tongue free from impediment, or eloquent, or chaste in speech, (ذُو انْطِلَاقٍ,) and sharp. (O, TA.) b3: And طَلْقُ اليَدَيْنِ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and اليدين ↓ طُلُقُ, (O, K,) and اليدين ↓ طُلْقُ, (O, TA,) and اليدين ↓ طَلِيقُ, (L, TA,) (tropical:) Liberal, bountiful, munificent, or generous; (S, Mgh, O, Msb, K;) applied to a man: (S, Mgh, O, Msb:) and in like manner, a woman: (TA:) [or] a woman is termed طَلْقَةُ اليَدَيْنِ: (S:) and so, accord to Az, طَلْقُ الوَجْهِ; which [generally] has another meaning, expl. in what follows. (TA.) And يَدُهُ طَلْقٌ (tropical:) His hand is liberal; syn. بِسْطٌ; (TA in art. بسط;) and so ↓ مُطْلَقَةٌ: (S and K and TA in that art.:) or the latter signifies opened; and so ↓ مَطْلُوقَةٌ. (TA in the present art.) b4: And طَلْقُ الوَجْهِ, (S, O, Msb, K,) and الوجه ↓ طِلْقُ, (IAar, O, K,) and ↓ طُلْقُ الوجه, (IAar, K,) and الوجه ↓ طَلِقُ, (K,) and الوجه ↓ طَلِيقُ, (S, O, K,) (tropical:) Laughing, or happy, or cheerful, and bright, in the face, or countenance: (K, TA:) or cheerful, or happy, displaying openness and pleasantness, in the face; and so طَلْقٌ alone: (Msb:) and الوجه ↓ طَلِيقُ open and pleasant, and goodly, in countenance: (Az, TA:) and طَلِيقٌ alone, joyful, and open or cheer-ful, in countenance. (TA. [And it is there said that the pl. of طَلْقٌ is طَلْقَات: but this is app. a mistranscription for طُلْقَانٌ or طِلْقَانٌ.]) أُوْجُهٌ

↓ طَوَالِقُ is not allowable, except in poetry. (IAar, TA.) b5: And يَوْمٌ طَلْقٌ, (Lth, S, Mgh, O, K,) and لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ (Lth, S, Mgh, O, Msb, K) and طَلْقٌ, (O, Msb, K,) (tropical:) A day, and a night, in which is neither heat nor cold: (Lth, Mgh, O, Msb, K:) or in which is no cold nor anything hurtful: (S:) or in which is no rain: or in which is no wind: or in which the cold is mild: (TA: [after which is added, من ايام طَلْقات: but the last word seems, as in an instance before mentioned, to be mistranscribed, or ايام (i. e. أَيَّام) may be a mistake for لَيَالٍ:]) or لَيْلَةٌ طَلْقٌ means a night in which is no cold: (AA, TA:) or in which the wind is still: (O, TA:) and لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ sometimes means a moon-lit, or a light, or bright, night: (IDrd, O, TA:) and one says also ↓ لَيْلَةٌ طَالِقَةٌ, (K, TA,) meaning a still, or calm, and light, or bright, night: (TA:) and ↓ لَيَالٍ طَوَالِقُ, (K, * TA,) meaning pleasant nights in which is neither heat nor cold. (TA.) Er-Rá'ee says, فَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ فِى يَوْمِ طَلْقَةٍ

meaning يَوْمِ لَيْلَةٍ طَلْقَةٍ [And when the sun came upon him, or it,] in a day of a night in which was neither cold nor wind; i. e., in a day after such a night; for the Arabs commence with the night, before the day: and the phrase فِى يَوْمِ طَلْقَةٍ

occurs in like manner in a verse of Dhu-r-Rummeh. (Az, TA.) b6: For the epithet طَلْقُ اليَدِ اليُمْنَى, (applied to a horse, accord. to the K,) see طُلُقٌ. b7: And for other meanings assigned in the K to طَلْقٌ, see طُلُقٌ, in two places.

A2: طَلْقٌ signifies also The pain of childbirth. (S, O.) One says, ضَرَبَهَا الطَّلْقُ [The pain of childbirth smote her]. (O.) [See also طُلِقَت, of which it is the inf. n.]

A3: And [it is said to signify] A sort of medicine. (S.) See طَلَقٌ, latter half, in two places.

طُلْقُ اليَدَيْنِ: b2: and طُلْقُ الوَجْهِ: see the next preceding paragraph.

طِلْقُ اللِّسَانِ: b2: and طِلْقُ الوَجْهِ: see طَلْقٌ. b3: طِلْقٌ signifies also (tropical:) Lawful, allowable, or free: (S, Mgh, O, Msb, K, TA:) or it signifies, (Msb, TA,) or signifies also, (Mgh,) ↓ مُطْلَقٌ, (Mgh, Msb, TA,) [i. e.] a thing unrestricted, (TA,) i. e. any affair in which one has power, or authority, to act according to his own judgment or discretion or free will. (Msb.) One says, هٰذَا حَلَالٌ طِلْقٌ (tropical:) [This is lawful, &c., unrestricted; using the latter epithet as a corroborative]: and [in the contr. case] حَرَامٌ غِلْقٌ. (TA.) And هُوَ لَكَ طِلْقًا (tropical:) [It is thine lawfully &c.]. (S, O, K, TA.) And اِفْعَلْ هٰذَا طِلْقًا لَكَ (assumed tropical:) Do thou this as a thing lawful &c. to thee. (Msb.) And أَعْطَيْتُهُ مِنْ طِلْقِ مَالِى (assumed tropical:) I gave him of what was lawful &c., i. e. free to be disposed of by me, of my property: (Msb:) or (tropical:) of what was clear [from any claim or the like], and good, or lawful, of my property. (TA.) And الخَيْلُ طِلْقٌ, occurring in a trad. as meaning (tropical:) Horses are allowable to be betted upon. (TA.) And أَنْتَ طِلْقٌ مِنْ هٰذَا الأَمْرِ (tropical:) Thou art clear of this affair; (S, O, K, * TA; *) quit of it, or irresponsible for it. (K, TA.) b4: [In consequence of a misplacement in some copies of the K, several meanings belonging to طَلَقٌ are assigned to طِلْقٌ.]

A2: See also طَلَقٌ, latter half.

طَلَقٌ: see طَلْقٌ, second sentence. b2: Also the subst. from طَلَقَتِ الإِبِلُ: (Az, S, TA: [see 1, second sentence:]) and [as such] signifying The journeying [of camels] during the night to arrive at the water in the next night, there being two nights between them and the water; the first of which nights is termed الطَّلَقُ [or لَيْلَةُ الطَّلَقِ (see حَوْزٌ)]; the pastor loosing them to repair to the water, [in the CK يَجْلِبُها is put for يُخَلِّيهَا,] and leaving them to pasture while going thither: the camels after the driving, during the first night, are said to be ↓ طَوَالِقُ; and in the second night, قَوَارِبُ: (S, O, K, TA:) or الطَّلَقُ signifies the first of two days intervening between the camels and the water; and القَرَبُ, the second: and لَيْلَةُ الطَّلَقِ, the night in which the faces of the camels are turned towards the water and during which they are left to pasture; and لَيْلَةُ القَرَبِ, the second night: (As, TA:) but it has been said that لَيْلَةُ الطَّلَقِ means the second of the nights in which the camels repair to the water: Th says that الطَّلَقُ signifies the second of two days during which the camels seek the water when it is two days distant from them; and القَرَبُ, the first of those days: and it is said that لَيْلَةُ الطَّلَقِ means[the night of] the turning of the faces of the camels towards the water: but this explanation was not pleasing to ISd. (TA.) [See an ex. voce حَوْزٌ, in which it is used tropically.] b3: Also A heat; i. e. a single run, or run at once, to a goal, or limit; syn. شَوْطٌ; (S, IAth, O, Msb, K, TA;) meaning a running, of a horse, without restraining himself, [or without stopping,] to a goal, or limit: (Msb:) and the utmost extent to which a horse runs. (TA.) One says of a horse, عَدَا طَلَقًا or طَلَقَيْنِ [He ran a heat or two heats]. (S, O, Msb, K. [In the CK, erroneously, طَلْقًا and طَلْقَيْنِ.]) b4: And (hence, TA) (tropical:) A share, or portion, (Ibn-'Abbád, A, O, K, TA,) of property [&c.]. (A, TA.) A2: Also A shackle, or pair of shackles, (قَيْدٌ,) of skins: (S, M, O, K, TA:) or a rope strongly twisted, so that it will stand up. (TA.) b2: And sing. of أَطْلَاقٌ which signifies The [intestines into which the food passes from the stomach, termed the] أَمْعَآء, or the أَقْتَاب of the belly; (IDrd, O, K; * [in some copies of the last of which, القُنْبُ is erroneously put for القِتْبُ as one of the words explaining الطَّلَقُ;]) so in one or more of the dialects: AO says, in the belly are أَطْلَاق, of which the sing. is طَلَقٌ; (O, TA;) meaning the lines, or streaks, (طَرَائِق,) of the belly: and طَلَقُ البَطْنِ is also expl. [in like manner] as meaning the جُدَّة of the belly; pl. as above. (TA.) A3: Also The [plant called] شُبْرُم: [but what plant is meant by this is doubtful:] or a plant that is used in dyes: or this is a mistake: (K:) [or] accord. to Ibn-'Abbád, ↓ الطَّلْقُ is what is used in dyes; and is said to be the شُبْرُم: (O, TA: *) and (K) accord. to As, (O,) طَلَقٌ signifies a sort of medicament, (O, K,) which, when one is anointed therewith, (K,) i. e. with the extract thereof, (TA,) prevents the burning of fire: (K:) or a species of plant: so says As: (O:) the appellation by which it is generally known is ↓ طَلْق, with the ل quiescent; (O, K;) or this pronunciation is incorrect: (K:) and AHát mentions, (K, TA,) on the authority of As, (TA,) its being termed ↓ طِلْقٌ: (K, TA:) but it is not a plant: it is of the nature of stones, and of [what are termed] لِخَاف [thin white stones]; and probably he [referring to As] heard that it is called كَوْكَبُ الأَرْضِ, and therefore supposed it to be a plant; for if it were a plant, fire would burn it; but fire does not burn it, unless by means of artful contrivances: (O, TA:) the word is arabicized, from تَلَكْ: (K, TA: in the O written تِلك:) [it is the well-known mineral termed talc:] the Ra-ees [Ibn-Seenà, whom we call “ Avicenna,”] says, (TA,) it is a brightlyshining stone, that separates, when it is bruised, into several laminæ and split pieces, of which are made مَضَاوِى [correctly مَضَاوِئ, meaning small circular panes which are inserted in apertures to admit light,] for the [cupolas of] hot baths, instead of glass: the best is that of El-Yemen; then that of India; then that of El-Undulus [or El-Andalus]: the art employed in dissolving it consists in putting it into a piece of rag with some pebbles and immersing it in tepid water, then moving it about gently until it becomes dissolved and comes forth from the piece of rag into the water, whereupon the water is strained from it, and it is put in the sun to dry. (K, TA.) طَلِقٌ ذَلِــقٌ: b2: and طَلِقُ الوَجْهِ: see طَلْقٌ.

طُلَقُ اللِّسَانِ: and لِسَانٌ طُلَقٌ ذُلَــقٌ: see طَلْقٌ.

طُلُقٌ, (S, O, Msb, TA,) with two dammehs, (Msb, TA,) or ↓ طَلْقٌ, (K,) but this requires consideration, (TA,) Not shackled; applied to a she-camel, (S, O, Msb, TA,) and to a he-camel, (S, O, TA,) and to a person imprisoned; (O, TA;) as also ↓ طَالِقٌ applied to a she-camel; but طُلُقٌ is more common: (Aboo-Nasr, TA:) the pl. of طُلُقٌ is أَطْلَاقٌ. (S, TA.) See also طَلْقٌ, second sentence. b2: [Hence,] لِسَانٌ طُلُقٌ ذُلُــقٌ: b3: and طُلُقُ اليَدَيْن: see طَلْقٌ again. b4: And طُلُقُ

إِحْدَى اَلقَوَائِمِ (assumed tropical:) A horse having one of the legs without [the whiteness termed] التَّحْجِيل. (S.) And طُلُقُ اليَدِ اليُمْنَى, (O,) or اليد اليمنى ↓ طُلْقُ, (K, [in this case again deviating from other authorities,]) (tropical:) A horse without تَحْجِيل in the right fore leg; (TA;) i. q. اليد اليمنى ↓ مُطْلَقُ. (O, K, TA.) And اليَدَيْنِ ↓ مُطْلَقَ (assumed tropical:) A horse having the fore legs free from تحجيل. (Msb.) b5: [As an epithet in which the quality of a subst. is predominant,] طُلُقٌ, (Ibn-' Abbád, O,) or ↓ طَلْقٌ, (K, [but this, as in the instances above, is questionable,]) signifies (assumed tropical:) A gazelle: (Ibn-' Abbád, O, K:) so called because of the quickness of its running: (O, * TA:) pl. أَطْلَاقٌ. (Ibn-'Abbád, O, K.) b6: And (assumed tropical:) A dog of the chase: (K:) because he is let loose; or because of the quickness of his running at the chase: (TA:) أَطْلَاقٌ is mentioned by Ibn-' Abbád as signifying dogs of the chase. (O.) طَلْقَةٌ [A single divorce: used in this sense in law-books]. (T and Msb in art. بت, &c.) طُلَقَةٌ: see مِطْلَاقٌ.

طَلَاقٌ is the inf. n. of طَلَقَت said of a woman: (Th, S, Mgh, O, K:) or the subst. therefrom: (Msb:) or [rather] it is also a subst. in the sense of تَطْلِيقٌ; (Mgh;) [whence,] طَلَاقُ المَرْأَةِ signifies (assumed tropical:) The letting the wife go her way: (Lth, O:) and it has two meanings: one is [the divorcing of the woman; i. e.] the dissolving of the wife's marriage-tie: and the other is the leaving, and dismissing, of the wife [either in an absolute sense or as is done by a single sentence of divorce]. (O, TA.) Some of the lawyers hold that the free woman whose husband is a slave is not separated but by three [sentences, as is the case when both husband and wife are free]; and the female slave whose husband is free, by two: some, that the wife in the former case is separated by two [sentences]; and in the latter case, by not less than three: and some, that when the husband is a slave and the wife is free, or the reverse, or when both are slaves, the wife is separated by two [sentences]. (TA.) طَلِيقٌ A captive having his bond loosed from him, (S, O, K, TA,) and let go. (TA.) See also طَلْقٌ, first sentence. b2: And (assumed tropical:) A man freed from slavery; emancipated; i. q. عَتِيقٌ; i. e. who has become free: pl. طُلَقَآءُ. (TA.) b3: It is said in a trad., الطُّلَقَآءُ مِنْ قُرَيْشٍ وَالعُتَقَآءُ مِنْ ثَقِيفٍ (assumed tropical:) [The طُلَقَآء are of Kureysh; and the عُتَقَآء, of Thakeef]: الطلقاء being app. applied to Kureysh as it has a more special signification than العتقاء: but accord. to Th, الطُّلَقَآءُ signifies those who have been brought within the pale of El-Islám against their will. (TA.) b4: طَلِيقُ اللِّسَانِ: and لِسَانٌ طَلِيقٌ ذَلِــيقٌ: b5: and طَلِيقُ اليَدَيْنِ: b6: and طَلِيقُ الوَجْهِ: see طَلْقٌ again; the last in two places. b7: طَلِيقُ الإِلٰهِ means (tropical:) The wind. (O, K, TA.) طَلَّاقٌ: see مِطْلَاقٌ.

طِلِّيقٌ: see مِطْلَاقٌ.

طَالِقٌ A she-camel not having having her fore shank and her arm bound together: (TA:) or not having upon her a خِطَام [or halter]: (IDrd, O, K:) or repairing to the water; and so ↓ مِطْلَاقٌ; (Aboo-Nasr, K, TA;) of which latter she pl. is مَطَالِيقُ: (TA:) or that is left a day and a night and then milked: (K:) pl. طَوَالِقُ and أَطْلَاقٌ and طَلَقَةٌ; which last is expl. by AA as meaning she-camels that are milked in the place of pasturing. (TA.) See also طُلُقٌ, first sentence: and for an explanation of the pl. طَوَالِقُ applied to camels, see طَلَقٌ, second sentence. Also (O), طَالِقٌ, (S, O,) or طَالِقَةٌ, (K,) signifies A she-camel which the pastor leaves for himself, not milking her at the water: (S, O, K:) the former is expl. by Esh-Sheybánee as meaning one which the pastor leaves [with her udder bound] with her صِرَار, not milking her in the place where she lies down to rest: (TA:) or the latter signifies, (Lth, O, K,) and the former also, (Lth, O,) a she-camel that is set loose among the tribe to pasture where she will in any part of the tract adjacent to their place of alighting or abode, (Lth, O, K, [من جِنانِهِمْ in the CK being erroneously put for مِنْ جَنَابِهِمْ,]) that has not her fore shank and her arm bound together when she returns in the afternoon or evening, nor is turned away [from the others] in the place of pasturage: (Lth, O:) or طَالِقٌ signifies a she-camel, (S, Msb,) and a ewe, (S,) that is set loose, or dismissed, to pasture where she will: (S, Msb:) and also as first expl. in this sentence: (S:) it is mentioned by ElFárábee as signifying a ewe left to pasture by herself, alone. (Msb.) b2: [Hence,] طَالِقٌ and طَالِقَةٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) the former, without ة, used by all, (Msb,) the latter occurring in a verse of El-Aashà, (S, Mgh, * O, Msb,) ending a hemistich, and pronounced طَالِقَةٌ, (S, O, Msb, [which cite the verse somewhat differently,]) (tropical:) A woman [divorced, or] left to go her way, (S, * Mgh, * O, Msb, *) or separated from her husband [by a sentence of divorce]: (S, * Mgh, * Mgh, * K, TA:) both mentioned by Akh: (O, TA:) accord. to IAmb, one says طَالِقٌ only, because it applies only to a female: accord. to Lth and IF, طَالِقَةٌ means طَالِقَةٌ غَدًا [divorced, &c., to-morrow]; and Lth adds that it is thus to accord with its verb, طَلَقَتْ: some, however, say that the ه is affixed in the verse of El-Aashà by poetic license, to complete the hemistich; but an Arab of the desert, in reciting this verse to As, is related to have said طَالِقٌ [which equally completes the hemistich]: and the Basrees hold that the sign of the fem. gender is elided in طَالِقٌ because it is a possessive epithet, meaning ذَاتُ طَلَاقٍ [having divorce]. (Msb.) b3: أُوْجُهٌ طَوَالِقُ: b4: and لَيْلَةٌ طَالِقَةٌ and لَيَالٍ طَوَالِقُ: see طَلْقٌ, latter half.

طُتَيْلِيقٌ dim. of اِطِّلَاقٌ. (S, O.) See 8.

تُطَيْلِيقٌ dim. of اِسْتِطْلَاقٌ. (S, O.) See 10.

مُطْلَقٌ: see طَلْقٌ, first sentence. b2: [Hence,] يَدُهُ مُطْلَقَةٌ: see طَلْقٌ again, former half. b3: See also مَآءٌ مُطْلَقٌ طِلْقٌ. means (assumed tropical:) Water that is unrestricted. (TA.) And حُكْمٌ مُطْلَقٌ means (assumed tropical:) [A judicial decision, or an ordinance or the like, or a rule, that is unrestricted, or absolute, or] in which is no exception. (TA.) b4: مُطْلَقُ اليَدِ اليُمْنَى: and مُطْلَقَ اليَدَيْنِ: each applied to a horse: see طُلُقٌ.

A2: [Golius, as on the authority of Meyd, explains it as signifying also A place where horses meet to be sent forth to run, or race: but what here next follows inclines me to think that it may be correctly مُطَلَّقٌ.]

مُطَلِّقٌ One desiring to outstrip with his horse in a race. (K.) مِطْلَاقٌ: see طَالِقٌ.

A2: Also, (S, O, Msb, K,) and ↓ مِطْلِيقٌ, (O, Msb, K,) and ↓ طُلَقَةٌ, (S, O, K,) and ↓ طِلِّيقٌ, (K,) and ↓ طَلَّاقٌ, this last mentioned by Z, (TA,) (tropical:) One who oftentimes divorces, or dismisses, wives. (S, O, Msb, K, TA.) مِطْلِيقٌ: see what next precedes.

مَطْلُوقَةٌ: see طَلْقٌ. b2: اِمْرَأَةٌ مَطْلُوقَةٌ (assumed tropical:) A woman taken with the pains of parturition. (Mgh, Msb.) مُطَيْلِقٌ and مُطَيْلِيقٌ dims. of مُنْطَلِقٌ. (S.) مُتَطَلَِّقُ اللِّسَانِ: see طَلْقٌ, former half.

مُنْطَلِقُ اللِّسَانِ: see طَلْقٌ, former half.

نُطَيْلِيقٌ: dim. of اِنْطِلَاقٌ. (S, O.) See 7.
طلق
طَلُق ككَرُم طُلوقةً وطُلوقاً وَهُوَ طَلْق الوَجه مُثلّثَة الطَّاء، الأخيرَتان عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَجمع الطَّلْق طَلْقات. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: وَلَا يُقال: أوجهٌ طَوالِقُ إِلَّا فِي الشِّعْر. وطَلِقُ الوجْه، ككَتِفٍ، وأميرٍ أَي: ضاحِكُه مُشرِقُه وَهُوَ مَجاز. قَالَ رؤبة: وارِي الزِّنادِ مُسفِرُ البَشيشِ طَلْقٌ إِذا استَكْرَشَ ذُو التّكْريشِ وَفِي الحَديث: أَن تلْقاه بوَجْه طَلِق. وَفِي حَديث آخر: أفضلُ الإيمانِ أَن تكلِّم أخاكَ وأنتَ طَليقٌ أَي مُستَبشِر مُنبَسِط الوجْه. وَقَالَ أَبُو زيْد: رجل طَليقُ الوجْه: ذُو بِشْرٍ حسَن. وطَلْق الوجْه: إِذا كَانَ سخيّاً. ورجلٌ طَلْق اليَدَيْن، بالفَتْح وَعَلِيهِ اقتصَرَ الجوهَريّ. وطُلْق اليَدَيْن بِالضَّمِّ، نَقله الصاغانيّ وأغفَله المُصنِّف قُصوراً. وطُلُق اليَدَيْن بضمّتَيْن نقلَه الصاغانيّ أَيْضا، وَكَذَا طَليقُهما، نَقله صاحِبُ اللِّسان، أَي: سَمْحُهُما، وَكَــذَلِــكَ الْمَرْأَة، وَقَالَ حَفْصُ بنُ الأخْيَف الكِنانيّ: (نَفَرَت قَلوصي من حجارةِ حَرّةٍ ... بُنِيَت على طَلْقِ اليَدَيْنِ وَهوبِ)
يَعْنِي قبرَ رَبيعةَ بنِ مكَدَّمٍ. وَلَيْسَ الشّعرُ لحسان رَضِي الله عَنهُ، كَمَا وقَعَ فِي الحَماسة والعَيْن.
قَالَ الصَّاغَانِي: وَرجل طَِلْق اللِّسان، بالفَتْح والكسْر، وطَليقُه كأمِير أَي: فَصيحُه وَهُوَ مَجازٌ، وَكَــذَلِــكَ طُلَق، كصُرَدٍ. ولِسانٌ طَلِقٌ ذَلِــقٌ، فِيهِ أربعُ لُغات ذكرهنّ الجوهريُّ: بِالْفَتْح، وطَليقٌ ذَلــيقٌ كأمير، وطُلُقٌ ذُلُــقٌ، بضمّتين، طُلَق ذُلَــق كصُرَد وَأنْكرهُ ابنُ الْأَعرَابِي. وَقَالَ الكِسائيّ: يُقالُ ذَلِــك. وَقَالَ أَبُو حاتِم: وسُئل الأصمعيّ فِي طُلُقٍ أَو طُلَقٍ، فَقَالَ: لَا أدْري لِسانٌ طُلُقٌ أَو طُلَقٌ.
وَزَاد الصاغانيّ: لِسان طَلِقٌ ذَلِــقٌ، مثل كتِف أَي: ذُو انْطِلاق وحِدّة مِنْهُ حديثُ الرّحم تكلّمُ بلِسان طَلِق ذَلِــق رُوِي بكلّ مَا ذُكِر من اللّغات، وَفِي رِوَايَة بألْسِنَةٍ طُلُقٍ ذُلُــقٍ. وَمن المَجاز: فَرسٌ طَلْقُ اليَدِ اليُمْنى أَي: مُطْلَقُها لَيْسَ فِيهَا تَحجيل. وَمن الحَديث خيرُ الخيْل الأدهَم الأقرحُ المُحجَّلُ الأرثَمُ طلْقُ اليَدِ اليُمْنى. فَإِن لم يكُن أدهَم فكُمَيْت على هَذِه الصِّفة، وضبَطَه الجوهريّ بضمّتَين. وتقْييدُ المُصنِّفِ اليَدَ اليُمنى ليسَ بشَرط بل أيّ قائمةٍ من قوائِمها كَانَت، وكأنّه أرادَ بَيانَ لفْظِ الحديثِ، فتأمّل. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ: الطّلْقُ بِالْفَتْح: الظَّبْيُ، سُميت لسُرعة عدوِها ج: أطلاقٌ. والطّلْق أَيْضا: كلْبُ الصّيْد لكونِ مُطْلقاً، أَو لسُرعة عَدْوه على الصّيد. والطّلْقُ: الناقَةُ الغَيْرُ المُقَيّدَةِ، وَكَذَا البَعيرُ، والمَحْبوسُ كَذَا فِي العُباب. وَالَّذِي فِي الصِّحاح: بَعيرٌ طُلُق، وناقَةٌ) طُلُق بضمّ الطّاءِ وَاللَّام أَي: غير مُقَيَّد. والجمْع أطْلاق. وَهَكَذَا ضَبَطه الصاغانيّ أَيْضا فَفي سياقِ المُصنِّف محلُّ نظَر، ويَشْهَد لــذلِــك أَيْضا قولُ أبي نصْر: ناقَةٌ طالِقٌ وطُلُق: لَا قَيْدَ عَلَيْهَا، وطُلُق أَكثر مِمَّا سَيَأْتِي. وَمن المَجاز: يومٌ طَلْقٌ بيِّنُ الطّلاقَةِ: مُشْرِق لَا حَرَّ فِيهِ وَلَا قُرَّ يؤذِيان، وقِيلَ: لَا مطَرَ، وقيلَ: لَا ريحَ، وقيلَ: هُوَ اللَّيِّنُ القُرِّ، من أيّام طَلْقاتٍ، بسُكون اللاّمِ أَيْضا. قَالَ رؤبَة: أَلا نُبالي إِذْ بدَرْنا الشّرْقا أيَومُ نحسٍ أمْ يكونُ طَلْقا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: لَيْلَةٌ طَلْقٌ: لَا بَرْدَ فِيهَا. قَالَ أوسُ بنُ حجَر:
(خُــذِلــتُ على ليلةٍ ساهِرَهْ ... بصحراءِ شرْجٍ الى ناظِرَهْ)

(تُزادُ لَياليَّ فِي طولِه ... فلَيْسَتْ بطلْقٍ وَلَا ساكِرَهْ)
أَي: سَاكِنة الرّيح. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: لَيْلَة طَلْقَة، قَالَ: وَرُبمَا سُمّيت اللّيلَةُ القَمْراءُ طَلْقَة. وَقيل: ليلةٌ طَلْقةٌ وطالِقة أَي: ساكِنةٌ مُضيئةٌ. وليالٍ طَوالِقُ: طَيِّبةٌ لَا حَرَّ فِيهَا وَلَا بَرْد. قَالَ كُثَيِّر:
(يرشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه ... ندًى وليالٍ بعد ذاكَ طوالِقُ)
وزعَم أَبُو حَنيفة أنّ واحدةَ الطّوالِق طَلْقة، وَقد غلِطَ لأنّ فَعْلَة لَا تُكسَّر على فَواعِل إِلَّا أَن يشِذّ شيْءٌ. وَقد طَلُق فيهمَا أَي: فِي اليوْمِ واللّيلَة ككَرُم طُلوقَةً بالضّم وطَلاقةً بِالْفَتْح. وطَلْقُ بنُ عليّ بنِ طَلْق بنِ عَمْرو، ويُقال: ابنُ قَيْس الرّبَعِيّ الحَنَفِيّ السُحَيْميّ: وَالِد قَيْسِ بنِ طَلْق، لَهُ وِفادة وعِدّةُ أحاديثَ، وَعنهُ وَلَداه: قَيْس وخَلْدةُ وَغَيرهمَا. وطَلقُ بنُ خُشّافٍ قَالَه مُسلِمُ بنُ إِبْرَاهِيم، قَالَ: حدّثنا سَوادَةُ بنُ أبي الأسودِ القَيْسيُّ عَن أَبِيه أَنه سمِعَ طَلْقاً، وخُشّاف، كرُمّان: تقدّم ذكرُه فِي محلّه، وذكَره ابنُ حِبّان فِي ثِقاتِ التّابعين، وَقَالَ: إِنَّه من بَني بكرِ بن وائِل بنِ قَيْس بنِ ثَعْلَبَة، يَروي عَن عُثْمان، وعائشةَ، وَعنهُ سَوادُ بنُ مُسلِم بنِ أبي الأسودِ، فتأمّل ذَلِــك. وطَلْقُ بنُ يَزيد أَو يَزيدُ بن طَلْق، روى عَنهُ مُسلِمُ بنُ سَلام فِي مُسْند أَحْمد. وطُلَيْق، كزُبَيْر، ابْن سُفْيان بنِ أميّة بنِ عبْدِ شمْس: صحابيّون رضيَ الله عَنْهُم. والأخيرُ من المؤلَّفة قُلوبُهم، كَمَا قالَه الذّهَبيّ وابنُ فهْدٍ، وَكَــذَلِــكَ ابنُه حَكيمُ بنُ طُلَيْق. وَقد أغْفَلَ المصنِّف ذكرَ طُلَيق فِي المؤلَّفة قُلوبهم فِي أل ف وَذكر ابنَه حَكيماً فَقَط، وَقد نبّهْنا على ذَلِــك هُنَاكَ. وَفَاته: عليُّ بنُ طلْقِ بنِ حَبيبٍ العَنَزيُّ يَروي عَن جابِرٍ وابْنِ الزُّبَيْر وأنَس، وَعنهُ عَمْروُ بنُ دِينَار. وطُلَيقُ بنُ محمّدٍ، وطُلَيْقُ)
بن قيْسٍ: تابِعيّان. وطَلْقَة: فرَسُ صَخْرِ بنِ عمْرو بنِ الحارِث بنِ الشّريد. ويُقال: طُلِقَت الْمَرْأَة كعُنِي تُطْلَقُ فِي المَخاضِ طَلْقاً، وَكَــذَلِــكَ طَلُقت بِضَم اللَّام، وَهِي لُغَيّة: أصابَها وجَعُ الوِلادة.
والطّلْقَةُ: المرّة الواحِدة، وَمِنْه الحَدِيث: أنّ رجُلاً حجّ بأمّه، فحمَلَها على عاتِقِه، فَسَأَلَهُ: هَل قضَى حقَّها قَالَ: وَلَا طَلْقَة واحِدة. وامْرأَة مطْلوقة: ضرَبَها الطَّلْقُ. وَمن المَجاز: طَلَقت المرْأةُ من زوْجِها، كنَصَر، وكَرُم، طَلاقاً: بانَتْ قَالَ ابنُ الأعرابيّ: طَلُقت من الطّلاق أجوَدُ، وطَلَقَتْ، بفتْحِ اللاّم جائزٌ، وَمن الطّلْقِ طُلِقَتْ بالضّمِّ. وَقَالَ ثَعْلب: طَلَقت بالفَتْح تَطلُق طَلاقاً، وطَلُقت، والضّم أكثرُ. وَقَالَ الأخفشُ: لَا يُقال: طَلُقت بالضمِّ. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: وكُلُّهم يَقُول: فَهِيَ طالِقٌ بِغَيْر هَاء ج: طُلَّق كرُكَّع. وَقَالَ الأخْفَشُ: طالِقٌ وطالِقَةٌ غَدا. قَالَ اللّيثُ: وَكَــذَلِــكَ كُلّ فاعِلَةٍ تُستأْنَفُ لزِمَتْها الهاءُ. قَالَ الأعْشى:
(أيا جارَتي بِيني فإنّك طالِقَه ... كذاكِ أمورُ النّاسِ غاد وطارِقَهْ)
وَقَالَ غيرُه: قَالَ: طالِقَةٌ على الفِعْل لأنّها يُقال لَهَا: قد طَلَقَتْ، فبَنَى النّعْتَ على الفِعْل، ج: طَوالِقُ. وَفِي العُباب: طَلاقُ المَرْأة يكون بمَعْنَيَيْن: أحدُهما: حلُّ عُقْدَةِ النِّكاح، وَالْآخر: بمَعْنى التّرْك والإرسال. وَفِي اللّسان: فِي حَديث عُثمان وزَيد: الطّلاقُ بالرِجالِ، والعِدّةُ بالنّساءِ هَذَا متعلِّقٌ بهؤلاء، وَهَذِه متعلِّقَةٌ بهؤلاء، فالرّجلُ يُطلّقُ، والمرأةُ تعْتَدُّ. وَقيل: أرادَ أنّ الطّلاقَ يتعلّقُ بالزّوجِ فِي حُريّته ورِقِّه، وَكَــذَلِــكَ العِدّةُ بالمَرأةِ فِي الحالتَيْن. وَفِيه بيْن الفُقهاءِ خِلافٌ، فمنْهم مَنْ يَقُول: إِن الحُرّة إِذا كَانَت تحتَ العبْدِ لَا تَبين إِلَّا بثَلاثٍ، وتَبينُ الأمةُ تحْتَ الحُرِّ باثْنَتَيْن. وَمِنْهُم مَنْ يَقُول: إِن الحُرّة تَبينُ تحتَ العبْدِ باثْنَتَين، وَلَا تبينُ الأمةُ تحتَ الحُرِّ بأقلِّ من ثَلاث. وَمِنْهُم مَنْ يَقول: إِذا كَانَ الزّوْجُ عبْداً وَهِي حُرّة، أَو بالعَكْس، أَو كَانَا عبْدَيْنِ فإنّها تَبين باثْنَتَيْن. وَأما العِدّةُ فإنّ المرأةَ إِن كَانَت حُرّةً اعتدّت للوَفاةِ أربعةَ أشْهُرٍ وعَشْراً، وبالطّلاقِ ثَلاثة أطْهار، أَو ثَلاثَ حِيَضٍ تَحت حُرٍّ كَانَت أَو عبْدٍ، فَإِن كَانَت أمَةً اعتدّت شهْرَين وخَمساً، أَو طُهْرَين، أَو حيْضَتَيْن تَحت عبْدٍ كَانَت أَو حُرٍّ. وأطْلَقَها بعْلُها وطلّقها إطْلاقاً وتَطْليقاً فَهُوَ مِطْلاقٌ ومِطْليقٌ كمِحْراب ومِسْكين. وَمِنْه حديثُ عليّ رَضِي اللهُ عَنهُ: إنّ الحسَنَ مِطْلاقٌ فَلَا تُزوِّجوه. وَرجل طُلَقَةٌ وطِلّيقٌ كهُمَزَة وسِكّيت: كثيرُ التّطْليق للنِّساءِ، وَقد رُوِي فِي حَديثِ الحسَن: إنّك رجُلٌ طِلّيقٌ. والطالِقَةُ من الإبِل: ناقَةٌ تُرْسَلُ فِي المرعَى، قَالَه ابنُ الأعرابيّ. وَقَالَ اللّيْثُ: تُرسَلُ فِي الحَيّ ترْعَى من جَنابِهم حيْثُ شاءَت لَا تُعْقَلُ إِذا راحَتْ، وَلَا تُنَحَّى فِي المسْرحِ. وأنشدَ لأبي) ذُؤيْب الهُــذَلــيّ: غدَتْ وَهِي محْشوكَةٌ طالِقٌ وأنشَدَ فِي تركيبِ ح ش ك:
(غدَتْ وَهِي محْشوكةٌ حافِلٌ ... فراحَ الذِّئارُ عَلَيْهَا صَحيحا)
قَالَ الصّاغانيّ: لم أجِدِ البيتَ فِي قَصيدَتِه المذْكورة فِي ديوانِ الهُــذَلــيّين، وَهِي ثَلَاثَة وعِشْرونَ بَيْتا. أَو هِيَ الَّتِي يتركُها الرّاعي لنَفْسِه، فَلَا يحْتَلِبُها على الماءِ، كَمَا فِي العُبابِ. وَقَالَ الشّيْباني: هِيَ الَّتِي يتْركها الرّاعي بصِرارِها، وأنْشَد للحُطَيْئَة:
(أقِيمُوا على المِعْزَى بدارٍ أبيكُمُ ... تَسوفُ الشِّمالَ بَين صَبْحَى وطالِقِ)
قَالَ: الصّبْحَى: الَّتِي يحْتَلِبُها فِي مبْرَكِها يصطَبِحُها. والطّالِق: الَّتِي يترُكُها بصِرارِها فَلَا يحتلِبُها فِي مبْرَكها. وَمن الْمجَاز: طَلَق يَده بخَيْر وبمالٍ، وكَذا فِي خيْر، وَفِي مَال يطْلِقُها بالكسْرِ طَلْقاً: فتَحَها كأطْلَقَها. قَالَ الشَّاعِر: أطْلُق يَديْك تنْفَعاكَ يَا رجُلْ بالرّيْثِ مَا أروَيْتَها لَا بالعَجَلْ ويروى: أطلِقْ، وَهَكَذَا أنشدَه ثعلَبٌ. نقلَه أَبُو عُبيد، وَرَوَاهُ الكِسائي فِي بَاب فعَلْتُ وأفعلْتُ. ويدُه مطلوقة ومُطْلَقَة، أَي: مَفْتُوحَة، ثمَّ إنّ ظَاهر سياقِه أَنه من بابِ ضرَب لأنّه ذكر الْآتِي على مَا هُوَ اصطِلاحه. والجوهَريّ جعلَه من بَاب نصَر، فإنّه قَالَ بعدَ مَا أوْرَدَ البيْت: يُرْوى بالضّمِّ والفتْح، فتأمّل. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ: طَلَق الشيءَ، أَي: أعطَاهُ. قَالَ: وطَلِق كسَمِع: إِذا تباعَدَ.
والطّليقُ كأمير: الأسيرُ الَّذِي أُطْلِقَ عَنهُ إسارُه وخُلِّي سَبيلُه. قَالَ يَزيدُ بنُ مفَرِّغ:
(عَدَسْ مَا لِعَبّادٍ عليكِ إمارةٌ ... نجَوْتِ وَهَذَا تحْمَلِين طَليقُ)
وقدتقدم قصت فِي ع د س. وطَليقُ الْإِلَه: الرّيحُ، نقَله الصّاغانيّ، وَهُوَ مَجازٌ، وأنشَد سيبَوَيْه:
(طَليق الله لم يمْنُنْ عَلَيْهِ ... أَبُو داودَ وابنُ أبي كَبيرِ)
وَمن المَجاز: الطِّلْقُ، بالكَسْر: الحَلالُ وَهُوَ المُطْلَق الَّذِي لَا حَصْر عَلَيْهِ. يُقال: أعطيتُه من طِلْقِ مَالِي، أَي: من صَفْوه وطَيِّبه. وهُو لكَ طِلْقاً. ويُقال: هَذَا حلالٌ طِلْقٌ، وحرامٌ غِلْقٌ. وَفِي الحَدِيث: الخَيْلُ طِلْق يَعني أنّ الرِّهانَ على الخَيْلِ حَلالٌ. ويُقال: أنتَ طِلْقٌ مِنْهُ أَي: خارِجٌ مِنْهُ.
وَقيل: بَريءٌ. وطِلْقُ الإبِل: ظاهِر سِياقه أنّه بالكسْر، وَالَّذِي فِي الصِّحاح والعُباب بالتّحْريك،)
ونصُّهما بعدَ ذِكْرِ قَوْله: عدا طَلَقا أَو طَلَقَيْن: والطّلَق أَيْضا: سيْرُ اللّيل لوِرْد الغِبِّ وَهُوَ أَن يكون بيْنَهما أَي: الإبِل وبيْن الماءِ ليْلَتان. فاللّيلَةُ الأولى الطَّلَق هَكَذَا ضَبَطاه بالتّحْريك، قَالَا: لأنّ الرّاعي يُخَلّيها الى الماءِ، ويتْرُكُها مَعَ ذلِــك ترْعَى فِي سيْرِها، فالإبِلُ بعدَ التّحْويزِ طَوالِقُ، وَفِي اللّيلَةِ الثّانية قَوارِبُ. وَنقل أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي زيْد: أطلَقْتُ الإبِلَ الى الماءِ حَتَّى طَلَقتْ طَلْقاً وطُلوقاً، والاسْمُ الطّلَقُ بفَتْح اللَّام. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: طَلَقَت الْإِبِل فَهِيَ تطلُق طَلْقاً، وذلِــك إِذا كَانَ بينَها وبيْنَ الماءِ يوْمان، فاليومُ الأول الطَّلَقُ، وَالثَّانِي القَرَب. وَقَالَ: إِذا خلّى وُجوهَ الإبِلِ الى الماءِ، وتركَها فِي ذَلِــك ترْعى ليلَتَه فَهِيَ ليلَةُ الطّلَق، وَإِن كانَت اللَّيْلَة الثّانية فَهِيَ ليلَة القَرَبِ، وَهُوَ السّوقُ الشّديدُ. وَقَالَ غيرُه: ليلةُ الطّلَقِ: اللّيلَةُ الثّانية من لَيالي توجُّهِها الى الماءِ. وَقَالَ ثعْلَبٌ: إِذا كَانَ بيْنَ الإبلِ والماءِ يوْمان، فأوّلُ يومٍ يُطْلَبُ فِيهِ الماءُ هُوَ القَرَبُ. وَالثَّانِي هُوَ الطّلَق. وَقيل: لَيْلَة الطّلَق: أَن يُخلِّيَ وجوهَها الى الماءِ، عبّر عَن الزّمانِ بالحَدَث. قَالَ ابنُ سيدَه: وَلَا يُعجِبُني. والطّلَقُ بالتّحْريك: المِعَى. وَقَالُوا: الطّلَقُ: القِتْبُ فِي بعْضِ اللّغات ج: أطْلاقٌ كسَبَبٍ وأسْباب قَالَه ابنُ دُرَيْد. وَقَالَ أَبُو عُبَيدةَ: فِي البَطْنِ أطْلاقٌ، واحِدُها طَلَق، بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ طَرائِقُ البَطْنِ، وَقَالَ غيرُه: طلَقُ البطْنِ: جُدَّتُه، والجمْعُ أطْلاقٌ، وَأنْشد:
(تقاذَفْن أطْلاقاً وقارَبَ خطْوَه ... عَن الذّوْدِ تقْريبٌ وهنّ حَبائِبُه)
قلتُ: وَهَذَا أَيْضا يُخالِفُ سِياقَ المُصنِّف، فإنّ ظاهِرَه أَن يكون بالكَسْر، وَهَذَا يدلّكَ على أنّ طَلَق الْإِبِل بالتّحْريك كَمَا صوّبْناه، فتأمّل. والطّلْق: الشُّبْرُمُ، نَقله ابنُ عبّاد، وضبَطَه بالفَتْح، أَو نبْت يُستَعْمَل فِي الأصباغِ نقلَه ابنُ عبّادٍأَيْضا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقالُ لضَرْبٍ من الدّواءِ، أَو نبْتٍ: طَلَقٌ، مُحرَّك اللاّم، نَقله الأزهريّ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ نبت تُستَخرَج عُصارَتُه فيتطَلّى بِهِ الَّذين يدخُلون النّار أَو هَذَا وَهَمٌ أَي مَا نقلَه ابنُ عبّاد والأصمعي. وَقَالَ الصَّاغَانِي فِي ابنِ عبّاد: لم يعْمَل الصاحِب شيْئاً، وَهُوَ ليسَ بنَبْت، إنّما هُوَ من جِنسِ الأحْجارِ واللِّخافِ، ولعلّه سمِع أنّ الطّلْقَ يُسمّى كوْكَب الأَرْض، فتوهّم أَنه نبْت، وَلَو كَانَ نبْتاً لأحْرقَتْه النّار، وَهِي لَا تَحرقُه إِلَّا بحِيَل، وَهُوَ مُعرَّب تَلْك. والطِّلْق: النّصيبُ نقَله ابنُ عبّادٍ، وضَبَطَه بالتّحْريكِ. وَفِي الأساس: أصبتُ من مالِه طَلَقاً، أَي: نَصيباً، وَهُوَ مَجاز، وأصْلُه من طَلَقِ الفرَس. والطِّلْق أَيْضا: الشّوطُ الواحدُ فِي جرْيِ الخيْل، ضبَطَه الجوهريّ والصّاغاني وابنُ الْأَثِير بالتّحْريك. وَقد عَدا الفرسُ طِلْقاً أَو طِلْقَيْن أَي: شوْطاً أَو شوْطَيْن. وَلم يُخصِّصْ فِي التّهذيبِ بفَرَسٍ وَلَا غيرِه. وَفِي)
الحَدِيث: فرَفعْتُ فرَسي طَلَقاً أَو طَلَقَيْن. قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ بالتّحريك: الشّوط والغايَة الَّتِي يجْري إِلَيْهَا الفَرَسُ. والطَّلَق، بالتّحريك: قيْدٌ من جُلودٍ، نقلَه الجوهَريُّ. وَفِي المُحْكَمِ: قيْدٌ من أدَم، قَالَ رؤبةُ يصِفُ حِماراً: مُحَمْلَجٌ أُدرِجَ إدراجَ الطَّلَقْ وفُسِّر بالحَبْل الشّديد الفَتْل حَتَّى يَقومَ. وَقَالَ الراجزُ: عَوْدٌ على عَوْدٍ على عوْدٍ خلَقْ كأنّها واللّيلُ يَرْمي بالغَسَقْ مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَقْ شَبّه الرّجُلَ بالمِشْجَب ليُبْسِه وقِلّة لحْمِه، وشَبّه الجَمَل بفِلْقِ سَقْبٍ. والسَّقْب: خشبةٌ من خشَبات الْبَيْت.مُعقَّلات العِيسِ أَو طَوالِق أَي قد طلَقت عَن العِقال، فَهِيَ طالِقٌ: لَا تُحْبَسُ عَن الْإِبِل. أَو طالِقٌ: متوجِّهَة الى الماءِ، وَقَالَ أَبُو نَصْر: الطّالِقُ، هِيَ الَّتِي تنطلِقُ الى الماءِ كالمِطْلاقِ والجمْع أطْلاقٌ، ومطاليقُ، كصاحِبٍ وأصْحاب، ومِحْرابٍ ومَحاريبَ. أَو هِيَ الَّتِي تُتْرَك يوْماً ولَيْلَةً ثمَّ تُحْلَبُ، وأنْشَدَ ابنُ بَرّي لابنِ هَرْمَة:
(تُشْلَى كَبيرتُها فتُحلَبُ طالِقاً ... ويُرمِّقونَ صِغارَها تَرْميقا)
والجمْع: طَلَقة، ككاتِبٍ وكَتَبةٍ. وَقَالَ أَبُو عمْرو: الطّلَقَةُ من الإبِل: الَّتِي تُحْلَبُ فِي المَرْعَى.
وأطْلَقَ الأسيرَ: إِذا خلاّهُ وسرّحهُ، فَهُوَ مُطلَقٌ وطَليقٌ، وَفِي الحَديث: أطْلِقوا ثُمامَة، وَكَــذَلِــكَ أطْلَقَ عنهُ. قَالَ عبدُ يَغوثَ بنُ وقّاص الحارثيّ:
(أقولُ وَقد شدّوا لِساني بنِسْعَةٍ ... أمَعْشَر تَيْمٍ أطْلِقوا عَن لِسانِيا)
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: أطْلَقَ عدُوَّه: إِذا سَقاه سَمّاً. قَالَ: وأطلَقَ نخْلَه وَــذَلِــكَ إِذا كَانَ طَويلاً فألقحه فَهُوَ مُطلَق، أَي: مُلْقَحٌ، قَالَ: كطَلَّقَهُ تَطْليقاً وَهُوَ مَجازٌ. وأطْلَقَ القوْمُ فهم مُطلِقون: طَلَقَت إبلُهم، وَفِي المُحْكَم: إِذا كَانَت إبلُهم طَوالِقَ فِي طَلَب الماءِ. وطُلِّقَ السّليمُ، بالضّمِ تطْليقاً: إِذا رجَعَتْ إِلَيْهِ نفْسُه، وسكَنَ وجَعُهُ بعدَ العِدادِ، وَفِي المُفرَداتِ: طُلِّقَ السّليم: خلاّهُ الوجَعُ، قَالَ النابغَةُ الذُبياني:
(تناذَرَها الرّاقونَ من سوءِ سُمِّها ... تُطلِّقُهُ طوْراً وطَوْراً تُراجِعُ) وَقَالَ رجلٌ من رَبيعة:
(تَبيتُ الهُمومُ الطّارِقاتُ يعُدْنَني ... كَمَا تَعْتَري الأهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ)
أرادَ تعْتَريه. والمُطلِّقُ كمُحدِّث: مَنْ يُريدُ يُسابِقُ بفرَسِه سُمِّي بِهِ لأنّه لَا يدْري: أيَسْبِقُ أم يُسبَق وَمن المَجاز قولُهم: انْطَلَق يفعَلُ كَذا، مثلُ قولِكَ: ذهَبَ يقدم. وَقَالَ الراغِبُ: انطلَقَ فُلانٌ إِذا مرّ منخَلِعاً. وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) فانطَلَقوا وهُمْ يتَخافَتون (،) انطَلِقوا الى مَا كُنْتُم بهِ تكذِّبون (، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الانطِلاقُ: سُرعَةُ الذَّهابِ فِي أصْلِ المِحْنَة. وَمن المَجازِ: انْطَلق وجْهُه أَي: انْبَسَط. وانطُلِقَ بِهِ مبنِيّاً للمَفعول: إِذا ذُهِب بِهِ قَالَ الجوهَريّ: كَمَا يُقال انقُطِع بِهِ. قَالَ: وتصْغير مُنطَلِق مُطَيلِق، وَإِن شِئْتَ عوّضْتَ من النّونِ وقُلت: مُطَيْلِيقٌ. وتصْغيرُ الانطِلاق نُطَيْلِيق لِأَنَّك حذَفْتَ ألِفَ الوصْل، لأنّ أولَ الاسمِ يلزَمُ تحريكُه بالضّمّ للتّحْقير، فتسقُط الهَمْزة)
لزَوالِ السّكون الَّذِي كَانَت الهَمزة اجتُلِبَتْ لَهُ، فبَقِي نُطْلاق، ووقَعَتْ الألفُ رابعَةً، فلِــذلــك وجَب فِيهِ التّعْويض، كَمَا تَقول: دُنَيْنِير لأنّ حرفَ اللِّين إِذا كَانَ رابِعاً ثبتَ البَدَلُ مِنْهُ، فَلم يسْقُطْ إلاّ فِي ضَرورةِ الشِّعر، أَو يكونُ بعدَه ياءٌ، كقَولِهم فِي جمْع أُثْفِيّة: أثافٍ، فقِسْ على ذلِــك، هَكَذَا هُوَ نصُّ الجَوْهري والصاغانيّ. وسَوْقُ هَذِه العِبارَة الكثيرةِ الْفَائِدَة أوْلَى من سَوْق الْأَمْثَال والقِصَص ممّا حَشى بهَا كِتابَه وأخرجَه من حدِّ الاخْتِصار. وسيأْتِيك قَرِيبا بعدَ هَذَا التّركيب فِي الطَّوق مَا لم يحْتَج إِلَيْهِ من التّطْويل، والكَمال لله سُبْحَانَهُ. ثمَّ إنّ قولَ الجَوهَريّ، فبَقي نَطلاق هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ بالفَتْح، والصّواب كسْرُ نونِه لأنّه ليسَ فِي الكلامِ نَفعال. واستِطْلاقُ البَطْنِ: مشْيُهُ وخُروجُ مَا فيهِ، وَهُوَ الإسهال، وَمِنْه الحَديث: إنّ رجُلاً استَطْلَق بطنُه. وتصْغيرُ الاستِطْلاق: تُطَيْلِيق. وتطلَّقَ الظّبْيُ: إِذا استنّ فِي عَدْوِه فمَضَى ومرّ لَا يَلْوي علَى شَيءٍ وَهُوَ تفعّل، قَالَه الجَوهريّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: تطلّق الفَرسُ: إِذا بالَ بعدَ الجرْيِ وَهُوَ مَجاز. وَأنْشد:
(فصادَ ثَلاثاً كجِزع النِّظا ... مِ لم يتطلَّقْ وَلم يُغْسَلِ)
معنى لم يُغْسَلِ: لم يَعْرَقْ. ويُقال: مَا تطَّلِقُ نفسُه لهَذَا الْأَمر، كتَفْتَعِل أَي: لَا تنشَرِحُ نقَلَه الجوهريّ، قَالَ: وتصغيرُ الاطِّلاق طُتَيْلِيق بقَلْب الطّاءِ تَاء لتَحرُّك الطّاء الأولى، كَمَا تَقول فِي تَصْغير اضْطِراب: ضُتَيْرِيب، تَقلِبُ الطّاءَ تَاء، لتحَرُّك الضّاد. وطالَقانُ، كخابَران: د، بَين بَلْخَ ومَرْو الرّوذِ مِمَّا يَلي الجبَل، مِنْهُ أَبُو محمّدٍ محْمودُ بنُ خِداشٍ الطّالَقانيُّ سكَن ببغْدادَ، ورَوى عَن يَزيدَ بنِ هَارُون، وابنِ المُبارَك، والفَضْل، وَعنهُ إبراهيمُ الحَرْبيُّ وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِليّ، ماتَ فِي شعْبَان سنة عَن تِسعِين سنة. وطالَقانُ أَيْضا: د، أَو كُورَةٌ بَين قَزْوين وأبْهَر، مِنْهُ الصاحِبُ إسماعيلُ بنُ أبي الحسَن بنِ عبّاد بنِ العبّاس بن عبّاد، مؤلِّف كتابِ المُحيطِ فِي اللّغة، وَقد جمَع فِيهِ فأوعَى، ووالدُه كَانَ من المُحدِّثين، سمِعَ من جَعْفَرٍ الفِرْيابيّ، وَعنهُ أَبُو الشَّيْخ، وَتُوفِّي سنة وَكَانَ وَزيراً لدَولَة آلِ بوَيْه. وَمن طالَقانَ هَذِه أَيْضا: أَبُو الخَيْر أحمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ يوسُف الطّالَقانيّ القَزْوينيّ الشافعيّ، أحد المدرّسينَ فِي النِّظاميّة ببَغْدادَ، سمع بنَيْسابورَ أَبَا عبدِ الله الفَزاريَّ، وماتَ بقَزْوين سنة. وَمِمَّا يُستدَرَكُ عَلَيْهِ: رجُلٌ طَلاّق، كشَدّادٍ: كثيرُ الطّلاق نَقله الزّمَخْشَريّ. وطلّق البِلادَ: تركَها، عَن ابْن الأعرابيّ وَهُوَ مجَاز، وَأنْشد:
(مُراجِعُ نجْدٍ بعدَ فِرْكٍ وبِغْضَةٍ ... مُطلِّقُ بُصْرَى أشعثُ الرّأْسِ جافِلُه)

قَالَ: وقالَ العُقَيْليّ، وَسَأَلَهُ الكِسائيّ فَقَالَ: أطَلَّقْتَ امرأتَك فَقَالَ: نعَم وَالْأَرْض من ورائِها.
وطلَّقْتُ القومَ: ترَكتُهم، وأنْشَد لابنِ أحْمَر:
(غَطارِفَةٌ يَرَوْنَ المَجْدَ غُنْماً ... إِذا مَا طلّقَ البَرِمُ العِيالا)
أَي: تركَهم كَمَا يَتْرُكُ الرجلُ المرأةَ. ويُقالُ للإنسانِ إِذا عتَقَ: طَليق، أَي: صارَ حُرّاً. وأطْلَقَ النّاقةَ من عِقالِها، وطلّقه فطَلَقَت هِيَ، بالفَتْح. ونَعجَةٌ طالِق: مُخلاّةٌ تَرْعَى وحْدَها. وَفِي الحَديث: الطُّلَقاءُ من قرَيْش، والعُتَقاءُ من ثَقيف. كأنّه ميّزَ قُرَيْشاً بِهَذَا الاسْم، حيْث هُوَ أحْسَنُ من العُتَقاءِ.
وَقَالَ ثعْلبٌ: الطُلَقاءُ: الَّذين أُدْخِلوا فِي الإسلامِ كُرْهاً. واسْتَطْلَق الرّاعي ناقَةً لنَفْسِه: حبَسَها.
والإطْلاقُ: الحَلُّ والإرْسال. والمُطْلَقُ من الأحْكام: مَا لَا يقَع فِيهِ استِثْناء. والماءُ المُطْلَق: مَا سَقَط عَنهُ القَيْد. وأطلَق النّاقَةَ، فَهُوَ مُطلِق: ساقَها الى الماءِ. قَالَ ذُو الرُّمّة:
(قِراناً وأشْتاتاً وحادٍ يَسوقُها ... الى الماءِ من حَوْرِ التّنوفَة مُطلِقُ) وَإِذا خلّى الرّجلُ عَن ناقَته قِيل: طلَّقها، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَتَه، ثمَّ خلّى عنْها قيل: طلَّقها، وَإِذا استَعْصَتِ العانةُ عَلَيْهِ ثمَّ انْقَدْن لَهُ قيل: طلَّقْنه، قَالَ رؤبَة: طلّقْنَهُ فاستَوْرَدَ العَدامِلا والإطْلاقُ فِي القائِمة: أنْ لَا يكون فِيهَا وضَحٌ. وقومٌ يجعَلون الإطْلاقَ: أَن يكون يدٌ ورِجْلٌ فِي شِقٍّ مُحَجّلَتَين، ويجعَلون الإمْساكَ أَن يكونَ يدٌ ورِجْل لَيْسَ بهِما تحْجِيلٌ. وبَعيرٌ طَلْقُ اليَديْن: غيرُ مُقيّد. وَقَالَ الكسائيّ: رجُلٌ طَلْق: لَيْسَ عَلَيْهِ شيءٌ. وقولُ الرّاعي: فلمّا علَتْه الشّمسُ فِي يومِ طَلْقَةٍ يُريد: يوْمَ ليلةٍ طلْقَةٍ ليسَ فِيهَا قُرٌّ وَلَا رِيحٌ، يُريدُ يومَها الّذي بعْدَها والعرَبُ تبْدأُ باللّيل قبلَ اليَوْم. قَالَ الأزهَريّ: وأخبَرَني المُنْذِريُّ عَن أبي الهَيثَم أَنه قَالَ فِي بيتِ الرّاعي وبَيْتٍ آخَر أنشَدَه لِذِي الرُّمّة: لَهَا سُنّةٌ كالشّمْسِ فِي يوْمِ طَلْقَةٍ قَالَ: والعَرَب تُضيفُ الاسْمَ الى نعْتِه، قَالَ: وزادُوا الهاءَ فِي الطّلْقِ للمُبالَغة فِي الوَصْف، كَمَا قَالُوا: رجُلٌ داهِيةٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: يُقال: هُوَ طَليقٌ، وطَلْق، ومُطْلَقٌ: إِذا خلّى عَنهُ، وأطْلَقَ رِجْلَه. واستَطْلَقه: استَعْجَله. وأطْلَقَ الدّواءُ بطْنَه: مشّاه. واسْتَطْلَق الظّبيُ: مثلُ تطلّق. وتطلّقَت الخَيْلُ: مضَتْ طَلْقاً لم تحْتَبِسْ الى الغايَةِ. وأطْلَقَ خيْلَه فِي الحَلْبَة: أجْراها. ورجُلٌ منْطَلِقُ)
اللِّسانِ، ومُتَطلِّقُه: فَصيحٌ، وَهُوَ مَجازٌ. وشرَفُ الدّين بن المُطلِّق، كمُحدِّث من شُيوخِ أبي الفُتوح الطّاوسي، وَكَانَ فِي عَصْرِ المُصَنِّف. وَطَالِق: من مُدُن أشبِيليَّةَ، مِنْهَا أَبُو القاسِم عبْدَس بنُ مُحَمَّد بن عبد العَظيم السُّلَيْجِيّ الأشبِيليُّ الطّالِقي، رَوى عَن بَقيِّ بنِ مَخْلَدٍ توفّي سنة ذكره ابْن الفَرَضيّ. وَمِمَّا يُستَدرَكُ عَلَيْهِ:
طلق
أصل الطَّلَاقِ: التّخليةُ من الوثاق، يقال:
أَطْلَقْتُ البعيرَ من عقاله، وطَلَّقْتُهُ، وهو طَالِقٌ وطَلِقٌ بلا قيدٍ، ومنه استعير: طَلَّقْتُ المرأةَ، نحو: خلّيتها فهي طَالِقٌ، أي: مُخَلَّاةٌ عن حبالة النّكاح. قال تعالى: فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ
[الطلاق/ 1] ، الطَّلاقُ مَرَّتانِ
[البقرة/ 229] ، وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ
[البقرة/ 228] ، فهذا عامّ في الرّجعيّة وغير الرّجعيّة، وقوله: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ [البقرة/ 228] ، خاصّ في الرّجعيّة، وقوله: فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ
[البقرة/ 230] ، أي: بعد البين، فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا [البقرة/ 230] ، يعني الزّوج الثّاني. وَانْطَلَقَ فلانٌ: إذا مرّ متخلّفا، وقال تعالى: فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ
، [القلم/ 23] ، انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
[المرسلات/ 29] ، وقيل للحلال:
طَلْقٌ، أي: مُطْلَقٌ لا حَظْرَ عليه، وعدا الفرس طَلْقاً أو طَلْقَيْنِ اعتبارا بتخلية سبيله. والمُطْلَقُ في الأحكام: ما لا يقع منه استثناء ، وطَلَقَ يَدَهُ، وأَطْلَقَهَا عبارةٌ عن الجود، وطَلْقُ الوجهِ، وطَلِيقُ الوجهِ: إذا لم يكن كالحا، وطَلَّقَ السّليمُ: خَلَّاهُ الوجعُ، قال الشاعر:
تُطَلِّقُهُ طوراً وطورا تراجع
وليلة طَلْقَةٌ: لتخلية الإبل للماء، وقد أَطْلَقَهَا.
ط ل ق

أطلقت الأسير، وهو طليق، وهو من الطلقاء. وأطلقت الناقة من عقالها فطلقت، وهي طالق وطلق، وإبل أطلاق. قال ذو الرمة:

تقاذفن أطلاقاً وقارب خطوه ... عن الذود تقييد وهن حبائبه

وناقة طالق: ترعى حيث شاءت لا تمنع. وتطلق الظبي: خلي عن قوائمه ومضى لا يلوي على شيء. قال:

يمرّ كمرّ الشادن المتطلق

وسجنوه طلقاً: غير مقيد. وانطلق في حاجته. واستطلق بطنه. وأطلقه الدواء. واستطلق الراعي ناقة لنفسه إذا خلاّها لنفسه لا يحلبها مع الإبل. وعدا الفرس طلقاً وأطلاقاً. وتطلقت الخيل: مضت طلقاً. وضربها الطلق. وطلقت فهي مطلوقة.

ومن المجاز: طلقت المرأة وطلقت فهي طالق وهنّ طوالق. ورجل مطلاق ومطليق وطلاق. وقال النابغة:

تناذرها الراقون من سوء سمّها ... تطلقه طوراً وطوراً تراجع

وهو حلال مطلق وطلق. وهو لك طلقاً. وأعطيته من طلق مالي. وهذا حلال طلق، وهذا حرام غلق. وطلق يده بالخير وأطلقها. قال:

أطلق يديك تنفعاك يا رجل

وهو طلق اليدين بالخير. ورجل منطلق اللسان وطلقه وطليقه. وطلق الوجه وطليقه ومنطلقه ومتطلقه، وقد طلق وجهه طلاقة، وانطلق وتطلق. قال:

رعين وسمياً وصى نبته ... فانطلق الوجه ودق الكشوح

وتطلق الفرس: بال بعد الجري. قال امرؤ القيس:

فصاد ثلاثاً كجزع النظام ... ولم يتطلق ولم يغسل

وليلة طلق وطلقة، ويوم طلق. وما تطلق نفسي لهذا الأمر: ما تنشرح له. وانطلقت أفعل، كقولك: ذهب يقوم. قال:

وإن عليَّ الله لا تحملونني ... على آلة إلا انطلقت أسيرها

أي جعلت أسيرها. وفرس محجل ثلاث: مطلق يد أو رجل. ومحجل الأيامن مطلق الأياسر. وأصبت من ماله طلقاً: نصيباً، وأصله من طلق الفرس. قال المسيب:

قبل امريء ترجى فواضله ... قد نالني من باعه طلق

المعدولة

المعدولة: القضية التي يكون حرف السلب فيها جزءا للشيء، سواء كانت موجبة أو سالبة.
المعدولة:
[في الانكليزية] Written but not pronounced letter ،predicative negative proposition
[ في الفرنسية] Lettre ecrite mais non prononcee ،proposition predicative negative
عند الشعراء هي حرف عطل وحرف العطل هو الذي لا يحسب له وزن في العروض ولكنه يكتب. وذلــك مثل الواو في (خود- نفس) و (خورد- اكل) والهاء في (چهـ-ماذا) و (كه- الذي) و (سه- ثلاثة) كما وقع في جامع الصنائع. وعند المنطقيين قضية حملية موضوعها أو محمولها عدمي أو كلاهما عدميان وتسمّى مغيّرة وغير محصلة أيضا. والمراد بالعدمي ما يكون السلب جزءا من مفهومه والأولى أي ما يكون موضوعه عدميا معدولة الموضوع نحو اللاحيّ جماد، والثانية معدولة المحمول نحو الجماد لا عالم، والثالثة معدولة الطرفين نحو اللاحيّ لا عالم، وهذا أولى مما قيل: العدمي ما يكون حرف السلب جزءا من طرف لعدم شموله للفظ غير، وكذا لا يشتمل المعدولة المعقولة نحو زيد أعمى فإنّها معدولة من حيث المعنى لا من حيث اللّفظ ولشموله لنحو اللاجماد حيّ إذا سمّي باللاجماد شخص فإنّها محصّلة وإن كان حرف السلب جزءا منه بخلاف ما إذا فسّر العدمي بما يكون السّلب جزءا من مفهومه فإنّه يشتمل الصورتين الأوليين ولا يشتمل الصورة الثالثة. ولا يرد سالبة المحمول لأنّ السّلب فيها ليس جزءا لشيء من طرفيها بل خارجا عنهما، ويقابل المعدولة المحصّلة وهي قضية حملية موضوعها ومحمولها كلاهما وجوديان، نحو زيد قائم وكلّ منهما موجبة وسالبة. وقيل الحملية التي موضوعها ومحمولها وجوديان، إن كانت موجبة سمّيت محصّلة، وإن كانت سالبة سمّيت بسيطة، والعبرة في إيجاب القضية وسلبها بإيقاع النسبة ورفعها لا بطرفيها، فمتى كانت النسبة واقعة كانت القضية موجبة، وإن كان طرفاها عدميّين، ومتى كانت مرفوعة كانت سالبة وإن كان طرفاها وجوديين. والفرق بين الموجبة المعدولة والسالبة المحصّلة أنّ القضية إن كانت ثلاثية وتقدّمت الرابطة على حرف السلب كانت موجبة معدولة وإن تأخرت كانت سالبة محصّلة وإن كانت ثنائية فلا فارق إلّا النية أو الاصطلاح على تخصيص بعض الألفاظ بالإيجاب المعدول، وبعضها بالسلب المحصّل كتخصيص لفظ غير بالعدول وليس للسلب. وقيل الفرق بين الإيجاب المعدول والسلب المحصّل أنّ الإيجاب المعدول عدم شيء عما من شأنه أن يكون له ذلــك الشيء وقت الحكم، والسلب المحصّل عدم شيء عمّا ليس من شأنه ذلــك الشيء في ذلــك الوقت. فعدم اللّحية عن الطفل سلب وعن غيره إيجاب. ومنهم من فسّر بأعمّ من هذا وقال الإيجاب المعدول عدم شيء عمّا من شأنه ذلــك الشيء في الجملة، سواء كان وقت الحكم أو قبله أو بعده، والسلب المحصّل عدم شيء عمّا ليس من شأنه ذلــك الشيء أصلا، فعدم اللحية عن الطفل إيجاب وعن المرأة سلب. ومنهم من فسّره بأعمّ منه وقال: الإيجاب المعدول عدم شيء عمّا من شأنه أو شأن نوعه أو جنسه القريب أن يتّصف بــذلــك الشيء، فعدم اللحية عن الحمار إيجاب وعن الشجر سلب. ومنهم من بلغ الغاية في التعميم وقال الإيجاب المعدول عدم شيء عمّا من شأنه أو شأن نوعه أو جنسه القريب أو البعيد أن يكون له ذلــك الشيء، فعدم اللحية عن الشجر إيجاب وعدم الموضوع للجوهر سلب، إذ ليس ذلــك من شأنه ولا من شأن نوعه ولا جنسه إذ لا جنس له. هذا كلّه خلاصة ما في شرح المطالع وحاشية الحاشية الجلالية وغيرهما.
المعدولة: هِيَ الْقَضِيَّة الَّتِي يكون حرف السَّلب جُزْءا من جزئها مُوجبَة أَو سالبة سَوَاء كَانَ من الْمَوْضُوع فَقَط مثل كل لاحي جماد وَتسَمى حِينَئِذٍ:

الأداء

الأداء: الإتيان بالشيء لميقاته ذكره الحرالي، وقال الراغب: لغة: دفع ما يحق دفعه، وعرفا فعل ما دخل وقته قبل خروجه.
الأداء الكامل: ما يؤديه الإنسان على الوجه الذي أُمر به كأداء المُدْرِكْ للإمام.
الأداء:
* " تأدية القُرَّاء القراءة إلينا بالنقل عمَّن قبلهم ". * ما جاء صحيحاً مستفاضاً متلقى بالقبول كمراتب المد الزائدة على القدر المشترك، وهذا وأمثاله ملحق بالقراءة المتواترة حكماً.
الأداء:
[في الانكليزية] Practice ،execution
[ في الفرنسية] Pratique ،execution

هو والقضاء: بحسب اللغة يطلقان على الإتيان بالمؤقّتات كأداء الصلاة الفريضة وقضائها، وبغير المؤقتات كأداء الزكاة والأمانة وقضاء الحقوق والحج للإتيان به ثانيا بعد فساد الأول ونحو ذلــك. وأما بحسب اصطلاح الفقهاء فهما أي الأداء والقضاء عند أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى يختصّان بالعبادات المؤقتة. ولا يتصوّر الأداء إلّا فيما يتصوّر فيه القضاء وأما ما لا يتصور فيه القضاء، كصلاة العيد والجمعة فلا يطلقون الأداء فيه. وهما والإعادة أقسام للفعل الذي تعلّق به الحكم فتكون أقساما للحكم أيضا. لكن ثانيا وبالعرض فيقال الحكم إمّا متعلّق بأداء أو قضاء أو إعادة ولهذا قالوا الأداء ما فعل في وقته المقدّر له شرعا أولا. واختيار فعل على وجب ليتناول النوافل المؤقتة. وقيد في وقته للاحتراز عمّا فعل قبل الوقت أو بعده.
وقيد المقدّر له للاحتراز عمّا لم يقدّر له وقت كالنوافل المطلقة والنذور المطلقة والأذكار القلبية إذ لا أداء لها ولا قضاء ولا إعادة، بخلاف الحجّ فإنّ وقته مقدّر معيّن لكنه غير محدود فيوصف بالأداء لا بالقضاء لوقوعه دائما فيما قدّر له شرعا أولا. وإطلاق القضاء على الحج الذي يستدرك به حجّ فاسد من قبيل المجاز من حيث المشابهة مع المقضي في الاستدراك. وقيد شرعا للتحقيق دون الاحتراز عمّا قيل وهو المقدّر له لا شرعا كالشهر الذي عيّنه الإمام لزكاته، والوقت الذي عيّنه المكلّف لصلاته لأن إيتاء الزكاة في ذلــك الشهر وأداء الصلاة في ذلــك الوقت أداء قطعا. اللهم إلّا أن يقال المراد أنه ليس أداء من حيث وقوعه في ذلــك الوقت، بل في الوقت الذي قدّره الشارع كما في الحجّ، حتى لو لم يكن الوقت مقدّرا شرعا لم يكن أداء كالنوافل المطلقة والنذور المطلقة. وقولهم أولا متعلّق بفعل واحترز به عن الإعادة فإن الظاهر من كلام المتقدمين والمتأخرين أنّ الإعادة قسيم للأداء والقضاء.
وذهب بعض المحققين إلى أنها قسم من الأداء، وأن قولهم أولا متعلّق بالمقدّر احتراز عن القضاء فإنه واقع في وقته المقدّر له شرعا ثانيا حيث قال عليه الصلاة والسلام «فليصلها إذا ذكرها فإن ذلــك وقتها» فقضاء صلاة النائم والناسي عند التذكّر قد فعل في وقتها المقدّر لها ثانيا لا أولا. ولا يرد أنّ القضاء موسّع وقته العمر فلا يتقدّر بزمان التذكّر لأنه لا يدّعي انحصار الوقت فيه، بل المراد أن زمان التذكّر وما بعده زمان قد قدّر له ثانيا. فإن قلت فالنوافل لها على هذا وقت مقدّر أولا هو وقت العمر، كما أن لقضاء الظهر وقتا مقدّرا ثانيا هو بقية العمر. قلت البقية قدّرت وقتا له بالحديث المذكور إذا حمل على أن ذلــك وما بعده وقت له. وأما أنّ العمر وقت للنوافل فمن قضية العقل لا من الشرع. والقضاء ما فعل بعد وقت الأداء استدراكا لما سبق له وجوب مطلقا.
فبقولهم بعد وقت الأداء خرج الأداء والإعادة في وقته. وبقولهم استدراكا خرجت إعادة الصلاة المؤداة في وقتها خارج وقتها، فإنها ليست قضاء ولا أداء ولا إعادة اصطلاحا وإن كانت إعادة لغة. وبقولهم لما سبق له وجوب خرج النوافل. وقولهم مطلقا تنبيه على أنه لا يشترط في كون الفعل قضاء الوجوب على المكلّف بل المعتبر مطلق الوجوب، فدخل فيه قضاء النائم والحائض إذ لا وجوب عليهما عند المحقّقين منهم، وإن وجد السبب لوجود المانع، كيف وجواز الترك مجمع عليه وهو ينافي الوجوب. وأمّا عند أبي حنيفة فالنوم لا يسقط نفس الوجوب بل وجوب الأداء، والحيض وكذا النفاس لا يسقطان نفس الوجوب بل وجوب الأداء إلّا أنه ثبت بالنصّ أن الطهارة عنهما للصلاة فحينئذ لا حاجة إلى قيد مطلقا.
وبالجملة فالفعل إذا كان مؤقّتا من جهة الشرع لا يجوز تقديمه لا بكلّه ولا ببعضه على وقت أدائه، فإن فعل في وقته فأداء وإعادة وإن فعل بعد وقته فإن وجد في الوقت سبب وجوبه سواء ثبت الوجوب معه أو تخلّف عنه لمانع فهو قضاء، وإن لم يوجد في الوقت سبب وجوبه لم يكن أداء ولا قضاء ولا إعادة. فإن قلت إذا وقعت ركعة من الصلاة في وقتها وباقيها خارجة عنه فهل هي أداء أو قضاء. قلنا ما وقعت في الوقت أداء والباقي قضاء في حكم الأداء تبعا وكذا الحال فيما إذا وقع في الوقت أقل من ركعة. والإعادة ما فعل في وقت الأداء ثانيا لخلل في الأول، وقيل لعذر كما يجيء في محله. وعند الحنفية من أقسام المأمور به مؤقّتا كان أو غير مؤقّت فالأداء تسليم عين ما ثبت بالأمر إلى مستحقّه، فإنّ أداء الواجب إنما يسمّى تسليما إذا سلم إلى مستحقّه والقضاء تسليم مثل ما وجب بالأمر. والمراد بما ثبت بالأمر ما علم ثبوته بالأمر لا ما ثبت وجوبه، إذ الوجوب إنما هو بالسبب، وحينئذ يصحّ تسليم عين ما ثبت، مع أنّ الواجب وصف في الذمّة لا يقبل التصرّف من العبد، فلا يمكن أداء عينه، وذلــك لأن الممتنع تسليم عين ما وجب بالسبب وثبت في الذمة لا تسليم عين ما علم ثبوته بالأمر كفعل الصلاة في وقتها وإيتاء ربع العشر.
وبالجملة فالعينية والمثلية بالقياس إلى ما علم من الأمر لا ما ثبت بالسبب في الذمّة فلا حاجة إلى ما يقال إنّ الشرع شغل الذمّة بالواجب ثم أمر بتفريغها، فأخذ ما يحصل به فراغ الذمّة حكم ذلــك الواجب كأنه عينه. ثم الثابت بالأمر أعم من أن يكون ثبوته بصريح الأمر نحو وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ أو بما هو في معناه نحو وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ.
ومعنى تسليم العين أو المثل في الأفعال والأعراض إيجادها والإتيان بها، كأنّ العبادة حقّ الله تعالى، فالعبد يؤدّيها ويسلّمها إليه تعالى. ولم يعتبر التقييد بالوقت ليعمّ أداء الزكاة والأمانات والمنذورات والكفارات.
واختيار ثبت على وجب ليعمّ أداء النفل. قيل هذا خلاف ما عليه الفقهاء من أنّ النفل لا يطلق عليه الأداء إلّا بطريق التوسّع، نعم موافق لقول من جعل الأمر حقيقة في الإيجاب والندب. واختيار وجب في حدّ القضاء بناء على كون المتروك مضمونا والنفل لا يضمن بالترك. وأما إذا شرع فيه فأفسده فقد صار بالشروع واجبا فيقضى، والمراد بالواجب ما يشتمل الفرض أيضا. ولا بدّ من تقييد مثل الواجب بأن يكون من عند من وجب عليه كما قيده به البعض، وقال إسقاط الواجب بمثل من عند المأمور وهو حقه هو القضاء احترازا عن صرف دراهم الغير إلى دينه، فإنه لا يكون قضاء، وللمالك أن يستردّها من ربّ الدّين.
وكذا إذا نوى أن يكون ظهر يومه قضاء من ظهر أمسه أو عصره قضاء من ظهره لا يصحّ مع قوّة المماثلة بخلاف صرف النفل إلى الفرض مع أن المماثلة فيه أدنى. وإنّما صحّ صرف النفل إلى الفرض لأن النفل خالص حقّ العبد وهو قادر على فعله، فإذا صرفه إلى القضاء جاز.
فإن قيل يدخل في تعريف الأداء الإتيان بالمباح الذي ورد به الأمر كالاصطياد بعد الإحلال، ولا يسمّى أداء إذ ليس في العرف إطلاق الأداء عليه. قلت المباح ليس بمأمور به عند المحققين، فالثّابت بالأمر لا يكون إلّا واجبا أو مندوبا، لكن عند من قال بأنه مأمور به فينبغي أن يسمّى أداء كما ذكر صاحب الكشف.
واعلم أنه قد يطلق كل من الأداء والقضاء على الآخر مجازا شرعيا لتباين المعنيين مع اشتراكهما في تسليم الشيء إلى من يستحقه وفي إسقاط الواجب، كقوله تعالى: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ أي أدّيتم. وكقوله تعالى: فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ أي أدّيت صلاة الجمعة، وكقولك نويت أداء ظهر أمس. وأما بحسب اللغة فقد ذكروا أنّ القضاء حقيقة في تسليم العين والمثل وأنّ الأداء مجاز في تسليم المثل.
واعلم أيضا أنهم لم يذكروا الإعادة في هذا التقسيم لأنها داخلة في الأداء والقضاء على ما يجيء في محلها.
والأداء ينقسم إلى أداء محض وهو ما لا يكون فيه شبه من القضاء بوجه من الوجوه من حيث تغيّر الوقت ولا من حيث التزامه، وإلى أداء يشبه القضاء. والأول أي الأداء المحض ينقسم إلى كامل وهو ما يؤدّى على الوجه الذي شرع عليه كالصلاة بجماعة وردّ عين المغصوب، وقاصر وهو بخلافه كالصلاة منفردا فإنه أداء على خلاف ما شرع عليه، فإن الصلاة لم تشرع إلّا بجماعة لأن جبرائيل عليه السلام علّم الرسول عليه السلام الصلاة أوّلا بجماعة في يومين، وكرد المغصوب مشغولا بالجناية أو بالدّين بأن غصب عبدا فارغا ثم لحقه الدّين في الجناية في يد الغاصب. والأداء الذي يشبه القضاء كإتمام الصلاة من اللاحق فإنه أداء من حيث بقاء الوقت شبيه بالقضاء من حيث أنه لم يؤدّ كما التزم، فإنه التزم الأداء مع الإمام.
والقضاء أيضا ينقسم إلى قضاء محض وهو ما لا يكون فيه معنى الأداء أصلا لا حقيقة ولا حكما، وقضاء في معنى الأداء وهو بخلافه. والأول ينقسم إلى القضاء بمثل معقول وإلى القضاء بمثل غير معقول. والمراد بالمثل المعقول أن يدرك مماثلته بالعقل مع قطع النّظر عن الشرع، وبغير المعقول أن لا يدرك مماثلته إلّا شرعا. والمثل المعقول ينقسم إلى المثل الكامل كقضاء الفائتة بجماعة وإلى القاصر كقضائها بالانفراد. والقضاء الغير المحض كما إذا أدرك الإمام في العيد راكعا كبّر في ركوعه فإنه وإن فات موضعه وليس لتكبيرات العيد قضاء إذ ليس لها مثل، لكن للركوع شبها بالقيام لبقاء الاستواء في النصف الأسفل فيكون شبيها بالأداء، فصارت الأقسام سبعة. ثم جميع هذه الأقسام توجد في حقوق الله وفي حقوق العباد فكانت الأقسام أربعة عشر. هذا كلّه خلاصة ما في العضدي وحواشيه والتلويح وكشف البزدوي. ثم الأداء عند القرّاء يطلق على أخذ القرآن عن المشايخ كما يجيء في لفظ التلاوة.

أُمَّهَات المطالب

أُمَّهَات المطالب: ثَلَاثَة: الْأُمَّهَات جمع الْأُم الَّتِي هِيَ الأَصْل وَالْولد رَاجع إِلَيْهِ. والمطالب جمع مطلب ظرف. أَو مصدر ميمي إِمَّا بِمَعْنى اسْم الْمَفْعُول فَمَعْنَى مطلب - مَا - وَهل وَلم 0 الْمَطْلُوب بهَا. وَلِهَذَا يُطلق على الْمَطْلُوب تصوريا كَانَ أَو تصديقيا. أَو بِمَعْنى اسْم الْفَاعِل وَلِهَذَا يُطلق مجَازًا عقليا على الْكَلِمَة الَّتِي يطْلب بهَا التَّصَوُّر أَو التَّصْدِيق كَمَا يفهم من الشريفية فِي المناظرة. وَإِنَّمَا قُلْنَا مجَازًا عقليا لِأَن الْمجَاز الْعقلِيّ كَمَا يجْرِي فِي الْإِسْنَاد التَّام كَــذَلِــك يجْرِي فِي غَيره على مَا هُوَ التَّحْقِيق. قَوْله يجْرِي فِي غَيره أَي غير الْإِسْنَاد التَّام كَمَا فِي النّسَب الْغَيْر الإسنادية. وَيفهم من بعض شُرُوح سلم الْعُلُوم إِن الْكَلِمَة الَّتِي يطْلب بواسطتها التَّصَوُّر أَو التَّصْدِيق يُسمى مطلبا بِالْكَسْرِ وَإِضَافَة الْمطلب إِلَى مَا - وَهل - وَغَيرهمَا بَيَانِيَّة إِذا كَانَ بِمَعْنى الطَّالِب أَو اسْم الْآلَة. وَعَلَيْك أَن تعلم أَن كسر الْمِيم غلط خلاف الرِّوَايَة عَن الْجُمْهُور كَمَا نَص عَلَيْهِ الْفَاضِل الكجراتي نور الدّين الأحمد آبادي فِي شرح التَّهْذِيب. وَتَحْقِيق الْمقَام أَن المطالب كَثِيرَة وَالْأُصُول مِنْهَا ثَلَاثَة والبواقي ترجع إِلَيْهَا. وَقَالَ بَعضهم أَرْبَعَة والبواقي رَاجِعَة إِلَيْهَا.
وَالشَّيْخ الرئيس ذكر أَن المطالب كَثِيرَة مِنْهَا مطلب - أَيْن - وَكَيف - وأنى - وأيان - إِلَى غير ذَلِــك. وَمَعَ قطع النّظر عَن الشَّيْخ أَقُول إِن كل وَاحِد من المقولات التسع يَقع مطلبا نعم إِن بَعْضهَا كالفعل والانفعال لَيْسَ اللَّفْظ الْمَخْصُوص مَوْضُوعا لَهما وأدوات الطّلب - مَا - وَمن - وَهل - وَلم - وَأَيْنَ - وَمَتى - وَأي - وإيان - وَكَيف.
وَأُمَّهَات المطالب مطلب مَا - ومطلب هَل - ومطلب لم - وَمن قَالَ إِنَّهَا أَرْبَعَة قَالَ هَذِه الثَّلَاثَة وَالرَّابِع مطلب أَي.
وتفصيل هَذَا الْمقَام وتنقيح هَذَا المرام يَقْتَضِي شرحا وبسطا فِي الْكَلَام. فَاعْلَم أَن كلمة مَا على ضَرْبَيْنِ شارحة وحقيقية. أما الشارحة فَهِيَ الَّتِي يطْلب بهَا تصور مَفْهُوم الِاسْم وَهُوَ تصور الشَّيْء بِحَسب مَفْهُومه مَعَ عدم الْعلم بِوُجُودِهِ فِي الْخَارِج كَمَا قيل. أَو لوُجُوده النَّفس الأمري كَمَا هُوَ الْحق فَهَذَا التَّصَوُّر مطلب مَا وَهُوَ أَي التَّصَوُّر الْمَطْلُوب بِكَلِمَة مَا إِمَّا تصور يحصل ابْتِدَاء أَو الْتِفَات يحصل ثَانِيًا وَالْأول مفَاد التَّعْرِيف الاسمي وَالثَّانِي مفَاد التَّعْرِيف اللَّفْظِيّ. وَالْفرق بَينه وَبَين الْبَحْث اللّغَوِيّ فِي التَّعْرِيف اللَّفْظِيّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَإِنَّمَا سميت شارحة لطلبها شرح مَفْهُوم الِاسْم.
وَأما الْحَقِيقِيَّة فَهِيَ الَّتِي يطْلب بهَا تصور الْمَاهِيّة الَّتِي علم وجودهَا النَّفس الأمري وَلِهَذَا صَرَّحُوا بِأَنَّهُ قد يتحد التَّعْرِيف بِحَسب الِاسْم وبحسب الْحَقِيقَة إِلَّا أَنه قبل الْعلم بِوُجُود الْمُعَرّف يكون بِحَسب الِاسْم وَبعد الْعلم بِوُجُودِهِ بِحَسب الْحَقِيقَة فالحيوان النَّاطِق قبل الْعلم بِوُجُود الْإِنْسَان تَعْرِيف بِحَسب الِاسْم وَبعد الْعلم بِوُجُودِهِ بِحَسب الْحَقِيقَة. فمطلب مَا الْحَقِيقِيَّة هُوَ تصور الشَّيْء الَّذِي علم وجوده. فالمعدومات كلهَا والموجودات الَّتِي لم يعلم وجودهَا تصلح أَن تكون مطلب مَا الشارحة دون الْحَقِيقِيَّة. وَإِنَّمَا سميت حَقِيقِيَّة لطلبها الْأَمر الْمَوْجُود وَهُوَ الْحَقِيقَة. وَالشَّيْء بِاعْتِبَار وجوده وثبوته يُسمى حَقِيقَة. وَبِاعْتِبَار أَنه وَقع فِي جَوَاب سُؤال مَا هُوَ وجد أَو لم يُوجد مَاهِيَّة. وَقد يطلقان بِمَعْنى وَاحِدًا أَعنِي مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ. وَاعْلَم أَن الزَّاهِد قَالَ فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق أَن التَّصَوُّر الْحَقِيقِيّ هُوَ تصور الشَّيْء الَّذِي كَانَ وجوده النَّفس الأمري مُصدقا بِهِ والطالب لَهُ مَا الْحَقِيقِيَّة فَيجب أَن يكون ذَلِــك التَّصَوُّر مُتَأَخِّرًا عَن التَّصْدِيق بِوُجُود المتصور وَلِهَذَا قَالُوا مطلب مَا البسيطة مُقَدّمَة على طلب مَا الْحَقِيقِيَّة. وَقد سبق إِلَى بعض الأذهان أَن المُرَاد بالوجود هَا هُنَا الْوُجُود الْخَارِجِي. وَالْحق على مَا صرح بِهِ بعض الآجلة من الْمُتَأَخِّرين أَنه الْوُجُود بِحَسب نفس الْأَمر مُطلقًا كَيفَ وَالْحُدُود والرسوم الْحَقِيقِيَّة لَيست مُخْتَصَّة بالموجود أَي الخارجية إِذا النّظر الْحكمِي لَيْسَ مَقْصُودا فِيهَا انْتهى.
ومطلب مَا الْحَقِيقِيَّة يَنْقَسِم إِلَى حُدُود حَقِيقِيَّة ورسوم حَقِيقِيَّة لِأَنَّهُ إِن كَانَ تصور الشَّيْء الَّذِي علم وجوده بالذاتيات فحد حَقِيقِيّ وَإِلَّا فرسم حَقِيقِيّ فَإِن قيل كَيفَ يَصح وُقُوع الرسوم فِي جَوَاب مَا الْحَقِيقِيَّة وَالْمَشْهُور أَنهم أَجمعُوا على انحصار جَوَاب مَا فِي الْحَد وَالْجِنْس وَالنَّوْع قُلْنَا لأرباب الْمَعْقُول فِي جَوَاب كلمة مَا اصطلاحان بِحَسب بَابَيْنِ وَرُبمَا يخْتَلف الِاصْطِلَاح بِحَسب الْبَابَيْنِ. أَلا ترى أَن لفظ الذاتي فِي بَاب ايساغوجي بِمَعْنى مَا لَيْسَ بِخَارِج سَوَاء كَانَ جُزْء الْمَاهِيّة كالجنس والفصل أَو تَمام الْمَاهِيّة كالنوع. وَفِي بَاب مَوْضُوع الْعلم بِمَعْنى مَا يلْحق الشَّيْء لذاته أَو لأمر يُسَاوِيه كَــذَلِــك كلمة مَا فِي بَاب ايساغوجي منحصرة فِي طلب الْجِنْس والفصل وَالنَّوْع. وَفِي بَاب مُطلق الْحَقِيقِيَّة الْمَوْجُودَة لطلب تصور الشَّيْء الَّذِي علم وجوده سَوَاء كَانَ ذَلِــك التَّصَوُّر بالذاتيات كلهَا أَو بَعْضهَا أَو بالعرضيات أَو بالمركب مِنْهُمَا. وَقيل إِن وَضعهَا وَإِن كَانَ لطلب الذاتيات لَكِن الرَّسْم يَقع فِي جوابها اضطرارا أَو توسعا أَي تسامحا ومجازا أما الثَّانِي فَظَاهر غير مُحْتَاج إِلَى الشَّرْط. وَأما الأول فحين اضطرار الْمُجيب وعجزه عَن الْجَواب إِمَّا لعدم الْعلم بالذاتيات أَو لِأَنَّهُ لَا يكون ثمَّة ذاتيات كالواجب تَعَالَى وَلِهَذَا أجَاب مُوسَى [عَلَيْهِ السَّلَام] بالرسم حِين سَأَلَ فِرْعَوْن بِمَا هُوَ وَإِلَى هَذَا الْجَواب أُشير فِي شرح الإشارات وَاخْتَارَهُ جلال الْعلمَاء فِي الْحَاشِيَة الْقَدِيمَة. وَحَاصِل الْجَواب أَن مَا الشارحة والحقيقية يَقع فِي جوابها الرَّسْم والتعريف اللَّفْظِيّ على سَبِيل التسامح أَو الِاضْطِرَار. وَإِمَّا بِحَسب الْوَضع والاصطلاح فَلَا يَقع فِي جوابهما إِلَّا الْحَد التَّام بِحَسب الِاسْم أَو بِحَسب الْحَقِيقَة وَاعْترض عَلَيْهِ ملا مرزاجان رَحمَه الله وَحَاصِل اعتراضه أَنا لَا نسلم أَن الرَّسْم يَقع فِي جوابها تسامحا أَو اضطرارا والسندان التَّعْرِيف لاسمي تَعْرِيف اصطلاحي إِذْ مَعْلُوم أَنه لَيْسَ وَظِيفَة اللُّغَة وَلَا بُد لَهُ من آلَة يطْلب بهَا وَلَيْسَ بَين كَلِمَات الِاسْتِفْهَام مَا يصلح لَهُ سوى كلمة مَا فَيَنْبَغِي أَن يجوز وُقُوع الرَّسْم فِي جَوَاب مَا هُوَ اصْطِلَاحا أَيْضا وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِــك شَائِعا متعارفا لَا على التسامح والاضطرار وَأما هَل فَهِيَ أَيْضا على ضَرْبَيْنِ بسيطة ومركبة وَأما هَل البسيطة فيطلب التَّصْدِيق بِوُجُود شَيْء فِي نَفسه وَــذَلِــكَ التَّصْدِيق مطلب هَل البسيطة وَإِنَّمَا تسمى بسيطة لطلبها تَصْدِيقًا بسيطا فَوق التصديقات. وَأما هَل المركبة فَهِيَ لطلب التَّصْدِيق بِوُجُود شَيْء على صفة أَي يطْلب بهَا التَّصْدِيق بِوُجُود صفة لشَيْء ومطلب هَل المركبة هُوَ هَذَا التَّصْدِيق الْمَذْكُور وَإِنَّمَا سميت مركبة لطلبها وإفادتها تَصْدِيقًا مركبا لِأَن التَّصْدِيق بِثُبُوت شَيْء لشَيْء متفرع على ثُبُوت الْمُثبت لَهُ فيتضمن تَصْدِيقًا آخر وَهُوَ التَّصْدِيق بالوجود السَّابِق عَلَيْهِ.
وَبَعض الْمُتَأَخِّرين قسموا (هَل) إِلَى ثَلَاثَة أَقسَام بِأَن جعلُوا البسيطة على ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا هَل الَّتِي يطْلب بهَا التَّصْدِيق بفعلية الشَّيْء وإمكانه فِي نَفسه وَتسَمى أبسط وَالثَّانِي مَا ذكر أَعنِي هَل الَّتِي يطْلب بهَا التَّصْدِيق بِوُجُود الشَّيْء فِي نَفسه وَتسَمى بسيطة لما مر. فَالْأول سُؤال عَن الشَّيْء بِحَسب الْمرتبَة الْمُتَقَدّمَة على مرتبَة الْوُجُود أَي مرتبَة الْمَاهِيّة من حَيْثُ هِيَ هِيَ. وَالثَّانِي سُؤال عَن الشَّيْء بِحَسب مرتبَة الْوُجُود وَلما صَار (هَل) على ثَلَاثَة أَقسَام يكون مطالبها أَيْضا ثَلَاثَة وَاعْترض عَلَيْهِم بِأَن مَا اخترعوا إِمَّا تَصْدِيق بقوام الْمَاهِيّة وتقررها من حَيْثُ هِيَ فَــذَلِــك التَّصْدِيق لَا يجوز أَن يطْلب ضَرُورَة أَن حمل الشَّيْء على نَفسه إِمَّا مُمْتَنع أَو غير مُفِيد كَمَا تقرر وَإِمَّا تصور مُتَعَلق بِهِ فَهُوَ من أَقسَام مطلب مَا الشارحة. وَالْجَوَاب أَن المُرَاد بِالْأولِ التَّصْدِيق بِإِمْكَان الْمَاهِيّة أَو وُجُوبهَا فِي نَفسهَا وَهَذِه الْمرتبَة مُقَدّمَة على مرتبَة التَّصْدِيق لوجودها لِأَن مرتبَة الْإِمْكَان وَالْوُجُوب مُقَدّمَة على مرتبَة الْوُجُود فِي نَفسه.
وَالْفرق بَين التصديقين كالفرق بَين الْفرق والقدم. وتوضيح الْجَواب وَحَاصِل مَا اخترعوا أَن مرتبَة التقرر والإمكان الَّتِي هِيَ مُتَقَدّمَة على الموجودية قد تكون مَجْهُولَة كقوام مَاهِيَّة العنقاء مثلا. وَقد يكون مَعْلُوم الِامْتِنَاع كاجتماع النقيضين وَشريك الْبَارِي تَعَالَى عَنهُ علوا كَبِيرا. وَقد يكون مَعْلُوم التَّحْقِيق كَمَا ترى فِي الْمَاهِيّة الْمَوْجُودَة فَإِذا كَانَت الْمَاهِيّة مَجْهُول القوام والتقرر يَصح السُّؤَال عَن أصل قوامها بِأَن يُقَال هَل الْعقل أَي هَل مَاهِيَّة متقررة هِيَ الْعقل وَالْجَوَاب نعم وَلَا يُجَاب مثله فِي اجْتِمَاع النقيضين مثلا وَإِن صَحَّ أَن يُقَال فِيهِ أَنه اجْتِمَاع النقيضين بِأَن يقْصد بِهِ أَنه عنوان حَقِيقَة الْمَوْضُوع كَمَا هُوَ شَأْن حمل الشَّيْء على نَفسه فَبين السُّؤَال عَن أصل القوام والتقرر وَبَين هَذَا الْحمل بون بعيد. وخلاصة مَا ذكرنَا أَن الْمَاهِيّة الممكنة قبل التقرر والفعلية أَي فِي حد الْإِمْكَان مَاهِيَّة تقديرية وتخمينية حَتَّى إِذا تقررت بإفاضة الْجَاعِل إِيَّاهَا كَانَ ذَلِــك التخمين مطابقا للتحقيق هَذَا على تَقْدِير الْجعل الْبَسِيط. وَالْفرق بَين الْمَاهِيّة الممكنة وَبَين المستحيلات أَن المفهومات الممكنة إِذا لوحظت حكم الْعقل بِصِحَّة تقررها وقوامها بِخِلَاف الْمُقدر من المستحيلات الْعَقْلِيَّة فَإِذا قيل هَل الْمَاهِيّة الْمَفْرُوضَة الَّتِي هِيَ الْعقل بِحَسب التَّقْدِير والتخمين متجوهرة وَاقعَة فِي نَفسهَا فَالْجَوَاب نعم. فَإِذا سُئِلَ مثله فِي اجْتِمَاع النقيضين فَالْجَوَاب لَا. فَالْجَوَاب فِي الهل الأبسط هُوَ التَّصْدِيق بقوامها وتقررها فِي نَفسهَا وتصور الشَّيْء الَّذِي علم قوامه فعليته مطلب (مَا) الْحَقِيقِيَّة وَأما مطلب (مَا) الشارحة فَهُوَ تصور الشَّيْء بِحَسب مَفْهُومه الْمَفْرُوض بِحَسب التخمين. فَالْفرق بَين هَذِه المطالب أجلى وَأظْهر. وَلَا يَنْبَغِي أَن يفهم من قَوْلنَا فِي الهل الأبسط الْإِنْسَان متجوهر أَنه قصد بِهِ ثُبُوت الْجَوْهَر لَهُ بل إِنَّمَا يقْصد بِهِ إِعْطَاء التَّصْدِيق بِنَفس تجوهر الْمَاهِيّة. وإيراد الْمَحْمُول إِنَّمَا هُوَ للضَّرُورَة الْعَقْلِيَّة فاعتبار الْمَحْمُول فِي المركبة بِالْقَصْدِ الأول وَفِي الْبَسِيط من حَيْثُ إِن طبيعة العقد لَا يسع مَا قصد إِعْطَاؤُهُ إِلَّا بــذلــك الِاعْتِبَار. لَا يُقَال اعْتِبَار التقرر والموجودية متلازمان فَمَا الْحَاجة إِلَى اعْتِبَار التقرر مَعَ اعْتِبَار الموجودية. لأَنا نقُول وَإِن كَانَ كَــذَلِــك لَكِن لَا يَنْبَغِي أَن لَا يهمل فصل أحد المرتبتين عَن الْأُخْرَى فِي الْأَحْكَام مَعَ أَنه حق بِالِاعْتِبَارِ. لَا يُقَال لَو رَجَعَ مفَاد عقد الهلية المركبة إِلَى ثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع فَيلْزم أَن يكون للمحمول وجود إِذْ الْوُجُود للْغَيْر لَا يتَصَوَّر بِدُونِهِ فَلَا يَصح إِثْبَات العدميات للموضوعات لأَنا نقُول ثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع لَيْسَ هُوَ وجوده فِي نَفسه لَكِن للموضوع كوجود الْإِعْرَاض لمحالها حَتَّى يلْزم ذَلِــك بل إِنَّمَا هُوَ اتصاف مَوْضُوعه بِهِ وَهُوَ الْوُجُود الرابطي فالوجود الرابطي كَمَا يُقَال على الْمَعْنيين الْمَشْهُورين أَحدهمَا ثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع أَي النِّسْبَة الْحكمِيَّة وَهُوَ يعم الْعُقُود بأسرها بِحَسب الْحِكَايَة وَثَانِيهمَا ثُبُوت الشَّيْء للشَّيْء بِأَن يكون هَذَا النَّحْو من الثُّبُوت وجود فِي نَفسه لَكِن للْغَيْر وَهُوَ يخْتَص بِالْإِعْرَاضِ بِحَسب المحكي عَنهُ كَــذَلِــك يُطلق على مُطلق اتصاف الْمَوْضُوع بالمحمول وَهُوَ من خَواص الهليات المركبة بِحَسب المحكى عَنهُ على الْإِطْلَاق. وَأما كلمة لم بِكَسْر اللَّام وَفتح الْمِيم فلطلب دَلِيل إِمَّا مُفِيد لمُجَرّد التَّصْدِيق بِثُبُوت الْأَكْبَر للأصغر مَعَ قطع النّظر عَن الْخَارِج سَوَاء كَانَ الْوسط معلولا أَو لَا (أَو مُفِيد) لثُبُوت الْأَكْبَر لَهُ بِحَسب الْوَاقِع يَعْنِي أَن تِلْكَ الْوَاسِطَة كَمَا تكون عِلّة لثُبُوت الْأَكْبَر لَهُ فِي الذِّهْن كَــذَلِــك تكون عِلّة لثُبُوته لَهُ فِي نفس الْأَمر. وَالدَّلِيل على الأول يُسمى آنيا حَيْثُ لم يدل إِلَّا على آنِية الحكم وتحققه فِي الْوَاقِع دون علته. وعَلى الثَّانِي لميا بدلالته على مَا هُوَ لم الحكم وعلته فِي الْوَاقِع فمطلب لم هُوَ الدَّلِيل.
وَكلمَة أَي لطلب مَا يُمَيّز الشَّيْء عَن غَيره بِشَرْط أَن لَا يكون تَمام ماهيته المختصة أَو الْمُشْتَركَة. فَإِن قيد بفي ذَاته أَو فِي جوهره أَو مَا يجْرِي مجْرَاه كَانَ طَالبا للمميز الذاتي إِمَّا عَن جَمِيع الأغيار أَو عَن بَعْضهَا وَهُوَ الْفَصْل الْقَرِيب أَو الْبعيد فَيتَعَيَّن فِي الْجَواب أحد الْفُصُول. وَإِن قيد بفي عرضه كَانَ طَالبا للمميز العرضي إِمَّا عَن جَمِيع الأغيار أَو عَن بَعْضهَا وَهُوَ الْخَاصَّة الْمُطلقَة أَو الإضافية فَيتَعَيَّن فِي الْجَواب أحد الْخَواص فمطلب أَي هُوَ الْمُمَيز ذاتيا أَو عرضيا. وَإِذ قد علمت أُمَّهَات أدوات الطّلب وَأُمَّهَات المطالب فَإِن قلت مَا وَجه كَون تِلْكَ الأدوات أُمَّهَات الطّلب وَتلك المطالب أُمَّهَات المطالب قُلْنَا مطلب هَل التَّصْدِيق بِثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع والمقولات التسع تقع محمولات على الْمَوْضُوع بِحمْل ذُو وَحِينَئِذٍ يجوز التَّعْبِير عَنْهَا بِكَلِمَة هَل لِأَنَّهُ يجوز أَن يُقَال مَكَان كَيفَ زيد هَل زيد ذُو سَواد أَو ذُو بَيَاض وَمَكَان مَتى زيد هَل زيد فِي يَوْم الْجُمُعَة أَو فِي يَوْم الْخَمِيس وعَلى هَذَا الْقيَاس فَرجع جَمِيع المطالب إِلَى مطلب هَل.
إِذا تقرر هَذَا فَثَبت أَن مطلب هَل من أُمَّهَات المطالب وَكلمَة مَا سُؤال عَن الْحَقِيقَة أَي تَحْصِيل تصور الْمَاهِيّة الْمَوْجُودَة. فكلمة (هَل) لَا يُمكن أَن تكون مؤدية لمطلب مَا وَكلمَة (لم) سُؤال عَن الْعلَّة وَالْعلَّة لَا تكون مَحْمُولا على الْمَعْلُول بِحمْل فَيكون مطلب مَا ومطلب لم أصلين غير مندرجين فِي مطلب هَل فيكونان أَيْضا من أُمَّهَات المطالب كمطلب هَل. وَقيل الْوَجْه لكَون الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة من أُمَّهَات المطالب. إِن الْوُجُود من أُمَّهَات المطالب لِأَنَّهُ مبدء الْآثَار الخارجية فَيكون الْوُجُود مبدأ لجَمِيع المطالب كَمَا أَن الْأُم مبدء للأولاد. ومطلب هَل الْوُجُود ومطلب مَا الْحَقِيقِيَّة الْمَاهِيّة الْمَوْجُودَة فَيرجع إِلَى الْوُجُود ومطلب لم الْعلَّة المفيدة للوجود فَيرجع إِلَى الْوُجُود أَيْضا. وَالْحَاصِل أَن هَذِه الثَّلَاثَة متضمنة للوجود الَّذِي هُوَ أم المطالب فَتكون أُمَّهَات المطالب. وَمِمَّا ذكرنَا يُمكن أَن يتَكَلَّف وَيذكر وَجه كَون مطلب أَي من أُمَّهَات المطالب كَمَا قيل. قَالَ بعض شرَّاح سلم الْعُلُوم وَإِمَّا مطلب من الَّذِي هُوَ مطلب الهوية الشخصية أَي الْعَارِض المشخص لذِي الْعلم أَو الْجِنْس من ذِي الْعلم كَقَوْلِك من جِبْرَائِيل جني أم أنسي أم ملكي وقليلا مَا يسْتَعْمل فِي هَذَا السُّؤَال. و (كم) الَّذِي هُوَ مطلب تعْيين الْمِقْدَار أَو الْعدَد (وَكَيف وَأَيْنَ وَمَتى) الَّذِي يطْلب بهَا تعين الكيفيات وَتعين حُصُول الشَّيْء فِي الْمَكَان وَالزَّمَان أما ذنابات أَي تَوَابِع للأي إِن كَانَ الْمَطْلُوب بهَا الْمُمَيز أَو مندرجة فِي الهل المركبة إِن كَانَ الْمَطْلُوب بهَا تَصْدِيق بِكَوْن شَيْء على هَذِه الْأَحْوَال انْتهى فَإِن قلت هَل بَين هَذِه المطالب وأدواتها تَرْتِيب بالتقدم والتأخر أم لَا قُلْنَا مطَالب مَا الشارحة مُتَقَدم على مطلب هَل البسيطة فَإِن الشَّيْء مَا لم يتَصَوَّر مَفْهُومه لم يُمكن طلب التَّصْدِيق بِوُجُودِهِ كَمَا أَن مطلب هَل البسيطة مُتَقَدم على مطلب مَا الْحَقِيقِيَّة إِذْ مَا لم يعلم وجود الشَّيْء لم يُمكن أَن يتَصَوَّر من حَيْثُ إِنَّه مَوْجُود وعَلى مطلب هَل المركبة إِذْ مَا لم يصدق بِوُجُود شَيْء فِي نَفسه لم يصدق بِثُبُوت شَيْء لَهُ وَمِنْه يعلم تَقْدِيم مطلب مَا الشارحة على مطلب مَا الْحَقِيقِيَّة ومطلب هَل المركبة إِذْ الْمُتَقَدّم على الْمُتَقَدّم على الشَّيْء مُتَقَدم على ذَلِــك الشَّيْء. وَلَا تَرْتِيب ضَرُورِيّ بَين الهل المركبة والما الْحَقِيقِيَّة لَكِن الأولى تَقْدِيم الما الْحَقِيقِيَّة واكتفيت على هَذَا الْقدر من التَّفْصِيل وَإِن كَانَ مقتضيا للتطويل، خوفًا لملال الطالبين، وصونا عَن كلال الراغبين، مَعَ أَنِّي متشتت البال بِعَدَمِ الرفيق الشفيق وإيذاء بعض الإخوان. اللَّهُمَّ وَفقه بِمَا لَا يُنَافِي بَقَاء الْإِيمَان.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.