ذل وخشع واستكان وخضع واستخذى وضرع وَاتَّقَى وتطأمن واتضع وبخع وخنع وامتهن واستسلم وعنا وقنب
ذلــل
ذَلَّ(n. ac. ذِلَّــة
ذُلّ
مَــذْلَــلَة
ذَلَــاْلَة
ذُلَــاْلَة)
a. Was low, base. vile; was obscure, insignificant
despised.
b. Was submissive, tractable.
c. Was easy, well beaten, trodden (road).
ذَلَّــلَa. Rendered easy, tractable, submissive; subdued, broke
in, trained.
أَــذْلَــلَa. Lowered, abased, humbled; rendered or regarded as low
base & c.
b. Associated with low, vile companions.
تَــذَلَّــلَa. see I (a)b. [La], Submitted, humbled himself to.
ذِلّ
(pl.
أَــذْلَــاْل)
a. Submissiveness; submission, lowliness, selfabasement
humility; tractableness, docility.
b. Beaten, track, course.
ذِلَّــةa. Lowness, baseness, vileness, contemptibleness;
abasement, obscureness, insignificance.
ذِلِــلa. see 2 (a) & 2t
مَــذْلَــلَة
ذَلَــاْلَةa. see 2t
ذَلِــيْل
(pl.
أَــذْلِــلَة
ذَلَّــاْل
أَــذْلِــلَآءُ)
a. Low, base, vile, despicable.
b. Humbled, abased; submissive; docile, tractable; broken
in.
ذَلُــوْلِيّa. Easy-going, sweettempered.
مُشَمِّراً قد رفَع الــذلــا ذلــا * وكــذلــك ذلذل القميص، وهو قصر الــذلــاذل. وأذلــه وذلــله واستــذلــه، كله بمعنىً. وقوله تعالى: {وذُلِّــلَتْ قُطوفُها تــذلــيلا} ، أي سويت عنا قيدها ودليت. وتَــذَلَّــلَ له، أي خَضَع. وأَــذَلَّ الرجلُ، أي صار أصحابُه أَــذِلــاَّءَ. وقولهم: جاء على أذلــاله، أي على وَجْهه. يقال: دَعْهُ على أَــذْلــالِهِ، أي على حاله. وأمور الله جاريةٌ على أَــذْلــالِها، أي على مَجاريها وطُرقها. وأنشد أبو عمرو للخنساء: لِتَجْرِ المَنِيّةَُ بعد الفتى المغادر بالمحو أذلــالها أي فلستُ آسى بعده على شئ.
هو ذلــيل بيّن الــذل والــذلــة والمــذلــة، وقوم أذلــة وذلــة كجلة وأذلــاء، وقد ذل له وتــذلــل، وأذلّــه الله وذلــله. واستــذلــه العدو. وهو مستــذل بينهم: مستهان. وهو ذلــيل مــذل: أصحابه أذلــاء. ودابة ذلــول: بينة الــذل، وذلــلها صاحبها. وقميص طويل الــذلــاذل، وارفع ذلــال قميصك.
ومن المجاز: ركبوا كل صعب وذلــول في أمرهم إذا بــذلــوا فيه الطاقة. وفلان ذلــول لأصحابه ومتــذلــل لهم. وقوم ذلــل لمن أدل عليهم. وذلــت له القوافي إذا سهل عليه تقوال الشعر. وأجر الأمور على أدلالها. وأمور الله جارية على أذلــالها، وإن قضاء الله ماض على أذلــاله، ودعه على أذلــاله أي كما هو. وفي حديث ابن مسعود " ما من شيء من كتاب الله إلا وقد جاء على أذلــاله " ركبوا ذل الطريق، والزم ذل الطريق وملكه وهو ما ذلــل منه بكثرة الوطء، وطريق مــذلــل ومعبد: مسلوك وذلــل الكرم: دليت عناقيده. وشجرة مــذلــلة: ينالها كل أحد. قال:
لنا جنة بالطّفّ ذات حدائق ... مــذلــلة الأغصان جار سعيدها
وشمر دلاذلــك لهذا الأمر: تجلّد لكفايته. قال ذو الرمة:
قطعت بنهاض إلى صعدائه ... إذا شمرت عن ساق حمس ذلــاذلــه
وفرس خفيف الــذلــاذل وهي الذنب. ولحقنا ذلــاذل من الناس وذلــيــذلــات: أواخر منهم.
(وشاعِرِ قَوْمٍ أُولِي بِغْضَةٍ ... قَمَعْتُ فصارُوا لِئامًا ذِلــاَلاَ)
وأَــذَلَّــهُ هوَ وأَــذَلَّ الرَّجُلُ صارَ أصحابُه أَــذِلــاءَ وأَــذْلَــلْتَه وجَدْتَه ذَلِــيلاً واسْتَــذَلُّــوه رَأَوْه ذَلِــيلاً واسْتَــذَلَّ البَعِيرَ الصًّعْبَ نَزَعَ القُرادَ عنه ليَسْتَلِذَّ فيَأَنَسَ ويَــذِلَّ وإيّاهُ عَنَى الحُطَيْئَةُ بقوله
(لَعَمْرُكَ ما قُرادُ بني قُرَيْعٍ ... إذا نُزِعَ القُرادُ بمُسْتطاعِ)
وقوله أنشده ابن الأعرابي
(ليَهْنِئْ تُراثِي لامْرِئٍ غيرِ ذِلَّــةٍ ... صَنابِرُ أُحْدانٍ لَهُنَّ حَفِيفُ)
أَرادَ غَيْرَ ذَلِــيلٍ أو غَيْر ذِي ذِلَّــةٍ ورَفَع صَنابِرَ على البَدَلِ من تُراث وقولُه تَعالى {سينالهم غضب من ربهم وذلــة في الحياة الدنيا} الأعراف 152 قِيلَ الــذِّلَّــةُ ما أُمِرُوا به مِن قَتْلِ أَنْفُسِهم وقِيلَ الــذِّلًّــةُ أَخْذُ الجِزْيَةِ قالَ الزَّجّاجُ الجِزيَةُ لم تَقَعْ في الَّذِينَ عَبَدُوا العِجْلَ لأَنَّ اللهَ تابَ عَلَيْهِم بقَتْلِهِم أنْفُسَهُم وذُلٌّ ذَلِــيلٌ إمّا أن يكونَ عَلَى المُبالَغَةِ وإمّا أَنْ يكونَ في مَعْنَى مُــذِلٍّ أَنْشَدَ سيبَوَيْهِ لكَعْبِ بن مالِكٍ (لَقَدْ لَقِيتَ قُرَيْظَةُ ما سَآهَا ... وحَلَّ بِدارِهمْ ذُلٌّ ذَلــيلُ)
والــذُّلُّ والــذِّلُّ ضِدُّ الصُّعُوبةِ ذَلَّ يَــذِلُّ ذِلــا فهو ذَلُــولٌ يكونُ في الإِنْسانِِ والدّابَّةِ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ
(وما يَكُ من عُسْرِي ويُسْرِي فإِنَّنِي ... ذَلُــولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ أَرِيبُ)
عَلَّق ذَلُــولاً بالباءِ لأَنَّ فِيه مَعْنَى رَفِيقٍ ورَؤُوفٍ والجَمْعُ ذُلُــلٌ وأَــذِلَّــةٌ ودابَّةٌ ذَلُــولُ الذَّكَرُ والأُنْثَى في ذلــك سواءٌ وقد ذَلَّــلْتُه وقولُه
(ساقَيْتُه كَأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّةٍ ... ذُلُــلٍ مُؤَلَّلَةِ الشِّفارِ حِدادِ)
إِنَّما أرادَ أَنَّها مُــذَلَّــلَةٌ بالإِحْدادِ أي قَد أُرِقَّتْ وقولُه أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ وذَلَّ أَعْلَى الحَوْضِ من لِطامِها أرادَ أَنَّ أَعلاهُ تَثَلَّمَ وتَهَدَّم فكأّنَّه ذَلَّ وقَلَّ والــذُّلُّ والــذِّلُّ الرِّفْقُ والرَّحْمةٍ وفي التَّنْزِيل {واخفض لهما جناح الــذل من الرحمة} الإسراء 24 وذِلُّ الطَّرِيقِ ما وُطِئَ منه وسَهُلَ وطَرِيقٌ ذَلِــيلٌ من طُرُقٍ ذُلُــلٍ وقولُه تَعالَى {فاسلكي سبل ربك ذلــلا} ذلــيلة النحل 69 فَسَّره ثعلبٌ فقال يكونُ الطَّريق ذَلِــيلاً وتكُونُ هي ذَلِــيلَةٌ وذُلِّــلَ الكَرْمُ دُلِّيَت عَناقِيدُه قالَ أَبو حَنيفةَ التَّــذْلِــيلُ تَسْوِيةُ عَناقِيدِ الكَرْمِ وتَدْلِيَتُها والتَّــذْلِــيلُ أيضًا أَنْ يُوضَعَ العِذْقُ عَلَى الجَرِيدَةِ لتَحْمِلَه قالَ امْرُؤُ القَيْسِ
(وكَشْحٍ لَطِيفٍ كالجَدِيلِ مُخَضَّرٍ ... وساقٍ كأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُــذَلَّــلِ)
وأُمُورُ اللهِ جارِيَةٌ على أَــذْلــالِها وجارِيَةٌ أَــذَلــالَها أي مَجارِيها واحدُها ذِلٌّ قالت الخَنْساءُ
(لتَجْرِ المَنِيَّةُ بَعْدَ الفَتَى الْمُغَادَرِ ... بالمَحْوِ أَــذْلــالَها)
وَدَعْهُ عَلى أَــذْلــالِه أي على حالِه لا واحِدَ لَهُ والــذُّلذُلُ والــذِّلْذِلُ والــذِّلْذِلَــةُ والــذُّلَذِلُ والــذُّلَذِلَــةُ كله أسافِلُ القَمِيصِ الطَّوِيلِ إِذا ناسَ فأَخْلَقَ والــذَّلَذِلُ مَقْصُورٌ عن الــذّلــاذِلِ الَّذِي هو جَمْعُ ذلــك كُلِّه
ذلَّ1/ ذلَّ لـ ذلَــلْتُ، يــذِلّ، اذْلِــلْ/ ذِلَّ، ذُلــاًّ وذِلَّــةً وذَلــاًّ وذَلــالةً، فهو ذلــيل، والمفعول مَــذْلُــول له
• ذلَّ الشَّخصُ: ضعف، وهان عن قهر، وخضع، وصغُرت نفسه، عكسه عَزّ "ذلَّ بعد عزٍّ- من اعتزّ بغير الله ذلّ- شخصٌ ذلــيل- {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الــذِّلَّــةُ وَالْمَسْكَنَةُ} ".
• ذلَّ العابدُ لربِّه: خضع وامتثل.
ذَلَّ2 ذلَــلْتُ، يــذِلّ، اذْلِــلْ/ ذِلَّ، ذُلــاًّ وذِلــاًّ، فهو ذلــول
• ذلَّ الحيوانُ: سهُل، وانقاد "ذلّ البعيرُ- فرسٌ ذلــول: سهل الانقياد- {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُــولاً}: ممهّدة" ° ذلَّــت له القوافي: سَهُل عليه قولُ الشِّعْر، فأتته الأبياتُ مُنقادة.
أذلَّ يُــذلّ، أَــذْلِــلْ/ أذِلَّ، إذلــالاً، فهو مُــذِلّ، والمفعول مُــذَلّ
• أذلَّ عَدُوَّه: قهره وحقَّره، وجعله ذلــيلاً مُهانًا "أذلّ كبرياءَه: آلمه في عِزَّة نفسه، وأساء النَّيْل من كرامته- أذلَّ قلمَه: حطّ من قدْره- {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُــذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} ".
استــذلَّ يستــذلّ، اسْتَــذلِــلْ/ استــذِلَّ، استــذلــالاً، فهو مُستــذِلّ، والمفعول مُستــذَلّ
• استــذلَّ عدوَّه:
1 - أذلَّــه؛ أخضعه، وأهانه "هو مُستــذَلٌّ بينهم: مُستهان".
2 - وجده ذلــيلاً.
انــذلَّ ينــذلّ، انْــذَلِــلْ/ انْــذَلَّ، انــذلــالاً، فهو مُنــذلّ
• انــذلَّ الشَّخصُ: كان مَهين النفس ذلــيل الكرامة.
تــذلَّــلَ/ تــذلَّــلَ لـ يتــذلَّــل، تــذلُّــلاً، فهو مُتــذلِّــل، والمفعول مُتــذلَّــل له
• تــذلَّــل فلانٌ/ تــذلَّــل لفلانٍ: أظهر الخضوعَ، والتواضعَ والخنوعَ "تــذلَّــل لرُؤسائه/ لرجال السلطة- رجلٌ مُتــذلِّــل- تــذلَّــل لربِّه في جوف اللَّيل".
ذلَّــلَ يُــذلِّــل، تــذلــيلاً، فهو مُــذلِّــل، والمفعول مُــذلَّــل
• ذلَّــل عدوَّه: أذلّــه، أخضعه، وأهانه " {وَــذَلَّــلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ}: أخضعناها".
• ذلَّــل عَقَبَةً: مهَّدها وسهَّلها "ذلَّــل الصِّعابَ: تغلَّب عليها وتجاوزها- ذلَّــل فرسًا جامحًا: روّضه- طريقٌ مُــذلَّــل: مسلوك- شجرة مــذلَّــلة: ينالها كلُّ طالب- {وَــذُلِّــلَتْ قُطُوفُهَا تَــذْلِــيلاً} " ° تــذلــيل العقبات: إزالة الصعوبات.
أَــذلُّ [مفرد]: اسم تفضيل من ذلَّ1/ ذلَّ لـ: أكثر هوانًا، وأشدّ خضوعًا "هو أذلُّ الناس- أذلّ الورى قومٌ بلا علم-
أذلّ الناس معتذر إلى لئيم [مثل]- {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأَــذَلِّــينَ}: الأكثرين هونًا وقهرًا".
ذَلــالة [مفرد]: مصدر ذلَّ1/ ذلَّ لـ.
ذَلّ [مفرد]: مصدر ذلَّ1/ ذلَّ لـ.
ذُلّ [مفرد]:
1 - مصدر ذلَّ1/ ذلَّ لـ وذَلَّ2 ° ذُلُّ السُّؤال: ما يَجُرُّ إليه السؤال من مهانة.
2 - رفق ورحمة؛ انقياد وطاعة " {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الــذُّلِّ}: تواضَعْ لهما".
3 - سُهولَةً ولين وتواضُع.
4 - هوان " {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الــذُّلِّ}: ".
ذِلّ [مفرد]: ج أذلــال (لغير المصدر):
1 - مصدر ذَلَّ2.
2 - ما مُهِّد من الطريق بكثرة الوطء ° أذلــالُ النَّاسِ: أراذلــهم- دَعْه على أذلــاله: كما هو.
ذِلَّــة [مفرد]:
1 - مصدر ذلَّ1/ ذلَّ لـ.
2 - كآبة وسواد وجه " {وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّــةٌ} ".
ذلــول [مفرد]: ج ذُلُــل:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذَلَّ2: سهل الانقياد "الحمار حيوان ذلــول".
2 - سهل، مُمهَّد، معبَّدٌ يسهل السَّيرُ في أنحائه " {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُــلاً} " ° اللَّهُمَّ اسقنا ذُلُــلَ السَّحاب: ما لا رعْد فيه ولا برق- ركِب كلّ صَعْبٍ وذلــولٍ في أمره: اتّخذ كلّ سبيل وبــذل فيه الطّاقة- يركب الصَّعْبَ من لا ذلــولَ له: قد يقبل المضطّرُ ما لا يلائمه إذا لم يجدْ بديلاً عنه.
ذلــيل [مفرد]: ج أذِلــاّءُ وأذِلَّــة وذِلــال:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذلَّ1/ ذلَّ لـ: ضعيف مهين، وضيع صغير النفس ° ذلٌّ ذلــيل: مبالغة في الإهانة.
2 - رفيق رحيم، ليّن متواضع " {أَــذِلَّــةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}: ليِّنين معهم منقادين لهم".
3 - قليل " {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ وَأَنْتُمْ أَــذِلَّــةٌ} ".
4 - مقهور " {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَــذِلَّــةً} ".
مُــذِلّ [مفرد]: اسم فاعل من أذلَّ.
• المُــذِلُّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المعرِّض للهوان والضَّعة.
ذلــل: الــذُّلُّ: نقيض العِزِّ، ذلَّ يــذِلُّ ذُلــاًّ وذِلَّــة وذَلــالة
ومَــذَلَّــة، فهو ذلِــيل بَيِّن الــذُّلِّ والمَــذَلَّــة من قوم أَــذِلــاّء وأَــذِلَّــة
وذِلــال؛ قال عمرو بن قَمِيئة:
وشاعر قومٍ أُولي بِغْضة
قَمَعْتُ، فصاروا لثاماً ذِلــالا
وأَــذَلَّــه هو وأَــذَلَّ الرجلُ: صار أَصحابه أَــذِلــاَّءَ. وأَــذَلَّــه: وجده
ذَلِــيلاً. واسْتَــذَلُّــوه: رأَوه ذَلِــيلاً، ويُجْمَع الــذَّلِــيل من الناس
أَــذِلَّــة وذُلــاَّناً. والــذُّلُّ: الخِسَّة. وأَــذَلَّــه واسْتَــذَلَّــه كله
بمعنى واحد. وتَــذَلَّــل له أَي خَضَعَ. وفي أَسماء الله تعالى: المُــذِلُّ؛
هو الذي يُلْحِق الــذُّلَّ بمن يشاء من عباده وينفي عنه أَنواع العز
جميعها. واسْتَــذَلَّ البعيرَ الصَّعْبَ: نَزع القُراد عنه ليستلذَّ فيأْنس به
ويَــذِلّ؛ وإِياه عَنى الحُطَيئة بقوله:
لَعَمْرُك ما قُراد بني قُرَيْع،
إِذا نُزِع القُرادُ، بمستطاع
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
ليَهْنِئْ تُرَاثي لامرئٍ غير ذِلَّــةٍ،
صَنَابِرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حَفِيف
أَراد غير ذَلِــيل أَو غير ذي ذِلَّــة، ورفع صَنَابر على البدل من تُرَاث.
وفي التنزيل العزيز: سَيَنالهم غَضَبٌ من ربهم وذِلَّــة في الحياة
الدنيا؛ قيل: الــذِّلَّــة ما أُمِروا به من قتل أَنفسهم، وقيل: الــذِّلَّــة أَخذ
الجزية؛ قال الزجاج: الجزية لم تقع في الذين عبدوا العِجْل لأَن الله تعالى
تاب عليهم بقتل أَنفسهم. وذُلٌّ ذَلِــيل: إِما أَن يكون على المبالغة،
وإِما أَن يكون في معنى مُــذِلّ؛ أَنشد سيبويه لكعب بن مالك:
لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سآها،
وحَلَّ بدارهم ذُلٌّ ذَلِــيل
والــذِّلُّ، بالكسر: اللِّين وهو ضد الصعوبة. والــذُّلُّ والــذِّلُّ: ضد
الصعوبة. ذَلَّ يَــذِلُّ ذُلــاًّ وذِلــاًّ، فهو ذَلُــولٌ، يكون في الإِنسان
والدابة؛ وأَنشد ثعلب:
وما يَكُ من عُسْرى ويُسْرى، فإِنَّني
ذَلــولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ، أَرِيبُ
عَلَّق ذَلُــولاً بالباء لأَنه في معنى رَفِيق ورؤُوف، والجمع ذُلُــلٌ
وأَــذِلَّــة. ودابة ذَلُــولٌ، الذكر والأُنثى في ذلــك سواء، وقد ذَلَّــله.
الكسائي. فرس ذَلُــول بيِّن الــذِّلِّ، ورجل ذَلِــيلٌ بيِّنُ الــذِّلَّــةِ
والــذُّلِّ، ودابة ذَلــولٌ بيِّنة الــذُّلِّ من دواب ذُلُــل. وفي حديث ابن الزبير: بعض
الــذُّلِّ أَبْقَى للأَهل والمال؛ معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُطَّة
ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ فصبَر عليها كان أَبْقَى له ولأَهله وماله، فإِذا
لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعز غَرَّر بنفسه وأَهله وماله، وربما كان
ذلــك سبباً لهلاكه. وعَيْرُ المَــذَلَّــة: الوتِدُ لأَنه يُشَجُّ رأْسه؛
وقوله:
ساقَيْتُهُ كأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّة
ذُلُــلٍ، مُؤَلَّلة الشِّفار، حِدَاد
إِنما أَراد مُــذَلّــلة بالإِحداد أَي قد أُدِقَّت وأُرِقَّت؛ وقوله
أَنشده ثعلب:
وذَلَّ أَعْلى الحَوْض من لِطَامها
أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم وتهدَّم فكأَنه ذَلَّ وقَلَّ. وفي الحديث:
اللهم اسْقِنا ذُلُــل السحاب؛ هو الذي لا رعد فيه ولا بَرْق، وهو جمع ذَلُــول
من الــذِّلّ، بالكسر، ضد الصعب؛ ومنه حديث ذي القرنين: أَنه خُيِّر في
ركوبه بين ذُلُــل السحاب وصِعابه فاختار ذُلُــله. والــذُّلُّ والــذِّلُّ:
الرِّفْقُ والرحمة. وفي التنزيل العزيز: واخْفِضْ لهما جَناحَ الــذُّلِّ من
الرحمة. وفي التنزيل العزيز في صفة المؤمنين: أَــذِلَّــة على المؤْمنين
أَعِزَّة على الكافرين؛ قال ابن الأَعرابي فيما روى عنه أَبو العباس: معنى قوله
أَــذِلَّــة على المؤمنين رُحَماء رُفَقاء على المؤمنين، أَعِزَّة على
الكافرين غِلاظ شِداد على الكافرين؛ وقال الزجاج: معنى أَــذِلَّــة على المؤمنين
أَي جانبهم لَيِّنٌ على المؤمنين ليس أَنهم أَــذِلــاَّء مُهانون، وقوله
أَعِزَّة على الكافرين أَي جانبهم غليظ على الكافرين. وقوله عز وجل:
وذُلِّــلَت قُطوفُها تَــذْلــيلاً، أَي سُوَّيت عناقيدها وذُلِّــيَت، وقيل: هذا
كقوله: قطوفها دانية، كلما أَرادوا أَن يَقْطِفُوا شيئاً منها ذُلِّــل ذلــك لهم
فدَنا منهم، قُعوداً كانوا أَو مضطجعين أَو قياماً، قال أَبو منصور:
وتــذلــيل العُذُوق في الدنيا أَنها إِذا انشقَّت عنها كَوَافيرها التي
تُغَطِّيها يَعْمِد الآبِر إِليها فيُسَمِّحُها ويُيَسِّرها حتى يُــذلِّــلها خارجة
من بين ظُهْران الجريد والسُّلاَّء، فيسهل قِطافها عند يَنْعها؛ وقال
الأَصمعي في قول امرئ القيس:
وكَشْحٍ لَطِيف كالجَدِيل مُخَصَّرٍ،
وساقٍ كأُنْبوبِ السَّقِيِّ المُــذَلَّــل
قال: أَراد ساقاً كأُنبوب بَرْديٍّ بين هذا النخل المُــذَلَّــل، قال:
وإِذا كان أَيام الثمرة أَلَحَّ الناس على النخل بالسَّقْي فهو حينئذ
سَقِيٌّ، قال: وذلــك أَنعم للنخيل وأَجْوَد للثمرة. وقال أَبو عبيدة: السَّقِيُّ
الذي يسقيه الماء من غير أَن يُتَكلَّف له السقي. قال شمر: وسأَلت ابن
الأَعرابي عن المُــذلَّــل فقال: ذُلِّــلَ طريقُ الماء إِليه، قال أَبو منصور:
وقيل أَراد بالسَّقِيِّ العُنْقُر، وهو أَصل البَرْدِيِّ الرَّخْص
الأَبيض، وهو كأَصل القَصَب؛ وقال العَجّاج:
على خَبَنْدَى قَصَب ممكور،
كعُنْقُرات الحائر المسكور
وطريق مُــذَلَّــل إِذا كان مَوْطُوءاً سَهْلاً. وذِلُّ الطريق: ما وُطْئَ
منه وسُهِّل. وطريق ذَلِــيلٌ من طُرُق ذُلُــل، وقوله تعالى: فاسْلُكي
سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُــلاً؛ فسره ثعلب فقال: يكون الطريق ذَلــيلاً وتكون هي
ذَلِــيلة؛ وقال الفراء: ذُلُــلاً نعت السُّبُل، يقال: سبيل ذَلُــولٌ وسُبُل
ذُلُــلٌ، ويقال: إِن الــذُّلُــل من صفات النحل أَي ذُلِّــلت ليخرج الشراب من
بطونها. وذُلِّــل الكَرْمُ: دُلِّيت عناقيده. قال أَبو حنيفة: التدْليل تسوية
عناقيد الكرْم وتَدْلِيتها، والتــذْلــيل أَيضاً أَن يوضع العِذْق على
الجريدة لتحمله؛ قال امرؤ القيس:
وساق كأُنبوب السَّقِيِّ المُــذَلَّــل
وفي الحديث: كم من عِذْق مُــذَلَّــل لأَبي الدَّحْداح؛ تــذلــيل العُذوق تقدم
شرحه، وإِن كانت العين
(* قوله «وإن كانت العين» أي من واحد العذوق وهو
عذق) مفتوحة فهي النخلة، وتــذلــيلها تسهيل اجتناء ثمرتها وإِدْناؤها من
قاطفها. وفي الحديث: تتركون المدينة على خير ما كانت عليه مُــذَلَّــلة لا
يغشاها إِلاَّ العوافي، أَي ثمارها دانية سهلة التناول مُخَلاَّة غير
مَحْمِيَّة ولا ممنوعة على أَحسن أَحوالها، وقيل أَراد أَن المدينة تكون
مُخَلاَّة أَي خالية من السكان لا يغشاها إِلاَّ الوحوش.
وأُمور الله جارية على أَــذلــالها، وجارية أَــذلــالَها أَي مَجاريها وطرقها،
واحدها ذِلٌّ؛ قالت الخنساء:
لتَجْرِ المَنِيَّةُ بعد الفتى الـ
ـمُغادَر بالمَحْو أَــذْلــالَها
أَي لتَجْر على أَــذلــالها فلست آسى على شيءٍ بعده. قال ابن بري: الأَــذلــال
المَسالك. ودَعْه على أَــذْلــاله أَي على حاله، لا واحد له. ويقال: أَجْرِ
الأُمور على أَــذلــالها أَي على أَحوالها التي تَصْلُح عليها وتَسْهُل
وتَتَيسر. الجوهري: وقولهم جاءَ على أَــذلــاله أَي على وجهه. وفي حديث
عبدالله: ما من شيءٍ من كتاب الله إِلاَّ وقد جاءَ على أَــذلــاله أَي على وجوهه
وطرُقه؛ قال ابن الأَثير: هو جمع ذِلٍّ، بالكسر. يقال: ركبوا ذِلَّ الطريق
وهو ما مُهِّد منه وذُلِّــل. وفي خُطبة زياد: إِذا رأَيتموني أُنْفِذ فيكم
الأَمرَ فأَنْفِذُوه على أَــذلــالِه.
ويقال: حائط ذَلِــيل أَي قصير. وبيت ذَلِــيلٌ إِذا كان قريب السَّمْك من
الأَرض. ورمح ذَلِــيل أَي قصير. وذَلَّــت القوافي للشاعر إِذا سَهُلت.
وذَلــاذِلُ القميص: ما يَلي الأَرض من أَسافله، الواحد ذُلذُلٌ مثل
قُمْقُم وقَماقِم؛ قال الزَّفَيانُ يَنْعَت ضِرْغامة:
إِنَّ لنا ضِرْغامةً جُنادِلا،
مُشَمِّراً قد رَفَع الــذَّلــاذِلــا،
وكان يَوْماً قَمْطَرِيراً باسِلا
وفي حديث أَبي ذرّ: يَخرج من ثَدْيِهِ يَتَــذَلْذَل أَي يَضْطرِب مِن
ذَلــاذِل الثوب وهي أَسافله، وأَكثر الروايات يتزلزل، بالزاي. والــذُّلْذُلُ
والــذِّلْذِل والــذِّلْذِلــةُ والــذُّلَذِلُ والــذُّلَذِلــةُ، كله: أَسافل
القميص الطويل إِذا ناسَ فأَخْلَق. والــذَّلَذِلُ: مقصور عن الــذَّلــاذِل الذي هو
جمع ذلــك كله، وهي الذّناذِنُ، واحدها ذُنْذُنٌ.
{ذَلَّ،} يَــذِلُّ، {ذُلــاًَّ} وذُلــاَلَةً، بِضَمِّهِما، {وذِلَّــةً، بالكسرِ،} ومَــذَلَّــةً، {وذَلــاَلَةٌ: هانَ فَهُوَ} ذَلِــيلٌ، {وذُلــاَّنٌ، بالضَّمِّ، هَذِه عَن ابْن عَبَّادٍ، ج:} ذِلــاَلٌ بالكَسرِ، {وأَــذِلــاَّءُ، ذكرَهما ابنُ سِيدَه، وَزَاد الأَزْهَرِيُّ:} أَــذِلَّــة، وَجعل {ذُلــاَّناً، بالضَّمِّ، جَمْعَ ذَلِــيلٍ، وابنُ عَبَّادٍ جَعَلَهُ مُفْرَداً، فتأمَّلْ ذَلِــك، قالَ عَمْرُو بن قِمِيئَة:
(وشاعرِ قومٍ أُولِى بِغْضَةٍ ... قَمَعْتُ فَصارَوا لِئَاماً} ذِلــالاَ)
وقولُه تَعَالَى: ولَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ {الــذُّلِّ: أَي لم يَتَّخِذْ وَلِيَّاً يُعاوِنُهُ ويُحالِفُهُ لِــذِلَّــةٍ بِهِ، وَهُوَ عَادَةُ الْعَرَبِ، كانتْ تُحالِفُ بَعْضُها بَعْضًا، يَلْتَمِسُون بــذلــك العِزَّ والمَنَعَةَ، فَنَفَى ذَلِــك جَلَّ ثَناؤُهُ.
وَفِي حديثِ ابنِ الزُّبَيْرِ: الــذُلّ أَبْقَى لِلأَهْلِ والْمَالِ. تَأْوِيلُهُ أَنَّ الرجلَ إِذا أصابَتْهُ خُطَّةُ ضَيْم، يَنالُهُ فِيهَا} ذُلٌّ، فصبَرَ عَلَيْهَا، كَانَ أَبْقَى لَهُ ولأهْلِهِ، ورُبَّما كَانَ ذَلِــك سَبَباً لِهَلاكِهِ. وَقَوله تَعَالَى: سيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ {وَــذِلَّــةٌ قيل:} الــذِّلَّــةُ مَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ قَتْلِ أَنْفُسِهم، وَقيل: هِيَ أَخْذُ الجِزْيَةِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: الجِزْيَةُ لم تَقَعْ فِي الذينَ عَبَدُوا العِجْلَ، لأنَّ الله تابَ عَليهم بقَتْلِهم أنْفُسَهُمْ. وَقَوله تَعَالَى، فِي صِفَةِ المُؤمنين:! أَــذِلَّــةٍ عَلى المُؤْمِنينَ أَعِزَّةٍ على الْكافِرِينَ، قالَ ابْن، الأَعْرابِيِّ: مَعْناهُ رُحَماءَ، رَفِيقينَ على الْمُؤمنِينَ، غِلاظٍ شِدادٍ عَلى الكافِرين. وقولُ الشاعرِ:
(لِيَهْنِئْ تُراثِي لاِمْرِئٍ غيرِ ذِلَّــةٍ ... صَنَابِرُ أُحْدَانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ)
أرادَ: غيرَ ذلــيلٍ، أَو غيرَ ذِي {ذِلَّــةٍ، ورفَعَ صَنَابِر، على البَدَلِ من تُراث.} وأَــذَلَّــهُ هُوَ، إذْلــاَلاً، {واسْتَــذَلَّــهُ، مثل ذَلَّــلَهُ سَواء، وَمِنْه الحديثُ: مَنْ فَارَقَ الْجَماعَةَ،} واسْتَــذَلَّ الإمَارَةَ، لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عندَه. {واسْتَــذَلَّــهُ: رآهُ} ذَلِــيلاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ، أَو وَجَدَهُ كَــذَلِــك، كاسْتَحْمَدَهُ، إِذا وَجَدَهُ حَمِيداً.
(و) {اسْتَــذَلَّ الْبَعِيرَ الصَّعْبَ: نَزَعَ الْقُرادَ عَنهُ، لِيَسْتَلِذَ فَيَأْنَسَ بِهِ، ويَــذِلَّ، وإِيَّاهُ عَنَى الحُطَيْئَةُ بِقَولِه:
(لَعَمْرُكَ مَا قُرَادُ بَنِي قُرَيْعٍ ... إِذا نُزِعَ القُرادُ بِمُسْتَطاعِ)
} وأَــذَلَّ الرَّجُلُ: صَارَ أَصْحابُهُ {أَــذِلــاَّءَِ، و} أَــذَلَّ فُلاناً: وَجَدَهُ {ذَلِــيلاً، وقولهُم:} ذُلٌّ {ذَلِــيلٌ: أَي} مُــذِلٌّ أَو مُبالَغَةٌ، وأنشدَ سِيبَوَيْه لِكَعْبِ بن مالِكٍ:
(لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ مَا سَآها ... وحَلَّ بِدَارِهِمْ {ذُلّ} ذَلِــيلُ)
{والــذُّلُّ، بالضَّمِّ، ويُكْسَر: ضِدُّ الصُّعوبَةِ،} ذَلَّ، {يَــذِلُّ،} ذُلــاًّ، فَهُوَ {ذَلُــولٌ، يكونُ فِي الإِنْسانِ والدَّابَةِ، قالَ:
(وَمَا يَكُ مِن عُسْري ويُسْرِي فَإِنَّنِي ... } ذَلُــولٌ بِحَاجِ المُعْتَفِينَ أَرِيبُ)
عَلَّقَ {ذَلُــولاً بالباءِ، لأنَّ فِيهِ معنى رَفِيقٍ ورَؤُوفٍ.
ودابَّةٌ} ذَلُــولٌ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي ذَلِــك سَواء، وَقد! ذَلَّــلْتُهُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: {ذَلَّــتِ الدَّابَّةُ بعدَ شِماسٍ،} ذُلــاًّ، وَهِي {ذَلُــولٌ: لَيست بصَعْبَةٍ، ج:} ذُلُــلٌ، بضَمَّتَيْنِ، {وأَــذِلَّــةٌ، قَالَ الشاعرُ:
(سَاقَيْتُهُ كَأْسَ الرَّدَى بِأَسِنَّةٍ ... } ذُلُــلٍ مُؤَلَّلَةِ الشِّفارِ حِدَادِ)
وإنَّما أَرَادَ أنَّها {مُــذَلَّــلَةٌ بالإِحْدادِ، أَي قد أُدِقَّتْ وأُرِقَّتْ.} وذِلُّ الطَّرِيقِ، بالكسرِ: مَحَجَّتُهُ، وَهُوَ مَا وُطِءَ مِنْهُ وسُهِّلَ، عَن أبي عَمْرو. (و) {الــذِّلُّ أَيْضا: الرَّفْقُ والرَّحْمَةُ، ويُضَمُّ، وبِهِمَا قُرِئَ قولُه تَعَالَى: واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الــذِّلِّ، الضَّمُّ قِراءَةُ العامَّةِ، والكَسْرُ قِراءَةُ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، والحسنِ البَصْرِيِّ، وَأبي رَجاء، والجَحْدَرِيِّ، وعاصمِ بن أبي النَّجُودِ، ويَحيى بنِ وَثَّابٍ، وسُفْيان بنِ حُسَيْن، وَأبي حَيْوَةَ، وَابْن أبي عَبْلَةَ. أَو الكسرُ عَلى أنَّهُ مَصْدَرُ} الــذَّلُــولِ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: {الــذُّلُّ مَا كانَ عَن قَهْرٍ، والــذِّلُّ مَا كانَ بعدَ تَصَعُّبٍ وشِماسٍ، ومعنَى الْآيَة: أَي لِنْ كالمَقْهُورِ لَهما، وعَلى قراءَةِ الكسرِ: لِنْ، وانْقَدْ لَهما. وذُلِّــلَ الْكَرْمُ، بالضَّمِّ، تَــذْلِــيلاً: دُلِّيَتْ عَناقِيدُهُ، كَمَا فِي المُحْكَم، أَو سُوِّيَتْ عَناقِيدُهُ، قالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ. وقولُه تَعَالَى: وَــذُلِّــلَتْ قُطُوفُها تَــذْلِــيلاً، قَالَ مُجَاهِدٌ: إنْ قامَ ارْتَفَعَ إِلَيْهِ، وَإِن قَعَدَ تَدَلَّى إِلَيْهِ القِطْفُ، وقالَ ابنُ الأَنْبارِيِّ: أَي أُصْلِحَتْ وقُرِّبَتْ، وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي أُمْكِنَتْ فَلا تَمْتَنِعُ عَلى طالِبٍ. وَفِي الحَدِيث: كَمْ مِنْ عِذْقٍ} مُــذَلَّــلٍ لأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ. (و) {ذُلِّــلَ النَّخْلُ: وُضِعَ عِذْقُها على الْجَرِيدَةِ لِتَحْمِلَهُ، قالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ:} تَــذْلِــيلُ العُذُوقِ فِي الدُّنْيا أَنَّهَا إِذا خَرَجَتْ من كَوافِيرِها الَّتِي تُغَطِّيها عندَ انْشِقاقِها عَنْهَا يَعْمِدُ الآبِرُ إِلَيْها فَيُسْمَحُها ويُبَسِّرُها، حَتَّى يُدَلِّيَها خَارِجَةً من بَين ظَهْرانَيِ الجِريدِ والسُّلاَّء، فيَسْهُل قِطافُها عندَ إِيناعِها، قالَ: وَمِنْه الحديثُ: يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ عَلى خَيْرِ مَا كانتْ {مُــذَلَّــلَةً لَا يَغْشاها إلاَّ الْعَوافِي، أَي مُــذَلَّــلَةً قُطُوفُها، قالَ الصّاغَانِيُّ: وَقيل فِي قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:)
(وكَشْحٍ لَطِيفٍ كالْجَدِيلِ مُخَصَّرٍ ... وسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ} الْمُــذَلَّــلِ)
أَنه الَّذِي قد عُطِفَ ثَمَرُهُ لِيُجْتَنَى، وإِنَّما جَعَلَهُ مِثْلَ المُــذَلَّــلِ، لأَنَّه يَكْرُمُ على أَهْلِهِ فَيَتَعَهَّدُونَهُ، فلــذلــكَ جَعَلَهُ مِثْلَهُ، يُقالُ: {ذَلِّــلُوا نَخْلَكُمْ فتَخْرُجُ كَبائِسُهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ الأصْمَعِيُّ: أرادَ سَاقاً كأُنْبُوبِ بَرْدِيٍّ بينَ هَذَا النَّخْلِ} المُــذَلَّــلِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السَّقِيُّ الَّذِي يَسْقِيهِ الماءُ مِنْ غيرِ أَن يُتَكَلَّفَ لَهُ السَّقْيُ، وسُئِلَ ابنُ الأَعْرابِيِّ عَن {المُــذَلَّــلِ، فقالَ:} ذُلِّــلَ طريقُ الماءِ إِلَيْهِ. ويُقال: أُمُورُ اللهِ جَارِيَةٌ {أَــذْلــاَلَها، وعَلى أَــذْلــالِها: أَي مَجارِيها، ومَسالِكِها، وطُرُقِها، جَمْعُ} ذِلٍّ، بالكسرِ. ودَعْهُ عَلى {أّــذْلــالِهِ: أَي حالِهِ، بِلا واحِدٍ، كَما فِي المُحْكَمِ، والعُبابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَجْرِ الأُمُورَ على} أَــذْلــاَلِها: أَي أَحْوالِها الَّتِي تصلُح عَلَيْهَا، وتَسْهُل، وتَنْتَشِر، وَحِدُها {ذِلٌّ، ومنهُ قَوْلُ الخَنْسَاءِ:
(لِتَجْرِ الْحَوادِثُ بعدَ الْفَتَى ال ... مُغادَرِ بالمَحْوِ} أَــذْلــاَلَها)
أَي لستُ آسَى بعدَه على شَيْءٍ. وجاءَ عَلى {أَــذْلــالِهِ، أَي وَجْهِهِ، وقولُ ابنِ مسعودٍ: مَا مِن شَيْءٍ مِن كتابِ اللهِ إلاَّ وَقد جاءَ عَلى أّــذْلــالِهِ أَي: عَلى طُرُقِهِ ووُجُوهِهِ.} والــذَلــاَــذِلُ، {والــذَّلَذِلُ، مَقْصُورٌ مِنْهُ،} والــذَّلْذِلَــةُ، بِفَتْحِ ذَالِهِما الأُولى ولاَمِهِما، وكعُلَبِطٍ، وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وعُلَبِطَةٍ، وهُدْهُدٍ، وَهَذِه عَن أبي زَيْدٍ، وزِبْرِجٍ، وزِبْرِجَةٍ، وَهَذِه عَن أبي زيد أَيْضا، كُلُّه: أَسَافِلُ الْقَمِيصِ الطَّوِيلِ إِذا نَاسَ فأَخْلَقَ، قالَ الزَّفَيانُ: مُشَمِّراً قد رَفَعَ {الــذَّلــاذِلــا وَفِي المُحْكَم،} والــذَّلَذِلُ، مَقُصُورٌ من {الــذَّلــاذِل، الَّذِي هُوَ جَمْعُ ذَلِــك كُلِّه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَكَــذَلِــكَ الذَّنَاذِنُ، واحِدُها ذُنْذُنْ. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ:} - الــذَّلُــولِيُّ: الْحَسَنُ الخُلُقِ الدَّمِيثُهُ، ج: {ذَلُــولِيُّونَ.} وأذْلــاَلُ النَّاسِ: أَرَاذِلُــهُم، كَمَا فِي العُبابِ، {وذَلــاذِلُــهُم،} وذُلْذُلــاَتُهُم، بالضَّمِّ، {وذُلَــيْــذِلــاتُهُم، مُصَغَّراً: أَي أَوَاخِرُهُم، ونَصُّ المُحِيط: أَواخِرُ قليلٍ مِنْهُم. وعَيْرُ} المَــذَلَّــةِ: الْوَتِدُ، لأنَّهُ يُشَجُّ رَأسُهُ، قَالَ:
(لَو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ {مَــذَلَّــةٍ ... أَو كنتَ كِسْراً كنتَ كِسْرَ قَبِيحِ)
} وتَــذَلْذَلَ: اضْطَرَبَ واسْتَرْخَى، عَن ابنِ عَبَّادٍ، قالَ: {واذْلَــوْلَى: أَسْرَعَ مَخَافَةَ أَن يَفُوتَهُ شَيْءٌ، عَن الأَزْهَرِيُّ، قالَ الصّاغَانِيُّ: ومَوْضِعُ ذكرِهِ فِي الحروفِ اللَّيِّنَةِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} تَــذَلَّــلَ لَهُ: خَضَعَ. {وذَلَّ الحَوْضُ: تَثَلَّم، وتَهَدَّم. وطريقٌ} ذَلِــيلٌ، من طُرُقٍ ذُلُــلٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَبِيلٌ ذَلُــولٌ، وسُبُلٌ {ذُلُــلٌ. وقولُهُ تَعَالَى: فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ} ذُلُــلاً، يكونُ الطَّريقُ ذَلِــيلاً، وتكونُ هيَ {ذَلِــيلَةٌ، أَي ذُلِّــلَتْ لِيَخْرُجَ الشَّرابُ مِنْ بُطُونِها. وَقَالَ ابْن سِيدَه:} اذْلَــوْلَى: انْقَادَ {وذَلَّ، وَأَيْضًا: انْطَلَقَ فِي)
اسْتِخْفاء، قَالَ سِيبَوَيْه: لَا يُسْتَعْمَلُ إلاَّ مَزْيداً قَضَيْنا عَلَيْهِ بالياءِ لِكَوْنِها لاماً. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ:} اذْلَــوْلَى: انْكَسَرَ قلبُه.! واذْلَــوْلَى ذَكَرُهُ: قامَ مُسْتَرْخِياً. واذْلَــوْلَى، وَلَّى فذَهبَ مُتَقاذِفاً، ورِشَاءٌ {مُــذْلَــوْلٍ: إِذا كَانَ يضْطَرِبُ،} وتَــذَلَّــى: تَواضَعَ، وأصلُهُ {تَــذَلَّــلَ، وَفِي المُحْكَم: رَجُلٌ} ذَلَــوْلَى: {مُــذْلَــوْلٍ.