Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: دسم

نسم

(نسم) الْبَعِير نسما نقب منسمه
(نسم) : نَسِمَت الأَرْض نَسامَةٌ، أي نَزَّت.
(نسم) فِي الْأَمر ابْتَدَأَ وَلم يوغل فِيهِ والنسمة أَحْيَاهَا بالرزق أَو الْعتْق من الرّقّ
نسم: أنسم: أشاع العطر (المقدمة) (3: 391 إلا أن تحريك الكلمة مشكوك فيه).
تنسم: ضرب (الفخري 99: 6) مثالا للمعنى المجازي للكلمة: كان يخرج من المدينة كل يوم يتنسم الأخبار (39: 6 Antar) .
نسمة: ريح خفيفة (بوشر).
نسيم: هذه الكلمة مؤنثة منذ القدم (المقري 2: 348 انظر إضافات).
ن س م : النَّسِيمُ نَفَسُ الرِّيحِ وَالنَّسَمَةُ مِثْلُهُ ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهَا النَّفْسُ بِالسُّكُونِ وَالْجَمْعُ نَسَمٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ.

وَاَللَّهُ بَارِئُ النَّسَمِ أَيْ خَالِقُ النُّفُوسِ.

وَالْمَنْسِمُ مِثْلُ مَسْجِدٍ قِيلَ بَاطِنُ الْخُفِّ وَقِيلَ هُوَ لِلتَّعْبِيرِ كَالسُّنْبُكِ لِلْفَرَسِ. 
(نسم) - في الحديث: "أَبُدُوًّا يَا أَسْلَم فتَنَسَّمُوا الرِّياح. "
النَّسِيم: نَفَس الرِّيح. يُقال: وَجَدت نسِيمًا طَيِّبًا، وَالتنَسُّمُ: طلَبُ النَّسِيم واستِنْشَاقُه؛ وَقد نَسَمَت الرِّيحُ تَنْسِم نسَمًا وَنَسِيمًا ونسَمَانًا؛ إذَا هبَّت هُبُوبًا ضَعِيفًا، وجاءت بَنَفسٍ غيرِ شَدِيدٍ.
وَأينَ نَسَمُكَ ومَنْسِمُكَ: أي أين تَتَوجَّهُ، والمَنْسِمُ: الطَّريقُ البَيّنُ، وَهذا نَسَمٌ مِن الطرِيق وأَنسَامٌ،: أي عَلامَةٌ وبَيَانٌ.
- ومنه الحديث : "على كلِّ مَنْسِمٍ من الإنسَانِ صَدقةٌ"
إن حُفِظَ لفَظُه فمعناه: على كلّ مَفْصِل.
(ن س م) : (النَّسَمَةُ) النَّفَسُ مِنْ نَسِيمِ الرِّيحِ ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهَا النَّفْسُ وَمِنْهَا أَعْتَقَ (النَّسَمَةَ) وَاَللَّهُ بَارِئُ النَّسَمِ (وَأَمَّا) قَوْلُهُ وَلَوْ أَوْصَى أَنْ يُبَاعَ عَبْدُهُ نَسَمَةً صَحَّتْ الْوَصِيَّةُ فَالْمُرَادُ أَنْ يُبَاعَ لِلْعِتْقِ أَيْ لِمَنْ يُرِيدُ أَنْ يُعْتِقَهُ وَانْتِصَابُهَا عَلَى الْحَالِ عَلَى مَعْنَى مُعَرَّضًا لِلْعِتْقِ (وَإِنَّمَا) صَحَّ هَذَا لِأَنَّهُ لَمَّا كَثُرَ ذِكْرُهَا فِي بَابِ الْعِتْقِ وَخُصُوصًا فِي قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «فُكَّ الرَّقَبَةَ وَأَعْتِقْ النَّسَمَةَ» صَارَتْ كَأَنَّهَا اسْمٌ لِمَا هُوَ بِغَرَضِ الْعِتْقِ فَعُومِلَتْ مُعَامَلَةَ الْأَسْمَاءِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِمَعَانِي الْأَفْعَالِ.
[نسم] النَسيمُ: الريح الطيِّبة. يقال منه: نَسمَتِ الريحُ نَسيماً ونَسَماناً. ونسم الريح: أولها حين تقبل بلينٍ قبل أن تشتدَّ. ومنه الحديث: " بُعِثْتُ في نَسَمِ الساعة "، أي حين ابتدأتْ وأقبلتْ أوائلها. والنَسَمُ أيضاً: جمع نَسَمَةٍ، وهي النَفَس والرَبْو. وفي الحديث: " تنكَّبوا الغُبار فمنه تكون النَسَمَةُ ". والنَسَمَةُ: الإنسانُ. وتَنَسَّمَ، أي تنفَّس. وفي الحديث: " لما تنسموا روح الحياة "، أي وجدوا نَسيمَها. وناسَمَهُ، أي شامه. والمنسم، بكسر السين: خف البعير. قال الكسائي: هو مشتقٌّ من الفعل. يقال: نَسَمَ به يَنْسِمُ نَسْماً. وقال الأصمعيّ: قالوا مَنْسِمُ النعامةِ كما قالوا: منسم البعير. ويقال أيضاً: من أين مَنْسِمُكَ؟ أي من أين وجهتك؟

نسم


نَسمَ(n. ac. نَسْم
نَسِيْم
نَسَمَاْن)
a. Blew softly; wafted.
b. Spread itself (odour).
c.(n. ac. نَسَم), Kicked, plunged.
d. Decayed, putrefied.

نَسِمَ(n. ac. نَسَم)
a. see supra
(d)
نَسُمَ(n. ac. نَسَاْمَة)
a. Exuded water (ground).
نَسَّمَa. Vivified; called into life; reanimated. —
?...? Liberated, manumitted (slave).
c. [Fī], Began, commenced.
نَاْسَمَa. Smelt; sniffed.
b. Whispered to.

أَنْسَمَa. see II (a) (b).
تَنَسَّمَa. Breathed.
b. Smelt, inhaled.
c. [Bi], Exhaled (smell).
d. Applied himself to; acquired.

نَسَم
(pl.
أَنْسَاْم)
a. see 25 (a)b. Breath; vital spirits.
c. Indistinct track.
d. A certain bird.

نَسَمَة
(pl.
نَسَم & reg. )
a. Breath, respiration; breath of life.
b. Living being; man.
c. Asthma.
d. Slave.

مَنْسِم
(pl.
مَنَاْسِمُ)
a. Sole; foot (ostrich).
b. Sign, mark.
c. Road, path; way; method.

نَاْسِمa. Gasping; dying.
نَسِيْم
(pl.
نِسَاْم)
a. Breeze, zephyr.

أَنَاْسِمُa. Men.

N. Ag.
نَسَّمَa. Vivificative; vivifier.

N. Ac.
نَسَّمَa. Vivification.

نَيْسَم
a. see 4 (c) & 25
(a).
ن س م: (النَّسِيمُ) الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ وَقَدْ (نَسَمَتِ) الرِّيحُ تَنْسِمُ بِالْكَسْرِ (نَسِيمًا) وَ (نَسَمَانًا) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (نَسَمُ) الرِّيحِ بِفَتْحَتَيْنِ أَوَّلُهَا حِينَ تُقْبِلُ بِلِينٍ قَبْلَ أَنْ تَشْتَدَّ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ» أَيْ حِينَ ابْتَدَأَتْ وَأَقْبَلَتْ أَوَائِلُهَا. وَ (النَّسَمُ) أَيْضًا جَمْعُ (نَسَمَةٍ) وَهِيَ النَّفَسُ وَالرَّبْوُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «تَنَكَّبُوا الْغُبَارَ فَمِنْهُ تَكُونُ النَّسَمَةُ» . وَ (النَّسَمَةُ) أَيْضًا الْإِنْسَانُ. وَ (تَنَسَّمَ) أَيْ تَنَفَّسَ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَمَّا تَنَسَّمُوا رُوحَ الْحَيَاةِ» أَيْ وَجَدُوا نَسِيمَهَا. وَ (الْمَنْسِمُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ خُفُّ الْبَعِيرِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَقَالُوا: مَنْسِمُ النَّعَامَةِ. 
ن س م

وجدت نسيم الريح: نفسها، وقد نسمت نسيماً ونسماناً. وتنسّمتها: تتّبعت نسيمها. " تنكّبوا الغبار فإنّ منه تكون النّسمة " أي النّفس وهو الرّبو. وهذه نسمةٌ مباركة. وأعتق نسمةً. والله باريء النّسم. وأملصت الناقة ولدها قبل أن تنسّم أي تجسّد وتمّ وصار نسمةً.

ومن المجاز: من أين منسمك؟: وجهك، وأصله: منسم البعير. وفي الحديث: " قد استقام المنسم " ووجدت منسماً من الأمر: علامةً وأثراً. قال الأحوص:

وإن أظلمت يوماً من الناس طخية ... أضاء بكم يا آل مروان منسم

وفي الحديث: " بعثت في نسيم الساعة ": في نفسها وأوّلها. قال ذو الرمة:

بجرعاء دهناوية التّرب طيّب ... بها نسم الأرواح من كل منسم

وتنسّمت الخبر. وتنسمت أثر فلان حتى استبنته. وتنسّمت منه علماً: أخذته. وقال:

أحبّك حبّ العود ماءً بقفرة ... تنسّم تحت الليل سمت الموارد

ونسم لي خبر وأثر: تبيّن. وناسمته. وهو طيّب المناسمة والمنامسة. قال:

سقياً لها وحبذا نسامها ... لو كان لي ميسّراً كلامها

وإن فلاناً لباقي النسيم إذا كان باقي القوّة والصلابة. قال:

هيّجها أروع ذو نسيم

وإن فلاناً ثقيل الظلّ بارد النسيم: للثقيل.
نسم
النَسِيْمُ: نَفْسُ الرُوْحِ. وكذلك يُقال: ما بها من نَسَمٍ: أي ذُوْ رُوْحٍ. والنسَمَةُ في العِتْقِ: المَمْلُوْكُ ذَكَراً كانَ أو أُنْثى.
ونَسَمُ الإنسانِ: تَنَفسُه. والنسَمَة: النفَسُ. وتَنَسمَ: صارَ نَسَمَةً. ويقولونَ: ما في الأنَاسِمِ مِثْلُه. والمُنَسمُ: رَجُل من بَني أسَدٍ كانَ يُحْييْ النَسَماتِ. ونَسَمَتِ الريْحُ تَنْسِمُ نَسِيْماً ونَسَماناً: إذا جاءَتْ بنَفَسٍ ضَعِيْفٍ. ونَسِيْمُ الريْحِ: هُبُوْبُها.
والمَنْسَمُ: المَصْدَرُ من ذلك.
والنَسِيْمُ: الصوْتُ. وفُلانٌ باقي النَسِيْمِ: أي باقي العُقْبَةِ والصَّلَابَةِ. وهو السُّعَالُ أيضاً. ومَنْسِمُ البَعِيرِ: خُفُّه. ومَنَاسِمُ الفِيْلِ: مِثْلُه. وأيْنَ مَنْسِمُكَ: أي وَجْهُكَ الذي تَتَوَتجَهُ إليه. وأيْنَ نَسَمُكَ: بمَعْناه.
وأرى من هذا الأمْرِ وِجْهَةَ مَنْسِمٍ: أي بَيَاناً وعَلَامَةً. وفي الحَدِيث: " لقد اسْتَقَامَ المَنْسِمُ " أي الطَّرِيْقُ. وهذا نَسَمٌ من الطرِيقِ وأنْسَامٌ. وتَنَسمْتُ الطرِيْقَ: أخَذْت مَذْهَبَه. ونَسَّمْتُ أثَرَه حتّى اسْتَبَنْتُه. وأنْسَمَ اللهُ لي كذا: أي أظْهَرَه. واسْتَنْسَمْتُ الصَّيْدَ وأنْسَمْتُه: طَلَبْته. والنَّيْسَمُ: الأثرُ. ونَيْسَمُ النَمْلِ: أثَرُه. وصارَ الطرِيْقُ نَيْسَمَةً ونَيْسَبَةً: أي مُخْتَلَفاً فيه. والقَوْمُ مُنَيْسِمُونَ: أي يَسِيْرُوْنَ. ونَيْسَمَ في الحَدِيثِ: ابْتَدَأَ فيه.
وفي الحديث: " بُعِثْتُ في نَسَمِ السّاعَةِ " أي كادَتْ لَتَسْبِقُني. وإنَه لَيَتَنَسمُ بشَيْءٍ: أي يَتَنَغَمُ به وَيتَكَلَّمُ، وَينْسِمُ: مِثْلُه. والمُنَاسَمَةُ: المُسَاهَاةُ وحُسْنُ المُحَادَثَةِ.
[نسم] نه: فيه: من أعتق "نسمة"، هي الروح والنفس، أي من أعتق ذا روح وكل دابة فيها روح فهي نسمة، وإنما يريد الناس ن: هو بفتحتين. وح: عرض "نسم" بنيه على آدم، يشكل بما ورد أن أرواح المؤمن في الجنة وأرواح الكفار في سجين، فلعلها تعرض عليه أوقاتًا فوافق مروره صلى الله عليه وسلم وقت العرض، أو كونهم في الجنة والنار وقتًا دون وقت. وح: رزق "نسمة" المؤمن من الجنة، يأول بالشهداء لألهم يرزقون في الجنة، وغيرهم إنما يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي. وقيل: أراد المؤمنين الداخلين الجنة بغير حساب فيدخلونها الآن. ج: نسم بنيه، جمع نسمة. ط: كل "نسمة" هو خالقها، الجملة صفة نسمة ذكرها ليتعلق به إلى يوم القيامة، وهو دليل على أن إخراج الذرية كان حقيقيًا، وجعل الوبيص بين عيني كل إيذان بأن الذرات كانت في صورة إنسان، وبأنها على الفطرة، والتعجب من وبيص داود تفضيل له من بعض وجه، وبين عينيه- ثاني مفعولي جعلن أو ظرف له إن كان بمعنى خلق، وأربعين- ثاني مفعولي زد. ك: ما من نفس كائنة إلا وهو كائنة، أي ما من نفس كائنة في علم الله إلا هي كائنة في الخارج بأن يوصل الله إلى الرحم شيئًا من النطفة وإن قل؛ الطحاوي: فيه أن العزل غي رمكروه إذ لم ينههم صلى الله عليه وسلم. نه: وفيه: تنكبوا الغبار فإن منه تكون "النسمة"، هي هنا النفس- بالحركة. واحد الأنفاس، أراد تواتر النفس والربو والنهيج، فسمى العلة نسمة لاستراحة صاحبها إلى تنفسه، فإن صاحب الربو لا يزال يتنفس كثيرًا. ومنه: لما "تنسموا" روح الحياة، أي وجدوا نسيمها، والتنسم: طلب النسيم واستقه. وح: بعثت في "نسم" الساعة، هو من النسم: أول هبوب الريح الضعيفة، أي بعثت في أول أشراط الساعة وضعف مجيئها، وقيلك هو جمع نسمة أي بعثت في ذي أرواح خلقهم الله قبل اقتراب الساعة، كأنه قال: في آخر نشء من بني آدم. وفي ح ابن العاص وخالد: استقام "المنسم" وإن الرجل لنبي، أي تبين الطريق، من رأيت منسمًا من الأمر أعرف به وجهه أي أثرًا منه وعلامة، وأصله المنسم: خف البعير يستبان به على الأرض أثره إذا ضل. ومنه ح علي: وطئتهم "بالمناسم"، جمع منسم، أي بأخفافها، وقد تطلق على مفاصل الإنسان. ومنه ح: على كل "منسم" من الإنسان صدقة، أي على كل مفصل.

نسم

5 تَنَسَّمَ شَيْأً He sought, or endeavoured to get. or attain, a thing, with labour and perseverance: i. q. تَطَلَّبَهُ. (IbrD.) b2: تَنَسَّمَ الخَيَرَ He sought, searched, or inquired, for, or after, the news. or tidings; (MA, KL;) [as though endeavouring to scent it;] so that he elicited it. (TA.) نسم من الطريق , denoting nearness and shortness of the way. see نبق and مُسْتَعْجِلَةٌ.

نَسَمٌ

: see نَسِيمٌ.

نَسَمَةٌ A soul; syn. نَفْسٌ, with sukoon: and نَسَمٌ souls; syn. نُفُوسٌ. (Msb.) b2: A man. (K.) نَسِيمٌ A gentle wind; a gentle gale: a breeze. b2: The commencement of any wind before it becomes strong: (AHn, M:) or a pleasant wind: (S:) or the breath of the wind: (Msb:) or the breath of the wind when weak; as also ↓ نَسَمٌ: or a wind from which comes a weak breath: pl. of both أَنْسَامٌ. (M.) b3: بَارِدُ النَّسِيمِ (tropical:) One who chills people: see ثَقِيلٌ. b4: نَسِيمٌ Odour, scent, sweet or disagreeable: see رَائِحَةٌ.

نَيْسَمٌ i. q.

نَيْسَبٌ.

مَنْسِمٌ The sole (بَاطِن) of the خُفّ: or, to a camel, the same as the سُنْبُك to the horse; (Msb;) [i. e., the toe, or nail, or edge of the fore part of the foot, of a camel: see ظُفُرٌ:] the extremity of the خُفّ of the camel and ostrich and elephant, and of the solid hoof: or each of the two nails (ظُفْراَنِ) of the camel, that are upon [each of] his fore-feet: or it is, to a she-camel, like the ظُفْر to a man: (M:) or the خُفّ of the camel, (S, K,) and of the ostrich. (As, S.) b2: [Also, (assumed tropical:) The toe of a human being: see a verse cited voce جَذَا, art. جذو.]

نسو and نسى 1 see 6.6 تَنَاسَاهُ He pretended that he had forgotten it: (S, KL, * TA:) and (TA) he forgot it; (MA, KL, * TA;) like ↓ نَسِيَهُ: (TA:) [or] he constrained himself to dismiss it from his mind. (MA.) b2: تُنُوسِىَ It (a word or the like) was forgotten by degrees. (Occurring often in the larger Lexicons.) النَّسَا [vulg. عِرْقُ النَّسَا, app. The sciatic vein;] the portion, in the thigh, of the vein (عِرْق) which, in the back, is called the وَتِين, and which extends to the shank, where it is called the صَافِن: (IAth, TA, voce أَبْهَرُ:) or the صاَفِن and عرق النسا are two branches of one عِرْق [or vein]: (Ibn-Seenà, vol. i. book iii. p. 608: [where the opening of each of these to let blood is mentioned:]) [in a solid-hoofed animal,] النسا is a vein (عِرْق) proceeding from the hip, or haunch, lying within each thigh, then passing by the hock, so as to reach the hoof: when the breast is fat, each of its thighs becomes cleft by two large portions of flesh, and the نسا runs between them, and is apparent. (S.) [In the present day it seems to be applied by some to the sciatic nerve: and عِرْقُ النَّسَا, as also النَسَا alone, often signifies sciatica, or hip-gout: see نِقْرِسٌ and also شَنِجٌ.

مُنْسِيهَا for مَنْسِئِهَا: see a verse cited voce عُقْبَةٌ.
ن س م

النَّسَمُ والنَّسَمةُ نَفَسُ الرُّوحِ وما بها نَسَمَةٌ أي نَفَسٌ والجمعُ نَسَمٌ والنَّسيمُ ابتداءُ كلِّ ريحٍ قبل أن تَقْوَى عن أبي حنيفة وتَنَسَّمَ تنفَّسَ يمانيَّة والنَّسيم نفَسُ الرِّيحِ إذا كان ضَعيفاً وقيل النَّسيم من الرِّياح التي يجيءُ منها نَفَسٌ ضَعيفٌ والجمع منهما أَنْسامٌ قال يَصِفُ الإِبلَ

(وجَعَلَتْ تَنْضَحُ من أنْسامِها ... نَضْحَ العُلُوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها)

أنْسامُها روائحُ عَرَقِها يقول لها ريحٌ طيِّبة والنَّيْسَمُ كالنَّسيمِ نَسَمَ يَنْسِمُ نَسْماً ونَسِيماً ونَسَماناً وتنسَّمَ النَّسيمَ تَشَمَّمهُ وتنسَّم منْه عِلْماً على المثَل والشينُ لغةٌ عن يعقوبَ وقد تقدَّم وليْست إحداهُما بدَلاً من أُخْتِها لأنَّ لكل واحد منهما وَجْهاً فأمَّا تَنَسَّمتُ فكأنَّه من النَّسِيمِ كقَوْلك اسْتَرْوَحت خَبراً فمعناه أنّه تَلطَّفَ في الْتِماسِ العِلْمِ منه شيئاً فشيئاً كهُبُوبِ النَّسيمِ وأمَّا تنشّمْتُ فمن قَوْلِهم نَشَّمَ في الأمْرِ أي بَدَأ ولم يُوغِلْ فيه وكذلك تَنَسَّمْتُ منه أي ابتدأتُ بِطَرَف من العِلْمِ من عندِه ولم أتمكَّن فيه وتَنَسَّمَ المكانُ بالطِّيبِ أرِجَ قال سَهْم بن إياسٍ الهُذَلِيُّ (إذا ما مَشَتْ يَوماً بِوادٍ تنسَّمت ... مَجالِسُهَا بالمَنْدَلِيِّ المُكَلَّلِ)

وما بها ذو نسيم أي ذُو رُوحٍ والنَّسَمُ والمَنْسَمُ من النَّسيم والمَنْسِمُ طرفُ خُفِّ البعيرِ والنَّعامةِ والفيلِ والحافِرِ وقيل مَنْسِمَا البَعِيرِ ظُفراهُ اللَّذانِ في يدِه وقيل هو للناقَةِ كالظُّفْرِ للإِنسان ونَسَمَ به يَنْسِمُ نَسْماً ضَرَبَ واستعارَهُ بعضُ الشعراءِ للظَّبْيِ فقال

(تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم يَتَفَلَّلا ... وَحَى الذِّئْبِ عن طَفْلِ مَناسِمُه مُخْلِي)

ونَسِمَ نَسَماً نَقِبَ مَنْسِمُهُ والنَّسَمَةُ الإِنسانُ والجمع نَسَمٌ ونَسَمَاتٌ قال الأعشى

(بأعظمَ منهُ تُقىً في الحِسابِ ... إذا النَّسَماتُ نَقَضْنَ الغُبارا)

والنَّسَمَةُ في العِتْقِ الممْلُوك ذَكَراً كان أو أُنْثَى ونَسَمَ الشَّيءُ ونَسِمَ نَسَماً تَغَيَّرَ وخَصَّ بعضُهُم به الدُّهْن والنَّسَمُ رِيحُ اللَّبَن والــدَّسَمِ والنَّسَمُ أَثَرُ الطَّريق الدارِسِ والنَّيْسَمُ ما وَجْدتَ من الآثارِ في الطريقِ وليْسَ بِجادَّةٍ والمَنْسِمُ المذْهَبُ والوجْهُ منه يقالُ أيْن مَنْسِمُكَ أي أين مَذْهَبُك ومُتَوجَّهُك
نسم
نسَمَ يَنسِم، نَسْمًا ونَسِيمًا، فهو ناسِم
• نسَمتِ الرِّيحُ: هبَّت هبوبًا خفيفًا وتحرَّكت "نَسْمة هواء- إذا نسمت الرِّيحُ ارتعشت الأغصانُ". 

تنسَّمَ/ تنسَّمَ بـ يتنسَّم، تنسُّمًا، فهو مُتنسِّم، والمفعول مُتنسَّم (للمتعدِّي)
• تنسَّمتِ الرِّيحُ: نسَمت؛ هبّت هُبُوبًا خفيفًا "تتنسَّم الريحُ في ليالي الصيف".
• تنسَّم الخبرَ: تلطّف في التماسه شيئا فشيئًا، تتبعه وتقصّاه "تنسَّم العلمَ- تنسّم منه علمًا: أخذه- يتنسّم أنباء تجربة أستاذه في علم الفضاء" ° تنسّمت أثرَه حتَّى تبيّنتُه: تتبّعتُه.
• تنسَّم الرِّيحَ: تشممّها ووجد نسيمها "تنسَّم العِطْرَ".
• تنسَّم المكانُ بالطِّيب: أرج به؛ أي: فاحت رائحتُه الطيِّبة "تنسَّمت الحديقُة بشذا الأزهار". 

مَنسِم [مفرد]: ج مناسِمُ:
1 - طرف خُفّ البعير والنعامة والفيل ونحوها أو هو للإبل كالظفر للإنسان "ضرب الأرضَ بمَنسِمه".
2 - علامة.
3 - طريق "نهجت منسم أستاذي في البحث" ° أين منسِمُك: متوجَّهُك ومذهبُك. 

نَسْم [مفرد]: مصدر نسَمَ. 

نَسَمَة1 [مفرد]: ج نَسَم: كلّ كائِن حيّ فيه روح. 

نَسَمَة2 [مفرد]: ج نسَمات: إنسانٌ، نفس "يبلغ تعداد السكّان في مصر 65 مليون نَسَمة- {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَسْمَةٌ عَنْ نَسْمَةٍ شَيْئًا} [ق] ". 

نَسيم [مفرد]: ج أنسام (لغير المصدر) ونسائِمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر نسَمَ.
2 - ريح خفيفة لا تُحرِّك شجرًا ولا تعفّي أثرًا "نسيم البحر: هواء لطيف يهُبّ من البحر إلى اليابسة- نسيم البرّ: ريح تهبّ من البرِّ نحو البحر- فيا نسيم الصَّبا بلّغ تحيَّتنا ... من لو على البُعد حيًّا كان يُحيينا" ° نسيم عليل: هواء منعش.
3 - رُوح ° فلان بارد النَّسيم: ثقيل الظِّلِّ.
• شمُّ النَّسيِم: عيد الرَّبيع في مصر، وهو من الأعياد الفرعونيّة التي لم يزل يحتفل بها المصريون في بداية فصل الرَّبيع. 

نَيْسَم [مفرد]: ج نياسمُ: (حن) مخرج بخار الماء عند الحيتان وبعض الأسماك. 
نسم

(النَّسَمُ، مُحَرَّكَةً نَفَسُ الرُّوحِ، كالنَّسَمَةِ، مُحَرَّكَةً) أَيْضا. يُقال: مَا بِهَا نَسَمةٌ أَيْ: نَفَسٌ، ومَا بِهَا ذُو نَسَم أَي: ذُو رُوحٍ، وقِيلَ: النَّسَمُ: جَمْعُ النَّسَمَةِ.
(والنَّسَمُ: (نَفَسُ الرِّيحِ إِذَا كَانَ ضَعِيفًا، كالنَّسِيمِ) ، كَأَمِيرٍ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: النَّسِيمُ: ابْتِدَاءُ كُلِّ رِيحٍ قَبلَ أَنْ تَقْوَى. وَقَالَ غَيرُه: النَّسِيمُ مِنَ الرِّياحِ: الَّتِي يَجِىءُ مِنْهَا نَفَسٌ ضَعِيفٌ. وَفِي الصِّحاحِ: النَّسِيمُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ.
(والنَّيْسَمُ) ، كَحَيْدَرٍ (ج: أَنْسامٌ) ، يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ النَّسيمِ أَوِ النَّسَمِ، قَالَ يَصِفُ الإِبِلَ:
(وجَعَلَتْ تَنْضَحُ مِنْ أَنْسَامِهَا ... )

(نَضْحَ العَلُوجِ الحُمْرِ فِي حَمَّامِها ... )
أَنْسَامِها: رَوائِحُ عَرَقِها. يَقولُ: لَهَا رِيحٌ طَيِّبَة؟
(نَسَمَ يَنْسِمُ نَسْمًا) ، بِالفَتْحِ (ونَسِيمًا ونَسَمَانًا) ، مَحَرَّكَةً: (هَبَّ) .
(و) نَسَمَتِ (الأَرْضُ نَسَامَةً: نَزَّتْ) بِرُطُوبةٍ، صَوابه: نَسَّمَت، بِالتَّشْدِيد، ويَأْتِي فِي الشِّين قَرِيبا.
(و) نَسَم (البَعِيرُ بِخُفِّهِ يَنْسِمُ: ضَرَبَ) ، عَن الكِسائِيِّ. (و) نَسَمَ (الشَّيءُ) نَسْمًا: (تَغَيَّرَ، كَنَسِمَ، بِالكَسْرِ) ، وخَصَّ بَعْضُهُم بِهِ الدَّهْنَ.
(وتَنَسَّمَ: تَنَفَّسَ) يَمَانِيَةٌ. وَفِي الحَدِيثِ: " لَمَّا تَنَسَّمُوا رَوْحَ الحَيَاةِ "، أَيْ: وَجَدُوا نَسِيمَها.
(و) تَنَسَّمَ النَّسِيمَ: إِذا (تَشَمَّمَهُ) ، كَتَنَسُّمِ العَلِيلِ والمَحْزُونِ إِيَّاهُ، فَيَجِدُون لِذَلِك خِفَّة وفَرَحًا.
(و) تَنَسَّمَ (المَكَانُ بِالطِّيبِ) : أَيْ: (أَرِجَ) بِهِ.
(و) تَنَسَّمَ (العِلْمَ: تَلَطَّفَ فِي الْتِمَاسِهِ) .
(والنَّسَمَةُ، مُحُرَّكَةً الإِنْسَانُ ج: نَسَمٌ، ونَسَمَاتٌ) ، بِالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا، قَالَ الأَعْشَى:
(بِأَعْظَمَ مِنْهُ تُقًى فِي الحِسَابِ ... إِذَا النَّسَمَاتُ نَفَضْنَ الغُبَارَا)

(و) النَّسَمَةُ فِي العِتْقِ: (المَمْلُوكُ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى) . وَقَالَ بَعْضٌ: النَّسَمَةُ: الخَلْقُ يَكُونُ ذَلِكَ للصَّغِيرِ والدَّوَابِّ وغَيْرَهَا، ولِكُلِّ مَا كَانَ فِي جَوْفِه رُوحٌ، حَتَّى قَالُوا لِلطَّيْرِ نَسَمَةٌ، وَفِي الحَدِيثِ: " مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً مُؤْمِنَةً وقَى الله عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا من النَّار ". قَالَ خَالِدٌ: النَّسَمَةُ: النَّفْسُ والرُّوحُ وكُلُّ دَابَّةٍ فِي جَوْفِهَا رُوحٌ فَهِيَ نَسَمَةٌ. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَيْ: مَنْ اَعْتَقَ ذَا رُوحٍ، وكُلُّ دَابَّة فِيهَا رُوحٌ فَهِيَ نَسَمَةٌ، وإِنَّمَا يُرِيدُ النَّاسَ. وَفِي حَدِيثٍ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنهُ: " وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسْمَةَ "، أَي: خَلَق ذَاتَ الرُّوحِ، وكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُولُها إِذَا اجْتَهَدَ فِي يَمِينِه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: النَّسَمَةُ: غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ، وَفِي حَدِيثِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ: " اعْتِقِ النَّسْمَةَ وفُكَّ الرَّقَبَةَ، قَالَ:أَوَلَيْسَا وَاحِدًا؟ قَالَ: لَا، عِتْقُ النَّسْمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وفَكُّ الرَّقَبَة: أَنْ تُعِينَ فِي ثَمَنِهَا ".
(و) النَّسَمَةُ: (الرَّبْوُ) ، وَمِنْه الحَدِيث: " تَنكبوا الغُبَار فَإِنَّ مِنه تَكُونُ النَّسَمَةُ "، أَرَادَ تَوَاتُرَ النَّفَسِ والنَّهِيجَ، فسُمِّيت العِلَّةُ نَسَمَةً لاسْتِرَاحَةِ صَاحِبِهَا إِلَى تَنَفُّسِه؛ فإنَّ صَاحِبَ الرَّبْوِ لَا يَزَالُ يَتَنَفَّسُ كَثِيرًا.
(والمَنْسِمُ، كَمَجْلِسٍ) : طَرَف (خف الْبَعِير) ، وهُمَا كَالظُّفْرَيْنِ فِي مُقَدَّمَةِ، بِهِمَا يُسْتَبَانُ أَثَرُ البَعِيرِ الضَّالِّ. قَالَ الأصمَعِيُّ: وَقَالُوا: مَنْسِمُ النَّعَامَةِ، كَمَا قَالُوا للْبَعِيرِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، ولِخُفِّ الفِيلِ: مَنْسِمٌ، والجَمْعُ: مَنَاسِمُ، واسْتَعارَه بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للظَّبْيِ قَالَ:
(يَذُبُّ بِسَحْمَاوَيْنِ لم يَتَفَلَّلاَ ... وَحَى الذِّئبِ عَن طَفْلٍ مَنَاسِمُهُ مُخْلي)

(و) المَنْسِمُ من الأَمْرِ: (العَلاَمَةُ) والأَثَر. يُقال: رَأَيْتُ مَنْسِمًا من الأَمْرِ أَعْرِفُ بِهِ وَجْهَه، أَيْ: أَثَرًا مِنْهُ وعَلامَةً، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) قَالَ أَبُو مَالِك: المَنْسِمُ: (الطَّرِيقُ) ، وأَنشَدَ لِلأَحْوَصِ:
(وإِنْ اَظْلَمَتْ يَوْمًا على النَّاسِ غَسْمَةٌ ... أَضَاءَ بكم يَا آلَ مَرْوَانَ مَنْسِمُ)

يَعْنِي الطَّرِيقَ، وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو [بن الْعَاصِ] وإِسْلاَمِه: " لَقد اسْتَقَامَ المَنْسِمُ "، أَيْ: تَبَيَّنَ الطَّرِيقُ، وَهُوَ مَجَاز.
(و) المَنْسِمُ: (المَذْهَبُ والوَجْهُ) ، يُقالُ: أَيْنَ مَنْسِمُكَ؟ أَي: أَيْن مَذْهَبُكَ ومُتَوَجَّهُكَ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْنَ وِجْهَتُكَ؟
(و) المُنَسِّمُ، (كَمُحَدِّثٍ: مُحْيِي النَّسَمَاتِ) ، يُقالُ: نَسَّمَ نَسَمَةً إِذَا اَحْيَاهَا بِالعِتْقِ أَوْ بِإدْرَارِ الرِّزْق.
(والنَّسِيمُ: الرُّوحُ) ، يُقالُ: مَا بِهَا ذُو نَسِيم أَيْ: ذُو رُوح، وأَنشَدَ الأَزْهَرِيّ لِلأَغْلب:
(ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القَدِّيمِ ... )

(يَفْرُقُ بَيْنَ النَّفْسِ والنَّسِيمِ ... )
قَالَ: أَرَادَ بِالنَّفْسِ جِسْمَ الإِنْسانِ أَو دَمَهُ، وبِالنَّسِيمِ الرُّوحَ.
(و) النَّسِيمُ أَيْضا: (العَرَقُ) والجَمْعُ أَنْسَامٌ، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ، وخَصَّه بَعضٌ فِي الحَمَّام. وتَقَدَّم شاهِدُه.
(والنَّيْسَمُ) ، كَحَيْدَرٍ: (الطَّرِيقُ الدَّارِسُ) المُسْتَقِيمُ، كَالنَّيْسَبِ، أَو مَا وَجَدْتَ من الآثَارِ فِي الطَّرِيقِ ولَيْسَتْ بِجَادَّةٍ بَيِّنَةٍ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(بَاتَتْ على نَيْسَمِ خَلٍّ جازِعِ ... )

(وَعْثِ النِّهاضِ قَاطِعِ المَطَالِعِ ... )
(كالنَّسَم، مُحَرَّكَةً) ، وَهُوَ أَثَرُ الطَّرِيقِ الدَّارِسِ.
(وَهِيَ) أَيْ: النَّسَمُ (رِيحُ اللَّبَنِ، والــدَّسَمِ، و) أَنشَدَ شَمِرٌ:
(يَا زُفرُ القَيْسِيُّ ذَا الأَنْفِ الأَشَمّ ... )

(هَيَّجتَ مِنْ نَخْلَةَ أَمثال النَّسَمْ ... )
قَالَ: النَّسَمُ هُنَا (طَيْرٌ سِراعٌ) خِفافٌ لَا يَسْتَبِينُهَا الإِنْسَانُ مِنْ خِفَّتِهَا وسُرْعَتِهَا قَالَ: وَهِي فَوق الخَطَاطِيفِ غُبْرٌ (تَعْلُوهُنَّ حُضْرَةٌ) .
(و) يُقالُ: مَا فِي (الأَنَاسِم) مِثْلُه أَي: (النَّاس) ، كَأَنَّه جَمَعَ النَّسَمَ اَنْسَامًا، ثمَّ أَنَاسِمَ جَمْعَ الجَمْعِ.
(ونَسَّمَ فِي الأمرِ تَنْسِيمًا: ابتْدَأَ) ولَمْ يَدْخُلْ فِيه، والشِّينُ لُغَةٌ فِيهِ.
(و) نَسَّم (النَّسَمَة: أَحْيَاهَا وأَعْتَقَهَا) ، وَمِنْه: المُنَسِّمُ.
(والنَّاسِم: المَرِيضُ) الّذِي قد (اَشْفَى عَلَى المَوْتِ) . يُقال: (فُلانٌ يَنْسِمُ كنَسْمِ الرِّيحِ الضَّعِيفِ، وَقَالَ المَرَّارُ:
(يَمْشِينَ رَهْوًا وبَعْدَ الجَهْد من نَسَمٍ ... وَمِنْ حَباءٍ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتُورِ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: تَنَسَّمَتِ الرِّيحُ، هَبَّتْ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(فَإِنَّ الضَّبَا رِيحٌ إِذا مَا تَنَسَّمَتْ ... على كِبْدِ مَحْزُونٍ تَجلَّت هُمومُها)

ونَسَمُ الرِّيحِ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُها حِينَ تُقْبِلُ بِلينٍ قَبْلَ أَنْ تَشْتَدَّ.
وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ: " بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ "، أَيْ: حِينَ ابْتَدَأَتْ وأَقْبَلَتْ أَوَائِلُهَا كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: فِي ضَعْفِ هُبُوبِها وأَوَّلِ اَشْرَاطِهَا، وقِيلَ: هُوَ جَمْعُ نَسَمَةٍ، أَي: فِي آخِرِ النَّشْءِ من بَنِي آدَمَ.
والمَنْسَمُ، كَمَقْعَدٍ: مصدرُ نَسَمَ نَسِيمًا.
ونَسِمَ البَعِيرُ، كَفَرِحَ نَسَمًا: نَقِبَ مَنْسِمُه.
والمُنَسِّمُ، كَمُحَدِّثٍ: لَقَبُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ كَانَ ضَمِنَ لَهُم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تُولَدُ فِيهِم، وَمِنْه قولُ الكُمَيْت:
(ومِنَّا ابنُ كُوزٍ والمُنَسِّمُ قَبلَهُ ... وفارسُ يومِ الفَيْلَقِ العَضْبُ ذُو العَضْبِ)

ونَاسَمَهُ مُنَاسَمَة: شَامَّه. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَهُوَ طَيِّب المُناسَمَة والمُنامَسَةِ. والنَّسَمُ، مُحَرَّكَةً: الأَنْفُ يُتَنَسَّم بِهِ.
وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِلحَارث بنِ خَالِدِ ابنِ العَاصِ:
(عَلَّتْ بِهِ الأَنْيَابُ والنَّسَمُ ... )
والمَنْسِمُ، كَمَجْلِس: البَيْتُ عَن ابنِ بَرِّيّ، وبِهِ فُسِّر قَولُهم: أَينَ مَنْسِمُكَ.
والنَّسْمَةُ، بِالفَتْحِ: العَرْقَةُ فِي الحَمَّامِ وغَيْرِه، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ.
وَيُقَال: أَمْصَلَتِ النَّاقَةُ وَلَدَها قَبْلَ أَنْ تَنَسَّم أَيْ: تَجَسَّدَ وتَمَّ وصَارَ نَسَمَةً.
وتَنَسَّمَ الخَبَر وأَثَر فُلانٍ حَتَّى اسْتَبَانَه.
ونَسَمَ لِي مِنْه خَبَرٌ وأَثَرٌ أَيْ: بَانَ.
وَهُوَ بَاقِي النَّسِيمِ أَي: القُوَّة والصَّلاَبة، وَهُوَ ثَقيلُ الظَّل، بَارِدُ النَّسِيمِ؛ يُقالُ ذَلِكَ لِلثَّقِيلِ. وَهُوَ مَجازٌ.

نسم: النَّسَمُ والنَّسَمةُ: نفَسُ الروح. وما بها نَسَمة أَي نفَس.

يقال: ما بها ذو نسَمٍ أَي ذو رُوح، والجمع نَسَمٌ. والنَّسيمُ: ابتداءُ

كلِّ ريحٍ قبل أَن تَقْوى؛ عن أَبي حنيفة. وتنَسَّم: تنفَّس، يمانية.

والنَّسَمُ والنسيمُ: نفَس الرِّيح إِذا كان ضعيفاً، وقيل: النَّسيم من الرياح

التي يجيء منها نفس ضعيف، والجمع منها أَنسامٌ؛ قال يصف الإِبل:

وجَعَلَتْ تَنْضَحُ من أَنْسامِها،

نَضْحَ العُلوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها

أَنسامُها: روائح عَرَقِها؛ يقول: لها ريح طيبة. والنَّسِيمُ: الريح

الطيبة. يقال: نسَمت الريحُ نسيماً ونَسَماناً. والنَّيْسَمُ: كالنسيم،

نَسَم يَنْسِمُ نَسْماً ونَسِيماً ونَسَماناً. وتَنسَّم النسيمَ: تَشمَّمه.

وتَنَسَّم منه علْماً: على المثل، والشين لغة عن يعقوب، وسيأْتي ذكرها،

وليست إِحداهما بدلاً من أُختها لأَن لكل واحد منهما وجهاً، فأَما

تَنَسَّمت فكأَنه من النَّسيم كقولك اسْتَرْوَحتُ خَبراً، فمعناه أَنه تَلطَّف في

التِماس العلم منه شيئاً فشيئاً كهُبوب النسيم، وأَما تنَشَّمت فمن

قولهم نَشَّم في الأَمر أَي بَدأَ ولم يُوغِل فيه أَي ابتدأْت بطَرَفٍ من

العلم من عنده ولم أَتمكَّن فيه. التهذيب: ونَسيم الريح هُبوبها. قال ابن

شميل: النسيم من الرياح الرُّويدُ، قال: وتنَسَّمتْ ريحُها بشيء من نَسيمٍ

أَي هبَّت هبوباً رُويداً ذات نَسيمٍ، وهو الرُّوَيد. وقال أَبو عبيد:

النَّسيم من الرياح التي تجيء بنفَسٍ ضعيف. والنَّسَمُ: جمع نَسَمة، وهو

النَّفَس والرَّبْوُ. وفي الحديث: تَنكَّبوا الغُبارَ فإِن منه تكون

النَّسَمةُ؛ قيل: النَّسَمة ههنا الرَّبْوُ، ولا يزال صاحب هذه العلة يتنَفَّس

نفساً ضعيفاً؛ قال ابن الأَثير: النَّسَمةُ في الحديث، بالتحريك، النفَس،

واحد الأَنفاس، أَراد تَواترَ النفَس والرَّبوَ والنَّهيجَ، فسميت العلة

نَسَمة لاستراحة صاحبِها إِلى تنفسِه، فإِن صاحب الرَّبوِ لا يزال

يتنفَّس كثيراً. ويقال: تنَسَّمت الريحُ وتنسَّمْتها أَنا؛ قال الشاعر:

فإِن الصَّبا رِيحٌ إِذا ما تنَسَّمَتْ

على كِبْدِ مَخْزونٍ، تجَلَّتْ هُمومُها

وإِذا تنَسَّم العليلُ والمحزون هبوبَ الريح الطيِّبة وجَد لها خَفّاً

وفرَحاً. ونَسيمُ الريح: أَوَّلها حين تُقْبل بلينٍ قبل أَن تشتدّ. وفي

حديث مرفوع أَنه قال: بُعِثْت في نَسَمِ الساعة، وفي تفسيره قولان: أَحدهما

بُعِثْت في ضَعْفِ هُبوبها وأَول أَشراطها وهو قول ابن الأَعرابي، قال:

والنَّسَم أَولُ هبوب الريح، وقيل: هو جمع نَسَمةٍ أَي بُعِثت في ذوي

أَرواح خلقهم الله تعالى في وقت اقتراب الساعة كأَنه قال في آخر النَّشْءِ

من بني آدم. وقال الجوهري: أَي حين ابتدأَت وأَقبَلت أَوائِلُها. وتنَسَّم

المكانُ بالطِّيب: أَرِجَ؛ قال سَهْم بن إِياس الهذلي:

إِذا ما مَشَتْ يَوْماً بوادٍ تنَسَّمَتْ

مَجالِسُها بالمَنْدَليِّ المُكَلَّلِ

وما بها ذو نَسيم أَي ذو رُوح. والنَّسَم والمَنْسَمُ من النَّسيم.

والمَنْسِم، بكسر السين: طرف خفّ البعير والنعامة والفيل والحافر، وقيل:

مَنْسِما البعير ظُفْراه اللذان في يديه، وقيل: هو للناقة كالظفر

للإنسان؛ قال الكسائي: هو مشتق من الفعل، يقال: نَسَمَ به يَنْسِمُ نَسْماً.

قال الأَصمعي: وقالوا مَنسِمُ النعامة كما قالوا للبعير. وفي حديث علي، كرم

الله وجهه: وَطِئَتْهم بالمَناسِم، جمع مَنسِم، أَي بأَخفافِها؛ قال ابن

الأَثير: وقد تطلق على مَفاصل الإِنسان اتساعاً؛ ومنه الحديث: على كل

مَنسِمٍ من الإِنسان صَدقةٌ أَي كل مَفْصِل. ونَسَم به يَنسِمُ نَسْماً:

ضرب؛ واستعاره بعض الشعراء للظَّبْي فقال:

تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم يَتَفَلَّلا،

وَحى الذِّئبِ عن طَفْلٍ مَناسِمُه مُخْلي

ونَسِمَ نَسَماً: نَقِبَ مَنسِمُه.

والنَّسَمةُ: الإِنسان، والجمع نَسَمٌ ونَسَماتٌ؛ قال الأَعشى:

بأَعْظَمَ منه تُقىً في الحِساب،

إِذا النَّسَماتُ نَقَضْنَ الغُبارا

وتَنسَّم أَي تنفَّس. وفي الحديث: لمَّا تنَسَّموا رَوْحَ الحياة أَي

وَجدوا نَسيمَها. والتَّنَسُّم: طلبُ النسيم واسْتِنشاقه. والنَّسَمةُ في

العِتْق: المملوك، ذكراً كان أَو أُنثى. ابن خالويه: تَنسَّمْت منه

وتَنشَّمْت بمعنى. وكان في بني أَسد رجلٌ ضمِن لهم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد

فيهم، وكان يقال له المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات؛ ومنه قول الكميت:

ومنَّا ابنُ كُوزٍ، والمُنَسِّمُ قَبْله،

وفارِسُ يوم الفَيْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ

والمُنَسِّمُ: مُحْيي النَّسَمات. وفي الحديث: أَنَّ

النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وقى

اللهُ عز وجل بكل عُضْوٍ منه عُضْواً من النار؛ قال خالد: النَّسَمةُ

النَّفْسُ والروحُ. وكلُّ دابة في جوفها رُوح فهي نَسَمةٌ. والنَّسَمُ: الرُّوح،

وكذلك النَّسيمُ؛ قال الأَغلب:

ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ،

يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسيمِ

قال أَبو منصور: أَراد بالنفْس ههنا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لا

الرُّوحَ، وأَراد بالنَّسيم الروحَ، قال: ومعنى قوله، عليه السلام: مَنْ

أَعْتَقَ نَسَمةً أَي من أَعتق ذا نَسَمةٍ، وقال ابن الأَثير: أَي مَنْ أَعْتَقَ

ذا رُوح؛ وكلُّ دابَّةٍ فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ، وإِنما يريد الناس. وفي

حديث علي: والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمةَ أَي خَلَقَ ذاتَ

الروح، وكثيراً ما كان يقولها إِذا اجتهد في يمينه. وقال ابن شميل:

النَّسَمَةُ غرة عبد أَو أَمة. وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: جاء أَعرابي

إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: عَلِّمْني عملاً يُدْخِلُني الجنة،

قال: لئن كنت أَقْصَرْت الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق

النَّسَمةَ وفُكَّ الرقبةَ، قال: أَوَليسا واحداً؟ قال: لا، عِتْقُ

النَّسَمةِ أَن تَفَرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أَن تُعينَ في ثمنها، والمِنْحة

الوَكوف، وأَبقِ على ذي الرحم

(*

قوله «والمنحة الوكوف وأَبقِ على ذي الرحم» كذا بالأصل، ولعله وأعط

المنحة الوكوف وأبق إلخ) الظالم، فإِن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ،

واسْقِ الظمْآنَ، وأْمُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر، فإِن لم تُطِقْ فكُفَّ

لِسانَك إِلا مِنْ خَيرٍ. ويقال: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو

أَعْتَقْتها. وقال بعضهم: النَّسَمة الخَلْقُ، يكون ذلك للصغير والكبير

والدوابِّ وغيرها ولكل من كان في جوفِه رُوحٌ حتى قالوا للطير؛ وأَنشد

شمر:يا زُفَرُ القَيْسِيّ ذو الأَنْف الأَشَمّْ

هَيَّجْتَ من نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ

قال: النَّسَمُ ههنا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا يَسْتَبينُها الإِنسان من

خفَّتِها وسرعتِها، قال: وهي فوق الخَطاطيف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قال:

والنَّسَمُ كالنفَس، ومنه يقال: ناسَمْتُ فلاناً أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ

رِيحي؛ وأَنشد:

لا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذو نَسَمٍ

أَي ذو نفَسٍ، وناسَمه أَي شامَّه؛ قال ابن بري: وجاء في شعر الحرث بن

خالد بن العاص:

عُلَّتْ به الأَنْيابُ والنَّسَمُ

يريد به الأَنفَ الذي يُتَنَسَّمُ به. ونَسَمَ الشيءُ ونَسِمَ نَسَماً:

تغيَّر، وخص بعضهم به الدُّهن. والنَّسَمُ: ريحُ اللبَن والــدسَم.

والنَّسَمُ: أَثر الطريق الدارِس.

والنَّيْسَمُ: الطريق المُستقيم، لغة في النَّيْسَب. وفي حديث عمرو بن

العاص وإِسلامِه قال: لقد اسْتقام المَنْسِمُ وإِن الرجل لَنَبيٌّ،

فأَسْلَمَ. يقال: قد استَقامَ المَنْسِمُ أَي تَبَيَّنَ الطريقُ. ويقال: رأَيت

مَنْسِماً من الأَمر أَعْرِفُ به وَجْهَه أَي أَثراً منه وعلامة؛ قال

أَوْس بن حَجَر:

لَعَمْرِي لقد بَيَّنْت يومَ سُوَيْقةٍ

لِمَنْ كان ذا رأْيٍ بِوِجْهةِ مَنْسِمِ

أَي بوجهِ بيانٍ، قال: والأَصل فيه مَنْسِما خُفِّ البعير، وهما

كالظُّفرين في مُقدَّمه بهما يُسْتبان أَثرُ البعير الضالّ، ولكل خُفٍّ

مَنْسِمان، ولِخُفِّ الفِيل مَنْسِمٌ. وقال أَبو مالك: المَنْسِمُ الطريق؛ وأَنشد

للأَحْوَص:

وإِن أَظْلَمَتْ يوماً على الناسِ غَسْمةٌ،

أَضَاءَ بكُم، يا آل مَرْوانَ، مَنْسِمُ

يعني الطريق، والغَسْمة: الظُّلْمة. ابن السكيت: النَّيْسمُ ما وجدتَ من

الآثار في الطريق، وليست بِجادّة بَيّنَةٍ؛ قال الراجز:

باتَتْ على نَيْسَمِ خَلٍّ جازع،

وَعْثِ النِّهاض قاطِع المَطالِع

والمَنْسِمُ: المَذْهب والوجهُ منه. يقال: أَين مَنْسِمُك أَي أَين

مذهبُك ومُتوجَّهُك. ومن أَين مَنْسِمُك أَي من أَين وِجْهتُك. وحكى ابن بري:

أَين مَنْسِمُك أَي بيتُك. والناسِمُ: المريضُ الذي قد أَشفى على الموت.

يقال: فلان يَنْسِم كنَسْم الريح الضعيف؛ وقال المرّار:

يمْشِينَ رَهْواً، وبعد الجَهْدِ من نَسَمٍ،

ومن حَياءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ

ابن الأَعرابي: النَّسِيم العرَقُ. والنَّسْمة العرْقة في الحمّام

وغيره، ويجمع النَّسَم بمعنى الخَلْق أَناسِم. ويقال: ما في الأَناسِم مثلُه،

كأَنَّه جمع النَّسَم أَنْساماً، ثم أَناسمُ جمعُ الجمع.

نزع

ن ز ع: (نَزَعَ) الشَّيْءَ مِنْ مَكَانِهِ قَلَعَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ فِي (النَّزْعِ) أَيْ فِي قَلْعِ الْحَيَاةِ. وَ (نَزَعَ) إِلَى أَهْلِهِ يَنْزِعُ بِالْكَسْرِ نِزَاعًا. وَنَزَعَ عَنْ كَذَا انْتَهَى عَنْهُ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَكَذَا بَابُ نَزَعَ إِلَى أَبِيهِ فِي الشَّبَهِ أَيْ ذَهَبَ. وَرَجُلٌ (أَنْزَعُ) بَيِّنُ (النَّزَعِ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ جَانِبَيْ جَبْهَتِهِ وَمَوْضِعُهُ (النَّزَعَةُ) بِفَتْحِ الزَّايِ وَهُمَا النَّزَعَتَانِ. وَ (نَازَعَهُ مُنَازَعَةً) جَاذَبَهُ فِي الْخُصُومَةِ. وَبَيْنَهُمْ (نَزَاعَةٌ) بِالْفَتْحِ أَيْ خُصُومَةٌ فِي حَقٍّ. وَ (التَّنَازُعُ) التَّخَاصُمُ. وَ (نَازَعَتِ) النَّفْسُ إِلَى كَذَا (نِزَاعًا) اشْتَاقَتْ. وَ (انْتَزَعَ) الشَّيْءَ فَانْتَزَعَ أَيِ اقْتَلَعَهُ فَاقْتَلَعَ. 
(ن ز ع) : (النَّزَعُ) وَكَذَلِكَ الِانْتِزَاعُ وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ نَزَعَ سِنَّ رَجُلٍ فَانْتَزَعَ الْمَنْزُوعَةُ) سِنُّهُ سِنُّ النَّازِعِ وَيَجُوزُ الْمَنْزُوعُ سِنُّهُ (وَالنُّزُوعُ) الْكَفُّ (وَمِنْهُ) فَوَاقَعَ فَنَزَعَ أَيْ كَفَّ وَامْتَنَعَ عَنْ الْجِمَاعِ (وَنَازَعَهُ) فِي كَذَا خَاصَمَهُ مِنْ نَازَعَهُ الْحَبْلَ إذَا جَاذَبَهُ إيَّاهُ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ الْحَائِطُ الْمُنَازَعُ صَوَابُهُ الْمُنَازَعُ فِيهِ (وَنَزِعَ الرَّجُلُ) نَزَعًا فَهُوَ أَنْزَعُ وَلَا يُقَالُ لِلْمُؤَنَّثِ نَزْعَاءُ بَلْ يُقَالُ زَعْرَاءُ إذَا انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ جَانِبَيْ جَبْهَتِهِ وَيُقَالُ لِهَذَيْنِ الْجَانِبَيْنِ النَّزَعَتَانِ نَازَعَهُ الْقُرْآنُ فِي خ ل (نُزِعَ) مِنْهَا النَّصْرُ فِي (ز ر) .
ن ز ع : نَزَعْتُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ نَزْعًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَلَعْتُهُ وَانْتَزَعْتُهُ مِثْلُهُ وَنَزَعَ السُّلْطَانُ عَامِلَهُ عَزَلَهُ وَنَزَعَ إلَى الشَّيْءِ نِزَاعًا ذَهَبَ إلَيْهِ وَاشْتَاقَ أَيْضًا وَإِلَى أَبِيهِ وَنَحْوِهِ أَشْبَهَهُ وَلَعَلَّ عِرْقًا نَزَعَ أَيْ مَالَ بِالشَّبَهِ.

وَنَزَعَ فِي الْقَوْسِ مَدَّهَا.

وَنَزَعَ الْمَرِيضُ نَزْعًا أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ وَالْمَعْنَى فِي قَلْعِ الْحَيَاةِ وَنَزَعَ عَنْ الشَّيْءِ نُزُوعًا كَفَّ وَأَقْلَعَ عَنْهُ وَنَازَعَتْ النَّفْسُ إلَى الشَّيْءِ نُزُوعًا وَنِزَاعًا بِالْكَسْرِ اشْتَاقَتْ وَنَزَعَتْ مِثْلُهُ.

وَنَازَعْتُهُ فِي كَذَا مُنَازَعَةً وَنِزَاعًا خَاصَمْتُهُ وَتَنَازَعَا فِيهِ وَتَنَازَعَ الْقَوْمُ اخْتَلَفُوا وَنَزِعَ نَزْعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ جَانِبَيْ جَبْهَتِهِ فَالرَّجُلُ أَنْزَعُ وَالْمَرْأَةُ زَعْرَاءُ وَلَا يُقَالُ نَزْعَاءُ مِنْ لَفْظِهِ وَمَوْضِعُ النَّزَعِ نَزَعَةٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَهُمَا نَزَعَتَانِ. 
نزع
نَزَعْتُه نَزْعاً: قَلَعْتَه، وانْتَزَعْتُه: أسْرَعُ. ونُزِعَ العَامِلُ عن العَمَل: صُرِفَ. وهو يَنْز
ِعُ نَزْعاً: يَسُوْقُ سَوْقاً. ونَزَعْتُ في القَوْس نَزْعاً. ونَزَعْتُ وانْتَزَعْتُ له بِسَهْم، والمِنْزَعُ: السهْم.
وفي المَثَل: " عادَ السًهْمُ إلى النزَعَة ": أي رَجَعَ الحَق إلى أهْلِه.
ونَزَعْتُ إليه نِزَاعاً: حَنَنْتَ. وناقَة نازع ونَزُوع. وقد أنْزَعُوا: أي حَنَّتْ لهم.
ونَزَعُ عنه نُزوْعاً: كَفَفْتَ. ونَزَعَ أخْوَالَه ونَزَعُوْه ونَزَعَ إِليهم: أي أشْبَهَهُم.
ونَزَعَتِ الخَيْلً سَنَناً: جَرَتْ طَلَقاً. ونَزَعَ بِحُجَّتِه: حَضَرَ بها، ومنه: ونَزَعْنا من كُل أمَّةٍ شَهيداً.
والنَّزَعَةُ: الطريْقُ في الجَبَل. وما انْحَسَرَ عَنْه الشعَرُ من أعْلى الجَبِيْن، وقَد نَزِع الرجُلُ، وهو أنْزَعُ. والنزْعَةُ والنَّزَعَةُ - جَميعاً -: نَبْت من البُهمى ليس لها زَهْرَة ولا ثَمَرَةٌ يَقْيَ ألْبَان الإبلإذا رَعَتْه. وغَنَمٌ نُزْعٌ: حَرْمى. والنًزُوْعُ: الجَمَلُ يُنْزَعُ عليه الماءُ من البِئْر وَحْدَه، ويُقال: بئْرٌ نَزُوْعٌ ونَزِيْع - جميعاً -: إذا اسْتُسْقِيَ منها باليَد، وللماء نُزْعٌ ونَزْع: أي هو بَعيدُ المَنْزَع. والمَنْزَعَةُ في البِئر: المَثَابَة.
وهذا شَرابٌ طَيبُ المَنْزَعَة: أي طَيًبُ مَقْطَع الشُّرْب. والنَزِيْعُ: البَعيدُ. والغَرِيب أيضاً. والنَّزَاعُ من الخَيْل والنَساء: التي تُجْلَبُ إلى غير بِلادها ومُنْتَتَجِها. والتنَازعُ: التجَاذُبُ والاخْتِلاف. وخَرَجَ نازعَ يدِه: أي نَزَعَ يده من الطاعَة.
نزع
نَزَعَ الشيء: جَذَبَهُ من مقرِّه كنَزْعِ القَوْس عن كبده، ويُستعمَل ذلك في الأعراض، ومنه:
نَزْعُ العَداوة والمَحبّة من القلب. قال تعالى:
وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ
[الأعراف/ 43] . وَانْتَزَعْتُ آيةً من القرآن في كذا، ونَزَعَ فلان كذا، أي: سَلَبَ. قال تعالى: تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ
[آل عمران/ 26] ، وقوله:
وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً
[النازعات/ 1] قيل: هي الملائكة التي تَنْزِعُ الأرواح عن الأَشْباح، وقوله:
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [القمر/ 19] وقوله: تَنْزِعُ النَّاسَ
[القمر/ 20] قيل: تقلع الناس من مقرّهم لشدَّة هبوبها. وقيل: تنزع أرواحهم من أبدانهم، والتَّنَازُعُ والمُنَازَعَةُ: المُجَاذَبَة، ويُعَبَّرُ بهما عن المُخاصَمة والمُجادَلة، قال: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
[النساء/ 59] ، فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ
[طه/ 62] ، والنَّزْعُ عن الشيء: الكَفُّ عنه. والنُّزُوعُ: الاشتياق الشّديد، وذلك هو المُعَبَّر عنه بإِمحَال النَّفْس مع الحبيب، ونَازَعَتْنِي نفسي إلى كذا، وأَنْزَعَ القومُ:
نَزَعَتْ إِبِلُهم إلى مَوَاطِنِهِمْ. أي: حَنَّتْ، ورجل أَنْزَعُ : زَالَ عنه شَعَرُ رَأْسِهِ كأنه نُزِعَ عنه ففارَقَ، والنَّزْعَة: المَوْضِعُ من رأسِ الأَنْزَعِ، ويقال:
امرَأَةٌ زَعْرَاء، ولا يقال نَزْعَاء، وبئر نَزُوعٌ: قريبةُ القَعْرِ يُنْزَعُ منها باليد، وشرابٌ طَيِّبُ المَنْزَعَةِ.
أي: المقطَع إذا شُرِبَ كما قال تعالى: خِتامُهُ مِسْكٌ [المطففين/ 26] .
[نزع] نزعت الشئ من مكانه أَنْزِعُهُ نَزْعاً: قلعته. وقولهم: فلانٌ في النَزْعِ، أي في قَلْعِ الحياةِ. ونَزَعَ فلان إلى أهله يَنْزِعُ نِزاعاً، أي اشتاق. وبعيرٌ نازِعٌ وناقةٌ نازِعَةٌ، إذا حَنَّتْ إلى أوطانها ومرعاها. قال جميل: فقلت لهم لا تَعْذِلونِيَ وانْظروا * إلى النازِعِ المَقْصورِ كيف يكونُ * ونَزَعَ عن الأمر نُزوعاً: انتهى عنه. ونَزَعَ إلى أبيه في الشَبَهِ يَنْزِعُ، أي ذهب. ونَزَعَ في القوس: مَدَّها، أي جذب وتَرَها. وفي المثل: " صارَ الأمر إلى النَزَعَةِ "، إذا قام بإصلاحه أهلُ الأناةِ، وهو جمع نازِعٍ. والنَزيعُ: الغريبُ. وغنمٌ نُزَّعٌ: حَرامى، أي تطلب الفحل. والنَزائِعُ من الخيل: التي نَزَعَتْ إلى أعراقٍ، ويقال هي التي انْتُزِعَتْ من قوم آخرين. والنزائع من النساء: اللواتي يُزَوَّجْنَ في غير عشائرهن. وبئرٌ نَزوعٌ ونَزيعٌ، أي قريبةُ القعر يُنْزَعُ منها باليد. ويقال للخيل إذا جرتْ طَلَقاً: لقد نَزَعَتْ. ورجلٌ أنْزَعُ بيِّنُ النَزَعِ، وهو الذي انحسرَ الشعر عن جانبي جبهته. وقد نَزَعَ يَنْزِعُ نَزْعاً. وموضعه النَزَعَةُ، وهما النَزَعَتانِ. ولا يقال امرأةٌ نَزْعاءُ، ولكن يقال امرأةٌ زَعْراءُ. ونازَعْتُهُ مُنازَعَةً ونزاعا، إذا جاذبته في في الخصومة. وبينهم نِزاعَةٌ، أي خصومةٌ في حقٍّ. والتَنازُعُ: التخاصمُ. ونازَعَتِ النفسُ إلى كذا نِزاعاً، أي اشتاقت. وأَنْزَعَ القومُ، إذا نَزَعَتْ إبلهم إلى أوطانها. قال الشاعر:

وقد أهافوا زعموا وأنزعوا * ورأيت فلانا منتزعا إلى كذا، أي متسرِّعاً إليه نازعا. وانتزعت الشئ فانتزع، أي اقتلعته فاقتلع. وثُمامٌ مُنَزَّعٌ، شدِّد للكثرة. والمِنْزَعُ بالكسر: السهمُ، قال أبو ذؤيب: فرمى لينفذ فرها فهوَى له * سهمٌ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ * والمَنْزَعَةُ بالفتح: ما يرجع إليه الرجل من أمره ورأيه وتدبيره. قال الكسائي: يقولون: واللهِ لتعلمن أينا أضعف منزعة. قال خشاف الاعرابي: منزعة بكسر الميم، حكاه ابن السكيت في باب مفعلة ومفعلة. وفلان قريبُ المَنْزَعَةِ، أي قريبُ الهمَّة. وشرابٌ طيِّبُ المَنْزَعَةِ، أي طيِّبُ مقطع الشرب.

نزع

1 نَزَعَ إِلَى أَهْلِهِ

, (S, K,) aor. نَزِعَ

, (S,) inf. n. نِزَاعٌ (S, K) and نُزُوعٌ and نَزَاعةٌ; (K:) and ↓ نَازَعَ; (K;) He yearned towards or for, longed for, or desired, his family. (S, * K, * TA, PS). b2: نَزَعْتُ إِلَيْهِ inf. n. نِزَاعٌ, I yearned towards, longed for, or desired, him or it; syn. خَنَنْتُ. CCC (Ham, p. 429.) See an ex. voce خَفْضٌ. b3: Hence. نَزَعَ بِى إِلَيْهِ It (desire) invited me to it. (Har, p. 606.) b4: نَزَعَ إِلَيْهِ He inclined to it. (Har, p. 234.) b5: نَزَعَ إِلَى عِرْقٍ كَرِيمٍ [He inclined to a noble radical, or ancestral, or hereditary quality: and in like manner, لَئِيمٍ]: and نَزَعَ إِلَى أَعْرَاقِهِ and نَزَعَهَا [he inclined to his radical, or ancestral, or hereditary, qualities]: and نَزَعَتْ بِهِ CCC

أَعْرَاقُهُ [his radical, or ancestral, or hereditary, qualities inclined him]. (L, in TA.) b6: نَزَع It inclined by likeness. (Msb.) b7: نَزَعَ إِلَى

أَبِيهِ (S, Msb, K,) فى الشَّبَهَ (S,) and نَزَعَ أَيَاهُ, (K,) He resembled his father: (Msb, K:) or inclined to his father in likeness; syn. ذَهَبَ (S:) or he took after his father; had a natural likeness to him. b8: نُزُوعٌ signifies Yearning; and natural inclining.

A2: نَزَعَ and ↓ اِنْتَزَعَ He pulled, plucked, or drew, out, or up, or off; removed from his or its place; displaced. (S, Msb, K.) b2: نَزَعَ ثَوْبَهُ, (Mgh, in art. خلع,) and نَعْلَهُ, (Mgh and Msb in that art.,) He pulled off his garment, and his sandal. See, however, خَلَعَ. b3: نَزَعَ (Msb, TA,) aor. نَزِعَ

, (TA,) inf. n. نَزْعٌ (Msb, TA,) He was at the point [or in the agony] of death; meaning, of having his soul drawn forth: (Msb:) he gave up his spirit; as also ↓ نَازَعَ, inf. n. نِزَاعٌ. (TA.) b4: نَزَعَ فِى القُوْسِ He drew the bow; (S, Msb, K;) i. e., its string; or he drew, or pulled, the string of the bow with the arrow. (TA.) A3: تَنْزِعُهُ شَعَرَةٌ بَيْضَآءُ, relating to a horse: see أَسْفَى.3 نَازَعَهُ الحَبْلَ He contended with him in pulling the rope; syn. جَاذَبَهُ إِيَّاهُ. Hence, نازعه فى كَذَا (tropical:) He contended, disputed, or litigated, with him, respecting such a thing. (Mgh.) b2: نَازَعَهُ الكَلَامَ (tropical:) He disputed with him in, or respecting, words. (TA.) b3: نَازَعَتْنِى نَفْسِى إِلَى هَواهَا, inf. n. نِزَاعْ, My soul strove with me to incline me to love her. (TA.) See 1.6 تَنَازَعْنَا الحَدِيثَ We discoursed together; one with another. (TA, art. هصر.) b2: تَنَازَعُوا الَّجَزَ بَيْنَهُمْ (K, art. رجز,) They recited verses, or poetry, of the metre termed رَجَز one with another; as also تَعَاطَوْهُ. (TK, art. رجز.) b3: تَنَازَعٌ The contending in altercation, disputing, or litigating, one with another: (K:) or تَنَازَعُوا they disagreed, one with another; held different ways or opinions. (Msb.) 8 إِنْتَزَعَ See 1. b2: اِنْتَزَعَ مِنْهُ حَقَّهُ He wrested from him his right, or due. b3: اِنْتَزَعَ حَدِيثَهُ: see اِقتضب.

نَزَعٌ Baldness on each side of the forehead: see جَلَحٌ; and غَمَمٌ.

نَزْعَةٌ A baldness in the side of the forehead. See صَدْمَةٌ.

بِئْرٌ نَزُوعٌ [A deep well] i. q. جَرْورٌ. (A, voce جَرْورٌ.) نُزَّعٌ is pl. of نَازِعٌ; as is also نُزُعٌ. (TA.) See an ex. in a verse cited بابٌ.

نَزَّاعٌ Dragging much, or forcibly: see Kur, lxx. 16. b2: العرْقُ نَزَّاعٌ (see Freytag's Arab. Prov., ii. 168) is probably similar to العِرْقُ دسَّاسٌ, and means The radical, or ancestral, or hereditary, quality is wont to return to its usual possessor: or it may mean, is wont to draw.

أَنْزَعُ

: see أَجْلَحُ.

مَنْزَعُ بِئْرٍ

[The bottom of a well; the place from which the water is drawn]. (TA, art. متح.)
ن ز ع

نزع الشيء من يده: جذبه وانتزعه. ورجل منزع: شديد النزع. ونزع الدلو من البئر. وقام على منزعته: على مكان نزعه. قال:

قام على منزعة زلحٍ فزل ... يا ليته أصدرها فيها غلل

ولم يدلّ رجله حيث نزل

وماء بعيد المنزع وهو المكان الذي ينزع منه. وبئر نزوع: ينزع منها باليد لقرب مائها. ونازعته على البئر: نزعت معه. وثمام منزّع. ونزّعنا لها العشب بأيدينا. ونازعه الثوب: جاذبه. وانتزع السهم من الكنانة. ورأى الصيد فانتزع له، ونزع في قوسه. وأيدٍ نوازع. وهم ينزعون في القسيّ. ومرهم فلينزعوا فيّ القسي نزعاً، ولينزوا على الخيل نزواً. وحنّت كأنها قوس نازع. والخيل تنزع في أعنّتها. قال النابغة:

والخيل تنزع غرباً في أعنّتها ... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد

ونزع عن الأمر نزوعاً: كفّ عنه. ورأيته مكبّاً على الشر فاستنزعته: سألته أن ينزع عنه. ورماه بالمنزع وهو السهم البعيد المرمى. قال يصف حماراً يعدو:

فهو كالمنزع المريش من الشو ... حط مالت به يمين المغالي

ورجل أنزع: برّاق النّزعتين، وقد نزع نزعاً.

ومن المجاز: نزع الأمير العامل من عمله: عزله. ونزع المحتصر، وهو في النّزع. ونزعت نفسه إلى الشيء نزاعاً ونزوعاً، ونازعت إليه. وبعير نازع ونزوع: ينزع إلى أوطانه. وخيل نزائع: غرائب نزعن عن قوم آخرين. ونساء نزائع: تزوّجن في غير غشائرهن. وعنده نزيع ونزيعة: نجيب ونجيبة من غير بلاده. ورياح نزائع: نكباوات تنزع بين ريحين. قال البعيث:

تمطّت إليها هول كلّ تنوفة ... تكلّ الصّبا في عرضها والنزائع

ويقال للمرء إذا أشبه أخواله أو أعمامه: نزعهم ونزعوه ونزع إليهم، ونزعه عرق الخال. قال الفرزدق:

أشبهت أمّك يا جرير فإنها ... نزعتك والأمّ اللئيمة تنزع

ونزعت له آية من القرآن وانتزعت. وفلان ينزع بحجّته: يحضر بها " ونزعنا من كلّ أمّة شهيداً " ونزع يده من الطاعة. وخرج فلان عاصياً نازع يدٍ. قال ابن مقبل:

فأصبحت شيخاً لا جميعاً صبابتي ... ولا نازعاً من كل ما رابني يدا

ونازعه الكلام، ونازعته في كذا: خاصمته منازعة ونزاعاً، وتنازعوا. والفرس ينازع فارسه العنان. ونازعني بنانه: صافحني. قال الراعي:

ينازعنا رخص البنان كأنما ... ينازعنا هدّاب ريط معضد

وتنازعوا الكأس: تعاطوها، ونازعته كأس الكرى. وقال الشمّاخ:

وراحت رواحاً من زرود فنازعت ... زبالة جلباباً من الليل أخضرا

وهو قريب المنزعة إذا لم يكن بعيد الهمّة. " وعاد الأمر إلى النّزعة " إذا رجع الحق إلى أهله، كقولهم: " أعط القوس باريها ". وشراب طيب المنزعة أي المقطع. وفلاة نزوع: بعيدة. قال البعيث:

وقد أعرضت دون الأشاهب وارتمى ... بها بالضحى خرق أمق نزوع
[نزع] نه: فيه: رأيتني "أنزع" على قليب، أي أستقي منه الماء باليد،هو من ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين، والنزعتان عن جانبي الرأس مما لا شعر عليه. وفي صفة علي: "الأنزع" البطين، كان أنزع الشعر له بطن، وقيل: أي أنزع من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان.
(ن ز ع)

نَزَعَ الشَّيْء ينزِعُه نَزْعا، فَهُوَ مَنْزُوع، ونَزيع، وانتزَعَه: اقتلعه. وَفرق سِيبَوَيْهٍ بَين نَزَع وانتزَع، فَقَالَ: انتزَعَ: اسْتَلَبَ، ونزَع: حول الشَّيْء عَن مَوْضِعه، وَإِن كَانَ على نَحْو الاستلاب. وانتزَع الرمْح: اقتلعه، ثمَّ حمل. وانتزَعَ الشَّيْء: انقلع.

ونَزَع الْأَمِير الْعَامِل عَن عمله: أداله. وَأرَاهُ على الْمثل، لِأَنَّهُ إِذا أداله، فقد اقتلعه وأزاله.

وَقَوله تَعَالَى: (والنَّازِعاتِ غَرْقا، والناشطات نَشْطا) ، قيل فِي التَّفْسِير: يَعْنِي بِهِ الْمَلَائِكَة، تنْزع روح الْكَافِر، وتنشطه، فيشتد عَلَيْهِ أَمر خُرُوج روحه. وَقيل: (النَّازِعات غَرْقا) : القسي. (والنَّاشطات نشطا) : الأوهاق. وَقيل: النازعات والناشطات: النُّجُوم، تنْزع من مَكَان إِلَى مَكَان وتنشط.

والمِنزَعة: خَشَبَة عريضة نَحْو الملعقة، تكون مَعَ مشتار الْعَسَل، ينْزع بهَا النَّحْل اللواصق بالشهد.

ونَزَع عَنهُ يَنزع نُزُوعا: كف.

ونازَعَتْني نَفسِي إِلَى هَواهَا نِزَاعا: غالبتني.

ونَزَعْتُها أَنا: غلبتها. ونَزَع الدَّلْو من الْبِئْر يَنزِعْها نَزْعا، ونَزَعَ بهَا، كِلَاهُمَا: جذبها بِغَيْر قامة. أنْشد ثَعْلَب:

قدْ أنْزِع الدَّلْوَ تَقَطَّى فِي المَرَسْ

تُوزِغُ مِن مَلْءٍ كإيزَاغِ الفَرَسْ

تقطيها: خُرُوجهَا قَلِيلا قَلِيلا بِغَيْر قامة.

وبئر نَزُوع، ونَزِيع: تُنزَع دلاؤها بِالْأَيْدِي لقربها. وَالْجمع: نُزُع. وجمل نَزُوعٌ: يُنزَع عَلَيْهِ المَاء من الْبِئْر وَحده.

والمَنْزَعَة: رَأس الْبِئْر الَّذِي يُنزَع عَلَيْهِ. قَالَ:

يَا عَينُ بَكَّى عامِراً يوْمَ النَّهَلْ

عِنْد العَشاءِ والرّشاءِ والعَمَلْ

قامَ على مَنْزَعَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ صَخْرَة تكون على رَأس الْبِئْر. والعقابان: من جنبتيها تعضدانها. وَهِي الَّتِي تسمى الْقَبِيلَة. ونَزَع الْإِنْسَان وَالْبَعِير إِلَى وَطنه يَنزِع نِزَاعا ونُزُوعا: حن. وَهُوَ نَزُوع، وَالْجمع: نُزُع، ونازِع، وَالْجمع نُزَّع، ونُزَّاع، ونَزِيع، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، وَالْجمع: نُزُع. وناقة نازِع إِلَى وطنها بِغَيْر هَاء. وَالْجمع: نوازع. وَهِي النزائع، واحدتها: نزيعة.

وأنْزَع الْقَوْم: نَزَعت إبلهم إِلَى أوطانهم. قَالَ:

فقد أهافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا

أهافوا: عطشت إبلهم.

والنّزيع: الْغَرِيب. وَهُوَ أَيْضا: الْبعيد.

ونَزَع إِلَى عرق كرم أَو لؤم، يَنزِع نُزُوعا. ونَزَعَتْ بِهِ أعراقه، ونَزَعَتْهُ، ونَزَعَها، ونَزَع إِلَيْهَا.

والنَّزِيع: الشريف من الْقَوْم، الَّذِي نَزَع إِلَى عرق. والنَّزائع من الْخَيل: الَّتِي نَزَعَتْ إِلَى أعراق. واحدتها: نَزِيعَة. وَقيل: النزائع من الْإِبِل وَالْخَيْل: الَّتِي انتُزعَتْ من أَيدي الغرباء، وجُلبت إِلَى غير بلادها. وَقيل: هِيَ المتنقذة من أَيْديهم. وَهِي من النِّسَاء: الَّتِي تزوج فِي غير عشيرتها فتنقل، وَالْوَاحد من ذَلِك كُله: نَزِيعَة.

ونَزَع فِي الْقوس يَنزِع نَزْعا: مد. وَقيل: جذب الْوتر بِالسَّهْمِ. وَفِي مثل: " عَاد السهْم إِلَى النَّزَعَة ": أَي رَجَعَ الْحق إِلَى أَهله.

وانتَزَع للصَّيْد سَهْما: رَمَاه بِهِ. واسهم السهْم: المِنْزَع.

والمِنْزَع أَيْضا: الَّذِي يَرْمِي بِهِ أبعد مَا يقدر عَلَيْهِ لتقدر بِهِ الغلوة. قَالَ الْأَعْشَى:

فهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيش مِن الشَّوْ ... حَطِ غالَتْ بِهِ يمينُ المُغالِي

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المِنْزَع: حَدِيدَة لَا سنخ لَهَا، إِنَّمَا هِيَ حَدِيدَة لَا خير فِيهَا. تُؤْخَذ وَتدْخل فِي الرعظ.

وانتزَعَ بِالْآيَةِ وَالشعر: تمثل.

والنُّزاعة، والنِّزاعَة، والمِنزَعَة والمَنزعَة: الْخُصُومَة.

وَقد نازَعتُه مُنازَعَة ونِزَاعا، قَالَ ابْن مقبل: نازَعْتُ ألبابَها لُبِّى بمُقْتَصِرٍ ... مِن الأحاديثِ حَتَّى زِدْدنَيِ لِيَنا

أَرَادَ: نازَع لبّى ألبابهن. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُقَال فِي الْعَاقِبَة: فنزَعْتُه، استغنوا عَنهُ بغلبته.

وتنازَع الْقَوْم: اخْتَصَمُوا ولتعرفنَّ أَيّنَا أَضْعَف مِنزَعة ومَنْزَعة: أَي رَأيا وتدبيرا.

ونَزَعَتِ الْخَيل تَنزَع: جرت طلقا. ونَزَع الْمَرِيض يَنزِع نَزْعا، ونازَع نِزاعا: جاد بِنَفسِهِ.

ومَنْزَعَة الشَّرَاب: طيب مقطعه.

والنزَع: انحسار مقدم شعر الرَّأْس عَن جَانِبي الْجَبْهَة. وَقد نَزِع نَزعا، وَهُوَ أنْزَع، وَامْرَأَة نَزْعاء. وَالِاسْم النَّزَعَة. والنَّزَعَتان: مَا ينحسر عَنهُ الشّعْر من أَعلَى الجبينين، حَتَّى يصعد فِي الرَّأْس.

والنَّزْعاء من الجباه: الَّتِي أَقبلت ناصيتها، وارتفع أَعلَى شعر صدغيها.

نَزَعه بنزِيعةٍ: نخسه، عَن كرَاع.

وغنم نُزَّع: حِرَام.

والنَّزَعة: بقلة كالخضرة. قَالَ أَبُو حنيفَة: النَّزَعة: تكون بالروض، وَلَيْسَ لَهَا زهر وَلَا ثَمَر، تأكلها الْإِبِل إِذا لم تَجِد غَيرهَا. فَإِذا أكلتها امْتنعت أَلْبَانهَا خبثا.
نزع
نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 يَنزِع، نَزْعًا، فهو نازِع، والمفعول مَنْزوع (للمتعدِّي)
• نزَع المريضُ أو المحتضرُ: أشرف على الموت.
• نزَع الشّيءَ عن مكانه/ نزَع الشّيءَ من مكانه: قلعه، وجذبه، وحوّله عن موضعه، أزاله "نزع النجّارُ المسمارَ- نزع لوحةً/ إعلانًا/ نبتة/ حذاءه/ ثيابه/ السلاح/ اللِّجام- {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} - {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ}: سلبناها- {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}: أحضرنا" ° مَنْزوع الــدَّسم: مفتقر إلى الدُّهون، تمّ إزالة محتويات الدّهن منه- منزوع اللِّجام: مطلق العِنان- مَنطِقة منزوعة السِّلاح: منزوع عنها السِّلاح- نزَع معنًى جديدًا: استخرجه وانتزعه.
• نزَعه عن عمله: عزله عنه "نزعه عن وظيفته- نزع منه القيادَةَ- نزع الأميرُ العاملَ عن عمله".
• نزَع يده من جيبه: أخرجها منه " {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} "? نزَع يد: رفع يد جائر عمّا يحوزه بواسطة القضاء- نزَع يده من الطَّاعة: خرج منها، وعصى.

• نزَع الشّيءَ من فلان: سلَبَه إيّاه "نزع منه ثقتَه- صارت الدول غير المنحازة طرفًا في محادثات نزع السّلاح- نزع الأسلحةَ النوويّة من جانب واحد"? نزَع الله الرّحمةَ من قلبه.
• نزَع الولدُ أباه/ نزَع إلى أبيه: أشبهه أو مال إليه بالشَّبه.
• نزَع إلى الشّيء: ذهب إليه واشتاق. 

نزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن يَنزَع وينزِع، نُزوعًا، فهو نازع، والمفعول مَنْزوع إليه
• نزَع الشّخصُ إلى أهله: حنَّ إليهم واشتاق "نزَع إلى وطنه" ° نزَع إلى عِرْق كريم/ نزَع إلى عِرْق لئيم: مال إليه- نزَعه عِرْقٌ: أشبه أصلَه.
• نزَع به إلى كذا: دعاه إليه.
• نزَع الشّخصُ عن الأمر: كفَّ عنه وانتهى "نزَع عن اللّهو/ المقامرة/ متابعة الموضوع". 

انتزعَ ينتزع، انتزاعًا، فهو مُنتزِع، والمفعول مُنتزَع (للمتعدِّي)
• انتزع الشَّيءُ: انقلع "انتزعت الشَّجرةُ من شِدَّة الرِّيح- انتزع البابَ".
• انتزع الشَّيءَ/ انتزع الشَّيءَ عن كذا/ انتزع الشَّيءَ من كذا:
1 - أخذه قهْرًا وعَنْوةً "انتزع منه كيسَ نقوده- انتزع اعترافًا منه- انتزع إعجابَ الجماهير- انتزعه عن منصبه".
2 - اقتلعه "انتزع زهرةً/ مسمارًا- انتزعتُ الأعشابَ الضارّة من الحديقة- ما زلت به حتى انتزعت الحقدَ من قلبه".
• انتزع سهمًا للصَّيد: رماه به. 

تنازعَ/ تنازعَ على/ تنازعَ في يتنازع، تنازُعًا، فهو مُتنازِع، والمفعول مُتنازَع (للمتعدِّي)
• تنازع القومُ: تخاصموا واختلفوا "تنازع الصديقان- لم يصل إلى اتِّفاق حول المسألة المتنازَع عليها- تنازع مع شريكه- {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} - {وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ}: يتشاورون ويتناظرون".
• تنازع القومُ الشَّيءَ/ تنازع القومُ على الشَّيء/ تنازع القومُ في الشَّيء: تجاذبوه "تنازعته رغبات متناقضة- تنازعوا الكرَة- إرث متنازَع عليه- {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لاَ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ} " ° تنازعه الضَّحكُ والغضبُ: كان سريع الانتقال بينهما- شيء متنازَع عليه: حقّ لم يتحقّق أو لم يَؤُل بعْد أو لم يُستطع الحصول عليه بواسطة القضاء. 

نازعَ ينازع، نِزاعًا ومنازعةً، فهو مُنازِع، والمفعول مُنازَع (للمتعدِّي)
• نازَع المريضُ: احتضر، أشرف على الموت.
• نازَع الشّيءُ غيرَه: اتَّصل به "أرضي تُنازع أرضَه".
• نازَع فلانًا الشّيءَ: جاذبه إيّاه "نازعه الثّوبَ/ الحديثَ".
• نازَعت الإنسانَ نَفْسُه إلى أهله: اشتاقت نفسُه إليهم "وطني لو شُغِِلْتُ بالخُلْد عنهُ ... نازعتني إليه في الخلد نفسي" ° نازعته نفسُه إلى الشّيءِ: غالبته ودعته إليه.
• نازَع فلانًا على الأمر/ نازَع فلانًا في الأمر: خاصمه، جادله، غالبه "نازعه في حقّه- نازَع إخوته- نازَعه في/ على ملكية الضّيعة- {فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} "? بدون منازِع/ بلا منازِع: بلا مِراء- ليس من منازع في كذا: ما من شكّ فيه. 

نزَّعَ ينزِّع، تنزيعًا، فهو مُنزِّع، والمفعول مُنزَّع
• نزَّع الشّيءَ: قلعه بشدّة، نحّاه، جذبه "نزّع النجّارُ المسمارَ- نزّع الورقَ الملصوق على الجدار". 

تنازُع [مفرد]: ج تنازعات (لغير المصدر):
1 - مصدر تنازعَ/ تنازعَ على/ تنازعَ في.
2 - حشْرَجَة الموت "تنازُع المحتضر".
3 - عِراكٌ وخِصام "تنازُعات الأحزاب حول السِّياسة الاقتصاديّة- تنازُع على قطعة أرض" ° تنازُع البقاء/ تنازُع على البقاء: صراع بين كائنات النوع الواحد للحصول على القوت والغذاء من أجل البقاء والوجود وتكون فيه الغَلَبة للأفضل أو للأقوى- تنازُع دوليّ: خلاف بين دولتين أو أكثر على حقوق أو مصالح.
4 - (قن) تعارض يتمُّ بين موقفين لتضادّ المصالح.
5 - (نح) توجُّه عاملين أو

أكثر إلى معمول واحد باختلاف الجهة أو باتّحادها.
• تنازُع الصَّلاحية: (قن) الاختلاف بين محكمتين قضائيّتين حول صلاحيّة أيِّهما للنظر في القضيَّة.
• تنازع الاختصاص: (قن) الاختلاف بين سلطة قضائيّة وأخرى إداريّة. 

مُنازَعة [مفرد]:
1 - مصدر نازعَ.
2 - خصومة، خلاف، جدال "منازعات العمل- فصل في مُنازعة- التسوية السلميّة للمنازعات الدوليّة- ضعُف الحزب بسبب المنازعات الداخليّة" ° منازعات قضائيّة: خصام يؤدّي إلى مُحاكمة أو تحكيم. 

مَنْزَع [مفرد]: ج منازِعُ:
1 - اسم مكان من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1: مكان اقتلاع الشّيء "ظلّ مَنزَع المسمار ثُقبًا لم يُسَدّ".
2 - مصدر ميميّ من نزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن: نزوع إلى غاية "سُرَّ والده؛ إذ كان منزعُه إلى هدف نبيل". 

نازِع [مفرد]: ج نازعون ونُزَّاع ونُزَّع ونَزَعة، مؤ نازِعة، ج مؤ نازِعات ونَوازِعُ: اسم فاعل من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 ونزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن.
• النَّازع: الشَّيطان لأنّه ينزع بين القوم، أي: يُفرِّق بينهم. 
5096 - 
نازِعات [جمع]: مف نازِعة
• النَّازعات:
1 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 79 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ وأربعون آية.
2 - القسيُّ، أو الملائكة التي تنزع الأرواحَ عن الأشباح " {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} ". 

نِزاع [مفرد]: ج نزاعات (لغير المصدر):
1 - مصدر نازعَ.
2 - حالة المريض المشرف على الموت "حشرجة النِّزاع".
3 - خصومة بين أفراد أو جماعات قد تقتصر على تبادل الشتائم وقد تمتدّ إلى التماسك بالأيدي أو استخدام أداة ما في المشاجرة أو تُفضي إلى الحرب بين الدول "نزاع الخصوم أمام القاضي- وضع حدًّا للنزاعات- أرض عليها نِزاع" ° بلا نزاع: بلا جدال، على نحو لا يقبل الجدل أو لا سبيل إلى الشكّ فيه- لا نزاع في هذا الأمر: لا خلاف فيه.
• تسوية النِّزاع سلميًّا: (سة) مُجمل الوسائل السياسيّة والقانونيّة المستخدمة لحلّ المشاكل دون اللجوء إلى القوّة. 

نَزّاع [مفرد]: صيغة مبالغة من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1: " {كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى. نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}: قلاّعة للأطراف أو جلد الرأس". 

نَزْع [مفرد]:
1 - مصدر نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 ° نَزْعُ الأختام: إنهاء وضعها بأمر من المحكمة، إزالة الأختام الرسميّة الموضوعة على باب أو أثاث- نَزْعُ الملكيّة: امتلاك السلطة لما في يد شخص قانونًا للنفع العام لقاء تعويض- نَزْعُ النوى: جذب النوى من الثمار كالمشمش والكرز وتنحيته.
2 - احتضار المريض "في النزع الأخير" ° نَزْعُ الحياة: حالة المريض المشرف على الموت.
• نَزْع السِّلاح: (سة) إجراء تتخذه هيئة دولية بقصد الحدّ من إنتاج السلاح أو امتلاكه أو تخزينه بنسبة معينة بتخفيض الاعتمادات المالية المخصصة لصناعته أو إنتاجه، أو عن طريق تخفيض القوات العاملة في الجيوش، أو تجريد مناطق معينة من العالم من السلاح، أو وقف التجارب التي تجرى لتطوير أنواع معينة من الأسلحة وذلك للحدّ من اللجوء للقوة العسكرية في فض النزاعات الدولية. 

نَزْعة [مفرد]: ج نَزَعات ونَزْعات:
1 - اسم مرَّة من نزَعَ1/ نزَعَ إلى1 ونزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن.
2 - ميْلٌ، واتِّجاهٌ فِطريّ أو نفسيّ إلى شيء "النزعة الرمزيّة في الفن التشكيليّ- النزعة التوسعيّة للدول الكبرى- نزعة جديدة/ أدبيّة/ إلى الخير/ إلى الشكّ- الكفاح العادل ضدّ الاستعمار والنزعات العسكريّة- نزعة المغامرة العسكريّة" ° النَّزعة الاشتراكيّة- نَزْعة إقليميّة: طريقة في النطق أو التعبير خاصّة بجهة مُعيَّنة، أو هي ضيق الأفق الذِّهنيّ الناشئ عن حياة محدودة النِّطاق ذات أسوار لا تتعرَّض للفاعليّة الثقافيّة والعقليّة الإنسانيّة- نَزْعة إنسانيّة: ميل إلى معاملة الناس معاملة إنسانيّة وإلى صنع الخير لهم، محبّة الخير العامّ- نَزْعة سياسيّة- نَزْعة طائفيّة مهنيّة: مذهب اقتصاديّ اجتماعيّ يُنادي بإيجاد مؤسَّسة مهنيّة نقابيّة تُخوَّل سلطات اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة- نَزْعة غريزيّة: رغبة تدفع المرء إلى ما يمكن أن يقضي حاجاته ويُرضي غرائزه
 وميوله الطبيعيّة- نزعة قتال: ميل شديد إلى القتال. 

نُزوع [مفرد]:
1 - مصدر نزَعَ2/ نزَعَ إلى2/ نزَعَ بـ/ نزَعَ عن.
2 - (سف) رغبة واعية تسوق الإنسانَ إلى العمل.
3 - (نف) حالة شعوريّة ترمي إلى سلوك معيّن لتحقيق رغبة ما "اشتدّ نزوع الطفل إلى اللعب- بهذا الطفل نزوع إلى الخير- اجتماعيّ النزوع: مُهتمّ بالخِدْمة الاجتماعيّة أو بمصلحة المجتمع وخِدْمته بشكل عام". 
نزع: نزع: في محيط المحيط (السلطان عامله عزله).
نزع يده من الطاعة: ثار وكذلك نزع طاعة فلان: البربرية 1: 310).
نوع: في محيط المحيط (والعامة تقول نزع فلان الشيء أي عطله وأفسده). (بوشر).
نزع: أفسد، عفن؛ منزوع: مفسود (تقال للحم الفاسد) (بوشر).
نزع إلى: توجه. قصد. (اسم المصدر نزوع) (ابن بطوطة 1: 301) (أخبار 67).
نزع إلى: مال إلى شيء أو إلى امرأة (دي ساسي كرست 1: 403، محيط المحيط، البربرية 1: 22 و4321).
ثم دخل معه إلى دار الحرب حين نزع إلى دين النصرانية ورجع عنه قبل أن يأخذ به. (أماري 154): تحنو علي المكرمات نوازعا.
نزع إلى: سلم أمره إلى (معجم البلاذري، معجم الطرائف، أخباره 50: 2، البكري 2: 162، عبد الواحد 234: 22، حياة بسام 3: 3): نزع إليهم كل طريد (بسام 2: 98) نزع ابن عمار إليه (الخطيب 64): اسلم على يدي أحد ملوك بني هود بسرقسطة ونزع إليهم وفيه ثم نزع إلى ملك قشتالة.
نزع إلى دعوة فلان: ثم انضم إلى حزب فلان (البربرية 12: 155) نزع إلى دعوة الأموية وكذلك نزع إلى فلان (كارتاس 364): فلحق باديس واظهر النزوع إليه والتبري من بني العباس (في البربرية 1: 53) فنزعت وغبة إلى الموحدين وانحرفوا عن ابن غانية فرعوا لهم حق نزوعهم وكذلك نزع إلى قول فلان: أحاط علما بآراء فلان (المقدمة 3: 38).
نزع إلى العدو أو نزع وحدها أو نزع للعدو: التحق به (عباد 1883، حيان 88): ونزع إليهم من عسكر السلطان فرسان ورجالة (وفي 89 منه) ونزع لهم خلال ذلك من أصحاب السلطان جماعة ونزع منهم إلى أصحاب السلطان جماعة أيضا.
- (وفي 91 منه) ونزع من أصحابه إلى العسكر ثلاثة عشر طبنجيا. وفي (107) انظر نازع.
نزع إلى خدمة فلان: وضع نفسه في خدمته (البربرية).
نزع إلى: ثابر ولازم (عبد الواحد 75: 2، الخطيب 24) في حديثه عن أحد العلماء: فيما ينزع إليه.
نزع بالسهم: في محيط المحيط (نزع بالسهم رمى به) وفي (البكري 44: 2): وبها قبة لا يلحقها الرامي بأشد أنواع السهام علوا وسموا أي بمعنى نزع عن القوس (محيط المحيط).
نزع بآية من القرآن: ( ... بآية من القرآن محتجا بها) (محيط المحيط).
نزع بفلان إلى كذا: (دعاه إليه) (محيط المحيط).
نزع عن فلان: ترك حزبه أو جماعته (البربرية 1: 37، 38، 42، 89).
نزع عن دين إلى دين: غير دينه (البربرية 1: 468، 4، 7).
نزع من: ابتعد عن، ترك (حيان): فلحق بالمارق عمر بن حفصون. نزع من قرطبة. نزع: انتقل من موضع إلى آخر (بوشر، معجم الجغرافيا). نزع من: في الحديث عن قناة تفرعت من أحد روافدها (معحم البلاذري).
نزع في القوس: وتر قوسا أو وتر قوسا un are tendre ( ابن بطوطة 3: 119) إلا أن نزع في وتر القوس جعل وتر القوس يرن (البربرية 2: 459): والترجمان يترجم عنهم وهم يصدقونه بالنزع في أوتار قسيهم عادة معروفة لهم (ابن بطوطة 4: 408): وتصديقهم أن ينزع أحدهم في وتر قوسه ثم يرسلها كما يفعل إذا رمى (وفي 412): فينزعون في قسيهم شكرا للسلطان.
نزع (بالعين) في موضع نزغ (بالغين): (انظر الكلمة): تقال للذي تحدثه نفسه بالخبائث (البربرية 1: 644): ثم نزع الشيطان في صدره وحدثته نفسه بالاستبداد. أن أصل كلمتي نزع ونزغ قد استعملا دون تفريق، الواحد في موضع الآخر وهذا ما لاحظه دي ساسي كرست (1: 403 و 38: 492) انظر نزغة.
نزع: (بالتشديد) = نزغ: اجتث، قلع (م. المحيط).
نزع: انظرها في (فوك) في مادة modus.
نازع: قضم الحصان لجام الفرس باضراسه، طوح برأسه ذات اليمين وذات الشمال، وانهمك في حركات فجائية وغير منتظمة وذلك وفقا للشرح الذي قدمه ابن العوام (3: 524 وما أعقب ذلك).
نازع: حاول انتزاع شيء من أحد الأشخاص أو خاصمه إياه. على سبيل المثال. نازع فلانا الثوب (م. المحيط) (عبد الواحد 166: 1 صححت في ص 22) (184: 12 بسام 3: 1): بأذماء انفس قد نازعها الموت ارماقها وقد تتعدى إلى المفعول به يعلى ففي (كليلة ودمنة 24: 3): ينازعني على منزلتي وفي (النويري أسبانيا 470): ينازعه في الأمر والصحيح ينازعه الأمر (المترجم).
نازع: نازع إلى: انجذب إلى (الأغاني 59: 3) إن نفسي قد تاقت إلى قول الشعر ونازعتني إليه وكذلك أن نفسي قد تنازعتني اللذات (معجم مسلم).
نازع: اتجه إلى (معجم مسلم).
نازع: نازع على: مال إلى (رياض النفوس 88): نحن ننازع أنفسنا على الخروج منه (اي من المركب).
نازع: اضطرب، قلق (هلو).
نازع: من نازعته حقيقته تقال حين تحيط الشكوك بصحة مبدأ من المبادئ (المقدمة 3: 76).
نازع: أغراه الشر فحاوله (البربرية 1: 540) ونازعه ما كان في نفسه من الاستبداد استسلم لما كانت نفسه تحدثه بالتفرد والاستقلال باتخاذ الرأي الذي يناسبه.
نازعه الكلام أو الحديث: تبادل معه (ديوان الحاضرة).
نازعه الكأس أو به (بمعناه المجازي أو الحقيقي) (قدمه له) (معجم مسلم).
نازع: حشرج، غرغر (بوشر).
نازع: احتضر، ادنف (بوشر، ألف ليلة برسل 3: 88): نازع وتوفى.
انزع: انظرها في (فوك) في مادة remorere؛ بدلا من (نزع) (كارتاس، 153: 13): حتى فتحها وانزعها من يد المرابطين.
تنازع: حاول نزع شيء (عباد 11: 15): أولاد فرديناند الثلاثة تنازعوا الملك (إن تعبير فريتاج L'ineicum sumserunt كان ترجمة غير صحيحة ل: وتناولوا الشيء وتجاذبوه).
تنازع: تنافس مع (عباد 1: 307) وتنازعا الشعر (في الحديث عن شاعرين متنافسين. وفي (كوسج كرست 146: 11) يتنازعون الصواب ففي (الأغاني 6: 4): جاهد كلاهما في الوصول إلى الكمال حسدا لبعضهما بعضا.
تنازعا الكلام: تحدثا في وقت واحد (أبحاث 2: 17)؛ تنازعا الخصومة أي اختصما إلى القضاء (معجم الجغرافيا).
تنازعوا الكأس: تبادلوه كل وفق دوره (دي ساسي).
انتزع: انتزع بيتا من الشعر ليضع آخر موضعه (ابن جبير 36: 3)، انتزع آية من القرآن لكي يتلوها (151: 16،154: 15، 222: 17).
انتزع استشهد (بقول أو بنص ... الخ) (ماكني 1: 375).
انتزع: استعار، استخلص (الثعالبي، لطائف).
انتزعه بزرقة: طعنة بالرمح (انظر زرقة).
انتزع: أفسد (الماء، اللحم)؛ انتزع الماء: أنتنه (بوشر).
نزع: اقتطاع من حيز اكبر (بوشر).
نزع: جزء من قوس فولاذي ذي مقبض (البربرية2: 321): القوس البعيدة النزع العظيمة الهيكل.
نزع: صواب الرأي ودقته (حيان): أبدى أحدهم رأيا فصوبوا (الوزراء) قوله وعجبوا من نزعه.
نزعة والجمع نزاع: وتقابل كلمة modus ( وباللاتينية) (فوك). وجمعها في العادة نزعات وهي الكلمة التي تعني معاني عدة، منها الأسلوب أو الطريقة، ومن ذلك ما ذكره (ماكني 3: 680): شعرة خفاجي النزعة أي على طريقة ابن خفاجة، وفي (2: 83) في حديثه عن أحد المغنين سمعت له نزعات حسنة ونغمات رائقة، وانظر (المقدمة 1: 62): واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة قد ترجم (دي سلان) هذا القول بما يأتي: أن الأقوال التي يمكن أن نفسر بها هذه الطريقة جعلت من ذلك علما مستحدثا فريدا في أصالته واتساع آفاقه وغزارة فائدته.
نزعة: ميل طبيعي إلى شيء ما (المقدمة 1: 24 و1: 235): نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا (أماري 17: 2): نزعاته الشريفة العلوية.
نزعة: محاولة، تجربة 0ماكني 1: 511): لقد جاهد في أن يصلح ذات البيت عند أمراء الأندلس وهم يجلونه في الظاهر ويستثقلونه في باطن ويستبردون نزعته ولم يفد شيئا (المقدمة 1: 288 و2: 175): وقد كانت بالمغرب لهذه العصور القريبة نزعة من الدعاء إلى الحق والقيام بالسنة.
نزعة: حركة، في الحديث عن فتاة (مولر 20: 12) نزعاتها رشيقة.
نزعة: رحلة (مولر 20: 3) وقد شهرته النزعة الحجازية أي شاع ذكره بعد سفره إلى الحجاز.
نزعة: خصام، شجار (هلو).
نزعة: في موضع نزعة (بالغين) سوسة شيطانية (دي ساسي كرست 103 انظر الكلمة) وقد وردت في المخطوطة بالعين (492: 14) وانظر نهاية ما ورد في ص 1.
نزعة: كلمة جارحة، سخرية جارحة (الخطيب 22): وذكر بعض نزعاته ويؤيد صحة الترجمة ما ورد بعد هذا في (مقدمة ابن خلدون 2: 38): فاستخطه ببعض النزعات وخشي على نفسه فلحق بتونس (البربرية 1: 64) ثم اسفه -كذا. المترجم- ببعض النزعات الملوكية (431: 9 و491: 1 و495: 2 و484: 7 و406: 3 و126 و1: 138 و3: 149 [ضع يوسقهم موضع يوسفهم] 211: 5 و219: 9 و278: 2 و335: 2 و539: 2): سيرة ابن خلدون 235: سخط السلطان قاضي المالكية ببغض النزعات فعزله وهي، في الحقيقة، نزغة (بالغين) (وهي كذلك (أي بالغين) في مخطوطتنا 2: 138). إلا أن نزع يمكن أن تستعمل في موضع نزغ (انظر نهاية الصفحة الأولى) وهي الصيغة الاعتيادية المركبة من العين عند المؤلفين المغاربة يؤيد هذا قيام الخطيب في مخطوطته بوضع (عين) صغيرة تحت العين الكبيرة ولذلك كله لا حاجة لتغيير العين وجعلها عينا عند (ماكيني 1: 730) وهي من نزعات بعض الهجائين مثلما فعل (العبدري) إلا أن الناشر المصري دونها بالغين ويؤسفني أن اسمح لنفسي بالقول بأن السيد سلان قد جانب الصواب متحفظا في ترجمة هذه الكلمة. فلقد اعتقد مرة أنها تغني فكاهة غير مستحبة أو مجونا وفي مواضع أخرى عدها ضربا من الأهواء، غرابة، علة، هذيان، هوس، تسرع، خرق، لحظة غضب تتعلق بالقضية .. الخ، التي ترمي بذور الخلاف بين أصحاب السلطان! نزاع الموت: أو نزاع وحدها: سكرات الموت (همبرت 39، بوشر، م. المحيط، برسل، ألف ليلة 3: 262).
نزوع: بئر بعيدة الماء (زيتشر 18: 235).
=نازع: الجمل الذي يريد العودة إلى الموضع الذي يسكن فيه عادة وهي تعني، على نحو عام الرغبة في التوجه إلى (عباد 3: 176).
نزيع: دخيل في قبيلة (الطبري طبعة كوزجارتن 2: 206 واقرأ الشيء نفسه في المقدمة 1: 239).
نزوعي: محرض، مغر (باين سميث 1167).
نزاع: قارص، مؤثر، (القرآن الكريم 70: 16).
نازع والجمع نزاع: النازع هو الجندي الذي يترك قومه ليلتحق بالعدو وكذلك على الذي يترك حزبه (عباد 3: 188 وحيان 103): ووافى نازع فذكر انه قتل اللعين ووصيفان من أترابه وفي (حيان 73) كان هناك واحد من السجلات يدعى ديوان النزاع وفيه: وجيء بالأسرى إلى الأمير عبد الله وديوان النزاع بين يديه فمن ادعى منهم النزوع وألفى اسمه في الديوان عزل ورفع عنه السيف ثم أمر بضرب الفاسقين أجمعين -بأجمعهم أو جميعا. المترجم-.
نازع: نازع فوق ... وعاد الأمر (السهم) إلى النزعة انظر (معجم الطرائف).
تنازع: حشرجة (بوشر).
تنازع: (التنازع مصدر تنازع وعند النحاة توجه عاملين أو أكثر إلى معمول واحد باختلاف الجهة أو باتحادهما نحو قام وضربته زيد) محيط المحيط. وهذا النوع من التنازع بين جزئي الكلام له يد في اختلاف أو اتفاق الكلمة نفسها وهذا ما يدعى تنازع فاعل الفعل أي تنازع في العمل بسبب من تنازع السوابق أو العوامل على مجموع المفاعيل (دي ساسي كرست 2: 246 وانظر محيط المحيط).
منزع: إن كلمة قعر اللاتينية fundus التي ذكرها (جوليوس) هي لقعر البئر لأنها مرت أثناء حديث (الجوهري): البغيغ البئر القريبة المنزع لأنها موضع نزع الدلو في كلمة نزع أي أنه جذبها واستقى بها.
نزع: اسم المصدر لنزع عن، تراجع، ابتعد، انفصل وقد جاء في (فائق) في معجم 0البلاذري 103): وقد نشبوا في قتل عثمان أي وقعوا فيه وقوعا لا منزع لهم عنه.
منزع: اسم مصدر أيضا= النزوع إلى الغاية سعى في الوصول إلى النهاية. نهاية الشوط للحضان، وجاء في (ديوان الحماسة 158):
القارح اليعبوب خير علالة ... من الجذع المزجى وأبعد منزعا
أي أبعد غاية أي أنه أكثر قدرة على القيام بعمله أو مهنته من غيره وفقا لما قاله (التبريزي). أما ترجمة فريتاج لهذه الصيغة ب: Locus guo receditur ليست سوى خطأ فظيع.
منزع: غاية. مركز الهدف. ويقال مجازا عاد السهم إلى منزعه أي عاد السهم إلى النزعة أو عاد الأمر إلى ذويه وأصحاب الشأن فيه وفي إدارته (معجم الطرائف).
منزع: باللاتينية عند (فوك) = modus مثل نزغة وترادف مقصد (ابن جبير) (95: 18): فتأمل هذا المنزع الشريف والمقصد الكريم (ماكني 2: 155): وجعل يصل ما يحتاج من مزاحهم إلى صلة بأحسن منزع وأنبل مقصد أو مذهب (ابن جبير 301: 5) وهذا في الحلم منزع احنفي أو كما هو مذكور في (10: 1) وهذا في الكرم مذهب رشيدي أو جعفري وفي (ص1:16) وهذا في العقد مقصد عمري (المقدمة 1: 241): المتقربون إلى الملوك بمنازعهم ومذاهبهم وفي (414: 2) استبلاغا في منازع الملك وتتميما لمذاهبه.
فالمنزع إذا طريقة للسلوك أو كيفية (ويجرز 49: 2، ابن جبير 170: 10 و1: 308 و346: 13 والمقدمة 254: 1 و410: 3 و2: 47 و59: 2 ماكني 366: 1 ابن طفيل 74: 5 باسم 3: 6): وكان عندهم مشهور المنزع، مضروبا به في برد المقطع) وفي ابن الخطيب 27) وكان أتقن أهل عصره خطا وأجلهم منزعا ما اكتسب قط شيئا من متاع الدنيا (وفي 29): غريب المنزع فذ المأخذ أعجوبة من أعاجيب الفتن. أما ما قاله (ابن الخطيب) هنا فإنه يتعلق بأحد المؤلفين وطريقته وأسلوبه في الكتابة أي نزعته فيها (عباد 3: 32) (ولكن في أبيات الشعر التي جاءت فيها هذه الملاحظة 10: 173 يجب أن تقرأ الكلمة غلب فيه كل منزع جزل وتترجم إلى اللاتينية بما يأتي: ( in guo praeralcut cuiuscunque genaris solide et robuste scribendi modi) .
( ابن بطوطة 345: 3): وأعطى للآداب خطأ جزيلا من نفسه فاستعمل منزعا، أي اتخذ، في الآداب، وجهة نصر خاصة به .. الخ، وفي (ماكني 1؛ 541) (في الشعر): حلو المنازع وفيه أيضا (2: 548):
وأقبل يبدي لي غرائب نطقه ... وما كنت أدري قبله منزع السحر
منزع: الموضع الذي يذهب إليه الناس ترويحا عن النفس أو لجلب السرور (ماكني 1: 442)، وحدائق تهدي الأرج والعرف، ومنازع تبهج النفس وتمتع الطرف.
منزع: انظر ديوان الهذليين (ص77 البيت السابع).
منازع: محتضر (همبرت 39).
منازعة: احتضار (بوشر، همبرت 39).
منتزع: نص، آية مقتبسة من القرآن الكريم. حين قام (ويجرز 30) بشرح كلمة نص التي ترادف كلمة منتزع فقد ذكر هذا المدرس تعبير منزع أصولي إلا أن كلمة منزع لا محل لها هنا ولو قارنا ما ذكرته في معنى كلمة انتزع لوجدنا أن المقصود إنها يجب أن تقرأ منتزع.
نزع
نَزَعَهُ من مَكانِه نَزْعاً: قَلَعَه، فهُوَ مَنْزُوعٌ، ونَزِيعٌ، كانْتَزَعَهُ فانْتَزَعَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، كَمَا سَيأْتِي لللمُصَنِّفِ.
وفَرَّقَ سِيبَويْهِ بَيْنَ نَزَعَ وانْتَزَعَ، فقالَ: انْتَزَعَ: اسْتَلَبَ، ونَزَعَ: حَوَّلَ الشَّيءَ عنْ مَوْضِعِهِ وَإِن كانَ على نَحْوِ الاسْتِلابِ.
وقوْلُه تعالَى: ونَزَعَ يَدَهُ أَي: أخْرَجَهَا منْ جَيْبِه.
وَمن المَجَازِ: نَزَعَ الغَرِيبُ إِلَى أهْلِه نَزَاعَةً، كسَحَابَةٍ، ونِزَاعاً، بالكَسْرِ، ونُزُوعاً بالضَّمِّ أَي: حَنَّ واشْتاقَ ومِنْهُ حَديثُ بَدءِ الوَحْيِ: قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إِلَى أهْلِه وَقَالُوا: نَزُوعٌ، والجَمْعٌ نُزُعُ، وقالَ الشّاعِرُ:
(لَا يَمْنَعَنَّكَ خَفْضَ العَيْشِ فِي دَعَةٍ ... نُزُوعُ نَفْسٍ إِلَى أهْلٍ وأوْطانِ)

(تَلْقَى بكُلِّ بِلادٍ إنْ حَلَلْتَ بِهَا ... أهْلاً بأهْلٍ وجِيراناً بجِيرانِ)
كنازَعَ يُقَالُ: نَزَعَ إليهِ نِزَاعاً، ونازَعَتْهُ نَفْسُه إليْهِ.
ونَزَعَ عَن الأُمُورِ والصِّبَا نُزُوعاً: انْتَهَى عَنْهَا وكَفَّ، ورُبَّمَا قالُوا: نَزْعاً.
وَمن المَجَازِ: نَزَعَ أباهُ، ونَزَعَ إليْهِ: إِذا أشْبَهَهُ، ويُقَالُ: نَزَعَهُ عِرْقُ الخالِ، وَفِي الأسَاسِ: يُقَالُ)
للمَرْءِ إِذا أشْبَهَ أعْمَامَه أوْ أخْوالَه: نَزَعَهُمْ ونَزَعُوهُ، ونَزَعَ إليْهِم، وَفِي الصِّحاحِ: نَزَعَ إِلَى أبِيه فِي الشَّبَهِ، أَي: ذَهَبَ وَفِي اللِّسَانِ: نَزَعَ إِلَى عِرْقٍ كَرِيمٍ، أوْ لُؤْمٍ، يَنْزِعُ نُزُوعاً: ونَزَعَتْ بهِ أعْرَاقُه، ونَزَعَها، ونَزَعَ إليْهَا، وَفِي حَديثِ القَذْفِ: إنَّمَا هُوَ عِرْقٌ نَزَعَهُ وأنْشَدَ اللَّيْثُ للفَرَزْدَقِ:
(أشْبَهْتَ أمَّكَ يَا جَرِيرُ وإنَّهَا ... نَزَعَتْكَ والأُمُّ اللَّئِيمَةُ تَنْزِعُ)
أَي: اجْتَرَّتْ شَبَهَكَ إلَيْهَا.
ونَزَعَ فِي القَوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً: مَدَّها، كَمَا فِي الصِّحاحِ أَي: بالوَتَرِ، وقِيلَ: جَذَبَ الوَتَرَ بالسَّهْمِ، وَفِي الحَديثِ: لَنْ تَخُورَ قُوىً مَا دامَ صاحِبُهَا يَنْزِعُ ويَنْزُو أَي: يَجْذِبُ قَوْسَه، ويَثِبُ على فَرَسِه.
ونَزَعَ الدَّلْوَ منَ البِئْرِ يَنْزِعُهَا نَزْعاً، ونَزَعَ بِهَا، كِلاهُمَا: جَذَبَهَا بغَيْرِ قامَةٍ وأخْرَجَها، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ: قَدْ أنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ تُوزِغُ منْ مَلْءٍ كإيْزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيَها: خُروجُها قَليلاً قَليلاً بغَيْرِ قامَةٍ، وأصْلُ النَّزْعِ: الجَذْبُ والقَلْعُ، وَفِي الحَدِيث: رأيْتُنِي أنْزِعُ على قَليبٍ أَي: رأيْتُنِي فِي المَنَامِ اسْتَقِي بيَدِي، يُقَالُ: نَزَعَ بالدَّلْوِ إِذا اسْتَقَى بهَا وقَدْ عُلِّقَ فيهَا الرِّشاءُ.
ونَزَعَ الفَرَسُ سَنَناً: إِذا جَرَى طَلقاً، قالَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
(والخَيْلَ تَنْزِعُ غَرْباً أعِنَّتَها ... كالطَّيْرِ تَنْجو من الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَدِ)
وَمن المَجَازِ: هُوَ فِي النَّزْعِ، أَي: قَلْعِ الحَيَاةِ وَقد نَزَع المُحْتَضَرُ يَنْزِعُ نَزْعاً، ونازَعَ نِزاعاً: جادَ بنَفْسِهِ، ويُقَالُ أيْضاً: هُوَ فِي النَّزَعِ، مُحَرَّكَةً للاسْمِ، كَذَا وُجِدَ لَهُ فِي هامِشِ الصِّحاحِ.
وَمن المَجَازِ: بَعِيرٌ نازِعٌ، وناقَةٌ نازِعٌ: حنَّتْ إِلَى أوْطَانِها ومَرْعَاهَا، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لجَمِيلٍ:
(وقُلْتُ لَهُمْ: لَا تَعْذُلُونِيَ وانْظُرُوا ... إِلَى النّازِعِ المَقْصُورِ كَيْفَ يَكُونُ)
قُلْتُ: والّذِي أنْشَدَه ابنُ فارِسٍ فِي المُجْمَلِ. (يَقُولونَ مَا بَلاَّكَ والمالُ غامِرٌ ... عَلَيْكَ وضاحِي الجِلْدِ مِنْكَ كَنِينُ)

(فقُلتُ لَهُمْ: لَا تسأَلُونِيَ وانْظُروا ... إِلَى النّازِعِ المَقْصُورِ كَيْفَ يَكُونُ)
قَالَ الصّاغَانِيُّ: والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ: إِلَى الطُّرَّفِ الوُلاّهِ كَيْفَ تكونُ وَفِي المَثَل: صارَ الأمْرُ إِلَى النَّزَعَةِ مُحَرَّكةً، أَي: قامَ بإصْلاحِهِ أهْلُ الأنَاةِ، وهُوَ جَمْعُ نازِعٍ، كَمَا)
فِي الصِّحاحِ وهُمُ الرُّماةُ ويُرْوَى: عادَ السَّهْمُ إِلَى النَّزَعَةِ، أَي: رجَعَ الحَقُّ إِلَى أهْلِه، كَمَا فِي العُبَابِ واللِّسَان، زادَ الأخِيرُ وقامَ بإصْلاحِ الأمْرِ أهْلُ الأناةِ.
قلت: فإذنْ مآلُهُمَا واحِدٌ، وزادَ الزَّمَخْشَرِيُ: هُوَ كقَوْلِه: أعْطِ القَوْسَ بارِيَها وزادَ فِي العُبابِ: ويُرْوَى عادَ الأمْرُ إِلَى الوَزَعَةِ، جَمْع وازِعٍ، يَعْنِي أهْلَ الحِلْمِ، الذينَ يكُفُّونَ أهْلَ الجَهْلِ.
قلتُ: الّذِي فِي التَّهْذِيبِ للأزْهَرِيِّ: عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعَةِ، يُضْرَبُ مَثَلاً للّذي يَحِيقُ بهِ مَكْرُه، والعَجَبُ منَ المُصَنِّف كَيْفَ تَرَكَه وكأنَّهُ قَلَّدَ الصّاغَانِيُّ فِيمَا يُورِدُه مُقْتَصِراً عليهِ، وَهُوَ غَرِيبٌ.
وقولُه تَعَالَى: والنّازعاتِ غَرْقاً والنّاشِطَاتِ نَشْطاً، قالَ ابنُ دُرَيدٍ: لَا أقْدِمُ على تَفْسيرِه، إِلَّا أَن ابا عُبَيدٍ ذَكَرَ أنَهَا: النُّجُومُ تَنْزِعُ منْ مَكانٍ إِلَى مَكَانٍ، وتَنْشِطُ أَي: تَطْلُعُ.
أَو النّازِعاتُ: القِسِيُّ، والنّاشِطَاتُ: الأوْهاقُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: تَنْزِعُ الأنْفُسَ منَ صُدُورِ الكُفّارِ، كَمَا يُغْرِقُ النّازِعُ فِي القَوْسِ: إِذا جَذَبَ الوَتَر.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعُ، كأمِيرٍ: الغَرِيبُ، كالنّازِعِ، ج: نُزّاعٌ كَرُمّانٍ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وأصْلُهُما فِي الإبِلِ، وَفِي الحَدِيثِ: طُوبَى للغُرَباءِ، قيلَ: منْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ قالَ: النُّزّاعُ من القَبَائِل وهُوَ الّذِي نَزَعَ عَن أهْلِهِ وعَشِيرَتِه، أَي: بَعُدَ وغابَ، وقيلَ: لأنَّهُ يَنْزِعُ إِلَى وَطَنِه، أَي: يَنْجَذِبُ ويَمِيلُ، والمُرَادُ الأوَّلُ، أَي: طُوبَى للمُهَاجِرينَ الَّذينَ هَجَرُوا أوْطَانَهُمْ فِي اللهِ تعالَى، وقيلَ: نُزّاعُ القَبَائِلِ: غُرَبَاؤُهُم الّذينَ يُجاوِرُونَ قَبَائِلَ لَيْسُوا منْهُمْ، ويُرْوَى: قيلَ: يَا رسُولَ اللهِ، من الغُرَباءُ قالَ: الّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أفْسَدَ النَّاسَ.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعُ: منْ أمُّه سَبِيَّةٌ ومِنْهُ قَوْلُ المَرّارِ بنِ سَعيدٍ الفَقْعَسِيِّ:
(عَقَلْتُ نِساءَهُم فِينَا حَدِيثاً ... ضنئْنَ المالَ والوَلَدَ النَّزِيعَا)
عَقَلْتُ، أَي: رأيتُ، وضَنِئْنَ المالَ، أَي: أكْثَرْن مِنْهُ.
وَمن المَجَازِ النَّزِيعُ: البَعِيدُ، ومِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمّاحِ يَصِفُ حَمَامَةً:
(بَرَتْ لَكَ حَمّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ ... ودَاعٍ دَعَا منْ خُلَّتَيْكَ نَزِيعُ)
وقيلَ: النَّزِيعُ هُنا: هُوَ الغَرِيبُ، وكِلاهُمَا صَحِيحٌ، وكذلكَ فِي قَوْلِ الحُطّيْئَةِ: ولَمّا جَرَى فِي القومِ بَيَّنْتُ أنَّهَا أجارِيُّ طِرْفٍ فِي رِباطِ نَزِيعِ والنَّزِيعُ: المَقْطُوفُ المَجْنِيُّ، ومِنْهُ قَوْلُ الشَّمّاخِ يَصِفُ وَكْرَ عُقابٍ:
(تَرَى قِطَعاً منَ الأحْنَاشِ فِيهَا ... جَماجِمُهُنَّ كالخَشْلِ النَّزِيعِ.)

والخَشْلُ: المُقْلُ.
النَّزيعُ: البِئْرُ القَرِيبَةُ القَعْرِ، تُنْزَعُ دِلاؤُهَا بالأيْدِي نَزْعاً، لقُرْبِهَا. كالنَّزُوعِ فَعُولٌ للمَفْعُولِ كالرَّكُوبِ، والجَمْعُ نُزّاعٌ.
وَبلا لامٍ: نَزِيعُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَنَفِيُّ الشّاعِرُ ذَكَرَهُ الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعَةُ منَ النَّجَائِبِ: الّتِي تُجْلَبُ إِلَى غَيْرِ بِلادِهَا ومَنْتِجِها من النَّجائِبِ، هَذَا هوَ نَصُّ اللَّيْثِ، ووُجِدَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: إِلَى بِلادِ غَيْرِهَا وهُو غَلَطٌ، ومِنْهُ حَديثُ ظَبْيانَ: إنَّ قَبائِلَ منَ الأزْدِ نَتَّجُوا فيهَا النَّزائع أَي: نَتَجُوا بِها إبِلاً انْتَزعُوهَا منْ أيْدِي النّاسِ، وقيلَ: النَّزائِعُ منَ الخَيْلِ: الّتِي نَزَعَتْ إِلَى أعْرَاقٍ منَ اللِّحَاحِ، وَفِي الأسَاسِ: وَمن المَجَازِ: خَيْلٌ نَزَائِعُ: غَرَائِبُ نُزِعَتْ عنْ قَوْمٍ آخَرِينَ.
وعِنْدَهُ نَزِيعٌ ونَزِيعَةٌ: نَجِيبٌ ونَجِيبَةٌ منْ غَيْرِ بلادِهِ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي المُحْكَمِ: منْ أيْدِي الغُرَباءِ، وَفِي التَّهْذِيب: منْ أيْدِي قَوْمٍ آخَرِينَ، ومِثْلُه فِي الصِّحاحِ.
وَمن المَجَازِ: النَّزِيعَةُ المَرْأَةُ الّتِي تتَزَوَّجُ فِي غَيْرِ عَشِيرَتِهَا وبَلَدِهَا فتُنْقَلُ، ج: نَزَائِعُ ومنْهُ حَديثُ عُمَرَ: قالَ لآلِ السّائِبِ: قَدْ أضْوَيْتُمْ فانْكِحُوا فِي النَّزائِعِ أيْ فِي الغَرَائِبِ منْ عَشِيرَتِكُم.
وغَنَمٌ نُزَّعٌ، كرُكَّعٍ: حَرَامَى، تَطْلُبُ الفَحْلَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
والمِنْزَعُ كمِنْبَرٍ: السَّهْمُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وزادَ الصّاغَانِيُّ: الّذِي يُنْتَزَعُ بهِ، وَفِي اللِّسانِ: الّذِي يُرْمَى بِهِ أبْعَدَ مَا يُقْدَرُ عليهِ، لِتُقَدَّرَ بهِ الغَلْوَةُ، قالَ الأعْشَى:
(فَهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيشِ منض الشَّوْ ... حَطِ غالَتْ بهِ يَمِينُ المُغَالِي) وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: المِنْزَعُ: حَدِيدَةٌ لَا سِنْخَ لَها، إنَّمَا هِيَ أدْنَى حَديدَة لَا خَيْرَ فِيهَا، تُؤْخَذُ وتُدْخَلُ فِي الرُّعْظِ، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صائِداً غَلبَتْ كِلابُه: فَرَمَى فأنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَكَذَا وُجِدَ بخَطِّهِ، والصّوابُ:
(فَرَمَى لِيُنْفِذَ فَرَّهَا فهَوَى لَهُ ... سَهْمٌ فأنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ)
والمَنْزَعَةُ بالفَتْحِ: القَوْسُ الفَجْواءُ عنِ الفَرّاءِ.
وَفِي الصِّحاحِ: المَنْزَعَةُ: مَا يَرْجِعُ إليْهِ الرَّجُلُ منْ رَأيِه وأمْرِه وتَدْبِيرِه، وهوَ مجازٌ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:)
أَنا لَبِيدٌ ثُمَّ هذِي المَنْزَعَهْ يَا رُبَّ هَيْجَا هِي خَيْرٌ منْ دَعَهْ والمَنْزَعَةُ: رَأْسُ البِئْرِ الّتِي يَنْزِعُ عَلَيْهِ، وقالَ الفَرّاءُ: هِيَ الصَّخْرَةُ يَقُومُ عَلَيْهَا السّاقِي، زادَ ابنُ الأعْرَابِيّ: والعُقابانِ منْ جَنْبَتَيْهَا تُعَضِّدانِهَا، وهِيَ الّتِي تُسَمَّى القَبِيلَة.
وَمن المَجَازِ: المَنْزَعَةُ: الهِمَّةُ قالَ الكِسَائِيُّ: يُقَالُ: واللهِ لَتَعْمَلَنَّ أيُّنَا أضْعَفُ مَنْزَعَةً.
ويُكْسَرُ عَن خَشَّافٍ الأعْرابِيِّ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: حَكَاهُ ابنُ السِّكِّيتِ فِي بابِ مِفْعَلَة ومَفْعَلَة، ويُقَالُ: فُلانٌ قَرِيبُ المَِنْزَعَةِ، أَي: قَرِيبُ الهِمَّةِ، هَذَا نَصُّ العُبَابِ والصِّحاحِ واللّسانِ، ووَقَعَ فِي اللِّسَانِ وهُوَ قَرِيبُ المَنْزَعَةِ، أَي: غيرُ ذِي هِمَّةٍ، فتأمَّلْ. والنَّزَعَةُ، مُحَرَّكَةً: ع، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
والنَّزَعَةُ: نَبْتٌ منْ نَباتِ القَيْظِ مَعْرُوفٌ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، ويُسَكَّنْ، وحَكَى الوَجْهَينِ أَبُو حَنِيفَةَ، قالَ: وهِيَ تَكُونُ بالرَّوْضِ، ولَيْسَ لَهَا زَهْرَةٌ وَلَا ثَمَرَةٌ، تأْكُلُهَا الإبِلُ إِذا لمْ تَجدْ غَيْرَها، فَإِذا أكَلَتْهَا امْتَنَعَتْ ألبانُهَا خُبْثاً، هَكَذَا نَقَله أَبُو عَمْرو عنِ الأعْرَابِ الأوَائلِ.
والنَّزَعَةُ: الطَّرِيقُ فِي الجَبَلِ يُشَبَّهُ بالنَّزَعَةِ وهُوَ: مَوْضِعُ النَّزَعِ منَ الرَّأسِ، وهُوَ انْحِسَارُ الشَّعْرِ منْ جانِبَيِ الجَبْهَةِ، وهُوَ أنْزَعُ بَرّاقُ النَّزَعَتَيْنِ، كأنَّهُ نَزِعَ عَنهُ الشَّعَرُ، ففارَقَ وقدْ نَزِعَ، كفَرِحَ نَزَعاً، وَفِي صِفَةِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: البَطِينُ الأنْزَعُ والعَرَبُ تُحِبُّ النَّزَعَ، وتَتَيَمَّنُ بالأنْزَعِ وتَذُمُّ الغَمَمَ، وتَتَشَاءَمُ بالأغمِّ، وتَزْعُمُ أنَّ أغَمَّ القَفَا والجَبِينِ لَا يَكُونُ إِلَّا لَئِيماً، ومنْهُ قَوْلُ هُدْبَةَ بنِ خَشْرَمٍ:
(وَلَا تَنْكِحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أغَمَّ القَفَا والوَجْهِ لَيْسَ بأنْزَعَا)
وهِيَ زَعْراءُ، وَلَا تَقُلْ، نَزْعاءُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ، وأجَازَهُ بَعْضُهُم.
وأنْزَعَ الرَّجُلُ: ظَهَرَتْ نَزَعَتَاهُ عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
وأنْزَعَ القَوْمُ: نَزَعَتْ إبِلُهُم إِلَى أوْطانِهَا وَفِي المُفْرِدَاتِ: فِي مَوَاطِنِهم، قالَ الشّاعِرُ: وقَدْ أهافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا أهافُوا: عَطِشَتْ إبِلُهُم.
وَمن المَجَازِ: شَرَابٌ طَيِّبُ المَنْزَعَةِ، أَي: طَيِّبُ مَقْطَعِ الشُّرْبِ، كَمَا قالَ عَزَّ وجَلَّ: خِتَامُهُ مِسْكٌ أَي: أنَّهُم إِذا شَرِبوا الرَّحِيقَ، ففَنِيَ مَا فِي الكَأْسِ، وانْقَطَعَ الشَّرَابُ، انْخَتَمَ ذلكَ برِيحِ المِسْكِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، وقالَ الأصْبَهَانِيُّ فِي المُفْرَداتِ، فِي تَرْكِيبِ ختم: خِتَامُه مِسْكٌ، مَعناه: مُنْقَطَعُه)
وخاتِمَةُ شُرْبِه، أَي: سُؤْرُهُ فِي الطِّيبِ مِسْكٌ، وقَوْلُ منْ قالَ: يُخْتَمُ بالمِسْكِ، أَي: يُطْبَعُ فلَيْسَ بشَيءٍ، لأنَّ الشَّرَابَ يَجِبُ أنْ يَطِيبَ فِي نَفْسِه، وَلَا يَنْفَعُه بالطِّيبِ فلَيْسَ ممّا يُفِيدُه، وَلَا يَنْفَعُه طِيبُ خاتَمِه مَا لَمْ يَطِبْ فِي نَفْسِه، فتأمَّلْ فإنَّه تَحْقيقٌ حَسَنٌ، وسَيَأتِي إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.
والنَّزَاعَةُ كسَحَابَةٍ: الخُصُومَةُ وَفِي الصِّحاحِ: بَيْنَهُمَا نَزَاعَةٌ، أَي: خُصُومَةٌ فِي حَقٍّ، هَكَذَا فِي النُّسَخ وَفِي بَعْضِها: بَيْنَهُمَا نِزاعٌ بالكَسْرِ.
وثمَامٌ مُنَزَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَنْزُوعٌ منَ الأرْضِ، شُدِّدَ مُبَالَغَةً، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وانْتَزَعَ الشَّيْءُ: كَفَّ وامْتَنَعَ قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ:
(فدَعَانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَمَا ... ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنّي وانْتَزَعْ)
ويُرْوَى: مِنِّي والرِّيَعْ أَي: أوَّلُ الشَّبَابِ، فحَرَّكَ الياءَ ضَرُورَةً.
وانْتَزَعَ الشَّيءُ: اقْتَلَعَ وَقد انْتَزَعَهُ لازِمٌ مُتَعَدٍّ، قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ:
(أرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لَمْ يَدَعْ ... منْ سُلَيْمَى، ففؤُادِي مُنْتَزَعْ)
وقالَ القُطَامِيُّ:
(قَوَارِشَ بالرِّماحِ كأنَّ فِيها ... شَواطِنَ يَنْتَزِعْنَ بهَا انْتِزَاعَا)
ونازَعَهُ مُنَازَعَةً، ونِزاعاً: خاصَمَهُ، وقيلَ: جاذَبَهُ فِي الخُصُومَةِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ أَي: مُجَاذَبَة الحُجَجِ فِيمَا يَتَنَازَعُ فيهِ الخَصْمانِ، والأصْلُ فِي المُنَازَعَةِ، المُجَاذَبَةُ، ثمَّ عُبِّرَ بهِ عَن المُخَاصَمَةِ، يُقَالُ: نازَعَهُ الكَلامَ، ونازَعَه فِي كَذَا، وهُوَ مجازٌ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(نازَعْتُ ألْبَابَها لُبّي بمُقْتَصِرٍ ... منَ الأحادِيثِ حَتَّى زِدْتَنِي لِينَا)
أَي: نازَعَ لُبِّي ألْبَابَهُنَّ.
وَمن المَجَازِ: أرْضِي تُنَازِعُ أرْضَكُمْ، أَي: تتَّصِلُ بِهَا، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(لَقَىً بَيْنَ أجْمَادٍ وجَرْعاءَ نازَعَتْ ... حِبَالاً بِهِنَّ الجازِئاتُ الأوَابِدُ)
والتَّنازُعُ فِي الأصْلِ: التَّجاذُبُ، كالمُنَازَعَةِ، ويُعَبَّرُ بهِمَا عَن التَّخَاصُمِ والمُجَادَلَةِ، ومِنْهُ قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: وَلَا تَنازَعوا فتَفْشَلُوا وقَوْلُه تعالَى: فإنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيءٍ فرُدُّوهُ إِلَى اللهِ.
وَمن المَجَازِ: التَّنَازُعُ: التَّناوُلُ، والتَّعَاطِي، والأصْلُ فيهِ التَّجَاذُبُ، قالَ اللهُ تَعَالَى: يَتَنَازَعُونَ فِيها كَأْساً، أَي: يَتَنَاوَلُونَ.
والتَّنَزُّعُ: التَّسَرُّع، يُقَالُ: رَأيْتُ فُلاناً مُتَنَزّعاً إِلَى كَذَا، ومُتَتَرِّعاً، أَي: مُتَسَرِّعاً إِلَيْهِ نازِعاً.)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ: انْتَزَعَ الرُّمْحَ: اقْتَلَعَهُ ثُمَّ حَمَلَ.
ونَزَعَ الأمِيرُ العامِلَ عنْ عَمَلِه، أَي: أزالَهُ وهُوَ مجازٌ، لأنَّه إِذا أزَاله فقَد اقْتَلَعَه، ويُعَبَّرُ عَنهُ بالعَزْلِ.
والمِنْزَعَةُ، كمِكْنَسَةٍ: خَشَبَةٌ عَريضَةٌ نَحْوُ المِلْعَقَةِ، تَكُونُ مَعَ مُشْتارِ العَسَلِ، يَنْزِعُ بهَا النَّحْلَ اللَّواصِقَ بالشَّهْدِ، وتُسَمّى المِحْبَضَة، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.
ونازَعَتْنِي نَفْسي إِلَى هَواهَا، نِزَاعاً: غالبَتْنِي، ونَزَعْتُها أَنا: غالَبْتُها، وقالَ سِيَبَويْهِ: لَا يُقَالُ فِي العاقِبَةِ فَنَزَعْتُه، اسْتَغْنَوْا عنْه بغَلَبْتُه.
وانْتِزاعُ النِّيَّةِ: بُعْدُهَا عَن ابنِ السِّكِّيتِ.
والنَّزِيعُ: الشَّرِيفُ منَ القَوْمِ الّذِي نَزَعَ إِلَى عِرْقٍ كَريمٍ، وكذلكَ فَرَسٌ نَزِيعٌ، وَفِي الحَديثِ: لَقَدْ نَزَعْتَ بمِثْلِ مَا فِي التَّوْرَاةِ، أَي جِئْتَ بِمَا يُشْبِهُها.
والنَّزَعَةُ، مُحَرَّكَةً: الرُّمَاةُ.
وانْتَزَعَ للصَّيْدِ سَهْماً: رَمَاهُ بهِ، يُقَالُ: رَأى الصَّيْدَ فانْتَزَعَ لَهُ.
وأيْدٍ نَوازِعُ.
وانْتَزَعَ بالآيَةِ والشِّعْرِ: تَمَثَّلَ ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذا اسْتَنْبَطَ مَعْنَى آيَةٍ: قَد انْتَزَعَ مَعْنىً جَيِّداً، وَهُوَ مجازٌ.
ويُقَالُ: نازَعَنِي فُلانٌ بَنَانَهُ، أَي: صافَحَنِي، والمُنَازَعَةُ: المُصَافَحَةُ: وَهُوَ مَجازٌ، قالَ الرّاعِي:
(يُنَازِعُنَا رَخْصَ البَنانِ كأنَّمَا ... يُنازِعُنَا هُدّابَ رَيْطٍ مُعَضَّدِ)
والمِنْزَعَةُ، بكسرِ الميمِ وفَتْحِهَا: الخُصُومَةُ، كالنِّزاعَةِ بالكَسْرِ.
والنَّزْعاءُ من الجِباهِ: الّتِي أقْبَلَتْ ناصِيَتُهَا، وارْتَفَعَ أعْلَى شَعَرِ صُدْغِهَا.
ونَزَعَهُ بنَزِيعَةٍ: نَخَسَهُ، عَن كُرَاع.
وغَنَمٌ نُزُعٌ، بضَمَّتَيْنِ: لُغَةٌ فِي نُزَّعٍ، كرُكَّعٍ: بهَا نِزاعٌ، وَهُوَ طَلَبُ الفَحْلِ وشاةٌ نازِعٌ. والنَّزائِعُ منَ الرِّياحِ: هِيَ النُّكْبُ، سُمِّيَتْ لاخْتلافِ مَهابِّها، وهُو مجازٌ، وَفِي الأساسِ: بَيْنَ رِيحَيْنِ.
ورَجُلٌ مِنْزَعٌ، كَمِنْبَرٍ: شدِيدُ النَّزْعِ.
وماءٌ بَعيدُ المَنْزِعِ، وهُوَ المَوْضِعُ الّذِي يُنْزَعُ مِنْهُ.
ونازَعْتُه على البِئْرِ: نَزَعْتُ مَعَه.)
ورَآه مُكِبّاً على الشَّرِّ فاسْتَنْزَعَه: سألَه أنْ يَنْزِعَ عَنْهُ.
ويُقَالُ: فُلانٌ يَنْزِعُ بحُجّتهِ: إِذا كانَ يَحْضُرُ بهَا، وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: ونَزَعْنَا منْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً.
ويُقَالُ: نَزَعَ يَدَهُ منَ الطّاعَةِ، وخَرجَ عاصِياً نازِعَا يَدٍ، وَهُوَ مَجازٌ، وتَنَازَعُوا.
والخَيْلُ تُنَازِعُ فارِسَهَا العِنَانَ.
والمُنَازَعَةُ: المُنَاوَلَةُ، يُقَالُ: نازَعَهُ كأسَ الكَرَى.
وفَلاةٌ نَزُوعٌ: بَعِيدَةٌ.
ونَزّاعَةُ الشَّوى: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ عِنْدَ شِعْبِ الصَّفا، نَقَله الصّاغَانِيُّ وياقُوت.
والنُّزَاعَةُ، كثُمامَةٍ: مَا انْتَزَعْتَه بيَدِكَ، ثُمَّ ألْقَيْتَه.
(نزع)
الْمَرِيض نزعا أشرف على الْمَوْت وَالشَّمْس دنت من الْغُرُوب وَإِلَى أَهله نزوعا حن واشتاق وَعَن الْأَمر كف وانْتهى وَفِي الْقوس مدها وأباه وَإِلَيْهِ أشبهه وَيُقَال نَزعه عرق أشبه أَصله كَمَا يُقَال نزع إِلَى عرق كريم أَو لئيم وَالشَّيْء من مَكَانَهُ نزعا جذبه وقلعه وَيُقَال نزع الْأَمِير عَامله عَن عمله عَزله وَيَده من جيبه أخرجهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَنزع يَده فَإِذا هِيَ بَيْضَاء للناظرين} وَيُقَال نزع يَده من الطَّاعَة خرج مِنْهَا وَعصى وَنزع معنى جيدا من الْآيَة وَنَحْوهَا

(نزع) نزعا انحسر شعره عَن جَانِبي جَبهته فَهُوَ أنزع وَهِي نزعاء

نزع


نَزِعَ(n. ac. نَزَع)
a. Was bald over the temples.

نَزَّعَa. see I (a)
نَاْزَعَa. Quarreled with.
b. . Adjoined, bordered upon.
c. see I (a) (g).
e. [ coll. ]
see I (d)
أَنْزَعَa. see (نَزِعَ).

تَنَزَّعَ
a. [Ila], Hastened to.
تَنَاْزَعَa. Quarreled, litigated.
b. Took in turn.

إِنْتَزَعَa. see I (a) (f), (g).
d. [ & pass.], Was displaced &c.
e. [acc. & Bi], Fitted (arrow).
نَزْعa. Death-struggle, deaththroes.

نَزْعَةa. A certain plant.

نَزَعَةa. Bald temples.
b. Mountain-road.
c. see 1t
نُزُعa. Returning home (sheep).
نُزَّعa. Appetent, hot.

أَنْزَعُ
( fem.

زَعْرَآء )
a. Bald.

مَنْزَع
(pl.
مَنَاْزِعُ)
a. Place.

مَنْزَعَةa. Aim, object; design.
b. Care, anxiety.

مَنْزِعَةa. see 17t (b)
مِنْزَعa. Arrow.

نَاْزِع
(pl.
نَزَعَة
4t
نُزَّاْع)
a. Despoiler; destructive.
b. Home-sick, pining.
c. Expert.
d. (pl.
نُزَّاْع)
see 25 (b)
نَاْزِعَة
( pl.
reg. &
نَوَاْزِعُ)
a. fem. of
نَاْزِع
نَزَاْعَةa. see 23 (a)
نِزَاْعa. Quarrel, dispute; law-suit.
b. [ coll. ]
see 1
نَزِيْع
(pl.
نُزَّاْع)
a. Distant; absent.
b. (pl.
نَوَاْزِعُ
نُزَعَآءُ
43), Stranger.
c. Picked (fruit).
d. Shallow (well).
نَزِيْعَة
(pl.
نَزَاْئِعُ)
a. fem. of
نَزِيْعb. Woman having married into another tribe.
c. Excellent.

نَزُوْعa. see 25 (d)
نَزُوْعِيّa. Impulsive. NP. I, Removed, displaced.
b. [ coll. ], Spoilt.
N. P.
نَزَّعَa. Plucked up.

N. Ag.
نَاْزَعَ
a. [ coll. ], Moribund.

مُنَازَعَة [ N.
Ac.
نَاْزَعَ
(نِزْع)]
a. see 23 (a)b. [ coll. ]
see 1
صَارَ اْلأَمْر إِلَى
النَّزَعَة
a. The matter is in the hands of competent people.

عَادَ السَّهْم إِلَى
النَّزَعَة
a. He restored the right to those to whom it
belonged.

نَزَعَ يَدَهُ
a. He rebelled, disobeyed.
(نزع) - في حديث مُعَاذٍ - رضي الله عنه -: "أنه اشتَدَّ به الموتُ.
فَنَزَعِ نزعًا لم يَنزعْ أحَدٌ مِثلَه قَطُّ"
نزْعُ الموت: سِياقُه.
- في حديث طلحة - رضي الله عنه -: "فوجدتُ لى مَنْزعًا وَمخرجًا"
: أي شَيئًا أَنزِعُ إليه، وأَصِيرُ إليه.
- في حديث القرشىّ: "أسَرَني رَجُلٌ أنزَعُ"
قال الأصمَعى: النَّزَعَتان: ما ينحَسِرُ الشّعر عنه؛ مِمَّا فَوْق الجَبين . وَالنَّزَع الاسْم، وهو أنزع، فإذا زادَ قليلًا فهو أجْلحُ، فإذا بلغ النِّصف فهو أَجْلَى، وضِدُّه الغَمَمُ، ورَجُلٌ أغَمُّ؛ إذَا سَالَ الشعرُ في وجْهِه من النَّزَعتَين والجَبْهةِ، ورَجُلٌ أَزعَر وامرأة زَعْرَاء ، ولا يُقالُ نزعَاء. وقد نزِعَ الرجُلُ: صَارَ أنزَعَ.
- وفي صِفَةِ عَلىّ - رضي الله عنه -: "الأَنزَعُ البَطِين"
قيل: معنى الأَنزَع: المَنزُوعُ مِن الشِّرْك، والبَطِين: المملوءُ البطن عِلمًا
- وفي حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "قال لآلِ السَّائبِ: قد أضْوَيْتُم فانِكحُوا في النَّزائع"
وفي روَاية: "استَغرِبوا"
وقيل: اغْرُبوا لَا تضوُوا.
والنَّزائعُ: اللَّوَاتِي تَزوَّجْن في غَير عَشَائرهنّ.
وكلّ غرِيبٍ: نزِيعٌ، والنَّزائعُ: الخَيْلُ تَنْزِعُ إلى أعراقٍ في أُصُولِهَا، والنزائِعُ: اللَّاتيِ انتُزِعْنَ مِن قومٍ آخرين فَهُنّ ينْزِعن إليهم.
وَالعَرَبُ تقولُ: إذا تَقَارَبَ نَسَبُ الأبَويْن ضَوَى الوَلدُ وَهَزَل. - في الحدِيثِ: "أنا فَرَطُكم على الحوض، فَلأُلْفَيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أحدكم، فأقول: هذا مِنّى ، فيقال: إنّك لا تَدرِى ما أحدَثوا بَعدَك"
: أي يُنزَع أَحدُكم مِنِّى ويُؤخَذُ، والنَّزع: القَلْع.

نزع: نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً، فهو مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ،

وانْتَزَعَه فانْتَزعَ: اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ، وفرّق سيبويه بين نَزَعَ

وانْتَزَعَ فقال: انْتَزَعَ اسْتَلَبَ، ونزَع: حوّل الشيء عن موضعه وإِن كان على

نحو الاسْتِلاب. وانْتَزَعَ الرمحَ: اقْتَلَعَه ثم حَمل. وانتزَع الشيءُ:

انقلَع. ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عن عمله: أَزالَه، وهو على المثَل

لأَنه إِذا أَزالَه فقد اقْتَلَعَه وأَزالَه. وقولهم فلان في النزْعِ أَي في

قَلْعِ الحياةِ. يقال: فلان يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كان في السِّياقِ عند

الموْتِ، وكذلك هو يَسُوقُ سَوْقاً، وقوله تعالى: والنازِعاتِ غَرْقاً

والناشِطاتِ نَشْطاً؛ قال الفراء: تَنْزِعُ الأَنْفُس من صدورِ الكفَّارِ

كما يُغْرِقُ النازِعُ في القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ، وقيل في

التفسير: يعين به الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الكافر وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عليه

أَمرُ خروجِ رُوحِه، وقيل: النازعاتُ غَرْقاً القِسِيُّ، والناشِطاتُ

نَشْطاً الأَوْهاقُ، وقيل: النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ من مكان

إِلى مكان وتَنْشِطُ.

والمِنْزَعةُ، بكسر الميم: خشبة عريضة نحو المِلْعَقةِ تكون مع مُشْتارِ

العَسلِ يَنْزِعُ بها النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ، وتسمى المِحْبَضَ.

ونزَع عن الصبي والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً: كَفَّ وانْتَهَى، وربما

قالوا نَزْعاً. ونازَعَتْنِي نفسي إِلى هَواها نِزاعاً: غالَبَتْنِي.

ونَزَعْتُها أَنا: غَلَبْتُها. ويقال للإِنسان إِذا هَوِيَ شيئاً ونازَعَتْه

نفسُه إِليه: هو يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً. ونزَع الدلْوَ من البئر يَنْزِعُها

نزْعاً ونزَع بها، كلاهما: جَذَبَها بغير قامة وأَخرجها؛ أَنشد ثعلب:

قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ،

تُوزِغُ من مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ

تَقَطِّيها: خروجُها قليلاً قليلاً بغير قامة، وأَصل النزع الجَذْبُ

والقَلْعُ، ومنه نَزْعُ الميتِ رُوحه. ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها. وبئرٌ

نَزُوعٌ ونَزِيعٌ: قريبة القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً

لقربها، ونَزوعٌ هنا للمفعول مثل رَكُوبٍ، والجمع نِزاعٌ. وفي الحديث:

أَنه،صلى الله عليه وسلم، قال: رأَيْتُنِي أَنْزِعُ على قلِيبٍ؛ معناه

رأَيْتُنِي في المنامِ أَستَقِي بيدِي من قليب، يقال: نزَع بيده إِذا استقى

بدَلْوٍ عُلِّقَ فيها الرِّشاءُ. وجَمل نَزُوعٌ: يُنْزَعُ عليه الماءُ من

البئر وحده. والمَنْزَعةُ: رزْسُ البئر الذي يُنْزَعُ عليه؛ قال:

يا عَيْنُ بَكّي عامراً يومَ النَّهَلْ،

عند العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ،

قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ

وقال ابن الأَعرابي: هي صخرةٌ تكون على رأْسِ البئر يقوم عليها الساقي،

والعُقابانِ من جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها، وهي التي تُسَمَّى

القِبيلةَ. وفلان قريب المَنْزَعةِ أَي قريب الهِمّةِ. ابن السكيت: وانْتِزاعُ

النّيّةِ بُعْدُها؛ ومنه نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه

يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً: حَنَّ واشتاقَ، وهو نَزُوعٌ، والجمع نُزُعٌ،

وناقة نازِعٌ إِلى وطنِها بغير هاء، والجمع نَوازِعُ، وهي النّزائِعُ،

واحدتها نَزِيعةٌ. وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ؛ قال جميل:

فقلتُ لَهُمْ: لا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا

إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يكون؟

وأَنْزَعَ القومُ فهم مُنْزِعُون: نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها؛ قال:

فقد أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا

أَهافُوا: عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ: الغريب، وهو أَيضاً

البعيد. والنَّزِيعُ: الذي أُمُّه سَبيَّةٌ؛ قال المرّارُ:

عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً،

ضَنِينَ المالِ، والوَلَدَ النَّزِيعا

ونُزّاعُ القَبائِلِ: غُرَباؤُهم الذين يُجاوِرُون قَبائِلَ ليسوا منهم،

الواحد نَزِيعٌ ونازعٌ. والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ: الغُرَباءُ، وفي

الحديث: طُوبَى للغُرَباء قيل: مَنْ هُم يا رسولَ اللهِ؟ قال: النُّزّاعُ من

القبائِلِ؛ هو الذي نزَع عن أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ، وقيل:

لأَنه نزَع إِلى وطنه أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ، والمراد الأَوّل أَي طوبى

للمهاجرين الذين هجَروا أَوطانَهم في الله تعالى. ونزَع إِلى عِرْقٍ كريم أَو

لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت به أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع

إِليها، قال: ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ، وفي حديث القَذْفِ: إِنما هو عِرْقٌ

نزَعَه. والنَّزِيعُ: الشريفُ من القوم الذي نزَع إِلى عِرْق كريم، وكذلك

فرَس نَزِيعٌ. ونزَع فلان إِلى أَبيه يَنْزِعُ في الشَّبَه أَي ذهَب

إِليه وأَشْبهه. وفي الحديث: لقد نَزَعْتَ بمثْلِ ما في التوراةِ أَي جئتَ

بما يُشْبهها.

والنَّزائِعُ من الخيل: التي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ، واحدتها نَزِيعةٌ،

وقيل: النَّزائِعُ من الإِبل والخيل التي انْتُزِعَت من أَيْدِي

الغُرباء، وفي التهذيب: من أَيدي قوم آخَرِين، وجُلِبَتْ إِلى غير بلادها، وقيل:

هي المُنْتَقَذةُ من أَيديهم، وهي من النساء التي تُزَوَّجُ في غير

عشيرتها فتنقل، والواحدة من كل ذلك نَزِيعةٌ. وفي حديث ظبيان: أَن قَبائِلَ من

الأَزْد نَتَّجُوا فيها النَّزائِعَ أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها من

أَيدي الناس. وفي حديث عمر: قال لآلِ السائب: قد أَضْوَيْتُم فانكِحوا

في النَّزائِعِ أَي في النساء الغرائبِ من عشيرتكم.

ويقال: هذه الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كذا أَي تَتَّصِلُ بها؛ وقال ذو

الرمة:

لَقًى بين أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ

حِبالاً، بِهِنًّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ

والمَنْزَعةُ: القوْسُ الفَجْواءُ. ونَزَع في القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً:

مَدَّ بالوتَر، وقيل: جذَبَ الوتر بالسهم: والنّزَعةُ: الرُّماةُ،

واحدُهم نازِعٌ. وفي مثلٍ: عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رجع الحقّ إِلى

أَهله وقامَ بأِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ، وهو جمع نازِعٍ. وفي التهذيب:

وفي المثل عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعةِ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذي يَحِيقُ

به مَكْرُه. وفي حديث عمر: لَنْ تَخُورَ قُوىً ما دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ

ويَنْزُو أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ على فرسه.

وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً: رماه به، واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ؛ ومنه

قول أَبي ذؤيب:

فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً، فَهَوَى له

سَهْمٌ، فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ

فُرَّهاً جمع فاره؛ قال ابن بري: أَنشد الجوهري عجز هذا البيت: ورَمَى

فأَنفَذَ، والصواب ما ذكرناه. والمِنْزَعُ أَيضاً: السهم الذي يُرْمَى به

أَبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليه لتُقَدَّر به الغَلْوةُ؛ قال الأَعشى:

فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْ

حَطِ، غالَتْ به يَمِينُ المُغالي

وقال أَبو حنيفة: المِنْزَعُ حديدة لا سِنْخَ لها إِنما هي أَدْنى

حديدةٍ لا خير فيها، تؤخَذ وتُدْخَلُ في الرُّغْظِ.

وانْتَزَعَ بالآية والشّعْرِ: تمثَّلَ. ويقال للرجل إِذا استنبط معنى

آيةٍ من كتاب الله عز وجل: قد انْتَزَعَ معنًى جيِّداً، ونَزَعَه مثله أَي

اسْتَخْرَجَه.

ومُنازَعةُ الكأْس: مُعاطاتُها. قال الله عز وجل: يَتَنازَعون فيها

كأْساً لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ؛ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فيه

يتجاذَبُون. ويقال: نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صافحني. والمُنازعةُ: المُصافَحةُ؛

قال الراعي:

يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ، كأَنما

يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ

والمُنازعةُ: المُجاذَبةُ في الأَعْيانِ والمَعاني؛ ومنه الحديث: أَنا

فَرَاطُكم على الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أَحدِكم فأَقولُ

هذا مِني أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مني.

والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: الخُصومة.

والمُنازَعةُ في الخُصومةِ: مُجاذَبةُ الحُجَجِ فيما يَتنازَعُ فيه الخَصْمانِ.

وقد نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً: جاذَبه في الخصومة؛ قال ابن مقبل:

نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ

من الأَحاديثِ، حتى زِدْنَنِي لِينَا

أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ. قال سيبويه: ولا يقال في العاقبة

فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عنه بِغَلَبْتُه.

والتنازُع: التخاصُمُ. وتنازَعَ القومُ: اخْتَصَمُوا. وبينهم نِزاعةٌ

أَي خصومةٌ في حقّ. وفي الحديث: أَنه،صلى الله عليه وسلم، صلَّى يوماً فلما

سلَّم من صلاته قال: ما لي أُنازَعُ القرآنَ أَي أُجاذَبُ في قراءته،

وذلك أَن بعض المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فشغله فنهاه عن

الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه.

والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: ما يرجِعُ إِليه الرجل من أَمره ورأْيِه

وتدبيرِه. قال الأَصمعي: يقولون والله لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ

مِنْزَعةً، بكسر الميم، ومَنْزَعةً، بفتحها، أَي رأْياً وتدبيراً؛ حكى ذلك ابن

السكيت في مِفْعلة ومَفْعلة، وقيل: المنزَعةُ قوّة عزْمِ الرأْي

والهِمّة، ويقال للرجل الجيِّد الرأْي: إِنه لجيِّد المنزعة. ونَزَعَتِ الخيل

تَنْزِعُ: جَرَتْ طِلْقاً؛ وأَنشد:

والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا في أَعِنَّتِها،

كالطيرِ تَنْجُو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ

ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً: جادَ بنفسِه. ومَنْزعة

الشرابِ: طِيبُ مَقْطَعِه، يقال: شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طيب مقطع

الشرب. وقيل في قوله تعالى: خِتامُه مِسْك، إِنهم إِذا شربوا الرَّحيقَ

فَفَنِيَ ما في الكأْس وانقطع الشرْب انختم ذلك بريح المسك.

والنَّزَعُ: انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عن جانبي الجَبْهةِ،

وموضِعُه النَّزَعةُ، وقد نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً، وهو أَنْزَعُ بَيِّنُ

النَّزَعِ، والاسم النَّزَعةُ، وامرأَة نَزْعاءُ؛ وقيل: لا يقال امرأَة نزعاء،

ولكن يقال زَعْراءُ. والنَّزَعتانِ: ما يَنْحَسِرُ عنه الشعر من أَعلى

الجَبينَينِ حتى يُصَعِّدَ في الرأْس. والنَّزْعاءُ من الجِباهِ التي

أَقبلت ناصيتها وارتفع أَعلى شعَرِ صُدْغِها. وفي حديث القرشي: أَسَرني رجل

أَنْزَعُ. وفي صفة علي، رضي الله عنه: البَطِينُ الأَنْزَعُ. والعرب تحبُّ

النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ،

وتَزْعُمُ أَن الأَغم القفا والجبين لا يكون إِلا لَئِيماً: ومنه وقول

هُدْبةَ بن خَشْرَمٍ:

ولا تَنْكِحي، إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا،

أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا

وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظهرت نَزَعَتاه. ونَزَعَه بنَزِيعةٍ: نَخَسَه؛ عن

كراع. وغنم نُزُعٌ ونُزَّعٌ: حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ، وبها نِزاعٌ،

وشاة نازِعٌ.

والنزائِعُ من الرِّياحِ: هي النُّكْبُ، سميت نزائِعَ لاختلاف

مَهابِّها.والنَّزَعةُ: بقلة كالخَضِرةِ، وثُمام مُنَزَّعٌ: شُدِّدَ للكثرة. قال

أَبو حنيفة: النَّزَعةُ تكون بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ ولا ثَمَرٌ،

تأْكلها الإِبل إِذا لم تجد غيرها، فإِذا أَكلتها امتنعت أَلبانها خُبْثاً.

ورأَيت في التهذيب: النزعةُ نَبت معروف. ورأَيت فلاناً مُتَنَزِّعاً إِلى

كذا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه.

نمس

(نمس) : نمَيّسٌ: جَبَلٌ.
السين والنون ن م س

النَّامُوسُ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ قُتْرَة الصّائِدِ
(نمس)
السرير نمسا كتمه وَفُلَانًا ساره

(نمس) السّمن وَالطّيب وَنَحْوهمَا نمسا فسد وبفلان نم بِهِ فَهُوَ نمس
(نمس) الشّعْر أَصَابَهُ دهن فتوسخ وَالسمن والجبن وَنَحْوهمَا أَخذ يفْسد وينتن فَهُوَ منمس وَعَلِيهِ الْأَمر لبسه عَلَيْهِ ودلس والعرق الْجَسَد بلله
(ن م س) : (قَضَيْتَ فِينَا بِالنَّامُوسِ) أَيْ بِالْوَحْيِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ صَاحِبُ سِرِّ الْمَلِكِ وَلِذَا كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يُسَمُّونَ جِبْرِيلَ (النَّامُوسَ) وَكَأَنَّ مَا فِي الْحَدِيثِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
(نمس) - في حديث سَعد : "أَسَدٌ في نامُوسَتِه"
النّاموسُ: مَكْمَن الصَّيَّاد وَقُتْرَتُه، شُبِّه بهِ مَوضِع الأَسَدِ، والنّامُوسُ: المكْر والخَدِيعَة، ووِعَاء العِلم، وصَاحبُ السِّرِّ، والتَّنْمِيس: التَّلْبِيسُ.
ن م س : النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ نَحْوُ الْهِرَّةِ يَأْوِي الْبَسَاتِينَ غَالِبًا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَيُقَالُ لَهَا الدَّلَقُ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: دُوَيْبَّةٌ تَقْتُلُ الثُّعْبَانَ وَالْجَمْعُ نُمُوسٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ وَنَامُوسُ الرَّجُلِ صَاحِبُ سِرِّهِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ النَّامُوسُ جِبْرِيلُ. 
ن م س

نمس السّمن والطّيب ونحوهما نمساً فهو نمسٌ إذا فسد. ونمس بصاحبه: نمّ به، وهو نمّام نمّاس. وفلان صاحب ناموس ونواميس: ذو مكر وخديعة. ونمّس عليّ تنميساً: لبّس، ومنه: النّمس: الدّابة التي يقال لها: دله، ويقال: في هؤلاء الناس، أنماس. وتنمّس الصائد: اتخذ ناموساً: قترةً. وهو ناموس الأمير: صاحب سرّه، ونامسته: ساررته، وما أشوقني إلى مناسمتك ومنامستك. ويقال لجبريل صلوات الله تعالى عليه: الناموس الأكبر.
[نمس] نه: فيه: ليأتيه "الناموس" الأكبر، هو صاحب سر الملك، وقيل: صاحب سر الخير، والجاسوس صاحب سر الشر، أراد جبرئيل لأنه خص بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره. غ: نمس ينمس، نامسته: ساررته. بي: وصفه النجاشي بأنه النازل على موسى دون عيسى لأن النصارى لا يقرون بأنه رسول ينزل عليه الوحي وإنما يدعون فيه ما يدعون. نه: وفيه: أسد في "ناموسه"، هو مكمن الصياد فشبه به موضع الأسد، والناموس: المكر والخداع، والتنميس: التلبيس.
نمس
النَّمَسُ: فَسَادُ السَّمْنِ والغالِيَةِ، نَمِسَ يَنْمَسُ نَمَساً. والشعرُ إذا تَوَسخَ وأصَابَه دُهْن: نَمِسٌ. والنِّمْسُ: سَبُعٌ من أخْبَثِ السِّبَاع. ودُويبةٌ تَأْكُلُ الثَّعَابِيْنَ تكون مَعَ الناظوْرِ. والنامُوْسُ: قتْرَةُ الصائِد، والمُتَنَمّسُ: الصيّادُ. وُيقال: وِعَاءُ العِلْمِ. وقيل: المَكْرُ والخَدِيْعَة. ونامُوْسُ الرجُلِ: صاحِبُ سِره، نَمَسَ يَنْمِس نَمْساً. ونامَسْتُه مُنَامَسَةً.
وفي هؤلاء انمَاسٌ: أي غِش.
والنمّاسُ: النَّمّامُ. والنُّمْسُ: جَمَاعَةُ القَطا وصَفٌ منه؛ سُمِّيَتْ لأنه أنْمَسُ اللَّوْنِ. والتنْمِيْسُ: التَّلْبِيْسُ.
ن م س: (نَامُوسُ) الرَّجُلِ صَاحِبُ سِرِّهِ الَّذِي يُطْلِعُهُ عَلَى بَاطِنِ أَمْرِهِ وَيَخُصُّهُ بِمَا يَسْتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ. وَأَهْلُ الْكِتَابِ يُسَمُّونَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ النَّامُوسَ. وَالنَّامُوسُ أَيْضًا مَا (يُنَمِّسُ) بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الِاحْتِيَالِ. قُلْتُ: لَمْ أَجِدْ فِيمَا عِنْدِي مِنْ أُصُولِ اللُّغَةِ (التَّنَمُّسَ) وَلَا (التَّنْمِيسَ) بِالْمَعْنَى الَّذِي قَصَدَهُ. وَ (النِّمْسُ) بِالْكَسْرِ دُوَيْبَّةٌ عَرِيضَةٌ كَأَنَّهَا قِطْعَةُ قَدِيدٍ تَكُونُ بِأَرْضِ مِصْرَ تَقْتُلُ الْثُعْبَانَ. وَقَدْ (نَمِسَ) السَّمْنُ أَيْ فَسَدَ وَبَابُهُ طَرِبَ. 

نمس


نَمَسَ(n. ac.
نَمْس)
a. Kept ( a secret ).
b. Confided a secret to.
c. see IV
نَمِسَ(n. ac. نَمَس)
a. Was rancid; stank.

نَمَّسَ
a. [acc. & 'Ala], Dissembled.
b. [Bi], Calumniated.
c. see (نَمِسَ)

نَاْمَسَa. see I (b)b. Secreted himself.

أَنْمَسَa. Caused dissension (amongst).
تَنَمَّسَa. Was kept secret; hid himself.

إِنَّمَسَa. see III (b)b. Hid himself.

نِمْس
(pl.
نُمُوْس أَنْمَاْس)
a. Ichneumon.
b. Ferret; weasel.

نُمْسa. Kathabirds.

نَمَسa. Smell, odour.

نَمِسa. Rancid.
b. Slimy, ropy, viscous.

أَنْمَسُ
(pl.
نُمْس)
a. Swarthy.

نَمَّاْسa. Slanderer; intriguer.

نَاْمُوْس
(pl.
نَوَاْمِيْسُ)
a. Hiding-place; covert; lair, den.
b. Confidant.
c. [art.], Gabriel (angel).
d. Wily, subtile; dissembler.
e. Slanderer; sycophant.
f. Artifice, wiles; expedient; stratagem; dissimulation;
astuteness.
g. Net, snare.
h. Law; code.
i. Esteem, honour; fame.
j. [ coll. ], Coffin.
k. [ coll. ]
see 40t (b)
نَاْمُوْسَةa. see 40 (a)b. Gnat; mosquito; midge.

نَاْمُوْسِيَّةa. Mosquito-net.

N. Ag.
نَاْمَسَa. see 40 (b)
[نمس] ناموسُ الرجل: صاحبُ سرِّه الذي يطلعه على باطن أمره ويخصُّه بما يستره عن غيره. وأهل الكتاب يسمّون جبريل عليه السلام: الناموس. وفى الحديث " أن ورقة بن نوفل قال لخديجة رضى الله عنها - وهو ابن عمها، وكان نصرانيا -: لئن كان ما تقولين حقا إنه ليأتيه الناموس الذى كان يأتي موسى عليه السلام ". والناموس: قترة الصائد. ونَمَسْتُ السر أَنْمُسُهُ نَمْساً: كتمته. ونَمَسْتُ الرجل ونامَسْتُهُ، إذا ساررته. قال الكميت: فأَبْلِغْ يزيداً إنْ عرضت ومنذرا * وعميهما والمستسر المنامسا * ويقال: المُنامِسُ الداخل في الناموسِ. والناموسُ أيضاً: ما يُنَمِّسُ الرجلُ به من الاحتيال. وانَّمَسَ الرجل، بتشديد النون، أي استتر، وهو انفعل. والنمس بالكسر: دويبة عريضة كأنها قطعة قديد، تكون بأرض مصر، تقتل الثعبان. والنَمَسُ بالتحريك: فساد السمن. وقد مس السمن بالكسر، أي فسد.
نمس
ناموس [مفرد]: ج نوامِيسُ: قانون أو شريعة "نواميسُ الطَّبِيعة- ناموس الجاذبيَّة- ما يعرف القاموس من النَّاموس".
• النَّاموسُ: من أسماء جبريل عليه السَّلام. 

ناموسَة [مفرد]: ج نامُوس: بَعوضَة صَغِيرة "أرّقته ناموسةٌ- تبيد بعضُ الموادّ الكيمياويَّة الناموسَ". 

ناموسِيَّة [مفرد]: نسيج رقيق يوضع على السَّرير ونحوه وقايةً من الذُّباب والنّاموس "جعلت الأمُّ على فراش طفلها ناموسيّة". 

نِمْس [جمع]: جج نُموس وأنماس: (حن) جنس حيوانات من الثديّيات اللَّواحم من الفصيلة الزّباديَّة، في حجم القطّ الأهليّ، قصير القوائم، حادّ الأظافر طويل الذّيل، أغبرُ اللَّون، رأسه صغير مخروطيّ الشَّكل وأذناه صغيرتان مستديرتان وعيناه حمراوان، يقطن المناطقَ الحارّة، قوتُه الأفاعي والجرذان. 
ن م س

نَمِسَ الدُّهْنُ نَمَساً فهو نَمِسٌ تغَيَّر وكذلك كلُّ شيءٍ طَيِّبٍ تَغَيَّر قال بعضُ الأغفال

(وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيرِ ... )

ونَمَّسَ الشَّعَرُ أصابَهُ دُهْنٌ فتَوَسَّخَ والنَّمَسُ رِيحُ اللَّبنِ والــدَّسَمِ كالنَّسَمِ والنِّمْسُ سَبُعٌ من أخْبَثِ السِّباعِ وقال ابنُ قُتَيْبَةَ النِّمْسُ دَوَيْبَّةٌ تَفْتُلُ النُعْبَانَ والنّامِسُ والنَّاموسُ دُوَيْبَّةٌ أغْبَرُ كهَيئةِ الذَّرَّةِ تَلْكَعُ النَّاسَ والنَّامُوسُ قُتْرَةُ الصَّائدِ قال أَوْسُ بن حَجَر

(فَلاَقَى عَلَيْها من صُبَاحٍ مُزَمِّراً ... لنامُوسِهِ من الصَّفيحِ سَقائِفُ)

وقد يُهْمَزُ ولا أدْرِي ما وَجْهُ ذلك والنَّاموسُ وِعاءُ العِلْم والنَّامُوسُ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وناموسُ الرَّجلِ صاحِبُ سِرِّه وقدْ نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً ونامَسَ صاحِبَه مُنامَسَةً ونِماساً سَارَّهُ وقيل والنَّامُوسُ السِّرُّ مثَّلَ به سيبويه وفسَّرَهُ السِّيرافي والنَّاموسُ الكذَّابُ وأَنْمَسَ في الشيءِ دَخَلَ
نمس قمس قَالَ أَبُو عبيد: والناموس هُوَ صَاحب سر الرجل الَّذِي يطلعه على بَاطِن أمره ويخصه بِمَا يسرته عَن غَيره. يُقَال مِنْهُ: نمس الرجلُ ينمس نمسا وَقد نامسته منامسة إِذا ساررته قَالَ الْكُمَيْت: [الطَّوِيل] فأبلغ يزيدَ إِن عرضتَ ومنذرا ... وعميهما والمستسر المنامسا

فَهَذَا من الناموس. 62 / ب وَفِي حَدِيث آخر / فِي غير هَذَا الْمَعْنى: الْقَامُوس وَذَلِكَ قَامُوس الْبَحْر وَهُوَ وَسطه وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ مَوضِع أبعد غورا فِي الْبَحْر مِنْهُ وَلَا المَاء [فِيهِ -] أَشد انقماسا مِنْهُ فِي وَسطه وأصل القمس الغوص وَقَالَ ذُو الرمة يذكر [مَطَرا عِنْد -] سُقُوط الثريا: [الوافر]

أصَاب الأَرْض منقمس الثريا ... بساحية وأتبعها طلالا

أَرَادَ أَن الْمَطَر كَانَ عِنْد سُقُوط الثريا وَهُوَ منقمسها وَإِنَّمَا خص الثريا لِأَن الْعَرَب تَقول: لَيْسَ شَيْء من الأنواء أغزر من الثريا فَأبْطل الْإِسْلَام جَمِيع ذَلِك وَقَوله: بساحية يَعْنِي أَن الْمَطَر يسحو الأَرْض يقشرها وَمِنْه قيل: سحوت القرطاس إِنَّمَا هُوَ قشرك إِيَّاه والطلال جمع طل. 

نمس: النَّمَسُ، بالتحريك: فساد السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن

إِذا تغير وفسد فساداً لَزِجاً. ونَمِسَ الدهن، بالكسر، يَنْمَسُ

نَمَساً، فهو نَمِسٌ: تغير وفسد، وكذلك كل شيء طيِّب تغير؛ قال بعض

الأَغفال:وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ

ونَمَّسَ الشعرُ: أَصابه دهن فتوسخ. والنَّمَسُ: ريح اللبَنِ والــدَّسَم

كالنَّسَم. ويقال: نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن، ونمَّسَ

الأَقِطُ، فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قال الطرماح:

مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن

والكريص: الأَقِطُ.

والنِّمْسُ: سَبُع من أَخبث السُّبُع

(* قوله «سبع» هكذا بالأصل مضبوطاً

ولم نجده مجموعاً إلا على سباع وأَسبع كرجال وأَفلس.). وقال ابن قتيبة:

النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان يتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من

الثعابين، لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حتى

كأَنها قطعة حبل، فإِذا انطوى عليها الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها

فانتفخ جوْفها فيتقطع الثعبان، وقد ينطوي عليها

(* قوله «ينطوي عليها» كذا

بالأَصل. ولعل الضمير للثعبان وهو يقع على الذكر والأنثى.) النِّمْسُ

فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة؛ غيره: النِّمْس، بالكسر، دوَيْبَّة عريضة

كأَنها قطعة قَدِيدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان.

والنَّامُوس: ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ. والنامُوسُ:

المَكْرُ والخِداع. والتَّنْمِيسُ: التَّلْبيس. والنامِسُ والنامُوس: دوَيْبَّة

أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس. والنامُوسُ: قُتْرة الصائد التي

يَكْمُن فيها للصيد؛ قال أَوس بن حجر:

فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً

لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ.

قال ابن سيده: وقد يهمز، قال: ولا أَدري ما وجه ذلك. والنامُوسُ: بيت

الراهب. ويقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض؛ وقال الراجز يصف

الركاب يعني الإِبل:

يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ،

تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ

يقول: يخرجن من بلد مشتبه الأَعلام يشتبه على من يسلكه كما يشتبه على

القطا أَمر الشَّرَكِ الذي ينصب له. وفي حديث سعد: أَسَدٌ في نامُوسِه؛

الناموسُ: مَكْمَن الصياد فشبه به موضع الأَسد. والنَّامُوس: وِعاء العِلْم.

والنَّاموس: جبريل، صلى اللَّه على نبينا محمد وعليه وسلم، وأَهل الكتاب

يسمون جبريل، عليه السلام: الناموس. وفي حديث المَبْعَث: أَن خديجة،

رضوان اللَّه عليها، وصفت أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لِوَرَقَة بن

نَوْفَل وهو ابن عمها، وكان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب، فقال: إِن كان ما

تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النامُوس الذي كان يأْتي موسى، عليه السلام،

وفي رواية: إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر. أَبو عبيد: النامُوس صاحب سر

الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه وباطن أَمره ويخصه بما يستره عن

غيره. ابن سيجه: نامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه، وقد نَمَسَ يَنْمِسُ

نَمْساً ونامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِماساً: سارَّه. وقيل: النامُوسُ

السِّرُّ، مثل به سيبويه وفسره السيرافي.

ونَمَسْتُ الرجلَ ونامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ وقال الكميت:

فأَبْلِغْ يَزِيد، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذراً

وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا

ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه. والمُنَامِسُ: الداخل

في الناموس، وقيل: النامُوس صاحب سِرّ الخير، والجاسُوسُ صاحب سِرّ

الشر، وأَراد به وَرَقَةُ جبريلَ، عليه السلام، لأَن اللَّه تعالى خصه بالوحي

والغيب اللذين لا يطَّلع عليهما غيره. والنَّامُوسُ: الكذَّاب.

والنَّاموس: النمَّام وهو النمَّاس أَيضاً. قال ابن الأَعرابي: نَمَسَ بينهم

وأَنْمَسَ أَرَّشَ بينهم وآكل بينهم؛ وأَنشد:

وما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ،

ولا مُنْمِساً بينهم أُنْمِلُ

أَدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ

أُؤَرِّشُ بينهمُ دائباً،

ولكِنَّنني رائبٌ صَدْعَهُمْ،

رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ

رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ. رَقأْتُ بينهم، أَصلحت.

وانَّمَسَ في الشيء: دخل فيه. وانَّمَسَ فلان انِّماساً: انْغَلَّ في

سُتْرةٍ. الجوهري: انَّمَسَ الرجلُ، بتشديد النون، أَي استتر، وهو

انْفَعَلَ.

نمس
نامُوْسُ الرَّجُل: صاحِبُ سِرِّه الذي يُطلعُه على باطِنِ أمْرِه ويَخُصُّه بما يَسْتُرُه عن غَيْرِه.
وأهل الكِتاب يُسَمُّونَ جَبْرَئيلَ - صلوات الله عليه - النّامُوسُ الأكبَر. وفي الحديث: أنَّ وَرَقَة بن نَوْفَل قال لِخَديجَة - رضي الله عنها - لَمّا قَصّت عليه مُلاقاةَ جَبْرَئيلَ - صلوات الله عليه - رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - وغَطَّه إيّاه: لئنْ كانَ ما تَقولِيْنَ حَقّاً إنَّه لَيَأْتِيَه النّامُوْسُ الذي كانَ يأتي موسى - صلوات الله عليه -. وكان ابن عَم خَدِيْجَةَ - رضيَ الله عنها، وكانَ نَصْرانِيّاً وقد قَرَأَ الكُتُبَ.
والنامُوْس - أيضاً -: الحاذِق.
والنامُوْس: الذي يَلْطُفُ مَدْخَلُه، قالَه الأصمَعيّ، قال رؤبة:
لا تُمْكِنُ الخَنّاعَةُ النّاموسا ... وتَحْصِبُ اللَّعّابَةَ الجاسُوسا
بِعَشْرِ أيْديهِنَّ والضُّغْبُوسا ... حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا
والنامُوْس - أيضاً -: قَتْرَةُ الصائد، قال مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَة اليَرْبُوعيّ رضي الله عنه:
لاقى على جَنْبِ الشَّرِيْعَةِ لاطِئاً ... صَفْوَانَ في نامُوسِهِ يَتَطَلَّعُ
ويُروى: كارِزاً.
والنامُوْسَة: عِرِّيْسَةُ الأسَدِ، ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب - رضي الله عنه -: أسَدُ في ناموسَتِه. وقد كُتِبَ الحَديثُ بتَمامِه في تركيب ت م ر.
والنامُوْس والنَمّاس: النَّمّام.
والنامُوْس: الشَّرَك، لأنَّه يُوارى تحت الأرض.
ونَمَسْتُ السِّرَّ أنْمِسُه - بالكسر - نَمْساً: كتَمتُه.
والنامُوْس - أيضاً -: ما تَنَمَّسَ به الرِجال مِنَ الاحْتِيال.
والنِّمْس - بالكسر -: دُوَيْبَة عَريضَة كأنَّها قِطْعَةُ قَديدٍ، تكون بأرْضِ مِصْرَ، تَقْتُلُ الثُّعْبانَ.
والنَّمَسُ - بالتحريك -: فَسَاد السَّمْنِ، وقد نَمِسَ - بالكسر -: أي فَسَدَ.
والأنْمَسُ: الأكْدَرُ، ومنه يقال للقَطا: نُمْسٌ - بالضم -؛ لِلَوْنِها، ورَوى أبو سعيد قولَ حَميد بن ثَور رضي الله عنه:
كَنَعائِمِ الصَّحْراءِ في داوِيَّةٍ ... يَمْحَصْنَها كَنَواهِقِ النُّمْسِ
بِضَمِّ النون، وفَسَّرَها بالقَطا، ورَواه غيرُه: بالنِّمْسِ - بالكسر - وقال: هو دُوَيْبَة كالدَّلَقِ؛ أسْوَدُ الجِلْدِ؛ يُشْبِهُ السَّمُّوْرَ. وقيل جَمْعُ النِّمْسِ - بالكسر -: نُمْسٌ بالضَّمِّ.
وقال ابن الأعرابيّ: أنْمَسَ بَيْنَهُم: أي أرَشَّ، وأنشد:
وما كُنْتُ ذا نَيْرَبٍ فيهم ... ولا مُنْمِساً بَيْنَهُم أنْمَلُ أُؤرِّشُ بَيْنَهُمُ دائباً ... أدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ
ولكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُم ... رَفُوْءٌ لِمَا بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ
قال شَمِر: نَمَلَ وأنْمَلَ: إذا نَمَّ. رَفُوْءٌ: مُصْلِحٌ. وقال يصف الرِّكَابَ:
يَخْرُجْنَ مِنْ مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسٍ ... تَنْمِيْسَ نامُوسِ القَطا المُنَمِّسِ
يقول: يَخْرُجْنَ من بَلَدٍ مُشْتَبِهِ الأعلامِ يَشْتَبِهُ على مَنْ يَسْلُكُه كما يَشْتَبِهُ على القَطا أمرُ الشَّرَكِ الذي يُنْصَب له.
والتَّنْمِيْس: التَّلْبيس.
ونامَسْتُ الرَّجُلَ سارَرْتُه، قال الكُمَيْت:
فأبْلِغ يَزِيْدَ إنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً ... وعَمَّهُما والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا
فَضُمُّوا لنا الحِيْتانَ والضَّبَّ إنَّما ... تَهِيْجَونَ أُسْدَ الغابَتَيْنِ النوابسا
يَزيد: هو يَزيد بن خالد بن عبد الله، ومُنْذِر: هو مُنْذِر بن أسَدِ بن عبد الله، وعمُّهُما: هو إسماعيل بن عبد الله أخو خالِد، والمُسْتَسِرَّ المُنامِس: هو خالِد بن عبد الله.
والمُنامِس: الدّاخِل في الناموس وهو قُتْرَة الصّائِد.
وانَّمَسَ الرَّجُل: أي اسْتَتَرَ، وهو انْفَعَلَ.
والتركيب يدل على سَترِ شَيْءٍ؛ وعلى لونٍ من الألوان؛ وعلى فَسادِ شَيْءٍ مِنَ الأشياء.
نمس: نمس: نمس بناموس: قام بخدعة (زيتشر 20: 990). أنظر مادة ناموس.
تنمس ب: ادعى وتظاهر بالورع والزهد (الشهرستاني 20: 8): ونبغ رجل متنمس بالزهد من سجستان. وقد ترجمها (هاربروكر) ترجمة لرديئة. إن الفعل عربي ولم يأت من nomos اليونانية (انظر دي ساسي كرست 1: 80):
دع المعطل للسرور وخلني ... من حسن ظن الناس بالمتنمس
أي دع المتدينين الذين يطردون السرور ولا تحدثني عن حسني الظن بأولئك الذين يتظاهرون بالفضائل وهي منهم براء (فريتاج كرست 113):
فلا تغترر منه بفضل تنفس ... فما هكذا كان الجنيد ولا الشبلي
نمس، والجمع نموس: (محيط المحيط، الكالا، بوشر، همبرت، أبو الوليد 755: 5).
نمس: ابن مقرض (حيوان من رتبة اللواحم يصاد به) furet ( فوك وقد وردت عند بفتح الميم) (الكالا) (شو 1: 266، رولاند): حيوان أفريقي يشبه النمس (بوشر، غرابرج 133). وهو عند (بوشر وهمبرت 64 السرعوب أو ابن عرس) belette. وعند (باجني) حيوان الالق Fouine ( انظر محيط المحيط).
نمس: والواحدة نمسة في (محيط المحيط): (هوام تولد في الدجاج فتؤذيها، وربما أماتتها). وفي (بوشر) نمش بالشين هي حشرة الأرقة: ( pueron) .
ناموس: كلمتان ذواتا معنيين مختلفين تماما، تكتبان على هذه الصورة، إحداهما عربية، والأخرى يونانية، وهذا ما لاحظه (فليشر- ويتشر 12: 701): الكلمة العربية هي نمس بوزن فاعول وجذرها نم ومعناها الأولي دن، طن، دوى، غمغم مستنكرا، همس في الأذان، وشوش، قال شيئا سرا. (فليشر) وضع، بترتيب مرض مختلف معاني، هذه الكلمة العربية: (ناموس وأضيف متبعا أسلوبه نفسه) بعض الملاحظات بالترقيم نفسه أيضا.
1) ناموس: بعوض، ذبابة صغيرة، والواحدة ناموسة وهي الحشرة التي تئز. أحاط (فريتاج) بمعنى كلمة ناموس إلا أنه وضعها في موضع لا يناسبها.
2) ناموس: نجى، موضع ثقة، مؤتمن على اسرار، صديق حميم (حيان 99) (ص227): اختار (أبو علي السراج) هذا القرشي لناموسه وعاقده على القيام بدعوته والاكتناف لدولته فأعطاه القرشي من ذلك وسأله وتدبر برأيه. من هنا جاء الناموس والناموس الأكبر ونجى الله الأكبر، رئيس الملائكة، جبرائيل. أن السيد (فليشر) قد أثبت بما لا يقبل الشك أن هذا المصطلح -الناموس- ينبغي أن يتم تفسيره على هذه الصورة. ومن الغريب أن (سبرنجر) في تخبطه المتعدي الحد، في تفسير كلمة ناموس و (زيتشر) -10: 13: 690 وما بعدها من صحائف لم يحسبا حسابا لهذا التخبط.
3) حول ما يتعلق بالفقرة السادسة ووفقا لملاحظة السيد (فليشر) نفسه في (زيتشر 21: 275) ينبغي أن نضيف إلى الناموس أنه يعني الحاوي أو المشعوذ (20 زيتشر: 487: 4 و489 و493 و499).
ناموس: ينبغي أن ننقل أو ندون هنا صورة الكلمة اليونانية التي ذكرناها سابقا، أي nomos، ليس فيما يتعلق بمعناها الخاص بالقانون الإلهي، بل القانون الأرضي أيضا. وذلك المعنى الذي رفضه (سبرنجر) دون حق. فقد جاء عند (باسم 44): الحاكم الذي عنده ناموس وأحكام؛ نواميس أفلاطون: اسم كتاب القوانين لأفلاطون (فهرست المخطوطات، ليدن 7: 306). وعند (بوشر).
ناموس طبيعي: قانون طبيعي. ناموس الطبيعة: شريعة الطبيعة Loi naturelle. ومن معاني الناموس أيضا مجموعة الاقيسة، أو القواعد أو المذاهب systeme و doctrine ( الشهرستاني 20: 10): فانتظم ناموسه وصار ذلك مذهبا خرج ابن القط هذا من قرطبة بناموس يبغي به الدولة، ومن معانيه أيضا: طريقة السلوك، العادات والأعراف والتقاليد d'agire, conduit, Coutume maniere ( المقري 1: 31: 16): ولما خرقوا هذا الناموس كان أول مت نهتك أمرهم ثم اضمحل. وفي (132: 5): وكان خلفاء بني أمية يظهرون للناس في الأحيان على أبهة الخلافة وقانون لهم في ذلك معروف إلى أن كانت الفتنة فازدرت العيون ذلك الناموس واستخفت به حيث تبدد ناموس هنا ترادف قانون التي هي، أيضا، من مصدر يوناني. إلا أن العرب أمعنوا في الابتعاد عن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة الأجنبية وجعلوها تسلك ميارا فكريا لا علاقة له مع nomos اليونانية. وهكذا اصبح ناموس الشريعة يستعمل في موضع كلمة طريقة أو سبيل العدالة وطريقها المستقيم (ابن الخطيب 112): وكان سالكا ناموس الشريعة مائلا إلى طريقة المستقيمين. وكذلك من معاني الناموس الاحترام المشوب بالخوف الذي يرادف الهيبة (الفخري 27): الهيبة وبها يحفظ نظام المملكة ويحرس من أطماع الرعية. وقد كان المملوك يبالغون في إقامة الهيبة والناموس بارتباط الأسود والفيلة والنمور ويضرب البوقات الكبار لإثبات الهيبة في صدور الرعية ولإقامة ناموس المملكة (المقري 1: 131): وكانت قواعدهم إظهار الهيبة وتمكن الناموس من قلوب العالم. وفي (ابن الأثير 11: 2): ثقة بقوة الخليفة وناموس الخلافة. ومن معاني الناموس أيضا الشهرة، والشرف (كارتاس 110: 6): وكان رجلا فقيرا مشتغلا بطلب العلم وتحصيله، وكان له ناموس عظيم ولا أجسر أكلمه لأني رأيت صيانتي وناموسي قد حصل في يده (إمارتي 521: 2): وإنما قصد حفظ ناموسه عند الفرنج. وفي (المحيط المحيط): (والناموس أيضا الشريعة يونانيتها نومس. وعند العامة ما يحميه الرجل من اسمه وصيته وشرفه .. ). وأورد (بوشر) تعبير الناموس الظاهر للآداب bienseance. وأخيرا فإن من معاني الناموس الشجاعة والحمية والحماس (هلو).
ناموس: في (محيط): (والناموس البعوض ومنه الناموسية وربما -العامة- سموا الناووس بالناموس.
ناموسية: في (محيط المحيط): (الناموسية .. عند العامة .. نسيج رقيق يجعل على السرير وقاية منه -أي من البعوض- (بوشر، لين 1: 228، ألف ليلة 4: 315): صعد على بغلة وأرخوا عليها ناموسية من الحرير.

نمس

1 نَمَسَهُ, aor. ـُ inf. n.نَمْسٌ, He concealed it; namely, a secret. (S.) See also 2. b2: He spoke, or discoursed, secretly to him, or with him; he acquainted him with a secret; (S;) as also ↓ نَامسَهُ, (S, M, A, K,) inf. n. مُنَامَسَةٌ (M, A) and نِمَاسٌ. (M.) You say, مَا أَشْوَقَنِى إِلَى

مُنَامَسَتِكَ [How great is my desire, or longing, for thy secret discourse!] (A, TA.) A2: [And it seems to be indicated in the M, that نَمَسَ, aor. and inf. n. as above, signifies He became a confidant, or acquainted with another's secrets.]

A3: [Hence, perhaps,] نَمَسَ بَيْنَهُمْ, inf. n. as above; (IAar:) and بينهم ↓ أَنْمَسَ, (IAar, K,) inf. n. إِنْماسٌ; (IAar;) He created discord, or dissension, among them, (IAar, K,) and incited them one against another, or went about among them with calumnies. (IAar.) See also 2.

A4: نَمِسَ, aor. ـَ inf. n. نَمَسٌ, It (clarified butter, S, A, K, or oil, M, and perfume, and the like, A, and anything sweet or good, M) became bad, or corrupt, (S, A, K,) so as to be slimy, ropy, or viscous; (TA;) became altered (M, TA) and bad, in the manner described above: (TA:) and ↓ نَمَّسَ, said of [the preparation made of churned milk called] أَقِط, it became stinking, or fetid. (TA.) See also 2, below.2 نمّس عَلَيْهِ الأَمْرَ, (A, * TA,) inf. n. تَنْمِيسٌ, (A, K,) He concealed from him the thing, or affair; or made it dubious, or confused, to him; syn. لَبَّسَهُ. (A, K, * TA.) See also 1, first signification.

A2: نمّس بِصَاحِبِهِ He calumniated his companion; syn. نَمَّ بِهِ. (A.) See also 1.

A3: نمّس شَعَرُهُ His hair became befouled by oil. (M) See also 1, last sentence.3 نَامس He (a hunter) entered a نَامُوس. i. e., lurking-place, or covert. (K.) See also 7.

A2: نامسهُ: see نَمَسَهُ.4 انمس بَيْنَهُمْ: see لَمَسَ بينهم.5 تنمّس He (a hunter) made for himself a نَامُوس, i. e., lurking-place, or covert. (A.) b2: تُنُمِّسَ بِهِ: see نَامُوسٌ.7 إِنَّمَسَ, of the measure إِنْفَعَلَ, (S, CK [in some copies of the K, افتعل, which is a mistake.]) He concealed himself: (S, K:) or انّمس فِى الشَّىْءِ signifies he entered into the thing (M, IKtt) and concealed himself. (IKtt.) See also one of the explanations of نَامُوسٌ, in which this verb occurs. and see 3.

نِمْسٌ [The ichneumon; so called in the present day;] a certain small beast. (IKt, El-Fárábee, S, M, Msb, K,) broad, as though it were a piece of قَدِيد [or salted or sun-dried flesh-meat]. (S) found in the land of Egypt, (S, K, *) one of the most malignant of wild animals, (M,) that kills the [kind of serpent called] ثُعْبَان: (IKt. ElFárábee, S, M, Msb, K:) the keeper of vines or palm-trees or seed-produce (النَّاظِرٌ) takes it for his use, when he is in vehement fear of serpents of the kind above mentioned: for it attacks them, making itself thin and slender as though it were a piece of rope; and when it winds itself upon them, they draw back their breath vehemently, and it take their breath; thus the serpent becomes inflated in its inside, and is cut asunder: (TA.) or i. g.

اِبْنُ عِرْسٍ [the weasel]: (IKt, TA:) or a certain small beast, resembling the cat, generally frequenting gardens; accord. to IF, also called دَلَقٌ [q. v.]; (Msb;) the beast called دَلَهْ [the Persian original of دَلَقٌ]; [see اِبْنُ مِقْرَضٍ, in art. قرض;] called نمس from نَمَّسَ in the first of the senses explained above: (A;) or i. q. ظَرِبَانٌ: (El-Mufaddal Ibn-Selemeh, TA:) from these various sayings, it appears that several species are called by this name: (TA:) pl. [of pauc.] أَنْمَاسٌ (TA) and [of mult.] نُمُوسٌ. (Msb.) You say, فِى النَّاسِ أَنْمَاسٌ [app. meaning, Among men are some that are malignant as the animals called انماس]. (A. TA.) نَمَسٌ The odour of milk, and of grease or gravy; as also نَسَمٌ. (M.) نَمِسٌ, applied to clarified butter, (A,) or oil, (M,) and perfume, and the like, (A,) and anything sweet or good, (M,) Bad, or corrupt, (A, TA.) so as to be slimy, ropy, or viscous; (TA;) altered. (M, TA.) and had, in the manner described above: (TA:) and ↓مُنَمِّسٌ, applied to أَقِط, [see 1, last signification,] stinking, or fetid. (TA,) نَمَّاسٌ: see نَامُوسٌ.

نَامُوسٌ A secret: (Seer, M:) [pl. نَوَامِيسُ.] b2: [Hence, app., rather than from the Greek νόμος as some have supposed,] Revelation. So in a trad respecting fines for bloodshed: in which it is said, قَضَيْتَ فِينَا بِالنَّامُوسِ [Thou hast pronounced judgment respecting us according to revelation]. (Mgh.) [Bat see a remark on this signification in what follows.] b3: [And hence,] The law of God. (KT.) b4: [And from the first,] An evasion, artifice, or expedient, by which a man conceals himself; expl. by مَا يَنَّمِسُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الإِحْتِيالِ; (S;) or مَا تُنُمِّسَ بِهِ مِنَ الإِحْتِيَالِ (K [but here, app., تُنُمّسَ is a mistake for تَنَّمِسُ:]) deceit; guile; circumvention. (A, TA.) You say, فُلَانٌ صَاحِبُ نَامُوسٍ, and نَوَامِيسَ, Such a one is a person of deceit, &c., and of deceits. &c. (A, TA.) and hence the phrase نَوَامِيسُ الحُكَمَآءِ [app. meaning The artifices of the wise men]. (TA) b5: [Also, in post classical writings, A man's honour, or reputation which should be preserved inviolate; syn عِرْضٌ.] b6: [The remaining significations I regard as being derived from those above mentioned; supposing a prefixed noun to be understood; in some instances, صَاحِب, or ذُو; in others, مَكَان, or مَحَلّ] b7: A confidant; one who possesses, or is acquainted with, secrets, or private affairs; (S, M, A, Mgh, Msb, K;) of a king, (Mgh, TA,) or governor, or prince, (A,) or other man; (A'Obeyd, S, M, Msb, TA;) whom are acquaints with his private affairs, and distinguishes by revealing to him what he conceals from others: (A'Obeyd, S:) or one who possesses, or is acquainted with, secrets, or private affairs, of a good nature: (K, TA:) and جَاسُوسٌ signifies one who possesses, or is acquainted with, secrets, or private affairs of an evil nature. (TA.) [The author of the Mgh thinks that the second of the significations mentioned above, i. e. “ revelation,” is derived from this; a prefixed noun [such as كِتَاب, perhaps,] being understood.] Hence, (Mgh,) النّامُوسُ, (A'Obeyd, S, M, Msb, K,) or النَّامُوسُ الأَكْبَرُ, (A, TA,) is applied to [The angel] Gabriel; (A'Obeyd, S, M, A, &c.) by the people of the scriptures; [meaning, the Christians, and perhaps, the Jews also;] (S, Mgh;) because God has distinguished him by communicating to him revelations and hidden things with which no other is acquainted. (TA.) b8: A repository (وِعَآء) of knowledge. (M.) b9: Skilful; intelligent. (K, * TA.) b10: One who enters into affairs with subtle artifice. (As, K. *) b11: A calumniator: syn. نمَّامٌ; (K;) as also ↓ نَمَّاسٌ. (A, K.) b12: A liar. (M.) b13: The burking-place, or covert. (قُتْرَة, q. v.,) of a hunter, (S, M, A, K,) in which he lies in wait for the game: (TA:) sometimes written with ء [نَأْمُوسٌ;] but for what reason [says ISd] I know not. (M.) b14: A snare: syn. شَرَكٌ: (K:) because it is concealed beneath the ground. (TA.) b15: The covert. or retreat. of a lion; as also ↓ نَامُوسَةٌ. (K.) b16: The chamber. or cell, of a monk. (TA, K, * voce تَأُمُورٌ) نَامُوسَةٌ: see نَامُوسٌ, last signification but one.

أَنْمَسُ Of a dusky, or dingy, colour, (K,) [like the نِمْس, or ichneumon.] b2: Hence, [its pl.] نُمْسٌ is applied to [A certain species (namely the كُدْرِىّ)of] the kind of birds called قَطًا. (K.) مُنَمِّسٌ: see نَمِسٌ.

مُنَامِسٌ Entering a نَامُوس [or hunter's lurking. place]. (S.)
نمس
النَّامُوسُ: صَاحب السِّرِّ، أَي سِرِّ المَلك، وعَمَّه ابنُ سِيدَه، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الرجُلُ المُطَّلعُ عَلَى باطِنِ أَمْرِكَ، المَخْصُوصُ بِمَا تَسْتُرُه مِن غيرِه. أَو هُوَ صاحِبُ سِرِّ الخَيْرِ، كَمَا أَنّ الجَاسُوسَ صاحبُ سِرِّ الشَّرِّ. وأَهْلُ الكِتابِ يُسَمُّون جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: النّامُوسَ الأَكْبَرَ، هُوَ المُرَادُ فِي حَدِيثِ المَبْعَثِ، فِي قولِ وَرَقَةَ، لأَنَّ اللهَ تَعَالَى خَصَّه بالوَحْيِ والغَيْبِ الَّذي لَا يَطَّلِع عليهِمَا غيرُه. والنّامُوسُ: الحَاذِقُ الفَطِنُ. والنّامُوسُ: مَنْ يَلْطُفُ مَدْخَلُه، فِي الأُمُورِ بِلُطْفِ إحْتِيَالٍ، قالَهُ، الأَصْمَعِيُّ. والنّامُوسُ: قُتْرةُ الصَّائِدِ الّذِي يَكْمُن فِيهَا للصَّيْدِ، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجرٍ:
(فلاَقَى عَلَيْها مِن صُبَاحَ مَدَمِّراً ... لِنامُوسِه مِنَ الصَّفِيح سَقَائِفُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يُهْمَزُ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا وَجْهُ ذَلِك. وَقد نَامَسَ الصّائِدُ، إِذا دَخَلَهَا، وَهُوَ مُنَامِسٌ. والنَّامُوسُ: الشَّرَكُ، لأَنّه يُوَارَى تَحْتَ الأَرْضِ، قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ رِكَابَ الإِبِلِ: يَخْرُجْنَ مِنْ مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطَا المُنَمِّسِ أَي يَخْرُجْنَ مِن بَلَدٍ مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ، يَشْتَبِه على مَنْ يَسْلُكُه، كَمَا يَشْتَبِه علَى القَطَا أَمْرُ الشَّرَكِ الَّذِي يُنْصَبُ لَهُ. والنّامُوسُ: النَّمَّامُ، كالنِّمَّاسِ، كشَدَّادٍ، وَقد نَمَسَ، إِذا نَمَّ. والنَّامُوسُ: مَا تُنُمِّسَ بِه وعِبَارَةُ الصّحاح: مَا يُنَمِّسُ بِهِ الرَّجُلُ مِن الإحْتِيَالِ. والنَّامُوسُ: عِرِّيسَةُ الأَسَدِ، شُبِّه بمَكْمَنِ الصّائِدِ، وَقد جاءَ فِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَسَدٌ فِي نامُوسِه، كالنَّامُوسَةِ. والنِّمْسُ، بالكَسْر: دُوَيْبَّةٌ عَرِيضَةٌ كَأَنَّهَا قِطْعَةُ قَدِيدٍ، تكون بِمِصْرَ ونَوَاحِيها، وَهِي من أَخْبَث السِّبَاعِ، قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: تَقْتُل الثُّعْبَانَ، يَتَّخِذُها النَّاظرُ إِذا إشْتَدَّ خَوفُه مِن الثَّعابِينِ، لأَنَّها تَتَعَرَّضُ لهَا، تَتَضَاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حتَّى كأَنَّهَا قِطْعَةُ حَبْلٍ، فَإِذا انْطَوَى عَلَيْهَا زَفَرتْ وأَخَذَتْ بنَفَسِهَا، فإنتَفَخ جَوفُها فَيَتَقَطَّعُ الثُّعْبَانُ.
والجَمْعُ: أَنْمَاسٌ، ويُقَال: فِي النّاسِ أَنْمَاسٌ وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: النِّمْسُ: ابنُ عِرْسٍ وَقَالَ المُفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ: هُوَ الظَّرِبانُ، والَّذِي يَظْهَرُ من مَجْمُوعِ هَذِه الأَقْوَالِ أَنَّ النِّمْسَ أَنواعٌ، وَهَكَذَا ذَكَرَه الإِمامُ الرِّافِعِيُّ أَيضاً فِي الحَجِّ، فَبِهَذَا يُجْمَعُ بينَ الأَقْوالِ المُتبايِنَةِ. والنَّمَسُ بالتَّحْرِيك: فسَادُ السَّمْنِ والغَالِيَةِ، وكُلِّ طِيبٍ أَو دُهْنٍ إِذا تَغَيَّر وفَسَد فَسَاداً لَزِجاً، وَقد نَمِسَ، كفَرِحَ، فَهُوَ نَمِسٌ، قَالَ بعضُ الأَغْفَال:)
وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ والأَنْمَسُ: الأَكْدَرُ، يُقَال للْقَطَا: نُمْسٌ، بالضَّمِّ، لِلَوْنِهَا، وَقد رَوَى أَبو سَعِيدٍ قولَ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ:
(كنَعَائمِ الصَّحْرَاءِ فِي دَاوِيَّةٍ ... يَمْحَصْنَها كنَوَاهِقِ النُّمْسِ)
بضَمِّ النُّونِ، وفَسَّرها بالقَطَا، نَقله الصّاغَانِيُّ. والتَّنْمِيسُ: التَّلْبِيسُ، وَقد نَمَّسَ عَلَيْهِ الأَمْرَ، إِذا لَبَّسَه، قيل: وَمِنْه إشتقَاقُ النِّمْس، للدّابَّة. ونَامَسَهُ مُنَامَسَةً ونِمَاساً: سَارَّهُ، يُقَال: مَا أَشْوَقَنِي إِلى مُنَاسَمَتِكَ ومُنامَسَتِكَ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ:
(فأَبْلِغْ يَزيداً إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً ... وعَمَّيْهِمَا والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسَا)
هَكَذَا وَقع وعَمَّيْهِمَا على التَّثْنِيَة، والصَّوابُ: وعَمَّهُمَا، على التَّوْحيد. ويَزِيدُ: هُوَ ابنُ ظالِمِ بنِ عبدِ اللهِ. ومُنْذِرٌ: هُوَ ابنُ أَسَدِ بنِ عبدِ اللهِ، وعَمُّهما: هُوَ إِسماعِيلُ بنُ عبدِ اللهِ. والمُسْتَسِرُّ: هُوَ خالِدُ بنُ عبدِ اللهِ. قَالَه الجَوْهَرِيُّ. وَقيل: النَّامِسُ: هُوَ الدّاخِلُ فِي النّامُوسِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَنْمَسَ بَيْنَهُم إِنْماساً: أَرَّشَ وآكَلَ، وأَنشد: (وَمَا كُنْتُ ذَا نَيْرَبٍ فِيهِمُ ... وَلَا مُنْمِساً بَيْنَهُمْ أُنْمِلُ)

(أُؤرِّشُ بَيْنَهُمْ دَائِباً ... أَدِبُّ وذُو الُّنمْلَةِ المُدْغِلُ)

(ولكَّنِني رَائِبٌ صَدْعَهُمْ ... رَفُوءٌ لِمَا بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ)
وإنَّمَسَ الرَّجُلُ، كإفِتَعَل، أَي إسْتَتَرَ، قَالَ الجَوهريُّ: وَهُوَ إنْفَعَلَ، وإِنَّمَا وَزَنَه المصنِّفُ بإفْتَعَل لِيُريَنا تشديدَ النُّونِ، لَا أَنّه مِن بابِ الإِفْتِعَال، فتأَمَّلْ. وَقَالَ غيرُه: إِنَّمَسَ الرَّجُلُ فِي الشِّيْءِ، إِذا دَخَل فِيهِ، وإنَّمَسَ إنِّمَاساً: إنْغَلَّ فِي سُتْرَةٍ، وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: يُقَال: إنْدَمَجَ الرجُلُ وأدَّمَجَ وأدْرَمَّجَ أنَّمَسَ وإنْكَرَسَ وإِنْزَبَقَ وإنْزَقَب، إِذا دَخَل فِي الشَّيْءِ وإسْتَتَر. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَمَّسَ الشَّعرُ تَنْمِيساً: أصابَهُ دُهْنٌ فتَوسَّخَ. ونَمَّسَ الأَقِطُ فَهُوَ مُنَمِّسٌ: أَنْتَنَ، قَالَ الطِّرِمّاحُ: مْنَمِّسُ ثِيرانِ الكَرِيصِ الضوائنِ والكَرِيصُ: الأَقِطُ. وثِيرَانٌ: جَمْعُ ثَوْرٍ، وَهِي القِطْعَةُ مِنْهُ. والنَّمَسُ، مُحَرَّكةً: رِيحُ اللَّبَنِ والــدَّسَمِ، كالنِّسَمِ. والنّامُوسُ: المَكْرُ والخِداعُ. يُقَال: فُلانٌ صاحبُ نامُوسٍ ونَوَامِيسَ وَمِنْه نَوامِيسُ الحُكَمَاءِ. والنَّامِسُ والنَّامُوسُ: دُوَيْبَّةٌ غَبْرَاءُ كهَيْئَةِ الذَّرَّةِ تَلْكَعُ النّاسَ، قَالَ الجَاحِظُ: تَتولَّدُ فِي المَاءِ الرّاكدِ. والنّامُوسُ: بَيْتُ الرّاهِبِ. والنَّامُوسُ: وَعَاءُ العِلْمِ. والنّامُوسُ: السِّرُّ، مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْه وفَسَّره السِّيرَافِيُّ. ونَمَسْتُه: سارَرْتُه. ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه. والنّامُوسُ:)
الكَذَّابُ. ونَمَسَ بَيْنَهُم نَمْساً: أَرَّشَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. والنّامِسُ: لَقَبُ جَمَاعَةٍ. والنُّمُوسِيُّ، بالضَّمّ: لَقَبُ عليِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَن، أَحَدِ الأَوْلِيَاءِ المَشْهُورِينَ ببُولاَق، لأَنَّه كَانَ إِذا مَشَى تَبِعَتْه الأَنْمَاسُ، وأَتْبَاعُه يُعْرَفُون بذلِك، نَفَعنا اللهُ بِهِ.

جزم

جزم


جَزَمَ(n. ac. جَزْم)
a. Cut off.
b. Placed ( Bْ) over (letter).
c. ['Ala], Made obligatory, binding upon.
d. Decided.
e. ['An], Was silent respecting.
f. ['An], Held back, refrained from.
جَزَّمَa. see I (a) (e).
c. ['An], Was powerless, unable to.
إِنْجَزَمَa. Was cut off.
b. Was marked with ( Bْ) (letter).
إِجْتَزَمَa. Took; purchased.

جَزْمa. Decision; sentence; decree.

جَزْمَةa. Syllabic sign ( Bْ).
b. Boot.

جَاْزِم
(pl.
جَوَاْزِمُ)
a. Cutting.
b. Deciding.

N. P.
جَزڤمَa. Marked with ( Bْ) (letter).
[جزم] نه فيه: التكبير "جزم" والتسليم "جزم" أي لا يمدان ولا يعرب أواخر حروفهما بل يسكن فيقال: الله أكبر، و: السلام عليكم ورحمة الله، والجزم القطع ومنه سمي السكون به.
ج ز م: (جَزَمَ) الشَّيْءَ قَطَعَهُ وَمِنْهُ جَزْمُ الْحَرْفِ وَهُوَ فِي الْإِعْرَابِ كَالسُّكُونِ فِي الْبِنَاءِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. 
ج ز م

جزمت ما بيني وبينه: قطعته، وجزم اليمين: قطعها البتة. وجزم على كذا: عزم عليه. وأمرته أمراً جزماً، وحلف يميناً جزماً. وتقول: هذا حكم جزم، وقضاء حتم. وقلم جزم: مستوى القط لا حرف له. و" التكبير جزم والسلام جزم " وهو ترك الإفراط في الهمز والمدّ.
جزم: انجزم: مات غصبا، قتل (بوشر).
جَزمّة: جذل، جذع، ساق الشجرة (فوك) - ولوح بلوط أو سنديان سميك (شيرب) - وجَزمَة (من التركية جزمة) جمعها جزمات.
وجُزَم: سوقاء (بوشر، همبرت 21، شيرب، برجرن، محيط المحيط، زيشر 22: 76).
جَزْماتي: صانع الجزم وبائعها (بوشر) وبمعنى جَزم في معجم لين. وامرأ جازما: مقطوعا فيه، مقضيا، مقررا (أماري ديب 209، 217، 229) وهذا هو صواب الكلمة، وليس حازما كما ذكر فيه.
(جزم)
جزما أكل أَكلَة تملأ عَنْهَا وَأكل أَكلَة فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَعَلِيهِ سكت وعزم وَعنهُ جبن وَعجز وَالشَّيْء قطعه وَيُقَال جزم الْأَمر أَخذ فِيهِ بالثقة وَالْيَمِين أمضاها قَاطِعَة لَا رَجْعَة فِيهَا وَعَلِيهِ بِكَذَا أوجبه وَالنَّخْل قدر تمرها بالحدس والكلمة أسكن آخرهَا

(جزم) عَلَيْهِ وَعنهُ جزم
ج ز م : جَزَمْتُ الشَّيْءَ جَزْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ
قَطَعْتُهُ وَجَزَمْتُ الْحَرْفَ فِي الْإِعْرَابِ قَطَعْتُهُ عَنْ الْحَرَكَةِ وَأَسْكَنْتُهُ وَأَفْعَلُ ذَلِكَ جَزْمًا أَيْ حَتْمًا لَا رُخْصَةً فِيهِ وَهُوَ كَمَا يُقَالُ قَوْلًا وَاحِدًا وَحُكْمٌ جَزْمٌ وَقَضَاءٌ حَتْمٌ أَيْ لَا يُنْقَضُ وَلَا يُرَدُّ وَجَزَمْتُ النَّخْلَ صَرَمْتُهُ. 
[جزم] جزمت الشئ: قطعته. ومنه جَزْمُ الحرف وهو في الإعراب كالسكون في البناء. تقول: جَزَمْتُ الحرف فانْجزم. وجَزَمْتُ القربة، إذا ملاتها. والتجريم مثله. وقال : فلمّا جَزَمْتُ به قِرْبَتي تَيَمَّمْتُ أطرقة أو خليفا أبو عبيد: جزمت النخل وجرمته إذا خرصته وحزرته. وقال :

كالنخل طاف بها المجتزم * يروى بالراء والزاى جميعا. والجزمة: الاكلة الواحدة. وجزم القوم، أي عجزوا. وقال : ولكني مضيت ولم أَجَزِّمْ وكان الصبرُ عادةَ أَوَّلينا والعرب تسمّي خَطَّنا هذا جَزْماً. وقلمٌ جَزْمٌ: لا حرف له. قال الاموى: والجزم شئ يدخل في حياء الناقة لتحسبه ولدها فترأمه، كالدرجة. والجِزْمَةُ بالكسر: الصِرمة من الإبل، والفرقة من الضأن.
جزم: الجَزْمُ في النَّحْوِ: معروفٌ. وهو أيضاً: ضَرْبٌ من الكِتَابَةِ. وقَلَمٌ جَزْمٌ: لا حَرْفَ له. والقَطْعُ أيضاً، يُقال: جَزَمَ على الأمْرِ: إذا سَكَتَ عليه، وإنَّه لَذُو جَزْمٍ وجَزَامَةٍ. والجُزُوْمُ: الانْقِطاعُ. والجَوَازِم: وِطَابٌ اللَّبَنِ المَمْلوءَةُ، وَطْبٌ جازِمٌ. وشَرِبَ حَتّى جَزَمَ. وجَزَمْتُ القِرْبَةَ وجَزَّمْتُها: واحِدٌ. وجَزَّمَ القَوْمُ تَجْزيماً: إذا عَجَزوا. والمُتَجَزِّمُ: الذي لا يَبْرَحُ. وجَزَّمَ أمْرَه: أي أحْكَمَه. وجَزَّمَ غائطَه: رَمى به. وجَزَمَ جَزْمَةً: إذا أَكَلَ أكْلَةً في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ. والجِزْمَةُ: جَماعَةٌ من الضَّأنِ. وهو من الإِبلِ: نَحْو الصَّرْمَة. واجْتَزَمْتُ جِزْمَةً من مالٍ: أي أخَذْتُ بَعْضَه وأبْقَيْت بَعْضَه. والأجْزَامُ: الفِرَقُ، واحِدُهم جِزْمٌ. والجِزْمُ: النَّصِيْبُ أيضا. والجِزَامُ: مِثْلُ الجِرَامِ للصِّرَام، جَزَمْنا النَّخْلَ: والمُجْتَزِمُ: الصّارِمُ، ويكونُ الخارِصَ. والجَزْمُ: خَرْصُ النَّخْلِ.
جزم
جزَمَ/ جزَمَ بـ/ جزَمَ على/ جزَمَ في يَجزِم، جَزْمًا، فهو جازِم، والمفعول مَجْزوم
• جزَم الشَّجرةَ من جذورها: قطعها "أصدر قرارًا جازمًا- اتّخذ قرارهَ بصورة جازمة".
• جزَم الأمرَ/ جزَم بالأمرِ/ جزَم على الأمر/ جزَم في الأمر: مضى فيه بالثِّقة وقطع به قطعًا لا عودة فيه، حزم فيه.
• جزَم اليمينَ: أمضاها قاطعة لا رجعة فيها ° لهجة جازمة/ يمين جازمة: لا تقبل الجدل والاعتراض.
• جزَم الفعلَ المضارعَ: (نح) سكَّن آخرَه إن كان
 صحيحًا أو حذف آخرَه إن كان من الأفعال المعتلّة الآخر أو من الأفعال الخمسة "لم يحضرْ- لم يأتِ- لم يكتبوا".
• جزَم عليه بدفع المبلغ كاملاً: أوجبه عليه. 

انجزمَ ينجزم، انجزامًا، فهو مُنجزِم
• انجزم الشَّيءُ: مُطاوع جزَمَ/ جزَمَ على: انقطع.
• انجزم الفعلُ المضارعُ: (نح) جُزِم، سُكِّن آخرُه إن كان صحيحًا أو حُذف آخرُه إن كان من الأفعال المعتلّة الآخر أو من الأفعال الخمسة. 

جازِم [مفرد]: ج جازمون وجوازمُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من جزَمَ/ جزَمَ بـ/ جزَمَ على/ جزَمَ في.
2 - (نح) ما يُجْزَم به الفعلُ المضارعُ مثل لا النَّاهية في: لا تكذبْ. 

جَزْم [مفرد]:
1 - مصدر جزَمَ/ جزَمَ بـ/ جزَمَ على/ جزَمَ في ° جَزْمًا: حَتْمًا- حُكْمٌ جَزْم: ماضٍ لا عودة فيه.
2 - (نح) حالة من حالات إعراب الفعل المضارع تتطلّب تسكين آخره أو حذفه إن كان معتلاًّ أو من الأفعال الخمسة. 

جَزَماتيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَزَمات: على غير قياس، صانع الجزمات "يعمل جَزَماتيًّا".
2 - بائع الجِزَم. 

جَزْمَة [مفرد]: ج جَزَمات وجَزْمات وجِزَم:
1 - حذاء له رقبة تغطِّي السَّاقين، ويبلغ إلى نحو الرّكبة.
2 - مطلق حذاء "جزمة برباط- جزمة لمَّاعة". 

جَزْمِيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من جَزْم: توكيد الرأي أو القطع به من غير مُبرِّرٍ كاف.
2 - (سف) مذهب من مذاهب الفلسفة يقوم على قدرة العقل على الوصول إلى اليقين. 
الْجِيم وَالزَّاي وَالْمِيم

جَزَمت الشَّيْء أجزِمه جَزْما: قطعته.

وجَزَمت الْيَمين جزما: أمضيتها.

وَحلف يَمِينا حتما جَزْما.

وكل أَمر قطعته قطعا لَا عودة فِيهِ: فقد جَزَمتَه.

والجَزْم: إسكان الْحَرْف عَن حركته من الْإِعْرَاب، من ذَلِك لقصوره عَن حَظه مِنْهُ وانقطاعه عَن الْحَرَكَة وَمد الصَّوْت بهَا للإعراب، فَإِن كَانَ السّكُون فِي مَوْضُوع الْكَلِمَة وأوليتها لم يسم جزما؛ لِأَنَّهُ لم يكن لَهَا حَظّ فقصرت عَنهُ.

والجَزْم: هَذَا الْخط الْمُؤلف من حُرُوف المعجم. قَالَ أَبُو حَاتِم: سمي جزما؛ لِأَنَّهُ جُزِم عَن الْمسند، هُوَ خطّ حمير فِي أَيَّام ملكهم: أَي قطع.

وجَزَم على الْأَمر، وجَزَّم: سكت.

وجزَّم عَن الشَّيْء: عجز وَجبن، قَالَ:

ولكنّي مَضَيتُ وَلم أُجَزِّم ... وَكَانَ الصبرُ عادةَ أوَّلينا

والجَزْم من الْخط: تَسْوِيَة الْحَرْف. وقلم جَزْم: لَا حرف لَهُ.

وجَزَم الْقِرَاءَة جزما: وضع الْحُرُوف موَاضعهَا فِي بَيَان ومهل.

وسقاء جازم، ومِجْزَم: ممتلئ، قَالَ:

جَذْلان يَسَّرَ جُلَّةً مكنوزةً ... دَسْمــاء بَحْوَنةً ووَطْبا مِجْزَما

وَقد جزمه جزما، قَالَ صَخْر الغي:

فلمّا

جزمتُ

لَهَا

قربتي ... تيمَّمتُ أطْرِقةً أَو خليفا

وجَزَّمه: كجَزَمه.

وجَزَم يَجْزِم جَزْما: أكل أَكلَة تملأ عَنْهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ ثَعْلَب: جَزَم: إِذا أكل أَكلَة فِي كل يَوْم وَلَيْلَة.

وجَزَم النّخل يَجْزِمه جَزْما، واجْتَزَمه: خرصه وحزره، وَقد روى بَيت الْأَعْشَى:

كالنَّخل طَاف بهَا المجتزِم

مَكَان المُجْتَرمِ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الاجتزام: شِرَاء النّخل إِذا ارطب.

واجتزم فلَان حَظِيرَة فلَان: إِذا اشْتَرَاهَا، قَالَ: وَهِي لُغَة أهل الْيَمَامَة.

وجَزَم من نخله جِزْما: أَي نَصِيبا.

والجَزْم: مَا يُحْشَى بِهِ حَيَاء النَّاقة لتحسبه إِذا وَضعته وَلَدهَا.

وجَزَّم بسَلْحه: اخْرُج بعضه وَبَقِي بعضه.

وَقيل: جَزَّم بسلحه: حذف.

وتجزّمت الْعَصَا: تشققت: كتهزمت. والجَزْم من الْأُمُور: الَّذِي يَأْتِي قبل حِينه، والوزم: الَّذِي يَأْتِي فِي حِينه.

والجِزْمة من الْمَاشِيَة: الْمِائَة فَمَا زَادَت.

وَقيل: من الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين.

وَقيل: الجِزْمة من الْإِبِل خَاصَّة: نَحْو الصِّرْمة.

جزم: الجَزْمُ: القطع. جَزَمْتُ الشيء أَجْزِمُهُ جَزْماً: قطعته.

وجَزَمْتُ اليمين جَزْماً: أَمضيتها، وحلف يميناً حَتْماً جَزْماً. وكل أمر

قطعته قطعاً لا عَوْدَةَ فيه، فقد جَزَمْتَه. وجَزَمْتُ ما بيني وبينه أي

قطعته؛ ومنه جَزْمُ الحَرْفِ، وهوفي الإعراب كالسكون في البناء، تقول

جَزَمْتُ الحرف فانْجَزم. الليث: الجَزْمُ عَزِيمةٌ في النحو في الفعل

فالحرفُ المَجْزُومُ آخرهُ لا إعراب له. ومن القراءة أَن تَجْزِمَ الكلام

جَزْماً بوضع الحروف مواضعها في بيانٍ ومَهَلٍ. والجَزْمُ: الحرف إذا سكن

آخره. المُبرّد: إنما سُمِّيَ الجَزْمُ في النحو جَزْماً لأن الجَزْم في كلام

العرب القطع. يقال: افعل ذلك جَزْماً فكأَنه قُطِعَ الإعرابُ عن الحرف.

ابن سيده: الجَزْمُ إسكان الحرف عن حركته من الإعراب من ذلك، لقصوره عن

حَظِّه منه وانقطاعه عن الحركة ومَدِّ الصوت بها للإعراب، فإن كان السكون

في موضوع الكلمة وأَوَّلِيَّتها لم يُسَمَّ جَزْماً، لأنه لم يكن لها حظ

فقَصُرَتْ عنه. وفي حديث النخعي: التكبير جَزْمٌ والتسليم جَزْمٌ؛ أراد

أنهما لا يُمَدَّان ولا يُعْرَبُ آخر حروفهما، ولكن يُسَكَّنُ فيقال:

الله أكْبَرْ، إذا وقف عليه، ولا يقال الله أَكْبَرُ في الوقف. الجوهري:

والعرب تسمِّي خَطَّنا هذا جَزْماً. ابن سيده: والجَزْمُ هذا الخطُّ

المؤَلَّف من حروف المعجم؛ قال أَبو حاتم: سُمِّيَ جَزْماً لأنه جُزِمَ عن

المُسْنَدِ، وهو خَطُّ حِمْيَر في أَيام مُلْكهم، أي قُطِعَ.

وجَزَمَ على الأَمر وجَزَّمَ: سكت. وجَزَّم عن الشيء: عجز

(* قوله «وجزم

عن الشيء عجز» وكذلك جزم بالتخفيف كما في القاموس والتهذيب). وجَبُنَ.

وجَزَّمَ القومُ إذا عجزوا وبَقِيتُ مُجَزِّماً: منقطعاً؛ قال:

ولكنِّي مَضَيْتُ ولم أُجَزِّمْ،

وكان الصَّبْرُ عادَةَ أَوَّلِينا

والجَزْمُ من الخَطِّ: تسويةُ الحرف. وقَلَمٌ جَزْمٌ: لا حرف له.

وجَزَمَ القراءةَ جَزْماً: وضع الحروف مواضعها في بيان ومَهَلٍ. وجَزَمْت

القِربةَ: ملأَْتها، والتّجْزيمُ مثله. وسِقاء جازِمٌ ومِجْزَمٌ: ممتلئ؛

قال:جَذْلانَ يَسَّر جُلَّةً مَكْنوزةً،

دَسْمــاءَ بَحْوَنَةً ووَطْباً مِجْزَما

وقد جَزَمَهُ جَزْماً: قال صَخْرُ الغَيّ:

فلما جَزَمْتُ بها قِرْبَتي،

تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أو خَلِيفا

والخَلِيفُ: طريق بين جبلين. وجَزَّمَةُ: كَجَزَمَهُ. ويقال للسِّقاء

مِجْزَمٌ، وجمعه مَجازِمُ.

والجَزْمَةُ: الأكْلَة الواحدة. وجَزَمَ يَجْزِمُ جَزْماً: أكل أكلة

تَمَّلأَ عنها؛ عن ابن الأعرابي. وقال ثعلب: جَزَمَ إذا أكل أكلةً في كل يوم

وليلة. وجَزَم النخلَ يَجْزِمُه جَزْماً واجْتَزمَه: خَرَصَه وحَزَرَه؛

وقد روي بيت الأَعشى:

هو الواهِبُ المائةِ المُصْطَفا

ةِ، كالنَّخْلِ طافَ بها المُجْتَزِم

بالزاي، مكان المجترم، بالراء؛ قال الطُّوسي: قلت لأَبي عمرو لم قال طاف

بها المُجْتَرِم؟ فتبسم وقال: أَراد أنه يَهَبُها عِشاراً في بطونها

أولادها قد بلغت أن تُنتَج كالنخل التي بلغت أن تُجتَرَمَ أي تُصْرَمَ،

فالجارم يطوف بها لصَرْمِها.

ويقال: اجْتَزَمْتُ النَّخلةَ اشتريت تمرها فقط. وقال أبو حنيفة:

الاجْتِزامُ شراء النخل إذا أَرْطَبَ. واجْتَزَمَ فلانٌ حَظِيرةَ فلان إذا

اشتراها، قال: وهي لغة أهل اليمامة. واجْتَزَمَ فلان نَخْل فلانٍ فأَجْزَمه

إذا ابتاعه منه فباعه. وجَزَم من نخله جِزْماً أي نصيباً.

ابن الأعرابي: إذا باع الثمرة في أكمامها بالدراهم فذلك الجَزْمُ.

والجَزْم: شيءُ يُدْخَلُ في حَياء الناقة لتَحْسِبَهُ ولدَها فتَرْأَمَه

كالدُّرْجَة.

وجَزَّمَ بسَلْحه: أخرج بعضه وبقي بعضه، وقيل: جَزَّم بسلحه

(* قوله

«وجزم بسلحه» كذا ضبط بالتثقيل بالأصل والمحكم والتكملة، ومقتضى صنيع

القاموس أنه بالتخفيف). خَذَفَ. وتَجَزَّمَتِ العصا: تَشَقَّقَتْ

كَتَهَزَّمَتْ. والجَزْمُ من الأمور: الذي يأتي قبل حينه

(* قوله «الذي يأتي قبل حينه

إلخ» ومنه قول شبيل بالتصغير ابن عذرة بفتح فسكون:

إلى أجل يوقت ثم يأتي * بجزم أو بوزم باكتمال

ا هـ. التكملة. وزاد الجوازم: وطاب اللبن المملوءة، والجزم، بالفتح،

ايجاب الشيء؛ يقال: جزم على فلان كذا وكذا أوجبه، واجتزمت جزمة من المال،

بالكسر، أي أخذت بعضه وأبقيت بعضه)، والوَزْمُ الذي يأْتي في حينه.

والجِزْمةُ، بالكسر، من الماشية: المائةُ فما زادت، وقيل: هي من العشرة

إلى الأَربعين، وقيل: الجِزْمَةُ من الإبل خاصة نحو الصِّرْمَة. الجوهري:

الجِزْمَةُ، بالكسر، الصِّرْمةُ من الإبل، والفِرْقةُ من الضأْن. ويقال:

جَزَّم البعيرُ فما يَبْرَحُ، وانْجَزَمَ العظمُ إذا انكسر. الفراء:

جَزَمَتِ الإبلُ إذا رَوِيَتْ من الماء، وبعير جازمٌ وإبل جَوازِمُ.

جزم

1 جَزَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. جَزْمٌ, (Msb,) He cut it, or cut it off; (S, Msb, K) namely, a thing: (Msb:) [like جَرَمَهُ &c.]

b2: جَزَمَ النَّخْلَ He cut off the fruit of the palmtrees: (Msb:) [like جَرَمَ النخل: but see another explanation, below.] And جَزَمَ مِنَ النَّخْلَةِ جِزْمًا [He cut off a portion of the fruit from the palmtree]. (TA.) b3: جَزَمَ الحَرْفَ, (S, ISd, Msb, K,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (S,) He made the letter quiescent; (S, ISd, Msb, K;) i.e., the final letter of a declinable word; (S, ISd, Msb;) he cut it off from motion: (Msb:) or as though he cut off from it declinability: (Mbr, TA:) from جَزَمَ in the first of the senses explained above: جَزْمٌ in a declinable word being like سُكُونٌ in an indeclinable word. (S.) It is said in a trad. of En-Nakha'ee, التَّكْبِيرُ جَزْمٌ والتَّسْلِيمُ جَزْمٌ, meaning that neither should be prolonged in utterance, and that the last letter in each should be without a case-ending, i.e., be quiescent; so that one should not say [in prayer] اَللّٰهُ أَكْبَرُ [nor السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ, but أَكْبَرْ in the former instance, and اللّٰهْ in the latter]: or, accord. to Z, that one should not exceed the due bounds in the pronunciation of the hemzeh and the medd: (TA:) or that one should abstain from giving fulness and depth to the sound of the vowel, and should elide it entirely in the places of pausing, and avoid excess in the pronunciation of the hemzeh and the medd. (Mgh.) b4: جَزَمَ عَلَى فُلَانٍ كَذَا وَكَذَا, He made such and such things to be binding, or obligatory, on such a one. (K.) and جَزَمَ اليَمِينَ, (K,) inf.n. as above, (TA,) i. q. أَمْضَاهَا; (K) i. e., He made the oath to be unconditional, without exception, absolutely or decidedly or irreversibly binding; (TK;) أَمْضَاهَا البَتَّةَ. (TA.) One says also, حَلَفَ يَمِينًا حَتْمًا جَزْمًا [He swore an oath in an absolute, a decided, or an irreversible, manner]. (TA.) And جَزَمَ الأَمْرَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He decided the affair irreversibly. (K.) And جَزَمْتُ مَا بَيْنِى وَبَيْنَهُ I decided the matter between me and him. (TA.) And أَفْعَلُ ذٰلِكَ جَزْمًا I will do that decidedly; without any indulgence therein. (Msb.) and جَزَمَ بِهِ [He asserted it decisively]. (TA passim.) And جَزَمَ عَلَى الأَمْرِ He decided, or determined, upon, or upon doing, the thing, or affair. (TA.) b5: Also, this last phrase, He was silent respecting the affair; and so ↓جزّم. (K,* TA.) b6: and جَزَمَ عَنْهُ He held back, or refrained, from it through cowardice; and was unable to do it; and so ↓جزّم: (K:) or القَوْمُ ↓جزّم the people lacked power or ability. (S) b7: جَزَمَ البَعِيرُ فَمَا يَبْرَحُ [app., The camel stopped, and would not quit his place]. (TA: but the verb جزم is there without any syll. sign.) A2: جَزَمَ النَّخْلَ, (A'Obeyd, S, K,) inf. n. as above; (TA;) and ↓اجتزمهُ; (K; and the act. part. n. of the latter is also mentioned in the S;) like جَرَمَهُ (S) [and اجترمهُ]; He computed by conjecture the quantity of fruit upon the palm-trees. (A'Obeyd, S, K.) b2: And جَزْمٌ also signifies The selling, or buying, fruit [by conjecture, while yet in a rudimental state,] in its calyxes, for money. (IAar, TA.) A3: Also جَزَمَ (S, K,) inf. n. as above, (TA,) He filled a skin; (S, K;) and so ↓جزّم, (S, *K,) inf. n. تَجْزِيمٌ (S.) b2: جَزَمَتِ الإِبِلُ, (Fr, K,) inf. n. as above, (Fr, TA,) The camels satisfied their thirst [as though they filled themselves] with water. (Fr, K.)b3: And جَزَمَ, (IAar, K,) aor. and inf. n. as above, (IAar, TA,) He ate one meal and was filled thereby: (IAar, K) or he ate one meal in every day and night. (Th, K.) A4: جَزَمَ القِرَآءَةَ, (Lth, K,) inf. n. as above, (Lth, TA,) He performed the reading, or recitation, so as to put the letters in their proper places, in a distinct, or perspicuous, and leisurely, manner. (Lth, K.) b2: And جَزْمٌ in writing means The making the letters even. (K.) A5: جَزَمَ بِسَلْحِهِ He voided part of his excrement, part thereof remaining: or he cast forth his excrement. (K.) 2 جَزَّمَ see 1, in four places.4 اجزم نَخْلَهُ He sold his palm-trees. (TA.) 5 تجزّمتِ العَصَا The staff became split or cracked. (K.) 7 انجزم [It became cut, or cut off. b2: and hence,] It (the final letter of a declinable word) became, or was made, quiescent. (S, TA.) b3: It (a bone) broke, or became broken. (K.) 8 إِجْتَزَمَ see 1. b2: اجتزم جِزْمَةً مِنَ المَالِ He took a portion of the cattle, or property, and left a portion. (K.) b3: اجتزم حَظِيرَتَهُ He bought his حظيرة [or enclosure for camels &c.]: (AHn, K:) of the dial. of El-Yemámeh. (AHn, TA.) b4: اجتزم النَّخْلَةَ He bought the fruit, only, of the palm-tree: and اجتزم نَخْلَ فُلَانٍ he bought the palm-trees of such a one. (TA.) جَزْمٌ [an inf.n. (see 1) used as an epithet]. Yousay حُكْمٌ جَزْمٌ An indissoluble and irreversible decree or ordinance, or sentence; like قَضَآءٌ حَتْمٌ. (Msb.) b2: A reed-pen (قَلَمٌ) having the nib evenly, not obliquely, cut. (S,* K, TA.) b3: The modern Arabic character, (S, K,) composed of the letters of the alphabet: (K:) accord. to AHát, (TA,) so called because it was cut off from the character of Himyer, (K, TA,) i.e., the مُسْنَد, which they have still in El-Yemen. (TA.) A2: A thing that is stuffed into a she-camel's vulva, (El-Umawee, S, K,) that she may think it to be her young one, [when it is taken forth,] and incline to it, [and therefore yield her milk;] like the دُرْجَة [q. v.]. (El-Umawee, S.) A3: A thing, or an event, that comes before its time, or season: (K:) that which comes in its time, or season, is termed وَزْمٌ. (TA.) جِزْمٌ A portion, share, or lot, (K,) of palmtrees (TA) [and app. of the fruit of a palm-tree, &c.: see 1, third sentence].

جَزْمَةٌ [The sign that is written over the final letter of a declinable word when it is quiescent].

A2: A single act of eating. (S.) جِزْمَةٌ A hundred [head] of cattle, and upwards: or from ten to forty: (K:) or it is peculiarly of camels; like صِرْمَةٌ: (TA:) or such a portion as is termed صِرْمَة of camels; and such as is termed فِرْقَة of sheep. (S, K.) [See also 8.]

جَازِمٌ A full water-skin or milk-skin; as also ↓مِجْزَمٌ: (K,* TA:) and [the pl.] جَوَازِمُ filled milk-skins. (K.) b2: Also, applied to a camel, and جَوَازِمُ applied to camels, Satisfied with water. (K.) مِجْزَمٌ: see جَازِمٌ مَجْزُومٌ [Cut, or cut off. b2: And hence,] applied to the final letter of a declinable word, Made quiescent. (TA.)
جزم

(جَزَمَهُ يَجْزِمُه) جَزْماً: (قَطَعَهُ) .
(و) جَزَمَ (اليَمِينَ) جَزْماً (أَمْضاهَا) البَتَّةَ، يُقَال: حَلَفَ يَمِيناً حَتْماً جَزْماً.
(و) جَزَمَ (الأَمْرَ) جَزْماً: إِذا (قَطَعَهُ قَطْعاً لَا عَوْدَةَ فِيهِ) وَجَزَمْتُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَه، أَي: قَطَعْتُه، (و) مِنْهُ الجَزْمُ فِي الإعْرابِ، يُقَال: جَزَمَ (الحَرْفَ) يَجْزِمُه جَزْماً: إِذا (أَسْكَنَهُ) فانْجَزَم. وَقَالَ اللَّيْثُ: الجَزْمُ: عَزِيمَةٌ فِي النَّحْوِ فِي الفِعْلِ، كالحَرْفِ المَجْزُوم آخِرُه لَا إِعرابَ لَهُ. وَقَالَ المُبَرِّد: إِنَّما سُمِّيَ الجَزْم فِي النَّحْو جَزْماً لأنَّ الجَزْم فِي كَلامِ العَرَب القَطْعُ، يُقالُ: افْعَلْ ذلِكَ جَزْماً، فَكَأَنَّهُ قُطِعَ الإِعرابُ عَن الحَرْف. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الجَزْمُ: إِسْكانُ الحَرْفِ عَن حَرَكَتِهِ من الإِعراب، من ذلِكَ لِقُصُورِه عَن حَظِّه مِنْهُ، وانْقِطاعِه عَن الحَرَكَة وَمَدِّ الصَّوْت بهَا للإِعْرابِ.
(و) جَزَمَ (عَلَيْهِ) أَي: عَلَى الأَمْر: (سَكَتَ، كَجَزَّمَ) ، بالتَّشْدِيد.
(و) جَزَمَ (عَنْهُ) : إِذا (جَبُنَ وَعَجَزَ، كَجَزَّمَ) بالتَّشْدِيد، وَأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ:
(ولكِنِّي مَضَيْتُ فَلَمْ أُجَزِّمْ ... وَكَانَ الصَّبْرُ عادَةَ أَوَّلِينَا)

(و) جَزم (القِراءةَ) جَزْماً: (وَضَعَ الحُرُوفَ مَواضِعَها فِي بَيانٍ وَمَهَلٍ) ، نَقله اللَّيْث.
(و) جَزَمَ (السِّقاءَ) جَزْماً: (مَلَأَه، كَجَزَّمَهُ) بالتَّشْدِيد، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
(فَلَمَّا جَزَمْتُ بهَا قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَليِفَا)

(فَهُوَ سِقاءٌ جازِمٌ وَمِجْزَمٌ، كَمِنْبَرٍ) أَي: مُمْتَلِئٌ، قَالَ الشاعِرُ: (جَذْلان يَسَّرَ جُلَّةً مَكْنُوزَةً ... دَسْمــاءَ بَحْوَنَةً وَوَطْباً مِجْزَمَاً)

(و) جَزَمَ (النَّخْلَ) جَزْماً: (خَرَصَه) وَحَرَزَهُ، (كاجْتَزَمَهُ) ، وَقد رُوِي بَيْتُ الأَعْشَى:
(هُوَ الواهِبُ المائةَ المُصْطَفَاةَ ... كالنَّخْلِ طافَ بِها المُجْتَزِم)

بالزَّاي وبالرّاء جَمِيعًا كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ الطُّوسِيُّ: سألتُ أَبَا عَمْروٍ: لِمَ قَالَ " طافَ بهَا المُجْتَرِم "؟ فَتَبَسّم وَقَالَ: أَرَادَ أَنَّه يَهَبُها عِشاراً فِي بُطُونها أَوْلادُها، قد بَلَغَت أَن تُنْتَجُ، كالنَّخْلِ الَّتِي بَلَغَت أَن تُجْتَرَم، أَي: تُصْرَم، فالجارِمُ يَطُوف بهَا لِصَرْمِها.
(و) جَزَمَ (بسَلْحِهِ) : إِذا (أَخْرَجَ بَعْضَهُ وَبَقِيَ بَعْضُه، أَو) جَزَم بِهِ: إِذا (خَذَفَ) .
(و) قَالَ ابنُ الأعرابيِّ: جَزَمَ يَجْزِمُ جَزْماً: إِذا (أَكَلَ أَكْلَةً فَمَلَّأَ عَنْهَا) وَنَصّ النَّوَادِر: تَمَلَّأَ عَنْهَا، (أَو) جَزَمَ إِذا (أَكَلَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَكْلَةً) : قَالَه ثَعْلَب.
(و) جَزَمَ (عَلَى فُلانٍ كَذا وكَذا) : إِذا (أَوْجَبَهُ) .
(و) قَالَ الفَرَّاء: جَزَمَت (الإِبِلُ) جَزْماً: إِذا (رَوِيَتْ بالماءِ) ، و (بَعيرٌ جازِمٌ وإِبِلٌ جَوازِمُ) .
(وانْجَزَمَ العَظْمُ) : إِذا (انْكَسَرَ) .
(واجْتَزَمَ جِزْمَةً من المالِ، بالكَسْرِ) : إِذا (أَخَذَ بَعْضَهُ وَأَبْقَى بَعْضَه) .
(و) اجْتَزَم (حَظِيرَتَه: اشْتَراهَا) ، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ لُغَةُ اليَمامَةِ.
(وَتَجَزَّمَتِ العَصَا: تَشَقَّقَتْ) ، كَتَهَزّمَت.
(والجَزْمُ فِي الخَطِّ: تَسْوِيَةُ الحُرُوفِ) . (و) الجَزْمُ: (القَلَمُ) المُسْتَوِي القَطّ (لَا حَرْفَ لَهُ) .
(و) الجَزْمُ: (هذَا الخَطُّ المُؤَلَّفُ من حُرُوفِ المُعْجَم) ، قالَ أَبُو حاتِمٍ: سُمِّيَ جَزْماً (لأَنَّهُ جُزِمَ) عَن المُسْنَد (أَي: قُطِعَ عَن خَطِّ حِمْيَرَ) فِي أَيَّام مُلْكِهِم، وَهُوَ فِي أَيْدِيهم إلَى الآنَ باليَمَنِ.
(و) الجَزْمُ: (مَا يُحْشَى بِهِ حَياءُ النّاقَةِ) لِتَحْسِبَهُ وَلَدَها، فَتَرْأَمَه، كالدُّرْجَة.
(و) الجَزْمُ (من الأُمُور: مَا يَأْتِي قَبْلَ حِينِهِ) ، والوَزْمُ: الَّذِي يأتِي فِي حِينِهِ.
(و) الجِزْمَ، بالكَسْر: النَّصِيبُ) من النَّخْلِ، يُقَال: جَزَم مِنْ نَخْلِةِ جِزْماً.
(والجِزْمَةُ، بالكَسْر: المِائَةُ من الماشِيَةِ فصاعِداً، أَو من العَشَرَةِ إِلَى الأَرْبَعِينَ) ، وقِيلَ: الجِزْمَةُ من الإِبِلِ خاصَّةً نَحْو الصِّرْمَة.
(أَو) الجِزْمَة: (الصِّرْمَةُ من الإِبِلِ؛ والفِرْقَةُ من الضَّأْن) ، كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) المِجزَمُ، (كَمِنْبَرٍ ومُعَظَّمٍ: اسْمان) ، وَمن الأوّلِ: عَوْفُ بنُ مِجْزَمٍ فِي بَنِي سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، مِنْ وَلَدِه مُحَمّد بن فِراسٍ.
(والجَوازِمُ: وِطابُ اللَّبَنِ المَمْلُوءةُ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
جَزَمَ على الأَمْرِ: عَزَمَ، وَفِي حَدِيث النَّخَعِي: " التَّكْبِيرُ جَزْمٌ والتَّسْلِيمُ جَزْمٌ " أَرَادَ بهما لَا يُمَدّان، وَلَا يُعْرَبُ آخِرُ حُرُوفِهِما، وَلَكِن يُسَكَّنُ، فَلَا يُقالُ اللهُ أَكْبَرُ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ تَرْكُ الإِفْراط فِي الهَمْزِ والمَدِّ.
والجَزْمَةُ: الأَكْلَة الوَاحِدَة.
واجْتَزَمْتُ النَّخْلَةَ: اشْتَرَيْتُ ثَمَرَها فَقَط. واجْتَزَمَ فلانٌ نَخْلَ فُلانٍ فَأَجْزَمَه: إِذا ابْتاعَه مِنْهُ فباعَهُ. قَالَ ابنُ الأعرابيِّ: إِذا بَاعَ الثَّمَرَةَ فِي أَكْمامِها بالدَّراهِمِ فذلِكَ الجَزْمُ.
ويُقالُ: جَزَمَ البَعِيرُ فَمَا يَبْرَحُ. 

جدس

جدس


جَدَسَ
جَاْدِسa. Hard, firm.
جدس: جَداس: نار القديس انطوان نوع من الأمراض (ألكالا) وفيه: ( huego de san Marcal)
(جدس)
الْأَثر جدوسا درس وَالشَّيْء يبس وَاشْتَدَّ فَهُوَ جادس وَالْأَرْض بارت فَلم تعمر بزرع أَو غرس فَهِيَ جادس وجادسة (ج) جوادس
[جدس] جديس: قبيلة كانت في الدهر الاول فانقرضت. والجادسة: الارض التى لم تُعْمَرْ ولم تُحْرَثْ. وفي حديث مُعاذ: " مَنْ كانت له أرضٌ جادِسةٌ وقد عُرِفَتْ له في الجاهلية حتَّى أسلم فهي لربِّها ".
(ج د س)

الجادِس من كل شَيْء: مَا اشْتَدَّ ويبس، كالجاسد.

وَأَرْض جادِسَة: لم تعْمل وَلم تحرث، من ذَلِك.

وجَدِيس: حَيّ من عَاد، وهم اخوة طسم.

جدس: الجادِسُ من كل شيء: ما اشتدَّ ويَبِسَ كالجاسد. وأَرضٌ جادِسَةٌ:

لم تُعْمَرْ ولم تُعْمَلْ ولم تُحْرَثْ، من ذلك. وروي عن معاذ بن جبل،

رضي اللَّه عنه: من كانت له أَرض جادِسَةٌ قد عرفت له في الجاهلية حتى

أَسلم فهي لربها. قال أَبو عبيدة: هي التي لم تعمر ولم تحرث، والجمع

الجَوادِسُ. ابن الأَعرابي: الجَوادِسُ الأَراضي التي لم تزرع قط. أَبو عمرو:

جَدَس الأَثَرُ وطَلَقَ ودَمَسَ ودَسَمَ إِذا دَرَسَ.

وجَدِيسٌ: حَيٌّ من عادٍ وهم إِخوة طَسْمٍ. وفي التهذيب: جَديسٌ حَيٌّ

من العرب كانوا يناسبون عاداً الأُولى وكانت منازلهم اليمامَة؛ وفيهم يقول

رؤبة:

بَوارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ

قال الجوهري: جَدِيسٌ قبيلة كانت في الدهر الأَوّل فانقرضت.

جدس
جَديسُ، كأمير: قبيلةٌ كَانَت فِي الدَّهرِ الأوّل، وانْقرَضَتْ، قَالَه الجَوْهَرِيّ. وَجَدَسٌ، مُحرّكةً، من الْأَعْلَام، قَالَه الصَّاغانِيّ. وَجَدَسٌ: بَطْنٌ من لَخْمٍ، وَهُوَ جَدَسُ بنُ أُرَيْش بنِ إراشٍ السَّكُونيّ، أَو هُوَ تَصحيفٌ، والصوابُ بالحاءِ المُهمَلة، وَذكره الأميرُ بالجيمِ على الصَّوَاب، وأمّا الَّذِي بالحاءِ فإنّهم قومٌ سِواهُم، كَمَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعه. والجادِسَة: الأرضُ الَّتِي لم تُعمَرْ وَلم تُعمَلْ وَلم تُحرَثْ، قَالَه أَبُو عُبَيْدة، وَج جَوادِس، وَبِه فُسِّرَ مَا رُوِيَ عَن مُعاذِ بن جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنهُ: مَن كَانَت لَهُ أرضٌ جادِسَةٌ قد عُرِفَتْ لَهُ فِي الجاهليَّةِ حَتَّى أَسْلَمَ فَهِيَ لرَبِّها. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الَّتِي لم تُزرَع قَطُّ. والجادِسُ: الجادِسَة، بِمَعْنى. قَالَ أَبُو عَمْرو: الجادِسُ: الدارِسُ من الآثارِ وَقد جَدَسَ ودَمَسَ وطَلَقَ ودَسَمَ. الجادِس: مَا اشتدَّ من كلِّ شيءٍ ويَبِسَ، كالجاسِد، وَمِنْه: أرضٌ جادِسَةٌ. والدَّمُ الجادِس: اليابِس.
جدس
ابن دريد: جَديس: قبيلة من العرب.
وجديس أخو طَسْم: أمة من العرب العاربة بادُوا إلاّ ما يقال في قوم تفرَّقوا في قبائل العرب منهم، وأنشد:
يا ليلةً ما ليلةُ العروسِ ... يا طَسْمُ ما لاقَيتِ من جَديسِ
إحدى لياليكِ فهيسي هيسي ... لا تنعَمي الليلة بالتعريسِ
أي أسرعي كيف شئتِ، فصار هذا الكلام مثلاً، قال: وهذا رَجَزٌ قديم لا يُعرَف قائله، قال: قوله " هيسي " يقال ذلك للرجل إذا خلا له الموضِعُ؛ وقال ذلك - أيضاً - للرجل إذا أسرع. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ يُروى لرجل من جَديس، والصحيح أنَّه لأبّاقٍ الدُّبِيريِّ. وقال ابن دريد: جَدَس - بالتحريك -: بطنُ من لخم. قال الصّغاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا ذكره ابن دريد في هذا التركيب؛ وكذلك ذكره أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر المعروف بابن ماكُولي، وفي جمهرة النَّسَب لابن الكلبي بِخَط ابن عبدة النَّسّابة: حَدَسٌ - بالحاء المهملة المُحَقَّقَةِ -، وهو حَدَسُ بن أُرَيْشِ بن إراش بن جَزيلة بن لَخم واسمه مالك بن عَدِيَّ بن أشرس.
وقال أبو عبيد: الجادِسَة: الأرض التي لم تُعمّر ولم تُحرَث، ومنه حديث مُعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: من كانت له أرضٌ جادِسَة قد عُرِفَت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لِرَبِّها. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب خ م ر.
وقال ابن الأعرابي: الجَوادِس: البِقاع التي لم تُزرع، واحِدَتُها جادِس.
وقال أبو عمرو: جَدَسَ الأثَرُ: إذا دَرَسَ.
وقال بعضهم: الجادِس مثال الجاسِد، قال: وهو ما اشتدَّ من كل شيء.
[جدس] فيه: من كانت له أرض "جادسة" هي أرض لم تعمر ولم تجرث وجمعها جوادس.
باب الجيم والسين والدال معهما ج د س، ج س د، س ج د، س د ج مستعملات

جدس: جَديسٌ حيٌّ كانوا يناسبون عاداً، وهم إخوةُ طَسمٍ، وكانت منازلهم اليمامة، قال:

بوارُ طَسمٍ بيدي جَديسِ

جسد: الجَسَدُ للإنسان، ولا يقال لغير الإنسان جَسَدٌ من خلق الأرض. وكل خلقٍ لا يأكلُ ولا يشرب من نحو الملائكة والجنِّ مما يَعقِل فهو جَسَدٌ. وكان عِجلُ بني إسرائيل جَسَداً لا يأكل ولا يشرب ويصيح، وقوله تعالى: وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ

أي ما جعلناهم خلقاً مستغنين عن الطَّعام. ودمٌ جَسَدُ جاسِدٌ أي قد يبس، قال:

....... منها جاسِدٌ ونَجيعُ

وقال:

بساعِدَيْهِ جَسَدٌ مُوَرَّسُ ... منَ الدماءِ مائِعٌ ويَبِسُ

والجَسَدُ: الدم نفسه. والجسد : اليابس. والجِسادُ: الزُّعفران ونحوه من الصِّبغ الأحمر والأصفر الشديد الصُّفرة. وثوب مُجسَد مُشبعٌ عُصفُراً أو زعفراناً وجمعه مَجاسِد. والجُسادُ: وجَعُ في البطن يُسمى البَجيذ ، وقال:

.... فيه الجُساد المُحَنجِر

وقال الخليل: صوتٌ مُجَّسد أي مرقومٌ على محنةٍ ونغمات. سجد: نِساءٌ سُجَّدٌ: فاتِراتُ الأعينُ، قال:

وأهوى إلى حُورِ المدامعِ سُجَّدِ

وامرأةٌ ساجدةٌ: ساجيةٌ. وقوله تعالى: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ والمسجِدُ اسمٌ جامع يجمع المسجِدَ، وحيث لا يُسجَدُ بعد أن يكون اتُّخذ لذلك، فأما المَسجَدُ من الأرض فموضعُ السُّجود نفسه. والإسجادُ: إدامةُ النَّظر مع سكونٍ.

سدج: السَّدجُ والتسَدُّجُ: تقوُّلُ الأباطيل وتأليفها، قال العجاج:

حتى رَهَبنا الإثم أو أن تنسجا ... عنا أقاويل امريءٍ تسدَّجا

أي تقول ما لم يكن.

رقق

(رقق) : الرَّقِيقان: ما بين الخاصِرَة والرُّفْعِ.
(رقق) قلبه لطفه وَلينه وَكَلَامه لطفه وَحسنه وزينه ومشيه مَشى مشيا سهلا وَبَينهمَا أَو مَا بَينهمَا أفسد

رقق


رَقَّ(n. ac. رِقَّة)
a. Became thin, fine, flimsy; was shallow.
b. Grew weak.
c. [La], Felt compassion for.
d.(n. ac. رِقّ), Was, became a slave.
رَقَّقَa. Made thin, fine; refined.
b. Used refined, elegant (language).

أَرْقَقَa. Made thin, fine; flattened; weakened.
b. Was weak; was badly off.
c. Enslaved, made a slave of.
d. Was ripe (grape).
تَرَقَّقَa. Was thin, fine; was flat.
b. see I (c)
إِسْتَرْقَقَa. see IV (c)
رَقّ
(pl.
رُقُوْق)
a. Thin parchment; sheet of paper.
b. Tortoise; turtle.

رَقَّة
(pl.
رِقَاْق)
a. Land situated by the river-side.

رِقّa. Slavery, bondage, servitude.
b. Soft ground.

رِقَّةa. Gentleness; compassion.
b. see 4 (a)
رُقّa. Shallow water.
b. see 2 (b)
رَقَقa. Thinness, fineness; flimsiness; scantiness.
b. see 2 (b)
رَقَاْقa. Soft ground.
b. Hot, scorching (day).
رُقَاْقa. see 22 (a)b. (pl.
رِقَاْق), Thin cake of bread.
رُقَاْقَةa. see 24 (b)
رَقِيْق
(pl.
رِقَاْق
رَقَاْئِقُ
أَرْقِقَآءُ)
a. Slave, bondsman, serf, thrall.
b. Thin, fine; weak.
c. Scanty; shallow.
d. Soft; gentle; sensitive; feeling.

مِرْقَاْقa. Rolling-pin.

رِقَّة العَيْش
a. Easy, comfortable life.

رِقَّة الجَّانِب
a. Weakness, feebleness.

رَقِيْق الحَال
a. Poor, in needy circumstances.
رقق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَامر الشّعبِيّ حِين سُئِلَ عَن رجل قَبَّلَ أمَّ امْرَأَته فَقَالَ: أعَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ حَرُمت عَلَيْهِ امْرَأَته. قَوْله: أعن صبُوح تُرَقِّقُ هَذَا مَثَل يضْرب للرجل يظْهر شَيْئا وَهُوَ يعرض بِغَيْرِهِ قَالَ وَأَخْبرنِي [أَبُو -] زِيَاد الْكلابِي بِأَصْل هَذَا أَن رجلا نزل بِقوم فأضافوه وأكرموه ليلته فَجعل يَقُول: إِذا كَانَ غدٌ وأصبحنا من الصبوح مضيت لحاجتي وَفعلت كَذَا وَكَذَا وَإِنَّمَا يُرِيد بذلك أَن يُوجب الصبوح عَلَيْهِم ففَطَنُوا لَهُ فَقَالُوا أعن صَبُوح تُرقِّق فَذَهَبت مَثَلا لكل من قَالَ شَيْئا وَهُوَ يُرِيد غَيره. وَقَوله: تُرَقِّق أَي تُرَقق كَلَامه فتحسنه. فَوجه الحَدِيث أَن الشّعبِيّ [كَانَ -] اتّهم الرجل الَّذِي سَأَلَهُ عَن تَقْبِيل أم امْرَأَته وَهُوَ يُرِيد أَن يُهَوِّنه عَلَيْهِ فغلظه الشّعبِيّ عَلَيْهِ وَظن أَنه يُرِيد مَا وَرَاء ذَلِك.
ر ق ق : رَقَّ الشَّيْءُ يَرِقُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ خِلَافُ غَلُظَ فَهُوَ رَقِيقٌ وَخُبْزٌ رُقَاقٌ بِالضَّمِّ أَيْ رَقِيقٌ الْوَاحِدَةُ رُقَاقَةٌ وَالرَّقُّ بِالْفَتْحِ الْجِلْدُ يُكْتَبُ فِيهِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِيهِ وَقَرَأَ بِهَا بَعْضُهُمْ فِي قَوْله تَعَالَى {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3] وَالرَّقُّ بِالْفَتْحِ ذَكَرُ السَّلَاحِفِ وَالْجَمْعُ رُقُوقٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالرِّقُّ بِالْكَسْرِ الْعُبُودِيَّةُ وَهُوَ مَصْدَر رَقَّ الشَّخْصُ يَرِقُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ رَقِيقٌ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ وَبِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ رَقَقْته أَرُقُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَرْقَقْتُهُ فَهُوَ مَرْقُوقٌ وَمُرَقُّ وَأَمَةٌ مَرْقُوقَةٌ وَمُرَقَّةٌ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَيُطْلَقُ الرَّقِيقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَجَمْعُهُ أَرِقَّاءُ مِثْلُ: شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ أَيْضًا فَيُقَالُ عَبِيدٌ رَقِيقٌ وَلَيْسَ فِي الرَّقِيقِ صَدَقَةٌ أَيْ فِي عَبِيدِ الْخِدْمَةِ. 
(ر ق ق) : (رَقَّ) الشَّيْءُ رِقَّةً وَثَوْبٌ رَقِيقٌ وَخُبْزٌ رُقَاقٌ وَالْقُرْصُ الْوَاحِدُ رُقَاقَةٌ بِالضَّمِّ وَالرَّقِيقُ الْعَبْدُ وَقَدْ يُقَالُ لِلْعَبِيدِ (وَمِنْهُ) هَؤُلَاءِ رَقِيقِي وَرَقَّ الْعَبْدُ رِقًّا صَارَ أَوْ بَقِيَ رَقِيقًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ عَتَقَ مَا عَتَقَ وَرَقَّ مَا رَقَّ وَالْمُعْتَقُ بَعْضُهُ يَسْعَى فِيمَا رَقَّ مِنْهُ وَاسْتَرَقَّهُ اتَّخَذَهُ رَقِيقًا وَأَعْتَقَ أَحَدَ الْعَبْدَيْنِ وَأَرَقَّ الْآخَرَ (وَأَمَّا ذَاتٌ) مَرْقُوقَةٌ أَوْ عَبْدٌ مَرْقُوقٌ كَمَا حَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ فَوَجْهُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَقَّ لَهُ إذَا رَحِمَهُ فَهُوَ مَرْقُوقٌ لَهُ ثُمَّ حُذِفَتْ الصِّلَةُ كَمَا فِي الْمَنْدُوبِ وَالْمَأْذُونِ لِأَنَّ أَصْلَ الرِّقِّ مِنْ الرِّقَّةِ الَّتِي بِمَعْنَى الضَّعْفِ (وَمِنْهُ) إنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ أَيْ ضَعِيفُ الْقَلْبِ وَكَذَا قَوْلُهُ فَلَمَّا سَمِعَ ذِكْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رَقَّ أَيْ رَقَّ قَلْبُهُ وَاسْتَشْعَرَ الْخَشْيَةَ (وَالرَّقُّ) بِالْفَتْحِ الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ وَقِيلَ الْجِلْدُ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ (وَالرُّقِّيَّاتُ) مَسَائِلُ جَمَعَهَا مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - حِينَ كَانَ قَاضِيًا بِالرَّقَّةِ وَهِيَ وَاسِطَةُ دِيَارِ رَبِيعَةَ الرَّقَّةُ مَوْضِعُهَا بِالْوَاوِ.
ر ق ق: (الرِّقُّ) بِالْكَسْرِ مِنَ الْمِلْكَ وَهُوَ الْعُبُودِيَّةُ. وَ (الرَّقُّ) بِالْفَتْحِ مَا يُكْتَبُ فِيهِ وَهُوَ جِلْدٌ رَقِيقٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3] وَ (الرَّقَّةُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا اسْمُ بَلَدٍ. وَ (الرُّقَاقُ) بِالضَّمِّ الْخُبْزُ الرَّقِيقُ، قَالَ ثَعْلَبٌ: تَقُولُ: عِنْدِي غُلَامٌ يَخْبِزُ الْغَلِيظَ وَ (الرَّقِيقَ) فَإِنْ قُلْتَ: يَخْبِزُ الْجَرْدَقَ قُلْتَ: وَ (الرُّقَاقُ) لِأَنَّهُمَا اسْمَانِ. وَ (الرَّقِيقُ) ضِدُّ الْغَلِيظِ وَالثَّخِينِ وَقَدْ (رَقَّ) الشَّيْءُ يَرِقُّ بِالْكَسْرِ (رِقَّةً) وَ (أَرَقَّهُ) غَيْرُهُ وَ (رَقَّقَهُ تَرْقِيقًا) . وَ (تَرْقِيقُ) الْكَلَامِ تَحْسِينُهُ. وَتَرَقَّقَ لَهُ أَيْ رَقَّ لَهُ قَلْبُهُ. وَ (اسْتَرَقَّ) الشَّيْءُ ضِدُّ اسْتَغْلَظَ. وَاسْتَرَقَّ مَمْلُوكَهُ وَ (أَرَقَّهُ) وَهُوَ ضِدُّ أَعْتَقَهُ. وَ (الرَّقِيقُ) الْمَمْلُوكُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَ (مَرَاقُّ) الْبَطْنِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ مَا رَقَّ مِنْهُ وَلَانَ وَلَا وَاحِدَ لَهُ. وَ (تَرَقْرَقَ) الشَّيْءُ تَلَأْلَأَ وَلَمَعَ. وَ (رَقْرَاقُ) السَّحَابِ مَا تَلَأْلَأَ مِنْهُ أَيْ جَاءَ وَذَهَبَ وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ تَلَأْلُؤٌ فَهُوَ (رَقْرَاقٌ) . وَ (رَقْرَقَ) الْمَاءُ (فَتَرَقْرَقَ) أَيْ جَاءَ وَذَهَبَ وَكَذَا الدَّمْعُ إِذَا دَارَ فِي ((الْحُمْلَاقِ)) . 
[رقق] الرق بالكسر، من الملك، وهو العبودية. والرق أيضا: الشئ الرقيق. ويقال للارض اللينة: رق عن الاصمعي. والرق بالفتح: ما يُكْتَبُ فيه، وهو جلد رقيق ومنه قوله تعالى: {في رَقٍّ مَنْشورٍ} . والرَقُّ أيضاً: العظيم من السلاحف. قال أبو عبيد: وجمعه رقوق. والرقة: كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء أيام المد ثم ينضب فتكون مكرمة للنبات. والرقة: اسم يلد. والرقاق بالفتح: أرض مستوية ليِّنَةُ الترابِ تحتَه صلابة. وقد قصره رؤبة بن العجاج في قوله * كأنها وهى تَهاوى بالرَقَقْ * والرَقَقُ أيضاً: الضعفُ. ومنه قول الشاعر:

لم تَلْقَ في عظمها وهنا ولارققا * قال الفراء: يقال: في ما له رَقَقٌ، أي قِلَّةٌ. والرُقاقُ بالضم: الخبز الرقيق. قال ثعلب: يقال: عندي غلام يخبز الغليظ والرقيق. فإن قلت: يخبز الجردق قلت: والرقاق، لانها اسمان. والرقيق: نقيض الغيظ والثخين. وقد رق الشئ يرق رِقَّةً، وأَرَقَّهُ، ورَقَقَهُ. وتَرْقيق الكلام: تحسينُهُ. وفي المثل : " أَعَنْ صَبوحٍ ترقق؟ ". وترققت له، إذا رق له قلبك. واسترق الشئ: نقيض استغلظ. واسْتَرَقَّ مملوكَه، وأَرَقَّهُ، وهو نقيض أعتقه. والرَقيقُ: المملوك، واحدٌ وجمعٌ. ومَراقُّ البطن: ما رقَّ منه ولانَ، ولا واحد له. وترقرق الشئ: تلالا ولمع. ورَقْراقُ السرابِ : ما تلألأ منه، أي جاء وذهب. وكل شئ له تلألؤٌ فهو رَقْراقٌ. ورَقْرَقْتُ الماء فَتَرَقْرَقَ، أي جاء وذهب. وكذلك الدمع إذا دار في الحِمْلاقِ قال الأعشى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَرُو سِ في الصيف رقرقت فيه العبيرا
(رقق) - في الحديث: "ما أَكَل خُبزاً مُرقَّقاً" .
المُرقَّق: ضِدّ المُجَردَق. يقال: فلان يَخبِز الغَلِيظَ، والرَّقيقَ، والجَردَقَ، والرُّقَاق، فالمُرقَّق: الرَّقِيقُ. يقال: رَقِيق ورُقَاق، كطَوِيل وطُوال.
- في الحَدِيث: "يُودَى المُكاتَبُ بقَدر ما رقَّ منه دِيَةَ العَبْد، وبقَدْر ما أَدَّى دِيَةَ الحُرِّ". رَقَّ: أي بَقِى رَقِيقاً، يعنى إذا قُتِل، وقد أَدَّى بعضَ الكِتابةِ، فإنَّ قاتِلَه يدفَع إلى وَرَثَتِه بقَدْر ما كان أَدَّى من كِتابَتِه دِيَةَ حُرٍّ، ويَدْفَع إلى مَوْلاه بقَدْر ما بَقِى من كِتابَتِه دِيَة عَبْدٍ، كأَنْ كاتَبَ على ألْفٍ، وقِيمَتُه مِائَة، فأَدَّى خَمسَمائة ثم قُتِل، وللعَبْد ابنٌ، فلاِبْنِه خَمسةُ آلاف نِصْفُ دِيَة حُرٍّ، ولِمَوْلاه خَمسُون دِرْهَمًا نِصف قيمَتِه. فإن كانت للعَبْد ابنَة وَوَرِثَه المَوْلَى، فِلوَرَثَة مَولاه خَمْسُون دِرْهَمًا نِصْفُ قيمَتِه بيْنَهم للذَّكَرِ والأُنثى, لأنه قِيمةُ العَبْد، ولابنةِ العَبْدِ أَلْفان وخَمْسُمِائَة نِصْفُ مِيرَاثِه، وأَلْفان وخَمسُمائةَ بَقِيَّة المِيرَاث لبَنِى المَوْلَى دون بَناتِه، لأنَّه مِيرَاثُه، ومِيراثُه لعَصَبة مَوْلَاه دون غَيْرهم.
وَعَلى هذا إن كاتَبَه على ثَلاثِمائة وقِيمَتُه أَلْف، فأَدَّى مِائَةً ثم قُتِل فعلى قَاتِله ثُلُثا أَلفٍ لِوَرَثَة المَوْلى ذُكُورِهم وإِناثِهِم، لأنه ثُلُثَا قِيمَتِه، ولابْنِ العَبْد ثُلثُ دِيَةِ حُرٍّ، ثَلَاثَة آلافٍ وثَلَاثمِائة وثَلاثَةٌ وثَلاثُونَ دِرْهَماً وثُلُث دِرْهم، لأنه ثُلُث دِيَتهِ.
وإن كانت له ابنَةٌ فلِوَرَثة المَوْلَى ثُلُثاَ ألفٍ للذَّكَر والأُنثَى، لأنه ثُلُثَا قِيمَتهِ، وسُدُس عَشرَة آلافٍ لابنَةِ العَبْد؛ لأنه نِصفُ مِيرَاثِه، والسُّدُس البَاقِى لِذُكور وَرَثَة المَوْلَى، لأنه بَقِيَّة دِيَتِه، وهو نِصْف مِيرَاثِه، والمِيرَاث يَرِثُه عَصبَةُ المَوْلَى، والقِيمَة يَرِثُها جَمِيعُ ورثَةِ المَوْلَى. وهذا حَديثُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، أخرجَه أَبُو دَاودَ، وهو مَذهبُ إبراهيمَ النّخعِىّ، ورُوِى عن على، رضي الله عنه، شَىءٌ منه، وأجمع الفُقَهاءُ أنّ المُكاتَب عَبْد ما بَقِى عليه دِرْهَم.
ر ق ق

رقّ الشيء رقّةً، وشيء رقيق. وعن بعض العرب لا يزداد إلا رقوقاً حتى يخلل. وأرقه ورققه. وطعنه في مراق بطنه وهي ما رقّ منه في أسافله. وضرب مرقّ أنفه، ومراق أنفه. وابتل رقيقاه: ناحيتا منخريه. وقال مزاحم:

أصاب رقيقيه بمهوٍ كأنه ... شعاعة قرن الشمس ملتهب النصل

يريد خاصرتيه. وحور القرص بالمرقاق وهو السهم الذي يرقق به. وخبز رقاق. وجاء بشواء في رقاقةٍ. وأرض رقاق: لينة التراب رقيقة. وعبد رقيق من عبيد أرقاء، وأمة رقيقة من إماء رقائق، وقد رق رقاً، وضرب الرق عليه، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق، والعبد المعتق بعضه يسعى فيما رق منه، وأعتق أحد العبدين وأرق الآخر، واسترق فلان، وتقول: أقر له بالحق، وكتبه في الرق. وزرعوا في الرقة وهي الأرض إلى جنب الوادي ينبسط عليها الماء أيام المدّ ثم يحسر عنها فتكون مكرمة للنبات وجمعها الرقاق وبها سميت الرقة. وترقرق الماء: جرى جرياً سهلاً، ورقرقته أنا، وماء رقراق، وترقرق الدمع.

ومن المجاز: في حاله رقة، وعجبت من قلة ماله، ورقة حاله. وهو رقيق الدين ورقيق الحال، وأرق فلان: رقت حاله. وفي ماله رقق. وشاخ ورق عظمه، ورقت عظامه. ورققت له، ورق له قلبي، وأرق الوعظ قلبه ورققه. وأرقت بكم أخلاقكم إذا شحوا ومنعوا خيرهم. وكلام رقيق الحواشي، ورقّق كلامه. ورقق عن كذا: كنى عنه كناية يتوضح منها مغزاه للسامع. وفي المثل " أعن صبوح ترقق " واسترق الليل: مضى أكثره. وقال ذو الرمة:

كأنني بين شرخي رحل ساهمة ... حرفٍ إذا ما استرق الليل مأموم

ورقّق مشيه إذا مشى مشياً سهلاً. ورقق ما بين القوم إذا أفسده. قال الأعشى:

ومازال إهداء الهواجر بيننا ... وترقيق أقوام لحين ومأثم

وإنك لا تدري علام يتراق هرمك أي على أي شيء يتناهى رأيك ويبلغ آخره. وماذا تختار من استرقاق الليل. وترقرق السراب. قال ذو الرمة:

يدوّم رقراق السراب. ورقرق الشراب: مزجه. ورقرق الطيب في الثوب. قال الأعشى:

وتبرد برد رداء العرو ... س بالليل رقرقت فيه العبيرا

ورقرق الثريد بالــدسم. وماء السيف يترقرق في صفحتيه وماؤه في متنه رقراق.

ر ق ل ناقة مرقال، ونوق مراقيل، وأرقلت في سيرها: أسرعت.

ومن المجاز: أرقل القوم إلى الحرب. قال النابغة:

إذا استنزلوا للطعن عنهن أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب

وفلان يرقل في الأمور، وهو مرقال في النوازل، وقيل لهاشم بن عتبة: المرقال لإرقاله في الحروب. وأرقلت إليهم الرماح. قال الهذلي:

أما إنه لو كان غيرك أرقلت ... غليه القنا بالراعفات اللهاذم وقال الراعي:

بسمر إذا هزت إلى الطعن أرقلت ... أنابيبها بين الكعوب اعلحوادر

وتقول: ما هم رجال، إنما هم رقال؛ جمع رقلة وهي النخلة الطويلة.
[رقق] نه فيه: يؤدي المكاتب بقدر ما "رق" منه دية العبد ويقدر ما أدى دية الحر، الرق الملك والرقيق المرقوق، وقد يطلق على الجماعة، رق العبد وأرقه واسترقه ومعناه أن المكاتب إذا جنى عليه جناية وقد أدى بعض كتابته فإن الجاني عليه يدفع إلى ورثته بقدر ما كان أدى من كتابته دية حر ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دية عبد كأنه كاتب على ألف وقيمته مائة فأدى خمسمائة ثم قتل فلورثة العبد خمسة آلاف نصف دية حر ولمولاه خمسون نصف قيمته، وهو مذهب النخعي، وأجمع الفقهاء أن المكاتب عبد ما بقي درهم عليه. وفي ح عمر: فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حظ وحق إلا بعض من تملكون من "أرقائكم" أي عبيدكم، قيل: أراد به عبيدًا مخصوصين وذلك أن عمر كان يعطي ثلاثة مماليك لبني غفار شهدوا بدرًا لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم فأراد بهذا الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل: أراد جميع المماليك وإنما استثنى من جملة المسلمين بعضًا من كل فكان ذلك منصرفًا إلى جنس المماليك وقد يوضع البعض مقام الكل. وفيه: ما أكل "مرققا" حتى لقي الله، هو الأرغفة، الواسعة الرقيقة، يقال: رقيق ورقاق، كطويل وطوال. ط: ما خبز لنا "مرقق" خبز، ببناء مجهول، أي لم يأكله قط سواء خبز له أو لغيره. نه: ويخفضها بطنان "الرقاق" هو ما اتسع من الأرض ولان، جمع رق بالكسر. وفيه: كان فقهاء المدينة يشترون "الرق" فيأكلونه، هو بالكسر العظيم من السلاحف وفتحه الجوهري. غ: الرق دويبة مائية لها أربع قوائم. نه: وفيه: استوصوا بالمعزى فإنه مال "رقيق" أي يس له صبر الضأن على الجفاء وشدة البرد. ومنه ح: إن أبا بكر رجل "رقيق" أي ضعيف هين لين. وح عثمان: كبرت سني و"رق" عمي، أي ضعف. وفي ح الغسل: ثم غسلالجماعة. ومن الرحى أي من أثر إدارة الرحى. على مكانكما، أي أثبتنا على ما أنتما عليه. والجواب من تلقى المخاطب بغير ما يترقب إيذانًا بأن الأهم هو التزود للمعاد والصبر على المشاق. وفيه: وعليه ثياب "رقاق" فقال: ثياب الفساق، يحتمل أن تكون ثيابًا محرمة من الحرير وأن لا تكون محرمة بل رقاقًا وهي ليست من دأبا لمتقين فنسبه إلى الفسق تغليظًا وهو الظاهر ولذا رده أبو بكر. وكتاب "الرقاق" جمع رقيق لأن في أحاديثه من الوعظ ما يجعل القلب رقيقًا. ج: "أرق" أربعة، من أرق العبد إذا جعله في الملك ولم يعتقه. وفيه: وفينا ضعفة و"رقة" أي ضعف ورقة. قا: "في "رق" منشور" هو جليد يكتب فيه.
(ر ق ق) و (ر ق ر ق)

الرقة: ضد الغلظ.

رق يرق رقة، فَهُوَ رَقِيق، ورقاق. وَالْأُنْثَى: رقيقَة، ورقاقة. قَالَ:

من نَاقَة خوارة رقيقَة ... ترميهم ببكرات روقه

معنى قَوْله: رقيقَة: أَنَّهَا لَا تغزر النَّاقة حَتَّى تهن انقاؤها وتضعف وترق ويتسع مجْرى مخها، ويطيب لَحمهَا وَيكثر مخها، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالْجمع: رقاق، ورقائق. وأرق الشَّيْء، ورققه: جعله رَقِيقا.

ورق جلد الْعِنَب: لطف.

وأرق الْعِنَب: رق جلده وَكثر مَاؤُهُ. وَخص أَبُو حنيفَة بِهِ: الْعِنَب الْأَبْيَض.

ومسترق الشَّيْء: مَا رق مِنْهُ.

ورقيق الْأنف: مستدقه حَيْثُ لَان من جَانِبه قَالَ:

سَالَ فقد سد رَقِيق المنخر

أَي سَالَ مخاطه. وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري:

مخلف بزل معالاة معرضة ... لم يستمل ذُو رقيقيها على ولد

قَوْله: معالاة معرضة. يَقُول: ذهب طولا وعرضا. وَقَوله: لم يستمل ذُو رقيقيها على ولد يَقُول: لم تعطف على ولد فتشمه.

ومرقا الْأنف: كرقيقه، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي مرّة بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ خطأ، لِأَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ من الرقة، كَمَا بَينا.

ومراق الْبَطن: أَسْفَله وَمَا حوله مِمَّا اسْترق مِنْهُ.

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الرقة فِي الأَرْض، فَقَالَ: أَرض رقيقَة.

وعيش رَقِيق الْحَوَاشِي: ناعم.

والرقق: رقة الطَّعَام.

وَفِي مَاله رقق ورقة: أَي قلَّة.

وَقد ارق.

وَرجل فِيهِ رقق: أَي ضعف. وترققته الْجَارِيَة: فتنته حَتَّى رق: أَي ضعف صبره. قَالَ ابْن هرمة:

دَعَتْهُ عنْوَة فترفقته ... فرق وَلَا خلالة للرقيق

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي قَول الساجع حِين قَالَت لَهُ امْرَأَة: أَيْن شبابك وجلدك؟ فَقَالَ: من طَال امده، وَكثر وَلَده، ورق عدده، ذهب جلده. قَوْله: رق عدده: أَي سنوه الَّتِي يعدها، ذهب اكثرها وَبَقِي اقلها، فَكَانَ ذَلِك الْأَقَل عِنْده رَقِيقا. والرقة: الرَّحْمَة.

ورققت لَهُ ارق.

ورق وَجهه استحياء. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تركت شرب الرثيئة هَاجر ... وهك الخلايا لم ترق عيونها

لم ترق يونها: أَي لم تَسْتَحي.

والرقاق: الأَرْض السهلة المنبسطة الهينة التُّرَاب.

والرقاق: الْخبز المنبسط الرَّقِيق. يُقَال خبز رقاق ورقيق. وَقيل: الرقَاق: المرقق.

وَالرّق: المَاء الرَّقِيق فِي الْبَحْر، أَو فِي الْوَادي لَا غرز لَهُ.

وَالرّق: الصَّحِيفَة الْبَيْضَاء. وَقَوله تَعَالَى: (فِي رق منشور) : أَي فِي صحف.

والرقة: كل أَرض إِلَى جنب وَاد، ينبسط عَلَيْهَا المَاء أَيَّام الْمَدّ ثمَّ ينحسر عَنْهَا فَتكون مكرمَة للنبات، وَالْجمع: رقاق.

والرقة الْبَيْضَاء: مَعْرُوفَة، مِنْهُ.

وَالرّق: ضرب من دَوَاب المَاء شبه التمساح.

وَالرّق: الْعَظِيم من السلاحف، وَجمعه: رقوق.

وَالرّق: الْملك.

ورق: صَار فِي رق. وَفِي الحَدِيث عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: " يحط عَنهُ بِقدر مَا عتق وَيسْعَى فِيمَا رق مِنْهُ ".

وَعبد مرقوق، ورقيق، وَجمع الرَّقِيق: ارقاء.

وَقَالَ اللحياني: أمة رَقِيق، ورقيقة، من إِمَاء رقائق، فَقَط. وَقيل: الرَّقِيق اسْم للْجمع.

واسترق الْمَمْلُوك فرق: ادخله فِي الرّقّ.

وَالرّق: ورق الشّجر. وروى بَيت جبيها الاشجعي:

نفى الجدب عَنهُ رقّه فَهُوَ كالح وَالرّق: نَبَات لَهُ عود وَشَوْك، وورق ابيض.

ورقرقت الثَّوْب بالطيب: اجريته فِيهِ. قَالَ الْأَعْشَى:

وتبرد برد رِدَاء العرو ... س بالصيف رقرقت فِيهِ العبيرا

ورقرق الثَّرِيد بالــدسم: آدمه بِهِ.

ورقراق السَّحَاب: مَا ذهب مِنْهُ وَجَاء.

وسراب رقراق، ورقرقان: ذُو بصيص.

وترقرق: جرى جَريا سهلا.

وَسيف رقارق: براق.

وثوب رقارق: رَقِيق.

وَجَارِيَة رقراقة: كَأَن المَاء يجْرِي فِي وَجههَا.

وترقرقت عينه: دَمَعَتْ، ورقرقها هُوَ.

ورقراق الدمع: مَا ترقرق مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:

فَإِن لم تصاحبها رمينَا بأعين ... سريع برقراق الدُّمُوع انهلالها

ورقرق الْخمر: مزجها.
رقق
رَقَّ1 رَقَقْتُ، يَرُقّ، ارْقُقْ/ رُقَّ، رَقًّا، فهو رَاقّ، والمفعول مَرْقوق
• رَقَّ العجينَ ليخبزه أرغفة: جعله رقيقًا ليِّنًا، غير غليظ أو ثخين. 

رقَّ2 رَقَقْتُ، يَرِقّ، ارْقِقْ/ رِقَّ، رِقَّةً ورَقًّا، فهو رقيق
• رقَّ الشَّخصُ: نحُف ولطُف، لان وسهل، عكسه غلُظ "رقّت الفتاةُ في معاملتها- رقَّة شعوره" ° رَقَّ جانبُه: لان في معاملته- رَقَّ عَظْمُه: ضعف لكبر سنِّه- رَقَّ له: رَحِمه وعطف عليه- رَقَّ وجهه: استحيا.
• رقَّت حالُه: ساءت وقلَّ مالُه "عجبت من قلَّة ماله ورقَّة حاله". 

رقَّ3 رَقَقْتُ، يَرِقّ، ارقِقْ/ رِقّ، رِقًّا، فهو رقيق
• رقَّ الشَّخصُ: صار عبدًا مملوكًا أو بقى كذلك "حارب الإسلامُ الرِّقَّ- انتهت تجارة الرَّقيق". 

أرقَّ يُرقّ، أرْقِق/ أرِقَّ، إرقاقًا، فهو مُرِقّ، والمفعول مُرَقّ (للمتعدِّي)
• أرقَّ فلانٌ:
1 - رقَّ، نَحُف ولطُف "أرقَّ الأسيرُ".
2 - رقّ، ساءت أحوالُه وقلَّ ماله.
• أرقَّ الشَّيءَ: جعله رقيقًا غير غليظ ولا ثخين "أَرقَّ الخابزُ الرغيفَ- أرقّ قمرَ الدّين".
• أرقَّ الوَعْظُ قَلبَه: لطَّفه وليَّنه، أثَّر فيه "أرقَّ عاصيًا بحُسن النصيحة".
• أرقَّ فلانًا: اتَّخذه عبدًا.
استرقَّ يسترقّ، استَرْقِقْ/ استَرِقَّ، استرقاقًا، فهو مسترِقّ، والمفعول مسترَقّ
• استرقَّ فلانًا: ملَكه، اتَّخذه عبدًا.
• استرقَّ الحُرَّ: استعبده، عامله معاملةَ العبد "ما زالت بعض الدّول الاستعماريّة تحاول استرقاق الشعوب الضعيفة- شَعْبٌ مُسْتَرَقُّ". 

ترقَّقَ/ ترقَّقَ لـ يترقَّق، ترقُّقًا، فهو مترقِّق، والمفعول مُترقَّق (للمتعدِّي)
• ترقَّق الشَّيءُ: رقّ، دقّ، نحُف "ترقّق جسمُه امتثالاً لأمر الطبيب".
• ترقَّق الشَّخصَ: أذلّه وأخضعه.
• ترقَّق لفلان: رقّ له ورحِمه "ترقّق قلبُه للفقير". 

رَقَّقَ يرقِّق، ترقيقًا، فهو مُرقِّق، والمفعول مُرقَّق
• رقَّق الوعظُ قلبَه: أرقَّه، لطَّفه وليَّنه.

• رقَّق المتحدثُ كلامَه: حسَّنه وزيَّنه "رقّق البحتريّ الشعرَ فأعجب وأطرب".
• رقَّقَ الشَّيءَ: أرقَّه، جعله رقيقًا غير غليظ ولا ثخين "رقَّق الرغيفَ/ سبيكة ذهب- خبزٌ مُرقَّق: منبسط رقيق".
• رقَّق المتكلِّمُ الصَّوتَ: نطقَه غير مفخّم (كما لو نطق القاف كافًا مثل: في القاهرة والقرآن).
• رقَّق مشيَه: مشى مشيًا سهلاً. 

تَرَقُّق [مفرد]: مصدر ترقَّقَ/ ترقَّقَ لـ.
• ترقُّق العِظام: (طب) داءٌ يسبِّبه نقْص شديد في مادة الكالسيوم، تصبح فيه العظام نافذة بشدّة وعُرضة للكسر حيث يصعب جبرها، وهو يصيب النساء خاصَّة بعد سنِّ اليأس، ويؤدِّي في أحوال كثيرة إلى تَقوُّس العمود الفقريّ. 

رُقاق1 [مفرد]: رقيق غير غليظ ولا ثخين "خَشبٌ/ عجين رُقاق". 

رُقاق2 [جمع]: جج رُقاقات، مف رُقاقة: خُبْزٌ منبسط رقيق مُرقَّق "يكثر الطَّلب على الرُّقاق في مصر أيام عيد الأضحى". 

رُقاقة [مفرد]:
1 - كعكة أو بسكوتة أو حلوى رقيقة هشَّة "*يدحو الرُّقاقة وَشْكَ اللّمْح بالبَصَر*".
2 - شقّة من قطعة حجريَّة أو رُخامة. 

رَقّ [مفرد]: ج رُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر رَقَّ1 ورقَّ2.
2 - جلد رقيق رفيع يُكتب فيه، ويطلَق على الصحيفة البيضاء " {وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} ".
• الرَّقّ:
1 - العظيم من السَّلاحف أو ذكرُها.
2 - دابَّة من دوابّ الماء تشبه التِّمساح. 

رِقّ [مفرد]: ج رُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر رقَّ3.
2 - شيءٌ رقيق رفيع، ومنه الأرض الليِّنة "أَرضٌ رِقٌّ".
3 - (سق) دُفّ صغير، مع صنوج صغيرة توجد على الحافة "يجيد الضربَ على الرِّق". 

رَقَّة [مفرد]: ج رِقاق:
1 - اسم مرَّة من رَقَّ1 ورقَّ2.
2 - (جغ) أرضٌ إلى جنب الوادي ينبسط عليها الماء أيام المدّ ثم ينحسر عنها فتكون طيبة للزراعة. 

رِقَّة [مفرد]: مصدر رقَّ2 ° رِقَّة الألفاظ: لطفها وسلامتها وخفَّتها وحلاوتها- رِقَّة الجانب: كناية عن اللِّين والضعف- رِقَّة الدِّين: ضعفه- رِقَّة العَيْش: سعته ونعمتُه. 

رَقيق1 [مفرد]: ج رِقاق، مؤ رقيقة، ج مؤ رقيقات ورقائق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقَّ2: "رقيق المعاني: لطيف- رقيق الطَّبع/ المزاج- نسيج رقيق: ناعم- رقيقة الجلد- رقيق الصَّوت: متحدِّث بصوت ناعم" ° رَجُل رقيق الحواشي: لطيفُ الصُّحبة- رقيق الجانب: لطيف هادئ- رقيق الحال: فقير قليل المال- رقيق الشمائل: لطيف- رقيق القلب: رحيم رفيق- رقيق الوَجْه: ليِّن الجانب سَمْح- عيش رقيق الحواشي: عيش ناعم رغْد- كلامٌ رقيق الحواشي: خفيف رشيق ليِّن- لفظ رقيق: سهل عذب. 

رَقيق2 [مفرد]: ج أَرِقَّاءُ، مؤ رقيقة، ج مؤ رقيقات ورقائق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقَّ3: مملوك.
• الرَّقيق الأبيض: مصطلح يطلق على الأشخاص من غير الجنس الأسود الذين يُتاجَر بهم في سبيل البغاء أو النِّساء المستغلاَّت بشكل جماعيّ في مسائل الجنس. 

رقيقات [جمع]
• رقيقات المناقير: (حن) رتبة من الطيور الجواثم، منها فصيلة الهدهديّات. 

رقيقة [مفرد]: ج رقائق ورقيقات: (فز) صحفة فلزية رقيقة قابلة للانثناء، يحصل عليها بالدرفلة أو بالطرق لبعض الفلزَّات، مثل القصدير أو الرّصاص أو الذّهب.
• رقائق الذُّرة: قطع هشَّة صغيرة تُحضَّر من دقيق الذُّرة الخشن لأغراض التجارة. 

مَراقُّ [جمع]: مف مَرَقّ
• مراقُّ البطن: ما رقَّ منه ولان أسافله ونحوها "كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ بَدَأَ بِكَفَّيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَفَاضَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَرَاقَّهُ [حديث] ". 

مِرقاق [مفرد]: ج مَرَاقيقُ: اسم آلة من رَقَّ1: لما يُرَقّ به الخبزُ. 

رقق: الرَّقِيقُ: نقيض الغَلِيظ والثَّخِينِ. والرِّقَّةُ: ضدُّ

الغِلَظ؛ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى

رَقيقةٌ ورُقاقةٌ؛ قال:

من ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِيقهْ،

تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ

معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ حتى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف

وتَرِقَّ، ويتسع مَجرى مُخِّها ويَطِيب لحمها ويكر مُخُّها؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي، والجمع رِقاق ورَقائق. وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه: جعله

رقيقاً. واسْترقَّ الشيءُ: نقيض استغلظَ. ويقال: مال مُترقْرِقُ السِّمَن

ومترقرق الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِّء له تراه قد دَنا من

ذلك، الرَّمْدُ: الهَلاكُ؛ ومنه عامُ الرَّمادةِ، والرِّقُّ: الشيء

الرَّقيقُ. ويقال للأَرض اللينة: رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. ورَقَّ جِلد العِنب:

لَطُفَ. وأَرَقَّ العنبُ: رَقَّ جلده وكثر ماؤُه، وخص أَبو حنيفة به العنب

الأَبيض. ومُسْتَرَقُّ الشيء: ما رَقَّ منه. ورَقِيقُ الأَنف: مُسْتَرَقُّه

حيث لانَ من جانبه؛ قال:

سالَ فقد سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ

أَي سال مُخاطُه؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْري:

مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ،

لم يُسْتَمَلْ ذو رَقِيقَيْها على وَلَدِ

قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ: يقول ذهب طولاً وعَرْضاً؛ وقوله: لم يُسْتَمل

ذو رقيقيْها على ولد فتَشُمَّه. ومَرَقَّا الأَنْفِ: كَرَقيقَيْه، ورواه

ابن الأَعرابي مرة بالتخفيف، وهو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من الرِّقة كما

بَيَّنَّا. الأَصمعي: رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما؛ وأَنشد:

ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى

ندى: في موضع نصب.

ومَراقُّ البطن: أَسفله وما حوله مما اسْتَرَقَّ منه، ولا واحد لها.

التهذيب: والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ.

ومَراقُّ الإبِلِ: أَرْفاغُها. وفي حديث عائشة قالت: كان رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه

فغَسلها، ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه، فإِذا أَنْقاها

أَهْوى بيده إِلى الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء؛ أَراد بمراقِّه

ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى

عن جميعها بالمَراقِّ، وهو جمع المَرَقِّ؛ قال الهروي: واحدها مَرَقٌّ،

وقال الجوهري: لا واحد لها. وفي الحديث: أَنه اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ

وليَ هو ذلك بنفْسه. واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في الأَرض فقال: أَرض

رَقيقة. وعيش رَقيق الحَواشي: ناعِم.

والرَّقَقُ: رِقَّة الطعام. وفي ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ، وقد

أَرَقَّ؛ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال: يقال ما في ماله رَقَقٌ أَي قلة.

والرَّقَقُ: الضَّعْفُ. ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف؛ ومنه قول الشاعر:

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

والرِّقَّةُ: مصدر الرقيق عامٌّ في كل شيء حتى يقال: فلان رَقيقُ

الدِّين. وفي حديث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ؛ قال القتيبي:

يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن وشِدَّة البَرْد،

وهم يضربون المثل فيقولون: أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء. وفي حديث عائشة،

رضي الله عنها: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن؛

ومنه الحديث: أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل

للمَوْعِظة، والمراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة. وتَرَقَّقته الجارية:

فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي ضَعُف صبره؛ قال ابن هَرْمة:

دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه،

فَرَقَّ، ولا خَلالةَ للرَّقِيقِ

ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة: أَين شَبابُكَ

وجَلَدُكَ؟ فقال: مَن طال أَمَدُه، وكثر ولدُه، ورَقَّ عدَده، ذهب جَلَدُه؛

قوله رَقَّ عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها،

فكان ذلك الأَقل عنده رَقِيقاً. والرَّقَقُ: ضَعْفُ العِظام؛ وأَنشد:

حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها،

إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا

خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ،

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي:

لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها

لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ

(* قوله «لها» كذا بالأصل، وصوب ابن بري كما في مادة مسح: لنا).

ويقال: رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ. وأَرَقَّ فلان إِذا

رَقَّتْ حالُه وقلَّ ماله. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: كَبِرَتْ سِنِّي

ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت. والرِّقَّةُ: الرحمة. ورقَقْت له أَرِقُّ:

رحِمْتُه. ورَقَّ وجهُه: استحيا؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ

وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

لم ترِقّ عيونها أَي لم تَستَحْيِ.

والرَّقاق، بالفتح: الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِِية الليِّنةُ

الترابِ تحت صلابة؛ قصره رؤبة بن العجاج في قوله:

كأَنَّها، وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ

من ذَرْوِها، شِبْراقُ شَدٍّ ذي عَمَقْ

(*قوله «تهاوى بالرقق» كذا في الأصل وهو في الصحاح أيضاً بواو في تهاوى

وقافين في الرقق والذي سيأتي للمؤلف في مادتي شبرق ومعق تهادى في الرفق

بدال بدل الواو وفاء بدل القاف وضبطت الرفق بضم ففتح في المادتين).

الأصمعي: الرَّقاقُ الأَرض اللينة من غير رمل، وأَنشد:

كأَنَّها بين الرَّقاقِ والخَمَرْ،

إِذا تَبارَيْنَ، شَآبِيبُ مَطَرْ

وقال الراجز:

ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ الجراثِمِ

أَي يَذْرُو في الرَّقاقِ ويثب في الجَراثِيمِ من الرمل؛ وأَنشد ابن بري

لإِبراهيم بن عِمران الأَنصاري:

رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ،

ولَحْمها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ

والرُّقاقُ، بالضم: الخبز المنبسط الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ. يقال:

خُبْز رُقاق ورَقِيق. تقول: عندي غلام يَخْبِز الغليظ والرقيق، فإِن قلت يخبز

الجَرْدَقَ قلت: والرُّقاق، لأَنهما اسمان، والرُّقاقة الواحدة، وقيل:

الرُّقاق المُرَقَّق. وفي الحديث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ؛ هو

الأَرْغِفة الواسعة الرَّقِيقة. يقال: رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال.

والرُّقُّ: الماءُ الرَّقيق في البحر أَو في الوادي لا غُزْرَ له.

والرَّقُّ: الصحيفة البيضاء؛ غيره: الرَّق، بالفتح: ما يُكتب فيه وهو

جِلْد رَقِيق، ومنه قوله تعالى: في رَقٍّ مَنْشُور؛ أَي في صُحُفٍ. وقال

الفراء: الرَّقُّ الصحائف التي تُخرج إِلى بني آدم يوم القيامة فآخِذٌ

كتابَه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، قال الأَزهري: وما قاله الفراء يدل على

أَنَّ المكتوب يسمى رَقّاً أَيضاً، وقوله: وكِتابٍ مَسْطور؛ الكتاب ههنا ما

أُثْبِت على بني آدم من أَعمالهم. والرَّقَّةُ: كلّ أَرض إِلى جَنب وادٍ

ينبسط عليها الماء أَيَّام المَدِّ ثم يَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون

مَكْرُمةً للنبات، والجمع رِقاقٌ. أَبو حاتم: الرَّقَّة الأَرض التي نَضَب

عنها الماء، والرَّقَّةُ البيضاء معروفة منه،. والرَّقَّةُ: اسم بلد.

والرَّقُّ: ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح. والرَّق: العظيم من

السَّلاحِف، وجمعه رُقُوق. وفي الحديث: كان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَّ

فيأْكلونه؛ قال الحَربي: هو دُوَيْبة مائية لها أَربع قوائم وأَظفار وأَسنان

تُظهرها وتُغيِّبها.

والرِّقُّ، بالكسر: المِلك والعُبودِيَّةُ. ورَقَّ: صار في رِقٍّ. وفي

الحديث عن علي، عليه السلام، قال: يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى

فيما رَقَّ منه. وفي الحديث: يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه

دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما أَدَّى دِيةَ

الحُرِّ؛ ومعناه أَن المكاتَب إِذا جني عليه جِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ

كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من

كتابته دِيةَ حُرٍّ، ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دِيةَ عبدٍ كأَن

كاتَب على أَلف وقِيمتُه مائة ثم قُتِل وقد أَدَّى خمسمائة فلورثته خمسة

آلاف نصفُ

دية حُرّ، ولسيده خمسون نصف قيمته، وهذا الحديث خَرّجه أَبو داود في

السنن عن ابن عباس وهو مذهب النخعي، ويروى عن عليّ شيء منه، وأَجمع الفقهاء

على أَنّ المُكاتَب عبد ما بَقِي عليه دِرْهم. وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ

ورَقيقٌ، وجمع الرَّقيق أَرِقَّاء. وقال اللحياني: أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة

من إِماء رقائقَ فقط، وقيل: الرقيق اسم للجمع.

واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ: أَدخله في الرِّقِّ. واسْترقَّ مملوكَه

وأَرَقَّه: وهو نقيض أَعْتقَه. والرَّقيقُ: المملوك، واحد وجمع، فَعِيل

بمعنى مفعول وقد يُطلق على الجماعة كالرَّفيق، تقول منه رَقَّ العبدَ

وأَرَقَّه واسْترقَّه. الليث: الرِّقُّ العُبودة، والرَّقيق العبد، ولا يؤخذ منه

على بناء الاسم. وقد رَقَّ فلان أَي صار عبداً. أَبو العباس: سمي العبيد

رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويَذِلُّون ويَخْضَعون، وسميت

السُّوق سوقاً لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها، والسَّوْقُ: مصدر، والسُّوقُ: اسم.

وفي حديث عُمر: فلم يبق أَحد من المسلمين إِلا له فيها حَظٌّ وحَقٌّ

إِلاّ بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم أَي عبيدكم؛ قيل: أَراد به عبيداً

مخصوصين، وذلك أَنّ عمر، رضي الله عنه، كان يُعطي ثلاثة مَماليك لبني غفار

شهدوا بَدْراً لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم، فأَراد بهذا

الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل: أَراد جميع المماليك، وإِنما استثنى من جملة

المسلمين بعضاً من كل، فكان ذلك منصرفاً إلى جنس المماليك، وقد يوضع

البعض موضع الكل حتى قيل إِنه من الأَضداد. والرِّقُّ أَيضاً: الشيء

الرَّقيق، ويقال للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. والرِّقُّ: ورَق الشجر؛

وروى بيت جُبَيها الأَشجعي:

نَفى الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ

والرِّقُّ: نبات له عُود وشَوْك وورَق أَبيض.

ورَقْرَقْت الثوب بالطِّيب: أَجْريته فيه؛ قال الأَعشى:

وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُو

س بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيه العَبِيرا

ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالــدَّسَم: آدَمَه به، وقيل: كثَّره. ورَقْراقُ

السحاب: ما ذهَب منه وجاء. والرَّقراقُ: تَرْقْرُق السَّراب. وكل شيء له

بَصيص وتلأْلُؤ، فهو رَقْراق؛ قال العجاج:

ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ

بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِِ

رَقْرقان: ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك، والمَسْجُور ههنا:

المُوقد من شدَّة الحَرّ. وفي الحديث: أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ. قال أَبو

عبيد: يعني تَدُور تجيء وتذهب وهي كناية عن ظُهور حركتها عند طلوعها،

فإِنها تُرى لها حركةٌ مُتَخَيَّلة بسبب قُربها من الأُفُق وأَبْخِرته

المُعْتَرِضة بينها وبين الأَبصار، بخلاف ما إِذا علَتْ وارتفعت. وسراب

رَقْراقٌ ورَقرقانٌ: ذو بَصيصٍ. وتَرَقرَقَ: جرَى جَرْياً سَهلاً. وترَقْرق

الشيءُ: تلأْلأ أَي جاء وذهبَ. ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب،

وكذلك الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق. وسيفٌ رُقارِقٌ: برّاق. وثوب رُقارِق:

رَقيق. وجارية رَقْراقة: كأَنّ الماء يجري في وجهها. وجارية رَقْراقةُ

البشَرة: برّاقة البياضِ. وترَقْرقَت عينه: دَمَعت، ورَقْرَقَها هو.

ورَقْراقُ الدمع: ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر:

فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ،

سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها

ورَقْرقَ الخمرَ: مَزَجَها. وتَرْقِيقُ الكلام: تحسينه. وفي المثل: عن

صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؛ يقول: تُرَقِّق كلامك وتُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح، قاله

رجل لضيف له غَبَقَه، فرقّق الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه؛ وروي هذا المثل عن

الشعبي أَنه قال لرجل سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال: حَرُمت

عليه امرأَته، أَعن صَبوح تُرَقِّق؟ قال أَبو عبيد: اتَّهمه بما هو أَفْحش

من القُبلة، وهذا مثل للعرب يقال لمن يُظهر شيئاً وهو يريد غيره، كأَنه

أَراد أَن يقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل، وأَصله أَن رجلاً نزل

بقوم فبات عندهم فجعل يُرقّق كلامه ويقول: إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت فعلت

كذا، يريد إِيجاب الصَّبُوح عليهم، فقال بعضهم: أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي

تُعرّض بالصَّبُوح، وحقيقته أَنّ الغَرض الذي يَقْصِده كأَنّ عليه ما

يستُره فيريد أَن يجعله رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ على ما وَراءه، وكأَنَّ

الشعبي اتَّهم السائل وتوهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما يَتْبَعُها فغَلّظ

عليه الأَمرَ. وفي الحديث وتجيء فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي

يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها. وترقَّقْتَ له إِذا رَقَّ له قلبُك.

والرَّقاقُ: السَّيْر السَّهل؛ قال ذو الرمة:

باقٍ على الأَيْنِ يُعْطي، إِن رَفَقْتَ به،

مَعْجاً رَقاقاً، وإِن تَخْرُقْ به يَخِدِ

أَبو عبيدة: فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفيفاً وبه رَقَقٌ. وحِضْنا

الرجل: رَقيقاه؛ وقال مُزاحِم:

أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ، كأَنه

شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ

رقق
{الرَّقُّ بالفَتح ويُكْسَرْ روَاهُما الأثْرمُ عَن أبِي عُبَيدةَ، وَهُوَ: جِلْدٌ} رَقِيق يكْتبُ فيهِ، ومِنْهُ قولُه تَعالى: فِي {رَقٍ مَنْشورٍ، والفَتْحُ هى القِراءة السَّبْعِيَّةُ المُتَواتِرةُ. والرَّقُّ: ضِدُّ الغَلِيظِ والثَّخِين} كالرَّقِيق وَقد {رَقَّ} يَرِقُّ {رِقَّةُ، فَهُوَ} رَقِيق. (و) {الرَّقُّ: الصَّحِيفَةُ البَيْضاءُ. وقالَ الفَرّاءُ: الرَّقُّ: الصَّحائِفُ الّتي تَخْرُجُ إِلَى بَنِي آدَمَ يومَ القِيامَةِ، قَالَ الأَزْهَرِي: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن المَكتوبَ يُسَمَّى} رَقاً أَيضاً. (و) {الرِّقُّ العَظِيم من السَّلاحفِ، أَو دُوَيْبةٌ مائِيةٌ لَهَا أَرْبَعُ قَوائِمَ، وأَظفار وأسنانٌ فِي رَأس تُظْهِرُه وتُغَيبهُ، وتُذْبَحُ، قالهُ إِبْراهيمُ الحَرْبِيُّ، ورَوى بسَنَدِه إِلى ابْنِ هُبَيْرَة قالَ: كَانَ فُقهاءُ المَدِينَةِ يَشْتَرُونَ الرَّقَّ ويأكلُونَه وَقَالَ أَبُو عُبَيد: ج:} رُقُوقٌ بالضَّمِّ. (و) ! الرَّقُّ: وَرَقُ الشَّجَرِ، أَو: مَا سَهُل على الماشِيَةِ من الأغْصانِ، ويُرْوَى بَيْت جُبَيْهاءَ الأشْجَعيِّ: نَفي الجَدْبُ عَنْهُ {رِقَّه فهْوَ كالِحُ وقالَ ابنُ دُرَيْدِ:} الرُّقُّ بالضَّمِّ: الماءُ الرَّقِيقُ فِي البَحْرِ أَو الوادِي لَا غُزْرَ لَهُ، ويُفْتَحُ، وَهُوَ عَن غَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ.
{والرَّقةُ: كُل أَرْضٍ إِلَى جَنْبِ وادٍ يَنْبَسِطُ الماءُ عَلَيْها أيّامَ المَدِّ، ثُمّ يَنْضَبُ أَي: يَنْحَسِرُ، وَفِي بعضِ النسَخ يَنْصَبُّ، والأُولَى الصّوابُ، وَهِي مَكْرُمَةٌ للنَّباتِ، وَقَالَ أَبُو حاتِم: الرَّقةُ: الأَرْضُ الَّتِي نَضَبَ عَنها الماءُ: ج رِقاقٌ بالكَسْرِ.
(و) } الرَّقَّةُ البَيْضاءُ مِنْه، وَهُوَ: د، عَلَى شَط الفراتِ بَينَها وبينَ حَزّانَ ثَلاثَة أيّام، وَهِي واسِطةُ ديارِ رَبِيعَةَ قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرقيّاتَ:
(أهْلاً وسَهْلاً بمَنْ أتاكَ مِنَ الرَّ ... قةِ يَسرِى إِلَيكَ فِي سُخُبهْ)
(و) {الرَّقَّةُ: بَلَدٌ آخرُ غربِيِّ بَغْدادَ يُعْرفُ} برَقةِ واسِطَ. والرَّقَّةُ: ة كبيرَة أسْفَلَ مِنْهَا بفَرْسَخٍ تُعْرَفُ {بالرًّقَّةِ السَّوْداءَ.
(و) } الرَّقَّةُ أَيضاً: د، بقُوهِسْتانَ. والرَّقَّةُ: موضِعانِ آخرانِ من بَساتِينِ دارِ الخِلافَة ببَغْدادَ، صُغْرَى وكُبْرَى. {والرَّقتانِ:} الرَّقَّةُ والرَّافِقَة قَالَ شَيْخُنا: وَقد مَر لَهُ فِي رفق أنّهما بَلْدَةٌ واحِدَةٌ، وكلامُه هُنَا كالمُنافي لذلِك، فتَأَمَّل. قلتُ: لَا مُنافاةَ، والصَّحِيحُ أنَّهما بَلْدَتانِ لَا واحِدَةٌ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ بن الأثِيرِ واليَعْقُوبِي وابنُ السَّمعانِي، وتَقَدمَت الإِشارَةُ إِلَيْهِ.
{والرِّقةُ، بالكَسْرِ: الرَّحْمَةُ ومِنْهُ الحَدِيث: اغْتَنِمُوا الدُّعاءَ عندَ الرِّقَّةِ فإنَّها رَحْمَةٌ يُقالُ: رَقَّ لَه) قَلْبُه، وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: مَن رَقَّ لوالِدَيْهِ ألْقَى اللهُ عَلَيْهِ مَحَبَّتَه وَقد} رَقَقْتُ لَهُ! أَرقُِّ أَي: رَحمْتُه. (و) {الرِّقَّةُ: الاسْتِحْياءُ يُقّال:} رَقَّ وَجْهُه: اسْتَحْيا، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيَئةِ هاجَرٌ ... وهكّ الخَلايَا لم {تَرقَّ عُيونُها)
أَي: لم تَسْتَحْيَ. (و) } الرقَّةُ أَيْضا: الدِّقَّةُ وَمِنْه حَدِيثُ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: الّلهُم كَبِرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، فاقْبِضني إِلَيْكَ غَيْرَ عاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ، {ورِقةُ القَلْبِ مِنْ هَذَا. وَقَالَ المَناويُّ فِي التوْقِيفِ: الرِّقةُ، كالدِّقَّةِ، لكنَّ الدِّفةَ يُقالُ: اعْتِباراً لمُراعاةِ جَوانِبِ الشَّيْءَ،} والرِّقَّة: اعْتِّباراً بعُمْقِه، فمَتَى كانَت الدِّقَّة فِي جِسم يُضادُّها الصَّفاقَةُ، نَحْو: ثَوْبٌ رَقِيق وصّفِبقٌ، وَمَتى كَانَت فِي نَفْسٍ يُضادُّها الجَفوةُ والقَسْوَةُ، يُقَال: زَيْدٌ {رَقِيقُ القَلْبِ وقاسيه. وَقد} رَقَّ الشّيءُ {يَرِقُ رِقَّةً فَهُوَ} رَقِيقٌ {ورُقاقٌ، كغُرابٍ وَهِي} رَقِيقَةٌ {ورُقاقَةٌ، قَالَ: من ناقَةٍ خَوّارَةِ} رَقِيقَهْ تَرْمِيهِمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ ويُشَدَّدُ كرُمانٍ. ويُقال: مَشَى البَعِيرُ مَشياً {رُقاقاً، كغُرابٍ: إِذا} رَقّقَ المَشيَ أَي: مَشَى مَشْياً سهَلاً، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ ذُو الرِّمةِ:
(باقِ عَلَى الأَيْنِ يُعْطِي إِن رَفقْتَ بهِ ... مَعْجاً رُقاقاً وَإِن تخْرُقْ بِهِ يَخِدِ)
(و) {الرَّقاقُ كسَحابٍ: الصَّحْراءُ المُتَّسِعَة اللِّيِّنَةُ التُّرابِ. وقِيلَ: والأَرْضُ السّهْلَسةُ المُنبَسِطَة المُسْتَوِيَة اللَّيِّنَةُ الترابِ تحْتَهُ صَلابَةٌ وأنْشَد بنُ بَرِّيٍّ لإِبْراهِيمَ بنِ عِمْرانَ الأَنصارِيِّ:
(} رَقْاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمُ ... ولَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ) يُرِيدُ أَنّها إِذا عَدَتْ أَضرم {الرَّقاقُ وثارَ غُبارُه كَمَا تَضْطرِمُ النّارُ، فيَثُور عُثانُها. أَو هِيَ: مَا نَضَبَ عَنْهَا الماءُ وانْحَسَرَ ويُضَمًّ،} كالرَّقَّةِ بالفَتح، كَمَا تَقَدّم. أَو هِيَ: اللَّيِّنَةُ المُتَّسِعَةُ قالَ لبِيدٌ رضيَ اللهُ عَنهُ:
( {ورَقاقٍ عُصَبٍ ظِلْمانُه ... كحريقِِ الحَبشِييِّنَ الزُّجلْ)
وزادَ الأصمَعِيُّ: من غَيْر رَمْلٍ، وأَنْشَدَ للراجِز: ذَارِى} الرَّقاقِ واثِب الجَراثمِ أَي: يَذْرُو فِي الرَّقاق، ويَثِبُ فِي الجَراثِيم من الرّمْلِ {كالرُّقِّ، بالكَسْرِ، والضَّمِّ الكَسْرُ عَن الأَصْمَعِي} والرَّقّقُ، مُحَركَةً وَمن الأخِيرِ قَؤلُ رُؤْبَةَ:)
كأنًّها وَهْيَ تَهاوَى {بالرَّقَقْ من ذَرْوها شِبْراقُ شَدّ ذِي عَمَقْ ولكِنَّهُم صَرَّحُوا أَنَّه مقصُورٌ من} الرِّقاقِ، وإِنَّما قَصَره لضرورَةِ الشِّعْرِ، فَلَا يَكُونُ لُغَةً مستَقِلَّةً، فتَأمَّلْ. ويَومٌ {رَقاقٌ كسَحابٍ: حارٌّ نَقَلَه الفَرّاءُ. (و) } الرُّقاقُ كغُراب: الخُبُز {الرَّقيقُ المُنْبَسِطُ، قالَ ثَعْلَبٌ: يقالُ: عندِي غُلامٌ يَخْبِزُ الغَلِيظَ والرَّقيقَ، وَإِن قُلْتَ: يخْبِزُ الجرْدَقَ، قلتَ:} والرُّقاقَ، لأَنهما اسمانِ الواحِدَةُ رُقاقَةٌ، وَلَا يُقالُ: {رِقاقَة بالكَسرِ، فَإِذا جُمِع قِيلَ:} رِقاقٌ، بالكسرِ، والصحِيحُ أنَّ {الرِّقاقَ بالكَسرِ جَمْعُ} رَقِيقٍ، ككَرِيمٍ وكِرامٍ. {والمِرْقاقُ: مَا يُرَقُّ بِهِ الخُبزُ يُقال: حَوَّرِ القُرْصَ بالمِرْقاقِ.} والرُّقَّى، مِثَال رُبَّى من الشاةِ: شَحْمَة من {أَرَقِّ الشَّحْم لَا يَأتي عَلَيْهَا أحَدٌ إِلاّ أَكَلَها، وَفِي المَثَلِ وَجَدْتَنِي الشَّحْمَةَ} الرُّقَّى عَلَيْها المَأْتي يَقُولُها، الرَّجُلُ لصاحِبِه إِذا استَضعَفَه نَقَله الصّاغانِيُّ. {والرَّقِيقُ: الممْلُوكُ بَيِّنُ الرِّقِّ، بالكَسْرِ، للواحِدِ والجَمْع فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُول، وَقد يُطْلَقُ عَلَى الجَماعةِ،} كالرَّقيقِ والخلِيطِ، وقالَ اللَّيْثُ: {الرِّقُّ: العُبُودَةُ، والرَّقِيقُ: العَبْدُ، وَلَا يُؤخذُ مِنْهُ على بِناءَ الاسْم، وَقد} رَقَّ فُلان، أَي: صارَ عَبْدَاً، وَقَالَ أَبو العَبّاسِ: سُمِّيَ العَبِيدُ {رَقِيقاً لأَنَّهُمِ} يَرِقُّونَ لمالِكِهم، ويَذِلُّونَ ويَخْضَعُون. وَقد يُجمَعُ عَلَى {رِقاقٍ هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، والصَّوابُ عَلَى أَرِقّاءَ، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسانِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِلاّ بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من} أَرِقائِكُمْ أَي: عَبِيدِكُم.
وزادَ اللِّحْيانِي: أَمَةٌ {رَقِيقٌ} ورَقِيقَةٌ، من إَماءٍ رَقائِقَ. وحَدَثُ {الرِّقاقِ بالكسرِ: ع بالشّام.
} والرَّقِيقانِ: الحِضْنانِ قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
(أَصابَ {رَقِيقَيْهِ بمَهْوٍ كأنَّه ... شُعاعَةُ قَرْنِ الشَّمْسِ مُلْتَهِبُ النَّصْلِ)
(و) } الرَّقِيقّانِ: الأَخْدَعانِ. وقالَ الأَصْمَعِي: هما من المَنْخَرَيْنِ: ناحِيَتاهُما يَعْنِي نُخْرَتَيِ الأَنف وَأنْشد: سالَ وَقد مَسَّ {رَقِيقَ المَنْخَرِ وأَنْشَدَ أَيْضاً: ساطٍ إِذا ابْتَلَّ} رَقِيقاهُ نَدَى وقالَ غَيْرُه: {رَقِيقُ الأَنْفِ: مُسْتَرَقُّه حَيْثُ لانَ من جانِبِه. وقالَ أَبُو عَمرٍ و:} الرَّقيقانِ: مَا بينَ الخاصِرَةِ والرُّفْغ.)
وأُمَيْمَةُ بنتُ! رُقَيْقَةَ، كجُهَيْنَةَ فِيهما: صَحابِية رضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَ الحافِظُ: هِيَ {رُقيقَةُ بنتُ أَبي صَيْفيّ ابنِ هاشِم بنِ عَبْدِ مَناف، وبنْتُها أُمَيْمَةُ لَهَا صُحْبَةٌ، رَوَتْ عَنْهَا بِنْتُها حَكِيمَةُ بنتُ رُقيقَةَ، وقالَ ابنُ فَهْدٍ: رُقَيْقَةُ هَذِه أُمُّ مَخْرَمَةَ بنِ نَوْفَل، قَالَ أَبُو نُعَيْم: لَا أُراها أَدْرَكَت الإسْلامَ، وقالَ الصّاغانِيُّ: أمَيْمَةُ وَأمُّها رُقَيْقَةُ لَهُما صُحْبَة. قُلت:} ورُقَيْقَةُ الثَّقَفِيَّةُ: لَهَا صُحْبَةٌ، وَقد رَوَتْ عَنْها بِنْتُها حَدِيثاً فِي الوُحْدان لابْن أبِي عَاصِم، فتَأمَّلْ ذلِكَ. {ومَراقٌّ البَطْنِ: مَا} رَقَّ مِنْهُ ولانَ وَفِي الصِّحَاح: أَسْفَلُه وَمَا حَوْلَه مِمَّا {اسْتَرَقَّ، وَفِي التَّهْذِيب: مَا سَفَلَ من البَطْنِ عِنْدَ الصِّفاقِ أسفَلَ من السُّرَّةِ، وَفِي حَدِيثِ الغُسْلِ: ثُمَّ غَسَل} مَراقَّهُ بشِمالِه أَرادَ مَا سَفَلَ من بَطْنِه ورُفْغَنهِ ومَذاكِيرَهُ، والمَواضِعَ الَّتِي {تَرِقُّ جُلُودُها، كَنَى عَن جَمِيعِها} بالمَراقِّ، وَهُوَ جَمْعُ {مَرَقٍّ قالَهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْن، أَو لَا واحِدَ لَها كَمَا قالَهُ الجَوهَريُّ.
} والرَّقَقُ: مُحَركَة: الضَّعْفُ فِي العِظام، وَهُوَ مَجاز، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيرٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ يَصِفُ ناقَتُه:
(خَطّارَةٌ بعدَ غِبِّ الجَهْدِ ناجيَةٌ ... لَا تَشْتكى للحَفا من خُفِّها {رَقَقَا)
وَفِي مالِه} رَقَقٌ أَي: قِلَّةٌ رَواهُ أَبُو عُبَيْد هَكَذَا، وَهُوَ مَجازٌ، ورَواهُ غيرُه بالفاءَ والقافِ، وَقد تَقَدَّمَ، وذَكَرَهُ الفَراءُ بالنَّفي، فقالَ: يُقالُ: مَا فِي مالِه {رقَقٌ، أَي: قِلَّةٌ. وقالَ الأَصْمَعِي:} الرَّقْراقَةُ: المَرْأةُ الّتِي كانَّ الماءَ يَجْرِي فِي وجْهِها وقالَ غَيْرُه: جارِيَةٌ {رَقْراقَةُ البَشَرَةِ:} بَرّاقَةُ البَياضِ. {والرَّقْراقُ: سَيْفُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُ، وَهُوَ القائِلُ فِيهِ:
(فإِنْ يَكُنِ} الرَّقْراقُ فَلَّلَ حَدَّهُ ... قِراعُ الأعادِي كابِرًا بَعْدَ كابِرِ) (توَارثَهُ الآَباءُ من عَهْدِ جُرْهُمٍ ... وقَبْلَ بَنِي صِدِّ بنِ عادٍ وجائِرِ)

(فلسْتُ بمُبْتاعٍ يَدَ الدَّهْرِ مِثلَه ... أُعَرِّضُه أُخْرَى اللَّيالي الغَوابِرِ)
والرَّقْراقُ: ماءٌ فَوْقَ القادِسِيَّةِ. وأيْضاً: والِدُ ذَوّاد الغَطَفانِيِّ الشّاعِرِ هَكَذَا فِي العُبابِ، والصَّوابُ أَن والِدَه أَبُو {الرَّقْراقِ، كَمَا فِي التَّبْصِير. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الرُّقارِقُ، بالضمِّ: الماءُ {الرَّقِيقُ فِي البَحْرِ، أَو الوادِي لَا غُزْرَ لَهُ.
(و) } الرقارِقُ: الشَّرابُ الرَّقِيقُ وكذلِك {الرقراقُ، قالَ: والسَّيْفُ} الرُّقارِقُ: الكَثِيرُ المَاء وقالَ غَيْرُه: هُوَ البَرّاقُ.
قالَ: {ورُقْرُقانُ السَّرابِ، بالضَّمِّ: مَا} تَرَقْرَقَ مِنْهُ، أَي: تَحَرَّكَ قالَ العَجّاجُ:)
ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحُرُورِ برُقْرُقانِ آلِها المَسْجُورِ سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ {وأرَقَّهُ} إِرْقاقاً: جَعَلَه {رَقِيقاً، وَهُوَ ضِدُّ غَلَّظَهُ تَغْلِيظاً} كرَقَّقَة {تَرْقِيقاً. (و) } أرَقَّ المَمْلُوكَ: مَلَكَهُ ضِدّ أعْتَقَهُ، فهُو {مُرِقٌّ، وَهِي} مُرِقةٌ {كاسْتَرَقَّهُ، ويُقال:} اسْتَرَقَ المَمْلُوكَ فرَقَّ: أدْخَلَهُ فِي الرِّقِّ. وَمن المَجازِ: {أَرَقَّ فُلان: إِذا ساءَت حالُه وَمِنْه قولُهم: عَجِبْتُ من قلَّةِ مالِه، ورقَّةِ حالِه. (و) } أَرَقَّ العِنَبُ: تَمَّ نُضْجُه، خاصٌّ بالأَبْيَضِ كَمَا فِي العُباب. قلت: هكَذا خَصَّه أَبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: {أَرَقَّ: إِذا} رَقَّ جِلْدُه، وكَثُرَ ماؤُه. وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ مُرِقٌ أَي: {رَقِيقُ الحافِرِ، ونَصُّ أبِي عُبَيْدَةَ: خَفِيفُ الحافِرِ، وَبِه رَقَقٌ.} ورَقَّقَهُ جَعَلَه! رَقِيقاً ضَدُّ غَلَّظَه وَهَذَا قد ذُكِرَ قَرِيباً، فَهُوَ تكْرارٌ. ويُقالُ: نَزَلَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ جابانُ بقَوْم لَيْلاً فأَضافوه وغَبَقُوه، فَلَمَّا فَرَغَ قالَ: إِذا صَبَحْتُمونِي كَيْفَ آخُذُ فِي طَرِيقِي وحاجَتِي فقِيلَ لهُ: أعَن صَبُوح {ترَقِّقُ وعَنْ مِنْ صِلَةِ مَعْنَى} التَّرقيق، وَهُوَ الكِنايَةُ لأَنَّ التَّرْقيقَ تَلْطِيفٌ وتَزْيْينٌ، وإِذا كَنَيْتَ عَن شَيْءٍ فَهُوَ أَلْطَفُ من التَّصْرِيح، فكانَّه قالَ: أَي: تَكْنِى عَن الصَّبُوح أَي: تُحْسِّنُ الكَلامَ وتُزَيَنُه، كانِياً عَن صَبُوح، يُضْرَبُ لمَنْ كَنَى عَنْ شَيْءٍ وَهُوَ يُريدُ غيرَه، كَمَا أنَّ الضَّيْفَ، أَرادَ بهذِه المَقالَةِ أنْ يُوجبَ الصًّبُوحَ عليهِم، نَقَلَه الصّاغانِيُّ والزمخْشَرِيُ، وَهُوَ مجازٌ، ويُرْوى عَن الشَّعبيِّ أَنَّه سُئلَ عَن رَجُل قَبَّل أمَّ امْرَأَتِه، فقالَ: أَعَنْ صَبُوحٍ {تُرَقِّق. حَرُمَتْ عَلَيْهِ امْرَأتُه، كأَنَّهُ أَرادَ أَنْ يَقُولُ: جامَعَ أمَّ امْرَأَتِه فقالَ: قَبَّلَ أُمَّ امْرَأتِه.} واسْتَرَقَّ الماءُ: نَضَبَ إلاّ يَسِيرًا وَهُوَ مَجازٌ.
{ورَقْرَقَ الماءُ وغَيْرُه: إِذا صَبَّهُ صَبّاً} رَقِيقاً فَتَرقْرَقَ. (و) {رَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالسَّمْن: إِذا فَعَلَهُ كذلِكَ أَي: أدَمَهُ بهِ، وقِيلَ: كَثَّره.} وتَرَقْرَقَ الماءُ: إِذا تَحَّركَ وجاءَ وذَهَبَ {ورَقْرَقَه هُوَ، قالَ ذُو الرمَّةِ:
(طِراقُ الخَوافي واقِعٌ فَوْقَ رِيعَةٍ ... نَدَى لَيْلِهِ، فِي رِيشِهِ} يَتَرَقْرَقُ)
وقالَ رُؤبَةُ: ألْقَى بِهِ الآلُ غَدِيراً وَيْسَقَا ضَحْلاً إِذا {رَقْرَقْتَه} تَرَقْرَقَا (و) {تَرَقْرَقَ الدَّمْعُ: دارَ فِي الحِملاقِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَدارًا بحُزْوَى هِجْتِ للعَيْنِ عَبْرَةً ... فماءُ الهَوَى يَرْفَضُّ أَو} يَتَرَقْرَقُ)

وتَرَقْرَقَ الشَّيْءُ: لَمَعَ قالَ: (بمُرْهَفة بِيضٍ إِذا هِيَ جُردَتْ ... {تَرَقْرَقَ فيهِنّ المنايا اللَّوامِعُ)
(و) } تَرَقْرَقَتِ الشَّمْسُ: إِذا رَأيْتَها صارَتْ كأنَّها تَدورُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ {تَرَقْرَقُ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْني تَدُورُ ة تَجِىءُ وتَذْهَبُ، وَهِي كِنايَةٌ عَن ظُهورِ حَرَكَتِها عندَ طُلُوعِها فإِنّها تُرَى لَهَا حَرَكَةٌ مُتَخَيَّلَةٌ بسَبِبِ قُرْبِها من الأُفُق وأبْخِرَتِه المَعْتَرِضَةِ بينَها وبينَ الأَبْصارِ، بخِلافِ مَا إِذا عَلَتْ وارْتَفَعَتْ. ويُقال: مالٌ} مُتَرَقرِقٌ للسِّمَن، أَو مُتَرَقْرِقٌ للهُزالِ {ومُتَرَقْرِقٌ لأَنَّ يَرْمِدَ، أَي: مُتَهَيِّىءٌ لَهُ تَراهُ قد دَنَا مِنْ ذلِكَ الرمدِ، أَي: الهَلاكِ، وَمِنْه عامُ الرَّمادَةِ.
قالَ الصّاغانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ علَى صِفَةٍ تَكُونُ مُخالِفَةً للجَفاءَ، وعَلَى اضْطِرابِ شَيْءٍ مائِعٍ، وقَدْ شَذَّ عَن هَذَا التَّرْكِيب:} الرَّقُّ: ذَكَرٌ السَّلاحَفِ. قُلْتُ: ويُمْكنُ أَن يَكُونَ عَلَى التَّشبيه {بالرَّقِّ الَّذِي يكْتَبُ، كَمَا هُو ظاهِرٌ، فَلَا يَكُون شاذاً عَن التَّركِيبِ فتَأَمَّلْ. وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ: ناقَة} رَقِيقَةٌ: ضَعُفَت أَنْقاؤها {ورَقَّت، واتَّسَع مَجْرَى مُخِّها، جمعُه:} رِقاقٌ {ورَقائِقٌ، عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ.
} والرِّقُّ، بالكسرِ: الشَّيْءُ {الرَّقِيق. ومُسْتَرَقُّ الأنْفِ،} ومَرَقُّه: حَيْثُ لانَ فِي جانِبِه.
{ومَرَاقُّ الإبِلِ: أرْفاغُها. وعَيْشٌ} رَقِيقُ الحَواشِي: ناعِمٌ، وَهُوَ مُجازٌ. وفُلانٌ رَقِيقُ الدِّينِ، والحالِ، وَهُوَ مَجازٌ.
{والرَّقَقُ مُحَرَّكَةً:} رِقَّة الطَّعام، وَفِي ألحَدِيثِ: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى، فَإِنَّه مالٌ! رَقِيقٌ قالَ القُتَيْبِيُّ: يَعْنِي أَنه ليسَ لَهُ صَبْرُ الضَّأْنِ على الجَفاءَ، وفَسادِ العَطَنِ وشِدَّةِ البَرْدِ. ورَجُلٌ رَقِيقٌ: أَي ضَعِيفُ هَيِّنٌ. وهُمْ {أرَقُّ قُلُوباً، أَي: أَلْيَنُ وأَقْبَلُ للمَوْعِظَةِ.} وتَرَقَّقَتْهُ الجارِيَةُ: فتَنَتْهُ حَتى {رَقَّ، أَي ضَعُفَ صَبْرُه، قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:
(دَعَتْهُ عَنوَة} فتَرَقَّقتهُ ... {فرَقَّ وَلَا خلالَةَ} للرَّقِيقِ)
وفُلانٌ رَقَّ عَدَدُه، أَي سِنُوه التِي يَعُدُّها: ذَهَبَ أكثرُها، وبَقِيَ أقَلُّها، فكانَ ذلِكَ الأَقَل عِنْده رَقِيقاً، نَقله ابنُ الأَعْرابِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ. {ورَقَّتْ عِظامُه: إِذا كَبِرَ وأَسَنَّ.} والمُرَققُ، كمُعَظَّم: الرَّغِيفُ الواسِعُ الرَّقِيق. {ورَقَّهُ فَهُوَ} مَرْقُوقٌ: إِذا مَلَكَه، حَكَاهُ الأَزْهَرِيُّ وصاحِبُ المِصباحِ، عَن ابْنِ السِّكِّيتِ، وَنَقله الأَكْمَلُ فِي العِنايَةِ، فَلَا عِبْرَةَ بإِنْكارِ بعضِهِم.
{ورَقْرَقَ الثَّوْبَ بالطِّيبِ: أَجْراهُ فِيهِ، قالَ الأعْشَى:
(وتَبْرُدُ بَرْدَ رداءِ العَرُو ... سِ بالصَّيْفِ} رَقْرقْتَ فيهِ العبِيرَا)

{ورَقراقُ السَّحابِ: مَا ذهَبَ مِنْهُ وجاءَ. وكُل شَيْءٍ لَهُ بَصِيصٌ وتَلأْلؤٌ فَهُوَ} رَقراقٌ. وسَرابٌ {رُقْرُقان: ذُو بصيصٍ.
} وتَرَقْرَقَ: جَرَى جَرْباً سَهْلاً. وثَوْبٌ {رُقارِقٌ، بالضّمَ:} رقِيقٌ. {وتَرَقْرَقَتْ عينُه: دَمِعَت،} ورَقْرَقُها هُوَ. {ورَقْراقُ الدَّمْعَ: مَا} تَرَقْرَقَ مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإِنْ لَمْ تُصاحِبها رَمَيْنا بأعْيُنٍ ... سَرِيع {برَقْراقِ الدُّمُوع انْهِلالُها)
} ورَقْرَقَ الخَمْرَ: مَزَجَها. {وتَرْقِيقُ الكَلام: تَحْسِينُه وتَزْيينُه، وَفِي الحدِيثِ: فَتجِىء فِتْنَةٌ} فيُرَقِّقُ بَعْضُها بَعْضاً. أَي: تَشُوقُ بتَحْسِينِها وتَسْوِيلِها.! وأرَقَّتْ بهم أَخلاقُهم: شّحَّتْ، وَهُوَ مَجَازٌ. {واستَرَقَّ اللَّيْلُ: مَضى أكثَرُه.} وتَرَقَّقَ: مَشَى مَشْياً سَهْلاً. {ورَقَّقَ بينَ القَوْم: أفْسَدَ. وَلَا تَدْرِي عَلامَ} يَتراقُّ هَرَمُكَ أَي علَى أَيِّ شَيءٍ يَتَناهَى رأْيُك، ويَبْلغُ، آخِره.
{والرَّقَّةُ: قَرْيتانِ بمِصْرَ فِي الصَّعِيدِ الأَدْنَى، وَقد مَرَرْتُ بهِما.} والرَّقِّيّاتُ: مَسائِلُ كانَ جَمَعَها مُحَمَّدُ ابنُ الحَسَنِ الشَّيْبانِي رَحِمَهُ اللهُ تَعالى حِينَ كانَ قاضِياً بالرَّقةِ. {والرقَقُ: موضِعٌ مِنْ دِيارِ بَني عَمْرِو ابنِ كِلاب. ويَوْم} رَقْراقٌ: حارٌ، عَن الفَرّاءَ. {ورَقَّةُ باسِق: بالمُحَوَّلِ، من أعْمالِ نَهْرِ عِيسَى.} ورَقَّةُ: مأْسَدَةٌ.

طسأ

[طسأ] أبو زيد: طَسِئْتُ أطْسَأُ طَسْأ، إذا اتَّخَمْتُ عن الــدَّسَم. يقال طَسِئَتْ نفسي فهي طاسِئَةٌ.
السين والطاء والهمزة ط س أ

طَسِئَ طَسْأً وطَسَاءً فهو طَسِئٌ اتَّخَمَ وأَطْسَأَهُ الشِّبَعُ
طسأ
طَسَأْتُ: اسْتَحْيَيْتُ.
أبو زيد: طَسْأْتُ وطَسِئْتُ أطْسَأُ طَسْأً: إذا اتَّخَمْتَ عن الــدَّسم.
[طسأ] إن الشيطان ما حسد ابن آدم إلا على "الطسأة" والحقوة، هي التخمة والهيضة، من طسئ إذا غلب الــدسم على قلبه.
"طسس] في ح الإسراء: واختلف إليه ميكائيل بثلاث "طساس" من زمزم، هي جمع طس وهو الطست وتاؤه بدل من سين، ويجمع على طسوس أيضًا. ك: فأتى "بلئ إيمانًا، بتشديد سين، وملئ في م، وفي آخر: بطست- بفتح طاء وسكون مهملة. ن: وحكى بكسر طاء إناء معروف. ش: وقد يعجم الشين وأنكره بعضهم.

طسأ: إِذا غَلَب الــدَّسمُ عل قلب الآكل فاتَّخَمَ قيل طَسِئَ يَطْسَأُ

طَسْأً وطَساءً(2)

(2 قوله «وطساء» هو على وزن فعال في النسخ. وعبارة شارح القاموس على قوله وطسأ أي بزنة الفرح، وفي نسخة كسحاب لكن الذي في النسخ هو الذي في المحكم.)،

فهو طَسِيءٌ: اتَّخَم عن الــدسَم. وأَطْسَأَه

الشِّبَعُ. يقال طَسِئَت نَفْسُه، فهي طاسِئةٌ، إِذا تَغَيَّرت عن أَكل الــدَّسم، فرأَيته مُتَكَرِّهاً لذلك، يهمز ولا يهمز. وفي الحديث: إِن الشَّيطان قال:

ما حَسَدْتُ ابنَ آدَم إِلاَّ على الطُّسْأَةِ والحُقْوةِ. الطُّسْأَةُ:

التُّخمَةُ والهَيْضةُ. يقال طَسِئَ إِذا غَلب الــدَّسَمُ على قَلْبه.

طسأ
: (} طَسِىءَ كفرِحَ وجمَع) {يَطْسأُ (} طَسْأً {وطَسَأً) كجَبَلٍ، وَفِي نُسْخَة طَسَاءً، كسحاب (فَهُوَ} - طَسِيءٌ) كأَمير (: اتَّخَمَ) مشدَّداً، أَي أَصابته التُّخَمَة من إِدخال طَعامٍ على طعامٍ (أَوْ مِنَ الــدَّسمِ) غَلَب على قلب الْآكِل فاتَّخَم، وَعَلِيهِ اقصر الجوهريُّ وَنَقله عَن أبي زيد، وَمثله فِي (العُباب) ( {وأَطْسَأَه الشِّبَعُ و) يُقَال:} طَسِئَتْ (نَفسِي) فَهِيَ ( {طاسِئَةٌ) إِذا تَغَيَّرَتْ عَن أَكْلِ الــدَّسَم فَرَأَيْتَهُ مُتَكَرِّهَا لذَلِك يهمز وَلَا يهمز، وَالِاسْم} الطُّسْأَة، وَفِي الحَدِيث: إِن الشَّيْطَانَ قَالَ: مَا حَسَدْتُ ابْنَ آدَمَ إِلاَّ عَلَى الطُّسْأَةِ والحُقْوَةِ، وَهِي التُّخَمَة والهَيْضَةُ. (وطَسَأَ: اسْتَحْيَا) ثمَّ إِن هَذِه الْمَادَّة فِي سَائِر النّسخ مَكْتُوبَة بالحُمْرة بِنَاء على أَنها من زيادات المُصَنّف على الجوهريّ مَعَ أَنها مَوْجُودَة فِي نُسخة (الصِّحَاح) عندنَا، قَالَه شَيخنَا.

حور

حور: {يحور}: يرجع. {الحواريين}: صفوة الأنبياء. {حُور}: جمع حوراء، وهي الشديدُ بياضُ عينها في شدة سواد السواد. {يحاوره}: يخاطبه.

حور


حَوِرَ(n. ac. حَوَر)
a. see IX (b)
حَوَّرَa. Rolled, flattened.
b. Whitewashed (wall).
حَاْوَرَa. Spoke, conversed with.

أَحْوَرَa. Answered, replied, responded to.
b. Gave, produced, yielded (result).

تَحَاْوَرَa. Talked, conversed together.

إِحْوَرَّa. Was white; dazzling.
b. Was bright, brilliant (eye).
إِسْتَحْوَرَa. Cross-examined; interrogated.

حَوْرa. Bottom; depth.
b. see 4
حُوْرa. Loss, injury, detriment.

حَوَر
(pl.
حُوْرَاْن)
a. Red leather.
b. Thin skin.

أَحْوَرُ
(pl.
حُوْر)
a. Brighteyed.

مِحْوَر
(pl.
مَحَاْوِرُ)
a. Rollingpin.
b. Axis, pivot.

حَوَاْرِيّa. Disciple.
b. The Apostles.

مَحَار []
مَحَارَة []
a. Shell; oyster.

حَوْر
a. Poplar.

حَوْر رُوْمِي
a. White-poplar.

حَوْر فَارِسِيّ
a. Black-poplar.
(حور) : يُقالُ للشَّيءْ يُتَعَجَّبُ منه: أَحارِ، قالَ:
تَزُوُرُونَها ولا أَزُورُ نِساءَكُم ... أَحارِ لأَولادِ الإِماءِ الحَواطِبِ
(حور) الدَّقِيق أَو الثَّوْب بيضه والأديم صبغه بحمرة والقرص دوره بالمحور وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا كواها كَيَّة مستديرة والخف وَنَحْوه بَطْنه بحور والخبزة وَنَحْوهَا هيأها وأدارها ليضعها فِي الْملَّة وَالشَّيْء رجعه وَيُقَال حور الله فلَانا خيبه ورجعه إِلَى النَّقْص وحور فلَان الْكَلَام غَيره (محدثة)
حور وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الزبير ابْن عَمَّتي وحواري من أمتِي. يُقَال: إِن أصل هَذَا وَالله أعلم إِنَّمَا هُوَ من الحورايين أَصْحَاب عِيسَى بن مَرْيَم صلوَات الله عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا وَإِنَّمَا سموا حواريين لأَنهم كَانُوا يغسلون الثِّيَاب [أَي] يحورونها وَهُوَ التبييض. يُقَال: حورت الشَّيْء إِذا بيضته وَمِنْه قيل: امْرَأَة حوارية إِذا كَانَت بَيْضَاء قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

فَقل للحواريات يببكين غَيْرَنَا ... وَلاَ تَبْكِنَا إِلَّا الْكِلاَبُ النَوابحُ

كَانَ أَبُو عُبَيْدة يذهب بالحواريات إِلَى نسَاء الْأَمْصَار دون أهل الْبَوَادِي وَهَذَا عِنْدِي يرجع إِلَى ذَلِك الْمَعْنى لِأَن عِنْد هَؤُلَاءِ من الْبيَاض مَا لَيْسَ عِنْد أُولَئِكَ من الْبيَاض فسماهن حواريات لهَذَا فَلَمَّا كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام نَصره هَؤُلَاءِ الحواريون فَكَانُوا شيعته وأنصاره دون النَّاس فَقيل: فعل 43 / ب الحواريون كَذَا / وَنَصره الحواريون بِكَذَا جرى هَذَا على أَلْسِنَة النَّاس حَتَّى صَار مثلا لكل نَاصِر فَقيل: حوارِي إِذا كَانَ مبالغا فِي نصرته تَشْبِيها بأولئك هَذَا كَمَا بلغنَا وَالله أعلم وَهَذَا كَمَا قلت لَك: إِنَّهُم يحولون اسْم الشَّيْء إِلَى غَيره إِذا كَانَ من شَبيه.
ح و ر: حَارَ رَجَعَ، وَبَابُهُ قَالَ وَدَخَلَ. وَفُلَانٌ (حَائِرٌ) بَائِرٌ يَعْنِي هُوَ هَالِكٌ أَوْ كَاسِدٌ. وَ (الْحَوَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ جُلُودٌ حُمْرٌ تُغَشَّى بِهَا السِّلَالُ الْوَاحِدَةُ (حَوَرَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْضًا. وَ (الْحَوَرُ) أَيْضًا شِدَّةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ فِي شِدَّةِ سَوَادِهَا. وَامْرَأَةٌ (حَوْرَاءُ) بَيِّنَةُ (الْحَوَرِ) يُقَالُ: احْوَرَّتْ عَيْنُهُ (احْوِرَارًا) . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَا أَدْرِي مَا الْحَوَرُ فِي الْعَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: (الْحَوَرُ) أَنْ تَسْوَدَّ الْعَيْنُ كُلُّهَا مِثْلُ أَعْيُنِ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ حَوَرٌ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلنِّسَاءِ حُورُ الْعُيُونِ تَشْبِيهًا بِالظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. وَ (تَحْوِيرُ) الثِّيَابِ تَبْيِيضُهَا. وَمِنْهُ قِيلَ لِأَصْحَابِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْحَوَارِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَصَّارِينَ. وَقِيلَ (الْحَوَارِيُّ) النَّاصِرُ. قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي» ، وَ (الْحُوَّارَى) بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ مَقْصُورٌ مَا حُوِّرَ مِنَ الطَّعَامِ أَيْ بُيِّضَ. وَهَذَا دَقِيقٌ حُوَّارَى. وَ (حَوَّرَهُ فَاحْوَرَّ) أَيْ بَيَّضَهُ فَابْيَضَّ. وَ (الْحُوَارُ) بِالضَّمِّ وَلَدُ النَّاقَةِ وَلَا يَزَالُ حُوَارًا حَتَّى يُفْصَلَ فَإِذَا فُصِلَ عَنْ أُمِّهِ فَهُوَ فَصِيلٌ وَثَلَاثَةُ (أَحْوِرَةٍ) وَالْكَثِيرُ (حِيرَانٌ) وَ (حُورَانٌ) أَيْضًا. وَ (حَوْرَانُ) بِالْفَتْحِ وَسُكُونِ الْوَاوِ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. وَ (الْمُحَاوَرَةُ) الْمُجَاوَبَةُ وَالتَّحَاوُرُ التَّجَاوُبُ. 
حور: تحاور ب: استعمل الكلمة في تحاوره مع غيره أي في تجاوبه وتراجعه في الكلام مع غيره (العبدري في الجريدة الآسيوية 1845، 1: 407).
حَوءر، واحدته حَوْرَة: زان، مُرَّان (فوك) ودردر، شجر البق، ألم، بوقيصا (الكالا) وحور أبيض (راولف ص58). حور فارسي وكذلك حور رومي: حور اسود (زيشر 11: 478 رقم 5) وفي معجم بوشر: حورة رومية: مغث، جار الماء.
الحور الرجراج: الحور المرتجف، وهو صنف من الحور ترتجف أوراقه لقل نسمه (بوشر).
حُور: جمع حوراء وتستعمل مفردة بمعنى حُورية (معجم الأسبانية ص287). حَوَر: جلد ضأن مدبوغ تجلد به الكتب.
وجلد الحور: جلد ضأن مدبوغ (بوشر).
حارة: زقاق (بوشر) وقرية، دسكرة (دي سلان، البكري ص115).
حورة وجمعها حُوَر: جلد نعجة مدبوغ (بوشر).
عمل سُغُردِيَة وحَوءرِيَّة: رقص (فوك).
حُورِيَة: حوراء (فوك، بوشر، معجم الأسبانية ص287).
وحورية: تحريف الحَوَاريَّة عند العامة (محيط المحيط).
حَوَرْوَرَة: قطعة من الأرض مبيضة التراب (محيط المحيط).
حَوَار: طباشير ابيض (همبرت ص172) وفي رياض النفوس (ص52 ق): فرأيت في جدار بيته القبلي حوراً وهي الخطوط فقلت له أصلحك الله ما هذه الخطوط التي في الحائط، فقال هذه سبعة شعر ألف ختمة ختمتها ل الله على قدمي.
حَوَارَة: طباشير أبيض (همبرت ص172، بوشر).
وحوارة: فليس، حجر يابس يميل إلى البياض) (بوشر).
حُوَّاري: اشتق هذا الوصف من حُوَّاري وهو اسم أفضل أنواع الدقيق. ففي رياض النفوس (ص58 ق): رأيت أنا وزابا هارون شواء وحلوا وجردقا حواريا فاشتهيناه جميعا، ثم يذكر بعد ذلك: خبز حواري.
مِحْوَر: قطب الإسطرلاب. انظر معجم الأسبانية (ص164) مَحَارَة: صدفة، وتجمع على محائر أيضاً (ميهرن ص35) ومحائر هذه تطلق في مصر على نوع من الوزان (العيارات) قدرت بالمحارة. ومن هذا الجمع محائر أخذ اسم الوحدة مَحَائِرَة على طريقة العامة في ذلك. وانظر باين سميث (1131) وفيه: مجايز ومجايزة وهو خطا.
مَحَارَة الكحل: ذكرت في المعجم اللاتيني - العربي في مادة ( Citicula) والصواب ( Cisticula) .
مُحَوَّر: ضرب من الكسكسي الأبيض الدقيق (شيرب).
مَحْوَرة: المكان كثر فيه شجر الحور (مولدة) (محيط المحيط).
مَحائِرَة: أنظر مَحارة.
مَحَائِري: من يبيع الحدائج التي تسمى مَحَائر (المقريزي مادة الأسواق).
ح و ر

في عينها حور، واحورت عينها. وقال ذو الرمة:

إذا شف عن أجيادها كل ملجممن القز واحورت إليك المحاجر أي ابيضت، وجفنة محورة مبيضة بالسديف قال:

يا ورد إني سأموت مره ... فمن حليف الجفنة المحورة

ودقيق وخبز حواري قال النمر:

لها ما تشتهي عسل مصفى ... وإن شاءت فحواري بسمن

وامرأة حوارية، ونساء حواريات: بيض. قال الأخطل:

حوارية لا يدخل الذم بيتها ... مظهرة يأوي إليها مطهر وقال آخر:

فق للحواريات يبين غيرنا ... ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح

و" أعوذ بالله من الحور بعد الكور ". والباطل في حور، وهما النقصان، كالهون والهون، والضعف والضعف. وحاورته: راجعته الكلام، وهو حسن الحوار، وكلمته فما رد عليّ محورة، وما أحار جواباً أي ما رجع. قال الأخطل:

هلا ربعت فتسأل الأطلالا ... ولقد سألت فما أحرن سؤالا

وأحار البعير بحرته. قال:

وهن بزوك لا يحرن بجرة ... لهن بمبيض اللغام صريف

وحور القرص: دوره بالمحور. ونزلنا في حارة بني فلان وهي مستدار من فضاء، وبالطائف حارات: منها حارة بني عوف، وحارة الصقلة. وهو:

مسيخ مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر

ومن المجاز: قلقت محاوره إذا اضطربت أحواله استعير من حال محور البكرة إذا املاس واتسع الخرق ففلق واضطرب. قال:

يا هيء مالي قلقت محاوري ... وصار أمثال الفغا ضرائري

مقدمات أيدي المواخر ... فصرت فيما بينها كالساحر

وما يعيش فلان بأحور أي بعقل صاف، كالطرف الأحور الناسع البياض والسواد. قال ابن هرمة:

جلبن عليك الشوق من كل مجلب ... بعيد ولم يتركن للمرء أحورا

وقال عروة بن الورد:

وما أنس من شيء فلا أنس قولها ... لجارتها ما إن يعيش بأحورا
حور
الحَوْرُ: التّردّد إمّا بالذّات، وإمّا بالفكر، وقوله عزّ وجلّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ
[الانشقاق/ 14] ، أي: لن يبعث، وذلك نحو قوله: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن/ 17] ، وحَارَ الماء في الغدير: تردّد فيه، وحَارَ في أمره: تحيّر، ومنه:
المِحْوَر للعود الذي تجري عليه البكرة لتردّده، وبهذا النّظر قيل: سير السّواني أبدا لا ينقطع ، والسواني جمع سانية، وهي ما يستقى عليه من بعير أو ثور، ومَحَارَة الأذن لظاهره المنقعر، تشبيها بمحارة الماء لتردّد الهواء بالصّوت فيه كتردّد الماء في المحارة، والقوم في حَوْرٍ أي: في تردّد إلى نقصان، وقوله: «نعوذ بالله من الحور بعد الكور» أي: من التّردّد في الأمر بعد المضيّ فيه، أو من نقصان وتردّد في الحال بعد الزّيادة فيها، وقيل: حار بعد ما كار. والمُحاوَرَةُ والحِوَار: المرادّة في الكلام، ومنه التَّحَاوُر، قال الله تعالى: وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما [المجادلة/ 1] ، وكلّمته فما رجع إليّ حَوَاراً، أو حَوِيراً أو مَحُورَةً ، أي: جوابا، وما يعيش بأحور، أي بعقل يحور إليه، وقوله تعالى:
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ
[الرحمن/ 72] ، وَحُورٌ عِينٌ [الواقعة/ 22] ، جمع أَحْوَرَ وحَوْرَاء، والحَوَر قيل: ظهور قليل من البياض في العين من بين السّواد، وأَحْوَرَتْ عينه، وذلك نهاية الحسن من العين، وقيل:
حَوَّرْتُ الشّيء: بيّضته ودوّرته، ومنه: الخبز الحُوَّارَى، والحَوَارِيُّونَ أنصار عيسى صلّى الله عليه وسلم، قيل:
كانوا قصّارين ، وقيل: كانوا صيّادين، وقال بعض العلماء: إنّما سمّوا حواريّين لأنهم كانوا يطهّرون نفوس النّاس بإفادتهم الدّين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] ، قال: وإنّما قيل: كانوا قصّارين على التّمثيل والتشبيه، وتصوّر منه من لم يتخصّص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامّة، قال: وإنّما كانوا صيّادين لاصطيادهم نفوس النّاس من الحيرة، وقودهم إلى الحقّ، قال صلّى الله عليه وسلم: «الزّبير ابن عمّتي وحواريّ» وقوله صلّى الله عليه وسلم: «لكلّ نبيّ حَوَارِيٌّ وحواريّ الزّبير» فتشبيه بهم في النّصرة حيث قال: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ: نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ [الصف/ 14] .
[حور] فيه: الزبير ابن عمتي و"حواري" أي خاصتي من أصحابي وناصري. ومنه: "الحواريون" أصحاب المسيح أي خلصانه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض، قيل: كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها. ومنه الخبز "الحواري" الذي نخل مرة بعد أخرى، الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء وتأويله الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب. ك: "حواري" الزبير بخفة واو وشدة ياء لفظ مفرد وإذا أضيف إلى ياء المتكلم فقد يحذف الياء اكتفاء بالكسرة، وقد تبدل فتحة للتخفيف، وهذا الوصف وإن عم الصحابة لكنه صدر منه نصرة خاصة حين قال صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر القوم؟ ط: إلا كان له أصحاب من أمته "حواريون" وأصحاب، ثم أنه تخلف كان أصحابه قصارين يحورون فلما صاروا أنصاره قيل لكل ناصر لنبي: حواري، وأصحاب عطف تفسير، أو عطف مغايرة، وثم للتراخي في الزمان، وليس وراء ذلك إشارة إلى الإيمان في المرتبة الثالثة، أو إلى المذكور كله من مراتب الإيمان. والنقي الحواري بضم حاء وشدة واو وبفتح راء ما حور من الطعام أي بيض. ك: "الحورانية" بفتح مهملة بلد بأرض الشام.معهم مسرورًا بالكفر يضحك ممن أمن. "وهو يحاوره" يراجع الكلام. نه وفيه: أنه كوى أسعد على عاتقه "حوراء" هي كية مدورة، من حار يحور إذا رجع، وحوره إذا كواه هذه الكية كأنه رجعها فأدارها. ومنه: رواية "فحوره" رسول الله. ومنه ح: لما أخبر بقتل أبي جهل قال: إن عهدي به وفي ركبتيه "حوراء" فانظروا، فرأوه، يعني أثر كية. والكبش "الحوري" منسوب إلى الحور وهي جلود تتخذ من جلود الضأن، وقيل: ما دبغ من الجلود بغير القرظ. ش: هو بمهملة وواو مفتوحتين وراء مكسورة وياء نسبة أي الأبيض الجيد، ولم يؤخذ في الصدقة لأنه خيار المال.
[حور] حارَ يَحورُ حَوْراً، وحُؤُوراً: رجع. يقال: حار بعد ماكار. و " نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ " أي من النقصان بعد الزيادة. وكذلك الحور بالصم. وفي المثل: " حورٌ في مَحارةٍ "، أي نُقْصانٌ في نقصانٍ. يُضربُ مثَلاً للرجل إذا كان أمره يدبر. قال الشاعر : واستعجلوا عن خَفيفِ المَضْغ فازدردوا * والذمُّ يَبقى وزادُ القوم في حورِ - والحور أيضاً: الاسم من قولك: طحَنتِ الطاحنةُ فما أَحارَتْ شيئاً، أي ما ردَّتْ شيئاً من الدقيق. والحور أيضا: الهلكة. قال الراجز :

في بئر لا حور سرى وما شعرى * قال أبو عبيدة: أي في بئر حور، ولا زيادة. وفلان حائر بائِرٌ، هذا قد يكون من الهلاك، ومن الكَساد. والمَحارَةُ: الصَدَفة أو نحوُها من العظم. ومحارة الحَنَكِ: فويق موضع تحنيك البيطار. والمَحارةُ: مرجِع الكتف. والمَحَارُ: المرجع. وقال الشاعر: نحو بنو عامر بنِ ذُبيانَ وال‍ * - ناسُ كَهامٍ مَحارُهُمْ للقُبورِ - والحَوَرُ: جُلودٌ حُمر يُغَشَّى بها السلال، الواحدة، حَوَرَةُ. قال العجاج يصف مخالب البازي: كأنما يَمزِقْن باللَحمِ الحَوَرْ * والحَوَرَ أيضاً: شِدَّةُ بياض العين في شدّة سوادِها. يقال: امرأةٌ حوراءُ بيِّنةُ الحَوَرِ. ويقال: احْوَرَّتْ عينهُ احورارا. واحور الشئ: ابيض. قال الاصمعي: لا أدرى ما الحور في العين؟ وقال أبو عمرو: الحور أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر. قال: وليس في بنى آدم حور، وإنما قيل للنساء حور العيون لانهن شبهن بالظباء والبقر. وتحوير الثياب: تبيضها. وقول العجاج:

بأعيُنٍ مُحَوِّراتٍ حورِ * يعني الأعين النقيّات البياض، الشديدات سواد الحدَقِ. وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحَوارِيُّونَ، لأنَّهم كانوا قَصَّارِينَ. ويقال: الحَوارِيُّ: الناصر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزُبير ابن عمَّتي وحَواريِّي من أُمَّتي ". وقيل للنساء الحواريات لبياضهن. وقال اليشكرى : فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلاَّ الكلابُ النَوابحُ - والأحْوَرُ: كوكب، وهو المشتري. ابن السكيت: يقال: ما يعيش بأَحْوَرَ، أي ما يَعيش بعقل. والأَحْوَرِيُّ: الأبيض الناعم. والاحوارى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة: ما حُوِّرَ من الطعام، أي بُيِّضَ. وهذا دقيقٌ حُوَّاري. وحورته فاحور، أي بيضة فابيض. والجفنة المُحْوَرَّةُ: المبيَضَةُ بالسَنام. قال الراجز : يا ورد إنى سأموت مره * فمن حليف الجفنة المحوره - وقول الكميت:

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غرغرا * يريد بياض زبد القدر. ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك، أي حجر حولها بكى. وحور الخُبْزَةَ، إذا هيَّأها وأدارها ليضَعها في المَلَّة. والمِحْوَرُ: عود الخبّاز. والمِحْوَرُ: العود الذي تَدور عليه البَكْرة، وربَّما كان من حديد. والحُِوَارُ : ولدُ الناقة. ولا يزال حوارا حتى يفصل، فإذا فصل عن أمِّه فهو فَصيلٌ. وثلاثَةُ أَحْوِرَةٍ، والكثير حيرانٌ وحورانٌ أيضاً. وحوران بالفتح: موضع بالشام. والمُحَاوَرَةُ: المُجاوَبَةُ. والتَحاوُرُ: التجاوُب. ويقال: كلَّمتُه فما أحارَ إليَّ جواباً، وما رجَع إليّ حَويراً ولا حويرةً، ولا مَحورةً، ولا حِوَاراً، أي ما ردَّ جواباً. واستَحَارَهُ، أي استنقطه.
حور
الحَوْرُ: الرُّجُوْعُ إلى الشَّيْءِ وعنه. وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُوْرُ: انْحَدَرَتْ، وأحارَها صاحِبُها. وكُلُّ شَيْءٍ يَتَغَّيُر من حالٍ إلى حالٍ: فقد حارَ. وفي الحديث: " الحَوْر بَعْدَ الكَوْرِ أي الزِّيادَة بعد النُّقْصانِ. والمُحَاوَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الكَلامِ. حاوَرْتُ فلاناً، وأحَرْتُ إليه جَوَاباً، والمَحُوْرُ: مَرْجُوْعُ الجَوابِ. وما أحَارَ بكلمةٍ. والحَوِيْرُ: المُحَاوَرَةُ، وكذلك الحِوَارُ والحِوَرُ والمَحُوْرَةُ أيضاً.
ويقولُ الرَّجُلُ لِصاحِبِه: واللِه ما تَحُوْرُ ولا تَحُوْلُ، أي لا تَزْدادُ خَيْراً. ومَحَاوِرُ الرَّجُلِ: مَصَائرُ أمْرِه، واحِدَتُها: مَحْوَرَةٌ. والمَحُوْرَةٌ - أيضاً - الرُّجُوْعُ. والحُوْرُ: النُّقْصَانُ - بِضَمِّ الحاءِ؛ على مِثالِ النُّوْرِ -. وفي مَثَلٍ: " حُوْرٌ في مَحَارَةٍ " أي باطِلٌ في نَقْصٍ، وقد يُفْتَحُ الحاءُ ومَعْناه: رُجُوْعٌ في نُقْصَانٍ. والمَحَارَةُ: المَنْقَصَةُ. وإنَّه لَفي حُوْرٍ وبُوْرٍ: أي في ضَيْعَةٍ. والإحَارَةُ: رَجْعُ اليَدِ في السَّيْرِ. والحَوْرُ: ما تَحْتَ الكَوْرِ من العِمامَةِ. وهي أيضاً: خَشَبَةٌ يُقال لها البَيْضَاءُ. وكذلك الأدِيْمُ المَصْبُوْغُ بِحُمْرَةٍ، يُقال: حَوَّرْتُه تَحْوِيْراً، والجَميعُ: الأحْوَارُ.
والحِوَارُ والحُوَارُ: الفَصِيْلُ أوَّلَ ما يُنْتَجُ، والجَمِيعُ: الحِيْرَانُ. وأحارَتِ النّاقَةُ: صارَتْ ذاتَ حُوَارٍ، والعَرَبُ تُسَمِّي عَقْرَبَ الشِّتَاءِ: عُقَيْرِبَ الحِيْرَانِ، ولا يُنْتِجُوْنَ فيها، أي تُضِرُّ بالحُوَارِ.
والحَوَرُ: الأَدْيْمُ المَصْبُوْغُ بِحُمْرَةٍ. والحَوَرُ: شِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِ العَيْنِ في شِدَّةِ سَوَادِ سَوَادِها، وامْرَأةٌ حَوْراءُ: بَيْضاءُ حَسَنَة.واحْوَرَّتْ عَيْنُ. صارتْ حَوْراءَ. والجَميعُ: الحُوْرُ والحِيْرُ. وامْرَأةٌ حَوَارِيَّةٌ: بَيْضاء. وعَيْنٌ حَوْراءُ: مُسْتَدِيْرَةٌ. والمِحْوَرُ: الحَدِيْدَةُ التي يَدُوْرُ فيها لِسَانُ الإبْزِيْمِ. وهي أيضاً: الخَشَبَةُ التي تَدُوْرُ عليها البَكْرَةُ، والتي يُبْسَطُ بها العَجِيْنُ. والحُوّاري: أجْوَدُ الدَّقِيْقِ وأخْلَصُه. وحَوَّرْتُ الدَّقِيْقَ: بَيَّضْتُه. وحُرْتُ الثَّوْبَ وحَوَّرْتُه: بَيَّضْتُه بالغَسْل. والحَوَارِيُّوْنَ: ناصِرُوْ النبي صلى الله عليه وسلم، وناصِرُوْ عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، وكُلُّ مُجَاهِدٍِ عند العَرَبِ: حَوَارِيٌّ.
وقال الأصمعيُّ: ما يَعِيْشُ بأحْوَرَ؛ أي بعَقْلٍ، وقيل بقَلْبٍ وَحَاشٍ. وماله حَوَرْوَرٌ: أي شَيْءٌ. وحَوَّرْتُ البَعيرَ: كَوَيْتُه، والمِحْوَرَةُ: المِكْوَاةُ. وحَوِّرْ عَيْنَ بَعِيرِكَ: أي حَجِّرْ حَوْلَها بِكَيٍّ. والكَيَّةُ تُسَمّى الحَوْرَاءَ.
وحَوَّرَ الحائطَ: بمَعْناه. والحارَةُ: كلُّ مُسْتَدَارٍ من فَضَاءٍ وغيرِه مَبْنِيّاً أوغيرَ مَبْنِيٍّ. وحُوِّرَتْ خَوَاصِرُ الإبِلِ: وهو أنْ يُؤْخَذَ خِثْيُها فَيُضْرَبَ به على خَوَاصِرِها. والحائرُ: المَهْزُوْلُ. والوَدَكُ أيضاً. واحْوَرَّتِ القِدْرُ: ابْيَضَّ لَحْمُها قبل النُّضْجِ.
والحَوَرُ: ما تَحْفِلُ به النِّساءُ وُجُوْهَها عند الزِّيْنَةِ؛ يُتَّخَذُ من الرَّصَاصِ. والحَوَرُ: شَجَرٌ، في قول الراعي:
كالجَوْزِ نُطِّقَ بالصَّفْصَافِ والحَوَرِ
وفي المَثَلِ في شَوَاهِدِ الظّاهِرِ على الباطِنِ " أرَاكَ بَشَرٌ ما أحَارَ مِشْفَرةٌ " أحَارَ: رَدَّ إلى جَوْفِه، وهو كقولهم: " عَيْنُه فِرَارُه ".
وطَحَنْتُ الطّاِحَنَة فما أحَارَتْ شَيْئاً من الدَّقِيقِ: أي ما رَدَّتْ. والحَوَرُ: أنْ تَسْوَدَّ عَيْنُ البَقَرَةِ والظَّبْيِ كُلُّها، وليس في بَني آدَمَ أحْوَرُ.
حور
حارَ يَحُور، حُرْ، حَوْرًا، فهو حائر، والمفعول مَحُور (للمتعدِّي)
• حار فلانٌ: رجَع " {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}: أنّه لن يُبعث للحساب".
• حار الشَّيءُ: نقص، كسَد "حار القمحُ بعد أن يَبِس- أعوذ بالله من الحَوْر بعد الكور: من النَّقص بعد الزِّيادة".
• حار الثَّوبَ: غسله وبيَّضه. 

حوِرَ يَحوَر، حَوَرًا، فهو أحوَرُ
• حوِرتِ العينُ: اشتدّ بياضُ بياضها وسوادُ سوادها واستدارت حدقتُها، ورقَّت جفونُها "عين حوراءُ- إنَّ العيون التي في طرفها حَوَرٌ ... قتلْننا ثم لم يُحْيين قتلانا". 

أحارَ يُحير، أحِرْ، إحارةً، فهو مُحير، والمفعول مُحار
• أحار الجوابَ: ردّه "سأله فلم يُحِرْ جوابًا". 

احورَّ يحورّ، احورارًا، فهو مُحوَرّ
• احورَّ فلانٌ:
1 - صار ذا حَوَر؛ أي ذا عين اشتدّ بياضُ بياضها وسوادُ سوادها واستدارت حدقتُها ورقَّت جفونُها "احوّرت عينُه".
2 - ابيضّ. 

تحاورَ يتحاور، تحاوُرًا، فهو مُتحاوِر
• تحاور القومُ: تبادلوا الحديثَ وتجادلوا "تحاور المديرُ مع رئيس المكتب- هذه الندوة للتحاور حول مستقبل أفضل- {وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} ". 

تحوَّرَ يتحوَّر، تحوُّرًا، فهو مُتحوِّر
• تحوَّر الكلامُ ونحوُه: مُطاوع حوَّرَ: تغَيَّر. 

تمحورَ يتمحور، تَمَحْوُرًا، فهو مُتمحوِر (انظر: م ح و ر - تمحورَ). 

حاورَ يحاور، مُحاورةً وحِوارًا، فهو مُحاوِر، والمفعول مُحاوَر
• حاورَ فلانًا:
1 - جاوَبه وبادله الكلامَ "حاور أستاذَه- {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} ".
2 - جادَله " {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} ".
3 - راوغه واحتال عليه. 

حوَّرَ يحوِّر، تحويرًا، فهو مُحوِّر، والمفعول مُحوَّر
• حوَّر الأمرَ: غيّره وعَدّله "حوَّر كلامَه: غيَّر بعضًا منه- حوَّر بعضَ أحداث روايته".
 • حَوَّر القُرصَ: دوَّره بالمِحوَر وهو عود من حديد أو غيره تدور عليه البكرة "حوَّرَ الخُبْزَةَ".
• حوَّر الدَّقيقَ أو الثَّوبَ: بيّضه. 

محوَرَ يمحوِر، مَحْوَرةً، فهو مُمحوِر، والمفعول مُمحوَر (انظر: م ح و ر - محوَرَ). 

إحارة [مفرد]: مصدر أحارَ. 

أَحْوَرُ [مفرد]: ج حُور، مؤ حَوراءُ، ج مؤ حُور: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حوِرَ. 

حائر [مفرد]: اسم فاعل من حارَ. 

حارَة [مفرد]:
1 - حيّ، محلّة متّصلة المنازل، مدخل ضيِّق لمجموعة من المنازل (انظر: ح ي ر - حارَة) "يسكن في الحارَة المجاورة".
2 - (رض) أحد المجازات أو المدارات المتوازيَة التي تُعيِّن الحُدود لمُتبارٍ في سباق خاصّةً السباحة أو المضمار. 

حِوار [مفرد]: ج حوارات (لغير المصدر):
1 - مصدر حاورَ.
2 - حديث يجري بين شخصين أو أكثر "جرى حوار مفتوح بين الرئيس ومندوبي الصحف" ° حِوار أدبيّ- حِوار الطُّرْش: تباحث بين مخاطبين لا يفهم بعضُهم بعضا- حِوار هادئ: خالٍ من الانفعال.
3 - نصّ إذاعيّ أو سينمائيّ أو تليفزيونيّ في قالب حديث بين أشخاص "حِوار إذاعيّ/ تليفزيونيّ/ سينمائيّ". 

حَوارِيّ [مفرد]: صاحب وناصر ومؤيّد "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيِّي وَحَوَارِيَّي الزُّبَيْرُ [حديث] ".
• الحواريُّون: أنصار عيسى عليه السَّلام " {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} ". 

حَوارِيَّة [مفرد]: ج حَوارِيّات:
1 - مؤنَّث حَوارِيّ.
2 - امرأة بيضاء صافية البشرة "*فَقُل للحَواريّات يبكين غيرَنا*". 

حِواريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِوار: "قدّم برامج إخبارية وحواريّة".
2 - مصدر صناعيّ من حِوار: حالة من التناغم والتلاؤم بين الأشياء "استمتع بحواريّة جميلة اشتركت فيها جميع الآلات الموسيقيّة".
3 - إمكانيّة تبادل الآراء والأفكار "تدعيم الحوارية هو السبيل لتكاتف المجتمع".
• اللاَّحواريَّة: حالة من التعصب للرأي وعدم سماع آراء الآخرين. 

حَوْر1 [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَوْر2 [جمع]:
1 - (نت) جنس شجر متعدِّد الأنواع من الفصيلة الصفصافيّة.
2 - (نت) نبات يمتاز بأنّ له أزهارًا أحاديّة الجنس. 

حَوَر [مفرد]: مصدر حوِرَ. 

حُور [جمع]: مف حَوراءُ: نساء الجنّة " {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ".
• حُور عين: نساءٌ بيض أو شديدات بياض العين مع شدّة سواد الحدقة، أو نساء واسعات العين مع شدّة بياض لبياضها وسوادٍ لسوادها " {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} ". 

حُوريَّة [مفرد]:
1 - فتاة أسطوريّة بالغة الحُسْن تتراءى في البحار والغابات والأنهار.
2 - امرأة حسناء بيضاء ناعمة "هذه المرأة السّاحرة الجمال كأنّها من حوريّات الجنّة".
3 - (حن) حشرة في طَوْر ما بعد البيضة في الحشرات الناقصة التحوُّل، وتختلف عن الحشرة البالغة في عدم وجود أجنحة وأعضاء تناسل فيها. 

مَحار [جمع]: مف محارة: (حن) حيوانات من الرِّخويّات تمتاز بأنّ لها أصدافًا مشرقة الألوان ولحمًا صالحًا للأكل "في المحار نوع من الحيوان البحريّ الذي يؤكل". 

مَحارة [مفرد]: ج مَحار:
1 - صدفة ونحوها.
2 - جوف الأذن الظَّاهر المتقعِّر "يبدأ مجرى السَّمع من المحارة". 

مُحاورة [مفرد]: ج محاورات:
1 - مصدر حاورَ.
2 - جدل يدور بين اثنين أو أكثر في موضوعات معيّنة "دارت مُحاورة بين الأعضاء حول قضيّة تعريب العلوم". 

مِحوَر [مفرد]: ج مَحاوِرُ:
1 - عود من حديد أو غيره تدور عليه البكرة "نابض ملفوف على مِحْوَر" ° مِحور العربة: قضيب يربط بين عجلتيها.
2 - مركز، مدارُ كُلِّ شيء "النزعة
 إلى التحرّر السياسيّ هي محور تاريخنا الحديث- كان موضوع حقوق الإنسان هو محور الحديث" ° محور الأرض: خطّ وهميّ تدور الأرض حوله- مشكلة مِحوريّة: مركزيّة أساسيّة ترتبط بها مشكلات أو قضايا أخرى.
3 - خط أساسيّ تدور حوله سياسة بلدين أو أكثر "محور النَّشاط السِّياسيّ للبلدين ينطلق من الاتّفاق في وجهات النَّظر".
4 - (دب) مُنطلق نفسيّ يتحرّك الفنان بحسبه، أو يدور حوله فيستثير عواطَفه ويبتعث فيه الأفكارَ والأخيلَة "إنّ السِّياسة والعقيدة والجنس كانت محاور إنتاج الكاتب" ° فلانٌ قلِقتْ محاورُه: اضطربت أمورُه.
5 - (هس) خطّ مستقيم حقيقيّ أو وهميّ واصل بين قطبي الكرة كمحور الأرض. 

محوريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِحوَر.
2 - مصدر صناعيّ من مِحوَر: مركزيّة.
• عظام محوريَّة: (شر) عظام الرَّأس والعمود الفقريّ لجسم حيوان فقاريّ.
• الشَّخصيَّة المِحْوريَّة:
1 - شخصيّة يدرسها المؤرِّخ باعتبارها مفتاحًا لفهم بعض القضايا التّاريخيّة أو فهم عصور برمَّتها.
2 - (دب) شخصيّة رئيسيّة في الرِّواية أو المسرحيّة. 
(ح ور)

حَار إِلَى الشَّيْء، وَعنهُ، يحورُ حَوْراً ومحاراً ومَحارَةً وحُؤورَا: رَجَعَ عَنهُ وَإِلَيْهِ، وَقَوله:

فِي بئرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ

أَرَادَ فِي بِئْر لَا حوؤر، فأسكن الْوَاو الأولى وحذفها لسكونها وَسُكُون الثَّانِيَة بعْدهَا.

وكل شَيْء تغير من حَال إِلَى حَال فقد حَار حَوْراً، قَالَ لبيد:

وَمَا المرءُ إِلَّا كشِّهابِ وضوئِهِ ... يَحورُ رَماداً بعد إِذْ هُوَ ساطعُ

وحارَت الغصة: انحدرت كَأَنَّهَا رجعت من موَاضعهَا، وأحارها صَاحبهَا، قَالَ جرير:

ونُبِّئتُ غسَّانَ بنَ واهصةِ الخُصَي ... يُلَجْلجُ مِنِّي مُضغةً لَا يُحيرها

والحَوْرُ: النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة لِأَنَّهُ رُجُوع من حَال إِلَى حَال. وَفِي الحَدِيث: " نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْرِ بعد الكور " مَعْنَاهُ النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة. وحُورٌ من محارة، أَي نُقْصَان فِي نُقْصَان، وَرُجُوع فِي رُجُوع.

وَالْبَاطِل فِي حُورٍ، أَي فِي نقص وَرُجُوع. وكل ذَلِك من النُّقْصَان وَالرُّجُوع.

والحَوْرُ: مَا تَحت الكور من الْعِمَامَة، لِأَنَّهُ رُجُوع عَن تكويرها.

وكلمته فَمَا رَجَعَ إِلَى حَواراً وحِوارا ومُحاورةً وحَوِيراً ومجورة، أَي جَوَابا.

وأحار عَلَيْهِ جَوَابه: رده.

وهم يتحاورون، أَي يتراجعون الْكَلَام.

والمُحاوَرةُ: مُرَاجعَة الْمنطق، وَقد حاوَره. والمَحورَةُ من المُحاورةِ، مصدر كالمشورة من الْمُشَاورَة.

وَمَا جَاءَتْنِي عَنهُ مَحورةٌ، أَي مَا رَجَعَ أليَّ عَنهُ خبر.

وَإنَّهُ لضعيف الحِوارِ أَي المحاوَرة.

وَقَوله:

وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حِوارَه ... على النارِ واستودعتُه كَفَّ مُجمِدِ

ويروى: حَوِيرُة، إِنَّمَا يَعْنِي بحواره وحويره، خُرُوج الْقدح من النَّار، أَي نظرت لفلج والفوز.

واستحار الدَّار: استنطقها، من الحِوارِ الَّذِي هُوَ الرُّجُوع عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَمَا يعِيش بأحْورَ، أَي بعقل يرجع إِلَيْهِ، قَالَ ابْن أَحْمَر:

وَمَا أنس م الأشياءِ لَا أنْس قولَها ... لجارِتها: مَا إِن يعيشُ بأحْوَرَا

أَرَادَ، من الْأَشْيَاء.

وَحكى ثَعْلَب: اقْضِ مَحُورتَك، أَي الْأَمر الَّذِي أَنْت فِيهِ. والحَوَرُ: أَن بشتد بياضُ بياضِ الْعين وَسَوَاد سوادها وتستدير حدقتها ويبيض مَا حواليها. وَقيل: الحَوَرُ شدَّة سَواد المقلة فِي شدَّة بَيَاض الْجَسَد، وَلَا تكون الأدماء حوراء. وَقيل: الحَوَرُ أَن تسود الْعين كلهَا مثل الظباء وَالْبَقر، وَلَيْسَ فِي بني آدم حَوَرٌ، وَإِنَّمَا قيل للنِّسَاء حور الْعُيُون لِأَنَّهُنَّ شبهن بالظباء وَالْبَقر. وَقَالَ كرَاع: الْحور أَن يكون الْبيَاض محدقا بِالسَّوَادِ كُله، وَإِنَّمَا يكون هَذَا فِي الْبَقر والظباء ثمَّ يستعار للنَّاس، وَهَذَا إِنَّمَا حَكَاهُ أَبُو عبيد فِي البرج، غير انه لم يقل: إِنَّمَا يكون فِي الظباء وَالْبَقر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي مَا الْحور فِي الْعين.

وَقد حوِر حَوَرا واحوَرَّ، وَهُوَ أحوَرُ، وَامْرَأَة حَوراءُ، وَعين حوراء، وَالْجمع حُورٌ.

فَأَما قَوْله:

عيناءُ حوراءُ من العِينِ الحِير

فعلى الِاتِّبَاع لعين، والحوراء الْبَيْضَاء، لَا يقْصد بذلك حَوَر عينيها. والأعراب تسمي نسَاء الْأَمْصَار حواريات بياضهن وتباعدهن عَن قشف الأعرابيات بنظافتهن، قَالَ الفرزدق:

فقلتُ أَن الحوارياتِ مَعْطَبَةٌ ... إِذا تَفَتَّلْن من تحتِ الجلابيبِ

وَقَالَ آخر:

فَقل للحَواريَّاتِ يبكينَ غيْرَنَا ... وَلَا تَبْكِنا إِلَّا الكلابُ النوابحُ

والتحوير: التبييض.

والحَواريُّون: القَصَّارون لتبييضهم الثِّيَاب، وَبِه سمي أنصار عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام حواريين، لأَنهم كَانُوا قصارين، ثمَّ غلب حَتَّى صَار كل نَاصِر وكل حميم حواريَّا.

وَقَالَ بَعضهم: الحواريون صفوة الْأَنْبِيَاء الَّذين قد خلصوا لَهُم، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " الزبير ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي " وَقيل: كل مبالغ فِي نصْرَة آخر حواريٌّ. وَخص بَعضهم بِهِ أنصار الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَقَوله، أنْشدهُ أَبُو زيد: بَكِّى بعيِنكِ واكِفَ القَطْرِ ... ابنَ الحوارِي العالِيَ الذِّكْرِ

إِنَّمَا اراد، ابْن الْحوَاري، يَعْنِي بالحواري الزبير رَضِي الله عَنهُ، وعنى بِابْنِهِ عبد الله ابْن الزبير.

والاحوِرارُ: الابيضاض وقصعة مُحَّوَرة: مبيضة بالسنام، قَالَ:

يَا وَرْدُ إِنِّي سأموتُ مَرَّه

فمَن حليفُ الجَفنةِ المُحْوَرَّه

والحَوَرُ: خَشَبَة يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء.

والحُوَّاري: الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ لباب الدَّقِيق وأجوده وأخلصه، وَقد حور الدَّقِيق.

والأحْوَريُّ: الْأَبْيَض الناعم من أهل الْقرى، قَالَ عتيبة بن مرداس الْمَعْرُوف بِأبي فسوة:

تكُفُّ شَبا الأنيابِ مِنْهَا بمشفَرٍ ... خَريعٍ كسِبْتِ الأحوريِّ المُخَصَّرِ

والحَورُ: الْبَقر لبياضها، وَجمعه أحوار، أنْشد ثَعْلَب:

للهِ دَرُّ منازِلٍ ومنازلٍ ... إنَّا بُلين بهؤلا الأحوارِ

والحَوَرُ: الْجُلُود الْبيض الرقَاق، تعْمل مِنْهَا الأسفاط، وَقيل السلفة، وَقيل الْحور الْأَدِيم الْمَصْبُوغ بحمرة، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الْجُلُود الْحمر الَّتِي لَيست بقرظية. وَالْجمع أحوارٌ، وَقد حَوَّره.

وخُفّ مُحَوَّرٌ: بطانته بحَوَرِ.

والحُوَارُ والحِوَارُ، الْأَخِيرَة رَدِيئَة عِنْد يَعْقُوب، ولد النَّاقة من حِين يوضع إِلَى أَن يعظم. وَقيل: هُوَ حُوارٌ سَاعَة تضعه أمه خَاصَّة. وَالْجمع أحوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهمَا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وفَّقوا بَين فُعال وفِعال، كَمَا وفَّقوا بَين فُعال وفعيل، قَالَ: وَقد قَالُوا حُورَانٌ، وَله نَظِير، سمعنَا الْعَرَب تَقول زُقاق وزِقاق.

وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ بض الْعَرَب: اللَّهُمَّ أحر رباعنا، أَي اجْعَل رباعنا حيرانا.

وَقَوله:

أَلا تخافون يَوْمًا قد أظلَّكُمُ ... فِيهِ حُوَارٌ بأيدي الناسِ مَجرورُ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: هُوَ يَوْم مشئوم عَلَيْكُم، كشؤم حُوَارِ نَاقَة ثَمُود على ثَمُود.

والمِحْوَرُ: الحديدة الَّتِي تجمع بَين الخطاف والبكرة، وَهِي أَيْضا الْخَشَبَة الَّتِي تجمع المحالة، قَالَ الزّجاج: قَالَ بَعضهم: قيل لَهُ محور للدوران، لِأَنَّهُ يرجع إِلَى الْمَكَان الَّذِي زَالَ مِنْهُ. وَقيل: إِنَّمَا قيل لَهُ محور، لِأَنَّهُ بدورانه ينصقل حَتَّى يبيض.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

يَا مَيَّ مَالِي قَلِقَتْ مَحاوِري

وَصَارَ أشباهَ الفَغَى ضرائِري

يَقُول: اضْطَرَبَتْ عليَّ أموري، فكنى عَنْهَا بالمحاور.

والمِحورُ: الهَنَةُ الَّتِي يَدُور فِيهَا لِسَان الإبزيم فِي طرف المنطقة وَغَيرهَا.

والمِحوَرُ: الْخَشَبَة الَّتِي يبسط بهَا الْعَجِين.

وحَوَّر الخبزة: هيأها وأدارها ليضعها فِي الْملَّة.

وحوَّر عين الدَّابَّة: حجر حولهَا، وَذَلِكَ من دَاء يُصِيبهَا.

وحَوَّر عين الْبَعِير: ذَا أدَار حولهَا ميسما.

وانه لذُو حَوِيرٍ، أَي عَدَاوَة ومضادة، عَن كرَاع.

وَبَعض الْعَرَب يُسَمِّي النَّجْم الَّذِي يُقَال لَهُ المُشْتَرِي، الأحْوَرَ.

والحَوَرُ: أحد النُّجُوم الثَّلَاثَة الَّتِي تتبع بَنَات نعش، وَقيل هُوَ الثَّالِث من بَنَات نعش الْكُبْرَى، اللاصق بالنعش. والحارَةُ: الخُطُّ والناحية.

والمحارةُ: الصدفة، وَالْجمع محاور ومحار، قَالَ السيك بن السلكة:

كَأَن قوائمَ النَّحام لمَّا ... تَوَلَّى صُحْبتي أُصُلاً مَحَاُر

أَي كَأَنَّهَا صدف تمر على كل شَيْء.

والمَحارةُ: بَاطِن الحنك. والمَحارةُ: منسم الْبَعِير، كِلَاهُمَا عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي.

والحَوَرُ، بِفَتْح الْوَاو، عَن كرَاع: نبت، وَلم يحله.

وَمَا أصبتُ مِنْهُ حَوْراً وحَوَرْوَراً، أَي شَيْئا.

وحَوْرانُ: مَوضِع.

وحُوَّارونَ: مَدِينَة بِالشَّام، قَالَ الرَّاعِي:

ظَلِلْنا بحُوَّارينَ فِي مُشمَخرَّةٍ ... تَمُرّ سحابٌ تحتَنا وثلوجُ

وحَوْريتٌ: مَوضِع، قَالَ ابْن جني: دخلت على أبي عَليّ رَحمَه الله، فحين رَآنِي قَالَ: أَيْن أَنْت؟ أَنا أطلبك. قلت: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مَا تَقول فِي حَوْريتٍ؟ فخضنا فِيهِ فرأيناه خَارِجا عَن الْكتاب، وصانع أَبُو عَليّ عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ من لُغَة ابْني نزار، فَأَقل الحفل بِهِ لذَلِك. قَالَ: وَأقرب مَا ينْسب إِلَيْهِ أَن يكون فعليتا، لقُرْبه من فِعليتٍ، وفِعليتٌ مَوْجُود.
حور
: ( {الحَوْرُ: الرُّجُوعُ) عَن الشَّيْءِ وإِلَى الشَّيْءِ (} كالمَحَار {والمَحَارَةِ} والحُؤْورِ) ، بالضَّمّ فِي هاذه وَقد تُسَكَّن وَاوُهَا الأَولَى وتُحْذَف لسُكُونها وسُكُون الثَّانِيَةِ بَعْدَهَا فِي ضَرُورَة الشِّعْر، كَمَا قَالَ العَجَّاج:
فِي بِئْر لَا {حُورٍ سَرَى وَلَا شَعَرْ
بأَفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْح جَشَرْ
أَرَادَ: لَا} حُؤُورٍ.
وَفِي الحَدِيث (مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْر ولَيْسَ كَذالك {حَارَ عَلَيْه) ، أَي رَجَعَ إِليه مَا نَسَب إِليه. وكُلُّ شَيْءٍ تغَيَّرَ مِنْ حَال إِلَى حَالٍ فقد حَارَ} يَحْور {حَوْراً. قَالَ لَبيد:
وَمَا المَرءُ إِلاّ كالشِّهَاب وضَوْئه
} يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
(و) الحَوْرُ: (النُّقْصَانُ) بعد الزِّيَادة، لأَنَّه رُجُوعٌ مِنْ حَالٍ إِلى حالع.
(و) الحَوْرُ: (مَا تَحْتَ الكَوْرِ من العِمَامَة) . يُقَال: حارَ بعد مَا كَارَ، لأَنّه رُجوع عَن تَكْويرِهَا. وَمِنْه الحَديث: (نَعُوذُ بِاللَّه من الحَوْر بعد الكَوْر) مَعْنَاهُ (من) النّقصان بعد الزِّيادة. وَقيل مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا، وأَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا، مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا؛ وبَعْضُه يَقربُ من بعض. وكَذالك الحُورُ بالضّمّ، وَفِي رِوَايَة: (بعد الكَوْن) ، بالنُّون. قَالَ أَبو عُبَيْد: سُئل عاصمٌ عَن هاذا فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم: حَارَ بَعْدَ مَا كَانَ. يَقُول: إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَمِيلة فارَ عَنْ ذالك، أَي رَجَع، قَالَ الزَّجَّاج: وَقيل مَعْنَاه نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْر بعد الكَوْر) مَعْنَاهُ (من) النّقصان بعد الزِّيادة. وَقيل مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا، وأَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا، مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا؛ وبَعْضُه يَقربُ من بعض. وكَذالك الحُورُ بالضّمّ، وَفِي روايَة: (بعد الكَوْن) ، بالنُّون. قَالَ أَبو عُبَيْد: سُئل عاصمٌ عَن هاذا فَقَالَ: يلَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم: {حَارَ بَعْد مَا كَنَ. يَقُول: إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَميلة} فَحَارَ عَنْ ذالك، أَي رَجَع، قَالَ الزَّجَّاج: وَقيل مَعْنَاه نَعُوذ بِاللَّه من الرُّجُوع والخُروج عَن الجَمَاعَة بعد الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَنْ كُنَّا فِي الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَن كُنَّا فِي الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَنْ كُنَّا فِي الكَوْر، أَي فِي الجَمَاعَة. يُقَال كارَ عِمَامَتَه على رَأْسِه، إِذا لَفَّهَا.
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحَوْر:! التَّحَيُّر. و) الحَوْرُ: (القَعْرُ والعُمْقُ، و) من ذالك قولُهم (هُوَ بَعِيدُ الحَوْر) . أَي بَعِيد القَعْر، (أَي عَاقِلٌ) مُتَعَمِّق.
(و) الحُورُ (بالضَّمِّ. الهلاَكُ والنَّقْصُ) ، قَالَ سُبَيْع بنُ الخَطِيم يَمْدَح زَيد الفَوارسِ الضَّبّيّ:
واستَعْجَلُوا عَنْ خَفيف المَضْغ فازْدَرَدُوا
والذَّمُّ يَبْقَى وَزادُ القَومِ فِي {حُورِ
أَي فِي نَقْص وذَهَاب. يُريدُ: الأَكْلُ يذهَبُ والذّمُّ يَبْقَى:
(و) } الحُورُ: (جَمْعُ {أَحْوَرَ} وَحَوْراءَ) . يُقَال: رَجُل أَحْوَرُ، وامرأَةٌ {حَوْرَاءُ.
(و) الحَوَرُ، (بالتَّحْريك: أَنْ يَشْتَدَّ بَياضُ بَيَاضِ العَيْن وسَوادُ سَوَادِها وَتَسْتَديرَ حَدَقَتُهَا وتَرِقَّ جُفُونُها ويَبْيَضَّ مَا حَوَالَيْهَا، أَو) الحَوَر (: شدَّةُ بَيَاضِهَا و) شدَّةُ (سَوَادِهَا فِي) شدَّة (بَيَاض الجَسَد) ، وَلَا تَكُونُ الأَدْمَاءُ حَوْراءَ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: لَا تُءْعمَّى حَوْراءَ حَتَّى تكون مَعَ حَوَرِ عَيْنَيْهَا بَيْضَاءَ لَوْنِ الجَسَد. (أَو) الحَوَر: (اسْوِدَادُ العَيْنِ كُلِّهَا مثْلَ) أَعْيُن (الظِّبَاءِ) والبَقَر. (وَلَا يَكُون) الحَوَر بهاذا المَعْنَى (فِي بَنِي آدمَ) ؛ وإِنَّمَا قيل للنِّسَاءِ حُورُ العِين، لأَنَّهُنَّ شُبِّهن بالظِّباءِ والبقَر.
وَقَالَ كُرَاع: الحَوَرُ: أَن يَكُونَ البَيَاضُ مُحْدِقاً بالسَّوادِ كُلِّه، وإِنَّمَا يَكُون هاذَا فِي البَقَر والظِّبَاءِ، (بَلْ يُسْتَعَار لَهَا) ، أَي لبَي آدَمَ، وهاذا إِنَّمًّ حَكَاه أَبُو عُبيْد فِي البَرَجِ، غَيْر أَنّه لم يَقُل إِنَّمَا يَكُونُ فِي الظِّبَاءِ والبَقَر. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: لَا أَدرِي مَا الحَوَر فِي العَيْن. (وَقد} حَوِر) الرَّجل، (كفَرِحَ) ، {حَوَراً، (} واحْوَرَّ) {احْوِرَاراً: وَيُقَال:} احْوَرَّت عَيْنُه احْوِرَاراً.
(و) فِي الصّحاح: الحَوَر: (جُلُودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بهَا السِّلاَلُ) ، الواحدَة {حَوَرَةٌ. قَالَ العَجَّاج يَصف مَخَالِبَ البَازي:
بحَجَبَاتٍ يتَثَقَّبْنَ البُهَرْ
كأَنَّمَا يَمْزِقْن باللَّحْم الحَوَرْ
(ج} حُورانٌ) ، بالضَّمّ. (ومنْهُ) حديثُ كتَابه صلى الله عَلَيْهِ وسلملوَفْد هَمْدَانَ. (لَهُمْ من الصَّدَقة الثِّلْب والنَّابُ والفَصيل والفارضُ و (الكَبْشُ {- الحَوَريّ) ، قَالَ ابْنُ الأَثير: مَنْسُوب إِلَى الحَوَر، وَهِي جُلُود تُتَّخَذ من جُلُود الضَّأْن، وَقيل، هُوَ مَا دُبغَ من الجُلُود بغَيْر القَرَظ، وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ على أَصْلِه وَلم يُعَلَّ كَمَا أُعِلَّ نَابٌ.
(و) نَقَل شَيْخُنَا عَن مجمع الغرائب ومَنْبع العَجَائب للعَلاَّمَة الكَاشْغَريّ أَن المُرَادَ بالكَبْش الحَوَريّ هُنَا المَكْوِيّ كَيّةَ الحَوْرَاءِ، نِسْبَة عَلَى غَيْر قيَاس، وَقيل سُمِّيَت لبَيَاضهَا، وَقيل غَيْر ذالك.
(و) الحَوَر: (خَشَبَةٌ يُقَالُ لَهَا البَيْضَاءُ) ، لبَياضهَا ومَدَارُ هاذَا التَّرْكيب على مَعْنَى البَيَاض، كَمَا صَرَّح بِهِ الصَّاغَانيّ.
(و) الحَوَر: (الكَوْكَبُ الثَّالث من بَنَات نَعْشٍ الصُّغْرَى) اللاَّصق بالنَّعْش، (وشُرحَ فِي ق ود) فراجعْه فإِنَّه مَرَّ الكَلاَمُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى.
(و) الحَوَر: (الأَديمُ المَصْبُوغُ بحُمْرَة) . وَقيل: الحَوَر: الجُلودُ البيضُ الرِّقَاق تُعمَل مِنْهَا الأَسْفَاطُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفة: هِيَ الجُلُودُ الحُمْر الَّتِي لَيْسَت بقَرظيَّة، والجَمْع} أَحْوارٌ. وَقد {حَوَّرَه.
(وخُفٌّ} مُحَوَّرٌ) ، كمُعَظَّم (: بطَانَتُه منْه) ، أَي من الحَوَر. قَالَ الشَّاعِر:
فظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَه عَلَقٌ
كأَنَّمَا قُدَّ فِي أَثْوَابه الحَوَرُ
(و) الحَوَر: (البَقَرُ) لبَياضهَا، (ج {أَحْوارٌ) . كقَدَر وأَقْدَار، وأَنشد ثَعْلَب:
لله دَرُّ مَنَازل ومَنَازل
أَنَّى بُلين بهاؤُلاَ} الأَحوارِ
(و) الحَوَر: (نَبْتٌ) ، عَن كُراع، وَلم يُحَلِّه.
(و) الحَوَر: (شَيْءٌ يُتَّخَذُ منَ الرَّصَاص المُحْرَق تَطْلِى بِهِ المَرْأَةُ وَجْهَهضا) للزِّينَة.
( {والأَحْوَرُ: كَوْكَبٌ أَوْ هُوَ) النَّجْم الَّذي يُقَال لَه (المُشْتَرِي) .
(و) عَن أَبي عمْرِو: الأَحْوَرُ: (العَقْلُ) ، وَهُوَ مَجَازق. وَمَا يَعيشُ فُلانٌ} بأَحْوَرَ، أَي مَا يَعيشُ بعَقْل صَافٍ كالطَّرْف الأَحْوَرِ النّاصع البَيَاضِ والسَّوَاد. قَالَ هُدْبَةُ ونَسَبَه ابْن سِيدَه لابْن أَحْمَر:
وَمَا أَنْسَ مِلْأَشْيَاءٍ لَا أَنْسَ قَوْلَهَا
لجارَتِهَا مَا إِنْ يَعيشُ {بأَحْوَرَا
أَرادَ: مِنَ الأَشْيَاءِ.
(و) } الأَحْوَرُ: (ع باليَمَن) .
( {- والأَحْوَرِيّ: الأَبيضُ النَّاعِمُ) من أَهْلِ القُرَى. قَالَ عُتَيْبَةُ بن مِرداسٍ المَعروف بِابْن فَسوَة:
تَكُفُّ شَبَا الأَنْيَاب مِنْهَا بمِشْفَرٍ
خَرِيعٍ كسِبتِ} - الأَحْوَرِيّ المُخَضَّرِ
{والحَوَارِيَّات: نِسَاءُ الأَمْصَارِ) ، هكَذا تُسَمَّيهن الأَعرابُ، لبَيَاضهنّ وتَبَاعُدهِنّ عَنْ قَشَف الأَعْرَاب بنَظَافَتِهِنّ، قَالَ:
فقُلْتُ إِنَّ} الحَوَارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ
إِذَا تَفَتَّلْنَ من تَحْت الجَلابيبِ
يَعْنِي النِّسَاءَ.
والحَوَارِيَات منَ النِّسَاءِ: النَّقِيَّاتُ الأَلْوَانِ والجُلُودِ، لبَيَاضهنّ، وَمن هَذَا قيلَ لصَاحب {الحُوَّارَي} مُحَوِّر. وَقَالَ العَجَّاج:
بأَعْيُنٍ {مُحَوَّرَاتٍ} حُورِ
يَعْنِي الأَعْيُنَ النّقيّاتِ البَيَاضِ الشَّديدَاتِ سوَادِ الحَدَقِ.
وفسّر الزَّمَخْشَريَ فِي آل عمْرَان الحَوَارِيَّات بالحَضَرِيّاتِ. وَفِي الأَساس بالبِيض) وكلاَهُمَا مُتَقَاربَان، كَمَا لَا يَخْفَى، وَلَا تَعْريضَ فِي كَلَام المُصَنِّف والجَوْهَريّ، كَمَا زَعمه بَعْضُ الشُّيوخُ.
( {- والحَوَارِيُّ: النَّاصر) ، مُطْلَقاً، أَو المُبَالِغُ فِي النّصْرَة، والوَزير، والخَليل، والخَالصُ. كَمَا فِي التَّوْشيح، (أَو نَاصرُ الأَنْبِيَاءِ) ، عَلَيْهم السَّلام، هاكَذَا خَصَّه بَعضُهم.
(و) } - الحَوَارِيُّ: (القَصَّارُ) ، لتَحْويره، أَي لتَبْيِيضه.
(و) الحَوَارِيُّ: (الحَمِيمُ) والنَّاصحُ.
وَقَالَ بَعْضُهم: {الحَوَارِيُّون: صَفْوةُ الأَنْبيَاءِ الَّذين قد خَلَصُوا لَهُم.
وَقَالَ الزَّجّاج: الحَوَارِيُّون: خُلْصَانُ الأَنْبيَاءِ عَلَيْهم السَّلاام، وصَفْوَتُهُم. قَالَ: والدَّليلُ على ذالك قولُ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الزّبَيْر ابنُ عَمَّتي} - وحَواريَّ من أُمَّتي) أَي خَاصَّتي من أَصْحابي ونَاصري. قَالَ: وأَصْحَابُ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَوَارِيُّون. وتأْوِيلُ {الحوَارِيِّين فِي اللغَة: الَّذين أُخلِصُوا ونُقُّوا عَن كُلِّ عَيْب، وكذالك} الحُوَّاري من الدَّقيق سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يُنَقَّى من لُبَاب البُرِّ، قَالَ: وتأْويلُه فِي النَّاس: الَّذي قد رُوجِع فِي اخْتياره مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فوُجِد نَقيًّا من العُيُوب. قَالَ: وأَصْل {التَّحْوير فِي اللُّغَة. من} حَار {يَحُورُ، وَهُوَ الرُّجُوع.} والتَّحْوير: التَّرْجيع. قَالَ فهاذا تَأْويلُه، وَالله أعلَم.
وَفِي المُحْكَم: وَقيل لأَصْحاب عِيسَى عَلَيْه السَّلامُ: الحوارِيُّون، للبَيَاض، لِأَنَّهم كَانُوا قَصَّارِين.
والحَوَارِيُّ: البَياضُ، وهاذا أَصْل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الزُّبَيْر: ( {حوَارِيَّ منْ أُمَّتي) وهاذا كَانَ بدْأَه، لأَنَّهُم كَانُوا خُلصاءَ عيسَى عَلَيْه السَّلاَمُ وأَنْصَارَه؛ وإِنَّما سُمُّوا} حَوَارِيِّين لأَنَّهُم كانُوا يَغْسِلُون الثِّيابَ، أَي {يُحَوِّرُونَهَا، وَهُوَ التَّبْييضُ. وَمِنْه قَوْلُهم: امرأَةٌ} حَوارِيَّة، أَي بيْضَاءُ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عِيسَى عَلَيْه السَّلامُ نصَرَه هاؤُلاَءِ الحواريُّون وَكَانوا أَنْصاره دُون النَّاسِ؛ قِيل لِناصِر نَبِيِّه حَوَارِيُّ إِذا بالَغَ فِي نُصْرَته، تشْبِيهاً بأُولئاك.
ورَوَى شَمِرٌ أَنَّه قَالَ: الحَوَارِيُّ: النَّاصِحُ، وأَصلُه الشْيءُ الخالِصُ، وكُلُّ شَيْءٍ خَلَصَ لَوْنُه فَهُوَ حَوَارِيُّ.
(و) {الحُوَّارَي. (بضَمِّ الحَاءِ وشَدِّ الْوَاو وفَتْح الرَّاءِ: الدَّقِيقُ الأَبْيَضُ، وَهُوَ لُبَابُ الدَّقِيق) وأَجْودُه وأَخْلَصُه، وَهُوَ المَرْخُوف. (و) الحُوَّارَي: (كُلُّ مَا حُوِّرَ، أَي بُيِّضَ من طَعَامٍ) ، وَقد} حُوِّر الدِّقيقُ {وحَوَّرْتُه} فاحْوَرَّ، أَي ابْيَضَّ. وعَجينٌ {مُحَوَّر هُوَ الَّذِي مُسِحَ وَجْهُه بالمَاءِ حَتَّى صَفَا.
(} وحَوَّارُونَ بفَتْح الحَاءِ مُشَدَّدَةَ الوَاو: د) ، بالشَّام، قَالَ الرَّاعي:
ظَللْنَا {بحَوَّارِينَ فِي مَشْمَخِرَّةٍ
تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ
وَضَبطه السَّمْعَانيّ بضَمّ ففَتْح من غَيْر تَشْدِيد، وَقَالَ: مِنْ بلاَد البَحْرَين. قَالَ: والمَشْهُورُ بهَا زيَادُ حُوَارِينَ، لأَنَّه كَانَ افْتَتَحها، وَهُوَ زيَادُ ابْنُ عَمرو بن المُنْذِر بن عَصَر وأَخوهُ خِلاس بن عَمْرو، كَانَ (فَقِيها) مِنْ أَصحابِ عَلَيّ، رَضي الله عَنهُ.
(} والحَوْرَاءُ: الكَيَّةُ المُدَوَّرَةُ) ، مِنْ حَارَ يَحُور، إِذَا رَجَع. وحَوَّرَه كَوَاه فَأَدَرَاها؛ وإِنَّمَا سُميَت الكَيَّةُ {بالحوْرَاءِ لأَنَّ مَوْضِعَهَا يَبْيَضّ. وَفِي الْعديث (أَنَّه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتِقه} حَوْرَاءَ) . وَفِي حَديثٍ آخَرَ (أَنَّه لما أُخبِرَ بقَتْل أَبي جَهح قَالَ: إِنَّ عَهْدِي بِهِ وَفِي رُكْبَتَيْه حَوْرَاءُ فانْظُرُوا ذالك. فَنَظَروا فرأَوْهُ) ، يَعْنِي أَث كَيَّة كُوِيَ بهَا.
(و) ! الحَوْرَاءُ: (ع قُرْبَ المَدينَة) المُشَرَّفَة، على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاة والسَّلام، (وَهُوَ مَرْفَأُ سُفُنِ مِصْر) قَدِيماً، ومَمَرُّ حاجِّها الآنَ، وَقد ذَكَرها أَصْحابُ الرِّحَل. (و) الحَوْرَاءُ: (مَاءٌ لِبَنِي نَبْهَانَ) ، مُرُّ الطَّعْم.
(وأَبُو الحَوْرَاءِ) : رَبيعَةُ بنُ شَيبانَ السَّعْديّ (رَاوِي حَديثِ القُنُوت) عَن الحَسَن بْن عَليّ، قَالَ (عَلَّمَني أَبي أَو جَدِّي رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَن أَقولُ فِي قُنوت الْوتْر: اللَّهُمَّ اهْدِني فِيمَن هَدَيْتَ، وَعَافنِي فيمَنْ عافَيْتَ، وتَوَلَّني فيمَنْ تَولَّيت، وباركْ لي فِيمَا أَعطيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْت، إِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك، إِنّه لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت، تَبارَكْتَ وتَعَالَيْت) . قلت: وَهُوَ حَديث مَحْفُوظ من حَديث أبي إسحاقَ السَّبيعيّ، عَن بُريَد بن أَبي مرْيمَ، عَن أَبي الحَوْرَاءِ، حَسَنٌ من رِوايَة حَمْزَة بْن حَبِيبٍ الزَّيّات، عَنهُ. وَهُوَ (فَرْدٌ) .
كتاب ( {والمَحَارَةُ: المَكَانُ الَّذي يَحُور أَو} يُحَارُ فِيه. و) {المَحَارَةُ: (جَوْفُ الأُذُنِ) الظَّاهرُ المُتَقَعِّرُ، وَهُوَ مَا حَوْلَ الصِّمَاخ المُتَّسع، وَقيل:} مَحَارَةُ الأُذُن: صَدَفَتُهَا، وَقيل: هِيَ مَا أَحَاطَ بسُمُوم الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَيْهما.
(و) المحَارَة: (مَرْجِعُ الكَتفِ) : وَقيل: هِيَ النُّقْرة الَّتي فِي كَعُبْرَةِ الكتِفِ.
(و) {المَحَارَةُ: (الصَّدَفَةُ ونحْوا مِن العَظْم) ، والجمْع مَحَارٌ. قَالَ السُّليْكُ:
كَأَنَّ قَوائمَ النَّحَّامِ لَمَّا
تَوَلَّى صُحْبَتي أُصُلاً} مَحَارُ
أَي كأَنَّهَا صَدَفٌ تَمُرّ على كُلِّ شيْءٍ.
وَفِي حديثِ ابْن سِيرينَ فِي غُسْل المَيت: (يُؤْخَذ شَيْءٌ من سِدْر فيُجْعَل فِي مَحَارَةٍ أَو سُكُرُّجة) .
قَالَ ابنُ الأَثير: المَحَارَةُ والحائر: الّذي يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ. وأَصْلُ المَحَارَةِ الصَّدَفةُ، والمِيم زائدَة.
قُلتُ: وذَكَره الأَزهَري فِي مَحر، وسيأْتي الكَلاَمُ عَلَيْهِ هُنالك إِن شاءَ الله تَعَالَى. (و) المَحَارَةُ: (شِبْهُ الهَوْدَج) ، والعَامَّة يُشَدِّدُون، ويُجْمَع بالأَلف والتاءِ.
(و) المَحَارَةُ: مَنْسِمُ البَعِير، وَهُوَ (مَا بَيْنَ النَّسْر إِلَى السُّنْبُك) ، عَن أَبي العَمَيْئَل الأَعْرَابيّ.
(و) المَحَارَةُ: (الخُطُّ، والنَّاحيَةُ) .
( {والاحْوِرَارُ: الابْيِضَاضُ) ،} واحْوَرَّتِ المَحَاجِرُ: ابيَضَّت.
(و) أَبُو العَبَّاس (أَحْمَدُ) بْنُ عَبْدِ اللهاِ (بن أَبي {الحَوَارَى) ، الدِّمَشْقِيّ، (كسَكَارَى) ، أَي بِالْفَتْح، هاكذا ضَبطه بعضُ الحُفَّاظ. وَقَالَ الحافِظُ ابْن حَجَر: هُوَ كالحَوَارِيّ واحِدِ الحَوَارِيِّين على الأَصحّ، يرْوِي عَن وكِيعِ بنِ الجرَّاح الكُتُب، وصَحِب أَبَا سُلَيْمَان الدّارانِيّ وحَفِظ عَنهُ الرَّقائِق، ورَوَى عَنهُ أَبُو زُرْعة وأَبُو حاتِم الرَّازِيّانِ، وذكَره يَحْيى بنُ مُعِين فَقَالَ: أَهلُ الشَّامِ يُمْطَرُون بِهِ، تُوفِّي سنة 246. (وكسُمَّانَى) أبي بضَمِّ السِّين وتَشْديد الْمِيم، كَمَا ادَّعَى بعضٌ أَنَّه رَآهُ كذالك بخَطِّ المُصَنِّف هُنَا، وَفِي (خَرَط) ، قَالَ شَيْخُنَا: ويُنَافيه أَنَّه وَزَنَه فِي (س م ن) بحُبَارَى، وَهُوَ المَعْرُوفُ، فتَأَمَّل، (أَبُو القَاسم الحُوَّارَى، الزَّاهِدَان، م) ، أَي مَعروفن. وَيُقَال فيهمَا بالتَّخْفِيف والضَّمِّ، فَلَا فائدَة فِي التَّكْرار والتَّنَوُّع، قالَه شَيْخُنَا.
قلْت: مَا نَقَلَه شَيْخُنَا من التَّخْفِيف والضَّمِّ فيهمَا، فَلم أَرَ أَحَداً من الأَئِمَّة تَعرَّضَ لَه، وإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الأَوَّل، فمِنْهُم مَنْ ضَبَطه كسُكَارَى، وعَلى الأَصَحِّ أَنه على وَاحِد الحَوَارِيِّين، كَمَا تَقَدَّم قَريباً. وأَمَّا الثَّاني فبالاتّفَاق بضَمِّ الحَاءِ وتَشْديد الوَاو، فَلم يَتَنَوَّع المُصَنِّف، كَمَا زَعَمَه شَيْخُنا، فتَأَمَّلْ.
(} والحُوَارُ، بالضَّمِّ، وقَدْ يُكْسَر) ، الأَخيرَة رَديئة عِنْد يَعْقُوب: (وَلَدُ النَّاقَة سَاعَةَ تَضَعُه) أُمُّه خَاصَّةً. (أَو) مِنْ حِين يُوضَع (إِلَى أَنْ) يُفْطَم و (يُفْصَلَ عَنْ أُمِّه) فإِذا فُصِلَ عَن أُمّه فَهُوَ فَصِيل. (ج {أَحْوِرَةٌ} وحِيرَانٌ) ، فيهمَا. قَالَ سيبَوَيْه: وَفَّقُوا بَين فُعَالٍ وفِعَال كَمَا وَفَّقُوا بَيْنَ فُعَال وفَعِيل. قَالَ: (و) قد قَالُوا ( {حُورَانٌ) ، وَله نَظيرٌ، سَمِعْنا العَرَبَ تَقُولُ: رُقَاقٌ ورِقَاقٌ، والأُنْثَى بالهاءِ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَفِي التَّهْذيب: ا} لحُوَارُ: الفَصيل أَوَّلَ مَا يُنْتَج. وَقَالَ بعضُ العَرَب: اللهُمَّ {أَحِرْ رِبَاعَنَا. أَي اجْعَلْ رِبَاعَنَا} حِيرَاناً. وقولُه:
أَلاَ تَخَافُونَ يَوْماً قَدْ أَظَلَّكُمُ
فِيهِ {حُوَارٌ بأَيْدي النَّاس مَجْرُورُ
فَسَّره ابنُ الأَعْرابيّ فَقَالَ: هُوَ يَوْمٌ مشؤومٌ عَلَيْكُم كشُؤْم حُوارِ نَاقَةِ ثَمُودَ على ثَمودَ.
وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَريّ فِي الأَسَاس:
مَسِيخٌ مَليخٌ كلَحْم الحُوَارِ
فَلَا أَنْتَ حُلْوٌ وَلَا أَنْتَ مُرّ
(} والمُحَاوَرَةُ، {والمَحْوَرَةُ) ، بفَتْح فسُكون فِي الثَّاني. وهاذه عَن اللَّيْث وأَنْشَد:
بحَاجَةِ ذِي بَثَ} وَمَحْوَرَة لهُ
كَفَى رَجْعُهَا من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ
(والمَحُورَةُ) ، بضَمِّ الحَاءِ، كالمَشُورة من المُشَاوَرَةِ: (الجَوَابُ، {} كالحَوِير) ، كأَمِير، ( {والحِوَار) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَر،} والحِيرَةُ) ، بالكَسْر، ( {والحُوَيْرَة) ، بالتَّصْغِير.
يُقَال: كَلَّمْتُه فَمَا رَجَعَ إِلَيّ} حَوَاراً {وحِوَاراً} ومُحاوَرَةً {وحَوِيراً} ومَحُورَةً، أَي جَواباً. الاسْمُ من {المُحَاوَرَة} الحَوِيرُ، تَقول: سَمعْتُ حَوِبرَهما وحِوَارَهُمَا. وَفِي حَديث سَطيح (فَلَمْ {يُحِرْ جَوَاباً) ، أَي لم يَرْجع وَلم يَرُدَّ. وَمَا جاءَتْني عَنهُ} مَحُورَةٌ، بضَمّ الحَاءِ، أَي مَا رَجَعَ إِلَيَّ عَنهُ خَبَرٌ. وإِنه لضَعِيفُ {الحِوَار، أَي} المُحَاوَرَة. (و) {المُحَاوَرَةُ: المُجَاوَبَةَ و (مُرَاجَعَةُ النُّطْق) والكَلاَم فِي المُخَاطَبَة، وَقد} حَاورَه، (وَ {تَحَاوَرُوا: تَرَاجَعُوا الكَلاَمَ بَيْنَهُم) ، وهم يَترَاوَحُونَ} ويَتَحَاوَرُونَ.
( {والمِحْوَر، كمِنْبَر: الحَدِيدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ الخُطَّافِ والبَكَرَةِ) .
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ العُودُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْه البَكَرَة، وَرُبمَا كَانَ مِنْ حَدِيد، (و) هُوَ أَيضاً (خَشَبَةٌ تَجْمَع المَحَالَة) .
قَالَ الزَّجّاج: قَالَ بَعْضُهم: قِيل لَهُ} مِحْوَر للدَّوَرَانِ، لأَنَّه يَرْجِعُ إِلَى المَكَان الّذِي زَالَ عَنْهُ، وَقيل إِنَّمَا قيل لَهُ مِحْوَر لأَنَّه بدَوَرَانِه يَنْصَقِل حَتَّى يَبْيضَّ.
(و) {المِحْوَر: (هَنَةٌ) وَهِي حَديدة (يَدُورُ فِيهَا لِسَانُ الإِبْزِيمِ فِي طَرَفه المِنْطَقَةِ وغَيْرِهَا) .
(و) المِحْوَرُ: (المِكْوَاةُ) ، وَهِي الحَدِيدَةُ يُكْوَى بِهَا.
(و) المِحْوَرُ: عُودُ الخَبَّازِ. و (خَشَبَةٌ يُبْسَطُ بِهَا العَجِينُ) } يُحَوَّر بهَا الخُبْزُ تَحْوِيراً.
( {وحَوَّرَ الخُبْزَةَ) } تَحوِيراً: (هَيَّأَهَا وَأَدَارَهَا) بالمِحْوَر (ليَضَعَها فِي المَلَّةِ) ، سُمِّيَ {مِحْوَراً لدَوَرَانِه على العَجِين، تَشْبِيهاً} بمِحْوَر البَكَرة واستِدَارته، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) {حَوَّرَ (عَيْنَ البَعيرِ) تَحْوِيراً: (أَدَارَ حَوْلَهَا مِيسَماً) وحَجَّرَه بَكيَ، وذالك من دَاءٍ يُصِيبُها، وتِلْك الكَيَّةُ} الحَوْرَاءُ.
( {والحَوِيرُ) ، كأَمِير: (العَداوَةُ والمُضَارَّةُ) ، هاكذا بالرَّاءِ، وَالصَّوَاب المُضَادَّة، بالدَّال، عَن كُرَاع.
(و) يُقَال: (مَا أَصَبْتُ) مِنْهُ (} حَوْراً) ، بفَتْح فَسُكُون، وَفِي بعض النُّسخ بالتَّحْرِيك ( {وحَورْوَراً) ، كسَفَرْجَل، أَي (شَيْئاً) .
(} وحَوْرِيتُ) ، بالفَتْح: (ع) ، قَالَ ابنُ جِنِّي: دَخَلْتُ على أَبي عَلِيَ. فحِينَ رآنِي قَالَ: أَينَ أَنْتَ؟ أَنَا أَطلُبك، قلْت: وَمَا هُو؟ قَالَ: مَا تَقُول فِي {حَوْرِيت، فخُضْنا فِيه فرأَيناهُ خَارِجاً عَن الكِتَاب، وصانَعَ أَبُو عَليَ عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ من لُغَة ابنَيْ نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْل بِه لِذالِك، قَالَ: وأَقرب مَا يُنْسَب أَلَيْه أَن يَكُون فَعْلِيتاً لقُرْبِه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موْجودٌ.
(} والحَائِر: المَهْزُولُ) كأَنَّه من {الحَوْر، وَهُوَ التَّغَيُّر من حالٍ إِلى حالٍ، والنُّقصان.
(و) } الحائِرِ: (الوَدَكُ) ، وَمِنْه قَوْلهم: مَرَقَة {مُتَحَيِّرة، إِذا كَانَت كَثِيرَةَ الإِهالَة والــدَّسَمِ، وعَلى هاذا ذِكْرُه فِي اليائِيِّ أَنْسَبُ كالَّذِي بَعْده.
(و) الحائِرُ: (ع) بالعِرَاقِ (فِيهِ مَشْهَدُ) الإِمام المَظْلُومِ الشَّهِيدِ أَبِي عَبْدِ الله (الحُسَيْن) بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم؛ سُمِّيَ} لتَحَيُّرِ الماءِ فِيهِ. (وَمِنْه نَصْرُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ) الكُوفِيّ، سَمِعَ أَبَا الحَسَن بنَ غِيَرَةَ. (و) الإِمَامُ النَّسَّابَة (عَبْدُ الحَمِيد بْنُ) الشِّيخ النَّسَّابة جَلالِ الدّين (فَخَّار) بن مَعَدّ بن الشريف النّسَّابة شمْس الدّين فَخّار بْنِ أَحْمَد بْنِ محمّد أبي الغَنَائِم بن مُحَمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَيْن بن مُحَمَّد الحُسَيْنِيّ المُوسَويّ، ( {الحائِرِيانِ) وَوَلَدُ الأَخِيرِ هاذا عَلَمُ الدِّينِ عَلَيّ ابنُ عَبْد الحَمِيد الرَّضِيّ المُرْتَضَى النَّسَّابَة إِمَامُ النَّسَب فِي العِراق، كَانَ مُقِيماً بالمَشْهَد. وَمَات بهَرَاةِ خُرَاسَان، وَهُوَ عُمْدَتُنا فِي فَنِّ النَّسَب، وأَسانِيدُنا مُتَّصِلَة إِليه. قَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: وَالثَّانِي من مَشْيَخَة أَبي العَلاءِ الفَرَضِيّ. قَالَ: وممَّن يَنْتَسِب إِلى الحَائِرِ الشّريفُ أَبُو الغَنَائِم مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الفَتْح العَلَوِيّ} - الحائِرِيّ، ذَكَرَه مَنْصُورٌ.
( {والحائرةُ: الشَّاةُ والمَرْأَةُ لَا تَشِبَّانِ أَبَداً) ، من} الحَوْرِ بِمَعْنَى النُّقْصَانِ والتَّغَيّرِ مِنْ حالٍ إِلى حَال.
(و) يُقَال: (مَا هُو إِلاَّ! حائِرَةٌ مِنَ {الحَوَائِر، أَي) مَهْزُولَةٌ (لَا خَيْرَ فِيهِ. و) عَن ابْن هَانِىءٍ: يُقَالُ عِنْد تَأْكِيدِ المَرْزِئَة عليهِ بِقِلَّةِ النَّمَاءِ: (مَا} يَحُورُ) فلانٌ (وَما يَبُورُ) ، أَي (مَا يَنْمُو وَما يَزْكُو) ، وأَصْلُه من {الحَوْر وَهُوَ الهَلاَكُ والفَسَادُ والنَّقصُ.
(و) } الحَوْرَةُ: الرُّجُوعُ.
و ( {حَوْرَةُ: ة بَيْن الرَّقَّة وبَالِسَ، مِنْهَا صَالِحٌ} - الحَوْرِيُّ) ، حَدَّثَ عَن أَبِي المُهَاجِر سَالِم ابنِ عَبْدِ الله الكِلابِيّ الرَّقِّيّ. وَعنهُ عَمْرو بن عُثمَانَ الكِلابِيّ الرَّقِّيّ. ذَكَره مُحَمَّدُ بنُ سعِيدٍ الحَرَّانِيّ فِي تَارِيخ الرّقّة.
(و) {حَوْرَةُ: (وَادٍ بالقَبَلِيَّة) .
(} - وحَوْرِيُّ) ، بكَسْرِ الرّاءِ، هاكذا هُوَ مَضْبوطٌ عِنْدَنَا وضَبَطه بَعضُهم كسَكْرَى: (: ة من دُجَيْلٍ، مِنْهَا الحَسَن ابْنُ مُسْلِم) الفَارِسيّ {- الحَوْرِيّ، كَانَ من قَرْية الفارِسِيَّة، ثمَّ من جَوْرِيّ، رَوَى عَن أَبي البَدْر الكَرْخِيّ، (وسُلَيْمُ بْنُ عِيسَى، الزَّاهِدَانِ) ، الأَخير صاحِب كَرامَات، صَحِب أَبا الحَسَن القَزْوِينِيّ وحَكَى عَنْه.
قلت: وفَاتَه عبدُ الكَريم بن أَبِي عَبْد الله بْنِ مُسْلم الحَوْرِيُّ الفارِسيُّ، من هاذه القَرْية، قَالَ ابنُ نُقْطَة. سَمِع مَعِي الكَثِيرِ.
(} وحَوْرَانُ) ، بالفَتْح: (كُورَةٌ) عَظِيمَة (بِدِمَشْقَ) ، وقَصَبتُها بُصْرَى. وَمِنْهَا تُحَصَّلُ غَلاَّتُ أَهْلِهَا وطَعَامُهُم. وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا إِبراهِيمُ بنُ أَيُّوبَ الشَّامِيّ. وأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بن حُمَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وغَيْرُهما.
(و) {حَوْرَانُ: (مَاءٌ بِنَجْدٍ) ، بَيْنَ اليَمَامَةِ وَمَكَّةَ.
(و) حَوْرَانُ (: ع بِبَادِيَةِ السَّمَاوَةِ) ، قَرِيبٌ مِن هِيتَ: وَهُوَ خَرابٌ.
(} والحَوْرَانُ) ، بالفَتْح: (جِلْدُ الفِيلِ) . وباطِنُ جِلْدِه. الحِرْصِيَانُ، كِلاهُمَا عَن ابْن الأَعرابِيّ.
(وعَبْدُ الرَّحْمان بْنُ شَمَاسَةَ بْنِ ذِئْبِ بْنِ! أَحْوَرَ: تَابِعِيٌّ) ، من بَنِي مَهْرَةَ، رَوَى عَن زَيْدِ بْنِ ثَابِت وعُقْبَةَ ابنِ عَامر، وعِدادُه فِي أَهْل مِصْر، روى عَنْه يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيب.
(و) من أَمْثَالِهِم: (فُلاَنٌ ( {حُورٌ فِي} مَحَارَةَ)) ، {حَور (بالضَّمِّ والفَتْحِ) أَي (نُقْصَانٌ فِي نُقْصان) ورُجُوع، (مَثَلٌ) يُضْرَب (لمَنْ هُو فِي إِدْبَار) .} والمَحَارَة {كالحُورِ: النُّقْصان والرُّجُوع، (أَو لِمنْ لاَ يَصْلُح) . قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: فُلانٌ} حَوْرٌ فِي {محارَة. هاكذا سمِعْتُه بفَتْح الحاءِ. يُضرَب مَثَلاً للشَّيْءِ الَّذِي لَا يصْلَح، (أَو لمَنْ كَانَ صَالِحاً ففَسَدَ) ، هاذا آخِر كَلامِه.
(} وحُورُ بْنُ خَارِجة، بالضَّمّ) : رجُل (مِنْ طَيِّى) .
(و) قولم (طَحَنَتْ) الطَّاحِنَةُ (فَمَا {أَحَارَتْ شَيْئاً، أَي مَا رَدَّتْ شَيْئاً مِنَ الدَّقِيقِ، والاسْمُ مِنْهُ} الحُورُ أَيْضاً) ، أَي بالضَّمِّ، وَهُوَ أَيْضاً الهَلَكَة. قَالَ الرَّاجِزُ:
فِي بِئْرِ لَا {حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ
قَالَ أَبُو عُبَيْدة: أَي فِي بِئْرِ} حُورٍ و (لَا) زِيادةٌ.
(و) من المَجازِ: (قَلِقَتْ {محَاوِرُه) أَي (اضْطَرب أَمْرُه) . وَفِي الأَساسِ. اضْطَرَبَت أَحوَالُه. وأَنشد ثَعْلَب.
يَا مَيُّ مَالِي قَلِقَتْ} - مَحَاوِرِي
وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي
أَي اضْطَرَبَتْ عَلَيَّ أُمُورِي، فكَنَى عَنْهَا بالمَحَاوِر. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: استُعِير من حَالِ (مِحْور) البَكَرَة إِذَا املاَسَّ، واتَّسَع الخَرْقُ فاضْطَرَبَ.
(وعَقْرَبُ {الحِيرَانِ: عَقْرَبُ الشِّتَاءِ، لأَنَّهَا تَضُرُّ} بالحُوَارِ) ولَدِ النَّاقَةِ، {فالحِيْرانُ إِذاً جَمْعُ} حُوَارٍ.
(و) فِي التَّهْذِيب فِي الخُمَاسِيّ: ( {الحَوَرْوَرَةُ: المَرْأَةُ البَيْضَاءُ) ، قَالَ: وَهُوَ ثلاثيُّ الأَصْلِ أُلحِقَ بالخُمَاسِي لتَكْرَارِ بعْضِ حُرُوفِها.
(} وأَحَارَتِ النَّاقَةُ: صارتْ ذَاتَ {حُوَارٍ) ، وَهُوَ وَلَدُها سَاعَةَ تَضَعُه.
(وَمَا} أَحَارَ) إِلَيَّ (جَوَاباً: مَا رَدَّ) ، وَكَذَا مَا {أَحَارَ بكَلِمَة.
(} وحَوَّرَهُ {تَحْويِراً: رَجَعَه) . عَن الزّجَّاج.} وحَوَّرَه أَيضاً: بَيَّضَه. {وحَوَّرَهُ. دَوَّرَه، وَقد تَقَدَّم.
(و) } حَوَّرَ (الله فُلاَناً: خَيَّبَه) ورَجَعَه إِلى النَّقص.
( {واحوَرَّ) الجِسْمُ (} احْوِرَاراً: ابْيَضَّ) وكذالك الخُبْزُ وغَيْرُه.
(و) {احوَرَّتْ (عيْنُه: صارَتْ} حَورَاءَ) بيِّنَةَ {الحَوَرِ: وَلم يَدْرِ الأَصمَعِيُّ مَا الحَوَر فِي العَيْن، كَمَا تقدَّم:
(والجَفْنَةُ} المُحْوَرَّةُ: المُبْيَضَّةُ بالسَّنَامِ) . قَالَ أَبو المُهَوّش الأَسَدِيّ:
يَا وَرْدُ إِنّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ
فمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ {المُحْوَرَّهْ
يَعْنِي المُبْيَضَّةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَوَرْدُ تَرْخِيمُ وَرْدَةَ، وَهِي امرأَتُه، وَكَانَت تَنْهَاه عَن إِضاعَةِ مَاله ونَحْرِ إِبلِه.
(} واسْتَحَارَهُ: اسْتَنْطَقَه) . قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: اسْتَحَارَ الدَّارَ: استَنْطَقَهَا، من {الحَوْرِ الّذي هُوَ الرُّجُوع.
(وقَاعُ} المُسْتَحِيرَة: د) ، قَالَ مالِك ابنُ خَالِدٍ الخُنَاعِيُّ:
ويَمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ إِنَّني
بأَنْ يَتَلاَحَوْا آخِرَ اليَوْمِ آرِبُ
وَقد أَعاده المُصَنِّف فِي اليائِيّ أَيْضاً، وهُمَا واحِدٌ.
( {والتَّحَاوُرُ: التَّجَاوُبُ) ، وَلَو أَوْرَدَه عِنْد قَوْله:} وتَحَاوَرُوا: تَرَاجَعُوا، كَانَ أَلْيَقَ، كَمَا لَا يَخْفَى.
(وإِنَّه فِي {حُورٍ وبُورٍ، بضَمِّهمَا) ، أَي (فِي غَيْرِ صَنْعَة ولاَ إِتَاوَة) ، هاكَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي اللِّسَان وَلَا إِجادَة، بدل إِتَاوَة، (أَوْ فِي ضَلاَل) ، مأْخُوذٌ من النَّقْصِ والرُّجُوع.
(} وحُرْتُ الثَّوْبَ) {أَحُورَه} حَوْراً: (غَسَلْتُه وبَيَّضْتُه) ، فَهُوَ ثَوْب {مَحُورٌ، والمعروفُ} التَّحْوِيرُ، كَمَا تقدَّم.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{حارَتِ الغُصَّة تَحُور حَوْراً: انحدَرَت كأَنَّها رَجَعت من مَوْضِعها، وأَحارَها صَاحِبُها. قَالَ جَرِير:
ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ وَاهِصةِ الخُصَى
يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لَا} يُحِيرُها
وأَنشد الأَزهَرِيّ:
وتِلْكَ لعمْرِي غُصَّةٌ لَا {أُحِيرُها
والباطِل فِي حُور: أَي (فِي) نَقْص ورُجُوع. وذَهَب فُلانٌ فِي} الحَوَارِ والبَوَارِ (مَنْصُوبًا الأوَّل. وَذهب فِي {الحُورِ والبُور) أَي فِي النُّقْصَانِ والفَسادِ. ورَجُلٌ} حَائِرٌ بائِر. وَقد {حَارَ وبَارَ.} والحُورُ: الهَلاكُ. ( {والحَوَار} والحِوَار {والحَوْر) الجَوَابُ. وَمِنْه حَدِيثُ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (يَرْجِع إِلَيْكُمَا ابْنَاكُما} بحَوْرِ مَا بَعَثْتُمَا بِه) أَي بِجَواب ذالِك.
{والحِوَارُ} والحَوِيرُ: خُرُوجُ القِدْح مِنَ النَّارِ. قَالَ الشَّاعِرِ:
وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ {حَواَرهُ
على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
ويُرْوَى} حَوِيرَه، أَي نَظَرْتُ الفَلَجَ والفَوْزَ.
وَحكى ثَلب: اقْضِ {مَحُورَتَك، أَي الأَمرَ الّذي أَنتَ فِيهِ.
} والحَوْرَاءُ: البَيْضَاءُ، لَا يُقْصَد بذالك حَوَرُ عَيْنِها.
{والمُحَوِّر: صاحِبُ} الحُوَّارَى.
{ومُحْوَرُّ القِدْرِ: بَياضُ زَبَدِها. قَالَ الكُمَيْت:
ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخ طَاهِياً
عَجِلْتُ إِلى} مُحْوَرِّها حِين غَرْغَرَا والمَرْضُوفَةُ: القِدْر الَّتِي أُنْضِجَت بالحِجَارَةِ المُحْمَاةِ بالنَّارِ. وَلم تُؤْنِ: لم تَحْبِس.
{وحَوَّرْت خَواصِرَ الإِبِل، وَهُوَ أَن يَأْخُذَ خِثْيَها فيَضْرِب بِهِ خَواصِرَها. وفلانُ سَرِيعُ} الإِحارةِ، أَي سَرِيعُ اللَّقْم، {والإِحارَةُ فِي الأَصْل: رَدُّ الجَوابِ، قَالَه المَيْدَانِيّ.
} والمَحَارَةُ: مَا تَحْتَ الإِطار. والمَحارَةُ: الحَنَكُ، وَمَا خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ. وَقَالَ أَبو العمَيْثَل: باطِنُ الحَنكِ. والمَحَارَةُ: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخَياشِيم. والمَحَارَةُ: قْرَ الوَرِكِ. والمَحَارَتانِ رَأْسَا الوَرِكِ المُسْتَدِيرَانِ اللَّذانِ يَدُورُ فيهمَا رُءُوس الفَخِذَين.
{والمَحَارُ، بِغَيْر هاءٍ، من الإِنْسَان: الحَنَكُ. وَمن الدَّابَّة: حَيْث يُحَنِّك البَيْطَارُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: مَحَارَةُ الفَرِس أَعْلَى فَمِه مِنْ بَاطِنٍ.
} وأَحرت الْبَعِير نَحرته وهاذَا من الأَساسِ.
{وحَوْرانُ اسمُ امرأَةٍ: قَالَ الشَّاعر:
إِذَا سَلَكَت} حَوْرَانُ من رَمْل عالِج
فَقُولاَ لَهَا لَيْسَ الطرِيقُ كَذالِكِ
وحَوْرَان: لَقبُ بَعْضِهم. {وحُورٌ. بالضَّمّ لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ الخَلِيل، رَوَى عَن الأَصْمَعِيّ. ولقَبُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ المُغَلّس. وحُورُ بنُ أَسْلَم فِي أَجدادِ يَحْيَى بْنِ عَطَاءٍ المِصْرِيّ الحَافِظ.
وَعَن ابْن شُمَيْل: يَقُولُ الرَّجُل لِصَاحِبِه: واللَّهِ مَا تَحُور وَلَا تَحُولُ، أَي مَا تَزْدَاد خَيْراً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ عَن ابْنِ الأَعرابِيّ مِثْلَه.
} وحُوَار (كغُرَاب) : صُقْع بهَجَرَ. وكُرمّان: جُبَيل.
وعبدُ القُدُّوس بن! - الحَوَارِيّ الأَزدِيّ من أَهْلِ البَصْرة يَرْوِي عَن يُونُسَ بنِ عُبَيْد. رَوَى عَنهُ العِرَاقِيُّون، {- وحَوارِيّ بنُ زِيادٍ تابِعِيّ.
} وحور: مَوضِع بالحجاز. وماءٌ لقُضاعةَ بالشَّام.
{- والحَوَاريّ بنُ حِطّان بن المُعَلَّى التَّنُوخِيّ: أَبو قَبِيلة بمعَرَّة النُّعمانِ من رِجال الدَّهْر. وَمن وَلده أَبُو بِشْر} - الحَوَاري بنُ محمّدِ بنِ علِيّ بنِ مُحَمد بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمدَ بنِ الحَوَارِيّ التَّنُوخِيُّ عَمِيدُ المَعَرَّة. ذكره ابْن العَدِيم فِي تَارِيخ حلَب.
(حور) : المَحارَةُ ما بينَ النَّسْرِ إلى السُنْبُكِ.
(حور) : الحِوارُ: الحُوارُ، ويقال: حِوارَةٌ وحُوارَةٌ، كما يُقال: فَصِيلٌ وفَصِيَلةٌ. 
(ح و ر) : (الْحَوَرُ) نَوْعٌ مِنْ الشَّجَرِ وَأَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَ الذِّئْبَ حَوَرًا وَهُوَ بِفَتْحَتَيْنِ بِدَلِيلِ قَوْلِ الرَّاعِي أَنْشَدَهُ صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ
كَالْحَوَرِ سَيْرًا مَعَاصِيًا فِي سَيْرِهِمْ عَجَلٌ ... كَالْحَوَرِ نُطِّقَ بِالصَّفْصَافِ وَالْحَوَرِ
وَمِنْهُ مَا فِي الْهِبَةِ وَلَوْ كَانَتْ الشَّجَرَةُ شَجَرَةً لَا يُقْصَدُ مِنْهَا إلَّا الْخَشَبُ كَشَجَرِ الْحَوَر وَفِي مُفْرَدَاتِ الْقَانُونِ (الْحَوَرُ) شَجَرَةٌ يُقَالُ إنَّ الرُّومِيَّ مِنْهَا صَمْغُهَا الْكَهْرَبَاءُ وَالْحَوْزُ وَالْجَوْزُ كِلَاهُمَا تَصْحِيفٌ (وَحَاوَرْت) فُلَانًا مُحَاوَرَةً وَحِوَارًا رَاجَعْته الْكَلَامَ وَفِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يَعْلُوَ بِهِمَا مَحَارَةَ الرَّأْسِ» الصَّوَابُ (مَحَارَةَ) الْأُذُنِ وَهِيَ جَوْفُهَا وَمُتَّسَعُهَا حَوْلَ الصِّمَاخِ وَأَصْلُهَا صَدَفَةُ اللُّؤْلُؤِ وَإِنْ صَحَّ مَا فِي الشَّرْحِ فَعَلَى الْمَجَازِ وَالسَّعَةِ.
ح و ر : الْحَارَةُ الْمَحَلَّةُ تَتَّصِلُ مَنَازِلُهَا وَالْجَمْعُ حَارَاتٌ وَالْمَحَارَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَحْمِلُ الْحَاجِّ وَتُسَمَّى الصَّدَفَةَ أَيْضًا وَحَوِرَتْ الْعَيْنُ حَوَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اشْتَدَّ بَيَاضُ بَيَاضِهَا وَسَوَادُ سَوَادِهَا وَيُقَالُ الْحَوَرُ اسْوِدَادُ الْمُقْلَةِ كُلِّهَا كَعُيُونِ الظِّبَاءِ قَالُوا وَلَيْسَ فِي الْإِنْسَانِ حَوَرٌ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ فِي النِّسَاءِ عَلَى التَّشْبِيهِ.
وَفِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ وَلَا يُقَالُ
لِلْمَرْأَةِ حَوْرَاءُ إلَّا لِلْبَيْضَاءِ مَعَ حَوَرِهَا وَحَوَّرْتُ الثِّيَابَ تَحْوِيرًا بَيَّضْتُهَا وَقِيلَ لِأَصْحَابِ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - حَوَارِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُحَوِّرُونَ الثِّيَابَ أَيْ يُبَيِّضُونَهَا وَقِيلَ الْحَوَارِيُّ النَّاصِرُ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَاحْوَرَّ الشَّيْءُ ابْيَضَّ وَزْنًا وَمَعْنًى وَحَارَ حَوْرًا مِنْ بَابِ قَالَ نَقَصَ وَحَاوَرْتُهُ رَاجَعْتُهُ الْكَلَامَ وَتَحَاوَرَا وَأَحَارَ الرَّجُلُ الْجَوَابَ بِالْأَلِفِ رَدَّهُ وَمَا أَحَارَهُ مَا رَدَّهُ. 
(حور) - قَولُه تَبارَك وتَعال: {حُورٌ عِينٌ} .
قال أبو عَمْرو الشَّيْبَانِى: الحَوراءُ: السَّوداءُ العَيْنِ التي ليس في عَينِها بَيَاضٌ، ولا يكُون هذا في الإِنس، إنما يكون في الوَحْش كالبَقَر والظِّباء، وكذلك قاله سَعِيدُ بنُ جُبَيْر.
وقال ابنُ السِّكِّيت: الحَوَر عند العَرَب: سَعَةُ العَيْن وكِبَر المُقْلَة وكَثْرة البَياض. وقال قُطْرب: الحَوْراء: الحَسَنة المَحَاجر، صَغُرت العَيْن أم كَبُرت. وقيل: الحَوراءُ: الشَّدِيدةُ بَياض البَيَاض في شِدَّة سَوادِ السَّوادَ. وقيل: هو أن يَكُونَ البَيَاض مُحدِقًا بالسَّواد.
وقال الأصمَعِىُّ: ما أَدرِى ما الحَوَر.
- في الحَدِيثِ: "والكَبْشُ الحَوَرِىّ"
قال القُتَبِىُّ: أُراهُ مَنسوباً إلى الحَوَر، وهي جُلُود حُمْر تُتَّخَذ من جُلودِ المَعِز وبَعضِ جُلُود الضَّأن. وقال أبو النَّجْم يذكُر قَتِيلاً:
* كأَنَّما مَوقِع خَدَّيْهِ الحَوَر *
يقول: صار الدَّمُ على خَدَّيه، فكأَنَّه حَوَر لِحُمرَتِه.
وقال غَيرُه: الحَوَر: جِلدٌ رَقِيق، يُتَّخذ منه الأَسْفَاط، والأَدِيمُ : شِدَّة الحُمْرة أَيضًا. - في حَدِيثِ سَطِيح: "فَمَا أَحَارَ" .
من قَولِهم: حَارَ إذا رَجَع، وأَحارَه: رَجَعَه ورَدَّه.
ح ور [وحور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَحُورٌ عِينٌ .
قال: الحوراء البيضاء المنعمة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
وحور كأمثال الدّمى ومناسف ... وماء وريحان وراح يضع 

حور

1 حَارَ, aor. ـُ (S,) inf. n. حَوْرٌ and حُؤُورٌ (S, K) and حُورٌ, a contraction of the form next preceding, used in poetry, in case of necessity, (TA,) and مَحَارٌ (S, K) and مَحَارَةٌ (K) and حَوْرَةٌ, (TA,) He, or it, returned, (S, L, K,) إِلَى شَىْءٍ

to a thing, and عَنْهُ from it. (L.) b2: [Hence,] حار عَلَيْهِ It (a false imputation) returned to him [who was its author; or recoiled upon him]. (TA, from a trad.) b3: And حَارَتِ الغُصَّةُ The thing sticking in the throat, and choking, descended; as though it returned from its place. (TA.) b4: [And حار, inf. n. حَوْرٌ and حُورٌ, He returned from a good state to a bad.] You say, حار بَعْدَ مَا كَانَ (TA on the authority of 'Ásim, and so in a copy of the S,) He returned from a good state after he had been in that state: (A 'Obeyd, S, * TA:) so says 'Asim: (TA:) or حار بعد ما كَارَ (TA, and so in copies of the S,) He became in a state of defectiveness after he had been in a state of redundance: (TA:) or it is from حار, inf. n. حَوْرٌ, He untwisted his turban: (Zj, TA:) and means (assumed tropical:) He became in a bad state of affairs after he had been in a good state. (TA. [See حَوْرٌ, below.]) b5: حَارَ وَبَارَ He became in a defective and bad state. (TA. [Here بار is an imitative sequent; (see حَائِرٌ;) as is also يَبُورُ in a phrase mentioned below.]) b6: حار, aor. as above, (Msb,) inf n.

حَوْرٌ (S, A, Msb, K) and حُورٌ (S, A, K) and مَحَارَةٌ (S) and مَحَارٌ, (M and TA in art. اول,) It decreased, or became defective or deficient. (S, * A, * Msb, K. * [See also حَوْرٌ, below.]) b7: Also, inf. n. حَوْرٌ (TA) and حُورٌ, (S, K,) He perished, or died. (S, * K, * TA.) b8: Also, aor. ـُ inf. n. حَوْرٌ, He, or it, became changed from one state, or condition, into another: and it became converted into another thing. (TA.) b9: مَا يَحُورُ فُلَانٌ وَلَا يَبُورُ Such a one does not increase nor become augmented [in his substance] (Ibn-Háni, K *) is said when a person's being afflicted with smallness of increase is confirmed. (Ibn-Háni, TA.) A2: حار, (TK,) inf. n. حَوْرٌ, (K,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; syn. تَحَيَّرَ. (K, * TK.) [See also art. حير.]

A3: See also 2.

A4: حَوِرَ, aor. ـَ inf. n. حَوَرٌ; (K;) and حَوِرَتْ, aor. and inf. n. as above; (Msb;) and ↓ احوّر, (K,) inf. n. اِحْوِرَارٌ; (TA;) and احوّرت; (S, K; *) He, (a man, K, TA,) and it, (an eye, S, Msb, K, * TA,) was, or became, characterized by the quality termed حَوَرٌ as explained below. (S, Msb, K, TA.) 2 حوّرهُ, inf. n. تَحْوِيرٌ, He made him, or it, to return. (Zj, K.) b2: He (God) denied him, or prohibited him from attaining, what he desired, or sought; disappointed him; frustrated his endeavour, or hope; (K, TA;) and caused him to return to a state of defectiveness. (TA.) A2: حوّر, inf. n. as above, He whitened clothes, or garments, (S, Msb,) and wheat, or food: (S:) and ↓ حار, (K,) aor. ـُ inf. n. حَوْرٌ, (TA,) he washed and whitened a garment, or piece of cloth; (K;) but حوّر is better known in this sense. (TA.) b2: حوّر عَيْنَ البَعِيرِ, (inf. n. as above, TA,) He burned a mark round the eye of the camel with a circular cauterizing-instrument, (S, K, *) on account of a disorder: because the place becomes white. (TA.) A3: [He prepared skins such as are called حَوَرٌ: a meaning indicated, but not expressed, in the TA. b2: And app. He lined a boot with such skin: see مُحَوَّرٌ.]

A4: Also, (inf. n. as above, TA,) He prepared a lump of dough, and made it round, (S, K,) with a مِحْوَر, (TA,) to put it into the hole containing hot ashes in which it was to be baked: (S, K:) he made it round with a مِحْوَر. (A.) 3 حاورهُ, (A, Mgh, Msb,) and حاورهُ الكَلَامَ, (TA in art. رجع, &c.,) inf. n. مُحَاوَرَةٌ (S, Mgh, K) and حِوَارٌ, (A, Mgh,) He returned him answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, with him; or bandied words with him; syn. جَاوَبَهُ, (S, and Jel in xviii. 35,) and رَاجَعَهُ الكَلَامَ, (A, Mgh, Msb,) or رَاجَعَهُ فِى الكَلَامِ, (Bd in xviii. 32,) or, of the inf. n., مُرَاجَعَةُ النُّطْقِ. (K.) And حاورهُ He vied, or competed, with him, or contended with him for superiority, in glorying, or boasting, or the like; syn. فَاخَرَهُ. (Jel. in xviii. 32.) 4 احار [He returned a thing]. You say, طَحَنَتْ فَمَا أَحَارَتْ شَيْئًا She ground, and did not return (مَا رَدَّتْ) anything of the flour [app. for the loan of the hand-mill: see حُورٌ, below]. (S, K.) b2: احار الغُصَّةَ He swallowed the thing sticking in his throat and choking him; [as though he returned it from its place: see 1: see also 4 in art. حير: and see an ex. voce إِحَارَةٌ.] (TA.) And فُلَانٌ سَرِيعُ الإِحَارَةِ Such a one is quick in swallowing: [said to be] from what next follows. (Meyd, TA.) b3: احار, (S, K, &c.,) inf. n. إِحَارَةٌ, (TA,) He returned an answer, or a reply. (Msb, TA.) You say, كَلَّمْتُهُ فَمَا أَحَارَ إِلَىَّ جَوَابًا I spoke to him, and he did not return to me an answer, or a reply. (S, A, * Msb, * K, *) And in like manner, مَا أَحَارَ بِكَلِمَةِ [He did not return a word in answer, or in reply]. (TA.) A2: احارت She (a camel) had a young one such as is called حُوَار. (K.) 6 تحاوروا, (Msb, K, &c.,) inf. n. تَحَاوُرٌ, (S, K,) They returned one another answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, one with another; or bandied words, one with another; syn. تَجَاوَبُوا, (S, K,) and تَرَاجَعُوا, (Jel in lviii. & ا,) or تَرَاجَعُوا الكَلَامَ, (Msb, K,) or تَرَاجَعُوا فِى الكَلَامِ. (Bd in lviii. 1.) [And They vied, or competed, or contended for superiority, one with another, in glorying, or boasting, or the like: see 3.]9 احوّر, (S, K, &c.,) inf. n. اِحْوِرَارٌ, (K,) It (a thing, S, Msb, and the body, TA, and the part around the eye, A, and bread, S, or some other thing, TA) was, or became, white. (S, A, Msb, K.) b2: See also 1, last sentence.10 استحارهُ He desired him to speak [or to return an answer or a reply; he interrogated him]. (S, K.) And استحار الدَّارَ He desired the house to speak [to him; he interrogated the house; as a lover does in addressing the house in which the object of his love has dwelt]. (IAar.) حَوْرٌ inf. n. of حَارَ. (S, A, Msb, K.) [Hence,] نَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ, (TA on the authority of 'Ásim, and so in a copy of the S,) a trad., (TA,) meaning We have recourse to God for preservation from decrease, or defectiveness, after increase, or redundance: (S:) or مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ, (TA, and so in copies of the S,) meaning as above: (S, TA:) or (assumed tropical:) from a bad state of affairs after a good state; from حَوْرٌ signifying the “ untwisting ” a turban: (TA:) or from returning and departing from the community [of the faithful] after having been therein; [from حَارَ “ he untwisted ” his turban, and] from كَارَ “ he twisted ” his turban upon his head. (Zj, TA. [See also كَوْرٌ.]) ↓ فِى مَحَارَةٍ ↓ حُورٌ, (S, K,) and حَوْرٌ, (K,) Deficiency upon deficiency, (S, K,) and return upon return, (TA,) is a prov., applied to him whose good fortune is retiring; (S, K;) or to him who is not in a good state; or to him who has been in a good state and has become in a bad state: (K:) or the saying is, ↓ فُلَانٌ حَوْرٌ فِى مَحَارَةٍ [Such a one is suffering deficiency upon deficiency: حَوْرٌ being used in the sense of حَائِرٌ, like بَوْرٌ in the sense of بَائِرٌ]: so heard by IAar; and said by him to be applied in the case of a thing not in a good state; or to him who has been in a good state and has become in a bad state. (TA.) One says also, البَاطِلُ فِى

حَوْرٍ What is false, or vain, is waning and retreating. (TA.) And وَبُورٍ ↓ إِنَّهُ فِى حُورٍ, (K,) or حُورٍ بُورٍ, (K in art. حير,) Verily he is engaged in that which is not a skilful nor a good work or performance: (فِى غَيْرِ صَنْعَةٍ وَلَا إِجَادَةٍ: so in the L: in the K, for احادة is put إِتَاوَةٍ [which is evidently a mistake]: TA:) or he is in a bad state, and a state of perdition: (TA in art. حير:) or in error. (K. [See also بُورٌ: and see بَائِرٌ, in art. بور; where it is implied that بور is here an imitative sequent of حور.]) And ذَهَبَ فُلَانٌ فِى

وَالبَوَارُ ↓ الحَوَارِ Such a one went away in a defective and bad state. (L, TA.) b2: See also حَوِيرٌ.

A2: What is beneath the [part called] كَوْرٌ of a turban. (K.) A3: The bottom of a well or the like. (K.) b2: Hence, (TA,) هُوَ بَعِيدُ الحَوْرِ (assumed tropical:) He is intelligent; (K;) deep in penetration. (TA.) حُورٌ: see حَوْرٌ, in two places.

A2: Also [app. A return of flour for the loan of a hand-mill; like عُقْبَةٌ (a subst. from أَعْقَبَ) signifying some broth which is returned with a borrowed cooking-pot:] a subst. from احارت in the phrase طَحَنَتْ فَمَا

أَحَارَتْ شَيْئًا [q. v. suprà]. (S, K.) حَوَرٌ Intense whiteness of the white of the eye and intense blackness of the black thereof, (S, Msb, K,) with intense whiteness, or fairness, of the rest of the person: (K:) or intense whiteness of the white of the eye and intense blackness of the black thereof, with roundness of the black, and thinness of the eyelids, and whiteness, or fairness, of the parts around them: (K:) or blackness of the whole [of what appears] of the eye, as in the eyes of gazelles (AA, S, Msb, K) and of bulls and cows: (AA, S:) and this is not found in human beings, but is attributed to them by way of comparison: (AA, S, Msb, K:) As says, I know not what is الحَوَرُ in the eye. (S.) b2: Also [simply] Whiteness. (A.) A2: Red skins, with which [baskets of the kind called] سِلَال are covered: (S, K:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة: (S:) pl. حُورَانٌ: (K, TA: in the CK حَوَرانٌ:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) a hide dyed red: (K, TA:) or red skins, not [such as are termed] قَرَظِيَّة: pl. أَحْوَارٌ: (AHn:) or skins tanned without قَرَظ: or thin white skins, of which [receptacles of the kind called] أَسْفَاط are made: or prepared sheep-skins. (TA.) [In the present day, pronounced حَوْر, applied to Sheep-skin leather.]

A3: A certain kind of tree: the people of Syria apply the name of حَوْرٌ to the plane-tree (دُلْب); but it is حَوَرٌ, with two fet-hahs: in the account of simples in the Kánoon [of Ibn-Seenà], it is said to be a certain tree of which the gum is called كهرباء: (Mgh:) [by the modern Egyptians (pronounced حَوْر) applied to the white poplar:] a certain kind of wood, called البَيْضَآءُ, (K,) because of its whiteness. (TA.) A4: الحَوَرُ The third star, [e,] that next the body, of the three in the tail of Ursa Major. (Mir-át ez-Zemán, &c. [In the K it is incorrectly said to be the third star of بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى. See القَائِدُ, in art. قود.]) حَارَةٌ [A quarter of a city or town; generally consisting of several narrow streets, or lanes, of houses, and having but one general entrance, with a gate, which is closed at night; or, which is the case in some instances, having a by-street passing through it, with a gate at each end:] a place of abode of a people, whereof the houses are contiguous: (Msb:) any place of abode of a people whereof the houses are near [together]: (K in art. حير:) a spacious encompassed tract or place; syn. مُسْتَدَارٌ مِنْ فَضَآءٍ: (A:) pl. حَارَاتٌ. (A, Msb.) حِيرَةٌ: see حَوِيرٌ.

حَوْرَآءُ fem. of أَحْوَرُ [q. v.]. b2: Also A round, or circular, burn, made with a hot iron; (K;) [around the eye of a camel; (see 2;)] so called because its place becomes white. (TA.) حَوَرْوَرَةٌ: see حَوَارِيَّةٌ, under حَوَارِىٌّ.

حَوَارٌ: see حَوِيرٌ: A2: and see حَوْرٌ.

حُوَارٌ, (S, K, &c.,) and sometimes with kesr [↓ حِوَارٌ], (K,) but this latter is a bad form, (Yaakoob,) A young camel when just born: (T, K:) or until weaned; (S, K;) i. e. from the time of its birth until big and weaned; (TA;) when it is called فَصِيلٌ: (S:) fem. with ة: (IAar:) pl. (of pauc., S) أَحْوِرَةٌ and (of mult., S) حِيرَانٌ and حُورَانٌ. (S, K.) [Its flesh is insipid: see a verse cited as an ex. of the word مَسِيخٌ.]

b2: [Hence,] عَقْرَبُ الحِيرَانِ The scorpion of winter; because it injures the حُوَار, (K, TA,) i. e. the young camel. (TA.) حِوَارٌ: see حَوِيرٌ: A2: and see also حُوَارٌ.

حَوِيرٌ (S, K,) and ↓ حَوِيرَةٌ, (S, and so in some copies of the K,) or ↓ حُوَيْرَةٌ, (so in other copies of the K and in the TA,) and ↓ حَوَارٌ (S, K) and ↓ حِوَارٌ (K) and ↓ مَحُورَةٌ (S, K, TA, in the CK مَحْوُرَةٌ) and ↓ مَحْوَرَةٌ and ↓ مُحَاوَرَةٌ [originally an inf. n. of 3] and ↓ حِيرَةٌ (K) and ↓ حَوْرٌ, (TA,) An answer; a reply. (S, K.) You say, مَا رَجَعَ إِلَىَّ حَوِيرًا, &c., He did not return to me an answer, or a reply. (S.) [See a verse of Tarafeh cited voce مُجْمِدٌ.]

حَوِيرَةٌ, or حُوَيْرَةٌ: see what next precedes.

حَوَارِىٌّ One who whitens clothes, or garments, by washing and beating them. (S, M, Msb, K.) Hence its pl. حَوَارِيُّونَ is applied to The companions [i. e. apostles and disciples] of Jesus, because their trade was to do this. (S, M, Msb.) [Or it is so applied from its bearing some one or another of the following significations.] b2: One who is freed and cleared from every vice, fault, or defect: [or] one who has been tried, or proved, time after time, and found to be free from vices, faults, or defects; from حَارَ “ he returned. ” (Zj, TA.) b3: A thing that is pure, or unsullied: anything of a pure, or an unsullied, colour: and hence, b4: One who advises, or counsels, or acts, sincerely, honestly, or faithfully: (Sh:) or a friend; or true, or sincere, friend: (TA:) or an assistant: (S, Msb, K:) or a strenuous assistant: (TA:) or an assistant of prophets: (K:) or a particular and select friend and assistant of a prophet: and hence the pl. is applied to the companions of Mohammad also. (Zj.) b5: A relation. (K.) b6: And حَوَارِيَّةٌ A white, or fair, woman; (A;) as also ↓ حَوَرْوَرَةٌ; (T, K;) and so ↓ حَوْرَآءُ, without implying حَوَرٌ of the eye: (TA:) pl. of the first حَوَارِيَّاتٌ: (A:) or this pl. signifies women of the cities or towns; (K;) so called by the Arabs of the desert because of their whiteness, or fairness, and cleanness: (TA:) or women clear in complexion and skin; because of their whiteness, or fairness: (TA:) or women inhabitants of regions, districts, or tracts, of cities, towns, or villages, and of cultivated land: (Ksh and Bd in iii. 45:) or [simply] women; because of their whiteness, or fairness. (S.) حُوَّارَى White, applied to flour: (A, * K:) such is the best and purest of flour: (K, TA:) and in like manner applied to bread: (A:) or whitened, applied to flour; (S;) and, in this latter sense, to any food. (S, K.) [See also سَمِيدٌ: and see مُحَوَّرٌ.]

رَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ A man in a defective and bad state: (S, TA:) or perishing, or dying. (S.) [See the same phrase in art. حير: see also حَوْرٌ: and see بَائِرٌ, in art. بور; where it is said that بائر is here an imitative sequent of حائر.]

A2: See also مَحَارَةٌ.

أَحْوَرُ, (K,) applied to a man, (TA,) Having eyes characterized by the quality termed حَوَرٌ as explained above: (K:) and so حَوْرَآءُ, [the fem.,] applied to a woman: (S, Msb, K: *) pl. حُورٌ. (S, K.) And حُورُ العِينِ, applied to women, Having eyes like those of gazelles and of cows. (AA, S.) Az says that a woman is not termed حَوْرَآء unless Combining حَوَر of the eyes with whiteness, or fairness, of complexion. (TA.) See also حَوَارِيَّةٌ, under حَوَارِىٌّ. b2: طَرْفٌ أَحْوَرُ An eye of pure white and black. (A.) b3: الأَحْوَرُ A certain star: (S, K:) or (K) Jupiter. (S, K.) A2: Also (tropical:) Intellect: (ISk, S, K:) or pure, or clear, intellect; like an eye so termed, of pure white and black. (A.) So in the saying, مَا يَعِيشُ بُأَحْوَرَ (tropical:) [He does not live by intellect: or by pure, or clear, intellect]. (ISk, S, A.) أَحْوَرِىٌّ A man (TA) white, or fair, (S, K,) of the people of the towns or villages. (TA.) [See also حَوَارِىٌّ; of which the fem. is applied in like manner to a woman.]

مَحَارٌ: see مَحَارَةٌ, in two places.

مِحْوَرٌ The pin of wood, or, as is sometimes the case, of iron, on which the sheave of a pulley turns; (S;) the iron [pin] that unites the bent piece of iron which is on each side of the sheave of a pulley, and in which it [the محور] is inserted, and the sheave itself: and a piece of wood which unites (تَجْمَعُ) the sheave of a large pulley [app. with what is on each side of the latter; for it seems to mean here, also, the pivot]: (K:) some say that it is so called because it turns round, returning to the point from which it departed: others, that it is so called because, by its revolving, it is polished so that it becomes white: (Zj:) pl. مَحَاوِرُ. (A.) One says, قَلِقَتْ مَحَاوِرُهُ, meaning (tropical:) His circumstances, (A,) or affair, or case, (K,) became unsettled: (A, K:) from the state of the pin of the sheave of a pulley when it becomes smooth, and the hole becomes large, so that it wabbles. (A.) b2: Also A thing (K) of iron (TA) upon which turns the tongue of a buckle at the end of a waist-belt. (K.) b3: and An iron instrument for cauterizing [app. of a circular form: see 2]. (K.) b4: And The wooden implement (S, K) of the baker, or maker of bread, (S,) with which he expands the dough, (K,) and prepares it, and makes it round, to put it into the hot ashes in which it is baked: (TA:) so called because of its turning round upon the dough, as being likened to the محور of the sheave of a pulley, and because of its roundness. (T.) مَحَارَةٌ: see حَوْرٌ, in two places.

A2: Also A place that returns [like a circle]: or in which a return is made [to the point of commencement]. (K.) b2: A mother-of-pearl shell; an oyster-shell: (S, IAth, Msb, K:) or the like thereof, of bone: (S, K:) pl. مَحَاوِرُ and [coll. gen. n.] ↓ مَحَارٌ. (L.) b3: And hence, A thing in which water is collected; as also ↓ حَائِرٌ. (IAth.) b4: [Hence also,] An oyster [itself]; expl. by دَابَّةٌ فِى الصَّدَفَيْنِ. (L in art. محر.) b5: The cavity of the ear; (K;) i. e. the external, deep, and wide, cavity, around the ear-hole; or the صَدَفَة [or concha] of the ear. (TA.) b6: The part of the shoulder-blade called its مَرْجِع [q. v.]: (S, K:) or the small round hollow that is in that part of the shoulder-blade in which the head of the humerus turns. (TA.) b7: The small round cavity of the hip: and the dual signifies the two round heads [?] of the hips, in which the heads of the thighs turn. (TA.) b8: The palate; syn. حَنَكٌ: and without ة, i. e. ↓ مَحَارٌ, the same, of a man: and, this latter, the place, in a beast, where the farrier performs the operation termed تَحْنِيكٌ: (TA:) or the former signifies the upper part of the mouth of a horse, internally: (IAar, TA:) or the inner part of the palate: (Abu-l-' Omeythil, TA:) or, [which seems to be the same,] the portion of the upper part of the mouth which is behind the فِرَاشَة [or فِرَاش]: and the passage of the breath to the innermost parts of the nose: (TA:) or مَحَارَةُ الحَنَكِ signifies the part [of the palate] which is a little above the place where the farrier performs the operation termed تحنيك. (S.) b9: The part between the frog and the extremity of the fore part of a solid hoof. (Abu-l-' Omeythil, K.) What is beneath the إِطَار [q. v., app. here meaning the اطار of the hoof of a horse or the like]. (TA.) And The مَنْسِم [i. e. toe, or nail, &c.,] of a camel. (TA.) A3: A thing resembling [the kind of vehicle called] a هَوْدَج; (K;) pronounced by the vulgar [مَحَارَّة,] with teshdeed: pl. مَحَارْاتٌ (TA) [and مَحَائِرُ, which is often applied in the present day to the dorsers, or panniers, or oblong chests, which are borne, one on either side, by a camel, and, with a small tent over them, compose a هودج]: the [ornamented هودج called the]

مَحْمِل [vulgarly pronounced مَحْمَل] of the pilgrims [which is borne by a camel, but without a rider, and is regarded as the royal banner of the caravan; such as is described and figured in my work on the Modern Egyptians]. (Msb.) A4: I. q. خَطٌّ [A line, &c.]. (K.) b2: And i. q. نَاحِيَةٌ [A side, region, quarter, tract, &c.]. (K.) مَحُورَةٌ and مَحْوَرَةٌ: see حَوِيرٌ.

مُحْوَرُّ القِدْرِ The whiteness of the froth, or of the scum, of the cooking-pot. (S.) b2: جَفْنَةٌ مُحْوَرَّةٌ, [in the copies of the K, erroneously, مُحَوَّرَةٌ,] A bowl whitened by [containing] camel's hump, (S, L, K,) or its fat. (A.) مُحَوَّرٌ Dough of which the surface has been moistened with water, so that it is shining. (TA.) [See also 2.] b2: أَعْيُنٌ مُحَوَّرَاتٌ, in a verse of El-'Ajjáj, Eyes of a clear white [in the white parts] and intensely black in the black parts. (S.) A2: A boot lined with skin of the kind called حَوَرٌ. (K.) مُحَوِّرٌ A possessor of [flour, or bread, such as is termed] حُوَّارَى. (TA.) مُحَاوَرَةٌ: see حَوِيرٌ.

حور: الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، حارَ إِلى الشيء وعنه

حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً: رجع عنه وإِليه؛ وقول العجاج:

في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

أَراد: في بئر لا حُؤُورٍ، فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون

الثانية بعدها؛ قال الأَزهري: ولا صلة في قوله؛ قال الفرّاء: لا قائمة في

هذا البيت صحيحة، أَراد في بئر ماء لا يُحِيرُ عليه شيئاً. الجوهري: حارَ

يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع. وفي الحديث: من دعا رجلاً بالكفر وليس

كذلك حارَ عليه؛ أَي رجع إِليه ما نسب إِليه؛ ومنه حديث عائشة: فَغَسلْتها

ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه؛ ومنه حديث بعض السلف: لو عَيَّرْتُ

رجلاً بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه.

وكل شيء تغير من حال إِلى حال، فقد حارَ يَحُور حَوْراً؛ قال لبيد:

وما المَرْءُ إِلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ،

يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ

وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها،

وأَحارَها صاحِبُها؛ قال جرير:

ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى

يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا يُحِيرُها

وأَنشد الأَزهري:

وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها

أَبو عمرو: الحَوْرُ التَّحَيُّرُ، والحَوْرُ: الرجوع. يقال: حارَ بعدما

كارَ. والحَوْرُ: النقصان بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال. وفي

الحديث: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ؛ معناه من النقصان بعد

الزيادة، وقيل: معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها، وأَصله من نقض العمامة بعد

لفها، مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه يقرب من بعض،

وكذلك الحُورُ، بالضم. وفي رواية: بعد الكَوْن؛ قال أَبو عبيد: سئل عاصم

عن هذا فقال: أَلم تسمع إِلى قولهم: حارَ بعدما كان؟ يقول إِنه كان على

حالة جميلة فحار عن ذلك أَي رجع؛ قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من

الرُّجُوعِ والخُروج عن الجماعة بعد الكَوْرِ، معناه بعد أَن كنا في

الكَوْرِ أَي في الجماعة؛ يقال كارَ عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها، وحارَ

عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها. وفي المثل: حَوْرٌ في مَحَارَةٍ؛ معناه نقصان

في نقصان ورجوع في رجوع، يضرب للرجل إِذا كان أَمره يُدْبِرُ. والمَحارُ:

المرجع؛ قال الشاعر:

نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ، والنَّا

سُ كهَامٌ، مَحارُهُمْ للقُبُورْ

وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم، وكان بنو صُبْح أَغاروا على إِبله فاستغاث

بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم، فقال يمدحه:

لولا الإِلهُ ولولا مَجْدُ طالِبِها،

لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ

واسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا،

والذَّمُّ يَبْقَى، وزادُ القَوْمِ في حُورِ

اللَّهْوَجَة: أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل

أَن ينضج وابتلعوه؛ وقوله:

والذم يبقى وزاد القوم في حور

يريد: الأَكْلُ يذهب والذم يبقى. ابن الأَعرابي: فلان حَوْرٌ في

مَحارَةٍ؛ قال: هكذا سمعته بفتح الحاء، يضرب مثلاً للشيء الذي لا يصلح أَو كان

صالحاً ففسد. والمَحارة: المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه. والباطل في

حُورٍ أَي في نقص ورجوع. وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا

إِجادة. ابن هانئ: يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء: ما

يَحُور فلان وما يَبُورُ، وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ، بفتح

الأَول، وذهب في الحُورِ والبُورِ أَي في النقصان والفساد. ورجل حائر بائر،

وقد حارَ وبارَ، والحُورُ الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع. والحَوْرُ:

ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكويرها؛ وكلَّمته فما رَجَعَ

إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة، بضم الحاء،

بوزن مَشُورَة أَي جواباً.

وأَحارَ عليه جوابه: ردَّه. وأَحَرْتُ له جواباً وما أَحارَ بكلمة،

والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما.

والمُحاوَرَة: المجاوبة. والتَّحاوُرُ: التجاوب؛ وتقول: كلَّمته فما أَحار

إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا

حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً. واستحاره أَي استنطقه. وفي حديث علي، كرم الله

وجهه: يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك؛

يقال: كلَّمته فما رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً؛ وقيل: أَراد به

الخيبة والإِخْفَاقَ. وأَصل الحَوْرِ: الرجوع إِلى النقص؛ ومنه حديث عُبادة:

يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان

محمد، صلى الله عليه وسلم، فأَعاده وأَبْدَأَه لا يَحُورُ فيكم إِلا كما

يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من

القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه. وفي حديث سَطِيحٍ: فلم يُحِرْ

جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ. وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام.

والمُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره.

والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ؛

وأَنشد:

لِحاجَةِ ذي بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له،

كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ

وما جاءتني عنه مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر.

وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ؛ وقوله:

وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ

على النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ

ويروى: حَوِيرَه، إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي

نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ.

واسْتَحار الدارَ: اسْتَنْطَقَهَا، من الحِوَارِ الذي هو الرجوع؛ عن ابن

الأَعرابي.

أَبو عمرو: الأَحْوَرُ العقل، وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي ما يعيش

بعقل يرجع إِليه؛ قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر:

وما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها

لجارَتِها: ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا

أَراد: من الأَشياء. وحكى ثعلب: اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت

فيه.

والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها

وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها؛ وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ

في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قال

الأَزهري: لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ

الجَسَدِ؛ قال الكميت:

ودامتْ قُدُورُك، للسَّاعِيَيْـ

ن في المَحْلِ، غَرْغَرَةً واحْوِرارَا

أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ، وبالاحورار بياضَ الإِهالة

والشحم؛ وقيل: الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين الظباء والبقر، وليس

في بني آدم حَوَرٌ، وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن شبهن بالظباء

والبقر.

وقال كراع: الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله وإِنما يكون

هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس؛ وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في

البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر. وقال الأَصمعي: لا

أَدري ما الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ، وهو أَحْوَرُ.

وامرأَة حَوْراءُ: بينة الحَوَرِ. وعَيْنٌ حَوْراءٌ، والجمع حُورٌ، ويقال:

احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً؛ فأَما قوله:

عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير

فعلى الإِتباع لعِينٍ؛ والحَوْراءُ: البيضاء، لا يقصد بذلك حَوَر عينها.

والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن

قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن؛ قال:

فقلتُ: إِنَّ الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ،

إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ

يعني النساء؛ وقال أَبو جِلْدَةَ:

فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا،

ولا تَبْكِنا إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ

بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها

رِماحُ النَّصَارَى، والسُّيُوفُ الجوارِحُ

جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي بلادها. والحَوارِيَّاتُ من

النساء: النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن، ومن هذا قيل لصاحب

الحُوَّارَى:

مُحَوَّرٌ؛ وقول العجاج:

بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ

يعني الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ.

وفي حديث صفة الجنة: إِن في الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ.

والتَّحْوِيرُ: التببيض. والحَوارِيُّونَ: القَصَّارُونَ لتبييضهم

لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم حَوارِيّاً. وقال بعضهم:

الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا لَهُمْ؛ وقال

الزجاج: الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء، عليهم السلام، وصفوتهم. قال: والدليل

على ذلك قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الزُّبَيْرُ ابن عمتي

وحَوارِيَّ من أُمَّتِي؛ أَي خاصتي من أَصحابي وناصري. قال: وأَصحاب النبي، صلى

الله عليه وسلم، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا

ونُقُّوا من كل عيب؛ وكذلك الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من

لُباب البُرِّ؛ قال: وتأْويله في الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد

مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب. قال: وأَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ

يَحُورُ، وهو الرجوع. والتَّحْوِيرُ: الترجيع، قال: فهذا تأْويله، والله

أَعلم. ابن سيده: وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ، وخص بعضهم

به أَنصار الأَنبياء، عليهم السلام، وقوله أَنشده ابن دريد:

بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ،

ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ

إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ، يعني الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ، وعنى بابنه

عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير. وقيل لأَصحاب عيسى، عليه

السلام: الحواريون للبياض، لأَنهم كانوا قَصَّارين. والحَوارِيُّ:

البَيَّاضُ، وهذا أَصل قوله، صلى الله عليه وسلم، في الزبير: حَوارِيَّ من

أُمَّتي، وهذا كان بدأَه لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره، وأَصله من

التحوير التبييض، وإِنما سموا حواريين لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي

يُحَوِّرُونَها، وهو التبييض؛ ومنه الخُبْزُ الحُوَّارَى؛ ومنه قولهم: امرأَة

حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء. قال: فلما كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه

السلام، نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه

حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك. والحَوارِيُّونَ:

الأَنصار وهم خاصة أَصحابه. وروى شمر أَنه قال: الحَوارِيُّ الناصح وأَصله

الشيء الخالص، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ. والأَحْوَرِيُّ:

الأَبيض الناعم؛ وقول الكميت:

ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً،

عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرَا

يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ. والمرضوفة: القدر التي أُنضجت بالرَّضْفِ،

وهي الحجارة المحماة بالنار. ولم تؤْن أَي لم تحبس. والاحْوِرَارُ:

الابْيِضاضُ. وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ: مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ؛ قال أَبو المهوش

الأَسدي:

يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ،

فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ؟

يعني المُبْيَضَّةَ. قال ابن بري: وورد ترخيم وَرْدَة، وهي امرأَته،

وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك: الأَزهري في الخماسي:

الحَوَرْوَرَةُ البيضاء. قال: هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض

حروفها. والحَوَرُ: خشبة يقال لها البَيْضاءُ.

والحُوَّارَى: الدقيق الأَبيض، وهو لباب الدقيق وأَجوده وأَخلصه.

الجوهري: الحُوَّارَى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة، ما حُوِّرَ من الطعام

أَي بُيّصَ. وهذا دقيق حُوَّارَى، وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه

فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ. وعجين مُحَوَّر، وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا.

والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض الناعم من أَهل القرى؛ قال عُتَيْبَةُ بن

مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبي فَسْوَةَ:

تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ

خَرِيعٍ، كَسِبْتِ الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ

والحَوُْر: البَقَرُ لبياضها، وجمعه أَحْوارٌ؛ أَنشد ثعلب:

للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل،

إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ

والحَوَرُ: الجلودُ البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ، وقيل:

السُّلْفَةُ، وقيل: الحَوَرُ الأَديم المصبوغ بحمرة. وقال أَبو حنيفة: هي

الجلود الحُمْرُ التي ليست بِقَرَظِيَّةٍ، والجمع أَحْوَارٌ؛ وقد

حَوَّرَهُ. وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ؛ وقال الشاعر:

فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ،

كأَنَّما قُدَّ في أَثْوابِه الحَوَرُ

الجوهري: الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ، الواحدةُ حَوَرَةٌ؛

قال العجاج يصف مخالف البازي:

بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ،

كأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ

وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ: لهم من الصدقة الثِّلْبُ والنَّابُ

والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ؛ قال ابن الأَثير: منسوب إِلى

الحَوَرَِ، وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن، وقيل: هو ما دبغ من الجلود بغير

القَرَظِ، وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب.

والحُوَارُ والحِوَارُ، الأَخيرة رديئة عند يعقوب: ولد الناقة من حين

يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل، فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل، وقيل: هو حُوَارٌ

ساعةَ تضعه أُمه خاصة، والجمع أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما. قال سيبويه:

وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ، قال: وقد

قالوا حُورَانٌ، وله نظير، سمعت العرب تقول رُقاقٌ ورِقاقٌ، والأُنثى

بالهاء؛ عن ابن الأَعرابي. وفي التهذيب: الحُوَارُ الفصيل أَوَّلَ ما ينتج.

وقال بعض العرب: اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً؛

وقوله:أَلا تَخافُونَ يوماً، قَدْ أَظَلَّكُمُ

فيه حُوَارٌ، بِأَيْدِي الناسِ، مَجْرُورُ؟

فسره ابن الأَعرابي فقال: هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة

ثمود على ثمود.

والمِحْوَرُ: الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وهي أَيضاً

الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ. قال الزجاج: قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ

للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه، وقيل: إِنما قيل له

مِحْوَرٌ لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض. ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره: قد

قَلِقَتْ مَحاوِرُه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي،

وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي؟

يقول: اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور. والحديدة التي تدور عليها

البكرة يقال لها: مِحْورٌ. الجوهري: المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه

البكرة وربما كان من حديد. والمِحْوَرُ: الهَنَةُ والحديدة التي يدور

فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طرف المِنْطَقَةِ وغيرها. والمِحْوَرُ: عُودُ

الخَبَّازِ. والمِحْوَرُ: الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز

تَحْوِيراً. قال الأَزهري: سمي مِحْوَراً لدورانه على العجين تشبيهاً

بمحور البكرة واستدارته.

وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً: هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في

المَلَّةِ. وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة: حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها،

والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ، سميت بذلك لأَن موضعها يبيضُّ؛ ويقال:

حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ. وحَوَّرَ عين البعير: أَدار

حولها مِيسَماً. وفي الحديث: أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على

عاتقه حَوْراءَ؛ وفي رواية: وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله، صلى

الله عليه وسلم، بحديدة؛ الحَوْراءُ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ، وهي من حارَ

يَحُورُ إِذا رجع. وحَوَّرَه: كواه كَيَّةً فأَدارها. وفي الحديث: أَنه

لما أُخْبِرَ بقتل أَبي جهل قال: إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا

ذلك، فنطروا فَرَأَوْهُ؛ يعني أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها.

وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ؛ عن كراع. وبعض العرب يسمي

النجم الذي يقال له المُشْتَري: الأَحْوَرَ. والحَوَرُ: أَحد النجوم الثلاثة

التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ، وقيل: هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق

بالنعش.

والمَحارَةُ: الخُطُّ والنَّاحِيَةُ. والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ أَو

نحوها من العظم، والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ؛ قال السُّلَيْكُ

بْنُ السُّلَكَةِ:

كأَنَّ قَوَائِمَ النِّخَّامِ، لَمَّا

تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً، مَحارُ

أَي كأَنها صدف تمرّ على كل شيء؛ وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في

باب محر، وسنذكرها أَيضاً هناك. والمَحارَةُ: مرجع الكتف. ومَحَارَةُ

الحَنَكِ: فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار. والمَحارَةُ: باطن الحنك.

والمَحارَةُ: مَنْسِمُ البعير؛ كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي.

التهذيب: المَحارَةُ النقصان، والمَحارَةُ: الرجوع، والمَحارَةُ:

الصَّدَفة.والحَوْرَةُ: النُّقْصانُ. والحَوْرَةُ: الرَّجْعَةُ.

والحُورُ: الاسم من قولك: طَحَنَتِ الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما

رَدَّتْ شيئاً من الدقيق؛ والحُورُ: الهَلَكَةُ؛ قال الراجز:

في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

قال أَبو عبيدة: أَي في بئر حُورٍ، ولا زَيادَةٌ. وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ:

هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ. والحائر: الراجع من حال كان عليها

إِلى حال دونها، والبائر: الهالك؛ ويقال: حَوَّرَ الله فلاناً أَي خيبه

ورَجَعَهُ إِلى النقص.

والحَوَر، بفتح الواو: نبت؛ عن كراع ولم يُحَلِّه. وحَوْرانُ، بالفتح:

موضع بالشام. وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً.

وحَوَّارُونَ: مدينة بالشام؛ قال الراعي:

ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ،

تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ

وحَوْرِيتُ: موضع؛ قال ابن جني: دخلت على أَبي عَلِيٍّ فحين رآني قال:

أَين أَنت؟ أَنا أَطلبك، قلت: وما هو؟ قال: ما تقول في حَوْرِيتٍ؟ فخضنا

فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب، وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال: ليس من لغة

ابني نِزَارٍ، فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك؛ قال: وأَقرب ما ينسب إِليه أَن

يكون فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موجود.

حشر

(حشر) الشَّيْء حشرا لزج واتسخ فَهُوَ حشر

(حشر) يُقَال حشر فِي رَأسه وَنَحْوه ضخم رَأسه
(ح ش ر) : (فِي حَدِيثِ عُمَرَ) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «لَا يُعْطَى مِنْ الْغَنَائِمِ إلَّا رَاعٍ أَوْ سَائِقٌ أَوْ حَارِسٌ» وَفِي الْحَلْوَائِيِّ (حَاشِرٌ) قَالَ وَهُوَ الَّذِي يَجْمَعُ الْغَنَائِمَ مِنْ الْحَشْرِ الْجَمْعُ (وَالْحَشَرَاتُ) صِغَارُ دَوَابِّ الْأَرْضِ قِيلَ هِيَ الْفَأْرُ وَالْيَرَابِيعُ وَالضِّبَابُ.

حشر


حَشَرَ(n. ac.
حَشْر)
a. Gathered together, congregated.
b. Expelled, exiled.
c. Pressed, squeezed together; heaped up.
d. Pointed, made slender, sharp.

تَحَشَّرَ
a. [Fī], Meddled with, interfered in.
حَشْرa. Gathering, congregation.
b. (pl.
حُشْر), Slender, slim, taper, sharp.
c. [ art ]., The Last Judgment.
حُشْرِيّa. Inquisitive, curious.
b. Meddlesome person; intriguer.

حُشْرِيَّةa. Inquisitiveness, curiosity.

حَشَرَةa. Creeping animals.
b. Insects.

حِشَرِيّ
حُشَرِيّa. see 3yi
مَحْشَر
مَحْشِر
(pl.
مَحَاْشِرُ)
a. Place of assembly.

يَوْم الحَشْر
a. The Day of Resurrection.
ح ش ر : حَشَرْتُهُمْ حَشْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعْتُهُمْ وَمِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ وَبِالْأُولَى قَرَأَ السَّبْعَةُ وَيُقَالُ الْحَشْرُ الْجَمْعُ مَعَ سَوْقٍ وَالْمَحْشَرُ مَوْضِعُ الْحَشْرِ.

وَالْحَشَرَةُ الدَّابَّةُ الصَّغِيرَةُ مِنْ دَوَابِّ الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ حَشَرَاتٌ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبَاتٍ وَقِيلَ الْحَشَرَةُ الْفَأْرُ
وَالضِّبَابُ وَالْيَرَابِيعُ.

وَالْحَشْرُ مِثْلُ: فَلْسٍ بِمَعْنَى الْمَحْشُورِ كَمَا قِيلَ ضَرْبُ الْأَمِيرِ أَيْ مَضْرُوبُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ الْأَمْوَالُ الْحَشَرِيَّةُ أَيْ الْمَحْشُورَةُ وَهِيَ الْمَجْمُوعَةُ. 
ح ش ر

يساق الناس إلى المحشر. ورأيت منهم حشراً. والناس منشورون محشورون. وأنبئت الحشرات.

ومن المجاز: حشرت السنة الناس: أهبطتهم إلى الأمصار. وحشر فلان في رأسه إذا كان عظيم الرأس، وكذلك حشر في بطنه، وفي كل شيء من جسده. وأذن حشر وحشرة: لطيفة مجتمعة. وقدة حشر، وسنان حشر إذا لطف، وحشرت السنان فهو محشور: لطفته ودققته. وشرب من الحشرج، وهو كوز لطيف يبرد فيه الماء، الجيم مضمومة إلى حروف الحشر، فركب منها رباعي، وقيل الحشرج ماء في نقرة في الجبل. وحشرجة المريض صوت بردده في حلقه، يقال: حشرج المريض. قال حاتم:

إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر

سميت لضيق مجراها.
ح ش ر: (الْحَشَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدَةُ (الْحَشَرَاتِ) وَهِيَ صِغَارُ دَوَابِّ الْأَرْضِ. وَ (حَشَرَ) النَّاسَ جَمَعَهُمْ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ، وَمِنْهُ (يَوْمُ الْحَشْرِ) وَقَالَ عِكْرِمَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5] حَشْرُهَا مَوْتُهَا. وَ (الْمَحْشِرُ) بِكَسْرِ الشِّينِ مَوْضِعُ الْحَشْرِ. وَالْحَاشِرُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. «قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمَاحِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ وَالْحَاشِرُ أَحْشُرُ النَّاسَ عَلَى قَدَمِي وَالْعَاقِبُ» . 
حشر
الحَشْرُ: حَشْرُ يَوْمِ القِيامَة. والمَحْشَرُ: المَجْمَعُ، وهو المَحْشِرُ أيضاً. وحَشَرَتْهُم السَّنَةَ: ضَمَّتْهم من النَّواحي، وتُهْلِكُ في خِلالِ ذلك. والحَشَرَةُ: صِغِارُ دَوَابِّ الأرْض، والجَميعُ الحَشَرَاتُ. والحَشْوَرُ من الدَّوَابِّ: كلُّ مُلَزَّزِ الخَلْقِ شَدِيْدِه. وهو أيضاً: العَظِيْمُ الجَنْبَيْنِ. والحَشْرُ من الآذانِ ومِنْ قُذَذِ رِيْشِ السِّهَام: ما لَطُفَ. وحَشَرْتُ السِّنَانَ فهو مَحْشُوْرٌ: رَقَّقْتُه. والحَشَرَةُ: القِشْرَةُ تكونُ على حَبِّ السُّنْبُلَة، ومَوْضِعُ ذلك: المَحْشَرَةُ. وقيل: هو مَا بَقِيَ في الأرْضِ من نَبَاتٍ بَعد حَصْدِ الزَّرْع، ويَنْبُتُ أخْضَرَ. ووَطْبٌ حَشِرٌ: اجْتَمَعَ عليه الوَسَخُ. وحُشِرَ فلانٌ في رأسِه واحْتُشِرَ: كذلك. وعَجُوْزٌ حَشْوَرَةٌ: هي المُتَظَرِّفَةُ البَخِيْلَةُ.
(حشر) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَحَشَرْنَاهُمْ} . الحَشْر: الجَمْع بِكُرهٍ وسَوْق.
- ومنه قَولُه تعالى: {وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} .
: أي الشُّرَط؛ لأنهم يَحشُرونَ النَّاسَ: أي يَجْمَعُونَهم.
- ومنه في حَدِيثِ أَسمائِه - صلى الله عليه وسلم -: "وأنَا الحَاشِرُ، أَحشُر النَّاسَ على قَدَمَىَّ" .
: أي يَقدُمُهُم وهم خَلْفَه. وقيل: لأن النَّاس يُحْشَرون بعد مِلَّتِه، دُون مِلَّةِ غَيرِه.
- في الحَدِيثِ: "لم تَدَعْها تَأكُل من حَشَراتِ الأَرضِ".
قيل: هي صِغَار دَوابِّ الأَرضِ، مِثْلِ اليَرْبُوع والضَّبّ.
وقال سَلَمَة: هي هَوامُّ الأَرضِ. ويقال لها: الأحناشُ أَيضًا، والواحِدَةُ حَشَرة.
- ومنه حَدِيثُ التَّلِب : "لم أسمَع لحَشرَة الأرضِ تَحْريمًا" وأُذُن حَشْر وحَشْرَةٌ: لَطِيفَة، وسَهْم حَشرْ: لَطِيف الرِّيشِ، والحَشْر: الخَفِيف.
حشر
الحَشْرُ: إخراج الجماعة عن مقرّهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، وروي:
«النّساء لا يُحْشَرن» أي: لا يخرجن إلى الغزو، ويقال ذلك في الإنسان وفي غيره، يقال:
حَشَرَتِ السنة مال بني فلان، أي: أزالته عنهم، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة، قال الله تعالى:
وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ
[الشعراء/ 36] ، وقال تعالى: وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً
[ص/ 19] ، وقال عزّ وجلّ: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
[التكوير/ 5] ، وقال: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا [الحشر/ 2] ، وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل/ 17] ، وقال في صفة القيامة: وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً [الأحقاف/ 6] ، سَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً
[النساء/ 172] ، وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً [الكهف/ 47] ، وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمّي يوم البعث والنشر، ورجل حَشْرُ الأذنين، أي: في أذنيه انتشار وحدّة.
[حشر] ابن السكيت: أذن حشر، أي لطيفة كأنها حشرت حشرا، أي بُريت وحُدِّدت. وكذلك غيرها. وآذانٌ حَشْرٌ، لا يثنَّى ولا يجمع، لانه مصدر في الاصل. وهو مثل قولهم: ماء غور، وماء سكب وقد قيل: أذن حشرة. قال النمر ابن تولب: لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ * كإعْليطِ مرخ إذا ما صفر - والحَشْرُ من القُذّذِ: ما لَطُف. وسِنانٌ حَشْرٌ: دقيق. وقد حَشَرْتُهُ حَشْراً. وحكى الأخفش: سهم حَشْرٌ وسهام حُشْرٌ، كما قالوا: جَوْنٌ وجون، وورد وورد، وثط وثط. والحشرة بالتحريك: واحدة الحشرات، وهى صغار دواب الارض. وحشرات الناس أَحْشِرُهُمْ وأَحْشُرُهُمْ حَشْراً: جمعتهم، ومنه يوم الحِشْر. وروى سعيد بن مسروق عن عِكْرِمة في قوله تعالى:

(وإذا الوُحوش حُشِرَتْ) *، قال: حَشْرُها: موتها. وحَشَرَتِ السنةُ مالَ فلانٍ، أي أهلكته. والمَحْشِرُ بكسر الشين: موضع الحَشْرِ. والحاشِرُ: اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: " خمسة أسماء: أنا محمد وأحمد، والماحي يمحو الله بى الكفر، والحاشر أحشر الناس على قدمى، والعاقب ". والحشور مثال الجرول: المنتفخ الجنبين. يقال: فرس حَشْوَرٌ، والأنثى حَشْوَرَةٌ.
باب الحاء والشين والراء معهما ح ش ر، ش ح ر، ش ر ح، ر ش ح، ح ر ش مستعملات

حشر: الحَشْر: حَشْرُ يَومِ القِيامة [وقوله تعالى] : ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

، قيل: هو الموتُ. والمَحْشَرُ: المجمعُ الذي يُحشَرُ إليه القوم. ويقال: حَشَرتْهُم السَّنةُ: وذلك أنَّها تضُمُّهم من النَّواحي [إلى الأمصار] ، قال:

وما نَجا من حَشْرها المَحْشُوش ... وَحْشٌ ولا طمْشٌ من الطُمُوش

قال غير الخليل: الحش والمحشوش واحد. والحَشَرة: ما كان من صِغار دَوابِّ الأرض مثل اليّرابيع والقَنافِذ والضبِّاب ونحوها. وهو اسمٌ جامعٌ لا يُفردَ منه الواحد إلاّ أن يقولوا هذا من الحشرة. قال الضرير: الجَرادُ والأرانِبُ والكَمْاة من الحَشَرة قد يكون دَوابَّ وغير ذلك. والحَشْوَر: كُلُّ مُلَزَّز الخَلْق. شديدةُ. والحَشْر من الآذانِ ومن قُذّذ السِهام ما لطُفَ كأنَّما بُرِيَ بَرْياً، قال:

لها أذُنٌ حشر وذفرى أسيلة ... وخذ كمرآة الغريبة أسجح وحَشَرْتُ السِنانَ فهو مَحْشُور: أي رَقَّقُته وأَلْطَفْتُه.

شحر: الشِحْرُ: ساحِلُ اليَمَن في أقصاها، قال العجاج:

رَحَلْتُ من أقصَى بلاد الرُحَّلِ ... من قُلَل الشِحْرِ فجَنْبَيْ مَوْكِلِ

ويقال: الشِحْر مَوضع بعُمان.

شرح: الشَّرْحُ: السَعَةُ، قال الله- عز وجل-: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ

أي وسَّعَه فاتَّسَعَ لقَول الخير. والشَرْحُ: البَيان، اشرَحْ: أيْ بيِّنْ. والشَّرْحُ والتَشريحُ: قِطْعُ اللَّحم على العظام قَطْعاً، والقِطعة منه شَرْحةٌ.

رشح: رَشَحَ فلانٌ رَشْحاً: أي عَرِقَ. والرَشْحُ: اسمٌ للعَرَق. والمِرْشِحَةُ: بِطانةٌ تحت لِبْدِ السَّرْج لنَشْفِها العَرَق. والأُمُّ تُرشِّحُ وَلَدَها تَرشيحاً باللَّبَن القليل: أيْ تجعلُه في فَمِه شيئاً بعدَ شيءٍ حتى يقْوَى للمص. والترشيح أيضا: لحس الأُمِّ ما على طِفلها من النُدُوَّة، قال:

أُدْمُ الظِباء تُرَشِّحُ الأطفالا

والراشِحُ والرَواشِحُ: جبال تَنْدَى فرُّبَما اجتَمَعَ في أصُولها ماء قليل وإنْ كَثُرَ سُمِّيَ واشِلاً. وإِنْ رأيتَه كالعَرَق يَجري خلالَ الحِجارة سُمِّيَ راشحا. حرش: الحرش والتحريش: إغراؤك إنسانا بغيره. والأحرش من الدنانير ما فيه خشونة لجِدَّته، قال:

دنانيرُ حُرْشٌ كُلُّها ضَربُ واحِدٍ

والضَبُّ أحرَشُ: خَشِنُ الجِلدِ كأنَّه مُحَزَّز. واحترشْتُ الضَبَّ وهو أن تحرشه في جحره فتُهيجَه فإذا خَرَجَ قريباً منك هَدَمْتَ عليه بقيَّةَ الجُحْر. ورُبَّما حارَشَ الضَبُّ الأفعَى: إذا أرادت أن تدخُل عليه قاتَلَها. والحَريشُ: دابَّةٌ لها مَخالِبُ كمخَالبِ الأسد ولها قرن واحد في وسط هامَتها، قال:

بها الحريشٌ وضِغْزٌ مائِلٌ ضَبِرٌ ... يَأوي إلى رَشَفٍ منها وتقليصِ

والحَرْش: ضَرْبٌ من البَضْع وهي مُسْتَلْقِيةٌ.
حشر
حشَرَ يَحشُر ويَحشِر، حَشْرًا، فهو حاشِر، والمفعول مَحْشور
• حشَر النَّاسَ: جَمَعَهم وحشدهم "حشر الأستاذُ طلاّبه في قاعة الدّرس- فتح حقائبه وحشر فيها ثيابَه وكتبه حَشْرًا- {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ} " ° حشر أنفه في ما لا يفهمه: تدخَّل فيما لا يعنيه- حشر نَفْسَه في خِلافٍ: أقحمها- حشره على فعل شيء: ألزمه.
• حشَر اللهُ الخَلْقَ: بعثهم من مرقدهم أو مضاجعهم يوم القيامة "وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِين [حديث]- {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ". 

انحشرَ/ انحشرَ في ينحشر، انحشارًا، فهو مُنحشِر، والمفعول مُنْحشَرٌ فيه
• انحشرَ القومُ: مُطاوع حشَرَ: جُمِعوا، اجتمعوا.
• انحشر في الأمر: تدخَّل فيه. 

حشَّرَ يُحشِّر، تَحْشيرًا، فهو مُحشِّر، والمفعول مُحَشَّر
• حشَّر الشَّيءَ: جمَّعه وضمَّ بعضَه إلى بعض مع التَّدقيق والتَّضييق "حشَّر البضاعةَ في المخازن- {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِّرَتْ} [ق] ". 

حاشِر [مفرد]: ج حاشرون وحشّار: اسم فاعل من حشَرَ.
• الحاشر: أحد أسماء النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم. 

حَشْر [مفرد]: ج حُشُور (لغير المصدر):
1 - مصدر حشَرَ.
2 - اجتماع الخلق يوم القيامة " {يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} ".
• الحَشْر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 59 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها أربع وعشرون آية.
• يوم الحشر: يوم القيامة. 

حَشَرَة [مفرد]: ج حَشَرات وحَشَر:
1 - هامَة من هوامِّ الأرض كالذُّباب والخنافس "تكثر الحشرات في البِرَك والمُسْتنقعات- مكافحة الحشرات: مقاومتها لضررها- عالِم بالحشرات: عالِم طبيعيّ اختصاصيّ بالحشرات".
2 - (حي) كلّ كائن من شعبة المَفْصليّات له ثلاثة أزواج من الأرجل، وزوج أو زوجان من الأجنحة، ويقطع في تحوّله ثلاثةَ

أطوار: بيضة، حورية، صرصور، أو أربعة أطوار: بيضة- يرقانة- خادرة- فراشة.
• حَشَرة المَنّ: (حن) من الحشرات الصَّغيرة، ليِّنة الجسم تتغذّى عن طريق امتصاص النباتات.
• حشرة القرمز: (حن) نوع من الحشرات ذات غشاءٍ أحمر تتغذّى على الصبَّار.
• علم الحَشَرات: (حي) علم يدرس بنية الحَشَرات وأنواعها وتحوّلاتها وطباعها وأضرارها، ومنافعها وطرق مكافحتها، ويسمَّى: الحشريّات.
• مُبيد الحشرات: (كم) مادّة تقتل الحشرات في أحد أطوارها أو توقف تكاثرَها، فتَحُول دون العدوى. 

حَشَرِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَشَرَة: "دَراسَة حَشَرِيَّة- مبيد حشريّ".
2 - كلّ حيوان أو طائر يغتذي بالحشرات "طائرٌ/ نبات حشرِيٌّ".
• حَشَريّ الإلقاح/ حَشَريّ التَّأبير: (رع) اسم للنَّبات الذي تحمل الحشرةُ لقاحَه فتضعه في سمة الزَّهرة. 

مَحْشَر/ مَحْشِر [مفرد]: ج مَحاشِرُ: اسم مكان من حشَرَ: مكان الجمع ° أَرْض المحشر: المكان الذي تُحشر فيه الخلائقُ يوم القيامة. 

حشر

1 حَشَرَ, aor. ـُ and حَشِرَ, (S, Msb, K,) the former of which aor. . is found in the seven readings of the Kur, (Msb,) inf. n. حَشْرٌ, (S, Msb, K,) He congregated, or collected together, (S, Msb, K,) men: (S, Msb:) or he congregated them, or collected them together, and drove them: (Msb, TA:) he made them to go forth, collected together, from one place to another: (Bd in lix. 2:) he, or it, compelled them to emigrate: (K, * TA: [in the CK الخَلَآءُ is put by mistake for الجَلَاءُ, the explanation of the inf. n.:]) and [simply] he drove towards a place or quarter. (TA.) Hence يَوْمُ الحَشْرِ (tropical:) [The day of congregation, &c.; meaning] the day of resurrection: (S, * TA:) [see also مَحْشِرٌ:] and سُورَةُ الحَشْرِ (tropical:) [The Chapter of the Compulsion to emigration; which is the fifty-ninth chapter of the Kur-an]. (TA.) It is said by most of the expositors of the Kur that the wild animals and other beasts, and even the flies, will be collected together (تُحْشَرُ) for retaliation; and they cite a trad. on this subject. (TA.) So in the Kur [lxxxi. 5], وَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ And when the wild animals shall be collected together, (Bd, Jel,) from every quarter, (Bd,) after resurrection; (Jel;) or raised to life, (Bd,) for the purpose of their retaliating, one upon another; after which they shall return to dust: (Bd, Jel:) or the meaning is, shall die, (Az, S,) in the present world; accord. to some: (Az:) and thus says 'Ikrimeh, (S, TA,) on the authority of I'Ab, (TA,) as is related by Sa'eed Ibn-Masrook: (S, TA:) but accord. to some, the two meanings are nearly the same; for each denotes collection. (TA.) حَشْرٌ also signifies The going forth with a people fleeing or hastening or dispersing themselves in war; when used absolutely. (TA.) b2: حَشَرَتْهُمُ السَّنَةُ, aor. ـُ and حَشِرَ (Lth,) inf. n. حَشْرٌ, (K,) (tropical:) The year of dearth destroyed their camels and other quadrupeds; because it causes the owners to collect themselves from the various quarters to the cities or towns: (Lth:) or it caused them to go down to the cities or towns: (A:) or it distressed them; app., because of their collecting themselves together from the desert to the places of settled abodes: (Abu-t- Teiyib:) and حَشَرَتِ السَّنَةُ مَالَ فُلَانٍ The year of dearth destroyed the camels &c. of such a one. (S, K. *) A2: حَشَرَهُ, (S, A,) inf. n. حَشْرٌ, (S, K,) (tropical:) He made it (a spear-head, S, A) thin, or slender: (S, A, K:) he made it (a spear-head, and a knife,) sharp, or pointed, and thin, or slender: (TA:) he made it small, and thin, or slender: (Th:) he pared it; namely, a stick: (TA:) he pared it, and made it sharp, or pointed. (S.) 7 انحشروا They (people) became collected together from the desert to the places of settled abodes. (Abu-t-Teiyib.) حَشْرٌ (tropical:) Anything thin, or slender, or elegant. (TA.) You say أُذُنُ حَشْرٌ (tropical:) A thin, or an elegant, ear; (Lth, ISk, S, A, K;) as though it were pared, (Lth, S,) and made sharp: (S:) or small, elegant, and round: (Lth:) or thin at the end: (Th:) or sharp-pointed: (TA:) and the epithet is the same for the dual also and the pl.: (K:) [J says that] it does not admit the dual form nor the pl., because it is originally an inf. n., and the expression above mentioned is like مَآءٌ غَوْرٌ and مَآءٌ سَكْبٌ: but اذن حَشْرَةٌ is sometimes said: (S:) and the pl. حُشُورٌ occurs in a verse of Umeiyeh Ibn-Abee-'Áïdh: (TA:) and you also say اذن ↓ مَحْشُورَةٌ. (TA.) حَشْرٌ is also applied in the same sense as an epithet to other things. (S) You say قُذَّةٌ حَشْرٌ (tropical:) A thin, or an elegant, feather of an arrow; (Lth, S, A, K;) as though it were pared: (Lth:) or sharp-pointed. (TA.) Also سِنَانٌ حَشْرٌ (tropical:) A thin, or slender, spear-head: (S, K:) or sharp, or sharp-pointed: and سِكِّينٌ حَشْرٌ in like manner: and حَرْبَةٌ حَشْرَةٌ: (TA:) and سَهْمٌ حَشْرٌ, and سِهَامٌ حُشْرٌ: like جَوْنٌ and جُونٌ, and وَرْدٌ and وُرْدٌ: (Akh, S:) or سَهْمٌ حَشْرٌ signifies an arrow having straight, or even, feathers; and so ↓ سهم مَحْشُورٌ; and ↓ حَشِرٌ, of the same measure as كَتِفٌ, an arrow having good feathers attached to it. (TA.) You also say بَعِيرٌ حَشْرُ الأُذُنِ (tropical:) A camel having a thin, or an elegant, ear. (TA.) حَشِرٌ: see حَشْرٌ.

حَشَرَةٌ and حَشَرَاتٌ, (K,) each being a coll. n. without a sing.; (TA;) or the former is sing. of the latter; (S, Msb;) Any small animals that creep or walk upon the earth; (S, Mgh, Msb, K;) as jerboas and hedgehogs and lizards of the kind called ضَبّ and the like: (TA:) or the former, (Msb,) or latter, (Mgh,) is applied to rats or mice, and jerboas, and lizards of the kind above mentioned, (Mgh, Msb,) colleted together: (Msb:) or any venomous or noxious reptiles or the like, such as scorpions and serpents; syn. هَوَامُّ; (As, K;) as also أَحْرَاشٌ and أَحْنَاشٌ. (As.) b2: Also the former, Whatever is captured, snared, entrapped, hunted, or chased, of wild animals or the like, birds, and fish, &c.; (K;) whether small or great: (TA:) or the great thereof: or what is eaten thereof: (K:) thus in all the copies of the K; but the pronoun [in the latter case] does not refer to the animals &c. above mentioned: it is expressly said in the T and M that the word signifies whatever is eaten of herbs, or leguminous plants, of the earth, such as the دُعَاع and فَثّ. (TA.) حَاشِرٌ One who congregates, or collects together, people. (TA.) With the article ال, applied to Mohammad; (S, K;) because he collects people after him (S, IAth) and to his religion. (IAth.) b2: A collector of spoils: (El-Hulwánee, Mgh:) and [its pl.] حُشَّارٌ signifies collectors of the tithes and poll-tax. (TA.) مَحْشِرٌ (S, K) and مَحْشَرٌ (K) A place of congregation: (S, K:) a term used when people are collected together to a town or country, and to an encampment, and the like. (TA.) Hence, يَوْمُ المَحْشِرِ [The day of the place of congregation; meaning the day of judgment]. (TA.) مَحْشُورٌ; and its fem., with ة: see حَشْرٌ.
الْحَاء والشين وَالرَّاء

حشَرَهُم يَحشُرُهم ويحشِرُهم حشراً: جمعهم.

والحشْرُ، جمع النَّاس ليَوْم الْقِيَامَة.

والحاشِرُ من أَسمَاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُ قَالَ: " أحْشَرَ الناسَ على قدَميّ ".

وحشَرَ الْإِبِل، جمعهَا كَذَلِك، فَأَما قَوْله تَعَالَى: (مَا فرَّطْنا فِي الكتابِ من شيءٍ ثُمَّ إِلَى ربِّهمْ يُحْشَرُونَ) فَقيل: إِن الحشْرَ هَاهُنَا الْمَوْت وَقيل النَّشْرُ، والمعنيان متقاربان لِأَنَّهُ كُله كفت وَجمع.

وحشَرَتهم السَّنَةُ تَحْشُرُهُمْ وتَحشِرُهم، أهلكت مَالهم فضمتهم إِلَى الْأَمْصَار. قَالَ رؤبة:

وَمَا نجا من حشْرِها المْحشُوشِ

وحشٌ وَلَا طَمشٌ من الطُمُوش والحَشَرَةُ: صغَار دَوَاب الأَرْض، كاليرابيع والقنافذ والضباب وَنَحْوهَا، وَهُوَ اسْم جَامع لَا يفرد، وَيجمع مُسلما، قَالَ:

يَا أمَّ عمرٍو من يكُنْ عُقْرُ دارِه ... حِواءَ عَدِيّ يأكُل الحَشَرَاتِ

وَقيل: الصَّيْد كُله حشَرةٌ، مَا تعاظم مِنْهُ وتصاغر، وَقد أبنت أَجنَاس الحشَرَات فِي الْكتاب الْمُخَصّص وَقيل: كل مَا أكل من الصَّيْد الطَّائِر والماشي حَشَرَةٌ.

والحشَرَةُ أَيْضا: مَا أكل من بقل الأَرْض كالدعاع وَأَلْقَتْ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحشرَةُ القشرة الَّتِي تلِي الْحبَّة، وَالْجمع حَشَرٌ.

وحَشَرَ السِّنان والسكين حشْراً، أحدَّه فَارقه وألطفه، قَالَ:

لَدْنُ الكُعُوبِ ومحشورٌ حدِيدَتُه ... وأصْمَعٌ غَيرُ مَجْلُوزٍ على قَصَمِ

المجلوز، المشدد تركيبه، من الجلز الَّذِي هُوَ اللي والطي.

وحربة حَشَرَةٌ وحَشْرٌ، بِلَا هَاء، وحُشُرٌ، قَالَ:

فِي صَلاهُ ألَّةٌ حُشُرٌ ... وقناةُ الرُّمحِ منقصِمَهْ

والحَشْرُ من القذاذ والآذان، المؤلَّلة الحديدة، وَالْجمع حُشُورٌ، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ:

مطارِيحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُورِ ... هاجَرْنَ رَمَّاحةً زيْزَفُونا

وَقَول أبي عمَارَة بن أبي طرفَة:

بكلِّ لَيْنٍ صارِمٍ رَهِيفِ

وكل سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ

أرَاهُ على النّسَب. والمحْشُورَةُ كالحَشْرِ.

وَأذن حَشْرَةٌ وحَشْرٌ: صَغِيرَة لَطِيفَة مستديرة، وَقَالَ ثَعْلَب: دقيقة الطّرف، سميت فِي الْأَخِيرَة بِالْمَصْدَرِ لِأَنَّهَا حُشِرَتْ حشْراً، أَي صغرت وألطفت، فَمن أفرده فِي الْجمع وَلم يؤنث، فلهذه الْعلَّة، كَمَا قَالُوا: رجل عدل وَرِجَال عدل ونسوة عدل، وَمن قَالَ: حشَرات، فعلى حَشْرةٍ وَقيل: كل دَقِيق لطيف حَشْرٌ، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يسْتَحبّ فِي الْبَعِير أَن يكون حَشْرَ الْأذن، وَكَذَلِكَ يسْتَحبّ فِي النَّاقة، قَالَ ذُو الرمة:

لَهَا أذْنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أسِلَيةٌ ... وخَدٌّ كمِرْآةِ الغَرِيبَةِ أسْجَحُ

وَسَهْم محْشُورٌ وحَشْرٌ، مستوي قذذ الريش، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سهم حَشْرٌ وسهام حشرٌ. وَفِي شعر هُذَيْل: سهم حَشِرٌ، فإمَّا أَن يكون على النّسَب كطعم، وَإِمَّا أَن يكون على الْفِعْل توهموه وَإِن لم يَقُولُوا: حَشِرَ، قَالَ أَبُو عمَارَة الْهُذلِيّ:

وكلّ سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ

المشوف: المجلو.

وَسَهْم حشْرٌ، ملزق جيد القذذ، وَكَذَلِكَ الريش.

وحَشَرَ الْعود حَشْراً، براه.

والحشَرُ، اللزج فِي الْقدح من دسم اللَّبن، وَقيل: الحشَرُ اللزج من اللَّبن كالحشن، وحُشِرَ عَن الوطب، إِذا كثر وسخ اللَّبن عَلَيْهِ فقشره عَنهُ رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ حشن، وَكِلَاهُمَا على صِيغَة فعل الْمَفْعُول.

وَأَبُو حَشْر: رجل من الْعَرَب.

والحَشْوَرُ من الدَّوَابّ: الملزز الْخلق، وَمن الرِّجَال الْعَظِيم الْبَطن. وَقيل: الحَشْوَرُ، المنتفخ الجنبين، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.
[حشر] فيه: إن لي أسماء [وعد فيها] وأنا "الحاشر" أي الذي يحشر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره، وأراد أن هذه الأسماء المذكورة في الكتب المنزلة على الأمم التي كذبت بنبوته حجة عليهم. ج: يعني أنه أول من يحشر من الخلق ثم يحشر الناس على قدمي. ن: بسكون الياء على الإفراد، وتشديدها على التثنية، أي يحشرون على أثرى وزمان نبوتي، وليس بعدي نبي، وقيل: يتبعوني. نه وفيه: انقطعت الهجرة إلا من ثلاث: جهاد، أو نية، أو "حشر" أي جهاد في سبيل الله، أو نية يفارق بها الرجل الفسق والفجور إذا لم يقدر على تغييره، أو جلاء ينال الناس فيخرجون من ديارهم، والحشر هو الجلاء من الأوطان، وقيل: أراد بالحشر الخروج في النفير إذا عم. وفيه: نار تطرد الناس إلى "محشرهم" يريد به الشام، لأن بها يحشر الناس ليوم القيامة. وح: و"تحشر" بقيتهم النار، أي تجمعهم وتسوقهم. ك: وآخر من "يحشر" راعيان، أي يساق ويجلى من الوطن، و"ينعقان" بكسر عين وفتحها من النعيق وهو صوت الراعي إذا زجر، و"يجدانها وحشاً" أي يجدان أهلها وحوشاً، وقيل: إن غنمهما تصير وحوشاً إما بانقلاب ذاتها إليها، وإما أن تتوحش وتنفر من أصواتهما، وهذا سيقع عند قرب الساعة، القاضي: جرى هذا في العصر الأول، وقد تركت المدينة على أحسن ما كانت حين انتقلت الخلافة عنها إلى الشام، وذلك خير ما كان الدين لكثرة العلماء بها والدنيا لعمارتها واتساع حال أهلها، وذكر أنه رحل عنها في بعض الفتن التي جرت بها أكثر الناس وبقيت أكثر ثمارها للعوافي وخلت مدة ثم تراجع الناس إليها. زر: آخر من "يحشر" أي يموت للحشر لأن الموت للحشر بعد الموت، ويحتمل أن يتأخر حشرهما لتأخر موتهما، ويحتمل آخر من يحشر إلى المدينة يساق إليها وذلك قرب الساعة. ك:على فسحة من الظهر رغبة فيما يستقبله ورهبة فيما يستدبره، ومن أبطأ حتى ضاق عليه الوقت سار راهباً على ضيق من الظهر فيتعاقب اثنان إلى عشرة على بعير، ومن كره الله انبعاثهم فثبطهم، فيقع في ورطة يقيل من الفتنة حيث قالت، وهذا الحشر آخر أشراط الساعة، وذات القتب وهي خشبة الرحل عبارة عن البعير، وهو إشارة إلى أنهم أعطوا الأموال بذلك الحفير. نه وفيه: أن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا و"لا يحشروا" أي لا يندبون إلى الغزو، ولا تضرب عليهم البعوث، وقيل: لا يحشرون على عامل الزكاة بل يأخذ صدقاتهم في أماكنهم. ومنه ح صلح أهل نجران: على "أن لا يحشروا" ولا يعشروا. وح: النساء لا يعشرن ولا "يحشرن" أي للغزو فإنه لا يجب عليهن. وفيه: لم تدعها تأكل من "حشرات" الأرض، هي صغار دواب الأرض كالضب واليربوع، وقيل: هوام الأرض مما لا سم له جمع حشرة. ومنه ح: لم أسمع "لحشرة" الأرض تحريماً. وفيه: فأخذت حجراً فكسرته و"حشرته" من حشرت السنان إذا دققته وألطفته، والمشهور إهمال سينه، وقد مر. غ: "لأول" الحشر" أي الجلاء لأن بني النضير أول من أخرج من ديارهم أو أول حشر إلى الشام، ثم يحشر الناس إليها يوم القيامة.

حشر: حَشَرَهُم يَحْشُرُهم ويَحْشِرُهم حَشْراً: جمعهم؛ ومنه يوم

المَحْشَرِ. والحَشْرُ: جمع الناس يوم القيامة. والحَشْرُ: حَشْرُ يوم القيامة.

والمَحْشَرُ: المجمع الذي يحشر إِليه القوم، وكذلك إِذا حشروا إِلى بلد

أَو مُعَسْكَر أَو نحوه؛ قال الله عز وجل: لأَوَّلِ الحَشْرِ ما ظننتم

أَن يخرجوا؛ نزلت في بني النَّضِير، وكانوا قوماً من اليهود عاقدوا النبي،

صلى الله عليه وسلم، لما نزل المدينة أَن لا يكونوا عليه ولا له، ثم

نقضوا العهد ومايلوا كفار أَهل مكة، فقصدهم النبي، صلى الله عليه وسلم،

ففارقوه على الجَلاءِ من منازلهم فَجَلَوْا إِلى الشام. قال الأَزهري: هو أَول

حَشْرٍ حُشِر إِلى أَرض المحشر ثم يحشر الخلق يوم القيامة إِليها، قال:

ولذلك قيل: لأَوّل الحشر، وقيل: إِنهم أَول من أُجْلِيَ من أَهل الذمة من

جزيرة العرب ثم أُجلي آخرهم أَيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، منهم

نصارى نَجْرَانَ ويهودُ خيبر. وفي الحديث: انقطعت الهجرة إِلاَّ من ثلاث:

جهاد أَو نيَّة أَو حَشْرٍ، أَي جهاد في سبيل الله، أَو نية يفارق بها

الرجل الفسق والفجور إِذا لم يقدر على تغييره، أَو جَلاءٍ ينال الناسَ

فيخرجون عن ديارهم. والحَشْرُ: هو الجَلاءُ عن الأَوطان؛ وقيل: أَراد بالحشر

الخروج من النفير إِذا عم. الجوهري: المَحْشِرُ، بكسر الشين، موضع

الحَشْرِ.

والحاشر: من أَسماء سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لأَنه قال:

أَحْشُر الناسَ على قَدَمِي؛ وقال، صلى الله عليه وسلم: لي خمسة أَسماء:

أَنا محمد وأَحمد والماحي يمحو الله بي الكفر، والحاشر أَحشر الناس على

قدمي، والعاقب. قال ابن الأَثير: في أَسماء النبي، صلى الله عليه وسلم،

الحاشر الذي يَحْشُر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره. وقوله، صلى الله

عليه وسلم: إِني لي أَسماء؛ أَراد أَن هذه الأَسماء التي عدّها مذكورة في

كتب الله تعالى المنزلة على الأُمم التي كذبت بنبوَّته حجة عليهم. وحَشَرَ

الإِبلَ: جمعها؛ فأَما قوله تعالى: ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثم إِلى

ربهم يُحْشَرُونَ؛ فقيل: إِن الحشر ههنا الموت، وقيل: النَّشْرُ،

والمعنيان متقاربان لأَنه كله كَفْتٌ وجَمْعٌ. الأَزهري: قال الله عز وجل:

وإِذا الوحوش حُشرت، وقال: ثم إِلى ربهم يحشرون؛ قال: أَكثر المفسرين تحشر

الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص، وأَسندوا ذلك إِلى النبي، صلى

الله عليه وسلم، وقال بعضهم: حَشْرُها موتها في الدنيا. قال الليث: إِذا

أَصابت الناسَ سَنَةٌ شديدة فأَجحفت بالمال وأَهلكت ذوات الأَربع، قيل:

قد حَشَرَتْهُم السنة تَحْشُرهم وتَحْشِرهم،وذلك أَنها تضمهم من النواحي

إِلى الأَمصار. وحَشَرَتِ السنةُ مال فلان: أَهلكته؛ قال رؤبة:

وما نَجا، من حَشْرِها المَحْشُوشِ،

وَحْشٌ، ولا طَمْشٌ من الطُّموشِ

والحَشَرَةُ: واحدة صغار دواب الأَرض كاليرابيع والقنافذ والضِّبابِ

ونحوها، وهو اسم جامع لا يفرد الواحد إِلاَّ أَن يقولوا: هذا من الحَشَرَةِ،

ويُجْمَعُ مُسَلَّماً؛ قال:

يا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ يكن عُقْرَ حوَّا

ء عَدِيٍّ يأَكُلُ الحَشَراتِ

(* قوله: «يا أم عمرو» إلخ كذا في نسخة المؤلف).

وقيل: الحَشَراتُ هَوامُّ الأَرض مما لا اسم له. الأَصمعي: الحَشَراتُ

والأَحْراشُ والأَحْناشُ واحد، وهي هوام الأَرض. وفي حديث الهِرَّةِ: لم

تَدَعْها فتأْكل من حَشَراتِ الأَرض؛ وهي هوام الأَرض، ومنه حديث

التِّلِبِّ: لم أَسمع لحَشَرَةِ الأَرضِ تحريماً؛ وقيل: الصيد كله حَشَرَةٌ، ما

تعاظم منه وتصاغر؛ وقيل: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْل الأَرضِ حَشَرَةٌ.

والحَشَرَةُ أَيضاً: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْلِ الأَرض كالدُّعاعِ والفَثِّ.

وقال أَبو حنيفة: الحَشَرَةُ القِشْرَةُ التي تلي الحَبَّة، والجمع

حَشَرٌ. وروي ابن شميل عن ابن الخطاب قال: الحَبَّة عليها قشرتان، فالتي تلي

الحبة الحَشَرَةُ، والجمع الحَشَرُ، والتي فوق الحَشَرَةِ القَصَرَةُ.

قال الأَزهري: والمَحْشَرَةُ في لغة أَهل اليمن ما بقي في الأَرض وما

فيها من نبات بعدما يحصد الزرع، فربما ظهر من تحته نبات أَخضر فتلك

المَحْشَرَةُ. يقال: أَرسلوا دوابهم في المَحْشَرَةِ.

وحَشَرَ السكين والسِّنانَ حَشْراً: أَحَدَّهُ فَأَرَقَّهُ وأَلْطَفَهُ؛

قال:

لَدْنُ الكُعُوبِ ومَحْشُورٌ حَدِيدَتُهُ،

وأَصْمَعٌ غَيْرُ مَجْلُوزٍ على قَضَمِ

المجلوز: المُشدَّدُ تركيبه من الجَلْزِ الذي هو الليُّ والطَّيُّ.

وسِنانٌ حَشْرٌ: دقيق؛ وقد حَشَرْتُه حَشْراً. وفي حديث جابر: فأَخذتُ

حَجَراً من الأَرض فكسرته وحَشَرْتُه، قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وهو

من حَشَرْتُ السِّنان إِذا دَقَّقْته، والمشهور بالسين، وقد تقدم.

وحَرْبَةٌ حَشْرَةٌ: حَدِيدَةٌ. الأَزهري في النوادر: حُشِرَ فلان في ذكره وفي

بطنه، وأُحْثِلَ فيهما إِذا كانا ضخمين من بين يديه. وفي الحديث: نار

تطرد الناسَ إِلى مَحْشَرهم؛ يريد به الشام لأَن بها يحشر الناس ليوم

القيامة. وفي الحديث الآخر: وتَحْشُرُ بقيتهم إِلى النار؛ أَي تجمعهم وتسوقهم.

وفي الحديث: أَن وَفْدَ ثَقِيفٍ اشترطوا أَن لا يُعْشَرُوا ولا

يُحْشرُوا؛ أَي لا يُنْدَبُونَ إِلى المغازي ولا تضرب عليهم البُعُوث، وقيل: لا

يحشرون إِلى عامل الزكاة ليأْخذ صدقة أَموالهم بل يأْخذها في أَماكنهم؛

ومنه حديث صُلْحِ أَهلِ نَجْرانَ: على أَن لا يُحْشَرُوا؛ وحديث النساء: لا

يُعْشَرْنَ ولا يُحْشَرْن؛ يعني للغَزَاةِ فإِن الغَزْوَ لا يجب عليهن.

والحَشْرُ من القُذَذِ والآذان: المُؤَلَّلَةُ الحَدِيدَةُ، والجمعُ

حُشُورٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:

مَطارِيحُ بالوَعْثِ مُرُّ الحُشُو

رِ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونا

والمَحْشُورَةُ: كالحَشْرِ. الليث: الحَشْرُ من الآذان ومن قُذَدِ رِيشِ

السِّهامِ ما لَطُفَ كأَنما بُرِيَ بَرْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ:

صغيرة لطيفة مستديرة؛ وقال ثعلب: دقيقة الطَّرَفِ، سميت في الأَخيرة

بالمصدر لأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي صُغِّرَتْ وأُلطفت. وقال الجوهري:

كأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي بُرِيَتْ وحُدِّدَتْ، وكذلك غيرها؛ فرس حَشْوَرٌ،

والأُنثى حَشْوَرَةٌ. قال ابن سيده: من أَفرده في الجمع ولم يؤَنث فلهذه

العلة؛ كما قالوا: رجل عَدْلٌ ونسوة عَدْلٌ، ومن قال حَشْراتٌ فعلى

حَشْرَةٍ، وقيل: كلُّ لطيف دقيق حَشْرٌ. قال ابن الأَعرابي: يستحب في البعير

أَن يكون حَشْرَ الأُذن، وكذلك يستحب في الناقة؛ قال ذو الرمة:

لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ،

وخَدَّ كَمِرآةِ الغَرِيبَة أَسْجَحُ

(* قوله: «وخد كمرآة الغريبة» في الأساس: يقال وجه كمرآة الغريبة لأَنها

في غير قومها، فمرآتها مجلوّة أَبداً لأَنه لا ناصح لها في وجهها).

الجوهري: آذان حَشْرٌ لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر في الأَصل مثل قولهم

ماء غَوْرٌ وماء سَكْبٌ، وقد قيل: أُذن حَشْرَةٌ؛ قال النمر بن تولب:

لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ،

كإِعْلِيط مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ

وسهم مَحْشُورُ وحَشْرٌ: مستوي قُذَذِ الرِّيشِ. قال سيبويه: سهم حَشْرٌ

وسهام حَشْرٌ؛ وفي شعر هذيل: سهم حَشِرٌ، فإِما أَن يكون على النسب

كطَعِمٍ، وإِما أَن يكون على الفعل توهموه وإِن لم يقولوا حَشِرَ؛ قال أَبو

عمارة الهذلي:

وكلُّ سهمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ

المشوف: المَجْلُوُّ. وسهم حَشْرٌ: مُلْزَقٌ جيد القُذَذِ، وكذلك الريش.

وحَشَرَ العودَ حَشْراً: براه. والحَشْرُ: اللَّزجُ في القَدَحِ من

دَسَمِ اللبنِ؛ وقيل: الحَشْرُ اللَّزِجُ من اللبن كالحَشَنِ. وحُشِرَ عن

الوَطْبِ إذا كثر وسخ اللبن عليه فَقُشِرَ عنه؛ رواه ابن الأَعرابي؛ وقال

ثعلب: إِنما هو حُشِنَ، وكلاهما على صيغة فعل المفعول.

وأَبو حَشْرٍ: رجل من العرب.

والحَشْوَرُ من الدواب: المُلَزَّرِ الخَلْقُ، ومن الرجال: العظيم

البطن؛ وأَنشد:

حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مَعْطاءُ القفَا

وقيل: الحَشْوَرُ مثال الجَرْوَلِ المنتفخ الجنبين، والأُنثى بالهاء،

والله أَعلم.

حشر
: (الحشْرُ: مَا لَطُفَ منَ الآذانِ) ، وَهُوَ مجَازٌ. يُقَال: (لِلْوَاحِدِ والاثْنَيْن والجمْعِ) . وأَخصرُ مِنْهُ عِبَارةُ الجوْهرِيّ: لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمع، قَالَ: لأَنه مَصْدرٌ فِي الأَصْل مثْل قَوْلهم: ماءٌ غَوْرٌ وماءٌ سَكْبٌ. وَقد قِيلَ أُذُنٌ حَشْرَةٌ، قَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَب:
لَهَا أُذُنٌ حشْرَةٌ مَشْرَةٌ
كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذَا مَا صَفِرْ هاكذا أَنشدهُ الجَوْهَرِي لَه، قَالَ الصَّغانِيُّ: وإِنَّمَا هُوَ لِرَبِيعَةَ بْنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ، ولعلّه نَقَلَه من كِتَابٍ قَالَ فِيهِ: قَالَ النَّمَرِيُّ، فظَنَّه النَّمِرَ بْنِ تَوْلَب انْتَهى.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: ويُسْتَحَبُّ فِي البَعِير أَن يَكُونَ حَشْرَ الأُذُنِ، وكَذالِكَ يُسْتَحَبُّ فِي النَّاقَةِ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لَهَا أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ
وخَدٌّ كمِرْآة الغَرِيبَةِ أَسْجَعُ
(و) من المَجاز: الحشْرُ: (مَا لَطُف مِن القُذَذِ) .
قَالَ اللّيْث: الحَشْرُ من الآذانِ ومِن قُذَذِ رِيشِ السِّهَامِ: مَا لَطُفَ، كَأَنَّمَا بُرِيَ بِرْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ: صَغِيرَةٌ لَطِيفَةٌ مُسْتَدِيرَة.
وَقَالَ ثَعْلَب: دَقِيقَةُ الطَّرَف، سُمِّيَت فِي الأَخِيرة بالمَصْدر؛ لأَنَّها حُشِرَتْ حَشْراً، أَي صُغِّرَت وأُلْطِفَتْ. وَقَالَ غَيره: الحَشْرُ من القُذَذِ والآذانِ: المؤَلَّلَةُ الحدِيدَةُ، والجَمْعُ حُشُورٌ. قَالَ أُميَّةُ بْنُ أَبِي عائذٍ:
مَطارِيحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو
رِ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونَا
(و) الحَشْرُ: (الدَّقِيقِ مِنَ الأَسِنَّة) والمُحَدَّدُ مِنْهَا. يُقَالُ: سِنَانٌ حَشْرٌ وسِكِّينٌ حَشْرٌ.
(و) من المَجاز: الحَشْر: (التَّدْقِيقُ والتَّلْطِيفُ) ، يُقَال: حَشَرْتُ السِّنَانَ حَشْراً، إِذا لَطَّفْته ودَقَّقْته، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ وَقَالَ ثَعْلب: حُشِرَت حَشْراً، أَي صُغِّرَتْ وأُلْطِفَت. وَقَالَ الجوهريّ: أَي بُزِيَتْ وحُدِّدَت. وَقَالَ غَيرُه: حَشَرَ السِّنَانَ والسِّكِّينَ حَشْراً: أَحَدَّهُ فَأَرَقَّه وأَلْطَفَه. وحَدِيدةٌ محْورٌ وحَرْبةٌ حَشْرَةٌ: حَدِيدَةٌ.
(و) الحَشْرُ: (الجَمْعُ) والسَّوْقُ. يُقَال: حَشَرَ (يَحْشُر) ، بالضَّمّ، (ويحْشِر) ، بالكَسْر، حَشْراً، إِذا جَمَعَ وساقَ. (و) مِنْهُ يَوْم (المَحْشَِرِ) ، بِكَسْر الشين (ويُفْتَح) ، وهاذه عَن الصغانيّ، أَي (مَوْضِعُهُ) ، أَي الحَشْرِ ومَجْمَعُه الَّذي إِلَيْهِ يُحْشَر القَوْمُ، وكذالك إِذا حُشِرُوا إِلَى بَلَدٍ أَوْ مُعَسْكَر أَو نحْوِه. (و) فِي الحَدِيث: (انْقَطَعَت الهِجْرَةُ إِلاَّ من ثَلاثٍ: جهادٍ أَو نِيَّةٍ أَو حشْرٍ) قَالُوا: الحَشْرُ هُوَ (الجَلاَءُ) عَن الأَوطان. وَفِي الْكتاب العَزِيزِ {لاِوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ} ، نَزَلَت فِي بَنِي النَّضِيرِ وكانُوا قَوْماً من اليَهُود عاقَدُوا النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملَمَّا نَزلَ المَدِينَةَ أَن لَا يكُونُوا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، ثمَّ نَقَضُوا العهْد ومَايَلُوا كُفَّارَ أَهْلِ مَكَّةَ، فقَصَدَهُم النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفارقُوه على الجَلاءِ مِن مَنَازِلهمْ، فجلَوْا إلَى الشَّام. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ أَوْلُ حَشْرٍ حُشِرَ أَرضِ المَحْشَرِ، ثُمَّ يُحْشَرُ الخَلْقُ يومَ القِيَامَةِ إِلَيْهَا، قَالَ: ولِذالِكَ قِيلَ: لأَوّلِ الحَشْرِ، وَقيل: إِنَّهُمْ أَوّلُ مَنْ أُجْلِيَ من أَهْلِ الذِّمّة مِن جَزِيرَةِ العَرَب، ثمَّ أُجلِيَ آخِرُهم أَيّامَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، رَضِيَ اللهاُ عَنْه، مِنْهُم نصارَى نَجْرَانَ ويهُودُ خَيْبَرَ.
(و) من المَجاز، الحَشْرُ: (إِجْحَافُ السَّنَةِ الشَّدِيدَةِ بِالْمَال) . قَالَ اللَّيْث: إِذَا أَصابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَجْحَفَتْ بالمَال وأَهْلَكَتْ ذَواتَ الأَرْبَعِ قيل: قد حشَرَتْهُم السَّنَةُ، تَحْشُرُهم وتَحْشِرهم، وذالك أَنَّهَا تَضُمُّهم من النَّواحِي إِلى الأَمْصَارِ. وحَشَرَتِ السَّنَةُ مالَ فُلانٍ: أَهلكتْه.
وَفِي الأَسَاس: حشَرتْهُم السَّنَةُ: أَهْبَطَتْهُم إِلَى الأَمْصار.
وَقَالَ أَبُو الطَّيِّب اللُّغويُّ فِي كِتَاب الأَضْدَاد: وحشَرَتْهُم السَّنَةُ حَشْراً، إِذَا أَصابهُم الضُّرّ والجهْد، قالَ: وَلَا أُرَاهِ سُمِّى بِذالِكَ إِلاّ لانْحِشَارِهم مِنَ البَادِيَة إِلى الحَضَر، قَالَ رُؤْبَةُ:
وَمَا نَجَا مِنْ حَشْرهَا المَحْشُوشِ
وَحْشٌ وَلَا طَمْشٌ من الطُّمُوش (و) من المَجاز: (حُشِرع) فُلانٌ (فِي ذَكرِهِ وَفِي بطْنهه) وأُحْثِلَ فِيهِمَا، (إِذا كَانَا ضَخْمَيْن مِنْ بَيْنه يَديْه) ، نقلَه الأَزهريّ من النَّوادِرِ. (و) فِي الأَساسِ: حُشِرَ فُلانٌ (فِي رَأْسِهِ إِذا اعْتَزَّه ذَلِك وكَان أَضْخَمَه) أَي عَظِيمَه، وَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ من بَدنِه، (كاحْتَشَر) ، وَهاذِهِ عنِ الصَّغانِيّ.
(والحاشِرُ: اسمٌ للنبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لأَنَّه يَحْشُر انّاسَ خَلْفَه وعَلى ملّتِه دُونَ مِلَّة غَيْره، قَالَه ابنُ الأَثِير.
(والحَشَّار، كَكَتَّان: ع) نَقله الصغانيّ.
(وسَالمُ بنُ حرْمَلَةَ) بْنِ زُهَيْرِ بْن عَبدِ الله (بْنِ حَشْرٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، العَدَوِيّ.
(وعتَّابُ) بن سُلَيْم بن قَيس بن خالِد (بْنِ أَبِي الحَشْرِ: صَحَابِيَّان) . الأَخيرِ أَسلَم يَوْمَ الفَتْح وقُتِلَ يومَ اليَمَامَةِ. وجدُّه أَبو الحَشْر هُوَ مُدْلِجُ ابنُ خَالِد بْنِ عَبْدِ مَنَاف.
(و) عَن الأَصْمَعِيّ: (الحشَراتُ) والأَحراشُ والأَحناشُ وَاحِدٌ، وَهِي (الهوَامُّ) ، وَمِنْه حَدِيثُ الهِرَّة (لم تَدعْها فتَأْكُلَ من حشَرَاتِ الأَرضِ) (أَو الدَّوابُّ الصِّغَارُ) ، كاليَرَابِيعِ والقَنَافِذِ والضِّبابِ ونَحْوِهَا، وَهُوَ اسْمٌ جامِعٌ لَا يُفْرَدُ، الْوَاحِد (كالحَشَرَةِ، مُحرَّكةً فيهمَا) ، أَي فِي هَوَامِّ الأَرْضِ وَدَوَابِّهَا. ويَقُولون: هاذا من الحَشَرَةِ، ويجْمَعُون مُسَلَّماً، قَالَ:
يَا أُمَّ عَمْرٍ ومَنْ يَكُنْ عُقْرَ (دَارِ)
حِوَاءُ يَأْكُلِ الْحَشَرَاتِ
(و) الحَشَرَاتُ: (ثِمَارُ البَرِّ، كالصَّمْغِ وغَيْرِهِ) .
(والحَشَرَةُ أَيْضاً) ، أَي بالتَّحْرِيك: (القِشْرَةُ الَّتِي تَلِي الحَبَّ، ج الحَشَرُ) ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ. ورَوَى ابنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي الخَطَّاب قَالَ: الحَبَّة عَلَيْهَا قِشْرَتانِ، فَالَّتِي تَلِي الحَبَّةَ الحَشَرَةُ، قَالَ: وأَهلُ اليَمن يُسَمُّونَ اليومَ النُّخَالَةَ الحَشَرَ، والأَصل فِيهِ مَا ذَكرْت، والَّتِي فَوْقَ الحَشَرَة القَصَرَةُ. (و) فِي الحَدِيثِ: (لَمْ أَسْمَع لِحَشَرَةِ الأَرضِ تَحْرِيماً) . قِيل: (الصَّيْدُ كُلُّه) حَشَرَةٌ، سواءٌ تَصَاغَرَ أَو تَعاظَمَ، (أَو) الحَشَرَةُ: (مَا تَعَاظَمَ مِنْهُ) ، أَي مِنَ الصَّيْدِ، (أَوْ مَا أُكِلَ مِنْه) ، هاكذا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَن يكُونَ الضَّمِيرُ راجِعاً للصَّيْد ولَيْس كَذَلِك، والّذي صَرَّح بِهِ فِي التَّهْذِيب والمُحْكَم أَنّ الحَشَرَةَ كُلُّ مَا أُكِلَ مِن بقْلِ الأَرْض، كالدُّعاعِ والفَثِّ، فليُتَأَمَّلْ.
(والحَشَرُ) ، مُحَرَّكَةً: (النُّخالَةُ) ، بلُغَة أَهْلِ اليَمَن، كَمَا تَقدَّمَت الإِشَارةُ إِليْه.
(و) الحُشُر، (بضَمَّتَيْن) ، فِي الْقِشْرة، (لُغَيَّةٌ) .
(والحَشُورَةُ مِنَ الخَيْلِ) ، وكَذالك مِن النَّاسِ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الإِمامُ أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ: (المُنْتَفِخُ الجَنِبْينِ) وفَرَسٌ حَشْوَرٌ.
(و) الحشْورَةُ: (العجُوزُ المُتَظَرِّفَةُ البَخِيلَةُ، و) الحَشْورَةُ أَيْضاً: (المرْأَةُ البطِينَةُ) ، وكذالك من الرِّجَالِ، يُقَال: رَجُلٌ حَشْوَرٌ وحَشْوَرَةٌ. قَالَ الراجز:
حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مِعْطَاءُ القَفَا
(و) الحَشْورَةُ: (الدَّوَابُّ المُلَزَّزَةُ الخَلْقِ) الشَّدِيدتُه، (الواحِدُ حَشْوَرٌ) كجرْولٍ. ورَجلٌ حَشْوَرٌ: ضَخْمٌ عَظِيمُ البَطْنِ، وذرَه الإِمامُ أَبو الطَّيِّب فِي كتَابِه وعَدَّه من الأَضْداد وكأَنّ امُصَنِّف لم يرَ بيْنَ الضَّخَامةِ وعِظَمِ البَطْنِ وتَلَزُّزِ الخَلْق ضِدِّيَّةً، فليُتَأَمَّلْ.
(ووَطْبٌ حَشِرٌ، كَتِفٍ: بَيْن الصَّغيرِ والكَبِيرِ) ، عَن ابْنِ دُريْد. وَقَالَ غيرُه: هُوَ الوسِخ، وَذكره الجَوْهَرِيّ بالجِيمِ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الحَشْرُ: السَّوْقُ إِلَى جهَة. ويَوْمُ الحَشْرِ: يومُ القِيَامَةِ. وسُورَةُ الحَشْر مَعْرُوفَةٌ، وهُمَا مَجازانِ. والحَشْرُ: الخُرُوجُ مَعَ النَّفِير إِذَا عَمّ. ومِنْهُم مَنْ فَسَّرَ بِهِ الحديثَ الَّذِي تَقَدَّم (انْقَطَعَتِ الهِجْرَةُ إِلاّ مِن ثَلاَثٍ) إِلَى آخِره. والحَشْرُ، المَوْتُ. قَالَ الأَزهرِيُّ: فِي تَفْسِير قَولِ اللَّهِ تعالَى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} (التكوير: 5) قَالَ بَعضهم: حَشْرُهَا: مَوْتُها فِي الدُّنْيا. وقرأْتُ فِي كتاب الأَضْدَادِ لأَبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ. مَا نَصُّه: وزَعَمُوا أَنَّ الحَشْرَ أَيضاً المَوْتُ. أَخبرنا جعفَر بنُ مُحمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن الأَزْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم عَن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَاريِّ، أَخبرنا قيسُ ابنُ الرَّبِيعِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوق عَن عِكْر 2 ةَ عَنِ ابْنِ عبّاس فِي قَول الله عزّ وجلّ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} قَالَ: حَشْرُهَا: مَوْتُها، انتهَى.
قلْت: وَقَول أَكثر المُفَسِّرين تُحْشَر الووشُ كْلُّهَا وسائِرُ الدَّوابِّ حَتَّى الذُّباب لِلْقِصَاص، ورَوَوْا فِي ذالِك حَدِيثاً. وقَالَ بَعضُهُم: المَعْنِيانِ مُتَقَارِبَانِ، لأَنه كلَّه كَفْتٌ وجَمْعٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: والمَحْشَرَةُ، فِي لُغَة اليَمَن: مَا بَقِيَ فِي الأَرْضِ وَمَا فِيهَا من نَبَاتٍ بعدَ مَا يُحْصدُ الزَّرْعُ، فرُبَّمَا ظَهَرَ من تَحْتِه نَبَاتٌ أَخْضَرُ، فذالك المحْشَرَةُ. يُقَال: أَرْسَلُوا دَوَابَّهُم فِي المَحْشَرَةِ.
والحُشَّار: عُمَّال العُشُورِ والجِزْيَةِ، وَفِي حَدِيثِ وَفد ثَقيفٍ (اشْتَرَطُوا أَن لَا يُع 2 رُوا وَلَا يُحْشَرُوا) ، أَي لَا يُنْدَبُونَ إِلَى المَغَازِي وَلَا تُضْرَبُ عَلَيْهِم البُعُوثُ. وقِيلَ: لَا يُحْشَرُون إِلى عَامِل الزَّكاةِ ليأْخُذَ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِم، بلْ يَأْخُذُها فِي أَمَاكِنِهِم.
وأَرْض المَحْشَر: أَرضُ الشَّامِ. ومِنْه الحدِيثُ ((نارٌ) تَطْرُدُ الناسَ إِلَى مَحْشَرِهِم) أَي الشَّام. وأُذُنٌ مَحْشُورَةٌ، كالحَشْرِ.
وفَرسٌ حَشْوَرٌ: كجرْوَلٍ: لَطِيفُ المَقَاطِعِ.
وكُلُّ لَطيفٍ دَقِيقٍ حَشْرٌ. وسَهْمٌ مَحْشُورٌ وحَشْرٌ: مُسْتَوِي قُذَذِ الرِّيشِ وَفِي شعر أَبي عُمَارَةَ الهُذَلِيّ:
وَكُلُّ سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ ككَتِفٍ، أَي مُلْزَقٌ جَيِّدُ القُذَذِ والرِّيشِ.
وحَشَر العُودَ حَشْراً: بَرَاهُ.
والحَشْرُ: اللَّزِجُ فِي القَدَحِ مِنْ دَسَمِ اللَّبَنِ.
وحُشِرَ عَنِ الوَطْبِ، إِذَا أَكَثُرَ وَسُخُ اللَّبَنِ عَلَيهَ فقُشِرَ عَنْه، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيّ.
والمُحَشَّر، كمُعَظَّم: مَا يُلْبُس كالصِّدَارِ.
وحَشْرٌ، بفَتْح فَسُكُون: جُبَيْلٌ من دِيار سُلَيْم عِنْد الظَّرِبَيْن اللَّذَين يُقَال لَهما الإِشْفَيانِ.
وأَبو حَشْرٍ رَجُلٌ من العَرَب.

حفت

[حفت] الاصمعي: الحفيتأ مهموز غير ممدود: الرجل القصير السمين. والحَفْتُ: الدق.
حفت الحَفْتُ الهَلاكُ، حَفَتَه ولَفَتَه أهْلَكَه. والحَفَيْتَأُ - مَهْموزٌ مَقْصورٌ - القَصِيرُ اللَّئيمُ الخِلْقَةِ.
(ح ف ت)

حَفَتَه الله حَفْتا: أهلكه.

والحَفِتُ: لُغَة فِي الفَحِتِ.

وَرجل حَفْيتأٌ وحَفيتي: قصير لئيم الْخلقَة، وَقيل: ضخم.
(حفت)
الأَرْض حفوفا يبس بقلها وَالطَّعَام كَانَ يَابسا غير دسم وَيُقَال حف عيشه كَانَ ضيقا خشنا وَهُوَ فِي حفوف من الْعَيْش وحف شعره أَو رَأسه شعث من عدم الادهان والسمع ذهب أجمعه وَالشَّيْء حفيفا سمع لَهُ صَوت كَالَّذي يكون من جناحي الطَّائِر أَو تلهب النَّار أَو مُرُور الرّيح فِي الشّجر وَالشَّيْء حفا وحفافا اسْتَدَارَ حوله وأحدق بِهِ وَيُقَال حف الشَّيْء بالشَّيْء وَحَوله وَمن حوله وَيُقَال أَيْضا حف الشَّيْء بالشَّيْء وَفِي الحَدِيث (حفت الْجنَّة بالمكاره) وَيُقَال حف فلَانا اعتنى بِهِ ومدحه وَالشَّيْء قشره وَيُقَال حف شعره ولحيته وشاربه شَاربه أحفاه وخففه وحفت الْمَرْأَة وَجههَا أزالت مَا عَلَيْهِ من شعر وحفته الْحَاجة أابته

حفت: الحَفْتُ: الاهْلاكُ.

حَفَته اللَّهُ حَفْتاً: أَهْلَكَه، ودَقَّ عُنُقَه؛ قال الأَزهري: لم

أَسمع حَفَتَه بمعنى دَقَّ عُنُقَه لغير الليث؛ قال: والذي سمعناه حَفَتَه

ولَفَتَهُ إِذا لَوَى عُنُقَه وكسره؛ فإِن جاء عن العرب حَفَتَه بمعنى

عَفَتَه، فهو صحيح، ويُشْبِه أَن يكون صحيحاً لِتَعاقُبِ الحاء والعين في

حروف كثيرة. ونقل عن الأَصمعي: إِذا كان مع قِصَرِ الرِّجْل سِمَنٌ، قيل:

رَجلٌ حَفَيْتَأٌ، مهموز مقصور، ومثله حَفَيسَأٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لا تَجْعَلِيني وعُقَيلاً عِدْلَيْن،

حَفَيسَأَ الشَّخْصِ، قَّصِيرَ الرِّجْلَين

الجوهري: الحَفْتُ الدَّقّ، والحَفِتُ: لغة في الفَحِثِ. ورجل

حَفَيْتَأٌ، مهموز غير ممدود، وحَفَيْتَى: قصير لئيم الخِلْقة، وقيل:

ضَخْم.

حفت
: (حَفَتَهُ) اللَّهُ، حَفْتاً: (أَهْلَكَهُ، ودَقَّ عُنُقَه. والشَّيْءَ) حَفَتَهُ: (دَقَّهُ) ، قَالَ الأَزهريُّ: لم أَسمع حَفَتَهُ، بِمَعْنى دَقَّ عُنُقَهُ، لِغَيْر اللَّيْث، قَالَ: والّذي سَمعناه: عَفَتَهُ ولفَتَهُ، إِذا لَوَى عُنُقَه وكَسَره، فإِنْ جاءَ عَن الْعَرَب حَفَتَهُ بِمَعْنى عَفَتَهُ، فَهُوَ صحيحٌ، ويُشبه أَن يكونَ صَحِيحا لتعاقُبِ الحاءِ وَالْعين فِي حُرُوف كَثِيرَة. وَفِي الصّحاح: الحفْتُ: الدَّقُّ. وَفِي غَيره: الحفْتُ: الهَلاكُ. وَمن سَجَعَات الأَساس: ويُقَالُ لمن انتَفَخَت أَوْدَاجُه غَضَباً: احْرَنْفَشَ حُفّاتُهُ.
(والحَفِتُ، ككَتِفٍ) : لُغَة فِي (الحَفِث. والحَفَيْتَأُ) ، بالفَتْح، مهموزٌ، مقصورٌ: الرّجل الْقصير مَعَ السِّمَن، كَذَا نُقل عَن الأَصْمَعِيّ، ومثلُه حَفَيْسَأٌ. وأَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
لَا تَجْعَلِيني وعُقَيْلاً عِدْلَيْن
حَفَيْتأَ الشَّخْصِ قَصِيرَ الرِّجْلَيْن
ورَجُلٌ حَفْيَتَاأ، وحَفَيْتَى: قصيرٌ لئيمُ الخِلْقة، وَقيل: ضَخْمٌ. وَقد مرّ ذكرُه والإِشارة إِليه (فِي) بَاب (الهَمْزِ) كَذَا قَالَه، وَلم يَذْكُرهُ هُنَاك، فَهُوَ إِحالةٌ غير صَحِيحَة.

حلب

(حلب) : المَحْلَبُ، بفتح المِيم: العَسَلٌ.
(حلب) : التِّحْلابَةُ من الغَنَم: التي تُحِلُّ من غَيْرِ فَحْل.
(حلب) - ركب) : ناقَةٌ حَلْبَي رَكْبيَ، وحَلَبُوتَي رَكَبُوتَي: تصلح للحَلْب والرُّكُوبِ.
(حلب) : أَحْلَبَت الشاءُ، واستَحْلَبَتْ، وهو أَنْ تَسْمَنَ فتَسْتَحِقَّ الحَلْبَ.
(ح ل ب) : (حَلَبَ) النَّاقَةَ حَلْبًا (وَأَحْلَبَهُ) أَعَانَهُ فِي الْحَلْبِ ثُمَّ عَمَّ (وَالْحَلَبُ) مُحَرَّكًا لَا غَيْرُ اللَّبَنُ (وَالْمَحْلُوبُ) (وَالْحَلُوبَةُ) مَا تُحْلَبُ (وَنَاقَةٌ حَلُوبٌ) (وَالْحُلْبَةُ) هَذَا الْحَبُّ الْمَعْرُوفُ (وَالْحَلْبَةُ) فِي حَلَّ.

حلب


حَلَبَ(n. ac.
حَلْب
حَلَب
حِلَاْب)
a. Milked.
b. Allowed to milk.

حَاْلَبَa. Milked with (another).
أَحْلَبَa. Allowed to milk.
b. [acc.
or
La], Milked for.
c. Aided.

تَحَلَّبَإِنْحَلَبَa. Flowed, distilled, oozed out.

إِحْتَلَبَإِسْتَحْلَبَa. Milked.

حَلْبa. Milking.

حَلْبَة
(pl.
حَلَاْئِبُ)
a. see 1b. Race-horses.

حُلْبَةa. Fenugreek (plant).
حَلَبa. Fresh milk.
b. Beverage prepared from dates.
c. Aleppo.

مَحْلَبa. Aromatic wild cherry.

مِحْلَبa. Milkpail; milk-pan.

حَاْلِب
(pl.
حَلَبَة
حَوَاْلِبُ)
a. Milker.

حَلِيْبa. see 4 (a)
حَلُوْب
حَلُوْبَة
(pl.
حُلُب
حَلَاْئِبُ)
a. Milch-camel &c.

حَلَّاْبa. Milker.

مِحْلَاْبa. see 20
N. P.
حَلڤبَa. see 20
ح ل ب: (الْحَلَبُ) بِفَتْحِ اللَّامِ اللَّبَنُ الْمَحْلُوبُ وَهُوَ أَيْضًا الْمَصْدَرُ، تَقُولُ مِنْهُ: (حَلَبَ) يَحْلُبُ بِالضَّمِّ (حَلَبًا) وَ (احْتَلَبَ) أَيْضًا فَهُوَ (حَالِبٌ) وَهُمْ (حَلَبَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (الْحَلُوبُ) وَ (الْحَلُوبَةُ) مَا يُحْلَبُ. وَ (الْحَلِيبُ) اللَّبَنُ الْمَحْلُوبُ. وَ (حَلَبْتُهُ) وَ (حَلَبْتُ) لَهُ مَاشِيَتَهُ، وَ (أَحْلَبْتُهُ) أَعَنْتُهُ عَلَى الْحَلْبِ. وَ (الْمِحْلَبُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْإِنَاءُ يُحْلَبُ فِيهِ. وَ (تَحَلَّبَ) الْعَرَقُ وَ (انْحَلَبَ) أَيْ سَالَ. وَ (الْحَلْبَةُ) كَالضَّرْبَةِ خَيْلٌ تُجْمَعُ لِلسِّبَاقِ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ أَيْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ لَا مِنْ إِصْطَبْلٍ وَاحِدٍ. وَأَسْوَدُ (حُلْبُوبٌ) كَعُصْفُورٍ أَيْ حَالِكٌ. 
ح ل ب

حلب ناقته حلباً واحتلبها، وهم حلبة الإبل. وفي مثل: " شتّى تؤوب الحلبة ".

واستحلب اللبن: استدره. وشربت حليباً وحلباً. وهذه الحلوبة تملأ محلباً ومحلبين وثلاثة محالب، وتملأ الحلاب. وأجد من هذا المحلب، ريح المحلب؛ بفتح الميم، وهو شجر عظيم عطر الحب. وبعثت إلى أهلي بالإحلابة وهي اللبن يحلبه في المرعى ويوجهه إليهم. وناقة حلوب وهذه حلوبة القوم وحلائبهم. وناقة حلبانة ركبانة: تحلب وتركب. وفلان محلب مجلب: نتجت إبله إناثاً يحلبها وذكوراً يجلبها للبيع. ويدعى للرجل فيقال: أحلبت ولا أجلبت. وتجاروا في الحلبة وهي مجال الخيل للسباق، ويقال للخيل التي تأتي من كل أوب: حلبة. ووردنا آجناً كأنه ماء الحلبة.

ومن المجاز: أحلبته على كذا: أعنته وأصله الإعانة على الحلب، فاتسع فيه. وفلان يركض في كل حلبة من حلبات المجد. وتقول: أحلب فكل أي ابرك على الركبتين، لأنّها هيئة الحالب. وتحلب الماء: سال. قال:

ثرى الماء من أعطافه يتحلب

وتحلبت أشداقه، وتحلب فوه. والسلطان يقسم الحلبة على الرعية أي الجباية، ويأخذ الأحلاب. وهذا فيء المسلمين وحلب أسيافهم. وذاقوا حلب أمرهم أي وباله. ودر حالباه إذا انتشر ذكره وهما عرقان يسقيانه. ومدت الضرع حوالبه، والعين الناظرة والفوارة حوالبهما، ومواد كل شيء حوالبه. قال الكميت:

تدفق جوداً إذا ما البحا ... ر غاضت حوالبها الحفل

واستحلبت الريح السحاب. وقال ذو الرمة:

أما استحلبت عينيك إلا محلة ... بجمهور حزوي أو بجرعاء مالك
حلب
الحَلَبُ: اللَّبَنُ الحَلِيْبُ. والحِلاَبُ: المِحْلَبُ يُحْلَبُ فيه. والإحْلابُ: جَمْعُ اللَّبَن حتّى إذا بَلَغَ وَسْقَ بَعْيْرٍ حَمَلُوه إلى الحَيِّ، وجَمْعُه: أحالِيْبُ. وناقَةٌ حَلُوْبٌ: ذاتُ لَبَنٍ، فإذا صَيَّرْتَها اسْماً قُلْتَ: هذه الحَلُوْبَةُ. وناقَةٌ حَلْبَاةٌ رَكْبَاةٌ؛ وحَلْبانَةٌ رَكْبَانَةٌ، وحَلْبى رَكْبى. وتَصْغِيْرُ الأوَّلِ: حُلَيْبِيَةٌ. وناقَةٌ مَحْلَبٌ: بها حَلَبٌ. وامْرَأَةٌ حِلِبّانَةٌ: تُجِيْدُ الحِلاَبَ. وأحْلَبَتْكَ النّاقَةُ. وما أحْلَبَنا رُعاتُنا اليَوْمَ. وأحْلِبْني: أي أعِنِّي على الحَلْبِ. وفي المَثَلِ لاجْتِماع النّاسِ وافْتِراقِهم: " شَتّى تَؤوبُ الحَلَبَةُ ". والحَلَبُ: من الجِبايَةِ للصَّدَقَةِ. والمَحْلَبُ: شَجَرٌ يُجْعَلُ حَبُّه في العِطْرِ. والمِحْلَبُ: الطِّيْنُ الأبْيَضُ في شِعْرِ ساعدة:
حَيْثُ اسْتَقَلَّ بها الشَّرَائبُ مِحْلَبُ
والحُلَّبُ: نَبَاتٌ من أفْضَلِ المَراعي. وقِرْبَةٌ مَحْلُوْبَةٌ: دُبِغَتْ بالحُلَّبِ. والحِلَبْلابُ: نَبْتٌ. والحُلَبُ: حَبٌّ، الواحِدَةُ: حُلْبَةٌ. والحَلْبَةُ: خَيْلٌ تُجْمَعُ للسِّباقِ، والجَميعُ: الحَلائبُ. والحُلْبُوْبُ: ضَرْبٌ من النَّبَاتِ. وإذا جاءَ القَوْمُ من كلِّ وَجْهٍ: فقد أحْلَبُوا. وتَحَلَّبَ فُوْ فلانٍ؛ والثَّدْي إذا سالَ. والحُلْبُوْبُ: اللَّوْنُ الأسْوَدُ. ومالٌ حُلْبُوْبٌ: كَثيرٌ. والحَلْبُ: الجُلُوْسُ على الرَّكْبَةِ، يُقال: احْلُبْ فَكُلْ. وحَلَبُ: كُوْرَةٌ من الشّامِ. ورَجُلٌ حُلَّبٌ قُلَّبٌ: أي كَيِّسٌ مُتَصَرِّفٌ في الأمور.
وإذا نُتِجَت الإبِلُ إناثاً قيل: أحْلَبَ، وإذا نُتِجَتْ ذُكُوراً قيل: أجْلَبَ. ويَقُولون: أحْلَبْتَ أمْ أجْلَبْتَ. والحالِبُ: من أسْمَاء الكَيّاتِ، وهي كَيَّةٌ تُوْضَعُ على مَتْنِ الحالِبِ عن شِمالِ السُّرَّةِ.
(حلب) - في الحَدِيث: "أَخذَ الرجلُ الشَّفْرةَ. فقال: إِيَّاكَ والحَلُوبَ". : أي ذات اللَّبَن.
يقال: ناقَةٌ وشاةٌ حَلُوبٌ، فإذا أَفردتَه عن الموصوف. قلت: حَلُوبَة. وقد أَضمَر المَوصُوف في الحَدِيث، فلِهذَا حَذَفَ الهاء.
وقِيلَ: الحَلُوب: الاسْم، والحَلُوبَة: الصِّفَة.
وقِيلَ: إنَّ الحَلُوب: الوَاحِدَة، والحَلُوبَة: الجَمَاعَة. يقال: جَاءُوا بحَلُوبَتِهم ورَكُوبَتِهم.
وقيل: الحَلُوب بمَعْنَى مَفْعُولة، وهي غَرِيبَة، والحَقيقَة أَنَّه بمعنى فَاعِلَة، لأَنَّ الفِعلَ كما يُسنَد إلى مُباشِرِه، يُسنَد إلى الحَامِل عليه، والمُسَبِّب إلى إحداثه، فالنَّاقةُ تَحمِل على احْتِلابِها، بكَوْنِها ذات حَلَب، كأنها تَحلِب نَفسَها لحَمْلِها عليه. ومنه: ناقَة صَتُوتٌ ، وماء شَرُوبٌ، وطَرِيق رَكُوبٌ.
- في الحَدِيث: "أَنَّه إذا دُعِى إلى طَعامٍ جَلَس جُلوسَ الحَلَب"
: وهو الجُلوس على الرُّكبَة ليحلُب.
وقد يقال: احْلُب فَكُلْ،: أي اجْلِس، ويقال في غير هذا: احْلُب،: أي افْهَم، والحُلُب: الفُهَمَاء من الرِّجال.
- في حديث ابن عُمَر: "رأيتُ عُمَر، رضي الله عنه، يَتحَلَّب فُوهُ، فقال: أَشْتَهِى جَرَادًا مَقْلُوًّا".
: أي يَتهَيَّأ رُضَابُه للسَّيَلان، وكذلك تَحلَّب الثَّدىُ: سَالَ. - في حَدِيثِ خَالِد بن مَعْدان: "لو يَعلَم الناس ما في الحُلْبَة لاشتَرَوْها ولو بِوَزْنِها ذَهَبًا".
الحُلْبَة: من ثَمَر العِضَاه، وقيل: هي حَبٌّ . والحُلْبَةُ أيضا: العَرفَجُ، والقَتَادُ.
يقال: صَارَ وَرَق العِضاه حُلبَةً، إذا خَرَج وعَسَا واغْبَرَّ وغَلُظ عُودُه وشَوكُه وقد يُقال: الحُلُبة بضَمَّتَيْن،. وأوردَه الأَزهَرِىُّ بالخَاءِ المُعْجَمَة.
وقال: هو مَوضِع يَكْثُر به العَسَلُ الجَيِّد.
- في حديث الحَجَّاج: "ابعَثْ إلىَّ بَعسَل حُلَّار".
قيل: هو اسْمُ جَبَل يُشْتَار منه العَسَل، قاله صاحِبُ التَّتِمّة.
- في الحَدِيثِ: "لا تَسْقُونِى حَلَب امرأَةٍ".
الحَلَب في النِّساء: عَيبٌ عِندَهم، قال الفَرزْدَق:
كم عَمّةٍ لك يا جَرِيرُ وخالةٍ ... فَدْعَاءَ قد حَلَبَتْ علىَّ عِشَارِى  وفي المَثَل: "يَحلُب بُنَىَّ وأَضُبُّ على يَدِه"
[حلب] الحَلَبُ بالتحريك: اللبن المحلوب. والحَلَبُ أيضاً: مصدر حَلَبَ الناقة يَحْلُبُها حلباً، واحتلبها، فهو حالِبٌ وقوم حلبة. وفى المثل " شتى تؤوب الحلبة ". ولا تقل الحلمة، لانهم إذا اجتمعوا لحلب النوق اشتغل كل واحد منهم بحلب ناقته وحلائبه، ثم يؤوب الاول فالاول منهم. والحلوب: ما يحلب. وقال كعب بن سعدٍ الغَنَويِّ يرثي رجلاً: يَبيتُ النَدى يا أمَّ عمروٍ ضجيعَهُ * إذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلوبُ وكذلك الحلوبة، وإنما جاء بالهاء لانك تريد الشئ الذى يحلب، أي الشئ الذى اتخذوه ليحلبوه، وليس لتكثير الفعل. وكذلك القول في الركوبه والقتوبة وأشباهها. واستحلب اللبن: استدره. والحليب: اللبن المحلوب. وحلبت الرجل: أي حلبت له، تقول منه: احْلُبْني، أي اكْفِني الحَلَبَ، وأَحْلِبْني بقطع الألف، أي أَعِنِّي على الحَلَبِ. وأَحْلَبْتُ الرجلَ، إذا جعلت له ما يحلُبُهُ. وأحلبَ الرجلُ: إذا نتجت إبله إناثا، وأجلب الرجل بالجيم، إذا نتجت إبله ذكورا، لانه تجلب أولادها فتباع. والاحلابة: أن تَحْلُبَ لأهلك وأنت في المرعى تبعث به إليهم. تقول منه: أحلبت أهلى. والمحلب: الناصر. قال الشاعر : أشار بهم لمع الاصم فأقبلوا * عرانين لا يأتيه للنصر محلب وحالبت الرجلَ، إذا نَصَرْتَهُ وعاونته. وهم يَحْلِبونَ عليك، أي يجتمعون ويتألَّبون من كل أَوْبٍ. والمِحْلَبُ بالكسر: الإناء يُحْلَبُ فيه. وحَبُّ المَحْلَبُ بالفتح: دواءٌ من الأفاويهِ، وموضعه المحلبية . وناقة حلبانة، أي ذات لبن. قال الراجز: حلبانة ركبانة صفوف * تجمع بين وبر وصوف * والحالبان: عرقان مكتنفان للسرة. وتَحَلَّبَ العرقُ وانحلب، أي سال. الكسائي: إذا خرج من ضرع العنز شئ من اللبن قبل أن ينزو عليها التيس قيل: هي عنز تحلبة. وقال أبو زيد: يقال عناق تحلبة وتحلبة وتحلبة للتى تحلب قبل أن تحمل. والحَلْبَةُ بالتسكين: خيل تجمع للسباق من كل أَوْبٍ، لا تخرج من إصطبل واحد، كما يقال للقوم إذا جاءوا من كلِّ أوب للنصرة: قد أحلبوا. وحلب: مدينة بالشأم. والحلب أيضاً من الجِبايَةِ: ما لا تكون وظيفة معلومة. وحلاب بالتشديد: اسم فرس لبنى تغلب. والحلبة: حب معروف. والحُلَّبُ: نَبْتٌ تعتاده الظباء، يقال تيس حلب ، وتيس ذو حلب. قال النابغة يصف فرسا: بعارى النواهق صلت الجبي‍ * ن يستن كالتيس ذى الحلب قال الأصمعي: هي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غبراءُ في خُضْرَةٍ، تنبسط على الأرض، يسيل منها اللّبن إذا قطع منها شئ. وسقاء حلبى: دبغ بالحلب. وقال الراجز :

دلو تمأى دبغت بالحلب * والحلبلاب، بالكسر: النبت الذى تسميه العامَّة اللَبْلابُ، ويقال هو الحلب الذى تعتاده الظباء. وأسود حلبوب، أي حالك.
حلب: حلي: استخرج ما في الضرع من لين (معجم أبي الفداء) وهي بمعنى الكلمة الأسبانية ( Ordenar) وهي كذلك بمعنى هذه الكلمة في قولهم حلب الزيتون أي عصره ليستخرج ما فيه من الزيت (فكتور، ألكالا).
حلب روحه: جلد عُمَيْرَة، استمنى بيده (بوشر) حلَّب (بالتشديد): وردت في الكامل للمبرد 106).
تَحَلَّب: تستعمل بمعنى المثل الفرنسي الذي يقول (ما معناه) جاء الماء إلى فمه. يقال تحل فمه سال بالريق، ففي تاريخ البربر (1: 557): وتحلبت الشفاه من الغوغاء إلى ما بأيديهم (وهذا صواب قراءتها بدل: وتجلبت السفاه) ومعناها: أن ما يملكونه يجعل الماء يسيل من فم الغوغاء أي يثير في الغوغاء الرغبة فيه. ومثله ما جاء في (2: 254، 265، 420، من تاريخ البربر).
استحلاب الذَكر: الاستمناء باليد، جلد عُمَيْرة (بوشر).
حَلَب: شراب التمر - حلَب الكرم أو الكروم أو حلب العصير: الخمر (معجم مسلم).
وحَلَبَ: مِحْلب وحلاب إناء يحلب به لبن البقر ولبن النعاج وغيرهما (ميهرن ص27).
حُلْبَة (في مصر حِلْبَة): فريقة، شنبليد، طيلسِي. والمثل المصري يقول: ((سعيدة القدمان اللتان تمشيان على ارض زرعت فيها الحلة)) (فانسليب ص101). وانظر لين (عادات 2: 307) لمعرفة الطعام المسمى حلبة.
وحُلْبَة: كَرْم (انظر المستعيني مادة كرم).
حلبانة: الميعة السائلة: اصطُرك (أبو الوليد ص 785).
حُلْبُوب: نبات اسمه العلمي ( Mercurialis annua) ( ابن البيطار 1: 247، 318، 373) وتذكرة الانطاكي.
حلبيب: اسم دواء هندي يشبه السورنجان (ابن البيطار 1: 315).
حَلبيب حليب الدَّبة: نبات اسمه العلمي: ( Emphorbia helioscopia L.) رَمَّادة، يتوع السحور (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 279) غير أن في (ص342) منها: حليب الديبة (الذئبة).
حليب البذور: انظره في مادة مستحلب.
حليب العَجُوز: نوع من المشروبات (محيط المحيط في مادة عجز).
حشيشة الحليب: غلوكس (بوشر).
حُلَّب: العوسج الصغير (كليمنت موليه، ابن العوام 1: 139). حَلاَّب: حِلاَّب محلب وهو إناء يحلب به حليب البقر والغنم وغيرهما (ألكالا، دومب ص92).
وحلاَّب: مبولة، قصرية (دومب ص92، هلو).
حلاَّب الزيتون: إناء يعصر فيه الزيتون لاستخراج الزيت منه (ألكالا).
وحلاَّب: بائع الحليب (زيشر 11: 516).
وحَلاَّب: اسم نبات ذكر صفته ابن البيطار (1: 316) وضبط الكلمة في مخطوطة أ حالبِيِّ: نبات اسمه العلمي: ( Aster amellus) وسمي بذلك لأنه يشفي ورم الحالب (ابن البيطار 1: 277، 362).
مَحْلَية، تصحيف وتجمع على مَحَاِب: حِلاب ومِحْلَب وهو إناء يجلب به حليب البقر والغنم وغيرهما (ألكالا، باين سميث 1274، ميهرن ص35).
مَحْلَبيَّة: مَحْلَب عند أهل الأندلس (المستعيني مادة مَحْلَب). مُحَلَّبَة: مجمدة رقيقة تصنع من اللبن والرز والنشا وقليل من العطر (برتون 1: 78، 2: 280).
مُحَلَّبِيّ: طعام حليب وبيض وسكر (هلو).
مُحَلَّبِيَّة: ضرب من المجمدة الرقيقة (بركهارت جزيرة العرب 1: 213).
مُحلوب: عامية مِحْلَب (محيط المحيط).
مُسْتَحْلَب: ما يستخرج من دقيق البزور وغيرهما ويقال: مستحلب اللوز أي حليب اللوز. ومستحلب اللوز والبزور المبردة: شراب اللوز والبزور المبردة (بوشر). وانظر (محيط المحيط) الذي يضيف إلى ذلك انه حَلِيب البزور يستعمل في نفس هذا المعنى.
حِلِبلاب: انظر ابن البيطار (1: 320).
والعامة تقول: حَلْبلُوب (محيط المحيط).حلبوة: نوع من اسمك (ياقوت 1: 886).حلبثيا: نبات اسمه العلمي ( Euphorbia peplis) ( ابن البيطار 1: 315).
[حلب] ومن حقها "حلبها" على الماء، وروي: يوم وردها، حلبت الناقة حلبًا بفتح لام أي يحلبها على الماء ليصيب الناس من لبنها. ك: ولأن فيه رفقًا بالماشية. ط: هو بفتح لام، وحكي سكونها أي بعض حقها، وحقها الأول أعم والوعيد ينصب عليه، أو عليهما، والورد بالكسر الإتيان إلى الماء والبلد، ونوبة إتيان الإبل إلى الماء في كل ثلاثة أيام أو أربعة أو ثمانية، يعني يحلبها ليصرف بعضه إلى الفقراء، وقيل: معناه يحلب يوم الشرب، لا يوم العطش لئلا يشقها. وفيه: قد "تحلب" ثديها تسعى، تحلب أي كثر وسال لبنها بحيث يجري،الركبة ليحلب الشاة، وقد يقال: "احلب" فكل، أي اجلس وأراد به جلوس المتواضعين. وفيه: أنه قال لقوم: لا تسقوني "حلب" امرأة، وذلك أن حلب النساء عيب عند العرب يعيرون به فتنزه عنه. ومنه ح: هل يوافقكم عدوكم "حلب" شاة نثور، أي وقت حلب شاة. وفي ح سعد بن معاذ: ظن أن الأنصار لا "يستحلبون" له على ما يريد، أي لا يجتمعون، وأحلب القوم واستحلبوا أي اجتمعوا للنصرة، وأصل الإحلاب الإعانة على الحلب. وفي ح ابن عمر: "يتحلب" فوه، فقال: أشتهي جراداً مقلواً، أي يتهيأ رضابه للسيلان. وفيه: لو يعلم الناس ما في "الحلبة" لاشتروها ولو بوزنها ذهباً، هي حب معروف، وقيل: من ثمر العضاه، وهي أيضاً العرفج والقتاد، وقد يضم اللام. غ: "الحلب" مثقلاً من الجباية ما لا يكون وظيفة معلومة، والحلب مخففاً الجلوس على الركبة حين الأكل.
حلب
حلَبَ يَحلُب ويَحلِب، حَلْبًا، فهو حالب، والمفعول مَحْلوب وحَلُوب
• حلَبتِ النَّاقةُ لبنًا كثيرًا: درَّته، أخرجته، أنتجته.
• حلَب الشَّاةَ ونحوَها: استخرج ما في ضَرْعها من لبَن ° احلِب ثمّ اشرب: ابرُك ثم افهم- حلَب الدَّهرَ أَشطُرَهُ: جرّب أمورَه خيرها وشرّها- حلبتِ بالسَّاعد الأشدّ: استعنتَ بمَنْ يقوم بأمرك ويُعنى بحاجتك- ما له حلب ولا جلب: أن إبله أنتجت كلّها ذكورًا ولم تنتج إناثًا لتحلب أو لتجلب. 

احتلبَ يحتلب، احتِلابًا، فهو مُحتلِب، والمفعول مُحتلَب
• احتلب الشَّاةَ ونحوَها: حَلَبها؛ استخرج ما في ضرعها من لبن "وإن درَّت نياقك فاحتلبها ... فما تدري الفصيلُ لمن يكونُ". 

استحلبَ يستحلب، استحلابًا، فهو مُستحلِب، والمفعول مُستحلَب
• استحلب الشَّيءَ: استدرّه ليسيل بكثرة "استحلب لبنَ الشَّاة- استحلب دمعَه: حاول استخراجَه ونزولَه".
• استحلب الدَّواءَ ونحوَه: امتصَّه. 

تحلَّبَ يتحلَّب، تحلُّبًا، فهو مُتحلِّب
• تحلَّب العَرقُ ونحوُه: سالَ "تحلَّبت عينُه: سال دمعُها" ° تحلَّب الماءُ: سال متقطِّرًا- تحلَّب فمُه وريقُه: سال لعابُه تشوّقًا إلى طعام ونحوه. 

حالب1 [مفرد]: ج حالبون وحَلَبة، مؤ حالِبة، ج مؤ حالبات وحوالبُ: اسم فاعل من حلَبَ. 

حالب2 [مفرد]: ج حوالبُ: (شر، طب) إحدى قناتين تحملان البولَ من الكُلْيتين إلى المثانة، وهما حالبان أيمن وأيسر "مريض بحصوة في حالبه". 

حِلابة [مفرد]: حِرفةُ الحَلاّب الذي يستخرج اللبنَ من ضروع إناث بعض الحيوانات "يعمل بالحِلابة منذ فترة طويلة". 

حَلْب [مفرد]: مصدر حلَبَ. 

حَلَب [مفرد]:
1 - لبن.
2 - ما يُغْنَم "هذا فيء المسلمين وحَلَبُ أسيافهم". 

حلُبَّان [مفرد]: (نت) نبت يسيل منه ماءٌ كالحليب إذا قُطع. 

حَلْبة [مفرد]: ج حَلَبات وحَلْبات وحلائِبُ:
1 - اسم مرَّة من حلَبَ.
2 - خيل تُجمع للسّباق "بدأ انطلاق الحَلْبة".
3 - مساحة أو ميدان أو موضع لسباق الخيل أو للملاكمة أو للمصارعة أو نحو ذلك "الأبطال يتبارون في حَلْبة- فلان
 يركض في كلِّ حَلْبة من حلبات المجد" ° فارس حَلْبة: سبَّاق متميّز في مجاله- نزَل إلى الحَلْبَة: أي إلى المباراة، وقد تكون المباراة أدبيّة أو رياضيّة أو سياسيّة. 

حُلْبة [جمع]: (نت) نبات عشبيّ من فصيلة القرنيّات يُؤكل أخضر ويُعالج به، كما يُتّخذ من حبّه الجافّ- بعد غليه- شراب ساخن. 

حَلاَّب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حلَبَ.
2 - من صناعته الحَلْب؛ أي استخراج اللّبن من ضروع إناث بعض الحيوانات. 

حَلوب [مفرد]: ج حلائِبُ وحُلُب، مؤ حلوب وحَلوبة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من حلَبَ: محلوب.
2 - ذات اللّبن من النّوق وغيرها من الحيوانات اللّبونة (للواحد والجمع) ° بقرة حَلوب: شيء أو شخص يستغلّه الجميع- حلوبة المسلمين: فَيْؤهم- ما له حلوبة ولا ركوبة: فقير لا يملك شيئًا- هاجرةٌ حلوب: ظهيرة تُسيل العرقَ.
3 - سائل كالحليب، ممتلئ أو مؤلّف من الحليب. 

حَليب [مفرد]:
1 - لبنٌ محلوب لم يتغيَّر طعمُه، أو مُسيّل بخلط مسحوق اللّبن بالماء "حليب معقَّم- حليب مقشود: منزوع الــدَّسَم".
2 - سائل أبيض يحتوي على البروتين والدهون وسُكَّر الحليب والفيتامينات والمعادن تنتجه الغدد الثدييَّة لإناث الثدييّات لتغذية صغارها.
• حليب جوز الهند: سائل حليبيّ يستخرج من لُبّ جوز الهند، يُستعمل شرابًا وفي بعض الأطعمة.
• حليب مركَّز: حليب بقريّ يُضاف إليه السُّكّر ويُركَّز بالتبخير، فيصير حليبًا مكثّفًا.
• زبد الحليب: الدهن الطبيعيّ الذي يتمّ صُنع الزبدة منه والمكوّن بشكل رئيسيّ من جلسريدات الزَّيتيك والإستياريك وأحماض النَّخل. 

حَليبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَليب.
• السِّنّ الحليبيّ: من الأسنان المؤقَّتة لصغير الحيوان الثدييّ. 

مِحلَب [مفرد]: ج محالبُ: إناءٌ يُحلَب ويُوضع فيه اللَّبنُ "يُغْسل المحْلَبُ جيّدًا عند تفريغه ويُعقَّم". 

مُستحلَب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استحلبَ.
2 - (كم) سائل مائع يحمل رذاذًا من الموادّ الدُّهنيّة أو الراتنجيّة، أو هو مركَّب مؤلَّف من مائع يحمل رذاذًا من مائع آخر لا يختلط به "مستحلَبٌ زيتيّ".
3 - عصارة بيضاء تُستخرج من بعض الثِّمار "مستحلَبُ اللَّوْز: حليبه". 
الْحَاء وَاللَّام وَالْبَاء

الحَلَبُ: اسْتِخْرَاج مَا فِي الضَّرع من اللَّبن، يكون فِي الشَّاء وَالْإِبِل وَالْبَقر. حَلَبَها يَحلُبُها ويَحلِبُها حَلْبا وحلَبا وحِلابا، الْأَخِيرَة عَن الزجاجي، وَكَذَلِكَ احتَلَبها.

والمِحلَبُ والحِلابُ: الْإِنَاء الَّذِي يُحلَب فِيهِ قَالَ:

صاحِ هَل رأيتَ أَو سمِعتَ بِراعٍ ... ردَّ فِي الضرْعِ مَا قَرَى فِي الحِلابِ

ويروى: فِي العلاب، جمع علبة.

والحَلَبُ: اللَّبن المحْلوبُ، سمي بِالْمَصْدَرِ، وَنَحْوه كثير. والحَليبُ كالحَلبُ. وَقيل: الحلَبُ المحلوبُ من اللَّبن، والحليبُ مَا لم يتَغَيَّر طعمه. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

كأنَّ ربيب حَلَبٍ وقارِصِ

عِنْدِي أَن الحلَبَ هَاهُنَا هُوَ الحليبُ، لمعادلته إِيَّاه بالقارص حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: كَأَن ربيب لبن حليبٍ وَلبن قارص، وَلَيْسَ هُوَ الحلَب الَّذِي هُوَ اللَّبن المحلوبُ.

واستعار بعض الشُّعَرَاء الحليبَ لشراب التَّمْر فَقَالَ يصف النّخل:

لَهَا حليبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطه ... يَغْشَى النَّدامىَ عَلَيْهِ الجُودُ والرَّهَقُ

والإحْلابَةُ، أَن تَحلُبَ لأهْلك وَأَنت فِي المرعى لَبَنا ثمَّ تبْعَث بِهِ إِلَيْهِم. وَقد أحْلَبَهُم. وَاسم اللَّبن الإحْلابَةُ أَيْضا. وَقيل: الإحلابَةُ مَا زَاد على السقاء من اللَّبن إِذا جَاءَ بِهِ الرَّاعِي حِين يُورد إبِله وَفِيه اللَّبن، فَمَا زَاد على السقاء فَهُوَ إحلابَةُ الْحَيّ. وَقيل: الإحْلابُ والإحلابَةُ من اللَّبن، أَن تكون إبلهم فِي المرعى، فمهما حلبوا جمعُوا، فَبلغ وسق بعير حملوه إِلَى الْحَيّ.

وناقة حَلوبَةٌ وحَلوبٌ: الَّتِي تُحْلَبُ، وَالْهَاء أَكثر لِأَنَّهَا بِمَعْنى مفعولة، فَهِيَ كقتوبة وركوبة. قَالَ ثَعْلَب: نَاقَة حلوبَةٌ، محلوبَةٌ. وَقَول صَخْر الغي:

أَلا قُولاَ لِعَبْدِ الجهْلِ إنَّ الص ... حيحةَ لَا تُحالِبُها الثَّلُوثُ

أَرَادَ، لَا تصابرها على الحَلْبِ، وَهَذَا نَادِر.

وَرجل حَلوبٌ: حالِبٌ، وَكَذَلِكَ كل فعول إِذا كَانَ فِي معنى مفعول ثبتَتْ فِيهِ الْهَاء، وَإِذا كَانَ فِي معنى فَاعل لم تثبت فِيهِ الْهَاء. وَجمع الحَلوبَةِ حلائبُ وحُلُبٌ. قَالَ الَّلحيانيّ كل فعولة من هَذَا الضَّرْب من الْأَسْمَاء، إِن شِئْت أثبتَّ فِيهِ الْهَاء، وَإِن شِئْت حذفته.

وحَلوبَةُ الْإِبِل وَالْغنم: الْوَاحِدَة فَمَا زَادَت. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هَذِه غنم حُلْبٌ، بِسُكُون اللَّام، للضأن والمعز. وَأرَاهُ مخففا عَن حُلُبٍ.

وناقة حَلوبٌ: ذَات لبن. فَإِذا صيرتها اسْما قلت: هَذِه الحلوبَةُ لفُلَان. وَقَالُوا: نَاقَة حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبوتٌ: ذَات لبن، كَمَا قَالُوا: ركبانة وركباة وركبوت. وَحكى أَبُو زيد: نَاقَة حَلَباتٌ، بِلَفْظ الْجمع، وَكَذَلِكَ حكى: نَاقَة ركبات.

وشَاة تُحْلُبَةٌ وتُحْلَبَةٌ وتِحْلِبَةٌ، إِذا خرج من ضرْعهَا شَيْء قبل أَن ينزى عَلَيْهَا. وَكَذَلِكَ النَّاقة، عَن السيرافي.

وحَلَبَه الشَّاة والناقة، جَعلهمَا لَهُ يَحْلُبُهما. وأحْلَبه الشَّاة والناقة، فعل بِهِ ذَلِك وأعانه.

وَقَوله:

مَواليَ حِلْفٍ لَا مَوالي قَرابَةٍ ... ولكنْ قَطِينا يُحْلَبونَ الأَتاوِيا

فَإِنَّهُ جعل الإحْلابَ بِمَنْزِلَة الْإِعْطَاء، وعدَّى يُحْلَبونَ إِلَى مفعولين معنى يُعْطون.

وأحْلَبَ الرجل: ولدت إبِله إِنَاثًا. وأجْلَبَ ولدت لَهُ ذُكُورا. وَمن كَلَامهم: أأحْلَبْتَ أم أجْلَبْتَ؟ فَمَعْنَى أأحْلَبْتَ، أُنتِجَتْ نوقك إِنَاثًا، وَمعنى أم أجلبت، أم نتجت ذُكُورا. قَالَ وَيُقَال مَاله أجْلَبَ وَلَا أحْلَبَ، أَي نتجت إبِله كلهَا ذُكُورا وَلَا نُتِجَتْ إِنَاثًا فتُحْلَب.

وَفِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: مَاله، حَلَبَ وَلَا جَلَبَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَلم يفسره وَلَا أعرف وَجهه.

والحَلْبتانِ: الْغَدَاة والعشي، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَإِنَّمَا سميتا بذلك للحَلَبِ الَّذِي يكون فِيهَا.

وهاجرة حَلوبٌ: تَحلُبُ الْعرق. وتَحَلَّبَ الْعرق، سَالَ. وتَحَّلبَ بدنه عرقا: سَالَ عرقه. أنْشد ثَعْلَب:

وحَبشِيَّيْنِ إِذا تَحلَّبا

قَالَا نعم قَالَا نعم وصَوَّبا

تَحَلَّبا: عرقا.

وتَحلَّبَ فوه: سَالَ. وَكَذَلِكَ تَحلَّبَ الندى.

وتحَلَّبَتْ عَيناهُ وانحلَبتا، قَالَ:

وانحلبَتْ عَيناهُ من طول الأسى

وَدم حليبٌ: طري، عَن السكرِي، قَالَ عبد بن حبيب الْهُذلِيّ:

هُدوءاً تحتَ أقْمرَ مُستَكِفٍّ ... يُضيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحليبِ

والحَلَبُ من الجباية: مثل الصَّدَقَة وَنَحْوهَا مِمَّا لَا يكون وَظِيفَة مَعْلُومَة. وَقد تحَلَّبَ الْفَيْء.

والحَلْبَةُ: الدفعة من الْخَيل فِي الرِّهَان خَاصَّة، وَالْجمع حِلابٌ، على غير قِيَاس.

وحلائِبُ الرجل: أنصاره من بني عَمه خَاصَّة. قَالَ الْحَارِث بن حلزة:

ونحنُ غداةَ العَين لمَّا دَعوتَنا ... مَنعناك إِذْ ثابتْ عَلَيْك الحلائِبُ وحلَبوا يَحلُبون حَلْبا وحَلوبا، اجْتَمعُوا من كل وَجه. وأحْلَبوا عَلَيْك، اجْتَمعُوا وَجَاءُوا من كل أَوب. وأحلَبَ الْقَوْم غَيرهم أَعَانُوهُم، أَي أتوهم.

وأحْلَبَ الرجل غير قومه، دخل بَينهم فَأَعَانَ بَعضهم على بعض.

والحالِبان: عرقان يبتدأن الكليتين من ظَاهر الْبَطن. وهما أَيْضا عرقان أخضران يكتنفان السُّرَّة إِلَى الْبَطن، وَقيل: هما عرقان مستبطنا القرنين.

والحَلْبٌ: الْجُلُوس على ركبة وَأَنت تَأْكُل. يُقَال احلُبْ فَكل.

وحَلَبُ كل شَيْء: قشره، عَن كرَاع.

والحُلْبَةُ والحُلُبَةُ: الفريقة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحُلْبَةُ نبتة لَهَا حب أصفر يتعالج بِهِ ويبيت فيؤكل.

والحُلبَةُ: العرفج والقتاد. وَصَارَ ورق العضاه حُلْبَةً، إِذا خرج ورقه وعسا واغبر، وَغلظ عوده وشوكه.

والحُلَّبُ: نَبَات ينْبت فِي القيظ بالقيعان وشطآن الأودية، وَيلْزق بِالْأَرْضِ حَتَّى يكَاد يسوخ، وَلَا تَأْكُله الْإِبِل، إِنَّمَا تَأْكُله الشَّاء والظباء، وَهِي مغزرة مسمنة وتحتبل عَلَيْهَا الظباء. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحُلَّبُ نبت ينبسط على الأَرْض تدوم خضرته، لَهُ ورق صغَار يدبغ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زِيَاد: من الخلفة، الحُلَّبُ وَهِي شَجَرَة تسطح على الأَرْض لَازِقَة بهَا، شَدِيدَة الخضرة، وَأكْثر نباتها حِين يشْتَد الْحر، قَالَ: وَعَن الْأَعْرَاب الْقدَم: الحُلَّبُ يسلنطح على الأَرْض، لَهُ ورق صغَار مر، وأصل يبعد فِي الأَرْض، وَله قضبان صغَار.

وسقاء حُلَّبِيُّ ومَحْلوبٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة: دبغ بالحُلَّبِ.

والمَحْلَبُ: شجر لَهُ حب يَجْعَل فِي الطّيب، وَاسم ذَلِك الطّيب المَحْلَبِيَّةُ، على النّسَب إِلَيْهِ. قَالَ: أَبُو حنيفَة: لم يبلغنِي انه ينْبت بِشَيْء من بِلَاد الْعَرَب.

والحِلِبْلابُ: نبت تدوم خضرته فِي القيظ، وَله ورق أعرض من الْكَفّ، تسمن عَلَيْهِ الظباء وَالْغنم. وَقيل: هُوَ نَبَات سهلي، ثلاثي، كسرطراط، وَلَيْسَ برباعي، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام كسفرجل.

وحَلاَّبٌ: اسْم فرس لبني تغلب.

وحَلَب: مَدِينَة بِالشَّام.

وحَلَبانُ: اسْم مَوضِع، قَالَ المخبل السَّعْدِيّ: صَرَموا لأبْرَهةَ الأمورَ مَحَلُّها ... حَلَبانُ فَانْطَلقُوا مَعَ الأقْوالِ

ومَحْلَبَةُ ومُحْلِب: موضعان، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

يَا جارَ حَمْراءَ بأعْلى مُحلبِ

مُذنبةٌ فالقاعُ غيرُ مذنبِ

لَا شيءَ أخزَى من زِناءِ الأشْيَبِ

قَوْله " مذنبة فالقاع غير مذنب " يَقُول هِيَ الْمَدِينَة لَا القاع لِأَنَّهُ نَكَحَهَا ثمَّ.

والحُلْبوبُ: الْأسود من الشّعْر وَغَيره.

حلب

1 حَلَبَ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb, K) and حَلِبَ, (K,) inf. n. حَلَبٌ (S, A, Msb, K) and حَلْبٌ (A, Mgh, Msb, K) and حِلَابٌ; (K;) and ↓ احتلب; (S, K;) He milked (TA) a she-camel (S, Mgh, Msb, TA) &c., (Msb,) a ewe, a she-goat, and a cow: (TA:) he drew forth the milk in the udder: (A, K: [see also 10:]) and حَلَبَ اللَّبَنَ [he drew the milk from the udder]. (S and K in art. رثأ, &c.) حَلَبْتَ بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ [Thou hast milked with the strongest fore arm] is a prov., meaning thou hast asked aid of him who will perform thine affair, or thy want: (TA:) or, accord. to A'Obeyd, حَلَبْتُهَا الخ I have milked her &c., meaning I have taken it by force when I could not by gentle means. (TA in art. شد.) and حُلِبَتْ صَرَامِ, (TA,) or صُرَامُ, (S, and some copies of the K, in art. صرم,) The last milk was, or has been drawn from the udder, is another prov., used in a case when an evil has attained its crisis: (TA:) or it means (assumed tropical:) the excuse reached, or has reached, its utmost point: (AO, S and K in art. صرم:) or the she-camel that hah [little or] no milk was milked, or has been milked; denoting a calamity. (IB, TA in art. صرم.) And إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَحَلَبْتَ قَاعِدًا If thou lie, mayest thou milk sitting; i. e., lose thy camels, and become an owner only of sheep or goats, and thus, after having milked camels standing, milk sheep or goats sitting: this, also, is a proverbial saying, like the following: مَا لَهُ حَلَبَ قَاعِدًا وَاصْطَبَحَ بَارِدًا [What aileth him?] May he [be reduced to] milk a sheep or goat sitting, and drink cold water, not hot milk. (TA.) And حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ (assumed tropical:) He experienced good fortune and evil, is another prov. (TA. [See this and other exs. in art. شطر.]) So, too, ثُمَّ أَقْلَعَتْ ↓ حَلَبَتْ حَلْبَتَهَا (TA [but not there explained]) [lit. She performed her act of milking, and then desisted: but, as explained in Freytag's Arab. prov. (i. 343 and 281), meaning (assumed tropical:) It (a cloud, سَحَابَة,) sent forth a fine rain, and then ceased: and some read حَلْبَةً ↓ أَحْلَبَتْ, meaning the same: see another reading voce جَلَبَ]. b2: [Hence, حَلَبَهُ (assumed tropical:) He mulcted him: see an ex. voce فَشَّ: and see حَلَبٌ.] b3: [Hence also,] حَلَبَ, (A, K,) aor. ـُ (A,) inf. n. حَلْبٌ, (TA,) (tropical:) He set himself upon his knees, in the posture of the milker: (A:) he sat on his knees; (K;) or on his knee: he sat on his knee in eating, or in milking a ewe or she-goat: he kneeled. (TA.) You say, اُحْلُبْ وَكُلْ (tropical:) [Kneel thou like the milker, and eat]: (A:) it denotes a lowly [and becoming] mode of sitting while eating. (TA.) لَيْسَ فِى كُلِّ حِينٍ احْلُبْ فَاشْرُبْ (tropical:) [Not at every time is it said, kneel thou, and understand] is a prov. applied in the case of anything that is forbidden, or denied: AA says that الحلب signifies the act of kneeling; and الشرب the understanding a thing: and one says to a stupid person, اُحْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ Kneel thou; then understand: one says also, ليس كلُ حين احلب فاشرب [in Freytag's Arab. Prov., ii. 437, thus: فَأَشْرَبَ ↓ لَيْسَ كُلُّ حِينٍ أَحْلَبَ, and explained as meaning Not every time permits to milk and then to drink: i. e. not every time aids thee in performing a work; therefore thou shouldst act prudently, and not expend thy wealth without rule and measure.] (TA.) A2: حَلَبَ الرَّجُلَ, aor. ـُ He milked for the man. (S.) b2: حَلَبَهُ and ↓ احلبهُ He assigned to him, to be milked by him, a ewe or she-goat, and a she-camel: (K:) or the latter, he assigned to him what he should milk. (S.) A3: حَلَبُوا, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَلْبٌ and حُلُوبٌ, They assemble, or collected themselves together, from every quarter. (K, TA.) [See also 4.]

A4: حَلِبَ, aor. ـَ It (hair &c.) was, or became, black. (K.) 3 حالبهُ He milked with him. (K.) b2: See also 4. b3: حَالَبَتْهَا, inf. n. مُحَالَبَةٌ, She vied with her in patience during milking. (L.) 4 احلب أَهْلَهُ, (S,) inf. n. إِحْلَابٌ (K) and إِحْلَابَةٌ, (S, K,) [which latter see also below,] He milked for his family, while he was in the place of pasturage, and then sent to them the milk there drawn by him: (S, K:) or he conveyed to his tribe what had been milked while the camels were in the places of pasturage, and had been collected to the quantity of a camel-load. (TA.) b2: See also 1, in three places. [In the last of those instances, the verb, as explained in the K, is doubly trans.; and hence,] b3: احلبهُ is also used as meaning (assumed tropical:) He gave him a thing. (TA.) b4: Also He assisted him to milk, or in milking. (S, A, Mgh, K.) b5: And hence, (A, Mgh,) as also ↓ حالبهُ, (S,) by extension, (A,) in a general sense, (Mgh,) (tropical:) He assisted him, or aided him. (S, A.) And احلب غَيْرَ قَوْمِهِ (assumed tropical:) He entered among a party, or people, not his own, and aided some of them against others. (TA.) And احلبوا (assumed tropical:) They aided their companions. (TA.) (assumed tropical:) They assembled, or collected themselves together, from every quarter, to render aid, عَلَيْهِ against him; (S;) like اجلبوا; (S in art. جلب;) as also ↓ استحلبوا: (TA:) (assumed tropical:) they collected themselves together from every quarter for war &c.: (Az, TA:) (assumed tropical:) they assembled from every quarter, عَلَيْهِ against him. (TA. [See also 1.]) A2: احلب His camels brought forth females: opposed to اجلب “ his camels brought forth males. ” (S, A, K.) One says, أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ Have thy camels brought forth females, or have they brought forth males? (M, K.) See also أَجْلَبَ.5 تحلّب It flowed; (S, A, K, KL;) [or oozed, or exuded;] said of milk; (KL;) and (tropical:) of water; (A;) and (tropical:) of sweat, (S, A, K,) as also ↓ انحلب; (S;) and (tropical:) of moisture, or dew. (L.) b2: (tropical:) It (one's body) flowed, عَرَقًا with sweat: and in like manner, the eye [with tears]; (K;) and the mouth [with saliva]; (A, K;) as also ↓ انحلب. (K.) b3: (assumed tropical:) He sweated. (TA.) b4: It is also said of the [tribute termed] فَىْء [as meaning (assumed tropical:) It flowed in; or was collected: see حَلَبٌ]. (TA.) 7 إِنْحَلَبَ see 5, in two places.8 إِحْتَلَبَ see 1, first sentence.10 استحلب He drew forth milk. (S, A, K. *) b2: [Hence,] استحلبتِ الرِّيحُ السَّحَابَ (A, TA) (tropical:) The wind drew forth a shower of fine rain from the clouds; or caused them to send forth fine rain. (TA.) [And استحلبهُ فِى فَمِهِ (assumed tropical:) He sucked it in his mouth so as to draw forth its moisture or what dissolved thereof: see an ex. voce مُرٌّ.] b3: نَسْتَحْلِبُ الصِّبْرَ, occurring in a trad., means نَسْتَدِرُّ السَّحَابَ (assumed tropical:) [We desire, or look for, a shower of rain from the white clouds]. (TA.) b4: See also 4.

حُلْبٌ: see حُلْبَةٌ.

حَلَبٌ is an inf. n.: (S, A, Msb, K: see 1:) b2: and also signifies Milk drawn from the udder; (S, A, * Mgh, K;) or so لِبَنٌ حَلَبٌ; (Msb;) and so ↓ حَلِيبٌ; (S A, K;) or لَبَنٌ حَلِيبٌ; (Msb;) and ↓ حلَابٌ: (TA:) or (K, TA, in the CK “ and ”) ↓ حَلِيبٌ signifies [fresh milk, i. e.] milk of which the taste has not become altered; (K, TA;) and حَلَبٌ is thought by ISd to be used in this sense. (TA.) b3: [Hence,] (tropical:) The [tax called] جِبَايَة: (A:) or the kind of جباية (S, K) that is similar to the صَدَقَة and the like, (K,) whereof the assessment is not certain, or defined: (S, K:) pl. أَحْلَابٌ. (A, TA.) The pl. also means (assumed tropical:) Profits, or advantages, such as accrue to a commander, or governor. (TA in art. رضع.) b4: (tropical:) An evil result: so in the saying, ذَاقُوا حَلَبَ أَمْرِهِمْ (tropical:) [They tasted the evil result of their affair, or action]. (A.) b5: مَا لَهُ لَا حَلَبٌ وَلَا جَلَبٌ, mentioned by IAar, but not explained by him, (TA,) is said to be a form of imprecation [meaning What aileth him? May he have neither she-camels nor he-camels]; (K;) and this is the opinion generally held: (TA:) but some say that there is no reason for this [assertion; holding the meaning to be, he has neither she-camels nor hecamels; the former لا being redundant: see 4; and see also جَلَبُ]. (K.) A2: Also The covering, exterior part, peel, or the like, (syn. قِشْر,) of anything. (Kr, TA.) حُلُبٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] Black; as applied to animals. (K. [See also حُلْبُوبٌ.]) b2: And Intelligent; as applied to men. (K.) حَلْبَةٌ [A single act of milking:] see 1. b2: [A time of milking. And hence,] الحَلْبَتَانِ The morning and evening; (IAar, K;) because they are the two milking-times. (TA.) b3: [(assumed tropical:) A fine rain; or a shower of fine rain: pl. حَلَبَاتٌ: the sing. occurring in the TA in art. هضب, and the pl. in the same and in the S in that art.: see also 1 in the present art.]

A2: A number of horses started together for a wager: (K:) horses assembled from every quarter for a race, (S, Mgh, Msb, K,) not from one stable, (S, K,) or not from one quarter: (Msb:) or horses that come from every quarter to aid: (A: [but this is probably a false rendering, occasioned by an omission, which has combined portions of explanations of two words:]) pl. حَلَائِبُ, (Msb, K,) because the sing. has the meaning of ↓ حَلِيبَةٌ, (Msb,) [as pl. of حَلْبَةٌ] irreg., and حِلَابٌ and حَلَبَاتٌ. (TA.) You say, جَآءَتِ الفَرَسُ فِى آخِرِ الحَلْبَةِ The mare came among the last of the horses [in the race]. (Msb.) and فُلَانٌ سَابِقُ الحَلَائِبِ (assumed tropical:) [Such a one is the winner in races. or in contests]. (TA.) b2: And A raceground. (A.) You say, فُلَانٌ يَرْكُضُ فِى كُلِّ حَلْبَةٍ مِنْ حَلَبَاتِ المَجْدِ (tropical:) [Such a one urges on in every scene of glorious contest]. (A, TA.) حُلْبَةٌ [Fenugreek; trigonella fænumgræcum of Linn.;] a certain grain, (S, Mgh, Msb,) well known, (S, Mgh,) which is eaten; also pronounced ↓ حُلُبَةٌ: (Msb:) a certain plant, (AHn, K,) having a yellow grain, used medicinally; and made to germinate [in a vessel of water], and eaten; (AHn, TA;) useful as a remedy for diseases of the chest, for cough, asthma, phlegm, and hæmorrhoids, for giving strength to the back, for the liver and the bladder, and as a stimulant to the venereal faculty, (K, * TA,) alone or compounded; and a common article of food of the people of El-Yemen: pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ حُلْبٌ. (TA.) b2: The [plant otherwise called]

عَرْفَج. (AHn, K.) b3: The قَتَاد [or tragacantha]. (AHn, K.) b4: The leaves of the عِضَاه when they have become harsh and dry, and dusty or dustcoloured, and when its branches and thorns have become thick: (TA:) or it is [what is in a similar state] of the fruit of the عضاه: (IAth, TA:) the word is sometimes pronounced ↓ حُلُبَةٌ. (TA.) b5: The kind of food called فَرِيقَة, (K, TA,) which is given to women when childbearing; (TA;) as also ↓ حُلُبَةٌ. (K.) A2: A pure black colour. (K.) [See حُلْبُوبٌ.]

حُلُبَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

حَلْبَى: see حَلُوبٌ, in two places.

حَلْبَآءُ A female slave who kneels by reason of indolence. (TA.) حَلْبَاةٌ; and its pl. حَلْبَاتٌ: see حَلُوبٌ, in three places.

حُلْبُوبٌ Black hair &c. (T, K. [See also حُلُبٌ.]) And أَسْوَدُحُلْبُوبٌ Intensely black. (S.) حَلَبُوتٌ: see each in two places voce حَلُوب.

حَلَبُوتَى: see each in two places voce حَلُوب.

حَلْبَانَةٌ: see each in two places voce حَلُوب.

حِلَابٌ: see حَلَبٌ: b2: and مِحْلَبٌ.

A2: It is also a pl. of حَلْبَةٌ, as shown above. (TA.) حَلُوبٌ and ↓ حَلُوبَةٌ (of which the latter is the more common, TA) A she-camel that is milked; (K;) both signify alike: (TA:) or the former is an epithet, signifying as above; and the latter is a subst., signifying the animal that is milked; (S, * A, Mgh, Msb, TA;) though some say the reverse: or sometimes the former is used for the latter, meaning a milch camel, &c.: accord. to Meyd, the latter signifies a she-camel that is milked for the guest, and for the people of the tent or house: (TA:) the former is used by some as a sing., and by others in a pl. sense: (IB, TA:) and [in like manner] the latter is applied to a single she-camel or ewe or she-goat, and to more: (K:) the pl. (of the latter, TA) is حَلَائِبُ (S, K) and حُلُبٌ; (K;) and حُلْبٌ, supposed to be a contraction of حُلُبٌ, also occurs as a pl. epithet applied to ewes and to she-goats. (Lh, TA.) You say حَلُوبَةٌ تُثْمِلُ وَلَا تُصَرِّحُ A milch camel that gives much froth in her milk, and does not give pure, or clear, milk: a prov., applied to him who promises much, but performs little. (Meyd, TA.) And دّرَّتْ حَلُوبَةُ المُسْلِمِينَ (assumed tropical:) [The milch camel of the Muslims has yielded a copious supply of milk] is said when the dues of the government-treasury are in a good state. (IAar, Suh, TA.) ↓ حَلْبَانَةٌ, also, signifies A she-camel having milk; (IAar, S, K;) that is milked; a milch camel; (A, K;) like حَلُوبٌ; (TA;) and so ↓ حَلْبَاةٌ (IAar, K) and ↓ حَلَبُوتٌ (ISd, K) and ↓ حَلْبَى and ↓ حَلَبُوتَى, (K,) like as they said رَكْبَانَةٌ and رَكْبَاةٌ and رَكَبُوتٌ (TA) and رَكْبَى and رَكَبُوتَى: (K:) or fit to be milked: (S and TA voce رَكُوبٌ:) and حَلُوبٌ and the rest of the foregoing epithets, except حَلَبُوتٌ, [which I nevertheless believe to be perfectly syn. with them, like as خَلَبُوتٌ is syn. with خَلَّابٌ accord. to the S,] are also mentioned as having an intensive signification. (TA.) You say ↓ نَاقَةٌ حَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ (A, K) and رَكْبَاةٌ ↓ حَلْبَاةٌ (TA) [and رَكَبُوتٌ ↓ حَلَبُوتٌ] and رَكْبَى ↓ حَلْبَى and ↓ حَلَبُوتَى

رَكَبُوتَى (K) A she-camel that is milked and ridden: (A, K:) or that yields abundance of milk and that is submissive to be ridden. (TA.) Az mentions ↓ نَاقَةٌ حَلْبَاتٌ, the latter word in the pl. form; as also نَاقَةٌ رَكْبَاتٌ. (TA. [But in each case I think that the ت is a mistake for ة.]) A2: See also حَالِبٌ. b2: [Hence,] هَاجِرَةٌ حَلُوبٌ (assumed tropical:) [A summer-midday] that draws forth the sweat. (K.) حَلِيبٌ: see حَلَبٌ, in two places. b2: Also (tropical:) A beverage [of the kind termed نَبِيذ,] prepared from dates. (K, TA.) b3: And (assumed tropical:) Fresh blood. (K.) حِلَابَةٌ [or perhaps حُلَابَةٌ, like عُصَارَةٌ &c., (assumed tropical:) An exuding fluid]. (AHn, TA voce نِفْطٌ, q. v.) حَلُوبَةٌ: see حَلُوبٌ.

حَلِيبَةٌ: see حَلْبَةٌ: b2: and see what next follows.

حَلَائِبُ used as a pl. of حَلْبَةٌ [q. v.], because the latter has the meaning of ↓ حَلِيبَةٌ. (Msb.) b2: Also Companies, assemblies, or troops. (K.) b3: And The sons of the paternal uncle: (K:) or a man's assistants, or auxiliaries, consisting of the sons of the paternal uncle in particular. (TA.) حُلَّبٌ A certain plant, (S, K,) that grows in the hot season, in the plains and on the sides of valleys, cleaving to the ground so as almost to be buried in it, not eaten by the camels, but only by the sheep or goats, (TA,) and by the gazelles: (S, TA:) it increases the milk, and fattens; and gazelles are snared [while pasturing] upon it (تحتبل عليها): (TA:) hence the expressions تَيْسُ الحُلَّبِ and تَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ [a buck-gazelle that feeds upon the حلّب]: (S:) it is a curling herb, of a dusty colour inclining to green, that spreads upon the ground; when a piece of it is cut off, a milky fluid flows from it: (As, S:) AHn says, it is a plant that spreads upon the ground, evergreen, having small leaves, with which they tan: Aboo-Ziyád says, it is included among what are termed الخِلْفَة, and is a tree that expands over the ground, cleaving thereto, intensely green, growing most when the heat becomes great: and he adds, on the authority of Arabs of the desert, that it lies upon the ground, having small and bitter leaves, and a root penetrating deep into the earth, and small twigs: it is of the kind of plants termed رَيِّحَةٌ. (TA.) حُلَّبِىٌّ A skin for water or milk tanned with [the leaves of] the حُلَّب; (S, K;) as also ↓ مَحْلُوبٌ, (K.) يَوْمٌ حَلَّابٌ (assumed tropical:) A dewy day. (Sh, K.) حَالِبٌ A milker; (S, K;) as also ↓ حَلُوبٌ; (K;) but the latter has an intensive signification: (TA:) pl. حَلَبَةٌ. (S, A.) You say, هُمْ حَلَبَةُ الإِبِلِ [They are the milkers of the camels]. (A.) And شّتَّى

تَؤُوبُ الحَلَبَهْ [Separately the milkers return]: (S, A:) for when they assemble to milk their camels, each occupies himself with milking his own, and then they return, one after another; (S, TA;) or they water them together, and return separately to their abodes, where each one milks: (TA:) a prov., (S, A, TA,) relating to the manners of men in assembling and separating: (TA:) you should not say الحَلَمَهْ. (S.) IKtt gives it differently, thus: حَتَّى تَؤُوبَ الحَلَبَهْ [Until the milkers return]: but the former reading is that commonly known. (IB, TA.) لَيْسَ لَهَا رَاعٍ وَلٰكِنَّ حَلَبَةٌ [They (i. e. camels) have not a pastor, but milkers] is another prov., applied to a man who asks thine aid, and whom thou aidest, but on whose part there is no aid. (TA. [That is, You ask aid of one to whom you render no aid. See also Freytag's Arab. Prov. ii. 427.]) b2: [Hence,] الحَالِبَانِ (tropical:) [The two spermatic ducts;] two veins, or ducts, which supply the penis with [the spermatic] fluid; whence the phrase, دَرَّ حَالِبَاهُ, meaning (tropical:) his penis became erect: (A, TA:) (assumed tropical:) two veins, or ducts, in the kidneys: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) or (assumed tropical:) two veins, or ducts, (S, TA,) of a green colour, (TA,) on either side of the navel: (S, TA:) accord. to some, (assumed tropical:) two veins, or ducts, within the two horns. (TA. [But I think that, in this instance, القرنين is a mistranscription for العرْنِين, meaning the nose: see what follows.]) حَوَالِبُ [is the pl., and] signifies (tropical:) The sources [whence flows the milk] of the udder: (A, TA:) and (tropical:) the sources whence flow the tears of the eye: (A, K:) and (tropical:) the sources of a spring, (A,) or of a well: (K:) and حَوَالِبُ الأَسْهَرَيْنِ (assumed tropical:) the veins, or dusts, that excern the mucus from the nose, and the spermatic fluid from the penis. (AA, T. [But see art. سهر.]) إِحْلَابٌ: see what next follows.

إِحلَابَةٌ Milk which a man draws for his family, while he is in the place of pasturing, and then sends to them: (A, K:) or milk that remains over and above what fills the skin: (K:) or what remains over and above the contents of the skin when the pastor brings the skin on the occasion of his conducting his camels to water and it contains milk; this being the احلابة of the tribe: or milk which people collect, to the quantity of a camel-load, while their camels are in the place of pasturing, and convey to the tribe; as also ↓ إِحْلَابٌ, pl. أَحَالِيبُ; whence the phrases, قَدْ جَآءَ بِإِحْلَابَيْنِ, and بِثَلَاثَةِ أَحَالِيبَ He has come with two camel-loads of milk collected while the camels were in the pasture, and with three such loads: when, in the case of milking ewes or goats or cows, people do thus, one says of them, جَاؤُوا بِإِمْخَاضَيْنِ, and أَمَا خِيضَ. (TA. [See also 4.]) تِحْلِبَةٌ and تُحْلُبَةٌ and تَحْلَبَةٌ and تِحْلَبَةٌ and تُحْلَبَةٌ (K) and تُحْلِبَةٌ and تَحْلِبَةٌ and تَحْلُبَةٌ (AHei, TA) and تِحْلَابَةٌ (K) A ewe, or she-goat, from whose udder somewhat [of milk] has issued before her being mounted by the ram: (K:) and a she-camel that emits, or yields, milk before conception: (Seer, TA:) or you say, accord. to Ks, عَنْزُ تِحْلِبَةٍ, or تَحْلِبَةٍ, [accord. to different copies of the S,] meaning a she-goat from whose udder some milk has issued before she has been mounted by the ram: and accord. to Az, عَنَاقُ تِحْلِبَةٍ, or تَحْلِبَةٍ, [accord. to different copies of the S,] and تُحْلُبَةٍ, and تَحْلَبَةٍ, a young she-goat that is milked before she conceives. (S.) مَحْلَبٌ A place of milking. (Msb.) A2: [Also The prunus mahaleb of Linn.; a small kernel of the stone of a wild cherry, much esteemed by the Egyptians, (and by the Arabs in general, E. W. L.,) and employed by them in many diseases, as a bechic and carminative; brought from Europe: (Rouyer, in the “ Descr. de l'Egypte,” xi. 452 of the 8vo. ed.:)] a kind of odoriferous tree: (A:) a certain tree having a grain (حَبّ [which may mean a kernel]) that is put into perfumes and aromatics; (Msb, * TA;) the perfume in which it is incorporated being termed ↓ مَحْلَبِيَّةٌ: so say IDrst and others: AHn says that he had not heard of its growing anywhere in the country of the Arabs: accord. to Aboo-Bekr Ibn-Talhah, a tree having a grain (حَبّ) like that of the رَيْحَان [which is likewise used in medicine, called بِزْرُ الرَّيْحَانِ, i. e. the seed of the ocimum basilicum, or common sweet basil]: accord. to Aboo-'Obeyd El-Bekree, the [tree called] أَرَاك: (TA:) [J says,] حَبُّ المَحْلَبِ is an aromatic medicine, the place whereof is المَحْلَبِيَّةُ, (S,) which is a town (بَلَدٌ) near El-Mósil: (K, TA:) IKh calls it a kind of perfume: some say it is the grain of the خِرْوَع [or castor-oil-plant]: others, that the محلب is the fruit, or produce, of the kind of tree termed شَجَرُ اليُسْرِ, which the Arabs call الأُسْر: IDrd says that it is the grain with which one perfumes; calling the grain by the name of محلب: (TA:) the best is the white, pearly, and clear. (Ibn-Seenà, book ii. p. 210.) Accord. to IDrst, this word is originally an inf. n., and حبّ المحلب and شجرة المحلب mean حبّ الحلب and شجرة الحلب. (TA. [IbrD informs me that it is a custom of some of the Arabs, previously to their milking, to chew some محلب, and to anoint with it the teat of the animal.]) A3: Honey. (K.) مُحْلِبٌ [One who assists in milking. b2: and hence, in a general sense,] (tropical:) An aider, or assistant: (S, K:) or an aider, or assistant, not belonging to the party, or people, whom he aids: if of that party, or people, the aider is not so called, accord. to the T. (TA. [But see 4.]) مِحْلَبٌ (S, A, Msb, K) and ↓ حِلَابٌ (A, Msb, K) A milking-vessel; a vessel into which one milks; (S, A, Msb, K;) made of the skin of a camel's side, or of other skin: (MF:) a vessel into which ewes are milked. (Az, TA.) مَحْلَبِيَّةٌ: see مَحْلَبٌ.

مَحْلُوبٌ Milk drawn from the udder. (S * K, &c.) A2: See also حُلَّبِىٌّ.

حلب: الحَلَبُ: استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ، يكونُ في الشاءِ والإِبِل والبَقَر. والحَلَبُ: مَصْدَرُ حَلَبها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها

حَلْباً وحَلَباً وحِلاباً، الأَخيرة عن الزجاجي، وكذلك احْتَلَبها، فهو

حالِبٌ. وفي حديث الزكاة: ومِن حَقِّها حَلَبُها على الماءِ، وفي رواية: حَلَبُها يومَ وِرْدِها.

يقال: حَلَبْت الناقَة والشاةَ حَلَباً، بفتح اللام؛ والمراد بحَلْبِها على الماء ليُصِيبَ الناسُ من لَبَنِها. وفي الحديث أَنه قال لقَوْمٍ: لا

تسْقُونِي حَلَبَ امرأَةٍ؛ وذلك أَن حَلَب النساءِ عَيْبٌ عند العَرَب

يُعَيَّرون به، فلذلك تَنَزَّه عنه؛ وفي حديث أَبي ذَرٍّ: هل يُوافِقُكم

عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ؟ أَي وَقْتَ حَلَب شاةٍ، فحذف المضاف.

وقومٌ حَلَبةٌ؛ وفي المثل: شَتَّى حتى تؤُوب(1)

(1 قوله «شتى حتى تؤوب إلخ» هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا، والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب إلخ، وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم.)

الحَلَبةُ، ولا تَقُل الحَلَمة، لأَنهم إِذا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النَّوقِ،

اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه، ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ

فالأَوَّلُ منهم؛

قال الشيخ أَبو محمد بن بري: هذا المثل ذكره الجوهري:

شتى تؤُوبُ الحَلَبةُ، وغَيَّره ابنُ القَطَّاع، فَجَعَل بَدَلَ شَتَّى

حَتَّى، ونَصَبَ بها تَؤُوب؛ قال: والمعروف هو الذي ذَكَرَه الجَوْهريّ، وكذلك ذكره أَبو عبيد والأَصْمعي، وقال: أَصْلُه أَنهم كانوا يُورِدُونَ إِبلَهُم الشريعة والحَوْض جميعاً، فإِذا صَدَروا تَفَرَّقُوا إِلى مَنازِلِهم، فحَلَب كلُّ واحد منهم في أَهلِه على حِيالِه؛ وهذا المثل ذكره أَبو عبيد في باب أَخلاقِ الناسِ في اجتِماعِهِم وافْتِراقِهم؛ ومثله:

الناسُ إِخوانٌ، وَشتَّى في الشِّيَمْ، * وكلُّهُم يَجمَعُهم بَيْتُ الأَدَمْ

الأَزهري أَبو عبيد: حَلَبْتُ حَلَباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً وهَرَبْتُ هَرَباً.

والحَلُوبُ: ما يُحْلَب؛ قال كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه:

يَبِيتُ النَّدَى، يا أُمَّ عَمْرٍو، ضَجِيعَهُ، * إِذا لم يكن، في الـمُنْقِياتِ، حَلُوبُ

حَلِيمٌ، إِذا ما الحِلْمُ زَيَّنَ أَهلَه، * مع الحِلْمِ، في عَيْنِ العَدُوِّ مَهيبُ

إِذا ما تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا، * فلم تَنْطِقِ العَوْراءَ، وهْوَ قَريب

الـمُنْقِياتُ: ذَواتُ النِقْيِ، وهُو الشَّحْمُ؛ يُقال: ناقةٌ مُنْقِيَةٌ، إِذا كانت سَمينَةً، وكذلك الحَلُوبةُ وإِنما جاءَ بالهاءِ لأَنك تريدُ الشيءَ الذي يُحْلَبُ أَي الشيءَ الذي اتخذوه ليَحْلُبوه، وليس لتكثيرِ الفعْلِ؛ وكذلك القولُ في الرَّكُوبةِ وغيرها. وناقةٌ حلوبة وحلوبٌ: للتي

تُحْلَبُ، والهاءُ أَكثر، لأَنها بمعنى مفعولةٍ. قال ثعلب: ناقة حَلوبة:

مَحْلوبة؛ وقول صخر الغيّ:

أَلا قُولاَ لعَبْدِالجَهْلِ: إِنَّ * الصَّحيحة لا تُحالِبُها التَّلُوثُ

أَراد: لا تُصابِرُها على الحَلْبِ، وهذا نادرٌ. وفي الحديث: إِياكَ

والحلوبَ أَي ذاتَ اللَّبَنِ. يقالُ: ناقةٌ حلوبٌ أَي هي مـما يُحلَب؛

والحَلوبُ والحَلوبةُ سواءٌ؛ وقيل: الحلوبُ الاسمُ، والحَلُوبةُ الصفة؛ وقيل: الواحدة والجماعة؛ ومنه حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: ولا حَلوبَةَ في البيت أَي شاة تُحْلَبُ، ورجلٌ حلوبٌ حالِبٌ؛ وكذلك كلُّ فَعُول إِذا كان في معنى مفعولٍ، تثبُتُ فيه الهاءُ، وإِذا كان في معنى فاعِلٍ، لم تَثْبُتْ فيه الهاءُ. وجمعُ الحلوبة حَلائِبُ وحُلُبٌ؛ قال اللحياني: كلُّ فَعولةٍ من هذا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئت أَثْبَتَّ فيه الهاءَ، وإِن شئتَ حذَفْتَه.

وحَلوبةُ الإِبلِ والغنم: الواحدةُ فَما زادتْ؛ وقال ابن بري: ومن العرب مَن يجعل الحلوبَ واحدةً، وشاهدهُ بيتُ كعبِ ابنِ سعدٍ الغَنَوي يَرثِي أَخاه:

إِذا لم يكن، في الـمُنْقِياتِ، حَلُوبُ

ومنهم من يجعله جمعاً، وشاهده قول نهيك بنِ إِسافٍ الأَنصاري:

تَقَسَّم جيراني حَلُوبي كأَنما، * تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ

أَي تَقَسَّم جِيراني حَلائِبي؛ وزَوْرٌ ومَنْوَر: حيّان مِن أَعدائه؛

وكذلك الحَلُوبة تكونُ واحدةً وجمعاً، فالحَلُوبة الواحدة؛ شاهِدُه قول الشاعر:

ما إِنْ رَأَيْنَا، في الزَّمانِ، ذي الكلَبْ، * حَلُوبةً واحدةً، فتُحْتَلَبْ

والحَلُوبة للجميع؛ شاهدهُ قول الجُمَيح بن مُنْقِذ:

لـمَّا رأَت إِبلي، قَلَّتْ حَلُوبَتُها، * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجْنيبِ

والتَّجْنيب: قلةُ اللَّبَنِ يقال: أَجْنَبَت الإِبلُ إِذا قلَّ لَبَنُها.

التهذيبُ: أَنشد الباهلي للجَعْدي:

وبنُو فَزَارة إِنـَّها * لا تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلائِبْ

قال: حُكي عن الأَصمعي أَنه قال: لا تُلْبِثُ الحَلائِبَ حَلَبَ ناقةٍ،

حتى تَهْزِمَهُم. قال وقال بعضهم: لا تُلْبِثُ الحلائبَ أَن يُحْلَب

عليها، تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتيها الأَمْداد. قال: وهذا زَعمٌ

أَثْبَتُ.اللحياني: هذه غَنَم حُلْبٌ، بسكون اللام، للضأْنِ والـمَعَز. قال : وأُراه مُخَفَّفاً عن حُلُب. وناقةٌ حلوبٌ: ذاتُ لَبَنٍ، فإِذا صَيَّرْتهَا اسْماً، قلتَ: هذه الحَلُوبة لفلان؛ وقد يُخرجون الهاءَ من الحَلُوبة، وهم يَعْنُونها، ومثله الرَّكوبة والرَّكُوبُ لِما يَرْكَبون، وكذلك الحَلوبُ والحلوبةُ لما يَحْلُبُون. والمِحْلَب، بالكسر والحلابُ: الإِناءُ الذي يَحْلَبُ فيه اللبَنُ؛ قال:

صَاحِ! هَلْ رَيْتَ، أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ * رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَا في الحِلابِ؟

ويُروى: في العِلابِ؛ وجمعه الـمَحَالِبُ. وفي الحديث: فَإِنْ رَضِيَ حِلابَها أَمـْسَكَها. الحِلابُ: اللَّبَنُ الذي تَحْلُبُه. وفي الحديث: كان إِذا اغْتَسَل دَعَا بِشَيءٍ مثلِ الحِلابِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَيمَنِ، ثم الأَيْسَرِ؛ قال ابن الأَثير: وقد رُوِيَتْ

بالجيم. وحُكي عن الأَزهري أَنه قال: قال أَصحاب المعاني إِنَّه الحِلابُ، وهو ما يُحْلَب فيهِ الغَنم كالمِحْلَب سَواءً، فصُحِّفَ؛ يَعْنُون أَنه كانَ يَغْتَسِلُ من ذلك الحِلابِ أَي يضَعُ فيه الماءَ الذي يَغْتَسِل منه. قال: واخْتارَ الجُلاّب، بالجيم، وفسَّره بماءِ الوَرْد. قال: وفي الحديث في كتاب البُخارِيِّ إِشكالٌ، وربَّما ظُنَّ انه تأَوَّله على الطيب، فقال: بابُ مَن بَدأَ بالحِلابِ والطِّيبِ عندَ الغُسْلِ. قال: وفي بعض النسخ: أَو الطيب، ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث، أَنـَّه كان إِذا اغْتَسَلَ دَعَا بشيءٍ مثلِ الحِلابِ. قال: وأَما مسلم فجمعَ الأَحادِيثَ الوارِدَة في هذا الـمَعْنى، في موضِعٍ واحدٍ، وهذا الحديث منها. قال: وذلك من فِعْلِهِ، يدُلُّك على أَنـَّه أَراد الآنِيَة والمقادِيرَ.

قال: ويحتمل أَن يكون البُخَاري ما أَراد إِلاّ الجُلاَّب، بالجيم، ولهذا تَرْجَم البابَ بِه، وبالطِّيب، ولكن الذي يُرْوَى في كتابِه إِنما هو بالحاءِ، وهو بها أَشْبَهُ، لأَنَّ الطِّيبَ، لمَنْ يَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل،

أَلْيَقُ مِنْه قَبلَهُ وأَوْلى، لأَنـَّه إِذا بَدَأَ بِه ثم اغْتَسَل، أَذْهَبَه الماءُ.

والحَلَبُ، بالتحريك: اللَّبَنُ الـمَحْلُوبُ، سُمِّيَ بالـمَصْدَرِ، ونحوُه كثير.

والحلِيب: كالحَلَب، وقيل: الحَلَبُ: المحلوب من اللَّبن، والحَلِيبُ

مَا لم يَتَغَيَّر طعْمه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

كانَ رَبيب حَلَبٍ وقارِصِ

قال ابن سيده: عندي أَنَّ الحَلَب ههنا، هو الحَلِيبُ

لـمُعادلَته إِياه بالقارِصِ، حتى كأَنـَّه قال: كان ربيب لَبَنٍ حلِيبٍ، ولبنٍ قارِصٍ، وليس هو الحَلَب الذي هو اللَّبن الـمَحْلُوبُ. الأَزهري: الحَلَب: اللَّبَنُ الحَلِيبُ؛ تَقولُ: شَرِبْتُ لَبَناً حَلِيباً وحَلَباً؛ واستعارَ بعضُ الشعراءِ الحَلِيبَ لشَراب التَّمْرِ فقال يصف النَّخْل:

لهَا حَلِيبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه، * يَغْشَى النَّدامَى عَلَيه الجُودُ والرَّهَق

والإِحْلابَة: أَن تَحلُب لأَهْلِكَ وأَنتَ في الـمَرْعى لَبَناً، ثم تَبْعَثَ به إِلَيْهم، وقد أَحْلَبَهُم. واسمُ اللَّبَنِ: الإِحْلابَة أَيضاً.

قال أَبو منصور: وهذا مَسْمُوعٌ عن العَرَب، صَحِيحٌ؛ ومنه الإِعْجالَةُ والإِعْجالاتُ. وقيل: الإِحْلابَةُ ما زادَ على السِّقَاءِ من اللَّبَنِ، إِذا جاءَ به الراعِي حين يورِدُ إِبلَه وفيه اللَّبَن، فما زادَ على السِّقَاءِ فهو إِحْلابَةُ الحَيِّ. وقيل: الإِحْلابُ والإِحلابَةُ من اللَّبَنِ أَن تكون إِبِلُهم في الـمَرْعَى، فمَهْما حَلَبُوا جَمَعُوا، فَبَلَغَ

وَسْقَ بَعيرٍ حَمَلوه إِلى الحَيِّ. تقولُ مِنهُ: أَحْلَبْتُ أَهْلي. يقال:

قد جاءَ بإِحْلابَينِ وثَلاثَة أَحاليبَ، وإِذا كانوا في الشاءِ والبَقَر،

ففَعلوا ما وَصَفْت، قالوا جاؤُوا بإِمْخَاضَيْنِ وثَلاثةِ أَماخِيضَ.

ابن الأَعرابي: ناقَةٌ حَلْباةٌ رَكْباةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ، وهي أَيضاً الحَلْبانَةُ والرَّكْبانَة. ابن سيده: وقالوا: ناقةٌ حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبُوت: ذاتُ لَبَنٍ؛ كما قالوا رَكْبانَةٌ ورَكْباةٌ ورَكَبُوتٌ؛ قال الشاعر يصف ناقة:

أَكْرِمْ لـنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ

حَلْبانَةٍ، رَكْبانَةٍ، صَفُوفِ،

تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ

قوله رَكْبانَةٍ: تَصْلُح للرُّكُوب؛ وقوله صَفُوفٍ: أَي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها، إِذا حُلِبَت، لكَثْرة ذلك اللَّبن. وفي حديث نُقادَةَ الأَسَدِيِّ: أَبْغِني ناقَةً حَلْبانَةً رَكْبانَةً أَي غزيرةً تُحْلَبُ، وذَلُولاً تُرْكَبُ، فهي صالِحَة للأَمـْرَين؛ وزيدَت الأَلِفُ والنونُ في بِنائهِما، للمبالغة. وحكى أَبو زيد: ناقَةٌ حَلَبَاتٌ، بلَفْظِ الجمع، وكذلك حكى: ناقَةٌ رَكَباتٌ وشاةٌ تُحْلُبَةٌ(1)

(1 قوله «وشاة تحلبة إلخ» في القاموس وشاة تحلابة بالكسر وتحلبة بضم التاء واللام وبفتحهما وكسرهما وضم التاء وكسرها مع فتح اللام.) وتِحْلِبة وتُحْلَبة إِذا خَرَج من

ضَرْعِها شيءٌ قبلَ أَن يُنْزَى عليها، وكذلك الناقَة التي تُحْلَب قبلَ

أَن تَحمِلَ، عن السيرافي.

وحَلَبَه الشاةَ والناقَةَ: جَعَلَهُما لَه يَحْلُبُهُما، وأَحْلَبَه إِيَّاهما كذلك؛ وقوله:

مَوَالِيَ حِلْفٍ، لا مَوالي قَرابَةٍ، * ولكِنْ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيا

فإِنه جَعَلَ الإِحْلابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ، وعدَّى يُحْلَبونَ إِلى مفعولين في معنى يُعْطَوْنَ.

وفي الحديث: الرَّهْن مَحْلُوبٌ أَي لِـمُرْتَهنِه أَن يَأْكُلَ لَبَنَهُ، بقدر نَظَرهِ عليه، وقِيامِه بأَمْره وعَلفِه.

وأَحْلَبَ الرَّجُلُ: ولدَتْ إِبِلُه إِناثاً؛ وأَجْلَبَ: وَلدَتْ لهُ ذُكوراً. ومِن كلامهم: أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ؟ فمعنى أَأَحْلَبْتَ: أَنُتِجَت نُوقُك إِناثاً؟ ومعنى أَمْ أَجْلَبْت: أَم نُتِجَت ذكوراً؟

وقد ذكر ذلك في ترجمة جَلَب. قال، ويقال: ما لَه أَجْلَبَ ولا أَحْلَبَ؟ أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كلُّها ذكوراً، ولا نُتِجَتْ إِناثاً فتُحْلَب. وفي

الدعاءِ على الإِنْسانِ: ما لَه حَلَبَ ولا جَلَبَ، عن ابن الأَعرابي، ولم يفسره؛ قال ابن سيده: ولا أَعْرِفُ وَجْهَه. ويدعُو الرَّجُلُ على الرَّجُلِ فيقول: ما لَه أَحلب ولا أَجْلَبَ، ومعنى أَحْلَبَ أَي وَلدَت إِبِلُه الإِناثَ دون الذُّكور، ولا أَجْلَب: إِذا دَعا لإِبِلِه أَن لا تَلِدَ الذُّكورَ، لأَنه الـمَحْقُ الخَفِيُّ لذَهابِ اللَّبنِ وانْقِطاعِ

النَّسْلِ.واستَحْلَبَ اللبنَ: اسْتَدَرَّه.

وحَلَبْتُ الرجُلَ أَي حَلَبْتُ له، تقول منه: احلُبْني أَي اكْفِني

الحَلْبَ، وأَحْلِبْني، بقَطْعِ الأَلِفِ، أَي أَْعِنِّي على الحَلبِ.

والحَلْبَتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ، عن ابن الأَعرابي؛ وإِنما سُمِّيَتا

بذلك للحَلَبِ الذي يكونُ فيهما.

وهاجِرةٌ حَلُوبٌ: تَحلُبُ العَرَقَ.

وتَحَلَّبَ العَرَقُ وانْحَلَبَ: سال. وتَحَلَّبَ بَدَنُه عَرَقاً: سالَ

عَرَقُه؛ أَنشد ثعلب:

وحَبَشِيَّيْنِ، إِذا تَحَلَّبا، * قالا نَعَمْ، قالا نَعَمْ، وصَوَّبَا

تَحَلَّبا: عَرِقا.

وتَحَلَّبَ فُوه: سالَ، وكذلك تَحَلَّب النَّدَى إِذا سالَ؛ وأَنشد:

وظلَّ كتَيْسِ الرَّمْلِ، يَنْفُضُ مَتْنَه، * أَذاةً به مِنْ صائِكٍ مُتَحَلِّبِ

شبّه الفَرَسَ بالتَّيْس الذي تَحَلَّبَ عليه صائِكُ الـمَطَرِ مِن الشَّجَر؛ والصائِك: الذي تَغَيَّرَ لَوْنُه ورِيحُه.

وفي حديث ابن عُمَر، رضي اللّه عنهما، قال: رأَيت عمر يَتَحَلَّبُ فُوه، فقال: أَشْتَهي جراداً مَقْلُوّاً أَي يَتَهَيَّأُ رُضابُه للسَّيَلانِ؛

وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ أَي نَسْتَدِرُّ السَّحابَ.

وتَحَلَّبَتْ عَيْناهُ وانْحَلَبَتا؛ قال:

وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من طُولِ الأَسى

وحَوالِبُ البِئْرِ: منابع مائِها، وكذلك حَوالِبُ العُيونِ الفَوَّارَةِ، وحَوالِبُ العُيونِ الدَّامِعَةِ؛ قال الكميت:

تَدَفَّق جُوداً، إِذا ما الْبِحا * رُ غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ

أَي غارَتْ مَوَادُّها.

ودَمٌ حَلِيبٌ: طرِيٌّ، عن السُكَّري؛ قال عَبْدُ ابْنُ حَبِيبٍ

الهُذَلِيُّ:

هُدُوءًا، تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ، * يُضِيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ

والحَلَبُ من الجِبايَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ ونحوِها مـما لا يكونُ وظِيفَةً مَعْلومَةَ: وهي الإِحْلابُ في دِيوانِ الصَّدَقَاتِ، وقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ.

الأَزهري أَبو زيد: بَقَرةٌ مُحِلٌّ، وشاة مُحِلٌّ، وقد أَحَلَّتْ إِحْلالاً إِذا حَلَبَتْ، بفتح الحاءِ، قبلَ وِلادها؛ قال: وحَلَبَتْ أَي أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها.

والحَلْبَة: الدَّفْعَة من الخَيْلِ في الرِّهانِ خاصَّة، والجمعُ حَلائِبُ على غير قياسٍ؛ قال الأَزهري:

(يتبع...)

(تابع... 1): حلب: الحَلَبُ: استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ، يكونُ في الشاءِ... ...

ولا يقال للواحدِ منها حَلِيبَة ولا حِلابَة؛ وقال العجاج:

وسابِقُ الحَلائِبِ اللِّهَمُّ

يريد جَماعَة الحَلْبة. والحَلْبَة، بالتَّسْكِين: خَيْلٌ تُجْمع للسِّباقِ من كلِّ أَوْبٍ، لا تَخْرُجُ من مَوْضِعٍ واحِدٍ، ولكن من كلِّ حَيٍّ؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا، * الفَحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا

وهو كما يقالُ للقومِ إِذا جاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قد أَحْلَبُوا. الأَزهري: إِذا جاءَ القومُ من كلِّ وَجْهٍ، فاجْتَمَعُوا لحَرْبٍ

أَو غير ذلك، قيل: قد أَحْلَبُوا؛ وأَنشد:

إِذا نَفَرٌ، منهم، رَؤبة أَحْلَبُوا * عَلى عامِلٍ، جاءَتْ مَنِيَّتُهُ تَعْدُو 1

(1 قوله «رؤبة» هكذا في الأصول.)

ابن شميل: أَحْلَبَ بنو فلانٍ مع بَني فلانٍ إِذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم.

والـمُحْلِبُ: الناصِرُ؛ قال بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ:

ويَنْصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ، * مَتى تَدْعُهُمْ، يوماً، إِلى الرَّوْعِ، يَرْكَبوا

أَشارَ بِهِمْ، لَمْعَ الأَصَمِّ، فأَقْبَلُوا * عَرانِينَ لا يَأْتِيه، للنَّصْرِ، مُحْلِبُ

قوله: لَمْعَ الأَصَمِّ أَي كما يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ، والضمير في

أَشار يعود على مُقَدَّمِ الجَيْش؛ وقوله مُحْلِبُ، يقول: لا يَأْتِيهِ

أَحدٌ ينصره من غير قَوْمِه وبَنِي عَمِّه. وعَرانِينَ: رُؤَساءَ. وقال في التهذيب: كأَنـَّه قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ، لأَن الأَصَمَّ لا يسمعُ

الجوابَ، فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ، وقوله: لا يَأْتِيهِ مُحْلِبُ أَي لا

يأْتِيهِ مُعِينٌ من غيرِ قَوْ مِهِ، وإِذا كان الـمُعِين مِن قَوْمِه، لم

يَكُنْ مُحْلِباً؛ وقال:

صَريحٌ مُحْلِبٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، * لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ(2)

(2 قوله «صريح» البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم:

نزيعاً محلباً من أَهل لفت

إلخ. وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت، وضبط لفت بفتح اللام وكسرها مع اسكان الفاء.)

وحالَبْت الرجُلَ إِذا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه. وحَلائِبُ الرجُلِ:أَنْصارُه من بَني عَمِّه خاصَّةً؛ قال الحرِثُ بن حلزة:

ونَحْنُ، غَداةَ العَيْن، لَـمَّا دَعَوْتَنَا، * مَنَعْناكَ، إِذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ

وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبونَ حَلْباً وحُلُوباً: اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه.

وأَحْلَبُوا عَلَيك: اجْتَمَعُوا وجاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ. وأَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحابَهُم: أَعانُوهُم. وأَحْلَبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِهِ: دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم على بَعْضٍ، وهو رَجُلٌ مُحْلِبٌ. وأَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إِذا أَعانَه على الحَلْبِ. وفي المثل: لَيْسَ لهَا رَاعٍ، ولكِنْ حَلَبَة؛ يُضْرَب للرجُل، يَسْتَعِينُك فتُعِينُه، ولا مَعُونَةَ عِنْدَه.

وفي حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ: ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا

يَسْتَحْلِبُونَ لَه على ما يُريدُ أَي لا يَجْتَمِعُون؛ يقال: أَحْلَبَ القَو مُ

واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرة والإعانَةِ، وأَصلُ الإِحْلابِ

الإِعانَةُ على الحَلْبِ؛ ومن أَمثالهم:

لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الحَلائِب

يعني الجَماعَاتِ. ومن أَمْثالِهِم: حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي اسْتَعَنْتَ بمَنْ يَقُوم بأَمْرِكَ ويُعْنى بحاجَتِكَ. ومن أَمـْثالِهِم في الـمَنْع: لَيْسَ في كلِّ حين أُحْلَبُ فأُشْرَبُ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه الـمُنْذِريُّ عن أَبي الهَيْثم؛ قال أَبو عبيد: وهذا المَثَلُ يُرْوى عن سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، قاله في حديث سُئِلَ عنه، وهو يُضْرَبُ في كلِّ شيءٍ يُمْنَع. قال، وقد يقال: ليس كلّ حِينٍ أَحْلُبُ فأَشْرَب. ومن

أَمثالهم: حَلَبَتْ حَلْبَتَها، ثم أَقْلَعَتْ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجُلِ

يَصْخَبُ ويَجْلُبُ، ثم يَسْكُتُ من غير أَن يَكونَ منه شَيءٌ غير

جَلَبَتِه وصِياحِه.

والحالِبانِ: عِرْقان يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ من ظَاهِرِ البَطْنِ، وهُما أَيضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ يَكتنِفان السُّرَّة إِلى البَطْن؛ وقيل هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْن. الأَزهري: وأَما قولُ الشمَّاخ:

تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ، أَنْصَبَتْه، * حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ

فإِن أَبا عمرو قال: أَسْهَراهُ: ذكَرُه وأَنْفُه؛ وحَوالِبُهُما: عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِين من الأَنْفِ، والـمَذْيَ مِن قَضِيبِه. ويُروَى حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ، يعني عُرُوقاً يَذِنُّ منْها أَنْفُه.

والحَلْبُ: الجُلُوسُ على رُكْبَةٍ وأَنـْتَ تَأْكُلُ؛ يقال: احْلُبْ فكُلْ. وفي الحديث: كان إِذا دُعِيَ إِلى طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ؛ هو

الجلوسُ على الرُّكْبة ليَحْلُبَ الشاةَ. يقال: احْلُبْ فكُلْ أَي اجْلِسْ، وأَراد به جُلوسَ الـمُتَواضِعِين.

ابن الأَعرابي: حَلَبَ يَحْلُبُ: إِذا جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ.

أَبو عمرو: الحَلْبُ: البُروكُ، والشَّرْبُ: الفَهْم. يقال: حَلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ؛ وشَرَب يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ. ويقال للبَلِيدِ: احْلُبْ ثم اشْرُبْ.

والحلباءُ: الأَمَةُ الباركةُ من كَسَلِها؛ وقد حَلَبَتْ تَحْلُب إِذا بَرَكَت على رُكْبَتَيْها.

وحَلَبُ كلِّ شيءٍ: قشره، عن كُراع.

والحُلْبة والحُلُبة: الفَريقةُ. وقال أَبو حنيفة: الحُلْبة نِبْتة لها حَبٌّ أَصْفَر، يُتَعالَجُ به، ويُبَيَّتُ فيُؤْكَلُ. والحُلْبة: العَرْفَجُ والقَتَادُ. وصَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْبةً إِذا خرج ورقُه وعَسا واغْبَرَّ، وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه. والحُلْبة: نَبْتٌ معروفٌ، والجمع حُلَب. وفي حديث خالدِ ابنِ مَعْدانَ: لَوْيَعْلَمُ الناسُ ما في الحُلْبةِ لاشْتَرَوْها، ولو بوزنِها ذَهَباً. قال ابن الأَثير: الحُلْبةُ: حَبٌّ معروف؛ وقيل: هو من ثَمَرِ العِضاه؛ قال: وقد تُضَمُّ اللامُ.

والحُلَّبُ: نباتٌ يَنْبُت في القَيْظِ بالقِيعانِ، وشُطْآنِ الأَوْدية، ويَلْزَقُ بالأَرضِ، حتى يَكادَ يَسوخُ، ولا تأْكلُه الإِبل، إِنما تأْكلُه الشاءُ والظِّباءُ، وهي مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ، وتُحْتَبلُ عليها الظِّباءُ. يقال: تَيْسُ حُلَّبٍ، وتَيْسٌ ذُو

حُلَّبٍ، وهي بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ في خُضْرةٍ، تَنْبسِطُ على الأَرضِ، يَسِيلُ منها اللَّبَنُ، إِذا قُطِعَ منها شيءٌ؛ قال النابغة يصف فرساً:

بعارِي النَّواهِقِ، صَلْتِ الجَبِينِ، * يَسْتَنُّ، كالتَّيْسِ ذي الحُلَّبِ

ومنه قوله:

أَقَبَّ كَتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ

وقال أَبو حنيفة: الحُلَّبُ نبتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرض، وتَدُومُ

خُضْرتُه، له ورقٌ صِغارٌ، يُدبَغُ به. وقال أَبو زيادٍ: من الخِلْفةِ

الحُلَّبُ، وهي شجرة تَسَطَّحُ على الأَرض، لازِقةٌ بها، شديدةُ الخُضْرةِ، وأَكثرُ نباتِها حين يَشْتَدُّ الحرُّ. قال، وعن الأَعراب القُدُم: الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ على الأَرض، له ورقٌ صِغارٌ مرٌّ، وأَصلٌ يُبْعِدُ في الأَرض، وله قُضْبانٌ صِغارٌ، وسِقاءٌ حُلَّبيٌّ ومَحْلوبٌ، الأَخيرة عن أَبي حنيفة، دُبِغَ بالحُلَّبِ؛ قال الراجز:

دَلْوٌ تَمَأّى، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ

تَمَأّى أَي اتَّسَعَ. الأَصمعي: أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قد رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ؛ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّيِّحة في أَيامِ الصَّفَرِيَّة، وهي عشرون يوماً من آخر القَيْظِ، والرَّيِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ، والنَّصِيِّ والرُّخامى والـمَكْرِ، وهو أَن يظهَر النَّبْتُ في أُصوله، فالتي بَقِيَتْ من العام الأَوَّل في الأَرضِ، تَرُبُّ الثَّرَى أَي تَلْزَمُه.

والـمَحْلَبُ: شَجَرٌ له حَبٌّ يُجْعَلُ في الطِّيبِ، واسمُ ذلك الطِّيبِ الـمَحْلَبِيَّةُ، على النَّسَبِ إِليه؛ قال أَبو حنيفة: لم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بشيءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ. وحَبُّ الـمَحْلَبِ: دواءٌ من الأَفاويهِ، وموضِعُه الـمَحْلَبِيَّة.

والحِلِبْلابُ: نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه في القَيْظِ، وله ورقٌ أَعْرَضُ

من الكَفِّ، تَسْمَنُ عليه الظِّباءُ والغنمُ؛ وقيل: هو نَباتٌ سُهْليٌّ

ثُلاثيٌّ كسِرِطْرَاطٍ، وليس برُباعِيٍّ، لأَنه ليس في الكَلامِ

كَسِفِرْجالٍ.

وحَلاَّبٌ، بالتشديد: اسمُ فَرَسٍ لبَني تَغْلبَ. التهذيبُ: حَلاَّبٌ من

أَسماءِ خيلِ العرب السابقة. أَبو عبيدة: حَلاَّبٌ من نِتاجِ الأَعْوجِ.

الأَزهري، عن شمر: يومٌ حَلاَّبٌ، ويومٌ هَلاَّبٌ، ويومٌ همَّامٌ، ويومٌ

صَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ؛ فأَما الهَلاَّبُ فاليابسُ بَرْداً، وأَما

الحَلاَّب ففيه نَدىً، وأَما الهَمَّامُ فالذي قد هَمَّ بالبَرْد.

وحَلَبُ: مدينةٌ بالشامِ؛ وفي التهذيب: حَلَبُ اسمُ بَلَدٍ من الثُّغُورِ الشامِيَّة.

وحَلَبانُ: اسمُ مَوْضعٍ؛ قال الـمُخَبَّل السعدي:

صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ، مَحَلُّها * حَلَبانُ، فانْطَلَقُوا مع الأَقْوالِ

ومَحْلَبةُ ومُحْلِب: مَوْضِعانِ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

يا جارَ حَمْراءَ، بأَعْلى مُحْلِبِ،

مُذْنِبَةٌ، فالقـــــــــاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ،

لا شيءَ أَخْزَى مِن زِناءِ الأَشْيَب

قوله:

مُذنِبَة، فالْقـــــــاعُ غيرُ مُذْنِبِ

يقول: هي المذنبة لا القاعُ، لأَنه نَكَحَها ثَمَّ.

ابن الأَعرابي: الحُلُبُ السُّودُ من كلِّ الحَيوانِ. قال: والحُلُبُ

الفُهَماءُ من الرِّجالِ.

الأَزهري: الحُلْبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ؛ قال رؤْبة:

واللَّوْنُ، في حُوَّتِه، حُلْبُوبُ

والحُلْبُوبُ: الأَسْوَدُ من الشَّعَرِ وغيره. يقال: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حالِكٌ. ابن الأَعرابي: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ؛ وأَنشد:

أَمـَا تَرانِي، اليَوْمَ، عَشّاً ناخِصَا، * أَسْوَدَ حُلْبوباً، وكنتُ وابِصَا

عَشّاً ناخِصاً: قليلَ اللحم مَهْزُولاً. ووابِصاً: بَرَّاقاً.

حلب
: (الحَلْبُ ويُحَرَّكُ) كالطَّلَبِ، رَوَاهُ الأَزْهريُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ (: اسْتِخْرَاجُ مَا فِي الضَّرْعِ منَ اللَّبَنِ) يَكُونُ فِي الشَّاءِ والإِبلِ والبَقَرِ، (كالحِلاَبِ، بالكَسْر، والاحْتِلاَبِ) ، الأُولَى عَن الزجّاجيِّ، حَلَبَ (يَحْلُبُ) بِالضَّمِّ (ويَحْلِبُ) بالكَسْر، نقلهما اوصمعيّ عَن الْعَرَب، واحْتَلَبَهَا، وَهُوَ حَالِبٌ، وَفِي حدِيث الزَّكَاةِ (ومِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا عَلَى المَاءِ) وفِي رِوَايَة (حَلَبُها يَوْمَ وِرْدِهَا) يقالُ: حَلَبْتُ الناقةَ والشاةَ حَلَباً بِفَتْح اللَّام، والمرادُ يَحْلُبُهَا على الماءِ لِيُصيبَ الناسُ من لَبَنِهَا، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ قَالَ (لِقَوم) لاَ تَسْقُونِي حَلَبَ امْرَأَةٍ) وَذَلِكَ أَن حَلَبَ النِّسَاءِ غيرُ حبِيبٍ عندَ العَرَبِ يُعَيَّرُونَ بِهِ، فَلذَلِك تَنَزَّه عَنهُ.
(والمِحْلَبُ والحِلاَبُ، بكَسْرِهِمَا: إِنَاءٌ يُحْلَبُ فيهِ) اللبنُ، قَالَ إِسماعيلُ بنُ بَشَّارٍ:
صاحِ هَلْ رَيْتَ أَو سَمِعْتَ بِراعٍ
رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي الحِلاَبِ
هَكَذَا أَنشده ابْن مَنْظُور فِي (لِسَان الْعَرَب) ، والصاغانيّ فِي (الْعباب) وَابْن دُرَيْد فِي (الجمهرة) إِلاّ أَنه قَالَ: العِلاَب بَدَلَ الحِلاَب، وأَشار لَهُ فِي (لِسَان الْعَرَب) والزمخشريُّ شَاهدا على قِرَاءَةِ الكسائيّ (أَرَيْتَ الَّذِي) بِحَذْف الْهمزَة الأَصلية، وَالْجَار بردى فِي (شرح الشافية) ، وأَنشده الخفاجيّ فِي (الْعِنَايَة) (عمْرَكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ) ، إِلخ.
وَرَوَاهُ بَعضهم: (صاحِ أَبْصَرْتَ أَوْ سَمِعْتَ) إِلخ. والحِلاَبُ: اللَّبَنُ الَّذِي تَحْلُبُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فإِنْ رَضِيَ حِلاَبَهَا أَمْسَكَهَا) وَفِي حديثٍ آخَرَ (كَانَ إِذَا اغُتَسَلَ بَدَأَ بِشَيءٍ مِثْلِ الحِلاَبِ) قَالَ ابْن الأَثِير: وَقد رُويت بِالْجِيم، وَحكى عَن الأَزهريّ أَنه قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ المَعَانِي: إِنَّه الحِلاَبُ، وهُوَ مَا تُحْلَبُ فِيهِ الغَنَمُ كالمِحْلَبِ (سَوَاءً) فَصُحِّفَ، يَعْنُونَ أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ من ذَلِك الحِلاَبِ، أَي يَضَعُ فِيهِ المَاءَ الَّذِي يَغْتَسِلُ مِنْهُ، قَالَ: واخْتارَ الجُلاَّبَ بِالْجِيم وفَسَّرَه بمَاءِ الوَرْدِ، قَالَ: وَفِي هَذَا الحَدِيث فِي كتاب (البخاريّ) إِشْكَالٌ، ورُبَّمَا ظُنّ أَنه تأَوَّلَهُ على الطِّيبِ فَقَالَ (بابُ مَنْ بَدَأَ بالحلابِ والطِّيبِ عِنْد الغُسْلِ) قَالَ: وَفِي بعض النّسخ أَو الطَيبِ وَلم يذكر فِي هَذَا الْبَاب غير هَذَا الحَدِيث أَنه كَانَ إِذا اغْتسل دَعَا بشيءٍ مثل الحِلاَبِ، قَالَ: وأَمَّا مُسْلِمٌ فجَمَع الأَحَاديثَ الواردةَ فِي هَذَا الْمَعْنى فِي موضعٍ واحدٍ، وَهَذَا الحديثُ مِنْهَا، قَالَ: وَذَلِكَ من فِعْلِه يَدُلّك على أَنه أَرَادَ الآنِيَةَ والمَقَادِيرَ، قَالَ: ويَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ البخَارِيُّ مَا أَرَادَ إِلاَّ الجُلاَّبَ بالجِيم، وَلِهَذَا تَرْجَمَ البَاب بِهِ وبالطِّيبِ، وَلَكِن الَّذِي يُرْوَى فِي كتابِه إِنّمَا هُوَ بالحَاءِ، وَهُوَ بهَا أَشْبَهُ، لأَنَّ الطِّيبَ لمن يَغْتَسِلُ بعد الغُسْلِ أَلْيَقُ مِنْهُ قَبْلَهُ وأَوْلَى، لأَنه إِذا بَدَأَ بِهِ واغْتَسَلَ أَذْهَبَهُ الماءُ، كُلُّ ذلكَ فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَفِي الأَساس يُقَال: حَلُوبَةٌ تَمْلأُ الحِلاَبَ ومِحْلَباً ومِحْلَبَيْنِ وثَلاَثَةَ (مَحَالِبَ) وأَجِدُ مِنْ هَذَا المِحْلَبِ رِبحَ المَحْلَبٍ، وسيأْتي بيانُه.
(و) أَبو الحَسَنِ (عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ) أَبِي يَاسِرِ بنِ بُنْدَارِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ بُنْدَارٍ (الحِلاَبِيُّ) وَفِي نسخةٍ ابْن الحِلاَبِيّ (مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا ضَبطه الذَّهبيّ والحافظ، وَضَبطه البُلْبَيْسِيُّ بِفَتْح فتشديد، وَقَالَ: إِنَّهُ سَمعَ ببغدادَ أَبَاهُ وعَمَّه أَبَا المَعَالِي ثَابِتَ بن بِنْدَارٍ وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ السّمْعَانِيُّ، مَاتَ بغَزْنَةَ سنة 540.
(والحَلَبُ، مُحَرَّكَةً، والحَلِيبُ: اللَّبَنُ المَحْلُوبُ) ، قالَه الأَزهريّ، تقولُ: شَرِبْتُ لَبَنَاً حَلِيباً وحَلَباً، وأَنشد ثعلبٌ:
كَانَ رَبِيبَ حَلَبٍ وقَارِصِ
قَالَ ابنُ سِيده: عِنْدِي أَنَّ الحَلَبَ هُنَا هُوَ الحلِيبُ، لمعادَلَتِهِ إِيَّاهُ بالقَارِصِ كأَنَّه قَالَ: كَانَ (رَبِيبَ) لَبَنٍ حَلِيبٍ، ولَبَنٍ قَارِصٍ، ولَيْسَ هُوَ الحلَبَ الَّذِي هُوَ اللَّبَنُ المَحْلُوبُ، (أَو الحَلِيبُ: مَا لمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) ، واعْتَبَرَ هذَا القَيْدَ بعضُ المُحَقِّقِينَ، (و) الحَلِيبُ (: شَرَابُ التَّمْرِ) مجَازًا قَالَ يَصِفُ النخْلَ:
لَهَا حلِيبٌ كَأَنَّ المِسْكَ خَالَطَهُ
يغْشَى النَّدَامَى عَلَيْهِ الجُودُ والرَّهَقُ
وَفِي المثَلِ (حُلِبَتْ صُرَامُ) يُضْرَبُ عِنْدَ بُلُوغِ الشَّرِّ حَدَّهُ، والصُّرامُ آخِرُ اللَّبَنِ، قَالَه المَيْدَانِيُّ.
(والأَحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ، بكَسْرِهِمَا: أَنْ تَحْلِ بَ) بِضَم اللَّام وَكسرهَا (لاِءَهْلِكَ وأَنْتَ فِي المَرْعَى) لَبَناً ثُمَّ تَبْعَثَ بِهِ إِليْهِم) وقَدْ أَحْلَبْتُهُمْ (واسْمُ اللَّبَنِ الإِحْلاَبَةُ أَيضاً) ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهَذَا مسموغٌ عَن الْعَرَب صحيحٌ، وَمِنْه الإِعْجَالَةُ والإِعْجَالاَتُ (أَو) الإِحْلاَبَةُ: (مَا زَادَ عَلَى السِّقَاءِ مِن اللَّبَنِ) إِذا جاءَ بِهِ الرّاعِي حِينَ يُورِدُ إِبلَهُ وَفِيه اللَّبَنُ، فَمَا زَادَ عَلَى السِّقَاءِ فَهُوَ إِحْلاَبَةُ الحَيِّ، وقِيلَ: الإِحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ مِنَ اللَّبَنِ: أَنْ تَكونَ إِبلُهُم فِي المرَاعِي، فمَهْمَا حَلَبُوا جَمَعُوا فَبَلغَ وَسْقَ بَعِيرٍ حَمَلُوهُ إِلى الحَيِّ، تَقُولُ مِنْهُ: أَحْلَبْتُ أَهْلِي، يُقَالُ: قدْ جَاءَ بِأَحْلاَبَيْنِ وثَلاَثَةِ أَحَالِيبَ، وإِذَا كَانُوا فِي الشَّاءِ والبَقَرِ فَفَعَلُوا مَا وَصَفْت قالُوا: جاءُوا بِإِمْخَاضَيْنِ وثَلاَثَةِ أَمَاخِيضَ، وَتقول العربُ: (إِنْ كُنْتَ كَاذباً فَحَلَبْتَ قَاعِداً) يُرِيدُونَ أَنَّ إِبِلَه تَذْهَبُ فيَفْتَقِرُ فيصيرُ صاحبَ غَنَم، فبَعْدَ أَنْ كانَ يَحْلُبُ الإِبلَ قائَماً صارَ يَحْلُبُ الغَنَمَ قَاعِدا، وكَذَا قَوْلُهُم (مَالَهُ حَلَبَ قَاعِداً وأَصبحَ بَارِداً) أَيْ حَلَبَ شَاة وشَرِبَ مَاءً بَارِدًا لاَ لَبَناً حَارًّا، وَكَذَا قولُهُم: (حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَه) أَي اخْتَبَرَ خَيْرَ الدَّهْرِ وشَرَّهُ، كل ذَلِك فِي (مجمع الأَمثال) للميدانيّ، والحَلُوبُ: مَا يُحْلَبُ، قَالَ كعبُ ابْن سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخَاهُ.
يَبِيتُ النَّدَى يَا أُمَّ عَمْرٍ وضَجِيعَهُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي المُنْقِيَاتِ حَلُوبُ
فِي جُمْلَةِ أَبياتٍ لَهُ، والمُنْقَياتُ جَمْعُ مُنْقِيَةٍ، ذَات النِّقْيِ، وَهُوَ الشَّحْمُ، وَكَذَلِكَ الحَلُوبَةُ، وإِنما جاءَ بالهَاءِ لأَنك تُرِيدُ الشيءَ الَّذِي يُحلَب، أَي الشيءَ الَّذِي اتخَذُوه لِيَحْلُبُوهُ، وَلَيْسَ لتكثِيرِ الفِعْلِ، وَكَذَلِكَ: الرَّكُوبَةُ وغيرُهَا (ونَاقَةٌ حَلُوبَةٌ وحَلُوبٌ) للَّتي تُحْلَبُ، والهَاءُ أَكْثَرُ، لأَنها بِمَعْنى مَفْعُولَة، قَالَ ثَعْلَب: نَاقَةٌ حَلُوبَة: (مَحْلُوبَةٌ) وَفِي الحَدِيث (إِيَّاكَ والحَلُوبَ) أَي ذاتَ اللَّبَنِ، يقالُ: نَاقَةٌ حَلُوبٌ، أَي هِيَ مِمَّا تُحْلَبُ، والحَلُوبُ والحَلُوبَةُ سواءٌ، وَقيل: الحَلُوبُ الاسمُ، والحَلُوبَةُ الصِّفَةُ (وحلُوبَةُ الإِبِلِ والغَنَم الواحِدَةُ (مِنْهُ) فَصَاعِداً) قالِ اللِّحْيَانيّ، وَمِنْه حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ (وَلَا حَلُوبَةَ فِي البَيْتِ) أَي شَاة تُحْلبُ (ورَجُلٌ حَلُوبٌ: حَالِب) أَي فَهُوَ على أَصْلِه فِي المُبَالَغَة، وَقد أَهمله الجوهريُّ فِي (لِسَان الْعَرَب) : وَكَذَلِكَ كُلُّ فَعُولٍ إِذا كَانَ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ تَثْبُتُ فِيهِ الهَاءُ، وإِذَا كَانَ فِي مَعْنَى فاعِلٍ لم تثبُتْ فِيهِ الهاءُ (ج) أَي الحَلُوبَةِ (حَلاَئِبُ وحُلُبٌ) ، بِضَمَّتَيْنِ قَالَ اللِّحْيَانيّ: كلُّ فَعُولَةٍ من هذَا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئتَ أَثْبَتَّ فِيهِ الهَاءَ وإِنْ شئتَ حَذَفْتَ، وَقَال ابْن بَرِّيّ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَجْعَلُ الحَلُوبَ وَاحِدَة، وشاهدُه بَيت الغَنَويِّ يَرْثِي أَخَاهُ، وَقد تَقَدَّم، وَمِنْهُم من يَجْعَلُه جَمْعاً، وشاهدُه قَوْلُ نَهِيكِ بنِ إِسَافٍ الأَنْصَارِيِّ:
تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلُوبِي كَأَنَّمَا
تَقَسَّمَهَا ذُؤبَانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ
أَي تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلاَئِبِي، وزَوْرٌ ومَنْوَرٌ: حَيَّانِ منْ أَعْدَائِهِ، وَكَذَلِكَ الحَلُوبَةُ تكون وَاحِدَة وجمْعاً، والحَلُوبَةُ لِلْوَاحِدَة، وشاهدُه قولُ الشَّاعِر:
مَا إِن رَأَيْنَا فِي الزَّمَانِ ذِي الكَلَبْ
حَلُوبَةً وَاحِدَة فتُحْتَلَبْ
والحَلُوبَةُ للجَمْع شاهدُهُ قولُ الجُمَيْج بنِ مُنْقِذٍ:
لَمَّا رَأَتْ إِبِلِي قَلَّتْ حَلُوبَتُهَا
وكُلُّ عَامِ عَلَيْهَا عَامُ تَجْنِيبِ
وَعَن اللِّحْيَانيّ: هَذِه غَنَمٌ حَلْبٌ بِسُكُون اللَّام، للضأْنِ والمَعِزِ، قَالَ: وأُراه مُخَفَّفاً عَن حَلَبٍ، وناقةٌ حَلُوبٌ: ذاتُ لَبَن، فإِذا صَيَّرْتَهَا اسْماً قلتَ: هَذِه الحَلُوبَةُ لفُلاَنٍ، وَقد يُخْرِجُونَ الهَاءَ من الحَلُوبَةِ وهم يَعْنُونَهَا، ومِثْلُه الرَّكُوبَةُ والرَّكُوبُ لِمَا يَرْكَبُونَ، وَكَذَلِكَ الحَلُوبَةُ والحَلُوبُ لِمَا يَحْلُبُونَ ومِن الأَمْثَالِ: (حَلُوبَةٌ تُثْمِلُ وَلاَ تُصَرِّحُ) قَالَ المَيْدَانِيُّ: الحَلُوبَة: نَاقَةٌ تُحْلَبُ للضَّيْفِ أَو لأَهْلِ البيتِ وأَثْمَلَتْ إِذا كَثْرَ لَبَنُهَا، وصَرَّحَتْ إِذا كَانَ لَبَنُهَا صُرَاحاً، أَي خَالِصا، يُضْرَبُ لِمَنْ يَكْثُرُ وَعْدُهُ، ويَقِلُّ وَفَاؤُه، وَيُقَال: دَرَّتْ حَلُوبَةُ المُسْلِمِينَ، إِذَا حَسُنَتْ حُقُوقُ بَيْتِ المَالِ، أَوْرَدَهُ السُّهَيْلِيُّ، كَذَا نَقَلَه شيخُنَا.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: (نَاقَةٌ حَلْبَانَةٌ وحَلْبَاةٌ) زَاد ابْن سِيدَه (وحَلَبُوتٌ مُحَرَّكَةً) كَمَا قالُوا: رَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ أَي (ذَاتُ لَبَنٍ) تُحْلَبُ وتُرْكَبُ، قَالَ الشَّاعِر يَصِفُ ناقَةً:
أَكْرِمْ لَنَا بناقَةٍ أَلُوف
حَلْبَانَةٍ رَكْبَانَةٍ صَفُوفِ
تَخْلِطُ بَيْنَ وَبَرٍ وصُوفِ
رَكْبَانَة: تَصْلُحُ للرُّكُوبِ، وصَفُوف أَي تَصُفُّ أَقْدَاحاً من لَبَنِهَا إِذَا حُلِبَتْ لكَثْرَةِ ذَلِك اللَّبَنِ، وَفِي حَدِيثِ نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ (أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً) أَي غزِيرَةً تُحْلَب، وذَلَولا تُرْكَب، فَهِيَ صَالِحَة لِلأَمْرَيْنِ، وزِيدَتِ الأَلِفُ والنُّونُ فِي بِنَائِهِمَا للمُبَالَغَةِ، وحَكَى أَبو زيدٍ: ناقَةٌ حَلَبَاتٌ، بِلَفْظ الجمْعِ، وَكَذَلِكَ حَكَى: نَاقَةٌ رَكَبَاتٌ (وشَاةٌ تِحْلاَبَةٌ بالكَسْرِ وتُحْلُبَةٌ، بِضَم التَّاء وَاللَّام و) تَحْلَبَةٌ (بفتحهما) أَي التَّاء وَاللَّام (و) تِحْلِبَةٌ (بكسرهما) أَي التَّاء وَاللَّام، (و) تُحْلَبَةٌ مَعَ (ضم التَّاء وَكسرهَا مَعَ فتح اللَّام) ذكر الجوهريّ مِنْهَا ثَلَاثًا، واثنانِ ذكرهمَا الصاغانيّ وهما كَسْرُ التَّاء وفتحُ اللامِ فصاء المجموعُ سِتَّةً، وَزَاد شيخُنَا نقلا عَن الإِمامِ أَبي حَيَّانَ ضَمَّ التَّاءِ وكَسْرَ اللَّام، وفَتْحَ التَّاءِ مَعَ كَسْرِ اللَّام، وفَتْحَ التاءِ مَعَ ضمِّ اللامِ، فَصَارَ المجموعُ تِسْعَةً: (إِذَا خَرَجَ من ضَرْعها شَيْء قبلَ أَنْ يُنْزَى عَلَيْهَا) وَكَذَلِكَ الناقةُ الَّتِي تُحْلَبُ قبل أَن تَحْمِلَ، عَن السيرافيّ، وَعَن الأَزْهَرِيّ: بَقَرَةٌ مُحَلٌّ وشَاةٌ مُحَلٌّ وقَدْ أَحَلَّتْ إِحْلاَلاً إِذا حَلَبَتْ، أَي أَنْزَلَتِ اللَّبَنَ قَبْلَ وِلاَدِهَا.
(وحَلَبَهُ الشَّاةَ والنَّاقَةَ: جَعَلَهُمَا لَهُ يَحْلُبُهُمَا، كأَحْلَبَهُ إِيَّاهُمَا) قَالَ الشاعرُ:
مَوَالِيَ حِلْفٍ لاَ مَوَالِي قَرَابَةٍ
ولكنِ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيَا
جَعَلَ الإِحْلاَبَ بِمَنْزِلَة الإِعْطَاءِ، وعَدَّى يُحْلَبُونَ إِلى مفعولين فِي معنى يُعْطَون، وحَلَبْتُ الرَّجُلَ أَي حَلَبْتُ لَهُ، تَقول مِنْهُ احْلُبْنِي أَي اكْفِنِي الحَلْبَ (وأَحْلَبَهُ) رُبَاعِيًّا (: أَعَانَه على الحَلْبِ) وأَحْلَبْتُهُ: أَعَنْتُه، مجَاز، كَذَا فِي الأَساس، وسيأْتي (و) أَحْلَبَ (الرَّجُلُ: وَلَدَتْ إِبلُهُ إِناثاً (و) أَجْلَبَ (بِالْجِيم) إِذا وَلَدَت لَهُ (ذُكُوراً) ، وَقد تقدمتِ الإِشارةُ إِليه فِي حرف الْجِيم (وَمِنْه) قولُهُم (أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ) رُبَاعِيَّانِ، كَذَا فِي الأُصولِ المُصَحَّحَةِ ومثلُه فِي (الْمُحكم) وَكتاب (الأَمثال) للميدانيّ و (لِسَان الْعَرَب) وَيُوجد فِي بعض النّسخ ثُلاَثِيَّانِ، كَذَا نَقله شيخُنا، وَهُوَ خطأٌ صريحٌ لَا يُلْتَفَتُ إِليه، فَمَعْنَى أَأَحْلَبْتَ: أَنُتِجَتْ نُوقُكَ إِنَاثاً، ومَعْنَى (أَمْ أَجْلَبْتَ) أَمْ نُتِجَتْ ذُكُوراً، ويقالُ: مَالَهُ أَجْلَبَ وَلاَ أَحْلَبَ، أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كُلُّهَا ذُكُوراً وَلَا نُتِجَتْ إِنَاثاً (وقَوْلُهُمْ: مَالَهُ لاَ حَلَبَ وَلاَ) عَن ابْن الأَعْرعابيّ، وَلم يُفَسِّرْهُ (قِيلَ دُعاءٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ الْمَشْهُور (وَقيل: لاَ وَجْهَ لَهُ) ، قَالَه ابنُ سَيّده، وَيَدْعُو الرجل على الرجل فَيَقُول، مالَهُ لاَ أَحْلَبَ ولاَ أَجْلَبَ، ومَعْنعى أَحْلَبَ أَي وَلَدَتْ إِبلُه الإِنَاسَ دونَ الذكورِ، وَلَا أَجْلَبَ إِذَا دَعَا لإِبلِه أَنْ لاَ تَلِدَ الذكورَ، لأَنه المَحْقُ الخَفِيُّ، لذهاب اللَّبَنِ وانقِطَاعِ النَّسْلِ.
(والحَلْبَتَانِ: الغَدَاةُ والعَشِيُّ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وإِنما سُمِّيَا بذلك لِلْحَلَب الَّذِي يكون فيهمَا (و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: (حَلَبَ) يَحْلُبُ حَلْباً إِذَا (جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ) ، وَيُقَال الحَلْب: الجُلُوسُ على رُكْبةٍ وأَنت تَأْكُلُ يُقَال احْلُبْ فكُلْ، وَفِي الحَدِيث (كَانَ إِذا دُعيَ إِلى الطَّعَامِ جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ) وَهُوَ الجُلُوسُ على الرُّكْبَة لِيَحْلُبَ الشاةَ، يُقَال: احْلُبْ فكُلْ، أَي اجلسْ، وأَرَادَ بِهِ جُلُوسَ المُتَوَاضِعِينَ، وَذكره فِي الأَساس فِي (الْمجَاز) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَمن أَمْثَالِهِم فِي المَنْعِ (لَيْسَ فِي كلِّ حِينٍ أُحْلَب فأَشْرَب) قَالَ الأَزهريّ: هَكَذَا رَوَاهُ المُنْذريّ، عَن أَبي الهَيْثم، قَالَ أَبو عُبَيْد: وَهَذَا المَثَلُ يُرْوَى عَن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ، قَالَه فِي حديثٍ سُئلَ عَنهُ، وَهُوَ يُضْرَبُ فِي كل شيءٍ يُمْنَعُ، قَالَ: وَقد يُقَال: (لَيْسَ كلَّ حِينٍ أَحْلُبُ فَأَشْرَب، وَعَن أَبي عمرٍ و: الحَلْبُ: البُرُوكُ. والشَّرْبُ: الفَهْمُ، يُقَال: حعلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ، وشَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذَا فَهِمَ، وَيُقَال لِلبَلِيدِ: احْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ. وقدْ حَلَبَتْ تَحْلُبُ إِذا بَرَكَتْ على رُكْبَتِهَا.
(و) حَلَبَ (القَوْمُ) يَحْلُبُونَ (حَلْباً وحُلُوباً: اجْتَمَعُوا) وتَأَلَّبُوا (مِن كُلِّ وَجْهٍ) وأَحْلَبُوا عَلَيْكَ: اجْتَمَعُوا وَجَاءُوا من كُلِّ أَوْبٍ. وَفِي حَدِيث سَعْدِ ابنِ مُعاذٍ (ظَنَّ أَنَّ الأَنْصَارَ لاَ يَسْتَحْلِبُونَ لَهُ على مَا يُرَيدُ) أَي لَا يَجْتَمِعُونَ، يُقَال: أَحْلَبَ القَوْمُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرَةِ والإِعَانَةِ، وَأَصْلُ الإِحْلاَبِ: الإِعَانَةُ عَلَى الحَلْبِ، كَمَا تقدّم، وَقَالَ الأَزهريّ: إِذَا جَاءَ القَوْمُ من كل وَجْهٍ فاجْتَمَعُوا لِلْحَرْبِ أَو غيرِ ذَلِك قيل: قد أَحْلَبُوا، وأَنشد:
إِذا نَفَرٌ مِنْهُم دويَّة أَحْلَبُوا
على عامِلٍ جاءَت مَنِيَّتُهُ تَعْدُو
وَعَن ابْن شُميل: أَحْلَبَ بَنُو فلانٍ مَعَ بَنهي فلانٍ إِذا جَاءُوا أَنْصَاراً لَهُم، وحَالَبْتُ الرَّجُلَ إِذا نَصرْتَه وعَاوَنْتَه، وَفِي المَثَلِ (لَيْسَ (لَهَا) رَاعٍ ولاكِنْ حَلَبَة) يُضرَب للرجُلِ يَسْتَعِينُكَ فتُعِينُه وَلَا مَعُونَةَ عِنْده، وَمن أَمثالهم: حَلَبْتَ بالسَّاعِدِ الأَشَدِّ) أَي استعنتَ بِمن يقومُ بأَمْركَ ويُعْنعى بحاجَتِكَ، وَمن أَمثالهم (حَلَبَتْ حَلْبَتَهَا ثُمَّ أَقْلَعَتْ) يُضْرَبُ مثلا للرجُلِ يَصْخَبُ ويَجْلُبُ ثُمَّ يَسْكُتُ من غيرِ أَن يكونَ مِنْهُ شيءٌ غير جَلَبَتِهِ وصِيَاحِه. هَذَا محلُّ ذِكْرِه، لَا كَمَا فَعَلَه شيخُنَا فِي جُمْلة استدراكاتِه على المجْدِ فِي حرف الْجِيم.
(و) من الْمجَاز (يَوْمٌ حَلاَّبٌ كشَدَّادٍ) ويَوْمٌ هَلاَّبٌ ويَوْمٌ هَمَّامٌ يوْمٌ صَفْوَانُ ومِلْحَانُ وشَيْبَانُ، فَأَمَّا الهَلاَّبُ فاليابِس بَرْداً، وأَمَّا الهَمَّامُ فالَّذِي قَدْ هَمَّ بَرْداً وأَمَّا الحَلاَّبُ فَالَّذِي (فِيهِ نَدًى) ، قَالَه شَمِرٌ، كَذَا (لِسَان الْعَرَب) ، (وحَلاَّبٌ) أَيضاً (فَرَسٌ لبَنِي تَغْلِبَ) ابنِ وائلٍ، وَفِي (التَّهْذِيب) : حَلاَّبٌ من أَسماء خَيْلِ العَرب السابقةِ، وَعَن أَبي عُبيدة: حَلاَّبٌ من نِتَاجِ الأَعْوَجِ (و) أَبُو العَبَّاسِ (أَحْمَدُ بنُ مْحَمَّدٍ الحَلاَّبِيُّ، فَقِيهٌ) ، مَا رَأَيْتُ بِهَذَا الضَّبْطِ إِلاَّ عليَّ بنَ أَحمدَ الْمُتَقَدّم بِذكرِهِ، وَهُوَ مَنْسُوب إِلى جَدِّهِ.
(وهَاجِرَةٌ حَلُوبٌ: تَحْلُبُ العَرَقَ) .
(وتَحَلَّبَ العَرَقُ: سَالَ و) تَحَلَّبَ (بَدَنُهُ عَرَقاً: سَالَ عَرَقُهُ) أَنشد ثَعْلَب:
وَحَبَشِييْنِ إِذَا تَحعلَّبا
قَالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وصَوَّبَا
تَحَلَّبَا: عَرِقَا (و) تَحلَّبَ (عَيْنُه وفُوهُ: سَالاَ) ، وَكَذَا تَحَلَّبَ شِدْقُه، كذَا فِي الأَساس، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) ، وتَحَلَّبَ النَّدَى إِذا سَالَ، وأَنشد:
وظَلَّ كَتَيْسِ الرَّبْلِ يَنْفُضُ مَتْنَه
أَذَاةً بِهِ مِنْ صَائِكٍ مُتَحَلِّبِ
شَبَّهَ الفَرَسَ بالتَّيْسِ الَّذِي تَحَلَّبَ عَلَيْهِ صَائِكُ المَطَرِ من الشَّجَرِ، والصَّائِكُ: الَّذِي تَغَيَّرَ لونُه ورِيحُه. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ (رَأَيْتُ عُمَرَ يَتَحَلَّبُ فُوهُ فَقَالَ أَشْتَهِي جَرَاداً مَقْلُوًّا) أَي يَتَهَيَّأُ رُضَابُهُ للسَّيَلاَنِ، (كانْحَلَبَ) ، يُقَال: انْحَلَبَ العَرَقُ: سَالَ، وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ: سَالَتَا. قَالَ:
وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ مِنْ طُولِ الأَسَى
وكُلُّ ذَلِك مجازٌ.
(ودَمٌ حَلِيبٌ: طَرِيٌّ) ، عَن السُّكَّرِيِّ قَالَ عَبْدُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ:
هُدُوءًا تَحْتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفَ
يُضِيءُ عُلاَلَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ
(و) من الْمجَاز: السُّلْطَانُ يَأْخُذُ الحَلَبَ على الرَّعِيَّةِ، وذَا فَيْءُ المُسْلِمِينَ وحَلَبُ أَسْيَافِهِم، وَهُوَ (مُحَرَّكَةً مِنَ الجِبايَةِ مِثْلُ الصَّدَقَةِ ونَحْوِهَا مِمَّا لَا يَكُونُ وَظِيفَةً) ، وَفِي بعض النّسخ، (وظيفته) (مَعْلُومَةً) ، وَهِي الإِحْلاَبُ فِي دِيوَانِ السُّلْطَانِ، وَقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ.
(و) حَلَبُ كُلِّ شيءٍ قِشْرُه. عَن كُرَاع و (بِلاَ لاَمٍ: د، م) من الثُّغُورِ الشامِيَّة، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) ، وَفِي (المراصد) للحَنْبَلِيِّ: حَلَبُ بالتَّحْرِيكِ: مدينةٌ مشهورةٌ بِالشَّام، واسعةٌ كثيرةُ الخَيْرَاتِ، طيبَة الهواءِ، وَهِي قَصَبَةُ جُنْدِ قِنَّسْرِينَ، وَفِي (تَارِيخ ابْن العَدِيم) : سُميت باسم تَلِّ قَلْعَتِهَا، قِيلَ: سُمِّيَتْ بمَن بَنَاها من العَمَالِقَةِ، وهم ثلاثةُ إِخوةٍ: حَلَب وبَرْدَعَةُ وحِمْصٌ، أَولاد الْمهْر ابْن خيض بن عِمْلِيقَ، فكلٌّ مِنْهُم بنى مَدِينَة سُمِّيَت باسمِه. مِنْهَا إِلى قِنَّسْرِينَ يَومٌ، وإِلى المَعَرَّةِ يَومانِ، وإِلى مَنْبِجَ وبَالِسَ يومانِ، وَقد بَسَطَ ياقوتٌ فِي (مُعْجَمه) مَا يطولُ علينا ذِكرُه هُنَا، فراجعْهُ إِنْ شئتَ، (و) حَلَبُ (مَوْضِعَانِ مِنْ عَمَلِهَا) أَي مدينةِ حَلَبَ، (و) حَلَبُ (كُورَةٌ بالشَّامِ، و) حَلَبُ (: ة بهَا، و) حَلَبُ: (مَحَلَّةٌ بالقَاهِرَةِ) ، لأَنَّ القائدَ لَمَّا بَنَاهَا أَسْكَنَهَا أَهْلَ حَلَبَ فسُمِّيَتْ بهم.
وَمن المَجَاز: فلانٌ يَرْكُضُ فِي كُلِّ حَلْبَةٍ من حَلَبَاتِ المَجْدِ (والحَلْبَةُ بالفَتْحِ: الدَّفْعَةُ مِن الخَيْلِ فِي الرِّهَانِ) خاصَّةً، (و) الحَلْبَةُ: (خَيْلٌ تَجْتَمِعُ للسِّبَاقِ من كُلِّ أَوْبٍ) وَفِي (الصِّحَاح) : من إِصْطَبْلٍ واحدَ، وَفِي (الْمِصْبَاح) أَي لَا تَخْرُجُ من مَوضِع واحدٍ وَلَكِن من كلّ حَيَ، وأَنشد أَبو عُبيدَة:
نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا
الفَحْلَ والقُرَّحَ فِي شَوْطٍ مَعَا
وَهُوَ كَمَا يقالُ للقومِ إِذا جاءُوا من كل أَوْبٍ (للنُّصْرَةِ) قدْ أَحْلَبُوا، وَقَالَ الأَزهريُّ: إِذا جاءَ القَوْمُ من كلِّ وَجْهٍ فاجتَمَعُوا للحَرْبِ أَو غيرِ ذَلِك قِيلَ قد أَحْلَبُوا، (ج حَلاَئِبُ) ، على غير قِيَاسٍ، وحِلاَب كضَرَّةٍ وضِرارٍ، فِي المضاعف فَقَط نُدْرَة، وَفُلَان سابقُ الحلائبِ، قَالَ الأَزهَرِيّ: ولاَ يُقالُ للوَاحِدِ (مِنْهَا) حَلِيبَةٌ وَلَا حِلاَبَةٌ، وَمِنْه المَثَلَ:
لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلاَئِبُ
وأَنْشَدَ البَاهِلِيُّ للجَعْدِيِّ:
وبَنُو فَزَارَةَ إِنَّهُ
لاَ تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلاَئِبْ
حكى عَن الأَصمعيّ أَنه قَالَ: لاَ تُلْبِثُ الحَلاَئِبَ حَلَبَ نَاقَةٍ حَتَّى تَهْزِمَهُمْ، قالَ: وقالَ بعضُهم: لاَ تُلبِثُ الحَلاَئِبَ أَن تُحْلَبَ عَلَيْهَا، تُعَاجِلُهَا قبلَ أَن تَأْتِيَهَا الأَمْدَادُ، وَهَذَا زَعَمَ أَثْبَتُ.
(و) الحَلْبَةُ: (: وَادٍ بِتِهَامَةَ) ، أَعْلاَهُ لهُذَيْلٍ، وأَسفَلُه لكِنَانَةَ، وَقيل بَين أَعْيَار وعُلْيَب يُفْرِغُ فِي السُّرَّيْنِ، (و) الحَلْبَةُ (مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ) من المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ، (مِنْهَا) أَبُو الفَرَجِ (عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ مَحَمَّدِ) بنِ عُرُنْدَةَ (الحَلَبِيُّ) البَغْدَادِيُّ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ صِرْمَا، وعليَّ بْنَ إِدْرِيسَ، وَعنهُ الفَرَضِيُّ.
(و) الحُلْبَةُ (بالضَّمِّ: نَبْتٌ) لَهُ حَبٌّ أَصْفَرُ يُتَعَالَجُ بِهِ، ويَنْبُتُ فيُؤْكَلُ، قَالَه أَبو حنيفةَ، والجَمْعُ حُلَبٌ، وَهُوَ (نافعٌ للصَّدْر) أَي أَمْرَاضها، و (السُّعَال) بأَنوَاعِه (والرَّبْوِ) الحَاصِلِ من البَلاغِم، (و) يَسْتَأْصِلُ مَادَةَ (البَلْغَمِ والبَوَاسِيرِ، و) فِيهِ مَنَافِعُ لِقُوَّةِ (الظَّهْرِ، و) تَقْرِيحِ (الكَبِدِ، و) قُوَّةِ (المَثَانَةِ، و) تحْرِيكِ (البَاءَةِ) مُفْرَداً ومُرَكَّباً، عَلى مَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي التَّذْكِرَةِ وَغَيرهَا من كتب الطِّبِّ، وَهُوَ طعامُ أَهلِ اليمنِ عَامَّة، وَفِي حَدِيث خَالدِ بنِ مَعْدَانَ (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الحُلْبَةِ لاشْتَرَوهَا ولَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَباً) قَالَ ابْن الأَثير: الحُلْبَةُ: حَبٌّ مَعْرُوفٌ.
قلتُ: والحديثُ رواهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكبِيرِ من طَرِيق مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، ولكنَّ سَنَدَه لَا يَخْلُو عَن نَظَرٍ، كَذَا فِي المقاصِدِ الحَسَنَة.
(و) الحُلْبَة (: حِصْنٌ باليَمَنِ) فِي جَبَلِ بُرَعَ.
(و) الحُلْبَةُ (: سَوَادٌ صِرْفٌ) ، أَي خَالِصٌ، (و) الحُلْبَةُ (: الفَرِيقَة) : كَكِنِيسَةٍ، طَعَامُ النُّفَسَاءِ (كالحُلُبَةِ بضَمَّتَيْنِ) ، قَالَه ابْن الأَثير، (و) الحُلْبَةُ: (: العَرْفَجُ والقَتَادُ) قالَهُ أَبو حنيفَة، وصَارَ وَرَقُ العِضَاهِ حُلْبَةً إِذا خَرَجَ وَرَقُه وعَسَا واغْبَرَّ وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه، وَقَالَ ابْن الأَثير: قيل: هُوَ من ثَمَرِ العِضَاهِ، قَالَ: وَقد تُضَمُّ اللاَّمُ، (و) من أَمثالهم.
(لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلاَئِبُ
يَعْنِي (الجَمَاعَات، و) حَلاَئِبُ الرجُلِ: أَنْصَارُه من (أَوْلاَدِ العَمِّ) خاصَّةً، هَكَذَا يقولُه الأَصمعيّ، فإِنْ كانُوا من غير بَنِي أَبِيه فَلَيْسُوا بحَلاَئِبَ، قَالَ الحَارث بن حِلِّزَةَ:
ونَحْنُ غَدَاةَ العَيْنِ لَمَّا دَعَوْتَنَا
مَنَعْنَاكَ إِذَا ثَابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ
(و) من الْمجَاز (حَوَالِبُ البِئْرِ و) حَوَالِبُ (العَيْنِ) الفَوَّارَةِ والعَيْنِ الدَّامِعَةِ (: مَنَابِعُ مَائِهَا) ومَوَادُّها، قَالَ الْكُمَيْت:
9 - تَدَفَّق جُوداً إِذَا مَا البِحَا
رُ غَاضَتْ حَوَالِبُهَا الحُفَّلُ
أَي غارَتْ مَوَادُّهَا.
قلتُ: وكَذَا حَوَالبُ الضَّرْعِ والذَّكَرِ والأَنْفِ، يُقَال: مَدَّتِ الضَّرْعَ حَوَالِبُهُ، وسيأْتي قولُ الشَّمَّاخِ.
(والحُلَّبُ كسُكَّرٍ: نَبْتٌ) يَنْبُتُ فِي القَيْظِ بالقِيعَانِ وشُطْآنِ الاوْدِيةِ، ويَلْزَقُ بالأَرْضِ حَتَّى يَكادَ يَسُوخُ وَلَا تأْكُلُه الإِبلُ، إِنَّمَا تَأْكُلُه الشَّاءُ والظِّبَاءُ، وَهِي مَغْزَرَةٌ مَسْمَنَةٌ، وتُحْتَبَلُ عَلَيْهَا الظِّبَاءُ، يُقَال: تَيْسُ حُلَّبٍ وتَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ، وَهِي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غَبْرَاءُ فِي خُضْرَةٍ تَنْبَسِطُ على الأَرْضِ يَسِيلُ مِنْهَا اللَّبَنُ إِذا قُطِعَ مِنْهَا شيءٌ، قَالَ النَّابِغَة يَصِفُ فَرَساً:
بِعَارِي النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبِي
نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْسِ ذِي الحُلَّبِ وَمِنْه قولُه:
أَقَبّ كتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوَانِ
وَقَالَ أَبو حنيفَة: الحُلَّبُ: نَبْتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرْضِ وتَدُومُ خُضْرَتُه، لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ، ويُدْبَغُ بِهِ، وَقَالَ أَبو زِيَاد: مِن الخِلْفَةِ: الحُلَّبُ، وَهِي شَجَرَةٌ تَسَطَّحُ على الأَرض لاَزِقَةٌ بهَا شديدةُ الخُضْرَةِ، وأَكثرُ نَبَاتِهَا حينَ يشتدُّ الحَرُّ، قَالَ: وعَنِ الأَعْرَاب القُدُمِ: الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ فِي الأَرضِ لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ، مُرٌّ، وأَصْلٌ يُبْعِدُ فِي الأَرْضِ، وَله قُضْبَانٌ صِغَارٌ، وَعَن الأَصْمعيّ: أَسْرَعُ الظِّبَاءِ تَيْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قد رَعَى الرَّبِيعَ والرَّبْلَ، والرَّبْلُ مَا تَرَبَّلَ مِنَ الرَّيِّحَةِ فِي أَيَّامِ الصَّفَرِيَّةِ وهِي عِشْرُونَ يَوْماً من آخِرِ القَيْظِ والرَّيِّحَةُ تكونُ من الحُلَّبِ والنَّصِيِّ والرُّخَامَى والمَكْرِ، وَهُوَ أَنْ يَظْهَرَ النَّبْتُ فِي أُصُولِهِ، فالتي بَقِيَتْ من العامِ الأَولِ فِي الأَرّضِ تَرُبُّ الثَّرَى، أَي تَلْزَمُه. (وسِقَاءٌ حُلَّبِيٌّ ومحْلُوب) ، الأَخِيرَةُ عَن أَبي حنيفةَ (: دُبِغَ بِهِ) ، قَالَ الراجزُ:
دَلْوٌ تَمَأَى دُبِغَتْ بالحِلَّبِ
تَمَأَى أَيِ اتَّسَعَ.
(و) الحُلُبُ بضَمَّتَيْنِ (كجُنُبٍ: السُّودُ مِنْ) كُلَّ (الحَيَوَانِ، و) الحُلُبُ (: الفُهَمَاءُ مِنَّا) أَي بَنِي آدَمَ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ.
(وحُلْبُبٌ كَشُرْبُبٍ: ثَمَرُ نَبْتٍ) قِيلَ: هُوَ ثَمَرُ العِضَاهِ.
(وحَلَبَانُ مُحَرَّكَةً: ة باليَمَنِ) قربَ نَجْرَانَ، (ومَاءٌ لِبَنِي قُشَيْرٍ) ، قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:
صَرَمُوا لاِءَبْرَهَةَ الأُمُورَ مَحَلُّهَا
حَلَبَانُ فَانْطَلَقُوا مَعَ الأَقْوَالِ
(ونَاقَةٌ حَلَبَى رَكَبَى، وحَلَبُوتَى رَكَبُوتَى، وحَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ) ، وحَلَبَاتٌ رَكَبَاتٌ، وحَلُوبٌ رَكُوبٌ: غَزِيرَةٌ (تُحْلَبُ، و) ذَلُولٌ (تُرْكَبُ) ، وَقد تَقَدَّمَ. والمَحْلَبُ: شَجَآٌ لَهُ حَبٌّ يُجْعَلُ فِي الطِّيبِ والعِطْر، واسْمُ ذَلِك الطِّيب المَحْلَبِيَّةُ، علَى النَّسَبِ إِليه، قَالَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، وَمثله فِي الْمِصْبَاح والعَيْنِ وغيرِهِمَا، قَالَ أَبو حنيفةَ: لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّهُ يَنْبُتُ بشيْءٍ من بلادِ العَرَبِ، (و) حَبُّ المَحْلَبِ، على مَا فِي (الصِّحَاح) : دَوَاءٌ مِنَ الأَفَاوِيهِ، ومَوْضِعُه (المَحْلَبِيَّهُ) وهِيَ (: د قُرْبَ المَوْصَلِ) ، وَقَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: حَبُّ المَحْلَبِ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ، وَقَالَ ابنُ الدَّهَّانِ: هُوَ حَبُّ الخِرْوَعِ، على مَا قيلَ، وَقَالَ أَبُو بكرِ بنُ طَلْحَةَ: حَبُّ المَحْلَبِ: هُوَ شَجَرٌ لَهُ حَبٌّ كحَبِّ الرَّيْحَانِ، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ البَكْرِيُّ: هُوَ الأَرَاكُ، وَهُوَ المَحْلَبخ، وَقيل: المَحْلَبُ: ثَمَرُ شَجَرِ اليُسْرِ الَّذِي تَقول لَهُ العَرَبُ الأُسْرُ بالهَمْزِ لَا باليَاءِ، وَقَالَ ابْن دُرُسْتَوَيه: المَحْلَبُ أَصْلُهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ: حَلَبَ يَحْلُبُ مَحْلَباً، كَمَا يُقَال: ذَهَبَ يَذْهَبُ مَذْهَباً، فأُضِيفَ الحَلْبُ الذِي يُفْعَلُ بهِ هذَا الفِعْلُ إِلى مَصْدَرِهِ، فَقِيلَ: حَبُّ المَحْلَبِ، وشَجَرَةُ المَحْلَبِ، أَي حبُّ الحَلْبِ، وشَجَرَةُ الحَلْبِ، فَفُتِحَتِ المِيمُ فِي المَصْدَرِ، وَقَالَ ابْن دُريد فِي (الجمهرة) : المَحْلَبُ: الحَبُّ الَّذِي يُطَيَّبُ بهِ فجَعلَ الحبَّ هُوَ المَحْلَب، على حَدِّ قَوْلِهِ (حَبل الوَرِيدِ) وَقَالَ يَعْقُوبُ فِي إِصلاَحِهِ: المَحْلَبُ، وَلاَ تَقُلِ المِحْلَب بكَسْرِ المِيمِ، إِنَّمَا المِحْلَبُ: الإِنَاءُ الَّذِي يُحْلَبُ فِيهِ، نقلَه شيخُنَا فِي شَرْحه مُسْتَدْرِكاً على الْمُؤلف.
(والحُلْبُوبُ) بالضمِّ: اللَّوْنُ الأَسْوَدُ، قَالَ رؤبة:
واللَّوْنُ فِي حُوَّتِه حُلْبُوبَ
قالَهُ الأَزْهَرِيّ، وَيُقَال: الحُلْبُوبُ: (الأَسْوَدُ منَ الشَّعَرِ وغَيْرِه) ، هَكَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وَغَيره، فِي (الصِّحَاح) وغيرِه يُقَال: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حَالِكٌ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبِيبٌ، وأَنشد:
أَمَا تَرَانِي اليَوْمَ عَشًّا نَاخِصَا
أَسْوَدَ حُلْبُوباً وكُنْتُ وَابِصَا وبِهذَا عَرفتَ أَنْ لاَ تَقُصِيرَ فِي كَلَام الْمُؤلف فِي المَعْنَى، كَمَا زَعَمه شيخُنَا، وأَمَّا اللَّفْظِيُّ فَجَوَابُه ظاهِرٌ وَهُوَ عَدَمُ مجيءِ فَعْلُولٍ بالفَتْحِ، والاعتمادُ على الشُّهْرَةِ كافٍ.
وَقَدْ (حَلِبَ) الشِّعَْرُ (كَفَرِحَ) إِذَا اسْوَدَّ.
(والحِلْبَابُ، بالكَسْرِ: نَبْتٌ) .
(و) أَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحَابَهُمْ: أَعَانُوهُمْ، وأَحْلَبَ الرَّجُلُ غَيْرَ قَوْمِهِ: دَخَلَ بَيْنَهُمْ وأَعَانَ بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ، وَهُوَ (المُحْلِبُ كمُحْسِنٍ) أَيِ (النَّاصِرُ) قَالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ:
ويَنْصُرُهُ قَومٌ غِضَابٌ عَلَيْكُمُ
مَتَى تَدْعُهُمْ يَوْماً إِلى الرَّوْعِ يَرْكَبُوا
أَشَارَ بِهِمْ لَمْعَ الأَصَمِّ فأَقْبَلُوا
عَرَانِينِ لاَ يَأْتِيهِ للنَّصْرِ مُحْلِبُ
فِي (التَّهْذِيب) : قولُهُ: لاَ يَأْتِيهِ مُحْلِبٌ أَي مُعينٌ من غيرِ قومِه، وإِن كَانَ المُعِينُ من قومِه لم يكنْ مُحْلِباً، وَقَالَ:
صَرِيخٌ مُحْلِبٌ مِنْ أَهْلِ نَجْد
لِحَيَ بَيْنَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ
(و) مُحْلِبٌ (: ع) ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
يَا جارَ حَمْرَاءَ بِأَعْلَى مُحْلِبِ
مُذْنِبَةٌ والقَاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ
لاَ شَيْءَ أَخْزَى مِنْ زِنَاءِ الأَشْيَبِ
(و) المَحْلَبُ (كمَقْعَدٍ: العَسَلُ) .
(و) مَحْلَبَةُ (بهاءٍ: ع) .
(والحِلِبْلاَبُ بالكَسْرِ) : نَبْتٌ تَدُومُ خُضْرَتُه فِي القَيْظِ، وَله وَرَقٌ أَعْرَضُ مِنَ الكَفِّ تَسْمَنُ عَلَيْهِ الظِّبَاءُ والغَنَمُ، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيه العامَّةُ (اللَّبْلاَب) الَّذِي يَتَعَلَّقُ على الشَّجَرِ، ومثلُه قَالَ أَبو عَمرٍ والجرْمِيّ، وَنَقله شيخُنَا، وَيُقَال: هُوَ الحُلَّبُ الَّذِي تَعْتادُه الظِّباءُ، وقيلَ: هُوَ نَباتٌ سُهْلِيٌّ، ثُلاَثِيٌّ كَسِرِطْرَاطٍ، وَلَيْسَ بُربَاعِيَ، لأَنه ليسَ فِي الكَلام كَسِفِرْجَالٍ.
(و) حَلَبَهُ: حَلَبَ لَهُ: و (حَالَبَهُ: حَلَبَ مَعَهُ) ونَصَرَه وعَاوَنَهُ.
(و) منَ الْمجَاز: اسْتَحْلَبَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ، و (اسْتَحْلَبَهُ) أَيِ اللَّبَنَ، إِذَا (اسْتَدَرَّهُ) وَفِي حَدِيث طَهْفَةَ (ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ) أَيْ نَسْتَدِرُّ السَّحَابَ.
(والمَحالِب: د باليَمَنِ) .
(والحُلَيْبَةُ كَجُهَيْنَةَ: ع دَاخلَ دَارِ الخِلاَفَةِ) بِبَغْدَادَ، نَقَلَه الصاغانيُّ.
وَمن الْمجَاز: دَرَّ حَالِبَاهُ، الحَالِبَانِ: هُمَا عِرْقَانِ يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ مِنْ ظاهِرِ البَطْنِ، وهُمَا أَيْضاً عِرْقَانِ أَخْضَرَانِ يَكْتَنِفَانِ السُّرَّةَ إِلى البَطْنِ، وقِيل هُمَا عِرْقَانِ مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْنِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ، وأَمَّا قولُ الشماخ:
تُوَائِلُ مِنْ مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ
حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ
فإِنَّ أَبَا عَمرٍ ووقال: أَسْهَرَاهُ: ذَكَرُهُ وأَنْفُه، وحَوالِبُهُما: عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِينَ مِنٍ الأَنْفِ، والمَذْئَ مِن قَضِيبِهِ، ويُرْوَى حَوَالِبُ أَسْهَرَتْهُ، يَعْنِي عُرُوقاً يَذِنُّ مِنْهَا أَنْفُه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَفِي (الأَساس) ، يقالُ: دَرَّ حالِبَاهُ: انْتَشَرَ ذَكَرُه، وهُمَا عِرْقَانِ يَسْقِيَانِهِ، وقَدْ تَعَرَّض لِذِكْرِهِمَا الجوهريُّ وابنُ سِيدَه والفارابيُّ وغيرُهُمْ، واستدْرَكَهُ شيخُنَا، وَقد سَبَقَهُ غيرُ واحدٍ.
(والحُلُّبَانُ كجُلُّنَار: نَبْتٌ) يَتَحَلَّبُ، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ.
ومِنَ الأَمْثَالِ (شَتَّى حَتَّى تَؤُوبَ الحَلَبَة) وَلَا تَقُل الحَلَمَة، لأَنهم إِذا اجْتَمَعُوا لحَلْبِ النُّوقِ اشْتَغَلَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم بحَلْبِ ناقَتِهِ وحَلاَئِبِه، ثمَّ يَؤوبُ الأَوَّلُ، فالأَوَّلُ مِنْهُم، قَالَ الشَّيْخ أَبو مُحَمَّد بن بَرِّيّ: هَذَا المَثَلُ ذكره الجوهريّ (شَتَّى تَؤُوبُ الحَلَبَةُ) وغَيَّرَه ابنُ القَطَّاعِ فَجَعَلَ بَدَلَ شَتَّى حَتَّى، ونَصَبَ بِهَا يَؤُوبُ، قَالَ: والمعروفُ هُوَ الَّذِي ذكره الجَوْهريُّ، وَكَذَلِكَ ذكره أَبو عُبيدٍ والأَصمعيُّ، وَقَالَ: أَصْلُهُ كانُوا يُورِدُونَ إِبِلَهُم الشَّرِيعَةَ والحَوْضَ جَمِيعاً، فإِذا صَدَرُوا تَفَرَّقُوا إِلى مَنَازِلِهِم، فحَلَبَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُم فِي أَهْلِهِ على حِيَالِه، وَهَذَا المَثَلُ ذَكَره أَبو عُبيدٍ فِي بَاب أَخْلاَقِ النَّاسِ فِي اجْتِمَاعِهِم وافْتِرَاقِهِم.
والمُحَالَبَةُ: المُصَابَرَةُ فِي الحَلْبِد قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
أَلاَ قُولاَ لِعَبْدِ الجَهْلِ إِن الصَّ
حِيحَةَ لاَ تُحَالِبُهَا الثَّلُوثُ
أَرَادَ: لاَ تُصَابِرُهَا فِي الحَلْبِ. وهذَا نادِرٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
والحَلَبَةُ مُحَرَّكَةً: قَرْيَةٌ بالقَلْيُوبِيَّةِ.
والحَلْبَاءُ: الأَمَةُ البَارِكَةُ مِنْ كَسَلِهَا، عَن ابْن الأَعْرَابيّ.
(حلب)
الْقَوْم حَلبًا وحلوبا اجْتَمعُوا من كل وَجه وَالشَّاة وَنَحْوهَا حَلبًا استخرج مَا فِي ضرْعهَا من لبن وَفُلَانًا حلب لَهُ تَقول احلبني اكْفِنِي مؤونة الْحَلب وَفُلَانًا الشَّاة جعلهَا لَهُ يحلبها وَيُقَال حلب الدَّهْر أشطره جرب أُمُوره خَيرهَا وشرها فَهُوَ حالب (ج) حلبة وَهُوَ حَلُوب (ج) حلب

طسي

السين والطاء والياء ط س ي

طَسَتْ نَفْسُه طَسياً وطَسِيَتْ تَغَيَّرَتْ من أكل الــدَّسمِ

طسي: طَسَتْ نَفْسُه طَسيْاً وطَسِيَتْ: تَغَيَّرَتْ من أَكلِ الــدَّسَمِ

وعَرَضَ له ثِقَلٌ من ذلك ورأَيته مُتَكَرِّهاً لذلك، وهو أَيضاً

بالهمزِ. وطَسا طَسْياً: شرِبَ اللَّبَنَ حتى يُخَثِّرَهُ.

طسي
: (ى ( {طَسِيَ، كرَضِيَ) :
كَتَبَهُ بالأسْودِ، وليسَ هُوَ مَوْجوداً فِي نسخِ الصحاحِ، فالأوْلى كَتْبه بالأحْمر.
(} طَسًى) ، مَقْصورٌ، (غَلَبَ الــدَّسَمُ على قَلْبِه) ، أَي الآكِل، (فاتَّخَم) ؛ نقلَهُ الأَزْهرِي.
وأَوْرَدَه ابنُ سيدَه فِي الهَمْز.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أَطْساهُ الشّبَعُ.
} وطَسِيَتْ نَفْسهُ فَهِيَ {طاسِيَةٌ: تغيَّرَتْ مِن أَكْلِ الــدَّسَمِ، فرأَيْته مُتَكَرِّهاً لذلكَ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَز.
ورجُلٌ طسيٌّ: مُتْخَمٌ.

طنثر

(طنثر)
ثقل جِسْمه من أكل الــدسم

طنثر: الطَّنْثرةُ: أَكْلُ الــدسم حتى يَثْقُلَ عنه جسمُه، وقد تطَنْثَر.

طنثر
: (طَنْثَرَ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هُوَ من قَوْلهم: تَضَنْثَرَ، يُقَال: طَنْثَرَ: (أَكَلَ الــدّسَمَ حتَّى تَثَقَّلَ جِسْمُهُ، وَقد تَطَنْثَرَ) .
(وطَنْثَرَةُ: اسْمٌ) .
وَلَا تُزاد النُّون ثانِيَةً إِلاّ بثَبتٍ، واسْتُعْمِل أَيضاً قَلْبُه (نَطْثَرَ) ، كَمَا سيأْتي.

عزم

عزم: {عزمت}: صححت رأيك في إمضاء الأمر. {عزما}: رأيا.
ع ز م: (عَزَمَ) عَلَى كَذَا أَرَادَ فِعْلَهُ وَقَطَعَ عَلَيْهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (عُزْمًا) بِوَزْنِ قُفْلٍ وَ (عَزِيمًا) وَ (عَزِيمَةً) أَيْضًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115] أَيْ صَرِيمَةَ أَمْرٍ. وَ (اعْتَزَمَ) بِمَعْنَى عَزَمَ. وَ (عَزَمْتُ) عَلَيْكَ بِمَعْنَى أَقْسَمْتُ وَ (الْعَزَائِمُ) الرُّقَى. 
ع ز م

اعتزم الفرس في عنانه إذا مرّ جامحاً لا ينثني. قال:

سبوح إذا اعتزمت في العنان ... مروح ململمة كالحجر

وعزمت على الأمر واعتزمت عليه. وإن رأيه لذو عزيم. ورقاه بعزائم القرآن وهي الآيات التي يرجى البرء ببركتها. ويقال للرقي: العزائم. وعزّمت عليك لمّا فعلت كذا بمعنى أقسمت.
ع ز م : عَزَمَ عَلَى الشَّيْءِ وَعَزَمَهُ عَزْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ عَقَدَ ضَمِيرَهُ عَلَى فِعْلِهِ وَعَزَمَ عَزِيمَةً وَعَزْمَةً اجْتَهَدَ وَجَدَّ فِي أَمْرِهِ.

وَعَزِيمَةُ اللَّهِ فَرِيضَتُهُ الَّتِي افْتَرَضَهَا وَالْجَمْعُ عَزَائِمُ.

وَعَزَائِمُ السُّجُودِ مَا أُمِرَ بِالسُّجُودِ فِيهَا. 
(ع ز م) : (ابْن مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى بِرُخَصِهِ كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى بِعَزَائِمِهِ» أَيْ بِفَرَائِضِهِ الَّتِي عَزَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْعِبَادِ وُجُوبَهَا (وَمِنْهَا) حَدِيثُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَزَائِمُ الْقُرْآنِ أَرْبَعٌ (وَفِي الْجَامِع) عَزَائِمُ السُّجُودِ أَيْ فَرَائِضُهُ وَهِيَ أَلَمْ تَنْزِيلُ وَحُمَّ السَّجْدَةُ وَالنَّجْمُ وَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] .
[عزم] عَزَمْتُ على كذا عَزْماً وعُزْماً بالضم وعَزيمَةً وعَزيماً، إذا أردت فعله وقطعت عليه. قال الله تعالى: (ولم نَجِد له عَزْماً) أي صَريمةَ أمرٍ. ويقال أيضاً: عَزَمْتُ عليك، بمعنى أقسمت عليك. واعْتَزَمْتُ على كذا وعَزَمْتُ بمعنًى. والاعْتِزامُ: لزوم القصد في المشي. والعَزائِمُ: الرُقَى. الأصمعي: العَوْزَمُ: الناقةُ المسنَّةُ وفيها بقيَّةٌ من شباب. والعوزم: العجوز. وأنشد الفراء: لقد غدوت خلق الاثواب أحمل عدلين من التراب لعوزم وصبية سغاب فآكل ولاحس وآب
عزم
ما لَهُ عَزِيمَةٌ: أي لا يَثْبُتُ على أمْرٍ يَعْزِمُ عليه. ورَأيُه ذو عَزِيْم. والعَزِيْمَةُ: التي تُعْزَمُ على الجِن والأرْواح من الرُّقى ونحوِها. وما لَهُ عَزْمٌ: أي صَبْرٌ.
والعَزم: ما عَقَدَ عليه القَلْبُ من أمْرٍ انك فاعِلُه.
والاعْتِزَامُ: لُزُوْمُ القَصْد في الحُضْر وغيرِه. وتَرْكُ الأنْثِناء، وقد اعْتَزَمْتُ الطَّريقَ.
واعْتَزَمَ الفَرَسُ على الجَرْي: مَر جَامِحاً. والعَزُوْمُ: النّاقَةُ المُسِنَه. والعَوْزَمُ: القصِيْرَةُ من النساء. والتي أسَنتْ وفيها بَعْدُ بقيةٌ أيضاً. وأمُ عَزْم: الاسْت.
عزم
العَزْمُ والعَزِيمَةُ: عقد القلب على إمضاء الأمر، يقال: عَزَمْتُ الأمرَ، وعَزَمْتُ عليه، واعْتَزَمْتُ. قال: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [آل عمران/ 159] ، وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ
[البقرة/ 235] ، وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ
[البقرة/ 227] ، إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
[الشورى/ 43] ، وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً
[طه/ 115] ، أي: محافظة على ما أمر به وعَزِيمَةً على القيام. والعَزِيمَةُ: تعويذ، كأنّه تصوّر أنّك قد عقدت بها على الشّيطان أن يمضي إرادته فيك. وجمعها: العَزَائِمُ.

عزم


عَزَمَ(n. ac. عَزْم
عُزْم
عَزَمَة
مَعْزَم
عَزِيْم
عَزِيْمَة
عُزْمَاْن)
a. [acc.
or
'Ala], Resolved, decided, determined upon.
b. Executed, carried out (resolution).
c. Was resolved upon, decided (affair).
d. [acc. & 'Ala] [ coll. ], Summoned, invited
to; requested to; conjured to.
e. Conjured, used enchantments.

عَزَّمَa. see I (e)
تَعَزَّمَ
a. [acc.
or
'Ala], Was resolved, determined, bent upon; purposed
intended.
إِعْتَزَمَa. see Vb. Kept to, kept on with; carried out.

عَزْم
(pl.
عُزُوْم)
a. Resolution, resolve, determination.
b. (pl.
عُزُم), Husks of grapes.
عَزْمَة
(pl.
عَزَمَات)
a. Resolve, determination, purpose, intention.
b. Duty.
c. Constancy.

عَزْمِيّa. Faithful to his promises, reliable; staunch.

عُزْمَة
(pl.
عُزَم)
a. Kinsman, relation.
b. Tribe, race.

عَزَمَةa. Staunch friends.

عَاْزِم
(pl.
عَزَمَة)
a. Firm, resolute, determined.
b. Resolved upon, decided (affair).

عَزِيْمa. Determination, firmness, decision, fixity of
purpose.
b. see 21 (a)
عَزِيْمَة
(pl.
عَزَاْئِمُ)
a. Resolution, determination; firmness, persistency;
constancy.
b. Duty, obligation.
c. Charm, spell.
d. [ coll. ], Imitation.

عَزُوْمa. see 21 (a)
عَزَّاْمa. Charmer, serpenttamer.
b. [art.], Lion.
N. P.
عَزڤمَa. Resolved, decided.
b. [ coll. ], Guest.
N. Ag.
عَزَّمَa. see 28 (a)
N. Ag.
إِعْتَزَمَ
a. [art.]
see 28 (b)
عزم: عزم: يقال عزم إلى بدل عزم على. ففي كرتاس (ص86): فعزم على السير إلى الصحراء. وفيه (ص1، 2): عزم إلى الخروج للصحراء- وفي رحلة ابن بطوطة (3: 411): عزم إلى السفر.
عزم على نفسه أن: أقسم أن، حلف أن. إلى أن. ففي ألف ليلة (1: 152): وقد عزمت على نفسي أني لا أعود أبداً حتى الخ.
وفي (برسل2: 12): واليت على نفسي أنني لا أرجع حتى الخ.
عزم: دعا، حثّ، حضّ. (بوشر).
عزم للغذا: دعا إلى وليمة. (بوشر).
ويقال بهذا المعنى: عزم على فلان. (ألف ليلة 1: 67، 3: 632، برسل 4: 136) أو عزم فلاناً. (محيط المحيط، قصة عنتر ص19، ميهرن ص31، ألف ليلة ماكن 1: 303، 567، 2: 71، برسل 4: 346، زيشر 22: 86).
معزوم: مدعوّ إلى وليمة. (بوشر، محيط المحيط) ومدعوّ. (همبرت ص11).
عَزَم: يستعمل بمعنى ذهب، وسارا أو مضى في وجه، وانطلق. وقد استعمل بصورة واضحة في رياض النفوس إذ نقرأ في (ص85 ق): دُعي ليتقلد السلاح ويهب للحرب بقيادة أبي يزيد فقال دعوني أفكر هذه الليلة، وفي اليوم التالي قال: اعزموا على عون الله. أي انطلقوا على عون الله: فإني لم أجد في القرآن ما يمنعني من الاشتراك في هذه الحرب.
وفي موضع آخر من رياض النفوس (ص83 و): اعزم بنا، ولا بد أن معناها انطلق معنا. وفي (ص58 و) منه: أن الحلاق حين ينجز حلاقة رأس رجل ويفرغ منها ليقول لآخر: اعزم يا سيدي بمعنى هيّا يا سيدي أي لك الدور يا سيدي.
وقد ذكر السيد بوسييه فعل الأمر أعزم بمعنى ابدأ إذا. اعزم: أسرع.
اعزم: هيّا ابذل جهدك في الأمر.
عزمم فلاناً ب: يظهر أن معناها: أنذره ونبهه وأخبره وحذره. ففي حيّان (ص85 و) في الكلام عن جاسوس: عزمهم بامكان الفرصة فيه لخلوته. وهذا غريب.
عزّم (بالتشديد)، عزّم على: قرأ الراقي العزائم طرد الشيطان بالتعزيم والرقية، طرد الأرواح الشريرة. (فوك، ألكالا، بوشر، محيط المحيط، باين سميث 1183، 1184، 1185).
اعتزم. اعتزم على المشرق: عقد النية على الذهاب إلى المشرق. (ابن الأغلب ص65).
اعتزم على: حاول الاستيلاء على المدينة.
(تاريخ البربر 1: 140) عَزْم. بالعزم: بالعنف، بالشدة. (ميهرن ص31).
عَزْمَة: أمر، منشور، براءة، مرسوم. (معجم الماوردي).
عَزُمَة: عزيمة، دعوة للطعام. (بوشر، همبرت ص11).
عَزُومَة: عزيمة، دعوة إلى طعام أو حفل. (بوشر، همبرت ص11).
عَزُومَة: دعوة إلى حفل خاص (بوشر).
عزُومَة: مأدبة، وليمة. (ألف ليلة 1: 225، 2: 76، 4: 297، برسل 10: 372).
عَزْيمَة. يقال: شمر عزائمه للاضطلاع بأمره (تاريخ البربر 1: 497) كما يقال: ركب لها عزائمه (تاريخ البربر 1: 492).
عزيمة: دعوة إلى الطعام أو فرح. (بوشر محيط المحيط).
عَزَّام: معُزِّم، ساحر، من يدعى السحر لطرد الشياطين بالتعزيم والرقية وطرد الأرواح الشريرة والزوابع والعواصف. (فوك، بوشر، السعدية نشيد 58).
عازم: نفس المعنى السابق. (أبو الوليد من 208).
مَعْزَم: كّد، جهد. (المعجم اللاتيني- العربي).
مُعَزّم: الراقي الذي يقرأ العزائم لطرد الشياطين والأرواح الشريرة. انظر عن هؤلاء المعّزمين: (زيشر 20: 496، ليون ص338، مارمول 1: 63، روجر ص275، لبلان 2: 177).
الْعين وَالزَّاي وَالْمِيم

العَزْم: الْجد. عَزَم على الْأَمر يَعْزِم عَزْما ومَعْزِما، وعُزْمانا، وعَزِيما، وعَزِيمة. وعَزَمَه، واعْتَزَمه، واعتزم عَلَيْهِ. وَقَول الْكُمَيْت:

يَرْمي بهَا فَيُصِيبُ النَّبلُ حاجَتَهُ ... طَوْراً ويُخْطئ أَحْيَانًا فيَعْتَزِمُ

قَالَ: يعود فِي الرَّمْي، فيعتزِم على الصَّوَاب، فيحتشد فِيهِ. وَإِن شِئْت قلت: يعتزِم على الْخَطَأ، فيلج فِيهِ، إِن كَانَ هجاه.

وتَعَزَّم: كعَزَم. قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:

فأَعْرَضْنَ لَمَّا شِبْتُ عَنِّي تَعَزُّما ... وهلْ لي ذَنْبٌ فِي اللَّيالي الذُّوَاهبِ

وعَزَم الْأَمر: عُزِم عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا عزمَ الأمْرَ) وَقد يكون أَرَادَ عَزَم أَرْبَاب الْأَمر. وعزم عَلَيْهِ ليفعلن: أقسم. وعَزَم الراقي: كَأَنَّهُ أقسم على الدَّاء. وعَزَم الحواء: إِذا استخرج الْحَيَّة، كَأَنَّهُ يقسم عَلَيْهَا.

وعَزَائم القُرآن: الْآيَات الَّتِي تُقرأ على ذَوي الْآفَات، لما يُرْجَى من الْبُرْء بهَا. والعَزيمة من الرقي: الَّتِي يُعْزَم بهَا على الْجِنّ.

وأولو العَزْم من الرُّسُل: الَّذين عَزَمُوا على أَمر الله فِيمَا عهد اليهم. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أَن أولي العَزْم: نوح وَإِبْرَاهِيم ومُوسَى، عَلَيْهِم السَّلَام، وَمُحَمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أولي العَزْم أَيْضا، وَقَوله تَعَالَى: (فَنَسِيَ وَلم نَجِدْ لهُ عَزْما) قيل: العَزْم والعَزِيمةُ هَاهُنَا: الصَّبْر. أَي لم نجد لَهُ صبرا. والعَزِيم: الْعَدو الشَّديد. قَالَ بيعَة بن مقروم الضَّبِّيّ:

لَوْلَا أكَفْكِفُه لكادَ إِذا جَرَى ... مِنْهُ العَزِيمُ يَدُقُّ فأْسَ المِسْحَلِ

والاعتزامُ: لُزُوم الْقَصْد فِي الْحَضَر وَالْمَشْي وَغَيرهمَا. واعْتَزَم الْفرس فِي الجري: مر فِيهِ جامحا. واعتزَمَ الرجل الطَّرِيق: مضى فِيهِ، وَلم ينثن. قَالَ حميد الأرقط:

مُعْتَزِما للطُّرُقِ النَّوَاشِطِ

والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ

وأُمُّ العِزْم، وأمُّ عِزْمَة، وعَزْمَة: الاِسْتُ.

والعَزُومُ، والعَوْزَمُ، والعَوْزَمة: النَّاقة المسنة، وفيهَا بَقِيَّة شباب. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي للمرار الاسدي:

فأمَّا كُلُّ عَوْزَمَةٍ وبَكْرٍ ... فمِمَّا يَسْتَعِينُ بهِ السَّبِيلُ

وَقيل نَاقَة عَوْزَم: قد أكلت أسنانها من الْكبر.
عزم
عزَمَ/ عزَمَ على يَعزِم، عَزْمًا وعزيمةً، فهو عازم، والمفعول معزوم (للمتعدِّي)
• عزَم الشَّخصُ:
1 - قصَد ونَوَى "وجَّه إلى الأمر عزيمتَه- {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} " ° عزَم الحوَّاءُ: استخرج الحيَّة كأنَّه يُقسم عليها.
2 - صبر وثبت وجدَّ في أمره "ما لي عنك عزمٌ- *على قدر أهل العزْم تأتي العزائم*- {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} ".
• عزَم الأمرُ: جَدَّ ولَزِمَ "عزَم الامتحانُ- {فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} ".
• عزَمَ الأمرَ/ عزَمَ على الأمر: قرّره، أراد فعله وعقد عليه نِيَّته " {وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ}: ولا تنووا".
• عزَم على فلانٍ:
1 - أمره وشدَّد عليه "شدَّد العَزْم على العمل: قوَّاه".
2 - أقسم عليه "عزَم عليه ليأكلَنَّ". 

اعتزمَ/ اعتزمَ على يعتزم، اعتزامًا، فهو مُعْتَزِم، والمفعول مُعْتَزَم
• اعتزم السَّفَرَ/ اعتزم على السَّفر: عزَم، نوَى وجَدَّ في قصده "اعتزم على القيام برحلة- اعتزم دراسةَ الطِّبِّ". 

انْعَزَمَ يَنْعَزِم، انْعِزَامًا، فهو مُنْعَزِم
• انعزمَ فلانُ: مُطاوع عزَمَ/ عزَمَ على: عُزِمَ، دُعِيَ "انعزم في الحفل خمسون مدعوًّا". 

عزَّمَ على يعزِّم، تعزيمًا، فهو مُعزِّم، والمفعول مُعزَّم عليه
• عزَّم الرَّاقي على فلانٍ: قرأ الرُّقَى عليه لطرد الشَّيطان. 

عَزْم [مفرد]:
1 - مصدر عزَمَ/ عزَمَ على ° أولو العَزْم من الرُّسُل: الذين صبروا أكثر من غيرهم وجدُّوا في سبيل دعوتهم وهم: نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد عليهم الصلاة والسلام- ثابت العَزْم: حازم- ثناه عن عَزْمه: حَوَّله عمَّا كان يريد عملَه- عقَد العَزْمَ على السَّفر: صمَّم، نوى، قصد.
2 - (نف) ما يسفر عنه تدبُّر أمر إراديّ فيحسم بين طرفين أو أطراف مختلفة. 

عَزومة [مفرد]: ج عَزَائمُ: وليمة، مأدبة "أقام العزائمَ بمناسبة زواجه". 

عزيمة [مفرد]: ج عَزَائمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر عزَمَ/ عزَمَ على: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم" ° ماضي العزيمة: نافذ الإرادة، حاسم- ما له عَزْم ولا عزيمة: ما له صبر ولا ثبات فيما يعزم عليه.

2 - رُقْيَةٌ، تَعْويذة "أخذ يتلو بعضَ العزائم".
• عزائمُ الله:
1 - فرائضُه التي أوجبها على عباده.
2 - أماناته.
• عزائم القرآن: الآيات التي يُرجَى الشِّفاءُ ببركتها. 
[عزم] نه: فيه: خير الأمور "عوازمها"، أي فرائضها التي عزم الله عليك بفعلها، أي ذوات عزمها التي فيها عزم، وقيل: هي ما وكدت رأيك وعزمك عليه ووفيت بعهد الله فيه، والعزم الجد والصبر. ومنه: "فاصبر كما صبر أولو "العزم"". وح: "ليعزم" المسألة، أي يجد فيها يقطعها. ك: أي ليقطع بسؤالهيريد أن إسته ذات عزم وقوة وليست بواهية. وفيه: رويدك سوقًا "بالعوازم"، هو جمع عوزم وهي الناقة المسنة وفيها بقية، كني بها عن النساءك ما كني عنهن بالقوارير، ويجوز أن يكون أراد النوق نفسها لضعفها.
باب العين والزاي والميم معهما ع ز م- ز ع م- م ع ز- ز م ع- م ز ع مستعملات ع م ز مهمل

عزم: العَزْمُ: ما عَقدَ عليه القلبُ أنَّكَ فاعلهُ، أو من أمرٍ تيقّنْتَهُ. وما لفلان عزيمة، أي: ما يثُبتُ على أمرٍ يَعْزُِم عليه، وما وجدنا له عَزْما، وإن رأيه لذو عزم. والعزيمة: الرُّقَى ونحوها يعزم على الجنّ ونحوها من الأرواح، ويجمع: عزائم. وعزائم القرآن: الآيات التي يقرأ بها على ذوي الآفات لما يرجى من البُرْءِ بها. والاعتزامُ: لزومُ القَصْدِ في الحُضْرِ والمَشْيِ وغير ذلك. قال رؤبة:

إذا اعتزمن الرّهَو في انتهاض ... جاذبن بالأصلاب والأنواض

يريد بالأَنْواض: الأنواط، لأن الضاد والطاء تتعاقبان. والرهو: الطريق هاهنا. والرجل يَعْتَزِمُ الطريقَ فيمضي فيه [و] لا ينثني. قال حميد:

مُعْتَزِماً للطّرُقِ النَّواشِطِ

النواشط: التي تنشط من بلدٍ إلى بلد.

زعم: زَعَمَ يَزْعُمُ زَعْماً وزُعْماً إذا شك في قوله، فإذا قلت ذَكَرَ فهو أحرى إلى الصواب، وكذا تفسير هذه الآية هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ويقرأ بزُعْمهم، أي: بقولهم الكذب. وزعيمُ القوم: سيّدُهُمْ ورأسُهُمُ الذي يتكلم عنهمٌ. زَعُمَ يَزْعُمُ زَعامةً، أي: صار لهم زعيما سيدا. قالت ليلى :

حتى إذا رفع اللواء رأيته ... تحت اللواء على الخميس زعيما والتّزعُّم: التكذّب. قال :

يا أيُّها الزّاعمُ ما تزعّما

والزَّعيمُ: الكفيلُ بالشيء، ومنه قوله تعالى: وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ

أي: كفيل. وزَعِمَ فلانٌ في غير مَزْعَم، أي: طَمِعَ في غير مَطْمعَ. وأزعمته: أطمعته. وزعامة المال: أَكْثَرُهُ وأفْضَلُهُ من الميراث. قال لبيد :

تطيرُ عدائد الأشراك شفعا ... ووترا والزّعامَةُ للغلام

وقال عنترة :

عُلِّقتْهُا عَرَضاً وأقْتُلُ قَوْمهَا ... زَعْماً لعمرُ أبيكَ ليس بمَزْعَمِ

أي: طعما ليس بمطمع. والزَّعوم من الجُزُر التي يُشَكُّ في سِمَنِها حتى تُضْبَثَ بالأيدي فُتغْبَطَ، وتُلْمَسَ بها، وهي الضَّبوثُ والغَبُوطُ. قال :

مُخْلِصَةَ الأنقاء أو زعوما

والزّعيم: الدّعيُّ. وتقول زعَمتْ أَنّي لا أُحِبُّها، ويجوز في الشعر: زَعَمَتْني لا أحبّها. قال

فإن تَزْعُميني كنت أَجْهَلُ فيكم ... فإنّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بعدَكِ بالجهلِ

وأما في الكلام فأحسن ذلك أن تُوقِع الزّعمَ على أنّ، دون الاسم. وتقول: زعمتني فعلت كذا. قال:

زَعَمَتْني شيخاً ولستُ بشيخٍ ... إنما الشّيخُ من يَدِبُّ دبيبا

معز: المَعَزُ اسم جامع لذوات الشّعر من الغنم. قال الضرير: المَعيزُ والمَعْزُ والماعِزُ واحد، والمعنَى جماعة. ويقال: مَعيز مثل الضَّئين في جماعة الضّأن، والواحد: الماعز والأنثَى ماعزة. قال :

ويمنحها بنو أشجى بن جرم ... مَعيزَهُمُ حنانَك ذا الحنان

والأُمْعُوزَة : جماعة الثياتل من الأوعال. ورجلٌ ماعِزٌ: شديد عصب الخلق. ما أَمْعَزَهُ، أي: ما أصلبَهَ وأَشَدَّهُ. ورجلٌ ممعّز، أي: شديد الخلق والجلد. والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ من الأرض: الحزنة الغليظة، ذات حجارة كثيرة، ويجمع على مُعْزٍ وأماعز ومعزاوات. فمن جعله نعتا قال للجميع مُعْز، نطق الشاعر بكل هذا. قال :

جماد بها البَسْباسُ تُرهِص مُعْزُها ... بناتِ اللبونِ والصلاقمةَ الحُمْرا

جماد: بلاد ينبت البسباس. والصّلقامة: الجملُ المُسِنُّ. يقول: إذا وطئت هذه الصّلاقمة المعزاء رهصتها أخفافَها فَوْرمَتْ، لأنّه غليظ.زمع: الزَّمَعُ: هَناتٌ شبهُ أظفار الغنم في الرُّسْغ، في كل قائمة زَمَعَتان كأنّهما خلقتا من القرون، تكون لكلّ ذي ظلف ويقال: للأرانب زَمَعاتٌ خلف قوائمها، ولذلك يقال لها: زَموع. قال الشماخ :

وما تَنْفَكُّ بين عَوْيْرِضاتٍ ... تَجُرُّ برأسِ عِكْرِشَةٍ زَمُوعِ

قال حماس: زموع: فردة من الأرانب تكون وحدها. والزَّمَعَة: النهر الصغير، ويسمى التلعة الزمعة. والزَّمَعَة من الكلأ: الفردة من صغار الحشيش مما تأكل الشاء والأماعز. ويقال: بل الزّموع من الأرانب السّريعة النشيطة التي تزمَع زمعانا يعني سرعتها وخفّتها. ويقال لُرذالة الناس إنمّا هم زَمَعٌ. وأزماع عند الرجال بمنزلة الزَّمَع من الظلف. قال :

ولا الجدا من مشعب حبّاض ... ولا قُماشَ الزَّمَع الأحراض

يقول: لا ينقمشون من قلّة الخير فيهم. ويروى من متعب. وقوله: من مشعب، أي في مفرد من الناس. والحابض: الفشل من الرجال، وهو السفلة. وقوله: أحراض، أي: قصار لا خير فيهم. ويقال: رجل زمع، أي خفيف للحادث. والزّمَاعةُ التي تتحرك من رأس الصبّي من يافوخه، وهي اللماعة. والزّميعُ: الشّجاع الذي يُزمِعُ بالأمر ثمّ لا ينثني، وهم الزُّمَعاءُ، والمصدر منه: الزّماع. قال :

وصِلْهُ بالزّماع وكلّ أمرٍ ... سما لك أو سموتَ له ولوع

أي: هو عزم. وأزمعوا على كذا إذا ثبت عليه عزيمة القوم أن يمضوا فيه لا محالة. وأزمعوا بالابتكار، وأزمعوا ابتكارا قال :

أأزْمَعْتَ من آلِ ليلى ابتكارا

وأَزْمَعَ النَّبْتُ إزماعاً إذا لم يستوِ النبتُ كلُّه، وكان قطعةً قطعةً متفرقاً بعضُه أفضلُ من بعض.

مزع: مَزَعَ الظّبيُ في عَدْوه يَمزَعُ مَزْعاً، أي: أسرع. قال:

فأقبلن يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظباء

وامرأة تمزع القطن بيديها إذا زَبَّدتْهُ كأنما تقطعه ثم تؤلفه فتجوده بذلك. ومُزْعَة: بقيّة من دَسَمٍ. يقال: ما له جُزْعَةٌ ولا مُزْعةٌ، فالجُزْعَة: ما يبقى في الإناء، والمُزْعَةُ: شيء من شحم متمزع. ويقال: إنه يكاد يَتَمَزَّعُ من الغضب، أي يتطاير شققا. والمِزْعَةُ من الرّيشِ والقُطْنِ ونحوه كالمِزْقَةِ من الخِرَق. وقال يصف ظليما:

مِزَعٌ يطير به أسف خذوم  وقال في المُزْعةِ، أي: قطعة الشحم:

فلما تخلل طرف الخلال ... لم يبق في عينه مُزْعَه

يصف أعور. قوله تخلّل، أي أخطأ الخلال وتحركت يده فأصاب الخلال عينه فأوجعها. ج 2

عزم: العَزْمُ: الجِدُّ. عَزَمَ على الأَمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً

ومَعْزِماً وعُزْماً

وعَزِيماً وعَزِيمةً وعَزْمَةً واعْتَزَمَه واعْتَزمَ عليه: أَراد

فِعْلَه. وقال الليث: العَزْمُ ما عَقَد عليه قَلْبُك من أَمْرٍ أَنَّكَ

فاعِلُه؛ وقول الكميت:

يَرْمي بها فَيُصِيبُ النَّبْلُ حاجَته

طَوْراً، ويُخْطِئُ أَحْياناً فيَعْتَزِمُ

قال: يَعودُ في الرَّمْي فَيَعْتَزِمُ

على الصواب فيَحْتَشِدُ فيه، وإِن شئت قلت يَعْتزِمُ على الخطإِ

فَيَلِجُ فيه إن كان هَجاهُ. وتَعَزَّم: كعَزَم؛ قال أَبو صخر الهذلي:

فأَعْرَضنَ، لَمَّا شِبْتُ، عَني تَعَزُّماً،

وهَلْ لِيَ ذَنْبٌ في اللَّيالي الذُّواهِبِ؟

قال ابن بري: ويقال عَزَمْتُ على الأَمر وعَزَمْتُه؛ قال الأَسْود بن

عُمارة النَّوْفَليُّ.

خَلِيلَيَّ منْ سُعْدَى، أَلِمّاً فسَلِّمَا

على مَرْيَمٍ، لا يُبْعِدُ اللهُ مَرْيَمَا

وقُولا لها: هذا الفراقُ عَزَمْتِه

فهلْ مَوْعِدٌ قَبْل الفِراقِ فيُعْلَما؟

وفي الحديث: قال لأَبي بَكْرٍ مَتى تُوتِرُ؟ فقال: أَوَّلَ الليلِ، وقال

لِعُمَر: متى تُوتِرُ؟ قال: مِن آخرِ

الليلِ، فقال لأَبي بَكرٍ: أَخَذْتَ بالحَزْم، وقال لِعُمَر: أَخَذْتَ

بالعَزْمِ؛ أَراد أَن أَبا بكرٍ حَذِرَ فَوات الوِتْرِ بالنَّوْم فاحْتاطَ

وقدَّمَه، وأَن عُمَر وَثِقَ بالقوّةِ على قيام الليل فأَخَّرَه، ولا

خَيرَ في عَزْمٍ بغير حَزْمٍ، فإِن القُوَّة إِذا لم يكن معها حَذَرٌ

أَوْرَطَتْ صاحبَها. وعَزَمَ الأَمرُ: عُزِمَ عليه. وفي التنزيل: فإِذا عَزَمَ

الأَمرُ؛ وقد يكون أَراد عَزَمَ أَرْبابُ الأَمْرِ؛ قال الأَزهري: هو

فاعل معناه المفعول، وإنما يُعْزَمُ الأَمرُ ولا يَعْزِم، والعَزْمُ

للإنسان لا لِلأمرَِ، وهذا كقولهم هَلكَ الرجلُ، وإنما أُهْلِك. وقال الزجاج في

قوله فإذا عَزَمَ الأَمرُ: فإذا جَدَّ الأَمرُ ولَزِمَ فَرْضُ القتال،

قال: هذا معناه، والعرب تقول عَزَمْتُ الأمرَ وعَزَمْتُ عليه؛ قال الله

تعالى: وإن عَزَموا الطَّلاقَ فإن الله سميع عليم. وتقول: ما لِفلان

عَزِيمةٌ أي لا يَثْبُت على أمرٍ يَعْزِم عليه. وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه

وسلم، قال: خَيرُ الأُمُورِ عَوازِمُها أي فَرائِضُها التي عَزَمَ اللهُ

عليك بِفِعْلِها، والمعنى ذواتُ عَزْمِها التي فيه عَزْمٌ، وقيل: معناه

خيرُ الأُمورِ ما وَكَّدْتَ رَأْيَك وعَزْمَك ونِيَّتَك عليه وَوَفَيْتَ

بعهد الله فيه. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن الله يُحِبُّ أن

تُؤتَى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤتَى عَزائِمُه؛ قال أبو منصور:

عَزائِمُه فَرائِضُه التي أَوْجَبَها الله وأَمَرنا بها. والعَزْمِيُّ من الرجال:

المُوفي بالعهد. وفي حديث الزكاة: عَزْمةٌ مِنْ عَزَماتِ اللهِ أي حَقٌّ

مِنْ حُقوقِ الله وواجبٌ مِنْ واجباته. قال ابن شميل في قوله تعالى:

كُونوا قِرَدَةً؛ هذا أَمرٌ عَزْمٌ، وفي قوله تعالى: كُونوا رَبَّانِيِّينَ؛

هذا فرْضٌ وحُكْمٌ. وفي حديث أُمّ سَلَمة: فَعزَمَ اللهُ لي أي خَلَقَ

لي قُوَّةٌ وصبْراً. وعَزَم عليه ليَفْعَلنَّ: أَقسَمَ. وعَزَمْتُ عليكَ

أي أَمَرْتُك أمراً جِدّاً، وهي العَزْمَةُ. وفي حديث عُمر: اشْتدَّتِ

العزائمُ؛ يريد عَزَماتِ الأُمراء على الناس في الغَزْو إلى الأقطار البعيدة

وأَخْذَهُم بها. والعزائمُ: الرُّقَى. وعَزَمَ الرَّاقي: كأَنه أَقْسَمَ

على الدَّاء. وعَزَمَ الحَوَّاءُ إذا اسْتَخْرَجَ الحيّة كأَنه يُقْسِم

عليها. وعزائمُ السُّجودِ: ما عُزِمَ على قارئ آيات السجود أن يَسْجُدَ

لله فيها. وفي حديث سجود القرآن: ليستْ سَجْدَةُ صادٍ من عزائِمِ

السُّجودِ. وعزائمُ القُرآنِ: الآياتُ التي تُقْرأُ على ذوي الآفاتِ لما يُرْجى

من البُرْءِ بها. والعَزِيمةُ مِنَ الرُّقَى: التي يُعزَمُ بها على

الجِنّ والأَرواحِ. وأُولُو العَزْمِ من الرُّسُلِ: الذينَ عَزَمُوا على أَمرِ

الله فيما عَهِدَ إليهم، وجاء في التفسير: أن أُولي العَزْمِ نُوحٌ

(*

قوله «نوح إلخ» قد اسقط المؤلف من عددهم على هذا القول سيدنا عيسى عليه

الصلاة والسلام كما في شرح القاموس) وإبراهيمُ وموسى، عليهم السلام،

ومحمّدٌ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ أُولي العَزْم أَيضاً. وفي التنزيل:

فاصْبِرْ كما صَبَرَ أُولو العَزْمِ، وفي الحديث: ليَعْزِم المَسأَلة أي يَجِدَّ

فيها ويَقْطَعها. والعَزْمُ: الصَّبْرُ. وقوله تعالى في قصة آدمَ:

فنَسِيَ ولم نَجدْ له عَزْماً؛ قيل: العَزْمُ والعَزِيمةُ هنا الصَّبرُ أي لم

نَجِدْ له صَبْراً، وقيل: لم نَجِدْ له صَرِيمةً ولا حَزْماً فيما

فَعَلَ، والصَّرِيمةُ والعَزِيمةُ واحدةٌ، وهي الحاجة التي قد عَزَمْتَ على

فِعْلِها. يقال: طَوَى فلانٌ فُؤادَه على عَزِيمةِ أمرٍ إذا أَسرَّها في

فُؤادِه، والعربُ تقولُ: ما لَه مَعْزِمٌ ولا مَعْزَمٌ ولا عَزِيمةٌ ولا

عَزْمٌ ولا عُزْمانٌ، وقيل في قوله لم نَجِدْ له عَزْماً أي رَأْياً

مَعْزوماً عليه، والعَزِيمُ والعزيمةُ واحدٌ. يقال: إنَّ رأْيَه لَذُو عَزِيمٍ.

والعَزْمُ: الصَّبْرُ في لغة هذيل، يقولون: ما لي عنك عَزْمٌ أي صَبْرٌ.

وفي حديث سَعْدٍ: فلما أصابَنا البَلاءُ اعْتَزَمْنا لذلك أي

احْتَمَلْناه وصبَرْنا عليه، وهو افْتَعَلْنا من العَزْم. والعَزِيمُ: العَدْوُ

الشديد؛ قال ربيعة بن مَقْرُومٍ الضَّبّيُّ:

لولا أُكَفْكِفُه لكادَ، إذا جَرى

منه العَزِيمُ، يَدُّقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ

والاعْتِزامُ: لزُومُ القَصدِ في الحُضْر والمَشْي وغيرهما؛ قال رؤبة:

إذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ في انْتِهاضِ

والفَرسُ إذا وُصِفَ بالاعْتِزامِ فمعناه تَجْلِيحُه في حُضْرِه غير

مُجِيبٍ لراكبِه إذا كَبَحَه؛ ومنه قول رؤبة:

مُعْتَزِم التَّجْلِيحِ مَلاَّخ المَلَق

واعْتَزَمَ الفَرَسُ في الجَرْيِ: مَرَّ فيه جامِحاً. واعْتَزَمَ الرجلُ

الطريقَ يَعْتَزِمُه: مَضَى فيه ولم يَنْثَنِ؛ قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:

مُعْتَزِماً للطُّرُقِ النَّواشِطِ

والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ

وأُمُّ العِزْم وأُمُّ عِزْمَةَ وعِزْمةُ: الاسْتُ. وقال الأَشْعَث

لعَمْرو بن مَعْديكربَ: أمَا واللهِ لئِن دَنَوْتَ لأُضْرِطَنَّكَ قال:

كلاَّ، والله إنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعَةٌ؛ أراد بالعَزُومِ اسْته أي صَبُورٌ

مُجِدّةٌ صحيحةُ العَقْدِ، يريد أَنها ذاتُ عَزْمٍ وصرامةٍ وحَزْمٍ

وقُوَّةٍ، ولَيْسَتْ بِواهِيةٍ فتَضْرطَ، وإنما أراد نَفْسَه، وقوله

مُفَزَّعَةٌ بها تَنْزِل الأَفزاعُ فتجْلِيها. ويقال: كَذَبَتْه أُمُّ

عِزْمَة.والعَزُومُ والعَوْزَمُ والعَوْزَمَةُ: الناقةُ المُسِنَّةُ وفيها

بَقِيَّةُ شَبابٍ؛ أَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ الأَسَدِيِّ:

فأَمَّا كلُّ عَوْزَمةٍ وبَكرٍ،

فمِمَّا يََسْتَعِينُ به السَّبِيلُ

وقيل: ناقة عَوْزَمٌ أَكِلَتْ أَسْنانُها من الكِبَر، وقيل: هي

الهَرِمَةُ الدِّلْقِمُ. وفي حديث أَنجَشةَ: قال له رُوَيْدَكَ سَوْقاً

بالعَوازِمِ؛ العَوازِمُ: جمعُ عَوْزَمٍ وهي الناقةُ المُسِنَّة وفيها بَقِيَّةٌ،

كَنَى بها عن النِّساء كما كَنَى عنهنّ بالقوارير، ويجوز أن يكون أَرادَ

النُّوق نفسَها لضَعفها. والعَوْزَم: العجوز؛ وأَنشد الفراء:

لقدْ غَدَوْتُ خَلَقَ الأثوابِ،

أحمِلُ عِدْلَينِ من التُّرابِ

لعَوْزَمٍ وصِبْيةٍ سِغابِ،

فآكِلٌ ولاحِسٌ وآبِي

والعُزُمُ: العجائز، واحدتهنّ عَزُومٌ. والعَزْمِيُّ: بَيّاع الثَّجير.

والعُزُمُ: ثَجِير الزَّبيب، واحدها عَزْمٌ. وعُزْمةُ الرجل: أُسرَتُه

وقبيلته، وجماعتها العُزَمُ. والعَزَمة: المصحِّحون للموَدَّة.

عزم

1 عَزَمَ عَلَيْهِ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. عَزْمٌ (S, Msb, K) and عُزْمٌ (S, K) and عَزْمَةٌ (TA) and عُزْمَانٌ (K) and عَزِيمَةٌ and عَزِيمٌ (S, K) and مَعْزَمٌ and مَعْزِمٌ; (K;) and عَزَمَهُ; (Msb, K;) both signify the same; (IB, TA;) and ↓ اعتزم عَلَيْهِ, (S, K,) and ↓ اعتزمهُ; and ↓ تعزّم [app. تعزّم عليه, but accord. to the TK تعزّمهُ]; (K;) [He determined, resolved, or decided, upon it, or upon doing it, namely, an affair;] he desired to do it, and decided, or determined, upon it; (S, K;) he settled, or determined, his heart, or mind, firmly (عَقَدَ ضَمِيرَهُ) upon doing it: (Msb:) or he strove, laboured, or toiled, in it, namely, an affair; or exerted himself or his power or efforts or endeavours or ability therein: (K:) or so عَزَمَ: (TA:) or عَزَمَ, inf. n. عَزِيمَةٌ and عَزْمَةٌ, signifies also he strove, &c., in his affair: (Msb:) and عَزَمَ الأَمْرَ signifies he made the affair to have, or take, effect; and settled it firmly: (Har p. 3:) or, accord. to Ktr, he so settled it, and confirmed it. (Id. p. 105.) [See also عَزْمٌ and عَزِيمَةٌ, below.]

وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا, in the Kur [xx. 114], means [And we found him not to have] a quality of deciding an affair. (S.) [قَدْ أَحْزِمُ لَوْ أَعْزِمُ, a prov.: see expl. in art. حزم.] b2: One says also, عَزَمَ الأَمْرُ, meaning عُزِمَ عَلَيْهِ: (K, TA:) and hence, in the Kur [xlvii. 23], فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ [And when the affair is determined upon]: or the meaning may be, فَإِذَا عَزَمَ أَرْبَابُ الأَمْرِ [and when the disposers of the affair determine upon it]: but accord. to Zj, the meaning is, and when the affair is serious, or earnest, and the command to engage in fight becomes obligatory. (TA.) b3: عَزَمَ عَلَى الرَّجُلِ means He conjured the man: (S, * K, TA:) or he commanded him, or enjoined him, earnestly: لَيَفْعَلَنَّ كَذَا [that he should surely do such a thing]: (TA:) or عَزَمْتُ عَلَيْكَ means I make thy informing me to be a decided thing in which there shall be no exception: and one says also, عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا فَعَلْتَ and لَمَّا فَعَلْتَ [virtually meaning I conjure thee to do such a thing]; as though one said, By Allah, I demand not of thee [aught] save [thy doing] this: so says Mtr, referring to “ the Book ” of Sb. (Har pp. 21 and 22. [But عَزَمَ is there, inadvertently, put for إِلَّا.]) b4: And one says, عَزَمَ الرَّاقِى The charmer recited عَزَائِم, meaning charms, or spells, [for the cure of a disease, &c.;] (K, TA;) as though he conjured the disease [&c.]: and in like manner, عَزَمَ الحَوَّآءُ [The serpent-charmer recited charms, or spells,] is said when he draws forth the serpent; as though he conjured it. (TA.) [See an ex. voce دَادَ, in art. دود. b5: Hence, عَزَمَ is used in the present day as meaning He invited to an entertainment. b6: And Freytag mentions its occurring often in the book entitled بغية المستفيد فى مدينة زبيد as signifying He went, or tended, to, or towards, (إِلَى,) some place: but this signification is probably post-classical: it is correctly expressed by 8, q. v.]5 تَعَزَّمَ see the preceding paragraph, first sentence.8 إِعْتَزَمَ see 1, first sentence, in two places. b2: اعتزم signifies also He (a man, K) kept to the course, or right course, (القَصْد,) (S, K,) in a thing, (S,) in running, and walking, &c. (K.) And اعتزم الطَّرِيقَ He went along upon the road without turning aside. (TA.) b3: Also He tended, repaired, or betook himself, to, or towards, him, or it, either in a direct course, or indirectly. (IJ; M and L in art. قصد.) b4: And اعتزم, (K, TA,) or اعتزم فِى عِنَانِهِ, (Har p. 3,) said of a horse, He went along overcoming his rider, (K, TA, Har,) in his running, not complying with the desire of his rider when he pulled him in, (TA,) [and] not turning aside. (Har.) b5: And اعتزم لَهُ He bore it, and endured it with patience; or he bore, and was patient, with him. (TA.) عَزْمٌ an inf. n. of 1. (S, Msb, K, &c.) [Hence,] أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ, (K, &c.,) mentioned in the Kur [xlvi. 34], (TA,) Those, of the apostles, who determined upon doing what God had enjoined them: or they were Noah and Abraham and Moses and Mohammad; (K, TA;) to which several add and Jesus: (TA:) or those, of the apostles, who were endowed with earnestness and constancy and patience: (Ksh, K, TA:) عَزْمٌ in the dial. of Hudheyl meaning patience; as in their saying, مَا لِى عَنْكَ عَزْمٌ [I have not patience of separation from thee]: (TA:) or, (K,) it is said, (Ksh,) they were Noah and Abraham and Isaac and Jacob and Joseph and Job and Moses and David and Jesus: (Ksh, K:) or Noah and Hood and Abraham and Mohammad: thus accord. to Aboo-Is-hák. (Yoo, R, TA.) b2: See also عَزِيمَةٌ, in three places. b3: عَزْمٌ is expl. by Lth as meaning An affair upon the doing of which one's heart, or mind, is firmly settled or determined. (TA.) A2: Also The dregs of pressed raisins: pl. عُزُمٌ. (K.) أُمُّ العِزْمِ, (K,) or أُمُّ عزمٍ, (T in art. ام,) and ↓ عِزْمَةُ, and ↓ أُمُّ عِزْمَةَ, (K,) and ↓ العَزُومُ, (TA,) The اِسْت [i. e. anus, or podex, app. the former]. (K, TA.) عَزْمَةٌ is an inf. n. of 1, meaning A striving, labouring, or toiling, in an affair; (Msb, TA;) and strength. (TA.) b2: And one says, مَا لَهُ

↓ عَزْمَةٌ وَلَا عَزِيمَةٌ, meaning He has not [determination, or resolution, or] a deliberate way of acting or proceeding, nor patience, in that upon which he determines, or resolves, or decides: (Ham p. 31:) or ↓ مَا لِفُلَانٍ عَزِيمَةٌ means Such a one will not keep constantly, firmly, or steadily, [or rather has not the quality of keeping constantly, &c.], to an affair upon which he determines. (TA.) b3: See also عَزِيمَةٌ. b4: عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِ اللّٰهِ, (K, TA,) such, in a trad., the poor-rate is said to be, (TA,) means A due of the dues of God; i. e. [in the CK “ or ”] a thing that is obligatory, of the things that God has made obligatory. (K, TA.) عُزْمَةٌ A man's أُسْرَة [or near kinsmen; or his near kinsmen on the father's side]: and his قَبِيلَة [or tribe]: pl. عُزَمٌ. (K.) عِزْمَةُ, and أُمُّ عِزْمَةَ: see أُمُّ العِزْمِ, above.

عَزَمَةٌ a pl. of عَازِمٌ [q. v.]. (TA.) عَزْمِىٌّ A man who fulfils his promise; (K, TA;) who, when he promises a thing, performs it, and fulfils it. (TA.) A2: And A seller of عَزْم, meaning dregs of pressed raisins. (K.) عَزُومٌ [Determined, or resolute;] one who perseveres in his determination until he attains that which he seeks, or desires. (Ham p. 532.) b2: See also عَوْزَمٌ, in two places. b3: And see أُمُّ العِزْمِ.

عَزِيمٌ A vehement running. (K, TA. [In the CK, العَدُوُّ is erroneously put for العَدْوُ.]) Rabeea Ibn-Makroom Ed-Dabbee says, لَوْلَا أُكَفْكِفُهُ لَكَادَ إِذَا جَرَى مِنْهُ العَزِيمُ يُدُقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ [If I did not restrain him, when he runs, his vehement running would almost break the piece of iron that stands up in the mouth from the middle of the bit-mouth: see مِسْحَلٌ]. (TA.) عَزِيمَةٌ an inf. n. of عَزَمَ in the sense first expl. above. (S, K.) [As a simple subst., it signifies Determination, resolution, decision, or fixed purpose of the mind; as also ↓ عَزْمٌ and ↓ عَزْمَةٌ: or] the disposition and subjection of the mind to the wish, or thing desired: (Ham p. 336:) or it is a subst. [signifying the making an affair to have, or take, effect; and settling it firmly;] from عَزَمَ الأَمْرَ meaning أَمْضَاهُ and أَحْكَمَهُ: or, as in the Mj, the settling, or determining, the heart, or mind, firmly upon the thing that one desires to do; as also ↓ عَزْمٌ: or, accord. to El-Ghooree, ↓ عَزْمٌ signifies the preceding desire to dispose and subject the mind to the act. (Har p. 3.) [The pl., in all the senses, is عَزَائِمُ. Hence,] اِشْتَدَّتِ العَزَائِمُ meansThe determinations (عَزَمَات) of the commanders in the hostile and plundering expedition to distant parts, and their taking to them, became strong. (TA. [Probably from a trad.]) b2: See also عَزْمَةٌ, in two places. b3: عَزَائِمُ اللّٰهِ means The obligatory statutes or ordinances of God: (Mgh, Msb, K, TA:) sing. عَزِيمَةٌ. (Msb.) b4: And, accord. to Er-Rághib, عَزِيمَةٌ signifies A charming; syn. تَعْوِيذٌ; as though thou imaginedst thy having imposed an obligation [thereby] upon the devil, lest [for اى in my original I read أَنْ as meaning لِئَلَّا] he should execute his desire upon thee: pl. عَزَائِمُ: (TA:) or عَزَائِمُ signifies charms, or spells, (S, K,) that are recited [for the cure of diseases, &c.]: or certain verses of the Kur-án that are recited over persons affected with diseases, or the like, in the hope of cure: (K, TA:) these are termed عَزَائِمُ القُرْآنِ: but عَزَائِمُ الرُّقَى are those [charms, or spells,] by which one conjures the jinn, or genii, and spirits. (TA.) b5: عَزَائِمُ السُّجُودِ is an appellation of Certain portions of the Kur-án, which are المّ تَنْزِيلُ [chap. xxxii.] and حم السَّجْدَةُ [chap. xli.] and النَّجْمُ [chap. liii.] and اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [chap. xcvi.]; (Mgh;) [thus called because] they are those in [the reciting of] which one is commanded to prostrate himself. (Msb.) العَزَّامُ The lion; as also ↓ المُعْتَزِمُ. (K.) عَازِمٌ sing. of عَزَمَةٌ, (TA,) which signifies [Such as act with determination, resolution, or decision. And particularly] Such as are sound, or true, in love, or affection. (K, TA.) b2: [And sing. of عَوَازِمُ applied to affairs.] خَيْرُ الأُمُورِ عَوَازِمُهَا meansThe best of affairs are those in which is determination, resolution, or decision: or upon which one has confirmed his determination, and in which one has fulfilled what God has enjoined. (TA.) عَوْزَمٌ A she-camel advanced in age, (As, S, K, TA,) and so عَوْزَمَةٌ as expl. by IAar, (TA,) but having somewhat remaining of youthful vigour; (As, S, K, TA;) as also ↓ عَزُومٌ; (K, TA;) of which the pl. is عُزُمٌ: (TA:) or one whose teeth have been eroded by old age: or one extremely aged, such as is termed دِلْقِمٌ: [but see دَلُوقٌ:] the pl. is عَوَازِمُ. (TA.) b2: And (assumed tropical:) An old woman; (S, K;) as also ↓ عَزُومٌ. (K.) b3: And Short, as an epithet applied to a woman. (K, * TA.) مُعَزِّمٌ Charming, or a charmer, (K, TA,) by means of spells. (TA.) المُعْتَزِمُ: see العَزَّامُ.
عزم

(عَزَمَ عَلَى الأَمْرِ يَعْزِم عَزْمًا) بالفَتْح (ويَضَمُّ، ومَعْزَمًا كَمَقْعَدٍ ومَجْلِسٍ، وعُزْمانًا بالضَّمِّ) وعَزْمَةً (وعَزِيمًا وعَزِيمَةً) ، اقْتَصر الجَوْهَرِيُّ مِنْهُنَّ على الأَوَّلَيْن والأَخِيرَين.
(و) قَالَ ابنُ بَرِّي: (عَزَمَه) وعَزَم عَلَيْهِ بِمَعْنًى، وأَنْشَدَ للأسوَدِ بنِ عُمارةَ النَّوْفَلِيِّ:
(خَلِيلَيَّ من سُعْدَى أَلِمَّا فَسلِّمَا ... عَلَى مَرْيَمٍ لَا يُبْعِدُ الله مَرْيَمَا)

(وقُولاَ لَهَا هَذَا الفِرَاقُ عَزَمْتِهِ ... فهَلْ موعِدٌ قَبْلَ الفِرَاقِ فَيُعْلَمَا)

ومِنْه أَيضًا قَولُه تَعَالَى: {وَإِن عزموا الطَّلَاق} أَي: عَلَى الطَّلاقِ، (واعْتَزَمه، و) اعْتَزَم (عَلَيْه) ، مثل عَزَمَ عَلَيْهِ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ، (وتَعَزَّم) كَعَزَم، أَي (أَرَادَ فِعلَه وقَطَع عَلَيْه) ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: أَي عَقَدَ القَلبَ على إِمْضَاءِ الأَمْرِ، وَقَالَ اللَّيثُ: العَزْمُ: مَا عَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبُكَ من أَمْرٍ أَنَّكَ فَاعِلُه.
(أَو) عَزَم: (جَدَّ فِي الأَمْرِ) ، وَقَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ:
(فأَعْرَضْنَ لَمَّا شِبْتُ عَنِّي تَعَزُّمًا ... وهَلْ لِيَ ذَنْبٌ فِي اللَّيالِي الذَّواهِبِ؟)

وقَوْلُه تَعَالى: {فنسي وَلم نجد لَهُ عزما} أَي صَرِيمَةَ أَمْرٍ، كَمَا فِي الصّحاح. (وعَزَمَ الأَمْرُ نفسُه: عُزِمَ عَلَيْه) ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالى: {فَإِذا عزم الْأَمر} وَقد يَكُونُ أرادَ: عَزَمَ أَرْبَابُ الأَمْرِ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: " هُوَ فَاعِل مَعْناه المَفْعُول، وإنّما يُعْزَمُ الأمرُ وَلَا يَعْزِمُ، والعَزْم للإنْسانِ لَا لِلأمْرِ، وَهَذَا كَقَوْلهم: هَلَكَ الرَّجُل، وإنَّما أُهْلِكَ " وَقَالَ الزَّجَّاج: " أَي فَإِذا جَدَّ الأَمْرَ، ولَزِمَ فَرضُ القِتالِ ". وَهَذَا مَعْنَاهُ، والعَرَبُ تَقولُ: عَزَمْتُ الأَمْرَ، وعَزَمْتُ عَلَيْهِ.
(و) عَزَم (عَلَى الرَّجُلِ) ليَفْعَلَنَّ كَذَا، أيْ (أَقْسَمَ) عَلَيه، وقِيلَ: أَمَرَهُ أَمْرًا جِدًّا.
(و) عَزَمَ (الرَّاقِي) أَي: (قَرَأَ العَزَائِمُ، أَي: الرُّقِى) ، كأَنَّه أَقْسَمَ على الدَّاءِ، وَكَذَلِكَ عَزَم الحَوَّاءُ، إِذا اسْتَخْرَجَ الحَيَّةَ، كأَنَّهُ يُقسِم عَلَيْها، (أوْ هِيَ) - أَي العَزَائِمُ - (آياتٌ من القُرآنِ تُقْرَأُ على ذَوِي الآفاتِ رَجاءَ البُرْءِ) ، وَهِي عَزائِمُ القُرآنِ، وأَمَّا عَزائِمُ الرُّقَى: فَهِيَ الَّتِي يُعْزَمُ بهَا على الجِنِّ والأَرْواحِ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: " العَزِيمَةُ تَعْوِيذٌ، كَأَنَّكَ تصوِّرُ أَنَّكَ قد عَقَدْتَ [بِهَا] على الشَّيْطانِ، أَنْ يُمْضِيَ إرادتَه فِيك، والجَمْعُ العَزائِمُ ".
(وأُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ: الَّذِينَ عَزَمُوا على أَمْرِ اللهِ فِيمَا عُهِدَ إِلَيْهِم، أَو هُمْ: نُوحٌ، وإبراهيمُ، ومُوسَى، ومُحَمَّد، عَلَيْهِم الصَّلاةُ والسَّلام) ، أَسْقَطَ من هَذَا القَوْل عِيسَى، وَهُوَ الخَامِس، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ واحِدٍ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} وَقَالَ (الزَّمَخْشَرِيُّ) فِي الكَشَّافِ: هم (أُولُو الجِدِّ والثَّباتِ والصَّبْرِ) والعَزْمُ فِي لُغَة هُذَيْل بمَعْنَى الصَّبْرِ، يَقُولُون: مَالِي عَنْك عَزْمٌ، أَي: صَبْرٌ (أَو هُمْ نُوحٌ، وإبراهِيم، وإِسْحَقُ، ويَعْقُوبُ، ويُوسُفُ، وأَيّوبُ، ومُوسَى، ودَاوُدُ، وعِيسَى، عَلَيْهِم الصَّلاة والسَّلام) ، وَفِي رِوَاية يُونُسَ عَن أَبِي إسْحَاقَ: هم نُوحٌ، وهُودُ، وإبراهيمُ، ومُحمدٌ، عَلَيهم الصّلاة والسَّلام، أَما نُوحٌ فَلِقَوْلِهِ: {إِن كَانَ كبر عَلَيْكُم مقَامي وتذكيري} الْآيَة، وأَما هُودٌ فَلِقَوْلِهِ: {إِنِّي أُشْهِدُ الله واشْهَدُوا أَنِّي بَرِىءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ} الْآيَة، كَمَا فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ.
(والعَوْزَمُ: النَّاقةُ المُسِنَّةُ) و (فِيهَا بَقِيَّةٌ) من شَبابٍ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ. وقِيلَ: نَاقَةٌ عَوْزَمٌ: أَكِلَتْ أَسنَانُها من الكِبَرِ، وَقيل: هِيَ الهَرِمَة الدِّلْقِمُ، وَفِي حَدِيثِ أَنْجَشَةَ: " قَالَ لَهُ: رُوَيْدَكَ سَوْقًا بالعَوَازِمِ " " كَنَى بِهَا عَن النِّساءِ، كَمَا كَنَى عَنْهُنَّ بالقَوَارِيرِ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَادَ النُّوقَ نَفْسَها، لِضَعْفِها ".
(و) العَوْزَمُ: (العَجُوزُ) قَالَ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
(لقد غَدَوْتُ خَلَقَ الثِّيابِ ... )

(أَحمِلُ عِدْلَيْنِ من التُّرابِ ... )

(لِعَوْزَمٍ وصِبْيَةٍ سِغابِ ... )
(كالعَزُوم فِيهِما) أَي: فِي النَّاقَةِ والعَجُوزِ، جَمْعُهُ عُزُمٌ، بِضَمَّتَيْن.
(و) العَوْزَمُ: (القَصِيرَةُ) من النِّسَاءِ.
(والعَزَّامُ) - كَشَدَّادٍ - (والمُعْتَزِمُ: الأَسَدُ) ، لجِدِّه.
(و) المُعَزِّمُ، (كَمُحَدِّثٍ: الرَّاقِي) بالعَزَائِمِ.
(والعَزِيمُ: العَدْوُ الشَّدِيدُ) ، قَالَ رَبِيعَةُ ابنُ مَقْرُوم الضَّبِّيُّ:
(لَوْلاَ أُكَفْكِفُه لَكَادَ إِذا جَرَى ... مِنْهُ العَزِيمُ يَدُقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ)

(واعْتَزَمَ الرَّجُلُ: لَزِمَ القَصْدَ فِي الحُضْرِ والمَشْيِ وغَيْرِه) ، صَوابُه: وغَيْرِهِما، قَالَ رُؤْبَةُ: (إِذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ فِي انْتِهاضِ ... )
وَقَالَ الكُمَيْت:
(يَرمِي بهَا فيُصِيبُ النَّبلُ حاجَتَهُ ... طَوْرًا ويُخْطِئُ أَحيانًا فَيَعْتَزِمُ)

(و) اعْتَزَم (الفَرَسُ: مَرَّ جَامِحًا) فِي حُضْرِه غَيرَ مُجِيبٍ لِرَاكِبِه إِذا كَبَحَه.
(وأمُّ العِزْمِ وعِزْمَةُ وأُمُّ عِزْمة: مَكْسُوراتٍ: الاسْتُ) .
(والعَزْمُ، بالفَتْح: ثَجِيرُ الزَّبِيبِ. ج:) عُزُم (كَكُتُبٍ) .
(والعَزْمِيُّ: بَيَّاعُه) .
(و) العَزْمِيُّ: (الرَّجلُ المُوفِي بالعَهْدِ) ، أَيْ: إذَا وَعَد بِشيءٍ أَمْضَاه وَوَفَى بِهِ.
(والعُزْمَةُ، بالضَّمِّ: أُسْرَةُ الرَّجُلِ وقَبِيلَتُه. ج:) العُزَم (كَصُرَدٍ) .
(و) العَزَمةُ، (بالتَّحْرِيكِ) : المُصَحِّحُو المَودَّةِ) جمع عَازِم.
(و) فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: (" عَزْمَةٌ من عَزَماتِ اللهِ ") أَي: حَقٌ من حُقُوقِهِ، أَي: وَاجِبٌ مِمَّا أَوْجَبَهُ) اللهُ تَعالَى.
(و) فِي حَديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَن تُؤْتَى رُخَصُه كَما يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزائِمُه "، قَالَ الأَزْهَريُّ: (عَزائمُ الله: فَرائِضُه الَّتِي أوْجَبَها) وأَمَرَنا بِهَا. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كونُوا قردة} هَذَا أَمْرٌ عَزْمٌ، وَفِي قَوْلِهِ تَعالَى: {كونُوا ربانيين} هَذَا فَرضٌ وحُكْمٌ.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
العَزْمَةُ: الجِدُّ فِي الأَمْرِ والقُوَّةُ.
وَمَا لِفُلان عَزِيمَةٌ، أَي: لَا يَثْبُتُ على أَمْرٍ يَعْزِمُ عَلَيْهِ.
وخَيرُ الأُمور عَوازِمُها، والمَعْنَى ذَوَاتُ عَزْمِها الَّتِي فِيهَا عَزْمٌ، أَو مَا وَكَّدْتَ عَزْمَكَ عَلَيْهِ، ووفَيتَ بعَهْدِ الله فِيهِ.
واشْتَدَّت العزائِمُ، أيْ: عَزَماتُ الأمَراءِ [على النَّاس] فِي الغَزْوِ إِلَى الأقْطارِ البَعيدَةِ، وأخْذِهم بهَا.
وعَزائِمُ السُّجودِ: مَا أُخِذَ على قارِئِ آياتِ السُّجودِ أنْ يَسْجُدَ للهِ فِيهَا.
واعْتَزَم لَهُ: احْتَمَلَه وصَبَرَ عَليه.
واعْتَزَمَ الطَّريقَ: مَضَى عَلَيه وَلم يَنْثَنِ، قالَ حُمَيْدُ الأرْقَطُ:
(مُعْتَزِمًا لِلطُّرُقِ النَّواشِطِ ... )
والعَزُومُ: الاسْتُ، وَمِنْه قَولُ عَمْرو بنِ مَعْدِ يكَرِبُ للأَشْعَثِ لَمّا قالَ لَه: أما واللهِ لَئِنْ دَنَوتَ لأُضْرِطَنَّكَ، فقالَ: كَلاَّ، واللهِ: إنّها لَعَزومٌ مُفَزَّعَةٌ، أيْ صَبورٌ مُجِدَّةٌ، صَحيحَةُ العَقْدِ، لَيْسَتْ بواهِيَةٍ فَتَضْرَطَ.
والعَوْزَمَة: النَّاقَةُ المسِنَّةُ، عَن ابنِ الأعْرابِيّ، وأَنْشَدَ للمَرَّارِ الأسْدِيّ:
(فَأَمَّا كُلُّ عَوْزَمَةٍ وَبَكْرٍ ... فَمِمَّا يَسْتَعِينُ بِهِ السَّبِيلُ)

وسَمَّوْا عَزَّاما، كَشَدَّادٍ.
وعَازمُ بنُ هِنْد بنِ هِلالِ بنِ نُفَيْلِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ كِلاَبٍ: من الفُرْسانِ.
(عزم)
فلَان عزما وعزيما وعزيمة وعزمة ومعزما جد وصبر يُقَال مَا لي عَنْك عزم وَالْأَمر جد وَلزِمَ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِذا عزم الْأَمر فَلَو صدقُوا الله لَكَانَ خيرا لَهُم} وَالله لي خلق لي قُوَّة وصبرا وعَلى فلَان أمره وشدد عَلَيْهِ وَأقسم وَيُقَال عزم الراقي قَرَأَ العزائم وَالْأَمر وَعَلِيهِ أَرَادَ فعله وَعقد عَلَيْهِ نِيَّته

(عزم) الراقي عزم

حمش

حمش: حَمَّاش: دوَّار على فرسه (دوماس حياة العرب ص184).
(حمش) الشَّحْم وَالنَّار أحمشهما وَفُلَانًا حمشه وَالنَّاس وَغَيرهم أحمشهم 

حمش


حَمَشَ(n. ac. حَمْش)
a. Angered; irritated.
b.(n. ac. حَمْش), Was slender, slim (leg).
حَمِشَ(n. ac. حَمَش)
a. Was slender, slim (leg).
b. Got irritated, angry.

حَمُشَ(n. ac. حَمَاْشَة
حُمُوْشَة)
a. Was slender, slim (leg).
أَحْمَشَa. Stirred up (fire).
b. Irritated.

حَمْش
حَمِش
أَحْمَشُ
حَمِيْش
(pl.
حُمْش
حِمَاْش)
a. Slender, slim.
[حمش] رجلٌ أَحْمَشُ الساقين: دقيقهما. وحَمْشُ الساقين أيضاً بالتسكين. وقد حمشت قوائمه، أي دقت. وأحمشت القِدْرَ: أشبعتُ وَقودَها. وأَحْمَشْتُ الرجلَ أيضاً: أغضبْتُه. وكذلك التَحْميشُ. والاسم الحمشة مثل الحشمة مقلوبٌ منه. واحْتَمَشَ واسْتَحْمَشَ، أي التهب غَضَباَ. يقال: احْتَمَشَ الديكان، أي اقتتلا.
(حمش)
النَّاس وَغَيرهم حمشا جمعهم وَفُلَانًا حمشا حمشة هيجه وأغضبه وَالْقَوْم ساقهم بغضب

(حمش) الرجل حمشا كَانَ دَقِيق السَّاقَيْن فَهُوَ أحمشهما وحمشهما وَيُقَال حمش عظم سَاقه وحمش الْوتر واللثة قل لَحمهَا ودقت وَحسنت فَهِيَ حمشة وَفُلَان حمشا وحمشة غضب وَالشَّر اشْتَدَّ
حمش
الحَمْشُ: الدَّقِيْقُ القَوائِم، وسَاقٌ حَمْشَةٌ مُسْتَحْمِشَةٌ، قال:
قُطْناً بِمُسْتَحْمِشِ الأوتارِ مَحْلُوْجِ
وأوْتَارٌ حَمْشَةٌ مُسْتَحْمِشَةٌ. وحَمُشَتْ قَوائِمُه وحَمَشَتْ. والجَمِيعُ: الحُمُشُ والحِمَاشُ. ويُقال للرَّجُلِ إذا اشْتَدَّ غَضَبُه: قد اسْتَحْمَشَ غَضَباً، وأحْمَشْتُه أنا غَضَباً. وأحْمَشْتُ بالقِدْرِ إحْماشاً: إذا أشْبَعْتَ وَقُودَ النَّار فيها حتّى تَغْلِي. واحْتَمَشَ الدِّيكانِ: اقْتَتَلا. وحَمِشَ الشَّرُّ: اشْتَدَّ.
[حمش] فيه: إن جاءت به "حمش" الساقين، رجل حمش الساقين وأحمشهما أي دقيقهما. ن: حمش بمفتوحة فساكنة فمعجمة. نه ومنه ح صفته صلى الله عليه وسلم: في ساقيه "حموشة". وح: فإذا رجل "حمش" الخلق، استعارة من الساق للبدن أي دقيق الخلقة. وفيه ح: وهو أي علي "يحمش" أصحابه، أي يحرضهم على القتال ويغضبهم، حمش الشر اشتد، وأحمشته أنا وأحمشت النار ألهبتها. وح: رأيت إنساناً "يحمش" الناس، أي يسوقهم بغضب. وح هند قالت لأبي سفيان يوم الفتح: اقتلوا الحميت "الأحمش" قالته في معرض الذم.
(حمش) - في حديث هِنْد لَمَّا أَخبرَها أبو سُفْيان، رضي الله عنه، بدُخولِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ قالت: "اقْتلُو الحَمِيتَ الــدَّسِم الأَحْمَش".
يقال: حَمِش واستَحْمَش: أي غَضِب غَضَباً شَدِيدا: أي هَلَّا غَضِب ولم يَقْبَل الأَمانَ.
وقد رَواهُ بَعضُهم: "الأَحْمَشُ" من الحُمُوشَةِ .
- وفي حديث أبى دُجَانَة، رضي الله عنه: "رَأيتُ إنساناً يَحمِشُ النَّاسَ".
: أي يَسوقُهم بغَضَب. يقال: حَمِش الشَّرُّ: اشْتَدّ، وأَحمَشْتُه أنا، وتَحمَّش لفُلانٍ: غَضِبَ، مِنْ إحْماشِ النَّارِ.
ح م ش

إمرأة حمشة الساقين، وقد حمشت ساقها حموشة دقت، وحمشت حمشاً. قال:

شوهاء خلقتها في وجهها نمش ... في عينها عمش في ساقها حمش

وأوترا حمشة. وأحمشت القدر: أحميتها بدقاق الحطب حتى غلت غلياناً شديداً، هذا أصله، ثم كثر حتى استعمل في إشباع الوقود. قال القرزدق:

وقدر كحيزوم النعامة أحمشت ... بأجذال مرخٍ زال عنها هشيمها

وسمع به ميسرة، فقال: وما حيزوم النعامة! والله ما يشبع الفرزدق، ولكنّي أقول:

وقدر كجوف الليل أحمشت عليها ... ترى الفيل فيها طافياً لم يفصل

ومن المجاز: أحمشته: أغضبته. واستحمش عليه: اتقد غضباً. واحتمش الديكان: اقتتلا.
حمش
حمَشَ يَحمُش، حَمْشًا وحَمْشةً، فهو حامش، والمفعول مَحْموش
• حمَش القوْمَ: هيَّجَهم وأغضَبَهم. 

حمِشَ يَحمَش، حَمَشًا، فهو حَمِش
• حمِش الرَّجُلُ: غضِب ° حمِش الشَّرُّ: اشتدّ. 

حَمْش [مفرد]: مصدر حمَشَ. 

حَمَش [مفرد]: مصدر حمِشَ. 

حَمِش [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حمِشَ. 

حَمْشَة [مفرد]: مصدر حمَشَ. 

حمش

1 حَمِشَ, (A, K,) aor. ـَ inf. n. حَمْشٌ and حَمَشٌ, (K,) He (a man) became slender in the shanks. (A, K.) b2: حَمِشَ عُظَيْمُ سَاقِهِ, aor. ـَ (Msb;) and حَمِشَتْ قَوَائِمُهُ, or حَمَشَتْ; (accord. to different copies of the S;) and حَمِشَتِ السَّاقُ, inf. n. حَمْشٌ; (so in a copy of the A;) or حَمَشَتِ السَّاقُ, aor. ـِ (K;) and حَمُشَت, (Lh, A, K,) aor. ـُ inf. n. حُمُوشَةٌ (A, K) and حَمَاشةٌ, (TA,) The small bone of his shank, (Msb,) and his legs, (S,) and the shank (A, K) of a woman, (A,) became slender. (S, A, Msb, K) And the like is said, metaphorically, of the whole body. (TA.) You say also, الوَتَرُ ↓ استحمش The bow-string became slender: and its being so is better. (TA.) 10 إِسْتَحْمَشَ see the last sentence above.

حَمْشٌ: see the next paragraph, throughout.

حَمِشٌ: see the next paragraph, throughout.

حَمِيشٌ: see the next paragraph, throughout.

أَحْمَشُ السَّاقَيْنِ Slender in the shanks, applied to a man; (S, K) as also الساقين ↓ حَمْشُ, (S, Mgh, Msb, K,) and ↓ حَمِيشُهُمَا: (TA:) and so الساقين ↓ حَمْشةُ, applied to a woman. (A.) and الخِلْقَةِ ↓ حَمْشُ (tropical:) Slender in make, applied to a man. (TA.) أَحْمَشُ also signifies Slender, applied to the small bone of the shank: (Msb:) and so حَمْشَآءُ [the fem.], and ↓ حَمْشَةٌ, and ↓ حَمِيشَةٌ, applied to the shank (سَاق), and to the fore arm (ذِرَاع), and to the legs (قَوَائِم): and [the pls.]

حُمْشٌ (TA) and حِمَاشٌ, (K,) applied to shanks (سُوق): (K, TA:) and ↓ حَمِشٌ, and ↓ حَمْشٌ, and ↓ مُسْتَحْمِشٌ, applied to a bow-string; (K, * TA;) the last on the authority of Ibráheem El-Harbee; (TA;) and each of the last three epithets with ة added, applied to bow-strings. (K, * TA.) Yousay also ↓ لِثَةٌ حَمِشَةٌ A gum having little flesh: (K:) or a thin gum. (TA.) مُسْتَحْمِشٌ: see أَحْمَشُ.
(ح م ش)

حَمَشَ الشَّيْء: جمعه.

والحَمَشُ والحُمُوشَةُ والحَماشَةُ: الدقة. ولثة حَمشَةٌ، دقيقة حَسَنَة. وَهُوَ حَمْشُ السَّاقَيْن والذراعين، وحَمِشُهُما واحْمَشُهُما. وذراع حَمْشَةٌ وحَمِشَةٌ وحَمْشاءُ، وَكَذَلِكَ السَّاق والقوائم. قَالَ يصف براغيث:

وحُمْشِ القوائمِ حُدْبِ الظُّهُو ... رِ طَرَقْنَ بلَيْلٍ فأرَّقْنَنِي وحَمَشَتْ قوائمه، وحَمُشَتْ: دقَّتْ، عَن الَّلحيانيّ، وَقَالَ:

كأنَّ الذُبابَ الأزرقَ الحُمْشَ وسْطَها ... إِذا مَا تَغَنُّى بالعَشِيَّاتِ شارِبُ

ووتر حَمْشٌ ومُسْتَحْمِشٌ، دَقِيق. وَالْجمع من كل ذَلِك حِماشٌ وحُمُشٌ.

وحَمِشَ الشَّرّ، اشْتَدَّ. واحتَمَشَ القرنان، اقتتلا، وَالسِّين لُغَة. وحَمَشَ الرجل حَمْشا وأحْمَشَه فاستَحْمَشَ، أغضبهُ فَغَضب. وَالِاسْم الحِمْشَةُ والحُمْشَةُ.

وأحْمَشَ القدْرَ وأحْمَشَ بهَا، أشْبع وقودها، قَالَ ذُو الرمة:

كَساهُنَّ لوْنَ الجُونِ بعد تَعَيُّسٍ ... لِوَهْبِينَ إحْماش الوَلِيدَةِ بالقِدْرِ

وأحْمَشَ الشَّحْم وحَمَّشَه، أذابه بالنَّار حَتَّى كَاد يحرقه. قَالَ:

كأنَّه حِينَ وهى سِقاؤُهُ

وانحلَّ من كُلِّ سَمَاءٍ ماؤُهُ

حَمُّ إِذا أحْمَشَه قَلاَّؤُهُ

كَذَا روى ابْن الْأَعرَابِي: ويروى: حمَّشَه.

حمش: حَمَشَ الشيءَ: جَمَعَه. والحَمْش والحُمُوشة والحَماشة:

الدِّقَّة. ولِثَةٌ حَمْشَة: دقيقة حَسَنة. وهو حَمْشُ الساقَيْن والذّراعَيْن،

بالتسكين، وحَمِيشُهما وأَحْمَشُهما: دقيقُهما؛ وذراع حَمْشَة وحَمِيشة

وحَمْشاء وكذلك الساق والقوائم. وفي حديث الملاعنة: إِن جاءت به حَمْشَ

الساقين فهو لِشَريك؛ ومنه حديث عليّ في هدم الكعبة: كأَني برجل أَصْعَلَ

أَصْمَعَ حَمْش الساقين قاعدٌ عليها وهي تُهْدم؛ وفي حديث صفية: في ساقَيه

حُمُوشة؛ قال يصف براغيث:

وحُمْش القَوائِم حُدْب الظُّهور،

طَرَقْنَ بِلَيْلٍ فأَرَّقْنَني

وحَمَشت قوائمه وحَمُشَت: دَقَّت؛ عن اللحياني قال:

كأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها،

إِذا ما تَغَنَّى بالعَشِيَّات شارب

الليث: ساقٌ حَمْشة، جَزْمٌ، والجمع حُمْش وحِماش، وقد حَمُشَت ساقُه

تَحْمُش حُمُوشة إِذا دقّت؛ وكان عبد اللَّه بن مسعود حَمْشَ الساقين. وفي

حديث حدّ الزنا: فإِذا رجل حَمْش الخَلْق، استعاره من الساق للبدن كله

أَي دقيق الخِلْقة. وفي حديث هند قالت لأَبي سفيان: اقْتُلوا الحَمِيت

الأَحْمَش؛ قالته في معرض الذم. ووترٌ حَمْشٌ وحَمِشٌ ومُسْتَحْمِش: دَقيق،

والجمع من ذلك حِماش وحُمْش، والاستِحْماش في الوَتَر أَحسنُ؛ قال ذو

الرمة:

كأَنَّما ضُرِبَتْ قُدَّام أَعْيُنِها،

قُطْنٌ بمُسْتَحْمِش الأَوْتارِ مَحْلوج

قال أَبو العباس: رواه الفراء:

كأَنَّما ضَرَبَتْ قُدَّامَ أَعْيُنِها

قطناً بمُسْتَحْمِش الأَوْتار مَحْلوج

وحَمِش الشرُّ: اشتدَّ، وأَحْمَشْتُه أَنا. واحْتَمَشَ القِرْنان:

اقتتلا، والسين لغة. وحَمَش الرجلَ حَمْشاً وأَحْمَشَه فاستَحْمَش: أَغْضَبَه

فغضب، والاسم الحَمْشة والحُمْشة. الليث: يقال للرجل إِذا اشتدّ غضبُه قد

استَحْمَش غضباً؛ وأَنشد شمر:

إِنِّي إِذا حَمَّشَني تَحْمِيشي

واحْتَمَش واستَحْمَش إِذا التَهَب غضباً. وفي حديث ابن عباس: رأَيت

عليّاً يوم صِفِّين وهو يُحْمِشُ أَصحابَه أَي يُحرِّضُهم على القتالِ

ويُغْضِبُهم. وأَحْمَشْتُ النارَ: أَلْهَبْتُها؛ ومنه حديثُ أَبي دُجانَة:

رأَيتُ إِنساناً يُحْمِشُ الناسَ أَي يَسُوقُهم بِغَضَبٍ، وأَحْمَشَ

القِدْرَ وأَحْمَشَ بها: أَشْبَعَ وَقُودَها؛ قال ذو الرمة:

كساهُنّ لَوْنَ الجَوْنِ، بعد تَعَيُّسٍ

لِوَهْبِينَ، إِحْماشُ الوَلِيدة بالقِدْرِ

(* قوله «بعد تعيس» في الشارح تغبس بالمعجمة والموحدة.)

أَبو عبيد: حَشَشْت النارَ وأَحْمَشْتُها؛ وأَنشد بيت ذي الرمة

أَيضاً:... إِحماش الوليدة بالقدر.

وأَحْمَشْت الرجلَ: أَغضَبْتُه، وكذلك التَّحْمِيشُ، والاسمُ الحِمْشَةُ

مثْل الحِشْمةِ مقْلُوب منه. واحْتَمَشَ الدِّيكانِ: اقْتَتَلا.

والحَمِيشُ: الشحْمُ المُذابُ. وأَحْمَشَ الشحْمَ وحمَّشَه: أَذابَهُ بالنارِ

حتى كاد يُحْرِقُه؛ قال:

كأَنَّه حِينَ وهَى سِقاؤُه،

وانْحَلَّ من كلِّ سماءٍ ماؤُه،

حَمٌّ إِذا أَحْمَشَه قَلأوُه

كذا رواه ابن الأَعرابي، ويروى حَمَّشَه.

حمش
. حَمَشَهُ: جَمَعَهُ، كحَمَّشَهُ تَحْمِيشاً، أَنشد ابنُ دُرَيْدٍ رَجَزَ رُؤْبَة:
(أُولاَكَ حَمَّشْتُ لَهُمْ تَحْمِيشيِ ... قَرْضِي وَمَا جَمَّعْتُ مِن خُرُوشِي)
أَيْ كَسْبِي، ويَرْوَى تَحْبِيشِي، وتَحْفِيشِي. وحَمَشَهُ حَمْشاً: أَغْضَبَه، عَن الزَّجَاجِ، كأَحْمَشَهُ، فاسْتَحْمَشَ: غَضِبَ، والاسْمُ الحَمْشَة، مِثلُ الحَشْمَةِ، مَقْلُوبٌ مِنْهُ، وكَذلكَ التَّحْمِيشُ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، رَحِمَهُ الله تَعَالَى، وَهُوَ مَجَازٌ. وحَمَشَ القَوْمَ: ساقَهُم بغَضَبٍ. وحَمِشَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ، حَمَشَاً بالتَّحْريكِ، وحَمْشَةً، بالفَتْح: غَضِبَ، كتَحَمَّشَ. وقالَ اللّيْثُ: يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا اشْتَدَّ غَضَبُه: قد اسْتَحْمَشَ غَضَباً، وقالَ ابنُ فَارِسٍ: اسْتَحْمَشَ الرَّجُلُ، إِذا اتَّقَدَ غَضَباً، وكَذلِكَ احْتَمَشَ.
وحَمِشَ الشَّرُّ: اشْتَدَّ، وأحَمَشتَهُ أَنَا. وحَمِشَ الرَّجُلُ حَمْشاً، بالفَتْح، وحَمَشاً، بالتَّحْرِيك صارَ دَقِيقَ السّاقَيْنِ، فَهُوَ أَحْمَشُ السّاقَيْنِ، وكذَا الذِّراعَيْنِ، وحَمْشُهُمَا، بالفَتْح، وحَمِيشُهُمَا دَقِيقُهُمَا، وسُوقٌ حِمَاشٌ، وحُمْشٌ، وَفِي حَدِيثِ المُلاَعَنة إِن جاءَتْ بهِ حَمْشَ السّاقَيْن فهُوَ لشَرِيكٍ. وَقَالَ الشاعِرُ يَصِفُ بَراغِيثَ:
(وحُمْشِ القَوَائِمِ حُدْبِ الظُّهورِ ... طَرَقْنَ بِلَيْلٍ فَأَرَّقْنَنِي)
وقالَ غَيْره:
(كَأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها ... إِذا مَا تَغَنَّى بالعَشيّات شَارِبُ)
وقَدْ حَمشَتِ السّاقُ، وكَذا القَوَائمُ، كضَرَبَ، وكَرُمَ، الأَخيرُ عَن اللِّحْيَانيّ، حُمُوشَةً، بالضَّمِّ،)
وحَمَاشَةً، بالفَتْحِ، أَيْ دَقَّت، وقَدْ اسْتُعِيرَ من الساقِ للْبَدَنِ كلِّه، وَمِنْه حَدِيثُ حَدِّ الزِّنَا فإذَا رَجُلٌ حَمْشُ الخِلْفَةِ أَيْ دَقِيقُها. وحِمَاشٌ، ككِتَابٍ: ابنُ الأَبْرَشِ الكِلابِيّ، المُقْعَدُ: شاعِرٌ، ذكرَه الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار، فِي كتابِ النَّسَب ولِثَةٌ حَمْشَةٌ، كزَنِخَةٍ: قَليلَةُ اللَّحْمِ، وقِيلَ: دَقِيقَةٌ حَسَنَةٌ. ووَتَرٌ حَمِشٌ، ككَتِفٍ، وحَمْشٌ، بالفَتْحِ، ومُسْتَحْمِشٌ: رَقِيق، الأَخِيرُ عَن إِبراهِيمَ الحَرْبِيّ، وأَوْتَارٌ حَمِشَةٌ، وحَمْشَةٌ ومُسْتَحْمِشَةٌ والجَمْع حِمَاشٌ، وحُمْشٌ، والاسْتِحْمَاشُ فِي الوَتَرِ أَحْسَنُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(كَأَنَّمَا ضُرِبَتْ قُدّامَ أَعْيُنَها ... قُطْنٌ لِمُسْتَحِمِشِ الأَوْتَارِ مَحْلُوجِ)
ورَواهُ الفَرّاءُ: قُطْناً بمُسْتَحْصِدِ. والحَمِيشُ، كأَمِيرٍ: الشَّحْمُ المُذَابُ. وَقد أَحْمَشَ القِدْرَ، وأَحْمَشَ بهَا: أَحْمَاهَا بدُقَاقِ الحَطَبِ حَتَّى غَلَتْ شَدِيداً، هَذَا أَصْلُه، ثمّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِي مَعْنَى أَشْبَعَ وَقُودَها، قالَ ذُو الرُّمَّة:
(كَسَاهُنَّ لَوْنَ الجَوْنِ بَعْدَ تَغَبُّسٍ ... لِوَهْبِينَ إِحْمَاشَ الوَلِيدَةِِ بالقِدْرِ)
وأَحْمَشَ النّارَ: قَوَّاهَا بالحَطَبِ، كحَشَّهَا، نَقَلَه أَبو عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ قولَ ذِي الرًّمَّةِ هَذَا، وقالَ غَيْرُهُ: أَلْهَبَها. وأَحْمَشَ القَوْمَ: حَرَّضَهُمْ علَى القِتَال، وأَغْضَبُهمْ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عبّاس، رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُمَا رأَيْتُ عَلِيَّاً يَوْمَ صِفّينَ وَهُوَ يُحْمِشُ أَصْحَابَه، وانظرْ بَقِيَّتَه فِي العُبَابِ فإِنَّهُ نَفِيسٌ جدّاً. واحْتَمَشَ الدِّيكَانِ: اقْتَتَلاَ وهاجَا، كاحْتَمَسَا، بالسِّين، قالَهُ يعْقُوب، وهُوَ مَجاز. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: ذِراعٌ حَمْشَةٌ، وحَمِيشَةٌ وحَمْشَاءُ، وكَذلِكَ السّاقُ والقَوَائِمُ. واحْتَمَشَ القِرْنَانِ: اقْتَتَلاَ. واحْتَمَشَ: الْتهَبَ غَضَباً. والحَمِيشُ، كأَمِيرٍ: التَّنُّورُ، نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ، والسِّين لُغَة فِيهِ.
وأَحْمَشَ الشَّحْمَ وحَمَّشَه: أَذابَه بالنَّار حَتّى كادَ يُحْرِقُه، قَالَ: كَأنَّهُ حينَ وَهَى سِقَاؤُهُ وانْحَلَّ من كُلِّ سَمَاءٍ ماؤُهُ حَمٌّ إذَا أَحْمَشَهُ قَلاَّؤُهُ كَذَا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ، ويُرْوَى: حَمَّشَه. ومَحْمِشٌ، كمَجْلِسٍ: لَقَبُ جَمَاعَةٍ من أَهْلَ نَيْسَابُور، أَشْهَرُهم: الإِمَامُ أَبو طَاهِرٍ، محمّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِشٍ الزِّيادِيُّ الفَقِيهُ النَّيْسَابُورِيُّ، رَوَي عَن أَبي بَكْرٍ القَطَّانِ وغَيْرِه، تُوُفِّي سنة، وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ الرَّحْمَة عَن أَبي حامدٍ البَزّازِ وغيرِه. وأَبُو حَمِيشٍ، كأَمِيرٍ: كُنْيَةُ قَاضِي عَدَنَ، جَمَالِ الدِّيْنِ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بن عَبد اللهِ، شارِحِ الحَاوِي، مَاتَ سنة. وتَحَمَّشَ بَنُو فُلاَنٍ لِفُلانٍ، إِذا غَضِبُوا لَهُ أَجْمَع. والأَحْمَشُ: الأَغْضَبُ.)

عشرق

عشرق: عِشْرق: انظر ابن البيطار (2: 194) وعشبة مَارِسْتِفانوس. (بوشر) وفيه عشرف (وهو من خطأ الطباعة.

عشرق


عَشْرَقَ
a. Was, became green, verdant.

عِشْرِق
عِشْرِقَة
(pl.
عَشَاْرِقُ)
a. A medicinal plant.
[عشرق] العشرق بالكسر: نبت. قال الاعشى: تَسمعُ للحَلي وَسْواساً إذا انصرفتْ كما استعانَ بِريح عِشْرِقٌ زَجِلُ

عشرق: العِشْرِقُ: شجر، وقيل نبت، واحدته عِشْرِقَة. قال أَبو حنيفة:

العِشْرِقُ من الأَغْلاثِ وهو شجر يَنْفَرِشُ على الأَرض عريض الورق وليس

له شوك ولا يكاد يأْكله شيء إِلا أَن يصيب المِعْزى منه شيئاً قليلاً؛ قال

الأعشى:

تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً إِذا انْصَرَفَتْ،

كما استعان بريحٍ عِشْرِقٌ زَجلُ

قال: وأَخبرني بعض أَعراب ربيعة أَن العِشْرِقَةَ ترتفع على ساق قصيرة

ثم تنتشر شُعَباً كثيرة وتُثْمِر ثمراً كثيراً، وثمرها سِنْفُها، في كل

سِنْفَةٍ سطران من حب مثل عَجَمِ الزبيب سواء، وقيل: هو مثل حب الحِمَّصِ

وهو يؤكل ما دام رطباً ويطبخ، وهو طيب؛ وقوله:

كأَن صَوْتَ حَلْيها المُناطِقِ

تَهَزُّجُ الرِّياح بالعَشارِقِ

إِما أَن يكون جمع عِشْرقَة، وإِما أَن يكون جمع الجنس الذي هو

العِشْرِقُ، وهذا لا يطَّرد.

وعُشارِق: اسم، وقيل مكان.

قال الأَزهري: العِشْرِقُ من الحشيش وَرَقة شبيه بورق الغارِ

إِلا أٍَنه أَعظم منه وأَكبر، إِذا حركته الريح تسمع له زَجلاً وله

حَمْل كحَمْل الغارِ

إِلا أَنه أَعظم منه. وحكي عن ابن الأَعرابي: العِشْرِقُ نبات أَحمر طيب

الرائحة يستعمله العرائس، وحكى ابن بري عن الأَصمعي: العِشْرِقُ شجرة

قدر ذراع لها حب صغار إِذا جف صوتت بمَرِّ الريح.

عشرق

Q. 1 عَشْرَقَ, said of a plant, or of herbage, and [عَشْرَقَت] said of land, It became green. (Ibn-'Abbád, O, K.) عِشْرِقٌ A certain plant, (S, K,) of the [kind of plants called] أَغْلَاث, the grain of which is good for the piles, and for generating milk, and blackens the hair, (K,) or the leaves whereof, which are like those of the عِظْلِم, intensely green, blacken the hair when it is dressed therewith, and cause it to grow: (TA:) n. un. with ة: (K:) Aboo-Ziyád says, it is of the [kind of plants called]

أَغْلَاث, and is a tree [or plant] that spreads upon the ground, having thick [in the TA wide] leaves, and not having thorns, and is scarcely, or never, eaten by anything but the goats, which take some little thereof, except its grain, for this is eaten: some of the Arabs call it فَنًا; and when a grain thereof falls upon the ground and dries, it becomes red as though it were a bit of red wool: sometimes, he says, the women use its leaves in combing and dressing their hair, which it blackens, and causes to grow: he says also, an Arab of the desert, of Rabee'ah, informed me that the عِشْرِقَة rises upon a short stem, then spreads into many branches, and bears numerous fruits, which are long, broad pods, in every one of which pods are two rows of grains exactly like the stones of raisins, and these are eaten while fresh, and are cooked, and are pleasant in taste; and when the wind blows, those pods become in a state of commotion, being suspended by slender stalks, so that they make a rustling sound, and you hear, in the valley in which they are found, a low and confused sound, which frightens the camels; and the serpents do not make their abode in that valley, fleeing from the sound: its leaves are like those of the عِظْلِم, intensely green; and its grain is white, pleasant to the taste, easily broken, unctuous, and hot; good for the piles: Aboo-Ziyád also says that the عِشْرِق and سَنًا [i. e. senna] are like each other, except that the leaves of the latter are thin; also, that an Arab of the desert, of the Benoo-Asad, told him that the blossom of the عِشْرِق inclines to whiteness; and that the places of its growth were said by some to be the rugged tracts: (O:) Az says that it is a herb of which the leaves and produce are like those of the غَار [or bay], except in being larger: IAar, that it is a red plant, of sweet odour, used by the brides: and IB, from As, that it is a cubit in height, having small grains, and, when dry, producing a sound by reason of the passage of the wind: (TA:) [Forskål (in his Flora Aegypt. Arab. pp. cxi. and 86) mentions it as a species of cassia:] عَشَارِقُ is pl. of عِشْرِقَةٌ, or of the gen. n. عِشْرِقٌ. (TA.) Quasi عشرن Q. Q. 1 عَشْرَنَهُ: see art. عشر.
عشرق
العِشْرِق، كزِبْرِج: شجَر، وَقيل: نبْت. وَقَالَ أَبُو حَنيفَة: العِشْرق من الأغْلاثِ ينْفَرِشُ على وجْهِ الأَرْض، عَريضُ الوَرَق، وَلَيْسَ لَهُ شوْكٌ، وَلَا يكادُ يأكُلُه شيْءٌ إلاّ أَن يُصيبَ المِعْزَى مِنْهُ شيْئاً قَليلاً. قَالَ الأعْشى:
(تَسْمَعُ للحَلْي وسْواساً إِذا انْصَرَفَت ... كَمَا اسْتَعانَ بريحٍ عِشْرِقٌ زجِلُ)
قَالَ أَبُو زِياد: وأخبَرني أعرابيٌّ من رَبيعَةَ أنّ العِشْرِقَة ترتَفِعُ على ساقٍ قَصيرة، ثمَّ تنتَشِر شُعَباً كَثِيرَة، وتُثمِر ثمَراً كَثيراً، وثمره سِنْفَةٌ، وَهِي خرائِطُ طوالٌ عِراضٌ، فِي كل سِنْفَة سَطْران من حَبٍّ مثْل عجْمِ الزّبيب سَواء. فيؤْكَل مادام رَطْباً، وَإِذا هبّت الريحُ فلَقَت تِلْكَ السِّنْفَة، وَهِي مُعلَّقة بالشّجَر بعَلائِق دِقاق، فتخَشْخَشَت، فسَمِعْتَ للوادِي الَّذِي يكونُ بِهِ زجَلاً ولَجّة تُفْزِعُ الْإِبِل، قَالَ: وَلَا تأوِي الحيّاتُ بوادِي العِشْرِق، تهْرَبُ من زَجَلِه. وحَبُّه أبيضُ طيِّبٌ هشٌّ دسِمٌ حارٌّ نافِعٌ للبَواسير، زَاد غيرُه: وتوْلِيد اللّبَن، وورقُه مثلُ ورَق العِظْلِم شَديدُ الخُضرة يُسَوِّدُ الشّعَر ويُنبِتُه إِذا امتُشِطَ بِهِ. وَمثله قولُ أبي عَمْرو. وَقَالَ الأزهريّ: العِشْرِقُ من الحَشيشِ ورقُه شَبيهٌ بورَقِ الغارِ، إِلَّا أنّه أعْظَمُ مِنْهُ وأكْبَر، وَله حمْلٌ كحَملِ الْغَار، إِلَّا أنّه أعظَم مِنْهُ، وحَكَى عَن ابنِ الْأَعرَابِي: العِشْرِقُ: نباتٌ أحْمَر طيِّب الرائِحة، يستَعْمِله العَرائِسُ. وحَكى ابنُ بَرّي عَن الأصْمَعيّ، العِشْرِق: شجَرة قدْرَ ذِراعٍ لَهَا حَبٌّصِغار، إِذا جفّ صوّتَت بمَرِّ الرّيح.
قَالَ أَبُو زِياد: وزَعم بعضُ الرّواةِ أنّ مَنابِتَ العِشْرِق الغِلَظُ. وَقَالَ أَبُو حَنيفة: واحِدَته بِهاءٍ.
وَأما قولُ الرّاجِز: كأنّ صوتَ حَلْيِها المُناطِقِ تَهَزُّجُ الرِّياحِ بالعَشارِقِ)
إمّا أنْ يكونَ جمْعَ عِشْرِقَةٍ، وإمّا أَن يكون جمْع الجِنْسِ الَّذِي هُوَ العِشْرِق وَهَذَا لَا يطّرِدُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: عَشْرَقَ النّبْتُ والأرضُ أَي: اخْضَرّا. وعُشارِقُ بالضّمّ: اسمٌ، أَو: ع، الْأَخير عَن ابنِ دُرَيْد.
عشرق: العِشْرِقُ: حَشيش وَرَقُه شبيه بوَرَق الغار إلاّ أنَّه أعظم، إذا حَرَّكَتْه الرِّيحُ سَمِعتَ له زَجَلاً شديداً، قال الأعشى: تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت ... كما استعان بريح عِشْرِقٌ زَجِلُ

ويقال: هي شَجَرة كشَجَرة الباقِلَّى لها سِنْفَة كسِنْفِة الباقِلَّى وهو وِعاء حَبِّهِ، أي قِشره عليه، وقال :

لولا الأماضيحُ وحَبُّ العِشْرِقِ ... لَمِتُّ بالنَّزْواءِ مَوتَ الخِرْنِقِ

خَصَّ الخِرْنِق لأنّه يموتُ سريعاً.

عسد

عسد


عَسَدَ
( n. ac. )
a. Let out.
b. Twisted firmly.
c. Lay with.
عسد
العَسْدُ: لُغَة في العَزْد، وهو الجِماع.
والعِسْوَد: دُوَيبةٌ بَيْضاءُ في الرمْل يُقال لها: بِنْتُ نَقَا، والجَمْعُ: العِسْوَدّاتُ والعَسَاوِدُ. وهو الحيةُ العظيمة أيضاً.
الْعين وَالسِّين وَالدَّال

عَسَدَ الْحَبل يَعْسِدُه عَسْداً: أحكم فتله.

والعَسْد: لُغَة فِي العزد، وَهُوَ الْجِمَاع.

وجمل عِسْوَدّ: قوي شَدِيد. وَكَذَلِكَ الرجل.

والعِسْوَدَّة: دُوَيْبَّة بَيْضَاء، كَأَنَّهَا شحمة، يُقَال لَهَا بنت النقا، يشبه بهَا بنان الْجَوَارِي. وَقيل: العِسْوَدَّة: تشبه الحكأة، أَصْغَر مِنْهَا، وأدق رَأْسا، سَوْدَاء غبراء. وَقيل: العِسْوَدُّ: دساس يكون فِي الأنقاء.

وتفرق الْقَوْم عُسادَيات: أَي فِي كل وَجه.

عسد: عَسَدَ الحبْلَ يَعْسِدُه عَسْداً: أَحكم فتله.

والعَسْدُ: لغة في العَزْد، وهو الجماع، كالأَسْد والأَزْد. يقال:

عَسَدَ فلانٌ جاريتَه وعزَدَها وعَصَدَها إِذا جامعها.

وجمل عِسْوَدٌّ: قوي شديد، وكذلك الرجل.

والعِسْوَدَّةُ: دُوَيبَّة بيضاء كأَنها شحمة يقال لها بنت النَّقا تكون

في الرمل، يشبه بها بَنانُ الجواري، ويجمع عَساوِدَ وعِسْوَدّاتٍ. قال

ابن شميل: العسودُّ، بتشديد الدال: العَضْرَفوطُ. وقال الأَزهري: بنت

النقا غير العضرفوط لأَن بنت النقا تشبه السمكة، والعَضْرفُوطُ من العِظاءِ

ولها قوائم؛ وقيل: العِسْوَدَّة تشبه الحُكَأَة أَصغر منها وأَدق رأْساً

سوداء غبراء؛ وقيل: العِسْوَدُّ دَسَّاسٌ يكون في الأَنقاء. ابن

الأَعرابي: العسودّ والعربدّ الحية. قال الأَزهري وقال بعضهم: العَسْدُ هو البَبْر

وأَنا لا أَعرفه.

وتفرَّق القومُ عُسادَياتٍ أَي في كل وجه.

عسد
: (عَسَدَ يَعْسِدُ) ، أَهمَلَه الجوهريُّ، وَهُوَ من حدِّ ضَرَب: (سارَ) فِي الأَرضِ، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخ، وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح، وَقع فِيهِ. وَذَلِكَ أَنَّ ابنَ دُرَيْدٍ قَالَ فِي الجمهرة) . والعَسْد أَيضاً: البَبْر. فَصحَّفَه المصنِّف بالسَّيْرِ، ثمَّ اشتَقَّ مِنْهُ فِعْلاً فَقَالَ: عَسَد يَعْسِدُ، إِذا سَار. وَلم أَرَ لأَحدٍ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ ذِكْرَ العَسْدِ بِمَعْنى السَّيْر، وإِنما هُوَ البَبْر. فتأَمَّل، وأَنْصِفْ.
(و) قَالَ ابنُ دُرَيْد: عَسَدَ (الحَبْلَ) يَعْسِدُه: (فَتَلَه فَتْلاً شَدِيداً (قَالَ: وهاذا هُوَ الأَصلُ فِي العَسْدِ.
(و) عَسَدَ (جارِيَتَهُ) يَعْسِدها عَسْداً: (جامَعَها) لغةٌ فِي: عَزَدَ، عَن ابْن دُرَيْد. وَيُقَال: عَصَدَهَا وعَزَدَهَا.
(والعِسْوَدُّ، كَقِثْوَلَ) ، أَي بكسْر فَسُكُون ففَتْح فتَشْديد الّلام: (العَضْرَفُوطُ) ، قالَه ابْن شُمَيْلٍ، قَالَ الأَزهريُّ والعَضْرَفوطُ (من العِظاءِ) ، وَلها قوائِمُ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: العِسْوَدُّ والعِرْبَدِّ (الحَيَّةُ) .
(و) العِسْوَدُّ: (القَوِيُّ الشَّدِيدُ) من الأَجْمَال والرِّجال، يُقَال: جَمَلٌ عِسْوَدٌّ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ، وكذالك الرَّجُل.
(و) العسْوَدَّةُ (بهاءٍ: دُوَيْبَّة بَيضاءُ) كأَنَّها شَحْمةٌ، تكون فِي الرَّمْلِ (يُشَبَّهُ بهَا بنانُ العَذارَى، ج: عَسَاوِدُ وعِسْوَدَّاتٌ، وتُكَنَّى بِنْتَ النَّقَا) أَي تُلَقَّب بِهِ.
قَالَ شيخُنَا: وهاذا بِناءً على مَا اشْتَهَرَ عِنْد المتأَخِّرين من أَنَّ الكُنْيَةَ مَا صُدِّر بأَبٍ أَو أُمَ، أَو ابنٍ أَو بِنْت وإلَّا فالأَكْثَرُ من الأَقْدَمِين يُخَرِّجُون مثْل هاذا على اللَّقَبِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: بِنْتُ النُّقَا غيرُ العَضْرَفُوطِ، تُشْبِه السَّمَكَةَ. وَقيل: العِسْوَدَّةُ تُشْبِه الحُكَأَةَ، أَصغَرُ مِنْهَا، وأَدقُّ رأْساً، سَوْداءُ غَبْراءُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العَسْد: هُوَ البَبْر، نقلَه ابنُ دُرَيد. وَقَالَ الأَزهريُّ: وأَنا لَا أَعرِفه.
والعسْوَدّ: دَسّاسٌ تكون فِي الأَنقاءِ.
زتَفرَّقَ القَوْمُ عُسادَيَاتٍ، أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ.
باب العين والسين والدال معهما ع س د- ع د س- س ع د- د ع س- س د ع- د س ع

عسد: العَسْدٌ لغةٌ في العَزْدِ، كالأسد والأزد. والعِسْوَدَّةُ: دُوَيَّبة بيضاء كأنّها شحمة يقال لها: بنت نقا، تكون في الرّمل يُشبَّه بها بنان الجواري، ويجمع على عِسْوَدّات وعَساوِد. قال زائدة: هي على خلق العظاء إلاّ أنها أكثر شحماً من العظاء وإلى السواد أقرب.

عدس: العَدَس: حبوب. الواحدة عَدَسة. والعَدَسُ: بثرة من جنس الطّاعون قلما يُسلم منها، وبها مات أبو لهب. عُدِس فهو مَعْدوس، كما تقول: طعن فهو مطعون. عَدَسْ: زجرٌ للبغال، وناس يقولون: حدس. ويقال: إنّ حدساً كانوا بغّالين على عهد سُلَيْمانَ بن داودَ عليه السّلام يعنفون على البغال عنفاًُ شديداً، والبغل إذا سمع باسم حدس طار فَرَقاً مما يلقَى منهم، فلهج الناس بذلك. والمعروف عدس. وعَدَس: قبيلة من تميم.

سعد: السَّعْدُ: نقيضُ النَّحْس في الأشياء يومُ سَعْدٍ ويومُ َنْحسٍ، وسَعْدُ الذّابح، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأخْبية، نجومٌ من منازل القمر وهي بروج الجدي والدّلو. وسَعِدَ فلانٌ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادةً فهو سعيد ويجمع سُعَداء، نقيض أشقياء وتقول: أَسْعَدُه اللهُ وأسْعَدَ جَدَّه. وإذا كان اسماً لا نعتاً فجمعه سعيدون لا سعداء. وسَعيدُ الأرضِ النّهُر الذي يسقيها. والسّاعد: إحليل خِلْف الناقِة يخرج منه اللبن، ويجمع سواعد، ويقال: هي عروقٌ يجري فيها اللبن إلى الضرع والإحليل. قال حُمَيْد :

وجاءتْ بمعيوفِ الشَّريعةِ مُكْلِعٍ ... أُرِسَّتْ عليهِ بالأكِفّ السواعدُ

قال : لا أشك أن سعيد النهر اشتق منه. والسّاعد: عظم الذّراع ملتقي الزندين من لدن المرفق إلى الرّسغ، وجمعه سواعد. قال :

هو السّاعد الأعلى الذي يُتَّقىَّ به ... وما خيرُ كفٍّ لا تنوء بساعد

ويقال للأسد خاصة: ساعدة. وساعدة قبيلة. والمُساعَدةُ: المُعاوَنة على كل أمرٍ يعمله عامل. والمسعودُ: السعيد. وساعدته فسعدته فهو مسعود، أي: صرت في المساعدة أسعد منه وأعون. والسّعدان: نباتٌ له شوكُ كحسك القُطْب غير أنه غليظ مُفْرْطَح كالفَلكْةَ، ونباته سمّي الحَلَمَةَ، وهو من أفضل المراعي وهو من أحرار البقول. ويقال: الحَلَمَة نبتٌ حسنٌ غير السعدان. وتقول العرب إذا قاست رجلاً برجل لا يشبهه: مرعىً ولا كالسّعدان، وماءٌ ولا كصدّاء . وسَعْدانةُ الثُنْدُوَة: التي في رأس الثّدي، شُبّهت بحَسَكَةِ تلك الشجرة وهو ما استدار من السّواد حول حَلَمَة الثدي من المرأة، ومن ثُنْدُوَة الرّجل. والسُّعَادَى نبات السّعد والسّعد أصله الأسود. والسّعدانة: الحمامة الأنثى، وإن جُمع قيل: سعدانات. والإسعاد لا يستعمل إلا في البكاء والنّوح. قال عمران بن حطان:

ألا يا عينُ ويحكِ أَسعديني ... على تقوى وبرٍّ عاونيني

دعس: الدَّعْسُ: الطعن بالرمح. قال :

اذا دَعَسوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ

وطريقٌ مِدْعاسٌ: دَعَسَتْه القوائم حتى لان، والدَّعْسُ: شدّة الوطء. قال رؤبة:

في رسم آثار ومدعاس دعق

أراد بالدّعق: الدّقع على القلب، وهو التراب. سدع: رجلٌ مِسْدَعٌ: ماضٍ لوجهه نحو الدليل. المِسْدَعُ: الهادي. قال زائدة: وشجاع يصدع بالصاد.

دسع: الدَّسْعُ: خروج جِرَّةِ البعير بِمّرة إذا دَسَعَها وأخرجها إلى فيه. والمَدْسِع: مضيق مولج المريء في عظم ثغرة النّحر، واسم ذلك العظم الدّسيع، وهو العظم الذّي فيه الترقوتان مشدود [ا] بعظم الكاهل. قال:

يرقَى الدسيع إلى هاد له تلع ... في جؤجؤ كمداك الطّيب مجيوب

أي: متّسع، وهو من الجيب. والدّسيعة: مائدة الرّجل إذا كانت كريمة. قال أبو ليلى: الدّسيعة: كلّ مكرمة يفعلها الرّجل. قال :

ضخم الدسيعة حمّال لأثقال

ورجل ذو دسيعة، أي: ذو مكرمة. ودسعت الحجر إذا أخذت دِساماً، وهو شيء على قدر الجحر فسددت بِمرّة، فــدَسَمْــته بدِسام دسمــا . 
[عسد] عَسَدَ المرأة: نكحها، والحبلَ فتله.

علب

علب


عَلَبَ(n. ac.
عَلْب)
a. Marked, cut, notched.
b. Bound a sinew round the hilt of (sword).
c.(n. ac. عَلْب), Was, became hard, rough, coarse, tough.
d. Was tainted (meat).
عَلِبَ(n. ac. عَلَب)
a. see supra
(c) (d).
عَلَّبَa. see I (a) (b).
إِسْتَعْلَبَa. see I (c) (d).
c. Found coarse, tough &c.

عَلْب
(pl.
عُلُوْب)
a. Trace, mark, impression.
b. Stony ground.

عِلْبa. see 1 (b)
عُلْبَة
(pl.
عُلَب عِلَاْب)
a. Skin milking-vessel.
b. Bowl.
c. [ coll. ], Box; snuff-box.

عَلِبa. Hard, coarse, tough; rough.
b. Aged.

عِلْبَآء (pl.
عَلَابِي)
a. Sinew of the neck.

تَشَنَّجَ عِلْبَاؤُهُ
a. He has become old.

عُلْبُوْبَة
a. The best, choice of.
ع ل ب

شنج علباؤه إذا أسنّ وهي عصبة صفراء في صفحة العنق، وهما علباوان، وسيف معلوب ومعلب: مشدود بالعلباء عند قائمه.
(علب) الرجل اتخذ العلبة وصنع العلبة وَالسيف وَنَحْوه علبه وَالشَّيْء حزه وَأثر فِيهِ والفاكهة وَاللَّحم وَالْخضر وَنَحْوهَا وَضعهَا مطبوخة فِي العلب لتحفظ بطريقة خَاصَّة (مج)
ع ل ب : الْعِلْبَاءُ بِالْمَدِّ الْعَصَبَةُ الْمُمْتَدَّةُ فِي الْعُنُقِ وَالْمُخْتَارُ التَّأْنِيثُ فَيُقَالُ هِيَ الْعِلْبَاءُ وَالتَّثْنِيَةُ عِلْبَاوَانِ وَيَجُوزُ عَلْبَاءَانِ وَالْعُلْبَةُ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ عُلَبٌ وَعِلَابٌ. 
(علب)
الشَّيْء عُلَبًا صلب ويبس يُقَال علب اللَّحْم وَاللَّحم تَغَيَّرت رَائِحَته وَالشَّيْء عُلَبًا وعلوبا وسمه وخدشه أَو حزه وَأثر فِيهِ وَالسيف وَنَحْوه حزم مقبضه بعلباء الْبَعِير

(علب) الشَّيْء عُلَبًا علب وَيَده غلظت وَالْحَيَوَان أَخذه دَاء فِي علبائه ورمت مِنْهُ الرَّقَبَة وانحنت وَالسيف تثلم حَده
علب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عمر -] أَنه رأى رجلا بِأَنْفِهِ أثر السُّجُود قَالَ: لَا تَعْلُبْ صُورَتك. يَقُول: لَا تؤثِّر فِيهَا أثرا يُقَال: عَلَبْتُ الشَّيْء أعْلُبه عَلْباً وعُلُوباً إِذا أثّرت فِيهِ [قَالَ ابْن الرِّقاع: (الْكَامِل) . ... يَتْبَعْنَ نَاجِية كأنّ بَدفِّها ... من غَرْضِ نَسْعَتِها عُلوبَ مَوَاسِمِ -] .
علب: عُلْب: واحدته علبة. وهو في اليمن = الشجرة المسماة سِدْر. ففي المستعيني في مادة سدر: وقال (أبو حنيفة) عن ابن زياد أهل اليمن يسمون السدر العُلبة وهي العُلب. (هذا في مخطوطة ن مع الضبط بالحركات)، وفي مخطوطة لا: القلبة وهو القلب، وهذا خطأ. ويرى لين أن كلمة oelb عند فورسكال هي عِلب، وياقوت (3: 710) يضبطها بكسر العين أيضاً.
عُلبةَ: دلو، قادوس، سطل. (بوشر 11: 511 رقم 37، 520).
علبة: حقة، صندوقة. (بوشر، هلو، ألف ليلة 1: 4).
علبة نشوق: حقة عاطوس، حقة برنوطي، منشقة. (بوشر) وانظر زيشر 22: 100 رقم 35).
عُلَبي: صانع الدلاء. (زيشر 11: 511 رق: 37). عُلبي: صناديقي، صانع الصناديق والحقق. (بوشر).
[علب] إنما كانت حلية سيوفهم الأنك و"العلابي"، هي جمع علباء وهي عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل، وهما علباوان يمينًا وشمالًا، وما بينهما منبت عرف الفرس، والجمع ساكن الياء ومشددها، والتثنية علباءان، وكانت العرب تشد على أجفان سيوفهما العلابي الرطبة فتجف عليها وتشد الرماح بها إذا تصدعت فتيبس وتقوى. ك: هو بفتح عين العصب المذكور يشق ويشدد بها أسفل الغمد وأعلاه يجعل موضع الحلية، وقيل: ضرب من الرصاص ولذا قرن بالأنك. نه: ومنه ح: أحسبها سنامًا فإذا هو "علباء" عنق. وفي ح ابن عمر: رأى رجلًا بأنفه أثر السجود فقال: "لا تعلب" صورتك، من علبه إذا وسمه وأثر فيه، والعلب الأثر، يعني لا تؤثر فيها بشدة اتكائك على أنفك في السجود. غ: أي لا تشينن صورتك بشدة انتحائك على أنفك. نه: وفي ح وفاته صلى الله عليه وسلم: وبين يديه ركوة أو "علبة" فيها ماء، هو قدح من خشب وقيل من جلد وخشب يحلب فيه. ومنه ح: أعطاهم "علبة" الحالب.
(علب) - في حديث عُتْبةَ: "كُنتُ أَعمَد إلى البَضْعَةِ أَحسِبُها سَنَامًا، فإذا هي عِلْبَاءُ عُنُقٍ"
قال الأصمَعِيُّ: العِلْباوَان: الصَّفْراوَان اللَّتان تأخذان يَمِينًا وشِمَالًا إلى الكَاهل.
ويُسْتَحبُّ أَن يَكُونَ العِلْباءُ من الفَرَس مُمْتدًّا.
وعَلْبَى يُعَلْبِي: ظَهَرت عَلابِيُّه من الكَبر. وعَلِبَ البَعِيرُ: أَخذَه داءٌ في عِلْبَاوَيْه، وتَشَنَّج عِلْبَاؤُه؛ إذا أسَنَّ، والعُلْبُ: الغَلِيظُ العِلْبَاءِ.
وقال الفَرّاء: الأَصل عِلْبَاىٌ، فَهُمِزَت اليَاءُ حِينَ صارت طرفا خامسة، وكذلك تُهمَز الياء إذا كانت رابعة، مثل غِطَاء وسِقَاء؛ واذا كانت ثالثةً لم تُهْمَز، نحو رايَةٌ ورَايٌ. ومن العرب مَنْ يقول فيها أَيضًا رَاءٌ بالهمز.
وقال محمدُ بنُ زَيد: عِلبَاء، وما كان مِثلُه لا يكون إلا مُذَكَّرا ؛ لأن ما كان على هذا الوَزْن يُلحَق بسِرْدَاح وبِسِرْبَال، وكَذَلك ما كَانَ على هذا الوَزن مَكْسُورَ الأَوّل أو مَضمُومَه، فلا يَكُونُ للتَّأْنِيث أَبدًا، نحو القُوْبَاءُ ؛ لأنه يُلحَق بقُسْطَاس. أَمَّا ما كان مَفتُوحَ الأَوَّلِ فلا يكون للتَّذكير أَبدًا، نحو حَمْراء وصَفْراء.
- في حديث خَالدٍ، رضي الله عنه: "أَعْطَاهُم عُلْبَةَ الحَالِبِ."
وهي قَدَح من خَشَب.
[علب] العَلْب: واحد العُلوب، وهي الآثار. تقول منه: عَلَبْتُهُ أعلُبُهُ بالضم، إذا وسمته أو خدشته، أو أثرت فيه. وقال طرفة: كأن علوب النسع في دأياتها * موارد من خلقاء في ظهر قردد وكذلك التعليب. والعَلِبُ: المكان الغليظ. وطريق مَعْلوب: لاحب. قال بشر:

على كل معلوب يثور عكوبها * والعلباء: عصب العنق، وهما عِلباوان بينهما منبت العُرف. وإن شئت قلت عِلباءان، لأنَّها همزة ملحقة، فإن شئت شبهتها بهمزة التأنيث التى في حمراء، أو بالاصلية التى في كساء. والجمع العلابى. والعلابي أيضا: الرصاص، أو جنسٌ منه . وعَلِبَ البعيرُ، إذا أخذه داءٌ في جانبي عنقه. وعَلَبْتُ السيفَ أعْلُبه عَلْباً، إذا حزمتَ قائمه بعِلباء البعير. والمعلوب: اسم سيف الحارث ابن ظالم المرى. وعلباء: اسم رجل. وقال امرؤ القيس: وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ ويقال: تشنَّج عِلباء الرجل، إذا أسنّ. وتيسٌ عَلِبٌ، وضبٌّ عَلِبٌ، أي مسنٌّ جاسئ. ويقال: عَلِب اللحم بالكسر يَعْلَب، أي اشتدَّ. وعَلِب النبات أيضاً، أي جَسَأ. والعِلاب: وسمٌ في طول العنق، ناقةٌ مُعَلَّبة. والعُلْبة: مِحْلبٌ من جلد، والجمع عُلَب وعِلابٌ. والمُعَلِّب: الذى يتخذ العلبة. قال الكميت يصف خيلا: سقتنا دماء القوم طورا وتارة * صبوحا له اقتار الجلود المعلب والاعلنباء: أن يشرف الرجل ويُشخص نفسه، كما يفعل عند الخصومة والشَتم. يقال: اعْلَنْبى الديك والكلب وغيرهما إذا تنفش شعره. وأصله من علباء العنق، وهو ملحق بأفعنلل بياء. وعليب : اسم واد. ولم يجئ على فعيل بضم الفاء وتسكين العين وفتح الياء شئ غيره.
علب
عَلِبَ النَّبْتُ وغيرهُ عَلَباً؛ فهو عَلِبٌ؛ واسْتَعْلَبَ: جَسَأً. واسْتَعْلَبْتُه: وَجَدْتَه جاسِئاً. والعَلِبُ: الضَّخْمُ المُسِنُّ. وعَلِبَ البَعيرُ عَلَبَاً، فهو أعْلَبُ: لِدَاءٍ يأخُذُ في جانِبَي العُنُق فَتَرِمُ منه.
والعَلَبُ: النَّخلُ، والواحِدَة عَلَبَةٌ ويُقال لِثَمرِها - ويكونُ رَديئاً يابساً -: العَلَبَةُ والعَلَبُ أيضاً. والعَلَبَةُ من الإبل: الكَثيرةُ العَصَب الصُّلْبَةُ. وجاء بإبِلٍ وغَنَمٍ عَلَبٍ، والواحدةُ عَلَبَةٌ وهي التي لا طِرْقَ بها ولا وَلَدَ ولا لَبَن.
والعَلَبُ أيضاً: المَسَانُّ من الإبل، والواحدة: عَلَبَةٌ. والعَلَبَةُ: الدِّبْرَةُ اليابِسة من الأرض، وهي العِلْبَاءُ من الأرض. والعِلْبُ: اليابِسُ من الأرض لا يُنْبِتُ شَيْئاً، وجَمْعُه: عُلُوْبٌ. والعُلُوْبُ: مَنَابِت السِّدْر، الواحِدُ: عِلْبٌ. وعُلْبُوبَةُ كلِّ شَيْءٍ: خِيَارُه. ومَالٌ عُلْبُوبٌ: كَثير. والعُلْبَةُ: كالقَدَح الضَّخْم يُحْلَبُ فيها.
وعَلْبَى: ظَهَرَتْ عَلاَبِيُّه من الكِبَر. والمُعَلْبَاةُ: التي ثُقِبَتْ بالمِدْرى في عِلْبَاوَيْها.
وعَلْبَيْتُه وعَلَبْتُه: قَطَعْتَ عِلْبَاءه: وهي عَصَبُ العُنُق. والمَعْلُوبُ والمُعَلَّبُ: المَشْدود بالعِلْباء. وسَيْفُ الحارِث بن ظالِمٍ كان سَمّاه المَعْلُوبَ، قال: وسَيْفُ الحارِثِ ا
لمَعْلُوْبِ أرْدى ... حَصِيْناً في الجَبَابِرَةِ الرَّدِيْنا
والمَعْلُوبُ: الفَرَسُ الشَّديدُ الخَلْق. وعَلَبْتُ الطَّرِيقَ عَلْباً وعُلُوباً: أثَّرْتَ فيه. وإبِلٌ مُعَلَّبَةٌ: مَوْسُومَة بالعِلاَب: وهو خَطٌّ في طُول العُنُق، وربَّما كان في الجانبين.
ويُقال في زَجْرِ المَعْزِ: إعْلَ عُلَيْبَ اسْوَ سُوَيْدٍ. وعُلَيْبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وليس في كلامِهم فُعَيْلٌ غيره.
الْعين وَاللَّام وَالْبَاء

عَلِبَ النَّبَات عَلَبا فَهُوَ عَلِبٌ: جسأ.

واسْتَعْلَبَ البقل: وجده عَلِبا.

وعَلِبَ اللَّحْم عَلَبا واسْتَعْلَبَ: صلب.

وعَلِبَ عَلَبا: تَغَيَّرت رَائِحَته بعد اشتداده.

وعَلِبَت يَده: غلظت.

واسْتَعْلَبَ الْجلد: غلظ وَاشْتَدَّ.

والعَلِبُ: الْمَكَان الغليظ الشَّديد الَّذِي لَا ينْبت الْبَتَّةَ.

والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّب الضخم المسن لِشِدَّتِهِ.

وَرجل عِلْبٌ: لَا يطْمع فِيمَا عِنْده من كلمة أَو غَيرهَا.

وانه لَعِلْبُ شَرّ: أَي قويٌّ عَلَيْهِ، كَقَوْلِك: انه لحك شَرّ.

والعِلْباءُ - مَمْدُود -: عصب الْعُنُق وَهُوَ الْعقب، قَالَ اللحياني: العلباء مُذَكّر لَا غير.

وعَلَبَ السَّيف والسكين وَالرمْح يَعْلُبُه ويعِلبه عَلْبا، وعلَّبَه: حزم مقبضه بِعِلْباءِ الْبَعِير.

وعَلِبَ الْبَعِير عَلَبا وَهُوَ أعْلَبُ وَهُوَ دَاء يَأْخُذهُ فِي عِلْباوَيِ الْعُنُق فترم مِنْهُ الرَّقَبَة وتنحني.

والعِلابُ: سمة فِي طول الْعُنُق على العِلْباء.

وعلْبىَ عَبده: ثَقَب عِلْباءَهُ وَجعل فِيهِ خيطا. وعَلْبَى الرجل: انحط عِلْباوَاهُ كِبراً قَالَ:

إذَا المرْءُ عَلْبَى ثُمَّ أصْبَحَ جِلْدُه ... كَرَحْضٍ غَسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أرْوَحُ

التَّيَمُّن: أَن يوضع على يَمِينه فِي الْقَبْر.

وعِلْباءُ اسْم رجل سمي بعِلباءِ الْعُنُق، قَالَ:

إنّي لمنْ أنْكَرَنِي ابْنُ اليَثرِبي ... قَتَلْتُ عِلْباء وهِنْدَ الجَمَلِي

وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ عَلِي

أَرَادَ ابْن اليثربي والجملي وَعلي فَخفف بِحَذْف الْيَاء الْأَخِيرَة.

والعُلْبَةُ: قدح ضخم من جُلُود الْإِبِل، وَقيل: العُلْبَةُ من خشب. كالقدح الضخم يحلب فِيهَا، وَقيل: إِنَّهَا كَهَيئَةِ الْقَصعَة من جلد وَلها طوق من خشب، وَالْجمع عُلَبٌ وعِلابٌ. وَقيل: العِلاَبُ: جفان تحلب فِيهَا النَّاقة، قَالَ:

صَاحِ يَا صَاحِ هَلْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ ... رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي العِلاَبِ

ويروى: فِي الحلاب.

وعَلَبَ الشَّيْء يَعْلُبُه عَلْبا وعُلُوبا: أثر فِيهِ.

والعَلْبُ: أثر الضَّرْب وَغَيره، وَالْجمع عُلُوبٌ، قَالَ طرفَة:

كأنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فيِ دَأَيَاتِها ... مَوَارِدُ منْ خَلْقَاءَ فِي ظهْر قَرْدَدِ

وَطَرِيق مَعْلُوبٌ: أثر فِيهِ السابلة.

والعِلْبَةُ: غُصْن عَظِيم تتَّخذ مِنْهُ مقطرة قَالَ:

فِي رِجْلِه عِلْبَةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ ... قَدْ تَيَّمَتْهُ فَبالُ المَرْءِ مَقْبُولُ

وعَلِبَ السَّيْف عَلَبا: تثلم حَده. والمعْلُوبُ: سيف الْحَارِث بن ظَالِم، صفة لَازِمَة، فإمَّا أَن يكون من العَلْبِ الَّذِي هُوَ الشَّديد وَإِمَّا أَن يكون من التثلم كَأَنَّهُ عُلِبَ، قَالَ الْكُمَيْت:

وسيفُ الحارثِ المَعْلُوبُ أرْدَى ... حُصَيْنا فِي الجَبابِرَةِ الرَّدِينا

وعِلْباءُ: اسْم.

وعُلْيَبٌ وعِلْيَبٌ: وَاد مَعْرُوف على طَرِيق الْيمن، وَقيل: مَوضِع، وَالضَّم أَعلَى، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعْيَلٌ غَيره، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

والأثْلُ مِنْ سَعْيا وحَلْيَةَ مُنزَلٌ ... والدَّوْمُ جاءَ بِهِ الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ

واشتقه ابْن جني من العَلْبِ الَّذِي هُوَ الْأَثر والحز، وَقَالَ: أَلا ترى أَن الْوَادي لَهُ أثر.

واعْلَنْبَي الديك وَالْكَلب والهر: تهَيَّأ للشر.
باب العين واللاّم والباء معهما ع ل ب، ع ب ل، ل ع ب، ب ع ل، ب ل ع مستعملات

علب: عَلِبَ النّباتُ يَعْلَبُ عَلَباً فهو عَلِبٌ. وهو الجاسي. واللحم يَعْلَبُ ويستَعْلَبُ إذا لم يكن رخصاً. واسْتَعْلَبْتُ البقل، أي: وجدْتُه عَلِباً. والعلبة الشيخ الكبير المهزول. والعُلْبُ: الضبُّّ الضّخْمُ المُسِنُّ. والعِلْباءُ: عَصَبُ العُنُق، وهما عِلباوان، وهُنَّ عَلاَبيُّ. ورمْح مُعَلَّبٌ، أي: مجلُوزٌ بعَصَبِ العِلْباء. والعُلْبَةُ من خشب كالقَدَح يُحْلَبُ فيها. ويقال: عَلَّبْتُ السّيفَ بالعَلابيّ تَعْليباً، وهو سيف مُعَلَّبٌ ومَعْلوبٌ. قال :

وسيفُ الحارثِ المعْلوبُ أَرْدَى ... حُصَيْناً في الجبابرةِ الرَّدِينا

وبعير أَعْلَبُ، وقد عَلِبَ عَلَباً، وهو داء يأخذ في جانِبَيْ عنقه تُرِمُ منه الرَّقَبَةُ وتنحني، تقول: قد حز علباويه، وعلبابيه وبالواو أجود. والعِلابُ سمة في طول العُنُق، ربّما كان شبراً، ورُبّما كان أقصر. وعَلَبْتُ الشيءَ أَعْلُبُهُ عَلْباً وعُلُوباً إذا أثّرت فيه. قال ابن الرَّقاع :

يتبعْنَ ناجية كأنّ بِدَفِّها ... من غَرْضِ نِسْعتها عُلُوبَ مواسم

عبل: العَبْلُ: الضَّخم، عَبُلَ يَعْبُلُ عَبالةً. قال :

خبطناهم بكلّ أزجّ لام ... كمرضاخ النّوى عَبْلٍ وقاحِ

وحَبْلٌ أَعْبَلُ، وصخرة عَبْلاء، أي: بيضاء. وقد عَبِلَ عَبَلاً فهو أعبل. قال أبو كبير الهذليّ :

أخرجت منها سلقة مهزولة ... عجفاء يَبْرُقُ نابُها كالأَعْبَلِ

أي: كحجرٍ أبيضَ صلب من حجارة المرو. والعَبَلُ: ثمر الأرطى، الواحدة بالهاء.

لعب: لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولَعْباً، فهو لاعبٌ لُعَبَةٌ، ومنه التَّلعُّب. ورجل تِلِعّابة- مشددة العين- أي: ذو تلعُّبٍ. ورجل لُعَبَة، أي: كثير اللَّعِبِ، ولُعْبَة، أي: يُلْعَبُ به كلُعْبَة الشّطْرَنْجِ ونحوها. قال الرّاجز :

العَبْ بها أو اعْطِني ألعب بها ... إنك لا تُحْسِنُ تَلعاباً بها

والمَلْعَبُ حيث يُلْعَبُ. والمِلْعَبَةُ: ثوبٌ لا كُمَّ له، يلعب فيها الصبي. واللّعّاب من يكونُ حرفتُه اللَّعِب.. ولُعابُ الصّبيّ: ما سال من فيه، لَعَبَ يَلْعَبُ لَعْباً، ولعابُ الشّمس: السّراب. قال :

في صحن يهماء يهتَفُّ السّهامُ بها ... في قَرْقَرٍ بلُعاب الشّمسِ مَضْروجِ

قال شجاع: المضروج من نعت القَرْقَر، يقول: هذا القرقر قد اكتسَى السّراب، وأعانه ذائب من شُعاع الشّمس، فقوّى السّراب. ولعاب الشّمس أيضاً: شعاعُها. قال :

حتى إذا ذاب لعابُ الشّمسِ ... واعترف الرّاعي ليومٍ نجسِ

ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طائر بالبادية. ومُلاعِبا ظِلّيهِما، والثلاثة: ملاعباتُ ظِلالِهِنَّ. وتقول: رأيت ثلاثة مُلاعِباتِ أظلالٍ لَهُنَّ، ولا تَقُلْ أظلالَهنّ، لأنّه يصيرُ معْرِفَةً. قال شجاع: مُلاعِبُ ظلِّهِ عندنا: الخطّاف.

بعل: البَعْلُ: الزّوجُ. يقال: بَعَلَ يَبْعَلُ بَعْلاً وبُعَولة فهو بَعْل مستبعل، وامرأة مستبعل، إذا كانت تحظَى عند زوجها، والرّجل يتعرّس لامرأته يطلب الحُظْوَة عندها: والمرأة تتبعّل لزوجها إذا كانت مطيعةً له. والبَعْلُ: أرضٌ مرتفعة لا يُصيبُها مطر إلاّ مرّةً في السّنة. قال سلامة بن جندل :

إذا ما عَلَوْنا ظهرَ بَعْلٍ عَريضَةٍ ... تَخالُ علينا قَيْضَ بَيْضٍ مفلق ويقال: البَعْلُ من الأرضِ التي لا يَبْلُغُها الماءُ إنْ سيق إليها لارتفاعها. ورجل بَعِلٌ، وقد بَعِل يَبْعَلُ بَعَلاً إذا كان يصير عند الحرب كالمبهوت من الفرق والدّهش. قال أعشى هَمْدان:

فجاهَدَ في فُرسانِهِ ورجالِهِ ... وناهَضَ لم يَبْعَلْ ولم يتهيّب

وامرأة بَعْلَةٌ: لا تُحسنُ لبسَ الثّياب. والبَعْلُ من النَّخل: ما شرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها. قال عبد الله بن رَواحة :

هنالك لا أبالي سقيَ نَخْل ... ولا بَعْلٍ وإنْ عَظُمَ الإِتاءُ

الإِتاء: الثّمرة. والبَعْلُ: الذّكر من النّخل، والنّاس يسمّونه: الفّحْل. قال النّابغة :

من الواردات الماء بالقاعِ تستقي ... بأذنابِها قبلَ استقاءِ الحناجِر

أراد بأذنابها: العروق. والبَعْلُ: صَنَمٌ كان لقومِ إلياس. قال الله عز وجل: أَتَدْعُونَ بَعْلًا والتّباعُلُ والمُباعَلَةُ والبِعالُ: مُلاعَبة الرّجلِ أهلَه، تقول: باعَلَها مُباعَلة،

وفي الحديث: أيّام شرب وبعالٍ . بلع: بَلِعَ الماءَ يَبْلَعُ بَلْعاً، أي شرب. وابتلعَ الطّعامَ، أي: لم يَمضغْهُ. والبُلَعَةُ من قامة البكرة سَمُّها وثَقْبُها، ويُجمعُ على بُلَع. والبالوعةُ والبَلُّوعةُ: بئر يُضَيَّقُ رأسُها لماءِ المطر. والمَبلع: موضعُ الابتلاع من الحَلْق. قال :

تأمّلوا خَيْشومَه والمَبْلَعا

والبُلَعَةُ والزُّرَدَةُ: الإنسان الأكول. ورجل متبلّع إذا كان أكولاً. وسَعْدُ بَلْعٌ: نجم يجعلونه معرفة. ورجلٌ بَلْعٌ، أي: كأنّه يبتلِعُ الكلامَ. قال رؤبة :

بَلْعٌ إذا استنطقتني صموت 

علب: عَلِبَ النباتُ عَلَباً، فهو عَلِبٌ: جَسَـأَ؛ وفي الصحاح: عَلِبَ، بالكسر.

واسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِـباً. واسْتَعْلَبَتِ الماشيةُ البَقْلَ إِذا ذَوَى، فأَجَمَتْهُ واسْتَغْلَظَته. وعَلِبَ اللحمُ عَلَباً، واسْتَعْلَب: اشْتَدَّ وغَلُظَ. وعَلَبَ أَيضاً، بالفتح، يَعْلُبُ: غَلُظَ وصَلُبَ، ولم يكن رَخْصاً. ولحمٌ عَلِبٌ وعَلْبٌ: وهو الصُّلْبُ. وعَلِبَ عَلَباً تَغَيَّرَتْ رائحتُه، بعد اشتداده. وعَلِـبَتْ يَدُه: غَلُظَتْ. واسْتَعْلَبَ الجلدُ: غَلُظَ واشْتدَّ.

والعَلِبُ: المكانُ الغليظُ الشَّديدُ الذي لا يُنْبِتُ البَتَّةَ. وفي التهذيب: العِلْبُ من الأَرض المكانُ الغليظُ الذي لو مُطِرَ دهراً، لم يُنْبِتْ خَضراء. وكلّ موضع صُلْبٍ خَشنٍ من الأَرض: فهو عِلْبٌ.

والاعْلِنْباءُ: أَن يُشرِفَ الرَّجُلُ، ويُشْخِصَ نفسَه، كما يفعلُ عند

الخُصومة والشَّتم.

يقال: اعْلَنْبَـى الديكُ والكلبُ والـهِرُّ وغيرُها إِذا انتَفَشَ شَعَرُه، وتَهَيَّـأَ للشَّرِّ والقتال. وقد يُهْمزُ، وأَصله من عِلْباءِ العُنُق، وهو مُلحَقٌ بافْعَنْلَلَ، بياء. والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّبُّ الضَّخْمُ الـمُسِنُّ لشدَّته. وتيْسٌ عَلِبٌ، ووَعْلٌ عَلِبٌ أَي مُسِنٌّ جاسِـئٌ.

ورجل عِلْبٌ: جافٍ غَليظٌ. ورجل عِلْبٌ: لا يُطْمَع فيما عنده من كلمة أَو غيرها. وإِنه لَعِلْبُ شَرٍّ أَي قويّ عليه، كقولك: إِنه لَحِكُّ

شَرٍّ. ويقال: تَشَنَّجَ عِلْباءُ الرجُل إِذا أَسنَّ؛ والعِلباءُ، ممدود:

عَصَبُ العُنُق؛ قال الأَزهري: الغليظُ، خاصة؛ قال ابن سيده: وهو العَقَبُ.

وقال اللحياني: العِلْباءُ مذكر لا غير.

وهما عِلْباوانِ، يميناً وشمالاً، بينهما مَنْبِتُ العُنُق؛ وإِن شئت

قلت: عِلْباءَان، لأَنهما همزة مُلحقةٌ شُبهت بهمزة التأْنيث التي في

حمراء، أَو بالأَصلية التي في كساء، والجمع: العَلابيُّ. وعَلَبَ السيفَ والسِّكِّينَ والرُّمْحَ، يَعْلُبه ويَعْلِـبُه عَلْباً، فهو مَعْلُوبٌ، وعَلَّبَه: حَزَمَ مَقْبِضَه بعِلْباءِ البعير، فهو مُعَلَّبٌ. ومنه الحديث: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قومٌ، ما كانتْ حِلْية سُيُوفِهم الذَّهَبَ والفضةَ، إِنما كانت حِلْيتُها العَلابيَّ والآنكَ؛ هو جمعُ العِلْباء، وهو العَصَبُ؛ قال: وبه سُمِّي الرجلُ عِلْباءً. ابن الأَثير: هو عَصَبٌ في العُنق، يأْخذ إِلى الكاهل، وكانت العربُ تَشُدُّ على أَجْفانِ سُيوفها العَلابيَّ الرَّطْبةَ، فَتَجِفُّ عليها وتَشُدُّ بها الرِّماح إِذا تَصَدَّعَتْ فَتَيْبَسُ، وتَقْوَى عليه؛ ومنه قول الشاعر:

فظَلَّ، لثِـيرانِ الصَّرِيم، غَماغِمٌ * يُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِيِّ الـمُعَلَّبِ

ورمح مُعَلَّبٌ: إِذا جُلِزَ ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْباء. قال القُتَيْبي: وبلغني أَن العَلابيَّ الرَّصاصُ؛ قال: ولستُ منه على يقين. قال

الجوهري: العَلابيُّ الرَّصاصُ أَو جنس منه؛ قال الأَزهري: ما علمت أَحداً قاله، وليس بصحيح. وفي حديث عُتْبة:

كنت أَعْمِدُ إِلى البَضْعَةِ أَحْسِـبُها سَناماً، فإِذا هي عِلْباءُ عُنُقٍ. وعَلِبَ البعيرُ عَلَباً، وهو أَعْلَبُ وعَلِبٌ: وهو داءٌ يأْخذه في عِلْباوَيِ العُنُقِ، فتَرِمُ منه الرَّقَبةُ، وتَنْحنِـي.

والعِلابُ: سمة في طُول العُنق على العِلْباءِ؛ وناقة مُعَلَّبة.

وعَلْبَـى عَبْدَه إِذا ثَقَبَ عِلْباءَه، وجَعَل فيه خيطاً. وعَلْبَـى

الرجلُ: انْحَطَّ عِلْباواهُ كِبَراً؛ قال:

إِذا الـمَرْءُ عَلْبَـى ثم أَصبَح جِلْدُه * كرَحْضِ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

التَّيَمُّنُ: أَن يُوضَع على يمينه في القبر.

وعِلْباء: اسم رجل، سُمِّيَ بِعِلْباءِ العُنُق؛ قال:

إِنّي، لِـمَنْ أَنْكرنِـي، ابنُ اليَثْرِبِ

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَملِ،

وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ علِـي

أَراد: ابنَ اليَثْرِبِـيِّ، والجَمَلِـيِّ، وعلِـيّ، فخفف بحذف الياءِ

الأَخيرة. والعُلْبةُ: قَدَحٌ ضخْم من جلود الإِبل. وقيل: العُلْبة من خشب، كالقَدَحِ الضَّخْمِ يُحْلَبُ فيها. وقيل: إِنها كهيئةِ القَصْعَةِ مِن جِلد، ولها طَوْق من خشب. وقيل: مِحْلَبٌ من جلد. وفي حديث وفاة النبي، صلى اللّه عليه وسلم: وبين يديه رَكْوَة أَو عُلْبةٌ فيها ماءٌ؛ العُلْبة: قدحٌ من خشب؛ وقيل: من جلدٍ وخشبٍ يُحْلَبُ فيه. ومنه حديث خالد: أَعطاهم عُلْبَةَ الحالبِ أَي القَدَحَ الذي يُحْلَبُ فيه؛ والجمعُ: عُلَبٌ وعِلابٌ.

وقيل: العِلابُ جِفانٌ تُحْلَبُ فيها الناقةُ؛ قال:

صاحِ، يا صاحِ! هل سمعْتَ بِراعٍ * ردَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في العِلابِ؟

ويُرْوى: في الـحِلاب.

والـمُعَلِّب: الذي يَتَّخِذُ العُلْبة؛ قال الكُمَيْتُ، يصف خيلاً:

سَقَتْنا دِماءَ القَوْمِ طَوْراً، وتارةً * صَبُوحاً، له أَقتارُ الجلُودِ الـمُعَلَّبِ(1)

(1 قوله «له أقتار الجلود المعلب» كذا أنشده في المحكم وضبط لام المعلب بالفتح والكسر.)

قال الأَزهري: العُلْبةُ جِلدة تُؤْخَذُ من جَنْبِ جِلْدِ البعير إِذا

سُلِخَ وهو فَطِـيرٌ، فتُسَوَّى مستديرةً، ثم تُمْلأُ رَمْلاً سهلاً، ثم

تُضَمُّ أَطرافُها، وتُخَلّ بخلالٍ، ويُوكَى عليها مقبوضةً بحَبْل،

وتُتْرَكُ حتى تَجِفَّ وتَيْبَسَ، ثم يُقْطَعُ رأْسُها، وقد قامت قائمةً

لجَفافِها، تُشْبِه قصعةً مُدَوَّرَةً، كأَنها نُحِتَتْ نَحْتاً، أَو خُرِطَتْ

خَرْطاً، ويُعَلِّقُها الراعي والراكبُ فَيَحْلُب فيها، ويَشْرَبُ بها،

وللبَدَوِيِّ فيها رِفْقُ خِفَّتِها، وأَنها لا تنكسر إِذا حَرَّكها البعيرُ أَو طاحت إِلى الأَرض.

وعَلَبَ الشيءَ يَعْلُبه، بالضم، عَلْباً وعُلُوباً: أَثـَّرَ فيه ووسَمَه، أَو خَدَشَه. والعَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ وغيره، والجمع عُلُوبٌ.

يقال ذلك في أَثر الـمِـيسَمِ وغيره؛ قال ابن الرِّقاعِ يصف الرِّكاب:

يَتْبَعْنَ ناجِـيةً، كأَنَّ بدَفِّها * من غَرْضِ نَسْعَتِها، عُلُوبَ مَواسِمِ

وقال طَرَفة:

كأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها * مَوارِدُ، من خَلْقاءَ، في ظَهر قَرْدَدِ

وكذلك التَّعْلِـيبُ.

قال الأَزهَري: العَلْبُ تأْثير كأَثرِ العِلابِ. قال وقال شمر:

أَقْرَأَني ابن الأَعرابي لطُفَيْلٍ

الغَنَوِيّ:

نهُوضٌ بأَشْناقِ الدِّياتِ وحَمْلِها، * وثِقْلُ الذي يَجْنِـي بمَنْكِـبِه لَعْبُ

قال ابن الأَعرابي: لَعْبٌ أَراد به عَلْبٌ، وهو الأَثَرُ. وقال أَبو

نصر: يقول الأَمْرُ الذي يَجنِـي عليه، وهو بمنكبه، خَفيفٌ.

وفي حديث ابن عمر: أَنه رأَى رجُلاً بأَنْفه أَثر السُّجود، فقال: لا

تَعْلُبْ صُورتَك؛ يقول: لا تُؤَثر فيها أَثراً، بشِدّةِ اتِّكائِك على

أَنفِك في السُّجود.

وطريقٌ مَعْلوبٌ: لاحِبٌ؛ وقيل: أَثـَّرَ فيه السابلةُ؛ قال بشر:

نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها * على كُلِّ مَعْلُوبٍ، يَثُورُ عَكُوبُها

العَكوب، بالفتح: الغُبارُ. يقول: كنا مقتدرين عليهم، وهم لنا

أَذِلاَّء، كاقتدار الكلاب على جرائها. والـمَعْلوبُ: الطريق الذي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْه، ومثله الـمَلْحُوبُ.

والعِلْبةُ: غُصنٌ عظيم تُتَّخَذ منه مِقْطَرةٌ؛ قال:

في رِجْلِهِ عِلْبةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ، * قد تَيَّمَتْه، فَبالُ الـمَرْءِ مَتْبُولُ

ابن الأَعرابي: العُلَبُ جمع عُلْبة، وهي الجَنْبة والــدَّسْمــاءُ والسَّمْراءُ. قال: والعِلْبة، والجمع عِلَبٌ، أُبْنَةٌ غليظة من الشجر، تُتَّخَذ منها الـمِقْطرة.

وقال أَبو زيد: العُلُوبُ مَنابِتُ السِّدْرِ، والواحِدُ عِلْبٌ.

وقال شمر: يقال هؤُلاء عُلْبُوبةُ القومِ أَي خِـيارُهم. وعَلِبَ السيفُ

عَلَباً: تَثَلَّمَ حَدُّه.

والـمَعْلُوب: اسمُ سَيْفِ الـحَرِثِ بن ظالم الـمُرِّيِّ، صفةٌ لازمَة.

فإِما أَن يكون من العَلْبِ الذي هو الشَّدُّ، وإِما أَن يكون من

التَّثَلُّم، كأَنه عُلِبَ؛ قال الكميت:

وسَيْفُ الـحَرِث الـمَعْلُوبُ أَرْدَى * حُصَيْناً في الجَبابِرة الرَّدِينا

ويقال: إِنما سماه مَعْلُوباً لآثار كانت في مَتْنِه؛ وقيل: لأَنه كان

انْحَنَى من كثرة ما ضَرَبَ به، وفيه يقول:

أَنا أَبو لَيْلى، وسَيْفِـي الـمَعْلُوبْ

وعِلْباءٌ: اسم رجل؛ قال امرؤُ القيس:

وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً، * ولو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ

وعُلَيْبٌ وعِلْيَبٌ: وادٍ معروفٌ، على طريق اليمن؛ وقيل: موضع، والضم أَعلى، وهو الذي حكاه سيبويه. وليس في الكلام فُعْيَلٌ، بضم الفاءِ وتسكين العين وفتح الياء غيره؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

والأَثْل من سَعْيَا وحَلْيةَ مَنْزِلٍ * والدَّوْمَ جاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ

واشْتَقَّه ابنُ جني من العَلْبِ الذي هو الأَثَرُ والـحَزُّ، وقال:

أَلا ترى أَن الوادِيَ له أَثَرٌ؟

علب

1 عَلَبَهُ, aor. ـُ (S, O, TA,) inf. n. عَلْبٌ (K, * TA) and عُلُوبٌ, (TA,) He made a mark, or an impression, upon it, (S, O, K, * TA,) accord. to Az, like the mark termed عِلَاب [q. v.]; (TA;) and he marked him, or it, with a hot iron; or scratched him, or it, so as to cause bleeding or not so: (S, O, TA;) and تَعْلِيبٌ [inf. n. of ↓ علّب] likewise signifies the doing thus [i. e. the making a mark &c.]: (S, TA: *) and, as also عَلْبٌ [inf. n. of عَلَبَ], the cutting [a thing], syn. جَزٌّ; (so in the CK and in my MS. copy of the K;) or inciding [it], or notching [it]; syn. حَزٌّ. (K accord. to the TA.) لَا تَعْلُبْ صُورَتَكَ i. e. Make not thou a mark upon thy صورة [here meaning face, as in some other instances,] occurs in a trad., as said to a man upon whose nose was seen a mark [of dust, or an impression,] made by pressing hard upon it in prostration. (O, TA.) A2: عَلَبَ السَّيْفَ, aor. ـُ (S, O, K) and عَلِبَ, (K,) inf. n. عَلْبٌ; (S, O, K;) and ↓ علّبهُ, (O,) inf. n. تَعْلِيبٌ; (O, K;) He bound round the hilt of the sword with the عِلْبَآء

[q. v.] of a camel: (S, O, K:) and in like manner one says of things similar to a sword, (K, TA,) as a knife, and a spear. (TA.) b2: [and عُلِبَ seems to signify sometimes It was tied with, or by, a sinew, or tendon: see a usage of its part. n. voce مَتْنٌ.]

A3: عَلِبَ, [aor. ـَ (TA,) inf. n. عَلَبٌ, (K, TA,) It (a sword) became broken in its edge. (K, * TA.) A4: And عَلِبَ, [aor. ـَ (S, O, TA,) inf. n. عَلَبٌ, (TA,) said of a camel, He was, or became, affected by a disease in the two sides of his neck; (S, O;) by what is termed ↓ عَلَبٌ, (TA,) which is a disease attacking in the عِلْبَاآنِ, (K, TA,) dual of عِلْبَآء [q. v.], in consequence of which the neck swells, and becomes bent. (TA.) A5: And عَلِبَ, aor. ـَ inf. n. عَلَبٌ; and عَلَبَ, aor. ـُ inf. n. عَلْبٌ; It was, or became, hard, or firm; (O, K;) and hard, tough, or coarse: (K:) each, said of flesh, or flesh-meat, and of a plant, has the former meaning: (O:) or the latter verb, said of flesh, or flesh-meat, has that meaning; and the former verb, said of a plant, has the latter meaning: (S:) or the former verb, said of flesh, or flesh-meat, means it was, or became, hard, or firm, and thick, or coarse; and the latter verb also, it was, or became, thick, or coarse, and hard, not soft, or tender. (Suh, TA.) And عَلِبَتْ يَدُهُ His hand was, or became, thick, coarse, or rough. (TA.) [See also 10.]

b2: And عَلِبَ, aor. ـَ inf. n. عَلَبٌ; and عَلَبَ, aor. ـُ and ↓ استعلب; said of flesh-meat, It became altered in odour [for the worse], after having been hard, or firm. (K.) 2 عَلَّبَ see 1, former half, in two places.10 استعلب, said of flesh, or flesh-meat, It was, or became, thick, or coarse; not soft, or tender: (O:) or it was, or became, hard, or firm, and thick, or coarse; and likewise said of skin. (L.) [And عَلِبَ and عَلَبَ are similarly explained.] b2: See also, 1, last sentence.

A2: استعلب البَقْلَ He found the herbs, or leguminous plants, to be hard, tough, or coarse. (TA.) And (TA) استعلبت البَقْلَ, said of cattle, They loathed the herbs, or leguminous plants, and found them, or deemed them, thick, or coarse, (O, K, TA,) being withered. (O, TA.) Q. Q. 1 عَلْبَى, said of a man, His عَلَبِىّ [or rather عِلْبَاآنِ, the former being pl., and the latter dual, of عِلْبَآء, q. v.,] became apparent, by reason of old age: (O, K:) or accord. to the T, his عِلْبَآء

became depressed. (TA.) A2: عَلْبَاهُ He cut his عِلْبَآء

[q. v.], (O, K, TA,) i. e., his slave's علباء: (K, TA:) or he perforated his (i. e. his slave's) علباء, (K, TA,) and put into it a string, or thread. (TA.) Q. Q. 3 اِعْلَنْبَى, inf. n. اِعْلِنْبَآءٌ, He (a man) raised himself; or drew, or stretched, himself up; like as is done on the occasion of altercation, (S, O, K,) and of reviling. (S, O.) b2: And hence, (K,) it is said also of a cock, and of a dog, (S, O,) and other than these,. (S, O, TA,) as a cat, meaning He prepared himself for evil, or mischief, (K, TA,) and fighting: (TA:) [or ruffled his feathers,] or bristled up his hair: it is from the عِلْبَآء of the neck, and quasi-coordinate to اِفْعَنْلَلَ, with ى [for the final ل]: (S, O, TA:) and sometimes it is with ء [in the place of the ى]. (TA.) b3: And one says also, اِعْلَنْبَأَ بِالحِمْلِ He rose, or raised himself, with the burden. (TA.) عَلْبٌ A mark, an impression, or a scar, (S, O, K, TA,) of beating, and of burning with a hot iron, &c.; (TA;) or such as is mangled and bleeding: (K in art. حبط:) [an inf. n. used as a subst. properly so termed:] pl. عُلُوبٌ. (S, O.) Tufeyl El-Ghanawee has used لَعْب for عَلْب in this sense. (IAar, TA.) b2: And A rugged place; (S, O, K, TA;) as also ↓ عِلْبٌ: (K, TA:) and ↓ the latter, (O,) or each, (K, TA,) a place, (K,) or a rugged (O, TA) and hard (TA) place of the earth, (O, TA,) which, if rained upon for a long time, will not give growth (O, K, TA) to any green thing: (O, TA:) and ↓ the latter signifies also any rough and hard place of the earth. (O.) b3: And A hard thing; as also ↓ عَلِبٌ; (K;) each applied in this sense to flesh, or flesh-meat; the former being an inf. n. used as an epithet. (O.) عُلْبٌ: see عَلِبٌ: b2: and عُلْبَةٌ, last sentence.

عِلْبٌ: see عَلْبٌ, in three places. b2: Also A place where the سِدْر [rhamnus nabeca, or rhamnus spina Christi, a species of lote-tree,] grows: pl. عُلُوبٌ. (Az, O, K.) [Accord. to Forskål, (Flora Aegypt. Arab., p. cvi.,) علب (thus written by him, and also “ œlb,” app. for عِلْب,) is an appel-lation applied by some in El-Yemen to the tree which he calls Rhamnus nabeca rectus.] b3: and A man such that one should not covet, or hope to get, what he has, (O, K,) whether of words or of other than words. (O.) b4: And one says, إِنَّهُ لَعِلْبُ شَرٍّ Verily he is strong to do evil, or mischief. (TA.) عَلَبٌ A certain disease of camels, expl. above: see 1, latter half.

عَلِبٌ: see عَلْبٌ, last sentence. b2: Also, applied to a he-goat, and to a [lizard of the species-called]

ضَبّ, Advanced in age, and hard, tough, or coarse: (S, O:) and applied to a mountain-goat, (O, K, TA,) in this sense; (TA;) or as meaning advanced in age; (O;) or large, or bulky, (K, TA,) advanced in age; because of his strength; (TA;) and [in the same sense applied to] a ضَبّ, as also ↓ عُلْبٌ: (K:) and applied to a man, as meaning thick, coarse, rough, or rude. (TA.) And A hard, tough, or coarse, plant. (TA.) A2: And A camel having the disease termed عَلَبٌ [q. v.]; as also ↓ أَعْلَبُ. (TA.) عُلْبَةٌ A milking-vessel of skin, (S, O, TA,) or of wood, like a large قَدَح [or bowl]: (TA:) or a large قَدَح of camel's skin, or of wood, into which one milks: (K:) or a bowl into which the she-camel is milked: or a قَدَح of wood, or of skin and wood: or a vessel of skin, in the form of a bowl, with a wooden hoop: Az says, it is a piece of skin taken from the side of a camel's hide while it is fresh; it is made round, and filled with soft sand; then its edges are drawn together, and perforated with a wooden skewer, and it is bound so as to be closed, [thus] contracted, by a cord [passed through the holes made with the skewer], and left until it becomes dry and tough; then its upper part is cut off, and it stands by reason of its dryness, resembling a round bowl, as though it were carved out, or fashioned by the turner; the pastor and the rider suspend it, and milk into it, and drink out of it; and it is convenient to the man of the desert by its lightness, and its not breaking when the camel shakes it about or when it falls to the ground: (TA:) IAar says that this word and جَنْبَةٌ and دَسْمَــآءُ and سَمْرَآءُ all signify the same: (O:) the pl. is عُلَبٌ (S, O, Msb, K) and عِلَابٌ. (S, Msb, K.) A2: Also A tall palm-tree: (O, K:) [see ↓ عُلْبٌ (voce سَاجِدٌ), a coll. gen. n. used as a pl.; or a pl., and, if so, app. a contraction of عُلَبٌ, by poetic license: Sgh, however, adds,] but some say that it is ↓ عَلَبَةٌ [i. e.] بِالتَّحْرِيك. (O.) عِلْبَةٌ A thick knot of wood, (IAar, O, K, TA,) otherwise expl. as a great branch of a tree, (TA,) whereof is made the مِقْطَرَة, (IAar, O, K, TA,) which is a wooden thing having in it holes adapted to the size of the legs of the persons confined [by it, i. e. a kind of stocks]: (TA:) pl. عِلَبٌ. (IAar, O, TA.) A poet says, فِى رِجْلِهِ عِلْبَةٌ خَشْنَآءُ مِنْ قَرَظٍ

[Upon his leg was a rough kind of stocks of the wood of the tree called karadh]. (O, TA.) عَلَبَةٌ: see عُلْبَةٌ, last sentence.

عِلْبَآءٌ [perfectly decl., because the ء is a letter of quasi-coordination, i. e., added to render the word quasi-coordinate to the class of قِرْطَاسٌ and the like,] The عَصَب of the neck; [app. meaning the upper, cervical, tendinous portion of the trapezius muscle;] (S, O, K; [in all of which, mention is made of the علبآء of the camel, to which it seems to be most commonly applied, and also to that of a man;]) it is one of a pair, and between one علبآء and the other is the place of growth of the mane; (S, O;) Az explains it as specially applied to the thick عَصَب; and IAth, as the عَصَب in the neck, extending to the كَاهِل [or part between the two shoulder-blades]: ISd says that it is syn. with عَقَبٌ [q. v.]: (TA:) [it is also said that] it signifies the عَصَبَة [i. e. tendon, or sinew,] that extends in the neck: (Msb:) or the yellow عَصَبَة in the side (صَفْحَة) of the neck; one of a pair: (A:) and the عِلْبَاوَانِ in a man are [said to be] the two yellow tendons or sinews (العَصَبَتَانِ الصَّفْرَاوَانِ) in the مَتْن [or part next the spine, on either side,] of the neck: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) [but of all the meanings thus assigned to it, the first seems to be the most proper, or at least the most usual: see Q. Q. 1:] the Arabs used to bind therewith, in the fresh, or moist, state, the أَجْفَان [or sheaths] of their swords, and also their spears when cracked, and it dried upon them, and became strong: (IAth, TA:) the word is masc., (Lh, TA,) or [it is masc. and fem., but] the making it fem. is preferred [though this is contr. to analogy]: (Msb:) the dual is عِلْبَاوَانِ (S, A, O, Msb) and عِلْبَا آنِ; (S, O, Msb, K;) [the former app. the more common, but the latter the more proper;] for the ء [in the sing.] is a letter of quasi-coordination [and therefore properly with tenween]; but if you will, you may liken it to the fem. ء that is in حَمْرَآءُ [of which the dual is more properly حَمْرَاوَانِ], or to the radical ء [or rather the ء that is substituted for the last radical letter] in كِسَآءٌ [of which the dual is more pro-perly كِسَا آنِ]: (S, O:) and the pl. is عَلَابِىُّ. (S, O, K.) You say of a man when he has become advanced in age, تَشَنَّجَ عِلْبَآءُ الرَّجُلِ [The علبآء of the man has become contracted]. (S, O.) b2: The pl. عَلَابِىُّ is expl. in the K as signifying also Lead: and in the S as signifying lead, or a kind thereof: (TA:) El-Kutabee says, “I have been told that العَلَابِىُّ signifies lead; but I am not sure of it: ” and Az says, “I know not any one who has said it, and it is not true; ” (O, TA;) and this is the case: (O:) MF observes that its explanation as signifying lead requires it to be a sing. of a pl. form, or a pl. that has no sing., like أَبَابِيلُ and عَبَادِيدُ: (TA:) in a trad., mention is made of swords of which the ornaments were العلابىّ and الآنُك; (O, TA;) and the coupling of these two words together has led to the supposition that the former means lead; but there is no evading the fact that it is the pl. of علبَآء meaning the عَصَب of the camel. (TA.) عُلْبُوبَةُ القَوْمِ The best persons of the people, or party. (Sh, O, K.) عِلَابٌ A mark made with a hot iron along the length of the neck [of a camel], (S, O, K,) upon, or over, the عِلْبَآء. (TA.) عَلَابِىُّ pl. of عِلْبَآءٌ [q. v.].

أَعْلَبُ: see عَلِبٌ, last sentence.

مُعْلِبَةٌ: see the next paragraph.

مُعَلَّبٌ A sword having its hilt bound (A, O) with the عِلْبَآء of a camel; (O;) as also ↓ مَعْلُوبٌ. (A.) b2: And مُعَلَّبَةٌ A she-camel (S, K) marked with the mark called عِلَاب; (S, O, K;) as also ↓ مُعْلِبَةٌ. (K.) مُعَلِّبٌ One who makes the kind of vessel called عُلْبَةٌ. (S, O.) مُعَلْبَاةٌ One who has a perforation made in her عِلْبَاوَانِ [dual of عِلْبَآءٌ] with the instrument called مِدْرًى [q. v.]. (O.) مَعْلُوبٌ A conspicuous road (S, O, K, TA) that is marked in its two sides; or marked with the traces of travellers. (TA.) b2: And A sword broken in its edge. (O.) b3: See also مُعَلَّبٌ.
علب
: (العَلْبُ: الأَثَرُ والحَزُّ) يُقَال: عَلَبَ الشيءَ يَعْلُبُه بالضَّمِّ عَلْباً وعُلُوباً: أَثَّر فِيهِ وَوَسَمَه أَو خَدَشَه.
والعَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ وغَيْرِهِ، الْجمع عُلُوبٌ. يُقَال ذَلِك فِي أَثر المِيسَمِ وغَيْرِه. قَالَ ابنُ الرِّقاع يَصِفُ الرِّكابَ:
يَتْبَعْنَ ناجِيةً كأَنَّ بدَفِّها
من غَرْضِ نَسْعَتِهَا عُلُوبَ مَوَاسِمِ
وَقَالَ طَرَفَة:
أَنَّ عُلوبَ النِّسْعِ فِي دَأَيَاتِها
مَوَارِدُ من خَلْقاءَ فِي ظَهْر قَرْدَدِ
(كالتَّعْلِيبِ) ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العَلْب: تأْثِيرٌ كأَثَرِ العِلابِ. قَالَ: وَقَالَ شَمِر: أَقرأَنِي ابْنُ الأَعْرَابِيّ لطُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:
نَهُوضٌ بأَشْنَاقِ الدِّيَاتِ وحَمْلِهَا
وثِقْلُ الَّذِي يَجْنِي بَمنْكِبِه لَعْبُ
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَراد بِهِ عَلْبٌ وَهُوَ الأَثَر. وَقَالَ أَبُو نَصْر: يَقُولُ: الأَمْرُ الذِي يَجْنِي عَلَيْه وَهُوَ بمَنْكِبه خَفِيف.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر (أَنَّه رَأَى رَجُلاً بأَنْفِه أَثَرُ السُّجاود فَقَال: لَا تَعْلُب صُورَتَك) ، يَقُول: لَا تُؤَثِّر فِيهَا أَثَراً لشِدَّة اتَّكَائِك على أَنْفِك فِي السُّجُود.
(و) العَلْبُ: (المَكَانُ الغَلِيظُ) الشَّدِيدُ من الأَرْضِ الَّذِي لَا يُنْبِتُ البَتَّةَ (ويُكْسَر) أَي فِي الأَخِيرِ (و) العَلْبُ: (حَزْم مَقْبِضِ السَّيْف وَحْوِهِ) كالسِّكّينِ والرُّمْح (بعِلْبَاءِ البَعِيرِ، أَي عَصَبِ عُنُقِه) . عَلَبَهُ (يَعْلُبُه) بالضَّم (ويَعْلِبُه) بالكَسْر فَهُوَ مَعْلُوبٌ، أَي حَزَمَ مَقْبِضَه بِهِ. وَفِي حَديث عُتْبَةَ (كنتُ أَعمِدُ إِلَى البَضْعَة أَحْسِبُها سَنَاماً فإِذا هِي عِلْبَءُ عُنُق) (كالنَّعّليب، و) قد عَلَّبتُه فَهُوَ مُعَلَّب. قَالَ امرؤُ القَيْسيِ:
فظَلَّ لثِيرَانِ الصَّرِيم غَمَاغِمٌ
يُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِيِّ المُعَلَّبه
والعَلْبُ: (لشَّيءُ الصُّلْبُ) . يُقَال: لَحْمٌ عَلْبٌ أَي صُلْبٌ (كالعَلِب ككَتِف) ، قيقال: عَلِبَ اللَّحْمُ، بالكَسْر عَلَباً: اشْتَدَّ وغلُظَ، وعَلَب أَيضاً بالفَتْح يعلُب: غَلُظ وصَلُب وَلم يَكُن رَخْصاً، قَالَه السّهَيْلِيّ.
(و) العِلْبُ: (بالكَسْر: الرَّجُلُ لَا يُطمَعُ فِيمَا عنْدَه) من كَلمَة أَو غَيرِهَا. وَيُقَال: إِنَّه لعلْبُ شَرَ، أَي قَوِيّ عَلَيْهِ، كقَوْلِك: إِنَّه لَحِكُّ شَرٌّ. (والمَكَانُ) الغَليظُ من الأَرْض (الَّذِي لَو مُطِر دَهْراً لم يُنْبتْ خَضْرَاء، (ويُفْتَحُ) ، وَهُوَ عبارَة التَّهْذِيب. وكُلُّ مَوْضِع خَشِن صُلْب من الأَرْض فَهُوَ عِلْب. وَلَا يخفى أَن هَذَا المَعْنَى بِعَيْنِه قد تقدم فِي أَوّل المادّةِ، فَهُوَ تَكرار وَلم يُنَبِّه عَلَيْهِ شيخُنا (و) العِلْبُ: (مَنْبِتُ السِّدْرِ ج) أَي جَمْعُه (عُلُوبٌ) ، بِالضَّمِّ قَالَه أَبُو زَيْد.
(و) العَلَبُ: (بالتّحْرِيكِ: الصَّلَابَةُ والشِّدَّة والجُسُوءُ) . يُقَال: عَلِب النَبَاتُ عَلَباً فَهُوَ عَلِبٌ: جَسَأَ، قَالَه السُّهَيْلِيّ. وَفِي الصِّحَاح: عَلِب، بالكَسْر، وعَلِبَ اللحْمُ بِالْفَتْح والكَسْر: اشتَدَّ وصَلُب. وعَلِبَت يَدُه، بالكس: اشتَدَّ وصَلُب. وعَلِبَت يَه، بِالْكَسْرِ: غَلُظَت. (و) العَلَبُ: (تَغَيُّر رَائِحَةِ اللَّحْم بَعْدَ اشْتِدَادِه، الاستِعْلَابه) يُقَال: استعلَبَ اللحمُ والجِلْدُ، إِذا اشتَدَّ وغَلُظَ وَلم يكن هِشًّا مثل عَلِبَ. (وفِعْلُ الكُلِّ كفَرِح ونَصَر) ، على مَا أَسلفنا بيانَه.
(و) عَلِبَ البعيرُ بالكَسْر عباً وَهُوَ أَعْلَبُ وعَلِبٌ، وَهُوَ (دَاءٌ يأْخُذُه) (فِي العِلْباءَيْن) ، بالكَسْر تَثْنِية عِلْبَاء فتَرِمُ مِنْهُ الرَّقَبَةُ وتَنْحَنى. يُقَال: هما عِلْبَاوانِ يَمِيناً وَشمَالًا بَينهمَا مَنْبِتُ العُنُق، وإِن شِئْت قلت: عِلباءان، لأَنَّها همزَة مُلْحقَة، شُبِّهَت بهَمْزَة التَّأْنيث الَّتِي فِي حَمْرَاءَ، أَو بالأَصلية الَّتِي فِي كِسَاءٍ.
(و) عَلِبَ السيفُ عَلَباً، وَهُوَ (تَثَلُّمُ حَدِّ السَّيْفِ) .
(والعَلَابِيّ، مُشَدَّدَةَ اليَاءِ) التَّحْتِيَّة الَّتِي فِي آخِرِه؛ لأَنَّهُمَا ياءان: إِحْداهُما يَاءُ مَفَاعِيل، والثَّانِيَةُ المُبْدَلَة عَن الهَمْزَة المَمْدُودَةِ الَّتِي فِي آخر مفرده قَاله شَيْخُنا.
قَالَ القُتَيْبِيّ: بَلَغَني أَن العَلَابِيَّ: (الرَّصَاصُ) بالفَتْح، قَالَ: ولستُ مِنْهُ على يَقِين. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: العَلَابِيُّ: الرَّصَاصُ أَو جِنْسٌ منْه. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: مَا علمتُ أَحَداً قَالَه ولَيْسَ بِصَحِيح. وَقَالَ شَيْخُنا: وتَفْسيرُه بالرَّصَاصِ يَقْتَضِي أَنَّه مُفْرَدٌ على صيغَة الجَمع، أَو جَمْعٌ لَا وَاحدَ لَهُ كأَبَابِيل وعَبَابِيد.
قلتُ: وَقد وَرَد فِي الحَديث: (لقَدْ فَتَحَ الفُتُوحَ قَوْمٌ مَا كَانَتْ حلْيَةُ سُيُوفِهِم الذَّهَبَ والفضَّةَ إِنَّمَا كَانَتْ حِلْيَتُهَا العَلَابِيَّ والآنُكَ) . فَلَمَّا عَطَف عَلَيْهِ الآنُكَ ظَنَّ مَنْ ظَنَّ أَنّه الرّصاصُ. (و) الصَّحِيحُ الذِي لَا مَحيصَ عَنهُ أنَّه (جَمْعُ عِلْبَاءِ البَعِيرِ) ، بالكَسْرِ مَمْدُود، وَهُوَ العَصَبُ. قَالَ الأَز 2 هَرِيّ: الغَلِيظُ خَاصَّة. وَقَالَ ابْنُ سِيدَه: هُوَ العَقَبُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العِلْبَاءُ مُذَكَّر لَا غَيْر، وهما عِلْبَاوَانِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِير: هُوَ عَصَبٌ فِي العُنُق يَأْخُذُ إِلَى الكَاهِل، وكَانَت العَرَبُ تَشُدُّ على أَجْفَانِ سُيُوفِها العَلَابِيَّ الرَّطْبَةَ فتَجِفُّ عَلَيْهَا، وتَشُدُّ بِها الرِّماحَ إِذا تَصَدَّعَت فتَيْبَسُ وتَقْوَى عَلَيْهِ. ورُمْحٌ مُعَلَّبٌ، إِذَا جُلِزَ ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْبَاءِ.
(وَعلْبَى) كسَلْقَى، مُلْحَقٌ بدَحْرَجَ (عَبْدَهُ) إِذا (ثَقَبَ عِلْباءَه) وجَعَل فِيهِ خَيْطاً (أَو قَطَعَها، و) عَلْبَى (الرجلُ: ظَهَرَت عَلَابِيّه كِبَراً) . وَفِي التَّهْذيب: انْحَطَّ عِلباؤُه قَالَ:
إِذَا المَرْءُ عَلْبَى ثُمَّ أَصْبَحَ جِلْدُه
كَرَحْضِ غَسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ التَّيَمّن: أَن يُوضَع على يَمِينِه فِي القَبْرِ.
وَيُقَال: تَشَنَّجَ عِباءُ الرَّجُلِ، إِذَا أَسَنّ.
(والعُلْبَةُ بالضَّمّ: النَّخْلَةُ الطَّوِيلَة) نَقله الصّاغَانيْ (و) العُلْبَةُ: (قَدَحٌ ضَخْمٌ من جُلُودِ الإِبِل) وَقيل: مِحْلَبٌ من جِلْد (أَو مِنْ خَشَبٍ) كالقَدَح الضصَّخْم (يُحْلَبُ فِيهَا) ، وَقيل إِنها كهَيْئَةِ القَصْعَةِ من جِلْد، وَلها طَوْقٌ من خَشَب، وَفِي حَدِيثِ وفَاةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (وبَيْنَ يَدَيْه رَكْوَةٌ أَو عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءً) العُلْبَةُ: قدَحٌ من خَشَب، وَقيل: مِنْ جِلْد وخَشَبٍ يُحْلَبُ فِيهِ. وَمِنْه حَدِيثُ خَالِدِ: (أَعْطَاهُم عُلْبَةَ الحَالِب) أَي القَدَحَ الّذي يُحْلَبُ فِيه. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هِيَ العُلْبَةُ والجَنْبَةُ والــدَّسْمَــاءُ والسَّمْرَاءُ (ج عِلَابٌ وعُلَبٌ) قَالَ:
لم تَتَلَفَّع بِفَضْلِ مِئْزَرِهَا
دَعْدٌ وَلم تُسْقَ دَعْدُ بالعُلَبِ
وَقيل: العِلَابُ: جِفَانٌ تُحْلَبُ فِيهَا النَّاقَة. قَالَ:
صَاح يَا صَاحِ هَل سَمِعْتَ بِرَاع
رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي العِلابِ
ويروى: فِي الحِلَابِ.
والمُعلِّب: الَّذِي يَتَّخِذُ العُلْبَةَ. قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ خَيْلاً:
سَقَتْنَا دماءَ القَوْمِ طَوْراً وتَارَةً
صَبُوحاً لَهُ اقتارُ الجُلُودِ المُعَلَّبِ
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: العُلْبَةُ: جِلْدة تُؤْخَذ من جَنْب جِلْد البَعِير إِذا سُلِخ وَهُوَ فَطِير فتُسَوَّى مستديرةً، ثمَّ تملأُ رَمْلاً سَهْلاً، ثمَّ تُضَمُّ أَطرافُها وتُخَلُّ بِخِلال ويُوكَى عَلَيْهَا مَقْبُوضةً بِحَبل، وتُتْرَكُ حَتَّى تَجِفّ وتيْبَسَ، ثمَّ يُقْطَعُ رَأْسُهَا وَقد قَامَت قَائِمَةً لجَفَافِهَا تُشْبِه قَصْعَةً مُدَوَّرة كأَنَّها نُحِتَت نَحْتاً أَو خُرِطَت خَرْطاً ويُعَلِّقها الرَّاعِي والرَّاكبُ، فيَحْلُبُ فِيهَا وَيَشْرَبُ بهَا. وللبَدَوِيّ فِيهَا رِفْقُ خِفَّتِها وأَنَّها لَا تَنْكَسر إِذَا حَرَّكَها البَعِيرُ أَو طَاحَت إِلَى الأَرْضِ.
(وعُلْبَةُ بْنُ زَيْد) بْنِ صعيْفِيَ الأَنْصَارِيُّ الأَوسِيُّ، وَقيل: الحَارِثيّ، أَحَدُ البَكَّائِينَ، (ومُحَمَّدُ بْنُ عُلْبَةَ) القُرَشِيّ، عِدَادُه فِي المِصْرِيِّين، لَهُ ذِكْر فِي حَدِيث لُهَيْبٍ (صَحَابِيَّان) ، وَزَكَرِيَّا بْنُ عَلِي العُلْبِيّ مُحَدِّث.
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرَبِيّ: العِلَبُ جمع عِلْبَة (بالكَسْر) وَهيَ (أبنَةٌ) ، بالضَّمِّ، هِيَ العُقْدَةُ تَكُون (غَلِيظَة من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ مِنْهَا) ، وَفِي قَول آخر: غُصْنٌ عَظِيم تُتَّخَذُ مِنْهُ (المِقْطرَة) ، كمِكْنَسَة، وَهِي خَشَبَةٌ فِيهَا خُروقٌ على قَدْرِ سَعَةِ رِجْلِ المَحْبُوسين. قَالَ:
فِي رِجْلِه عِلبَةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ
قد تَيَّمَتْه فبَالُ المَرْءِ مَتْبُولُ
(اعْلَنْبَى الدِّيكُ أَو الكَلْبُ) والهِرُّ وغَيْرُهَا إِذَا (تَهَيَّأَ للِشَّرِّ) والقِتَالِ، وَقد يُهْمَز، وَقيل: إِذَا تَنَفَّشَ شَعَرُه، وأَصلُه من علْبَاءِ العُنُق، وَهُوَ مُلْحَق بافْعَنْلَلَ، بياء.
(وعُلْيَبٌ بالضَّمِّ و) عِلْيَبٌ بالكَسْر (كحِذْيَم) عَن ابْنِ دُرَيْدِ: اسْم (وَادٍ) مَعْرُوف على طَرِيقِ اليَمَنِ، وَقيل: مَوْضع والضَّمُّ أَعْلَى، وَهُوَ الَّذِي حَكَاه سيبَوَيْه. (وَ) حكى بَعْضُهم عَن أبي الحُسَيْن بن زنجيَ النَّحْوِيّ البَصْرِيّ أَنه قَالَ: (لَيْسَ) فِي كَلَامهم كَلِمَةٌ (عَلَى) وزن (فُعْيَل) بضَمِّ الفَاءِ وتَسْكِين العَيْن وفَتْحِ اليَاءِ (غَيْرُه) وتَصَحَّفَ على بَعْضِهِم فَقَال: إِلَّا أَغْيَب وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ سَاعِدَة:
والأَثْلُ من سَعْيَا وحَلْيَةَ مُنْزَلٌ
والدَّوْمُ جَاءَ بِهِ الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ
وَقَالَ أَبو دَهْبَل:
ومَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حَتَّى تَبَيَّنَتْ
بِعُلْيَبَ نخْلاً مُشرِفاً ومُخَيَّمَا كَذَا فِي مُعْجَم يَاقُوت، واشتَقَّه ابنُ جِنّى من العَلْب الَّذِي هُوَ الأَثَر والحَزُّ، وَقَالَ: أَلا تَرَى أَنَّ الوَاديَ لَهُ أَثَرٌ. وَنقل شيخُنا عَن أَبِي حَيَّان: قَالَ الجَرْمِيّ: عُنْيَب، بالنُّونِ، وَلَا يَكُون فُعيل إِلَّا اسْماً وَسَيَأْتِي فِي ع ن ب.
(والعُلْيُبُ كقُنْفُذٍ: ع) نَقله أَبُو عَمْرو وَفِي يَاقُوتَةِ القُطْرُبِ.
(و) العَلِبُ (كَكَتِفٍ: الوَعِلُ) المُسِنُّ الجَاسِيءُ. وتيسٌ عَلِبٌ، ووعِلٌ عَلِبٌ أَي (الضَّخْم) المُسِنُّ، لشِدَّتِه. ورجُلٌ عَلِبٌ: جافِ غَلِيظٌ، (ويُضَمُّ) .
(و) عَلِبَ النبَاتُ عَلَباً فَهُوَ عَلِبٌ: جَسَأَ. وَفِي الصَّحَاح: عَلِبَ بالكَسْر، واسْتَعْلَبَ اللحمُ والجِلْدُ: اشتَدَّ وغَلُظَ. واسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِباً. و (استَعْلَبَت المعاشِيَةُ البَقْلَ) إِذا (أَجِمَتْهُ واستَغْلَظَتْ، و) ذَلِكَ إِذا ذَوَى. وَقَالَ شَمرُ: هؤلاءُ (عُلْبُوبَةُ القَوْم) أَي (خِيَارُهُم) .
(والإِعْلنْبَاءُ: أَن يُشْرِفَ الرجُلُ ويُشْخِصَ نَفْسَه، كَمَا يَفْعَلُ عِنْد الخُصُومَةِ) والشَّتْم (ومِنْه) يُقَالُ: (اعْلَنْبَى الدِّيكُ) والهِرُّ ونَحْوُهُمَ، وَقد تقَدَّم فِي كَلامِ المُؤَلِّف، فَهُوَ كالتّكرارِ فَلَو ذكَرَهُمَا فِي مَحَلَ واحِدٍ كَانَ أَحْسَن.
(و) عَلِبَ السيفُ عَلَباً، مُحَرَّكة: تَثَلَّم حَدُّه. و (المَعْلُوبُ: سيف الحَارِث بْنِ ظَالِمٍ) المُرِّيّ، صفةٌ لازِمَة. فإِمَّا أَن يكونَ من العَلْب الَّذي هُوَ الشَّدُّ وإِمَّا أَن يكون من التّثَلُّم، كأَنه عُلِب. قَالَ الكُمَيْتُ:
وسَيْفُ الحَارِث المَعْلُوبُ أَرْدَى
حُصَيْناً فِي الجَبَابِرَةِ الرَّدِينَا
وَيُقَال: إِنَّمَا سمّاه معْلُوباً لِآثار كَانَت بمَتْنِه، وَقيل: لأَنه كانَ انْحَنَى مِن كَثْرةِ مَا ضَرَب بِه، وَفِيه يَقُولُ:
أَنَا أَبُو لَيْلَى وسَيْفِي المَعْلُوبْ
وَقد تقدم فِي ش ذ ب.
(و) المَعْلُوب: (الطَّرِيقُ) الَّذي يُعْلَب بِجَنْبَتَيْه، وَمثله (اللَّاحِبُ) والمَلْحُوبُ. وطريقٌ مَعْلُوبٌ: لَاحِبٌ، وَقيل: أَثَّر فِيهِ السَّابِلَةُ. قَالَ بِشْر:
نَقَلْنَاهُمُ نَقْلَ الكِلَابِ جِرَاءَها
علَى كُلِّ مَعْلُوبٍ يَثُورُ عَكُوبُهَا
يَقُول: كُنْا مُقْتَدِرِين عَلَيْهم وَهُم لَنَا أَذِلَّاء كاقْتِدَارِ الكِلَابِ على جِرَائِهَا.
(وعِلْبَاءُ، بالكَسْرِ) ممدوداً: اسْم (رَجُل) . قَالَ امرؤُ القَيْس:
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضاً
وَلَو أَدْرَكْنَه صَفِرَ الوِطابُ
سُمِّيَ بعِلْبَاءِ العُنُق. قَالَ شَيْخُنا: والمَشْهُورُ بِهَذَا الاسْمِ عِلْبَاءُ بْنُ الهَيْثَمِ السَّدوسِيّ، انْتهى. وأَنْشَدَ فِي التَّهْذِيب:
إِنْي لِمَنْ أَنْكَرنِي ابنُ اليعثْرِبِي
قَتلتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي
وابْناً لِصَوْحَانَ على دِينِ عَلِي
أَراد ابنَ اليَثْرِبِيِّ والجَمَلِيِّ وَعلِيّ فخَفَّفَ بحَذْفِ الياءِ الأَخِيرَةِ.
قلتُ: وَفِي الصَّحَابَة مَنِ اسمُه علباءُ ثلاثَةٌ: عِلْبَاءُ الأَسَدِيّ بْنُ أَصْمَع العَبْسِيّ وعِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ السُّلَميّ.
(و) العِلَابُ (كَكتَابٍ: وَسْمٌ فِي طُولِ العُنُقِ) على العِلْبَاءِ. (ونَاقَةٌ مُعَلَّبَةٌ، كمُعَظَّمَة، ومُعْلِبَة، كمُحْسِنَة) : وُسِمتْ بِهِ.
(وعِلْبِيَةُ كهِبْرِيَة: مُوَيْهَةٌ) ، تَصْغيرُ مَاءَة، (الدّأّثِ) كشَدَّاد، بالمُهْمَلَة وَآخره مُثَلَّثَة وَهُوَ فِي بِلَادِ أَسَدٍ بقربِ جَبلِ عَبْدة (وعِلْبُ الكُرْمَة، بالكَسْرِ) أَي فِي أَوَّله وضَمّ الكَافِ وسُكُون الرَّاء، وَفِي نُسْخَة، اللومة، بِاللَّامِ وَالْوَاو، وَهُوَ تَحْرِيف، قَالَه شَيْخُنا: (آخِرُ حَدِّ اليَمَامَةِ من جِهَة البَصْرَة) ، أَي إِذا خرْجتَ مِنْهَا تُرِيدُ البَصْرَةَ.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الأَعْلَابُ: أَرضٌ لِعَكّ بْنِ عَدْنان، بَين مَكَّةَ والسَّاحل، لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ الرِّدَّة، كَذَا فِي مُعْجم يَاقُوتٍ، وسيأْتي لَا ذكْر فِي الأَحَاديث إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
والمُعَلْبَاةُ: الَّتِي ثُقِبَت بالمِدْرَى (فِي) عِلْبَاوَيْهَا.
وَعَلْبَيْتُ: قطعتُ عِلْبَاءَه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
علب
علَّبَ يعلِّب، تعليبًا، فهو مُعلِّب، والمفعول مُعلَّب
• علَّب الطّعامَ: وضعه في عُلَب بطريقةٍ خاصَّة تحفظه صالحًا للأكل مُدَّةً طويلة "علَّب اللَّحمَ/ الخضروات/ الفاكهةَ- اشترى مجموعة من المعلَّبات: مجموعة من المأكولات المطبوخة المعقَّمة التي تُحفظ في العلب". 

تعليب [مفرد]:
1 - مصدر علَّبَ.
2 - تعقيم الأغذية ونحوها، ووضعها في عُلب بطريقة تحفظها. 

عُلْبَة [مفرد]: ج عُلُبات وعُلْبَات وعُلَب: وعاء من صفيحٍ معدنيّ أو خشبٍ أو ورقٍ مقوًّى أو نحو ذلك تُحفظ فيه الأشياءُ "عُلبةُ كِبريت/ مجوهرات- عُلَبُ السَّردين- تُوضع الفواكه المحفوظة للشِّتاء في عُلَب معقَّمة" ° عُلَبُ اللَّيل: أماكنُ اللَّهو في اللَّيل. 

مُعَلَّب [مفرد]: اسم مفعول من علَّبَ.
• المُعَلَّبات: أغذية أو أطعمة محفوظة في عُلب بطريقة
 خاصّة، ولها مدَّة صلاحيَّة محدَّدة. 

عضب

عضب

1 عَضَبَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. عَضْبٌ, (S, A, O, &c.,) He cut, or cut off, him, or it. (S, A, * Mgh, * O, Msb, K.) مَا لَهُ عَضَبَهُ اللّٰهُ, meaning [What aileth him?] may God cut off (O, TA) his arm and his leg, or his hand and his foot, (O,) or his arms and his legs, or his hands and his feet, is a form of imprecation used by the Arabs. (TA.) And hence, (O,) one says, إِنَّ الحَاجَةَ لَيَعْضِبُهَا طَلَبُهَا قَبْلَ وَقْتِهَا (assumed tropical:) Verily the seeking of the object of want before its time assuredly cuts it off, or precludes it, and mars it: a prov. (O, TA.) And إِنَّكَ لَتَعْضِبُنِى عَنْ حَاجَتِى (assumed tropical:) Verily thou cuttest me off from [the attainment of] the object of my want. (TA.) b2: and [hence] (assumed tropical:) He reviled him; (A, * K;) and (A) so عَضَبَهُ بِلِسَانِهِ. (S, A, O.) b3: And He beat him, or struck him, (O, K,) with a staff, or stick. (O.) b4: And He thrust him, or pierced him, (K,) with a spear. (TK.) [But in the O and TA, عَضَبْتُهُ بِالرُّمْحِ is expl. by the words هُوَ أَنْ تَشْغَلَهُ عَنْهُ; and the meaning app. is, I occupied him so as to divert him with the spear; though this meaning would be expressed more agreeably with usage by saying هو ان يشغله عنه; or rather هو ان تَشْغَلَهُ عَنْكَ, which, I think, is the right reading.] b5: And It (disease, O) rendered him weak, or infirm: (S, O:) and (O) deprived him of the power of motion. (A, * O, K.) You say, عَضَبَتْهُ الزَّمَانَةُ, aor. as above, (O, TA,) and so the inf. n., (TA,) meaning [Disease of long continuance, or want of some one or more of the limbs,] deprived him of the power of motion: and AHeyth says, it [in the O هُوَ (so that it does not refer to الزمانة), and in the TA العضب,] is الشَّلَلُ and الخَبْلُ and العَرَجُ [a state of privation of the power of motion, and unsoundness, and lameness; app. meaning that these are the effects denoted by the phrase عضبته الزمانة]. (O, TA.) b6: See also 4.

A2: عَضَبَ, (O, K,) aor. and inf. n. as above, (K,) signifies also He returned (O, K) عَلَيْهِ [against him]. (O.) A3: عَضِبَ, said of a ram, (K,) or عَضِبَت, said of a شَاة [i. e. sheep or goat, male or female], (S, O, Msb,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَضَبٌ, (S, O, Msb,) He, or she, had the inner [part of the] horn broken: (S, O, Msb, K:) or had one of the horns broken. (S, O, Msb.) b2: العَضَبُ is mostly used in relation to the horn: but sometimes, in relation to the ear: (A 'Obeyd, TA:) one says of a شاة [expl. above], and of a she-camel, عَضِبَت, inf. n. عَضَبٌ, meaning He, or she, had her ear slit, or had a slit ear: (Msb:) [or had half, or a third, of the ear cut off; for] accord. to IAar, العَضَبُ in relation to the ear is when half, or a third, thereof has gone. (O.) A4: عَضُبَ, aor. ـُ inf. n. عُضُوبَةٌ (S, O, K) and عُضُوبٌ, (O, K,) said of a man's tongue, (tropical:) It was, or became, sharp in speech; (S, O, * K, TA;) being likened to a sharp sword. (O.) 3 عاضبهُ i. q. رَادَّهُ [He endeavoured to turn him from, or to, a thing]. (O, K.) 4 اعضب, (Fr, S, O, Msb, K, *) inf. n. إِعْضَابٌ; (K;) and ↓ عَضَبَ, (Fr, O, K,) aor. ـِ inf. n. عَضْبٌ; (K;) He rendered a شَاة [i. e. sheep or goat, male or female], (Fr, S, O, Msb, K,) and a she-camel, (Msb, K,) such as is termed عَضْبَآء. (Fr, S, O, Msb, K.) 7 انعضب It (a horn) became cut, or broken, off. (TA.) عَضْبٌ A sharp sword; (S, O, Msb;) an inf. n. (Msb, TA) used as a subst. [properly so termed], (Msb,) or as an epithet (TA) applied to a sword as meaning sharp: (TA:) or it signifies a sword. (K.) b2: And (assumed tropical:) A tongue sharp in speech; (S, TA;) likened to a sharp sword: (TA:) and so applied to a man; (K;) or so عَضْبُ اللِّسَانِ. (O.) b3: And, applied to a boy, or young man, (O, K, TA,) (assumed tropical:) Light-headed: (K:) or light, or active, sharp-headed, light in body; (IAar, O, TA; *) as also عَصْبٌ. (IAar, TA.) b4: and (assumed tropical:) The offspring of the cow when his horn comes forth, (As, O, K, TA,) which is after he is a year old: (As, O, TA:) or, accord. to Et-Táïfee, when his horn is [or can be] laid hold upon: fem. with ة: after that, he is termed جَذَعٌ; then, ثَنِىٌّ; then, رَبَاعٍ; then, سَدَسٌ; then, تَمَمٌ; and when all his teeth are grown, عَمَمٌ. (O, L, TA.) عَضَبٌ inf. n. of عَضِبَ [q. v.]. (S, &c.) b2: Also A fracture in a spear. (TA.) عَضَّابٌ (assumed tropical:) A man who reviles much. (S, A, O.) أَعْضَبُ applied to a ram, and the fem. عَضْبَآءُ applied to a شَاة [i. e. sheep or goat, male or female], Having the inner [part of the] horn (which is called the مُشَاش, Az, S, O) broken: (Az, S, O, Msb, K; and so in the Mgh as applied to a شاة:) or having one of the horns broken. (S, O, Msb.) b2: And the masc. applied to a camel, (Msb, TA,) and the fem. applied to a she-camel (S, O, Msb, K) and to a شاة [expl. above], (S, Mgh, Msb, K,) Having a slit ear. (S, Mgh, O, Msb, K.) The she-camel of the Prophet, called العَضْبَآء, was not slit-eared; this being only her surname: (S, IAth, Mgh, O, Msb, K:) or, accord. to some, the fewer number, she was sliteared: (IAth, TA:) or her name was taken from the epithet عضباء applied to a she-camel as meaning “ short in the fore leg. ” (Z, TA.) b3: and the fem. is applied to a horse's ear as meaning Of which more than a fourth part has been cut off. (K.) b4: And, applied to she-camel, Short in the fore-leg; as mentioned above: (Z, TA:) and the masc., (O, K,) applied to a man, (O,) short in the arm. (O, K.) b5: Also the masc., applied to a man, (assumed tropical:) Who has no aider against an enemy, (S, O, K,) nor brethren: (O:) and one whose brother has died: or who has no brother, nor any one [beside]. (K.) مَعْضُوبٌ Weak, or infirm. (S, O, K.) and Crippled, or deprived of the power of motion, by disease, or by a protracted disease. (A, Mgh, O, Msb, K.) b2: And مَعْضُوبُ اللِّسَانِ Impotent in tongue; having an impediment in his speech. (TA.)
العضب: هو حذف الميم من "مفاعلتن" ليبقى "فاعلتن"، فينقل إلى "مفتعلن" ويسمى: معضوبًا.
ع ض ب: نَاقَةٌ (عَضْبَاءُ) مَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ. وَهُوَ أَيْضًا لَقَبُ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ تَكُنْ مَشْقُوقَةَ الْأُذُنِ. 
ع ض ب

عضبته بلساني: شتمته، ورجل عضّاب: شتام. وعضبته عن حاجته: قطعته. ومالك تعضبني عما أنا فيه. وعضبه المرض: وقذه، ورجل معضوب: زمن. ووقف عليّ شيخ من أهل السراة في المسجد الحرام فقال لي: ما عضبك؟ وسيف عضب. وشاة عضباء: مكسورة القرن. وناقة عضباء: مشقوقة الأذن.
عضب
العَضْبُ: القَطْعُ. والسَّيْفُ القاطِع. والمَنْعُ عن الحاجَة. وامْرأةٌ مَعْضُوْبَةٌ: أي مَعْضوْلة عن الأزْواج. وعَضَبَني الوَعْكُ: حَبَسَني ونَهَكَني. وعَضِبَتِ الشاةُ عَضْباً وعَضَباً: انْكَسرَ أحَدُ قَرْنَيْها. وعَضَبْتُها أنا، وأعْضَبْتُها؛ جميعاً.
والعَضْبَاءُ أيضاً: التي في إحْدى أذُنَيْها شَقٌّ.
والأعْضَبُ: الذي لا إخْوَةَ له ولا أحَدَ. والقَصيرُ اليَدِ أيضاً.
[عضب] نه: كان اسم ناقته "العضباء"، هو علم لها منقول من ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن ولم تكن مشقوقتها، وقيل: كانت مشقوقتها، وقيل: منقول من عضباء بمعنى قصيرة اليد. ومنه: نهى أن يضحى "بالأعضب" القرن، هو المكسور القرن وقد يكون في الأذن بقلة، و"المعضوب" في غير هذا الزمن الذي لا حراك به. ن: ومنه: ولا من "عضباء"، يريد هذه الأوصاف وإن كانت فيها يوم وجوب الزكاة، ولكنها تبعث سالمة من العيوب ولا يريد إنما تبعث السالمة فقط.
(ع ض ب) : (الْعَضْبُ) الْقَطْعُ (وَمِنْهُ) رَجُلٌ مَعْضُوبٌ أَيْ زَمِنٌ لَا حَرَاكَ بِهِ كَأَنَّ الزَّمَانَةَ عَضَبَتْهُ وَشَاةٌ عَضْبَاءُ مَكْسُورَة الْقَرْنِ الدَّاخِلِ أَوْ مَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ نَهَى أَنْ يُضَحَّى (بِالْأَعْضَبِ) الْقَرْن أَوْ الْأُذُنِ (وَأَمَّا الْعَضْبَاءُ) لِنَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَذَاكَ لَقَبٌ لَهَا لَا لِشَقٍّ فِي أُذُنِهَا.

عضب


عَضَبَ(n. ac. عَضْب)
a. Cut: cut off; cut through.
b. Struck; pierced; taunted; insulted.
c. Brought down, wasted (illness).
d. [acc. & 'An], Prevented, hindered, precluded from.
عَضِبَ(n. ac. عَضَب)
a. Had a broken horn; had a slit ear.

عَاْضَبَa. see I (d)
أَعْضَبَa. Broke the horn of; slit the ear of.
b. see (عَضِبَ)

عَضْبa. Sharp sword.
b. Keen, caustic, sharp of tongue.
c. Thoughtless, frivolous.

أَعْضَبُ
(pl.
عُضْب)
a. Having a broken horn or a slit ear.
b. Brotherless.
c. Weak; unaided.

عَضَّاْبa. Insulting, abusive; insulter, reviler.

عَضْبَل
a. Strong, sturdy.
(عضب)
عَن الْأَمر عضبا رَجَعَ عَنهُ وَالشَّيْء قطعه وَيُقَال فِي الدُّعَاء عَلَيْهِ مَا لَهُ عضبة الله وَفِي الْمثل (إِن الْحَاجة يعضبها طلبَهَا قبل وَقتهَا) والناقة وَنَحْوهَا شقّ أذنها وَفُلَانًا عَن حَاجته رده وَمنعه عَنْهَا وَفُلَانًا بِلِسَانِهِ شَتمه وَالْمَرَض فلَانا لَازمه زَمنا طَويلا وقطعه عَن الْحَرَكَة وَفُلَانًا بِالرُّمْحِ طعنه وبالعصا ضربه

(عضب) ذُو الْأذن عضبا انشقت أُذُنه وَذُو الْقرن انْكَسَرَ قرنه فَهُوَ أعضب وَهِي عضباء (ج) عضب وَفِي الحَدِيث (نهى أَن يضحى بالأعضب الْقرن)

(عضب) السَّيْف عضوبا وعضوبة صَار قَاطعا وَيُقَال عضب اللِّسَان صَار حادا فَهُوَ عضب
ع ض ب : عَضَبَهُ عَضْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعَهُ وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ الْقَاطِعِ عَضْبٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ.

وَرَجُلٌ مَعْضُوبٌ زَمِنٌ لَا حَرَاكَ بِهِ كَأَنَّ الزَّمَانَةَ عَضَبَتْهُ وَمَنَعَتْهُ الْحَرَكَةَ.

وَعَضِبَتْ الشَّاةُ عَضَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ انْكَسَرَ قَرْنُهَا وَعَضِبَتْ الشَّاةُ وَالنَّاقَةُ عَضَبًا أَيْضًا إذَا شُقَّ أُذُنُهَا فَالذَّكَرُ أَعْضَبُ وَالْأُنْثَى عَضْبَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَيُعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَعْضَبْتُهَا وَكَانَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُلَقَّبُ الْعَضْبَاءَ لِنَجَابَتِهَا لَا لِشَقِّ أُذُنِهَا. 
[عضب] عضَبَه عَضْباً، أي قطعه. والعَضْب: السيف القاطع. وعضَبْت الرجل بلساني، إذا شتمته. ورجلٌ عضَّاب، أي شتَّام. وعَضُب لسانه بالضم عُضُوبة: صار عضْباً، أي حديداً في الكلام. أبو زيد: العَضْباء: الشاة المكسورة القرن الداخل، وهو المُشاش. ويقال هي التي انكسر أحد قَرنيها. وقد عضِبت بالكسر، وأعضبتها أنا. وكبش أعضبُ بيِّن العضب. قال الاحطل. إن السيوف غدوَّها ورواحها * تركتْ هوازِنَ مثلَ قرن الأعضبِ والأعضب من الرجال: الذي لا ناصر له. والمعضوب: الضعيف. تقول منه: عَضَبَة. وناقةٌ عضباء: أي مشقوقة الأذن، وكذلك الشاة. وأما ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى كانت تسمى " العضباء " فإنما كان ذلك لقبا لها، ولم تكن مشقوقة الاذن. والاعضب في الوافر: مفتعلن مخروما من مفاعلتن.
الْعين وَالضَّاد وَالْبَاء

عَضَبَهُ يَعْضِبُه عَضْبا: قطعه.

وَسيف عَضْب: قَاطع، وصف بِالْمَصْدَرِ. ولسان عَضْبٌ ذليق، مثل ذَلِك.

وعَضَبَهُ بِلِسَانِهِ: تنَاوله.

وَرجل عَضَّاب: شَتَّام.

وناقة عَضْباء: مشقوقة الْأذن. وجمل أعْضَب كَذَلِك. والعَضْباء من آذان الْخَيل: الَّتِي يُجَاوز الْقطع ربعهَا. وشَاة عَضْباء: مَكْسُورَة الْقرن، وَالذكر أعْضَب. وَقد عَضْبَت عَضَبا وأعْضَبَها هُوَ. وعَضَبَ الْقرن، فانْعَضَب: قطعه فَانْقَطع. وَقيل: العَضَب: يكون فِي أحد القرنين.

والأعْضَب من الرِّجَال: الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَخ وَلَا أحد، وَقيل: الأعضَب: الَّذِي مَاتَ أَخُوهُ.

والعَضَب: أَن يكون الْبَيْت من الوافر أخرم.

والأعْضَب: الْجُزْء الَّذِي لحقه العَضَب، وبيته: قَول الحطيئة:

إنْ نَزَلَ الشِّتاءُ بِدارِ قَوْمٍ ... تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِم الشِّتاءُ

والعَضْباء: اسْم نَاقَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْم لَهَا، وَلَيْسَ من العَضَب الَّذِي هُوَ الشق فِي الْأذن.

عضب: العَضْبُ: القطع. عَضَبَه يَعْضِـبُه عَضْباً. قَطَعه. وتدعو العربُ على الرجل فتقول: ما له عَضَبَه اللّهُ؟ يَدْعونَ عليه بقَطْعِ يده ورجله. والعَضْبُ: السيفُ القاطع. وسَيْفٌ عَضْبٌ: قاطع؛ وُصِف بالمصدر.

ولسانٌ عَضْبٌ: ذَلِـيقٌ، مَثَلٌ بذلك.

وعَضَبَه بلسانه: تَناوَلَه وشَتمه. ورجل عَضَّابٌ: شَتَّام. وعَضُبَ

لسانُه، بالضم، عُضُوبة: صار عَضْباً أَي حَديداً في الكلام. ويُقال: إِنه لَـمَعْضُوب اللسانِ إِذا كان مَقْطُوعاً، عَيِـيِّاً، فَدْماً.

وفي مَثَل: إِنَّ الحاجةَ ليَعْضِـبُها طَلَبُها قَبْلَ وقْتِها؛ يقول: يَقْطَعُها ويُفْسدها. ويقال: إِنك لتَعْضِـبُني عن حاجتي أَي تَقْطَعُني عنها.

والعَضَبُ في الرُّمْحِ: الكسرُ. ويُقال: عَضَبْتُه بالرُّمْحِ أَيضاً:

وهو أَن تَشْغَلَه عنه. وقال غيره: عَضَبَ عليه أَي رجع عليه؛ وفلان يُعاضِبُ فلاناً أَي يُرادُّه؛ وناقة عَضْباءُ: مَشْقُوقة الأُذُن، وكذلك الشاة؛ وجَملٌ أَعْضَبُ: كذلك.

والعَضْباءُ من آذانِ الخَيْل: التي يُجاوز القَطْعُ رُبْعَها. وشاة

عَضْباءُ: مكسورة القَرْن، والذَّكر أَعْضَبُ. وفي الصحاح: العَضْباءُ الشاةُ المكسورةُ القَرْنِ الداخلِ، وهو الـمُشاشُ؛ ويقال: هي التي انكسر أَحدُ قَرْنيها، وقد عَضِـبَتْ، بالكسر، عَضَباً وأَعْضَبَها هو. وعَضَبَ القَرْنَ فانْعَضَبَ: قَطَعه فانْقَطَعَ؛ وقيل: العَضَبُ يكون في أَحد القَرْنَينِ. وكَبْشٌ أَعْضَبُ: بَيِّنُ العَضَبِ؛ قال الأَخطل:

إِنَّ السُّيُوفَ، غُدُوَّها ورَوَاحَها، * تَرَكَتْ هَوَازنَ مثلَ قَرْنِ الأَعْضَبِ

ويُقال: عَضِبَ قَرْنُه عَضَباً. وفي الحديث عن النبـي، صلّى اللّه عليه وسلم: أَنه نَهَى أَن يُضَحَّى بالأَعْضَبِ القَرْنِ والأُذُنِ. قال أَبو عبيد: الأَعْضَبُ المكسورُ القَرْنِ الداخلِ؛ قال: وقد يكون العَضَبُ في الأُذن أَيضاً، فأَما المعروف، ففي القَرْن، وهو فيه أَكثر.

والأَعْضَبُ من الرجال: الذي ليس له أَخٌ، ولا أَحَدٌ؛ وقيل: الأَعْضَبُ الذي مات أَخوه؛ وقيل: الأَعْضَبُ من الرجال: الذي لا ناصِرَ له.

والـمَعضوبُ: الضعِـيفُ؛ تقول منه: عَضَبَه؛ وقال الشافعي في المناسك: وإِذا كان الرجل مَعْضُوباً، لا يَسْتَمْسِكُ على الراحلة، فَحَجَّ عنه رجلٌ في تلك الحالة، فإِنه يُجْزِئه. قال الأَزهري: والـمَعْضُوب في كلام العرب: الـمَخْبُولُ الزَّمِنُ الذي لا حَرَاكَ به؛ يقال: عَضَبَتْهُ الزَّمانةُ تَعْضِـبُه عَضْباً إِذا أَقْعَدَتْه عن الـحَرَكة

وأَزمَنَتْه.وقال أَبو الهيثم: العَضَبُ الشَّللُ والعَرَجُ والخَبَلُ. ويقال: لا يَعْضِبُكَ اللّهُ، ولا يَعْضِبُ اللّهُ فلاناً أَي لا يَخْبِلُه اللّه.

والعَضْبُ: أَن يكون البيتُ، من الوافر، أَخْرَمَ. والأَعْضَب: الجُزءُ الذي لَـحِقَه العَضَبُ، فينقل مفاعلتن إِلى مفتعلن؛ ومنه قولُ الـحُطَيْئَة:

إِن نَزَلَ الشتاءُ بدار قَومٍ، * تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشتاءُ

والعَضْباءُ: اسم ناقة النبي، صلى اللّه عليه وسلم، اسم، لها، عَلَمٌ، وليس من العَضَب الذي هو الشَّقُّ في الأُذُن. إِنما هو اسم لها سميت به، وقال الجوهري: هو لقبها؛ قال ابن الأَثير: لم تكن مَشْقُوقَة الأُذُن، قال: وقال بعضهم إِنها كانت مشقوقةَ الأُذُن، والأَولُ أَكثر؛ وقال الزمخشري: هو منقول من قولهم: ناقة عَضْباءُ، وهي القصيرةُ اليَد.

ابن الأَعرابي: يقال للغلام الحادِّ الرأْس الخَفيفِ

الجسم عَضْبٌ ونَدْبٌ وشَطْبٌ وشَهْبٌ وعَصْبٌ وعَكْبٌ وسَكْبٌ.

الأَصمعي: يقال لولد البقرة إِذا طَلَعَ قَرنُه، وذلك بعدما يأْتي عليه

حَولٌ: عَضْبٌ، وذلك قَبْلَ إِجْذاعِه؛ وقال الطائفيُّ: إِذا قُبِضَ على

قَرنه، فهو عَضْبٌ، والأُنثى عَضْبةٌ، ثم جَذَعٌ، ثم ثَنيٌّ، ثم رَباعٌ،

ثم سَدَسٌ، ثم التَّمَمُ والتَّمَمَةُ، فإِذا اسْتَجْمَعَتْ أَسنانُه فهو عَمَمٌ.

باب العين والضاد والباء معهما (ع ض ب، ب ع ض، ض ب ع، ب ض ع مستعملات ع ب ض، ض ع ب مهملان)

عضب: العَضْبُ: السيف القاطع. عَضَبَهُ يَعْضِبُهُ عَضْباً، أي قطعه. وشاة عضباء: مكسورة القرن. وقد عَضِبَتْ عَضَباً، وأعضبتها إعضاباً، وعَضَبْتُ قَرْنَها فانعضب، أي: انكسر. ويقال العَضَبُ يكون في أحد القرنين. وناقة عضباء، أي: مشقوقة الأذن. ويقال: هي التي في أحد أُذُنَيْها شق وسمّيت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم العضباء.

بعض: بعض كل شيء: طائفة منه. وبعضته تبعيضاً، إذا فرَّقته أجزاء. وبعض مذكَّر في الوجوه كلها، كقولك: هذه الدّار متّصل بعضُها ببعض. وبعض العرب يصل ب (بعض) كما يصل ب (ما) ، كقول الله عز وجل: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ . وكذلك ببعض في هذه الآية: وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ . والبعوض: جمع البعوضة، وهي المؤذية العاضَّة في الصيف.

ضبع: ضَبِعَتِ النّاقةُ ضَبْعاً وضَبَعَةً فهي ضَبِعَةٌ، وأَضْبَعَتْ فهي مُضْبِعَةٌ إذا أرادتِ الفحل وفي معنىً آخر: ضَبَعَتْ تَضْبَعُ ضَبْعاً، وضبّعت تضبيعاً، وهو شدّة سيرها. وضَبَعانها اهتزازها، واشتقاقها من أنّها تمّد ضَبْعَيْها في السَّير والضَّبْعُ وسط العضُد بلحمه، قال العجاج:

وبلدة تمطو العَناقَ الضُّبَّعا

قال عرّام: الضَّبعة: اللحم [الذي] تحت العضُدِ مما يلي الإبط. والمَضْبَعَةُ اللّحم الذي تحت الإبط من قُدُم. قال موسى : فرس ضابع إذا كان يتبعُ أحد شقّيه، فَيَثْني عُنُقه، وهو أن يركض فيقدم إحدى رجليه. ويجمع: ضوابع. والرّجُل يضطبع بالثوب أو بالشيء إذا تأبَّطه. ضُباعَةُ اسمُ امرأة. ضُبَيعَة: قبيلة، والنسبة إليها: ضَبَعِيّ والضِّبْعان: الذكر من الضِّباع، ويجمع على ضِبْعانات، لم يرد بالتاء التأنيث، إنما هو مثل قولك: فلان من رجالات الدنيا. قال الخليل: كلّما اضطرّوا إلى جماعة فَصَعُبَ عليهم واستُقبح ذهبوا به إلى هذه الجماعة، تقول: حمّام وحمّامات، كما يقولون: فلان من رجالات الدنيا. قال:

وبُهلُولاً وشِيعَتَهُ تركنا ... لضِبْعَانَات مَعْقُلَةٍ منابا

قال زائدة: هو منّى مناب، أي هو منّى على بعد ليس كلّ البعد. والضِّبَاعُ: جمع للذَّكَر والأُنْثَى، ولغة للعرب: ضَبْع جزم. والضَّبْعُ: السنة المجدبة. قال:

أبا خراشةَ إمّا كنتَ ذا نفر ... فإنَّ قومي لم تأكلهم الضَّبُعُ

بضع: بَضَعْتُ اللحم أَبْضَعُه بَضْعاً، وبضَّعْتُه تبضيعاً، أي: جعلته قِطَعاً. والبَضْعَةُ: القطعة، وهي الهَبْرَةُ. وفلان شديد البَضْع والبَضْعَة، أي: حسنها إذا كان ذا جسم وسِمَنٍ. قال:

خاظي البضيع لحمه كالمرمر

وبضعت من صاحبي بضوعاً إذا أمرته بشيء فلم يفعله فدخلك منه شيء وبضعت من الماء بضوعاً، أي: رويت. والبُضْعُ اسم باضعتها، أي: باشرتها. وبضعتها بضعا، أو بضعا، وهو الجماع والبضاعة: ما أبضعت للبيع كائناً ما كان. ومنه الإبضاعُ والإبتضاعُ. والباضعة: شجة تقطع اللحم. والباضعةُ: قطعة من الغنم انقطعت عن الغنم. يقال: فِرْقٌ بواضعُ. والبَضِيعُ: البحر. قال :

سادٍ تجرّمَ في البَضِيع ثمانياً ... يُلْوَى (بفيفاء) البحور ويُجْنَبُ

ويُرْوَي بعَيْقات البحور. قال الهذليّ يصف حمار الوحش :

فظلَّ يُراعي الشَّمْس حتَّى كأنَّها ... فويق البَضِيع في الشعاع جميل

الجميل هاهنا: الشّحم المذاب، شبه شعاع الشمس في البحر بــدسم الشحم المذاب. والبِضْعُ من العدد ما بين الثلاثة إلى العشرة، ويقال: هو سبعة. قال عرَّام: ما زاد على عقد فهو بِضع، تقول: بضعة عشر وبضع وعشرون وثلاثون ونحوه. وأبْضَعْته بالكلام إبضاعاً، وهو أن تبيّن له ما تنازعه حتى تشتفي منه كائناً ما كان. وبَضَعْتُه فانبضع، أي قطعته فانقطع. وبُضِعَ الشيء، أي: فُهِمَ.
عضب
: (العَضْبُ: القَطْعُ) عَضَبه يَعْضِبُه عَضْباً: قَطعَه، وتَدْعُو العَربُ على الرَّجُل: مالَه عَضَبَه الله. يَدعُون عَلَيْهِ بقَطْع يَدَيْه ورِجْلَيْهِ (و) العَضْب: (الشَّتْمُ والتَّنَاوُلُ) ، يُقَال: عَضَبَه بلسانِه: تَنَاولَه وشَتَمه. وَرجل عَضَّاب كشَدَّادٍ: شَتام. (و) العَضْبُ: (الضَّرْبُ) يُقَال: عَضَبْتُه بالعَصَا إِذَا ضَرَبْتَه بهَا أَعضِبُه عَضْباً. (و) العَضْبُ: (الرُجُوعُ يُقَال عَضَبَ عَلَيْه أَي رَجَع عَلَيْه.
(و) العَضْبُ: (الإِزْمَانُ) يُقَال: عَضَبَتْه الزَّمانَة تَعْضِبه عَضْباً إِذَا أَقَدَتْه عَن الحَرَكة وأَزْمَنَتْه. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: العَضْب: الشَّلَلُ، والخَبَلُ، والعَرَجُ، والخَبَل، وَيُقَال: لَا يعْضِبُك اللهُ وَلَا يَعْضِب اللهُ فُلاناً أَي لَا يَخْبِلُه اللهُ.
(و) العَضْبُ: (جَعْلُ النَّاقَة والشَّاةِ عَضْبَاءَ، كالإِعْصَابِ) ، وَهَذِه عَن الفَرَّاء. و (فِعْلُ الكُلِّ كَضَرَبَ) ، كَمَا أَسلَفْنَا بيانَه.
(و) العَضْبُ: (السَّيْفُ) ، وقَيَّدَه الجَوْهَرِيُّ بِالقَاطع، يُقَال: سَيْفٌ عَضْبٌ أَي قَاطِع، وَصْفٌ بالمَصْدَر.
(و) العَضْبُ: (الرجُلُ الحَدِيدُ الكَلامِ، وَقد عَضُب) لِسَانُه (كَكَرُم عُضُوباً وعُضُوبَةً) : صَار عَضْباً أَي حَدِيداً فِي الكَلَام. وَمن المَجَازِ: لِسَانٌ عَضْبٌ، أَي ذَلِيقٌ مِثلُ سيف عَضْب. وَيُقَال: إِنَّه لمَعْضُوبُ اللِّسَان، إِذا كَانَ مَقْطُوعاً عَيِبًّا فَدْماً.
(و) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: العَضْبُ: (الغُلَامُ الخفِيفُ) الجِسْم الحَادُّ (الرَّأْس) ، عَضْبٌ ونَدْبٌ وشَطْبٌ، وشَهْبٌ وعَصْبٌ وعَكْبٌ وسَكْبٌ، وَقد سَبَق البعضْ ويأْتِي البعضُ فِي مَحَلْه.
(و) عَن الأَصْمَعِيِّ: العَضْبُ: (وَلَدُ البَقَرَةِ إِذَا طَلَعَ قَرْنُه) وَذَلِكَ بَعْد مَا يَأْتِي عَلَيْهِ حَوْلٌ، وَذَلِكَ قبل إِجْذَاعِهِ. وَقَالَ الطَّائِفيُّ: إِذَا فبِضَ على قَرْنِه فَهُوَ عَضْب، والأُنْثَى عَضْبَةٌ، ثمَّ جَذَع، ثمَّ ثَنِيُّ ثمَّ رَبَاعٌ ثمَّ سَدَسٌ ثمَّ التَّمَمُ والتَّمَمَةُ، فإِذا اسْتَجْمَعَت أَسْنَانُه فَهُوَ عَمَمٌ، كَمَا فِي لِسَان العَرَب.
(والعَضْبَاءُ: النَّاقَة المَشْقُوقَةُ الأُذُنِ) وكذلِك الشَّاةُ، وجَمَلٌ أَعْضَبُ كذلِك. (و) العَضْبَاءُ (مِنْ آذَانِ الخَيْلِ: الَّتِي جَاوَزَ القَطْعُ رُبْعَهَا. (و) العَضْبَاءُ: (لَقَب نَاقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم) اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ (وَلم تَكُن عَضْبَاءَ) أَي من العَضَب الَّذِي هُوَ الشَّقُّ فِي الأُذُنِ، إِنَّما هُوَ اسْمٌ لَهَا سُمِّيَت بِهِ، لِنَجَابَتِهَا ومُضِيِّهَا فِي وَجْهِهَا، كَمَا فِي المِصْبَاحِ وغَيْرِه. وَقَالَ الجوهَرِيُّ: هُوَ لَقَبُهَا. قَالَ ابنُ الأَثِير: لم تكن مَشْقوقَةَ الإِذُن. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: إِنهَا كَانَت مشْقُوقَةَ الأُذُنِ والأَوْلُ أَكْثَرُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مَنْقُولٌ مو قَوْلهم: نَاقَة عَضْبَاءُ، وَهِي القَصِيرَةُ اليَدِ. وَفِي التَّوشِيحِ: وَهل هِيَ القُصْوَى أَو غ 2 يْرهَا، قَوْلَان: قَالَ شَيْخُنا: وَوَقَع الخِلافُ، هَل نُوقُه صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم تَسْلِيماً العَضْبَاءُ والقُصْوَى والجَدْعَاءُ ثَلَاثَة أَو وَاحِدَة لَهَا أَلقَابٌ ثَلَاثَة، كَمَا جزَم بِهِ المُصَنِّفُ فِي (ج د ع) أَقْوالٌ.
(و) فِي الص 2 حَاحِ: العَضْبَاءُ: (الشاةُ المَكْسُورَةُ القَرْنِ الدَّاخِلِ) وَهُوَ المُشَاشُ، وَيُقَال: هِيَ الَّتِي انكَسَر أَحدُ قَرْنَيْهَا. (وكَبْشٌ أَعْضَبُ بَيِّنُ العَضَب) ، محركة، (وقَد عَضِبَ كفَرِح) عَضَباً، وأَعْضَبَهَا هُوَ. وعَضَبَ القَرْنَ فانْعَضَبَ قَطَعَه فانْقَطَعَ. قَالَ الأَخْطَل:
إِنَّ السُّيُوفَ غُدُوَّهَا وَرَوَاحَهَا
تَرَكَتْ هَوَازِنَ مثلَ قَرْنِ الأَعْضَبِ
وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم (أَنَّه نَهَى أَن يُضَحَّى بالأَعْضَبِ القَرْنِ، والأُذن) قَالَ أَبو عُبَيْد: الأَعْضَبُ: المَكْسُورُ القَرْنِ الدَّاخِلِ، قَالَ: وَقد يَكُونُ العَضَب فِي الأُذُنِ أَيضاً. فأَمَّا المعروفُ فَفِي القَرْن، وهُو فِيهِ أَكْثَرُ. وَقد نَقَل شيخُنَا عَن الشّهاب فِي العِنَايَة الوَجْهَيْنِ، وعَزَا الثانيَ إِلَى المِصْبَاح وأَنَّه اقْتَصَر عَلَيْهِ.
(والمَعْضُوبُ: الضَّعِيفُ) . تَقُولُ مِنْهُ: عَضَبه. وَقَالَ الإِمَامُ الشافِعِيُّ فِي المَنَاسِكِ: وإِذَا كَانَ الرجُلُ مَعْضوباً لَا يَسْتَمْسِك على الرَّاحِلَة فحَجَّ عَنهُ رَجُلٌ فِي تِلْك الحالَة فإِنه يُجْزِئه. قَالَ الأَزْهَرِيّ: (و) المَعْضُوبُ فِي كَلَام الْعَرَب: المَخْبُولُ (الزَّمِنُ) الذِي (لَا حَرَاكَ بِهِ) وَقد عَضَبَتْه الزَّمانَةُ إِذَا أَقعدَتْه عَن الحرَكةِ، وتَقدم قولُ أَبِي الهَيْثَم.
(والأَعضَبُ) من الرِّجال: (مَنْ لَا ناصِرَ لَه، و) من الجِمَال: (القَصِرُ اليَدِ) ، مأْخوذٌ مَنْقُول الزَّمَخْشَرِيّ المُتَقَدِّم فِي العَضْبَاءِ. (والَّذِي مَات أَخوهُ، أَو مَنْ لَيْسَ لَهُ أَخٌ وَلَا أَحَدٌ) ، كُلُّ ذَلِك أَقوالٌ، والأَخِيرُ هُوَ الأَوّلُ فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) العَضْبُ: أَن يكونَ البيتُ من الوَافِر أَخرمَ. الأَعْضَبُ (فِي عَروضِ الوَافِره) : الجُزْءُ الَّذِي لَحقه العَضْب وَهُوَ (مُفْتَعِلُن مَخْرُوماً) بالخَاء والزَّاي المُعْجَمَتَيْن (من مُفَاعَلَتُن) فيُنْقَلُ إِلَى مُفْتَعِلن. وَبَيْتُه قولُ الحُطَيْئة:
إِن نَزَلَ الشتاءُ بِدَار قَوْمٍ
تَجَنَّبَ جَارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ (وَهُوَ يُعَاضِبني: يُرَادُّ نِي) وَهُوَ يُعاضِبُ فُلاناً أَي يُرَادّه.
وَمِمَّا لم يَذْكُره المُؤَلِّف من ضَرُورِيَّات المَادَّة.
العَضْبُ: اسمُ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، كَمَا ذكره عبدُ البَاسِط البلقينيّ وغَيْرُه من أَهْله السِّيَر قَالَ شَيخُنَا: وَيُقَال: إِنَّه هُوَ الَّذِي أَرسلَ إِليه النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم سَعْد بنَ عُبَادَة حينَ سَارَ إِلى بَدْر، ولَيْسَ هُوَ ذَا الفقار، على الأَصَحّ، انْتهى. وَفِي المَثَل (إِنَّ الحاجَةَ ليَعْضِبُهَا طَلَبُهَا قَبْل وَقْتِهَا) يَقُولُ: يَقْطَعُهَا ويُفْسِدُهَا وَيُقَال: إِنَّك لتَعْضِبُني عَن حاجَتي، أَي تَقْطَعُني. والعَضَب فِي الرُّمْح، أَي محركة: الكَسْر. وَيُقَال: عَضَبْتُه بالرُّمْحِ أَيضاً، وَهُوَ أَن تَشْغَلَه عَنْه.
وعَضُب الدَّولة أَتق من أُمَرَاءِ دِمَشْق مَدَحَه الخَيَّاط الشَّاعر بَعْدَ الخَمْسِمائة، نَقَله الحَافِظ.

أمم

أمم: الأمة: الجماعة، وأتباع الأنبياء، والجامع للخير والملة. والحين والقامة، والمنفرد بدين لا يشركه أحد. {آمِّين}: قاصدين. {إماما}: متبعا. {لبإمام}: طريق. {بإمامهم}: كتابهم، ويقال: دينهم.
أ م م

مالك إلا أمك وإن كانت أمة. وفداه بأميه: بأمه وخالته أو جدته. وهو أمي، وفيه أمية.

وأمة محمد خير الأمم. وخرجوا يؤمون البلد. وذهبوا آمة مكة: تلقاءها؛ وهو إمامهم، وهم أئمتهم؛ وهو أحقّ بإمامة المسجد. وبإمة المسجد؛ وهو يؤم قومه، وهم يأتمون به. وما طلبت إلا شيئاً أمماً. وما الذي ركبته بأمم: بشيء هين قريب. وأخذته من أمم: من كثب.

ومن المجاز: من أم مثواك؟ وبلغت الشجة أم الدماغ وهي الجلدة التي تجمعه. وشجة آمة ومأمومة. ورجل أميم، وقد أممته بالعصا. وما أشبه مجلسك بأم النجوم وهي المجرة لكثرة كواكبها. وهو من أمهات الخير: من أصوله ومعادنه. وقوم البناء على الإمام وهو الزبق. وأنشد التوزي:

وخلقته حتى إذا تم واستوى ... كمخة ساق أو كمتن إمام

قرنت بحقويه ثلاثاً فلم يزغ ... عن القصد حتى بصرت بدمام

أي دميت من البصيرة بما دمه أي لطخه، يعني أنه نفذ في الرمية فتلطخ بالدم. وحفظ الصبي إمامه. وأم فلان أمراً حسنا: قصده وأراده. وهو أمة وحده.
(أ م م) : (فِي حَدِيثِ) ابْنِ الْحَكَمِ وَاثُكْلَ أُمَّاهُ وَرُوِيَ أُمِّيَّاهُ الْأُولَى بِإِسْقَاطِ يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ مَعَ أَلِفِ النُّدْبَةِ وَالثَّانِيَةُ بِإِثْبَاتِهَا وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ (وَكِتَابُ الْأُمِّ) أَحْسَنُ تَصَانِيفِ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَالْأُمِّيُّ) فِي اللُّغَةِ مَنْسُوبٌ إلَى أُمَّةِ الْعَرَبِ وَهِيَ لَمْ تَكُنْ تَكْتُبُ وَلَا تَقْرَأُ فَاسْتُعِيرَ لِكُلِّ مَنْ لَا يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَلَا الْقِرَاءَةَ (وَالْإِمَامُ) مَنْ يُؤْتَمُّ بِهِ أَيْ يُقْتَدَى بِهِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَمِنْهُ قَامَتْ الْإِمَامُ وَسْطَهُنَّ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ الْإِمَامَةُ وَتَرْكُ الْهَاءِ هُوَ الصَّوَابُ لِأَنَّهُ اسْمٌ لَا وَصْفٌ وَأَمَامُ بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى قُدَّامٍ وَهُوَ مِنْ الْأَسْمَاءِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ (وَقَوْلُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «الصَّلَاةُ أَمَامَكَ» فِي (صل) (وَأَمَّهُ وَأَمَّمَهُ) (وَتَأَمَّمَهُ وَتَيَمَّمَهُ) تَعَمَّدَهُ وَقَصَدَهُ ثُمَّ قَالُوا تَيَمَّمَ الصَّعِيدَ لِلصَّلَاةِ وَيَمَّمْتُ الْمَرِيضَ فَتَيَمَّمَ وَذَلِكَ إذَا مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ بِالتُّرَابِ وَقَدْ يُقَالُ يَمَّمْتُ الْمَيِّتَ أَيْضًا (وَأَمَمْتُهُ بِالْعَصَا) أَمًّا مِنْ بَابِ طَلَبَ إذَا ضَرَبْتُ أُمَّ رَأْسِهِ وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلشَّجَّةِ آمَّةٌ وَمَأْمُومَةٌ عَلَى مَعْنَى ذَاتِ أُمٍّ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَلَيْلَةٍ مَزْؤُودَةٍ مِنْ الزُّؤْدِ وَهُوَ الذُّعْرُ وَجَمْعُهَا أَوَامٌّ وَمَأْمُومَاتٌ.
(أمم) - في حديث الحَسَنُ: "لا يَزالُ أمرُ هذه الأمة أمَمًا ما ثَبَتَت الجُيوشُ في أماكِنها".
قال أبو نَصر صاحِبُ الأَصَمِعى: الأَممُ: اليَسيِر، والأَمَمُ: القَرِيبُ.
- وفي حديث كعب: "لا تزال الفِتْنَةُ مُؤَامًّا بها، ما لم تَبدُ من الشَّام"
مَأْخوذ من الأَمَم أيضا، وهو القُرب واليُسر: أي لا تَزالُ خَفِيفةً مقارَباً بها، وهو مِفْعال من الأَمِّ، وهو القَصد، ويروى: مُؤَمًّا بغير مَدٍّ، وقيل مؤامّ مفاعل بالكَسْر، ومُؤامٌّ بها مُفاعِل بالكسر، ومُوامٌّ بِها مُفاعَل بالفتح والباءُ للتَّعدية.
- في حَديثِ عبدِ الله بنِ عُمَر: "ومَنْ كانَتْ فَتْرتُه إلى سُنَّةٍ فلأَمًّ ما هُوَ"
: أي قَصد الطرَّيقِ المُسْتَقيِم. يقال: تأَممْتُه، وتَيَمَّمتُه، وقَصَدْتُه، ويحتمل أن يكون الأَمُّ أُقِيم مُقام المَأْموم: أي هو على طَريقٍ يَنبَغِى أن يُقصَد ويُتَّبعَ، وأَمٌّ مأْمُوم: يأخُذ به النَّاسُ ويأتَمُّون به، وإن كانت الرَّوايةُ بضَمِّ الهَمْزة: أي أَنَّه يَرجِع إلى أصله وأُمُّ الشَّىء: أَصلُه ومَوضِعه. وفي رواية "فِنِعمَّا هُوَ". فقوله: فلأُمّ ما هُوَ بمَعْناه. - في حديث ثُمامةَ بن أُثال: "أَنَّه أَتَى أُمَّ مَنْزِلهِ".
أُمُّ منزِل الرَّجُل: امرأَتُه، أو مَنْ تُدَبِّر أمرَ بَيتِه من النِّساء.
- في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، "أنَّه قال: لِرجُلٍ : لا أُمَّ لَكَ"
قال مُؤرِّجٍ: هو ذَمٌّ: اى أنتَ لَقِيطٌ لا تَعرِف أُمَّك، وقيل: قد يَكُون مَدْحاً ويكون ذَمًّا.
- قولُه تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} .
قال أبو خالِد الوالِبىُّ: أراد أُمَّ رأسِه، كأن مَعْناه عِنده سَقَطَ رأسُه، وقيل: هو دُعاءٌ عليه، مِثْل: هَوَت أُمّه، وقيل: موضعه جَهَنّم.
- قَولُه تَعالَى: {النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} قيل: لأنه على أصل وِلادةِ أُمِّه لم يتعَلَّم الكِتابة ولا القراءة - كما قال الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ} الآية.
وقوله: "إنَّا أُمَّة أُمِّيّة لا نكتُب ولا نَحسُبُ".
وقيل: لأَنَّه مَخْصُوص بنُزول أُمِّ الكِتاب عليه،.
والثّالث لأَنَّه من أُمِّ القرى: مَكَّة.
الرَّابع لأنه رَجَع طاهِراً إلى اللهِ تَعالَى كما وَلدَتْه أُمُّه. الخَامِس: أَنَّ شَفقَته كشَفَقة الأَمّ على ولدها.
السّادسُ: أَنَّه مَنْسوبٌ إلى الأُمَّة فحُذِف منه التَّاء، كالنِّسبَة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: السُّنَّة سِنِّى لكَثْرة ما كان يقول: أُمَّتِى، أُمَّتِى.
- قَوُله تعالى: {وأمَّا عادٌ} . وقَولُه: {فإمَّا مَنًّا بَعْدُ} .
يقال: إمّا بالكَسْر للتَّخْيِير.
أ م م: (أُمُّ) الشَّيْءِ أَصْلُهُ وَمَكَّةُ أُمُّ الْقُرَى وَ (الْأُمُّ) الْوَالِدَةُ وَالْجَمْعُ (أُمَّاتٌ) وَأَصْلُ الْأُمِّ أُمَّهَةٌ وَلِذَلِكَ تُجْمَعُ عَلَى (أُمَّهَاتٍ) وَقِيلَ الْأُمَّهَاتُ لِلنَّاسِ وَ (الْأُمَّاتُ) لِلْبَهَائِمِ، وَيُقَالُ مَا كُنْتِ أُمًّا وَلَقَدْ (أَمَمْتِ) بِالْفَتْحِ مِنْ بَابِ رَدَّ يَرُدُّ (أُمُومَةً) وَتَصْغِيرُ الْأُمِّ (أُمَيْمَةٌ) وَيُقَالُ يَا (أُمَّتِ) لَا تَفْعَلِي وَيَا أَبَتِ افْعَلْ يَجْعَلُونَ عَلَامَةَ التَّأْنِيثِ عِوَضًا مِنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ وَيُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ. وَرَئِيسُ الْقَوْمِ (أُمُّهُمْ) وَأُمُّ النُّجُومِ الْمَجَرَّةُ، وَأُمُّ الطَّرِيقِ مُعْظَمُهُ، وَأُمُّ الدِّمَاغِ الْجِلْدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ، وَيُقَالُ أَيْضًا أُمُّ الرَّأْسِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: 7] وَلَمْ يَقُلْ أُمَّهَاتُ لِأَنَّهُ عَلَى الْحِكَايَةِ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ: لَيْسَ لِي مُعِينٌ فَتَقُولُ: نَحْنُ مُعِينُكَ فَتَحْكِيهِ. وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] وَ (الْأُمَّةُ) الْجَمَاعَةُ، قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ وَفِي الْمَعْنَى جَمْعٌ. وَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا» ، وَ (الْأُمَّةُ) الطَّرِيقَةُ وَالدِّينُ يُقَالُ فُلَانٌ لَا أُمَّةَ لَهُ أَيْ لَا دِينَ لَهُ وَلَا نِحْلَةَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: 110] . قَالَ الْأَخْفَشُ: يُرِيدُ أَهْلَ أُمَّةٍ أَيْ كُنْتُمْ خَيْرَ أَهْلِ دِينٍ. وَ (الْأُمَّةُ) الْحِينُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45] وَقَالَ: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} [هود: 8] ، وَ (الْأَمُّ) بِالْفَتْحِ الْقَصْدُ يُقَالُ (أَمَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (أَمَّمَهُ تَأْمِيمًا) وَ (تَأَمَّمَهُ) إِذَا قَصَدَهُ. وَ (أَمَّهُ) أَيْضًا أَيْ شَجَّهُ (آمَّةً) بِالْمَدِّ وَهِيَ الشَّجَّةُ الَّتِي تَبْلُغُ أُمَّ الدِّمَاغِ حَتَّى يَبْقَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدِّمَاغِ جِلْدٌ رَقِيقٌ. وَ (أَمَّ) الْقَوْمَ فِي الصَّلَاةِ يَؤُمُّ مِثْلُ رَدَّ يَرُدُّ (إِمَامَةً) وَ (أْتَمَّ) بِهِ اقْتَدَى. وَ (الْإِمَامُ) الصُّقْعُ مِنَ الْأَرْضِ وَالطَّرِيقُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} [الحجر: 79] وَ (الْإِمَامُ) الَّذِي يُقْتَدَى بِهِ وَجَمْعُهُ (أَئِمَّةٌ) وَقُرِئَ «فَقَاتِلُوا أَيِمَّةَ الْكُفْرِ» «وَأَئِمَّةَ الْكُفْرِ» بِهَمْزَتَيْنِ وَتَقُولُ كَانَ (أَمَامَهُ) أَيْ قُدَّامَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] قَالَ الْحَسَنُ: فِي كِتَابٍ مُبِينٍ. وَ (تَأَمَّمَ) اتَّخَذَ أُمًّا. وَ (أَمْ) مُخَفَّفَةٌ حَرْفُ عَطْفٍ فِي الِاسْتِفْهَامِ وَلَهَا مَوْضِعَانِ هِيَ فِي أَحَدِهِمَا مُعَادِلَةٌ لِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ بِمَعْنَى أَيْ وَفِي الْأُخْرَى بِمَعْنَى بَلْ وَتَمَامُهُ فِي الْأَصْلِ. 
أمم: اعلم أنّ كلّ شيء يضمُّ إليه سائر ما يليه فإِن العرب تُسمِّي ذلك الشَّيْء أُمّاً.. فمن ذلك: أمّ الرأس وهو: الدّماغ.... ورجلٌ مأموم. والشّجّةُ الآمّةُ: التّي تبلغ أمّ الدّماغ. والأميم: المأموم. والأميمة: الحجارة التّي يُشْدَخُ بها الرّأس، قال:

ويومَ جَلَّيْنا عن الأهاتمِ ... بالمنجنيقات وبالأمائمِ 

وقَوْلُهم: لا أُمَّ لك: مَدْحٌ، وهو في موضع ذمٍّ. وأمّ القرى: مكة، وكلّ مدينةٍ هي أُمُّ ما حولَها من القُرَى. وأمّ القرآن: كلّ آية مُحْكَمة من آيات الشّرائع والفرائض والأحكام.

وفي الحديث: إنّ أمّ الكتاب هي فاتحة الكتاب 

لأنّها هي المتقدّمة أمامَ كلّ سُورةٍ في جميع الصّلوات. وقوله [تعالى] : وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا

، أي: في اللوح المحفوظ. وأمّ الرُّمْح: لواؤه، وما لُفّ عليه، قال:

وسلبنا الرُّمْح فيه أمّه ... من يدِ العاصي وما طال الطِّوَلْ 

طال الطِّول، أي: طال تَطويلك. والأُمّ في قول الرّاجز:

ما فيهمُ من الكتاب أم ... وما لهم من حَسَب يلمّ 

يعني بالأمّ: ما يأخذون به من كتاب الله عزّ وجلّ في الدّين.. وما فيهم أمّ: يعني ربيعة.. يهجوهم أنّه لم ينزل عليهم القرآن، إنّما أنزل على مُضَر.. وحسب يلمّ، أي: حسب يُصْلح أمورهم. والأُمّة: كلّ قوم في دينهم من أُمّتهم، وكذلك تفسير هذه الآية: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ ، وكذلك قوله تعالى: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً

*، أي: دين واحد وكلّ من كان على دينٍ واحدٍ مخالفاً لسائر الأديان فهو أمّة على حدةٍ، وكان إبراهيم عليه السّلام أمّة..

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: يبعث يوم القيامة زيد بن عمرو أمّة على حِدةٍ، وذلك أنّه تبرّأ من أديانِ المُشركين، وآمن بالله قبل مبعث النّبيّ عليه السّلام، وكان لا يدري كيف الدّين، وكان يقول: اللهم إنّي أَعْبُدك، وأبرأ إليك من كلّ ما عُبِد دونك، ولا أعلم الذّي يُرضيك عنّي فأَفعَلَهُ، حتّى مات على ذلك .

وكلّ قومٍ نُسِبوا إلى نبيٍّ وأضيفوا إليه فهم أمّة.. وقد يجيءُ في بعضِ الكلام أنّ أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم هم المسلمون خاصّة،

وجاء في بعض الحديث: أنّ أمّته من أُرسل إليه ممن آمن به أو كفر به

، فهم أمّته في اسم الأمّة لا في الملّة.. وكلّ جيل من النّاس هم أمّة على حِدةٍ. وكلّ جنسٍ من السِّباعِ أُمّة،

كما جاء في الحديث: لولا أنّ الكلاب أمّة لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كلّ أسود بهيم

، وقول النابغة:

حلفت، فلم أترك لنفسك ريبة ... وهل يَأْثَمَنْ ذو أمّة وهو طائع 

من رفع الألف جعله اقتداء بسُنّة ملكه، ومن جعل (إمّة) مكسورة الألف جعله دِيناً من الائتمام، كقولك: ائتم بفلان إمّة. والعَرب تقول: إنّ بني فلانٍ لَطِوال الأُمَم يعني: القامَةَ والجِسْم، كأنهم يتوهّمون بذلك طولَ الأُمَمِ تشبيهاً، قال الأعشَى:

فإِنّ مُعاوِيةَ الأكرمين ... صِباحُ الوُجُوهِ طِوالُ الأُمَمْ

والائتمام: مصدر الإمّة.. ائتمّ بالإمام إمّة، وفلانٌ أحقّ بإمّة هذا المسجد، أي: بإمامته، وإماميته.. وكلّ من اقتُدِيَ به، وقُدُّم في الأمور فهو إمامٌ، والنبيّ عليه السّلام إمام الأمة، والخليفة: إمام الرَعيّة.. والقرآن: إمام المسلمين ... والمُصْحَفُ الذي يُوضَعُ في المساجد يُسَمَّى الإمام.. والإمام إمام الغلام، وهو ما يتعلَم كلّ يوم، والجميع: الأئمة على زنة الأعمّة. إلاّ أنّ من العرب من يطرحُ الهمزةَ ويكسِرُ الياءَ على طَلَب الهَمْزة، ومنهم من يخفِّف يومئذٍ فأمّا في الأئمة فالتَخفيف قبيحٌ. والإمام: الطريق، قال [تعالى] : وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ . والأمام: بمنزلة القُدّام، وفلانٌ يؤمّ القوم، أي: يَقدُمُهُمْ. وتقول: صَدْرُك أَمامُك، تَرْفَعُه، لأنّك جَعَلته اسْماً، وتقول: أخُوك أمامَك، تنصب، لأنّ أمامَك صفة، وهو موْضعٌ للأخ، يُعْنَى به ما بين يديك من القرار والأرض، وأما قول لبيد: 

فغدت كلا الفرجين تحسبُ أنّه ... مَوْلى المخافة خَلفُها وأمامُها

فإِنّه ردّ الخَلْف والأمام على الفرجين، كقولك: كلا جانبيك مولى المخافة يمينك وشمالك. والإمّة: النّعمة. وتقول: أين أمّتك يا فلان، أي: أين تؤم. والأَمَمُ: الشَيء اليَسيرُ الهَيِّن الحقير، تقول: لقد فعلت شيئا ما هو بأممٍ ودُونٍ. 

والأَمَمُ: الشّيء القريب، كقول الشّاعر:

كوفيّة نازح محلتها ... لا أممٌ دارها ولا سقب 

وقال:

تسألني برامتين سَلجَما ... لو أَنّها تَطْلُب شيئاً أَمَما 

وأمُ فلانٌ أمراً، أي: قصد. والتّيمّم: يجري مجرى التّوخّي، يقال: تَيَمَّمْ أمراً حَسَناً، وتَيَمَّمْ أطيبَ ما عندك فأَطعِمناه، وقال [تعالى] : وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ

، أي: لا تَتَوَخَّوْا أَرْدَأَ ما عندَكم فتتصدّقوا به. والتَّيَمُّمُ بالصّعيد من ذلك. والمعنى: أن تتوخَّوْا أطيب الصّعيد، فصار التَّيَمُّمُ في أفواه العامّة فِعلاً للمَسْحِ بالصّعيد، حتّى [إنّهم] يقولون: تَيَمَّمْ بالتّراب، وتيمّم بالثّوب، أي: بغبار الثّوب، وقول الله عزّ وجل: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً*

، أي: تَوَخَّوْا، قال:

فعمداً على عمد تيمّمت مالكا 

وتقول: أَمّمْتُ ويمّمْتُ.. ويَمَّمْتُ فلانا بسَهْمي ورُمحي، أي: توخَّيتُه به دون ما سواه، قال:  يَمَّمْته الرُّمحَ شَزْراً ثمّ قلتُ له: ...هذي المروءةُ لا لعب الرحاليق

يقول: قتلُ مِثْلِك هو المروءة. ومن قال في هذا البيت: أمّمته فقد أخطأ، لأنّه قال: شزراً ولا يكون الشّزر إلاّ من ناحيةٍ، ولم يَقصِدْ به أَمامه. والأَمُّ: القَصْدُ، فعلاً واسما .
[أمم] أُمُّ الشي: أصلُهُ. ومَكَّة: أُمُّ القُرى. والأُمُّ: الوالدةُ، والجمع أُمَّاتٌ. وقال:

فَرَجْتَ الظلامَ بأُمَّاتكا * وأصل الأُمِّ أُمَّهَةٌ، لذلك تجمع على أمهات. وقال  أمهتى خندف والياس أبى * وقال بعضهم: الامهات للناس والامات للبهائم. ويقال: ما كنت أُمَّاً، ولقد أَمَمْتِ أُمُومَةً. وتصغيرها أميمة. وأميمة: اسم امرأة. ويقال: يا أمة لا تفعلي ويا أبة افعل، يجعلون علامة التأنيث عوضا من ياء الاضافة. وتقف عليها بالهاء. والام: العلم الذى يتبعه الجيش. وأم التنائف: المفازة البعيدة. وأُمُّ مَثْواكَ: صاحبةُ منزلك. وأُمُّ البَيْض في شعر أبي دواد: وأتانا يسعى تفرش أم البيض شدا وقد تعالى النهارُ يريد النعامة. ورئيسُ القوم: أمهم. وأم النجوم: المجرة. وأم الطريقِ: مُعْظَمُهُ، في قول الشاعر :

تَخُصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالها * ويقال هي الضبع. وأم الدماع: الجِلْدَةُ التي تجمع الدماغَ، ويقال أيضاً أُمُّ الرأسِ. وقوله تعالى: (هُنَّ أُمُّ الكتاب) ولم يقل أُمَّهات، لأنّه على الحكاية، كما يقول الرجل: ليس لي مُعينٌ، فتقول: نحن مُعينُكَ، فتحكيه. وكذلك قوله تعالى: (واجْعَلنا لِلْمُتَّقينَ إماماً) . والأُمَّةُ: الجماعةُ. قال الأخفش: هو في اللفظ واحدٌ وفي المعنى جمعٌ. وكلُّ جنس من الحيوان أُمَّةُ. وفي الحديث: " لولا أنَّ الكلابَ أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأمرتُ بقتلها ". والأُمّةُ: القيامةُ. قال الأعشى حِسانُ الوجوهِ طِوالُ الأُمَمْ * والأُمَّةُ: الطريقةُ والدينُ. يقال: فلانٌ لا أُمَّةَ له، أي لا دينَ له ولا نِحْلَةَ له. قال الشاعر:

وهل يستوي ذو أُمَّةٍ وكَفورُ * وقوله تعالى: (كُنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناسِ) قال الأخفش: يريد أهْلِ أمَّةٍ، أي خيرَ أَهْلِ دينٍ، وأنشد للنابغة: حَلَفْتُ فلم أَتركْ لنفسكَ رِيبَةً وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائِعُ والأُمَّةُ: الحينُ. قال تعالى: (وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ) وقال تعالى: (ولئن أخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ إلى أُمَّة مَعدودة) . والإِمّةُ بالكسر: النعمة. والإمَّةُ أيضاً: لغةٌ في الأُمّةِ، وهي الطريقةُ والدينُ، عن أبي زيد. قال الأعشى:

وأصاب غَزْوُكَ إمَّةً فأزالها * وقولهم: ويلمه يريدون ويل لأُمَّهِ، فحذف لكثرته في الكلام. وقول عدى بن زيد: أيها العائب عندم زيد أنت تفدى من أراك تعيب يريد عندي أم زيد، فلما حذف الالف سقطت الياء من عندي لاجتماع الساكنين. ويقال: لا أُمَّ لك! وهو ذم، وربما وُضِعَ موضع المدح. قال كعب بن سعدٍ يرثي أخاه: هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعث الصبحُ غادِياً وماذا يؤدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ والأَمُّ بالفتح: القصدُ. يقال: أمة وأممه وتأممه، إذا قصده. وأَمَّهُ أيضاً، أي شَجَّهُ آمَّةً بالمدّ، وهي التي تبلغ أُمَّ الدماغ حينَ يبقى بينها وبين الدِماغ جلدٌ رقيق. ويقال: رجلٌ أَميمٌ ومَأْمومٌ، للذي يهذي من أم رأسه. والاميم: حجر يشدخ به الرأسُ. وقال:

بالمَنْجَنيقاتِ وبالأَمائِمِ ويقال للبعير العمد المتأكل السنام: مأْمومٌ. وأَمَمْتُ القومَ في الصلاة إمامَةً. وائْتَمَّ به: اقتدى به. وأَمَّتِ المرأةُ: صارت أُمَّاً. والإمامُ: خشبةُ البَنَّاءِ التي يُسَوَّى عليها البناء. وقال: وخلقته حتى إذا تم واستوى كمخة ساق أو كمتن إمام قال الاصمعي: يصف سهما. ألا ترى إلى قوله بعده: قرنت بحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزُغْ عن القصد حتى بصرت بدمام والامام: الصقع من الارض، والطريق قال تعالى: (وإنهما لبإمام مُبين) . والإمامُ: الذي يُقْتَدى به، وجمعه أيمة وأصله آممة على فاعلة ، مثل إناء وآنية، وإله وآلهة، فأدغمت الميم فنقلت حركتها إلى ما قبلها، فلما حركوها بالكسر جعلوها ياء. وقرئ: (فقاتلوا أيمة الكفر) ، قال الاخفش: جعلت الهمزة ياء لانها في موضع كسر وما قبلها مفتوح، فلم يهمز لاجتماع الهمزتين. قال: ومن كان من رأيه جمع الهمزتين همزه. قال: وتصغيرها أويمة، لما تحركت الهمزة بالفتحة قبلها واوا. وقال المازنى: أييمة، ولم يقلب. وتقول: كنتُ أَمامَهُ، أي قُدَّامَه. وقوله تعالى: (وكل شئ أحصيناه في إمامٍ مُبينٍ) قال الحسن: في كتاب مبين. وأمامة: اسم امرأة. قال ابن السكيت: الأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المقاربة. والامم: الشئ اليسير، يقال: ما سألتُ إلاّ أَمَماً. ولو ظلمت ظُلْماً أَمَماً. وقولُ زهير:

وجيرَةٌ ما هُمُ لو أَنَّهُمْ أَمم * يقول: أَيُّ جيرَةٍ كانوا لو أَنَّهُمْ بالقُرْب منِّي. ويقال: أخذتُ ذلك من أَمَمٍ، أي من قُرْبٍ. وداري أَمَمُ دارِهِ، أي مُقابِلَتُها. أبو عمرو: المُؤَامُّ، بتشديد الميم: المُقارِبُ، أُخِذَ من الأَمَمِ وهو القُرْب. ويقال هذا أمر مؤام، مثل مضار . ويقال للشئ إذا كان مقاربا: هو مُؤَامٌّ. وتَأَمَّمَتْ، أي اتخذتْ أُمَّاً. قال الكميت: وَمِنْ عَجَبٍ بَجيلَ لَعَمْرُ أُمٍّ غَذَتْكِ وغَيْرَها تَتَأَمَّمينا وقول الشاعر: وما إمى وأم الوحش لما تفرغ في مفارقي المشيب يقول: ما أنا وطلب الوحش بعد ما كبرت. يعنى الجوارى. وذكر الام حشو في البيت. وأما أم مخففة فهى حرفَ عطفٍ في الاستفهام، ولها موضعان: أحدهما أن تقع مُعادِلَةً لأَلِفِ الاستفهام بمعنى أَيٍّ. تقول: أَزَيْدٌ في الدار أم عمروٌ؟ والمعنى أيهما فيها. والثانى أن تكون منقطعة مما قبلها خبراً أو استفهاماً. تقول في الخبر: إنها لابل أم شاء يافتى. وذلك إذا نظرت إلى شخص فتوهَّمْتَه إِبِلاً، فقلتَ ما سبق إليك، ثم أدركك الظنُّ أنه شاءٌ، فانصرفْتَ عن الأول فقلت أَمْ شاءٌ، بمعنى بَلْ، لأنَّه إضرابٌ عما كان قبله، إلاَّ أن ما يقعُ بعد بَلْ يقينٌ، وما بعد أَمْ مَظْنُونٌ. وتقول في الاستفهام: هل زيد منطلق أم عمرو يافتى، إنما أضربت عن سؤالك عن انطلاق زيد وجعلْتَه عن عمرو، فأم معها ظن واستفهام وإضرابٌ. وأنشد الأخفش : كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رأيتَ بِواسِطٍ غَلَسَ الظَلامِ من الرَبابِ خَيالا قال تعالى: (لا ريبَ فيهِ مِنْ رَبِّ العالَمين. أمْ يَقولون افْتَراهُ) . وهذا كلامٌ لم يكن أصلُه استفهاماً. وليس قوله: (أمْ يقولون افْتَراهُ) شَكَّاً، ولكنه قال هذا التقبيح صنيعهم. ثم قال: (بَلْ هو الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) كأنَّه أراد أن يُنَبِّه على ما قالوه، نحو قولك للرجل: الخيرُ أحبُّ إليك أم الشرّ؟ وأنت تعلم أنَّه يقول الخير، ولكن أردتَ أن تُقَبِّحَ عنده ما صَنَع.وتَدْخُلُ أَمْ على هَلْ فتقول: أَمْ هَلْ عندك عمروٌ. وقال : أَمْ هَلْ كبيرٌ بكى لم يقض عبرته إتر الاحبة يوم البَيْنِ مشكومُ ولا تدخل أَمْ على الألْف، لا تقول أَعِنْدَكَ زيدٌ أَمْ أَعِنْدَكَ عمروٌ، لأنّ أصل ما وُضِعَ للاستفهام حرفان أحدهما الألِف ولا تقع إلاّ في أول الكلام، والثاني أَمْ ولا تقع إلاَّ في وسط الكلام، وهَلْ إنما أقيمَ مقام الألف في الاستفهام فقط، ولذلك لم يقع في كلِّ مواقع الأصل. وأَمْ قد تكون زائدة، كقول الشاعر:

يا هِنْدُ أَمْ ما كان مشيى رقصا * يعنى ما كان :
أمم
أَمَّ1/ أَمَّ إلى أَمَمْتُ، يَؤُمّ، اؤْمُمْ/ أمَّ، أمًّا، فهو آمّ، والمفعول مَأْموم
• أمَّ الشَّيءَ/ أمَّ إلى الشَّيء: قصده "أمَّ البيتَ الحرامَ: قصده لأداء النُّسك- يؤُمُّ السَّائحون فلسطين لزيارة الأراضي المقدّسة- {وَلاَ ءَامِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ} ". 

أَمَّ2/ أَمَّ بـ أمَمْتُ، يَؤُمّ، اؤْمُمْ/ أمَّ، أمًّا وإمامةً، فهو آمّ وإمام، والمفعول مَأْموم
• أمَّ القومَ/ أمَّ بالقوم:
1 - تقدّمهم "أمَّ القائدُ فرقةَ الكشَّافة".
2 - صلّى بهم "اصطفَّ المصلُّون خلف الإمام". 

أمَّمَ يؤمِّم، تأميمًا، فهو مؤمِّم، والمفعول مؤمَّم
• أمَّم الشَّركةَ: جعلها ملكًا للأمّة أو الدّولة "أمَّم الرئيس شركة قناة السويس- تأميم صناعة البترول". 

ائتمَّ بـ يأتمّ، ائتَمِمْ/ ائْتَمَّ، ائتمامًا، فهو مؤتمّ، والمفعول مؤتمّ به
• ائتمَّ بفلان: تبِعه، اقتدى به "ائتمَّ بشيخه/ بأبيه/ بأستاذه". 

تأمَّمَ بـ يتأمَّم، تأمُّمًا، فهو متأمِّم، والمفعول مُتأمَّم به
• تأمَّم بفلان: ائتمَّ به، اقتدى به، تبِعه "تأمَّم بالعلماء السابقين". 

أمام [مفرد]: ظرف مكان بمعنى قدّام، عكسه وراء "رأيته واقفًا أمام المسجد- {بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}: يداوم على الفجور بكثرة قدام يوم القيامة". 

إمام [مفرد]: ج أئمَّة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أَمَّ2/ أَمَّ بـ.
2 - من يقتدي أو يأتمُّ به الناسُ من رئيس أو غيره، ومنه إمام الصّلاة " {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} ".
3 - كبير القوم " {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} ".
4 - كتاب الأعمال " {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}: اللوح المحفوظ".
5 - طريق واسعٌ واضح " {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} ".
6 - عَلَم بارز في الدِّين أو العلوم أو الفنون أو غيرها "يُعتبر سيبويه من أئمَّة النّحو العربيّ" ° الإمام الأكبر: لقب شيخ الجامع الأزهر في القاهرة.
7 - خليفة المسلمين في عصور الخلافة "الخلفاء الراشدين". 

إمامة [مفرد]:
1 - مصدر أَمَّ2/ أَمَّ بـ.
2 - رئاسة المسلمين، خلافتهم "إمامة المسلمين يتولاّها الأتقى".
3 - منصب الإمام "تولَّى الإمامة".
4 - هداية وإرشاد وأهليّة لأن يكون المرء قدوة. 

أمامَكَ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى تقدّم أو احذر وتبصّر، منقول عن الظرف (أمام) وكاف الخطاب
 المتصرفة بحسب أحوال المخاطب "أمامَك أيّها الجنديّ: ". 

أماميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أمام ° مقعد أماميّ: في المقدمة.
• الخطوط الأماميَّة: (سك) مقدّمة الجيش. 

إماميّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إمام.
• الإماميَّة: فرقة من الشِّيعة تقول بإمامة عليّ وأولاده دون غيرهم. 

أَمّ [مفرد]: مصدر أَمَّ1/ أَمَّ إلى وأَمَّ2/ أَمَّ بـ. 

أُمّ [مفرد]: ج أُمَّات (لغير العاقل) وأمّهات:
1 - والِدة، وتُطْلق على الجِدَّة "متى استعبدتم الناسَ وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا- {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ} - {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} " ° عيد الأمّ: يوم تكريم الأمَّهات وهو اليوم الواحد والعشرون من شهر مارس كلَّ عام.
2 - لقب احترام للسِّيدة المتقدِّمة في السنّ ° أمّهات المؤمنين: لقب لزوجات النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم.
3 - أصل الشّيء وعِماده "الحاجة أم الاختراع- هو من أمهات الخير: من أصوله ومعادنه- {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} " ° أمُّ البشر: حوّاء- أمُّ الخبائث: الخمر- أمُّ الرَّأس: الدِّماغ- أمُّ القرآن: سورة الفاتحة- أمُّ القُرى: مكّة المكرّمة- أمُّ الكتاب: فاتحته، سورة الفاتحة- أمّهات الصحف: الجرائد البارزة- أمّهات الكتب: المصادر الأساسيَّة المهمَّة- اللُّغة الأُمّ: اللغة الأولى التي يمتلكها الفردُ، اللغُّة الأصل التي تتفرَّع إلى لغات- لا أمَّ لك!: تعبير يقال في سياق الذَّمّ وقد يكون للمدح أو التعجُّب.
• الأمُّ الحَنون: (شر) الغشاء الوعائيّ الرَّقيق المؤلِّف للطَّبقة الدَّاخلة من الأغلفة الثَّلاثة المحيطة بالمخّ والحبل الشَّوكيّ.
• أُمُّ الخُلول: (حن) حيوان بحريّ، محارة صغيرة الحجم بيضاء الصَّدفة، تكثر في البحر المتوسِّط تُملَّح وتُؤكَل. 

أُمَّة [جمع]: جج أُمَم:
1 - جيل، جماعة من الناس يعيشون في وطنٍ واحد وتجمعهم رغبة في الحياة المشتركة وعناصرُ أُخرى كاللغة والدِّين والعِرْق "الأمَّة العربيّة- {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ} - {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} - {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} " ° أمَّة محمد صلّى الله عليه وسلّم: الأمّة الإسلاميَّة، المسلمون- مَجْلِس الأُمَّة: البرلمان، المجلس النيابيّ الذي يضمّ ممثلي الشعب- هيئة الأمم المتحدة: منظمة عالميَّة تضمّ في عضويتها عددًا كبيرًا من دول العالم.
2 - دِين ومِلّة " {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} - {إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} " ° فلانٌ لا أُمَّة له: لا دين له ولا نِحْلَة.
3 - رجلٌ جامع لخصال الخير يُقْتَدى به " {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} ".
4 - مدّة وحين، قد يصل إلى سنوات " {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} ".
• منظَّمة الأمم المتَّحدة: (سة) منظمة دوليّة تتمتّع بسلطات فعليّة تمكّنها من اتّخاذ القرارات والتدابير الكفيلة لتحقيق السلام والأمن العام. 

أُمّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أُمّ وأُمَّة: "حنانٌ أُمّيّ".
2 - من لا يقرأ ولا يكتب، غير متعلِّم "رجلٌ أمّيّ".
3 - من ليس من أهل الكتاب " {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ} ". 

أُمَمِيّ [مفرد]: ج أمميُّون:
1 - اسم منسوب إلى أُمَم: على غير قياس.
2 - تابع للأمم المتّحدة "إعادة المفتِّشين الأُمَميِّين: المبعوثين من قِبَل الأمم المتّحدة".
3 - ما يدلُّ على توحُدٍّ وترابُط ووفاق بين مجموعة أُمم أو دول أو قبائل "تضامُن أمميّ- تفويض أُمميِّ: صادر عن الأمم المتّحدة". 

أُمّيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أُمّ: من لا تقرأ ولا تكتب، غير متعلِّمة "فتاة أمِّيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من أُمّ: جهالة أو غفلة، عدم معرفة القراءة أو الكتابة "تحاول الدولة القضاء على الأميّة" ° مكافحة الأميّة/ محو الأميّة: نشاط منظَّم يهدف إلى نشر التعليم. 

أُمَميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أُمَم: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من أُمم: دوليَّة، تكتُّل أو تحالف بين مجموعة دول أو اتجاهات له شرعيَّة عالميَّة "لم تعد للأمميّة اليومَ سلطة تذكر بعد سيطرة أمريكا على العالم-
 أمميّة سياسيّة/ اقتصاديّة/ إسلاميّة". 

أمومة [مفرد]:
1 - صفة الأمّ أو حالتُها "عرفت معنى الأمومة الحقَّة بعد أن صارت أمًّا".
2 - رابطة تصل الأمّ بأبنائها "تعدّ الأمومة من أقوى الروابط الإنسانيّة" ° إجازة الأمومة: إذن بالتغيّب يُمنح للأم الحامل العاملة في شركةٍ أو إدارة أو معهد عندما يحين وقت ولادتها- دار الأمومة: حضانة.
• نظام الأمومة: نظام تعلو فيه مكانة الأمّ على مكانة الأب ويُرجع فيه إلى الأمّ في النسب أو الوراثة، وكان هذا سائدًا في الشعوب البدائيّة. 

تأميم [مفرد]:
1 - مصدر أمَّمَ.
2 - (قص) جعل مصادر الثروة الطبيعيّة والمشروعات الحيويَّة في الدولة ملكًا للأمَّة، تنوب عنها الدولة في إدارتها واستغلالها. 
[أم م] الأمُّ الْقَصْدُ أَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمّا وأَتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ وَيَمَّهُ وتَيَمَّمَه الأخيرتانِ على البَدلِ قال

(فَلَمْ أجْبُنْ وَلَمْ أَنْكُلْ وَلكِنْ ... يَمَمْتُ بِها أبا صَخْرِ بنَ عَمْرِو)

وفي التنزيل

(فَتَيمَّموا صَعِيدًا طَيِّبًا ... )

النساء 43 المائدة 6 والتَّيَمُّمُ التَّوَضُّؤُ بالتُّرْبِ على البَدلِ أَيضًا وأصْلُه من ذلك لأنهُ يقْصِدُ التّرابَ فَيَتَمَسَّحُ بهِ وجملٌ مِئَمُّ دَلِيلٌ هادٍ وناقةٌ مِئَمّةٌ كذلِكَ وكلُّه من الْقَصْدِ لأَنّ الدَّلِيلَ الهادِي قاصِدٌ والإِمَّةُ الحالَةُ والإِمَّةُ وَالأُمَّةُ الشِّرْعَةُ والدِّينُ وفي التنزِيلِ {إنا وجدنا آباءنا على أمة} الزخرف 23 قالَ اللِّحْيانِيُّ وَرُوِيَ عَنْ مُجاهِدٍ وعُمَر بْنِ عَبْدِ الْعَزيزِ {على أمة} والإِمَّةُ النُعْمَةُ قال الأعْشى

(ولَقَدْ جَرَرْتَ إلى الغِنَى ذا فاقَةٍ ... وَأصابَ غَزْوُكَ إِمَّةً فأَزالها)

والإِمَّةُ الهَيْئَةُ عنِ اللحْيانيِّ والإمّةُ أيضًا الشَّأْنُ والحالُ وقَالَ ابنُ الأَعْرابيِّ الإمَّةُ غَضارَةُ العَيْشِ والنَّعْمةُ وبه فَسَّرَ قولَ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ

(فَهلْ لَكُمُ فِيكُمْ وَأنتُمْ بإِمَّةٍ ... عَليْكُمْ غِطاءُ الأَمْنِ مَوْطِئُكُم سَهْلُ)

والإِمَّةُ والأُمَّةُ السُّنَّةُ وتَأَمَّم بِه وَأْتَمّ جَعَلَهُ إِمَّةً وأَمَّ الْقَومَ وأَمَّ بِهم تَقدَّمَهُم وهي الإمامةُ والإمامُ ما ائْتُمَّ به مِنْ رئِيسٍ وغَيْرِه والجمعُ أَيمّةٌ وفي التنزيل {فَقَاتِلُوا أَيمَّةَ الْكُفْرِ} التوبة 12 أي رُؤَساءَ الكُفْرِ وقادَتَهُم وكذلك قولُهُ {وَجَعَلْنَاهُم أيمَّةً يَدْعُونَ إلى النَّارِ} القصص 41 من تَبِعَهُم فهو في النارِ يومَ القيامةِ قُلِبَتِ الهَمْزَةٌ ياءً لِثِقَلِهَا لأنَّها حَرْفٌ سَفَلَ في الحَلْقِ وبَعُدَ عنِ الحُروفِ وحَصَلَ طَرَفًا فكان النُّطْقُ به تَكَلُّفًا فإذا كُرِهَتِ الهمزةُ الواحِدَةُ فهم باسْتِكْراهِ الثِّنتَينِ ورفضِهما لاسيما إذا كانتَا مُصْطَحِبتَينِ غيرَ مُفْتَرِقَتينِ فاءً وعَيْنًا أو عَيْنًا ولامًا أَحْرَى فلهذا لم تأتِ في الكلام لَفْظَةٌ توالَتْ فيها هَمْزَتانِ أصلان البتَّةَ فأما ما حكاه أبو زيدٍ من قولِهم دَرِيئَةٌ ودَرَانِئٌ وخَطِيئةٌ وخطائِئٌ فشاذٌّ لا يُقَاسُ عليهِ وليستِ الهَمْزَتانِ أَصْلَيْنِ بل الأُولَى مِنهما زائِدةٌ وكذلك قِراءَةُ أهلِ الكُوفةِ {ائمة} بهمزَتَيْنِ شاذٌّ لا يقاسُ عليه وإمَامُ كُلِّ شَيءٍ قَيِّمهُ والمُصْلِحُ له والقُرآنُ إمامُ المُسلِمينَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم إمامُ الأُمَّةِ والخلِيفَةُ إمامُ الرَّعِيَّةِ وإمامُ الجُنْدِ قائدُهُم وهذا أَيَمُّ من هَذا وأَوَمُّ من هذا أي أحْسَنُ إمامَةً منه قَلَبُوها إلى الياءِ مرَّةً وإلى الواوِ أُخرى كَرَاهَةَ التقاءِ الهَمْزتَينِ فمن قَلَبَها واوًا حَمَلَه على جَمْعِ آدَمَ على أوَادِمَ ومن قلبها ياءٌ قال قد صارتِ الياءُ في أيمّة بدلاً لازِمًا وإِمامُ الغُلامِ ما يتعَلَّمُ كُلَّ يَوْمٍ وإمَامُ المِثالِ ما امتُثِلَ عَلَيهِ والإمَامُ الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناءِ فيُبْنَى عَلَيهِ وهوَ من ذلِكَ قالَ (خلَّقْتُهُ حتّى إذا تَمَّ واسْتَوَى ... كمُخَّةِ ساقٍ أو كمَتْنِ إِمامِ)

أَيْ كَهَذَا الخَيْطِ المَمْدُودِ على البناءِ في الإمِّلاسِ والاستِواءِ يصِفُ سَهْمًا يدلُّ على ذلِكَ قولُهُ

(قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثًا فلم يَزِغْ ... عنِ القَصْدِ حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ)

وإمَامُ القِبْلَةِ تِلْقَاؤُهَا والحَادِي إمام الإِبلِ وإن كَانَ وراءَها لأنه الهادِي لها والإمامُ الطريقُ وقولُهُ عزَّ وجلَّ {وإنهما لبإمام مبين} الحجر 79 أَيْ لَبِطَرِيقٍ يُؤَمُّ أي يُقْصَدُ فَيَتَبَيَّنُ يعني قومَ لُوطٍ وأَصْحابَ الأَيْكَةِ والدليلُ إمامُ السَّفرِ وقولُهُ تَعَالَى {واجعلنا للمتقين إماما} الفرقان 74 قال أبو عُبَيدَةَ هو واحِدٌ يدلُّ على الجَمْع كقولِهِ

(في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقَدْ شَجِينَا ... )

و {إن المتقين في جنات ونهر} القمر 54 وقيل الإمامُ جَمْعُ أَمٍّ كصاحبٍ وصِحابٍ وقيلَ هُوَ جَمْعُ إمامٍ ليس على حدِّ عَدْلٍ ورِضًى لأنهم قد قالوا إمَامانِ وإنما هو جَمْعٌ مُكسَّرٌ أَنْبَأَني بذلكَ أبو العَلاء عن أبي عليٍّ الفارسِيّ وقد استعملَ سِيْبَوَيهِ هذا القياسَ كثيرًا والأمُّةُ الإِمامُ وقد ائْتمَّ بالشيءِ وأُتَمَى به على البَدَلِ كراهِيةَ التَّضْعِيفِ أنشَدَ يَعْقُوبُ

(تَزُورُ امْرَأ أمَّا الإِلَهَ فَيَتَّقِي ... وأمَّا بِفعْلِ الصالِحينَ فَيَأْتَمِي)

وأُمَّةُ كلِّ نبيٍّ من أُرسِلَ إليهم من كافرٍ ومُؤْمِنٍ والأُمَّةُ الجِيلُ والجِنْسُ من كُلِّ حَيٍّ وفي التنزيلِ {إلا أمم أمثالكم} الأنعام 38 وفي الحديثِ لَوْلا أَنَّها أُمَّةٌ تُسَبِّح لأمَرْتُ بِقَتْلِها ولكن اقتُلُوا منها كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ يَعْني بالأُمَّةِ هُنا الكِلابَ والأُمُّ كالأُمَّةِ وفي الحديثِ إِنْ أطاعُوهُما يعني أبا بكرٍ وعُمرَا رَشِدُوا ورَشِدتْ أُمُّهُم حكَى ذلكَ الهَرويُّ في الغَرِيبَيينِ وكلُّ من كانَ على دِينِ الحقِّ مُخَالِفًا لِسائرِ الأدْيانِ فهو أُمَّةٌ وَحْدَه وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمنِ عليه السلام أمَّةً ويُرْوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالَ يُبْعَثُ يَومَ القِيامةِ زَيْدُ ابنُ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ أُمَّةً على حِدَةٍ وذلك أنه كان تبرَّأ من أَدْيانِ المُشرِكينَ وآمَنَ بالله قَبْلَ مَبْعَثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقيلَ الأُمَّةُ الرَّجُلُ الجامِعُ للخَيْرِ والأُمَّةُ الحِينُ والأُمَّةُ القَامَةُ والوَجْهُ قال الأَعْشَى

(وإِنَّ مُعاوِيَةَ الأكْرَمينَ ... بِيضُ الوُجوُهِ طِوَالُ الأُمَمْ)

ويُقال إنه لحَسَنُ الأمَّةِ أي الشَّطَاطِ وأُمَّةُ الوَجْهِ سُنَّتُهُ وهي مُعْظَمُه ومَعْلَمُ الحُسْنِ مِنهُ والأُمَّةُ الطاعَةُ والأُمَّةُ العَالِمُ وأُمَّةُ الرجُلِ قَومُهُ وأُمَّةُ اللهِ خَلْقُهُ يقالُ ما رأيتُ من أُمَّةِ اللهِ أحسَنَ منه وقَولُهُ تعالَى {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} هود 8 معناه إلى أجَلٍ مُسَمّى وحينٍ مَعْلُوم كما قال تعالى {وادكر بعد أمة} يوسف 45 أي بعد حِينٍ وأُمَّةُ الطريقِ وأمُّهُ مُعْظَمُه والأَمَمُ القَصْدُ الذي هُوَ الوَسَطُ والأَمَمُ القُرْبُ والأَمَمُ اليَسيرُ يقال دارُهُم أَمَمٌ وهو أَمَمٌ منك وكذلك الاثنان والجَميعُ وأمْرُ بني فُلانٍ أَمَمٌ ومُؤَامٌّ أي بَيِّنٌ لم يُجاوِزِ القَدْرَ والمُؤَامُّ المُقارِبُ والمُوافِقُ من الأَمَمِ وقد أمَّهُ وقولُ الطِّرِمّاحِ

(مِثْلِ ما كَافَحْتَ مَخْرُوفَةً ... نَصَّها ذاعِرٌ رَوْحٍ مُؤَامْ)

يجوزُ أن يكونَ أرادَ مُؤَامٍّ فحذف إِحدى المِيمَينِ لالتقاءِ الساكنَيْنِ ويجوزُ أن يكونَ أرادَ مُؤَامٍّ فأبدلَ من الميمِ الآخرَةِ ياءً فقالَ مُؤَامِي ثم وَقَفَ للقافيَةِ فَحَذَفَ الياءَ فقال مُؤَامْ وقولُه نَصَّهَا أي نَصَبَها قال ثعلَبٌ قال أبو نَصْرٍ أحْسَنُ ما تكونُ الظَّبْيَةُ إذا مدَّتْ عُنُقَها من رَوْعٍ يَسِيرٍ ولِذلكَ قالَ مُؤَامٌ لأنه المقارِبُ اليَسِيرُ والأُمُّ والأُمَّةُ الوالِدةُ قال سِيبُوَيهِ وقالوا لإِمِّكِ وقال أيضًا

(اضرِبِ السَّاقَينِ إِمِّكَ هَابِل ... )

قال فكسرَهُما جميعًا كما ضَمَّ هُنالِكَ يعني أُنْبُؤُكَ ومُنْحُدُرٌ وجعلَها بعضُهُم لُغَةً والجَمْعُ أمَّاتٌ وأُمَّهاتٌ زادوا الهاءَ وقال بعضُهُم الأُمَّهاتُ بالهاءِ فيمنْ يَعْقِلُ والأمَّاتُ بغيرِ هاءٍ فيما لا يَعْقِلُ وقد تقدَّمَ ذكرُ الأمَّهاتِ في الهاءِ وقولُهُ

(ما أُمَّكَ اجْتَاحَتِ المَنَايَا ... كُلُّ فُؤادٍ عَليكَ أُمُّ)

فإنه عَلَّقَ الفُؤَادَ بعَلى لأنه في مَعْنى حزينٍ فكأنَّهُ قال عَلَيكَ حَزِينٌ وأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً صَارَتْ أُمّا وقولُ ابنِ الأعرابي في امْرأَةٍ ذَكَرَها كانت لها عَمَّةٌ تَؤُمُّهَا أي تكونُ لها كالأُمِّ وتَأَمَّمَها واستَأَمَّها وتَأَمَّمَها اتَّخَذَها أُمّا وما كُنْتِ أُمّا ولقد أَمِمْتِ أُمُومَةً والأُمَّهَةُ كالأُمِّ الهاءُ زائِدةٌ لأنه بمَعْنَى الأُمِّ وقولُهم أُمَّةٌ بَيِّنَةُ الأُمُومَةِ يُصَحِّحُ لنا أن الهَمْزَةَ فيه فاءُ الفِعْلِ والميمَ الأُولَى عينُ الفِعْلِ والميمَ الأُخْرى لامُ الفعلِ فأُمٌّ بمنزِلَةِ دُرٍّ وجُلٍّ ونَحْوِهما مما جاءَ على فُعْلٍ وعينُهُ ولامُهُ من مَوضِعٍ واحدٍ وجَعَلَ صاحِبُ العَيْنِ الهاءَ أَصْلاً وقد تقدَّمَ والأُمُّ يكُونُ للحيوانِ الناطِقِ وغيرِ الناطِقِ وللمَوَاتِ النَّامِي كَأُمِّ النَّخْلَةِ والشَّجَرة والمَوْزةِ وما أشَبَه ذلك ومنه قولُ ابنِ الأَصْمَعِي له أنا كَالمَوْزَة التي إنَّما صَلاحُهَا بموتِ أُمِّها وأُمُّ كُلِّ شَيءٍ أَصْلُهُ وعِمادُهُ قال ابنُ دُرَيدٍ كُلُّ شَيءٍ انْضَمَّتْ إليه أشْيَاءُ فهو أُمٌّ لها وأُمُّ القَوم رَئيسُهم قال الشَّنْفَرى

(وأُمُّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُم ... )

يعني تأبَّطَ شَرّا وأُمُّ الكتابِ فاتِحَتُهُ لأنه يُبْتَدَأُ بها في كُلِّ صلاةٍ وقالَ الزَّجَّاجُ أُمُّ الكتابِ أَصْلُ الكِتابِ وقيل اللَّوْحُ المَحْفُوظُ وأُمُّ النُّجومِ المَجرَّةُ لأنها مُجْتَمَعُ النُّجومِ وأُمُّ مَثْوَى الرَّجُلِ صاحِبَةُ مَنْزِلِهِ الذي يَنْزِلُهُ قال

(وأُمُّ مَثْواي تُدَرِّي لِمَّتِي ... )

وأُمُّ الرُّمْحِ اللِّوَاءُ وما لُفَّ عَلَيهِ وأُمُّ القُرى مَكَّةُ لأنَّها توسَّطَتِ الأَرْضَ فيما زَعَمُوا وَقِيلَ لأنها قِبْلَةُ جميعِ النَّاسِ يؤُمُّونَها سُمِّيتْ بذلك لأنَّها كانَتْ أعظَم القُرَى شَأْنًا وفي التنزِيلِ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا} القصص 59 وأُمُّ الرَّأسِ الدِّماغُ قال ابنُ دُرَيْدٍ هي الجِلْدَةُ الرقيقَةُ التي عَلَيها وهي مُجتَمعُه وقالوا ما أَنتَ وأُمَّ الباطِلِ أَيْ ما أَنتَ والباطِلَ ولأُمّ أشيَاءٌ كثيرةٌ تُضافُ إليها قد أَبَنْتُها في الكتابِ المُخَصِّصِ وأَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمّا فَهْوَ مَأْمُومٌ وأَميمٌ أصابَ أُمَّ رَأْسِهِ وَشَجَّةٌ آمَّةٌ ومَأْمُومَةٌ بَلَغَتْ أُمَّ الرأسِ وقد يُسْتَعارُ ذلك في غيرِ الرأسِ قال

(قَلْبِي من الزَفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوَى ... وحَشايَ مِن حَرِّ الفِراقِ أَمِيمُ)

وقولُهُ أنشَدَهُ ثَعْلَبٌ

(فَلَوْلاَ سِلاحِي عِنْدَ ذَاكَ وغِلْمَتي ... لرُحْتُ وفي رَأْسِي مَآيِمُ تُسْبَرُ)

فسَّرَهُ فقال جَمَعَ آمَّةً على مَآيِمَ وليسَ لهُ واحِدٌ من لفظِه وهذا كقولهم الخَيْلُ تَجْرِي على مَسَاوِيها وعِندي زيادةٌ وهو أنه أَرادَ مَآمُّ ثم كَرِهَ التضعيفَ فأبْدَلَ المِيمَ الأخيرةَ ياءً فقال مآمٍ ثم قَلَبَ اللامَ وهي الياءُ المُبْدَلَةُ إلى موضع العَينِ فقال مَآيِمُ والأَمِيمَةُ الحِجارَةُ تُشْدَخُ بها الرُّءُوسُ والمَأْمُومُ مِنَ الإِبلِ الذي ذهبَ من ظهرِه عن ضَرْبٍ أو دَبَرٍ قال الراجِزُ

(ليسَ بذي عَرْكٍ ولا ذي ضَبِّ ... )

(ولا بخوَّارٍ ولا أزَبِّ ... )

(ولا بِمَأْمُومٍ ولا أَجَبِّ ... )

والأُمِّيُّ الذي لا يَكْتُبُ قال الزجَّاجُ الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَةِ الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّمِ الكتابَ فهو على جبلتِه وفي التَّنزِيلِ {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب} البقرة 78 والأُمِّيُّ العَيِيُّ الجِلفُ الجَافي القَليلُ الكَلامِ قالَ

(وَلاَ أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيَّا ... )

(أُمارِسُ الكَهْلَةَ والصَّبِيَّا ... )

(والعَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا ... )

والأَمَامُ نَقِيضُ الوَرَاءِ وهي في مَعْنَى قُدَّامَ يكونُ اسمًا وظَرفًا قال اللِّحيانيُّ وقال الكِسَائيُّ أَمَامَ مُؤَنَّثَةٌ وإن ذَكَّرْتَ جَازَ قال سِيبَوَيهِ وقالوا أمَامَكَ إذا كُنْتَ تُحذِّرُهُ أو تُبَصِّرُهُ شَيْئًا والأَئمَّةُ كِنَانَةُ عن ابنِ الأَعرابي وأُمَيْمَةُ وأُمَامَةُ اسمُ امْرأَةٍ قال أبو ذُؤَيْبٍ

(قالَتْ أُمَيْمَةُ ما لِجسْمِكَ شاحِبًا ... مُنْذُ ابْتُذِلْتَ ومِثلُ مالِكَ يَنْفَعُ)

ورَوَى الأصمَعِيُّ أُمَامَةُ بالألِفِ فمَنْ رَوَاهُ أُمَيْمَةُ فهو تصغِيرُ أُمٍّ ويَجوزُ أن يَكونَ تصغيرَ أُمَامَةُ على التَّرخيمِ وأُمَامَةُ ثَلَثمائَةٍ من الإِبِلِ قالَ

(أَأَبْثُرُهُ مالِي ويُحْتِرُ رِفْدَهُ ... تَبيَّنْ رُوَيْدًا مَا أُمَامَةُ مِنْ هِنْدِ)

أَرادَ بأُمَامَةُ ما تقدَّم وأَرَادَ بهنْدٍ هُنَيْدَةَ وهي المِائَةُ من الإِبِلِ هكذا فسَّرَهُ أبُو العلاءِ ورِوايَةُ الحماسَةِ

(أَيُوعِدُني والرَّمْلُ بَيْني وبَيْنَهُ ... تَبيَّنْ رُوَيدًا)

وأَمَّا مِن حُروفِ الابتداءِ ومَعْنَاهَا الإخبَارُ وإمَّا في الجَزَاءِ مُركَّبَةٌ مِنْ إنْ ومَا وإمَّا في الشَّكِ عَكْسُ أوْ في الوَضْعِ
أم م

} أَمَّهُ) {يَؤُمّه} أَمًّا: (قَصَده) وتوجَّه إِلَيْه، ( {كائْتَمّهُ} وَأَمَّمَهُ {وَتَأَمَّمَهُ وَيَمَّمَهُ} وَتَيَمَّمَهُ) ، الأخيرةُ على البَدَل. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: " مَنْ كانَتْ فَتْرَتهُ إِلَى سُنَّةٍ {فَلِأَمٍّ مَا هُوَ " أَي: قَصْدِ الطَّرِيق المُسْتَقِيم، أَو أُقِيمَ} الأَمُّ مَقامَ{المَأْمُوم أَي: هُوَ على طَرِيقٍ يَنْبَغِي أَن يُقْصَدَ. وَفِي حَدِيث كَعْبٍ: " فانْطَلَقْتُ} أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى اللَّهِ عَلَيْهِ وسلّم ". وَفِي حَدِيثه أَيْضا: " {فَتَيَمّمْتُ بهَا التَّنُّورَ " أَي: قَصَدْتُ.} وَتَيَمَّمْتُ الصَّعِيدَ للصَّلاةِ، وَأَصْلُه التّعَمُّدُ والتَّوَخِّي. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قولُه تعالَى: { {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} أَي: اقْصُدوا لصَعِيدٍ طَيِّبٍ، ثمَّ كثر اسْتِعْمالُهم لهَذِهِ الْكَلِمَة حتَّى صَار} التَّيَمُّم اسْما عَلَمًا لِمَسْحِ الوَجه واليَدَيْنِ بالتُّرابِ. (و) فِي المُحْكَم: ( {التَّيَمُّمُ: التَّوَضُّؤُ بالتُّرابِ) ، وَهُوَ (إِبْدالٌ، وَأَصْلُه التَّأَمُّم) ؛ لأَنَّهُ يَقْصُدُ التُّرابَ فَيَتَمَسَّح بِهِ. (} والمِئَمُّ، بِكَسْرِ المِيمِ) وَفتح الهَمْزَة وشَدّ المِيمِ: (الدَّلِيلُ الهادِي) العارفُ بالهِدايَةِ، وَهُوَ من القَصْد، (و) أَيْضًا (الجَمَلُ يَقْدُمُ الجِمالَ) وَهُوَ من ذَلِك، (وَهِي) {مِئَمَّةٌ (بهاءٍ) ، تَقْدُمُ النُّوقَ وَيَتْبَعْنَها. (} والإِمَّةُ، بالكَسْرِ: الحالَةُ، و) أَيضًا (الشِّرْعَةُ والدِّينُ، ويُضَمّ) . وَفِي التَّنْزِيل: {إِنَّا وَجَدنَآءَابَآءَنَا عَلَى {أُمَّةٍ} قَالَ اللِّحْيانِي: وَرُوِيَ عَن مُجاهِدٍ وَعُمَرَ بنِ عبد العَزِيز: على} إِمَّةٍ، بالكَسْر. (و) {الإِمَّةُ أَيْضا: (النِّعْمَة) ، قَالَ الأَعْشَى:
(ولَقَدْ جَرَرْتَ إِلَى الغِنَى ذَا فاقَةٍ ... وَأَصابَ غَزْوُكَ} إِمَّةً فَأَزالَها)
أَي: نِعْمَة. (و) الإِمَّةُ: (الهَيْئَةُ والشَّأنُ) ، يُقال: مَا أَحْسَنَ {إِمَّتَه. (و) } الإِمَّةُ: (غَضارَةُ العَيْش) ، عَن ابْن الأعرابيّ. (و) {الإِمَّة: (السُّنَّةُ، ويُضَمُّ، و) أَيْضا: (الطَّرِيقةُ) ، قَالَ الفرّاء: قُرِىءَ: على} أُمَّةٍ، وَهِي مثلُ السُّنَّةِ، وقُرِىءَ: على {إمَّةٍ، وَهِي الطَّريقَة. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله تَعَالَى {كَانَ النَّاس} أمة وَاحِدَة} أَي: كَانُوا على دِينٍ وَاحِد. وَيُقَال: فُلانٌ لَا أُمَّةَ لَهُ، أَي: لَا دِينَ لَهُ وَلَا نِحْلَة، قَالَ الشَّاعِر:
(وَهَلْ يَسْتَوِي ذُو أُمَّةٍ وَكَفُورُ ... )
وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله تَعَالَى: {كُنْتُم خير أمة} أَي: خَيْرَ أهلِ دِين. (و) {الإِمَّةُ: (} الإِمامَةُ) . وَقَالَ الأَزْهريُّ: الإِمَّةُ: الهيئةُ فِي الإِمامة وَالْحَالة، يُقَال: فلَان أَحَقُّ {بِإِمَّةِ هَذَا المَسْجِد من فُلانٍ، أَي:} بإمامَتِه. (و) الإِمَّةُ: ( {الائْتِمامُ} بالإِمام) . (و) {الأُمّةُ، (بالضَّمّ: الرجلُ الجامِعُ لِلْخَيْرِ) ، عَن ابْن القَطَّاعِ، وَبِه فسّر قولُه تعَالَى: {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة} . (و) } الأُمَّةُ: ( {الإِمام) ، عَن أبِي عُبَيْدَة، وَبِه فسّر الْآيَة. (و) الأُمَّة: (جَماعَةٌ أُرْسِلَ إِلَيْهِم رَسُولٌ) سَوَاء آمَنُوا أَو كَفَرُوا. وَقَالَ اللَّيْث: كلُّ قَوْمٍ نُسِبوا إِلَى نَبِيِّ فَأُضِيفُوا إِلَيْه فهم} أُمَّتُه، قَالَ: وكُلّ جِيلٍ من النَّاس هُمْ {أُمَّةٌ على حِدَةٍ. (و) قَالَ غيرُه:} الأُمَّة (الجِيلُ من كُلِّ حَيِّ، و) قيل: (الجِنْسُ) من كُلِّ حَيَوانٍ غيرَ بَنِي آدَمَ أُمَّةٌ على حِدَة، وَمِنْه قولُه تعالَى: {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض وَلَا طَائِر يطير بجناحيه إِلَّا {أُمَم أمثالكم} وَفِي الحَدِيث: " لَوْلا أَنَّ الكِلابَ} أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِها " وَفِي رِوَايَة: " لَوْلا أَنَّها أُمَّةٌ تُسَبِّح لَأَمَرْتُ بِقَتْلِها "، ( {كالأُمّ فيهمَا) أَي: فِي مَعْنَى الِجيلِ والجِنْس. (و) } الأُمَّةُ: (مَنْ هُوَ عَلَى) دِينِ (الحَقِّ مُخالِفٌ لسَائِر الأَدْيان، وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة} . (و) الأُمَّة: (الحِينُ) ، وَمِنْه قَوْله تَعالىَ: {وادكر بعد أمة} ، وَقَوله تَعَالَى: {وَلَئِن أخرنا عَنْهُم الْعَذَاب إِلَى أمة} . (و) الأُمَّة: (القامَةُ) ، قَالَ الأَعْشَى:
(وإنَّ مُعاوِيَةَ الأَكْرَمِينَ ... بِيضُ الوُجُوهِ طِوالُ الأُمَمْ)
أَي: طِوالُ القامات. وَيُقَال: إِنَّه لَحَسَنُ الأُمَّةِ: أَي: الشَّطاطِ. (و) الأُمَّةُ: (الوَجْهُ) . (و) الأُمَّةُ: (النَّشاطُ) . (و) الأُمَّة: (الطَّاعَةُ) . (و) الأُمَّةُ: (العَالِمُ) . (و) الأُمَّةُ: (من الوَجْهِ والطَّرِيق: مُعْظَمهُ) ، وَمَعْلَمُ الحُسْنِ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّهُ لَحَسَنُ أُمَّةِ الوَجْه، يَعْنُون: سُنَّتَه وصُورَتَه، وإِنَّهُ لَقَبِيحُ أُمَّةِ الوَجْه. (و) الأُمَّة (مِنَ الرَّجُلِ: قَوْمُهُ) وجَماعَتُه، قَالَ الأَخْفش: هُوَ فِي اللَّفْظِ واحدٌ وَفِي الْمَعْنى جَمْعٌ. (و) الأُمَّة (لِلَّهِ تعالىَ: خَلْقُه) يُقالُ: مَا رأيتُ من أُمَّة اللَّهِ أَحْسَنَ مِنْهُ. ( {والأُمُّ، وَقد تُكْسَر) ، عَن سِيْبَوَيْهِ: (الوالِدَةُ) ، وأنشدَ سِيبَوَيْهٍ:
( [وقالَ] اضْرِبِ الساقَيْنِ} إِمّكَ هابِلُ ... )
هكَذا أَنْشَدَه بالكَسْرِ، وَهِي لُغةٌ. (و) الأُمُّ: (امْرَأَةُ الرَّجُلِ المُسِنَّة) ، نَقله الأزهريّ عَن ابْن الأعرابيِّ. (و) الأُمُّ: (المَسْكَنُ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {! فأمه هاوية} أَي: مَسْكَنُه النَّار، وقِيلَ: أُمُّ رَأْسِه هاوِيَةٌ فِيهَا، أَي: ساقِطَةٌ. (و) الأُمّ: (خادِمُ القَوْمِ) يَلِي طَعامَهُم وخِدْمَتَهم، رَوَاهُ الرَّبِيعُ عَن الشافِعِيِّ، وَأَنْشَدَ للشَّنْفَرَى: ( {وَأُمّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُم ... إِذا أَحْتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وَأَقَلَّتِ)
قلت: وقرأتُ هَذَا البيتَ فِي المُفَضَّلِيّات من شِعْرِ الشَّنْفَرَى، وَفِيه مَا نَصَّهُ: ويروى:
(إِذا أَطْعَمَتْهم أَوتَحَتْ وَأَقَلَّت ... )
وَأَرَادَ} بأُمِّ عِيالٍ تَأَبَّط شَرًّا؛ لأَنَّهم حِين غَزَوْا جعلُوا زادَهُم إِلَيْهِ، فَكَانَ يُقَتِّرُ عَلَيْهِم مَخافَةَ أَنْ تَطُولَ الغَزاةُ بهم فيموتُوا جُوعًا. (ويُقالُ {للأُمّ: الأُمَّةُ) ، وَأنْشد ابنُ كَيْسان:
(تَقَبَّلْتَها عَن أُمَّةٍ لَك طالَما ... تُنُوزعَ فِي الأَسْواقِ مِنْهَا خِمارُها)
يُرِيد عَن أُمٍّ لَك، قَالَ: (و) مِنْهُم مَنْ يَقُول:} الأُمَّهَةُ) فَأَلْحَقَها هاءَ التأنيثِ قَالَ قُصَيُّ بن كِلابٍ:
(عِنْدَ تَنادِيهِم بهالٍ وهَبِي ... )

( {أُمَّهَتِي خِنْدِفُ والْياسُ أَبِي ... )
(ج:} أُمّاتٌ) ذكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه وغيرُه: أنّها لغةٌ ضَعِيفَة، (و) إِنّما الفصيحُ ( {أُمَّهاتٌ) . وَقَالَ المُبَرِّد: الهاءُ من حروفِ الزِّيادة وَهِي مَزِيدَةٌ فِي} الأُمَّهات، والأَصْلُ الأَمُّ، وَهُوَ القَصْدُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب؛ لِأَن الهاءَ مَزِيدَة فِي الأُمهاتِ. (أَو هذهِ لِمَنْ يَعْقِلُ، {وأُمَّاتٌ لِمَنْ لَا يَعْقِلُ) ، قَالَ ابْن بَرّي: هَذَا هُوَ الأَصْل، وَأنْشد الأزهريّ:
(لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جَداعِ ... وَإِن مُنِّيتُ} أُمّاتِ الرِّباعِ) قَالَ ابنُ بَرّي: ورُبَّما جَاءَ بِعَكْسِ ذَلِك كَمَا قَالَ السّفّاح اليَرْبُوعيّ فِي الأمّهات لِغَيْر الآدميِّين:
(قَوّالُ مَعْرُوفٍ وفَعّالُه ... عَقَّارُ مَثْنَى {أُمَّهاتِ الرِّباعْ)
وَقَالَ آخَرُ يصف الإِبِلَ:
(وهامٍ تَزِلُّ الشَّمْسُ عَن} أُمَّهاتِهِ ... صِلابٍ وَأَلْحٍ فِي المَثانِي تَقَعْقَعُ)
وَقَالَ جَرِيرٌ ف الأمّات للآدَمِيّين:
(لَقَدْ وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ ... مُقَلَّدةٌ من الأُمّات عارَا)
قُلْت وَأنْشد أَبُو حنيفَة فِي كِتاب النَّبات لبَعض مُلوك اليَمَن:
(وأُمّاتُنا أَكْرِمْ بهنّ عَجائزًا ... وَرثن العُلَا عَن كابِرٍ بَعْدَ كابِرِ)
( {وأُمُّ كُلّ شَيْءٍ: أَصْلُه وَعِمادُه) . (و) الأُمّ (لِلْقَوْمِ: رَئِيسُهُم) لأنّه ينضمّ إِلَيْهِ النَّاس، عَن ابْن دُرَيْد، وَأنْشد للشَّنْفَرَى:
(وأُمّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُم ... )
(و) } الأُمُّ (للنجوم: المجرة) ؛ لأنّها مُجْتَمَع النُّجُوم، يُقَال: مَا أَشْبَه مَجْلِسَكَ! بِأُمِّ النُّجُوم؛ لِكَثْرَة كَواكِبها، وَهُوَ مجَاز. قَالَ تَأَبَّط شرًّا:
(يَرَى الوَحْشَةَ الأُنسَ الأَنِيسَ وَيَهْتَدِي ... بِحَيْثُ اهْتَدَت أُمُّ النُّجُوم الشَّوابِكِ) (و) الأُمُّ (للرَّأْسِ: الدِّماغُ) ، أَو هِيَ: (الجِلْدَةُ الرَّقِيقَةُ الّتِي عَلَيْها) ، عَن ابْن دُرَيْد، وَقَالَ غَيره: أُمُّ الرَّأسِ: الخَرِيطَةُ الَّتِي فِيهَا الدِّماغُ، {وأُمُّ الدِّماغ: الجِلْدَة الَّتِي تَجْمَع الدِّماغَ. (و) } الأُمُّ (لِلرُّمْحِ: اللِّواءُ) وَمَا لُفَّ عَلَيْهِ من خِرْقَة، قَالَ الشَّاعِر:
(وَسَلَبْنَا الرُّمْحَ فِيهِ {أُمُّه ... مِنْ يَدِ العاصِي وَمَا طالَ الطِّوَلْ)
(و) الأُمُّ (للتَّنائِفِ: المَفازَةُ) البَعِيدَة. (و) الأُمُّ (لِلْبَيْضِ: النَّعامَةُ) ، قَالَ أَبُو دُوَادٍ:
(وَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمِّ البَيْضِ ... شَدًّا وَقَدْ تَعالَى النَّهارُ)
قَالَ ابْن دُرَيْد: (وكُلّ شَيْءٍ انْضَمَّتْ إِلَيْهِ أَشْياءُ) مِن سائِرِ مَا يَلِيه فإنّ الْعَرَب تسمّى ذَلِك الشَّيْء أُمًّا. (وأُمُّ القُرَى: مَكَّةُ) زِيدَت شَرَفًا؛ (لِأَنَّها تَوَسَّطَت الأَرْضَ فِيمَا زَعَمُوا) ، قَالَه ابنُ دُرَيْد، (أَو لأَنَّها قِبْلَةُ) جَمِيع (النّاسِ} يَؤُمُّونَها) ، أَي: يَقصُدُونها، (أَو لِأَنَّها أَعْظَمُ القُرَى شَأْنًا) ، وَقَالَ نِفْطَويه: سُمِّيت بذلك لأنّها أصلُ الأَرْض، وَمِنْهَا دُحِيَتْ وفَسَّر قولَه تعالَى: {حَتَّى يبْعَث فِي {أمهَا رَسُولا} على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أنّه أَرَادَ أَعْظَمَها وأكثرها أَهْلًا، وَالْآخر: أَرَادَ مَكَّة. وَقيل: سُمِّيت؛ لأنَّها أَقْدَمُ القُرَى الَّتِي فِي جَزِيرَة الْعَرَب وَأَعْظَمهَا خَطَرًا، فجُعِلت لَهَا} أُمًّا لِاجْتِمَاع أهْلِ تِلْكَ القُرَى كُلّ سنة وانْكِفائهم إِلَيْهَا وتَعْوِيلهم على الِاعْتِصَام بهَا، لِما يَرْجُونَه من رَحْمَة الله تَعَالَى. وَقَالَ الحَيْقطان: (غَزاكُمْ أَبُو يَكْسُومَ فِي أُمِّ دارِكُمْ ... وَأَنْتُم كَفَيْضِ الرَّمْل أَو هُوَ أَكْثَرُ)
يَعْنِي صاحِبَ الفِيلِ. وَقيل: لأنّها وَسَط الدُّنْيا فكأنَّ القُرَى مُجْتَمِعَة عَلَيْهَا. (و) قولُه عَزَّ وَجَلَّ {وَإنَّهُ فِي {أم الْكتاب لدينا} قَالَ قَتادَةُ: (} أُمُّ الكِتابِ: أَصْلُه) ، نَقله الزَّجّاج، (أَو اللَّوْحُ المَحْفُوظ، أَو) سُورَة (الفاتِحَة) كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ، (أَو القُرْآنُ جَمِيعُه) من أوّله إِلَى آخِرِه، وَهَذَا قولُ ابنِ عَبّاس. ( {وَوَيْلُمِّه) تقدّم ذِكْره (فِي " وي ل ". و) قَوْلهم: (لَا أُمَّ لَكَ) ذَمٌّ، و (رُبَّما وُضِعَ مَوْضِعَ المَدْح) ، قَالَه الجوهريّ، وَهُوَ قولُ أبي عُبَيْدٍ، وَأنْشد لِكَعْبِ بن سَعْدٍ يَرْثِي أَخَاهُ:
(هَوَتْ} أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِيًا ... وماذا يُؤَدِّي اللَّيْلُ حِينَ يَؤُوبُ)
قَالَ أَبُو الهَيْثَم: وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا ذَهَب إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْد، وإِنّما معنى هَذَا كقولِهم: وَيْحَ أُمِّه، ووَيْلَ أُمِّهِ وَهوتْ، والوَيْلُ لَها، وَلَيْسَ للرَّجُلِ فِي هَذَا من المَدْحِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ يُشْبِه هَذَا قَوْلَهم: لَا أُمَّ لَك؛ لأنّ قوْلَه: لَا أُمَّ لَك فِي مَذْهَب: لَيْسَ لَك أَمٌّ حُرَّةٌ، وَهَذَا السبُّ الصَّرِيحُ، وَذَلِكَ أنَّ بَنِي الإِماء عِنْد الْعَرَب مَذْمُومُون لَا يلحَقُون بِبَنِي الحَرائر، وَلَا يقولُ الرجلُ لصاحِبِهِ لَا أُمَّ لَك إِلاَّ فِي غَضَبِه عَلَيْهِ، مُقَصِّرًا بِهِ شاتِمًا لَهُ. وَقيل: معنى قَوْلهم: لَا أُمَّ لَك، يَقُول: إِنَّكَ لَقِيطٌ لَا يُعْرَف لَك أُمٌّ. وَقَالَ ابنُ بَرّي فِي تَفْسِير بَيْتِ كَعْب بن سَعْد: إِنَّ قَوْله: هَوَتْ! أُمُّه يُستعمل على جِهَةِ التَّعَجُّبِ كَقَوْلِهِم: قاتَلَه اللَّهُ مَا أَسْمَعَه مَعْنَاهُ: أيّ شَيْء يَبْعَثُ الصبحُ من هَذَا الرجلِ، أَي: إِذا أَيْقَظَهُ الصبحُ تَصَرَّفَ فِي فِعْلِ مَا يُرِيدُه، وغادِيًا منصوبٌ على الْحَال، وَيَؤُوبُ: يَرْجِعُ، يُرِيد: أنّ إِقْبال اللَّيْل سَبَبُ رُجُوعه إِلَى بَيْتِهِ، كَمَا أَنّ إِقبالَ النّهارِ سَبَبٌ لِتَصَرُّفِهِ. ( {وَأَمَّتْ} أُمُومَةً: صارَتْ {أُمًّا،} وَتَأَمَّمَها {واسْتَأَمَّها) ، أَي: (اتَّخَذَها} أُمًّا) لِنَفْسه، قَالَ الكُمَيْت:
(وَمِنْ عَجَبٍ بَجِيلَ لَعَمْرُ أُمٍّ ... غَذَتْكِ وَغَيْرَها {تَتَأَمَّمِينَا)
أَي: من عَجَبٍ انتفاؤُكُم عَن} أُمِّكم الّتي أَرْضَعَتْكم واتّخاذِكُم {أُمًّا غَيْرَها. (وَمَا كُنْتِ أُمًّا} فَأَمِمْتِ، بالكَسْر، {أُمُومَةً) ، نَقله الجوهريّ. (} وَأَمَّهُ {أَمَّا فَهُوَ} أَمِيمٌ {وَمَأْمُومٌ: أصابَ} أُمَّ رَأْسِه) ، وَقد يُستعار ذَلِك لغَيْرِ الرأسِ، قَالَ الشَّاعِر:
(قَلْبِي من الزَّفَراتِ صَدَّعَهُ الهَوَى ... وحَشايَ من حَرِّ الفِراقِ أَمِيمُ)
(وشَجَّةٌ {آمَّةٌ} وَمَأْمُومَةٌ: بَلَغَتْ أُمَّ الرّأْسِ) ؛ وَهِي الجِلْدَة الَّتِي تَجْمَع الدِّماغَ. وَفِي الصّحاح: الآمَّةُ هِيَ الَّتِي تبلُغ أُمَّ الدِّماغ حَتَّى يَبْقَى بَيْنَها وَبَين الدِّماغِ جِلْدٌ رَقِيقٌ، وَمِنْه الحَدِيث: " فِي {الآمَّةِ ثُلُثُ الدِّيَة ". وَقَالَ ابنُ بَرِّي فِي قَوْله فِي الشَّجَة:} مَأْمُومَة، كَذَا قَالَ أَبُو العَبّاس المُبَرّد بعضُ العَرَب يَقُول فِي الآمَّة: مَأْمُومَة. قَالَ: قَالَ عليُّ بن حَمْزَة: وَهَذَا غَلَطٌ، إِنّما الآمة: الشَّجَّة، {والمَأْمُومَة: أُمّ الدِّماغ المَشْجُوجَة، وَأنْشد:
(يَدَعْنَ أُمَّ رَأْسِهِ} مَأْمُومَه ... )

(وَأُذْنَه مَجُدْوُعَةً مَصْلُومَهْ ... )
( {والأُمَيْمَةُ، كَجُهَيْنَة: الحِجارَةُ تُشْدَخُ بهَا الرُّؤُسُ) ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي الصِّحَاح:} الأَمِيمُ: حَجَرٌ يُشْدَخ بِهِ الرأسُ، وَقَالَ الشَّاعِر: (ويَوْمَ جَلَّيْنا عَن الأَهَاتِمِ ... )

(بالمَنْجَنِيقاتِ {وبالأَمائِم ... )
ومثلُه قولُ الآخَرِ:
(مُفَلَّقَةً هاماتُها} بالأمائِمِ ... )
وَقد ضَبَطه كَأَميرٍ، ومثلُه فِي العُباب. (و) {الأُمَيْمَة: (تَصْغِيرُ الأُمِّ) ، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَقَالَ اللَّيْث: تَفْسِير الأُمّ فِي كُلّ مَعَانِيهَا} أُمَّة؛ لأنّ تأسيسه من حَرْفَيْن صَحِيحَيْنِ، وَالْهَاء فِيهَا أَصْلِيّة، ولكنّ العربَ حَذَفت تِلْكَ الهاءَ إِذْ أَمِنُوا اللَّبْس، وَيَقُول بَعضهم فِي تَصْغِير أُمٍّ: أُمَيْمَة، والصوابُ {أُمَيْهَة تُرَدُّ إِلَى أَصْلِ تَأْسِيسها، وَمن قَالَ أُمَيْمَة صَغَّرَها على لَفْظِها. (و) الأُمَيْمَةُ: (مِطْرَقَةُ الحَدّاد) ضَبَطَه الصاغانيّ كَسَفِيَنةٍ، (واثْنَتا عَشَرَة صَحابِيَّةً) ، وَهُنَّ: أُمَيْمَة أُخْتُ النعّمان بن بَشِير، وبنتُ الحارِث، وَبنت أبي حثَمْة، وبِنْتُ خَلَفٍ الخُزاعِيَّة، وبنتُ أبي الخِيارِ، وبنتُ ربيعَةَ بن الحارِث بن عبد المُطَّلب، وَبنت عبد بن بُجَاد التَّيْمِيّة،} أُمُّها رُقَيقة أُخْتُ خَدِيْجَة، وبنتُ سُفْيانَ بنِ وَهْبٍ الكِنانِيَّةُ، وبنتُ شَراحيل، وبِنْتُ عَمْرِو بن سَهْلٍ الأَنْصارِيَّة، وبنتُ قَيْسِ بنِ عَبدِ الله الأَسَدِيَّة، وَبنت النُّعمان بنِ الحارِثِ، رَضِي الله عنهنّ. وفاتَه ذِكْرُ: أُمَيْمَة بنت أَبي الهَيْثَم ابْن التَّيّهان، من المُبايِعات،! وأُمَيْمَة بنت النَّجَّار الأَنْصارِيَّة، وأمّ أَبِي هُرَيْرَة اسمُها أُمَيْمَة، وَقيل: مَيْمُونَة. (وَأَبُو أُمَيْمَة الجُشَمِيُّ أَو الجَعْدِيُّ صَحابِيٌّ) رَوَى عَنهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَاد، وَقيل اسْمه أَبُو أُمَيَّة، وَقيل: غير ذَلِك. ( {والمَأْمُوم: جَمَلٌ ذَهَبَ من ظَهْرِهِ وَبَرُهُ مِنْ ضَرْبٍ أَو دَبَرٍ) ، قَالَ الراجز:
(وَلَيْسَ بِذِي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ ... )

(وَلَا بِخَوّارٍ وَلَا أَزَبِّ ... )

(وَلا} بِمَأْمُومٍ وَلا أَجَبِّ ... )
وَيُقَال: المَأْمُوم، هُوَ البَعِيُر العَمِدُ المتأَكِّلُ السَّنام. (و) مَأْمُوم: (رَجُلٌ من طَيِّىءٍ) . ( {والأُمِّيُّ} والأُمّانُ) بِضَمِّهما: (مَنْ لَا يَكْتُبُ، أَو من عَلَى خِلْقَةِِ الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتابَ وَهُوَ باقٍ على جِبِلَّتِهِ) . وَفِي الحَديث: " إِنّا {أُمَّةٌ} أُمِّيَّة لَا نَكْتُب وَلَا نَحْسُب " أَرَادَ: أنّه على أَصْلِ وِلادَةِ! أُمِّهم لم يَتَعَلَّمُوا الْكِتَابَة والحِسابَ، فهم على جبِلَّتِهم الأُولَى. وَقيل لسَيّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم الأُمِّي؛ لأَنَّ أُمَّةَ العَرَب لم تَكُنْ تكتُبُ وَلَا تَقْرَأُ المكتوبَ، وَبَعثه الله رَسُولًا وَهُوَ لَا يَكْتُبُ وَلَا يقْرَأ مِنْ كِتابٍ، وَكَانَت هَذِه الخَلَّةُ إِحْدَى آياتِهِ المُعْجِزَة؛ لأنَّه صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم تَلَا عَلَيْهِم كِتابَ الله مَنْظومًا تارَةً بعد أُخْرَى بالنَّظْمِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَلم يُغَيِّرْه وَلم يُبَدِّلْ أَلْفَاظَهُ، فَفِي ذَلِك أَنْزَلَ الله تعالىَ: {وَمَا كُنتَ تَتلُواْ مِن قَبلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُهُ بِيَمِيِنكَ إِذًا لَّاَرتَابَ المُبْطِلُونَ} . وَقَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر فِي تَخْرِيج أحاديثِ الرَّافِعِيّ: إِنّ مِمّا حُرِّم عَلَيْهِ صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم الخَطُّ والشِّعْر. وَإِنَّما يَتَّجِه التَّحْرِيمُ إِنْ قُلْنا إِنَّه كَانَ يُحْسِنُهما، والأَصَحُّ أَنَّه كَانَ لَا يُحْسِنُهما، وَلَكِن يُمَيِّزُ بَين جَيِّدِ الشِّعْرِ وَرَدِيئه؛ وادَّعَى بَعْضُهم أَنَّه صارَ يَعْلَمُ الكتابَة بعد أَنْ كَانَ لَا يَعْلَمُها لقَوْله تَعَالَى: {من قبله} فِي الْآيَة فإنَّ عَدَمَ مَعْرِفَتِه بِسَبَب الإِعْجاز، فَلَمَّا اشْتهر الإِسْلامُ وأمِنَ الارْتِياب عَرَفَ حِينَئِذٍ الكِتابَة. وَقد رَوَى ابنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُه: مَا ماتَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم حَتَّى كَتَبَ وَقَرَأَ، وَذكره مُجالِد للشَّعْبي فَقَالَ: لَيْس فِي الآيَة مَا يُنافِيهِ. قَالَ ابنُ دِحْيَة: وإِلَيْه ذَهَب أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو الفَتْح النَّيْسابُورِيّ والباجِي وصَنّفَ فِيهِ كتابا ووافَقَه عَلَيْهِ بعضُ عُلَماء إِفْرِيقيَة وصَقَلِّيَة وَقَالُوا: إِنّ معرفةَ الكِتابَة بعد أُمِّيَتِهِ لَا تُنافِي المُعْجِزَة بل هِيَ مُعْجِزَةٌ أُخْرَى بعد مَعْرِفَة {أُمِّيَّته وَتَحَقُّقِ مُعْجِزَته، وَعَلِيهِ تَتَنَزَّلُ الآيةُ السابِقَةُ والحَدِيث، فإنّ مَعْرِفَتَه من غير تَقَدُّمِ تَعْلِيمٍ مُعْجِزَة. وصنّف أَبُو مُحَمَّد ابْن مُفَوِّز كتابا رَدَّ فِيهِ على الباجِي، وبَيَّنَ فِيهِ خَطَأَه. وَقَالَ بعضُهم: يحْتَمل أنْ يُراد أَنَّهُ كَتَبَ مَعَ عَدَمِ عِلْمِه بالكِتابَة وَتَمْيِيزِ الحُرُوف كَمَا يَكْتُبُ بعضُ المُلُوك عَلامَتَهُم وهم} أُمِّيُّون، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ القاضِي أَبُو جَعْفَر السِّمَناني، وَالله أَعْلم. (و) {الأُمِّيّ أَيْضا: (الغَبِيُّ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه: العَيِيُّ (الجِلْفُ الجافِي القليلُ الكَلامِ) ، قَالَ الراجز:
(وَلَا أعُودُ بَعْدَها كَرِيَّا ... )

(أُمارِسُ الكَهْلَةَ والصَّبِيَّا ... )

(والعَزَبَ المُنَفَّهَ} الأُمِّيَّا ... )
قيل لَهُ: {أُمِّيّ؛ لأنَّه على مَا وَلَدَتْهُ أُمُّه عَلَيْه من قِلَّة الكَلام وعُجْمَةِ اللَّسان. (} والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراءِ، كَقُدَّامَ) فِي المَعْنَى (يكونُ اسْمًا وظَرْفًا) ، تَقول: أَنْتَ {أَمامَهُ، أَي: قُدّامَه. قَالَ اللحيانيّ: قَالَ الْكسَائي:} أَمام مؤَنّثة، (وَقَدْ يُذَكَّرُ) ، وَهُوَ جائزٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: (و) قَالُوا ( {أَمامَكَ) ، وَهِي (كلمةُ تَحْذِيرٍ) وَتَبْصِيرٍ. (و) } أُمامَهُ، (كَثُمامَةَ: ثَلاثِمائَةٍ من الإِبِلِ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(أَأَبْثُرُه مالِي وَيَحْتُرُ رِفْدَهُ ... تَبَيَّنْ رُوَيْدًا مَا {أُمامَةُ مِنْ هِنْدِ)
أَرَادَ} بأُمامَهُ: مَا تقدَّم، وَأَرَادَ بِهِنْدٍ: هُنَيْدَة: وَهِي المائةُ من الإِبِل. قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو العَلاءِ، ورِوايَةُ الحَماسَة:
(أَيُوِعِدني والرَّمْلُ بَيْنِي وَبَيْنَه ... تَبَيَّنْ رُوَيْدًا مَا أُمامَة مِنْ هِنْد)
(و) أُمامَهُ (بِنْتُ قُشَيْرٍ) ، هكَذا فِي النُّسَخ والصوابُ بِنْت بِشْر، وَهِي أُخْتُ عَبّاد وَزَوْجُ مَحْمُود بن سَلَمَةَ، (و) أُمامَةُ (بنتُ الحارِثِ) الهِلالِيَّة أُخْتُ مَيْمُونَةَ. إِنّما هِيَ لُبابَةُ صَحَّفها بعضُهم، (و) أُمامَهُ (بِنْتُ العاصِ) ، هكَذا فِي النّسخ، وصَوابُه بِنْتُ أبِي الْعَاصِ، وَهِي الّتي كانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم يُحِبُّها وَيَحْمِلُها فِي الصَّلاةِ ثمَّ تَزَوَّجَها عَلِيٌّ، (و) أُمامَهُ (بنتُ قُرَيْبَةَ) البَياضِيَّة: (صَحابِيّاتٌ) رَضِيَ اللَّهُ عنهنّ. وفاتَهُ ذِكْرُ أُمامَةَ بِنْت حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب، وأُمَامَة بِنْت أبي الحَكَمِ الغِفارِيَّة، وأُمَامَة بِنْت عُثْمان الزُّرَقِية،! وأُمَامَة بنت عِصامٍ البَياضِيّة، وأُمَامَة بنت سِماك الأَشْهَلِيَّة، وأُمَامَة أُمّ فَرْقَد، وأُمَامَة المزيدية، وأُمَامَة بنت خَدِيج، {وأُمامَهُ بنت الصّامِتِ، وأمامَة بنت عبد المُطَّلب، وأُمامَةُ بنتُ مُحَرِّث ابْن زَيْد، فَإِنَّهُنّ صَحابِيّات.
(وَأَبُو أُمامَةَ الأَنْصارِيُّ) قيل: اسمُهُ إياسُ بنُ ثَعْلَبَة، وَيُقَال عَبْد الله بن ثَعْلَبَة، وَيُقَال: ثَعْلَبَة بن عَبْد الله، روى عَنهُ عَبْدُ الله بن كَعْب بن مَالك، (و) أَبُو أُمامَةَ أَسْعَد (بنُ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ) الأَنصارِيّ، رَوَى عَن أَبِيه وَعنهُ الزُّهريّ، وَفِي حَدِيثه إرْسَال، (و) أَبُو أُمامَةَ (بنُ سَعْدٍ) هكَذا فِي النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ وتحريف، وكأَنَّ الْعبارَة وَأَبُو أُمامَةَ أَسْعَد وَهُوَ ابنُ زُرارةَ أوّل مَنْ قَدِم المَدِينَةَ بدِين الْإِسْلَام، (و) أَبُو أُمامَةَ (ابنُ ثَعْلَبَةَ) الأَنصاريّ اسمُه إِياس، وَقيل: هُوَ ثَعْلَبَةُ بن إِياس، والأَوّل أَصَحّ، (و) أَبُو أُمامَةَ صُدَيُّ (بنُ عَجْلانَ) : الباهِلِيّ، سَكَن مصرَ ثمَّ حِمْصَ، رَوَى عَنهُ محُمَدّ بن زِياد الألْهانيّ: (صحابِيُّونَ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. (وَإِلَى ثانِيهِمْ نُسِبَ عَبدُ الرَّحْمنِ) ابْن عَبْد العَزِيزِ الأَنْصارِيّ الأَوْسِيّ الضَّرِير (} الأُمامِيّ) بِالضَّمِّ، (لأنَّه مِنْ وَلَدِهِ) سَمِعَ الزُّهْرِيَّ وعبدَ الله ابْن أبي بَكْرٍ، وَعنهُ القَعْنَبِيُّ وَسَعِيدُ ابْن أبي مَرْيَمَ، توفّي سنة 606. ( {وَأَمّا تُبْدَلُ مِيمُها الأُولَى يَاء باسْتِثْقالِها لِلتَّضْعِيفِ كَقَوْل عُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيعَة) القرشيّ المخزوميّ:
(رَأَتْ رَجُلًا} أَيْما إِذا الشَّمْسُ عارَضَتْ ... فَيَضْحَى! وَأَيْما بالعَشِيِّ فَيَخْصَرُ)
(وَهِي حَرْفٌ للشَّرْطِ) يُفْتَتَحُ بِهِ الكلامُ، وَلَا بُدَّ مِنَ الْفَاء فِي جَوابِهِ؛ لأنَّ فِيهِ تَأْوِيل الجَزاء، كَقَوْلِه تَعَالَى: { {فَأَمَا الَّذِينَءَامَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَهُ اَلحَقُ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} ، (و) يكون (للتَّفْصِيلِ وَهُوَ غاِلبُ أَحْوَالِها، وَمِنْهُ) قولُه تَعَالَى: {} أما السَّفِينَة فَكَانَت لمساكين يعْملُونَ فِي الْبَحْر} {وَأما الْغُلَام فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤمنين} { ( {وَأَمَّا الْجِدَارُ} فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنٌ ز لَّهُمَا) {الْآيَات} إِلَى آخرهَا. (و) يَأْتِي (للتَّأْكِيدِ كَقَوْلِك: أَمَّا زَيْدٌ فذاهِبٌ، إِذا أَرَدْتَ أَنَّهُ ذاهِبٌ لَا مَحالَةَ وَأَنَّهُ مِنْهُ عَزِيْمَة) . (} وإِمّا بالكَسْرِ فِي الجَزاءِ مُرَكَّبَةٌ من إِنْ وَمَا، وَقد تُفْتَحُ، وَقد تُبْدَلُ مِيمُها الأُولَى يَاء كَقْولِه) ، أَي الأَحْوَص:
(يَا لَيْتَمَا {أُمُّنا شالَتْ نَعامَتُها ... } إِيْما إِلَى جَنَّةٍ إِيْما إِلَى نارِ)
أَرَادَ إِمّا إِلَى جَنَّةٍ وَإِمّا إِلَى نَار، هكَذا أنْشدهُ الكسائيّ، وَأنْشد الجوهريُّ عَجُز هَذَا البَيْت، وَقَالَ: وَقد يُكْسَر. قَالَ ابْن بَرّي: وصَوابُه إِيْما بالكَسْر؛ لأنَّ الأَصْلَ إِمّا، {فَأَمَّا أَيْما فالأَصل فِيهِ أَمَّا، وَذَلِكَ فِي مثل قَوْلك: أَمَّا زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ بِخلاف إِمّا الَّتِي فِي العَطْف فَإِنَّها مكسورةٌ لَا غير. (وَقَدْ تُحْذَفُ مَا، كَقَوْلِه:
(سَقَتْهُ الرَّواعِدُ من صَيِّفٍ ... وإنْ من خَرِيفٍ فَلَنْ يَعْدَمَا)
أَي: إِمَّا من صَيِّفٍ} وَإِمّا من خَرِيفٍ) . وَتَرِدُ لِمَعانٍ) ، مِنْهَا: (للشَّكِّ كجاءَنِي إِمَّا زَيْدٌ وَإِمّا عَمْرٌ و، إِذا لم يُعْلَمُ الجائِي منهُما. و) بِمَعْنى (الإِبْهام كَ {إِمَّا يعذبهم وَإِمَّا يَتُوب عَلَيْهِم} ) . (و) بِمَعْنى (التَّخيِيرِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِمَّا أَن تعذب وَإِمَّا أَن تتَّخذ فيهم حسنا} . و) بِمَعْنى (الْإِبَاحَة) كَقَوْلِه: (تَعَلَّمْ إِمَّآ فِقْهًا وإِمَّآ نَحْوًا، ونازَعَ فِي هَذَا جَماعَةٌ) من النَّحْوِيين. (و) بِمَعْنى (التَّفْصِيل، ك {إِمَّا شاكرا وَإِمَّا كفورا} . وَنقل الفرَّاءُ عَن الكسائيّ فِي " بَاب إِمَّاوأَمَّا " قَالَ: إِذا كُنْتَ آمِرًا أَو ناهِيًا أَو مُخْبِرًا فَهِيَ أَمَّا مَفْتُوحَة، وَإِذا كنتَ مُشْتَرِطًا أَو شَاكًّا أَو مُخَيِّرًا أَو مُخْتارًا فَهِيَ إِمّا بالكَسْر. قَالَ: وتقولُ من ذَلِك فِي الأُولَى: أَمَّا اللَّهَ فاعْبُدْه، وَأَمَّا الخَمْرَ فَلا تَشْرَبْها، وَأَمّا زيدٌ فَخَرَج. وَتقول من النَّوْع الثَّانِي إِذا كُنْتَ مُشْتَرِطًا: إِمّا تَشْتُمَنَّ فَإِنَّهُ يَحْلُم عَنْكَ، وَفِي الشَّك: لَا أَدْرِي مَنْ قامَ إِمَّا زَيْدٌ وَإِمّا عَمْرٌ و، وَفِي التَّخْيِير، تَعَلَّمْ إِمّا الفِقْهَ وَإِمّا النَّحْوَ، وَفِي المُخْتار: لي دارٌ بالكُوفة فَأَنا خارجٌ إِلَيْهَا فإِمَّا أَنْ أَسْكُنَها وإِمّا أَنْ أَبِيعَها، وَإِمَّا قَوْله والتَّفْصِيل ... إِلَخ، فَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {إِمَّا شاكرا وَإِمَّا كفورا} أَنَّ إِمّا هُنا جَزاءٌ، أَي: إِنْ شكر وإِنْ كفر، قَالَ: وَيكون على ذَلِك إِمّا الَّتِي فِي قَوْله تَعالَى: {إِمَّا يعذبهم وَإِمَّا يَتُوب عَلَيْهِم} فكأَنَّه قَالَ: خَلَقْناه شَقِيًّا أَو سَعِيدًا. وَأَحْكَام {أَمَّا} وإِمَّا بالفَتْح والكَسْر أَوْردها الشيخُ ابنُ هِشامٍ فِي المُغْنِي وَبَسطَ الكلامَ فِي مَعانِيها، وَحَقَّقَ ذَلِك شُرّاحُه البَدْرُ الدَّمامِينِيُّ وَغَيْرُه. وَمَا ذَكَرَ المصنّف إِلَّا أنموذَجًا مِمّا فِي المُغْنِي؛ لئلَّا يَخْلُوَ مِنْهُ بَحْرُه المُحِيط، فَمن أَرَادَ التَّفْصِيل فِي ذَلِك فعَلَيْه بالكِتَاب الْمَذْكُور وشروحه. (! والأَمَمُ، مُحَرَّكة: القُرْبُ) يُقال: أَخَذْتُه من {أَمَمِ، كَمَا يُقال: مِنْ كَثَبٍ، قَالَ زُهَيْر:
(كَأَنَّ عَيْنيِ وَقَدْ سالَ السَّلِيلُ بِهم ... وجيرةٌ مَا هُمُ لَو أَنَّهُم أَمَمُ)
أَي: لَو أَنَّهم بالقُرْب مِنِّي، وَيُقَال: دارُكُم أَمَمٌ، وَهُوَ أَمَمٌ مِنْكَ، للاْثَنْينِ والجَمِيع. (و) الأَمَمُ: (اليَسِيرُ) القَرِيبُ المُتَناوَل، وَأنْشد اللَّيث:
(تَسْأَلُني بِرامَتَيْن سَلْجَما ... )

(لَو أَنَّها تَطْلُبُ شَيْئًا} أَمَما ... )
(و) {الأَمَمُ: (البَيِّنُ من الأَمْرِ،} كالمُؤامِّ) كَمُضارّ، وَيُقَال للشَّيْء إِذا كَانَ مُقارِبًا: هُوَ {مُؤامٌّ. وَأَمْرُ بني فُلانٍ} أَمَمٌ {ومُؤامٌّ، أَي: بَيِّنٌ لم يُجاوِز القَدْرَ. وَفِي حَديث ابْنِ عَبّاسٍ: " لَا يَزالُ أَمْرُ الناسِ} مُؤامًّا مَا لَمْ يَنْظُرُوا فِي القَدَر والوِلْدان " أَي: لَا يزَال جارِيًا على القَصْد والاسْتِقامة، وَأَصْلُه {مُؤامِمٌ، فَأُدغِمَ. (و) } الأَمَمُ: (القَصْدُ) الَّذِي هُوَ (الوَسَطُ، {والمُؤامُّ: المُوافِقُ) والمُقارِبُ، من الأَمَمِ. (} وَأمَّهُمْ و) {أَمَّ (بِهِم: تَقَدَّمَهُم، وَهِي} الإمامَةُ. {والإمامُ) بالكَسْرِ: كُلّ (مَا} ائْتَمَّ بِهِ) قوم (من رَئيسٍ أَو غَيْره) ، كَانُوا على الصِّراط الْمُسْتَقيم أَو كَانُوا ضالِّينَ. وَقَالَ الجوهريّ: {الإِمَام: الَّذِي يُقْتَدَى بِهِ، (ج:} إمامٌ بلَفْظِ الواحِد) ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعالَى: {واجعلنا لِلْمُتقين {إِمَامًا} هُوَ واحدٌ يَدُلُّ على الجَمْع. وَقَالَ غَيره: هُوَ جَمْعُ} آمٍّ (ولَيْسَ على حَدِّ عَدْلٍ) ورِضا، (لِأَنَّهُم) قد (قالُوا: {إِمامانِ، بَلْ) هُوَ (جَمْعٌ مُكَسَّرٌ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: أنباني بذلك أَبُو العَلاءِ عَن أَبِي عليٍّ الفارسيِّ، قَالَ: قد استعملَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا القِياسَ كَثيرًا، (} وَأَيِمَّةٌ) قُلِبَت الهَمْزة يَاء لِثِقَلِها؛ لأنَّها حَرْفٌ سَفُلَ فِي الحَلْق وَبَعُدَ عَن الحُرُوفِ وَحَصَلَ طَرَفًا فَكَانَ النُّطْقُ بِهِ تَكَلُّفا، فَإِذا كُرِهَت الهمزةُ الواحِدةُ، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن وَرَفْضِهما - لَا سِيَّما إِذا كَانَتَا مُصْطَحِبَتَيْن غَيْر مُفْتَرِقَتَيْن فَاء وَعَيْنًا أَو عَيْنًا ولامًا - أَحْرَى، فَلهَذَا لم يَأْتِ فِي الْكَلَام لَفْظَةٌ تَوالَتْ فِيها هَمْزتان أَصْلًا البَتَّة. فأمّا مَا حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ من قَوْلهم دَرِيئَةٌ ودَرائِيٌ وَخَطِيئَةٌ وخَطائِيٌ فشاذٌّ لَا يُقاسَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَت الهمزتان أَصْلَيْنِ بل الأُولَى مِنْهُمَا زَائِدَة، (و) كَذَلِك قِراءةُ أَهْلِ الكُوفَة {فَقَاتلُوا {أَئِمَّة الْكفْر} بهمزتَيْن (شاذٌّ) لَا يُقاس عَلَيْهِ. وَقَالَ الجوهريّ جمع} الإِمَام أَأْمِمَة على أَفْعِلَة، مثل إناءٍ وآنِيَةٍ وَإِلهٍ وَآلِهَةٍ، فَأُدغمت الميمُ، فنُقِلَت حركتها إِلَى مَا قَبْلَها، فلمَّا حركوها بِالْكَسْرِ جعلوها يَاء. وَقَالَ الْأَخْفَش: جُعِلَت الهَمْزةُ يَاء؛ لأنّها فِي مَوضِع كَسْرٍ وَمَا قبلهَا مفتوحٌ فَلم تُهْمَزْ لِاجْتِمَاع الهَمْزَتَيْن. قَالَ: وَمَنْ كَانَ من رَأْيِه جَمْعُ الهَمْزَتَيْن هَمَزَهُ، انْتهى. وَقَالَ الزجّاج: الأصلُ فِي {أَئِمَّة أَأْمِمَة؛ لأنَّه جمعُ} إِمامٍ كَمِثالٍ وَأَمْثِلة، ولكنّ المِيمَيْن لمّا اجتمعتا أُدْغِمت الأُولَى فِي الثَّانِيَة وَأُلْقِيَت حَرَكَتُها على الهَمْزَةِ فَقِيلَ أَئِمَّة، فَأَبْدلت العربُ من الهمزةِ الْمَكْسُورَة الياءَ. (و) {الإِمامُ: (الخَيْطُ) الَّذِي (يُمَدُّ على البِناءِ فَيُبْنَى) عَلَيْهِ، ويُسَوّى عَلَيْهِ سافُ البِناءِ، قَالَ يصف سَهْمًا:
(وَخَلَّقْتُه حَتَّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى ... كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ} إِمامِ)
أَي: كَهَذا الخَيْط الْمَمْدُود على البِناء فِي الامِّلاس والاسْتِواء. (و) الإمامُ: (الطَّرِيقُ) الواسِعُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وإنهما {لبإمام مُبين} أَي: بطَرِيقٍ} يُؤَمُّ أَي: يُقْصَدُ فيتميَّز، يَعْنِي قَوْمَ لُوطٍ وَأَصْحَاب الأَيْكَةِ. وَقَالَ الفَرّاء: أَي: فِي طَرِيقٍ لَهُم يَمُرُّون عَلَيْهَا فِي أَسْفارهم، فَجعل الطريقَ {إِمامًا؛ لأنَّه يُؤَمُّ وَيُتَّبَعُ. (و) الإمامُ: (قَيِّمُ الأَمْرِ المُصْلِحُ لَهُ) . (و) الإمامُ: (القُرْآنُ) ؛ لأنَّه} يُؤْتَمُّ بِهِ. (والنَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وسلَّم) {إمِامُ} الأَئِمَّة. (والخَلِيفَةُ) إِمامُ الرَّعِيَة، وَقد بَقِي هَذَا اللَّقَبُ على مُلُوك اليَمَنِ إِلَى الآنَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يُقال: فلانٌ إِمامُ القَوْمِ: مَعْناه هُوَ المُتَقَدِّم عَلَيْهِم. ويكونُ {الإمامُ رَئِيسًا كَقَوْلِك:} إِمامُ المُسْلِمِين، (و) من ذَلِك الإمامُ بِمَعْنى (قَائِد الجُنْدِ) لِتَقَدُّمِهِ ورِياسَتِهِ. (و) الإِمَام: (مَا يَتَعَلَّمُهُ الغُلامُ كُلَّ يَوْمٍ) فِي المَكْتَب، ويُعْرَف أَيْضا بالسَّبَقِ محرَّكَةً. (و) الإمامُ: (مَا امْتُثِلَ عَلَيْه المِثالُ) قَالَ النَّابِغَة:
(أَبُوهُ قَبْلَهُ وَأَبُو أَبِيهِ ... بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على {إِمامِ)
(والدَّلِيلُ) : إِمامُ السَّفَر. (والحادِي) : إِمامُ الإِبِل وإِنْ كانَ وَرَاءها؛ لأَنَّهُ الهادِي لَهَا. (وَتِلْقاءُ القِبْلَةِ) :} إِمامُها. (و) الإِمَام: (الوَتَرُ) ، نَقله الصاغانيّ. (و) الإِمَام: (خَشَبَةٌ) للبِناء (يُسَوَّى عَلَيْهَا البناءُ) ، نَقَلَه الجوهريّ. (و) الإمامُ: (جَمْعُ {آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ) ،} والآمُّ هُوَ القاصد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلَآ! ءَآمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} . (و) أَبُو حَامِد (مُحَمّد) كَذَا فِي النّسخ وصوابُه على مَا فِي التَّبْصير لِلْحَافِظِ: أَحْمَدُ (بن عَبْدِ الجَبَّارِ) بن عليّ الإِسفَرايني، رَوَى عَن أبي نَضْرٍ محمّد بن المُفَضَّل الفَسَوِي، وَعنهُ الحُسَيْن بن أبي القاسِمِ السِّيبي (ومحُمَدُ بنُ إِسماعِيلَ) بن الحُسَيْن (البسطامي) شَيْخٌ لزاهِرِ بن طاهِرِ الشّحّامِيّ ( {الإِمامِيّان: مُحَدِّثان) . قلت: ووقَعَ لنا فِي جُزْء الشّحّاميّ مَا نَصُّه: أَبُو عليّ زَاهِر بن أَحْمد الفَقِيه، أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ أحمدُ بن محمّد بنُ عُمَرَ البِسْطامِيّ، أخبرنَا أحمدُ بن سَيّار، وَهُوَ مُحَمَّد الَّذِي ذَكَرَه المُصَنّف فَأعْرِفْ ذَلِك. (و) يُقال (هذَا} أَيَمُّ مِنْهُ {وأَوَمُّ) أَي: (أَحْسَنُ} إمامَهً) ، قَالَ الزَّجَّاج: إِذا فَضَّلْنا رَجُلًا فِي الإمامَةِ قُلْنَا: هَذَا {أَوَمُّ من هَذَا، وبعضُهم يَقُول: هَذَا أَيَمُّ من هَذَا، قَالَ: وَمن قَالَ أَيَمُّ جعل الْهمزَة كُلَّما تَحَرَّكَت أبدل مِنْهَا يَاء، وَالَّذِي قَالَ أَوَمُّ كَانَ عِنْده أَصْلهَا أَأَمُّ فَلم يُمْكِنهْ أَن يُبْدِلَ مِنْهَا أَلِفًا لِاجْتِمَاع الساكِنَيْنِ فَجَعلهَا واوًا مَفْتُوحَة، كَمَا قَالَ فِي جَمْعِ آدَم: أَوادِمُ. (} وائْتَمَّ بالشَّيْءِ {وائْتَمَى بِهِ، على البَدَلِ) كراهيةَ التَّضْعِيف، أنْشد يَعْقُوب:
(نَزُورُ امْرأً} أَمَّا الإِلهَ فَيَتَّقِي ... {وَأَمَّا بِفِعْلِ الصالِحِين} فَيَأْتَمِي)
(وَهُمَا {أُمّاكَ؛ أَي: أَبَواكَ) على التَغْلِيب، (أَو} أُمُّك وخالَتُكَ) أُقِيمَت الخالةُ بِمَنْزِلَة الأمِّ. (و) {الأَمِيمُ، (كَأَمِيرٍ: الحَسَنُ) } الأَمَّة، أَي: (القامَة) من الرِّجال.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: {اليَمامَةُ: القَصْدُ وَقد} تَيَمَّمَ يَمامةً، قَالَ المَرّار:
(إِذا خَفَّ ماءُ المُزْنِ مِنْهَا تَيَمَّمَتْ ... يَمامَتَها أيّ العِداد تَرُومُ)
وَسَيَأْتِي فِي " ي م م ". {والإِمَّةُ، بِالْكَسْرِ:} إِمامَةُ المُلْكِ وَنَعِيمُه.! والأَمُّ، بالفَتح: العَلَمُ الَّذِي يَتْبَعُه الجيشُ، نَقله الجوهريّ. وَقَوله تعالَى: {يَوْم ندعوا كل أنَاس {بإمامهم} قيل: بِكِتابِهِم، زَاد بعضُهم: الّذي أُحْصِيَ فِيهِ عَمَلُه، وَقيل: بِنَبِيِّهم وشَرْعِهم. وتصغير} الأَئِمَّة {أُوَيْمَة، لَمّا تحرّكت الهمزةُ بالفَتْحَةِ قَلَبَها واوًا. وَقَالَ المازنيُّ:} أُيَيْمَة، وَلم يَقْلبْ، كَمَا فِي الصِّحَاح. {والإمامُ: الصُّقْعُ من الطَّرِيق والأَرْضِ.} والأُمَّةُ، بالضَّمّ: القرنُ من الناسِ، يُقَال: قد مَضَتْ {أُممٌ، أَي: قُرونٌ.} والأُمَّةُ: {الإِمَام، وَبِه فسر أَبُو عُبَيْدة الْآيَة: {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ} أمة} . وَأَيْضًا: الرجلُ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ. وَقَالَ الفَرّاء: كَانَ أُمَّةً أَي: مُعَلِّمًا للخَيْر، وَبِه فسر ابنُ مسعودٍ [الْآيَة] أَيْضا. وَأَيْضًا: الرجلُ الجامِعُ للخَيْر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِنّ العربَ تَقول للشَّيْخ إِذا كَانَ بَاقِي القُوَّةِ: فلانٌ {بِأُمَّةٍ، مَعْنَاهُ: راجعٌ إِلَى الخَيْر والنِّعْمَة؛ لأنّ بَقَاء قُوَّتِهِ من أعظم النّعْمَة. والأُمَّةُ: المُلْكُ، عَن ابْن القَطّاع. قَالَ: والأُمَّة: الأُمَمُ.} والمُؤَمُّ على صِيغَة المَفْعولِ: المُقاَربُ كالمُؤامِّ. {والأُمُّ تكون للحيوان الناطِق وللمَوات النامِي، كَأُمِّ النَّخْلَة والشَّجَرَة والمَوْزَةِ وَمَا أشبه ذَلِك، وَمِنْه قولُ ابْن الأَصْمَعيِّ لَهُ: أَنا كالمَوْزَةِ الَّتِي إِنَّما صَلاحُها بِمَوْتِ أُمِّها.} وأُمُّ الطَّرِيقِ: معظَمُها، إِذا كَانَ طَرِيقا عَظِيما وحولَهُ طُرْقٌ صِغارٌ، فالأَعْظَمُ أُمُّ الطَّرِيقِ. وأُمُّ الطَّرِيقِ أَيضًا: الضَّبُعُ، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ كُثَيّر:
(يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيّ وناصِحٍ ... تَخُصُّ بِهِ! أُمُّ الطِّريق عِيالَهَا) أَي: يُلْقِيْنَ أَوْلادهن لِغَيْرِ تَمامٍ من شِدَّة التَّعَب.! وَأُمُّ مَثْوَى الرجلِ: صاحِبَة مَنْزله الَّذِي يَنْزِله، قَالَ:
(وَأُمُّ مَثْوايَ تُدَرِّي لِمَّتِي ... )
وَأُمُّ مَنْزِلِ الرجلِ: امْرَأَتُه، وَمن يُدَبّر أمرَ بَيْته. وأُمُّ الحَرْب: الرايَة وَأُمُّ كَلْبَةَ: الحُمَّى. وَأُمُّ الصِّبْيان: الرِّيحُ الَّتِي تَعْرِضُ لَهُم. وَأُمُّ اللُّهَيْمِ: المَنِيَّة. وَأُمُّ خَنُّورٍ: الخِصْبُ، وَبِه سُمِّيَت مِصْرُ، وَقيل: البَصْرَة أَيْضا. وَأُمُّ جابِرٍ: الخُبْزُ والسُّنْبُلَة. وَأُمُّ صَبّارٍ: الحَرَّةُ. وَأُمُّ عُبَيْدٍ: الصَّحْراءُ. وَأُمُّ عَطِيَّة: الرَّحَى. وَأُمُّ شَمْلَةَ: الشَّمْس. وَأُمُّ الخُلْفُف: الداهِيَة. وَأُمُّ رُبَيْقٍ: الحَرْب. وَأُمُّ لَيْلَى: الخَمْرُ. وَأُمُّ دَرْزٍ: الدُّنْيا، وَكَذلِكَ أُمُّ حُبابٍ، وَأُمُّ وافِرَة. وَأُمُّ تُحْفَة: النخْلَة. وَأُمُّ رُجْبَة: النَّخْلَة. وَأُمُّ سِرْيَاح: الجَرَادة. وَأُمُّ عامِرٍ: الضَّبُعُ والمَقْبَرة. وَأُمُّ طِلْبَة وَأُمُّ شَغْوَة: العُقابُ. وَأُمُّ سَمْحَةَ: العَنْزُ.{والمَآيم: الشِّجاجُ، جَمْعُ} آمَّةٍ، وَقيل: لَيْسَ لَهُ واحِدٌ من لَفْظِهِ وَأنْشد ثَعْلَب:
(فَلْوَلَا سِلاحِي عِنْد ذاكَ وَغِلْمَتِي ... لَرُحْتُ وَفِي رَأْسِي مَآيِمُ تُسْبَرُ)
{والأَئِمة: كِنانَةٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ نَقله ابنُ سِيدَه. وَرَجُلٌ} أَمِيمٌ {وَمَأْمُومٌ: يَهْذِي من أُمَّ دِماغِهِ، نَقله الجوهريّ. وَتقول: هَذِه امرأةٌ إِمامُ النّساءِ، وَلَا تَقُلْ} إِمامَةُ النّساءِ؛ لأَنَّهُ اسمٌ لَا وَصْفٌ وَفَدّاه {بِأُمَّيْهِ، قيل: أُمّه وَجَدته. وأَبو أُمَامَة التَّيْمِيُّ الكُوفِيُّ، تابِعِيٌّ، عَن ابْنِ عُمَرَ، وَعنهُ العَلاءُ بنُ المُسَيّب، ويقالُ هُوَ أَبُو أُمَيْمَة.} والإِمامِيَّةُ: فِرْقَةٌ من غُلاةِ الشِّيعَةِ.

أمم: الأمُّ، بالفتح: القَصْد. أَمَّهُ يَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه؛

وأَمَّمهُ وأْتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ ويَنمَّه وتَيَمَّمَهُ، الأَخيراتان

على البَدل؛ قال:

فلم أَنْكُلْ ولم أَجْبُنْ، ولكنْ

يَمَمْتُ بها أَبا صَخْرِ بنَ عَمرو

ويَمَّمْتُه: قَصَدْته؛ قال رؤبة:

أَزْهَر لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحِّ،

مُيَمَّم البَيْت كَرِيم السِّنْحِ

(* قوله «أزهر إلخ» تقدم في مادة سنح على غير هذا الوجه).

وتَيَمَّمْتُهُ: قَصَدْته. وفي حديث ابن عمر: مَن كانت فَتْرَتُهُ إِلى

سُنَّةٍ فَلأَمٍّ ما هو أَي قَصْدِ الطريق المُسْتقيم. يقال: أَمَّه

يَؤمُّه أَمّاً، وتأَمَّمَهُ وتَيَمَّمَه. قال: ويحتمل أَن يكون الأَمُّ

أُقِيم مَقام المَأْمُوم أَي هو على طريق ينبغي أَن يُقْصد، وإِن كانت

الرواية بضم الهمزة، فإِنه يرجع إِلى أَصله

(* قوله «إلى أصله إلخ» هكذا في

الأصل وبعض نسخ النهاية وفي بعضها إلى ما هو بمعناه باسقاط لفظ أصله). ما هو

بمعناه؛ ومنه الحديث: كانوا يَتَأَمَّمُون شِرارَ ثِمارِهم في الصدَقة

أَي يَتَعَمَّدون ويَقْصِدون، ويروى يَتَيَمَّمون، وهو بمعناه؛ ومنه حديث

كعب بن مالك: وانْطَلَقْت أَتَأَمَّمُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

وفي حديث كعب بن مالك: فتَيمَّمت بها التَّنُّور أَي قَصَدت. وفي حديث كعب

بن مالك: ثم يُؤمَرُ بأَمِّ الباب على أَهْلِ

النار فلا يخرج منهم غَمٌّ أَبداً أَي يُقْصَد إِليه فَيُسَدُّ عليهم.

وتَيَمَّمْت الصَّعيد للصلاة، وأَصلُه التَّعَمُّد والتَّوَخِّي، من قولهم

تَيَمَّمْتُك وتَأَمَّمْتُك. قال ابن السكيت: قوله: فَتَيَمَّمُوا

صعِيداً طيِّباً، أَي اقْصِدوا لصَعِيد طيِّب، ثم كَثُر استعمالُهم لهذه

الكلِمة حتى صار التَّيَمُّم اسماً علَماً لِمَسْح الوَجْه واليَدَيْن

بالتُّراب. ابن سيده:والتَّيَمُّم التَّوَضُّؤ بالتُّراب على البَدل، وأَصْله من

الأَول لأَنه يقصِد التُّراب فيَتَمَسَّحُ به. ابن السكيت: يقال

أَمَمْتُه أَمًّا وتَيَمَّمته تَيَمُّماً وتَيَمَّمْتُه يَمامَةً، قال: ولا يعرف

الأَصمعي أَمَّمْتُه، بالتشديد، قال: ويقال أَمَمْتُه وأَمَّمْتُه

وتَأَمَّمْتُه وتَيَمَّمْتُه بمعنى واحد أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته. قال:

والتَّيَمُّمُ بالصَّعِيد مأْخُوذ من هذا، وصار التيمم عند عَوامّ الناس

التَّمَسُّح بالتراب، والأَصلُ فيه القَصْد والتَّوَخِّي؛ قال الأَعشى:

تَيَمَّمْتُ قَيْساً وكم دُونَه،

من الأَرض، من مَهْمَهٍ ذي شزَنْ

وقال اللحياني: يقال أَمُّو ويَمُّوا بمعنى واحد، ثم ذكَر سائر اللغات.

ويَمَّمْتُ

المَرِيضَ فَتَيَمَّم للصلاة؛ وذكر الجوهري أَكثر ذلك في ترجمة يمم

بالياء. ويَمَّمْتُه بِرُمْحي تَيْمِيماً أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته دون مَن

سواه؛ قال عامر بن مالك مُلاعِب الأَسِنَّة:

يَمَّمْتُه الرُّمْح صَدْراً ثم قلت له:

هَذِي المُرُوءةُ لا لِعْب الزَّحالِيقِ

وقال ابن بري في ترجمة يَمم: واليَمامة القَصْد؛ قال المرَّار:

إِذا خَفَّ ماءُ المُزْن عنها، تَيَمَّمَتْ

يَمامَتَها، أَيَّ العِدادِ تَرُومُ

وجَمَلٌ مِئمٌّ: دَلِيلٌ هادٍ، وناقة مِئَمَّةٌ كذلك، وكلُّه من القَصْد

لأَن الدَّليلَ الهادي قاصدٌ.

والإِمَّةُ: الحالةُ، والإِمَّة والأُمَّةُ: الشِّرعة والدِّين. وفي

التنزيل العزيز: إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ؛ قاله اللحياني، وروي

عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز: على إِمَّةٍ. قال الفراء: قرئ إِنَّا

وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ، وهي مثل السُّنَّة، وقرئ على إِمَّةٍ، وهي

الطريقة من أَمَمْت. يقال: ما أَحسن إِمَّتَهُ، قال: والإِمَّةُ أيضاً

النَّعِيمُ والمُلك؛ وأَنشد لعديّ بن زيد:

ثم، بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمْــــمَةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبورُ

قال: أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه. والأُمَّةُ والإِمَّةُ: الدَّينُ.

قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: كان الناسُ أُمَّةً واحدةً فبعَث اللهُ

النَّبِيِّين مُبَشِّرين ومُنْذِرين، أي كانوا على دينٍ واحد. قال أَبو

إِسحق: وقال بعضهم في معنى الآية: كان الناس فيما بين آدم ونوح كُفّاراً

فبعَث الله النبيِّين يُبَشِّرون من أَطاع بالجنة ويُِنْذِرون من عَصى

بالنار. وقال آخرون: كان جميع مَن مع نوح في السفينة مؤمناً ثم تفرَّقوا من

بعد عن كُفر فبعث الله النبيِّين. وقال آخرون: الناسُ

كانوا كُفّاراً فبعث الله إبراهيم والنَّبيِّين من بعدهِ. قال أَبو

منصور

(* قوله «قال أبو منصور إلخ» هكذا في الأصل، ولعله قال أبو منصور: الأمة

فيما فسروا إلخ): فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين.

والأُمَّةُ: الطريقة والدين. يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ

له ولا نِحْلة له؛ قال الشاعر:

وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ؟

وقوله تعالى: كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: يريد أَهْل أُمّةٍ أَي

خير أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد للنابغة:

حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً،

وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟

والإِمَّةُ: لغة في الأُمَّةِ، وهي الطريقة والدينُ. والإِمَّة:

النِّعْمة؛ قال الأَعشى:

ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ،

وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها

والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عن اللحياني. والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ

والشأْن. وقال ابن الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وبه

فسر قول عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه:

فهلْ لكُمُ فيكُمْ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ

عليكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ

والإِمَّةُ، بالكسر: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يقال: هو في إِمَّةٍ من

العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ. قال شمر: وآمَة، بتخفيف الميم: عَيْب؛

وأَنشد:مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْـ

ـلاً إِنَّ فيما قلتَ آمَهْ

ويقال: ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره

لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي؟ ومنه قول الشاعر:

فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا

تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ

يقول: ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت، وذكر الإِمِّ حَشْو في

البيت؛ قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة،

والأَمُّ: القَصْد. وقال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق

أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق. والأَمُّ: العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش.

ابن سيده: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ.

وتَأَمَّم به وأْتَمَّ: جعله أَمَّةً. وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم:

تقدَّمهم، وهي الإِمامةُ. والإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط

المستقيم أَو كانوا ضالِّين. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: يَوْمَ

نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنَبيّهم

وشَرْعهم، وقيل: بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله. وسيدُنا رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، إِمامُ أُمَّتِه، وعليهم جميعاً الائتمامُِ

بسُنَّته التي مَضى عليها. ورئيس القوم: أَمِّهم.

ابن سيده: والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه، والجمع أَئِمَّة.

وفي التنزيل العزيز: فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر، أَي قاتِلوا رؤساءَ

الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم. الأَزهري: أَكثر القُراء

قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ، بهمزيتن،

قال: وكل ذلك جائز. قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً

يَدْعون إِلى النارِ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة، قُلبت

الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد عن الحروف

وحَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً، فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة،

فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لاسِيَّما إِذا كانتا

مُصْطَحِبتين غير مفرَّقتين فاءً وعيناً أَو عيناً ولاماً أَحرى، فلهذا لم يأْت

في الكلام لفظةٌ توالتْ فيها هَمْزتان أَصلاً البتَّة؛ فأَما ما حكاه أَبو

زيد من قولهم دَريئة ودَرائئٌ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لا يُقاس عليه،

وليست الهمزتان أَصْلَين بل الأُولى منهما زائدة، وكذلك قراءة أَهل

الكوفة أَئمَّة، بهمزتين، شاذ لا يقاس عليه؛ الجوهري: الإِمامُ

الذي يُقْتَدى به وجمعه أَيِمَّة، وأَصله أَأْمِمَة، على أَفْعِلة، مثل

إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ، فأُدغمت الميم فنُقِلَت حركتُها إلى ما

قَبْلَها، فلما حَرَّْكوها بالكسر جعلوها ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال

الأَخفش: جُعلت الهمزة ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت

الهمزة ياء لأَنها في موضع كَسْر وما قبلها مفتوح فلم يَهمِزُوا لاجتماع

الهمزتين، قال: ومن كان رَأْيه جمع الهمزتين همَز، قال: وتصغيرها

أُوَيْمة، لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً، وقال المازني أُيَيْمَة ولم

يقلِب، وإِمامُ كلِّ شيء: قَيِّمُهُ والمُصْلِح له، والقرآنُ إِمامُ

المُسلمين، وسَيدُنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِمام الأَئِمَّة،

والخليفة إمام الرَّعِيَّةِ، وإِمامُ

الجُنْد قائدهم. وهذا أَيَمٌّ من هذا وأَوَمُّ من هذا أَي أَحسن إمامةً

منه، قَلَبوها إِلى الياء مرَّة وإِلى الواو أُخرى كَراهِية التقاء

الهمزتين. وقال أَبو إِسحق: إِذا فضَّلنا رجُلاً في الإِمامةِ قلنا: هذا

أَوَمُّ من هذا، وبعضهم يقول: هذا أَيَمُّ من هذا، قال: والأَصل في أَئمَّة

أَأْمِمَة لأَنه جمع إِمامٍ مثل مِثال وأَمْثِلة ولكنَّ المِيمَيْن لمَّا

اجتمعتا أُدغمت الأُولى في الثانية وأُلقيت حركتها على الهمزة، فقيل

أَئِمَّة، فأَبدلت العرب من الهمزة المكسورة الياء، قال: ومن قال هذا أَيَمُّ

من هذا، جعل هذه الهمزة كلَّما تحركت أَبدل منها ياء، والذي قال فلان

أَوَمُّ من هذا كان عنده أَصلُها أَأَمُّ، فلم يمكنه أَن يبدل منها أَلفاً

لاجتماع الساكنين فجعلها واواً مفتوحة، كما قال في جمع آدَم أَوادم، قال:

وهذا هو القياس، قال: والذي جَعَلها ياء قال قد صارت الياءُ في أَيِمَّة

بدلاً لازماً، وهذا مذهب الأَخفش، والأَول مذهب المازني، قال:وأَظنه

أَقْيَس المذهَبين، فأَما أَئمَّة باجتماع الهمزتين فإِنما يُحْكى عن أَبي

إِسحق، فإِنه كان يُجيز اجتماعَهما، قال: ولا أَقول إِنها غير جائزة، قال:

والذي بَدَأْنا به هو الاختيار. ويقال: إِمامُنا هذا حَسَن الإِمَّة أَي

حَسَن القِيام بإِمامته إِذا صلَّى بنا.

وأَمَمْتُ القومَ في الصَّلاة إِمامةً. وأْتمّ به أَي اقْتَدَى به.

والإِمامُ: المِثالُ؛ قال النابغة:

أَبوه قَبْلَه، وأَبو أَبِيه،

بَنَوْا مَجْدَ الحيَاة على إِمامِ

وإِمامُ الغُلام في المَكْتَب: ما يَتعلَّم كلَّ يوم. وإِمامُ

المِثال: ما امْتُثِلَ

عليه. والإِمامُ: الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناء فيُبْنَي عليه

ويُسَوَّى عليه سافُ البناء، وهو من ذلك؛ قال:

وخَلَّقْتُه، حتى إِذا تمَّ واسْتَوى

كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ

أَي كهذا الخَيْط المَمْدود على البِناء في الامِّلاسِ والاسْتِواء؛ يصف

سَهْماً؛ يدل على ذلك قوله:

قَرَنْتُ بِحَقْوَيْه ثَلاثاً فلم يَزِغُ،

عن القَصْدِ، حتى بُصِّرَتْ بِدِمامِ

وفي الصحاح: الإِمامُ خشبة البنَّاء يُسَوِّي عليها البِناء. وإِمامُ

القِبلةِ: تِلْقاؤها. والحادي: إمامُ الإِبل، وإِن كان وراءها لأَنه

الهادي لها. والإِمامُ: الطريقُ. وقوله عز وجل: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ

مُبينٍ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز، يعني قومَ لوط

وأَصحابَ الأَيكةِ. والإِمامُ: الصُّقْعُ من الطريق والأَرض. وقال الفراء:

وإِنهما لَبِإِمامٍ مُبين، يقول: في طَريق لهم يَمُرُّون عليها في أَسْفارِهم

فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع.

والأَمامُ: بمعنى القُدّام. وفلان يَؤمُّ القومَ: يَقْدُمهم. ويقال:

صَدْرك أَمامُك، بالرفع، إِذا جَعَلْته اسماً، وتقول: أَخوك أَمامَك،

بالنصب، لأَنه صفة؛ وقال لبيد فَجَعله اسماً:

فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه

مَوْلَى المَخافَةِ: خَلْفُها وأَمامُها

(* قوله «فعدت كلا الفرجين» هو في الأصل بالعين المهملة ووضع تحتها

عيناً صغيرة، وفي الصحاح في مادة ولي بالغين المعمجة ومثله في التكلمة في

مادة فرج، ومثله كذلك في معلقة لبيد).

يصف بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ. وكِلا فَرْجَيها: وهو

خَلْفُها وأَمامُها. تَحْسِب أَنه: الهاء عِمادٌ. مَوْلَى مَخافَتِها أَي

وَلِيُّ مَخافَتِها. وقال أَبو بكر: معنى قولهم يَؤُمُّ القَوْمَ أَي

يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ من الأَمامِ.

يقال: فُلانٌ إِمامُ القوم؛ معناه هو المتقدّم لهم، ويكون الإِمامُ

رئِسياً كقولك إمامُ المسلمين، ويكون الكتابَ، قال الله تعالى: يَوْمَ

نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهم، ويكون الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قال الله

تعالى: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، ويكون الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بيت

النابغة:

بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على إِمامِ

معناه على مِثال؛ وقال لبيد:

ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها

والدليل: إِمامُ السَّفْر. وقوله عز وجل: وجَعَلْنا للمُتَّقِين

إِماماً؛ قال أَبو عبيدة: هو واحد يَدُلُّ على الجمع كقوله:

في حَلْقِكم عَظْماً وقد شُجِينا

وإِنَّ المُتَّقِين في جَنَّات ونَهَرٍ. وقل: الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ

وصِحابٍ، وقيل: هو جمع إِمامٍ ليس على حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم قد

قالوا إِمامان، وإِنما هو جمع مُكَسَّر؛ قال ابن سيده: أَنْبأَني بذلك أَبو

العَلاء عن أَبي علي الفارسي قال: وقد استعمل سيبويه هذا القياسَ

كثيراً، قال: والأُمَّةُ الإِمامُ.

الليث: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ يقال: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ

هذا المسجد من فُلان أَي بالإِمامة؛ قال أَبو منصور: الإِمَّة الهَيْئةُ

في الإِمامةِ والحالةُ؛ يقال: فلان حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة

إِذا أَمَّ الناسَ في الصَّلاة، وقد ائتَمَّ بالشيء وأْتَمَى به، على

البدَل كراهية التضعيف؛ وأَنشد يعقوب:

نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي،

وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي

والأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ يقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ.

وأُمَّةُ كل نبي: مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ. الليث: كلُّ قوم

نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وقيل: أُمة محمد، صلى الله

عليهم وسلم، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر، قال: وكل

جيل من الناس هم أُمَّةٌ على حِدَة.وقال غيره: كلُّ جِنس من الحيوان غير

بني آدم أُمَّةٌ على حِدَة، والأُمَّةُ: الجِيلُ والجِنْسُ من كل حَيّ.

وفي التنزيل العزيز: وما من دابَّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يَطِيرُ

بِجناحَيْه إلاَّ أُمَمٌ أَمثالُكم؛ ومعنى قوله إلاَّ أُمَمٌ أمثالُكم في مَعْنىً

دون مَعْنىً، يُريدُ، والله أعلم، أن الله خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بما

شاء أن يَتَعَبَّدَهُم من تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها منهم ولم يُفَقِّهْنا

ذلك. وكل جنس من الحيوان أُمَّةٌ. وفي الحديث: لولا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ

من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها، ولكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهيم،

وورد في رواية: لولا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها؛ يعني بها

الكلاب.

والأُمُّ: كالأُمَّةِ؛ وفي الحديث: إن أَطاعُوهما، يعني أبا بكر وعمر،

رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم، وقيل، هو نَقِيضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه، في

الدُّعاء عليه، وكل مَن كان على دينِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْيان، فهو

أُمَّةٌ وحده. وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن، على نبينا وعليه السلام،

أُمَّةً؛ والأُمَّةُ: الرجل الذي لا نظِير له؛ ومنه قوله عز وجل: إن إبراهيم

كان أُمَّةً قانِتاً لله؛ وقال أبو عبيدة: كان أُمَّةً أي إماماً. أَبو

عمرو الشَّيباني: إن العرب تقول للشيخ إذا كان باقِيَ القوّة: فلان

بإِمَّةٍ، معناه راجع إلى الخير والنِّعْمة لأن بَقاء قُوّتِه من أَعظم

النِّعْمة، وأصل هذا الباب كله من القَصْد. يقال: أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته،

فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد، ومعنى الإمَّة

في النِّعْمة إنما هو الشيء الذي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه، ومعنى

الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد

سائر الناس؛ قال النابغة:

وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ

ويروي: ذو إمَّةٍ، فمن قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذو دينٍ ومن قال ذو إمَّةٍ

فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إليه، قال: ومعنى الأُمَّةِ القامة

(*

وقوله «ومعنى الأمة القامة إلخ» هكذا في الأصل). سائر مقصد الجسد، وليس يخرج

شيء من هذا الباب عن معنى أَمَمْت قَصَدْت. وقال الفراء في قوله عز وجل:

إن إبراهيم كان أُمَّةً؛ قال: أُمَّةً مُعلِّماً للخَير. وجاء رجل إلى

عبد الله فسأَله عن الأُمَّةِ، فقال: مُعَلِّمُ الخير، والأُمَّةُ

المُعَلِّم. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: يُبْعَث يوم القيامة

زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْل أُمَّةً على حِدَةٍ، وذلك أَنه كان تَبَرَّأَ

من أَدْيان المشركين وآمَن بالله قبل مَبْعَث سيدِنا محمد رسول الله، صلى

الله عليه وسلم. وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: أَنه يُبْعَث يوم القيامة

أُمَّةً وحْدَه؛ قال: الأُمَّةُ الرجل المُتَفَرِّد بدينٍ كقوله تعالى: إنَّ

إبراهيمَ كان أُمَّةً قانِتاً لله، وقيل: الأُمَّةُ الرجلُ الجامع للخير.

والأُمَّةُ: الحِينُ. قال الفراء في قوله عز وجل: وادَّكَرَ بعد

أُمَّةٍ، قال بعد حينٍ من الدَّهْرِ. وقال تعالى: ولَئِنْ أَخّرْنا عنهم العَذاب

إلى أُمَّةٍ معْدودةٍ. وقال ابن القطاع: الأُمَّةُ المُلْك، والأُمة

أَتْباعُ الأنبياء، والأُمّةُ الرجل الجامعُ للخير، والأُمَّةُ الأُمَمُ،

والأُمَّةُ الرجل المُنْفَرد بدينه لا يَشْرَكُه فيه أَحدٌ، والأُمَّةُ

القامةُ والوجهُ؛ قال الأَعشى:

وإنَّ مُعاوية الأَكْرَمِيـ

نَ بيضُ الوُجوهِ طِوالُ الأُمَمْ

أي طِوالُ القاماتِ؛ ومثله قول الشَّمَرْدَل بن شريك اليَرْبوعي:

طِوال أَنْصِية الأَعْناقِ والأُمَمِ

قال: ويروى البيت للأَخْيَلِيَّة. ويقال: إنه لحسَنُ الأُمَّةِ أي

الشَّطاطِ. وأُمَّةُ الوجه: سُنَّته وهي مُعظَمه ومَعْلم الحُسْن منه. أبو

زيد: إنه لَحَسن أُمَّة الوجه يَعْنُون سُنَّته وصُورَته. وإنه لَقَبيحُ

أُمَّةِ الوجه. وأُمَّة الرجل: وَجْهُه وقامَتُه. والأُمَّة: الطاعة.

والأُمَّة: العالِم. وأُمَّةُ الرجل: قومُه. والأُمَّةُ: الجماعة؛ قال الأخفش:

هو في اللفظ واحد وفي المعنى جَمْع، وقوله في الحديث: إنَّ يَهُودَ بَني

عَوْفٍ أُمَّةٌ من المؤْمنين، يريد أَنهم بالصُّلْح الذي وقَع بينهم وبين

المؤْمنين كجماعةٍ منهم كلمَتُهم وأيديهم واحدة. وأُمَّةُ الله: خلْقه:

يقال: ما رأَيت من أُمَّةِ الله أَحسنَ منه.

وأُمَّةُ الطريق وأُمُّه: مُعْظَمُه.

والأُمَمُ: القَصْد الذي هو الوسَط. والأَمَمُ: القُرب، يقال: أَخذت ذلك

من أَمَمٍ أي من قُرْب. وداري أَمَمُ دارِه أي مُقابِلَتُها. والأَمَمُ:

اليسير. يقال: داركم أَمَمٌ، وهو أَمَمٌ منك. وكذلك الاثنان والجمع.

وأمْرُ بَني فُلان أَمَمٌ ومُؤامٌّ أي بيّنٌ لم يجاوز القدر.

والمؤَامُّ، بتشديد الميم: المقارب، أُخِذ الأَمَم وهو القرب؛ يقال: هذا

أَمْرٌ مؤَامٌّ مثل مُضارٍّ. ويقال للشيء إذا كان مُقارِباً: هو

مُؤامٌّ. وفي حديث ابن عباس: لا يَزال أَمْرُ الناس مُؤَامّاً ما لم يَنْظروا في

القَدَرِ والوِلْدان أي لا يَزال جارياً على القَصْد والاستقامة.

والمُؤَامُّ: المُقارَب، مُفاعَل من الأَمِّ، وهو القَصْد أَو من الأَمَمِ

القرب، وأَصله مُؤامَم فأُدْغِم. ومنه حديث كعب: لا تَزال الفِتْنة مُؤامّاً

بها ما لم تبْدأْ من الشام؛ مُؤَامٌّ هنا: مُفاعَل، بالفتح، على المفعول

لأن معناه مُقارَباً بها، والباء للتعدية، ويروى مُؤَمّاً، بغير مدٍّ.

والمُؤَامٌّ: المُقارِب والمُوافِق من الأَمَم، وقد أَمَّهُ؛ وقول

الطرِمّاح:

مثل ما كافَحْتَ مَحْزُوبَةً

نَصَّها ذاعِرُ وَرْعٍ مُؤَامْ

يجوز أَن يكون أَراد مُؤَامٌّ فحذف إحدى الميمين لالتقاء الساكنين،

ويجوز أن يكون أَراد مُؤَامٌّ فأَبدل من الميم الأخيرة ياء فقال: مُؤَامي ثم

وقف للقافية فحذف الياء فقال: مُؤَامْ، وقوله: نَصَّها أي نَصَبَها؛ قال

ثعلب: قال أَبو نصر أَحسنُ ما تكون الظَّبْية إذا مَدَّت عُنُقَها من

رَوْعٍ يَسير، ولذلك قال مؤَامْ لأَنه المُقاربُ اليَسير.

قال: والأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المُقارَبة. والأَمَمُ:

الشيءُ اليسير؛ يقال: ما سأَلت إلا أَمَماً. ويقال: ظلَمْت ظُلْماً أَمَماً؛

قال زهير:

كأَنّ عَيْني، وقد سال السَّلِيلُ بهم،

وَجِيرة ما هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ

يقول: أيّ جيرةٍ كانوا لو أنهم بالقرب مِنِّي. وهذا أمْر مُؤَامٌّ أي

قَصْدٌ مُقارب؛ وأَنشد الليث:

تَسْأَلُني بِرامَتَيْنِ سَلْجَما،

لو أنها تَطْلُب شيئاً أَمَما

أراد: لو طَلَبَت شيئاً يقْرُب مُتَناوَله لأَطْلَبْتُها، فأَما أن

تَطْلُب بالبلدِ السَّباسِبِ السَّلْجَمَ فإنه غير مُتَيَسِّر ولا أَمَمٍ.

وأُمُّ الشيء: أَصله.

والأُمُّ والأُمَّة: الوالدة؛ وأَنشد ابن بري:

تَقَبَّلَها من أُمَّةٍ، ولَطالما

تُنُوزِعَ، في الأسْواق منها، خِمارُها

وقال سيبويه . . . .

(* هنا بياض بالأصل). لإمِّك؛ وقال أيضاً:

إضْرِب الساقَيْنِ إمِّك هابِلُ

قال فكسَرهما جميعاً كما ضم هنالك، يعني أُنْبُؤُك ومُنْحُدُر، وجعلها

بعضهم لغة، والجمع أُمَّات وأُمّهات، زادوا الهاء، وقال بعضهم: الأُمَّهات

فيمن يعقل، والأُمّات بغير هاء فيمن لا يعقل، فالأُمَّهاتُ للناس

والأُمَّات للبهائم، وسنذكر الأُمَّهات في حرف الهاء؛ قال ابن بري: الأَصل في

الأُمَّهات أن تكون للآدميين، وأُمَّات أن تكون لغير الآدَمِيِّين، قال:

وربما جاء بعكس ذلك كما قال السفَّاح اليَرْبوعي في الأُمَّهات لغير

الآدَمِيِّين:

قَوّالُ مَعْروفٍ وفَعّالُه،

عَقَّار مَثْنى أُمَّهات الرِّباعْ

قال: وقال ذو الرمة:

سِوى ما أَصابَ الذئبُ منه وسُرْبَةٌ

أطافَتْ به من أُمَّهات الجَوازِل

فاستعمل الأُمَّهات للقَطا واستعملها اليَرْبوعي للنُّوق؛ وقال آخر في

الأُمَّهات للقِرْدانِ:

رَمى أُمَّهات القُرْدِ لَذْعٌ من السَّفا،

وأَحْصَدَ من قِرْانِه الزَّهَرُ النَّضْرُ

وقال آخر يصف الإبل:

وهام تَزِلُّ الشمسُ عن أُمَّهاتِه

صِلاب وأَلْحٍ، في المَثاني، تُقَعْقِعُ

وقال هِمْيان في الإبل أيضاً:

جاءَتْ لِخِمْسٍ تَمَّ من قِلاتِها،

تَقْدُمُها عَيْساً مِنُ امَّهاتِها

وقال جرير في الأُمَّات للآدَمِييِّن:

لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ،

مُقَلَّدة من الأُمَّاتِ عارا

التهذيب: يَجْمَع الأُمَّ من الآدَميّاتِ أُمَّهات، ومن البَهائم

أُمَّات؛ وقال:

لقد آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَداعِ،

وإن مُنِّيتُ، أُمَّاتِ الرِّباعِ

قال الجوهري: أَصل الأُمِّ أُمّهةٌ، ولذلك تُجْمَع على أُمَّهات. ويقال:

يا أُمَّةُ لا تَفْعَلي ويا أَبَةُ افْعَلْ، يجعلون علامة التأْنيث

عوضاً من ياء الإضافة، وتَقِفُ عليها بالهاء؛ وقوله:

ما أُمّك اجْتاحَتِ المَنايا،

كلُّ فُؤادٍ عَلَيْك أُمُّ

قال ابن سيده: عَلَّق الفؤاد بعَلى لأنه في معنى حَزينٍ، فكأَنه قال:

عليك حَزينٌ.

وأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً: صارت أُمّاً. وقال ابن الأَعرابي في امرأَة

ذكرها: كانت لها عمة تَؤُمها أي تكون لها كالأُمِّ. وتَأَمَّها

واسْتَأَمَّها وتأَمَّمها: اتَّخَذَها أُمّاً؛ قال الكميت:

ومِن عَجَبٍ، بَجِيلَ، لَعَمْرُ أُمّ

غَذَتْكِ، وغيرَها تَتأَمّمِينا

قوله: ومن عَجَبٍ خبر مبتدإِ محذوف، تقديرهُ: ومن عَجَبٍ انْتِفاؤكم عن

أُمِّكم التي أَرْضَعَتْكم واتِّخاذكم أُمّاً غيرَها. قال الليث: يقال

تأَمَّم فلان أُمّاً إذا اتَّخذَها لنفسه أُمّاً، قال: وتفسير الأُمِّ في

كل معانيها أُمَّة لأن تأْسيسَه من حَرْفين صحيحين والهاء فيها أصلية،

ولكن العَرب حذَفت تلك الهاء إذ أَمِنُوا اللَّبْس. ويقول بعضُهم في تَصْغير

أُمٍّ أُمَيْمة، قال: والصواب أُمَيْهة، تُردُّ إلى أَصل تأْسيسِها، ومن

قال أُمَيْمَة صغَّرها على لفظها، وهم الذين يقولون أُمّات؛ وأَنشد:

إذِ الأُمّهاتُ قَبَحْنَ الوُجوه،

فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمَّاتِكا

وقال ابن كيسان: يقال أُمٌّ وهي الأصل، ومنهم من يقول أُمَّةٌ، ومنهم من

يقول أُمَّهة؛ وأنشد:

تَقَبَّلْتَها عن أُمَّةٍ لك، طالَما

تُنوزِعَ بالأَسْواقِ عنها خِمارُها

يريد: عن أُمٍّ لك فأَلحقها هاء التأْنيث؛ وقال قُصَيّ:

عند تَناديهمْ بِهالٍ وَهَبِي،

أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ أَبي

فأَما الجمع فأَكثر العرب على أُمَّهات، ومنهم من يقول أُمَّات، وقال

المبرّد: والهاء من حروف الزيادة، وهي مزيدة في الأُمَّهات، والأَصل

الأَمُّ وهو القَصْد؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصواب لأن الهاء مزيدة في

الأُمَّهات؛ وقال الليث: من العرب من يحذف أَلف أُمٍّ كقول عديّ بن زيد:

أَيُّها العائِبُ، عِنْدِ، امَّ زَيْدٍ،

أنت تَفْدي مَن أَراكَ تَعِيبُ

وإنما أراد عنْدي أُمَّ زيدٍ، فلمّا حذَف الأَلف التَزقَتْ ياء عنْدي

بصَدْر الميم، فالتقى ساكنان فسقطت الياء لذلك، فكأَنه قال: عندي أُمَّ

زيد. وما كنت أُمّاً ولقد أَمِمْتِ أُمُومةً؛ قال ابن سيده: الأُمَّهة

كالأُمِّ، الهاء زائدة لأَنه بمعنى الأُمِّ، وقولهم أمٌّ بَيِّنة الأُمومة

يُصَحِّح لنا أن الهمزة فيه فاء الفعل والميم الأُولى عَيْن الفِعْل، والميم

الأُخرى لام الفعْل، فَأُمٌّ بمنزلة دُرٍّ وجُلٍّ ونحوهما مما جاء على

فُعْل وعينُه ولامُه من موضع، وجعل صاحبُ العَيْنِ الهاء أَصْلاً، وهو

مذكور في موضعه. الليث: إذا قالت العرب لا أُمَّ لك فإنه مَدْح عندهم؛ غيره:

ويقال لا أُمَّ لك، وهو ذَمٌّ. قال أَبو عبيد: زعم بعض العلماء أن قولهم

لا أُمَّ لك قد وُضعَ موضع المَدح؛ قال كعب بن سعد الغَنَويّ يَرْثي

أَخاه:

هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَث الصُّبْح غادِياً،

وماذا يُؤدّي الليلُ حينَ يَؤوبُ؟

قال أبو الهيثم في هذا البيت: وأَيْنَ هذا مما ذهب إليه أَبو عبيد؟

وإنما معنى هذا كقولهم: وَيْحَ أُمِّه ووَيْلَ أُمِّه والوَيلُ لها، وليس

للرجل في هذا من المَدْح ما ذهَب إليه، وليس يُشْبِه هذا قولهم لا أُمَّ لك

لأَن قوله أُمَّ لك في مذهب ليس لك أُمٌّ حُرَّة، وهذا السَّبُّ

الصَّريح، وذلك أَنّ بَني الإماء عند العرب مَذْمومون لا يلحقون بِبَني الحَرائر،

ولا يقول الرجل لصاحبه لا أُمَّ لك إلاَّ في غضَبه عليه مُقَصِّراً به

شاتِماً له، قال: وأَمّا إذا قال لا أَبا لَك، فلم يَترك له من

الشَّتِيمَة شيئاً، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لك، يقول أنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك

أُمٌّ. قال ابن بري في تفسير يت كعب بن سعد قال: قوله هَوَتْ أُمُّه،

يُسْتَعْمَل على جهة التعَجُّب كقولهم: قاتَله الله ما أَسْمَعه ما يَبْعَث

الصبحُ: ما استفهام فيها معنى التعَجُّب وموضعها نَصْب بيَبْعَث، أيْ

أَيُّ شيءٍ يَبعَثُ الصُّبْح من هذا الرجل؟ أَي إذا أَيْقَظه الصُّبح

تصرَّف في فِعْل ما يُريده. وغادِياً منصوب على الحال والعامل فيه يَبْعَث،

ويَؤُوب: يَرجع، يريد أَن إقْبال اللَّيل سَبَب رجوعه إلى بيته كما أن

إقْبال النهار سَبَب لتصرُّفه، وسنذكره أَيضاً في المعتل. الجوهري: وقولهم

وَيْلِمِّهِ، ويريدون وَيْلٌ لأُمّه فحذف لكثرته في الكلام. قال ابن بري:

وَيْلِمِّه، مكسورة اللام، شاهده قول المنتخل الهذلي يَرْثي ولدهَ

أُثَيلة:وَيْلِمِّه رجلاَ يأْتي به غَبَناً،

إذا تَجَرَّد لا خالٌ ولا بَخِلُ

الغَبَنُ: الخَديعةُ في الرأْي، ومعنى التَّجَرُّد ههنا التَّشْميرُ

للأَمرِ، وأَصْله أن الإنسان يَتجرَّد من ثيابه إذا حاوَل أَمْراً. وقوله:

لا خالٌ ولا بَخِل، الخالُ: الاختيال والتَّكَبُّر من قولهم رجل فيه خالٌ

أي فيه خُيَلاء وكِبْرٌ، وأما قوله: وَيْلِمِّه، فهو مَدْح خرج بلفظ

الذمِّ، كما يقولون: أَخْزاه الله ما أَشْعَرَه ولعَنه الله ما أَسْمَعه

قال: وكأَنهم قَصَدوا بذلك غَرَضاً مَّا، وذلك أَن الشيء إذا رآه الإنسان

فأَثْنى عليه خَشِيَ أَن تُصِيبه العين فيَعْدِل عن مَدْحه إلى ذمّه خوفاً

عليه من الأَذيَّةِ، قال: ويحتمل أيضاً غَرَضاً آخر، وهو أن هذا الممدوح

قد بلَغ غاية الفَضْل وحصل في حَدّ من يُذَمُّ ويُسَب، لأَن الفاضِل

تَكْثُر حُسَّاده وعُيّابه والناقِص لا يُذَمُّ ولا يُسَب، بل يَرْفعون

أنفسَهم عن سَبِّه ومُهاجاتِه، وأَصْلُ وَيْلِمِّه وَيْلُ أُمِّه، ثم حذفت

الهمزة لكثرة الاستعمال وكَسَروا لامَ وَيْل إتْباعاً لكسرة الميم، ومنهم من

يقول: أصله وَيلٌ لأُمِّه، فحذفت لام وَيْل وهمزة أُمّ فصار وَيْلِمِّه،

ومنهم من قال: أَصله وَيْ لأُمِّه، فحذفت همزة أُمٍّ لا غير. وفي حديث

ابن عباس أنه قال لرجل: لا أُمَّ لك؛ قال: هو ذَمٌّ وسَبٌّ أي أنت لَقِيطٌ

لا تُعْرف لك أُمٌّ، وقيل: قد يقَع مَدْحاً بمعنى التعَجُّب منه، قال:

وفيه بُعدٌ.

والأُمُّ تكون للحيَوان الناطِق وللموات النامِي كأُمِّ النَّخْلة

والشجَرة والمَوْزَة وما أَشبه ذلك؛ ومنه قول ابن الأصمعي له: أنا كالمَوْزَة

التي إنما صَلاحُها بمَوْت أُمِّها. وأُمُّ كل شيء: أَصْلُه وعِمادُه؛

قال ابن دُريَد: كل شيء انْضَمَّت إليه أَشياء، فهو أُمٌّ لها. وأُم القوم:

رئيسُهم، من ذلك؛ قال الشنْفَرى:

وأُمَِّ عِيال قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ

يعني تأَبط شرّاً. وروى الرَّبيعُ عن الشافعي قال: العرب تقول للرجل

يَلِي طَعام القَوْم وخِدْمَتَهم هو أُمُّهم؛ وأَنشد للشنفرى:

وأُمِّ عِيال قد شَهدت تَقُوتُهُمْ،

إذا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ

(* قوله «وأم عيال قد شهدت» تقدم هذا البيت في مادة حتر على غير هذا

الوجه وشرح هناك).

وأُمُّ الكِتاب: فاتِحَتُه لأَنه يُبْتَدَأُ بها في كل صلاة، وقال

الزجاج: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكتاب، وقيل: اللَّوْحُ المحفوظ. التهذيب: أُمُّ

الكتاب كلُّ آية مُحْكَمة من آيات الشَّرائع والأَحْكام والفرائض، وجاء

في الحديث: أنَّ أُم الكِتاب هي فاتحة الكتاب لأنها هي المُقَدَّمة

أَمامَ كلِّ سُورةٍ في جميع الصلوات وابْتُدِئ بها في المُصْحف فقدِّمت وهي

(* هنا بياض في الأصل) ..... القرآن العظيم. وأَما قول الله عز وجل: وإنه

في أُمِّ الكتاب لَدَيْنا، فقال: هو اللَّوْح المَحْفوظ، وقال قَتادة:

أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكِتاب. وعن ابن عباس: أُمُّ الكِتاب القرآن من أَوله

إلى آخره. الجوهري: وقوله تعالى: هُنَّ أُمُّ الكِتاب، ولم يقل أُمَّهات

لأَنه على الحِكاية كما يقول الرجل ليس لي مُعين، فتقول: نحن مُعِينك

فتَحْكِيه، وكذلك قوله تعالى: واجْعَلْنا للمُتَّقين إماماً. وأُمُّ

النُّجوم: المَجَرَّة لأنها مُجْتَمَع النُّجوم. وأُمُّ التَّنائف: المفازةُ

البعيدة. وأُمُّ الطريق: مُعْظَمها إذا كان طريقاً عظيماً وحَوْله طَرُق

صِغار فالأَعْظم أُمُّ الطريق؛ الجوهري: وأُمُّ الطريق مُعظمه في قول كثير

عَزّة:

يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيّ وناصِحٍ،

تَخصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالَها

قال: ويقال هي الضَّبُع، والعَسْب: ماء الفَحْل، والوالِقِيّ وناصِح:

فَرَسان، وعِيالُ الطريق: سِباعُها؛ يريد أَنهنّ يُلْقِين أَولادَهنّ لغير

تَمامٍ من شِدّة التَّعَب. وأُمُّ مَثْوَى الرجل: صاحِبةُ مَنْزِله الذي

يَنْزله؛ قال:

وأُمُّ مَثْوايَ تُدَرِّي لِمَّتي

الأَزهري: يقال للمرأَة التي يَأْوي إليها الرجل هي أُمُّ مَثْواهُ. وفي

حديث ثُمامَة: أَتى أُمَّ مَنْزِلِه أَي امرأَته ومن يُدَبِّر أَمْر

بَيْته من النساء. التهذيب: ابن الأَعرابي الأُم امرأَة الرجل المُسِنَّة،

قال: والأُمّ الوالدة من الحيوان. وأُمُّ الحَرْب: الراية. وأُم الرُّمْح:

اللِّواء وما لُفَّ عليه من خِرْقَةٍ؛ ومنه قول الشاعر:

وسَلَبْنا الرُّمْح فيه أُمُّه

من يَدِ العاصِي، وما طَالَ الطِّوَلْ

وأُم القِرْدانِ: النُّقْرَةُ التي في أَصْل فِرْسِن البعير. وأُم

القُرَى: مكة، شرَّفها الله تعالى، لأَنها توسطَت الأرض فيما زَعَموا، وقي

لأنها قِبْلةُ جميع الناس يؤُمُّونها، وقيل: سُمِّيَت بذلك لأَنها كانت

أَعظم القُرَى شأْناً، وفي التنزيل العزيز: وما كان رَبُّك مُهْلِكَ القُرَى

حتى يبعثَ في أُمِّها رسولاً. وكلُّ مدينة هي أُمُّ ما حَوْلها من

القُرَى. وأُمُّ الرأْسِ: هي الخَريطةُ التي فيها الدِّماغ، وأُمُّ الدِّماغِ

الجِلدة التي تجْمع الدِّماغَ. ويقال أَيضاً: أُم الرأْس، وأُمُّ الرأْس

الدِّماغ؛ قال ابن دُرَيد: هي الجِلْدة الرقيقة التي عليها، وهي

مُجْتَمعه. وقالوا: ما أَنت وأُمُّ الباطِل أي ما أنت والباطِل؟ ولأُمٍّ أَشياءُ

كثيرة تضاف إليها؛ وفي الحديث: أنه قال لزيد الخيل نِعْم فَتىً إن نَجا من

أُمّ كلْبةَ، هي الحُمَّى، وفي حديث آخر: لم تَضُرّه أُمُّ الصِّبْيان،

يعني الريح التي تَعْرِض لهم فَربما غُشِي عليهم منها. وأُمُّ

اللُّهَيْم: المَنِيّة، وأُمُّ خَنُّورٍ الخِصْب، وأُمُّ جابرٍ الخُبْزُ، وأُمُّ

صَبّار الحرَّةُ، وأُم عُبيدٍ الصحراءُ، وأُم عطية الرَّحى، وأُمُّ شملة

الشمس

(* قوله «وأم شملة الشمس» كذا بالأصل هنا، وتقدم في مادة شمل: أن أم

شملة كنية الدنيا والخمر)، وأُمُّ الخُلْفُف الداهيةُ، وأُمُّ رُبَيقٍ

الحَرْبُ، وأُم لَيْلى الخَمْر، ولَيْلى النَّشْوة، وأُمُّ دَرْزٍ الدنيْا،

وأُم جرذان النخلة، وأُم رَجيه النحلة، وأُمُّ رياح الجرادة، وأُمُّ

عامِرٍ المقبرة، وأُمُّ جابر السُّنْبُلة، وأُمُّ طِلْبة العُقابُ، وكذلك

شَعْواء، وأُمُّ حُبابٍ الدُّنيا، وهي أُمُّ وافِرَةَ، وأُمُّ وافرة

البيره

(* قوله «وأم خبيص إلخ» قال شارح القاموس قبلها: ويقال للنخلة أيضاً أم

خبيص ألى آخر ما هنا، لكن في القاموس: أم سويد وأم عزم بالكسر وأم طبيخة

كسكينة في باب الجيم الاست)، وأُم سمحة العنز، ويقال للقِدْر: أُمُّ

غياث، وأُمُّ عُقْبَة، وأُمُّ بَيْضاء، وأُمُّ رسمة، وأُمُّ العِيَالِ،

وأُمُّ جِرْذان النَّخْلة، وإذا سميت رجُلاً بأُمِّ جِرْذان لم تَصْرِفه،

وأُمُّ خبيص

(* قوله: البيرة هكذا في الأصل. وفي القاموس: أم وافرة الدنيا)،

وأُمُّ سويد، وأُمُّ عِزْم، وأُم عقاق، وأُم طبيخة وهي أُم تسعين،

وأُمُّ حِلْس كُنْية الأتان، ويقال للضَّبُع أُمُّ عامِر وأُمُّ عَمْرو.

الجوهري: وأُم البَيْضِ في شِعْرِ أَبي دُواد النعَامة وهو قوله:

وأَتانا يَسْعَى تَفَرُّسَ أُمِّ الـ

بيضِ شََدّاً، وقد تَعالى النَّهارُ

قال ابن بري: يصف رَبيئَة، قال: وصوابه تَفَرُّش، بالشين معجَمةً،

والتَّفَرُّش: فَتْحُ جَناحَي الطائر أَو النَّعامة إذا عَدَتْ. التهذيب:

واعلم أنَّ كل شيء يُضَمُّ إليه سائرُ ما يليه فإنَّ العربَ تسمي ذلك الشيء

أُمّاً، من ذلك أُمُّ الرأْس وهو الدِّماغُ، والشجَّةُ الآمَّةُ التي

تَهْجُمُ على الدِّماغ.

وأَمَّه يَؤُمُّه أَمّاً، فهو مَأْمُومٌ وأَمِيم: أصاب أُمَّ رأْسِه.

الجوهري: أَمَّهُ أي شجُّهُ آمَّةً، بالمدِّ، وهي التي تَبْلُغ أُمَّ

الدِّماغِ حتى يبقَى بينها وبين الدِّماغ جِلْدٌ رقيقٌ. وفي حديث الشِّجاج: في

الآمَّة ثُلُثُ الدِّيَة، وفي حديث آخر: المَأْمُومَة، وهي الشَّجَّة

التي بلغت أُمَّ الرأْس، وهي الجلدة التي تجمَع الدماغ. المحكم: وشَجَّةٌ

آمَّةٌ ومَأْمُومةٌ بلغت أُمَّ الرأْس، وقد يُستعار ذلك في غير الرأْس؛

قال:

قَلْبي منَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوى،

وَحَشايَ من حَرِّ الفِرَاقِ أَمِيمُ

وقوله أَنشده ثعلب:

فلولا سِلاحي، عندَ ذاكَ، وغِلْمَتي

لَرُحْت، وفي رَأْسِي مآيِمُ تُسْبَرُ

فسره فقال: جَمَع آمَّةً على مآيِمَ وليس له واحد من لفظه، وهذا كقولهم

الخيل تَجْرِي على مَسَاوِيها؛ قال ابن سيده: وعندي زيادة وهو أَنه أراد

مآمَّ، ثم كَرِه التَّضْعِيف فأَبدل الميم الأَخيرة ياءً، فقال مآمِي، ثم

قلب اللامَ وهي الياء المُبْدَلة إلى موضع العين فقال مآيِم، قال ابن

بري في قوله في الشَّجَّة مَأْمُومَة، قال: وكذا قال أَبو العباس المبرّد

بعضُ العرب يقول في الآمَّة مَأْمُومَة؛ قال: قال عليّ بن حمزة وهذا غلَطٌ

إنما الآمَّةُ الشَّجَّة، والمَأْمُومَة أُمُّ الدِّماغ المَشْجُوجَة؛

وأَنشد:

يَدَعْنَ أُمَّ رأْسِه مَأْمُومَهْ،

وأُذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَه

ويقال: رجل أَمِيمٌ ومَأْمُومٌ للذي يَهْذِي من أُمِّ رأْسه.

والأُمَيْمَةُ: الحجارة التي تُشْدَخ بها الرُّؤُوس، وفي الصحاح:

الأَمِيمُ حَجَرٌ يُشْدَخُ به الرأْس؛ وأَنشد الأزهري:

ويَوْمَ جلَّيْنا عن الأَهاتِم

بالمَنْجَنِيقاتِ وبالأَمائِم

قال: ومثله قول الآخر:

مُفَلَّقَة هاماتُها بالأَمائِم

وأُم التَّنائف:: أَشدُّها. وقوله تعالى: فَأُمُّه هاوِيَةٌ، وهي النارُ

(* قوله «وهي النار إلخ» كذا بالأصل ولعله هي النار يهوي فيها من إلخ) .

يَهْوِي مَن أُدْخِلَها أي يَهْلِك، وقيل: فَأُمُّ رأْسه هاوِيَة فيها

أي ساقِطة. وفي الحديث: اتَّقوا الخَمْر فإنها أُمُّ الخَبائث؛ وقال شمر:

أُمُّ الخبائث التي تَجْمَع كلَّ خَبيث، قال: وقال الفصيح في أَعراب قيس

إذا قيل أُمُّ الشَّرِّ فهي تَجْمَع كل شرٍّ على وَجْه الأرض، وإذا قيل

أُمُّ الخير فهي تجمع كلَّ خَيْر. ابن شميل: الأُمُّ لكل شيء هو المَجْمَع

والمَضَمُّ.

والمَأْمُومُ من الإبِل: الذي ذهَب وَبَرهُ عن ظَهْره من ضَرْب أو

دَبَرٍ؛ قال الراجز:

ليس بذِي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ،

ولا بِخَوّارٍ ولا أَزَبِّ،

ولا بمأْمُومٍ ولا أَجَبِّ

ويقال للبعير العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ: مَأْمُومٌ. والأُمِّيّ:

الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم

يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، وفي التنزيل العزيز: ومنهم

أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلاّ أَمَانِيَّ؛ قال أَبو إسحق: معنى

الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه

لا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما

يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه، وكانت الكُتَّاب في العرب من

أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِيرة، وأَخذها أَهل الحيرة عن

أَهل الأَنْبار. وفي الحديث: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا

نَحْسُب؛ أَراد أَنهم على أَصل ولادة أُمِّهم لم يَتَعَلَّموا الكِتابة

والحِساب، فهم على جِبِلَّتِهم الأُولى. وفي الحديث: بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ

أُمِّيَّة؛ قيل للعرب الأُمِّيُّون لأن الكِتابة كانت فيهم عَزِيزة أَو

عَديمة؛ ومنه قوله: بَعَثَ في الأُمِّيِّين رسولاً منهم. والأُمِّيُّ:

العَييّ الجِلْف الجافي القَليلُ الكلام؛ قال:

ولا أعُودِ بعدَها كَرِيّا

أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا،

والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا

قيل له أُمِّيٌّ لأنه على ما وَلَدَته أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام

وعُجْمَة اللِّسان، وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه

الله رسولاً وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب، وكانت هذه الخَلَّة

إحْدَى آياته المُعجِزة لأَنه، صلى الله عليه وسلم، تَلا عليهم كِتابَ

الله مَنْظُوماً، تارة بعد أُخْرَى، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم

يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه، وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً

ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله عز وجل على نَبيِّه كما

أَنْزلَه، وأَبانَهُ من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه

وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: وما كنتَ تَتْلُو من قَبْلِه من

كِتاب ولا تَخُطُّه بِيَمِينِك إذاً لارْتابَ المُبْطِلون الذين كفروا،

ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب.

والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراء وهو في معنى قُدَّام، يكون اسماً وظرفاً.

قال اللحياني: وقال الكِسائي أمام مؤنثة، وإن ذُكِّرتْ جاز، قال سيبويه:

وقالوا أَمامَك إذا كنت تُحَذِّره أو تُبَصِّره شيئاً، وتقول أنت أَمامَه

أي قُدَّمه. ابن سيده: والأَئمَّةُ كِنانة

(* قوله: والائمة كِنانة؛ هكذا

في الأصل، ولعله اراد ان بني كنانة يقال لهم الأئمة)؛ عن ابن الأعرابي.

وأُمَيْمَة وأُمامةُ: اسم امرأَة؛ قال أَبو ذؤيب:

قالتْ أُمَيْمةُ: ما لجِسْمك شاحِباً

مثلي ابْتُذِلْتَ، ومِثلُ ما لك يَنْفَعُ

(* قوله «مثلي ابتذلت» تقدم في مادة نفع بلفظ منذ ابتذلت وشرحه هناك).

وروى الأَصمعي أُمامةُ بالأَلف، فَمَن روى أُمامة على الترخيم

(* قوله

«فمن روى امامة على الترخيم» هكذا في الأصل، ولعله فمن روى أمامة فعلى

الأصل ومن روى أميمة فعل تصغير الترخيم). وأُمامةُ: ثَلَثُمائة من الإبِلِ؛

قال:

أَأَبْثُرهُ مالي ويَحْتُِرُ رِفْدَه؟

تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامةُ من هِنْدِ

أَراد بأُمامة ما تقدَّم، وأَراد بِهِنْد هُنَيْدَة وهي المائة من

الإبل؛ قال ابن سيده: هكذا فسره أَبو العَلاء؛ ورواية الحَماسة:

أَيُوعِدُني، والرَّمْلُ بيني وبينه؟

تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامة من هِنْدِ

وأَما: من حروف الابتداء ومعناها الإخْبار. وإمَّا في الجَزاء:

مُرَكَّبة من إنْ ومَا. وإمَّا في الشَّكِّ: عَكْسُ أو في الوضع، قال: ومن

خَفِيفِه أَمْ. وأَمْ حرف عَطف، معناه الاستفهام، ويكون بمعنى بَلْ. التهذيب:

الفراء أَمْ في المعنى تكون ردّاً على الاستفهام على جِهَتَيْن: إحداهما

أن تُفارِق معنى أَمْ، والأُخرى أن تَسْتَفْهِم بها على جهة النّسَق،

والتي يُنْوى به الابتداء إلاَّ أَنه ابتداء متصِل بكلام، فلو ابْتَدَأْت

كلاماً ليس قبله كلامٌ ثم استَفْهَمْت لم يكن إلا بالأَلف أو بهَلْ؛ من ذلك

قوله عز وجل: ألم تَنْزيلُ الكِتاب لا رَيْبَ فيه مِن رَبِّ العالَمين

أمْ يَقولونَ افْتَراه، فجاءت بأَمْ وليس قَبْلَها استفهام فهذه دليل على

أَنها استفهام مبتدأٌ على كلام قد سبقه، قال: وأَما قوله أَمْ تُريدُون أن

تَسْأَلوا رَسولَكم، فإن شئت جعَلْته استفهاماً مبتدأً قد سبقه كلامٌ،

وإن شئت جعَلْته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى

(* قوله «وان شئت جعلته

مردوداً على قوله ما لنا لا نرى» هكذا في الأصل)، ومثله قوله: أَلَيْسَ لي

مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأَنهارُ تَجْري من تحتي، ثم قال: أَم أَنا خَيْرٌ،

فالتفسير فيهما واحدٌ. وقال الفراء: وربما جَعَلتِ العرب أَمْ إذا سبقها

استفهام ولا يَصْلُح فيه أَمْ على جهة بَلْ فيقولون: هل لك قِبَلَنا

حَقٌّ أَم أَنتَ رجل معروف بالظُّلْم، يُريدون بل أنت رجُل معروف بالظُّلْم؛

وأَنشد:

فوَالله ما أَدري أَسَلْمى تَغَوَّلَتْ،

أَمِ النَّوْمُ أَمْ كلٌّ إليَّ حَبِيبُ

يُريد: بَلْ كلٌّ، قال: ويفعلون مثل ذلك بأَوْ، وهو مذكور في موضعه؛

وقال الزجاج: أَمْ إذا كانت معطوفة على لفظ الاستفهام فهي معروفة لا إشكال

فيها كقولك زيد أَحسن أَمْ عَمرو، أَكذا خيرٌ أَمْ كذا، وإذا كانت لا

تقَعُ عطفاً على أَلِف الاستفهام، إلا أَنها تكون غير مبتدأَة، فإنها تُؤذِن

بمعنى بَلْ ومعنى أَلف الاستفهام، ثم ذكر قول الله تعالى: أَمْ تُريدُون

أَن تَسأَلوا رَسُولكم، قال: المعنى بَلْ تُريدون أَن تَسأَلوا رسولَكم،

قال: وكذلك قوله: ألم تَنْزيلُ الكتاب لا رَيب فيه من ربِّ العالمين أمْ

يَقولون افْتَراه؛ قال: المعنى بَلْ يقولون افْتَراه، قال الليث: أَمْ

حَرْف أَحسَن ما يكون في الاستفهام على أَوَّله، فيصير المعنى كأَنه

استفهام بعد استفهام، قال: ويكون أمْ بمعنى بَلْ، ويكون أم بمعنى ألِف

الاستفهام كقولك: أَمْ عِنْدك غَداء حاضِرٌ؟ وأنت تريد: أَعِندَك غداء حاضِرٌ وهي

لغة حسنة من لغات العرب؛ قال أَبو منصور: وهذا يَجُوز إذا سبقه كلام،

قال الليث: وتكون أَمْ مبتدَأَ الكلام في الخبر، وهي لغة يَمانية، يقول

قائلُهم: أم نَحْن خَرَجْنا خِيارَ الناس، أَمْ نُطْعِم الطَّعام، أَمْ

نَضْرِب الهامَ، وهو يُخْبِر. وروي عن أبي حاتم قال: قال أَبو زيد أَم تكون

زائدة لغةُ أَهل اليمن؛ قال وأَنشد:

يا دَهْن أَمْ ما كان مَشْيي رَقَصا،

بل قد تكون مِشْيَتي تَوَقُّصا

أَراد يا دَهْناء فَرَخَّم، وأَمْ زائدة، أراد ما كان مَشْيي رَقَصاً أي

كنت أَتَوقَّصُ وأَنا في شَبِيبتي واليومَ قد أَسْنَنْت حتى صار مَشيي

رَقَصاً، والتَّوَقُّص: مُقارَبةُ الخَطْو؛ قال ومثلُه:

يا ليت شعري ولا مَنْجى من الهَرَمِ،

أَمْ هلْ على العَيْش بعدَ الشَّيْب مِن نَدَمِ؟

قال: وهذا مذهب أَبي زيد وغيره، يذهَب إلى أَن قوله أَمْ كان مَشْيي

رَقَصاً معطوف على محذوف تقدّم، المعنى كأَنه قال: يا دَهْن أَكان مَشْيي

رَقَصاً أَمْ ما كان كذلك، وقال غيره: تكون أَمْ بلغة بعض أَهل اليَمن

بمعنى الأَلِف واللامِ، وفي الحديث: ليس من امْبرِّ امْصِيامُ في امْسَفَر أي

ليس من البِرِّ الصِّيامُ في السفَر؛ قال أَبو منصور: والأَلفُ فيها

أَلفُ وَصْلٍ تُكْتَب ولا تُظْهر إذا وُصِلت، ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلِف

أَم التي قدَّمنا ذكْرَها؛ وأَنشد أَبو عبيد:

ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني،

يَرْمي ورائي بامْسَيْفِ وامْسَلِمَه

ألا تراه كيف وَصَل الميمَ بالواو؟ فافهمه. قال أَبو منصور: الوجه أن لا

تثبت الألف في الكِتابة لأَنها مِيمٌ جعلتْ بدَلَ الأَلفِ واللام

للتَّعْريف. قال محمد ابن المكرَّم: قال في أَوَّل كلامه: أَمْ بلغة اليمن

بمعنى الأَلف واللام، وأَوردَ الحديث ثم قال: والأَلف أَلفُ وَصْل تُكْتَبُ

ولا تُظْهر ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلف أَمْ، ثم يقول: الوَجُه أَن لا

تثبت الألِف في الكتابة لأَنها ميمٌ جُعِلَتْ بدَل الأَلف واللام

للتَّعْريف، والظاهر من هذا الكلام أَن الميمَ عِوَض لام التَّعْريف لا غَيْر،

والأَلفُ على حالِها، فكيف تكون الميم عِوَضاً من الألف واللام؟ ولا حُجَّة

بالبيت الذي أَنشده فإن أَلفَ التَّعْريف واللام في قوله والسَّلِمَة لا

تظهر في ذلك، ولا في قوله وامْسَلِمَة، ولولا تشديدُ السين لَما قدر على

الإتْيان بالميم في الوزْن، لأَنَّ آلةَ التَّعْريف لا يَظْهر منها شيء

في قوله والسَّلِمة، فلمّا قال وامْسَلِمة احتاج أَن تظهر الميم بخلاف

اللام والألف على حالتها في عَدَم الظُّهور في اللفظ خاصَّة، وبإظهاره

الميم زالت إحْدى السِّينَيْن وخَفَّت الثانية وارْتَفَع التشديدُ، فإن كانت

الميم عِوَضاً عن الأَلف واللام فلا تثبت الألف ولا اللام، وإن كانت

عِوَضَ اللام خاصَّة فَثُبوت الألف واجبٌ. الجوهري: وأَمّا أَمْ مُخَفَّفة

فهي حرَف عَطف في الاستفهام ولها مَوْضِعان: أحدهُما أنْ تَقَع مُعادِلةً

لألِفِ الاستفهام بمعنى أيّ تقول أَزَيْدٌ في الدار أَمْ عَمرو والمعنى

أَيُّهما فيها، والثاني أَن تكون مُنْقَطِعة مما قبلها خَبراً كان أو

استفهاماً، تقول في الخَبَر: إنها لإِبلٌ أَمْ شاءٌ يا فتى، وذلك إذا نَظَرْت

إلى شَخْص فَتَوَهَّمته إبِلاً فقلت ما سبق إليك، ثم أَدْرَكك الظنُّ

أَنه شاءٌ فانصَرَفْت عن الأَوَّل فقلت أَمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إضْرابٌ

عمَّا كان قبله، إلاَّ أَنَّ ما يَقَع بعد بَلْ يَقِين وما بَعْد أَمْ

مَظْنون، قال ابن بري عند قوله فقلت أمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إِضْراب عما

كان قبله: صَوابُه أَنْ يَقول بمعنى بل أَهِيَ شاءٌ، فيأْتي بأَلِف

الاستفهام التي وَقَع بها الشكُّ، قال: وتَقول في الاستفهام هل زيد

مُنْطَلِق أمْ عَمرو يا فَتى؟ إنما أَضْرَبْت عن سُؤالك عن انْطِلاق زيدٍ

وجعَلْته عن عَمرو، فأَمْ معها ظنٌّ واستفهام وإضْراب؛ وأَنشد الأخفش

للأخطل:كَذَبَتْك عَينُكَ أَمْ رأَيت بِواسِطٍ

غَلَسَ الظَّلام، من الرَّبابِ، خَيالا؟

وقال في قوله تعالى: أَمْ يَقولون افْتراه؛ وهذا لم يكن أَصلهُ

استفهاماً، وليس قوله أَمْ يَقولون افْتَراهُ شكّاً، ولكنَّه قال هذا لِتَقبيح

صَنيعِهم، ثم قال: بل هو الحَقُّ من رَبِّك، كأَنه أَراد أَن يُنَبِّه على

ما قالوه نحو قولك للرجل: الخَيرُ أَحَبُّ إليك أمِ الشرُّ؟ وأَنتَ

تَعْلَم أنه يقول الخير ولكن أَردت أن تُقَبِّح عنده ما صنَع، قاله ابن بري.

ومثله قوله عز وجل: أمِ اتَّخَذ ممَّا يَخْلق بَناتٍ، وقد عَلِم النبيُّ،

صلى الله عليه وسلم، والمسلمون، رضي الله عنهم، أنه تعالى وتقدّس لم

يَتَّخِذ وَلَداً سبحانه وإنما قال ذلك لِيُبَصِّرهم ضَلالَتَهم، قال:

وتَدْخُل أَمْ على هلْ تقول أَمْ هلْ عندك عمرو؛ وقال عَلْقمة ابن

عَبَدة:أَمْ هلْ كَبيرٌ بَكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَه،

إثْرَ الأَحبَّةِ، يَوْمَ البَيْنِ، مَشْكُومُ؟

قال ابن بري: أمْ هنا مُنْقَطِعة، واستَأْنَف السُّؤال بها فأَدْخَلها

على هلْ لتَقَدُّم هلْ في البيت قبله؛ وهو:

هلْ ما عَلِمْت وما اسْتودِعْت مَكْتوم

ثم استأْنف السؤال بِأَمْ فقال: أَمْ هلْ كَبير؛ ومثله قول الجَحَّاف بن

حكيم:

أَبا مالِكٍ، هلْ لُمْتَني مُذْ حَصَضَتَنِي

على القَتْل أَمْ هلْ لامَني منكَ لائِمُ؟

قال: إلاّ أَنه متى دَخَلَتْ أَمْ على هلْ بَطَل منها معنى الاستفهام،

وإنما دَخَلتْ أَم على هلْ لأَنها لِخُروجٍ من كلام إلى كلام، فلهذا

السَّبَب دخلتْ على هلْ فقلْت أَمْ هلْ ولم تَقُل أَهَلْ، قال: ولا تَدْخُل

أَم على الأَلِف، لا تَقول أَعِنْدك زيد أَمْ أَعِنْدك عَمْرو، لأن أصل ما

وُضِع للاستفهام حَرْفان: أَحدُهما الألفُ ولا تَقع إلى في أَوَّل

الكلام، والثاني أمْ ولا تقع إلا في وَسَط الكلام، وهلْ إنما أُقيمُ مُقام

الألف في الاستفهام فقط، ولذلك لم يَقَع في كل مَواقِع الأَصْل.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.