مثال: امْتَزَجَ معه
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام «مع» بدلاً من حرف الــجر «الباء»، وهو ما لم يرد في المعاجم.
الصواب والرتبة: -امْتَزَجَ به [فصيحة]-امْتَزَجَ معه [صحيحة]
التعليق: (انظر: نيابة الظرف «مع» عن حرف الــجرّ «الباء»).
أجر: الأَــجْرُ: الجزاء على العمل، والجمع أُجور. والإِجارَة: من أَــجَر
يَأْــجِرُ، وهو ما أَعطيت من أَــجْر في عمل. والأَــجْر: الثواب؛ وقد أَــجَرَــه
الله يأْــجُرُــه ويأْــجِرُــه أَــجْراً وآجَرَــه الله إِيجاراً.
وأْتَــجَرَ الرجلُ: تصدّق وطلب الأَــجر. وفي الحديث في الأَضاحي: كُلُوا
وادَّخِرُوا وأْتَــجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلأَــجْرِ بذلك. قال: ولا يجوز
فيه اتَّــجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الأَــجر
لا من التجارة؛ قال ابن الأَثير: وقد أَجازه الهروي في كتابه واستشهد
عليه بقوله في الحديث الآخر: إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي، صلى الله
عليه وسلم، صلاتَه فقال: من يَتّــجِر يقوم فيصلي معه، قال: والرواية
إِنما هي يأْتَــجِر، فإِن صح فيها يتــجر فيكون من التجارة لا من الأَــجر كأَنه
بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً؛ ومنه حديث الزكاة: ومن
أَعطاها مُؤْتَــجِراً بها.
وفي حديث أُم سلمة: آجَرَــني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها؛
آجَرَــه يُؤْــجِرُــه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَــجر والجزاء، وكذلك أَــجَرَــه
يَأْــجُرُــه ويأْــجِرُــه، والأَمر منهما آجِرْــني وأْــجُرْــني. وقوله تعالى: وآتيناه
أَــجْرَــه في الدنيا؛ قيل: هو الذِّكْر الحسن، وقيل: معناه أَنه ليس من
أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم، على
نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: أَــجْرُــه في الدنيا كونُ الأَنبياء من
ولده، وقيل: أَــجْرُــه الولدُ الصالح. وقوله تعالى: فبشره بمغفرة وأَــجْر
كريم؛ الأَــجر الكريمُ: الجنةُ.
وأَــجَرَ المملوكَ يأْــجُرُــه أَــجراً، فهو مأْجور، وآجره، يؤــجره إِيجاراً
ومؤاجَرَــةً، وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب؛ وآجرت عبدي أُوجِرُــه إِيجاراً،
فهو مُؤْــجَرٌ. وأَــجْرُ المرأَة: مَهْرُها؛ وفي التنزيل: يا أَيها النبي
إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجورهنّ. وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ
نفسَها مؤاجَرَــةً: أَباحَت نفسَها بأَــجْرٍ؛ وآجر الإِنسانَ واستأْــجره.
والأَجيرُ: المستأْــجَرُ، وجمعه أُــجَراءُ؛ وأَنشد أَبو حنيفة:
وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه،
إِذا أُــجَرَــاؤُه نَحَطُوا أَجابا
والاسم منه: الإِجارةُ. والأُــجْرَــةُ: الكراء. تقول: استأْــجرتُ الرجلَ،
فهو يأْــجُرُــني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجيري. وأُتْــجَرَ عليه بكذا: من
الأُــجرة؛ وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي، والصحيح أَنه لمحمد بن بشير
الخارجي:يا أَحْسنَ الناسِ، إِلاّ أَنّ نائلَها،
قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها، عَسِرُ
وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به،
وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَــجَرُ
هل تَذْكُريني؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ،
وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ
قَوْلي، ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ،
وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ:
يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي
عبدٌ لأَهلِكِ، هذا الشهرَ، مُؤْتَــجَرُ
إن كان ذا قَدَراً يُعطِيكِ نافلةً
منَّا ويَحْرِمُنا، ما أَنْصَفَ القَدَرُ
جِنِّيَّةٌ، أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها،
ترمي القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ
قوله: يا ليت أَني بأَثوابي وراحلتي أَي مع أَثوابي. وآجرته الدارَ:
أَكريتُها، والعامة تقول وأَــجرْــتُه. والأُــجْرَــةُ والإِجارَةُ والأُجارة: ما
أَعْطيتَ من أَــجرٍ. قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً حكى فيه الأَجارة،
بالفتح. وفي التنزيل العزيز: على أَن تأْــجُرني ثماني حِجَجٍ؛ قال الفرّاءُ:
يقول أَن تَجْعَلَ ثوابي أَن ترعى عليَّ غَنمي ثماني حِجَج؛ وروى يونس:
معناها على أَن تُثِبَني على الإِجارة؛ ومن ذلك قول العرب: آجركَ اللهُ أَي
أَثابك الله. وقال الزجاج في قوله: قالت إحداهما يا أَبَتِ استأْــجِرْــهُ؛
أَي اتخذه أَجيراً؛ إِن خيرَ مَن اسْتأْــجرتَ القَويُّ الأَمينُ؛ أَي خيرَ
من استعملت مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة. قال وقوله: على
أَن تأْــجُرَــني ثمانيَ حِجَج أَي تكون أَجيراً لي. ابن السكيت: يقال أُــجِرَ
فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَي ماتوا فصاروا أَــجْرَــهُ.
وأَــجِرَــتْ يدُه تأْــجُر وتَأْــجِرُ أَــجْراً وإِجاراً وأُجوراً: جُبِرَتْ
على غير استواء فبقي لها عَثْمٌ، وهو مَشَشٌ كهيئة الورم فيه أَوَدٌ؛
وآجَرَــها هو وآجَرْــتُها أَنا إِيجاراً. الجوهري: أَــجَرَ العظمُ يأْــجُر
ويأْــجِرُ أَــجْراً وأُجوراً أَي برئَ على عَثْمٍ. وقد أُــجِرَــتْ يدُه أَي
جُبِرَتْ، وآجَرَــها اللهُ أَي جبرها على عَثْمٍ. وفي حديث ديَة التَّرْقُوَةِ:
إِذا كُسِرَت بَعيرانِ، فإِن كان فيها أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة؛
الأُجُورُ مصدرُ أُــجِرَــتْ يدُه تُؤْــجَرُ أَــجْراً وأُجوراً إِذا جُبرت على عُقْدَة
وغير استواء فبقي لها خروج عن هيئتها.
والمِئْجارُ: المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما يَصْلُبُ العظم
المجبور؛ قال الأَخطل:
والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ في شَرِيدِهِم،
كأَنه لاعبٌ يسعى بِمِئْجارِ
الكسائي: الإِجارةُ في قول الخليل: أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى
دالاً. وهذا من أُــجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ؛ وهو فِعَالَةٌ
من أَــجَرَ يأْــجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ.
والأُجُورُ واليَأْجُورُ والآجُِرُــون والأُــجُرُّ والآجُرُّ والآجُِرُ:
طبيخُ الطين، الواحدة، بالهاء، أُــجُرَّــةٌ وآجُرَّــةٌ وآجِرَّــة؛ أَبو عمرو:
هو الآجُر، مخفف الراء، وهي الآجُرَــة. وقال غيره: آجِرٌ وآجُورٌ، على
فاعُول، وهو الذي يبنى به، فارسي معرّب. قال الكسائي: العرب تقول آجُرَّــة
وآجُرَّ للجمع، وآجُرَــةُ وجمعها آجُرٌ، وأَــجُرَــةٌ وجمعها أَــجُرٌ، وآجُورةٌ
وجمعها آجُورٌ.
والإِجَّارُ: السَّطح، بلغة الشام والحجاز، وجمع الإِجَّار أَجاجِيرُ
وأَجاجِرَــةٌ. ابن سيده: والإِجَّار والإِجَّارةُ سطح ليس عليه سُتْرَةٌ.
وفي الحديث: من بات على إِجَّارٍ ليس حوله ما يَرُدُ قدميه فقد بَرِئَتْ
منه الذمَّة. الإِجَّارُ، بالكسر والتشديد: السَّطحُ الذي ليس حوله ما
يَرُدُ الساقِطَ عنه. وفي حديث محمد بن مسلمة: فإِذا جارية من الأَنصار على
إِجَّارٍ لهم؛ والأَنْجارُ، بالنون: لغة فيه، والجمع الإِناجِيرُ. وفي
حديث الهــجرة: فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، في السوق
وعلى الأَجاجيرِ والأَناجِيرِ؛ يعني السطوحَ، والصوابُ في ذلك
الإِجَّار.ابن السكيت: ما زال ذلك إِجِّيراهُ أَي عادته.
ويقال لأُم إِسمعيلَ: هاجَرُ وآجَرُ، عليهما السلام.
نــجر: النَّــجْر والنِّجارُ والنُّجارُ: الأَصْلُ والحَسَبُ، ويقال:
النَّــجْرُ اللَّوْنُ؛ قال الشاعر:
انجارُ كلِّ إِبِلٍ نِجارُها،
ونارُ إِبْلِ العالَمِينَ نارُها
هذه إِبلٌ مسروقةٌ من آبالٍ شَتَّى وفيها من كلِّ ضَرْبٍ ولَوْنٍ وسِمةٍ
ضَرْب. الجوهريّ: ومن أَمثالهم في المخلط: كلُّ نِجارِ إِبلٍ نِجارُها
أَي فيه من كل لَوْن من الأَخلاقِ وليس له رأْي يثبت عليه؛ عن أَبي عبيدة.
وفي حديث عليّ: واختَلَفَ النَّــجْر وتَشَتَّتَ الأَمْر؛ النَّــجْر:
الطبْعُ والأَصْل. ابن الأَعرابي: النــجر شَكْل الإِنسان وهيئتُه؛ قال
الأَخطل:وبَيْضاء لا نَــجْرُ النجاشِيِّ نَــجْرُــها،
إِذا التَهَبَتْ منها القَلائدُ والنَّحْرُ
والنَّــجْرُ: القَطْع، ومنه نَــجْرُ النَّجَّارِ، وقد نَــجَرَ العُودَ
نَــجراً. التهذيب: الليث النَّــجْرُ عمل النَّجَّارِ ونحْتُه، والنــجْرُ نَحْتُ
الخَشَبة، نَــجَرَــها يَنْــجُرها نَــجْراً: نَحَتها. ونُجارةُ العُود: ما
انْتُحِتَ منه عند النِّــجْرِ. والنجَّارُ: صاحبُ النَّــجْر وحِرْفَتُه
النِّجارةُ. والنَّــجْرانُ: الخَشَبة التي تَدُور فيها رِجْل الباب؛
وأَنشد:صَبَبْتُ الماءَ في النَّــجْرانِ صَبّاً،
تَرَكْتُ البابَ ليس له صَرِيرُ
ابن الأَعرابي: يقال لأَنف الباب الرِّتاجُ، ولِدَرَوَنْدِه
النَّــجْرانُ، ولِمِتْرَسه القُنَّاحُ والنِّجافُ؛ وقال ابن دريد: هو الخشبة التي
يَدُور فيها. والنَّوْــجَرُ: الخَشبة التي تُكْرَبُ بها الأَرضُ، قال ابن
دريد: لا أَحسبها عربية محضة. والمنْجُور في بعض اللغات: المَحالةُ التي
يُسْنى عليها. والنَّجِيرةُ: سَقِيفةٌ من خشب ليس فيها قَصَبٌ ولا غيره.
ونَــجَر الرجلَ يَنْــجُرهُ نَــجْراً إِذا جَمَعَ يده ثم ضَرَبه بالبُرْجُمةِ
الوُسْطى. الليث: نَــجَرْــتُ فلاناً بيدي، وهو أَن تَضُمَّ من كفِّك
بُرْجُمةَ الإِصبَعِ الوُسْطى ثم تَضْرِبَ بها رأْسَه، فَضَرْبُكَه النَّــجْرُ؛
قال الأَزهري: لم أَسمعه لغيره والذي سمعناه نَــجَرْــتُه إِذا دفعْتَه
ضَرْباً؛ وقال ذو الرمة:
يَنْــجُرْــنَ في جانِبَيْها وهْيَ تَنْسَلِبُ
وأَصله الدقُّ. ويُقال لِلهاوُنِ: مِنْجارٌ.
والنَّجِيرةُ: بَيْنَ الحَسُوِّ وبين العَصِيدةِ؛ قال: ويقال انْــجُرِــي
لِصِبْيانِك ورِعائِك، ويقال: ماءٌ مَنْجُور أَي مُسَخَّنٌ؛ ابن
الأَعرابي: هي العَصيدةُ ثم النجِيرة ثم الحَسُوُّ. والنَّجِيرة: لَبن وطَحِينٌ
يُخْلَطان، وقيل: هو لبنٌ حليبٌ يجعل عليه سَمْن، وقيل: هو ماء وطَحِين
يُطْبخ.
ونَــجَرْــتُ الماء نَــجْراً: أَسخنته بالرَّضَفَةِ. والمِنْــجَرةُ: حــجر
مُحْمى يُسخَّن به الماء وذلك الماء نَجِيرةٌ. ولأَنْــجُرَــنّ نَجِيرَتَك أَي
لأَجْزِينَّك جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابي.
والنَّــجَرُ والنَّــجَرانُ: العطشُ وشِدّة الشرْب، وقيل: هو أَن يمتلئ
بطنه من الماء واللبَنِ الحامض ولا يَرْوَى من الماء، نَــجِرَ نَــجَراً، فهو
نَــجِرٌ. والنــجَرُ: أَن تأْكل الإِبل والغنم بُزُورَ الصحْراءِ فلا
تَرْوَى. والنــجَرُ، بالتحريك: عطَشٌ يأْخذ الإِبل فتشرب فلا تروَى وتمرَض عنه
فتموت، وهي إِبل نَــجْرَــى ونَجارَى ونَــجِرَــةٌ. الجوهري: النَّــجَرُ،
بالتحريك، عطش يصيب الإِبل والغنم عن أَكل الحِبَّةِ فلا تكاد تروَى من الماء؛
يقال: نَــجِرَــتِ الإِبلُ ومَــجِرَــتْ أَيضاً؛ قال أَبو محمد الفقعسي:
حتى إِذا ما اشْتَدّ لُوبانُ النَّــجَرْ،
ورشَفَتْ ماءَ الإِضاءِ والغُدُرْ
ولاحَ لِلعَيْنِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ،
كَشُعْلةِ القابِس تَرْمي بالشَّرَرْ
يصف إِبلاً أَصابها عطش شديد. واللُّوبانُ واللُّوابُ: شِدّةُ العطشِ.
وسُهَيْلٌ: يجيء في آخر الصيف وإِقْبالِ البَرْدِ فَتَغْلُظُ كُروشُها فلا
تُمْسِكُ الماءَ ولذلك يُصِيبُها العطشُ الشديد. التهذيب: نَــجِرَ
يَنْــجَرُ نَــجَراً إِذا أَكثر من شرب الماء ولم يكَدْ يروَى. قال يعقوب: وقد
يصيب الإِنسانَ
(* قوله«قال يعقوب وقد يصيب الانسان» عبارة يعقوب كما في
الصحاح: وقد يصيب الانسان النــجر من شرب اللبن الحامض فلا يروى من الماء) ؛
ومنه شهرُ ناجِرٍ. وكل شهر في صَمِيمِ الحَرِّ، فاسمه ناجِرٌ لأَن الإِبل
تَنْــجَرُ فيه أَي يَشتَدُّ عطشها حتى تَيْبَسَ جُلُودُها. وصَفَرٌ كان في
الجاهلية يقال له ناجرٌ؛ قال ذو الرمة:
صَرَّى آجِنٌ يَزْوِي له المَرْءُ وجْهَه،
إِذا ذاقَه الظَّمْآنُ في شهر ناجِرٍ
ابن سيده: والنَّــجْر الحرُّ؛ قال الشاعر:
ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً،
وأَتتكَ وافِدةٌ من النَّــجْرِ
وشهرا ناجرٍ وآجرٍ: أَشدّ ما يكون من الحرّ، ويزعم قوم أَنهما حَزِيرانُ
وتَمُّوزُ، قال: وهذا غلط إِنما هو وقت طلوع نجمين من نجوم القَيْظ؛
وأَنشد عركة الأَسدي:
تُبَرِّدُ ماء الشَّنِّ في ليلة الصَّبا،
وتَسْقِينِيَ الكُرْكورَ في حَرِّ آجِرِ
وقيل: كل شهر من شهور الصيف ناجر؛ قال الحطيئة:
كنِعاج وَــجْرَــةَ، ساقَهُنّ
إِلى ظِلال السِّدْرِ ناجِرْ
وناجِرٌ: رَجَبٌ، وقيل: صفر؛ سمي بذلك لأَن المال إِذا ورد شرب الماء
حتى يَنْــجَرَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
صَبَحْناهُمُ كأْساً من الموتِ مُرَّةً
بناجِرَ، حتى اشتَدّ حَرُّ الودائِقِ
وقال بعضهم: إِنما هو بِناجَرَ، بفتح الجيم، وجمعها نواجر. المفضل: كانت
العرب تقول في الجاهلية للمحرَّم مُؤْتَمِرٌ، ولصفرٍ ناجِرٌ،ولربيع
الأَول خَوَّانٌ. والنَّــجْر: السَّوقُ الشديد. ورجل مِنْــجَر أَي شديدُ
السَّوْقِ للإِبِل.
وفي حديث النجاشيِّ: لما دخل عليه عَمْرو بنُ العاصِ والوَفْدُ قال لهم:
نَــجِّرُــوا أَي سَوِّقوا الكلامَ؛ قال أَبو موسى: والمشهور بالخاء،
وسيجيء. ونَــجَرَ الإِبل يَنْــجُرْــها نَــجْراً: ساقَها سَوْقاً شديداً؛ قال
الشماخ:
جَوَّاب أَرْضٍ مِنْــجَر العَشِيَّات
قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو عبيدة جَوَّاب أَرض، قال: والمعروف
جوّاب لَيْل، قال: وهو أَقعد بالمعنى لأَن الليل والعَشِيّ زمانان، فأَما
الأَرض فليست بزمان. ونَــجَرَ المرأَة نَــجْراً: نكَحها.
والأَنْــجَرُ: مِرْساةُ السفينة، فارسي؛ في التهذيب: هو اسم عِراقيٌّ،
وهو خَشبات يُخالَفُ بينها وبين رؤوسها وتُشدّ أَوساطها في موضع واحد ثم
يفرغ بينها الرَّصاص المذاب فتصير كأَنها صخرة، ورؤوسها الخشب ناتئة بها
الحبال وترسل في الماء فإِذا رَسَتْ رَسَتِ السفينة فأَقامت. ومن أَمثالهم
يقال: فلان أَثْقلُ مِن أَنــجَرة.
والإِنْجارُ: لغة في الإِجَّارِ، وهو السَّطْح؛ وقول الشاعر:
رَكِبْتُ من قَصْدِ الطريق مَنْــجَرَــهْ
قال ابن سيده: فهو المَقْصِدُ الذي لا يَعْدِلُ ولا يَجُورُ عن الطريق.
والمِنْجارُ: لُعْبة للصبيان يَلْعَبُون بها؛ قال:
والوَرْدُ يَسْعى بِعُصْمٍ في رِحالِهِمُ،
كأَنه لاعِبٌ يَسْعى بِمِنْجارِ
والنُّجَيرُ: حِصْن باليَمن؛ قال الأَعشى:
وأَبْتَعِثُ العِيسَ المَراسِيلَ تَفْتَلي
مسافةَ ما بين النُّجَيرِ وصَرْخَدَا
وبنو النَّجَّار: قبيلة من العرب؛ وبنو النَّجَّار: الأَنصار
(* قوله«
وبنو النجار الأنصار» عبارة القاموس: وبنو النجار قبيلة من الأنصار)؛ قال
حسان:
نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفعالَ والِدي،
إِذا العارُ لم يُوجَدْ له من يُوارِعُهْ
أَي يُناطِقُه، ويروى: يُوازِعُه.
والنَّجيرَةُ: نَبْت عَــجِرٌ قَصِيرٌ لا يَطولُ.
الجوهري: نَــجْرُ أَرض مكة والمدينة، ونَــجْرَــان: بلد وهو من اليمن؛ قال
الأَخطل:
مِثْل القَنافِذِ هَدّاجُونَ قد بَلَغَتْ
نَــجْرَــانَ، أَو بَلَغَتْ سَوآتِهِم هَــجَرُ
(* في ديوان الأخطل: على العِياراتِ هذّاجون.)
قال: والقافية مرفوعة وإِنما السوأَة هي البالِغَةُ إِلاَّ أَنه
قَلَبَها. وفي الحديث: أَنه كُفِّن في ثلاثة أَثواب نَــجْرَــانِيَّة؛ هي منسوبة
إِلى نَــجْرانَ، وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن. وفي الحديث:
قَدِمَ عليه نَصارى نَــجْرَــانَ.
جرج: الــجَرِــجُ: الجائل القَلِقُ.
وقد جَرِــجَ جَرَــجاً: قَلِقَ واضطرب؛ قال:
جاءَتْكَ تَهْوِي، جَرِــجاً وضِينُها
وجَرِــجَ الخَاتَمُ في يدي يَــجْرَــجُ جَرَــجاً إِذا قلق واضطربَ من سَعَته
وجال. وفي مناقب الأَنصار: وقتلت سَرَواتهم وجَرِــجُوا؛ قال ابن الأَثير:
هكذا رواه بعضهم بجيمين من الــجَرَــجِ، وهو الاضطراب والقَلَقُ، قال:
والمشهور من الرواية: وجُرِــحُوا، مِن الــجِراحِ. وسِكِّينٌ جَرِــجُ النِّصابِ:
قَلِقُهُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
إِني لأَهْوَى طَفْلَةً فيها غَنَجْ،
خَلْخَالُها في ساقها غَيرُ جَرِــجْ
وجَرِــجَ الرَّجلُ إِذا مشى في الــجَرَــجَةِ، وهي المَحَجَّةُ وجادَّةُ
الطريق؛ قال الأَزهري: وهما لغتان.
ابن سيده: جَرَــجَةُ الطريق وَسَطُه ومعظمه.
والــجَرَــجُ: الأَرضُ ذات الحجارة. والــجَرَــجُ: الأَرض الغليظة؛ وأَرضٌ
جَرِــجَةٌ.
وركبَ فلانٌ الجادَّة والــجَرَــجَةَ والمَحَجَّة: كُلُّهُ وَسَطُ الطريق.
الأَصمعي: خَرَجَةُ الطريق، بالخاء، وقال أَبو زيد: جَرَــجَةُ؛ قال
الرياشي: والصواب ما قال الأَصمعي.
وجَرَــجَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ: أَكلته.
والــجُرْــجُ: وعاء من أَوعية النساء؛ وفي التهذيب: الــجُرْــجَةُ والــجَرَــجَةُ
ضرب من الثياب. والــجُرْــجَةُ: خريطةٌ من أَدَمٍ كالخُرْجِ، وهي واسعة
الأَسفل ضيقة الرأْس يجعل فيها الزاد؛ قال أَوس بن حــجر يصف قوساً حسنة، دفع
من يسومها ثلاثَة أَبرادٍ وأَدْكَنَ أَي زقّاً مملوءاً عسلاً:
ثلاثةُ أَبرادٍ جيادٍ، وجُرْــجَةٌ،
وأَدْكَنُ، مِنْ أَرْيِ الدَّبورِ، مُعَسَّلُ
وبالخاء تصحيف، والجمعُ جُرْــجٌ مثل بُسْرَةٍ وبُسْرٍ؛ ومنه جُرَــيج: مصغر
اسم رجل. والــجُرْــجَةُ، بالضم: وعاء مثل الخُرْجِ. وابن جُريج: رجلٌ. قال
ابن بري في قوله الــجَرَــجَةُ، بتحريك الراء: جادَّةُ الطريق؛ قد اختلف في
هذا الحرف، فقال قوم: هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة ذكره أَبو سهل ووافقه
ابن السكيت وزعم أَن الأَصمعي وغيره صحفوه فقالوا: هو جَرَــجَة، بجيمين،
وقال ابن خالويه وثعلب: هو جَرَــجَة، بجيمين؛ قال أَبو عمرو الزاهد: هذا هو
الصحيح؛ وزعم أَن من: يقول هو خَرَجَة، بالخاء المعجمة، فقد صحفه؛ وقال
أَبو بكر بن الــجراح: سأَلت أَبا الطيب عنها، فقال: حكى لي بعض العلماء عن
أَبي زيد أَنه قال: هي الــجَرَــجَةُ، بجيمين، فلقيت أَعرابيّاً فسأَلته
عنها فقال: هي الــجَرَــجَةُ، بجيمين، قال: وهو عندي من جَرِــجَ الخاتَمُ في
إِصبعي؛ وعند الأَصمعي أَنه من الطريق الأَخْرَجِ أَي الواضح، فهذا ما
بينهم من الخلاف، والأَكثر عندهم أَنه بالخاء، وكان الوزير ابن المغربي يسأَل
عن هذه الكلمة على سبيل الامتحان ويقول: ما الصواب من القولين؟ ولا
يفسره.