Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بي

بَينَ بَينَ

بَيــنَ بَيــنَ:
نطق الهمزة بيــنها وبيــن حرف من جنس حركتها، فتجعل الهمزة المفتوحة بيــن الهمزة المحققة والألف، وتجعل المكسورة بيــن الهمزة المحققة والياء الممدودة، وتجعل المضمومة بيــن الهمزة والواو الممدودة. * التقليل، وهو الإمالة الصغرى أي بيــن الفتح والإمالة، وذلك (بَيــنَ بَيــنَ) عند بعضهم في باب ترقيق الراءات فعلى وجه التجوز، وذلك أن ثمة فرقاً في النطق بيــن الترقيق والإمالة الصغرى.

بين بين

بيــن بيــن:
[في الانكليزية] Intermediate
[ في الفرنسية] Intermediaire
بالياء المخففة الساكنة وهما اسمان جعلا اسما واحدا وبنيا على الفتح، يقال هذا بيــن بيــن، أي بيــن الجيّد والرديء، والهمزة المخففة يسمّى همزة بيــن بيــن كذا في الصّراح. قال الصرفيون بيــن بيــن هو التسهيل. وقد يطلق على قسم من الإمالة أيضا ويقال له التقليل والتلطيف أيضا. وقد يطلق على النسبة الحكمية التي اخترعها المتأخرون التي هي مورد الإيقاع والانتزاع كما في السلّم وغيره.

بَين بَين

(بَيــن بَيــن) مركب مَبْنِيّ على فتح الجزأين بِمَعْنى التَّوَسُّط بَيــن الشَّيْئَيْنِ يُقَال هَذَا الشَّيْء لَيْسَ بجيد وَلَا برديء وَلكنه بَيــن بَيــن

بيدق أو بيذق

بيــدق أو بيــذق: تــبيــذق: لقد اشتق ابن الهبارية الفعل تــبيــذق من بيــذق بمعنى صار بيــذقاً كما اشتقوا تفرزن من فرزان أي صار فرزاناً. ففي ابن خلكان (7: 109):
وإذا الــبيــاذق في الدسوت تفرزنت ... فالرأي أن تتــبيــذق الفرزان
بيــدق أو بيــذق: جندي الشطرنج وتجمع على بيــاديق (المقري 1: 882) وصيغة أخرى لكلمة بودقة: بوتقة (معجم ابن جــبيــر).

عدم المطابقة بين العدد الترتيبي ومعدوده

عدم المطابقة بيــن العدد الترتيــبي ومعدوده

مثال: هَذِه خَامِس معركة للمسلمين
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لعدم المطابقة بيــن العدد الترتيــبي والمعدود.

الصواب والرتبة: -هذه خامِسة معركة للمسلمين [فصيحة]-هذه معركة خامسة للمسلمين [فصيحة]
التعليق: العدد الترتيــبي يطابق المعدود في التذكير والتأنيث، سواء أكان صفة، أم مضافًا إلى المعدود.

تسفيه الغبي، في تكفير ابن عربي

تسفيه الغــبي، في تكفير ابن عربي
رسالة.
للشيخ، إبراهيم بن محمد الحلــبي.
المتوفى: سنة 952، اثنتين وخمسين وتسعمائة (956).
رد فيه: على السيوطي.
وجعله: ذيلا، على ما علقه على: (الفصوص).
أوله: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات... الخ).

الْمنزلَة بَين المنزلتين

الْمنزلَة بَيــن المنزلتين: الَّتِي قَالَ بهَا رَئِيس الْمُعْتَزلَة وَاصل بن عَطاء حِين اعتزل عَن مجْلِس الْحسن الْبَصْرِيّ رَئِيس أهل السّنة وَالْجَمَاعَة - وَالْمرَاد بِتِلْكَ الْمنزلَة الْوَاسِطَة بَيــن الْإِيمَان وَالْكفْر - فَإِن الْوَاصِل قَالَ إِن مرتكب الْكَــبِيــرَة أَي الْفَاسِق لَيْسَ بِمُؤْمِن وَلَا كَافِر فقد أثبت الْمنزلَة أَي الْوَاسِطَة بَيــن المنزلتين أَي الْإِيمَان وَالْكفْر لَا بَيــن الْجنَّة وَالنَّار كَمَا وهم لِأَن الْفَاسِق عِنْد الْمُعْتَزلَة مخلد فِي النَّار فَلَو كَانَ عِنْدهم منزلَة بَيــن الْجنَّة وَالنَّار لَكَانَ الْفَاسِق فِيهَا لَا فِي النَّار. وَلما كَانَ عِنْدهم مخلدا فِي النَّار إِن مَاتَ بِلَا تَوْبَة علم أَن الْمنزلَة بَيــن المنزلتين عِنْدهم لَيست إِلَّا الْوَاسِطَة بَيــن الْإِيمَان وَالْكفْر. وَأَيْضًا أَن بعض السّلف ذَهَبُوا إِلَى أَن الاعراف وَاسِطَة بَيــن الْجنَّة وَالنَّار وَأَهْلهَا من اسْتَوَت حَسَنَاته مَعَ سيئآته فَلَو كَانَ المُرَاد بالمنزلة الْوَاسِطَة بَيــن الْجنَّة وَالنَّار فَلَا وَجه لنسبة إِثْبَاتهَا إِلَى الْمُعْتَزلَة لقَوْل بعض السّلف أَيْضا - فَإِن قيل إِن الْحسن الْبَصْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَيْضا قَائِل بالمنزلة بَيــن الْكفْر وَالْإِيمَان لِأَن مرتكب الْكَــبِيــرَة عِنْده لَيْسَ بِمُؤْمِن وَلَا كَافِر فَمَا وَجه تَخْصِيص الْمُعْتَزلَة بذلك الْإِثْبَات. قُلْنَا إِن الْحسن الْبَصْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِنَّمَا أثبت الْوَاسِطَة بَيــن الْإِيمَان وَنَوع الْكفْر وَهُوَ الْكفْر بطرِيق الْجَهْر. والمعتزلة يثبتون الْوَاسِطَة بَيــن الْإِيمَان وَمُطلق الْكفْر فَيكون اعتزالا عَن مذْهبه لِأَنَّهُ يثبت الْمنزلَة بَيــن المنزلتين لِأَن الْفَاسِق عِنْده مُنَافِق دَاخل فِي الْكَافِر لِأَن النِّفَاق نوع من الْكفْر - فمراد الْبَصْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بالكافر الْكَافِر المجاهر.

بيت

(بيــت) - في حديث عائِشةَ، رضي الله عنها: "تزوَّجَنى رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، على بَيْــت قِيمتُه خَمُسون دِرهَمًا".
قال يَحيَى بنُ مَعِين: أي على مَتاع بَيــتٍ فَحَذَف المُضافَ وأَقامَ المُضاف إليه مُقَامة، كقَولِه تَعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ:} .

بيــت


بَاتَ (ي) (n. ac.
بَيْــتمَــبِيْــت []
بَيَــاْت)
a. [Fī], Passed, spent the night in.
b. [Bi
or
'Ind ], Passed the night at
with.
c. Continued (doing).
بَيَّــتَa. Built, constructed.
b. Did by night.

أَــبْيَــتَa. Made to pass the night.
b. Gave a night's lodging to.

إِسْتَــبْيَــتَa. Asked for shelter for the night.
b. Provided for the night.

بَيْــت (pl.
بُيُــوْت أَــبْيَــاْت)
a. House, abode, dwelling; tent; house of.
b. Nobleman.
c. Strophe, stanza, couplet.

بَاْيِتa. Stale (bread).
بَيَــاْتa. Night attack.

بَيْــت الخَلَا
a. بَيْــت الرَاحَة

بَيْــت الفَضَاء
a. بَيْــت المَاء Water-closet.

بَيْــت العَنْكَبُوْت
a. Spider's web.

بَيْــت المَال
a. Public Treasury.

بَيْــت المُقَدَّس
a. Jerusalem.
ب ي ت: جَمْعُ (الْــبَيْــتِ بُيُــوتٌ) وَ (أَــبْيَــاتٌ) وَ (أَبَابِيــتُ) عَنْ سِيبَوَيْهِ مِثْلُ أَقْوَالٍ وَأَقَاوِيلَ. وَتَصْغِيرُهُ (بُيَــيْتٌ) وَ (بِيَــيْتٌ) بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِهِ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بُوَيْتٌ. وَ (الْــبَيْــتُ) أَيْضًا عِيَالُ الرَّجُلِ. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَــبَيْــتٍ عَلَى ظَهْرِ الْمَطِيِّ بَنْيَتُهُ ... بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ الْخَيَاشِيمِ يَرْعَفُ
يَعْنِي بَيْــتَ شِعْرٍ كَتَبَهُ بِالْقَلَمِ. وَ (الْبَائِتُ) وَ (الْــبَيُّــوتُ) الْغَابُّ، يُقَالُ: خُبْزٌ بَائِتٌ. وَ (بَاتَ) الرَّجُلُ يَــبِيــتُ وَيَبَاتُ (بَيْــتُوتَةً) وَ (بَاتَ) يَفْعَلُ كَذَا إِذَا فَعَلَهُ لَيْلًا. وَ (بَيَّــتَ) الْعَدُوُّ أَوْقَعَ بِهِمْ لَيْلًا وَالِاسْمُ (الْــبَيَــاتُ) وَ (بَيَّــتَ) أَمْرًا دَبَّرَهُ لَيْلًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ يُــبَيِّــتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108] . 
ب يت

ماله بيــت ليلة وبيــته ليلة. وفلان لا يستــبيــت أي لا يملك الــبيــتة. وتــبيــت الطعام: أكلته عند المضجع، وشر الطعام المتــبيــت. وبيــته العدو، ومن عادته الــبيــات. وبيــت الأمر: دبره ليلاً " إذ يــبيــتون ما لا يرضى من القول " وهذا أمر قد بيــت بليل. وخفت بيــوت أمر. قال جرير

أعد لــبيــوت الهموم إذا سرت ... جمالية حرفاً وميساً مفرداً

وبت عنده في مــبيــت صدق، وبيــتوتة طيبة. وأباتك الله إباتة حسنة، وبيــتك الله في عافية. وفلان من أهل الــبيــوتات، وهو من بيــت كريم. وقلت أبيــاتاً من الشعر وبيــوتاً. ولي في هذا المعنى أبيــات. وكم من أبا بيــت ملاح للعرب.

ومن المجاز: قال بدوي لآخر: هل لك بيــت أي امرأة. وقال:

مالي إذا أنزعها صأيت ... أكبر غيرني أم بيــت

وقال:

هنيئاً لأرباب الــبيــوت بيــوتهم ... سوى بعل جمل لا هنيئاً له جمل

وبات فلان إذا تزوج. وبني فلان عليه بيــتاً إذا أعرس. وتزوجت فلانة على بيــت أي على فرش يكفي الــبيــت.
بيــت: {بيَّــت}: قدَّر بليل. 
(ب ي ت) : (بَيَّــتُوا الْعَدُوَّ) أَتَوْهُمْ لَيْلًا وَالِاسْمُ الْــبَيَــاتُ كَالسَّلَامِ مِنْ سَلَّمَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ أَهْلُ الدَّارِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يُــبَيَّــتُونَ لَيْلًا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَقَوْلُهُ وَتَجُوزُ الْإِغَارَةُ عَلَيْهِمْ وَالتَّــبْيِــيتُ بِهِمْ صَوَابُهُ وَتَــبْيِــيتُهُمْ (وَالْــبَيْــتُ) اسْمٌ لِمُسَقَّفٍ وَاحِدٍ وَأَصْلُهُ مِنْ بَيْــتِ الشَّعْرِ أَوْ الصُّوفِ سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُبَاتُ فِيهِ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِفَرْشِهِ وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَهُمْ يَقُولُونَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى بَيْــتٍ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بَيْــتٍ قِيمَتُهُ سِتُّونَ دِرْهَمًا» .

(وَالْــبُيُــوتَاتُ) جَمْعُ بُيُــوتٍ جَمْعُ بَيْــتٍ وَتَخْتَصُّ بِالْأَشْرَافِ.
[بيــت] الــبَيْــتُ معروف، والجمع بُيــوتٌ وأبيــات وأباييت عن سيبويه، مثل أقوال وأقاويل. وتصغيره بيــيت وبيــيت أيضاً بكسر أوله. والعامة تقول بويت. وكذلك القول في تصغير شيخ وعير وشئ وأشباهها. والــبيــت أيضا: عيال الرجل. قال الراجز: مالى إذا أنزعها صأيت * أكبر غيرني أم بيــت * وفلان جاري بَيْــتَ بَيْــتَ، أي ملاصقاً، بُنِيا على الفتح لأنّهما اسمان جُعلا واحداً. وقول الشاعر: وبَيْــتٍ على ظَهْرِ المَطيّ بَنَيْتُهُ * بأسْمَرَ مشقوق الخياشيم يَرْعَفُ يعني بَيْــتَ شِعْرٍ كتَبَهُ بالقلم والبائِتُ: الغابُّ. يقال: خبر بائِتٌ، وكذلك الــبيــوت. والــبيــوت أيضا: الامر يــبيــت عليه صاحبه مهتما به. قال الهذلى : وأجعل فقرتها عدة * إذا خفت بيــوت أمر عضال وبات يَــبيــتُ ويَباتُ بَيْــتوتَةً. تقول: أَباتَكَ الله بخير. وباتَ يفعل كذا، إذا فعله ليلاً، كما يقال ظلَّ يفعل كذا إذا فعله نهاراً. وبَيَّــتَ العدوَّ، أي أوقع بهم ليلاً. والاسم الــبَيــاتُ. وبيَّــتَ أمراً، أي دبَّره ليلاً. ومنه قوله: تعالى (إِذْ يُــبَيِّــتُونَ ما لا يَرْضى من القول) . وبُيِّــتَ الشئ، أي قدر. وتقول: ماله بيــت ليلة، بكسر الباء، وبيــتَهُ ليلةٍ، أي قوت ليلة.
بيــت
بَيْــتُ اللهِ: الكَعْبَةُ. والــبَيْــتُ: من أبْيَــاتِ الشعْرِ؛ ومن بُيــوْتِ النَّاسِ. وبيُــوْتَاتُ العَرَبِ: أحْيَاؤها. وبَيــتَ فلانٌ أبْيَــاتاً تَــبْيِــيْتاً: بَنَاها. والــبَيْــتُوْتَةُ: دُخُوْلُكَ في اللَّيْلِ. وبِتُّ أفْعَلُ كذا: باللَّيْلِ، وُيسْتَعْمَلُ في النَهَارِ أيضاً.
وباتَ يَبَاتُ وَيــبِيْــتُ. وأبَاتَهم اللَّهُ إبَاتَة حَسَنَةً؛ وبَيْــتُوْتَةً.
أبَاتَهم الليْلُ بَيَــاتاً.
وما عِنْدَه بِيْــت لَيْلَةٍ وبِيْــتَةُ لَيْلَةٍ: أي قُوْتُها. وامْرأةُ الرجُلِ وبَيْــتُه: واحِدٌ. والــبُيُــوْتُ: النِّسَاءُ، وقيل: النِّكاحُ، وباتَ يَــبِيْــتُ بَيْــتاً. وبَنى عليه بَيْــتاً: إذا تَزَوَّجَ. والــبَيْــتُ: الفَرْشُ. ولَبَن وماءٌ بَيُــوتٌ: إذا مَضى عليه لَيْلٌ فَبَرَدَ وصَفَا. وحَوْضٌ بَيُّــوْت: مُلِىءَ بالأمْسِ. وبَيُّــوْتُ الهَم: الذي باتَ في الصَّدْرِ. وسِن بَيُّــوْتَةٌ: لا تَسْقُطُ. وتَــبَيَّــتّ الطَعَامَ تَــبْيِــيْتاً؛ والقَوْمَ. وبَيــتُّهم: إذا طَرَقْتَهم لَيْلاً. وتَــبَيَّــتُّه عن كذا: أي احْتَبَسْتُه فابَتُّه عندي. ويقولونَ: بَيــتَكَ اللَّهُ في عافِيَةٍ، ولا يقولونَ أبَاتَكَ. والمُسْتَــبِيْــتُ: الفَقِيْرُ. وابْتَاتَ يَبْتَاتُ: بمعنى بَيــتَ.
وبَيــتَ فلانٌ قَوْلَ فلانٍ: أي غَيرَه. وسُميَ بَيْــتُ الشِّعْرِ بَيْــتاً لأنَه مُقَدَّرٌ بوَزْنٍ مَعْلُوْمٍ. وبُيِّــتَ: قُدِّرَ، من قَوْلِه عَز وجَل: " إذْ يُــبَيِّــتُوْنَ ما لا يَرْضَى من القَوْلِ ". والتَــبْيِــيْتُ في النخْلِ: أنْ يُشَذَبَها من شَوْكِها وسَعَفِها.
بيــت
أصل الــبيــت: مأوى الإنسان بالليل، لأنه يقال: بَاتَ: أقام بالليل، كما يقال: ظلّ بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيــت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه أَــبْيَــات وبُيُــوت، لكن الــبيــوت بالمسكن أخصّ، والأبيــات بالشعر. قال عزّ وجلّ: فَتِلْكَ بُيُــوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا [النمل/ 52] ، وقال تعالى: وَاجْعَلُوا بُيُــوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس/ 78] ، لا تَدْخُلُوا بُيُــوتاً غَيْرَ بُيُــوتِكُمْ [النور/ 27] ، ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر، وبه شبّه بيــت الشعر، وعبّر عن مكان الشيء بأنه بيــته، وصار أهلُ الــبيــتِ متعارفا في آل النــبيّ عليه الصلاة والسلام، ونبّه النــبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله: «سلمان منّا أهل الــبيــت» أنّ مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما قال: «مولى القوم منهم، وابنه من أنفسهم» .
وبيــت الله والــبيــت العتيق: مكة، قال الله عزّ وجل: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْــبَيْــتِ الْعَتِيقِ [الحج/ 29] ، إِنَّ أَوَّلَ بَيْــتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ [آل عمران/ 96] ، وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْــبَيْــتِ [البقرة/ 127] يعني: بيــت الله.
وقوله عزّ وجل: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْــبُيُــوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى [البقرة/ 189] ، إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيــوتهم بعد إحرامهم، فنبّه تعالى أنّ ذلك مناف للبرّ ، وقوله عزّ وجلّ: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ [الرعد/ 23] ، معناه: بكل نوع من المسارّ، وقوله تعالى:
فِي بُيُــوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور/ 36] ، قيل: بيــوت النــبيّ نحو: لا تَدْخُلُوا بُيُــوتَ النَّــبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ [الأحزاب/ 53] ، وقيل: أشير بقوله: فِي بُيُــوتٍ إلى أهل بيــته وقومه. وقيل: أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء في قول النــبيّ صلّى الله عليه وسلم: «لا تدخل الملائكة بيــتا فيه كلب ولا صورة» : إنه أريد به القلب، وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال: كلب فلان: إذا أفرط في الحرص، وقولهم: هو أحرص من كلب .
وقوله تعالى: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْــبَيْــتِ [الحج/ 26] يعني: مكة، وقالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْــتاً فِي الْجَنَّةِ [التحريم/ 11] ، أي: سهّل لي فيها مقرّا، وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُــوتاً وَاجْعَلُوا بُيُــوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس/ 87] يعني: المسجد الأقصى.
وقوله عزّ وجل: فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْــتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [الذاريات/ 36] ، فقد قيل:
إشارة إلى جماعة الــبيــت فسمّاهم بيــتا كتسمية نازل القرية قرية. والــبَيَــاتُ والتَّــبْيِــيتُ: قصد العدوّ ليلا.
قال تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَيــاتاً وَهُمْ نائِمُونَ [الأعراف/ 97] ، بَيــاتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ [الأعراف/ 4] . والــبَيُّــوت: ما يفعل بالليل، قال تعالى: بَيَّــتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ [النساء/ 81] . يقال لكلّ فعل دبّر فيه بالليل:
بُيِّــتَ، قال تعالى: إِذْ يُــبَيِّــتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ
[النساء/ 108] ، وعلى ذلك قوله عليه السلام: «لا صيام لمن لم يــبيّــت الصيام من الليل» .
وبَاتَ فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل، كظلّ لما يفعل بالنهار، وهما من باب العبارات.
[بيــت] فيه: بشر خديجة "بــبيــت" من قصب، بيــت الرجل داره وقصره وشرفه، أي بشر بقصر من زمردة أو لؤلؤة مجوفة. وفي مدحه صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى "بيــتك" المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق
بيــت
باتَ1 يَــبيــت، بِتْ، بَيــاتًا، فهو بائت
• بات: فعل ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر بمعنى صار أو أصبح "بات الأمرُ معلومًا- بات يفعل كذا: صار يفعله ليلاً- بات من المقرَّر أن: أصبح من المقرّر أن". 

باتَ2/ باتَ على/ باتَ في يَبات ويَــبيــت، بِتْ وبَتْ، بَيــاتًا وبيــتوتةً وبَيْــتًا، فهو بائت، والمفعول مــبيــت عليه
• بات فلانٌ: أدركه اللّيل، نام أو لم ينم "بات المجتهد

عاملاً: سهر ليله عاملاً- {وَالَّذِينَ يَــبِيــتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} ".
• باتَ الشَّيءُ: مضتْ عليه ليلةٌ "أكلت خبزًا بائتًا- كلام بائت- يــبيــت/ يبات ليله ينظم الشِّعْرَ".
• بات على سريره: أظلَّه المــبيــت، وأَجَنَّه الليل سواءٌ أنام أم لم ينمْ.
• بات في المكان: نَزَلَ فيه، وأقام به ليلاً "بات الرَّجلُ في بيــت صديقه- كان بائتًا في الفندق". 

أباتَ يُــبيــت، أبِتْ، إباتةً، فهو مُــبيــت، والمفعول مُبات
• أبات الزَّائرَ: جعله يقضي اللّيل عنده "أباته في داره". 

بيَّــتَ يــبيِّــت، تَــبْيــيتًا، فهو مُــبَيِّــت، والمفعول مُــبَيَّــت
بيَّــت الضَّيفَ وغيرَه:
1 - أباته؛ جعله يقضي الليل عنده.
2 - أهلكه ليلاً " {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُــبَيِّــتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} ".
بيَّــت الأمرَ: دَبَّرَه ليلاً أو في خفاء " {بَيَّــتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} ".
بيَّــت الصِّيامَ: نواه ليلاً.
بيَّــت الرَّأيَ: أطال الفكرَ فيه وأحكمه. 

إباتة [مفرد]: مصدر أباتَ. 

بائت [مفرد]: اسم فاعل من باتَ1 وباتَ2/ باتَ على/ باتَ في. 

بَيــات [مفرد]:
1 - مصدر باتَ1 وباتَ2/ باتَ على/ باتَ في.
2 - مفاجأة القوم في جوف الليلّ " {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَــاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} ".
3 - (سق) لحن من ألحان الموسيقى.
• الــبيــات الشِّتويّ: (حي) حالة تعين النبات أو الحيوان على قضاء الفصل البارد في سكون أو نوم "تلجأ البرمائيّات إلى الــبيــات الشتويّ في فصل الشتاء".
• الــبيــاتيّ: (فن) فرعٌ من فروع السُّلَّم الموسيقيّ الغربيّ الكثير الاستعمال. 

بَيْــت1 [مفرد]: ج بيــوت (لغير المصدر)، جج بيــوتات (لغير المصدر):
1 - مصدر باتَ2/ باتَ على/ باتَ في.
2 - مسكن، منزل، دار مــبيــت، مثوًى "أدوات بيــتيّة: ما يستعمل في الــبيــت من أدوات- إذا كان ربُّ الــبيــت بالدُّفِّ ضاربًا ... فشيمة أهل الــبيــت كُلِّهم الرَّقصُ- {وَأْتُوا الْــبُيُــوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} " ° الــبيــت الأبيــض: مقرّ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن- بَيْــتُ الحكمة: معهد أسَّسه الخليفة المأمون (198 - 202هـ) واشتهر بمكتبته ودوره في حركة النَّشر- بَيْــتُ الرَّاحة/ بَيْــتُ الأدب/ بَيْــتُ الخلاء: المرحاض- بَيْــتُ المقدس: القدس- بَيْــتُ المالِ: الخزانة العامة- بَيْــتُ التحف: المتحف، دار الآثار- أبو الــبيــت/ ربّ الــبيــت: صاحبه المسئول عنه- بَيْــتُ الإبْرة: البوصلة- بَيْــتُ الأمّة: مأوى الناس، وكان يطلق في مصر على منزل الزعيم سعد زغلول- بَيْــتُ العنكبوت: يُضرب به المثل في الوهن والضعف- بَيْــتُ الله: المسجد- بَيْــتُ بِغاء/ بَيْــتُ فساد: منزل يُرتكب فيه الزِّنا والدَّعارة مقابل مال- بَيْــتُ تجاريّ: مركز تجاريّ- ربَّة الــبيــت: سيّدة العائلة- صاحب الــبيــت أدرى بما فيه: أعلم بما فيه- فتَح بيــته لفلان: رحّب به، أحسن استقباله- واجبات بيــتيّة: واجبات تُعطَى للتلاميذ لإعدادها في الــبيــت- وَجْهُ الــبيــت: الحدّ الذي يكون فيه الباب- يأتي الــبيــوت من أبوابها: يتناول الأمور من وجهها الصحيح، أو يتوصّل إليها من طريقها المشروع.
3 - مسجد " {فِي بُيُــوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ} ".
• الــبيــت/ الــبيــت الحرام/ الــبيــت العتيق: الكعبة المشرَّفة " {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْــبَيْــتِ} - {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْــبَيْــتِ الْعَتِيقِ} - {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْــبَيْــتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} ".
بيــت الرَّجل: امرأته وعياله.
• أهل الــبيــت: عائلة النــبيّ محمد صلّى الله عليه وسلم وذرّيته.
• الــبيْــتان: بَيْــت الأبوَّة وبيــت الزوجيَّة.
بيــوتات: بيــوت الشَّرف أو ذوو المكانة البارزة والأحساب المتوارَثَة "فلان من أهل الــبيــوتات".
بيــوت العلم: الأُسر المعروفة برجالها من العلماء.
بيــوت الشَّباب: مساكن تستضيف المسافرين بأجور
 رمزيّة. 

بَيْــت2 [مفرد]: ج أبيــات
بيــت الشِّعر: كلام موزون مؤلَّف عادة من شطرين، (صدْر وعَجُز)، وقد يكون شطرًا واحِدًا ° بَيْــتُ القصيد: الأمر المهم، خلاصة الموضوع، أحسن أبيــات القصيدة وأنفسها. 

بِيــتَة [مفرد]: اسم هيئة من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في: "بات بيــتة الملائكة/ الطّير/ الثّعابيــن". 

بيــتوتة [مفرد]: مصدر باتَ2/ باتَ على/ باتَ في. 

مبات [مفرد]: مصدر ميميّ من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في. 

مَــبِيــت [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في.
2 - اسم مكان من باتَ2/ باتَ على/ باتَ في: مكان يُقام فيه ليلاً "الفندق مَــبيــت المسافرين". 
[ب ي ت] الــبَيْــتُ مِنَ الشَّعَرِ: ما زادَ على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ، وهو مُذَكَّرٌ، يَقَعُ على الصَّغِيرِ والكَــبِيــرِ وقَدْ يُقال للمَبْنِيِّ من غيرِ الأَبْنِيَةِ التي هي الأَخْــبِيَــةُ، بَيْــتٌ. وقولُه تَعَالَى: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيــوتا غير مسكونة} [النور: 29] معناه: ليس عليكُمْ جُناحٌ أن تَدْخُلُوها بغيرِ إِذْنٍ. وجاءَ في التَّفْسِيرِ: أَنَّه يعنِي بها الخانات، وحَوانِيتَ التُّجارِ، والمَواضِعَ المُباحَةَ التي يُباعُ فيها الأَشْياءُ، ويُــبِيــحُ أَهْلُها دُخُولَها. وقِيلَ: إِنّه يُعْنَى بها الخَرِباتُ التي يَدْخُلُها الرَّجُلُ لبَوْلٍ أو غائِطٍ. ويَكُونُ مَعْنَى قولِه: {فيها متاع لكم} أي: إِمْتاعٌ لكم تَتَفَرَّجُونَ بها ممّا بِكُمْ. وقولُه تَعَالَى: {في بيــوت أذن الله أن ترفع} [النور: 36] . قال الزَّجّاجُ: أرادَ المَساجِدَ. قالَ: وقالَ الحَسَنُ: يَعْنى به بَيْــتَ المَقْدِسِ. قال أبو الحَسَنِ: وجَمَعَه تَعْظِيمًا وتَفْخِيمًا، ولذلِكَ خَصَّ بناءَ أَكْثَرِ العَدَدِ، و (في) مُتَّصِلَةٌ بقولِه: {كمشكاة} ، وقيل: ب {يسبح} . وقد يَكُونُ الــبَيْــتُ للعَنْكَبُوتِ وللضَّبِّ وغيرِه من ذَواتِ الجِحَرِ وفي التَّنْزِيلِ: {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْــبُيُــوتِ لَــبَيْــتُ الْعَنْكَبُوبِ} [العنكبوت: 41] ، وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ - فيما تَضَعُهُ العَرَبُ على أَلْسِنَةِ البَهائِمِ، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابْنَه -:

(أَهَدَمُوا بَيْــتَكَ لا أَبَا لَكَا ... )

(وأَنَا أَمْشِى الدَّأَلَى حَوالَكَا ... )

وقالَ يَعْقُوبُ: السُّرْفَةُ: دابَّةٌ تَبْنِى لنَفْسِها بيــتًا من كُسارِ العِيدانِ، وكذلك قال أبو عُــبَيْــدٍ: السُّرْفَةُ: دابَّةٌ تَبْنِى بيــتًا حَسنًا تكونُ فيه فجَعَلا لها بَيْــتًا. وقال أبو عُــبَيْــدٍ أيضًا: الصَّيْدانِيُّ: دابَّةٌ تَعْمَلُ لنَفْسِها بَيْــتًا في جَوْفِ الأَرْضِ، وتُغْمِّيه. وكلُّ ذلك أُراهُ على التَّشْــبِيــهِ بــبَيْــتِ الإنْسانِ. وجمعُ الــبَيْــتِ: أَــبْيــاتٌ، وأَبايِيتُ، وبُيُــوتٌ، وبُيُــوتاتٌ. وحكى أبو عليٍّ عن الفَرّاءِ: أَــبْيــاواتٌ، وهذا نادِرٌ. وبَيَّــتُّ الــبَيْــتَ: بَنَيْتُه. والــبَيْــتُ من الشِّعْرِ مُشْتَقٌّ من بَيْــتِ الخباءِ، وهو يَقَعُ على الصَّغِيرِ والكَــبِيــر، كالرَّجَزِ والطَّوِيلِ، وذلك لأَنَّه يضمُّ الكَلامَ، كما يَضُمُّ الــبيــتُ أَهْلَه، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّاتِه أَسْباباً وأَوْتادًا على التَّشْــبِيــهِ لها بأَسباب الــبُيُــوتِ وأَوتادِها، والجمعُ: أَــبْيــاتٌ. وحَكَى سِيبَوَيْهِ في جمعِه بُيُــوتٌ، فتَبِعَهُ ابنُ جِنِّي، فقالَ - حينَ أَنْشَدَ بَيْــتَيِ العَجّاجِ -:

(يا دارَ سَلْمَى يا اسْلَمِى ثُمَّ اسْلَمِى ... )

(فخِنْدِفٌ هامَةٌ هذا العالَمِ ... )

جاءَ بالتَّأْسِيسِ ولم يَجِئْ بِها في شيْءٍ من الــبُيُــوتِ. قال عَلِيٌّ: وإِذا كانَ الــبَيْــتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهًا بالــبَيْــتِ من الخِباءِ وسائِرِ البِناءِ لم يَمْتَنِعْ أن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه. وبَيْــتُ اللهِ: الكَعْبَةُ. قال الفارِسِيُّ: وذلك كما قِيلَ للخَلِيفَةِ: عَبْدُ اللهِ. والجَنَّة: دارُ السَّلامِ. والــبَيْــتُ: القَبْرُ، أُراه على التَّشْــبِيــهِ قال لَــبِيــدٌ:

(وصاحِبُ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بيَــوْمِه ... وعنْدَ الرِّداعِ بيــتُ آخَرَ كَوْثَرِ) والــبَيْــتُ من بُيُــوتاتِ العَرَبِ: الّذِي يَضُمُّ شَرَفَ القَــبِيــلَةِ، كآلِ حِصْنٍ الفَزارِييِّنَ، وآلِ الجَدَّيْنِ الشَّيْبانِيِّينَ، وآلِ عَبْدِ المَدانِ الحارِثِيِّينِ. وكانَ ابنُ الكَلْــبِيِّ يَزْعَمُ أنَّ هذِه الــبُيُــوتاتِ أَعْلَى بُيُــوتِ العَرَبِ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل الــبيــت} [الأحزاب: 33] : إِنَّما يُرِيدُ أَهْلَ بيــتِ النــبيِّ صلى الله عليه وسلم، أزْواجَه وبنْته وعَلِيّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ. قالَ سِيبَويْهِ: أكثرُ الأَسماءِ دُخُولاً في الاخْتِصاصِ بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مَضافَةً، وأهلُ الــبَيْــتِ، وآلُ فُلانٍ، يَعْنِى أَنَّكَ تقولُ: نَحْنُ أَهْلَ الــبَيْــتِ نَفْعَلُ كذا، فتَنْصَبُهُ على الاخْتِصاصِ، كما تَنْصِبُ المُنادِى المُضافَ، وكذلِكَ سائِرُ هذه الأَرْبَعَةِ، وقد بَيَّــنّا ذلِكَ في مَوْضِعِه. وفُلانٌ بَيْــتُ قَوْمِهِ: أي شَرِيفُهُم، عن أَبِى العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيِّ. وبَيــتُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُه، قالَ:

(ألا يا بَيْــتُ بالعَلْياءِ بَيْــت ... ولَوْلاَ حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَيْتُ)

أرادَ: لِى بالعَلْياءِ بَيْــتٌ. والــبَيْــتُ: التَّزْويجُ، عن كُراع. ومَرْأَةٌ مُتَــبَيِّــتَةٌ: أَصابَتْ بَيْــتًا وبَعْلاً. وهُوَ جارى بَيْــتَ بَيْــتَ. قال سِيْبَوَيْهِ: مِن العَرَبِ من يَبْنِيه كخَمْسَةَ عَشَرَ، ومنهم من يُضِيفُه إِلاَّ في حَدِّ الحالِ. وباتَ يَفْعَلُ كذا وكذا يَــبِيــتُ ويَباتُ بَيْــتًا، وبَيَــاتًا، ومَــبِيــتًا، وبَيْــتُوتَةً: أي يَفْعَلُه لَيْلاً، وليسَ من النَّوْمِ. وقالَ الزَّجّاجُ: كُلُّ من أَدرَكَهُ اللّيْلُ فقد باتَ، نامَ أو لَمْ يَنَمْ، وفي التَّنْزِيلِ: {والذين يــبيــتون لربهم سجدا وقياما} [الفرقان: 64] . والاسمُ من كُلِّ ذِلَكِ: الــبِيــتَةُ. وأَباتَهُ اللهُ أَحْسَنَ بِيــتَةٍ، أي: إِباتَةٍ، لكِنَّه أرادَ به الضَّرْبَ من المَــبِيــتِ، فبَناهُ على فِعْلَةٍ، كما قالُوا: قَتَلَهُ شَرَّ قِتْلَةٍ، وبِئْسَتِ المِيتَةُ، إِنَّما أرادُوا الضَّرْبَ الَّذِي أصابَه من القَتْلِ والمَوْتِ. وبِتُّ القَوْمَ، وبِتُّ بهِمْ: بِتُّ عِنْدَهُم. حكاه أبو عُــبَيْــدٍ. وبَيَّــتَ الأَمْرَ: عَمِلَهُ لَيْلاً، أو دَبَّرَه لَيْلاً، وفي التَّنْزِيلِ: {بَيَّــتَ طَائفَةٌ مَنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} [النساء: 81] ، وفيه: {إِذْ يَــبَيِّــتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108] . وبَيَّــتَ القَوْمَ: أَوْقَعَ بهم لَيْلاً، والاسمُ الــبَيَــاتُ. وماءٌ بَيُّــوتٌ: باتَ فَبَرَدَ، قال غَسّانُ السَّلِيطِيُّ:

(كَفاكَ فأَغْناكَ ابنَ نَضْلَةَ بَعْدَها ... عُلاَلَةُ بَيُّــوتٍ من الماءِ قارِسِ)

وقولُه - أَنْشَدَه ابنُ الأعرابِيِّ -:

(فصَبَّحَتْ حَوْضَ قِرًا بَيُّــوتًا ... )

أُراه أرادَ: قِرَا حَوْضٍ بَيُّــوتًا فقَلَبَ، والقِرَا: ما تَجَمَّعَ في الحَوْضِ من الماءِ، فأَنْ يَكُونَ ((بَيُّــوتٌ)) صِفَةً للماءِ خَيْرٌ من أَنْ يَكُونَ للحَوْضِ؛ إذْ لا مَعْنَى لوَصْفِ الحَوْضِ به. وهُمٌّ بَيُّــوتٌ: باتَ في الصَّدْرِ، قالَ:

(عَلَى طَرَبٍ بَيُّــوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ ... )

والمَــبِيــتُ: المَوْضِعُ الذي يُباتُ فيهِ. وما لَه بِيــتُ لَيْلَةٍ. وبِيَــتُها: أي قِيتَتُها. والــبِيْــتَةُ: حالُ المَــبِيــتِ، قالَ طَرَفَةُ:

(ظَلَلْتُ بِذى الأَرْطَى فُوَيْقَ مُثَقَّبٍ ... بــبيــتَةِ سَوْءٍ هالِكًا أو كَهالِكِ)

بيــت: الــبَيْــتُ من الشَّعَر: ما زاد على طريقةٍ واحدة، يَقَع على الصغير

والكــبيــر؛ وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْــبِيَــةُ بَيْــتٌ؛

والخِباءُ: بيــت صغير من صوف أَو شعر، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء، فهو

بيــتٌ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن الــبيــت، وهي تسمى بيــتاً أَيضاً إِذا

كان ضَخْماً مُرَوَّقاً. الجوهري: الــبيــتُ معروف. التهذيب: وبيــت الرجل

داره، وبيــته قَصْره، ومنه قول جبريل، عليه السلام: بَشِّرْ خديجة بــبيــتٍ من

قَصَب؛ أَراد: بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ، أَو بقصر من

زُمُرُّذَة. وقوله عز وجل: ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيــوتاً غيْرَ مسكونة،

معناه: ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغير إِذن؛ وجاء في التفسير: أَنه يعني

بها الخانات، وحوانيتَ التِّجارِ، والمواضعَ المباحةَ التي تُباع فيها

الأَشياء، ويُــبيــح أَهلُها دُخولَها؛ وقيل: إِنه يعني بها الخَرِباتِ التي

يدخلها الرجلُ لبول أَو غائط، ويكون معنى قوله فيها متاع لكم: أَي إِمتاع

لكم، تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم. وقوله عز وجل: في بُيــوتٍ أَذِنَ

اللَّهُ أَن تُرْفَعَ؛ قال الزجاج: أَراد المساجدَ، قال: وقال الحسن يعني به

بيــتَ المَقْدس، قال أَبو الحسن: وجمعَه تفخيماً وتعظيماً، وكذلك خَصَّ

بناءَ أَكثر العدد. وفي متصلة بقوله كَمِشْكاة. وقد يكون الــبيــتُ للعنكبوت

والضَّبِّ وغيره من ذوات الجِحَرِ. وفي التنزيل العزيز: وإِنَّ أَوْهَنَ

الــبُيــوت لَــبَيْــتُ العنكبوت؛ وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة

البهائم، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه:

أَهْدَمُوا بَيْــتَكَ، لا أَبا لَكا

وأَنا أَمْشِي، الدَّأَلَى، حَوالَكا

ابن سيده: قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيــتاً من كِسارِ

العِيدانِ، وكذلك قال أَبو عــبيــد: السُّرْفة دابة تبني بيــتاً حَسَناً تكون

فيه، فجعَل لها بيــتاً. وقال أَبو عــبيــد أَيضاً: الصَّيْدانيُّ دابة تَعْمَلُ

لنفسها بيــتاً في جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه؛ قال: وكلُّ ذلك أُراه على

التشــبيــه بــبيــت الإِنسان، وجمعُ الــبَيْــت: أَــبيــاتٌ وأَباييتُ، مثل أَقوالٍ

وأَقاويلَ، وبيُــوتٌ وبُيــوتاتٌ، وحكى أَبو عليّ عن الفراء: أَــبْيــاواتٌ، وهذا

نادر؛ وتصغيره بُيَــيْتٌ وبِيَــيْتٌ، بكسر أَوله، والعامة تقول: بُوَيْتٌ.

قال: وكذلك القول في تصغير شَيْخ، وعَيْرٍ، وشيءٍ وأَشباهِها. وبَيَّــتُ

الــبَيْــتَ: بَنَيْتُه.

والــبَيْــتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَيْــت الخِباء، وهو يقع على الصغير

والكــبيــر، كالرجز والطويل، وذلك لأَنه يَضُمُّ الكلام، كما يَضُمُّ الــبيــتُ

أَهلَه، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً، على التشــبيــه لها

بأَسباب الــبيــوت وأَوتادها، والجمع: أَــبْيــات. وحكى سيبويه في جمعه

بُيــوتٌ، فتَبِعَه ابنُ جني فقال، حين أَنشد بَيْــتَي العَجَّاج:

يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي،

فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالَمِ

جاءَ بالتأْسيس، ولم يجئْ بها في شيء من الــبُيــوتِ. قال أَبو الحسن؛

وإِذا كان الــبَيْــتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالــبيــت من الخِباءِ وسائر

البناءِ، لم يمتنع أَن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه. التهذيب: والــبَيْــتُ من

أَــبيــات الشِّعْر سمي بيــتاً، لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً، فصار كــبَيْــتٍ

جُمِعَ من شُقَقٍ، وكِفاءٍ، ورِواقٍ، وعُمُد؛ وقول الشاعر:

وبيــتٍ، على ظَهْر المَطِيِّ، بَنَيْتُه

بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم، يَرْعُفُ

قال: يعني بيــت شِعْرٍ كتَبه بالقلم. وسَمَّى اللَّهُ تعالى الكعبةَ،

شرَّفها اللَّه: الــبيــتَ الحرامَ. ابن سيده: وبَيْــتُ اللَّهِ تعالى الكعبةُ.

قال الفارسي: وذلك كما قيل للخليفة: عبدُ اللَّه، وللجنة: دار السلام.

قال: والــبيْــتُ القَبْر، على التشــبيــه؛ قال لــبيــد:

وصاحِبِ مَلْحُوبٍ، فُجِعْنا بيــومه،

وعِنْدَ الرِّداعِ بَيــتُ آخَرَ كَوْثَر

(* قوله «وصاحب ملحوب» هو عوف بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب.

وعند الرداع موضع مات فيه شريح بن الأَحوص بن جعفر بن كلاب. اهـ. من

ياقوت.)

وفي حديث أَــبي ذر: كيف نَصْنَعُ إِذا مات الناس، حتى يكون الــبيــتُ

بالوَصِيف؟ قال ابن الأَثير: أَراد بالــبَيْــتِ ههنا القَبْر؛ والوَصِيفُ:

الغلامُ؛ أَراد: أَن مواضع القُبور تَضيقُ، فيَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِيفٍ.

وقال نوح، على نــبيــنا وعليه أَفضلُ الصلاة والسلام، حينَ دَعا رَبَّه: رَبِّ

اغْفِرْ لي ولوالديَّ، ولمن دخل بيــتي مؤْمناً؛ فسَمَّى سَفِينَته التي

رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْــتاً. وبَيْــتُ العرب: شَرَفُها، والجمع

الــبُيــوتُ، ثم يُجْمَعُ بُيــوتاتٍ جمع الجمع. ابن سيده: والــبَيْــتُ من بُيُــوتات

العرب: الذي يَضُمُّ شَرَفَ القــبيــلة كآل حِصْنٍ الفَزاريِّين، وآلِ

الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين، وآل عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين؛ وكان ابن الكلــبي

يزعم أَن هذه الــبُيــوتاتِ أَعْلى بُيــوتِ العرب. ويقال: بَيْــتُ تَميم في

بني حَنْظلة أَي شَرَفُها؛ وقال العباس يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم:

حتى احْتَوى بَيْــتُكَ المُهَيْمِنُ منْ

خِنْدِفَ، عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ

جَعَلَها في أَعْلى خِنْدِفَ بيــتاً؛ أَراد بــبيــته: شَرَفَه العاليَ؛

والمُهَيْمِنُ: الشاهدُ بفَضْلك. وقولُه تعالى: إِنما يُريدُ اللَّهُ

ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أَهلَ الــبيــتِ؛ إِنما يريد أَهلَ بيــت النــبي، صلى اللَّه

عليه وسلم، أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً، رضي اللَّهُ عنهم. قال سيبويه:

أَكثر الأَسماء دخولاً في الاختصاص بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مضافةً،

وأَهلُ الــبيــتِ، وآل فلانٍ؛ يعني أَنك تقول نحنُ أَهْلَ الــبيــتِ نَفْعَلُ كذا،

فتنصبه على الاختصاص، كما تنصب المنادى المضاف، وكذلك سائر هذه الأَربعة.

وفلانٌ بَيْــتُ قومِهِ أَي شَريفُهم؛ عن أَــبي العَمَيْثَل الأَعرابي.

وبَيْــتُ الرجلُ: امرأَتُه، ويُكْنى عن المرأَة بالــبَيْــتِ؛ وقال:

أَلا يا بَيْــتُ، بالعَلْياءِ بَيْــتُ،

ولولا حُبُّ أَهْلِكَ، ما أَتَيْتُ

أَراد: لي بالعَلْياءِ بَيْــتٌ. ابن الأَعرابي: العرب تَكْني عن المرأَة

بالــبَيْــت؛ قاله الأَصمعي وأَنشد:

أَكِبَرٌ غَيَّرَني، أَم بَيْــتُ؟

الجوهري: الــبَيْــتُ عِيالُ الرجل؛ قال الراجز:

ما لي، إِذا أَنْزِعُها، صَأَيْتُ؟

أَكِبَرٌ غَيَّرني، أَم بَيْــتُ؟

والــبَيْــتُ: التَزْويجُ؛ عن كراع.

يقال: باتَ الرجلُ يَــبيــتُ إِذا تَزَوَّجَ. ويقال: بَنى فلانٌ على

امرأَته بَيْــتاً إِذا أَعْرَسَ بها وأَدخلها بَيْــتاً مَضْروباً، وقد نَقَل

إِليه ما يحتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيره. وفي حديث عائشة، رضي اللَه

عنها: تَزَوَّجني رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، على بَيْــتٍ قِيمَتُه

خمسون دِرْهماً أَي متاعِ بَيْــتٍ، فحذف المضاف، وأَقام المضافَ إِليه

مُقامَه.

ومَرَةٌ مُتَــبَيِّــتَةٌ: أَصابت بَيْــتاً وبَعْلاً.

وهو جاري بَيْــتَ بَيْــتَ، قال سيبويه: من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر،

ومنهم من يُضِيفه، إِلا في حَدِّ الحال؛ وهو جاري بَيْــتاً لــبَيْــتٍ، وبيــتٌ

لِــبَيْــتٍ أَيضاً. الجوهري: وهو جاري بَيْــتَ بَيْــتَ أَي مُلاصِقاً، بُنيا

على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً.

ابن الأَعرابي: العرب تقول أَــبِيــتُ وأَباتُ، وأَصِيدُ وأَصاد، ويموتُ

ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدامُ، وأَعِيفُ وأَعافُ؛ ويقال: أَخيلُ الغَيْثَ

بناحِيَتِكم، وأَخالُ، لغةٌ، وأَزيلُ؛ يقال: زالَ

(* قوله «وأزيل يقال زال»

كذا بالأصل وشرح القاموس.)، يريدون أَزال. قال ومن كلام بني أَسَد: ما

يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ، إِتباع.

الصحاح: باتَ يَــبِيــتُ ويَباتُ بَيْــتُوتة. ابن سيده: باتَ يفعل كذا وكذا

يَــبِيــتُ ويَباتُ بَيــتاً وبَيــاتاً ومَــبيــتاً وبَيْــتُوتة أَي ظَلَّ يفعله

لَيْلاً، وليس من النَّوم، كما يقال: ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار.

وقال الزجاج: كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ، نام أَو لم يَنَم. وفي التنزيل

العزيز: والذين يَــبيــتُون لربهم سُجَّداً وقياماً؛ والاسم من كلِّ ذلك

الــبِيــتةُ. التهذيب، الفراءُ: باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة

اللَّه، أَو معصيته.

وقال الليث: الــبَيْــتُوتة دُخُولُك في الليل. يقال: بتُّ أَصْنَعُ كذا

وكذا.

قال: ومن قال باتَ فلانٌ إِذا نام، فلقد أَخطأَ؛ أَلا ترى أَنك تقول:

بِتُّ أُراعي النجومَ؟ معناه: بِتُّ أَنْظرُ إِليها، فكيف ينام وهو يَنْظُر

إِليها؟

ويقال: أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ وباتَ بَيْــتُوتةً صالحةً. قال

ابن سيده وغيره: وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر، وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ

بِيــتَةٍ أَي إِباتَةٍ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّــبْيِــيت، فبناه على

فِعْلِه، كما قالوا: قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، وبِئْست المِيتَةُ؛ إِنما

أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت.

وبِتُّ القومَ، وبِتُّ بهم، وبِتُّ عندَهم؛ حكاه أَبو عــبيــد.

وبَيَّــتَ الأَمْرَ: عَمِلَه ليلاً، أَوْ دَبَّره ليلاً. وفي التنزيل

العزيز: بَيَّــتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ؛ وفيه: إِذ يُــبَيِّــتُون ما

لا يَرْضى من القَوْل؛ قال الزجاج: إِذ يُــبَيِّــتُون ما لا يَرْضى من

القول: كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل، فقد بُيِّــتَ. ويقال: هذا

أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّــتَ بلَيْل، بمعنى واحد. وقوله: واللَّهُ

يَكْتُبُ ما يُــبَيِّــتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلاً.

وبُيِّــتَ الشيءُ أَي قُدِّر. وفي الحديث: أَنه كان لا يُــبَيِّــتُ مالاً، ولا

يُقَيِّلُه؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل، ولا إِلى

القائلة، بل يُعَجِّلُ قِسْمَته. وبَيَّــتَ القوْمَ والعَدُوَّ: أَوقع بهم ليلاً؛

والاسمُ الــبَيــاتُ. وأَتاهم الأَمر بَيــاتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل.

ويقال: بَيَّــتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَيــاتاً، فكَبَسَهم وهم

غارُّونَ. وفي الحديث: أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُــبَيَّــتُونَ أَي يُصابُون

لَيْلاً.

وتَــبْيِــيْتُ العَدُوِّ: هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم،

فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً، وهو الــبَيــاتُ؛ ومنه الحديث: إِذا بُيِّــتُّمْ فقولوا:

هم لا يُنْصَرُونَ. وفي الحديث: لا صيامَ لمن لم يُــبَيِّــتِ الصِّيامَ

أَي يَنْوِه من الليل. يقال: بَيَّــتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه

وخَمَّره؛ وكلُّ ما دُبِّر فيه، وفَُكِّرَ بلَيْلٍ: فقد بُيِّــتَ. ومنه الحديث:

هذا أَمْرٌ بُيِّــت بلَيْلٍ، قال ابن كَيْسانَ: باتَ يجوز أَن يَجْرِيَ

مُجْرَى نامَ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ؛ قاله في كان وأَخواتها، ما زال،

وما انْفَكَّ، وما فَتِئَ، وما بَرِحَ.

وماءٌ بَيُّــوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قال غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ:

كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها

عُلالَةَ بَيُّــوتٍ، من الماءِ، قارِسِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّــوتا

قال أُراه أَراد: قَرَى حَوْضٍ بَيُّــوتاً، فقلب. والقَرَى: ما يُجْمَعُ

في الحَوْض من الماء؛ فأَنْ يكونَ بَيُّــوتاً صفةً للماء خَيْرٌ من أَن

يكونَ للحَوْضِ، إِذ لا معنى لوصف الحوض به. قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّــاً

يقول: اسْقِنِي من بَيُّــوتِ السِّقاءِ أَي من لَبَنٍ حُلِبَ ليلاً

وحُقِنَ في السِّقاء، حتى بَرَدَ فيه ليلاً؛ وكذلك الماء إِذا بَرَدَ في

المَزادة لَيْلاً: بَيُّــوتٌ. والبائِتُ: الغَابُّ؛ يقال: خُبْزٌ بائِتٌ، وكذلك

الــبَيُّــوتُ.

والــبَيُّــوتُ أَيضاً: الأَمْرُ يُــبَيِّــتُ عليه صاحبُه، مُهْتمّاً به؛ قال

الهذلي:

وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً،

إِذا خِفْتُ بَيُّــوتَ أَمْرٍ عُضالْ

وهَمٌّ بَيُّــوتٌ: باتَ في الصَّدْر؛ وقال:

عَلى طَرَبٍ بَيُّــوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ

والمَــبِيــتُ: الموضعُ الذي يُبَاتُ فيه.

وما لَهُ بِيــتُ ليلةٍ، وبِيــتَةُ ليلةٍ، بكسر الباء، أَي ما عنده قُوتُ

لَيْلة.

ويقال للفقير: المُسْتَــبِيــتُ. وفلان لا يَسْتَــبِيــتُ لَيْلةً أَي ليس له

بِيــتُ ليلةٍ مِن القُوتِ.

والــبِيــتةُ: حال المَــبِيــتِ؛ قال طرفة:

ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ،

بِــبِيــتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ

وبيــتٌ: اسم موضع؛ قال كثير عزة:

بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا

إِلى بَيْــتٍ، إِلى بَرْكِ الغُِمادِ

بيــت

1 بَاتَ, (T, S M, &c.,) aor. ـِ and يَبَاتُ, (S, Msb, K,) inf. n. بَيْــتُوتَةٌ (Lth, T, S A, Msb, K) and مَــبِيــتٌ (Msb, K) and مَبَاتٌ (Msb) and بَيْــتٌ and بَيَــاتٌ, (K,) has two meanings: in that which more commonly obtains, the action is restricted to the night: (Msb:) it is by night, or in night; not in sleep: (M:) you say, بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا, meaning He did such a thing by night, or at night: (S, Msb, K:) [or he was in the night, or at night, or during the night, doing such a thing: and he passed, or spent, the night, or a night, or a part thereof, or, as will be seen below, he entered upon the night, doing such a thing:] like as one says, ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا as meaning “ he did such a thing by day,” or “ at day-time: ” (S, Msb;*) IKoot and Es-Sarakustee and IKtt say that it has this meaning, and not “ he slept: ” (Msb:) [F adds,] وَ لَيْسَ مِنَ النَّوْمِ, (K,) which is said to mean, “and the action is not one of sleep; ” so that when one sleeps by night, or at night, it is not correct to say, بَاتَ يَنَامُ: or, accord. to some, “its meaning is not that of sleeping; ” so that one may say, بَاتَ زَيْدٌ نَائِمًا [Zeyd was in the night, &c., or passed, or spent, the night, &c., sleeping]: (MF:) [Fei says,] it is only when one remains awake in the night: and hence the saying in the Kur [xxv. 65], وَالَّذِينَ يَــبِيــتُونَ لِرَّبِهِمْ سُجَّدًا وَقِيامًا [and those who pass the night prostrating themselves to their Lord and standing up in prayer]: (Msb:) Fr says that بَاتَ الرَّجُلُ means The man remained awake all the night, engaged in acts of obedience or of disobedience: (T, Msb:) [or it means the man entered upon the night; or he was in the night, or at night, or during the night, in any state, or engaged in any action; for] Zj says, (M,) بَاتَ is said of any one whom the night has overtaken, (M, K, *) whether he have slept or not slept: (M:) and Lth says, الــبَيْــتُوتَةُ signifies the entering upon the night: one says, بِتُّ أَصْنَعُ كَذَا وَ كَذَا [I entered upon the night doing such and such things]: and he adds, (T,) he who says بَاتَ as meaning he slept commits an error; for you say, بِتُّ أُرَاعِى

النُّجُومَ [I entered upon, or passed, the night] looking at the stars: and how can he be sleeping who is looking at them? (T, Msb:) but Mullà 'Abd-El-Hakeem, in his Commentaries on the Mutowwal, says that بَاتَ sometimes means he remained, continued, stayed, or dwelt, and he alighted and abode, by night, or at night, whether he slept or not: (MF:) and Ibn-Keysán says that it may be used in the same manner as نَامَ [he slept]; and also, [as will be explained below,] in the same manner as كَانَ. (TA.) You say, بَاتَ بَيْــتُوتَةً صَالِحَةً (T) or طَيِّبَةً (A) [He passed, or entered upon, the night, or a night, in a good manner]. And بِتُّ القَوْمَ and بِتُّ بِهِمْ and بِتُّ عِنْدَهُمْ [I passed, or entered upon, the night, or a night, with, or at the abode of, the people, or company of men: the last of these phrases is the most common]. (A 'Obeyd, M, K.) b2: Secondly, it is used in the sense of صَارَ [He became]; (Msb;) or in the same manner as كَانَ [he was]. (Ibn-Keysán, TA.) One says, بَاتَ بِمَوْضِعِ كَذَا He became [or was] in such a place; whether in night-time or in day-time. (Msb.) And hence the saying of the lawyers, بَاتَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ لَيْلَةً He became [or was] with his wife one night; [which is the same as he passed a night &c.; though this, it will be observed, is not in this instance the signification of the verb alone;] whether sleeping or not. (Msb.) b3: [Thus it is used both as a “ complete,” i. e. an attributive, verb, and also as an “ incomplete,” i. e. a non-attributive, verb.] b4: بَاتَ, aor. ـِ (T, A,) inf. n. بَيْــتٌ, (T, M, K,) also signifies (tropical:) He married, or took a wife: (T, A:) [see بَيْــتٌ below:] or (assumed tropical:) he gave in marriage; syn. of the inf. n. تَزْوِيجٌ. (Kr, M, K.) 2 بيّــت الــبَيْــتَ He constructed, or built, the بَيْــت [i. e. tent, or house, &c.]. (M.) A2: بيّــت الأَمْرِ, [inf. n. as below,] He did, or performed, the thing, or affair, by night, or at night: (M:) and he thought, or meditated, upon it, considering its end, or issue, or result, (Zj, T, S, M, A, Msb, K,) or entered into it, (Zj, T,) by night, or at night. (Zj, T, S, M, &c.) And one says, بُيِّــتَ بِلَيْلٍ, (T, A,) meaning the same as دُبِّرَ بِلَيْلِ [It was thought, or meditated, upon, &c., by night, or at night]: (T:) [for] بُيِّــتَ الشَّىْءُ also signifies [simply] the thing was thought upon, and considered as to its end, issue, or result; syn. قُدِّرَ. (S.) Accord. to El-Marzookee, they say of a thing that is not done deliberately, and with good consideration of its issue or result, هٰذَا أَمْرٌ قُدِّرَ بِلَيْلٍ; [in the text from which this is taken, without the syll. signs;] and hence the saying in the Kur [iv. 83], بَيَّــتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرِ الَّذِى تَقُولُ [A part of them meditateth by night upon doing otherwise than that which thou sayest; as is indicated in the M, where this is cited; and in like manner, يُــبَيِّــتُونَ, in the continuation of the same passage of the Kur, is explained in the T as meaning يُدَبِّرُونَ, and يُقَدِّرُونَ, (i. e. مِنَ السُّوْءِ,) لَيْلًا]: but Aboo-Hilál says that a thing is meditated upon in the night in order that one may apply himself to it with strong purpose, and not be diverted by other things, so that it may be done with more firmness; and he cites the same passage of the Kur. (Ham p. 130.) And hence, in the Kur [iv. 108], إِذْ يُــبَيِّــتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ When they meditate, &c., (S, M, Bd, Jel,) by night, (S, M,) [what He will not approve, of speech,] and prepare it [in their minds] (يُزَوِّرُونَهُ [see art. زور]). (Bd.) It is said in a trad., لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُــبَيِّــتِ الصِّيَامَ There is no fasting to him [meaning his fasting is null] who does not purpose it from the night. (TA. [See another reading, voce بَتَّ.]) and you say, بَيَّــتَ النِّيَّةَ He decided upon the purpose, or intention, by night, or in night-time. (Msb.) And بَيَّــتَ رَأْيَهُ He thought upon his opinion, and concealed it, or conceived it, in his mind. (TA.) b2: بَيَّــتَهُمْ, (inf. n. تَــبْيِــيتٌ, (Msb, TA,) He came upon them, (Mgh, but the verb is there pl.,) or made a sudden attack upon them, and engaged with them in conflict, (Msb,) or made a great slaughter among them, or engaged with them in vehement conflict, (S, M, K,) namely, the enemy, (S, Mgh, K,) or a people, (M,) by night: (S, M, Mgh, Msb, K:) he came upon them (the sons of such a one) in the night, and made a sudden attack upon them, while they were heedless: (T:) he attacked them (the people of a house or place of abode) by night: he went to them (the enemy) in the night, without their knowledge, and took them by surprise. (TA.) b3: كَانَ لَا يُــبَيِّــتُ مَا لاًا وَلَا يُقَيِّلُهُ He used not to retain property until night, nor to retain it until noon, when it came to him; but used to hasten the dividing of it. (TA, from a trad.) b4: See also 4.

A3: بيّــت النَّخْلَ He trimmed, or pruned, the palm-trees, by cutting off the stumps of the branches, or by cutting off the straggling branches, not in the best part thereof. (K.) A4: See also 5.4 اباتهُ, inf. n. إِبَاتَةٌ, He (God) made him, or caused him, to pass, or spend, the night, [or a part thereof,] or to enter upon the night. (T, M, K.) You say, أَبَاتَكَ اللّٰهُ حَسَنَةً [May God make thee to pass, or enter upon, the night with happiness], (S,) and إِبَاتَةً حَسَنَةً [in a good manner of doing so]. (T, A.) And [in like manner,] ↓ بَيَّــتَكَ اللّٰهُ فِى عَافِيَةٍ [May God make thee to pass, or enter upon, the night in health and safety]. (A.) And أَبَاتَهُ اللّٰهُ أَحْسَنَ بِيــتَةٍ God made him to pass, or enter upon, the night in the best manner of doing so. (M, K. *) 5 تــبيّــتهُ عَنْ حَاجَتِهِ [so in the TA and in a MS. copy of the K: in the CKبَيَّــتَهُ:] He withheld, or debarred, him from the thing that he wanted. (K.) 10 إِسْتَــبْيَــتَ [استبات seems to signify He asked for, or required, بِيــت, or بِيــتَة i. e. food: (see مُسْتَــبِيــتٌ:) and also to have the contr. signification; i. e. b2: He possessed food: for you say,] لَا يَسْتَــبِيــتُ لَيْلَةً He possesses not a night's food. (T, K.) and لَا يَسْتَــبِيــتُ He has not food. (A.) بَيْــتٌ [signifies A tent; properly, having more than one pole; but often applied without this restriction: and also a house; a chamber; an apartment; a closet; and the like]: a بَيْــت is [a tent] of [goats'] hair (شَعَر), (M, A, Mgh, Msb, K,) or of wool: (Mgh:) a بيــت of hair [i. e. hair-cloth] is that kind [of tent] which has more than one pole: the word is masc.: and applies to small and large: (M:) tents of goats' hair are peculiar to people of cold countries and of fertile regions, where the goats have abundant hair; for the goats of the Arabs of the desert have short hair, not long enough to be spun: (T in art. بنى:) a خِبَآء is a small بيــت of wool or of hair: a بيــت is what is larger than a خبآء: next is the مِظَلَّة, which is larger than the بيــت; but the term بيــت is also applied to a مظلّة when it is large and مُرَوَّق [i. e. furnished with a رِوَاق, q. v.]: (T:) Ibn-El-Kelbee says that the Arabs have six kinds of بيــت; namely, a قُبَّة, which is of skins, or tanned hides; a مِظَلَّة, of hair; a خِبَآء, of wool; a بِجَاد, of soft hair (وَبَر); a خَيْمَة, of trees; an أُقْنَة, of stone; and a سَوْط, of hair; or this is the smallest of them: El-Baghdádee says that the خباء is a بيــت made of soft hair (وَبَر), or of wool, or of hair [commonly so called] (شَعَر), upon two poles, or three; and that a بيــت is [a tent] upon six poles, or more, to the number of nine: in the Towsheeh it is said that the term خباء is applied to a بيــت of any kind: (TA:) a بيــت is also [a structure] of clay, or tough or cohesive clay or earth; (A, K;) [and of baked bricks; and of stone;] the name being likewise applied to a structure of a kind other than the structures which are called أَخْــبِيَــة [or tents]; (M;) signifying a habitation [of any kind; an abode; a dwelling]: (Msb:) a man's house; syn. دَارٌ: (T:) [and particularly a chamber; i. e.] a single roofed structure (Mgh, Kull) having a place of entrance; مَنْزِلٌ being applied to what comprises more than one [such] بيــت, and a roofed صَحْن [or vacant part, and a kitchen, inhabited by a man with his family]; and دَارٌ, that which comprises more than one [such] بيــت and more than one [such] مَنْزِل and a [court, or] صَحْن without a roof: (Kull:) the pl. is بُيُــوتٌ, (S, M, K, &c.,) also pronounced بِيُــوتٌ, (TA,) and أَــبْيَــاتٌ, (S, M, K,) the latter a pl. of pauc.; (TA;) and pl. pl. بُيُــوتَاتٌ (M, Mgh, K) and أَبَايِيتُ (Sb, S, M, K) and أَــبْيَــاوَاتٌ, (Fr, M, K,) which last is extr.: (M:) the dim. is ↓ بُيَــيْتٌ, also pronounced ↓ بِيَــيْتٌ; (S, K;) and the vulgar say, بُوَيْتٌ, (S,) which is not allowable. (K.) You say, هُوَ جَارِى

بَيْــتَ بَيْــتَ, (T, S, M,) He is my neighbour [tent to tent, or house to house, i. e.,] by contiguity [of our habitations]: بيــت بيــت being made indecl. with fet-h for the termination because they are two nouns made one: (S:) Sb says that some of the Arabs make them [thus] indecl., like خَمْسَةَ عَشَرَ, and some make the former a prefixed noun governing the latter in the gen. case, [saying بَيْــتَ بَيْــتٍ,] except when used as a denotative of state: (M:) one says also, بَيْــتًا لِــبَيْــتٍ, and بَيْــتٌ لِــبَيْــتٍ; (Fr, T;) which last, or بَيْــتٌ إِلَى بَيْــتٍ, is the original form. (Har p. 353.) بَنَى فُلَانٌ عَلَى

امْرَأَتِهِ [lit. Such a one constructed a tent over his wife,] means such a one had his wife conducted to him on the occasion of his marriage, and brought her, or had her brought, into a pitched tent, having conveyed thither the utensils and furniture and other things that they required. (T.) And أَهْلُ بَيْــتُ النَّبِىِّ [The people of the house of the Prophet,] means the Prophet's wives and his daughter and 'Alee: and so أَهْلَ الْــبَيْــتِ [i. e. يَخُصُّ أَهْلَ الــبَيْــتِ He means particularly, or peculiarly, the people of the house], in the Kur xxxiii. 33: بَنُو and مَعْشَر and أَهْل and آل, as prefixed nouns, being, as Sb says, the nouns most frequently occurring in the accus. case [for the reason indicated above, or, as the Arabian grammarians express it,] عَلَى

الاِخْتِصَاصِ. (M.) b2: It also signifies A [pavilion, palace, or mansion, such as is called] قَصْر: (T, K:) whence the saying of Gabriel, بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِــبَيْــتٍ مِنْ قَصَبٍ, i. e. [Rejoice thou Khadeejeh by the announcement of] a pavilion (قصر) of hollow pearls, (T, TA,) or of emerald. (TA. [See also art. قصب.]) بُيُــوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ [Uninhabited houses], in the Kur xxiv. 29, means buildings for the reception of travellers, or for merchants and their goods, and the shops of the merchants and places in which things are sold, the entering of which is allowed by their owners: or ruins which a man enters for the purpose of easing nature. (M.) And the بُيُــوت which God has permitted to be raised, mentioned in the same chapter, verse 36, are Mosques, or places of worship: or, accord. to El-Hasan, Jerusalem (بَيْــتُ المَقْدِسِ); the pl. being applied to it as a mark of honour. (Zj, M.) الــبَيْــتُ [The House] applies particularly to (tropical:) the Kaabeh [of Mekkeh]; (K;) as also بَيْــتُ اللّٰهِ [the House of God]; (AAF, M;) and الــبَيْــتُ الحَرَامُ [the Sacred House]; (T;) and الــبَيْــتُ العَتِيقُ [the Ancient House]; (S and K &c. in art. عتق;) and accord. to some, الــبَيْــتُ المَعْمُورُ, q. v. (Bd in lii. 4.) [بَيْــتُ المَالِ signifies The treasury of the state. And بَيْــتُ المَآءِ is a euphemism for The privy; because water is put there for the purpose of ablution: also called بَيْــتُ الفَرَاغِ, &c.] b3: Also (assumed tropical:) The ark of Noah: so in the Kur lxxi. last verse. (T.) b4: (tropical:) A grave; (M, IAth, K;) app. by way of comparison. (M.) So in a trad. of Aboo-Dharr: كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا مَاتَ النَّاسُ حَتَّى

يَكُونُ الــبَيْــتُ بِالوَصِيفِ, meaning How will thou do when men shall die so that the grave shall be sold for the [servant-] boy? (IAth.) b5: (assumed tropical:) The habitation of the سُرْفَة, which it constructs in a beautiful manner, (A'Obeyd, M,) of fragments of sticks; (Yaakoob, M;) and of the صَيْدَنَانِىّ, which it makes in the interior of the earth, and covers over: (A'Obeyd, M:) and (assumed tropical:) the burrow, or hole, of the ضَبّ &c.: and (assumed tropical:) the web of the spider: all, app., as being likened to the بَيْــت of a man. (M.) b6: (tropical:) A man's household. (S, K, TA.) b7: (tropical:) The wife (As, IAar, T, M, A) of a man. (M, A.) So in the saying, أَكِبَرٌ غَيَّرَنِى أمْ بَيْــتُ [Hath old age altered me, or a wife?]: (As, T:) or here it means a household. (S.) b8: The nobility of the Arabs; (T, Msb, K; *) as when one says, بَيْــتُ تَمِيمٍ فِى بَنِى حَنْظَلَةَ [The nobility of Temeem is in the sons of Handhaleh]: (T, Msb: *) or the family that comprises the nobility of a tribe; as آلُ حِصْنٍ of the فَزَارِيُّون, and آلُ الجُدَّيْنِ of the شَيْبَانِيُّون, and آلُ عَبْدِ المَدَانِ of the حَارِثِيُّون; which three were asserted by Ibn-El-Kelbee to be the highest of the families thus called of the Arabs: (M:) [see a verse of El-Lahabee cited voce أَخْضَرُ:] pl. بُيُــوتٌ and بُيُــوتَاتٌ, (T, M,) the latter being pl. of the former. (T.) You say, هُوَ مِنْ أَهْلِ الــبُيُــوتَاتِ He is of the people of nobility: and مِنْ بَيْــتٍ كَرِيمٍ [of a generous, or noble, house, or family]. (A.) [See also بَنَى.] b9: A noble person: (M, Mgh, K:) pl. بُيُــوتٌ and بُيُــوتَاتٌ. (Mgh.) You say, فُلَانٌ بَيْــتُ قَوْمِهِ Such a one is the noble person of his people. (Abu-l-'Omeythil El-Aarabee, M.) b10: (tropical:) The [furniture termed]

فَرْش, (A, Mgh, K,) or مَتَاع, (TA,) of a tent or house, (Mgh, K,) or that is sufficient for a tent or house. (A.) You say, تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ عَلَى بَيْــتٍ (tropical:) I married, or took as a wife, such a woman for [my giving] furniture sufficient for a tent or house, (A,) or furniture of a house or tent. (Mgh.) [See 1, last sentence.] b11: A بَيْــت of poetry, (T, S, M, Msb,) or of the poet, (K,) is (tropical:) [A verse; i. e.] what consists of certain known divisions [or feet] called أَجْزَآءُ التَّفْعِيلِ; being termed بيــت metaphorically, because of the conjoining of its component parts, one to another, in a particular manner, like as those of a tent are conjoined in its construction; (Msb;) because it consists of words collected together in a regular manner, and so resembles a tent, which is composed of a سَقْف and كِفَآء and رِوَاق and عُمُد: (T:) it is derived from the same word signifying a خِبَآء [or tent], and applies to the small and the great, as the رَجَز and the طَوِيل; and is [said to be] thus called because it comprises words like as the tent comprises its inhabitants; wherefore its component parts are termed أَسْبَاب and أَوْتَاد, as being likened to the اسباب and اوتاد of tents: (M:) pl. أَــبْيَــاتٌ and بُيُــوتٌ, (M, A, Msb,) the latter mentioned by Sb and IJ, (M,) [but rare,] and [pl. pl.] أَبَايِيتُ: (A:) Abu-l-Hasan says that if the بيــت of poetry be likened to the بيــت which is a tent or other kind of structure, there is no reason why it should not have the same pl. forms as the latter has. (L.) By the following words of a poet, وَــبَيْــتٍ عَلَى ظَهْرِ المَطِىِّ بَنَيْتُهُ بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ الخَيَاشِيمِ يَرْعُفُ [Many a بيــت upon the back of the camel have I constructed with a lawny thing slit in the nose and bleeding], is meant, many a بيــت of poetry have I written with the reed-pen. (S.) [الــبَيْــتَ, written after a quotation of a part of a verse of poetry, means اِقْرَأِ الــبَيْــتَ Read thou the verse.]

بَيْــتُ القَصِيدَةِ [The chief verse of the poem] is a phrase employed when a person composes a poem in praise of any one from whom he would obtain some object of desire and want, being applied to that verse of the poem in which the author's want is mentioned: and is a proverbial expression relating to that which is extraordinary and strange, and used in denoting the superiority of a part of a thing over the whole of it [regarded as a whole]: [hence,] one says, فُلَانٌ أَوَّلُ الجَرِيدَةِ وَــبَيْــتُ القَصِيدَةِ (assumed tropical:) [Such a one is the first of the detachment of horsemen, and the chief verse of the poem]. (Har p. 441.) بِيــتٌ: see بِيــتَةٌ, in two places.

بِيــتَةٌ a subst. from بَاتَ: and signifying A manner or mode, and state, or condition, of passing, or entering upon, the night. (M.) [See 4; last sentence.]

A2: Food, or victuals; and so ↓ بِيــتٌ: (A, K:) [or particularly, of a night: for] you say, لَيْلَةٍ ↓ مَا لَهُ بِيــتُ, (S M, A, K.) and بِيــتَةٌ لَيْلَةٍ, (T, S, M, A,) مِنَ القُوتِ, (T,) He has not a night's food, or victuals. (T, S, M, A, K.) بَيَــاتٌ A coming upon the enemy by night; (Mgh;) a sudden attack upon, and conflict with, the enemy by night; (Msb;) a great slaughter (S, M) among the enemy, (S,) or a people, (M,) and vehement conflict with them; (S, M;) a coming upon people in the night, and making a sudden attack upon them, while they are heedless; (T;) an attack upon a people by night; a going to the enemy in the night, without their knowledge, and taking them by surprise: (TA:) a subst. from 2; (S, M, Mgh, Msb;) like سَلَامٌ from سَلَّمَ. (Mgh.) b2: أَتَاهُمُ الأَمْرُ بَيَــاتًا The thing, or event, happened, or came, to them in the latter part of the night. (T.) بُيَــيْتٌ, also pronounced بِيَــيْتٌ, dim. of بَيْــتٌ, q. v. (S, K.) بَيُّــوتٌ That has remained throughout a night [and so become stale; stale from being a night old]; as also ↓ بَائِتٌ: both, in this sense, [but the latter more usually,] applied to bread. (S, K.) b2: Cold, or cool, water, (M, K,) that has become so from its having remained throughout a night: (M:) or water that remains during the night beneath the sky: (Ham p. 553:) or water that has been cooled in the leathern bag by night; and in like manner, milk; for [Az says,] I heard an Arab of the desert say, اِسْقِنِى مِنْ بَيُّــوتِ السِّقَآءِ, meaning Give thou me to drink of the milk that has been milked at night and left in the skin so that it has become cold, or cool, by night. (T.) In the saying, فَصَبَّحَتْ حَوضَ قِرًى بَيُّــوتَا the meaning seems to be, قِرَى حَوْضٍ بَيُّــوتَا, i. e., [And they (app. camels) came in the morning to] the collected water of a trough, which water had remained throughout the night and so become cold, or cool; the phrase being inverted. (M.) b3: أَمْرٌ بَيُّــوتٌ (assumed tropical:) An affair, or event, for which, or on account of which, one passes the night in anxiety or grief. (S, K.) b4: هَمٌّ بَيُّــوتٌ (assumed tropical:) Anxiety, or grief, that has remained during the night in the bosom. (M.) b5: سِنٌّ بَيُّــوتَةٌ A tooth that does not fall out, or become shed. (K.) بَائِتٌ [Passing, or spending, the night, or a night, or a part thereof; or entering upon the night; &c.;] act. part. n. of 1. (Msb.) b2: See also بَيُّــوتٌ.

مَــبِيــتٌ A place in which one passes, or enters upon, the night. (M, A.) مُتَــبَيِّــتَةٌ A woman who has obtained a بَيْــت [i. e. tent or house, or the furniture thereof,] and a husband. (M, K.) مُسْتَــبِيــتٌ Poor, or needy; [as though meaning asking for, or requiring, بِيــت or بِيــتَة, i. e. food; or possessing food, and nothing beside;] syn. فَقِيرٌ [q. v.]. (IAar, T, K.) Quasi بيــح بَيْــحَانٌ and بَيَّــحَانٌ: see بَؤُوحٌ, in art. بوح.
ب ي ت : بَاتَ يَــبِيــتُ بَيْــتُوتَةً وَمَــبِيــتًا وَمَبَاتًا فَهُوَ بَائِتٌ وَتَأْتِي نَادِرًا بِمَعْنَى نَامَ لَيْلًا وَفِي الْأَعَمِّ الْأَغْلَبِ بِمَعْنَى فَعَلَ ذَلِكَ الْفِعْلَ بِاللَّيْلِ كَمَا اخْتَصَّ الْفِعْلُ فِي ظَلَّ بِالنَّهَارِ فَإِذَا قُلْتَ بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا فَمَعْنَاهُ فَعَلَهُ بِاللَّيْلِ وَلَا يَكُونُ إلَّا مَعَ سَهَرِ اللَّيْلِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَالَّذِينَ يَــبِيــتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: 64] .
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ بَاتَ الرَّجُلُ إذَا سَهَرَ اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ وَقَالَ اللَّيْثُ مَنْ قَالَ بَاتَ بِمَعْنَى نَامَ فَقَدْ أَخْطَأَ أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُولُ بَاتَ يَرْعَى النُّجُومَ وَمَعْنَاهُ يَنْظُرُ إلَيْهَا وَكَيْفَ يَنَامُ مِنْ يُرَاقِبُ النُّجُومَ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَيْضًا وَتَبِعَهُ السَّرَقُسْطِيّ وَابْنُ الْقَطَّاعِ بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا إذَا فَعَلَهُ لَيْلًا وَلَا يُقَالُ بِمَعْنَى نَامَ وَقَدْ تَأْتِي بِمَعْنَى صَارَ يُقَالُ بَاتَ بِمَوْضِعِ كَذَا أَيْ صَارَ بِهِ سَوَاءٌ كَانَ فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» وَالْمَعْنَى صَارَتْ وَوَصَلَتْ وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَاتَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ لَيْلَةً أَيْ صَارَ عِنْدَهَا سَوَاءٌ
حَصَلَ مَعَهُ نَوْمٌ أَمْ لَا وَبَاتَ يَبَاتُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَالْــبَيْــتُ الْمَسْكَنُ.

وَــبَيْــتُ الشَّعَرِ مَعْرُوفٌ وَــبَيْــتُ الشِّعْرِ مَا يَشْتَمِلُ عَلَى أَجْزَاءٍ مَعْلُومَةٍ وَتُسَمَّى أَجْزَاءَ التَّفْعِيلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ بِضَمِّ الْأَجْزَاءِ بَعْضِهَا إلَى بَعْضٍ عَلَى نَوْعٍ خَاصٍّ كَمَا تُضَمُّ أَجْزَاءُ الْــبَيْــتِ فِي عِمَارَتِهِ عَلَى نَوْعٍ خَاصٍّ وَالْجَمْعُ بُيُــوتٌ وَأَــبْيَــاتٌ وَــبَيْــتُ الْعَرَبِ شَرَفُهَا يُقَالُ بَيْــتُ تَمِيمٍ فِي حَنْظَلَةَ أَيْ شَرَفُهَا.

وَالْــبَيَــاتُ بِالْفَتْحِ الْإِغَارَةُ لَيْلًا وَهُوَ اسْمٌ مِنْ بَيَّــتَهُ تَــبْيِــيتًا وَــبَيَّــتَ الْأَمْرَ دَبَّرَهُ لَيْلًا وَــبَيَّــتَ النِّيَّةَ إذَا عَزَمَ عَلَيْهَا لَيْلًا فَهِيَ مُــبَيَّــتَةٌ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ. 

عَيْنُ أبي نَيْزَرَ

عَيْنُ أبي نَيْزَرَ:
كنية رجل يأتي ذكره، ونيزر، بفتح النون، وياء مثناة من تحت، وزاي مفتوحة، وراء، وهو فيعل من النزارة، وهو القليل، أو من النّزر وهو الإلحاح في السؤال، وروى يونس عن محمد بن إسحاق بن يسار أن أبا نيزر الذي تنسب إليه العين هو مولى عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، كان ابنا للنجاشي ملك الحبشة الذي هاجر إليه المسلمون لصلبه وأن عليّا وجده عند تاجر بمكة فاشتراه منه وأعتقه مكافأة بما صنع أبوه مع المسلمين حين هاجروا إليه، وذكروا أن الحبشة مرج عليها أمرها بعد موت النجاشي وأنهم أرسلوا وفدا منهم إلى أبي نيزر وهو مع علي ليملّكوه عليهم ويتوّجوه ولا يختلفوا عليه، فأبى وقال: ما كنت لأطلب الملك بعد أن من الله عليّ بالإسلام، قال: وكان أبو نيزر من أطول الناس قامة وأحسنهم وجها، قال: ولم يكن لونه كألوان الحبشة ولكنه إذا رأيته قلت هذا رجل عربيّ، قال المبرّد: رووا أن عليّا، رضي الله عنه، لما أوصى إلى الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة، فهذا غلط لأن وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته، حدثنا أبو محلم محمد بن هشام في إسناده قال: كان أبو نيزر من أبناء بعض الملوك الأعاجم، قال: وصحّ عندي بعد أنه من ولد النجاشي فرغب في الإسلام صغيرا فأتى رسول الله، صلى الله
عليه وسلّم، وكان معه في بيــوته، فلما توفي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، صار مع فاطمة وولدها، رضي الله عنهم، قال أبو نيزر: جاءني عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وأنا أقوم بالضّيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة فقال: هل عندك من طعام؟ فقلت: طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين، قرع من قرع الضيّعة صنعته بإهالة سنخة، فقال: عليّ به، فقام إلى الربيــع وهو جدول فغسل يديه ثم أصاب من ذلك شيئا ثم رجع إلى الربيــع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما ثم ضمّ يديه كل واحدة منهما إلى أختها وشرب منهما حسى من الربيــع ثم قال: يا أبا نيزر إن الأكفّ أنظف الآنية، ثم مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال:
من أدخله بطنه النار فأبعده الله! ثم أخذ المعول وانحدر فجعل يضرب وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تنضّح جــبيــنه عرقا فانتكف العرق من جــبيــنه ثم أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعا وقال: أشهد الله أنها صدقة، عليّ بدواة وصحيفة، قال: فعجلت بهما إليه فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدّق به عبد الله عليّ أمير المؤمنين، تصدّق بالضيعتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن الســبيــل ليقي بهما وجهه حرّ النار يوم القيامة لا تباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين إلا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما، قال أبو محلم محمد بن هشام: فركب الحسين دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فأبى أن يــبيــع وقال: إنما تصدّق بهما أبي ليقي الله وجهه حرّ النار ولست بائعهما بشيء. وقد ذكرت هذه القصة في البغيبغة وهو كاف فلا يكتب ههنا.

النَّبِيّ

النَّــبِيّ:
بالفتح، وتشديد الياء، بلفظ النــبيّ، صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف في اشتقاقه فقال ابن السكيت: هو من أنبأ عن الله فترك همزه، قال:
وإن اتخذته من النّبوة أو النّباوة وهو الارتفاع من الأرض أي أنه شرف على سائر الخلق فأصله غير الهمز، وقال في قول أوس بن حجر:
لأصبح رتما دقاق الحصى ... مكان النــبيّ من الكاثب
قال: النــبيّ المكان المرتفع، والكاثب الرمل المجتمع، وقيل: النــبيّ ما نبا من الحجارة إذا نجلتها الحوافر، وقال الكسائي: النــبيّ الطريق، والأنــبيــاء طرق الهدى، وقال الزجّاج: القراءة المجتمع عليها في النــبيــين والأنــبيــاء طرح الهمزة وقد همز جماعة من أهل المدينة جميع ما جاء في القرآن من هذا واشتقاقه من نبّأ وأنبأ أي أخبر، قال: والأجود ترك الهمزة لأن الاستعمال يوجب أن ما كان مهموزا من فعيل فجمعه فعلاء مثل ظريف وظرفاء، فإذا كان من ذوات الياء فجمعه أفعلاء نحو غنيّ وأغنياء ونــبيّ وأنــبيــاء بغير همز، فإذا همزت قلت نــبيــء وأنباء كما تقول في الصحيح، قال: وقد جاء أفعلاء في الصحيح وهو قليل، قالوا: خميس وأخمساء ونصيب وأنصباء، فيجوز أن يكون نــبيّ من أنبأت فما ترك همزه إلا لكثرة الاستعمال، ويجوز أن يكون من نبا ينبو إذا ارتفع فيكون فعيلا من الرفعة، وقال أبو بكر بن الأنباري في الزاهر في قول القطامي:
لمّا وردن نــبيّــا واستتبّ بنا ... مسحنفر كخطوط الشّيح منسحل
إن النــبيّ في هذا الــبيــت هو الطريق، وقد ردّ عليه ذلك أبو القاسم الزجّاج فقال: كيف يكون ذلك من أسماء الطريق وهو يقول لمّا وردن نــبيّــا وقد كانت قبل وروده على طريق فكأنه قال لما وردن طريقا وهذا لا معنى له إلا أن يكون أراد طريقا بعينه في مكان مخصوص فيرجع إلى أنه اسم مكان بعينه، وقيل هو رمل بعينه، وقيل هو اسم جبل، قلت: يقوّي ما ذهب إليه الزجاجي قول عدي بن زيد العبادي:
سقى بطن العقيق إلى أفاق ... ففاثور إلى لبب الكثيب
فروّى قلّة الأدحال وبلا ... ففلجا فالنــبيّ فذا كريب
وفي كتاب نصر: النــبيّ، بنون مفتوحة وكسر الباء وتشديد الياء، ماء بالجزيرة من ديار تغلب والنمر بن قاسط، وقيل: بضم النون وفتح الباء، قال: والنــبيّ أيضا موضع من وادي ظــبي على القبلة منه إلى الهيل واد يأخذ مصعدا من قرب الفرات إلى الأردنّ وناحية حمص وواد أيضا بنجد، كذا في كتابه وهو عندي مظلم لا يهتدى لقوله ولكن سطرناه كما وجدناه.

الْبَين بَين

الْــبَيــن بَيــن: يَعْنِي (درميان درميان) . وَهُوَ فِي اصْطِلَاح الصّرْف عبارَة عَن أَن يتَلَفَّظ الْهمزَة بَيــن مخرجها ومخرج الْحَرْف الَّذِي يُنَاسب حركتها يَعْنِي إِن كَانَت الْهمزَة مَفْتُوحَة فَإِن يتَلَفَّظ بَيــن مخرجها ومخرج الْألف وَإِن كَانَت مَضْمُومَة فَــبيــن مخرجها وَــبَيــن مخرج الْوَاو. وَإِن كَانَت مَكْسُورَة فَــبيــن مخرجها وَــبَيــن مخرج الْيَاء مثل سَأَلَ تساؤلا ومسائل. وَهَذَا هُوَ الْــبَيــن بَيــن الْمَشْهُور. وَغير المشهوران يتَلَفَّظ بَيــن الْهمزَة وَــبَيــن حرف حركتها كَمَا تَقول سؤل بَيــن الْهمزَة وَالْوَاو. وَقد يعبر مَذْهَب أهل السّنة بالــبيــن بَيــن لِأَنَّهُ بَيــن الْجَبْر الْمَحْض وَالِاخْتِيَار الْمَحْض كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْجَبْر إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

بَينُونُ

بَيــنُونُ:
بضم النون، وسكون الواو، نون أخرى:
اسم حصن عظيم كان باليمن قرب صنعاء اليمن، يقال إنه من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، والصحيح أنه من بناء بعض التبابعة، وله ذكر في أخبار حمير وأشعارهم، قال ذو جدن الحميري:
لا تهلكن جزعا في إثر من ماتا، ... فإنه لا يردّ الدّهر ما فاتا
أبعد بيــنون لا عين ولا أثر، ... وبعد سلحين يبني الناس أبيــاتا
وبعد حمير، إذ شالت نعامتهم، ... حتّتهم ريب هذا الدهر حتّاتا
وقال ذو جدن أيضا واسمه علقمة من شعب ذي رعين:
يا بنت قيل معافر لا تسخري، ... ثم اعذريني بعد ذلك أو ذري
أولا ترين، وكلّ شيء هالك، ... بيــنون هالكة كأن لم تعمر؟
أولا ترين، وكلّ شيء هالك، ... سلحين مدبرة كظهر الأدبر؟
أولا ترين ملوك ناعط أصبحوا، ... تسفي عليهم كلّ ريح صرصر
أوما سمعت بحمير وبيــوتهم؟ ... أمست معطّلة مساكن حمير
فابكيهم، أوما بكيت لمعشر؟ ... لله درّك حميرا من معشر!
وقال عبد الرحمن الأندلسي: بيــنون وسلحين مدينتان أخربهما ارياط الحبشي المتغلب على اليمن من قبل النجاشي، وحكي عن أبي عــبيــد البكري في كتاب معجم ما استعجم: سميت بيــنونة لأنها كانت بيــن عمان والبحرين، قلت أنا: وهم البكري، بيــنون من أعمال صنعاء، إنما التي بيــن عمان والبحرين بيــنونة، بالهاء، فهي إذا على قوله فعلون من الــبيــن، والياء أصلية، وقياس النحويين يمنع هذا لأن الإعراب إذا كان في النون لزمت الياء الاسم في جميع أحواله، كقنّسرين وفلسطين، ألا ترى كيف قال في آخر الــبيــت وبعد سلحين؟ فكذلك كان القياس أن يقول أبعد بيــنين، وعلى مذهب من جعله من المعرب في الرفع بالواو وفي النصب والخفض بالياء يقول أيضا:
أبعد بيــنين، وليس يعرف فيه مذهب ثالث، فثبت أنه ليس من الــبيــن إنما هو فيعول والياء زائدة من أبنّ بالمكان وبنّ إذا أقام به، لكنه لا ينصرف للتأنيث والتعريف، غير أنّ أبا سعد ذكر وجها ثالثا للمعرب في التسمية بالجمع السالم فأجاز أن يكون الإعراب في النون وتثبت الواو، وقال في زيتون:
إنه فعلون من الزيت، وأجاز أبو الفتح بن جني أن يكون الزيتون فيعولا لا من الزّيت ولكن من قولهم زيّت المكان إذا أنبت الزيتون، قلت أنا: وهذا من قول أبي الفتح واه جدّا، وذاك أنه لم يقل للموضع زيّت إلا بعد إنباته الزيتون، ولولا إنباته لم يصح أن يقال له زيّت، فكيف يقال إن الزيتون من زيّت والزيتون الأصل والمعلوم أن الفعل بعد الفاعل؟
قال: وفي المعروف من أسماء الناس وإن لم يكن في كلام العرب القدماء سحنون وعبدون ودير فيتون، غير أن فيتون يحتمل أن يكون فيعولا فلا يكون من هذا الباب كما قلنا في بيــنون، وهو الأظهر، وأما حلزون وهو دود يكون في العشب وأكثر ما يكون في الرّمث، فليس من باب فلسطين وقنّسرين، ولكن النون فيه أصلية كزرجون، ولذلك أدخله أبو عــبيــد في باب فعلول وأدخله صاحب كتاب العين في الرباعي فدلّ على أن النون عنده أصلية وأنه فعلول بلامين، وقوله: وبعد سلحين يقطع على أن بيــنون: فيعول على كلّ حال، لأن الذي ذكره السيرافي من المذهب الثالث إن صح فإنما هي لغة أخرى من غير ذي جدن الحميري إذ لو كان من لغته لقال: سلحون وأعرب النون مع بقاء الواو، فلما لم يفعل علمنا أن المعتقد عندهم في بيــنون زيادة الياء وأن النونين أصليتان، كما تقدّم.

بين

بيــن: الــبَيْــنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين: يكون الــبَيــنُ الفُرْقةَ،

ويكون الوَصْلَ، بانَ يَــبِيــنُ بَيْــناً وبَيْــنُونةً، وهو من الأَضداد؛

وشاهدُ الــبَيــن الوَصل قول الشاعر:

لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيــني وبيــنَها،

فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها

وقال قيسُ بن ذَريح:

لَعَمْرُك لولا الــبَيْــنُ لا يُقْطَعُ الهَوى،

ولولا الهوى ما حَنَّ لِلــبَيْــنِ آلِفُ

فالــبَيــنُ هنا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بيــن قول الشاعر:

كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ

بَعيدٍ بيــنُ جالَيْها جَرُورِ

وأَنشد أَيضاً:

ويُشْرِقُ بَيْــنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل

قال ابن سيده: ويكون الــبَيــنُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً. وفي التنزيل

العزيز: لقد تقَطَّع بيــنكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون؛ قرئَ بيــنكم

بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ على الحذف،

يريدُ ما بيــنكم، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بيــنَكم نصباً، وقرأَ ابن

كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ

عامر وحمزة بيــنُكم رفعاً، وقال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بيــنُكم أَي

وَصْلُكم، ومن قرأَ بيــنَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال:

معناه تقطَّع الذي كانَ بيــنَكم؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى: لقد

تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بيــنَكم، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد

تقطَّع ما بيــنَكم، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود

لِمَنْ قرأَ بيــنَكم، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول: من قرأَ

بيــنَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بيــنَكم، قال: ولا يجوز حذفُ

الموصول وبقاء الصلةِ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام

زيدٌ، قال أَبو منصور: وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه

خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال: ولقد جئتمونا فُرادَى كما

خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم

شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بيــنَكم؛ أَراد لقد

تقطع الشِّرْكُ بيــنكم أَي فيما بيــنَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر

الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سيده: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين:

أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو

الودُّ بيــنََكم، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بيــنكم، وإن

كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ

الظرف، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً، إلا أَن

استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً،

لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل،

أَلا ترى إلى قولهم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ أَي سماعُك

به خيرٌ من رؤْيتك إياه. وقد بانَ الحيُّ بَيْــناً وبَيْــنونةً؛ وأَنشد

ثعلب:فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى

بَــبَيْــنُونةٍ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ

والمُبايَنة: المُفارَقَة. وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا. وغُرابُ

الــبَيــن: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة:

ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ،

وجَرَى بــبَيْــنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ

حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه

جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ

وقال أَبو الغَوث: غرابُ الــبَيْــنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ،

فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق. وتقول: ضربَه

فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه، فهو مُــبِيــنٌ. وفي حديث الشُّرْب: أَبِنِ

القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ

من الرِّيق، وهو من الــبَيــنِ البُعْد والفِراق. وفي الحديث في صفته، صلى

الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن

قَدِّ الرجال الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْــناً وبُيــوناً. وحكى الفارسيُّ

عن أَــبي زيد: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن

يُــبِيــناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من

الأَبوين أَو أَحدِهما، ولا تكونُ من غيرهما، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى

بانَ هو بذلك يَــبيــنُ بُيُــوناً. وفي حديث الشَّعْــبي قال: سمعتُ النُّعْمانَ

بن بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وطَلَبَتْ

عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي

إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غيرُه؟

قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا؟

فقال: لا، قال: فإني لا أَشهَدُ على هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ على هذا غيري،

أعْدِلوا بيــن أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بيــنكم في

البرِّ واللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ

واحدٍ مالاً تُــبِيــنُه به أَي تُفْرِدُه، والاسم البائنةُ. وفي حديث

الصديق: قال لعائشة، رضي الله عنهما: إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ.

وحكى الفارسي عن أَــبي زيد: بانَ وبانَه؛ وأَنشد:

كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني،

غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ

وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة

إذا انفصلا. وبانَت المرأَةُ عن الرجل، وهي بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق.

وتَطْليقةٌ بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أَي تَطْليقةٌ

(*

قوله «وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه

سقطاً). ذاتُ بَيْــنونةٍ، ومثله: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً. وفي حديث ابن

مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فقيل له إنها قد بانَتْ

منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها

طلاقُه. والطَّلاقُ البائِنُ: هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ

المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ، وقد تكرر ذكرها في الحديث. ويقال: بانَتْ

يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَــبِيــنُ بُيــوناً، وبانَ الخلِيطُ يَــبيــنُ بَيْــناً

وبَيْــنونةً؛ قال الطرماح:

أَآذَنَ الثاوي بِــبَيْــنُونة

ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت، وهُنّ قد بِنَّ

إذا تزوَّجْنَ. وبَيَّــن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى

زوجها، وبانَت هي إذا تزوجت، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن

بيــت أَــبيــها. وفي الحديث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ؛

يَبِنَّ، بفتح الياء، أَي يتزوَّجْنَ. وفي الحديث الآخر: حتى بانُوا أَو

ماتوا. وبئرٌ بَيُــونٌ: واسعةُ ما بيــن الجالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك: هي

التي لا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم، وقيل:

الــبَيُــونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛ وأَنشد أَبو علي

الفارسي:

إِنَّك لو دَعَوْتَني، ودُوني

زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُــونِ،

لقُلْتُ: لَــبَّيْــه لمنْ يَدْعوني

فجعلها زَوْراءَ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ

الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو

المَنْزَعُ. وقال بعضهم: بئرٌ بَيُــونٌ وهي التي يُــبِيــنُ المُسْتَقي الحبل في

جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها:

يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما

إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ

أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ

فيها إرنانها ذوات

(* قوله «ارنانها ذوات إلخ» كذا بالأصل. وفي التكملة:

والــبيــت للفرزدق يهجو جريراً، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار

بوائن لسعة أجوافها إلخ. وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة

وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا

الجوهري هذا الــبيــت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين).

الأَذنِ والنَّشاطِ منها، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل

في بئرٍ دَحُول، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها. قال ابن بري، رحمه الله:

الــبيــت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يَصْهَلْنَ. والبائنةُ: البئرُ

البعيدةُ القعر الواسعة، والــبَيــونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَــبِيــنُ عن

جرابِها كثيراً. وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا

يُصيبَها فتنخرق؛ قال:

دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها،

لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُــبيــنُها

وتقول: هو بَيْــني وبَيْــنَه، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون

إلا من اثنين، وقالوا: بَيْــنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده

سيبويه:

فــبَيْــنا نحن نَرْقُبُه، أَتانا

مُعَلّق وَفْضةٍ، وزِناد راعِ

إنما أَراد بَيْــنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ

بعدها أَلفٌ، فإِن قيل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْــن، وقد علمنا أَن

هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما

عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بيــنَ القومِ

والمالُ بيــن زيدٍ وعمرو، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، والجملة لا يُذْهَب لها

بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بيــنَ

أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بيــن أَوقات رَقْبَتِنا إياه،

والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ،

وأَوانَ الخليفةُ عبدُ

المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان

مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى:

واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْــنا

إذا صلَح في موضعه بَيْــنَ ويُنشِد قول أَــبي ذؤيب بالكسر:

بَيْــنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه،

يوماً، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ

وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْــنا وبَيْــنَما على الابتداء والخبر، والذي

يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها

(* قوله: «والذي ينشد إلى وبخفضها؛ هكذا

في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً). قال ابن بري: ومثلُه في جواز الرفع

والخفض بعدها قولُ الآخر:

كُنْ كيفَ شِئْتَ، فقَصْرُك الموتُ،

لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ

بَيْــنا غِنَى بيــتٍ وبَهْجَتِهِ،

زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ الــبيــتُ

قال ابن بري: وقد تأْتي إذْ في جواب بيــنا كما قال حُمَيْد الأَرقط:

بَيْــنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه،

إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه

وقال آخر:

بيْــنا كذلك، إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ

تَسْــبي وتَقْتُل، حتى يَسْأَمَ الناسُ

وقال القطامي:

فــبَيْــنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي

عُبادةَ، إذْ واجَهْت أَصحَم ذا خَتْر

قال ابن بري: وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا

تكون إلا في جواب بَيْــنما بزيادة ما، وهذه بعدَ بَيْــنا كما ترى؛ ومما يدل

على فساد هذا القول أَنه قد جاء بَيْــنما وليس في جوابها إذ كقول ابن

هَرْمة في باب النَّسيبِ من الحَماسةِ:

بيــنما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا

عِ سِراعاً، والعِيسُ تَهْوي هُوِيّا

خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذكـ

ـراكِ وهْناً، فما استَطَعتُ مُضِيّاً

ومثله قول الأَعشى:

بَيْــنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْـ

ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ،

رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ، حتى

عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ

ومثله قول أَــبي دواد:

بَيْــنما المرءُ آمِنٌ، راعَهُ را

ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ

وفي الحديث: بَيْــنا نحن عند رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه

رجلٌ؛ أَصلُ بَيْــنا بَيْــنَ، فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً، ويقال بَيْــنا

وبَيْــنما، وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة، ويُضافان إلى جملة من فعلٍ

وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر، ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى، قال:

والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه إذا وإذا، وقد جاءا في الجواب كثيراً،

تقول: بَيــنا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه؛ ومنه

قول الحُرَقة بنت النُّعمان:

بَيْــنا نَسوسُ الناسَ، والأَمرُ أَمْرُنا،

إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

وأَما قوله تعالى: وجعلنا بيــنهم مَوْبِقاً؛ فإنّ الزجاج قال: معناه

جعلنا بيــنَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي يُهْلِكهم؛ وقال الفراء: معناه

جعلنا بيــنهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم القيامة أَي هُلْكاً،

وتكون بَيْــن صفة بمنزلة وسَط وخِلال. الجوهري: وبَيْــن بمعنى وسْط، تقول:

جلستُ بيــنَ القوم، كما تقول: وسْطَ القوم، بالتخفيف، وهو ظرفٌ، وإن جعلته

اسماً أَعرَبْتَه؛ تقول: لقد تقطَّع بيــنُكم، برفع النون، كما قال أَبو

خِراش الهُذلي يصف عُقاباً:

فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ،

فصادَفَ بيــنَ عَينَيْه الجَبُوبا

الجبُوب: وجه الأَرض. الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة: روي عن أَــبي

الهيثم أَنه قال الكواكب البَبانيات

(* وردت في مادة بيــن «البابانيات» تبعاً

للأصل، والصواب ما هنا). هي التي لا يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما

يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وهي شامية، ومَهَبُّ الشَّمالِ منها، أَوَّلها

القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول، والجدْي والفَرْقَدان، وهو بَيْــنَ القُطب،

وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى، وقال أَبو عمرو: سمعت المبرَّد يقول إذا كان

الاسم الذي يجيء بعد بَيْــنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء، وإن كان اسماً

مصدريّاً خفضْتَه، ويكون بَيْــنا في هذا الحال بمعنى بيــنَ، قال: فسأَلت

أَحمد بن يحيى عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال: هذا الدرُّ، إلا أَنَّ من

الفصحاء من يرفع الاسم الذي بعد بَيــنا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم

الحقيقي؛ وأَنشد بيــتاً للخليل ابن أَحمد:

بَيــنا غِنَى بيــتٍ وبَهْجَتِه،

ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ الــبَيْــتُ

وجائز: وبهْجَتُه، قال: وأَما بَيْــنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ، وكذلك

المصدر. ابن سيده: وبَيْــنا وبيــنما من حروف الابتداء، وليست الأَلف في

بَيْــنا بصلةٍ، وبَيــنا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ فصارت أَلفاً، وبيــنما بَيــن

زِيدت عليه ما، والمعنى واحد، وهذا الشيء بَيــنَ بَيــنَ أَي بَيْــنَ الجيِّد

والرَّديء، وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح، والهمزة المخفَّفة

تسمّى همزة بَيْــنَ بَيْــنَ؛ وقالوا: بَيــن بَيــن، يريدون التَّوَسُّط كما قال

عَــبيــد بن الأَبرص:

نَحْمي حَقيقَتَنا، وبعـ

ـض القَوْم يَسْقُطُ بَيــنَ بَيْــنا

وكما يقولون: همزة بَيــن بَيــن أَي أَنها همزةٌ بَيْــنَ الهمزةِ وبيــن حرف

اللين، وهو الحرف الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة، فهي بيــن الهمزة

والأَلف مثل سأَل، وإن كانت مكسورة فهي بيــن الهمزة والياء مثل سَئِمَ، وإن كانت

مضمومةً فهي بيــن الهمزة والواو مثل لَؤُم، إلا أَنها ليس لها تمكينُ

الهمزة المحققة، ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً أَوَّلاً

لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن، إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن

ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة،

فالمفتوحة نحو قولك في سأَل سأَلَ، والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ،

والمضمومة نحو قولك في لؤُم لؤُم، ومعنى قول سيبويه بَيْــنَ بَيْــنَ أَنها

ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها، قال

الجوهري: وسميت بَيــنَ بيــنَ لضَعْفِها؛ وأَنشد بيــت عــبيــد بن الأَبرص:

وبعض القومِ يسقط بيــن بيــنا

أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به؛ قال ابن بري: قال السيرافي كأَنه قال

بَيــنَ هؤلاء وهؤلاء، كأَنه رجلٌ يدخل بيــنَ فريقين في أَمرٍ من الأُمور

فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه؛ قال الشيخ: ويجوز عندي أَن يريد بيــنَ الدخول في

الحرب والتأَخر عنها، كما يقال: فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر أُخرى.

ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْــنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم

أَتيته؛ وقوله:

وما خِفْتُ حتى بَيَّــنَ الشربُ والأَذى

بِقانِئِه، إِنِّي من الحيِّ أَــبْيَــنُ

أَي بائن. والــبَيــانُ: ما بُيِّــنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها. وبانَ

الشيءُ بَيــاناً: اتَّضَح، فهو بَيِّــنٌ، والجمع أَــبْيِــناءُ، مثل هَيِّنٍ

وأَهْيِناء، وكذلك أَبانَ الشيءُ فهو مُــبيــنٌ؛ قال الشاعر:

لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها،

لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ

قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَــبْيِــناء مثل هيِّن وأَهْيِناء،

قال: صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ. وأَبَنْتُه أَي

أَوْضَحْتُه. واستَبانَ الشيءُ: ظهَر. واستَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه. وتَــبَيَّــنَ

الشيءُ: ظَهَر، وتَــبيَّــنْتهُ أَنا، تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى.

وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَــبيَّــن وأَبانَ وبَيَّــنَ بمعنى واحد؛

ومنه قوله تعالى: آياتٍ مُــبَيِّــناتٍ، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى

مُتــبيِّــنات، ومن قرأَ مُــبَيَّــنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّــنَها. وفي

المثل: قد بَيَّــنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَــبَيَّــن؛ وقال ابن ذَريح:

وللحُبِّ آياتٌ تُــبَيَّــنُ للفَتى

شُحوباً، وتَعْرى من يَدَيه الأَشاحم

(* قوله «الأشاحم» هكذا في الأصل). قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب،

ويروى: تُــبَيِّــن بالفتى شُحوب. والتَّــبْيــينُ: الإيضاح. والتَّــبْيــين أَيضاً:

الوُضوحُ؛ قال النابغة:

إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُــبَيِّــنُها،

والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد

يعني أَتَــبيَّــنُها. والتِّــبْيــان: مصدرٌ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما

تجيء على التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار والتَّكْرار

والتَّوْكاف، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّــبْيــان والتِّلقاء. ومنه حديث آدم

وموسى، على نــبيــنا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ

فيها تِــبْيــانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ

أَمثاله بالفتح. وقوله عز وجل: وهو في الخِصام غيرُ مُــبيــن؛ يريد النساء

أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُــبيــنُ، وقيل في التفسير: إن

المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به

الأَصنام، والأَوّل أَجود. وقوله عز وجل: لا تُخْرِجوهُنَّ من بيــوتهنّ ولا

يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُــبَيِّــنة؛ أَي ظاهرة مُتَــبيِّــنة. قال

ثعلب: يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيــته، ولا أَن

يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها، ولا تَــبيــنُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه

حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه

وبَيَّــنْتُه؛ وروي بيــت ذي الرمة:

تُــبَيِّــنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً،

كما بَيَّــنْتَ في الأَدَم العَوارا

أَي تُــبَيِّــنُها، ورواه عليّ

بن حمزة: تُــبيِّــن نِسبةُ، بالرفع، على قوله قد بَيَّــنَ الصبحُ لذي

عَينين. ويقال: بانَ الحقُّ يَــبيــنُ بَيــاناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُــبيــنُ إبانة،

فهو مُــبيــنٌ، بمعناه. ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُــبيــن؛ أَي والكتاب

الــبَيِّــن، وقيل: معنى المُــبيــن الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة

وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة؛ وقال الزجاج: بانَ الشيءُ وأَبانَ

بمعنى واحد. ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُــبيــن أَنه مُــبيــنٌ خيرَه

وبرَكَته، أَو مُــبيــن الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُــبيــنٌ أَن

نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ، ومُــبيــن قِصَصَ

الأَنــبيــاء. قال أَبو منصور: ويكون المستــبيــن أَيضاً بمعنى المُــبيــن. قال أَبو

منصور: والاسْتِبانةُ يكون واقعاً. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه

حتى تَــبيَّــن لك. قال الله عز وجل: وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستــبيــن ســبيــلَ

المجرمين؛ المعنى ولتستــبيــنَ أَنت يا محمد ســبيــلَ المجرمين أَي لتزدادَ

استِبانة، وإذا بانَ ســبيــلُ المجرمين فقد بان ســبيــل المؤمنين، وأَكثرُ القراء

قرؤُوا: ولتَستــبيــنَ ســبيــلُ المجرمين؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع.

ويقال: تــبَيَّــنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وقد تــبيَّــنَ الأَمرُ

يكون لازِماً وواقِعاً، وكذلك بَيَّــنْته فــبَيَّــن أَي تَــبَيَّــن، لازمٌ

ومتعدّ. وقوله عز وجل: وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِــبْيــاناً لكلّ

شيءٍ؛ أَي بُيِّــن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر

الدِّين، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، والعرب تقول: بَيَّــنْت

الشيءَ تَــبْيــيناً وتِــبْيــاناً، بكسر التاء، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون

اسماً، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب

والتَّصْداق وما أَشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء

والتِّــبْيــان، قال: ولا يقاس عليهما. وقال النــبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا

إنَّ التَّــبيــين من الله والعَجَلة من الشيطان فتــبيَّــنُوا؛ قال أَبو عــبيــد:

قال الكسائي وغيره التَّــبْيــين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه،

وقرئ قوله عز وجل: إذا ضَرَبتم في ســبيــل الله فتــبيَّــنُوا، وقرئ: فتثبَّتوا،

والمعنيان متقاربان. وقوله عز وجل: إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتــبيَّــنوا،

وفتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهين جميعاً. وقال سيبويه في قوله: الكتاب المُــبيــن،

قال: وهو التِّــبيــان، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة، ولو كان

مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بيَّــنْتُ كالغارة من أَغَرْت. وقال

كراع: التِّــبيــان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء، وهو مذكور في موضعه.

وبيــنهما بَيــنٌ أَي بُعْد، لغة في بَوْنٍ، والواو أَعلى، وقد بانَه

بَيْــناً. والــبَيــانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّــن فَصيح. والــبَيــان: الإفصاح

مع ذكاء. والــبَيِّــن من الرجال: الفصيح. ابن شميل: الــبَيِّــن من الرجال

السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج. وفلانٌ

أَــبْيَــن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً. ورجل بَيِّــنٌ: فصيح، والجمع

أَــبْيِــناء، صحَّت الياء لسكون ما قبلها؛ وأَنشد شمر:

قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَــبيُّ، ويَلْتَئي

على الــبَيِّــنِ السَّفّاكِ، وهو خَطيبُ

قوله يَلتئي أَي يُبْطئ، من اللأْي وهو الإبطاء. وحكى اللحياني في جمعه

أَــبْيــان وبُيَــناء، فأَما أَــبْيــان فكميِّت وأَموات، قال سيبويه: شَبَّهوا

فَيْعِلاً بفاعل حين قالوا شاهد وأَشهاد، قال: ومثله، يعني ميِّتاً

وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّــناء فنادر، والأَقيَس

في ذلك جمعُه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابنُ عباس عن النــبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: إنّ من الــبيــان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً؛

قال: الــبَيــان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب

مع اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وقيل: معناه إن الرجُلَ يكونُ

عليه الحقُّ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ

بِــبَيــانِه إلى نَفْسِه، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ

وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ، وقيل: معناه إنه يَبْلُغ من بَيــانِ ذي الفصاحة

أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه

وحُبِّه، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ،

فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك، وهو وَجْهُ قوله: إن من الــبيــانِ لسِحْراً. وفي

الحديث عن أَــبي أُمامة: أَن النــبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياءُ

والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والــبيــانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛

أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ

فظاهر، وأَما الــبيــانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق

والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ،

ولذلك قال في رواية أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ الــبيــان، لأَنه ليس كلُّ

الــبيــانِ مذموماً. وقال الزجاج في قوله تعالى: خَلَق الإنْسان علَّمَه

الــبيــانَ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النــبيَّ، صلى الله عليه وسلم، علَّمَه

الــبيــان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيــانُ كلِّ شيء، وقيل: الإنسانُ هنا آدمُ،

عليه السلام، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس

جميعاً، ويكون على هذا علَّمَه الــبيــانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ

بــبيَــانِه وتمييزه من جميع الحيوان. ويقال: بَيْــنَ الرجُلَين بَيْــنٌ بَعيدٌ

وبَوْنٌ بعيد؛ قال أَبو مالك: الــبَيْــنُ الفصلُ

(* قوله «الــبيــن الفصل إلخ»

كذا بالأصل). بيــن الشيئين، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ،

وبيــنَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ. والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ. يقال: بانه

يَبونُه ويَــبيــنُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما في البُعْد فيقال: إن بيــنهما

لَــبَيْــناً لا غير. وقوله في الحديث: أَولُ ما يُــبِيــنُ على أَحدِكم فَخِذُه

أَي يُعْرب ويَشهد عليه. ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت

عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحَــبيــب القُشَيْري:

من كل بائنةٍ تَــبيــنُ عُذوقَها

عنها، وحاضنةٍ لها مِيقارِ

قوله: تَــبيــنُ عذوقَها يعني أَنها تَــبيــن عذوقَها عن نفسها. والبائنُ

والبائنةُ من القِسِيِّ: التي بانتْ من وتَرِها، وهي ضد البانِية، إلا أَنها

عيب، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية. الجوهري: البائنةُ القوسُ التي بانت

عن وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق

به فهي البانيةُ، بتقديم النون؛ قال: وكلاهما عيب. والباناةُ: النَّبْلُ

الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَــبي الخطاب. وللناقة حالِبانِ:

أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن، والآخرُ يحلُب من الجانب

الأَيْسر، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، والذي يُمْسِك يسمَّى

البائنَ. والــبَيْــنُ: الفراق. التهذيب: ومن أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ

أَعْرَفُ، وقيل: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به

ممن لم يُمارِسْه، قال: والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها،

والجمع الــبُيَّــنُ، وقيل: البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان

يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، والآخر مُحْلِب، والمُعينُ هو المُحْلِب،

والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الذي عن

شِمالها، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه؛ قال الكميت:

يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ،

من الحالــبَيْــنِ، بأَن لا غِرارا

قال الجوهري: والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها،

والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها. والــبِيــنُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر

مَدِّ البصر من الطريق، وقيل: هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ، وقيل: هو الفصل بيــن

الأَرْضَيْن. والــبِيــنُ أَيضاً: الناحيةُ، قال الباهلي: المِيلُ قدرُ ما

يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ، وفَصْلٌ بَيْــنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِيــنٌ،

قال: وهي التُّخومُ، والجمعُ بُيــونٌ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:

لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها،

من أَهلِ رَيْمانَ، إلا حاجةً فينا

بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به،

أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ الــبِيــنا

(* قوله «بسرو» قال الصاغاني، والرواية: من سرو حمير لا غير). ومَن كسَر

التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال، قال:

والتذكير أَصْوَبُ. ويقال: سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ، وهو الــبِيــنُ.

وبِيــنٌ: موضعٌ قريب من الحيرة. ومُــبِيــنٌ: موضع أَيضاً، وقيل: اسمُ ماءٍ؛

قال حَنْظلةُ بن مصبح:

يا رِيَّها اليومَ على مُــبِيــنِ،

على مــبيــنٍ جَرَدِ القَصيمِ

التارك المَخاضَ كالأُرومِ،

وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ

جمع بيــن النون والميم، وهذا هو الإكْفاء؛ قال الجوهري: وهو جائز

للمطْبوع على قُبْحِه، يقول: يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ

مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب. وبَيْــنونةُ: موضع؛ قال:

يا رِيحَ بَيْــنونةَ لا تَذْمِينا،

جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا

(* قوله «بألوان» في ياقوت: بأرواح).وهُما بَيْــنونَتانِ بَيْــنونةُ

القُصْوَى وبَيــنونة الدُّنيا، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْــنَ عُمانَ

ويَبْرِين. التهذيب: بَيْــنونة موضعٌ بيــنَ عُمان والبحرَيْن وبيــءٌ. وعَدَنُ

أَــبْيَــنَ وإِــبْيَــن: موضعٌ، وحكى السيرافي: عَدَن أَــبْيَــن، وقال: أَــبْيَــن

موضع، ومثَّل سيبويه بأَــبْيَــن ولم يُفَسِّرْهُ، وقيل: عَدَن أَــبْيَــن اسمُ

قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن. الجوهري: أَــبْيَــنُ اسمُ رجلٍ ينسب

إليه عَدَن، يقال: عَدَنُ أَــبْيَــنَ. والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في

اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وليس

لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد: من العِضاه البانُ، وله

هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وينبت في الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ

اللُّوبيــاء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج

دُهْنُ البانِ. التهذيب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه

الطيِّب، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وجمعها البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها

ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ

الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قيس

بن الخَطيم:

حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها،

كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ

ابن سيده: قَضَينا على أَلف البانِ بالياء، وإن كانت عيناً لغلبةِ (ب ي

ن) على (ب و ن).

بيــن بيــن المشهور: هو أن يجعل الهمزة بيــنها وبيــن مخرج الحرف الذي منه حركتها، نحو سئل، وغير المشهور هو أن يجعل الهمزة بيــنها وبيــن حرف منه حركة ما قبلها نحو سؤل.
بَيْــن: موضوع للخلافة بيــن الشيئين ووسْطهما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْــنَهُمَا زَرْعًا} [الكهف:32] وبَيْــنَ يستعمل تارة اسماً وتارة ظرفاً، ويقال هذا الشيء بيــن يديك: أي قريباً منك كذا في "المفردات".
(بيــن) - في الحديث: "مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَناتٍ حتى يَبِنَّ أو يَمُتْنَ".
قَولُه: يَبِنّ بِفَتْح اليَاء: أىْ يتزَوَّجْن. يقال: أَبانَ فُلانٌ بِنْتَه وَــبيَّــنَها، إذا زوَّجهَا، وبانَتْ من الــبَيْــن وهو البعد، كأَنَّه أَبعدَها عن منزله.
- في الحديث: "بَيــنْا نَحنُ عندَ رسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جَاءَه رَجُل".
قيل: أصل بَيْــنَا بَيْــن، أُشبِعَت فَتحتُه، فتولَّدت منها أَلِف، وقد يُزادُ فيه ما، فيُقال: بيــنَما، وكِلاهُما ظرفَا زَمان، بِمَعْنى المُفاجَأة، يُضَافَان إلى جملة من فِعْل وفاعِلِه، أو مُبْتَدإٍ وخَبَرِه، ويَحتاجان إلى جَواب يَتمّ به المَعْنَى.
- في الحَدِيث: "أَولُ ما يُــبِيــن على أحدكم فَخِذُه". : أي يُعرِب ويَشْهَد عليه ويُقال للفَصِيح: الــبَيِّــن، والجَمعُ الأَــبيِــنَاء، وهو أبيَــن من سَحْبان.

بيــن


بَانَ (ي)(n. ac. بَيْــن
بَيَــاْن
تَــبْيَــاْن)
a. Was clear, distinct, evident, manifest.
b.(n. ac. بَيْــن
بُيُــوْن
بُيُــوْنَة
بَيْــنُوْنَة )
a. ['An], Was separated from.
بَيَّــنَa. Showed, proved, demonstrated; expounded
explained.
b. Separated, distinguished.
c. see I (a)
بَاْيَنَa. Left, abandoned, forsook.

أَــبْيَــنَa. see I (a)b. Separated, severed, cut off.

تَــبَيَّــنَa. Was clear, lucid.
b. Rendered clear, explained, elucidated.
c. Scrutinized, investigated.

تَبَاْيَنَa. Became separate.

إِسْتَــبْيَــنَa. see I (a)b. Rendered clear, &c.
c. Recognized as clear &c.

بَيْــنa. Separation.
b. Distinction, difference.

بِيْــنa. Region.

بَاْيِنa. Clear, distinct, evident, manifest.
b. Divorced (wife).
بَيَــاْنa. Exposition, argument, demonstration.
b. Eloquence; perspicacity.

بَيِّــنa. see 21 (a)
بَيِّــنَة []
a. Proof; testimony.

بَيْــن
a. Between, amongst.

بَيْــنَمَا
a. Whist.

بَيْــن ذَلِك
a. Meanwhile.

بَيْــن يَدَيْه
a. Before him: in his presence.

فِيْمَا بَيْــن
a. In between: amongst.

بُيُــوْرَدِي — بُيُــوْرلُدِي
T.
a. Firman; decree.
(ب ي ن) : (الْبَانُ) ضَرْبٌ مِنْ الشَّجَرِ الْوَاحِدَةُ بَانَةٌ (وَمِنْهُ) دُهْنُ الْبَانِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَوْ قَالَ اشْتَرِ لِي بَانًا ثُمَّ اخْلِطْهُ بِمِثْقَالٍ مِنْ مِسْكٍ فَمَعْنَاهُ دُهْنُ بَانٍ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ (وَبَانَ الشَّيْءُ) عَنْ الشَّيْءِ انْقَطَعَ عَنْهُ وَانْفَصَلَ بَيْــنُونَةً وَــبُيُــونًا (وَقَوْلُهُمْ أَنْتِ بَائِنٌ) مُؤَوَّلٌ كَحَائِضٍ وَطَالِقٍ (وَأَمَّا طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ وَطَلَاقٌ بَائِنٌ) فَمَجَازٌ وَالْهَاءُ لِلْفَصْلِ (وَيُقَالُ بَانَ الشَّيْءُ) بَيَــانًا وَأَبَانَ وَاسْتَبَانَ وَــبَيَّــنَ وَتَــبَيَّــنَ إذَا ظَهَرَ وَأَبَنْتُهُ وَاسْتَبَنْتُهُ وَتَــبَيَّــنْتُهُ عَرَفْتُهُ بَيِّــنًا (وَقَوْلُ) الْفُقَهَاءِ كَصَوْتٍ لَا يَسْتَــبِيــنُ مِنْهُ حُرُوفٌ وَخَطٌّ مُسْتَــبِيــنٌ كُلُّهُ صَحِيحٌ (وَالْــبَيِّــنَةُ) الْحُجَّةُ فَيْعِلَةٌ مِنْ الْــبَيْــنُونَةِ أَوْ الْــبَيَــانِ (وَفِي حَدِيثِ) زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَيِّــنَتَكَ نُصِبَ عَلَى إضْمَارِ أَحْضِرْ (وَقَوْلُهُ) فِي إصْلَاحِ ذَاتِ الْــبَيْــنِ يَعْنِي الْأَحْوَالَ الَّتِي بَيْــنَهُمْ وَإِصْلَاحُهَا بِالتَّعَهُّدِ وَالتَّفَقُّدِ وَلَمَّا كَانَتْ مُلَابِسَةً لِلْــبَيْــنِ وُصِفَتْ بِهِ فَقِيلَ لَهَا ذَوَاتُ الْــبَيْــنِ كَمَا قِيلَ لِلْأَسْرَارِ ذَاتُ الصُّدُورِ لِذَلِكَ (وَــبَيْــنَ) مِنْ الظُّرُوفِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ وَلَا يُضَافُ إلَّا إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا وَمَا قَامَ مَقَامَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {عَوَانٌ بَيْــنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَقَدْ يُحْذَفُ الْمُضَافُ إلَيْهِ وَيُعَوَّضُ عَنْهُ مَا أَوْ أَلِفٌ فَيُقَالُ بَيْــنَمَا نَحْنُ كَذَا وَــبَيْــنَا نَحْنُ كَذَا (وَأَــبْيَــنُ) صَحَّ بِفَتْحِ الْأَلِفِ فِي جَامِعِ الْغُورِيِّ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ أُضِيفَ عَدَنُ إلَيْهِ وَقَدْ قِيلَ بِالْكَسْرِ.
بيــن من اللَّه والعجلة من الشَّيْطَان فَتَــبَيَّــنُوا. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: التــبيــن مثل التثبت فِي الْأُمُور والتأني فِيهِا وَقد روى عَن عَبْد الله بْن مَسْعُود أَنه كَانَ يقْرَأ {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَــبِيْــلِ اللهِ فَتَــبَيَّــنُوْا} وَبَعْضهمْ / فَتَثَبَّتُوْا / والمعني قريب بعضه من بعض. وَأما الْــبَيَــان فَإِنَّهُ من الْفَهم وذكاء الْقلب مَعَ اللِّسَان اللسن وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِن من الْــبَيَــان سحرًا وَذَلِكَ أَن قيس بْن عَاصِم والزبرقان بْن بدر وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم قدمُوا على النَّــبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَ النَّــبِي عَلَيْهِ السَّلَام عمرا عَن الزبْرِقَان فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا فَلم يرض الزبْرِقَان بذلك فَقَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه إِنَّه ليعلم أَنِّي أفضل مِمَّا قَالَ وَلكنه حسدني مَكَاني مِنْك فَأثْنى عَلَيْهِ عَمْرو شرا ثُمَّ قَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه مَا كذبت عَلَيْهِ فِي الأولى وَلَا فِي الْآخِرَة وَلكنه أرضاني فَقلت بِالرِّضَا وأسخطني فَقلت بالسخط فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِن من الْــبَيَــان سحرًا. قَالَ أَبُو عــبيــد: هُوَ من حَدِيث عباد بْن عباد المهلــبي عَن مُحَمَّد ابْن الزبيــر الْحَنْظَلِي قَالَ وحَدثني أَبُو عَبْد اللَّه الْفَزارِيّ عَن مَالك بْن دِينَار قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أَــبِيــن من الْحجَّاج إِن كَانَ ليرقى الْمِنْبَر فيذكر إحسانه إِلَى أهل الْعرَاق وصفحه عَنْهُمْ وإساءتهم إِلَيْهِ حَتَّى أَقُول فِي نَفسِي: وَالله إِنِّي لأحسبه صَادِقا [و -] إِنِّي لأظنهم ظالمين [لَهُ -] فَكَانَ الْمَعْنى وَالله أعلم أَنه يبلغ من بَيَــانه أَنه يمدح الْإِنْسَان فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله ثُمَّ يذمه فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله الآخر فَكَأَنَّهُ قد سحر السامعين بذلك فَهَذَا وَجه قَوْله: إِن من الْــبَيَــان سحرًا.
بيــن: بانَ يَــبِيْــنُ بَيْــنُوْنَةً وبَيْــناً وبُيُــوْناً: أي انْقَطَعَ.
والــبَيْــنُ: الفِرَاقُ. وغُرَابُ الــبَيْــنِ سُمِّيَ بذلك لأنَّه إذا قَصَدَ أهلُ الدار للنُّجْعَةِ وَقَعَ في بُيُــوْتِهم يَتَقَمْقَمُ، وقيل: لأنَّه بانَ عن نوحٍ صلى الله عليه وسلم.
والــبَيْــنُ: الوَصْلُ، من قَوْلِه عِزَّ وجَلَّ: " لقد تَقَطَّعَ بَيْــنُكُم ".
وبانَتْ يَدُ النّاقَةِ عن جَنْبِها بَيْــنُوْنَةً وبُيُــوْناً.
وقَوْلُه: بَيْــنَا فلانٌ: مَعْنَاه بَيْــنَما.
وقَوْسٌ بائنٌ: للَّتي بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها.
والبائِنَةُ: النَّخْلَةُ الطَّوِيْلَةُ العُذُوْقِ.
والــبَيُــوْنُ من الأَبْآرِ: التي بانَ مَوْقِفُ الشّارِبَةِ عن جِرَابِها لاعْوِجَاجِها. وقيل: هي الواسِعَةُ الرَّأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَلِ فتَــبِيْــنُ أشْطَانُها من بُعْدِها.
وطَلَبَ الرَّجُلُ البائنَةَ إلى أبَوَيْهِ: أي أنْ يُــبِيْــنَاه بمالٍ يَتَفَرَّدُ به، وأَبَانَه أَبَوَاه إبَانَةً. وعِنْدَهُ من المالِ ما يُــبِيْــنُه.
وأبَانَ فلانٌ بِنْتَه وبَيَّــنَها: أي زَوَّجَها. وبانَتِ الجارِيَةُ: تَزَوَّجَتْ.
ويُقال للطُّــبْيَــيْنِ اللَّذَيْنِ من الشِّقِّ الأَيْمَنِ: البَائِنَانِ. والبَائنُ: الذي يَحْلُبُ النّاقَةَ من شِقِّها الأيْمَنِ؛ من قَوْلِهم: بانَ فلانٌ يَــبِيْــنُ: أي يَأْخُذُ على يَمِيْنِه، وقيل: البائنُ: الذي يُمْسِكُ العُلْبَةَ.
وهو خِيَارُ المالِ ومُــبِيْــنُه: بمَعْنىً واحِدٍ.
والــبَيَــانُ: مَعْرُوْفٌ، بانَ الشَّيْءُ، وأَبَانَ إبَانَةً، وبَيَّــنَ وتَــبَيَّــنَ واسْتَبَانَ، وفي المَثَلِ: " قد بَيَّــنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ ".
والــبَيِّــنُ من الرِّجَالِ: الفَصِيْحُ.
والــبَيِّــنَةُ: الــبَيَــانُ. وقَوْمٌ أبْيِــنَاءُ.
وتَــبَيَّــنْ في أمْرِكَ: أي تَثَبَّتْ.
والــبِيْــنُ بكَسْرِ الباءِ من الأرْضِ: الذي لا يُدْرَكُ طَرَفَاه. وهي النّاحِيَةُ أيضاً.
ومَبَايِنُ الحَقِّ: مَوَاضِحُه.
والأَــبْيَــنُ: الغَرِيْبُ.
ورَجُلٌ أَــبْيَــنُ المَرَافِقِ: أي أَبَدُّ، وقَوْمٌ بِيْــنُ المَرَافِقِ، ومن الإِبِلِ كذلك.
وعَدَنُ أَــبْيَــنَ ويَــبْيَــنَ.
وبَيَّــنَ الشَّجَرُ وعَيَّنَ: أوَّل ما يَنْبُتُ فيَظْهَر من أُصُوْلِ وَرَقِه.
وبَيَّــنَ القَرْنُ: نَجَمَ.
[بيــن] فيه: أن من "الن" لسحراً، الــبيــان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، قيل: معناه أن يكون على أحد حق وهو أقوم بحجته فيقلب الحق بــبيــانه إلى نفسه، فإن السحر قلب الشيء في عين الإنسان، ألا ترى أن البليغ يمدح إنساناً حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه، ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه. ومنه: البذاء و"الــبيــان" شعبتان من النفاق، أي خصلتان منشأهما النفاق، أما البذاء وهو الفحش فظاهر، وأما الــبيــان فالمراد منه التعمق في النطق، والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس،حقيقتها وإن كانت شريعته القضاء بالظاهر. و"بيــن" الله الخلق من الأمر أي فرق بيــنهما حيث عطف أحدهما على الآخر، وكيف لا والأمر قديم والخلق حادث.
ب ي ن: (الْــبَيْــنُ) الْفِرَاقُ وَبَابُهُ بَاعَ وَ (بَيْــنُونَةً) أَيْضًا. وَالْــبَيْــنُ الْوَصْلُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقُرِئَ « {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْــنُكُمْ} [الأنعام: 94] » بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ فَالرَّفْعُ عَلَى الْفِعْلِ أَيْ تَقَطَّعَ وَصْلُكُمْ وَالنَّصْبُ عَلَى الْحَذْفِ يُرِيدُ مَا بَيْــنَكُمْ. وَ (الْبَوْنُ) الْفَضْلُ وَالْمَزِيَّةُ وَقَدْ (بَانَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ وَبَاعَ، وَــبَيْــنَهُمَا (بَوْنٌ) بِعِيدٌ وَ (بَيْــنٌ) بَعِيدٌ، وَالْوَاوُ أَفْصَحُ، فَأَمَّا بِمَعْنَى الْبُعْدِ فَيُقَالُ: إِنَّ بَيْــنَهُمَا (بَيْــنًا) لَا غَيْرُ. وَ (الْــبَيَــانُ) الْفَصَاحَةُ وَاللَّسَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ مِنَ الْــبَيَــانِ لَسِحْرًا» وَفُلَانٌ (أَــبْيَــنُ) مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَفْصَحُ مِنْهُ وَأَوْضَحُ كَلَامًا. وَ (الْــبَيَــانُ) أَيْضًا مَا (يَتَــبَيَّــنُ) بِهِ الشَّيْءُ مِنَ الدَّلَالَةِ وَغَيْرِهَا. وَ (بَانَ) الشَّيْءُ يَــبِيــنُ (بَيَــانًا) اتَّضَحَ فَهُوَ (بَيِّــنٌ) وَكَذَا (أَبَانَ) الشَّيْءُ فَهُوَ (مُــبِيــنٌ) وَ (أَبَنْتُهُ) أَنَا أَيْ أَوْضَحْتُهُ وَ (اسْتَبَانَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (اسْتَبَنْتُهُ) أَنَا عَرَفْتُهُ وَ (تَــبَيَّــنَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (تَــبَيَّــنْتُ) أَنَا، تَتَعَدَّى هَذِهِ الثَّلَاثَةُ وَتَلْزَمُ. وَ (التَّــبْيِــينُ) الْإِيضَاحُ وَهُوَ أَيْضًا الْوُضُوحُ، وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ (بَيَّــنَ) الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ أَيْ تَــبَيَّــنَ. وَ (التِّــبْيَــانُ) مَصْدَرٌ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمَصَادِرَ إِنَّمَا تَجِيءُ عَلَى التَّفْعَالِ بِفَتْحِ التَّاءِ كَالتَّذْكَارِ وَالتَّكْرَارِ وَالتَّوْكَافِ وَلَمْ يَجِئْ بِالْكَسْرِ إِلَّا (التِّــبْيَــانُ) وَالتِّلْقَاءُ. وَضَرَبَهُ (فَأَبَانَ) رَأَسَهُ مِنْ جَسَدِهِ أَيْ فَصَلَهُ فَهُوَ (مُــبِيــنٌ) . وَ (الْمُبَايَنَةُ) الْمُفَارَقَةُ وَ (تَبَايَنَ) الْقَوْمُ تَهَاجَرُوا. وَتَطْلِيقَةٌ (بَائِنَةٌ) وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ. وَغُرَابُ (الْــبَيْــنِ) هُوَ الْأَبْقَعُ، وَقَالَ أَبُو الْغَوْثِ: هُوَ الْأَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَأَمَّا الْأَسْوَدُ فَهُوَ الْحَاتِمُ فَإِنَّهُ يَحْتِمُ بِالْفِرَاقِ. وَ (بَيْــنَ) بِمَعْنَى وَسْطَ تَقُولُ جَلَسَ بَيْــنَ الْقَوْمِ كَمَا تَقُولُ جَلَسَ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ ظَرْفٌ فَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا أَعْرَبْتَهُ تَقُولُ: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْــنُكُمْ، بِرَفْعِ النُّونِ. وَهَذَا الشَّيْءُ (بَيْــنَ بَيْــنَ) أَيْ بَيْــنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ. وَ (بَيْــنَا) فَعْلَى أُشْبِعَتِ الْفَتْحَةُ فَصَارَتْ أَلِفًا وَ (بَيْــنَمَا) زِيدَتْ عَلَيْهِ مَا وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، تَقُولُ: بَيْــنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا، أَيْ أَتَانَا بَيْــنَ أَوْقَاتِ رَقْبَتِنَا إِيَّاهُ. وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَخْفِضُ بَعْدَ بَيْــنَا إِذَا صَلَحَ فِي مَوْضِعِهِ بَيْــنَ. وَغَيْرُهُ يَرْفَعُ مَا بَعْدَ بَيْــنَا وَــبَيْــنَمَا عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ. 
بيــن: بان الشيء: ظهر واتضح، ومضارعه: يبان في معجم بوشر والمصدر بيــنونة. ففي ابن حيان (ص78): كان مع بسالته شاعراً محسنا قديم الــبيــوته (الــبيــنونة) بمكانه في المصاف في عهد الأمير محمد.
بَيَّــن (بالتشديد) وضد، ودقق، واقنع (هلو) وفي معجم الكالا aprovar وهذا هو معنى prouver بالفرنسية (أي أثبت، برهن، أقام الدليل) (نبريجا، فيكتور) لئن هذا هو معنى الفعل بالعربيــة. وفي معجم لين: بيّــنه he proved it ( أي أثبته وحققه وبرهنه).
بيّــن حكمه: أظهر سطوته (بوشر).
بَيّــن دعوى: دافع عنها (بوشر).
بيّــن صورة: صورها ورسمها (بوشر).
بيّــن اللفظ: تلفظه بوضوح (بوشر).
باين. باينه من: غايره وخالفه (بوشر). وميز الحق من الباطل ففي كتاب محمد بن الحارث (ص334): كان القاضي شديد المباينة في الحق قليل المداراة فيه.
وباينه به: أظهر وأعلن ففي ابن حيان (ص69و): باين سعيد بن مستنة بخلعان الأمير عبد الله. وفيه (ص69ق): ثم باين آخر ذلك كله بالانتكاث وجاهز بالخلعان.
أبان. يقال أبان عن نفسه: دافع عن نفسه، ففي رياض النفوس (ص73و) في كلامه عن قاض أوقف عن القضاء: أبان عن نفسه وكشف عن الشبه المرفوعة عليه.
تــبيّــن: توضح، تكشف، ظهر أثره. وتــبيــن من غيره: تميز منه (بوشر).
وتــبيــن: شَفَّ، بان من خلال جسم شفاف (الكالا).
وتــبيــن: ثبت بالدليل (فوك) وفُسِّر (فوك).
وتــبيــن: رأي، أدرك، ميز (معجم الادريسي البكري ص121) وفي المستعيني مادة سندروس: ويقال إن أهل الهند يفرغونه على موتاهم ليتــبيــنوا منهم (مَنْ هُم) في كل وقتٍ.
تباين من: تضاد، تناقض (بوشر).
بَيْــن. بيــن البصرة إلى مكة أي بيــن البصرة ومكة (معجم أبي الفداء).
بَيْــنُهم بالــبيــن، أو بَيــنُهُم لــبيــن، أو إلى بيــن، أو مع بيــن. ذكر هذا في معجم فوك وهو مرادف لقولهم بعضهم لبعض. وبيــن الــبيــنين: بيــن الاثنين (بوشر).
بانة: بون، مسافة ما بيــن الشيئين (بوشر).
بيــنة (أسبانية): عقاب، قصاص (الكالا وفيه pena) .
بيــان: توضيح، تــبيِــين (بوشر) وكانوا إذا كانت الكلمة غير واضحة في مخطوطة ما أعادوا كتابتها على الهامش وأضافوا إليها: بيــان.
وبيــان: شرح، عرض، تقرير (بوشر) وحجة وثيقة أعلام، مذكرة، عريضة، استرحام، قائمة جرد، جرد، (بوشر، معجم البلاذري) وبرنامج، منهج، خطة عمل (بوشر). ولوحة أو جدول فيه وصف لبلد، أو علم، أو فن (بوشر).
بيــان الــبيــت أو بيــان المطرح: عنوان الــبيــت، ويقال بيــان فقط (بوشر).
بيــان مختصر: قائمة الحساب، كشف الحساب، وفي اصطلاح التجار: مجمل السلع الموجودة (بوشر).
بيــان الأسعار: قائمة الأسعار (تعريفة) (بوشر).
بيــان كتاب: كراس مطبوع للدعاية (بوشر) علم بيــان الدفع: جدول مفصل لمجموع الحساب (بوشر).
بَيَــانِيّ: مُــبَيَّــن، موضع (بوشر).
بَيُــونِي، (معرب Bayonne) غليون، ضرب من السفن الشراعية الكبرى القديمة (الكالا galeon) .
بَيّــنة: شهادة، حجة، دليل، وفي معجم فوك إنها تجمع على بُيُــون جمع تكسير.
وبيــنة: شاهد (فوك) وفي كتاب محمد ابن الحارث (ص238): زدني بيــنة أي جئني بشاهد آخر.
تباين: تضاد، تناقض (بوشر).
تــبيــين: توضيح (بوشر).
مباينة. حرف المباينة: حرف اضراب يبطل ما قبله ويثبت ما بعده. فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله (بوشر).
متباين. متباينون: تابعون لملوك مستقلين. (دي سلان، تاريخ البربر 1: 442).
وعدد متباين (في إصلاح الحساب): عدد لا يحتويه عدد آخر.
ب ي ن : بَانَ الْأَمْرُ يَــبِيــنُ فَهُوَ بَيِّــنٌ وَجَاءَ بَائِنٌ عَلَى الْأَصْلِ وَأَبَانَ إبَانَةً وَــبَيَّــنَ وَتَــبَيَّــنَ وَاسْتَبَانَ كُلُّهَا بِمَعْنَى الْوُضُوحِ وَالِانْكِشَافِ وَالِاسْمُ الْــبَيَــانُ وَجَمِيعُهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا إلَّا الثُّلَاثِيَّ فَلَا يَكُونُ إلَّا لَازِمًا.

وَبَانَ الشَّيْءُ إذَا انْفَصَلَ فَهُوَ بَائِنٌ وَأَبَنْتُهُ بِالْأَلِفِ فَصَلْتُهُ وَبَانَتْ الْمَرْأَةُ بِالطَّلَاقِ فَهِيَ بَائِنٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَبَانَهَا زَوْجُهَا بِالْأَلِفِ فَهِيَ مُبَانَةٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ التَّوْسِعَةِ وَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ وَالْمَعْنَى مُبَانَةٌ قَالَ الصَّغَانِيّ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.

وَبَانَ الْحَيُّ بَيْــنًا وَــبَيْــنُونَةً ظَعَنُوا وَبَعُدُوا وَتَبَايَنُوا تَبَايُنًا إذَا كَانُوا جَمِيعًا فَافْتَرَقُوا.

وَالْــبِيــنُ بِالْكَسْرِ مَا انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُكَ مِنْ حَدَبٍ وَغَيْرِهِ.

وَالْــبَيْــنُ بِالْفَتْحِ مِنْ الْأَضْدَادِ يُطْلَقُ عَلَى الْوَصْلِ وَعَلَى الْفُرْقَةِ وَمِنْهُ ذَاتُ الْــبَيْــنِ لِلْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَقَوْلُهُمْ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْــبَيْــنِ أَيْ لِإِصْلَاحِ الْفَسَادِ بَيْــنَ الْقَوْمِ وَالْمُرَادُ إسْكَانُ الثَّائِرَةِ وَــبَيْــنَ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَــبَيَّــنُ مَعْنَاه إلَّا بِإِضَافَتِهِ إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {عَوَانٌ بَيْــنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَالْمَشْهُورُ فِي الْعَطْفِ بَعْدَهَا أَنْ يَكُونَ بِالْوَاوِ لِأَنَّهَا لِلْجَمْعِ الْمُطْلَقِ نَحْوُ الْمَالُ بَيْــنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ بِالْفَاءِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ
بَيْــنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلُ 
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الدَّخُولَ اسْمٌ لِمَوَاضِعَ شَتَّى فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ الْمَالُ بَيْــنَ الْقَوْمِ وَبِهَا يَتِمُّ الْمَعْنَى وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ 
أَوْقَدَتْهَا بَيْــنَ الْعَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ
قَالَ ابْنُ جِنِّي الْعَقِيقُ مَكَانٌ وَشَخْصَانِ أَكَمَةٍ.

وَيُقَالُ جَلَسْتُ بَيْــنُ الْقَوْمِ أَيْ وَسْطَهُمْ وَقَوْلُهُمْ هَذَا بَيْــنَ بَيْــنَ هُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْحِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ وَالتَّقْدِيرُ بَيْــنَ كَذَا وَــبَيْــنَ كَذَا.

وَالْمَتَاعُ بَيْــنَ بَيْــنَ أَيْ بَيْــنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ.

وَــبَيْــنَ الْبَلَدَيْنِ بَيْــنٌ أَيْ تَبَاعُدٌ بِالْمَسَافَةِ.

وَأَــبْيَــنُ وِزَانُ أَحْمَرَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرِ بَنِي عَدَنَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ عَدَنُ أَــبْيَــنَ وَكَسْرُ الْهَمْزَةِ لُغَةٌ.

وَأَبَانُ اسْمٌ لِجَبَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبَانُ الْأَسْوَدُ لِبَنِي أَسَدٍ وَالْآخَرُ أَبَانُ الْأَــبْيَــضُ لِبَنِي فَزَارَةَ وَــبَيْــنَهُمَا نَحْوُ فَرْسَخٍ وَقِيلَ هُمَا فِي دِيَارِ بَنِي عَبْسٍ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ فِي تَقْدِيرِ أَفْعَلَ لَكِنَّهُ أَعَلُّ بِالنَّقْلِ
وَلَمْ يُعْتَدَّ بِالْعَارِضِ فَلَا يَنْصَرِفُ قَالَ الشَّاعِرُ
لَوْ لَمْ يُفَاخِرْ بِأَبَانَ وَاحِدٌ
وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَعْتَدُّ بِالْعَارِضِ فَيَصْرِفُ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيهِ إلَّا الْعَلَمِيَّةُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
دَعَتْ سَلْمَى لِرَوْعَتِهَا أَبَانَا
وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ وَزْنُهُ فَعَالٌ فَيَكُونُ مَصْرُوفًا عَلَى قَوْلِهِمْ. 
[بيــن] الــبَيْــنُ: الفراق. تقول منه: بانَ يَــبيــنُ بَيْــناً وبَيْــنونَةً. والــبَيْــنُ: الوصلُ وهو من الأضداد. وقرئ: (لقَدْ تَقَطَّعَ بَيْــنَكُمً) بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أي تقطَّعَ وصلكم، والنصب على الحذف، يريد ما بيــنكم. والبون: الفضل والمزية. يقال بانَهُ يَبونُهُ ويَــبيــنُهُ، وبيــنهما بَوْنٌ بعيدٌ وبَيْــنٌ بعيدٌ، والواو أفصح. فأمَّا في البعد فيقال: إنَّ بيــنهما لــبيــنا لا غير. والــبيــان: الفصاحة واللسن. وفي الحديث: " إنَّ من الــبيــان لسحراً ". وفلان أَــبْيَــنُ من فلانٍ، أي أفصح منه وأوضح كلاماً. وأبيــن: اسم رجل نسب إليه عدن، يقال عدن أبيــن. والــبيــان: ما يتــبيــن به الشئ من الدلالة وغيرها. وبان الشئ بَيــاناً: اتَّضَحَ فهو بَيِّــنٌ، والجمع أبيــناء، مثل هين وأهيناء. وكذلك أبان الشئ فهو مُــبيــنٌ. قال: لو دَبَّ ذَرٌّ فوق ضاحي جِلْدِها لأبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ وأَبَنْتُهُ أنا، أي أوضحته. واستبان الشئ: وضح. واستبنته أنا: عرفته. وتــبيــن الشئ: وضح وظهر. وتَــبَيَّــنْتُهُ أنا، تتعدَّى هذه الثلاثة ولا تتعدَّى. والتَــبْيــينُ: الإيضاح. والتَــبيِــينُ أيضاً: الوضوح. وفي المثل: " قد بَيَّــنَ الصُبحُ لذي عينين "، أي تــبيــن. قال النابغة:

إلا أوارى لايا ما أبيــنها * أي ما أتــبيــنها. والتــبيــان: مصدر: وهو شاذ لان المصادر إنما تجئ على التفعال بفتح التاء. مثل التذ كار والتكرار والتوكاف، ولم يجئ بالكسر إلا حرفان، وهما التــبيــان والتلقاء. وتقول: ضربَه فأبانَ رأسه من جسده وفصله، فهو مــبيــن. ومــبيــن أيضا: اسم ماء. قال : يا ريها اليوم على مــبيــن على مــبيــن جرد القصيم فجاد بالميم مع النون، وهو جائز للمطبوع، على قبحه. يقول: يارى ناقتي على هذا الماء. فأخرج مخرج النداء وهو تعجب. والمباينة: المفارقة. وتَبايَنَ القومُ: تهاجروا وتباعدوا. والبائنُ: الذي يأتي الحلوبة من قِبَلِ شمالها. والمعلى: الذى يأتيها من قبل يمينها. وتطليقةٌ بائِنَةٌ، وهي فاعلةٌ بمعنى مفعولة. والبائِنَةُ: القوسُ التي بانَتْ عن وترِها كثيراً. وأما التى قربت من وترها حتى كادت تلصق به فهى البانية، يتقديم النون، وكلاهما عيب. والباِئِنَةُ: البئرُ البعيدةُ القعرِ الواسعةُ. والــبَيــونُ مثله، لأنَّ الأَشْطانَ تَــبيــنُ عن جرابها كثيرا. قال جرير يصف خيلا : يشنفن للنظر البعيد كأنما إرنانها ببوائن الاشطان وغراب الــبيــن يقال هو الابقع. قال عنترة: ظمن الذين فراقهم أتوقع وجرى بيــنهم الغراب الابقع حرق الجناح كأن لحيى رأسه جلمان بالاخبار هش مولع وقال أبو الغوث: غراب الــبَيْــنِ هو الأحمر المنقار والرجلين، فأمَّا الأسود فهو الحاتم، لأنّه عندهم يحتم بالفراق. وبَيْــنَ بمعنى وَسَطْ، تقول: جلست بَيْــنَ القوم كما تقول: وسط القوم بالتخفيف، وهو ظرف، وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: جلست بَيْــنَ القوم كما تقول وسط القوم بالتخفيف. وهو ظرف وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: (لقد تقطع بيــنكم) برفع النون، كما قال الهذلى  فلاقته ببلقعة براح فصادف بيــن عينيه الجبوبا وتقول: لقيته بعيدات بيــن، إذا لقيته بعد حين ثم أمسكت عنه ثم أتيته. وهذا الشئ بَيْــنَ بَيْــنَ، أي بيــن الجيِّد والردئ. وهما اسمان جعلا اسما واحدا وبنيا على الفتح. والهمزة المخففة تسمى بيــن بيــن، أي همزة بيــن الهمزة وحرف اللين، وهو الحرف الذى منه حركتها، إن كانت مفتوحة فهى بيــن الهمزة والالف مثال سأل، وإن كانت مكسورة فهى بيــن الهمزة والياء مثل سئم، وإن كان مضمومة فهى بيــن الهمزة والواو مثل لؤم. وهى لا تقع أولا أبدا لقربها بالضعف من الساكن، إلا أنها وإن كانت قد قربت من الساكن ولم يكن لها تمكن الهمزة المخففة فهى متحركة في الحقيقة. وسميت بيــن بيــن لضعفها، كما قال عــبيــد بن الابرص: يحمى حقيقتنا وبعض القوم يسقط بيــن بيــنا أي يتساقط ضعيفا غير معتد به. وبيــنا: فَعْلى أشبعت الفتحة فصارت ألفاً. وبيــنما زيدت عليها مَا، والمعنى واحد. تقول: بيــنا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بيــن أوقات رقبتنا إياه. والجمل مما تضاف إليها أسماء الزمان، كقولك: أتيتك زمن الحجاج أمير، ثم حذفت المضاف الذى هو أوقات وولى الظرف الذى هو بيــن الجملة التى أقيمت مقام المضاف إليها، كقوله تعالى: (واسأل القرية) . وكان الاصمعي يخفض بعد بيــنا ما إذا صلح في موضعه بيــن، وينشد قول أبى ذؤيب بالكسر: بيــنا تعنقه الكماة وروغه يوما أتيح له جرئ سلفع وغيره يرفع ما بعد بيــنا وبيــنما على الابتداء والخبر. والــبيــن بالكسر: القطعة من الأرض قدر منتهى البصر والجمع بيــون. قال ابن مقبل يخاطب الخيال: بسرو حمير أبوال البغال به أنى تسديت وهنا ذلك الــبيــنا ومن كسر التاء والكاف ذهب بالتأنيث إلى ابنة البكري صاحبة الخيال، والتذكير أصوب. والــبيــن أيضا: الناحية، عن أبى عمرو.
بيــن
بَيْــن موضوع للخلالة بيــن الشيئين ووسطهما. قال تعالى: وَجَعَلْنا بَيْــنَهُما زَرْعاً [الكهف/ 32] ، يقال: بَانَ كذا أي: انفصل وظهر ما كان مستترا منه، ولمّا اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور استعمل في كلّ واحد منفردا، فقيل للبئر البعيدة القعر: بَيُــون، لبعد ما بيــن الشفير والقعر لانفصال حبلها من يد صاحبها. وبان الصبح:
ظهر، وقوله تعالى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْــنَكُمْ [الأنعام/ 194] ، أي: وصلكم. وتحقيقه: أنه ضاع عنكم الأموال والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها، إشارة إلى قوله سبحانه: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء/ 88] ، وعلى ذلك قوله: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى الآية [الأنعام/ 94] .
و «بَيْــن» يستعمل تارة اسما وتارة ظرفا، فمن قرأ: بيــنكم [الأنعام/ 94] ، جعله اسما، ومن قرأ: بَيْــنَكُمْ جعله ظرفا غير متمكن وتركه مفتوحا، فمن الظرف قوله: لا تُقَدِّمُوا بَيْــنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات/ 1] ، وقوله: فَقَدِّمُوا بَيْــنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً [المجادلة/ 12] ، فَاحْكُمْ بَيْــنَنا بِالْحَقِّ [ص/ 22] ، وقوله تعالى: فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْــنِهِما [الكهف/ 61] ، فيجوز أن يكون مصدرا، أي:
موضع المفترق. وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْــنَكُمْ وَــبَيْــنَهُمْ مِيثاقٌ [النساء/ 92] . ولا يستعمل «بيــن» إلا فيما كان له مسافة، نحو: بيــن البلدين، أو له عدد ما اثنان فصاعدا نحو: الرجلين، وبيــن القوم، ولا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرّر، نحو: وَمِنْ بَيْــنِنا وَــبَيْــنِكَ حِجابٌ [فصلت/ 5] ، فَاجْعَلْ بَيْــنَنا وَــبَيْــنَكَ مَوْعِداً [طه/ 58] ، ويقال: هذا الشيء بيــن يديك، أي: متقدما لك، ويقال: هو بيــن يديك أي:
قريب منك، وعلى هذا قوله: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْــنِ أَيْدِيهِمْ [الأعراف/ 17] ، ولَهُ ما بَيْــنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا [مريم/ 64] ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْــنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا [يس/ 9] ، مُصَدِّقاً لِما بَيْــنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ [المائدة/ 46] ، أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْــنِنا [ص/ 8] ، أي: من جملتنا، وقوله: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْــنَ يَدَيْهِ [سبأ/ 31] ، أي: متقدّما له من الإنجيل ونحوه، وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْــنِكُمْ [الأنفال/ 1] ، أي: راعوا الأحوال التي تجمعكم من القرابة والوصلة والمودة.
ويزاد في بيــن «ما» أو الألف، فيجعل بمنزلة «حين» ، نحو: بَيْــنَمَا زيد يفعل كذا، وبَيْــنَا يفعل كذا، قال الشاعر:
بيــنا يعنّقه الكماة وروغه يوما أتيح له جريء، سلفع.
يقال: بَانَ واسْتَبَانَ وتَــبَيَّــنَ نحو عجل واستعجل وتعجّل وقد بَيَّــنْتُهُ. قال الله سبحانه: وَقَدْ تَــبَيَّــنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ [العنكبوت/ 38] ، وَتَــبَيَّــنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ [إبراهيم/ 45] ، ولِتَسْتَــبِيــنَ سَــبِيــلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام/ 55] ، قَدْ تَــبَيَّــنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة/ 256] ، قَدْ بَيَّــنَّا لَكُمُ الْآياتِ [آل عمران/ 118] ، وَلِأُــبَيِّــنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُــبَيِّــنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، لِيُــبَيِّــنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ [النحل/ 39] ، فِيهِ آياتٌ بَيِّــناتٌ [آل عمران/ 97] ، وقال: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَــبَيِّــناتٍ [البقرة/ 185] . ويقال: آية مُــبَيَّــنَة اعتبارا بمن بيّــنها، وآية مُــبَيِّــنَة اعتبارا بنفسها، وآيات مــبيّــنات ومــبيّــنات.
والــبَيِّــنَة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة، وسمي الشاهدان بيّــنة لقوله عليه السلام: «الــبيّــنة على المدّعي واليمين على من أنكر» ، وقال سبحانه: أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّــنَةٍ مِنْ رَبِّهِ [هود/ 17] ، وقال: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّــنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّــنَةٍ [الأنفال/ 42] ، جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْــبَيِّــناتِ [الروم/ 9] .
والــبَيَــان: الكشف عن الشيء، وهو أعمّ من النطق، لأنّ النطق مختص بالإنسان، ويسمّى ما بيّــن به بيــانا. قال بعضهم: الــبيــان يكون على ضربيــن:
أحدهما بالتسخير، وهو الأشياء التي تدلّ على حال من الأحوال من آثار الصنعة.
والثاني بالاختبار، وذلك إما يكون نطقا، أو كتابة، أو إشارة. فممّا هو بيــان بالحال قوله: وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُــبِيــنٌ
[الزخرف/ 62] ، أي: كونه عدوّا بَيِّــن في الحال. تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُــبِيــنٍ [إبراهيم/ 10] .
وما هو بيــان بالاختبار فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْــبَيِّــناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُــبَيِّــنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 43- 44] ، وسمّي الكلام بيــانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو: هذا بَيــانٌ لِلنَّاسِ [آل عمران/ 138] .
وسمي ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيــانا، نحو قوله: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيــانَهُ [القيامة/ 19] ، ويقال: بَيَّــنْتُهُ وأَبَنْتُهُ: إذا جعلت له بيــانا تكشفه، نحو: لِتُــبَيِّــنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، وقال: نَذِيرٌ مُــبِيــنٌ [ص/ 70] ، وإِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُــبِيــنُ [الصافات/ 106] ، وَلا يَكادُ يُــبِيــنُ [الزخرف/ 52] ، أي: يــبيّــن، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُــبِيــنٍ [الزخرف/ 18] .
[ب ي ن] الــبَيْــنُ الفرقة والوصل وهو يكون اسمًا وظرفا متمكنًا وفي التنزيل {لقد تقطع بيــنكم} الأنعام 94 أي وصلكم ومن قرأ {بيــنكم} بالنصب احتمل أمرين أحدهما أن يكون الفاعلُ مضمرا أي لقد تقطع الأمر أو العقد أو الود بيــنكم والآخر ما كان يراه الأخفش من أن يكون بيــنكم وإن كان منصوب اللفظ مرفوع الموضع بفعله غير أنه أقِرَّت عليه نصبه الظرف وإن كان مرفوع الموضع لا طراد استعمالهم إياه ظرفًا إلا أن استعمال الجملة التي هي صفة للمبتدأ مكانه أسهلُ من استعمالها فاعلة لأنه ليس يلزم أن يكون المبتدأ اسمًا محضًا كلزوم ذلك في الفاعل ألا ترى إلى قولهم تسمع بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أن تراه أي سماعك به خير من رؤيتك إياه وقد بان الحيُّ بَيْــنًا وبَيْــنُونَةً أنشد ثعلب

(فَهَاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهوى ... بِــبَيْــنُونَةٍ يَنْأى بِهَا مَنْ يُوادِعُ) وبان الشيء بَيْــنَا وبُيُــونًا وبَيْــنُونَةً انقطع وأَبَنْتُهُ أنا وأبان الرجل ابْنَهُ بمال فبانَ بَيْــنًا وَــبُيــونًا وبَيْــنُونَةً وحكى الفارسيُ عن أبي زيدٍ طلب إلى أبويه البايِنة أي أن يُــبِيــناهُ بمال ولا تكون البايِنَةُ إلا من الأبوين أو أحدهما وحكى عنه بان عنه وبانه وأنشد

(كأنَّ عَيْنَيَّ وقد بانوني ... )

(غَرْبَانِ في جدولٍ مَنْجَنونِ ... )

وتباين الرجلان بان كل واحد منهما عن صاحبه وكذلك في الشركة إذا انفصلا وبَانَتِ المرأة عن الرجلِ وهي باين انفصلت عنه بطلاق وتطليقةٌ باينةٌ بالهاء لا غيرُ وبِئْرٌ بَيُــونٌ واسعةٌ ما بيــن الجالَيْن وأنشد أبو علي الفارسي

(إنكَ لو دَعوْتني ودوني ... )

(زوراءُ ذاتُ منزعٍ بَيُــونِ ... )

(لقلتُ لــبيــكَ إذا تدعوني ... )

وأبان الدلو عن طي البِئْرِ حاد بها عنه لئلا يصيبَها فتنخرقَ قال

(دَلْوُ عراكٍ لجَّ بي مَنِينُها ... )

(لم تر قبلي ماتحًا يُــبِيــنُها ... )

ويقال هو بيــني وبيــنه ولا يعطف عليه إلا بالواو لأنه لا يكون إلا من اثنين وقالوا بَيْــنَا نحن كذلك إذ حدث كذا قال أنشده سيبويه

(بَيْــنَا نحنُ نرقبهُ أتانا ... مُعَلِّقَ وَفْضَةٍ وزنادِ راعي)

إنما أراد بيــنَ نحن نرقبه أتانا فأشبع الفتحة فحدثت بعدها الألف فإن قيل فلمَ أضاف الظرفَ الذي هو بَيْــنَ وقد علمنا أن هذا الظرفَ لا يضاف من الأسماء إلا إلى ما يدل على أكثر من الواحد أو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائرِ حروف العطف نحوُ المال بَيْــنَ القوم والمال بَيْــنَ زيدٍ وعمرو وقوله نحن نرقبه جملة والجملة لا مذهب لها بعد هذا الظرف فالجواب أن ها هنا واسطةً محذوفًا وتقدير الكلام بَيْــنَ أوقاتِ نحن نرقبه أتانا أي أتانا بيــن أوقات رِقْبَتَنا إياه والجمل مما يضاف إليها أسماء الزمان نحوَ أتيتُكَ زمنَ الحجّاجُ أمِيرٌ وأوانَ الخليفة عبد الملكِ ثم إنه حذف المضاف الذي هو أوقات وأَوْلَى الظرفَ الذي كان مضافًا إلى المحذوف الجملةَ التي أقيمت مُقام المضافِ إليها كقوله تعالى {واسأل القرية} يوسف 82 أي أهلها وبَيْــنَا وبيــنما من حروف الابتداء وليست الألف في بيــنا بصلةٍ وقالوا بَيْــنَ بَيْــنَ يريدون التوسط قال عَــبيــد

(نَحْمي حَقيقَتنا وبعضُ ... القومِ يَسْقطُ بَيْــنَ بَيْــنَا)

وكما يقولون همزةُ بَيْــنَ بَيْــنَ أي أنها بيــن الهمزة وبيــن الحرف الذي عنه حركتها إن كانت مفتوحة فهي بيــن الهمزة والألف وإن كانت مكسورة فهي بيــن الهمزة والياء وإن كانت مضمومة فهي بيــن الهمزة والواو إلا أنها ليس لها تَمَكُّنُ الهمزة المحققة وهي مع ما ذكرنا من أمرها في ضُعفها وقلة تمكنها بزنة المحققة ولا تقع الهمزة المخففة أولاً أبدًا لقربها بالضُّعف من الساكن فالمفتوحة نحو قولِكَ في سألَ سالَ والمكسورةُ نحو قولك في سئِمَ سَيِمَ والمضمومةُ نحو قولك في لَؤُمَ لَوُمَ وهو معنى قول سيبويه بيــن بيــن أي أنها ضعيفة ليس لها تَمَكُّنُ المحققة ولا خلوص الحرف الذي منه حركتها ولقيتُهُ بُعَيْدَاتٍ بَيْــنٍ إذا لقيتَهُ بعد حينٍ ثم أمسكتَ عنه ثم أتيتَهُ وقوله

(وما خِفْتُ حتى بَيَّــنَ الشِّربُ والأذى ... بقانِئِةٍ أنّي من الحيِّ أَــبْيَــنُ)

أي بائِنُ وقالوا بانَ الشيءٌ واستَبانَ وتَــبَيّــنَ وأبان وبَيَّــنَ وفي المثل قد أفصح الصبح لذي عينين أي تــبيــن وقال ابن ذَريحٍ (وللحبِّ آياتٌ تُــبَيِّــنُ بالفتى ...شحوبا وتَعْرَى من يديه الأشاجِعُ)

هكذا أنشده ثعلَبٌ ويُروى تَــبَيَّــنَ بالفتى شحوبٌ وقوله تعالى {وهو في الخصام غير مــبيــن} الزخرف 18 يريد النساءَ أي الأنثى لا تكاد تستوي في الحجة ولا تُــبيــنُ وقيل في التفسير إن المرأة لا تكاد تَحتج بحجة إلا عليها وقد قيل إنه يُعْنَى به الأصنام والأول أجود وقوله تعالى {والكتاب المــبيــن} الدخان 2 الزخرف 2 مَعْنَى المُــبِيــنِ الذي أبان طرق الهدى من طُرُق الضلالة وأبان كل ما تحتاجُ إليه الأُمَّةُ وقوله جلَّ وعزَّ {لا تخرجوهن من بيــوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مــبيــنة} الطلاق 1 أي ظاهرةٍ مُتَــبَيَّــنَةٍ قال ثعلبٌ يقول إذا طلقها لم يحل لها أن تخرج من بيــته ولا أن يخرجها هو إلا بَحَد يقام عليها ولا تَــبِيْــنُ عن الموضع الذي طلقت فِيه حتى تنقضي العِدّة ثم تخرج حيث شاءت وبنتُهُ أنا وأَبَنْتُهُ واستنبتُهُ وبيــنتُهُ كل ذلك تــبيــنتُهُ ورُوي بيــت ذي الرمة

(تُــبَيِّــنُ نِسبةَ المَرْثيِّ لُؤمًا ... كما بَيَّــنَتْ في الأَدَمِ العَوَارَا)

أي تتــبيــنها كما تَــبَيَّــنْتَ ورواه على بن حمزة تُــبَيِّــنُ نسبةُ بالرفع على قوله قد بَيَّــن الصبحُ لذي عينين قال سيبويه وهو التــبيــانُ وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حِدَةٍ ولو كان مصدرًا لَفَتَحْتَ كالتَّقْتَال فإنما هو من بَيَّــنْتُ كالغارة من أَغَرْتُ وقال كُرَاعُ التــبيــان مصدر ولا نظير له إلا التلقاءُ وقد تقدم وبيــنَهُمَا بَيْــنٌ أي بُعدٌ لغة في بَوْنٍ والواو أعلى وقد بانه بيْــنًا والــبيــان الإفصاح مع ذكاء ورجلٌ بَيِّــنٌ فصيح والجمع أَبْنِيَاءُ صحت الياء بسكون ما قبلها وحكى اللحياني في جمْعه أَــبْيَــانٌ وبُيــنَاء فأما أبيــان فكَميتٍ وأموات قال سيبويه شبهوا فَيْعِلاً بفاعِل حين قالوا شاهد وأشهاد قال ومثلُهُ يعني مَيْتًا وأمواتًا قَيْلٌ وأقوالٌ وكَيْسٌ وأكْيَاسٌ وأما بُيــنَاءُ فنادِرٌ والأقيس في كل ذلك جمعه بالواو والنون وهو قول سيبويه ونخلة بايِنَةٌ فارقت كَبَايِسَها الكوافيرَ وامتدت عراجينُها وطالت حكاه أبو حنيفة وأنشد لِخُــبَيــبٍ القشيري

(من كل بائِنَةٍ تُــبِيــنُ عُذُوقَها ... عَنْها وَحَاضِنةٍ لها ميقارِ)

قوله تُــبِيــنُ عُذُوقها يعني أنها تُــبِيــنُ عُذُوقها عن نفسِها والباينُ والباينةُ من القِسيِّ التي بانت من وترِهَا وهو ضِدُّ البانِيَة إِلا أنهُمَا عيبٌ والبَانَاة مقلوبٌ عن الباينة والباناةُ النَّبْلُ الصغارُ حكاه السُّكَرىُّ عن أبى الخطّابِ وللناقة حالبانِ أحدهما يُمسِكُ العُلْبَةَ من الجانب الأيمنِ والآخر يَحْلُبُ من الجانب الأيسر والذي يَحْلُبُ يسمى المُستَعْلِي والذي يُمسِكُ يُسمَّى البايِنَ والــبِيــنُ من الأرضِ قدرُ مدِّ البصر وقيل هو ارتفاع في غِلَظٍ وقيل هو الفصلُ بيــنَ الأرْضَيْنِ والــبِيــنُ أيضًا الناحية وبَيْــنٌ موضعٌ قريب من الحِيرَة ومُــبيــنٌ موضعٌ أيضًا قال

(يا رِيَّها اليومَ على مُــبِيــنِ ... )

(على مُــبيــنٍ جَرَدِ القَصيمِ ... )

جمع بيــن النون والميم وهذا هو الإكفاءُ وبَيْــنَونَةُ موضعٌ قال

(يا ريحَ بيــنُونةَ لا تَذْمِينَا ... )

(جئتِ بألوانِ المُصَفَّرِينا ... )

وهُمَا بَيْــنونَتانِ بَيــنُونةُ القُصْوَى وبيــنونة الدنيا وكلتاهما في شِقِّ بَني سعد بَيْــنَ عُمَانَ ويَبْرِينَ وَعَدَنُ أبْيَــنَ وَيْــبَيــنَ موضع وحَكى السيرافيُّ عَدَنُ إِــبْيَــنَ وقال إِــبْيَــنُ موضع ومثَّلَ سيبويه بإبيــنَ ولم يُفسِّره والبَان شجرٌ يسمُو ويطول في استواءٍ مثلَ نباتِ الأَثلِ وورقهُ أيضًا هدب كهَدَبِ الأَثل وليس لخشبه صلابةٌ واحَدِتُهُ بَانَةٌ قال أبو زيادٍ من العضَاه البانُ وله هدبٌ طِوَالٌ شديد الخضرة ينبُتُ في الهَضْبِ وثمرته تشبه قرونَ اللوبيــاءِ إلا أن خضرتها شديدةٌ وفيها حَبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُستخرج دهن البَانِ ولاستواء نباتها ونبات أفنانِها وطُولها ونَعْمَتِها شبه الشعراءُ الجارية الناعمةَ ذاتَ الشَّطاطِ بها فقيل كأنها بانةٌ وكأنها غُصْنُ بانٍ قال قيس بن الخَطِيم

(حَوْراءُ جَيْداءُ يُستضاءُ بها ... كأنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ)

وإنما قَضَيْنَا على ألفِ البانِ بالياءِ وإن كانَتْ عينًا لغلبةَ ب ي ن على ب ون النون والميم والياءُ

(النون والميم والياء)
بيــن
بانَ يَــبيــن، بِنْ، بَيــانًا وتِــبيــانًا، فهو بائن وبَيِّــن
• بان الشَّيءُ: ظهر واتّضح "بان الفجر/ كلامُه- بانت الحقيقَةُ- الْحَلاَلُ بَيِّــنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّــنٌ [حديث]- {لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّــنٍ} ". 

بانَ عن/ بانَ من يَــبيــن، بِنْ، بَيْــنًا وبيــنونةً، فهو بائن، والمفعول مــبيــن عنه
• بان الشَّخصُ عنه/ بان الشَّخصُ منه: بَعُد وانفصل، انقطع عنه وفارقه "بانتِ المرأةُ عن/ من زوجها: انفصلت عنه بطلاق". 

أبانَ يُــبيــن، أبِنْ، إبانةً، فهو مُــبِيــن، والمفعول مُبان (للمتعدِّي)
• أبان الأمرُ: بان، ظهر واتّضح "أبان الحقُّ- {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُــبِيــنُ} ".
• أبان الشَّخصُ: أفصح عما يريد، أظهر الكلامَ "أبان المؤلِّف عن فكرته- كلامه غير واضح فهو لا يُــبيــن- {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُــبِيــنُ} ".
• أبان الشَّيءَ: أوضحه وأظهره "أبان ما في القضيّة من غموض". 

استبانَ يستَــبيــن، اسْتَبِنْ، اسْتِبانَةً، فهو مُستَــبِيــن، والمفعول مُستبان (للمتعدِّي)
• استبان الأمرُ: بان، وضح وظهرت معالمه "استبان الحقُّ- {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَــبِيــنَ سَــبِيــلُ الْمُجْرِمِينَ} - {وَءَاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَــبِيــنَ} ".
• استبان الشَّيءَ:
1 - استوضحه "استبان ما أشكل عليه في البحث".
2 - عرفه، تعرّفه جيدًا "استبان صدقَ قوله". 

استــبيَــنَ يستــبيــن، استــبيــانًا، فهو مُسْتَــبْيِــن، والمفعول مُسْتَــبْيَــن
• استــبيَــن الأمرَ: استبانه؛ استوضحه. 

باينَ/ باينَ بـ يباين، مباينةً، فهو مُبايِن، والمفعول مُبايَن
• باين فلانًا: هجرَه وفارَقه.
• باين الشَّيءَ: خالَفه وغايَره "يُباين الإسلامُ كلّ الأفكار الوضيعة".
• باين بالشَّيء: أظهره وأعلنه. 

بيَّــنَ يــبيِّــن، تَــبْيــينًا وتِــبيــانًا، فهو مُــبيِّــن، والمفعول مُــبَيَّــن (للمتعدِّي)
بيَّــن الشَّجرُ: ظهر ورقُه أو ثمرُه.
بيَّــن الأمرَ: أوضحه وكشَفه وأظهره وعرّفه "بيَّــن القائد أهمَّ أسباب الخلل في الجيش- {كَذَلِكَ يُــبَيِّــنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} - {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِــبْيَــانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} - {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُــبَيِّــنَاتٍ} ". 

تبايَنَ يتباين، تبايُنًا، فهو مُتباين
• تباين الصديقان: افترقا، تهاجرا، تقاطعا، تباعدا "تباينا وسار كلّ منهما في اتجاه مستقل" ° تباين ما بيــنهما: تفارقا وتهاجرا.
• تباين الأمران: تغايرا واختلفا "اتفقت الكلمتان في اللفظ وتباينتا في المعنى".
• تباينتِ الأسبابُ: اختلفت، تباعدت وتفاوتت. 

تــبيَّــنَ يتــبيَّــن، تــبيُّــنًا، فهو متــبيِّــن، والمفعول مُتــبيَّــن (للمتعدِّي)
• تــبيَّــن الشَّيءُ: مُطاوع بيَّــنَ: بان، ظهر واتّضح، ثبت بالدليل وتأكَّد " {قَدْ تَــبَيَّــنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ".
• تــبيَّــن الشَّيءَ: تأمّله حتّى اتّضح " {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَــبَيَّــنُوا} " ° تــبيَّــن وجهَ السَّداد/ تــبيَّــن وجهَ الصَّواب: عرفه. 

إبانة [مفرد]: مصدر أبانَ. 

استبانة [مفرد]: مصدر استبانَ. 

استــبيــان [مفرد]:
1 - مصدر استــبيَــنَ.
2 - استطلاع المعلومات وفقًا لصيغة معيّنة، يستعان به في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لدراسة الاتِّجاهات والميول ومعرفة آراء النّاس في أمر ما، أو مجموعة من الأسئلة المطبوعة التي يتمُّ توجيهها إلى الأشخاص للحصول على معلومات حول موضوع ما "أجمعت الاستــبيــانات على رفض التطــبيــع مع إسرائيل". 

استــبيــانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استــبيــان.
2 - مصدر صناعيّ من استــبيــان.
• دراسة استــبيــانيَّة: دراسة استطلاعيّة يستعان بها في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لمعرفة اتجاهات النَّاس وميولهم وآرائهم في أمرٍ ما "أسئلة استــبيــانيّة: استيضاحيّة استفهاميّة". 

بائن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بانَ وبانَ عن/ بانَ من.
2 - امرأة انفصلت عن زوجها بطلاق.
• طلاق بائن: (فق) لا رجعة فيه إلاّ بعقد جديد "طلَّق الرّجُلُ زوجتَه طلاقًا بائنًا". 

بَيــان [مفرد]: ج بيــانات (لغير المصدر):
1 - مصدر بانَ.
2 - فصاحة، إبداء المقصود بلفظ حسن ومنطق فصيح معبّر "اشتهر الخطيب بقوّة بيــانه- إِنَّ مِنَ الْــبَيَــانِ لَسِحْرًا [حديث]- {خَلَقَ الإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْــبَيَــانَ} ".
3 - دليل وحجّة، شرح وتوضيح "من ادَّعى شيئًا فعليه الــبيــان- {هَذَا بَيَــانٌ لِلنَّاسِ} " ° غنِيّ عن الــبيــان: واضح تمامًا، بدهيّ.
4 - بلاغ يعلن للنَّاس فيه أمور تخصُّهم، تصدره حكومة أو مؤسّسة "بيــان وزاريّ/ رئاسة الجمهوريّة" ° بيــان الأسعار: قائمة الأسعار، أو نشرة توضح الأسعار تصدر عن الجهات المختصَّة- بيــان صُحُفيّ: تصريح يعلن للجمهور عن طريق رجال الصحافة والإعلام- بيــان مشترك: إعلان يصدر عن طرفين أو أكثر.
5 - (سق) آلة موسيقية لها أصابع بيــضٌ وسودٌ يُنْقر عليها بالأنامل.
• علم الــبَيــان: (بغ) علم يراد به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة من تشــبيــه ومجاز وكناية.
بَيــان الدَّخل: (قص) تقرير حسابيّ يلخِّص بنود الإيرادات وبنود المصروفات ويــبيِّــن الفروق بيــنهما؛ أي الدخل الصافي خلال مدّة معطاة، وهو يوضح الأسباب التي أدّت إلى الربح أو الخسارة ويعرف أيضًا بــبيــان الأرباح والخسائر.
بَيــان وقائع: (قن) حقائق وأَدِلَّة تُقدَّم لدعم ادّعاء.
• عَطْف الــبَيــان: (نح) التابع المشبَّه بالصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله.
• علم بَيــان الدَّفع: جدول مفصل لمجموع الحساب ° بيــان الشُّحْنة: وثيقة تعطي تفاصيل وتعليمات خاصة بشحنة من البضائع.
بَيــان الميزانيَّة: (قص) تقرير ماليّ مفصَّل يعرض وضع الأصول والخصوم وحقوق الملكيّة في شركة ما حتى تاريخ معيَّن، هو عادة نهاية كلّ شهر، ويغطِّي التقرير الماليّ المعلومات عن تلك الفترة فقط. 

بِيــان [مفرد]: (انظر: ب ي ا ن - بِيــان). 

بيــانات [جمع]: مف بيــان
بيــانات/ مجموعة بيــانات:
1 - معلومات تفصيليّة حول شخص أو شيءٍ ما يمكن من خلالها الاستدلال عليه.
2 - (حس) رموز عدديّة وغيرها من المعلومات الممثَّلة بشكل ملائم لمعالجتها بالحاسوب.
• قاعِدة بيــانات: (حس) مجموعة بيــانات منظَّمة بحيث توفِّر سهولة الاستعادة. 

بَيــانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بيــان.
• الرَّسم الــبيــانيّ/ الخطُّ الــبيــانيّ: (جب) خطّ يــبيّــن الارتباط
 بيــن متغيّرين أو أكثر.
• الصُّورة الــبيــانيَّة: (بغ) التَّعــبيــر عن المعنى المقصود بطريق التَّشــبيــه أو المجاز أو الكناية أو تجسيد المعاني. 

بيــانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بيــان.
2 - مصدر صناعيّ من بيــان.
• الــبيــانيَّة: (سف) طائفة من غلاة الشِّيعة، أتباع بيــان بن سمعان التَّميمي الذي ظهر في أواخر الدولة الأمويَّة، وينسب إليهم أنهم يقولون: إن روح الله تحلّ في بعض الآدميين فيؤلهونهم. 

بَيْــن [مفرد]:
1 - مصدر بانَ عن/ بانَ من.
2 - بُعْد وفُرْقَة "أصلح ذات الــبَيْــن- بيــنهما بَيْــنٌ شاسع- من لم يبتْ والــبيــنُ يصدع قلبَه ... لم يَدْرِ كيف تُفتّت الأكبادُ" ° ذات الــبَيْــن: الحال، ما بيــن القوم من القرابة والنَّسب والمودّة أو العداوة والبغضاء- غراب الــبَيْــن: مَنْ يُتَشاءم به لأنّه نذير الفرقة، مَنْ يُنذر بسوء أو بمصيبة في كل مناسبة. 

بَيْــنَ [كلمة وظيفيَّة]: ظرف زمانيّ أو مكانيّ مبهم يتَّضح معناه بإضافته، ولا يضاف إلا لما يدلّ على أكثر من واحد، أمَّا إذا أُضيف إلى واحد فيجب أن يُعطف عليه بالواو، ويجب تكراره مع الضَّمير "وقف المدرسُ بيــن تلاميذه- يقع منزله بيــن دار عمّه ودار خاله- سأسافر بيــن الظّهر والعصر- {فَاجْعَلْ بَيْــنَنَا وَــبَيْــنَكَ مَوْعِدًا} - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْــنَ السَّدَّيْنِ} " ° بيــن حين وآخر/ بيــن الفَيْنة والفَيْنة: أحيانًا، من وقت إلى آخر- بيــن سمع النَّاس وبَصَرهم: جِهارًا- بيــن ظهرانيهم: في وسطهم- بيــن عَشِيَّةٍ وضُحاها/ بيــن يوم وليلة: فجأةً، في وقت قصير جدًّا- بيــن يديه: تحت تصرُّفه، أمامه، لديه- بيــني وبيــنك: أي سرّ قائم بيــننا.
بَيْــنَ بَيْــنَ: مركّب ظرفيّ مبنيّ على فتح الجزأين في محل نصب حال بمعنى التوسّط بيــن الشيئين، فإن خرج عن الظرفية أعرب بإضافة الأول إلى الثاني "هذا التمر ليس بالجيِّد ولا الرّديء لكنه بيــنَ بيــنَ- همزة بيــنَ بيــنَ: بيــن الهمزة المحققة وحرف اللِّين"? حَلٌّ بيــن بيــن: مقبول- عملُك بَيْــن الــبَيْــنَيْن/ عملُك بَيْــن بَيْــن: متوسِّط في صفته. 

بَيْــنا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن ا - بَيْــنا). 

بيــنما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن م ا - بيــنما). 

بيــنونة [مفرد]: مصدر بانَ عن/ بانَ من ° بيــنونة صغرى: ما يمكن للزَّوجين فيها العودة بعقد ومهر جديدين، طلاق له رجعة- بيــنونة كبرى: لا تصحّ المراجعة فيها إلاّ بعد أن تتزوّج الزَّوجة زوجًا آخر، طلاق لا رجعة فيه. 

بيــنيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَيْــن: "العلاقات الــبيــنيّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَيْــن.
• التِّجارة الــبيــنيَّة: (جر) تجارة تقوم على تبادل الصَّادرات والواردات بيــن الدُّول "تحرص الدَّولة على دعم التِّجارة الــبيــنية مع جميع الدُّول العربيَّــة". 

بَيِّــن [مفرد]: ج أَــبْيِــناء وأبْيــان وبُيَــناء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بانَ ° كلامٌ بيِّــن. 

بَيِّــنَة [مفرد]:
1 - حجَّة واضحة، برهان، دليل "الَــبَيِّــنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث]- {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّــنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} " ° على بيِّــنة منه: عالم به واثق منه.
2 - (فق) شهادة، أو كل ما يثبت الحق ويُفصل به بيــن الخصوم.
• الــبيِّــنة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 98 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثماني آيات.
بيِّــنة ظرفيَّة: (قن) دليل متعلّق بالعديد من الملابسات التي قد يستدلّ منها القاضي أو هيئة المُحلِّفين على حقيقة الواقعة التي هي موضع الجدل. 

تَبايُن [مفرد]:
1 - مصدر تبايَنَ.
2 - تضادّ، تناقض ° تباين الصُّورة: حالة يختلف فيها شكل وحجم الصورة في كل عين.
3 - (دب) جمع الأفكار والصُّور الشِّعريّة المختلفة بعضها بجانب بعض ليُبرز كلّ منها دلالةَ الأخريات.
4 - (سف) حال موضوعين متساويين في الذهن أو متعاقــبيــن يتقابلان وفي تقابلهما ما يُبرز كُلاًّ منهما في الشعور.
5 - (قص) الفرق بيــن سعر الطَّلب وسعر العرض للسلعة. 

تِــبيــان [مفرد]: مصدر بانَ وبيَّــنَ. 

مُباينة [مفرد]: مصدر باينَ/ باينَ بـ.
• حرف المباينة: (نح) حرف إضراب يبطل ما قبله ويثبت
 ما بعده، فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله. 

مُــبيــن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أبانَ.
2 - واضح بليغ "يعدّ القرآن أنموذج الكلام المــبيــن- نصر مــبيــن- {بِلِسَانٍ عَرَــبِيٍّ مُــبِيــنٍ}: كاشف، مُعبِّر عن المقصود" ° العدوّ المــبيــن: الذي يجاهر بالعداوة- الكتاب المُــبيــن: القرآن الكريم.
3 - بيِّــن ظاهر " {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُــبِيــنٍ} ".
4 - مُظهر للحقّ من الباطل " {تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْءَانٍ مُــبِيــنٍ} ".
5 - مُضيء " {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُــبِيــنٌ} ".
6 - عظيم " {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُــبِيــنٌ} ". 

مُــبيِّــن [مفرد]: اسم فاعل من بيَّــنَ.
• المُــبيِّــن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المــبيِّــن أمرَه في صفات الألوهيَّة والوحدانيَّة. 

مُتبايِنة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل تبايَنَ.
2 - (جب) علاقة رياضية بيــن كَمِّيَّتين تدلّ على أنّ إحدى الكَمِّيَّتين أكبر أو أصغر من الأخرى، مثل 6 (5 أو 5) 6. 

بيــن

1 بَانَ, (M, Mgh, Msb, K,) [aor. ـِ inf. n. بَيْــنُونَةٌ and بُيُــونٌ (M, Mgh, K) and بَيْــنٌ, (M, K,) It (a thing) became separated, severed, disunited, or cut off, (M, Mgh, Msb, K,) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (Mgh.) And بَانَتْ, (M, K,) or بَانَتْ بِالطَّلَاقِ, (Msb,) She (a wife) became separated by divorce, (M, Msb, K,) عَنِ الرَّجُلِ from the man. (M, K.) And بَانَتٌ said of a girl, [She became separated from her parents by marriage;] she married: (ISh, T:) as though she became at a distance from the house of her father. (ISh, TA.) And بَانَ, (M,) or بَانَ بِمَالٍ, aor. ـِ (T,) inf. n. بُيُــونٌ (T, M) and بَيْــنٌ, (M,) He became separated from his father, or mother, or both, by property [which he received from him, or her, or them,] (Az, T, M,) to be his alone: (Az, T:) and ElFárisee states, on the authority of Az, that one] says also, بَانَ عَنْهُ and بَانَهُ [the former app. meaning he became separated thus from him, i. e., from his father; and the latter being syn. with

أَبَانَهُ, q. v.]. (M.) And بَانَ الخَلِيطُ, inf. n. بَيْــنٌ and بَيْــنُونَةٌ, [The partner, or copartner, or sharer, &c., became separated from the person, or persons, with whom he had been associated.] (T.) and بَانَتْ يَدُ النَّاقَةِ عَنْ جَنْبِهَا, inf. n. بُيُــونٌ, [The fore leg of the she-camel became withdrawn, or apart, from her side.] (T.) And بَانَ, (S, M, Msb,) and بَانُوا, (K,) aor. ـِ (S,) inf. n. بَيْــنٌ and بَيْــنُونَةٌ, (S, M, Msb, K,) He separated himself, or it separated itself; (S; [in one copy of which it is said of a thing;]) and they separated themselves: (K:) or it (a tribe, M, Msb) went, journeyed, went away, or departed; and went, removed, retired, or withdrew itself, to a distance, or far away, or far off. (Msb.) b2: بَانَ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (T, Msb,) inf. n. بَيَــانٌ; (T, S, Mgh, K;) and ↓ ابان, (T, S, M, &c.,) inf. n. إِبَانَةٌ; (T, Msb;) and ↓ بيّــن, (T, S, M, &c.,) inf. n. تَــبْيِــينٌ; (S;) and ↓ تــبيّــن; and ↓ استبان; (T, S, M, &c.,) all signify the same; (T, M, Msb;) i. e. It (a thing, T, S, M, Mgh, or an affair, or a case, Msb) was, or became, [distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Mgh, Msb, K:) and it was, or became, known. (K.) You say, بَانَ الحَقُّ [The truth became apparent, &c.; or known]; as also ↓ ابان. (T.) and الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَيْنِ ↓ قَدْ بَيَّــنَ The dawn has become apparent to him who has two eyes: a prov.: (S, M:) applied to a thing that becomes altogether apparent, or manifest. (Har p. 542.) And it is said in the Kur [ii. 257], الرُّشْدُ مِنَ الغَىِّ ↓ قَدْ تَــبَيَّــنَ [The right belief hath become distinguished from error]. (TA.) and the lawyers, correctly, use the phrase, كَصَوْتٍ لَا مِنْهُ حُرُوفٌ ↓ يَسْتَــبِيــنُ [Like a sound whereof letters are not distinguishable]. (Mgh.) b3: [It seems to be indicated in the TA that بَانَ, aor. ـِ inf. n. بَيْــنٌ and بَيْــنُونَةٌ, also signifies It was, or became, united, or connected; thus having two contr. meanings; but I have not found the verb used in this sense, though بَيْــنٌ signifies both disunion and union.]

A2: بَانَهُ, aor. ـِ inf. n. بَيْــنٌ: see بَانَهُ, aor. ـُ inf. n. بَوْنٌ, in art. بون.

A3: See also 2, in two places.2 بيّــن, intrans., inf. n. تَــبْيِــينٌ: see 1, in two places. b2: You say also, بيّــن الشَّجَرُ The trees, (K,) or the leaves of the trees, (TA,) appeared, when beginning to grow forth. (K, TA.) and بيّــن القَرْنُ (tropical:) The horn came forth. (K, TA.) A2: بيّــن بِنْتَهُ: see 4. b2: بيّــنهُ, (T, Msb, K,) inf. n. تَــبْيِــينٌ (T, S) and ↓ تِــبْيَــانٌ (T, S, * K *) and تَــبْيَــانٌ; (K;) the second of which three is an anomalous inf. n., (T, S, K,) for by rule it should be of the measure تَفْعَالٌ; (T, S;) but تَــبْيَــانٌ is not known except accord. to the opinion of those who allow the authority of analogy, which opinion is outweighed by the contrary; (TA;) and تِــبْيَــانٌ is the only inf. n. of its measure except تِلْقَآءٌ, (T, S,) accord. to the generality of the leading authorities; but some add تِمْثَالٌ, as inf. n. of مَثَّلَ; and El-Hareeree adds to these two, in the Durrah, تِنْضَالٌ, as inf. n. of نَاضَلَهُ; and Esh-Shiháb adds, in the Expos. of the Durrah, تِشْرَابٌ, as inf. n. of شَرِبَ الخَمْرَ; asserting تَشْرَابٌ also to have been heard, agreeably with analogy; [and to these may be added تَبْكَآءٌ and تِمْشَآءٌ, and perhaps some other instances of the same kind;] but some disallow تِفْعَالٌ altogether as the measure of an inf. n., saying that the words transmitted as instances thereof are simple substs. used as inf. ns., like طَعَامٌ in the place of إِطْعَامٌ; (MF, TA;) and Sb says that تِــبْيَــانٌ is not an inf. n.; for, where it so, it would be تَــبْيَــانٌ; but it is, from بَيَّــنْتُ, like غَارَةٌ from أَغَرْتُ; (M, TA;) [He made it distinct, as though separate from others; and thus,] he made it (namely, a thing, T, S, Mgh, or an affair, or a case, Msb) apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (S, Msb, K;) as also ↓ ابانهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِبَانَةٌ; (Msb;) and ↓ تــبيّــنهُ; (S, * Msb, K;) and ↓ استبانهُ: (Mgh, Msb, K:) [بيّــنهُ is the most common in this sense: and often signifies he explained it: and he proved it:] and ↓ all these verbs signify also he made it known; he notified it: (K:) or ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies, (S,) or signifies also, (Mgh,) I knew it, or became acquainted with it, [or distinguished it,] (S, Mgh,) clearly, or plainly; (Mgh;) and so ↓ تَــبَيَّــنْتُهُ; (S, * Mgh;) [and بَيَّــنْتُهُ, as appears from an ex. in what follows, from a verse of En-Nábighah:] ↓ بِنْتُهُ and ↓ أَبَنْتُهُ and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ and بَيَّــنْتُهُ all signify the same as ↓ تَــبَيَّــنْتُهُ [app. in all the senses of this verb]: (M:) or, of all these verbs, ↓ بَانَ is only intrans.: (Msb:) and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies I looked at it, or into it, (namely, a thing,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, in order that it might become apparent, manifest, evident, clear, or plain, to me: (T, TA:) and ↓ تــبيّــنهُ he looked at it, or into it, (namely, an affair, or a case,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, or deliberately, in order to know its real state by the external signs thereof. (T.) A poet says, وَمَا خِفْتُ حَتَّى بَيَّــنَ الشِّرْبُ وَالأَذَى

↓ بقَانِئَةٍ أَنِّى مِنَ الحَىِّ أَــبْيَــنُ [And I feared not until the drinking, or the time of drinking, and molestation, made manifest, or plainly showed, by a deep-red (sun), that I was separated from the tribe: see قَانِئٌ]. (M.) and it is said in the Kur [xvi. 91], وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِــبْيَــانًا لِكُلِّ شَىْءٍ [And we have sent down to thee the Scripture to make manifest everything]; meaning, we make manifest to thee in the Scripture everything that thou and thy people require [to know] respecting matters of religion. (T.) See also بَيَــانٌ, in the latter half of the paragraph. En-Nábighah says, إِلَّا الأَوَارِىَّ مَّا أُــبَيِّــنُهَا [Except the places of the confinement of the beasts: with difficulty did I distinguish them]; meaning ↓ أَتَــبَيَّــنُهَا. (S.) You say also, مَا ↓ تَــبَيَّــنَ يَأْتِيهِ, meaning He sought, or endeavoured, to see, or discover, what would happen to him, of good and evil. (M in art. بصر.) [See also 5, below.]

سَــبِيــلَ المُجْرِمِينَ ↓ وَلِتَسْتَــبِيــنَ, in the Kur [vi. 55], means And that thou mayest the more consider, or examine, repeatedly, in order that it may become manifest to thee, the way of the sinners, O Mohammad: (T:) or that thou mayest seek, or endeavour, to see plainly, or clearly, &c.; syn. وَلِتَسْتَوْضِحَ سَــبِيــلَهُمْ: (Bd:) but most read, وَلِيَسْتَــبِيــنَ سيبلُ المجرمين; the verb in this case being intrans. (T.) 3 باينهُ, (K,) inf. n. مُبَايَنَةٌ, (S,) He separated himself from him; or left, forsook, or abandoned, him: (S, TA:) or he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him; or cut him off from friendly or loving communion or intercourse, being so cut off by him; or cut him, or ceased to speak to him, being in like manner cut by him. (K.) [And It became separated from it.]4 ابان, intrans., inf. n. إِبَانَةٌ: see 1, in two places.

A2: ابانهُ, (inf. n. as above, TA,) He separated it, severed it, disunited it, or cut it off. (M, Msb, K, TA.) You say, ضَرَبَهُ فَأَبَانَ رَأْسَهُ (S, K) He smote him and severed his head, مِنْ جَسَدِهِ from his body. (S, TA.) And ابان المَرْأَةَ He (the husband) separated the woman, or wife, by divorce. (Msb.) And ابان بِنْتَهُ, and ↓ بيّــنها, (T, K,) inf. n. of the former as above, and of the latter تَــبْيِــينٌ, (TA,) He married, or gave in marriage, his daughter, (T, K,) and she went to her husband: (T:) from بَيْــنٌ signifying "distance:" as though he removed her to a distance from the house, or tent, of her mother. (TA.) And ابان ابْنَهُ بِمَالٍ, (M,) or ابانهُ أَبَوَاهُ, (T,) He separated from himself his son, (M,) or his two parents separated him from themselves, (T,) by [giving him] property, (T, M,) to be his alone: (T:) mentioned on the authority of Az. (T, M.) And ابان الدَّلْوَ عَنْ طِىِّ البِئْرِ He drew away the bucket from the casing of the well, lest the latter should lacerate the former. (M.) b2: See also 2, in three places. b3: [Hence, ابان signifies also He spoke, or wrote, perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, as to meaning; or, with eloquence: from بَيَــانٌ, q. v.] And ابان عَلَيْهِ He spoke perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, and gave his testimony, or evidence, or gave decisive information, against him, or respecting it. (TA.) [The verb thus used is for ابان كَلَامَهُ, and شَهَادَتَهُ.] One says of a drunken man, مَا يُــبِيــنُ كَلَامًا He does not speak plainly, or distinctly; lit., does not make speech plain, or distinct. (Ks, T in art. بت.) b4: [مَا أَــبْيَــنَهُ How distinct, apparent, manifest, evident, clear, or plain, is it! See an ex. voce بَسُلَ. b5: And How perspicuous, or chaste, or eloquent, is he in speech, or writing! how good is his بَيَــان!]5 تــبيّــن, intrans.: see 1, in two places.

A2: As a trans. verb: see 2, in seven places. b2: [Hence, الأَمْرَ being understood,] He sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge [of the thing], until he knew [it]; he examined, scrutinized, or investigated: (Bd in xlix. 6:) he sought, or endeavoured, to make the affair, or case, manifest, and to settle it, or establish it, and was not hasty therein: (Idem in iv. 96:) or he acted, or proceeded, deliberately, or leisurely, in the affair, or case; not hastily: (Ks, TA:) or it has a signification like this: in the Kur ch. iv. v. 96 and ch. xlix. v. 6, some read فَتَــبَيَّــنُوا, and others فَتَثَبَّتُوا; and the meanings are nearly the same: التَّــبَيُّــنُ was said by Mohammad to be from God, and العَجَلَةٌ [i. e. "haste"] from the devil. (T.) 6 تباينا They two (namely, two men, and two copartners,) became separated, each from the other: (M, TA:) or they forsook, or abandoned, each other; or cut each other off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, each other. (K.) And تباينوا They, having been together, became separated: (Msb:) or they forsook, or abandoned, one another; or cut one another off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, one another. (S.) b2: [Hence, They two were dissimilar: and they two (namely, words,) were disparate; whether contraries or not: and they two (namely, numbers,) were incommensurable.]10 استبان, intrans.: see 1.

A2: As a trans. verb: see 2, in six places.

بَانٌ a coll. gen. n.: n. un. with ة: see art. بون.

بَيْــنٌ has two contr. significations; (T, S, Msb;) one of which is Separation, or disunion [of companions or friends or lovers]. (T, S, M, Msb, K.) Hence, ذَاتُ الــبَيْــنِ as meaning Enmity, and vehement hatred: and the saying لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الــبَيْــنِ, i. e. For the reforming, or amending, of the bad, or corrupt, state subsisting between the people, or company of men; meaning for the allaying of the discord, enmity, rancour, or vehement hatred: (Msb:) [but this has also the contr. meaning, as will be seen below: and it is explained as having a vague import; for it is said that] فِى إِصْلَاحِ ذَاتِ الــبَيْــنِ means In the reforming, or amending, of the circumstances subsisting between the persons to whom it relates, by frequent attention thereto. (Mgh.) [Hence also,] غُرَابُ الــبَيْــنِ [The raven of separation or disunion; i. e., whose appearance, or croak, is ominous of separation: said by some to be] the غراب termed أَبْقَعُ [i. e. in which is blackness and whiteness; or having whiteness in the breast]; (S, K;) so described by the poet 'Antarah: (S:) or that which is red in the beak and legs; but the black is called الحَاتِمُ, because it makes [or shows] separation to be absolutely unavoidable, (Abu-1-Ghowth, S, K,) according to the assertion of the Arabs, i. e., by its croak: (Msb in art. حتم:) [or it is any species of the corvus:] Hamzeh says, in his Proverbs, that this name attaches to the غراب because, when the people of an abode go away to seek after herbage, it alights in the place of their tents, searching the sweepings: (Har p. 308:) but accord. to the Kádee of Granada, Aboo-'Abd-Allah Esh-Shereef, this appellation, so often occurring in poetry, properly signifies camels that transport people from one district, or country, to another; and he cites the following verses: غَلِطَ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ بِجَهَالَةٍ

يَلْحَوْنَ كُلُّهُمُ غُرَابًا يَنْعَقُ مَا الذَّنْبُ إِلَّا لِلْأَبَاعِرِ إِنَّهَا مِمَّا يُشَتِّتُ جَمْعَهُمْ وَيُقَرِّقُ

إِنَّ الغُرَابَ بِيُــمْنِهِ تُدْنُو النَّوَى

وَتُشَتِّتُ الشَّمْلَ الجَمِيعَ الأَيْنُقُ [Those have erred whom I have seen, with ignorance, all of them blaming a raven croaking: the fault is not imputable save to the camels; for they are of the things that scatter and disperse their congregation: verily the place that is the object of a journey is brought near by the raven's lucky omen; but the she-camels discompose the united state]: and Ibn-'Abd-Rabbih says, زَعَقَ الغُرَابُ فَقُلْتُ أَكْذَبُ طَائِرٍ

إِن لَّمْ يُصَدِّقْهُ رُغَآءُ بَعِيرِ [The raven cried; and I said, A most lying bird, if the grumbling cry of a camel on the occasion of his being laden do not verify it]. (TA in art. غرب.) b2: Also Distance, (S, M, Msb, K,) by the space, or interval, between two things. (Msb.) You say, بَيْــنَ البَلَدَيْنِ بَيْــنٌ Between the two countries, or towns, &c., is a distance, of space, or interval: (Msb:) and بَيْــنَهُمَا بَيْــنٌ Between them two is a distance, with ى when corporeal distance is meant: (Idem in art. بون:) or إِنَّ بَيْــنَهُمَا لَــبَيْــنٌ [Verily between them two is a distance], not otherwise, in the case of [literal] distance. (S.) And you say also, بَيْــنَهُمَا بَيْــنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M *) and بَوْنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M, * Msb * in art. بون) Between them two [meaning two men] is a [wide] distance; (M;) i. e. between their two degrees of rank or dignity, or between the estimations in which they are commonly held: (Msb in art. بون:) in this case, the latter is the more chaste. (S.) You also say, [using بيــن to denote An interval of time,] لَقِيتُهُ بُعَيْدَاتِ بَيْــنٍ

[I met him after, or a little after, an interval, or intervals,] when you have met him after a while, and then withheld yourself from him, and then come to him. (S, M, K. See also بَعْدُ.]) A2: Also Union [of companions or friends or lovers]; (T, S, M, Msb, K;) the contr. of the first of the significations mentioned above in this paragraph. (T, S, Msb.) [Hence ذَاتُ الــبَيْــنِ as meaning The state of union or concord or friendship or love subsisting between a people or between two parties; this being likewise the contr. of a signification assigned to the same expression above: whence the phrase, إِفْسَادُ ذَاتِ الــبَيْــنِ (occurring in the S and K in art. ابر, and often elsewhere,) The marring, or disturbance, of the state of union or concord &c.: and] hence the saying, سَعَى فُلَانٌ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الــبَيْــنِ مِنْ عَشِيرَتِهِ [Such a one laboured for the improving of the state of union or concord &c. of his kinsfolk; but in this instance, the meaning given in the second sentence of this paragraph seems to be more appropriate]. (Ham p. 569.) b2: ذَاتُ بَيْــنِهِمْ may also be used as meaning The vacant space (سَاحَة) that is between their houses, or tents. (Ham p. 195.) A3: بَيْــن is also an adverbial noun, [as such written بَيْــنَ,] (S, M, Mgh, Msb, K,) capable of being used as a noun absolutely: (M, K:) it relates only to that which has space, as a country; or to that which has some number, either two or more, as two men, and a company of men; and denotes [intervention in] the interval between two things, or the middle, or midst, of two things, (Er-Rághib, TA,) or the middle of a collective number: (S:) [thus it signifies Between, and amidst, and among:] its meaning is [therefore] vague, not apparent unless it is prefixed to two or more [words, or to a word signifying two or more], or to what supplies the place of such a complement: (Msb:) it must necessarily be prefixed, and may not be otherwise than in the manners just explained: (Mgh:) [i. e.] it may not be prefixed to any noun but such as denotes more than one, or to a noun that has another conjoined to it by و, (M,) not by any other conjunction, (M, Msb,) acc0ord. to the usage commonly obtaining. (Msb.) You say بَيْــنَ الرَّجُلَيْنِ [Between the two men]: (Er-Rághib, TA:) and المَالُ بَيْــنَ القَوْمِ [The property is between the company of men]: (M, Msb, Er-Rághib: *) and المَالُ بَيْــنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو [The property is between Zeyd and 'Amr]: and هُوَ بَيْــنِى وَــبَيْــنَهُ [He, or it, is between me and him]: (M:) and جَلَسْتُ بَيْــنَ القَوْمِ I sat in the middle of [or amidst or among] the company of men: (S, K:) and بَيْــنَكُمَا البَعِيرَ فَخُذَاهُ, with البعير in the accus. case, [See between you two the camel, therefore take him], a saying heard by Ks: (Lin art. عند:) and فَسَدَ مَا بَيْــنَهُمْ [The state subsisting among them became bad, or marred, or disturbed]: (S and K in art. ميط:) and بَيْــنَ الأَيَّامِ (M and K in art. ندر) and فِيمَا بَيْــنَ الأَيَّامِ (S and Msb in that art.) [In, or during, the space of (several) days]: and عَوَانٌ بَيْــنَ ذٰلِكَ, in the Kur [ii. 63], is an ex. of its being prefixed to a single word supplying the place of more than one; (Mgh, Msb;) the meaning being, Of middle age, between that which has been mentioned; namely, the فَارِض and the بِكْر. (Bd.) Some allow that two words to the former of which بَيْــنَ is prefixed may be connected by فَ, citing as an evidence the phrase used by Imra-el-Keys, بَيْــنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ [as though meaning Between Ed-Dakhool and Howmal]: but to this it has been replied that الدخول is a name applying to several places; so that the phrase [means amidst Ed-Dakhool &c., and] is similar to the saying, المَالُ بَيْــنَ القَوْمِ [mentioned above, or جَلَسْتُ بَيْــنَ القَوْمِ, also mentioned above]. (Msb.) [You say also, بَيْــنَ أَظْهُرِهِمْ, and بَيْــنَ ظَهْرَيْهِمْ

&c., meaning In the midst of them. (See art. ظهر.) And بَيْــنَ يَدَيْهِ, and بَيْــنَ يَدَيْهِمْ, meaning Before him, and before them. بَيْــن is also often used absolutely as a noun: thus it is in the Kur lxxxvi. 7, يَخْرُجُ مِنْ بَيْــنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ Coming forth from between, or amidst, the spine and the breast-bones: and in xxxvi. 8 of the same, وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْــنِ أَيْديهِمْ سَدًّا And we have placed before them (lit. between their hands) a barrier.] It is said in the Kur [vi. 94], لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْــنُكُمْ, as some read; or بَيْــنَكُمْ, as others: (T, S, M:) the former means Verily your union hath become dissevered: (AA, T, S, M:) the latter, that which was between you; (مَا بَيْــنَكُمْ, Ibn-Mes'ood, T, S, or الَّذِى كَانَ بَيْــنَكُمْ, IAar, T;) or the state wherein ye were, in respect of partnership among you: (Zj, T:) or the state of circumstances, or the bond, or the love, or affection, [formerly subsisting] among you, or between you; or, accord. to Akh, بَيْــنَكُمْ, though in the accus. case as to the letter, is in the nom. case as to the place, by reason of the verb, and the adverbial termination is retained only because the word is commonly used as an adv. n.: (M:) AHát disapproved of the latter reading; but wrongly, because what is suppressed accord. to this reading is implied by what precedes in the same verse. (T.) b2: [It is often used as a partitive, or distributive; as also مَا بَيْــنَ: for ex.,] you say, هُمْ بَيْــنَ حَاذِفٍ وَقَاذِفٍ, (S and TA in art. قذف,) or هُمْ مَا بَيْــنَ حَاذفٍ وقاذفٍ, (TA in art. حذف,) i. e. [They are partly, or in part,] beating with the staff, or stick, and [partly, or in part,] pelting with stones; [or some beating &c., and the others pelting &c.] (S and TA, both in art. قذف, and the latter in art. حذف.) [See also an ex. in a verse cited voce خَيْطَةٌ.] b3: هٰذَا بَيْــنَ بَيْــنَ means This (namely, a thing, S, or a commodity, Msb) is between good and bad: (S, Msb, K:) or of a middling, or middle, sort: (M:) these two words being two nouns made one, and indecl., with fet-h for their terminations, (S, Msb, K,) like خَمْسَةَ عَشَرَ. (Msb.) الهَمْزَةُ المُخَفَّفَةُ [i. e. the hemzeh uttered lightly] is called هَمْزَةٌ بَيْــنَ بَيْــنَ, (S, M, K, *) i. e. A hemzeh that is between the hemzeh and the soft letter whence is its vowel; (S, M;) or هَمْزَةُ بَيْــنِ بَيْــنٍ, the first بيــن with kesreh but without tenween, and the second with tenween, (Sharh Shudhoor edh-Dhahab,) [i. e. the hemzeh &c.:] if it is with fet-h, it is between the hemzeh and the alif, as in سَاَلَ, (S, M,) for سَأَلَ; (M;) if with kesr, it is between the hemzeh and the yé, as in سَيِمَ, (S, M,) for سَئِمَ; (M;) and if with damm, it is between the hemzeh and the wáw, as in لَوُمَ, (S, M,) for لَؤُمَ: (M:) it is never at the beginning of a word, because of its nearness, by reason of feebleness, to the letter that is quiescent, (S, M,) though, notwithstanding this, it is really movent: (S:) it is thus called because it is weak, (Sb, S, M,) not having the power of the hemzeh uttered with its proper sound, nor the clearness of the letter whence is its vowel. (M.) 'Obeyd Ibn-El-Abras says, تَحْمِى حَقِيقَتَنَا وَبَعْ ضُ القَوْمِ يَسْقُطُ بَيْــنَ بَيْــنَا i. e. [Thou defendest what we ought to defend, or our banner, or standard, while some of the people, or company of men,] fall, one after another, in a state of weakness, not regarded as of any account: (S:) or it is as though he said, between these and these; like a man who enters between two parties in some affair, and falls, or slips, or commits a mistake, and is not honourably mentioned in relation to it: so says Seer: (IB, TA:) or between entering into fight and holding back from it; as when one says, Such a one puts forward a foot, and puts back another. (TA.) b4:بَيْــنَا and ↓ بَيْــنَمَا are of the number of inceptive حُرُوف: (M, K:) this is clear if by حروف is meant "words:" that they have become particles, no one says: they are still adv. ns.: (MF, TA:) the former is بَيْــنَ with its [final] fet-hah rendered full in sound; and hence the ا; (Mughnee in the section next after that of وا, and K;) [i. e.,] it is of the measure فَعْلَى [or فَعْلَا] from الــبَيْــن, the [final] fet-hah being rendered full in sound, and so becoming ا; and the latter is بَيْــنَ with مَا [restrictive of its government] added to it; and both have the same meaning [of While, or whilst]: (S:) or the ا in the former is the restrictive ا; or, as some say, it is a portion of the restrictive ما [in the latter]: (Mughnee ubi suprà:) and these do not exclude بَيْــنَ from the category of nouns, but only cut it off from being prefixed to another noun: (MF, TA:) they are substitutes for that to which بَيْــنَ would otherwise be prefixed: (Mgh:) some say that these two words are adv. ns. of time, denoting a thing's happening suddenly, or unexpectedly; and they are prefixed to a proposition consisting of a verb and an agent, or an inchoative and enunciative; so that they require a complement to complete the meaning. (TA.) One says, بَيْــنَا نَحْنُ كَذٰلِكَ إِذْ حَدَثَ كَذَا [While we were in such a state as that, lo, or there, or then, such a thing happened, or came to pass]: (M, Mgh, * K: *) and بَيْــنَمَا نَحْنُ كَذَا [While we were thus]: (Mgh:) and بَيْــنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا [While we were looking, or waiting, for him, he came to us]; (S, M;) a saying of a poet, cited by Sb; (M;) the phrase being elliptical; (S, M;) meaning بَيْــنَ أَوْقَاتِ نَحْنُ نَرْقُبُهُ, (M,) i. e., بَيْــنَ

أَوْقَاتِ رِقْبَتِنَا إِيَّاهُ [between the times of our looking, or waiting, for him]. (S, M.) As used to put nouns following بَيْــنَا in the gen. case when بَيْــنَ might properly supply its place; as in the saying (of Aboo-Dhu-eyb, which he thus recited, with kesr, S), بَيْــنَا تَعَنُّقِهِ الكُمَاةَ وَرَوْغِهِ يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِىْءٌ سَلْفَعُ [Amid his embracing the courageous armed men, and his guileful eluding, one day a bold, daring man was appointed for him, to slay him]: (S, K:) in [some copies of] the K, تَعَنُّفِهِ; but in the Deewán [of the Hudhalees], تعنّقه: [in the Mughnee, ubi suprà, تَعَانُقِهِ:] the meaning is بَيْــنَ تَعَانُقِهِ; the ا being added to give fulness to the sound of the [final] vowel: (TA:) As used to say that the ا is here redundant: (Skr, TA:) others put the nouns following both بَيْــنَا and بَيْــنَمَا in the nom. case, as the inchoative and enunciative. (Skr, S, K.) Mbr says that when the noun following بيــنا is a real subst., it is put in the nom. case as an inchoative; but when it is an inf. n., or a noun of the inf. kind, it is put in the gen., and بيــنا in this instance has the meaning of بَيْــنَ: and Ahmad Ibn-Yahyà says the like, but some persons of chaste speech treat the latter kind of noun like the former: after بيــنما, however, each kind of noun must be in the nom. case. (AA, T.) [See an ex. in a verse cited towards the end of art. اذ.]

بَيْــنَا see بَيْــنٌ بَيْــنَمَا see بَيْــنٌ بِيــنٌ A separation, or division, (T, M, K,) between two things, (T,) or between two lands; (M, K;) as when there is a rugged place, with sands near it, and between the two is a tract neither rugged nor plain: (T:) an elevation in rugged ground: (M, K:) the extent to which the eye reaches, (T, M, K,) of a road, (T,) or of land: (M:) a piece of land extending as far as the eye reaches: (T, S:) and a region, tract, or quarter: (AA, T, M, K:) pl. بُيُــونٌ. (S, TA.) بَيَــانٌ is originally the inf. n. of بَانَ as syn. with تَــبَيَّــنَ, and so signifies The being [distinct or] apparent &c.; (Kull;) or it is a subst. in this sense: (Msb:) or a subst. from بَيَّــنَ, [and so signifies the making distinct or apparent &c.,] being like سَلَامٌ and كَلَامٌ from سَلَّمَ and كَلَّمَ. (Kull.) b2: Hence, conventionally, (Kull,) The means by which one makes a thing [distinct,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Er-Rághib, TA, Kull:) this is of two kinds: one is [a circumstantial indication or evidence; or] a thing indicating, or giving evidence of, a circumstance, or state, that is a result, or an effect, of a quality or an attribute: the other is a verbal indication or evidence, either spoken or written: [see also بَيِّــنَةٌ:] it is also applied to language that discovers and shows the meaning that is intended: and an explanation of confused and vague language: (Er-Rághib, TA:) or the eduction of a thing from a state of dubiousness to a state of clearness: or making the meaning apparent to the mind so that it becomes distinct from other meanings and from what might be confounded with it. (TA.) b3: Also Perspicuity, clearness, distinctness, chasteness, or eloquence, of speech or language: (T, S:) or simply perspicuity thereof: (Har p. 2:) or perspicuity of speech with quickness, or sharpness, of intellect: (M, K:) or perspicuous, or chaste, or eloquent, speech, declaring, or telling plainly, what is in the mind: (Ksh, TA:) or the showing of the intent, or meaning, with the most eloquent expression: it is an effect of understanding, and of sharpness, or quickness, of mind, with perspicuity, or chasteness, or eloquence, of speech: (Nh, TA:) or a faculty, or principles, [or a science,] whereby one knows how to express [with perspicuity of diction] one meaning in various forms: (Kull:) [some of the Arabs restrict the science of الــبيــان to what concerns comparisons and tropes and metonymies; which last the Arabian rhetoricians distinguish from tropes: and some make it to include rhetoric altogether:] Esh-Shereeshee says, in his Expos. of the Maká-mát [of El-Hareeree] that the difference between بَيَــانٌ and ↓ تِــبْيَــانٌ is this: that the former denotes perspicuity of meaning; and the latter, the making the meaning to be understood; and the former is to another person, and the latter to oneself; but sometimes the latter is used in the sense of the former: (TA:) or the former is the act of the tongue, and the latter is the act of the mind: (Har p. 2:) or the former concerns the verbal expression, and the latter concerns the meaning. (Kull.) It is said in a trad., إِنَّ مِنَ الــبَيَــانِ سِحْرًا (S) or لَسِحْرًا (TA) [Verily there is a kind of eloquence that is enchantment: see this explained in art. سحر]. The saying in the Kur [lv. 2 and 3], خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْــبَيَــانَ means He hath created the Prophet: He hath taught him the Kur-án wherein is the manifestation of everything [needful to be known]: or He hath created Adam, or man as meaning all mankind: He hath [taught him speech, and so] made him to discriminate, and thus to be distinguished from all [other] animals:(Zj, T:) or He hath taught him that whereby he is distinguished from other animals, namely, the declaration of what is in the mind, and the making others to understand what he has perceived, for the reception of inspiration, and the becoming acquainted with the truth, and the learning of the law. (Bd.) b4: It is also applied to Verbosity, and the going deep, or being extravagant, in speech, and affecting to be perspicuous, or chaste, therein, or eloquent, and pretending to excel others therein; or some بيــان is thus termed; and is blamed in a trad., as a kind of hypocrisy; as though it were a sort of self-conceit and pride. (TA.) بِئْرٌ بَيُــونٌ A well of which the rope does not strike against the sides, because its interior is straight: or that is wide in the upper part, and narrow in the lower: or in which the drawer of water makes the rope to be aloof from its sides, because of its crookedness: (T:) or deep and wide; (S, K;) because the ropes are wide apart from its sides; (S;) as also ↓ بَائِنَةٌ: (S, TA:) or that is wide between the two [opposite] sides: (M:) pl. [regularly of the latter epithet] بَوَائِنُ. (T, S.) بَيِّــنٌ [Distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (T, S, Msb, K;) as also ↓ بَائِنٌ (T) and ↓ مُــبِيــنٌ: (T, S:) pl. [of mult.] أَــبْيِــنَآءُ (S, K) and [of pauc.] بَيِــنَةٌ. (K.) Hence, الكِتَابُ

↓ المُــبِيــنٌ [as applied to the Kur, q. v. in xii. 1, &c.,] The clear, plain, or perspicuous, book or writing or scripture: or, as some say, this means the book &c. that makes manifest all that is required [to be known]: (T:) or, of which the goodness and the blessing are made manifest: or, that makes manifest the truth as distinguished from falsity, and what is lawful as distinguished from what is unlawful, and that the prophetic office of Mohammad is true, and so are the narratives relating to the prophets: (Zj, T:) or, that makes manifest the right paths as distinguished from the wrong. (M, TA.) And كَلَامٌ بَيِّــنٌ Perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, language. (T.) b2: A man, or thing, bearing evidence of a quality &c. that he, or it, possesses. (S and K and other Lexicons passim.) b3: A man (M) perspicuous, or clear, or distinct, in speech or language; or chaste therein; or eloquent; (ISh, T, M, K;) fluent, elegant, and elevated, in speech, and having little hesitation therein: (ISh, T:) pl. أَــبْيِــنَآءُ (T, M, K) and بُيَــنَآءُ and [of pauc.]

أَــبْيَــانٌ: (Lh, M, K:) the second of these pls. is anomalous: the last is formed by likening فَعِيلٌ to فَاعِلٌ: [for بَيِّــنٌ is a contraction of بَيِــينٌ:] but the pl. most agreeable with analogy is بَيِّــنُونَ: so says Sb. (M.) بَيِّــنَةٌ An evidence, an indication, a demonstration, a proof, a voucher, or an argument, (Mgh, TA,) such as is manifest, or. clear, whether intellectual or perceived by sense; (TA;) [originally بَيِــينَةٌ,] of the measure فَعِيلَةٌ, from بَيْــنُونَةٌ, [see 1, first sentence,] and بَيَــانٌ [q. v.]: (Mgh:) and the testimony of a witness: pl. بَيِّــنَاتٌ. (TA.) بَائِنٌ In a state of separation or disunion; or separated, severed, disunited, or cut off; (M, * Msb;) as also ↓ أَــبْيَــنُ, occurring in a verse cited above, voce بَيِّــنَ. [Hence,] اِمْرَأَةٌ بَائِنٌ A woman separated from her husband by divorce; (M, Msb, K;) as also ↓ مُبَانَةٌ: the former without ة: (Msb:) like طَالِقٌ and حَائِضٌ: you say [to a wife] أَنْتِ بَائِنٌ [Thou art separated from me by divorce.] (Mgh.) b2: طَلَاقٌ بَائِنٌ is a tropical phrase; and so is طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ; (Mgh;) [signifying the same as] تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ (S, M, Msb, K) (tropical:) A divorce that is [as it were] cut off; i. q. ↓ مُبَانَةٌ [in the second and third of these phrases, and ↓ مُبَانٌ in the first]: (ISk, Msb:) بائنة being here used in the sense of a pass. part. n.: (S, Sgh, Msb:) or it [is a possessive epithet, and thus] means having separation: this kind of divorce is one in the case of which the man cannot take back the woman unless by a new contract; (TA;) nor without her consent. (MF in art. بت.) b3: قَوْسٌ بَائِنَةٌ, (S, M, K,) and بَائِنٌ, (M, K,) A bow that is widely separate from its string: (S, M, K:) contr. of بَانِيَةٌ; (S, M;) this signifying one that is so near to its string as almost to stick to it: (S:) each of these denotes what is a fault. (S, M.) b4: بِئْرٌ بَائِنَةٌ: see بَيُــونٌ. b5: نَخْلَةٌ بَائِنَةٌ A palm-tree of which the racemes have come forth from the spathes, and of which the fruit-stalks have grown long. (AHn, M.) b6: البَائِنُ also signifies He who comes to the milch beast [meaning the she-camel, when she is to be milked,] from her left side; (S, K;) and المُعَلِّى, he who comes to her from her right side: (S:) or the former, he who stands on the right of the she-camel when she is milked, and holds the milking-vessel, and raises it to the milker, who stands on her left, and is called المُسْتَعْلِى: (T:) two persons are engaged in milking the she-camel; one of them holds the milking-vessel on the right side, and the other milks on the left side; and the milker is called المُسْتَعْلِى and المُعَلِّى; and the holder, البائن: (M:) pl. بُيَّــنٌ. (T.) It is said in a prov., اِسْتُ البَائِنِ أَعْرَفُ, or, as some say, أَعْلَمُ; meaning (assumed tropical:) He who has superintended an affair, and exercised himself diligently in the management thereof, is better acquainted with it than he who has not done this. (T. [See Freytag's Arab. Prov. i. 606.]) b7: طَوِيلٌ بَائِنٌ Excessively tall, far above the stature of tall men. (TA.) A2: See also بَيِّــنٌ.

طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ البَائِنَةَ He asked, or begged, of his two parents, the separation of himself from them, by [their giving him] property, (Az, T, M,) to be his alone. (T.) أَــبْيَــنُ: see بَائِنٌ.

A2: فُلَانٌ أَــبْيَــنُ مِنْ فُلَانٍ Such a one is more perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, in speech or language, than such a one. (S, TA.) تِــبْيَــانٌ an anomalous inf. n. (T, S, K) of 2, q. v.: (T:) or a subst. used as an inf. n.; (MF, TA;) i. e., a subst. from 2. (Sb, M, TA.) See بَيَــانٌ.

مُبَانٌ; and its fem., with ة: see بَائِنٌ, in three places.

مُــبِيــنٌ Separating, severing, disuniting, or cutting off; (S, K;) as also مُــبْيِــنٌ, like مُحْسِنٌ: (K:) but [the right reading in the K may be وَمُــبِيــنٌ كَمُحْسِنٍ, meaning "and مُــبِيــنٌ is like مُحْسِنٌ:" if not,] مُــبْيِــنٌ is a mistake. (TA.) A2: See also بَيِّــنٌ, in two places.

مَبَايِنُ الحَقِّ [in which the former word is app. pl. of مُــبِيــنَةٌ] signifies The things that make the truth to be apparent, manifest, evident, clear, or plain; or the means of making it so; syn. مَوَاضِحُهُ. (TA.)
بيــن: الــبيــن: الوصل، ومنه {لقد تقطع بيــنكم}. ويقع أيضا على الفرق [الفراق]، فهو من الأضداد.
ب ي ن

بان عنه بيــناً وبيــنونة. وباينه مباينة. ولقيته غداة الــبيــن. وبئر بيــون: بعيدة القعر. قال:

إنك لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات منزع بيــون

لقلت لــبيــه لمن يدعوني

وطول بائن، ونخلة بائنة: طويلة. قال العباس ابن مرداس:

فرط العنان كأن ملجمها ... في رأس بائنة من النخل

ورجل أبيــن المرفق: أبد، ورجال بيــن المرافق. وبان مرفق الناقة عن جنبها. قال الطرماح:

بأفتل عن سعدانة الزور بائن

وقوس بائن: بان وترها عن كبدها. وبيــنهما بيــن وهي الأرض قدر مد البصر. وعليك بذاك الــبيــن فانزله. وبيــنا نحن كذلك إذ جاء فلان. وبيــنما نتحدث إذ طلع. وبان لي الشيء وتــبيــن وبيــن، وأبان واستبان، وبيــنته وأبنته وتــبيــنته واستبنته. وجاء بــبيــان ذلك وبيــنته أي بحجته. ومن بيــنات الكرم التواضع. ورجل بيــن: فصيح ذو بيــان. وما أبيــنه، وما رأيت أبيــن منه، وقوم أبيــناء. وتقول لحالــبي الناقة: من البائن ومن المستعلي. قال:

يبشر مستعلياً بائن ... من الحاليين بأن لا غراراً

البائن من عن يمينها. وهذه مباين الحق ومواضحه، وظهرت أمارات الخير وتبايينه. وتــبيــن في أمرك: تثبت وتأن.

الجَمْع بين الفاعل الضمير والاسم الظاهر

الجَمْع بيــن الفاعل الضمير والاسم الظاهر

مثال: يُخْطِئون كثيرًا هؤلاء الَّذين يربطون بيــن التنوير والتطاول على الأديان
الرأي: مرفوضة
السبب: للجمع بيــن الفاعل الضمير والاسم الظاهر.

الصواب والرتبة: -يُخْطِئ كثيرًا هؤلاء الذين يربطون بيــن التنوير والتطاول على الأديان [فصيحة]-يُخْطِئون كثيرًا هؤلاء الذين يربطون بيــن التنوير والتطاول على الأديان [صحيحة]
التعليق: إذا كان الفاعل اسمًا ظاهرًا فإن عامله يتجرد من علامة الجمع، ولكن هناك لهجة عربيــة تجمع بيــن الفاعل وعلامة الجمع، وعليها جاء قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} الأنــبيــاء/3، وقد خرّج النحاة هذه اللهجة على أنَّ الفاعل هو الاسم الظاهر الجمع، وأنَّ الواو حرف دالٌّ على الجمع؛ لأنه لا يصح الجمع بيــن الفاعل الظاهر وضميره، أو على أنَّ الاسم الظاهر بدل من الضمير قبله، وقد عُرضت المسألة على مجمع اللغة المصري فرفض قياسيتها.

بَيْنُونَةُ

بَيْــنُونَةُ:
بزيادة الهاء: موضع سمّي بالمصدر، من قولهم: بان يــبيــن بيــنونة إذا بعد، وهو موضع بيــن عمان والبحرين، وبيــنه وبيــن البحرين ستّون فرسخا، قاله أبو علي الفسوي النحوي وأنشد في الشيرازيّات:
يا ريح بيــنونة لا تذمينا، ... جئت بأرواح المصفّرينا
يقال: ذمته الريح تذميه قتلته، وأصله أذهبت ذماه، وهو بقية الروح، وقال الأصمعي: بيــنونة آخر حدود اليمن من جهة عمان، وقال غيره: بيــنونة أرض فوق عمان تتصل بالشّحر، وقال الراعي في رواية ثعلب:
عميريّة حلّت برمل كهيلة ... فــبيــنونة، تلقى لها الدّهر مربعا
وقال في تفسيره: هما بيــنونتان، بيــنونة الدّنيا وبيــنونة القصوى في شق بني سعد. وأما أبو عبد الله محمد بن عبد الله الــبيــنوني البصري قال أبو سعد: أظنه
منسوبا إلى قرية من قرى البصرة يقال لها بيــنون، حدث ببغداد عن المبارك بن فضالة، روى عنه محمد ابن غالب تمتام، قلت أنا: ولا يبعد أن يكون منسوبا إلى بيــنون أو بيــنونة المقدم ذكرهما، سكن البصرة، والله أعلم.

بين محمَّد وبين عليّ

بيــن محمَّد وبيــن عليّ
الجذر: ب ي ن

مثال: حدث خلافٌ بيــن محمَّد وبيــن عليّ
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء «بيــن» بيــن اسمين ظاهرين.

الصواب والرتبة: -حدث خلافٌ بيــن محمَّد وبيــن عليّ [فصيحة]-حدث خلافٌ بيــن محمَّد وعليّ [فصيحة]
التعليق: يجب تكرار الظرف «بيــن» إذا أضيف إلى الضمير كقوله تعالى: {فَافْرُقْ بَيْــنَنَا وَــبَيْــنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} المائدة/25، ويصح تكراره بعد الاسم الظاهر أيضًا لما ورد عن العرب من شواهد كثيرة على ذلك. ومنه قوله -صلّى الله عليه وسلم-: «إن المؤمن بيــن مخافتين: بيــن أجلٍ مضى لا يدري ما الله صانعٌ به، وبيــن أجلٍ قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه». وقد أجاز ابن بري تكرار «بيــن» للتأكيد، ودافع عن ذلك.

ظَبْيٌ

ظَــبْيٌ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتصحيح الياء، بلفظ الظــبي الغزال، قيل: هو اسم رملة، وقيل:
بلد قريب من ذي قار، وبه فسر قول امرئ القيس:
وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظــبي أو مساويك إسحل
وقيل: هو ظبى، بضم الظاء وفتح الباء، فجعله
امرؤ القيس بفتح الظاء وسكون الباء وغيّر بنيته للضرورة، وهو أحسن بلاد الله أساريع، وهو دود أحمر يشبّه به أصابع النساء لأن أساريعه مفصلة الألوان بيــاضا وحمرة. وقرن ظــبي: جبل نجدي في ديار بني أسد بيــن السعدية ومعاذة، عن نصر. وظــبي: ماء لغطفان ثم لبني جحاش بن سعد بن ذبيــان بالقرب من معدن بني سليم. وظــبي: واد لبني تغلب. وعين ظــبي: موضع بيــن الكوفة والشام، قال امرؤ القيس:
وحلّت سليمى بطن ظــبي فعرعرا قيل: ظــبي أرض لكلب، ويروى قرن ظــبي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.