Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بلوغ

صير

صير


صَارَ (ي)(n. ac. صَيْرمَصِيْر []
صَيْرُوْرَة )
a. Became, got, grew, turned; changed into.
b. Took place, happened.
c. Returned, returned home.
d.(n. ac. مَصْيِر) [Ila], Came to; happened, occurred to, befell.

صَيَّرَa. Made, rendered.
b. [acc. & Ila], Made to come to; brought, reduced to.
c. [La], Assigned to.
أَصْيَرَa. see II (a) (b).
تَصَيَّرَa. Resembled, was like.

صَيْرa. see 18 (a)
صِيْرa. see 18 (a)b. High Priest (Jewish).
c. Small salt fish ( dish of ).
d. Chink, crack, cranny.

صِيْرَة
(pl.
صِيْر
صِيَر)
a. Sheep-fold, pen.

مَصْيِرa. End, conclusion, result, issue.
b. Goal; destination; halting-place.

صَاْيِرَةa. Dry herbage; hay.

صِيَاْرَةa. see 2t
صَيُّوْرa. Opinion; judgment.

صَيْرَفِيّ
a. see under
صَرَفَ

صِيْص صِيْصَآء
a. Inferior kind of date.

صِيْصَيَة (pl.
صَيَاصٍ)
a. Spur ( of a cock ); horn.
b. Fortress; citadel.
صير
الصِّيرُ: الشِّقُّ، وهو المصدرُ، ومنه قرئ:
فَصُرْهُنَّ ، وصَارَ إلى كذا: انتهى إليه، ومنه: صِيرُ البابِ لِمَصِيرِهِ الذي ينتهي إليه في تنقّله وتحرّكه، قال: وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
[الشورى/ 15] .
و «صَارَ» عبارةٌ عن التّنقل من حال إلى حال.
ص ي ر: (صَارَ) الشَّيْءُ كَذَا مِنْ بَابِ بَاعَ وَ (صَيْرُورَةً) أَيْضًا وَ (صَارَ) إِلَى فُلَانٍ (مَصِيرًا) كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28] وَهُوَ شَاذٌّ. وَالْقِيَاسُ مَصَارٍ مِثْلُ مَعَاشٍ. وَ (صَيَّرَهُ) كَذَا (تَصْيِيرًا) جَعَلَهُ. وَ (الصِّيرُ) بِالْكَسْرِ الصَّحْنَاةُ. وَالصِّيرُ أَيْضًا شَقُّ الْبَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ نَظَرَ مِنْ صِيرِ بَابٍ فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ فَهِيَ هَدَرٌ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَمْ يُسْمَعْ هَذَا الْحَرْفُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. 
ص ي ر : صَارَ زَيْدٌ غَنِيًّا صَيْرُورَةً انْتَقَلَ إلَى حَالَةِ الْغِنَى بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا وَصَارَ الْعَصِيرُ خَمْرًا كَذَلِكَ وَصَارَ الْأَمْرُ إلَى كَذَا رَجَعَ إلَيْهِ وَإِلَيْهِ مَصِيرُهُ أَيْ مَرْجِعُهُ وَمَآلُهُ وَصَارَهُ يَصِيرُهُ صَيْرًا حَبَسَهُ وَالصِّيرُ بِالْكَسْرِ صِغَارُ السَّمَكِ الْوَاحِدَة صِيرَةٌ.

وَالصِّيرُ أَيْضًا شَقُّ الْبَابِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَفِي الْحَدِيثِ «مَنْ نَظَرَ فِي صِيرِ بَابٍ فَعَيْنُهُ هَدَرٌ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ لَمْ يُسْمَعْ بِهَذَا الْحَرْفِ إلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَصَيْرُ الْأَمْرِ مَصِيرُهُ وَعَاقِبَتُهُ.

وَالصِّيرَةُ حَظِيرَةُ الْغَنَمِ وَجَمْعُهَا صِيَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
ص ي ر

صرت إليه صيرورة وصيراً ومصيراً، وهذا مصيره، " وغلى الله المصير " " وساءت مصيراً " وصيرني له عبداً وأصارني. وصيرتني إليه الحاجة وأصارتني. وخرجوا إلى مصايرهم وهي مواضع الكلأ والماء. قال مضرس بن ربعيّ:

وما الوحش هاجتني ولكن ظعائن ... دعاهنّ روّاد الملا ومصايره

وهو على صير أمر ما يمر وما يحلو. ويقال للرجل: ما صنعت في حاجتك؟ فيقول: أنا على صير من قضائها: على شرف منه. " وما له بذم ولا صيور " وهو ما يصير إليه من رأي، ورجع صيوره إلى كذا أي مآله وعاقبته. قال الكميت:

ملك لم يضيع الله منه ... بدء أمر ولم يضع صيوراً

وتصير أباه: تقبله. وهو ممن يأكل الصير وهو الصحناة. ونظر من صير الباب: من شقه وهو حيث يلتقي الرتاج والعضادة.
[صير] نه: فيه: من اطلع من "صير" باب فقد دمر، هو الشق، ودمر: دخل. ط: انظر من "صائر" الباب، أي من ذي صير كلابن وتامر. ن: صائر الباب شق الباب هو بدل تفسير. ك: هو بهمزة بعد ألف، وإن نساء جعفر خبره محذوف، أي يبكين. نه: وفيه: إنا نزلنا بين "صيرين" اليمامة والسمامة فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذان الصيران؟ فقال: مياه العرب وأنهار كسرى، الصير الماء الذي يحضره الناس، صار القوم يصيرون إذا حضروا الماء، ويروى: صيرتين، ويروى: بين صريين - مثنى صرى، وتقدم. وما من أمتى أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة، قالوا: وكيف مع كثرة الخلائق؟ قال: أرأيت لو دخلت "صيرة" فيها خيل دهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه منها؟ الصيرة حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر، وجمعها صير؛ الخطابي: صيرة بالفتح غلط. وفيه: لو كان عليك مثل "صير" دينًا، هو اسم جبل، ويروى: صور، ويروى: صبر - وتقدم. وفيه: مر برجل معه "صر" فذاق منه، فسر فيه بالصحناء وهي الصحناة، قيل: هو سرياني. ومنه ح: لعل "الصير" أحب إليك من هذا. «وإليك "المصير"»، أي المرجع، من صرت إليه أصير مصيرًا، والقياس: مصار.
[صير] صار الشئ كذا، يصير صيرا وصيرورة. وصرت إلى فلان مَصيراً، كقوله تعالى:

(وإلى الله المَصيرُ) *، وهو شاذٌّ، والقياس مَصارٌ مثل مَعاشٌ. وصَيَّرْتُهُ أنا كذا، أي جعلته. وصارَهُ يَصيرُهُ: لغة في يَصورُهُ، أي قَطَعَه، وكذلك إذا أماله. قال الشاعر: وفرع يصير الجيد وحف كأنه * على الليت قنوان الكروم الدوالح - أي يميله. ويروى: " يزين الجيد ". وصيور الامر: آخره وما يؤول إليه، وهو فيعول. وقولهم: ماله صيور، أي رأى وعقل. وتَصَيَّرَ فلانٌ أباه، إذا نزع إليه في الشبه. وصيرُ الأمرِ، بالكسر: مصيره وعاقبته. يقال: فلان على صِيرِ أَمْرٍ، إذا كان على إشرافٍ من قَضائه. قال زهير: وقد كُنْتُ من لَيْلى سنينَ ثمانياً * على صيرِ أَمْرٍ ما يُمُرُّ وما يَحْلو - والصيرُ أيضا: الصحناة . وفى الحديث أن سالم بن عبد الله مربه رجل معه صير، فذاق منه ثم سأل عنه: كيف تبيعه؟ وتفسيره في الحديث أنه الصحناة قال جرير يهجو قوما: كانوا إذا جعلوا في صيرهم بصلا * ثم اشتووا كنعدا من مالح جدفوا - والصير أيضا: شق الباب. وفى الحديث: " من نظر من صير باب ففقئت عينه فهى هدر "، وتفسيره في الحديث أن الصير الشق. وقال أبو عبيد: لم يسع هذا الحرف إلا في هذا الحديث. والصيرة: حظيرة الغنم، وجمعها صير، مثل سيرة وسير. قال الاخطل: واذكر غدانة عدانا مزنمة * من الحبلق تبنى حوله الصير -
صير: صار. ايش ما صار يصير ليكن ما يكون (بوشر).
صَيَّر: إصدار أوامر (عباد 2: 98).
صَيَّر (مشتقة من ألصير): وضع السمك أو الفواكه في نقيع الملح والخل (معجم الادريسي، ابن العوام، 2: 182) وفي ابن البيطار (1: 248): والجزر المخلَّل إذا صُيِرّ في الملح والخّل نفع المعدة. وفي معجم المنصوري: زيتون الماء وهو المُصَيْر قبل إدراكه في الماء والثلج و (الملح) وزيتون الزيت هو المدرك ويصَيَّر ضروباً من التعبير.
تصيَّر: بكى، ناح على، انتحب، ندب (فوك).
تصيْر إلى: صار إلى، وصل إلى. ففي عباد (2: 173): فلما توفيَ تصيّر الأمر إلى ولده.
تصيَّر: صار إلى الخزينة. يقول أبو حمو (ص82) في كلامه عن صاحب الأشغال: يعرفك بما تجمَّل وتصيّر من مالك.
صير مثل شير عند أصحاب التلمود: مملَّح، ثم أطلق على صغار السمك بأنواعه المختلفة الذي يملّح ويتخذ منه المري (دي ساسي عبد اللطيف ص278) وصغار السمك (ألف ليلة 3: 197، 4: 495، برسل 11: 45) واحدته صيرة.
صِير: لطيف: مملّح، حريّف (الكالا).
صير مثل زير العبرية وصّائر عند لين وهو محور الباب وقطبه الذي يدور عليه. يقول أبو الوليد (ص608): صير الباب هو ما يجري فيه رتاجه. وفي السعديّة تستعمل هذه الكلمة بنفس المعنى. (انظر تسوروس جزنيوس 1165).
صائر: متغير من حالة إلى أخرى، يقال مثلاً صائر شوب اليوم أي تغير الجو فصار حاراً أو بالأخرى الجو حار اليوم (بوشر).
صائر له مغاص: مصاب بالمغص أي القولنج (بوشر).
صائر له لين: مصاب بإسهال خفيف (بوشر).
مَصِير وجمعها مصاير: مُمَلّح، ما نقع في الماء المالح. ففي معجم المنصوري: مصاير جمع مَصِير أصله من اللغة المقطَّع يقال صار الشيء يَصيره ويَصُوره قطعه وصيَّره مبالغة والمراد به كل مكبوس وممقور ليصير كامخاً وإداماً لزمه هذا الاسم قُطِع أو لم يُقْطَع لانَّ اكثر ما يقطع أو يشرَّح ليدخله الخلُّ والملح. وهذا الأصل للكلمة غير صحيح لأنها مشتقة من صِيَر.
مُصارة = مُشَارَة وهي تحريف مَسَارَة، وتطلق في المغرب على الوضع الذي يتنزه فيه، وهو المتنزه العام (معجم الأسبانية ص180، 390).
صير
الصيْرُ: الشقُ، وفي الحَدِيث: " مَنْ نَظَرَ في صِيْرِ باب فَفُقِئَتْ عَيْنُه فهي هَدَر ". وهو الصحْنَاةُ يُتَّخَذُ بالشأْمِ. وسَمَك صِغَارٌ. وحَظِيْرَةٌ للبَقَرِ من أغْصَانِ الشجَرِ والحِجَارَةِ. ومَصِيْر كُل شَيْءٍ. والصيْرُوْرَةُ: مَصْدَرُ صارَ يَصِيْرُ.
وتَصَيرَ الرَّجُلُ أباه: أي تَقَيَّلَه. وصارَ وَجْهَه إلَيَّ يَصِيْرُه: أي أقْبَلَ به إلَي. وصَيُوْرُ الأمْرِ: آخِرُه. وصارَ مَصِيْرُه إلى كذا وصَيُّوْرُه وصَيُّوْرَتُه إليه.
وفي المَثَل للضَعِيف: " مالَهُ بُذْمٌ ولا صَيُّوْرٌ " أي رَأْيٌ وقُوَّة، وتُخَفَّفُ الياءُ في لُغَةٍ. والصّايِرَةُ: المَرْتَبَعُ؛ ومَوَاقِعُ المَطَرِ والغَيْثِ؛ والعُشْبُ الكَثِيرُ، وفي حِكايَةٍ لأبي المُجِيْبِ: ووثقَ الناسُ بِصَايِرَتِها، سُمِّيَتْ لأنَّ الناسَ يَصِيْرُوْنَ إليها إذا لم يَجِدُوا غَيْرَها. وجَمَعَتْهُم صائرَةُ القَيْظِ. والمَصَائرُ: مَوَاضِعُ فيها كَلَأٌ يُقِيْمُوْنَ فيه صَيْفَهم. وأرْضٌ لها صَيوْر: أي عُشْبٌ كثيرٌ يابِسٌ. والصَيُّوْرُ من بَيْنِ البَقْلِ: القَفْعَاءُ والزُبادُ.
وقيل: الصائرَةُ: الحَضَرُ، والمَصِيرُ: المَحْضَرُ، صارَ الرجُلُ يَصِيْرُ: إذا حَضَرَ الماءَ، وصارَ الماءَ يَصِيْرُه: إذا وَرَدَه. وكُنْ على صِيَارِ ذاكَ: أي على صِمَاتِه. وباتَ فلانٌ من القَوْمِ على صِيَارٍ وعلى صيْرٍ: وهو أنْ يَبِيْتَ حَيْثُ يَكُونُ منهم بمَرْأىً ومَسْمَع.
وأنا على صيْرِ أمْري: أي على شَرَفٍ من قَضَائه، وصَيْرِ أمْرٍ - بفَتْحِ الصاد -.
وصِيْرُ القَوْمِ واليَهُوْدِ - وجَمْعُه صِيَارٌ -: أسَاقِفُهم. وما رَآها صِيْرٌ: أي أحَدٌ من الخَلْقِ. والصيِّرَةُ: نَحْو من الأمَرَةِ وهي الصخْرَةُ العادِيَّةُ العَظِيمة، ويُجْمَعُ صَيرَاتٍ، وقيل: الصيْرَةُ - مُخَفَّفَة -.
والصيْرَةُ: حِجَارَةٌ تنْصَبُ حَوْلَ الحَوْضِ. والصيَارُ من البَقَرِ: بمنزلة الصوَارِ. وصِرْتُ عُنُقَه أصِيْرُه: أي أمَلْته - بالياءِ والواوِ جَميعاً -.
والصيُوْرُ: ما يَبْقى في يَدِكَ من البَقْلِ الغَض إذا عَصَرْتَه وصارَ ماءً؛ فما سِوى ذلك الماءِ فهو صَيوْر.
ص ي ر

صارَ الأمرُ إلى كذا صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورةً وصَيَّره إليه وأَصارَهُ وفي كلام عُمَيْلَةً الفَزَارِيِّ لِعَمِّهِ وهو ابنُ عَنْقَاء الفَزَارِيُّ ما الذي أصَارَكَ إلى ما أرى يا عَمُّ قال بُخْلُكَ بِمالِكَ وبُخْلُ غيرِكَ من أمثالِكَ وَصَوْنِي أنا وَجْهِي عن تساؤُلهم وتساؤُلِكَ كان من أفضالِ عُمَيْلَةَ على عَمِّه ما قد ذكَره أبو تَمّامٍ في كِتابِه المَوْسُومِ بالحَماسةِ والمَصِيرُ الموضعُ الذي تَصِيرُ إليه المياهُ والصِّيرُ الماءُ يَحْضُره الناسُ وصارَهُ الناسُ حَضَروهُ ومنه قولُ الأعشى

(بما قدْ تَربَّعَ رَوْضُ القَطا ... ورَوْضَ التَّناضُبِ حتَّى تَصِيرَا)

وصَيرُ الأَمْرِ مُنْتهاهُ وما صِيرَ إليه وأنا على صِيرٍ من أمْرِ كذا أي على ناحيةٍ منه وأنا على صِيرٍ من حاجَتِي أي شَرفٍ منها وطَرفٍ وصَيُّورُ الشيءِ آخِرُه ومُنْتهاهُ كصِيرِهِ وما له صَيُّورٌ أي عَقْلٌ ووَقَعَ في أُمِّ صَيُّورٍ أي في أمْرٍ ليس له مَنْفَذٌ وأَصْلُه الهَضْبَة التي لا مَنْفَذَ لها كذا حكاه يَعْقوبُ في الألفاظِ والأسبَقُ صَيُّورٌ والصَّيُّورُ والصَّائِرةُ المَطَرُ والكَلأُ والصِّيرُ شَقُّ البابِ يُرْوَى أنّ رَجُلاً اطَّلَع من صِيرٍ في بابِ النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث من صَيَّرَ فَفُقِئَتْ عَيْنُه فهي هَدَرٌ والصِّير شِبْهُ الصَّحْناةِ وقيل هو الصَّحْنَاةُ نَفْسُه يُرْوى أنّ رَجُلاً مرَّ بِعَبْدِ اللهِ بن سالمٍ ومعه صِيرٌ فلَعِقَ منه ثم سأَلَ كَيْفَ يُباعُ والصِّيرُ السُّمَيْكاتُ المَمْلوحةُ التي تُعْمَلُ منها الصَّحْنَاةُ عن كُراع وصِرْتُ الشيءَ قَطَّعْتُه وشَقَقَتْهُ وصارَ وجْهَهُ يَصيرُهُ أَقْبَلَ به وفي قراءةِ عبد الله بن مَسْعُودٍ وأبي جَعْفرٍ المَدَنِيِّ {فصرهن إليك} البقرة 26 بالكَسْر أي قَطِّعْهُنَّ وشَقِّقْهُنَّ وقيل وَجِّهْهُنَّ وصِرْتُ عُنُقَه لَوَيْتُها وتصيَّرَ إياه نَزَعَ إليه في الشَّبَهِ والصِّيارةُ والصِّيرةُ حَظِيرةٌ من خَشَبٍ وحجارةٍ تُبْنَى للغَنَمِ والبَقَرِ والجمعُ صِيرٌ وصِيَرٌ وقيل الصِّيرَةُ حَظِيرةُ الغَنَمِ قال الأَخْطَلُ

(واذكُرْ غَدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً ... من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حَوْلَها الصِّيَرُ)
صير
صارَ/ صارَ إلى يَصير، صِرْ، صَيْرًا وصَيْرورةً ومَصِيرًا، فهو صائر، والمفعول مَصِير إليه
• صار الحقُّ واضحًا: أصبح كذلك، والفعل صار من أخوات كان يرفع المبتدأ وينصب الخبرَ بمعنى انتقل من حال إلى حال "صار الهلالُ بدرًا- صار غنيًّا- صار في الذُّلِّ بعد العزّ" ° صار أثرًا بعد عين: أصبح خبرًا- صار يضحك: أخذ وشرع.
• صار الأمرُ إلى كذا: انتهى إليه، رجع "صارت إليه رئاسُة المؤتمر- {أَلاَ إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأُمُورُ} "? صار الأمر إلى قراره: انتهى وثبت.
• صار الشَّيءُ: وقع وتَمَّ "صار ما توقعته". 

صيَّرَ يصيِّر، تصييرًا، فهو مُصيِّر، والمفعول مُصيَّر
• صيَّرتِ الحرارةُ الثَّلجَ ماءً/ صيَّرتِ الحرارةُ الثَّلجَ إلى ماء: حوَّلتْهُ وغيَّرتْهُ من صورة أو حالة إلى أخرى "صيَّر الحديدَ مفتاحًا/ إلى مفتاحٍ- صيّرتني الحاجةُ إليه- صيَّره سعيدًا- صيَّر الخبَّازُ العجينَ خُبْزًا". 

صائر [مفرد]: اسم فاعل من صارَ/ صارَ إلى. 

صَيْر [مفرد]: مصدر صارَ/ صارَ إلى. 

صَيْرورة [مفرد]: مصدر صارَ/ صارَ إلى. 

مَصير [مفرد]: ج مَصائِرُ ومصايرُ:
1 - مصدر صارَ/ صارَ إلى.
2 - مصدر ميميّ من صارَ/ صارَ إلى ° مصير حتميّ: لا مفرّ ولا مناص منه.
3 - اسم مفعول من صارَ/ صارَ إلى.
4 - مستقبل "تقرير المصير- يقبض على مصائر البلاد".
• حقُّ تقرير المصير: (سة) حقّ الشعوب في أن تقرِّر بنفسها نظامَ الحكم في بلادها واتِّجاه سياستها وربط علاقاتها مع سائر الدول دون الرجوع إلى سلطة خارجيّة. 

مَصيرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَصير: "قرارٌ مَصِيريّ- معركة مَصِيريّة". 

صير: صارَ الأَمرُ إِلى كذا يَصِيرُ صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورَةً

وصَيَّرَه إِليه وأَصارَه، والصَّيْرُورَةُ مصدر صارَ يَصِيرُ. وفي كلام

عُمَيْلَةَ الفَزارِي لعمه وهو ابن عَنْقاءَ الفَزارِي: ما الذي أَصارَك

إِلى ما أَرى يا عَمْ؟ قال: بُخْلك بمالِك، ويُخْل غيرِك من أَمثالك،

وصَوْني أَنا وجهي عن مثلهم وتَسْآلك ثم كان من إِفْضال عُمَيْلة على عمه ما

قد ذكره أَبو تمام في كتابه الموسوم بالحماسة. وصِرْت إِلى فلان مَصِيراً؛

كقوله تعالى: وإِلى الله المَصِير؛ قال الجوهري: وهو شاذ والقياس مَصَار

مثل مَعاش. وصَيَّرته أَنا كذا أَي جعلته.

والمَصِير: الموضع الذي تَصِير إِليه المياه. والصَّيِّر: الجماعة.

والصِّيرُ: الماء يحضره الناس. وصارَهُ الناس: حضروه؛ ومنه قول الأَعشى:

بِمَا قَدْ تَرَبَّع رَوْضَ القَطا

ورَوْضَ التَّنَاضُبِ حتى تَصِيرَا

أَي حتى تحضر المياه. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَبي بكر،

رضي الله عنه، حين عَرَضَ أَمرَه على قبائل العرب: فلما حضر بني شَيْبان

وكلم سَراتهم قال المُثَنى بن حارثة: إِنا نزلنا بين صِيرَينِ اليمامة

والشمامة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وما هذان الصِّيرانِ؟ قال:

مياه العرب وأَنهار كِسْرى؛ الصِّيرُ: الماء الذي يحضره الناس. وقد صارَ

القوم يَصِيرون إِذا حضروا الماء؛ ويروى: بين صِيرَتَيْن، وهي فِعْلة منه،

ويروى: بين صَرَيَيْنِ، تثنية صَرًى.

قال أَبو العميثل: صارَ الرجلُ يَصِير إِذا حضر الماءَ، فهو صائِرٌ.

والصَّائِرَةُ: الحاضرة. ويقال: جَمَعَتْهم صائرَةُ القيظِ. وقال أَبو

الهيثم: الصَّيْر رجوع المُنْتَجِعين إِلى محاضرهم. يقال: أَين الصَّائرَة أَي

أَين الحاضرة ويقال: أَيَّ ماء صارَ القومُ أَي حضروا. ويقال: صرْتُ

إِلى مَصِيرَتي وإِلى صِيرِي وصَيُّوري. ويقال للمنزل الطيِّب: مَصِيرٌ

ومِرَبٌّ ومَعْمَرٌ ومَحْضَرٌ. ويقال: أَين مَصِيرُكم أَي أَين منزلكم.

وصِيَرُ الأَمر: مُنْتهاه ومَصِيره ومَصِيره وعاقِبَته وما يَصير إِليه. وأَنا

على صِيرٍ من أَمر كذا أَي على ناحية منه. وتقول للرجل: ما صنعتَ في

حاجتك؟ فيقول: أَنا على صِيرِ قضائها وصماتِ قضائها أَي على شَرَفِ قضائها؛

قال زهير:

وقد كنتُ من سَلْمَى سِنِينَ ثمانِياً،

على صِيرِ أَمْرٍ ما يَمَرُّ وما يَحْلُو

وصَيُّور الشيء: آخره ومنتهاه وما يؤول إِليه كصِيرِه ومنتهاه

(* قوله:

«كصيره ومنتهاه» كذا بالأَصل). وهو فيعول؛ وقول طفيل الغنوي:

أَمْسى مُقِيماً بِذِي العَوْصاءِ صَيِّرُه

بالبئر، غادَرَهُ الأَحْياءُ وابْتَكَرُوا

قال أَبو عمرو: صَيِّره قَبْره. يقال: هذا صَيِّر فلان أَي قبره؛ وقال

عروة بن الورد:

أَحادِيثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالِدٍ،

إِذا هو أَمْسى هامَةً فَوْقَ صَيِّر

قال أَبو عمرو: بالهُزَرِ أَلْفُ صَيِّر، يعني قبوراً من قبور أَهل

الجاهلية؛ ذكره أَبو ذؤيب فقال:

كانت كَلَيْلَةِ أَهْلِ الهُزَر

(* قوله: كانت كليلة إلخ» أنشد البيت بتمامه في هزر:

لقال الاباعد والشامتوـــــن كانوا كليلة أهل الهزر).

وهُزَر: موضع. وما له صَيُّور، مثال فَيْعُول، أَي عَقْل ورَأْيٌ.

وصَيُّور الأَمر: ما صارَ إِليه. ووقع في أُمِّ صَيُّور أَي في أَمر ملتبس ليس

له مَنْفَذ، وأَصله الهَضْبة التي لا مَنْفَذ لها؛ كذا حكاه يعقوب في

الأَلفاظ، والأَسْبَقُ صَبُّور. وصارَةُ الجبل: رأْسه. والصَّيُّور

والصَّائرَةُ: ما يَصِير إِليه النباتُ من اليُبْس. والصَّائرَةُ: المطرُ

والكَلأُ. والصَّائرُ: المُلَوِّي أَعناقَ الرجال. وصارَه يَصِيره: لغة في

صارَهُ يَصُوره أَي قطعه، وكذلك أَماله.

والصِّير: شَقُّ الباب؛ يروى أَن رجلاً اطَّلع من صِير باب النبي، صلى

الله عليه وسلم. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: من

اطَّلع من صِير باب فقد دَمَر؛ وفي رواية: من نَظَرَ؛ ودمر: دخل، وفي

رواية: من نظر في صير باب ففُقِئَتْ عينه فهي هَدَر؛ الصِّير الشّقّ؛ قال

أَبو عبيد: لم يُسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث. وصِير الباب: خَرْقه.

ابن شميل: الصِّيرَةُ على رأْس القَارَةِ مثل الأَمَرَة غير أَنها طُوِيَتْ

طَيّاً، والأَمَرَةُ أَطول منها وأَعظم مطويتان جميعاً، فالأَمَرَةُ

مُصَعْلَكة طويلة، والصِّيرَةُ مستديرة عريضة ذات أَركان، وربما حفرت فوجد

فيها الذهب والفضة، وهي من صنعة عادٍ وإِرَم، والصِّيرُ شبه الصَّحْناة،

وقيل هو الصحناة نفسه؛ يروى أَن رجلاً مَرَّ بعبدالله بن سالم ومعه صِيرٌ

فلَعِق منه (قوله: «فلعق منه» كذا بالأصل. وفي النهاية والصحاح فذاق

منه). ثم سأَل: كيف يُباع؟ وتفسيره في الحديث أَنه الصَّحْناة. قال ابن دريد:

أَحسبه سريانيّاً؛ قال جرير يهجو قوماً:

كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بَصَلاً،

ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالحٍ، جَدَفُوا

والصِّيرُ: السمكات المملوحة التي تعمل منها الصَّحْناة؛ عن كراع. وفي

حديث المعافري: لعل الصِّيرَ أَحَبُّ إِليك من هذا.

وصِرْتُ الشيء: قطعته. وصارَ وجهَه يَصِيره: أَقبل به. وفي قراءة

عبدالله بن مسعود وأَبي جعفر المدني: فصِرهن إِليك، بالكسر، أَي قطِّعهن

وشققهن، وقيل: وجِّهْهن. الفراء: ضَمَّت العامة الصاد وكان أَصحاب عبدالله

يكسرونها، وهما لغتان، فأَما الضم فكثير، وأَما الكسر ففي هذيل وسليم؛ قال

وأَنشد الكسائي:

وفَرْع يَصِير الجِيدَ وحْف كَأَنّه،

على اللِّيت، قِنْوانُ الكُرُومِ الدَّوَالِحُ

يَصِير: يميل، ويروى: يَزِينُ الجيد، وكلهم فسروا فصُرْهن أَمِلْهن،

وأَما فصِرْهن، بالكسر، فإِنه فسر بمعنى قَطِّعهن؛ قال: ولم نجد قطّعهن

معروفة؛ قال الأَزهري: وأُراها إِن كانت كذلك من صَرَيتُ أَصْرِي أَي قَطَعت

فقدمت ياؤها. وصِرْت عنقه: لويتها. وفي حديث الدعاء: عليك توكلنا وإِليك

أَنبنا وإِليك المَصِير أَي المرجع. يقال: صِرْت إِلى فلان أَصِير

مَصِيراً، قال: وهو شاذ والقياس مَصار مثل مَعاش. قال الأَزهري: وأَما صارَ

فإِنها على ضربين: بلوغ في الحال وبلوغ في المكان، كقولك صارَ زيد إِلى عمرو

وصار زيد رجلاً، فإِذا كانت في الحال فهي مثل كانَ في بابه. ورجل

صَيِّرٌ شَيِّرٌ أَي حسن الصُّورَة والشَّارَة؛ عن الفراء. وتَصَيَّر فلانٌ

أَباه: نزع إِليه في الشَّبَه.

والصِّيارَةُ والصِّيرَةُ: حظيرة من خشب وحجارة تبنى للغَنَم والبقر،

والجمع صِيرٌ وصِيَرٌ، وقيل: الصِّيرَة حظيرة الغنم؛ قال الأَخطل:

واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً

من الحَبَلَّقِ، تُبْنى فَوْقَها الصِّيَرُ

وفي الحديث: ما من أُمَّتي أَحد إِلا وأَنا أَعرفه يوم القيامة، قالوا:

وكيف تعرفهم مع كثرة الخلائق؟ قال: أَرَأَيْتَ لو دخلتِ صِيَرةً فيها خيل

دُهْمٌ وفيها فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّل أَما كنتَ تعرفه منها؟ الصِّيرَة:

حَظِيرة تُتخذ للدواب من الحجارة وأَغصان الشجر، وجمعها صِيَر. قال أَبو

عبيد: صَيْرَة، بالفتح، قال: وهو غلط.

والصِّيَار: صوت الصَّنْج؛ قال الشاعر:

كَأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيها،

قُبَيْلَ الصُّبْحِ، رَنَّاتُ الصِّيَارِ

يريد رنين الصِّنْج بأَوْتاره. وفي الحديث: أَنه قال لعلي، عليه السلام:

أَلا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتَهن وعليك مثل صِير غُفِر لك؟ قال ابن

الأَثير: وهو اسم جبل، ويروى: صُور، بالواو، وفي رواية أَبي وائل: أَن عليّاً،

رضي الله عنه، قال: لو كان عليك مثل صِيرٍ دَيْناً لأَداه الله عنك.

صير

1 صَارَ كَذَا, (T, S, Msb,) aor. ـِ (S,) inf. n. صَيْرُورَةٌ (S, Msb) and صَيْرٌ, (S,) He, or it, attained to the state, or condition, of such a thing; (T;) became such a thing; (T, Msb;) in which sense the verb is like كَانَ [in meaning, when the latter is non-attributive, and in having its subject in the nom. case and its predicate in the accus.]. (T.) You say, صَارَ زَيْدٌ رَجُلًا Zeyd became a man; or attained to the state, or condition, of a man. (TA.) And صَارَ زَيْدٌ غَنِيًّا Zeyd became rich, not having been so. (Msb.) And صَارَ العَصِيرُ خَمْرًا The expressed juice became wine. (Msb.) [and صَارَ لَا شَىْءَ عِنْدَهُ He became in a state, or condition, in which there was not anything in his possession. And صَارَ يَفْعَلُ كَذَا He became in the state, or condition, of doing such a thing; i. e. he became occupied, or engaged, in doing such a thing; or he set about, began, commenced, took to, or betook himself to, doing such a thing; like جَعَلَ. And صَارَ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا He became in the state, or condition, of not doing anything; or he became unoccupied in doing anything. and صَارَ لَا يَتَكَلَّمُ He became in the state of not speaking; he became speechless. And صَارَ يَتَفَكَّرُ فِى كَذَا He became in a state of reflection upon such a thing; he began to reflect upon such a thing.] b2: One says also, صَارَ الأَمْرُ إِلَى كَذَا, (M, A, Msb, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. مَصِيرٌ, (S, M, A, Msb, K,) which is anomalous, being regularly مَصَارٌ, like مَعَاشٌ, (S,) and صَيْرٌ and صَيْرُورَةٌ, (M, A, K,) i. e. رَجَعَ إِلَيْهِ: (Msb:) [but this is a loose explanation; the meaning being, The thing, or affair, or case, came eventually (see صِيرٌ) to such a state, or condition:] the difference between مَصِيرٌ and مَرْجِعٌ is, that the former word necessarily implies a difference [of the latter state or condition] from the former state or condition; but the latter word does not. (Bd in iii. 156.) [In this case, the ulterior state or condition is likened to a place: for] b3: صَارَ also signifies He, or it, attained in respect of place: so in the saying, صَارَ زَيْدٌ إِلَى عَمْرٍو [Zeyd came, or went, or pursued a course that brought him, to 'Amr]. (TA.) صِرْتُ إِلَى فُلَانٍ [I came, &c., to such a one] is similar to the phrase in the Kur [iii. 27]

وَإِلَى اللّٰهِ الْمَصِيرُ [And to God, as the ultimate object, is the transition, or course, of every human being]. (S.) [Hence, أًلَا إِلَى اللّٰهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ, in the Kur xlii. last verse, which Bd explains by adding the words بِارْتِفَاعِ الوَسَائِطِ وَالتَّعَلُّقَاتِ; the meaning being, Verily to God are things, or events, referrible, mediately and dependently: in the Expos. of the Jel expl. as meaning تَرْجِعُ.] b4: [And in like manner one says, صَارَ لَهُ كَذَا Such a thing came to, betided, or befell, him, or it: and hence, he, or it, came to have, or became possessed of, such a thing.] b5: And صَارَ فِى أَرْضِ فَلَاةٍ [He became, or came to be, meaning he found himself, in a desert, or waterless, land]; i. q. وَقَعَ فِيهَا. (Msb in art. وقع.) And صَارَ فِى الرَّبِيعِ [He entered, lit. became in, the season called ربيع]; i. q. أَرْبَعَ [which is expl. in the S as signifying دَخَلَ فِى الرَّبِيعِ]. (K in art. ربع.) A2: صَيْرٌ signifies also The returning of seekers after herbage to the watering-places. (O, K.) And one says, صَارَ الرَّجُلُ, aor. ـِ [inf. n. صَيْرٌ,] The man stayed, or abode, at the water. (TA.) and صَارَ النَّاسُ المَآءَ The people stayed, or abode, at the water. (M, K, TA.) A3: صَارَهُ, (S,) first Pers\. صِرْتُهُ, (M,) aor. as above, (S,) inf. n. صَيْرٌ, (K,) a dial. var. of صَارَهُ having for its aor. ـُ [q. v.,] (S,) He cut it; (S, M, K;) and clave it, or split it. (M.) b2: And in like manner, [i. e. as a dial. var. of صَارَهُ having for its aor. ـُ He made it to incline, or lean. (S.) You say, صَارَ وَجْهَهُ, aor. ـِ (M,) as also يَصُورُ, (M and K in art. صور,) He turned his face towards a person or thing. (M.) And صِرْتُ عُنُقَهُ I twisted his neck. (M.) [Respecting the phrase فَصِرْهُنَّ إِلَيْكَ in the Kur ii.

262, accord. to one reading, see 1 in art. صور.] b3: صَارَهُ, aor. ـِ inf. n. صَيْرٌ, signifies also حَبَسَهُ [He confined, restricted, &c., him, or it]. (Msb.) 2 صيّرهُ كَذَا He made him, or it, to be in such a state, or condition; or he made him, or it, to be such a thing; [as also ↓ أَصَارَهُ;] syn. جَعَلَهُ. (S.) You say, صَيَّرَنِى لَهُ عَبْدًا and ↓ أًصَارَنِى [He made me to be to him a slave]. (A.) b2: [And صَيَّرَهُ إِلَى

كَذَا and ↓ أَصَارَهُ He, or it, made, or caused, him, or it, to come, or to pursue a course that led, to such a state, or condition; brought, or reduced, him, or it, thereto.] 'Omeyleh El-Fezáree said to his paternal uncle Ibn-'Ankà, ↓ مَا الَّذِى أَصَارَكَ

إِلَى مَا أَرَى يَا عَمِّ [What hath made thee to come, or brought thee, or reduced thee, to the state, or condition, that I see, O my paternal uncle?]. (M.) [In this case, the ulterior state or condition is likened to a place: for] you say, صَيَّرَهُ إِلَيْهِ and ↓ أَصَارَهُ [meaning He, or it, made him to come, or brought him, to him, or it; i. e., to a person, or place, or to a state, or condition:] (M, K:) and صَيَّرَتْنِى إِلَيْهِ الحَاجَةُ and ↓ أَصَارَتْنِى [Want, or need, or necessity, made me to come, or brought me, to him, or it]. (A.) And [hence,] صَيَّرَ إِلَيْهِ الأَمْرَ He committed to him the thing, or affair; syn. فَوَّضَهُ اليه. (M in art. فوض.) [And صَيَّرَ لَهُ كَذَا He made such a thing to come to, betide, or befall, him, or it: and consequently, he made him, or it, to have, or become possessed of, such a thing.] b3: تَصْيِيرٌ is also by word, or covenant, as well as by deed. (Bd in ii. 20.) [You say, صَيَّرَهُ كَذَا meaning He asserted, or pronounced, him, or it, to be in such a state, or condition; or to be such a thing: in which case, also, it is syn. with جَعَلَهُ, whereby it is expl. in the S. And صَيَّرَ لَهُ كَذَا He asserted, or pronounced, such a thing to belong to him, or it; asserted, or pronounced, him, or it, to have such a thing; attributed to him, or it, such a thing: and appointed or assigned, to him, or it, such a thing.]4 أَصْيَرَ see 2, in six places.5 تصيّر أَبَاهُ He became like his father. (S, M, K.) صَيْرٌ: see what next follows.

صِيرٌ The ulterior or ultimate, latter or last, state, or condition; the end, conclusion, event, issue, or result; of a thing, an affair, or a case; (S, M, O, Msb, K;) as also ↓ صَيْرٌ (O, K) and ↓ مَصِيرٌ (S, O, Msb, TA) and ↓ مَصِيرَةٌ (TA) and ↓ صَيُّورٌ, (S, M, K,) of the measure فَيْعُولٌ, (S,) and ↓ صَيُّورَةٌ. (K.) b2: The verge, brink, or point, of an affair, or event. (M, K.) You say, أَنَا عَلَى

صِيرٍ مِنْ أَمْرِ كَذَا I am on the verge of such an affair, or event. (M.) And أَنَا عَلَى صِيرٍ مِنْ حَاجَتِى

I am at the point of [attaining] the object of my want. (M.) And أَنَا عَلَى صِيرٍ مِنْ قَضَآءِ حَاجَتِى

I am at the point of accomplishing my want. (A.) And فُلَانٌ عَلَى صِيرِ أَمْرٍ Such a one is at the point of accomplishing an affair. (S.) A2: A water at which people stay, or abide; (M, O, K;) as also ↓ صِيرَةٌ. (TA.) A3: A crevice of a door. (S, M, A, Msb, K.) It is said in a trad., مَنْ نَظَرَ فِى

صِيرِ بَابٍ فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ فَهِىَ هَدَرٌ [Whosoever looks into the crevice of a door and has his eye put out, it is a thing for which no mulct is to be exacted]: (S, M:) A'Obeyd says that this is the only instance in which the word [in this sense] has been heard. (S.) A4: [The condiment, made of small fish, called] صِحْنَاة: (S, M, K:) or [a condiment, or the like,] resembling صحناة: (M, K:) or what is called in Pers\. مَاهِى آوَهْ [jelly of salted fish]; as also صِحْنَاةٌ: (Mgh voce صحناة:) and the small salted fish of which صحناة is made: (Kr, M, K:) or the young ones of fish: [a coll. gen. n.:] n. un. with ة: (Msb:) thought by IDrd to be Syriac; (TA;) by IAth, to be Pers\., as also صحناة. (TA in art. صحن.) A5: Also The أُسْفُفّ [properly bishop] of the Jews. (O, K.) A6: See also the next paragraph.

صِيرَةٌ, (S, M, Msb, K,) accord. to A'Obeyd صِيْرَةٌ, with fet-h, but Az says that this is a mistake, (TA,) An enclosure (حَظِيرَة) for sheep or goats (S, M, Msb, K) and for cows or bulls, (M, K,) constructed of wood and stones (M, TA) and of branches of trees; (TA;) as also ↓ صِيَارَةٌ, (M, K,) which latter is said by IDrd to be of the dial. of the people of Baghdád: (TA:) pl. of the former صِيَرٌ (S, M, Msb, K) and [coll. gen. n.] ↓ صِيرٌ. (M, K.) A2: See also صِيرٌ.

صِيَارٌ The صَنْج; (O and TA in this art., and TS and K and TA in art. صبر;) i. e. the stringed instrument thus called: (TS and TA in that art., and O and TA in the present art.:) [this is the right meaning, as is shown by the latter of the two verses cited voce صُبَارَةٌ: but,] accord. to AHeyth, (O,) the sound of the صَنْج. (O and K in the present art.) A2: See also art. صور.

صِيَارَةٌ: see صِيرَةٌ.

A2: Also i. q. صُبَارَةٌ [q. v., signifying Stones, &c.]. (M in art. صبر.) صَيِّرٌ A grave. (AA, O, K. [Perhaps so called as being the ulterior abode.]) One says, هٰذَا صَيِّرُ فُلَانٍ This is the grave of such a one. (O.) A2: And A company (جَمَاعَة). (O, K.) A3: See also art. صور.

صَيِّرَةٌ A thing, upon the head of a قَارَة [or small isolated mountain or the like], resembling the [heap of stones, piled up as a sign of the way, called] أَمَرَة, except that it is cased, and the امرة is taller than it, and larger; or [in my originals “ and ”] they are both cased, but the امرة is peaked and tall, and the صيّره is round and wide, and has angles [app. at the base]; and sometimes it is excavated, and gold and silver are found in it: it is of the work of 'Ád and Irem. (O, TA.) صَائِرٌ Staying, or abiding, at a water. (TA.) And ↓ صَائِرَةٌ A party, or people, staying, or abiding, at a water. (O, TA.) A2: Also A twister of men's necks. (TA.) A3: [And The pivot at the top, and that at the heel, of a door; the former of which turns in a socket in the lintel, and the latter in a socket in the threshold:] see سَاكِفٌ.

صَائِرَةٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also Rain. (M, TA.) b2: And Herbage, or pasture. (M.) See the next paragraph. b3: Also The state of dryness to which herbage comes. (M.) صَيُّورٌ: see صِيرٌ. b2: Also Judgment, or opinion, (S,) and understanding, or intellect, or intelligence; (S, M, K;) as in the saying, مَا لَهُ صَيُّورٌ [He has not judgment nor understanding]: (S, M:) or a judgment, or an opinion, to which one eventually comes; as in the saying, مَا لَهُ بَدْءٌ وَلَا صَيُّورٌ [He has not a first, nor a final, idea, thought, judgment, or opinion]. (A.) A2: Also, (O, K;) as AHn says, on the authority of Aboo-Ziyád, (O;) and ↓ صَائِرَةٌ, (K,) Dry herbage or pasture, that is eaten long after its being green: (O, K:) and he adds that no herbs have صَيُّور except such as are of the kinds called الثَّغْر and الأَفَانِى. (O, TA.) A3: أُمُّ صَيُّورٍ signifies A confused and dubious affair, (M, K,) through which there is no way of passing; as in the phrase وَقَعَ فِى أُمِّ صَيُّورٍ, mentioned by Yaakoob [ISk] in the “ Alfádh ”

[accord. to some of the copies of that work]: originally meaning a [mountain, or hill, such as is termed] هَضْبَة without a pass: but it is more probably صَبُّور [q. v., in art. صبر]. (M.) صَيُّورَةٌ: see صِيرٌ, first sentence.

مَصِيرٌ an inf. n. of صَارَ [q. v.]. (S, M, &c.) A2: [Also A place, and hence a state or condition, to which a person, or thing, eventually comes: a place of destination.] See صِيرٌ. b2: A place where people alight and abide: a good place where people alight and abide. (TA.) b3: A place to which waters come, or take their course: (M, K:) [or a place of herbage, or pasture, and of water: pl. مَصَايِرُ: so in the saying,] خَرَجُوا إِلَى مَصَايِرِهِمْ They went forth to their places of herbage, or pasture, and of water. (A.) A3: See also art. مصر.

مَصِيرَةٌ: see صِيرٌ, first sentence.
صير
: ( {صارَ الأَمْرُ إِلى كَذَا) } يَصِير ( {صَيْراً} ومَصِيراً {وصَيْرُورَةً) .
قَالَ الأَزهريّ: صَارَ على ضَرْبَيْن: بُلُوغٌ فِي الحالِ، وبُلُوغٌ فِي المَكَانِ، كقَوْلِكَ:} صَارَ زَيْدٌ إِلى عَمْرٍ و، {وصَارَ زيدٌ رَجُلاً، فإِذا كانَتْ فِي الحالِ فَهِيَ مثْلُ كَانَ فِي بابِه.
(} وصَيَّرَه إِليْهِ، {وأَصَارَهُ) ، وَفِي كَلَام عُمَيْلَةَ الفَزَارِيّ لعَمِّه، وَهُوَ ابنُ عَنْقَاءَ الفَزارِيّ: مَا الَّذِي} أَصارَكَ إِلى مَا أَرَى يَا عَمّ؟ قَالَ: بُخْلُكَ بمَالِكَ، وبُخْلُ غَيْرِك من أَمْثَالِك، وصَوْنِي أَنا وَجْهِي عَن مثْلِهِمْ وتسآلك. ثمَّ كَانَ من إِفْضَالِ عُمَيْلَةَ عَلى عَمّه مَا قد ذَكَرَه أَبو تَمّام فِي الحماسة.
{وصِرْتُ إِلى فُلانٍ} مَصِيراً، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِلَى اللَّهِ {الْمَصِيرُ} (آل عمرَان: 28) ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَهُوَ شاذٌّ، والقياسُ} مَصَارٌ، مثْل مَعَاشٍ.
! وصَيَّرْتُه أَنا كَذَا، أَي جَعَلْتُه. ( {والمَصِيرُ: المَوْضِعُ) الَّذِي (} تَصِيرُ إِليهِ المِيَاهُ) .
( {والصِّيرُ بالكسرِ: الماءُ يَحْضُرُ) هُ الناسُ.
(} وصارَهُ الناسُ: حَضَرُوهُ) ، وَمِنْه قَول الأَعْشَى:
بِمَا قد تَرَبَّعَ رَوْضَ القَطَا
ورَوْضَ التَّنَاضِبِ حَتَّى {تَصِيرَا
أَي حتّى تَحْضُرَ المِيَاهَ، وَفِي حديثِ: عَرْضِ النّبيّ صلَّى اللَّهُ تَعالَى عَلَيْهِ وسلَّم نَفْسَه على القَبَائِل: (فَقَالَ المُثَنَّى بنُ حارِثَةَ: إِنّا نَزَلْنَا بَين} صَيْرَيْنِ: اليَمَامَةِ والسَّمَامَةِ، فَقَالَ رسولُ الله صلَّى اللَّهُ تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم: وَمَا هاذانِ {الصَّيْرَانِ؟ قَالَ: مِيَاهُ العَرَبِ وأَنهارُ كِسْرَى) ويروى: (بَين} صَيْرَتَيْنِ) وَهِي فَعْلَةٌ مِنْهُ.
قَالَ أَبو العَمَيْثَل: صارَ الرجلُ {يَصِيرُ، إِذا حَضَرَ الماءَ، فَهُوَ} صائِرٌ.
(و) {الصِّيرُ: (مُنْتَهَى الأَمْرِ وعاقِبَتُه) وَمَا} يَصِيرُ إِليه: (ويُفْتَحُ، {كالصَّيُّورِ) ، كتَنُّور) وَهُوَ لُغَة فِي (} الصَّيُّورَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وَهُوَ فَيْعُول من {صَار، وَهُوَ آخِرُ الشيْءِ ومُنْتَهَاه وَمَا يَؤُولُ إِليه،} كالمَصِيرَةِ.
(و) {الصِّيرُ: (النّاحِيَةُ مِن الأَمْرِ، وطَرَفُه) ، وأَنا على} صِيرٍ من أَمْرِ كَذَا، أَي على ناحِيَةٍ مِنْهُ.
(و) الصِّيرُ: (شَقُّ البابِ) وخَرْقُه، ورُوِيَ أَنَّ رجلا اطَّلَعَ من صِيرِ بابِ النبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِيه الحَدِيث: (من اطَّلَع مِن صِيرِ بابٍ ففُقِئَتْ عَيْنُه فَهِيَ هَدَرٌ) ، قَالَ أَبو عُبَيْد: لم يُسْمَع هاذا الحرْفُ إِلاّ فِي هاذا الحديثِ.
(و) يُرْوَى أَنّ رَجُلاً مَرَّ بعَبْدِ اللَّه بن سالِم وَمَعَهُ صِيرٌ، فلَعِقَ مِنْهُ، ثمَّ سَأَل: كَيفَ تُبَاع؟ وتفسيرُه فِي الحَدِيثِ: أَنّه (الصَّحْنَاةُ) نَفْسُه (أَو شِبْهُهَا) ، قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحْسَبه سرْيَانِيّاً، قَالَ جرير يَهْجُو قوما:
كانُوا إِذا جَعَلُوا فِي {صِيرِهِمْ بَصَلاً
ثمَّ اشْتَوَوْا كَنَعْداً من مالِح جَدَفُوا
هاكذا أَنشده الجوْهَرِيّ، قَالَ الصّاغانيّ والرّواية:
واسْتَوْسَقُوا مالِحاً من كَنْعَدٍ جَدفُوا
(و) } الصِّيرُ: (السُّمَيْكَاتُ المَمْلُوحَةُ) الَّتِي (تُعْمَلُ مِنْهَا الصَّحْناةُ) ، عَن كُرَاع وَفِي حديثِ المَعَافِرِيّ: (لعلَّ {الصِّيرَ أَحَبُّ إِليكَ من هاذا) .
(و) } الصِّيرُ: (أُسْقُفُّ اليَهُودِ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) الصِّيرُ: (جَبَلٌ بأَجَأَ ببِلادِ طَيِّىء) فِيهِ كُهوف شِبْهُ البُيوتِ، وَبِه فَسّر ابنُ الأَثير الحديثَ أَنّه قَالَ لعَلِيّ: (أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذا قُلْتَهُنَّ، وعَلَيْكَ مِثْلُ {صِيرٍ غُفرَ لَكَ) ويروَى: (صُور) بِالْوَاو.
} والصِّيرُ أَيضاً: جَبَلٌ (بينَ سِيرَافَ وعُمَانَ) على السّاحِلِ.
(و) الصِّيرُ: (ع: بنَجْدٍ) ، يُقَال لَهُ: صِيرُ البَقَرِ.
(و) {الصِّيرَةُ، (بهاءٍ: حَظِيرَةٌ للغَنَمِ والبَقَرِ) ، تُبْنَى من خَشَبٍ وأَغْصانِ شَجَرٍ وحِجارة (} كالصِّيَارَةِ) ، بِالْكَسْرِ أَيضاً، ونَسَبَ ابنُ دُرَيْد الأَخيرَةَ إِلى البَغْدَادِيِّين، وأَنشدوا:
مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ
المَرْءَ لم يُخْلَقْ! صِيَارَة (ج: {صِيرٌ،} وصِيَرٌ) ، الأَخِير بِكَسْر فَفتح، قَالَ الأَخْطَلُ:
واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً
من الحَبَلَّقِ تُبْنَى فَوْقَها {الصِّيَرُ
وَمِنْه الحَدِيث: (مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاّ وأَنا أَعْرِفُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالُوا: وكَيْفَ تَعرِفُه مَعَ كثرةِ الخَلائِقِ؟ قَالَ: أَرأَيْتَ لَو دَخَلْتَ} صِيرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ، وفيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ أَمَّا كُنت تَعْرِفُه مِنْهَا؟) ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد: {صَيْرَة، بالفَتح، وَقَالَ الأَزهريّ: هُوَ خَطَأٌ.
(و) } الصَّيرَةُ: (جُبَيْلٌ بعَدَنِ أَبْيَنَ) بمُكَلَّئِه، مُسْتَدِيرٌ عرِيض.
(و) {الصِّيرَةُ: (دَارٌ مِنْ) بَنِي (فَهْمِ) بنِ مالِكٍ (بالجَوْفِ) بالشّرقيّة.
(ويَوْمُ} صِيرَةَ، بالكَسْر) ، يَوْم (من أَيّامِهِم) الْمَشْهُورَة.
(و) يُقَال: مَا لَهُ بَدو، وَلَا صَيُّور. (كسَفُّودٍ: العَقْلُ) ، وَمَا {يَصِيرُ إِليه من الرَّأْيِ.
(و) } الصَّيُّورُ؛ (الكَلأُ اليابسُ يُؤْكَلُ بعْدَ خُضْرَتِه زَماناً) ، نَقله أَبو حنيفَة عَن أَبي زِيَاد، وَقَالَ: ولَيْسَ لشَيْءٍ من العُشْبِ {صَيُّور مَا كانَ من الثَّغْرِ والأَفَانِي (} كالصّائِرَةِ) .
(و) يُقَال: وَقَعَ فِي (أُمِّ {صَيُّور) ، أَي فِي (الأَمْر المُلْتَبِس) لَيْسَ لَهُ مَنْفَذٌ، وأَصلُه الهَضْبَةُ الَّتِي لَا مَنْفَذَ لَهَا، كَذَا حَكَاهُ يَعْقُوب فِي الأَلفَاظ، والأَسْبَقُ: (أُمّ صَبُّور) ، وَقد تقدّم فِي صَبر.
(} والصَّيْرُ) ، بالفَتْح: (القَطْعُ) ، يُقَال: {صارَهُ} يَصِيرُه: لُغَة فِي {صارَه} يَصُورُه، أَي قَطَعَه، وكذالك أَمالَه.
(و) قَالَ أَبو الهَيْثَم: الصَّيْرُ (رُجُوعُ المُنْتَجِعِينَ إِلى مَحاضِرِهِمْ) ، يُقَال: أَين {الصّائِرَةُ؟ أَي أَين الحاضِرَةُ، وَيُقَال: جَمَعْتُهم} صائِرَةُ القَيْظِ. (و) {الصَّيْرَةُ، (بهاءٍ: ع باليَمَنِ) فِي جَبَلِ ذُبْحَانَ.
(و) } الصَّيِّرُ، (ككَيِّسٍ: الجَمَاعَةُ) ، نَقله الصّاغانِيّ (و) قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
أَمْسَى مُقِيماً بِذِي العَوْصاءِ {صَيِّرُه
بالبِئْرِ غادَرَهُ الأَحْيَاءُ وابْتَكَرُوا
قَالَ أَبو عَمْرُو:} الصَّيِّرُ: (القَبْرُ) ، يُقَال: هاذا {صَيِّرُ فُلانٍ، أَي قَبْرُه، وَقَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ:
أَحادِيثُ تَبْقَى والفَتَى غيرُ خَالِدٍ
إِذَا هُوَ أَمْسَى هامَةً فوقَ} صَيِّرِ
(و) {الصِّيَارُ (كدِيَارٍ: صَوْتُ الصَّنْجِ) ، قَالَ الشَّاعِر:
كأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيهَا
قُبَيْلَ الصُّبْحِ رَنّاتُ الصِّيَارِ
يُرِيد رَنِينَ الصَّنْجِ بأَوْتَارِه، وَقد تقَدّم تَخطِئَةُ المصَنِّف الجوهَرِيّ فِي صَبر.
(} وتَصَيَّرَ) فلانٌ (أَبَاهُ) ، إِذا (نَزَعَ إِليهِ فِي الشَّبَهِ) .
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:
{المَصِيرَةُ:} الصَّيُّور {والصِّيرُ.
وَيُقَال للمَنْزِلِ الطَّيِّبِ:} مَصِيرٌ، ومِرَبٌّ، ومَعْمَرٌ، ومَحْضَرٌ. وَيُقَال: أَينَ {مَصِيرُكُم، أَي منزِلُكُم.
} ومَصِيرُ الأَمْرِ: عاقِبَتُهُ.
وتقولُ للرّجُلِ: مَا صَنَعْتَ فِي حاجَتِك، فيَقُول: أَنا علَى {صِيرِ قَضَائِهَا، وصُمَاتِ قَضَائِهَا، أَي علَى شَرَفٍ من قَضَائِهَا، قَالَ زُهَيْرٌ:
وقَدْ كُنْتُ مِنْ سَلْمَى سِنِينَ ثَمَانِياً
علَى} صِيرِ أَمرٍ مَا يَمَرُّ وَمَا يَحْلُو
{والصّائِرَةُ: المَطَرُ.
} والصّائِرُ: المُلَوِّي أَعْنَاقَ الرِّجالِ. {والصَّيْرُ: الإِمالَةُ.
وَقَالَ ابْن شُميل:} الصَّيِّرَة، بالتَّشْدِيد: على رَأْسِ القَارَة مِثل الأَمَرَةِ غير أَنها طُوِيَتْ طَيّاً، والأَمَرَةُ أَطْوَلُ مِنْهَا وأَعظَمُ، وهما مَطْوِيَّتَانِ جَمِيعًا؛ فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكَةٌ طَوِيلَة، {والصَّيِّرَة مُسْتَدِيرَة عَرِيضَة ذاتُ أَرْكَان، ورُبما حُفِرَت فَوُجِد فِيهَا الذَّهَبُ والفِضَّةُ، وَهِي من صَنْعَةِ عادٍ وإِرَمَ.
} وصَارَ وَجْهَه {يَصِيرُه: أَقْبَلَ بهِ.
وعَيْنُ} الصِّيرِ، بِالْكَسْرِ: مَوضِعٌ بمِصْرَ.
! وصائِرٌ: وادٍ نَجْدِيٌّ.
ومحمّدُ بنُ المُسْلِم بن عليّ الصّائِرِيّ، كتَبَ عَنهُ هِبَةُ الله الشِّيرازِيّ.
(ص ي ر) : (الصِّيرُ) فِي (ص ح) .
(صير) - في الحديث: "مِثلُ صِيرٍ دَينًا"
قيل: هو اسم جبل.
قال أبو غالب بنُ هارُون: لم يُعرفْ صِيرٌ في اسمِ الجَبَل، وإنما يُعرف صَارةُ الجَبَل، وهي رأسُه. والصِّيرُ: الصَّحنَاة، والشَّقُّ وليس كما ذَكَر؛ لأنه قد ورد في حَديث ولم يقُل إنه اسم لجِنْس الجَبَل في اللغة، وإنما هو اسم لجَبَل خاصٍّ ولا ننكر هذا وإن لم يبلُغ ابن هارون.
وأما الصِّير الذي هو الصِّحناة . قال ابن دريد: أَحسَبه سُريَانِيًّا لأنَّ أهلَ الشامِ يَتَكلَّمون به، وقد دخل في عربِيَّة أهلِ الشام كَثِيرٌ من السريانية، كما استَعْمَلت عَرَبُ العِراق شَيئاً من الفارِسِيَّة.

دوم

دوم:
دَوَّم (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها: دام.
دَوّم العصا: جعل رأسها مُدَوّماً كالدَوّامة (محيط المحيط).
دام (فرنسية) وتجمع على دامات: وتجمع على دامات: سيدة، وهو لقب يطلق على المرأة الشريفة (مملوك 1، 2: 273).
دَوّم: أوراق شجرة المقلة (ابن العوام 1: 439).
ودوم: نبق السدر الضال (ابن البيطار 2: 5). وانظر: لين. ودَوّم: ميس.
داما: لعبة الدامة، لعبة الضامة (محيط المحيط).
حجر دامة: بيدق الدامة، حجر الدامة (بوشر).
دومة: مقل، ثمر الدوم (بوشر). الأذن، حدبة الشجاعة (عوادة ص58، 631).
دَوْمَيّ: ذكرها دوم في معجمه بمعنى صانع الدوم، وأظن أن المعنى هو من يجدل أو يضفر أوراق الدوم.
دؤمات: ذكرت في المعجم اللاتيني العربي مقابل كلمة لاتيني معناها تآلف، تعاشر.
دِيْمَة: سحابة (فوك).
دَيّموم: نجد عبارة دام الديموم في ألف ليلة (برسل 10: 249، 1: 342) غير أني أجهل معناها.
دائم. سوق دائمة: سوق تقام في كل يوم (معجم الادريسي).
مدوم: دائم، باق، مستمر (بوشر).
(د و م) : (اسْتَدِمْ) اللَّهَ نِعْمَتَك أَيْ أَطْلُبُ دَوَامَهَا وَهُوَ مُتَعَدٍّ كَمَا تَرَى وَقَوْلُهُمْ اسْتَدَامَ السَّفَرُ غَيْرُ ثَبْتٍ وَمَاءٌ دَائِمٌ سَاكِنٌ لَا يَجْرِي (وَدُومَةُ الْجَنْدَلِ) بِالضَّمِّ وَالْمُحَدِّثُونَ عَلَى الْفَتْحِ وَهُوَ خَطَأٌ عَنْ ابْن دُرَيْدٍ وَهِيَ حِصْنٌ عَلَى خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ الْمَدِينَةِ وَمِنْ الْكُوفَةِ عَلَى عَشْرِ مَرَاحِلَ.
دوم
أصل الدّوام السكون، يقال: دام الماء، أي: سكن، «ونهي أن يبول الإنسان في الماء الدائم» . وأَدَمْتُ القدر ودوّمتها: سكّنت غليانها بالماء، ومنه: دَامَ الشيءُ: إذا امتدّ عليه الزمان، قال تعالى: وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ
[المائدة/ 117] ، إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً [آل عمران/ 75] ، لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها [المائدة/ 24] ، ويقال:
دُمْتَ تَدَامُ، وقيل: دِمْتَ تدوم، نحو: متّ تموت ، ودوّمت الشمس في كبد السّماء، قال الشاعر:
والشمس حيرى لها في الجوّ تدويم
ودَوَّمَ الطّير في الهواء: حلّق، واستدمت الأمر: تأنّيت فيه، والظّلّ الدَّوْم: الدّائم، والدِّيمَة: مطر تدوم أياما.
دوم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهى أَن يبال فِي المَاء الدَّائِم ثُمَّ يتَوَضَّأ مِنْهُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَبَعضه عَن أَبِي عُبَيْدَة: الدَّائِم هُوَ السَّاكِن وَقد دَامَ المَاء يَدُوم وأدمته أَنَا إدامة إِذا سكنته وكل شَيْء سكنته فقد أدمته [و -] قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

تجيش علينا قِدْرُهم فَنُدِيمها ... ونَفْثَؤُها عَنَّا إِذا حَمْيُها غلا

قَوْله: نديمها: نسكنها ونفثؤها: نكسرها بِالْمَاءِ وغَيره وَهَذَا مثل ضربه - أَي إِنَّا نطفئ شرهم عَنَّا وَيُقَال للطائر إِذا صف جناحيه فِي الْهَوَاء وسكنهما فَلم يحركهما كطيران الحدأ والرخم: قد دوم الطَّائِر تدويمًا وَهُوَ من هَذَا أَيْضا لِأَنَّهُ إِنَّمَا سمي بذلك / لسكونه وَتَركه الخفقان بجناحيه. 26 / ب
(دوم) - في حَدِيث عَائشَة، رَضى الله عنها: "أنَّها كانَت تَنْعَت من الدُّوَامِ سَبْع تَمراتٍ عَجْوَةً في سبع غَدَواتٍ".
قال الأصمعيُّ: أخذَ فُلانًا الدُّوامُ: أي الدُّوارُ، وقد دِيمَ به وأُدِيمَ: أي دِيرَ به.
ومنه: دُوَّامة الصَّبِىِّ، بضَمِّ الدَّال وفَتْحِها وبتثْقِيل الوَاوِ وتَخْفِيفِها لاسْتِدَارَتها. والتَّدْوِيمُ في العَيْن: أن تَدُورَ الحَدَقَة كأنَّها في فَلَكة، والتَّدْوِيمُ: تحليق الطَّائِر في الهَواء ودَوَرَانُه، والشَّمسُ في جَرَيانِها، وقيل: أُخِذَ من الماء الدَّائِم وهو السَّاكِنُ كأنه لِسُرعة حَرَكَتِه يُرى ساكِنًا.
- في حَدِيث قُسًّ: "دَوَّم عِمامَتَه" .
: أي بَلَّها أو أدَارَها.
- في الحَدِيث: ذِكْرُ "دُوْمَةِ الجَنْدَلِ" .
بضَمِّ الدَّالِ وهو مُجْتَمَعه ومُسْتَدِيره كما تَدُور، الدُّوَّامة: أي تَسْتَدِير.
د و م: (دَامَ) الشَّيْءُ يَدُومُ وَيُدَامُ (دَوْمًا) وَ (دَوَامًا) وَ (دَيْمُومَةً) وَ (دَامَ) الشَّيْءُ سَكَنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ» وَهُوَ السَّاكِنُ. وَ (الدُّوَّامَةُ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ فَلْكَةٌ يَرْمِيهَا الصَّبِيُّ بِخَيْطٍ فَتُدَوِّمُ عَلَى الْأَرْضِ أَيْ تَدُورُ. وَ (الدَّوْمُ) شَجَرُ الْمُقْلِ. وَ (الْمُدَامُ) وَ (الْمُدَامَةُ) الْخَمْرُ. وَ (اسْتَدَامَ) الرَّجُلُ الْأَمْرَ إِذَا تَأَنَّى بِهِ وَانْتَظَرَ. وَ (الْمُدَاوَمَةُ) عَلَى الْأَمْرِ الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا (دَامَ) مَعْنَاهُ الدَّوَامُ لِأَنَّ مَا اسْمٌ مَوْصُولٌ بِدَامَ وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا كَمَا تُسْتَعْمَلُ الْمَصَادِرُ ظُرُوفًا تَقُولُ: لَا أَجْلِسُ مَا دُمْتَ قَائِمًا أَيْ دَوَامَ قِيَامِكَ كَمَا تَقُولُ وَرَدْتُ مَقْدَمَ الْحَاجِّ. 

دوم


دَام (و)(n. ac. دَوْم
دَوَاْم
دَيْمُوْمَة )
a. Lasted, continued, endured, remained.
b. Stopped, stood still.

دَوَّمَa. Circled, turned round ( bird, sun ).
b. Rendered giddy (wine).
c. Made to turn round, spun (top).
d. Moistened, sprinkled; threw cold water into a
cooking-pot when boiling.
e. Rained incessantly.

دَاْوَمَa. Waited, paused; granted to, or asked of, a delay or
extension, continuation of a thing.
b. ['Ala], Persevered, kept on with.
أَدْوَمَa. Made to last, endure, continue; rendered permanent
perpetual.

تَدَوَّمَa. Waited for; was awaiting, expecting.

إِسْتَدْوَمَa. see III (a)
& V.
c. Circled (bird).
دَوْمa. see 21b. Duration.
c. Theban-palm.

دِيْمَة [] (pl.
دِوَم)
a. Continuous & still rain, unaccompanied by thunder
or lightning.

مِدْوَم []
a. Piece of wood, thrown into the cooking-pot in order to
still its boiling.

دَائِم []
a. Lasting, enduring, permanent, continual
perpetual.

دَوَامa. Duration, continuation.

دُوَامa. Vertigo, giddiness.

دُوَّامَة [] (pl.
دُوَّاْم)
a. Top (plaything).
دَائِمًا
a. عَلى الدَّوَام Ever; always
continually.
دَيْمُوْمَة
a. see 22
مُدَام
a. Wine, liquor.

دَوَّامَة البَحْر
a. Whirlpool.
دوم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا سُئِلت: هَل كَانَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم يُفَضِّل بعض الْأَيَّام على بعض فَقَالَت: كَانَ عمله دِيْمَةً قَالَ: حدّثنَاهُ هشيم قَالَ أخبرنَا مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن عَائِشَة. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: قَوْلهَا: دِيمة أصل الدِّيمة الْمَطَر الدَّائِم مَعَ سُكُون قَالَ لبيد: (الْكَامِل)

باتَتْ وأسْبَلَ وَاكفٌ من دْيَمٍة ... يُروِى الخَمائِلَ دائِما تَسْجاُمها

فَأخْبر أَن الدِّيمة الدَّائِم. قَالَ أَبُو عبيد: فشبَّهَتْ عَائِشَة عمله فِي دَوَامه مَعَ الاقتصاد وَلَيْسَ بالغلو بديمة الْمَطَر. ويروى عَن حُذَيفة شَبيه بِهَذَا حِين ذكر الْفِتَن فَقَالَ: إِنَّهَا لآتيتُكم دِيَمًا دِيَمًا يَعْنِي: أَنَّهَا تملأ الأَرْض مَعَ دوَام قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الرمل) دِيْمَة هَطْلاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقُ الأَرْض تجرى وتدر
د و م

دام الشيء دوماً ودواماً، ولا أفعله مادام كذا. وأدام الله عزك. وأنا أستديم الله نعمتك. ودام على الأمر وداوم عليه. وظل دوم: دائم. قال حاجب بن زرارة في يوم جبلة:

شتان هذا والعناق والنوم ... والمشرب البارد في الظل الدوم

ودام المطرأياماً. ومطرتهم السماء بديمة وديم، وديمت وأدامت. وشرب المدامة والمدام: سميت لأن شربها يدام أياماً دون سائر الأشربة. وقطعوا ديمومة ودياميم وهي الأرض التي يدوم بعدها، والأصل ديمومة فيعلولة من الدوام، كالكينونة من الكون.

ومن المجاز: ماء دائم: ساكن لا يجري. وأدمت القدر ودوّمتها: سكنت غليها، ودوم قدرك وأدمها. واستدمت الأمر: تأنيت فيه. قال قيس بن زهير:

فلا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صلّى عصاك كمستديم

والطائر يدوم حول الماء ويحوم، ومنه الدوامة. ودوم الطائر في الهواء وتداوم، وطيور متداومات: حلق، ومنه دومت الشمس في كبد السماء. قال ذو الرمة:

والشمس حيرى لها في الجو تدويم

ودوّم الزعفران في الماء: دافه وأداره فيه. وديم بفلان وأديم به واستدام. وأخذه الدوام وهو الدوار. ودومت الخمر شاربها.
[دوم] فيه ذكر "الدومة" واحد الدوم وهي ضخام الشجر، وقيل: شجرة المقل. و"دومة" الجندل بضم دال ويفتح موضع. ك: هي مدينة بقرب تبوك لها حصن عادي، وفي المغني: وأكيدر ملكها. نه: و"دومين" بفتح دال وكسر ميم، وقيل بفتحها قرية قريبة من حمص. وفيه: "دوموا" العمائم أي أداروها حول رؤوسهم. ومنه: "دوم" بي في السكاك، أي أدارني في الجو. ومنه ح عائشة: تصف من "الدوام" سبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق، الدوام بالضم والتخفيف الدوار يعرض في الرأس من ديم به وأديم. وفيه: نهى أن يبال في الماء "الدائم" أي الراكد الساكن، من دام إذا طال زمانه. ومنه ح عائشة لليهود: عليكم السام "الدام" أي الموت الدائم، حذفت الياء لأجل السام. ك: أحب العمل ما "داوم" عليه، الدائم أن يأتي كل يوم أو كل شهر بحسب ما يسمى دوامًا عرفًا لا شمول الأزمان، فبالدوام ربما ينمو القليل حتى يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة، والديم يجيء في الياء. ط: في الماء "الدائم" الذي لا يجري، هو صفة مؤكدة للأولى، ثم يغتسل عطف على الصلة، قيل: الظاهر أنه عطف على لا يبولن وثم كالواو في لا تأكل أي لا يكن من أحد بول فيه ثم غسل، فثم استبعادية. مخ: الرواية يرفع يغتسل أي لا تبل ثم أنت تغتسل، وجوز جزمه عطفًا على موضع لا يبولن، ونصبه بإضمار أن، وثم بمعنى الواو ومقتضاه النهي عن الجمع ولم يقل به أحد بل البول منتهى أريد الاغتسال أولا. ك: أي الراكد القليل، والذي لا يجري يخرج الماء الدائر لأنه جار صورة، وقيل احتراز عن البحار والأنهار الكبار فإنه يقال لها دائم أي لا ينقطع، ثم يغتسل فيه، بالرفع وجوز نصبه وجزمه وتعقب فيه. ن: "دووم" بواوين في معظمها وهو الصواب، وفي بعضها دوم، بواو. غ: "ما "دامت" السماوات والأرض إلا ما شاء ربك" أيمها، ويجيء هذه للتأبيد، وقيل: استثنى من الخلود أهل التوحيد الذي شقوا بدخول النار أو لا بمعنى سوى ما شاء ربك من الخلود. و"دوم" الطائر في الهواء، بسط جناحيه ولم يضرب بهما.
دوم
الدَّوَامُ: مَصْدَر ُ دَامَ يَدُوْمُ. والمِدْوَمُ والمِدْوَامُ: ما أدَمْتَ به غَلَيَانَ القِدْرِ أي سَكنْتَها. والمُسْتَدِيْمُ: المُتَأني في أمْرِه. واسْتَدِمْ ذاكَ: أي انْتَظِرْهُ. ودَوِمَ الشيْءُ: ثَبَتَ. والمُدِيْمُ: الساكِتُ المُطْرِقُ. والراعِفُ: مُدِيْم. وأدَامَ رَأسَه: أي نَكَّسَه. وُيقال: دِمْتَ تَدَامُ، ودُمْتَ تَدُوْمُ. ومَصْدَرُه دَوَامٌ ودُؤُوْمٌ ودَوْمٌ.
والمُدَامَةُ: المَكَانُ الذي يُدَامُ فيه الكَوْنُ لِلِّعْبِ وغَيْرِه. ويقولُ الصبْيَانُ: خَرَجْنَا إلى مَدَامَتِنا: وهو أنْ يَخْرُجُوا إلى قُرْبِ بُيُوتِهم إلى شَجَرَةٍ هو مَعْلَم لهم.
وتَدَمتُ الشيْءَ: اسْتَدَمْتُه وبَقيْتُه.
والديْمَةُ: مَطَرٌ يَدُوْمُ يَوْماً. ودَيمَتِ السَّمَاءُ: جادَتْ بدِيْمَةٍ، وأدَامَتْ. ودُيمَتِ الأرْضُ: مُطِرَتْ بالدَيْمَةِ. والمُدَامَةُ: الخَمْرَةُ، سُمَيَتْ لإدَامَةِ شُربه، وقيل: لأنَّها تَسْكُنُ فلا تَفُوْرُ. والتدْويمُ: تَحْلِيْقُ الطائرِ في الهَوَاءِ ودَوَرَانُه. والشَّمْسُ لها تَدْوِيْمٌ. ومنه اشْتُقَّتِ الدُّوّامَةُ. وأخَذَه دُوَامٌ: أي دُوَارٌ، وقد دِيْمَ به وأدِيْمَ به. ودَوَمَ برأسِه.
والتَدْويمُ في العَيْنِ: أنْ تَدُوْرَ الحَدَقَةُ كأنها في فَلْكَةٍ. والدَّوَمَانُ: حَوَمَانُ الطائرِ، وطَيْرٌ مُتَدَاوِمَاتٌ.
وُيقال للكِلاَبِ إذا أمْعَنَتْ في العَدْوِ: دَومَتْ. وتَدْويمُ الزَعْفَرَانِ: دَوْفُه وإدَارَتُه. ودَوَمْتُ الشَّيْءَ: بَلَلْتُه.
ومَفَازَةٌ دَيْمُوْمَةٌ: دائمَةُ البُعْدِ. والدَّوْمُ: شَجَرُ المُقْلِ، الواحِدَةُ دَوْمَةٌ. والِإدَامَةُ: تَنْفِيْزُ السهْمِ على الظفرِ. والدَّوْمَةُ: الخُصْيَةُ. ويدُوْمُ: اسْمُ وادٍ، وقيل: جَبَلٌ. والدأمَاءُ: البَحْرُ.
د و م : دَامَ الشَّيْءِ يَدُومُ دَوْمًا وَدَوَامًا وَدَيْمُومَةٍ ثَبَتَ وَدَامَ غَلَيَانُ الْقِدْرِ سَكَنَ وَدَامَ الْمَاءُ فِي الْغَدِيرِ أَيْضًا وَفِي حَدِيثٍ «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ» أَيْ السَّاكِنِ وَدَامَ يُدَامُ مِنْ بَابِ خَافَ لُغَةٌ وَدَامَ الْمَطَرُ تَتَابَعَ نُزُولُهُ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَدَمْتُهُ وَاسْتَدَمْتُ الْأَمْرَ تَرَفَّقْتُ بِهِ وَتَمَهَّلْتُ قَالَ الشَّاعِرُ 
فَلَا تَعْجَلْ بِأَمْرِكَ وَاسْتَدِمْهُ ... فَمَا صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيمِ
أَيْ مَا قَوَّمَ أَمْرَك كَالْمُتَأَنِّي الْمُتَمَهِّلِ وَاسْتَدَمْت غَرِيمِي رَفَقْتُ بِهِ وَقَوْلُ النَّاسِ اسْتَدَامَ لُبْسَ الثَّوْبِ أَيْ تَأَنَّى فِي قَلْعِهِ وَلَمْ يُبَادِرْ إلَيْهِ وَجَازَ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذًا مِنْ قَوْلِهِمْ اسْتَدَمْتُ عَاقِبَةَ الْأَمْرِ إذَا انْتَظَرْت مَا يَكُونُ مِنْهُ وَأَسْتَدِيمُ اللَّهَ عِزَّكَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَالْمَعْنَى أَسْأَلُهُ أَنْ يُدِيمَ عِزَّكَ وَدُومَةُ الْجَنْدَلِ حِصْنٌ بَيْنَ مَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ الشَّامِ وَهُوَ أَقْرَبُ إلَى الشَّأْمِ وَهُوَ الْفَصْلُ بَيْنَ الشَّأْمِ وَبَيْنَ الْعِرَاقِ وَدَالُهُ مَضْمُومَةٌ وَالْمُحَدِّثُونَ يَفْتَحُونَ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الْفَتْحُ خَطَأٌ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ إنَّمَا سُمِّيَتْ بِاسْمِ دُومَى بْنِ إسْمَاعِيلَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - لِأَنَّهُ نَزَلَهَا وَسَكَنَهَا وَهُوَ مَضْبُوطٌ بِالضَّمِّ لَكِنْ غُيِّرَ وَقِيلَ دُومَةُ.

وَالدَّوْمُ بِالْفَتْحِ شَجَرُ الْمُقْلِ وَالدِّيمَةُ بِالْكَسْرِ الْمَطَرُ يَدُومُ أَيَّامًا وَكَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دِيمَةً أَيْ دَائِمًا غَيْرَ مَقْطُوعٍ وَدَاوَمَ عَلَى الشَّيْءِ مُدَاوَمَةً وَاظَبَهُ. 
[دوم] دام الشئ يدوم ويدام، دَوْماً ودَواماً ودَيْمومَةً، وأَدامَهُ غيره. ودَوَّمَتِ الشمسُ في كبد السماء. وقال :

والشمسُ حَيرى لها في الجوِّ تَدْويم * أي كأنَّها لا تمضي. قال الأصمعيّ: دَوَّمَتِ الخمرُ شاربَها، إذا سكِر فدار. ويقال: أخذه دُوامٌ بالضم، أي دُوارٌ، وهو دوار الرأس. ودام الشئ: سكن. وفي الحديث " نهى أن يُبَالَ في الماء الدائم "، وهو الساكن. ودَوَّمْتُ القِدْرَ وأَدَمْتُها، إذا سكنت غليانها بشئ من الماء. ودومت الشئ: بللته. قال ابن أحمر:

وقد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِع الامل * أي يبله. وتدويم الزعفران: دوفه. قال الفراء. والتَدْويمُ. أن يَلوكَ لسانَه لئلا ييبس ريقه. قال ذو الرمة يصف بعيرا يهدر في شقشقته: رقشاء تنتاخ اللغام المزبدا دوم فيها رزه وأرعدا وتدويم الطير: تحليقه، وهو دورانه في طَيرانه ليرتفع إلى السماء. وقد جعل ذو الرمة التدويمَ في الأرض بقوله يصفُ ثوراً: حتَّى إذا دَوَّمَتْ في الأرضِ راجَعَهُ كِبْرٌ ولو شاء نَجَّى نَفْسَهُ الهَرَبُ وأنكر الأصمعيُّ ذلك وقال: إنَّما يقال دَوَّى في الأرض، ودَوَّمَ في السماء. وكان بعضهم يصوب التدويم في الارض ويقول: منه اشتقت الدوامة، بالضم والتشديد، وهى فلكة يرميها الصبى بخيط فتدوم على الارض، أي تدور. وغيره يقول: إنما سُمِّيت الدُوَّامَةُ من قولهم: دَوَّمْتُ القِدْرَ، إذا سكّنتَ غليانَها بالماء، لأنها من سرعة دورانها كأنَّها قد سَكَنَتْ وهدأت. والتدْوامُ مثل التدويم. وأنشد الاحمر في نعت الخيل: فهن يعلكن حدائداتها جنح النواصي نحو ألوياتها كالطير تبقى متداوماتها قوله " تبقى " أي تنظر إليها أنت وترقبها. وقوله " متدوامات " أي مدومات دائرات عائفات على شئ. وقال بعضهم: تدويم الكلب: إمعانه في الهرب. والمُديمُ: الراعِفُ والدَوْمُ: شجرُ المقل. والظل الدوم: الدائم. ودومة الجندل: اسم حصن. وأصحاب اللغة يقولونه بضم الدال، وأصحاب الحديث يفتحونها. وقول لبيد يصف بنات الدهر: وأعصفن بالدومى من رأس حصنه وأنزلن بالاسباب رب المشقر يعنى أكيدر صاحب دومة الجندل. والمدامة والمُدامُ: الخمرُ. واسْتَدَمْتُ الأمرَ، إذا تأنيت به. وقال قيس بن زهير: فلا تعجل أمرك واسْتَدِمْهُ فما صَلَّى عَصاكَ كمُسْتَديمِ وقال آخر : وإنى على لَيْلى لَزارٍ وإنَّني على ذاك فيما بيننا مُسْتَديمُها أي منتظرٌ أن تُعْتِبَني بخير. والمُداوَمَةُ على الأمر: المواظَبة عليه وأما قولهم: ما دام، فمعناه الدَوامُ، لان ما اسم موصول بداء، ولا تستعمل إلا ظرفا كما تستعمل المصادر ظروفا، تقول: لا أجلس مادمت قائما، أي دوام قيامك، كما تقول: ورد في مقدم الحاج. والدودم ، على وزن الهدبد: شبه الد يخرج من السمرة، هو الحذال. يقال: حاضت: السمرة، إذا خرج منها ذلك. 
باب الدال والميم و (وء ي) معهما د وم، د ي م، ء د م، م د ي، ء م د، م ي د، د م ي، وم د، مء د، دء م مستعملات

دوم، ديم: ماء دائم: ساكن. والدَّوْمُ مصدر دامَ يدوم. ودامَ الماءُ يدومُ دَوْماً وأَدَمْتُه إِدامةً إذا سَكَّنتُه، وكُلُّ شيءٍ سَكَّنْتَه فقد أدَمْتَه. والدِّيمةُ: المطر الذي يدوم دوماً يوماً وليلةً أو أكثر.

[وفي حديث عائشة: أنّها سُئِلَت هل كان رسول الله- صلى الله عليه وسَلَّم يُفَضِّلُ بعض الأيام على بعض فقالت: كان عمله دِيمةً] .

ووادي الدَّوم: موضعٌ. والمُدامةُ: الخمر، سُمِّيَتْ به لأنّه ليس من الشراب شيءٌ يُستطاعُ إِدامة شُرْبه غيرُها. والتَّدويمُ: تحليق الطائر في الهواء ودَورانُه، ودوَّمَ تدويماً أي يدور ويرتفع. وتدويم الشمس: دَوَرانُها كأنّها تدور في مُضِيِّها، قال ذو الرُمّة:

والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدويمُ

يعني كأنَّها لا تَمضي من بُطِئها أو كأنّها تدور على رأسه، ومنه اشتُقَّت الدُّوّامة لدوَرانها. ودَوَّمَتِ الكلاب أي أمعنت في طلب الصَّيْد. وتدويمُ الزَّعْفَران: دَوُفُه وإدارتُه في دَوْفه، [قال:

وهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعْفَرانَ المُدَوَّفا] .

والدَّوْمُ: شَجَر المُقْلِ، الواحدة دَوْمة. واستِدامةُ الأمر: الأَناةُ فيه والنَّظَر، قال:

فلا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صلى عصاك كمستديم

[وتَصلِيةُ العَصَا: إِدارتُها على النار لتستقيم] ، أي ما قَوَّمَ أمرك كالتَّأَني . ومَفازةٌ دَيُمُومةٌ أي دائِمةُ البعد. أدم: الأَدْمُ: الاتفاق، وأَدَمَ الله بينهما يأدِمُ أدْماً، وآدَمَ بينهما اِيداما فهو مُؤْدِمٌ بينهما، قال:

والبِيضُ لا يُؤدِمْن إِلاّ مُؤدمَا

أي لا يُحْبِبْنَ إلاّ مُحَبَّباً. ويقال: بينهما أُدْمةٌ ومُلْحَة أي خُلْطة. وقالوا: الأُدمة في الناس شَرْبةٌ من سَواد، وفي الإِبِل والظِّباء بياض، يقال: ظَبْية أدماءُ، ولم أسمع أحداً يقول للذكر من الظِّباء آدَم وإنْ كان قياساً. وأديمُ كُلِّ شيءٍ: ظاهرُ جلدِه، وأَدَمَة الأرض: وَجهُها، وقيل: سُمِّيَ آدَمَ- عليه السلام- لأنّه خُلِقَ من أَدَمة الأرض، وقيل: بل من أَدَمةٍ جُعلت فيه. (والإِدام والأُدْمُ: ما يُؤْتَدَم به مع الخُبز، وأَدَمتُ الخُبْزَ أَدْماً: جَعَلتُ فيه الأُدْمَ والسَّمنُ واللَّحْمُ واللَّبَنُ، كُلُّه أُدْمٌ، والاِدامُ جماعة، وثلاثة آدمِة) .

مدي: المَدَى: بُعد الصَّوْت، ويُغْفَر للمُؤَذِّنِ مَدَى صوته. (والمُدْيةُ: الشُّفرةُ، والجمع المُدَى. والمَدَى: القَفيز والمكيال. والمَدَى: الحوَضُ لا نِصابَ له، وجمعه أمدية) .

أمد : الأَمَدُ مُنْتَهَى كلِّ شيءٍ وآخرُه.

ميد : المائدة: الخِوان، اشتُقَّتْ من المَيْد، وهو الذهاب والمَجيء والاضطِراب. ومادَتِ المرأة: ماسَتْ وتَبَخْتَرَتْ كما يَميدُ الغُصْن. والرُّمحُ الميّاد.

دمي : الدمُ معروف، والقطعة منه دَمَةٌ واحدة، وكأنَّ اصلَه دَمَيٌ لأنّك تقول: دَمِيَتْ يدُه. والمُدَمَّى من الخيل الأشقَرُ الشديدُ الحُمرْة، شِبْه لون الدَّمِ، وكل شيءٍ فيه سَوادٌ وحُمْرة فهو مُدَمَّى. وبَقْلةٌ لها زهرة يقال لها دُمية الغِزلان. والدُّميةُ: الصَّنَمُ والصُّورةُ المُنَقَّشة. وشَجَّةٌ دامية: دَمِيَت ولمّا تَسِلْ، وقيل: إذا سالَتْ، والأوّلُ أصوَبُ لأنّ الدامِعةَ سائلةٌ، والداميةُ التي تَدْمَى ولم تَدْمَعْ بعدُ. ومد: يومٌ وَمِدٌ، وليلةٌ وَمِدةٌ، وأكثر ما يقال لِلَّيل. وإنَّما الوَمْدةُ نَدىً يجيء في صَميم الحَرِّ من قِبَل البحر، يقَع على الناس ليلاً، قال:

تُسْقَى ببَرْدِ الماءِ ما جادَتْ تَجُدْ ... من حَرِّ أيّامٍ ومن ليل ومد

ماد: المَأْدُ من النَّباتِ: ما قد ارتَوَى، وقد مَأَدَ يَمْأَدُ مَأْداً. وأمْأَدَه الرِّيُّ والرَّبيع: جَرَى فيه الماء أيّامَ الرَّبيع. وجاريةٌ مَأْدةُ الشباب، وتُسَمّى يَمْؤُدو ويَمْؤودة إذا كانت تارَّةً. والمَأْدُ: النَّزُّ الذي يظهَرُ في الأرض قبل أن ينبع، شامية .

دأم: الدَّأْمُ إذا رَفَعْتَ حائِطاً فدَأَمْتَه على شيءٍ في وَهدَةٍ بِمرَّة، وتقول: دَأَمتُه. وتَدَأَّمَتْ عليه الأمواجُ والأهوالُ والهُمومُ، وقال:

تحت ظِلالِ الموج إذ تدأما  
دوم
دامَ/ دامَ على يَدوم، دُمْ، دَوْمًا ودَوامًا ودَيْمومةً، فهو دائم، والمفعول مَدُوم عليه
• دام الشَّيءُ: ثبت واستقرّ وبقي "دوام الحال من المُحال [مثل]- {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} - {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} ".
• دام الماءُ:
1 - سَكَن وركد.
2 - جرَى وتحرَّك، سال، وهو من الأضداد "لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ [حديث] ".
• دام المطرُ: تتابع ولم ينقطع عن النزول.
• دام الطَّائرُ حول الماء: حام.
• دام على الأمر: واظب عليه "دام على المذاكرة- {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ} ".
• ما دام: فعل ماض ناقص من أخوات كان، وما مصدريّة ظرفيّة ومعنى ما دام: مُدَّة دوام "ما دمت مجتهدًا فسيكتب لك النجاح- {°وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} ". 

أدامَ يُديم، أَدِمْ، إدامةً، فهو مُديم، والمفعول مُدام (للمتعدِّي)
• أدامت السَّماءُ: أمطرت مدَّة طويلة، تابعت المطر.
• أدام الشَّيءَ: جعله يستمرُّ ويبقى "أدام الله فضلَك: دعاءٌ بدوام الخير- أدام اللهُ عزَّك وجاهَك" ° أدامك الله: أبقاك حيًّا. 

استدامَ يستديم، اسْتَدِمْ، استدامةً، فهو مستديم، والمفعول مُستدام (للمتعدِّي)
• استدام الشَّيءُ: استمرَّ، وثبت ودام "استدام له الخيرُ".
• استدام الشَّخصُ الأمرَ: تأنَّى فيه "فلا تَعْجَلْ بأمرك واستدمه ... فما صلّى عصاك كمستديمِ: ما قوّم أمرك كالمتأنِّي".
• استدام الشَّيءَ: طلب استمرارَه "استدام لابنه الخيرَ". 
1896 - 
داومَ على يُداوم، مُداوَمةً، فهو مُداوِم، والمفعول مُداوَم عليه
• داوم على الأمر: واظب عليه "داوم على العمل- يداوم على الرِّياضة بلا انقطاع". 

دوَّمَ/ دوَّمَ بـ/ دوَّمَ في يُدوِّم، تدويمًا، فهو مُدوِّم، والمفعول مُدوَّم (للمتعدِّي)
• دوَّمتِ السَّماءُ: أمطرت مُدَّة طويلة.
• دوَّم عمامَتَه: أدارها.
• دوَّمتِ الخمرُ شاربَها/ دوَّمت الخمرُ بشاربها: سكِر بها فدار ودارت رأسُه.
• دوَّم السُّكَّرَ في الماء: خلطه وأداره فيه، دوَّبه فيه.
• دوَّم الطَّائرُ في الهواء: حلَّق ودار في الهواء. 

إدام [مفرد]: ج إدامات وأُدُم: ما يُؤكَل بالخبز، أو ما يخلط معه لتطييبه. 

إدامة [مفرد]: مصدر أدامَ. 

استدامة [مفرد]: مصدر استدامَ. 

تدويم [مفرد]: مصدر دوَّمَ/ دوَّمَ بـ/ دوَّمَ في.
• التَّدويم الخلفيّ: (فز) حركة تعيق أو توقف أو تعكس الحركةَ المستقيمة لجسم ما خاصَّة الكرة. 

دائم [مفرد]: اسم فاعل من دامَ/ دامَ على ° أشجار دائمة الخُضْرة: أشجار لا تسقط أوراقها، تظل خضراء طوال العامّ- السِّنّ الدَّائمة: أحد أسنان الحيوان الثديّي الثَّابتة بعد سقوط الأسنان اللبنيّة، وهي عند الإنسان 32 سنًّا- المغنطيس الدَّائم: مغنطيس يحتفظ بمغنطيسيّته بعد إزالة القوّة الممغنطة.
• الدَّائم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الأزليّ الأبديّ. 

دائمًا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف ملازم للظرفيّة والنصب "هو يزورنا دائمًا".
2 - كلمة يقولها الضَّيف بعد تناول طعام أو شراب، وهي دعاء باستمرار النِّعمة، والشَّائع تسهيل الهمزة.
3 - على النَّمط أو المنوال نفسه طيلة الوقت. 

دَوام [مفرد]:
1 - مصدر دامَ/ دامَ على ° الدَّوام لله: عبارة تقال عند حدوث وفاة- دوام الحال من المحال: لاشيءَ يثبت على ما هو عليه- على الدَّوام: باستمرار وبدون انقطاع، إلى الأبد.
2 - وَقْتُ العمل ومدَّته المحدَّدان بالنِّظام والقانون "يجب أن يلتزم الجميع بمواعيد الدَّوام الرسميّة" ° بِطاقَة الدَّوام: بطاقة تملأ من قبل الموظّف أو يتمّ ختمها من قبل آلة تسجِّل عدد ساعات دوام الموظّف كلّ يوم- دوام كامل: العمل صباحًا ومساءً- نصف دوام: العمل صباحًا فقط أو مساءً فقط. 

دَوْم1 [مفرد]: مصدر دامَ/ دامَ على. 

دَوْم2 [جمع]: مف دَوْمَة: (نت) شجر عظامٌ من الفصيلة النخيليّة يكثر في صعيد مصر وفي بلاد العرب، وثمرته في غلظ التُّفَّاحة ذات قشر صلب أحمر، وله نواة ضخمة ذات لبٍّ إسفنجيّ "قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ [حديث] ". 

دَوْمًا [كلمة وظيفيَّة]: ظرف ملازم للنصب: باستمرار، طول الوقت أو منذ البداية "أنت تتكلّم دومًا". 

دَوَّامة [مفرد]: (فز) حركة دائريّة في الماء أو الهواء تتَّجه
 إلى أسفل ° فلانٌ يعيش في دوَّامة: تنتابه مشكلات تسبِّب له قلقًا واضطرابًا. 

دُوَّامة [مفرد]: ج دُوَّام ودُوَّامات:
1 - دَوَّامةٌ.
2 - لُعْبةٌ مستديرة يلفّها الصَّبيُّ بخيط ثم يرميها على الأرض فتدور.
3 - منصّة دائريّة دوّارة عليها مقاعدُ غالبًا تكون مجسّمات لحيوانات تركب للَّهو.
4 - (فز) حركة لولبيّة لسائل ضمن منطقة محدودة خاصّة كمِّيّة من الماء أو الهواء وتبتلع كلّ ما هو قريب منها نحو المركز.
5 - (فز) قوّة مغنطيسيّة تجذب الفرد إليها بقوّة.
• الدُّوَّامة من البحر: وسطه الذي لا يخلو من الأمواج وتكون فيه دائمة. 

دُوّاميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى دُوَّامة.
• ريح دُوّاميّة: زوبعة؛ إعصار مصحوب بمطر ورعد وبرق. 

دِيمة [مفرد]: ج دِيمات ودِيَم:
1 - مَطَرٌ يطول زمانُه في سكون بلا رعد ولا برق.
2 - دائم غير مقطوع "كان عمله ديمةً" ° ديمتك/ ديمة حياتك: عادتك التي لا تنفكّ عنك. 

دَيْمومة [مفرد]: مصدر دامَ/ دامَ على. 

مُدام [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أدامَ.
2 - خَمْرٌ "ضَلّ من قال إنّ في المُدام خيرًا". 

مُدامَة [مفرد]: مُدام، خَمْر. 

مُديم [مفرد]: اسم فاعل من أدامَ. 

مُستديم [مفرد]: اسم فاعل من استدامَ. 
[د وم] دامَ الشّيْءَ يَدُومُ، ويَدَامُ، قالَ:

(يا مَيَّ لا غَرْوَ ولا مَلامَا ... )

(في الحُبِّ إِنَّ الحُبَّ لَنْ يَدَامَا ... )

قالَ كُراع: دامَ يَدُومُ، فَعِلَ يَفْعُلُ - وليسَ بقَوِىٍّ - دَوْمًا، ودَوَامًا، وديْمُومَةً. [قال] أبو الحَسَنِ: في هذه الكَلَمَة نَظرٌ. ذهب أهل اللُّغَةِ في قولَِهم: دمْتَ تَدُومُ أَنّها نادِرةٌ كمِتَّ تَمُوتُ، وفَضِلَ يَفْضُلُ، وحَضَرِ يَحْضُرُ. وذَهَبَ أبو بَكْر إلى أَنَها مُتَركَّبَةُ، فقال: دُمْتَ تَدُومُ كقُلْتَ تَقُولُ، ودمْتَ تَدَامُ كخِفْتَ تَخافُ، ثم تركَّبَتِ اللُّغَتانِ، فظُنَّ أَنَّ تَدُومُ على دِمْتَ، وتَداَمُ على دُمْتَ؛ ذَهاباً إلى الشُّذوِذ، وإيثاراً له، والوجهُ ما تَقَدَّمَ من أَنّ تَداَمُ على دِمْتَ وتَدومُ على دُمْتَ. وما ذَهَبُوا إليه من تشذِيذِ دِمْتَ تَدُومُ أَخَفُّ مما ذَهَبُوا إليه من تَسَوُّغِ دُمْتَ تَدَامُ؛ إذ الأُولَى ذاتُ نَظائِرَ. ولم يُعْرَفْ من هذه الأًخِيرة إِلاّ كُدْتَ تَكادُ، وتَرْكِيبُ اللُّغَتينِ بابٌ واسِعٌ: كقَنَطَ يَقْنَطُ، ورَكَنَ يَرْكَنُ، فَيَحْمِلُه جُهّالُ أَهْلِ اللُّغَة على الشُّذُوذِ. وأَدامَهُ واسْتَدامَه: تَأَنَّي فيه. وقِيلَ: طَلَبَ دَوامَه. وداومه كذلك والدَّيُّومُ: الدّائِمُ منه، كما قالوا: قَيُّومٌ. والدِّيمَةُ: مَطَرٌ يَدُومُ مع سُكُونٍ، وقيلِ: يَدُومُ خمسةً أو سِتَّةً، وقِيلَ: يومًا وليلةً. والجَمْعُ دِيَمٌ. غُيِّرَتِ الواوُ في الجَمْعِ لتَغَيُّرِها في الواحد. وما زالَت السّماءُ دَوْماً، ودَيْماً دَيْماً - الياءُ على المُعاقَبَةِ -: أي دايِمَةَ المَطَر. وحكى بَعضهُم: دامَتِ السّماءُ تَدِيمُ، ودَوَّمَتْ، ودَيَّمَتْ. وقال ابنُ جِنِّى: هو من الواو؛ لاجْتِماعِ العَرَب طُرّا على الدَّوامِ. وهو أَدْوَمْ من كَذا. وقالَ أيضاً: من التَّدْرِيجِ في اللُّغَةِ قولهُم: دِيمَةٌ ودِيِمٌ، واسْتِمْرارُ القُلْبِ في العَيْنِ إلى الكسرِة قَبْلَها، ثم تجاوَزُا ذلك لّما كَثُرَ وشاعَ إِلى أَنْ قالُوا: دَوَّمَتِ السّماءُ ودَيَّمَتْ، فأَمّا دَوَّمَتْ فعَلَى القِياس، وأما دَيَّمَتْ فلا سْتِمرارِ القَلْبِ في دِيمَةٍ ودِيَم، أَنْشَدَ أبو زَيْدٍ:

(هُو الجَوادُ بنُ الجَوادٍ بن سَبَلْ ... )

(إِنْ دَيَّمُوا جادَ، وإن جادُوا وَبَلْ ... )

ويُرْوْيَ، دَوَّمُوا. وأَرضٌ مَدِيمَةُ ومُديَّمَةٌ: أصابَتْها الدِّيَمُ، واصلُها الواو، وأُرَى الياءَ مُعاقَبَة، قال ابنُ مُقْبِلٍ:

(عَقَيلًَةُ رملٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه ... رَخاخَ الثَّرًَى والأقحُوانَ المُدَيَّمَا)

وقد تَقَدّم ذلك في الياءِ. وفي حَدِيثِ عائِشَةَ - رضِيَ الله عنها - أنَّها ذَكَرتَ عملَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَتْ: ((كانَ عَمَلُه دِيمَةً)) . شَبَّهَته بالدِّيَمَةِ من المَطَرِ في الدَّوامِ والاقْتِصادِ. والمُدامُ: المَطَرُ الدّائِمُ، عن ابنِ جِنِّى. والمُدامُ والمُدامَةُ: الخَمْرُ لأَنّه ليسَ شيءٌ يُسْتَطاعُ إِدامَةُ شُرْبِه إلا هِيَ: وقِيلَ: لإدامَتِها في ظَرْفِها. وظِلٌّ دَوْمٌ، وماءٌ دَوْمٌ: دائِمٌ، وصَفُوهُما بالمَصْدَرِ. والدّاماءُ: البَجْرُ لدَوامِ مائِه، أصله دَوَماء، وقد قيلَ: أصلُه دَوْمَآء، فإِعْلالُه على هذا شاذٌّ. ودامَ البَجْرُ يَدُومُ: سَكَنَ، قالَ أبو ذُؤَيْبٍ.

(فجاءَ بِها ما شِئْتَ من لَطَمِّيَّةٍ ... تَدُومُ البَحارُ فوقَها وتَمُوجُ)

ورَواهُ بعضُهم: ((يَدُومُ الفُراتُ)) وهذا غَلَظٌ، لأَنّ الدُّرَّ لا يكونُ في الماءِ العَذْبَِ. والدَّيْمُومُ، والدَّيْمُومَةُ: الفَلاةُ يَدُومُ السَّيْرُ فيها لبُعْدِها. وقد قَدَّمْتُ قولَ أَبِي عَلِيٍّ: إنَّها من الدَّمِّ الذي هو الشَّجُّ. ودَوَّمَتِ الكلابُ: أَمْعَنَتْ في السَّيْرِ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

(حَتَّى إِذا دَوَّمْتْ في الأَرْضِ راجَعَةُ ... كِبْرٌ ولو شاءَ نَجَّى نَفْسُهُ الهَرَبُ)

أي: أَمْعَنَتْ فيه. وقال ابنُ الأعرابِيِّ: أَدامَتْهُ، والمَعْنيانِ مُقْتَرِبانِ. ودَوَّمْتِ الشْمْسُ: دارَتْ في السّماءِ. ودَوَّمَ الطائِرُ، واسْتَدامَ: حَلَّقَ في السّماءِ وقِيلَ: هو أن يَدُورَ في السّماءِ فلا يَحَرِّكُ جناحَيْهِ، وقيلَ: هو أَنْ يَدُومَ ويَحُومُ. قال الفارسيُّ: وقد اخْتَلَفُوا في الفَرْقِ بينَ التَّدْوِيمِ والتَّدْوِيَةَ، فقالَ بعضُهم: التَّدْوِيمُ، في السماءِ، والتَّدْوِيَةُ: في الأرضِ، وقيل: بعكسِ ذلِكَ. قال: وهو الصَّحِيحُ عندِي. قال جَوّاسٌ - وقِيلَ: هو لَعْمرِو بنِ مِخْلاٍِ ةِ الحِمارِ _:

(بيَوْمٍ تَرَى الرّاياتِ فيه كأَنَّها ... عَوافِي طُيُورٍ مُسْتَديِمٌ وَواقِعُ)

والدُّوّامَةُ: التي يَلْعَبُ بها الصبِّيْانُ، فتُدارُ، والجَمْعُ: دُوّامٌ، وقد دَوَّمْتُها. ودَوَّمَتْ عَيْنُه: دارَتْ كأَنّها في فَلْكَه، قالَ:

(تَيْماءُ لا يَنْجُو بِها مَنْ دَوَّما ... )

والدُّوامُ: شِبْهُ الدُّوار في الرّأْسِ. وقد دِيمَ بهِ وأُدِيمَ. ودَوّمْتُ المَرَقَةَ: إذا أَكْثَرْتَ فيها الإهالَةَ حتى تَدُورَ فوقَها، ومَرَقَةٌ داوِمَةٌ، نادِرٌ، لأَنَّ حقَّ الواوِ في هذا أن تُقْلَبَ هَمْزَة. ودَوَّمَ الشئَ: بلهُ، قال ابن أحمر:

(وقَدْ يُدًوِّمُ رِيقَ الطّامِع الأَمَلُ ... )

ودَوَّمَ الزَّعْفَرانَ: دافَةُ. وأَدامَ القِدْرَ، ودَوَّمَها، إِذا غَلَتْ فَنَضَحَها بالماءِ البارِدِ لتَسْكُنَ، وقِيلَ: كَسَرَ غَلَيانَها بشَيْءِ وسَكَّنَه، قالَ: (تُفُورُ عَلَيْنا قِدْرُهُم فُنديِمُها... ونَفْثَؤُها عَنّا إِذا حَمْيُها غَلاَ)

وقالَ اللَّحْيانِيُّ: الإدامَةُ: أَنْ تَتْرُكَ القِدْرَ على الأَثافِيِّ بعدَ الفَراغِ، لا تُنْزِلُها ولا تُوقِدُها. والمِدْوَمُ والمِدْوامُ: عُودٌ أو غيرهُ يُسَكَّنُ به غَلَيانُها، عن اللِّحْيانِيِّ. واسْتَدامَ الرَّجُلُ غَرِيمَةُ: رَفَقَ به. واسْتَدماهُ كذلك مَقْلُوبٌ منه، وإِنّما قَضَيْنا بأَنَّه مَقْلُوبٌ لأَنّا لم نِجَدْ له مَصْدرَاً. واستَدمَى مَوَدَّتَه: تَرَقَّبَها مِنْ ذلِكَ، وإِن لم يَقُولُوا فيه: اسْتَدامَ، قالَ كُثَيِّرٌ:

(وما زِلْتُ أَسْتَدْمَى وما طَرَّ شارِبِي ... وصالَكِ حَتَّى ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُها)

قوله: وما طَرَّ شارِبي، جُمْلَةٌ في موضِعِ الحالِ. والدَّوْمُ: شَجَرُ المَقْلِ، واحِدَتُه دَوْمَةٌ. قال أبو حَنِيفَةَ: الدَّوْمَةُ تَعْبُلُ وتَسْمُو، ولَها خُوصٌ كخُوصِ النَّخْلِ، وتَخْرِجُ أَقْناءً كأًقْناءِ النَّخْلَةِ. قالَ: وذَكَرَ أبو زِيادٍ الأَعْرابِيُّ أَنَّ من العَرَبِ من يُسَمِّى النَّبْقَ دَوْماً. قالَ: وقال عُمارَةُ: الدَّوْمُ: العِظامُ من السِّدْرِ. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الدَّوْمُ: ضِخامُ الشَّجَرِ ما كانَ. وفي الحديث: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو في ظِلَّ دَوْمَةٍ)) . حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيَبْين. ودُومَِةُ الجُنْدَلِ: مَوْضَعٌ يسمِّيِه أهلُ الحَدِيِث: دَوْمَةَ، وهو خَطأٌ، وكذلك دَوْماءُ الجَنْدَلِ. ودَوْمانُ: اسمُ رَجْلٍ. ودَوْمانُ: اسمُ قَبِيلَةٍ. ويَدُومُ: جَبَلٌ، قال الرّاعِي:

(وفي يَدُومَ إِذا أغْبَرَّتْ مَناكُبه ... وذِرْوَةُ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ)

وذُو يدُومَ: نَهرٌ من بلادِ مُزَيْنَةَ يَدْفَعُ بالعَقِيقِ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

(عَرَفْتُ الدّار قد أَقْوَتْ بِرِيمِ ... إِلى لأْيٍ فمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ)

وأَدامُ: موضِعٌ، قالَ أبو المُثَلَّمِ: (لَقَدْ أَجْرَى لَمصْرَعِه تَلِيدٌ ... وساقَتْهُ المَنِيَّةُ من أَدَامَا)

قالَ أبنُ جِنِّى: يكونُ أَفْعَلَ من دامَ يَدُومُ، فلا يُصْرَفُ، كما لا يُصَرفُ أَخْزَمُ ولا أَحْمَدُ، وأصلُه علَى هذا أَدْوَمُ، وقد يكونُ من (د م و) وهَمَزه، وقد تَقَدَّم.

دوم: دامَ الشيءُ يَدُومُ ويَدامُ؛ قال:

يا مَيّ لا غَرْوَ ولا مَلامَا

في الحُبِّ، إن الحُبَّ لن يَدامَا

قال كراع: دامَ يَدُومُ فَعِلَ يَفْعُلُ، وليس بقَوِيٍّ، دَوْماً

ودَواماً ودَيْمومَةً؛ قال أَبو الحسن: في هذه الكلمة نظر، ذهب أهل اللغة في

قولهم دِمْتَ تَدُومُ إلى أنها نادرة كمِتَّ تَموتُ، وفَضِلَ يَفْضُلُ،

وحَضِرَ يَحْضُرُ، وذهب أبو بكر إلى أنها متركبة فقال: دُمْتَ تَدُومُ

كقُلْتَ تَقُولُ، ودِمْتَ تَدامُ كخِفْتَ تَخافُ، ثم تركبت اللغتان فظنّ قوم

أن تَدُومُ على دِمْتَ، وتَدامُ على دُمْتَ، ذهاباً إلى الشذوذ وإيثاراً

له، والوَجْه ما تقدم من أَن تَدامُ على دِمْتَ، وتَدُومُ على دُمْتَ، وما

ذهبوا إليه من تَشْذيذ دِمْتَ تَدومُ أخف مما ذهبوا إليه من تَسَوُّغِ

دُمْتَ تَدامُ، إذ الأُولى ذات نظائر، ولم يُعْرَفْ من هذه الأخيرة إلاَّ

كُدْتَ تَكادُ، وتركيب اللغتين باب واسع كَقَنَطَ يَقْنَطُ ورَكَنَ

يَرْكَنُ، فيحمله جُهَّالُ أهل اللغة على الشذوذ. وأَدامَهُ واسْتَدامَهُ:

تأَنَّى فيه، وقيل: طلب دوَامَهُ، وأَدْومَهُ كذلك. واسْتَدَمْتُ الأمر إذا

تأَنَّيْت فيه؛ وأنشد الجوهري للمَجْنون واسمه قَيسُ بن مُعاذٍ:

وإنِّي على لَيْلى لَزارٍ، وإنَّني،

على ذاكَ فيما بَيْنَنا، مُسْتَدِيمُها

أي منتظر أن تُعْتِبَني بخير؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن خالويه في

مُسْتَديم بمعنى مُنْتَظِر:

تَرَى الشُّعراءَ من صَعِقٍ مُصابٍ

بصَكَّتِه، وآخر مُسْتَدِيمِ

وأَنشد أَيضاً:

إذا أَوقَعْتُ صاعِقةً عَلَيْهِمْ،

رأَوْا أُخْرَى تُحَرِّقُ فاسْتَدامُوا

الليث: اسْتِدامَةُ الأَمرِ الأَناةُ؛ وأَنشد لقَيْسِ ابن زُهَيرٍ:

فلا تَعْجَلْ بأَمرِكَ واسْتَدِمْهُ،

فما صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيمِ

وتَصْلِيةُ العصا: إدارتها على النار لتستقيم، واسْتدامتها: التَّأَنِّي

فيها، أي ما أَحْكَمَ أَمْرَها كالتَّأَنِّي. وقال شمر: المُسْتَدِيمُ

المُبالِغُ في الأمر. واسْتَدِمْ ما عند فلان أي انتظره وارْقُبْهُ؛ قال:

ومعنى البيت ما قام بحاجتك مثلُ من يُعْنى بها ويحب قضاءها. وأَدامه

غيرهُ، والمُداومَةُ على الأمر: المواظبة عليه. والدَّيُّومُ: الدائِمُ منه

كما قالوا قَيُّوم.

والدِّيمةُ: مطر يكون مع سكون، وقيل: يكون خمسة أَيَّامٍ أو ستة وقيل:

يوماً وليلة أو أكثر، وقال خالد بن جَنْبَةَ: الدِّيمةُ من المطر الذ لا

رَعْدَ فيه ولا بَرْقَ تَدُومُ يَوْمَها، والجمع دِيَمٌ، غُيِّرَت الواو

في الجمع لتَغَيُّرِها في الواحد. وما زالت السماءُ دَوْماً دَوماً

ودَيْماً دَيْماً، الياء على المعاقبة، أي دائمة المطر؛ وحكى بعضهم: دامَتِ

السماءُ تَدِيمُُ دَيْماً ودَوَّمَتْ وديَّمَتْ؛ وقال ابن جني: هو من الواو

لاجتماع العرب طُرّاً على الدَّوامِ، وهو أَدْوَمُ من كذا، وقال أيضاً:

من التدريج في اللغة قولهم دِيمةٌ ودِيَمٌ، واستمرار القلب في العين إلى

الكسرة قبلها

(* قوله «إلى الكسرة قبلها» هكذا في الأصل)، ثم تجاوزوا ذلك

لما كثر وشاع إلى أن قالوا دَوَّمَتِ السماءُ ودَيَّمَتْ، فأَما

دَوَّمَتْ فعلى القياس، وأما دَيَّمَتْ فلاستمرار القلب في دِيمَةٍ ودِيَمٍ؛

أَنشد أبو زيد:

هو الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَل،

إنْ دَيَّمُوا جادَ، وإنْ جادُوا وَبَلْ

ويروى: دَوَّمُوا. شمر: يقال دِيمةٌ ودِيْمٌ؛ قال الأَغْلَبُ:

فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيْمِ،

لا تَتَأَنَّى حَذَرَ الكُلُومِ

روي عن أبي العَمَيْثَلِ أنه قال: دِيمَة وجمعها دُيومٌ بمعنى

الدِّيمةِ. وأَرض مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ: أصابتها الدِّيَمُ، وأَصلها الواو؛ قال

ابن سيده: وأَرى الياء معاقبة؛ قال ابن مقبل:

عَقِيلَةُ رَمْلٍ دافعَتْ في حُقوفِهِ

رَخاخَ الثَّرَى، والأُقْحُوانَ المُدَيَّمَا

وسنذكر ذلك في ديم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أنها سئلت: هل كان

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يُفَضِّلُ بعض الأَيام على بعض؟ وفي

رواية: أنها ذكرَتْ عَمَل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان عَمَلُهُ

دِيمَةً؛ شبهتْه بالدِّيمَةِ من المطر في الدَّوامِ والاقتصاد. وروي عن

حُذَيْقَة أنه ذكر الفتن فقال: إنها لآتِيَتُكُمْ دِيَماً، يعني أنها

تملأ الأرض مع دَوامٍ؛ وأَنشد:

دِيمَةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ،

طَبَّقَ الأَرْضَ، تَحَرَّى وتَدُرّ

والمُدامُ: المَطر الدائم؛ عن ابن جني.

والمُدامُ والمُدامَةُ: الخمر، سميت مُدامَةً لأنه ليس شيء تُستطاع

إدامَةُ شربه إلا هي، وقيل: لإدامتها في الدَّنِّ زماناً حتى سكنتْ بعدما

فارَتْ، وقيل: سُمِّيَتْ مُدامَةً إذا كانت لا تَنْزِفُ من كثرتها، فهي

مُدامَةٌ ومُدامٌ، وقيل: سميت مُدامَةً لِعتْقها.

وكل شيء سكن فقد دامَ؛ ومنه قيل للماء الذي يَسْكن فلا يجري: دائِمٌ.

ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يُبالَ في الماء الدائم ثم يُتَوضَّأَ

منه، وهو الماء الراكد الساكنُ، من دامَ يَدُومُ إذا طال زمانه. ودامَ

الشيءُ: سكن. وكل شيء سكَّنته فقد أَدَمْتَه. وظلٌّ دَوْمٌ وماء دَوْمٌ:

دائم، وصَفُوهُما بالمصدر.

والدَّأْماءُ: البحر لدَوامِ مائه، وقد قيل: أصله دَوْماء، فإعْلاله على

هذا شاذ. ودامَ البحرُ يَدُومُ: سكن؛ قال أَبو ذؤيب:

فجاء بها ما شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ،

تَدُومُ البحارُ فوقها وتَمُوجُ

ورواه بعضهم: يَدُومُ الفُراتُ، قال: وهذا غلط لأن الدُّرَّ لا يكون في

الماء العذب.

والدَّيْمومُ والدَّيْمومَةُ: الفلاة يَدُومُ السير فيها لبعدها؛ قال

ابن سيده: وقد ذكرت قول أبي عليّ أنها من الدَّوامِ الذي هو السخ

(* قوله:

السخَّ، هكذا في الأصل). والدَّيْمُومةُ: الأرض المستوية التي لا أَعلام

بها ولا طريق ولا ماء ولا أنيس وإن كانت مُكْلِئَةً، وهنَّ الدَّيامِيمُ.

يقال: عَلَوْنا دَيْمومةً بعيدة الغَوْرِ، وعَلَوْنا أرضاً دَيْمومة

مُنكَرةً. وقال أبو عمرو: الدَّيامِيمُ الصَّحاري المُلْسُ المتباعدة

الأَطرافِ.

ودَوَّمَتِ الكلابُ: أمعنت في السير؛ قال ذو الرمة:

حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض راجَعَهُ

كِبْرٌ، ولو شاء نَجّى نفسَه الهَرَبُ

أي أمعنت فيه؛ وقال ابن الأعرابي: أدامَتْهُ، والمعنيان مقتربان؛ قال

ابن بري: قال الأصمعي دَوَّمَتْ خطأٌ منه، لا يكون التَّدْويم إلا في

السماء دون الأرض؛ وقا الأخفش وابن الأعرابي: دَوَّمَتْ أبعدت، وأصله من دامَ

يَدُومُ، والضمير في دَوَّمَ يعود على الكلاب؛ وقال عليُّ بن حمزة: لو

كان التَّدْويمُ لا يكون إلا في السماء لم يجز أَن يقال: به دُوامٌ كما

يقال به دُوارٌ، وما قالوا دُومَةُ الجَنْدَلِ وهي مجتمعة مستديرة. وفي حديث

الجارية المفقودة: فَحَمَلني على خافيةٍ ثم دَوَّمَ بي في السُّكاك أي

أدارني في الجوّ. وفي حديث قُسٍّ والجارُود: قد دَوَّمُوا العمائم أي

أَداروها حول رؤوسهم. وفي التهذيب في بيت ذي الرمة: حتى إذا دَوَّمَتْ، قال

يصف ثوراً وحشيّاً ويريد به الشمس، قال: وكان ينبغي له أن يقول دَوَّتْ

فدَوَّمَتْ استكراه منه. وقال أبو الهيثم: ذكر الأصمعي أن التَّدْويمَ لا

يكون إِلا من الطائر في السماء، وعاب على ذي الرمة موضعه؛ وقد قال رؤبة:

تَيْماء لا يَنْجو بها من دَوَّما،

إذا عَلاها ذو انْقِباضٍ أَجْذَما

أي أَسرع. ودَوَّمَتِ الشمس في كَبِد السماء. ودَوَّمَت الشمس: دارت في

السماء. التهذيب: والشمس لها تَدْويمٌ كأنها تدور، ومنه اشْتُقَّتْ

دُوّامَةُ الصبي التي تدور كدَوَرانها؛ قال ذو الرمة يصف جُنْدَباً:

مُعْرَوْرِياً رَمَضَ الرَّضْراض يَرْكُضُهُ،

والشَّمْسُ حَيْرى لها في الجَوّ تَدْوِيمُ

كأَنها لا تمضي أي قد رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض، والرَّمَضُ: شدة الحر،

مصدر رَمِضَ يَرمَضُ رَمَضاً، ويركُضُهُ: يضربه برجله، وكذا يفعل

الجُندَبُ. قال أبو الهيثم: معنى قوله والشمس حَيْرى تقف الشمس بالهاجِرَةِ على

المَسير مقدار ستين فرسخاً

(* قوله مقدار ستين فرسخاً» عبارة التهذيب

مقدار ما تسير ستين فرسخاً). تدور على مكانها. ويقال: تَحَيَّرَ الماء في

الروضة إذا لم يكن له جهة يمضي فيها فيقول كأنها مُتَحَيِّرَة لدَوَرانها،

قال: والتَّدْويمُ الدَّوَرانُ، قال أبو بكر: الدائم من حروف الأضداد،

يقال للساكن دائم، وللمتحرِّك دائم. والظل الدَّوْمُ: الدائم؛ وأَنشد ابن

بري للَقِيط بن زُرارَةَ في يوم جَبَلَة:

يا قَوْمِ، قدْ أحْرَقْتُموني باللَّوْمْ،

ولم أُقاتِلْ عامِراً قبلَ اليَوْمْ

شَتَّانَ هذا والعِناقُ والنَّوْم،

والمَشْرَبُ البارِدُ والظِّلُّ الدَّوْم

ويروى: في الظل الدَّوْم. ودَوَّمَ الطائر إذا تحرك في طَيَرانه، وقيل:

دَوَّمَ الطائر إذا سَكَّنَ جناحيه كَطَيَرَانِ الحِدَإِ والرَّخَم.

ودَوَّمَ الطائرُ واستدامَ: حَلَّقَ في السماء، وقيل: هو أن يُدَوِّمَ في

السماء فلا يحرك جناحيه، وقيل: أن يُدَوِّمَ ويحوم؛ قال الفارسي: وقد

اختلفوا في الفرق بين التَّدوِيمِ والتَّدْوِيَةِ فقال بعضهم: التَّدْويمُ في

السماء، والتَّدْوِيَةُ في الأَرض، وقيل بعكس ذلك، قال: وهو الصحيح، قال

جَوَّاسٌ، وقيل هو لعمرو بن مِخْلاةِ الحمارِ:

بيَوْمٍ ترى الرايات فيه، كأَنها

عَوافي طيورٍ مُسْتَديم وواقِع

ويقال: دَوَّم الطائرُ في السماء إذا جعل يَدُور، ودَوَّى في الأرض، وهو

مثل التَّدْويمِ في السماء. الجوهري: تَدْويمُ الطائر تَحْلِيقُهُ في

طَيَرانِهِ ليرتفع في السماء، قال: وجعل ذو الرمة التَّدْوِيمَ في الأَرض

بقوله في صفة الثور: حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض (البيت) وأَنكر الأصمعي

ذلك وقال: إنما يقال دَوَّى في الأَرض ودَوَّمَ في السماء، كما قدمنا

ذكره، قال: وكان بعضهم يُصَوِّبُ التَّدْويم في الأرض ويقول: منه اشتقت

الدُّوَّامَةُ، بالضم والتشديد، وهي فَلْكَةٌ يرميها الصبي بخيط فتُدَوِّمُ

على الأرض أي تدور، وغيره يقول: إنما سُمِّيَت الدُّوَّامَةَ من قولهم

دَوَّمْتُ القِدْرَ إذا سكَّنْتَ غليانها بالماء لأنها من سرعة دَورَانها قد

سكنتْ وهَدَأَتْ.

والتَّدْوامُ: مثل التَّدْويمِ؛ وأنشد الأحمر في نعت الخيل:

فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها،

جُنْحَ النَّواصِي نحْوَ أَلْوِياتها،

كالطير تَبْقي مُتَداوِماتِها

قوله تَبْقي أي تنظر إِليها أنت وتَرْقُبُها، وقوله مُتَداوِمات أي

مُدَوِّمات دائرات عائفات على شيء. وقال بعضهم: تَدْويمُ الكلب إمعانُهُ في

الهَرَبِ، وقد تقدم. ويقال للطائ إذا صَفّ جناحيه في الهواء وسَكَّنهما

فلم يحركهما كما تفعل الحِدَأُ والرَّخَمُ: قد دَوَّمَ الطائر تَدْوِيماً،

وسُمِّي تدويماً لسكونه وتركه الخَفَقان بجناحيه. الليث: التَّدْويمُ

تَحْلِيقُ الطائر في الهواء ودَوَرانه.

ودُوَّامة الغلام، برفع الدال وتشديد الواو: وهي التي تلعب بها الصبيان

فَتُدار، والجمع دُوَّامٌ، وقد دَوَّمْتُها. وقال شمر: دُوَّامةٌ الصبي،

بالفارسية، دوابه وهي التي تلعب بها الصبيان تُلَفُّ بسير أو خيط ثم

تُرْمى على الأرض فتَدور؛ قال المُتَلَمِّسُ في عمرو بن هند:

ألَك السَّدِيرُ وبارِقٌ،

ومَرابِضٌ، ولَكَ الخَوَرْنَقْ،

والقَصْرُ ذو الشُّرُفاتِ من

سِنْدادَ، والنَّخْلُ المُنَبَّقْ،

والقادِسِيَّةُ كلُّها،

والبَدْوُ من عانٍ ومُطْلَقْ؟

وتَظَلُّ، في دُوَّامةِ الـ

ـمولودِ يُظْلَمُها، تَحَرَّقْ

فَلَئِنْ بَقيت، لَتَبْلُغَنْ

أرْماحُنا منك المُخَنَّقْ

ابن الأعرابي: دامَ الشيءُ إذا دار، ودام إذا وقَف، ودام إذا تَعِبَ.

ودَوَّمَتْ عينُه: دارت حدقتها كأنها في فَلْكةٍ، وأَنشد بيت رؤبة:

تَيْماء لا يَنْجُو بها من دَوَّمَا

والدُّوامُ: شبه الدُّوارِ في الرأْس، وقد دِيمَ به وأُدِيمَ إذا أخذه

دُوارٌ. الأَصمعي: أخذه دُوَامٌ في رأْسه مثل الدُّوارِ، وهو دُوارُ

الرأْس. الأَصمعي: دَوّمَتِ الخمر شاربها إذا سكر فدارَ. وفي حديث عائشة: أنها

كانت تَصِفُ من الدُّوامِ سبع تمرات من عَجْوَةٍ في سبع غَدَواتٍ على

الريق؛ الدُّوامُ، بالضم والتخفيف: الدُّوارُ الذي يَعْرِضُ في الرأْس.

ودَوَّمَ المرقةَ إذا أَكثر فيها الإهالة حتى تَدُور فوقها، ومرقة داوِمة

نادر، لأن حق الواو في هذا أن تقلب همزة. ودَوَّمَ الشيء: بَلَّةُ، قال ابن

أحمر:

هذا الثَّناءُ، وأَجْدِرْ أَن أُصاحِبَهُ

وقد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِعِ الأَمَلُ

أي يبلُّه؛ قال ابن بري: يقول هذا ثنائي على النُّعْمان ابن بشير،

وأجْدر أن أُصاحبه ولا أُفارقه، وأَملي له يُبْقي ثنائي عليه ويُدَوِّمُ ريقي

في فمي بالثناء عليه. قال الفراء: والتَّدْويمُ أن يَلُوكَ لسانَه لئلا

ييبس ريقُه؛ قال ذو الرُّمَّةِ يصف بعيراً يَهْدِرُ في شِقْشِقتِه:

في ذات شامٍ تَضْرِبُ المُقَلَّدَا،

رَقْشَاءَ تَنْتاخُ اللُّغامَ المُزْبِدَا،

دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدَا

قال ابن بري: وقوله في ذات شامٍ يعني في شِقْشِقَةٍ، وشامٌ: جمع شامةٍ،

تَضْرب المُقَلَّدَا أي يخرجها حتى تبلغ صفحة عنقه؛ قال: وتَنْتاخُ عندي

مثل قول الراجز:

يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ حُرَّةٍ

على إشباع الفتحة، وأَصله تَنْتَخ وتَنْبَعُ، يقال: نَتَخَ الشوكة من

رجله إذا أَخرجها، والمِنْتاخُ: المِنْقاش، وفي شعره تَمْتاخ أي تخرج،

والماتِخُ: الذي يخرج الماء من البئر. ودَوَّمَ الزعفرانَ: دافَهُ؛ قال

الليث: تَدْوِيمُ الزعفران دَوْفُه وإدارَتُه في دَوْفِه؛ وأَنشد:

وهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعفران المُدَوَّمَا

وأدامَ القِدْرَ ودَوَّمَها إذا غَلَت فنضحها بالماء البارد ليسكن

غَلَيانها؛ وقيل: كَسَرَ غليانها بشيء وسكَّنَهُ؛ قال:

تَفُورُ علينا قِدْرُهُمْ فنُدِيمُها،

ونَفْثَؤُها عَنَّا إذا حَمْيها غلى

قوله نُدِيمُها: نُسَكِّنها، ونَفْثَؤُها: نكسرها بالماء؛ وقال جرير:

سَعَرْتُ عليكَ الحَربَ تَغلي قُدورُها،

فهَلأَّ غَداةَ الصِّمَّتَيْنِ تُدِيمُها

يقال: أَدام القِدْرَ إذا سكَّن غَلَيانها بأن لا يُوقدَ تحتها ولا

يُنزِلَها، وكذلك دَوَّمَها. ويقال للذي تُسَكَّنُ به القدر: مِدْوامٌ. وقال

اللحياني: الإدامةُ أن تترك القدر على الأثافيِّ بعد الفراغ، لا ينزلها

ولا يوقدها. والمِدْوَمُ والمِدْوامُ: عود أو غيره يُسَكَّنُ به غليانها؛

عن اللحياني.

واسْتَدامَ الرجلُ غريمه: رفَق به، واسْتَدْماهُ كذلك مقلوب منه؛ قال

ابن سيده: وإنما قضينا بأَنه مقلوب لأَنَّا لم نجد له مصدراً؛ واسْتَدْمَى

مَوَدَّته: ترقبها من ذلك، وإن لم يقولوا فيه اسْتَدام؛ قال كُثَيِّرٌ:

وما زِلْتُ أَسْتَدْمِي، وما طَرَّ شارِبي،

وِصالَكِ، حتى ضَرَّ نفسي ضَمِيرُها

قوله وما طَرَّ شارِبي جملة في موضع الحال. وقال ابن كَيْسانَ في باب

كان وأخواتها: أما ما دامَ فما وَقتٌ، تقول: قُمْ ما دام زيدٌ قائماً، تريد

قُمْ مُدَّةَ قيامه؛ وأَنشد:

لَتَقْرَبَنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا،

ما دام فيهِنَّ فَصِيل حَيَّا

أي مدَّة حياة فُصْلانها، قال: وأما صار في هذا الباب فإنها على

ضَرْبين: بلوغ في الحال، وبلوغ في المكان، كقولك صار زيد إلى عمرو، وصار زيد

رجلاً، فإذا كانت في الحال فهي مثل كان في بابه، فأَما قولهم ما دام فمعناه

الدَّوامُ لأن ما اسم موصول بدامَ ولا يُسْتَعْمَلُ إلا ظَرْفاً كما

تستعمل المصادر ظروفاً، تقول: لا أَجلس ما دُمْتَ قائماً أي دَوامَ قيامِكَ،

كما تقول: ورَدْتُ مَقْدَمَ الحاجّ.

والدَّوْمُ: شجر المُقْلِ، واحدته دَوْمَةٌ، وقيل: الدَّوْمُ شجر معروف

ثَمَرُهُ المُقْلُ. وفي الحديث: رأَيت النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو في

ظل دَوْمة؛ قال ابن الأثير: هي وادة الدَّوْمِ وهو ضخام الشجر، وقيل:

شجر المُقْلِ. قال أَبو حنيفة: الدَّوْمَةُ تَعْبُلُ وتَسْمُو ولها خُوصٌ

كخُوصِ النحل وتُخرِجُ أَقْناءً كأَقْناء النخلة. قال: وذكر أبو زياد

الأعرابي أن من العرب من يسمي النَّبْقَ دَوْماً. قال: وقال عُمَارَةُ

الدَّوْمُ العظامُ من السِّدْرِ. وقال ابن الأَعرابي: الدَّوْمُ ضِخام الشجر

ما كان؛ وقال الشاعر:

زَجَرْنَ الهِرَّ تحت ظلال دَوْمٍ،

ونَقَّبْنَ العَوارِضَ بالعُيونِ

وقال طُفَيْلٌ:

أَظُعْنٌ بِصَحْراء الغَبيطَينِ أم نَخْلُ

بَدَتْ لك، أمْ دَومٌ بأَكمامِها حَمْلُ؟

قال ابو منصور: والدَّوْمُ شجر يشبه النخل إلاَّ أنه يُثْمِر المُقْلَ،

وله لِيفٌ وخُوص مثل ليف النخل. ودُومَةُ الجَنْدَلِ: موضع، وفي الصحاح:

حِصْنٌ، بضم الدال، ويسميه أهل الحديث دَوْمَة، بالفتح، وهو خطأٌ، وكذلك

دُوماء الجَنْدَلِ. قال أَبو سعيد الضرير: دَوْمَةُ الجَنْدَلِ في غائط

من الأرض خمسة فراسِخَ، ومن قِبَلِ مغربه عين تَثُجُّ فتسقي ما به من

النخل والزرع، قال: ودَوْمَةُ ضاحِيَةٌ بين غائطها هذا، واسم حصنها مارِدٌ،

وسميت دَوْمَةَ الجَنْدَلِ لأن حصنها مبني بالجندل، قال: والضاحِيةُ من

الضَّحْل ما كان بارزاً من هذا الغَوْطِ والعينِ التي فيه، وهذه العين لا

تسقي الضاحية، وقيل: هو دُومة، بضم الدال، قال ابن الأثير: وقد وردت في

الحديث، وتضم دالها وتفتح، وهي موضع؛ وقول لبيد يصف بنات الدهر:

وأَعْصَفْنَ بالدُّومِيِّ من رأْس حِصْنِهِ،

وأَنْزَلْنَ بالأَسباب ربَّ المُشَقَّرِ

يعني أُكَيْدِر، صاحب دُومَةِ الجَنْدَلِ. وفي حديث قصر الصلاة: وذكر

دَوْمِين؛ قال ابن الأَثير: هي بفتح الدال وكسر الميم، قرية قريبة من

حِمْص.والإدامَةُ: تَنْقيرُ السهم على الإبْهام. ودُوِّمَ السهم: فُتِل

بالأَصابع؛ وأنشد أبو الهيثم للكميت:

فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّلُهُ،

عند الإدامَةِ، حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: قالت لليَهُود عليكم السامُ الدامُ أَي

الموت الدائم، فحذفت الياء لأجل السام.

ودَوْمانُ: اسم رجل. ودَوْمانُ: اسم قبيلة. ويَدُومُ: جبل؛ قال الراعي:

وفي يَدُومَ، إذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُهُ،

وذِرْوة الكَوْر عن مَرْوانَ مُعْتزل

وذو يَدُومَ: نهر من بلاد مُزَيْنَة يدفع بالعقيق؛ قال كُثَيِّرُ

عَزَّةَ:

عَرَفْتُ الدار قد أَقْوَتْ بِرِئْمٍ

إلى لأْيٍ، فمَدْفَعِ ذي يَدُومِ

وأَدام: موضع؛ قال أَبو المُثَلَّمِ:

لقد أُجْرِي لمصْرَعِهِ تَلِيدٌ،

وساقَتْهُ المَنِيَّةُ من أَداما

قال ابن جني: يكون أَفْعَلَ من دامَ يَدُومُ فلا يصرف كما لا يصرف

أَخْزَمُ وأَحمر، وأصله على هذا أدْوَم، قال: وقد يكون من د م ي، وهو مذكور في

موضعه، والله أعلم.

دوم

1 دَامَ, aor. ـُ and يَدَامُ; (S, M, Msb, K;) the see. Pers\. of the pret. when the aor. is يَدُومُ being دُمْتَ; and when the aor. is يَدَام, دِمْتَ; (M;) and accord. to Kr, (M,) you say also دِمْتَ, aor. ـُ which is extr., (M, K,) and not of valid authority, held by the lexicologists [in general] to be anomalous like مِتَّ having for its aor. ـُ and فَضِلَ of which the aor. is يَفْضُلُ, and حَضِرَ of which the aor. is يَحْضُرُ, and said by Aboo-Bekr to be a compound of the pret. of which the aor. is تَدَامُ with the aor. of which the pret. is دُمْتَ; (M;) inf. n. دَوْمٌ and دَوَامٌ [which is the most common form] and دَيْمُومَةٌ [originally دَيْوَمُومَةٌ, like قَيْدُودَةٌ originally قَيْوَدُودَةٌ, &c.]; (S, M, Msb, K;) i. q. ثَبَتَ [as meaning It (a thing, S, M, Msb) continued, lasted, endured, or remained]: (Msb, TK:) and it became extended, or prolonged; syn. اِمْتَدَّ: (TK:) and [it continued, lasted, endured, or remained, long;] its time was, or became, long: (TA:) and i. q. بَقِىَ [as syn. with ثَبَتَ (explained above) and as meaning it continued, lasted, or existed, incessantly, always, endlessly, or for ever; it was, or became, permanent, perpetual, or everlasting]: (Msb in art. بقى:) and ↓ استدام signifies the same as دام [in all of these senses]: (TA:) [but Mtr says,] استدام السَّفَرُ [The journey continued, or continued long,] is not of established authority. (Mgh.) [Hence, دَامَ مُلْكُهُ May his dominion be of long continuance.] And دام عَلَى الأَمْرِ; (MA;) and عَلَيْهِ ↓ داوم, [and ↓ داومهُ, as is shown by a usage of the act. part. n. in art. دمن in the S, &c.,] (S, * MA,) inf. n. مُدَاوَمَةٌ; (S;) He kept continually, or constantly, to the thing, or affair. (S, MA.) مَا دَامَ means Continuance; because ما is a conjunct noun to دام; and it is not used otherwise than adverbially, like as inf. ns. are used adverbially: you say, لَا أَجْلِسُ مَا دُمْتَ قَائِمًا, i. e., دَوَامَ قِيَامِكَ [I will not sit during the continuance of thy standing]; (S, TA;) [or as long as thou standest; or while thou standest; for]

ما denotes time; and قُمْ مَا دَامَ زَيْدٌ قَائِمًا meansمُدَّةَ قِيَامِ زَيْدٍ [i. e. Stand thou during the period of Zeyd's standing]. (Ibn-Keysán, TA.) [and عَلَىالدَّوَامِ means Continually, or constantly; like دَائِمًا.] b2: Said of rain, it means It fell, or descended, consecutively, continuously, or constantly. (Msb.) Some say, (M,) دَامَتِ السَّمَآءُ, aor. ـِ inf. n. دَيْمٌ, (M, K,) which, if correct, should be included in art. ديم, (M,) meaning The sky rained continually; as also ↓ دَوَّمَت and دَيَّمَت, (M, K,) in which last the و is changed into ى as it is in دِيمَةٌ, (M,) and ↓ ادامت: (K:) or rained such rain as is termed دِيمَة; (M in art. ديم;) and so ↓ دَيَّمَت, inf. n. تَدْيِيمٌ; (S in art. ديم;) and ↓ ادامت. (Z, TA.) [See also دَوْمٌ, below.] IAar cites the following verse, (M, TA,) by Jahm Ibn-Shibl, (TA in this art.,) or Ibn-Sebel, (TA in art. سبل, in which, also, the verse is cited,) in praise of a horse, as is said in “ the Book of Plants ” of Ed-Deenäwaree, and in “ the Book of Horses ” of Ibn-El-Kelbee, not, as J asserts it to be, in praise of a munificent man, (TA,) هُوَ الجَوَادُ بْنُ الجَوَادِ بْنِ سَبَلْ جَادَ وَ إِنْ جَادُوا وَبَلْ ↓ إِنْ دَيَّمُوا [He is the fleet, the son of the fleet, the son of Sebel (a famous mare): if they are unremitting in their running, (the masc. pl. being here used, though relating to horses, in like manner as it is used in the Kur xli. 20,) he is fleet; and if they are fleet, he is vehement in his running]: or, as some relate it, إِنْ دَوَّمُوا. (M, TA. [It should be observed that the three verbs in this verse, and the word سبل, also relate to rain.]) b3: (tropical:) It (a thing, T) was, or became, still, or motionless; said of water (T, S, * Msb, K, * TA) left in a pool by a torrent, and of the boiling of a cooking-pot; (Msb;;) and said, in this sense, of the sea: (M:) and it stopped, or stood still. (T, TA.) b4: (assumed tropical:) He was, or became, tired, or fatigued: (T, TA:) [app. because he who is so stops to rest.] b5: (assumed tropical:) It (a thing) went round, revolved, or circled: (T, TA:) [app. because that which does so keeps near to one place.] دَوَمَانٌ [an inf. n. of دَامَ like as حَوَمَانٌ is of حَامَ,] signifies (tropical:) The circling of a bird (K, TA) around water. (TA. [But in my MS. copy of the K, and in the CK, in the place of الدَّوَمَانُ I find ↓ الدَّوَمَآءُ. See also 2.]) [Hence,] دِيمَ بِهِ (tropical:) He was taken, or affected, with a vertigo, or giddiness in the head; as also بِهِ ↓ أُدِيمَ, (M, TA,) and ↓ اُسْتُدِيمَ [app., in like manner, followed by بِهِ]. (Z, TA.) b6: دَامَتِ الدَّلْوِ, (K,) inf. n. دَوْمٌ, (TA,) (assumed tropical:) The bucket became full: (K:) in this meaning, regard is had to the stagnant water [in the bucket]. (TA.) 2 دَوَّمَتِ السَّمَآءُ, and دَيَّمَت: and دَيَّمُوا said of horses: see 1, in the latter half of the paragraph, in three places. b2: دوّمت الكِلَابُ The dogs went far: (Akh, IAar, M, K:) or continued their course. (IAar, M.) Dhu-r-Rummeh says, (de scribing a wild bull, T, TA,) حَتَّى إِذَا دَوَّمَتْ فِى الأَرْضِ رَاجَعَهُ كِبْرٌ وَ لَوْ شَآءَ نَجَّى نَفْسَهُ الهَرَبُ [Until, when they went far in the land, pride returned to him: but, had he pleased, flight had saved his blood: J, however, assigns to the verb in this instance another signification, as will be seen below]. (M, TA.) b3: دوّم said of a bird, (T, M, K,) inf. n. تَدْوِيمٌ, (T, S,) (tropical:) It circled (Lth, T, S, M, K, TA) in the sky, (Lth, T, M, K,) as also ↓ تداوم, (KL,) [or ↓ تَدوّم, (see مُتَدَوِّمَاتٌ,)] to rise high towards the sky; (S;) as also ↓ استدام: (M, K:) or circled in the sky, (M,) or flew, (T, * K,) without moving its wings; (T, M, K;) like the kite and the aquiline vulture: (T, TA:) or put itself into a state of commotion in its flying. (TA. [See also 1, near the end of the paragraph.]) Dhu-r-Rummeh makes التَّدْوِيم to be on the earth, or ground, in the verse cited above in this paragraph; [as though the meaning were, (assumed tropical:) Until, when they went round &c.;] As disallows this, and asserts that one says only دَوَّى فِىالأَرْضِ, and دَوَّمَ فِى السَّمَآءِ; but some affirm that التَّدْوِيمُ فِىالأَرْضِ is correct; and say that hence is de rived ↓ الدُّوَّامَةُ, meaning “ the round thing [or top] which the boy throws, and makes to revolve, or spin, upon the ground, by means of a string; ”

though others say that this is so called from the phrase دَوَّمْتُ القِدْرَ [explained below], because, by reason of the quickness of its revolving, or spinning, it seems as though it were at rest: and تَدْوَامٌ is like تَدْوِيمٌ: some, however, say that تَدْوِيمُ الكَلْبِ signifies the dog's going far in flight: (S:) AHeyth says that, accord. to As, التَّدْوِيمُ is only the act of a bird in the sky: (T, TA:) AAF says that, accord. to some, التَّدْوِيمُ is in the sky, and التَّدْوِيَةُ is on the earth, or ground; but accord. to others, the reverse is the case; and this, he says, is the truth in his opinion. (M, TA. [See also دَوَّىَ in art. دوى.]) b4: You say also, دَوَّمَتِ, الشَّمْسُ, (M, K,) or دوّمت الشمس فى السَّمَاءِ, (T,) or فِىكَبِدِ السَّمَآءِ, (S,) i. e. دَارَتْ فِى السَّمَآءِ [or دارت فى كبد السماء, lit. (tropical:) The sun spun in the sky, or in the middle of the sky; meaning, was as though it were spinning]; (T, M, K;) or was as though it were motionless [&c.]: (T, S:) and hence is [said to be] derived the word ↓ دُوَّامَةٌ applied to the boy's revolving, or spinning, thing. (T.) Dhu-r-Rummeh says, (describing the [insect called] جُنْدَب, [generally said to be a species of locust,] TA in art. رمض) مَعْرَوْرِيًا رَمَضَ الرَّضْرَاضِ يَرْكُضُهُ وَالشَّمْسُ حَيْرَى لَهَا فِى الجَوِّ تَدْوِيمُ (T, * S, TA) i. e. Venturing upon the [vehement] heat of the pebbles, [meaning the vehemently-hot pebbles,] striking them with its foot, for so the جندب does, (TA,) (assumed tropical:) when the sun is [apparently] stationary in the summer midday, [as though perplexed in its course,] as though having a spinning [in the region between heaven and earth]: (T, TA:) or as though it were motionless. (S.) b5: And one says, دَوَّمَتْ عَيْنُهُ (assumed tropical:) [His eye rolled; i. e.] the black of his eye revolved as though it were in the whirl of a spindle. (IAar, M, K.) A2: [دوّم is also trans.] You say, دوّم الدُّوَّامَةَ, (M, K,) inf. n. تَدْوِيمٌ, (TA,) (assumed tropical:) He made the دوّامة [or top] to revolve, or spin [so as to seem to be at rest, as has been shown above]: (M, K:) or he played with the دوّامة. (TA.) b2: And دوّمت الخَمْرُ شَارِبَهَا (tropical:) The wine intoxicated its drinker so as to make him turn round about. (As, S, TA.) b3: and دَوَّمُوا العَمَائِمَ (assumed tropical:) They wound the turbans around their heads. (TA.) b4: And دوّم المَرَقَةَ (assumed tropical:) He put much grease into the broth so that it swam round upon it. (M, K.) b5: التَّدْوِيمُ [or app. تَدْوِيمُ اللِّسَانِ] also signifies (assumed tropical:) The mumbling the tongue, and rolling it about in the mouth, in order that the saliva may not dry up: so says Fr. (S, TA.) b6: [Hence, app., as the context seems to indicate,] Dhu-r-Rummeh says, describing a camel braying in his شِقْشِقَة [or faucial bag], دَوَّمَ فِيهَا رِزَّهُ وَ أَرْعَدَا [as though meaning (assumed tropical:) He made his braying to roll, or rumble, in it, and threatened]. (Fr, S, TA.) b7: And دوّم signifies (tropical:) He moistened a thing. (S, M, K.) Ibn-Ahmar says, وَقَدْ يُدَوِّمُ رِيقَ الطَّامِعِ الأَمَلُ (S, M;) i. e. (assumed tropical:) [And hope sometimes, or often,] moistens the saliva [of the eager]: (S:) he is praising En-Noamán Ibn-Besheer, and means that his hope moistens his saliva in his mouth by making his eulogy to continue. (IB.) b8: (tropical:) He mixed, or moistened, or steeped, (دَافَ,) saffron, (Lth, T, S, M, K, TA,) and stirred it round in doing so: (Lth, T, TA:) he dissolved saffron in water, and stirred it round therein. (A, TA.) b9: دوّم القِدْرَ, and ↓ ادامها, (S, M, K,) He stilled the boiling of the cooking-pot by means of some [cold] water: (S:) or he sprinkled cold water upon [the contents of] the cooking-pot to still its boiling: (M, K:) or the former, (K,) or both, (M,) he allayed the boiling of the cooking-pot by means of something, (M, K,) and stilled it: (M:) and the latter signifies he left the cooking-pot upon the أَثَافِى [or three stones that supported it], after it had been emptied, (Lh, M, K,) not putting it down nor kindling a fire beneath it. (Lh, M.) 3 داوم عَلَى الأَمْرِ, and داوم الأَمْرَ: see 1.

A2: See also 10.4 ادامهُ, (inf. n. إِدَامَةٌ, TA,) trans. of دَامَ; (S, M, * Msb, K; *) [i. e.] i. q. جَعَلَهُ دَائِمًا [He made it to continue, last, endure, or remain: to be extended, or prolonged: to continue, last, endure, or remain, long: and to continue, last, or exist, incessantly, always, endlessly, or for ever; to be permanent, perpetual, or everlasting]: (TK:) he did it continually, or perpetually: (MA:) he had it continually, or perpetually. (MA, KL.) [Accord. to Golius, followed in this case by Freytag, ↓ تداوم signifies Perennitate donavit; a signification app. given by Golius as on the authority of the KL; but not in my copy of that work.] b2: ادام القِدْرَ: see 2, last sentence. b3: ادام الدَّلْوَ (assumed tropical:) He filled the bucket. (K, TA.) b4: الإِدَامَةٌ also signifies تَنْقِيرُ السَّهْمِ عَلَى الإِبْهَامِ [i. e. The trying the sonorific quality of the arrow by turning it round upon the thumb: or, as explained in this art. in the TK, the making the arrow to produce a sharp sound upon the thumb: or rather this or the former is the meaning of إِدَامَةُ السَّهْمِ; for, as is said in the TK, ادام السَّهْمَ signifies نقره على الابهام (i. e. نقّرهُ)]. (T, K.) A2: ادامت السَّمَآءُ: see 1, in the latter half of the paragraph, in two places. b2: أُدِيمَ بِهِ: see 1, last sentence but one.5 تَدَوَّمَ see 2: b2: and see also 10.6 تَدَاْوَمَ see 2: b2: and see also 4.10 استدام: see 1. b2: And see also 2. b3: and اُسْتُدِيمَ: see 1, last sentence but one.

A2: As a trans. v., (T,) i. q. اِنْتَظَرَ, (Sb, T, TA,) as also ↓ تدوّم, (K, [or this may perhaps be used only without an objective complement expressed,]) and رَقَبَ, (T,) or تَرَقَّبَ: (Sh, TA:) you say, اِسْتَدِمْ كَذَا, meaning اِنْتَظِرْهُ and اُرْقُبْهُ (assumed tropical:) [Look thou for, expect, await, wait for, or watch for, such a thing.] (T.) [When no objective complement is expressed, it seems to mean (assumed tropical:) He paused, and acted with deliberation, or in a patient or leisurely manner, or he waited in expectation; app. from the same verb as syn. with دَوَّمَ; and thus, like one who hovers about a thing: see حَوَّمَ; and see also اِنْتَظَرَ.] And استدامهُ (tropical:) He acted with moderation, gently, deliberately, or leisurely, in it; (S, M, K, TA;) namely, an affair, or a case: (S:) or he sought, desired, asked, or demanded, its continuance, or long continuance, or endless continuance: and so ↓ داومهُ (M, K, TA) in both of these senses: (K, TA:) or he asked him to render a thing continual &c.: (Mgh, Msb, TA:) and also (assumed tropical:) he acted gently and deliberately in it; namely, an affair, or a case: (Msb:) and (assumed tropical:) he acted gently with him; (Fr, T in art. ديم, M, Msb, KT;) i. e., another person, (Msb,) or his creditor; as also اِسْتَدْمَاهُ, (Fr, T, M, K,) which we judge to be formed from the former by transposition, because we do not find it [in this sense] to have any inf. n. (M.) A poet says, (T, S, Msb,) namely, Keys Ibn-Zuheyr, (S,) فَلَا تَعْجَلْ بِأَمْرِكَ وَاسْتَدِمْهُ

↓ فَمَا صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيمِ (T, S, Msb,) i. e. (assumed tropical:) [Therefore haste not in thine affair, but act with moderation, gently, deliberately, or leisurely, therein]; for no one has straightened thy staff by turning it round over the fire, (T,) meaning, no one has managed thine affair soundly, like one who acts with moderation, &c. (T, Msb.) And another says, (S,) namely, Mejnoon, (TA,) وَإِنَّى عَلَى لَيْلَى لَزَارٍ وَإِنَّنِى

عَلَىذَاكَ فِيمَا بَيْنَنَا أَسْتَدِيمُهَا meaning (assumed tropical:) [And verily I am blaming Leylà; and verily, notwithstanding that,] I look for her aiding me by good conduct [in the matter that is between us]. (S.) You say also, أَسْتَدِيمُ اللّٰهَ نِعْمَتَكَ I seek, or desire, or ask, of God the continuance, or long continuance, or endless continuance, of thy favour, or the like. (Mgh, TA. *) And أَسْتَدِيمُ اللّٰهَ عِزَّكَ I ask God to continue, or continue long, &c., thy might, or power, &c. (Msb.) The phrase استدام لُبْسَ الثَّوْبِ, meaning [He continued long the wearing of the garment, or] he did not hasten to pull off the garment, may be from the saying اِسْتَدَمْتُ عَاقِبَةَ الأَمْرِ, meaning I looked, or watched, or waited, for the end, or issue, or result, of the affair, or case. (Msb.) A3: Also He (a man) stooped his head, blood dropping from it: formed by transposition from اِسْتَدْمَى (Kr, TA.) دَامٌ for دَائِمٌ: see the latter word.

دَوْمٌ an inf. n. of 1 [q. v.]. (S, M, Msb, K.) —

[Hence,] مَا زَالَتِ السَّمَآءُ دَوْمًا دَوْمًا The sky ceased not to rain [in the manner of the rain termed دِيمَة]; and so ↓ دَيْمًا دَيْمًا; (M, K; [in the CK, erroneously, دِيْمًا دِيْمًا;]) in which the ى is interchangeable with the و; (M;) mentioned by AHn, on the authority of Fr. (TA.) b2: See also دَائِمٌ, in two places.

A2: Also [The cucifera Thebaïca; (Delile, “Floræ Ægypt. Illustr.,” no. 941;) or Theban Palm; so called because abundant in the Thebaïs; a species of fan-palm; by some called gingerbread: accord. to Forskål, (under the heading of “ Flora Arabiæ Felicis,” in his “ Flora

Ægypt. Arab.,” p. cxxvi.,) Borassus flabelliformis; a name applied (after him) by Sonnini to the Theban palm; but now generally used by botanists to designate another species of fan-palm:] the tree of the مُقْل; (S, M, Msb, K;) a well-known kind of tree, of which the fruit is [called] the مُقْل: (TA:) n. un. with ة: AHn says that the دَوْمَة [is a tree that] becomes thick and tall, and has [leaves of the kind termed] خُوص, like the خوص of the date-palm, and racemes like the racemes of a date-palm. (M, TA.) Accord. to Aboo-Ziyád El-Aarábee, (AHn, M,) The نَبِق [which properly signifies the fruit of the سِدْر, but here app. means, as it does in the present day, the tree called سِدْر, a species of lote-tree, called by Linn. rhamnus spina Christi, and by Forskal rhamnus nabeca,] is also thus called, (AHn, M, K,) by some of the Arabs: accord. to 'Omárah, great [trees of the kind termed] سِدْر: (AHn, M:) and, (M, K,) accord. to IAar, (M,) big trees of any kind. (M, K.) [See also دَوْمَةٌ, below.]

دَيْمٌ, whence the saying مَا زَالَتِ السَّمَآءُ دَيْمًا دَيْمًا: see دَوْمٌ.

دِيْمٌ: see دِيمَةٌ.

دَوْمَةٌ n. un. of دَوْمٌ. (M, TA.) [Also, app., as in the present day, and as appears from what follows, A single fruit of the tree called دَوْم.] b2: And (assumed tropical:) A testicle; (K;) as being likened to the fruit of the دَوْم. (TA.) b3: [Golius also explains it, as on the authority of the K, as meaning “ Ebriosa mulier; ” and Freytag, as meaning “ mulier vinum vendens: ” both are wrong: it is mentioned in the K as the name of a woman who sold wine.]

دِيمَةٌ A lasting, or continuous, and still rain: (As, M, and TA voce ضَرْبٌ, q. v.:) or rain in which is neither thunder nor lightning; the least of which is the third of a day or the third of a night; and the most thereof, of any period: (Az, S in art. ديم:) or rain that continues some days: (Msb:) or rain that continues long and is still, without thunder and lightning: (K, * TA:) or rain that continues five days, or six, (M, K,) or seven, (K,) or a day and a night, (T in art. ديم, M, K,) or more; (T, TA;) or the least whereof is a third of a day or of a night; and the most thereof, of any period: (K, TA:) pl. دِيَمٌ, (S, M, K,) the و being changed [into ى] in the pl. because it is changed in the sing., (M,) and دُيُومٌ, (Abu-l-'Omeythil, T, K,) and [coll. gen. n.] ↓ دِيْمٌ (Sh, T, TA.) [See also مُدَامٌ.] b2: Hence other things are thus termed by way of comparison. (S.) It is said in a trad. (S, M) of 'Áïsheh, (M,) كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً (S, M, Msb) (assumed tropical:) His work was incessant [but moderate, or not excessive]; (Msb;) referring to Mohammad; (T, S, M, Msb;) on her being asked if he preferred some days to others: (T:) she likened it to the rain termed ديمة in respect of continuance and moderation. (T, M.) And it is related of Hudheyfeh that he said, mentioning فِتَن [i. e. trials, or probations, or conflicts and factions, &c.], إِنَّهَا لَآتِيَتُكُمْ دِيمًا دِيمًا, meaning (assumed tropical:) [Verily they are coming to you] filling the earth, or land, [and] with continuance. (T.) دَامَآءُ (in the CK [erroneously] دَأْماءُ) The sea, or a great river; syn. بَحْرٌ; (M, K;) because of the continuance of its water: (M:) originally دَوَمَآءُ, or دَوْمَآءُ: if the latter, the change of the و into ا is anomalous. (TA.) الدَّوَمَآءُ: see 1, near the end of the paragraph.

دَيْمُومٌ and دَيْمُومَةٌ, held by Aboo-'Alee to be from الدَّوَامُ, and therefore to belong to the present art.: (TA:) see art. دم.

A2: The latter is also an inf. n. of دَامَ [q. v.]. (S, M, Msb, K.) دُوَامٌ (tropical:) A vertigo, or giddiness in the head; i. q. دُوَارٌ (S, * M, * K, TA. [In the CK, دَواءٌ is erroneously put for دُوَارٌ.]) You say, أَخَذَهُ دُوَامٌ (tropical:) [A vertigo took him, or attacked him]. (S.) and بِهِ دُوَامٌ (tropical:) [He has a vertigo]. (As, TA.) دُوَّامٌ: see what next follows.

دُوَّامَةٌ (assumed tropical:) The فَلْكَة [or round thing, i. e. top,] which the boy throws, and makes to revolve, or spin, upon the ground, by means of a string: (S, M, * K: *) the derivation of the word has been explained above: see 2, in two places: (T, S:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ دُوَّامٌ. (M, K.) b2: دُوَّامَةُ البَحْرِ (assumed tropical:) [The whirlpool of the sea; so in the present day;] the middle of the sea, upon which the waves circle (تدوم [i. e. تُدَوِّم]). (TA.) دَائِمٌ [Continuing, lasting, enduring, or remaining: being extended or prolonged: (see 1, first sentence:)] continuing, lasting, enduring, or remaining, long: (TA:) [and continuing, lasting, or existing, incessantly, always, endlessly, or for ever; permanent, perpetual, or everlasting: (see, again, 1, first sentence:)] and ↓ دَوْمٌ signifies the same as دَائِمٌ, (S, M, K,) applied to shade; (S, M;) being an inf. n. used as an epithet: (M:) and ↓ دَيُّومٌ, also, (M, K,) [of the measure فَيْعُولٌ, originally دَيْوُوِمٌ,] like قَيُّومٌ, (M,) signifies the same as دائمٌ [app. in the last of the senses explained above; being of a form proper to intensive epithets]: (M, K:) Lakeet Ibn-Zurárah says, شَتَّانَ هٰذَا وَالعِنَاقُ وَالنَّوْمٌ وَالمَشْرَبُ البَارِدُ وَالظِّلُّ الدَّوْمْ

[Different, or widely different, are this and embracing and sleeping and the cool drinkingplace and the continual shade]. (IB, TA.) and the Jews are related, in a trad. of 'Áïsheh, to have said [to the Muslims], ↓ عَلَيْكُمْ السَّامُ الدَّامُ, meaning المَوْتُ الدَّائِمُ, [i. e. May everlasting death come upon you; saying السَّامُ in the place of السَّلَامُ, and] suppressing the ى [or rather the hemzeh] because of [their desire to assimilate الدائم to] السام. (TA.) [Hence دَائِمًا meaning Continually: and always, or for ever.] — Also (tropical:) Still, or motionless; said, in this sense, of water; (S, M, Mgh, Msb, K, TA;) and so ↓ دَوْمٌ. (M, TA.) — It is also said of that which is in motion, [as signifying (assumed tropical:) Going round, revolving, or circling, (see 1,)] as well as of that which is still, or motionless; thus having two contr. meanings: so says Aboo-Bekr. (TA.) b2: [Hence,] ↓ مَرَقَةٌ دَاوِمَةٌ (assumed tropical:) [Broth into which is put much grease so that this swims round upon it]: which is extr., because the و in this instance should by rule be changed into a hemzeh. (M. [The meaning is there indicated by the mention of this phrase immediately after دَوَّمَ المَرَقَةَ, q. v.]) مَرَقَةٌ دَاوِمَةٌ: see the next preceding paragraph.

دَيُّومٌ:see دَائِمٌ, first sentence.

أَدْوَمُ [More, and most, continual, lasting, &c.] You say, هُوَ أَدْوَمُ مِنْ كَذَا [It is more continual, or lasting, &c., than such a thing]: from الدَّوَامُ. (IJ, M.) مُدَامٌ Continual, or lasting, rain. (IJ, M, K.) [See also دِيمَةٌ, above.] b2: And Wine; as also ↓ مُدَامَةٌ: (T, S, M, K:) so called because it is made to continue for a time (T, M) in the دَنّ, (T,) or in its receptacle, (M,) until it becomes still after fermenting: (T:) or because, by reason of its abundance, it does not become exhausted: (Sh, T:) or because of its oldness: (AO, T:) or because it is the only beverage of which the drinking can be long continued: (M, K:) or because the drinking thereof is continued for days, to the exclusion of other beverages. (A, TA.) مُدَامَةٌ: see what next precedes.

مِدْوَمٌ and ↓ مِدْوَامٌ A stick, or piece of wood, (M, K,) or some other thing, (M,) with which one stills the boiling of the cooking-pot. (Lh, M, K.) أَرْضٌ مَدِيمَةٌ, (Yz, S, M, K, TA, [in the CK, erroneously, مُدِيمَةٌ,]) and ↓ مُدَيَّمَةٌ, (M, TA,) Land upon which have fallen rains such as are termed دِيِمٌ [pl. of دِيمَةٌ]. (Yz, * S, * M, K, * TA.) مُدِيمٌ i. q. رَاعِفٌ (S, K) [Having blood flowing from his nose: or, accord. to the PS and TK as meaning having a continual bleeding of the nose].

أَرْضٌ مُدَيَّمَةٌ: see مَدِيمَةٌ.

مِدْوَامٌ: see مِدْوَمٌ.

مُتَدَوِّمَاتٌ, applied to birds, means Going round, or circling, over a thing: and this is meant by ↓ مُتَدَاوِمَات, which is used for the former word, in the saying [of a rájiz], describing horses, كَالطَّيْرِ تَبْقِى مُتَدَاوِمَاتِهَا i. e. Like birds when thou lookest at, or watchest, those of them that are going round, or circling, over a thing: (S, TA: *) or متدوّمات signifies waiting, or watching. (TA.) مُتَدَاومَاتٌ: see what next precedes.

مُسْتَدِيمٌ: see 10. Accord. to Sh, (TA,) it signifies (assumed tropical:) Exceeding the usual bounds in an affair; striving, or labouring, therein; or taking pains, or extraordinary pains, therein. (T, TA.)
دوم

( {دَامَ) الشيءُ (} يَدُوم) كقَال يَقُول. (و)
دَامَ ( {يَدَامُ) كَخَافَ يَخَافُ، فالمَاضِي مِنْهُ مَكْسور لَا مَا يُتَبادر من سِياقِه من فَتْحِهِما فِي المَاضِي وَلَا قائِلَ بهِ؛ إِذْ لَا مُوْجِب لِفَتْحِهِما مَعًا، وشاهِدُ اللُّغَة الأَخِيرة قَولُ الشَّاعِر:
(يَا مَيُّ لَا غَرْوَ ولاَ مَلامَ ... )

(فِي الحُبّ إِنّ الحُبّ لن} يَدَامَا ... )

( {دَوْمًا} وَدَوامًا {ودَيْمُومَةً. و) قَالَ كُراعٌ: (دِمْت بالكَسْر} تَدُومُ) بالضَّم، وَلَيْسَ بَقَوِيّ. قُلتُ: وصَرَّح ابنُ عَطِيّة وابنُ غَلْبُون وَغير وَاحِد بأَنّه قُرِئ بهَا شَاذًّا: (مَا {دِمْتُ حًيًّا) بِكَسْر الدَّال. وَقَالَ أَبُو الحَسن: فِي هَذِه الْكَلِمَة نَظَر، ذَهَب أَهْلُ اللُّغة فِي قَوْلِهم:} دُمْت تَدُومُ إِلَى أَنَّهَا (نادِرَة) كِمتّ تَمُوت، وفَضِل يَفْضُل، وحَضِر يَحْضُر. وذَهَب أَبو بَكر إِلَى أَنَّهَا مُتَرَكِّبة فَقَالَ: دُمْت تَدُوم كَقُلْت تَقُول، {ودِمْت} تَدَام كَخِفْت تَخَاف. ثمَّ تَرَكَّبَت اللُّغَتَان، فَظَنَّ قَوْم أَنّ تَدُوم على دِمْت، {وتَدَام على دُمْت ذَهاباً إِلَى الشُّذُوذ وإيثارًا لَهُ، والوجْهُ مَا تَقَدَّم من أَنّ تَدَام على دِمْت،} وتَدُوم على دُمْت. وَمَا ذَهَبوا إِلَيْهِ من تَشْذِيذ دِمْتَ تَدُوم أخفّ مِمَّا ذَهَبُوا إِلَيْهِ من تَسَوُّغِ دُمْت تَدَام إِذْ الأُولى ذاتُ نَظَائِر وَلم يُعْرفَ من هذِه الْأَخِيرَة إِلاَّ كُدْت تَكاد. وَتَرْكِيبُ اللُّغَتَين بابٌ واسعٌ كَقَنط يَقْنَط وَرَكَن يَرْكن، فيَحْمِله جُهَّالُ أَهْلِ اللُّغَة على الشُّذُوذ، وَبِهَذَا تَعْلم أَن قَولَ شَيْخِنا: كَلامُ المُصَنّف غَيرُ مُحَرَّر وَلَا جارٍ على قَواعِدِ أَئِمَّة التَّصْنِيف والتَّصْرِيف. انْتهى. غَيْرُ سَدِيد، فَتَأَمّل.
( {وَأَدامَه) } إِدامةً ( {واسْتَدَامَه و) كذلِكّ (} دَاوَمَه) إِذا (تَأَنَّى فِيهِ) ، وَهُوَ مجَاز، (أَو طَلَب {دَوامَه) ، وَأنْشد الجوهريّ للمَجْنوُن:
(وَإِنِّي عَلَى لَيْلى لَزارٍ وَإنَّنِي ... على ذَاك فِيمَا بَيْنَنا} أَسْتَدِيمُها)

وأنشَدَ اللَّيْثُ لِقَيْسِ بنِ زُهَير:
(فَلا تَعْجَل بِأَمْرِك {واستَدِمْه ... فَمَا صَلَّى عَصَاكَ} كَمُسْتَدِيم)
أَي مَا أَحْكَم أمرهَا كالمُتَأَنِّي.
وَقَالَ شَمِر: {المُسْتَدِيم المُبالغِ فِي الأَمْر،} والمُداوَمَة على الأَمر: المُواظَبَة عَلَيْهِ، ومَنْ طلب {الدّوامَ} اسْتَدَامَ اللهُ نِعْمَتُه.
( {والدَّيُّوم) : الدَّائِم مِنْه، كَمَا قَالُوا: قَيُّوم.
(} والدَّوْمُ: الدَّائِم) من دَامَ الشَّيءُ يَدُومُ إِذا طَالَ زَمانُه، أ (و) من (دَامَ) الشَّيءُ إِذا (سَكَن، وَمِنْه: الماءُ! الدَّائِم) ، والظّلّ الدَّائِم، وَصَفُوهُما بالمَصْدَر، وَهُوَ مَجاز. وَمِنْه الحَدِيث: " نَهَى أَن يُبالَ فِي المَاءِ الدَّائِم، ثمَّ يُتَوضَّأ مِنْهُ " وَهُوَ المَاءُ الرَّاكِد السَّاكِن، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لِلَقِيْط بنِ زُرَارَةَ فِي يَوْم جَبَلَةَ:
(يَا قَومِ قد أَحْقْتُمُونِي باللَّومِ ... )

(وَلم أُقاتِلْ عامِرًا قبلَ اليَوْم ... ) (شَتّانَ هذَا والعِناقُ والنَّوْم ... )

(والمَشْرُب البارِدُ والظِّلُّ {الدَّوْم ... )

(و) } دَامَت (الدَّلْو) {دَوْمًا: (امتَلأَت) ، روعي فِيهِ المَاء الدَّائِم، (} وأَدَمْتُها) {إدامةً: مَلأْتُها.
(} والدِّيمَةُ، بالكَسْر: مَطَرٌ {يَدُوم) أَي: يَطُولُ زَمانُه (فِي سُكُون) ، ونَقَلَ الجَوْهَريُّ عَن أَبِي زَيْد: هُوَ المَطَر (بِلاَ رَعْدٍ وَبَرْق) ، زَاد خالِدُ ابنُ جَنْبَةَ: يَدُومُ يَومُه، (أَو يَدُوم خَمْسَةَ أيَّام أَو سِتَّةَ) أَيَّام (أَو سَبْعَةَ) أيّام (أَو يَوْمًا ولَيْلَةً) أَو أَكْثَر، كُلُّ ذلِك فِي المُحْكم، (أَو أَقَلُّه ثُلُثُ النَّهار، أَو) ثُلُث (اللَّيل، وَأَكْثَرْ مَا بَلَغَت) كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب: مَا بَلَغ أَي: من الْعدة، قَالَ لبيد:
(باتَتْ وَأَسْبَلَ واكِفٌ من} دِيمَةٍ ... يَرْوِي الخَمائِلَ {دَائِمًا تَسْجامُها)

وَقَالَ غَيره:
(دِيمَةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَّقَ الأَرضَ تَحَرَّى وتَدُرُّ)

(ج:} دِيَمٌ) كَقِرْبَة وقِرَب، غُيِّرت الوَاوُ فِي الجَمْع لتَغَيُّرِها فِي الوَاحِد، وَقَالَ ابنُ جِنّي: وَمن التَّدْرِيج فِي اللُّغَة قَولُهم: دِيمَةٌ. ورُوِي عَن أبي العَمَيْثَل أنّه قَالَ: {دِيمَةٌ (} ودُيومٌ) بالضّمّ فِي الجَمْع " (وَمَا زَالَت السَّماء {دَوْمًا دَوْمًا} ودَيْمًا دَيْمًا) ، وَهَذِه نقَلَها أَو حَنِيفة عَن الفَرَّاء. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَأَرَى الياءَ على المُعاقَبَة على الخِفّة أَي: ( {دائِمَة المَطَر. و) حَكَى بَعْضُهم: (} دَامَت السَّماءُ {تَدِيمُ} دَيْمًا) . قَالَ ابنُ سِيدَه: فَإِن صَحَّ هذَا الفِعْل اعتدّ بِهِ فِي الْيَاء، ( {ودَوَّمَت} ودَيَّمَت) .
وَقَالَ ابنُ جِنِّي: هُوَ من الوَاوِ لاجْتِماع العَرَب طُرًّا على الدَّوَام، وَهُوَ {أَدْوَم من كَذَا، ثمَّ قَالُوا: وَقد تَجاوَزُوا لَمَّا كَثُر وشَاعَ إِلَى أَنْ قَالُوا: "} دَوَّمَت السَّماءُ، {ودَيَّمَت السَّماء، فَأَمّا دَوَّمت فَعَلَى القِياس، وَأما} دَيَّمَت فلاِسْتِمْرار القَلْب فِي دِيمَة {ودِيَم. وَأَنْشَدَ أَبو زَيْد:
(هُوَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَل ... إِنْ} دَيَّمُوا جَادَ وَإِن جَادُوا وَبَل)

ويُرْوَى: {دَوَّمُوا. وَهَذَا فِي مَدْح فَرَس كَمَا فِي كِتاب النَّبَات للدِّينَورِي وكِتابِ الخَيْل لابنِ الكَلْبِيّ وَقد جَعَله الجوهَرِيُّ فِي مَدْح رَجُل يَصِفه بالسّخاء، والصَّوابُ مَا ذكرنَا، والبَيْت لجَهْم ابنِ سَبَل.
(و) كذلِك (} أَدامَت) السَّماءُ أَي: أَمْطَرَتِ دِيمَة، الأَخِيرَة نَقَلَها الزَّمَخْشَرِيّ. (وأرضٌ {مُدِيمَةٌ)
كَمُخِيفَة} ومُدَيَّمة، كَمُعَظَّمة: أصابَتْها الدِّيَم، وَأصْلُها الْوَاو. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَأرَى اليَاءَ معاقبة. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
(رَبِيبَةَ رَمْلٍ دافَعَتْ فِي حُقُوفِه ... رَخَاخَ الثَّرَى والأُقْحُوَانَ {المُدَيَّمَا)

(} والمُدَامُ) بالضّمّ: (المَطَرُ الدَّائِم) ، عَن ابْن جِنِّي (و) أَيْضا: (الخَمْر، {كالمُدامَةِ) ، سُمِّيت بذلك (لِأَنَّهُ لَيْس شَرابٌ يُسْتَطاع} إِدامَةُ شُرْبه إِلاّ هِيَ) . وَفِي الأساس: " لِأَن شُرْبها {يُدَام أَيَّامًا دُونَ سائِر الأَشْرِبَة ". وَفِي المُحْكَم: وَقيل:} لإدَامَتِها فِي الدّنّ زَماناً حَتَّى سَكَنْت بعد مَا فَارَت. وَقيل: سُمِّيَت! مُدامةً إِذا كَانَت لاَ تَنْزِف من كَثْرَتِها، وَقيل لِعِتْقِها. ( {والدَّأْماءُ: البَحْر) } لِدَوَام مَائِه، (أصلُه {دَوَماء مُحَرَّكَة، أَو) } دَوْماء (مُسَكَّنَة، وَعَلى هَذَا إِعلالُه شَاذٌّ) ، وَقد دَامَ البَحْرُ يَدُومُ: سَكَن. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(فجَاء بهَا مَا شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ ... تَدُومُ البِحارُ فَوْقهَا وتَمُوجُ)

( {والدَّيْمُومُ) } والدَّيْمُومَة: الفَلاةَ {يَدُومُ السَّيرُ فِيهَا لبُعْدِها، والجَمْعُ} الدَّيَامِيمُ، وَقد ذكر (فِي د م م) ؛ لِأَنَّهَا فَيْعُولَة من {دَمَمْت القِدرَ إِذا طَلَيْتَها بالرّماد أَي: أنّها مُشْتَبهة لَا عِلْمَ بهَا لسالِكِها. وَذهب أَبُو عَلِيّ إِلَى أَنَّهَا من الدَّوَام، فعلى هَذَا مَحَلّ ذِكْرِها هُنَا، وأوردَه الجَوْهَرِيّ فِي د ي م، وسَيَأْتِي القَوْلُ عَلَيْهِ.
(} ودَوَّمَت الكِلابُ: أَمعَنَت فِي السَّيْر) . ونَصّ الصّحاح. وَقَالَ بَعضُهم: {تَدْوِيم الْكَلْب: إِمْعانُه فِي الهَرَب. انْتهى. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(حَتَّى إِذا} دَوَّمَت فِي الأَرضِ راجَعَهُ ... كِبْرٌ وَلَو شَاءَ نَجَّى نَفسَه الهَرَبُ)
أَي: أمعنَت فِيهِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: {أَدامَتْه، والمَعْنَيان مُتَقارِبَان. وَقَالَ اْبنُ بَرِّيّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: دَوَّمَتْ خَطَأ مِنْهُ، وَلَا يكون} التَّدْوِيم إِلَّا فِي السَّماء دون الأَرْض. وَقَالَ الأَخْفَشُ، واْبنُ الأَعرابي: دَوَّمَت: أَبْعَدَت، وَأَصْلُه من دَامَ يَدُومُ، والضَّمِير فِي {دَوَّم يَعُودُ على الكِلاب. وَقَالَ علِيُّ بنُ حَمْزة: لَو كَانَ التَّدْوِيم لَا يَكُون إِلَّا فِي السّماء لم يَجُزْ أَن يُقالَ: بِهِ} دُوَامٌ، كَمَا يُقال: بِهِ دُوَارٌ. وَمَا قَالُوا:! دُومَةُ الجَنْدل، وَهِي مُجْتَمِعَة مُسْتَدِيرة. وَفِي التَّهْذِيب فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّة: " حَتَّى إِذا {دَوَّمَت ... . "
قَالَ يصف ثَوراً وَحْشِيًّا، ويُرِيد بِهِ الشَّمس، وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقول: دَوَّت} فَدَوَّمَت استِكْرَاه مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: ذَكَر الأَصْمَعِيّ أنّ {التَّدوِيمَ لَا يكون إِلَّا من الطَّائِر فِي السّماء، وَعَابَ على ذِي الرُّمَّة موضِعَه، وَقد قَالَ رؤبة:
(تَيْماء لَا يَنْجُو بهَا من} دَوَّما ... )

(إِذا عَلاهَا ذُو انْقِباضٍ أَجْذَما ... )

أَي: أسْرع.
(و) {دَوَّمَت (الشَّمْسُ) أَي: (دارَت فِي) كَبِد (السَّماء) ، وَهُوَ مجَاز. وَفِي التَّهذِيب: والشَّمْسُ لَهَا} تَدْوِيم كأنَّها تَدُور، وَمِنْه اشْتُقَّت {دَوَّامَة الصَّبِيّ، وأنشَدَ الجوهَرِيُّ لذِي الرُّمَّة:
(مُعْرَوْرِياً رَمَض الرَّضْراضِ يَرْكُضُه ... والشَّمسُ حَيْرَى لَهَا فِي الجو تَدْوِيمُ)

كأنّها لَا تَمْضِي أَي: قد رَكِب حَرّ الرَّضْراض. ويركُضُه: يَضْربه بِرِجْله، وَكَذَا يفعل الجُنْدَبُ. " وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: مَعْنَى قولِهِ: " والشَّمْسُ حَيْرى ": تَقِف الشَّمسُ بالهاجِرَة عَن المَسِير مِقدار سِتِّين فَرْسَخاً تَدور على مَكَانهَا. وَيُقَال: تَحَيَّر المَاءُ فِي الرَّوْضَة: إِذا لم تَكُن لَهُ جِهَة يَمْضِي فِيهَا فَيَقُول: كَأَنَّها مُتَحَيِّرة لدَوَرَانها، قَالَ:} والتَّدْوِيم: الدَّوَرَان ".
(و) دَوَّمَت (عَينُه) : إِذا (دَارَت حَدَقَتها كَأَنَّها فِي فَلكة) ، عَن اْبنِ الأعرابيّ، وأنشدَ بيتَ رُؤْبَة:
(تَيْماءَ لَا يَنْجُو بهَا من دَوَّما ... ) (و) {دَوَّم (المَرَقَةَ: أكثَر فِيهَا الإِهالَة حَتَّى تَدُور فَوقَها) .
(و) من المَجَاز: دَوَّم (الشيءَ) إِذا (بَلَّه) ، نقلَه الجَوْهَرِيّ، وَأَنْشَد لاْبنِ أَحْمر:
(هَذَا الثَّناءُ وَأَجدِرْ أَنْ أُصاحِبَه ... وَقد} يُدَوِّم رِيقَ الطَّامِعِ الأَمَلُ)

أَي: يبله، قَالَ اْبنُ بَرّيّ: يَقُول هَذَا ثَنائِي على النُّعْمان بنِ بَشِير، وأَجْدِر أَن أُصاحِبَه وَلَا أُفارِقَه، وَأَمَلي لَهُ يُبْقِي ثنائي عَلَيْهِ، {وَيُدَوِّم ريقي فِي فَمِي بالثَّناء عَلَيْهِ.
(و) دَوَّمَ (الزَّعْفرانَ) إِذا (دَافَه) ، نَقَله الجوهَرِيُّ، وَهُوَ مجَاز. وَفِي الأَساس: أذابَه فِي المَاء وَأَدَارَه فِيهِ. وَقَالَ اللّيثُ: تَدْوِيمُ الزَّعْفران: دَوْفُه وإدارَتُه فِيهِ، وَأنْشد:
(وَهُنَّ يَدُفْن الزَّعفرانَ} المُدَوَّمَا ... )

(و) دَوَّمَ (القِدْرَ: نَضَحَها بالماءِ البَارِد) ، وَذَلِكَ إِذا غَلَت (لِيَسْكُن غَلَيانُها) ، {كَأَدامَها} إدامَةً، وَقَالَ اللِّحياني: {الإِدَامَةُ: أَن تَتْرُكَ القِدْرَ على الأَثافيّ بعد الفَراغ لَا يُنْزِلُها وَلَا يُوقِدُها. (أَو) } دَوَّمها: (كَسَر غَلَيانها بِشَيْء) وَسَكَّنه، قَالَ الشَّاعِر:
(تَفُور علينا قِدْرُهم {فنُدِيمُها ... وَنَفْثَؤُها عنّا إِذا حَمْيَها غَلاَ)

وَقَالَ جَرِير:
(سَعَرْتُ عليكَ الحَرْبَ تَغْلِي قُدورُها ... فهَلاَّ غَداةَ الصِّمَّتَيْنِ} تُدِيمُها)

(و) من الْمجَاز: دَوَّم (الطَّائرُ) إِذا (حَلَّق فِي الهَواءِ) كَمَا فِي العَيْن، زَاد الجَوْهَرِيّ: وَهُوَ دَوَرَانه فِي طَيَرانه ليَرْتَفعِ إِلَى السَّمَاء ( {كاْسْتَدَام) . قَالَ جَوَّاس:
(بِيَوْمٍ تَرَى الرَّاياتِ فِيهِ كَأَنَّها ... عَوافِي طُيُورٍ} مُسْتَدِيم وواقِع)

(أَو) دَوَّم: إِذا تَحَرَّك فِي طَيَرانه، أَو (طَارَ فَلم يُحَرِّك جَنَاحَيْه) كَطَيران الحِدَأ والرَّخَم، وَقيل: هُوَ أَن {يَدُوم ويَحُومَ، قَالَ الفارِسِيُّ: وَقد اختَلَفُوا فِي الفَرْق بَيْن} التَّدْوِيم والتَّدْوِيَة، فَقَالَ بَعْضُهم: التَّدْوِيمُ فِي السَّماء، والتَّدْوِيَةُ فِي الأَرْض. وَقيل بِعَكْس ذلِك، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح.
( {والدُّوَّامةَ، كَرُمَّانة) : الفَلْكَة (الَّتِي يَلْعَب بهَا الصِّبْيان) يَرمُونَها بالخَيْط (فتُدارُ) ، قيل اشتِقاقُها من التَّدْوِيم فِي الأَرْض كَمَا تَقَدَّم. وَقيل: إِنما سُمِّيت من قَوْلهم:} دَوَّمْتُ القِدْرَ إِذا سَكَّنتَ غَليانَها بِالْمَاءِ؛ لأَنّها من سُرْعة دَورانِها كَأَنَّها قد سَكَنتْ وَهَدَأَت، نَقله الجوهَرِيّ، (ج: {دُوَّام وَقد} دَوَّمتُها) {تَدْوِيماً أَي: لَعِبتُ بهَا.
(و) } المِدْوَم {والمِدْوَام (كَمِنْبَر ومِحْراب: عُودٌ) أَو غَيره (يُسَكَّنُ بِهِ غَلَيان القِدْرِ) ، عَن اللّحياني.
(} واسْتَدَام) الرَّجلُ (غَرِيمَه: رَفَق بِه كاستَدْمَاه) مَقْلُوب مِنْهُ. قَالَ اْبنُ سِيدَه: وإِنَّما قَضَيْنا بأَنَّه مَقْلُوب لأنَّا لم نَجِد لَهُ مَصْدَراً، واستَدْمَى مَوَدَّتَه: تَرقَّبَها من ذلِك، وَإِن لم يَقُولوا فِيهِ {اسْتَدَام، قَالَ كُثَيِّر:
(وَمَا زِلْتُ أَسْتَدْمِي وَمَا طَرَّ شارِبِي ... وِصالَكِ حَتَّى ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُها)

(} والدَّوْمُ: شَجَر) مَعْروف، ثَمَرُه (المُقْل) ، وَاحِدَته! دَوْمَة. قَالَ أَبُو حَنِيفةَ: الدجَوْمَة تَعبُل وتَسْمُو، وَلها خُوصٌ كَخُوصِ النَّخْل، وتُخرِج أَقْناءً كَأَقْناءِ النَّخْلَة. قَالَ: (و) ذَكَر أَبُو زِيادٍ الأَعرابِيّ أَنَّ من العَرَب من يُسَمِّي (النَّبْق) دَوْماً، قَالَ: وَقَالَ عُمارَة: {الدَّوْم: العِظامُ من السَّدْرِ، (و) قَالَ اْبنُ الأعرابيّ: الدُّوْم: (ضِخامُ الشَّجَر مَا كَانَ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(زَجَرْنا الهِرَّ تَحْت ظِلالِ} دَوْمٍ ونَقَّبْنَ العَوارِضَ بالعُيُونِ)

( {ودُومَةُ الجَنْدل، وَيُقَال:} دُومَاءُ الجَنْدل، كِلاهُما بالضَّمّ) . قُلتُ: فِي هَذَا السِّياق قُصورٌ بالِغٌ. أَمَّا أَوَّلاً فاقْتِصَارُه على الضَّمّ، والجَوْهَرِيُّ نَقَل فِيهِ الوَجْهَيْن قَالَ: " فَأَصْحابُ اللُّغَة يَقُولُونَه بِضَمِّ الدَّال، وَأَصْحابُ الحَدِيثِ يَفْتَحُونَها، وأنشَدَ لِلَبِيدٍ يَصِف بَناتِ الدَّهْر:
(وأَعْصَفْن {بالدُّومِيّ من رَأس حِصْنِه ... وَأَنْزَلْن بالأَسْباب رَبَّ المُشَقَّرِ)

يَعْني أُكَيْدِرَ صَاحب} دُومَةِ الجَنْدَل. يُقَال فِيهِ بالضَّمّ وبالفَتْح، ومثلُه قَولُ اْبنِ الأَثِير: فَإِنَّهُ قَالَ: وَرَدَ ذِكرُها فِي الحَدِيث، وتُضَمُّ دَالُها وتُفْتَح. قُلتُ: وكأنّه ذَهَب إِلَى قولِ بعضٍ مِنْ تخطئة الْفَتْح، وَفِيه نظر. وَثَانِيا فَإِنَّهُ لم يُبَيّن هَذَا، هَل هُوَ مَوْضِع أَو حِصْن، فَفِي الصّحاح: اسمُ حِصْن. وَقَالَ اْبنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِع. وَقَالَ أَبُو سَعِيد الضَّرِير: دومة الجندل فِي غَائِط من الأَرْض خَمْسَة فراسخ، وَمن قبل مغربه عين تَثُجّ فتَسْقِي مَا بِهِ من النَّخْل والزَّرع. ودومةُ: ضاحِيَة بَيْن غَائِطها هَذَا، واْسم حِصْنها مارِد، وسُمِّيَت بذلِكَ لأَن حِصْنَها مَبْنِيّ بالجَنْدل. وَقَالَ غيرُه: هُوَ مَوْضِع فاصِل بَين الشَّام والعِراق على سَبْع مَراحِل من دِمَشْق، وَقيل: فاصِلٌ بَيْنَ الشَّام والمَدِينَة قُربَ تَبُوك.
(! ودَوْمانُ بنُ بَكِيل بنِ جُشَم) بنِ خَيْران بنِ نَوْف (أَبُو قَبِيلَة من هَمْدَان) ، أعقب من حمير وزِنْباع وَمُعَاوِيَة وصعب، الأَوليان بطْنَان.
( {ودَوْمُ بنُ حِمْيَر بنِ سَبَأ) بن يَشْجُب اْبنِ يَعْرُب بنِ قَحْطان لم أَرَه عِنْد النَّسَّابة.
(} والدُّومِيُّ، بالضَّم كَرُومِيّ) : هُوَ (اْبنُ قَيْس بنِ ذُهَل) الكَلْبِيّ، (صَحابِيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ، ذكره اْبنُ مَاكُولا عَن جَمْهَرة النَّسَب.
( {والدَّامُ: ع) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّوابُ:} وَأدامِ: مَوْضِع، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم، وأنشَدَ لأبي المُثَلَّم:
(لقد أُجْرِي لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ ... وساقَتْه المَنِيَّةُ مِن {أَدامَا)

قَالَ اْبنُ جِنّي: يَكونُ أَفْعَل من دَامَ يَدُوم، فَلَا يُصْرَف كَمَا لَا يُصْرَف أَخْزَم وأحمر، وَأَصْلُه على هَذَا} أَدْوَم. وَقد يكون من " د م ي "، وسيَأْتي ذِكْرهُ أَيْضا. قلت: البَيتُ المَذْكور ذُكِر من قَصِيدةٍ لِصَخْر الغَيّ الْهُذلِيّ، وَقَالَ الأصمَعِيُّ: هُوَ بَلَد، وَقيل: وَادٍ. وَقَالَ اْبنُ حَازِم: هُوَ من أَشْهَر أَوْدِيَة مَكَّة، وذَكَرْتُهُ فِي أَدَم أَيْضا.
( {ويَدُومُ) كَيَقُول: (جَبَل) ، قَالَ الرَّاعِي:
(وَفِي} يَدُومَ إِذا اغبَرَّت مَناكِبُه ... وذِرْوَةُ الكَوْر عَن مَرْوانَ مُعْتَزِل)

(أَو وَادٍ) ، وَبِه فُسِّر البَيْت أَيضاً.
(وذُويَدُوم: ة بِالْيمن) من أَعْمال مِخْلاف سِنْجان، قَالَه ياقوت، (أَو نَهْر) من بِلاَدِ مُزَيْنَةَ يَدْفَعُ بالعَقِيقِ، قَالَ كُثَيِّر عَزَّةَ: (عَرفْتُ الدَّارَ قد أَقْوَت بِرِئْم ... إِلَى لأَيٍ فَمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ)

(و) من الْمجَاز: ( {الدُّوَام، كَغُرَاب: دُوَار) يَعْرِض (فِي الرَّأْس) . يُقَال: بِهِ} دُوامٌ كَمَا يُقال دُوارٌ، قَالَه الأصمَعِيُّ، وَفِي حَدِيث عَائِشَة: " أَنَّها كَانَت تَصِف من الدُّوامِ سَبْعَ تَمْراتٍ من عَجْوةٍ فِي سَبْعِ غَدَواتٍ على الرِّيْقِ ".
( {والمُدِيمُ، كَمُقِيم: الرَّاعِفُ) ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
(} والدَّوْمَةُ: الخُصْيَة) على التَّشْبِيه بثَمَر {الدَّوْم.
(و) } دَوْمةُ: اسْم (امْرأَةِ خَمَّارَة) .
( {والدَّوَمان) بالتَّحْرِيك: (حَوَمانُ الطَّائِرِ) حَوْلَ الماءِ، وَهُوَ مجَاز
(} والإدامَةُ: تَنْقِيرُ السَّهْمِ على الإِبْهام) ، وَأنْشد أَبُو الهَيْثم للكُمَيْت:
(فاستَلَّ أَهْزَع حَنَّاناً يُعَلِّلُه ... عِنْد {الإدامةِ حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُ)

(و) الإدامَةُ: (إِبقاءُ القِدْرِ على الأُثْفِيَّةِ بعد الفَراغِ) لَا يُنْزِلُها وَلَا يُوقِدُها، عَن اللّحياني، وَقد تَقدَّم عِنْد قَوْله} كأَدامَها.
( {ومَدامَةُ، بالفَتْح: ع) ، كَانَ فِي الأصْل} مَدْوَمَة، وَهُوَ مَوْضِع الدَّوْم سُمّي بِهِ لِذلِكَ، وَهُوَ نَادِر.
( {وَتَدوَّم) } تَدَوُّماً: (انْتَظَر) ، قَالَه الجوهَرِيّ، وَأَنْشَد الأَحْمَرُ فِي نَعْتِ الخَيْل:
(فَهُنَّ يُعْلُكْن حَدَائِدَاتِها ... )

(جُنْح النَّواصِي نَحْو أَلْوِيَاتِها ... )

(كالطّير تَبْقِي {مُتَدوِّماتِهَا ... )

وَفِي بَعْض النُّسخ:} مُتَداوِمَاتِها. قَولُه: {مُتَدَاوِمَات أَي: مُنْتَظِرات. وَقيل: دَائِرات، عافِيَات على شَيْء.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
} اسْتَدَام: انْتَظَر وتَرقَّب عَن شَمِر وَأَنْشَد اْبنُ خَالَوَيْه:
(تَرَى الشُّعَراءَ مِنْ صَعِقٍ مُصابٍ ... بِصَكَّتِه وآخَرَ مُسْتَدِيمِ)
واسْتَدامَ بِمَعْنى دَامَ. يُقَال: عِزٌّ مُسْتَدَام أَي: دائِمٌ. والمُسْتَدِيم: المُبالِغ فِي الْأَمر عَن شَمِر. وَيُقَال: دِيمَةُ ودِيِمٌ، وَأنْشد شَمِر للأَغْلَب:
(فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيمِ ... بِصَكَّتِه وآخَرَ {مُسْتَدِيمِ)

} واسْتَدامَ بِمَعْنى دَامَ. يُقَال: عِزٌّ {مُسْتَدَام أَي: دائِمٌ.} والمُسْتَدِيم: المُبالِغ فِي الْأَمر عَن شَمِر. وَيُقَال: دِيمَةٌ ودِيَمٌ، وَأنْشد شَمِر للأَغْلَب:
(فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ {كالدِّيم ... لَا تَتَأَنَّى حَذَرَ الكُلُومِ)

وَأَرْض} مُدَيَّمَة، كَمُعَظَّمة: أصابَتْها الدِّيَم.
وَفِي الحَدِيثِ: " كَانَ عَملُه {دِيمَةٌ " شُبِّه} بالدِّيمَةِ من المَطَرِ فِي {الدَّوامِ والاقْتِصاد.
وفِتَنٌ} دِيَمٌ أَي: تَمْلأُ الأرضَ مَعَ {دَوامٍ.
} والتَّدْوِيمُ: التَّدْوِير.
{ودَوَّمُوا العَمائِمَ " أَي: دَوَّرُها حَوْل رُءُوسِهم.
وَقَالَ أَبُو بَكْر:} الدَّائِمُ من حُرُوفِ الأَضْداد، يُقَال للسَّاكِن {دَائِم،، وللْمُتَحَرّك دَائِم.
} ودُوَّامةُ البَحْر، كَرُمَّانة: وَسَطهُ الَّذِي تَدُوم عَلَيْهِ الأَمواجُ.
وَقَالَ اْبنُ الأَعرابيّ: دَامَ الشيءُ إِذا دَارَ. {ودام إِذا وَقَف. ودَامَ إِذا تَعِب.} ودِيَم بِهِ، {وأُدِيم بِهِ: أَخَذَه الدُّوَارُ فِي الرَّأْس، زَاد الزَّمَخْشَرِيّ:} واستُدِيم كَذَلِك، وَهُوَ مَجَاز. {ودَوَّمَتِ الخَمْرُ شارِبَها إِذا سَكِر فَدارَ، عَن الأَصْمَعِيّ، وَهُوَ مجَاز. ومرقة} دَاوِمَة نَادِر؛ لِأَن حَقَّ الواوِ فِي هَذَا أَن تُقْلَب هَمْزة.
وَقَالَ الفَرّاء:! التَّدْوِيمُ: أَن يَلُوكَ لِسانَه لِئَلَّا يَيْبَس رِيقُه. وَأنْشد لِذِي الرُّمَّة يَصِف بَعِيراً يَهْدِر فِي شِقْشِقَتِه:
( {دَوَّم فِيهَا رِزُّه وَأَرعَدَا ... )

كَمَا فِي الصّحاح: وَقَالَ اْبنُ كَيْسان: أما مَا دَامَ فَمَا وَقْتٌ تَقول: قُمْ مَا دَامَ زَيْدٌ قَائِما، تُرِيد قُم مُدَّةَ قِيامه، ومَعْناه الدَّوام؛ لِأَن " مَا " اسمٌ مَوْصُولٌ} بدَامَ، وَلَا يُسْتَعْمل إِلَّا ظَرْفاً كَمَا تُسْتَعْمل المَصادِرُ ظُروفاً. تَقول: لَا أَجْلِس مَا {دُمْتَ قَائِماً أَي: دَوامَ قِيامِك، كَمَا تَقُول: وَردتُ مَقْدَم الحَاجّ. وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْها قَالَت لليَهُودِ: " عَلَيْكُم السَّامُ} الدَّامُ " أَي: المَوْتُ الدَّائِم، فَحُذِفَت اليَاءُ لأَجْل السام.
{ودَوْمِين، بِفَتْح الدَّال وكَسْرِ المِيم: قَرْيَة قُرْبَ حِمْص.
وطُيورٌ} مُتَداوِمَات: حُلَّق، وَبِه رُوِي قَوْلُ الأَحْمر أَيْضا.
ووادي {الدَّوْم، بالفَتْح: مَوْضِع.
} ودُومَةُ، بالضَّم: مَوْضِع من عَيْن التَّمر من فُتوحِ خالدِ بنِ الوَلِيد، وَهِي الَّتِي ذَكَرها السُّهَيْلِيُّ فِي الروضِ نَقْلاً عَن البَكْرّي أَنَّهَا عِنْد الكُوفَة والحِيرَة.
وَقَالَ اْبنُ خِلّكان: {دُومَةُ: قَرْية بِبابِ دِمَشْقَ بالقُرْب من حَرَسْتَا. قُلتُ: وَمِنْهَا عبدُ اللهِ بنُ عبد الرَّحْمن الدُّوميّ، سَمِع مِنْهُ إبراهيمُ بنُ نَافِع، ومفلحُ بنُ أَحْمد} الدُّومي شيخ لابنِ طَبَرْزَد وَابْنه مُنَجِع، روى عَنهُ اْبنُ الْأَخْضَر، وابنُه مُصلِح حَدَّث أَيْضا وإِبراهيمُ بن الغَالِب الدُّومِيّ عَن التَّاج عَبْدِ الوهّاب بن عَليّ السُّبْكِيّ.
{ودِيَمى، بِالْكَسْرِ: قَرْيَتَانِ بمِصْر.
والحافِظُ فَخرُ الدّين أَبُو عَمْروٍ عُثمانُ بنُ مُحَمَّد} الدِّيمي، عَن الْحَافِظ بن حجر وَغَيره. وَقد ألّفتُ فِي أسماءِ شُيوخِه ومَنْ أَخذ عَنهُ رِسالةً مُسْتَقِلّة، وَلَقَد أبدع الحافِظُ السّيوطيّ حَيْثُ قَالَ:
(قل للسَّخاوِيّ إِن تَعْرُوك مُعضِلَةٌ ... عِلمِي كَبَحْرٍ من الأمواجِ مُلْتَطِمِ)

(والحافظ الدِّيمِيّ غَيْث الغَمام فخُذ ... غَرْفاً من البَحْر أَو رَشْفاً من {الدِّيَمِ)

وَقَالَ كُراع:} استَدام الرجلُ إِذا طَأطأَ رأسَه يَقْطُر مِنْهُ الدَّم، مقلوب عَن {استَدْمى.
} ومَدُوَم، كَمَقْعد: حِصْن بِالْيمن، بِهِ قَبْر السّيّد الإِمَام أحمدَ بنِ مُحَمَّد المَهْدَوِيّ.
(دوم) : داَمت الدَّلْوُ: امَتَلأَتْ، وأَدَمْتُها أَنا.

نضج

[نضج] نَضِجَ الثَمَرُ واللحمُ نُضْجاً ونَضْجاً، أي أدركَ فهو نَضيج وناضِج. وأنْضَجْتُهُ أنا. ورجلٌ نَضيجُ الرأي: مُحْكَمُهُ. ونَضَّجَتِ الناقةُ بولَدِها، إذا جازت السنةَ ولم تُنْتَجْ. قال حميد بن ثَوْرٍ: وصَهْباَء منها كالسَفينة نَضَّجَتْ به الحَمْلَ حتَّى زادَ شهراً عَديدُها فهي منضج، ونوق منضجات. وقال : هو ابن منضجات كن قدما يزدن على العديد قراب شهر

نضج: نَضِجَ اللحمُ قَدِيداً وشِواءً، والعِنبُ والتَّمْرُ والثَمَرُ

يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً أَي أَدرَكَ.

والنُّضْجُ: الاسم. يقال: جادَ نُضْجُ هذا اللحمِ، وقد أَنْضَجَه

الطاهِي وأَنْضَجَه إِبّانُه، فهو مُنْضَجٌ ونَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنْضَجْتُه

أَنا، والجمع نِضاجٌ؛ قال النَّمِر يصف الدَّجاج:

ولا يَنْفَعْنَني إِلاّ نِضاجا

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فترك صِبْيَةً صِغاراً ما يُنْضِجُون

كُراعاً أَي ما يَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم وصِغَرِهم؛ يعني لا يَكْفُون

أَنفُسَهم خدمةَ ما يأْكُلونه فكيف غيره؟ وفي رواية: ما تَسْتَنْضِجُ كُراعاً؛

والكُراع: يَدُ الشاةِ. ومنه حديث لقمان: قريبٌ من نَضِيج، بَعيدٌ من

نِيءٍ؛ النضِيجُ: المَطْبُوخ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول، أَراد أَنه يأْخُذُ ما

طُبخ لأِلْفِه المنزلَ وطُول مُكْثِه في الحيّ، وأَنه لا يأْكل النِّيء

كما يأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عن إِنضاج ما اتَّخذَ، وكما يأْكل مَن

غزا واصطاد.

قال ابن سيده: واستعمل أَبو حنيفة الإِنْضاج في البَرْد في كتابه

المَوْسوم بالنبات: المَهْروء الذي قد أَنضَجه البَرْدُ، قال: وهذا غريب إِذ

الإِنضاج إِنما يكون في الحرّ، فاستعمله هو في البردِ.

ورجل نَضِيجُ الرأْي: مُحْكَمُه، على المَثَلِ. وفلان لا يُنْضِجُ

الكُراعَ أَي أَنه ضَعيفٌ لا غَناءَ عنده. ونَضِجَت الناقةُ بولدها

ونَضَّجَتْه، وهي مُنَضِّجٌّ: جاوَزَت الحَقَّ بشهر ونحوه ولم تُنْتَج أَي زادَتْ

على وقتِ الولادة؛ قال حُميد بن ثور:

وصَهْباء منها كالسَّفينة، نَضَّجَتْ

به الحَمْلَ، حتى زادَ شَهْراً عَديدُها

ونوقٌ مُنَضِّجات؛ قال عُوَيف القَوافي يَصِف بعيراً له تأَخَّرتْ

ولادتُه عن حِينِه بشهر أَو قِراب شهر:

هو ابنُ مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً

يَزِدْن على العَدِيدِ، قِرابَ شهر

ولم يَكُ بابنِ كاشِفة الضَّواحِي،

كأَنَّ غُرُورَها أَعْشارُ قِدْر

والمُنَضِّجة: التي تأَخَّرَتْ وِلادتُها عن حِينِ الولادة شهراً، وهو

أَقْوَى للوَلدِ. والضَّواحي: النَّواحي من الجسد. وغُرورُ الجِلْدِ

وغيره: مَكاسِرُه، واحده غَرٌّ. الأَصمعي: إِذا حَمَلَت الناقةُ فجازَت

السَّنَةَ من يومَ لَقِحَتْ، قيل: أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ، وقد جازت الحَقَّ،

وحَقُّها الوقتُ الذي ضُرِبَتْ فيه، ويقال لها: مِدْراج ومُنْضِجٌ؛ وأَنشد

المبرد للطرماح:

أَنْضَجَتْه عشرينَ يَوماً ونِيلَتْ،

حينَ نِيلَتْ، يَعارَةً في العِراض

(* قوله «أَنضجته إلخ» هكذا في الأصل بتقديم هذا البيت على ما بعده،

والذي في الصحاح في مادة كرض وفي شرح القاموس في مادة يعر وكرض تقديم الثاني

على الأول.)

سوفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسَ سَبَنْدا

ةٌ، أَمارَتْ بالبَولِ ماءَ الكِراض

قال: أَنْضَجَتْه عشرين يوماً، إِنما يُريد بعدَ الحَولِ من يومَ

حَمَلتْ، فلا يَخرُجُ الوَلدُ إِلا مُحْكَماً؛ كما قال الحطيئة:

لأَدْماء منها كالسَّفينةِ، نَضَّجَتْ

به الحَولَ، حتى زادَ شهراً عَدِيدُها

(* قوله «لأدماء» الذي في الصحاح وصهباء.)

قال الأَزهري: ما ذُكِرَ في بيت الحُطَيئة من التنضيج هو كما فسره

المبرّد، وأَما بيت الطرماح فمعناه غيرُ ما ذهب إِليه، لأَنَّ معناه في بيته

صِفةُ الناقةِ نفسِها بالقُوَّة، لا قُوَّة وَلدِها؛ أَراد أَنَّ الفَحْلَ

ضَرَبَها يَعارةً لأَنها كانت نجِيبةً، فضَنَّ بها صاحبُها لنجابَتِها

عن ضِرابِ الفحلِ إِياها، فعارضها فحلٌ فضَرَبَها فأَرْتَجَتْ على مائِهِ

عشرين يوماً، ثم أَلْقَتْ ذلك الماءَ قبلَ أَن يُثقِلَها الحَمْلُ فَتذهب

مُنَّتُها، وروَى الرُّواةُ البيتَ: «أَضْمَرَتْه عشرين يوماً» لا

أَنْضَجَتْه، فإِن رُوِيَ أَنضَجته، فمعناه أَنَّ ماءَ الفَحلِ نَضِجَ في

رحِمِها في عشرين يوماً، ثم رَمَتْ به كما تَرْمِي بوَلَدِها التَّمامِ

الخَلْقِ وبَقِيَ لها مُنَّتُها؛ وقال الشماخ:

وأَشْعَث قد قدَّ السِّفارُ قَمِيصَه،

وحرّ السواء بالعصا غيرُ مُنْضِج

وقد استعمل ثعلب نَضَّجته في المرأَة؛ وقال في قوله:

تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاسِ،

فليس بِيَتْنٍ ولا تَوْأَم

يريد أَنها زادت على تسعة أَشهر حتى نَضَّجَتْه.

ونَضَّجَت الناقةُ بِلَبَنِها إِذا بلغت الغاية؛ قال ابن سيده: وأُراه

وَهَماً، إِنما هو نَضَّجَت بوَلَدِها.

نضج
نَضِجَ العِنَبُ والتَّمْرُ يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً. وأنْضَجَه إبّانهُ، وهو مُنْضَجٌ ونَضِيْجٌ. ورَجُلٌ نَضِيْجُ الرِّأْي: أي مُحْكَمُه.
ن ض ج: (نَضِجَ) الثَّمَرُ وَاللَّحْمُ بِالْكَسْرِ (نُضْجًا) بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا أَيْ أَدْرَكَ فَهُوَ (نَاضِجٌ) وَ (نَضِيجٌ) . وَرَجُلٌ نَضِيجُ الرَّأْيِ أَيْ مُحْكَمُهُ. 
ن ض ج : نَضِجَ اللَّحْمُ وَالْفَاكِهَةُ نَضَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ طَابَ أَكْلُهُ وَالِاسْمُ النُّضْجُ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحُهَا لُغَةٌ وَالْفَاعِلُ نَاضِجٌ وَنَضِيجٌ وَأَنْضَجْتُهُ بِالطَّبْخِ فَهُوَ مُنْضَجٌ وَنَضِيجٌ أَيْضًا. 
نضج
يقال: نَضَجَ اللَّحْمُ نُضْجاً ونَضْجاً: إذا أدْرَكَ شَيّه. قال تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها
[النساء/ 56] ، ومنه قيل:
ناقة مُنَضِّجَةٌ: إذا جاوزتْ بحَمْلها وقتَ وِلادَتِهَا، وقد نَضَّجَتْ، وفلان نَضِيجُ الرَّأْي: مُحْكَمُهُ.
(نضج) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "فتَركَ صِبْيَةً صِغارًا ما يُنْضِجون كُرَاعًا" .
- وفي روَاية: "ما تَسْتَضج كُرَاعا"
: أي لا يَكْفون أنفسَهُم خِدمَةَ مَا يأكُلُونَهُ، فكيف غَير ذلك؟ يُقالُ: هو نَضِيجُ الرأى: أي مُحْكمُهُ ومُدْرِكُه.
(نضج)
نضجا ونضجا ونضاجا أدْرك وطاب يُقَال نضج اللَّحْم ونضجت الْفَاكِهَة ونضج الطَّعَام وَيُقَال نضج الرَّأْي ونضج الْأَمر أحكم ونضجت الْحَامِل بِوَلَدِهَا جَاوَزت بِهِ وَقت الْولادَة فالطعام ناضج والفاكهة ناضجة وَهُوَ هِيَ نضيج
[نضج] نه: فيه: فترك صبية صغارًا "ما ينضجون" كراعا، أي ما يطبخون لعجزهم وصغرهم أي لا يكفون أنفسهم خدمة ما يأكلونه فكيف غيره! وروى: ما تستنضج كراعًا- وهو يد الشاة. ج: فلان لا ينضج كراعًا، أي لا كفاية فيه ولا غناء. نه: ومنه ح: قريب من "نضيج" بعيد من نيء، هو فعيل بمعنى مفعول أي مطبوخ، أراد أنه يأخذ ما طبخ لإلفه لمنزل وطول مكثه في الحي وأنه لا يأكل النيء كما يأكل من أعجله الأمر عن إنضاج ما اتخذ وكما يأكل من غزا واصطاد. غ: وهم يمدحون بذلك.
ن ض ج
نضج اللحم والتمر. وهذا إبان نضج العنب. وهو نضيج ومنضج، وقد أنضجته.

ومن المجاز: هو نضيج الرأي. وأمر منضج، وأنضج رأيك، وهو لا يستنضج كراعاً. ونضّجت النّاقة الحمل: جاوزت به وقت الولادة. قال الحطيئة:

وصهباء منها كالسفينة نضّجت ... بها الحمل حتى زاد شهراً عديدها

وقال آخر:

هو ابن منضّجاتٍ كنّ قدماً ... يزدن على العديد قراب شهر

نضج


نَضِجَ(n. ac. نَضْج
نُضْج
نَضَج)
a. Was cooked, roasted.
b. Was ripe.
c. Suppurated.
d. see II (a)
نَضَّجَ
a. [acc.
or
Bi], Was slow in.
b. Caused to suppurate.

أَنْضَجَa. Cooked, roasted.
b. Ripened; matured.

إِسْتَنْضَجَa. see IV (a)
نَضْج
نُضْجa. Ripeness, maturity; succulency.

مَنْضَج
(pl.
مَنَاْضِجُ)
a. [ coll. ]
see N. Ag.
أَنْضَجَ
(a).
نَاْضِجa. Cooked, well-done.
b. Ripe; mature.

نَضِيْج
(pl.
نِضَاْج)
a. see 21
مِنْضَاْجa. Meat-hook, spit.

N. Ag.
نَضَّجَ
(pl.
مُنَضِّجَات)
a. Slow.
b. see N. Ag.
أَنْضَجَ
(a).
N. Ag.
أَنْضَجَa. Purgative, suppurative.
b. see N. Ag.
نَضَّجَ
(a).
N. P.
أَنْضَجَa. Well-matured.
b. see 25 (a)
نَضِيْج أَلرَّأْي
a. Sound in judgment.
(ن ض ج)

نَضِج اللَّحْم وَالثَّمَر نُضْجا، ونَضْجا، وأنضجه إبَّانُه، فَهُوَ مُنْضَج، ونَضِيج.

وَالْجمع: نِضَاج، قَالَ النمر يصف الدَّجَاج:

وَلَا يَنْفَعنِي إلاَّ نِضَاجا

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الإنضاج فِي الْبرد فَقَالَ فِي كِتَابه الموسوم بالنبات: المهروء الَّذِي قد انضجه الْبرد، وَهَذَا غَرِيب؛ إِذْ الإنضاج إِنَّمَا يكون فِي الْحر فَاسْتَعْملهُ هُوَ فِي الْبرد.

وَرجل نَضِيج الرَّأْي: محكمه على الْمثل.

وَفُلَان لَا يُنْضِج الكُرَاع: أَي أَنه ضَعِيف لَا غناء عِنْده.

ونَضِجت النَّاقة بِوَلَدِهَا، ونضَّجته، وَهِي مُنَضِّج: جَاوَزت الْحق بِشَهْر وَنَحْوه: أَي زَادَت على وَقت الْولادَة، وَاسْتَعْملهُ ثَعْلَب فِي الْمَرْأَة فَقَالَ فِي قَوْله:

تمطَّت بِهِ أُمُّه فِي النّفاس ... فَلَيْسَ بيَتْنٍ وَلَا تَؤْمِ

يُرِيد أَنَّهَا زَادَت على تِسْعَة أشهر حَتَّى نَضَّجته.

ونَضَّجت النَّاقة بلبنها إِذا بلغت الْغَايَة، وَأرَاهُ وهما إِنَّمَا هُوَ: نضَّجت بِوَلَدِهَا.
نضج: نضج: واسم المصدر نضج نضيج: انظرها عند (فوك) في مادة digerere؛ أظن أن معناها: (سهل هضمه) فنحن نقرأ عند (ابن بطوطة 4: 428): إن سبب عدم إقدام السود على أكل لحمو ذلك الإنسان لأنه كان أسود لأنهم يقولون أن أكل الأبيض مضر لأنه لم ينضج والأسود هو النضيج بزعمهم. جاء في الترجمة (في الحقيقة يقول السود أن لحم الرجال البيض ضار لأنه لم ينضج؛ أما لحم السود فإنه، بزعمهم، يبدو ناضجا). واعتمادا على (فوك) الذي أعطى أربع صيغ لهذا الفعل في مادة disgerere أفضل أن تكون الترجمة (بما أنه عسر الهضم وبما أن لحم السود وحده سهل الهضم بزعمهم ... الخ).
نضج: (أبو الوليد 238 رقم 82) أنضج.
نضج: نضجه ونضج به (انظره في فوك في مادة disgerere) .
أنضج: أخرج دملا (الجواليقي 10 مولر B.S 1863 و2: 3، 1، 2): وفي كونه خراجا بعلاج الخراج من تسكين اللذع والإنضاج والتفجير بالدواء أو بصناعة اليد؛ وهناك على سبيل المجاز انضج قلبه غيظا ملأه به (انظر ملاحظات على الجواليقي 23).
انضج: في (محيط المحيط): الإنضاج عند الأطباء ترقيق الغليظ وتغليظ الرقيق وتقطيع اللزج، وفي (شيكوري 187): فأخذت في تدبير ذلك الخلط بالتعديل والإنضاج.
انضج: هضم (فوك).
تنضج ب: انظرها في (فوك) في مادة digerere.
نضج: سهل الهضم. انظرها في أول الكلام (وهي في إحدى المخطوطات نضيج). منضج: سفود (احد ادوات الطبخ) (باين سميث 1506).
منضج والجمع مناضج: في (محيط المحيط): والمنضج عند الأطباء دواء يصلح قوام الخلط ويهيئه للدفع فإن كان غليظا يرققه أو رقيقا يغلظه؛ والعامة تقول منضج.
منضج: معدل المزاج (بوشر).
نضج
: (نَضِجَ الثَّمَرُ) والعِنَبُ والتَّمْرُ (واللَّحْمُ، كسَمِع) ، قَدِيداً أَو شِوَاءً، يَنْضَجُ (نُضْجاً) ، بالضِّمّ (ونَضْجاً) ، بِالْفَتْح (: أَدْرَكَ) ، والنُّضْجُ الاسْمُ، يُقَال: جادَ نُضْجُ هاذا اللَّهْمْ. وَقد أَنْضَجه الطَّاهِي، وأَنْضَجَه إِبَّانُه، (فَهُوَ) مُنْضَجٌ، و (نَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنضجْتُه) أَنا، وَالْجمع نِضَاجٌ، وَفِي حَدِيث لُقمانَ: (قَريبٌ مِن نَضِيجٍ بَعيدٌ من نِىءٍ) النَّضِيجُ: المَطبوخُ، أَرادَ أَنّه يأْخُذُ مَا طُبِخَ لإِلْفِه المَنْزِلَ وطُولِ مُكْثِه فِي الحَيِّ، وأَنّه لَا يأْكُلُ النِّىءَ كَمَا يأْكل من أَعْجَله الأَمرُ عَن إِنضاجِ مَا اتَّخَذَ، وكما يأْكُل مَنْ غَزا واصْطادَ. قَالَ ابنُ سَيّده: واسْتَعملَ أَبو حَنيفةَ الإِنضاجَ فِي البَرْدِ، فِي كِتَابه الموسوم (بالنَّبات) : المَهْرُوء: الّذي قد أَنْضَجَه البَرْدُ، قَالَ: وهاذا غريبٌ، إِذا الإِنضاجُ إِنّما يكون فِي الحَرِّ فاستعملَه هُوَ فِي البَرْد.
(و) من الْمجَاز: (هُوَ نَضيجُ الرَّأْيِ) : أَي (مُحكَمُهُ) ، على المَثَل.
(و) من الْمجَاز (نَضِجَت النَّاقةُ بوَلدِها ونَضَّجَت) : جَاوَزَت الحَقّ بشَهرٍ ونحْوه، أَي زَادت على وَقُتِ الوِلادة. ونَصُّ عبارةِ الأَصمعيّ: إِذا حَملَت النَّاقَةُ ف (جازَتْ السَّنَةَ) من يَوْم لَقِحَت (وَلم تُنْتَج) ، بضمْ الأَوّل وَفتح الثَّالِث، والسَّنَةُ مَرْفُوع ومنصوب كَذَا هُوَ مُقَيَّد فِي نسختنا، قيل: أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ، وَقد جَازَت الحَقَّ، وحَقُّها: الوَقْتُ الَّذِي ضُرِبت فِيهِ، (فَهِيَ) مِدْرَاجٌ و (مُنَضِّجٌ) . وَقد استعملَ ثَعْلَب (نَضِّجته) فِي المَرْأَة، فَقَالَ فِي قَوْله:
تَمَطَّت بِهِ أُمُّه فِي النِّفاسِ
فَلَيْسَ بِيَتْنٍ وَلَا تَوْأَمِ
يُرِيد أَنّها زَادَت على تِسْعةِ أَشهر حَتَّى نَضَّجته. وَفِي (اللِّسَان) : والمُنضِّجة: الَّتِي تأَخَّرَت ولادتُها عَن حينِ الوِلادةِ شهرا، وَهُوَ أَقْوَى للوَلَد.
(والمِنْضاجُ: السَّفُّودُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من الْمجَاز: أَمْرٌ مُنْضَج.
وأَنْضِجْ رأَيَك.
وَهُوَ لَا يَسْتَنْضِجُ كُراعاً، والكُراعُ: يَدُ الشَّاةِ، أَي إِنه ضعيفٌ لَا غَناءَ عِنْده.
ونوُقٌ مُنَضِّجاتٌ.
ونَضِّجَت الناقةُ بلَبَنها: إِذا بَلَغَت الغَايَةَ. قَالَ ابنُ سَيّده: وأُراه وَهَماً، إِنما هُوَ نَضَّجَت وَلَدَها.

نضج

1 نَضِجَ, aor. ـَ inf. n. نُضْجٌ and نَضْجٌ, (S, K, &c.,) or these are [properly] simple substs., (the former accord. to the L, and both accord. to the Msb,) and the inf. n. is نَضَجٌ, (Msb,) It (fruit, الثَّمَرُ, S, K, [in the CK التَّمْرُ, or dates,] as grapes, and dates, TA, and flesh-meat, S, K, whether dried in the sun or roasted, TA, [or cooked in any way,]) attained to a perfect state of fitness for being used, or for being eaten: it (fruit) became ripe, or mature: it (flesh-meat) became thoroughly cooked. (S, K, &c.) See 2.

[And It (the skin of one tormented in Hell) became thoroughly burned: see Kur iv. 59.] b2: It (an ulcer or the like) became ripe, or suppurated.]2 نَضَّجَتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا, (S, K,) and بِهِ ↓ نَضَجَتْ, (K,) and نَضَّجَتْ وَلَدَهَا, (L,) (tropical:) She (a camel) exceeded the usual period of gestation by a month, or thereabout: (L:) or exceeded the year and did not bring forth: (S, K:) was pregnant, and exceeded the year, counting from the time when she conceived, and did not bring forth. (As.) Th uses the expression نضّجت ولدها as signifying She (a woman) exceeded the usual period of gestation, namely nine months; or did so by a month: in which case the child is more strong for the delay. (TA.) b2: نَضَّجَتِ النَّاقَةُ بِلَبَنِهَا (tropical:) The she-camel attained the utmost point with her milk: but ISd thinks it a mistake for نضّجت بولدها. (L.) A2: See 4.4 انضج He rendered fruit, or flesh-meat, (whether dried in the sun or roasted, TA, [or cooked in any way],) perfectly fit for being used, or for being eaten: rendered ripe, or mature: thoroughly cooked: (S, K:) it (the proper time) rendered fruit ripe, or mature; ripened, or matured it. (TA.) b2: AHn uses this verb in a strange manner, explaining the expression نَبَاتٌ مَهْرُوْءٌ by the words أَلَّذِى قَدْ

أَنْضَجَهُ البَرْدُ [meaning, a plant, or herbage, that is nipped, shrunk, shrivelled, or blasted, by the cold]: this is strange because إِنْضَاج is an effect of heat; not of cold. (M.) [See أَحْرَقَ.] b3: أَنْضِجْ رَأْيَكَ (tropical:) Mature thy judgment, or thine opinion]. (A.) b4: لَا يُنْضِجُ السكُرَاعَ, (L,) or كُرَاعًا ↓ لَا يَسْتَنْضِجُ, (A,) [He does not thoroughly cook the slender part of the leg of a sheep, or the like]: i. e., he is weak, and of no use, or does not possess a competence. (L.) b5: [انضج also signifies It matured, or caused to suppurate, an ulcer or the like; as also ↓ نضّج.]10 إِسْتَنْضَجَ see 4.

نَضْخٌ: see نُضْجٌ.

نُضْجٌ and ↓ نَضْجٌ: see 1. b2: As simple subst., in relation to fruit, or to flesh-meat. A perfect state of fitness for being used, or for being eaten. ripeness, or maturity: the state of being thoroughly cooked. (L, Msb.) نَضِيجٌ and ↓ نَاضِجٌ (S, K) and ↓ مُنْضَجٌ (TA) Fruit, and flesh-meat, (whether dried in the sun or roasted, TA, [or cooked in any way,]) in a perfect state of fitness for being used, or for being eaten: ripe, or mature: thoroughly cooked: (S, K, &c.:) pl. [of the first, and perhaps of the second also,] نِضَاجٌ. (TA.) b2: نَضِيجُ الرَّأُي (tropical:) A man of sound, [or mature] judgment. (S, K.) b3: ↓ أَمْرٌ مُنْضَجُ (tropical:) [A matured affair; and affair soundly, or thoroughly, managed] (A.) نَاضِجُ: see نَضِيجٌ.

مُنْضَجٌ: see نَضِيجٌ.

مُنْضِجٌ: see what follows.

مُنَضِّجٌ (S, L, K) and ↓ مُنْضِجٌ and each with ة (L) (tropical:) A she-camel that exceeds the usual period of gestation by a month, or thereabout: (L:) or that exceeds the year and does not bring forth: (S, K:) pl. مُنَضِجَاتْ (S) and مُنْضِجَاتٌ. (L.) See an ex. voce قِرَابٌ. b2: [Also both, but the latter the more common, A suppurative medicine.]

مِنْضَاجٌ An iron instrument for roasting flesh-meat; syn. سَفَّودٌ. (K.)
نضج
نضِجَ يَنضَج، نُضْجًا ونَضْجًا ونَضَجًا ونِضاجًا، فهو ناضِج
• نضِجَتِ الفاكهةُ: طابت، بلغت ما يرادُ منها من اكتمال الطّراوة والرّائحة والطّعم واللّون "نضج العِنَبُ/ الزرعُ- برتقال ناضج- نُضج الجوافة".
• نضِج اللَّحمُ وغيرُه:
1 - طاب، أصبح صالحًا للأكل بفعل النَّار.
2 - أدرك شيّه حتى احترق " {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} ".
• نضِج الشَّخصُ: اكتمل نموُّه واكتسب خبرةَ التفكير "شخص غير ناضج- نضِج عقلٌ- عقل ناضج: بالغ كامل نموِّه- بلغ مرحلة النُّضْج الفكريّ" ° سِنُّ النُضْج: كمال السنِّ- نضِج الرّأيُ/ نضِج الأمرُ: صار محكمًا، أُحْكِم- نضجِت مداركُه: كان رصينًا ثابتًا محكمَ الرّأي. 

أنضجَ يُنضج، إنضاجًا، فهو مُنضِج، والمفعول مُنضَج
• أنضج الطَّعامَ: طيَّبَهُ، جعله صالحًا للأكل بفعل النّار أو الحرارة "أنضجت لحمًا- أنضجتِ الشمسُ الفاكهةَ- أنضج الطّعامَ على نار هادئة".
• أنضجَ الرَّأيَ: أحكمه، أخرجه بعد تروٍّ وإمعان "أنضج آراءَه بالمطالعة" ° فلانٌ لا يُنضج كُراعًا: ضعيف لا غَناء عنده. 

نضَّجَ يُنضِّج، تَنْضيجًا، فهو مُنضِّج، والمفعول مُنضَّج
• نضَّج الطّعامَ: أنضجَه؛ جعله صالحًا للأكل بفعل النَّار "نضَّجتِ النارُ اللّحمَ". 

مِنضاج [مفرد]: اسم آلة من نضِجَ: سَفُّود (عود من حديد ينظم فيه اللّحمُ ليشوى) "نُظِم اللّحمُ في المِنضاج ليُشوى". 

نِضاج [مفرد]: مصدر نضِجَ. 

نَضْج/ نَضَج [مفرد]: مصدر نضِجَ. 

نُضْج [مفرد]:
1 - مصدر نضِجَ.
2 - بلوغُ الثَّمرة كمالها، وذلك عندما تبلغ غاية ما يراد منها لونًا وطعمًا ورائحةً وطراوةً.
3 - (حي) تمام نموّ الكائن الحيّ واكتمال خصائص بلوغــه.
• النُّضج الاجتماعيّ: (مع) درجة التَّحرُّر من الحاجة إلى رقابة الوالدين أو سواهما من الرَّاشدين الآخرين. 

نُضوج [مفرد]:
1 - اكتمال النُّموِّ، وإدراك وقت القطع أو الأكل "نُضوج عنب/ الفاكهة".
2 - اكتمال المدارك "نضوج التفكير/ العقل". 

بَلَغَ

(بَلَغَ)
- فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «وَاجْعَلْ مَا أنْزَلْتَ لَنَا قُوّة وبَلَاغاً إِلَى حِينٍ» البَلَاغ مَا يَتَبَلَّغُ ويُتَوَصَّل بِهِ إِلَى الشَّيْءِ الْمَطْلُوبِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُلُّ رَافِعَة رَفَعَت عَنا مِنَ البَلَاغِ فَلْتُبَلِّغْ عنَّا» يُروى بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، فَالْفَتْحُ لَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مَا بَلَّغَ مِنَ الْقُرْآنِ والسُّنن، وَالْآخَرُ مِنْ ذَوِي الْبَلَاغِ، أَيِ الذين بَلَّغُونَا يَعْنِي ذوِي التَّبْليغ، فَأَقَامَ الِاسْمَ مَقَامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، كَمَا تَقُولُ أَعْطَيْتُهُ عطَاء. وَأَمَّا الْكَسْرُ فَقَالَ الْهَرَوِيُّ: أَرَاهُ مِنَ المُبَالغين فِي التَّبْليغ. يقال بَالَغَ يُبَالِغُ مُبَالَغَةً وبِلَاغاً إذا اجتهدوا فِي الْأَمْرِ، وَالْمَعْنَى فِي الْحَدِيثِ. كُلُّ جَمَاعَةٍ أَوْ نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنَّا وَتُذِيعُ مَا نَقُولُهُ فَلْتُبَلِّغْ وَلْتَحْكِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ لعليَ يَوْمَ الْجَمَلِ قَدْ بَلَغْتَ مِنَّا البُلَغِين» يُروى بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا مَعَ فَتْحِ اللَّامِ. وَهُوَ مَثَل. مَعْنَاهُ قَدْ بَلَغْت مِنَّا كُلَّ مَبْلَغ. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: لَقِيتُ مِنْهُ البُرَحِينَ ، أَيِ الدَّواهِي، وَالْأَصْلُ فِيهِ كَأَنَّهُ قِيلَ خَطْب بُلَغٌ أَيْ بَلِيغٌ، وأمْرٌ بُرَحٌ أَيْ مُبَرِّح، ثُمَّ جُمِعا جَمْع السَّلَامَةِ إيذَاناً بأنَّ الْخُطُوبَ فِي شِدَّةِ نِكَايَتِهَا بِمَنْزِلَةِ العُقَلاَء الَّذِينَ لَهُمْ قَصْدٌ وتَعَمُّد.
بَلَغَ المكانَ بُلوغــاً: وَصَلَ إليه، أو شارَفَ عليه،
وـ الغُلامُ: أدْرَكَ.
وثَناءٌ أبْلَغُ: مُبالَغٌ فيه.
وشيءٌ بالِغٌ: جَيِّدٌ، وقد بَلَغَ مَبْلَغاً.
وجارِيَةٌ بالِغٌ وبالِغَةٌ: مُدْرِكَةٌ.
وبُلِغَ الرجُلُ، كعُنِيَ: جُهِدَ.
والتَّبْلِغَةُ: حَبْلٌ يُوصَلُ به الرِشاءُ إلى الكَرَبِ، ج: تَبالِغُ.
وأحْمَقُ بَلْغٌ، ويُكسَرُ،
وبَلْغَةٌ، أي: مَعَ حَماقَتِهِ يَبْلُغُ ما يُريدُ، أو نهايَةٌ في الحُمقِ.
واللَّهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ، وسَمْعاً لا بَلْغاً، ويُكْسرانِ، أي: نَسْمَعُ به ولا يَتمُّ، أو يقولهُ مَن سَمِعَ خَبَرَاً لا يُعْجِبُه.
وأمْرُ اللهِ بَلْغٌ، أي: بالغٌ نافذٌ، يَبْلُغُ أينَ أُريدَ به،
وجَيْشٌ بَلْغٌ: كذلك.
ورجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ، بكسرهما: خَبيثٌ.
والبَلْغُ، ويكسرُ، وكعِنَبٍ وسَكارَى وحُبارَى: البَليغُ الفَصيحُ، يَبْلُغُ بِعِبارَتِهِ كُنْهَ ضَميره، بَلُغَ ككَرُمَ.
والبَلاغُ، كسَحابٍ: الكِفايَةُ،
والاسمُ من الإِبْلاغِ والتبليغِ، وهما: الإِيصالُ. وفي الحديثِ: "كلُّ رافِعَةٍ رَفَعَتْ علينا مِن البَلاغِ"، أي: ما بَلَغَ من القرآنِ والسُّنَنِ، أو المَعْنَى من ذَوِي البَلاغِ، أي: التَّبْليغِ، أقامَ الاسمَ مُقامَ المَصْدَرِ، ويُرْوَى بالكسر، أي: من المُبالِغِينَ في التَّبْليغِ،
من بالَغَ مُبالَغَةً وبِلاغاً: إذا اجْتَهَدَ ولم يُقَصِّر.
والبَالِغاءُ: الأَكارِعُ، مُعَرَّبُ "بايْهَا".
والبَلاغاتُ: الوِشاياتُ.
والبُلْغَةُ، بالضم: ما يُتَبَلَّغُ به مِنَ العَيْشِ.
والبِلَغِينُ، في قولِ عائشةَ، رضي اللهُ تعالى عنها، لِعَلِيٍّ، رضي الله تعالى عنه: بَلَغْتَ مِنَّا البِلَغِينَ، ويضم أوّلُهُ: الداهِيَةُ، أرَادَتْ: بَلَغْتَ مِنَّا كلَّ مَبْلَغٍ، وقد يُجْرَى إعرابُهُ على النونِ، والياءُ يُقَرُّ بِحَالِهِ، أو تُفْتَحُ النونُ ويُعْرَبُ ما قَبْلَهُ.
وبَلَّغَ الفارِسُ تَبْليغاً: مَدَّ يَدَهُ بِعِنانِ فَرَسِهِ لِيَزيدَ في جَرْيِهِ.
وتَبَلَّغَ بكذا: اكتَفَى به،
وـ المَنزِلَ: تَكَلَّفَ إليه الــبُلوغَ حتى بَلَغَ،
وـ به العلَّةُ: اشْتَدَّتْ.
وبالَغَ في أمري: لم يُقَصِّرْ.

الشَّيْخ

(الشَّيْخ) من أدْرك الشيخوخة وَهِي غَالِبا عِنْد الْخمسين وَهُوَ فَوق الكهل وَدون الْهَرم وَذُو المكانة من علم أَو فضل أَو رياسة وَشَيخ الْبَلَد من رجال الإدارة فِي الْقرْيَة وَهُوَ دون الْعُمْدَة (ج) شُيُوخ وأشياخ
الشَّيْخ: فِي اللُّغَة كثير الْعُمر - وَفِي الِاصْطِلَاح من يَقْتَدِي بِهِ وَإِن كَانَ شَابًّا. وَعند الصُّوفِيَّة الشَّيْخ من كَانَ صَاحب الشَّرِيعَة والطريقة والحقيقة. وَاعْلَم أَن للْإنْسَان سِتَّة أَحْوَال. مَا دَامَ فِي بطن الْأُم يُقَال لَهُ الْجَنِين - ثمَّ يُقَال لَهُ الطِّفْل إِلَى بُلُوغــه ثَلَاثِينَ شهرا - ثمَّ الصَّبِي إِلَى الْــبلُوغ - ثمَّ الشَّاب إِلَى أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ الكهول إِلَى سِتِّينَ - ثمَّ الشَّيْخ إِلَى مُدَّة الْعُمر - وَالتَّفْصِيل فِي الصَّبِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالُوا إِن الشَّيْخ من يحيى السّنة وَيُمِيت الْبِدْعَة. وَفِي الشَّيْخ خَمْسَة أحرف (الْألف) ألف قلبه بِذكر الله تَعَالَى (اللَّام) لَام نَفسه (الشين) شاع علمه وحلمه (الْيَاء) يحيى السّنة وَيُمِيت الْبِدْعَة - (الْخَاء) خلا قلبه عَن غير الله تَعَالَى.

نبض

نبض

4 أَنْبَضَ فى قَوْسِهِ He made the string of his bow to vibrate, that it might twang. (K.)
نبض: نبض: في محيط المحيط ( .. أكثر العامة يقولون نبض أو نبط والجمع انباض حركة القلب) (فوك، بوشر).
ن ب ض: (نَبَضَ) الْعِرْقُ تَحَرَّكَ وَبَابُهُ ضَرَبَ، وَ (نَبَضَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْبَاءِ. 
(نبض)
الشَّيْء نبضا ونبضانا تحرّك فِي مَكَانَهُ وَيُقَال نبض الْقلب ونبض الْعرق ونبضت أمعاؤه اضْطَرَبَتْ وَيُقَال نبض الْبَرْق لمع لمعانا خفِيا وَالْمَاء وَنَحْوه علا وسال
(ن ب ض) : (فِي الْحَجِّ النَّابِضُ) الرَّامِي وَحَقِيقَتُهُ ذُو الْإِنْبَاضِ كَقَوْلِهِمْ بَلَدٌ عَاشِبٌ وَمَاحِلٌ (يُقَالُ أَنْبَضَ) الرَّامِي الْقَوْسَ وَعَنْ الْقَوْسِ وَأَنْبَضَ بِالْوَتَرِ إذَا جَذَبَهُ ثُمَّ أَرْسَلَهُ لِيُصَوِّتَ.
نبض
الإنْبَاضُ: صَوْتُ الوَتَرِ والقَوْسِ. وفي المَثَل: " إنْبَاضٌ بغَيْرِ تَوْتِيرٍ ". والمَنَابِضُ: المَنَادِفُ، الواحِدُ مِنْبَضٌ. ونَبَضَ العِرْقُ نَبَضَاناً: وهو تَحَرُّكُه. ومَنْبِضُ القَلْبِ: حَيْثُ تَراهُ يَنْبِضُ. ونَبَضَ الماءُ يَنْبِضُ: ذَهَبَ وغارَ. وفُؤادٌ نَبِضٌ ونَبَضٌ: أي شَهْمٌ رُوَاعٌ. ويقولون: " ما يُعْرَفُ له مَنْبِض عَسَلَةٍ " أي أصْلٌ ولا قَوْمٌ. والنَّابِضُ: اسْمٌ للغَضَب.
[نبض] نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبيضاً ونَبَضاناً، أي تحرّك. ومنه قولهم: ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ، أي حراكٌ. وأنْبَضْتُ القوسَ، وأنْبضْتُ بالوتر، إذا جذبته ثم أرسلته لِتَرِنّ ، وفي المثل: " إنْباضٌ بغير توتير ". والمِنْبَضُ: المِنْدَفُ، مثل المِحْبَضُ، قال الخليل: قد جاء في بعض الشعر المنابِضُ: المَنادِفُ. 

نبض


نَبَضَ(n. ac. نَبْض
نَبِيْض
نَبَضَاْن)
a. Beat, throbbed, pulsed.
b. Gleamed, quivered, played (lightning).
c. [Fī], Twanged (bow).
d.(n. ac. نُبُوْض), Flowed, ran.
نَبَّضَa. see I (c)
أَنْبَضَa. Made to pulse, throb.
b. [acc.
or
'An]
see I (c)
نَبْض
(pl.
أَنْبَاْض)
a. Pulsation, throb.
b. Pulse.
c. see 5
نَبْضَةa. Throb, pulsation, beat.

نَبَضa. see 1 (a) (b) &
نَبِض
نَبِضa. Quick, vivacious.

مَنْبِضa. Pulse; beating, pulsation.

مِنْبَضa. Wooden mallet; instrument for cleaning cotton.

نَاْبِضa. Anger.

N.Ag.
أَنْبَضَa. Throbbing (pain).
ن ب ض

نبض عرقه نبضاً ونبضاناً. وأنبضته الحمّى. وتقول: رأيت ومضة برق، كنبضة عرق. وأنبضَ عن القوس وأنبضها. قال أوس:

إذا ما تعاطوها سمعت لصوتها ... إذا أنبضوا عنها نئيماً وأزملاً

وقال مهلهلٌ:

أنبضوا معجس القسيّ وأبرق ... نا كما أوعد الفحول الفحولا

وأنبض بالوتر. ووضع يده على منبض قلبه حيث تراه ينبض وتجد همس نبضانه. وجس الطبيب منبضه ومنابضهم. وأنبض النّدّاف منبضه وهو مندفته.

ومن المجاز: فلان ما نبض له عرق عصبيّةٍ إذا لم يتعصّب، وما دام فيّ عريق نابض لم أخذلك أي ما دمت حياً. ونبض نابضه أي هاج غضبه. وله فؤاد نبض: شهم رواعٌ. ويقال لمن ينتحل ما ليس عنده: أداته إنباض من غير توتير. وما يعرف له منبض عسلة كقولهم: مضرب عسلةٍ إذا لم يكن له أصل.
ن ب ض

نَبَض العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَضَاناً تحرّكَ وضَرَبَ والنابِضُ العَصَبُ صِفَة غالِبةٌ والمَنَاضِبُ مَضَارِبُ القَلْبِ ونَبَضَتِ الأَمْعَاءُ تَنْبِضُ اضْطربتْ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(ثُمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أحْرادُها ... إنْ مُتَغنَّاةً وإن حَادَيْه)

أراد إن مُتَغَنَيِّةً فاضْطُرَّ فَحَوَّلهُ إلى لَفْظِ المفعولِ وقد يجوزُ أن يكون هذا كقَوْلِهم النَّاصَاةَ في النّاصِيَةِ والقارَاةَ في القارِيةِ يَقْلِبونَ الياء أَلِفاً طَلَباً للخِفَّةِ وقولُه وإن حاديه إمّا أن يكون على النَّسبِ أي ذات حُداءٍ وإما أن يكون فاعلاً بمعنَى مفعولٍ أن مَحْدُواً بها أو مَحْدُوَّةً والنَّبْضُ نَتْفُ الشَّعَرِ عن كُراع والنَّبْضُ الحَركةُ وما به نَبَضٌ أي حَرَكَة ولم يُسْتَعْمَلْ مُتَحَرِّكَ الثاني إلاًّ في الجَحْد ووَجَعٌ مُنْبِضٌ والمِنْبَضُ المِنْدَفَةُ وأنْضَبَ القَوْسَ مثل أنْضَبَها جَذَبَ وَتَرَها لتُصَوِّتَ وأًنْبَضَ بالوَتَرِ كذلك وأنبض الوَتَرَ أيضا جذَبه بغير سَهْمٍ ثم أَرْسَلَه عن يعقوب قال اللِّحيانيُّ الإِنْباضُ أن تَمُدَّ الوَتَرَ ثم تُرْسِلَهُ فَتَسْمَعَ له صَوْتاً وفي المَثَلِ لا تعجل بالإِنْباضِ قبل التَّوْتِير وهذا مَثَلٌ في اسْتِعجالِ الأمْرِ قبل بُلُوغِ إناهُ وقال أبو حنيفةَ أنْبَضَ في قَوْسِه ونَبَّضَ أَصَاتَها وأنشد

(لَئِنْ نَصَبْتَ لي الرَّوْقَيْن مُعْتَرِضاً ... لأَرْمِيَنَّكَ رَمْياً غَيْرَ تَنْبيضِ)

أي لا يكون نَزْعِي تَنْبِيضاً وتَنْقِيراً يعني لا يكونُ تَوَعُّداً بل إيقاعاً ونَبَضَ الماءُ مثلُ نَضَبَ سالَ وما يُعْرَفُ له مَنْبِضُ عَسَلَةٍ كَمَضْرِبِ عَسَلَةٍ

نبض: نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَاضاً: تحرّك وضرَب.

والنّابِضُ: العَصَبُ، صِفةٌ غالبةٌ. والمَنابِضُ: مَضارِبُ القلب. ونَبَضَتِ

الأَمْعاء تَنْبِضُ: اضْطَرَبَت؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ثم بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها،

إِنْ مُتَغَنّاةً وإِنْ حادِيَهْ

(* قوله «ثم بدت» تقدم في مادة حرد ثم غدت.)

أَراد إِنْ مُتَغَنِّيةً فاضْطُرَّ فحوّلَه إِلى لفظ المفعول، وقد يجوز

أَن يكون هذا كقولهم الناصاةَ في النّاصِية والقاراةَ في القارِيةِ،

يقْلِبون الياء أَلفاً طلباً للخفة. وقوله: وإِن حادية، إِمَّا أَن يكون على

النسب أَي ذاتُ حُداء، وإِما أَن يكون فاعلاً بمعنى مفعول أَي مَحْدُوّاً

بها أَو مَحْدُوّةً.

والنَّبْضُ: الحركةُ. وما به نَبَضٌ أَي حرَكةٌ، ولم يستعمل مُتَحَرِّكَ

الثاني إِلا في الجَحْد. وقولهم: ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ أَي حَراكٌ،

ووجع مُنْبِضٌ. والنَّبْضُ: نَتْفُ الشعَر؛ عن كراع. والمِنْبَضُ:

المِنْدَفةُ. الجوهري: المِنْبَضُ المِنْدَفُ مثل المِحْبَض، قال الخليل: وقد

جاء في بعض الشعْر المَنابِضُ المَنادِفُ.

وأَنْبَضَ القوْسَ مثل أَنْضَبَها: جذَبَ وتَرَها لتُصَوِّتَ. وأَنْبَضَ

بالوتَر إِذا جذَبَه ثم أَرسله ليَرِنّ. وأَنْبَضَ الوترَ أَيضاً: جذبَه

بغير سهم ثم أَرسله؛ عن يعقوب. قال اللحياني: الإِنْباضُ أَن تَمُدّ

الوتر ثم تُرْسله فتسمعَ له صوتاً. وفي المثل: لا يُعْجِبُك الإِنْباضُ قبل

التَّوتِيرِ، وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغــه إِناه. وفي المثلِ:

إِنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ. وقال أَبو حنيفة: أَنبض في قوسه ونَبَّضَ

أَصاتها؛ وأَنشد:

لئنْ نَصَبْتَ ليَ الرَّوْقَيْنِ مُعْتَرِضاً،

لأَرْمِيَنَّك رَمْياً غير تَنْبِيضِ

أَي لا يكون نَزْعي تَنْبِيضاً وتَنْقِيراً، يعني لا يكون توَعُّداً بل

إِيقاعاً. ونَبَضَ الماءُ مثل نَضَبَ: سالَ. وما يُعْرَفُ له مَنْبِضُ

عَسَلةٍ كمَضْرِبِ عسَلةٍ.

نبض
نبَضَ يَنبُض ويَنبِض، نَبْضًا ونَبَضانًا، فهو نابض،

والمفعول منبوض (للمتعدِّي)
• نبَض العِرْقُ: تحرَّك في مكانه وضرب "نبَض قلبُه نَبَضانًا خفيفًا- نبض قلبُه بمشاعر- نبَضت أمعاؤه: اضطربت" ° ما دام فيه عِرْق ينبضُ: ما دام حيًّا- ما نبض له عِرْقُ عصبِيّة: ما تعصَّب.
• نبَض البرقُ: لمع لمعانًا خفيًّا.
• نبَض الوَتَرَ: حرّكه في سُرعةٍ وقُوّةٍ. 

أنبضَ يُنبض، إنباضًا، فهو مُنبِض، والمفعول مُنبَض
• أنبض الوترَ: حرَّكه وهزّه ليُحْدث صوتًا.
• أنبضته الحُمَّى: أرعشته وهزَّته. 

مِنباض [مفرد]: اسم آلة من نبَضَ: راسم نبْض، آلة تخطيط نبْض. 

مَنْبِض [مفرد]: ج مَنابِضُ: اسم مكان من نبَضَ: مكان تحسّس النّبض من الجسم حيث يضع الطبيبُ يدَه أو سمّاعتَه "جسَّ الطبيبُ منبضَه- منبِض القلْبِ". 

مِنْبَض [مفرد]: ج مَنابِضُ:
1 - اسم آلة من نبَضَ: قوْس النَّجَّاد ينفش به القطنَ، ونحوه وينظِّفُه.
2 - أداة طبيّة تستخدم لقياس النَّبض. 

نابِض [مفرد]: ج نابضون (للعاقل) ونوابِضُ، مؤ نابِضة، ج مؤ نابضات ونوابِضُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من نبَضَ ° ما دام فيه عِرْق نابض: ما زال حيًّا.
2 - نَشِيط "شابّ نابضٌ بالحياة".
• النَّابضُ:
1 - سلك ملويّ بشكل حلزونيّ، يتَّخذ في الآلات أو الأسِرّة "نابض ساعة: زُنْبُرُك".
2 - جهاز النَّبض "تيّار نابض". 

نَبْض [مفرد]: ج أنباض (لغير المصدر):
1 - مصدر نبَضَ.
2 - ضرباتُ الشّرايين من انقباضات القلب، يُستدلُّ بها على حالة الجسم من صحّةٍ، أو مرض "جسَّ الطبيبُ نبْضَ المريض: فحصه، وأحْصى دفعاته، وضرباته- جسَّ نبضَ الرأي العام: حاول معرفة توجهاته في القضيّة، حاول معرفة ردِّ الفعل لديه" ° جسَّ نبضَ فلان: حاول مَعْرِفة رأيه أو ميوله- فلانٌ نبْضُ الفؤاد: ذكِيٌّ، متوقِّد النشاط.
• مُعدّل النَّبض: (طب) انقباضات القلب في الدقيقة الواحدة. 

نَبَضان [مفرد]:
1 - مصدر نبَضَ.
2 - (نت) تمدّد الفجوات الانقباضيّة، وتقلُّصها بانتظام. 

نَبْضَة [مفرد]: ج نَبَضَات ونَبْضات:
1 - اسم مرَّة من نبَضَ: ضَرْبة "نبْضة سريعة/ بطيئة- تواتُر نبَضات القلْب".
2 - (فز) إشارة كهربيّة أو صوتيّة، أو قوّة ذات أجل قصير، موجة واحدة. 

نبض

1 نَبَضَ, aor. ـِ inf. n. نَبْضٌ and نَبَضَانٌ (S, A, K) and نَبِيضٌ, (so in a copy of the S,) It (a vein, or an artery,) pulsed, or beat, (TA,) [or throbbed;] was, or became, in a state of motion, or agitation. (S, A, K.) b2: [Hence,] ما نَبَضَ لَهُ عِرْقُ عَصَبِيَّةٍ (tropical:) [No party-spirit, or zeal in the cause of his party, became roused, or excited, in him;] he did not aid his people, or party, against oppression; was not angry, or zealous, for them, and did not defend them. (A, TA.) b3: and ↓ نَبَضَ نَابِضُهُ (tropical:) His anger became roused, or excited. (A, TA.) b4: [Hence also,] نَبَضَتِ الأَمْعَآءُ, aor. as above, (in the L, written نَبُضَ, but this is doubtless a mistake,] (assumed tropical:) The bowels became in a state of commotion. (TA.) b5: And نَبَضَ البَرْقُ (assumed tropical:) The lightning flashed lightly, or slightly, (K, TA,) like the نَبْض of a vein or an artery. (TA.) A2: See also 4.2 نَبَّضَ see 4, in two places.4 أَنْبَضَتِ الحُمَّى عِرْقَهُ The fever made his vein, or artery, to pulse, beat, (TA,) [throb,] or become in a state of motion or agitation. (A, TA. *) b2: انبض القَوْسَ, (T, S, M, A, Mgh,) like

أَنْضَبَهَا, (Lth, T, M,) but the former is the more approved; (Lth, 'Eyn;) and انبض عَنْهَا; (A, Mgh;) or انبض فِيهَا; (AHn, K;) and فيها ↓ نبّض, inf. n. تَنْبيضٌ; (AHn, TA;) in the K, فِيهَا ↓ نَبَضَ, which is a mistake; (TA;) [He twanged the bow;] he made the bow to give a sound: (AHn, K:) or he put the string of the bow in motion, [or made it to vibrate,] (A, K,) or pulled it, (T, S, M, Mgh,) and then let it go, (S, Mgh,) in order that it might twang, (S, K,) or produce a sound: (T, M, Mgh:) and انبض بِالْوَتَرِ (S, A, Mgh) signifies the same: (S, Mgh:) or he took the string of the bow with the ends of his two fingers, and then let it go so that it might fall against the handle of the bow: (JM:) and انبض الوَتَرَ he pulled the string of the bow without an arrow, and then let it go: (Yaakoob:) or he pulled the string of the bow, and then let it go so that he heard it give a sound. (Lh.) Hence the proverb, إِنْبَاضُ بِغَيْرِ تَوْتِيرِ, (S,) or مِنْ عَيْرِ تَوْتِيرٍ, (A,) [Twanging the bow without fastening, or binding, or bracing, the string; meaning (tropical:) threatening without the means of execution]: applied to him who pretends to that which he has not the means of performing. (A, TA.) [See also art. وتر.] And a poet says, ↓ لَأَرْمِيَنَّكَ رَمْيًا غَيْرَ تَنْبِيضِ [I will assuredly shoot thee with a shooting, not a mere twanging]: meaning, my pulling [of the bow] shall not be a threatening, but execution. (TA.) b3: You say also, أَنْبَضَ النَّدَّافُ مِنْبَضَتَهُ [The separater and loosener of cotton by means of the bow and mallet made his mallet to cause the string of the bow to vibrate]. (A, TA.) نَبْضٌ [an inf. n. used as a subst., signifying The pulse]. b2: Also, A pulsing vein, or artery: as in the saying جَسَّ الطَّبِيبُ نَبْضَهُ [The physician felt his pulsing vein, or artery: or his pulse]: but it is more chaste to say ↓ مَنْبِضَهُ q. v. (TA.) b3: See also نَبَضٌ. b4: [It is also used as an epithet. You say,] فُؤَادٌ نَبْضٌ, as also ↓ نَبَضٌ, and ↓ نَبِضٌ, (Sgh K,) and ↓ نَبِيضٌ, (A, TA,) (tropical:) A heart that is sharp in intellect, clever, acute, (A, Sgh, K,) and very brisk or lively or sprightly or prompt. (A, TA.) مَا بِهِ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ, (IDrd, S, K,) and حَبْضٌ

↓ ولا نَبْضٌ, (Sgh,) There is not in him any motion: (S, Sgh, K:) or sound, or voice, nor pulsation: (AA, in S, art. حبض:) or strength: (IDrd:) with fet-h to the second letter, only used in a negative phrase: (L:) As says, I know not what is الحَبَضُ, (S in art. حبض,) or الحَبْضُ. (TA.) b2: فُؤَادٌ نَبَضٌ: see نَبْضٌ.

نَبِضٌ: see نَبْضٌ.

نَبْضَةٌ [A single pulsation]. You say, رَأَيْتُ وَمْضَةَ بَرْقٍ كَنَبْضَةِ عِرْقٍ [I saw a slight flash of lightning, like a single pulsation of an artery]. (A, TA.) نَبِيضٌ: see نَبْضٌ.

نَابِضٌ [part. n. of 1]. You say, مَا دَامَ فِىَّ عُرَيْقٌ نَابِضٌ لَمْ أَخْذُلْكَ [As long as there remains in me a little artery pulsing, I will not abstain, or hold back, from aiding thee]; i. e., (tropical:) as long as I remain alive. (A, TA.) b2: [Hence,] (tropical:) Anger. (Lth, A, K.) See 1, where an ex. is given. b3: (assumed tropical:) An archer: lit. one who has a twanging. (Mgh.) مَنْبِضُ القَلْبِ The place where one sees the heart pulsing, (TA,) or in motion; (A, K;) and where one perceives the gentle sound of its [pulsation, or] motion. (A, O.) You say, جَسَّ الطَّبِيبُ مَنْبِضَهُ [The physician felt his place of pulsation], and مَنَابِضَهُمْ [their places of pulsation]. (A, TA.) b2: مَا يُعْرَفُ لَهُ مَنْبِضُ عَسَلَةٍ means (tropical:) He has no origin [known]; like مَضْرِبُ عَسَلَةٍ; (A, TA;) nor any people [to whom he belongs]. (TA.) وَجَعٌ مُنْبِضٌ [A pain causing pulsation, or throbbing]. (L, TA.) مِنْبَضٌ, (S, K,) or ↓ مِنْبَضَةٌ, (A,) The wooden mallet with which one separates and loosens cotton by striking with it the string of a bow; syn. مِنْدَفٌ, like مِحْبَضٌ; (S;) or مِنْدَفَةٌ: (A, K:) مَنَابِضُ is said by Kh to occur in poetry as [its pl.,] meaning مَنَادِفُ. (S.) مِنْبَضَةٌ: see what next precedes.
نبض
نَبَضَ الماءُ نُبُوضاً: غارَ، مِثْل نَضَبَ نُضوباً، كَمَا فِي العُبَاب. أَو نَبَضَ: سالَ، مِثْل نَضَبَ، كَمَا فِي اللّسَان. ونَبَضَ العِرقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَضَاناً، مُحَرَّكَةً، أَي تحرَّكَ وضَرَبَ، وَقَدْ يُسمَّى العِرْقُ نَفْسُه نَبْضاً فَيَقُولُونَ: جَسَّ الطَّبيبُ نَبْضَهُ، والأَفْصحُ مَنْبِضَهُ. ونَبَضَ فِي قَوْسِهِ: أَصاتَها، وَالَّذِي نصَّ عَلَيْهِ أَبو حَنِيفَةَ: نَبَّضَ فِي قوسِهِ تَنْبيضاً، وأَنْبَضَ، إِذا أَصاتَها، وأَنْشَدَ:
(لئِنْ نَصَبْتَ ليَ الرَّوْقَيْنِ مُعْتَرِضاً ... لأَرْمِيَنَّكَ رَمْياً غيرَ تَنْبِيضِ)
أَي لَا يَكُونُ نَزْعِي تَنْبيضاً وتَنْفيراً، يَعْنِي: لَا يَكُونُ توعُّداً، بَلْ إِيقاعاً. والمُصَنِّفِ صحَّفَ قولَ أَبي حَنِيفَةَ فانْظُرْهُ وتَأَمَّلْ. وكَذلِكَ قَوْله: أَو حرَّكَ وَتَرَها لتَرِنَّ، كأَنْبَضَ، فإِنَّ الَّذي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وابنُ سِيدَه والصَّاغَانِيُّ والأّزْهَرِيّ الاقْتِصارُ عَلَى أَنْبَضَ، قَالُوا: أَنْبَضْتُ القوسَ وأَنْبَضْتُ بالوَتَرِ، إِذا جذبتَهُ ثمَّ أَرسَلْتَه لتَرِنَّ. وَفِي المَثَلِ: إِنْباضٌ بغيرِ تَوْتِيرِ هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيّ، وَفِي المُحْكَمِ والتَّهذيب: أَنْبَضَ القوسَ مِثْلُ أَنْضَبَها: جذبَ وَتَرَها لتُصوِّتَ، وأَنْبَضَ بالوَتَرِ، إِذا جذبَهُ ثمَّ أرسلَهُ ليَرِنَّ، وأَنْبَضَ الوترَ أَيْضاً: إِذا جذبهُ بغيرِ سَهْمٍ ثمَّ أرسلَهُ، عَن يَعْقُوب. قالَ اللِّحيانيُّ: الإِنْباضُ: أَن تَمُدَّ الوترَ ثمَّ تُرسِلَهُ فتسمَعَ صَوتا. وَفِي كتاب العَيْن: الإِنْباضُ: أَجوَدُ فِي ذِكْرِ الوَتَرِ والقَوْسِ، كَقَوْل مُهَلْهِلٍ:
(أَنْبَضُوا مَعْجِسَ القِسِيِّ وأَبْرَقْ ... نَا كَمَا تُوعِدُ الفُحُولُ الفُحُولا)
وَقَالَ الشَّمّاخ يَصِفُ فَرَساً:
(إِذا أَنْبَضَ الرَّامونَ عَنْهَا تَرَنَّمَتْ ... تَرَنُّمَ ثَكْلَى أَوْجَعَتْها الجَنَائِزُ)
وَفِي الجمهَرَة: أَنْبَضَ الرَّجُلُ بالوترِ، إِذا أَخَذَهُ بأَطرافِ إصبعيه ثمَّ أَطلَقَهُ حتَّى يقَعَ عَلَى عَجْسِ القوسِ فتسمَع لَهُ صَوتا، وكَذلِكَ فِي العُبَاب والأَساس، وكلامُ الكُلِّ مُقارِبٌ لبعضِه، وليسَ فِيهِ ذِكر نَبَضَ بالقوسِ، وَلَا نَبَضَ بالوترِ، ثلاثيًّا، إنَّما هُوَ أَنْبَضَ وأَنْضَبَ، غيرَ أنَّ اللَّيْثُ جوَّدَ)
الإِنْباضَ. فتأمَّلْ مَا فِي كَلَام المُصَنِّفِ من الخِلافِ الشَّديدِ لنُصُوصِ الأَئمَّةِ. وأَمَّا شَيْخُنَا رَحمَه الله تَعَالَى فإِنَّه أَسقطَ هَذَا الفَصْلَ برُمَّتِه، وَلم يذكر شَيْئا. ونَبَضَ البرقُ: لَمَعَ لَمَعَاناً خَفِيًّا، كنَبَضَ العِرْقُ. وقولُهُم: مَا بِهِ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ، بِالتَّحْرِيكِ فيهمَا، أَي: حَرَاكٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هَكَذَا، وَرَوَاهُ الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً بالفَتْحِ فيهمَا، وَنقل عَن الأَصْمَعِيّ قالَ: النَّبَضُ: التَّحَرُّك، وَلَا أَعرفُ الحَبَضَ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّم فِي ح ب ض الحَبَضُ، مُحَرَّكَةً: التَّحرُّكُ، وَقيل الصَّوْتُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَا بهِ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ، أَي قوَّةٌ، وَفِي اللّسَان: وَلم يُستعمل مُتَحَرِّكُ الثَّاني إلاَّ فِي الجَحْدِ.
وَفِي كَلَامه نوعُ قُصورٍ يظهَرُ بالتَّأَمُّل. وَمن المَجَازِ: لَهُ فُؤادٌ نَبْضٌ، ويُحرَّك، وككَتِفٍ، الثَّلاثَةُ ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ، وَزَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: لَهُ فُؤادٌ نَبيضٌ، كأَميرٍ، أَي شَهْمٌ رَوَّاحٌ. قالَ الصَّاغَانِيُّ: ويُنْشَدُ بالأوجهِ الثَّلاثَةِ قَوْلُ المُسَيَّبِ بنِ عَلَسٍ يَصِفُ ناقَةً:
(وَإِذا أَطَفْتَ بِها أَطَفْتَ بكَلْكَلٍ ... نَبْضِ الفَرائِصِ مُجْفِرِ الأَضْلاعِ)
ووضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْبِضِ القَلْبِ، هُوَ حيثُ تَراهُ يَنْبِضُ، وحيثُ تجدُ هَمْسَ نَبَضَانِه، كَمَا فِي الأَساس والعُبَاب. والمِنْبَضُ: كمِنْبرٍ: المِنْدَفَةُ، وَفِي الصّحاح: المِنْدَفُ مثْل المِحْبَضِ، قالَ: وقالَ الخليلُ: قَدْ جَاءَ فِي بعضِ الشِّعْرِ: المَنَابِضُ: المَنادِفُ. قُلْتُ: والمُرادُ بِهِ قَوْلُ الشَّاعر:
(لُغامٌ عَلَى الخَيْشومِ بَعْدَ هِبَابِهِ ... كمَحْلوجِ عُطْبٍ طَيَّرَتْهُ المَنَابِضُ)
وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّابِضُ: اسمُ الغَضَب، صفَةٌ غالبةٌ، وهُو مَجَازٌ، يُقَالُ: نَبَضَ نابَضُه، أَي هاجَ غَضَبُه. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: نَبَضَتِ الأَمعاءُ تَنْبِضُ: اضْطَرَبَتْ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ:
(ثمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها ... إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حَادِيَهْ)
ووجَعٌ مُنْبِضٌ. والنَّثضُ: نَتْفُ الشَّعرِ، عَن كُراع. وأَنْبَضَتْهُ الحُمَّى. وَتقول: رَأيْتُ وَمْضَةَ برق، كنَبْضَةِ عِرْق. وجسَّ الطَّبيبُ مَنْبِضَهُ، ومَنَابَضُهم. وأَنْبَضَ النَّدَّافُ مِنْبَضَتَه. وفُلانٌ مَا نَبَضَ لهُ عِرْقُ عَصَبيَّةٍ، إِذا لم يَتَعَصَّب، وهُو مَجَازٌ. ويُقَالُ: مَا دامَ لي عُرَيْقٌ نابِضٌ لم أَخْذُلْك، أَي مَا دمتُ حَيًّا، وهُو مَجَازٌ. وَذكر الجَوْهَرِيّ المَثَلَ إِنْباضٌ مِنْ غيرِ تَوْتيرٍ وَلم يَذْكُر فيمَ يُضْرَب، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يُضربُ لمن ينتحِلُ مَا لَيْسَ عندَه أَدَاتُه. ويُقَالُ أَيْضاً: مَا يُعْرَفُ لَهُ مَنْبِضُ عَسَلَةٍ، كَقَوْلِهِم: مَضْرِبُ عَسَلَةٍ، إِذا لم يكُنْ لَهُ أصلٌ، وَلَا قومٌ. والمَنَابِضُ: موضعٌ فِي شِعْر المسيَّبِ بن عَلَسٍ، وَقيل للمُتُلُمِّس:
(أَلَكَ السَّديرُ وبارِقٌ ... ومَنَابضٌ ولكَ الخَوَرْنَقُ)

(والقَصْرُ من سِنْدادَ ذُو الشُّ ... رُفاتِ والنَّخْلُ المُنَبَّقْ)

خضر

باب الخاء والضاد والراء معهما خ ض ر، خ ر ض، ر ض خ مستعملات

خضر: الخَضِرُ: نبي معمر، محجوب عن الأبصار [وهو نبي من بني إسرائيل، وهو صاحب موسى الذي التقى معه بمجمع البحرين] . والخَضِرُ في القرآن: الزرع الأخضرُ، وفي الكلام: كل نبات من الخُضَر. والاخْضِرارُ مصدر من قولك: اخْضَرَّ. والخَضْرُ والمَخْضُور : للرَّخْصِ من الشجر. والخُضاريّ: طائر يسمى الأخْيل، يتشاءم به إذا سقط على ظهر البعير، وهو أخضر في حنكه حمرة، وهو أعظم من القطا.

وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إياكم وخَضْراءَ الدِّمَن .

يعني: المرأة الحسناء في مَنْبِتِ السوء، يُشَبِّهُها بالشجرة الناضرة في دِمْنَة البَعْر. والمُخاضَرة: بيع الثمار قبل بدو صلاحها، وهي خُضْرٌ بعد. وخَضِرَ الزرع خَضَراً [نعم] ، وأَخْضَرَهُ الري. والخضير: الزرع الأَخْضَرُ، وقد اخْتُضِرَ فلان إذا مات شابا، وجعل شاب يقول لشيخٍ: أجززت، فقال: وتُخْتَضَرونَ، أي: تموتون شبابا. وذهب دمه خِضْراً مِضْراً، وخَضِراً مَضِراً، إذا ذهب هدراً باطلا ولم يطلب. ويقال: خذ الشيء خَضِراً مَضِراً، أي: غضاً حسنا.

خرض: الخَرِيضةُ: الجارية الحديثة السن، التارة البيضاء. والجميع: الخَرائضُ.

رضخ: الرَّضْخُ: كسر رأس الحية، والنوى وما يشبه ذلك. وترضَخْتُ الخُبْزَ، أي: كَسَرْتُهُ وتناولته. ورَضَخْتُ له من مالي رَضْخَةً [وهو القليل] والتَّرْاضُخُ: ترامي القوم بينهم بالنشاب. والحاء في كل هذا جائز إلا في الأكل والعطاء. تقول: كنا نَتَرَضَّخُ، أي: نأكل، ورَاضَخَ فلان شيئاً، أي: أعطاه وهو كارهٌ. وراضَخْنا منه شيئا، أي: أصبنا. 

خضر

1 خَضِرَ: see 9, in two places.

A2: خَضَرَ: see 8, in two places.2 خضّرهُ, [inf. n. تَخْضِيرٌ,] He rendered it أَخْضَر [i. e. green, &c.]. (S.) b2: [Hence,] it is said in a trad., إِذَا أَرَادَ اللّٰهُ بِعَبْدٍ شَرًّا خَضَّرَ لَهُ فِى اللَّبِنِ وَالطِّينِ حَتَّى يَبْنِىَ, (TA,) i. e. (assumed tropical:) [When God desires evil to befall a man,] He makes him to have pleasure in unburnt bricks and clay, so that he may build, and thus be diverted from the things of the world to come, if his building be beyond his need, or not such a structure as a mosque or the like. (Marginal note in a copy of the “ Jámi' es-Sagheer ” of Es-Suyootee.) [Hence also,] خُضِّرَ لَهُ فِيهِ, inf. n. as above, (tropical:) He was blessed in it. (L, K.) You say, مَنْ خُضِّرَ لَهُ فِى

شَىْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ, (L,) or مَنْ خُضِّرَ مِنْ شَىْءٍ فليلزمه, (so in a copy of the Mgh,) i. e. (assumed tropical:) Whosoever is blessed in a thing, (Mgh, L,) meaning an art or a trade or traffic, or a means of subsistence, let him keep to it. (L.) 3 خاضرهُ, (TK,) inf. n. مُخَاضَرَةٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) He sold to him fruits before they were in a good, or sound, state: (A:) or before their goodness, or soundness, became apparent: (S, Mgh, Msb, K, TK:) the doing of which is forbidden: (S:) accord. to some, (TA,) the prohibition includes the sale of fresh ripe dates, [app. if not fully ripe,] and herbs, or leguminous plants, and the like; and therefore some disapprove of selling a greater quantity of fresh ripe dates than is cut at once. (S.) 4 اخضر It (plenty of moisture) rendered seedproduce soft, or tender. (TA.) 8 اختضر He cut herbage, (S, K,) or a tree, (A,) while it was green; (S, A, K;) as also ↓ خَضَرَ, (A, TA,) aor. ـُ inf. n. خَضْرٌ. (TA.) And اُخْتُضِرَ It (herbage, TA) was taken, (K,) and pastured upon, (TA,) while fresh and juicy, (K,) and green, before it had attained its full height. (TA.) See also 9, last sentence. b2: Hence, (S, TA,) the pass. form, (assumed tropical:) He died in his youth; (S, K;) in his fresh and flourishing state. (S.) Young men used to say to an old man, أَجْزَرْتُ يَا شَيْخُ (assumed tropical:) [Thou hast attained to the time for dying, (lit. for being cut,) O old man]: and he replied, أَىْ بَنِىَّ وَتُخْتَضَرُونَ (assumed tropical:) [O my sons, and ye shall be cut off, or die, in your youth]. (S. [See also أَجْزَرَ.]) b3: Also, the act. v., He cut off the green branches of a palm-tree with his مِخْلَب; (TA;) and so ↓ خَضَرَ, (K, * TA,) aor. ـُ inf. n. خَضْرٌ: (TA:) and he cut off a thing, as a man's nose, entirely: (TA:) or, simply, he cut off a man's nose. (IAar.) b4: And He ate fruit [while it was green, or] before it was ripe. (A.) b5: And hence, (TA,) (tropical:) He deflowered a girl: (K, TA:) or, before she had attained to puberty; (Msb in art. قض, and K;) as also اِبْتَسَرَ and اِبْتَكَرَ. (TA.) b6: Also (assumed tropical:) He took a camel in a refractory state, not trained, and attached the nose-rein to him, and drove him. (TA.) b7: And (assumed tropical:) He took up a load, or burden. (K.) 9 اخضرّ, (S, A, K,) inf. n. اِخْضِرَارٌ; (S, A;) and ↓ اخضوضر, (S, K,) [inf. n. اِخْضِيضَارٌ, in the TA written by mistake اِخْضِيرَارٌ;] and ↓ حَضِرَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. خَضَرٌ; (Msb;) It (a colour, Msb, or seed-produce, K) was, or became, of the colour termed خُضْرَة [i. e. green: and he, (a camel, and a horse, and an ass, and sometimes a bird,) and it, (a garment of the kind called كِسَآء, and the like, or any other thing,) was, or became, of a dark, or an ashy, dust-colour; or dingy ash-colour; or dark dust-colour: and he, (a man,) or it, (a thing,) was, or became, of a tawny, or brownish, colour; or blackish; or of a blackish hue inclining to green; or black; or intensely black: see خُضْرَةٌ and أَخْضَرُ]. (S, A, Msb, K.) [Hence,] اخضرّ إِزَارَى (The place of) my ازار became black: or, rather, became of a [blackish] hue inclining to green: because the hair when it first grows is of that hue. (Har p. 494.) And اخضرّ شَارِبُهُ [His mustache grew so as to appear dark]; said of a boy; a phrase similar to بَقَلَ وَجْهُهُ. (Mgh in art. بقل.) and اخضرّاللَّيْلُ (tropical:) The night became dark and black. (K, * TA.) And اخضرّت الظُّلْمَةُ (tropical:) The darkness became intensely black. (A.) b2: اخضرّ جِلْدَتُهُ [properly His skin became green from carrying the produce of his land; meaning] (tropical:) he became in a state of plenty. (TA. [See هُمْ خُضْرُ المَنَاكِبِ, voce أَخْضَرُ.]) b3: اخضرّ said of seed-produce, It was, or became, soft, or tender; as also ↓ اخضوضر; and ↓ خَضِرَ, aor. ـَ (TA,) inf. n. خَضَرٌ. (K, * TA.) A2: اخضرّ and ↓ اِخْتَضَرَ, (K,) or this may be of the pass. form, [اُخْتُضِرَ,] so as to agree with what occurs before, [see 8,] (TA,) It (herbage, TA) was, or became, cut. (K, * TA.) 12 إِخْضَوْضَرَ see 9, first sentence: b2: and last sentence but one.

خَضْرٌ Trees (شَجَرٌ) that are soft, or tender, when cut; as also ↓ مَخْضُورٌ. (TA.) خُضْرٌ: see خُضَارَةٌ.

خِضْرٌ [i. q. خَضِرٌ]. You say, أَخَذَهُ خِضْرًا مِضْرًا, and مَضِرًا ↓ خَضِرًا, He took it without price: or in its fresh, or juicy, state: (K:) مضرا being an imitative sequent. (TA.) Whence the saying, مَضِرَةٌ ↓ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ [in the S حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ] The goods of this world are delicate, fresh, and pleasant: or pleasing. (TA.) And ↓ الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ [Predatory warfare is sweet and] fresh [or refreshing] and loved; because of the victory and spoil attending it. (TA, from a trad. of Ibn-'Omar [which see fully quoted voce ثُمَامٌ].) b2: You say also, هُوَلَكَ خِضْرًا مِضْرًا It is thine, or for thee: may it be attended with enjoyment and a wholesome result. (K.) b3: And ذَهَبَ دَمَهُ خِضْرًا مِضْرًا, (S, K,) and مَضِرًا ↓ خَضِرًا, (K,) His blood went unrevenged, or unretaliated, or unexpiated by a mulet: (S, K:) مضرا being an imitative sequent [here as in the former instance]. (TA.) خَضَرٌ inf. n. of خَضِرَ: [see 9, first sentence: b2: and last sentence but one; and] see also خُضْرَةٌ.

A2: Also Green palm-branches with the leaves upon them: and green palm-branches stripped of their leaves: (Fr, K:) pl. أَخْضَارٌ. (AHn.) خَضِرٌ: see أَخْضَرُ. b2: Also A place having much verdure; and so ↓ يَخْضُورٌ and ↓ مَخْضَرَةٌ. (K.) And أَرْضٌ خَضِرَةٌ and ↓ يَخْضُورٌ Land in which is much verdure: and ↓ ارض مَخْضَرَةٌ, as in the Kur xxii. 62, accord. to one reading, verdant land. (TA.) b3: See also خِضْرٌ, in four places. b4: Also, [as a subst.,] What is green: (Akh, S, and Bd in vi. 99:) seed-produce; (Lth, Bd, K;) and so ↓ خُضَّارَى: (S:) so the former in the Kur ubi suprà: (Lth, Bd:) or goodly green herbage: (A:) and a branch: (K:) any branch. (TA.) b5: And الخَضِرُ The plant called ↓ البَقْلَةُ الخَضْرَآءُ; as also ↓ الخَضِرَةُ and ↓ الخَضِيرُ (K) and ↓ الخُضْرَةُ: (TA:) it is a green and rough herb or leguminous plant, the leaves and fruit of which are like those of millet; it rises to the height of a cubit; and fills the mouth of the camel. (TA.) Also A species of plant of the kind called جَنْبَة; (K;) which latter term is applied to herbage whereof the root is deep in the earth, like the نَصِىّ and صِلِّيَان: (TA:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة: (K:) it is not of the slender and succulent herbs or leguminous plants, which dry up in summer. (TA.) Hence آكِلَةُ الخَضِرِ, occurring in a trad., [properly signifying A she-camel that eats the plant above mentioned,] applied to a man who acts justly and moderately with respect to worldly enjoyments: for the خضر is not of the slender and succulent herbs, as above observed, nor of those excellent plants which the spring produces by its consecutive rains, and which therefore become goodly and soft or tender; but of those upon which beasts pasture after others have dried up, because they find no others, and which the Arabs call جَنْبَة; and the beasts do not eat much of it, nor do they find it wholesome. (IAth, TA.) خَضْرَةٌ [if not a mistranscription for خُضْرَةٌ] Fresh cut herbage, to be eaten quickly. (TA.) خُضْرَةٌ [Greenness; a green colour; verdure;] a certain colour, (S, A, K,) well known; (K;) [and] a colour between black and white: it is in plants and in animals &c., and, accord. to IAar, in water also: (TA:) in camels, (S,) and horses, (S, K,) [and asses, and sometimes in birds, and in a garment of the kind called كِسَآء, and the like, and in other things, a dark, or an ashy, dust-colour; or dingy ash-colour; or dark dustcolour;] a dust-colour intermixed with دُهْمَة [i. e. blackness or deep ash-colour]: (S, K:) in men, [and in other things,] a tawny, or brownish, colour; syn. سُمْرَةٌ: (S:) [and a blackish hue: and a blackish hue inclining to green:] and blackness: (TA:) [and intense blackness: see 9; and see also أَخْضَرُ:] pl. خُضَرٌ and خُضْرٌ. (K.) b2: And A green plant: pl. خُضَرٌ: (TA:) or the latter signifies herbs, or leguminous plants; as though pl. of the former. (Msb.) [See خَضَارٌ: and خَضْرَةٌ.] b3: See also خَضِرٌ. b4: Also Softness, or tenderness, (IAar, K,) of seed-produce [and the like]; (TA;) and so ↓ خَضَرٌ, (K,) inf. n. of خَضِرَ. (TA.) b5: And What is soft, or tender; fresh, or juicy; and pleasant to the eater. (TA, from a خُطْبَة of 'Alee, delivered at El-Koofeh.) الخَضِرَةٌ: see خَضِرٌ.

خُضْرِيَّةٌ A palm-tree (نَخْلَةٌ) that bears good green dates. (Az, K.) b2: A kind of dates, green, resembling glass, of a colour that is admired. (AHn.) خَضَارٌ Herbs, or leguminous plants, in the first state of their growth. (S, * K, * TA.) [See also خُضْرَةٌ.] b2: Also Milk mixed with much water: (S, K:) Az says that it is like سَمَارٌ, meaning as above, diluted so as to be of a dark, or an ashy, dust-colour (حَتَّى اخْضَرَّ): like as the rájiz says, جَاؤُوا بِضَيْحٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطْ [They brought milk mixed with much water. Hast thou ever seen the wolf?]: meaning that the milk was of an ash-colour (أَوْرَق), like the colour of the wolf, by reason of the great quantity of the water: or, as some say, milk and water in the proportion of one third of the former to two thirds of the latter: it is of any milk, that has been kept in a skin or that is fresh, and from any beast: some say that the word is a pl., [or rather a coll. gen. n.,] and that the sing., or n. un., is with ة. (TA.) خَضُورٌ: see أَخْضَرُ.

خَضِيرٌ: see أَخْضَرُ: b2: and see also خَضِرٌ.

خُضَيْرٌ: see what next follows.

خُضَارَةٌ: see أَخْضَرُ, in the latter half of the paragraph. b2: خُضَارَةٌ, determinate, and imperfectly decl., (ISk, S, K,) because it has the quality of a proper name and the fem. gender with ة, like أُسَامَةٌ &c., (TA,) (tropical:) The sea; (ISk, S, A, K;) as also ↓ الأَخْضَرُ, and ↓ خُضَيْرٌ, (A, TA,) or ↓ خُضْرٌ. (So in a copy of the A.) [But it is used as a masc. proper name; for] you say, هٰذَا خُضَارَةُ طَامِيًا [This is the sea, in a state of rising, or becoming full, or becoming high and full]. (S, TA. [In one copy of the S, I find هٰذِهِ; but in others, هٰذَا; and in all, طَامِيًا.]) خَضِيرَةٌ A palm-tree (نَخْلَةٌ) of which the dates fall while unripe and green; (S, K;) as also ↓ مِخْضَارٌ. (TA.) خُضَيْرَةٌ dim. of خُضْرَةٌ.

A2: Also (tropical:) A woman who scarcely ever, or never, completes the fruit of her womb, so that she casts it. (TA.) خُضَارِىٌّ A certain bird; (S, K;) also called the أَخْيَل; (S;) regarded as of evil omen when it alighted upon the back of a camel: it is أَخْضَر [i. e. green, or of a dark or an ashy dust-colour], with redness in the حَنَك [or part beneath the beak], and is larger than the قَطَا: or certain green, or dark or ashy dust-coloured, birds, (طَيْرٌ خُضْرٌ,) also called قَارِيَة: A 'Obeyd asserts that the Arabs loved them, and likened to them a liberal, or bountiful, man: but ISd says, on the authority of the 'Eyn, that they regarded them as of evil omen: (TA:) [Golius states, on the authority of Meyd, that the خضارىّ is a bird of a blackish colour, called in Persian كَرايَهْ. See Bochart's Hieroz. p. ii. col. 61; referred to by Freytag.] b2: Also The [tree, or shrub, called]

رِمْث, when it has grown tall. (TA.) خُضَّارٌ A certain bird, (K,) green or of a dark or an ashy dust-colour (أَخْضَرُ). (TA.) خُضَّارَى: see خَضِرٌ. b2: Also A certain plant. (K.) أَخْضَرُ [Green; verdant;] of the colour termed خُضَّارَى; (S, A, Msb, K;) as also ↓ خَضِرٌ (Msb, K) and ↓ خَضِيرٌ and ↓ خَضُورٌ and ↓ يَخْضُورٌ and ↓ يَخْضِيرٌ: (K, TA: the last two written in the CK تَخْضُورٌ and تَخْضِيرٌ:) applied to a horse, [and to a camel, (see خُضْرَةٌ,) and to an ass, and sometimes to a bird, and to a garment of the kind called كِسَآء, and the like, and to various other things, of a dark, or an ashy, dust-colour; or dingy ash-colour; or dark dust-colour;] of a dust-colour intermixed with دُهْمَة [i. e. blackness or deep ash-colour]; which is the same as دَيْزَجٌ; (S;) in horses being distinguished as أَخْضَرُ أَدْغَمُ and أَخْضَرُ أَطْحَلُ and أَخْضَرُ أَوْرَقُ: (TA: [see the latter epithet in each of these cases:]) applied to a man, [and to other things,] tawny, or brownish: (S:) [and blackish: and of a blackish hue inclining to green:] and black; (S, K;) black-complexioned: (TA:) [and intensely black: it is said in the Msb, art. حتم, that الأَخْضَرُ is, with the Arabs, أَسْوَدُ; which may mean either that green is, with the Arabs, termed اسود, or that الاخضر is, with the Arabs, black: but the truth is, that each of the epithets أَخْضَرُ and أَسْوَدُ is sometimes used for the other: see what here follows, and see أَسْوَدُ: in Har p. 495, it is erroneously said, on the authority of Er-Rázee, that the اسود is not termed by the Arabs اخضر, although the اخضر is termed by them اسود because of its intense خُضْرَة and رِىّ:] the fem. is خَضْرَآءُ: and the pl. is خُضْرٌ. (Msb, TA.) You say شَجَرَةٌ خَضْرَآءُ A green, and fresh, or juicy, tree. (TA.) and مَآءٌ أَخْضَرُ Water inclining to a green colour, by reason of its clearness. (TA.) And أَخْضَرُ الجِلْدَةِ [lit. Tawny of skin:] meaning (assumed tropical:) of pure race; because the complexions of the Arabs are tawny; (S;) of genuine Arab race: (IB:) as in the saying of El-Lahabee, (S, TA,) El-Fadl Ibn-'Abbás, (TA,) وَأَنَا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِى

أَخْضَرُ الجِلْدَةِ فِى بَيْتِ العَرَبْ [And I am the tawny: who knows me? the tawny of skin (or pure of race), of the family that comprises the nobility of the Arabs]. (S, IB.) And فُلَانٌ أَخْضَرُ القَفَا [lit. Such a one is blackish, or black, in the back of the neck:] meaning (tropical:) such a one is the son of a black woman: (Az, A:) or (tropical:) one who is slapped on the back of his neck: (A:) or (tropical:) a freedman, or an emancipated slave. (TA.) And أَخْضَرُ البَطْنِ (tropical:) A weaver: (A, TA:) because his belly, being stuck close to his loom, becomes blackened by it. (TA.) And أَخْضَرُ النَّوَاجِذِ (tropical:) An eater of onions and leeks: or a tiller, or cultivator, of the ground; because he eats herbs, or leguminous plants. (A.) and هُمْ خُضْرُ المَنَاكِبِ [lit. They are green in the shoulders, from carrying the produce of their land:] meaning (tropical:) they are in a state of great plenty. (K, TA.) And [hence, perhaps,] فُلَانٌ

أَخْضَرُ (tropical:) Such a one possesses abundant خَيْر [or wealth, or prosperity]: (A, TA:) [or it may mean goodness: for] الأَخْضَرُ, applied to a man, is an epithet of praise, whereby he may be likened to the sea, because it is described as green, or to the [rain or herbage called] رَبِيع; in both cases meaning (assumed tropical:) liberal, or bountiful; and it is so applied because خُضْرَةٌ is of the colours of the Arabs: and it is also an epithet of dispraise, as meaning (assumed tropical:) black by reason of baseness, ignobleness, or meanness. (Ham p. 282.) And شَابٌّ أَخْضَرُ (tropical:) A young man whose hair has begun to grow upon the sides of his face. (TA.) And كَتِيبَةٌ خَضْرَآءُ (tropical:) An army, or a troop of horse, overspread with the blackness of iron: (S, TA:) or a great army or troop of horse (K, TA) of which most of the men are clad in iron; like جَأْوَآءُ: (TA:) because of the خُضْرَة of the iron: (A:) [i. e.] because of the blackness thereof. (TA.) And اللَّيْلُ أَخْضَرُ (tropical:) Night is black. (TA.) And [hence,] جَنَّ عَلَيْهِ أَخْضَرُ الجَنَاحَيْنِ (tropical:) Night [lit. the black-winged] veiled him, concealed him, or covered him with its darkness. (A.) مُدْهَامَّتَانِ, in the Kur [lv. 64, relating to two gardens of Paradise], is explained by خَضْرَاوَانِ because it means Inclining to blackness, by reason of abundance of moisture, or irrigation. (S.) b2: الأَخْضَرُ used as a subst.: see خُضَارَةٌ. b3: The fem.

خَضْرَآءُ [is also used as a subst., and] signifies Gree herbs or leguminous plants; (Msb, K;) as also ↓ خُضَارَةٌ: (K:) pl. خَضْرَاوَاتٌ: by rule it should be خُضْرٌ; but as the quality of a subst. predominates in it, it has a pl. like the pl. of a subst., like صَحْرَاوَاتٌ pl. of صَحْرَآءٌ: (Msb:) this pl. occurs in the saying (in a trad., TA) لَيْسَ فِى

الخَضْرَاوَاتِ صَدَقَةٌ There is no poor-rate in the case of green herbs or leguminous plants; (Msb;) or fresh fruits and herbs or leguminous plants; (TA;) or fruits, such as the apple and the pear &c.; or herbs or leguminous plants, such as leeks and smallage and rue and the like; and خُضَرٌ, pl. of خُضْرَةٌ, is sometimes substituted for it. (Mgh.) [Hence,] إِيَّاكُمْ وَخَضْرَآءُ الدِّمَنِ, meaning (tropical:) Avoid ye the beautiful woman that is of bad origin: (S, A, Msb:) because what grows in a دِمْنَة [or place which men have blackened by their cooking, and where their camels or other beasts have staled and dunged], though it may be beautiful and bright, does not bear fruit [because it is neglected, and left unwatered], (S, Msb,) and soon becomes corrupt, or bad. (Msb. [See also دِمْنَةٌ: and see عُشْبَةٌ الدَّارِ, in art. عشب.]) b4: And الخَضْرَآءُ, as an epithet in which the quality of a subst. predominates, (TA,) (tropical:) The sky, or heaven; (S, A, K;) because of its greenness; like as the earth is called الغَبْرَآءُ. (TA.) You say, مَا تَحْتَ الخَضْرَآءِ أَكْرَهُ مِنْهُ (tropical:) [There is not under the sky one more hateful than he]. (A.) b5: and خَضْرَآءُ (tropical:) A bucket (A, K) with which water has been drawn long, so that it has become green or blackish &c. (حَتَّى اخْضَرَّتْ). (K.) b6: And (assumed tropical:) The congregated or collective body, and mass, or bulk, of a people. (S, K.) So in the saying, أَبَادَ اللّٰهُ خَضْرَآءَهُمْ (assumed tropical:) [May God destroy the congregated or collective body, mass, or bulk, of them]: (S:) or this means, (tropical:) their stock (شَجَرَة) from which they have branched off; (A;) [for] خَضْرَآءُ signifies the origin of anything: (TA:) or, their life in this present world: (Fr, TA:) or, as some say, their enjoyment and plenty; (TA;) [for] خَضْرَآءُ signifies prosperity, and plenty, and enjoyment: (TA in a later part of this art.:) or the right reading is غَضْرَآءَهُمْ, meaning “their prosperity, and their pleasantness of life, or plenty and prosperity.” (S. [See art. غضر.]) b7: البَقْلَةُ الخَضْرَآءُ: see خَضِرٌ. b8: الخُضْرُ, (T,) or الخَضْرَآءُ, (K,) The domestic pigeons; (T, K;) so called although of various colours, because their predominant colour is وُرْقَة [or ash-colour], or خُضْرَة [meaning a dark, or an ashy, dust-colour]: the خُضْر and the نُمْر [or spotted with white and black, &c.,] are especially characterized by the faculty of rightly directing their course. (T, TA.) b9: الأَخَاصِرُ [a pl. of الأَخْضَرُ used as a subst.] (tropical:) Gold and flesh-meat and wine; as also الأَحَامِرَةُ [as some explain this latter]. (TA.) b10: أَخْضَرُ also signifies (tropical:) Fresh, or recent: so in the saying, الأَمْرُ بَيْنَنَا أَخْضَرُ (tropical:) [The affair between us is fresh, or recent]: and in like manner you say, المَوَدَّةُ بَيْنَنَا خَضْرَآءُ (tropical:) Love, or affection, between us is fresh. (A.) And Soft, or tender; applied to herbage, or seed-produce. (TA.) b11: [Hence,] عِيشَةٌ خَضْرَآءُ (assumed tropical:) A mode of life soft, or delicate, and plentiful and pleasant. (Har p. 639.) b12: الأَخْضَرُ is also the name of [A certain star, or asterism; most probably either a of Piscis Australis or ε of Pegasus, or some star or asterism nearly in a line with those two;] one of the three أَنْوَآء of the rain called الخَرِيف; namely, the middle نَوْء of those three انوآء; the first being the نَسْرَانِ; and the last, the foremost of the فَرْغَانِ: see نَوْءٌ. (Az, T and TA in art. نوأ.) الأُخَيْضِرُ dim. [of الأَخْضَرُ], (TA,) [Cantharides;] a kind of fly, (K,) green, of a dark or an ashy dust-colour, (أَخْضَرُ,) of the size of the black fly, and called the Indian fly [as cantharides are (??) the Arabs in the present day]; having properties and uses mentioned in medical books. (TA.) A2: Also A certain disease in the eye. (K.) مَخْضَرَةٌ: see خَضِرٌ, in two places.

مِخْضَارٌ: see خَضِيرَةٌ.

مَخْضُورٌ: see خَضْرٌ.

يَخْضُورٌ: see خَضِرٌ, in two places: and see also أَخْضَرُ, first sentence.

يَخْضِيرٌ: see أَخْضَرُ, first sentence.
الخضر: يعبر به عن البسط، واليأس عن القبض، فإن قواه المزاجية مبسوطة إلى عالم الشهادة والغيب، وكذلك قواه الروحانية.
(خضر)
الرجل النّخل خضرًا قطعه

(خضر) خضرًا وخضرة صَار أَخْضَر وَالزَّرْع نعم فَهُوَ خضر وأخضر وَهِي خضراء (ج) خضر
خضر فَمن أَخذه.

خضر زهر نوس بجح صَهل أَبُو عبيد -] قَوْله: خَضِرة يَعْنِي غضة حَسَنَة وكل شَيْء غضَ طريّ فَهُوَ خَضِر وَأَصله من خُضرة الشّجر وَمِنْه قيل للرجل إِذا مَاتَ شابًّا غضا: قد اخْتُضِر.
(خضر) - في الحديث: "فأَبِيدُوا خَضرَاءهم" . : أي دَهْمَاءَهم وسَوادَهم.
- وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "أَنَّه كان أَخضَرَ الشَّمَط" .
: أي أَخْضر بالطِّيبِ والدُّهن والمُرَوَّح.
وفي رواية: "أَنَّه شَمِط مُقَدَّمُ رأسهِ ولحيَتِه، فإذا ادَّهَن لم يَتَبَيَّن"
- في حديث زَيْدِ بنِ ثَابِت: "أَنَّ الحارِثَ بنَ الحَكَم - أخا مروان - تَزوَّجَ أعرابِيَّةً فدَخَلَ عليها فإذا هي خَضْراءُ فَطَلَّقها" .
: أي سَوداء.
- في حديث عمر: "اغْزُوا، والغَزْو خَضِر حُلْو" .
: أي أَخضَر طَرِيّ.
خضر
قال تعالى: فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً
[الحج/ 63] ، وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ
[الكهف/ 31] ، فَخُضْرٌ جمع أخضر، والخُضْرَة: أحد الألوان بين البياض والسّواد، وهو إلى السّواد أقرب، ولهذا سمّي الأسود أخضر، والأخضر أسود قال الشاعر:
قد أعسف النازح المجهول معسفه في ظلّ أخضر يدعو هامه البوم
وقيل: سواد العراق للموضع الذي يكثر فيه الخضرة، وسمّيت الخضرة بالدّهمة في قوله سبحانه: مُدْهامَّتانِ [الرحمن/ 64] ، أي:
خضراوان، وقوله عليه السلام: «إيّاكم وخَضْرَاء الدّمن» فقد فسّره عليه السلام حيث قال:
«المرأة الحسناء في منبت السّوء» ، والمخاضرة:
المبايعة على الخَضْرِ والثمار قبل بلوغــها، والخضيرة: نخلة ينتثر بسرها أخضر.
خضر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: إيَّاكُمْ وخَضراء الدمن قيل: وَمَا ذَاك يَا رَسُول الله قَالَ: الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي منبت السوء. قَالَ أَبُو عبيد: أرَاهُ أَرَادَ فَسَاد النّسَب إِذا خيف أَن تكون لغير رِشدة وَهَذَا مثل حَدِيثه الآخر: تخّيروا لِنُطَفكم. وَإِنَّمَا جعلهَا خضراء الدمن تَشْبِيها بِالشَّجَرَةِ الناضرة فِي دِمنة البعر وأصل الدمن مَا تدمنة الْإِبِل وَالْغنم من أبعارها وَأَبْوَالهَا فَرُبمَا نبت فِيهَا النَّبَات الْحسن وَأَصله فِي دِمنه يَقُول: فمنظرها حَسَن أنيق ومنبتها فَاسد قَالَ زفر بْن الْحَارِث الْكلابِي: [الطَّوِيل]

فقد ينْبت المرعى على دِمَن الثرى ... وَتبقى حَزَازات النُّفُوس كَمَا هيا

ضربه مثلا للرجل يظْهر مودته وَقَلبه يَغُلّ بالعداوة.
خضر الخضر نبي معمر. والخضرالزرع، خضر خضراً، وأخضره الري إخضاراً. والاخضرار مصدر قولك اخضر الشيء اخضراراً. والخضرة اسم البقلة. والخضرة واليخضور اسمان للرخص من الشجر. وفي الحديث " إياكم وخضراء الدمن " يعني المرأة الحسناء في منبت السوء. ونخلة خضيرة وخصرة إذا كانت ترمي ببسرها أخضر قبل أن ينضج. وجعل يخضر الشجر إذا أكله طرياً خضراً. والخضارى اسم طائر يسمى القارية. والخضارى الرمث إذا طالت قضبانه. والمخاضرة أن تبيع الثمار قبل بدو صلاحها، وهو مكروه. والخضار من اللبن مثل السمار، وكذلك الخضارة، وهما اللتان ثلثاهما ماء. والخزف الأخضر - أيضاً - خضار. والخضارة البحر. وخضر الشيء خضراً قطعه. واخضر الشيء انقطع. واختضرت العدل احتملته. واختضر الرجل المرأة اقتضها. وذهب دمه خضراً مضراً وخضراً مضراً أي باطلاً. وأبدنا خضراءهم أي خصبهم ودنياهم. وهم في خضراء خير وعيش. ولي عنده يد خضراء أي يد معروفة فيها خضرة ونعمة. والخضراني من ألوان الإبل هو الأخضر، والجميع الخضرانيات. والأخضر عند العرب الأسود. والليل أخضر. وخضر محارب يراد به السود. وإذا 122ب قالوا أخضر القفا فإنما يراد به ولدته سوداء. وإذا إنه أخضر البطن فإنما يريدون أنه حائك. والخضرة عند العرب اللؤم. ويقال أهلك الناس الأخاضر يعني الذهب واللحم والخمر. وخضوراء اسم ماء.
(خ ض ر) : (الْخَضْرَاوَاتُ) بِفَتْحِ الْخَاءِ لَا غَيْرُ الْفَوَاكِهُ كَالتُّفَّاحِ وَالْكُمَّثْرَى وَغَيْرِهِمَا أَوْ الْبُقُولُ كَالْكُرَّاثِ أَوْ الْكَرَفْسِ وَالسَّذَابِ وَنَحْوِهَا وَقَدْ يُقَامُ مُقَامَهَا الْخُضَرُ قَالَ الْكَرْخِيُّ لَيْسَ (فِي الْخُضَرِ) شَيْءٌ جَمْعُ خُضْرَةٍ وَهِيَ فِي الْأَصْلِ لَوْنُ الْأَخْضَرِ فَسُمِّيَ بِهِ وَلِذَا جُمِعَ وَفِي الرِّسَالَةِ الْيُوسُفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَيْسَ فِي الْمُخْضَرِّ زَكَاةٌ الْبَقْلُ وَالْقِثَّاءُ وَالْخِيَارُ وَالْمَبَاطِخُ وَكُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ وَعَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ مِثْلُهُ (وَالْمُخَاضَرَةُ) بَيْعُ الثِّمَارِ خُضْرًا لَمَّا يَبْدُو صَلَاحُهَا وَفِي حَدِيثِ أَبِي حَدْرَدٍ فَسَمِعْت رَجُلًا يَصْرُخُ يَا خَضِرَاهُ فَتَفَاءَلْت وَقُلْت لَأُصِيبَنَّ خَيْرًا كَأَنَّهُ نَادَى رَجُلًا اسْمُهُ خَضَرٌ عَلَى طَرِيقَة النُّدْبَةِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُتَلَهِّفُ وَإِنَّمَا تَفَاءَلَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنْ الْخُضْرَةِ وَهِيَ مِنْ أَسْبَابِ الْخِصْبِ الَّذِي هُوَ مَادَّةُ الْخَيْرِ (وَمِنْهُ) مَنْ خُضِرَ لَهُ فِي شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ أَيْ بُورِكَ لَهُ وَيُرْوَى يَا خارة وَيَا خاراه وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.
خ ض ر

أرض كثيرة الخضرة والخضر والخضراوات، وأنبتت خضراً أي نباتاً حسناً أخضر. واختضر النبات: أكل أخضر، واختضرت الفاكهة: أكلت قبل إدراكها. وخضرت الشجر واختضرته: قطعته أخضر. ونهى عن المخاضرة وهي بيع الثمر قبل بدو صلاحه.

ومن المجاز: ما تحت الخضراء أكرم منه. وكتيبة خضراء لخضرة الحديد. وأباد الله خضراءهم: شجرتهم التي منها تفرعوا. وشاب أخضر. وفلان أخضر: كثير الخير. وأخضر القفا: ابن سوداء أو صفعان. وأخضر البطن: حائك. وأخضر النواجذ: حراث لأكله البقول. " وإياكم وخضراء الدّمن " أي المرأة الحسناء في منبت سوء. والأمر بيننا أخضر: جديد لم يخلق. والودة بيننا خضراء. قال ذو الرمة:

وقد يرى فيها لعين منظر ... أتراب مي والوصال أخضر

وكنت وراء الأخضر، ووراء خضير وخضارة وهو البحر. واستقى بالخضراء الفري وهي الدلو. وجن عليه أخضر الجناحين، وطار عنا أخضر الجناحين وهو الليل. قال ساعدة بن عليّ بن طفيل:

وقلت له إني أخاف مفازة ... عليك وملتجاً من الليل أخضرا

واخضرت الظلمة: اشتد سوادها. قوال الفضل:

وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من بيت العرب
[خضر] الخُضْرَةُ: لَوْنُ الأخضر. واخضرَّ الشئ اخضرارا. واخضوضر. وخضرته أنا. وربما سموا الاسود أخضر. وقوله تعالى:

(مدهامتان) *، قالوا: خضراوان، لانهما يضربان إلى السواد من شدة الرى. وسمى قرى العراق سوادا لكثرة شجرها. والخضرة في ألوان الإبل والخَيْلِ: غُبْرَةٌ تُخالِطُها دُهْمَةٌ. يقال: فَرَسٌ أخضر، وهو الديزج. وفى ألوان الناس: السُمْرَةُ. قال اللَهَبيّ : وأنا الأَخْضَرُ من يَعْرِفُني * أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بيْتِ العَرَبْ - يقول: أنا خالصٌ، لأنَّ ألوان العرب السُمْرة. والخضراء: السماء. ويقال: كتيبةٌ خضراءُ، للتي يعلوها سَوادُ الحديد. وفي الحديث: " إيّاكُمْ وخضْراءُ الدِّمَنِ "، يعني المرأة الحسناءَ في مَنْبِتِ السَوْء، لأنَّ ما يَنْبُتُ في الدِمْنَةِ وإن كان ناضرا لا يكون ثامرا. ويقال: الدُنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ. وقولهم: أبادَ اللهُ خضراءَهم، أي سوادَهم ومعظمهم. وأنكره الاصمعي وقال: إنما يقال أباد الله غضراءهم، أي خيرهم وغضارتهم. والخضيرة: النخلة التى ينتثر بُسْرُها وهو أَخْضَرُ. واختضرتُ الكَلأَ، إذا جززته وهو أخضر. ومنه قيل للرجُل إذا مَات شابَّاً غضا: قد اختضر. وكان فتيان يقولون لشيخ: أجززت يا شيخ! فيقول: أي بنى وتختضرون. وخضارة بالضم: البحر، معرفة لا تُجْرى . تقول: هذا خُضارةُ طامِياً. والخُضاريُّ: طائِرٌ يُسَمَّى الأَخْيَلَ، كأنَّه منسوب إلى الأوَّل. والخَضارُ بالفتح: اللَبَنُ الذي أُكْثِرَ ماؤُه. والخَضارُ أيضاً: البَقْلُ الأوّل. والمُخَاضَرَةُ: بَيْعُ الثِمارِ قبل أن يَبْدو صَلاحُها وهي خُضْرٌ بعد، ونهى عنه. ويدخل فيه بيع الرطاب والبقول وأشباهها، ولهذا كره بعضهم بيع الرطاب أكثر من جزة واحدة. ويقال: للزرع: الخضارى بتشديد الضاد مثال الشقارى. وقوله تعالى:

(فأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً) *، قال الأخفش: يريد الأَخْضَرَ، كقول العرب: " أرينها نمرة أركها مطرة ". ويقال: ذَهَبَ دَمُه خِضْراً: أي هدرا. وخضر أيضا: صاحب موسى عليهما السلام. ويقال خضر، مثال كبد وكبد هو أفصح.
خضر: خَضَّر (بالتشديد): باع بالتفريق، بالمفرد (الكالا) ويجب أن تبدل الحاء بالخاء المعجمة.
تخضر: ذكرت في معجم فوك في مادة virere.
اخضَّر: صار أخضر. ففي المقري (1: 891) في كلامه عن رجل كان يكثر الصيام: كان يصوم حتى يَخْضّر (وانظر إضافات).
تخضَّرت عذاراه أو اخضَّر فقط: اسود جانب لحيته.
واخضر وجهه: عبس، وكلح، وقسا (عباد 2: 41، 120، 3: 195).
خضر. أخضار: خُضر (رولاند).
خُضْرَة، لا يستعمل جمعها خُضر بمعنى البقول فقط (لين) بل إن المفرد خُضْرَة تدل على هذا المعنى أيضاً (الكالا) (مارتن ص100، كرتاس ص277).
وخُضْرة: عشب أخضر، ورق الشجر الأخضر (بوشر، ألف ليلة 1: 60، 66، 85).
وخُضْرة: مرجة، أرض معشبة خضراء (بوشر).
وخَضْرة: النبات المسمى نمام واسمه العلمي: thymus serpyllum ( المستعيني في مادة تمّام).
وخُضُرة: صنف من التمر الأخضر (باجني من 152). وخُضرة: كُهبة، دكنة، زرقة (معجم البلاذري).
خُضْرِي: أخضر (فوك).
وخُضْرِي: الخَضَّار، بائع الخضر (فوك، محيط المحيط).
خُضَرِيّ: الخضّار، بائع الخضر (لين عادات 2: 17).
خُضَرِيّ: فاكهاني، بائع الفاكهة (بوشر).
خُضَرِيّ: عامية الخُضاري (طائر) (محيط المحيط).
خَضْراوِي: نوع من التمر (نيبور: رحلة إلى بلاد العرب 2: 215).
خضراويا: في ابن البيطار (2: 366) وقد ترجمها سونثيمر ب gruner Lanch.
الخَضْرَ يْرات. وقد كتبها فانسليب إلشدريرات (كذا) الوقت الذي يكون فيه ماء النيل أخضر وحينئذ يتأذى أهل مصر لفساد مائه وتفه طعمه (فانسليب ص49).
خضار: خضرة، اخضرار (بوشر).
خَضِير: خُضرَ (محيط المحيط).
وخضير: زبل البقر الطري (محيط المحيط).
وخضير: نوع من الطير (ياقوت 1: 885). وعند القزويني حضير بالحاء المهملة.
بَنُو خُضِيْر: خلاسيون. من ولدوا من أبوين ابيض وأسود (بلجراف 1: 458).
خَضَارة: خُضْرَة (المقري 1: 126) وانظر إضافات.
وخُضارة: سوق الخضر (الكالا).
خضاري: خُضرِ. ففي تاريخ بني زيان (ص97 ق): سائر الأقوات والخضاري.
خُضَارِيّ: اسم طير (انظر لين). وفي معجم الكالا نجد كادراي وهو الخبل نوع من البوم ولا أدري إن كانت هذه هي نفس الكلمة.
خُضُورةَ: خُضْرة (فوك، همبرت ص46). (الجزائر، هلو، محيط المحيط).
خضيرا: نبات اسمه العلمي: Daphne oleoide ( ابن البيطار 1: 468). وهو خضيرة عند المستعيني في مادة مازريون.
خضيرة: انظر المادة السابقة.
خُضَيْرَة: اسم الملوخية (بهرن ص27).
خَضِيري: لب الفستق (كاريت جغرافية ص259).
خُضَيْريّ. خُضَيْريّة: خلاسيون، من ولدوا من أبوين أبيض وأسود (بلجراف 1: 458).
وخُضَيْريّ: نوع من التمر، سمي بذلك لأنه يحتفظ بلونه الأخضر حتى بعد أن ينضج تماماً (بارتون 1: 384).
سوق الخضرية: سوق الخضار (بارتون 1: 374).
خَضَّار: الفلاح الذي يزرع الخضرة والبقول (الكالا، تاريخ بني زَّيان ص67 ق).
وخَضَّار: بائع المفرد (الكالا).
خَضّارة: بقّالة، بايعة الخُضر (الكالا). وخَضّارة: سوق الخُضرَ والبقول (الكالا).
أخضر، فرس أخضر يعتبر الفرس أخضر ما نسميه بالفرنسية Louvet أي فرس لونه لون شعر المعتفر مع سواد، أحوى الذنب، وخاصة إذا قارب لونه لون الزيتون الذي لم يتم نضجه (دوماس عادات ص287).
وأخضر: برنس المغاربة (بوشر، زيشر 18: 324، 327 رقم 3).
وأخضر: غير نضيج (دوماس حياة العرب ص 254).
وأخضر: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
عمل له عرقاً اخضر: استمالة إليه. وقربه منه (بوشر).
الخضراء: الكتيبة الخضراء (انظر لين). (معجم المتفرقات).
والخضراء: نواة الصنوبر (ابن العوام 2: 618) فلان نفسه خضراء أي عنده صبوة (محيط المحيط) وفيه: ومنه قول الشاعر:
نجد الحب ريحاناً نضيراً ... لا سطره حروف ليس تقرا
فراعيت النظير وقلت بدري ... عذارك اخضر والنفس خضرا.
تخضير السيف: إظهار فرنده بصنعة الصياقلة (محيط المحيط).
[خضر] فيه: إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم إلا أكلة "الخضر" فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت، وإنما هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين، الحبط بالحركة الهلاك، ويلم يقرب أي يدنو من الهلاك، والخضر بكسر ضاد نوع من البقول ليس من جيدها وأحرارها، وثلط أي ألقى الرجيع سهلًا رقيقًا، ضرب فيه مثلين: أحدهما للمفرط في جمع الدنيا والمنع من حقها، والآخر للمقتصد في أخذها والنفع بها، فقوله: إن مما ينبت - إلخ، مثل للمفرط الأخذ بغير حقها، فإن الربيع ينبت أحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال فتنشق أمعاؤها فتهلك أو تقارب الهلاك، وكذا جامع الدنيا من غير حلك وفيه: وأنها "خضرة" أي بصرت عائشة امرأة رفاعة خضرة بجلدها، إما لهزالها أو لضرب عبد الرحمن لها، وسمع أي عبد الرحمن، وما معه من ألة الجماع ليس بأغنى أي ليس دافعًا عن شهوتي، تريد قصورها عن الجماع، قوله: لانفض، يجيء في النون. وفيه: باب "الخضر" في المنام، بضم خاء وسكون ضاد جمع أخضر. ط: هذا المال "خضر" حلو، بفتح معجمة ما يكون في العين طيبا، والحلو ما يطيب في الفم، أي مرغوب فيه غاية الرغبة، فمن أخذه بسخاوة نفسه أي بلا سؤال ولا إشراف وطمع، أو بسخاوة نفس المعطي وانشراح صدره، وكذا من أخذه بإشراف يحتملهما، كالذي يأكل ولا يشبع أي كذي أفة يزداد سقما بالأكل. ك: وروى "خضرة" بفتح فكسر وأنث باعتبار أن المال كبقلة تعجب الناظرين وتدعوهم إلى استكثارها.
الْخَاء وَالضَّاد وَالرَّاء

الخُضرة: من الألوان، يكون ذل فِي الْحَيَوَان والنبات وَغَيرهمَا مِمَّا يقبله.

وَحَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي فِي المَاء أَيْضا.

وَقد اخضّر، وَهُوَ أَخْضَر، وخَضِر، وخَضُور وخَضير، ويَخْضيرٌ، ويَخضورٌ، قَالَ: بالخُشْب دُون الهَدَب اليَخْضُورِ وكُل غَضٍّ خَضِر. وَفِي التَّنْزِيل: (فأخرجنا مِنْهُ خَضِراً) .

وَقيل: الخضِر، هُنَا: الزَّرْع.

وشجرة خَضِرة: خَضْراء غَضّة.

وَأَرْض خَضِرة ويَخْضُورٌ: كَثِيرَة الخُضرة.

وخَضِر الزرعُ خَضَرا: نَعم. واخضره الريُّ.

وَأَرْض مَخضَرَة، على مِثَال مبقلة: ذَات خضرَة. وقريء: (فَتُصْبِح الأَرْض مُخْضَرَّةً) . واختُضر الشَّيْء: اخذ طريّاً غَضّاً.

وشابُ مُخْتَضَر: مَاتَ فتيّاً.

واخْتَضَرَ البعيرَ: اخذه من الْإِبِل وَهُوَ صَعب لم يُذلَّل، فخَطمه وَسَاقه.

وَمَاء أَخْضَر: يَضرب إِلَى الخُضرة، من صفائه.

وخُضارة: الْبَحْر، سُمى بذلك لخُضرة مَائه.

والخُضْرة، والخَضِر، والخَضِير: اسْم للبَقلة الخَضَراء، وعَلى هَذَا قَول رؤبة:

إِذا شَكَوْنَا سَنةً حَسُوسَا نأكُل بعد الخُضرة اليَبِيسَا

وَقد قيل: إِنَّه وضع الِاسْم هَاهُنَا مَوضِع الصّفة، لِأَن الخُضرة لَا تُؤكل، إِنَّمَا يُؤْكَل الجِسم الْقَابِل لَهَا.

والخضِرة، أَيْضا: الخَضراء من النَّبَات، وَالْجمع: خَضِرٌ.

والاخضار: جمع الخضِر، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

ويُقال للاسود: أَخْضَر.

والخُضْرُ: قَبيلَة من الْعَرَب، سموا بذلك لخُضرة الوانهم.

والخضيرة من النّخل: الَّتِي يَنتثر بُسرها وَهُوَ أَخْضَر.

والخَضِيرة من النِّسَاء: الَّتِي لَا تكَاد تُتِمّ حَملا حَتَّى تُسقطه، قَالَ:

تزوّجت مِصْلاخا رَقُوياً خَضِيرَةً فخُذْها على ذَا النّعت إِن شئتَ اودَع

والاخَيْضِرُ: ذُباب اخضر على قدر الذِّبّان السُّود.

والخَضْراء، من الْكَتَائِب، نَحْو: الجأواء.

والخضْراء: السَّمَاء، لخُضرتها، صفة غلبت غَلبة الْأَسْمَاء.

والخضْراء من الْحمام: الدواجن، وَإِن اخْتلفت ألوانها، لِأَن اكثر ألوانها الخُضرة.

وخَضراء كل شَيْء: اصلُه.

واخَتضَر الشيءَ: قطعه من اصله. واختضر أُذُنه: قطعهَا من اصلها.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اختضر أُذُنه: قطعهَا، وَلم يقل: من اصلها.

وَقَالُوا: اباد الله خَضراءهم.

وانكرها الْأَصْمَعِي. وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ غَضراءهم.

والخضاري: الرِّمث إِذا طَال نباتُه.

وَإِذا طَال الثمام عَن الحُجَن سُمي: خَضِرَ الثُّمام. ثمَّ يكون خَضِرا شهرا.

والخضرة: بُقيلة، وَالْجمع: خَضِر، قَالَ ابْن مُقبل:

تعتادها فُرُحٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ يَنْفُخْن فِي بُرعم الْحَوْذَان والخَضِرِ

والخِضَرةُ: بَقلة خَضراء خَشْناء ورقتها مثل ورقة الدُّخن، وَكَذَلِكَ ثَمَرَتهَا، وترتفع ذِرَاعا، وَهِي تملأ فَم الْبَعِير.

والخُضرة فِي شيات الْخَيل: غُبرة تُخالط دُهْمَةً.

والخُضَاريُّ: طيرٌ خُضرٌ يُقَال لَهَا: القاريّة، زعم أَبُو عُبيد أَن الْعَرَب تُحبُّها، يُشبِّهون الرجل السخَّي بهَا.

قَالَ صَاحب العَين: إِنَّهُم يتشاءمون بهَا.

وواد خُضَارٌ: كثير الشَّجر.

وَقَول النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إيَّاكُمْ وخضراءَ الدِّمن ". يَعْنِي: الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي مَنبت السوء، شبهها بِالشَّجَرَةِ الناضرة فِي دِمنة البعر واكلُها دَاء.

والمُخاضرة: أَن تَبيع الثِّمار قبل بدُوِّ صلاحِها.

وذَهب دمُه خِضْراً مِضْراً، وخَضِرا مَضِراً، أَي: بَاطِلا هَدَراً.

وَهُوَ لَك خَضِراً مَضِراً، أَي: هَنِيئًا.

وَقيل: الخِضْر: الغض، والمَضِر، إتباع.

وَالدُّنْيَا خَضِرة مَضِرة، أَي: ناعمة طيبَة.

وَقيل: مُونقة مُعْجِبة.

وَفِي الحَدِيث: " إِن الدُّنْيَا حُلوة خَضِرة فَمن اخذها بحقّها بُورك لَهُ فِيهَا ". والخَضَار: اللَّبن الَّذِي ثُلثاه مَاء وَثلثه لَبن، يكون ذَلِك من جَمِيع اللَّبن، حَقِينه وحَليبه، وَمن جَمِيع الْمَوَاشِي، سمى بذلك لِأَنَّهُ يَضرب إِلَى الخُضرة.

وَقيل: الخَضارُ جمع، واحدته خَضَارة.

وَقد سمت: أَخْضَر، وخُضَيْراً.

والخَضِرُ: نَبِي مَحْجُوب مُعَمَّر، زَعَمُوا: سمي بذلك لِأَنَّهُ إِذا جَلس فِي مَوضِع قَامَ وَتَحْته رَوضة تهتزُّ.

وَقيل: كَانَ إِذا صلى فِي مَوضِع اخضرّ مَا حوله.

والخُضْريّة: نوع من التَّمْر اخضر كَأَنَّهُ زجاجة، يُستطرف للونه، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِي الخَضراوات صَدَقَة ". يَعْنِي بِهِ الْفَاكِهَة الرَّطبة، جَمَعَه جمع الْأَسْمَاء كورقاء وورقاوات، وبطحاء وبطحاوات، لِأَنَّهُ صفة غالبة غلبت غَلَبَة الْأَسْمَاء.

والإخضِير: مَسْجِد من مَسَاجِد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين مَكَّة وتبوك.
خضر
خضِرَ يَخضَر، خُضْرَةً وخَضَرًا، فهو أخضرُ وخَضِر
• خضِر الشَّيءُ: صار في لون الحشائش الغضّة، صار أخضرَ.
• خضِر الزَّرعُ: نضُر، صار ناضِرًا ناعمًا. 

أخضرَ يُخضر، إخضارًا، فهو مُخضِر، والمفعول مُخضَر
• أخضر الماءُ الزَّرعَ: أنعمه وجعله أخضرَ نضرًا. 

اختضرَ يختضر، اختضارًا، فهو مختضِر، والمفعول مختضَر
• اختضر الفلاَّحُ الزَّرعَ: قطعه أخضر قبل أوان نضجه، أو أكله أخضر. 

اختُضِرَ يُخْتَضر، اختضارًا، والمفعول مُختضَر
• اختُضِر الشَّخصُ: مات في مقتبل العمر، مات شابًّا غضًّا. 

اخضارَّ يخضارّ، اخْضِيرارًا، فهو مُخضارّ
• اخضارَّ النَّباتُ: اخضرَّ شيئًا فشيئًا، صار لونه أخضر تدريجيًّا. 

اخضرَّ يخضرّ، اخضِرارًا، فهو مُخضَرّ
• اخضرَّ ورقُ الشَّجر: خضِر، صار في لون الحشائش الغضّة، صار لونه أخضر.
• اخضرَّتِ الأرضُ: نبت زرعُها، كُسيت بالزَّرع الأخْضر " {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً} ". 

اخضوضرَ يخضوضر، اخضيضارًا، فهو مُخضوضِر
• اخضوضر الزَّرعُ: اشتدَّت خُضرتُه "جاد المطرُ هذا العام فاخضوضر النَّبتُ". 

خاضرَ يُخاضر، مخاضرةً، فهو مخاضِر، والمفعول مخاضَر
• خاضر فلانًا: باعه الثَّمرَ أخضر قبل ظهور صلاحه، باعه الثِّمارَ قبل نضجها "انصرف عنه التُّجّار لأنّه كان يخاضرهم". 

خضَّرَ يُخضِّر، تخضيرًا، فهو مخضِّر، والمفعول مخضَّر
• خضَّر حوائطَ منزله: جعلها خضراء كلون الحشائش الغضّة "خضَّر الزَّرعُ الأرضَ".
• خضَّر الأرضَ: زرعها، ألقى فيها البذور "خضَّر قطعة أرض أمام منزله". 

أخضرُ1 [مفرد]: ج خُضْر، مؤ خضراءُ، ج مؤ خَضْرَاوات وخُضْر:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خضِرَ ° أتَى على الأخضر واليابس: دمّر كلَّ شيء- الأمر بيننا أخضرُ: جديد- الحزام الأخضر: حاجز من الأشجار أو الشجيرات تصُدّ الرِّياحَ وتقلِّل الانحرافَ- الخطّ الأخضر: الطريق الذي يمرّ منه من لا يحمل بضاعة تستحقّ جمارك- الضَّوء الأخضر: علامة الأمان في المرور- النِّطاق الأخضر: حزام من الحدائق الترفيهيّة أو المزارع أو الأراضي غير المحروثة يحيط بالمدينة- تلقَّى الضَّوءَ الأخضر: مُنح الإذن بالبَدْء في عمل ما، أخذ الموافقة والقبول- شابٌّ أخضر: ناهز سنَّ الــبلوغ- عيش أخضر: ناعم.
2 - غير نضيج "تفاح أخضر".
• أخضر الكروم: مسحوق أخضر اللّون لا يذوب في الماء، ويذوب في الأحماض وهو أكسيد الكروم، يستعمل خِضابًا، وفي طباعة الأوراق الماليّة، وفي تلوين الخزف والزجاج.
• الأخضران: البحر والليل. 

أخضرُ2 [مفرد]: اسم تفضيل من خضِرَ: على غير قياس: أكثر خُضرة "هذه الشجرة أخضر من غيرها". 

خُضار [جمع]: (نت) نبات يُزرع لصلاحية جزء منه للأكل مثل أوراق السبانخ "سوق الخضار". 

خُضارة [مفرد]: بقول خضراء "يُحِبُّ أكل الخُضارة لا سيّما الخَسّ". 

خُضاريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خُضار.
2 - (حن) طائر أخضر من الجواثم ويقال له: القاريَّة، الأخيَلُ. 

خَضَر [مفرد]: مصدر خضِرَ. 

خَضِر [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خضِرَ.
2 - زرع غَضّ أخضر " {فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا} ". 

خَضْراءُ [مفرد]: ج خَضْرَاوات وخُضْر:
1 - مؤنَّث أخضرُ1:
 "إشارات خُضْر/ خضراء- بطاقات خضراوات" ° خَضْراءُ الدِّمَن: حَسَنةُ المَظْهر سيِّئة الباطن، المرأة الحسناء في المنبت السّوء.
2 - بقول خضراء ° أباد اللهُ خضراءَهم: أفناهم، أذهب خصبهم ونعيمهم- يده خضراء.
• الخَضْراء: السَّماء "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ [حديث] "? القُبَّة الخضراء: السماء، مقام سيِّدنا إبراهيم الخليل عليه السَّلام. 

خُضْرة [مفرد]: ج خُضْرَوات (لغير المصدر {وخُضَار} لغير المصدر {وخُضْر} لغير المصدر) وخُضَر (لغير المصدر):
1 - مصدر خضِرَ.
2 - بقول خضراء "اعتادت الذهاب إلى سوق الخُضَر/ الخُضَار يوميًّا".
3 - غُبرة يخالطها سواد وتوصف بها الخيلُ والإبل.
4 - لون أخضرُ "هذا ثوب لونه أصفر وتشوبه خُضرة". 

خُضَرِيّ [مفرد]: فاكهانيّ، بائع الخُضَر أو الفاكهة بالتجزئة "عرض الخُضَريّ بضاعتَه عرضًا جيِّدًا". 

خُضَّار [جمع]: (حن) جنس طير من الفصيلة الخُضّارية، ورتبة الجواثم الملتصقات الأصابع. 

خُضَيْريّ [مفرد]: (حن) طائر من فصيلة الشَّرشوريَّات ورتبة الجواثم المخروطيّات المناقير. 

يَخْضُور [مفرد]: مادَّة خضراء ملوِّنة للنَّبات، وهي تتكوَّن بتأثير الضَّوء، وبه تُكوِّن السُّكَّر في وجود ثاني أكسيد الكربون والماء (انظر: ي خ ض و ر - يَخْضُور). 

خضر: الخُضْرَةُ من الأَلوان: لَوْنُ الأَخْضَرِ، يكون ذلك في الحيوان

والنبات وغيرهما مما يقبله، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً، وقد

اخْضَرَّ، وهو أَخْضَرُ وخَضُورٌ وخَضِرٌ وخَضِيرٌ ويَخْضِيرٌ ويَخْضُورٌ؛

واليَخْضُورُ: الأَخْضَرُ؛ ومنه قول العجاج يصف كناس الوَحْشِ:

بالخُشْبِ، دونَ الهَدَبِ اليَخْضُورِ،

مَثْواةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ

والخَضْرُ والمَخْضُورُ: اسمان للرَّخْصِ من الشجر إِذا قُطِعَ وخُضِرَ.

أَبو عبيد: الأَخْضَرُ من الخيل الدَّيْزَجُ في كلام العجم؛ قال: ومن

الخُضْرَةِ في أَلوان الخيل أَخْضَرُ أَحَمُّ، وهو أَدنى اللخُضْرَةِ إِلى

الدُّهْمَةِ وأَشَدُّ الخُضْرَةِ سَواداً غير أَنَّ أَقْرابَهُ وبطنه

وأُذنيه مُخْضَرَّةٌ؛ وأَنشد:

خَضْراء حَمَّاء كَلَوْنِ العَوْهَقِ

قال: وليس بين الأَخضر الأَحمّ وبين الأَحوى إِلاَّ خضرة منخريه

وشاكلته، لأَن الأَحوى تحمر مناخره وتصفر شاكلته صفرة مشاكلة للحمرة؛ قال: ومن

الخيل أَخضر أَدغم وأَخضر أَطحل وأَخضر أَورق. والحمامُ الوُرْقُ يقال

لها: الخُضْرُ.

واخْضَرَّ الشيء اخْضِراراً واخْضَوْضَرَ وخَضَّرْتُه أَنا، وكلُّ غَضٍّ

خَضِرٌ؛ وفي التنزيل: فأَخرجنا منه خَضِراً نُخْرِجُ منه حَبّاً

مُتَراكباً؛ قال: خَضِراً ههنا بمعنى أَخْضَر. يقال: اخْضَرَّ، فهو أَخْضَرُ

وخَضِرٌ، مثل اعْوَرَّ فهو أَعور وعَوِرٌ؛ وقال الأَخفش: يريد الأَخضر، كقول

العرب: أَرِنِيها نَمِرةً أُرِكْها مَطِرَةً؛ وقال الليث: الخَضِرُ ههنا

الزرع الأَخضر. وشَجَرَةٌ خَضْراءُْ: خَضِرَةٌ غضة. وأَرض خَضِرَةٌ

ويَخْضُورٌ: كثيرة الخُضْرَةِ. ابن الأَعرابي: الخُضَيْرَةُ تصغير

الخُضْرَةِ، وهي النَّعْمَةُ. وفي نوادر الأَعراب: ليست لفلان بخَضِرَةٍ أَي ليست

له بحشيشة رطبة يأْكلها سريعاً. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان

أَخْضَرَ الشَّمَط، كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدُّهْن

المُرَوَّح. وخَضِرَ الزرعُ خَضَراً: نَعِمَ؛ وأَخْضَرَهُ الرِّيُّ.

وأَرضٌ مَخْضَرَةٌ، على مثال مَبْقَلَة: ذات خُضْرَةٍ؛ وقرئ: فتُصْبِحُ

الأَرضُ مَخْضَرَةً. وفي حديث علي: أَنه خطب بالكوفة في آخر عمره فقال:

اللهم سلط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتَهَا

ويأْكل خَضِرَتَها، يعني غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها. وفي حديث القبر:

يُملأُ عليه خَضِراً؛ أَي نِعَماً غَضَّةً. واخْتَضَرْتُ الكَلأَ إِذا

جَزَزْتَهُ وهو أَخْضَرُ؛ ومنه قيل للرجل إِذا مات شابّاً غَضّاً: قد

اخْتُضِرَ، لأَنه يؤخذ في وقت الحُسْنِ والإِشراق. وقوله تعالى: مُدْهامَّتَان؛

قالوا: خَضْراوَانِ لأَنهما تضربان إِلى السواد من شدّة الرِّيِّ، وسميت

قُرَى العراق سَواداً لكثرة شجرها ونخيلها وزرعها. وقولهم: أَباد اللهُ

خَضْراءَهُمْ أَي سوادَهم ومُعظَمَهُمْ، وأَنكره الأَصمعي وقال: إِنما

يقال: أَباد الله غَضْرَاءَهُمْ أَي خيرهم وغَضَارَتَهُمْ. واخْتُضِرَ

الشيءُ: أُخذ طريّاً غضّاً. وشابٌّ مُخْتَضَرٌ: مات فتيّاً. وفي بعض

الأَخبار: أَن شابّاً من العرب أَولِعَ بشيخ فكان كلما رآه قال: أَجْزَرْتَ يا

أَبا فلان فقال له الشيخ: أَي بُنَيَّ، وتُخْتَضَرُونَ أَي تُتَوَفَّوْنَ

شباباً؛ ومعنى أَجْزَزْتَ: أَنَى لك أَن تُجَزَّ فَتَمُوتَ، وأَصل ذلك

في النبات الغض يُرْعى ويُخْتَضَرُ ويُجَزُّ فيؤكل قبل تناهي طوله. ويقال:

اخْتَضَرْتُ الفاكهة إِذا أَكلتها قبل أَناها. واخْتَضَرَ البعيرَ:

أَخذه من الإِبل وهو صعب لم يُذَلَّل فَخَطَمَهُ وساقه. وماء أَخْضَرُ:

يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَةِ من صَفائه.

وخُضارَةُ، بالضم: البحر، سمي بذلك لخضرة مائه، وهو معرفة لا يُجْرَى،

تقول: هذا خُضَارَةُ طامِياً. ابن السكيت: خُضارُ معرفة لا ينصرف، اسم

البحر. والخُضْرَةُ والخَضِرُ والخَضِيرُ: اسم للبقلة الخَضْراءِ؛ وعلى هذا

قول رؤبة:

إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا،

نأْكُلُ بعد الخُضْرَةِ اليَبِيسَا

وقد قيل إِنه وضع الاسم ههنا موضع الصفة لأَن الخُضْرَةَ لا تؤكل، إِنما

يؤكل الجسم القابل لها.

والبقول يقال لها الخُضَارَةُ والخَضْرَاءُ، بالأَلف واللام؛ وقد ذكر

طرفة الخَضِرَ فقال:

كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا

أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ

وفي فصل الصيف تَنْبُتُ عَسالِيجُ الخَضِرِ من الجَنْبَةِ، لها خَضَرٌ

في الخريف إِذا برد الليل وتروّحت الدابة، وهي الرَّيَّحَةُ والخِلْفَةُ،

والعرب تقول للخَضِرِ من البقول: الخَضْراءُ؛ ومنه الحديث: تَجَنَّبُوا

من خَضْرائكم ذَواتِ الريح؛ يعني الثوم والبصل والكراث وما أَشبههما.

والخَضِرَةُ أَيضاً: الخَضْراءُ من النبات، والجمع خَضِرٌ. والأَخْضارُ: جمع

الخَضِرِ؛ حكاه أَبو حنيفة. ويقال للأَسود أَخْضَرُ. والخُضْرُ: قبيلة من

العرب، سموا بذلك لخُضْرَةِ أَلوانهم؛ وإِياهم عنى الشماخ بقوله:

وحَلاَّها عن ذي الأَراكَةِ عامِرٌ،

أَخُو الخُضْرِ يَرْمي حيثُ تُكْوَى النَّواحِزُ

والخُضْرَةُ في أَلوان الناس: السُّمْرَةُ؛ قال اللَّهَبِيُّ:

وأَنا الأَخْضَرُ، من يَعْرِفْني؟

أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بيتِ العَرَبْ

يقول: أَنا خالص لأَن أَلوان العرب السمرة؛ التهذيب: في هذا البيت

قولان: أَحدهما أَنه أَراد أَسود الجلدة؛ قال: قاله أَبو طالب النحوي، وقيل:

أَراد أَنه من خالص العرب وصميمهم لأَن الغالب على أَلوان العرب

الأُدْمَةُ؛ قال ابن بري: نسب الجوهري هذا البيت للهبي، وهو الفضل بن العباس بن

عُتْبَة بن أَبي لَهَبٍ، وأَراد بالخصرة سمرة لونه، وإِنما يريد بذلك خلوص

نسبه وأَنه عربي محض، لأَن العرب تصف أَلوانها بالسواد وتصف أَلوان العجم

بالحمرة. وفي الحديث: بُعثت إِلى الحُمرة والأَسود؛ وهذا المعنى بعينه

هو الذي أَراده مسكين الدارمي في قوله:

أَنا مِسْكِينٌ لمن يَعْرِفُني،

لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ

ومثله قول مَعْبَدِ بن أَخْضَرَ، وكان ينسب إِلى أَخْضَرَ، ولم يكن

أَباه بل كان زوج أُمه، وإِنما هو معبد

بن علقمة المازني:

سَأَحْمِي حِماءَ الأَخْضَرِيِّينَ، إِنَّهُ

أَبى الناسُ إِلا أَن يقولوا ابن أَخْضَرا

وهل لِيَ في الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ،

فآنَفَ مما يَزْعُمُونَ وأُنْكِرا؟

وقد نحا هذا النحو أَبو نواس في هجائه الرقاشي وكونه دَعِيّاً:

قلتُ يوماً للرَّقاشِـ

ـيِّ، وقد سَبَّ الموالي:

ما الذي نَحَّاكَ عن أَصْـ

لِكَ من عَمٍّ وخالِ؟

قال لي: قد كنتُ مَوْلًى

زَمَناً ثم بَدَا لي

أَنا بالبَصْرَةِ مَوْلًى،

عَرَبِيٌّ بالجبالِ

أَنا حَقّاً أَدَّعِيهِمْ

بِسَوادِي وهُزالي

والخَصِيرَةُ من النخل: التي ينتثر بُسْرُها وهو أَخضر؛ ومنه حديث

اشتراط المشتري على البائع: أَنه ليس له مِخْضَارٌ؛ المِخضارُ: أَن ينتثر

البسر أَخْضَرَ. والخَضِيرَةُ من النساء: التي لا تكاد تُتِمُّ حَمْلاً حتى

تُسْقِطَه؛ قال:

تَزَوَّجْتَ مِصْلاخاً رَقُوباً خَضِيرَةً،

فَخُذْها على ذا النَّعْتِ، إِن شِئتَ، أَوْ دَعِ

والأُخَيْضِرُ: ذبابٌ أَخْضَرُ على قدر الذِّبَّان السُّودِ.

والخَضْراءُ من الكتائب نحو الجَأْواءِ، ويقال: كَتِيبَةٌ خَضْراءٌ للتي يعلوها

سواد الحديد. وفي حديث الفتح: مَرَّ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في

كتيبته الخضراء؛ يقال: كتيبة خضراء إِذا غلب عليها لبس الحديد، شبه سواده

بالخُضْرَةِ، والعرب تطلق الخضرة على السواد. وفي حديث الحرث بن الحَكَمِ:

أَنه تزوج امرأَة فرآها خَضْراءَ فطلقها أَي سوداء. وفي حديث الفتح:

أُبيدَتْ خَضْراءُ قريش؛ أَي دهماؤهم وسوادُهم؛ ومنه الحديث الآخر:

فَأُبِيدَتْ خَضْراؤهُمْ. والخَضْراءُ: السماء لخُضْرَتِها؛ صفة غلبت غَلَبَةَ

الأَسماء. وفي الحديث: ما أَظَلَّتِ الخَضْراءُ ولا أَقَلَّتِ الغَبْراءُ

أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبي ذَرٍّ؛ الخَضْراءُ: السماء، والغبراء: الأَرض.

التهذيب: والعرب تجعل الحديد أَخضر والسماء خضراء؛ يقال: فلان أَخْضَرُ

القفا، يعنون أَنه ولدته سوداء. ويقولون للحائك: أَخْضَرُ البطن لأَن بطنه

يلزق بخشبته فَتُسَوِّدُه. ويقال للذي يأْكل البصل والكراث: أَخْضَرُ

النَّواجِذِ. وخُضْرُ غَسَّانَ وخُضْرُ مُحارِبٍ: يريدون سَوَادَ لَونهم.

وفي الحديث: من خُضِّرَ له في شيء فَلْيَلْزَمْه؛ أَي بورك له فيه ورزق

منه، وحقيقته أَن تجعل حالته خَضْرَاءَ؛ ومنه الحديث: إِذا أَراد الله بعبد

شرّاً أَخْضَرَ له في اللَّبِنِ والطين حتى يبني. والخَضْرَاءُ من

الحَمَامِ: الدَّواجِنُ، وإن اختلفت أَلوانها، لأَن أَكثر أَلوانها الخضرة.

التهذيب: والعرب تسمي الدواجن الخُضْرَ، وإِن اختلفت أَلوانها، خصوصاً بهذا

الاسم لغلبة الوُرْقَةِ عليها. التهذيب: ومن الحمام ما يكون أَخضر

مُصْمَتاً، ومنه ما يكون أَحمر مصمتاً، ومنه ما يكون أَبيض مصمتاً، وضُروبٌ من

ذلك كُلُّها مُصْمَتٌ إِلا أَن الهداية للخُضْرِ والنُّمْرِ، وسُودُها

دون الخُضْرِ في الهداية والمعرفة. وأَصلُ الخُضْرَةِ للرَّيْحان والبقول

ثم قالوا لليل أَخضر، وأَما بِيضُ الحمام فمثلها مثل الصِّقْلابيِّ الذي

هو فَطِيرٌ خامٌ لم تُنْضِجْهُ الأَرحام، والزَّنْجُ جازَتْ حَدَّ

الإِنضاج حتى فسدت عقولهم. وخَضْرَاءُ كل شيء: أَصلُه. واخْتَضَرَ الشيءَ: قطعه

من أَصله. واخْتَضَرَ أُذُنَهُ: قطعها من أَصلها. وقال ابن الأَعرابي:

اخْتَضَرَ أُذنه قطعها. ولم يقل من أَصلها.

الأَصمعي: أَبادَ اللهُ

(*

قوله: «الأَصمعي أَباد الله إلخ» هكذا بالأصل، وعبارة شرح القاموس: ومنه

قولهم أَباد الله خضراءهم أَي سوادهم ومعظمهم، وأنكره الأَصمعي وقال:

إنما يقال أَباد الله غضراءهم أَي خيرهم وغضارتهم. وقال الزمخشري: أَباد

الله خضراءهم أي شجرتهم التي منها تفرعوا، وجعله من المجاز، وقال الفراء أي

دنياهم، يريد قطع عنهم الحياة؛ وقال غيره أَذهب الله نعيمهم وخصبهم).

خَضْراءَهُم أَي خيرهم وغَضَارَتَهُمْ. وقال ابن سيده: أَباد الله

خَضْرَاءَهُم، قال: وأَنكرها الأَصمعي وقال إِنما هي غَضْراؤُهم. الأَصمعي: أَباد

الله خَضْراءَهم، بالخاء، أَي خِصْبَهُمْ وسَعَتَهُمْ؛ واحتج بقوله:

بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

أَراد به سَعَةَ ما هم فيه من الخِصْبِ؛ وقيل: معناه أَذهب الله نعيمهم

وخِصْبَهم؛ قال: ومنه قول عُتبة بن أَبي لَهَبٍ:

وأَنا الأَخضر، من يعرفني؟

أَخضر الجلدة في بيت العرب

قال: يريد باخضرار الجلدة الخصب والسعة. وقال ابن الأَعرابي: أَباد الله

خضراءهم أَي سوادهم ومعظمهم. والخُضْرَةُ عند العرب: سواد؛ قال القطامي:

يا ناقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرَّا،

وقَلِّبي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا،

وعارِضِي الليلَ إِذا ما اخْضَرَّا

أَراد أَنه إِذا ما أَظلم. الفراء: أَباد الله خضراءهم أَي دنياهم، يريد

قطع عنهم الحياة.

والخُضَّارَى: الرِّمْثُ إِذا طال نباته، وإِذا طال الثُّمامُ عن

الحُجَنِ سمي خَضِرَ الثُّمامِ ثم يكون خَضِراً شهراً. والخَضِرَةُ:

بُقَيْلَةٌ، والجمع خَضِرٌ؛ قال ابنُ مُقْبل:

يَعْتادُها فُرُجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ،

يَنْفُخْنَ في بُرْعُمِ الحَوْذَانِ والخَضِرِ

والخَضِرَةُ: بقلة خضراء خشناء ورقها مثل ورق الدُّخْنِ وكذلك ثمرتها،

وترتفع ذراعاً، وهي تملأُ فم البعير. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم:

إِن أَخْوَفَ ما أَخاف عليكم بَعْدِي ما يَخْرُجُ لكم من زَهْرَةِ

الدنيا، وإِن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلاَّ

آكِلَةَ الخَضِرِ، فإِنها أَكَلَتْ حتى إِذا امْتَدَّتْ خاصرتاها

اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشمس فَثَلَطَتْ وبالت ثم رَتَعَتْ، وإِنما هذا المالُ

خَضِرٌ حُلْوٌ، ونِعْمَ صاحبُ المُسْلِمِ هُوَ أَن أَعطى منه المسكين واليتيم

وابن السبيل؛ وتفسيره مذكور في موضعه، قال: والخَضِرُ في هذا الموضع

ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ، واحدته خَضِرَةٌ، والجَنْبَةُ من الكلإِ: ما له أَصل

غامض في الأَرض مثل النَّصِيّ والصِّلِّيانِ، وليس الخَضِرُ من أَحْرَارِ

البُقُول التي تَهِيج في الصيف؛ قال ابن الأَثير: هذا حديث يحتاج إِلى

شرح أَلفاظه مجتمعة، فإِنه إِذا فرّق لا يكاد يفهم الغرض منه. الحبَط،

بالتحريك: الهلاك، يقال: حَبِطَ يَحْبَطُ حَبَطاً، وقد تقدم في الحاء؛

ويُلِمُّ: يَقْرُبُ ويدنو من الهلاك، والخَضِرُ، بكسر الضاد: نوع من البقول ليس

من أَحرارها وجَيِّدها؛ وثَلَطَ البعيرُ يَثْلِطُ إِذا أَلقى رجيعه

سهلاً رقيقاً؛ قال: ضرب في هذا الحديث مَثَلَيْنِ: أَحدهما للمُفْرِط في جمع

الدنيا والمنع من حقها، والآخر للمقصد في أَخذها والنفع بها، فقوله إِن

مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أَو يلمُّ فإِنه مثل للمفرط الذي يأْخذ

الدنيا بغير حقها، وذلك لأَن الربيع ينبت أَحرار البقول فتستكثر الماشية منه

لاستطابتها إِياه حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حدّ الاحتمال، فتنشق

أَمعاؤها من ذلك فتهلك أَو تقارب الهلاك، وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير

حلها ويمنعها مستحقها، قد تعرّض للهلاك في الآخرة بدخول النار، وفي الدنيا

بأَذى الناس له وحسدهم إِياه وغير ذلك من أَنواع الأَذى؛ وأَما قوله إِلا

آكلة الخضر فإِنه مثل للمقتصد وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحرار البقول

وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أَمطاره فَتَحْسُنُ وتَنْعُمُ، ولكنه من

البقول التي ترعاها المواشي بعد هَيْجِ البُقُول ويُبْسِها حيث لا تجد

سواها، وتسميها العربُ الجَنْبَةَ فلا ترى الماشية تكثر من أَكلها ولا

تَسْتَمْرِيها، فضرب آكلةَ الخَضِرِ من المواشي مثلاً لمن يقتصر في أَخذ

الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرص على أَخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها

كما نجت آكلة الخضر، أَلا تراه قال: أَكَلَتْ حتى إِذا امْتَدَّتْ

خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت؟ أَراد أَنها إِذا شبعت منها بركت

مستقبلة عين الشمس تستمري بذلك ما أَكلت وتَجْتَرُّ وتَثْلِطُ، فإِذا ثَلَطَتْ

فقد زال عنها الحَبَطُ، وإِنما تَحْبَطُ الماشية لأَنها تمتلئ بطونها

ولا تَثْلِطُ ولا تبول تنتفخ أَجوافها فَيَعْرِضُ لها المَرَضُ

فَتَهْلِكُ، وأَراد بزهرة الدنيا حسنها وبهجتها، وببركات الأَرض نماءَها وما تخرج

من نباتها.

والخُضْرَةُ في شِيات الخيل: غُبْرَةٌ تخالط دُهْمَةً، وكذلك في الإِبل؛

يقال: فرس أَخْضَرُ، وهو الدَّيْزَجُ. والخُضَارِيُّ: طير خُضْرُ يقال

لها القارِيَّةُ، زعم أَبو عبيد أَن العرب تحبها، يشبهون الرجل السَّخِيَّ

بها؛ وحكي ابن سيده عن صاحب العين أَنهم يتشاءمون بها. والخُضَّارُ:

طائر معروف، والخُضَارِيُّ: طائر يسمى الأَخْيَلَ يتشاءم به إِذا سقط على

ظهر بعير، وهو أَخضر، في حَنَكِه حُمْرَةٌ، وهو أَعظم من القَطا.

وَوَادٍ خُضَارٌ: كثير الشجر. وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: إِياكم

وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ، قيل: وما ذاك يا رسولُ الله؟ فقال: المرأَة الحسناء

في مَنْبِتِ السَّوْءِ؛ شبهها بالشجرة الناضرة في دِمْنَةِ البَعَرِ،

وأَكلُها داءٌ، وكل ما ينبت في الدِّمْنَةِ وإِن كان ناضراً، لا يكون

ثامراً؛ قال أَبو عبيد: أَراد فساد النسب إِذا خيف أَن تكون لغير رِشْدَةٍ،

وأَصلُ الدِّمَنِ ما تُدَمِّنُهُ الإِبل والغنم من أَبعارها وأَبوالها،

فربما نبت فيها النبات الحَسَنُ الناضر وأَصله في دِمْنَةٍ قَذِرَةٍ؛ يقول

النبي، صلى الله عليه وسلم: فَمَنْظَرُها حَسَنٌ أَنِيقٌ ومَنْبِتُها

فاسدٌ؛ قال زُفَرُ بنُ الحرث:

وقد يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرى،

وتَبْقَى حَزَازاتُ النُّفُوس كما هِيا

ضربه مثلاً للذي تظهر مودته، وقلبه نَغِلٌ بالعداوة، وضَرَبَ الشجرةَ

التي تَنْبُتُ في المزبلة فتجيء خَضِرَةً ناضرةً، ومَنْبِتُها خبيث قذر،

مثلاَ للمرأَة الجميلة الوجه اللئيمة المَنْصِب.

والخُضَّارَى، بتشديد الضاد: نبت، كما يقولون شُقَّارَى لنَبْتٍ

وخُبَّازَى وكذلك الحُوَّارَى. الأَصمعي: زُبَّادَى نَبْتٌ، فَشَدَّدَهُ

الأَزهري، ويقال زُبَّادٌ أَيضاً.

وبَيْعُ المُخاضَرَةِ المَنْهِيِّ عنها: بيعُ الثِّمارِ وهي خُضْرٌ لم

يَبْدُ صلاحُها، سمي ذلك مُخاضَرَةً لأَن المتبايعين تبايعاً شيئاً

أَخْضَرَ بينهما، مأْخوذٌ من الخُضْرَةِ. والمخاضرةُ: بيعُ الثمار قبل أَن يبدو

صلاحها، وهي خُضْرٌ بَعْدُ، ونهى عنه، ويدخل فيه بيع الرِّطابِ

والبُقُولِ وأَشباهها ولهذا كره بعضهم بيع الرِّطاب أَكثَرَ من جَزِّه وأَخْذِهِ.

ويقال للزرع: الخُضَّارَى، بتشديد الضاد، مثل الشُّقارَى. والمخاضرة:

أَن يبيع الثِّمَارَ خُضْراً قبل بُدُوِّ صلاحها.

والخَضَارَةُ، بالفتح: اللَّبَنُ أُكْثِرَ ماؤُه؛ أَبو زيد: الخَضَارُ

من اللبن مثل السَّمَارِ الذي مُذِقَ بماء كثير حتى اخْضَرَّ، كما قال

الراجز:

جاؤوا بِضَيْحٍ، هل رأَيتَ الذِّئْبَ قَطْ؟

أَراد اللبن أَنه أَورق كلون الذئب لكثرة ماله حتى غَلَبَ بياضَ لون

اللبن.

ويقال: رَمَى اللهُ في عين فلان بالأَخْضَرِ، وهو داء يأْخذ العين. وذهب

دَمُهُ خِضْراً مِضْراً، وذهب دَمُهُ بِطْراً أَي ذهب دمه باطلاً

هَدَراً، وهو لك خَضِراً مَضِراً أَي هنيئاً مريئاً، وخَضْراً لك ومَضْراً أَي

سقياً لك ورَعْياً؛ وقيل: الخِضْرُ الغَضُّ والمِضْرُ إِتباع. والدنيا

خَضِرَةٌ مَضِرَة أَي ناعمة غَضةٌ طرية طيبة، وقيل: مُونِقَة مُعْجِبَةٌ.

وفي الحديث: إِن الدنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ مَضِرَةٌ فمن أَخذها بحقها بورك

له فيها؛ ومنه حديث ابن عمر: اغْزُوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ أَي طريُّ

محبوبٌ لما ينزل الله من النصر ويسهل من الغنائم.

والخَضَارُ: اللبن الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن، يكون ذلك من جميع اللبن

حَقِينِهِ وحليبه، ومن حميع المواشي، سمي بذلك لأَنه يضرب إِلى الخضرة،

وقيل: الخَضَارُ جمع، واحدته خَضَارَةٌ، والخَضَارُ: البَقْلُ الأَول، وقد

سَمَّتْ أَخْضَرَ وخُضَيْراً.

والخَضِرُ: نَبيُّ مُعَمَّرٌ محجوب عن الأَبصار. ابن عباس: الخَضِرُ

نبيّ من بني إِسرائيل، وهو صاحب موسى، صلوات الله على نبينا وعليه، الذي

التقى معه بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ. ابن الأَنباري: الخَضِرُ عبد صالح من

عباد الله تعالى. أَهَلُ العربية: الخَضِرُ، بفتح الخاء وكسر الضاد؛ وروي

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: جلس على فَرْوَةٍ بيضاء فإِذا هي

تهتز خضراء، وقيل: سمي بذلك لأَنه كان إِذا جلس في موضع قام وتحته روضة

تهتز؛ وعن مجاهد: كان إِذا صلى في موضع اخضرّ ما حوله، وقيل: ما تحته،

وقيل: سمي خضراً لحسنه وإِشراق وجهه تشبيهاً بالنبات الأَخضر الغض؛ قال:

ويجوز في العربية الخِضْر، كما يقال كَبِدٌ وكِبْدٌ، قال الجوهري: وهو

أَفصح.

وقيل في الخبر: من خُضِّرَ له في شيء فليلزمه؛ معناه من بورك له في

صناعة أَو حرفة أَو تجارة فليلزمها. ويقال للدَّلْوِ إِذا اسْتُقِيَ بها

زماناً طويلاً حتى اخْضَرَّتْ: خَضْراءُ؛ قال الراجز:

تمطَّى مِلاَطاه بخَضْراءَ فَرِي،

وإِن تَأَبَّاهُ تَلَقَّى الأَصْبَحِي

والعرب تقول: الأَمْرُ بيننا أَخْضَرُ أَي جديد لم تَخْلَقِ المَوَدَّةُ

بيننا، وقال ذو الرمة:

قد أَعْسَفَ النَّازِحُ المَجْهُولُ مَعْسَفُهُ،

في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ

والخُضْرِيَّةُ: نوع من التمر أَخضر كأَنه زجاجة يستظرف للونه؛ حكاه

أَبو حنيفة. التهذيب: الخُضْرِيَّةُ نخلة طيبة التمر خضراء؛ وأَنشد:

إِذا حَمَلَتْ خُضْريَّةٌ فَوْقَ طابَةٍ،

ولِلشُّهْبِ قَصْلٌ عِنْدَها والبَهازِرِ

قال الفراء: وسمعت العرب تقول لسَعَفِ النخل وجريده الأَخْضَرِ:

الخَضَرُ؛ وأَنشد:

(* قوله: «وأَنشد إلخ» هو لسعد بن زيد مناة، يخاطب أَخاه

مالكاً كما في الصحاح).

تَظَلُّ يومَ وِرْدِها مُزَعْفَرَا،

وهي خَنَاطِيلُ تَجُوسُ الخَضَرَا

ويقال: خَضَرَ الرجلُ خَضَرَ النخلِ بِمِخْلَبِهِ يَخْضُرُه خَضْراً

واخْتَضَرِهُ يَخْتَضِرُه إِذا قطعه. ويقال: اخْتَضَرَ فلانٌ الجاريةَ

وابْتَسَرها وابْتَكَرَها وذلك إِذا اقْتَضَّها قبل بلوغــها.

وقوله، صلى الله عليه وسلم: ليس في الخَضْرَاواتِ صدقة؛ يعني به الفاكهة

الرَّطْبَةَ والبقول، وقياس ما كان على هذا الوزن من الصفات أَن لا يجمع

هذا الجمع، وإِنما يجمع به ما كان اسماً لا صفة، نحو صَحْراء

وخْنْفُسَاءَ، وإِنما جمعه هذا الجمع لأَنه قد صار اسماً لهذه البقول لا صفة، تقول

العرب لهذه البقول: الخَضْراء، لا تريد لونها؛ وقال ابن سيده: جمعه جمع

الأَسماء كَوَرْقَاءَ ووَرْقاواتٍ وبَطْحاءَ وبَطْحاوَاتٍ، لأَنها صفة

غالبة غلبت غلبةَ الأَسماء. وفي الحديث: أُتَي بِقْدر فيه خَضِرَاتٌ؛ بكسر

الضاد، أَي بُقُول، واحدها خَضِر.

والإِخْضِيرُ: مسجد من مساجد رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بين

المدينة وتَبُوك. وأَخْضَرُ، بفتح الهمزة والضاد المعجمة: منزلٌ قرِيب من

تَبُوكَ نزله رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عند مسيره إِليها.

خضر
: (الخُضْرَةُ) ، بالضَّمّ: (لَوْنٌ. م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ بَيْن السَّوادِ والْبَيَاضِ، يَكُون ذالِك فِي الحَيَوان والنَّبَات وغَيْرِهِمَا مِمَّا يَقْبَلُه، وحَكَاه ابْنُ الأَعْرَابِيْ فِي الماءِ أَيْضاً، (ج خُضَرٌ) ، بضَم ففَتْح (وخُضْرٌ) بضَمَ فسُكُون. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا} (الْكَهْف: 31) .
(خَضِرَ الزَّرعُ كفَرِحَ، واخْضَرَّ) اخْضِرَاراً (واخُضَوْضَرَ) اخْضِيرَارَاً: نَعِمَ، وأَخْضَرَه الرِّيُّ (فو أَخْضَرُ وخَضُورٌ) ، كصَبُورٍ، (وخَضِرٌ) ، ككَتِف، (وخَضِيرٌ، ويَخْضِيرٌ، ويَخْضُورٌ) ، بالتَّحْتِيَّة فيهِمَا، وخَضِير كأَمِير. واليَخْضُورُ: الأَخْضَر، وَمِنْه قوْلُ العَجَّاج
بالخُشْبِ دُونَ الهَدَبِ اليَخُضُورِ
مَثْوَاةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ
(و) الخُضْرَةُ (فِي) أَلْوَانِ (الخَيْلِ: غُبْرَةٌ تُخالِطُهَا دُهْمَةٌ) ، وكَذالِك فِي الإِبل. يُقَال: فَرَسٌ أَخْضَرُ، وَهُوَ الدَّيْزَحُ. والخُضْرَةُ فِي أَلْوانِ النَّاسِ: السُّمْرَة.
وَفِي المُحْكَم: ولَيْسَ بَيْن الأَخْضَرِ الأَحَمِّ وبَيْنَ الأَحْوَى إِلاَّ خُضْرَةُ مُنْخُرَيْهِ وشاكِلَتِه؛ لأَنَّ الأَحْوَى تَحْمَرُّ مَنَاخِرُه وتَصْفَر شاكِلَتُه، صُفْرةً مُشَاكِةً للحُمْرَة. ومِنَ الخَيْلِ أَخْضَرُ أَدْغَمُ، وأَخْضَر أَطْحَلُ، وأَخْضَر أَوْرَقُ.
(والخَضِرُ، ككَتِفٍ: الغَضُّ) ، وكُلُّ غَضَ خَضِرٌ. وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً} (الْأَنْعَام: 99) . (و) قَالَ اللّيْث: الخَضِرُ هُنَا (: الزَّرْعُ) الأَخْضَر. وَقَالَ الأَخْفَش: يُرِيد الأَخْضصَر. (و) الخَضِرُ: (البَقْلَةُ الخَضْرَاءُ، كالخَضِرَةِ) ، كفَرِحَة. وَهِي بَقْلَةٌ خَضْرَاءُ خَشْنَاءُ وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الدُّخْنِ، وكذالك ثَمَرَتُهَا، وتَرْتَفِع ذِراعاً، وَهِي تَمْلأُ فَمَ البَعِيرِ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ فِي الخَضِر:
يَعْتَادُهَا فُرُجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ
يَنْفُخْن فِي بُآحعُم الحَوْذَانِ والخَضِرِ
(والخَضِيرِ) ، كأَمِير، وَقد ذَكرَ طَرَفَةُ الخَضِرَ فَقَال:
كبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذَا
أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسَالِيجَ الخَضِرْ (و) الخَضِر: (المَكَانُ الكَثِير الخُضْرَةِ، كاليَخْضُورِ والمَخْضَرَةِ) . أَرضٌ خَضرَة ويَخْضُورٌ: كَثِيرَةُ الخُضْرَةِ، وأَرْض مَخْضَرَة، على مِثال مَبْقَلة: ذَات خُضْرَة، وقُرِىءَ {فَتُصْبِحُ الاْرْضُ مُخْضَرَّةً} (الْحَج: 63) .
(و) الخَضِر: (ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ، واحِدَتُه بهاءٍ) . والجَنْبَةُ مِنَ الكَلإِ: مَالَهُ أَصْل غَامِضٌ فِي الأَرْض، مثل النَّصِيِّ والصِّلِّيَان، وَلَيْسَ الخَضِر من أَحْرار البُقُولِ الَّتِي تَهِيج فِي الصَّيْف، وبهِ فُسِّر الحَدِيث: (وإِنَّ مِمّا يُنْبِت الرَّبِيعُ مَا يَقْتُل حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلاّ آكِلَةَ الخَضِرِ) وَقد شَرَح هاذا الحَدِيثَ ابنُ الأَثِير فِي النِّهَايَة، وبَيَّن مَعانِيَه وذَكَرَ فِي أَثْنَائِه: وأَمَّا قَوْلُه (إِلاَّ آكِلَة الخَضِر) فإِنه مَعلٌ للمُقْتَصِد؛ وذالِك أَنَّ الخَضِر لَيْسَ مِن أَحْرَار البُقُول وَجَيِّدِهَا الَّتِي يُنْبِتُها الرَّبِيعُ بتَوَالِي أَمْطَارِه فتَحْسُن وتَنْعُمُ، ولِكِّنه من البُقُول الَّتِي تَرْعَاهَا المَوَاشِي بَعْد هَيْج البُقُول ويُبْسِهَا حَيْثُ لَا تَجِد سِواها، وتُسَمِّيهَا العَرَبُ الجَنْبَةَ، فَلَا تَرَ الماشِيَةَ تُكْثِر من أَكْلِها وَلَا تَسْتَمْرِيها، فضَرَبَ آكِلَةَ الخَضِرِ من المَوَاشي مَثَلاً لمَنْ يَقْتَصِد فِي أَخْذِ الدُّنْيَا وجَمْعِها وَلَا يَحْمِلُه الحِرْصُ على أَخْذِهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا.
(و) الخَضَرُ، (بالتَّحْرِيك: النُّعُومَةُ) مصْدرُ خَضِرَ الزَّرْعُ خَضَراً إِذا نَعِمَ، (كالخُضْرَةِ) ، بالضَّمّ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الخُضَيْرَةُ: تصغيرُ الخُضْرَةِ، وَهِي النَّعْمَة. وَفِي حَدِيثِ عليَ (أَنَّه خَطَبَ بالكُوفَة فِي آخرِ عُمْره فَقَالَ (سلِّط عَلَيْهِم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتها وَيأْكُل خَضِرَتَها) يَعْنِي غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها.
(و) الخَضَر: (سَعَفُ النَّخْلِ وجَرِيدُهُ الأَخْضَرُ) . هاكذا سَمِعه الفَرَّاءُ عَن العَرَب، وأَنْشَد:
يَظَلُّ يومَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرا
وَهي خَناطِيلُ تَجُوسُ الخَضَرَا
(واخْتُضِر) الْكَلأُ، (بالضَّمِ: أُخذَ) ورُعِيَ (طَرِيًّا غضًّا) قبلَ تَنَاهِي طُولِه، وذالك إِذا زَرْتَه وَهُوَ أَخْضر. (و) مِنْهُ قِيلَ للرَّجُل (الشَّابِّ) إِذا (مَاتَ فَتِيًّا) غَضًّا: قد اخْتُضِرَ، لأَنَّه يُؤْخَذ فِي وَقْتِ الحُسْن والإِشْراق. وَفِي بعضِ الأَخْبَار أَنَّ شَابًّا مِنَ العَرَب أُولِعَ بشَيْخٍ، فَكَان كُلَّمَا رَآه قَالَ: أَجْزَزْتَ يَا أَبَا فُلاَنٍ، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ: يَا بُنَيَّ وتُخْتَضرُون. أَي تُتَوَفَّوْن شَبَاباً. ومَعْنَى أَجْزَزْت: آنَ لَك أَن تُجَزَّ فَتَمُوت. وَأَصْلُ ذالك فِي النَّبَاتِ الغَضِّ يُرْعَى ويُخْتَضَر ويُجَزُّ فيُؤْكَل قبْلَ تَنَاهِي طُولِه.
(والأَخْضَرُ: الأَسْوَدُ، ضِدُّ) ، قَالَ الفَضْلُ بنُ عَبصًّس بْنِ عُتْبةَ اللَّهَبِيّ:
وأَنا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي
أَخْضَرُ الجِلْدَةِ فِي بَيْتِ العَرَبْ
يَقُول: أَنا خَالِصٌ لأَنَّ أَلْوانَ العَرَبِ السُّمْرَةُ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَراد بالخُضْرَةِ سُمْرَةَ لَوْنِه، وإِنما يُرِيد بذالِك خُلُوصَ نَسَبِه وأَنَّه عَرَبِيٌّ مَحْضٌ، لأَنَّ العَرَبَ تَصِف أَلوانَها بالسَّوَاد، وتَصِف أَلوانَ العَجَمِ بالحُمْرَة، وهاذا المَعْنى بِعَيْنه أَرادَه مِسْكِينٌ الدَّارِمِيُّ فِي قَوْله:
أَنا مِسْكِينٌ لمَنْ يَعْرفُني
لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ
وَمثله قَول مَعْبَدِ بْنِ أَخْضَر، وَكَانَ يُنْسَب إِلَى أَخْضَرَ وَلم يكن أَباه، بل كَانَ زَوْجَ أُمِّه وإِنَّمَا هُوَ مَعْبَد بنُ عَلْقَمَة المَازنيّ:
سَأَحْمِي حِمَاءَ الأَخْضَرِيَّيْن إِنَّه
أَبَى الناسُ إِلاَّ أَنْ يَقولوا ابْن أَخْضَرَا
وهَلْ لِيَ فِي الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ
فآنَفَ مِمّا يَزْعَمُون وأُنْكِرَا
(و) الأَخْضَرُ: (جَبَلٌ بالطَّائِفِ) ، ومَواضِعُ كَثِيرةٌ عَجَمِيَّة وَعَرَبِيَّة تُسَمَّى بالأَخْضَر.
(و) من المَجاز فِي الحَدِيث: (مَا أَظَلَّت الخَضْرَاءُ ولاَ أَقَلَّت الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبى ذَرَ) . (الخَضْرَاءُ: السَّمَاءُ) ، لخُضْرَتَها، صِفَةٌ غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسْمَاءِ، والغَبْرَاءُ: الأَرْضُ.
(و) الخَضْرَاءُ: (سَوَادُ القَوْمه ومُعْظَمُهُم) ، وَمِنْه حَدِيث الفَتْح: (أُبِيدَت خَضْرَاءُ قُرَيش) أَي دَهْماؤُهُم وسَوَادُهُم. وَمِنْه قَوْلُهُم: أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَهم، أَي سَوَادَهم ومُعْظَمَهم، وأَنْكَرَه الأَصْمَعِيّ وَقَالَ: إِنّمَا يُقَال: أَبَادَ اللَّهُ غَضْرَاءهم، أَي خَيْرَهم وغَضَارَتَهم.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَ هم أَي شَجَرَتَهم الَّتي مِنْهَا تَفَرَّعُوا وجَعَلَه مِنَ المَجَازِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَي دُنْيَاهم، يُرِد قَطَع عَنْهم الحَيَاةَ. وَقَالَ غَيْرُه: أَذْهَبَ اللَّهُ نَعِيمَهم وخِصْبَهُم.
(و) الخَضْرَاءُ: (خُضَرُ البُقُولِ) وَمِنْه الحَديث: (تَجَنَّبُوا من خَضْرَائِكِم ذَوَات الرِّيحِ) يَعْنِي الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاثَ وَمَا أَشْبَهها. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ فِي الخَضْرَاوَات صَدَقَة) يَعْنِي بِهِ الفاكِهَة الرَّطْبَةَ والبُقُول. وقِيَاسُ مَا كَانَ على هاذا الوَزْن من الصِّفَات أَن لَا يُجْمَع هاذا الجَمْع، وإِنَّمَا يُجْمَع بِهِ مَا كَانَ اسْماً لَا صِفَة، نَحْو صَحْرَاءَ، وإِنَّمَا جَمَعه هَذَا الجَمْع؛ لأَنَّه قد صَار اسْما لهاذه البُقُولِ لَا صِفَةً. تَقول العَرَب لهاذِ الْبُقُول: الخَضْرَاء، لَا تُرِيدُ لَوْنَها. وَقَالَ ابنُ سيدَه: جَمَعَه جَمْع الأَسماءِ كوَرْقَاءَ ووَرْقَاوَات، وبَطْحَاءَ وبَطْحَاوَات، لأَنَّها صِفَةٌ غَالِبَة غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسماءِ (كالخُضَارَةِ) ، بالضّمّ.
(و) الخَضْرَاءُ: (فَرسُ عَدِيِّ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَرَكِيِّ) بنِ حُنْجُود، نقلَه الصَّغانِيّ. (و) الخَضْرَاءُ: (فَرسُ سَالِمِ بْنِ عَدِيَ) الشَّيْبَانِيّ، نَقَلَه الصّغانِيّ. (و) الخَضْرَاءُ (فَرسُ قُطْبَةَ بْنِ زَيْدِ) بْنِ ثَعْلَبَةَ (القَيْنِيِّ) ، نَقله الصَّغانِيّ.
(و) الخَضْراءُ: (جَزِيرَتَانِ) : بالأَنْدَلُس، وببلاد الزَّنْج، (و) قد (ذُكِرَتَا فِي ج ز ر) .
(و) من المَجَاز: الخَضْرَاءُ: (الكُتِيبَةُ العَظِيمَةُ) ، نَحْو الجَأْوَاءِ، إِذَا غَلَب عَلَيْهَا لُبْسُ الحَدِيدِ، وإِنَّما سُمِّيَتْ خَضْرَاءَ لِمَا يَعْلُوها من سَواد الحَدِيد، شَبَّهَ سَوَادَه بالخُضْرَة. وَالْعرب تُطْلِق الخُضْرَةَ على السَّوادِ. وَقد جَاءَ فِي حَدِيثِ الفَتْح: (مَرَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي كتِيبَتِه الخَضْرَاءِ) .
(و) من المَجَازِ: استُقِيَ بالخَضْراءِ، أَي (الدَّلْو استُقِي بهَا زَمَاناً) طَويلا (حَصى اخْضَرَّت) ، قَالَ الرَّاجِز:
تُمْطَى مِلاَطَاهُ بخَضْرَاءَ فَرِي
وإِن تَأَبَّاه تَلَقَّى الأَصْبَحِي
(و) الخَضْرَاءُ: (الدّوَاجِنُ مِنَ الحَمَامِ) وإِن اخْتَلَفَت أَلوانُهَا، لأَنَّ أَكْثَر أَلوانِها الخُضْرَة.
وَفِي التَّهْذِيب: والعَربُ تُسمَّى الدّواجِنَ الخُضْرَ وَإِن اخْتَلَفَت أَلوانُها خُصوصاً بِهَذَا الاسْمِ، لغَلَبةِ الوُرْقَةِ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَيْضاً: وَمن الْعمَام مَا يَكُونُ أَخْضَرَ مُصْمَتاً، وَمِنْه مَا يكون أَحْمَرَ مُصح 2 تاً، وَمِنْه مَا يَكُون أَبْيضَ مُصْمَتاً، وضُرُوبٌ من ذَلِك كُلُّهَا مُصْمَتٌ، إِلاَّ أَن الِهدَايَة للخُضْر والنُّمْرِ، وسُودخ 2 ادونَ الخُضْرِ فِي الهِدَايَةِ والمَعْرِفة.
وأَصل الخُضْرة للرَّيْحان والبُقُول، ثمَّ قَالُوا لِلَّيْل أَخْضَر. وأَما بِيضُالحَمَام فمثلها مثل الصِّقْلابِيّ الَّذِي هُوَ فَطِيرٌ خَامٌ لم تُنْضِجْه الأَرْحَامُ، والزَّنْج جازَت حَدص الإِنْضاج حَتَّى فَسَدَت عُقُولُهُم.
(و) الخَضْراءُ: (قَلْعَةٌ باليَمَن مِنْ عَمَلِ زَبِيدَ) ، حَرَسَها اللَّهُ تَعَالَى: (و) الخَضْرَاءُ: (ع باليَمَامَةِ. و) الخَضْرَاءُ: (أَرضٌ لعُطارِدٍ) .
(والخَضِيرَةُ ككَرِيمَةٍ: نَخْلَةٌ يَنْتَثِر بُسْرُهَا وَهُوَ أَخْضَرُ) . كالمِخْضَار. وَمِنْه حَدِيث اشْتِراط المُشْتَرِي على البائعِ (أَنه لَيْسَ لَهُ مِخْضارٌ) .
(و) من المَجاز: (خُضَارَةُ، بالضَّمِّ، مَعْرِفَةً: البَحْرُ) ، لخُضْرَةِ مائِهِ (لَا تُجْرَى) ، بضَمِّ المُثَنّاة الفَوْقِيَّة وسُكُون الجِيم وفَتْحِ الرَّاءِ، أَي لَا تَنْصَرِف هاذهِ اللَّفْظَةُ للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيث بالهاءِ، فَهِيَ كأُسَامَةَ وأَضْرَابِه من أَعْلامِ الأَجْنَاسِ: تَقُولُ: هاذا خُضَارَةُ طاهياً. قَالَ شيخُنَا: أَرادَ أَنَّه يأْتِي مِنْهُ الحالُ لأَنَّ معرِفَةٌ. وظَنَّ بَعْضُ الفُضَلاءِ أَنَّه من بَدَائِع تَعْبِيرِ المُصَنِّف: وضَبَطه بفَتْح التَّحْتِيَّة وكَسْر الرَّاءِ واسْتَشْكَلَه وَقَالَ: كَيفَ يُتَصَوَّر أَنَّ البَحْر لَا يَجْرِي وَهُوَ مَمْلُوءٌ مَاء. وَهُوَ جَهْل مِنْهُ باصْطِلاحَاتِم، ووَهَمٌ فِي الضَّبْط. وأَوْضَحُ مِنْهُ عِبَارَةُ ابْنُ السِّكِّيت خُضَارَةُ مَعرفة، لَا ينْصَرف، اسمٌ للبحر، وَزَاد فِي الأَساس، كالأَخْضَرِ وخُضَيْر، أَي كزُبير.
(والخُضَارِيُّ كغُرَابِيَ: طَائِرٌ) يُسمَّى الأَخْيَلَ، يُتَشاءَمُ بِهِ إِذَا سَقَطَ على ظَهْر بَعِير، وَهُوَ أَخْضَرُ، فِي حَنْكه حُمْرةٌ، وَهُوَ أَعْظَمُ من القَطَا، وَيُقَال إِنّ الخُضَارِيَّ طَيْرٌ خُضْر يُقَال لَهَا القَارِيَّة، زعمَ أَبُو عُبَيْد أَنَّ العَرَب تُحِبُّها، يُشَبِّهُون الرَّجُلَ السَّخيَّ بهَا، وحَكَى ابنُ سِيدَه عَن صاحِبِ العَيْنِ أَنَّهُم يَتَشَاءَمُونَ بِها.
(و) الخُضَّارَى، بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ الضَّادِ (كالشُّقَّارَى: نَبْتٌ) ، والشُّقَّارَى أَيضاً نَبْتٌ، وَمثله الخُبَّازَى، والزُّبَّادَى والحُوَّارَى.
(و) الخَضَارُ، (كَسَحَابٍ: لَبَنٌ كْثِر مَاؤُه) . وَقَالَ أَبُو زَيْد: هُوَ مِثْل السَّمَارِ الَّذِي مُذِق بِمَاءٍ كَثِيرٍ حَتّى اخْضَرَّ كَمَا قَالَ الرَّاجِز:
جاؤُوا بضَيْحٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطّ
أَرَادَ اللَّبَن أَنَّه أَوْرَقُ كَلَوْنِ الذِّئْبِ، لكثرةِ مَائِه حَتَّى غَلَبَ بَياضَ لَونِ اللَّبَن. وَقيل: هُوَ الَّذي ثُلُثاه مَاءٌ وثُلُثُه لَبَنٌ، يَكُونُ ذالِك من جَمِيع اللَّبَنِ حَقِينِه وحَلِيبِه. ومِنْ جَمِيع المَوَاشِي: سُمِّيَ بِذالك لأَنَّه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة، وقِيلَ: الخَضَار جَمْعٌ واحِدَتُه خَضَارَةٌ.
(و) الخَضَارُ أَيضاً: (البَقْلُ الأَوَّلُ) ، أَي أَوَّل مَا يَنْبُتُ.
(و) الخُضَّار، (كُرمَّان: طَائِرٌ) أَخْضَرُ.
(و) الخُضَارُ (كغُرَابٍ: ع كَثِيرُ الشَّجَرِ) . يُقَال: وَادٍ خُضَارٌ: كَثِيرُ الشَّجَرِ، وضَبَطُوه بالتَّشْدِيد أَيضاً.
(و) الخُضَار: (د) ، باليَمَن (قُرْبَ الشِّحْرِ) ، على مَرْحَلَتَيْن مِنْهَا مِمَّا يَلِي البَرَّ.
(والمُخَاضَرةُ) المَنْهِيُّ عَنْهَا فِي الحدِيث: هُوَ (بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلاحِها) ، سُمِّيَ لأَنَّ المُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا شَيْئاً أَخضَرَ بَيْنَهما، مَأْخُوذٌ من الخُضْرَة، ويَدْخُل فِيهِ بَيْعُ الرِّطَابِ والبُقُولِ وأَشْبَاهِا، على قَوْلِ بَعْض.
(و) قَولُهم: (ذَهَبَ دَمُه خِضْراً مِضْراً، بِكَسْرِهِما، و) كَذَا ذَهَب دَمُه خَضِراً (ككَتِفٍ) ، أَي بَاطِلا (هَدَراً) . وَكَذَا ذَهَبَ دَمُه بِطْراً، بالكَسْر، وَقد تقدَّم، ومِضْراً إِتباعٌ.
(وخَضِرٌ) . وخِضْرٌ (ككَبِدٍ وكِبْدٍ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ وَهُوَ أَفْصُح قلت: لعَلَّه لكونهِ مُخَفَّفاً من الخَضِر، لكَثْرة الاسْتِعْمَال، كَمَا فِي المِصْبَاح. وَزَاد القَسْطَلاني فِي شرح البُخَارِيّ لُغَةً ثالِثَة وَهُوَ فَتْح الخَاءِ مَعَ سُكُونِ الضّاد تَبَعاً للحافِظِ ابْنِ حَجَر، (أَبُو العَبَّاسِ) أَحْمَد، على الأَصَحّ، وَقيل: بلْيا، وَقيل: إلْيَاس، وَقيل: الْيَسَع وقِي؛ عَامِر، وَقيل: خضرون بن مالِك بن فالغ ابْن عامِر بن شَالَخ بن أَرْفَخْشذ بن سَام بن نُوح. واختُلِف فِي اسْم أَبِيه أَيضاً، فَقَالَ ابنُ قُتيبة: هُوَ بلْيا بن مَلكَان. وَقيل: إِنّه ابنُ فِرْعَون، وَهُوَ غَرِيب جِدًّا. وَقد رُدَّ. وَقيل: ابنُ مَالِك، وَهُوَ أَخُو إِلياس، وَقيل ابنُ آدَمَ لصُلْبه. رَوَاهُ ابنُ عساكِر بسَنَده إِلَى الدَّارَقُطْنيّ، وَقد نَظَر فِيهِ بَعْضُهم. وَقَالَ جماعَة: كَانَ فِي زَمَن سَيِّدنَا إِبراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ. وَقيل بَعْدَه بقَلِيل أَو كَثِير، حَكَى القَوْلَيْن الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيره (النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ، وَقد جَزَم بنُبوَّتِه جمَاعَة، واستَدَلُّوا بظاهِرِ الْآيَات الوارِدَة فِي لُقِيِّه لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ووقائِعِه مَعَه.
وَقَالُوا: إِنَّمَا الخِلاف فِي إرْسَاله، فَفِي إرسَاله ولمَنْ أُرسِلَ قَوْلانِ.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاس: الخَضِر نَبِيَ من أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسرائِيلَ، وَهُوَ صاحبُ موسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام الَّذِي التَقَى مَعَه بمَجْمَع البَحْرَين، وأَنكر نُبُوَّتَه جماعَةٌ من المُحَقِّقين، وَقَالُوا: الأَولَى أَنَّه رَجُلٌ صالِحٌ، وَقَالَ ابْن الأَنْبَارِيّ: الخَضِر: عَبْدٌ صالحٌ من عِبَادِ الله تَعَالَى.
واخْتُلِف فِي سَبَب لَقَبِه، فقِيل: لِأَنَّه جَلَسَ على آحوَةٍ بَيْضَاءَ فاهْتَزَّت تَحْتَه خَضْرَاءَ، كَمَا وردَ فِي حَدِيثٍ مَرْفُوع، وقِيل: لأَنّه كَانَ إِذا جَلَسَ فِي مَوْضِعٍ وتَحْتَه روضَةٌ تَهْتَزُّ.
وَفِي البُخَارِيّ: وَجَدَهُ مُوسَى على طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ على كَبِدِ البَحْر. وَعَن مُجاهِدٍ: كَانَ إِذا صلَّى فِي موَضْع اخْضَرَّ مَا تَحْتَه، وَقيل مَا حَوْلَه، وَقيل سُمِّيَ خَضِراً لحُسْنه وإِشراق وَجْهِه، تَشْبِيهاً بالنَّبَات الأَخْضَرِ الغَضِّ.
والصَّحِيحُ من هاذه الأَقوَالِ كُلِّها أَنه نَبِيٌّ مُعَمَّرٌ، محجوبٌ عَن الأَبْصَار، وأَنَّه باقٍ إِلى يَوْمِ القِيَامة، لشُرْبه مِنْ ماءِ الحياةِ، وَعَلِيهِ الجماهِيرُ واتِّفاقُ الصُّوفِيّة، وإِجماعُ كَثِيرٍ من الصّالحين. وأَنكَرَ حَياتَه جَماعَةٌ مِنْهُم البخارِيّ وَابْن المُبَارَك والحَرْبِيّ وابنُ الجَوْزِيّ. قَالَ شيخُنَا وصَحَّحَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ، وَمَال إِلى حَياتِه وجَزَمَ بهَا، كَمَا قَالَ القَسْطَلانيّ والجماهيرُ، وَهُوَ مُختارُ الأبّيّ وشَيْخهِ ابْنِ عَرَفَة وشَيْخِهم الكَبِير ابْن عبد السّلام وغَيْرِهم. واستَدَلُّوا لذلِك بأُمورٍ كَثِيرَة أَوردَها فِي إِكمال الإِكمال.
قُلتُ: وَفِي الفُتُوحَات قد وَردَ النَّقلُ بِمَا ثَبَت بالكَشْف من تَعْمِير الخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام وبقائِه وكونِه نَبِيًّا وأَنه يُؤَخَّر حَتَّى يُكَذِّب الدَّجّال، وأَنَّه فِي كُلِّ مِائةِ سَنَةٍ يَصِير شَابًّا وأَنه يَجْتَمِع مَعَ إِلياس فِي مَوْسمِ كُلّ عَام. وَقَالَ فِي موضِع آخرَ: وَقد لَقِيتُه بإِشْبِيلِيَة وأَفَادَني التَّسْلِيمَ لمَقَامَات الشُّيوخِ وأَن لَا أُنازِعَهُم أَبداً. وَقَالَ فِي البَاب 29 مِنْهُ: وَاجْتمعَ بالخَضِر رجلٌ من شُيوخنا وَهُوَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله بن جامِع المَوْصِلِيُّ من أَصْحَاب أَبِي عبد الله قَضِيبِ البانِ كَان يَسْكُن فِي بُسْتَان لَهُ خارِجَ المَوْصل، وَكَانَ الخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام قد أَلْبَسَه الخِرْقَةَ بحُضُور قَضِيب البان، وأَلْبَسَنِيهَا الشَّيْخُ بالمَوْضع الَّذِي أَلَبَسه الخَضِرُ من بُسْتَانه وبِصُورَةِ الْالِ الَّتِي جَرَت لَهُ مَعَه فِي إِلباسِه إِيَّاها.
وَقَالَ الشَّعْرَانيّ: هُوَ حَيٌّ باقٍ إِلى يَوْم القيامَة يَعْرِفه كُلُّ مَنْ لَهُ قَدَمُ الوِلاَيَة لَا يَجْتَمع بأَحَدٍ إِلاّ لتَعْلِيمه أَو تَأْدِيبه، وَقد أُعْطِيَ قُوَّة التَّطْوِير فِي أَيِّ صورَة شاءَ، وَلَكِن مِنْ عَلاَمَاتِه أَنَّ سَبَّابَتَه تَعْدِلُ الوُسْطَى، وَمن شَأْنِه أَنْ يأْتِيَ للعارِفهين يَقَظَةً وللمُرِيدِينَ مَناماً.
(وخَضِرَةُ: عَلَمٌ لِخَيْبَرَ) القَريةِ المَشْهُورَةِ قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ، وَهِي كفَرِحَة، كأَنَّه لكَثْرَةِ نَخِيلها. وَمِنْه الحَدِيث (أَخَذْنَا فأُلَكَ من فِيك، اغْدُ بنَا إِلى خَضِرَةَ) . قيل: إِن خَضِرة اسمُ عَلَم لخَيْبَر، وَكَانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعَزَم على النُّهوض إِلَيْهَا، فتفاءَل بقَوْل عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ: يَا خَضِرة. فخَرَج إِلى خَيْبَر، فَمَا سُلَّ فِيهَا غيرُ سَيْفِ عَليَ رَضِي الله عَنهُ حَتَّى فَتَحَها اللَّهُ، وَقيل: نَادَى إِنْسَاناً بهاذَا الِاسْم فتفاءَل صلى الله عَلَيْهِ وسلمبخُضْرة العَيْش ونَضَرَتِه. (و) فِي بَعْضِ الأَحادِيثِ ((مَرَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبأَرْضٍ) كانَت (تُسَمَّى عَثِرَةَ) ، بالمُثَلَّثَةِ، (أَو عَفِرَةَ) ، بالفَاءِ، (أَو غَدِرَةَ) بالغَيْن المُعْجَمَة والدَّالِ، (فسَمَّاها خَضِرَةَ)) تَفاؤُلاً، لأَنَّه صلى الله عَلَيْهِ وسلمكانَ يُحِبُّ الفَأْل وَيَكْره الطيرةَ، وضَبْطُ الكُلِّ كفَرِحَة.
(والخُضَيْرَاءُ) ، مُصَغَّراً: (طَائِرٌ) أَخضَرُ اللَّوْنِ.
(و) من المَجَاز يُقَال: (هُمْ خُضْرُ المَنَاكِب، بالضَّمِّ) ، إِذا كَانُوا (فِي خِصْبٍ عَظِيم) وسَعَة، قَالَ الشّاعر:
بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَنَاكِبِ
وَبِه احْتَجَّ مَنْ قَالَ: أَبادَ الله خَضْرَاءَهم، بالخَاءِ لَا بالغَيْنِ، وَقد سَبَق.
(والخُضْرُ) بالضّمّ: (قَبِيلَةٌ) من قَيْس عَيْلاَنَ، وهم بَنُوا مَالكِ بن طَرِيف بْنِ خَلَف بن مُحَارِب بن خَصَفَة بنِ قَيْس عَيْلاَن، ذَكَر ذالك أحمدُ بنُ الْحباب الحِمَيْرِيّ النَّسَّابَة، (وهُم رُمَاةٌ) مَشْهُورون. وَمِنْهُم عاهرٌ الرَّامِي أَخو الخَضِرِ وصَخْرِ بن الجَعْد وَغَيرهمَا.
(والخُضْرِيَّة) ، بضَمَ فَسُكُون: (نَخْلَةٌ طَيِّبَةُ التَّمْرِ خَضْرَاؤُه) ، قَالَه الأَزْهَرِيّ، وأَنْشَدَ:
إِذَا حَمَلَت خُضْرِيَّةٌ فَوْقَ طَايَةٍ
ولِلشُّهْبِ فَضْلٌ عِنْدَهَا والبَهَازِرِ
وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الخُضْرِيّة: نَوْعٌ من التَّمْر أَخْضَرُ كَأَنّه زُجَاجَة، يُسْتَظْرف للوْنه.
(و) الخُضَرِيَّة (بِفَتْح الضَّاد: ع بِبَغْدَادَ) ، وَهُوَ من مَحَالِّ بَغْدَادَ الشَّرْقِيّة.
قَالَ شيخُنَا: جَرَ فِيهِ على غَيْر اصْطِلاحه، وصوابُه: بالتَّحْرِيك.
قُلتُ: وَلَو قالَ بالتَّحْرِيك لَظُنَّ أَنَّه بفَتْحَتَيْن كَمَا هُوَ اصْطِلاحه فِي التَّحْرِيك، ولسي كذالك، بل هُوَ بِضَمَ ففَتْح، وَهُوَ ظَاهِر.
(والأَخَاضِرُ: الذَّهَبُ واللَّحْمُ والخَمْرُ) ، كالأَحَامرة، وتَقَدَّم الكلامُ هُنَاك ولاكِنَّ إِطلاقَ الأَخَاضِر على هاؤلاءِ الثَّلاَثَةِ من بَاب المَجَازِ:
(وخَضُورَاءُ) ، بالمدّ: (مَاءٌ) ، وَيُقَال هُوَ بالحاءِ المُهْمَلَة وإِنَّه باليَمَن، وَقد تقدّم.
(و) يُقَال: (أَخَذَه خِضْراً مِضْراً، بكَسْرِهِما، وككَتِفٍ، أَي بِغَيْر ثَمَنٍ) . قيل: الخِضْرِ: الغَضُّ، والمِضْر إِتْبَاعٌ. (أَو غَضًّا طَرِيًّا) ، وَمِنْه قَوْلهم: الدُّنْيَا خَضِرَةٌ مَضِرةٌ، أَي ناعِمَةٌ غَضَّة طَرِيَّة طَيِّبة، وَقيل: مُونِقَة مُعْجِبَة.
(و) يُقَال: (هُوع لَكَ خِضْراً مِضْراً) ، بكسْرِهِما، (أَي هَنِيئاً) . وَفِي الحَديث: (إِنّ الدُّنْيًّ خَضِرَةٌ مَضِرةٌ، فمَنْ أَخَذَها بحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا) .
(و) يُقَال: خُضِّر لَهُ فِيهِ تَخْضِيراً: بُورِكَ لَهُ فِيهِ) ، وَهُوَ فِي الحَديث: (مَنْ خُضِّر لَه فِي شَيْءٍ فلْيَلْزَمه) ، مَعْنَاهُ مَنْ بُورِك لَهُ فِي صِنَاعَة أَو حِرْفَة أَو تِجَارَة ورُزِقَ مِنْهُ فَلْيَلْزَمْهُ. وحَقِيقتُه أَن تَجْعَل حَالَتَه خَضْرَاء 8
(و) من المَجاز: (اخْتَضَرَ الحِمْلَ: احْتَمَلَه، و) كَذَا اخْتضَرَ (الجَارِيَةَ) ، إِذا (افْتَرَعَها) ، أَزالَ بَكَارَتِها، (أَو) افْتَضَّها (قَبْلَ الــبُلُوغ) ، كابْتسَرَهَا وابْتَكَرِا، تَشْبِيهاً باخْتِضار الفاكِهَةَ إِذا أُكِلَت قَبْل إِدراكها. (و) اخْتضَرَ (الكَلأَ. جَزَّه وَهُوَ أَخْضَرُ) ، وَلَا يَخْفَى أَنّه تَكرارٌ مَعَ قَوْله سَابِقًا: اخْتُضِرَ: بالضّمّ: أُخِذَ طَرِيًّا غَضًّا، وكِلاهُمَا فِي الكَلإِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ وغَيْرِه. (واخْضَرَّ) الكَلأُ (اخْضِرَاراً: انْقَطَعَ) وانُجَزَّ، وَقد خَضَرَهُ إِذا قَطَعِ وجَزَّه (كاخْتَصَرَ) فَهُوَ يُسْتَعْمل لازِماً ومُتَعَدِّياً، فإِنه يُقَال: خَضَرَ الرَّجلُ خَضَرَ النَّخْلِ بِمِخْلَبهِ يَخْضُرُه خَضْراً، واخْتضَرَه يَخْتَضِرُه، إِذا قَطَعَه، فاخْضَرَّ واخْتضَرَ، هاذا إِذَا كَانَ اخْتضَرَ مَبْنِيًّا للْفَاعِل، كَمَا هُوَ فِي نُسْخَتِنا، وَيجوز أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا للمَجْهُول فَيكُون مُطَابِقاً لكَلامِه السَّابِقِ.
(و) الخُضْرَةُ عِنْد العَرَب: سَوادٌ. قَالَ القُطَامِيّ:
يَا نَاقُ خُبِّى خَبَباً زِوَرَّا
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
وعارِضِي (اللَّيْل) إِذَا مَا اخْضَرَّا
أَرادَ أَنَّه إِذَا أَظْلَمَ و (اسْوَدَّ) .
وَمن ذَلِك أضيْضاً: اخْضَرَّت الظلْمَةُ، إِذا اشْتَدَّ سَوَادُهَا، وَهُوَ مَجَازق.
(والأُخَيْضِرُ) ، مُصَغَّراً: (ذُبابٌ) أَخْضَرُ على قَدْرِ الذَّبَّانِ السُّودِ، ويُقال لَهُ: الذُّبابُ الهِنْدِيَ، وَله خَوَاصُّ ومَنَافعُ فِي كُتُب الطِّبِّ.
(و) يُقَال: رماهُ اللهُ بالأُخَيْضِرِ، وَهُوَ (دَاءٌ فِي العَيْنِ) .
(و) الأُخَيْضِرُ: (وَادٍ بَيْنَ المَدِينَةِ) المُشَرَّفةِ (والشَّامِ) ، يُقَال لَهُ: أًخَيْضرُ تُربة.
(و) يُقَال (خَضَرَ) الرَّجُلُ خَضَرَ (النَّخْل) بمِخْلَبه يَخْضُره خَضْراً واخْتَذَرَه: (قَطَعَهُ) فاخْضَرَّ واخْتَضَر.
(والإِخْضِيرُ) ، بالكَسْر: (مَسْجِدٌ) من مَساجِدِ رَسُولِ اللهِ، صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم، (بَيْن تَبُوكَ والمَدِينَةِ) المشرّفة، عِنْد مُصَلَّاه وَادٍ تَجتمعُ فِيهِ السُّيُولُ الَّتِي تَأْتِي من السَّرَاة.
(وبَنُو الخُضْرِ، بالضَّمّ: بَطْنٌ من قَيْسِ عَيْلاَنَ) ، وَهُم الَّذين تَقدَّم ذِكرُهُم سابِقاً، ويُقال لَهُم خُضْرُ مُحَارِب أَيضاً، سُمُّوا بِذلِك لِخُضْرِة أَلْوَانِهم. وإِيَّاهم عَنَي الشَّمَّاخُ بقَوْلِهِ:
وحَلَّأَهَا عنْ ذِي الأَرَاكَةِ عامرٌ
أَخُو الخُضْرِ يَرْمِي حَيثُ تُكْوَى النَّواجِزُ
(مِنْهُم أَبُو شَيْبَةَ الخُضْريُّ) . وَفِي أَنْسَابِ السّمْعَانِيّ: إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الله بن أَبِي طَلْحَةَ. وَفِي الصَّحَابة أَبو شَيْبَةَ الخُضْريّ، لَهُ حَدِيثٌ رَواهُ يُونُس بن الحَارِث الطَّائِفِيّ.
(و) خُضَرٌ، (كصُرَد: أَبُو العَبَّاس عُبَيْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر) ، وَفِي بَعْضِ النُّسخ عَبْدُ اللهِ، مُكَبَّراً، (الخُضَرِيّ) الفَقيه الشّافِعيّ، رَوَى عَن مُحَمَّد بن إِسحاقَ الجُرْجانِيّ، وعَنْه ابنُ عَدِيّ الحافِظ، توفِّي سنة 320.
(وبالكَسْرِ شَيْخُ الشَّافِيِعَّية بمَرْوَ، وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ) بن الخضْر المَرْوَزِيّ إِمَام مَرْو، ومُقَدَّمها، تَفَقَّه عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ. وحَدَّثَ عَن القَاضِي أَبِي عَبْدِ الله المَحَامِليّ وغَيْرِه. (و) أَبو إِسحاقَ (إِبراهيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ خَلَفِ) بن موسَى العَدْلِ الكَرابِيسِيّ من ثِقَاتِ أَهلِ بُخارَاءَ وعُلمائِها، أَمْلَى وحَدَّثَ عَن الهَيْثَم بْنِ كُلَيْبٍ الشاشيّ وغَيْرِه، وَمَات فِي حُدُودِ سنة أَرْبَعِمِائَة. (وعُثْمَانُ بْنُ عَبْدَوَيْه قَاضي الحَرَمَتْنِ) ، عَن أَبِي بَكْر بْنِ عُبَيْدٍ. وزادَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ فِي هاذا البابِ اثْنَيْنِ: عَبْدَ المَلِك بنَ مَواهِب بْنِ سلمٍ الوَرَّاق الخِضْرِيّ كَانَ يُذْكَر أَنه لقى الخِضْرَ ويَنْتَسِب إِلَيْهِ. سَمِع من القَاضِي أَبِي بَكْرٍ المَارِسْتَانِيّ تُوفِّيَ سنة 600 قَالَه ابْن نُقْطَة، وأَبُو الفَتْح هِبَةُ الله بنُ فَادَار الأَشْقَريّ الخِضْريّ فَقِيهُ الشَّافِعية بالمُسْتَنْصِريَّة ببغدادَ، ذَكَره ابنُ سليمٍ، (الخِضْرِيُّون) فُقِاءُ مُحَدِّثون.
(والخُضَيْرِيَّة، بالضَّمِّ) ، أَي مُصَغَّراً: (مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ) من المَحَالِّ الشَّرْقِيّة، (مِنْهَا) سَمِيُّ شَيْخِنا المرحوم (مُحَمَّدُ بن الطَّيِّبِ) بنِ سَعِيد (الصَّبَّاغ الخُضَيْرِيّ) ، سمعَ أَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ. قَالَ الحافِظ: كَانَ يَسكن مَحلّة الخُضَيْرِيَّة. قلت: وَكَانَ صَدُوقاً، كَتَب عَنهُ الخَطِيب وغَيْرُه.
وأَما شيخُنا المرحومُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ الطَّيّب بْنِ مُحَمَّد الفَاسِيُّ، فإِنَّه وُلِد بفاسَ سنة 1110 واستجاز لَهُ والِدُه من الإِمَام بَقِيَّة المُحَدِّثين أَبي البَقَاءِ حَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْنِ يَحْيَى العجيميّ الحَنَفِيّ، وتُوُفِّيَ بالمَدِينة المُنَوَّرَةِ سنة 1170.
وإِلَى هَذِه المَحَلَّة نِسْبَة سَيْفِ الدّين خِضْر بن نَجْم الدِّين أَبِي صَلاح مُحَمَّد بْنِ هَمَّام الخُضَيرِيّ، وَهُوَ جَدُّ الإِمام الحافظِ أَبي الفَضْل عبدِ الرَّحمان بن أَبي بَكْر بن مُحَمَّد بنِ عُثْمَان بنِ محمّد بن خِضْر الشافِعِيّ الأَسيوطيّ صَاحب التَّآلِيفِ الْمَشْهُورَة، كَذَا صَرْ بِهِ فِي حُسْنِ المُحَاضرة، وَلَدَ سنة 849 وتوِّفي سنة 911.
(والمُبَارَكُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُضَيْرٍ) ، أَوردَه الذَّهَبِيّ فِي المُشْتَبِه.
(وخُضَيْرُ بنُ زُرَيْقٍ) ، شَيْخٌ لعَمْرو بْنِ عاصِم.
(وخَضَيْرٌ لَقَبُ إِبراهيمُ بْنِ مُصْعَب ابْنِ الزُّبَيْرِ) بْنِ العَوَّام القُرَشِيّ، لسَوادِ لَوْنِه. وكانَ صاحِبَ شُرْطَةِ مُحمَّد بْن عَبْدِ الله بن الحَسَن لَمّا خَرجَ، ووُجِد فِي بعض النُّسَخِ بِتَكْرارِ مُصْعَب. قَالَ شيخُنا: ورُوِيَ أَنه وُجِدَ على مُصْعَب الثّاني التَّصْحِيح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِيهاً على أَنَّه لَيْسَ مُكَرَّراً، وأَنَّه ثابِتٌ فِي عَمُودِ نَسَبه، وجَدّه مُصْعَب، قَتَله عَبْدُ المَلِك بن مُروان سنة 72 بالعِرَاق وَكَانَ عُمْرُه إِذْ ذَاك أَربعَين سَنَةً.
(وخُضَيْرٌ شَيْخٌ لعلِسِّ بْنِ رَبَاحٍ) ، أَوردِ الذَّهَبِيّ فِي المُشْتَبه.
(وخُضَيْرُ بنُ زُرَيْقٍ) ، شَيْخٌ لعَمرو بْنِ عاصِم.
(وخُضَيْرٌ لَقَبُ إِبراهِيمَ بْنِ مُصْعَب بْنِ الزُّبَيْرِ) بْنِ العَوَّام القُرَشِيّ، لسَوادِ لَوْنِه. وكانَ صاحِبَ شُرْطَةِ مُحمَّد بْن عَبْدِ الله بن الحَسَن لَمّا خَرجَ، ووُجِد فِي بعض النُّسَخِ بتَكْرارِ مُصْعَب. قَالَ شيخُنا: ورُوِيَ أَنه وُجِدَ على مُصْعَب الثّاني التَّصْحيح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِيهاً على أَنَّه لَيْسَ مُكَرَّراً، وأَنَّه ثابِتٌ فِي عَمُود نَسَبه، وجَدّه مُصْعَب، قَتَله عَبْدُ المَلِك بن مُروان سنة 72 بالعِرَاق وَكَانَ عُمْرُه إِذْ ذَاك أَربَعِين سَنَةً.
(وخُضَيْرٌ شَيْخٌ لعلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ) ، أَوردَه الذَّهَبِيّ فِي المُشْبَه.
(وعَبْدُ الرَّحْمانِ بنُ خُضَيْر البَصْرِيُّ) يَروِي عَن طَاوُوس، وضعَّفَه الفَلاّس ذكره الذَّهَبِيّ، وَهُوَ شيخٌ لوَكيعٍ والقَطَّان.
(وخُضَيْرٌ السُّلَمِيّ) يَرْوِي عَن عُبَادَة بْنِ الصَّامِت، وَعنهُ عُمَيْر بْنُ هَانِىء، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ، (أَو هُوَ بحاءٍ: مُحَدِّثُونَ) .
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الخَضْرُ والمَخْضُور اسمان للرَّخْصِ من الشَّجر إِذا قُطِعَ وخُضِرَ.
وشجرة خَضْراءُ: خَضِرة غَضَّة.
وَفِي نَوَادِرِ الأَعْراب: ليسَتْ لفُلَان بِخَضِرة، أَي لَيست لَهُ بحَشيشة رَطْبَة يأْكُلُها سَرِيعاً. وَفِي صِفَتِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه كَانَ أَخْضَر الشَّمَطِ) ، كانَت الشَّعَراتُ الَّتِي شابَتْ مِنْهُ قد اخْضَرَّت بالطِّيب والدُّهْن المُرَوَّح. وَقَالُوا فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالى (مُدْهَامَّتَانِ) خَضْرَاوَانِ، لأَنَّهُمَا يَضْرِبان إِلَى السَّوَادِ من شِدَّةِ الرِّيّ.
واخْتَضَرْتُ الفاكِهَةَ: أَكلتُهَا قَبْلَ إِبَّانِهَا.
واخْتَضَرَ البَعِير: أَخَذَه من الإِبل وَهُوَ صَعْبٌ لم يُذَلّل فَخَطَمه وسَاقَه.
وماءٌ أَخْضَرُ: يَضْرِب إِلى الخُضْرة من صَفَائِه.
والخُضْرَة: بالضَّمِّ، البَقْلَة الخَضْراءُ. قَالَ رُؤْبة:
إِذا شَكَوْنَا سَنَةً حَسُوسَا
نَأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسَا
وَقد قيل إِنَّه وَضَعَ الاسْمَ هُنَا مَوْضعَ الصِّفَة؛ لأَنَّ الخُضْرَة لَا تُؤْكَل إِنّمَا يُؤْكل الجِسْم القَابِلُ لَهَا.
والخَضِرة أَيضاً: الخَضْراءُ مِنَ النَّبَات، وَالْجمع خَضِرٌ.
والأَخْضار جَمْع الخَضِرِ، حَكَاهُ أَبُو حَنيفَةَ.
والخَضِيرَةُ مِنَ النِّساءِ: الَّتِي لَا تَكادُ تُتِمُّ حَمْلاً حَتَّى تُسْقِطَه، وَهُوَ مَجَاز. قَالَ:
تَزَوَّجْتَ مِصْلاَخاً رَقُوباً خَضِيرَةً
فخُذْهَا على ذَا النَّعْتِ إِنْ شِئْت أَوْدَعٍ وَفِي حَدِيث الحارثِ بْنِ الحَكَم (أَنَّه تَزوَّجَ امرَأَةً فرآها خَضْراءَ فَطَلَّقها) أَي سَوْدَاء.
وَمن المجَاز: فُلان أَخْضَرُ القَفَا، يَعْنُون أَنَّه وَلَدَتْه سَوْدَاءُ، قَالَه الأَزْهَريّ وَزَاد الزَّمَخْشَرِيّ: أَو صَفْعَانُ. قُلْت: ويُكْنَى بِه عَن المَوْلَى أَيضاً، لأَنَّ غالِب مَوَالِي العَجَمِ خُضْرُ القَفَا. وَيَقُولُونَ للحائِكِ: أَخْضَرُ البَطْن؛ لأَنَّ بَطْنَه يَلْزَق بخَشَبَتهِ فَتُسَوِّدُه. وَيُقَال لِلَّذي يَأْكُل البَصَل والكُرَّاتَ: أَخْضَرُ النَّوَاجِذِ، وَفِي الأَساس: هُوَ الحَرَّاث لأَكْله البُقُول.
وخُضْرُ غَسَّانَ، وخُضْرُ مُحارِبٍ، يُرِيدُونَ سَوَادَ لَوْنهم.
وَفِي الحَدِيث: (إِذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ شَرًّاءَخْضَرَ لَهُ فِي اللَّبَنِ والطِّين حتأ يَحنِيَ) .
وخَضْرَاءُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصْلُه.
والخَضْرَاءُ: الخَيْرُ والسَّعَةُ والنَّعِيم، والشَّجَرَةَ، والخِصْب.
واخْتَضَرَ الشيْءَ: قَطَعَه من أَصْله. واخْتَضَر أُذُنَه: قَطَعَها من أَصْلِها. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: اخْتَضَرَ أَذُنَه: قَطَعَها. وَلم يَقُل من أَصْلِهَا.
والخُضَارَى: الرِّمْثُ إِذا طَالَ نَبَاتُه.
واخْضِرارُ الجِلْدةِ كِنايَةٌ عَن الخِصْب والسَّعَة. وَبِه فَسَّر بَعْضٌ بَيْتَ اللَّهَبِيّ السَّابِق.
وَمن المَجَاز قَوْلُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَنِ. قَالُوا: ومَا ذَاك يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ: المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ فِي مَنْبِت السَّوْءِ) شَبَّهَهَا بالشَّجَرَة النَّاضِرَة فِي دِمْنَة البَعَرِ. قَالَ ابنُ الأَثِير: أَرادَ فَسادَ النَّسَب إِذا خِيفَ أَنْ تكون لغَيْر رِشْدَةِ.
والخُضَّارَى بضمَ فتشديدٍ: الزَّرْعُ. وَفِي حدِيثِ ابْنِ عُمر: (الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ) أَي طَرِيٌّ مَحْبُوب، لِمَا فِيهِ مِنَ النّصْرِ والغَنَائِم.
وَمن المَجازِ: العَرَبُ تَقول: الأَمرُ بَيْنَنَا أَخْضَرُ، أَي جَدِيدٌ لم تَخْلُق المَوَدَّةُ بَيْنَنَا. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
قد أَعْسِفُ النَّارِ حَ المَجِولَ مَعْسِفُهُ
فِي ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هَامَهُ البُومُ
وَيُقَال: شابٌّ أَخْضَرُ. وذالك حِينَ بَقَلَ عِذارُه.
وفُلانٌ أَخْضَر: كَثِيرُ الخَيْر.
وجَنَّ عَلَيْهِ أَخْضَرُ الجَنَاحَيْنِ: للَّيْلُ.
وكَفْرُ الخُضيرِ: قَرْيَة بمصرَ، وَقد خلْتها.
وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ العَزِيز بْنُ لأَخضرِ: مُحَدِّثُ.
والأَخْضَر: لَقَبُ الفَضْلِ بنِ العَبّاس اللص 2 بِيّ، وهُو الَّذي قَالَ:
(وأَنَا الأَخْضَرُ مَن يَعْرِفني)
أَخْضَرُ الجِلْدَةِ مِنْ بَءَحتِ العَرَبْ
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ ماجِداً
(يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَبْ)
وَقد تقدّم.
والأَخَضَرَيْن مَوْضِع بالجَزِيرَة للنَّمِر بْنِ قاسِط.
وصالِح بْنْ أَبِي الأَخْضَر، عَن الزُّهْرِيّ، وعَنْه سَهْلُ بنُ يُوسُف.
ويَزِيدُ بنُ خُضَيْر، كزُبَير، قُتِل مَعَ الحُسَيْن رَضي الله عَنهُ.
وأَبُو طالِب بنُ الخُضَيْر البَغْدَادِيّ، حَدَّث بعد السِّتِّين وخَمْسِمِائَة.
والأُخَيْضِرلأن: بَطْنٌ مِن العَلَوِيِّين، وَهُم مُلوكُ نَجْد.
والمِخْضَرُ: المِخْلَب وَزْناً ومَعْنًى.
وقَوْلَهم: خُضْر المَزادِ، هِيَ الَّتِي اخْضَرَّت من القِدَم وَيُقَال: بل هِيَ الكُرُوش.
والخُضْرِيَّة، بالضَّمّ: نَخْلَة طَيِّبة التَّمْر.
واخْضَرَّ الشَّيْءُ: انْقَطَعَ.
والخَضْرَوَانِيُّ: من أَلوان الإِبِل، وَهُوَ الأَخْضَر.
والتَّخْضِير: اسمٌ لزَمَن الزِّرَاعَة كالتَّثْمِين والتَّنْبِيت.
وخَضْرَوَيْه: عَلَمٌ.

خضر


خَضَرَ(n. ac. خَضْر)
a. Lopped, hewed. _ast;

خَضِرَ(n. ac. خَضَر)
a. Was green, verdant; greened.

إِخْتَضَرَa. Cut off while green.

إِخْضَرَّa. Became green; was dark.

خِضْر
a. [art.], Elias, Elijah ( the always present ).
b. see 3t (a)
خُضْرَة
(pl.
خُضْر
خُضَر
9)
a. Greenness, green; any dark colour; verdure; green
plant, vegetable.
b. Softness, tenderness.

خُضْرِيّa. see 24yi
خَضَرa. Verdure, freshness.

خَضِرa. Verdant, green.
b. A certain leguminous plant.
c. see 2 (a)
خُضَرِيّa. see 28
أَخْضَرُ
(pl.
خُضْر)
a. Green; dark in colour.

مَخْضَرَةa. Verdant meadow.
b. Turf, sward, grass, lawn.

خُضَاْرِيّa. Wild duck; green buck.

خَضِيْرa. Green, verdant.
b. Green herbs, plants.

خَضَّاْرa. Green-grocer.

خَوَاْضِرُ
a. [art.], The sky, firmament.
خُضْرَجِيّ
a. see 28
خِضْرًا مِضْرًا
a. In vain; uselessly.
خ ض ر: (الْخُضْرَةُ) لَوْنُ الْأَخْضَرِ. وَ (اخْضَرَّ) الشَّيْءُ (اخْضِرَارًا) وَ (اخْضَوْضَرَ) وَ (خَضَّرَهُ) غَيْرُهُ (تَخْضِيرًا) وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْأَسْوَدَ أَخْضَرَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن: 64] قَالُوا: خَضْرَاوَانِ لِأَنَّهُمَا يَضْرِبَانِ إِلَى السَّوَادِ مِنْ شِدَّةِ الرِّيِّ. وَسُمِّيَتْ قُرَى الْعِرَاقِ سَوَادًا لِكَثْرَةِ شَجَرِهَا. وَ (الْخُضْرَةُ) فِي أَلْوَانِ الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ غُبْرَةٌ تُخَالِطُهُمَا دُهْمَةٌ، يُقَالُ: فَرَسٌ أَخْضَرُ. وَالْخُضْرَةُ فِي أَلْوَانِ النَّاسِ السُّمْرَةُ. وَ (الْخَضْرَاءُ) السَّمَاءُ وَفِي الْحَدِيثِ: «إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ» يَعْنِي الْمَرْأَةَ الْحَسْنَاءَ فِي مَنْبَتِ السُّوءِ لِأَنَّ مَا يَنْبُتُ فِي الدِّمْنَةِ وَإِنْ كَانَ نَاضِرًا لَا يَكُونُ ثَامِرًا. وَيُقَالُ: الدُّنْيَا حُلْوَةٌ (خَضِرَةٌ) وَ (الْمُخَاضَرَةُ) بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهَا وَهِيَ خُضْرٌ بَعْدُ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وَيَدْخُلُ فِيهِ بَيْعُ الرِّطَابِ وَالْبُقُولِ وَأَشْبَاهِهَا وَلِهَذَا كَرِهَ بَعْضُهُمْ بِيعَ الرِّطَابِ أَكْثَرَ مِنْ جَرَّةٍ وَاحِدَةٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا} [الأنعام: 99] قَالَ الْأَخْفَشُ: يُرِيدُ بِهِ الْأَخْضَرَ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ دَمُهُ (خِضْرًا مِضْرًا) أَيْ هَدَرًا. وَ (خَضِرٌ) مِثْلُ كَبِدٍ صَاحِبُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَيُقَالُ: خِضْرٌ بِوَزْنِ كِتْفٍ وَهُوَ أَفْصَحُ. 
خ ض ر : خَضِرَ اللَّوْنُ خَضَرًا فَهُوَ خَضِرٌ مِثْلُ: تَعِبَ تَعَبًا فَهُوَ تَعِبٌ وَجَاءَ أَيْضًا لِلذَّكَرِ أَخْضَرُ وَلِلْأُنْثَى خَضْرَاءُ وَالْجَمْعُ خُضْرٌ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «إيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ وَهِيَ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السُّوءِ» شُبِّهَتْ بِذَلِكَ لِفَقْدِ صَلَاحِهَا وَخَوْفِ فَسَادِهَا لِأَنَّ مَا يَنْبُتُ فِي الدِّمَنِ وَإِنْ كَانَ نَاضِرًا لَا يَكُونُ ثَامِرًا وَهُوَ سَرِيعُ الْفَسَادِ وَالْمُخَاضَرَةُ بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهَا وَيُقَالُ لِلْخُضَرِ مِنْ الْبُقُولِ خَضْرَاءُ وَقَوْلُهُمْ لَيْسَ فِي الْخَضْرَاوَاتِ صَدَقَةٌ هِيَ جَمْعُ خَضْرَاءَ مِثْلُ: حَمْرَاءَ وَصَفْرَاءَ وَقِيَاسُهَا أَنْ يُقَالَ الْخُضْرُ كَمَا يُقَالُ الْحُمْرُ وَالصُّفْرُ لَكِنَّهُ غَلَبَ فِيهَا جَانِبُ الِاسْمِيَّةِ فَجُمِعَتْ جَمْعَ الِاسْمِ نَحْوُ صَحْرَاءَ وَصَحْرَاوَاتٍ وَحَلْكَاءُ وَحَلْكَاوَاتٌ وَعَلَى هَذَا فَجَمْعُهُ قِيَاسِيٌّ لِأَنَّ فَعْلَاءَ هُنَا لَيْسَتْ مُؤَنَّثَةَ أَفْعَلَ فِي الصِّفَاتِ حَتَّى تُجْمَعُ عَلَى فُعْلٍ نَحْوُ حَمْرَاءَ وَصَفْرَاءَ وَإِذَا فُقِدَتْ الْوَصْفِيَّةُ تَعَيَّنَتْ الِاسْمِيَّةُ وَقَوْلُهُمْ لِلْبُقُولِ خُضَرٌ كَأَنَّهُ جَمْعُ خُضْرَةٍ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَقَدْ سَمَّتْ الْعَرَبُ الْخُضَرَ خَضْرَاءَ وَمِنْهُ تَجَنَّبُوا مِنْ الْخَضْرَاءِ مَا لَهُ رَائِحَةٌ يَعْنِي الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ وَالْخَضِرُ سُمِّي بِذَلِكَ كَمَا قَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - لِأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَاهْتَزَّتْ تَحْتَهُ خَضْرَاءَ وَاخْتُلِفَ فِي نُبُوَّتِهِ وَهُوَ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ الضَّادِ نَحْوُ كَتِفِ وَنَبْقٍ لَكِنَّهُ خُفِّفَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَسُمِّيَ بِالْمُخَفَّفِ وَنُسِبَ إلَيْهِ فَقِيلَ الْخُضَرِيُّ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا. 

نصص

(ن ص ص) : (النَّصُّ) الرَّفْعُ مِنْ بَابِ طَلَبَ يُقَالُ الْمَاشِطَةُ تَنُصُّ الْعَرُوسَ فَتُقْعِدُهَا عَلَى الْمَنَصَّةِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَهِيَ كُرْسِيُّهَا لِتُرَى مِنْ بَيْنِ النِّسَاءِ (وَمِنْهُ) نَصَصْتُ نَاقَتِي أَيْ رَفَعْتُهَا فِي السَّيْرِ (وَنَصُّ) الْحَدِيثِ إسْنَادُهُ وَرَفْعُهُ إلَى الرَّئِيسِ الْأَكْبَرِ نَصَّ فِي (ع ن) .
[نصص] قولهم: نَصَصْتَ ناقتي، قال الأصمعيُّ: النَّصُّ السيرُ الشديدُ حتَّى يستخرج أقصى ما عندها. قال: ولهذا قيل نصصت الشئ: رفعته. ومنه مِنَصَّةُ العروسِ. ونَصَصْتُ الحديث إلى فلان، أي رفعته إليه. وسيرٌ نَصٌّ ونَصيصٌ. ونَصَصْتُ الرجلَ، إذا استقصيت مسألته عن الشئ حتَّى تستخرج ما عنده. ونَصُّ كل شئ: منتهاه. وفى حديث على رضى الله عنه: " إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ "، يعني منتهى بلوغ العقل. ونصنص البعير، مثل حصحص. ويقال: نصنصت الشئ: حركته. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه حين دخل عليه عمر رضي الله عنه وهو يُنَصْنِصُ لسانَهُ ويقول: هذا أوردني المواردَ. قال أبو عبيد: هو بالصاد لا غير. قال: وفيه لغة أخرى ليست في الحديث: نضنضت، بالضاد المعجمة.
(نصص) الْمَتَاع نَصه وغريمه ناصه
نصص وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين دفع من عَرَفَات العَنَق فَإِذا وجد فجوة نَص. قَالَ أَبُو عبيد: النَّص التحريك حَتَّى يسْتَخْرج من الدَّابَّة أقْصَى سَيرهَا قَالَ الشَّاعِر: [الرجز] وتقطع الْخرق بسير نَص
ن ص ص : نَصَصْتُ الْحَدِيثَ نَصًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ رَفَعْتُهُ إلَى مَنْ أَحْدَثَهُ.

وَنَصَّ النِّسَاءُ الْعَرُوسَ نَصًّا رَفَعْنَهَا عَلَى الْمِنَصَّةِ وَهِيَ الْكُرْسِيُّ الَّذِي تَقِفُ عَلَيْهِ فِي جِلَائِهَا بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّهَا آلَةٌ.

وَنَصَصْتُ الدَّابَّةَ اسْتَحْثَثْتُهَا وَاسْتَخْرَجْتُ مَا عِنْدَهَا مِنْ السَّيْرِ وَفِي حَدِيثٍ «كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إذَا وَجَدَ فُرْجَةً نَصَّ» . 
(نصص) - في حديث عبد الله بن زَمْعَةَ - رضي الله عنه -: "أنه تزوَّجَ بنتَ السَّائب، فلما نُضَّتْ لِتُهْدَى إليه طَلَّقَها"
: أي أُقْعِدَت على المِنَصَّةِ؛ وهي سَريرُ العروس، ذكرها الجَبَّانُ، وقال ابن فَارِس: بفَتح المِيمِ وَأنّها الحَجَلَةُ؛ وهىِ مِن قَولهم: نصَصْتُ المَتاع: جعَلْتُ بَعْضه على بَعْضٍ، ونصَّتِ الظّبْيَة جِيدَها: رَفَعَتْه، ونصَّ الحَدِيثَ: رفَعَه، ونصَصْتُ العَرُوسَ: أقعَدْتُهَا على المِنَصَّةِ، والماشطَةُ تَنُصّ العَرُوسَ. وكلُّ شىءٍ أظهرتَه فقد نَصَصتَه.
- وفي حديث هِرَقْل: "يَنُصُّهم"
: أي يَستخرج رَأيَهم ، وهو من الرفع أيضا.

نصص


نَصَّ(n. ac. نَصّ)
a. Lifted; showed.
b. [acc. & Ila], Ascribed to.
c. Elucidated; elicited.
d. [acc. & 'Ala], Indicated to.
e. [acc. & Ila], Referred, submitted to.
f. Urged, drove on.
g. Piled.
h. Questioned, cross-questioned.
i. ( n. ac.
نَصِيْص), Went fast.
j.(n. ac. نَصِيْص), Spluttered, crackled.
k. [acc. & La
or
'Ala] [ coll. ], Dictated to (
letter ).
نَصَّصَa. see III
نَاْصَصَa. Dunned.

تَنَاْصَصَa. Crowded together.

إِنْتَصَصَa. Was erect; stood up; showed herself ( bride).
b. Shrank together.

نَصّ
(pl.
نُصُوْص)
a. Text.
b. Term, period.
c. Statute, ordinance.
d. see 25 (a) (c).
f. [ coll. ], Dictation.

نَصَّةa. Hen-sparrow.

نِصّ
a. [ coll. ], Half.
نُصَّةa. Lock of hair.

مَنْصَصَةa. Nuptial chamber.

مِنْصَصَةa. Bride's chair.

نَصِيْصa. Quick (pace).
b. Number ( of people ).
c. High, lofty.

نَصَّاْصa. Mover.

N. P.
نَصڤصَ
a. ['Ala], Indicated.
ن ص ص: (نَصَّ) الشَّيْءَ رَفَعَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَمِنْهُ (مِنَصَّةُ) الْعَرُوسِ بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَ (نَصَّ) الْحَدِيثَ إِلَى فُلَانٍ رَفَعَهُ إِلَيْهِ. وَ (نَصُّ) كُلِّ شَيْءٍ مُنْتَهَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ» يَعْنِي مُنْتَهَى بُلُوغِ الْعَقْلِ. وَ (نَصْنَصَ) الشَّيْءَ حَرَّكَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُنَصْنِصُ لِسَانَهُ وَيَقُولُ: هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ بِالصَّادِ لَا غَيْرُ. قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى لَيْسَتْ فِي الْحَدِيثِ: نَضْنَضَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. 
[نصص] نه: فيه: لما دفع من عرفات سار العنق فإذا وجد فجوة "نص"، النص: التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة، وأصله أقصى الشيء وغايته، ثم سمي به ضرب من السير سريع. ن: نص- بفتح نون وتشديد صاد. نه: ومنه ح أم سلمة لعائشة: ما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضك ببعض الفلوات "ناصة" قلوصًا من منهل إلى منهل، أي رافعة لها في السير. وح: إذا بلغ النساء "نص" الحقاق فالعصبة أولى، أي إذا بلغت غاية الــبلوغ من سنها الذي يصلح أن تحاقق وتخاصم عن نفسها فعصبتها أولى من أمها. وفيه: "احذروني فإني "لا أناص" عبدًا إلا عذبته، أي لا أستقصى عليه في السؤال والحساب، وهي مفاعلة منه. ومنه: ما رأيت رجلًا "أنص" للحديث من الزهري، أي أرفع له وأسند. وفيه: تزوج بنت السائب فلما "نصت" لتهدي إليه طلقها، أي أقعدت على منصة، وهي بالكسر سرير العروس، وقيل: هي بفتح ميم: حجلة، من نصصت المتاع- إذا جعلت بعضه على بعضن وكل ما أظهرته فقد نصصته. ش: ويلقى له "منصة"- بفتحتين وقد تكسر ميمه وتشديد صاد مهملة: سرير العروس. نه: ومنه ح هرقل: "ينصهم"، أي يستخرج رأيهم ويظهره، ومنه "نص" القرآن والسنة، أي ما دل ظاهر لفظهما عليه من الأحكام.
نصص قحم قَالَ أَبُو عبيد: وأصل النَصّ [هُوَ -] 3 / الف مُنْتَهى الْأَشْيَاء ومبلغ أقصاها وَمِنْه قيل: نَصصتُ الرجلَ / إِذا استقصيتَ مَسْأَلته عَن الشَّيْء حَتَّى تستخرج كل مَا عِنده وَكَذَلِكَ النصّ فِي السّير إِنَّمَا هُوَ أقْصَى مَا تقدر عَلَيْهِ الدَّابَّة فنصُّ الحِقاق إِنَّمَا هُوَ الْإِدْرَاك لِأَنَّهُ مُنْتَهى الصغر وَالْوَقْت الَّذِي يخرج مِنْهُ الصَّغِير إِلَى الْكَبِير. يَقُول: فَإِذا بلغ النِّسَاء ذَلِك فالعَصبَةُ أولى بِالْمَرْأَةِ من أمّها إِذا كَانُوا مَحرما مثل الأخوةَ والأعمام بتزويجها إِن أَرَادوا وَهَذَا مِمَّا يبيّن لَك أَن الْعصبَة والأولياء لَيْسَ لَهُم أَن يزوِّجوا الْيَتِيمَة حَتَّى تُدرك وَلَو كَانَ لَهُم ذَلِك لم ينْتَظر بهَا نصَّ الحِقاق وَلَيْسَ يجوز التَّزْوِيج على الصَّغِيرَة إِلَّا لأَبِيهَا خاصّة وَلَو جَازَ لغيره مَا احْتَاجَ إِلَى ذكر الْوَقْت. وَقَوله: الحِقاق إِنَّمَا هُوَ المُحاقّة أَن تحاقّ الْأُم الْعصبَة فِيهِنَّ فَذَلِك الحِقاق فَتَقول: أَنا أحقّ وَيَقُول أُولَئِكَ: نَحن أَحَق وَهَذَا: كَقَوْلِك جادلته جِدالا ومُجادَلة وَكَذَلِكَ حاققته حِقاقا ومُحاقّة. [قَالَ -] : وَبَلغنِي عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ: نصّ الحِقاق بُلُوغ الْعقل وَهُوَ مثل الْإِدْرَاك لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ مُنْتَهى الْأَمر الَّذِي تجب بِهِ الْحُقُوق وَالْأَحْكَام فَهَذَا الْعقل والإدراك وَلَا عقل يعْتد بِهِ قبل الْإِدْرَاك. وَمن رَوَاهُ: نَصّ الحقائِق فَإِنَّهُ أَرَادَ جمع حَقِيقَة وحقائق.
ن ص ص

نصَّ الحديثَ ينُصُّهُ نَصاً رفَعَه وكلُّ ما أُظْهِر فقد نُصَّ ونَصَّةِ الظَّبْيةُ جِيدَها رفَعَتْه ووُضِعَ على المِنَصَّة أي عَلَى غَايَةِ الفَضِيحةِ والشُّهْرةِ والظُّهُورِ والمِنَصَّة ما تُظْهَرُ عليه العَروس لِتُرَى وقد نَصَّها وانْتصَّتْ هي والمِنَصَّةُ الثِّيابُ المُرَفَّعَة والفُرُشُ المُوَطَّأَةُ ونَصَّ المَتاعَ نًصّا جَعَل بعضَه على بعضٍ ونَصَّ الدّابّةَ يَنُصُّها نصّا رَفَعَها في السَّيْرِ وكذلك الناقةُ وفي الحديث

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا وجَدَ فَجْوَةً نَصَّ أي رَفَعَ ناقَتَه في السَّيْرِ والنَّصُّ والنَّصِيصُ السَّيرُ الشَّديدُ والحَثُّ ونَصُّ الأَمْرِ شِدّتُه قال أيوب بن عيابة (ولا يَسْتَوِي عند نَصِّ الأُمُورِ ... باذلُ مَعْروفِه والبَخِيلُ)

ونصَّ الرَّجُلَ نًصّا إذا سَأَلَه عن الشيءِ حتى يَسْتَقْصِيَ ما عِنْدَه ونَصُّ كلِّ شيءٍ مُنْتَهاهُ وفي الحديث

إذا بَلَغَ النِّساءُ نَصَّ الحِقَاقِ يَعْنِي إذا بَلَغَتْ غايَة الصِّغر إلى أن تَدْخُلَ في الكِبرِ فالعَصَبَةُ أَوْلَى بها من الأُمّ يُرِيدُ بذلك الإِدراكَ والغايَة والنُّصَّةُ ما أقْبَلَ على الجَبْهَةِ من الشَّعَرِ والجمعُ نُصَصٌ ونِصَاصٌ ونَصَّ الشَّيءَ حرَّكَهُ ونَصْنَص لِسانَهُ حَرّكَه كنَضْنَضَهُ غَيْر أن الصّادَ فيه أصْلٌ وليستْ بَدَلاً من ضَادٍ نضْنَضَه كما زَعَمَ قَومٌ لأنهما لَيْستَا أُخْتَيْن فتُبْدَل إحداهُما من صاحِبَتِها والنَّصْنَصَة تَحرُّكَ البَعِيرِ إذا نَهَضَ من الأرضِ ونَصْنَص البَعِيرُ فَحصَ بصَدْرِه الأرضَ ليَبْرُكَ ونَصْنَص الرَّجُلُ في مَشْيِه اهْتَزَّ مُنْتَصِباً
نصص
نَصَّ/ نَصَّ على نَصَصْتُ، يَنُصّ، انْصُصْ/ نُصَّ، نصًّا، فهو ناصّ، والمفعول مَنْصوص
• نصَّ الحديثَ: رفعه وأسنده إلى المحدِّث.
• نصَّ على الشّيء: حدَّده وعيَّنه بموجب نصّ "نصَّتِ المعاهدةُ على كذا- تنصّ المادة على كذا: تقضي به- ملتزم بنصِّ القانون". 

نصَّصَ ينصِّص، تنصيصًا، فهو مُنصِّص، والمفعول منصَّص
• نصَّص المتاعَ: جعل بعضَه فوق بعضٍ "نصّص عمالُ المطار متاعَ المسافرين".
• نصَّص الجملةَ: حدّدها وعيَّنَها بنصّ، وضعها بين علامتي تنصيص ° علامة التّنْصيص: قوسان مزدوجان (" ") يوضع بينهما كلُّ ما ينقله الكاتب من كلام غيره. 

تنصيصيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تنصيص.
• علامة تنصيصيَّة: قوسان مزدوجان يُرسمان هكذا: " " يُوضع بينهما كلُّ ما ينقله الكاتب من كلام غيره "أقواس تنصيصيَّة". 

مِنصَّة [مفرد]: ج مِنصَّات ومَناصُّ:
1 - كرسيّ مرتفع يعدُّ للخطيب ليخطب أو للممثِّل ليمثِّلَ وقد يُزيَّن بفُرُشٍ وثياب "اعتلى الخطيبُ المنصَّة فاهتزّت الجماهير- قتل السادات في حادث المِنَصَّة المشهور" ° مِنصَّة الشهود: منصَّة مغلقة في قاعة المحكمة يقف أو يَجْلس فيها الشاهد ليدلي بشهادته- مِنصَّة الميكروسكوب: مكان وضع الشّريحة في ميكروسكوب- مِنصَّة للعرض: منصّة تعرض عليها حيوانات كالكلاب- مِنصَّة القيادة: منصَّة أو غرفة فوق ظهر المركب منها يتمّ قيادة السَّفينة- وُضِع فلانٌ على المنصَّة: افْتُضِحَ وشُهِر.
2 - حكم وسلطة "سعى إلى منصَّة الحكم".
• مِنصَّة الوَثب: لوح مرن ذو طرف مُثبَّت يستخدم في الألعاب الرِّياضيَّة للوثب، لوح الغطس. 

نَصّ [مفرد]: ج نُصوص (لغير المصدر):
1 - مصدر نَصَّ/ نَصَّ على.
2 - (فق) ما لا يحتمل إلاّ معنًى واحدًا، ولا يحتملُ التأويل، كلام مفهوم المعنى من الكتاب والسنّة "لا اجتهاد مع النصّ".
3 - صيغة الكلام الأصليَّة كما وردت من المؤلّف "ينشر نصّ اتفاقيَّة- وثيقة بنصِّها الحرفيّ- نصوص الدستور
 الحاليّ- زوَّر نصًّا أو وثيقة" ° بنصِّه وفصِّه: حرفيًّا، بدون أدنى تغيير- نصًّا وروحًا: بالتمام والكمال.
4 - منتهى الشّيء ومبلغه "بلغ من الأمر نصَّه".
• النَّصُّ:
1 - الكتابُ والسُّنَّة.
2 - (دب) أثر مكتوب شعرًا أو نثرًا "شارح نصوص- مختارات من النصوص الأدبيَّة".
• تحليل النَّصّ: (دب) محاولة لقراءة العمل الأدبيّ قراءة فاحصة تتناول أجزاءه تفصيلاً، أو هو منهج في النقد الأدبيّ قوامه التحليل المفصَّل للمؤلَّف الأدبيّ جزءًا جزءًا.
• فنّ تحقيق النُّصوص: (دب) إعادة تكوين النصّ الأصليّ لأثر أدبيّ مُعيّن بناءً على الأدلَّة المختلفة التي استمدَّها المحقِّق من المخطوطات الأصليّة للنصّ، كما أنّه عرض لهذه الأدلّة بحيث يستطيع القارئ أن يتحقَّق من حجيَّتها ووجهة نظر المحقِّق في طريقة عرضها.
• علم النَّصّ: (لغ) العلم الذي يتناول الظاهرة اللغويّة عبر مجموعة من التخصُّصات العلميّة كعلوم القواعد واللسانيّات والتاريخ والاجتماع والاقتصاد وغيرها، وهو لا يقتصر على دراسة اللُّغة الأدبيَّة، بل يمتدّ ليشمل لغة الحديث والصحافة والاقتصاد والسياسة وغيرها، وتتمثّل مهمته في وصف العلاقات الداخليّة والخارجيّة للأبنية بمستوياتها المختلفة وشرح المظاهر العديدة لأشكال التواصل أو الترابط. 

نَصِّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نَصّ.
• النَّقد النَّصِّيّ: (لغ) دراسة الكتابات والمخطوطات والمطبوعات، وذلك لتحديد الشّكل الأصْلي للنَّصّ وخاصّة لنصّ أدبيّ. 

نصِّيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من نَصّ.
• النَّصِّيَّة: التَّمسُّك بالنَّصّ وخاصَّة نصًّا من الكتاب المقدَّس. 

نصص: النَّصُّ: رفْعُك الشيء. نَصَّ الحديث يَنُصُّه نصّاً: رفَعَه. وكل

ما أُظْهِرَ، فقد نُصَّ. وقال عمرو بن دينار: ما رأَيت رجلاً أَنَصَّ

للحديث من الزُّهْري أَي أَرْفَعَ له وأَسْنَدَ. يقال: نَصَّ الحديث إِلى

فلان أَي رفَعَه، وكذلك نصَصْتُه إِليه. ونَصَّت الظبيةُ جِيدَها:

رفَعَتْه.

ووُضِعَ على المِنَصَّةِ أَي على غاية الفَضِيحة والشهرة والظهور.

والمَنَصَّةُ: ما تُظْهَرُ عليه العروسُ لتُرَى،وقد نَصَّها وانتَصَّت هي،

والماشِطةُ تَنْتَصُّ عليها العروسَ فتُقْعِدُها على المِنَصَّة، وهي

تَنْتَصُّ عليها لتُرَى من بين النساء. وفي حديث عبدالله بن زمعة: أَنه

تَزَوَّج بنتَ السائب فلما نُصَّت لتُهْدَى إِليه طلَّقها، أَي أُقعِدَت على

المِنَصَّة، وهي بالكسر، سريرُ العروسِ، وقيل: هي بفتح الميم الحجَلةُ

عليها

(* قوله: عليها؛ هكذا في الأصل، ولعله: الحَجلةُ عليها العروس.) من

قولهم نَصَّصْت المتاعَ إِذا جعلت بعضه على بعض. وكل شيء أَظْهرْته، فقد

نَصَّصْته. والمِنَصّة: الثياب المُرَفّعة والفرُشُ الموَطَّأَة.

ونصَّ المتاعَ نصّاً: جعلَ بعضه على بعض. ونَصَّ الدابةَ يَنُصُّها

نصّاً: رَفَعَها في السير، وكذلك الناقة. وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه

عليه وسلّم، حين دَفَع من عرفات سار العَنَقَ فإِذا وجد فَجْوةً نَصَّ

أَي رفَع ناقتَه في السير، وقد نصَّصْت ناقتي: رفَعْتها في السير، وسير

نصٌّ ونَصِيصٌ. وفي الحديث: أَن أُم سلمة قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: ما

كنتِ قائلةً لو أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، عارَضَكِ ببعض

الفلوات ناصَّةً قَلُوصَك من منهلٍ إِلى آخر؟ أَي رافعةً لها في السير؛ قال

أَبو عبيد: النَّصُّ التحريك حتى تستخرج من الناقة أَقصَى سيرها؛

وأَنشد:وتَقْطَعُ الخَرْقَ بسَيْرٍ نَصِّ

والنَّصُّ والنَّصِيصُ: السير الشديد والحثُّ، ولهذا قيل: نَصَصْت الشيء

رفعته، ومنه مِنَصَّة العروس. وأَصل النَّصّ أَقصى الشيء وغايتُه، ثم

سمي به ضربٌ من السير سريع. ابن الأَعرابي: النَّصُّ الإِسْنادُ إِلى

الرئيس الأَكبر، والنَّصُّ التوْقِيفُ، والنصُّ التعيين على شيءٍ ما، ونصُّ

الأَمرِ شدتُه؛ قال أَيوب بن عباثة:

ولا يَسْتَوي، عند نَصِّ الأُمو

رِ، باذِلُ معروفِه والبَخِيل

ونَصَّ الرجلَ نصّاً إِذا سأَله عن شيءٍ حتى يستقصي ما عنده. ونصُّ كلِّ

شيءٍ: منتهاه. وفي الحديث عن عليّ، رضي اللّه عنه، قال: إِذا بلَغَ

النساءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَةُ أَوْلى، يعني إِذا بلغت غاية الصغر إِلى

أَن تدخل في الكبر فالعصبة أَوْلى بها من الأُمِّ، يريد بذلك الإِدراكَ

والغاية. قال الأَزهري: النصُّ أَصلُه منتهى الأَشياء ومَبْلغُ أَقْصاها،

ومنه قيل: نصَصْتُ الرجلَ إِذا استقصيت مسأَلته عن الشيء حتى تستخرج كل

ما عنده، وكذلك النصّ في السير إِنما هو أَقصى ما تقدر عليه الدابة، قال:

فنصُّ الحِقاقِ إِنما هو الإِدراكُ، وقال المبرد: نصُّ الحقاق منتهى بلوغ

العقل، أَي إِذا بلغت من سِنِّها المبلغَ الذي يصلح أَن تُحاقِقَ

وتُخاصم عن نفسها، وهو الحِقاقُ، فعصبتُها أَولى بها من أُمِّها.

ويقال: نَصْنَصْت الشيءَ حركته. وفي حديث أَبي بكر حين دخل عليه عمر،

رضي اللّه عنهما، وهو يُنَصْنِصُ لِسانَه ويقول: هذا أَوْرَدَني المواردَ؛

قال أَبو عبيد: هو بالصاد لا غير، قال: وفيه لغة اُخرى ليست في الحديث

نَضْنَضْت، بالضاد. وروي عن كعب أَنه قال: يقول الجبار احْذَرُوني فإِني لا

أُناصُّ عبداً إِلا عذَّبْتُه أَي لا أَستقصي عليه في السؤال والحساب،

وهي مفاعلة منه، إِلا عذَّبته. ونَصَّصَ الرجلُ غريمَه إِذا استقصى عليه.

وفي حديث هرقل: يَنُصُّهم أَي يستخرجُ رأْيهم ويُظْهِرُه؛ ومنه قول

الفقهاء: نَصُّ القرآنِ ونَصُّ السنَّة أَي ما دل ظاهرُ لفظهما عليه من

الأَحكام. شمر: النَّصْنَصَة والنَّضْنَضَةُ الحركة. وكل شيءٍ قَلْقَلْتَه، فقد

نَصْنَصْته.

والنُّصَّة: ما أَقبل على الجبهة من الشعر، والجمع نُصَصٌ ونِصاصٌ.

ونَصَّ الشيءَ: حركه. ونَصْنَصَ لسانه: حركه كنَضْنَضَه، غير أَن الصاد فيه

أَصل وليست بدلاً من ضاد نَضْنَضَه كما زعم قوم، لأَنهما ليستا أُخْتَين

فتبدل إِحداهما من صاحبتها. والنَّصْنَصَةُ: تحرُّك البعير إِذا نَهَضَ من

الأَرض. ونَصْنَص البعيرُ: فَحَص بصدره في الأَرض ليبرُك. الليث:

النَّصْنَصَة إِثبات البعير ركبتيه في الأَرْض وتحرُّكه إِذا همَّ بالنهوض.

ونَصْنَص البعيرُ: مثل حَصْحَصَ. ونَصْنَص الرجل في مشيه: اهتز منتصباً.

وانْتَصَّ الشيءُ وانتصب إِذا استوى واستقام؛ قال الراجز:

فبات مُنْتَصّاً وما تَكَرْدَسَا

وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب: كان حَصِيصُ القومِ ونَصِيصُهم

وبَصِيصُهم كذا وكذا أَي عَدَدُهم، بالحاء والنون والباء.

ن ص ص

الماشطة تنصّ العروس فتقعدها على المنصّة، وهي تلتص عليها أي ترفعها. وانتص السنام: ارتفع وانتصب. قال مسكين الدرامي:

حتى علاها تامك ... شبّهته وانتصّ فندا

ومن المجاز: نصّ الحديث إلى صاحبه. قال:

ونصّ الحديث إلى أهله ... فإن الوثيقة في نصّه

ونصّ فلان سيّدا: نصب. قال حاجز بن الجعيد الأزدي:

أأن قد نصصت بعد ما شبت سيّدا ... تقول وتهدي من كلامك ما تهدي

ونصصت الرّجل إذا أحفيته في المسألة ورفعته إلى حدّ ما عنده من العلم حتى استخرجته. وبلغ الشيء نصّه أي منتهاه.
نصص
{نَصَّ الحَدِيثَ} يَنُصُّه {نَصّاً، وكَذَا} نَصَّ إِليْه، إِذا رَفَعَهُ. قَالَ عَمْرُو بنُ دِينَارٍ: مَا رأَيْتُ رَجُلاً {أَنَصَّ لِلْحَدِيث من الزُّهْرِيّ، أَي أَرْفَعَ لَهُ، وأَسْنَدَ وَهُوَ مَجَازٌ. وأَصْلُ النَّصِّ: رَفْعُك لِلشَّيْءِ. و} نَصَّ نَاقَتَهُ {يَنُصُّها} نَصَّاً: إِذا اسْتَخْرَجَ أَقْصَى مَا عِنْدَهَا من السَّيْرِ، وَهُوَ كَذلكَ مِنَ الرَّفْعِ، فإِنَّه إِذا رَفَعَها فِي السَّيْرِ فقَد اسْتَقْصَى مَا عِنْدَها من السَّيْرِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: {النَّصُّ: التَّحْرِيكُ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ من النَّاقَةِ أَقْصَى سَيْرِهَا. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم حِينَ دَفَعَ مِن عَرَفَاتٍ سَارَ العَنَقَ، فإِذا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ، أَيْ رَفَعَ نَاقَتَهُ فِي السِّيْرِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما: مَا كُنْتِ قائِلَةً لَوْ أَنَّ رِسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عارَضَكِ ببَعْض الفَلَواتِ} نَاصَّةً قَلُوصَكِ مِنْ مَنْهَلٍ إِلى آخَرَ، أَي يُقَالُ مِنْهُ فَعَلَ البَعِيرُ، أَي لَا يُبْنَى من! النَّصِّ فِعْلٌ يُسْنَدبالكَسْرِ ويُفْتَح، عَلَى عَادَتِه، فالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ {المِنَصَّةً} والمَنَصَّةَ وَاحِدٌ على قَوْلِ) بَعْضِ الأَئِمَّةِ. وَمِنْهُم مَنْ فَرَقَ بَيْنَهُمَا بأَنَّ السَّرِيرَ والكُرْسِيَّ بالكَسْرِ، والحَجَلَة عَلَيْهَا بالفَتْحِ، وإِليْه مالَ المُصَنِّف، والدَّلِيلُ على ذلِكَ قولُه: هُوَ مَأْخُوذٌ من قَوْلهم: {نَصَّ المَتَاعَ يَنُصُّهُ نَصّاً، إِذا جَعَلَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ الحَجَلَةَ غيْرُ الكُرْسِيّ والسَّرِير، فتأَمَّلْ. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:} النَّصُّ: الإِسْنَادُ إِلى الرَّئِيسِ الأَكبَر. {والنَّصُّ: التَّوقِيفُ. والنَّصُّ: التَّعْيِينُ على شَيْءٍ مَا، وكُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ، من النَّصِّ بمَعْنَى الرَّفْعِ والظُّهُورِ. قلْتُ: وَمِنْه أُخِذَ} نَصُّ القُرْآنِ والحَدِيثِ، وَهُوَ اللَّفْظُ الدَّالُّ على مَعْنَىً لَا يَحْتَملُ غيْرَهُ: وقِيلَ: نَصُّ القُرْآنِ والسُّنَّةِ: مَا دَلَّ ظَاهِرُ لَفْظِهِمَا عَليْه مِن الأَحْكَام، وَكَذَا نَصُّ الفُقَهَاءِ الَّذِي هُوَ بَمَعْنَى الدَّلِيلِ، بضَرْبٍ من المَجَازِ، كَمَا يَظْهَرُ عِنْدَ التَّأَمُّلِ. وسَيْرٌ {نَصٌّ،} ونَصِيصٌ، أَي جِدٌّ رَفِيعٌ، وَهُوَ الحَثُ فِيهِ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وأَصْلُ {النَّصِّ: أَقْصَى الشَّيْءِ وغَايَتُهُ، ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ ضَرْبٌ من السَّيْرِ سَرِيعٌ، كَمَا قَالَه الأَزْهَرِيّ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ: وتَقْطَعُ الخَرْقَ بسَيْرٍ} نَصِّ وَقَالَ الأَزْهَرِيّ مَرَّةً: {النَّصُّ فِي السَّيْرِ: أَقْصَى مَا تَقَدِرُ عَلَيْهِ الدَّابَّةُ. فِي الصّحاح:} نَصُّ كُلِّ شَيْءٍ: مُنْتَهَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: إِذا بَلَغَ النِّسَاءُ! نَصَّ الحِقَاقِ هذِه الرِّوَايَة المَشْهُورَةُ، أَو نَصَّ الحَقَائِقِ فالعَصَبَةُ أَوْلَى أَي بَلَغْنَ الغَايَةَ الَّتِي عَقَلْنَ فِيهَا وعَرَفْنَ حَقَائِقَ الأُمُورِ، أَو قَدَرْنَ فِيهَا على الحِقَاقِ، وَهُوَ الخِصَامُ، أَو حُوقَّ فِيهِنَّ، فقالَ كُلٌّ من الأَوْلِيَاءِ أَنَا أَحَقُّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: نَصُّ الحِقَاق إِنّمَا هُوَ الإِدْرَاكُ، وأَصْلُه مُنْتَهَى الأَشيَاءِ، ومَبْلَغُ أَقْصَاهَا. وَقَالَ المُبَرِّدُ: نَصُّ الحِقَاقِ: مُنْتَهَى بُلُوغِ العَقْلِ، وَبِه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ إِذا بَلَغَتْ من سِنِّهَا المَبْلَغَ الَّذِي يَصْلُحُ أَنْ تُحَاقِقَ وتُخَاصِمَ عَن نَفْسها، وَهُوَ الحِقَاقُ، فعَصَبَتُهَا أَوْلَى بِهَا من أُمِّهَا. أَو الحِقَاقُ فِي الحَدِيثِ اسْتِعَارَةٌ مِنْ حِقَاقِ الإِبِلِ، أَي انْتَهَى صِغَرُهُنَّ، وَهَذَا مِمّا يَحْتَجُّ بِهِ مَن اشْتَرَطَ الوَلِيَّ فِي نِكَاحِ الكبِيرَة. رَوَى أَبو تُرَابٍ عَن بَعْضِ الأَعْرَابِ: كَانَ {نَصِيصُ القَوْمِ وحَصِيصُهُم وبَصِيصُهُم، أَي عَدَدُهُمْ، بالنَّونِ والحَاءِ والبَاءِ. (} والنًصَّةُ: العصفورة) ، نَقله الصَّاغَانِي عَن ابْن عباد. {والنُّصَّةُ، بالضَّمِّ: الخُصْلَةُ من الشَّعْرِ، مِثْلُ القُصَّةِ مِنْهُ، أَو الشَّعْرُ الَّذِي يَقَعُ عَلَى وَجْهِهَا مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهَا، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
ولَو قَالَ: أَو مَا أَقبَلَ على الجَبْهَةِ مِنْهُ، كَانَ أَخْصَرَ، والجَمْعُ} نُصَصٌ {ونِصَاصٌ، وَقد أُغْفِل عَنْه المُصَنِّف قُصُوراً. وحَيَّةٌ} نَصْنَاصٌ: كَثِيرَةُ الحَرَكَةِ، وهُوَ من {نَصْنَصَ الشِّيْءَ: إِذا حَرَّكَةُ.} ونَصَّصَ الرَّجُلُ غَرِيمَهُ {تَنْصِيصاً، كَذَا} نَاصَّهُ {مُنَاصَّةً، أَي اسْتَقْصَى عَليْهِ ونَاقَشَه. ومِنْهُ مَا) رُوِيَ عَن كَعْبٍ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، أَنَّهُ قَالَ: يَقُول الجَبَّارُ: احْذَرُونِي فإِنّي لَا} أُنَاصُّ عَبْداً إِلاّ عَذَّبْتُهُ، أَي لَا أَسْتَقْصِي عَليْه فِي السُّؤَالِ والحِسَابِ إِلاَّ عَذَّبْتُهُ، وهِيَ مُفَاعَلَةٌ من {النَّصِّ.} وانْتَصَّ الرَّجُلُ: انْقبَضَ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. قالَ اللَّيْثُ: {انْتَصَّ السَّنَامُ: انْتَصَبَ، وَقَالَ غيْرُه: ارْتَفَعَ، ومَعْنَى انْتَصَبَ. اسْتَوَى واسْتَقامَ. وأَنشد اللَّيْثُ للعَجَّاجِ: فبَاتَ} مُنْتَصّاً وَمَا تَكَرْدَسَا {ونَصْنَصَهُ: حَرَّكَهُ وقَلْقَلَهُ، وكُلُّ شَيْءٍ قَلْقَلْتَهُ فَقَدْ} نَصْنَصْتَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: {النَّصْنَصَةُ والنَّضْنَضَةُ: الحَرَكَةُ: وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ دَخَلَ عَليْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمَا وهُوَ} يُنَصْنِصُ لِسَانَهُ ويَقُولُ: هذَا أَوْرَدَنِي المَوَارِدَ قَالَ أَبُو عبَيْدٍ: هُوَ بالصَّادِ لَا غيْرُ. قالَ: وفيهِ لُغَةٌ أُخْرَى ليْسَت فِي الحَدِيث: نَضْنَضْتُ، بالضَّادِ، انْتَهَة. قلت: والصّادُ فِيهِ أَصل ليْسَتْ بَدَلاً من الضَّادِ، كَمَا زَعَمَ قَوْمٌ، لأَنَّهما ليستَا أُخْتَيْنِ فتبَدَل إِحداهُمَا من صاحِبَتِهَا. و {نَصْنَصَ البَعِيرُ، مِثْل حَصْحَصَ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَي أَثْبَتَ رُكْبَتَيْهِ فِي الأَرْضِ وتَحَرَّكَ، إِذا هَمَّ للنُّهُوض. وَقَالَ غيْرُه:} النَّصْنَصَةُ: تَحَرُّكُ البَعِيرِ إِذا نَهَضَ من الأَرْضِ {ونَصْنَصَ البَعِيرُ: فَحَصَ بصَدْرِه فِي الأَرْضِ لِيُبْرُكَ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه:} نَصَّت الظَّبْيَةُ جِيدَهَا: رَفَعَتْهُ. وَمن أَمْثَالِهِم: وُضِعَ فُلانٌ على {المِنَصَّةِ إِذا افْتَضَحَ وشُهِرَ.} ونَصُّ الأَمْرِ: شِدَّتُهُ، قَالَ أَيُّوبُ بنُ عباثَةَ:
(وَلَا يَسْتَوِي عِنْدَ {نَصِّ الأُمُو ... رِ باذِلُ مَعْرُوفِهِ والبَخِيلُ)
وَفِي حَدِيث هِرَقْلَ: يَنُصُّهم، أَيْ. يُسْتَخْرِجُ رَأْيَهُم ويُظْهِرُهُ. قيل: ومِنْهُ نَصُّ القُرْآنِ والسَّنَّةِ.
} ونَصْنَصَ الرَّجلُ فِي مَشْيِهِ: اهتَزَّ مُنْصِباً. {وتَنَاصَّ القَوْمُ: ازْدَحَموا. ونَصْنَصَ نَاقَتَه، كنَصَّهَا، عَن ابْنِ القَطَّاع. وَمن الْمجَاز:} نُصَّ فُلانٌ سَيِّداً، أَي نُصِبَ.

مجج

(مجج) الْعِنَب طَابَ وَصَارَ حلوا
(مجج) : المَجُّ: ما تَرَى من نُقَطِ العَسَلِ على الحِجارَةِ.
م ج ج : مَجَّ الرَّجُلُ الْمَاءَ مِنْ فِيهِ مَجًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ رَمَى بِهِ. 
(م ج ج) : (مَجَّ الْمَاءَ) مِنْ فِيهِ رَمَى بِهِ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْمُجَاجُ) الرِّيقُ (وَمَجْمَجَ الْخَطَّ) خَلَطَهُ وَأَفْسَدَهُ بِالْقَلَمِ وَغَيْرِهِ.
م ج ج: (مَجَّ) الشَّرَابَ مِنْ فِيهِ رَمَى بِهِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الْمُجَاجُ) بِالضَّمِّ وَ (الْمُجَاجَةُ) أَيْضًا الرِّيقُ الَّذِي تَمُجُّهُ مِنْ فِيكَ، يُقَالُ: الْمَطَرُ مُجَاجُ الْمُزْنِ وَالْعَسَلُ مُجَاجُ النَّحْلِ. وَ (مَجْمَجَ) كِتَابَهُ لَمْ يُبَيِّنْ حُرُوفَهُ. وَمَجْمَجَ فِي خَبَرِهِ لَمْ يُبَيِّنْهُ. 

مجج


مَجَّ(n. ac. مَجّ)
a. [acc. & Min], Expectorated.
b. [Bi], Ejected.
c. [ coll. ], Swallowed.

مَجَّجَa. Rendered suspected.

أَمْجَجَa. Was full of sap (tree).
b. Started (horse).
c. [Fī], Traversed.
d. [Ila], Journeyed, set out to.
إِنْمَجَجَ
a. [Min], Spirted from.
مَجّa. Saliva, spittle; slobber.
b. P.
Grain of the lentil.
مَجَجa. Flaccidity of the muscles of the mouth.

مُجُجa. Drunkards.
b. Bees.

مَاْجِج
( pl.
reg. &
مُجَّاْج)
a. Drivelling; driveller.
b. (pl.
مَجَجَة), Old she-camel.
مُجَاْجa. see 1 (a)
مُجَاْجَةa. see 1 (a)b. Juice; sap.

مَجَّاْجa. Writer.

مُجَاج النَّحْل
a. Honey.

مُجَاج المُزْن
a. Rain.

أَحْمَق مَاجّ
a. Drivelling idiot.
مجج حمض [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ الاُّذُن مَجَّاجة وللنفس حَمْضَةٌ. المجَّاجةُ الَّتِي تمجُّ مَا تسمع يَعْنِي أَنَّهَا تُلقيه فَلَا تقبله إِذا وُعظت بِشَيْء أَو نُهيت عَنهُ. وَقَوله: وللنفس حَمْضَةٌ الحمضة الشَّهْوَة للشَّيْء وَإِنَّمَا أخذت من شَهْوَة الْإِبِل للحَمْض وَذَلِكَ إِذا مَلَّت الخُلَّة اشتهت الحمضة وَهُوَ كل نبت فِيهِ ملُوحة والخُلَّة مَا لم تكن فِيهِ ملوحة. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَالْعرب تَقول: الخُلة خبز الْإِبِل والحمض فاكهتها. 
م ج ج

مجّ الماء من فيه. وشيخ وبعير ماجّ. هرم لا يمسك ريقه. ومجمج خطّه: خلطه، وخطّ ممجمج. وما يحسن إلا المجمجة. ومجمج في خبره إذا لم يشف.

ومن المجاز: شرب مجاج العنب. ومزج الشراب بمجاج المزن وبمجاج النحل. وماء كأنه مجاج الدّبا. وأحمق ماجٌ. وهذا كلام تمجّه الأسماع، وقولٌ ممجوج. ومجّت الشمس ريقها. قال النابغة:

يثرن الحصى حتى يباشرن برده ... إذا الشمس مجّت ريقها بالكلاكل

والنبات يمجّ الندى. قال رؤبة:

مرعًى أنيق النبت مجّاج الغدق
مجج وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فِي المَضْمَضَة للصَّائِم قالك لَا يَمُجّه وَلَكِن ليشربه فإنّ أوّله خير. قَالَ أَبُو عبيد: هَذَا الْمَضْمَضَة هِيَ الَّتِي عِنْد الْإِفْطَار وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن يشرب قبل أَن يمجه فَيذْهب خلوف فِيهِ وَهَكَذَا رُوِيَ عَن أبي الْجَعْد أَنه كره تِلْكَ الْمَضْمَضَة وَقَالَ: ليشْرب على خُلْفَةٍ فِيهِ. وَأما الصَّائِم يشتدّ عطشه فيمضمض ثمَّ يَمجّه ليسكن الْعَطش فقد رويت فِيهِ رخصَة عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَهَذِه غير تِلْكَ.
[مجج] نه: فيه: أخذ حسوة من ماء "فمجها" في بئر ففاضت بالماء، أي صبها، ومج لعابه- إذا قذفه، وقيل: لا يكون مجا حتى تباعد. ومنه ح عمر للصائم: "لا يمجه" ولكن يشربه فإن أوله خيره، أي لا يلقى المضمضة من فيه عند الإفطار فيذهب خلوفه. وح محمود: عقلت منه "مجة". ك: أي عرفت أو حفظت مجة، وكان للتبريك، أو للملاعبة استئلافًا لأبويه وغكرامًا للربيع، فزعم محمود أي أخبر. ن: وفيه: ملاطفة الصبيان. نه: وفيه: كان يأكل القثاء "بالمجاج"، أي بالعسل لأن النحل تمجه. ومنه ح: إنه رأى في الكعبة صورة إبراهيم فقال: مروا "المجاج يمجمجون" عليه، هو جمع ماج وهو الرجل الهرم الذي يمج ريقه ولا يستطيع حبسه، والمجمجة: تغيير الكتاب وإفساده عما كتب، ومجمج في خبره- إذا لم يشف، ومجمج بي: ردني من حال إلى حال، وفي بعضها: مروا المجاج- بفتح ميم، أي مروا الكاتب يسوده، سمي به لأن قلمه يمج المداد. وفيه: الأذن "مجاجة" وللنفس حمضة، أي لا تعي كل ما تسمع وللنفس شهوة في استماع العلم. وفيه: لا تبع العنب حتى يظهر "مججه"، أي بلوغــه، مجج العنب يمجج- إذا طاب وصار حلوًا. ومنه ح: لا يصلح السلف في العنب ونحوه حتى "يمجج". وح الدجال: يعقل الكرم ثم يكحب ثم "يمجج".
مجج
مجَّ مَجَجْتُ، يمُجّ، امْجُحْ/ مُجَّ، مَجًّا، فهو ماجّ، والمفعول مَمْجوج
• مجَّ الشّرابَ ونحوَه من فمه: لفَظه، رمى به وألقى "مجَّ العصيرَ لحموضته- مجّتِ النّحلةُ العسَلَ: رمَتْ به" ° كلامٌ تمجُّه الأسماعُ: تستكرهه وترفضه، تأباه- كلامٌ ممجوج: مستقبحٌ مستهجن- مجَّتِ الشّمسُ ريقَها: نشرت نورَها. 

مُجاج [مفرد]: بصاق، ما يَمُجّه الشَّخصُ من فمه.
• المُجاج من كلّ شيء: ما يلفظه كلّ بحسب طبيعته "مُجاج العنب: ما سال من عصيره, خمره- مُجاج النّحل: العسَل- مُجاج المُزْن: المطر- مُجاج الفَمِ: الرِّيق". 

مُجاجة [مفرد]:
1 - ما يلقيه الرجلُ من فمِه.
2 - ريق. 

مَجّ [مفرد]: مصدر مجَّ. 
(مجج) - في الحديث: "أنّه رأَى في الكَعْبَة صُورَةَ إبراهِيمَ عليه السَّلاَم، فقَالَ: مُرُوا المُجَّاجَ يُمَجْمِجُونَ علَيه"
المجَّاجُ: جَمْعُ مَاجٍّ، وهو الرَّجُلُ الهَرِم الذي يَمُجّ رِيقَه، لَا يَسْتطيع حَبْسَهُ من الكِبَر.
والمجَمَجَةُ: تَغيِيرُ الكِتَابِ وإفْسَادُه عَمَّا كُتِب.
يُقال: مَجْمَجَ في خَبَرِه: لم يَشْفِ. ومَجمَجَ بِى: رَدَّني مِن حَالٍ إلى حَالٍ.
وفي بَعضِ الكُتُب: "مُرُوا المَجَّاجَ فَيُمَجْمِجُ عليه"
بفَتح المِيمِ
: أي مُرُوا الكاتِبَ يُسَوِّدُه؛ وإنّما سُمِّى الكاتِبُ به؛ لأنّ قَلمَه يَمُجُّ المِدَادَ.
ومُجَاج كُلِّ شىَءٍ: لُعَابُه. وَلذلك سُمِّىَ العَسَلُ مُجَاجًا؛ لأنّه لُعَابُ النَّحل، والمِدادُ: مُجَاج القَلَم.
- في حديث الدجَّال : "ثم يُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم يُكَحِّبُ ثم يُمَجِّجُ" الحِصْرمُ: أوّل ما يَخُرج عُقَّيْلى ثم يَصير كَحبًا إذاَ كَبُر حبُّه. وقيل: كَحَّبَ: أَخرجَ العَناقِيدَ، ثم يُمَجِّجُ؛ وهو الاستِرخاء بالنُّضْج إذَا طاب، وصار حلوًا له مُجاجَة كَمُجَاجة العَسَلِ.
(م ج ج) و (م ج م ج)

مَجَّ الشَّيْء من فِيهِ يَمُجّه مَجّا، ومَجّ بِهِ: رَمَاه، قَالَ ربيعَة بن الجحدر الْهُذلِيّ: وطعنةٍ خَلْسٍ قد طعنتَ مُرِشَّة ... يمجّ بهَا عِرْق من الْجوف قالسُ

أَرَادَ: يمج بدمها، وَخص بَعضهم بِهِ المَاء، قَالَ الشَّاعِر:

وَيَدْعُو بَبْرد المَاء وهْو بلاؤه ... وإمَّا سَقَوه الماءَ مَجّ وغرغرا

هَذَا يصف رجلا بِهِ الكَلَب، والكَلِب إِذا نظر إِلَى المَاء تخيل لَهُ فِيهِ مَا يكرههُ فَلم يشربه.

وَمَا بَقِي فِي الْإِنَاء إلاَّ مجَّة: أَي قدر مَا يُمجّ.

والمُجَاج: مَا مَجَّه من فِيهِ.

ومُجَاج الْجَرَاد: لعابه.

ومُجَاج النَّحل: عسلها.

وَقد مجَّته تَمُجّه، قَالَ:

وَلَا مَا تمجّ النَّحْل من متمنّع ... فقد ذقتُه مُسْتطرَفا وَصفا ليا

ومُجَاج المُزْن: مطره.

والماجّ من النَّاس وَالْإِبِل: الَّذِي لَا يَسْتَطِيع أَن يمسك رِيقه من الْكبر.

والماجّ: الأحمق.

وَقيل: هُوَ الأحمق مَعَ هرم.

وَجمع الماجّ من الْإِبِل: مَجَجة.

وَجمع الماجّ من النَّاس: ماجّون، كِلَاهُمَا عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَالْأُنْثَى مِنْهُمَا بِالْهَاءِ.

والمَجَج: استرخاء الشدقين، نَحْو مَا يعرض للشَّيْخ إِذا هرم.

والمَجّ، والمُجَاج: حب كالعدس إِلَّا انه اشد استدارة مِنْهُ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المَجَّة: حمضة تشبه الطحماء غير أَنَّهَا الطف وأصغر.

والمُجّ: سيف من سيوف الْعَرَب، ذكره ابْن الْكَلْبِيّ.

والمُجّ: فرخ الْحمام كالبج. قَالَ ابْن دُرَيْد: زَعَمُوا ذَلِك، وَلَا اعرف مَا صِحَّتهَا. وأمَجَّ الْفرس: جرى جَريا شَدِيدا، قَالَ:

كَأَنَّمَا يَسْتَضرِمان العَرْفَجا

فَوق الجَلاَذيّ إِذا مَا أمْجَجا

أَرَادَ: أمجَ فأظهر التَّضْعِيف للضَّرُورَة. وَقيل: هُوَ إِذا بَدَأَ يعدو قبل أَن يضطرم جريه.

وأَمَجّ إِلَى بلد كَذَا: انْطلق.

ومَجْمَج الْكتاب: خلَّطه وأفسده.

وَلحم مُمَجمجّ: كثير.

وكَفَل مُتَمَجْمِج: رَجْراج.

وَرجل مَجْاج، كبجباج: كثير اللَّحْم غليظه.

انْتهى الثنائي الصَّحِيح

مجج: مَجَّ الشرابَ والشيءَ مِن فيه يَمُجُّه مَجّاً ومَجَّ به: رَماه؛

قال رَبيعةُ بن الجَحْدَرِ الهُذَليّ:

وطَعْنةِ خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّةٍ

يَمُجُّ بها عِرْقٌ، من الجَوْفِ، قالِسُ

أَراد يَمُجُّ بدَمِها؛ وخصَّ بعضهم به الماءَ؛ قال الشاعر:

ويَدْعُو بِبَرْدِ الماءِ، وهو بَلاؤُه،

وإِنْ ما سَقَوْه الماءَ، مَجَّ وغَرْغَرا

هذا يصف رجلاً به الكَلَبُ، والكَلِبُ إِذا نظر إِلى الماء تَخَيَّل له

فيه ما يَكْرَهُه فلم يشربه. ومَجَّ بريقه يَمُجُّه إِذا لفَظَه.

وانْمَجَّتْ نقطة من القلم: تَرَشَّشَتْ.

وشيخ ماجٌّ: يَمُجُّ رِيقَه ولا يستطيعُ حَبْسَه من كُثْره.

وما بقي في الإِناء إِلاَّ مَجَّةٌ أَي قَدْرُ ما يُمَجُّ. والمُجاجُ:

ما مَجَّه من فيه.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَخذ من الدَّلْوِ حُسْوةَ

ماء، فمجَّها في بئر ففاضَت بالماء الرَّواءِ. شمر: مَجَّ الماءَ من

الفمِ صَبَّه من فمه قريباً أَو بعيداً، وقد مَجَّه؛ وكذلك إِذا مَجَّ

لُعابَه، وقيل: لا يكون مَجّاً حتى يُباعِدَ به. وفي حديث عمر، رضي الله عنه،

قال في المَضْمضةِ للصائم: لا يَمُجُّه ولكن يشرَبُه، فإِنَّ أَوَّلَه

خَيْرُه؛ أَراد المَضْمَضة عند الإِفطار أَي لا يُلقيه من فيه فيذهب

خُلُوفُه، ومنه حديث أَنس: فمَجَّه في فيه؛ وفي حديث محمود بن الربيع: عَقَلْتُ

من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مَجَّةً مَجَّها في بئر لنا. والأَرضُ

إِذا كانت رَيَّا من الندى، فهي تمجُّ الماء مَجّاً.

وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: الأذُنُ مَجَّاجةٌ وللنَّفْسِ حَمْضَةٌ؛

معناه أَن للنفس شَهْوَةً في استماعِ العلم والأُذنُ لا تَعِي ما

تَسْمَعُ، ولكنها تلقيه نسياناً، كما يُمَجُّ الشيءُ من الفم. والمُجاجةُ: الريق

الذي تمجه من فيك. ومُجاجةُ الشيءِ: عُصارَتُه. ومُجاجُ الجَرادِ:

لُعابُه. ومُجاجُ فمِ الجارية: رِيقُها. ومُجاجُ العنب: ما سالَ من عصيره.

ويقال لما سالَ من أَفواهِ الدَّبَى: مُجاجٌ؛ قال الشاعر:

وماء قَديم عَهْدُه، وكأَنَّه

مُجاجُ الدَّبَى، لاقَتْ بهاجِرةٍ دَبَى

(* قوله «وماء قديم إلخ» كذا بالأصل مضبوطاً. وقوله: «وفي رواية إلخ»

كذا فيه أَيضاً.)

وفي رواية: لاقت به جِرة دَبَى. ومُجاجُ النحلِ: عَسَلُها، وقد مَجَّتْه

تَمُجُّه؛ قال:

ولا ما تَمُجُّ النَّحْلُ من مُتَمَنِّعٍ،

فقد ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً وصَفا لِيا

وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يأْكُلُ القِثَّاءَ

بالمُجاجِ أَي بالعَسَلِ، لأَن النحل تمُجُّه. الرياشي: المَجاجُ

العُرْجُونُ؛ وأَنشد:

بِقابِلٍ لَفَّتْ على المَجاجِ

قال: القابِلُ الفَسِيلُ؛ قال: هكذا قُرئَتْ، بفتح الميم، قال: ولا

أَدري أَهو صحيح أَم لا؟ ويقال للمطر: مُجاجُ المُزْنِ، وللعَسلِ: مُجاجُ

النَّحْلِ، ابن سيده: ومُجاجُ المُزْنِ مَطَرُه.

والماجُّ من الناسِ والإِبل: الذي لا يستطيعُ أَن يُمْسِكَ رِيقَه من

الكِبَر. والماجُّ: الأَحمقُ الذي يَسيلُ لُعابُه؛ يقال: أَحمق ماجٌّ للذي

يسيل لعابه؛ وقيل: هو الأَحمق مع هَرَمٍ، وجمع الماجِّ من الإِبلِ

مَجَجةٌ، وجمع الماجِّ من الناس ماجُّونَ، كلاهما عن ابن الأَعرابي، والأُنثى

منهما بالهاء. والماجُّ: البعير الذي قد أَسَنَّ وسالَ لُعابه. والماجُّ:

الناقة التي تَكْبَرُ حتى تَمُجَّ الماءَ من حَلْقِها.

أَبو عمرو: المَجَجُ بُلوغُ العِنَبِ. وفي الحديث: لا تَبِعِ العِنَبَ

حتى يَظْهَرَ مَجَجُه أَي بُلوغُــه. مَجَّجَ العِنَبُ يُمَجِّجُ

(* قوله

«مجج العنب يمجج» هذا الضبط وجد بنسخة من النهاية يظن بها الصحة، ومقتضى

ضبط القاموس المجج، بفتحتين، أن يكون فعله من باب تعب. قوله «والمجاج حب»

ضبط في الأصل مجاج، بضم الميم.) إِذا طابَ وصار حُلْواً. وفي حديث

الخُدْرِيِّ: لا يَصْلُحُ السلَفُ في العنب والزيتون وأَشباهِ ذلك حتى

يُمَجِّجَ؛ ومنه حديث الدَّجال: يُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم يُكَحِّبُ ثم يُمَجِّجُ.

والمَجَجُ: اسْترخاءُ الشِّدْقينِ نحو ما يَعْرضُ للشيخ إِذا هَرِمَ. وفي

الحديث: أَنه رأَى في الكعبةِ صورةَ إِبراهيم، فقال: مُروا المُجَّاجَ

يُمَجْمِجُون عليه؛ المُجّاجُ جمع ماجٍّ، وهو الرجلُ الهَرِمُ الذي يَمُجُّ

رِيقَه ولا يستطيع حَبْسَه.

والمَجْمَجَةُ: تَغْييرُ الكِتابِ وإِفْسادُه عما كُتِبَ. وفي بعض

الكتب: مروا المَجّاجَ، بفتح الميم، أَي مُروا الكاتب يُسَوِّدُه، سمِّي به

لأَنَّ قلمه يَمُجُّ المِدادَ. والمَجُّ والمُجاجُ: حَبٌّ كالعَدَسِ إِلا

أَنه أَشدّ استدارةً منه. قال الأَزهري: هذه الحبة التي يقال لها الماشُ،

والعرب تسميه الخُلَّر والزِّنَّ. أَبو حنيفة: المَجَّةُ حَمْضَةٌ

تُشْبِهُ الطَّحْماءَ غير أَنها أَلطف وأَصغر. والمُجُّ: سيف من سُيوفِ العرب،

ذكره ابن الكلبي. والمُجُّ: فَرْخُ الحَمامِ كالبُجِّ؛ قال ابن دريد:

زعموا ذلك ولا أَعرف صحته.

وأَمَجَّ الفَرَسُ: جَرى جَرْياً شديداً؛ قال:

كأَنَّما يَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجا،

فَوْقَ الجُلاذِيِّ إِذا ما أَمْجَجا

أَراد: أَمَجَّ، فأَظهر التضعيف للضرورة. الأَصمعي: إِذا بَدأَ الفَرَسُ

يَعدو قبل أَن يَضْطَرِمَ جَرْيُه، قيل: أَمَجَّ إِمْجاجاً.

ابن الأَعرابي: المُجُجُ السُّكارى، والمُجُجُ: النَّحْل. وأَمَجَّ

الرجلُ إِذا ذهبَ في البِلادِ. وأَمَجَّ إِلى بلدِ كذا: انْطَلَقَ. ومَجْمَجَ

الكِتابَ: خَلَّطَه وأَفسَدَه.

الليث: المَجْمَجَةُ تَخْليطُ الكِتابِ وإِفْسادُه بالقلم. ومَجْمَجْتُ

الكِتابَ إِذا ثَبَّجْتَه ولم تُبَيِّنِ الحروفَ. ومَجْمَجَ الرجلُ في

خَبرِه: لم يبينه.

ولَحْمٌ مُمَجْمَجٌ: كثير. وكَفَلٌ مُتَمَجْمِجٌ: رَجْراجٌ

(* قوله

«وكفل متمجمع: رجراج إلخ» كذا بالأصل. وعبارة القاموس: وكفل ممجمج كمسلسل

مرتج وقد تمجمج.) إِذا كان يَرْتَجُّ من النَّعْمةِ؛ وأَنشد:

وكَفَلٍ رَيَّانَ قد تَمَجْمَجا

ويقال للرجل إِذا كان مُسْتَرْخِياً رَهِلاً: مَجْماجٌ؛ قال أَبو

وجْزَةَ:

طالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولاً غَيرَ مَجْماجِ

ورجلٌ مَجْماجٌ كَبَجْباجٍ: كثيرُ اللحم غليظه. وقال شجاع السُّلَمِيُّ:

مَجْمَجَ بي وبَجْبَجَ إِذا ذهَبَ بك في الكلام مَذهَباً على غير

الاستِقامة وردّكَ من حال إِلى حال. ابن الأَعرابي: مَجَّ وبَجَّ، بمعنى

واحد.

مجج
: ( {مَجَّ) الرَّجُلُ (الشَّرابَ) والشيءَ (مِن فِيهِ) } يَمُجُّه {مَجًّا، بضمّ الْعين فِي الْمُضَارع كَمَا اقتضتْه قَاعِدَته، وَنقل شيخُنا عَن شرْح الشِّهاب على الشِّفاءِ: أَن بعضَهم جَوَّزَ فِيهِ الفَتحَ، قَالَ: قلْت وَهُوَ غيرُ مَعْرُوف، فإِن كَانَ مَعَ كسرِ الْمَاضِي سَهُلَ، وإِلاَّ فَهُوَ مَردودٌ دِرايةً وَرِوَايَة.
} ومَجَّ بِهِ: (رَمَاه) ، قَالَ رَبيعةُ بن الجَحْدَر الهُذَليّ:
وطَعْنةِ خَلْسٍ قد طَعَنْتُ مُرِشَّةٍ
{يَمُجُّ بهَا عِرْقٌ مِن الجَوْفِ قالِسُ
أَراد: يَمُجُّ بدَمِها. قلتُ: هاكذا قرأْتُ فِي شِعرِه فِي مَرْثِيَةِ أُثَيْلَةَ بنِ المُتنخِّل.
وَفِي (اللِّسَان) : وخَصّ بعضُهم بِهِ الماءَ. قَالَ الشَّاعِر:
ويَدعُو ببَرْدِ الماءِ وَهُوَ بَلاؤُه
وإِنْ مَا سَقَوْه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرَا
هاذا يَصِف رجُلاً بِهِ الكَلَبُ. والكَلِبُ إِذا نَظَر إِلى الماءِ تَخيَّلَ لَهُ فِيهِ مَا يَكرَهه فَلم يَشْرَبْه.
ومَجَّ بريقِه يَمُجُّه: إِذا لَفَظَه.
وَقَالَ شَيخنَا حقيقةُ} المَجِّ هُوَ طَرْحُ المائعِ من الفَمِ. فإِذا لم يكن مَا فِي الفَمِ مَائِعا قيل: لَفَظَ. وَكَثِيرًا مَا يَقعُ فِي عِبارات المصنِّفين والأُدباءِ: هَذَا كَلامٌ! تَمُجُّه الأَسماعُ. فَقَالُوا: هُوَ من قبيل الِاسْتِعَارَة، فإِنه تَشبيهُ اللّفظِ بالماءِ لرِقّته، والأُذنِ بالفَمِ، لأَنّ كُلاًّ مِنْهُمَا حاسَّةٌ، وَالْمعْنَى: تَتْرُكُه. وجَوّزوا فِي الِاسْتِعَارَة أَنّها تَبَعيّة أَو مَكْنِيّة أَو تَخْييليّة ... وَقَالَ جمَاعَة: يُستعمل {المَجّ بِمَعْنى الإِلقاءِ فِي جَمِيع المُدْرَكاتِ مَجازاً مُرْسلاً. وَمِنْه حَدِيث: (وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَ هاذه الآيةَ} فمَجَّ بهَا) ، أَي لم يَتَفكَّر فِيهَا، كَمَا نَقله البَيْضاوِيّ والزَّمخشريّ، وعَدَّوْه بالباءِ لما فِيهِ من معنى الرَّمْىِ. انْتهى.
( {وانْمَجَّت نُقْطَةٌ من لقَلَم: تَرَشَّشَتْ) .
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَخذَ من الدَّلْوِ حُسْوةَ ماءٍ،} فمَجَّها فِي بِئْرٍ ففاضَت بالماءِ الرَّوَاءِ) . وَقَالَ شَمِرٌ: مَجّ الماءَ من الفَمِ: صَبَّه من فَمِه قَريباً أَو بَعيدا، وَقد مَجَّه. وكذالك إِذا مَجَّ لُعابَه. وَقيل: لَا يكون {مَجًّا حَتَّى يُباعِدَ بِه. وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قَالَ فِي المَضْمَضةِ للصَّائمِ: (لَا} يَمُجُّه ولاكنْ يَشْرَبُه (فإِنْ أَوَّلَه خَيْرُه)) أَراد المَضمضةَ عِند الإِفطارِ، أَي لَا يُلْقِيه مِن فِيه فيَذْهب خُلُوفُه. وَمِنْه حَدِيث أَنَسٍ: ( {فمَجَّه (فِي) فِيهِ) . وَفِي حَدِيث محمودِ بنِ الرَّبيع: (عَقَلْتُ مِن رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} مَجَّةً {مَجَّها فِي بِئْرٍ لنا) . وَفِي حديثِ الحَسنِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: (الأُذُن} مَجّاجَةٌ ولِلنَّفْس حَمْضةٌ) مَعْنَاهُ أَنّ للنَّفْسِ شَهْوةً فِي استماعِ العِلْمِ، والأُذُنُ لَا تَعِي مَا تَسْمَعُ ولاكنها تُلْقِيه نِسْياناً كَمَا {يُمَجّ الشَّيْءُ من الفَمِ.
(} والمَاجُّ: مَنْ يَسِيلُ لُعَابُه كِبَراً وهَرَماً) ، كعَطْفِ التّفسير لما قَبْلَه. قَالَ شَيخنَا وَلَو حذفَ كِبَراً لأَصابَ المَحَزّ،
وَفِي (الصّحاح) : وشَيْخٌ {مَاجٌّ:} يَمُجّ رِيقَه وَلَا يَستطيع حَبْسَه من كِبَرِه.
(و) {المَاجُّ: (النّاقةُ الكَبيرةُ) الّتي من كِبَرِها} تَمُجّ المَاءَ من حَلْقِها. وَقَالَ ابْن سَيّده:! والمَاجُّ من النَّاسِ والإِبلِ: الّذي لَا يَستطيع أَن يُمسِكَ رِيقَه من الكِبَر. والمَاجُّ: الأَحمقُ الّدي يَسيلُ لُعابه. قلتُ: وَهَذَا مَجازٌ. يُقَال أَحمَقُ مَاجٌّ. وَقيل: هُوَ الأَحمَقُ مَعَ الهَرَمِ.
وجمعُ الماجِّ من الإِبل {مَجَجَةٌ. وجَمْعٌ الماجّ من النّاس} مَاجُّونَ؛ كِلاهما عَن ابْن الأَعرابيّ. والأُنثى مِنْهُمَا بالهاءِ.
والمَاجُّ: البَعيرُ الّذي قد أَسَنَّ وسالَ لُعابُه.
قُلْت: وجمعُ الماجِّ من النّاس أَيضاً المُجّاجُ: بالضّمّ والتّشديد، لما فِي الحَدِيث: (أَنّه رَأَى فِي الكَعبةِ صُورَةَ إِبراهيمَ فَقَالَ: مُرُوا المُجَّاجَ {يُمَجْمِجون عَلَيْهِ) : وَهُوَ جَمْعُ} مَاجَ، وَهُوَ الرَّجُلِ الهَرِم الّذي يَمُجّ رِيقَه وَلَا يَستطيع حَبْسَه.
(و) {المُجَاجُ (كغُرَابٍ: الرِّيقُ تَرْمِيه مِن فِيكَ. و) } المُجَاجَةُ: الرِّيقَةُ. فِي الحَدِيث: (أَنّ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان يأْكُلُ القِثّاءَ {بالمُجَاجِ:) وَهُوَ (العَسَلُ) ، لأَنّ النَّحْلَ تَمْجّه، وحَمَلَه كثيرونَ على أَنه مَجاز. (وَقد يُقال لَهُ) لأَجلِ ذالك: (} مُجَاجُ النَّحْلِ) وَقد {مَجَّتْهُ} تَمُجُّه. قَالَ:
وَلَا مَا {تَمُجّ النَّحْلُ مِن مُتَمنِّعٍ
فقَدْ ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً وصَفَا لِيَا
وَيُقَال لَهُ أَيضاً: مُجَاجُ الدَّبَى. قَالَ الشّاعر:
وماءٌ قَدِيمٌ عَهْدُه وكأَنّه
مُجَاجُ الدَّبَى لاَقَتْ بِهاجِرَةٍ دَبَى
(و) من المَجاز: (مَزَجَ الشَّرابَ} بمُجَاجِ المُزْنِ) . مُجَاجُ المُزْنِ: المَطَرُ.
(و) عَن ابْن سَيّده: (خَبَزَ! مُجَاجاً) هاكذا بالضّمّ: (أَي خَبَزَ الذُّرَةَ) ، عَن الخَطّابيّ، وَقد وُجِدَ ذالك فِي بعض نُسَخ المَتْن.
(و) المَجَاجُ (بِالْفَتْح: العُرْجُونُ) ، قَالَه الرِّياشيّ، وأَنشد:
نَقائِلٌ لُفَّتْ على المَجَاجِ
قَالَ: النَّقائلُ: الفَسِيل. قَالَ: هاكذا قَرأْتُ بِفَتْح الْمِيم. قَالَ: وَلَا أَدري أَهو صحيحٌ أَم لَا. ( {ومَجْمَجَ) الرَّجلُ (فِي خَبَرِه) : إِذا (لمْ يُبَيِّنْه) . وَفِي (الأَساس) : لم يَشْفِ.
(و) } مَجْمَجَ (الكِتابَ: ثَبَّجَه ولمْ يُبيِّنْ حُروفَه) . وَفِي (الأَساس) : ومَجمَج خَطَّه: خَلّطَه. وخَطٌّ {مُمجْمَجٌ: لم تَتبيَّنْ حُروفُه. وَمَا يُحْسِن إِلاّ المَجْمَجةَ.
وَفِي (اللِّسَان) :} ومَجْمَج الكِتَابَ: خَلَّطَه وأَفْسَدَه بالقَلم؛ قَالَه اللَّيْث.
(و) عَن شُجاعٍ السُّلَميّ: مَجْمَجَ (بفُلانٍ) وبَجْبَجَ، إِذَا (ذَهَبَ فِي الكَلام مَعه) ، وَفِي بعض الإِمهات: بِهِ، (مَذْهَباً غير مُستقيمٍ فَرَدَّه) وَفِي بعض الأُمهات: ورَدّه (من حالٍ إِلى حالٍ) . وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: مَجَّ وبَجَّ بِمَعْنى وَاحِد.
( {وأَمَجَّ الفَرسُ) : جَرَى جَرْياً شَديداً. قَالَ:
كأَنّما يَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجَا
فَوْقَ الجَلاذِيِّ إِذَا مَا} أَمْجَجَا
أَراد: أَمَجَّ، فأَظهر التَضعيفَ للضّرورة. وَعَن الأْصمعيّ، إِذا (بَدأَ) الفَرسُ (بالجَرْيِ قَبْلَ أَن يَضْطرِمَ) جَرْيُه قيل: {أَمَجَّ} إِمْجاجاً.
(و) يُقَال: أَمجَّ (زَيْدٌ) ، إِذا (ذَهَبَ فِي البِلاد) . {وأَمَجَّ إِلى بَلدِ كَذَا: انْطلقَ.
(و) من المَجاز: أَمجَّ (العُودُ) ، إِذا (جَرَى فِيهَا الماءُ) .
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (} المُجُجُ، بضمّتين: السُّكَارَى، و) المُجُجُ أَيضاً: (النَّحْلُ) .
(و) المَجَجُ، (بِفتْحَتَيْنِ) وكذالك المَجُّ: (اسْتِرْخاءُ الشِّدْقَيْنِ) نَحْوَ مَا يَعْرِضُ للشّيخ إِذا هَرِمَ.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: المَجَجُ: (إِدْرَاكُ العِنَبِ ونُضْجُه) . وَفِي الحَدِيث: (لَا تَبع العِنَبَ حَتَّى يَظْهَر {مَجَجُه) : أَي بُلوغُــه.
} مَجَّجَ العِنبُ! يُمَجِّج إِذا طابَ وَصَارَ حُلْواً. وَفِي حَدِيث الخُدْرِيّ: (لَا يَصْلُح السَّلَفُ فِي العِنب والزَّيتون (وأَشباه ذَلِك) حَتَّى {يُمَجِّجَ) .
(} والمَجْمَاجُ) : الرَّهِلُ (المُسْترخِي) . ورَجلٌ {مَجْماجٌ، كبَجْباجٍ: كثيرُ. اللَّحمِ. غَليظُه.
(وكَفَلٌ} مُمَجْمَجٌ، كمُسَلْسل) : أَي: (مُرْتَجٌّ) من النَّعْمَةِ، (وَقد {تَمَجْمَجَ) . وأَنشد:
وكَفَلٍ رَيّانَ قد} تَمَجْمَجاً
وكَذا لَحْمٌ {مُمَجْمَجٌ: إِذا كَانَ مكتنِزاً.
(ومَجَّجَ} تَمْجيجاً: إِذا أَرادَك) وَفِي بعضِ النُّسخ: إِذا أَراده (بالعَيْب) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَلم أَدرِ مَا مَعْنَاهُ. وَقد تَصفَّحت غالبَ أُمَّهاتِ اللُّغة وراجعتْتُ فِي مَظانِّها فَلم أَجِدْ لهاذه العِبارةِ نَاقِلا وَلَا شَاهدا، فليُنْظَر.
(والمَجُّ) والمُجَاجُ (حَبٌّ) كالعَدَس إِلاّ أَنّه أَشدُّ استدارةً مِنْهُ. قَالَ الأَزهريّ: هاذه الحَبَّة الَّتِي يُقَال لَهَا (المَاشُ) ، والعربُ تُسَمّيه الخُلَّرَ (والزِّنَّ) وصَرَّحَ الجوهريّ بتعريبه، وخالَفه الجَوالِيقيّ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: {المَجَّةُ: حَمْضَةٌ تُشبِهُ الطَّحْماءَ غيرَ أَنّها أَلطفُ وأَصغرُ.
(و) المُجُّ (بالضَّمّ: نقط العسلِ على الحِجارة) .
(وآجُوجُ ويَمْجُوجُ: لُغتانِ فِي يأْجوجَ ومأْجوجَ) ، وَقد تقدّم ذِكرُهما مُستطرَداً فِي أَوّل الْكتاب، فراجِعْه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} مُجَاجَةَ الشَّيْءِ: عُصارَتُه؛ كَذَا فِي (الصّحاح) . {ومُجَاجُ الجَرادِ: لُعَابُه. ومُجَاجُ فَمِ الجارِيةِ: رِيقُها. ومُجَاجُ العِنَبِ: مَا سالَ من عَصيرِه؛ وَهُوَ مَجاز.
} والمَجّاجُ: الْكَاتِب، سُمِّيَ بِهِ لأَنّ قلَمه! يَمُجّ المِدَادَ، وَهُوَ مَجاز. والمُجُّ: سَيْفٌ من سُيوف العَرب؛ ذكرَه ابْن الكَلْبيّ. والمُصنّف ذَكَره فِي حَرْفِ الباءِ. فَقَالَ: (البُجُّ سيفُ ابنِ جَنَاب) ، والصّواب بِالْمِيم. والمُجّ: فَرْخُ الحَمامِ، كالبُجِّ. قَالَ ابنُ دُرَيْد: زَعَمُوا ذالك وَلَا أَعرف صِحَّته.
وَمن المَجاز: قَوْلٌ مَمْجوجٌ. وكَلامٌ تَمُجّه الأَسماعُ. {ومَجّتِ الشَّمسُ رِيقَتها. والنَّباتُ يَمُجُّ النَّدَى؛ كَذَا فِي (الأَساس) . وَفِي (اللّسان) : والأَرضُ إِذا كَانَت رَيَّا من النَّدَى فَهِيَ} تَمُجُّ الماءَ {مَجًّا.
واستدرك شَيخنَا:} مَجَاج، ككِتاب وسَحابٍ: اسْم مَوضِع بَين مكّةَ وَالْمَدينَة؛ قَالَه السُّهَيليّ فِي الرَّوض. قلت. والصّواب أَنه محاج، بالحاءِ، كَمَا سيأْتي فِي الَّتِي تَلِيهَا.
[مجج] مَجَّ الرجل الشرابَ من فِيه، إذا رمى به. وانْمَجَّتْ نُقْطَةٌ من القَلَم: ترشَّشَتْ. وشيخٌ ماجٌّ: يَمُجُّ ريقَه ولا يستطيع حَبْسَه من كِبَره. يقال أحمقٌ ماجٌّ، للذي يسيل لُعابُه. والماجٌّ: الناقة التي تَكْبَرُ حتَّى تَمُجَّ الماء من حَلْقِها. والمُجاجَةُ والمُجاجُ: الريقُ الذي تَمُجٌّهُ من فِيك. يقال: المَطَرُ مُجاجُ المُزْنِ، والعَسَلُ مجاج النحل. ومجاجة الشئ أيضا: عصارته. ومجمجت الكتاب، إذا ثبجته ولم تُبيِّن الحروف. ومَجْمَجَ الرجلُ في خَبَره، إذا لم يُبَيِّنه. وأمج الفرس، إذا بدأ بالجري قبل أن يضطرم. وأمَجَّ الرجل، إذا ذهب في البلاد. والمَجٌّ بالفتح: حَبٌّ كالعَدَس، معرب وهو بالفارسية ماش.

الْفَيْء

(الْفَيْء) الظل بعد الزَّوَال ينبسط شرقا وَالْخَرَاج وَالْغنيمَة تنَال بِلَا قتال (ج) أفياء وفيوء
الْفَيْء: الرُّجُوع من فَاء يفِيء إِذا رَجَعَ. والفيء فِي بَاب الْإِيلَاء الوطي إِذا قدر عَلَيْهِ وَإِلَّا أَن يَقُول فئت إِلَيْهَا. وَأَيْضًا الْفَيْء الْغَنِيمَة. وَإِنَّمَا سمي الظل الَّذِي من الزَّوَال إِلَى الْغُرُوب فَيْئا لرجوعه من جَانب إِلَى جَانب وَغلب اسْتِعْمَال الظل فِيمَا هُوَ من طُلُوع الشَّمْس إِلَى الزَّوَال. وَحكى أَبُو عُبَيْدَة عَن رؤبة كل مَا كَانَ عَلَيْهِ الشَّمْس فَزَالَتْ فَهُوَ فَيْء. وَمَا لم تكن عَلَيْهِ الشَّمْس فَهُوَ ظلّ. وَفِي شرح مُخْتَصر الْوِقَايَة لأبي المكارم رَحمَه الله فَيْء الزَّوَال هُوَ الظل الْحَاصِل للأشياء عِنْد اسْتِوَاء الشَّمْس إِلَى خطّ نصف النَّهَار وَهُوَ يخْتَلف طولا وقصرا باخْتلَاف الْأَمَاكِن والأزمان. وَغَايَة طوله عِنْد تحول الشَّمْس إِلَى الجدي وقصره عِنْد التَّحَوُّل إِلَى السرطان.
وَالتَّفْصِيل فِي هَذَا الْمقَام أَن فَيْء كل شَيْء عِنْد التَّحَوُّل إِلَى السرطان سَبْعَة فَإِن كَانَ الْفَيْء قدما عِنْده تتزايد فِي كل سَبْعَة عشرَة يَوْمًا نصف قدم إِلَى أَن يمْضِي أحد وَخَمْسُونَ يَوْمًا - ثمَّ فِي كل تِسْعَة نصفه إِلَى أَن يمْضِي سَبْعَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا - ثمَّ فِي كل سَبْعَة نصفه إِلَى أَن يمْضِي مائَة وَخَمْسَة أَيَّام. وَبعد هَذِه الْأَيَّام يكون التَّحَوُّل إِلَى الجدي وَصَارَ الْفَيْء حِينَئِذٍ أحد عشر قدما وَنصفه ثمَّ ينقص نصف قدم على عكس التَّرْتِيب الْمَذْكُور إِلَى أَن يؤول إِلَى قدم وَاحِد بعد مُضِيّ تِلْكَ الْمدَّة.
وَهَذَا الْكَلَام على اعْتِبَار الظَّن والتقريب. وَتَحْقِيق ذَلِك مفوض إِلَى دقائق علم النُّجُوم انْتهى. وَفِيه أَيْضا وَوقت الظّهْر من وَقت الزَّوَال إِلَى وَقت بُلُوغ ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ سوى فَيْء الزَّوَال إِن كَانَ لَهُ فَيْء فِي وقته وَإِن لم يكن لَهُ فَيْء فِيهِ كَمَا فِي الْحَرَمَيْنِ فِي أطول الْأَيَّام فالتقدير بــبلوغ ظله مثلَيْهِ انْتهى.
وَاعْلَم أَنه إِذا بلغ ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ سوى فَيْء الزَّوَال يخرج وَقت الظّهْر وَيدخل وَقت الْعَصْر فِي ظَاهر الرِّوَايَة عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى. وَعنهُ فِي رِوَايَة أَنه إِذا صَار الظل مثله سوى الْفَيْء يخرج الظّهْر وَيدخل الْعَصْر وَهُوَ قَوْلهمَا وَقَول الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَعِنْدَهُمَا أَيْضا بِرِوَايَة الْحسن وَأسد بن عَمْرو أَنه إِذا صَار مثله سواهُ خرج وَقت الظّهْر وَلم يدْخل وَقت الْعَصْر مَا لم يصر مثلَيْهِ فَكَانَ بَينهمَا وَقت مهمل وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه النَّاس بَين الصَّلَاتَيْنِ. وفيء الزَّوَال عبارَة عَن ظلّ كل شَيْء يكون وَقت زَوَال الشَّمْس من كبد السَّمَاء. ولمعرفته طرق شَتَّى مِنْهَا الدائرة الْهِنْدِيَّة كَمَا فِي شرح الْوِقَايَة وأيسر الطّرق أَن يغرز خَشَبَة فِي كل مَكَان مستو غَايَة الاسْتوَاء فلهَا ظلّ قطعا فَمَا دَامَ الظل ينقص فَهُوَ قبل الزَّوَال. وَإِذا أَخذ فِي التزايد فَهُوَ بعد الزَّوَال وَإِذا لم يزدْ وَلم ينقص فَهُوَ وَقت الزَّوَال. والظل الْحَاصِل حِينَئِذٍ هُوَ الْفَيْء والظل الْأَصْلِيّ. فِي الْفَتَاوَى الْكَامِل لَا يدْخل وَقت الظّهْر بَعْدَمَا زَالَت الشَّمْس حَتَّى يصير ظلّ جِدَار عشرَة أَذْرع ذِرَاعا وَاحِدًا فَدخل وَقت الظّهْر وَهُوَ الْأَصَح وَعَلِيهِ الْفَتْوَى. وَفِي رِوَايَة لَا يدْخل الظّهْر حَتَّى لَا يخرج الظل الْأَصْلِيّ كلما خرج ذَلِك دخل وَقت الظّهْر.
وَإِنِّي التمست إِلَى جناب الأقدس الأطهر جَامع الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول حاوي الْفُرُوع وَالْأُصُول الَّذِي أخضرت رياض الرياضيات بزلال حِيَاض أفكاره وأنورت آفَاق سماوات الْعُلُوم الغريبة بِطُلُوع شموس أنواره. معاذي وأستاذي السَّيِّد السَّنَد شمس الدّين الْمَدْعُو بِسَيِّد مُحَمَّد ميرك بن شاه منيب الله الخجندي النقشبندي خلد الله ظلاله وضاعف عمره وجلاله الدائرة الْهِنْدِيَّة فرسمها بِحَيْثُ لَا يرى أحد مثلهَا وَكتب سلمه الله تَعَالَى فِي حاشيتها هَذِه الْعبارَة.
اعْلَم أَن وَقت الظّهْر إِلَى وُصُول ظلّ المقياس بقوس الْعَصْر للمثل على مَا أفتى بِهِ الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى والمحققون من الْعلمَاء الْحَنَفِيَّة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم لَا كَمَا اشْتهر بَين النَّاس أَن وقته إِلَى وُصُول الظل قوسه للمثلين عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فَإِن رِوَايَات الْمُحَقِّقين وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة تنادي بِخِلَافِهِ وَقد سنح ببالي دَلِيل حسن لم يسبقني بِهِ أحد وَهُوَ أَن ارْتِفَاع الْعَصْر للمثلين (يح) حِين كَون الشَّمْس أول الجدي ودائرة على مَا استخرجنا بالأسطرلاب وَالرّبع الْمُجيب (الب) وَهُوَ سَاعَة وَنصف مثلا تَقْرِيبًا فَلَو كَانَ وَقت الظّهْر إِلَى وُصُول الظل قَوس الْعَصْر للمثلين يكون وقته فِي ذَلِك الْيَوْم أَي كَون الشَّمْس أول الجدي إِلَى أَن يبْقى من الْيَوْم سَاعَة وَنصف وَهُوَ غير الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول جدا على أَن هَذَا فِي بلدنا (يط) عرضا وَأما فِي مَكَّة المعظمة وَالْمَدينَة المشرفة يكون الْبَاقِي من الْيَوْم فِي نِهَايَة وَقت الظّهْر أقل مِمَّا ذكرنَا لِأَنَّهُمَا أعرض من بلدنا فَإِن عرض مَكَّة (كَا) وَالْمَدينَة (اله) وَلَا رِيبَة أَنه قد بَان مِمَّا نقدنا تزبيب الرِّوَايَات فِي بَاب المثلين فَافْهَم واحفظ وَقد نطق بحفظه الذّكر الْحَكِيم {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} . أكملت الْعَمَل لمحبي فِي الله القَاضِي عبد النَّبِي سلمه الله وأبقاه انْتهى. والضابطة فِي معرفَة قدر فَيْء الزَّوَال أَن يغرز المقياس بِقدر سَبْعَة أَصَابِع فِي مَرْكَز الدائرة الْهِنْدِيَّة فَلَا يكون لَهُ ظلّ أصلا إِذا كَانَت الشَّمْس فِي الجوزاء وَمن السرطان إِلَى الْقوس يزِيد الظل اصبعا إِلَى سِتَّة أَصَابِع ثمَّ من الجدي إِلَى الثور ينقص اصبعا اصبعا.
وَاعْلَم أَن الشَّمْس تكون فِي الجوزاء فِي (خوردادماه) بالهندية اكهار. وَتَكون فِي السرطان فِي (تيرماه) يَعْنِي ساون. وَفِي الْأسد فِي (امْر دادماه) يَعْنِي بهادون. وَفِي السنبلة فِي (شهر يورماه) يَعْنِي آسين. وَفِي الْمِيزَان فِي (مهرماه) يَعْنِي كارتك. وَفِي الْعَقْرَب فِي (آبان) ماه يَعْنِي ماركيسر. وَفِي الْقوس فِي (آذرماه) يَعْنِي بوس. وَفِي الجدي فِي (دي ماه) يَعْنِي ماهو. وَفِي الدَّلْو فِي (بهمن ماه) يَعْنِي بهاكن. وَفِي الْحُوت فِي (اسفندار ماه) يَعْنِي جيت. وَفِي الْحمل فِي (فروردى ماه) يَعْنِي ويساك. وَفِي الثور فِي (اردي بهشت) يَعْنِي جيته.

الطّلاق

ط ل ق [الطّلاق]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الطَّلاقُ مَرَّتانِ هل كانت العرب تعرف الطلاق ثلاثا في الجاهلية؟
قال: نعم، كانت العرب تعرفه ثلاثا باتا ، ويحك يا ابن الأزرق أما سمعت قول الأعشى وقد أخذه أختانه ، فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تطلق أهلك فإنك قد أضررت بها، فقال:
يا جارتي بيني وبينك طالقه ... كذاك أمور النّاس غاد وطاروه 
فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تثني لها الطلاق، فقال:
بيني فإنّ البين خير من العصا ... وإن لا تزال فوق رأسي بارقه 
فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تثلث لها الطلاق، فقال:
وبيني حصان الفرج غير ذميمة ... وموموقة فينا كذاك ووامقه 
وذوقي فتى حي فإنّي ذائق ... فتاة أناس مثل ما أنت ذائقة 
الطّلاق:
[في الانكليزية] Divorce ،repudiation
[ في الفرنسية] Divorce ،repudiation
بالفتح هو اسم من التطليق بمعنى الإرسال. وعند الفقهاء إزالة النكاح بلفظ مخصوص، وهذا لا يشتمل الطلاق الرجعي لأنّه ليس مزيلا للنكاح، فالأحسن أن يقال هو إزالة النكاح أو نقصان حلّه بلفظ مخصوص. واحترز بالقيد الأخير عن الفسخ بخيار العتق وخيار بلوغ الصغيرة، وكذا ردّة المرأة. فإن كان بألفاظ صريحة فطلاق صريح، وإن كان بالكنايات فطلاق كناية. ثم الطّلاق نوعان: سنّي وبدعي. فالسّنّي نوعان سنّي من حيث العدد وسنّي من حيث الوقت. والبدعي أيضا نوعان بدعي بمعنى يعود إلى العدد ويدعي بمعنى يعود إلى الوقت كما في الكفاية. أمّا الطلاق السّنّي بقسميه فنوعان حسن وأحسن. فالأحسن أن يطلّق واحدة رجعية في طهر لم يجامعها فيه ثم يتركها حتى تنقضي عدتها. والحسن أن يطلّقها واحدة في طهر لم يجامعها فيه ثم في طهر آخر أخرى ثم في طهر آخر أخرى. والبدعي بمعنى يعود إلى العدد أن يطلقها ثلاثا في طهر واحد بكلمة واحدة، أو ثلاثا بكلمات متفرّقة، أو يجمع بين التطليقتين في طهر واحد بكلمة واحدة، أو بكلمتين متفرقتين، فاذا فعل ذلك وقع الطلاق وكان عاصيا. والبدعي من حيث الوقت أن يطلّق المدخول بها وهي من ذوات الأقراء حالة الحيض أو في طهر جامعها فيه وكان الطلاق واقعا.

وأيضا الطلاق ثلاثة أقسام: رجعي وبائن ومغلّظ فالرجعي منسوب إلى الرّجعة بالفتح أو الكسر وهو الذي لا يحتاج فيه إلى تجديد النكاح ولا إلى رضاء المرأة وولي الصغيرة، وتنقلب عدّته إلى عدّة الوفاة لو مات فيها ولا تترك الزينة فيها ويتركان في بيت واحد. وتعتدّ الأمة عدّة الحرائر إذا أعتقت فيها، ويرث الحيّ منهما لو مات الآخر فيها، ويكون مظاهرا ومؤليا إذا ظاهر منها أو آلى فيها، ويجب اللّعان لا الحدّ بالقذف بخلاف البائن فإنّه نقيض له في الكلّ. ولذا قيل الرجعي كالقطع والبائن كالفصل. والغليظ هو الطّلقات الثلاث سواء كان تنجيزا أو تعليقا، هكذا يستفاد من جامع الرموز ومجمع البركات وغيرهما.
والتطليق الشرعي كرّتان على التفريق تطليقة بعد تطليقة يعقبها رجعة. وقد كان في الصدر الأول إذا أرسل الثلاث جملة لم يحكم إلّا بوقوع واحدة إلى زمن عمر رضي الله عنه، ثم حكم بوقوع الثلاث سياسة لكثرته بين الناس.
واختلف في طلاق المخطئ كما إذا أراد أن يقول أنت جالسة فقال أنت طالق، فعندنا يصحّ خلافا للشافعي لعدم القصد كالنائم، والاعتبار إنّما هو بالقصد الصحيح. فنقول أقيم الــبلوغ والعقل مقام القصد بلا سهو ولا غفلة لأنّه خفيّ لا يوقف عليه بلا حرج، ولم يقم مقام القصد في النائم لأنّ السّبب الظاهر إنّما يقوم مقام الشيء عند خفاء وجوده وعدمه وعدم القصد في النائم مدرك بلا حرج، كذا في كليات أبي البقاء.

حَنَكَ 

(حَنَكَ) الْحَاءُ وَالنُّونُ وَالْكَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ عُضْوٌ مِنَ الْأَعْضَاءِ ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ مَا يُقَارِبُهُ مِنْ طَرِيقَةِ الِاشْتِقَاقِ. فَأَصْلُ الْحَنَكِ حَنَكُ الْإِنْسَانِ، أَقْصَى فَمِهِ. يُقَالُ حَنَّكْتُ الصَّبِيَّ، إِذَا مَضَغْتَ التَّمْرَ ثُمَّ دَلَّكْتَهُ بِحَنَكِهِ، فَهُوَ مُحَنَّكٌ ; وَحَنَكْتُهُ فَهُوَ مَحْنُوكٌ. وَيُقَالُ: " هُوَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنْ حَنَكِ الْغُرَابِ " وَهُوَ مِنْقَارُهُ، وَأَمَّا حَلَكُهُ فَهُوَ سَوَادُهُ. وَيُقَالُ احْتَنَكَ الْجَرَادُ الْأَرْضَ، إِذَا أَتَى عَلَى نَبْتِهَا ; وَذَلِكَ قِيَاسٌ صَحِيحٌ، لِأَنَّهُ يَأْكُلُ فَيَبْلُغُ حَنَكَهُ.

وَمِنَ الْمَحْمُولِ عَلَيْهِ اسْتِئْصَالُ الشَّيْءِ، وَهُوَ احْتِنَاكُهُ، وَمِنْهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 62] . أَيْ أُغْوِيهِمْ كُلَّهُمْ، كَمَا يُسْتَأْصَلُ الشَّيْءُ، إِلَّا قَلِيلًا.

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَنَحْنُ نَقُولُ: حَنَّكَتْهُ التَّجَارِبُ، وَاحْتَنَكَتْهُ السِّنُّ احْتِنَاكًا، وَرَجُلٌ مُحْتَنَكٌ، فَمِنْ أَيِّ قِيَاسٍ هُوَ؟ قِيلَ لَهُ: هُوَ مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّهُ التَّنَاهِي فِي الْأَمْرِ وَالْــبُلُوغُ إِلَى غَايَتِهِ، كَمَا قُلْنَا: احْتَنَكَ الْجَرَادُ النَّبْتَ، إِذَا اسْتَأْصَلَهُ، وَذَلِكَ بُلُوغُ نِهَايَتِهِ. فَأَمَّا الْقِدُّ الَّذِي يَجْمَعُ عَرَاصِيفَ الرَّمْلِ ; فَهُوَ حُنْكَةٌ. وَهَذَا عَلَى التَّشَبُّهِ بِالْحَنَكِ، لِأَنَّهُ مُنْضَمٌّ مُتَجَمِّعٌ. وَيُقَالُ حَنَكْتُ الشَّيْءَ إِذَا فَهِمْتَهُ. وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، لِأَنَّكَ إِذَا فَهِمْتَهُ فَقَدْ بَلَغْتَ أَقْصَاهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الدّائر

الدّائر:
[في الانكليزية] Contour ،perimeter ،tropic ،orbit
[ في الفرنسية] Contour ،perimetre ،tropique ،orbite
عند أهل الهيئة هو قوس من مدار يومي للكوكب فيما بين مركز الكوكب ودائرة الأفق.
بهذا عرف عبد العلي البرجندي في رسالة فارسية في علم الهيئة حيث قال: ومن مدار الكوكب اليومي، فكل ما يقع بين مركز الكوكب والأفق فهو ما يقال له الدّائر انتهى.
وهو على قسمين الدائر بالنهار والدائر بالليل، وكلّ من القسمين على صنفين: الدائر الماضي والدائر الباقي. ويسمّى بالدائر المستقبل أيضا.
وهذا أي اعتبار الدائر مطلقا بالنسبة إلى الكوكب لا بالنسبة إلى الشمس فقط هو القياس لكنه غير مشهور، إذ المشهور اعتباره بالنسبة إلى الشمس فقط، هكذا يستفاد مما ذكر عبد العلي البرجندي في شرح بيست باب ورسالة فارسية وحاشية الچغميني. فالدائر بالنهار قوس من دائرة مدار الشمس ما بين جزئها أي الجزء الذي تكون الشمس فيه من أجزاء فلك البروج وبين أفق المشرق فوق الأرض سمّيت به لأنّ الفلك من حين وصول الشمس إلى الأفق في جانب المشرق قد دار بمقدار هذه القوس، وبها تعرف الساعات الماضية من النهار. والدائر بالليل قوس من دائرة مدار نظير جزء الشمس، ما بين ذلك النظير وأفق المشرق فوق الأرض، سمّيت به لأنّ الفلك من حين وصول الشمس إلى أفق المغرب قد دار بمقدار تلك القوس، وبها تعرف الساعات الماضية من الليل. ونظير الجزء هو الشبيه المقابل له الذي بينه وبين ذلك الجزء نصف الدور، ولهذا النظير أيضا مدار، وبقدر ارتفاع جزء الشمس انحطاط النظير وبالعكس، فإذا انحطّت الشمس عن الأفق بالليل فبقدر انحطاطها يرتفع النظير عن الأفق من جهة المشرق. فالقوس الواقعة من مدار النظير بين النظير وأفق المشرق هي الدائر بالليل. هذا خلاصة ما في الملخص وشروحه.
قال عبد العلي البرجندي المناسب بالنسبة إلى ما سبق أن يقال الدائر بالليل قوس من دائرة مدار الشمس ما بين جزئها وأفق المغرب تحت الأرض. ولعل المصنّف أي صاحب الملخّص لاحظ هاهنا أعمال الأسطرلاب، فإنّ تحصيل قوس الليل في الاسطرلاب يكون من ملاحظة نظير الشمس انتهى.
وهذا الذي ذكر هو الدائر بالنهار والليل الماضيين إذ بهما تعرف الساعات الماضية من النهار والليل. وأمّا الدائر بالنهار الباقي فقوس من مدار الشمس ما بين جزئها وأفق المغرب فوق الأرض. وأمّا الدائر بالليل الباقي فقوس من مدار الشمس ما بين ذلك النظير وأفق المغرب فوق الأرض، أو يقال هو قوس من مدار الشمس ما بين جزئها وأفق المشرق تحت الأرض، وبالدائر الباقي تعرف الساعات الباقية من النهار أو الليل. وإن شئت تعريف كل من الدائر بالنهار والدائر بالليل بحيث يشتمل الدائر الماضي والباقي، فقل: الدائر بالنهار قوس من قوس النهار بين الأفق ومركز الشمس أو مركز الكوكب، والدائر بالليل قوس من قوس الليل بين الأفق ومركز الشمس أو مركز الكوكب، فإنّه إن كان ذلك الأفق شرقيا فهو الدائر الماضي، وإن كان غربيا فهو الدائر الباقي هذا في الدائر بالنهار. وأما في الدائر بالليل فبالعكس. قال عبد العلي البرجندي مبنى جميع ما ذكر على المساهلة. وأمّا بالحقيقة فما دار من المعدل من طلوع الشمس إلى بلوغــها إلى موضع ما فوق الأرض هو الدائر بالنهار، وما دار من المعدّل من طلوع نظير جزء الشمس إلى بلوغ ذلك النظير إلى موضع معيّن فوق الأرض هو الدائر بالليل، وهذا هو الدائر الماضي. وقد يطلق الدائر بالنهار على ما دار من المعدل من زمان مفروض إلى غروب الشمس والدائر بالليل على ما دار من المعدل من زمان مفروض إلى طلوع الشمس، ويقال له الدائر الباقي.
والتفاوت بين هذا وبين ما سبق بقدر مطالع حركة الشمس في ذلك الزمان.
ثم اعلم أنّ أصحاب العمل أي أصحاب الزيجات يعتبرون غالبا في الدائر دائرة نصف النهار مقام دائرة الأفق. فالقوس من مدار يومي للشمس بين مركزها وبين التقاطع الأعلى للمدار مع دائرة نصف النهار على توالي حركة المعدل يسمّى دائرا ماضيا، وعلى خلاف توالي حركة المعدل يسمّى دائرا مستقبلا. وفي هذا أيضا مساهلة على قياس ما مرّ.
اعلم أنّ الفاضل عبد العلي البرجندي ذكر في شرح بيست باب لفظ الكوكب مقام لفظ الشمس فكأنّه بنى الأمر على ما هو القياس في الدائر من عدم اختصاصه بالشمس.

الأوج

(الأوج)
الْعُلُوّ وَأبْعد نقطة فِي مدَار الْقَمَر على الأَرْض (مج)
ولحن من ألحان الموسيقى (مَعَ)
الأوج:
[في الانكليزية] Apogee ،climax
[ في الفرنسية] Apogee
بفتح الأول وسكون الواو لغة معرب أوك بمعنى العلوّ. وعند أهل الهيئة يطلق على معنيين: أحدهما نقطة مشتركة بين ملتقى السطحين المحدّبين من الفلكين، أحدهما سطح الخارج المركز الذي هو قد يسمّى بفلك الأوج أيضا، والآخر سطح الفلك الذي هو أي الخارج في ثخنه، وسمّيت به لكونها أبعد على الخارج من مركز الفلك الذي هو في ثخنه.
والأوج الممثلي ويسمّى بأوج المدير أيضا هو النقطة المشتركة بين محدّبي ممثل عطارد والمدير وذلك لأنه كالجزء من الممثل فناسب أن ينسب إليه، وأبعد نقطة من محيط المدير عن مركز العالم فناسب أن يضاف إليه. والأوج المديري ويسمّى أوج الحامل أيضا هو النقطة المشتركة بين محدّبي المدير والحامل، ووجه التسمية كما عرفت ويجيء ذلك في لفظ الفلك أيضا. وثانيهما تقويم تلك النقطة المذكورة.
فأوج الشمس قوس من الممثل مبتدؤه من أول الحمل إلى نقطة الأوج على التوالي.
والمراد بنقطة الأوج هو الأوج بالمعنى الأول.
والأولى أن يقال قوس من منطقة البروج على ما وقع في عبارات القوم، لكن لمّا كان الممثل في سطح منطقة البروج ومركزهما واحد كانت قسيه متشابهة لقسيها فلا يتغير المقصود. وأمّا ما قيل من أنه قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الأوج على التوالي ففيه أنه يصدق على القوس الواقعة من الممثل مبتدؤه من نقطة الأوج إلى أول الحمل على التوالي، إذ كلمة الواو لا تدل على الترتيب. وعلى هذا القياس أوجات المتحيرة سوى أوج عطارد. وأوج القمر قوس من المائل من أول الحمل منه إلى نقطة الأوج من المائل على التوالي. وأوج عطارد قوس من المائل من أول الحمل منه إلى نقطة منه يحاذي أوج المدير. وقد ذكر العلامة في تعريف أوج عطارد معدل المسير بدل المائل، والأول أولى لأن تشابه حركة الأوج حول مركز المائل الذي هو مركز العالم لا حول مركز معدل المسير.
واعلم أنّ المراد من الممثل والماثل هاهنا منطقتهما.
فائدة:
قالوا للأوجات عن الجوزهرات أبعاد معيّنة لا تتغيّر أصلا، فإذا عرفت هذه الأبعاد وعلمت مع ذلك مواضع الجوزهرات من فلك البروج علمت مواضع الأوجات منه وبالعكس.
وهذه الأبعاد على هذا الوجه وهو أن أوج زحل متأخر عن منتصف ما بين نقطتي جوزهرية، أعني غاية ميل مائله عن فلك البروج في الشمال على التوالي بخمسين جزء فهو متأخر عن الرأس بمائة وأربعين درجة. وأوج المشتري متقدم على المنتصف في الشمال على التوالي بعشرين جزء فهو متأخر عن الرأس بسبعين درجة. ومعنى التقدم أنّ بلوغ الكواكب إليه متقدم على بلوغــه إلى المنتصف بحركة على التوالي. وقد يقال معناه أنّ طلوعه يتقدم على طلوع المنتصف، وعلى هذا القياس التأخر. وأوج الكواكب الباقية على منتصف ما بين العقدتين. ففي المريخ والزهرة الأوج متأخر عن الرأس على التوالي بربع دور. وفي عطارد رأسه متأخر عن أوجه على التوالي بذلك إذا تقدّم على الأوج مثلا بمقدار، كان الذنب عنه متأخرا بتمام ذلك المقدار من نصف الدور فيعلم من هذا حال الذنب. وأمّا مواضع الأوجات من فلك البروج فمذكورة في الزيجات مع قيد التواريخ، هكذا حقق الفاضل عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة وغيره من تصانيفه.

نَصَّ 

(نَصَّ) النُّونُ وَالصَّادُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى رَفْعٍ وَارْتِفَاعٍ وَانْتِهَاءٍ فِي الشَّيْءِ. مِنْهُ قَوْلُهُمْ نَصَّ الْحَدِيثَ إِلَى فُلَانٍ: رَفَعَهُ إِلَيْهِ. وَالنَّصُّ فِي السَّيْرِ أَرْفَعُهُ. يُقَالُ: نَصْنَصْتُ نَاقَتِي. وَسَيْرٌ نَصٌّ وَنَصِيصٌ. وَمِنَصَّةُ الْعَرُوسِ مِنْهُ أَيْضًا. وَبَاتَ فُلَانٌ مُنْتَصًّا عَلَى بَعِيرِهِ، أَيْ مُنْتَصِبًا.

وَنَصُّ كُلِّ شَيْءٍ: مُنْتَهَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " «إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ» "، أَيْ إِذَا بَلَغْنَ غَايَةَ الصِّغَرِ وَصِرْنَ فِي حَدِّ الْــبُلُوغِ. وَالْحِقَاقُ: مَصْدَرُ الْمُحَاقَّةِ، وَهِيَ أَنْ يَقُولَ بَعْضُ الْأَوْلِيَاءِ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، وَبَعْضُهُمْ: أَنَا أَحَقُّ. وَنَصَصْتُ الرَّجُلَ: اسْتَقْصَيْتَ مَسْأَلَتَهُ عَنِ الشَّيْءِ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ مَا عِنْدَهُ. وَهُوَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّكَ تَبْتَغِي بُلُوغَ النِّهَايَةِ. وَمِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ [النَّصْنَصَةُ] : إِثْبَاتُ الْبَعِيرِ رُكْبَتَيْهِ فِي الْأَرْضِ إِذَا هَمَّ بِالنُّهُوضِ. وَالنَّصْنَصَةُ: التَّحْرِيكُ. وَالنُّصَّةُ. الْقُصَّةُ مِنْ شَعْرِ الرَّأْسِ، وَهِيَ عَلَى مَوْضِعٍ رَفِيعٍ.

أول

أول: {آل فرعون}: قومه. والألف بدل من الواو في الأصح لا من الهاء، بدليل تصغيره أويل.
أول: أوّل (بالتشديد)، لا يأول فيه أمر: أي لا يرجع فيه إلى أي حجة ليبين حكمه (دى ساسي ديب 10: 487). وفسر، وعدل بألفاظه عن نهجها المستقيم (بوشر).
تأول: تأول الرؤيا: أولها وعبرها (الكالا) وتأول: رأى (كان له رأي) (الكالا) وفسره تفسيراً عدل به عن النهج المستقيم (بوشر). وفي القلائد ((191)): فسارا إلى بابه، فوجداه مقفراً من حجابه، فاستغربا خلوه من خول، وظن كل واحد منهما وتأول.
(أ و ل) : (الْأَوْلُ) الرُّجُوعُ وَقَوْلُهُمْ آلَتْ الضَّرْبَةُ إلَى النَّفْسِ أَيْ رَجَعَتْ إلَى إهْلَاكِهَا يَعْنِي أَدَّى أَثَرُهَا إلَى الْقَتْلِ يُقَالُ طَبَخْتُ النَّبِيذَ حَتَّى آلَ الْمَنَّانِ مَنًّا وَاحِدًا أَيْ صَارَ وَفَعَلْتُ هَذَا عَامًا أَوَّلَ عَلَى الْوَصْفِ وَعَامَ الْأَوَّلِ عَلَى الْإِضَافَةِ وَقَوْلُهُ أَيُّ رَجُلٍ دَخَلَ أَوَّلُ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ كَمَا فِي مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَمَعْنَاهُ دَخَلَ أَوَّلَ كُلِّ أَحَدٍ وَقَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَمَوْضِعُهُ بَابُ الْوَاوِ وَأَلِنَا فِي (ف ج) .
بَاب الأول

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الأول الرُّجُوع وَالْبَوْل الْوَلَد والتول الداهية والثول النَّحْل والجول طبي الْجَبَل والحول الْحَرَكَة والخول ظباء السهل والدول الْغَلَبَة والزول الشدَّة والزول الْعجب والزول الصَّقْر والزول الظريف والزول فرج الرجل والزول الشجاع والزول الزولان والزول والزولات النِّسَاء البرزات المجربات

قَالَ ابْن خالويه والزول اسْم مَكَان بِالْيمن وجد بِخَط عبد الْمطلب بن هَاشم وَأَنَّهُمْ وصلوا إِلَى زول صنعاء قَالَ فَكَانَ عَليّ بن عِيسَى الْوَزير يتعجب من هَذَا وَيَقُول مَا علمنَا أَن عبد الْمطلب كَانَ يكْتب إِلَّا من هَذَا الْخَبَر

والشول ارْتِفَاع لبن النوق والشول ارْتِفَاع إِحْدَى كفتي الْمِيزَان على أُخْتهَا والطول الْغنى والطول الْفضل والعول الْجور والعول كَثْرَة الْعِيَال والعول الزِّيَادَة والعول المؤونة والعول الْغَلَبَة والعول الْبكاء والغول كل مَا يذهب بِالْعقلِ والنول الصَّوَاب وَالله أعلم

أ و ل

آل الرعية يؤولها إيالة حسنة، وهو حسن الإيالة، وأتالها وهو مؤتال لقومه مقتال عليهم أي سائسٌ محتكم. قال زياد في خطبته: قد ألنا وإيل علينا أي سسنا وسسنا، وهو مثل في التجارب. قال الكميت:

وقد طالما يا آل مروان ألتم ... بلا دمس أمر العريب ولا غمل

وهو آيل مالٍ. وأول القرآن وتأوله. وهذا متأول حسن: لطيف التأويل جداً. قال عبد الله ابن رواحة رضي الله تعالى عنه:

نحن ضربناكم على تنزيله ... فاليوم نضربكم على تأويله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله

وتقول جمل أول وناقة أولة إذا تقدما الإبل. ويقال أول الحكم إلى أهله: رده إليهم. وفي الدعاء للمضل: أول الله عليك أي رد عليك ضالتك. وخرج في أوائل الليل وأولياته.

ومن المجاز: فلان يؤول إلى كرم، ومالك تؤول إلى كتفيك إذا انضم إليهما واجتمع. وطبخت الدواء حتى آل المنان منه إلى من واحد. وتقول: لا تعول على الحسب تعويلاً، فتقوى الله أحسن تأويلا أي عاقبة. وتأملته فتأولت فيه الخير أي توسمته وتحريته. وحمل على الآلة الحدباء وهي النعش.
(أول) - في الحديث: "الرُّؤُيا لأول عَابِر".
قيل: معناه إذا عَبَرها بَرٌّ صادق عالمٌ بأُصوِلها وفُروعِها، واجتهد ووفَّقَه الله للصّواب، وقَعَتَ له دون غيره مِمَّن فَسَّرها بعدَه، وأَوْلُ على وزن أَفْعل، كان أصلُه هَمزةً بعد الواو، بدليل أَنه يُجمَع أوائِل، فاستُثقِلت الهَمزةُ بعد الواو فجعلوها واوًا أُخرى فأدغَمُوا، وقيل أصلُه فَوْعَلِ .
- في حديث الرؤيا أيضا: "فاسْتأَى لَهَا".
على وزن استَقَى، ويَروِيه بعضُهم: فاسْتاءَ لها، على وزن استاقَ، وكِلاهُما من المَسَاءة.
وقال التّبريزِى: هو اسْتآلها على وزن اخْتارَها، فجعل اللَّامَ من الأَصْل، أَخذَه من التَّأوِيل: أي طَلَب تَأْوِيلها. قال: وما هو بِبَعِيد.
قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} قيل: هو من باب وَلِى، وليس من هذا البابِ، وقيل: بل هو اسْمٌ موضوعٌ للوَعِيدِ، غيرُ مشتَقٍّ، فيَكُون من هذا البابِ.
(أومأ) - في الحديث "أَنَّه عليه الصلاة والسلام كان يُصَلّى على حمار يُومِئ إيماءً".
الِإيماءُ: أن يُشِيرَ برأسِه ها هُنا، ويكون بِيدِه وبِحاجِبه أيضا، حَملناه على لَفظِه لقِلَّةِ استِعمال ثُلاثيِّه، وقد يقال في النَّادِر: وَمَأ بمعنَى أومَأَ، ووَمأْتُ عليهم: هَجَمْتُ.
أول: فأما الأوائل من الأوّل فمنهم من يقول: تأسيُس بِنائِه من همزةٍ وواوٍ ولامٍ. ومنهم من يقول: تأسيسُهُ من واوين بعدهما لام، ولكلٍّ حجّةٌ، قال في وصف الثور والكلاب:

جهام تحثّ الوائلاتِ أواخِرُهْ 

رواية أبي الدُّقَيْش. وقال أبو خيرة: تحثّ الأوّلاتِ أواخرُه. والأوّلُ والأُولَى بمنزلة أَفعَل وفُعْلَى. وجَمْعُ أوّل: أوّلون: وجمع أُولَى: أولَيات، كما أنّ جَمعّ الأُخْرَى: أُخْريات. فمن قال: إن تأليفها من همزة وواو ولام فكان ينبغي أن يكون أفعل منه: آوَل، ممدود [كما] تقول من آب يَؤُوبُ: آوَب، ولكنّهم احتجّوا بأن قالوا: أُدْغِمَتْ تلك المدّةُ في الواو لكثرة ما جرى على الألسن.. ومن قال: إنّ تأليفَها من واوين ولام [جعل الهمزةَ أَلِفَ أَفْعَل وأَدْغم إحدى الواوين في الأخرى وشدّدهما] . وتقول: رأيته عاماً أوّلَ يا فتى، لأنّ أوّل على بناء أفعل، ومن نَوَّنَ حَمَلَه على النّكرة، [ومن لم ينوِّن فهو بابه] ، قال أبو النجم :

ما ذاق بَقلاً منذ عام أول 

ويُروَى: ثُفْلاً. والتَّأَوُّل والتَّأْويل: تفسير الكلام الذي تختلف معانيه، ولا يصحّ إلاّ ببيان غير لفظه، قال:

نحن ضَرَبْناكم على تَنْزيلِهِ ... فاليومَ نَضْرِبكُمْ على تأويلِهِ 
[أول] التَأْويل: تفسير ما يَؤُولُ إليه الشئ. وقد أولته وتأولته [تأولا ] بمعنى. ومنه قول الاعشى على أنها كانت تأول حبها تأول ربعى السقاب فأصحبا قال أبو عبيدة: يعنى تأول حبها، أي تفسيره ومرجعه، أي إنه كان صغيرا في قلبه، فلم يزل ينبت حتى أصحب فصار قديما كهذا السقب الصغير، لم يزل يشب حتى صار كبيرا مثل أمه وصار له ابن يصحبه. وآل الرجل: أهله وعيالُه. وآلُهُ أيضاَ: أتباعُه. قال الأعشى: فَكَذَّبوها بما قالت فصَبَّحَهُمْ ذو آلِ حَسَّانَ يُزْجي السَمَّ والسَلَعا يعني جيش تُبَّعٍ. والآلُ: الشخصُ. والآلُ: الذي تراه في أوّل النهار وآخرهِ كأنّه يرفع الشخوص، وليس هو السراب. قال الجعدى: حتى لحقناهم تعدى فوارسنا كأننا رعن قف يرفع الآلا أراد يرفعه الآل، فقلبه. والآلة: الأداةُ، والجمع الآلاتُ. والآلَةُ أيضاً: واحدةُ الآلِ والآلاتِ، وهي خشبات تُبنى عليها الخيمةُ، ومنه قول كثيِّرٍ يصف ناقةً ويشبّه قوائمها بها: وتُعْرَفُ إنْ ضَلَّتْ فَتُهدى لِربِّها لِمَوْضِعِ آلاتٍ من الطَلْحِ أربع والآلة: الجنازة. قال الشاعر : كُلُّ ابنِ أنثى وإنْ طالتْ سَلامتُهُ يوماً على آلَةٍ حَدْباَء مَحْمولُ والآلَةُ: الحالَةُ، يقال: هو بآلة سوء. قال الراجز: قد أركب الآلة بعد الآله وأترك العاجز بالجداله والجمع آل. والايالة: السياسةُ. يقال: آلَ الأميرُ رعيّتَه يؤولها أولا وإيالا، أي ساسها وأحسنَ رعايتها. وفي كلام بعضهم : " قد أُلْنا وإيلَ علينا ". وآلَ ما له، أي أصلحه وساسه. والائتيال، الاصلاح والسياسة. قال لبيد: بصبوح صافية وجذب كرينة بمؤتر تأتاله إبهامها وهو تفتعله من ألت، كما تقول تقتاله من قلت، أي تصلحه إبهامها. وآل، أي رجع. يقال: طبخت الشرابَ فآلَ إلى قَدْرِ كذا وكذا، أي رجَع. وآلَ القَطِرانُ والعسَلُ، أي خثُر. والآيل اللبن الخاثر، والجمعمثل قارح وقرح، وحائل وحول. ومنه قول الفرزدق:

عسل لهم حلبت عليه الابل * وهو يغلم. قال النابغة : وبرذونة بل البراذين ثقرها وقد شربت من آخر الصيف أيلا والايل أيضا: الذكر من الاوعال، ويقال هو الذى يسمى بالفارسية كوزن، وكذلك الايل بكسر الهمزة. وأَوَّلُ، نذكره في فصل (وأل) .
أ و ل: (التَّأْوِيلُ) تَفْسِيرُ مَا يَئُولُ إِلَيْهِ الشَّيْءُ وَقَدْ (أَوَّلَهُ) تَأْوِيلًا وَ (تَأَوَّلَهُ) بِمَعْنًى. وَ (آلُ) الرَّجُلِ أَهْلُهُ وَعِيَالُهُ وَ (آلُهُ) أَيْضًا أَتْبَاعُهُ. وَ (الْآلُ) الشَّخْصُ. وَالْآلُ أَيْضًا الَّذِي تَرَاهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ كَأَنَّهُ يَرْفَعُ الشُّخُوصَ وَلَيْسَ هُوَ السَّرَابَ وَ (الْآلَةُ) الْأَدَاةُ وَجَمْعُهُ (آلَاتٌ) . وَ (الْآلَةُ) أَيْضًا الْجِنَازَةُ. وَ (الْإِيَالَةُ) السِّيَاسَةُ يُقَالُ (آلَ) الْأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (إِيَالًا) أَيْضًا أَيْ سَاسَهَا وَأَحْسَنَ رِعَايَتَهَا. وَ (آلَ) رَجَعَ وَبَابُهُ قَالَ يُقَالُ طُبِخَ الشَّرَابُ فَآلَ إِلَى قَدْرِ كَذَا وَكَذَا أَيْ رَجَعَ. وَ (الْأُيَّلُ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا الذَّكَرُ مِنَ الْأَوْعَالِ. وَأَوَّلُ مَوْضِعُهُ وأ ل.
(أُولُو) جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَاحِدُهُ ذُو وَ (أُولَاتُ) لِلْإِنَاثِ وَاحِدَتُهَا ذَاتُ تَقُولُ: جَاءَنِي (أُولُو) الْأَلْبَابِ وَ (أُولَاتُ) الْأَحْمَالِ وَأَمَّا (أُولَى) فَهُوَ أَيْضًا جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَاحِدُهُ ذَا لِلْمُذَكَّرِ وَذِهِ لِلْمُؤَنَّثِ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ فَإِنْ قَصَرْتَهُ كَتَبْتَهُ بِالْيَاءِ وَإِنْ مَدَدْتَهُ بَنَيْتَهُ عَلَى الْكَسْرِ فَقُلْتَ (أُولَاءِ) وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ هَا لِلتَّنْبِيهِ فَتَقُولُ (هَؤُلَاءِ) . قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هَؤُلَاءٍ قَوْمُكَ فَيَكْسِرُ الْهَمْزَةَ وَيُنَوِّنُ أَيْضًا. وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ كَافُ الْخِطَابِ تَقُولُ: (أُولَئِكَ) وَ (أُولَاكَ) قَالَ الْكِسَائِيُّ: مَنْ قَالَ أُولَئِكَ فَوَاحِدُهُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ أُولَاكَ فَوَاحِدُهُ ذَاكَ. وَ (أُولَالِكَ) مِثْلُ أُولَئِكَ وَرُبَّمَا قَالُوا أُولَئِكَ فِي غَيْرِ الْعُقَلَاءِ قَالَ الشَّاعِرُ:

ذُمَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى ... وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولَئِكَ الْأَيَّامِ
وَقَالَ تَعَالَى {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36] وَأَمَّا (الْأُلَى) بِوَزْنِ الْعُلَى فَهُوَ أَيْضًا جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَاحِدُهُ الَّذِي. 
[أول] فيه: الرؤيا "لأول عابر" أي إذا عبرها بر صادق عالم بأصولها وفروعها واجتهد فيها وقعت له دون غيره ممن فسرها بعده. وفي ح الإفك: وأمرنا أمر "العرب الأول" بضم همزة وفتح واو جمع أولى صفة للعرب، ويروى بفتح همزة وشدة واو صفة للأمر وهو الوجه، وقد مر في "أمر". وفي ح أضياف الصديق: "الأولى" للشيطان يعني يمينه وحلفه أن لا يأكل، وقيل: اللقمة الأولى التي أحنث بها. ن: لقمعه وإرغامه ومخالفة في مراده باليمين وهو إيقاع الوحشة بين الإخوان فأخزاه الصديق بالحنث، قوله "ما لكم أن لا تقبلوا قراكم" بتخفيف لام وشدتها أي أي شيء منعكم عن قبول قراكم، ويتم في "بروا". وكان "أول مولود" في الإسلام أي أول من ولد فيه بالمدينة بعد الهجرة من أولاد المهاجرين. و"أول ما" نزل "يأيها المدثر" أي بعد الفترة، وأول ما نزل
[أول] آلَ إِلى الشَّئ أَوْلاً وَمَآلاً رَجَعَ وَأَوَّلَ إِلَيْهِ الشَّئَ رَجَعَهُ وَأُلْتُ عنِ الشَّئِ ارْتَدَّدتُ وَالإِيَّلُ وَالأُيَّلُ مِنَ الوَحْشِ وَقِيْلَ هُوَ الوَعِلُ قَالَ الفَارِسيُّ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمآلِهِ إِلى الجَبَلِ فَإِيَّلٌ وَأُيَّلٌ عَلَى هَذَا فِعْيَلٌ وَفُعَيْلٌ وَحَكَى الطُّوسِيُّ عِن اينِ الأَعْرَابِيّ أَيِّلٌ كَسَيِّدٍ مِنْ تَذْكِرةِ أَبِي عَلِيٍّ وَأَوَّلَ الكَلامَ وَتَأَوَّلُهُ دَبَّرَرُ وَقَدَّرَهُ وَأَوَّلَهُ فَسَّرَهُ وَالتَّأْوِيلُ عِبَارَةُ الرُّؤْيَا وَفي التَّنْزِيلِ {هذا تأويل رؤياي من قبل} يوسف 10 وَقَوْلُهُ تَعَالَى {هل ينظرون إلا تأويله} الأعراف 53 مَعْنَاهُ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ ما يَئُولُ إِلَيْهِ أَمْرُهُمْ مِنَ البَعْثِ وَكذَلِكَ: َ قَوْلُهُ واللهُ أَعْلَمُ {وما يعلم تأويله إلا الله} آل عمران 7 أَي مَا يَعْلَمُ مَتَى يَكُونُ البَعْثُ وَمَا يَئُولُ إِلَيْهِ الأَمْرُ إِلا اللهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى {ولما يأتهم تأويله} يونس 39 أَي لَمْ يَكُنْ مَعَهُم عِلْمُ تَأْوِيلهِ وَهَذَا دَلِيلٌ علَى أَنَّ عِلْمَ التَّأْوِيلِ يَنْبَغِي أَنْ يُنْظَرَ فِيهِ وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَمْ يَأْتِهِم مَا يَئُولُ إِلَيْهِ أَمْرهم في التَّكْذِيبِ به مِنَ العُقُوبَةِ وَدَلِيلُ هَذَا قَوْلُهُ {كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} يونس 39 وَقَوْلُ لَبِيْدٍ

(بِمُوَتَّرٍ تَأْتالُهُ إِبْهَامُهَا ... )

قِيلَ مَعْنَاهُ تُصْلِحُهُ وقيل معناه تَرْجِعُ إِلَيْهِ وتَعْطِفُ عَلَيْهِ وَمَنْ رَوَى تَأْتَالَهُ فَإِنَّهُ أَرادَ تَأْتَوِي مِن قَوْلِكَ أَوَيْتُ إِلَى الشَّئِ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَصِحَّ الوَاوُ ولكنَّهُم أَعَلُّوهُ بِحَذْفِ اللامِ وَوَقَعَتِ العَيْنِ مَوْقِعَ اللامِ فَلَحِقَهَا مِنَ الإِعْلاَلِ مَا كَانَ يَلحَقُ اللامَ وَآلَ الدُّهْنُ والقَطِرَانُ والبَوْلُ يَئُولُ أَوْلاً وَإِيَالاً خَثَرَ قَالَ الرَّاجِزُ

(كَأَنَّ صَابًا آلَ حَتَّى امْطَلاَّ ... )

أَي خَثَرَ حَتَّى امْتَدَّ وآلَ اللَّبَنُ إِيَالاً تَخَثَّرَ وَاجْتَمَعَ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ وَأُلْتُهُ أَنَا وَأَلْبَانٌ أُيَّلٌ عنِ ابنِ جِنيٍّ وَهَذَا عَزِيزٌ مِن وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ تُجْمَعَ صِفَةُ غَيْرِ الحَيَوَانِ عَلَى فُعَّلٍ وَإِنَّ كَانَ قَدْ جاءَ مِنْهُ نحو عِيْدَانٍ يُبَّسٍ وَلَكِنَّهُ نَادرٌ وَالآخَرُ أَنَّهُ يَلْزَمُ فِي جَمْعِهِ أُوَّلٌ لأَنَّهُ مِنَ الوَاوِ بِدَلِيلِ آلَ أَوْلاً لكِنَّ الوَاوَ لَمَّا قَرُبَتْ مِنَ الطَّرفِ احْتَمَلَتْ الإِعْلالَ كَمَا قَالُوا نُيَّمٌ وَصُيَّمٌ والإِيَالُ وِعَاءُ اللَّبَنِ الآيِلِ وَالإِيَّلُ بَقِيَّةُ اللَّبَنِ الخَاثِرِ وقيل الماءُ في الرَّحِمِ فأما ما أنشد ابن حَبِيبٍ من قول النابغة الجعديّ يهجو ليلى الأَخيَلِيَّةَ

(بِبِرْذَوْنَةٍ بَلَّ البَرَاذِيْنُ ثَفْرَها ... وقَدْ شَرِبتْ مِنْ آخِرِ الصَّيْفِ إِيَّلا)

فَزَعَمَ ابن حبيب أنه أراد لبن إيَّلٍ وزعموا أنه يُغْلِمُ ويُسْمِنُ قال ويروى أُيَّلا بالضم قال وهو خطأ لأنه يلزم من هذا أُوَّلاً قال أبو الحسن وقد أخطأ ابن حبيب لأن سيبويه يرى البدل في مثل هذا مُطَّرِدا ولعمرى إن التصحيح عنده أقوى من البدل وقد وهم ابن حبيب أيضًا في قوله إن الرواية مرودة من وجه آخر لأن أُيَّلا في هذه الرواية مثلها في إيَّلا فيريد لبن أُيَّلٍ كما ذهب إليه في إِيَّل وذلك لأن الأُيَّلَ لغة في الإِبَّل فإِيَّلٌ كحِيْثَلٍ وأُيَّلٌ كعُلَيْبٍ فلم يعرف ابن حبيب هذه اللغة وذهب بعضهم إلى أن أُيَّلا في هذا البيت جمع إيَّلٍ وقد أخطأ من ظن ذلك لأن سيبويه لا يرى تكسير فِعَّلٍ على فُعَّلِ ولا حكاه أحد لكنه قد يجوز أن يكون اسمًا للجمع وعلى هذا وجهت أنا قولَ المتنبي

(وَقِيدَتِ الأُيَّلُ في الحِبَال ... )

(طَوْعَ وُهُونِ الخَيْلِ والرِّجالِ ... )

وآل الشيءُ مآلاً نَقَصَ كقولهم جاز مجازًا وأُلْتُ الشيءَ أَوْلاً وإِيَالاً أصلحتُه وسُسْتُهُ وإنه لآيِلُ مالٍ وأيِّلُ مالٍ أي حَسَنُ القيام عليه وآل عليهم أَوْلاً وإيالاً وإِيالَةً وَلِيَ وفي المثل قد أُلْنا وإِيلَ علينا يقول وَلِينا ووُلِيَ علينا وآل الملِكُ رعيته إيالا ساسَهُم ووَلِيَ عليهم وأُلت الإبل أَوْلاً وإيالاً سُقْتَها والآلُ ما أَشرفَ من البعير والآلُ السَّرابُ وقيل الآلُ هو الذي يكون ضُحًى كالماء بين السماء والأرض يرفع الشُّخُوصَ ويَزْهاها فأما السَّراب فهو الذي يكون نصفَ النهار لاطِئًا بالأرض كأنه ماءٌ جارٍ وقال ثعلب الآلُ في أول النهار وأنشد

(إذ يرفَعُ الآلُ رَأْسَ الكَلْبِ فارتَفعَا ... )

وقال اللحيانيُّ الآلُ السَّراب يذكَّر ويؤنَّث وقول النابغة (حَتَّى لَحِقْنَا بِهِم تُعْدِى فَوارِسُنَا ... كأَنَّها رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلآ)

وجهُ كون الفاعل فيه مرفوعًا والمفعول منصوبًا قائمٌ صحيحٌ مَقُولٌ به وذلك أن رَعْنَ هذا القُفّ لما رفعه الآل فرئي فيه ظهر به الآل إلى مرآة العين ظهورًا لولا هذا الرعن لم يبن للعين به بيانَه إذا كان فيه ألا ترى أن الآلَ إذا بَرَقَ للبصر رافعًا شخصه كأن أبدى للناظر إليه منه لو لم يلاق شخصًا يزهاه فيزداد بالصورة التي حملها سُفُورًا وفي مسرح الطَّرْفِ تجلّيًا وظهورًا فإن قلت فقد قال الأعشى

(إِذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأْسَ الكَلْبِ فَارْتفَعَا ... )

فجعل الآلَ هو الفاعل والشخص هو المفعولَ قيل ليس في هذا أكثر من أن هذا جائز وليس فيه دليل على أن غيره غير جائز ألا ترى أنك إذا قلت ما جاءَني غير زيد فإنما في هذا دليل على أن الذي هو غيره لم يأتِكَ فأما زيد نفسه فلم تَعْرِضْ للإخبار بإثبات مَجِئٍ له أو نفيه عنه فقد يجوز أن يكون قد جاء وأن يكون أيضًا لم يجئ وقول أبي ذؤيب

(وأشْعَثَ في الدَّارِ ذي لِمَّةٍ ... لَدَى آلِ خَيْمٍ نَفَاهُ الأَتِيُّ)

قيل الآلُ هنا الخشب وآلُ الجبل أطرافُه ونواحيه وآلُ الرجل أهلُه فإما أن تكون الألف منقلبة عن واو وإما أن تكون بدلاً من الهاء وقد تقدم في الهاء وتصغيره أُوَيْلٌ وأُهَيْلٌ وقد يكون ذلك لما لا يعقل قال الفرزدق

(نَجَوْتَ وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْكَ طَلاَقَةً ... سِوَى رَبِذِ التَّقْرِيبِ من آلِ أَعْوَجَا)

والآلُ الشخص وهو معنى قول أبي ذؤيب

(يَمَانيَةً أحيَالَها مَظَّ مَابِدٍ ... وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرمِيَةٍ كُحْلِ) يعني ما حول هذا الموضع من النبات وقد يجوز أن يكون الآل الذي هو الأهل وآلُ الخَيْمَةِ عَمَدُها والآلَةُ الشِّدَّةُ والآلةُ ما اعتملْتَ به من الأداة تكون واحدًا وجمعًا وقيل هو جمع لا واحد له من لفظه وقول علي رضي الله عنه نَسْتَعْمِلُ آلةَ الدِّينِ في طَلَبِ الدُّنْيَا إنما يعني به العلم لأن الدين إنما يقوم بالعلم والآلةُ الحالَةُ والآلةُ سَرِيرُ المَيِّتِ هذه الأخيرة عن أبي العَمَيْثَلِ الأعرابيّ وبها فَسَّرَ قول كعب ابن زهير

(كُلُّ ابن أُنْثَى وإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ)

والتَّأْوِيلُ بَقْلَةٌ ثمرتها في قُرونٍ كقرون الكِباشِ وهي شبيهة بالقَفعَاءِ ذاتُ غِصَنَةٍ وورقٍ وثمرتها يكرهها المال وورقها يشبه ورق الآسِ وهي طيبة الريح وهو من باب التَّنْبِيتِ واحدُته تَأْوِيلَةٌ وأَوْلٌ مَوْضِعٌ أنشد ابن الأعرابيّ

(أَيَا نَخْلَتَي أَوْلٍ سَقَى الأَصْلَ مِنْكُمَا ... مُفِيضُ الرُّبَا والمُدْجِنَاتُ ذُرَاكُما)

وأَوالُ قريةٌ قال أنشده سيبويه

(مَلَكَ الخَوَرْنَقَ والسَّدِيرَ ودَانَهُ ... ما بَيْنَ حِمْيَرَ أَهْلِهَا وأَوَالِ)

صرفه للضرورة
أول
آلَ إلى يئُول، أُلْ، أوْلاً وإيالاً وأيلولةً، فهو آيل، والمفعول مئول إليه
• آل إليه الأمرُ: رجع أو انتهى إليه "آلت إليه السُّلطةُ/ التّرِكة" ° آيل إلى الزَّوال: يوشك أن يزول.
• آل الشَّيءُ إلى كذا: صار وتحوّل "آل مصيرُه إلى السجن- آل المنزل من الأب إلى الابن- آل الماءُ إلى بخار- آل بها الحال إلى التسوُّل"? آيل للسُّقوط: محتمل سقوطه. 

أوَّلَ يُئوِّل، تأويلاً، فهو مئوِّل، والمفعول مئوَّل
• أوَّل الكلامَ: فسَّره ووضَّح ما هو غامض منه " {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} ".
• أوَّل الموقفَ أو العملَ: فسَّره وردَّه إلى الغاية المرجوّة منه.
• أوَّل الرُّؤيا: عبَّرها، حاول أن يفسِّرها " {نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ". 

تأوَّلَ يتأوَّل، تأوُّلاً، فهو متأوِّل، والمفعول متأوَّل (للمتعدِّي)
• تأوَّل الكلامَ: أوّله، فسَّره ووضَّح ما هو غامض منه. 

آل1 [مفرد]: سراب يلمع بالضُّحى، وقيل: هو خاصٌّ بما في أوّل النهار وآخره (يذكّر ويؤنّث). 

آل2 [جمع]
• آلُ الرَّجل: أهله وأنصاره، ولا يُستعمل إلاّ فيما فيه
 شرف "اللّهم صلِّ على محمدٍ وآله- {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ} " ° آل البيت: أهل البيت، وهم أهل محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وأقاربه- آل محمد صلّى الله عليه وسلّم: أهل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعياله وذريّته، أو المسلمون عامّة.
• آل عمران: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 3 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها مائتا آية. 

آلاتيّ [مفرد]: ج آلاتيّون وآلاتيّة:
1 - اسم منسوب إلى آلات: على غير قياس.
2 - عازف على آلة موسيقيّة "يعمل آلاتيًّا في الفرقة".
3 - مؤلف الألحان للآلات الموسيقيّة "وضع الآلاتيُّ اللحنَ". 

آلة [مفرد]: ج آلات:
1 - مُعِدَّة، أداة تستعمل لغرض من الأغراض "آلات زراعيَّة/ صناعيَّة" ° آلة التَّنبيه: بوق في مركبة يُستعمل لتنبيه السائر أو الغافل- آلة العود: آلة موسيقيّة- آلة تصوير: كاميرا- آلة حاسبة: كمبيوتر- هو آلة في أيديهم: منقاد بغير إرادته.
2 - (فز) جهاز يؤدِّي عملاً بتحويل القوى المحرِّكة المختلفة كالحرارة والبخار والكهرباء إلى قوى آليّة مثل الآلات التي تحرِّك السُّفن، والتي تجرّ القطر والتي تدير الرَّوافع وغيرها ° آلة بخاريّة: آلة تحرّك بالبخار- آلة كهربائيّة: آلة تحرّك بالكهرباء.
• آلة العيش: وسائله وأسبابُه "آلة العيش الصِّحَّة والشَّباب- آلات الإنتاج".
• اسم الآلة: (نح) أحد المشتقَّات من الفعل، وهو اسم للوسيلة التي يتمّ بها الحدث، وله من الفعل الثلاثيّ المتعدِّي صيغ قياسيّة ثلاث هي مِفعال، ومِفْعَل، ومِفْعَلة.
• آلة كاتبة: جهاز له أزرار عليها الحروف الهجائيّة يُضرب عليها لاستنساخ النصوص. 

آليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى آلة.
2 - ما يصدر تلقائيًّا عن الجسم، بدون توجيه شعوريّ أو استجابة لمؤثّر خارجيّ "حركة آليَّة" ° حَرَكة آليَّة: تلقائيّة غير موجّهة أو مقصودة.
3 - مصنوع بواسطة آلة "خُبْز آليّ".
4 - ما يُدار بمحرّك، ذاتيّ الحركة "محراث/ منشار آليّ" ° إنسان آليّ: جهاز يشبه الإنسان ويكون مبرمجًا على القيام بأعمال معقّدة كنزع الألغام ونحوها. 

آليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى آلة: "حركة آليَّة- الهندسة الآليَّة".
2 - مصدر صناعيّ من آلة: فن اختراع الآلات واستعمالها.
3 - مصنوعة بواسطة الآلة "حياكة آليَّة".
4 - وسيلة، إمكانيّة "يجب الالتزام بآليّات فضّ النِّزاع".
• قوّة آليَّة: وحدة في الجيش مُجهَّزة بعربات نقل لاستعمال الآلات الحربيَّة. 

أَوْل [مفرد]: مصدر آلَ إلى. 

أُولى [مفرد]: ج أُولَيات وأُوَل: مؤنَّث أوَّلُ: " {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} ".
• الأولى: الدُّنيا " {لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ} ". 

أوَّلُ [مفرد]: ج أوَّلون وأوائلُ وأوالٍ، مؤ أُولَى، ج مؤ أُولَيات وأُوَل:
1 - مَن أو ما يأتي قبل غيره في الوقت أو الترتيب، عكس آخِر (انظر: و أ ل - أوَّلُ) "كان أوَّل التلاميذ في المدرسة- بدأ عمله أوَّل الشهر- {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} ".
2 - بداية كلِّ شيء "أوّلُ الغيث قطرة- أوّل النَّهار" ° أوائل الخمسينيَّات: بدايتُها- أوَّل ما حدث كذا: حالما، في أوّل لحظةٍ من حدوثه- مِنْ أوَّله إلى آخِره: من بدايته إلى نهايته.
3 - سابق، قديم "الأوّلون والآخرون: القُدامى والمحدثون- أجدادنا الأوّلون- الإنسان الأوّل- {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} " ° أوّل أمس/ أوّل من أمس/ أمس الأوّل: ما قبل البارحة- أوَّلاً: أوّل شيء، ويستعمل عند ذكر عددٍ من الأمور- أوَّلاً بأوّل: لا تدع شيئًا يتراكم- أوَّلاً فأوَّل: بالتّرتيب، الواحد بعد الآخر- أوَّلاً وأخيرًا/ أوَّلاً وآخِرًا: أساسًا- الوزير الأوّل: رئيس الوزراء- منذ الزَّمن الأوّل: منذ العهد القديم، قديم الزمان.
• الأوَّل: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: القديم الأزليّ الَّذي لا يسبقه عدم وليس له سابقٌ من خلقه " {هُوَ

الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".
• أكسيد أوَّل: (كم) أكسيد أحاديّ.
• ملازم أوَّل: (سك) إحدى الرّتب العسكريَّة في الجيش والشَّرطة، فوق الملازم ودون النقيب. 

أوَّليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أوَّلُ.
2 - ابتدائيّ أو أساسيّ ° ألوان أوَّليّة: الأزرق والأخضر والأحمر- تعليم أوَّليّ: المرحلة الأولى من التعليم.
3 - تمهيديّ أو مبدئيّ ° انتخابات أوّليّة: تُعْقَد لانتخاب مُرشَّحٍ ما لمنصب قبل دخوله مرحلة الانتخابات النهائيّة- عقد أوَّليّ: ما يُتَّفق عليه مبدئيًّا قبل اتِّخاذه الشكل النهائيّ.
• عَدَدٌ أوَّليّ: (جب) عدد لا يقبل القسمة إلاّ على نفسه أو على الواحد الصحيح مثل: 1، 3، 5 .. إلخ.
• موادّ أوَّليّة: موادّ خام رئيسيّة توجد في التُّربة أو تنتجها الزِّراعة، وتستعمل في البناء والصِّناعة وغيرها. 

أوَّليَّة [مفرد]: ج أوّليَّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أوَّلَ: صفة الشَّيء الذي يحتلّ المكان الأوّل بقوّته أو قيمته أو خطورته "العناية بالاقتصاد من الأمور الأوّليّة".
2 - مصدر صناعيّ من أوَّل: ابتدائيّة.
• أوَّليَّة الإنسان: ما كان لآبائه في الزَّمن القديم من مكارم وغيرها. 

إيال [مفرد]: مصدر آلَ إلى. 

أيلولة [مفرد]: مصدر آلَ إلى.
• رسم الأيلولة: (قص) ضريبة تفرضها الحكومة على انتقال الملكيَّة بعد وفاة المورِّث ونحوه. 

تأويل [مفرد]: ج تأويلات (لغير المصدر) وتآويلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أوَّلَ.
2 - تفسير ما في نصٍّ ما من غموض، بحيث يبدو واضحًا جليًّا "تأويل النصوص" ° تأويل الكلام: تفسيره وبيان معناه.
3 - إعطاء معنًى لحدث أو قول أو نصّ لا يبدو فيه المعنى واضحًا لأوّلِ وَهْلة "تأويل الخبر" ° تأويل الرُّؤيا: تفسيرها.
4 - (فق) بيان أحد محتملات اللفظ على وجه التقدير والظّن. 

مآل [مفرد]: مصدر ميميّ من آلَ إلى ° في الحال وفي المآل: في الحاضر والمستقبل- مآل الكلام: مَفَاده، مقصده، مغزاه، مضمونه. 
أول
{آلَ إليهِ} يَؤُولُ {أَوْلاً} ومَآلاً: رَجَعَ وَمِنْه قولُهم: فُلانٌ {يَؤُولُ إِلَى كرمٍ. وطَبخْتُ الدَّواءَ حَتَّى آلَ المَنَّانِ مِنْه إِلَى مَن واحِدٍ. وَفِي الحَدِيث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ فَلا صامَ وَلَا} آلَ أَي لَا رَجَع إِلَى خَيرٍ، وَهُوَ مَجازٌ. آلَ عَنهُ: ارتَدَّ آلَ: الدُّهْنُ وغيرُه كالقَطِرانِ والعَسلِ والَّلبَنَ والشَّراب أَوْلاً {وِإيالاً بالكسرِ: خَثُرَ فَهُوَ آيِلٌ} وأُلْتُه أَنا أَؤُولُه أَوْلاً، فَهُوَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ قَالَه اللَّيثُ. وَقَالَ الأزهريُّ: هَذَا خطأٌ، إِنَّمَا يُقال: آل الشَّرابُ: إِذا خَثُرَ وانتهي بُلوغُــه من الإسْكار، وَلَا يُقال: {ألْتُ الشَّرابَ، وَلَا يُعْرَفُ فِي كلامِ العَرب. (و) } آلَ المَلِكُ رَعِيَّتَه {يَؤُولُ} إِيالاً بالكسرِ: ساسَهُم وأحسنَ رِعايتَهم. (و) {آلَ علَى القَوْمِ} أَوْلاً {وإِيالاً} وِإيالَةً بكسرِهما: وَلِيَ أَمْرَهُم، وَفِي كلامِ بَعْضِهم: قد ألْنا وِإيلَ عَلَينا. (و) {آل المالَ أَوْلاً: أَصْلَحَه وساسَهُ،} كائتالَهُ {ائتِيالاً، وَهُوَ افْتِعالٌ مِن الأَولِ. قَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(بَصَبوحِ صافِيةٍ وجَذبِ كَرِينَةٍ ... بمُوَتَّرٍ} تَأْتالُه إبْهامُها)
وَهُوَ يَفْتَعِلُه، مِن {أُلْتُ، كَمَا تَقول: تَقْتالُه، مِن قُلْتُ، أَي يُصْلِحُه إِبهامُها. ويُقال: هُوَ} مُؤْتالٌ لِقَوْمِه، مِقْتالٌ عليهِم: أَي سائِسٌ مُحْتَكِمٌ، كَمَا فِي الأساس. آل الشَّيْء {مَآلاً: نَقَصَ كَحارَ مَحاراً. (و) } آل فُلانٌ مِن فُلانٍ: نَجَا وَهِي لُغَةٌ للأنصارِ فِي وَأَلَ يَقُولُونَ: رَجُلٌ آيِلٌ، وَلَا يَقُولُونَ: وائِلٌ. قَالَ: (يَلُوذُ بِشُئْبُوبٍ مِن الشَّمْسِ فَوْقَها ... كَما آلَ مِن حَرِّ النَّهارِ طَرِيدُ)
آلَ لَحْمُ النَّاقَة: ذَهَبَ فَضَمُرَتْ قَالَ الأعْشَى:
(أكللْتُها بَعْدَ المِرا ... حِ {فآلَ مِن أَصْلابِها)
أَي ذَهَب لَحْمُ صُلْبِها.} وأَوَّلَهُ إليهِ {تَأْوِيلاً رَجَعَهُ.} وأَوَّلَ اللهُ عليكَ ضالَّتَكَ: رَدَّ ورَجَعَ. {والإِيَّلُ، كَقِنَّبٍ وخُلَّبٍ وسَيِّدٍ الأخيرةُ حَكَاهَا الطُّوسِي، عَن ابْن الأعرابيّ، كَذَا فِي تَذْكِرةِ أبي عليٍّ، والأولَى الوَجْهُ: الوَعِلُ الذَّكَرُ، عَن ابنِ شُمَيل، والأُنْثَى بِالْهَاءِ، باللّغات الثَّلَاثَة، وَهِي الأُرْوِيَّةُ أَيْضا. قَالَ: والإِيَّل: هُوَ ذُو القَرنِ الشَّعِث الضَّخْم، مثل الثَّوْرِ الأَهْلِيّ. وَقَالَ اللَّيثُ: إِنَّمَا سُمِّيَ} إِيَّلاً لِأَنَّهُ {يَؤُولُ إِلَى الجِبال، يَتحصَّن فِيهَا، وأنشَد لأبي النَّجْم: كأنَّ فِي أذْنابِهنَّ الشُّوَّلِ مِن عبس الصَّيفِ قُرونَ} الإِيَّلِ وَقد تُقْلَبُ الياءُ جِيماً، كَمَا سبق ذَلِك فِي أج ل. والجَمْعُ: {الأَيايِلُ، عَن اللَّيث.} وأَوَّلَ الكَلامَ {تَأْوِيلاً،} وتَأَوَّلَهُ: دَبَّرَهُ وقَدَّرَه وفَسَّره قَالَ الأعْشَى:)
(علَى أنَّها كانَت {تَأَوُّلُ حُبِّها ... تَأَوُّلُ رِبْعِيِّ السِّقابِ فأَصْحَبا)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَي تَفْسِيرُ حُبها أَنه كَانَ صَغِيرا فِي قَلْبِه، فَلم يَزَلْ يَثْبُتُ حتّى صَار كَبِيرا، كَهَذا السَّقْبِ الصَّغيرِ، لم يَزَلْ يَشِبُّ حَتَّى صَار كَبِيرا مثلَ أُمِّه، وَصَارَ لَهُ وَلَدٌ يَصْحَبُهُ. وظاهِرُ المُصَنِّفِ أنّ التأويلَ والتفسيرَ واحِدٌ، وَفِي العُباب: التَّأوِيلُ: تفسيرُ مَا} يَؤُولُ إِلَيْهِ الشَّيْء.والتَّمتِينِ، واحِدَتُه: {تَأوِيلَةٌ، ورَوى المُنْذِرِيُّ، عَن أبي الهَيثَم، قَالَ: إِنَّمَا طَعامُ فُلانٍ القَفْعاءُ والتَّأوِيلُ. قَالَ: والتَّأوِيلُ: نَبتٌ يَعْتَلِفُه الحِمارُ، يُضْرَبُ للرجُلِ المُستَبلِدِ الفَهْمِ، وشُبِّه بالحِمار فِي ضَعفِ عَقلِه. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أنتَ مِن الفَحائِلِ بَين القَفْعاءِ والتَّأوِيلِ. وهما نَبتانِ محمودانِ، مِن مَراعِي البَهائمِ، فَإِذا اسْتَبلَدُوا الرجُلَ، وَهُوَ مَعَ ذَلِك مخْصِبٌ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ، ضَرَبُوا لَهُ هَذَا المَثَل. وَقَالَ الأزهرِيُّ: أمّا التَّأويلُ فَلم أسمعْه إلاَّ فِي قولِ أبي وَجزَةَ:
(عَزْبُ المَراتِعِ نَظَّارٌ أطاعَ لَهُ ... مِن كُلِّ رابِيَةٍ مَكْرٌ} وتَأوِيلُ)

{والأُيَّلُ، كخُلَّبٍ: الماءُ فِي الرَّحِمِ عَن ابنِ سِيدَهْ. أَيْضا: بَقِيَّةُ اللَّبَنِ الخاثِرِ قَالَ النابِغةُ الجَعْدِيّ، رَضِي الله عَنهُ، يهجُو لَيلَى الأَخْيَلِيَّةَ:
(وَقد أكلتْ بَقْلاً وَخِيماً نَباتُهُ ... وَقد شَرِبَتْ فِي أوَّلِ الصَّيفِ} أُيَّلَا)
ويُروى: بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَها {كالآيِلِ على فاعِلٍ، وَهُوَ اللَّبَنُ الخاثِرُ المُخْتَلِطُ الَّذِي لم يُفْرِط فِي الخُثُورَةِ، وَقد خَثُرَ شَيْئا صالِحاً، وتَغيَّر طعمُه، وَلَا كُلَّ ذَلِك، قَالَه أَبُو حاتِم. وقِيلَ:} الأُيَّلُ: جَمْعُه، كقارِحٍ وقُرَّحٍ. أَو هُوَ وِعاؤُه أَي اللَّبنُ يَؤُولُ فِيهِ.! والآلُ: مَا أشْرَفَ مِن البَعِيرِ أَيْضا: السَّرابُ عَن الأصْمَعِي. أَو هُوَ خاصٌّ بِمَا فِي أوَّلِ النَّهارِ كَأَنَّهُ يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهاها، وَمِنْه قولُ النابِغة الجَعْدِيّ: (حتّى لَحِقْنا بِهِمْ تُعْدَى فَوارِسُنا ... كأنَّنا رَعْنُ قُف يَرفَعُ {الآلَا)
أَرَادَ: يَرفَعُه الآلُ، فَقلَبه. وَقَالَ يُونُسُ: الآلُ: مُذْ غُدْوةٍ إِلَى ارتفاعِ الضُّحَى الأعلَى، ثمَّ هُوَ سَرابٌ سائِرَ اليومِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: الآلُ: الَّذِي يَرفَعُ الشُّخُوصَ، وَهُوَ يكون بالضّحَى، والسَّرابُ الَّذِي يجْرِي على وجْهِ الأَرْض، كَأَنَّهُ المَاء، وَهُوَ نِصْفَ النَّهار. قَالَ الأزهريُّ: وَهُوَ الَّذِي رأيتُ العربَ بالبادية يقولُونه. ويُؤنَّثُ. (و) } الآلُ الخَشَبُ المُجَرَد. الآلُ: الشَّخْصُ. الآلُ: عَمَدُ الخَيمَةِ قَالَ النابِغةُ الذُّبْيانيُّ:
(فَلم يبقَ إلاَّ آلُ خَيمٍ مُنَصَّبٍ ... وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْىٌ مُعَثْلِبُ)
{كالآلَةِ واحِدِ} الآلِ ج: {آلاتٌ وَهِي خَشَباتٌ تبنَى عَلَيْهَا الخَيمَةُ، قَالَ كُثَيِّرٌ، يصِفُ نَاقَة:
(وتُعْرَفُ إِن ضَلَّت فتُهْدَى لِرَبِّها ... بِمَوْضِعِ} آلاتٍ مِن الطَّلْحِ أَرْبَعِ)
يُشَبِّه قَوائِمَها بهَا، {فالآلَةُ واحِدٌ} والآلُ {والآلاتُ جَمْعان. الآلُ: جَبَلٌ بعَينِه، قَالَ امرُؤ القَيس:
(أيَّامَ صَبَّحْناكُمُ مَلْمُومَةً ... كَأَنَّمَا نُطِّقَتْ فِي حَزْمِ} آلِ)
الآلُ: أَطْرافُ الجَبَلِ ونَواحِيه وَبِه فُسِّر قولُ العَجّاج: كأنَّ رَعْنَ الآلِ مِنْه فِي! الآلْ بَين الضُّحَى وَبَين قَيل القَيَّالْ إِذا بَدا دُهانِجٌ ذُو أَعْدالْ يُشَبِّه أطرافَ الجَبَلِ فِي السَّراب. الآلُ: أَهْلُ الرَّجُلِ وعِيالُه أَيْضا: أَتْباعُه وأولِياؤُه، وَمِنْه)
الحَدِيث: سَلْمانُ منَّا آلَ البيتِ. قَالَ اللهُ عزَّ وجلّ: كَدَأْبِ آلِ فِرعَوْنَ. وَقَالَ ابنُ عرَفَة: يَعْنِي مَن آلَ إِلَيْهِ بدِينٍ أَو مَذْهبٍ أَو نَسَبٍ، وَمِنْه قولُه تعالَى: أَدْخِلُوا آلَ فِرعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ. وقولُ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمُحَمَّدٍ وَلَا {لِآلِ مُحَمَّدٍ قَالَ الشافِعِيُّ رَحمَه الله تَعَالَى: دَلَّ هَذَا على أنّ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم} وَآله هم الَّذين حُرمت عَلَيْهِم الصَّدَقَةُ وعُوِّضُوا مِنها الخُمْسَ، وهم صَلِيبَةُ بني هاشِمٍ وبَني المُطَّلِب. وسُئلَ النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: مَن {آلكَ فَقَالَ: آلُ عَلِيٍّ وآلُ جَعْفَر، وآلُ عَقِيلٍ وآلُ عَبّاسٍ. وَكَانَ الحسنُ رَضِي الله عَنهُ إِذا صلَّى على النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، قَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ وبَركاتِكَ على آلِ أحْمَدَ يُرِيدُ نَفْسَه، أَلا تَرَى أَن المَفْرُوضَ مِن الصَّلاة مَا كَانَ عَلَيْهِ خاصَّةً لقولِه تعالَى: يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً وَمَا كَانَ الحسنُ لِيُخِلَّ بالفَرضِ. وَقَالَ أَنسٌ رَضِي الله عَنهُ: سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى الله علَيه وسلَّم: مَن} آلُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُلُّ تَقِيٍّ. قَالَ الأعْشَى، فِي! الآلِ، بمَعْنى الأَتْباع:
(فَكذَّبُوها بِمَا قالَتْ فَصَبَّحَهُم ... ذُو آل حَسَّانَ يُزْجِى المَوتَ والشَّرَعا)
الشَّرَع: الأَوْتارُ، يَعْنِي جَيشَ تُبَّعٍ. وَقد يُقْحَمُ الآلُ، كَمَا قَالَ:
(أُلاقِى مِن تَذَكرِ آلِ لَيلَى ... كَمَا يَلْقَى السَّلِيمُ مِن العِدادِ)
وَلَا يُستَعْمَل الآلُ إلاَّ فِيمَا فِيهِ شَرَفٌ غالِباً، فَلَا يُقَال: آلُ الإسكافِ، كَمَا يُقال: أَهلُه. وخُصَّ أَيْضا بِالْإِضَافَة إِلَى أعلامِ الناطِقِين، دُونَ النَّكِرات والأمكنةِ والأزمنةِ، فيُقال: آلُ فُلانٍ، وَلَا يُقَال: آلُ رَجُلٍ، وَلَا آل زَمانِ كَذَا، وَلَا آلُ مَوضِع كَذَا، كَمَا يُقال: أهلُ بَلَدِ كَذَا، ومَوْضعِ كَذَا.
وأصْلُه أَهْلٌ، أُبْدِلَت الهاءُ هَمْزَةً، فصارتْ: أَأْلٌ، توالَتْ همزتان، فأُبدِلت الثانيةُ ألِفاً فَصَارَ: آل.
وتَصْغِيرُه: {أُوَيْلٌ وأُهيلٌ.} والآلَةُ: الحالَةُ يُقال: هُوَ {بآلَةِ سُوءٍ، قَالَ أَبُو قُردُودَةَ الأعرابِي: قَد أركب الآلَةَ بَعْدَ} الآلَهْ وأترُكُ العاجِزَ بالجَدالَهْ مُنْعَفِراً ليسَتْ لَهُ مَحالَهْ الآلَةُ: الشِّدَّةُ أَيْضا: الجِنازَةُ: أَي سَرِيرُ الميِّتِ عَن أبي العَمَيثَلِ، قَالَ كعبُ بن زُهَير، رَضِي الله عَنهُ:
(كُلُّ ابنِ أُنْثَى وَإِن طالَتْ سَلَامَتُهُ ... يَوْمًا علَى آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمُولُ)

وَقيل: الآلَةُ هُنَا: الحالَةُ. الآلَةُ أَيْضا: مَا اعْتَمَلْتَ بِه مِن أداةٍ، يكونُ واحِداً وجَمْعاً، أَو هِيَ جَمعٌ بِلا واحِدٍ، أَو واحِدٌ ج: آلاتٌ. {وأَوْلٌ: ع بأرْضِ غَطَفانَ بينَ خَيبَر وجَبَلَي طَيِّئ، على يومينِ مِن ضَرغَدٍ. أَيْضا: وادٍ بينَ مَكَّةَ واليَمامةِ بَين الغِيلِ والأَكَمةِ، قَالَ نُصَيبٌ:
(ونَحْنُ مَنَعْنا يَوْمَ أَوْلٍ نِساءَنا ... ويَوْمَ أُفَيٍّ والأَسِنَّةُ تَرعُفُ)
وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي:
(أيا نَخْلَتَي أَوْلٍ سَقَى الأَصْلَ مِنكُما ... مفِيضُ النَّدَى والمُدْجِناتُ ذَراكُما)
} وأَوال، كسَحابٍ: جَزِيرةٌ كَبِيرَة بالبَحْرَيْنِ بينَها وبينَ القَطِيفِ مَسِيرةُ يومٍ فِي البَحر عِنْدَها مَغاصُ اللؤْلُؤ قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(مالَ الحُداةُ بِها بِعارِضِ قَريةٍ ... وكأنَّها سُفُنٌ بِسِيفِ {أَوالِ)
ويُروَى: بِعَارِض قرنه والعارِضُ: الجَبَلُ. أَوالٌ: صَنَمٌ لِبَكْرٍ وتَغْلِبَ ابْنَي وائلٍ.} والأَوَّلُ: لِضِدِّ الآخِرِ يَأْتِي ذِكره فِي وأل وبعضُهم ذكره فِي هَذَا التَّركيب لاختِلافِهم فِي وَزْنِه. {والإِيالاتُ، بالكَسرِ: الأَوْدِيَةُ قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ:
(حَتَّى إِذا مَا} إيالاتٌ جَرَتْ بَرَحاً ... وقَدْ رَبَعْنَ الشَّوَى مِن ماطِرٍ ماجِ)
جَرَتْ بَرَحاً: أَي عَرَضَتْ عَن يَسارِه. ورَبَعْنَ: أمْطَرنَ. وماطِرٌ: أَي عَرَقٌ، يَقُول: أمْطَرَتْ قَوائمهُنّ مِن العَرَق. والمأجُ: المِلْحُ. {وأوِلَ، كفَرِحَ: سَبَقَ قَالَ ابنُ هَرمَةَ:
(إنٍ دافَعُوا لم يُعَب دفِاعُهُمُ ... أَو سابَقُوا نحوَ غايةٍ} أَوِلُوا)
وأَوْلِيلُ: مَلَّاحَةٌ بالمَغْرِبِ كَذَا نَقَلَه الصاغانِيُّ، وَهِي أَوْلِيلَةُ: مدينةٌ شَهِيرةٌ، ذَكرها غيرُ واحِدٍ من المُؤرِّخين، وَكَانَ قَدِمها مولَايَ إدريسُ الْأَكْبَر، حينَ دَخل المَغْرِبَ، قبلَ أَن يَبنيَ فاسَ.
ومِمّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ:! المَآلُ: المَرجِعُ. وَقَالَ شَمِرٌ: الإِيَّلُ، بكَسرٍ فتشديد: ألبانُ الأَيايِلِ. وَقَالَ أَبُو نَصْر: هُوَ البَوْلُ الخاثِرُ، من أبوالِ الأَرْوَى، إِذا شَرِبَتْه المرأةُ اغْتَلَمَتْ، قَالَ الفَرَزْدَق:
(وكَأَنَّ خاثِرَه إِذا ارْتَثَؤُوا بِه ... عَسَلٌ لَهُم حُلِبَتْ عَلَيْهِ الإِيّلُ)
وَهُوَ يُغْلِمُ: أَي يُقَوِّى على النِّكاح. وَأنكر أَبُو الهَيثَم مَا قَالَه شَمِرٌ، وَقَالَ: هُوَ مُحالٌ، ومِن أَيْن تُوجَدُ ألبان الأيايِلِ. والروايَةُ: {أُيَّلا، وَهُوَ اللَّبَنُ الخاثِرُ. وَقَالَ ابنُ جِنِّى: أَلْبانٌ} أُيَّلٌ، كخُلَّب. قَالَ ابنُ سيدَهْ: وَهَذَا عَزِيزٌ مِن وَجْهينِ، أَحدهمَا: أَن تُجْمَعَ صِفَةُ غيرِ الحَيوان على فُعَّلٍ، والآخَر:)
أَنه يَلْزَم فِي جَمْعه: {أُوّلٌ، لِأَنَّهُ واوِيٌّ، لَكِن الْوَاو لَمّا قَرُبَتْ مِن الطَّرَفِ احْتَمَلَت الإعلالَ، كَمَا قَالُوا: صُيَّمٌ ونُيَّمٌ.} وآلَ: رَدَّ، قَالَ هِشامٌ، أَخُو ذِي الرُّمَّة:
(آلُوا الجِمالَ هَرامِيلَ العِفاءِ بِها ... على المَناكِبِ رَيْعٌ غيرُ مَجْلُومِ)
أَي رَدُّوها لِيرتَحِلُوا عَلَيها. وَقَالَ اللَّيثُ: {الإيالُ، ككِتاب: وِعاءٌ} يُوأَلُ فِيهِ الشَّرابُ أَو العَصِيرُ، أَو نحوُ ذَلِك، وأنشَد:
(ففَتَّ الخِتامَ وقَدْ أَزْمَنَتْ ... وأحْدَثَ بَعْدَ {إيالٍ} إِيالا)
وَقَالَ ابنُ عَبَّاد: رَدَدْتُه إِلَى {إِيلَتِه، بالكَسرِ: أَي طَبِيعَتِه وسُوسِه، أَو حالَتِه، وَقد تكونُ} الإِيلَةُ الأَقْرِباءَ الَّذين يَؤول إِلَيْهِم فِي النَّسَب. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: يُقال: مالَكَ {تَؤولُ إِلَى كَتِفَيكَ: إِذا انْضَمّ إِلَيْهِمَا واجْتَمع، وَهُوَ مَجازٌ. وقولُهم: تَقْوَى اللهِ أحْسَنُ} تَأوِيلاً: أَي عاقِبةً. {وتَأوَّلَ فِيهِ الخَيرَ: توَسَّمه وتَحَرَّاه. وَهَذَا} مُتَأَوَّلٌ حَسَنٌ. {والأَيْلُولَةُ: الرُّجُوع. وَإنَّهُ} لآيِلُ مالٍ {وأَيِّلُ مالٍ: حَسَنُ القِيام عَلَيْهِ، والسِّياسةِ لَهُ.} وأُلْتُ الإِبِلَ {أَيْلاً} وِإيالاً: سُقْتُها، وَفِي التَّهْذِيب: صَرَرْتُها، فَإِذا بَلَغْتَ إِلَى الحَلْب حَلَلْتَها.! وآلَةُ الدِّينِ: العِلْمُ. وَقد يُسَمَّى الذَّكَرُ {آلَةً، وَكَذَلِكَ العُودُ والمِزْمارُ والطُّنْبُور.

أول: الأَوْلُ: الرجوع. آل الشيءُ يَؤُول أَولاً ومآلاً: رَجَع. وأَوَّل

إِليه الشيءَ: رَجَعَه. وأُلْتُ عن الشيء: ارتددت. وفي الحديث: من صام

الدهر فلا صام ولا آل أَي لا رجع إِلى خير، والأَوْلُ الرجوع. في حديث

خزيمة السلمي: حَتَّى آل السُّلامِيُّ أَي رجع إِليه المُخ. ويقال: طَبَخْت

النبيذَ حتى آل إلى الثُّلُث أَو الرُّبع أَي رَجَع؛ وأَنشد الباهلي

لهشام:

حتى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَيْ مَباءَتِهِم،

وجَرَّد الخَطْبُ أَثْباجَ الجراثِيم

آلُوا الجِمَالَ هَرامِيلَ العِفاءِ بِها،

على المَناكِبِ رَيْعٌ غَيْرُ مَجْلُوم

قوله آلوا الجِمَال: ردُّوها ليرتحلوا عليها.

والإِيَّل والأُيَّل: مِنَ الوَحْشِ، وقيل هو الوَعِل؛

قال الفارسي: سمي بذلك لمآله إِلى الجبل يتحصن فيه؛ قال ابن سيده:

فإِيَّل وأُيَّل على هذا فِعْيَل وفُعيْل، وحكى الطوسي عن ابن الأَعرابي:

أَيِّل كسَيِّد من تذكِرة أَبي علي. الليث: الأَيِّل الذكر من الأَوْعال،

والجمع الأَيايِل، وأَنشد:

كأَنَّ في أَذْنابِهنَّ الشُّوَّل،

من عَبَسِ الصَّيْف، قُرونَ الإِيَّل

وقيل: فيه ثلاث لغات: إِيَّل وأَيَّل وأُيَّل على مثال فُعَّل، والوجه

الكسر، والأُنثى إِيَّلة، وهو الأَرْوَى.

وأَوَّلَ الكلامَ وتَأَوَّله: دَبَّره وقدَّره، وأَوَّله وتَأَوَّله:

فَسَّره. وقوله عز وجل: ولَمَّا يأْتهم تأْويلُه؛ أَي لم يكن معهم علم

تأْويله، وهذا دليل على أَن علم التأْويل ينبغي أَن ينظر فيه، وقيل: معناه لم

يأْتهم ما يؤُول إِليه أَمرهم في التكذيب به من العقوبة، ودليل هذا قوله

تعالى: كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. وفي حديث

ابن عباس: اللهم فَقِّهه في الدين وعَلِّمه التَّأْويل؛ قال ابن

الأَثير: هو من آلَ الشيءُ يَؤُول إِلى كذا أَي رَجَع وصار إِليه، والمراد

بالتأْويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأَصلي إِلى ما يَحتاج إِلى دليل لولاه ما

تُرِك ظاهرُ اللفظ؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: كان النبي،صلى الله

عليه وسلم، يكثر أَن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم وبحمدك

يَتَأَوَّل القرآنَ، تعني أَنه مأْخوذ من قوله تعالى: فسبح بحمد ربك واستغفره.

وفي حديث الزهري قال: قلت لعُروة ما بالُ عائشةَ تُتِمُّ في السَّفَر يعني

الصلاة؟ قال: تأَوَّلَت

(* قوله «قال تأولت إلخ» كذا بالأصل. وفي الأساس:

وتأملته فتأولت فيه الخير أي توسعته وتحرَّيته) كما تأَوَّل عثمانُ؛

أَراد بتأْويل عثمان ما روي عنه أَنه أَتَمَّ الصلاة بمكة في الحج، وذلك

أَنه نوى الإِقامة بها. التهذيب: وأَما التأْويل فهو تفعيل من أَوَّل

يُؤَوِّل تأْويلاً وثُلاثِيُّه آل يَؤُول أَي رجع وعاد. وسئل أَبو العباس أَحمد

بن يحيى عن التأْويل فقال: التأْويل والمعنى والتفسير واحد. قال أَبو

منصور: يقال أُلْتُ الشيءَ أَؤُوله إِذا جمعته وأَصلحته فكان التأْويل جمع

معاني أَلفاظ أَشكَلَت بلفظ واضح لا إشكال فيه. وقال بعض العرب: أَوَّل

اللهُ عليك أَمرَك أَي جَمَعَه، وإِذا دَعَوا عليه قالوا: لا أَوَّل اللهُ

عليك شَمْلَك. ويقال في الدعاء للمُضِلِّ: أَوَّل اللهُ عليك أَي رَدَّ

عليك ضالَّتك وجَمَعها لك. ويقال: تَأَوَّلت في فلان الأَجْرَ إِذا

تَحَرَّيته وطلبته. الليث: التأَوُّل والتأْويل تفسير الكلام الذي تختلف

معانيه ولا يصح إِلاّ ببيان غير لفظه؛ وأَنشد:

نحن ضَرَبْناكم على تنزيله،

فاليَوْمَ نَضْرِبْكُم على تَأْويلِه

(* قوله: نضربْكم، بالجزم؛ هكذا في الأصل ولعل الشاعر اضطُرّ الى ذلك

محافظة على وزن الشعر الذي هو الرجز).

وأَما قول الله عز وجل: هل ينظرون إِلا تأْويله يوم يأْتي تأْويله؛ فقال

أَبو إِسحق: معناه هل ينظروه إِلا ما يَؤُول إِليه أَمرُهم من البَعْث،

قال: وهذا التأْويل هو قوله تعالى: وما يعلم تأْويله إلا الله؛ أَي لا

يعلم مَتَى يكون أَمْرُ البعث وما يؤول إِليه الأَمرُ عند قيام الساعة إِلا

اللهُ والراسخون في العلم يقولون آمنا به أَي آمنا بالبعث، والله أَعلم؛

قال أَبو منصور: وهذا حسن، وقال غيره: أَعلم اللهُ جَلَّ ذكرُه أَن في

الكتاب الذي أَنزله آياتٍ محكماتٍ هن أُمُّ الكتاب لا تَشابُهَ فيه فهو

مفهوم معلوم، وأَنزل آيات أُخَرَ متشابهات تكلم فيها العلماء مجتهدين، وهم

يعلمون أَن اليقين الذي هو الصواب لا يعلمه إِلا الله، وذلك مثل المشكلات

التي اختلف المتأَوّلون في تأْويلها وتكلم فيها من تكلم على ما أَدَّاه

الاجتهاد إِليه، قال: وإِلى هذا مال ابن الأَنباري. وروي عن مجاهد: هل

ينظرون إِلا تأْويله، قال: جزاءه. يوم يأْتي تأْويله، قال: جزاؤه. وقال

أَبو عبيد في قوله: وما يعلم تأْويله إِلا الله، قال: التأْويل المَرجِع

والمَصير مأْخوذ من آل يؤول إِلى كذا أَي صار إِليه. وأَوَّلته: صَيَّرته

إِليه. الجوهري: التأْويل تفسير ما يؤول إِليه الشيء، وقد أَوّلته تأْويلاً

وتأَوّلته بمعنى؛ ومنه قول الأَعْشَى:

على أَنها كانت، تَأَوُّلُ حُبِّها

تَأَوُّلُ رِبْعِيِّ السِّقاب، فأَصْحَبا

قال أَبو عبيدة: تَأَوُّلُ حُبِّها أَي تفسيره ومرجعه أَي أَن حبها كان

صغيراً في قلبه فلم يَزَلْ يثبت حتى أَصْحَب فصار قَديماً كهذا السَّقْب

الصغير لم يزل يَشِبُّ حتى صار كبيراً مثل أُمه وصار له ابن يصحبه.

والتأْويل: عبارة الرؤيا. وفي التنزيل العزيز: هذا تأْويل رؤياي من قبل. وآل

مالَه يَؤوله إِيالة إِذا أَصلحه وساسه. والائتِيال: الإِصلاح والسياسة

قال ابن بري: ومنه قول عامر بن جُوَين:

كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبيـ

رِ، تَأْتي السَّحاب وتَأْتالَها

وفي حديث الأَحنف: قد بَلَوْنا فلاناً فلم نجده عنده إِيالة للمُلْك،

والإِيالة السِّياسة؛ فلان حَسَن الإِيالة وسيِّءُ الإِيالة؛ وقول لبيد:

بِصَبُوحِ صافِيَةٍ، وجَذْبِ كَرِينَةٍ

بِمُؤَتَّرٍ، تأْتالُه، إِبْهامُها

قيل هو تفتعله من أُلْتُ أَي أَصْلَحْتُ، كما تقول تَقْتَاله من قُلت،

أَي تُصْلِحهُ إِبهامُها؛ وقال ابن سيده: معناه تصلحه، وقيل: معناه ترجع

إِليه وتَعطِف عليه، ومن روى تَأْتَالَه فإِنه أَراد تأْتوي من قولك

أَوَيْت إِلى الشيء رَجَعْت إِليه، فكان ينبغي أَن تصح الواو، ولكنهم

أَعَلُّوه بحذف اللام ووقعت العين مَوْقِعَ اللام فلحقها من الإِعلال ما كان يلحق

اللام. قال أَبو منصور: وقوله أُلْنَا وإِيلَ علينا أَي سُسْنَا

وسَاسونا.

والأَوْل: بلوغ طيب الدُّهْن بالعلاج. وآل الدُّهْن والقَطِران والبول

والعسل يؤول أَوْلاً وإِيالاً: خَثُر؛ قال الراجز:

كأَنَّ صَاباً آلَ حَتَّى امَّطُلا

أَي خَثُر حَتَّى امتدَّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة:

عُصَارَةُ جَزْءٍ آلَ، حَتَّى كأَنَّما

يُلاقُ بِجَادَِيٍّ ظُهُورُ العَراقبِ

وأَنشد لآخر:

ومِنْ آيلٍ كالوَرْسِ نَضْحاً كَسَوْنَهُ

مُتُونَ الصَّفا، من مُضْمَحِلٍّ وناقِع

التهذيب: ويقال لأَبوال الإِبل التي جَزَأَت بالرُّطْب في آخر جَزْئِها:

قد آلَتْ تؤولُ أَوْلاً إِذا خَثُرت فهي آيلة؛ وأَنشد لذي الرمة:

ومِنْ آيلٍ كالوَرْسِ نَضْح سُكُوبه

مُتُونَ الحَصَى، مِنْ مُضْمَحِلٍّ ويابس

وآل اللبنُ إِيالاً: تَخَثَّر فاجتمع بعضه إِلى بعض، وأُلْتُهُ أَنا.

وأَلْبانٌ أُيَّل؛ عن ابن جني، قال ابن سيده: وهذا عزيز من وجهين: أَحدهما

أَن تجمع صفة غير الحيوان على فُعَّل وإِن كان قد جاء منه نحو عِيدان

قُيَّسٌ، ولكنه نادر، والآخَرُ أَنه يلزم في جمعه أُوَّل لأَنه من الواو

بدليل آل أَوْلاً لكن الواو لَما قَرُبت من الطرف احْتَمَلت الإِعلال كما

قالوا نُيَّم وصُيَّم.

والإِيالُ: وعاء اللّبَن. الليث: الإِيال، على فِعال، وِعاء يُؤَال فيه

شَراب أَو عصير أَو نحو ذلك. يقال: أُلْت الشراب أَؤُوله أَوْلاً؛

وأَنشد:فَفَتَّ الخِتامَ، وقد أَزْمَنَتْ،

وأَحْدَث بعد إِيالٍ إِيَالا

قال أَبو منصور: والذي نعرفه أَن يقال آل الشرابُ إِذا خَثُر وانتهى

بلوغُــه ومُنْتهاه من الإِسكار، قال: فلا يقال أُلْتُ الشراب. والإِيَال:

مصدر آل يَؤُول أَوْلاً وإِيالاً، والآيل: اللبن الخاثر، والجمع أُيَّل مثل

قارح وقُرَّح وحائل وحُوَّل؛ ومنه قول الفرزدق:

وكأَنَّ خاتِرَه إِذا ارْتَثَؤُوا به

عَسَلٌ لَهُمْ، حُلِبَتْ عليه الأُيَّل

وهو يُسَمِّن ويُغْلِم؛ وقال النابغة الجعدي يهجو ليلى الأَخْيَلِيَّةَ:

وبِرْذَوْنَةٍ بَلَّ البَراذينُ ثَغْرَها،

وقد شَرِبتْ من آخر الصَّيْفِ أُيَّلا

قال ابن بري: صواب إِنشاده: بُريْذِينةٌ، بالرفع والتصغير دون واو، لأَن

قبله:

أَلا يا ازْجُرَا لَيْلى وقُولا لها: هَلا،

وقد ركبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا

وقال أَبو الهيثم عند قوله شَرِبَتْ أَلْبان الأَيايل قال:

هذا محال، ومن أَين توجد أَلبان الأَيايل؟ قال: والرواية وقد شَرِبَتْ

من آخر الليل أُيَّلاً، وهو اللبن الخاثر من آل إِذا خَثُر. قال أَبو

عمرو: أُيّل أَلبان الأَيايل، وقال أَبو منصور: هو البول الخاثر بالنصب

(*

قوله «بالنصب» يعني فتح الهمزة) من أَبوال الأُرْوِيَّة إِذا شربته المرأَة

اغتلمت. وقال ابن شميل: الأُيَّل هو ذو القرن الأَشعث الضخمِ مثل الثور

الأَهلي. ابن سيده: والأُيَّل بقية اللبن الخاثر، وقيل: الماء في الرحم،

قال: فأَما ما أَنشده ابن حبيب من قول النابغة:

وقد شَرِبَتْ من آخر الليل إِيَّلاً

فزعم ابن حبيب أَنه أَراد لبن إِيَّل، وزعموا أَنه يُغْلِم ويُسَمِّن،

قال: ويروى أُيَّلاً، بالضم، قال: وهو خطأٌ لأَنه يلزم من هذا أُوَّلاً.

قال أَبو الحسن: وقد أَخطأَ ابن حبيب لأَن سيبوبه يرى البدل في مثل هذا

مطرداً، قال: ولعمري إِن الصحيح عنده أَقوى من البدل، وقد وَهِم ابن حبيب

أَيضاً في قوله إِن الرواية مردودة من وجه آخر، لأَن أُيَّلا في هذه

الرواية مثْلُها في إِيّلا، فيريد لبن أُيَّل كما ذهب إِليه في إِيَّل، وذلك

أَن الأُيَّل لغة في الإِيَّل، فإِيَّل كحِثْيَل وأُيَّل كَعُلْيَب، فلم

يعرف ابن حبيب هذه اللغة. قال: وذهب بعضهم إِلى أَن أُيَّلاً في هذا البيت

جمع إِيَّل، وقد أَخْطأَ من ظن ذلك لأَن سيبويه لا يرى تكسير فِعَّل على

فُعَّل ولا حكاه أَحد، لكنه قد يجوز أَن يكون اسماً للجمع؛ قال وعلى هذا

وَجَّهت أَنا قول المتنبي:

وقِيدَت الأُيَّل في الحِبال،

طَوْع وهُوقِ الخَيْل والرجال

غيره: والأُيَّل الذَّكَر من الأَوعال، ويقال للذي يسمى بالفارسية كوزن،

وكذلك الإِيَّل، بكسر الهمزة، قال ابن بري: هو الأَيِّل، بفتح الهمزة

وكسر الياء، قال الخليل: وإِنما سمي أَيِّلاً لأَنه يَؤُول إِلى الجبال،

والجمع إِيَّل وأُيَّل وأَيايل، والواحد أَيَّل مثل سَيِّد ومَيِّت. قال:

وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب موافقاً لهذا القول الإِيَّل جمع أَيِّل،

بفتح الهمزة؛ قال وهذا هو الصحيح بدليل قول جرير:

أَجِعِثْنُ، قد لاقيتُ عِمْرَانَ شارباً،

عن الحَبَّة الخَضْراء، أَلبان إِيَّل

ولو كان إِيَّل واحداً لقال لبن إِيَّل؛ قال: ويدل على أَن واحد إِيَّل

أَيِّل، بالفتح، قول الجعدي:

وقد شَرِبت من آخر الليل أَيِّلاً

قال: وهذه الرواية الصحيحة، قال: تقديره لبن أَيِّل ولأَن أَلبان

الإِيَّل إِذا شربتها الخيل اغتَلَمت. أَبو حاتم: الآيل مثل العائل اللبن

المختلط الخاثر الذي لم يُفْرِط في الخُثورة، وقد خَثُرَ شيئاً صالحاً، وقد

تغير طَعمه إِلى الحَمَض شيئاً ولا كُلَّ ذلك.يقال: آل يؤول أَوْلاً

وأُوُولاً، وقد أُلْتُهُ أَي صببت بعضه على بعض حتى آل وطاب وخَثُر. وآل:

رَجَع، يقال: طبخت الشراب فآل إِلى قَدْر كذا وكذا أَي رجع. وآل الشيءُ مآ

لاً: نَقَص كقولهم حار مَحاراً.

وأُلْتُ الشيءَ أَوْلاً وإِيالاً: أَصلحته وسُسْتُه. وإِنه لآيل مال

وأَيِّل مال أَي حَسَنُ القيام عليه. أَبو الهيثم: فلان آيل مال وعائس مال

ومُراقِح مال

(* قوله «ومراقح مال» الذي في الصحاح وغيره من كتب اللغة:

رقاحيّ مال) وإِزَاء مال وسِرْبال مال إِذا كان حسن القيام عليه والسياسة

له، قال: وكذلك خالُ مالٍ وخائل مال. والإِيَالة: السِّياسة. وآل عليهم

أَوْلاً وإِيَالاً وإِيَالة: وَليَ. وفي المثل: قد أُلْنا وإِيل علينا،

يقول: ولَينا وَوُلي علينا، ونسب ابن بري هذا القول إِلى عمر وقال: معناه

أَي سُسْنا وسِيسَ علينا، وقال الشاعر:

أَبا مالِكٍ فانْظُرْ، فإِنَّك حالب

صَرَى الحَرْب، فانْظُرْ أَيَّ أَوْلٍ تَؤُولُها

وآل المَلِك رَعِيَّته يَؤُولُها أَوْلاً وإِيالاً: ساسهم وأَحسن

سياستهم وَوَليَ عليهم. وأُلْتُ الإِبلَ أَيْلاً وإِيالاً: سُقْتها. التهذيب:

وأُلْتُ الإِبل صَرَرْتها فإذا بَلَغَتْ إِلى الحَلْب حلبتها.

والآل: ما أَشرف من البعير. والآل: السراب، وقيل: الآل هو الذي يكون

ضُحى كالماء بين السماء والأَرْض يرفع الشُّخوص ويَزْهَاهَا، فاَّما

السَّرَاب فهو الذي يكون نصف النهار لاطِئاً بالأَرْض كأَنه ماء جار، وقال ثعلب:

الآل في أَوّل النهار؛ وأَنشد:

إِذ يَرْفَعُ الآلُ رأْس الكلب فارتفعا

وقال اللحياني: السَّرَاب يذكر ويؤنث؛ وفي حديث قُسّ بن ساعدَة:

قَطَعَتْ مَهْمَهاً وآلاً فآلا

الآل: السَّراب، والمَهْمَهُ: القَفْر. الأَصمعي: الآل والسراب واحد،

وخالفه غيره فقال: الآل من الضحى إِلى زوال الشمس، والسراب بعد الزوال إِلى

صلاة العصر، واحتجوا بأَن الآل يرفع كل شيء حتى يصير آلاً أَي شَخْصاً،

وآلُ كل شيء: شَخْصه، وأَن السراب يخفض كل شيء فيه حتى يصير لاصقاً

بالأَرض لا شخص له؛ وقال يونس: تقول العرب الآل مُذ غُدْوة إِلى ارتفاع الضحى

الأَعلى، ثم هو سَرَابٌ سائرَ اليوم؛ وقال ابن السكيت: الآل الذي يرفع

الشخوص وهو يكون بالضحى، والسَّراب الذي يَجْري على وجه الأَرض كأَنه الماء

وهو نصف النهار؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيت العرب بالبادية يقولونه.

الجوهري: الآل الذي تراه في أَول النهار وآخره كأَنه يرفع الشخوص وليس هو

السراب؛ قال الجعدي:

حَتَّى لَحِقنا بهم تُعْدي فَوارِسُنا،

كأَنَّنا رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلا

أَراد يرفعه الآل فقلبه، قال ابن سيده: وجه كون الفاعل فيه مرفوعاً

والمفعول منصوباً باسمٍ

(* أراد بالاسم الصحيح: الرَّعْن) صحيح، مَقُول به،

وذلك أَن رَعْن هذا القُفِّ لما رفعه الآل فرُؤي فيه ظهر به الآل إِلى

مَرْآة العين ظهوراً لولا هذا الرَّعْن لم يَبِنْ للعين بَيانَه إِذا كان

فيه، أَلا ترى أَن الآل إِذا بَرَق للبصر رافعاً شَخْصه كان أَبدى للناظر

إِليه منه لو لم يلاق شخصاً يَزْهاه فيزداد بالصورة التي حملها سُفوراً

وفي مَسْرَح الطَّرْف تجَلِّياً وظهوراً؟ فإِن قلت: فقد قال الأَعشى:

إِذ يَرْفَع الآلُ رأْسَ الكلبِ فارتفعا

فجعل الآل هو الفاعل والشخص هو المفعول، قيل: ليس في هذا أَكثر من أَن

هذا جائز، وليس فيه دليل على أَن غيره ليس بجائز، أَلا ترى أَنك إِذا قلت

ما جاءني غير زيد فإِنما في هذا دليل على أَن الذي هو غيره لم يأْتك،

فأَما زيد نفسه فلم يُعَرَّض للإِخبار بإِثبات مجيء له أَو نفيه عنه، فقد

يجوز أَن يكون قد جاء وأَن يكون أَيضاً لم يجئ؟ والآل: الخَشَبُ

المُجَرَّد؛ ومنه قوله:

آلٌ على آلٍ تَحَمَّلَ آلا

فالآل الأَول: الرجل، والثاني السراب، والثالث الخشب؛ وقول أَبي دُوَاد:

عَرَفْت لها مَنزلاً دارساً،

وآلاً على الماء يَحْمِلْنَ آلا

فالآل الأَولِ عيدانُ الخَيْمة، والثاني الشخص؛ قال: وقد يكون الآل

بمعنى السراب؛ قال ذو الرُّمَّة:

تَبَطَّنْتُها والقَيْظَ، ما بَيْن جَالِها

إِلى جَالِها سِتْرٌ من الآل ناصح

وقال النابغة:

كأَنَّ حُدُوجَها في الآلِ ظُهْراً،

إِذا أُفْزِعْنَ من نَشْرٍ، سَفِينُ

قال ابن بري: فقوله ظُهْراً يَقْضِي بأَنه السرادب، وقول أَبي ذؤَيب:

وأَشْعَثَ في الدارِ ذي لِمَّة،

لَدَى آلِ خَيْمٍ نَفَاهُ الأَتِيُّ

قيل: الآل هنا الخشب. وآلُ الجبل: أَطرافه ونواحيه. وآلُ الرجل: أَهلُه

وعيالُه، فإِما أَن تكون الأَلف منقلبة عن واو، وإِما أَن تكون بدلاً من

الهاء، وتصغيره أُوَيْل وأُهَيْل، وقد يكون ذلك لِما لا يعقل؛ قال

الفرزدق:

نَجَوْتَ، ولم يَمْنُنْ عليك طَلاقَةً

سِوَى رَبَّة التَّقْريبِ من آل أَعْوَجا

والآل: آل النبي،صلى الله عليه وسلم. قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى:

اختلف الناس في الآل فقالت طائفة: آل النبي،صلى الله عليه وسلم، من اتبعه

قرابة كانت أَو غير قرابة، وآله ذو قرابته مُتَّبعاً أَو غير مُتَّبع؛

وقالت طائفة: الآل والأَهل واحد، واحتجوا بأَن الآل إِذا صغر قيل أُهَيْل،

فكأَن الهمزة هاء كقولهم هَنَرْتُ الثوب وأَنَرْته إِذا جعلت له عَلَماً؛

قال: وروى الفراء عن الكسائي في تصغير آل أُوَيْل؛ قال أَبو العباس: فقد

زالت تلك العلة وصار الآل والأَهل أَصلين لمعنيين فيدخل في الصلاة كل من

اتبع النبي،صلى الله عليه وسلم، قرابة كان أَو غير قرابة؛ وروى عن غيره

أَنه سئل عن قول النبي،صلى الله عليه وسلم: اللهم صلّ على محمد وعلى آل

محمد: مَنْ آلُ محمد؟ فقال: قال قائل آله أَهله وأَزواجه كأَنه ذهب إِلى

أَن الرجل تقول له أَلَكَ أَهْلٌ؟ فيقول: لا وإِنما يَعْنِي أَنه ليس له

زوجة، قال: وهذا معنى يحتمله اللسان ولكنه معنى كلام لا يُعْرَف إِلاَّ أَن

يكون له سبب كلام يدل عليه، وذلك أَن يقال للرجل: تزوَّجتَ؟ فيقول: ما

تأَهَّلت، فَيُعْرَف بأَول الكلام أَنه أَراد ما تزوجت، أَو يقول الرجل

أَجنبت من أَهلي فيعرف أَن الجنابة إِنما تكون من الزوجة، فأَما أَن يبدأ

الرجل فيقول أَهلي ببلد كذا فأَنا أَزور أَهلي وأَنا كريم الأَهْل، فإِنما

يذهب الناس في هذا إِلى أَهل البيت، قال: وقال قائل آل محمد أَهل دين

محمد، قال: ومن ذهب إِلى هذا أَشبه أَن يقول قال الله لنوح: احمل فيها من

كل زوجين اثنين وأَهلك، وقال نوح: رب إِن ابني من أَهلي، فقال تبارك

وتعالى: إِنه ليس من أَهلك، أَي ليس من أَهل دينك؛ قال: والذي يُذْهَب إِليه

في معنى هذه الآية أَن معناه أَنه ليس من أَهلك الذين أَمرناك بحملهم معك،

فإِن قال قائل: وما دل على ذلك؟ قيل قول الله تعالى: وأَهلك إِلا من سبق

عليه القول، فأَعلمه أَنه أَمره بأَن يَحْمِل من أَهله من لم يسبق عليه

القول من أَهل المعاصي، ثم بيّن ذلك فقال: إِنه عمل غير صالح، قال: وذهب

ناس إِلى أَن آل محمد قرابته التي ينفرد بها دون غيرها من قرابته، وإِذا

عُدَّ آل الرجل ولده الذين إِليه نَسَبُهم، ومن يُؤْويه بيته من زوجة أَو

مملوك أَو مَوْلى أَو أَحد ضَمَّه عياله وكان هذا في بعض قرابته من

قِبَل أَبيه دون قرابته من قِبَل أُمه، لم يجز أَن يستدل على ما أَراد الله

من هذا ثم رسوله إِلا بسنَّة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما قال:

إِن الصدقة لا تحل لمحمد وآل محمد دل على أَن آل محمد هم الذين حرمت عليهم

الصدقة وعُوِّضوا منها الخُمس، وهي صَلِيبة بني هاشم وبني المطلب، وهم

الذين اصطفاهم الله من خلقه بعد نبيه، صلوات الله عليه وعليهم أَجمعين. وفي

الحديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد؛ قال ابن الأَثير: واختلف في آل

النبي، صلى الله عليه وسلم، الذين لا تحل الصدقة لهم، فالأَكثر على أَنهم

أَهل بيته؛ قال الشافعي: دل هذا الحديث أَن آل محمد هم الذين حرمت عليهم

الصدقة وعوّضوا منها الخُمس، وقيل: آله أَصحابه ومن آمن به وهو في اللغة

يقع على الجميع. وقوله في الحديث: لقد أُعْطِي مِزْماراً من مزامير آل

داود، أَراد من مزامير داود نفسه. والآل: صلة زائدة. وآل الرجل أَيضاً:

أَتباعه؛ قال الأَعشى:

فكذَّبوها بما قالت، فَصَبَّحَهم

ذو آل حَسَّان يُزْجي السَّمَّ والسَّلَعا

يعني جَيْشَ تُبَّعٍ؛ ومنه قوله عز وجل: أَدخلوا آل فرعون أَشدَّ

العذاب.التهذيب: شمر قال أَبو عدنان قال لي من لا أُحْصِي من أَعراب قيس وتميم:

إِيلة الرجل بَنُو عَمِّه الأَدْنَوْن. وقال بعضهم: من أَطاف بالرجل

وحلّ معه من قرابته وعِتْرته فهو إِيلته؛ وقال العُكْلي: وهو من إِيلتنا أَي

من عِتْرَتنا. ابن بزرج: إِلَةُ الرجل الذين يَئِلُ إِليهم وهم أَهله

دُنيا. وهؤُلاء إِلَتُكَ وخم إِلَتي الذين وأَلْتُ إِليهم. قالوا: رددته

إِلى إِلته أَي إِلى أَصله؛ وأَنشد:

ولم يكن في إِلَتِي عوالا

يريد أَهل بيته، قال: وهذا من نوادره؛ قال أَبو منصور: أَما إِلَة الرجل

فهم أَهل بيته الذين يئل إِليهم أَي يلجأُ إِليهم. والآل: الشخص؛ وهو

معنى قول أَبي ذؤيب

يَمانِيَةٍ أَحْيا لها مَظَّ مائِدٍ

وآل قِراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ

يعني ما حول هذا الموضع من النبات، وقد يجوز أَن يكون الآل الذي هو

الأَهل.

وآل الخَيْمة: عَمَدها. الجوهري: الآلة واحدة الآل والآلات وهي خشبات

تبنى عليها الخَيْمة؛ ومنه قول كثيِّر يصف ناقة ويشبه قوائمها بها:

وتُعْرَف إِن ضَلَّتْ، فتُهْدَى لِرَبِّها

لموضِع آلات من الطَّلْح أَربَع

والآلةُ: الشِّدَّة. والآلة: الأَداة، والجمع الآلات. والآلة: ما

اعْتَمَلْتَ به من الأَداة، يكون واحداً وجمعاً، وقيل: هو جمع لا واحد له من

لفظه. وقول علي، عليه السلام: تُسْتَعْمَل آلَةُ الدين في طلب الدنيا؛

إِنما يعني به العلم لأَن الدين إِنما يقوم بالعلم. والآلة: الحالة، والجمع

الآلُ. يقال: هو بآلة سوء؛ قال الراجز:

قد أَرْكَبُ الآلَةَ بعد الآله،

وأَتْرُك العاجِزَ بالجَدَالَه

والآلة: الجَنازة. والآلة: سرير الميت؛ هذه عن أَبي العَمَيْثَل؛ وبها

فسر قول كعب

بن زهير:

كُلُّ ابنِ أُنْثَى، وإِن طالَتْ سَلاَمَتُه،

يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ محمول

التهذيب: آل فلان من فلان أَي وَأَل منه ونَجَا، وهي لغة الأَنصار،

يقولون: رجل آيل مكان وائل؛ وأَنشد بعضهم:

يَلُوذ بشُؤْبُوبٍ من الشمس فَوْقَها،

كما آل مِن حَرِّ النهار طَرِيدُ

وآل لحمُ الناقة إِذا ذَهَب فضَمُرت؛ قال الأَعْشَى:

أَذْلَلْتُهَا بعد المِرَا

ح، فآل من أَصلابها

أَي ذهب لحمُ صُلْبها.

والتأْويل: بَقْلة ثمرتها في قرون كقرون الكباش، وهي شَبِيهة بالقَفْعاء

ذات غِصَنَة وورق، وثمرتها يكرهها المال، وورقها يشبه ورق الآس وهيَ

طَيِّبة الريح، وهو من باب التَّنْبيت، واحدته تأْويلة. وروى المنذري عن

أَبي الهيثم قال: إِنما طعام فلان القفعاء والتأْويل، قال: والتأْويل نبت

يعتلفه الحمار، والقفعاء شجرة لها شوك، وإِنما يضرب هذا المثل للرجل إِذا

استبلد فهمه وشبه بالحمار في ضعف عقله. وقال أَبو سعيد. العرب تقول أَنت

في ضَحَائك

(* قوله «أنت في ضحائك» هكذا في الأصل، والذي في شرح القاموس:

أنت من الفحائل) بين القَفْعاء والتأْويل، وهما نَبْتَان محمودان من

مَرَاعي البهائم، فإِذا أَرادوا أَن ينسبوا الرجل إِلى أَنه بهيمة إِلا أَنه

مُخْصِب مُوَسَّع عليه ضربوا له هذا المثل؛ وأَنشد غيره لأَبي وَجْزَة

السعدي:

عَزْبُ المَراتع نَظَّارٌ أَطاعَ له،

من كل رَابِيَةٍ، مَكْرٌ وتأْويل

أَطاع له: نَبَت له كقولك أَطَاعَ له الوَرَاقُ، قال: ورأَيت في تفسيره

أَن التأْويل اسم بقلة تُولِعُ بقر الوحش، تنبت في الرمل؛ قال أَبو

منصور: والمَكْر والقَفْعاء قد عرفتهما ورأَيتهما، قال: وأَما التأْويل فإِني

ما سمعته إِلاَّ في شعر أَبي وجزة هذا وقد عرفه أَبو الهيثم وأَبو سعيد.

وأَوْل: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَيا نَخْلَتَيْ أَوْلٍ، سَقَى الأَصْلَ مِنكما

مَفِيضُ الرُّبى، والمُدْجِناتُ ذُرَاكُما

وأُوال وأَوَالُ: قربة، وقيل اسم موضع مما يلي الشام؛ قال النابغة

الجعدي: أَنشده سيبويه:

مَلَكَ الخَوَرْنَقَ والسَّدِيرَ، ودَانَه

ما بَيْنَ حِمْيَرَ أَهلِها وأَوَال

صرفه للضرورة؛ وأَنشد ابن بري لأُنَيف

بن جَبَلة:

أَمَّا إِذا استقبلته فكأَنَّه

للعَيْنِ جِذْعٌ، من أَوال، مُشَذَّبُ

الأول: فرد لا يكون غيره من جنسه سابقًا عليه ولا مقارنًا له.
(أول) أَولا سبق

(أول) الشَّيْء إِلَيْهِ أرجعه يُقَال فِي الدُّعَاء لمن فقد شَيْئا أول الله عَلَيْك ضالتك وَفِي الدُّعَاء عَلَيْهِ لَا أول الله عَلَيْك شملك وَالْكَلَام فسره وَفَسرهُ ورده إِلَى لغاية المرجوة مِنْهُ والرؤيا عبرها

سوو

سوو
: (و (} السَّوا) ؛ هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ بالقَصْرِ والصَّوابُ بالمدِّ، (العَدْلُ) ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فانْبِذْ إِلَيْهِم على {سَواءٍ} ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
قَالَ الرَّاغبُ: أَي عَدْلٍ مِن الحُكْم، قالَ: ولمعْنَى المعادلة الَّتِي فِيهِ (اسْتعْمل) اسْتِعمال العَدْل، قَالَ الشَّاعِر:
أَبينَا فَلَا نعطي} السَّوَاءَ عدونا، قَالَ الْأَزْهَرِي: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: إِلَى كلمة سَوَاء بيني وَبَيْنكُم أَي عدل: وَقَالَ زُهَيْر:
أَرُوني خُطَّةً لَا عَيْبَ فِيهَا
{يُسَوِّي بَيْننا فِيها السَّواءُ (و) السَّواءُ: (الوَسَطُ) ؛ وَمِنْه قوْله تَعَالَى: {فاطلعَ فرَآهُ فِي سَواءِ الجَحيم} ؛ وكَذلِكَ: {} سَواءَ السَّبيلِ} .
وقالَ الفرَّاءُ: سَواءُ السَّبِيلِ قَصْدُه.
ويقالُ: انْقَطَعَ {سَوائِي، أَي وَسَطِي.
ويقالُ: مَكانٌ سَواءٌ: أَي عَدْلٌ ووَسَطٌ بينَ الفَرِيقَيْن.
(و) السَّواءُ: (الغَيْرُ) ؛ قالَ الأعْشى:
تَجانَفُ عَن جَوِّ اليَمامةِ ناقتِي
وَمَا عَدَلَتْ عَن أَهْلِها السَّوائِكا (} كالسِّوَى، بالكسْر والضَّمِّ، فِي الكُلِّ) . قالَ الأَخْفَش:! سُوًى إِذا كانَ بمعْنَى غَيْر أَو بمَعْنى العدْلِ يكونُ فِيهِ ثلاثُ لغاتٍ: إِن ضَمَمْت السِّين أَو كَسَرْت قَصرْتَ فيهمَا جَمِيعًا، وَإِن فتحْتَ مددْتَ لَا غَيْر؛ قالَ موسَى بنُ جابرٍ:
وجَدْنا أَبانا كَانَ حَلَّ ببَلْدَةٍ
سِوًى بينَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِرْزِ كَمَا فِي الصِّحاح. وَهُوَ شاهِدٌ {لسِوًى مَقْصوراً، بالكسْر، بمعْنَى العَدْلِ والوَسَطِ وتقولُ: مررْتُ برجُلٍ} سِوَاكَ {وسُوَاكَ} وسَوائِكَ، أَي غَيْرِك؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) {السَّواءُ: (} المُسْتَوِي) . يقالُ: أَرْضٌ {سَواءٌ؛ أَي} مُسْتَويةٌ.
ودارٌ {سَواء: أَي مُسْتويَةٌ المَرافِق.
وثوبٌ سَواءٌ:} مُسْتَوٍ عَرْضُه وطولُه وصنفاته.
وَلَا يقالُ: جَمَلٌ سَواءٌ وَلَا حِمارٌ سَواءٌ؛ وَلَا رَجُلٌ سَواءٌ؛ ويقالُ: رجُلٌ سَواءُ البَطْنِ إِذا كانَ بَطْنُه {مُسْتوِياً مَعَ الصَّدْرِ،} وسَواءُ القَدَمِ إِذا لم يكنْ لَهُ أَخْمَص، {فسَواءُ فِي هَذَا المَعْنى المُسْتَوِي.
(و) } السَّواءُ (من الجَبَلِ: ذِرْوَتُهُ.
(و) السَّواءُ (من النَّهارِ: مُتَّسَعُهُ) .
وَفِي المُحْكَم: مُنْتَصَفُهُ.
(و) السّواءُ: (ع) لهُذَيْل؛ وَبِه فُسِّر قوْلُ أَبي ذُؤَيْب يَصِفُ الحِمارَ والأُتُن:
فافْتَنَّهُنَّ من السَّواءِ وماؤُهُ
بَثْرٌ وعانَدَهُ طريقٌ مَهْيَعُهذا أَحَدُ الأَقْوالِ فِي تَفْسِيرِه.
(و) السَّواءُ: (حِصْنٌ فِي جَبَلِ صَبْرٍ) باليَمَنِ.
(و) {سَواءُ (بنُ الحارِثِ) النَّجارِيُّ، كَذَا قالَ أَبو نعيمٍ، وكأنَّه الْمحَاربي؛ (و) سَواءُ (بنُ خالِدِ) مِن بَني عامِرِ بنِ صَعْصَعَة؛ وقيلَ: من خزاعَةَ وسَمَّاهُ وكيعٌ سواراً بزِيادَةِ راءٍ فوَهِمَ، (الصَّحابيَّانِ) ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
(و) السَّواةُ: (المَثَلُ، ج} أَسْواءٌ) ؛ قَالَ الشَّاعرُ:
تَرى القومَ أَسْواءً إِذا حَلَبوا مَعًا
وَفِي القومِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهِمِ ( {وسوَاسِيَةٌ} وسَوَاسٍ {وسَواسِوَةٌ) نادِرَةٌ، كُلّها أَسْماءُ جَمْع.
وقالَ أَبُو عليَ: أَمَّا قَوْلهم} سَواسِوَة فالقَوْل فِيهِ عِنْدي أنَّه مِن بابِ ذَلاذِلَ، وَهُوَ جمعُ سَواءٍ من غيرِ لفْظِه، وَقد قَالُوا {سَواسِيَةٌ؛ قَالَ الشاعرُ:
لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ
سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُهافياؤُها مُنْقَلِبَة عَن واوٍ، ونَظِيرُه من الياءِ صَياصٍ جَمْع صِيصِيَةً، وإنَّما صَحَّت الواوُ فيمَنْ قالَ} سَواسِوَة ليعْلَمَ أَنَّها لامُ أَصْلٍ وأنَّ الياءَ فيمَنْ قالَ سَواسِيَةٌ مُنْقَلِبَة عَنْهَا، كَذَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجوهريُّ: هُما فِي هَذَا الأَمْرِ سِواءٌ، وَإِن شِئْتَ {سَواءانِ، وهم} سَواءٌ للجَمْع، وهم {أَسْواءٌ،، وهم سَواسِيَةٌ مثلُ يمانِيةٍ على غيرِ قِياسٍ.
قالَ الأخْفَش: وَزْنُه فَعَافِلَةٌ، ذَهَبَ عَنْهَا الحَرْفُ الثالثُ وأَصْلُه الياءُ، قالَ فأَمَّا سَواسِيَة أَي أَشْباهٌ، فإنَّ سَواءً فَعالٌ} وسِيَةٌ يجوزُ أَنْ يكونَ فِعَةً أَو فِلَةً، إلاَّ أَنَّ فِعةً أَقْيَس لأَنَّ أَكْثَر مَا يُلْقونَ موضِعَ اللامِ، وانْقَلَبَتِ الواوُ فِي {سِيَة يَاء لكَسْرةِ مَا قَبْلها لأنَّ أَصْلَه سِوْيَة، انتَهَى.
وَفِي التَّهْذيب: قالَ الفرَّاءُ هُم سَواسِيَةٌ يَسْتَوون فِي الشَّرِّ، وَلَا أَقولُ فِي الخيْرِ، وَلَا واحِدَ لَهُ.
وحُكَيَ عَن أَبي القَمْقامِ: سَواسِيَة، أَرادَ سَواءَ ثمَّ قَالَ سِيَة.
ورُوِيَ عَن أبي عَمْروٍ أَنَّه قالَ: مَا أَشَدَّ مَا هَجَا القائلُ:
سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ وذلكَ أنَّ أَسْنانَه} مُسْتَوِيَةٌ، انتَهَى. قالَ ابنُ سِيدَه: (وسَواءٌ تَطْلُبُ اثْنَيْنِ) تقولُ: (سَواءٌ زَيْدٌ وعَمْرٌ و، أَي: ذَوَا سَواءٍ) زَيْدٌ وعَمْروٌ، لأنَّه مَصْدرٌ فَلَا يجوزُ لَهُ أَنْ يُرْفَعَ مَا بعْدها إلاَّ على الحَذْفِ، تقولُ: عَدْلٌ زيْدٌ وعَمْرٌ و، والمَعْنى ذَوَا عَدْلٍ، لأنَّ المَصادِرَ ليسَتْ بأَسْماءِ الفاعِلِينَ وإنَّما يَرْفَعُ الأَسْماءَ أَوْصافُها، فأمَّا إِذا رَفَعَتْها المَصادِرُ فَهِيَ على الحذْفِ.
( {واسْتَوَيا} وتَساوَيا) : أَي (تَماثَلا) ، فَهَذَا فِعْلٌ أُسْنِدَ إِلَيْهِ فاعِلانِ فصاعِداً، تقولُ: {اسْتَوى زيْدٌ وعَمْرٌ ووخالِدٌ فِي كَذَا، أَي} تَساوَوْا؛ وَمِنْه قوْله تَعَالَى: {لَا {يَسْتَوون عنْدَ اللَّهِ} .
(} وسَوَّيْتُهُ بِهِ {تَسْوِيَةً} وسَوَّيْتُ بَيْنهما) : عَدَّلْت ( {وساوَيْتُ) بَيْنهما} مُساواةً؛ مِثْله يقالُ: {ساوَيْتُ هَذَا بذاكَ إِذا رَفَعْته حَتَّى بَلَغَ قَدْرَه ومَبْلَغَه؛
وقوْلُه تَعَالَى: {حَتَّى إِذا} سَاوَى بَين الصَّدَفَيْنِ} ؛ أَي سَوَّى بَيْنهما.
( {وأَسْوَيْتُهُ بِهِ) } وساوَيْتُ؛ وَمِنْه قوْلُ القناني فِي أَبي الحَجْناء:
فإنَّ الَّذِي {يُسْويكَ يَوْماً بواحِدٍ
مِنَ الناسِ أَعْمى القَلْبِ أَعْمى بَصائِرهْ (وهما} سَواءَانِ {وسِيَّانِ) ، بالكسْر: أَي (مِثْلانِ) ، الواحِدُ} سَواءٌ {وسِيٌّ، والجَمْعُ} أَسْواءٌ كنَقْضٍ وأَنْقاضٍ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للحُطَيْئة، وقيلَ لذِي الرُّمّة:
فإِيَّاكُمْ وحَيَّةَ بَطْنِ وادٍ
هَمُوزَ النَّابِ ليْسَ لَكُمْ {بسِي ِّيريدُ تَعْظِيمه.
(وَلَا} سِيَّما) : كلمةٌ يُسْتَثْنى بهَا، وَهُوَ! سِيٌّ ضُمَّ إِلَيْهِ مَا.
فِي المُحْكَم: قالَ سِيْبَوَيْه: سأَلْته عَن قَوْلهم لَا {سِيَّما (زَيْدٍ) فزَعَم أنَّه (مِثْلُ: لَا مِثْلَ زيْدٍ، وَمَا لَغْوٌ) ، قالَ: (ويُرْفَعُ زيْدٌ) فيُقالُ: لَا سِيَّما زَيْدٍ (مِثْلَ دَعْ مَا زَيْدٌ) وكَذلِكَ قوْلُه تَعَالَى: {مَثَلاً مَّا بَعُوضةٌ} .
وَفِي الصِّحاحِ: الاسْمُ الَّذِي بَعْدَ (مَا) لَكَ فِيهِ وَجْهان؛ إنْ شِئْتَ جعلْتَ مَا بمنْزلةِ الَّذِي وأَضْمرْت مُبْتَدأ ورَفعْت الاسْمَ الَّذِي تَذْكُرُه لخبَرِ المُبْتَدأ، تقولُ: جاني القَوْمُ لَا سِيَّما أَخُوكَ أَي وَلَا} سِيَّ الَّذِي هُوَ أَخُوكَ؛ وإنْ شِئْتَ جررْتَ مَا بَعْدَه على أنْ تَجْعَل مَا زائِدَةً وتجُرَّ الاسْمَ! بسِيَ لأنَّ مَعْنى سِيَ مَعْنى مِثْلٍ، ويُنْشدُ لامْرىءِ القَيْسِ:
أَلا رُبَّ يومٍ لكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ
وَلَا سِيَّما يومٌ بدَارَةِ جُلْجُل ِمَجْروراً ومَرْفوعاً. وتقولُ: اضْرِب القومَ وَلَا سِيَّما أَخيكَ، أَي وَلَا مثْلَ ضَرْبةِ أَخِيكَ، وإنْ قلْتَ وَلَا سِيَّما أَخُوكَ، أَي وَلَا مثْلَ الَّذِي هُوَ أَخُوكَ، تَجْعَل مَا بمعْنَى الَّذِي وتضْمِرُ هُوَ وتَجْعلُه مُبْتَدأ وأَخُوكَ خَبَره.
قالَ الأخْفَش: قَوْلهم إنَّ فُلاناً كرِيمٌ وَلَا سِيَّما إِن أَتَيْته قاعِداً، فإنَّ مَا هَهُنَا زائِدَةٌ وَلَا تكونُ مِن الأَصْل، وحذفَ هُنَا الإضْمار وصارَ مَا عِوَضاً مِنْهُ كأَنَّه قالَ وَلَا مِثْله إنْ أَتَيْتَه قاعِداً، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح عَن ابنِ جِنِّي: ويجوزُ النَّصْب على الاسْتِثْناء وليسَ بالجيِّد، قَالُوا: وَلَا يُسْتَعْمل إلاَّ مَعَ الجَحْد، نَصَّ عَلَيْهِ أَبو جَعْفرٍ النّحوي فِي شرْحِ المُعَلَّقات، وَابْن يَعِيش وصاحِب البَارِع.
وقالَ السَّخاوي عَن ثَعْلب: مَنْ قالَهُ بغَيْرِ اللَّفْظ الَّذِي جاءَ بِهِ امْرُؤُ القَيْس فقد أَخْطَأَ، يَعْني بغَيْر لَا، لأنَّ لَا وسِيَّما تركبا وصارَا كالكَلمَةِ الواحِدَةِ وتُساقُ لتَرْجِيح مَا بَعْدها على مَا قَبْلها فيكونُ كالمخرج عَن {مُساوَاتِه إِلَى التَّفْضِيل، فقَوْلهم تُسْتَحَبُّ الصَّدَقَة فِي شَهْر رَمَضان لَا سِيَّما فِي العشْرِ الأَوَاخِر، مَعْناه واسْتِحبابها فِي العشْره الأوَاخِر آكدُ وأَفْضَل فَهُوَ مُفَضَّل على مَا قَبْله.
قالَ ابنُ فارِسَ: وَلَا سِيَّما، أَي وَلَا مِثْل مَا كأَنَّهم يُريدُون تَعْظِيمه.
وقالَ السَّخاوي أَيْضاً: وَفِيه إيذانٌ بأَنَّ لَهُ فَضِيلَةً ليسَتْ لغيرِه إِذْ تقرَّرَ ذلكَ، فَلَو قيلَ سِيَّما بغَيْرِ نَفْيٍ اقْتَضَى التَّسْويَة وبَقِي المَعْنى على التَّشْبيه، فيَبْقى التَّقديرُ يُستَحبُّ الصَّدَقَةُ فِي شَهْرِ رَمَضان مِثْل اسْتِحْبابِها فِي العشْرِ الأوَاخِر وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ. وتَقْدِيرُ قَوْل امْرىءِ القَيْسِ: مَضَى لنا أَيَّام طَيِّبَة ليسَ فِيهَا يَوْم مِثْل دارَةِ جُلْجُل، فإنَّه أَطْيَب من غيْرِه، وَلَو حُذِفَت لَا بَقِي المَعْنى مَضَت لنا أَيَّام طَيِّبَة مِثْل يَوْم دَارَةِ جُلْجُل، فَلَا يَبْقى فِيهِ مَدْحٌ، وَلَا تَعْظِيم. وَقد قَالُوا: لَا يجوزُ حَذْف العَامِل وإبْقاء عَمَله، ويقالُ: أَجابَ القومُ لَا سِيَّما زَيْد، والمَعْنى فإنَّه أَحْسَن إجابَة فالتَّفْضِيل إنَّما حَصَلَ مِنَ التَّرْكِيب فصارَتْ لَا مَعَ سِيَّما بمنْزِلَتِها فِي قوْلِكَ لَا رجُلَ فِي الدَّارِ، فَهِيَ المُفِيدَةُ للنَّفْي، ورُبَّما حُذِفَتْ للعِلْم بهَا، وَهِي مُرادَةٌ، لكنَّه قَليلٌ ويقربُ مِنْهُ قَوْلُ ابنِ السَّراج وابنِ بابْشَاذ، وبعضُهم يَسْتَثْنِي} بسِيَّما، انتَهَى.
(ويُخَفِّفُ الياءُ) ؛ نقلَهُ صاحِبُ المِصْباح، قالَ: وفَتْح السِّين مَعَ التَّثقِيل لُغَةٌ أَيْضاً.
(و) حَكَى اللحْياني: مَا هُوَ لكَ بسِيَ، أَي بنَظِيرٍ، وَمَا هُمْ لكَ! بأَسْواءٍ، و (لَا سِيَّ لِمَا فُلانٍ، وَلَا {سِيَّكَ مَا فُلانٌ، وَلَا} سِيَّةَ فُلانٍ) ، وَهَذِه لم يَذْكُرْها اللَّحْياني؛ ثمَّ قالَ: (و) يَقُولُونَ: (لَا {سِيَّكَ إِذا فَعَلْتَ) ذاكَ، (وَلَا} سِيَّ لمَنْ فَعَلَ ذلكَ. و) فِي المُؤنَّث: (لَيْسَتِ المَرْأَةُ لكَ {بسِيَ، وَمَا هُنَّ لكَ} بأَسْواءٍ) : كُلُّ ذلكَ بمَعْنى المِثْل والنَّظِير؛ وقولُ أَبي ذُؤيْب:
وكانَ {سِيَّين ألاَّ يَسْرَحُوا نَعَماً
أَو يَسْرَحُوه بهَا واغْبَرَّتِ السُّوجُوَضَعَ أَو هُنَا مَوْضِعَ الواوِ كَرَاهِية الخَبْنِ،} وسَواءٌ {وسِيَّان لَا يُسْتَعْملان إلاَّ بالواوِ؛ ومثْلُه قَوْلُ الآخِرِ:
} فسِيَّان حَرْبٌ أَو تَبُوءَ بمثْله
وَقد يَقْبَلُ الضَّيْمَ الذَّليلُ المسَيَّرُ (ومَرَرْتُ برجُلٍ {سَواءٍ) والعَدمُ، (ويُكْسَرُ؛ و) مَرَرْتُ برجُلٍ (} سِوًى، بِالْكَسْرِ والضَّمِ، والعَدَمُ: أَي سَواءٌ وجُودُهُ وعَدَمُهُ) .
وحكَى سِيْبَوَيْه: {سَواءٌ هُوَ والعَدَمُ.
وَقَالُوا: هَذَا دِرْهَمٌ سَواءٌ، بالنَّصْبِ على المَصْدرِ كأَنَّكَ قلْت} اسْتواءً، والرَّفْع على الصِّفَة كأَنَّك قلْتَ {مُسْتَوٍ.
وقولُه تَعَالَى: {} سَواءً للسَّائِلِين} ؛ وقُرِىءَ: {سَواءً على الصِّفَة.
(و) قولُه تَعَالَى: { (مَكاناً} سُوًى) } ، هُوَ (بالكسْر والضَّمِّ) .
قالَ الفرَّاءُ: وأَكْثَرُ كَلامِهم بالفتْحِ إِذا كانَ بمعْنَى نَصَفٍ وعَدْلٍ فَتَحُوه ومَدُّوه، والكسْرُ مَعَ الضمِّ عَرَبِيَّان وقُرىءَ بهما.
وقالَ الرَّاغبُ: مَكانٌ سِوىً {وسُوىً مُسْتَوٍ طَرَفاهُ، يُسْتَعْمل وَصْفاً وظَرْفاً، وأَصْلُ ذَلِك مَصْدرٌ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أَي (مَعْلَمٌ) ، وَهُوَ الأثَرُ الَّذِي يُسْتدلُّ بِهِ على الطَّريقِ، وتَقْديرُه ذُو مَعْلَمٍ يُهْتَدَى بِهِ إِلَيْهِ؛ قالَهُ شْخُنا.
(وَهُوَ لَا} يُساوِي شَيْئا) : أَي لَا يُعادِلُه.
وَفِي المِصْباح: {المُساوَاةُ: المُمَاثلةُ والمُعادَلةُ قدْراً وَقِيمَة؛ وَمِنْه قَوْلُهم: هَذَا} يُساوِي دِرْهماً، أَي يُعادِلُ قِيمَته دِرْهماً، انتَهَى.
وَفِي حديثِ البُخارِي: ( {ساوَى الظِّلُّ التِّلالَ) . قالَ الحافِظُ: أَي ماثَلَ امْتِدادُه ارْتِفاعَها، وَهُوَ قدْر القامَةِ، انتَهَى.
وقالَ الرَّاغبُ:} المُساوَاةُ المُعادلةُ المُعْتَبَرةُ بالذرْعِ والوَزْنِ والكَيْل. يقالُ: هَذَا الثوْبُ {مُساوٍ لذلكَ الثَّوْبِ، وَهَذَا الثوْبُ مُساوٍ لذلكَ الدِّرْهم؛ وَقد يُعْتَبر بالكَيْفيَّةِ نَحْو: هَذَا السَّوادُ مُساوٍ لذلكَ السَّوادِ.
(وَلَا} يَسْوَى، كيَرْضَى) ، لُغَةٌ (قَليلَةٌ) أَنْكَرَها أَبو عبيدَةَ، وحَكَاها غيرُهُ.
وَفِي المِصْباح: وَفِي لُغَةٍ قَلِيلَةٍ سَوَى دِرْهماً {يَسْواهُ.
وَفِي التَّهْذيب: قالَ الفرَّاءُ: لَا} يُساوِي الثوبُ وغيرُه كَذَا وَلم يُعْرف! يَسْوَى.
وقالَ اللَّيْث: يَسْوَى نادِرَةٌ، وَلَا يقالُ مِنْهُ سَوِيَ وَلَا سَوى، كَمَا أنَّ نَكْراءَ جاءَتْ نادِرَةً وَلَا يقالُ لذَكَرِها أَنْكرُ، ويقولونَ نَكِرَ وَلَا يَقُولُونَ يَنْكَرُ.
قالَ الأزهريُّ: قلْت: قولُ الفرَّاء صحيحٌ، وَلَا يَسْوى ليسَ من كَلامِ العَرَبِ بل مِن كَلامِ المُولّدين، وَكَذَا لَا يُسْوى ليسَ بعَربيَ صحيحٍ، انتَهَى؛ الأخيرَةُ بضمِّ الياءِ وَهِي كثيرَةٌ الجَرْي على أَلْسِنَةِ العامَّة.
وَقَالَ شيْخُنا: لَا يَسْوى أَنْكَرها الجماهِيرُ وصَرَّحَ فِي الفَصِيح بإنْكارِها، ولكنْ حَكَاها شُرَّاحُه، وقيلَ: هِيَ صَحِيحةٌ فَصِيحةٌ، وَهِي لُغَةُ الحَجازِيِّين، وَإِن ضعَّفَها ابْتِذالها، قَالُوا: وَهِي مِن الأفْعال الَّتِي لَا تَتَصرَّفُ، أَي لم يُسْمَع مِنْهَا إلاَّ فِعْلٌ واحِدٌ ماضٍ كعَسَى وتَبارَكَ، أَو مُضارِع {كيَسْوى ويَبْقى فِي قَوْلٍ.
وأَوْرَدَه الخفاجي فِي شفاءِ الغَلِيلِ وَفِي الرَّيْحانةِ، وَهِي فِي الارْتِشافِ وغيرِه.
(و) أَبو أَحمدَ (محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ) بنِ عبدِ اللَّهِ (بنِ سَيَّوَيْه، كعَمْرَوَيْه، المُؤَدِّبُ) المَكْفُوفُ، سَمِعَ أَبا الشَّيْخِ الأَصْبَهاني، وَعنهُ الحدادُ وعبدُ العزيزِ النَّخْشيُّ، (وعليُّ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ) بنِ عبدِ اللَّهِ (بنِ سَيَّوَيْهِ) الشحَّامُ عَن القبَّاب، وَعَن سعيدُ بنُ محمدٍ المعدانيّ، (مُحدِّثانِ) ، والأَخيرُ مِن قَرابَةِ الأوّل يَجْتَمِعانِ فِي محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ.
(} واسْتَوَى) : قد يُسْنَدُ إِلَيْهِ فاعِلانِ فصاعِداً؛ وَهَذَا قد تقدَّمَ ذِكْرُه؛ ويكونُ بمعْنَى (اعْتَدَلَ) فِي ذاتِه، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ذُو مرَّةٍ {فاسْتَوَى} و {فَإِذا} اسْتَوَيْت أَنْتَ ومَنْ مَعَك على الفُلْكِ} ، و { {لتَسْتَوَوْا على ظُهورِه} ، و {فاسْتَوَى على سوقِه} .
وقولُهم:} اسْتَوى فلانٌ على عَمَالَتِه، واسْتَوَى يأَمْرِ.
(و) مِن ذلكَ: اسْتَوَى (الرَّجُلُ) إِذا (بَلَغَ أَشُدَّهُ) ؛ فعلى هَذَا قولُه تَعَالَى: {ولمَّا بَلَغَ أَشُدَّه واسْتَوَى} ، يكونُ اسْتَوَى عَطْف تَفْسِير.
(أَو) بَلَغَ (أَرْبَعِينَ سَنَةً) ؛ وَبِه فُسِّرَتْ الآيَةُ. وَفِي الصِّحاح: {اسْتَوَى الرَّجُل إِذا انْتَهَى شَبابُهُ.
وَفِي التَّهْذيب:} المُسْتَوِي مِن الرِّجال الَّذِي بَلَغَ الغايَةَ مِن شَبَابِه وتَمَامِ خَلْقِه وعقْلِه وذلكَ بتمامِ ثَمَانِ وعِشْرِين إِلَى تَمامِ ثَلاثِين ثمَّ يَدْخُل فِي حَدِّ الكُهولَةِ، ويحتملُ كَوْن بلوغُ الأرْبَعِين غايَةَ {الاسْتِواءِ وكَمالِ العَقْلِ.
وَلَا يقالُ فِي شيءٍ مِن الأَشْياءِ اسْتَوَى بنَفْسِه حَتَّى يُضمَّ إِلَى غيرِهِ فيُقالُ} اسْتَوَى فلانٌ وفلانٌ، إلاَّ فِي مَعْنى بلوغِ الرَّجُلِ النِّهايَةَ فيُقالُ: اسْتَوَى، ومثْلُه اجْتَمَع.
(و) إِذا عُدِّي {الاسْتِواءُ بإلى اقْتَضَى مَعْنى الانْتِهاءِ إِلَيْهِ إمَّا بالذَّاتِ أَو بالتَّدْبيرِ؛ وعَلى الثَّانِي قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {ثمَّ اسْتَوَى (إِلَى السَّماءِ) وَهِي دُخانٌ} .
قالَ الجوهريُّ: أَي (صَعِدَ) ؛ وَهُوَ تَفْسيرُ ابنِ عبَّاس، ويَعْني بقَوْله ذلكَ أَي صَعِدَ أَمْرَه إِلَيْهِ، قالَهُ أَبو إسْحاقِ.
(أَو عَمَدَ) إِلَيْهَا، (أَو قَصَدَ) إِلَيْهَا، كَمَا تقولُ: فَرَغَ الأَميرُ مِن بَلَدِ كَذَا ثمَّ اسْتَوَى إِلَى بَلَدِ كَذَا، مَعْناه قَصَدَ} الاسْتِواء إِلَيْهِ؛ قالَهُ أَبو إسْحق.
(اَوْ أَقْبَلَ عَلَيْهَا) ؛ عَن ثَعْلَب.
وقالَ الفرَّاءُ: مِن مَعانِي الاسْتِواءِ أَنْ يقولَ كانَ فلانٌ مُقْبلاً على فلانٍ ثمَّ اسْتَوَى عليَّ وإليَّ يُشاتِمُنِي على، مَعْنى أَقْبَل، فَهَذَا مَعْنى {ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ} : / / / /
(أَو اسْتَوْلَى) وظَهَرَ؛ نقلَهُ الجوهريُّ ولكنَّه لم يُفَسِّر بِهِ الآيَةَ المَذْكورَة.
قالَ الرَّاغبُ: ومَتَى مَا عُدِّي بعلى اقْتَضَى مَعْنى الاسْتِيلاءِ كقوْلِه، عزَّ وجلَّ: {الرَّحْمن على العَرْشِ اسْتَوى} ؛ وَمِنْه قَوْل الأَخْطَل أَنْشَدَه الجوهرِيُّ:
قَدِ اسْتَوَى بِشْرٌ على العِرَاق
من غَيرِ سَيْفَ ودَمٍ مُهْراق ثمَّ قالَ الرَّاغبُ: وقيلَ مَعْناه اسْتَوَى كلّ شيءٍ فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهِ، فَلَا شيءَ أَقْرَب إِلَيْهِ مِن شيءٍ إِذْ كانَ، عزَّ وجَلَّ، ليسَ كالأَجْسامِ الحالَّةِ فِي مَكانٍ دُونَ مكانٍ.
(ومَكانٌ {سَوِيٌّ، كغَنِيَ،} وسِيٌّ، كزِيَ) : أَي ( {مُسْتَوٍ) طَرَفاهُ فِي المسافَةِ.
(} وسَوّاهُ {تَسْوِيَةً} وأسْواهُ: جَعَلَهُ {سَوِيّاً) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} فسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَواتٍ} .
قالَ الرَّاغبُ: {تَسْوِيَةُ الشيءِ جَعْلَه} سَواء إمَّا فِي الرّفْعَةِ أَو فِي الضِّعَةِ.
وَقَوله تَعَالَى: {الَّذِي خَلَقَكَ {فسَوَّاكَ} ، أَي جَعَلَ خَلْقَكَ على مَا اقْتَضَتِ الحكْمَةُ.
وقوْلُه تَعَالَى: {ونَفْسٌ وَمَا} سَوَّاها} إشارَة إِلَى القوى الَّتِي جَعَلَها مُقَوِّيَة للنَّفْس فنَسَبَ الفِعْل إِلَيْهَا، وَقد ذكرَ فِي غيرِ هَذَا الموْضِع أنَّ الفِعْل كَمَا يَصح أَن يُنْسَبَ إِلَى الفاعِلِ يصحُّ أَن يُنْسَبُ إِلَى الآلَةِ وسَائِر مَا يَفْتَقِر الفِعْل إِلَيْهِ نَحْو سَيْفٌ قاطِعٌ قالَ: وَهَذَا الوَجْه أوْلى مِن قَوْل مَنْ قالَ: أَرادَ {ونَفْس وَمَا {سَوَّاها} يَعْني الله تَعَالَى، فإنَّ مَا لَا يُعَبَّر بِهِ عَن اللَّهِ تَعَالَى إِذْ هُوَ مَوْضُوع للجِنْس وَلم يرد بِهِ سَمْع يَصِحّ.
وأَمَّا قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {الَّذِي خَلَقَ} فسَوَّى} ، فالفِعْل مَنْسوبٌ إِلَيْهِ؛ وَكَذَا قَوْلُه: {فَإِذا {سَوَّيْته ونَفَخْت فِيهِ مِن رُوحِي} .
وَقَوله تَعَالَى: {رَفَعَ سمْكَها} فسَوَّاها} ،! فَتَسْوِيَتُها يتَضَمَّن بناءَها وتَزْيِينَها المَذْكُور فِي قوْلِه عزَّ وجلَّ: {إنَّا زَيَّنا السَّماءَ الدُّنيا بزِينَةِ الكَواكِبِ} . وَقَوله تَعَالَى: {بلَى قادِرِينَ على أَنْ {نُسوِّي بنانَه} ، قيلَ: نجْعَلُ كفَّه كخفِّ الجَملِ لَا أَصابِعَ لَهَا؛ وقيلَ: بل نَجْعَل أَصابِعَه كُلَّها على قدر واحِدٍ حَتَّى لَا يَنْتَفِع بهَا وَذَلِكَ أنَّ الحكْمَةَ فِي كوْنِ الأصابِعِ مُتَفاوِتَة فِي الْقدر والهَيْئةِ، ظاهِرَة إِذْ كانَ تَعاونَها على القَبْض أَن يكونَ كَذلِكَ.
وَقَوله تَعَالَى: {بذنبِهم} فسَوَّاها} ، أَي سَوَّى بِلادَهم بالأرْضِ، نَحْو {خَاوِيَة على عُروشِها} .
( {واسْتَوَتْ بِهِ الأرضُ،} وتَسَوَّتْ {وسُوِّيَتْ عَلَيْهِ) ، كُلُّه، (أَي هَلَكَ فِيهَا) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لَو} تُسَوَّى بهمُ الأرضُ} .
وفَسَّره ثَعْلَب فقالَ: مَعْناه يَصيرُونَ كالتّرابِ.
وَقَالَ الجوهرِيُّ: أَي {تَسْتَوِي بهم؛ وقولُ الشاعِرِ:
طالَ على رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ
وعَفا} واسْتَوى بِهِ بَلَدُه ْفسَّرَه ثَعْلَب فقالَ: صارَ كُلّه جدياً.
( {وأَسُوَى) الرَّجُل: (كانَ خُلُقُهُ وخُلُقُ والِدِهِ} سَواءً) ، صَوابه: كانَ خُلُقُهُ وخُلُقُ ولدِهِ {سَوِيّاً.
وَقَالَ الفرَّاءُ: إِذا كانَ خُلُق ولدِهِ سَويّاً وخُلُقُهُ أَيْضاً.
ونقلَهُ أَبو عُبيدٍ أَيْضاً وَلَكِن فِي لَفْظِه اضْطِرابٌ.
(و) } أَسْوى: إِذا (أَحْدَثَ) مِن أُمِّ سُوَيْد، وَهِي الدُّبْرُ؛ قالَهُ أَبو عَمْرو.
(و) أَسْوى: إِذا (خَزِيَ) ، وَهُوَ مِن السَّوْأَةِ.
(و) أَسْوى (فِي المَرْأَةِ) : إِذا (أَوْعَبَ) ، أَي أَدْخَلَ ذَكَرَه كُلَّه فِي الفَرْجِ. (و) أَسْوَى (حَرْفاً من القرآنِ: أَسْقَطَ وتَرَكَ وأَغْفَل) ، مِن {أَسْوَيْتُ الشيءَ إِذا تَرَكْته وأَغْفَلْته؛ وَمِنْه حديثُ أَبي عبدِ الرحمنِ السُّلمي: (مَا رأَيْتُ أَحَداً أَقْرَأ مِن عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، صلَّيْنا خَلْفَه} فأَسْوَى بَرْزخاً ثمَّ رجعَ إِلَيْهِ فقَرَأَه، ثمَّ عادَ إِلَى المَوْضِع الَّذِي كانَ انْتَهى إِلَيْهِ) ؛ والبَرْزخُ: الحاجِزُ بينَ الشَّيْئَين.
وقالَ الجوهريُّ: هَكَذَا حَكَاهُ أَبو عبيدٍ، وأَنا أُرَى أنَّ أَصْلَ هَذَا الحَرْف مَهْموزٌ.
قُلْتُ: وذَكَرَ الأزهريُّ ذلكَ أَيْضاً فقالَ: أُراهُ مِن قوْلِهم: أَسْوأ إِذا أَحْدَثَ، وأَصْلُه مِن السَّوْأَةِ، وَهِي الدُّبُر، فتَرَكَ الهَمْز فِي الفَعْل انتَهَى.
وقالَ ابنُ الْأَثِير: وكَذلكَ الإسْواءُ فِي الحِسابِ وَفِي الرَّمْي، وذلكَ إِذا أَسْقَطَ وأَغْفَلَ.
وَقَالَ الهَرَويُّ: يجوزُ أَشْوَى، بالشِّين المعْجمةِ بمعْنَى أَسْقَطَ، ولكنَّ الرِّوايةَ بالسِّين.
(ولَيْلَةُ {السَّواءِ: لَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(أَو) لَيْلَةُ (ثَلاثَ عَشَرَةَ) ، وفيهَا يَسْتوِي القَمَرُ، وَهَذَا قَوْلُ الأصْمعيّ، نقلَهُ الأزهريُّ والجوهريُّ.
(وهُمْ) فِي هَذَا الأمْرِ (على} سَوِيَّةٍ) ، كغَنِيَّةٍ، أَي على ( {اسْتِواءٍ) واعْتِدالٍ.
(} والسَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ) : شبْهُ البَرْذَعةِ (من مَراكِبِ الإِماءِ والمُحْتاجِينَ) ، أَي ذَوي الحاجَةِ والفَقْرِ، وكَذلِكَ الَّذِي يُجعلُ على ظَهْرِ الإِبِلِ إلاَّ أنَّه كالحَلْقَةِ لأجْلِ السَّنام، وتسمَّى الحَوِيَّة.
(أَو كِساءٌ مَحْشُوٌّ بثُمامٍ) أَو ليفٍ أَو نَحْوِهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لعبدِ اللَّهِ بنِ عَنَمة الضَّبيّ: ازْجُرْ حِمارَكَ لَا تُنْزَعْ {سَوِيَّتُهُ
إِذن يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُوالجَمْعُ} سَوايَا.
(وأَبو {سَوِيَّةَ) الأَنْصارِيُّ، ويقالُ الجهنيُّ، (صَحَابيٌّ) ، حدِيثُه فِي السّحورِ، رَوَى عَنهُ عبادَةُ بنِ نسي؛ (و) أَبو سَوِيَّةَ (عُبَيْدُ بنُ سَوِيَّةَ بن أَبي سَوِيَّةَ الأنْصارِيُّ مَوْلاهُمْ) ، كانَ فاضِلاً رَوَى عَنهُ حيوَةُ بنُ شُرَيْح وعَمْرُو بنُ الحارِثِ وغيرُهُما، قيلَ: إنَّه تُوفي سَنَة 135، قالَهُ ابنُ مَاكُولَا:
قلْت: وَهُوَ مِن رِجال أَبي دَاوُد، ووَقَعَ اخْتِلافٌ فِي كُنْيَتِه وَفِي اسْمِه، فَفِي بعضِ الرِّوايات أَبو سَوْدَةَ وَهُوَ وَهمٌ؛ وقالَ أَبو حاتِم بنُ حبَّان: أَبو سُوَيْد وغَلِطَ مَنْ قالَ أَبو} سَوِيَّةَ، واسْمُه حُمَيْد، ويقالُ: هُوَ المِصْرِيُّ الَّذِي رَوَى عَن عبدِ الرحمنِ بنِ حجرَةَ، وقيلَ غيرُ ذلكَ.
(وعبدُ المَلِكِ بنُ أَبي سَويَّةَ سَهْلِ بنِ خَليفَةَ) بن عبدَةَ الفُقَميّ، عَن أَبيهِ، عَن قَيْسِ بنِ عاصِمٍ، وحَفِيده العَلاءُ بنُ الفَضْل بنِ عبدِ المَلِكِ حَدَّثَ أَيْضاً؛ (وحَمَّادُ بنُ شاكِرِ بنِ سَوِيَّةَ) ، أَبو محمدٍ الورَّاقُ الفَسَويُّ الحَنَفيُّ (الرَّاوي صَحيحَ البُخاري عَنهُ) ، أَي عَن البُخارِي نَفْسِه، وَكَذَا رَوَى عَن أَبي عيسَى الزندي وعيسَى العَسْقلاني وغيرِهِم، وممَّن رَوَى عَنهُ الصَّحِيح أحمدُ بنُ محمدٍ الفَسَيّ شيخُ الحاكِمِ ابنِ عبدِ اللَّهِ وَمن طَرِيقِه نَرْويه؛ (مُحدِّثونَ) .
قالَ الحافِظُ: ماتَ حَمَّادُ بنُ شاكِرٍ سَنَة 311.
( {والسِّيُّ) ، بالكسْر: (المَفازَةُ) } لاسْتِواءِ أَطْرافِها وتَماثُلِها.
(و) أَيْضاً: (ع) .
وَفِي الصِّحاح: أَرضٌ مِن أَراضِي العَرَبِ.
وَفِي المُحْكم: موْضِعٌ أَمْلَس بالبادِيَةِ.
وقالَ نَصْر فِي مُعْجمهِ: فَلاةٌ على جادةِ البَصْرَةِ إِلَى مكَّةَ بينَ الشُّبَيْكَةِ ووَجْرَةَ تأْوِي إِلَيْهَا اللّصُوصُ؛ وقيلَ: هِيَ بينَ دِيارِ بَني عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ وجُشَم. وأنْشَدَ الجوهريُّ:
كأنَّه خاضِبٌ {بالسِّيِّ مَرْتَعُه
أَبو ثَلاثينَ أَمْسَى وَهُوَ مُنْقَلِبُ (و) يقالُ: (وَقَعَ فِي} سِيِّ رأْسِه) ، بالكسْر، ( {وسَوائِه) ، بالفتْح (ويُكْسَرُ) عَن الكِسائي.
وَقَالَ ثَعْلَبُ: هُوَ القِياسُ.
(أَي حُكْمُهُ مِن الخَيْرِ أَو فِي قَدْرِ مَا يَغْمُرُ بِهِ رَأْسَه) .
وَفِي التَّهْذيب: فِي} سَواءِ رَأْسِه، أَي فيمَا {يُسَاوِي رَأْسه مِن النِّعْمةِ.
وَفِي المُحْكَم: قيلَ: إنَّ النّعْمَةَ} ساوَتْ رَأْسَه أَي كثُرَتْ عَلَيْهِ ومَلاَءَتْهُ.
وقالع ثَعْلب: {ساوَتِ النِّعْمَةُ رأْسَه مُساواةً وسِواءً.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الفرَّاءُ هُوَ فِي} سِيِّ رأْسِه وَفِي سَواءِ رأْسِه إِذا كَانَ فِي النِّعْمَةِ.
(أَو فِي عَدَدِ شَعَرِهِ) من الخَيْرِ؛ هَكَذَا فَسَّره أَبو عُبيدٍ نقلَهُ الجوهريُّ.
( {والسُّوَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: امْرأَةٌ.
(و) يقولونَ: (قَصَدْتُ} سَواهُ) : إِذا (قَصَدْتُ قَصْدَهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لقيسِ بنِ الخطيمِ:
ولأَصْرِفَنَّ {سِوَى حُذَيْفَةَ مِدْحَتي
لِفَتى العَشِيِّ وفارِسِ الأَجرافِ (} والسَّابَةُ: فَعْلَةٌ من {التَّسْوِيَةِ) ؛ نقلَهُ الأزهريُّ عَن الفرَّاء.
ووَقَعَ فِي نسخِ التَّهذيب: فَعْلَةٌ مِن} السَّوِيَّة.
(و) ! سايَةُ: (ة بمكَّةَ.
(أَو وادٍ بينَ الحَرَمَيْنِ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ وادٍ عَظِيمٌ بِهِ أَكْثَر من سَبْعِين نهْراً تَجْري، تَنْزلُه بَنُو سُلَيْم ومُزَيْنَةُ. وأَيْضاً: وادِي أَمَجَ؛ وأَصْل أَمَجَ خُزاعَةُ.
(و) قوْلُهم: (ضَرَبَ لي {ساَيَةً) : أَي (هَيَّأَ لي كَلِمَةَ) سوءٍ} سَوَّاها عليَّ ليَنْحدَعني؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن الفرَّاء.
( {وساوَةُ: د، م) بَلَدٌ مَعْروفٌ بالعَجَم بينَ هُمَدان والرَّيِّ غاضَتْ بُحَيْرتُه لَيْلَة مَوْلدِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد نُسِبَ إِلَيْهِ خَلْق كثيرٌ مِن المحدِّثين.
(والصِّراطُ} السُّوَى، كهُدًى، فُعْلَى من {السَّواءِ أَو على تَلْيينِ السُّوءَى والإِبْدالِ) ، والأوَّل هُوَ المَعْروفُ، وَقد تقدَّمَ الكَلامُ عَلَيْهِ عنْدَ قوْلِه: مَكانٌ} سُوىً.
وممَّا يُستدركُ عَلَيْهِ.
قد يكونُ {السّواءُ جَمْعاً؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {لَيْسوا} سَواءً} ، أَي لَيْسوا {مُسْتَوينَ.
} والسَّويَّةُ، كغَنِيَّةٍ: العَدْلُ، يقالُ قسمْتُ بَينهمَا {بالسَّوِيَّةِ، أَي بالعَدْلِ.
وهُما على} سَوِيَّةٍ مِن هَذَا الأمْرِ: أَي على {سَواءٍ.
} واسْتَوَى مِن اعْوِجاجٍ.
{واسْتَوى على ظهْرِ دابَّتِه اسْتَقَرَّ.
ورجُلٌ} سَويُّ الخَلْقِ: أَي {مُسْتوٍ.
قالَ الرَّاغبُ:} السَّويُّ يقالُ فيمَا يُصانُ عَن الإِفْراطِ والتَّفْريطِ من حيثُ القدرِ والكَيْفيَّة، وَمِنْه {الصِّراطُ السّوِيُّ} ، و {ثلاثُ لَيالٍ {سَوِيّاً} ، ورجُلٌ سَوِيٌّ} اسْتَوَتْ أَخْلاقُه وخلقُهُ عَن الإِفْراطِ والتَّفْريطِ، وبَشَراً {سَوِيّاً: هُوَ جِبْريل، عَلَيْهِ السَّلام.
قالَ أَبو الهَيْثم: هُوَ فَعِيلٌ بمعْنَى مُفْتَعل، أَي} مُسْتَوٍ، وَهُوَ الَّذِي بَلَغَ الغايَةَ مِن خلقه وعَقْلِه.
وَهَذَا المَكانُ! أَسْوى هَذِه الأمْكِنَةِ: أَي أَشَدُّها {اسْتِواءً؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
} واسْتَوَتْ أَرْضُهم: صارَتْ جدباً.
ويقالُ: كيفَ أَمْسَيْتم؟ فيَقولونَ: {مُسْوِينَ صالِحِينَ، أَي أنَّ أَوْلادَنا وماشِيَتَنا} سَوِيَّةٌ صالِحَةٌ.
{والسَّوَاءُ: أَكَمَةٌ أَيَّةً كَانَت.
وقيلَ: الحَرَّةُ.
وقيلَ: رأْسُ الحَرَّةِ؟ وَبِه فُسِّر قوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السابِقُ أَيْضاً.
وقوْلُهم:} اسْتَوَى الماءُ والخَشَبَةَ: أَي مَعَها.
وَإِذا لَحِقَ الرَّجُلُ قِرْنَه فِي عِلْمٍ أَو شَجاعَةٍ قيلَ: {سَاوَاهُ.
وَفِي بعضِ رِوايَةِ الحديثِ: (مَنْ} سَاوَى يَوْماه فَهُوَ مَغْبونٌ) ، قيلَ: مَعْناه تَساوَى.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: يقالُ لَئِنْ فَعَلْتَ ذاكَ وأَنا {سِواكَ ليَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَا تَكْرَهُ؛ يُريدُ وأَنا بأَرْضٍ} سِوَى أَرْضِكَ.
{وسوَّى} تَسْوِيَةً: إِذا {اسْتَوى، عَن ابْن الأعْرابيّ.
} وسوَّى {تَسْويَةً: غَيَّر.
وقالَ الليْثُ: تَصْغيرُ} السّواءِ المَمْدودِ {سُوَيٌّ.
} وأَسْوَى: إِذا بَرِصَ.
وأَسْوَى: إِذا عُوفيَ بَعْدَ عِلَّةٍ.
وأَسْوَى: إِذا اسْتَوى، كأَوْسَى، مَقْلوبٌ مِنْهُ.
{والسَّواءُ: اسْمٌ مِن} اسْتَوَى الشَّيءُ اعْتَدَلَ. يقالُ: {سَوَاءٌ عليَّ قمْتَ أَو قعدْتَ.
} وسُوَى، كهُدىً: ماءٌ بالبادِيَةِ؛ قالَ الراجِزُ:
فَوَّزَ من قُراقِر إِلَى {سُوَى نقلَهُ الجوهريُّ.
وقالَ نَصْر: بفْتحِ السِّين؛ وقيلَ: بكسْرِها: ماءٌ لقُضاعَةَ بالسَّماوَةِ قُرْبَ الشامِ، وَعَلِيهِ مَرَّ خالِدُ بنُ الوليدِ لما فَوَّزَ مِن العِرَاقِ إِلَى الشامِ بدَلالَةِ رافِع الطَّائيّ.
قَالَ:} وسَوَى: بفتْحٍ وقَصْر: موْضِعٌ بنَجْدٍ. وَفِي حديثِ قُسَ: (فَإِذا أَنا بهَضْبَةٍ فِي {تَسْوائِها) ، أَي المَوْضِع المُسْتَوِي مِنْهَا، والتَّاءُ زائِدَةٌ.
وأَرضٌ} سِواءٌ، ككِتابٍ: تُرابُها كالرَّمْلِ، نقلَهُ ابنُ الأثيرِ.
وَفِي الحديثِ (13
ع) : (لَا يزالُ النَّاسُ بَخْير مَا تَفاضَلُوا فَإِذا {تَساوَوْا هَلَكُوا) ، أَي إِذا تَرَكُوا التَّنافسَ فِي الفَضائِلِ ورَضُوا بالنَّقْصِ؛ وقيلَ: هُوَ خاصٌّ بالجَهْلِ لأنَّهم إنَّما} يَتساوَوْنَ إِذا كَانُوا جُهَّالاً؛ وقيلَ: المُرادُ {بالتَّساوِي هُنَا التحزُّبَ والتفرُّقَ وأَنْ يَنْفَرِدَ كلٌّ برأْيِه وأَن لَا يَجْتمعُوا على إمامٍ واحِدٍ.
وقالَ الأزهريُّ: أَي إِذا} اسْتَوَوْا فِي الشرِّ وَلم يكنْ فيهم ذُو خَيْرٍ هَلَكُوا.
وعنْدِي رجُلٌ {سِوَاكَ؛ أَي مَكَانَكَ وبدَلكَ.
وَسموا} مُسَاوى.
وبعثُوا {بالسِّواءِ واللِّواءِ، مكْسُورَتَيْن، يأْتي فِي لوى.

بلاغةُ المتكلِّمِ

بلاغةُ المتكلِّمِ: بُلُوغــه فِي تأدية الْمَعْنى حدا لَهُ اخْتِصَاص بتوفية خَواص التراكيب حَقّهَا، وإيراد أَنْوَاع التَّشْبِيه، وَالْمجَاز، وَالْكِنَايَة على وَجههَا، وَقيل: بُلُوغــه فِي كَلَامه لعبارة كنه مُرَاده مَعَ إيجاز بِلَا إخلال، وإطالة بِلَا إملال، وَقيل: ملكة يقتدر بهَا على تأليف كَلَام بليغ.

مَجَدَ 

(مَجَدَ) الْمِيمُ وَالْجِيمُ وَالدَّالُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، يَدُلُّ عَلَى بُلُوغِ النِّهَايَةِ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي مَحْمُودٍ. مِنْهُ الْمَجْدُ: بُلُوغُ النِّهَايَةِ فِي الْكَرَمِ. وَاللَّهُ الْمَاجِدُ وَالْمَجِيدُ، لَا كَرَمَ فَوْقَ كَرَمِهِ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: مَاجَدَ فُلَانٌ فُلَانًا: فَاخَرَهُ. وَيَقُولُونَ مَثَلًا: " فِي كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، وَاسْتَمْجَدَ الْمَرْخُ وَالْعَفَارُ "، أَيِ اسْتَكْثَرَا مِنَ النَّارِ وَأَخَذَا مِنْهَا مَا هُوَ حَسْبُهُمَا، فَهُمَا قَدْ تَنَاهَيَا فِي ذَلِكَ، حَتَّى إِنَّهُ يُقْبَسُ مِنْهُمَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: مَجَدَتِ الْإِبِلُ مُجُودًا، فَقَالُوا: مَعْنَاهُ أَنَّهَا نَالَتْ قَرِيبًا مِنْ شِبَعِهَا مِنَ الرُّطْبِ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ قَوْمٌ: أَمْجَدْتُ الدَّابَّةَ: عَلَفْتُهَا مَا كَفَاهَا. وَهَذَا أَشْبَهُ بِقِيَاسِ الْبَابِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.