Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بالفعل

الذّاتي

الذّاتي:
[في الانكليزية] Particular ،essential ،proper ،subjective
[ في الفرنسية] Particulier ،essentiel ،propre ،subjectif
بياء النّسبة عند المنطقيين يطلق بالاشتراك على معان. منها يقال الذّاتي لكلّ شيء ما يخصّه ويميّزه عن جميع ما عداه. وقيل ذات الشّيء نفسه وعينه وهو لا يشتمل العرض.
والفرق بين الذّات والشخص أنّ الذات أعمّ من الشخص، لأنّ الذات يطلق على الجسم وغيره، والشخص لا يطلق إلّا على الجسم هكذا في الجرجاني. منها في كتاب إيساغوجي فإنّه يطلق في هذا المقام على جزء الماهيّة والمراد به الجزء المفرد المحمول على الماهيّة وهو منحصر في الجنس والفصل. وربّما يطلق على ما ليس بخارج وهذا أعمّ من الأول لتناوله نفس الماهيّة وجزئها. والتسمية على الأول ظاهرة وعلى الثاني اصطلاحية محضة، والخارج عن الماهيّة يسمّى عرضيّا. وربّما يطلق الذّاتي على الجزء مطلقا سواء كان محمولا على الماهية أو لم يكن كالواحد للثلاثة.
ثم إنّهم ذكروا للذاتي خواصا ثلاثا، الأولى أن يمتنع رفعه عن الماهيّة بمعنى أنّه إذا تصوّر الذاتي وتصوّر معه الماهيّة امتنع الحكم بسلبه عنها، بل لا بدّ من أن يحكم بثبوته لها.
الثانية أن يجب إثباته للماهيّة على معنى أنّه لا يمكن تصوّر الماهيّة إلّا مع تصوّره موصوفة به أي مع التّصديق بثبوته لها، وهي أخصّ من الأولى لأنّه إذا كان تصوّر الماهيّة بكنهها مستلزما لتصوّر التصديق بثبوته لها، كان تصوّرهما معا مستلزما لذلك التصديق كلّيا بدون العكس، إذ لا يلزم من كون التصوّرين كافيين في الحكم بالثبوت أن يكون أحدهما كافيا مع ذلك. وهاتان الخاصّتان ليستا خاصّتين مطلقتين لأنّ الأولى تشتمل اللوازم البيّنة بالمعنى الأعمّ، والثانية بالمعنى الأخصّ. الثالثة وهي خاصّة مطلقة لا يشارك الذّاتي فيها العرضي اللازم، وهي أن يتقدّم على الماهيّة في الوجودين الخارجي والذهني بمعنى أنّ الذاتي والماهيّة إذا وجدا بأحد الوجودين كان وجود الذاتي متقدما عليها بالذّات، أي العقل يحكم بأنّه وجد الذاتي أولا فوجدت الماهيّة، وكذا في العدميين. لكن التقدّم في الوجود بالنسبة إلى جميع الأجزاء وفي العدم بالقياس إلى جزء واحد.
فإن قيل هذه الخاصّة تنافي ما حكموا به من أنّ الذّاتي متّحد مع الماهيّة في الجعل والوجود لاستحالة أن يكون المتقدّم في الوجود متّحدا فيه مع المتأخّر عنه وتنافي صحّة حمل الذّاتي على الماهيّة لامتناع حمل أحد المتغايرين في الوجود على الآخر، ويستلزم أن يكون كلّ مركّب في العقل مركّبا في الخارج، مع أنّهم صرّحوا بخلافها.
قلنا ما ذكرناه خاصّة للجزء مطلقا فإنّه أينما كان جزء كان متقدّما في الوجود والعدم هناك، فالجزء العقلي متقدّم على الماهيّة في العقل لا في الوجود ولا في الخارج، فلا يلزم شيء مما ذكرتموه. فإذا أريد تميّزه أيضا عن الجزء الخارجيّ زيد الحمل على اعتبار التّقدّم المذكور ليمتاز به عنه أيضا. وهذه الخواص إنّما توجد للذاتي إذا خطر بالبال مع ما له الذّاتي، لا بمعنى أنّه لا تكون ثابتة للذاتي إلّا عند الإخطار بالبال، فربّما لا تكون الماهيّة وذاتياتها معلومة. وتلك الخاصيّات ثابتة لها فضلا عن إخطارها بالبال، بل بمعنى أنّها إنّما يعلم ثبوتها للذاتيات إذا كانت مخطورة بالبال والشيء خاطر بالبال أيضا، كذا قيل.
وقد يعرف الذّاتي أي الجزء مطلقا بما لا يصحّ توهّمه مرفوعا مع بقاء الماهيّة كالواحد للثّلاثة، إذ لا يمكن أن يتوهّم ارتفاعه مع بقاء ماهيّة الثلاثة، بخلاف وصف الفردية إذ يمكن أن يتوهّم ارتفاعها عنها مع بقائها. نعم يمتنع ارتفاعها مع بقاء ماهية الثلاثة موجودة، فالحال هاهنا المتصوّر فقط، وهناك التّصوّر والمتصوّر معا، والسّرّ في ذلك أنّ ارتفاع الجزء هو بعينه ارتفاع الكلّ لا أنّه ارتفاع آخر. ومن المستحيل أن يتصوّر انفكاك الشيء عن نفسه، بخلاف ارتفاع اللوازم فإنّه مغاير لارتفاع الماهيّة تابع له فأمكن تصوّر الانفكاك بينهما مع استحالته، وكذا ارتفاع الماهيّة مغاير لارتفاعها مستتبع له، فجاز أن يتصوّر انفكاك أحدهما عن الآخر. ويقال أيضا الذّاتي ما لا يحتاج إلى علّة خارجة عن علّة الذّات بخلاف العرضي فإنّه محتاج إلى الذّات وهي خارجة عن علّتها، كالزوجية للأربعة المحتاجة إلى ذات الأربعة.
ويقال أيضا هو ما لا تحتاج الماهيّة في اتّصافها به إلى علّة مغايرة لذاتها، فإنّ السّواد لون لذاته لا بشيء آخر يجعله لونا، وهذه خاصة إضافية لأن لوازم الماهية كذلك، فإن الثلاثة فرد في حد ذاته لا بشيء آخر يجعلها متّصفة بالفردية.
هذا كلّه خلاصة ما في شرح المطالع، وما حقّقه السّيد الشريف في حاشيته.
وذكر في العضدي أنّ الذّاتي ما لا يتصوّر فهم الذات قبل فهمه. وقال السّيد الشريف في حاشيته مأخذه هو ما قيل من أنّ الجزء لا يمكن توهّم ارتفاعه مع بقاء الماهيّة بخلاف اللّازم إذ قد يتصوّر ارتفاعه مع بقائها. فمعناه أنّ الذّاتي محمول لا يمكن أن يتصوّر كون الذات مفهوما حاصلا في العقل بالكنه، ولا يكون هو بعد حاصلا فيه. وهذا التعريف يتناول نفس الماهيّة إذ يستحيل تصوّر ثبوتها عقلا قبل ثبوتها فيه.
والجزء المحمول إذ يمتنع تصوّر ثبوت الذّات في العقل وهو معنى كونه مفهوما قبل ثبوته فيه، أي مع ارتفاعه عنه.
ثم قال صاحب العضدي وقد يعرف الذاتي بأنّه غير معلّل. قال المحقق التفتازاني أي ثبوته للذّات لا يكون لعلّة لأنّه إمّا نفس الذّات أو الجزء المتقدّم، بخلاف العرضي فإنّه إن كان عرضا ذاتيا أوليا يعلّل بالذات لا محالة كزوجية الأربعة، وإلّا فبالوسائط كالضحك للإنسان لتعجبه. وما يقال إنّه إن كان لازما بيّنا يعلّل بالذّات، وإلّا فبالوسائط إنّما يصحّ لو أريد العلة في التصديق، ولو أريد ذلك انتقض باللوازم البيّنة فإنّ التصديق بثبوتها للملزومات لا يعلّل بشيء أصلا. نعم يشكل ما ذكر بما أطبق المنطقيون من أنّ حمل الأجناس العالية على الأنواع إنّما هو بواسطة المتوسّطات، وحمل المتوسّطات بواسطة السّوافل، حتى صرّح ابن سينا أنّ الجسمية للإنسان معلّلة بحيوانيّته انتهى.
ومرجع هذا التعريف إلى ما مرّ سابقا من أنّ الذاتي ما لا يحتاج إلى علّة خارجة عن علّة الذات كما لا يخفى.

ثم قال صاحب العضدي: وقد يعرف الذّاتي بالترتّب العقلي، وهو الذي يتقدّم على الذّات في التّعقّل انتهى. وذلك لأنّهما في الوجود واحد لا اثنينية أصلا، فلا تقدّم، وهذا التفسير مختصّ بجزء الماهيّة والأوّلان يعمّان نفس الماهيّة أيضا.
وحقيقة التّعريفين الأخيرين يرجع إلى الأوّل، وهو ما لا يتصوّر فهم الذات قبل فهمه لأنّ عدم تعليل الذّاتي مبني على أنّه لا يمكن فهم الذّات قبل فهمه، بل بالعكس، والتقدّم في التعقّل مستلزم لذلك. وإن لم يكن مبنيا عليه. كذا ذكر المحقّق التفتازاني في حاشيته.
ومنها في غير كتاب إيساغوجي، قال شارح المطالع والسّيد الشريف ما حاصله إنّ للذّاتي معان أخر في غير كتاب إيساغوجي يقال عليها بالاشتراك، وهي على كثرتها ترجع إلى أربعة أقسام: الأول ما يتعلّق بالمحمول وهو أربعة.
الأول المحمول الذي يمتنع انفكاكه عن الشيء ويندرج فيه الذّاتيات ولوازم الماهيّة بيّنة كانت أو غير بيّنة، ولوازم الوجود كالسّواد للحبشي.
والثاني الذي يمتنع انفكاكه عن ماهيّة الشّيء ويندرج فيه الثلاثة الأول فقط، فهو أخصّ من الأول. والثالث ما يمتنع رفعه عن الماهيّة بالمعنى المذكور سابقا في خواصّ الذّاتيّات فهو يختصّ بالذّاتيّات واللوازم البيّنة بالمعنى الأعمّ فهو أخصّ من الثاني. فإنّ من المعلوم أنّ ما يمتنع رفعه عن الماهيّة في الذهن بل يجب إثباته لها عند تصوّرهما كان الحكم بينهما من قبيل الأوّليّات، فلا بد أن يمتنع انفكاكه عنها في نفس الأمر، وإلّا ارتفع الوثوق عن البديهيّات، وليس كلّما يمتنع انفكاكه عن ماهيّة الشيء يجب أن يمتنع رفعه عنها في الذهن، لجواز أن لا يكون ذلك الامتناع معلوما لنا، كما في تساوي الزوايا الثّلاث لقائمتين في المثلّث، والرابع ما يجب إثباته للماهيّة. وقد عرفت معناه أيضا فهو يختصّ بالذّاتيات واللوازم البيّنة بالمعنى الأخصّ، فكلّ من هذه الثلاثة الأخيرة أخصّ مما قبله.
والثاني ما يتعلّق بالحمل وهو ثمانية.
الأول أن يكون الموضوع مستحقا للموضوعية، كقولنا الإنسان كاتب فيقال له حمل ذاتي، ولمقابله حمل عرضي. والثاني أن يكون المحمول أعمّ من الموضوع وبإزائه الحمل العرضي، فالمحمول في مثل قولنا: الكاتب بالفعل الإنسان ذاتي بهذا المعنى عرضي بالمعنى الأول، لأنّ الوصف وإن كان أخصّ ليس مستحقّا أن يكون موضوعا للذاتي. والثالث أن يكون المحمول حاصلا بالحقيقة أي محمولا عليه بالمواطأة والاشتقاق حمل عرضي. ومنهم من فسّر الحاصل للموضوع بالحقيقة بما يكون قائما به حقيقة سواء كان حاصلا له بمقتضى طبعه أو لقاسر، كقولنا: الحجر متحرّك إلى تحت أو إلى فوق، وما ليس كذلك فحمله عرضي، كقولنا جالس السفينة متحرّك، فإنّ الحركة ليست قائمة به حقيقة بل بالسفينة وهذا أشهر استعمالا حيث يقال للسّاكن في السفينة المتحرّكة إنّه متحرّك بالعرض لا بالذات.
والرابع أن يحصل لموضوعه باقتضاء طبعه كقولنا الحجر متحرّك إلى أسفل، وما ليس باقتضاء طبع الموضوع عرضي. والخامس أن يكون دائم الثبوت للموضوع وما لا يدوم عرضي. السادس أن يحصل لموضوعه بلا واسطة وفي مقابله العرضي. والسابع أن يكون مقوّما لموضوعه وعكسه عرضي. والثامن أن يلحق لا لأمر أعمّ أو أخصّ، ويسمّى في كتاب البرهان عرضا ذاتيا سواء كان لاحقا بلا واسطة أو بواسطة أمر مساو، وما يلحق بالأمر الأخصّ أو الأعمّ عرضي، وقد سبق في المقدّمة في مبحث الموضوع.
اعلم أنّ حمل الواحد قد يكون ذاتيا باعتبار وعرضيا باعتبار آخر فتأمّل في الأقسام الثمانية وكيفية اجتماعها وافتراقها.
والثالث ما يتعلّق بالسبب فيقال لإيجاب السبب للمسبب أنّه ذاتي إذا ترتّب عليه دائما كالذبح للموت أو أكثريا كشرب السقمونيا للإسهال، وعرضي إن كان الترتّب أقليا كلمعان البرق للعثور على المطر.
والرابع ما يتعلّق بالوجود، فالموجود إن كان قائما بذاته يقال إنّه موجود بذاته كالجوهر، وإن كان قائما بغيره يقال إنّه موجود بالعرض كالعرض.

الدّواء

الدّواء:
[في الانكليزية] Drug ،medicine
[ في الفرنسية] Medicament
بالحركات الثلاث والفتح أشهر وبالمد في اللغة دمان. والجمع الأدوية. وعرفه الأطباء بما يؤثر في البدن أثرا ما بكيفية، أي بسبب كيفية، وهي احتراز عمّا يؤثّر فيه بمادته أو بصورته النوعية، فإنّ كلّا منهما خارج عن حكم الدواء المطلق ويدخل فيه الدواء المطلق والدواء السمّي وكذا الدواء الغذائي والغذاء الدوائي لأنّ كلّا منهما دواء من وجه وغذاء من وجه، وكذا الدواء الذي له خاصية ونحوها على ما يجيء في لفظ الغذاء، ويخرج منه الدواء المعتدل إذ لا أثر له أصلا، ولا ضير في خروجه إذ لا يقال له دواء إلّا مجازا. ولذا لا يقال إلّا مقيدا بأنّه معتدل. وهذا كما يقال للحجر المعمول على شكل السفينة إنّه سفينة حجر، ولا يقال إنّه سفينة مطلقا، وإذا أطلق الأطباء الدواء أرادوا به المستفرغ، هكذا يستفاد من شرح القانونچهـ وبحر الجواهر.
وفي كليات أبي البقاء الداء وهو ما يكون في الجوف والكبد والرئة والقلب والأمعاء والكلية، والمرض هو ما يكون في سائر الأبدان. والدواء اسم لما يستعمل لقصد إزالة المرض أو الألم أو لأجل حفظ الصحة ليبقى على الصحة بخلاف الغذاء، فإنّه اسم لما يستعمل لقصد تربية البدن وإبقائه ليتحصّل بدل ما يتحلّل بسبب الحرارة الغريزيّة أو بسبب عروض العوارض.
التقسيم
الدواء إمّا مفرد وهو الدواء الواحد وإمّا مركّب وهو ما يكون مركّبا من دواءين أو أكثر ومن الأدوية ما هو مركّب القوى وهو الذي له المزاج الثاني لتركّبه من ذوات الأمزجة.

وتركيب ما له مزاج ثان قسمان: طبيعي كاللبن وصناعي كالترياق ويجيء في لفظ المزاج.
فائدة:
قالوا للأدوية أربع درجات. أمّا الدرجة الأولى فهي أن يكون فعل الدواء فعلا غير محسوس أي بالإحساس الظاهر، فهو احتراز عن باقي الدرجات والدواء المعتدل غير داخل في مطلق الدواء فلا حاجة إلى الاحتراز عنه، ولو سلم دخوله مجازا، فخرج بقولنا الظاهر لأنّه لا يحس بتأثيره أصلا، وإن تكثّر مقداره وتعدّد استعماله بخلاف الدواء الذي هو في الدرجة الأولى فإنّه يسخن ويبرد مثلا تسخينا وتبريدا لا يحسّ به إحساسا ظاهرا، لكن إن تكرّر التناول أو يكثر مقدار المتناول فيحسّ به إحساسا ظاهرا. وأمّا الدرجة الثانية فهي أن يكون الفعل فيه أقوى من ذلك بأن يكون تأثيره محسوسا، لكن لا يبلغ ذلك الفعل إلى أن يضر بالأفعال ضررا بيّنّا إلّا أن يتكثّر أو يتكرّر. وأمّا الدرجة الثالثة فهي أن يكون الفعل فيه موجبا بالذات إضرارا بيّنّا، لكن لا يبلغ إلى أن يفسده ويهلكه إلّا أن يتكثّر أو يتكرّر. وأمّا الدرجة الرابعة فهي أن يكون الفعل بحيث يبلغ إلى أن يهلكه ويفسده، ويسمّى الدواء الذي في هذه الدرجة بالدواء السّمّي، وهو غير السّم لأنّ هذا الدواء قاتل بكيفيّته والسّم قاتل بصورته النوعية، ولذا لا يعرض من النار ما يعرض من السّموم كسمّ الأفعى والعقرب وغير ذلك.
اعلم أنّه لا يوصل إلى تحقيق درجة الدواء إلّا بالتناول والمراد به المعتدل في نوعه والمأخوذ بمقدار مخصوص وهو المقدار المستعمل منه عادة وذلك لأنّ الشيخ قال في طبيعيات الشفاء إنّ كمية الشيء إذا ازدادت ازدادت الكيفية، ولذا أشكل المسيحي أنّ الحارّ في الثانية مثلا لا يخلو إمّا أن يكون قد عيّن له مقدار مخصوص أولا يكون. فإن كان الأول لزم من زيادة مقداره خروجه عن درجة إلى التي فوقها ومن نقصانه خروجه إلى التي تحتها، ويلزم منه أن يكون كل دواء حار حارا في الدرجات الأربع بحسب زيادة مقداره ونقصانه، وكذلك البارد وهو مخالف مذهب الأطباء. وإن كان الثاني يلزم أن يكون تسخين أرطال من الفلفل كتسخين أقلّ قليل منه وهو ظاهر البطلان. والجواب عنه أن نقول قد عيّن له مقدار مخصوص وهو المقدار الذي إذا أورد على البدن فعل تسخينا غير مضرّ بالفعل وهذا التعيين ليس شرطا لكون درجته ثانية بل لتعلم درجته، ولذلك لو زال ذلك التعيين لا يخرج الدواء عن درجته لأنّ معنى الحار في الأولى أنّه يخرج عن المعتدل بجزء واحد حار وفي الثانية عن الأولى بجزء واحد، وكذلك الثالثة عن الثانية والرابعة عن الثالثة، فيكون الحار في الرابعة فيه خمسة أجزاء حارة وواحد بارد، فنسبة البارد إلى الأجزاء الحارة في الرابعة الخمس وفي الثالثة الربع وفي الثانية الثلث وفي الأولى النصف، فما دامت هذه النسبة محفوظة بين البارد والحار كان الدواء في تلك الدرجة ولا يخرج بالتكرار وزيادة المقدار وقوة التأثير عندهما إلى درجة أعلى كما قال القرشي، كذا في شرح القانونچهـ.
والحاصل أنّ معنى الدرجة الأولى بالحقيقة كون الدواء الواقع فيها أزيد بجزء واحد من أجزاء المعتدل وكونه فاعلا لفعل غير محسوس لازم له لا أنّه معنى حقيقي لها، وتعريفها بهذا المعنى اللازم للمعنى الحقيقي لتضمنه الإشارة إلى طريقة معرفة هذه الدرجة، والتعريف باللازم شائع كثير لا محذور فيه وعلى هذا فقس معاني سائر الدرجات.
قال في بحر الجواهر مراد الأطباء أنّ من الدواء في الدرجة الأولى هو أن يؤثّر في هواء البدن وفي الثانية أنّه يتجاوز عنه ويؤثّر في الرطوبة وفي الثالثة أنّه يتجاوز عنها ويؤثّر في الشحم وفي الرابعة أنّه يتجاوز عنها ويؤثّر في اللحم والأعضاء الأصلية ويستولي على الطبيعة انتهى. قال الإمام الرازي ليعلم أنّ بدن الإنسان مركّبة من أربعة أشياء وهي الروح والعضو والخلط والفضاء، فكلّ ما يرد على البدن دواء يسخن الفضاء فهو في الدرجة الأولى، وما يفعل هذا ويسخن الخلط فهو في الدرجة الثانية، وما يفعل هذين الفعلين ويسخن العضو فهو في الثالثة، وما يفعل هذه الأفاعيل ثم يسخن الروح فهو في الدرجة الرابعة، وهو بمنزلة السّم وما ذكر رسومات أيضا وليست بحدود وإلّا يرد عليه مثل الإيراد المذكور أيضا.

الدّليل

الدّليل:
[في الانكليزية] Proof ،demonstration ،sign
[ في الفرنسية] Preuve ،demonstration ،indice ،signe
لغة المرشد وهو الناصب والذاكر وما به الإرشاد. فيقال الدليل على الصانع هو الصانع لأنّه نصب العالم دليلا على نفسه أو العالم بكسر اللام لأنّه الذي يذكر للمستدلّين كون العالم دليلا على الصانع أو العالم بفتح اللام لأنّه الذي به الإرشاد كما في العضدي. وعند الأطباء هو العلامة كما يستدلّ من حمرة القارورة على غلبة الدم، ومن صفرته النارنجية على الصفراء، كذا في السديدي شرح المؤجز. وفي بحر الجواهر الدليل هو علامة يهتدي بها الطبيب إلى المرض. وقد يطلق على القارورة لأنّه يهتدي بها إليه. وإنّما خصّ الأطباء البول بالدليل تنبيها على أنّ له مدخلا عظيما في الاستدلال على أحوال البدن انتهى.
وعند المنجّمين هو المزاعم كما سيجيء. وعند الأصوليين له معنيان، أحدهما أعمّ من الثاني مطلقا. فالأول الأعمّ هو ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري وهو يشتمل القطعي والظنّي، وهذا المعنى هو المعتبر عند الأكثر. والثاني الأخصّ هو ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري وهذا يخصّ بالقطعي وهو القطعي المسمّى بالبرهان. والعلم بمعنى اليقين على اصطلاح المتكلّمين والأصوليين والظنّي يسمّى أمارة، هكذا ذكر السيد الشريف في حاشية العضدية، وهكذا اصطلاح المتكلّمين كما في المواقف وشرحه. إلّا أنّه ذكر له معان ثلاثة، حيث قال:
الطريق ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب فإن كان المطلوب تصورا سمّي طريقه معرّفا وإن كان تصديقا سمّي طريقه دليلا. وهو أي الدليل بالمعنى المذكور يشتمل الظنّي الموصل إل الظنّ كالغيم الرطب الموصل إلى الظنّ بالمطر، والقطعي الموصل إلى القطع كالعالم الموصل إلى العلم بوجود الصانع. وقد يخصّ الدليل بالقطعي ويسمّى الظنّي أمارة، وقد يخصّ الدليل أيضا مع التخصيص الأول بما يكون الاستدلال فيه من المعلول على العلّة ويسمّى برهانا إنّيا ويسمّى عكسه، وهو ما يستدل فيه من العلة على المعلول تعليلا وبرهانا لمّيا. والدليل عند الميزانيين منقسم إلى القياس والاستقراء والتمثيل لأنّ الدليل لا يخلو إمّا أن يكون على طريق الانتقال من الكلّي إلى الكلّي أو إلى الجزئي فيسمّى برهانا وقياسا، أو من الجزئي إلى الكلّي فيسمّى استقراء، أو من الجزئي إلى الجزئي فيسمّى تمثيلا، هكذا في حواشي السلم.
وذكر المحقق التفتازاني في حاشية العضدي أنّه قال الآمدي: أمّا الدليل فقد يطلق في اللغة بمعنى الدال وهو الناصب للدليل.
وقيل الذاكر له، وقد يطلق على ما فيه دلالة وإرشاد وهو المسمّى دليلا في عرف الفقهاء سواء أوصل إلى علم أو ظن. والأصوليون يفرّقون فيخصّون الدليل بما يوصل إلى علم والامارة بما يوصل إلى ظن، فحدّه عند الفقهاء ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري، وعند الأصوليين ما يمكن التوصّل به إلى العلم بمطلوب خبري. ثم قال المحقّق التفتازاني والأقرب أنّ اصطلاح الأصول ما ذكره الشارح أي شارح مختصر الأصول وهو عضد الملّة والدين. وبعد هذا فنشرع في شرح التعريف للدليل بالمعنى الأول فإنّه يكفيك.
فنقول اعتبر إمكان التوصّل إذ الدّليل من حيث هو دليل لا يعتبر فيه التوصّل بالفعل فإنّه لا يخرج عن كونه دليلا بأن لا ينظر فيه أصلا، ولو اعتبر وجود التوصّل يخرج عن التعريف ما لم ينظر فيه أحد أبدا، والإمكان إن أريد به الإمكان الخاص يختص التعريف بمذهب الأشعري، وإن أريد به الإمكان الجامع للوجوب والفعل فيشتمل التوصّل عادة كما هو مذهب أهل السّنة. والتوصّل توليدا كما هو مذهب المعتزلة. والتوصل اعدادا كما هو مذهب الحكماء. والتوصّل لزوما كما هو مذهب الرازي يصحّ التعريف على جميع المذاهب المذكورة. وحيث كان التوصل أعمّ من أن يكون إلى علم أو ظنّ يتناول التعريف القطعي والظنّي. والمراد بالنظر فيه ما يتناول النظر في نفسه والنظر في أحواله وصفاته بأن يطلب من أحواله ما هو وسط مستلزم للحال المطلوب إثباته للمحكوم عليه. وترتب مقدمتان إحداهما من الوسط والمحكوم عليه وثانيتهما من الوسط، والحال المطلوب إثباته ويحصل منهما المطلوب الخبري، كالعالم فإنّه دليل على وجود الصانع إذا نظر في أحواله كالحدوث بأن يقال العالم حادث وكلّ حادث فله صانع، والمقدّمات المتفرّقة والمترتبة الغير المأخوذة مع الترتيب إذا نظر في أنفسها بأن ترتب ترتيبا صحيحا مستجمعا لشرائط الإنتاج يتوصّل بها إلى المطلوب الخبري. وبالجملة فقوله النظر في نفسه يتناول التصوّرات المتعدّدة متفرقة أو مترتّبة لم تؤخذ مع الترتيب، والمقدّمات متفرّقة أو مترتّبة كذلك. وقوله والنظر في أحواله يتناول المفرد فقط، فعلم من هذا أنّ الدليل عندهم قسمان: مفرد ومركّب وهو المقدّمات الغير المأخوذة مع الترتيب. وأمّا المقدمات المأخوذة مع الترتيب فهي خارجة عن تعريف الدليل عندهم، وأمّا عند المنطقيين فهي الدليل لا غير.
فأقول إذا تناول النظر ما يتناول النظر في نفسه والنّظر في أحواله فيتناول التعريف التصوّرات المتعدّدة متفرّقة كانت أو مترتبة لم تؤخذ مع الترتيب، والمقدمات متفرقة أو مترتبة كذلك. أمّا إذا أخذت مع الترتيب فهي خارجة عن التعريف لاستحالة النّظر فيها، إذا النظر هو الترتيب. وكذا يتناول المفرد الذي من شأنه إذا نظر في أحواله يوصل إلى المطلوب كالعالم مثلا فإنه أيضا يسمّى عندهم دليلا رعاية لظاهر ما ورد به النصوص فإنّها ناطقة بكون السموات والأرض وما فيها أدلة. وبالجملة لو لم يرد العموم فإن خصّ بالنظر في نفسه خرج المفرد مع أنّه دليل عندهم، وإن خصّ بالنظر في أحواله خرج المعرّف مطلقا بهذا القيد إذ لا يقع الترتيب في أحواله فيلزم استدراك قيد الخبري فلا بد من التعميم فإذا عمّم النظر ظهر تناوله للجميع وقيد النظر بالصحيح وهو المشتمل على شرائطه مادّة وصورة إذ الفاسد ليس في نفسه سببا للتوصل ولا آلة له، وإن كان قد يفضي إليه فذلك إفضاء اتفاقي، فلو لم يقيد وأريد العموم خرجت الدلائل بأسرها إذ لا يمكن التوصّل بكل نظر فيها، وإن اقتصر على الإطلاق لم يكن هناك تنبيه على افتراق الصحيح والفاسد في ذلك. والحكم بكون الإفضاء في الفاسد اتفاقيا إنّما يصحّ إذا لم يكن بين الكواذب ارتباط عقلي يصير به بعضها وسيلة إلى بعض أو يخصّ بفساد الصورة أو بوضع ما ليس بدليل مكانه. وتقييد المطلوب بالخبري لإخراج المعرّف. ولو قيد المطلوب بالتصوّر يصير تعريفا للمعرّف، وإن جرّد عن القيدين يصير حدّا للمشترك بينهما أعني الموصل إلى المجهول المسمّى بالطريق عندهم.
وعند المنطقيين له معنيان أيضا أحدهما أعمّ من الثاني كما ذكر السيّد الشّريف في حاشية العضدي. الأول الموصل إلى التصديق قياسا كان أو تمثيلا أو استقراء، والثاني القياس البرهاني. وعلى الأول عرّف بأنّه قولان فصاعدا يكون عنه قول آخر. والمراد بالقولين قضيتان معقولتان أو ملفوظتان، فإنّ الدليل كالقول والقضية يطلق على المعقول والمسموع اشتراكا أو حقيقة ومجازا. وقيل أي مركّبان ويخرج بقوله يكون عنه قول آخر قولان فصاعدا من المركبات التقييدية أو منها ومن التّامة كما يخرج قولان من التامة إذا لم يشتركا في حدّ أوسط.
وإنّما قال فصاعدا ليشتمل القياس المركّب.
وفي توحيد الضمير وتذكيره في عنه تنبيه على أنّ الهيئة لها مدخل في ذلك. قيل إنّما وصف القول بالآخر ليخرج عنه مجموع أيّة قضيتين اتفقتا فإنّه يستلزم إحداهما. وهذا لا يصحّ هاهنا إذ لا تكون عنه إحداهما. ولمّا اعتبر حصول القول الآخر سواء كان لازما بيّنا أو غير بيّن أو لا يكون لازما يتناول الحدّ الأمارة وغيرها لأنّه يجمع التمثيل والاستقراء والقياس البرهاني والجدلي والخطابي والشعري والمغالطي. وعلى الثاني عرّف بأنّه قولان فصاعدا يستلزم لذاته قولا آخر إذ هذا يختص بالقياس البرهاني، إذ غير البرهان لا يستلزم لذاته شيئا آخر لأنّه لا علاقة بين الظنّ وبين شيء يستفاد هو منه لانتفائه مع بقاء سببه الذي يوصل منه إليه كالغيم الرّطب يكون أمارة للمطر ثم يزول ظنّ المطر بسبب من الأسباب مع بقاء الغيم بحاله. فإن قيل قد أطبق جمهور المنطقيين على اعتبار قيد الاستلزام في تعريف القياس وجعلوه مع ذلك شاملا للصناعات الخمس. أجيب بأنّهم زادوا قيدا آخر هو تقدير تسليم مقدماته. فالاستلزام في الكلّ إنّما هو على ذلك التقدير وأمّا بدونه فلا استلزام إلّا في البرهان، وفساده ظاهر لأنّ التسليم لا مدخل له في الاستلزام، فإنّ تحقّق اللزوم لا يتوقف على تحقّق الملزوم ولا اللازم، ويجيء أيضا في لفظ القياس مع بيان فائدة قيد تقدير التسليم، هكذا ذكر السيّد السّند في حاشية العضدي. والظاهر أنّ هذا التعريف شامل للصناعات الخمس مرادف للقياس، ويؤيده ما ذكر الهداد- الهادية- في حاشية الكافية في تقسيم الكلمة إلى الاسم وأخويه من أنّ الدليل والقياس في اصطلاح المنطقيين بمعنى واحد، وهو قول مؤلّف من قضايا متى سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر انتهى.
نعم قد يطلق الدليل عندهم على معنى أخصّ أيضا وهو البرهان كما عرفت، ولكن هذا التعريف ليس تعريفا له وإن ذكروه في تعريفه.
قيل وفي هذا التعريف الثاني بحث وهو أنّ فيضان النتيجة بطريق العادة عند الأشاعرة ولا استلزام ذاتيا هناك، إذ لا مؤثّر إلّا الله سبحانه.
فإن أريد بالاستلزام الذاتي امتناع الانفكاك عنه لذاته عقلا كما هو المتبادر صحّ التعريف الثاني على رأي أصحابه دون الواقع بخلاف الأول فإنّه صحيح مطلقا، إذ لم يذكر فيه الاستلزام الذاتي، وإن حمل على الدوام والامتناع العادي فقد عدل به عن ظاهره انتهى. يعني أنّ هذا التعريف صحيح عند من عرّفه به غير صحيح بحسب الواقع ونفس الأمر إن أريد بالاستلزام الذاتي ما هو المتبادر منه، أو معدول به عن ظاهره إن حمل الاستلزام الذاتي على الدوام فلا يخلو عن الاضطراب. أقول صحة التعريف يكفي فيها انطباقه على مذهب من يقول به، وكونه غير مطابق للواقع لا يضرّه في صحته كما لا يخفى. ولذا قال المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي: إن أريد بالاستلزام الذاتي امتناع الانفكاك عنه لذاته عقلا لا يصح التعريف إلّا على مذهب الحكماء والمعتزلة، وإن أريد به امتناع الانفكاك في الجملة عقليا كان أو عاديا يصحّ على رأي الأشاعرة أيضا انتهى. لكن بقي هاهنا شيء وهو أنّ الدليل باصطلاح المنطقيين والحكماء يباين الدليل باصطلاح المتكلّمين والأصوليين. فما عرّفه به أحد الفريقين كيف ينطبق على مذهب الفريق الآخر.
أقول أمّا وجه تطبيق هذين التعريفين المذكورين للدليل على مذهب المتكلّمين والأصوليين فبأن يراد بالقولين الغير المرتّبين، ويراد بالتكوّن والاستلزام ما يكون بالنظر الصحيح في أنفسهما، فيكون هذان التعريفان تعريفين لأحد قسمي الدليل عندهم وهو المركّب. وأمّا وجه تطبيق تعريف الدليل بأنّه ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى آخره فبأن يراد بلفظ ما المقدمات المأخوذة مع الترتيب؛ كأنّه قيل الدليل مقدمات مترتّبة يتوصّل بها بسبب النظر الصحيح فيها أي بسبب ترتيبها إلى المطلوب الخبري، هذا ما عندي.
وعرف الدليل أيضا بما يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والمراد بالعلم التصديق مطلقا أو اليقيني بقرينة أنّ الدليل لا يطلق اصطلاحا إلّا على الموصل إلى التصديق المقابل للمعرّف، فخرج المعرّف بالنسبة إلى المعرّف والملزوم بالنسبة إلى اللازم، فإنّ تصوّر الملزوم يستلزم تصوّر اللازم لا التصديق به. والمراد بلزومه من آخر كونه حاصلا منه بأن يكون علّة له بطريق جري العادة أو التوليد أو الإعداد بقرينة كلمة من، فإنّه فرّق بين اللازم للشيء وبين اللازم من الشيء فتخرج القضية المستلزمة لقضية أخرى كالعلم بالنتيجة فإنّه يستلزم العلم بالمقدمات المستنتجة منها سواء كانت بديهية أو كسبية. لكن يرد عليه ما عدا الشكل الأول لعدم اللزوم بين علم المقدّمات على هيئة غير الشكل الأول وبين علم النتيجة لا بيّنا وهو ظاهر، ولا غير بيّن لأنّ معناه خفاء اللزوم وحيث لا لزوم لا خفاء، إذ الخفاء إنّما يتصوّر بعد وجود اللزوم. وأجيب بأنّ تفطن كيفية الاندراج شرط الإنتاج في كل شكل، فالمراد ما يلزم من العلم به بعد تفطن كيفية الاندراج. ولا شكّ في تحقق اللزوم في جميع الأشكال. ويمكن أن يقال إطلاق الدليل على الأشكال الباقية باعتبار اشتمالها على ما هو دليل حقيقة وهو الشكل الأول. وأيضا يرد عليه المقدمات التي تحدس منها النتيجة وهي بعينها واردة على تعريفه السابق وهو قولان فصاعدا، يستلزم عنه قول آخر، اللهم إلّا أن يراد بالاستلزام واللزوم ما يكون بطريق النظر بقرينة أنّ التعريف للدليل، فحينئذ لا انتقاض لفقدان النظر لأنّه عبارة عن الحركتين، والحركة الثانية مفقودة في الحدس.
ثم هذا التعريف أوفق باصطلاح المنطقيين سواء أريد بالعلم التصديق مطلقا أو اليقيني لأنّ لزوم العلم بشيء آخر من غير أن يتوقّف على أمر إنّما هو في المقدّمات مع الترتيب دون المفرد، والمقدمات الغير المأخوذة مع الترتيب. ويمكن تطبيقه على مذهب المتكلّمين والأصوليين أيضا بأن يقال المراد باللزوم اللزوم بشرط النظر، والدليل المفرد بشرط النظر في أحواله يستلزم المطلوب الخبري، فإنّ العلم بالعالم من حيث الحدوث بأن يتوسّط بين طرفي المطلوب، فيقال العالم حادث وكل حادث فله صانع يستلزم العلم بأنّ العالم له صانع، هذا خلاصة ما في الخيالي وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.
تنبيه
قد علم مما سبق أنّ الدليل عند الأصوليين والمتكلّمين سواء أخذ بحيث يعمّ القطعي والظني أو بحيث يخصّ بالقطعي أو بحيث يخصّ بالبرهان الإنّي ينقسم إلى قسمين:
مقدمات متفرقة أو مترتّبة لم تؤخذ مع الترتيب والمفردات. وأنّ الدليل عند المنطقيين سواء أخذ بحيث يعمّ القياس وغيره أو بحيث يختصّ بالقياس أو بحيث يختصّ بالقياس البرهاني هو القضيتان مع هيئة الترتيب العارضة لهما لا غير فالمعنيان المصطلحان متباينان صدقا. ومن زعم تساويهما في الوجود بشرط النّظر في المعنى الأصولي لزمه القول بوجوده أي بوجود المعنى الأصولي في الكواذب. والحاصل أنّ الدليل عند الأصوليين على إثبات الصانع العالم مثلا؛ وكذا قولنا العالم حادث وقولنا وكلّ حادث فله صانع. وعند المنطقيين مجموع قولنا العالم حادث وكل حادث فله صانع، هكذا ذكر السيّد السّند في حاشية العضدي.
اعلم أنّه ذكر في بعض شروح هداية النحو في الخطبة الدليل في اللغة الهادي والمرشد وفي الاصطلاح هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر. وعند الفلاسفة عبارة عن مجموع الأقوال التي يؤدّي تصديقها إلى تصديق قول وراء تلك المجموع. وعند الأصوليين عبارة عما يستدل بوقوعه وبشيء آخر من حالاته على وقوع غيره وعلى شيء من أوصافه على ما صرّحوا في موضعه. وعند المتكلّمين هو الذي يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري. وعند المنطقيين قول مؤلّف من قضايا يستلزم لذاته قولا آخر وهو قياس واستقراء وتمثيل، ويرادفه الحجّة انتهى.
أقول وفيما ذكره نظر فإنّ قوله وفي الاصطلاح إن أراد به اصطلاح النحاة بقرينة أنّ الكتاب في علم النحو فلا نسلم أنّ للنحاة اصطلاحا منفردا في هذا اللفظ مع أنّك قد عرفت أنّ مرجع ذلك التعريف إمّا إلى اصطلاح أهل الميزان أو إلى اصطلاح المتكلّمين أو أهل الأصول. وإن أراد به اصطلاح العلماء بمعنى أنهم جميعا يعرفون بهذا التعريف وإن اختلف وجهه فلا يفيد كثير فائدة. وأيضا لا خفاء في أنّ محصّل التعريف المنقول عن الفلاسفة هو أنّ الدليل بمعنى الموصل إلى التصديق قياسا كان أو غيره، وقد عرفت أنّ هذا المعنى من مصطلحات أهل الميزان، فلا يعرف للفلاسفة اصطلاحا منفردا، بل الظاهر أنهم يوافقون في هذا لأهل الميزان. وأيضا محصّل التعريف المنقول عن الأصوليين هو أنّ الدليل ما يمكن التوصّل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري وقد عرفت أنّه لا فرق في الاصطلاح بينهم وبين المتكلّمين لا في هذا التعريف الأعمّ ولا في التعريف الأخصّ الذي نسبه ذلك الشارح إلى المتكلمين، فالتعويل على ما ذكرناه سابقا.
التقسيم

قال المتكلّمون: الدليل إمّا عقلي بجميع مقدماته قريبة أو بعيدة، أو نقلي بجميعها، أو مركّب منهما. والأول هو الدليل العقلي المخصوص الذي لا يتوقّف على السمع أصلا. والثاني النقلي المحض وهذا لا يتصوّر إذ صدق المخبر لا بد منه حتى يفيد العلم وأنّه لا يثبت إلّا بالعقل. والثالث أي المركّب منهما هو الذي يسمّيه معاشر المتكلّمين بالنقلي لتوقفه على النقل في الجملة، فانحصر الدليل في قسمين العقلي المحض والمركّب من العقلي والنقلي، هذا هو التحقيق. ولا يخفى أنّ هذا التقسيم إذا أريد بالدليل المقدمات المترتبة فلا غبار عليه، لكن لا يمكن تطبيقه على مذهب المتكلّمين. أمّا إذا أريد به مأخذها كالعالم للصانع وكالكتاب والسنة والإجماع للأحكام فلا معنى له. فطريق القسمة أنّ استلزامه للمطلوب إن كان بحكم العقل فعقلي وإلّا فنقلي، كذا في شرح المقاصد. ووقع في عبارة بعضهم تثليث القسمة بطور صحيح، فقيل مقدمات الدليل القريبة قد تكون عقلية محضة كقولنا العالم متغيّر وكل متغيّر حادث. وقد تكون نقلية محضة كقولنا تارك المأمور به عاص بقوله تعالى أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي وكلّ عاص يستحق النار لقوله تعالى وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ وقد يكون بعضها مأخوذا من النقل وبعضها مأخوذا من العقل لا من النقل فيشتمل المأخوذة من الحس كقولنا هذا تارك المأمور به وكل تارك المأمور به عاص، فإنّ المقدمة الأولى يحكم بها العقل ولو بواسطة الحسّ ولا يتوقف على النقل، فلا بأس أن يسمّى هذا القسم الأخير بالمركّب.
ثم المطالب التي تطلب بالدليل ثلاثة أقسام. احدها ما يمكن عند العقل أي لا يمتنع عقلا إثباته ولا نفيه نحو جلوس الغراب الآن على المنارة فهذا المطلب لا يمكن إثباته إلّا بالنقل لأنّه لمّا كان غائبا عن العقل والحسّ معا استحال العلم بوجوده أو بعدمه إلّا من قول الصادق، ومن هذا القبيل تفاصيل أحوال المعاد. وثانيها ما يتوقّف عليه النقل مثل وجود الصانع تعالى ونبوّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم فهذا المطلب لا يثبت إلّا بالعقل لأنّه لو ثبت بالنقل لزم الدور، لأنّ كلّ واحد منهما يتوقف على الآخر. وثالثها ما عداهما كالحدوث إذ يمكن إثبات الصانع بدونه بأن يستدلّ على وجوده بإمكان العالم ثم يثبت كونه عالما مرسلا للرسل ثم يثبت بأخبار الرسل حدوث العالم. وهذا المطلب يمكن إثباته بالعقل وكذا بالنقل. ثم اعلم أنّهم اختلفوا في إفادة النقلية اليقين. فقيل لا يفيد وهو مذهب المعتزلة، وجمهور الأشاعرة. وقيل قد يفيد بقرائن مشاهدة من المنقول عنه أو متواترة تدلّ على انتفاء الاحتمالات وهو الحق، وتفصيله في شرح المواقف.

الخلط

الخلط
انظر: تركيب القراءات.
الخلط:
[في الانكليزية] Ingredient ،juice ،humour
[ في الفرنسية] Ingredient ،jus ،humeur
بالفتح وسكون اللام هو عند الأطباء جسم رطب سيّال يستحيل إليه الغذاء أولا ويسمّى كيموسا ورطوبة أولى أيضا، وأمّا ما سمّاه البعض بالكيلوس فهو غلط كما في بحر الجواهر. فقولهم جسم جنس والرطب فصل يخرج العظم واللحم والغضروف، إذ الرطب هو سهل القبول للتشكّل والاتصال والانفصال بحسب الطبع. وقولهم سيّال أي من شأنه أن ينبسط متسفلة بالطبع حتى لو خلّي وطبعه كان أسهل. النفوذ إلى البدن يخرج مثل الدماغ والنخاع والشحم ولا يخرج البلغم الزجاجي والجصي لأنّهما رطبان سيالان طبعا. وأيضا المراد التشبيه بالزجاج والجص في اللون والطبع لا في القوام، وكذا الحال في عدم خروج السوداء الرمادية. ولا يغني هذا القيد من الرطب للفرق بينهما في الرمل. والمراد بالاستحالة تغيّر الصورة النوعية بقرينة إلى، فخرج الكيلوس لبقاء الغذاء فيه يعرفه القائي.
والمراد بالغذاء ما يتناوله الحيوان للاغتذاء وهو الغذاء بالقوة، فلا يرد ما يسيل من القرع والأنبيق إذا وضعنا اللحم فيه للتقطير.
والصواب أن يكون بدله الكيلوس. ولهذا قيل الخلط جسم رطب سيال يتكّون من الكيلوس أولا إذ الغذاء يطلق على الغذاء بالفعل أيضا.
ولا بد في التعريف من الاحتراز عن الألفاظ المشتركة. ويمكن أن يجاب بأن الغذاء عند الاطلاق يتبادر منه الغذاء بالقوة فلا محذور.
وقولهم أولا يخرج الرطوبة الثانية والمني عند البعض ولا يخرج الخلط المتولّد من خلط لأنّه يستحيل إليه الغذاء أولا في الجملة، إذ ما من خلط إلّا ويمكن أن يحصل من الغذاء أولا بخلاف الرطوبة الثانية فإنها لا تحصل من الغذاء إلّا بتوسّط الخلط. وقيل المراد بالاستحالة الثانية فساد الصورة الخلطية. فالخلط ما لم تفسد صورته الخلطية فهو يعدّ في الاستحالة الأولى ولا يخفى ما فيه. ولو قيل الخلط جسم يستحيل إليه الكيلوس لكان أخصر وأحسن.
وأنواع الأخلاط أربعة. استقراء الدم والصفراء والبلغم والسوداء، وكلّ واحد منها ينقسم إلى طبيعي وغير طبيعي، والطبيعي من كل خلط هو ما تولّد في الكبد وما لا يتولّد فيها لا يسمّى طبيعيا عند الأطباء. وفي بحر الجواهر الخلط المحمود ويقال له الخلط الطبيعي أيضا هو الذي من شأنه أن يصير جزءا من جوهر المغتذي وحده أو مع غيره، والخلط الرديء هو الذي ليس من شأنه ذلك انتهى. وكيفية تولّد الأخلاط أنّ الغذاء بالقوة إذا ورد على المعدة وتأثّر من حرارتها وحرارة ما يليها من الأعضاء كالقلب والكبد والطحال استحال فيها إلى جوهر شبيه بماء الكشك الثخين أي الغليظ في بياضه وقوامه وملاسته، وهو الذي يسمّى كيلوسا بلسان السريانية، وينجذب الصافي منه إلى الكبد، فيندفع من طريق العروق المسماة بماساريقا، وينطبخ في الكبد فيحصل منه شيء كالرغوة أي الزبد وشيء كالرسوب. وقد يكون معها شيء محترق إن أفرط الطبخ وشيء فج إن قصر الطبخ؛ والرغوة هي الصفراء الطبيعية والرسوب هي السوداء. ويسمّيها جالينوس خلطا أسود. والمحترق لطيفة صفراء غير طبيعية وكثيفة سوداء غير طبيعية والشيء الفجّ منه هو البلغم طبيعيا كان أو غيره. وأمّا المصفّى من هذه الجملة نضجا فهو الدم. 

الآلة

الآلة: الواسطة بين الفاعل والمنفعل في وصول أثر الفاعل إليه. كالمنشار للنجار، فخرج بالأخير العلة المتوسطة كالأب بين الجد والابن فإنه واسطة بين فاعلها ومنفعلها، لكن غير واسطة بينهما في وصول أثر العلة البعيدة إلى المعلول، لأن أثر العلة البعيدة لا تصل إلى المعلول، فضلا عن توسط شيء آخر، وإنما الواصل إليه أثر العلة المتوسطة لأنها الصادرة منها وهي من البعيدة.
الآلة:
[في الانكليزية] Organ
[ في الفرنسية] Organe
في عرف العلماء هي الواسطة بين الفاعل ومنفعله في وصول أثره إليه على ما قال الإمام في شرح الإشارات. فالواسطة كالجنس تشتمل كلّ ما يتوسّط بين الشيئين كواسطة القلادة والنسبة المتوسّطة بين الطرفين. وبقوله بين الفاعل ومنفعله خرجت الوسائط المذكورة مما لا يكون طرفاه فاعلا ومنفعلا. والقيد الأخير لإخراج العلّة المتوسّطة فإنها ليست واسطة بينهما في وصول أثر العلّة البعيدة إلى المعلول، لأنّ أثر العلّة البعيدة لا يصل إلى المعلول فضلا أن يكون شيء واسطة بينهما، بل إنما الواصل إليه أثر العلّة المتوسّطة لأنه الصادر منها.
قيل عليه الانفعال يستلزم وصول الأثر فإذا انتفى الوصول انتفى الانفعال، فلا حاجة إلى القيد الأخير. وأجيب عنه بمنع الاستلزام المذكور إذ العلّة البعيدة لها مدخل في وجود المعلول لتوقّفه عليه، وليس ذلك التوقّف إلّا بالفاعلية، إلّا أنه فاعل بعيد تخلّل بينه وبين منفعله فاعل آخر بسببه لم يصل أثره إليه، إذ الشيء الواحد لا يتّصف بالصدورين، ولا يقوم صدور واحد بصادرين، فلا يستلزم الانفعال وصول الأثر، فثبت أنّ الواصل إليه أثر المتوسّطة دون البعيدة.
وما قيل إنّ التعريف يصدق على الشرائط وارتفاع الموانع والمعدّات لأنها وسائط بين الفاعل والمنفعل في وصول الأثر إذ الإيجاد لا يحصل بدونها فتوهّم لأنها متمّمات الفاعلية، فإنّ الفاعل إنما يصير فاعلا بالفعل بسببها لا أنها وسائط في الفاعلية.
قيل المتبادر من منفعله المنفعل القريب فلا حاجة إلى القيد الأخير. وفيه أنّ المتبادر هو المطلق، ولهذا قيّد المحقق الطوسي التعريف بالقريب فقال: هي. ما يتوسّط بين الفاعل ومنفعله القريب في وصول أثره إليه، ولو سلّم فالمتبادر من المنفعل القريب ما لا يكون بينه وبين فاعله واسطة أصلا، لا أن لا يكون بينهما فاعل آخر، وحينئذ يخرج عن التعريف آلة الضرب الذي يكون بين الضارب والمضروب حائلا.

قز

قز
قَزَّ الانسانُ يَقِزُّ قَزّاً: إذا قَعَدَ كالمُسْتَوْفِز ثم انْقَبَضَ ووَثَبَ. والقَزًّ: معروفٌ.
والتَّقَزُّزُ: التَّنَطُّسُ. ورَجُلٌ قَزُّ وقُزٌّ وقِزٌّ: أي مُتَقَزِّزٌ. وما في طَعامِه قِزٌ ولا قَزَازَةٌ.
والقاقزَّةُ: مَشْرَبَةٌ، وقيل: قازُوْزَةٌ وقاقُوْزَةٌ. والقازُوْزَةُ: الجمجمة من القوارير.
والقَزَازُ: الثًّعبان العَظِيم، وقيل: الحَيّاتُ القِصارُ. والقَزَازَةُ: الحَيَاءُ، رَجُلٌ قَزٌّ وقَوْمٌ أقْزَازٌ. والقَزَاقِزُ في قَوْل الشاعر: فيها قَزَاقِزُ من إلْبٍ وإسْنام نَبْذٌ من هاتين الشَّجَرتَيْنِ.
قَزَّتْ نَفْسي عن كذا: أبَتْه.
باب القاف مع الزاي ق ز، ز ق مستعملان

قز: قَزَّ الإنسان يقُزُّ إذا قعد كالمستوفز ثم انقبض ووثب.

وفي الحديث: إن إبليس ليقزُّ القزَّة من المشرق فيبلغ المغرب.

والتقزُّزُ: التنطس. والقاقُزَّةُ: مشربة، وهي فيالجة دون القرقارة. ويقال: هي أعجمية، وليس في كلام العرب مثلها مما يفصل بين حرفين مثلين مما يرجع إلى بناء ققز ونحوه، وأما بابل فانه اسم خاص لا يجرى مجرى الأسماء العوام. ويقال: قاقوزَةٌ بمعنى قاقُزَّة، قال:

بقواقيزَ في الأكُفِّ علينا مُوزعَهْ

زق: الزِّقُّ: وعاء للشراب، وهو الجلد يجز شعره ولا يُنْتَف نَتْفَ الأديم. وزق الطائر الفرخ يزقه زقاً أي يغره غرا. والزُّقاقُ: طريق دون السكة، ضيق نافذ أو غير نافذٍ. والزَقَّةُ: طائر صغير في الماء يمكن حتى يكاد يقبض عليه ثم يغوص فيخرج بعيداً. والزِّقزاقُ والزَّقزَقةُ: ترقيص الأم ولدها.
قز: قز: نسيج (فوك) وفي القسم الأول منه قزازة: نساجة، حرفة النساج أي الحائك، وفي القسم الثاني منه القزارة: المنسج، نول الحائك.
قزز: حاك مؤامرة. (بوشر).
قر: حرير (بوشر).
قز: حرير على الحال التي يكون عليها عندما يخرج من الصلجة. (بوشر).
قز: شاش الجراحة، شف. (بوشر).
قز، أو جوز القز: شلانقة، صلجة، فيلجة (بوشر) والعامة تستعمل القز لما غزل من الشرانق المبيضة. (محيط المحيط).
قزاز: زجاج، وصناعة الزجاج، زجاجة نافذة، وزجاجة أي صناعة الزجاج وتجارتها. (بوشر، همبرت ص 86). وفي محيط المحيط: والقزاز للزجاج من تحريف العوام.
قزاز: قنديل، سراج، مسرجة، مصباح صغير. ففي ألف ليلة (برسل 7: 122): وأمر مملوك الدير النصراني فقال: وبعد ذلك تغسل القزاز وتعمره بالزيت وتوقدهم بعد دق الناقوس. حشيشة القزاز (مريرة): حشيشة الزجاج (بوشر).
قزيز: قارورة العطر. (ألف ليلة 1: 57 برسل 1: 150) وفي طبعة بولاق: مرش، ولعلها مصغر قزاز مثل قزيزة - التي ستذكر فيما يلي. قزازة: زجاجة نافذة (هلو).
قزازة: والجمع قزاز وقزائز: قارورة، قنينة (بوشر، همبرت ص202، هلو، ألف ليلة 2: 596).
قزازة: عدسة محدبة الوجهين. قزازة محدبة من الوجهين بشكل عدسي. (بوشر).
قزازة: شبحية، قزازة النظارة المقابلة للأشياء التي ينظر إليها. (بوشر).
قزازة: زجاجة عينية، قزازة النظارة القريبة من عين الناظر. (بوشر).
قزاز: حائك (مملوك 2، 1: 103، فوك، الكالا، صفة مصر 18، قسم 2 ص170، بوشر) والعامل الذي اصبح وزيرا لهشام الثالث أطلق عليه اسم حائك (حيان بسام ص140 و) وفي (ص140 ق) منه: قزاز. وعليك أن تقرأ في كرتاس (ص41) تربيعة القزازين، وفقا لما جاء في مخطوطتنا.
قزاز: صانع الشباك (الكالا).
قزاز: صانع الزجاج، وتاجر الزجاج. (بوشر، همبرت ص86، صفة مصر 12: 405، 475، باين سميث 1016).
قزاز: بائع القز، وعند العامة: الخبير بتربية دود القز. (محيط المحيط).
قزيزة، عند العامة: حشيشة الزجاج (محيط المحيط).

قز

1 قَزَّ, [sec. Pers\., app., قَزُزْتَ,] aor. ـُ inf. n. قَزَازَةٌ, He felt, or had a sense of, or was moved with, shame, or pudency; his soul shrank from foul things: (M:) and [in like manner] ↓ تقزّز he was scrupulous in shunning, or avoiding, unclean things, or impurities; (S, M;) he removed himself far from such things; (S, Mgh, K;) and قُزٌّ [an inf. n. of قَزَّ] signifies the same as تَقَزُّزٌ. (K, TA.) You say also, قَزَّ مِنَ الدَّنَسِ, inf. n. قُزٌّ, He removed himself far from what was unclean. (TK.) And قَزَّتْ نَفْسِى عَنِ الشَّىْءِ, and قَزَّتْهُ, with and without a prep., (M, TA,) inf. n. قَزٌّ, (M, K,) My soul, or mind, refused the thing, or rejected it; (M, K, * TA;) a meaning said by IKtt to be of the dial. of El-Yemen: (TA:) and it loathed the thing; which latter is the more common signification: (M, TA:) and [in like manner] عَنِ الشَّىْءِ ↓ تقزّز he did not eat the thing, nor drink it, willingly: (M, TA:) end مِنْ ↓ تقزّز

أَكْلِ الضَّبِّ وَغَيْرِهِ [he loathed, or shunned, or avoided, the eating of the lizard called ضبّ &c.]. (S, Mgh, TA.) 5 تَقَزَّّ see 1, in three places.

قَزٌّ A quality, or thing, that is to be loathed, or shunned, or avoided, for its uncleanness, in food; as also ↓ قُزُّ and ↓ قَزَازَةٌ. (M, TA.) See also 1.

A2: A man who feels, or has a sense of, or is moved with, shame, or pudency; whose soul shrinks from foul things: (M, TA:) and, as also ↓ قُزٌّ and ↓ قِزٌّ, a man scrupulous in shunning, or avoiding, unclean things, or impurities; (S;) who removes himself far from such things; (S, K;) who does not eat nor drink a thing willingly: (M:) and the same three epithets, (TA,) and ↓ قَزَزٌ (K) and ↓ قُزَّازٌ, (IAar, K,) a man well-bred, or polite, (ظَرِيفٌ,) who guards against vices or faults, and shuns acts of disobedience and afflictions, not through pride: (K, TA;) fem. قَزَّةٌ and قُزَّةٌ and قِزَّةٌ: (M, K: *) the pl. of قَزٌّ is أَقِزَّآءُ, which is anomalous. (M, TA.) A3: I. q. إِبْرِيسَمٌ [Silk: or raw silk:] (K:) or a kind thereof: (S:) or that whereof ابريسم is made; (Lth, Az, Msb, TA;) wherefore some say, that قزّ and ابريسم are like wheat and flour: (Msb:) a Persian word, [originally قَزْ,] (M, TA,) arabicized: (S, M, Msb:) pl. قُزُوزٌ. (M, TA.) b2: [Hence, دُودُ القَزِّ The silk-worm.]

قُزٌّ: see قَزٌّ; the first in three places, and the second in two.

قِزٌّ: see قَزٌّ; the first in three places, and the second in two.

قَزَزٌ: see قَزٌّ; the first in three places, and the second in two.

قَزَازَةٌ: see قَزٌّ, and see also 1.

قَزَّازٌ A seller of قَزّ, q. v. (K.) قُزَّازٌ: see قَزٌّ.
الْقَاف وَالزَّاي

والزلنقطة: القصيرة.

والزردق: خيط يمد.

والزردق: الصَّفّ الْقيام من النَّاس.

والزردق: الصَّفّ من النّخل، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: زرده.

والرزداق: لُغَة فِي الرسداق، تعريب: الرستاق.

والزنديق: الْقَائِل بِبَقَاء الدَّهْر، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ زندكير.

والزندقة: الضّيق.

وَقيل: الزنديق مِنْهُ، لِأَنَّهُ ضيق على نَفسه.

وقرزل الشَّيْء: جمعه. والقرذل: الدَّابَّة الصلبة.

والقرزل: الْقَيْد.

والقرزل: كالقنزعة فَوق رَأس الْمَرْأَة.

وقرزل: اسْم فرس كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ فرس عَامر بن الطُّفَيْل، وانشد:

وَفعلت فعل أَبِيك فَارس قرزل ... إِن الندود هُوَ ابْن كل ندود

والزرنوقان: منارتان تبنيان على رَأس الْبِئْر.

وَقيل: هما خشبتان أَو بناءان كالميلين على شَفير الْبِئْر من طين أَو حِجَارَة.

وَقيل: الزرانيق: دعم الْبِئْر، وَاحِدهَا: زرنوق. وَحكى اللحياني: زرنوق، رَوَاهُ كرَاع، قَالَ: وَلَا نَظِير لَهُ.

وَفِي حَدِيث عَليّ: " لَا ادْع الْحَج وَلَو تزرنقت ": أَي وَلَو خدمت زرانيق الْآبَار فسقيت لأجمع نَفَقَة الْحَج.

والزرنوق: النَّهر الصَّغِير.

والزرنقة: الْعينَة، وَبِه فسر بَعضهم قَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ: " لَا ادْع الْحَج وَلَو تزرنقت ": أَي لَو أخذت الزَّاد بالعينة، حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والزرفقة: السرعة.

وسير مزرنفق، وبعير مزرنفق: سريع، والأعرف فيهمَا: مدرنفق.

والفزرقة: السرعة، كالزرفقة.

والقربز، والقربزي: الذّكر الصلب الشَّديد.

وزربق الثَّوْب: صفره.

والزبرقان: لَيْلَة خمس عشرَة.

والزبرقان: الْقَمَر.

والزبرقان: من سَادَات الْعَرَب، وَهُوَ الزبْرِقَان ابْن بدر الْفَزارِيّ، سمي بذلك لتسميتهم أَبَاهُ بَدْرًا وَلما لقى الزبْرِقَان الحطيئة، فَسَأَلَهُ عَن نسبه فانتسب لَهُ، أمره بالعدول إِلَى حلته، وَقَالَ لَهُ: اسْأَل عَن الْقَمَر ابْن الْقَمَر: أَي الزبْرِقَان بن بدر.

وَقيل: سمي بِهِ، لصفرة عمَامَته.

وَقيل: سمي بِهِ، لِأَنَّهُ كَانَ يصفر استه، حَكَاهُ قطرب، وَهُوَ قَول شَاذ، قَالَ المخبل:

واشهد من عَوْف حلولا كَثِيرَة ... يحجون سبّ الزبْرِقَان المزعفرا

قيل: يَعْنِي بسبه: استه. وَقيل: يَعْنِي بِهِ: عمَامَته.

والزبرقان: الْخَفِيف اللِّحْيَة.

وَأرَاهُ زباريق الْمنية: أَي لمعانها، جمعوها على التشنيع لشأنها والتعظيم لَهَا.

والربرق: عِنَب الثَّعْلَب.

والبرازيق: جماعات النَّاس.

وَقيل: جماعات الْخَيل.

وَقيل: هم الفرسان.

واحدهم: برزيق، فَارسي مُعرب، وَفِي الحَدِيث: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكون النَّاس برازيق " يَعْنِي: جماعات، وَقَالَ جُهَيْنَة بن جُنْدُب بن العنبر بن عَمْرو ابْن تَمِيم:

رددنا جمع سَابُور وانتم ... بمهواة متالفها كثير

تظل جيادنا متمطرات ... برازيقاً تصبح أَو تغير

وتبرزق الْقَوْم: اجْتَمعُوا بِلَا خيل وَلَا ركاب، عَن الهجري.

والبرزق: نَبَات.

والقرزم: سندان الْحداد، وَالْفَاء أَعلَى.

وَيُسمى عبد الْقَيْس: المرط والمئزر: قرزوما، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَأَحْسبهُ معربا.

وَرجل مقرزم: قصير مُجْتَمع.

والمقرزم: الْقصير النّسَب، قَالَ الطرماح: إِلَى الْأَبْطَال من سبأ تنمت ... مُنَاسِب مِنْهُ غير مقرزمات

والقرزام: الشَّاعِر الدون، يُقَال: هُوَ يقرزم الشّعْر.

والقرمز: صبغ ارمني احمر يُقَال: إِنَّه من عصارة دود يكون فِي آجامهم، فَارسي مُعرب.

وَرجل قمرز، وقمرز: قصير، التَّشْدِيد عَن ثَعْلَب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

قمرز آذانهم كالإسكاب

الإسكاب، والإسكابة: الفلكة الَّتِي يرقع بهَا الزق.

والزنقلة: أَن يَتَحَرَّك فِي مَشْيه كَأَنَّهُ مثقل بِحمْل.

وزقفل: أسْرع.

والقلزمة: الابتلاع، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا ذِي قلازم عِنْد الْحِيَاض ... إِذا مَا الشريب أَرَادَ الشريبا

فَأَما اشتقاقه إِيَّاه من القلز، الَّذِي هُوَ الشّرْب الشَّديد، فبعيد.

يُقَال: تقلزمه: إِذا ابتلعه والتهمه.

وبحر قلزم: مُشْتَقّ مِنْهُ، وَقَوله:

قد صبحت قليزما قذوما

إِنَّمَا اخذه من بَحر القلزم، شبه الْبِئْر فِي غزرها بِهِ، وصغرها على وَجه الْمَدْح، كَقَوْل أَوْس:

فويق جبيل شامخ الرَّأْس لم يكن ... ليدركه حَتَّى يكل ويعملا

والزلقوم: الْحُلْقُوم، فِي بعض اللُّغَات.

والزلقوم: خرطوم الْكَلْب والسبع. وزلقم اللُّقْمَة: بلعها.

والزملق: الْخَفِيف الطائش، قَالَ:

إِن الزبير زلق وزملق

وَقيل: هُوَ الَّذِي يقْضِي شَهْوَته قبل أَن يُفْضِي إِلَى الْمَرْأَة. وَهُوَ: الزمالق.

وَالِاسْم الزملقة.

وزنقب: مَاء بِعَيْنِه، قَالَ:

شرج رواء لَكمَا وزنقب ... والنبوان قصب مثقب

" النبوان ": مَاء أَيْضا، و" الْقصب " هُنَا: مخارج عُيُون المَاء، و" مثقب ": يخرج مِنْهُ المَاء، وَقيل: يتثقب بِالْمَاءِ، وَهُوَ تَعْبِير ضَعِيف، لِأَن الراجز إِنَّمَا قَالَ: " مثقب " لَا " متثقب " فَالْحكم أَن يعبر عَن اسْم الْمَفْعُول بِالْفِعْلِ المصوغ للْمَفْعُول.

والزنبق: دهن الياسمين.

الزئبق: الزاووق.

والزئبق: لُغَة فِي زئبر.

وَدِرْهَم مزأبقٌ: مَطْلِي بالزئبق.

قول

القول: هو اللفظ المركب في القضية الملفوظة، أو المفهوم المركب العقلي في القضية المعقولة.

القول بموجب العلة: هو التزام ما يلزمه المعلل مع بقاء الخلاف، فيقال: هذا قول بموجب العلة، أي تسليم دليل المعلل مع بقاء الخلاف، مثاله قول الشافعي، رحمه الله، كما شرط تعيين أصل الصوم شرط تعيين وصفه؛ مستدلًا بأن معنى العبادة، كما هو معتبر في الأصل معتبر في الوصف، بجامع أن كل واحد منهما مأمور به، فنقول: هذا الاستدلال فاسد؛ لأنا نقول: سلمنا أن تعيين صوم رمضان لا بد منه، ولكن هذا التعيين مما يحصل بنية مطلق الصوم، فلا يحتاج إلى تعيين الوصف تصريحًا، وهذا القول بموجب العلة؛ لأن الشافعي ألزمنا بتعليله اشتراط نية التعيين، ونحن ألزمنا بموجب تعليله حيث شرطنا نية التعيين، لكن لما جعلنا الإطلاق تعيينًا بقي الخلاف بحاله.
(ق و ل) : (قَالَ بِيَدَيْهِ) عَلَى الْحَائِطِ أَيْ ضَرَبَ بِهِمَا (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ بِيَدَيْهِ فِي مُقَدَّمِ الْخُفِّ إلَى السَّاقِ» وَقَوْلُهُ (الْبِرَّ تَقُولُونَ بِهِنَّ) أَيْ أَتَظُنُّونَ بِهِنَّ الْخَيْرَ (وَالْقَوْلُ) بِمَعْنَى الظَّنِّ مُخْتَصٌّ بِالِاسْتِفْهَامِ.
ق و ل

رجل قؤول ومقولٌ: منطيق، وقولةٌ وتقوالة وقوّالة: كثير القول، وسمعت مقاله ومقالته ومقالاتهم وأقاويلهم. وكثر القيل والقال. وانتشرت له في الناس قالةٌ. وقولتني ما لم أقل. وفي الحديث: " ما قالته لكن قوّلته ". وله مقولٌ من المقاول الفصاح: لسان. وهو مقولٌ من مقاول حمير ومقاولتهم، وقيلٌ من أقوالهم وأقيالهم. واقتال قولاً: اجترّه إلى نفسه من خير أو شرّ. واقتال عليه: احتكم.

ومن المجاز: قال بيده: أهوى بها، وقال برأسه: أشار، وقال الحائط فسقط: مال، وهذا قول فلان: رأيه ومذهبه. قوال أبو النجم:

غيثاً إذا جئت إليه قاصداً ... ترجو الغنى وترهب الشدائدا

قال لك الطير تقدّم راشدا

وقال آخر:

إذ قالت الأنساع للبطن الحق
ق و ل : قَالَ يَقُولُ قَوْلًا وَمَقَالًا وَمَقَالَةً وَالْقَالُ وَالْقِيلُ اسْمَانِ مِنْهُ لَا مَصْدَرَانِ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَيُعْرَبَانِ بِحَسَبِ الْعَوَامِلِ.
وَقَالَ فِي الْإِنْصَافِ: هُمَا فِي الْأَصْلِ فِعْلَانِ مَاضِيَانِ جُعِلَا اسْمَيْنِ وَاسْتُعْمِلَا اسْتِعْمَالَ الْأَسْمَاءِ وَأُبْقِيَ فَتْحُهُمَا لِيَدُلَّ عَلَى مَا كَانَا عَلَيْهِ
قَالَ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا فِي الْحَدِيثِ «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قِيلَ وَقَالَ» بِالْفَتْحِ وَحَدِيثٌ مَقُولٌ عَلَى النَّقْصِ وَتَقَوَّلَ الرَّجُلُ عَلَى زَيْدٍ مَا لَمْ يَقُلْ ادَّعَى عَلَيْهِ مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ.

وَالْقَوَّالُ بِالتَّشْدِيدِ الْمُغَنِّي وَقَاوَلَهُ فِي أَمْرِهِ مُقَاوَلَةً مِثْلُ جَادَلَهُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْمِقْوَلُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الرَّئِيسُ وَهُوَ دُونَ الْمَلِكِ وَالْجَمْعُ مَقَاوِلُ قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَالْمِقْوَلُ اللِّسَانُ. 
ق و ل: (قَالَ) يَقُولُ (قَوْلًا) وَ (قَوْلَةً) وَ (مَقَالًا) وَ (مَقَالَةً) . وَيُقَالُ: كَثُرَ (الْقِيلُ) وَ (الْقَالُ) وَفِي الْحَدِيثِ: «نَهَى عَنْ قِيلٍ وَقَالٍ» وَهُمَا اسْمَانِ. وَفِي حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَالَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ» وَكَذَا (الْقَالَةُ) يُقَالُ: كَثُرَتْ قَالَةُ النَّاسِ. وَأَصْلُ قُلْتُ قَوَلْتُ بِالْفَتْحِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِالضَّمِّ لِأَنَّهُ مُتَعَدٍّ. وَرَجُلٌ (قَوُولٌ) وَقَوْمٌ (قُوُلٌ) مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَ الْوَاوَ. وَرَجُلٌ (مِقْوَلٌ) وَ (مِقْوَالٌ) وَ (قُوَلَةٌ) وَ (قَوَّالٌ) وَ (تِقْوَالَةٌ) عَنِ الْكِسَائِيِّ: أَيْ لَسِنٌ كَثِيرُ (الْقَوْلِ) . وَ (الْمِقْوَلُ) أَيْضًا اللِّسَانُ. وَ (الْقُوَّلُ) جَمْعُ قَائِلٍ كَرَاكِعٍ وَرُكَّعٍ. وَيُقَالُ: (قَوَّلَهُ) مَا لَمْ يَقُلْ (تَقْوِيلًا) وَ (أَقْوَلَهُ) مَا لَمْ يَقُلْ أَيِ ادَّعَاهُ عَلَيْهِ. وَ (تَقَوَّلَ) عَلَيْهِ كَذِبَ عَلَيْهِ. وَاقْتَالَ عَلَيْهِ تَحَكَّمَ. وَ (قَاوَلَهُ) فِي أَمْرِهِ وَ (تَقَاوَلَا) أَيْ تَفَاوَضَا. وَجَاءَ (اقْتَالَ) بِمَعْنَى قَالَ. 
قول
القَوْلُ: الكَلامُ، قال يَقُولُ فهو قائلٌ، والمَفْعُولُ به: مَقُوْلٌ. والمِقْوَلُ: اللَسانُ. ورَجُل تِقْوَالة: أي منْطِيْق. والقَوّالُ والقَوّالةُ: الكثيرُ القَوْلِ. ويقولون: أنا قالُ هذه الكلمةِ: أي قائلُها. وقد، قِيْلَ وقُوْلَ، ويُنْشَدُ:
وهْوَ إذا ما قُوْلَ هَلْ من رافِدِ
وقَوْلُهم: قلْنا به: أي وَقَعْنَا به فَقَتَلْناه.
وإنه لابْنُ قَوْلٍ وأقْوَالٍ: إذا كانَ ذا كلام ولسانٍ جيِّدٍ.
والتَّقَول: في الباطِل والكَذِب.
واقْتَالَ قَوْلاً: أي اجْتَرَّ إلى نَفْسِه قَوْلاً من خَيْرٍ أو شَر.
والقالَةُ القَبِيْحَةُ: بمعنى القائلة للقَوْلِ الفاشي في الناس.
والقِيْلُ: من القَوْلِ أيضاً. وقيل: القالُ الابْتِدَاءُ والقِيْلُ الجَوَابُ.
ويقولون: أقَلْتَني ما لم أقُلْه وأقْوَلْتَني وقَوَّلْتَني: أي قُلْتَ عَلَي ما لم أقلْه.
وإذا أنْطَقْتَه قُلْتَ: أقْوَلْتُه. وأقْوَلْتَني: جَعَلْتَ لي مَقَالاً.
والمِقْوَلُ: القَيْلُ، والجميع المَقَاوِلَةُ، وهم الأقْوَالُ والأقْيَال.
والقِيْلاَنُ: جَمْعُ القالِ للخَشَبَةِ التي يُضْرَبُ بها الكُرَةُ، من قَوْله:
وأنَا في الضُّرّابِ قِيْلانَ القُلَهْ
والقالُ والمِقْلاةُ: واحِدٌ ويُقال: اقْتَالُوها عن آخِرِها: أي اخْتَارُوْها.
واقْتَالَ الرَّجُل على صاحِبِه: أي احْتَكَمَ عليه، فهو يَقْتالُ عليه.
والقالُ: القَوْلُ، وفي قِراءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: " ذلك عِيْسى بنُ مَرْيَمَ قالُ الحَق ": أي قَوْلُه.

قول


قَالَ (و)(n. ac. قَوْلقَال []
قَوْلَة
قِيْل [ ]مَقَال []
مَقَالَة [] )
a. Said; spoke; uttered, pronounced.
b. [La], Spoke to, addressed, accosted.
c. [Bi], Professed, held, maintained, asserted; preached (
doctrine, opinion ).
d. ['An], Related, told about; repeated from.
e. ['Ala], Spoke against, maligned.
f. [Fī], Expressed, stated, declared his opinion about.
g. [Bi], Nodded ( his head ).
h. Thought, believed.
i. [pass.

قِيْلَ ]
a. It is said, reported; they say.
j. [Bi], Hit, struck.
k. [Bi], Slew.
قَوَّلَa. Pretended he had heard say; imputed to.

قَاْوَلَa. Conversed with, conferred, consulted with; discussed
argued, disputed with.
b. [ coll. ], Bargained with.

أَقْوَلَ
(a. ا
or
و )
see II
تَقَوَّلَ
a. ['Ala], Stated to have said; slandered, maligned.

تَقَاْوَلَa. Conversed, talked together.

إِقْتَوَلَ
a. ['Ala], Exercised authority over.
b. Chose, selected.

قَوْل (pl.
أَقْوَاْلقَاوِيْل [] )
a. Word; saying; sentence; maxim; opinion.

قَالa. Talk; words.
b. [art.], Small talk, gossip; report, rumour.
قَوْلَة []
a. see 1
قَالَة []
a. see 1
قَوْلِيَّة []
a. Crowd, assembly.
b. [ coll. ], A saying.

قِيْلa. see 1A
قُوَلَة []
a. Talkative, garrulous; chatterer, clacker;
scandalmonger.
b. Eloquent.
c. Conversationalist.

مَقَال []
a. see 1
مَقَالَة []
a. see 1b. Treatise.
c. Chapter.

مَقُوْل []
a. see N. P.
I
مِقْوَل [] (pl.
مَقَاْوِلُ)
a. Tongue.
b. Eloquent; speaker, orator.
قَائِل [] (pl.
قَالَة []
قُوَّل [ 11 ]
قُيَّل []
قُؤُوْل [] )
a. Sayer; speaker; talker.

قَوُوْل
قَؤُوْل []
a. see 9t
قَوَّال []
قَوَّالَة []
a. see 9t
مِقْوَال []
a. see 9t
مَقْوُوْل [ N.
P.
a. I], Said; spoken; told.
b. Word; saying.

مُقَْاوَلَة [ N.
Ac.
قَاْوَلَ
(قِوْل)]
a. Conversation; talk; intercourse.
b. Conference; discussion.

تَقَوُّل [ N.
Ac.
a. V], Talk; chatter, gossip; scandal.

تِقْوَلَة تِقْوَالَة
a. see 9t
القَال والقِيْل
a. Gossip, chatter, sayings.

قَوْلَنْج
G.
a. Colic.
[قول] قال يقول قولاً، وقَوْلَةً، ومَقالاً، ومقالَةً. ويقال: كَثُرَ القيلُ والقالُ. وفي الحديث: " نَهى عن قيلٍ وقالٍ " وهما اسمان. وفي حرفِ عبد الله: (ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذى فيه يَمتَرون) وكذلك القالَةُ، يقال: كَثُرَت قالَةُ الناس. وأصلُ قلتُ قَوَلْتُ بالفتح، ولا يجوز أن يكون بالضم، لأنه يَتَعدَّى . ورجلٌ قؤول وقوم قول، مثل صبور وصبر. وإن شئت سكنت الواو. ورجل مقول ومقوال، وقولة، وقوال، وتقوالة، عن الكسائي، أي لَسِنٌ كثير القَوْلِ. والمِقْوَلُ: اللسان. والمِقْوَلُ: القَيْلُ بلغةِ أهل اليمن، والجمع المقاول. قال لبيد لها غلل من رازقي وكرسف بأيمان عجم ينصفون المقاولا والقيل: ملك من ملوكِ حِمْيَر دونَ الملك الأعظم، والمرأةُ قَيْلَةٌ، وأصله قَيِّلٌ بالتشديد، كأنه الذي له قَوْلٌ، أي يَنْفُذُ قولُهُ، والجمع أقْوالٌ وأقْيالٌ أيضاً، ومن جمعه على أقْيالٍ لم يجعلِ الواحد منه مشدّداً. والقول: جمع قائل، مثل راكع وركع، قال رؤبة:

وقول إلاده فلاده * الاصمعي: القال: الخشبة التى تضرب بها القلة. وأنشد: كأن نزو فراخ الهام بينهم نزو القلات قلاها قال قالينا ويقال: قَوَّلْتَني ما لم أقلْ، وأقْوَلْتَني ما لم أقُلْ، أي ادَّعَيْتَهُ على. وتقول عليه، أي كذب عليه. واقتالَ عليه: تحَكَّمَ. وقال : ومَنْزِلَةٌ في دار صدْقٍ وغِبْطَةٍ وما اقتالَ من حُكْمٍ عليَّ طَبيبُ وقاوَلْتُهُ في أمره وتَقاوَلْنا، أي تفاوضنا. وقول لبيد: وإن الله نافلة تقاه ولا يقتالها إلا السعيد أي: ولا يقولها. والعرب تجرى تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظن في العمل. قال الراجز : متى تقول القلص الرواسما يدنين أم قاسم وقاسما فنصب القلص كما تنتصب بالظن. وقال آخر :

علام تقول الرمح يثقل عاتقي * وقال آخر  أما الرحيل فدون بعد غد فمتى تقول الدار تجمعنا وبنو سليم يجرون متصرف قلت في غير الاستفهام أيضا مجرى الظن، فيعدونه إلى مفعولين. فعلى مذهبهم يجوز فتح إن بعد القول.

قول

1 قَالَ

. The objective complement of قال, meaning He said, or what is termed مَقُولُ القَوْلِ, must be a complete proposition, or a word signifying at least one complete proposition, as كَلَامًا; or a word signifying a command or the like; or a word significant of a sound, termed إِسْمُ صَوْتٍ: it may be a verb; but cannot be an inf. n., as عِبَادَةٌ. (Gr.) [This is what is meant where] it is said in the Keshsháf, العِبَادَةُ لا تُقَالُ. (Kull, p. 327.) b2: قَالَ لَهُ signifies خَاطَبَ له: قال عَنْهُ, رَوَى عنه: قال عَلَيْهِ, اِفْتَرَى

عليه: قال بِهِ, حَكَمَ به: and قال فيه, اِجْتَهَدَ فِيهِ. (Marg. note in Additions to a copy of the KT.) b3: قَالَ فِيهِ فَمَا اتَّرَكَ, i. e. اِجْتَهَدَ فِيهِ: see تَرَكَ. b4: قَالَ عَلَيْهِ, aor. قَوُلَ

, He lied, or said what was false, against him. (TA in art. تلو.) See تَقَوَّلَ. b5: قَالَ فِيهِ and عَنْهُ He said of him, or it, such a thing. b6: قَالَ بِكَذَا He asserted his belief in such a thing, as a doctrine or the like: a well-known meaning. b7: قَالَتِ العَيْنَانِ The eyes made a sign [as though saying...]. (TA.) b8: قَالَ بِرَأْسِهِ He made a sign with his head: (TA:) or a motion. (Ham, p. 242.) b9: قَالَ بِيَدِهِ He took [with his hand]. (TA.) b10: قَالَ بِرِجْلِهِ He walked, or struck [with his leg, or foot]. (TA.) b11: قَالَ بِثَوْبِهِ He raised his garment. (TA.) b12: قَالَ بِالمَآءِ عَلَى يَدِهِ He poured the water on his arm or hand. (TA.) b13: قَالَ فِيهِ He spoke against him; vituperated him. b14: قَالَ شِعْرًا lit., He said, or spoke, or put forth, or uttered, or gave utterance to, or recited, poetry; he spoke in verse; he poetized, or versified. b15: قَالَ He made a sign; syn. أَوْمَأَ. (Ham, p. 601, where see other meanings: see also p. 242 of the same: and see Mgh.) قَالَ بِيَدِهِ [He made a sign with his hand, meaning to say...]. (A trad. cited voce حَطَّ; and another voce حَرَّفَ.) Also, He struck his hand upon a thing. (Mgh.) See an ex. voce. أَشْرَبَ.5 تَقَوَّلَ عَلَيْهِ He lied against him. (Har, p. 256.) 8 اِقْتَالَ عَلَيْهِ

, (S,) or عَلَيْهِمْ, (K,) i. q. تَحَكَّمَ, (S,) or اِحْتَكَمَ. (K.) See مُؤْتَالٌ.

قَوْلٌ A saying; something said: and speech, or diction. b2: صَعُبَ عَلَيْهِ القَوْلُ [Diction, or speech, was, or became, difficult to him]. (K in art. جبل.) قَيْلٌ and ↓ مِقْوَلٌ: see زَعِيمٌ.

قِيلٌ

: see exs. voce أَصْبَحَ and voce صِرَّى. b2: قِيلَةٌ [A saying]. (M, art. أبد.) قَالَةٌ

: see فُوَّهَةٌ, near the end.

قَوَّالٌ

, &c., Good in speech: or loquacious; or copious in speech; chaste, or perspicuous, in speech; and eloquent. (K.) b2: إِبْنُ أَقْوَالٍ

The man who talks much. (TA in art. بنى.) مَقُولُ القَوْلِ The thing said: as كَذَا in the phrases قَالَ كَذَا and يُقَالُ كَذَا. See قَالَ.

مِقْوَلٌ

: see قَيْلٌ.

المَقُولَاتُ العَشْرُ

, in logic, The Ten Predicaments, or Categories; namely, الجَوْهَرُ Substance, الكَمُّ Quantity, الكَيْفُ Quality, الإِضَافَةُ Relation, الأَيْنُ Place, or where, المَتَى

Time, or when, الوَضْعُ Collocation, or posture, المِلْكُ Possession, or having, الفِعْلُ Action, or doing, and الإِنْفِعَالُ Passion, or suffering.
(قول) - في الحديث: "قُولُوا بقَولِكم أو بِبَعْضِ قَولِكم ولَا يَسْتَجْرِيَنَّكُم الشَّيطانُ"
قيل: أي قُولُوا بقَولِ أهْلِ دينِكم ومِلَّتِكم.
: أي ادْعُوني رَسُولًا وَنَبِيًّا، كما سَمَّاني الله عزّ وجلّ، ولا تُسَمُّوني سَيّدًا، كما تُسَمُّون رُؤَساءكم، ولا تَضُمُّوني إليهم، فإنّي لَستُ كأَحَدهم الذين يَسُودُونَكُم في أسباب الدُّنيا.
وقولُه: "بعْضِ قولِكم" يريد: عُوا بَعضَ قَوْلِكم، يَعني الاقْتِصادَ في المقَالِ ؛ لأنّهم كانوا يَحسبُون أنّ السِّيادةَ بالنُّبوة كَهِىَ بأسبَابِ الدُّنيا.
- في الحديث: "فقال بثَوْبِه هَكذَا"
- وفي حديثٍ آخَرَ: "فَقال بالماءِ على يَدِه" - وفي حديثٍ: "وهو قَائِلُ السُّقْيَا "
حكى أنّ أبَا عُمَر غُلام ثَعلب قال في كتاب اليَاقُوتَةِ عن ابن الأَنبارىّ، قال: تَقُولُ العَربُ: قال: بمعنى تكَلَّم، وقال: أقْبَل، وقال: مال، وقال: ضرَبَ وقال: اسْتَراحَ، وقال: غَلَبَ، وقال كذَا: أي تَكَلَّم بِهِ.
وقال غَيرُه: العَرَبُ تَجعلُ القَولَ: عبَارةً عن جمِيع الأَفعال، نحو قال بِرِجْلِه فَمَشَى، وقال بيَدِه فأخَذَ، وأنشَدَ:
* فقالت له العَينانِ سَمْعًا وطاعةً *
: أي أَوْمَأَتْ؛ وذلك على المَجَازِ والتَّوْسِعةِ في الكَلامِ.
- كما رُوِىَ في حَديثِ السَّهْوِ في الصّلاةِ: "أنَّه قال: ما يَقُولُ ذُو اليَدَيْن؟ قَالُوا: صَدَقَ"
وفي رِوَايةِ حَمَّاد بن زيد، عن أَيُّوبَ: "أَنَّهم أَوْمَؤُوا "
: أي نَعَم، يَدلّ ذلك على أَنّ رِواية من رَوى "أَنَّهم قالوا: نَعَم" إنَّما هو على المجَازِ، كما يُقَال: قُلتُ بِيَدِي وبِرَأْسي.
- وفي الحديث: "سُبْحَانَ مَن تَعَطَّفَ بالعِزِّ وقَالَ به"
: أي أَحَبَّه واختَصَّه لِنَفْسِه وأَفْردَه. كما يُقالُ: فُلانٌ يَقُولُ بِفُلانٍ: أَي بمحبَّتِهِ وقَبُولِه، ونحو ذلك. وقيل: حَكَم به؛ فقد يُستَعملُ القَولُ في معنى الحُكْم.
وقيل: هو مِن القِيلِ؛ لأنَّه نافذُ الحُكْمِ والقَوْلِ
وقيل: استَمالَه.
كما يُقَال: قَالَ الحائِطُ: أي مالَ.
ويُقال: قُلْنَا بِه: أي أوْقَعْنَا به فقَتَلْنَاه.
- في الحديث: "نَهى عن قِيلَ وقال"
قال الجَبَّان: يُقَال: قَالَ: في الابْتِدَاء، وقيل: في الجَواب. كأَنّه نهى عن كَثْرةِ الكلَام ابْتدَاءً وجَوَابًا.
وقيل: يُحْتَمل أَن يُرِيد حِكَايَةَ أقوالِ النَاسِ، والبَحثِ عنها مِمّا لا يُجدِي خَيرًا ولا يَعنِيه، وهو من بَاب التَّجسُّسِ المنهىّ عنه.
ويُحتَملُ أن يُريدَ في أمر الدّين أن يَقُول: قيل فيه كَذا، وقال فُلانٌ كَذَا، ولا يَرجع فيه إلى ثَبَتٍ ، ولكن يُقَلّدُ ما يَسْمَعه، ولا يَحْتاط لِموْضِع اخْتِيَارِه من تلك الأَقاوِيل.
- في حديثِ جُريج: "فأَسْرَعت القَوْلِيَّةُ إلى صَومعَتِه"
قال كَعْب: اليَهودُ تُسَمِّي الغَوْغَاءَ قَوْليَّةً، وهم قَتَلَةُ الأَنبياءِ، ذَكره أبو عُمَر الزَّاهدُ في اليَاقُوتَةِ.
- في الحديث: "أَتَقُولُه مُرائِيا؟ " : أي أتَظُنُّه ، وهذا يَختصُّ بالاسْتِفهَامِ
- ونحوه: "الِبرَّ تَقولُون بهنّ؟ "
- في حديث عَليٍّ: "ماقالَتْه ولكن قُوِّلَتْه "
: أي لُقِّنَته، وأُلْقيَ على لسانها.
قول: قال: بلغني أنكم تقولون وتقولون: أي بلغني أنكم تقولون كذا وتقولون كذا (ياقوت 2: 592).
قال: فقال في دولة يديرها حائك: أي ما رأيك في دولة يديرها حائك: (عبد الواحد ص99).
قال: في معجم فوك: تقول (كذا) = هل، وترى.
قال: حدث، أخبر، روى، أنبأ (عباد 1: 296، رقم 116).
قال: ما تقلني شيء عن الآخرين: أي لا تبلغني بشيء عن الآخرين. (بوسييه).
قال: أنشد أبياتا من الشعر نظمها، وهي ضد تمثل. ففي المقري (1: 273): قال أتمثلت أم قلت قال بل قلت.
قال: قال له في ذلك: أنبه على ذلك وأبدى له ملاحظات على ذلك. وغالبا ما يقال: قيل له في ذلك أو قيل له فقط بهذا المعنى. (معجم الطرائف الثعالبي لطائف ص12، مجمع الأنهر 2: 258).
قال فيه: وجد أسبابا لنقده، اغتابه، ثلبه، عابه، انتقده، طعن فيه، قدح فيه. (بوشر).
قال الطائر: غرد. (المقدمة 3: 4069 وانظر عن هذا البيت ملاحظاتي في الجريدة الآسيوية (1869، 2: 196، 197).
قال له: اعتقد به، صدق به. (بوشر) وآمن له، ايقن، استيقن. (معجم بدرون، معجم الطرائف. قال برأي: تمسك برأي، ارتأى رأيا. (بوشر).
وفي المقري (2: 521): كان لا يقول بالثلاث: أي كان لا يرى الطلاق بالثلاث.
قال بمذهب فلان: كان من أتباع مذهب فلان: (معجم الإدريسي).
قال به: كلف به، هام به، أغرم به، عشقه. (الثعالبي لطائف ص71).
قال على: افترى (محيط المحيط).
قال لفلان على: حدثه عن: كلمه عن. ففي ألف ليلة (1: 9، برسل 3: 369): الموضع الذي قال له عليه: قال له على أمر: أمره بفعله (المقري 1: 95).
قال عن فلان: روى عنه حديثا (محيط المحيط).
قال عن: تكلم عن. ففي رياض النفوس (ص57 ق): اشتر لي الحوت الذي قلت لك عنه.
قال في: اجتهد. (محيط المحيط).
قال بإحدى يديه على الأخرى: صفق بيديه، ضرب باطن إحداهما على باطن الأخرى. (معجم البلاذري).
قول: أعاد القول والكلام مرات كثيرة، ففي ألف ليلة (برسل 4: 180): قول، وقد ترجمها لين إلى الإنكليزية، بما معناه: قلة مرارا وتكرارا، وقله المرة بعد المرة.
قاول: قاوله: ردد كلمات الأذان. ففي رحلة ابن جبير (ص145) في كلامه عن مؤذن: ومعه أخوات صغيران يجاوبانه ويقاولانه.
تقول: تقول كلمة: استعمل عبارة. (معجم الإدريسي).
تقول عليه قولا: ابتدعه كذبا وقال عليه مالا حقيقة له. واغتيابه، وطعن فيه. (محيط المحيط، فوك).
تقول على: لذع بكلام فيه دعابة ساخرة وهجاء، وتهكم وقدح. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص 12، و، ق): وذكر لي غير واحد إنه تكلم على أع = هل اغمات في مجالس فلم يصل إليه منهم إحسان فادرج في بعض مجالسه تنبيها لهم وعتبا قوله لاعبت الزمان في دست الحدثان فضربني في طرة الحرمان شاه مات فشكرت الحال إلى أهل اغمات فكلهم قال أغ مات، ومعنى أغ بلسان المصاعدة وهم البربر المجاورون مراكش وما صاقبها من البلاد فكان معنى ما تقول عليهم خذ مات أي أن الإعطاء لا يوجد منهم (في معجم البربر خذ معناها اخ).
تقاول مع: تراجع الكلام مع، تخاصم مع. (بوشر).
تقاول: تشائم، تساب، تقاذع. (ألف ليلة برسل 11: 131).
انقال: قيل. (المفضل ص 129، فوك).
قول: رأي، اعتقاد، مذهب، عقيدة، دين. (معجم الطرائف، محيط المحيط).
ما هو بقولك: ما هو برأيك (ألف ليلة برسل 4: 139).
قول: هو عند القبجاق ترتيل وغناء عربي لقراء القرآن. ففي رحلة ابن بطوطة (2: 371): ثم أخذوا في الغناء يغنون بالعربي ويسمونه القول ثم بالفارسي والتركي ويسمونه الملمع.
صاحب قول: رجل صادق الوعد. (بوشر).
قولي: ذكرت في القسم الأول من معجم فوك بمعنى سؤال، وهذا أخطأ من دون شك. كما ذكرت في القسم الثاني منه دون أن يذكر معناها باللاتينية.
قول: ثقب بالمزمار. (صفة مصر 13: 400).
قيل، والجمع مقاول ومقاولة (معجم أبي الفداء الحماسة ص166).
ولا يزال الجمع اقيال مستعملا عند قبائل شمر وجرب ويطلق على رؤسائهم الذين لهم الحق بالحضور في مجلس شوارهم والتصويت فيه (زيشر 22: 91 رقم 2). وفي كرتاس (ص95): وجوه المرابطين واقيالهم.
وفيه (ص188): وتلافت (تلاقت) قبائلها وتشاور رؤساؤها واقيالها.
وتستعمل كلمة اقيال مرادفة لكلمة أبطال بمعنى الشجعان والبواسل. (دي ساسي طرائف 1: 171، كوسج طرائف ص96).
قوله (بالتركية قولا): لون اغبس، لون اللبن خالطته القهوة، لون أصفر إلى البياض. (بوشر).
قوال: من ينشد الأشعار الدينية وأشعار الزهد. ففي رياض النفوس (ص52 و): فدخل المسجد نسمع بعض القوالين يقول (وذكر أشعارا في الزهد).
في (ص55) منه (في المسجد أيضا) فقال القوالون أشعارا في الزهد. (انظر ص87 ق وص96 و).
وفي كتاب الخطيب (ص 39و): قال في غرض التصوف وبلغني إنه نظمها الخ- كلفها بها القولون والمسمعون بين يديه. والصواب: كلف بها القوالون.
قوال: مغن، منشد، (عباد 1: 212، المقري 2: 168). وهي قوالة: عازفة منفردة. أو منشدة. (زيشر 22: 98 رقم 24، ص159).
قوال: شاعر متجول، شاعر جوال. (مرجريت ص218).
وهي قوالة: مرتجلة للأشعار. (هو جونيه ص102، دوماس حياة العرب ص138).
قوال: عند اليزيدية كاهن. (بكنجهام 1: 296).
قائل. قائلا: بصورة قطعية (مباحث 2 مبحث ص37، ص38 رقم 1).
أقوال: انظر الجزء الأول ص30.
تقوال: ذكرت في المفصل (ص183).
مقال: مثل سائر، قول مأثور، (فوك، السعدية النشيد السابع).
مقول: حلقة يدور فيها اللجام. (رايت ص8).
المقولات: الألفاظ الكلية، وهي التي يمكن أن تدخل محمولات في قضية: (أماري ص576، الجريدة الآسيوية 1853، 1: 271، رقم 1).
مقاولة: اتفاق بين طرفين يتعهد أحدهما بأن يقوم للآخر بعمل معين باجر محدد في مدة معينة. (بوشر).
(ق ول)

القَوْل: الْكَلَام على التَّقْرِيب.

وَهُوَ عِنْد الْمُحَقق: كل لفظ قَالَ بِهِ اللِّسَان تَاما كَانَ أَو نَاقِصا.

وَاعْلَم أَن " قلت " فِي كَلَام الْعَرَب: إِنَّمَا وَقعت على أَن تحكي بهَا مَا كَانَ كلَاما لَا قولا.

يَعْنِي بالْكلَام: الْجمل، كَقَوْلِك: زيد منطلق وَقَامَ زيد.

وَيَعْنِي بالْقَوْل: الالفاظ المفردة الَّتِي يَنْبَنِي الْكَلَام مِنْهَا، كزيد، من قَوْلك: زيد منطلق، وَعَمْرو، من قَوْلك: قَامَ عَمْرو. فَأَما تجوزهم فِي تسميتهم الاعتقادات والآراء قولا، فَلِأَن الِاعْتِقَاد يخفى فَلَا يعرف إِلَّا بالْقَوْل، أَو بِمَا يقوم مقَام القَوْل من شَاهد الْحَال، فَلَمَّا كَانَت لَا تظهر إِلَّا بالْقَوْل، سميت قولا، إِذْ كَانَت سَببا لَهَا، وَكَانَ القَوْل دَلِيلا عَلَيْهَا، كَمَا يُسمى الشَّيْء باسم غَيره إِذا كَانَ ملابسا لَهُ وَكَانَ القَوْل دَلِيلا عَلَيْهِ فَإِن قيل: فَكيف عبروا عَن الاعتقادات والآراء بالْقَوْل وَلم يعبروا عَنْهَا بالْكلَام، وَلَو سووا بَينهمَا أَو قلبوا الِاسْتِعْمَال فيهمَا كَانَ مَاذَا؟ فَالْجَوَاب: إِنَّهُم إِنَّمَا فعلوا ذَلِك م حَيْثُ كَانَ القَوْل بالاعتقاد أشبه من الْكَلَام، وَذَلِكَ أَن الِاعْتِقَاد لَا يفهم إِلَّا بِغَيْرِهِ، وَهُوَ الْعبارَة عَنهُ، كَمَا أَن القَوْل قد لَا يتم مَعْنَاهُ إِلَّا بِغَيْرِهِ، أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت: قَامَ، واخليته من ضمير، فَإِنَّهُ لَا يتم مَعْنَاهُ الَّذِي وضع فِي الْكَلَام عَلَيْهِ وَله، لِأَنَّهُ إِنَّمَا وضع على أَن يفاد مَعْنَاهُ مقترنا بِمَا يسند إِلَيْهِ من الْفَاعِل و" قَامَ " هَذِه نَفسهَا قَول، وَهِي نَاقِصَة محتاجة إِلَى الْفَاعِل كاحتياج الِاعْتِقَاد إِلَى الْعبارَة عَنهُ، فَلَمَّا اشتبها عبر عَن أَحدهمَا بِصَاحِبِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِك الْكَلَام، لِأَنَّهُ وضع على الِاسْتِقْلَال والاستغناء عَمَّا سواهُ.

وَالْقَوْل قد يكون من المفتقر إِلَى غَيره على مَا قدمْنَاهُ فَكَانَ بالاعتقاد الْمُحْتَاج إِلَى الْبَيَان اقْربْ، وَبِأَن يعبر بِهِ عَنهُ أليق، فاعلمه.

وَقد يسْتَعْمل القَوْل فِي غير الْإِنْسَان، قَالَ أَبُو النَّجْم:

قَالَت لَهُ الطير تقدم راشداً ... إِنَّك لَا ترجع إِلَّا حامداً وَقَالَ الآخر:

قَالَت لَهُ العينان سمعا وَطَاعَة ... وحدرتا كالدر لما يثقب

وَقَالَ الراجز:

امْتَلَأَ الْحَوْض وَقَالَ قطني

وَقَالَ الآخر:

بَيْنَمَا نَحن مرتعون بفلج ... قَالَت الدلح الرواء إنيه

إنيه: صَوت رزمة السَّحَاب وحنين الرَّعْد.

وَمثله أَيْضا:

قد قَالَت الانساع للبطن الحقي

وَإِذا جَازَ أَن يُسمى الرَّأْي والاعتقاد قولا، وَإِن لم يكن صَوتا، كَانَ تسميتهم مَا هُوَ أصوات قولا اجدر بِالْجَوَازِ، أَلا ترى أَن الطير لَهَا هدير، والحوض لَهُ غطيط، والأنساع لَهَا أطيط، والسحاب لَهُ دوِي، فَأَما قَوْله:

قَالَت لَهُ العينان سمعا وَطَاعَة

فَإِنَّهُ وَإِن لم يكن مِنْهُمَا صَوت، فَإِن الْحَال آذَنت بِأَن لَو كَانَ لَهما جارحة نطق لقالتا: سمعا وَطَاعَة.

قَالَ ابْن جني: وَقد حرر هَذَا الْموضع وأوضحه عنترة بقوله:

لَو كَانَ يدْرِي مَا المحاورة اشْتَكَى ... ولكان لَو علم الْكَلَام مكلمي

وَالْجمع: أَقْوَال. واقاويل: جمع الْجمع.

قَالَ يَقُول قولا، وقيلا وقولة ومقالا، ومقالة.

وَقيل: القَوْل فِي الْخَيْر وَالشَّر، والقال، والقيل فِي الشَّرّ خَاصَّة، وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود: (فقُلا لَهُ قولا لينًا) ، إِنَّمَا أَرَادَ: فقولا، فاجرى حَرَكَة اللَّام هُنَا، وَإِن كَانَت لَازِمَة، مجْراهَا إِذْ كَانَت غير لَازِمَة فِي نَحْو قَول الله تَعَالَى: (قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك) و: (قُم اللَّيْل) .

وَرجل قَائِل من قوم قَول، وَقيل، وقالة.

حكى ثَعْلَب: إِنَّهُم لقالة بِالْحَقِّ وَكَذَلِكَ: قئول وقوول. وَالْجمع: قَول وَقَول، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، وَكَذَلِكَ: قَوَّال، وقوالة، من قوم قوالين، وقولة، وتقولة، وتقوالة.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: مقول، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، قَالَ وَلَا يجمع بِالْوَاو وَالنُّون، لِأَن مؤنثه لَا تدخله الْهَاء.

ومقوال: كمقول، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على النّسَب كل ذَلِك حسن القَوْل لسن.

وَالِاسْم: القالة، والقال، والقيل.

وَهُوَ ابْن اقوال، وَابْن قَوَّال: أَي جيد الْكَلَام فصيح.

واقوله مَا لم يقل، وَقَوله، كِلَاهُمَا: ادّعى عَلَيْهِ.

وَكَذَلِكَ: أقاله مَا لم يقل، عَن اللحياني.

وَقَول مقول، ومقئول، عَن اللحياني أَيْضا، قَالَ: والإتمام لُغَة أبي الْجراح.

وَتقول قولا: ابتدعه كذبا.

وَكلمَة مقولة: قيلت مرّة بعد مرّة.

وَالْمقول: اللِّسَان.

وَالْمقول، والقيل: الْملك من مُلُوك حمير، يَقُول مَا شَاءَ فَينفذ. وَأَصله: قيل.

وَقيل: هُوَ دون الْملك الْأَعْلَى، وَالْجمع: أَقْوَال. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسروه على " أَفعَال " تَشْبِيها بفاعل " وَهُوَ الْمَقُول، وَالْجمع: مقاول، ومقاولة، دخلت الْهَاء فِيهِ على حد دُخُولهَا فِي القشاعمة.

واقتال قولا: اجتره إِلَى نَفسه.

واقتال عَلَيْهِم: احتكم. والقال: الْقلَّة، مقلوب مغير، وَهُوَ الْعود الصَّغِير، وَجمعه: قيلان، قَالَ:

وَأَنا فِي ضراب قيلان القله
قول
قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ يقول، قُلْ، قولاً وقالاً وقِيلاً وقَالةً، فهو قائل، والمفعول مقول
• قال فلانٌ رأيَه: تحدَّث به، تكلّم به، لفظه "قال إنّه متضرِّر ممّا يحدث- قال متمتمًا/ متلعثمًا/ متلجلجًا- *فقالت له العينان سمعًا وطاعة*- فإن لم تجد قولاً سديدًا تقوله ... فصمتك عن غير السديد سدادُ- {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} - {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}: إذا شهدتم- {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً} " ° قال كلامًا من ذهب: تفوَّه بأحسن وأفضل ما يكون من الكلام.
• قالَ عليه كلامًا زورًا: افترى، ادّعى " {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} - {يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} ".
• قال فلانًا صادقًا؟: ظنَّه صادقًا وقال هنا تنصب مفعولين.
• قال في نفسه كذا: حدثته نفسه به.
• قال بأنه سيأتي غدًا/ قال عنه إنه سيأتي غدًا: أخبر، روى.
• قال بآراء السلف: رآه رأيًا واعتقده.
• قال بيده: أشار بها "قال برأسه".
• قال في الموضوع برأيه: اجتهد.
• قال لصديقه إنّك ناجح: خاطبه "قلت له أن يفعل ذلك". 

تقاولَ في يتقاول، تقاوُلاً، فهو مُتقاوِل، والمفعول مُتقاوَلٌ فيه
• تقاولوا في الأمر: تفاوضوا، تباحثوا "تقاول البائعُ والمشتري في الثَّمن". 

تقوَّلَ يتقوَّل، تقوُّلاً، فهو مُتَقَوِّل، والمفعول مُتَقَوَّل
• تقوَّل الشَّخصُ عليه قولاً/ تقوَّل الشَّخصُ عنه قولاً: ادّعاه، اختلقه وافتراه "تقوَّل فلان عليَّ باطلاً- {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ. لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} ". 

قاولَ يُقاول، مُقاولَةً، فهو مُقاوِل، والمفعول مُقاوَل
• قاول فلانًا في الأمر: باحثه وجادَلَه، فاوضه فيه "قاول النَّاقدُ الكاتِبَ".
• قاول بنَّاءً: أعطاه العمل مقاولةً على تعهّد منه بالقيام به "قاوَله على عشرين ألفًا ليبني له بيتًا". 

قوَّلَ يقوِّل، تقويلاً، فهو مُقَوِّل، والمفعول مُقَوَّل
• قوَّله الحقَّ: جعله يَقُولُه.
• قوَّله ما لم يقُل: ادَّعاه عليه. 

قائِل [مفرد]: ج قائلون وقالَة وقُيَّال وقُيَّل، مؤ قائلة، ج مؤ قائلات وقُوَّل وقُيَّل: اسم فاعل من قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ.
• القائلان: القائل والسَّامع. 

قال [مفرد]:
1 - مصدر قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ.
2 - إشاعات كاذبة "راج حول فلان بعض القيل والقال- نَهَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنِ القِيلِ وَالقَالِ [حديث] " ° قالٌ وقِيل: ثرثرة، هذر وتخليط، فضول الكلام أو الغيبة والنميمة.
3 - كلمة " {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَالُ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} [ق] ". 

قالَة [مفرد]:
1 - مصدر قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ.
2 - قول فاشٍ في الناس، خيرًا كان أو شرًّا "كَثُرت قالةُ النَّاس- سوء القالة". 

قَوْل [مفرد]: ج أقوال (لغير المصدر)، جج أقاويلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ.
2 - كلام "اعمل بقَوْلي فإنْ قصرت في عملي ... ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري- {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ. لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ}: أقوال كاذبة مفتراة" ° ابن أقوال: بمعنى الإصابة في المنطق والقدرة على الكلام؛ ويشير إلى معاني حسن الكلام والأداء اللغوي- القول السَّديد: كلام يتميَّز بإصابة المعنى إصابة كاملة بطريقة فيها الإيجاز البليغ، وجذب الانتباه، والمطابقة لمقتضى الحال- قولاً وعملاً: حقيقةً يعمل ما يقول- قوْل فَصْل: قول حقّ ليس بباطل- قول مأثور: حكمة تداولها الناس، وتميّزت بالدّلالة مع الإيجاز- مجرد أقاويل: مجرد شائعات أو كلام غير مؤكّد.
3 - رأي، مذهب "هذا قول فلان في الموضوع".
4 - (قن) شهادة أو إقرار إطلاقًا "أعطى قَوْلَه في القضيَّة- استمعتِ المحكمةُ إلى أقوال الشهود" ° أعطى قوْلاً: ارتبط بكلامه، التزم بوعده.
5 - طَلَب " {وَمَا نَتَنَزَّلُ إلاَّ بِقوْلِ رَبِّكَ} [ق] ". 

قَوَّال [مفرد]: صيغة مبالغة من قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ: كثير القول. 

قِيل [مفرد]: مصدر قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ ° القِيل والقال: ما يقوله الناسُ ممّا يوقع الخصومةَ بينهم. 

مَقال [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ: قول "مقال عميق- خير المقال ما صدقته الفعال- لكلّ مقام مقال".
2 - بحْث يُنْشَرُ في صحيفة أو مجلَّة "مقال افتتاحِيّ/ نَقْديٌّ". 

مَقالة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ: قول "مقالة الطالب مُمْتازة- مقالة السّوء إلى أهلها أسرع من منحدر سائل".
2 - مقال؛ بحثٌ يُنْشَرُ في صحيفة أو مجلَّة "مقالة رئيسيّة/ افتتاحيّة/ علميَّة". 

مُقاوِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قاولَ.
2 - من يتعهّد بالقيام بعمل معيّن مستكمل لشروط خاصّة نظير مال معلوم، كبناء بيت أو إصلاح طريق، وتُوضَّح التفصيلات له في عقد يوقعه المتعاقدان "مقاول بناء- المقاوِلون العرب" ° مُقاوِل من الباطن: يعمل من خلال مُقاوِل آخر، مقاول يأخذ بشكل تبعيّ قسمًا من أعمال مقاول أصْليّ أو هو مقاول يحلُّ محلّ مقاول تعهَّد عملاً. 

مُقاوَلة [مفرد]:
1 - مصدر قاولَ.
2 - اتِّفاق بين طرفين يتعهَّد أحدُهما بأن يقوم للآخر بعمل مُعَيَّن بأجر محدود في مُدَّة معيَّنة "مُقاولة البِناء- لجْنَةُ المقاولات". 

مَقول [مفرد]: اسم مفعول من قالَ/ قالَ بـ/ قالَ عن/ قالَ في/ قالَ لـ: كلُّ ما يُقال ° أُعْطيَ مقولاً وعُدم معقولاً: وصف من له منطق، لا يسعفه عقل أو فكر- المقولات: المفاهيم الأساسيّة في العاقلة المجرَّدة التي تشكل القوالبَ البديهيّة للمعرفة.
• مقول القول: (نح) مَفْعُول القوْل " {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ} ". 

مقولة [مفرد]: ج مقولات
• المقولة: (سف) معنى كلي، يمكن أن تكون محمولاً في قضيَّة ما.
• المقولات العشر: (سف) مقولات يرى أرسطو أنها مظاهر المعرفة في عصره، وهي تقوم على عشرة أسس، ينبني عليها الفكر المستقيم في اتّجاهه نحو التعميم، وقد جمعها
 أرسطو وشرحها. 
[قول] فيه: إنه كتب لوائل إلى «الأقوال»، وروي: الأقيال، الأقوال جمع قيل وهو الملك النافذ القول والأمر، وأصله قيول فيعل فحذفت عينه، وأقيال محمول على لفظ قيل. وفيه: إنه نهى عن «قيل» و «قال»، أي عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم: قيل كذا وقال كذا، وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين متضمنين للضمير، والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير، وكذا إدخال حرف التعريف عليهما في قولهم: القيل والقال، وقيل القال: الابتداء، والقيل: الجواب، وهذا على رواية: قيل وقال - فعلين، فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا تعلم حقيقته، وهو كحديث: بئس مطية الرجل «زعموا»، وعليه فلا نهى عن حكاية ما يصح ويعرف حقيقته ويسند إلى ثقة ولا ذم، وجعل أبو عبيد القال مصدرًا فهما اسمان، وقيل: أراد كثرة الكلام مبتدئًا ومجيبًا، وقيل: أراد حكاية أقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيرًا ولا يعنيه أمره. ك: أو أراد أمور الدين بأن يقول فيه من غير احتياط ودليل، أو أراد ذكر الأقوال فيه من غير بيان الأقوى، أو المقاولة بلا ضرورة وقصد ثواب فإنها تقسي القلوب. مف: أو هما مصدرانلقدحت فيه بوجه من الوجوه وأعيب من هذا الأمر أي ترغيب الناس إلى الخروج للقتال. وح: "فليقل" إني أحسب كذا، إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله ولا يزكى على الله أحدًا، حسيبه أي يحاسبه على عمله، وهو اعتراضية، الطيبي: هي من تتمة القول، والشرطية حال من فاعل فليقل، أي وليقل أحسب فلانًا كيت إن كان بحسب ذلك والله يعلم سره فهو يجازيه، ولا يقل: أيقن أنه محسن، والله شاهد على الجزم وأن الله يجب عليه أن يفعل به كذا، وقيل: لا يزكى، أي لا يقطع على عاقبة أحد ولا على ما في ضميره لأنه غائب عنه. ج: "فليقل" إني صائم، مر في ص. وح: "فقالا" سبحان الله، مر في رسلكما وفي أن. وفي حاشية الجامع "ربنا لا تؤاخذنا" "قال": نعم، أي قال الله نعم.

قول: القَوْل: الكلام على الترتيب، وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به

اللسان، تامّاً كان أَو ناقصاً، تقول: قال يقول قولاً، والفاعل قائل،

والمفعول مَقُول؛ قال سيبويه: واعلم أَن قلت في كلام العرب إِنما وقعت على أَن

تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً، يعني بالكلام الجُمَل كقولك زيد منطلق

وقام زيد، ويعني بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد

من قولك زيد منطلق، وعمرو من قولك قام عمرو، فأَما تَجوُّزهم في تسميتهم

الاعتقادات والآراء قَوْلاً فلأَن الاعتقاد يخفَى فلا يعرف إِلاَّ

بالقول، أَو بما يقوم مقام القَوْل من شاهد الحال، فلما كانت لا تظهر إِلا

بالقَوْل سميت قولاً إِذ كانت سبباً له، وكان القَوْل دليلاً عليها، كما

يسمَّى الشيء باسم غيره إِذا كان ملابساً له وكان القول دليلاً عليه، فإِن

قيل: فكيف عبَّروا عن الاعتقادات والآراء بالقَوْل ولم يعبروا عنها

بالكلام، ولو سَوَّوْا بينهما أَو قلبوا الاستعمال فيهما كان ماذا؟ فالجواب:

أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حيث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من الكلام، وذلك

أن الاعتقاد لا يُفْهَم إِلاَّ بغيره وهو العبارة عنه كما أَن القَوْل قد

لا يتمُّ معناه إِلاَّ بغيره، أَلا ترى أَنك إِذا قلت قام وأَخليته من

ضمير فإِنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله؟ لأَنه إِنما وُضِع

على أَن يُفاد معناه مقترِناً بما يسند إِليه من الفاعل، وقام هذه نفسها

قَوْل، وهي ناقصة محتاجة إِلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إِلى العبارة عنه،

فلما اشتبها من هنا عبِّر عن أَحدهما بصاحبه، وليس كذلك الكلام لأَنه

وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه، والقَوْل قد يكون من المفتقِر إِلى

غيره على ما قدَّمْناه، فكان بالاعتقاد المحتاج إِلى البيان أَقرب

وبأَنْ يعبَّر عنه أَليق، فاعلمه. وقد يستعمل القَوْل في غير الإِنسان؛ قال

أَبو النجم:

قالت له الطيرُ: تقدَّم راشدا،

إِنك لا ترجِعُ إِلا جامِدا

وقال آخر:

قالت له العينانِ: سمعاً وطاعةً،

وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب

وقال آخر:

امتلأَ الحوض وقال: قَطْني

وقال الآخر:

بينما نحن مُرْتعُون بفَلْج،

قالت الدُّلَّح الرِّواءُ: إِنِيهِ

إِنِيهِ: صَوْت رَزَمة السحاب وحَنِين الرَّعْد؛ ومثله أَيضاً:

قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي

وإِذا جاز أَن يسمَّى الرأْي والاعتقاد قَوْلاً، وإِن لم يكن صوتاً، كان

تسميتهم ما هو أَصوات قولاً أَجْدَر بالجواز، أَلا ترى أَن الطير لها

هَدِير، والحوض له غَطِيط، والأَنْساع لها أَطِيط، والسحاب له دَوِيّ؟

فأَما قوله:

قالت له العَيْنان: سَمْعاً وطاعة

فإِنه وإِن لم يكن منهما صوت، فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما

جارحة نطق لقالتا سمعاً وطاعة؛ قال ابن جني: وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه

عنترة بقوله:

لو كان يَدْرِي ما المْحَاورة اشْتَكى،

أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي

(* وفي رواية أخرى:

ولكان لو علم الكلامَ مُكَلمي)

والجمع أَقْوال، وأَقاوِيل جمع الجمع؛ قال يقول قَوْلاً وقِيلاً

وقَوْلةً ومَقالاً ومَقالةً؛ وأَنشد ابن بري للحطيئة يخاطب عمر، رضي الله

عنه:تحنّنْ علَيَّ، هَداكَ المَلِيك

فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا

وقيل: القَوْل في الخير والشر، والقال والقِيل في الشرِّ خاصة، ورجل

قائل من قوم قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ. حكى ثعلب: إِنهم لَقالةٌ بالحق، وكذلك

قَؤول وقَوُول، والجمع قُوُل وقُوْل؛ الأَخيرة عن سيبويه، وكذلك قَوّال

وقَوّالةٌ من قوم قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوالةٌ؛ وحكى سيبويه

مِقْوَل، وكذلك الأُنثى بغير هاء، قال: ولا يجمع بالواو والنون لأَن

مؤَنثه لا تدخله الهاء. ومِقْوال: كمِقْول؛ قال سيبويه: هو على النسَب، كل ذلك

حسَن القَوْل لسِن، وفي الصحاح: كثير القَوْل. الجوهري: رجل قَؤُول وقوم

قُوُل مثل صَبور وصُبُر، وإِن شئت سكنت الواو. قال ابن بري: المعروف عند

أَهل العربية قَؤُول وقُوْل، بإِسكان الواو، تقول: عَوان وعُوْن الأَصل

عُوُن؛ ولا يحرك إِلا في الشعر كقول الشاعر:

تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِل

(* قوله «تمنحه إلخ» صدره كما في مادة سوك:

أغر الثنايا أحم اللثاــــــت تمنحه سوك الإِسحل).

قال: وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي:

وعَوراء قد قِيلَتْ فلم أَلْتَفِتْ لها،

وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل

وأُعرِضُ عن مولاي، لو شئت سَبَّني،

وما كلّ حين حلمه بأَصِيل

وما أَنا، للشيء الذي ليس نافِعِي

ويَغْضَب منه صاحبي، بِقَؤُول

ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه

خليلٌ، وما قَلْبي له بخَلِيل

وامرأَة قَوَّالة: كثيرة القَوْل، والاسم القالةُ والقالُ والقِيل. ابن

شميل: يقال للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان.

والتِّقْولةُ، الكثيرُ الكلام البليغ في حاجته. وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ:

مِنْطِيقٌ. ويقال: كثُر القالُ والقِيلُ. الجوهري: القُوَّل جمع قائل مثل

راكِع ورُكَّع؛ قال رؤبة:

فاليوم قد نَهْنَهَني تنَهْنُهِي،

أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّهِ،

وقُوَّل إِلاَّ دَهٍ فَلا دَهِ

وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح. التهذيب: العرب

تقول للرجل إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ.

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال؛

قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال نحوٌ وعربيَّة، وذلك أَنه جعل القال

مصدراً، أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه قال عن قيلٍ وقَوْلٍ؟ يقال على

هذا: قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً، قال: وسمعت الكسائي يقول في قراءة

عبد الله: ذلك عيسى بنُ مريم قالَ الحقِّ الذي فيه يَمْتَرُونَ؛ فهذ من هذا

كأَنه قال: قالَ قَوْلَ الحق؛ وقال الفراء: القالُ في معنى القَوْل مثل

العَيْب والعابِ، قال: والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذِكرُه

كأَنه قال قَوْلَ اللهِ. الجوهري: وكذلك القالةُ. يقال: كثرتْ قالةُ الناس،

قال: وأَصْل قُلْتُ قَوَلْتُ، بالفتح، ولا يجوز أَن يكون بالضم لأَنه

يتعدّى. الفراء في قوله، صلى الله عليه وسلم: ونهيِه عن قِيل وقال وكثرة

السؤَال، قال: فكانتا كالاسمين، وهما منصوبتان ولو خُفِضتا على أَنهما

أُخرجتا من نية الفعل إِلى نية الأَسماء كان صواباً كقولهم: أَعْيَيْتني من

شُبٍّ إِلى دُبٍّ؛ قال ابن الأَثير: معنى الحديث أَنه نهَى عن فُضُول ما

يتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِيلَ كذا وقال كذا، قال: وبناؤهما على

كونهما فعلين ماضيين محكيَّيْن متضمِّنين للضمير، والإِعراب على

إِجرائهما مجرى الأَسماء خِلْوَيْن من الضمير وإِدخال حرف التعريف عليهما لذلك في

قولهم القِيل والقال، وقيل: القالُ الابتداء، والقِيلُ الجواب، قال:

وهذا إِنما يصح إِذا كانت الرواية قِيل وقال على أَنهما فِعْلان، فيكون

النهي عن القَوْل بما لا يصح ولا تُعلم حقيقتُه، وهو كحديثه الآخر: بئس

مَطِيَّةُ الرجل زعموا وأَما مَنْ حكَى ما يصح وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى

ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذَمَّ، وقال أَبو عبيد: إِنه جعل

القال مصدراً كأَنه قال: نهى عن قيلٍ وقوْلٍ، وهذا التأْويل على أَنهما

اسمان، وقيل: أَراد النهي عن كثرة الكلام مُبتدئاً ومُجيباً، وقيل: أَراد به

حكاية أَقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيراً ولا يَعْنيه أَمرُه؛

ومنه الحديث: أَلا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس

أَي كثرة القَوْلِ وإِيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض؛

ومنه الحديث: فَفَشَتِ القالةُ بين الناس، قال: ويجوز أَن يريد به

القَوْل والحديثَ. الليث: تقول العرب كثر فيه القالُ والقِيلُ، ويقال إِن

اشتِقاقَهما من كثرة ما يقولون قال وقيل له، ويقال: بل هما اسمان مشتقان من

القَوْل، ويقال: قِيلَ على بناء فِعْل، وقُيِل على بناء فُعِل، كلاهما من

الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء، وكذلك قوله تعالى: وسِيقَ الذين

اتّقَوْا ربَّهم. الفراء: بنو أَسد يقولون قُولَ وقِيلَ بمعنى واحد؛

وأَنشد:

وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ،

وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ

بمعنى وقِيلَ:

وأَقْوَلَهُ ما لم يَقُلْ وقَوَّلَه ما لم يَقُل، كِلاهما: ادّعى عليه،

وكذلك أَقاله ما لم يقُل؛ عن اللحياني. قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول؛ عن

اللحياني أَيضاً، قال: والإتمام لغة أَبي الجراح. وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني ما

لم آكُل أَي ادّعَيْته عَليَّ. قال شمر: تقول قوَّلَني فُلان حتى قلتُ

أَي علمني وأَمرني أَن أَقول، قال: قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني

ما أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني على القَوْل. وفي حديث سعيد بن المسيب

حين قيل له: ما تقول في عثمان وعلي، رضي الله عنهما؟ فقال: أَقول فيهما ما

قَوَّلَني الله تعالى؛ ثم قرأَ: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر

لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان (الآية). وفي حديث علي، عليه

السلام: سمع امرأَة تندُب عمَر فقال: أَما والله ما قالتْه ولكن قُوِّلتْه

أَي لُقِّنته وعُلِّمته وأُلْقي على لسانها يعني من جانب الإِلْهام أَي

أَنه حقيق بما قالت فيه. وتَقَوَّل قَوْلاً: ابتدَعه كذِباً. وتقوَّل فلان

عليَّ باطلاً أَي قال عَليَّ ما لم أَكن قلتُ وكذب عليَّ؛ ومنه قوله

تعالى: ولو تقوَّل علينا بعضَ الأَقاويل. وكلمة مُقَوَّلة: قِيلتْ مرَّة بعد

مرَّة.

والمِقْوَل: اللسان، ويقال: إِنَّ لي مِقْوَلاً، وما يسُرُّني به

مِقْوَل، وهو لسانه. التهذيب: أَبو الهيثم في قوله تعالى: زعم الذين كفروا أَن

لن يُبْعَثوا، قال: اعلم أَنُ العرب تقول: قال إِنه وزعم أَنه، فكسروا

الأَلف في قال على الابتداء وفتحوها في زعم، لأَن زعم فِعْل واقع بها

متعدٍّ إِليها، تقول زعمت عبدَ الله قائماً، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إِلاَّ

أَن تدخل حرفاً من حروف الاستفهام في أَوله فتقول: هل تَقُوله خارجاً،

ومتى تَقُوله فعَل كذا، وكيف تقوله صنع، وعَلامَ تَقُوله فاعلاً، فيصير

عند دخول حروف الاستفهام عليه بمنزلة الظن، وكذلك تقول: متى تَقُولني

خارجاً، وكيف تَقُولك صانعاً؟ وأَنشد:

فمتى تَقُول الدارَ تَجْمَعُنا

قال الكميت:

عَلامَ تَقُول هَمْدانَ احْتَذَتْنا

وكِنْدَة، بالقوارِصِ، مُجْلِبينا؟

والعرب تُجْري تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظنُّ في العمل؛ قال هدبة

بن خَشْرم:

متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِما

يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما؟

فنصب القُلُص كما ينصب بالظنِّ ؛ وقال عمرو بن معديكرب:

عَلامَ تَقُول الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي،

إِذا أَنا لم أَطْعُنْ، إِذا الخيلُ كَرَّتِ؟

وقال عمر بن أَبي ربيعة:

أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ،

فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا؟

قال: وبنو سليم يُجْرون متصرِّف قلت في غير الاستفهام أَيضاً مُجْرى

الظنِّ فيُعدُّونه إِلى مفعولين، فعلى مذهبهم يجوز فتح انَّ بعد القَول. وفي

الحديث: أَنه سَمِعَ صوْت رجل يقرأُ بالليل فقال أَتَقُوله مُرائياً أَي

أَتظنُّه؟ وهو مختصٌّ بالاستفهام؛ ومنه الحديث: لمَّا أَراد أَن يعتَكِف

ورأَى الأَخْبية في المسجد فقال: البِرَّ تَقُولون بهنَّ أَي تظنُّون

وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ، قال: وفِعْلُ القَوْلِ إِذا كان بمعنى

الكلام لا يعمَل فيما بعده، تقول: قلْت زيد قائم، وأَقول عمرو منطلق، وبعض

العرب يُعمله فيقول قلْت زيداً قائماً، فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنى الظنّ

أَعملته مع الاستفهام كقولك: متى تَقُول عمراً ذاهباً، وأَتَقُول زيداً

منطلقاً؟

أَبو زيد: يقال ما أَحسن قِيلَك وقَوْلك ومَقالَتك ومَقالَك وقالَك،

خمسة أَوجُه. الليث: يقال انتشَرَت لفلان في الناس قالةٌ حسنة أَو قالةٌ

سيئة، والقالةُ تكون بمعنى قائلةٍ، والقالُ في موضع قائل؛ قال بعضهم لقصيدة:

أَنا قالُها أَي قائلُها. قال: والقالةُ القَوْلُ الفاشي في الناس.

والمِقْوَل: القَيْل بلغة أَهل اليمن؛ قال ابن سيده: المِقْوَل والقَيْل

الملك من مُلوك حِمْير يَقُول ما شاء، وأَصله قَيِّل؛ وقِيلَ: هو دون

الملك الأَعلى، والجمع أَقْوال. قال سيبويه: كسَّروه على أَفْعال تشبيهاً

بفاعل، وهو المِقْوَل والجمع مَقاوِل ومَقاوِلة، دخلت الهاء فيه على حدِّ

دخولها في القَشاعِمة؛ قال لبيد:

لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ

بأَيمان عُجْمٍ، يَنْصُفُون المَقاوِلا

والمرأَة قَيْلةٌ. قال الجوهري: أَصل قَيْل قَيِّل، بالتشديد، مثل

سَيِّد من ساد يَسُود كأَنه الذي له قَوْل أَي ينفُذ قولُه، والجمع أَقْوال

وأَقْيال أَيضاً، ومن جمَعه على أَقْيال لم يجعل الواحد منه مشدَّداً؛

التهذيب: وهم الأَقْوال والأَقْيال، الواحد قَيْل، فمن قال أَقْيال بناه على

لفظ قَيْل، ومن قال أَقْوال بناه على الأَصل، وأَصله من ذوات الواو؛ وروي

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه كتب لوائل بن حُجْر ولقومه: من

محمدٍ رسول الله إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة، وفي رواية: إِلى الأَقْيال

العَباهِلة؛ قال أَبو عبيدة: الأَقْيال ملوك باليمن دون الملك الأَعظم،

واحدُهم قَيْل يكون ملكاً على قومه ومِخْلافِه ومَحْجَره، وقال غيره: سمي

الملك قَيْلاً لأَنه إِذا قال قولاً نفَذ قولُه؛ وقال الأَعشى فجعلهم

أَقْوالاً:

ثم دانَتْ، بَعْدُ، الرِّبابُ، وكانت

كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ

ابن الأَثير في تفسير الحديث قال: الأَقْوال جمع قَيْل، وهو الملك

النافذ القَوْل والأَمرِ، وأَصله قَيْوِل فَيْعِل من القَوْل، حذفت عينه، قال:

ومثله أَموات في جمع ميْت مخفف ميّت، قال: وأَما أَقْيال فمحمول على لفظ

قَيْل كما قيل أَرْياح في جمع ريح، والشائع المَقِيس أَرْواح. وفي

الحديث: سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وقال بِه: تعطَّف العِزَّ أَي اشتمل

بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزيز، وأَصله من القَيْل ينفُذ قولُه فيما يريد؛

قال ابن الأَثير: معنى وقال به أَي أَحبَّه واختصَّه لنفسه، كما يُقال:

فلان يَقُول بفلان أَي بمحبَّته واختصاصِه، وقيل: معناه حَكَم به، فإِن

القَوْل يستعمل في معنى الحُكْم. وفي الحديث: قولوا بقَوْلكم أَو بعض

قَوْلِكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان أَي قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم

ومِلَّتكم، يعني ادعوني رسولاً ونبيّاً كما سمَّاني الله، ولا تسموني سيِّداً كما

تسمُّون رؤساءكم، لأَنهم كانوا يحسَبون أَن السيادة بالنبوة كالسيادة

بأَسباب الدنيا، وقوله بعض قولِكم يعني الاقتصادَ في المقال وتركَ الإِسراف

فيه، قال: وذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم

عنه، يريد تكلَّموا بما يحضُركم من القَوْلِ ولا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ

الشيطان ورُسُلُه تنطِقون عن لسانه. واقْتال قَوْلاً: اجْتَرَّه إِلى

نفسِه من خير أَو شر. واقْتالَ عليهم: احْتَكَم؛ وأَنشد ابن بري للغَطَمَّش

من بني شَقِرة:

فبالخَيْر لا بالشرِّ فارْجُ مَوَدَّتي،

وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتالُ مني التَّرَهُّبُ

قال أَبو عبيد: سمعت الهيثم بن عدي يقول: سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد

العزيز يقول في رُقْية النَّمْلة: العَرُوس تَحْتَفِل، وتَقْتالُ

وتَكْتَحِل، وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ، غير أَن لا تَعْصِي الرجل؛ قال: تَقْتال

تَحْتَكِم على زوجها. الجوهري: اقْتال عليه أَي تحكَّم؛ وقال كعب بن سعد

الغَنَويّ:

ومنزلَةٍ في دار صِدْق وغِبْطةٍ،

وما اقْتال من حُكْمٍ عَليَّ طَبيبُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده بالرفع ومنزلةٌ لأَن قبله:

وخَبَّرْ تُماني أَنَّما الموتُ في القُرَى،

فكيف وهاتا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ

وماءُ سماء كان غير مَحَمَّة

بِبَرِّيَّةٍ، تَجْري عليه جَنُوبُ

وأَنشد ابن بري للأَعشى:

ولمِثْلِ الذي جَمَعْتَ لِرَيْبِ الد

هر تَأْبى حكومة المُقْتالِ

وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا أَي تَفاوَضْنا؛ وقول لبيد:

وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه،

ولا يَقْتالُها إِلا السَّعِيدُ

أَي ولا يقولها؛ قال ابن بري: صوابه فإِنَّ الله، بالفاء؛ وقبله:

حَمِدْتُ اللهَ واللهُ الحميدُ

والقالُ: القُلَةُ، مقلوب مغيَّر، وهو العُود الصغير، وجمعه قِيلان؛

قال:وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ

الجوهري: القالُ الخشبة التي يضرَب بها القُلَة؛ وأَنشد:

كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ، بينَهُم،

نَزْوُ القُلاة، قلاها قالُ قالِينا

قال ابن بري: هذا البيت يروى لابن مقبل، قال: ولم أَجده في شعره.

ابن بري: يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به،

ويقال: اقْتال باللَّوْن لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر؛ قال

الراجز:

فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا،

وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا

ابن الأَعرابي: العرب تقول قالوا بزيدٍ أَي قَتَلُوه، وقُلْنا به أَي

قَتَلْناه؛ وأَنشد:

نحن ضربناه على نِطَابه،

قُلْنا به قُلْنا به قُلْنا به

أَي قَتَلْناه، والنَّطابُ: حَبْل العاتِقِ. وقوله في الحديث: فقال

بالماء على يَده؛ وفي الحديث الآخر: فقال بِثَوبه هكذا، قال ابن الأَثير:

العرب تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان

فتقول قال بِيَده أَي أَخذ، وقال برِجْله أَي مشى؛ وقد تقدَّم قول

الشاعر:وقالت له العَيْنانِ: سمعاً وطاعة

أَي أَوْمَأَتْ، وقال بالماء على يدِه أَي قَلب، وقال بثوب أَي رفَعَه،

وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ قال: ما يَقُولُ

ذو اليدين؟ قالوا: صدَق، روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم

يتكلَّموا؛ قال: ويقال قال بمعنى أَقْبَلَ، وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب

وغير ذلك.

وفي حديث جريج: فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه؛ همُ

الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء واليهودُ، وتُسمَّى الغَوْغاءُ

قَوْلِيَّةً.

كسف

الكسف: حذف الحرف السابع المتحرك، كحذف "تاء مفعولات"، يبقى، "مفعولا"، فينقل إلى: "مفعولن"، ويسمى: مكسوفًا.

كسف



كَاسِفُ البَالِ

: see بَالٌ.
(كسف) الشَّيْء قطعه
كسف: {كسفا}: قطعا، و {كسفا}: يجوز أن يكون واحدا وأن يكون جمعا لكسفة نحو سدرة وسدر.
ك س ف

كسفت الشمس والقمر، وكسفهما الله، وكسف البعير وكرسفه: عرقبه. وهذه كسفةٌ وكسفٌ وكسفٌ من السحاب. وأعطني كسفةً من الثوب: قطعة.

ومن المجاز: رجل كاسف الوجه: عابس، وقد كسف وجهه. وكاسف البال: سيء الحال، وكسفت حاله. وكسف بصره إذا لم ينفتح من رمد، وكسف بصره: خفضه.
(ك س ف) : (كَسَفَتْ) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ جَمِيعًا عَنْ الْغُورِيِّ وَقِيلَ الْخُسُوفُ ذَهَابُ الْكُلِّ وَالْكُسُوفُ ذَهَابُ الْبَعْضِ وَكَيْفَمَا كَانَ فَقَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - كُسُوفُ الْقَمَرِ صَحِيحٌ وَأَمَّا الِانْكِسَافُ فَعَامِّيٌّ وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ لَا تَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ» الْحَدِيثَ.
كسف
الكَسْفُ: قَطْعُ العُرْقُوبِ، كَسَفَه بالسَّيْفِ كَسْفاً.
وكَسَفَ القَمَرُ يَكْسِفُ كُسُوْفاً، وكذلك الشَّمْسُ. وانْكَسَفَ مِثْلُه.
وكَسَفَ فلان بَصَرَه عنه: أي خَفَضَه. ورَجُلٌ كَاسيفُ الوَجْهِ: عابسٌ من سُوْءِ الحال. وكَسَفَ في وَجْهي.
وفي المَثَل في جَمْع شَرَّيْن على الرجُل قَوْلُهم: " أكَسْفاً وإمْسَاكاً ". والكِسْفَةُ: القِطْعَةُ من السَّحاب والقُطْن والصُّوْف، فإذا كانَ واسِعاً كثيراً فهو كِسْفٌ. والكَسْفُ: صاحِبُ المَنْصُورِيَّةِ.

كسف


كَسَفَ(n. ac. كَسْف)
a. Cut, cut up.
b.(n. ac. كُسُوْف), Darkened, eclipsed ( the sun: God ).
c. Was darkened, eclipsed.
d. Frowned; grew dark (face).
كَسَّفَa. Cut up into pieces.

إِنْكَسَفَ
a. [ coll. ]
see I (c)
كِسْفَة
(pl.
كِسْف
كِسَف كُسُوْف
أَكْسَاْف)
a. Piece, fragment.

كَاْسِفa. Darkened, eclipsed.
b. Fatal, disastrous (day).
كَاْسِفَةa. fem. of
كَاْسِف
كُسُوْفa. Eclipse.

N. P.
كَسڤفَa. see 21 (a)
N. Ag.
إِنْكَسَفَ
a. [ coll. ]
see 21 (a)
N. Ac.
إِنْكَسَفَ
a. [ coll. ]
see 27
كَسْفًا وَإِمْسَاكًا
a. Sullenly & reluctantly.

كَاسِف الوَجْه
a. Frowning, scowling.

كَاسِف البَال
a. Unlucky, unfortunate.
[كسف] نه: فيه: تكرر ذكر "الكسوف" والخسوف للشمس والقمر، فرواه جماعة بالكاف فيهما وجماعة بالخاء فيهما وجماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، والكثير في اللغة الكسوف للشمس والخسوف للقمر، كسفت الشمس وكسفها الله وانكسفت، وخسف القمر وخسفه الله وانخسف- ومر في خز ك: "كسفت" بفتح كاف وسين. وح: "لا ينكسفان" لموت أحد، مر في خ. نه: وفيه: إنه جاء بثريدة "كسف"، أي خبز مكسر، وهي جمع كسفة، والكسف والكسفة: القطعة: من الشيء. ومنه ح: رأيته وعليه "كساف"، أي قطعة ثوب، وكأنها جمع كسفة أو كسف. وفيه: إن صفوان "كسف" عرقوب راحلته، أي قطعه بالسيف. غ: الكسوف في الوجه: التغير، وكاسف: مهموم، وكسف باله: ضاق عليه أهله.
كسف: كثيراً ما نجد عند (كارتاس) التعبير المخطئ: كسف بالشمس وقد استعمل خسف بالطريقة نفسها.
انكساف البال: الحياء (باين سميث 1348).
كَسْف: وجمعها كسوف (عباد 1، 63، 11) وجمع الجموع كسوفات (بيروني 6، 1، 19). وهو الكسوف المعروف للشمس.
كسفة. صلاة الكسفة: وهي من ركعتين (بركهارت نوبية 428).
كسفة: إخجال، خجل، خزي، عار. (بوشر).
كسفة: شتيمة، إخفاق، خيبة، الجانب السيئ لشيء أو لشخص (بوشر).
كسوف. الكسوفان: صلوات احتجاب الشمس أو القمر (معجم التنبيه).
كسوفيّ: منسوب إلى الكسوف (بوشر).
كاسف: في الحديث عن اللون (ابن بطوطة 2، 16) حيث تشير الترجمة إلى العلاقة ما بين الكاسف والمرض.
أكاسفة: جمع إسكافي (عند فريتاج) وهذا خطأ فالجمع أساكفة.
منكسف: ذابل، ذاوٍ رخور، متجعد، واهن، فاتر. (باين سميث 1752 وقد وردت أكثر من مرة).
باب الكاف والسين والفاء معهما ك س ف، س ك ف، س ف ك مستعملات

كسف: الكَسْفُ: قطع العرقوب بالسيف. كَسَفَهُ يكْسِفُهُ. وكَسَفَ القمر يَكْسِفُ كُسُوفاً، والشمس تَكْسِف كذلك، وانكسف خطأ. ورجل كاسِفُ [الوجه] : عابس من سوء الحال. كَسَف في وجهي وعبس كُسُوفاً. والكِسْفَةُ: قطعة سحاب، أو قطعة قطن أو صوف، فإذا كان واسعاً كبيراً فهو كِسْفٌ، ولو سقط من السماء جانب فهو كِسْفُ.

سكف: الأُسْكُفَّةُ: عتبة الباب. والسِّكاف: مصدر الإسكاف، ولا فعل له.

سفك: السَّفْكُ: صب الدماء. فلان سفاك للدماء وللكلام. وسفكت العين الدم: حدرته.
كسف
كُسُوفُ الشمس والقمر: استتارهما بعارض مخصوص، وبه شبّه كُسُوفُ الوجه والحال، فقيل: كَاسِفُ الوجه وكَاسِفُ الحال، والكِسْفَةُ:
قطعة من السّحاب والقطن، ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة، وجمعها كِسَفٌ، قال: وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً
[الروم/ 48] ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ [الشعراء/ 187] ، أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً [الإسراء/ 92] وكسفا بالسّكون. فَكِسَفٌ جمع كِسْفَةٍ، نحو: سدرة وسِدَرٍ. وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ [الطور/ 44] . قال أبو زيد: كَسَفْتُ الثّوب أَكْسِفُهُ كِسْفاً:
إذا قطعته قطعا ، وقيل: كَسَفْتُ عرقوب الإبل، قال بعضهم: هو كَسَحْتُ لا غيرُ.
[كسف] الكسفة: القطعة من الشئ. يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع كِسْفٌ وكِسَفٌ. ويقال: الكِسْفُ والكِسْفَةُ واحدٌ. وقال الأخفش: من قرأ: {كِسْفاً من السماء} جعله واحداً. ومن قرأ {كِسَفاً} جعله جميعاً. والكَسْفُ بالفتح: مصدر كَسَفْتُ البعير، إذا قطعت عرقوبَه. وكذلك كَسَفْتُ الثوب، إذا قطعته. والتَكْسيفُ: التقطيعُ. وكَسَفَتِ الشمسُ تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفَها الله كَسْفاً، يتعدَّى ولا يتعدى. قال الشاعر  الشمس طالعة ليست بكاسفةٍ تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمَرا أي ليست تَكْسِفُ ضوءَ النجوم مع طلوعها لقلَّة ضوئها وبكائها عليك. وكذلك كَسَفَ القمرُ، إلاَّ أنَّ الأجود فيه أن يقال خسف القمر. والعامة تقول: انكسفت الشمس. وكسفت حال الرجل، أي ساءتْ. ورجلٌ كاسف البال: سيئ الحال. وكاسف الوجه، أي عابس. وفي المثل: " أَكَسْفاً وإمْساكاً " أي أَعُبوساً مع بخل.
الْكَاف وَالسِّين وَالْفَاء

كسفت الشَّمْس تكسف كسوفاً: ذهب ضوؤها واسودت.

وكسفها الله، وأكسفها، وَالْأولَى أَعلَى.

وَالْقَمَر فِي كل ذَلِك كَالشَّمْسِ.

وكسف باله يكسف: إِذا حدثته نَفسه بِالشَّرِّ.

وأكسفه الْحزن. وَرجل كاسف الْوَجْه: عابسه.

وَقد كسف كسوفاً.

وكسف الشَّيْء يكسفه كسفاً، وكسفه، كِلَاهُمَا: قطعه.

وَخص بَعضهم بِهِ الثَّوْب والأديم.

والكسف، والكسفة، والكسيفة: الْقطعَة مِمَّا قطعت.

وكسف السَّحَاب، وكسفه: قطعه.

وَقيل: إِذا كَانَت عريضة فَهِيَ كسف، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن يرَوا كسفاً من السَّمَاء) .

وكسف عرقوبه يكسفه كسفا: قطع عصبته دون سَائِر الرجل.
ك س ف: (الْكِسْفَةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَالْجَمْعُ
(كِسْفٌ) وَ (كِسَفٌ) . وَقِيلَ: (الْكِسْفُ) وَ (الْكِسْفَةُ) وَاحِدٌ. قَالَ الْأَخْفَشُ: مَنْ قَرَأَ «كِسْفًا» جَعَلَهُ وَاحِدًا وَمَنْ قَرَأَ « (كِسَفًا) » جَعَلَهُ جَمْعًا. وَ (كَسَفَتِ) الشَّمْسُ مِنْ بَابِ جَلَسَ. وَ (كَسَفَهَا) اللَّهُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا
أَيْ لَيْسَتْ تَكْسِفُ ضَوْءَ النُّجُومِ مَعَ طُلُوعِهَا لِقِلَّةِ ضَوْئِهَا وَبُكَائِهَا عَلَيْكَ. قُلْتُ: أَوْرَدَ هَذَا الْبَيْتَ فِي [ب ك ي] وَجَعَلَ النُّجُومَ وَالْقَمَرَ مَنْصُوبَةً بِقَوْلِهِ: تَبْكِي، وَهُنَا جَعَلَهَا مَنْصُوبَةً بِكَاسِفَةٍ وَفِيهِ نَظَرٌ. وَكَذَلِكَ (كَسَفَ) الْقَمَرُ إِلَّا أَنَّ الْأَجْوَدَ فِيهِ أَنْ يُقَالَ: خَسَفَ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ. وَرَجُلٌ (كَاسِفُ) الْوَجْهِ أَيْ عَابِسٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَكَسْفًا وَإِمْسَاكًا. أَيْ أَعُبُوسًا مَعَ بُخْلٍ. 
ك س ف : كَسَفَتْ الشَّمْسُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كُسُوفًا وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَالْأَزْهَرِيُّ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَيْضًا كَسَفَ الْقَمَرُ وَالشَّمْسُ وَالْوَجْهُ تَغَيَّرْنَ وَكَسَفَهَا اللَّهُ كَسْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَالْمَصْدَرُ فَارِقٌ وَنُقِلَ انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ مُطَاوِعًا مِثْلُ كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَعَلَيْهِ حَدِيثٌ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ «انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -» وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ غَلَطًا وَيَقُولُ كَسَفْتُهَا فَكَسَفَتْ هِيَ لَا غَيْرُ وَقِيلَ الْكُسُوفُ
ذَهَابُ الْبَعْضِ وَالْخُسُوفُ ذَهَابُ الْكُلِّ وَإِذَا عَدَّيْتَ الْفِعْلَ نَصَبْتَ عَنْهُ الْمَفْعُولَ بِاسْمِ الْفَاعِلِ كَمَا تَنْصِبُهُ بِالْفِعْلِ قَالَ جَرِيرٌ
الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا
فِي الْبَيْتِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ وَالتَّقْدِيرُ الشَّمْسُ فِي حَالِ طُلُوعِهَا وَبُكَائِهَا عَلَيْكَ لَيْسَتْ تَكْسِفُ النُّجُومَ وَالْقَمَرَ لِعَدَمِ ضَوْئِهَا.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَسَفَتْ الشَّمْسُ كُسُوفًا اسْوَدَّتْ بِالنَّهَارِ وَكَسَفَتْ الشَّمْسُ النُّجُومَ غَلَبَ ضَوْءُهَا عَلَى النُّجُومِ فَلَمْ يَبْدُ مِنْهَا شَيْءٌ. 
(كسف) - في الحديث: "أنّ صَفْوَانَ - رضي الله عنه - كَسَفَ عُرْقوبَ راحِلَتِه".
الكَسْفُ: قَطْعُ العُرْقُوبِ بالسَّيفِ.
- وحديث : "الكُسُوف"
رواه علىٌّ، وابنُ مسعود، وأبو مسعود، وأُبَيٌّ، وسَمُرَةُ، وعبدُ الرحمن بن سَمُرَةَ، وعبد الله بن عُمَر، وعَبدُ الله بن عَمرٍو، والمُغِيرة، وأبو هريرة، وأبو بَكْرَةَ، وأبو شُرَيح، والنّعمان بن بَشِير، وقَبِيصَةُ الهِلالى - رضي الله عنهم جميعا -: بالكاف. ورواه أبو مُوسىَ وأَسْمَاءُ - رضي الله عنهما - وعُبيدُ الله بن عَدِىّ بن الخيار بالخَاءِ.
ورُوِيَ عن جابرٍ وابن عباس، وعائشة - رضي الله عنهم - باللَّفظَين جَميعًا وكُلُّهم حَكَوْا عن النّبى - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: "إنَّهما لَا يَنكَسِفَانِ" بالكاف، فسَمَّى كُسُوفَ الشَّمسِ والقَمر كُسُوفًا.
واختار الفَرَّاءُ في القمر بالخَاء؛ لِقَوله عزّ وجلّ: {وخَسَفَ القَمَرُ} .
يقال: كسَفَت الشَّمسُ وانكَسَفَت وكَسَفَها الله تعالى وأَكْسَفَها.
- في حديث أَبى الدَّردَاء : "وعليه كِسَافٌ"
: أي قِطْعة ثَوب؛ من قوله تعالى: {أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} . (كسكس) في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "تَيَاسَرُوا عن كَسْكَسَةِ بَكْر".
يعني: إبْدَالَهمْ السِّينَ من الكافِ .
قال الفَرَّاءُ: يقُولون: أَبُوسِ، وأُمُّسِ، يُريُدون: أبُوكِ وأُمُّكِ - في مُخاطَبَة المؤَنَّثِ، ومنهم مَن يَتركُ الكافَ بحالها، وَيزيدُ بَعدها سِينًا. يقولون: مَرَرْتُ بِكِسْ: أي بِكِ.
كسف
كسَفَ1 يَكسِف، كُسُوفًا، فهو كاسف
• كسَفتِ الشّمسُ: احتَجَبَتْ وذهب ضوءُها لحُلُول القمر بينها وبين الأرض.
• كسَف وجْهُه: اصفرَّ وتغيَّر لونُه وعَبَس "دخل علينا بوجه كاسف". 

كسَفَ2 يَكسِف، كَسْفًا، فهو كاسِف، والمفعول مَكْسوف
• كسَف السّحابُ ضوءَ الشمس: غطَّاهُ وحجبه "كسَف اللهُ ضوءَ الشّمس والقمر- كسَفتِ الشّمسُ النجومَ".
• كسَف مُحتاجًا: أخجله وردّه خائبًا. 

أكسفَ يُكسف، إكسافًا، فهو مُكسِف، والمفعول مُكسَف
• أكسف القمرُ الشَّمسَ: حجَبَ نُورَها.
• أكسف الحزنُ فلانًا: غيَّره. 

انكسفَ ينكسف، انكسافًا، فهو مُنكسِف
• انكسفتِ الشَّمسُ: كسَفت؛ احتجبتْ لتوسُّط القمر بينها وبين الأرض "انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [حديث] ".
• انكسف الشَّخصُ: خجِل، ورُدَّ خائبًا. 

كاسِف [مفرد]: اسم فاعل من كسَفَ1 وكسَفَ2 ° فلانٌ كاسف البال/ فلانٌ كاسف الحال: سيّئ الحال، حزين، مهموم.
• يوم كاسِف: عظيمُ الهولِ، شديدُ الشّرِّ "كان يوم الزلزال يومًا كاسفًا". 

كَسْف [مفرد]: مصدر كسَفَ2. 

كِسْفَة [مفرد]: ج كِسْفات وكِسْف وكِسَف: قطعة من الشَّيء " {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}: وقُرئ كِسْفًا- {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} ". 

كُسوف [مفرد]:
1 - مصدر كسَفَ1.
2 - (فك) احتجاب ضوء الشّمس إمّا كُلِّيًّا وإمَّا جُزئيًّا، لحلول القمر بينها وبين الأرض وهو للشمس كالخسوف للقمر "كُسُوف الشمس".
3 - زوال مُؤقَّت أو إظلام "كسوف حضارة/ مجد".
• الكُسُوف الحلقيّ: كسوف شمسيّ يغطِّي فيه القمرُ معظمَ الشَّمس تاركًا حلقة مضيئة حول الشَّمس.
• الكسوف الكلِّيّ/ الكُسُوف الجزئيّ: (فك) عدم ظهور الشَّمس نهارًا كليًّا أو جزئيًّا. 

كسف: كسَف القمرُ يَكْسِفُ كُسوفاً، وكذلك الشمس كسَفَتْ تَكْسِف

كسوفاً: ذهب ضوءُها واسْوَدَّت، وبعض يقول انكسف وهو خطأٌ، وكسفها اللّه

وأَكسفها، والأَول أَعلى، والقمر في كل ذلك كالشمس. وكسف القمر: ذهب نوره

وتغيَّر إلى السواد. وفي الحديث عن جابر، رضي اللّه عنه. قال: انكسفت الشمس

على عهد رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في حديث طويل؛ وكذلك رواه أَبو

عبيد: انكسفت. وكسَف الرجلُ إذا نكَّس طَرْفه. وكسَفَت حالُه: ساءت،

وكَسفَت إذا تغيَّرت. وكسفت الشمس وخسَفت بمعنى واحد، وقد تكرر في الحديث ذكر

الكُسوف والخُسوف للشمس والقمر فرواه جماعة فيهما بالكاف، ورواه جماعة

فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، وكلهم روَوا

أَن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا يَنْكسفان لموت أَحد ولا

لحياته، والكثير في اللغة وهو اختيار الفراء أَن يكون الكسوف للشمس والخسوف

للقمر، يقال: كسَفت الشمس وكسفها اللّه وانكسفت، وخسف القمر وخسَفه اللّه

وانخسف؛ وورد في طريق آخر: إنَّ الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أَحد ولا

لحياته؛ قال ابن الأَثير: خسف القمر بوزن فَعَل إذا كان الفعل له، وخُسِف

على ما لم يسمَّ فاعله، قال: وقد ورد الخسوف في الحديث كثيراً للشمس

والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف، قال: فأَما إطلاقه في مثل هذا

فتغليباً للقمر لتذكيره على تأَنيث الشمس يجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعارضة

أَيضاً لما جاء في الرواية الأُولى لا ينكسفان، قال: وأَما إطلاق الخسوف

على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما

وإظلامهما. والانخِساف: مطاوع خسَفْته فانخَسَف، وقد تقدم عامة ذلك في خسف. أَبو

زيد: كسفت الشمس إذا اسْودَّت بالنهار، وكسفت الشمسُ النجومَ إذا غلب

ضوءُها على النجوم فلم يبدُ منها شي، فالشمس حينئذ كاسفة النجوم، يتعدَّى

ولا يتعدى؛ قال جرير:

فالشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ،

تَبكي عليك، نُجومَ الليلِ والقَمرا

قال: ومعناه أَنها طالعة تبكي عليك ولم تكسِف ضوء النجوم ولا القمر

لأَنها في طلوعها خاشعةً باكيةً لا نور لها، قال: وكذلك كسف القمرُ إلا أَن

الأَجود فيه أَن يقال خسَف القَمرُ، والعامة تقول انكسفت الشمس، قال:

وتقول خشَعَت الشمس وكسَفت وخسَفت بمعنى واحد؛ وروى الليث البيت:

الشمسُ كاسفةٌ ليست بطالعةٍ،

تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمرا

فقال: أَراد ما طلع نجم وما طلع قمر، ثم صرفه فنصبه، وهذا كما تقول: لا

آتيك مطْرَ السماء أَي ما مَطَرَت السماء، وطُلوعَ الشمسِ أَي ما طَلعت

الشمسُ، ثم صرفته فنصبته. وقال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول تبكي عليك

نجومَ الليل والقمرا أَي ما دامت النجوم والقمر، وحكي عن الكسائي مثله،

قال: وقلت للفراء: إنهم يقولون فيه إنه على معنى المغالبة باكيته فبكيته

فالشمس تغلب النجوم بكاء، فقال: إن هذا الوجه حسن، فقلت: ما هذا بحسن ولا

قريب منه. وكسَف بالُه يَكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ، وأَكْسفه الحزنُ؛ قال

أَبو ذؤيب:

يَرْمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْرِفُه

مُغْضٍ، كما كسَف المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ

وقيل: كُسوف باله أَن يَضِيق عليه أَمله. ورجل كاسفُ البال أَي سيِّء

الحال. ورجل كاسفُ الوجه: عابسُه من سوء الحال؛ يقال: عبَس في وجهي وكسَفَ

كُسوفاً. والكُسوف في الوجه: الصفرة والتغير. ورجل كاسف: مهموم قد تغير

لونه وهُزل من الحزن. وفي المثل: أَكَسْفاً وإمْساكاَ؟ أَي أَعبوساً مع

بُخل. والتكسيف: التقطيع. وكسَف الشيءَ يكْسِفه كسْفاً وكسَّفه، كلاهما:

قطعه، وخص بعضهم به الثوب والأَديم.

والكِسْف والكِسْفةُ والكَسِيفة: القِطْعة مما قطَعْت. وفي الحديث: أَنه

جاء بثريدة كِسْفٍ أَي خبز مكسّر، وهي جمع كِسْفة للقطعة من الشيء. وفي

حديث أَبي الدرداء، رضي اللّه عنه: قال بعضهم رأَيته وعليه كِسافٌ أَي

قطعة ثوب؛ قال ابن الأَثير: وكأَنها جمع كِسْفة أَو كِسْف. وكِسْف السحاب

وكِسَفُه: قِطَعُه، وقيل إذا كانت عريضة فهي كِسْف. وفي التنزيل: وإن يروا

كِسْفاً من السماء؛ الفراء في قوله تعالى: أَو تسقط السماء كما زعمت

علينا كِسَفاً، قال: الكِسْفُ والكِسَفُ وجهان، والكِسْفُ: الجِماعُ، قال:

وسمعت أَعرابياً يقول أَعطني كِسْفة من ثوبك يريد قِطْعة، كقولك خَرْقة،

وكُسِفَ فعل، وقد يكون الكِسْف جماعاً للكِسفة مثل عُشْبة وعُشْب؛ وقال

الزجاج: قرئ كِسْفاً وكِسَفاً، فمن قرأَ كِسَفاً جعلها جمع كِسْفة وهي

القِطْعة، ومن قرأَ كِسْفاً جعله واحداً، قال: أَو تسقطها طَبَقاً علينا،

واشتقاقه من كسَفْت الشيء إذا غطَّيته. وسئل أَبو الهيثم عن قولهم كسَفْت

الثوبَ أَي قطعته فقال: كلُّ شيء قطعتَه فقد كسفته. أَبو عمرو: يقال

لخِرَق القميص قبل أَن تؤلَّف الكِسَفُ والكِيَف والحِذَف، واحدتها كِسْفة

وكِيفةٌ وحِذْفةٌ. ابن السكيت: يقال كسَف أَملُه فهو كاسف إذا انقطع رجاؤه

مما كان يأْمل ولم ينبسط، وكسَف بالُه يكسِف حدَّثته نفسه بالشر.

والكَسْفُ: قَطع العُرْقُوب وهو مصدر كسَفْت البعير إذا قطعت عُرْقوبه.

وكسَف عرقوبه يكْسِفُه كَسْفاً: قطَع عصَبَته دون سائر الرِّجل. ويقال:

استدبَر فرَسَه فكسَف عرقوبيه. وفي الحديث: أَن صفْوان كسَف عُرقوبَ

راحِلَتِه أَي قطَعه بالسيف.

كسف
الكِسْفَةُ: القِطعة، يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع: كِسْفٌ وكِسَفٌ، ومنه قوله تعالى:) أوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كما زعمتَ علينا كِسْفاً (و " كِسَفاً "، قرأها هنا - بفتح السين - أبو جعفر ونافع وأبو بكر وابن ذكوان، وفي الروم - بالإسكان - أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ - بالفتح - إلاّ في الطور حفْصٌ. فمن قرأ مُثقَّلا جعله جمْع كِسْفَةٍ كَفِلْقَةٍ وفِلَقٍ وهي القطعة والجانب، ومن قرأ مُخفَّفا فهو على التوحيد، وجمْعه: أكْسَافٌ وكُسُوْفٌ، كأنه قال: تُسْقِطها طبقاً علينا، من كَسَفْتُ الشيء: إذا غَطَّيته.
وقال أبو زيد: كَسَفْتُ الشيء أكْسِفُه كَسْفاً: إذا قطَعْته.
والكَسْفُ: مصدر كَسَفْتُ عُرْقُوْبه: إذا عَرْقَبْته. وفي الحديث: أن صفوان كَسَفَ عُرْقُوب راحلة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحرج.
وأنشد الليث:
ويَكْسِفُ عُرْقُوْبَ الجَوَادِ بمِخْذَمِ
وكسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جَرير يَرْثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:
فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطالِعَةٍ ... تَبْكي عليكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والقَمَرا
هكذا الرواية، أي أن الشمس كاسِفة تبكي عليك الدهر، النُّحاة يرْوُونه مُغيَّراً وهو: " الشمس طالِعةٌ ليست بِكاسِفة " أي ليست تَكْسِف ضوء النجوم مع طلوعها لِقلة ضوئها وبُكائها عليك.
وكذلك كسَفَ القمرُ، إلاّ أن الأجَوَد فيه أن يقال خَسَف القمر.
وكَسَفَتْ حال الرجال: إذا ساءت، ورجل كاسِف البال: أي سيئ الحال.
وكاسِف الوجه: أي عابِس. وفي المَثل: أكَسْفاً وإمْسَاكاً: يُضربُ لمن يجمع بين العُبوس والإمساك.
ويوم كاسِفٌ: عظيم الهول شديد الشر، قال:
يا لَكَ يَوْماً كاسِفاً عَصَبْصَبَا
وكَسَفَ الرجل: إذا نَكَسَ طَرْفه.
الكَسْفُ في العَرُوْض: أن يكون آخر الجزء متحركاً فتُسقط الحرف رأساً، والشين المُعجَمة تصحِيفٌ، قاله جار الله العلاّمة الزمخشري - رحمه الله -.
وكَسَفُ: قرية من نواحي الصُّغدِ.
وكَسْفَةُ - بالفتح -: ماءةٌ لبني نعامة من بني أسد، وقيل: هي مُعجمَة. وقال ابن عبّاد: الكِسْفُ: صاحب المنصورية.
وقال غيره: كَسَّف بصره عن فلان تَكْسِيفاً: أي خفَّضه.
وقال الليث: بعض الناس يقول: انْكَسَفَتِ الشمس، وهو الخطأ. قال الزهري: ليس ذلك بَخطأ؛ لما روى جابر - رضي الله عنه -: انْكَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والتركيب يدل على تغير في حال الشيء إلى ما لا يحب، وعلى قَطْع شيء من شيء.
الكَشْفُ والكاشِفَةُ: الإظهار.
والكاشِفَةُ: من المصادر التي جاءت على فاعِلَةَ كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى:) ليسَ لها من دُوْنِ اللهِ كاشِفَةٌ (: أي كَشْفٌ وإظْهارٌ.
وقال الليث: الكَشْفُ: رفْعُكَ شيئا عمّا يُواريه ويُغطِّيه.
والكَشُوْفُ: النّاقة يضْرِبُها الفحل وهي حامل، وربما ضربها وقد عظُم بطنُها. وقال الأصمعي: فإنْ حَمَل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشَافُ، والناقة كَشُوفٌ، وقد كَشَفَتْ، قال زُهير بن أبي سُلمى:
فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها ... وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمّ تُنْتَجْ فَتَفْطِمِ
ويروى: " فَتُتْئمِ ". وقال اليث: الكِشَافُ: أن تَلْقح حين تُنتج، والكِشَافُ: أن يُحمل عليها في كل سنة وذلك أرد النِّتاج.
والكَشَُ: انقلاب من قُصاص الناصية كأنها دائرة، وهي شُعيرات تنبتُ صُعداً، والرجل كشَفُ، وذلك الموضع كشفةٌ، قال الليث: يُتشَأمُ بها.
والكَشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيْبِ الذنب.
والأكْشَفُ: الذي لا تُرْسَ معه في الحرب.
والأكْشَفُ: الذي ينهزم في الحرب. وبِكِلى المعنيين فُسِّر قول كعب بن زهير رضي الله عنه.
زالُوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ ... عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيْلُ
وقال ابن الأعرابي: كَشِفَ القوم: إذا انهزموا، وأنشد:
فما ذَمَّ جادِيْهِمْ ولا فالَ رَأْيُهم ... ولا كَشِفُوا إنْ أفْزَعَ السَّرْبَ صائحُ
أي لم ينهزموا.
وقال ابن عبّاد: الكْشَفُ: الذي لا بيضة على رأسه.
وكُشَافٌ: موضِع من زابِ الموصل.
وقال غيره: كَشَفَتْه الكَواشِفُ: أي فَضحتْه الفضائح.
والجبهةُ الكَشْفاء: التي أدبَرت ناصيتها.
وأكْشَفَ القوم: كَشَفَتْ إبلُهم.
وقال الأصمعي: أكْشَفَ الرجل: إذا ضَحك فانقلبت شَفتُه حتى تبدو دَرادِرُه.
وقال الزَّجّاج: أكْشَفَتِ النّاقة: إذا تابعت بين النِّتاجين.
وقال ابن عبّاد: أكْشَفْتُ الناقة: جعلتُها كَشُوْفاً.
والتَّكْشِيْفُ: مبالغة الكَشْفِ.
وقال ابن دريد: كَشَّفْتُ فلاناً عن كذا وكذا: إذا أكْرَهْتُه على إظهاره.
والتَّكَشُّفُ: الظهور.
وتَكَشَّفَ البرق: إذا كلأ السماء.
والانْكِشَافُ: مُطاوَعةُ الكَشْفِ.
واسْتَكْشَفَ عن الشيء: سأل أن يُكْشَفَ له عنه.
وكاشَفَه بالعداوة: باداه بها.
ويقال: لو تَكاشَفْتُمْ ما تَدافنْتُم: أي لو انكشف عيب بعضكم لِبعضٍ.
واكتَشَفَتِ المرأة لزوجها: إذا بالغت في التَّكَشُّفِ، قاله ابن الأعرابيِّ، وأنشد:
وأكْشَفَتْ لنا شِيءٍ دَمَكْمَكِ ... عن وارِمٍ أكْظَارُهُ عَضَنَّكِ
تقول: دَلِّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ ... فَدَاسَها بأذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ
واكتشف الكبش: نزا.
والتركيب يدل على سرو عن الشيء كالثوب يُسْرى عن البدن.
كسف
الكِسْفةُ، بالكسرِ: القِطْعَةُ منويَكْسِفُ عُرْقُوبَ الجَوادِ بِمِخْذَمِ وكَسَفَ الشَّمْسُ والقَمَرُ كُسُوفاً: احْتَجَبا وذَهَبَ ضَوْءُهما واسْوَدّا كانْكَسَفا وقالَ اللَّيْثُ: بعضُ الناسِ يقولُ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَهَكَذَا قَالَه القزازُ فِي جامِعه، وتَبعَهما الجَوْهَرِيُّ فِي الصحاحِ وأَشارَ إِلَيْهِ الجَلالُ فِي التَّوْشِيح، وَقد رَدَّ عليهمُ الأَزْهريُّ، وقالَ: كيفَ يكونُ خَطَأَ وَقد وَرَدَ فِي الكَلامِ الفَصِيحِ، والحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ مَا رَواه جابرٌ رَضِي اللهُ عَنهُ: انْكَسَفت الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُول الله صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فِي حَدِيثٍ طَويل، وَكَذَلِكَ رَواه أَبُو عُبَيْدٍ انْكَسَفَتْ. وكَسَفَ اللهُ تَعَالَى إِياهُما: حَجَبَهُما. يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، نقلَه الجوهريُّ، وَقد تَكَرَّر فِي الحديثِ ذِكرُ الكُسُوفِ والخُسُوفِ للشَّمْسِ والقَمَر، فرَواهُ جماعةٌ فيهِما بالكافِ، وآخَرُونَ فيهمَا بالخَاءِ، وَرَوَاهُ جَماعةٌ فِي الشَّمسِ بِالْكَاف، وَفِي القَمَر بالخاءِ، وكَلُّهم رَوَوْا: إِنَّ الشّمْسَ والقَمَرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ لَا يَنْكَسِفانِ لمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَياتِه. والأَحْسَنُ والأَكْثرُ فِي اللُّغَة وَهُوَ اخْتِيارُ الفَرّاءِ فِي القَمَرِ: خَسَفَ، وَفِي الشّمْسِ: كَسَفَتْ يُقالُ: كسَفَت الشَّمْسُ، وكَسَفَها الله وانْكَسَفَتْ، وخَسَفَ القَمَرُ، وخَسَفَه اللهُ تَعَالَى، وانْخَسَفَ، وورَدَ فِي طريقٍ آخرَ: إِنَّ الشَّمْسَ)
والقَمَرَ لَا يَنْخَسِفانِ لمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَياتهِ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: خَسَفَ القَمرُ: إِذا كَانَ الفعلُ لهُ، وخُسِفَ على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، قالَ: وَقد وَرَدَ الخُسُوفُ فِي الحَدِيثِ كَثِيراً للشَّمْسِ، والمَعْرُوفُ لَهَا فِي اللُّغَةِ الكُسُوفُ، قالَ: فأَمَّا إِطلاقُه فِي مثلِ هَذَا فتَغْلِيباً للقَمَرِ، لتَذْكِيرِه على تَأْنِيث الشَّمْسِ، يجمع بَينهمَا فِيمَا يَخُصُّ القَمَر، وللمُعارَضَةِ أَيْضا، لِما جاءَ فِي الرِّوايَةِ الأولَى: لَا يَنْكَسِفانِ قالَ:آخِرُ الجُزْءِ مِنْهُ مُتَحَرِّكاً فيَسْقُطَ الحَرْفُ رَأْساً قالَ الزمَخْشَرِيُّ: وبالمعُجَمَةِ تَصْحيفٌ نَقله عَنهُ الصّاغانِيُّ فِي العُباب، وَالَّذِي رَواهُ بالمُعْجَمَةِ يقولُ: إِنَّه تَشْبِيها لَهُ بالرَّجُلِ المَكْشُوفِ الَّذِي لَا تُرْسَ مَعَه، أَو لأَنَّ تاءَ مَفْعُولات تمنعُ كونَ مَا قَبْلَها سَببا، فينكَشِفُ المَنْعُ بزَوالِها، نَقله شيخُنا، وَقَوله: هُوَ غَلَطٌ محضٌ بعدَ مَا صَرّحَ أَنّه تابَعَ فِيهَا الزَّمَخْشَرِيِّ، وَكَذَا قولُه فِيما بعدُ: فَلَا مَعْنَى لما ذَكَرَه المصنٍّ فُ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ يُتَعَجَّبُ لَهُ. وكَسَفُ بالتَّحْرِيكِ: ة، بالصَّغْدِ بالقُرْبِ من سَمَرْقَنْدَ.
وكَسْفَةُ بالفَتْح: ماءةٌ لبَنِي نَعامَةَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وقيلَ هِيَ بالشِّينِ المُعْجَمَة وصَوَّبه فِي التَّكْمِلَة.
وقولُ جَرِيرٍ يَرْثِي عُمَرَ بنَ عبدِ العَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى:
(فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بطالِعَةٍ ... تَبْكِي عليكَ نُجُومَ اللَّيْلِ والقَمَرا)
أَي الشَّمْسُ كاسِفَةٌ لمَوْتِكَ تَبْكِي عَلَيْكَ الدَّهْرَ أَبَداً قالَ شَيْخُنا: هُوَ بِناءٌ على أَنَّ نَصْبَ النُّجُوم)
والقَمَر على الظَّرْفِيَّةِ لَا المَفْعُولِيَّة، وَهُوَ مُخْتارُ كَثِيرٍ، مِنْهُم الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ، كَمَا فِي شَرْحِ الكافِيَةِ، قَالَ: وجَوِّزَ ابنُ إيازٍ فِي شَرْح فُصُلِ ابنِ مُعْطِي كونَ نُجومِ اللَّيْلِ مَفْعُولاً مَعَه، على إِسْقاطِ الواوِ من المَفْعُولِ مَعَه، قالَ شيخُنا: فَمَا إخالُه يُوافَقُ على مِثْلِه. قلتُ: وأَنشَدَه اللَّيْثُ هَكَذَا، وقالَ: أَرادَ مَا طَلَع نَجْمٌ وَمَا طَلَع قمرٌ، ثمَّ صَرَفه فنَصَبَه، وَهَذَا كَمَا تَقُول: لَا آتيكَ مَطْرَ السَّماءِ: أَي مَا مَطَرَت السَّماءُ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ، أَي مَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ، ثمَّ صَرَفْتَه فنَصَبْتَه، وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابنَ الأَعرابيِّ يَقُولُ: تَبْكِي عليكَ نُجومَ اللًّيْل والقَمَرَ: أَي مَا دامَت النُّجومُ والقمرُ، وحُكِىَ عَن الكِسائيِّ مثلُه ووَهِمَ الجوهريُّ فغَيرَ الرِّوايةَ بقوله: فالشَّمْسُ طالِعَةٌ لَيْسَتْ بكاسِفةٍ قَالَ الصاغانيُّ: هَكَذَا يَرويه النُّحاةُ مُغَيَّراً، قالَ شيخُنا: وَهِي رِوَايَة جَمِيع البصرِيينَ، كَمَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي شَرْح شَواهدِ الشَّافِيَةِ، فِي الشَّاهدِ الثالِثَ عَشَرَ، وعَلى هذهِ الرِّواية اقْتَصَرَ ابنُ هشامٍ فِي شَواهِدِه الكُبْرَى، والصُّغْرَى، ومُوقِدِ الأَذْهانِ ومُوقِظ الوسَنْانِ، وغيرِها وتَكَلَّفَ لمَعْناهُ وَهُوَ قولهُ: أَي لَيْسَت تَكْسِفُ ضوءَ النُّجُومِ مَعَ طُلُوعِها، لِقلَّةِ ضَوْئِها وبُكائِها عليكَ. وَفِي اللِّسانِ: وَكَسَفَت الشَّمْسُ النُّجُومَ إِذا غَلَبَ ضَوْءها على النُّجُوم، فَلم يَبْدًُ مِنْهَا شَيءٌ، فالشَّمْسُ حِينَئذٍ كاسِفَةُ النُّجُومِ، فَلم يَبْدُ مِنْهَا شَيءٌ، فالشَّمْسُ حِينَئذٍ كاسِفَةُ النُّجُوم، وأَنْشَدَ قولَ جَرِيرٍ السابِقَ، قالَ: ومَعْناه أَنَّها طالِعَةٌ تَبْكِي عليكَ، وَلم تَكْسِفْ ضوءَ النُّجوم وَلَا القَمَر، لأَنَّها فِي طُلُوعِها خاشِعَةٌ باكِيَةٌ لَا نُورَ لَها. قلتُ: وَكَذَلِكَ ساقَهُ المُظَفَّرُ سيفُ الدَّولَةِ فِي تارِيخهِ، وقالَ إنَّ ضوءَ الشَّمْسِ ذَهَبَ من الحُزْنِ، فَلم تَكْسِف النُّجومَ والقمَرَ، فهما مَنْصُوبانِ بكاسِفَةٍ أَو على الظَّرْفِ، ويجوزُ تُبْكِي من أَبْكَيْتُه، يُقالُ: أَبْكَيْتُ زَيْداً على عَمرٍ و، قالَ شيخُنا: وكلامُ الجوهريُّ كَمَا تَراه فِي غايةِ الوُضُوح، لَا تَكَلُّفَ فِيهِ، بل هُوَ جارٍ على القَوانِين العَربيةِ، وكَسَفَ يُسْتَعْمَلُ لازِماً ومُتَعَدِّياً، كَمَا قالَه المصنفُ نَفْسُه، وَهَذَا من الثانِي. وَلَا يَحْتاج إِلَى دَعْوَى المُغالَبَةِ، كَمَا قالَه بعضٌ، واللهُ أعلم.
قلتُ: قالَ شَمِرٌ: قلتُ للفَرّاءِ: إِنَّهُم يَقُلُونَ فِيهِ: إِنّه على معنَى المُغالَبَةِ: باكَيْتُه فبَكَيْتُه، فالشمسُ تَغْلِبُ النجومَ بُكاءً، فقالَ: إنَّ هَذَا لوَجْهٌ حَسَنٌ، فقلتُ: مَا هَذَا بحَسَنٍ وَلَا قَرِيبٍ مِنْهُ، ثمَّ قالَ شيخُنا: وَقد رأَيْتُ من صَنَّفَ فِي هَذَا البَيْتِ على حِدَةٍ، وأَطالَ بِمَا لَا طائِلَ تحتَه، وَمَا قالهُ يَرجعُ إِلَى مَا أَشرنا إِلَيْهِ، وَالله أعلم. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:) أَكْسَفَ اللهُ الشَّمْسَ، مثلُ كَسَفَ، وكَسَفَ أَعْلَى. وأَكْسَفَه الحُزْنُ: غَيَّرَهُ. وكَسَّفَ الشَّيءَ تَكْسِيفاً: قَطَّعَه، وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ الثَّوْبَ والأَدِيمَ. وكِسْفُ السَّحابِ، وكِسَفُه: قِطَعُه، وقِيلَ: إِذا كانَتْ عَريضَةً، فَهِيَ كِسْفً. وكَسَفْتُ الشيءَ كَسْفاً: إِذا غَطَّيْتَه. وقالَ ابنُ السِّكَّيتِ: يقالُ: كَسفَ أَمَلُه، فَهُوَ كاسِفٌ: إِذا انْقَطَع رَجاؤُه مِما كانَ يَأْمُلُ، وَلم يَنْبَسِط. والكِسْفُ، بالكَسْرِ: صاحِبُ المَنْصُورِيَّة، نَقَله ابنُ عَبّادٍ.

كوف

(كوف) الرجل أَتَى الْكُوفَة وَالشَّيْء نحاه والأديم قطعه وَالْكَاف كتبهَا
ك و ف

كوّف وبصر: أتاهما. وتكوّف وتبصر: صار كوفياً وبصرياً وتعصب لأهلهما وذهب مذهبهم.
[كوف] نه: في ح سعد: لما أراد أن يبني الكوفة قال: "تكوفوا" في هذا الموضع، أي اجتمعوا فيه، وبه سميت الكوفة، وقيل: كان اسمها قديمًا كوفان.

كوف


كَافَ (و)(n. ac. كَوْف)
a. Doubled in. —

كَوَّفَa. Cut (leather).
b. Went to Kufa.

تَكَوَّفَa. Assembled (crowd).
b. Was circular.

كُوْفَةa. Kufa ( a city ).
b. Round sand-hill.

كُوْفِيّa. Of Kufa; Kufic (writing).
كُوْفِيَّةa. Head-dress, shawl.

كَوْفَاْنُ
كُوْفَاْنa. see 3t (b)
الكُوْفِيُّوْن
a. The Grammarians of Kufa.
(كوف) - في حديث سَعْدٍ - رضي الله عنه -: "تَكَوَّفُوا في هذا الموضِعَ "
: أي اجتَمِعُوا فيه. يعني: مَوضعَ الكُوفَة، وبه سُمِّيت كُوفَة. وقيل: بل سُمِّيَتْ لاستِدارَتها.
والعَربُ تُسَمّى الرَّملَة المُسْتَدِيرَةَ كُوّفَاناً.
وقيل: أُخِذت مِن قَولهم: هو في كُوفَانٍ: أي بَلاءٍ وشرٍّ.
وقيل: اسم أَرضِها كَوْفان. وقد تضُمُّ الكافَ.
وتَكوَّفَ الرَّملُ: رَكِبَ بعضُه بَعْضًا.
كوف
كُوفِيّ [مفرد]: منسوب إلى الكُوفة "النّحاة الكوفِيّون".
• خطُّ كُوفِيّ: (لغ) أحد نماذج الخطّ العربيّ. 

كُوفِيَّة [مفرد]:
1 - مؤنَّث كُوفِيّ.
2 - نَسيج من حرير أو صوف أو نحوهما يُلبس على الرأس أو يُدَار حول الرَّقبة "تلفُّ الكُوفِيَّة مع العقال في بعض البلاد العربيّة". 
كوف
كُوْفانٌ: اسْمُ أرْض، وبها سُمِّيَتِ الكُوْفَةُ. وقيل: سُمِّيَتْ لاجْتماع الناس بها، من قَوْلهم: تَكَوَّفَ الرَّمْلُ تَكَوُّفاً: رَكِبَ بَعْضُه بعضاً. وكَوَّفَ الرجُلُ: أخَذَ ناحِيَةَ الكُوفَة. وإنَه لَفي كُوَّفَانٍ من أمْرِه: وهو الأمْرُ المَكْرُوْهُ الشَّدِيْد الضَّيقُ، ويُقال: في كَوَّفانٍ أيضاً.
ورَأيْتُ كُوْفاناً وكَوْفاناً: وهي الرَّمْلَةُ المُسْتَدِيْرَةُ.
والقَوْمُ في كُوْفانٍ: أي مُتَحَيِّرُوْنَ في أمْرٍ يَجْمَعُهم.
وإبِلُكَ اليَوْمَ في كَوَفَانٍ: أي في دُؤوبٍ وسَيْرٍ.
وظَلِلْنا في كَوْفانٍ: أي في عَصْفٍ كعَصْفِ الرِّيح والشَّجَرَةِ.
وهُمْ في كَوَفَانٍ وكُوْفانٍ - بمنزِلَةِ طُوْفَانٍ -: أي في عِزّ ومَنَعَةٍ.
والكافُ: ألِفُها واوٌ، وتقول: كَوَّفْتُ كافاً حَسَنَةً: أي كَتَبْتُها.
وكَوَّفْتُ الأدِيْمَ وكَيَّفْتُه: أي قَطَعْتَه قِطَعاً. والقِطْعَةُ منه كِيْفَةٌ.
ك و ف: (الْكُوفَةُ) الرَّمَلَةُ الْحَمْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتِ الْكُوفَةُ. وَ (الْكَافُ) حَرْفٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَكَذَا سَائِرُ حُرُوفِ الْهِجَاءِ. وَالْكَافُ حَرْفُ جَرٍّ وَهِيَ لِلتَّشْبِيهِ. وَقَدْ تَقَعُ مَوْقِعَ اسْمٍ فَيَدْخُلُ عَلَيْهَا حَرْفُ جَرٍّ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا:

وَرُحْنَا بِكَابْنِ الْمَاءِ بُجْنَبُ وَسْطَنَا ... تُصَوَّبُ فِيهِ الْعَيْنُ طَوْرًا وَتَرْتَقِي
وَقَدْ تَكُونُ ضَمِيرَ الْمُخَاطَبِ الْمَجْرُورَ وَالْمَنْصُوبَ كَقَوْلِكَ: غُلَامُكَ وَأَكْرَمَكَ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا. وَقَدْ تَكُونُ لِلْخِطَابِ لَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ، كَقَوْلِكَ: ذَلِكَ وَتِلْكَ وَأُولَئِكَ وَرُوَيْدَكَ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِاسْمٍ هُنَا وَإِنَّمَا هِيَ لِلْخِطَابِ فَقَطْ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ. 
[كوف] الكوفَةُ: الرملة الحمراء، وبها سميت الكوفة. وكوفان أيضا: اسم للكوفة. وكوفت تكويفا، إذا صرت إلى الكوفة. عن يعقوب. وإنه لفى كوفانٍ، أي في حِرْزٍ ومَنْعَةٍ. ويقال: تركهم في كوفانٍ، أي في أمر مستدير، ويقال في عناءٍ ومشقَّة ودوَران. وتَكَوَّفَ الرملُ والقومُ، أي استداروا. وتَكَوَّفَ الرجلُ، أي تشبَّه بأهل الكوفة أو تنسب إليهم. والكاف حرف يذكر ويؤنث، وكذلك سائر حروف الهجاء. قال الشاعر : أشاقتك أطلال تعفت رسومها كما بينت كاف تلوح وميمها والكاف حرف جر، وهى للتشبيه، وقد تقع موقع اسم فيدخل عليها حرف الجر، كما قال يصف فرسا : ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا تصوب فيه العين طورا وترتقى وقد تكون ضميرا لمخاطب المجرور والمنصوب كقولك: غلامك وضربك، تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث. وقد تكون للخطاب ولا موضعَ لها من الإعراب، كقولك ذاك وتلك وأولئك ورويدك، لانها ليست باسم هاهنا وإنما هي للخطاب فقط، تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث. 
ك و ف : الْكُوفَةُ مَدِينَةٌ مَشْهُورَةٌ بِالْعِرَاقِ قِيلَ سُمِّيَتْ كُوفَةً لِاسْتِدَارَةِ بِنَائِهَا لِأَنَّهُ يُقَالُ تَكَوَّفَ الْقَوْمُ إذَا اجْتَمَعُوا وَاسْتَدَارُوا وَالْكَافُ مِنْ حُرُوفِ الْهِجَاءِ حَرْفٌ شَدِيدٌ يَخْرُجُ مِنْ أَسْفَلِ الْحَنَكِ وَمِنْ أَقْصَى اللِّسَانِ تَكُونُ لِلتَّشْبِيهِ بِمَعْنَى مِثْلٍ نَحْوُ زَيْدٌ كَالْأَسَدِ أَيْ مِثْلُهُ فِي شَجَاعَتِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وَيَحْلِفُ كَمَا أَجَابَ أَيْ مِثْلَ جَوَابِهِ فِي عُمُومِ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ وَخُصُوصِ ذَلِكَ وَتَكُونُ زَائِدَةً وَمِنْهُ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ أَيْ لَيْسَ مِثْلَهُ شَيْءٌ وَيَكُونُ فِيهَا مَعْنَى التَّعْلِيلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 198] أَيْ لِأَجْلِ أَنْ هَدَاكُمْ وَكَقَوْلِهِ {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ} [البقرة: 151] .
وَفِي الْحَدِيثِ كَمَا شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى أَيْ لِأَجْلِ مَا شَغَلُونَا وَتَقُولُ فَعَلْتُ كَمَا أَمَرْتَ أَيْ لِأَجْلِ أَمَرَكَ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ مِنْ كَلَامِهِمْ كَمَا أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْ لِأَجْلِ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وَيُكَبِّرُ كَمَا رَفَعَ وَيَشْتَغِلُ بِأَسْبَابِ الصَّلَاةِ كَمَا دَخَلَ الْوَقْتُ أَيْ لِأَجْلِ رَفْعِهِ وَلِأَجْلِ دُخُولِ الْوَقْتِ وَإِذَا قُدِّرَتْ فَاللَّامُ الْعِلَّةِ اقْتَضَى اقْتِرَانَهَا بِالْفِعْلِ
كوف: كوّف: كب، شلل، حل الغزل. (بوشر).
كاف. كافات الشتاء أو الشتوة هي الأشياء السبعة التي تحتاج إليها الإنسان في الشتاء وتبدأ جمعياً بحرف الكاف وقد عدّدها الشاعر سكّرة في البيت الآتي (الحريري 262):
كنٌّ وكيسُ وكانونٌ وكأسُ طلا ... بعد الكباب ناعمٌ وكِسا
وفي هذا البيت ورد الاسم الذي يدل على فرج المرأة وكان سادس الكلمات التي تبدأ بحرف الكاف لهذا السبب أطلق عليه اسم الكاف السادسة (ترجمة دي سيلان، ابن خلكان 3، 118 رقم 9) ويسمى أيضاً كاف المرأة (ألف ليلة 27:4):
ولمّا كشفتُ الثوبَ عن السطح كافها ... وجدت به ضيقاً كخلقي وأرزاقي
علم الكاف: هو الكيمياء لأنها تبدأ بحرف الكاف (بيرتون 1، 105) وأهل الكاف وأصحاب الكاف هم المشتغلون بالكيمياء (زتشر 20، 494، 508).
كاف: (في البربرية إيخف ومعناه رأس) وجمعها كيفان: شعفة الجبل أو قمته. جبل ذو قمة حادة. منحدر صخري عالٍ، سكين (شيرب) (هلو) (دوماس صحارى 59) (كارتيرون 99) (كاريت كاب 1، 56 - 58) (بوليسييه 181، 193) (ديلاب 171) (رولنز 40 استعمل الكلمة مع اسم علم تأملّو كاف، المنحدر الصخري المسمى تاملّو) (البكري 136، 10).
كوّفية: هي باللاتينية cofea كوفيا وَفقاً (لفورتونا أسقف بواتييه في القرن السادس). وهي بالإيطالية: cuffia كوفية، scuffia سكوفيا. وهي بالأسبانية: escofia اسكوفيا، cuffia كوفية. وهي بالبرتغالية coife كويفا. وهي بالفرنسية coiffe كواف (انظر أصل الكلمة عند دييز).
وهي عند العامة كفّية وجمعها كوافي: منديل قطني من القطن المشوب بالحرير، ونوع ثالث من الحرير المكفت بالذهب. تطوى الكوفية بصورة منحرفة وتوضع على الرأس بهيئة تتدلى منها على الظهر الزاويتان المثنيتان، والزاويتان الأخريان على الجبهة (انظر الملابس عند العرب ص315، مملوك 2:2، 269 وفوك capellos de lion قونية) (برجرن 799 و802 ومحيط المحيط: منديل يلف به الرأس والعامة تقول الكفّية. بيرتون 1، 229).
وفي تونس تعتمر النساء القلنسوات وفي ذلك يقول سانت جرفييه 72 (يغطين رؤوسهن بقلنسوة تدعى كوفية coufia، تثبت المنديل الرقيق الذي تحتها، مصنوعة من مادة ثمينة تطرزها الأحجار الكريمة) ويصفها ميشيل 190: ( ... الكوفية الفتانة المطرزة بالذهب الفضة وتتدلى وراء الرأس إلى الخصر) وكذلك يصفها دونانت 201 وبراكس (جريدة الشرق والجزائر 339:4 (وللنساء التونسيات، على الرأس، قلنسوة مطرزة تدعى كوفية coufia) ويطلق عليها العامة كفّية (محيط المحيط، برجرن. زيتشر 494:11 و144:22). كوفية- وجمعها، المذكور في اعلاه، نفسه: مردن الغزْل (بوشر) مكب من القصب لصاحب مغزلة الصوف (وصف مصر 18: قسم 2، 280) وعند البرامين آلة ن قصب يلف عليها الغزل (محيط المحيط).
كوّافة: حلالة المغزل (وصف مصر 18 قسم 2، 280).
كوف
الكُوْفَةُ - بالضم - الرَّملة الحمراءُ، قيل: بها سُميت الكُوفة، وقيل: سميت لاستدارتها، وقيل: لاجتماع الناس بها. ووردت رامةُ بنت الحُصَين بن منقذ بن الطَّمّاح الكوفة فاستوبَلَتْها، فقالت:
ألا لَيْتَ شِعري هل أبِيْتَنَّ لَيْلَةً ... وبَيْني وبين الكُوفَةِ النَّهرَانِ
فإن يُنْجِني منها الذي ساقَني لها ... فلابُدَّ من غِمْرٍ ومن شَآنِ
وقال عبْدة بن الطيب العبسميُّ:
إنَّ التي ضَرَبَتْ بَيْتاً مُهَاجِرةً ... بكُوفَةِ الجُنْدِ غالتْ وُدَها غُوْلُ
إنما قيل كُوْفَةُ الجند: لما اختُطَّتْ فيها خِطط العرب أيام عمر - رضي الله عنه -، وتولى تخطيطها السائب بن الأقرَعِ الثَّقفي.
وكوُْفَانُ - أيضاً -: اسم للكُوْفَةِ، قال أبو نواس:
ذَهَبَتْ بنا كُوْفانُ مَذْهَبَها ... وعَدِمْتُ عن ظُرَفائها صَبْري
ويروى: عن أوقاتها.
وقال ألموي: يُقال: أنه لفي كُوْفانٍ: أي في عِزٍّ ومنعةٍ، وزاد ابن عبّاد فتح الكاف.
والكُوْفانُ: الدَّغلُ من القصب والخشب.
ويقال: تركتُهم في كُوْفانٍ: أي مرٍ مُستديرٍ.
ويقال: الناس في كُوْفانٍ من امرهم وكَوْفانٍ وكَوَّفانٍ - بتشديد الواو -: أي في عَنَاءٍ ومَشَقَّةٍ ودوران، وأنشد الليث:
فما أُضْحِي ولا أمْسَيْتُ إلاّ ... وإنّي مِنْكُمُ في كَوَّفانِ
قال ابن عبّاد: رأيت كُوْفاناً وكَوْفاناً: وهما الرملة المستديرة.
وظَلِلْنا في كَوْفانٍ: أي في عصْفٍ كَعصفِ الريح والشجرة.
وكُوَيْفَةُ: موضع قريب من الكوفة، يقال لها: كُوَيْفَةُ ابن عُمر؛ مُضافة إلى عُبيد الله بن عمر بن الخطاب، وكان نَزَلها.
وكُوْفى - مثال طُوْبى -: كدينة بباذْ غِيسَ من نواحي هَراةَ.
ويقال: ليست عليه كَوْفَةٌ ولا تَوْفَةٌ - بالفتح -: أي عيْبٌ.
وكاف الدِيْمَ يَكُوْفُه كَوْفاً: إذا كفَّ جوانبه.
والكافُ: حرف من حروف المعجم، يُذكَّر ويؤنَّث، وكذلك سائر حروف الهِجاء، قال الرّاعي:
أشَاقَتْكَ آياتٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها ... كما بَيَّنَتْ كافٌ تَلُوْحُ ومِيْمُها
والكاف حرف جر، وهي للتشبيه، وقد تقع موقع الاسم فيدخل عليها حرف الجر؛ كما قال امرؤ القيس يصف فرَساً:
ورُحْنا بِكَابْنِ الماءِ يُجْنَبُ وَسْطَنا ... تَصَوَّبُ فيه العَينُ طَوْراً وتَرتقي
وقال خِطامُ الريح المُجاشِعيُّ:
وصالِيَاتٍ كَكَما يُؤثْفَيْنْ
وقد تكون ضمير المخاطب المجرور والمنصوب؛ كقولك: غُلامُك وضَرَبَك؛ تُفتَح للمذكر وتُكسَر للمؤنث للفَرْقِ. وقد تكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب؛ كقولك: ذلك وتِلك وأولئك ورُوَيدك؛ لأنها ليست باسم ها هنا وإنما هي للخطاب فقط، تُفْتَح للمذكر وتُكسَرُ للمؤنث.
وتُكافُ - بضم التاء -: قرية من قرى نَيْسابور.
وتُكَافُ - أيضاً -: قرية من قرى جَوْزَجان.
وكَوَّفْتُ كافاً حسنة: أي كَتبتُها.
وكَوَّفْتُ الديم وكَيَّفْتُه: إذا قطعته.
وتكوَّف الرمل: أي استدار، وكذلك القوم.
وتكَوَّفَ الرجل: أي تشبَّه بأهل الكُوفة أو تَنَسَّب إليهم. والتركيب يدل على استدارة في شيءٍ.
باب الكاف والفاء و (وا يء) معهما ك وف، وك ف، ك ف ي، ك ي ف، ك فء، ء ك ف، ء ف ك مستعملات

كوف: كُوفانُ: اسم أرض، وبها سميت الكوفة. والكافُ: ألِفها واو، [فإن استعملت فعلاً قلت] : كوفتُ كافاً حسنة. وكَوفت الأديم: قورته.

وكف: الوَكْفُ: القطر. وكَفَ الماء يكفُ وكفاً، وهو مصدره. ووَكَفَت الدلو تكِفُ وكيفاً، وهو هنا مصدره. والوَكيفُ: القطران: قال العجاج :

وَكِيفَ غربي دالج تبجسا

أي: تفجر. ودمع واكفٌ، وماء واكِفٌ.

وفي الحديث: [أهل القبور] يَتَوَكَّفُون الأخبار ،

أي: يتطلعون إليها، والتّوكُّف: [التوقع] . والوَكْفُ: وَكْفُ البيت، مثل الجناح يكون عليه الكنيفُ. والوَكَفُ: شبه العيب.. هذا الأمر وَكَفٌ عليك، أي: عيب، والوَكْف: النطع.

كفي: كَفَى يَكْفِي كِفايةً، إذا قام بالأمر. واستكفيتُه أمراً فكفانيه. وكفاك هذا، أي: حسبك. ورأيت رجلاً كافِيَكَ من رجل، ورأيت رجلين كافِيَيْكَ من رجلينٍ، ورأيت رجالاً كافِيكَ من رجالٍ، أي: كَفاكَ بهم رجالا. كيف: كَيْفَ: حرف أداة، ونصبوا الفاء، فراراً من الياء [الساكنة] لئلا يلتقي ساكنان. وكيَّفْتُ كيف، أي: صورته وكتبته. ويقال: [كَيَّفْتُ الأديم وكَوَّفته، إذا قطعته] ، وكَيَّفته بالسيف: قطعته. قال :

وكسرى إذ تَكَيَّفه بنوه ... بأسياف، كما اقتسم اللحام

كفأ: يقال: هذا كُفءٌ له، أي: مثله في الحسب والمال والحرب. وفي التزويج: الرجل كُفْءٌ للمرأة. والجميع: الأكفاءُ. والمكافأة: مجازاة النعم. كافأتهُ أُكافِئهُ مُكافأةً. وفلان كِفاءٌ لك، أي: مطيق في المضادة والمناوأة، قال حسان :

وجبريل أمين الله فينا ... وروح القدس ليس له كِفاءُ

يعني: [أن] جبريل ع، [ليس له نظير ولا مثيل] . وفلان كَفِيئُك وكَفِيءٌ لك وكفء لك، والمصدر الكَفاءة والكفاء، قال :

فأنكحها لا في كَفاءٍ ولا غنى ... زياد أضل الله سعي زياد

والكَفْءُ: قلبك الشيء لوجهه.. كفأتُ القصعة والإناء، واستكفأته إذا أردت كَفأ ما في إنائه في إنائي. والإِكفاءُ في الشعر بمعنيين: [أحدهما] : قلب القوافي على الجر والرفع والنصب مثل الإقواء، قافية جر، وأخرى نصب، وثالثة رفع. و [الآخر] : يقال بل الاختلاط في القوافي، قافية تبنى على الراء، ثم تجيء بقافية على النون، ثم تجيء بقافية على اللام، قال :

أعدت من ميمونة الرمح الذكر ... بحربة في كفِّ شيخ قد بزل

وفي الحديث: المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم

، أي: كلهم أكفاء [متساوون] . ورأيته مُكْفَأَ الوجه: أي: كاسف اللون ساهماً. وكانوا مجتمعين فأنكفأوا وانْكَفَتُوا، أي: انهزموا. والكُفْأَة من الإبل: نتاج سنة، قال ذو الرمة :

كلا كُفْأَتَيْها تنفضان ولم يجد ... له ثيل سقب في النتاجين لامس

واستكفأتُه: سألته نتاج إبله سنة لأنتفع بألبانها وأولادها. والكِفاءُ: شقة أو ثنتان ينصح إحداهما بالأخرى، ثم يحمل به مؤخر الخباء.

أكف: آكَفْتُ الدابة: وضعت عليها الإِكاف. وأكَّفْتها: اتخذت لها إِكافاً، [والوكاف لغة في الإكاف] . أفك: الإفكُ: الكذب. أفك يأفك أفكاً. وأَفَكْته عن الأمر: صرفته عنه بالكذب والباطل. والأفيك: المكذب عن حيلته وحزمه، قال :

ما لي أراك عاجزاً أفيكا

والمَأْفوكُ: الذي يقبل الإِفْك، وهو المُؤْتَفك. والمُؤْتكِفة: الأمم الماضية الضالة المهلكة. والأَفّاكُ: الذي يأفِك الناس عن الحق، أي: يصدهم عنه بالكذب والباطل.
(ك وف)

كَوَّف الْأَدِيم: قطعه، عَن اللحياني، ككيَّفه.

وكوَّف الشَّيْء: نحَّاه.

وكوَّفه: جمعه.

والتَّكوُّف: التجمع.

والكُوفة: الرملة المجتمعة. وَقيل: الْكُوفَة: الرملة.

والكُوفة: بلد؛ سميت بذلك لِأَن سَعْدا ارتدادها لَهُم وَقَالَ: تكوَّفوا فِي هَذَا الْمَكَان: أَي اجْتَمعُوا.

وَقَالَ الْمفضل: إِنَّمَا قَالَ: كوِّفوا هَذَا الرمل أَي نَحوه وانزلوا.

وكُوفان: اسْم للكوفة، عَن اللحياني، قَالَ، وَبهَا كَانَت تدعى قبل.

وكَوَّف الْقَوْم: أَتَوا الكوفةَ، قَالَ:

إِذا مَا رَأَتْ يَوْمًا من النَّاس رَاكِبًا ... يبصِّر من جِيرَانهَا ويكوِّف

والكَوْفان، والكُوفان: الشَرّ، عَن كرَاع.

وَترك الْقَوْم فِي كَوْفان: أَي فِي أَمر مستدير.

وَإِن بني فلَان من بني فلَان لفي كَوْفان، وكَوَّفان وكُوفان: أَي فِي أَمر شَدِيد.

وَإنَّهُ لفي كَوْفان من ذَلِك: أَي حرز ومنعة.

وَالْكَاف: من الْحُرُوف، وَهُوَ حرف مهموس يكون أصلا وبدلا وزائدا، وَيكون حرفا وَيكون اسْما فَإِذا كَانَت اسْما ابتدئ بهَا، فَقيل: كزيد جَاءَنِي، وكبكر غُلَام لزيد، يُرِيد: مثل بكر غُلَام لزيد. فَإِن أدخلت إِن على هَذَا قلت: إِن كبكر غُلَام لمُحَمد فَرفعت الْغُلَام لِأَنَّهُ خبر إِن وَالْكَاف فِي مَوضِع نصب لِأَنَّهَا اسْم إِن. وَتقول إِذا جعلت الْكَاف خَبرا مقدما: إِن كبكر اخاك، تُرِيدُ: إِن أَخَاك كبكر؛ كَمَا تَقول: إِن من الْكِرَام زيدا. وَإِذا كَانَت حرفا لم تقع إِلَّا متوسطة. فَتَقول: مَرَرْت بِالَّذِي كزيد فالكاف هُنَا حرف لَا محَالة.

وَاعْلَم أَن هَذِه الْكَاف الَّتِي هِيَ حرف جر، كَمَا كَانَت غير زَائِدَة فِيمَا قدمنَا ذكرهَا، فقد تكون زَائِدَة مُؤَكدَة بِمَنْزِلَة " الْبَاء " فِي خبر لَيْسَ وَفِي خبر " مَا " و" من " وَغَيرهَا من الْحُرُوف الجارة. وَذَلِكَ نَحْو قَوْله تَعَالَى: (لَيْسَ كمثله شَيْء) تَقْدِيره، وَالله اعْلَم، لَيْسَ مثله شَيْء. ولابد من اعْتِقَاد زِيَادَة الْكَاف ليَصِح الْمَعْنى؛ لِأَنَّك إِن لم تعتقد ذَلِك أثبت لَهُ، عز اسْمه، مثلا، وَزَعَمت أَنه لَيْسَ كَالَّذي هُوَ مثله شَيْء. فَيفْسد هَذَا من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: مَا فِيهِ من إِثْبَات الْمثل لمن لَا مثيل لَهُ عز وَعلا علوا كَبِيرا. وَالْآخر: أَن الشَّيْء إِذا اثْبتْ لَهُ مثلا فَهُوَ مثل مثله؛ لِأَن الشَّيْء إِذا ماثله شَيْء فَهُوَ أَيْضا مماثل لما ماثله، وَلَو كَانَ ذَلِك كَذَلِك، على فَسَاد اعْتِقَاد معتقده، لما جَازَ أَن يُقَال: (لَيْسَ كمثله شَيْء) : لِأَنَّهُ تَعَالَى مثل مثله. وَهُوَ شَيْء لِأَنَّهُ تبَارك اسْمه، وَقد سمى نَفسه شَيْئا بقوله تَعَالَى: (قل أَي شَيْء اكبر شَهَادَة قل الله شَهِيد بيني وَبَيْنكُم) وَذَلِكَ أَن أياًّ إِذا كَانَت استفهاما لَا يجوز أَن يكون جوابها إِلَّا من جنس مَا أضيفت إِلَيْهِ؛ أَلا ترى أَنَّك لَو قَالَ لَك قَائِل: أَي الطَّعَام احب إِلَيْك؟ لم يجز أَن تَقول لَهُ: الرّكُوب وَلَا الْمَشْي وَلَا غَيره مِمَّا لَيْسَ من جنس الطَّعَام. فَهَذَا كُله يُؤَكد عنْدك أَن الْكَاف فِي " كمثله " لابد من أَن تكون زَائِدَة. وَمثله قَول رُؤْبة:

لواحق الأقراب فِيهَا كالمَقَقْ

والمقق: الطول، وَلَا يُقَال: فِي هَذَا الشَّيْء كالطول، إِنَّمَا يُقَال: فِي هَذَا الشَّيْء طول، فَكَأَنَّهُ قَالَ: فِيهَا مقق: أَي طول.

وَقد تكون الْكَاف زَائِدَة فِي نَحْو: ذَلِك وَذَاكَ وتِيك وَتلك وأولائك وَمن الْعَرَب من يَقُول: ليسك زيدا، أَي لَيْسَ زيدا وَالْكَاف لتوكيد الْخطاب. وَمن كَلَام الْعَرَب إِذا قيل لأَحَدهم: كَيفَ أَصبَحت؟ أَن يَقُول: كخير وَالْمعْنَى: على خير. قَالَ الْأَخْفَش: فالكاف فِي معنى على. قَالَ ابْن جني: وَقد يجوز أَن يكون بِمَعْنى الْبَاء: أَي بِخَير. قَالَ الْأَخْفَش: وَنَحْو مِنْهُ قَوْلهم: كن كَمَا أَنْت.

وكوَّف الكافَ: عَملهَا.

والكُوَيفة: مَوضِع يُقَال لَهَا: كُوَيفة عَمْرو، وَهُوَ عَمْرو بن قيس من الأزد، كَانَ أبرويز لما انهزم من بهْرَام جوبين نزل بِهِ فقراه وَحمله، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى ملكه أقطعه ذَلِك الْموضع.

كوف: كوَّف الأَدِيم: قَطَعه؛ عن اللحياني، ككَيَّفه، وكَوَّف الشيءَ:

نحّاه، وكوَّفه: جمعه. والتكَوُّف: التجمع.

والكُوفة: الرملة المجتمعة، وقيل: الكوفة الرملة ما كانت، وقيل: الكوفة

الرملة الحمراء وبها سميت الكوفة. الأزهري: الليث كُوفانُ اسم أَرض وبها

سميت الكوفة. ابن سيده: الكوفة بلد سميت بذلك لأَن سعداً لما أَراد أَن

يبني الكوفة ارتادها لهم وقال: تكوَّفوا في هذا المكان أَي اجتمعوا فيه،

وقال المفضل: إنما قال كوِّفُوا هذا الرمل أي نَحُّوه وانزلوا، ومنه سميت

الكُوفة. وكُوفان: اسم الكوفة؛ عن اللحياني، قال: وبها كانت تدعى قبل،

قال الكسائي: كانت الكوفة تُدْعى كُوفانَ.

وكوَّفَ القومُ: أَتوا الكوفة؛ قال:

إذا ما رأَتْ يوماً من الناس راكباً

يُبَصِّر من جِيرانها، ويُكوِّفُ

وكوَّفْت تكويفاً أَي صرت إلى الكوفة؛ عن يعقوب. وتكوَّفَ الرجلُ أَي

تشبّه بأَهل الكوفة أَو انتسب إليهم. وتكوَّفَ الرملُ والقومُ أَي

استداروا.والكُوفانُ والكُوَّفان: الشرُّ الشديد. وتَرك القومَ في كَوفان أَي في

أَمر مستدير. وإنَّ بني فلان من بني فلان لفي كُوفان وكَوَّفان أَي في

أَمر شديد، ويقال في عَناء ومَشَقَّة ودَوَران؛ وأَنشد ابن بري:

فما أَضْحى وما أَمْسَيْتُ إلا

وإني منكُم في كَوَّفانِ

وإنه لفي كُوفان من ذلك أَي حِرْز ومَنَعة. الكسائي: والناس في كُوفان

من أَمرهم وفي كُوَّفان وكَوْفان أَي في اختلاط. والكُوفانُ: الدَّغَل بين

القصَب والخشب.

والكاف: حرف يذكر ويؤنث، قال: وكذلك سائر حروف الهجاء؛ قال الراعي:

أَشاقَتْكَ أَطْلالٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها،

كما بيّنت كاف تلُوح ومِيمها؟

والكاف أَلفها واو؛ قال ابن سيده: وهي من الحروف حرف مهموس يكون أَصلاً

وبدلاً وزائداً ويكون اسماً، فإذا كانت اسماً ابتدئ بها فقيل كزيد

جاءني، يريد مثل زيد جاءني، وكبكر غلامٌ لزيد، يريد مثل بكر غلام لزيد، فإن

أَدخلت إنَّ على هذا قلت إنَّ كبكر غلامٌ لمحمد فرفعت الغلام لأَنه خبر

إنَّ، والكاف في موضع نصب لأَنها اسم إن، وتقول إذا جعلت الكاف خبراً مقدماً

إنَّ كبكر أَخاك تريد إن أَخاك كبكر كما تقول إن من الكرام زيداً، وإذا

كانت حرفاً لم تقع إلا متوسطة فتقول مررت بالذي كزيد، فالكاف هنا حرف لا

محالة، واعلم أَن هذه الكاف التي هي حرف جر كما كانت غير زائدة فيما

قدمنا ذكرها، فقد تكون زائدة مؤكدة بمنزلة الباء في خبر ليس وفي خبر ما ومِن

وغيرها من الحروف الجارّة، وذلك نحو قوله عز وجل: ليس كمثله شيء؛ تقديره

واللّه أَعلم: ليس مثلَه شيء، ولا بد من اعتقاد زيادة الكاف ليصح المعنى

لأَنك إن لم تعتقد ذلك أَثبتَّ له عزّ اسمه مثلاً، وزعمت أَنه ليس كالذي

هو مثله شيء، فيفسد هذا من وجهين: أَحدهما ما فيه من إثبات المثل لمن لا

مثل له عز وعلا علوّاً كبيراً، والآخر أَن الشيء إذا أَثبَتَّ له مثلاً

فهو مِثل مثله لأَن الشيء إذا ماثله شيء فهو أَيضاً مُماثل لما ماثله، ولو

كان ذلك كذلك على فساد اعتقاد اعتقاد معتقده لما جاز أَن يقال ليس كمثله

شيء، لأَنه تعالى مِثلُ مِثله وهو شيء لأَنه تبارك اسمه قد سمى نفسه

شيئاً بقوله: قل أَيُّ شيء أَكبر شَهادة قل اللّه شَهيد بيني وبينكم؛ وذلك

أَن أَيّاً إذا كانت استفهاماً لا يجوز أَن يكون جوابها إلا من جنس ما

أُضيفت إليه، أَلا ترى أَنك لو قال لك قائل أيُّ الطعام أَحب إليك لم يجز

أَن تقول له الركوب ولا المشي ولا غيره مما ليس من جنس الطعام؟ فهذا كله

يؤكد عندك أَن الكاف في كمثله لا بدَّ أَن تكون زائدة؛ ومثله قول رؤبة:

لَواحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

والمَقَقُ: الطُّول، ولا يقال في هذا الشيء كالطول إنما يقال في هذا

الشيء طول، فكأَنه قال فيها مَقَق أَي طول، وقد تكون الكاف زائدة في نحو ذلك

وذاك وتِيك وتلك وأُولئك، ومن العرب من يقول لَيْسَكَ زيداً أَي ليس

زيداً والكاف لتوكيد الخطاب، ومن كلام العرب إذا قيل لأَحدهم كيف أَصبحت أَن

يقول كخيرٍ، والمعنى على خير، قال الأَخفش: فالكاف في معنى على؛ قال ابن

جني: وقد يجوز أَن تكون في معنى الباء أَي بخير، قال الأَخفش ونحو منه

قولهم: كن كما أَنت. الجوهري الكاف حرف جر وهي للتشبيه؛ قال: وقد تقع موقع

اسم فيدخل عليها حرف الجر كما قال امرؤ القيس يصف فرساً:

ورُحْنا بِكابنِ الماء يُجْنَبُ وسْطَنا،

تَصَوَّبُ فيه العَيْنُ طَوراً وتَرْتَقي

قال:؛ وقد تكون ضميراً للمُخاطب المجرور والمنصوب كقولك غلامك وضَربك،

وتكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب كقولك ذلك وتلك وأُولئك ورُوَيْدَك،

لأَنها ليست باسم ههنا وإنما هي للخطاب فقط تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث.

وكوَّفَ الكاف: عَمِلها. وكوَّفْت كافاً حسناً أَي كتبت كافاً. ويقال:

ليست عليه تُوفة ولا كوفة، وهو مثل المَزْرِيةِ. وقد تافَ وكافَ.

والكُوَيْفةُ: موضع يقال له كُويفة عمرو، وهو عمرو بن قيس من الأزْد كان

أَبْرويز لما انهزم من بَهرام جُور نزل به فقراه وحمله، فلما رجع إلى

ملكه أَقطعه ذلك الموضع.

كوف
{الكُوفَةُ، بالضَّمِّ: الرَّمْلَةُ الحمْراءُ المُجْتَمِعةُ، وقِيلَ: المُسْتَدِيرةُ، أَو كلُّ رَمْلَةٍ تُخالِطُها حصْباءُ أَو الرَّمْلَة مَا كانتْ. والكُوفَةُ: مَدِينَةُ العِراقِ الكُبْرى، وَهِي قُبَّةُ الإِسلام، ودارُ هِجرَةِ المُسْلِمِينَ، قيل: مَصَّرَها سعْدُ بنُ أَبي وقّاصٍ، وكانَ قبل ذَلِك مَنْزَلَ نُوحٍ عَلَيْهِ السلامُ، وبَنَي مَسْجِدَها الأَعظَم، واختُلِفَ فِي سَبَب تَسْمِتِها، فقِيلَ: سُمِّي هَكَذَا فِي النُّسخ، وصوابُه سُمِّيَتْ لاسْتِدارتِها، وقِيل: بسبَب اجْتِماعِ الناسِ بهَا وقِيلَ لكَوْنِها كانتْ رَملَةً حمْراءَ، أَو لاخْتِلاطِ تُرابِها بالحَصَى، قَالَه النَّوَوِيُّ، قَالَ الصّاغانِيُّ: وورَدَتْ رامةُ بنْتُ الحُصَيْن بنِ مُنْقِذِ بنِ الطَّمَاحِ الكُوفَةَ فاسْتَوْبلَتْها، فقالتْ:
(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... وبيْنِي وبيْنَ الكُوفَةِ النَّهَرانِ)

(فإِنْ يُنْجِنِي مِنْها الَّذِي ساقَنِي لَهَا ... فَلَا بُدَّ من غِمْرٍ، وَمن شَنآنِ)
وَيُقَال: لَهَا أَيْضا كُوفانُ بِالضَّمِّ، نَقله النَّوَوِيُّ فِي شرحِ مُسْلِمٍ عَن أَبي بَكْرٍ الحازِميِّ الحافِظِ، وَغَيره، واقْتَصرُوا على الضَّم، قَالَ أَبُو نواس:
(ذَهَبَتْ بِنَا} كُوفانُ مذْهَبَها ... وعَدِمْتُ عَن ظُرَفائِها صَبْرِي) وقالَ اللِّحْيانِيُّ: كُوفانُ: اسمٌ {للكُوفَةِ، وَبهَا كانَتْ تُدْعَى قبلُ، وَقَالَ الكِسائِيُّ: كانَت الكُوفَةُ تُدْعَى كُوفانَ قَوْله: ويُفْتَحُ إِنما نقل ذلكَ عَن ابنِ عبّادٍ فِي قولِهم: إِنَّه لفِي كُوفانَ. قَوْله: ويُفْتَحُ إِنما نَقَل ذلكَ عَن ابنِ عبّادٍ فِي قولِهم: إِنَّه لَفِي كَوْفانٍ، كَمَا سيأْتِي، ويُقالُ لَهَا أَيْضا:} كُوفَةُ الجُنْدِ لأنّه اخْتُطَّتْ فِيهَا خِطَطُ العربِ أَيّامَ عُثْمانَ رَضِي الله عَنهُ، فِي العُباب، أَيامَ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ خَطَّطَها أَي: تَولَّى تَخْطِيطَها السائِبُ بنُ الأَقْرَع بنِ عوْفٍ الثَّقَفِيُّ رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ الَّذِي شَهد فتحُ نَهاوَنْدَ مَعَ النُّعمانِ بنِ مُقَرِّنٍ، وَقد ولِيَ أَصبهانَ أَيْضا، وَبهَا ماتَ، وعَقِبُه بهَا، وَمِنْه قوْلُ عَبْدةَ بنِ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ:)
(إنّ التِي ضَرَبَتْ بيْتَاً مُهاجرةً ... {بكُوفَةِ الجُنْدِ غالتْ وُدَّها غُولُ)
أَو سُمِّيَتْ} بِكُوفانَ، وَهُوَ جُبَيْلٌ صَغِيرٌ، فسَهَّلُوهُ واخْتَطُّوا علَيْهِ وَقد تقَدَّم ذلكَ عَن اللِّحيانِيِّ والكِسائيِّ، أَو مِنَ {الكَيْفِ وَهُوَ القَطْعُ، لأَنَّ أَبْرَوِيزَ أَقْطَعَه لبَهْرامَ، أَو لأَنَّها قِطْعَةٌ من البلادِ، والأَصلُ كُيْفَة، فلمّا سَكَنَت الياءُ وانْضَمَّ مَا قَبْلَها جُعِلَتْ واواً، أَو هِيَ من قوْلهم: هُمْ فِي كُوفانٍ، بالضّمِّ عَن الأمَويّ} وكَوَّفانٍ، مُحَرَّكَةً مشَدَّدَةَ الواوِ، أَي فِي عِزٍّ ومَنَعَةٍ، أَو لأَنَّ جَبَل ساتِيدَمَا مُحيطٌ بهَا كالكافِ، أَو لأَنَّ سَعْداً أَي ابنُ أَبي وقّاصٍ رَضِي الله عَنهُ لَمّا أَراد أَنْ يبْنِيَ الكُوفَةَ ارْتادَ هذهِ المَنْزِلَةَ للمُسْلِمينَ، قَالَ لهمُ: {تَكَوَّفُوا فِي هَذَا المكانِ، أَي: اجْتَمِعُوا فِيهِ، أَو لأَنَّه قالَ:} كَوِّفُوا هَذِه الرَّمْلَةَ: أَي نَحْوها وانْزِلُوا، وَهَذَا قَولُ المُفَضَّلِ. نَقله ابْن سِيدَه. قَالَ ياقُوت، ولمّا بَنَى عُبَيْدُ الله ابنُ زِيادٍ مَسجدَ الكوفةِ صعد المِنْبَرَ، وَقَالَ: يَا أهلَ الكُوفَةِ، إِنِّي قد بَنَيْتُ لكم مَسْجداً لم يُبْنَ على وَجْهِ الأرضِ. مِثْلُه، وَقد أَنْفَقْتُ على كُلِّ أُسْطوانَةٍ سَبْعَ عشَرَةَ مائَة، وَلَا يهدِمه إِلَّا باغٍ أَو حاسدٌ، ورُوِيَ عَن بِشْرِ بن عَبْدِ الوهابِ القُرَشِيِّ مَوْلى بنِي أُمَيَّة، وَكَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ، وذكَر أَنَّه قَدَّر الكُوفَةَ، فكانَتْ سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً وثُلُثَيْ مِيلٍ، وذَكَر أَنَّ فِيها خَمْسِينَ أَلْفَ دارٍ للعَرَبِ من رَبيعَةَ ومُضَرَ، وأَرْبَعةً وعشرينَ ألفَ دارٍ لسائرِ العَرَبِ، وستَّةً وثَلاثِينَ أَلْفَ دارٍ لليَمَنِ، والحَسْناءُ لَا تَخْلُو من ذامٍّ، قَالَ النجاشيُّ يَهْجُو أهلَها:
(إِذا سَقى اللهُ قوْماً صَوْبَ غادِيَةٍ ... فَلَا سَقَى اللهُ أَهْلَ الكُوفَةِ المَطَرَا)

(التّارِكِينَ على طُهْرٍ نَساءهُمُ ... والنائِكِين بشَطَّيْ دِجْلَةَ البَقَرَا)

(والسّارِقِينَ إِذا مَا جَنَّ لَيْلُهُمُ ... والدّارِسينَ إِذا مَا أَصْبَحُوا السُّورَا)
والمَسافَةُ مَا بينَ {الكُوفَةِ والمَدينَةِ نَحْو عشرينَ مرْحَلةً. (و) } كُوَيْفَةُ كجُهَيْنَةَ: عَلَيْهِ السَّلَام، بقُرْبِها أَي الكُوفَة، ويُضافُ لابنِ عُمَرَ، لأَنه نَزَلَها وَهُوَ عبدُ الله بن عُمَرَ بنِ الخطابِ، هَكَذَا ذكره الصاغانيُّ، والصوابُ مَا فِي اللِّسَان، يُقَال لَهُ: {كُوَيْفَةُ عمْروٍ وَهُوَ عَمْرُو بنُ قَيْس من الأزدِ، كَانَ أَبْرَوِيزُ لما انْهَزَمَ من بَهْرام جُورَ نَزَل بِهِ، فقَراهُ، فَلَمَّا رَجَع إِلَى مُلْكِه أَقْطَعَه ذَلِك المَوْضِعَ.
} - وكُوفَى، كطُوبَى: د: بباذَغِيسَ، قُرْبَ هَراَةَ نَقله الصاغانيُّ. {والكُوفانُ بالضمِّ ويفْتَحُ عَن ابْن عَبّادٍ} والكَوَّفانُ، {والكُوَّفانُ، كهَيَّبان، وجُلَّسانٍ: الرَّمْلَةُ المُسْتَديرةُ وَهُوَ أَحَدُ أَوْجهِ تَسْمِيَةِ الكُوفَةِ كُوفَةَ، كَمَا تقدَّمْ. (و) } الكوفانُ: الأمرُ المُسْتَدبِرُ يُقالُ: تُرِكَ القَوْمُ فِي كُوفانٍ، نقَلَه الجَوْهَرٍ يُّ.
والكُوفانُ: العَناءُ والمَشَقَّةُ، وَبِه فُسِّر أَيْضا قولُهُم: تَرَكْتُهم فِي {كوفانٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ: أَي) عَناءٍ ومَشَقَّةٍ ودَوَرانٍ، وأَنشَدَ اللَّيْثُ:
(فَلَا أُضْحِي وَلَا أَمْسَيْتُ إلاّ ... وإِنّي منكُمُ فِي} كُوَّفانِ)
وَقَالَ الأمويُّ: الكُوفانُ بالضمِّ العِزُّ والمَنَعَةُ، وَمِنْه قولهُم: إِنَّه لفي كُوفانٍ، وفتَحَ ابنُ عَبّادٍ الكافَ وَفِي اللِّسانِ: إنَّه لَفِي كُوفانٍ من ذَلِك: أَي حِرْزٍ ومَنَعَةٍ. والكُوفانُ: الدَّغَلُ من القَصَبِ والخَشَبِ نَقله الصَّاغَانِي، وَفِي اللسانِ بَيْنَ القَصَبِ والخَشَبِ، وَيُقَال: ظَلُّوا فِي كُوفانِ: أَي فِي عَصْفٍ كَعصْفِ الرِّيحِ والشَّجَرةِ أَو فِي اخْتِلاطٍ وشَرٍّ شَدِيدٍ أَو فِي حَيْرَةٍ أَو فِي مَكْرُوهٍ، أَو فِي أَمْرٍ شَديدٍ كلُّ ذَلِك أَقوالُ ساقَها الصاغانِيُّ وَيُقَال: لَيْسَت بِهِ كُوفَةٌ وَلَا نُوفَةٌ: أَي عَيْبٌ نَقله الصاغانيُّ: وَهُوَ مثل المَزرِيَةِ، وَقد تافَ وكافَ. وكاف الأدِيمَ {يَكُوفُه} كَوْفاً كَفَّ جَوانِبَه. والكافُ: حَرْف يذَكْر ويُؤَنَّثُ، وَكَذَلِكَ سائرُ حُروفِ الهِجاءِ، قَالَ الراعِي.
(أَشاقَتْكَ أَطْلالٌ تَعَفّتْ رُسُومُها ... كَمَا بَيَّنَتْ كافٌ تَلُوحُ ومِيمُها)
وأَلِفُ الكافِ واوٌ، وَهِي من حُرُوف الجَرِّ تكون: أًصْلاُ، وبَدَلاً، وزائداً، وتكونُ اسْماً، فَإِذا كَانَت اسْما ابْتُدِئَ بهَا، فقيلَ: كزَيدٍ جاءَنِي، يريدُ: مِثْل زَيْدٍ جاءَنِي. وتَكُونُ لتَّشْبِيهِ مثل: زَيْدٌ كالأسَدِ. وتكونُ للتَّعْلِيل عِنْد قوْمٍ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: كَمَا أرْسلْنا فيكُمْ رسُولاً أَي، لأَجْلِ إِرْسالِي، وقولُه تَعالَى: واذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ أَي لأجل هدايتِه لكم. وتَكُونُ أَيضاً للاسْتِعْلاءِ قالَ الأَخْفَشُ: وذلِك مثلُ قَوْلِهم: كُنْ كَما أَنْتَ علَيْهِ أَي: على مَا أَنْتَ عَلَيْهِ. وكَخَيْرٍ، فِي جوابِ مَا إِذا قِيلَ: كَيْفَ أَنْتَ أَو كَيْفَ أَصْبحْتَ. فالكافُ هُنا فِي معنَى على، قالَ ابنُ جِنِّي: وَقد يجُوزُ أَنْ تكونَ فِي معنْى الباءِ، أَي: بخيرٍ. وتكونُ المُبادرةِ: إِذا اتَّصلَتْ بِمَا، نَحْو: سلٍّ مْ كَما تَدْخُلُ، وصلِّ كَما يَدْخُلُ الوَقْتُ. وَقد تَقَعُ موقعَ الاسمِ، فيدْخُلُ عَلَيْهَا حرفُ الجرِّ، كَمَا قالَ امْرُؤُ القَيْسِ يصِفُ فَرساً:
(ورُحْنَا بكَابْنِ الماءِ يُجْنَبُ وَسْطَنا ... تَصوَّبُ فِيهِ العيْنُ طَوْراً وتَرْتَقِي)
وَقد تكونُ للتَّوْكِيدِ، وَهِي الزَّائِدةُ بمنزلةِ الْبَاء فِي خَبرِ لَيْس، وَفِي خَبر مَا ومِن، وغَيرِها من الحروفِ الجارَّةِ، نَحْو قولِه عزَّ وجلَّ: لَيْسَ وَفِي خَبر مَا ومِن، وغَيْرِها م الحروفِ الجارَّةِ، نَحْو قولهِ عز وجلّ: لَيْسَ كَمِثْلِه شَيءٌ وتَفْسِيرهُ وَالله أعلم لَيْسَ مِثْلَه شيءٌ، وَلَا بدَّ من اعتقادِ زيادةِ الْكَاف، ليصحَّ المَعْنَى، لأَنَّكَ إِن لم تَعْتَقِد ذلِك أَثْبتَّ لَهُ عزَّ اسمُه مِثْلاً، وزَعَمْتَ أَنّه لَيْس كالَّذِي هُو مِثله شيءٌ، فيفْسُدُ هَذَا من وجْهَيْنِ: أَحدهمَا: مَا فِيهِ من إِثْباتِ المِثْلِ لمَنْ لَا مِثْلَ)
لَهُ، عزَّ وَعلا علُواً كَبيراً. والآخرُ: أَنَّ الشيءَ إِذا أَثْبتَّ لَهُ مِثْلاً فَهُوَ مِثْلُ مِثْلِه، لأَنَّ الشَّيءَ إِذا ماثَلَهُ شَيءٌ فَهُوَ أَيْضا مماثِلٌ لما ماثَلَه، وَلَو كَانَ ذَلِك كَذَلِك على فَساد اعْتِقادِ مُعْتَقِدِه لما جازَ أَن يُقال: لَيْس كمِثْلِه شيءٌ، لأَنَّه تَعَالَى مِثْلُ مِثْلِه، وَهُوَ شيءٌ لِأَنَّهُ تباركَ وتَعالَى قد سمَّى نَفسه شَيْئا بقوله: قُلْ أَيُّ شيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَة، قُل اللهُ شَهِيدٌ بينْي وبيْنَكُم. فعُلِم من ذَلِك أَن الكافَ فِي لَيْس كمِثْلِه لَا بُدّ أَن تكونَ زَائِدَة، ومثلُهُ قولُ رُؤبَة: لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ والمَقَقُ: الطُّولُ، وَلَا يُقال: فِي هَذَا الشيءِ كالطُّولِ، إِنَّما يُقال: فِي هَذَا الشيءِ طُولٌ، فكأَنَّه قالَ: فِيهَا مَقَقُ: أَي طُولٌ. وَقَالَ شيخُنا فِي قَوْلِه تَعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قد أَخرجها المُحقِّقُونَ عَن الزِّيادةِ، وجعلُوها من بابِ الكِنايةِ، كَمَا فِي شُرُوحِ التَّلْخِيصِ والمِفْتاحِ، والتَّفْسِيرَيْنِ، وغيرِها.
وتَكُونُ اسْماً جارّاً مُرادِفاً لِمِثْل، أَو لَا تَكُونُ إلاّ فِي ضَرُورةٍ، كقولهِ: يضْحكْنَ عَنْ كالْبَرَدِ المُنْهَمِّ أَي: عَن مثل البَرَدِ وَقد تَكُونَ ضَمِيراً مَنْصُوباً ومَجْرُوراً، نَحْو قولِه تَعالى: مَا وَدَّعَ: رَبُّكَ وَمَا قَلَى ونَصُّ الصِّحاحِ: وَقد تَكُون ضَمِيراً للمُخاطَبِ المَجْرُورِ والمَنْصُوب، كقولِك: غُلامُكَ، وضَرَبَكَ، زَاد الصّاغانِيُّ: تُفْتَحُ للمُذَكرِّ، وتُكْسَرُ للمُؤَنَّثِ، للفَرْقِ. وَقد تكونُ حَرْفَ معْنىً، لاحِقَةً اسْمَ الإِشارَةِ ونصُّ الصِّحاحِ: وَقد تَكُونُ للخِطابِ، وَلَا موضعَ لَهَا من الإِعْرابِ كَذِلِكَ، وِتِلْكَ وأَولئكَ، ورُوَيْدَكَ لأَنَّها لَيْسَتْ باسمٍ هُنا، وإِنّما هِيَ للخِطاب فَقَط، تُفْتَحُ للمُذَكَّرِ، وتُكسرُ للمُؤَنَّثِ. وَتَكون لاحِقَةً للضَّمِيرِ المُنْفَصِلٍ المَنْصُوبِ، كإِيّاكَ وإِيّاكُما. وَلَا حِقَةً لبَعْضِ أَسْماءِ الأَفْعالِ، كحَيَّهَلَكَ، ورُوَيْدَكَ، والنَّجاكَ. وتكونُ لاحِقَةً لأَرَأَيْتَ، بمعَنْى أَخْبِرْنِي، نَحْو: أَرَأَيْتَ: َ هَذَا الذِي كَرَّمْتَ علَيَّ وَقد بُسِط معانِي الكافِ وَمَا فِيها كُلُّه فِي المُغْنِي وشُرُوحِه، وأَوردَ الشيخُ ابنُ مالِكٍ أَكثَرَها فِي التَّسْهِيل عَن اللِّحْيانِيّ. {وتُكافُ، بضَمِّ المُثَنّاةِ الفَوْقِيّة: صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بجُوزَجانَ، وة أُخْرَى بنَيْسابُورَ.} وكَوَّفْتُ الأَدِيمًَ {تَكْوِيفاً: قَطَعْتُه،} ككَيَّفْتُه تَكْييفاً. (و) {كَوَّفْتُ الكافَ: عَمِلْتُها، وكَتَبْتُها.
} وتَكَوَّفَ الرَّمْلُ {تَكَوُّفاً،} وكَوْفاناً بالفَتْحِ: استَدارَ وكذلِك الرَّجُلُ. (و) {تَكَوَّفَ الرَّجُلُ: تَشَبَّهَ} بالكُوفِيِّين، أَو انْتَسَبَ إِلَيْهم أَو تَعصَّبَ لهُم، وذَهَبَ مَذْهَبَهم.

وَمَا يُستدركُ عَلَيْهِ:) {كَوَّفَ الشيءَ: نَحّاهُ، وقِيلَ: جَمَعَه.} وكَوَّفَ القومُ: أَتَوا الكُوفَةَ، قالَ:
(إِذا مَا رَأَتْ يَوْماً مِنَ النّاسِ راكِباً ... يُبَصِّرُ من جِيرانِها {ويُكَوِّفُ)
وقالَ يَعْقُوبُ: كَوَّفَ: صارَ إِلَى الكُوفَةِ. والنّاسُ فِي} كَوْفَى من أَمْرِهِم، كسَكْرى: أَي فِي اخْتِلاطٍ. وجمعُ {الكافِ} أَكْوافٌ على التَّذْكِيرِ، {وكافاتٌ على التَّأْنِيثِ، وَمن الأخِيرِ قَوْلُهم: كافاتُ الشّتاءِ سَبْعٌ.} والكافُ: الرَّجُلُ المُصْلِحُ بينَ القومِ، قَالَ:
(خِضَمَّ إِذا مَا جِئْتَ تَبْغِي سُيُوبَه ... {وكافٌ إِذا مَا الحَرْبُ شَبَّ شِهابُها)
والكافُ: لَقَبُ بعضِهم.} والكُوفِيّةُ: مَا يُلْبَسُ على الرَّأَسِ، سُمِّيَتْ لاسْتدارَتِها.

كوف

5 تَكَوَّفَ

: see تَشَأَّمَ.

كَافٌ Same as كُسٌّ (because it is the name of the incipient letter of this word: 1001 Nights ii. 304).

كُوفِيَّةٌ A thing that is worn upon the head; so called because of its roundness, or its bring round. (TA.)

كذاك

كذاك: هذه كلمة اخترت إيرادها في هذا المكان لأَنه قد قيل إنها استعملت

كلها استعمال الإسم الواحد فوضعتها هنا، وسأذكرها أَيضاً في موضعها. قال

الأَزهري في ترجمة دَرْمَكَ: الدَّرْمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارى؛ قال:

وخَطَبَ بعضُ الحَمْقَى إلى بعض الرؤساء كريمةً له فردَّه وقال:

امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عني فاكا،

إني أَراكَ خاطِباً كَذاكا

قال: والعرب تقول فلان كَذاكَ أَي سَفِلَةٌ من الناس. يقال: رجل كذاك

أَي خسيس. واشْتَرِ لي غلاماً ولا تَشْتَرِه كذاك أَي دَنِيّاً، قال: وقيل

حقيقة كذاك أَي مثل ذاك، قال: ومعناه الْزَمْ ما أنت عليه ولا تتجاوزه،

والكاف الأُولى منصوبة بالفعل المضمر.

موت

الموت: صفة وجودية خلقت ضدًا للحياة، وباصطلاح أهل الحق: قمع هوى النفس، فمن مات عن هواه فقد حَيَى بهداه.
بَاب الْمَوْت

مَاتَ وَفَاتَ وفطس ورهق وَتلف وَهلك وباد وفاد وفاظت نَفسه وَقضى نحبه ودعي فَأجَاب
بَاب أَسمَاء الْمَوْت

الْمَوْت والحتف والمنون وشعوب والسام وَالْحمام والردى والحين والثكل والوفاة والهلاك 
الموت الأحمر: مخالفة النفس.

الموت الأبيض: الجوع؛ لأنه ينور الباطن، ويبيض وجه القلب، فمن ماتت بطنته حَيَتْ فطنته. 

الموت الأخضر: لبس المرقع من الخرق الملقاة التي لا قيمة لها، لاخضرار عيشه بالقناعة.

الموت الأسود: هو احتمال أذى الخلق، وهو الفناء بالله لشهود الأذى منه برؤية فناء الأفعال في فعل محبوبه.
موت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي [عَلَيْهِ] السَّلَام حِين قَالَ لعوف بن مَالك: امْسِك سِتا تكون قبل السَّاعَة: أولهنَّ موت نَبِيكُم عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَا وَكَذَا وموتان تكون فِي النَّاس كقُعاص الْغنم وهدنة تكون بَيْنكُم وَبَين بني الْأَصْفَر فيغدرون بكم فيسيرون إِلَيْهِم فِي ثَمَانِينَ غَايَة تَحت كل غَايَة اثْنَا عشر ألفا وَبَعْضهمْ يَقُول: غابة. 
(م و ت) : (الْمَوَاتُ) الْأَرْضُ الْخَرَابُ وَخِلَافُهُ الْعَامِرُ وَعَنْ الطَّحَاوِيِّ (هِيَ) مَا لَيْسَ بِمِلْكٍ لَأَحَدٍ وَلَا هِيَ مِنْ مَرَافِقِ الْبَلَدِ وَكَانَتْ خَارِجَةَ الْبَلَدِ سَوَاءٌ قَرُبَتْ مِنْهُ أَوْ بَعُدَتْ فِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (أَرْضُ الْمَوَاتِ) هِيَ الْبُقْعَةُ الَّتِي لَوْ وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى أَدْنَاهُ مِنْ الْعَامِرِ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ لَمْ يَسْمَعْهُ أَقْرَبُ مَنْ فِي الْعَامِرِ إلَيْهِ (مَاتَ مَوْتًا) مِنْ بَابَيْ طَلَبَ وَلَبِسَ (وَالْمَوْتَةُ) الْمَرَّةُ وَالْمِيتَةُ الْحَالَةُ وَالْمَيِّتَةُ لَمْ تُدْرَكْ ذَكَاتُهَا (وَمَوَّتَتْ الْبَهَائِمُ) وَقَعَ فِيهَا الْمَوْتَانُ أَيْ الْمَوْتُ الْعَامُّ (وَبَلَدٌ مَيْتٌ وَأَرْضٌ مَيْتَةٌ) هَامِدَةٌ لَا نَبَاتَ بِهَا.
م و ت: (الْمَوْتُ) ضِدُّ الْحَيَاةِ. (مَاتَ) يَمُوتُ وَيَمَاتُ أَيْضًا فَهُوَ (مَيِّتٌ) وَ (مَيْتٌ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَقَوْمٌ (مَوْتَى) وَ (أَمْوَاتٌ) وَ (مَيِّتُونَ) وَ (مَيْتُونَ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [الفرقان: 49] وَلَمْ يَقُلْ: مَيِّتَةً. وَ (الْمَيْتَةُ) مَا لَمْ تَلْحَقْهُ الذَّكَاةُ. وَ (الْمُوَاتُ) بِالضَّمِّ الْمَوْتُ. وَ (الْمَوَاتُ) بِالْفَتْحِ مَا لَا رُوحَ فِيهِ. وَالْمَوَاتُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ. وَ (الْمَوَتَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ: (أَمَاتَهُ) اللَّهُ وَ (مَوَّتَهُ) أَيْضًا. وَ (الْمُتَمَاوِتُ) مِنْ صِفَةِ النَّاسِكِ الْمُرَائِي. 
موت: موت: دونت ما يأتي: أشهر موته، أعلن عن وفاته (ألف ليلة، برسل 276) إلا أنني اعتقد أن هناك خطأ ما في هذا النص أو الاستشهاد.
تموت: جدها عند (فوك) في مادة mori؛ وانظر فيما بعد (اسم المفعول).
استموت (وردت عند فريتاج والأغلب 14 والبربربة 1: 486، 1، 505 .. الخ).
استومت: أغمي عليه، سكنت حركته كالميت (فوك: esmortir) وإذا أريد لهذا الفعل أن يكون مطابقا لمعناه في اللهجة القطالونية يصبح مرادفا ل: esmortu irse.
استومت: انطفأ، خبا، همد النار أو الفتيل ... الخ (الكالا).
موت: قاحل تماما ففي (البكري 7: 147): جبل موت لا عمارة حوله (وفيه 3: 158): جبل كبير موت -كذا. المترجم- لا ينبت شيئا.
موت: اصطلاح هندي، نوع من أنواع الحبوب، انظر (ابن بطوطة 3: 131 - 2 مع الملاحظة).
ميت، ميت والجمع موتان: (دي يونج).
ميت: فإن، بائد، قابل للموت، مميت، قاتل (القرآن الكريم، كليلة ودمنة 250، 1 وملاحظات ص107).
ميت: ماء راكد (معجم الجغرافيا).
ميت: الخمرة التي فقدت طعمها بسبب الطبخ (معجم الطرائف).
موتة وتجمع بإضافة الألف والتاء: الموت، طريقة الموت (بوشر، محيط المحيط، معجم الجغرافيا، ألف ليلة 1، 24، 1): تمن علي أي موتة تمون بها وأي قتلة تقتل بها.
موتان: طاعون. وباء. (معجم المنصوري، البكري 177: 6، موللر 1863: 2، 9 و1: 7) (انظر الهامش السابق المرقم 284 - المترجم).
موات والجمع مواتات: الصحارى (أماري 5: 19) (انظر الهامش السابق المرقم 284).
مواتة: جاء في (فوك): يعمل مواته على esmortiment facit؛ وهذا التعبير بالقطالونية معناها غثيان أو انها، كما يقال، أغمي عليه ولعلها لمن تظاهر بالسقوط مغشيا عليه.
تمويت: غنغرة، حالة الجسد الذي فارقته الحياة ودب فيه التفسخ (بوشر).
غير مماتي: خالد (المعجم اللاتيني العربي). خطيئة مميتة: عند النصارى خلاف العرضية (انظر الهامش السبق المرقم 284 - محيط المحيط).
متموت: مشرف على الموت، محتضر، منازع (وباللاتينية moribundus) .
متماوت: الذي يبدو عليه الموت (انظر الكلمة في مادة قلطي).

موت


مَاتَ (و),(n. ac. مَوْت)
a. Died; expired; passed away.
b. Ceased; died away, died down ( wind & c. ); became motionless.
c.(n. ac. مَوَاْت
مَوَتَاْن), Was barren, waste, deserted (land).
d. Became as though dead.
e. Slept.
f. Was worn (garment).
g. [Min], Died of (envy).
h. Became poor &c.
i. Became old.

مَوَّتَa. Caused to die; put to death, killed.
b. Died in great numbers (cattle).
c. see IV (d)
مَاْوَتَa. Tolerated.

أَمْوَتَa. see II (a)b. Lost by death, was bereaved of.
c. Mortified (passions).
d. Cooked thoroughly.
e. [pass.], Was obsolete (word).
f. Had plague-stricken cattle.
g. Beggared.

تَمَاْوَتَa. Feigned death.
b. Mortified himself.

إِسْتَمْوَتَa. Sought, courted death.
b. [La], Sought eagerly after; slaved at.
c. Regained flesh.

مَوْتa. Death; lifelessness; decease.

مَيْتa. see 25 (a)
مَوْتَة []
a. see 1
مَيْتَة []
a. Corpse; carcase; carrion.
b. Unfruitful, barren.

مِيْتَة [] (pl.
مِيَط [ ])
a. Manner of death; death.

مُوْتَة []
a. Epilepsy; lipothymy; swoon.
b. Insanity.

مَمَات []
a. Death.

مَائِت []
a. Dying; moribund.

مَوَاتa. Inanimate thing; thing.
b. Uncultivated land.

مُوَاتa. see 33 (a) (b).
مَيِّت [] (pl.
مَوْتَى []
أَمْوَات [ 38 ] & reg. )
a. Dead; lifeless; inanimate.
b. see 1tI (b)c. Unbeliever.

مَوَّات []
a. see 21
مَوْتَان []
a. Cattle-plague, murrain, epizooty.
b. Pest, plague.
c. see 25 (a)
مُوْتَان []
a. see 33 (a) (b).
مَوَتَان []
a. Death; mortality.
b. Property; immovables.
c. see 22 (b)
مُمِيْت [ N. Ag.
a. IV], Deadly, mortal.
b. Bereaved.

مُمَات [ N. P.
a. IV], Mortified.
b. Obsolete (word).
إِمَاتَة [ N.
Ac.
a. IV], The putting to death.
b. Mortification.

مُتَمَاوِت [ N.
Ag.
a. VI], Feigning death.
b. Ascetic, anchorite.

مُسْتَمِيْت [ N.
Ag.
a. X], Seeking death; intrepid.
b. Strenuous.
c. Pellicle of an egg.

مَيْتُوْتَة
a. see 1
مَوْت أَبْيَض
a. Natural death.

مَوْت أَحْمَر
a. Death by the sword.

مَوْت أَسْوَد
a. Strangulation.

مَوْت مَائِت
a. Violent death.

مَوْتَان الفُؤَاد
a. Apathetic, phlegmatic, inert.

مَا أَمْوَتَهُ
مَا أَمْوَتَ قَلْبُهُ
a. How apathetic, phlegmatic, inert he is!
[موت] الموتُ: ضدُّ الحياة. وقد مات يموت ويمات أيضا. قال الراجز: بنيتي سيدة البنات * عيشي ولا نأمن أن تماتى فهو ميِّتٌ ومَيْتٌ. وقومٌ مَوْتى وأمواتٌ، وميتون وميتون. وأصل ميت ميوت على فيعل، ثم أدغم. ثم يخفف فيقال ميت. قال الشاعر وقد جمعهما في بيت: ليس من مات فاستراح بمَيْت * إنَّما المَيْتُ ميت الاحياء ويستوى فيه المذكر والمؤنث، قال الله تعالى: (لنُحْيِيَ به بلدَةً مَيْتاً) ولم يقل ميتة. قال الفراء: يقال لمن لم يمت: إنه مائت عن قليل وميت. ولا يقولون لمن مات: هذا مائِتٌ. والمَيْتَةُ: ما لم تلحقه الذكاة . والميتة بالكسر، كالجِلسة والرِكبة. يقال: مات فلان مِيتةً حسنةً. وقولهم: ما أَمْوَتَهُ، إنما يراد به ما أموت قَلْبَهُ، لأنَّ كلَّ فعل لا يتزيَّد لا يتعجَّب منه. والمُواتُ، بالضم: الموت. والمَواتُ بالفتح: ما لا روحَ فيه. والمَواتُ أيضاً: الأرض التي لا مالكَ لها من الآدميِّين، ولا ينتفع بها أحد. ورجلٌ مَوْتانُ الفؤادِ، وامرأةٌ موتانة الفؤاد. والموتان، بالتحريك: خلاف الحيَوان. يقال: اشترِ المَوَتانَ ولا تشترِ الحيوان، أي اشترِ الأرضَ والدُورَ ولا تشترِ الرقيقَ والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأرض: التي لم تُحْيَ بعد. وفي الحديث: " مَوَتانُ الأرضِ لله ولرسوله، فمن أحيا منها شيئاً فهو له ". والمُوتانُ بالضم: موتٌ يقع في الماشية. يقال: وَقَعَ في المال موتانٌ. وأماتَه الله ومَوَّتَهُ، شدِّد للمبالغة. وقال: فعُرْوَةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً وها أنذا أُمَوَّتُ كُلَّ يومِ وأَماتَتِ الناقةُ، إذا مات ولدها، فهي مُميتٌ ومُميتَةٌ. قال أبو عبيد: وكذلك المرأة. وجمعها مَماويتُ. ابن السكيت: أَماتَ فلانٌ، إذا مات له ابنٌ أو بَنون. والمُتَماوِتُ، من صفة الناسك المُرائي. وموتٌ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ، يؤخذ من لفظه ما يؤكَّد به. والمستميت للأمر: المسترسِل له. قال رؤبة : وزَبَدُ البحرِ له كَتيتُ * والليلُ فوقَ الماءِ مستميتُ والمستميت أيضاً: المستقتِل الذي لا يبالي في الحرب من الموت. والموتة بالضم: جنس من الجنون والصَرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمالُ عقله، كالنائم والسكران. ومؤتة بالهمز: اسم أرض قتل بها جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه.
موت
أنواع الموت بحسب أنواع الحياة:
فالأوّل: ما هو بإزاء القوَّة النامية الموجودة في الإنسان والحيوانات والنّبات. نحو قوله تعالى:
يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها
[الروم/ 19] ، وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً [ق/ 11] .
الثاني: زوال القوّة الحاسَّة. قال: يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا
[مريم/ 23] ، أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [مريم/ 66] .
الثالث: زوال القوَّة العاقلة، وهي الجهالة.
نحو: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
[الأنعام/ 122] ، وإيّاه قصد بقوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى
[النمل/ 80] .
الرابع: الحزن المكدِّر للحياة، وإيّاه قصد بقوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ
بِمَيِّتٍ
[إبراهيم/ 17] .
الخامس: المنامُ، فقيل: النّوم مَوْتٌ خفيف، والموت نوم ثقيل، وعلى هذا النحو سمّاهما الله تعالى توفِّيا. فقال: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام/ 60] ، اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها
[الزمر/ 42] ، وقوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ
[آل عمران/ 169] فقد قيل: نفي الموت هو عن أرواحهم فإنه نبّه على تنعّمهم، وقيل: نفى عنهم الحزن المذكور في قوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ
[إبراهيم/ 17] ، وقوله: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران/ 185] فعبارة عن زوال القوّة الحيوانيَّة وإبانة الرُّوح عن الجسد، وقوله:
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ
[الزمر/ 30] فقد قيل: معناه: ستموت، تنبيها أن لا بدّ لأحد من الموت كما قيل:
والموت حتم في رقاب العباد
وقيل: بل الميّت هاهنا ليس بإشارة إلى إبانة الرُّوح عن الجسد، بل هو إشارة إلى ما يعتري الإنسان في كلّ حال من التّحلُّل والنَّقص، فإن البشر ما دام في الدّنيا يموت جزءا فجزءا، كما قال الشاعر:
يموت جزءا فجزءا
وقد عَبَّرَ قوم عن هذا المعنى بِالْمَائِتِ، وفصلوا بين الميّت والمائت، فقالوا: المائت هو المتحلّل، قال القاضي عليّ بن عبد العزيز :
ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والْمَيْتُ: مخفَّف عن الميِّت، وإنما يقال: موتٌ مائتٌ، كقولك: شِعْرٌ شَاعِرٌ، وسَيْلٌ سَائِلٌ، ويقال: بَلَدٌ مَيِّتٌ ومَيْتٌ، قال تعالى: فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ
[فاطر/ 9] ، بَلْدَةً مَيْتاً
[الزخرف/ 11] وَالمَيْتةُ من الحَيوان: ما زال روحه بغير تذكية، قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [المائدة/ 3] ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً [الأنعام/ 145] والْمَوَتَانُ بإزاء الحيوان، وهي الأرض التي لم تَحْيَ للزَّرع، وأرض مَوات. ووقع في الإبل مَوَتَانٌ كثير، وناقة مُميتةٌ، ومُميتٌ:
مات ولدها، وإِمَاتَةُ الخمر: كناية عن طَبْخها، والمُسْتَمِيتُ المتعرِّض للموت، قال الشاعر:
فأعطيت الجعالة مستميتا
والمَوْتَةُ: شِبه الجنون، كأنه من موْتِ العلم والعقل، ومنه: رجل مَوْتَانُ القلب، وامرأة مَوْتانةٌ.
م و ت

مات موتةً لم يمتها أحد، ومات ميتة سوء، وأماته الله، وهو ميّت وميت، وهم موتى وأموات وميتون. وموّتت البهائم. وأكل الميتة. وفلان مستميت: مسترسل للموت كمستقتل. قال:

فأعطيت الجعالة مستميتاً ... خفيف الحاذ من فتيان جرم

واستميتوا صيدكم ودابتكم: انتظروا حتى تبينوا أنه قد مات. ووقع في الناس والمال موتان وموتان بالفتح والضم مع سكون الواو. وتماوت الثعلب.

ومن المجاز: أحيا الله البلد الميت، وهو يحي الموات والموتان، واشتر من الموتان، ولا تشتر من الحيوان. وأمات الشيء طبخاً، وأميتت الخمر: طبخت. ورجل موتان الفؤاد إذا لم يكن حركاً حي القلب. وامرأة موتانة الفؤاد. وهو مستميت إلى كذا: مستهلك إليه يظن أنه إن لم يصل إليه مات. قال:

وصاحب صاحبته زميت ... ليس إلى الزاد بمستميت

واستمات الشيء: استرخى. قال:

قامت تريك بشراً مكنوناً ... كغرقىءِ البيض استمات ليناً

وماتت النار: خمدت. قال ذو الرمة:

ربلاً وأرطى نفت عنه ذوائبه ... كواكب القيظ حتى ماتت الشهب

ومات العجاج: سكن. قال ذو الرمة:

سخاويّ ماتت فوقها كل هبوة ... من القيظ واعتمّت بهنّ الحزاور

السخواء: الأرض السهلة وجمعها: سخاويّ. ومات الثوب: أخلق. ومات الطريق: انقطع سلوكه. وبلد تموت فيه، الريح كما يقال: تهلك فيه أشواط الرياح. قال محمد بن ذؤيب:

فلاة تموت الريح في حجراتها ... يحار القطا فيها عن الأفرخ الطحل

وماتت الريح: سكنت. قال أبو النجم:

بحر يكلّل بالسديف جفانه ... حتى تموت شمال كلّ شتاء

ومات فوق الرحل إذا استثقل في نومه. قال ذو الرمة:

إذا مات فوق الرحل أحييت روحه ... بذكراك والصهب المراسيل جنّح

مائلة في السير. وماوت قرنه: صابره وثابته. قال يصف ثوراً وكلاباً:

فأيقنّ أن لاقينه أن يومه ... بذي الرّمث إن ماوتنه يوم أنفس

أي يوم أنفسها: أطولها عمراً. وفلان مات من الغمّ، ويموت من الحسد، وموتٌ مائتٌ: شديد. وأمات فلان بنين: ماتوا له، كما يقال: أشبّ فلان بنين إذا شبّوا له. قال الأخطل:

مدمية حراً من الوجه حاسراً ... كأن لم تمت قبلي غلاماً ولا كهلاً

وبه موتة: فتور في العقل. وأخذته الموتة: الغشي. وبها موتة: فتور في عينيها كأنها وسنى. قال الأخطل:

فقد تهازلني المستبعلات وقد ... يعتاقني عند ذات الموتة الأنق

وفلان متماوت: يسكّن أطرافه رياء. وفي حديث عائشة: لا تمت علينا ديننا أماتك الله. وأمات غضبه: سكّنه. قال أبو النجم:

نهذهم هذّ الحريق القصبا ... بالمشرفيّات يمتن الغضبا
م و ت : مَاتَ الْإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتًا وَمَاتَ يُمَاتُ مِنْ بَابِ خَافَ لُغَةٌ وَمِتُّ بِالْكَسْرِ أَمُوتُ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ وَهِيَ مِنْ بَابِ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَمِثْلُهُ مِنْ الْمُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ وَزَادَ ابْنُ الْقَطَّاعِ كِدْتَ تَكُودُ وَجِدْتَ تَجُودُ وَجَاءَ فِيهِمَا تَكَادُ وَتَجَادُ فَهُوَ مَيِّتٌ
بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ فَقَالَ
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ... إنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
وَأَمَّا الْحَيُّ فَمَيِّتٌ بِالتَّثْقِيلِ لَا غَيْرُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] أَيْ سَيَمُوتُونَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَمَاتَهُ اللَّهُ وَالْمَوْتَةُ أَخَصُّ مِنْ الْمَوْتِ وَيُقَالُ فِي الْفَرْقِ مَاتَ الْإِنْسَانُ وَنَفَقَتْ الدَّابَّةُ وَتَنَبَّلَ الْبَعِيرُ وَمَاتَ يَصْلُحُ فِي كُلِّ ذِي رُوحٍ وَتَنَبَّلَ عِنْدَ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ كَذَلِكَ.

وَالْمُوَاتُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ مِثْلُ الْمَوْتِ وَمَاتَتْ الْأَرْضُ مَوَتَانًا بِفَتْحَتَيْنِ وَمَوَاتًا بِالْفَتْحِ خَلَتْ مِنْ الْعِمَارَةِ وَالسُّكَّانِ فَهِيَ مَوَاتٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَقِيلَ الْمَوَاتُ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ وَالْمَوَتَانُ الَّتِي لَمْ يَجْرِ فِيهَا إحْيَاءٌ وَمَوَتَانُ الْأَرْضِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْمَوَتَانُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَوْتُ وَهُوَ أَيْضًا ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ اشْتَرِ مِنْ الْمَوَتَانِ وَلَا تَشْتَرِ مِنْ الْحَيَوَانِ وَكَانَتْ الْعَرَبُ تُسَمِّي النَّوْمَ مَوْتًا وَتُسَمِّي الِانْتِبَاهَ حَيَاةً وَرَجُلٌ مَوْتَانُ الْفُؤَادِ وِزَانُ سَكْرَانَ أَيْ بَلِيدٌ وَالْمِيتَةُ بِالْكَسْرِ لِلْحَالِ وَالْهَيْئَةِ وَمَاتَ مِيتَةً حَسَنَةً وَالْمَيْتَةُ مِنْ الْحَيَوَانِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وَالْجَمْعُ مَيْتَاتٌ وَأَصْلُهَا مَيِّتَةٌ بِالتَّشْدِيدِ قِيلَ وَالْتُزِمَ التَّشْدِيدُ فِي مَيِّتَةِ الْأَنَاسِيِّ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ وَالْتُزِمَ التَّخْفِيفُ فِي غَيْرِ الْأَنَاسِيِّ فَرْقًا بَيْنَهُمَا وَلِأَنَّ اسْتِعْمَالَ هَذِهِ أَكْثَرُ مِنْ الْآدَمِيَّاتِ فَكَانَتْ أَوْلَى بِالتَّخْفِيفِ وَالْمَوْتَى جَمْعُ مَنْ يَعْقِلُ وَالْمَيِّتُونَ مُخْتَصٌّ بِذُكُورِ الْعُقَلَاءِ وَالْمَيِّتَاتُ بِالتَّشْدِيدِ لِإِنَاثِهِمْ وَبِالتَّخْفِيفِ لِلْحَيَوَانَاتِ كُلُّ جَمْعٍ عَلَى لَفْظِ مُفْرَدِهِ وَالْأَمْوَاتُ جَمْعُ مَيْتٍ مِثْلُ بَيْتٍ وَأَبْيَاتٍ قَالَ تَعَالَى {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26] وَالْمُرَادُ بِالْمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ أَوْ قُتِلَ عَلَى هَيْئَةٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ إمَّا فِي الْفَاعِلِ أَوْ فِي الْمَفْعُولِ فَمَا ذُبِحَ لِلصَّنَمِ أَوْ فِي حَالِ الْإِحْرَامِ أَوْ لَمْ يُقْطَعْ مِنْهُ الْحُلْقُومُ مَيْتَةٌ وَكَذَا ذَبْحُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَا يُفِيدُ الْحِلَّ وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لِلْحِلِّ مَا فِيهِ نَصٌّ

وَمُؤْتَةُ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ قَرْيَةٌ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ بِطَرَفِ الشَّامِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ أَهْلُهُ إلَى الْحِجَازِ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ الْكَرْكِ وَبِهَا وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ قُتِلَ فِيهَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ. 
(موت) - في الحديث : "الحمد لله الذي أَحيانَا بعد ما أَماتَنَا"
معنى الإمَاتة هَا هُنا مع إحاطَةِ العِلم مِنَّا: أَنَّ الحياةَ في حالتَى اليَقظَةِ والنومِ غَيرُ زائلة؛ هو أنه جَعَل النومَ الذي يَكُون معه زَوَالُ العَقلِ، وسُكُون الحَرَكات بمَنزِلَةِ الموتِ الذي يَكُون بهِ عدَمُها وبُطْلَانها؛ تَشبِيهاً وتَمِثيلاً، لا تَحِقيقًا.
وقال بَعضُ أهْلِ الُّلغَةِ: اَلموتُ في كَلامِ العَرَبِ: السُّكُونُ.
يُقالُ: ماتَتِ الرِّيحُ: سَكَنَت وَرَكَدَت، وأنشَد:
يا لَيْت شِعْرِى هل تَمُوتُ الرِّيحُ
فأسْكُنَ اليَومَ وأَسْتَرِيحُ
ثُمّ عَقَّبَه بقَوْلهِ عليه الصَّلاة والسَّلام: "وإليه النُّشُور"؛ ليَدُلَّ بإعَادَةِ اليَقَظةِ بَعْدَ النَّوْمِ علَى إثباتِ البعْثِ بَعدَ الموْتِ.
وقيل: الموتُ أنواعٌ بحَسَبَ أَنواعِ الحَياةِ: الأوَّل: ما هُوَ بإِزَاءَ القُوَّةِ النامِيَةِ الموَجُودةِ في الَحيواناتِ والنَّباتِ، نحو قوله تعالى: {يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} .
الثاني؛ زَوَال القُوَّة الحِسِّيَّةِ، نحو قَولِهِ تَعالى - في قِصَّةِ مَرْيَم عليها السَّلامُ -: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} ، وقولُه تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ} .
الثالث؛ زَوال القُوَّة العَاقِلَة؛ وهي الجَهالَة نَحو قَولِه تَعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ، {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} .
الرابعُ؛ الحُزنُ المُكَدِّرُ لِلحياةِ، قال: وإيَّاه قَصَد بقَوْله تعالى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} ،
وَمِنه الحديث: "مَثَل ابنِ آدم وإلى جنبه تِسعَةٌ وتِسعون مَنِيَّةً، إن أَخطأتْه اَلمنايَا وقع في الهَرَم حتى يَمُوت "
الخامِسُ: المَنَام وقد قيل: المنَامُ : المَوْتُ الخفيفُ، والمَوتُ: النَّوْمُ الثَّقِيلُ؛ ولهذَا قيل: النَّوم أَخُو الموت وأَنشدَ:
ليْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بمَيْتٍ
إنَّما الميْتُ مَيّتُ الأَحْيَاءِ
وقال آخر:
المَوتُ مَوْتانِ: مَوتٌ دنا أَجلٌ
ومَوتُ وَالٍ يقُال قد عُزِلَا
وقال آخر:
لا تَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلَي
إنَّما الموتُ سُؤالُ الرِّجال
وقال آخر :
مَوْتُ التَّقِىّ حَياةٌ لا انِقطاعَ لها
قَدْ ماتَ قَوْمٌ وهُم في النَّاسِ أَحْياءُ
ولغَيْره:
مَن شَاخِ قد ماتَ وهو حيٌّ
يَمْشى على الأرضِ مَشْيَ الهالكِ - في الخبر: "أَوَّلُ مَن مات إبلِيسُ؛ لأَنَّه أَوَّل مَنْ عَصىَ"
- وفي قِصَّة موسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "قيل له: إنَّ هامانَ قد ماتَ، فَلَقِيَه موسى حَيًّا، فَسأَل رَبَّهُ تَبارَك وتعالى، فقال له: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ مَن أَفْقَرتُه فَقَدْ أَمَتُّه"
قال أبُو عُبيد: يقال مَيِّتٌ لمَن لَم يَمُت، وَمَيْتٌ لِمن مَاتَ، كَأَنَّه ذَهَبَ إلى قَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} هذا لمَن لَم يَمُتْ وسيموت.
- في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "اللَّبَنُ لا يَمُوتُ"
قيل: أَراد أَنَّ الصَّبِىَّ إذَا رَضَعَ امْرأةً مَيِّتَةَ حَرُمَ عَلَيْه مِن ولَدِها، وقَراباتِها مَن يُحرَّم عليه مِن قَراباتِ الحيَّةِ ووَلَدِها إذا رَضَعَها.
وقيل: معناه إذا فُصِلَ اللَّبنُ من الثَّدْى فأُوجِرَه الصَّبِىُّ أَو أُدِمَ له، أو دِيفَ في دَواءٍ، أَو سُقْيَة، أَوْ سُعِط به، لم يَكُن رَضاعًا، ولكنَّه يَحرُم به ما يَحرُم بالرَّضاعِ، لِأَنَّ اللبن لا يبطُل عَمَلُه بِمُفارقَةِ الثَّدْىَ . - في الحديث: "مَوَتَانُ الأَرضِ لله وَلرَسُولِهِ"
يعنى المَواتَ مِن الأَرْضِ، وقيل: فيه لُغتَان: سُكُون الوَاوِ وَفَتحها.
وَرجلٌ مَوْتانُ الفؤاد: مَيِّتُه، وامرأةٌ موتانَةُ الفُؤادِ.
- وفي الحديث : "مُوْتَانٌ يأخُذُ فيكم كقُعَاص الغَنَمِ"
: أي مَوْتٌ. يُقالُ: وقَعَ المُوتانُ في الغَنَم ونحوه. ومنه المُوات - بضَمِّ المِيمِ -، والقُعَاص: الهَلاكُ المُعَجَّلُ.
- في الحديث: "ولا مُتَماوِتِين "
يُقَال: تَماوَتَ؛ إذَا أظْهَرَ مِن نَفسِهِ العِبادَةَ والزُّهْدَ، وهو مِن بِناء التَّكلُّف، مِثْل تناوَمَ.
- ونَظَرَتْ عَائشَةُ - رضي الله عنها: "إلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخَافُتًا، فَقالَت: ما لِهذَا ؟ فقيل: إنَّه مِن القُرَّاءِ، فقالَت: كان عُمَرُ - رضي الله عنه - سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إذَا مَشَى أَسْرَعَ، وإذَا قال أسْمَع، وإذَا ضَرَبَ أوْجَعَ"
- ورَأى عُمَرُ - رضي الله عنه - رَجُلًا يَمْشى مُطَأْطِئًا، فقال: "ارفَع رَأْسَك، فإنَّ الإسلامَ لَيْسَ بمَرِيضٍ"
- ورأى رجُلاً مُتَماوتًا، فقال: "لا تُمِتْ علَيَنا دِينَنَا، أماتَكَ الله "
[موت] نه: فيه: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما "أماتنا"، أي أنامنا، وهو تشبيه في زوال العقل والحركة لا تحقيق، وقيل: الموت في العرب يطلقالشديد والوصب المؤلم والإملال الذي يفضي إلى كفران النعمة ونسيان الذكر. مف: ميتة السوء- بفتح سين، كالهدم والتردي والغرق والحرق واللدغ والإدبار في الغزو. ط: كيف أنت إذا عليك أمراء "يميتون" الصلاة عن أوقاتها، أي ما حالك حين ترى من هو حاكم عليك متهاونًا في الصلاة يؤخرها عن وقتها المختار، إن صليت معهم فأتتك فضيلة أول وقتها، وإن خالفته خفت أذاه وفاتتك فضيلة الجماعة، وعليك- خبر كان، شبه الصلاة المؤخرة بجيفة منتنة تنفر عنها الطباع، وفيه حث على الجمع بين الفضيلتين، ولو اختار أحدهما فالمختار الانتظار إن لم يفحش التأخير حذرًا من الفتنة، وقد وقع هذا التأخير زمن بني أمية، قوله: فهي لكم وهي عليهم، يعني إذا صليتم في أول وقتها ثم تصلون معهم يكون منفعة صلاتكم لكم ومضرة الصلاة عليهم لتأخيرهم، فصلوا عليهم ما صلوا القبلة- أي نحو القبلة. وفيه: فاقرؤها عند "موتاكم"، أي إذا كان يس تمحو الخطايا فاقرؤها عند من شارف الموت حتى يسمعها ويجريها على قلبه فيغفر له ما أسلفه. وح: جيء "بالموت"، أي يمثل بكبش أعين فيذبح، ليشاهدوه بأعينهم، ثم إن المعاني ينكشف للناظرين انكشاف الصور في هذه الدار- هذا وما أحببنا أن نؤثر الإقدام في سبيل لا معلم بها فاكتفينا بالمرور عن الإلمام. ش: حياتي خير لكم و"موتى" خير لكم، وتمامه: أما حياتي فأسن لكم السنن وأشرع لكم الشرائع، وأما موتى فإن أعمالكم تعرض علي، فما رأيت منها حسنًا حمدت الله، وما رأيت منها سيئًا استغفرت الهل تعالى. وح: إحياء سنة "أميتت"- مر في سن. غ: "و "لا تموتن" إلا وأنتم مسلمون" هو أمر بالإقامة على الإسلام. و"كنتم "أموتًا"" نطفًا في الأرحام.
موت
ماتَ1 يَموت، مُتْ، مَوْتًا، فهو مائِت ومَيْت ومَيِّت
• مات الحيُّ: فارقته الحياةُ، فارقت الرُّوحُ جسدَه "مات رمْيًا بالرُّصاص/ شَنْقًا- {إِنَّكَ مَائِتٌ وَإِنَّهُمْ مَائِتُونَ} [ق]- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} - {قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} " ° مات حَتْفَ أنفِه: مات على فراشه بصورة طبيعيّة من غير قتل أو حرق أو غرق أو ما شابه ذلك- مات عن ثمانين سنة: بلغ عمره ثمانين سنة حين فارقته الحياةُ- مات من الجوع: كان به جوعٌ شديد.

• ماتَتِ الرِّيحُ: سكنت، همدت.
• ماتتِ النّارُ: خمدت، بَرَدَ رَمَادُها فلم يبق من الجمر شيءٌ.
• ماتت مشاعِرُه نحو الآخرين: تبلَّدت "ماتت أحاسيسُه"? مات حِسّه الفَنِّي: فُقِدَ ذلك الحسّ.
• مات اللَّفظُ: أُهمل وتُرك استعمالُه.
• مات فلانٌ: نام واستثقل في نومه. 

ماتَ2 يموت، مُتْ، مَوَاتًا، فهو مَوَات
• ماتَتِ الأرضُ أو المكانُ: خلت من العمارة والسُّكّان "عمّر أرضًا مواتًا- ماتتِ المدينةُ بعدما أصابها الزلزال" ° مات الطريقُ: لم يسلكه أحد. 

أماتَ يُميت، أمِتْ، إماتةً، فهو مُمِيت، والمفعول مُمَات
• أمات الشَّخصَ: قتله وقضى عليه "أمات الوباءُ جمهرةً من النَّاس- {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} - {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} - {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} " ° أُمِيتَتِ الكلمةُ: تُرِك استعمالُها، هُجِرت- السَّبع المميتة: الغضب، والغيرة، والحَسَد، والشَّره، والشَّهوة، والكِبْر، والكسَل تعتبر مميتة للرّوح.
• أمات غرائِزَه/ أمات شهواتِه: كبتها وسيطر عليها "أمات غضبَه: سكّنه- أمات نفسَه: قهرها وأذلّها". 

استماتَ/ استماتَ لـ يستميت، اسْتَمِتْ، استماتةً، فهو مُستمِيت، والمفعول مستماتٌ له
• استمات الشَّخصُ:
1 - طاب نفسًا بالموت وثبت غير مبالٍ، طلب الموتَ "استمات الجُنديُّ دفاعًا عن وطنه- ما كان في الجيش إلاّ كلّ مستميت مقدام".
2 - ذهب في طلب الشّيءِ كلّ مذهب "إنّه مستميت في الحصول على الجائزة- استمات العالمُ في الدفاع عن مكتشفاته العلميّة".
• استمات للأمر: استرسل فيه "جاهد جهاد المُستميت- استمات لهواها- كان مستميتًا في أداء واجبه". 

تماوتَ يتماوت، تَماوُتًا، فهو مُتماوِت
• تماوَت الشَّخصُ:
1 - تظاهر بالموت وهو حيٌّ "تَمَاوَت الثَّعلبُ- تماوت البطلُ في المسرحيَّة".
2 - أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزُّهد والصَّوْم. 

مَوَّتَ يموِّت، تمويتًا، فهو مُمَوِّت، والمفعول مُموَّت
• موَّتهُ: أماتَهُ، قتله وقضى عليه "موَّت الزلزالُ سكّانَ القرية". 

إماتة [مفرد]: مصدر أماتَ. 

استماتة [مفرد]: مصدر استماتَ/ استماتَ لـ. 

مُسْتميت [مفرد]: اسم فاعل من استماتَ/ استماتَ لـ. 

مَمات [مفرد]: مَوْت " {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} ". 

مُميت [مفرد]: اسم فاعل من أماتَ.
• المُميت: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: جاعل الحيّ ميِّتًا بسلب الحياة، وإحداث الموت فيه. 

مَوات [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ2.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ2.
3 - أرض خالية من السُّكّان لا ينتفع بها أحد، وليست ملكًا لأحد "يتمنّى هذا الفلاح الحصولَ على أرض موات فيجعلها خصبة- إحياء المَوَات". 

مَوْت [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ1.
2 - ما يضعف الطبيعة ولا يلائمها، كالخوف والحزن " {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} " ° خطر الموت: يقصد بهذه العبارة تنبيه الأشخاص بعدم لمس أو الاقتراب من أي شيء مسجَّل عليه: خطر الموت- فلانٌ بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت- فلانٌ على فِراش الموت: يحتضر.
• مَوْت الملك: (رض) نقلة حجر في لعبة الشطرنج تحصر الملك وتُنْهي اللّعبة.
• الموت المدنيّ: (قن) الحرمان من الحقوق المدنيّة نتيجة الإدانة بالخيانة أو جريمة كبرى أخرى.
• أمنية الموت: (نف) رغبة في هدم الذّات يرافقها عادة اكتئاب ويأس وتقريع للذّات. 

مَيْت [مفرد]: ج أَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيِّت، مَنْ فارق الحياةَ، الشّخص الذي مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ" ° دَمُ الميْت في عنقه: أي: كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميت وليس به " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ". 

مَيْتَة [مفرد]: ج مَيْتات ومَيَتات: (حن) حيوان مات حَتْف أنفه، أو على هيئة غير مشروعة، وهو ممّا يُحرَّمُ أكلُه عند المسلمين "دجاجة ميتة- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} ". 

مِيتَة [مفرد]: ج مِيتات: اسم هيئة من ماتَ1: حال من أحوال الموت "مات فلان مِيتَةً سوِيَّة/ جاهليّة- مات مِيتة الأبطال". 

مَيِّت [مفرد]: ج مَيِّتُون وأَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيْت، مَنْ فارق الحياةَ، الشَّخص الذي
 مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ- {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} " ° دَمُ الميِّت في عنقه: أي كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميّت وليس به " {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ". 

موت: الأَزهري عن الليث: المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى. غيره:

المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة. والمُواتُ، بالضم: المَوْتُ. ماتَ

يَمُوتُ مَوْتاً، ويَمات، الأَيرة طائيَّة؛ قال:

بُنَيَّ، يا سَيِّدةَ البَناتِ،

عِيشي، ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي

(* قوله «بني يا سيدة إلخ» الذي في

الصحاح بنيتي سيدة إلخ. ولا نأمن إلخ.)

وقالوا: مِتَّ تَموتُ؛ قال ابن سيده: ولا نظير لها من المعتل؛ قال

سيبويه: اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ، قال:

ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل، ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في

فَعِل. قال كراع: ماتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فيه مَوِتَ، بالكسر، يَمُوتُ؛

ونظيره: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هو دَوِمَ، والاسم من كل ذلك المَيْتةُ.

ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ؛ وقيل: المَيْتُ الذي ماتَ، والمَيِّتُ

والمائِتُ: الذي لم يَمُتْ بَعْدُ. وحكى الجوهريُّ عن الفراء: يقال لمنْ لم يَمُتْ

إِنه مائِتٌ عن قليل، ومَيِّتٌ، ولا يقولون لمن ماتَ: هذا مائِتٌ. قيل:

وهذا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قال الله

تعالى: إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ؛ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ

الرَّعْلاء، فقال:

ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ،

إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ

إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً،

كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ

فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً،

وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ

فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ.

وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون.

وقال سيبويه: كان بابُه الجمع بالواو والنون، لأَن الهاء تدخل في أُنثاه

كثيراً، لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة

والسكون، كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد. والقولُ في

مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ، لأَنه مخفف منه، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة

ومَيْتٌ، والجمع كالجمع. قال سيبويه: وافق المذكر، كما وافقه في بعض ما

مَضى، قال: كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ. وفي التنزيل العزيز: لِنُحْيِيَ به

بَلدةً مَيْتاً؛ قال الزجاج: قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد؛ وقد

أَماتَه اللهُ. التهذيب: قال أَهل التصريف مَيِّتٌ، كأَنَّ تصحيحَه

مَيْوِتٌ على فَيْعِل، ثم أَدغموا الواو في الياء، قال: فَرُدَّ عليهم وقيل إِن

كان كما قلتم، فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ، فقالوا: قد علمنا

أَن قياسه هذا، ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه، فرددناه إِلى

لفظ فَيْعِلٍ، لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل. وقال آخرون: إِنما كان في

الأَصل مَوْيِت، مثل سَيِّد سَوْيدٍ، فأَدغمنا الياء في الواو، ونقلناه فقلنا

مُيِّتٌ. وقال بعضهم: قيل مَيْت، ولم يقولوا مَيِّتٌ، لأَن أَبنية ذوات

العلة تخالف أَبنية السالم. وقال الزجاج: المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد،

إِلاَّ أَنه يخفف، يقال: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعنى واحد، ويستوي فيه

المذكر والمؤَنث؛ قال تعالى: لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً، ولم يقل مَيْتةً؛

وقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت؛ إِنما معناه،

والله أَعلم، أَسباب الموت، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا

مَحالَة.وموتُ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ؛ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ

به.وفي الحديث: كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ، هو أَمر بالموت؛

والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة، مع حصول الغَرضِ

للشِّعار، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة

الليل؛ وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ: من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي

فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما.

وقوله تعالى: فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون؛ قال أَبو إِسحق: إِن

قال قائل كيف ينهاهم عن الموت، وهم إِنما يُماتون؟ قيل: إِنما وقع هذا

على سعة الكلام، وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قال: والمعنى الزَمُوا

الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين. والمِيتَةُ: ضَرْبٌ من

المَوْت. غيره: والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت، كالجِلْسة والرِّكْبة؛

يقال: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً؛ وفي حديث الفتن: فقد ماتَ مِيتةً

جاهليةً، هي، بالكسر، حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال

والفُرقة، وجمعُها مِيَتٌ.

أَبو عمرو: ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ. والمَيْتةُ: ما لم

تُدْرَكْ تَذْكيته. والمَوْتُ: السُّكونُ. وكلُّ ما سَكنَ، فقد ماتَ، وهو

على المَثَل. وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فلم يَبْقَ من

الجمر شيء. وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ. وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ

وسَكَنَتْ؛ قال:

إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ،

فأَسْكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ

ويروى: فأَقْعُدَ اليوم. وناقَضُوا بها فقالوا: حَيِيَتْ. وماتَت

الخَمْرُ: سكن غَلَيانُها؛ عن أَبي حنيفة. وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا

نَشَّفَتْه الأَرضُ، وكل ذلك على المثل. وفي حديث دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لله

الذي أَحيانا بعدما أَماتنا، وإِليه النُّشُور. سمي النومُ مَوْتاً

لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لا تحقيقاً. وقيل:

المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون؛ يقال: ماتت الريحُ أَي

سَكَنَتْ. قال: والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة: فمنها ما هو

بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات، كقوله تعالى:

يُحْيي الأَرضَ بعد موتها؛ ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة، كقوله تعالى:

يا ليتني مِتُّ قبل هذا؛ ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة، وهي الجهالة،

كقوله تعالى: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه، وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى؛

ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة، كقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ

من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ؛ ومنها المَنام، كقوله تعالى: والتي لم

تَمُتْ في مَنامها؛ وقد قيل: المَنام الموتُ الخفيفُ، والموتُ: النوم

الثقيل؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ

والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية، وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَوّلُ من ماتَ إِبليس

لأَنه أَوّل من عصى. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قيل

له: إِن هامان قد ماتَ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه، فقال له: أَما تعلم أَن من

أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه؟ وقول عمر، رضي الله عنه، في الحديث:

اللَّبَنُ لا يموتُ؛ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً، حَرُمَ عليه

من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم، لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها؛

وقيل: معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي، وأُسْقِيه الصبيُّ، فإِنه

يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي، فإِنَّ كلَّ

ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ، لضرورة

الاستعمال.

وفي حديث البحر: الحِلُّ مَيْتَتُه، هو بالفتح، اسم ما مات فيه من

حيوانه، ولا تكسر الميم.

والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، يقع في المال

والماشية. الفراء: وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ، وهو الموتُ. وفي الحديث:

يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم. المُوتانُ، بوزن البُطْلانِ:

الموتُ الكثير الوقوع.

وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد للمبالغة؛ قال الشاعر:

فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً،

فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ

ومَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فيها الموتُ.

وأَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، وفي الصحاح: إِذا مات له ابنٌ أَو

بَنُونَ.

ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، وكذلك الناقةُ

إِذا مات ولدُها، والجمع مَمَاويتُ. والمَوَتانُ من الأَرض: ما لم

يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر، على المَثل؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ، من ذلك. وفي

الحديث: مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله، فمن أَحيا منها شيئاً، فهو له.

المَواتُ من الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً

لأَحَدٍ، وفيه لغتان: سكون الواو، وفتحها مع فتح الميم، والمَوَتانُ: ضِدُّ

الحَيَوانِ. وفي الحديث: من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به؛ المَواتُ: الأَرض

التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ، ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد، وإِحْياؤُها

مُباشَرة عِمارتِها، وتأْثير شيء فيها. ويقال: اشْتَرِ المَوَتانَ، ولا

تشْتَرِ الحَيَوانَ؛ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ، ولا تشتر الرقيق

والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد. ورجل يبيع

المَوَتانَ: وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح، وما كان ذا روح فهو

الحيوان. والمَوات، بالفتح: ما لا رُوح فيه. والمَواتُ أَيضاً: الأَرض

التي لا مالك لها من الآدميين، ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ.

ورجل مَوْتانُ الفؤَاد: غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه

بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ. وقولهم: ما أَمْوَتَه

إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ، لا

يُتَعَجَّبُ منه. والمُوتةُ، بالضم: جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري

الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران. والمُوتة:

الغَشْيُ. والمُوتةُ: الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كانَّ يتَعوَّذُ بالله من

الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه، فقيل له: ما هَمْزُه؟ قال: المُوتةُ. قال

أَبو عبيد: المُوتَةُ الجُنونُ، يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس

والغَمْزِ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وقال ابن شميل: المُوتةُ

الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ؛ وقال اللحياني: المُوتةُ

شِبْهُ الغَشْية.

وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ.

واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت.

والمُسْتَمِيتُ: الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون. والمُسْتَميتُ: الذي

يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه، ولهذا حتى يُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ

كفَر النعمة.

ويقال: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ، وهو حيٌّ.

والمُتَماوِتُ: من صفةِ الناسِك المُرائي؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد:

سمعت ابنَ المُبارك يقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ.

ويقال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا؟ وذلك إِذا

أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته. وقال ابن المبارك: المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من

نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ، وليس كذلك.

وفي حديث أَبي سلمَة: لم يكن أَصحابُ محمد، صلى الله عليه وسلم،

مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين. يقال: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه

التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ، مِن العبادة والزهد والصوم؛ ومنه حديث عمر،

رضي الله عنه: رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ

الإِسلام ليس بمريض؛ ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً، فقال: لا تُمِتْ علينا

ديننا، أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَظَرَتْ إِلى رجل

كادً يموت تَخافُتاً، فقالت: ما لهذا؟ قيل: إِنه من القُرَّاءِ، فقالت:

كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إِذا مشى أَسْرَعَ، وإِذا قال أَسْمَعَ،

وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع.

والمُسْتَمِيتُ: الشُّجاع الطالبُ للموت، على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ

هذا النحو.

واسْتماتَ الرجلُ: ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قال:

وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، ولم أُضِعْ

سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ

يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي. وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة: ذهب فيهما

كلَّ مَذْهَب؛ قال:

قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا،

كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا

أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب. والمُسْتَميتُ للأَمْر:

المُسْتَرْسِلُ له؛ قال رؤْبة:

وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ،

والليلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِيتُ

ويقال: اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ.

والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي، في الحرب، الموتَ. وفي

حديث بَدْرٍ: أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين، وهم الذي

يُقاتِلون على الموت. والاسْتِماتُ: السِّمَنُ بعد الهُزال، عنه أَيضاً؛

وأَنشد:

أَرى إِبِلي، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ،

تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخِرَ الليلِ، نِيبُها

جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال، كقوله تعالى: وإِقامَ الصلاةِ.

ومُؤْتة، بالهمز: اسم أَرْضٍ؛ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب، رضوان الله

عليه، بموضع يقال له مُوتة، من بلاد الشام. وفي الحديث: غَزْوة مُؤْتة،

بالهمز. وشيءٌ مَوْمُوتٌ: معروف، وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ.

موت
: ( {مَاتَ} يَمُوتُ) {مَوْتاً.
(و) } مَاتَ ( {يَمَاتُ) ، وَهَذِه طَائِيّة، قَالَ الراجز:
بُنَيَّتِي سَيِّدَةَ البَنَاتِ
عِيشِي وَلَا نَأْمَنُ أَنْ} - تَمَاتِي
(و) مَاتَ ( {يَمِيتُ) .
قَالَ شَيخنَا. وظاهِرُه أَنّ التَّثْلِيثِ فِي مضارِع ماتَ مُطْلَقاً، وليسَ كَذَلِك، فإِنّ الضّمَّ إِنّما هُوَ فِي الوَاوِيّ كَيقُولُ، من قَالَ قَوْلاً، والكسْرُ إِنّما هُوَ فِي اليَائِيّ كيَبِيعُ، من بَاعَ، وَهِي لُغَةٌ مَرْجُوحة، أَنكرها جماعةٌ، وَالْفَتْح إِنّما هُوَ فِي المَكْسورِ الماضِي، كَعَلِمِ يَعْلَم، ونَظِيره من المُعْتَلّ خَافَ خَوْفاً.
وَزَاد ابْن القطاع وَغَيره:} مِتَّ، بالكسرِ فِي الْمَاضِي،! تَمُوتُ بالضَّم، من شواذِّ هَذَا البابِ لِما قَرَّرْناه مَرّات: أَنّ فَهَلَ المَكْسور لَا يكون مضارعُه إِلاّ مَفْتُوحاً كعَلِم يَعْلَمُ، وشذّ من الصّحيح نَعِمَ يَنْعُم، وفَضِلَ يَفْضُل، فِي أَلفاظِ أُخَرَ، وَمن المُعْتَلّ العينِ {مِتّ بالكَسْر} تَمُوت، ودِمْتَ تَدُوم.
وجماعةٌ اقتصروا هُنَا على هاذه اللُّغَةِ، وجَعَلُوها ثالِثَةً، وَلم يَتَعَرَّضوا {لماتَ كَباعَ؛ لأَنّه أَقَلُّ من هاذا، ومنْهِمُ الشِّهابُ الفَيُّومِيّ فِي المِصْبَاح فإِنَّه قَالَ: مَاتَ الإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتاً، وماتَ يَماتُ من بَاب خَافَ (لُغَةٌ) ومِتُّ بالكَسْرِ أَمُوت، لُغةٌ ثَالِثَة، وَهِي من بابِ تَدَاخِلِ اللُّغَتَيْنِ، وَمثله من المُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ، وَزَاد ابنُ القَطَّاع: كِدْتَ تَكُودُ، وجِدْتَ تَجُودُ، وجاءَ فيهمَا تَكَادُ وتَجَاد. انْتهى.
قلت: وَهُوَ مأْخُوذٌ من كلامِ ابنِ سِيدَه، وَقَالَ كُراع: مَاتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فِيهِ مَوِتَ بالكَسْرِ يَمُوت، ونظيرهُ دِمْت تَدُوم، إِنما هُوَ دَوِمَ.
(فَهُوَ} مَيْتٌ) ، بالتَّخْفيف، ( {ومَيِّتٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، هاكذا فِي نسختنا، وَالَّذِي فِي الصّحاح تَقْدِيمُ المُشَدَّد على المُخَفَّفِ بضَبْطِ القَلَم.
وماتَ (ضِدُّ حَيِيَ) ، قَالَ الأَزْهَريّ عَن اللَّيْث:} المَوْتُ خَلْقٌ من خَلْق الله تَعالَى. وَقَالَ غيرُه: المَوْتُ {والمَوَتَانُ ضِدّ الْحَيَاة.
(و) من المَجاز: المَوْتُ: السُّكُون، يقالُ: (ماتَ: سَكَنَ) ، وكل مَا سَكَنَ فقد مَاتَ، وَهُوَ على المَثَل، وَمن ذَلِك قولُهم: ماتَت الرِّيحُ، إِذا رَكَدتْ وسَكَنَتْ، قَالَ:
إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَمُوتَ الرِّيحُ
فأَسْكُنُ اليَوْم وأَسْتَريحُ
وَمن ذَلِك قولُهم؛} ماتَت الخَمْرَة: سَكَن غَلَيَانُها، عَن أَبي حنيفةَ.
(و) من المَجاز أَيضاً: مَاتَ الرَّجُلُ، وهَمَدَ، وهَوَّمَ إِذا (نَام) ، قَالَه أَبو عَمْرو. وَمن الْمجَاز أَيضاً: ماتَت النّارُ مَوْتاً: بَرَدَ رَمادُها، فَلَمْ يَبْقَ من الجَمْر شَيْءٌ.
وماتَ الحَرُّ والبرْدُ: بَاخَ.
وماتَ الماءُ بهاذا المَكان، إِذا نَشَّفَتْهُ الأَرْضُ.
(و) ماتَ الثَّوْبُ (: بَلِيَ) ، وكلُّ ذالكَ على المَثَل.
وعبارَةُ الأَساس: وَمَات الثَّوْبُ: أَخْلَقَ، وماتَ الطَّريقُ: انْقَطَع سُلوكُه، وبلدٌ يَمُوت فِيهِ الرِّيحُ، كَما يُقَالُ: تَهْلِكُ فِيهِ أَشْواطُ الرِّياح. وَمَات فَوْقَ الرَّحْل: اسْتَثْقَلَ فِي نَوْمِه، كلُّ ذَلِك على المَثَل.
وَفِي اللّسان فِي دعاءِ الانْتباه: (الحَمْدُ لله الّذِي أَحيانَا بعد مَا {أَماتَنا وإِلَيْه النُّشُورُ) سَمَّى النَّومَ} موْتاً؛ لأَنّه يزولُ مَعَه العَقْلُ والحَركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لَا تحْقيقاً.
وَقيل: المَوْتُ فِي كَلَام العَرَب يُطْلَقُ على السُّكُون.
وقالَ الأَزْهريّ ومِثلُه فِي المُفْردات لأَبي القَاسم الرَّاغب مَا نَصُّه: الموتُ يَقَعُ على أَنْواعٍ بحَسَبِ أَنواعِ الحَياة؛ فَمِنْهَا مَا هُوَ بإِزاءِ القُوَّةِ النّامِيَةِ المَوْجُودَةِ فِي الحَيَوان والنّباتِ، كقولِه تَعَالَى: {يُحْىِ الاْرْضَ بَعْدَ {مَوْتِهَا} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 50) وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ الحِسِّيَّةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يالَيْتَنِى} مِتُّ قَبْلَ هَاذَا} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 23) .
وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ العَاقِلَة، وَهِي الجَهَالَةُ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَوَ مَن كَانَ {مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 122) {فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ} الْمَوْتَى} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 52) .
وَمِنْهَا: الحُزْنُ والخَوْفُ المُكَدِّرُ للحَية، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ {بِمَيّتٍ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 17) .
وَمِنْهَا: المَنامُ، كقولِه تَعالى: {وَالَّتِى لَمْ} تَمُتْ فِى مَنَامِهَا} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 42) وَقد قِيل: المنامُ: المَوْتُ الخَفيفُ، والمَوْتُ: النَّومُ الثَّقِيلُ.
وَقد يُسْتَعارُ الْمَوْت للأَحوالِ الشَّاقّةِ، كالفَقْرِ، والذُّلِّ، والسُّؤالِ، والهرم، والمَعْصِيَةِ وغيرِ ذالك، وَمِنْه الحَدِيث: (أَوَّل من ماتَ إِبْلِيسُ؛ لأَنّه أَوّلُ من عَصَى) وَفِي حَدِيثِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلَام، (قيلَ لَهُ: إِنَّ هامَانَ قد مَاتَ، فلَقِيَه فسَأَلَ ربَّه، فقالَ لَهُ: أَما تَعْلَمُ أَنَّ من أَفْقَرْتُه فقَدْ {أَمتُّه؟ :) وقَولُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ فِي الحَدِيث: (اللَّبَنُ لَا يمُوت) أَرادَ أَنَّ الصَّبِيَّ إِذا رَضِعَ امْرأَةً مَيّتةً حرُمَ عَلَيْهِ من وَلدِها وقَرابَتِها مَا يَحْرُمُ عليهِ مِنْهُم لَو كَانَت حيَّةً وَقد رَضِعَها، وَقيل: مَعْنَاهُ: إِذا فُصِل اللَّبَنُ من الثَّدْي وأُسْقِيَه الصَّبِيُّ فإِنه يَحْرُم بِهِ مَا يُحْرُم بالرَّضاع، وَلَا يَبْطُل عملُه بمفَارقَة الثَّدْي، فإِنّ كلَّ مَا انْفَصَل من الحَيّ} ميِّتٌ إِلا اللَّبَنَ والشَّعَرَ والصُّوفَ، لِضَرُورةِ الاستِعْمالِ. انْتهى.

(أَو المَيْتُ، مُخَفَّفَةً: الَّذِي ماتَ) بالفِعْل.
(والمَيِّتُ) ، مشدّدة، (والمَائِتُ) ، على فَاعل: (الَّذِي لم يَمُتْ بَعْدُ) ، ولاكنه بصَدَدِ أَن يَمُوت.
قَالَ الخليلُ: أَنشَدني أَبو عَمْرو:
أَيا سَائِلي تَفْسِيرَ مَيْتٍ ومَيِّتٍ
فَدُونك قد فَسَّرْتُ إِن كُنْتَ تَعْقِلُ
فمَن كَانَ ذَا رُوحٍ فذالك مَيِّتٌ
وَمَا المَيْتُ إِلاّ مَن إِلى القَبْرِ يُحْمَلُ
وَحكى الجوهريّ عَن الفرّاءِ: يُقال لِمَنْ لم يَمُتْ: إِنّه مائِتٌ عَن قليلٍ، ومَيِّتٌ، وَلَا يَقُولون لمن مَاتَ: هَذَا مَائِتٌ.
قيل: وَهَذَا خَطَأُ، وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُح لما قَدْ ماتَ وَلما سَيَمُوت، قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قلتُ: وَمن هُنا أَخَذَ صاحبُ القَامُوس مَا جَعَله تَحْقِيقاً، وَقد تَحامَل عَلَيْهِ شيخُنا فِي شَرْحه. وجَمَعَ بَين اللُّغَتَين عدِيُّ بنُ الرَّعْلاءِ فَقَالَ:
لَيْسَ من ماتَ فاسْتراحَ بِمَيْت
إِنّما {المَيْتُ} ميِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّما {المَيْتُ من يَعِيشُ شَقِيّاً
كاسِفاً يُمَصَّصُون ثِماداً
فأُناسٌ يُمَصَّصُون ثِماداً
وأُناسٌ حُلُوقُهم فِي الماءِ
فجعلَ المَيْتَ} كالمَيِّتِ.
وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ أَهلُ التَّصْرِيف: مَيِّتٌ كأَنَّ تَصْحِيحَه {مَيْوِتٌ على فَيْعل، ثمَّ أَدْغَمُوا الواوَ فِي الياءِ، قَالَ: فَرُدَّ علَيْهِم، وقِيل: إِنْ كَانَ كَمَا قُلْتُم فيَنْبَغِي أَن يكونَ مَيِّتٌ على فَعِّل، فَقَالُوا: قد عَلمنا أَنّ قياسَه هاذا، ولاكِنّا تَركْنا فِيهِ القياسَ مَخافَةَ الاشتباهِ، فردَدْناه إِلى لَفْظِ فَيْعِل، لأَنّ ميِّت على لَفْظِ فَيْعِلٍ.
وَقَالَ آخَرُونَ: إِنّما كَانَ فِي الأَصْل مَوْيِت مثل سيِّدٍ وسَوْيِدٍ، فأَدْغَمْنا الياءَ فِي الْوَاو، ونَقَلْناه، فقُلْنا: مَيِّت.
وَقَالَ بَعضهم: قيل: مَيْتٌ وَلم يَقُولوا: مَيِّتْ؛ لأَنَّ أَبنية ذَواتِ العِلَّة تُخالِفُ أَبنيةَ السَّالِم.
وَقَالَ الزجّاج: المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشديد، إِلَّا أَنَّه يُخَفَّف، يُقَال: مَيْتٌ} ومَيِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد، ويَستَوِى فِيهِ المذكَّرُ والمُؤَنَّث، قَالَ تَعَالَى: {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {مَّيْتاً} (سُورَة الْفرْقَان الْآيَة: 49) وَلم يَقُل} مَيْتَةً، انْتهى.
وَقَالَ شَيْخُنا بعد أَن نَقَلَ قولَ الخليلِ عَن أَبي عَمْرو مَا نصُّه: وعَلى هَذِه التَّفْرقة جماعةٌ من الفُقَهاءِ والأُدباءِ، وعندِي فِيهِ نَظَرٌ؛ فإِنهم صَرّحوا بأَنّ المَيْتَ مخفَّفَ الياءِ مأَخُوذٌ ومُخَفَّفٌ من المَيِّتِ المُشَدّد، وإِذا كَانَ مأْخُوذاً مِنْهُ فَكيف يُتَصَوَّرُ الفرقُ فيهمَا فِي الإِطْلاقِ، حتَّى قَالَ العَلاّمة ابْن دِحْيَة فِي كتاب التَّنْوِير فِي مولِد البَشِير النَّذِيرِ: بأَنَّه خطأٌ فِي القياسِ ومُخالِفٌ للسّماع، أَما القياسُ: فإِن (مَيْت) المُخَفَّفَ إِنما أَصْلُه مَيِّتٌ المُشَدّد، فخُفِّف، وتَخفيفُه لم يُحْدِث فِيهِ مَعْنًى مخالِفاً لمعناه فِي حَال التَّشْديدِ، كَمَا قَالَ: هَيْنٌ وهيِّن ولَيْنٌ ولَيِّن، فَكَمَا أَن التَّخْفِيفَ فِي هيِّن ولَيِّنٍ لم يُحِلْ مَعْنَاهُمَا، كذالك تخفيفُ مَيِّتٍ. وأَما السَّماع فإِنّا وَجَدْنا العربَ لم تَجْعَل بينَهُما فَرْقاً فِي الاستعمالِ، وَمن أَبْيَنِ مَا جاءَ فِي ذَلِك قَوْلُ الشّاعر:
لَيْسَ منْ ماتَ فاسْتَراحَ بِمَيْت
نّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ
وَقَالَ آخر:
أَلا يَا لَيْتَنِي والمَرْءُ مَيْتُ
وَمَا يُغْنِي عَن الحَدَثانِ لَيْتُ
فَفِي البيتِ الأَوّل سَوّى بيْنَهُما، وَفِي الثّاني جعَلَ المَيْتَ المُخَفَّفَ للحَيِّ الَّذِي لم {يَمُتْ، أَلاَ تَرى أَنّ مَعْنَاهُ: والمرءُ} سَيَمُوت، فجَرَى مَجْرَى قولهِ: {إِنَّكَ {مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ} مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قَالَ شيْخُنا: رَأَيْتُ فِي المِصْباح فَرْقاً آخر، وَهُوَ أَنّه قَالَ: المَيْتَةُ من الحَيَوانِ جمعهَا {مَيْتات، وأَصلُها مَيِّتَة بالتَّشْدِيد، قيل: والتُزِم التَّشْديدُ فِي مَيِّتَةِ الأَناسِيّ؛ لأَنّه الأَصلُ، والْتُزِم التَّخفِيف فِي غير الأَناسِيِّ فَرْقاً بينَهُما؛ ولأَن استعمالَ هاذه أَكثرُ فِي الآدِمّيات، وكانتْ أَوْلى بالتَّخْفِيفِ.
(ج:} أَمْواتٌ {ومَوْتَى،} ومَيِّتُونَ {ومَيْتُونَ) .
قَالَ سيبويهِ: كانَ بابُه الجمعَ بالواوِ والنّون؛ لأَنّ الهاءَ تدخل فِي أُنثاه كثيرا، لاكنّ فَيْعَلاً لمّا طابق فاعِلاً، فِي العِدّة والحَرَكةِ والسّكون، كَسَّروه على مَا قَدْ يُكَسَّر عَلَيْهِ فاعِلٌ؛ كشاهدٍ وأَشهادٍ، والقولُ فِي} مَيْتٍ كالقَوْل فِي {ميِّتٍ لأنّه كالقول فِي مخَفَّفٍ مِنْهُ.
وَفِي المصْباح: مَيْتٌ} وأَمْواتٌ كبَيْتٍ وأَبْياتٍ.
(وَهِي) الأُنْثى ( {مَيِّتَةٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، (} ومَيْتَةٌ) ، بالتَّخفيف، (! ومَيِّتٌ) ، مُشَدّداً بِغَيْر هاءٍ، ويُخَفّف، والجمعَ كالجَمْعِ.
قَالَ سيبويهِ: وافقَ المُذَكَّر كَمَا وافَقَه فِي بعضِ مَا مَضَى، قالَ: كأَنّه كُسِّرَ معيْت، وَفِي التَّنْزِيلِ: الْعَزِيز {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {ميْتاً} (سُورَة الْفرْقَان، الْآيَة: 49) .
قَالَ الزَّجّاج: قَالَ: ميْتاً؛ لأَنّ البَلْدَة والبَلَدَ واحدٌ، وَقَالَ فِي محلَ آخرَ المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشْدِيدِ، إِلا أَنّه يُخَفّف، يقالُ: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعْنى واحدٌ، ويستوى فِيهِ المُذَكّر والمُؤَنّث.
(} والمَيْتَةُ: مَا لَمْ تلْحقْهُ الذَّكاةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
والمَيْتة: مَا لَمْ تُدْرَكح تَذْكِيَتُه.
وَقَالَ النَوويّ فِي تَهذيبِ الأَسماءِ واللّغات: قَالَ أَهلُ اللّغةِ والفقهاءُ: الميْتَةُ: مَا فارقَتْه الرُّوحُ بِغَيْر ذَكاة، وَهِي مُحَرَّمةٌ كُلُّها إِلاّ السَّمَكَ والجَراد فإِنَّهما حلاَلانِ بإِجْماع المُسْلِمينَ.
وَفِي الْمِصْبَاح: المرادُ {بالمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ: مَا ماتَ حَتْفَ أَنْفِه، أَو قُتِلَ على هَيْئَةٍ غيرِ مَشْروعة، إِمّا فِي الفاعِلِ أَو فِي المَفْعُول.
قَالَ شيخُنا: فَقَوله: فِي عُرْفِ الشَّرعِ، يُشيرُ إِلى أَنّه لَيْسَ لُغَةً مَحْضَةً، وَنسبه النَّووِيّ للفُقهاءِ وأَهلِ اللّغةِ إِمّا مُرادَفةً، أَو تَخْصِيصاً، أَو نَحْو ذالك. مِمَّا لَا يَخْفى.
(و) المِيتَةُ، (بالكَسْرِ، للنَّوْعِ) من الموْت.
وَفِي اللِّسَان: المِيتَ: الحالُ من أَحْوالِ المَوْتِ، كالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ، يُقَال: ماتَ فلانٌ مِيتَةً حَسَنَةً، وَفِي حديثِ الفِتَنِ (فَقَدْ ماتَ} مِيتَةً جاهِلِيَّةً) هِيَ بالكَسْرِ: حالةُ المَوْتِ، أَي كَمَا يَمُوت أَهلُ الجَاهِليّة من الضَّلالِ والفُرْقةِ، وجَمعُها {مِيَتٌ.
(و) قَوْلهم: (مَا} أَمْوَتَه، أَي مَا! أَمْوَتَ قَلْبَه؛ لأَنَّ كلَّ فِعْل لَا يَتَزَيَّدُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْه) تَبِع فِيهِ الجَوْهَرِيَّ وغيرَه، وَهُوَ إِشارةٌ إِلى أَنّه يَبْبَغي أَن يُحْمَلَ على مَوْتِ القَلْبِ؛ لأَنَّ الموتَ لَا يُتَعجَّبُ مِنْه؛ لأَنَّ شرطَ التَّعَجُّب أَن يكونَ مِمَّا يَقْبلُ الزّيادةَ والتّفاضُلَ، وَمَا لَا يَقْبَلُ ذَلِك {كالمَوْتِ والفَناءِ والقَتْل لَا يجوزُ التَّعجُّبُ مِنْهُ، كَمَا عُرف فِي العَربِيَّة.
(} والمُواتُ، كغُراب: المَوْتُ) مُطلقًا، وَمِنْهُم من خَصَّه {بالموتِ يَقَعُ فِي الماشِيَةِ كَمَا يأْتي.
(و) من المجازِ: أَحيَا الله البلدَ الميِّتَ، وَهُوَ يُحْيِي الأَمْواتَ.
} والمَوَاتُ هُوَ (، كسَحَابٍ: مالاَ رُوحَ فيهِ،) .
(وأَرضٌ) مَواتٌ: (لَا مَالِكَ لَهَا) من الآدَمِيِّينَ، وَلَا يُنْتَفعُ بِها، وَزَاد النَّوَويّ: وَلَا ماءَ بهَا، كَمَا يُقال: أَرْضٌ مَيِّتَةٌ.
( {والموَتانُ بالتَّحرِيكِ: خلافُ الحَيَوانِ، أَو أَرْضٌ لم تُحْيَ بَعْدُ) ، وَهُوَ قَول الفرّاءِ، وَقَالُوا: حُرِّك حَمْلاً على ضِدّه وَهُوَ الحَيَوان، وكِلاهُما شاذَ؛ لأَن هاذا الوَزنَ من خصائصِ المصَادِرِ، فاستعمالُه فِي الأَسماءِ على خلافِ الأَصْل، كَمَا قُرِّرَ فِي التَّصْريفِ.
وَفِي اللِّسان:} الموَتَانُ من الأَرْضِ: مَا لمْ يُسْتَخْرَجْ وَلَا اعْتُمِرَ، على المَثَل، وأَرضٌ مَيِّتَةٌ ومَوَاتٌ، من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: ( {مَوَتَانُ الأَرْضِ لله ولِرَسُولِه، فَمن أَحْيَا مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ لَه) المَوَاتُ من الأَرْضِ مثلُ} المَوَتَانِ، يَعني {مَواتَها الَّذِي ليسَ مِلْكاً لأَحَد. وَفِيه لُغتانِ: سُكونُ الواوِ، وفَتْحُها مَعَ فتحِ الْمِيم.
وَفِي الحَدِيث: (من أَحْيَا} مَوَاتاً فَهُوَ أَحَقُّ بهِ) المَوَاتُ: الأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ وَلم تُعْمَرْ، وَلَا جَرَى عَلَيْهَا مِلْكُ أَحَدٍ، وإِحْياؤُها: مُباشَرَةُ عِمارَتِها، وتَأْثِيرُ شَيْءٍ فِيهَا.
ويُقالُ: اشْتَرِ المَوَتَانَ، وَلَا تَشْتَرِ الحَيَوانَ، أَي اشْتَرِ الأَرَضينَ والدُّورَ، وَلَا تَشْتَرِ الرّقيقَ والدَّوابَّ.
وَيُقَال: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ، وَهُوَ الَّذِي يَبِيعُ المَتاعَ، وكلَّ شيْءٍ غيرِ ذِي رُوحٍ، وَمَا كَانَ ذَا روح فَهُوَ الحَيَوانُ. (و) {المُوتَان} والمُوَاتُ (، بالضّمّ: مَوْتٌ يَقَعُ فِي المَاشِيَةِ) والمالِ (ويُفْتحُ) وهاذا نَقَلَه أَبو زَيْد فِي (كتاب خبئة) عَن أَبي السَّفَرِ، رَجُلٍ من تميمٍ.
وقالَ الفرّاءُ: وقَعَ فِي المَال مَوْتانٌ ومُوَاتٌ، وَهُوَ المَوْتُ، وَفِي الحَدِيث (يكونُ فِي النّاس مُوتَانٌ كقُعاصِ الغَنَمِ) ، وَهُوَ بوَزْنِ البُطْلان: الموتُ الكثيرُ الوُقوعِ، وَزَاد ابْن التِّلِمْسانِيّ أَنّ الضَّمَّ لُغةُ تميمٍ، والفَتْح لغةُ غيرِهم.
قلتُ: وَهُوَ يُخالِف مَا نَقَله أَو زيدٍ عَن رَجخل من بني تَميمٍ، كَمَا تقدم.
(و) من المَجاز: أَماتَ الرَّجُلُ: ماتَ وَلَدُه، وَعبارَة الأَساس: وأَماتَ فُلانٌ بَنِينَ: مَاتُوا لَهُ، كَمَا يُقَال: أَشَبَّ (فلَان) بَنِينَ: (إِذا) شَبُّوا لَهُ، وَفِي الصّحاح: أَماتَ الرَّجُلُ: إِذا ماتَ لَهُ ابنٌ أَو بَنُون.
و (أَماتَتِ المَرْأَةُ والنَّاقَةُ) ، إِذا (ماتَ وَلَدُها) ، قالَ الجَوْهَرِيّ: مَرْأَة {مُمِيتٌ} ومُمِيتَةٌ: مَاتَ وَلَدُها، أَو بَعْلُها، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ إِذا ماتَ وَلَدُها، والجمعُ مَمَاوِيتُ.
(و) من المَجازِ: يُقَال: ضَرَبْتُه {فَتَماوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
و (} المُتَماوِتُ) : من صفةِ (النَّاسِكِ المُرائِي) الَّذِي يُظْهِرُ أَنه {كالمَيِّتِ فِي عِباداتِه رِياءً وسُمْعَةً، قالُوا: هُوَ الَّذِي يُخْفِي صَوْتَه، ويُقِلُّ حَرَكاتِه، كأَنّه ممّن يَتَزَيّا بزِيِّ العُبَّادِ، فكأَنّه يَتَكَلَّفُ فِي اتّصافِه بِمَا يَقْرُبُ من صِفاتِ الأَمواتِ، ليُتَوَهَّمَ ضَعْفُه من كثرةِ العِبادَةِ.
وَفِي الأَساس: يقَالُ: فلانٌ} مُتَماوِتٌ، إِذا كَانَ يُسَكِّنُ أَطْرَافَه رِيَاءً.
وَفِي اللّسان: قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمّاد: سَمِعْتُ ابنَ المُبارَكِ يَقُول:! المُتَماوِتُون: المُراءُونَ. وَفِي حَدِيث أَبي سَلَمةَ: (لم يَكُنْ أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُتَحَزّقِينَ وَلَا {مُتَماوِتِينَ) يُقَال:} تَماوَتَ الرَّجُلُ إِذا أَظهَر من نَفْسِه التَّخَافُتَ والتَّضاعُفَ من العِبادَةِ والزُّهْدِ والصَّوْمِ، وَمِنْه حديثُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ (رأَى رَجُلاً مُطَأْطِئاً رأْسَه فقالَ: ارْفَعْ رأْسَكَ فإِنّ الإِسْلامَ ليْسَ بِمَرِيض) (ورأَى رَجُلاً مُتَماوِتاً فقالَ: لَا {تُمِتْ عَلَيْنا دِينَنَا} أَماتَكَ الله) . وَفِي حديثِ عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا (نَظَرتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يَموتُ تَخَافُتاً فقالَتْ: مَا لهذَا؟ قيل: إِنّه من القُرّاءِ، فَقَالَت: كَانَ عُمَرُ سيِّدَ القُرّاءِ، كَانَ إِذا مَشَى أَسْرَعَ (وإِذا قَالَ أَسْمَعَ) وإِذا ضَرَبَ أَوْجَعَ) .
وَيُقَال: ضَرَبْتُه {فتَمَاوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
(و) من المَجازِ قولُهم: (رَجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ) أَي (بَلِيدٌ) غيرُ ذَكِيَ وَلَا فَهِمٍ، كأَنَّ حَرارَةَ فَهْمِهِ بَرَدَتْ} فماتَتْ.
وَفِي الأَساس: رجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ لم يَكُنْ حَرِكاً حَيَّ القَلْبِ.
(وَهِي بهاءٍ) ، يُقَال: امرأَةٌ {مَوْتَانَةُ الفُؤاد.
(و) من المَجازِ: وبِهِ} مُوتَةٌ، (! المُوتَةُ، بالضَّمِّ: الغَشْيُ) وفُتُورٌ فِي العَقْل، (والجُنُونُ) ؛ لأَنّه يَحْدُث عَنهُ سُكونٌ كالمَوْتِ.
وَفِي اللِّسَان: المُوتَةُ: جِنْسٌ من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَرِي الإِنْسانَ، فإِذا أَفاقَ عادَ إِلَيْه عَقْلُه، كالنّائمِ والسَّكْرانِ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان يَتَعَوَّذُ بِاللَّه من الشَّيْطانِ وهَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه، فَقيل لَهُ: مَا هَمْزُه؟ قالَ: المُوتَةُ) .
قَالَ أَبُو عُبيدٍ: المُوتَة: الجُنُون، يُسَمَّى هَمْزاً؛ لأَنّه جَعَلَه من النَّخْسِ والغَمْزِ، وكلُّ شيْءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: المُوتَةُ: الَّذِي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غَيْرِه، ثمَّ يُفِيقُ.
وَقَالَ اللِّحْيانيّ: المُوتَةُ: شِبْهُ الغَشْيَةِ.
(و) {مُؤْتَةُ بالهَمْزَةِ: اسْمُ (أَرْضٍ بالشَّام) ، وَقد جاءَ ذِكحرُه فِي الحَدِيثِ (وذُكهر فِي مأَت) وإِنّما أَعادَه هُنَا إِشارةً إِلى أَنّه قد رَوَاهُ غيرُ واحدٍ من أَهل الغَرِيبِ بِغَيْر هَمْزٍ، فَفِي المِصْباح: مُؤْتَةُ، بالهَمْزِ، وِزَانُ غُرْفة، ويَجُوز التّخفيفُ: قَرْيَةٌ من البلْقاءِ بطَرِيقِ الشامِ الَّذِي يخْرُج مِنْهُ أَهلُه للحِجاز، وَهِي قَريبَةٌ من الكَرَكِ.
(وذُو المُوتَةِ: فَرَسٌ لبَنهي أَسَدٍ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَمثله للصّاغانيّ، والصّوابُ: لبَنِي سَلُولَ، كَمَا حقَّقَه ابنُ الكَلْبِيّ، من نَسْلِ الحَرُون، كَانَ يأْخُذُه شِبْهُ الجُنُونِ فِي الأَوْقات، قَالَ ابنُ الكَلْبيّ: وكانَ إِذا جَاءَ سَابِقاً أَخَذَتْه رِعْدَةٌ فيَرْمِي نَفْسَه طَوِيلاً، ثمَّ يَقُوم فيَنْتَفِض ويُحَمْحِمُ، وَكَانَ سَابق النَّاس، فأَخَذَهُ بِشْرُ بن مَرْوانَ بالكُوفَةِ بأَلْفِ دِينارٍ، فبَعَثَ بِهِ إِلى عبد المَلِكِ.
(و) من المَجاز: (} المُسْتَمِيتُ: الشُّجاعُ الطَّالِبُ {للمَوْتِ) ، على حدّ مَا يجِىءُ عَلَيْهِ بَعْضُ هَذَا النَّحْوِ.
وَفِي اللِّسَان: المُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الَّذِي لَا يُبالهي فِي الحَرْبِ من المَوتِ، وَفِي حَدِيث بَدْرٍ: (أَرَى القَوْمَ} مُسْتَمِيتِينَ) أَي مُسْتَقْتِلِينَ، وهم الَّذين يُقاتِلُون على المَوْت.
(و) المُسْتَمِيتُ (: المُسْتَرْسِلُ للأَمْرِ) ، قَالَ رُؤْبَة:
وزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ
واللَّيْلُ فوقَ الماءِ! مُسْتَمِيتُ
وَفِي الأَساس: فِي الْمجَاز: وهُوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذا: مُسْتَهْلِكٌ إِليه يَظُنُّ أَنّه إِن لم يَصِلْ إِليه ماتَ. وَفِيه فِي الْحَقِيقَة: وفُلانٌ مُسْتَمِيتٌ: مُسْتَرْسِلٌ للمَوْتِ، كمُسْتَقْتِلٍ.
{واسْتَمِيتُوا صَيْدَكُم، ودَابَّتَكُم، أَي انْتَظِرُوا حَتَّى تَتَبَيَّنُوا أَنّه ماتَ.
(و) المُسْتَمِي: (غِرْقِيىءُ البَيْضِ) ، قَالَ:
قَامَتْ تريكَ بَشَراً مَكْنُونَا
كغرْقِىءِ البَيْضِ} اسْتَماتَ لِينَا
أَي ذَهَبَ فِي اللِّينِ كُلَّ مَذْهَبٍ، كَمَا سَيَأْتِي.
(و) القَومُ ( {أَماتُوا) ، إِذا (وَقَعَ المَوْتُ فِي إِبِلهِمْ) .
(و) } أَماتَ الله (الشَّيْءَ) و (مَوَّتَه) ، بالتَّشْدِيدِ للمُبالَغَة، قَالَ الشَّاعِر:
فَعُرْوَةُ ماتَ {مَوْتاً مُسْتَرِيحاً
فها أَنَذَا} أُمَوَّتُ كُلَّ يوْمِ
(و) من المَجازِ: أَماتَ (اللَّحْمَ) ومَوّتَهُ، إِذا (بالَغَ فِي نُضْجِهِ وإِغْلائِه) .
{وأُمِيتَتِ الخَمْرُ: طُبِخَتْ، وسَكَنَ غَلَيانُها، وَفِي حَدِيثِ البَصَلِ والثُّومِ ((من أَكلَهما) } فَلْيُمِتْهُما طَبْخاً) أَي يُبالغ فِي نُضْجِهما وطَبْخِهما؛ لتَذْهَبَ حِدَّتُهما ورائِحَتُهما.
(و) من المَجازِ أَيضاً: فلَان {يُمَاوِتُ قِرْنَه، (} المُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ) والمُثَابَتَةُ.
( {واسْتَماتَ) الرَّجُلُ، (: ذهَبَ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ كُلَّ مَذْهَبٍ، قَالَ:
وإِذْ لَمْ أُعْطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ولَمْ أُضِعْ سِهَامَ الصِّبَا} للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يَعْنِي الَّذِي اسْتَماتَ فِي طَلَبِ الصِّبَا واللَّهْوِ والنِّساءِ، كلّ ذَلِك عَن ابْن الأَعْرابيّ.
وَقَالَ: سْتَماتَ الشَّيْءُ فِي اللِّينِ والصَّلابَةِ: ذَهَبَ مِنْها كُلَّ مَذْهَبٍ.
(و) اسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا (سَمِن بعدَ هُزَال) ، عَن ابْن الأَعرابي (والمَصْدَرُ {الاسْتِماتُ) وأَنشد:
أَرَى إِبِلِي بَعْدَ} اسْتِماتٍ ورَتْعَةٍ
تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخِرَ اللَّيْلِ نِيبُها جاءَ بهِ على حَذْفِ الهاءِ مَعَ الإِعْلالِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِقَامَ الصَّلواة} (سُورَة الْأَنْبِيَاء، الْآيَة: 73) .
وَفِي الأَساسِ: فِي الْمجَاز: {واسْتَماتَ الشَّيْءُ اسْتَرْخَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} مَوَّتَتِ الدَّوابُّ: كثرَ فِيهَا المَوْتُ.
وماتَ الرَّجُلُ، إِذا خَضَعَ لِلْحَقِّ.
واسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا طَابَ نَفْساً بِالمَوْتِ.
{والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَجَانُّ وليسَ بِمَجْنُونٍ.
والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَخَاشَعُ ويَتَواضَعُ لهَذَا حتّى يُطْعِمَه، وَلِهَذَا حتّى يُطْعِمَه، فإِذا شَبِعَ كَفَرَ النِّعْمَةَ.
وَيُقَال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم، أَي انْظُرُوا أَماتَ أَم لَا؛ وَذَلِكَ إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ فِي مَوْتِه.
وَقَالَ ابْن المُبارك: المُسْتَميتُ: الَّذِي يُرِى من نَفْسِه الخَيْرَ والسُّكونَ وَلَيْسَ كَذَلِك.
وشيْءٌ مَوْمُوتٌ: مَعْرُوف، وَقد ذُكِرَ فِي أَمت.
وَيُقَال: اسْتَماتَ الثَّوْتُ ونَامَ، إِذا بَلِيَ.
وَمن المجازِ: فلانٌ} مائِتٌ من الغَمِّ ويَمُوتُ من الحَسَدِ.
ومَوْتٌ مائِتٌ: شَديدٌ.
وأَبو بَكْرٍ يَمُوتُ بن المُزَرّع بن يَمُوتَ العَبحديّ، مُحَدِّث، واسْمه مُحَمّد، ولقبُه يَمُوتُ.
{وتَمُوتُ، بالفوقيّة: امرأَةٌ قَالَ فِيهَا أَبُوها أَبو فِرْعَوْنَ:
سَمَّتْتُها إِذْ وُلِدَتْ تَمُوتُ
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ
ليْسَ لمن ضُمِّنَهُ تَرْبِيتُ
موت
ماتَ يَمُوْتُ. ومَيتٌ أصْلُه مَيْوِتٌ، ويقولونَ: مَيْت. والمَيْتَةُ: ما لم تُدْرَكْ ذَكاتُه. والمِيْتَةُ: المَوْت. والمَوْتَةُ: الواحِدَةُ منه، والمُوْتَانُ والمُوَاتُ كذلك. ومُوْتَانُ الأرْضِ: التي لم تُعْمَرْ بَعْدُ. والمَوَاتُ: ما لم يَكُنْ ذا رُوْحٍ. والمَوَتَانُ مِثْل المَوَاتِ في الأرْضِ. والمُوْتَةُ: الجُنُوْنُ. ومُؤْتَةُ: اسْمُ أرْض. وهو مُسْتَمِيْتٌ إلى كذا: أي يَظُن أنه إنْ لم يَصِلْ إليه ماتَ. وقيل: هو الخاضِعُ الذَّلِيْلُ، واسْتَمَاتَ الشيْءُ: اسْتَرْخَى. وقيل: هو الذي يَتَجَانُ وليس بمَجْنُوْنٍ. والمُسْتَقْتِلُ في الحَرْبِ. والمُوْتَةُ في الكلامِ: فُتُوْر وضَعْفٌ؛ منه.
ورَجُل مَوْتَانُ الفُؤادِ: إذا لم يَكنْ حَرِكاً. والمُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ في الحَرْب. وناقَةٌ مُمِيْتٌ ومُمِيْتَةٌ: تَمُوْتُ أولادُها. وأمَاتَ فلانٌ بَنِيْنَ: أي ماتَ له بَنُوْنَ. وأمَاتَ الناسُ: وَقَعَ المَوتُ في إبِلِهم. ومَوْتٌ مائتٌ: شَدِيْد. وهو يَمَاتُ من الوَجَعِ: إذا اشْتَدَّ وَجَعُه.

موت

1 مَاتَ, aor. ـُ (inf. n. مَوْتٌ; Msb,) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, like خَافَ, originally خَوِفَ, MF) [sec. per. مِتَّ,] aor. ـَ (S, K,) which latter is of the dial. of Teiyi; (TA;) and مَاتَ, (in which the medial radical letter is originally ى, like بَاعَ, MF) aor. ـِ (K,) a form which some have disapproved; (MF;) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, Kr,) sec. Pers\. مِتَّ, aor. ـُ like دَامَ, (originally دَوِمَ, Kr,) aor. ـُ (Kr, Msb, &c.,) and like the sound verbs نَعِمَ, aor. ـْ and فَضِلَ, aor. ـْ (TA,) of the class of words in which two dial. forms are intermixed; (Msb;) He died; contr. of حَيِى. (K,) b2: [مَاتَ عَنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ He died having passed away from, i. e. leaving behind him, sons and daughters. And مَاتَ عَنْ ثَمَانِينَ سَنًة He died having passed beyond eighty years; i. e. being eighty years old.] b3: اللَّبَنُ لَا يَمُوتُ [The milk will not die], in a saying of 'Omar, in a trad., means, that if a child sucks the milk of a dead woman, it becomes unlawful for him afterwards to marry any of her relations who would be unlawful to him if he sucked her milk while she was living: or it means, that, if milk taken from the breast of a woman is given to a child to drink, and he drinks it, the consequence is the same; that the effect of the milk in producing this consequence is not annulled by its separation from the breast; for whatever is separated from a living being is termed ميت, or dead, except the milk and hair and wool on account of the necessity of making use of these. (TA.) b4: مَاتَتِ الأَرْضُ, inf. n. مَوَتَانٌ and مَوَاتٌ, (tropical:) The land became destitute of cultivation and of inhabitants. (Msb.) b5: مَاتَ (tropical:) It (soil) became deprived of vegetable life. Hence an expression in the Kur, xxx. 18. (Az, Er-Rághib.) b6: مَاتَ (tropical:) He became deprived of sensation; [dead as to the senses]. So in the Kur, xix. 23: [but this appears to me doubtful]. (Az, Er-Rághib.) b7: مَاتَ (tropical:) He became deprived of the intellectual faculty; [intellectually dead;] or ignorant. Hence an expression in the Kur, vi. 122; and another in the Kur, xxvii. 82; and xxx. 51. (Az, Er-Rághib.) b8: مَاتَ (tropical:) [He became as though dead with grief, or sorrow, and fear;] he experienced grief, or sorrow, and fear, that disturbed his life. Hence what is said in the Kur, xiv. 20. (Az, Er-Rághib.) b9: مَاتَ (tropical:) He or it, was or became, still, quiet, or motionless. (K.) b10: ماتَتِ الرِّيح (tropical:) The wind became still, or calm. (TA.) b11: مَاتَ (tropical:) He slept. (AA, K.) b12: مَاتَتِ النَّارُ, inf. n. مَوْتٌ, (tropical:) [The fire died away;] the ashes of the fire became cold, or cool, and none of its live coals remained. (TA.) b13: مَاتَ (tropical:) It (heat or cold) became assuaged. (TA.) b14: مَاتَ (tropical:) It (water) became dried up by the earth. (TA.) b15: مَاتَ (and ↓ استمات, TA.) (tropical:) It (a garment, TA,) wore out; became worn out. (A, K.) b16: مات (tropical:) It (a road) ceased to be passed along. (TA.) b17: بَلَدٌ تَمُوتُ فِيهِ الرِّيحُ [A town, or country, &c., in which the wind becomes broken, or loses its force]. (TA.) b18: مَاتَ فُوقُ الرَّجُلِ (tropical:) The man slept heavily; became heavy in his sleep. (TA.) b19: يَمُوتُ مِنَ الحَسَدِ (tropical:) [He dies, or will die, of envy]. (TA.) b20: مَاتَ (tropical:) He became poor; was reduced to poverty: he became a beggar. (TA.) b21: (tropical:) He became base, abject, vile, despicable, or ignominious. (TA.) b22: (tropical:) He became extremely aged, old and weak, or decrepit. (TA.) b23: (tropical:) He became disobedient, or rebellious. Iblees is said, in a trad., to be أَوَّلُ مَنْ مَاتَ because he was the first who became disobedient, or rebellious. (TA.) b24: مَاتَ (assumed tropical:) He (a man) became lowly, humble, or submissive, to the truth. (TA.) 2 مَوَّتَتِ الدَّوَابُّ The beasts of carriage died in great numbers; or deaths amongst them were frequent. (TA.) b2: See 4.3 مَاْوَتَ [ماوتهُ,] inf. n. مُمَاوَتَةٌ, He vied with him in patience, (K,) and in firmness, or steadiness, or the like. (TA.) [In the K, the inf. n. is expl. by مُصَابَرَة; and in the TA, by مُثَابَتَة also.]4 اماتهُ and ↓ موّتهُ (but the latter has an intensive signification, S,) He (God) caused him to die; put him to death; killed him. (S, K.) b2: امات (tropical:) He (a man) lost a son, or sons, by death. (ISk, S.) b3: امات فُلَانٌ بَنِينَ Such a man lost sons by death. (A.) b4: اماتت She (a woman, AO, S, K, and a camel, S, K.) lost her offspring by death. (S, K.) b5: اماتوا Death [or a mortal disease] happened among their camels. (K.) b6: مَا أَمْوَتَهُ signifies مَا أَمْوَتَ قَلْبَهُ [(tropical:) How dead is his heart !] for one does not wonder at any action that does not increase: (S, K:) therefore what is here meant is not literally death. (TA.) b7: اماتهُ (tropical:) He (God) rendered him poor; reduced him to poverty. (TA, from a trad.) b8: اماتهُ (tropical:) He [or it] caused him to sleep. Ex., in a prayer said on awaking, الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا Praise be to God who hath awaked us after having caused us to sleep ! (L.) b9: يُمِيتُ اللَّيْلَ (assumed tropical:) He sleeps during the night. (W, p. 9.) b10: امات اللَّحْمَ, (and ↓ موّتهُ, TA,) He took extraordinary pains in thoroughly cooking, and in boiling, the meat. (K.) And in like manner, onions, and garlic, so as to deprive them of their strong taste and odour. (TA.) b11: أُمِيتَتِ الخَمْرُ The wine was cooked, and ceased to boil. (TA.) b12: [اماتهُ is also employed in various other senses, agreeably with the senses of the primitive verb.]6 ضَرَبْتُهُ فَتَمَاوَتَ (tropical:) I beat him and he feigned himself dead, being alive. (TA.) b2: (tropical:) He pretended to be weak and motionless by reason of acts of devotion and fasting: [see the act. part. n. below]. (TA.) 10 استمات [He sought death: &c.: see مُسْتَمِيتٌ]. b2: إِسْتَمِيتُوا صَيْدَكُمْ, and دَابَّتَكُمْ, Wait until ye ascertain that your game, and your beast of carriage, has died. (A.) b3: استمات [properly, He sought, or courted, death;] i. q. استقتل; (S, K; in art. قتل;) meaning he cared not for death, by reason of his courage. (JM, in art. قتل.) b4: استمات (assumed tropical:) He (a man) was pleased with death; content to die. (TA.) b5: استمات (assumed tropical:) He (a man, TA.) tried every way, or did his utmost, in seeking a thing. (IAar, K.) b6: استمات, inf. n. إِستِمَاتٌ, (occurring thus with the final ة elided, (TA,) (assumed tropical:) He (a man, and a camel, IAar,) became fat after having been emaciated, (IAar, K.) b7: استمات (tropical:) It (a thing) became relaxed, loose, or flabby. (A.) b8: استمات لِينًا (assumed tropical:) It attained the utmost degree of softness: said of a fine skin, that is likened to the thin pellicle that adheres to the white of an egg: and of other things, as also استمات فِى اللِّينِ: and in like manner, فِى الصَّلَابَةِ, in hardness. (TA.) See مُسْتَمِيتٌ b9: And see 1.

مَوْتٌ (and ↓ مَوَتَانٌ, TA,) Death; lifelessness; contr. of حَيَاةٌ: (S, TA:) as also ↓ مُوَاتٌ, (S, K,) and ↓ مَمَاتٌ. [Occurring in the Kur, vi. 163, xvii. 77, and xlv. 20,] (S, * TA, in art. حى, and Jel, in vi. 163.) [See also مُوتَانٌ, below: and see 1.] Or ↓ مَوَتَانٌ, signifies much death, like as حَيَوَانٌ signifies much life. (Msb, in art. حى.) b2: المَوْتُ الأَبْيَضُ, and الجَارِفُ, and اللَّافِتُ, and الفَاتِلُ, Sudden death. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b3: المَوْتُ الأَحْمَرُ Death by slaughter with the sword. (IAar, in T, TA, art. فلت.) b4: المَوْتُ الأَسْوَدُ Death by drowning, and by suffocation. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b5: بَنَاتُ المَوْتِ (assumed tropical:) [The daughters of death;] meaning deadly arrows. (A, TA, voce جَعْبَةٌ, q. v.) مَيْتٌ: see مَيِّتٌ. b2: أَرْضٌ مَيْتَةٌ: see مَوَاتٌ: Unfruitful land; like as ارض حَيَّةٌ means fruitful land, or land abounding with herbage. (TA, in art. حى.) b3: مَيْتَةٌ Carrion: whatsoever hath not been killed in the manner prescribed by the law. (K, Jel, ii. 168.) See مَيِّتٌ.

مُوتَةٌ (tropical:) A fainting, or swoon; (K;) and languor in the intellect: (TA:) or [an affection] like a fainting, or swoon: (Lh:) madness, or insanity, or diabolical possession; syn. جُنُونٌ; (AO, K;) because it occasions a stillness like death: (TA:) or a kind of madness or diabolical possession (جُنُونٌ), and epilepsy, that befalls a man; on the recovery from which, his perfect reason returns to him, as to one who has been sleeping, and to one who has been drunk. (S.) [See هُمْزٌ.]

مِيتَةٌ A kind, mode, or manner, of death: (S, K:) pl. مِيَتٌ. (TA.) b2: مَاتَ فُلَانٌ مِيتَةً

حَسَنَةً Such a one died a good kind of death. (S.) b3: مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً He died a pagan kind of death, in error and disunion. (TA, from a trad.) مَوْتَانُ الفُؤَادِ (tropical:) A man who is [dead, or] not lively, in heart: (A:) a man who is stupid, dull, unexcitable, or not to be rendered brisk, sprightly, or lively; (S,. K;) as though the heat of his intelligence had cooled and died: (TA:) fem. with ة. (S, K.) b2: See مُوتَانٌ and مَوَاتٌ.

مُوتَانٌ (Fr, S, K) and ↓ مَوْتَانٌ (K) and ↓ مُوَاتٌ (Fr) Death, [or a mortal disease, or a murrain,] that befalls camels or sheep or the like. (Fr, S, K.) The first is of the dial. of Temeem: the second, of the dial. of others. (Et-Tilimsánee.) b2: وَقَعَ فِى المَالِ مُوتَانٌ, and ↓ مُوَاتٌ, Death [or a mortal disease] happened among the camels &c. (Fr.) b3: Also, The like among men. Ex., from a trad., يَكُونُ فِى النَّاسِ مُوتَانٌ كَقُعَاصِ الغَنَمِ There will be, among men, a mortality, or much death, [or mortal disease], like the قُعَاص that befalls sheep or goats. (TA.) مَوَتَانٌ (assumed tropical:) Inanimate things, or goods; dead stock; such as lands and houses [&c.]; (S;) contr. of حَيَوَانٌ [q. v.] (S, K.) It is made of this measure to agree in measure with its contr.

حيوان: both these words deviate from the constant course of speech; being of a measure properly belonging to inf. ns. (TA.) [See also مَوَاتٌ.] b2: إِشْتَرِ المَوَتَانَ وَلا تَشْتَرِ الحَيَوَانَ Buy lands and houses [or the like], and buy not slaves and beasts of carriage [&c.]. (S.) b3: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتَانَ A man who sells utensils or furniture or the like, and anything but what has life. (L.) b4: See also مَوْتٌ.

مَوَاتٌ That wherein is no spirit or life; an inanimate thing. (S, K.) [See also مَوَتَانٌ.]

b2: مَوَاتٌ (you say أَرْضٌ مَوَاتٌ, TA,) (tropical:) Land that has no owner (S, K) of mankind, and of which no use is made, or from which no advantage is derived, (S,) and in which is no water: such as is also called ↓ أَرْضٌ مَيْتَةٌ: (En-Nawawee:) land that has not been sown, nor cultivated, nor occupied by any man's camels

&c.: ↓ مَوَتَانٌ signifies the same as مُوَاتٌ (مَوَاتٌ?), namely, land that is no man's property; and is also written مَوْتَانٌ: (L:) or مَوَتَانٌ signifies land that has not yet been brought into a state of cultivation: (Fr, S, L, K:) in a trad. it is said, that such land is the property of God and his Apostle; and whosoever brings into a state of cultivation such land, to him it belongs. (S.) مُوَاتٌ: see مَوْتٌ and مُوتَانٌ.

مَيِّتٌ and ↓ مَيْتٌ signify the same, [Dead, or dying]: (Zj, S, K:) the former is originally مَيْوِتٌ, of the measure فَيْعِلٌ: (S:) the latter is contracted from the former; and is both masc. and fem.; (Zj, S;) as is also the former. (Zj.) 'Adee Ibn-Er-Raalà says, ↓ لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ

إِنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَآءِ [He who has died and become at rest is not dead: the dead is only the dead of the living]. (S, TA.) Or ↓ مَيْتٌ signifies One who has died (actually, TA,); and مَيِّتٌ, as also ↓ مَائِتٌ, one who has not yet died, (K,) but who is near to dying: or, accord. to a verse cited by AA, to Kh, مَيْتٌ is applied to him who is borne to the grave; [i. e., who is dead, or lifeless]; and مَيِّتٌ, to him who [is dying, but] has life in him. (TA.) Fr says, you say of him who has not died, إِنَّهُ مَائِتٌ, عَنْ قَلِيلٍ ↓ and مَيِّتٌ; but you do not say of him who has died ↓ هذا مَائِتٌ: (S:) but some say, that this is an error, and that مَيِّتٌ is applicable to that which will soon die. Those who assert that ميّت is applicable only to the living adduce the following words of the Kur, [xxxix. 31,] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ: (TA:) i. e. Verily thou wilt die, and verily they will die. (Msb.) MF observes, that مَيْتٌ is asserted to be contracted from مَيِّتٌ; and if so, that there can be no difference in their meanings: that the making a difference between them is contrary to analogy; agreeably with which, they should be like هَيْنٌ and هَيِّنٌ, and لَيْنٌ and لَيِّنٌ: and also contrary to what has been heard from the Arabs; for they made no difference in their use of these two words. (TA.) [See also what is said of مَيْتَةٌ, below.] The pls. are أَمْوَاتٌ and مَوْتَى and مَيِّتُونَ and مَيْتُونَ. (S, K.) The first of these is pl. of مَيِّتٌ, and consequently of مَيْتٌ, because this latter is contracted from the former: as مَيِّتٌ is of the measure فَيْعِلٌ, and this measure resembles فَاعِلٌ, it has received a form of pl. which is sometimes applicable to the measure فاعل: (Sb:) or اموات is [only] pl. of مَيْتٌ. (Msb.) [The second form (which is applied to rational beings, Msb,) is also pl. of ميّت and ميت.] The third and fourth are [only] applied to rational beings. (Msb.) The fem. epithet is مَيِّتَةٌ and مَيْتَةٌ and مَيِّتٌ (K, TA) and مَيْتٌ. (TA; and so in some copies of the K, in the place of مَيِّتٌ.) مَيِّتَةٌ is an epithet applied to a female rational being; [and its pl. is مَيِّتَاتٌ:] مَيْتَةٌ, to a female brute, for the sake of distinction; and its pl. is مَيْتَاتٌ: the latter is contracted because it is more in use than the former epithet applied to a female rational being: (Msb:) the pl. of ميّت and ميت as fem. epithets is as above [أَمْوَاتٌ and مَوْتَى]. (TA.) b2: ↓ مَيْتَةٌ signifies That which has not been slaughtered (AA, S, K) [in the manner prescribed by the law, i. e., carrion]: or that of which the life has departed without slaughter: so in the classical language and in the language of practical law: all such is unlawful to be eaten, except fish and locusts, which are lawful by universal consent of the Muslims: (En-Nawawee:) or, in the common acceptation of the language of law, what has died a natural death, or been killed in a state or manner different from that prescribed by the law, either the agent or the animal killed not being such as is so prescribed; as that which is sacrificed to an idol, or slaughtered [by a person] in the state of إِحْرَام, or not by having the throat cut, and that which it is unlawful to eat, such as a dog: (Msb:) [and any separated part of an animal of which the flesh is not lawful food: see عَاجٌ.] b3: بَلَدٌ مَيِّتٌ A tract of land without herbage, or pasture, (Msb, in art. بلد.) b4: مَيِّتٌ (assumed tropical:) An unbeliever; like as حَىٌّ means a Muslim. (TA, in art. حى.) مَيِّتٌ and مَيْتٌ are employed in various other senses, agreeably with the senses of the verb.]

مَائِتٌ: see مَيِّتٌ. b2: فُلَانٌ مَائِتٌ فى الغَمِّ (tropical:) [Such a one is dying, or absorbed, in grief]. (TA.) b3: مَوْتٌ مَائِتٌ A severe, painful, or violent, death: (TA:) like لَيْلٌ لَائِلٌ: the latter word being added to corroborate the former. (S.) مَمَاتٌ: see مَوْتٌ.

مُمِيتٌ and مُمِيتَةٌ (tropical:) A woman, and a she-camel, that has lost her offspring by death: (S:) and a woman who has lost her husband by death: (TA:) pl. مَمَاوِيتُ. (S.) مُتَمَاوِتٌ (tropical:) [Feigning himself dead]. b2: (tropical:) An epithet applied to A hypocritical devotee, (S, K,) who pretends to be like one dead in his devotion, who lowers his voice, and moves little: as though he were one who put on the outward appearance of devotees, and constrained himself to characterize himself by the characteristics of the dead, that he might be imagined to be weak by reason of much devotion. (TA.) مُسْتَمِيتٌ A courageous man, who seeks, or courts death: (K:) a man who seeks to be slain; who cares not, in war, for death: (S:) abandon-ing, or devoting, himself to death, (مسْتَرْسِلٌ لِلْمَوْتِ,) as also مُسْتَقْتِلٌ. (A.) b2: (assumed tropical:) Abandoning, or devoting himself to a thing, or affair; syn. مُسْتَرْسِلٌ لِأَمْرٍ. (S, K.) b3: هَوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذَا, as also مُسْتَهْلِكٌ, (tropical:) He [is devoted to such a thing, so that he] imagines that he shall die if he do not attain it. (A.) b4: Ru-beh says, وَزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ وَاللَّيْلُ فَوْقَ المَاءِ مُسْتَمِيتُ [And to the froth of the sea there was a sound like that of boiling, and night impended over the water]. (S.) [It is implied in the S that مستميت here signifies مُسْتَرْسِل.] b5: (assumed tropical:) One who feigns himself to be insane, or possessed by a devil; not being really so. (TA.) b6: (assumed tropical:) One who feigns lowliness, or submissiveness, in voice, &c., to this man until he feeds him, and to this until he feeds him, and, when he is satiated, is ungrateful to his benefactors. (TA.) b7: (assumed tropical:) One who makes a show of being good and quiet or tranquil, and is not so in reality. (Ibn-El-Mubárak.) A2: مُسْتَمِيتٌ The thin pellicle that adheres to the white of an egg. (K.) [See 10: and see also مُسْتَمِيثٌ, in art. ميث.]

مرض

(مرض) فِي الْأَمر قصر فِيهِ وَلم يحكمه يُقَال مرض فِي حَاجَتي نقصت حركته فِيهَا وَفِي كَلَامه ضعفه وَالْمَرِيض داواه وَأحسن الْقيام عَلَيْهِ ليزول مَرضه وَالْبر ذراه
م ر ض [مرض]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ .
قال: في قلبه الفجور وهو الزنا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
حافظ للفرج راض بالتّقى ... ليس ممّن قلبه فيه مرض 
(م ر ض) : (مَرَّضَهُ) تَمْرِيضًا قَامَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ.
المرض: هو ما يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال الخاص.
(مرض) : إذا دِيس الزَّرْعُ ولم يُذَرَّ بعدُ فذلِك المِرْضُ وإذا أَرَدْتَ أنْ تُذَرِّيَه قلتَ: مَرِّضْه.
(مرض) - وفي حديث عمرو بن مَعْد يكرِب: "هم شِفاءُ أَمْراضِنا"
: أي يأخذون بِثَأرنا.
بَاب الْمَرَض

مَرِيض عليل سقيم دنف وجع منهوك عميد وصب وقيذ مدنف 
(مرض)
مَرضا فَسدتْ صِحَّته فضعف فَهُوَ مَرِيض وَمرض وَقد يُقَال مارض قَالَ سَلامَة الْجَعْدِي
(لَيْسَ بمهزول وَلَا بمارض ... )
مرض
المَرَضُ: مَعْرُوفٌ. والمَرْضى: جَمْعُ المَرِيْضِ. والتَّمْرِيْضُ: حُسْنُ القِيام على المَرِيْضِ. وتَمْرِيْضُ الأمْرِ: تَوْهِيْنُه. وأَمْرَضَ القَوْمُ: مَرِضَتْ دَوَابُّهُم. وُيقال للمَرِيْضِ: مارِضٌ. والمَارِضَانِ: وادِيَانِ مُلْتَقَاهُما واحِدٌ.
م ر ض: (الْمَرَضُ) السُّقْمُ وَبَابُهُ طَرِبَ، وَ (أَمْرَضَهُ) اللَّهُ وَ (مَرَّضَهُ) (تَمْرِيضًا) قَامَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ. وَ (التَّمَارُضُ) أَنْ يُرِيَ مِنْ نَفْسِهِ الْمَرَضَ وَلَيْسَ بِهِ مَرَضٌ. وَعَيْنٌ (مَرِيضَةٌ) فِيهَا فُتُورٌ. 
[مرض] المَرَضُ: السُقْمُ. وقد مَرِضَ فلان وأَمْرَضَهُ الله. قال يعقوب: يقال أَمْرَضَ الرجلُ، إذا وقع في ماله العاهَةُ. والمِمْراضُ: الرجلُ المسقامُ. ومَرَّضْتُهُ تَمْريضاً، إذا قمت عليه في مَرَضِهِ. والتمريضُ في الأمر: التضجيعُ فيه. والتَمارُضُ: أن يُري من نفسه المَرَضَ وليس به. وشمس مريضة، إذا لم تكن صافية. وعين مريضة: فيها فتور. وأمْرَضَ الرجلُ، أي قارب الإصابة في الرأي. قال الشاعر : ولَكِنْ تحت ذاكَ الشَيْبِ حَزْمٌ * إذا ما ظَنَّ أَمْرَضَ أو أصابا
م ر ض : مَرِضَ الْحَيَوَانُ مَرَضًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالْمَرَضُ حَالَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ الطَّبْعِ ضَارَّةٌ بِالْفِعْلِ وَيُعْلَمُ مِنْ هَذَا أَنَّ الْآلَامَ وَالْأَوْرَامَ أَعْرَاضٌ عَنْ الْمَرَضِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: الْمَرَضُ كُلُّ مَا خَرَجَ بِهِ الْإِنْسَانُ عَنْ حَدِّ الصِّحَّةِ مِنْ عِلَّةٍ أَوْ نِفَاقٍ أَوْ تَقْصِيرٍ فِي أَمْرٍ وَمَرِضَ مَرَضًا لُغَةٌ قَلِيلَةُ الِاسْتِعْمَالِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَقَالَ لِي مَرْضٌ يَا غُلَامُ أَيْ بِالسُّكُونِ وَالْفَاعِلُ مِنْ الْأُولَى مَرِيضٌ وَجَمْعُهُ مَرْضَى وَمِنْ الثَّانِيَةِ مَارِضٌ قَالَ
لَيْسَ بِمَهْزُولٍ وَلَا بِمَارِضٍ
وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَمْرَضَهُ اللَّهُ وَمَرَّضْتُهُ تَمْرِيضًا تَكَفَّلْتُ بِمُدَاوَاتِهِ. 

مرض


مَرِضَ(n. ac. مَرْض
مَرَض)
a. Ailed, was ill.
b. Was weak, languishing (eye).
c. Was dark (night).
مَرَّضَa. Nursed; tended; doctored.
b. Made ill.
c. [Fī], Did ill, badly, was remiss over; was weak in.

مَاْرَضَa. see II (c)
أَمْرَضَa. see I (a)
& II (b).
c. Found ill.
d. Had diseased cattle.
e. Was nearly correct; was near succeeding.

تَمَرَّضَa. see II (c)
تَمَاْرَضَa. Feigned illness.

إِسْتَمْرَضَ
a. [ coll. ]
see VI
مَرْض
مَرْضَةa. see 4 (a)
مَرَض
(pl.
مُرُوْض
أَمْرَاْض
38)
a. Illness, sickness, malady, ailment, complaint;
disease, disorder; distemper; infirmity, weakness;
debility, languor.
b. Darkness.
c. Doubt; hypocrisy; ignorance; malice, &c.

مَرِض
(pl.
مِرَاْض)
a. see 25 (a)
مَاْرِضa. see 25 (a)
مُرَاْضa. Blight, mildew ( on fruit )
مَرِيْض
(pl.
مَرْض a. yaمَرَاْضَى), Ill, sick, unwell; disordered, diseased; infirm
ailing; weak, languid.
b. Unsound, erroneous (opinion).

مَرِيْضَةa. fem. of
مَرِيْضb. Dark (night).
مِمْرَاْضa. Invalid, valetudinarian.

N. P.
مَرڤضَa. see 25 (a)
N. Ag.
أَمْرَضَa. One having diseased cattle.

N. Ag.
تَمَرَّضَa. see 25 (a)
شَمْس مَرِيْضَة
a. Pale sun.
[مرض] نه: فيه: لا يورد "ممرض" على مصح، الممرض من له إبل مرضى، نهى أن يسقي إبله مع إبل المصح لا لأجل العدوى لكن ربما عرض لها مرض فوقع في قلب صاحبها أنه من قبيل العدوى فيفتنه، وقد يحتمل ذلك من قبيل المرعى والماء تستوبله لماشية فتمرض، فإذا شاركها فيه غيرها أصابه مثل ذلك الداء فيسمونه عدوى لجهلهم. وفيه: أصابها "مراض"، هو بالضم داء يقع في الثمرة فتهلك، وأمرض- إذا وقع في ماله العاهة. ن، ك: هو بضم ميم وكسرها: آفة، وقيل: اسم جميع الأمراض، وماشية- في الحديث الأول مفعول يورد، وهو وممرض- بكسر راء، والمصح- بكسر صاد: صاحب الإبل الصحاح. نه: وفيه: هم شفاء "أمراضنا"، أي يأخذون بثأرنا كأنهم يشفون مرض القلوب لا مرض الأجسام. ك: استأذن أن "يمرض" في بيتي، بضم تحتية وفتح راء مشددة، أي يخدم في مرضهن فأذن- بكسر معجمة وتشديد نون، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت ميمونة أو زينب أو ريحانة. ج: تمريضهك معالجته وتدبيره في مرضه. ك: وفيه: امسحوا على رجلي فإنها "مريضة"- قاله بعد ما توضأ وبقيت إحدى رجليه وهو وجع فقط، ففيه جواز الاستعانة في الوضوء كما في إزالة النجاسة فيناسب ترجمة الباب. غ: "في قلوبهم "مرض"" أي شك، وهو في القلب فتور عن الحق، وفي الأبدان فتور الأعضاء، وفي العين فتور النظر، والمرض: الظلمة.
مرض: مرض في طاعته: لم يكن في حالة مواتية نجاه الدولة، خضوعه لها لم يكن صادق الطوية (البربرية 1: 640): التمريض في الطاعة 2: 143) أو التمريض وحدها (1: 641). طاعة ممرضة (1: 436).
مرض الكلام: تكلم بطريقة فظة أو غير مؤدبة، مؤذية أو غير متحضرة (المقري 1: 797):
مرضت ومرضت الكلام تثاقلا ... إلى أن خلت أنك عاتب
مرض: بهر، ربو (الكالا- بالأسبانية Asma dolencia) .
المرض: مرض يصيب الدالية (شجرة العنب). نحول، ذبول، سقم (ابن العوام 1: 586 والصحائف التي تلت).
المرض الرقيق والمرض الزين: السل (دومب 88).
المرض الفرنجي (بوشر). المرض الكبير (دومب 89) (جاكسون 154) (دوماس حياة العرب 424) مرض النساء (جاكسون 154) السفلس، الجدري، الزهري.
مرض: يا للعجب!، لعنة مع تعجب (بوشر).
مرض: (مرض هي الكلمة التي يستعملها مفرطو الحرص على صحة اللغة استعمالا مجازيا) (البربرية 1: 330): فرفع إليه في القاضي أبي الوليد بن رشد مقالات نسب فيها إلى المرض في دينه وعقيدته= أي آراء يعوزها بعض الاستقامة. وفي (2: 245): وبقي بنو عبد المؤمن أثناء ذلك في مرض من الأيام وتثاقل عن الحماية = نفوذهم وسلطانهم أصابه الهرم. وفي (مخطوطة ابن خلدون 4: 11): من في قلبه مرض من الطاعة: (انظر مرض في طاعته) تقال لمن يشك في سلامة إخلاصه للدولة وفي (البربرية 1: 554): كان في قلبه من الدولة مرض.
مرضي: منسوب إلى المرض (بوشر).
مريض: تقابل كلمة ضعيف في محيط المحيط (قول مريض أي ضعيف من قبل راويه).
مريض: دنف، مرتخ وعلى سبيل المثال ما ورد في محيط المحيط (عين مريضة أي فيها فتور). وفي (الأغاني 72): مريضة النظر. ممروض: (مصطلح طبي: منحط القوي، ناحل، بنية ضعيفة (بوشر، باين سميث 1813).
م ر ض

هو مريض، وهم مرضى ومراض، وهو مريض ممرض: أهله مراض، وأمرض القوم: مرضت دوابهم، وأمرضه الله، وأكل ما لم يوافقه فأمرضه، وبه مرضة شديدة. قال عمران بن حطّان:

أفي كل عام مرضة ثم نقهة ... وتنعى ولا تُنعَى فكم ذا إلى متى

ومرّضته تمريضاً، وتمارض.

ومن المجاز: مرض في الأمر: ضجع فيه، وتمرّض وتمارض. ومارضت رأيي فيك: خادعت نفسي فيك. وأمرض فلان: قارب إصابة حاجته. قال:

رأيت أبا الوليد غداة جمع ... به شيب وما فقد الشبابا

ولكن تحت ذاك الشيب حزم ... إذا ما ظنّ أمرض أو أصابا

وفي قلبه مرضٌ: نفاق. وهذه ريح مريضة، ونسمت مرضى الرياح. وشمس مريضة: ضعيفة الضوء، وليلة مريضة. قال:

وليلة مرضت من كلّ ناحية ... فما يضيء لها نجم ولا قمر

وقال الراعي:

وطخياء من ليل التمام مريضة ... أجنّ الغمام نجمها فهو ما صِحُ

وأرض مريضة: كثيرة الفتن والحروب مغتصة بالجيوش. قال أوس:

ترى الأرض منا بالفضاء مريضة ... معضّلةً منا بجمع عرمرم

وقالت الأخيليّة:

إذا بلغ الحجّاج أرضاً مريضة ... تتبّع أقصى دائها فشفاها

ورأى مريض. وأعين مراض ومرضى.
مرض
الْمَرَضُ: الخروج عن الاعتدال الخاصّ بالإنسان، وذلك ضربان:
الأوّل: مَرَضٌ جسميٌّ، وهو المذكور في قوله تعالى: وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ
[النور/ 61] ، وَلا عَلَى الْمَرْضى
[التوبة/ 91] .
والثاني: عبارة عن الرّذائل كالجهل، والجبن، والبخل، والنّفاق، وغيرها من الرّذائل الخلقيّة.
نحو قوله: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً [البقرة/ 10] ، أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا [النور/ 50] ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ [التوبة/ 125] . وذلك نحو قوله: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً [المائدة/ 64] ويشبّه النّفاق والكفر ونحوهما من الرذائل بالمرض، إما لكونها مانعة عن إدراك الفضائل كالمرض المانع للبدن عن التصرف الكامل، وإما لكونها مانعة عن تحصيل الحياة الأخرويّة المذكورة في قوله: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت/ 64] ، وإمّا لميل النّفس بها إلى الاعتقادات الرّديئة ميل البدن المريض إلى الأشياء المضرّة، ولكون هذه الأشياء متصوّرة بصورة المرض قيل: دوي صدر فلان، ونغل قلبه. وقال عليه الصلاة والسلام:
«وأيّ داء أدوأ من البخل؟» ، ويقال: شمسٌ مريضةٌ: إذا لم تكن مضيئة لعارض عرض لها، وأمرض فلان في قوله: إذا عرّض، والتّمريض القيام على المريض، وتحقيقه: إزالة المرض عن المريض كالتّقذية في إزالة القذى عن العين. مرأ
يقال: مَرْءٌ، ومَرْأَةٌ، وامْرُؤٌ، وامْرَأَةٌ. قال تعالى: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ [النساء/ 176] ، وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً [مريم/ 5] .
والمُرُوءَةُ: كمال المرء، كما أنّ الرّجوليّة كمال الرّجل، والمَرِيء: رأس المعدة والكرش اللّاصق بالحلقوم، ومَرُؤَ الطعامُ وأَمْرَأَ: إذا تخصّص بالمريء لموافقة الطّبع، قال تعالى:
فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً [النساء/ 4] .
م ر ض

المرضُ نَقِيضُ الصِّحةِ يكون للإنسانِ والبَعيرِ وهو اسْمٌ للجِنْسِ قال سيبَوَيْهِ المَرَضُ من المَصادِرِ المجموعةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ قالوا أمراضٌ وأشغالٌ وعُقُولٌ ومَرِضَ مَرَضاً فهو مَارِضٌ ومَرِضٌ ومَرِيضٌ والأُنْثَى مريضةٌ وقال اللِّحيانيُّ يقال عُدْ فلاناً فإنه مَرِيضٌ ولا تَأْكُل هذا الطعام فإنك مارِضٌ إن أكَلْتَه أي تَمرَض والجمعُ مَرْضَى ومَراضَى ومِرَاضٌ قال جرير

(وفِي المِرَاضِ لنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ ... )

قال سيبويه أَمْرَضَ الرَّجُلَ جعله مَرِيضاً ومرَّضَهُ قام عليه ووَلِيَه وداواهُ لِيَزُولَ مَرَضَهُ جَاءت فَعَّلْت هنا للسَّلبِ وإن كانت في أكْثَر الأَمْرِ إنما تكونُ للإِثْباتِ وقال غَيْرُه التَّمرِيضُ حُسْنُ القِيام على المَرِيض وتمريضُ الأُمورِ تَوْهِينُها وريحٌ مَرِيضةٌ ضَعِيفةُ الهُبُوب ويقالُ للشَّمسِ إذا لم تكُنْ مُنْجَلِيةً حَسَنةً مُرْيَضَةٌ وكُلُّ ما ضَعُف فقد مَرِضَ والمَرْض والمَرَض الشَّكُّ ومنه قوله تعالى {في قلوبهم مرض} البقرة 10 أي نِفَاقٌ وضَعْفُ يَقينٍ قال أبو عُبَيدةَ معناه شَكٌّ ونِفاقٌ وقوله تعالى {فزادهم الله مرضا} البقرة 10 بما أَنْزل عليهم من القُرآنِ فشكُّوا فيه كما شَكُّوا في الذي من قبله قال والدَّليلُ على ذلك قولُه تعالى {وإذا ما أنزلت سورة} إلى قوله {وأما الذين في قلوبهم مرض} التوبة 124، 125 قال الأصْمَعِيُّ قرأتُ على أبِي عَمْروٍ في قُلُوبِهِم مَرَضٌ فقال مَرْضٌ يا غُلام قال أبو إسحاق يُقَال المَرضُ والسُّقْم في البَدَنِ والدِّين جَمِيعاً كما يقال الصِحَّة في البَدَنِ والدِّينِ جميعا والمَرض في القَلْبِ يَصْلُحُ لكُلِّ ما خرج به الإِنسانُ عن الصِّحَةِ في الدِّين وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(ولَيْلةٍ مَرِضَتْ من كلِّ نَاحِيةٍ ... فما يُضِيء لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ)

فَسَّره ثعلبٌ فقال مَرِضَتْ أَظْلَمَتْ وقولُه أنشده أبو حَنِيفةَ

(تَوائِمُ أشْبَاهٌ بأرضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بَخِذْرافِ المِتَانِ وبالغَرْبِ)

يجوز أن يكون في معنى مُمْرِضَة عَنَى بذلك فَسادَ هَوائِها وقد تكونُ مَرِيضة هنا بمَعَنَى قَفْرةٍ وقيل مَرِيضةٌ ساكنةُ الرِّيحِ شديدةُ الحَرِّ والمَرَاضَانِ وادِيان مُلْتقاهُما واحدٌ
مرض
مرِضَ يمرَض، مَرَضًا، فهو مَرِيض
• مرِض الشَّخصُ أو الحيوانُ: تغيّرت صحَّتُه واضطربت بعد اعتدالها، فسدت صحَّتُه فضعُف "انقطع عن العمل بعد أن مرِض مرضًا مزمنًا- {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} ". 

أمرضَ يُمرض، إمراضًا، فهو مُمرِض، والمفعول مُمرَض

(للمتعدِّي)
• أمرض الشَّخصُ: صار ذا مرضٍ "أمرض من شدّة الإجهاد".
• أمرض الشَّيءُ الشَّخصَ: جعله مريضًا، أفسد صحَّتَه فأضعفَه "أكل طعامًا فاسدًا فأمرضه- أمرض الضجيجُ أعصابَه- أمرضه ما شربه من ماء ملوّث". 

تمارضَ يتمارض، تمارُضًا، فهو مُتمارِض
• تمارض الشَّخصُ: تظاهر بالمرض وليس به "كان يتمارض للحصول على إجازة من عمله/ ليعفى من العمل- تلميذ متمارِض". 

مرَّضَ يمرِّض، تمريضًا، فهو ممرِّض، والمفعول ممرَّض
• مرَّض المعالجُ المريضَ: داواه واعتنى به في مرضه، تولاّه بالعناية والمساعدة حتى تتحسَّن صحَّتُه "مرَّضته الممرِّضةُ بكلّ عناية- نصف العلاج على الطبيب ونصفه إلى من يمرِّض المريضَ". 

تمريض [مفرد]:
1 - مصدر مرَّضَ.
2 - (طب) حرفة الممرِّض والممرِّضة، فنّ تعهّد المريض بالعناية والعلاج "مهنة التمريض تتطلّب تخصّصا دقيقًا- معهد تمريض" ° بصيغة التَّمريض: بمصطلح دالٍّ على رتبة الكلام الضعيفة. 

مَرَض [مفرد]: ج أمراض (لغير المصدر):
1 - مصدر مرِضَ.
2 - كلّ ما خرج بالكائن الحيّ عن حدِّ الصِّحَّة والاعتدال من عِلّة أو نفاق أو تقصير في أمرٍ "تخصَّص في معالجة الأمراض الباطنيّة- أصيب بمرض مُزمن/ معدٍ- حدث تطوّر كبير في علاج الأمراض النَّفسيَّة/ الصَّدريَّة- {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}: شكّ ونفاق وفتور عن تقبُّل الحقّ".
• مَرَض مُعْدٍ: (طب) مَرَض يمكن أن ينتقل من كائن حيّ إلى كائن آخر بطريقة مباشرة أو عن طريق كائن ثالث وسيط.
• الأمراض التَّناسليَّة/ الأمراض السِّرِّيَّة: (طب) أمراض مُعديَّة تنتقل عن طريق الاتِّصال الجنسيّ كالسَّيلان، والزَّهريّ، والإيدز.
• علم الأمراض: (طب) فرع من الطبِّ يُعنى بدراسة أنواع الأمراض، وأسباب حدوثها، وأعراضها، وكيفية علاجها، والوقاية منها.
• أمراض النَّبات: (نت) شذوذات في نموِّ النَّبات وتطوُّره تسبِّبها عضويَّات دقيقة، أو نقص لغذاء ما في التربة. 

مَرَضيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَرَض: "إجازة مَرَضيّة: إجازة من العمل مدفوعة الأجر للموظّف بسبب المرض- حالة مَرَضيّة". 

مَريض [مفرد]: ج مَرْضَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مرِضَ: من به داءٌ أو عِلَّة "مريض بالحمّى- تمّ توفير الأنسولين لعلاج مرضى السكّر- {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ".
2 - ما به انحراف عن الصَّواب "رأي مريض" ° قَلْبٌ مريض: ناقص الدِّين- مريض القلب: حاقد، موسوس، شكّاك. 

مُمرِّض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من مرَّضَ.
2 - (طب) من يقوم بشئون المرضى تَبَعًا لإرشاد الطبيب "يستخدم المستشفى عددًا كبيرًا من الممرِّضين الأكفاء- إنّها ممرِّضة ماهِرة". 

مرض: المريض: معروف. والمَرَضُ: السُّقْمُ نَقِيضُ الصِّحَّةِ، يكون

للإِنسان والبعير، وهو اسم للجنس. قال سيبويه: المرَضُ من المَصادِرِ

المجموعة كالشَّغْل والعَقْل، قالوا أَمْراضٌ وأَشْغال وعُقول. ومَرِضَ فلان

مَرَضاً ومَرْضاً، فهو مارِضٌ ومَرِضٌ ومَرِيضٍ، والأُنثى مَرِيضةٌ؛ وأَنشد

ابن بري لسلامة ابن عبادة الجَعْدي شاهداً على مارِضٍ:

يُرِينَنَا ذا اليَسَر القَوارِضِ،

ليس بمَهْزُولٍ، ولا بِمارِضِ

وقد أَمْرَضَه اللّه. ويقال: أَتيت فلاناً فأَمْرَضْته أَي وجدته

مريضاً. والمِمْراضُ: الرَّجل المِسْقامُ، والتَّمارُض: أَن يُرِيَ من نفْسه

المرضَ وليس به. وقال اللحياني: عُدْ فلاناً فإِنه مَريضٌ، ولا تأْكل هذا

الطعام فإِنك مارِضٌ إِن أَكلْتَه أَي تَمْرَضُ، والجمع مَرْضَى ومَراضَى

ومِراضٌ؛ قال جرير:

وفي المِراضِ لَنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ

قال سيبويه: أَمْرَضَ الرجلَ جعله مَرِيضاً، ومرَّضه تمْرِيضاً قام عليه

وَولِيَه في مرَضه وداواه ليزول مرَضُه، جاءَت فَعَّلْت هنا للسلب وإِن

كانت في أَكثر الأَمر إِنما تكون للإِثبات. وقال غيره: التَّمْرِيضُ

حُسْنُ القِيامِ على المريض. وأَمْرَضَ القومُ إِذا مَرِضَت إِبلُهم، فهم

مُمْرِضُون. وفي الحديث: لا يُورِد مُمْرِضٌ عل مُصِحٍّ؛ المُمْرِضُ الذي له

إِبل مَرْضَى فنَهَى أَن يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَه مع إِبل المُصِحّ،

لا لأَجل العَدْوى، ولكن لأَن الصِّحاحَ ربما عرَض لها مرَضٌ فوقع في نفس

صاحبها أَن ذلك من قبيل العدوى فيَفْتِنُه ويُشَكِّكُه، فأَمَرَ

باجْتِنابِه والبُعْد عنه، وقد يحتمل أَن يكون ذلك من قِبَل الماء والمَرْعى

تَسْتَوْبِلُه الماشيةُ فَتَمْرَضُ، فإِذا شاركها في ذلك غيرها أَصابه مثلُ

ذلك الداء، فكانوا بجهلهم يسمونه عَدْوَى، وإِنما هو فعل اللّه تعالى.

وأَمْرَضَ الرجلُ إِذا وقَع في ماله العاهةُ. وفي حديث تَقاضِي الثِّمار

يقول: أَصابها مُراضٌ؛ هو، بالضم، داء يقع في الثَّمَرة فتَهْلِكُ.

والتَّمْرِيضُ في الأَمر: التضْجيعُ فيه. وتَمْرِيضُ الأُمور: تَوْهِينُها وأَن

لا تُحْكِمَها. وريح مَريضةٌ: ضعيفةُ الهُبُوب. ويقال للشمس إِذا لم تكن

مُنْجَلِيةً صافيةً حسنَةً: مريضةٌ. وكلُّ ما ضَعُفَ، فقد مَرِضَ. وليلة

مريضةٌ إِذا تَغَيَّمَتِ السماء فلا يكون فيها ضَوء؛ قال أَبو حَبَّة:

ولَيْلة مَرِضَتْ من كلِّ ناحِيةٍ،

فلا يُضِيءُ لهَا نَجْمٌ ولا قَمَرُ

ورَأْيٌ مَرِيضٌ: فيه انحِراف عن الصواب، وفسر ثعلب بيت أَبي حبة فقال:

وليلة مَرِضَتْ أَظلَمت ونقصَ نورها. وليلةٌ مريضةٌ: مُظْلِمة لا تُرَى

فيها كواكِبُها؛ قال الراعي:

وطَخْياء مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَرِيضة،

أَجَنَّ العَماءُ نَجْمَها، فهو ماصِحُ

وقول الشاعر:

رأَيتُ أَبا الوَلِيدِ غَداةَ جَمْعِ

به شَيْبٌ، وما فَقَدَ الشَّبابا

ولكِن تحْت ذاكَ الشيْبِ حَزْمٌ،

إِذا ما ظَنَّ أَمْرَضَ أَو أَصابا

أَمْرَضَ أَي قارَبَ الصَّواب في الرأْي وإِن يُصِبْ كلَّ الصّواب.

والمَرْضُ والمرَضُ: الشَّكُّ؛ ومنه قوله تعالى: في قلوبهم مَرَضٌ أَي

شَكٌّ ونِفاقٌ وضَعْفُ يَقِين؛ قال أَبو عبيدة: معناه شك. وقوله تعالى:

فزادهم اللّهُ مرَضاً، قال أَبو إِسحق: فيه جوابان أَي بكُفْرهم كما قال

تعالى: بلْ طبع اللّه عليها بكفرهم. وقال بعض أَهل اللغة: فزادهم اللّه

مرضاً بما أَنزل عليهم من القرآن فشكُّوا فيه كما شكوا في الذي قبله، قال:

والدليل على ذلك قوله تعالى: وإذا ما أُنْزِلَتْ سُورة فمنهم من يقول

أَيُّكم زادته هذه إِيماناً فأَما الذين آمنوا؛ قال الأَصمعي: قرأْت على أَبي

عمرو في قلوبهم مرَض فقال: مَرْضٌ يا غُلام؛ قال أَبو إِسحق: يقال

المرَضُ والسُّقْم في البدَن والدِّينِ جميعاً كما يقال الصِّحةُ في البدَن

والدين جميعاً، والمرَضُ في القلب يَصْلُح لكل ما خرج به الإِنسان عن الصحة

في الدين. ويقال: قلب مَرِيضٌ من العَداوةِ، وهو النِّفاقُ. ابن

الأَعرابي: أَصل المرَضِ النُّقْصانُ، وهو بدَنٌ مريض ناقِصُ القوّة، وقلب

مَريضٌ ناقِصُ الدين. وفي حديث عمرو بن معْدِ يكرِبَ: هم شِفاء أَمْراضِنا أَي

يأْخُذون بثَأْرِنا كأَنهم يَشْفُون مرَضَ القلوبِ لا مرَض الأَجسام.

ومَرَّضَ فلان في حاجتي إِذا نقَصَت حَرَكَتُه فيها. وروي عن ابن الأَعرابي

أَيضاً قال: المرَضُ إِظْلامُ الطبيعةِ واضْطِرابُها بعد صَفائها

واعْتدالها، قال: والمرَضُ الظُّلْمةُ. وقال ابن عرفة: المرَضُ في القلب

فُتُورٌ عن الحقّ، وفي الأَبدان فُتورُ الأَعضاء، وفي العين فُتورُ النظرِ.

وعين مَريضةٌ: فيها فُتور؛ ومنه: فيطْمعَ الذي في قلبه مرَضٌ أَي فُتور عما

أُمِرَ به ونُهِيَ عنه، ويقال ظُلْمة؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة:

تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ،

يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ

يجوز أَن يكون في معنى مُمْرِضة، عنى بذلك فَسادَ هَوائها، وقد تكون

مريضة هنا بمعنى قَفْرة، وقيل: مريضة ساكنة الريح شديدة الحر.

والمَراضانِ: وادِيانِ مُلْتَقاهما واحد؛ قال أَبو منصور: المَراضان

والمَرايِضُ مواضعُ في ديار تميم بين كاظِمةَ والنَّقِيرةِ فيها أَحْساء،

وليست من المرَضِ وبابِه في شيء ولكنها مأْخوذة من اسْتِراضةِ الماء، وهو

اسْتِنْقاعُه فيها، والرَّوْضةُ مأْخوذة منها.

قال: ويقال أَرْض مَرِيضةٌ إِذا ضاقت بأَهلها، وأَرض مَريضةٌ إِذا كثُر

بها الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ؛ قال أَوس بن حجر:

تَرَى الأَرضَ مِنّاً بالفَضاءِ مَرِيضةً،

مُعَضِّلةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ

مرض

1 مَرِضَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. مَرَضٌ and مَرْضٌ, (Msb, K,) which latter is a dial. form rarely used, (Msb,) He (a man, S, or an animal [of any kind], Msb) was, or became, [diseased, disordered, distempered, sick, or ill; i. e.] in the state termed مَرَضٌ (S, Msb, K) denoting that change of the constitution or temperament which is described in the explanation of this term below; (K;) as also ↓ امرض, expl. by صَارَ ذَا مَرَضٍ. (K, TA; but not in the CK.) b2: [Hence, مَرِضَتِ العَيْنُ (tropical:) The eye became languid; or languishing; or weak: (see مَرِيضٌ:) or, as Golius says, on the authority of Ibn-Maaroof, was weak from much, and too much, looking.]

b3: And مَرِضَتِ اللَّيْلَةُ (tropical:) The night became dark. (Th, O.) b4: [The verb probably has several other tropical significations agreeable with explanations of مَرَضٌ and مَرِيضٌ which will be found below.]2 مرّضهُ, (S, Mgh, Msb,) inf. n. تَمْرِيضٌ, (S, Msb, K,) He took care of him in his sickness; (Sb, S, Mgh;) and treated him medically, to remove his disease; the measure فَعَّلَ in this instance having a privative quality, though its quality is in most instances confirmative: (Sb:) or he took good care of him, namely a sick person: (K:) or he undertook, or managed, or superintended, the medical treatment of him. (Msb.) A2: مرّض فِى الأَمْرِ, (IDrd, A,) [and مَرَّضَهُ, (O, K voce ضَهْيَأَ,)] inf. n. as above, (S, K,) (tropical:) He fell short of doing what he ought to have done, or was remiss, in, or with respect to, the affair: (S, A:) or he did not exert himself to the full, or to the utmost, or beyond what is usual, in it: (IDrd:) or he did it weakly, or feebly, (K, * TA,) not firmly or soundly: (TA:) as also فِيهِ ↓ مارض. (TA.) [See also 5.] and مرّض فُلَانٌ فِى حَاجَتِى (tropical:) Such a one was deficient in activity in accomplishing my want. (TA.) And مرّض فِى كَلَامِهِ (tropical:) He was weak in his speech. (IDrd.) b2: [حَكَاهُ بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ, probably a post-classical phrase, signifies (assumed tropical:) He mentioned it, or related it, in a manner implying that it was doubtful, or was a mere assertion; as when the word قِيلَ is used.]3 مارض فِى الأَمْرِ: see 2. b2: مَارَضْتُ رَأْيِى فِيكَ (tropical:) I deceived myself, or endeavoured to deceive myself, respecting thee. (A, TA.) 4 امرض: see 1. b2: He had a bane, or murrain, (Yaakoob, S,) or a disease, or distemper, (A, TA,) in his beasts, (Yaakoob, S, A,) or camels. (TA.) A2: امرضهُ He (God, S, Msb) rendered him مَرِيض [or diseased, &c.]. (Sb, S, * Msb, K.) You say also, أَكَلَ مَا لَمْ يُوَافِقْهُ فَأَمْرَضَهُ (A, TA) [He ate what did not agree with him, and] it caused him to fall into المَرَض [or disease, &c.]. (TA.) b2: [Hence,] إِمْرَاضُ الأجْفَانِ (S, voce إِسْجَادٌ) (tropical:) The lowering of the eyelids [in a languid, or languishing, manner: see مَرِيضٌ]. (TK, voce إِسْجَادٌ.) b3: امرضهُ also signifies He found him to be مَرِيض [or diseased, &c.]. (K.) A3: Also امرض (assumed tropical:) He was near to being right in opinion, (S, L, K, *) though not altogether right. (L.) In the K, this signification is wrongly assigned to امرضهُ. (TA.) A poet says, (S,) namely El-Ukeyshir El-Asadee, praising 'Abd-el-Melik Ibn-Marwán, (TA.) وَلٰكِنْ تَحْتَ ذَاكَ الشَّيْبِ حَزْمٌ

إِذَا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصَابَا [But beneath that hoariness is good judgment: when he forms an opinion, he is nearly right, or he is right]. (S, TA.) b2: Also, امرضهُ فُلَانٌ (tropical:) Such a one was near to attaining the object of his [another's] want. (A, TA.) 5 تمرّض (tropical:) He was weak, or feeble, in his affair. (A, * K, TA.) [It seems to be indicated in the A that ↓ تمارض also has this signification; like as مارض in nearly the same sense is syn. with مرّض, q. v.: or perhaps تمارض signifies (tropical:) he feigned, or made a false show of, weakness, or feebleness, in his affair: it is said, in the A, to be used tropically as well as properly.]6 تمارض He feigned, or made a false show of, مَرَض [or disease, &c.] in himself. (S, A. *) b2: See also 5.

مَرْضٌ: see 1: and see what here next follows, in six places.

مَرَضٌ (IDrd, S, O, Msb, K) and ↓ مَرْضٌ: (Msb, K:) see 1: i. q. سُقْمٌ [Disease, disorder, distemper, sickness, illness, or malady]; (IDrd, S;) which is the contr. of صِحَّةٌ; and affects man and the camel [&c.]: (IDrd:) or a certain state foreign to the constitution or temperament, injurious to the intellect; whence it is known that pains and tumours are accidents arising therefrom: or, as IF says, that whereby a man passes beyond the limit of health or soundness or perfection or rectitude, whether it be disease (عِلَّة), or (assumed tropical:) hypocrisy, or (assumed tropical:) a falling short of doing what he ought to do in an affair: (Msb:) or a dark and disordered state of the constitution or temperament, after a clear and right state thereof: (O, K:) or ↓ مَرْضٌ is (assumed tropical:) [a disease] of the heart: (K:) Aboo-Is-hák says, مَرَضٌ and سُقْمٌ are said to be in the body and (assumed tropical:) in religion, like as صِحَّةٌ is said to be in the body and in religion; and ↓ مَرْضٌ is in the heart, applying to (assumed tropical:) everything whereby a man quits a state of soundness or perfection or rectitude in religion: (TA:) and As says, I recited to Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà

[the words of the Kur, ii. 9, &c.,] فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ and he said to me ↓ “ مَرْضٌ, O boy ”: (AHát, IDrd, Msb:) and مَرَضٌ, or this and ↓ مَرْضٌ also, signifies (assumed tropical:) doubt: and (assumed tropical:) hypocrisy: (K:) and (assumed tropical:) weakness of belief: (TA:) and the former, (TA,) or ↓ both, (K,) (assumed tropical:) languor, or languidness, or weakness: (K:) and (assumed tropical:) darkness (IAar, K) in the heart: (IAar:) and (assumed tropical:) defectiveness; deficiency; or imperfection; (IAar, K;) which last is said by IAar to be the primary signification: (TA:) or مَرَضٌ in the body is a languor, or languidness, or weakness, of the limbs, or members: and in the eye, (assumed tropical:) weakness of sight: and in the heart, (assumed tropical:) a flagging, or remissness, in respect of the truth: (Ibn-'Arafeh:) or it properly signifies an accidental affection of the body, which puts it out of the right state proper to it, and necessarily occasions interruption, or infirmity, in its actions: and tropically, (tropical:) affections of the mind, which interrupt, or mar, its integrity; such as (tropical:) ignorance; and (tropical:) evil belief; and (tropical:) envy; and (tropical:) malevolence, or malice; and (tropical:) love of acts of disobedience; for these prevent from the attaining of excellences, or lead to the cessation of true eternal life: (Bd, ii. 9:) it is a gen. n.: (IDrd:) and the n. un. is ↓ مَرْضَةٌ: (A, TA:) it is one of the inf. ns. which have pls., like شُغْلٌ and عَقْلٌ; the pls. of these three being أَمْرَاضٌ and أَشْغَالٌ and عُقُولٌ. (Sb.) فِى

قُلْوبِهِمْ مَرَضٌ, in the Kur, [ii. 9, &c.,] means (assumed tropical:) In their hearts is doubt: (AO:) or (assumed tropical:) doubt and hypocrisy. (TA.) And الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ, in the same, [xxxiii. 32,] (assumed tropical:) In whose heart is darkness: or (assumed tropical:) flagging, or remissness, in respect of what is commanded and what is forbidden: or (assumed tropical:) love of adultery or fornication: (TA:) or hypocrisy. (A.) مَرِضٌ: see مَرِيضٌ.

مَرْضَةٌ [A single disease, &c.]: see مَرَضٌ, near the end of the paragraph.

مُرَاضٌ A disease [or blight or the like] which affects fruits, and destroys them. (K.) مَرِيضٌ [Diseased; disordered; distempered; sick; or ill;] in the state termed مَرَضٌ (Msb, K) denoting that change of the constitution or temperament which is described in the explanation of the latter word above; (K;) as also ↓ مَرِضٌ (K,) and ↓ مَارِضٌ, (IB, Msb, K,) the first [and second] being from the verb of which the inf. n. is مَرَضٌ, and the third from that of which the inf. n. is مَرْضٌ, (Msb,) and ↓ مَمْرُوضٌ, and ↓ مُتَمَرِّضٌ: (TA:) or, applied to a body, it signifies deficient in strength: (IAar:) pl. مِرَاضٌ (A, K, TA:) and مَرْضَى (IDrd, Msb, K) and مَرَاضَى (IDrd, K) and مُرَضَآءُ; (TA;) or مِرَاضٌ may be pl. of مَارِضٌ (TA) [or of مَرِضٌ]. Accord. to Lh, you say, عُدْ فُلَانٌ فَإِنَّهُ مَرِيضٌ [Visit thou such a one, for he is sick]: and لَا تَأْكُلْ هٰذَا

إِنْ أَكَلْتَهُ ↓ الطَّعَامَ فَإِنَّكَ مَارِضٌ meaning تَمْرَضُ [i. e. Eat not thou this food, for thou wilt be sick if thou eat it]. (TA.) [مَرِيضٌ has also several tropical significations.] You say also, عَيْنٌ مَرِيضَةٌ (tropical:) An eye in which is languor, or languidness, or weakness: (S, TA:) pl. أَعْيَنٌ مِرَاضٌ, and مَرْضَى. (A, TA.) And إِمْرَأَةٌ مَرِيضَةُ الأَلْحَاظِ and مريضةُ النَّظَرِ (assumed tropical:) A woman weak in sight. (IDrd.) and قَلْبٌ مَرِيضٌ (assumed tropical:) A heart deficient in religion. [IAar.) And شَمْسٌ مَرِيضَةٌ (tropical:) A sun having a feeble light; (A, K; *) not clear, (S, TA,) and not beautiful. (TA.) And أَرْضٌ مَرِيضَةٌ (tropical:) A land in which are frequent seditions, or factions, or conflicts, or dissensions, (A, TA,) and wars, (A,) and slaughters: (TA:) or (assumed tropical:) in a weak condition: (K:) or straitened with its inhabitants: or (assumed tropical:) in which the wind is still, and the heat intense: or that causes disease; meaning (assumed tropical:) corrupt in its air. (TA.) And رِيحٌ مَرِيضَةٌ (A, K) (tropical:) A weak wind: (K:) or (tropical:) a still wind: or (tropical:) a wind intensely hot, and blowing feebly. (TA.) And لَيْلَةٌ مَرِيضَةٌ (tropical:) A night in which no star shines; (A;) in which the sky is clouded, so that there is no light. (TA.) And رَأْىٌ مَرِيضٌ (A, TA) (tropical:) An opinion deviating from what is right. (TA.) مَارِضٌ: see مَرِيضٌ, in two places.

مُمْرِضٌ A man having diseased camels: so in the following trad.: لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ

[One having diseased camels shall not bring them to water immediately after one whose camels are in a healthy state]: the prohibition being not because of the transition of disease by contagion; but because sometimes disease may befall the healthy beasts, and it may come into the mind of the owner that that is from contagion. (TA.) [See also مُصِحٌّ.]

مِمْرَاضٌ A man frequently diseased or sick. (S, K.) مَمْرُوضٌ see مَرِيضٌ.

مُتَمَرِّضٌ: see مَرِيضٌ. b2: Also, (tropical:) A man weak, or feeble, in his affair. (TA.)
مرض
المَرَضُ، مُحَرَّكَةً، وإِنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِهِ: إِظْلامُ الطَّبيعَةِ واضْطِرابُها بعدَ صَفائِها واعْتِدالِها، كَمَا فِي الْعباب، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابيّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المَرَضُ: السُّقمُ وَهُوَ نَقيضُ الصِّحَّةِ، يكونُ للإِنسانِ والبَعيرِ، وَهُوَ اسمٌ للجنسِ. قالَ سِيبَوَيْه: المَرَضُ من المصادرِ المجموعَةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ، قَالُوا أَمراضٌ وأَشغالٌ وعُقُولٌ. مَرِضَ فلانٌ كفَرِحَ مَرَضاً، بالتَّحْريكِ، ومَرْضاً بالسُّكونِ، فَهُوَ مَرِضٌ، ككَتِفٍ، ومَرِيضٌ، ومَارِضٌ، والأُنْثى مَرِيضَةٌ. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ، لسلامَةَ بنِ عُبادَةَ الجَعْدِيّ، شَاهدا عَلَى مَارِضٍ:
(يُرِينَنَا ذَا اليَسَرِ القَوارِضِ ... لَيْسَ بمَهْزولٍ وَلَا بمَارِضِ)
وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: عُدْ فُلاناً فإِنَّه مَرِيضٌ، وَلَا تأكُلْ هَذَا الطَّعامَ فإِنَّكَ مَارِضٌ إنْ أَكلتَهُ، أَي تَمْرَضُ.
المَرِيضِ مِراضٌ، بالكَسْرِ. قالَ جَريرٌ: وَفِي المِراضِ لَنَا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ قُلْتُ: ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ مَارِضٍ، كصاحبٍ وصِحابٍ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: يُجمعُ المَرِيضُ عَلَى مَرْضى ومَرَاضَى، مِثْلُ جَريحٍ وجَرْحى وجَرَاحَى. أَو المَرْضُ، بالفَتْحِ، للقَلْبِ خاصَّةً. قالَ أَبو إسحاقَ: يُقَالُ: المَرَضُ والسُّقُم فِي البَدَن والدِّينِ جَميعاً، كَمَا يُقَالُ: الصِّحَّة فِي البَدَنِ والدِّينِ جَمِيعًا. والمَرَضُ فِي القلبِ يصلُحُ لكُلِّ مَا خرَجَ بِهِ الإِنسانُ عَن الصِّحَّةِ والدِّينِ. وبالتَّحريك أَو كِلاهُما: الشَّكُّ والنِّفاقُ وضَعْفُ اليَقينِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَي شكٌّ ونِفاقٌ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي شكٌّ. ويُقَالُ: قلبٌ مَرِيضٌ من العَدَاوَةِ، وَهُوَ النِّفاقُ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وحدَّثنا أَبو حاتمٍ عَن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ قالَ: قرأْتُ عَلَى أَبي عَمْرو بنِ العلاءِ وَفِي قُلوبِهِمْ مَرَضٌ فقالَ لي: مَرْضٌ يَا غُلامُ. والمَرَضُ: الفُتورُ. قالَ ابنُ عَرَفَةَ: المَرَضُ فِي القَلبِ: فُتورٌ عَن الحقِّ، وَفِي الأَبدانِ: فُتورُ الأَعْضاءِ. وَفِي العَيْنِ: فُتورُ النَّظَرِ. والمَرَضُ: الظُّلمَةُ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى فيَطْمَعَ الَّذي فِي قَلْبِه مَرَضٌ أَي ظُلْمَةٌ، وقيلَ: فُتورٌ عمَّا أُمرَ بِهِ ونُهِيَ عَنهُ. ويُقَالُ: حُبُّ الزِّنا. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ كَمَا فِي التَّكْمِلَة، وَفِي العُبَاب أَنشَدَ ابنُ كَيْسانَ لأَبي حَيَّةَ النُّميْريّ:
(ولَيْلَةٍ مَرِضَتْ من كُلِّ ناحِيَةٍ ... فَلَا يُضيءُ لَهَا نَجْمٌ وَلَا قَمَرُ)
ويُروى: فَمَا يُحِسُّ بِها، قالَ: أَي أَظلمتْ، وَهَكَذَا فسَّرَهُ ثَعْلَبٌ أَيْضاً، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ الرَّاعي:)
(وطَخْياءَ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَريضَةً ... أَجَنَّ العَمَاءُ نَجْمَها فهْو مَاصِحُ)

(تَعَسَّفْتُها لمَّا تَلاوَمَ صُحْبَتي ... بمُشْتَبِهِ المَوْماةِ والماءُ نازِحُ)
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: أَصلُ المَرَضِ النُّقْصانُ، يُقَالُ: بدنٌ مَرِيضٌ، أَي ناقصُ القوَّةِ. وقلبٌ مَرِيضٌ، أَي ناقِصُ الدِّينِ. وأَمرَضَهُ اللهُ: جَعَلَهُ مَريضاً. وَقَالَ سِيبَوَيْه: أَمْرَضَ الرَّجُلَ: جَعَلَهُ مَريضاً. وَفِي الصّحاح: أَمْرَضَ الرَّجُلُ، أَي قارَبَ الإِصابَةَ فِي رأْيِهِ. زادَ فِي اللّسَان: وإنْ لم يُصِبْ كلَّ الصَّوابِ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ الشَّاعر، وَهُوَ الأُقَيْشِرُ الأَسَدِيّ يمدحُ عبدَ الملكِ بنَ مروانَ، وأَوَّلهُ:
(رَأَيْتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جمْعٍ ... بِهِ شَيْبٌ وَمَا فَقَدَ الشَّبَابَا)

(ولكِنْ تَحْتَ ذاكَ الشَّيْبِ حَزْمٌ ... إِذا مَا ظنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصابا) وَالَّذِي فِي الأَساس: وَمن المَجازِ: أَمْرَضَهُ فلانٌ: قارَبَ إِصابَةَ حاجَتِهِ: وَلَا يَخْفَى أنَّ هَذَا غيرُ إِصابَةِ الرَّأْيِ، وَقَدْ اشْتَبَهَ عَلَى المُصَنِّفِ حيثُ جعل أَمْرَضَهُ فِي إِصابَةِ الرَّأْيِ، وإِنَّما هُوَ أَمْرَضَ الرَّجُلُ بنَفْسه، كَمَا هُوَ نصُّ الصّحاح وغيرِه من أُمَّهاتِ اللَّغة، فتأَمَّل. وأَمْرَضَ الرَّجُلُ: صارَ ذَا مَرَضٍ. ويُقَالُ: أَتى فُلاناً فأَمْرَضَهُ، أَي وَجَدَهُ مَريضاً. وَمن المَجَازِ: التَّمْريضُ فِي الأُمورِ: التَّوْهينُ فِيهَا وأَنْ لَا تُحْكِمَها. وقِيل: هُوَ التَّضْجيعُ، وَقَدْ مرَّضَ فِي الأَمْرِ: ضَجَّعَ فِيهِ، كَمَا فِي الأَساسِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَرَّضَ الرَّجُلُ فِي كلامِهِ، إِذا ضَعَّفَهُ، ومَرَّضَ فِي الأَمْرِ، إِذا لم يُبالِغْ فِيهِ. والتَّمْريضُ: حُسْنُ القِيامِ عَلَى المَرِيضِ. قالَ سِيبَوَيْه: مرَّضَهُ تَمْريضاً: قامَ عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ فِي مَرَضِه ودَاواهُ ليَزولَ مَرَضُهُ. جاءَتْ فَعَّلْتُ هُنا للسَّلْبِ وإِنْ كانتْ فِي أَكثرِ الأَمْرِ إنَّما تكونُ للإِثْباتِ. والتَّمْريضُ: تَذْرِيَةُ الطَّعامِ عَن أَبي عَمْرو. وَمن المَجَازِ: ريحٌ مَرِيضَةٌ: ساكنةٌ، أَو شديدَةُ الحَرِّ، أَو ضَعيفَةُ الهُبُوبِ. وشمسٌ مَرِيضَةٌ، إِذا لم تكُنْ منجَلِيَةً صَافِيَة حَسَنةً. وأَرْضٌ مَرِيضَةٌ، أَي ضعيفَةُ الحالِ، وأَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ:
(تَوَائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ)
وقيلَ معناهُ، مُمْرِضة، عَنَى بذلك فَسادَ هَوَائها. وَقَدْ تَكُونُ مَرِيضَةً هُنا بمَعْنَى قَفْرَةٍ أَو ساكِنَةِ الرِّيحِ شديدَةِ الحرِّ. والمَرَاضَانِ، بالفَتْحِ: وادِيانِ مُلْتقاهُما واحِدٌ. قالَهُ اللَّيْثُ. أَو هُما مَوْضِعانِ أَحدهُما لسُلَيْمٍ، والآخَرُ لهُذَيْلٍ. ويُقَالُ: هُما المَارِضانِ: كَذَا فِي التَّكْمِلَة. والمَرائضُ: ع وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: المَرائضُ والمَراضانِ: مَواضِعُ فِي ديارِ تَميمٍ بيم كاظِمَةَ والنَّقِيرَة، فِيهَا أَحْساءٌ.)
وليستْ من المَرَضِ وبابِه فِي شيءٍ، ولكنَّها مأْخوذةٌ من اسْتِراضَةِ الماءِ، وَهُوَ اسْتِنْقاعُه فِيهَا، والرَّوْضَةُ مأْخوذةٌ مِنْهَا، وَقَدْ نبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً، وتقدَّمَ للمُصنِّفِ فِي روض مِثْلُ ذَلِك وكأَنَّهُ ذَكَرَهُ هُنَا ثَانِيًا تبَعاً للَّيْثِ. وَمن المَجَازِ: تَمرَّضَ الرَّجُلُ تَمَرُّضاً، إِذا ضعُفَ فِي أَمرِهِ، فَهُوَ مُتَمَرِّضٌ. والمُراضُ كغُرابٍ: داءٌ للثِّمار يقَعُ فِيهَا يُهْلِكُها، وَقَدْ جَاءَ ذِكرُهُ فِي حديثِ تَقَاضي الثِّمار. والمَرَاضُ، كسَحَابٍ: ع، أَو وادٍ، وَقَدْ تَقَدَّم قَريباً عَن الأّزْهَرِيّ، أَن حَقه أَن يذكر فِي روض وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هُنا وَأَعَادَهُ ثَانِيًا، فتَأَمَّلْ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: التَّمارُضُ: أَنْ يُري مِنْ نَفًسِهِ المَرَضَ وليسَ بِهِ. وتَمَارَضَ فِي أَمرِهِ: ضَعُف، وَهُوَ مَجازٌ. وأَكلَ مَا لم يُوافِقْه فأَمْرَضَهُ: أَوْقَعَهُ فِي المَرَضِ. وبِهِ مَرْضَةٌ شَديدةٌ. ومارَضْتُ رَأْيِي فيكَ: خادَعْتُ نَفْسي، وَهُوَ مَجازٌ. ورَجُلٌ مَمْروضٌ: مَرِيضٌ، ومُتَمَرِّض كَذلِكَ. ومَرَّضَهُ تَمْريضاً: داواهُ ليزُولَ مَرَضَهُ، عَن سِيبَوَيْه، وَقَدْ تَقَدَّم. ويُجْمَعُ المَرِيضُ أَيْضاً عَلَى مُرَضاءَ، ككَريمٍ وكُرَماءَ. وأَمْرَضَ القومُ: مَرِضَتْ إِبِلُهُمْ. ونقَلَ الجَوْهَرِيّ عَن يعقوبَ: أَمْرَضَ الرَّجُلُ: وقَعَ فِي مالِهِ العاهَةُ. انْتَهَى، وَفِي الحَدِيث: لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ. المُمْرِضُ: من لَهُ إِبِلٌ مَرْضَى، فنَهَى أَنْ يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَهُ مَعَ إِبِلِ المُصِحِّ، لَا لأَجْل العدوَى ولكنْ لأنَّ الصِّحاحَ رُبَّما عَرَضَ لَهَا مَرَضٌ فوقَعَ فِي نَفْسِ صاحِبها أَنَّ ذَلِك مِنْ قَبِيلِ العدوَى فيَفْتِنه ويُشَكِّكُه، فأَمَرَ باجْتِنابِهِ والبُعْدِ عَنهُ.
وليلةٌ مَرِيضَةٌ، إِذا تَغَيَّمت السَّماءُ فَلَا يَكُونُ فِيهَا ضوءٌ، وَقَدْ تَقَدَّم، وهُو مَجَازٌ. ورأيٌ مَرِيضٌ: فيهِ انْحِرافٌ عَن الصَّوَابِ، وهُو مَجَازٌ. ومَرَّضَ فُلانٌ فِي حاجَتِي تَمْرِيضاً، إِذا نَقَصَتْ حَرَكَتُهُ فِيهَا. وعَيْنٌ مَرِيضَةٌ: فِيهَا فُتُورٌ. وأَعْيُنٌ مِراضٌ ومَرْضَى، وهُو مَجَازٌ. وأَرضٌ مَرِيضَةٌ: قَفْرَةٌ.
ويُقَالُ: أَرضٌ مَرِيضَةٌ، إِذا ضاقَتْ بأَهْلِها. وَقيل إِذا كثُرَ بهَا الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ. وهُو مَجَازٌ.
قالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ:
(تَرَى الأرْضَ مِنَّا بالفَضَاءِ مَرِيضَةً ... مُعَضِّلَةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: امرأةٌ مَرِيضَةُ الأَلْحاظِ، ومَرِيضَةُ النَّظَرِ، أَي ضعيفَةُ النَّظَرِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ وإِذا دِيسَ الزَّرْعُ ولمْ يُذَرَّ بعدُ فذلِكَ المِرْضُ، بالكَسْرِ، كَمَا فِي العُبَاب.
م ر ض [مرض]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ .
قال: في قلوبهم النفاق.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
أجامل أقواما حياء وقد أرى ... صدورهم تغلي عليّ مراضها 

مجن

(مجن)
الشَّيْء مجونا صلب وَغلظ وَفُلَان مجونا ومجانة قل حياؤه فَهُوَ ماجن (ج) مجان وَهِي ماجنة (ج) مواجن وخلط الْجد بِالْهَزْلِ يُقَال قد مجنت فاسكت
(مجن) - - في شعر لَبِيد:
* يتحدَّثون مَجانَةً ومَلالَةً *
المَجانَة: المُجونُ؛ أي لا يُبالِى بما يَفعَل ويقول، وقد مَجَن فهو ماجِنٌ.
مجن: الماجِنُ والماجِنَةُ: من المَجَانَةِ، مَجَنَ يَمْجُنُ مُجُوْناً. والمَجّانُ: عَطِيَّةُ الشَّيْءِ بلا مِنَّةٍ ولا ثَمَنٍ. وعَنَقٌ مَجّانٌ: أي دائمٌ. والمُمَاجِنُ من الإِبِلِ: التي يَنْزُو عليها غَيْرُ واحِدٍ من الفُحُوْلَةِ فَلا تَلْقَحُ. ومَجَنَ الشَّيْءُ مُجُوْناً: أي صَلُبَ، ومنه الماجِنُ؛ لِصَلاَبَةِ وَجْهِهِ.
م ج ن: (الْمُجُونُ) أَلَّا يُبَالِيَ الْإِنْسَانُ مَا صَنَعَ. وَقَدْ (مَجَنَ) مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (مَجَانَةً) أَيْضًا فَهُوَ (مَاجِنٌ) ،
وَجَمْعُهُ (مُجَّانٌ) . وَقَوْلُهُمْ: أَخَذَهُ (مَجَّانًا) أَيْ بِلَا بَدَلٍ وَهُوَ فَعَّالٌ لِأَنَّهُ مُنْصَرِفٌ. 

مجن


مَجَنَ(n. ac. مُجُوْن)
a. Was hard, tough.
b.(n. ac. مُجْن
مَجَاْنَة
مُجُوْن), Was rude, coarse; was impudent
c. Joked, jested.

تَمَجَّنَتَمَاْجَنَa. see I (b) (c).
مَاْجِن
(pl.
مُجَّاْن)
a. Impudent, impertinent.
b. see 28 (b)
مَجَاْنa. Carelessness.

مَجَاْنَةa. Impudence, impertinence; effrontery.
b. Joking, jesting.

مَجُوْنa. see 21 (a)
مَجَّاْنa. Gratuitous; free gift.
b. Joker.
c. Abundant (water).
مَجَّانًا
a. Gratuitously.
[مجن] المَجونُ: أن لا يبالي الإنسان ما صنع. وقد مَجَنَ بالفتح يَمْجُنُ مُجوناً ومَجانَةً، فهو ماجِنٌ ; والجمع المُجَّانُ. وقولهم: أخذه مجانا، أي بلا بدل. وهو فعال، لانه ينصرف. والمماجن من النوق: التي ينزو عليها غير واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلقَح. وطريقٌ مُمَجَّنٌ، أي ممدود. 
(م ج ن) : (الْمَاجِنُ) الَّذِي لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ وَمَا قِيلَ لَهُ وَمَصْدَرُهُ الْمُجُونُ (وَالْمَجَانَةُ) اسْمٌ مِنْهُ وَالْفِعْلُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْمُمَاجِنُ) مِنْ النُّوقِ الْمُمَارِنُ وَهِيَ الَّتِي يَنْزُو عَلَيْهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْفُحُولَةِ فَلَا تَكَادُ تَلْقَحُ (وَالْمَنْجَنُونُ) الدُّولَابُ وَعَنْ الدِّينَوَرِيِّ كُلُّ مَا يَغْرِفُ بِالدُّورِ فَإِنَّهَا الْمَنْجَنُونَاتُ (وَأَمَّا أُرْزُ الْمَجَّانِ) فَمَعْرُوفٌ بِبُخَارَى.
م ج ن

هو ماجن من المجّان، وقد مجن يمجن مجانة، وماجنه، وتماجنا، ورأيته يتماجن. وتقول: طلب المجان، عمل المجّان، وهو عطاء بلا منّ ولا ممن من قولهم: عنقٌ مجّانٌ: دائم لا ينقطع. قال:

ماذا تلاقين بسهب إنسان ... من الجهالات به والعرفان

وعنقٍ حتى الصباح مجان

إنسان: ماء من مياه العرب، ومنه: الماجن: لأنه لا يكاد ينقطع هذيانه وليس لقوله وفعله حدّ ولا تقدير. وقال ابن دريد: مجن الشيء: صلب، ومنه: الماجن: لصلابة وجهه وأفرق أن تكون روايته كاشتقاقه الميجانة منه.
[مجن] نه: فيه: "المجن والمجان"- مر في جيم. ن: ومنه: يسكب عليها "بالمجن"- بكسر ميم، أي بترس. نه: وفي ح بلال:
وهل أردن يومًا مياه "مجنة" ... وهل يبدون لي شامة وطفيل
هو موضع بأسفل مكة على أميال وكان يقام بها سوق، وبعضهم يكسر ميمها والفتح أكثر. ك: أردن ويبدون- بنون خفيفة، من الورود والبدو، قوله: كما أخرجوا، بمعنى اللهم أبعدهم من رحمتك والعنهم كما أبعدونا من مكة، ومجنة- بفتح ميم وجيم، ومياه- بهاء كجباه. ط: وفيه: إن من "المجانة" أن يعمل بالليل ويكشفه، هو بفتح ميم وبجيم: عدم المبالاة بالفعل والقول، يعني من أظهر ذنبه فهو لا يبالي بغيبة الناس له. نه: وفي ح علي: ما شبهت وقع السيوف على الهام إلا بوقع البيازر على "المواجن"، جمع ميجنة وهي المدقة، وجن القصار الثوب بجنه وجنا- إذا دقه، وهي مفعلة بالكسر.
باب مح
م ج ن : مَجَنَ مُجُونًا مِنْ بَابِ قَعَدَ هَزَلَ وَفَعَلْتُهُ مَجَّانًا أَيْ بِغَيْرِ عِوَضٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْمَجَّانُ عَطِيَّةُ الشَّيْءِ بِلَا ثَمَنٍ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ هَذَا الشَّيْءُ لَك مَجَّانٌ أَيْ بِلَا بَدَلٍ.

وَالْمَنْجَنُونُ الدُّولَابُ مُؤَنَّثٌ يُقَالُ دَارَتْ الْمَنْجَنُونُ وَهُوَ فَنْعَلُولُ بِفَتْحِ الْفَاءِ.

وَالْمَنْجَنِيقُ فَنْعَلِيلٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ مِنْ التَّذْكِيرِ فَيُقَالُ هِيَ الْمَنْجَنِيقُ وَعَلَى التَّذْكِيرِ هُوَ الْمَنْجَنِيقُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الْمِيمُ زَائِدَةٌ وَوَزْنُهُ مَنْفَعِيلٌ
فَأُصُولُهُ جَنَقَ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ مَنْجَنِيقٌ وَمَنْجَنُوقٌ كَمَا يُقَالُ مَنْجَنُونٌ وَمَنْجَنِينٌ وَرُبَّمَا قِيلَ مَنْجَنِيقٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّهُ آلَةٌ وَالْجَمْعُ مَنْجَنِيقَاتٌ وَمَجَانِيقُ . 
مجن: مجن: هذا الفعل الذي له في المعجم اللاتيني (لفوك) مجونة بمثابة مصدر يستعمل، شأنه شأن مشتقاته، أما بمعنى الارتماء في الفجور والدعارة دون مراعاة الرأي العام ودون خجل أو حياء أو بمعنى الانقياد لمسرات الشباب (المقري 283: 9. العيار 7: 5. المقدمة 3: 410) أو بمعنى المزاح والتفكه (المقري 1: 521) (أما المجون فهو القيام بدعابات وقحة) (2: 417 و 6: 522 ابن خلكان 1: 383 ودي سلان 1 الخطيب 92): أولي المجانة والدعابة (معجم الطرائف).
مجن: (بالتشديد) في معجم (فوك) (باللاتينية lascivire) أي فجر ودعر أو مزح وداعب.
ماجن: كلم فلانا بطريقة فاضحة أو فاحشة مخلة بالحياء (معجم الطرائف).
تمجن: (في معجم فوك lascivire) ادعر، تمازح.
تماجن: وجه كلاما إلى جمع من الناس فاحشا مخلا بالحياء (معجم الطرائف).
تماجن: هذر وقال قولا لا معنى له كما يفعل المجانين (ابن جبير 3: 286).
تماجن على: سخر ب (ألف ليلة وليلة 1: 274).
مجن: مستسق أي من يشكو من مرض الاستسقاء وباللاتينية: idropicus أي مجن مفلوج؟).
مجون (بضم الميم وليس بفتحها) هكذا وردت في عبارة في (فاكهة الخلفاء 14: 119) إلا أنها لا تحمل المعنى الذي قصده (فريتاج) وإنما تنصرف إلى الدعابة والمزاح.
مجوني: ساخر (بوشر).
مجوني: هازل، ممتع، طريف (حيان بسام 1: 128): خطبة مجونية.
مجونيات: أشعار مخلة بالحياء (المقري 2: 461).
مجان: متحلل، داعر، فاسق وفي (م. المحيط) (المجان الكثير المجون والماجن هو الذي لا يبالي قولا وفعلا أو الذي لا يبالي ما صنع وما قيل له.
مجانا: ما كان بلا بدل أو عطية الشيء بلا ثمن (ألف ليلة 2: 300) ذهب عمري مجانا.
مجان: بغير عوض، بدون أساس، بدون هدف، بالصدقة، أو بهوى القلب (المقدمة 2: 100 و2: 278 و3: 302 والبربرية 1: 264).
ممجون: ثوب (الملابس 128).

مجن: مَجَنَ الشيءُ يَمْجُنُ مُجُوناً إِذا صَلُبَ وغَلُظَ، ومنه

اشتقاقُ الماجِن لصلابة وجهه وقلة استحيائه.

والمِجَنُّ: التُّرْسُ منه، على ما ذهب إِليه سيبويه من أَن وزنه

فِعَلٌّ، وقد ذكر في ترجمة جنن، وورد ذكر المجَنِّ والمِجانِّ في الحديث، وهو

التُّرْسُ والتِّرَسَة، والميم زائدة لأَنه من الجُنَّةِ السُّتْرة.

التهذيب: الماجِنُ والماجِنَةُ معروفان، والمَجانَةُ أَن لا يُباليَ ما

صَنَع وما قيل له؛ وفي حديث عائشة تمثَّلَتْ بشعر لبيد:

يتَحَدّثونَ مَخانةً ومَلاذةً

المَخانة: مصدر من الخيانة، والميم زائدة، قال: وذكره أَبو موسى في

الجيم من المُجُون، فتكون الميم أَصلية، والله أَعلم. والماجِنُ عند العرب:

الذي يرتكب المَقابح المُرْدية والفضائح المُخْزِية، ولا يَمُضُّه عَذْلُ

عاذِلِه ولا تَقْريعُ من يُقَرِّعُه. والمَجْنُ: خَلْطُ الجِدِّ بالهزل.

يقال: قد مَجَنْتَ فاسْكُتْ، وكذلك المَسْنُ هو المُجُون أَيضاً، وقد

مَسَنَ. والمُجون: أَن لا يبالي الإِنسانُ بما صنع. ابن سيده: الماجِنُ من

الرجال الذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل له كأَنه من غلظ الوجه والصلابة؛

قال ابن دريد: أَحسَبُه دَخِيلاً، والجمع مُجّانٌ. مَجَنَ، بالفتح،

يَمْجُنُ مُجوناً ومَجَانة ومُجْناً؛ حكى الأَخيرة سيبويه، قال: وقالوا

المُجْنُ كما قالوا الشُّغْلُ، وهو ماجِنٌ. قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً

يقول لخادم له كان يَعْذِلُه كثيراً وهو لا يَرِيعُ إِلى قوله: أَراك قد

مَجَنْتَ على الكلام؛ أَراد أَنه مَرَنَ عليه لا يَعْبأُ به، ومثله مَرَدَ

على الكلام. وفي التنزيل العزيز: مَرَدُوا على النفاق.

الليث: المَجّانُ عطية الشيء بلا مِنَّة ولا ثمن؛ قال أَبو العباس: سمعت

ابن الأَعرابي يقول المَجّان، عند العرب، الباطلُ. وقالوا: ماءٌ

مَجّانٌ. قال الأَزهري: العرب تقول تمر مَجّانٌ وماء مَجّانٌ؛ يريدون أَنه كثير

كافٍ، قال: واستَطْعَمني أَعرابي تمراً فأَطعمته كُتْلةً واعتذرت إِليه

من قِلَّته، فقال: هذا والله مَجّانٌ أَي كثير كافٍ. وقولهم: أَخذه

مَجّاناً أَي بلا بدل، وهو فَعّال لأَنه ينصرف.

ومَجَنَّةُ: على أَميال من مكة؛ قال ابن جني: يحتمل أَن يكون من مَجَنَ

وأَن يكون من جَنَّ، وهو الأَسبق، وقد ذكر ذلك في ترجمة جنن أَيضاً؛ وفي

حديث بلال:

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ؟

قال ابن الأَثير: مَجَنَّة موضع بأَسفل مكة على أَميال، وكان يُقام بها

للعرب سُوق، قال: وبعضهم يكسر ميمها، والفتح أَكثر، وهي زائدة.

والمُماجِنُ من النوق: التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحولة فلا

تكاد تَلْقَح. وطريق مُمَجَّنٌ أَي ممدود.

والمِيجَنَة: المِدَقَّة، تذكر في وجن، إِن شاء الله عز وجل.

مجن
مجَنَ يمجُن، مُجونًا ومجانةً، فهو ماجِن
• مجَن الشَّخصُ:
1 - قلّ حياؤُه "المجون يقود إلى الفجور- أمضى كهولتَه في المجَانة واللّهو- إذا مَجن المرءُ استباح كلّ شيء".
2 - خلط الجِِدَّ بالهَزْل، كان لا يبالي قولاً ولا فعلاً، أي هزل "لا تكن ماجنًا في كلامك وكن جادًّا".
3 - شارك في حفل صاخب. 

تماجنَ يتماجن، تماجُنًا، فهو مُتماجِن
• تماجن الشَّخصان: تمازحا، تبادلا المزاحَ وخلطا الجِدّ بالهَزْل "شرِبا فسكِرا فتماجنا". 

ماجنَ يماجن، مُماجَنَةً، فهو مُماجِن، والمفعول مُماجَن
• ماجن الشّخصُ الشّخصَ: مازحه وخلط كلٌّ منهما الجِدّ بالهَزْل "ابتَعدوا عن المماجنة في حديثهم". 

ماجن [مفرد]: ج ماجنون ومُجَّان، مؤ ماجنة، ج مؤ ماجنات ومواجنُ:
1 - اسم فاعل من مجَنَ.
2 - مازح قليل الحياء، لا يبالي بما صنع وبما قيل له "ألِف حياةَ المُجّان فصَار منهم".
• الأدب الماجن: (دب) الكتابات التي يكون الغرض الأصليّ منها إثارة الغرائز الجنسيَّة. 

مجانة [مفرد]: مصدر مجَنَ. 

مَجّان [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من مجَنَ: كثير الهزل قليل الحياء "شابٌّ مجَّان".
2 - إعطاء شيء بلا ثمن ولا مقابل "حصل على تذكرة دخول مجّانًا- تمّ توزيع الكتب على الطلاب مجّانًا- وزّع المصنعُ باكورةَ إنتاجه مجّانًا للدعاية" ° بالمجّان/ مجَّانًا: بلا مقابل، بلا عوض- تعليم مجّانيّ: بلا مقابل. 

مجّانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَجّان: "خدمات/
 مساعدات مجّانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَجّان: بدون تكلفة أو مقابل "تحرص الدولةُ على استمرار مجّانيّة التّعليم". 

مُجون [مفرد]: مصدر مجَنَ ° حَفْلة مُجون: احتفال صاخب يصاحبه سُكر. 
مجن
: (مَجَنَ) الشَّيء يَمْجُنُ (مُجوناً: صَلُبَ وغَلُظَ؛ وَمِنْه) اشْتِقاقُ (المَاجِن لمَنْ لَا يُبالي قَوْلاً وفِعْلاً) ، أَي مَا قيلَ لَهُ وَمَا صَنَعَ (كأَنَّه) لقلَّةِ اسْتِحيائِه (صُلْبُ الوَجْهِ) ، والجَمْعُ مُجَّانٌ.
وقيلَ: الماجِنُ عنْدَ العَرَبِ الَّذِي يَرْتَكِبُ المَقابِحَ المُرْدِية والفَضَائِح المُخْزِيَة، وَلَا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِهِ، وَلَا تَقْريعُ مَنْ يُقَرِّعُه.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه دَخِيلاً.
وقيلَ: المَجْنُ: خَلْطُ الجَدِّ بالهَزلِ. يقالُ: قد مَجَنْتَ فاسْكُتْ. (وَقد مَجَنَ مُجوناً ومَجانَةً ومُجْناً، بالضَّمِّ) ، الأَخيرَةُ عَن سِيْبَوَيْه، قالَ: وَقَالُوا المُجْنُ كَمَا قَالُوا الشُّغْلُ ورَوَى أَبو موسَى الْمَدِينِيّ قَوْلَ لبيدٍ:
يَتَحدَّثُونَ مَجانَةً ومَلاذَةً هَكَذَا بالجِيمِ، فتكونُ الميمُ أَصْليَّةً، والمَشْهورُ مَخانَةً مِن الخِيانَة.
(وطَريقٌ مُمَجَّنٌ، كمُعَظَّمٍ: مَمْدُودٌ.
(والمَجَّانُ، كشَدَّادٍ: مَا كانَ بِلا بَدَلٍ) .) يقالُ: أَخَذَه مَجَّاناً؛ وَهُوَ فَعَّالٌ لأنَّه يَنْصرِفُ.
وقالَ الليْثُ: المَجَّانُ: عطيةُ الشيءِ بِلا مِنَّةٍ وَلَا ثَمَنٍ.
(و) أَيْضاً: (الكثيرُ الْكَافِي) .
(قالَ الأزْهرِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: واسْتَطْعَمَني أَعْرابيٌّ تَمْراً فأَطْعَمْته كُتْلةً واعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ من قِلَّتِه، فقالَ: هَذَا مجَّانٌ، أَي كثيرٌ كافٍ.
(و) المَجَّانُ: (الواسِعُ.
(و) يقالُ: (ماءٌ مَجَّانٌ) :) أَي (كثيرٌ واسِعٌ) لَا يَنْقَطِعُ.
قالَ الزَّمَخْشريُّ: وَمِنْه اشْتِقاقُ المَاجِنِ لأنَّه لَا يكادُ يَنْقَطِعُ هَذيانُه، وليسَ لقَوْلِه وفِعْلِه حَدٌّ وتَقْديرٌ.
(والمُماجِنُ: ناقةٌ يَنْزُو عَلَيْهَا غيرُ واحدٍ من الفُحولِ فَلَا تَكادُ تَلْقَحُ.
(والمِجَنُّ) ، بكسْرِ المِيمِ: (التُّرْسُ) ، وَهُوَ مِن مِجَنَ، على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيْبَوَيْه مِن أنَّ وَزْنه فِعَلٌ، وقيلَ: ميمُه زائِدَةٌ، (وذُكِرَ فِي (ج ن ن)) وَهُوَ الأَعْرَفُ.
(ومَجانَّةُ، مُشَدَّدَةَ النُّونِ: د بأَفْرِيقِيَّةَ) ، ذَكَرَه هُنَا على أنَّه من مَجَنَ، والأَوْلى أَنْ يُذْكَرَ فِي جنن.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مَجَنَ على الكَلامِ: مَرَنَ عَلَيْهِ يَعْبأُ بِهِ، ومِثْلُه: مَرَدَ على الكَلامِ؛ نَقَلَهُ لأزْهرِيُّ.
وقالَ أَبُو العبَّاسِ: سَمِعْتُ ابنَ الأَعْرابيِّ يقولُ: المَجَّانُ عنْدَ العَرَبِ الباطِلُ.
والمِيجَنَةُ: مِدَقَّةُ القصَّارِ، ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ هُنَا، وسَيَأْتي فِي وَجَنَ إنْ شاءَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ.

مجن

1 مَجَنَ He cared not for what he did (S. Mgh, K *) nor for what was said to him. (Mgh, K. *) The epithet is مَاجِنٌ. (S, Mgh, K.) عُقْبَةٌ مَجُونٌ [A stage of a journey, or a march or journey from one halting-place to another,] that is far, or distant, or long. (ISk in TA, voce بَاسِطَةٌ: but it is not quite clear in my copy of the TA whether it be مَجُونٌ or هَجُونٌ.) مَجَّانٌ The gift of a thing without price. (IF, Msb.) b2: فَعَلْتُهُ مَجَّانًا I did it without compensation. (Msb.) هٰذَا الشَّىْءُ لَهُ مَجَّانًا This thing is for him without an equivalent. (El-Farábee, Msb.) مَاجِنٌ : see 1.

مني

(مني) لكذا وفْق لَهُ وبكذا ابْتُلِيَ بِهِ
مني: {الأماني}: التلاوة والأكاذيب أو ما يتمناه الإنسان. {ما تمنون}: من المني. {تمنى}: تقدر وتخلق. 

مني


مَنَى(n. ac. مَنْي)
a. [acc. & Bi], Tried, tested; afflicted.
b. Tried; determined.
c. [acc. & La], Measured, meted out to.
d. [pass.] [La], Was favoured in.
مَنَّيَa. Made to wish for.

مَاْنَيَa. Put off, delayed; granted a delay to.
b. Waited for.
c. Rewarded.
d. Cajoled.
e. Came or rode behind.

تَمَنَّيَa. Wished for, desired.
b. Read.
c. Invented; altered, falsified.
d. Lied.

إِمْتَنَيَa. Came to Mina.

مُِنْيَة [مِنْيَة
3t ], pl.
مُِنًى [مِنَي
9 ])
a. Wish, desire.
b. Intention, object, aim.

مَنًاa. see 25t
مَانٍa. Definer; determinator.

مَنِيَّةً [] (pl.
مَنَايَا)
a. Fate, destiny; death.

تَمَنٍّ [ N. Ac.
a. V ], (pl.
تَمَنِّيَات)
see 2t
أُمْنِيَّة (
pl.
a. أَمَانِيّ أَمَانٍ )
see 3t
مُتَمَنَّيَات
a. Wishes, objects, aims, endeavours.

مَنِي (pl.
مَنِيْن)
a. Who? Which?

مَنَيْن
a. Which two?
م ن ي : وَمِنًى اسْمُ مَوْضِعٍ بِمَكَّةَ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ فَيُصْرَفُ.
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: وَمِنًى ذَكَرٌ وَالشَّامُ ذَكَرٌ وَهَجَرَ ذَكَرٌ وَالْعِرَاقُ ذَكَرٌ وَإِذَا أُنِّثَ مُنِعَ.

وَأَمْنَى الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَتَى مِنًى وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ وَسُمِّيَ مِنًى لِمَا يُمْنَى بِهِ مِنْ الدِّمَاءِ أَيْ يُرَاقُ.

وَمَنَى اللَّهُ الشَّيْءَ مِنْ بَابِ رَمَى قَدَّرَهُ وَالِاسْمُ الْمَنَا مِثْلُ الْعَصَا وَتَمَنَّيْتُ كَذَا قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَنَا وَهُوَ الْقَدْرُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يُقَدِّرُ حُصُولَهُ وَالِاسْمُ الْمُنْيَةُ.

وَالْأُمْنِيَّةُ وَجَمْعُ الْأُولَى مُنًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى وَجَمْعُ الثَّانِيَةُ الْأَمَانِيُّ.

وَالْمَنِيُّ مَعْرُوفٌ وَمَنَى يَمْنِي مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ وَالْمَنِيُّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالتَّخْفِيفُ لُغَةٌ فَيُعْرَبُ إعْرَابَ الْمَنْقُوصِ وَاسْتَمْنَى الرَّجُلُ اسْتَدْعَى مَنِيَّهُ بِأَمْرٍ غَيْرِ الْجِمَاعِ حَتَّى دَفَقَ وَجَمْعُ الْمَنِيِّ مُنْيٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ لَكِنَّهُ أُلْزِمَ الْإِسْكَانَ لِلتَّخْفِيفِ. 
[م ن ي] المَنَى القدَرُ مناهُ اللهُ يَمنِيه قَدَّرَهُ والمَنَى والمِنيِّة المَوتُ لأنَّهُ قُدِّر علينا قال أبو قلابةَ الهُذَليُّ

(ولا تقولنْ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُهُ ... حتَّى تلاقِيَ ما يَمْنِي لك الماني)

وامتَنيتُ الشيءَ اختلَقتُهُ ومُنِيْتُ بكذا وكذا ابتُليتُ به ومُنِيْنَا له وُفِّقْنَا وداري مَنَى داركَ أي إزاءها وقُبَالَتَها والمَنَى القصد وقول الأخطل

(أمستْ منَاهَا بأرضٍ ما يُبَلِّغُهَا ... بصاحِبِ الهَمِّ إلا الجَسْرةُ الأُجُدُ)

قيل أراد قَصْدَهَا وأنَّثَ على قولك ذهبتْ بعض أصابعه وإن شئت أضمرتَ في أمستْ كما أنشده سيبويه من قوله

(إذا ما المرءُ كان أبوه عَبْسٌ ... فحسبُك ما تريدُ إلى الكَلاَمِ)

وقد قيل إنه أراد مَنانِ لَها فحذف وقَد تقدم والمَنِيُّ ماءُ الرجلِ وجمعه مُنْيٌ حكاه ابن جني وأنشد

(أسْلَمْتُمُوهَا فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ ... مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخِذَيْن كالمُومِ)

وقَدْ مَنَيْتُ منْيًا وأَمْنَيْتُ وَمِنًى بمكة يُصْرَف ولا تُصْرَف سُمِّيتْ بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أي يُراقُ وقال ثعلبٌ هو من قولهم مَنَى الله عليه المَوتَ أي قَدَّره لأن الهَدْيَ يُنْحَرُ هنالِكَ وامتَنَى القومُ وأَمْنَوا أَتوا مِنًى وَمِنًى موضعٌ آخَرُ بِنَجدٍ قيل إياه عَنَى لَبِيْدٌ بقَوله (عَفَتِ الديارُ مَحلُّها فَمُقامُها ... بِمِنًى تأبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجامُهَا)

وتَمنَّى الشيءَ أَرَادَهُ وَمَنَّاهُ إياهُ وبه وهِيَ المُنْيَةُ والمِنْيَةُ وَالأُمنِيَّةُ وتَمَنَّى الكتاب قرَأهُ وكتبه وفي التنزيل {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} أي قرأ وتلا وقال الشاعر

(تمنّى كتابَ اللهِ أول ليلةٍ ... وآخره لاقى حِمامَ المقادر)

وقال آخر

(تَمَنَّى كِتابَ الله آخِرَ لَيْلِه ... تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ)

أي تلا كتاب الله مُتَرسلاً فيه كما تلا داودُ الزبورَ مترسلاً فيه وتَمنَّى كَذَبَ وتَمَنَّى الحديث اخترعهُ وَالمُنْيَةُ والمِنْيَةُ أيام الناقة التي لم يُسْتَبَنْ فيهَا لقاحُهَا مِنْ حِيالِها فمُنيةُ البِكْرِ التي لم تَحمِلْ قبل ذلك عَشْرُ ليالٍ ومُنْيَةُ الثِّنْيِ وهو البطنُ الثاني خَمْسَ عَشْرة ليلةً فإذا مَضتْ عُرِفَ ألاقِحٌ هِيَ أم لا غيرُ لاقحٍ وقد استَمْنِيتُهَا والمُنوةُ كالمُنية قُلِبت الياءُ واوًا للضمَّة أنشد أبو حنيفةَ لثعلبَةَ ابن عُبَيْدٍ يصف النخْلَ

(تنادَوا بجدٍّ واشمَعلّتْ رِعَاؤُهَا ... لعشرين يومًا من مُنُوَّتها تَمْضي)

فجعل المنوَّة للنخل ذَهَابا إلى التشبيه لَهَا بالإبل وأراد العشرين يومًا مِنْ مُنُوَّتِها مضَتْ فوضع يفْعلُ موضع فَعَلْت وهو واسع حكاه سيبويه فقال اعلمْ أن أفْعَلُ قد تقع موقع فَعَلْتُ وأنشد

(ولقد أمرُّ على اللَّئيمِ يَسُبُّني ... فمضيتُ ثُمَّتَ قُلْتُ لا يَعْنِيني)

أراد ولقد مَرَرْتُ ومَنَيْتُ الرجل مَنْيًا اختَبَرتُه ومُنِيْتُ به مَنْيًا بُلِيتُ ومَانَيْتُهُ جازيتُهُ ومَانَيْتُهُ لَزِمْتُهُ ومانَيتُهُ انتظرتُهُ وطاولتُهُ وأنشد يَعْقُوبُ

(من أجلِها بِفتْيَةٍ مانَوْني ... )

وأنشد لغيلان بن حُريثٍ

(إِلاَّ يَكُن فيها هُرَارٌ فإنني ... بسلٍّ يُمَانيها إلى الحَوْل خَائفُ)

وتَمَنٍّ بَلَدٌ بين مكة والمدينة قال كُثَيِّر عزة

(كأن دموعَ العينِ لما تخلَّلَتْ ... مخارِمَ بِيضًا من تمنٍّ جِمالُها)

(قُلِبْنَ غُرُوبًا من سُمَيْحَةَ أُنْزِعَتْ ... بِهِنّ السَّوَاني فَاستدارَ مَحالُها)

مني: المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قال الشاعر:

دَرَيْتُ ولا أَدْري مَنى الحَدَثانِ

مَناهُ الله يَمْنِيه: قدَّره. ويقال: مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي

قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك؛ وقول صخر الغيّ:

لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ ساقَه المَنى

إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ

أَي ساقَه القَدَرُ. والمَنى والمَنِيَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علينا.

وقد مَنى الله له الموت يَمْني، ومُنِي له أَي قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة

الهذلي:

ولا تَقُولَنْ لشيءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه،

حتى تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني

وفي التهذيب:

حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني

أَي ما يُقَدِّر لك القادر؛ وأَورد الجوهري عجز بيت:

حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وقال ابن بري فيه: الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو:

لا تَأْمَنِ المَوتَ في حَلٍّ ولا حَرَمٍ،

إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ

واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ،

حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وفي الحديث: أَن منشداً أَنشد النبي،صلى الله عليه وسلم:

لا تَأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ،

حتى تلاقَي ما يمني لك الماني

فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ،

بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ

فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتى

تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل. يقال: مَنى الله عليك

خيراً يَمْني مَنْياً، وبه سميت المَنِيَّةُ، وهي الموت، وجمعها المَنايا

لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ وقال آخر:

مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا

أُحادَ أُحادَ في الشَّهْر الحَلالِ

أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ. وقال الشَّرفي بن القطامي: المَنايا

الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قال

ابن بري: المَنيَّة قدَرُ الموت، أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب:

مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها

جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ

فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت.

وامْتَنَيْت الشيء: اخْتَلقْته.

ومُنِيتُ بكذا وكذا: ابْتُلِيت به. ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه

ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً. ويقال: مُنِيَ ببَلِيَّة أَي

ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها. الجوهري: منَوْتُه ومَنَيْته

إِذا ابتليته، ومُنِينا له وُفِّقْنا. ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها

وقُبالَتها. وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن

خالويه:

تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ،

خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها

فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ،

حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها

وفي الحديث: البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء. وفي

حديث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع

أَي حِذاءه وقَصْدَه. والمَنى: القَصْدُ؛ وقول الأَخطل:

أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها،

بصاحِبِ الهَمِّ، إِلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُ

قيل: أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شئت

أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه:

إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ،

فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ

وقد قيل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، وهو مذكور في موضعه؛

التهذيب: وأَما قول لبيد:

دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ

قيل: إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج:

قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما

أَراد الحَمام. قال الجوهري: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، ولكنه حذف

الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، وهو ضرورة قبيحة.

والمَنِيُّ، مشَدّد: ماء الرجل، والمَذْي والوَدْي مخففان؛ وأَنشد ابن

بري للأَخطل يهجو جريراً:

مَنِيُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ،

أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا

قال: وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر؛ قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ:

أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً،

وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟

وجمعهُ مُنْيٌ؛ حكاه ابن جِني؛ وأَنشد:

أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ،

مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ

وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ. وفي التنزيل العزيز: مِنْ مَنِيٍّ

يُمْنَى؛ وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ، يقال: مَنَى

الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج

المنيّ.

ومَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يصرف ولا

يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن

قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك.

وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش

مُنِيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. يونس: امْتَنَى

القوم إِذا نزلوا مِنًى. ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى.

الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف. ومِنًى: موضع

آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى لبيد بقوله:

عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها

بمِنًى، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها

والمُنَى، بضم الميم: جمع المُنية، وهو ما يَتَمَنَّى الرجل.

والمَنْوَةُ: الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأُراهم غيروا الآخِر

بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح. وكتب عبد الملك إِلى الحجاج: يا ابنَ

المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام؛ وهي

القائلة:هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها،

أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟

وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه

ونفاه إِلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول

عروة بن الزُّبير للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ

المُتَمنِّية. والأُمْنِيّة: أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، وقال الليث: ربما طرحت

الأَلف فقيل منية على فعلة

(*قوله« فقيل منية على فعلة» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة

حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه؛ قال أَبو منصور: وهذا لحن عند الفصحاء، إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنًى،

ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ، مشدَّدة الياء، وأَمانٍ

مخففة، كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ

والأُضْحيَّة. أَبو العباس: أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون

وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج. وفي الحديث: إِذا

تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية:

فلْيُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر

المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إِذا سأَل اللهَ

حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أَبو

بكر: تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى

وهو القدر. الجوهري: تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً.

وتَمَنَّى الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وبه، وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ

والأُمْنِيَّةُ. وتَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه. وفي التنزيل العزيز:

إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه؛ أَي قَرَأَ وتَلا

فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه؛ قال في مَرْثِيَّةِ عثمان، رضي الله

عنه:تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه،

وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ

(* قوله« أول ليله وآخره» كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة

وآخرها.)

والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ. وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن؛ وقال آخر:

تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه،

تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ

أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً

فيه. قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا

مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن

يُوقَّاه. وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا

أَمانيَّ؛ قال أَبو إِسحق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، وقيل: إَلاَّ

أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي

تَخْتَلِقُه، قال: ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال

ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وهذا مستَعمل في كلام الناس،

يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه: هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة. وفي

حديث الحسن: ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر

في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك

فقط، ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، وقيل: هو من التَّمَنِّي

القراءة والتِّلاوة. يقال: تَمَنَّى إِذا قرأَ. والتَّمَنِّي: الكَذِب. وفلان

يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وهو مقلوب من المَيْنِ، وهو

الكذب. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا

شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام، وفي رواية: ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت

أَي ما كَذَبْت. والتَّمنِّي: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا

قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله، ويقال للأَحاديث

التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ، واحدتها أُمْنِيّةٌ؛ وفي قصيد كعب:

فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ،

إِنَّ الأَمانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ

وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له. وتَمَنَّى الحَديث:

اخترعه. وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث: أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء

تَمَنَّيْته؟

معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له. ويقول الرجل: والله ما

تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته. وقال الجوهري: مُنْيةُ الناقة

الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا، وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل

إِياها وبين خمس عشرة ليلة، وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها

من حِيالها. ابن سيده: المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم

يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها، ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب: هي في

مُنْيَتها، وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا، ومُنْيَةُ البِكْر التي

لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال، ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة

ليلة، قيل: وهي منتهى الأَيام، فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح،

وقد استَمْنَيْتُها. قال ابن الأَعرابي: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد

أَربع عشرة وإحدى وعشرين، والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام، قال:

والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها، فإِن

اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح؛ وقال

في قول الشاعر:

قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ،

والعَيْنُ شاحِبةٌ، والقَلْبُ مَسْتُورُ

قال: مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها.

كأَنَّها بصَلاها، وهْي عاقِدةٌ،

كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُ

قال شمر: وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال:

وروي عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون

قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة،

والمُنية التي هي المُنْية سبع، وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ. وقال

أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما

هو تَمْتَني القِلاصُ، لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها،

فهي مُمْتَناةٌ، قال: وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر. يقال: أَمْنَتِ

الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء، فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فهي

مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها، وقد

امْتُنيَ للفحل؛ قال: وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة:

وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا، وأُمُّها

إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها

نَتُوجٍ، ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له،

إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها

ورواه هو وغيره من الرواة: لما يُمْتَنى، بالياء، ولو كان كما روى شمر

لكانت الرواية لما تَمْتَني له، وقوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما

يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى

له؛ وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً:

وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها،

مِنَ الصَّيْف، ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها

فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي.

وقال ابن السكيت: قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي

يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها، ويقال: الناقة في مُنْيتها. قال أَبو

عبيدة: المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير

مَشِيجاً، وقوله: لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم

تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها؛ وقال

الجوهري: يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل؛ قال ابن بري: الذي في

شعره:

نَتُوجٍ ولم تُقْرِف لما يُمْتَنى له

بكسر الراء، يقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه

البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل

الناقة، قال: والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل

يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل.

والمُنُوَّةُ

(* قوله« والمنوة» ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم، وقال

في شرح القاموس: هي بفتح الميم.): كالمُنْية، قلبت الياء واواً للضمة؛

وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل:

تَنادَوْا بِجِدٍّ، واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها

لِعِشْرينَ يَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِي

فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل، وأَراد لعشرين

يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، وهو واسع؛ حكاه سيبويه

فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد:

ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني،

فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني

أَراد: ولقد مَرَرْتُ. قال ابن بري: مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر

بالفعل، فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ. ومَنَيْت الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه

مَنْواً أَي اختبرته، ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ به مَنْواً

بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه. ويقال: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي

لأَجْزِيَنَّك جزاءك. ومانَيْته مُماناة: كافأْته، غير مهموز. ومانَيْتُك: كافأْتك؛

وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو:

نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها،

ونَشْرَبُ في أَثْمانِها ونُقامِرُ

وقال آخر:

أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ،

وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري

ومانَيْتُه: لَزِمْته. ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه.

والمُماناة: المُطاولةُ. والمُماناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يعقوب:

عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني،

وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ،

مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني

أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي. وقال ابن بري: هذا الرجز بمعنى

المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري؛ وأَنشد لغَيْلان بن

حُريث:

فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ، فإِنَّني

بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ

والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي

صُخَيْرة:

إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ،

وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ

والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكيت: أَنشدني أَبو عمرو:

صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ،

ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ

قال: يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك. وقال سعيد: المُناوة

المُجازاة. يقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ.

وتَمَنٍّ: بلد بين مكة والمدينة؛ قال كثير عزة:

كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ، لما تَحَلَّلَتْ

مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها،

قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ

بِهِنَّ السَّواني، فاسْتدارَ مَحالُها

والمُماناةُ: قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ. والمُماناةُ: المُداراةُ.

والمُماناةُ: المُعاقَبةُ في الرُّكوب. والمُماناةُ: المكافأَةُ. ويقال

للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي.

والمَنا: الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به، بفتح الميم مقصور

يكتب بالأَلف، والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره، وقد يكون من

الحديد أَوزاناً، وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قال ابن

سيده: وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة، وهو أَفصح من المَنِّ، والجمع أَمْناء،

وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وهو مِنِّي بِمَنَى

مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ.

قال: ومَناةُ صخرة، وفي الصحاح: صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة

والمدينة، يَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشيء، وقيل: مَناةُ اسم

صَنَم كان لأَهل الجاهلية. وفي التنزيل العزيز: ومَناةَ الثَّالِثَةَ

الأُخرى؛ والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ، وهو لغة، والنسبة إِليها

مَنَوِيٌّ. وفي الحديث: أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم

المذكور. وعبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة. وزيدُ مَناةَ: ابن تَميم بن

مُرٍّ، يمد ويقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثي:

أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ

على الشِّنْءِ، فيما بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ

قال ابن بري: قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: وقد

غلط الطائي في قوله:

إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناه،

بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه

ومن احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع.

مني
: (ي ( {مَناهُ اللَّهُ} يَمْنِيه) {مَنْياً: (قَدَّرَهُ) .
(} والمانِي: القادِرُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي قِلابَة الهُذَلي:
فَلَا تَقُولَنَّ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُه حَتَّى تُلاقِيَ مَا {يَمْنى لكَ} المانِي أَي مَا يُقدِّرُ لكَ القادِرُ.
وَفِي التهذيبِ:
حَتَّى تَبيَّنَ مَا يَمْنِي لكَ الماني وَقَالَ ابنُ برِّي: البَيْتُ لسُوَيْدِ بنِ عامِرٍ المُصْطلِقي، وَهُوَ:
لَا تَأْمَنِ المَوتَ فِي حِلَ وَلَا حَرَمٍ إنَّ! المَنايا تُوافي كلَّ إنْسانِ واسْلُكْ طَرِيقَكَ فِيهَا غَيْرَ مُحْتَشِمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْني لكَ المَانِيوفي الحديثِ: أنَّ مُنْشداً أَنْشَدَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لَا تَأْمَنَنَّ وإنَّ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْنِي لكَ المَانِيفالخَيْرُ والشَرُّ مَقْرونانِ فِي قَرَنٍ بكُلِّ ذلِكَ يَأْتِيَك الجَدِيدانِفقالَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أَدْرَكَ هَذَا لأَسْلَمَ.
قُلْت: وَفِي أَمالِي السيِّدِ المُرْتَضى مَا نَصّه: أَنَّ مُسْلماً الخُزَاعي ثمَّ المُصْطلِقي قالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَنْشَدَه مُنْشدٌ قولَ سُوَيْدِ بنِ عامِرِ المُصْطلِقِي: لَا تَأْمَنَنَّ، الخ، وَفِيه:
فكلّ ذِي صاحِبٍ يَوْماً يفارقهوكلّ زادٍ وإنْ أَبْقَيْته فانِيثم ساقَ بَقِيَّةَ الحديثِ؛ كَذَا وَجَدْته بخطِّ العلاَّمَة عبْدِ القادِرِ بنِ عُمَر البَغْدادِي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
ويقالُ: {مَنَى اللَّهُ لكَ مَا يسُرُّكَ، أَي قَدَّرَهُ لَك؛ قيل: وَبِه سُمِّيَت} المَنِيَّةُ للمَوْتِ لأنَّها مُقَدَّرَةٌ بوَقْتٍ مَخْصوصٍ؛ وقالَ آخَرُ:
{مَنَتْ لكَ أَنْ تُلاقِيَني المَناياأُحادَ أُحادَ فِي الشَّهْر الحَلالِ (أَو) } مَناهُ اللَّهُ بحبِّها {يَمْنِيه مَنْياً: (ابْتَلاهُ) بحُبِّها.
(و) قيلَ: مَناهُ يَمْنِيه إِذا (اخْتَبَرَهُ.
(} والمَنَا) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَنْ يُكْتَبَ بالياءِ؛ (المَوْتُ،! كالمَنِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ، لأنَّه قُدِّرَ عَلَيْنا. وَقد مَنى اللَّهُ لَهُ المَوْتَ يَمْنِي؛ وجَمْعُ المَنِيَّةِ المَنايا.
وقالَ الشَّرقيُّ بنُ القُطامِي: المَنايا الأحْداثُ، والحِمامُ: الأجَلُ، والحَتْفُ: القَدَرُ، {والمَنُونُ: الزَّمانُ.
وقالَ ابنُ برِّي: المَنِيَّة قَدَرُ المَوْتِ؛ أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ:
} مَنايا تُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأهْلِها
جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجُبْلِفجعلَ المَنايا تُقَرِّب المَوْتَ وَلم يَجْعَلْها المَوْت.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: المَنِيَّةُ الأجَلُ المُقَدَّرُ للحَيَوانِ.
(و) {المَنَى: (قَدَرُ اللَّهِ) تَعَالَى، يُكْتَبُ بالياءِ؛ قالَ الشاعرُ:
دَرَيْتُ وَلَا أَدْرِي} مَنَى الحَدَثانِ وَقَالَ صَخْرُ الغِيِّ:
لعَمْرُ أَبي عَمْرِو لَقَدْ ساقَهُ المَنَى
إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِومنه قولُهم: ساقَهُ المَنى إِلَى دَرْكِ المُنَى.
(و) المَنَى: (القَصْدُ) ؛) وَبِه فُسِّر قولُ الأَخْطَل:
أَمْسَتْ {مَناها بأَرْضٍ لَا يُبَلِّغُها
لصاحِبِ الهَمِّ إلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُقيلَ: أَرادَ قَصْدَها وأَنَّثَ على قوْلِكَ ذَهَبَتْ بعضُ أَصابِعِهِ؛ ويقالُ: إنَّه أَرادَ مَنازِلَها فحذَفَ؛ ومِثْلُه قولُ لبيدٍ:
دَرَسَ} المَنا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ قالَ الجَوْهرِي: وَهِي ضَرُورَةٌ قَبِيحَةٌ.
قُلْت: وَقد فَسَّر الشَّيْباني فِي الجيمِ قوْلَ الأخْطَل بمعْنًى آخَر سَيَأْتِي قرِيباً.
( {ومُنِيَ بِكَذَا، كعُنِيَ: ابْتُلِيَ بِهِ) ، كأَنَّما قُدِّرَ لَهُ وقُدِّرَ لَهَا.
(و) } مُنِيَ (لكذا: وُفِّقَ) لَهُ.
( {والمَنِيُّ، كغَنِيَ) ، وَهُوَ مُشَدَّد: والمَذْيُ والوَدْيُ مُخَفَّفان، وَقد يُخَفَّفُ فِي الشِّعْرِ، (و) قولُه: (كإلَى) ، غَلَطٌ صوابُه بِهِ ويُخَفَّفُ، (} والمَنْيَةُ، كرَمْيَةٍ) للمَرَّةِ من الرَّمْي وضَبَطَه الصَّاغاني فِي التكملةِ بِضَم الميمِ وَهُوَ الصَّوابُ؛ (ماءُ الرَّجُلِ والمرأَةِ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِي وجماعَةٌ على ماءِ الرَّجُلِ؛ وشاهِدُ التَّشْديدِ قولُه تَعَالَى: {أَلم يَكُ نُطْفَة مِن {مَنِيَ} يُمْنًى} ؛ أَي يُقَدَّرُ بالعِدَّةِ الإلهيَّةِ مَا تكوّن مِنْهُ؛ وقُرِىءَ {تُمْنَى بالتاءِ على النّطْفةِ.
وسُمِّي} المَنِيّ لأنَّه يُقَدَّرُ مِنْهُ الحَيَوانُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للأخْطَل يَهْجُو جَرِيرًا:
مَنِيُّ العَبْدِ عَبْدِ أَبي سُواجٍ
أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ يُعاباوشاهِدُ التَّخْفِيفِ قولُ رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضِ؛ أَنْشَدَهُ ابنُ برِّي:
أَتَحْلِفُ لَا تَذُوقُ لنا طَعاماً
وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟ (ج {مُنْيٌ، كقُفْلٍ) ؛) حَكَاهُ ابنُ جنِّي وأَنْشَدَ:
أَسْلَمْتُمُوها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ
مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخْذَيْنِ كالمُومِ (} ومَنَى) الرَّجُلُ يمني {مَنْياً (} وأَمْنَى) {إِمْناءً (} ومَنَّى) ! تَمْنِيَةً، كلُّ ذلكَ (بمعْنًى) ؛) وعَلى الأوَّلَيْن اقْتَصَر الجَوْهرِي والجماعَةُ. ( {واسْتَمْنَى: طَلَبَ خُرُوجَهُ) واسْتَدْعاهُ.
(} ومِنَى، كإلَى. ة بمكَّةَ) ، تُكْتَبُ بالياءِ، (وتُصْرَفُ) وَلَا تُصْرَفُ. وَفِي الصِّحاح: مَوْضِعٌ بمكَّة، مُذَكَّرٌ يُصْرَفُ. وَفِي كتابِ ياقوت: {مِنًى، بالكسْرِ والتَّنْوينِ فِي الدَّرجِ. (سُمِّيَتْ) بذلكَ (لِما يُمْنَى بهَا من الدِّماءِ) ، أَي يُراقُ.
وقالَ ثَعْلب: هُوَ مِن قوْلِهم: مَنَى اللَّهُ عَلَيْهِ المَوْتَ، أَي قَدَّرَهُ لأنَّ الهَدْيَ يُنْحَرُ هُنالِكَ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: لأنَّ الكبْشَ مُنِيَ بِهِ أَي ذُبِحَ.
وقالَ ابنُ عُيَيْنَة: أُخِذَ مِن المَنايا، أَو لأنَّ العَرَبَ تُسَمَّى كلَّ محلَ يُجْتَمَع فِيهِ مِنًى، أَو لِبُلُوغِ الناسِ فِيهِ} مُناهُم؛ نقلَهُ شيْخُنا.
ورُوِي عَن (ابنِ عبَّاسٍ) رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّه قالَ: سُمِّيَتْ بذلكَ (لأنَّ جِبْريلَ، عَلَيْهِ السّلام، لمَّا أَرادَ أَنْ يُفارِقَ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام، (قَالَ لَهُ: تَمَنَّ، قالَ: أَتَمَنَّى الجَنَّةَ، فسُمِّيَتْ مِنًى لأُمْنِيَّةِ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام؛ وَهَذَا القولُ نقلَهُ ياقوتٌ غَيْر مَعْزُوَ.
قالَ شيْخُنا: مكَّةَ نَفْسُها قَرْيَةٌ، ومِنَى قَرْيةٌ أُخْرَى بَيْنها وبينَ مَكَّة أَمْيالٌ، فَفِي كَلامِ المصنِّفِ نَظَرٌ، انتَهَى.
وقالَ ياقوتٌ: مِنَى بُلَيْدَةٌ على فَرْسَخ من مكَّةَ طُولُها مِيلان تعمرُ أَيامَ المَوْسِم وتَخْلُو بَقِيَّة السَّنَةِ إلاَّ ممَّنْ يَحْفَظُها، وقَلَّ أَن يكونَ فِي الإسْلامِ بَلَدٌ مَذْكورٌ إِلاَّ ولأهْلِه بمِنَى مضْرَبٌ.
ومِنَى: شعْبَان بَيْنهما أَزِقَّةٌ، والمسْجِدُ فِي الشارِعِ الأيْمَن، ومَسْجِد الكَبْشِ بقُرْبِ العَقَبَةِ الَّتِي تُرْمَى عَلَيْهَا الجَمْرَةُ، وَبهَا مَصانِعُ وآبارٌ وخاناتٌ وحَوانِيتٌ، وَهِي بينَ جَبَلَيْن مُطِلَّيْن عَلَيْهَا؛ قالَ: وكانَ أَبو الحَسَنِ الْكَرْخِي يَحْتَجُّ بجوازِ الجُمُعَةِ بهَا أَنَّها من مكَّةَ كمِصْرٍ واحِدٍ، فلمَّا حَجَّ أَبو بكْرٍ الجصَّاص ورأَى بُعْدَ مَا بَيْنهما اسْتَضْعَف هَذِه العلَّةَ وقالَ: هَذِه مِصْرٌ مِن أمْصارِ المُسْلِمِين تعمّرُ وَقْتاً وتَخْلُو وَقْتاً، وخُلُوُّها لَا يُخْرِجُها عَن حَدّ الأمْصارِ، وعَلى هَذِه العلَّةِ كانَ يَعْتَمِدُ القاضِي أَبو الحُسَيْن القَزْوِينِي.
قالَ البشّارِي: وسأَلَنِي يَوْماً كم يَسْكنُها وسَطَ السَّنَةِ مِن الناسِ؟ قُلْتُ: عِشْرُونَ إِلَى الثَّلاثِينَ رجُلاً، وقلَّ أَن تجِدَ مَضْرباً إِلَّا وَفِيه امْرأَةٌ تَحْفَظه؛ فقالَ: صَدَقَ أَبو بَكْرٍ وأَصابَ فيمَا عَلَّلَ؛ قَالَ: فَلَمَّا لَقِيت الفَقِيه أَبا حَامِدٍ البغولني بنَيْسابُورَ حَكَيْتُ لَهُ ذلكَ، فقالَ: العلَّةُ مَا نَصّها الشَّيْخ أَبو الحَسَن، أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: {ثمَّ محلّها إِلَى البيتِ الْعَتِيق} ؛ وقالَ: {هَديا بَالغ الكعْبَة} . وإنَّما يَقَعُ النّحْرُ بمِنَى.
(و) مِنى: (ع آخَرُ بنَجْدٍ) .
(قالَ نَصْر: هِيَ هضبَةٌ قُرْبَ ضرية فِي ديارِ غَنِيَ بنِ أَعْصر زادَ غيرُهُ: بينَ طخفَةَ وأَضاخَ، وَبِه فسّر قولَ لبيدٍ:
عَفَتِ الدِّيارُ محلُّها فمُقامُها! بمِنَى تَأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها (و) أَيْضاً: (ماءٌ قُرْبَ ضَرِيَّةَ) فِي سَفْحِ جَبَل أَحْمرِ مِن جِبالِ بَني كِلابٍ للضِّبابِ مِنْهُم؛ قالَهُ نَصْر وضَبَطَه كغَنِيَ، بالتَّشْديدِ.
ونقلَ ياقوت عَن الأصْمعي: أنَّ مِنَى جَبَلٌ حَوْلَ حمى ضَرِيَّة؛ وأَنْشَد: أَتْبَعْتهم مُقْلَةً إنْسانُها غَرِقٌ
كالفَصّ فِي رَقْراق الدَّمْعِ مَغْمُورُحتى تَوارَوا بشَعْفِ والجِبَال بِهم
عَن هضب غَوْلٍ وَعَن جَنْبي مِنًى زورُ ( {وأَمْنَى) الرَّجُلُ؛ عَن ابنِ الأعْرابِي؛ (} وامْتَنَى) ؛) عَن يُونس؛ (أَتَى مِنَى أَو نَزَلَها) ؛) التَّفْسِير الأوَّل ليونس، وَالثَّانِي لابنِ الأعرْابي؛ ومِن ذلكَ لُغْز الحَريرِي فِي فتْيَا العَرَبِ: هَل يَجِبُ الغُسْل على مَنْ {أَمْنَى؛ قالَ: لَا وَلَو ثنى.
(} وتمنَّاهُ) {تَمَنّياً: (أَرادَهُ) .
(قَالَ ثَعْلَب: التَّمنِّي حديثُ النَّفْسِ بِمَا يكونُ وَبِمَا لَا يكونُ.
وَقَالَ ابنُ الْأَثِير:} التَّمنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأمْر المَرْغوب فِيهِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {تَمَنَّيْتُ الشيءَ أَي قَدَّرْتُه وأَحْبَبْتُ أَن يَصِيرَ إليَّ مِن} المَنى وَهُوَ القَدر.
وَقَالَ الرَّاغبُ: التمنِّي تَقْديرُ شيءٍ فِي النَّفْسِ وتَصْوِيرُه فِيهَا؛ وَذَلِكَ قد يكونُ عَن تَخْمِين وظَنَ، ويكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبِناء على أَصْلٍ، لَكِن لما كَانَ أَكْثَره عَن تَخْمِين صارَ الكَذِبُ لَهُ أَمْلَك فأَكْثَر التَّمنِّي تَصَوّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ.
( {ومَنَّاهُ إيَّاه و) مَنَّاهُ (بِهِ} تَمْنِيَةً) :) جَعَلَ لَهُ {أُمْنِيّته؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ولأضِلنَّهم} ولأُمنِّيَنّهم} (وَهِي {المُنْيَةُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر،} والأُمْنِيَّةُ، بالضَّمِّ) ، وَهِي أُفْعُولَةٌ وجَمْعُها {الْأَمَانِي. قالَ اللَّيْث: رُبَّما طُرِحَتِ الهَمْزَةُ فقيلَ} مُنْيَة على فُعْلَة.
قالَ الأزْهرِي: وَهَذَا لَحْنٌ عنْدَ الفُصَحاءِ إنَّما يقالُ مُنْية على فُعْلَة وجَمْعُها {مُنًى، ويقالُ:} أُمْنِيَّةٌ على أُفْعُولَة، وجَمْعُها {أَمانيُّ بتَشْديد الياءِ وتَخْفِيفِها.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} الأُمْنِيَّةُ الصُّورَةُ الحاصِلَةُ فِي النَّفْسِ مِن {تَمَنّى الشَّيء. وشاهِدُ} المنى أَنْشَدَه القالِي: كأَنَّا لَا تَرانا تارِكِيها
بعِلَّةِ باطِل {ومُنَى اغْتِرارِوشاهِدُ الأمانيِّ قولُ كَعْب:
فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ
إنَّ الأمانيَّ والأحْلامَ تَضْلِيلُ (} وتَمَنَّى) {تَمَنِّياً: (كَذَبَ) ، وَهُوَ تَفَعُّل مِن} مَنَى {يَمْنِي إِذا قَدَّرَ لأنَّ الكاذِبَ يُقدِّرُ فِي نَفْسِه الحديثَ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: لمَّا كانَ الكَذِبُ تَصَوُّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وإيرَاده باللّفْظِ صارَ التَّمَنِّي كالمَبْدإ للكَذِبِ فصحَّ أنْ يُعَبَّرَ عَن الكذِبِ} بالتَّمنِّي، وعَلى ذلكَ مَا رُوِي عَن عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: مَا تَمَنَّيْتُ مُنْدُ أَسْلَمْت، أَي مَا كَذَبْت، انتَهَى.
ويقالُ: هُوَ مَقْلُوبُ تمين مِن المَيْنِ وَهُوَ الكذِبُ.
(و) {تَمَنَّى (الكِتابَ: قَرَأَهُ) وكَتَبَه؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشَّيطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ؛ أَي قَرَأَ وتَلا فَأَلْقَى فِي تِلاوَتِه مَا ليسَ فِيهِ؛ قالَ الشاعرُ يَرْثي عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ أَوَّلَ لَيْلِه
وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِوقالَ آخَرُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ آخِرَ لَيْلةٍ
} تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِأَي تَلا كتابَ اللَّهِ مُتَرسِّلاٍ فِيهِ.
قالَ الأزْهري: والتَّلاَوَةُ سُمِّيَت أُمْنِيَّة لأنَّ تَالِي القُرْآنِ إِذا مَرَّ بآيَةِ رَحْمَةٍ! تَمَنَّاها، وَإِذا مَرَّ بآيَةِ عَذَابٍ تَمَنَّى أَن يُوقَّاه.
وقالَ الرَّاغِبُ: قولُه تَعَالَى: {وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاَّ أمانيَّ} . قالَ مُجَاهِد: مَعْناه إلاَّ كذِباً؛ وَقَالَ غيرُهُ: إلاَّ تِلاوَةً. وقولُه تَعَالَى: {أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي {أُمْنِيَّتِه} ؛ وَقد تقدَّمَ أَنَّ التَّمنِّي كَمَا يكونُ عَن تَخْمِين وظنَ قد يكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبناءٍ على أَصْلٍ، ولمَّا كانَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا مَا كانَ يُبادِرُ إِلَى مَا نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِين على قَلْبِه حَتَّى قيلَ لَهُ: {وَلَا تَعْجَل بالقُرآنِ من قَبْلِ أَنْ يَقْضى إليكَ وَحْيَهُ} ، {لَا تُحرِّك بِهِ لِسانَكَ لتَعْجَلَ بِهِ} ، سَمَّى تِلاوَتَه على ذلكَ تَمَنِّياً ونَبَّه أنَّ للشَّيْطانِ تَسَلّطاً على مثْلِه فِي أُمْنِيَّتِه، وذلكَ من حيثُ بَيَّن أنَّ العَجَلَةَ من الشَّيْطانِ.
(و) تَمَنَّى (الحديثَ: اخْترَعَهُ وافْتَعَلَهُ) وَلَا أَصْلَ لَهُ؛ وَمِنْه قولُ رَجُل لِابْنِ دَأْبٍ وَهُوَ يُحدِّثُ: هَذَا شيءٌ رَوَيْتَه أَمْ شيءٌ} تَمَنَّيْتَه؟ أَي افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْتَه وَلَا أَصْلَ لَهُ. ويقولُ الرَّجُل: واللَّه مَا {تَمَنَّيْت هَذَا الكلامَ وَلَا اخْتَلَقْته.
(} والمُنْيَةُ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوْهرِي على الضَّم. ونَقَلَ ابنُ السِّكِّيت عَن الفرَّاء الضَّم والكسَر مَعًا؛ (والمَنْوَةُ) ، بِالْفَتْح، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ المَنُوَّةُ، بفتحٍ فضمٍ فتَشْديدِ وَاو؛ (أَيامُ النَّاقةِ الَّتِي لم يُسْتَيْقَنْ) ؛) وَفِي المُحْكم: لم يَسْتَبِنْ؛ (فِيهَا لِقاحُها من حِيالها) .) ويقالُ للناقَةِ فِي أَوَّل مَا تُضْرَبُ: هِيَ فِي! مُنْيَتِها، وَذَلِكَ مَا لم يَعْلَموا بهَا حَمْل أَمْ لَا. ( {فمُنْيَةُ البِكْرِ الَّتِي لم تَحْمِلْ عَشْرُ لَيالٍ} ومُنْيَةُ الثَّنيِّ: وَهُوَ البَطْنُ الثَّاني، خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً) ، قيلَ: وَهِي مُنْتَهى الأيَّام (ثمَّ) بَعْد مُضِي ذلكَ (تُعْرَفُ أَلاقحٌ هِيَ أمْ لَا) ؛) هَذَا نَصُّ ابنِ سِيدَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {مُنْيَةُ الناقَةِ الأيامُ الَّتِي يُتَعَرَّفُ فِيهَا أَلاقحٌ هِيَ أَمْ لَا، وَهِي مَا بينَ ضِرابِ الفَحْلِ إيَّاها وبينَ خَمْس عَشْرَةَ لَيْلة، وَهِي الأيَّام الَّتِي يُسْتَبْرَأُ فِيهَا لَقاحُها من حِيالِها. يقالُ: هِيَ فِي مُنْيَتها، انْتهى.
وَقَالَ الأصْمعي:} المُنْيَةُ مِن سَبْعَةِ أَيَّام إِلَى خَمْسَة عَشَرَ يَوْماً تُسْتَبْرأُ فِيهَا الناقَةُ تردُّ إِلَى الفَحْل فَإِن قرَّت عُلِم، أنَّها لم تَحْمِلْ، وَإِن لم تقرّ عُلِمَ أنَّها قد حَمَلَتْ؛ نقلَهُ القالِي.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: مُنْيَةُ القِلاصِ سَواء عَشرُ ليالٍ؛ وقالَ غيرُهُ: المُنْيَةُ الَّتِي هِيَ المُنْيَة سَبْع، وَثَلَاث للقِلاصِ وللجِلَّةِ عَشْرَ لَيالٍ.
(و) قالَ أَبو الهَيْثَمِ: قُرِىءَ على نُصَيْر وأَنا حاضِرٌ ( {أَمْنَتِ) الناقَةُ، (فَهِيَ} مُمْنٍ {ومُمْنِيَةٌ) :) إِذا كانتْ فِي مُنْيَتِها؛ (وَقد} اسْتَمْنَيْتُها) .
(قَالَ ابنُ الأعْرابي: البِكْرُ من الإِبِلِ {تُسْتَمْنَى بَعْدَ أَرْبَع عشرَةَ وإحْدَى وعِشْرين، والمُسِنَّةُ بَعْد سَبْعةِ أَيامٍ؛ قالَ:} والاسْتِمْناءُ أَنَّ يأْتِي صاحِبُها فيَضْربَ بيدِهِ على صَلاها ويَنْقُرَ بهَا، فَإِن اكْتارَتْ بذَنَبِها أَو عَقَدَتْ رأْسَها وجَمَعَتْ بينَ قُطْرَيْها عُلِم أنَّها لاقِحٌ؛ وقالَ فِي قولِ الشاعرِ:
قامَتْ تُرِيكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ والعَيْنُ شاحِبةٌ والقَلْبُ مَسْتُورُكأنَّها بصَلاها وهْي عاقِدَةٌ كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُقال: مَسْتُور إِذا لَقِحَتْ ذهبَ نَشاطُها. ( {ومُنِيتُ بِهِ، بالضَّمِّ، مَنْياً) ، بِالْفَتْح: أَي (بُلِيتُ بِهِ) ، وَقد} منَاهُ {مَنْياً بَلاهُ.
(} ومَاناهُ) مُمَاناةً: (جازَاهُ) ؛) عَن أَبي سعيدٍ.
(أَو) {مَاناهُ: (أَلْزَمَهُ) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ لَزِمَهُ.
(و) مَاناهُ: (ماطَلَهُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ طاوَلَهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ وغيرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لغَيْلانِ بنِ حُرَيْث:
فإلاّ يَكُنْ فِيهَا هُرارٌ فإِنَّني
بسِلَ} يُمانِيها إِلَى الحَوْلِ خائِفُأَي يُطاوِلُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لأبي صُخَيْرَة:
إيَّاك فِي أَمْرِكَ والمُهاواهْ
وكَثْرَةَ التَّسْوِيفِ {والمُماناهْ (و) مَاناهُ: (دارَهُ.
(و) أيْضاً: (عاقَبَهُ فِي الرُّكوبِ.
(} وتَمَنَ: د بَين الحَرَمَيْنِ) الشَّرِيفَيْن. قالَ نَصْر: هِيَ ثَنِيةُ هَرْشَى على نصفِ طريقِ مكَّةَ والمَدينَةِ. رَوَى ابنُ أَبي ذئبٍ عَن عِمْران بنِ قُشَيْر عَن سالمِ بنِ سبلان: سَمِعْت عائِشَةَ وَهِي بالبِيض من {تَمَنَ بسَفْح هَرْشى وأَخَذْت مرْوَة مِن المَرْوِ، فَقَالَت: وَدَدْت أَني هَذِه المَرْوَة، انتَهَى.
وَقَالَ كثيِّرُ عزَّة:
كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ لما تَحَلَّلَتْ
مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنَ جمالُهاقلين غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ
بِهِنَّ السَّوانِي فاسْتَدارَ مَحالُها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} امْتَنَيْت الشيءَ: اخْتَلَقْته.
! والمُتَمَنِّي: جماعَةٌ مِن العَرَبِ عُرِفُوا بذلكَ، مِنْهُم: عامِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ الشجبِ بنِ عبْدِ ودّ لُقِّبَ بِهِ لكوْنِه {تَمَنَّى رقاش، امْرأَة مِن عامِر الأَجْدار وأَسَر بداءِ بنِ الحارِثِ فنالَهُما. وبفَتْح النونِ: نَصْر بن حجَّاج السِّلمي وكانَ وَسِيماً تَفْتَتِنُ بِهِ النِّساءُ، وَفِيه تقولُ الفُرَيْعةُ بنْتُ هَمَّام:
هَلْ مِنْ سَبيلٍ إِلى خَمْرٍ فَأَشْرَبَها
أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حجَّاجِ؟ وَهِي} المُتَمَنِّيَةُ، وَهِي أُمُّ الحجَّاجِ بنِ يُوسُف، فنَفاهُ عُمَر قائِلاً: لَا {تَتَمنَّاكَ النِّساء، وكَتَبَ عبْدُ الملِكِ إِلَى الحجَّاج: يَا ابْنَ} المُتَمَنِّيَة، أَرادَ أُمَّه هَذِه.
{والمَنِيُّ، كغَنِيَ: ماءٌ بضَرِيَّة؛ ضَبَطَه نَصْر وتَبِعَه ياقوت.
} والأمانِيُّ: الأكاذِيبُ والأحادِيثُ الَّتِي تتمنى.
{وامْتُنِيَ للفَحْل، بِالضَّمِّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة يَصِفُ بَيْضَة:
نَتُوجٍ وَلم تُقْرَفْ بِمَا} يُمْتَنَى لَهُ
إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُهاوأَنْشَدَ نُصَيْر لذِي الرُّمَّة أَيْضاً:
وحتّى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ {امْتِنائِها
مِنَ الصَّيْف مَا اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها} وامْتَنَتِ الناقَةُ فَهِيَ {مُمْتَنِية إِذا كانتْ فِي} مُنْيَتِها؛ رواهُ أَبُو الهَيْثم عَن نُصَيْر؛ قالَ: قُرِىءَ عَلَيْهِ ذلكَ وأَنا حاضِرٌ.
{ومَناهُ} يَمْنِيه: جَزاءُ.
والمِناوَةُ، بِالْكَسْرِ: الجَزاءُ. يقالُ: لأَمْنِينَّكَ مِناوَتَكَ، أَي لأَجْزِيَنَّكَ جَزَاءَكَ؛ عَن أَبي سعيدٍ؛ ونقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً. ويقالُ: هُوَ بمنى مِنْهُ وحرًى.
{ومَناهُ: أَي مَطَلَهُ.
} والمُمَاناةُ: المُكافَأَةُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي زيْدٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لسَبْرة بنِ عَمْرو:
{نُمانِي بهَا أَكْفاءَنا ونُهِبنُها
ونَشْربُ فِي أَثْمانِها ونُقامِرُوقالَ آخَرُ:
} أُمانِي بهَا الأَكْفاء فِي كلِّ مَوْطِنٍ
وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحِينَ وأَقْتَرِي والمُمَاناةُ: الانْتِظارُ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو:
عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباح لَوْنِيوجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ اليَوْنِ مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ {مَانَوْنِي أَي: انْتَظَرُوني حَتَّى أُدْرِكَ بُغْيَتي؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قَالَ ابنُ برِّي:} المُماناةُ فِي هَذَا الرجزِ بمعْنَى المُطاوَلة لَا الانْتِظار.
ونقلَ ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي عَمْرو: {مانَيْتُكَ مُذ اليومِ أَي انْتَظَرْتُكَ.
} ومَنَّى {تَمْنِيّةً: نَزَلَ مِنًى، لُغَةٌ فِي} أَمْنَى {وامْتَنَى؛ نقلَهُ الصَّاغاني؛ وكَذلكَ} مَنَى بالتّخْفيفِ؛ عَنهُ أَيْضاً.
{والمِنْيَةُ، بالكسرِ: اسْمٌ لعدَّةِ قُرًى بمِصْر جاءَتْ مُضافَةً إِلَى أَسْماء، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلفْظِ التَّثْنِيةِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الجَمْع، وَنحن نَذْكُر ذَلِك مرتبين على الأقاليم:
فَمَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ: مِن الشَّرْقيةِ:} مِنْيَةُ مَسْعود، وناجِيَةَ، ورَوْق، وجُحَيْش، وردِيني، وقَيْصَر، وفراة، واشنة، وكِنانَةَ وفيهَا ولد السراج البَلْقِيني،! ومِنْيَةُ سُهَيْل، وأَبي الحُسَيْن، وعاصِمٍ وَقد دَخَلْتها، والسِّباع وتُعْرَفُ {بمِنْيَةِ الخَنازِيرِ الْآن، ومِنْيَةُ بَصَل، ومُحْسِن، وراضِي، وبوعَزّى، وثَعْلَب، ونَما، وجَابِر، والنَّشاصِي، والدرَّاج، وصُرَد، والأمْلَس، وربيعَةَ البَيْضاء، وبوخالِدٍ، ويَرْبُوع، وبوعلي، وعقبَةَ وَهِي غَيْر الَّتِي فِي الجِيزَة، وطيِّىءٍ، والذويبِ، ووَرْعان، ومقلد، والقرشي، ولوز، وغُرَاب، وبشَّار، وَيزِيد، ورَمْسِيس، وَخيَار، ويَعِيش، وسعادة، وَصَيْفِي، وياللَّه، والمعلى، والأَمراء، والفرماوي.
وممَّا جاءَتْ بصِيغَةِ التَّثْنِيةِ مِن هَذَا الإقليم:} مِنْيتا الشَّرف وَالْعَامِل،! ومِنْيَتا عُمَر وَحَمَّاد، ومِنْيتا العطَّار والفزاريين، ومِنْيَتا حمل وحبِيب، ومِنْيَتا فرج وهُما الطرطيري والراشدي، ومِنْيَتا يمَان ومحرز.
وَمَا جاءَتْ بصبغَةِ الجَمْع: مُنَى مَرْزُوق، ومُنَى جَعْفَر، ومُنَى مغنوج، ومُنَى غصين.
وَفِي المرتاحية: على صيغَةِ الإفْرادِ: مِنْيَةُ الشَّامِيِّين، ومِنْيةُ سمنود وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ بزو وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ شحيرة، ونقيطة، وعوام، وخَيْرُون، والعَامِل، وشافِع، والصَّارِم، وقوريل، وغرون وَهِي مِنْيَةُ أَبي البَدْر، وقرموط، وغشماشة، وبجانة، والشبول، وَعَاصِم، وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، وجلموه ومعاند، وَعلي، والبَقْلي، والمفضلين، وَصَالح، وحماقة، وفضالة، وفوسا، والأخْرس وبصيغَةِ الجَمْع: منى سندوب.
وَفِي الدقهلية: على صيغَةِ الإفْراد: مِنْيَةُ السُّودان، والحلوج، وعبْدِ المُؤْمِن، وكرسوس، والنّصَارَى وهُما اثْنَتان، وطلوس، وحازم، وبوز كرى، وجديلة، وبوعبد اللَّه وَقد دَخَلْتها، وَشَعْبَان، ومرجا بن سليل، والغر، وبَدْر بنُ سلسيل، والجفاريين، والشاميين، ورومي، والخياريين، والزمام.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: {مِنْيَتا طاهِرٍ وأمامَة،} ومِنْيَتا فاتِكٍ ومزاح، ومِنْيَتا السويد والطبل.
وَفِي جَزيرَةِ قويسنا: مِنْيَةُ زفتى جواد، وتاج الْعَجم، والعبسي، وعافية وَقد دَخَلْتها، والأمير، والفزاريين وَهِي شبْرًا هارس، وسلكا، وحيون، وَإِسْحَاق، وسراج وَقد دَخَلْتها، وَأَبُو شيخة وَقد دَخَلْتها، والموز والشريف، والحرون وَهِي البَيْضاء، وأَبو الحُسَيْن.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا الوفيين والجمالين، ومِنْيَتا خشيبة والرخا.
وَفِي الغربية: مِنْيَةُ السُّودان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، ومِنْيَةُ مسير، وردّاد، وأَبي قُحَافَة، ورديبيه، والأشْراف وَقد دَخَلْتها، وحبِيب، وأوْلاد شرِيف، وَالديَّان، وسراج وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، والقيراط وَمِنْهَا البُرْهان القيراطي الشاعِرُ، وابشان، وَيزِيد، والكتاميين.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيتا اللَّيْث وهَاشِم، ومِنْيَتا أمويه والجنان.
وَفِي السمنودية: مِنْيَةُ حوى، وَمَيْمُون، وأَبْيض لجامه، وشنتنا، والسبز، وَخيَار، والسُّودَان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وَعَيَّاش، والبندر أَو اللّيْث، وهَاشِم، والطويلة، وَحسان، وَأَبُو السيار، وخضر، وغزال، وطوخ، والنَّصارَى وتُعْرَفُ بمِنْيَةِ بَرَكَات، وحويت، وسَيْف الدَّوْلة، والداعي، والقصرى، وَيزِيد، وَبدر وَقد دَخَلْتها، وخميس وَقد دَخَلْتها، وجكو.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا بَدْرٍ وحَبيب، ومِنْيَتا سلامين وَأَبُو الْحَارِث وَقد دَخَلْتُ الأخيرَة، ومِنْيَتا حُبَيْش الْقبلية والبحرية.
وبصيغَةِ الجَمْع: منى أبي ثَوْر. وَفِي الدنجاوية: مِنْيَةُ الأحْلاف، ودَبُّوس وَقد دَخَلْتها، وحجاج.
وَفِي المنوفية: مِنْيَةُ زوبر وَقد دَخَلْتها، وعَفيف وَقد دَخَلْتها، وأُمّ صالِحٍ، ومُوسَى، والقصرى، وصُرَد وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وسود، والعز، وَخلف وَقد دَخَلْتها.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيتا خاقَان وتُعْرَفُ بالمِنْيَتَيْن وَقد دَخَلتها.
وبصيغَةِ الجَمْع منى وَاهِلَة وَقد دَخَلْتها.
وَفِي جزيرَة بَني نَصْر: مِنْيَةُ الْملك، وفطيس، والكراء، وشهالة، وحرى.
وَفِي البُحَيْرَة: مِنْيَةُ سَلامَة، وبَني حمَّاد، وزرقون، وبَني مُوسَى، وطراد والزناطرة.
وَفِي حَوْف رَمْسيس: مِنْيَةُ يزِيد، وعطية، والجبالى.
وَفِي الجيزية: مِنْيَةُ القائِد فضل، وعقبَةَ، وأَبي عليَ، ورهينة، والشماس وَهِي دَيْر الشمع، والصَّيَّادِين، وتاج الدولة، وبوحميد.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيَتا قادوس وأندونة.
وبصيغَةِ الجَمْع منى البوهات، وَمنى الْأَمِير.
وَفِي الأطفيحية: مِنْيَةُ الباساك.
وَفِي الفيومية: مِنْيَةُ الدِّيك، والبطس، وأَقْنَى، والأسقف.
وَفِي البهنساوية: مِنْيَةُ الطوى، وَالديَّان، وَعَيَّاش.
وَفِي الأشمونين: مُنْيَةُ بَني خصيب وَهَذِه بضمِّ الْمِيم خاصّةً وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ الْعِزّ.
وَقد ذَكَرَ ياقوتُ فِي مُعْجمه بعضَ قُرًى بمِصْر تُسَمَّى هَكَذَا مِنْهَا: مِنْيَةُ الأصْبَغ شَرْقي مِصْر إِلَى الأصْبَغ بنِ عبدِ العزيزِ، ومِنْيَةُ أَبي الخُصَيبِ على شاطِىءِ النِّيل بالصَّعيدِ الأدْنى قالَ: أَنْشَأَ فِيهَا بَنُو اللمطي أَحَد الرُّؤساء جامِعاً حَسَناً وَفِي قبْلتِها مقامُ إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السّلام. ومِنْيَةُ بُولاق والزُّجاج كِلاهُما بالإسْكَنْدريةِ، وَفِي الأخيرَةِ قَبْرُ عتْبَة بن أبي سُفْيانِ، ومِنْيَة زِفْتا، ومِنْيَةُ غَمْر على فوهةِ النِّيل، ومِنْيَةُ شِنْشِنا شمَالي مِصْر، ومِنْيَةُ الشِّيرَج على فَرْسخ من مِصْر، ومِنْيَةُ القائِدِ فَضْل على يلأمَيْن من مِصْر فِي قبْلتِها، ومِنْيَةُ قُوص هِيَ ربضُ مَدِينَة قُوص، ومُنَى جَعْفَر لعدَّةِ ضِياعٍ شمَالي مِصْر.
ومِنْيَةُ عَجَب بالأنْدَلُسِ مِنْهَا: خلفُ بنُ سعيدٍ المُتوفي بالأنْدَلُس سَنَة 305.
قُلْت: والنِّسْبَةُ إِلَى الكلِّ مِنْياوِيٌّ، بالكسْر؛ وَإِلَى مُنْيَة أَبي الخصيبِ {مُناوِيّ بِالضَّمِّ، وَإِلَى مُنْيَة عَجَب} مُنّييّ.
وأَبو {المَنِيّ، كعَدِيَ: جدُّ البَدْرِ محمدِ بنِ سعيدٍ الْحلَبِي الحَنْبلِي نَزِيل القاهِرَة، رَفيق الذَّهبي فِي السّماع.
ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي المَنِيِّ البُرُوجِرْدِي عَن أَبي يَعْلى بنِ الفرَّاء، وعُمَر بنُ حميدِ بنِ خَلَف بن أبي المُنَى البَنْدَنِيجي عَن ابْن البُسري. وأَبو المنيِّ بنُ أَبي الفَرَج المسدي سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطة.
(م ن ي) : (مِنًى) اسْمٌ لِهَذَا الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ وَالصَّرْفُ وَقَدْ يُكْتَبُ بِالْأَلِفِ وَاشْتِقَاقُهُ فِي الْمُعْرِبِ (وَالْمُنْيَةُ وَالْأُمْنِيَّةُ) وَاحِدٌ جَمْعُهُمَا مُنًى وَأَمَانِيُّ وَقَدْ تَمَنَّاهَا (وَالْمُتَمَنِّيَةُ) امْرَأَةٌ مَدَنِيَّةٌ عَشِقَتْ فَتًى مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ لُقِّبَتْ بِذَلِكَ لِقَوْلِهَا
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبُهَا ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
وَقِيلَ هِيَ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ هَمَّامٍ أُمُّ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَمْزَةُ الْأَصْبَهَانِيُّ وَكَمَا قِيلَ بِالْمَدِينَةِ أَصَبُّ مِنْ الْمُتَمَنِّيَةِ قَالُوا بِالْبَصْرَةِ أَدْنَفُ مِنْ الْمُتَمَنِّي وَقِصَّتُهُمَا فِي الْمُعْرِبِ.
م ن ي

مني الله لك الخير. وما تردي ما يمني لك الماني. قال:

ولا تقولن لشيء لست أفعله ... حتى تبيّن ما يمنى لك الماني

وأنا راض بمنى الله: بقدره، وتقول: ساقه المنى، إلى درك المنى. قال:

لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنى ... إلى جدثٍ يزوي له بالأهاضب

وقال:

سأعمل نصّ العيسي حتى يكفّني ... غنى المال يوماً أو منى الحدثان

وهو منّي بمنى ميل، وداره منى داري: بحذائها، ومنه: المنيّة والمايا. قال زهير:

كعوف بن شماس يرشح شعره ... إلى أسديّ يا منيّ فأسجحي

أي تعالي يا منيّة فهذا وقتك. وثمنّي على الله أمنيّة وأمانيّ ومنيّة ومنًى، ومني بكذا: بلي به، وهو ممنوّ به، ولأمنونك بما لم تمن بمثله. وأمنى الرجل ومنى. وقرىء: " أفرأيتم ما تمنون ".
مني
منَى يَمنِي، امْنِ، مَنْيًا، فهو مانٍ، والمفعول مَمْنِيّ
• منَى اللهُ الأمرَ: قدَّره "وما تدرِي ما يُمنَى لك".
• مناه اللهُ بمحنة: ابتلاه بها، أصابه (انظر: م ن و - مَنا) "مُنِيَ بخسائر فادحة- سيُمْنَون بهزيمة إن خالفوا منهج المدرِّب: " ° مُنِيَ بالهزيمة: تكبَّدها- مُنِيَ بكذا: ابتُليَ به- مُنِيَت جهودُه بالفشل: أخفقت، لم تنجح. 

أمنى يُمني، أَمْنِ، إمناءً، فهو مُمْنٍ
• أمنى الرَّجلُ: أخرج المنيّ وهو (سائل مبيضّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة وتفرزه غُدد التناسل عند الذّكر) " {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} ".
• أمنى الحاجُّ: أتى منًى (بلد قرب مكّة ينزله الحجّاج أيّام التشريق وتُنحر فيه الذّبائحُ). 

استمنى يستمني، اسْتَمْنِ، استمناءً، فهو مُستمنٍ
• استمنى الصَّبيُّ: مارس العادة السريَّة، طلب اللّذة الجنسيَّة منفردًا باستنزال المنيّ بدون جِماع. 

تمنَّى/ تمنَّى لـ يتمنَّى، تمَنَّ، تَمَنّيًا، فهو مُتمَنٍّ، والمفعول مُتمَنًّى
• تمنَّى الطَّالبُ النَّجاحَ: رغب في حصوله وتحقيقه
 وهو غالبا صعب التحقيق، طلبه وأراده، أحبّه "تمنّى التوفيقَ والسّدادَ- تمنّى على الله طولَ العمر لوالديه- تمنّى بصبره تحقيق أمله- تمنّى منه الاستقامة- ما كلّ ما يتمنّى المرءُ يدركه ... تأتي الرِّياحُ بما لا تشتهي السّفنُ".
• تمنَّى الشَّخصُ الكتابَ: قرأه وتلاه " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}: ألقى في تلاوته ما ليس فيها".
• تمنَّى أن يسافر/ تمنَّى له أن يسافر: رغب في سفره "تمنّى له الخيرَ". 

منَّى يمنِّي، مَنِّ، تَمنِيَةً، فهو مُمَنٍّ، والمفعول مُمَنًّى
• منَّى الأبُ ابنَه السَّفَرَ إلى الخارج/ منَّى الأبُ ابنَه بالسَّفر إلى الخارج: جعله يحبُّه ويرغب في تحقيقه أو الحصول عليه "منَّاه بربحٍ وفير- {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورًا} " ° منَّى نفسَه: وعدها، علَّلها.
• منَّى الشّيطانُ الإنسانَ: خادعه، ألقى في قلبه طولَ الأمل والحياة " {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ} ". 

إمناء [مفرد]: مصدر أمنى. 

أُمنيَة [مفرد]: ج أمنيَات وأمانٍ: بغية ومطلب، رغبة مرجوّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه. 

أُمْنِيَّة [مفرد]: ج أمنيّات وأمانِيّ (لغير المصدر):
1 - أمْنية؛ بُغْية ومطلب، رغبةٌ مرجوَّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه "عَبّر عن أمنيّة السّفر إلى الصين".
2 - حديث النَّفس ومشتهياتها " {وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ} ".
3 - قراءة، تلاوة " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ". 

استمناء [مفرد]: مصدر استمنى. 

تَمَنٍّ [مفرد]: ج تمنّيات (لغير المصدر):
1 - مصدر تمنَّى/ تمنَّى لـ ° تمنِّياتي لك بالصِّحة والعافية: دعاء بالحفظ أو الشفاء من ألم أو مرض.
2 - تعلّق النفس بالآمال والأحلام "مع تمنيّاتي بالتوفيق- *وما نيلُ المطالب بالتَّمنّي*".
3 - طلب المستحيل أو ما فيه بُعْدٌ. 

تمنية [مفرد]: مصدر منَّى. 

مَناة [مفرد]: (انظر: م ن ا ة - مَناة). 

مَنَويّ [مفرد]: خاصّ أو شبيه بالمنيّ، محتوٍ أو ناتج أو منتج للمنيّ.
• الحيوان المَنَوِيّ:
1 - (حي) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبيضة أي: بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت.
2 - (حي) الأعضاء التَّناسليّة النَّاضجة في الذُّكور التي تتكوَّن من خلية دائريَّة أو أسطوانيّة الشَّكل، لها نواة وعنق وذيل رفيع متحرّك.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليّة ثنائيّة الصبغيّات تمرّ بالانقسام المنصِّف لتكوّن أربع نُطيفات.
• قناة مَنَويَّة: (حي) مجرى الخُصية يحمل المنيّ إلى الخارج وخاصّة الجزء الذي يجري من البربخ إلى القناة الدافقة. 

مِنَى/ مِنًى [مفرد]: بلدة قريبة من مكّة ينزلها الحجّاج أيّام التشريق يرمون فيها الجمار. 

مَنْي [مفرد]: مصدر منَى. 

مُنْيَة [مفرد]: ج مُنُيات ومُنْيات ومُنًى: أمنيَّة، رغبة مرجوَّة، مطلب يُراد تحقيقه "كانت مُنيتُه الحصول على الكأس الفضيّ- لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلاّ لصابر" ° يَوْمُ المُنى: يوم تحقُّق ما يُرجى تحقُّقه. 

مَنِيّ [مفرد]: ج مُنْي: (حي) نطفة، سائل مُبْيَضٌّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة، ينشأ من إفرازات الخصيتين ويختلط به إفراز الحوصلتين المنويتين والبروستاتا، يخرج من القضيب إثر جماع أو نحوه " {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} " ° سيلان المنيّ: طرح المَنِيّ اللاإراديّ دون هَزَّة الجماع. 

منيَّة [مفرد]: ج منيّات ومَنايا: موت، وفاة "أدركته المنيَّةُ" ° أودت به المنيّةُ: مات- المنايا ولا الدّنايا: الدَّعوة إلى عزّة النَّفس والتّحذير من الخِسَّة- هو يخوض المنايا: يلقي بنفسه في المهالك. 

ما

ما: ما: حرفٌ يكونُ جحداً [كقوله تعالى: ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ . ويكون جزماً [كقوله تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ . ويكون صلةً كقوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ*

أي: بنقضهم ميثاقهم. ويكون اسماً يجرى في غير الآدميين. 
ما جَمِيعًا النحيف الْجِسْم الدَّقِيق وَمِنْه قيل للأَفعى: ضئيلة لِأَنَّهَا لَيْسَ يعظم خَلقها كَسَائِر الْحَيَّات قَالَ النَّابِغَة: [الطَّوِيل]

فَبِتُّ كَأَنِّي ساوَرَتْني ضَئيلةٌ ... من الرُّقْشِ فِي أنيابها السَمُّ ناقِعُ ... يَعْنِي الأفعى وَكَذَلِكَ الشَّخْت والشخيت: الدَّقِيق قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: [الْبَسِيط]

شَخْت الْجُزارةِ مثل الْبَيْت سائره ... من المُسُوحِ خِدَبُّ شوقَبٌ خَشِبُ ... فالجزارة: عُنُقه وقوائمه وَهِي دِقاق كلهَا. وَقَوله: إِنِّي مِنْهُم لضليع الضليع: الْعَظِيم الْخلق. وَقَوله: إِلَّا خرج وَله خبج الخبج الضُّراط وَهُوَ الحبج أَيْضا بِالْحَاء وَله أَسمَاء سوى هذَيْن كَثِيرَة. وَمن الضئيل الحَدِيث الْمَرْفُوع أَن إسْرَافيل لَهُ جَناح بالمشرق وجَناح بالمغرب وَالْعرش على جَناحه وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل الأحيان لِعَظَمَة الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حَتَّى يعود مثل الوَصَع. يُقَال فِي الوَصع: إِنَّه طَائِر مثل العصفور أَو أَصْغَر مِنْهُ.
[ما] ما: حرف يتصرف على تسعة أوجه: الاستفهام، نحو ما عندك. والخبر، نحو: رأيت ما عندك، وهو بمعنى الذى. والجزاء، نحو: ما تفعل أفعل. وتكون تعجبا نحو: ما أحسن زيدا. وتكون مع الفعل في تأويل المصدر نحو: بلغني ما صنعت، أي صنيعك. وتكون نكرة يلزمها النعت، نحو: مررت بما معجب لك، أي بشئ معجب لك. وتكون زائدة كافة عن العمل، نحو إنما زيد منطلق، وغير كافة نحو قوله تعالى: (فبما رحمة من الله) . وتكون نفيا نحو: ما خرج زيد، وما زيد خارجا. فإن جعلتها حرف نفى لم تعملها في لغة أهل نجد لانها دوارة وهو القياس، وأعملتها على لغة أهل الحجاز تشبيها بليس، تقول: ما زيد خارجا، وما هذا بشرا. وتجئ محذوفة منها الالف إذا ضممت إليها حرفا، نحو بم، ولم، و (عم يتساءلون) . قال أبو عبيد: تنسب القصيدة التى قوافيها على ما: ماوية. وماء: حكاية صوت الشاء، مبنى على الكسر. وهذا المعنى أراد ذو الرمة بقوله: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ وزعم الخليل أن مهما أصلها ما ضمت إليها ما لغوا، وأبدلوا الالف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون مه كإذ، ضم إليها ما. وقول الشاعر : إما ترى رأسي تَغَيَّرَ لونُه * شَمَطاً فأصبَحَ كالثغام الممحل يعنى إن ترى رأسي. وتدخل بعدالنون الخفيفة والثقيلة، كقولك إما تقومن أقم. ولو حذفت ما لم تقل إلا: إن تقم أقم، ولم تنون. وتكون إما في معنى المجازاة، لانه إن قد زيد عليها ما. وكذا مهما فيها معنى الجزاء.
م ا: (مَا) عَلَى تِسْعَةِ أَوْجُهٍ: الِاسْتِفْهَامُ: نَحْوُ مَا عِنْدَكَ؟ وَالْخَبَرُ نَحْوُ رَأَيْتُ مَا عِنْدَكَ. وَالْجَزَاءُ نَحْوُ مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. وَالتَّعَجُّبُ نَحْوُ مَا أَحْسَنَ زَيْدًا!. وَمَا مَعَ الْفِعْلِ فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ نَحْوُ: بَلَغَنِي مَا صَنَعْتَ أَيْ صَنِيعُكَ. وَنَكِرَةٌ يَلْزَمُهَا النَّعْتُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِمَا مُعْجِبٍ لَكَ أَيْ بِشَيْءٍ مُعْجِبٍ لَكَ. وَزَائِدَةٌ كَافَّةٌ عَنِ الْعَمَلِ نَحْوُ إِنَّمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. وَغَيْرُ كَافَّةٍ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159] . وَنَافِيَةٌ نَحْوُ مَا خَرَجَ زَيْدٌ وَمَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَالنَّافِيَةُ لَا تَعْمَلُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ تَشْبِيهًا بِلَيْسَ، تَقُولُ: مَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا هَذَا بَشَرًا} [يوسف: 31] . وَتَجِيءُ مَحْذُوفَةً مِنْهَا الْأَلِفُ إِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهَا حَرْفًا نَحْوُ: لَمْ وَبِمَ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى مَا مَاوِيَّةً. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِمَّا تَرَيْ يَعْنِي إِنْ تَرَيْ. وَتَدْخُلُ بَعْدَهَا النُّونُ الْخَفِيفَةُ وَالثَّقِيلَةُ كَقَوْلِكَ: إِمَّا تَقُومَنَّ أَقُمْ. وَلَوْ حَذَفْتَ «مَا» لَمْ تَقُلْ إِلَّا إِنْ تَقُمْ أَقُمْ وَلَمْ تُنَوِّنْ. قُلْتُ: يُرِيدُ وَلَمْ تُدْخِلِ النُّونَ الْمُؤَكِّدَةَ. قَالَ: وَتَكُونُ إِمَّا فِي مَعْنَى الْمُجَازَاةِ لِأَنَّهَا إِنْ زِيدَ عَلَيْهَا مَا. وَكَذَا مَهْمَا فِيهَا مَعْنَى الْجَزَاءِ. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ مَهْمَا أَصْلُهَا «مَا» ضُمَّتْ إِلَيْهَا «مَا» لَغْوًا وَأَبْدَلُوا الْأَلِفَ هَاءً. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَهْ كَإِذْ ضُمَّ إِلَيْهَا مَا. 
تستعمل ما:، في بعض الأحوال، بدلا من للعاقل خلافا للقاعدة وذلك عند الاستفهام (فقالوا ما هو في موضع من) (عباد 3: 94 معجم الطرائف).
ماذا: تستعمل ماذا في موضعين أولهما استفهاما -استفهام -المترجم- بمعنى لماذا وثانيهما للكثرة بمعنى كم (المقري 2: 517).
ما: (انظر الجريدة الآسيوية 520، 22 لسنة 1869 و2: 180 معجم مسلم).
مالي: لماذا تطلب مني ذلك؟ (بدرون 12: 217): فقال يا خالد أين كنت قلت مالي.
ما: تقابل عند (فريتاج) الكلمتين اللاتينيتين alquid quid أي: بعض الناس، بعض الأشياء، أي واحد أي شيء وأن ما هلك من تلك .. الخ، (معجم البلاذري). وتستعمل عند الإنكار والرفض لا سيما في موضع ترد فيه جملة: دون سلطة أو دون تفويض أو دون سلطان، دون اعتبار له، دون ثقة ب (معجم الجغرافيا).
شيء ما: (معجم البلاذري).
ما المصدرية: تستعمل ما المصدرية في الموضع الذي تظهر فيه، على ما يبدو، كما لو أنها زائدة (انظر فليشر في شروحه على عباد 3: 29 وعلى المقري 2: 580، وانظر بريشت: 4: 105 وما بعدها حيث لاحظ أن هذه الزيادة ليست حشوا وتطويلا ولا تتجاوز ظاهر الكلام وضرب مثلا لذلك جملة من قبله ما طوت معناها من قبله طوت إلا أن الأولى معناها، في الظاهر، أن (الأمر قبله قد ذهب) والثانية (لقد ذهب، قبله، الأمر).
ما علمت: بمقدار علمي (عبد الواحد 8: 243): فإنه ما علمت صوام قوام مجتهد في دينه ... الخ.
ما: حين تأتي قبل الضمائر يكون معناها: قليلا أو كافيا أو مقبولا أو إلى حد معين (الخفاجي 210) وفي حديث الحلية أزهر اللون إلى البياض ما هو أي مائل إليه وليس هو بعينه (عبد الواحد 5: 4): وكانت أذهانهم إلى الغليظ ما هي (1، 169 و9: 189): كان إلى الطول ما هو (الأدريسي كلم 2 القسم السادس في حديثه عن سمكة): له رأس مربع فيه قرنان في طول الإصبع إلى الرقة ما هي (ابن البيطار 1: 18): وله أصل أدق من إصبع لونه أسود ما هو (وفي ص246 ينقل ابن البيطار عن الادريسي قوله): وله رأس مربع ما هو) وفيه (2: 269 c) طعمه حريف ما هو بيسير حلاوة (وفي 269 e) : أطرافها محددة ما هي (وفي 284 c) هذه النبتة مزغبة ما هي. هذه الأمثلة التي يسهل علينا ذكر المئات منها كثيرا ما تتردد في كتابات بعض الكتاب وعند ابن البيطار خاصة. وقد نجم عن هذا أن جملة، من هذا القبيل، أربكت السيد دي كوج واربكتني أيضا وذلك في قوله (انظر 284 e) لونه أخضر ماهر فقلنا أنها ينبغي أن تكتب ما هو بدلا من ماهر. وفي بعض الأحيان تأتي ما وضميرها الذي بمعني: كثيرا: كبيرا، جدا (انظر فليشربت 7: 100 في عبارة نقلها عن الخفاجي: حية خبيثة ما هي (ياقوت 6، 583): وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي.
ما: ويصاحب فلان ما فعلت هذا: كيف تجرأت ان تفعل هذا الأمر مع صديق هذا الرجل؟ (معجم الجغرافيا).
ما: من. وما: ما الفرق بين؟ وما حين يأتي بعدها واو العطف (انظر فريتاج في مادة I) ( باسم 114): والله ما هذا الخل من ذلك الزيت أي يا للفرق بين عنب اليوم وزيت البارحة! ما: فيما (أبو الفداء تاريخ ما قبل الإسلام 3: 108): قتل ما بين حران والرها.
لما: بسبب (فوك، معجم مسلم، بيدبا 202: 2 معجم الجغرافيا) وكذلك مما وعندما (معجم مسلم).
غيز ما: أكثر من واحد، عدة أشخاص أو أشياء (انظر مادة غير).
ما: فما هو إلا أن دخل خرج الحاجب (معجم الطرائف).
مائية (فريتاج 146) (دي ساسي كرست 1: 267 بدرون 2: 1 بيروني 1: 5).
ما
مَا في كلامهم عشرةٌ: خمسة أسماء، وخمسة حروف. فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنَّث على حدّ واحد، ويصحّ أن يعتبر في الضّمير لفظُه مفردا، وأن يعتبر معناه للجمع.
فالأوّل من الأسماء بمعنى الذي نحو:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ
[يونس/ 18] ثمّ قال: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ [يونس/ 18] لمّا أراد الجمع، وقوله:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً 
الآية [النحل/ 73] ، فجمع أيضا، وقوله: بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ [البقرة/ 93] .
الثاني: نكرة. نحو: نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
[النساء/ 58] أي: نعم شيئا يعظكم به، وقوله:
فَنِعِمَّا هِيَ [البقرة/ 271] فقد أجيز أن يكون ما نكرة في قوله: ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها [البقرة/ 26] ، وقد أجيز أن يكون صلة، فما بعده يكون مفعولا. تقديره: أن يضرب مثلا بعوضة .
الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبّر به عن الأشخاص الناطقين ، كقوله تعالى: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ
[المؤمنون/ 6] ، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 42] وقال الخليل: ما استفهام. أي:
أيّ شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك، لأنّ «ما» هذه لا تدخل إلّا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا. الرّابع: الجزاء نحو:
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
الآية [فاطر/ 2] . ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التّعجّب نحو: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
[البقرة/ 175] . وأمّا الحروف:
فالأوّل: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبَل. نحو: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ [البقرة/ 3] فإنّ «ما» مع رَزَقَ في تقدير الرِّزْق، والدّلالة على أنه مثل «أن» أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدّر فيه، وعلى هذا حمل قوله: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة/ 10] ، وعلى هذا قولهم: أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ
[البقرة/ 20] ، كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة/ 64] ، كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً [الإسراء/ 97] . وأما قوله: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ
[الحجر/ 94] فيصحّ أن يكون مصدرا، وأن يكون بمعنى الذي . واعلم أنّ «ما» إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلّا حرفا، لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك: أريد أن أخرج، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنّفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو: ما هذا بَشَراً
[يوسف/ 31] .
الثالث: الكافّة، وهي الدّاخلة على «أنّ» وأخواتها و «ربّ» ونحو ذلك، والفعل. نحو:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر/ 28] ، إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً [آل عمران/ 178] ، كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ [الأنفال/ 6] وعلى ذلك «ما» في قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحجر/ 2] ، وعلى ذلك:
قَلَّمَا وطَالَمَا فيما حكي.
الرابع: المُسَلِّطَة، وهي التي تجعل اللفظ متسلِّطا بالعمل، بعد أن لم يكن عاملا. نحو:
«ما» في إِذْمَا، وحَيْثُمَا، لأنّك تقول: إذما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجرَّدهما في الشّرط، ويعملان عند دخول «ما» عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم: إذا مَا فعلت كذا، وقولهم: إمّا تخرج أخرج. قال:
فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً
[مريم/ 26] ، وقوله: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما [الإسراء/ 23] .
[ما] نه: فيه: "ما" أنا بقارئ، هي نافية، وقيل: استفهامية، ويؤيده رواية: كيف أقرأ. ن: أي لا أحسن القراءة، وهو نص على أن "أقرأ" أول ما نزل لا "المدثر"، واستدل به على أن التسمية ليست من السور، ولا دليل لجواز نزوله في وقت حين نزل باقي السورة. ك: "ذلك "ما" كنا نبغ" أي فقدان الحوت الذي نطلبه علامة على وجدان المقصود. وح: فأيكم "ما" صلى، "ما" زائدة. وح: و"ما" لهم أن لا يفعلوا، نافية أو استفهامية. وح: "ما" ينفر صيدها؟ أي ما الشيء الذي ينفر صيدها، هو أي التنفير أن تنحى المستقر من الظل، تنزل مكانه- بالخطاب حالية، وهو تنبيه بالأدنى على الأعلى. وح: "ما" لا ينفر صيدها؟ استفهامية أي ما الغرض من لفظ: لا ينفر صيدها. وح: لا يبالي "ما" أخذ منه، ضمير منه- "لما" الموصولة أو الموصوفة. ن: "ما" أدنى أهل الجنة، أي ما صفته وعلامته. وح: "ما" لك في ذلك من خير- قاله لمن سأله عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع الإتيان بمثلها لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلفت ذلك شق عليك ولم تحصله، فيكون قد تركت السنة مع علمك. ز: "ما" يحدث، أي أي شيء يكون حدثًا. قس: وكان "مما" يحرك، أي كان العلاج ناشئًا من تحريك شفتيه، أو "ما" موصولة أي يعجل بالقراءة وينازع جبرئيل بها خشية أن ينفلت شيء، وتحريك الشفة واللسان متلازمان فلا ينافي الآية، وفيه نظر بل هو من الحذف أي يحرك شفتيه ولسانه. ك: ما كان في القرآن "و"ما" أدراك" فقد أعلمه، أي كل ما جاء بالماضي فقد أعلم الله رسوله به، يريد أنه يعرف ليلة القدر، قوله: وايما حفظ- برفع أي وإضافته إلى حفظ بزيادة "ما"، وخبره حفظناه- مقدر، وفي بعضها بنصبه مفعول مطلق له، ومن الزهري- متعلق بحفظنا المذكور. ن: عجبت "ما" عجبت، وفي بعضها: مما عجبت- وهو المشهور. وح: "ما" أنت هكذا؟ سؤال عن صفته. وح: "ما" هذا يا رسول الله؟ ظن سعد أن جميع أنواع البكاء محظور وأنه صلى الله عليه وسلم نسيه فذكر، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن مجرد البكاء من غير شكاية باللسان ومن غير سخط لحكمه ليس بحرام بل فضيلة وناشئة من رحمة ورقة قلب. وح: إن رأى الناس "ما" في الميضأة ماء- بالمد والقصر. وح: "ما" يوم الخميس! معناه تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده ابن عباس وهو الامتناع عن كتابته وإن كان هو الصواب- ومر. وح "ما" تركنا صدقة- بالرفع، و"ما" موصولة. وح:
وفي سبيل الله "ما" لقيت
بكسر تاء، أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله. وح: "ما" المسئول عنها بأعلم، أي ليس الذي سئل عن وقت الساعة بأعلم، أي لست بأعلم منك يا جبرئيل. وح: قلت: و"ماذا"؟ أي بعدها. ط: وتعمل في ذكر الله، قال: و"ماذا"؟ أي وما أصنع بعده. وح: "ما" السنة فيبملاحظة ناحية الشيء ببعضه، وسيد الأرض مالكه.
ما: تأتي اسْمِيَّةٌ، وحَرْفِيَّةً. فالاسْمِيَّةُ ثلاثةُ أقْسامٍ:
الأَوَّلُ: مَعْرِفَةً، وتكونُ ناقِصةً: {ما عِندَكُمْ يَنْفَدُ وما عِندَ الله باقٍ} ، وتامَّةً، وهي نَوْعانِ: عامَّةٌ، وهي مُقَدَّرَةٌ بِقَوْلِكَ الشيء، وهي التي لم يَتَقَدَّمْها اسمٌ: {إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هي} ، أي: فَنِعْمَ الشيءُ هي، وخاصَّةٌ: وهي التي يَتَقَدَّمُها ذلك، ويُقَدَّرُ من لَفْظِ ذلك الاسمِ، نحوُ: غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا، أي: نِعْمَ الغَسْلُ.
الثاني: نَكِرَةً مجردةً عن معنى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصةً، وهي الموصوفةُ، وتُقَدَّرُ بِقَوْلِكَ: شيءٍ، نحوُ: مَرَرْتُ بما مُعْجِبٍ لك، أي: بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتامَّةً: وتَقَعُ في ثلاثةِ أبوابٍ: التَّعَجُّبُِ: ما أحْسَنَ زيْداً، أيْ: شيءٌ أحْسَنَ زَيْداً، وبابُ نِعْمَ وبِئْسَ، نحو: غَسَلْتُه غَسلاً نِعِمَّا، أي: نعْمَ شَيئاً. وإذا أرادُوا المبالَغَةَ في الإِخْبارِ عن أحَدٍ بالإِكْثارِ من فِعْلٍ كالكِتابةِ، قالوا: إنْ زَيْداً مما أن يَكْتُبَ، أي: أنه مَخْلُوقٌ من أمْرٍ، ذلك الأمرُ هو الكِتابَةُ.
الثالثُ: أن تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معنى الحَرْفِ، وهي نَوْعانِ: أحدُهما الاسْتِفْهامِيَّةُ، ومعناها أيُّ شيءٍ، نحوُ: {ماهي} ، {ما لَوْنُها} ، {وما تِلْكَ بِيَمينكَ} ، ويجب حَذْفُ ألفها إذا جُرَّتْ، وإبقاءُ الفَتْحَةِ دَلِيلاً عليها كفِيمَ وإِلامَ وعَلامَ، ورُبَّمَا تَبِعَتِ الفتحةُ الألِفَ في الشِّعْرِ، نحوُ:
يا أبَا الأسْوَدِ لِمْ خَلَّفْتَنِي.
وإذا رُكِّبَتْ ما الاسْتِفْهامِيَّةُ مع ذا، لم تُحْذَفْ ألِفُها.
وماذا: تأتي على أوْجُهٍ، أحدُها: تكونُ ما اسْتفْهاماً وذا إشارَةً، نحوُ: ماذا التَّوانِي، ماذَا الوُقُوفُ. الثاني: تكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا موصُولةً، كقولِ لَبِيدٍ:
ألاَ تَسْألانِ المَرْءِ ماذَا يُحاوِلُ ... أنَحْبٌ فَيُقْضَى أمْ ضلالٌ وباطِلُ
الثالثُ: يكونُ ماذَا كُلُّهُ استفهاماً على التَّرْكِيبِ، كقولِكَ: لماذَا جِئْتَ. الرابعُ: أن يكونَ ماذا كلُّه اسمَ جِنْسٍ، بمعنَى شيءٍ، أو بمعنَى الذي، كقولِهِ:
دَعِي ماذَا عَلِمْتُ سَأتَّقيهِ ... ولكِنْ بالمَغِيبِ فَنَبِّئينِي.
وتكونُ ما زائِدةً وذا إِشارَةً، نحوُ:
أنَوْراً سَرْعَ ماذَا يا فَروقُ.
وتكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا زائدةً، في نحوِ: ماذَا صَنَعْتَ. وتكون ما شَرْطِيَّةً غيرَ زَمانِيَّةٍ: {ما تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} {ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نَنْسأْها} ، وزَمانِيَّةً: {فما اسْتَقَامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} .
وأما أوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ، فأحَدُها: أن تكونَ نافِيَةً، فإِنْ دَخَلَتْ على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أعْمَلَهَا الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنَّجْدِيُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ، نحوُ: {ما هذا بَشَرًا} ، {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} . ونَدَرَ تَرْكِيبُها مع النَّكِرَةِ تَشْبيهاً بِلا، كقولِه:
وما بأسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً ... قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها
(وقد يُسْتَثْنَى بما: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، وتكونُ مَصْدَرِيَّةً غيرَ زَمَانِيَّة، نحوُ: {عَزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ} ، {وَدُّوا ما عَنِتُّم} ، {فَذُوقُوا بما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ} ، وزَمانِيَّةً، نحوُ: {ما دُمْتُ حَيًّا} ، {فاتَّقُوا اللهَ ما اسْتَطَعْتُمْ} ، وتكونُ ما زائدةً، وهي نَوْعانِ، كافَّةٌ: وهي على ثَلاثَةِ أنْواعٍ: كافَّةٌ عن عَمَلِ الرَّفْعِ، ولا تَتَّصِلُ إلاَّ بِثَلاثَةِ أفْعالٍ: قَلَّ وكثُرَ وطالَ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وهي المُتَّصِلَةُ بِإِنَّ وأخَواتِها: {إنَّما اللهُ اِلهٌ واحِدٌ} ، {كأنَّما يُساقُونَ إلى المَوْتِ} ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ الجَرِّ: وتَتَّصِلُ بأحْرُفٍ وظُروفٍ، فالأحْرُفُ: رُبَّ:
رُبَّما أوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ
والكافُ:
كما سَيْفُ عَمْرٍو لم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ
والباءُ:
فَلَئِنْ صِرْتَ لا تُحِيرُ جَواباً ... لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ
ومِنْ:
وإنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً.
والظّروفُ: بَعْدُ:
أعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدَ ما ... أفْنانُ رأسِكِ، كالثُّغَامِ المُخْلِسِ
وبَيْنَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعًا ... إذ أتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ
وغَيْرُ الكافَّةِ نَوْعانِ: عِوَضٌ، وغَيْرُ عِوَضٍ، فالعِوَضُ في مَوْضِعَيْنِ، أحدُهما في قَوْلِهِم: أمَّا أنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ، والثاني: افْعَلْ هذا إمَّا لاَ، ومَعْناهُ: إنْ كُنْتَ لا تَفْعَلُ غيرَهُ. وغيرُ العِوَضِ يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ، نحوُ: شَتَّانَ ما زَيْدٌ وعَمْرٌو،
وقولِه: لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها ... رُمِّلَ ما أنْفُ خاطِبٍ بِدَمِ
وبعدَ الناصِبِ الرافِعِ: لَيْتَمَا زَيْدٌ قائِمٌ، وبعدَ الجازِمِ: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ} ، {أيّامَا تَدْعُوا} ، وبعدَ الخافِضِ، حَرْفاً كانَ: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} ، أو اسْماً: {أيَّما الأجَلَيْنِ} . وتُسْتَعْمَلُ ما مَوْضِعَ مَنْ: {ولا تَنْكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ} ، {فانْكِحوا ما طابَ لَكُمْ} . وقَصيدَةٌ مَوَوِيَّةٌ وماوِيَّةٌ: آخِرُها ما.

ما: حَرْفُ نَفي وتكون بمعنى الذي، وتكون بمعنى الشَّرط، وتكون عِب

ارة عن جميع أَنواع النكرة، وتكون موضُوعة موضع مَنْ، وتكون بمعنى

الاسْتِفهام، وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ؛قال الراجز:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ،

إِنْ لم أُرَوِّها فَمَهْ

قال ابن جني: يحتمل مَهْ هنا وجهين أَحدهما أَن تكون فَمَهْ زَجْراً منه

أَي فاكْفُفْ عني ولستَ أَهلاً للعِتاب، أَو فَمَهْ يا إنسانُ يُخاطب

نفسَه ويَزْجُرها، وتكونُ للتعجُّب، وتكون زائدة كافَّةً وغير كافة،

والكافة قولهم إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ، وغير الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق،

تريد إن زيداً منطلق. وفي التنزيل العزيز: فِبما نَقْضِهم مِيثاقَهم،

وعَمَّا قليل ليُصْبِحُنَّ نادِمين، ومِمَّا خَطيِئَاتِهم أُغْرِقُوا؛ قال

اللحياني: ما مؤنثة، وإن ذُكِّرَت جاز؛ فأَما قول أَبي النجم:

اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ،

مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِمَتْ

صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ،

وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ

فإِنه أَراد وبَعْدِما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز:

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ

فلما صارت في التقدير وبعدمَهْ أَشبهت الهاء ههنا هاء التأْنيث في نحو

مَسْلمةَ وطَلْحة، وأَصلُ تلك إِنما هو التاء، فشبَّه الهاء في

وبَعْدِمَهْ بهاء التأَنيث فوَقَفَ عليها بالتاء كما يَقِفُ على ما أَصله التاء

بالتاء في مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ، فهذا قِياسُه كما قال أَبو

وَجْزَة:العاطِفُونَتَ ، حين ما مِنْ عاطِفٍ،

والمُفْضِلونَ يَداً، وإذا ما أَنْعَمُوا

(*قوله «والمفضلون» في مادة ع ط ف: والمنعمون.)

أَراد: العاطِفُونَهْ، ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنيث التي أَصلها

التاء فَوَقَفَ بالتاء كما يَقِفُ على هاء التأْنيث بالتاء. وحكى ثعلب

وغيره: مَوَّيْتُ ماء حَسَنةً، بالمدِّ، لمكان الفتحة مِن ما، وكذلك لا أَي

عَمِلْتها، وزاد الأَلف في ما لأَنه قد جعلها اسماً، والاسم لا يكون على

حرفين وَضْعاً، واختار الأَلف من حروف المدِّ واللِّين لمكان الفتحة، قال:

وإذا نسبت إِلى ما قلت مَوَوِيٌّ. وقصيدة ماويَِّةٌ ومَوَوِيَّةٌ:

قافيتها ما. وحكى الكسائي عن الرُّؤاسي: هذه قصيدة مائِيةٌ وماوِيَّةٌ

ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ، قال: وهذا أَقْيسُ. الجوهري: ما

حرف يَتَصَرَّف على تسعة أَوجه: الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك، قال ابن بري:

ما يُسأَلُ بها عَمَّا لا يَعْقِل وعن صفات من يَعْقِل، يقول: ما عَبْدُ

اللهِ؟ فتقول: أَحْمَقُ أَو عاقلٌ، قال الجوهري: والخَبَر نحو رأيت ما

عِنْدَك وهو بمعنى الذي، والجزاء نحو ما يَفْعَلْ أَفْعَلْ، وتكون تعجباً

نحو ما أَحْسَنَ زيداً، وتكون مع الفِعل في تأْويل المَصدر نحو بَلَغَني

ما صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك، وتكون نكرة يَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما

مُعْجِبٍ لك أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما

زيد مُنْطَلِقٌ، وغير كافَّة نحو قوله تعالى: فبِما رَحْمَةٍ من اللهِ

لِنْتَ لهم؛ وتكون نفياً نحو ما خرج زيد وما زَيْدٌ خارِجاً، فإن جعلْتَها

حرفَ نفيٍ لم تُعْمِلْها في لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ، وهو

القِياس، وأَعْمَلْتَها في لغةِ أَهل الحِجاز تشبيهاً بليس، تقول: ما زيدٌ

خارِجاً وما هذا بَشراً، وتجيء مَحْذُفَةً منها الأَلفُ إِذا ضَمَمتَ إِليها

حرفاً نحو لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول:

وتجيء ما الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِليها حرفاً جارًّا.

التهذيب: إِنما قال النحويون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل، ومعنى إِنَّما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونَفْيٌ لما سِواه كقوله: وإِنَّما يُدافِعُ عن

أَحْسابِهم أَنا أَو مِثْلي؛ المعنى ما يُدافعُ عن أَحسابهم إِلاَّ أَنا

أَو مَنْ هو مِثْلي، والله أَعلم. التهذيب: قال أَهل العربية ما إِذا كانت

اسماً فهي لغير المُمَيِّزِين من الإِنس والجِنِّ، ومَن تكون

للمُمَيِّزِين، ومن العرب من يستعمل ما في موضع مَنْ، مِن ذلك قوله عز وجل: ولا

تَنكِحوا ما نَكَح آباؤكم من النِّساء إِلا ما قد سَلَفَ؛ التقدير لا

تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم، وكذلك قوله: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من

النِّساء؛ معناه مَنْ طابَ لكم. وروى سلمة عن الفراء: قال الكسائي تكون ما اسماً

وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً وتكون شرطاً وتكون تَعَجُّباً وتكون

صِلةً وتكون مَصْدَراً. وقال محمد بن يزيد: وقد تأْتي ما تَمْنَع العامِلَ

عَملَه، وهو كقولك: كأَنَّما وَجْهُكَ القمرُ، وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا. قال

أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا؛ رُبَّ

وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فيها ما جُعلت للفعل؛ وقد تُوصَلُ ما بِرُبَّ

ورُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله:

ماوِيَّ، يا رُبَّتَما غارةٍ

شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ

يريد يا رُبَّتَ غارة، وتجيءُ ما صِلَةً يُريد بها التَّوْكِيدَ كقول

الله عز وجل: فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهُم؛ المعنى فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم،

وتجيء مصدراً كقول الله عز وجل: فاصْدَعْ بما تؤمر؛ أَي فاصْدَعْ بالأَمر،

وكقوله عز وجل: ما أَغْنى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ أَي وكَسْبُه، وما

التَّعَجُّبِ كقوله: فما أَصْبَرَهم على النار، والاستفهام بما كقولك: ما

قولُك في كذا؟ والاسْتِفهامُ بما من الله لعباده على وجهين: هل للمؤمنِ

تَقْريرٌ، وللكافر تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ، فالتقرير كقوله عز وجل لموسى: وما

تِلكَ بيَمِينك يا موسى قال هي عَصايَ، قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ

أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً، والشَّرْطِ كقوله عز وجل: ما يَفْتَح

الله للناسِ من رَحْمَة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ لَه،

والجَحْدُ كقوله: ما فَعَلُوه إِلاَّ قَليلٌ منهم، وتجيء ما بمعنى أَيّ

كقول الله عز وجل: ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها؛ المعنى

يُبَيِّن لنا أَيُّ شيء لَوْنُها، وما في هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء

ومُرافِعُها قوله لَوْنُها، وقوله تعالى: أَيّاً ما تَدْعُوا فله

الأَسْماء الحُسْنى؛ وُصِلَ الجَزاءُ بما، فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ

بما وإِنما يُوصَلُ إِذا كان جزاء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي قول حَسَّانَ:

إِنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَديثٌ،

فبما يأْكُلُ الحَدِيثُ السِّمِينا

قال: فبما أَي رُبَّما. قال أَبو منصور: وهو مَعْروف في كلامهم قد جاءَ

في شعر الأَعشى وغيره. وقال ابن الأَنباري في قوله عز وجل: عَما قَلِيل

ليُصْبحُنَّ نادِمينَ. قال: يجوز أَن يكون معناه عَنْ قَليل وما

تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون المعنى عن شيءٍ قليل وعن وَقْتٍ قليل فيصير ما اسماً

غير تَوكيد، قال: ومثله مما خَطاياهُمْ، يجوز أَن يكون من إِساءَة خَطاياهم

ومن أَعْمال خَطاياهم، فنَحْكُمُ على ما من هذه الجِهة بالخَفْض،

ونَحْمِلُ الخَطايا على إِعرابها، وجَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا

المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكذلك فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهم، معناه

فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وما تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون التأْويل

فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم.

والماءُ، المِيمُ مُمالةٌ والأَلف مَمْدُودةٌ: حكاية أَصْواتِ الشاءِ؛

قال ذو الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَهُ

داعٍ يُناديه، باسْم الماء، مَبْغُومُ

وماءِ: حكايةُ صوتِ الشاةِ مبني على الكسر. وحكى الكسائي: باتَتِ الشاءُ

ليلَتَها ما ما وماهْ وماهْ

(*قوله« ما ما وماه ماه» يعني بالامالة

فيها.) ، وهو حكاية صوتها. وزعم الخليل أَن مَهْما ما ضُمَّت إِليها ما

لَغْواً، وأَبدلوا الأَلف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون كإِذْ ضُمَّ إِليها

ما؛ وقول حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَوْنُه

شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس

(* قوله «المخلس» أي المختلط صفرته بخضرته، يريد اختلاط الشعر الأبيض

بالأسود، وتقدم انشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس، وفي الصحاح هنا

المحول.)

يعني إِن تَرَيْ رأْسي، ويدخُل بعدها النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كقولك:

إِما تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً، ولو حذفت ما لم تقل إِلاَّ إِنْ لم

تَقُمْ أَقُمْ ولم تنوّن، وتكون إِمّا في معنى المُجازاة لأَنه إِنْ قد

زِيدَ عليها ما، وكذلك مَهْما فيها معنى الجزاء. قال ابن بري: وهذا مكرر

يعني قوله إِما في معنى المُجازاة ومهما. وقوله في الحديث: أَنْشُدُكَ بالله

لَمَّا فعلت كذا أَي إِلاَّ فَعَلْته، وتخفف الميم وتكون ما زائدة،

وقرئ بهما قوله تعالى: إِنَّ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافظ؛ أَي ما كلُّ

نَفْسٍ إِلا عليها حافظ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ.

مَا
: ( {مَا) : قالَ اللَّحْياني: مُؤَنَّثَة وَإِن ذُكِّرَتْ جازَ.
وَقد أَلَّفَ فِي أَنْواعِها الإمامُ أَبو الحُسَيْن أَحمدُ بنُ فارِس بنِ زَكَريَّا رِسالَةً مُسْتقلةً، ونحنُ نُوردُ لكَ إنْ شاءَ اللهاُ تَعَالَى خُلاصَتَها فِي أَثْناءِ سِياقِ المصنِّفِ.
(تأْتي اسِميَّةً وحَرْفِيَّةً. فالاسمِيَّةُ ثلاثَةُ أَقْسام.
(الأوَّلُ) : تكونُ (مَعْرِفَةً) بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ لَها مِن صِلَةٍ كَمَا لَا بُدَّ للَّذي مِن صِلَةٍ، (وتكونُ ناقِصَةً) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِند الله باقٍ} ؛ و) تكونُ (تامَّةً وَهِي نَوعانِ: عامَّةٌ وَهِي مُقَدَّرَةٌ بقَوْلِكَ الشيءَ، وَهِي الَّتِي لم يَتَقَّدَمْها اسمٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنْ تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هِيَ} ، أَي فَنِعْمَ الشَّيءُ هِيَ) ، وقيلَ: التَّقْديرُ فِي الآيةِ: فنِعْمَ الشيءُ شَيْئا إبداؤُها فحُذِفَ الإبْداءُ وأُقِيم المَكْنيُ مقامَه أَعْنِي هِيَ فَمَا حينَئِذٍ نَكِرَة؛ قالَهُ ابنُ فارِس. (وخاصَّةً: وَهِي الَّتِي يَتَقَدَّمُها ذلكَ ويُقَدَّرُ مِن لَفْظِ ذلكَ الاسْمِ، نحوُ) قولِهم: (غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا أَي نِعْمَ الغَسْلُ) .
(الْقسم (الثَّاني) مِن الأَقْسامِ الثَّلاثَةِ: تكونُ (نَكِرَةً مُجَرّدَة عَن معْنَى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصَةً وَهِي المَوْصوفةُ) ؛ وقالَ الجَوْهرِي: يَلْزَمُها النَّعْت (وتُقَدَّرُ بقَوْلِكَ شيءٍ نحْو: مَرَرْتُ} بِمَا مُعْجِبٍ لكَ أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لكَ؛يضْرب مثلا شَيْئا بَعوضَة فَشَيْئًا قَالَ وَمن النكرَة قَوْله ربَّما تكره النُّفُوسُ مِن الأَمْرِ.
فَمَا هَذِه نَكِرَةٌ تَقْديرُه رُبَّ شيءٍ تَكْرَهه. (وَإِذا أَرادُوا المُبالَغَةَ فِي الإِخْبارِ عَن أَحَدٍ بالإكْثارِ مِن فِعْلٍ كالكِتابَةِ قَالُوا: إنَّ زَيْداً {مِمَّا أَن يَكْتُبَ، أَي أَنَّه مَخْلُوقٌ مِن أَمْرِ، ذلكَ الأَمْرُ هُوَ الكِتابَةُ) .
(القسْمُ (الثَّالثُ) مِن الأقْسامِ الثَّلاثَةِ: (أَنْ تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معْنَى الحَرْفِ وَهِي نَوْعانِ) ؛ ذكرَ النَّوْع الأوَّل كَمَا تَرَى وَلم يذكر النَّوْع الثَّانِي إلاَّ بَعْد مَاذَا فليُتَنَبَّه لذلكَ؛ (أَحَدُهما: الاسْتِفْهامِيَّةُ ومَعْناها أَيُّ شيءٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا هِيَ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا لَوْنُها} ، وَقَوله تَعَالَى: {} وَمَا تِلْكَ بيَمِينكَ} . قالَ ابنُ برِّي: مَا يُسْأَلُ بهَا عَمَّا لَا يَعْقِل وَعَن صِفاتِ مَنْ يَعْقِل، تَقول: مَا عَبْدُ اللهاِ؟ فتقولُ: أَحْمَقُ أَو عاقِلٌ. وَقَالَ الأزْهرِي: الاسْتِفْهامُ! بِمَا، كَقَوْلِك: مَا قوْلُكَ فِي كَذَا؟ والاسْتِفْهامُ بِمَا مِن اللهاِ لعِبادِه على وَجْهَيْن: هُوَ للمُؤْمنِ تَقْرِيرٌ، وللكافِرِ تَقْريعٌ وتَوْبيخٌ، فالتَّقريرُ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ، لموسَى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمينِكَ يَا مُوسَى قالَ هِيَ عَصايَ} ، قَرَّره اللهُ أَنَّها عَصا كَراهَة أَنْ يَخافَها إِذا حوَّلَها حَيَّةً، قَالَ: وتَجِيءُ مَا بمعْنَى أَيّ كقولِه، عزَّ وجلَّ: {ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا مَا لَوْنُها} ، المَعْنى أَيُّ شيءٍ لَوْنُها، وَمَا فِي هَذَا المَوْضِعِ رَفْعٌ لأنَّها ابْتِداءٌ ورَافِعُها قولُه لَوْنُها. وَقَالَ ابنُ فارِس: الاسْتِفْهامُ {عَمَّا يَعْقِل} وعَمَّا لَا يَعْقِل إِذا قالَ القائِلُ: مَا عنْدَكَ مُسْتفهماً؟ فجوابُه: الإخبارُ بِمَا شاءَ المُجِيبُ مِن قوْلِه رَجُلٌ أَو فَرَسٌ أَو غَيْر ذلكَ مِن سائِرِ الأنواعِ، فأَما أَنْ يقولَ زَيْدٌ أَو عَمْرٌ وفلا يَجوزُ ذلكَ، وناسٌ قد أَوْمَأوا إِلَى إجازَتِه على نِيَّةِ أَن تكونَ مَا بمعْنَى مَنْ؛ وسَيَأْتي تَفْصِيلُ ذلكَ آخِرَ التَّرْكيبِ. (ويَجبُ حَذْفُ أَلِفِها) ، أَي إِذا كانتْ اسْتِفْهامِيَّةً تأْتي مَحْذوفَةَ الألِفِ، (إِذا جُرَّتْ) ، أَي جَرَرْتها بحَرْفٍ جارَ، (وإبْقاءُ الفَتْحةِ) على مَا قَبْل المَحْذُوفِ لتكونَ (دَلِيلاً عَلَيْهَا) ، أَي على الألِفِ المَحْذوفَةِ، ( {كفِيمَ} وإِلام {وعَلامَ) } ولِمَ {وبِمَ وعمَّ، (ورُبَّما تَبِعَتِ الفتحةُ الأَلِفَ فِي الشِّعْرِ) ضَرُورةً (نحوُ) قولِ الشاعرِ:
(يَا أَبَا الأَسْوَدٍ} لِمْ خَلَّفْتَنِي بسكونِ المِيم.
(وَإِذا رُكِّبَت مَا الاسْتِفْهامِيَّةُ مَعَ ذَا) للإشارَةِ (لم تُحْذَفْ أَلِفُها) .
ثمَّ شرعَ فِي بَيانِ! مَاذَا وَإِنَّمَا لم يفردْ لَهُ تَرْكيباً مُسْتَقلاًّ لكَوْنه مُرَكَّباً مِن مَا وَذَا، وَلذَا ذَكَرَه بعضُ الأَئِمةِ فِي تَرْكيبِ ذَا فقالَ: (وماذا: تأْتي على أَوْجُهٍ:.
(أَحدُها) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا إشارَةً نحوُ) قَوْلهم: (! مَاذَا التَّوانِي) ، و (مَاذَا الوُقوفُ) ، تَقْديرُه: أَيّ شيءٍ هَذَا التَّواني وَهَذَا الْوُقُوف.
(الثَّانِي:) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا مَوْصولةً، كقولِ لبيدٍ:
(أَلا تَسْأَلانِ المَرْء مَاذَا يُحاوِلُ (أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ (الثَّالث: يكونُ مَاذَا كُلّه اسْتِفْهاماً على التَّرْكِيبِ كقولِكَ: لماذا جِئْتَ.
(الَّرابعُ: أَنْ يكونَ مَاذَا كُلُّه اسمَ جِنْسٍ بمعْنَى شيءٍ أَو بمعْنَى الَّذِي) ، قَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فتقولُ: خَيْرٌ وخَيْراً، الرَّفْعُ على مَعْنى الَّذِي صَنَعْت خَيْرٌ، وكَذلكَ رفع قَول الله، عزَّ وجلَّ: {ويَسْألُونَك مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوُ} ، أَي الَّذِي يُنْفِقُونَ هُوَ العَفْوُ مِن أَمْوالِكُم. وَقَالَ الزجَّاج: مَعْنى مَاذَا يُنْفِقُونَ على ضَرْبَيْن: أَحدُهما: أنْ يكونَ ذَا فِي معْنَى الَّذِي ويكونَ يُنْفِقُونَ مِن صِلَتِه، المَعْنَى يَسْأَلُونَك أَيُّ شَيْء، يُنْفِقُونَ، كأَنَّه بَيَّنَ وجْهَ الَّذِي يُنْفِقُون لأنَّهم يَعْلمونَ مَا المُنْفَق، ولكنَّهم أَرادُوا عِلم وَجْهِه، قالَ: وجائِزٌ أَنْ يكونَ مَا مَعَ ذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ، وَيكون المَوْضِعُ نَصْباً بيُنْفِقُون، المَعْنى أَيُّ شيءٍ، يُنْفِقُونَ، قالَ: وَهَذَا إجْماعُ النَّحويِّين، وكذلكَ الأوَّل إجْماعٌ أَيْضاً، وَقَوْلهمْ: مَا وَذَا بمنْزلَةِ اسْمٍ واحِدٍ (كَقَوْلِه:
(دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سأَتَّقِيهِ (ولكِن بالمُغَيَّبِ فنَبِّئينِي) ويُرْوى: وَلَكِن بالمغيب نَبِّئينِي، ويُرْوى: خَبِّرِيني، كأَنّه بمعْنَى دَعِي الَّذِي عَلِمْت.
وَقَالَ ابنُ فارِس: فأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {مَاذَا أَنْزلَ رَبّكُم} ؟ فقالَ قَوْمٌ: مَا وَذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ. وقالَ آخَرُونَ: ذَا بمعْنَى الَّذِي مَعْناهُ مَا الَّذِي أنزلَ رَبُّكُم.
(وتكونُ مَا زائِدةً وذَا إشارَةً نحوُ) قولِ الشَّاعرِ، هُوَ مالِكُ ابنُ زغبةَ الباهِليّ:
(أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَروقُ)
(وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكثٌ حَذِيقُ أَرادَ: سرع فخفَّف، والمَعْنى أَنَوْراً ونفاراً يَا فَروقُ، فَمَا صِلَةٌ أَرادَ سَرْعَ ذَا نَوْراً، وَقد ذُكِرَ فِي سرع.
(وتكونُ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا زائِدَةً فِي نحوِ) قَوْلك: (ماذَا صَنَعْتَ) ، أَي أَيُّ شيءٍ صَنَعْتَ.
قُلْتُ: وَمِنْه قولُ جرير:
يَا خزر تَغْلب مَاذَا بالَ نِسْوتُكُم قَالَ ابنُ فارِسِ: فليسَ ذَا بمنْزِلَةِ الَّذِي وَلَا يَصْلحُ مَا الَّذِي بالَ نِسْوتُكم، وَكَانَ ذَا زِيادَةً مُسْتَغْنًى عَنْهَا إلاَّ فِي إقامَةِ وَزْنِ الشِّعرْ.
(وتكونُ مَا شَرْطِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ) ، هَذَا هُوَ النَّوعُ الثَّانِي للنَّكِرَةِ المُضَمَّنَة معْنَى الحَرْف نَحوُ قَوْله تَعَالَى: {مَا تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ااُ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسأْها} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا يَفْتَحُ ااُ للناسِ مِن رَحْمةٍ فَلَا مُمْسِك لَها وَمَا يُمْسِك فَلَا مُرْسِل لَهُ} . (أَو زَمانِيَّةً) : كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} ؛ قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ شَرْطاً وجَزاءً فكقولِ المُتكلِّم: مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ، قَالَ عُلماؤُنا: مَوْضِعُها مِن الإعْرابِ حَسَبَ العامِلِ، فإنْ كانَ الشَّرْطُ فعْلاً لَا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعولٍ فمَوْضِعُ مَا رَفْعٌ، يقولُ البَصْريون: هُوَ رَفْعٌ بالابْتِداءِ، ويكونُ رَفْعاً عنْدَنا بالغَايَةِ، وَإِن كانَ الفِعْلُ مُتعدِّياً كانتْ مَا مَنْصوبَةً، وَإِن دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ خَفْضٍ أَو أُضِيفَ إِلَيْهِ اسْمٌ فَهُوَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ.
(وأَمَّا أَوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ) ؛ لمَّا فَرَغَ مِن بَيانِ مَا الاسْمِيَّة شَرَعَ يَذْكُر مَا الحَرْفِيَّة ووُجُوهَها الأَرْبَعةَ، وَهِي: أَنْ تكونَ نافِيَةً، وأنْ تكونَ مَعَ الفِعْلِ بِمنْزِلَةِ المَصْدَر، وأَنْ تكونَ زائِدَةً، وأنْ تكونَ كافَّةً؛ فقالَ:
(فأَحدُها: أَنْ تكونَ نافِيَةً) للحالِ نحوُ: مَا يَفْعَل الآنَ، وللماضِي القَرِيبِ مِن الحالِ نَحْو: مَا فَعَل، وَلَا يَتَقَدَّمُها شيءٌ ممَّا فِي حَيِّزِها، فَلَا يقالُ: مَا طَعامُك يَا زَيْد آكُل خِلافاً للكُوفِيِّين، وَنَحْو قولِ الشاعرِ:
إِذا هِيَ قامَتْ حاسراً مُشْمَعِلَّةً
نَخيبُ الفُوادِ رأْسُها مَا تَقْنعُمع شُذوذهِ مُحْتَمل للتَّأْوِيلِ. (فإنْ ادخلت على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أَعْمَلَها الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنّجْديُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ) عنْدَ أَئِمَّةِ النَّحْو فِي كُتْبِهم وَفِي الصِّحاح: فإنْ جَعَلْتها حَرْفَ نَفْيٍ لم تُعْمِلْها فِي لُغَةِ أهْلِ نَجْدٍ لأنَّها دَوَّارةٌ، وَهُوَ القِياسُ، وأَعْمَلْتَها فِي لغةِ أَهْلِ الحِجازِ تَشْبيهاً بليسَ (نحوُ) : مَا زَيْدٌ خارِجاً، وقَوْله تَعَالَى: {مَا هَذَا بَشَراً} ) ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا هُنَّ أُمَّهاتِهِم} قالَ ابنُ فارِس: قولُ العَرَبِ. مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً فِيهِ لُغتانِ: مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً، وَمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، فمَنْ نَصَبَ فلأنَّه أَسْقَطَ الباءَ أَرادَ بمُنْطَلقٍ: فلمَّا ذهَبَتِ الباءُ انْتَصَب، وقومٌ يَجْعلُون مَا بمعْنَى ليسَ كأنَّه ليسَ زَيْدٌ مُنْطلقاً. (ونَدَرَ تَرْكِيبُها مَعَ النَّكِرَةِ تَشْبِيهاً بِلا كقولِه) ، أَي الشَّاعرِ:
( {وَمَا بأْسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً (قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها (وَقد يُسْتَثْنَى} بِمَا) ، قَالَ ابنُ فارِس: وذَكَرَ لي أَبي عَن أَبي عبد اللهاِ محمدِ بنِ سَعْدان النّحَوي قالَ: تكونُ مَا بمعْنَى إلاَّ فِي قولِ العَرَبِ: (كلُّ شيءٍ مَهَهٌ مَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، أَي إلاَّ النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، هَذَا كَلامُه، وَقد يُرْوَى مَهَاهُ ومَهَاهَة؛ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي حرف الهاءِ هَذَا المَثَلَ بخِلافِ مَا أَوْرَدَه هُنَا، فإنَّه قالَ: مَا خَلاَ النِّساءِ وذِكْرَهُنَّ، وذَكَرْنا هُنَاكَ أَنَّ ابنَ برِّي قالَ: الرِّوايَةُ بحَذْفِ خلا، وقولُ شيْخِنا أنَّه مَنْصوبٌ بعَدَا محذوفة دلَّ عَلَيْهَا المقامُ وَلَا يُعْرَفُ اسْتِعْمالُ مَا فِي الاسْتِثْناءِ، انتَهَى، غَيْرُ صَحِيح لمَا قدَّمْناه عَن ابنِ فارِس، ويدلُّ لَهُ رِوايَةُ بعضِهم: إلاَّ حدِيثَ النِّساءِ، وَقد مَرَّ تَفْصِيلُه فِي حرْفِ الهاءِ فراجِعْه.
(وتكونُ) مَا (مَصْدَرِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {عَزيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمِكُم} .
(وزَمانِيَّةً نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا دُمْتُ حَيًّا} ، وَقَوله تَعَالَى: {فاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ مَعَ الفِعْل: بِمَنْزِلَةِ المَصْدَر وذلكَ قَوْلك: أَعْجَبَني مَا صَنَعْت، أَي أَعْجَبَني صُنْعَك، وَتقول: ائْتِني بَعْدَما تَفْعَل ذاكَ، أَي بَعْدَ فِعْلِكَ ذاكَ. وقالَ قوْمٌ مِن أَهْلِ العَرَبيَّةِ: ومِن هَذَا البابِ قولُهم: مَرَرْتُ برَجُلٍ مَا شِئْتَ مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وتَأْوِيلُه مَرَرْتُ برَجُلٍ مشيئك مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وَمِنْه قولُكَ: أَتانِي القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً فَمَا مَعَ عَدا بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ، وتَأْوِيلُه: أَتانِي القَوْمُ مُجاوَزَتهم زَيْداً لأنَّ عَدا أَصْلُه المُجاوَزَة، مِثْلُه فِي الكَلامِ كَثِيراً جَلَسَ مَا جلَسْت، وَلَا أُكَلّمُه مَا اخْتَلَفَ الملوان؛ وَقَوله تَعَالَى: {، مَا دُمْت فيهم} ، وَلَا بُدَّ أَن يكونَ فِي قَوْلهم اجْلِسْ مَا جَلَسْت إضْمارٌ لزَمانٍ أَو مَا أَشْبَهه، كأنَّك قُلْتَ اجْلِسْ قَدْرَ جلوسِك أَو زَمانَ جلوسِك؛ قَالُوا: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كلَّما أَضَاءَ لَهُم مَشوافيه} ، و {كلّما أَوْقَدُوا نَارا} ، و {كلّما خَبَتْ زدْناهُم سَعِيراً} ، حَقِيقَةُ ذلكَ أَنَّ مَا مَعَ الفِعْلِ مَصْدرٌ ويكونُ الزَّمانُ مَحْذوفاً، وتَقْديرُه كلُّ وقْتِ إضاءَةٍ مشوافيه. وأَمَّا قولهُ تَعَالَى: {فاصْدَعْ! بِمَا تُؤْمَرُ} ، فمُحْتَمل أَنْ يكونَ بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ مِن أَنْ يكونَ مَعَه عائِدٌ كأنَّه قالَ بِمَا تُؤْمَرُ بِهِ، ويُحْتَمَل أنْ يكونَ الفِعْلُ الَّذِي بَعْدَ مَا مَصْدراً كأَنَّه قالَ فاصْدَعْ بالأمْرِ.
(وتكونُ مَا زائِدَةً، وَهِي نَوْعانِ: كافَّةٌ وَهِي على ثلاثَةِ أَنْواعٍ:
(كافَّةٌ عَن عَمَلِ الرَّفْعِ وَلَا تَتَّصِلُ إلاَّ بثَلاثَةِ أَفْعالٍ قَلَّ وكثُرَ وطالَ) ، يقالُ: قلَّما وَكثر مَا وطالَما؛.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وَهِي المُتَّصِلَةُ بإنَّ وأَخَواتِها) وَهِي: أَنَّ، بالفَتْح، ولكنَّ وكأنَّ ولَيْتَ ولعلَّ، وتُسَمى هَؤُلاء السِّتَّة المُشَبَّهَة بالفِعْلِ، مِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {إنَّما ااُ إلهٌ واحِدٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {إنَّما أَنتَ مُنْذرٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {كأنَّما يُساقُونَ إِلَى المَوْتِ} ؛ وتقولُ فِي الكَلامِ: كأنَّما زَيْدٌ أَسَدٌ، ولَيْتما زَيْدٌ مُنْطلقٌ؛ ومِن الْبَاب: {إنَّما يَخْشَى ااَ مِن عِبادِه العُلماءُ} ، و {إنَّما نملي لَهُم ليَزْدادُوا إثْماً} . قَالَ المبرِّدُ وَقد تأْتي مَا لمنْعِ العامِلِ عَمَله وَهُوَ كقولِكَ: كأنَّما وَجْهُك القَمَرُ، وإنَّما زَيْدٌ صَدِيقُنا. وَقَالَ الأزْهري: إنّما قالَ النّحويّون إنَّ أَصْلَ إنّما مَا مَنَعَتْ إنَّ مِن العَمَلِ، ومَعْنى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ، كَقَوْلِه: وإنَّما يُدافِعُ عَن أحْسابِهم أَنا أَو مثْلِي.
المَعْنى مَا يُدافِعُ عَن أحْسابهم إلاَّ أَنا أَو مَنْ هُوَ مِثْلي.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ الجَرِّ وتَتَّصِلُ بأَحْرُفٍ وظُروفٍ فالأَحْرُفُ رُبَّ) ورُبَّتَ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {رُبَّما يَوَدُّ الذينَ كَفَرُوا} ، فرُبَّ وُضِعَتْ للأسْماءِ فلمّا أُدْخِل فِيهَا مَا جُعِلَتْ للفِعْل؛ وَقَالَ الشاعرُ:
(رُبَّما أوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ (تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ) أَوْفَيْتُ: أَشْرَفْتُ وصَعَدْتُ فِي عَلَمٍ أَي على جَبَلٍ، والشَّمالاتُ: جَمْعُ شمالٍ، وَهِي الرِّيحُ الَّتِي تهبُّ من ناحِيَةِ القُطْبِ وَهُوَ فاعِلُ تَرْفَعَنْ، والجُمْلةُ فِي محلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِن فاعِلِ أَوْفَيْتُ؛ وكقولِ الشاعرِ:
ماوِيَّ يَا ربَّمَا غارةٍ
شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يُريدُ يَا رُبَّتَ غارَة، ورُبَّما أُعْمِلَت رُبّ مَعَ مَا، وكقولِ الشَّاعرِ:
رُبَّما ضَرْبَةٍ بسَيْفٍ صَقِيلٍ
دُونَ بُصْرَى بطَعْنَةٍ نَجْلاءَ (والكافُ) : كَقَوْل الشَّاعرِ:
( {كَمَا سَيْفُ عَمْرٍ وَلم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ يُريدُ: كسَيْفِ عَمْرٍ و.
(والباءُ) : كقولِ الشاعرِ:
(فَلَئِنْ صِرْتَ لَا تُحِيرُ جَواباً (} لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ) (ومِن) ، نحوُ: إنِّي لمِمَّا أَفْعَل؛ قالَ المبرِّدُ: أُرِيدَ لرُبَّما أَفْعَل؛ وأَنْشَدَ:
(وإنَّا! لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً)
على رأْسِه تُلْقِي اللِّسانَ مِن الفَمِ (والظّروفُ: بَعْدُ) ، كقولِ الشَّاعرِ، وَهُوَ المرَّارُ الفَقْعَسيُّ يخاطِبُ نَفْسَه: (أَعَلاقَةً أُمَّ الوَلِيدِ بعدَما 2 أفْنانُ رأْسِكِ كالثُّغامِ المُخْلِسِ (وبَيْنَ) : كقولِ الشَّاعرِ:
(بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعاً (إِذْ أَتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ (و) الَّزائِدَةُ (غَيْرُ الكافَّةِ نَوْعان: عِوَضٌ) عَن فِعْلٍ (وغَيْرُ عِوَضٍ. فالعِوَضُ فِي مَوْضِعَيْن: أَحدُهما: فِي قَوْلِهِم: {أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ) مَعَك، كأنَّه قالَ إِذا صِرْتَ مُنْطلقاً، وَمن ذلكَ قولِ الشَّاعرِ:
أَبا خراشة أَما أَنْتَ ذَا نَفَرٍ
فإنَّ قَوْمِي لم تَأْكُلْهم الضَّبُعكأنَّه قَالَ: أَأنْ كُنْتَ ذَا نَفَرٍ. (والثَّاني) : فِي قَوْلِهِم: (افْعَلْ هَذَا} إمَّا لاَ، ومَعْناهُ إنْ كُنْتَ لَا تَفْعَلُ غيرَهُ) ، فَهُوَ يدلُّ على امْتِناعِهِ مِن فِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ. وَقَالَ الجَوْهرِي فِي تَرْكيبِ لَا وقَوْلهم: إمَّا فافْعَلْ كَذَا بالإمَالَةِ أَصْلُه إنْ لَا وَمَا صِلَةٌ، ومَعْناهُ إنْ لَا يَكُنْ ذلكَ الأَمْر فافْعَلْ كَذَا. وَفِي اللُّبابِ: وَلَا لنَفْي الاسْتِقْبالِ نَحْو: لَا تَفْعَل، وَقد حُذِفَ الفِعْل فجرَتْ مَجْرَى النَّائِب فِي قوْلِهم: افْعَلْ هَذَا! إمّا لَا وَلِهَذَا أمالُوا أَلِفَها، انتَهَى. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وَقد أَمالَتِ العَرَبُ لَا إمالَةً خَفِيفَةً، والعَوامُّ يُشْبِعونَ إمالَتَها فتَصِيرُ أَلِفُها يَاء، وَهُوَ خَطَأٌ، وَهَذِه كَلمةٌ تَرِدُ فِي المُحاوَراتِ كَثِيراً، وَقد جاءَتْ فِي غيرِ مَوْضِعٍ مِن الحديثِ، ومِن ذلكَ فِي حديثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: (إمَّا لَا فَلَا تَبايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمَرِ) ؛ وَفِي حديثِ جابِرٍ: (رأَى جَمَلاً نادًّا فقالَ: لمَنْ هَذَا الجَمَلُ؟ وَفِيه: فقالَ: أَتبِيعُونَه؟ قَالُوا: لَا بل هُوَ لَكَ، فَقَالَ: إِمَّا لَا فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُه) . قَالَ الأزْهري: أَرادَ إنْ لَا تَبِيعُوه فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ، وَمَا صِلَةٌ، والمَعْنى: إلاَّ فوُكَّدَتْ بِمَا، وإنْ حَرْفُ جَزاءٍ هُنَا. قَالَ أَبو حاتِمٍ: الْعَامَّة رُبَّما قَالُوا فِي مَوْضِعِ افْعَلْ ذلكَ إِمَّا لَا افْعَلْ ذلكَ بارى، وَهُوَ فارِسِيٌّ مَرْدودٌ، والعامة تقولُ أَيْضاً: أُمَّالي فيَضُمُّونَ الألِفَ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، قالَ: والصَّوابُ إمَّا لَا غَيْرُ ممالٍ لأنَّ الأدواتَ لَا تُمالُ.
قُلْتُ: وتبدلُ العامَّةُ أَيْضاً الهَمْزَةَ بالهاءِ مَعَ ضَمِّها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قولُهم: إِمَّا لَا فافْعَلْ كَذَا، إنَّما هِيَ على مَعْنى إنْ لَا تَفْعَلْ ذلكَ فافْعَلْ ذَا، ولكنَّهم لمَّا جَمَعُوا هَؤُلاء الأَحْرُفَ فصِرْنَ فِي مَجْرَى اللَّفْظِ مُثقلة فصَارَ لَا فِي آخرِها، كأنَّه عَجُزَ كَلِمةٍ فِيهَا ضَمِيرُ مَا ذكَرَت لَكَ فِي كَلامٍ طَلَبْتَ فِيهِ شَيْئا فرُدَّ عَلَيْك أَمْرُكَ فقُلْت! إمَّا لَا فافْعَلْ ذَا. وَفِي المِصْباح: الأَصْلُ فِي هَذِه الكَلِمةِ أنَّ الرَّجُلَ يَلْزمُه أَشْياءٌ ويُطالبُ بهَا فيَمْتَنع مِنْهَا فيَقْنع مِنْهُ ببعضِها، وَيُقَال لَهُ إمَّا لَا فافْعَلْ هَذَا، أَي إنْ لم تَفْعَل الجَمِيع فافْعَلْ هَذَا، ثمَّ حُذِفَ الفِعْل لكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ وزِيدَتْ مَا على إنْ تَوْكيداً لمَعْناها. قالَ بعضم: وَلِهَذَا تُمالُ لَا هُنَا لنِيابَتِها عَن الفِعْلِ كَا أُمِيلَتْ بَلَى وَيَا فِي النِّداءِ، ومِثْلُه: مَنْ أَطاعَكَ فأَكْرِمْه وَمن لَا فَلَا تَعْبَأْ بِهِ، وَقيل: الصَّوابُ عَدَمُ الإمالَةِ لأنَّ الحُروفَ لَا تُمالُ. .
(وغَيْرُ العِوَضِ) عَن الفِعْل، (يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ نحوُ: شَتَّانَ مَا زَيْدٌ وعَمْرٌ و) ، وشَتَّانَ مَا هُما، وَهُوَ ثابِتٌ فِي الفَصِيحِ وصَرَّحُوا بأنَّ مَا زائِدَةٌ، وزَيْد فاعِلُ شَتَّانَ، وعَمْرٌ وعَطْفٌ عَلَيْهِ؛ وشاهِدُه قولُ الأعْشى:
شَتَّانَ مَا يَومي على كُورِها
ويومُ حيّانَ أخي جابرِكذا فِي أَدَبِ الكِتابِ لابنِ قتيبَةَ. وأَمَّا قولُهم شَتَّانَ مَا بَيْنهما، فأثْبَتَه ثَعْلَب فِي الفَصِيح، وأَنْكَرَه الأصْمعي، وتقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي شتت. (وقولُه) ، أَي مُهَلْهلُ بنُ ربيعَةَ أَخي كليبٍ لمَّا نزلَ بعدَ حَرْبِ البَسُوس فِي قَبائِل جنب فحَطَبُوا إِلَيْهِ أُخْتَه فامْتَنَعَ فأَكْرَهُوه حَتَّى زَوّجَهم وَقَالَ:
أنكَحَها فقْدُها الأراقمَ فِي
جَنْبٍ وَكَانَ الخِبَاءُ من أَدَمِ (لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها (ضرج مَا أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ) هان على تَغْلبَ الَّذِي لقيتْ
أُخْت بَني المالكينَ مِن جُشَمِلَيْسُوا بأَكْفائِنا الكِرام وَلَا
يُغْنون من غلَّةٍ وَلَا كرمِ (وبعدَ النَّاصِبِ الَّرافِعِ) كقولِكَ: (لَيْتَما زَيْدٌ قائِمٌ.
(وبعدَ الجازِمِ) ، كقولهِ تَعَالَى: { {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ) مِن الشَّيْطانِ نَزْغ فاسْتَعِذْ بااِ} ، وَقَوله تَعَالَى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} فلَّهُ الأَسْماء الحُسْنَى، وُصِلَ الجَزاء بِمَا، فَإِذا كانَ اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ بِمَا وإنَّما يُوصَلُ إِذا كانَ جَزاءً.
(وبعدَ الخافِضِ حَرْفاً كانَ) ، كقولهِ تَعَالَى: {} فَبِما رَحْمَةٍ مِن اللهِ} ) لِنْتَ لَهُم، وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {فَبِما نَقْضِهم مِيثَاقَهم} ؛ وَقَوله تَعَالَى: { {ممَّا خطيآتهم} . وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي فِي قولِه، عزَّ وجلَّ {} عَمَّا قَلِيلٍ ليُصْبحُنَّ نادِمِينَ} : يجوزُ أَنْ يكونَ عَنْ قَلِيلٍ وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ المعْنى عَن شيءٍ، قَلِيلٍ وَعَن وَقْتٍ قَلِيلٍ فيكونُ مَا اسْماً غَيْر تَوْكِيدٍ، ومِثْلُه { {ممَّا خَطَاياهُمْ} ، يَجوزُ أَنْ يكونَ مِن إساءَةِ خَطَاياهُمْ ومِن أَعْمال خَطاياهُم، فتحْكُمُ على مَا مِن هَذِه الجِهَةِ بالخَفْضِ، وتحْمِلُ الخَطايَا على إعْرابِها، وجَعَلْنا مَا مَعْرِفَةً لإِتْباعِنا المَعْرِفَةَ إيَّاها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكَذلكَ {} فَبِمَا نَقْضِهم مِيثاقَهم} ، وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ التَّأْوِيلُ فبِإساءَتِهم نَقْضِهم مِيثاقَهُم. وَقَالَ ابنُ فارِس: وكثيرٌ مِن عُلمائِنا يُنْكِرُونَ زِيادَةَ مَا ويقولونَ لَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي كتابِ اللهاِ، جلَّ عِزّهُ، حَرْفٌ يَخْلو مِن فائِدَةٍ ولَها تَأْوِيل يَجوزُ أَنْ يكونَ جِنْساً مِن التَّأْكِيدِ، ويَجوزُ أَن يكونَ مُخْتصراً مِن الخِطابِ وتَأْوِيلُه فِبما أَتَوه مِن نَقْضِ المِيثاقِ، وتكونُ الباءُ فِي معْنى مِن أَجْل، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَالَّذين هُم بِهِ مُشْرِكُون} ، أَي مِن أَجْلِه وَله.
(أَو اسْماً) ، كقولهِ تَعَالَى: {أَيَّما الأَجَلَيْنِ) قَضَيْت} ، تَقْديرُه أَيْ الأَجَلَيْن.
(وتُسْتَعْملُ مَوْضِعَ مَنْ) ، كقولهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنْكِحوا مَا نَكَحَ آباؤُكُم} مِن النِّساءِ إلاَّ مَا قد سَلَفَ، التَّقديرُ مَنْ نَكَحَ؛ وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {فانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ} ، مَعْناهُ مَنْ طابَ لَكُم؛ نقلَهُ الأزْهري. قَالَ ابنُ فارِس: ومِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {ويَعْبِدُونَ مِن دُون ااِ مَا لَا يَضرُهم وَلَا يَنْفَعُهم} فَوحد، ثمَّ قَالَ: {وَيَقُولُونَ: هَؤُلاء شُفَعاؤُنا عنْدَ ااِ} ، فجرَتْ مَا مَجْرَى مَنْ فإنَّها تكونُ للمُفْرد والجَمْع، قَالَ: وحدَّثني عليُّ بنُ إِبْرَاهِيم عَن جَعْفرِ بنِ الحارِثِ الأسَدِي عَن أَبي حاتمٍ عَن أبي زيْدٍ أنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ: سُبْحانَ مَا يُسَبّح الرَّعْدُ بحَمْدِه.
(و) إِذا نَسَبْتَ إِلَى {مَا قُلْتَ: مَوَوِيٌّ.
و (قَصِيدَةٌ} مَوَوِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ: آخِرُها مَا) . وَحكى الكِسائي عَن الرُّؤَاسِي: هَذِه قَصِيدَةٌ} مائِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تُبْدَلُ مِن أَلِفِ مَا الهاءُ؛ قَالَ الراجزُ:
قدْ وَرَدَتْ مِن أَمْكِنَهْمِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إنْ لم أُروّها} فَمَهْ يُريدُ: فَمَا، وَقيل: إنَّ مَهْ هُنَا للزَّجْرِ أَي فاكْفُفْ عنِّي؛ قالَهُ ابنُ جنِّي؛ وَقَالَ أَبُو النّجْم:
مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِ! مَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَوْمِ عِنْدَ الغَلْصَمَتْ وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ أَرادَ: وبَعْدِما أَبْدَلَ الألِف هَاء، فلمَّا صَارَتْ فِي التَّقْدير وبَعْدمَهْ أَشْبَهَت الهاءُ هاءَ التَّأْنيثِ فِي نَحْو مَسْلَمَة وطَلْحَةَ، وأَصْلُ تِلْكَ إنَّما هُوَ التاءُ، فشبَّه الهاءَ فِي وبَعْدِمَهْ بهاءِ التأْنِيثِ فوَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ كَمَا وَقَفَ على مَا أَصْله التَّاء بالتاءِ فِي الغَلْصَمَتْ، هَذَا قِياسُه.
وحَكَى ثَعْلب: مَوَّيْتُ مَاء حَسَنَةً: كَتَبْتُها.
والماءُ: الميمُ ممُالَةٌ والألفُ مَمْدودةٌ: أَصْواتُ الشاةِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي هُنَا، وَقد تقدَّمَ فِي حَرْفِ الْهَاء.
وابنُ مَا مَا: مَدينَةٌ؛ قالَ ياقوتُ هَكَذَا فِي كتابِ العمراني وَلم يزدْ:
مهمة
وفيهَا فوائِدٌ: (الأولى:) قولهُ تَعَالَى: {فَلَا تَعْلَم نَفْسٌ مَا أَخْفى لَهُم} ، قَالَ ابنُ فارِس: يمكِنُ أَن تكونَ بمعْنَى الَّذِي وتكونُ نَصْباً بتَعْلَم نَفْسٌ، ومَنْ جَعَلَها اسْتِفْهاماً وقَرَأَ مَا أخْفى بسكونِ الياءِ كانَ مَا نَصْباً بأَخْفى. قَالَ الفرَّاء: إِذا قُرِىءَ مَا أخْفى لَهُم وجُعِل مَا فِي مَذْهَب أَي كانتْ مَا رَفْعاً بأَخْفى لأنَّك لم تُسَمِّ فاعِلَه، ومَنْ قَرَأَ أخْفى بإرْسالِ الياءِ وجعلَ مَا فِي مَذْهبِ الَّذِي كانتْ نَصْباً، وزَعَمَ بعضُ أهْلِ البَصْرةِ أنَّ مَنْ قَرَأَ مَا أخْفى، فَمَا ابْتِداءٌ، وأخفى خَبَرُه، قَالَ وَلَا يكونُ رفعا بأخفى كَمَا إنَّا نقولُ: زَيْدٌ ضَرَبَ، لَا يكونُ زَيْدٌ رَفْعاً بضَرَبَ.
الثَّانِيَةُ:) قَالَ ابنُ فارِس: فِي كتابِ سِيبَوَيْهٍ كلمةٌ أُشْكِلَ مَعْناها، وَهُوَ قولهُ: مَا أغفلَه عَنْك شَيْئا أَي دَعِ الشَّكَّ، واضْطَرَبَ أَصْحابُه فِي تَفْسيرِه وَلَكِن سَمِعْتُ أَبي يقولُ: سأَلْتُ أَبا عبدِ اللهاِ مُحَمَّد بن سَعْدان البَصِير النّحوي بهَمَذان عَنْهَا فَقَالَ: أَمّا أَصْحابه مِن المبرِّدِ وغيرِهِ فَلم يُفَسِّروها، وذَكَرَ مِنْهُم ناسٌ أنَّ مَا اسْتِفْهامٌ فِي اللّفْظِ تَعَجُّبٌ فِي المَعْنى ويَنْتَصِبُ شَيْئا بكَلامٍ آخر، كأَنَّه قالَ: دَعْ شَيْئا هُوَ غَيْر مَعْنيَ بِهِ، ودَعَ الشَّكَّ فِي أنَّه غَيْر مَعْنيَ بِهِ، فَهَذَا أَقْرَبُ مَا قيل فِي ذلكَ.
الثَّالثة:) مَا قَدْ تكونُ زائِدَةً بَيْنَ الشَّرْط والجَزاءِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَأَما تَرين مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقولِي} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَما نذهَبن بكَ فإنَّا مِنْهُم مُنْتَقِمُون} ، المَعْنى أَن نَذْهَب بكَ، وتكونُ النونُ جُلِبَتْ للتَّأكِيدِ فِي قولِ بعضِ النّحويِّين، وجائِزٌ فِي الكَلامِ إِسْقاطُ النونِ؛ أنْشَدَ أَبو زَيْدٍ: زَعَمَتْ تماضر أنَّني إِمَّا أَمت
تسدّ ولشَوْهاء الأصَاغِر خُلَّتيالَّرابعةُ:) مَاذَا قَدْ تأْتي بمعْنَى التّكْثيرِ كَمَا أَثْبَته ابنُ حُبَيْش واستدلَّ لَهُ بنَحْو مائَةِ شاهِدٍ نقَلَها الْمقري فِي نَفْحِ الطِّيب، وأَغْفَلَها المصنِّفُ وأَكْثَر النَّحويِّين، وَلم يَعْلَقْ بذهْنِي مِن تِلْكَ الشواهِدِ إلاَّ قولَ الشاعرِ:
وماذا بمِصْر مِن المُضْحِكَاتِ فراجِعِ الكِتابَ المُذكورَ فإنَّه بَعُدَ عَهْدي بِهِ.
الْخَامِسَة:) ذُكِرَ فِي أَنْواعِ الكافَّةِ المُتَّصِلَةُ بالظُّروفِ مَا يَتَّصِلُ ببَعْدو بَيْنَ، وَقد تُكَفّ إِذْ وحيثُ بِمَا عَن الأضافَةِ، والأوَّل للزَّمانِ وَالثَّانِي للمَكانِ، ويَلْزمُهما النَّصْبُ كَمَا فِي اللَّبابِ.
السَّادِسَة: قد تَأْتي {فَبِما بمعْنَى رُبَّما، أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي قولَ حسَّان:
إنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَدِيثٌ
فبِما يأْكُلُ الحَدِيثُ السَّمِيناقال: فبِما أَي رُبَّما. قَالَ الأزْهري: وَهُوَ صَحِيحٌ مَعْروفٌ فِي كَلامِهم، وَقد جاءَ فِي شِعْر الأعْشى وغيرِه.

نعت

(نعت) - في حديث وصْفِهِ عليه الصَّلاة والسَّلامُ: "يَقُولُ ناعِتُه: لم أرَ قَبْلَه ولا بَعْدَهُ مِثْلَه"
النَّعْتُ: وَصفُ الشىّء بما فيه من حُسْن، قالَه الخلِيلُ، ولا يُقالُ في المَذمُوم، إلا أن يَتَكلَّفَ مُتَكلِّفٌ، فيقُولُ: نعت سوْءٍ، فأمَّا الوَصْفُ فَيُقال فيهما: وكُلّ نعتٍ وَصْفٌ، وَليس كُلُّ وَصْفٍ نَعتًا؛ ومنه قَولُ المُتنَبِّى: فإن الفارسَ المنعُوتَ ...*
وَقد صَحَّفَه ابنُ جنى فقالَ: المَبْغوت.
[نعت] النعت: الصفة. ونعت الشئ وانتعته، إذا وصفته. وناعتون: اسم موضع.
(نعت) نعاتة صَار جَدِيرًا أَن ينعَت وَيذكر يُقَال مَا كَانَ نعتا وَلَقَد نعت وَهُوَ نعيت وَالْفرس عتق
النعت: تابع يدل على معنى في متبوعه لفظًا، وبهذا القيد يخرج مثل: ضربت زيدًا، وإن توهم أنه تابع يدل على معنى، لكن لا يدل عليه مطلقًا، بل حال صدور الفعل عنه.
ن ع ت : نَعَتَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ نَعْتًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَصَفَهُ وَنَعَتَ نَفْسَهُ بِالْخَيْرِ وَصَفَهَا وَانْتَعَتَ اتَّصَفَ وَنَعُتَ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ إذَا كَانَ النَّعْتُ لَهُ خِلْقَةً نَعَاتَةً وَلَهُ نُعُوتٌ حَسَنَةٌ. 
ن ع ت

هو منعوت بالكرم وبخصال الخير، وله نعوت ومناعت جميلة، وتقول هو حر المنابت، حسن المناعت، وشيء نعت: جيد بالغ. وفرس نعتٌ: بليغ في العتق. وإنّ عبدك لنعت وإن أمتك لنعتة. وانتعتت المرأة بالجمال، كما تقول: اتصفت. وقال:

رأته طوال السّاعدين عنطنطاً ... كما انتعتت من قوّةٍ وشباب

أي كما هي كذلك. واستنعته: استوصفه.
[نعت] نه: فيه: يقول "ناعته": لم أر قبله ولا بعده مثله، النعت: وصف الشيء بما فيه من حسن، ولا يقال في القبيح إلا بتكلف بأن يقال: نعت سوء، والوصف يجيء في الحسن والقبح. ك: "ينعت" لنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، هو بفتح عين أي يصف. ط: فإذا هو "ينعت" قراءة مفسرة، أي يصف بأن يقول: كانت قراءته كيت وكيت، أو بأن يقرأ مرتلة مبينة. ومنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم "ينعت" الزيت والورس من ذات الجنب، أي يمدح التداوي بهما لأجل ذات الجنب. وح: "أنعت" لك الكرسف، أي أصفه لك لتعالجي لقطر الدم.

نعت


نَعِتَ(n. ac. نَعَت)
a. Gave signs of good qualities.

نَعُتَ(n. ac. نَعَاْتَة)
a. Had good natural qualities.

أَنْعَتَa. Was handsome.
b. see I (a)
إِنْتَعَتَa. see I (a)b. see (نَعُتَ)

إِسْتَنْعَتَa. Asked to describe.

نَعْتa. Description.
b. Qualification.
c. (pl.
نُعُوْت), Epithet; attribute; adjective.
d. Swift, excellent (horse); race-horse.
e. Sign ( of a tavern ).
نَعْتَةa. see 1 (d)
نُعْتَةa. Loveliness.

نَاْعِت
(pl.
نُعَّاْت)
a. Descriptive; qualificative; describer.

نَعِيْت
نَعِيْتَةa. see 1 (d)
نَعْتَ4a. see 1 (d)
N. P.
نَعڤتَa. Described.
b. Qualified.
c. Having an attribute (noun).
N. Ag.
إِنْتَعَتَa. see 1 (d)
نعت
النَّعْتُ: الوَصْفُ. وقيل: هو وَصْفُكَ الشيءَ بما فيه إلى الحُسْنِ مَذهبُه؛ إلا أنْ يَتَكَلَّفَ مُتَكَلٌفٌ فيقول: هو نَعْتُ سَوْء، إلا أنً العَرَبَ العارِبَةَ تقول للشَيء إذا كان على استِكْمال النعْت وجَيِّداً بالِغاً: هو نَعْتُ. يُقال: فَرَسٌ ن
َعْتٌ نَعِيْتٌ بَينُ النَّعَاتَة؛ وقَد نَعُتَ، وِإنَ عَبدَكَ لَنُعْتَةٌ وإن أمَتَكَ لَنُعْتَة: أي غايَة مُرْتفِعة. وانْتَعَتَتِ المرأةُ وغيرُها: أي كأنَها نَعَتَتْ نفْسَها حُسْناً. قال الخارْزَنْجِيُّ: ورَوى أبو الوازع بَيْتاً لأسَدِ بن ناعِصَةَ وهو:
واحضُروا العِيْدَ بالسعَانِين غَدْواً ... حينَ يَعْلُو النّاقُوسُ بالنّاعُوْتِ
ولم يُفَسرِ الناعوت.
(ن ع ت)

نَعَتَهُ يَنْعَتُهُ نَعْتا: وَصفه. وَرجل ناعِتٌ من قوم نُعَّاتٍ قَالَ:

أنْعَتُها إنِّيَ منْ نُعَّاتِها

والنَّعْتُ: مانُعِتَ بِهِ. وَالْجمع نُعُوت، لَا يكسر على غير ذَلِك.

واستَنْعَتَه: استوصفه.

والنَّعْتُ من كل شَيْء: جيده.

وَفرس نَعْتٌ ونَعْتَهٌ ونَعِيَتٌه ونَعِيٌت: عتيقة. وَقد نَعُتَتْ نَعاتَةً.

وناعِتِيُن وناعِتُون جَمِيعًا: مَوضِع، وَقَول الرَّاعِي:

حَيّ الدّيارَ ديارَ أُمّ بَشِيرِ ... بِنُوَيْعِتينَ فَشاطئِ التَّسْرِيرِ

إِنَّمَا أَرَادَ ناعِتِيَن فصغره.
نعت
نعَتَ يَنعَت، نَعْتًا، فهو ناعت، والمفعول مَنْعوت
• نعَت الشَّخصَ: وصفَه "نعت شريكَه بالاستقامة والأمانة- نعتَه بالكرمِ/ باللؤم والخُبْث- نعَت فضائلَه".
• نعَت الكلمةَ: (نح) أتبعها بنعتٍ أي: بصفة. 

منعوت [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نعَتَ.
2 - (نح) اسم متبوع بنعتٍ. 

نعْت [مفرد]: ج نعوت (لغير المصدر):
1 - مصدر نعَتَ.
2 - صفة، كلمة أو أكثر يُسمَّى بها الفرد لتمييزه عن الآخرين وتعريفه "جمع نعوت الخير كلَّها".
3 - (نح) صفة؛ تابع مشتق يُكْمِلُ متبوعه. 
نعت: نعت: ينبغي عدم ترجمتها إلى صفة adjectif بل إلى النعت الوصفي: qualificatif وفي (محيط المحيط) ( ... وعند النحاة تابع مكمل متبوعة ببيان صفة من صفاته نحو مررت برجل كريم ويقال له الحقيقي هو من صفات ما تعلق به نحو مررت برجل كريم أبوه ويقال له السببي والجمع نعوت فالكريم في المثالين نعت والرجل منعوت). لذلك أصبحت الأسماء الأولى للخلفاء: المعتضد بالله، المعتمد على الله ... الخ بمثابة نعوت (المقري 1: 131). يبقى بعد هذا اثر هذه النعوت على صفة عمل المنعوتين وأعمالهم ومحلات عملهم وأسمائهم التجارية وخاناتهم التي ذكرها (فريتاج) نقلا عن (دي ساسي كرست 1: 100) وامتثل ذلك جميعه يوم المناداة ثم تعددت بيوتها ونعوتها لذويها من غير مبالاة من الولاة بعد أن ترجم دي ساسي هذا التعبير المتعلق بمحل العمل إلى (العلامة التجارية للتجارة باعة القهوة) إلا أنه عبر عن شكه في أمر كان محقا فيه تماما على ما بدا لي (ذلك أن علم الاشتقاق يرفضه رفضا تاما) مضيفا (أن هذا يعني أيضا أن نطلق على من يدمن شرب القهوة صفة المدمن على الذي يتعاطى بيعها وشرائها مثلما يقال حشيشي، ترياقي، أفيوني على مدمني الحشيشة أو الأفيون.
نعت: نوع، صنف، فصيلة، ضرب، نقد، حساب (هلو).
منعوت: جميل (فوك).
منعوت: سر (صفة adjectif) ( همبرت 236).

نعت

1 نَعَتَ, aor. ـَ inf. n. نَعْتٌ; and ↓ انتعت; He described, or characterized, or designated, (S, K,) a thing; (S;) syn. وَصَفَ: (S, K:) or he described a thing by mentioning what was in it, or what it possessed; whereas, in the وَصْف of a thing one may exaggerate: (L;) (??) distinguished a person or a thing by an epithet: and hence, he qualified a substantive by an epithet: and he used a word as an epithet] or he described a thing by mentioning what was in it that was good, or goodly; not with reference to what was bad. or foul, or ugly; unless by a straining of the meaning one say نَعْتٌ سَوْءٌ; whereas وَصَفَ is said with respect to what is good, or goodly and what is bad, or foul, or ugly: (IAth: or نَعَتَ signifies he described by mentioning the make, or form, or other outward characteristic, as tallness and shortness; and وَصَفَ respects action, as beating: or, accord. to Th, نَعَتَ signifies he described by mentioning something in some particular place in the body, such as lameness; whereas وَصَفَ is used with respect to what is common to the whole, as greatness, and generosity; therefore God is an object of وَصْف, but not of نَعْت. (TA.) b2: نَعَتَ نَفْسُه بالْحَيْرِ [He described himself as possessing, or characterized by, or distinguished by, goodness.] (Msb.) b3: نَعَتَ, aor. ـُ inf. n. نَعَاتَةٌ, He (a man) was naturally endowed with powers of description, and skilful in the use of those powers. (TA.) b4: نَعُت, aor. ـُ inf. n. نَعَانَةٌ, He (a horse) was, or became, what is termed نَعْتٌ, i. e., generous, or fleet, &c. (L, K.) b5: نَعَتَ, (L,) or نَعِتَ, of the same measure as فَرِحَ, (K,) He (a horse) affected, or endeavoured, or constrained himself, to be, or become, what is termed نَعْتٌ, i. e., generous, or fleet, &c. (L, K.) MF remarks that نَعِتَ, in this sense, is strange, as فَعِلَ is not a measure denoting تَكَلُّف. (TA.) 4 انعت His face became beautiful, or goodly, so that he was described (K) as characterized by beauty, (TA,) [or, so that he became distinguished by an epithet].8 انتعت He, or it, was, or became, described: (TA:) [he, or it, was, or became, distinguished by an epithet: he, or it, was, or became, characterized, or distinguished, by that which made him to excel others of his kind: see نَعْتٌ]. See 1.10 استنعتهُ He asked him to describe him, or it. (T, K.) نَعْتٌ An epithet; or that whereby a person or thing is described: [hence, an epithet whereby a substantive is qualified:] (TA:) pl. نُعُوتٌ: it has no other pl. than this. (ISd.) [Respecting distinctions said to exist between نَعْتٌ and وَصْفٌ or صِفَةٌ, see 1.] [You say,] لَهُ نُعُوتٌ وَمَنَاعِتُ جَمِيلَةٌ [He has goodly epithets applied to him, and goodly qualities, or properties. which are causes, or occasions, of epithets]. (A.) b2: [كَنَعْتِ كَذَا, a phrase similar to كَمَثَل كَذَا, meaning Like such a thing. See an ex. voce سَبّع.]

b3: نَعْتٌ Anything excellent. (TA.) b4: [Hence,] فَرَسٌ نَعْتٌ, and ↓ مُنْتَعِتٌ, and ↓ نَعْتَةٌ, [in the CK, نَعْتَت,] and ↓ نَعيتٌ, and ↓ نَعِيتةٌ, A generous, or a fleet, or swift, horse, that (??) in running, and outstrips others. (K.) And (??) ↓ مُنْتَعِتٌ A beast of carriage, or a man, characterized, or distinguished, by that which makes him to excel others of his kind. a horse at scribed as distinguished by generousness, or by fleetness, or swiftness, and by outstripping others (TA.) نَعْتَةٌ: see نَعْتٌ.

عَبْدُكَ نُعْتَةٌ, or أَمَتُكَ نُعْتَةٌ, Thy male slave or thy female slave, is of the highest quality. (K.) But in the A it is said, عَبَدُكَ نَعْتٌ, and أَمَتُكَ نَعْتَةٌ. (TA.) نَعِيتٌ A generous, excellent, surpassing, man. (TA.) See also نَعْتٌ.

نَعِيتَةٌ: see نَعْتٌ, نَاعِتٌ Describing; a describer: pl. نُعَّاتٌ. (TA.) مَنْعُوتٌ [A person or thing described; distinguished by an epithet: and hence, a substantive qualified by an epithet]. b2: مَنْعُوتٌ بِالْكَرَمِ [Described as possessing, or characterized by, or distinguished by, generosity; distinguished by the epithet of generous]. (A.) مُنْتَعِتٌ: see نَعْتٌ.
نعت
: (النَّعْتُ، كالمَنْع) أَي فِي كَونه مفتوحَ العَيْنِ فِي الماضِي والمُضارع (: الوَصْفُ) تَنْعَتُ الشَّيْءَ بِمَا فِيهِ، وتُبَالِغُ فِي وَصْفِهِ.
والنَّعْتُ: مَا نُعِتَ بِهِ.
نَعَتَه يَنْفَتُه نَعْتاً: وَصَفَه، ورَجُلٌ نَاعِتٌ، من قَوْمٍ نُعَّاتٍ.
قَالَ الشَّاعر:
أَنْعَتُها إِنِّيَ مِن نُعّاتِها
وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يقولُ ناعِتُه: لم أَرَ قَبْلَه وَلَا بَعْدَه مِثْلَه) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: النَّعْتُ: وَصْفُ الشيءِ بِمَا فِيهِ من حُسْنٍ، وَلَا يُقَال فِي القَبِيحِ، إِلاّ أَنْ يَتَكَلَّف مُتَكَلِّفٌ، فَيَقُول: نَعْتَ سَوْءٍ، والوَصْفُ يقالُ فِي الحَسَنِ والقَبِيحِ.
قلت: وَهَذَا أَحَدُ الفُروقِ بَين النَّعْتِ والوَصْفِ، وإِن صَرَّح الجَوْهَرِيُّ والفَيُّومِيُّ وغيرُهما بتَرادُفِهِما.
وَيُقَال: النَّعْتُ بالحِلْيَةِ، كالطَّوِيلِ والقَصِيرِ، والصِّفةُ بالفِعْلِ، كضَارِبِ.
وَقَالَ ثَعْلَب: النَّعْتُ مَا كَانَ خاصّاً بمَحَلَ من الجَسَدِ، كالأَعْرَج مثلا، والصِّفَةُ للعُمُومِ، كالعَظيم والكَرِيم؛ فَالله تَعَالَى يوصَفُ وَلَا يُنْعَتُ.
(كالانْتِعاتِ) يُقَال: نَعَتُّ الشيءَ وانْتَعَتُّهُ، إِذا وَصَفْتَه.
وجَمْعُ النَّعْتِ نُعُوتٌ. قَالَ ابنُ سِيده: لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذَلِك.
(و) النَّعْتُ من كُلِّ شيءٍ: جَيِّدُه، وكلّ شيءٍ كَانَ بالِغاً تَقول: هَذَا نَعْتٌ، أَي جَيِّدٌ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: و (الفَرَسُ) النَّعْتُ (: العَتِيقُ السَّبَّاقُ) الَّذِي يكونُ غَايَة فِي العِتْقِ والسَّبْقِ (كالمُنْتَعِتِ والنَّعْتَةِ) بِالْفَتْح (والنَّعِيتِ والنَّعِيتَةِ) كلّ ذَلِك بمعنعى العَتِيقَةِ.
وفَرسٌ (نَعْتٌ، و) مُنْتَعِتٌ، إِذا كَانَ مَوْصُوفا بالعِتْقِ والجَوْدةِ والسَّبْقِ.
قَالَ الأَخْطَل:
إِذَا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَه
بِمُنْتَعِتَات لَا بِغَالٌ وَلَا حُمْرُ
والمُنْتَعِتُ من الدَّوابِّ والنّاسِ: الموصوفُ بِمَا يُفَضِّله على غيرِه من جِنْسِه، وَهُوَ مُفْتَعِلٌ من النَّعْتِ، يقالُ: نَعَتُّه فانْتَعَتَ، كَمَا يُقالُ: وصَفْتُه فاتَّصَفَ، وَقد غَفَلَ عَن ذالك شيخُنا، فجعلَ قولَ المُصَنّف (العَتِيق السَّبّاق) من غَرَائِبه، مَعَ كونِه مَوْجُودا فِي دَواوين اللُّغَةِ وأُمَّهاتِها، واخْتَلَفَ رأَيُه فِيمَا بعده من قَوْله: والنَّعْتَة، إِلى آخِره، وَجعل عِبارةَ المُصَنِّف قَلِقَةً، والحالُ أَنَّه لَا قَلَقَ فِيهَا على مَا فَسَّرنا، واتَّضَحَت من غير عُسْرٍ فِيهَا.
(وَقد نَعُتَ) الفرسُ (ككَرُمَ، نَعَاتَةً،) إِذا عَتُقَ.
ونَعُتَ الإِنْسانُ، ككَرُم، نَعَاتَةً، إِذا كَانَ النَّعْتُ لَهُ خِلْقَةً وسَجِيَّةً، فصارَ ماهِراً فِي الإِتْيانِ بالنُّعوتِ، قادِراً عَلَيْهَا، كَذَا فِي المصْباح.
(وأَمّا نَعِتَ كَفَرِحَ) يَنْعَتُ نَعَتاً (فللمُتَكَلِّفِه) فَعُرِف من ذَلِك أَن نَعتَ من المُثلَّثَاتِ، باخْتِلافِ المَعْنَى.
وَقَالَ شيخُنا فِي هَذَا الأَخير: إِنّه غريبٌ؛ لأَنّ فَعِلَ المسكورَ لَيْسَ مِمَّا يدُلُّ على التَّكَلُّفِ. لاكنّه جاءَ كأَنه موضُوعٌ لذَلِك من غير الصِّيغَة.
(واسْتَنْعَتَهُ: اسْتَوْصَفَه) ، هُوَ فِي التَّهْذِيب.
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: (أَنْعَتَ) الرّجلُ إِذا (حَسُنَ وَجْهُهُ حَتّى يُنْعَتَ) أَي يُوصَفَ بالجَمَالِ.
(والنَّعِيتُ:) الرّجلُ الكَرِيمُ الجَيِّدُ السّابِقُ.
والمُسَمَّى بِهِ (شاعِرَانِ) :
النَّعِيتُ بنُ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ اليَسْكُرِيّ.
والنَّعِيتُ الخُزَاعِيّ، واسْمُه أَسِيدٌ.
(و) النَّعِيتُ (رَجُلٌ) آخَرُ (مِنْ بَنِي سَامَةَ بنِ لُؤَيّ) ، ذكره أَبُو فِرَاس، وَهُوَ النَّعِيتُ بنُ سَعِيدٍ السّامِيّ.
(و) تَقول: (عَبْدُكع أَو أَمَتُكَ نُعْتَةٌ بالضَّمِّ، أَي غايَةٌ فِي الرِّفْعَةِ) وعُلُوّ المَقَام، وَهُوَ مَأْخوذٌ من قَوْلهم فَرَسٌ نَعْتَه إِذا كَانَ عَتيقاً، وَقد تَقَدَّم، وعبارةُ الأَساس: وعبْدُكَ نَعْتٌ وأَمَتُكَ نعْتَة، وَفِيه: وَهُوَ مَنْعُوتٌ بالكَرَمِ وبِخِصالِ الخَيْرِ، وَله نُعُوتٌ ومَنَاعِتُ جَمِيلَةٌ، وَتقول: (هُوَ) حُرُّ المَنَابِت، حَسَنُ المَنَاعِت.
ووَشْيٌ نَعْتٌ: جَيِّدٌ بالِغٌ، انْتهى.
(ونَاعِتُونَ أَو نَاعِتِينَ: ع) ، واقْتُصِر على الأَوّل فِي الصّحاح.
وَفِي اللِّسَان: وَقَول الرّاعي:
حَيِّ الدِّيارَ دِيَارَ أُمِّ بَشِيرِ
بِنُوَيْعِتِينَ فشَاطِىءِ التَّسْرِيرِ
إِنّما أَرادَ نَاعِتِينَ فصَغَّرَه.

نعت: النَّعْتُ: وَصْفُكَ الشيءَ، تَنْعَتُه بما فيه وتُبالِغُ في

وَصْفه؛ والنَّعْتُ: ما نُعِتَ به.

نَعَته يَنْعَتُه نَعْتاً: وصفه. ورجل ناعِتٌ مِن قَوم نُعَّاتٍ؛ قال

الشاعر:

أَنْعَتُها، إِنِّيَ من نُعَّاتِها

ونَعَتُّ الشيءَ وتَنَعَّتُّه إِذا وصَفْته.

قال: واسْتَنْعَتُّه أَي اسْتَوْصَفْتُه. واسْتَنْعَتَه: اسْتَوْصَفه.

وجمعُ النَّعْتِ: نُعُوت؛ قال ابن سيده: لا يُكَسَّر على غير ذلك.

والنَّعْتُ من كل شيء: جَيِّدُه؛ وكل شيء كان بالغاً تقول: هذا نَعْتٌ

أَي جَيِّدٌ. قال: والفَرَسُ النَّعْتُ هو الذي يكون غايةً في العِتْقِ.

وما كان نَعْتاً؛ ولقد نَعُتَ يَنْعُتُ نَعاتةً؛ فإِذا أَرَدْتَ أَنه

تَكَلَّف فِعْلَه، قلت: نَعِتَ. يقال: فرس نَعْتٌ ونَعْتة، ونَعِيتة

ونَعِيتٌ: عَتيقةٌ، وقد نَعُتَتْ نَعاتَةً. وفرس نَعْتٌ ومُنْتَعِتٌ إِذا كان

موصوفاً بالعِتْقِ والجَوْدَةِ والسَّبْقِ؛ قال الأَخْطل:

إِذا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَهُ

بمُنْتَعِتاتٍ، لا بِغالٍ ولا حُمُرْ

والمُنْتَعِتُ من الدواب والناس: الموصوفُ بما يَفْضِّلُه على غيره من

جنسه، وهو مُفْتَعِل، من النَّعْتِ. يقال: نَعَتُّه فانْتَعَتَ، كما يقال:

وَصَفْتُه فاتَّصَفَ؛ ومنه قول أَبي دُوادٍ الإِيادِيّ:

جارٌ كجارِ الحُذاقِيِّ الذي اتَّصَفا

قال ابن الأَعرابي: أَنْعَتَ إِذا حَسُنَ وَجْهُه حتى يُنْعَتَ. وفي

صفته، صلى الله عليه وسلم، يقول ناعتُه: لم أَرَ قبله ولا بعده مثله. قال

ابن الأَثير: النَّعْتُ وَصْفُ الشيء بما فيه من حُسْن، ولا يقال في القبيح

إِلا أَن يَتَكَلَّف مُتَكَلِّف، فيقول نَعْتَ سَوْءٍ؛ والوَصْفُ يقال

في الحَسَن والقَبيح.

وناعِتون وناعِتينَ، جميعاً: موضع؛ وقول الراعي:

حَيِّ الدِّيارَ، دِيارَ أُمِّ بَشِيرِ،

بِنُوَيْعِتِينَ، فَشاطِئِ التَّسْريرِ

إِنما أَراد ناعِتينَ

(* قوله «إِنما أراد ناعتين إلخ» كذا قال في

المحكم. وجرى ياقوت في معجمه على أَنه مثنى نويعة مصغراً: موضع بعينه.)،

فَصَغَّره.

نبذ

نبذ: النَّبْذُ: طَرْحُكَ الشَّيْءَ من يَدِكَ أمَامَكَ أو خَلْفَكَ. والنُّبْذَةُ: ما تَنْبِذُه.
والمُنَابَذَةُ: في الحَرْبِ، نَبَذْنا إليهم على سَوَاءٍ: أي نابَذْناهم الحَرْبَ. وهي المُلاَمَسَةُ في الحَدِيْثِ؛ وهو أنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لصاحِبِه: انْبِذْ إلَيَّ الثَّوْبَ أو أنْبِذُهُ إليكَ، وقد وَجَبَ البَيْعُ.
والمَنْبُوْذُوْنَ: أوْلادُ الزِّنى المَطْرُوْحُوْنَ.
والنَّبْذُ: المُتَفَرِّقُ.
والنَّبِيْذَةُ والنَّبَائذُ: المَنْبُوْذُوْنَ.
والمِنْبَذَةُ: الوِسَادَةُ، وجَمْعُها مَنَابِذُ.
والنَّبِيْذُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الأنْبِذَةُ. أنْبَذْتُه ونَبَذْتُه. والمِنْبَذُ: حَيْثُ يُنْبَذُ فيه النَّبِيْذُ.
والنَّبِيذَةُ: تُرَابُ البِئْرِ والمَقْبُرَةِ، نَبَذَ التُّرَابَ: فَحَصَه.
ونَبَذَ عِرْقُه: بمَعْنى نَبَضَ.
ونَبْذُ الدّارِ ومُنْتَبِذُها: نازِحُها.
وهو يَنْبِذُ عَلَيَّ: أي يَغْلِي غَيْظاً.
وبَيْنَنَا وبَيْنَهم نَبْذَةٌ: أي هَمٌّ قَرِيْبٌ.
وجَلَسَ نُبْذَةً ونَبْذَةً: أي ناحِيَةً.
والنَّبْذُ والنَّبْذَةُ: الشَّيْءُ اليَسِيْرُ، وجَمْعُه أنبَاذٌ.
(نبذ) التَّمْر أَو الْعِنَب وَنَحْوهمَا اتخذ مِنْهُ النَّبِيذ
نبذ: {فنبذناهم}: رميناهم. {فانتبذت}: اعتزلت ناحية، نبذة: معتزلة.
(نبذ) - في الحديث: "فأمرَ بالسِّتْرِ أن يُقطَع، ويُجعَلَ منه وِسَادَتان مَنبُوذَتانِ"
: أي لَطيفَتان تُنْبَذان وتُطرَحان لِلقُعُود عليهما لخِفَّتِهما.
(نبذ)
نبذا ونبذانا نبض يُقَال نبذ عرقه ونبذ قلبه وَالتَّمْر نبذا صَار نبيذا وَالشَّيْء طَرحه يُقَال نبذ النواة ونبذ الْكتاب وَيُقَال نبذ الْأَمر أهمله وَلم يعْمل بِهِ ونبذ الْعَهْد نقضه وَالتَّمْر وَنَحْوه عمله نبيذا
ن ب ذ: (نَبَذَهُ) أَلْقَاهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَبَّذَهُ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَجَلَسَ (نُبْذَةً) وَ (نَبْذَةً) بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا أَيْ نَاحِيَةً. وَ (انْتَبَذَ) ذَهَبَ نَاحِيَةً. وَذَهَبَ مَالُهُ وَبَقِيَ (نَبْذٌ) مِنْهُ بِفَتْحِ النُّونِ. وَبِأَرْضِ كَذَا نَبْذٌ مِنْ مَاءٍ وَمِنْ كَلَأٍ. وَفِي رَأْسِهِ نَبْذٌ مِنْ شَيْبٍ. وَأَصَابَ الْأَرْضَ نَبْذٌ مِنْ مَطَرٍ أَيْ شَيْءٌ يَسِيرٌ. وَ (النَّبِيذُ) وَاحِدُ (الْأَنْبِذَةِ) وَ (نَبَذَ نَبِيذًا) اتَّخَذَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: أَنْبَذَهُ. 
[نبذ] نبذت الشئ أنبذه: إذا ألقيته من يدك. ونَبَّذْتَهُ، شدد للكثرة. والمَنْبوذُ: الصبيُّ تلقيه أمُّه في الطريق. ونابَذَهُ الحربَ: كاشَفَه. وجلس فلانٌ نَبْذَةً ونُبْذَةً، أي ناحيةً. وانْتَبَذَ فلانٌ، أي ذهبَ ناحيةً. ويقال: ذهَبَ مالُه وبقي نَبْذٌ منه، وبأرض كذا نَبْذٌ من مالٍ ومن كلأ، وفي رأسه نَبْذٌ من شَيْبٍ. وأصاب الأرضَ نَبْذٌ من مطر، أي شئ يسير. والنبيذ: واحد الانبذة. يقال: نَبَذْتُ نَبيذاً، أي اتخذته. والعامة تقول: أنبذت. ونَبَذَ العِرْقُ نَبَذاناً: لغة في نبض. والمنبذة: الوسادة .

نبذ


نَبَذَ(n. ac. نَبْذ)
a. Threw, flung; abandoned; rejected; disregarded.
b. [Ila], Threw to.
c. [Bi], Brought forth.
d. [acc. & La], Left, gave up to.
e.(n. ac. نَبْذ
نَبَذَاْن), Beat, throbbed, pulsed.
f. Brewed.

نَبَّذَa. see I (a) (f).
نَاْبَذَa. Threw, flung to; ratified, settled a bargain.
b. Withdrew, retired from.
c. Fought, strove with.

أَنْبَذَa. see I (f)
إِنْتَبَذَa. see I (f)
& III (b).
نَبْذ
(pl.
أَنْبَاْذ)
a. A little, a small quantity; a few.

نَبْذَةa. Side, direction; place.
b. (pl.
نُبَذ), Number ( of a work ).
c. Portion, fragment.

نُبْذَةa. see 1t
مِنْبَذَة
(pl.
مَنَاْبِذُ)
a. Pillow, cushion.

نَبِيْذ
(pl.
أَنْبِذَة)
a. Intoxicating beverage made from dates &c.
b. [ coll. ], Wine.
c. Flung &c.

نَبِيْذَة
(pl.
نَبَاْئِذُ)
a. Loose earth.
b. see N.P.
I (a)
نَبَّاْذa. Thrower, flinger.
b. Brewer of نَبِيْذ

N.P.
نَبڤذَ
( pl.
reg. &
نَبَاْذِ4َة)
a. Foundling; waif, stray; bastard.
b. see 25 (c)
N.Ag.
تَنَبَّذَ
N.Ag.
إِنْتَبَذَa. Alone, solitary.

نَُبْذَةً
a. Aside, apart.

أَنْبَاذ النَّاس
a. Rabble, populace.

هُوَ مُنْتَبِذ الدَّار
a. He is far from home.
ن ب ذ : نَبَذْتُهُ نَبْذًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَلْقَيْتُهُ فَهُوَ مَنْبُوذٌ وَصَبِيٌّ مَنْبُوذٌ مَطْرُوحٌ وَمِنْهُ سُمِّيَ.

النَّبِيذُ لِأَنَّهُ يُنْبَذُ أَيْ يُتْرَكُ حَتَّى يَشْتَدَّ.

وَنَبَذْتُ الْعَهْدَ إلَيْهِمْ نَقَضْتُهُ وقَوْله تَعَالَى {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58] مَعْنَاهُ إذَا هَادَنْتَ قَوْمًا فَعَلِمْتَ مِنْهُمْ النَّقْضَ لِلْعَهْدِ فَلَا تُوقِعْ بِهِمْ سَابِقًا إلَى النَّقْضِ حَتَّى تُعْلِمَهُمْ أَنَّكَ نَقَضْتَ الْعَهْدَ فَتَكُونُوا فِي عِلْمِ النَّقْضِ مُسْتَوِينَ ثُمَّ أَوْقِعْ بِهِمْ وَنَبَذْتُ الْأَمْرَ أَهْمَلْتُهُ وَنَابَذْتُهُمْ خَالَفْتُهُمْ وَنَابَذْتُهُمْ الْحَرْبَ كَاشَفْتُهُمْ إيَّاهَا وَجَاهَرْتُهُمْ بِهَا وَانْتَبَذْتُ مَكَانًا اتَّخَذْتُهُ بِمَعْزِلٍ يَكُونُ بَعِيدًا عَنْ الْقَوْمِ وَنُهِيَ عَنْ الْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ وَهِيَ أَنْ تَقُولَ إذَا نَبَذْتَ مَتَاعَكَ أَوْ نَبَذْتُ مَتَاعِي فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بِكَذَا وَجَلَسَ نُبْذَةً بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا أَيْ نَاحِيَةً. 
نبذ
النَّبْذُ: إلقاء الشيء وطرحه لقلّة الاعتداد به، ولذلك يقال: نَبَذْتُهُ نَبْذَ النَّعْل الخَلِق، قال تعالى: لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
[الهمزة/ 4] ، فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ
[آل عمران/ 187] لقلّة اعتدادهم به، وقال: نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ
[البقرة/ 100] أي: طرحوه لقلّة اعتدادهم به، وقال: فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ
[القصص/ 40] ، فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ
[الصافات/ 145] ، لَنُبِذَ بِالْعَراءِ
[القلم/ 49] ، وقوله: فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ
[الأنفال/ 58] فمعناه: ألق إليهم السّلم، واستعمال النّبذ في ذلك كاستعمال الإلقاء كقوله: فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ [النحل/ 86] ، وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ [النحل/ 87] تنبيها أن لا يؤكّد العقد معهم بل حقّهم أن يطرح ذلك إليهم طرحا مستحثّا به على سبيل المجاملة، وأن يراعيهم حسب مراعاتهم له، ويعاهدهم على قدر ما عاهدوه، وَانْتَبَذَ فلان: اعتزل اعتزال من لا يقلّ مبالاته بنفسه فيما بين الناس. قال تعالى: فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا
[مريم/ 22] وقعد نَبْذَةً ونُبْذَةً.
أي: ناحية معتزلة، وصبيّ مَنْبُوذٌ ونَبِيذٌ كقولك: ملقوط ولقيط، لكن يقال: منبوذ اعتبارا بمن طرحه، وملقوط ولقيط اعتبارا بمن تناوله، والنَّبِيذُ: التّمرُ والزّبيبُ الملقَى مع الماء في الإناء، ثمّ صار اسما للشّراب المخصوص.
(ن ب ذ) : (نَبَذَ) الشَّيْءَ مِنْ يَدِهِ طَرَحَهُ وَرَمَى بِهِ نَبْذًا وَصَبِيٌّ مَنْبُوذٌ (وَمِنْهُ) انْتَهَى إلَى قَبْرِ مَنْبُوذٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ هَكَذَا عَلَى الْإِضَافَةِ وَرُوِيَ إلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ عَلَى الْوَصْفِ أَيْ بَعِيدٍ مِنْ الْقُبُورِ مِنْ (انْتَبَذَ) إذَا تَنَحَّى وَمِنْهُ {فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} [مريم: 22] وَفِي الْحَدِيثِ «لَا صَلَاةَ لِمُنْتَبِذٍ» أَيْ لَمُنْفَرِدٍ مِنْ الصَّفِّ وَلَفْظُ الْحَدِيث كَمَا هُوَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَكِتَابِ السُّنَنِ الْكَبِيرِ «لَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ» وَجَلَسَ (نُبْذَةً) إلَى نَاحِيَةٍ وَفِي حَدِيثِ (الْمُعْتَدَّةِ) إلَّا نُبْذَةَ قُسْطٍ أَيْ قِطْعَةً مِنْهُ (وَفِي حَدِيثٍ) آخَرَ «رَخَّصَ لَنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إذَا اغْتَسَلَتْ إحْدَانَا مِنْ الْمَحِيضِ فِي نَبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ» هُوَ الْقُسْطُ بِإِبْدَالِ الْكَافِ مِنْ الْقَافِ وَالتَّاءِ مِنْ الطَّاءِ وَالْبَاءِ بِنُقْطَةٍ مِنْ تَحْتُ تَصْحِيفٌ وَأَظْفَارٌ مَوْضِعٌ أُضِيفَ الْكُسْتُ إلَيْهِ وَيُقَالُ الْحَائِضُ تَسْتَعْمِلُ شَيْئًا مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ وَهُمَا مِمَّا يُتَبَخَّرُ بِهِ وَلَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ مَا فِي الْحَدِيثِ كَذَلِكَ وَتَكُونَ الْإِضَافَةُ مِنْ تَحْرِيفِ النَّقَلَةِ (وَبَيْعُ الْمُنَابَذَةِ) وَبَيْعُ الْحَصَاةِ وَبَيْعُ إلْقَاءِ الْحَجَرِ وَاحِدٌ وَهِيَ فِي ل م (وَنَبَذَ الْعَهْدَ) نَقَضَهُ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ طَرْحٌ لَهُ (وَالنَّبِيذُ) التَّمْرُ يُنْبَذُ فِي جَرَّةِ الْمَاءِ أَوْ غَيْرِهَا أَيْ يُلْقَى فِيهَا حَتَّى يَغْلِيَ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ.
ن ب ذ

نبذ الشيء من يده: طرحه ورمى به. وصبيٌّ منبوذٌ، والتقط فلان منبوذاً ونبيذةً ونبائذ. ونبّذه: أكثر نبذه. قال:

هلا غضبت لرحل جا ... رك إذ تنبّذه حضاجر

" ونهي عن المنابذة في البيع " وهي أن تقول: انبذ إليّ المتاع أو أنبذه إليك ليجب البيع، ويقال: له بيع الإلقاء. وجلس على المنبذة وهي الوسادة تنبذ للإنسان: تطرح له، وطرحوا لهم المنابذ، وتقول: تعمّموا بالمشاوذ، وجلسوا على المنابذ.

ومن المجاز: نبذ أمري وراء طهره إذا لم يعمل به " فنبذوه وراء ظهورهم " " نبذه فريق منهم ". وانتبذ الرجل: اعتزل ناحيةً، وجلس نبذةً ونبذةً، وهو منتبذ الدار: نازحها، وهو في منتبذ الدار: في منتزحها. ونبذ إلى العدوّ: رمى إليه بالعهد ونقضه، ونابذه منابذةً وتنابذوا. ونبذ النبيذ وهو أن يلقى التمر المنبوذ، ومنه: فلان ينبذ عليّ أي يغلي كالنّبيذ وينفث عليّ. ونبذت فلانة قولاً مليحاً: رمت به. قال القطاميّ:

فهنّ ينبذن من قول يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلّة الصادي

ونبذت إليه السلام والتحيّة. قال الرّاعي:

فلمّا تداركنا نبذّنا تحيّةً ... ودافع أدنانا العوارض باليد

عوارض الهودج: جوانبه. ونبذت بكذا ورميت به إذا رفع لك وأتيح لقاؤه. قال ابن مقبل:

قد قدت للوحش أبغي بعض غرّتها ... حتى نبذت بعير العانة النّعر

ولله أم نبذت بك. ونبذ الحفّار التراب ونبثه: رمى به وهي النبيثة والنبيذة والنبائث والنبائذ: وبرأسه نبيذ من الشيب. وبالأرض نبذ من الكلإ. وأصابها نبذ من المطر. وفيها نبذ من الناس. وذهب ماله وبقي نبذ منه وهو القليل لأن القليل ينبذ ولا يبالي به.
[ن ب ذ] النَّبْذُ طَرْحُكَ الشَّيْءَ أمامَك أو وَراءَك وكُلُّ طَرْحٍ نَبْذٌ والنَّبِيذُ الشَّيْءُ المَنْبُوذُ والنَّبِيذُ ما نُبِذَ من عَصِيرٍ ونَحْوِه وقد نَبَذَ النَّبِيذَ وأَنْبَذَه ونَبَّذَه وفي الحَدِيثِ نَبَّذُوا وانْتَبَذُوا وحكى اللِّحيانِيُّ نَبَذَ تَمْرًا جَعَلَه نَبِيذًا قال وهِي قَلِيلةٌ ونَبَذَ الكِتابَ وراءَ ظَهْرِه أَلْقاه وفي التَّنْزِيل {فنبذوه وراء ظهورهم} آل عمران 187 وكذلِكَ نَبَذَ إليه القَوْلَ والمَنْبُوذ وَلَدُ الزِّنا لأَنَّه يُنْبَذُ عَلَى الطُّرُقِ وهُم المُنابِذَةُ والأُنْثَى مَنْبُوذَةٌ ونَبِيذَةٌ والنَّبِيذَةُ والمَنْبُوذَةُ التي لا تُؤْكَلُ من الهُزالِ شاةً كانَتْ أو غَيْرَها وذلك لأَنَّها تُنْبَذُ وجَلَسَ نَبْذَةً ونُبْذَةً أَي ناحِيَةً وانْتَبَذَ عن قَوْمِه تَنَحَّى والمُنابَذَةُ والانْتِباذُ تَحَيُّزُ كُلِّ واحدٍ من الفَرِيقَيْنِ في الحَرِبِ وقد نابَذَهُم الحربَ ونَبَذْتُ إليهم على سَواءٍ أَنْبِذُ أي نابَذْتُهُم الحَرْبَ وفي التَّنْزِيلِ {فانبذ إليهم على سواء} الأنفال 58 قالَ اللِّحْيانِيُّ على سَواءٍ أَي عَلَى الحَقِّ والعَدْلِ والمُنَابَذَةُ في التَّجْرِ أَن يَقُولَ الرجلُ لصاحِبِه انْبِذْ إليَّ الثَّوبَ أو غيرَه مِن المَتاعِ أَو أَنْبِذُه إليكَ فقد وَجَبَ البيعُ بكَذا وكَذا وقالَ اللِّحْيانِيُّ المُنَابَذَةُ أن تَرْمِيَ إليه بالثَّوْبِ ويَرْمِيَ إليكَ بمِثْلِه والمُنابَذَةُ أَيضًا أَن تَرْمِيَ إِليهِ بحَصاةٍ عنه أَيضًا ونَبِيذَةُ البِئْرِ نَبِيثتُها وزَعَم يعقوبُ أَنَّ الذّالَ بدلٌ من الثاءِ والنَّبْذُ الشَّيءُ القَلِيلُ والجَمْع أَنْباذٌ ورَأَيْتُ في العِذْقِ نَبْذًا من خُضْرَةٍ وفِي اللِّحْيَة نَبْذًا من شَيْبٍ أَي قَلِيلاً وكَذلك اليَسِيرُ من النّاسِ والكلأِ والمِنْبَذَةُ الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها هذه عن اللِّحْيانِيِّ ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذًا ضَرَبَ لُغَةٌ في نَبَض 
[نبذ] نه: فيه: نهى عن "المنابذة"، وهو أن يقول: انبذ إلي الثوب أو انبذه إليك ليجب البيع، أو إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع- قولان، نبذته- إذا رميته وابعدته. ك: ومنه: نهى عن "النباذ" بكسر نون، بأن يجعل النبذة بدلًا عن الصيغة أو قاطعًا لخيار البيع. نه: ومنه: "فنبذ" خاتمه، أي ألقاه من يده. وفي ح عدي: أمر له لما أتاه "بمنبذة"، أي وسادة، سميت بها لأنها تطرح. ومنه: فأمر بالستر أن يقطع ويجعل له منه وسادتان "منبوذتان". وفيه: إنه مر بقبر "منتبذ" عن القبور، أي منفرد بعيد عنها، وفي آخر: انتهى إلى قبر منبوذ فصلى عليه، يروى بتنوين القبر فبمعنى الأول، وبالإضافة فالمنبوذ بمعنى اللقيط لأن أمه رمته على الطريق أي بقبر إنسان منبوذ. ج: ومنه: وجد "منبوذًا" في زمن عمر، أي طفلًا رمته أمه. نه: وفي ح الدجال: تلده أمه وهي "منبوذة" في قبرها، أي ملقاة. و"النبيذ": ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير، نبذت التمر والعنب- إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا، وانتبذته: اتخذته نبيذًا، وسواء كان مسكرًا أو لا، ويقال للخمر المعتصر من العنب: نبيذ، كما يقال للنبيذ: خمر. ن: الانتباذ: أن يجعل نحو تمر أو زبيب في الماء ليحلو فيشرب، ونهى عنه في الأوعية لأنه يسرع إليه السكر ولم يشعر بخلاف الأدم فإنه لرقتها لا يخفى فيها المسكر بل يشقها إذا أسكر، وهو منسوخ إلا عند جماعة، وجواب ابن عباس به بالحديث للمرأة السائلة عن نبيذ الجرة يدل أن مذهبه عدم النسخ. وفيه: وإن أبيتم "نابذناكم" على سواء، أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم "بالمنابذة" منا ومنكم، بأن نظهر لهم العزم على قتالهم ونخبرهم به إخبارًا مكشوفًا، والنبذ يكون بالفعل والقول في الأجسام والمعاني، ومنه نبذ العهد- إذا نقضه وألقاه إلى من كان بينه وبينه. ج: أفلا "ننابذهم" أي نقاتلهم. وح: "فنبذ" أبو بكر إلى الناس، من نبذت إليه العهد أي أعطيته عهده. ش: و"نبذ" بالعراء، من نبذه ينبذه- بالكسر: طرحه. شم: "منتبذ"- بضم ميم وسكون نون وفتح مثناة وكسر موحدة فمعجمة، أي جالس في ناحية. ك: ومنه "فانتبذت" منه، أي ذهبت إلى ناحية فأشار إلي بيده أو برأسه فجئته فقال: استرني، فقمت عند عقبه لأكون سترًا بينه وبين الناس، إذ السباطة تكون في الأفنية المسكونة ولا يخلو عن مار. وح: "فنبذهما"- مر في قال. ن: "فنبذته" الأرض، أي طرحته على وجهها عبرة للناظرين. نه: إنما كان البياض في عنفقته صلى الله عليه وسلم وفي الرأس "نبذ"، أي يسير من شيب، نبذ ونبذة أي شيء يسير. ك: هو بضم نون وفتحها. ش: بفتح. ن: وفي الرأس نبذ- بضم نون وفتح موحدة وبفتح فسكون، أي شعرات متفرقة.
نبذ: نبذ العهد إلى العدو: نقض المعاهدة ويقال اختصارا نبذ إلى العدو أو نبذ العهد (معجم البلاذري).
نبذ إلى أو ب فلان، رمى شيئا إلى فلان (عبد الواحد 225، 1، المقدمة 243، 2) (انظر الجريدة الآسيوية 1869، 2، 174) انظر أيضا ما سيرد على وزن فاعل (نابذ).
نبذه بمكروه: أضر به، ناله بمكروه. ففي (حيان 58): وحلف له كل واحد منهم خمسين يمينا على الوفاء بما عاقدوه عليه وأنه لا ينبذه بمكروه.
نبذ (بالتشديد): خمر (انظر مادة تربة).
نابذ: فشرها (البخاري 2: 168) على النحو الآتي: المنابذة أن ينبذ الرجل إلى الرجل بثوبه وينبذ الآخر ثوبه ويكون ذلك بيعهما عن غير نظر ولا تراض.
نبذ: نقض المعاهدة (إذا تعدى الفعل إلى المفعول به) (معجم البلاذري).
نبذ: خالفه وفارقه عن قلى (محيط المحيط) وفي (حيان 60): خاصموه وحاربوه: (وذلك الذي يحملهم على منابذته وممانعته) وفي (95 منه) حين أعلن أبن حفصون نصرانيته نابذه عوسجة بن الخليع التاكرني ظهيره وانحرف عنه وفي (كارتاس 15: 192 والمقريزي 1: 79 طبعة بولاق): نابذوا العمال.
انتبذ: انفصل عن، ابتعد عن وتأتي مع حرف الجر عن (النويري أسبانيا 437): كنت منتبذا عن الناس (ابن بطوطة 1: 21، البربرية 2: 98 أو كنت منتبذا من، ألف ليلة 1: 12 و 1: 15: ترك، تخلى عن، البربرية 1: 621، 12، 2: 290: 1) أو انتبذ من (بسام 2: 98) بعد انتباذه من منازلة شلب.
إن الاسم الفاعل منتبذ الذي معناه الحرفي: منفصل هو، مجازا، المميز والممتاز وفي معجم مسلم (جارية منتبذة الخلق).
انتبذ: انفصل عن السلطان، ثار عليه (مولر 123: 4).
انتبذ عن: محلاوم من (البربرية 1: 450): وهو بتونس منتبذا عن الحامية والبطالة.
منتبذ: محضر الشراب المسكر (معجم الادريسي).
منتبذ: شارب الشراب المسكر (رياض النفوس 23): دخلت الجامع وأنا ساهي الفكر فاصطدمت ببعض الحصران وخشيت أن يقال أنني منتبذ قد جئتك أيها القاضي لتعلن براءتي فاستنكهني فاستنكهه ابن غانم (القاضي) فوجده بريئا مما قال.
منتبذة: تقال عن الحنطة النامية (فوك).
انتبذ: لم أفهم معنى هذا الفعل الذي ورد في ديوان الهذليين 170: 3: قال والله لقد انتبذ صخر الغي القتلى ووسخهم بالرغم من أنني لا أشك في صحة ما ورد في المخطوطة.
نبذة: والجمع نُبذ (محيط المحيط) (فوك Parum) واسم الجمع هذا معناه: تفاهات، ترهات، أمور وأقوال تنم عن خفة وطيش (المقري 1: 590).
وعد عن كل بذي ... لم يكترث بالنبذ
أهجر من لا حياء عنده ومن لا يخشى أن يتلهى بتوافه الأمور.
نبيذ: وصف النبيذ عند الرازي هو الوصف نفسه اليوم (لين، طبائع وعادات، محيط المحيط بوشر مادة vin) أي كل شراب مسكر سواء كان نبيذا حقيقيا nabidz أو خمرا (معجم المنصوري) وتسمى الخمرة أيضا نبيذ الأرجل لأنها تهرس بالأقدام أما نبيذ الأيدي فلأنه يعصر بالأيدي (رسالة إلى السيد فليشر 196).
نبيذ: خمر العسل (الكالا).
نبيذ المعجين: شراب المربيات السائلة (الكالا).
فاني نبيذ: نطل (أول ما يرفع من عصارة العنب السلاف ثم يصب عليه الماء فيكون ما يخرج منه بعد الماء نطلا وقال ابن دريد النطل ما عصر من الخمر بعد السلاف- محمد النجاري بك. المترجم).
نبيذي: صانع نبيذ العسل (البكري 162: 7).
نباذ: انظر الكلمة عند (فوك) في مادة albiicere.
نبذ
نبَذَ ينبُذ ويَنبِذ، نَبْذًا ونَبَذانًا، فهو نابذ، والمفعول مَنْبوذ ونبيذ
• نبَذ الشّيءَ: طرَحه وألقاه، تركه وهجره "صبيٌّ منبوذ- قبر مَنْبوذ: قبر بعيد منفرد عن القبور- نبذ عاداته السيئة- {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} ".
• نبَذ العهْدَ: نقَضَه " {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} " ° نبذ إلى العدوّ: رمى إليه بالعهد، نقض عهده.
• نبَذ الأمرَ: أهمله ولم يعمل به? نبذ المجتمع فلانًا: أهمله وتخلَّى عنه- نبذه نبذ النواة: أهمله ولم يكترث به. 

انتبذَ/ انتبذَ عن ينتبذ، انتِباذًا، فهو مُنتبِذ، والمفعول مُنتبَذ (للمتعدِّي)
• انتبذ العنبُ: صار نبيذًا.
• انتبذ الشَّخصُ ناحيةً: اعتزل فيها وانفرد بعيدًا عن الناس " {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} ".
• انتبذ التَّمرَ: عمله نبيذًا.
• انتبذ عن قومه: تنّحى عنهم. 

تنابذَ يتنابذ، تنابُذًا، فهو مُتنابِذ
• تنابذ القومُ: اختلفوا وتفرّقوا عن عداوة "إذا تنابذتم
 طمِع بكم العدوُّ". 

نابذَ ينابذ، مُنابَذَةً، فهو مُنابِذ، والمفعول مُنابَذ
• نابذ فلانًا: فارقه على خلاف وبُغْض "نابَذ أقارِبَه".
• نابذه الحربَ: جاهره بها وكاشفه "نابذه العداوةَ". 

نبَّذَ ينبّذ، تنبيذًا، فهو مُنبِّذ، والمفعول مُنبَّذ
• نبَّذ الشّيءَ: نبَذه، طرحه وألقاه ورماه، لقلّة الاهتمام به، أهمله "نبَّذ ثمرًا فاسدًا".
• نبَّذ العنبَ: اتّخذ منه نبيذًا. 

منبوذ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نبَذَ ° المنبوذون: طائفة في الهند يتجَّنبهم المجتمع الهنديّ، ويزدريهم لضِعتهم وفقرهم وهوانهم على الله في أصل الخِلقة فيما يزعمون.
2 - لقيط، ولد تلقيه أمُّه في الطريق. 

نابِذة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نبَذَ.
2 - (فز) جهاز مزوَّد بنظام دوران سريع، يمكِّن من تحقيق قوّة طاردة كافية لفرز موادّ ذات كثافة مختلفة "نابذة لتدريب روَّاد الفضاء- نابذة فائقة السرعة: فرّازة بالطرد المركزيّ فائقة السرعة" ° القوَّة النَّابذة: التي تدفع الشّيءَ للابتعاد عن المركز. 

نَبْذ [مفرد]: ج أنباذ (لغير المصدر):
1 - مصدر نبَذَ ° أنباذ القوم: الأوباش منهم.
2 - يسير، شيء قليل "في رأسه نبذٌ من شيب- ذهب مالُه وبقي نَبْذٌ منه".
3 - (فز) فرز موادّ ذات كثافة مختلفة بواسطة قوّة نابذة، أي: قوّة طاردة مركزيّة تنتج بالدوران السريع.
• قوَّة النبذ: قوَّة مؤثِّرة على جِسْم حركته تتميَّز بانحناءات تُوجِّه الجسم بعيدًا عن مركز أو محور الدوران. 

نَبَذان [مفرد]: مصدر نبَذَ. 

نُبْذة [مفرد]: ج نُبُذات ونُبْذات ونُبَذ: قطعة صغيرة من شيءٍ "قرأت نُبْذةً من المقالة- نُبذة عن أديب/ حياته- نُبذة من مؤلَّف- ذكر نُبَذًا من خطابه: مقاطع- نُبْذة تاريخيّة: دراسة تُعطى نظرة إجماليّة" ° نبذة تمهيديّة: مُقدِّمة مختصرة بأعلى باب أو فصل من كتاب أو بأعلى مقالة بجريدة أو مجلّة لفقرة تمهيديّة تبرز النقط الجوهريّة الواردة في الموضوع- نبذة للقارئ: عبارات موجزة على الوجه الأخير من الغلاف لتعريف القارئ بالكتاب ومؤلِّفه، وبما قد يكون له من كتب أخرى- نبذة هامشيّة: حاشية مطبوعة بجانب منطقة النصّ. 

نَبيذ [مفرد]: ج أنْبِذة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من نبَذَ: مُلقَى، متروك، مهمل "هذا النَّمام نبيذ قومه".
2 - خمرٌ، شراب مُسْكِر يتّخذ من عصير العنب أو التمر أو غيرهما ويترك حتى يختمر "نبيذ أحمر/ أبيض- نبيذ عسل: شراب كحوليّ يحصل من تخمُّر العسل- لون نبيذيّ- صناعة نبيذيّة" ° رسوب النَّبيذ: التُّفل الباقي منه في قَعْر الوعاء.
• روح النَّبيذ: الكحول. 

نبذ: النَّبْذُ: طرحك الشيء من يدك أَمامك أَو وراءك. نَبَذْتُ الشيء

أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته من يدك، ونَبَّذته، شدد للكثرة. ونبذت

الشيء أَيضاً إِذا رميته وأَبعدته؛ ومنه الحديث: فنبذ خاتمه، فنبذ الناس

خواتيمهم أَي أَلقاها من يده. وكلُّ طرحٍ: نَبْذٌ؛ نَبَذه يَنْبِذُه

نَبْذاً.والنبيذ: معروف، واحد الأَنبذة. والنبيذ: الشيء والمنبوذ: والنبيذ: ما

نُبِذَ من عصير ونحوه.

وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إِذا

تخذته، والعامة تقول أَنْبَذْتُ. وفي الحديث: نَبَّذوا وانْتَبَذُوا. وحكى

اللحياني: نبذ تمراً جعله نبيذاً، وحكى أَيضاً: أَنبذ فلان تمراً؛ قال: وهي

قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه

في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً. والنبذ:

الطرح، وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم. وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ،

وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير

ذلك.

يقال: نبذت التمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً، فصرف من

مفعول إِلى فعيل. وانتبذته: اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر

فإِنه يقال له نبيذ، ويقال للخمر المعتصَرة من العنب: نبيذ، كما يقال

للنبيذ خمر.

ونبذ الكتاب وراء ظهره: أَلقاه. وفي التنزيل: فنبذوه وراء ظهورهم؛ وكذلك

نبذ إِليه القول.

والمنبوذ: ولد الزنا لأَنه يُنبذ على الطريق، وهم المَنَابذة، والأُنثى

منبوذة ونبيذة، وهم المنبوذون لأَنهم يُطْرحون. قال أَبو منصور: المنبوذ

الذي تنبذه والدته في الطريق حين تلده فيلتقطه رجل من المسلمين ويقوم

بأَمره، وسواء حملته أُمّه من زنا أَو نكاح ولا يجوز أَن يقال له ولد الزنا

لما أَمكن في نسبه من الثبات.

والنبيذة والمنبوذة: التي لا تؤكل من الهزال، شاة كانت أَو غيرها، وذلك

لأَنها تنبذ. ويقال للشاة المهزولة التي يهملها أَهلوها: نبيذة. ويقال

لما يُنْبَثُ من تراب الحفرة: نبيثة ونبيذة، والجمع النبائث والنبائذ. وجلس

نَبْذةً ونُبْذَةً أَي ناحية.

وانتبذ عن قومه: تنحى. وانتبذ فلان إِلى ناحية أَي تنحى ناحية؛ قال الله

تعالى في قصة مريم: فانتبذت من أَهلها مكاناً شرقيّاً. والمنتبذ:

المتنحي ناحية؛ قال لبيد:

يَجْتابُ أَصْلاً قالصاً، مُتَنَبّذاً

بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيَامُها

(* قوله «متنبذاً» هكذا بالأصل الذي بأيدينا، وهو كذلك في عدة من نسخ

الصحاح المعتمدة في مواضع منه وهو لا يناسب المستشهد عليه، وهو قوله:

والمنتبذ المتنحي إلخ، فلعله محرف عن المتنبذ وهو كذلك في شرح القاموس.)

وانتبذ فلان أَي ذهب ناحية. وفي الحديث: أَنه مر بقبر مُنْتَبِذ عن القبور أَي

منفرد بعيد عنها. وفي حديث آخر: انتهى إِلى قبر منبوذ فصلى عليه؛ يروى

بتنوين القبر وبالإِضافة، فمع التنوين هو بمعنى الأَول، ومع الإِضافة يكون

المنبوذ اللقيط أَي بقبر إِنسان منبوذ رمته أُمّه على الطريق. وفي حديث

الدجال: تلده أُمّه وهي مَنْبُوذة في قبرها أَي مُلْقاة.

والمنابذة والانتباذ: تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب. وقد نابذهم

الحربَ ونَبَذَ إِليهم على سواء يَنْبِذ أَي نابذهم الحرب. وفي التنزيل:

فانبذ إِليهم على سواء؛ قال اللحياني: على سواء أَي على الحق والعدل.

ونابذه الحرب: كاشفه. والمُنابذة: انتباذ الفريقين للحق؛ تقول: نابذناهم الحرب

ونبذنا إِليهم الحرب على سواء. قال أَبو منصور: المنابذة أَن يكون بين

فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال، ثم أَراد نفض ذلك العهد فينبذ كل

فريق منهما إِلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه؛ ومنه قوله تعالى: وإِما

تخافن من قوم خيانة فانبذ إِليهم على سواء؛ المعنى: إِن كان بينك وبين قوم

هدنة فخفت منهم نقضاً للعهد فلا تبادر إِلى النقض حتى تلقي إِليهم أَنك قد

نقضت ما بينك وبينهم، فيكونوا معك في علم النقض والعود إِلى الحرب

مستوين. وفي حديث سلمان: وإِن أَبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم

على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم بأَن نظهر لهم العزم

على قتالهم ونخبرهم به إِخباراً مكشوفاً. والنبذ: يكون بالفعل والقول في

الأَجسام والمعاني؛ ومنه نبذ العهد إِذا نقضه وأَلقاه إِلى من كان بينه

وبينه. والمنابذة في التَّجْر: أَن يقول الرجل لصاحبه: انْبِذ إِليّ الثوب

أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك فقد وجب البيع بكذا وكذا. وقال

اللحياني: المنابذة أَن ترمي إِليه بالثوب ويرمي إِليك بمثله؛ والمنابذة

أَيضاً: أَن يرمي إِليك بحصاة؛ عنه أَيضاً. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، نهى عن المنابذة أَن يقول الرجل لصاحبه انبذ إِليّ الثوب أَو

غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك وقد وجب البيع بكذا وكذا. قال: ويقال

إِنما هي أَن تقول إِذا نبذت الحصاة إِليك فقد وجب البيع؛ ومما يحققه

الحديث الآخر: أَنه نهى عن بيع الحصاة فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا

يصح. ونبيذة البئر: نَبِيثَتُها، وزعم يعقوب أَن الذال بدل من الثاءِ.

والنَّبْذ: الشيء القليل، والجمع أَنباذ. ويقال: في هذا العِذْق نَبْذٌ

قليل من الرُّطَب ووخْرٌ قليل، وهو أَن يُرْطب في الخطيئة

(* قوله «أن

يرطب في الخطيئة» أَي أن يقع ارطابه أي العذق في الجماعة القائمة من

شماريخه أَو بلحه فإن الخطيئة القليل من كل شيء.) بعد الخطيئة. ويقال: ذهب ماله

وبقي نَبْذٌ منه ونُبْذَةٌ أَي شيء يسير؛ وبأَرض كذا نَبْذٌ من مال من

كلإٍ. وفي رأْسه نَبْذٌ من شَيْب. وأَصاب الأَرض نَبْذٌ من مطر أَي شيء

يسير. وفي حديث أَنس: إِنما كان البياض في عنفقته وفي الرأْس نَبْذٌ أَي

يسير من شيب؛ يعني به النبي، صلى الله عليه وسلم. وفي حديث أُمّ عطيَّة:

نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظفارٍ أَي قِطْعَةٌ منه. ورأَيت في العِذْقِ نَبْذاً من

خُضْرَة وفي اللحية نَبْذاً من شيب أَي قليلاً؛ وكذلك القليل من الناس

والكلإِ. والمِنْبَذَةُ: الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها؛ هذه عن اللحياني.

وفي حديث عديّ بن حاتم: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر له لما

أَتاه بِمِنْبَذَةٍ وقال: إِذا أَتاكم كريم قوم فأَكرموه؛ وسميت الوِسادَةُ

مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَي تطرح للجلوس عليها؛ ومنه الحديث:

فأَمر بالسَّتْرِ أَنْ يُقْطَعَ ويُجْعَلَ له منه وسادتان منبوذتان.

ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذاً: ضرب، لغة في نبض، وفي الصحاح: يَنْبِذُ

نَبَذاناً لغة في نبض، والله أَعلم.

نبذ

1 نَبَذَهُ, aor. ـِ inf. n. نَبْذٌ, (S, L, Msb, K,) He cast, threw, or flung, it away, as a thing esteemed of no account or importance: this is the original signification; and in this sense it is mostly used in the Kur-án: (Er-Rághib:) he cast, threw, or flung, it (S, A, L, Msb. K) from his hand, (S, L,) before him or behind him: (L, K:) and he cast, threw, or flung, it far away, or to a distance: (L:) and (so in the L; but in the K, or) he cast, threw, or flung it in any manner: (L, K:) ↓ نبّذ has teshdeed given to it to denote frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects. (S, A, L.) b2: نَبَذَ خَاتَمَهُ He threw his signet from his hand. (L, from a trad.) b3: فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ (Kur, iii. 184) (tropical:) [lit., And they cast it behind their backs;] means and they did not observe it; (namely, their covenant;) they disregarded it. (Beyd.) b4: نَبْذٌ is both by act and by word; having for its objects both substances and accidents: (L:) you say نَبَذَ العَهْدَ (tropical:) He dissolved the league, or covenant, and cast it from him to him with whom he had made it: (A, L, Msb: *) and نَبَذَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمَا إِلَى

صَاحبه العَهْدَ الَّذِى تَهَادَنَا عَلَيْهِ (tropical:) [Each party of them cast from him, to the other, the league, or covenant, by which they had made a truce; i. e., each party of them rejected it, or renounced it, to the other]: (T:) and نَبَذَ إِلَى العَدُوِّ, and ↓ نابذهُ, (tropical:) He cast from him the league, or covenant, to the enemy, and dissolved it: and ↓ تَنَابَذُوا (tropical:) They mutually cast from themselves the league, or covenant, and dissolved it. (A.) See also 3. b5: نَبَذَ أَمْرِى وَرَآءِ ظَهْرِهِ (tropical:) [lit., He cast my affair behind his back; meaning,] he did not perform my affair; (A;) he neglected it. (Msb.) b6: نَبَذَتْ فُلَانَةُ قَوْلًا مَلِيحًا (tropical:) Such a woman threw out a goodly, beautiful, or pretty, saying. (A.) b7: نَبَذْتُ إِلْيهِ السَّلَامَ, and التَّحِيَّةَ, (tropical:) I threw to him the salutation. (A.) b8: نُبِذْتُ بِكَذَا (tropical:) [I had such a thing as it were thrown to me; I had it thrown in my way;] I had it offered, or presented, to me, the meeting with it being appointed, or prepared; as also رُمِيتُ بِهِ. (A.) b9: لِلّٰهِ أُمٌّ نَبَذَتْ بِكَ (tropical:) To God (be attributed the excellence of) the mother that brought thee forth!] (A.) b10: نَبَذَ He threw forth earth or dust [in digging a hole &c.]; as also نَبَثَ. (A.) See also نَبِيذَةٌ. b11: نَبَذَ He threw dates or raisins into a bag or skin, and poured water upon them, and left the liquor until it fermented and became intoxicating: (T:) [or, simply, he steeped dates or raisins in water; for the beverage thus made, called نَبَيذ, was not always left until it became intoxicating, as is shown by several trads.] b12: نَبَذَ نَبِيذًا, (S, L, K, &c.,) the most usual form of the verb, (Kz,) aor. ـِ only; (MF;) and ↓ نبّذهُ, (A, L, K,) and ↓ انبذهُ, (L, K,) a form used by the vulgar, (S, IDrst,) and rejected by Th and others, but mentioned, on the authority of Er-Ruásee, by Fr, who says that he had not heard it from the Arabs, but that the authority of its transmitter is worthy of reliance, (TA,) and ↓ انتبذهُ; (L, K;) (tropical:) He made beverage of the kind called نَبِيذ. (S, A, L, K.) b13: Also, نَبَذَ تَمْرًا, (Lh, IAth, L,) and عِنَبًا, (IAth, L,) and ↓ انبذهُ, but this is seldom used, (Kutr, Lh, ISk, and others, and L,) and ↓ انتبذهُ, (L,) (tropical:) He made, of the dates, and of the grapes, beverage of the kind called نَبِيذ; (Lh, L;) he left the dates, and the grapes, in water, that it might become beverage of the kind so called. (IAth, L.) b14: Also, ↓ انتبذ (tropical:) He made for himself that beverage. (A.) b15: فُلَانٌ يَنْبِذُ عَلَىَّ (tropical:) Such a one boils against me like [the beverage called] نَبِيذ. (A.) A2: نَبَذَ, [aor. ـِ (S, L, K,) inf. n. نَبْذٌ (L, K) and نَبَذَانٌ, (S, K,) It (a vein) pulsed; (L, K;) a dial. form of نَبَضَ. (S, L.) 2 نَبَّذَ see 1.3 نابذهُ, inf. n. مُنَابَذَةٌ, He bargained with him by saying, Throw thou to me the garment, or piece of cloth, (A'Obeyd, L, K,) or other article of merchandise, (A'Obeyd, L,) or I will throw it to thee, and the sale shall become binding, or settled, or concluded, for such a sum: (A' Obeyd, L, K:) or, by throwing to another a garment, or piece of cloth, the other doing the like: (Lh, L, K:) or, by saying, When thou throwest thy commodity, or when I throw my commodity, the sale is binding, or settled, or concluded, for such a sum: (Msb:) or, by saying, When I throw it to thee, or when thou throwest it to me, the sale is binding, or settled, or concluded: (Mgh, art. لمس:) or, by saying, When I throw the pebble (L, K) to thee, (L,) the sale is binding, or settled, or concluded: (L, K:) or by another's throwing a pebble to him: (L:) بَيْعُ المُنَابَذَةِ and بَيْعُ الحَصَاةِ and بَيْعُ إِلْقَآءِ الحَجَرِ signify the same; (Mgh;) as also بَيْعُ الإِلْقَآءِ: (A:) such bargaining is forbidden. (L.) b2: نابذوا, inf. n. مُنَابَذَةٌ; and ↓ انتبذوا; (tropical:) They retired, each of the two parties, apart, in war. (L, K.) b3: نَابَذَهُمُ الحَرْبَ, and إِلَيْهِمُ الحَرْبَ ↓ نَبَذَ, He retired from them to a place aside, or apart, in war, for a just purpose, (لِلْحَقِّ, in the 'Eyn for war, لِلْحَرْبِ, TT,) they doing the like: (Lth, T, L:) or these two phrases, followed by عَلَى سَوَآءٍ, are used when there is between two parties at variance a covenant, or league, or a truce, after fighting, and they desire to dissolve the league, or covenant, and each party casts it from him (يَنْبِذُهُ) to the other: thus, فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآءٍ, in the Kur, [viii. 60, lit., cast thou from thee, to them, their league, or covenant, in an equitable, or just, manner,] means, announce thou to them that thou hast dissolved the league between thee and them, so that they may have equal knowledge with thee of the dissolving thereof and of the returning to war: (T, L:) على سواء here signifies على الحَقِّ وَالعَدْلِ: (Lh:) نَابَذَهُ الحَرْبَ also signifies he made war with him openly; (S, L, Msb;) and is syn. with نَبَذَ إِلَيْهِ الحَرْبَ: (L:) and نَابَذُوهُمْ عَلَى سَوَآءٍ they made war with them openly, in an equitable manner, declaring their hostile intention, so that it was equally known to their enemies and themselves. (L.) See also 1. b4: نَابَذْتُهُمْ (tropical:) I acted contrarily to, or differently from, or adversely to, them; or was, or became, contrary to, or different from, or adverse to, them; syn. خَالَفْتُهُمْ. (Msb.) 4 أَنْبَذَ see 1.6 تَنَاْبَذَ see 1.8 انتبذ (tropical:) He went, withdrew, or retired, aside, or apart, from others; separated himself from others. (S, A, L, K.) b2: انتبذت مَكَانًا (Kur, xix. 16,) (tropical:) She withdrew, or retired, to a place apart from her family, (L, Msb,) far away. (Msb.) b3: اِنْتَبَذَ عَنْ قَوْمِهِ He withdrew, or retired, from his people. (M.) b4: اِنتبذ نَاحِيَةً He went aside. (T.) See 1. b5: And see اِنْتَبَثَ in art. نبث.

نَبْذٌ (tropical:) A little; a small quantity; (S, A, L, K;) مِنَ المَالِ of wealth, or property; (S, A, L;) as also ↓ نُبْذَةٌ [which is a word much used though I find it explained in few lexicons]; (L, TA;) because what is little is thrown away, and disregarded: (A:) and in like manner, of herbage, and of rain, and of hoariness or hoary hair, (S, A, L,) &c: (L:) and a small number of men: (A, L:) and the latter word, a piece, or portion, of a thing, such as a perfume: (L:) pl. of the former, أَنْبَاذٌ: (L, K:) [and of the latter, نُبَذٌ.] b2: أَنْبَاذٌ مِنَ النَّاسِ (K, * TA) (tropical:) The refuse of the people; (TA;) mixed people of the baser sort. (K, TA.) بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِى فُلَانٍ نَبْذَةٌ: see جَذْبَةٌ. b2: جَلَسَ نَبْذَةً, and ↓ نُبْذَةً, (tropical:) He sat aside, or apart. (S, A, L, Msb, K.) نُبْذَةٌ: see نَبْذٌ: b2: and نَبْذَةٌ.

نَبِيذٌ Cast, thrown, or flung, [&c.; see 1;] (K;) i. q. مَنْبُوذٌ. (L.) But see below. b2: ↓ نَبِيذَةٌ The earth or dust that is thrown forth from a hole or the like that is dug; as also نَبِيثَةٌ: pl. نَبَائِذٌ. (A, * L.) Yaakoob asserts, that the ذ is a substitute for ث. (L.) b3: نَبِيذٌ (tropical:) A kind of beverage, made of dates, and of raisins; i. e., must; and of honey; i. e., mead; and of wheat, and of barley, &c.; i. e. wort: (L:) or made of dates, or of raisins, which one throws (يَنْبِذُ, i. e. يَطْرَح, whence its appellation,) into a vessel or skin of water, and leaves until it ferments (يَفُور, T, L, or يَغْلِى, Mgh) and becomes intoxicating, or not so long as to become intoxicating: before it has become so, it is a lawful beverage: (T, L:) whether intoxicating or not, it is thus called: (L:) or it is thus called because it is left (يُنْبَذُ, i. e., يُتْرَكُ,) until it becomes strong; (Msb;) being expressed juice, or the like, that is left (نُبِذَ) [for a time to acquire strength]: (L, K:) it is said that this word is originally of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, but that it has become obsolete in this latter sense, and, applied to the beverage, is used as though it were a primitive substantive, as is shown by the form of its pl., (M, F,) which is أَنْبِذَةٌ; (S, L, MF;) for a word of the measure فعيل in the sense of the measure مفعول has not this form of pl.: (MF:) wine expressed from grapes is also called نَبِيذٌ, like as نبيذ is also called خَمْرٌ: [نَبِيذٌ is a coll. gen. n., and its n. un. is with ة:] نَبِيذَةٌ signifies some نَبِيذ; lit., a portion thereof. (Msb, art. خمر.) See also مِزْرٌ. (L.) نَبِيذَةٌ: see نَبِيذً, and مَنْبُوذٌ.

نَبَّاذٌ [One who throws things away often, or quickly]. See أَخَّاذٌ.

A2: نَبَّاذٌ [One who makes, or sells, the beverage called نَبيذ]. (S, K, art. سكر.) مِنْبَذَةٌ A pillow, or cushion; (Lh, S, A, L, K;) upon which one reclines, or sits: so called because it is thrown upon the ground to be sat upon: (L:) pl. مَنَابِذُ. (A.) Ex. تَرَبَّعُوا عَلَى

المَنَابِذِ [They sat cross-legged upon the pillows, or cushions]. (A.) مَنْبُوذٌ A child cast out by its mother (T, S, L, Msb, K) in the road, (T, S, L, K,) on the occasion of her bringing it forth, and which a Muslim picks up and maintains; whether a bastard or lawfully begotten; (T, L;) a foundling: (L, K:) such may not be called a bastard because its kin may be established: (T, L:) also, (assumed tropical:) a bastard; (L, K;) because such is cast away in the road: (L:) fem. مَنْبُوذَةٌ (L) and ↓ نَبِيذَةٌ: (A, L:) pl. masc. مَنْبُوذُونَ and مَنَابِذَةٌ; (L;) and pl: of نبيذة, نَبَائِذُ. (A.) b2: مَنْبُوذَةٌ and ↓ نَبِيذَةٌ (assumed tropical:) A ewe or other animal (L) that is not eaten, by reason of its leanness: (L, K:) so called because it is cast away. (L.) b3: صَلَّى

عَلَى قَبْرِ مَنْبُوذٍ He (Mohammad) prayed upon the tomb of a foundling: or, accord. to another reading على قَبْرٍ مَنْبُوذٍ, meaning, upon a tomb apart, (L,) or distant, (K,) from other tombs; (L, K;) like an expression occurring in another trad., ↓ مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذٍ he passed by a tomb apart from other tombs. (L.) هوَ مُنْتَبِذُ الدَّارِ (tropical:) He is far from his house. (A.) b2: مُنْتَبِذٌ and ↓ مُتَنَبِّذٌ [A man &c.,] aside, or apart, or separate, from others; (L;) [See also مَنْبُودٌ: and see a verse of Lebeed, voce أَصْلٌ.]

مُتَنَبِّذٌ: see مُنْتَبِذٌ.
نبذ
: (النَّبْذُ: طَرْحُكَ الشيْءَ) مِن يدِك (أَمامَك أَو وَرَاءَك، أَو عَامٌّ) ، يُقَال: نَبَذَ الشيْءَ، إِذا رَمَاه وأَبْعَدَه، وَمِنْه الحَدِيث (فَنَبَذ خَاتَمَه) أَي أَلقاه مِن يَده، وكلُّ طَرْحٍ نَبْذٌ. ونَبَذَ الكِتَابَ وَرَاءَ ظَهْرِه: أَلقَاه. وَفِي التَّنْزِيل: {فَنَبَذُوهُ وَرَآء ظُهُورِهِمْ} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 187) وكذالك نَبَذَ إِليه القَوْلَ. وَفِي مُفْرَدَات الرَّاغِب: أَصْلُ النَّبْذِ طَرْحُ مَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ، وغالِبُ النَّبْذِ الَّذِي فِي القرآنِ على هاذا الوَجْهِ. (والفِعْلُ كضَرَبَ) ، نَبَذَه يَنْبِذُه نَبْذاً. (و) النَّبْذُ (: ضَرَبَانُ العِرْقِ) لُغَةٌ فِي النَّبْضِ، (كالنَّبَذَان، مُحَرَّكَةً) ، وهاذا من الصّحاح، فإِنه قَالَ: نَبَذَ يَنْبِذُ نَبَذَاناً لُغَةٌ فِي نَبَضَ. (و) من المَجاز: النَّبْذُ (: الشيءُ القَليلُ اليَسِير، ج أَنْبَاذٌ) ، يُقَال: فِي هاذا العِذْقِ نَبْذٌ قَلِيلٌ من الرُّطَبِ، ووَخْزٌ قليلٌ، وَيُقَال: ذَهَبَ مَالُه وبَقِيَ نَبْذٌ مِنه ونُبْذَةٌ، أَي شيءٌ يَسِيرٌ. وبأَرْضِ كَذَا نَبْذٌ مِن مَالٍ، ومِن كَلإٍ، وَفِي رَأْسِه نَبْذٌ مِن شَيْبٍ، وأَصابَ الأَرْضَ نَبْذٌ مِن مَطَرٍ، أَي شيءٌ يَسيرٌ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ (إِنما كَانَ البياضُ فِي عَنْفَقَتِه وَفِي الرأْسِ نَبْذٌ) ، أَي يَسِيرٌ من شَيْبٍ، يَعْنِي بِهِ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي حديثِ أُمِّ عَطِيَّه (نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظْفَارٍ) أَي قِطْعَةٌ، ورأَيت فِي العِذْقِ نَبْذاً مِن خُضْرَةٍ، أَي قَلِيلا، وَكَذَلِكَ القَليلُ من الناسِ والكَلإِ، قَالَ الزمخشرِيُّ: لأَن الْقَلِيل يُنْبَذُ وَلَا يُبَالَى بِهِ (و) من المَجَاز: (جَلَسَ نَبْذَةً) ، بالتفح (يُضَمّ) ، أَي (نَاحِيَةً) .
(والنَّبِيذُ) ، فعيل بمعنَى المَنْبُوذِ وَهُوَ (المُلْقَى، و) مِنْهُ (مَا نُبِذَ مِن عَصِيرٍ ونَحْوِه) ، كتَمْرٍ وزَبِيبٍ وحْنِطَةٍ وشَعِيرٍ وعَسَلٍ، وَهُوَ مَجازٌ. (وَقد نَبَذَه وأَنْبَذَه وانْتَبَذَه ونَبَّذَه) ، شُدِّد للكثْرَة، قَالَ شيخُنَا: وَظَاهر المُصَنّف بل صَرِيحه أَهنه كَكَتب، لأَنه لم يَذكر آتِيَه، فاقْتَضعى أَنه بالضَّمِّ، وَالْمَعْرُوف الَّذِي نصّ عَلَيْهِ الجماهيرُ أَنه نَبَذَ كضَرَب، بل لَا تُعْرَف فِيهِ لُغَةٌ غَيْرُها، فَلَا يُعْتَدُّ بأَطلاق المُصَنِّف، ثمّ هاذه الْعبارَة الَّتِي سَاقهَا المُصَنِّف هِيَ بعينِهَا نَصُّ عِبَارَة المُحْكَم، وَفِيه أَن أَنْبَذَ رُبَاعِيًّا كنَبَذَ ثُلاثِيًّا فِي الاستهمال، وَقد أَنكرَهَا ثعلبٌ ومَن وافَقَه، وقَال ابنُ رُورُسْتَوَيْهِ: إِنها عَامِّيَّة، وَحكى اللِّحْيَانِيُّ: نَبَذَ تَمْراً: جَعَلَه نَبِيذاً، وحَكَى أَيضاً أَنْبَذَ فُلانٌ تَمْراً، وَهِي قَلِيلَةٌ، وكذالك قَالَ كُرَاع فِي المُجَرَّد وابنُ السِّكّيت فِي الإِصلاح، وقُطْرُب فِي فَعَلْت وأَفعتل، وأَبو الفَتح المَرَاغِيّ فِي لحْنِ، وَقَالَ القَزَّاز: أَكثرُ الناسِ يَقولُون نَبَذْتُ النَّبِيذَ، بغيرِ أَلفٍ، وحكَّى الفَرَّاءُ عَن الرُّؤَاسِيّ: أَنْبَذْتُ النبِيذَ، بالأَلِف، قَالَ الفَرَّاءُ: أَنَا لم أَسمعْهَا مِن العَرَبِ، ولاكن الرُّؤَاسِيَّ ثِقَةٌ. وَفِي ديوَان الأَدب للفارَابِيّ: أَنْبَذَ الرّبَاعِيُّ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ. وَفِي النهايَة: يُقَال: نَبَذْتُ التَّمْرَ والعِنَبَ، إِذا تَركْتَ عَلَيْهِ الماءَ لِيَصِيرَ نَبِيذاً، فصُرِف مِن مَفْعُولٍ إِلى فَعِيلٍ، وحَقَّقه شيخُنا فَقَالَ نَقْلاً عَن بعضِهِم: إِن النّبيذَ وإِن كَانَ فِي الأَصلِ فَعِيلاً بمعنَى مَفْعُولٍ، ولاكنه تُنُوسِيَ فِيهِ ذالك وصارَ اسْماً للشَّرَابِ، كأَنَّه من الجَوَامِد، بدلِيل جَمْعِه على أَنْبَذَةٍ، ككثِيبٍ وأَكْثِبَةٍ، وفَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ لَا يُجْمَع هاذا الجَمْعَ، وَالله أَعلمُ. وَفِي الْمُحكم: وإِنما سُمِّيَ نَبيهذاً لأَن الَّذِي يَتَّخِذُ يَأْخُذُ تَمْراً أَوْ زَبِيباً فَيَنْبِذُه فِي وِعَاءٍ أَو سِقَاءٍ عَلَيْهِ الماءُ ويَتْرُكه حَتَّى يَفُور فيَصِير مُسْكِراً، والنَّبْذُ: الطَّرْحُ، وَهُوَ مَا لم يُسْكِرْ حَلاَلٌ، فإِذا أَسْكَرَ حَرُمَ، وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث. وانْتَبَذْتُهُ: اتَّخَذْتُه نَبِيذاً، وسواءُ كَانَ مُسْكِراً أَو غَيْرَ مُسْكِرٍ فإِنه يُقَال لَهُ نَبِيذٌ، وَيُقَال للخَمْر المُعْتَصَرِ مِن العِنَبِ: نَبِيذٌ، كَمَا يُقَال للنَّبِيذ: خَمْر.
(والمَنْبُوذُ: وَلَدُ الزِّنَا) ، لأَنجه يُنْبَذ على الطَّرِيق، وهم المَنَابِذَة، والأُنثَى مَنْبُوذَة ونَبِيذَةٌ، هم المَنْبُوذُون، لأَنَّهُم يُطْرَحُون.

تَابع كتاب (و) المَنْبُوذَة (: الَّتِي لَا تُؤْكَل مِن هَزالٍ) ، شَاة كانَتْ أَو غَيْرَهَا، وذالك لأَنها تُنْبَذُ، (كالنَّبِيذَةِ) ، وهاذه عَن الصاغانيّ، (و) قَالَ أَبو مَنْصُور: المَنْبُوذ (: الصَّبِيُّ تَلْقِيه أُمُّه فِي الطَّرِيق) حِينَ تَلِدُه فيَلْتَقِطُه رَجُلٌ من المُسْلمين ويقومُ بِأَمْرِه، وسواءٌ حَمَلَتْه أُمُّه مِنْ زِناً أَو نِكاحٍ، لَا يَجُوز أَن يُقَال لَهُ وَلَدُ الزِّنَا، لِمَا أَمْكَنِ فِي نَسَبِه مِن الثَّبَاتِ.
(و) من المَجاز: (الانْتِبَاذ: التَّنَحِّي) والاعْتِزَالُ، يُقَال: انْتَبَذَ عَن قَوْمِه إِذَا تَنَحَّى، وانْتَبَذَ فُلانٌ إِلى ناحِيَةٍ، أَي تَنَحَّى نَاحِيَةٌ، قَالَ الله تَعَالَى فِي قِصَّة مَرْيمَ {إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 16) (و) الانتباذ (: تَحَيُّزُ كُلّ) واحدٍ (من الفَريقينِ فِي الحَرْبِ، كالمُنَابَذَةِ) ، وَقد نَابَذَهم الحَرْبَ، ونَبَذَ إِليهم عَلَى سَوَاءٍ، يَنْبِذُ، أَي نَابَذَهُم الحَرْبَ. وَفِي التَّنْزِيل: {فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآء} (سُورَة الْأَنْفَال، الْآيَة: 58) قَالَ اللِّحيانيّ، أَي على الحَقِّ والعَدْلِ.
ونابَذَه الحَرْبَ: كاشَفَه: والمُنَابَذَةُ: انْتِبَاذُ الفَرِيقَيْنِ للحَقِّ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: المُنَابَذَة: أَن يَكُون بَيْنَ فَريقَيْنه مُخْتَلِفَيْنِ عَهْدٌ وهُدْنَةٌ بَعْدَ القِتَالِ ثمَّ أَرَادَا نَقْضَ ذالك العَهْدِ فَيَنْبِذُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صاحِبِه العَهْدَ الَّذِي تَهَادَنَا عَلَيْهِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآء} المعنَى: إِن كَانَ بَيْنَكَ وبينَ قَوْمٍ هُدْنَةٌ فَخِفْتَ مِنْهم نَقْصاً للعَهْدِ فَلَا تُبَادِرْ إِلى النَّقْضِ حتَّى تُلْقِيَ إِليهم أَنّكَ قَدْ نَقَضْتَ مَا بينَكَ وبينَهم، فيَكُونُوا مَعَك فِي عِلْمِ النَّقْضِ والعَوْدِ إِلى الحَرْبِ مُسْتَوِينَ. وَفِي حَدِيث سَلْمَانَ (وإِن أَبَيْتُمْ نَابَذْنَاكُم عَلَى سَواءٍ) أَي كاشَفْنَاكُم وقاتَلْنَاكم على طَرِيقٍ مُسْتقِيمٍ مُسْتَوفِي العِلْمِ بِالمُنَابَذَةِ منَّا ومنكم، بأَن نُظْهِرَ لَهُمُ العَزْمَ عَلى قِتَالِهِم، ونُخْبِرَهُم بِهِ إِخْبَاراً مَكْشُوفاً. والنَّبْذُ يكون بالفِعْل والقَوْلِ فِي الأَجْسَام والمَعَانِي، وَمِنْه نَبَذَ العَهْدَ، إِذا نَقَضَه وأَلْقَاه إِلى مَن كَانَ بَينَه وبَينَه، (و) فِي الحَدِيث أَن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمنهَى عَن المُنَابَذَة فِي البَيْعِ والمُلاَمَسة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: (المُنَابَذَةُ) هُوَ (: أَن تَقُول) لصاحبك (انْبِذْ إِلَيَّ الثَّوْبَ) أَو غَيْرَه من المَتَاعِ (أَو أَنْبِذُهُ إِليك، وَقد وَجَبَ البيْعُ بِكَذَا وكذَا) ، وَيُقَال لَهُ بَيْعُ الإِلْقَاءِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، (أَو) هُوَ (: أَن تَرْمِيَ إِليه بالثَّوْبِ ويَرْمِيَ إِليك بمِثْلِهِ) . وهاذا عَن اللِّحْيَانِّي (أَو: أَن تَقولَ: إِذَا نَبَذْتُ الحَصَاةَ) إِليك فقد (وَجَبَ البَيْعُ) ، وَمِمَّا يُحَقِّقُهُ الحَديثُ الآخَرُ أَنّه نَهَى عَن بَيْعِ الحَصَاةِ، فَيكون البَيْعُ مُعْاطَاةً من غَيْرِ عَقْدٍ، وَلَا يصِحُّ.
(والمِنْبَذَةُ، كمِكْنَسةٍ: الوِسَادَةُ) المُتَّكَأُ عَلَيْهَا، هاذه عَن اللحيانيّ، وَفِي حَدِيث عَدِيّ بنِ حَاتمٍ (أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَمَر لَهُ، لَمَّا أَتاهُ، بِمِنْبَذَة، وَقَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فأَكْرِمُوه) وسُمِّيَتِ الوِسَادَةُ مِنْبذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرْضِ أَي تُطْرَحُ للجُلُوسِ عَلَيْهَا، وَمِنْه الحَدِيث (فأَمَر بالسِّتْرِ أَن يُقْطَعَ ويُجْعَلَ لِه مِنه وِسَادَتَانه مَنْبُوذَتَانِ) ، ومِن سَجَعَاتِ الأَساس: تَعَمَّمُوا بِالمَشَاوِذِ وَتَرَبَّعُوا على المَنَابِذ.
(و) من الْمجَاز: (الأَنْباذُ) من النَّاس (: الأَوْبَاشُ) وهم المَطْرُوحُونَ المَتْرُوكُونَ (وصَلَّى رَسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمعلى قَبْرِ مَنْبُوذٍ) وَلَفظ الحَدِيث (انْتَهَى إِلى قَبْرِ مَنْبُوذٍ فصَلَّى عَلَيْهِ) وروى ابنُ عبَّاسٍ (أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلممَرَّ على قَبْرِ مَنْبُوذٍ فأَمَّهُمْ وصَلَّوْا خَلْفَه) (أَي لَقيطٍ) رَمَتْه أُمُّه عَلى الطريقِ. وَفِي حَدِيث الدَّجَّالِ (تَلِدُه أُمُّه وَهِي مَنْبُوذَةٌ فِي قَبْرِهَا) ، أَي مُلْقَاة (ويُرْوَى: (قَبْرٍ مَنْبُوذٍ) مُنَوَّنةً) على الصِّفة (أَي قَبْرٍ بَعِيدٍ) مُنْفَرِد (عَن القُبور) ويَعْضُده مَا رُوِيَ من طريقٍ آخَرَ (أَنَّه مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذٍ عَن القُبُورِ فصَلَّى عَلَيْهِ) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال لما يُنْبَثُ مِن تُرَابِ الحَفِيرَة نَبِيثَةٌ ونَبِيذَةٌ، والجَمعُ النَّبائثُ والنَّبائِذُ، وَزعم يَعقوبُ أَنّ الذَال بَدَلٌ من الثاءِ.
والمُتَنَبِّذُ: المُتَنَحِّي نَاحِيَةً، قَالَ لَبِيدٌ:
يَجْتَابُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: نَبَذَ أَمْرِي ورَاءَ ظَهْره: لم يَعْمَلْ بِهِ.
وَهُوَ فِي مُنْتَبَذِ الدَّارِ: فِي مُنْتَزَحِها.
وفُلانٌ يَنْبِذُ عَلَيَّ، أَي يَغْلِي كالنَّبِيذ. ونَبَذَتْ فُلانةُ قَوْلاً مَلِيحاً: رَمَتْ بِهِ. ونَبَذْتُ إِليه السَّلامَ والتَّحِيَّة. وَنُبِذْتَ بِكَذَا ورُمِيتَ بِهِ، إِذا رُفِعَ لَك وأُتِيحَ لِقَاؤه. وَللَّه أُمٌّ نَبَذَتْ بك.
ونَبَثَ التُّرَابَ وَنَبَذَه بمعنَى رَمَى بِه، وَهِي النَّيثَةُ والنَّبِيذَة، وَقد تَقَدَّم.
ونَوْبَذُ، بِالْفَتْح، سِكَّةٌ بِنَيْسَابُورَ.
ونُوبَاذَانُ: من قُرَى هَرَاةَ.

نعل

(نعل) الدَّابَّة نعلها والحذاء أَو الْخُف وضع فِي أَسْفَله جلدا
(نعل)
فلَانا نعلا ألبسهُ النَّعْل وَالدَّابَّة كسا حافرها أَو خفها مَا يَقِيه

(نعل) نعلا لبس نعلا
نعل
النَّعْلُ معروفةٌ. قال تعالى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ
[طه/ 12] وبه شُبِّهَ نَعْلُ الفَرَس، ونَعْلُ السَّيْف، وفَرَسٌ مُنْعَلٌ: في أسفَلِ رُسْغِهِ بَيَاضٌ عَلَى شَعَرِهِ، ورجل نَاعِلٌ ومُنْعَلٌ، ويُعَبَّرُ به عن الغَنِيِّ، كما يُعَبَّرُ بِالحَافِي عَنِ الفَقِيرِ.
ن ع ل: (النَّعْلُ) الْحِذَاءُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَتَصْغِيرُهَا (نُعَيْلَةٌ) تَقُولُ: (نَعَلَ) وَ (انْتَعَلَ) أَيِ احْتَذَى. وَرَجُلٌ (نَاعِلٌ) أَيْ ذُو نَعْلٍ. وَ (أَنْعَلَ) خُفَّهُ وَدَابَّتَهُ. وَلَا يُقَالُ: نَعَلَ. وَ (نَعْلُ) السَّيْفِ مَا يَكُونُ فِي أَسْفَلِ جَفْنِهِ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ فِضَّةٍ. 

نعل


نَعَلَ(n. ac. نَعْل)
a. Shod; gave a pair of shoes to.

نَعِلَ(n. ac. نَعَل)
a. Was shod; wore shoes.

نَعَّلَa. Shod.

أَنْعَلَa. see IIb. Put on shoes.

تَنَعَّلَa. Was shod; put on shoes.

إِنْتَعَلَa. see Vb. Trod ( the earth ); travelled on foot.

نَعْل
(pl.
نِعَاْل)
a. Shoe; sandal; horse-shoe.
b. Sole.
c. Iron-tip ( of a scabbard ).
d. Hard ground.
e. Vile man.
f. Woman, wife.
g. A certain fish.

نَعْلَةa. A shoe; a sandal &c.

مَنْعَلa. see 1 (d)
نَاْعِلa. Shod.
b. Hard (hoof).
c. Wild ass.

N. P.
نَعَّلَa. Shod.

N. P.
أَنْعَلَa. see 21 (a) (b).
c. see 1 (d)
نَعْلَانِ [
du. ]
a. Pair of shoes.

مُنْعَلَة
a. see 1 (d)
(ن ع ل) : (رَجُلٌ نَاعِلٌ) ذُو نَعْلٍ وَقَدْ نَعَلَ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «مُرْهُمْ فَلْيَنْعَلُوا وَلْيَحْتَفُوا» أَيْ فَلْيَمْشُوا مَرَّةً نَاعِلِينَ وَمَرَّةً حَافِينَ لِيَتَعَوَّدُوا كِلَا الْأَمْرَيْنِ (وَالنَّعْلُ) الْخُفُّ وَنَعَلَهُ جَعَلَ لَهُ نَعْلًا (وَجَوْرَبٌ مُنَعَّلٌ) وَمَنْعَلٌ وَهُوَ الَّذِي وُضِعَ عَلَى أَسْفَلِهِ جِلْدَةٌ كَالنَّعْلِ لِلْقَدَمِ (وَفَرَسٌ مُنَعَّلٌ) أَيْضًا أَبْيَضُ مُؤَخَّرِ الرُّسْغِ مِمَّا يَلِي الْحَافِرَ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) إذَا ابْتَلَّتْ (النِّعَالُ) فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ فَهِيَ الْأَرَاضِي الصِّلَابُ وَفِي تَنَعُّلِهِ فِي (ر ج) .
(نعل) - في شِعرٍ مُدِحِ به عليه الصّلاة والسَّلَامُ:
يَا خير منْ يَمْشى بنَعْلٍ فَرْدِ
أوْهَبَه لِنَهدَةٍ ونَهْدِ
يُرَادُ بالنَّعْلِ الفَرْد: التي لم تُخْصَفْ ولم تُطارَقْ.
والعَربُ تمتدح برِقّة النِّعال، وتَجْعلُها من لباسِ المُلُوك، فعلى هذا الفَرْدُ من صِفَةِ النّعْلِ.
وإنّما ذكَّرَه لأنّه ليس فيه عَلامَةُ التأنيث.
ويجوز أن يُضاف النَّعْلُ إلى الفَرْدِ، كَأنَّهُ قال: يا مَن هو فَرْدٌ من الناس لا نَظيرَ له.
والنَّهد: الفَرَسُ المطَهَّمُ، والأُنثى نَهْدَة، وكُلِّ ضَخمٍ نَهْدٌ.
نعل
النَّعْلُ: سَمَكَةٌ بيضاء ضَخْمة الرأس في طُوْل ذِراعٍ. والذَّليلُ من النّاس، والعَقَبُ الذي تُلْبِسُه ظَهْرَ السِّيَةِ من القَوْس. والحَرَّةُ من الأرْض. والحَدِيْدَةُ التي في أسْفَلِ غِمْد السَّيف.
ونَعَلْتُ الدابَّةَ وأَنْعَلْتُها ونَعَّلْتُها أيضاً، وكذلك خُفُّ البَعير. ونَعِلَ بكذا وانْتَعَلَ. وهو ناعِلٌ ومُنْعَلٌ: أي ذو نَعْلٍ وخُفّ. ويُقال لِحَافِر الوَحْشِيِّ: نَاعِلٌ؛ لِصَلاَبَته.
ووَدِيَّةٌ مُنْعَلَةٌ: إذا قُلِعَتْ من أُمِّها بكَرَبِها. ورَمَاه بالمُنْعِلاتِ: أي بالدَّواهي.
والأنْعَالُ: أنْ يكونَ البياضُ واضِحاً ما دامَ في مُؤخَّر رُسْغ الفَرَس ممّا يَلي الحافِرَ. والنُّعْلَةُ: أنْ يَتَنَاعَلَ القَوْمُ بينهم فإذا نَفَقَتْ دَابَّةُ أَحَدِهم جَمَعُوا ثَمَنها، قال: ولا أحُقُّ هذا.
وانْتَعَلَ: زَرَعَ في النَّعْل أي الأرْض الغَلِيظة.

نعل

1 نَعڤلَ see 4.2 نَعَّلَ see 4.4 أَنْعَلْتُ الخُفَّ and ↓ نَعَّلْتُهُ I affixed a sole to the bottom of the خَفّ [i. e. boot]: and hence, أَنْعَلْتُ الدَّابَّهَ and ↓ نَعَلْتُهَا. (Msb.) See صِرْمٌ.8 اِنْتَعَلَتْ ظِلاَلَهَا

: see ظِلٌّ.

نَعْلٌ [A sandal: a sole:] the thing by which the foot is preserved, or protected, from the ground; (K;) syn. حِذَآءٌ: and also applied to a تَاسُومَة [or shoe]. (Msb.) What is now called تَاسُومَة. (IAth, TA.) It often signifies only a sole: so in the S, K, Msb, &c., in art. خصف &c. b2: The leathern shoe, or sandal, of a camel; which is attached by thongs, or straps, called سَرَائِح (pl. of سَرِيحَةٌ) to the خَدَمَة or plaited thong which surrounds the pastern: see سَرِيحَةٌ and خَدَنَةٌ. b3: نَعْلٌ of a sword The iron, (Kr, S, K,) or silver, (S,) thing [or shoe] at the lower end of the scabbard. (Kr, S, K.) See غَاشِيَةٌ, and 2 in art. فرص. b4: نَعْلٌ meaning A حَرَّة, or hard rugged tract of land, &c.: see رَحْلٌ. b5: نَعْلٌ (tropical:) A wife. See عَتَبَة.

نِعَالِيٌّ One who takes care of the sandals or shoes [at the door of a bath or mosque]. (TA in art. ثوب.) نَاعِلٌ Wearing, or having on the feet, sandals.
ن ع ل : النَّعْلُ الْحِذَاءُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةُ وَتُطْلَقُ عَلَى التَّاسُومَةِ وَالْجَمْعُ أَنْعُلٌ وَنِعَالٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَأَسْهُمٍ وَسِهَامٍ وَرَجُلٌ نَاعِلٌ مَعَهُ نَعْلٌ فَإِذَا لَبِسَ النَّعْلَ قِيلَ نَعَلَ يَنْعَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَتَنَعَّلَ وَانْتَعَلَ.

وَنَعْلُ السَّيْفِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي أَسْفَلِ جَفْنِهِ مُؤَنَّثَةٌ أَيْضًا وَأَنْعَلْتُ الْخُفَّ بِالْأَلِفِ وَنَعَّلْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُ لَهُ نَعْلًا وَهِيَ جِلْدَةٌ عَلَى أَسْفَلِهِ تَكُونُ لَهُ كَالنَّعْلِ لِلْقَدَمِ وَنَعْلُ الدَّابَّةِ مِنْ ذَلِكَ وَأَنْعَلْتُهَا بِالْأَلِفِ وَبِغَيْرِهَا فِي لُغَةٍ جَعَلْتُ لَهَا نَعْلًا.

وَالنَّعْلُ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ الْغَلِيظَةُ وَالْجَمْعُ نِعَالٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَمِنْهُ إذَا ابْتَلَّتْ النِّعَالُ فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ. 
ن ع ل

رجل ناعل وقد نعل ينعل وانتعل وتنّعل، وأنعلت الخف ونعّلته. وأنعلت الدابّة ونعّلتها.

ومن المجاز: عيرٌ ناعل صلب الحوافر. وفي مثل " أطرّى فإنك ناعلة " كأن عليك نعلين لصلابة جلد قدميك. وفرس منعل ومخدّم: فالمنعل الذي في أسفل أرساغه بياض لا يعدوها والمخدّم فويق ذلك. ولسيفه نعل: حديدة في أسفل جفنه. قال:

إلى ملك لا ينصف الساق نعله ... أجل لا وإن كانت طوالاً محامله

وسلكوا نعلاً من الأرض وخفاً. قال ابن الأعرابيّ: النعل من الحرّة: شبه النّعل فيها طول، والخف: أطول منها، والكراع: أطول من الخف، والضلع: أطول من الكراع. وما كنت نعلاً أي ذليلاً أوطأكما توطأ النّعل، وفي مثل " أذل من النعل " ورماه بالمنعلات: بالدّواهي التي تذلّه وتجعله كالنّعل لعدوه. وانتعل الثوب وتنعّله إذا وطئه. قال أبو المنجم:

متنعلات بالضحى تنعّلاً ... عند القيام الرّيط والمرحّلا
[نعل] النَعْلُ: الحِذاءُ، مؤنَّثَةٌ، وتصغيرها نُعَيْلَةٌ. تقول: نَعَلْتُ وانْتَعَلْتُ، إذا احتذيت. ورجل ناعل: ذو نعل. وفي المثل: " أَطِرِّي فاًنَّكِ ناعِلَةٌ ". ويقال: لحمار الوحش: ناعِلٌ، لصلابة حافره. وأنْعَلْتُ خُفِّي ودابَّتي، ولا يقال: نَعَلْتُ. والنَعْلُ: الأرضٌ الغليظةُ، يبرق حصاه لا ينبت شيئا. ونَعْلُ السيف: ما يكون في أسفل جَفْنِهِ من حديدةٍ أو فضَّة. وقال ذو الرمّة. إلى مَلِكٍ لا يَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ أجلْ لا وإنْ كانت طِوالاً حَمائِلُهْ والنَعْلُ: العَقَبُ الذي يُلبس ظهرسية القوس. (*) والانعال: أن يكون البياضُ في مُؤخَّر الرُسْغِ ممَّا يلي الحافِرَ على الأشْعَرِ، لا يَعْدوه ولا يستدير. يقال: فرسٌ مُنَعَّلُ يدِ كذا ورِجْلِ كذا، فإذا جاوز الأشاعِرَ وبعض الأرساغِ واستدارَ فهو التَخْديم. ووَدِيَّةٌ مُنْعَلَةٌ، إذا قُلِعَتْ من أُمِّها بكربها.
نعل: نعل: دق نعلا للحذاء (الكالا).
نعل: والجمع نعال وانعل (محيط المحيط) وأنعال (الكالا، بوشر) وانعلة (ابن جبير): خف، sandale ( صندل: الملابس 421). إن أحسن أنواع النعال، في وقت الرسول (صلى الله عليه وسلم) كانت ترد من (حضرموت) (سبرنجر 2: 166). مثلها الأنواع التي تصنع في الطائف فقد كانت ذات شهرة مستفيضة (الادريسي، كليم 2 القسم الخامس): وبالطائف تجار مياسر وجل بضائعهم صنع الأديم وأديمها عالي الجودة رفيع القيمة وبالفعل الطائفي يضرب المثل وهذا مشهور (رياض النفوس 21) في حديثه عن القاضي بهلول، في قيروان: كان لباس البهلول قلنسوة حبر وساج طرازي وقميص تستري ونعل طائفي وأخرج نعلا طائفيا جديدا مما أهدي إليه. وقد أخذت الكلمة معنى واسعا ففي (محيط المحيط): (النعل الحذاء وهو ما وقيت به القدم من الأرض وتطلق على التاسومة). وهو النعل عند (بوشر) و (برجرن) وكذلك الحذاء بصفة عامة.
نعل: حذاء semelle ( الكالا- suela de capato، بوشر، هلو) أن (بركهارت نوبيا 208) قد فهم من تعبير نعلك طيب (وهو ما يقابل بالإنكليزية sole your، وبالفرنسية semelle في جملة: votre semelle est-elle bonne) : هل لديك القوة على ان تسير بمقدار ما تريد؟ نعلة: قرحة (رسالة إلى السيد فليشر).
منعل: انظر ركل (3).
[نعل] نه: فيه: إذا ابتلت "النعال" فالصلاة في الرحال، هي جمع فعل وهو ما غلظ من الأرض في صلابة، وخصها لأن أدنى بلل ينديها بخلاف الرخوة فإنها تنشف الماء. وفيه: كان "نعل" سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، هي الحديدة التي تكون في أسفل القراب. وفيه: إن رجلًا شكا إليه رجلًا من الأنصار فقال:
يا خير من يمشي "بنعل" فرد
النعل مؤنثة وهي التي تلبس في المشي، يسمى الآن تاسومة، ووصفها بالفرد وهو مذكر لأن تأنيثها غير حقيقي، والفرد هي التي لم تخصف ولم تطارق وإنما هي طاق واحد، والعرب تمدح برقة النعال وتجعلها من لباس الملوك، نعلت وانتعلت- إذا لبست النعل، وأنعلت الخيل- بالهمز. ومنه: إن غسان "تنعل" خيلها. ن: تنعل- بضم تاء. ك: أي تستعد لقتالنا، قول عمر: حذرتك هذا، أي التطليق أو الاعتزال على الروايتين، وروى: تنعل النعال- بحذف أحد مفعوليه، أي تنعل الدواب النعال، قوله: أفزعتني، أي المرأة. وروى: أفزعني، أي كلامها، قوله: بعظيم، متعلق بجانب. ن: يصلي في "النعلين"، لا يؤخذ منه لغيره صلى الله عليه وسلم لأن حفظ غيره لا يلحق به، ثم إن فعل لا يفعل في المساجد لئلا يفضي إلى الفساد بل لا يدخل المسجد بالنعل مخلوعة إلا وهي في كن يحفظه. وفي ح التيمن بالنعل، أي في لبس نعله، وفي بعضها: نعليه، ولبعض: في تنعله. ك: ليكن اليمنى أولهما "ينعل"- بلفظ مذكر الإفعال معروفًا، وروى بمؤنث المجهول، وتنعل خبر كان، ذكر بتأويل العضو، وأول متعلق بتنعل، أو هو مبتدأ وتنعل خبره، والجملة خبر كان. ن: ما علينا "نعال"، فيه أن المشي حافيًا جائر. بي: إن كان ذلك لعدم القدرة فلا دليل، وإن كان مع وجودها فلا ينبغي لأنه مرجوع في العرف المعتبر شرعًا. وح: استكثروا من "النعال" فإن الرجل لا يزال راكبًا ما "انتعل"، يعني أنه يشبه الراكب في خفة المشي وقلة تعبه مما يعرض في طريقه من خشونة وشوكة، وفيه الاستظهار في السفر بنحو النعال. و"لينعلهما"- بضم ياء. ط: أو يمشي في "نعل" واحد، نهى عنه لأنه تشويه ومخالف للوقار وسبب للعثار إذ المتنعلة تصير أرفع من الأخرى، وما روى أنه مشى في نعل واحدة، إن صح فنادر اتفق في داره لسبب. مف: أو ليعلم أن النهي للتنزيه، أو مختص بمسافة تلحق التعب لا في قليل كالمشي إلى مسجد قريب وح: نهى أن "ينتعل" قائمًا، مخصوص بما لحقه مشقة في لبسه قائمًا كالخف والنعال التي يحتاج إلى شد شراكها. ج: نهى عنه لأن لبسهما قاعدًا أسهل عليه وأمكن وربما كان بالقيام سببًا لانقلابه. ن: فيضرب رجلي "بنعلة" السيف، يعني لما حسرت عائشة خمارها ضرب أخوها رجليها بنعلة السيف غيرة عليها، فقالت: هل ترى من أحد حتى استتر منه، وروى: بعلة الراحلة- بموحدة فعين مكسورتين فلام مشددة فهاء، وفي معظمها: نعله- بنون، القاضي: هو كلام مختل والصواب الأول، قلت: ويحتمل أن يكون معنى بعلة بسبب أي يضرب رجلي حين كشفت خماري بنحو سوط عامدًا لها في صورة من يضرب الراحلة غيرة عليها.
نعل
نعَلَ يَنعَل، نَعْلاً، فهو ناعل، والمفعول مَنْعول
• نعَل ولدَه: ألبَسَه نعْلاً "نعَل القومَ: وهبهم أحذية".
• نعَل الدّابَّةَ: ألبس حافِرَها أو خُفَّها ما يقيه. 

أنعلَ يُنعل، إنعالاً، فهو مُنعِل، والمفعول مُنعَل
• أنعلَ ولدَه: نعَله، ألبسه نعلاً.
• أنعلَ الخفَّ: وضع في أسفله جلدًا.
• أنعلَ الفرسَ: نعَلَه، ألبس حافرَه أو خفَّه ما يقيه "أنعل الدَّابة" ° مُنْعِل الخيل: البَيْطار. 

انتعلَ ينتعل، انتِعالاً، فهو مُنتعِل
• انتعل الشَّخصُ: احْتَذَى، لبس الحذاءَ "انتعَل جزمتَه/ خفَّه/ حذاءَه" ° انتعَل الأرضَ: سافر فيها راجِلاً بدون دابّة- انتعَل الرَّمضاءَ: سافر فيها حافيًا- انتعل كلّ شيء ظلَّه: دلالة على انتصاف النّهار حيث ينكمش الظلّ تحت الجسم. 

تنعَّلَ يتنعّل، تنعُّلاً، فهو مُتنعِّل
• تنعَّل الشَّخصُ: انتعل، لبس الحذاء. 

نعَّلَ ينعِّل، تنعيلاً، فهو مُنعِّل، والمفعول مُنعَّل
• نعَّلَ الفرسَ: نعلَه، ألبس حافرَه أو خفَّه ما يقيه.
• نعَّل الحذاءَ أو الخُفَّ: أنعله، وضع في أسفله جلدًا. 

ناعِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نعَلَ.
2 - ذو نعل، عكسه حافٍ "رجلٌ ناعِل".
3 - حمار الوحش لشِدَّة حافِره. 

نِعالة [مفرد]: حرفة النعّال، صناعة الأحذية "ورث النِّعالة عن أبيه وجدِّه". 

نعَّال [مفرد]: صانِعُ النِّعال وبائِعُها "نعَّال ماهر". 

نَعْل [مفرد]: ج أنعُل (لغير المصدر) ونِعال (لغير المصدر):
1 - مصدر نعَلَ.
2 - حذاء، ما يُلبس في القدم ليقيها (مؤنّث وقد يذكّر) "نعلٌ من جلدٍ طبيعيّ- {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} " ° أذلّ من النَّعل [مثل]: يُضرب في الذَّليل يحاول التَّرفُّع- النَّعل الباطن: الجُزْء الدَّاخلي المثبَّت في عَقِب الحذاء- خَصْرا النَّعْل: مُسْتَدَقُّهما من النَّاحيتين- رقَّت نِعال القوم: أُترفوا- عِضادَتا النَّعْل: الجِّلدتان اللَّتان تقعان على النَّعل- فَرْدتا النَّعْل: المتساويان في الدَّناءة- نَعْل الحذاء: الجزء السُّفلي منه- وَتَدا النَّعْليْن: الناتِئان في أُذُنيهما.
3 - قطعة من جلدٍ أو مطّاط تكون أسفل الحذاء وعادة ما تتضمَّن الكعب.
4 - حديد مقوّس لحماية حافِر الدّابّة "نِعال البغال- نعلُ الفرس".
• النَّعْلان: الحذاء للرِّجْلَيْن. 
(ن ع ل)

النَّعْلُ والنَّعْلَةُ: مَا وقيت بِهِ الْقدَم من الأَرْض: مُؤَنّثَة، فَأَما قَول كثير:

لَهُ نَعَلٌ لَا تَطَّبِي الكَلْبَ رِيحُها ... وإنْ وُضِعَتْ وَسْطَ المجالِس شُمَّتِ

فَإِنَّهُ حرك حرف الْحلق لانفتاح مَا قبله كَمَا قَالَ بَعضهم: يَغَذُو فِي يَغْذُو: وَهُوَ مَحْمُوم، وَهَذَا لَا يعد لُغَة إِنَّمَا هُوَ مُتبع مَا قبله، وَلَو سُئِلَ رجل عَن وزن يغذو ومحموم لم يقل: إِنَّه يَفَعُلُ وَلَا مَفَعُول.

وَالْجمع نِعالٌ.

ونَعِل نَعَلاً وتَنَعَّلَ وانتَعل: لبس النَّعْلَ.

ونَعْلُ الدَّابَّة: مَا وقى بِهِ حافرها وخُفُّها. ونَعَلَ الْقَوْم: وهب لَهُم نِعالاً، عَن اللحياني.

وأنْعَلُوا وهم ناعِلُونَ - نَادِر -: كثرت نِعالُهمْ، عَنهُ أَيْضا، قَالَ: وَكَذَلِكَ كل شَيْء من هَذَا، إِذا أردْت أطْعمتهم أَو وهبت لَهُم قلت فَعَلْتُهُمْ بِغَيْر ألف، وَإِذا أردْت أَن ذَلِك كثر عِنْدهم قلت: أفْعَلُوا.

وأنْعَلَ الدَّابَّة وَالْبَعِير ونَعَّلَهُما.

وَرجل ناعِلٌ ومُنْعِلٌ: ذُو نَعْلٍ.

وحافر ناعِلٌ: صلب، على الْمثل، قَالَ:

يَرْكَبُ قَيْناهُ وَقِيعا ناعِلاَ

الوقيع: الَّذِي قد ضرب بالميقعة أَي المطرقة، يَقُول: قد صلب من توقيع الْحِجَارَة حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْتَعِلٌ.

وَفرس مُنْعَلٌ: شَدِيد الْحَافِر، وَفرس مُنْعَلُ يَد كَذَا أَو رجل كَذَا، أَو الْيَدَيْنِ أَو الرجلَيْن: إِذا كَانَ الْبيَاض فِي مآخير أرساغ رجلَيْهِ أَو يَدَيْهِ وَلم يستدر. وَقيل: إِذا جَاوز الْبيَاض الْخَاتم، وَهُوَ أقل وضح القوائم فَهُوَ إنْعالٌ مَا دَامَ فِي مُؤخر الرسغ مِمَّا يَلِي الْحَافِر.

وانتَعَل الرجل الأَرْض: سافَرَ راجِلاً.

ونَعْلُ السَّيْف: حَدِيدَة فِي أَسْفَل غمده، مُؤَنّثَة أَيْضا، قَالَ:

إِلَى مَلِكٍ لَا تَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُهُ ... أجَلْ لَا وإنْ كانَتْ طِوَالاً مَحَامِلُه

ويروى حمائله. وَصفه بالطول وَهُوَ مدح.

والنَّعْلُ من الأَرْض: الْقطعَة الصلبة الغليظة شبه الأكَمَةِ يَبْرق حصاها وَلَا تنْبت شَيْئا. وَقيل: هِيَ قِطْعَة تسيل من الْحرَّة، مُؤَنّثَة قَالَ:

فِدىً لامْرِئٍ والنَّعْلُ بيني وبينَه ... شَفى غيمَ نَفْسِي من رُءُوسِ الحَوَاثِرِ

وَالْجمع نِعالٌ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف قوما منهزمين: كأنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ ... بالجرّ إذْ تَبْرُقُ النِّعالُ

وَفِي الحَدِيث " إِذا ابْتَلَّتِ النِّعالُ فالصّلاةُ فِي الرّحالِ ".

والمَنْعَلُ والمَنْعَلَةُ: الأَرْض الغليظة، اسْم وَصفَة.

والنَّعْلُ: الْعقب الَّذِي يلْبسهُ ظهر السية. وَقيل: هِيَ الْجلْدَة الَّتِي على ظهر السية، وَقيل: هِيَ جلدتها الَّتِي على ظهرهَا كُله.

والنَّعْلُ: الرجل الذَّلِيل يُوطأ كَمَا تُوطأ الأَرْض.

وَبَنُو نُعَيْلَةَ بطن.

نعل: النَّعْل والنَّعْلةُ: ما وَقَيْت به القدَم من الأَرض، مؤنثة. وفي

الحديث: أَن رجلاً شكا إِليه رجلاً من الأَنصار فقال:

يا خيرَ من يَمْشي بنَعْلٍ فرْدِ

قال ابن الأَثير: النَّعْل مؤنثة وهي التي تُلبَس في المَشْي تسمَّى

الآن تاسُومة، ووصفها بالفرد وهو مذكر لأَن تأْنيثها غير حقيقي، والفَرْدُ

هي التي لم تُخْصَف ولم تُطارَق وإِنما هي طاقٌ واحد، والعرب تمدَح برقَّة

النِّعال وتجعلها من لِباس المُلوك؛ فأَما قول كثيِّر:

له نَعَلٌ لا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها،

وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت

فإِنه حرَّك حرف الحلق لانفتاح ما قبله كما قال بعضهم: يَغَدُو وهو

مَحَمُوم، في يَغْدو وهو مَحْموم، وهذا لا يعدّ لغة إِنما هو مُتْبَع ما

قبله، ولو سئل رجل عن وزن يَغَدُو وهو مَحَموم لم يقل إِنه يَفَعَل ولا

مَفَعُول؛ والجمع نِعال.

ونَعِلَ يَنْعَل نَعَلاً وتَنَعَّل وانْتَعَل: لبِس النَّعْل.

والتَّنْعِيل: تَنْعِيلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق من حديد تَقِيه الحجارة، وكذلك

تَنْعِيل خفِّ البعير بالجلد لئلا يَحفَى. ونَعْل الدابة: ما وُقِيَ به

حافرُها وخفُّها. قال الجوهري: النَّعْل الحِذاء، مؤنثة وتصغيرها

نُعَيْلة. قال ابن بري: وفي المثل: مَنْ يكن الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَي

من يكن ذا جِد يَبِنْ ذلك عليه. ونعَلَ القومَ: وهَب لهم نِعالاً؛ عن

اللحياني، وأَنْعَلوا وهُمْ ناعِلون، نادر: كثُرتْ نِعالهم؛ عنه أَيضاً،

قال: وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم قلت

فَعَلْتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك كثر عندهم قلت أَفْعَلوا.

وأَنْعَل الرجلُ دابَّتَه إِنْعالاً، فهو مُنْعِل. وقال ابن سيده: أَنْعَل

الدابةَ والبعيرَ ونَعَّلَهما. ويقال: أَنعلت الخيل، بالهمزة. وفي الحديث: إِن

غَسَّان تُنْعِل خيلَها. ورجل ناعِل ومُنْعِل: ذو نَعْل

(* قوله «ومنعل

ذو نعل» هكذا ضبط في الأصل، وفي القاموس: ومنعل كمكرم ذو نعل) وأَنشد ابن

بري لابن مَيَّادة:

يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ، ويَعْتَزي

إِلى شَرِّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ

وإِذا قلت مُنْتَعِل فمعناه لابسٌ نَعْلاً، وامرأَة ناعِلة. وفي المثل:

أَطِرِّي فإِنك ناعِلة؛ أَراد أَدِلِّي على المشي فإِنك غليظةُ القدمين

غير محتاجة إِلى النعلين، وأَحال الأَزهري تفسير هذا المثل على موضعه في

حرف الطاء، وسنذكره في موضعه

(* قوله «وسنذكره في موضعه» هكذا في الأصل،

وقد تقدم له شرح هذا المثل في مادة طرر) . وحافر ناعلٌ: صُلْب، على

المثَل؛ قال:

يَرْكَب فَيْناهُ وقِيعاً ناعلا

(* قوله «يركب فيناه» هكذا في الأصل هنا بالفاء وتقدم في مادة وقع قيناه

بالقاف).

الوَقِيعُ: الذي قد ضُرب بالمِيقَعة أَي المِطْرقة، يقول: قد صَلُب من

توقيع الحجارة حتى كأَنه مُنْتَعِل. وفرس مُنْعَل: شديدُ الحافر. ويقال

لحمار الوحش: ناعل، لصلابة حافره. قال الجوهري: وأَنْعَلْت خُفِّي

ودابَّتي، قال: ولا يقال نَعَلْت. وفرسٌ مُنْعَلُ يَدِ كذا أَو رجل كذا أَو

اليدين أَو الرجلين إِذا كان البَياض في مآخِير أَرْساغِ رجليه أَو يديه ولم

يَسْتَدِرْ، وقيل: إِذا جاوز البياضُ الخاتمَ، وهو أَقلُّ وضَحِ القوائم،

فهو إِنْعال ما دام في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافرَ. قال الأَزهري:

قال أَبو عبيدة من وَضَح الفَرس الإِنْعال، وهو أَن يُحيط البياض بما فوق

الحافر ما دام في موضع الرُّسغ. يقال: فرس مُنْعَل، قال: وقال أَبو خيرة

هو بياض يَمَسُّ حَوافِرَه دون أَشاعِره، قال الجوهري: الإِنْعال أَن

يكون البياض في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافر على الأَشْعَر لا يَعْدُوه

ولا يَستدير، وإِذا جاوز الأَشاعر وبعضَ الأَرْساغ واستدار فهو

التَّخْدِيم.

وانْتَعَل الرجلُ الأَرض: سافرَ راجلاً؛ وقال الأَزهري: انْتَعَل فلان

الرَّمضاء إِذا سافَر فيها حافياً. وانْتَعَلت المَطيُّ ظِلالها إِذا

عَقَل الظلُّ نصف النهار؛ ومنه قول الراجز:

وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا

ويروى: وانْتَعِلِ الظِّلَ. قال الأَزهري: وانْتَعل الرجلُ إِذا ركب

صِلاب الأَرض وحِرارها؛ ومنه قول الشاعر:

في كلّ آنٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتعِلُ

ابن الأَعرابي: النَّعْلُ من الأَرض والخفُّ والكُراعُ والضِّلَعُ كل

هذه لا تكون إِلا من الحَرَّة، فالنَّعْلُ منها شبيةٌ بالنَّعْل فيها

ارتفاعٌ وصلابةٌ، والخُفُّ أَطول من النَّعْل، والكُراعُ أَطول من الخُفِّ،

والضِّلَعُ أَطول من الكُراعِ، وهي مُلْتَوِية كأَنها ضِلَع. قال ابن سيده:

النَّعْل من الأَرض القطعة الصُّلْبة الغليظة شبه الأَكَمة يَبْرق

حَصاها ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قطعة تسيل من الحَرَّة مؤنثة؛ قال:

فِدًى لامْرئٍ، والنَّعْلُ يبني وبينه،

شَفَى غيْمَ نَفْسي من رؤوس الحَواثِرِ

قال الأَزهري: النَّعْل نَعْل الجبل، والغَيْمُ الوَتْرُ والذَّحْلُ،

وأَصله العطش، والحَواثِر من عبد

القيس، والجمع نِعال؛ قال امرؤ القيس يصف قوماً منهزمين:

كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث

بالحَرِّ، إِذ تَبْرُقُ النِّعالُ

(* قوله «بالحر» تقدم في مادة حرشف بدله بالجو).

وأَنشد الفراء:

قَوْم، إِذا اخضرَّتْ نِعالُهمُ،

يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ

ومنه الحديث: إِذا ابْتَلَّت النِّعالُ فالصلاة في الرحال؛ قال ابن

الأَثير: النِّعالُ جمع نَعْل وهو ما غلُظ من الأَرض في صَلابة وإِنما خصها

بالذكر لأَن أَدنى بَلَلٍ يُنْدِّيها بخلاف الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف

الماءَ؛ قال الأَزهري: يقول إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بمن

يمشي فيها فصلُّوا في مَنازلكم، ولا عليكم أَن لا تشهدوا الصلاة في مساجد

الجماعات.

والمَنْعَل والمَنْعلةُ: الأَرض الغليظة اسمٌ وصفةٌ.

والنَّعْلُ من جَفْن السيف: الحديدةُ التي في أَسفل قِرابه. ونَعْل

السيف: حديدة في أَسفلِ غِمْده، مؤنثة؛ قال ذو الرمة:

إِلى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ،

أَجَلْ لا، وإِن كانت طِوالاً مَحامِلُهْ

ويروى: حَمائلُهْ، وصفه بالطول وهو مدح. ونَعْل السيف: ما يكون في أَسفل

جَفْنِه من حديدة أَو فضَّة. وفي الحديث: كان نَعْلُ سيفِ رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، من فِضَّة؛ نعْلُ السيف: الحديدة التي تكون في

أَسفل القِراب. وقال أَبو عمرو: النَّعْل حديدة المِكْرب، وبعضهم يسميه

السِّنَّ. والنَّعْلُ: العَقَب الذي يُلْبَسه ظهر السِّيَة من القوس، وقيل: هي

الجلدة التي على ظهر السِّيَةِ، وقيل: هي جلدتها التي على ظهرها كله.

والنَّعْل: الرجل الذليل يُوطَأُ كما تُوطَأُ الأَرض؛ وأَنشد للقُلاخ:

ولم أَكُنْ دارِجةً ونَعْلا

(* قوله «وأنشد للقلاخ إلخ» هكذا في الأصل، والشطر في التهذيب غير منسوب

وعبارة الصاغاني عن ابن دريد قال القلاخ:

شر عبيد حسباً وأصلا * دراجة موطوءة ونعلا

ويروى دارجة).

وبنو نُعَيْلة: بطن. قال الأَزهري: إِذا قُطعت الوَدِيَّة من أُمِّها

بِكَرَبها قيل: ودِيَّة مُنْعَلة؛ قال ابن بري: هذا قول أَبي عبيد وأَنكره

الطوسي، وقال: صوابه بكَرَبة، يريد تقطع بكَرَبةٍ من الأُمّ أَي مع

كَرَبة منها، وذلك أَن الوَدِيَّة تكون في أَصل النَّخْلة مع أُمِّها، وأَصلها

في الأَرض، وتكون في جذع أُمِّها فإِذا قُلِعت مع كَرَبةٍ من أُمِّها

قيل: وَدِيَّة مُنْعَلة. أَبو زيد: يقال رماه بالمُنْعِلات أَي بالدواهي،

وتركت بينهم المُنْعِلات. قال ابن بري: يقال لزوجة الرجل هي نَعْلُه

ونَعْلَتُه؛ وأَنشد للراجز:

شَرُّ قَرِينٍ للكبير نَعْلَتُهْ،

تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ

والعرب تكني عن المرأَة بالنَّعْل.

نعل

(النَّعْلُ: مَا وَقَيْتَ بِهِ القَدَم مِنَ الأَرْضِ، كالنَّعْلَةِ) كَماَ فِي المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: النّعْلُ الحِذاءُ، (مُؤَنَّثَةٌ) ، تصغِيرُها نُعَيْلَةٌ، وَقالَ شَيْخُنا: التّأْنيثُ يَرْجعُ إِلى النَّعْلِ المُجَرَّد مِنَ التّاءِ، أَمّا النَّعْلَةُ فَهِيَ بِالتّاءِ لاَ يحْتاجُ إِلى تَنْصِيصٍ عَلَى تَأْنيثِها، وَالتّأْنِيثُ فِيهَا مَعْرُوفٌ، وَخالَفَتِْ المُؤَنَّثاتِ المُجَرَّدةَ مِنَ الْهَاء فِي أنَّها إِذا صُغِّرَت لَا تُرَدُّ لَها الهاءُ كأَمْثالِها، بَلْ تُصغَّر مُجَرّدة على
خِلافِ القِياس، 1 هـ.
وَفِي الحَدِيث:
" أنَّ رَجُلاً شَكا إِلَيْهِ رَجُلاً مِنَ الأَنْصارِ فَقَالَ:
(يَا خَيْرَ من يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ ... )
قَالَ ابْن الْأَثِير: النَّعْلُ مُؤَنَّثَة، وَهِي الَّتِي تُلْبَسُ فِي المَشْي، تُسَمَّى الْآن تاسُومَة، وَوصفَها بالفرد وَهُوَ مُذَكَّرٌ؛ لِأَنَّ تَأْنيثَها غيرُ حَقِيقِيّ، والفَرْدُ: هِيَ الَّتِي لم تُخْصَف وَلم تُطارَقْ، وَإِنَّما هِيَ طاقٌ وَاحِد. وَالْعرب تَمْدَحُ بِرِقَّةِ النِّعَال وَتَجْعَلُها مِن لِباسِ المُلُوك، فَأَمَّا قَولُ كُثَيِّر:
(لَهُ نَعَلٌ لاَ تَطَّبِي الكَلْبَ رِيْحُها ... وَإِنْ وُضِعَتْ وَسْطَ المَجالِس شُمَّتِ)
فَإِنَّهُ حَرَّكَ حَرْفَ الحَلْق لانْفِتَاح مَا قَبْلَه، كَمَا قَالَ بعضُهم: يَغَدُو وهْوَ مَحَمُومٌ، فِي: يَغْدُو وهْوَ مَحْمُومٌ، وَهَذَا لَا يُعَدّ لُغة إِنَّما هُوَ مُتْبَعٌ مَا قبلَه. وَلَو سُئِلَ رَجُلٌ عَن وَزْن يَغَدُو وَهْوَ مَحَمُومٌ لم يقل: إِنَّهُ يَفَعَلُ ولاَ مَفَعُول، حَقَّقَهُ " ابنُ جِنِّي " فِي المُحْتَسَب، (ج: نِعَالٌ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) أَبو عَبْدِ الله (الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ) أَبي الحَسَن مُحَمَّد بنِ (طَلْحَةَ) بن مُحَمَّد بنِ عُثْمان الكَرْخِي البَغْدادِيّ، ويُعْرَف بِالحَافِظ لِحِفْظِهِ النِّعَالَ، وَهُوَ مُسْنِد بَغْداد، وجَدُّه أَبو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، رَوَى عَن أَبي بَكْرِ الشّافِعِيِّ وأَبي مُحَمَّد البَرْبَهارِيّ وابْنِ الجِعابيّ، وَعنهُ الخَطِيب، مَات الحُسَيْن سنة 493، وَمَات جّده سنة 413.
(وَإِسْحَاقُ بن مُحَمَّد) بن إِسْحاق عَنْ جَعْفَر الفِرْيابِيّ، وَعنهُ البَرْقانيّ، وَوَلَدهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَليّ بن دَلِيلٍ الوَرّاق، وَمَات قَبْل سَنة سَبْعين وَثَلثمائة.
(و) روى عَنهُ ابنُ أخْتِهِ (أَبو عَلِيِّ ابْن دُومَا) ،
روى عَنهُ ابْن نَبْهان: (النِّعالِيُّون مُحَدِّثُونَ) ، نُسِبُوا إِلى عَمل النِّعَال، إِلاَّ أَبا عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِيّ فَإِلى حِفْظِ النِّعَال.
(ونَعِلَ، كَفَرِحَ) نَعَلاً (وَتَنَعَّلَ وانْتَعَلَ: لَبِسَها) فَهو ناعِلٌ ومُنْتَعِلٌ ومُتَنَعِّلٌ.
(و) من المَجاز: النَّعْلُ: (حَدِيدَةُ فِي أَسْفَلِ غِمْدِ السَّيْفِ) مُؤَنَّثَة. وَفِي الْمُحكم: فِي أِسْفَلِ قِرابِهِ، وَفِي الأَساس: أَسْفَلِ جَفْنِهِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِلى مَلِكٍ لاَ تَنْصُفُ السّاقَ نَعْلُهُ ... أَجَلْ لاَ وَإِنْ كانَتْ طِوالاً مَحامِلُهْ)
وَصَفَه بالطُّولِ وَهُوَ مَدْحٌ. وَفِي الحَدِيث:
" كَانَ نَعْلُ سَيْفِ رَسولِ الله [
] من فِضَّةٍ ". وَفِي النِّهاية: نَعْلُ السَّيْفِ مَا يكونُ فِي أَسْفَلِ جَفْنِه من حَدِيدَةٍ أَو فِضَّةٍ، ولِذا قالَ شَيْخُنا: إِنَّ الحَدِيدَةَ لَيْسَت قَيْدًا.
(و) فِي المُحْكَم: النَّعْلُ: (القِطْعَةُ) الصُّلْبَةُ (الغَلِيظَةُ مِنَ الأَرْضِ) شِبْهُ الأَكَمَة (يَبْرُقُ حَصاها وَلَا تُنْبِتُ) شَيْئًا، وَقيل: هِيَ قِطْعَةٌ تَسِيلُ من الحَرَّةِ، مُؤَنَّثَة، قَالَ الشَّاعِر:
(فِدًى لامْرئٍ والنَّعْلُ بَيْنِي وَبَيْنَه ... شَفَى غَيْمَ نَفْسِي مِنْ رُءُوسِ الحَواثِرِ)

قالَ الأَزْهَريّ: النَّعْلُ: نَعْلُ الجَبَلِ، والغَيْمُ: الوَِتْرُ والذَّحْلُ، والحَواثِرُ مِن عَبْدِ القَيْس. والجَمْعُ نِعالٌ، قالَ امْرُؤُ القَيْس يصف قوما مُنْهَزِمِين:
(كَأَنَّهُم حَرْشَفٌ مَبْثُوثُ ... بِاْلجَوِّ إِذْ تَبْرُق النِّعَالُ)
وَمِنْه الحديثُ:
" إِذا ابْتَلَّتِ النِّعالُ فالصَّلاةُ فِي الرِّحال "، قَالَ ابنُ الأَثير: النِّعال: جَمْع نَعْل، وَهُوَ: مَا غَلُظَ من الأَرْضِ فِي صلابَةٍ، وَإِنَّما خَصَّها بالذِّكْر، لِأَنَّ أَدْنَى بَلَلٍ يُنَدِّيها بِخِلَاف الرِّخْوَةِ فَإِنَّها تَنْشَفُ الماءَ.

قَالَ الأَزْهَريّ: يَقولُ إِذا مُطِرَتِ الأَرَضُونَ الصِّلاَبُ فَزَلِقَتْ بِمَنْ يَمْشِي فِيهَا فَصَلُّوا فِي مَنَازِلِكم ولاَ عَلَيْكُم أَنْ لاَ تَشْهَدُوا الصَّلاَةَ فِي مَساجِدِ الجَمَاعات.
وقَالَ ابنُ الأَعْرابيّ: النَّعْلُ مِنَ الأَرْضِ والخُفِّ والكُراعِ والضِّلَعِ كُلُّ هذِهِ لاَ تَكُونُ إِلاَّ مِنَ الحَرَّة، فالنَّعْلُ مِنْها شَبِيهٌ بالنَّعْلِ، فِيهَا ارْتِفاعٌ وَصَلاَبَةٌ، والخُفُّ أَطْوَلُ مِنَ النَّعْلِ، والكُراعُ أَطْوَلُ من الخُفِّ، والضِّلَعُ أَطْوَلُ مِنَ الكُراعِ، وَهِي مُلْتَوِيَةٌ كَأَنَّها ضِلَعٌ. ومثلُه لِلْزَّمَخْشَريّ فِي الأَساس، وَجَعَلَهُ مِنَ المَجاز.
(و) مِنَ المَجاز: النَّعْلُ: (الرَّجُلُ الذَّلِيلُ) الَّذي (يُوطَأُ كَما تُوْطَأُ الأَرْض) ، كَذَا فِي الجَمْهَرة، وَفِي الأَساس: كَمَا تُوطَأُ النَّعْلُ، قَالَ القُلاَخ:
(شَرُّ عَبِيدٍ حَسَبًا وَأَصْلاَ ... ) دَارِجَةً مَوْطُؤَةً ونَعْلاَ ... )

(و) النَّعْل: (العَقَبُ يُلْبَسُ ظَهْرَ سِيَةِ القَوْسِ، أَو الجِلْدُ) الَّذي على ظَهْرِ السِّيَةِ، وَقيل: هِيَ جِلْدَتُها الَّتِي على (ظَهْرها كُلّه) .
(و) النَّعْلُ: (الزَّوْجَةُ) ، قَالَ شيخُنا: وَقع فِيهِ كَلامٌ، هَل هُوَ حقيقةٌ؟ وَهُوَ الَّذي جَزَم بِهِ الأَكْثَرُ، وَقيل: هُوَ مجازٌ، وأطالُوا فِي عَلاقَتِه، وَفِيه كَلَام فِي عِناية القَاضِي، وأَوْرَدَهُ شُرّاح المَقاماتِ فِي الفِقْهِيَّة، انْتَهى.
وَفِي الْمُحكم: العَرَبُ تَكْنِي عَن المَرْأَة بالنَّعْل.
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: النَّعْلُ: (حَدِيْدَةُ المِكْرَبِ) ، وبعضُهُم يُسَمِّيها السِّنَّ.
(و) النَّعْلُ: (سَمَكَةٌ) بيضاءُ (ضَخْمَةُ الرَّأْسِ) فِي طُول ذِراعٍ، نَقله الصاغانيّ.
(و) أَيْضا (حِصْنٌ على جَبَلِ شَطِبٍ) نَقله الصاغانيّ، أَي: فِي اليَمَنِ.
(و) النَّعْلُ (مَا وُقِيَ بِهِ حافِرُ الدابَّةِ) ، وخُفُّها. (ونَعَلَهُمْ، كَمَنَع: وَهَبَ لَهُم النِّعالَ) ، عَن اللّحْيانِيّ.
(و) نَعَلَ (الدّابَّةَ) ، هَذِه أَنْكرها الجَوْهَريُّ وَجَوَّزَها ابنُ عَبّادٍ: (ِ أَلْبَسَها النَّعْلَ كَأَنْعَلَها وَنَعَّلَها) تَنْعِيلاً، فَهِي مُنْعَلَةٌ وَمُنَعَّلَةٌ، وَفي المُحْكَم: أَنْعَل الدّابَّةَ والبعيرَ ونَعَّلَهُما. وَيُقَالُ: أَنْعَلْتُ الخَيْلَ، بالهَمْزَة، وَفي الحَديث: " أَنّ غَسّانَ تُنْعِلُ خَيْلَها ".
(وَأَنْعَلَ) الرَّجُلُ (فَهو ناعِلٌ) ، وَهُوَ نادِرٌ: (كَثُرَت نِعَالُه) ، عَن اللّحْيانيّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلّ شيءٍ من هَذَا إِذا أَرَدْتَ أَطْعَمْتَهُم، أَو وَهَبْتَ لَهُم، قُلْتَ: فَعَلْتُهُم بِغَيْر أَلف، وَإِذا أَرَدتَ أَنَّ ذَلِك كَثُرَ عِنْدَهم قلت: أَفْعَلُوا. (وَرَجُلٌ ناعِلٌ ومُنْعَلٌ كَمُكْرَمٍ) أَي: (ذُو نَعْلٍ) وَهِي ناعِلَةٌ، وَأَنْشدَ ابنُ بَرِّي لابْنِ مَيَّادَةَ:
(يُشَنْظِرُ بِالقَوْمِ الكِرامِ وَيَعْتَزِي ... إِلَى شَرِّ حافٍ فِي البِلاَدِ وناعِلٍ)
(وحافِرٌ ناعِلٌ صُلْبٌ) على المَثَل، قَالَ:
(يَرْكَبُ قَيْناهُ وَقِيعًا ناعِلا ... )
يقولُ: قد صَلُبَ مِنْ تَوْقِيعِ الحِجارَة حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْتَعِلٌ. (وَفَرَسٌ مُنْعَلٌ كَمُكْرَمٍ: شَدِيدُ الحافِرِ) . ومِنَ المَجاز: فرسٌ (مُنْعَلُ يَدِ كَذَا) أَو (رِجْلِ كَذا أَو اليَدَيْن أَو الرِّجْلَيْن) : إِذا كانَ (فِي مَآخِيرِ أَرْساغِه) أَي: من رِجْلَيْه أَو يَدَيْه (بَياضٌ وَلَم يَسْتَدِرْ، أَو هُوَ أَنْ يُجاوِزَ البَياضُ الخاتَمَ، وَهُوَ أَقَلُّ وَضَحِ القَوائِمِ، وَهُوَ إِنْعَالٌ مَا دامَ فِي مُؤَخَّرِ الرُّسْغِ مِمّا يَلِي الحافِرَ) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مِنْ وَضَحِ الفَرَسِ الإِنْعالُ وَهُوَ أَن يُحِيطَ البياضُ بِمَا فَوْق الحافِر مَا دامَ فِي مَوْضِع الرُّسْغ، يُقال: فَرَسٌ مُنْعَلٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: هُوَ بَياضٌ يَمَسُّ حَوافِرَه دون أشاعِرِه. وَقَالَ الجوهريّ: الإِنْعالُ أَنْ يَكُونَ البياضُ فِي مُؤَخَّرِ الرُّسْغ مِمّا يَلِي الحافِرَ على الأَشْعَرِ لاَ يَعْدُوه ولاَ يَسْتَدِير، وَإِذا جاوَزَ الأَشاعِرَ وبعضَ الأَرْساغِ، واسْتَدارَ، فَهُوَ التَّخْدِيمُ، ومثلهُ فِي الأَساس والعُباب.
(وانْتَعَلَ الأَرْضَ: سافَر راجِلًا) ، وَقَالَ الأَزْهَري: انْتَعلَ فُلانٌ الرَّمْضاءَ: إِذا سَافَرَ فِيهَا حافِيًا.
(و) انْتَعَل: (زَرَع فِي) النَّعْل؛ أَي (الأَرْضِ الغَلِيظَةِ) ، عَن ابْن عَبّاد، (أَو) انْتَعَل: إِذا (رَكِبَها) ، قَالَ الأَزْهَريّ: انْتَعَلَ: رَكِبَ صِلابَ الأَرْضِ وحِرارَها، وَمِنْه قولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ: (حُلْوٌ ومُرٌّ كَعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ ... فِي كُلِّ إِنْيٍ قَضاهُ اللَّيْلُ يَنْتَعِلُ)
(والمَنْعَلٌ) والمَنْعَلَةُ (كَمَقْعَدٍ وَمَقْعَدَةٍ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، اسْمٌ وَصِفَةٌ) ، والجَمْعُ: المَناعِلُ. (وبَنُو نُعَيْلَةَ، كَجُهَيْنَة) : بَطنٌ مِنَ العَرَب، قَالَهُ ابنُ دُرَيْد، وقَالَ السُّهَيْلِيّ: وَهُوَ (ابْن مُلَيْل بن ضَمْرَةَ) بن لَيْثِ بن بَكْرِ بن عَبْدِ مَناة أَخِي غِفَار بن مُلَيْلٍ: (بَطْنٌ) مِنْ كِنانَةَ.
(وذاتُ النِّعالِ: فَرَسُ الزّبَيْرِ) بن العَوّام رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ.
(و) مِنَ المَجاز: (الناعِلُ: حِمارُ الوَحْشِ) سُمِّي بِهِ لِصَلابَةِ حافِرِه. (والتَّنْعِيلُ: تَنْعِيلُ حافِرِ البِرْذَوْنِ بِطَبَقٍ مِنْ حَدِيدٍ) تَقِيهِ الحِجَارَة، (وَكَذَا) تَنْعِيلُ (خُفّ البَعِيرِ بِجلْدٍ لِئَلاَّ يَحْفَى) . [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الْمثل:
" مَنْ يَكُنِ الحَذّاءُ أَباهُ تجُدْ نَعْلاهُ "، أَي: مَنْ يَكُنْ ذَا جِدٍّ يَبِنْ ذلكَ عَليهِ، نَقله ابنُ برّي.
وَفِي المَثَل أَيْضًا:
" أطِرِّي فَإِنَّكِ ناعِلَة ". وذُكِر فِي " ط ر ر ". وانْتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَها: إِذا عَقَلَ الظِّلُّ نِصْفَ النّهارِ، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه قَول الراجز:
(وانْتَعَل الظِّلّ فَكَانَ جَوْرَبا ... )
ووَدِيَّةٌ مُنْعَلَةٌ، كَمُكْرَمَةٍ: قُطِعَتْ مِنْ أُمِّها بِكَرَبَةٍ، نَقله ابْن برّي عَن الطُّوسِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زَيْد: يُقال: رَماهُ بالمُنْعِلاتِ، أَي: الدَّواهِي، زَاد الزمخشريّ: اللَّاتِي تُذِلُّه وتجعلُه كالنَّعْلِ لِعَدُوِّه، وَهُوَ مجَاز.
وانْتَعَلَ الثَّوْبَ وَتَنَعَّلَه: وَطِئَه، كَمَا فِي الأَساس، وَهُوَ مجَاز. وقولُ سُوَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ الهُذَلِيِّ يصف نِساءً سُبِينَ:
(وَكُنَّ يُراكِلْنَ المُرُوطَ نَواعِمًا ... يُمَشِّينَ وَسْطَ الدّارِ فِي كُلِّ مُنْعَلِ)
أَرَادَ: فِي كُلّ مِرْطٍ طَوِيلٍ تَطَؤُه المرأةُفيَصِير لَهَا نَعْلاً، وَهُو مجازُ. ونَعْلَةُ الرَّجُلِ: زَوْجَتُهُ، عَن ابْن بَرِّي، وَأنْشد:
(شَرُّ قَرِينٍ للكَبِيرِ نَعْلَتُهْ)

(تُوْلِغُ كَلْبًا سُؤْرَهُ أَو تَكْفِتُهْ)

وَقَالَ ابْن عَبّاد: النَّعْلَة أَنْ يَتَناعَلَ القومُ بَيْنَهُم، فَإِذا نَفَقَتْ دابَّةُ أَحَدِهم جَمَعُوا لَهُ ثَمَنَها.
وَفِي المَثَل:
" أَذَلُّ مِنْ نَعْلٍ ".
وَانْتَعَلَ الخُفَّ: مثل أَنْعَلَهُ، وَقولُ الشاعرِ، أَنْشَدَه الفَرَّاءُ:
(قَوْمٌ إِذا اخْضَرَّتْ نِعالُهُمُ ... يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ)
هِي نِعالُ الأَرْضِ، وَكَذا قولُ الآخَر:
(قَوْمٌ إِذا نَبَتَ الرَّبِيعُ لَهُم ... نَبَتَتْ عَداوَتُهُم مَع النَّعْلِ)
وَقَالَ ابنُ أبي الحَدِيد فِي شَرْحِ نَهْج البَلاَغَة: إِنَّ المُرادَ بِهذا: إِذا أَخْصَبوا وَنَبَتَ الرَّبيعُ اخْضَرّتْ نِعالُهُم من وَطْئِهِم، وَأَغار بَعْضُهم عَلَى بَعْضٍ.

نهي

النهي: ضد الأمر، وهو قول القائل لمن دونه: لا تفعل.
نهي: {النهى}: العقول، الواحد نهية.
(نهي) من الشَّيْء نهى اكْتفى بِمَا أَخذه مِنْهُ يُقَال نهي فلَان من اللَّحْم اكْتفى مِنْهُ وشبع وَيُقَال طلب الْحَاجة حَتَّى نهي مِنْهَا تَركهَا ظفر بهَا أَو لم يظفر
بَاب النَّهْي

2 - نهيته وصددته وصرفته وزجرته وكففته ومنعته وفطمته وقذعته وكبحته وحكمته وَمِنْه سمي الْحَاكِم لانه يمْنَع الظَّالِم عَن الظُّلم وشكمته وردعته ورثته ودفعته ورددته ووزعته ونهنهته ولصته ونزعته وأمطته
ن هـ ي : نَهَيْتُهُ عَنْ الشَّيْءِ أَنْهَاهُ نَهْيًا فَانْتَهَى عَنْهُ وَنَهَوْتُهُ نَهْوًا لُغَةٌ وَنَهَى اللَّهُ تَعَالَى أَيْ حَرَّمَ.

وَالنُّهْيَةُ الْعَقْلُ لِأَنَّهَا تَنْهَى عَنْ الْقَبِيحِ وَالْجَمْعُ نُهًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى.

وَنِهَايَةُ الشَّيْءِ أَقْصَاهُ وَآخِرُهُ وَنِهَايَاتُ الدَّارِ حُدُودُهَا وَهِيَ أَقَاصِيهَا وَأَوَاخِرُهَا وَانْتَهَى الْأَمْرُ بَلَغَ النِّهَايَةَ وَهِيَ أَقْصَى مَا يُمْكِنُ أَنْ يَبْلُغَهُ وَأَنْهَيْتُ الْأَمْرَ إلَى الْحَاكِمِ بِالْأَلِفِ أَعْلَمْتُهُ بِهِ وَنَاهِيكَ بِزَيْدٍ فَارِسًا كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ وَاسْتِعْظَامٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ هِيَ كَمَا يُقَالُ حَسْبُكَ وَتَأْوِيلُهَا أَنَّهُ غَايَةٌ تَنْهَاكَ عَنْ طَلَبِ غَيْرِهِ.

وَنَهَاوَنْدُ بَلَدُ بِالْعَجَمِ بِفَتْحِ الْأَوَّلِ وَضَمِّهِ. 
ن هـ ي : (النَّهْيُ) ضِدُّ الْأَمْرِ، وَ (نَهَاهُ) عَنْ كَذَا يَنْهَاهُ (نَهْيًا) ، وَ (انْتَهَى) عَنْهُ، وَ (تَنَاهَى) أَيْ كَفَّ. وَ (تَنَاهَوْا)
عَنِ الْمُنْكَرِ أَيْ نَهَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَأَمُورٌ بِالْمَعْرُوفِ (نَهُوٌّ) عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى فَعُولٍ. وَ (النُّهْيَةُ) بِالضَّمِّ وَاحِدَةُ (النُّهَى) وَهِيَ الْعُقُولُ لِأَنَّهَا تَنْهَى عَنِ الْقَبِيحِ. وَ (تَنَاهَى) الْمَاءُ إِذَا وَقَفَ فِي الْغَدِيرِ وَسَكَنَ. وَ (الْإِنْهَاءُ) الْإِبْلَاغُ. وَ (أَنْهَى) إِلَيْهِ الْخَبَرَ (فَانْتَهَى) وَ (تَنَاهَى) أَيْ بَلَغَ. وَ (النِّهَايَةُ) الْغَايَةُ يُقَالُ: بَلَغَ نِهَايَتَهُ. وَيُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ (نَاهِيكَ) مِنْ رَجُلٍ مَعْنَاهُ أَنَّهُ بِجِدِّهِ وَغَنَائِهِ يَنْهَاكَ عَنْ تَطَلُّبِ غَيْرِهِ. وَهَذِهِ امْرَأَةٌ (نَاهِيَتُكَ) مِنِ امْرَأَةٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ لِأَنَّهُ اسْمُ فَاعِلٍ. وَتَقُولُ فِي الْمَعْرِفَةِ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ نَاهِيَكَ مِنْ رَجُلٍ فَتَنْصِبُ نَاهِيَكَ عَلَى الْحَالِ. 
ن هـ ي

نهاه فانتهى. وتناهوا عن المنكر. وانتهى الشيء: بلغ النهاية. وتناهى البعير سمناً وجمل نهيٌّ، وناقة نهيّة. وهو بعيد المنتهى. ولا ينتهي حتى ينتهى عنه. وروَى بنو حنيفة أهاجيّ الفرزدق في جرير فأحفظوه فاستنهاهم أي قال لهم: انتهوا. وهذا منتهى الأمر ونهايته ومنهاته. قالت ليلى الأخيلية:

ألم تعلم جزاك الله شراً ... بأن الموت منهاة الرجال

وقال جرير:

حتى أنخنا عند أبواب الحكم ... في بؤبؤ العزّ ومنهاة الكرم

وهم أمرةٌ بالمعروف نهاةٌ عن المنكر. وهو نهوٌّ عن الشرّ. وما تنهاه عنا ناهية أي ما تكفّه كافّةٌ. وما ينظر في أوامر الله ونواهيه. وأنهي إليه الخبر. وهو من أولى النّهى. وإنه لذو نهيةٍ. ورجل نهٍ، وقوم نهون. ودرع كالنّهي، ودروع كالنّهاء وهي الغدران.

ومن المجاز: قول ابن مقبل:

يمشين هيل النّقا مالت جوانبه ... ينهال حيناً وينهاه الثرى حيناً

أي إذا مطر لم ينهل.

ومن المجاز: عضّته أنياب الدهر ونيوبه. وظفّر فلان في كذا ونيّب إذا نشب فيه. وهو ناب قومه: سيّدهم. قال:

كنت لهم في الحدثان نابا ... أنِفى العدى وضيغما وثابا

ولم أكن هردبّةً وجّابا

جباناً.
(ن هـ ي)

النَّهْيُ: خلاف الْأَمر، نَهاه يَنْهاه نَهْياً، فانْتَهى وتَناهَى، أنْشد سِيبَوَيْهٍ لزياد بن زيد العذري:

إِذا مَا انْتَهَى عِلْمِي تَناهَيْتُ عِندَه ... أطالَ فَأمْلَى أوْ تَناهَى فَأقْصَرا

وتَناهَوْا عَن الشَّيْء: نَهى بَعضهم بَعْضًا، وَفِي التَّنْزِيل: (كَانُوا لَا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلوهُ) وَقد يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ ينتهون.

وَقَوله:

سُمَيَّةَ وَدِّعْ إنْ تَجَهَّزْتَ غادِيا ... كَفَى الشَّيْبُ والإسلامُ للمرءِ ناهِيا

فَالْقَوْل أَن يكون ناهيا اسْم الْفَاعِل من نَهَيْت، كساع من سعيت، وشار من شريت، وَقد يجوز مَعَ هَذَا أَن يكون ناهيا مصدرا هُنا، كالفالج وَنَحْوه مِمَّا جَاءَ فِيهِ الْمصدر على فَاعل، حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء نَهْياً وردعا، أَي ذَا نَهْىٍ، فَحذف الْمُضَاف، وعلقت اللَّام بِمَا يدل عَلَيْهِ الْكَلَام، وَلَا تكون على هَذَا معلقَة بِنَفس النَّاهِي، لِأَن الْمصدر لَا يتَقَدَّم شَيْء من صلته عَلَيْهِ.

وَالِاسْم النُّهْيَةُ.

وَفُلَان نَهِىُّ فلَان، أَي يَنهاهُ.

وَنَفس نَهاةٌ: مُنْتَهِيَةٌ عَن الشَّيْء.

والنُّهْيَة، والنِّهايَةُ، والنِّهاءُ: غَايَة كل شَيْء وَآخره، وَذَلِكَ لِأَن آخِره ينهاه عَن التَّمَادِي فيرتدع.

وانْتَهَى الشَّيْء، وتَناهَى، ونَهَّى: بلغ نِهايَته.

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

ثمَّ انتهَى بَصَرِي عَنهُمْ وقَدْ بَلَغوا ... بَطْنَ المَخِيمِ فَقالوا الجَوَّ أوْ راحوا أَرَادَ: انْقَطع عَنْهُم، وَلذَلِك عداهُ بعن.

وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: إِلَيْك نَهَّى الْمثل، وأنهْىَ، وانْتَهَى، ونُهِّىَ، وأُنْهِىَ ونَهَى، خفيفه. قَالَ: ونَهَى خَفِيفَة قَليلَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَعْفَر: لم اسْمَع أحدا يَقُول بِالتَّخْفِيفِ.

والنِّهاية: طرف العران فِي انف الْبَعِير، وَذَلِكَ لانتهائه.

والنَّهْىُ: والنِّهْىُ: الْموضع الَّذِي لَهُ حاجز يَنهَى المَاء أَن يفِيض مِنْهُ، وَقيل: هُوَ الغدير قَالَ:

ظَلَّتْ بِنِهْىِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ

تَشرَبُ منهُ نَهِلاتٍ وتَعِلّ

وَالْجمع، أنْهٍ، وأنْهاءٌ، ونُهِىٌّ: ونِهاءٌ، قَالَ عدي بن الرّقاع:

ويَأكُلْنَ مَا أغْنَى الوَلِيّ فلَم يَلِتْ ... كأنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا

والنِّهاءُ أَيْضا: أَصْغَر محابس الْمَطَر، وَأَصله من ذَلِك.

والتَّنْهاةُ والتَّنْهِيَةُ: حَيْثُ يَنْتَهِي المَاء من الْوَادي، وَهِي أحد الْأَسْمَاء الَّتِي جَاءَت على تَفْعِلة، وَإِنَّمَا بَاب التَّفْعِلة أَن يكون مصدرا.

وأنهَى الشَّيْء: أبلغه.

وناقة نَهِيَّةٌ: بلغت غَايَة السّمن، هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ يسْتَعْمل لكل سمين من الذُّكُور وَالْإِنَاث، إِلَّا أَن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَنْعَام، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِيِّ

مِنَ الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِّ

ونُهْيَة الوتد: الفرضة فِي رَأسه تَنْهَى الْحَبل أَن يَنْسَلِخ.

والنُّهَى: الْعقل، يكون وَاحِدًا وجمعا، وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لأُولي النُّهَى) .

والنُّهْيَةُ: الْعقل، وَمن هُنَا اخْتَار بَعضهم أَن يكون النُّهَي جمعا، وَقد صرح اللحياني بِأَن النُّهَى جمع نُهْيَةٍ، فأغنى عَن التَّأْوِيل. والنِّهايَةُ والمَنْهاةُ: الْعقل، كالنُّهْيَةِ.

وَرجل مَنْهاةٌ: عَاقل حسن الرَّأْي، عَن أبي العميثل، وَقد نَهُوَ مَا شَاءَ، فَهُوَ نَهِيٌّ من قوم أنهِياءَ، ونَهٍ من قوم نَهِينَ، ونِهٍ، على الإتباع، كل ذَلِك: مُتَناهِي الْعقل، قَالَ ابْن جني: هُوَ قِيَاس النَّحْوِيين فِي حُرُوف الْحلق، كَقَوْلِك: فَخذ فِي فَخذ، وصعق فِي صعق.

وَرجل نَهْيُك من رجل، وناهِيكَ من رجل، ونَهاكَ من رجل، كُله بِمَعْنى: حسب.

ونِهاءُ النَّهَار: ارتفاعه.

وَهُوَ نُهاءُ مائَة، كَقَوْلِك، زهاء مائَة.

والنُّهاءُ: الْقَوَارِير، قيل: لَا وَاحِد لَهَا، وَقيل: واحدته نَهاءَةٌ، عَن كرَاع، وَقيل: هُوَ الزّجاج عَامَّة، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

تَرُضُّ الحَصىَ أخفافُهُنَّ كَأَنَّمَا ... يُكَسَّرُ قَيْصٌ بَيْنَها ونُهاءُ

قَالَ: وَلم يسمع إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْت، وَقَالَ بَعضهم: النُّهاءُ: الزّجاج، يمد وَيقصر.

والنُّهاءُ: حجر أَبيض أرْخى من الرخام، يكون فِي الْبَادِيَة، ويجاء بِهِ من الْبَحْر، واحدته نُهاءَة.

والنُّهاءُ: دَوَاء يكون بالبادية يتعالجون بِهِ يشربونه.

النَّهَى: ضرب من الخرز، واحدته نَهاةٌ.

والنَّهاةُ أَيْضا: الودعة.

ونَهاةُ: فرس لَاحق بن جرير.

وَإِنَّمَا قضينا أَن ألف كل ذَلِك يَاء لما قدمنَا من أَن اللَّام يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.

وَطلب حَاجَة حَتَّى أنهَى عَنْهَا ونَهِىَ عَنْهَا، أَي تَركهَا، ظفر بهَا أَو لم ظفر.

وَحَوله من الْأَصْوَات نُهْيَة، أَي شغل.

وَذَهَبت تَمِيم فَمَا تسهى وَلَا تُنْهَى، أَي لَا تذكر.

ونِهْيا: اسْم مَاء عَن ابْن جني، وَقَالَ لي أَبُو الْوَفَاء الْأَعرَابِي: نَهَيَا وَإِنَّمَا حركها لمَكَان حرف الْحلق، لِأَنَّهُ أَنْشدني بَيْتا من الطَّوِيل لَا يتزن إِلَّا بِنَهْيا سَاكِنة الْهَاء اذكر مِنْهُ:

إِلَى أهْل نَهْيا 
نهـي
نهَى/ نهَى إلى يَنهَى، انْهَ، نَهْيًا، فهو ناهٍ، والمفعول مَنهيّ
• نهَى صديقَه عن الخيانة: منعه وحذَّره منها، نصحه وأرشده إلى تركها "الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر- {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} " ° هو رجل نَهَاك من رجُل: ينهاك بجدِّه وغنائه عن تطلُّب غيره.
• نهاه اللهُ عن كذا: حرّمه عليه " {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ} ".
• نهَى إليه الخبرُ: بلغَه "نهى إليه موتُ والدِه". 

أنهى يُنهي، أَنْهِ، إنهاءً، فهو مُنْهٍ، والمفعول مُنهًى
• أنهى درسَه: أنجزَه وأتمَّه، وفرغ منه "يجب إنهاء عمل اليوم قبل الغد- أنهى خلافًا: حسَمه، قطعه- أنهى أيّامه الأخيرة في المستشفى: قضاها، أمضاها" ° أنهى بنجاح: اختتم/ توَّج.
• أنهى العقدَ: ألغاه "أنهى العملَ بالقانون: أبطل وأوقف".
 • أنهى الشَّكوى إلى المسئولين: أوصلها وأبلغها إليهم، بلّغهم بها.
• أنهى صديقَه عن شرب الخمر: نهاه عنه، كفَّه ومنعه. 

انتهى/ انتهى إلى/ انتهى بـ/ انتهى عن/ انتهى من يَنتهي، انْتَهِ، انتِهاءً، فهو مُنتهٍ، والمفعول مُنتهًى إليه
• انتهى زمنُ العبوديَّة: ولَّى وزال "أعلن انتهاء المشروع- انتهتِ العلاقةُ بينهما- انتهاء دورة برلمانيّة: اختتام- انتهاءُ الأجل: توقُّفه، الموت".
• انتهى الأمرُ إلى الوالي: بلغ، ووصل "انتهتِ الطَّريقُ إلى القرية".
• انتهى إلى كذا: عرف وأدرك.
• انتهى به الأمرُ إلى الشِّحاذة: أدّى به إلى هذا السَّبيل "انتهى به الحالُ/ المطافُ إلى الجنون: وصل به إلى هذا الحدّ".
• انتهى فلانٌ عن المنكر: كفَّ وامتنع عنه " {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} ".
• انتهى من البحث: أتمّه، أنجزه، قضاه "انتهى من العمل/ القراءة/ المشروع". 

تناهى/ تناهى إلى/ تناهى عن يتناهَى، تَنَاهَ، تناهيًا، فهو مُتناهٍ، والمفعول مُتناهًى إليه
• تناهى الخطرُ: انتهى؛ بلغ نهايتَه "متناهٍ في الدِّقَّة/ الصِّغر- تناهتِ الأحداثُ المزعجة".
• تناهى إلى أسماع الحكومة كذا: بلغها وعلمت به.
• تناهى الأصدقاءُ عن المنكر:
1 - كفّ بعضُهم بعضًا عن الوقوع فيه " {كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} ".
2 - انقطعوا عنه. 

إنهاء [مفرد]: مصدر أنهى. 

انتهاء [مفرد]: مصدر انتهى/ انتهى إلى/ انتهى بـ/ انتهى عن/ انتهى من. 

مُتناهٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تناهى/ تناهى إلى/ تناهى عن.
2 - في غايةٍ من كذا "متناهٍ في الصِّغر- قطار متناهٍ في السُّرعة- مقالة متناهية الدّقَّة- بسهولة متناهية: في غاية السّهولة".
• اللاَّمتناهي: ما لا يمكن أن تكون له نهاية، ويختلف عن اللاَّمحدود وهو ما لم يحدَّد بالفعل وإن كانت له حدود ممكنة "يسبح في الفضاء اللاَّمتناهي". 

مُنْتهٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انتهى/ انتهى إلى/ انتهى بـ/ انتهى عن/ انتهى من.
2 - أن لا تكون هُناك اهتمامات أو اتِّفاقات أو اتِّصالات أُخرى.
3 - مُخفَق، لم يعد ناجحًا أو ضروريًّا. 

مُنتهًى [مفرد]:
1 - اسم مكان من انتهى/ انتهى إلى/ انتهى بـ/ انتهى عن/ انتهى من: غاية ونهاية "عند منتهى الطريق- {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}: جعلها الله النهاية في محلّ القُرب والكرامة، ويقال شجرة نبق عن يمين الجنّة" ° في منتهى الوضوح: في غاية الوضوح- مُنتهَى أملِه: غايته العظمى، أسمى أمانيه.
2 - مَرْجع ومصير " {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} ".
• منتهى الجموع: (نح) كلّ جمع تكسير مفتوح الأوّل، بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أوسطهما ساكن مثل: معاهد ومفاتيح. 

مَنْهيّات [جمع]: مف مَنْهيّ
• المنهيَّات الشَّرعيَّة: الأمور التي نهى الشَّرعُ عن فعلها أو إتيانها كشرب الخمر والسَّرقة والزِّنا ونحو ذلك. 

ناهٍ [مفرد]: ج ناهون ونُهاة، مؤ ناهية، ج مؤ ناهيات ونواهٍ: اسم فاعل من نهَى/ نهَى إلى ° الآمر النَّاهي: من له سُلْطة غير محدودة- ناهيك عن/ ناهيك بـ: كافيك. 

ناهية [مفرد]: ج ناهيات ونواهٍ: مؤنَّث ناهٍ.
• النَّاهية: العقل الزَّاجر عن الحرام والقبيح "ما له ناهية- ما تنهاه عنَّا ناهية: ما يكفّه عنّا كافّة".
• لا النَّاهية: (نح) أداة تجزم الفعل المضارع. 

نهائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نِهاية: أخيرًا، على نحوٍ محدّد "بتَّ في الأمر نهائيًّا: لآخر مرَّة- دورة نهائيّة- كلمة نهائيّة: لا رجوعَ فيها- بروتوكول نهائيّ" ° إنذار نهائيّ:
 بيان، خاصَّة لمفاوضين دبلوماسيِّين، يُهدِّد بفرض عقوبات خطيرة إذا رُفضت الشّروط- الدَّور النهائيّ: مباراة تُقام لتحديد الفائز في مسابقةٍ ما- الدَّور قبل النِّهائيّ: مسابقة لتحديد النِّهائيَّات في مسابقة ما- جواب نهائيّ: أخير- شبه نهائيّ/ نصف النهائيّ: مُباراة أو مسابقة تسبق المباراةَ النهائيَّة- لا نهائيّ: لا حدّ له. 

نِهائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نِهاية: "مُباراة نهائيّة".
2 - مصدر صناعيّ من نِهاية: انتهاء، ختام "تأهّل الفريق لنهائيّة بطولة كأس العالم".
• لا نهائيَّة: مُتَّسعٌ لا حدود له، ما لا يمكن وضع حدٍّ أو نهاية له "اكتشف أنّه يسير في لا نهائيَّة مُطلقة- لا نهائيَّة المقاومة/ السموات- دورات الكون اللاَّنهائيَّة". 

نِهاية [مفرد]: آخرُ الشّيء وغايتُه "نهاية سعيدة/ دراميَّة- نهاية الطّريق- تغيَّرت النتيجةُ في نهاية المباراة" ° إلى النِّهاية/ للنِّهاية: حتى الآخر، بدون ملل- إلى ما لا نهاية: حيث لا آخِر، قائمة مفتوحة- تعويض نهاية الخِدْمة: مبلغ من المال يعتمد على طول فترة التَّوظيف يستحقُّه الموظَّفُ عن جدارة في نهاية الخِدْمة- حتَّى النِّهاية: حتى الآخر، بدون ملل- شريط خطِّ النِّهاية: شريط يُمدّ عبر خطِّ النِّهاية ليقطعه الفائزُ- في النِّهاية: آخر الأمر- في نهاية الأمر: في آخر الأمر- لا نهاية/ بلا نهاية: عدم انتهاء- نُقْطة النّهاية: نقطة لا يُمكن التحرُّك أو التقدُّم بعدها.
• اللاَّنهاية: ما لا حدود له في الزَّمان ولا في المكان ولا نهاية له، اللاَّمتناهي "تجذبه أمنياته البعيدة نحو اللاَّنهاية". 

نَهْي [مفرد]:
1 - مصدر نهَى/ نهَى إلى ° صاحب الأمر والنَّهي: من بيده اتّخاذُ القرار.
2 - (نح) طلب ترك الفعل باستعمال (لا) الناهية والمضارع المجزوم: (لا تفعلْ كذا) "أسلوب/ أداة نَهْي". 

نُهيَة [مفرد]: ج نُهُيات ونُهْيات ونُهًى: عقل " {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى} ". 
نهي
: (ي (} نَهاهُ {يَنْهاه} نَهْياً: ضِدُّ أَمَرَهُ) .
قَالَ شَيخنَا: لَوْلَا الشُّهْرة ومُرَاعَاهً الخطِّ لاقْتَضَى كَسْر المُضارِع، وَلَو قالَ كسَعَى لأجادَ.
قُلْتُ: وَهُوَ نَصُّ المُحْكم قالَ: {النَّهْيُ خِلافُ الأمْرِ، نَهاهُ يَنْهاهُ نَهْياً (} فانْتَهَى {وتَنَاهَى) : كَفَّ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهٍ لزِيادَة ابنِ زيْدٍ العُذْري:
إِذا مَا} انْتَهَى عِلْمي {تَناهَيْتُ عنْدَه
أَطالَ فأَمْلى أَو} تَناهَى فأَقْصَرَاوفي الصِّحاح: {نَهَيْته عَن كَذَا} فانْتَهَى عَنهُ {وتَناهَى، أَي كَفَّ.
(و) يقالُ: (هُوَ} نَهُوٌّ عَن المُنْكَرِ أَمُورٌ بالمَعْروفِ) ، على فَعُولٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قَالَ ابنُ برِّي: كَانَ قِياسُه أَن يقالَ: {نَهِيٌّ لأنَّ الواوَ والياءَ إِذا اجْتَمَعتا وسبقَ الأوَّل بالسكونِ قُلِبَت الواوَ يَاء، قالَ: مِثْل هَذَا فِي الشّذوذِ قولُهم فِي جَمْع فَتًى فُتُوٌّ.
قُلْت: وَقد تقدَّم ذلكَ هُنَاكَ.
(} والنُّهْيَةُ، بالضَّمِّ: الاسْمُ مِنْهُ.
(و) {النُّهْيَةُ أيْضاً: (غايَةُ الشَّيءِ وآخِرُهُ) ، وَذَلِكَ لأنَّ آخِرَهُ} يَنْهاهُ عَن التّمادِي فَيْرتَدِعُ؛ قَالَ أَبُو ذؤَيْبٍ:
رَمَيْناهُم حَتَّى إِذا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ
وعادَ الرَّصيعُ {نُهْيَةً للحَمائِل قَالَ الجَوْهرِي: يقولُ انْهَزَمُوا حَتَّى انْقَلَبَتْ سُيوفُهم فعادَ الرَّصِيعُ على المَنْكِبِ حيثُ كانتِ الحَمائِلُ، انتَهَى؛ والرَّصِيعُ: سَيْرٌ مَضْفورٌ، ويُرْوَى: الرُّصُوع، وَهَذَا مَثَلٌ عنْدَ الهَزِيمة.} والنُّهْيَةُ: حيثُ {انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرُّصُوع، وَهِي سيورٌ وتُضْفَرُ بينَ حِمالَةِ السَّيْفِ وجَفْنِه.
(} كالنِّهايَةِ {والنِّهاءِ، مكسورتَيْنِ) . قالَ الجَوْهرِي:} النِّهايَةُ الغايَةُ، يقالُ: بَلَغَ {نِهايَتَه.
وَفِي المُحْكم: النِّهايَةُ كالغَايَةِ حيثُ} يَنْتهِي إِلَيْهِ الشَّيء، وَهُوَ {النِّهاءُ، مَمْدودٌ.
(} وانْتَهَى الشَّيءُ {وتَناهَى} ونَهَّى {تَنْهِيَةً) : أَي (بَلَغَ} نِهايَتَه) ؛ وقولُ أبي ذُؤَيب:
ثمَّ! انْتَهَى بَصَرِي عَنْهُم وَقد بَلَغوا
بَطْنَ المَخِيمِ فَقَالُوا الجَوّ أَوْ رَاحُواأَرادَ: انْقَطَعَ عَنْهُم ولذلكَ عدَّاهُ بعَنْ.
(و) حَكَى اللَّحْياني عَن الكِسائي: (إِلَيْك أَنْهَى المَثَلُ، {ونَهَّى) } تنْهِيَةً ( {وانْتَهَى} ونُهِيَ {وأُنْهِيَ، مَضْمومَتَيْن،} ونَهَى) ، خَفِيفَةً، (كسَعَى) وَهِي (قَلِيلةٌ) ، قالَ: وقالَ ابنُ جَعْفر: لم أَسْمَع أَحَداً يقولُ بالتخْفِيفِ. ( {والنِّهايَةُ) ، بالكسْر: (طَرَفُ العِرانِ) الَّذِي (فِي أَنْفِ البعيرِ) وَذَلِكَ} لانْتِهائه.
(و) قَالَ أَبو سعيدٍ: {النِّهايَةُ (الخَشَبَةُ) الَّتِي (تُحْمَلُ فِيهَا) ، أَي عَلَيْهَا، (الأحْمالُ) ؛ قالَ: وسأَلْتُ عَن الخَشَبَةِ الَّتِي تُدْعَى بالفارِسِيَّةِ ناهو، فَقَالُوا:} النِّهايَتانِ والعَاضِدَتانِ والحَامِلَتانِ.
( {والنَّهِيْ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح) ؛ وَفِي الصِّحاحِ:} النِّهْيُ بِالْكَسْرِ؛ (الغَدِيرُ) فِي لُغَةِ أهْلِ نَجْدٍ، وغيرُهم يقولهُ بِالْفَتْح.
وقالَ الأزْهري: النِّهْيُ الغَدِيرُ حيثُ يتحيَّرُ السَّيْلُ فيُوسِعُ؛ وبعضُ العَرَبِ يقولُ {نِهْيٌ، وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
ظَلَّتْ} بنِهْي البَرَدانِ تَغْتَسِلْ
تَشْرَبُ مِنْهُ نَهِلاتٍ وتَعِلّوأَنْشَدَ ابنُ برِّي لمعَنْ بنِ أَوْس:
تَشُجُّ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ
كأَنَّ لَهَا بَوًّا! بنَهْيٍ تُعاوِلُهْ وَفِي الحديثِ: أنَّه أَتَى على {نِهْيٍ مِن ماءٍ، ضُبِطَ بالكَسْر والفَتْح، هُوَ الغَدِيرُ (أَو شِبْهُهُ) ، وَهُوَ كلُّ مَوْضِع يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ، أَو الَّذِي لَهُ حاجِزٌ} يَنْهَى الماءَ أَن يَفِيضَ مِنْهُ، (ج أَنْهٍ) ، كأَدْلٍ، ( {وأنْهاءٌ) ، كأدْلاءٍ (} ونُهِيٌّ) ، بِالضَّمِّ كدُلِيَ، ( {ونِهاءٌ، ككِساءٍ) ، الأَوْلى كدِلاءٍ، قالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقاع: ويأكلن مَا أغْنى الْوَلِيّ فَلم يلت كَأَن بحافات} النِّهاءِ المزارعا وَيُقَال: درع {كالنِّهْي ودروع كالنهاء، وَأنْشد القالي: علينا} كَالنِّهَاءِ مضاعفات من الماذي لم تؤو المتونا {والتَّنْهَاءُ كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب:} التَّنُهاةُ كَمَا هُوَ نَص التَّهْذِيب، {والتَّنْهِيَةُ: حَيْثُ} يَنْتَهِي إِلَيْهِ المَاء من حُرُوف الْوَادي وَهِي أحد الْأَسْمَاء الَّتِي جَاءَت على تفعلة و:
إنَّما بابُ التَّفْعلةِ أَنْ يكونَ مَصْدراً والجَمْعُ التَّناهِي.
وَقَالَ الشيخُ أَبُو حيَّان: {التَّنْهِيَةُ الأرضُ المُنْخَفِضَةُ} يَتَناهَى إِلَيْهَا الماءُ، والتاءُ زائِدَةٌ.
( {وأَنْهَى) الرَّجُلُ: (أَتَى} نَهْياً) ، وَهُوَ الغَدِيرُ.
(و) {أَنْهَى (الشَّيءَ: أَبْلَغَهُ) وأَوْصَلَهُ. يقالُ:} أَنْهَيْتُ إِلَيْهِ الخَبَرَ والكِتابَ والرِّسالَةَ والسَّهْمَ كُلُّ ذلكَ أَوْصَلْته إِلَيْهِ.
(وناقَةٌ {نِهْيَةٌ، بالكسْر، و) } نَهِيَّةٌ، (كغَنِيَّةٍ: بَلَغَتْ غايَةَ السِّمَنِ) ، هَذَا هُوَ الأصْلُ ثمَّ يُسْتَعْملُ لكلِّ سَمِينٍ مِن الذّكورِ والإناثِ إلاَّ أَنَّ ذلكَ إنَّما هُوَ فِي الأَنْعامِ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ {نَهِيِّ
مِنَ الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِّوحُكِي عَن أَعْرابي أنَّه قالَ: وَالله للخُبْزُ أَحَبُّ إليَّ مِن جَزُورٍ} نَهِيَّة فِي غَداةٍ عَرِيَّةٍ.
وَفِي الصِّحاح: جَزُورٌ {نَهِيَّةٌ، على فَعِيلَةٍ، أَي ضَخْمَةٌ سَمِينَةٌ.
وَفِي الأساس:} تَناهَى البَعيرُ سَمِناً؛ وجَمَلٌ نَهِيٌّ وناقَةٌ نَهِيَّةٌ.
( {والنُّهْيَةُ، بالضَّمِّ: الفُرْضَةُ) الَّتِي (فِي رأْسِ الوَتِدِ) تَنْهَى الحبْلَ أَن يَنْسلخَ؛ عَن ابنِ دُرَيْد.
(و) } النُّهْيَةُ: (العَقْلُ) ، سُمِّيَت بذلكَ لأنَّه يَنْهَى عَن القَبِيحِ؛ وَمِنْه حديثُ أَبي وائلٍ: (قد عَلِمْتُ أنَّ التَّقِيَّ ذُو {نُهْيَةٍ) ، أَي عَقْل} يَنْتَهِي بِهِ عَن القبائِحِ ويدخلُ فِي المحاسِنِ.
وَقَالَ بعضُهم: ذُو النُّهْيَةِ الَّذِي {يُنْتَهِي إِلَى رأْيهِ وعَقْلِه؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي للخَنْساء:
فَتًى كانَ ذَا حِلْمٍ أَصِيلٍ ونُهْيَةٍ
إِذا مَا الحُبَا مِن طائِفِ الجَهْلِ حُلَّتِ (} كالنُّهَى) ، كهُدًى، (وَهُوَ) واحِدٌ بمعْنَى العَقْلِ، و (يكونُ جَمْعَ {نُهْيَةٍ أَيْضاً) ، صرَّحَ بِهِ اللّحْياني فأَغْنى عَن التَّأْوِيلِ.
وَفِي الحديثِ: (ليَلِيَنِّي مِنْكُم أُولو الأَحْلامِ} والنُّهىَ) ، هِيَ العُقُولُ والألْبابُ.
وَفِي الكتابِ العزيزِ: {إنَّ فِي ذلكَ لآياتٍ لأُولي {النُّهى} .
(ورجُلٌ} مَنْهاةٌ) : أَي (عاقِلٌ) يَنْتَهِي إِلَى عَقْلِه.
(ونَهُوَ) الرَّجُلُ، (ككَرُمَ، فَهُوَ {نَهِيٌّ) ، كغِنِيَ، (من) قوْمٍ (} أَنْهياءَ؛ و) رجُلٌ (! نَهٍ مِن) قوْمٍ ( {نَهِينَ؛ و) يقالُ: رجُلٌ (} نِهٍ، بِالْكَسْرِ، على الإِتْباعِ) ، كلُّ ذلكَ ( {مُتنَاهِي العَقْلِ) .
قالَ ابنْ جنيَ: هُوَ قِياسُ النّحويِّين فِي حُرُوفِ الحَلْقِ كقوْلكَ فِخِذٌ فِي فَخِذ وصِعِق فِي صَعِق.
(و) يقالُ: (} نَهْيُكَ مِن رَجُلٍ) ، بِفتحٍ فسكونٍ، ( {وناهِيكَ مِنْهُ} ونَهاكَ مِنْهُ) ، أَي كافِيكَ مِن رجُلٍ، كُلّه (بمعْنًى حَسْبُ) .
قالَ الجَوْهرِي: وتَأْوِيلُه أَنّه بجدِّه وغنائِه يَنْهاكَ عَن تَطَلّبِ غيرِهِ؛ وأنْشَدَ:
هُوَ الشّيخُ الَّذِي حُدِّثْتَ عَنهُ
{نَهَاكَ الشَّيخُ مَكْرُمةً وفَخْراوهذه امرأَةٌ} ناهِيَتُك مِن امرأَةٍ تُذَكَّر وتُؤَنَّث وتُثَنَّى وتُجْمَع لأنَّه اسْمُ فاعِلٍ، وَإِذا قُلْتُ {نَهْيُك مِن رجُلٍ كَمَا تقولُ حَسْبُك مِن رجُلٍ لم تُثَنِّ وَلم تَجْمَع لأنَّه مَصْدرٌ، وتقولُ فِي المَعْرفةِ: هَذَا عبدُ اللهاِ} ناهِيكَ مِن رجُلٍ فتَنْصبُ ناهِيكَ على الحالِ.
( {والنِّهاءُ، ككِساءٍ: أَصْغَرُ مَحابِسِ المَطَرِ) . وأَصْلُه مِن} انْتِهاءِ الماءِ إِلَيْهِ: نقلَهُ الأزْهري، وَقد يكونُ جَمْعَ {نِهْيٍ كَمَا تقدَّمَ.
(و) } النِّهاءُ (من النَّهَارِ والماءِ: ارْتِفاعُهُما) ، أَمَّا {نِهاءُ النَّهارِ فارْتِفاعُه قرابَ نصْفِه، ضَبَطَه ابنُ سِيدَه بالكَسْر كَمَا للمصنّفِ، وأمَّا} نُهاءُ الماءِ فضَبَطَه الجَوْهرِي بِالضَّمِّ فتأَمَّل ذَلِك.
(و) {النِّهاءُ: (الزُّجاجُ) عامَّةً، يُمَدُّ (ويَقْصَرُ.
(أَو) النِّهاءُ: (القَوارِيرُ) ، قيلَ: لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها؛ وقيلَ: (جَمْعُ} نِهاءَةٍ) ، عَن كُراعٍ.
وَفِي الصِّحاح:! النُّهاءُ، بِالضَّمِّ، القَوارِيرُ والزُّجاجُ؛ قالَهُ ابنُ الأعْرابي؛ وأَنْشَدَ:
تَرُدُّ الحَصَى أَخْفافُهُنَّ كأَنَّما
تُكَسّرُ قَيْضٌ بَيْنها {ونُهاءُ} انْتَهَى.
زَاد غيرُهُ قالَ: وَلم يُسْمَع إلاّ فِي هَذَا البَيْتِ.
قَالَ ابنُ برِّي: وَالَّذِي رَواهُ ابنُ الْأَعرَابِي: تَرُضُّ الحَصَى، ورَواهُ {النِّهاءُ بكَسْر النونِ، قالَ: وَلم أَسْمعِ} النِّهاءَ مَكْسُور الأوّل إلاّ فِي هَذَا البَيْتِ.
قَالَ ابنُ برِّي: وروايَةُ {نِهاء بكسْرٍ النونِ جَمْعُ} نَهاةٍ للوَدْعَةِ، قالَ: ويُرْوَى بفَتْح النونِ أَيْضاً، جَمْع {نَهاةٍ وجَمْع الجِنْس، ومدَّهُ لضَرْورَةِ الشِّعْر.
قالَ: وقالَ القالِي: النُّهاءُ، بِضَم أَوَّلهِ: الزُّجاجُ، وأنْشَدَ البَيْتَ المتقدِّمَ؛ قالَ: وَهُوَ لعُتَيِّ بنِ مالِكٍ، وقَبْله:
ذَرَعْنَ بِنَا عُرْضَ الفَلاةِ وَمَا لَنا
عَلَيْهِنَّ إلاَّ وَخْدَهُن سِقاءُقُلْتُ: الَّذِي فِي كتابِ المَقْصورِ والمَمْدودِ لأبي عليَ القالِي} النَّهْيُ بالفَتْح جَمْع! نَهاةٍ، وَهِي خَرزَةٌ، ويقالُ إنَّها الوَدْعَةُ، مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ. (و) {النّهاءُ: (حَجَرٌ أَبْيَضُ أَرْخَى مِن الرُّخامِ) يكونُ بالبادِيَةِ ويُجاءُ بِهِ مِن البَحْرِ، واحِدَتُه} نِهاءَةٌ.
(و) {النِّهاءُ: (دَواءٌ) يكونُ (بالبادِيَةِ) يَتَعالجُونَ بِهِ ويَشْربُونَه.
(و) النِّهاءُ: (ضَرْبٌ من الخَرَزِ) ، واحِدَتُه} نهاءَةٌ.
( {ونَهاةُ: فَرَسُ) لاحقِ بنِ جريرٍ.
(و) } نُهَيَّةُ، (كسُمَيَّة) : ابْنةُ سعيدِ بنِ سِهْمٍ (أُمُّ وَلَدِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى) بنِ قصيَ، وَهِي أُمُّ خُوَيْلدِ بنِ أَسَدٍ المَذْكُور، جَدَّةُ السيِّدَةِ خَدِيجَة، رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا.
(و) أَيْضاً:) (أُمُّ وَلَدِ عُمَرَ بنِ الخطَّاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ) ، هِيَ أُمُّ ولدِه عبدِ الرحمانِ أبي شَحْمَة؛ قالَ الحافِظُ فِي التّبْصير: وقِيلَ هِيَ لُهَيَّةُ، باللامِ.
(و) يقالُ: (طَلَبَ حاجَةً حَتَّى {نَهِيَ عَنْهَا) ، كرَضِيَ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي؛ (أَو} أَنْهَى) عَنْهَا؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه؛ (أَي تَرَكَها: ظَفِرَ بهَا أَوْ لم يَظْفَرْ.
( {ونِهْيَا، بالكسرِ بالتَّحْريكِ) . قالَ ابنُ جنِّي: قالَ لي أَبو الوَفاءِ الأعْرابي:} نَهَيا، وحرَّكَه لمَكانِ حَرْفِ الحَلْق، قالَ: لأنَّه أَنْشَدني بَيْتاً مِن الطويلِ لَا يَتَّزِنُ إلاَّ {بنَهْيا ساكِنَه العَيْن.
قُلْتُ: لعلَّه يَعْني البَيْتَ الَّذِي يَأتي فِي} نِهْي الأكُفّ.
(ماءٌ) لكَلْبٍ فِي طريقِ الشَّامِ.
(! ونُهَاءُ مِائَةٍ، بالضَّمِّ) ؛ أَي (زُهاؤُها) ، أَي قَدْرُها، اقْتَصَرَ على الضَمّ، الجَوْهرِي ضَبَطَه بِالضَّمِّ وبالكَسْر أَيْضاً، فَهُوَ قُصُورٌ بالِغٌ.
(ودَيْرُ {نِهْيا، بِالْكَسْرِ: بِمِصْرَ) .
قُلْتُ: وَهِي قَرْيةٌ بجيزَةِ مِصْرَ ويُضافُ إِلَيْهَا سفط، وضَبَطَه ياقوتُ بفَتْح النونِ، وممَّن نُسِبَ إِلَيْهَا الإمامُ أَبُو المُهَنَّدِ مرهفُ بنُ صارم بنِ فلاحِ بنِ راشدِ الجذامي السّفطيّ} النِّهيائيُّ. قالَ المُنْذري: كَتَبْتُ عَنهُ شَيْئا من شِعْرِه وشِعْرِ غيرِه، تُوفي سنة 634.
( {ونُهىً، كَهُدًي: ة بالبَحْرَيْنِ) . وقالَ ياقوتُ: هِيَ بينَ اليَمامَة والبَحْرَيْن لبَني الشعيراء، غيْرَ أنَّه ضَبَطَه بكسْرٍ فسكونٍ وَهُوَ الصَّوابُ.
(} والتِّنْهاةُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُرَدُّ بِهِ وَجْهُ السَّيْلِ مِن تُرابٍ ونحوِهِ) ، والتاءُ فِي أَوَّلهِ زائِدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
نَفْسٌ نَهاةٌ: أَي {مُنْتَهيةٌ عَن الشيءِ.
} وتَناهَوْا عَن الأَمْرِ وَعَن المُنْكَرِ: {ونَهَى بعضُهم بَعْضًا. وَقَوله تَعَالَى: {كَانُوا لَا} يَتَناهَوْنَ عَن مُنْكَرٍ فَعَلُوه} ؛ قد يجوزُ أَنْ مَعْناه لَا {يَنْتَهُونَ.
} ونَهَّاهُ {تَنْهِيةً بمعْنَى} نَهاهُ {نَهْياً، شُدِّدَ للمُبالَغَةِ؛ وَمِنْه قولُ الفَرَزْدق:
} فنَهَّاكَ عَنْهَا مُنْكَرٌ ونَكِيرُ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَفِي حديثِ قِيامِ الساعَةِ: هُوَ قُرْبةٌ إِلَى اللهاِ {ومَنْهاةٌ عَن الآثامِ) ، أَي حالَةٌ مِن شأْنِها} تَنْهى عَن الإثْم، وَهِي مَفْعَلة مِن {النّهْي، والميمُ زائِدَةٌ.
} والناهِي {والنّاهِيَةُ: مَصْدرانِ، يقالُ: مالَهُ} ناهِيَةٌ، أَي {نَهْيٌ؛ ويقالُ: مَا} يَنْهاهُ عنَّا {ناهِيَةٌ، أَي مَا يَكُفَّه عنَّا كافَّةٌ.
وقالَ ابنْ شُمَيْل:} اسْتَنْهَيْتُ فلَانا عَن نَفْسِه فأبَى أَنْ {يَنْتهِيَ عَن مَساءَتِي؛} واسْتَنْهَيْتُ فلَانا من فلانٍ: إِذا قُلْتُ لَهُ {انْهَهُ عنِّي.
وَفِي الأساس: رَوَى بَنُو حنيفَةَ أَهاجيَّ الفَرَزْدقِ فِي جريرٍ فأحْفظُوه} فاسْتَنْهاهُم، أَي قالَ: {انْتَهُوا.
وجَمْعُ} النَّاهي {نُهاةٌ، كرامٍ ورُماةٍ.
وقالَ الكِلابيُّ: يقولُ الرَّجلُ للرَّجلِ: إِذا ولِيتَ وِلايَةً فإنْه أَي كُفَّ عَن القَبِيح، قالَ:} وانْه، بكسْرِ الهاءِ، بمعْنَى {انْتَهِ، قالَ: وَإِذا وقفَ} فانْهِهْ، أَي كُفَّ.
وفلانٌ يَرْكبُ {المَنَاهِي: أَي يَأْتِي مَا نُهِيَ عَنهُ.
} وأَنْهَى الرَّجُلُ: انْتَهَى.
وَفِي الحديثِ: ذكر سِدْرَة {المُنْتَهَى، وَهُوَ مُفْتَعَل مِن} النِّهايَةِ، أَي {يُنْتَهَى ويُبْلَغ بالوُصول إِلَيْهَا فَلَا يتجاوَزُ.
} وتنَاهَى الماءُ: إِذا وَقَفَ فِي الغدِيرِ وسَكَنَ، نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأنْشَدَ للعجَّاج:
حَتَّى! تَناهَى فِي صَهارِيجِ الصَّفا خالَطَ سَلْمَى خَياشِيمَ وَفا {وتَناهَى الخَبَرُ} وانْتَهَى: أَي بَلَغَ.
وبَلَغْتُ {مَنْهَى فلانٍ} ومَنْهاتَه، يُفْتحانِ ويُكْسَرانِ عنِ اللّحْياني.
{ونَهِيَ الرَّجُلُ مِن اللَّحْمِ، كَرَضِيَ،} وأَنْهَى إِذا اكْتَفَى مِنْهُ وشَبِعَ، وَمِنْه قولُ الشَّاعرِ:
{يَنْهَوْنَ عَن أكْلٍ وعَن شُرْبِأَي: يَشْبَعُونَ ويَكْتَفونَ.
وَقَالَ الآخَرُ:
لَوْ كانَ مَا واحِداً، هَواكِ لقَدْ
أَنْهَى ولكنْ هَواكِ مُشْتَرَك ُوهم} نِهاءُ مِائَةٍ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ فِي الضَّم عَن الجَوْهرِي.
{والنَّهاةُ، كحَصاةٍ: الوَدْعَةُ، جَمْعُها} النّهَى، عَن القالِي.
وحَوْلَه من الأصْواتِ {نُهْيَةٌ: أَي شُغْلٌ.
وذهَبَتْ تمِيمُ فَلَا تُسْهى ولاَ} تُنْهَى، أَي لَا تُذْكَر.
{ونِهْيٌ، بالكسْر: اسْمُ ماءٍ؛ عَن ابْن جنِّي نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وَقَالَ ياقوتُ: رأَيْتُ بينَ الرّصَافَةِ والقَرْيَتَيْن مِن طرِيقِ دِمَشْق على البرِيَّة بلْدَةً ذاتَ آثارٍ وعمارَةٍ وفيهَا صَهارِيجُ كثيرَةٌ وليسَ عنْدَها عَيْنٌ وَلَا نَهْرٌ يقالُ لَهَا} نِهْيا، بِالْكَسْرِ، وذَكَرَها أَبُو الطيِّبِ فقالَ:
وَقد نَزَحَ الغُوَيْر فَلَا غُوَيْر
! ونِهْيا والنّبِيضَة والجفار {ونِهْيا زَبَابٍ: ماءآنِ بدِيارِ الضّبابِ بالحِجازِ، وَفِيهِمَا يقولُ الشاعرُ:
بِنُهْيَ زبابٍ نقضي مِنْهَا لُبانةً
فقد مَرَّ رأْسُ الطَّيْرِ لَوْ تَرَيان} ِونِهْيُ ابْن خالدٍ: باليَمامَةِ.
ونِهْيُ تُرْبَةٍ: مَوْضِعٌ آخَرُ وَهُوَ المَعْروفُ بالأخْضَرِ.
ونِهْيُ غُرابٍ: قليبٌ بينَ العَبامة والعُنابة فِي مُسْتَوى الغوْطَةِ، قالَهُ أَبو محمدَ الأَسْوَد الأعْرابي، وَبِه فَسّر قَوْل جامِعِ بنِ عَمْرِو بنِ مُرْخِيَةَ:
وموقدها {بالنِّهي سوقٌ ونارُها
بذاتِ المَواشِي أَيما نَار مصطلي} ونِهْيُ الأكُفِّ، بِكَسْر فَفتح: مَوْضِعٌ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
وَقَالَت تَبَيّنْ هَل ترى بَين ضارج
{ونِهْيِ الأَكفّ صَارِخًا غير أعجماونِهْيُ الزَّوْلةِ، بالكسْر: قَرْيةٌ بالبَحْرَيْنِ، غَيْرِ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ.
} ونَهِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: مَوْضِعٌ؛ كلُّ ذلكَ عَن ياقوت.
ونَهَوْتُ: لُغَةٌ فِي {نَهَيْتُ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وقالَ ابنُ الأعْرابي:} النَّاهِي الشَّبْعانُ الرّيَّانُ؛ يقالُ: شَرِبَ حَتَّى {نَهِي} وأَنْهَى {ونَهَى.

ومِن الأوّل لم يأْتِ إلاَّ وَاو كَمَا سَيَأْتي.

نهي


نَهِيَ(n. ac. نَهًى [ ])
a. see supra
(c)

نهي: النَّهْيُ: خلاف الأَمر. نَهاه يَنْهاه نَهْياً فانْتَهى وتناهى:

كَفَّ؛ أَنشد سيبويه لزياد بن زيد العذري:

إذا ما انْتَهى عِلْمي تناهَيْتُ عندَه،

أَطالَ فأَمْلى، أَو تَناهى فأَقْصَرا

وقال في المعتل بالأَلف: نَهَوْته عن الأَمر بمعنى نَهيْته. ونَفْسٌ

نَهاةٌ: منتهية عن الشيء. وتَناهَوْا عن الأَمر وعن المنكر: نَهى بعضهم

بعضاً. وفي التنزيل العزيز: كانوا لا يَتَناهَوْنَ عن مَنْكَرٍ فعلوه؛ وقد

يجوز أَن يكون معناه يَنْتَهُونَ. ،ونَهَيْته عن كذا فانْتَهى عنه؛ وقول

الفرزدق:

فَنَهَّاكَ عنها مَنْكَرٌ ونَكِيرُ

إنما شدَّده للمبالغة. وفي حديث قيام الليل: هو قُرْبةٌ إلى الله

ومَنْهاةٌ عن الآثام أَي حالة من شأْنها أَن تَنْهى عن الإِثم ، أَو هي مكان

مختص بذلك، وهي مَفْعَلة من النَّهْيِ، والميم زائدة؛ وقوله:

سَمَيَّةَ وَدِّعْ، إنْ تجَهزْتَ غادِيا،

كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْءِ ناهِيا

فالقول أَن يكون ناهياً اسمَ الفاعل من نَهَيْتُ كساعٍ من سَعَيْتُ

وشارٍ من شَرَيْت، وقد يجوز مع هذا أَن يكون ناهياً مصدراً هنا كالفالجِ

ونحوه مما جاء فيه المصدر على فاعِل حتى كأَنه قال: كفى الشيب والإسلام

للمرء نَهْياً ورَدْعاً أَي ذا نَهْيٍ، فحذف المضاف وعُلِّقت اللام بما يدل

عليه الكلام، ولا تكون على هذا مَعَلَّقة بنفس الناهي لأَن المصدر لا

يتقدم شيء من صلته عليه، والاسم النُّهْيَةُ. وفلان نَهيُّ فلان أَي يَنْهاه.

ويقال: إنه لأَمُورٌ بالمعروف ونَهُوٌّ عن المنكر، على فعول. قال ابن

بري: كان قياسه أَن يقال نَهيٌّ لأَن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق

الأَوّل بالسكون قلبت الواو ياء ، قال: ومثل هذا في الشذوذ قولهم في جمع فَتًى

فُتُوٌّ. وفلان ما له ناهِيةٌ أَي نَهْيٌ. ابن شميل: استَنْهَيْتُ

فلاناً عن نفسه فأَبى أَن يَنْتَهِيَ عن مَساءَتي. واستَنْهَيْتُ فلاناً من

فلان إذا قلتَ له انْهَهْ عنِّي. ويقال: ما يَنْهاه عَنَّا ناهِيةٌ أَي ما

يَكُفُّه عنا كافَّةٌ. الكلابي: يقول الرجل للرجل إذا وَلِيتَ وِلاية

فانْهِ أَي كُفَّ عن القَبيحِ، قال: وانه بمعنى انْتَهِ، قاله بكسر الهاء،

وإذا وقف قال فانْهِهْ أَي كُفَّ. قال أَبو بكر: مَرَرْت برجل

(*قوله«أبو بكر مررت برجل إلخ» كذا في الأصل ولا مناسبة له هنا.) كَفاكَ به، ومررت

برجلين كفاك بهما، ومررت برجال كفاك بهم، ومررت بامرأَة كفاك بها،

وبامرأَتين كفاك بهما، وبنسوة كفاك بهنَّ، ولا تُثَنِّ كفاك ولا تجمعه ولا

تؤنثه لأَنه فعل للباء. وفلان يَرْكَبُ المَناهِيَ أَي يأْتي ما نُهِيَ

عنه.والنُّهْيَةُ والنِّهاية: غاية كل شيء وآخره، وذلك لأَن آخره يَنْهاه عن

التمادي فيرتدع؛ قال أَبو ذؤيب:

رَمَيْناهُمُ، حتى إذا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ،

وعادَ الرَّصيعُ نُهْيَةً للحَمائِل

يقول: انْهَزَموا حتى انقلبت سيوفُهن فعاد الرَّصِيعُ على حيث كانت

الحمائل، والرصيعُ: جمع رصيعة، وهي سَيْرٌ مضفور، ويروى الرُّصُوع، وهذا

مَثَلٌ عند الهزيمة. والنُّهْيَةُ: حيث انتهت إليه الرُّصُوع، وهي سيور

تُضْفَرُ بين حِمالة السيف وجَفْنِه. والنِّهايةُ: كالغاية حيث يَنْتَهِي

إليه الشيء ، وهو النِّهاء، ممدود. يقال: بلَغَ نِهايَتَه. وانْتَهَى الشيءُ

وتَناهَى ونَهَّى: بلغ نِهايَتَه؛ وقول أَبي ذؤيب:

ثم انْتَهَى بَصَري عنهم ، وقد بلغوا،

بَطْنَ المَخِيمِ، فقالوا الجَوّ أَوْ راحوا

أَراد انقطع عنهم، ولذلك عدَّاه بعن. وحكى اللحياني عن الكسائي: إِليك

نَهَّى المَثَلُ وأَنْهَى وانْتَهَى ونُهِّي وأُنْهِي ونَهَى، خفيفة، قال:

ونَهَى خفيفة قليلة، قال: وقال أَبو جعفر لم أَسمع أَحداً يقول

بالتخفيف. وقوله في الحديث: قلت يا رسول الله هل من ساعةٍ أَقْرَب إِلى الله؟

قال: نَعَمْ جوفُ الليل الآخِرُ فَصَلِّ حتى تُصبِح ثم أَنْهِهْ حتى تطلع

الشمس؛ قال ابن الأَثير: قوله أَنْهِهْ بمعنى انْتَه. وقد أَنْهَى الرجلُ

إِذا انْتَهَى، فإِذا أَمرت قلت أَنْهِهْ، فتزيد الهاء للسكت كقوله تعالى:

فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه؛ فأَجرى الوصل مُجرَى الوقف. وفي الحديث ذكر

سِدْرة المُنْتَهى أَي يُنْتَهى ويُبْلَغ بالوصول إِليها ولا تُتجاوز، وهو

مُفْتَعَلٌ من النِّهاية الغاية. والنهاية: طَرَفُ العِران الذي في أَنف

البعير وذلك لانتهائه. أَبو سعيد: النِّهاية الخشبة التي تُحْمل عليها

الأَحمال، قال: وسأَلت الأَعراب عن الخشبة التي تدعى بالفارسية باهوا،

فقالوا: النِّهايتَانِ والعاضِدَتانِ والحامِلَتان. والنَّهْي والنِّهْي:

الموضع الذي له حاجز يَنْهَى الماء أَن يَفِيض منه، وقيل: هو الغديِر في لغة

أَهل نجد؛ قال:

ظَلَّتْ بِنِهْي البَرَدانِ تَغْتَسِلْ،

تَشْرَبُ منه نَهِلاتٍ وتَعِلُّ

وأَنشد ابن بري لمَعْن بن أَوس:

تَشُجُّ بِيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ،

كأَنَّ لها بَوًّا بِنَهْيٍ تُغاوِلُهْ

والجمع أَنْهٍ وأَنْهاءٌ ونُهِيٌّ ونِهاء؛ قال عديّ بن الرِّقاع:

ويَأْكُلْنَ ما أَغْنَى الوَليُّ فَلْم يُلِتْ،

كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا

وفي الحديث: أَنه أَتَى على نِهْيٍ من ماء؛ النِّهْيُ، بالكسر والفتح:

الغدير وكل موضع يجتمع فيه الماء. ومنه حديث ابن مسعود: لو مَرَرْتُ على

نِهْيٍ نصفُه ماءٌ ونصفُه دَمٌ لشربتُ منه وتوضأْت. وتناهَى الماءُ إِذا

وقف في الغدير وسكن؛ قال العجاج:

حتى تناهَى في صَهارِيج الصَّفا،

خالَطَ من سَلْمَى خَياشِمَ وَفا

الأَزهري: النِّهيُ الغدير حيث يَتَحيَّر السيلُ في الغدير فيُوسِعُ،

والجمع النِّهاء، وبعض العرب يقول نِهْيٌ، وبعضٌ يقول تَنْهِيَةٌ.

والنِّهاء أَيضاً: أَصغر مَحابِس المطر وأَصله من ذلك.

والتَّنْهاةُ والتَّنْهِيَةُ: حيث يَنْتَهِي الماءُ من الوادي، وهي أَحد

الأَسماء التي جاءت على تَفْعِلة، وإِنما باب التَّفْعِلة أَن يكون

مصدراً، والجمع التَّناهِي. وتَنْهِيةُ الوادي: حيث يَنْتَهِي إِليه الماءُ

من حروفه. والإِنهاء: الإِبلاغ. وأَنْهَيْتُ إِليه الخَبَر فانْتَهى

وتَناهَى أَي بلَغ. وتقول: أَنْهَيْتُ إِليه السهم أَي أَوصلته إِليه.

وأَنْهَيْتُ إِليه الكتابَ والرِّسالة. اللحياني: بَلَغْتُ مَنْهَى فلان

ومَنْهاتَه ومُنْهاه ومُنْهاتَه. وأَنْهَى الشيءَ: أَبلغه.

وناقة نَهِيَّةٌ: بلغت غاية السِّمَن، هذا هو الأَصل ثم يستعمل لكل سمين

من الذكور والإِناث، إِلا أَن ذلك إِنما هو في الأَنْعام؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِيِّ

مِن الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِّ

وحكي عن أَعرابي أَنه قال: والله لَلْخُبْزُ أَحبُّ إِليَّ من جَزُورٍ

نَهِيَّة في غداة عَرِيَّة. ونُهْيَةُ الوَتِد: الفُرْضَةُ التي في رأْسه

تَنْهَى الحبلَ أَن يَنْسلخ. ونُهْية كل شيء: غايَته. والنُّهَى:

العَقْل، يكون واحداً وجمعاً. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ في ذلك لآياتٍ لأُولي

النُّهَى. والنُّهْيَةُ: العقل، بالضم، سميت بذلك لأَنها تَنْهَى عن

القبيح؛ وأَنشد ابن بري للخَنساء:

فَتًى كان ذا حِلْمٍ أَصِيلٍ ونُهْيَةٍ،

إِذا ما الحُبَا مِن طائِفِ الجَهْل حُلَّتِ

ومن هنا اختار بعضهم أَن يكون النُّهَى جمع نُهْيةٍ، وقد صرح اللحياني

بأَن النُّهَى جمع نُهْيَة فأَغْنَى عن التأْويل. وفي الحديث:

لِيَلِيَنِّي منك أُولو الأَحلام والنُّهَى؛ هي العقول والأَلباب. وفي حديث أَبي

وائل: قد عَلِمْتُ أَن التَّقِيَّ ذو نُهْيَةٍ أَي ذو عقل. والنِّهاية

والمَنْهاة: العقل كالنُّهْية. ورجل مَنْهاةٌ: عاقلٌ حَسَنُ الرأْي؛ عن أَبي

العميثل. وقد نَهُو ما شاء فهو نَهِيٌّ، من قوم أَنْهِياء: كل ذلك من

العقل. وفلان ذو نُهْيةٍ أَي ذو عقل يَنْتَهِي به عن القبائح ويدخل في

المحاسن. وقال بعض أَهل اللغة: ذو النّهُيةِ الذي يُنْتَهَى إِلى رأْيه وعقله.

ابن سيده: هو نَهِيٌّ من قوم أَنْهِياء، ونَهٍ من قوم نَهِينَ، ونِهٍ على

الإِتباع، كل ذلك مُتَناهي العقل؛ قال ابن جني: هو قياس النحويين في

حروف الحلق، كقولك فِخِذ في فَخِذ وصِعِق في صَعِق، قال: وسمي العقل نُهْيةً

لأَنه يُنْتَهى إِلى ما أَمَر به ولا يُعْدى أَمْرُه.

وفي قولهم: ناهِيكَ بفلان معناه كافِيكَ به، من قولهم قد نَهيَ الرجلُ

من اللحم وأَنْهَى إِذا اكْتَفى منه وشَبِع؛ قال:

يَمْشُونَ دُسْماً حَوْلَ قُبَّتِهِ،

يَنْهَوْنَ عن أَكْلٍ وعَنْ شُرْب

فمعنى يَنْهَوْن يشبعون ويكتفون؛ وقال آخر:

لَوْ كانَ ما واحِداً هَواكِ لقدْ

أَنْهَى، ولكنْ هَواكِ مُشْتَرَكُ

ورجل نَهْيُكَ مِن رجل، وناهِيك من رجل، ونَهاكَ من رجلٍ أَي كافيك من

رجل، كلُّه بمعنى: حَسْب، وتأْويله أَنه بجِدِّه وغَنائه يَنْهاكَ عن

تَطَلُّب غيره؛ وقال:

هو الشَّيخُ الذي حُدِّثْتَ عنهُ،

نَهاكَ الشَّيْخُ مَكْرُمةً وفَخْرا

وهذه امرأَةٌ ناهِيَتُك من امرأَة، تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع لأَنه اسم

فاعل، وإِذا قلت نَهْيُك من رجل كما تقول حَسْبُك من رجل لم تثن ولم تجمع

لأَنه مصدر.وتقول في المعرفة: هذا عبدُ الله ناهِيَك من رجل فتنصبه على

الحال.

وجَزُورٌ نَهِيَّةٌ، على فَعِيلة، أَي ضخمة سمينة. ونِهاءُ النها:

ارتفاعُه قرابَ نصف النهار. وهم نُهاءُ مائة ونِهاء مائة أَي قدر مائة كقولك

زُهاء مائة. والنُّهاء: القوارير

(* قوله« والنهاء القوارير وقوله والنهاء

حجر إلخ» هكذا ضبطا في الأصل ونسخة من المحكم، وفي القاموس: انهما

ككساء.) ، قيل: لا واحد لها من لفظها، وقيل: واحدته نَهاءَةٌ؛ عن كراع، وقيل:

هو الزُّجاج عامة؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرُضُّ الحَصى أَخْفافُهُنَّ كأَنما

يُكَسَّرُ قَيْضٌ، بَيْنها، ونُهاءُ

قال: ولم يسمع إِلا في هذا البيت. وقال بعضهم: النُّها الزجاج، يمدّ

ويقصر، وهذا البيت أَنشده الجوهري: تَرُدُّ الحصى أَخفافُهن؛ قال ابن بري:

والذي رواه ابن الأَعرابي تَرُضُّ الحصى، ورواه النِّهاء، بكسر النون،

قال: ولم أَسمع النِّهاء مكسور الأَول إِلا في هذا البيت؛ قال ابن بري:

وروايته نِهاء، بكسر النون، جمع نَهاة الوَدْعة، قال: ويروى بفتح النون

أَيضاً جمع نَهاة، جمع الجنس، ومدّه لضرورة الشعر. قال: وقال القالي النُّهاء،

بضم أَوله، الزجاج، وأَنشد البيت المتقدّم، قال: وهو لعُتَيّ بن ملك؛

وقبله:

ذَرَعْنَ بنا عُرْضَ الفَلاةِ، وما لَنا

عَلَيْهِنَّ إِلاَّ وَخْدَهُن سِقاء

والنُّهاء: حجر أَبيض أَرخى من الرُّخام يكون بالبادية ويُجاء به من

البحر، واحدته نُهاءةٌ. والنُّهاء: دواء

(* قوله« والنهاء دواء» كذا ضبط في

الأصل والمحكم، وصرح الصاغاني فيه بالضم وانفرد القاموس بضبطه بالكسر.)

يكون بالبادية يتعالجون به ويشربونه. والنَّهى: ضرب من الخَرَز، واحدته

نَهاةٌ. والنَّهاة أَيضاً: الودْعَة، وجمعها نَهًى، قال: وبعضهم يقول

النِّهاء ممدود. ونُهاء الماء، بالضم: ارتفاعه. ونَهاةُ: فرس لاحق بن

جرير.وطلب حاجةً حتى أَنْهى عنها ونَهِيَ عنها، بالكسر، أَي تركها ظَفِرَ بها

أَو لم يَظْفَر. وحَوْلَه من الأَصوات نُهْيَةٌ أَي شُغْلٌ. وذهبَتْ

تميم فما تُسْهى ولا تُنْهى أَي لا تُذكر.

قال ابن سيده: ونِهْيا اسم ماء؛ عن ابن جني، قال: وقال لي أَبو الوفاء

الأَعرابي نَهَيا، وإِنما حرَّكها لمكان حرف الحلق قال لأَنه أَنشدني

بيتاً من الطويل لا يَتَّزِنُ إِلاّ بنَهْيا ساكنة الهاء، أَذكر منه: إِلى

أَهْلِ نَهْيا، والله أَعلم.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.